مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية...

Preview:

Citation preview

IUGJEPS

Vol 29, No 3, 2021, pp 905 - 932 ISSN 2410-3152 سالمية للدراسات التربوية والنفسية مجلة الجامعة اإل

905

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

( 2020-09-27)تاريخ قبول النشر (،2020-07-21)تاريخ اإلرسال

https://doi.org/10.33976/IUGJEPS.29.3/2021/41

مكانة الفروق الفردية االجتماعية :اسم الباحث

في النظرية التربوية اإلسالمية

ةوالنظريات الغربي

جرادات نجيب عبد الرزاقد.

: اسم الجامعة والبلد 1

االلكتروني للباحث املرسل: البريد *

E-mail address:

واملقدسات والشؤون األوقاف رةوزا -مسجد إمام األردن -اإلسالمية

abdalrazzaqj@gmail.com

امللخص:إلى التعرف الدراسة اإلسالمية هدفت التربوية النظرية يف االجتماعية الفردية الفروق مكانة

ما موقف سؤال الرئيس: " ولتحديد مشكلة الدراسة واإلجابة عن أسئلتها املتفرعة من ال، والنظريات الغربية الفرو التربية االجتمااإلسالمية من الفردية الغربية؟ق االجتماع علم مقارنة مع نظريات الباحث عية اتبع ."

املقارن التحليلي االستنباطي أن املنهج إلى الدراسة وتوصلت را، اإلسالمية الفردية التربية الفروق عت ال حفظت الفردي الجانب فمن طريفواالجتماعية، بين العدل يف املتمثل ورو قوام اإلنسان حه، مادية

جعل ىلع الفعالية وعملت فيه جعلت ماديته جهة ومن تعالى، بالله روحه جهة من موصوال اإلنسان الشمولية ربوي اإلسالمي بمرجعيته الدينية يتميز الفكر الت، ف والقدرة ىلع تعمير األرض وفق املنهج الرباني

ينية تتميز بتوحد األفكار تربية والعلوم الديئة القائمة ىلع الفالبالعاقل، عو إلى بناء الفردالتي تد الثابتة، . التشتت باالتجاهات، وهذا ما تفتقر إليه النظريات الغربيةووتحول دون التفرقة

.النظريات الغربية، ية التربوية اإلسالميةرالنظ ، ة االجتماعيةالفروق الفردي كلمات مفتاحية:

The status of individual social differences in Islamic educational theory and Western theories

Abstract:

The study aimed to identify the status of individual social differences in Islamic educational theory and

Western theories, and to identify the problem of the study and answer its branching questions from the main

question: "What is the position of Islamic education on individual social differences compared to the theories

of Western sociology?". The researcher uses the deductive analytical approach, The results study shows that

Islamic education took into account the individual and social differences. On the individual side, it preserved

the strength represented in justice between the two sides of human materialism and spirit, and worked to

make the person connected from the side of his soul to God Almighty, and from the material aspect it made

effectiveness and ability to reconstruct the land according to the Lord’s approach, Islamic educational

thought is distinguished by its fixed and comprehensive religious reference, which calls for the construction

of the sane individual. The environment based on education and religious sciences is characterized by the

unification of ideas and prevents the dispersion of dispersal attitudes, and this is what Westerntheories lack.

Keywords: Individual social differences, Islamic educational theory, Western theories.

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

906

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

: المقدمةا المجتمعات بعدد من المجتمع اإلسالمي عن غيره من البشرية مجتمعا يتميز لم تعرف لسمات تجعله بحق مجتمعا فريدا

نموذ ليكون الحميدة، السمات هذه ثناياه في جمع حيث المميز ج مثله، الطابع أن إذ البشر، بني من العقالء عند به يحتذى ا أخرج أمة يمثل خير أنه المسلم تعالى: للمجتمع للناس، قال أخرجت "ت أمة خير بالمع كنتم تأمرون للناس عن وتنهون روف

نهم المؤمنون وأكثرهم خيرا لهم الكتاب لكان ل ولو آمن أه المنكر وتؤمنون بالل ، وما جاءت هذه [110آل عمران: ] "الفاسقون م منهج فريد نزل من فوق سبع سموات، متمثال ذلك في كتاب هللا العزيز الحكيم، إذ يجعل إتباعت من الخيرية من عبث، وإنما جاء

بانتهاجها لمسلكها القويم ن تلك األمة أمة مترابطة، متماسكة تنضبط من خالله مسيرة حياتها، وتصلح أحوالها مذلك المنهج الرباني في ربانية اإلسالمية، بالتربية شخصيتها بمقتضاها،وتصاغ والعمل تطبيقها، في واقعية وأهدافها، غايتها في إنسانية مصدرها

اعوجاج سية واالقتصادية واالجتماعية...، كاملة لكل جوانب الشخصية الفردية، متوازنة ال اشاملة لكل مناحي الحياة اإلنسانية والسيلنظرية والتطبيق، فكانت بحق تربية تكسب المجتمع اإلسالمي فيها وال خلل، صممت بين المادة والروح، بين الدنيا واآلخرة، بين ا

.(1)العطاء والسيادة والبقاءو التميز الذي يح المجتمع على هويته وخصوصياإن فكان فظ بدينه وقيمه، التمسك على أفراد مجتمعه الذي يربي المجتمع ته هو

من حيث إنسانيته، فيوفر الكرامة ابتداء لقوله تربيتهفينطلق في المجتمع اإلسالمي هو المثال لذلك المجتمع الفاضل، يبدأ باإلنسانمنا ب " تعالى: لناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال ناهم في البر ني آدم وحمل ولقد كر بات وفض : اإلسراء] " والبحر ورزقناهم من الطي

بعين مدركا، مع األخذن دينه وعقله وماله وعرضه، ثم يربيه وفق المنهج الرباني الصحيح، فيكون فردا متميزا واعيا يصو قيم [70وإن اتفقت هذه -مادة وروح –سالم لم ينظر إلى اإلنسان على أنه آلة صماء، وإنما نظر إليه وفق أصل خلقته االعتبار أن اإل

ن هناك مفارقات بين إنسان وإنسان من حيث الحاجات والرغبات والمشاعر، فتميزت التربية اإلسالمية الخلقة مع جميع البشر، إال أمنهج الذي تقوم عليه التربية اإلسالمية استطاعت أن تستوعب تلك االحتياجات المتغايرة أ في االعتبار، وبالدفي أخذها لهذا المب

ا في أصل الخلقة لكن جعل هللا تعالى لكل إنسان قدرات وصفات تختلف عن والمختلفة. فالناس كلهم من آدم وآدم من تراب، هذأ بين التكامل ليتم فيكون اآلخر، المجتمع وب فراد متماسكا هذا مجتمعا هللا خلق أجلها من التي لألرض العمارة تحقيق التالي

. (2)اإلنسانة، فمن الجانب الفردي حفظت القوام المتمثل في العدل بين من هنا راعت التربية اإلسالمية جانبي الفروق الفردية واالجتماعي

الى، ومن جهة ماديته جعلت فيه الفعالية من جهة روحه باهلل تع جعل اإلنسان موصوال دية اإلنسان وروحه، وعملت على طرفي ماذلك من له الممكنة الجسمية قدراته من ينمي بما الرباني، المنهج وفق األرض تعمير على المجتمع ، والقدرة يعصم ما ولعل

كيزة من عن المنكر والذي هو ر مر بالمعروف والنهي اإلسالمي من التفكك واالنهيار على مستوى األفراد والجماعات هو مبدأ األالمنكر التآمر بالمعروف والتناهي عن الفروق اإليمانية بين األفراد والجماعات، فجعلت من التي تراعي التربية اإلسالمية ركائز

الحق إلى طريق الزلل والعودة للعصمة من لعلم اال، قاعدة أساسية الحديثة النظريات التفاعل االجتماعي في أنماط تماع جومن األفراد والجماعات وهو النزاع حول القيم والسعي من أجل المكانة الصراع االجتماعي الذي يصدر عن تناقض وتضارب القيم بين

)3(.يهدف األضداد إلى تحييد أعدائهم أو القضاء عليهم والقوة والموارد النادرة حيثا على طارئة حالة االجتماعي الصراع يعد اإلسالمي النظام تدعي لوفي كما له، مالزمة صفة وليس االجتماعي، نظام

االجت االجتماعية النظرية الحياة جوهر الصراع تعد أنها إذ الحديثة ماركس –ماعية يدعي بق -كما تأسست العالقات وعليه ية

.10، ص1989نهضة المصرية، القاهرة، كتبة اللطفي، بركات أحمد، التربية والتنمية، م ( 1) .278، ص 2006النظرية التربوية اإلسالمية، الطبعة األولى، دار الهادي، لبنان، مدن، يوسف، التعلم والتعليم في ( 2) .82، ص1979تاب، القاهرة، غيث، محمد عاطف، قاموس علم االجتماع، الهيئة المصرية العامة للك ( 3)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

907

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

وي اإلسالمي الوسيط بفي الغالب بدوافع المصالح والمنافع، في حين في النموذج التر والتفاعالت االجتماعية، التي تكون محكومة )4(.ي عملية تربوية إلزالتها"ال يمكن عد الصراع إال حالة مرضية تستدع

وأسئلتها مشكلة الدراسةهذه النظرة مع نظريات علم ة االجتماعية ومقارنةربية اإلسالمية من الفروق الفرديمشكلة الدراسة في بيان موقف الت تتمثل

جتمعات اإلسالمية له أسبابه ومظاهره وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، األمر الذي بير في المكالشرخ ال أناالجتماع الغربية، إذ العصمة إلى تطبيقه يؤدي الذي المنهج التماس ضرورة إلى زيادة أدى إلى تؤدي التي الخطيرة االجتماعية المزالق الوهن من

، لحينيز الحكيم وفي سنة نبينا صلى هللا عليه وسلم وسيرة السلف الصاز والتفكك االجتماعي. ويكمن ذلك المنهج في كتاب هللا العاإلو التربية في االجتماعية الفردية بالفروق للتعريف الحالي الموضوع اختيار جاء الحديثة عليه االجتماعية والنظريات سالمية

)دراسة مقارنة(. وتكمن مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:

ة من الفروق الفردية االجتماعية مقارنة مع نظريات علم االجتماع الغربية؟بية اإلسالمير ما موقف الت اآلتية:ويتفرع عنه األسئلة الفرعية

ماع؟ التربية اإلسالمية وعلم االجت ما مفهوم الفروق االجتماعية في .1 المؤثرة على الفروق الفردية؟ما العوامل .2 ما خصائص الفروق الفردية؟ .3 في الفكر التربوي اإلسالمي؟روق الفردية فما مكانة ال .4 ؟نظريات علم االجتماعما مكانة الفروق الفردية في .5 ؟الفروق االجتماعية في التربية اإلسالمية مراعاةما مظاهر .6 االجتماع؟ نظريات علم في الفروق االجتماعية مراعاة مظاهر ما .7

أهداف الدراسة تهدف الدراسة إلى:

اإلسالمية وعلم االجتماع. االجتماعية في التربية التعريف بمفهوم الفروق .1 . العوامل المؤثرة على الفروق الفرديةبيان .2 خصائص الفروق الفردية. بيان .3 .علم االجتماع نظرياتو ميي الفكر التربوي اإلسالمكانة الفروق الفردية فالكشف عن .4مظاهر .5 ي مراعاةبيان وما اإلسالمية التربية في االجتماعية مظاهر قالفروق من االجتماعية مراعاةابلها الفروق

نظريات علم االجتماع الحديث. : الدراسةأهمية

يتوقع من الدراسة أن تفيد الجهات اآلتية: تربية اإلسالمية ونظريات علم االجتماع. الفروق االجتماعية في الإفادة الباحثين بمفاهيم .1 ة في التربية اإلسالمية من خالل المقارنة.عيتزويد المكتبة العلمية بمفهوم جديد للفروق االجتما .2ية لفروق الفردية واالجتماعإفادة مخططي المناهج في وزارة التربية والتعليم في وضع أسس عادلة قائمة على مراعاة ا .3

واكبة التطورات والمستجدات.في المجتمع المسلم وم

.52، ص2009والشرعية، دار السالم للطباعة والنشر، القاهرة، لواني، طه جابر، نحو إعادة بناء علوم األمة االجتماعية نى والعأبو الفضل، م ( 4)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

908

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

التعليم .4 والوسائل التدريسية األساليب وتعديل تطوير في القدرات يةاإلسهام ومراعاة التربوي، العدل مع لتتناسب لطلبة. واالستعدادات لدى ا

حتاجين.ع الضعفاء والفقراء والمة فعاليتها في التعامل ماإلسهام في تطوير سياسات وزارة التنمية االجتماعية وزياد .5الفرص التعليمية في فؤمؤسسات المجتمع المحلي في مضاعفة جهودهم للوصول إلى التكافل االجتماعي وتكا إفادة .6

المجتمع. : الدراسةمحددات

بين االجتماعية الفردية للفروق عقد مقارنة الدراسة على اإلسالميةاقتصرت هذه االجتماع التربية االشتراكية والنظريات ية .هوم والمظاهر والمرتكزات واآلثارمن حيث المف والرأسمالية

:الدراسات السابقة وفقا للتسلسل الزمني من األحدث إلى األقدم ما يلي: الدراسات وجاء من أبرزها من تم االطالع على مجموعة

(5) "والتربية اإلسالمية العدالة االجتماعية في الفلسفات التربوية المعاصرة" 2019العتيبي: دراسةاستخدم الباحث ة اإلسالميةربيالكشف عن مفاهيم العدالة االجتماعية في الفلسفات التربوية المعاصرة والتإلى الدراسةهدف

المقارن الدراسةوكانت المنهج نتائج الشاملة تلخيص أهم العدالة من جزءا باعتباره اإلسالم في االجتماعية العدالة وأ مفهوم ن ، ربية ة التيولشم ، و بية اإلسالمية ال تخرج عن كونها تطبيقات مستخرجة من قواعد وأحكام الشريعة نفسهاالعدالة االجتماعية في التر

العدالة االجتماعية في الفلسفة المثالية تحقق االنسجام بين فضائل كل طبقة وان اإلسالمية في إقرارها مفهوم العدالة االجتماعية، تحقق عند الفلسفة الطبيعيةوفي لحقوق الفردية، وضمان قيام الدولة بمهامها ووظائفها، ي الواجب األخالقي المرتبط بااجتماعية، وف

تتحقق بالديمقراطية، وهي البرجماتيةة مع الحالة الطبيعية التي يتساوى فيها الناس، وااللتزام بالعقد االجتماعي، وعند الفلسفة قاربالمسفات المعاصرة عن تقديم تصور شامل للعدالة االجتماعية، ذلك ألنها تستند إلى تعجز الفل، كما لة االجتماعية الصورة المثلى للعدا

.والمجتمعية والتاريخية وجدت في ساحة الفكر كردود فعل، وهروب من معالجة حقيقية للواقع في تلك الظروف البيئية ديةأفكار فر والعلندا األنصاري بينالفرو ": 2017دراسة عن ق المعارف في المجتمع الجنسين في ثقافية عبر دراسة اإلسالمي: الدين فقه

( 6)"الكويتي والسعودي والمصري الدراسة عينة تكونت. اإلسالمي الفقه معرفة في الثقافية واالختالفات الجنسين بين الفروق على التعرف إلى اسة در ال تهدف

)الجامعات طالب من مجموعات ثالث من لمقياس المشاركون استجاب. مصريا( 279)و سعوديا،( 299) و كويتيا، (422: الكلية الدرجة في الثالث العينات في واإلناث الذكور بين إحصائية داللة تاذ ق فرو وجود النتائج أوضحت . اإلسالمي الفقه معرفة

أعلى على الذكور حصل بينما ،ريةوالمص الكويتية العينة في الذكور من أعلى متوسطات على اإلناث وحصلت. للمقياس .اإلسالمي الفقه معرفة مقياس على قافة لثوا االجتماعي النوع بين تفاعل وجود النتائج أظهرت كما. السعودية العينة في المتوسطات

عالوي "2015دراسة اإلسالم: التربية معلمي قبل من النبوية والسنة الكريم القرآن في الفردية الفروق مراعاة في مدى ية ( 7)"محافظة العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين

ى، أم القر جامعة ، رسالة دكتوراه غير منشورة، سالمية العدالة االجتماعية في الفلسفات التربوية المعاصرة والتربية اإل العتيبي، عبد هللا بن عايض دريميح، ( 5( .2019مكة المكرمة،

، الفروق بين الجنسين في المعارف عن فقه الدين اإلسالمي: دراسة عبر ثقافية في المجتمع الكويتي والسعودي والمصري، ، هيا والعلندااألنصاري، بدر ( (6 . 47-11، 2017(، 3) 45االجتماعية، مجلة العلوم

معلمي التربية اإلسالمية في محافظة العاصمة عمان لفردية في القرآن الكريم والسنة النبوية من قبل لفروق ا( عالوي، لؤي جليل عبداالله، مدى مراعاة ا (7 . 2015رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة آل البيت، األردن، من وجهة نظر المعلمين،

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

909

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

ية في محافظة العاصمة عمان للفروق الفردية الواردة في المهدفت الدراسة إلى التعرف على مدى مراعاة معلمي التربية اإلسا النبويةالقرآن والسنة فقام وقد ،لكريم التحليلي االستنباطي المنهج دراسته في الباحث واألحاديث معبجاستخدم اآليات وتحليل

جميع معلمي وتكونت العينة من، نهاد استباإعدوتم ،القرآن الكريم والسنة النبوية التي أشارت إلى مراعاة الفروق الفردية الواردة فيعمان قصبة وتعليم تربية لمديرية التابعة الثانوية المدارس في اإلسالمية ) التربية عددهم والبالغ ومعلمة (157األولى ، معلما

أهم خطوة في التعامل إن إن منهج القرآن الكريم والسنة النبوية للفروق الفردية تلخص بما يلي: : وأظهرت الدراسة عدة نتائج هيالتربية اإلسالمية يراعون الفروق الفردية بين المتعلمين بدرجة ، و مع الفروق الفردية بين الناس في ضوء القرآن الكريم إن معلمي

.ةفعرتم )8(."(مقارنةاألصل االجتماعي للتربية اإلسالمية )دراسة " 2013دراسة الشوحة:

الدراسة إلى بيان األصل اال للتربية اإلسالمية، وذلك من خجتهدفت للتربية ماعي التعريف بمفهوم األصل االجتماعي الل خراج مرتكزاته وما تنطوي عليه من مضامين ألخرى، واستاإلسالمية ااإلسالمية، ثم بيان مصادره، وعالقته بغيره من أصول التربية

اإلسال للتربية االجتماعي األصل بين مقارنة عقد تم وقد المفهوم، ميتربوية، خالل من العامة للتربية االجتماعي واألصل ة ال العملية التطبيقات على للوقوف األخير الفصل جاء ثم والمرتكزات، لمر والمصادر الدراتربوية واستخدمتكزات الباحثة سة، ت

المنهج االستقرائي االستنباطي والمنهج المقارن. )9(.مقارنة( ين التربية اإلسالمية والفلسفات التربوية)دراسةة ب"تكافؤ الفرص التعليمي 2013دراسة الزعبي: -2

اإلسالمية التربية في التعليمية الفرص تكافؤ بمفهوم التعريف إلى الدراسة ا هدفت والعوالفلسفات فيها لتربوية المؤثرة وامل أن تكافؤ الفرص إلى ة وتوصلت الدراسة بويوبيان تطبيقات تكافؤ الفرص التعليمية بين مؤسسات التربية اإلسالمية والفلسفات التر

والمعلم وأن المدرسة علم والعدل، التعليمية، هو منح التعليم لكافة األفراد دون النظر للفروق بينهم أيا كانت، وأهميته تنبع من قيمة ال سب حاجات الطلبة ومتطلباتهم.ينالهما الدور األكبر في تطبيق تكافؤ الفرص التعليمية، وأن يقوم واضعو المنهاج بوصفها وفقا لما

)10(."النظرة الموضوعية لإلسالم في بناء مذهب اقتصادي عادل للمجتمع" 2013ي: مدراسة المرسو -3في تحقيق العدالة االجتماعية في المجتمعات اإلسالمية، وركزت هذه هب االقتصادي اإلسالميالدراسة إلى بيان المذوهدفت

لهية في األرض فأوجب هللا العدالة في توزيع الموارد االقتصادية، وأوجب على األغنياء الزكاة للفقراء، اإلالدراسة على قضية العدالة واإلسراف والتبذير.لظلم والفساد اإلداري رم اإلسالم التعسف وا وأوجب الضمان االجتماعي، وح

)11(."فلسفة العمران عند ابن خلدون" 2010دراسة محمد جاسم محمد: -4سة إلى بيان فلسفة العمران عند ابن خلدون، ضمن العلوم العقلية التي هي من طبيعة اإلنسان من حيث أنه ه الدراهذ هدفت

العمران شرط من شروط نمو الحضارة اإلنسانية وازدهارها عن المعتقد فيها، وأن دراسة العمران هي الكشفذو فكر، والغاية من العمران، والفروق االجتماعية بين البداوة والمدنية، وأثر ذلك على الجانب الديني، وأن لك من خالل االجتماع اإلنساني المحفز لذ

سير حقائق الموجودات وتفسير حركتها مكمل لدور العقل في تف في التعليم، وأن الشرع أسباب االنهيار ال يكون إال بالترف والفرق التاريخية.

.2013، كتوراه غير منشورة، كلية الشريعة، جامعة اليرموكرسالة دجتماعي للتربية اإلسالمية )دراسة مقارنة( الشوحة، لميا محمد أحمد، األصل اال ( 8)منش ( 9) غير ماجستير رسالة مقارنة(، )دراسة التربوية والفلسفات اإلسالمية التربية بين التعليمية الفرص تكافؤ محمود، ناجي ضياء كلية الزعبي، ورة،

.2013ات اإلسالمية، جامعة اليرموك، األردن، الشريعة والدراسم في بناء مذهب اقتصادي عادل للمجتمع، مجلة دراسات إسالمية معاصرة، جامعة كربالء، لمرسومي، جاسم حسن عبد، النظرة الموضوعية لإلسالا ( 10)

. 170-126(، 4) 9، 2013كلية العلوم اإلسالمية، . 54-33(، 5، ) 17، 2010ية، اإلنسانن عند ابن خلدون، مجلة جامعة تكريت للعلوم محمد، جاسم محمد جاسم، فلسفة العمرا ( 11)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

910

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

ألمور اآلتية: با تمايزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة عالجت مفهوم الفروق االجتماعية وفي نظريات علم االجتماع. أنها -1 أنها تناولت السياق التاريخي للفروق االجتماعية. -2 سياسية والمعرفية للفروق االجتماعية والفردية. قتصادية واالجتماعية والأنها تناولت األبعاد اال -3 ية نقدها.علم االجتماع وكيف ياتأنها تناولت موقع الفروق االجتماعية في نظر -4 أنها عالجت مظاهر الفروق االجتماعية في التربية اإلسالمية ونظريات علم االجتماع. -5 يقابلها في نظريات علم االجتماع.ق االجتماعية في التربية اإلسالمية وما أنها قارنت مفهوم ومبادئ ومرتكزات الفرو -6

منهجية الدراسة االستنباطي التحليلي المقارن حيث قام باآلتي: لمنهج ى ا اتبع الباحث في دراسته عل -1 جمع المادة العلمية وتنظيمها تحت العنوان المناسب. -2النبوية -3 القرآنية واألحاديث الفروق االجتماعية والفردية وتحليلاالستدالل باآليات المطلوب الشريفة على ها واستنتاج

منها. منها سواء بالمفهوم أو المظاهر أو المرتكزات أو اآلثار.لمراد ط اتحليل النصوص العلمية التي جمعت واستنبا -4 ات الغربية. ظريالنومظاهر الفروق االجتماعية في التربية اإلسالمية وما يقابلها في ومكانةمقارنة مفهوم -5

الفصل األول علم االجتماع و مفهوم الفروق الفردية االجتماعية في التربية اإلسالمية

م الفروق الفردية فهو المبحث األول: معملية من اجتماعيةالتربية للناشئ، المادية الرعاية تتعدى ال بسيطة كممارسة إليها نظرنا سواء متطلبات حيثبطبعها،

وما إلى ذلك؛ أو نظرنا أليها من حيث مسار مقنن ونسق ممنهج ذو أبعاد ض ن مأكل ومشرب وتنظيف وتمريوجوده األساسية مإليها في مستوى ثالث من حيث هي نظرية، تحتمل كل ما يحتمله ويتسم بهالكامقصودة في تنشئة ا عالم ئن البشري؛ أو نظرنا

.(12)ابقة له"النظريات، وبخاصة من منظور مدى المفارقة للواقع أو المط :الفروق في اللغةمفهوم

فروق. فرق: منه الجمع مفرد فرق، اسم األمرينوالمصدر بين الممي الفرق من ز : قد ، اآلخرأحدهما في يكون والفرق المعاني في يكون وقد له ، األجسام وفرق بعض، عن بعضها فصل ومعناها: وفرقانا، فرقا ويفرق فرق الفعل من فروق وكلمة

.(13)أي: اتجه له طريقان فروقا، يفرق الطريق للفروق الفردية: االصطالحيالمفهوم

ةا الفرد في أي صفة مقاسة، سواء كانت نفسية عن متوسط المجموعة التي ينتمي إليهرديالفروق الفردية هي االنحرافات الفتداوال بين وأكثرهاوهذا يعد أشهر التعريفات (14)مقاسة"، بحيث يتوزع األفراد بين أعلى درجة وأدنى درجة في الصفة الاجتماعيةأو

الدارسين والباحثين. عن غيره من الشخص لية التي تميز الخصائص والصفات الجسمية والنفسية والعق تلكوهناك من يعرف الفروق الفردية بأنها:

أو القوة حيث من الفرد يمتلكها التي الخصائص في الفروق إلى باإلضافة و األفراد، األفراد الضعف، بين الفروق أن في بما

.9، ص2005التربية والتحديث، دار األمان، الرباط، ربيع، مبارك، ( 12) .302، ص1995، مكتبة لبنان، لبنان، 2، طالمحيطمحيط البستاني، معلم بطرس، ( 13) .1ص ، 2016بحاث، عمان، للتنمية واأل العالمي المحور اإلنساني لفردية وتطورها التاريخي، زهران، شيماء عبد المجيد، ظاهرة الفروق ا ( 14)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

911

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

دية هو مفهوم كمي، وليس مفهوم نوعي ويشير لفر الخصائص الجسمية والعقلية المختلفة هي فروق في الدرجة، فإن مفهوم الفروق اهذه الحسابي لأو النفسية أو العقلية لدى األفراد معبر عنها بمدى االنحراف عن المتوسط إلى االختالف في درجة الصفة الجسمية

.(15) الصفات بين األفراد . في التربية اإلسالمية : مفهوم الفروق الفردية االجتماعيةالمبحث الثاني

:اإلسالميةلتربية م او فهمالتربية النحالوي الرحمن عبد الشيخ يؤدي بقوله: اإلسالميةعرف الذي واالجتماعي النفسي التنظيم اإلسالماعتناق إلى "هي

اإلسالمي وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس الدين اإلنسانأو بمعنى آخر هي تنمية فكر فرد والجماعة،ا في حياة الوتطبيقه كلي (16) ".في حياة الفرد والجماعة في كل مجاالت الحياة أهداف اإلسالمتحقيق بقصد النظرية التربوية اإلسالمية: مفهوم

التربو المبادئ والقواعد والمفاهيم القرآن وامجموعة من من المستمدة البنيان األساسسنة وتمثل لية عليه يقوم الذي المتين . 17التربوي الصالح"

بأنها يالجن التصورات والمفاهيم " ويعرفها من الحد واأل واألهداف واألفكارمجموعة ذات والقيم التجريد األقصى حكام من وتبريرها وتقويمها اإلسالمية، وفي ضوئها يمكن تفسير العملية ميةسالاإلالمسلم حسب األصول اإلنسانالمرتبطة بإعداد والعمومية

.18" ووسائل تحقيقها وتنفيذها أساسهااعتبارا من والمعارف الثابتة اإللهيةنظام من الحقائق والمعايير والقيم :بأنهاللتربية اإلسالميويعرفها مدكور تحت مصطلح التصور

درجة من إلىوإيصاله اإلنسانتربية إلى سالمي للكون والحياة، يهدف إلنابع من التصور ا غيرة،المت اإلنسانيةوالخبرات والمهارات 19"حياة على ظهرها وفق منهج هللان طريق عمارها وترقية القيام بواجبات الخالفة في األرض علكماله التي تمكنه من ا

الفردية في القرآن الكريم: الفروق مفهوم وعن كل األخرى ئع البشر والمميزات التي تميزهم عن بعض المخلوقات لكريم من الحديث عن طباال تخلوا نصوص القرآن ا

ال ، كما تتحدث أيضا الموجودات النفس الفوارق الموجودة بين بشرية، وما يميز الكائن البشري من عن طبيعة الخصائص، ومنها اإلنساني. النوع بيإ أفراد الفروق إلى أشار قد الكريم القرآن المواضع، ن من في كثير الناس إلى وجود و ن إشارة واضحة تشير

إلى الفروق أنها ترجع هذه الناس، كما الفردية بين الوراثية والبيئية الفروق العوامل جعلكم و "فقوله عز وجل: .كل من الذي هو ل يب درجات بعض فوق بعضكم ورفع األرض ما لوكم خالئف الفروق [165األنعام: ]" آتاكم في أنواع أنه يغطي كل إلى ، يشير

.وراثية أم مكتسبة يات التكوينية، سواء كانتو الفردية بين الناس على جميع المستالتناسل البشري حيللفروق الفردية القرآننظرة ث ظهرت مالمح : والفروق الفردية في القرآن الكريم تتحدد ببداية الخلق وحدوث

هللا عليها اإلنسان، قر والزمة من لوازم الفطرة التي خلاالختالف في الصفات ووضح التباين في الطباع. وهي جزء من طبيعة البشالعاني:" و الناس أقواما وشعوبا، وقبائل تتباين في وميزه عن غيره من المخلوقات. يقول نزار لقد خلق هللا تعالى اإلنسان، وجعل

.98، ص2003الخالدي، اديب، سيكولوجية الفروق الفردية والتفوق العقلي، الطبعة األولى، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، ( 15) .75، ص 2006المرجع السابق، التربية االجتماعية في اإلسالم، الرحمن، عبد النحالوي، ( 16)بش ( 17) حاج،التوم، األردن، ري عمان، معاصرة، إسالمية تربوية نظرية بناء نحو مؤتمر بحوث اإلسالمية، التربوية النظرية في التربية فلسفة مكانة

.330، ص 1990 .399، ص1991زيع، الرياض، دار عالم الكتب للنشر والتو ، التربية اإلسالمية معالم بناء نظرية يالجن، مقداد، ( 18) . 41، ص 1984ريات المنهج التربوية، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، نظ مجد، مدكور، علي أ ( 19)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

912

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

السمات والخصائص والصفات،الشكل خلق " قال تعالى: (20) واللون والهيئة والطبيعة، وكذلك في إنا الناس أيها ذكر ن يا اكم م ن لت وأنثى وقبائل شعوبا عليم وجعلناكم إن للا أتقاكم عند للا أكرمكم إن تعالى: 13 :]الحجرات "خبير عارفوا وقوله ورفعنا }[.

(، وهنا إشارة واضحة إلى اختالف الناس في الغنى، وفي 32)الزخرف: {عضا سخريابعضهم فوق بعض درجات ل يتخذ بعضهم ب العمل بين أفراد المجتمع مما يكفل سد حاجاتهم، ويهيئ لهم العلم والمهن، وقد جعل هللا ذلك ساريا في عباده ليتم التعاون وتوزيع

فيما بينهم التعايش آية أخرى يقول تعالى: .أسباب ماوات خل آياته ن م و "وفي الس وألوانكم ق ألسنتكم واختالف الروم: ] "واألرض ن واللغات بين الناس يرجع إلى يرجع إلى العوامل الوراثية، وأن اختالف األلسفمن الواضح من اآلية أن اختالف األلوان إنما [22

.إشارة بينة إلى أثر كل من العوامل الوراثية والبيئية في الفروق الفرديةوفي ذلك .العوامل البيئية واالجتماعية والثقافية النبوية للفروق الفردية: السنةنظرة

هات واإلرشادات التي تدل على مراعاة النبي للفروق بين لكثير من المواقف والنصوص والتوجيإن الناظر في السنة النبوية يجد االحسنة والمنهاج األمثل حينما كان يراعي القدرات ويعتني بالموهوبين ويحثهم على اإلبداع في واألسوة ةالصحابة فقد ترك لنا القدو

فمن هدي الرسول صلى هللا عليه .كأسلوب مع صحابته استخدم االجتماعوجوه الخير النافعة، وفي ذلك استثمار لملكاتهم. وقد الفروق الفردية أو البيئية أو النوعية، فليس كل ما يصلح لشخص يصلح بعضو وسلم في التعليم مراعاة الفروق بين الناس بعضهم

وليس ا آلخر لسائر يصلح لزمن يصلح ما كل وليس لغيرها يصلح جنس أو لفئة يصلح ما وكان والعصور، ألزمنةكل : مراعاتها بالفعل عدة أمورفروق و لهذه ا األول خير المراعين لهذا الجانب نظريا وتطبيقيا ومن األدلة على اعتبار البشرية معلم

الم فم ن ذلك: أن رسول هللا عليه الص :اختالف وصاياه صلى هللا عليه وسلم باختالف األشخاص الذين طلبوا م نه الوصية الة والس ( ااتق قال: وخالق تمحها، الحسنة ئة ي الس وأتبع كنت، حيثما بخلق لهللا الم وأيضا (21) (حسن ناس الس عليه النبي أوصاه ما

رارا، قال: ) د م م يراعي حال المستوصي، ويعطي كل واحد ما يراه عليه وسل صلى هللا فكان .(22) (ال تغضب لرجل: )ال تغضب(، فردائلين كالطبيب مع المر أحوج إليه. فشأنه مع واء ضالس .ما يناسبهى، يعطي كل واحد م ن الد

ؤال الواحد في قضية واحدة، وربما في مجلس واحد رو رضي هللا بن عمهللا ن عبدفع :ومن ذلك أيضا: اختالف الجواب عن الس: يا رسول هللا، أقب ل وأنا صائم؟ قال: )ال(، فجاء شيخ، فقال كنا عند النبي صلى هللا عليه وسلم، فجاء شاب فقال:عنهما قال:

كم إلى ض لى بعض، فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: )قد علمت لم نظر بع عضنا إ فنظر ب أقب ل وأنا صائم؟ قال: )نعم(، قال:يخ يملك نفسه ( 23) .بعض، إن الش

ح ذلك ماحكته :اختالف مواقفه وسلوكه باختالف األشخاص الذين يتعامل معهمو كان عنها: عائشة رضي هللاأم المؤمنين ويوض كاشفا ع بيتي، تل ن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مضطجعا في له، وهو على فأذن بكر أبو فاستأذن أو ساقيه، فخذيه، ك

استأذن ع ثم ث، فتحد فأذ الحال، و مر، له، عل ن صلى هللا هللا رسول فجلس عثمان، استأذن ثم ث، فتحد كذلك، وسلم، ي هو ه ث، فلم -قال محمد: وال أقول ذلك في يوم واحد -وسوى ثيابه أبو بكر فلم تهتش له ولم شة: دخل الت عائ ا خرج ق فدخل فتحد

يت ثيابك فقال: )أال أستحيي من رجل تستحيي م تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له و نه لم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسو

.2008اإلسالمي، الواليات المتحدة األمريكية، العاني، نزار، الشخصية اإلنسانية في الفكر اإلسالمي، الطبعة الثانية، المعهد العالمي للفكر ( 20) .1987( رقم الحديث: 355/ 4ما جاء في معاشرة الناس ) ، باب: بن سورة،سنن الترمذي عيسى لترمذي، حمد بنا ( 21) .6116( رقم الحديث: 28/ 8صحيح البخاري ألبي عبد هللا البخاري، كتاب: األدب، باب: الحذر من الغضب ) ( 22)/ 11هللا عنهما ) عاص رضيمسند عبدهللا بن عمرو بن ال -ن من الصحابة مسند اإلمام أحمد، مسند: المكثري الشيباني، محمد بن الحسن ( 23)

.6738(، رقم الحديث: 351

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

913

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

ه شيئا، وحق العباد للا على العباد أن يعبدوه وال يشركوا ب حق وأيضا حديث معاذ رضي هللا عنه المشهور: ).. .(24) (ئكةالمال ر به على للا أال يعذ ب م رهم، فيتكلو ن ال يشرك به شيئا(، فقلت: يا رسول للا أفال أبش فأخبر معاذ . (25) (االناس؟ قال: )ال تبش

.ديث والوقائع الكثيرةيبشر جمهور الناس مخافة أن يتكلوا، وغير ذلك من األحا نرضي هللا عنه ببعض المبشرات، ولم يأذن له بأ الفردية: الفروق ذكر في والسنة القرآن القرآ سبق تناول في طريقة ننظر لظاهرةحين النبوية الكريم والسنة الفردية؛ ن الفروق

قه في الحديث المفصل والدقيق عن وجود االختالفات بين بنالحظ نوع من التركيز والشمولية، مما يدل على شمولية اإلسالم، وسغني بسط هللا له الرزق، وفقير وي بين البشر في الدنيا، فهناك األفراد فاآليات القرآنية واألحاديث النبوية تشير إلى أن هللا لم يس

قال تعالى:ق البشر لحكمة إلهية، الفروق بين الرزق، ووجود هذه يق م أه " در هللا عليه في بينهم قسمنا نحن رب ك رحمت سمون بعض ورفعنا نيا الد الحياة في درجات معيشتهم بعض فوق بعضاهم بعضهم يجمعون ليتخذ مما خير رب ك ورحمت "سخريا

. [32الزخرف:] مفهوم الفروق الفردية االجتماعية في علم االجتماعثاني: لالمبحث ا اصطالحا: معالمجتتعريف

أنها مشتقة على وزن مفتعل، وتعني مكان المجتمع في اللغة هو مصطلح مشتق من الفعل جمع، وهي عكس كلمة فرق، كما رد االجتماع وهذا الناس، من جماعة هو الكلمة بهذه يقصد الذي والمعنى ينبغي ، إنه ويقول خاطئة كلمة أنها يعتقد من على

. (26) ويسمى العلم الذي يعنى بدراسة المجتمع من جميع نواحيه بعلم االجتماع جماعة بدال منها، استخدام كلمةالفردية: مفهومأوال: يوليه هناكالفروق الذي الكبير االهتمام إلى بالنظر وذلك الفردية، للفروق كثيرة لها، تعريفات الدارسون

واألهمية التي تكتسيها، نذكر منها االتي: المختلفة الصفات في الجماعي المتوسط عن الفردية االنحرافات بأنها الفردية الفروق يعرف من والجسمية"هناك ، العقلية

دريفر " r (1965)Dreve ومنهم بأنها: الفردية الفروق يعرف الجماعة الذي متوسط عن العقلية لصفاتافي االنحرافات التعريف (27)"والجسمية إلى أن . ويؤكد هذا لم يتطرق أنه العقلي والجسمي لألفراد، إال التكوين الفردية موجود في الفروق جوهر

. المزاجي من الشخصية الجانب الوجدانيأنها " جس تلككما الصفة تلك كانت سواء األفراد من غيره عن إنسان كل بها يتميز التي سلوكه مالصفات في أم ية

ختالف كل فرد عن اآلخر في الخصائص أي السمات والمميزات النفسية والجسمية والحركية االجتماعي ويقصد بالفروق الفردية ايشير إلى أي خاصية أو صفة يتمايز بها األفراد عن بعضهم على أساس كما .(28)"معرفية واالنفعالية واالجتماعيةوالحسية والعقلية ال

ختلفون في خصائصهم الجسمية، وفي تكوينهم البيولوجي، وفي قدراتهم ة تفرد اإلنسان من حقائق الوجود المهمة، فالناس ي ر أن ظاه .( i)ية العقلية وفي سماتهم االنفعالية والمزاج

( رقم 1866/ 4الحسين مسلم، صحيح مسلم، كتاب: الفضائل، باب: من فضائل عثمان بن عفان رضي هللا عنه ) النيسابوري، جمعه أبو ( 24) .2401الحديث:

.2856( رقم الحديث: 29/ 4لحمار ) لفرس واالبخاري، كتاب: الجهاد والسير، باب: اسم ا محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، ( 25) .187، ص2013، أمواج للنشر والتوزيع، عمان، 2الرازق، بناء اإلنسان، ط منصور، حسن عبد ( 26)

(27 ) Drever, J. A dictionary of psychology. Penguin, USA, 1965. ن، الرياض، ، علم النفس التربوي، الطبعة العاشرة، مكتبة العبيكايل محمدلتويجري، محمد بن عبد المحسن والفقي، إسماعمنصور، عبد الحميد سيد وا ( 28)

.281، ص 2015

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

914

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

د إذا أردنا اتلخيص الفروق الفردية إجماال؛ بأنها االختالفات في درجة وجود الصفات الجسمية أو النفسية لدى األفر ونستطيعاالختالفات تلك أو "هي نفسه. الفرد في الفروق إنها أو صفة معينة، في فرد في معرفة مستوى كل األفراد بين التي نالحظها

.هي فروق في الدرجة، ال في النوعية والعقلية، و مختلف السمات االنفعال الفكر االجتماعي:ظهور كلمة مجتمع في

كلمة االجتماع ظهرت إحدى امس خال مصطلح مشتركة ثقافة أو اهتمام امتالك ويعد األصل، التينية كلمة وهي عشر، جنكي ريتشارد االجتماع لعال م ووفقا للمجتمع، المميزة الرئيسية مصطلح السمات يعالجها التي القضايا من عددا هناك فإن نز،

المجتمع والتي تواجه الناس، وهي: الناس وماهية كيفية ب تفكير يتبادلون التي الفرد، الطرق في سلوك تتحكم التي الظروف بينهم. وماهية فيما المعلومات ها

اإلنس تحتاجوالتي أفراد. والحالة دراسة دراسة مجموعة ال الشخصي إلى الحواس دليل تتجاوز أن ة؛ وذلك ألن انية، والتي يجب إلى سمة من سمات معيشة الكائنات كما ينطبق ، وهو يشير دائما "(29) .يهفب المجتمع الذي يعيش جوانب حياة الفرد مرتبطة بجوان

ية بعضها البعض وجماعية التعايش، بغض على السكان البشر والحيوانات األخرى. وهو يشير دائما إلى التفاعل بين الكائنات الح (30)ا أو ال طوعيا.إذا كان التفاعل طوعي النظر عما إذا كانوا يدركون ذلك أم ال، وبغض النظر عما

االجتماعية...وفق االجتماعيةالتربية والخبرات والقيم والروابط االجتماعية والمواهب الفطرة وتنمية تنشئة وتعني: األسس : الكامنة؛ والتي يسعى الو االجتماعية التربوية واالجتماعية لتوجيهها وإصالحها والسهر على ،المربون إليها مواهب البرامج وتهدف

( 31)الجماعة وقيمها: أهدافها نموا سليما سويا يحدد و نماالت التفاوت بين الفروق الفردية االجتماعية هي تلك الفروق التي تشمل مج أننستخلص مما سبق أن : يمكن الفروق االجتماعية

لقرار، والمرح والدعابة، والعمل ا تماعي، والكفاءة االجتماعية، والمعرفة االجتماعية، واتخاذ األفراد في المجتمع وهي: اإلدراك االج والكفاءة االجتماعية. الجماعي...ويمكن أن تمتد لتشمل أيضا الذكاء االجتماعي واالنفعالي

في إعداد أجياله، ولذلك فهو يعتبرها أهم من يسلم جميع مقاليدها للتربويين، وال بد المجتمع وأداته : التربية وسيلةوالتربية المجتمعات مر بها وإنما من تراكم خبر ، التي يعيش بها، لم تنبت من فراغ االجتماعية أي في هذا اإلعداد، ألن المسلمات ر من أن يكون له

لذ بجدواها، واقتنع واألعوام، األيام مدى األجيالعلى تكيف يضمن وأن معها، اإلعداد يتواءم أن يهمه وتفاهمها لك مجتمعها، واتجاهاتهم ومواقفهم مع ما يؤمن به المجتمع. موتعاونها وتفاعلها معها، وانضباط سلوكه

لذلك ،ت جدوى بية وتطلعاتها، فإذا لم يقتنع بها هدمها، وأصبحت غير ذاهو البيئة التطبيقية الحقيقية ألفكار التر والمجتمعإال بتفهم األسر ، عقلن تستطيع أن تجد لها مكانا على أرض الوا –وإن كانت متقدمة عن مفاهيم المجتمع –فإن مفاهيم التربية

لها المتنوعة االجتماعية والبيت ،والمؤسسات المدرسة بين وبي ،فالتعاون المجتمعية وبينها المؤسسات أساسيا ن للتمكين يعتبر .(32) مفاهيمها وتطلعاتها" ألفكارها و

علم االجتماعو التربية اإلسالمية المبحث الثالث: العوامل المؤثرة على الفروق الفردية في البعيدة أو من الفصيلة، التي ينتمي وتعني: "انتقال عدة صفات أو استعدادات إلى الكائن الحي من أصوله القريبة أو وراثة لا

لقصر ولون البشرة، بل لوراثة على األمور المتعلقة بالتكوين الجسمي مثل شكل الوجه والطول واإليها بصفة عامة، وال تقتصر هذه ابالن تتعلق أمورا ااتشتمل تشمل وقد الشخصية، ومقومات واإلرادة العزيمة وقوة والبله الذكاء مثل: العقلية أمورا حية كذلك لوراثة

(29 ) 23/1/2020 Retrieved in https://www.newworldencyclopedia.org/entry/Society (30 ) https://mawdoo3.com 2020/ 1/ 2، استرجع بتاريخ. .75، ص 2008، بيروت ، المعاصر عبد الرحمن، التربية االجتماعية في اإلسالم، دار الفكر ،النحالوي ( 31) .1997طبعة األولى، دار الفرقان، األردن، عمان، رجب، فلسفة التربية في اإلسالم انتماء وارتقاء، ال األسمر، أحمد ( 32)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

915

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

الكرم وال الخلقية مثل: النقائص أو بالفضائل إلى اإلثمتتعلق الرذيلة والميل . (33) بخل، والشجاعة والجبن، والتقوى والورع، وحب بة، الموروثة إذ تظهر في حال توفر البيئة المناسالجينات، وهذا يعني توافر االستعدادات تنقل الصفات من اآلباء إلى األبناء عنو

. 34. كالصفات الوراثية ذات الداللة االجتماعيةبالتربية اإلسالم أيضا ية:وفي أكدته الناس، وهو ما بين الفردية الفروق في الوراثة تأثير اإلسالمية التربية تؤكد مصادر

النفسية في ذلك لالنتقال بالوراثة، شأنهاوالتربوية، التي خلصت إلى أن "الصفات المكتسبة في الحياة االجتماعية قابلة األبحاث 35 ".شأن الصفات والقدرات الفطرية

مزاج العامل الوراثي على أحد احتماالت ثالثة على فرض وجود أبوين صالحين: فإما أن يكون طب إلى عمقوقد أشار قيجة تراكمات سيئة قد ال تظهر اهما؛ بافتراض أنهما شخصان عاديان؛ أو أسوأ منهما نتضل منهما؛ أو على مستو فالطفل الوراثي أ

36.بعيدة في األسرة من غير الوالدين وارثات، أو نتيجة في أحد األبوين بمفرده, ولكنها تتراكم بالتقائهمافمن الواضح ، [ 22الروم: ] "وألوانكم واألرض واختالف ألسنتكم ماوات س خلق ال ومن آياته "يقول تعالى: الكريمة يةاآلوفي

السلوك وبالتالي إن .في الفروق الفردية هاوفي ذلك إشارة بينة إلى أثر ،ثيةمن اآلية أن اختالف األلوان إنما يرجع إلى العوامل الوراتمضي المجتمعات واألفراد قدما هذا وثة، التي انتقلت من األصول إلى الفروع، وبسبب ر الفردي واالجتماعي يتشكل من الفطر المو

.في طريق أجدادهم وأسالفهم، في المعتقدات واألفكار واألخالق وغير ذلكعده ب: يرجع الفروق الفردية إلى عامل الوراثة واالستعداد الفطري ومن أنصار هذا االتجاه داروين ومن ي النظريات الغربيةف و

يقول صل الوراثي للفروق بين البشر، وأن أية محاولة إللغائها تعد ضربا من العبث.فقد تبنيا القول بمبدأ األ، وريثه فرنسيس غالتون الداروين ف الواحد ليست على نسق بعينه في أوجه تكوينها على ومما الاألنواع": "شهير "أصل ي كتابه النوع ريب فيه أن أفراد

القول الفردية كثيرا ما تورث.. إفهامنايغرب عن وجدير أن ال .إطالق التحوالت لدينا أن هذه يفترض أي وأن يكون مألوفا وال فهذه االختالفات الفردية بالغة األهمية لنا ألنها تكون غالبا ،قد صبوا في القالب ذاتهإنسان أن جميع األفراد التابعين لنفس النوع

" (37)بذلك تزود االنتقاء الطبيعي باألدوات الالزمة للعمل عليها ون معروفا لدى كل إنسان، وهي كموروثة، وهو الذي يجب أن يبالوراثة" حججا ودالئل تثبت المنحى الوراثي العبقري ي كتابه "الذي يعده البعض "أب الفروق الفردية" فيسوق ف "غالتون "أما

ا أبحاثه حول إذ خلص في البشرية. السمات إلى كون هذه األخيرة لالذي تتخذه للبيئة عبقرية تتبع خطا وراثيا، واستبعد أي دور وتبرير االمتيازات المساواة وغا لإلبقاء على كمثير. غير أن هذه النظرة الداروينية المتطرفة قوبلت بكثير من الحذر لكونها تقدم مس

(.38") ةالتي تحظى بها فئة محدودة في مجال التربية والشغل والوجاهة االجتماعي

محدودة للنمو تعبر عن نفسها بشكل يختلف من فرد المساواة على أن الفروق البيولوجية في حقيقتها طاقة اللذا يؤكد أنصار وتطويعه وأنآلخر، كبيراستثمارها بشكل سيسهم واالجتماعية. ا االقتصادية الحياة إثراء الفطري و في واالستعداد الوراثة عامل

التي النظرية التبحسب العوامل بتأثير الجسم وأجهزته وحواسه وأعصابه وغدده وهذا قول التأثير يشمل وراثية في الشخصية فإن

.1993، ليبيا الدار العربية للكتاب، ، الطبعة الثانية،السنة النبوية في الزيناتي، عبد الحميد، أسس التربية اإلسالمية ( 33) . 96-93. ص2005ردن اإلسالم، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، األالتل، شادية، علم النفس التربوي في ( 34) 168، ص 2017الثانية، مكتبة األنجلو المصرية، القاهرة، مصر، الطبعةع ومدارسه، االجتماالخشاب، مصطفى، علم ( 35) . 339ص ، 1992عمان، األردن، ، دار الشروق،2(، ج16إبراهيم، منهج التربية اإلسالمية، )ط الشاذلي، محمد قطب ( 36) .116، ص2007ان، بيروت، ، لبنفي التنوع الثقاواع، ترجمة إسماعيل مظهر، دار داروين، تشارلز، أصل األن ( 37) .24، ص1986، بيروت، 1صيداوي، أحمد، قابلية التعلم، معهد اإلنماء العربي، ط ( 38)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

916

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

ا ومن النسل إلى األصل من األساسية صفاته ينقل الجسم عموما أعضاء في الوراثة علم قوانين حسب األبناء إلى آلباء ( 39") .ووظائفها

الخارجية، التي تؤثر في الكائن البشري، منذ بداية تكوينه وهو جنين في وامل عوتشير إلى "مجموعة ال االجتماعية، البيئةميع المؤثرات، التي يتلقاها الفرد، منذ مثابة جوهي: "ب. (40) بطن أمه إلى أن يولد، وينمو، ويترعرع ويشتد عوده، وإلى آخر حياته

.(41) "بدء حياته الرحمية حتى المماتادر التربية اإلسالمية تأثير البيئة على اإلنسان في النواحي الدينية، والعقلية، واألخالقية، صمتؤكد وفي بالتربية اإلسالمية:

ذلك وغير والنفسية، مجموعة .واالجتماعية، من البيئة التأثير وتتكون على تعمل ذلكعوامل ومن ومجتمعة، منفردة األسرة ، تي ترعرعوا فيها، فتختلف الديانات، التي يعتنقها ب األسر، الباألشخاص بسوتأثيرها واضح في اختالف األشخاص، حيث يختلف

يهودانه أو ينصرانه ى الفطرة، فأبواه كل مولود يولد عل :األفراد بسبب تأثير األسرة وتربيتها على الفرد، يقول عليه الصالة والسالم (42) .أو يمجسانهفمن الواضح ، [ 22الروم: ] "واألرض واختالف ألسنتكم وألوانكم ماوات خلق الس ومن آياته "يقول تعالى: الكريمة يةاآلوفي

.في الفروق الفردية هاوفي ذلك إشارة بينة إلى أثر ،وامل االجتماعيةمن اآلية أن اختالف األلسن واللغات بين الناس يرجع إلى الععن الشخص، الذي يعيش في الحضر، وبسبب ش في البدو يختلف تمامايالفرد، فالشخص الذي يعوله تأثير على والمجتمع

من : " به، فقال صلى هللا عليه وسلم تأثير المجتمع حرم النبي صلى هللا عليه وسلم مساكنة المجتمع المشرك؛ حماية للفرد من التأثرالحا، أو سلبا وذلك ا وذلك إذا كان الرفيق صبثير على الفرد إما إيجاالرفقة: ولها تأو (43)".جامع المشرك، وسكن معه فإنه مثله

فقال السوء والجليس الصالح بالجليس ذلك وسلم عليه هللا صلى النبي مثل وقد طالحا، الرفيق يكون أبي :حين موسى وعن وء: كحامل المس : أن النبي قال :شعري األ الح وجليس الس ك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، إنما مثل الجليس الص .44 .متفق عليه وإما أن تجد منه ريحا منتنة خ الكير إما أن يحرق ثيابك،ما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طي بة، وناف وإ

البيئة االجتماعية التي يتفاعل معها الفرد، وعليه وفق هذه النظرية فإن ات الغربية:لنظرياوفي يعتبر نشأة الفروق الفردية وليدة وهذا ما يقول به أحد العلماء الذين عنوا ،ف بدونهاإطار اجتماعي يؤمن بثبوتها واستحالة التكيالفروق الفردية قد نشأت في ظل

الكفاءات ةبدراسة الفروق الفردي " حين يقول: "إن الفروق الكبيرة جدا التي نجدها في اإلنسانيةوهو دافيد وكسلر في كتابه "مدى بل إنها مبالغات اصطنعها الناس ونسجوها حول ،ن فروق قائمة في الطبيعةالدخل وفي المركز االجتماعي ليست بالتأكيد ناتجة ع

تربوية بالكثير من البحوث التضليلية التي تؤكد أبدية هذه الفروق في مجاالت التعلم لتلك الفروق" وقد بلغ األمر حد إغراق السوق ا .(45) ات المهنية"والكفاي

وتأ" إمكانيات من فيها وما والمجتمع البيئة السببإن هما متعددة، هذا ثيرات تأكيد بحسب الفردية، الفروق ظهور وراء فيما متساوون النظرية هذه وفق والبشر األفراد، من لديهم االتجاه. بين تبدو التي الفروق وأن وقدرات، واستعدادات إمكانيات

وما بعدها. 148ص، 1984ترجمة سيد محمد غنيم، دار الشروق، مصر، ،، الشخصيةانظر للتفصيل: الزوراس، ريتشارد ( 39)العام، الطبعة الثانية، مكتبة دار زهران للنشر والتوزيع، جدة، السعودية، المدخل إلى علم نفس صبحي، والكفوري، وعبد السالم، فاروق منهوري، رشادد( 40)

2000 . ,155، ص2005مختار، حمزة، مبادئ علم النفس، الطبعة الثانية، دار المجمع العلمي، جده، السعودية، ( 41) .6697ومسلم حديث رقم: ؛ 1385، حديث رقم: أخرجه البخاري ( 42) .2787: وصححه األلباني، صحيح سنن أبي داود، رقم: 2787ه أبو داود، حديث رقم: أخرج ( 43) .6635؛ ومسلم، حديث رقم: 5533أخرجه البخاري، حديث رقم: ( 44) .43ص، 24، ص1986، بيروت، 1صيداوي، أحمد، قابلية التعلم، معهد اإلنماء العربي، ط ( 45)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

917

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

لوب تهيئة الفرص متكافئة. ولذلك من المط واالستعدادات والقدرات ليست واحدة أي ليست اإلمكانياتمرجعها أن فرص تنمية هذه .(46) أمام الجميع"

خصائص الفروق الفردية:المبحث الرابع: الفروق الفردية تتلخص في مدى اتساعها ومعدل ثباتها والتنظيم الهرمي لمستوياتها وتوزيعها أن أهم خصائص االمعروف علمي من

:بين األفراد كاآلتيفات الفردية عامة، فلن نجد شخصين يتشابهان في استجابة كل منهما لموقف االختال: تعد عمومية الفروق الفردية -

اختال األبحاث من العديد وتؤكد وأحوالهم فواحد، للمشكالت، وحلهم التعلم، على قدرتهم في الواحد النوع أفراد . إلنجاز، ودوافع السلوك؛ مثل: حب االستطالع، والحاجة لوالحباالنفعالية؛ مثل: الخوف

: يتم القياس بالخصائص المختلفة لألشخاص، مثل: قياس إحدى الصفات؛ كالذكاء قابلية الفروق الفردية للقياس -الذكاء اختبارات: فهوم القياس بالعد، فإن ما يفعله المرء في أي مقياس هو عدد الوحدات المتشابهة؛ مثلمويرتبط

اس درجة ذكائه. يقلحوص المفردات التي يجيب عليها المف معرفة عددبعد الفردية - الفروق المختلفة مدى الصفات صفة من أي لوجود أعلى درجة بين الفرق في وجود المدى يتمثل أقل و :

المتعددة؛ الرئيسة، ويختلف من نوع إلى آخر من األنواع أخرى درجة لها، ويختلف المدى من صفة إلى للصفات التذكر يختلف عن مد القدرة على القدمثل: مدى االستدالل، والتذكر واالستدالل صفتان عقليتان. ثبات رة علىى

ة المعرفية، وخاصة بعد مرحلة المراهقة المبكرة، وتظل الميول يالفروق الفردية من أكثر الفروق ثباتا هي الفروق العقل (47)ة بين السمات الشخصيةثابتة لمدى زمني بعيد، وأكثر الفروق تغيرا هي الفروق القائم

ث - المعدل الفردية:بات الفروق فروق هذه تخضع حيث الدرجة بنفس الصفات جميع في الفردية الفروق تثبت ال أثناء مراحل النمو، على أن مقدار التغير في الفروق ليس على نللتغير مع مرور الزم واحدة في درجة ، وخاصة

.(48) هذه المعدالت ثباتا"هو أعلى العقلية ثبات الفروق الفردية في القدرات فمعدلمختلف الصفات الشخصية، الفردية: الهرميالتنظيم - وجود للفروق اإلحصائية النفسية الدراسات من الكثير قياس تؤكد لنتائج هرمي تنظيم

.الصفات األقل عمومية وتليهاشتمل على الصفات األكثر عمومية، تالهرم مة ق الفروق الفردية حيث نجد أن ية ومراعاتها الفروق الفردأهمية معرفة المبحث الخامس:

اإلسالم التربية فلسفة وفي الفلسفات مختلف في تقرر كما الفردية الفروق ظاهرة كانت الوجود ي وإذا حقائق أهم من ة؛ تهم العقلية، فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذكاء اإلنساني التي أوجدها هللا في خلقه حيث يختلف األفراد في مستويا

ختلف مضال عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة... فإنه ينبغي معرفة هذه الفروق ومراعاتها في نخفض الذكاء واألبله، هذا ف ومن يستغني عن غيره من األفراد، ألن بني شؤون الحياة ومجالت العمل والتعليم وغيرها، ألنه ال يستطيع إنسان واحد مهما أوتي أ

ة فردية اجتماعية، ألن إهمال مابين األفراد من الفروق له أثره السيئ بالفرد في بناء حياة إنسانية سليم اإلنسان عليهم أن يتعاونوا مجتمع الذي يعيش فيه وتتجلى هذه األهمية في الكثير من المجاالت نشير إلى بعضها: لنفسه أو با

على االعتراف بالفردية التربية السليمة التي تقوم فرعاية الفروق الفردية من أسس الصحة النفسية و :أهمية التنشئة والتربيةتكامل الحياة ونجاحها، فالتربية السليمة تعتبر كل فرد غاية لوأهمية كشفها وحسن استغاللها وتوجيهها إلى أقصى الحدود الممكنة

ستغل مواهبه لتحقيق مبدأ التكامل والتضامن. ووسيلة في حد ذاته ويجب أن ت

.281ي، إسماعيل، علم النفس التربوي، المرجع السابق، صد والفقوالتويجري، محممنصور، عبد الحميد ( 46)(47 )https://mawdoo3.com/ . 299-297منصور، عبد المجيد سيد والفقي، إسماعيل وعبد المحسن، محمد، علم النفس التربوي، مرجع سابق، ص ( 48)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

918

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

الفرد يحمل استعداد النوع من األعمال دون غيرها والحياة تتطلب أنواعا إن :ةلمهني والوظيفي للحياأهميتها في اإلعداد االعمل من األفرا مختلفة بين الفروق تلك كشف يقتضي وهذا متضامنا. مجتمعا لتكون بعضا بعضها يتمم وإعداد والكفاءات د

إلعداد المهني والتطور في جميع األعمال مكتسبة هي إمكانيات هائلة لالظروف والعوامل المساعدة على نموه فالفروق الفطرية وال وبذلك يوضع الفرد المناسب في العمل المناسب له.

إذ أن معرفة الفروق بين األفراد تساعد على فهم اآلخرين وإلقاء الضوء على كثير من تصرفاتهم فال يجوز : أهمية خلقية . وبه الخاص في التعبير االنفعالي وأداء السلوكنفس المعاملة فلكل فرد أسل لإلنسان أن يطلب من كل إنسان أن يعامله

غالل مواهبه ومعرفة إمكاناته ولعل اإلنسان وال سيما د الفرد على تفهم نفسه واستعفمعرفة الفروق الفردية تسا : أهمية ذاتيةإمكانيات يفهم كثيرا من أن إذا كان مثقفا يستطيع الرشد والنضج، بها ه وأن يسعى الستغاللها بطريفي مراحل إيجابية يضمن قة

النجاح. سالمي المبحث السادس: مكانة الفروق الفردية في الفكر التربوي اإل

: أما في الثقافة العربية واإلسالمية، فقد استندت نظريات الفكر التربوي اإلسالمي فيما الفردية في الفكر التربوي اإلسالمي الفروق وال بالنفس، العقلية، يتعلق قدراتهم إمكاناتهم في الناس بين الفروق تبين آيات من الكريم القرآن في جاء ما إلى والسلوك عقل،

"يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون هل قل "بين العالم والجاهل وسلوكهم، كما في اآلية الكريمة التي تبين الفرق ،وخبراتهم نفسا إال وسعها"، وفي القدرة على التحمل ]9الزمر: [ ى السنة النبوية الشريفة ل. وكذلك كان االستناد إ]286البقرة: [" ال يكل ف للا

في القول والعمل، وفي كيفية التعامل مع الناس، وقد وظفت هذه المفاهيم في مجال التربية، وفي كيفية التعامل مع الناس، وفي بتداء اعند العلماء المسلمين م بالمهام كل بحسب فهمه، وقدرته وإمكاناته. يقول نزار العاني: وعند النظر في تقسيمات الخلقتكليفه

الفارابي يمكن أن نخرج بالخالصة اآلتية: بالجاحظ وانتهاء ب ق السلوكي...أوال ليس هناك من وضوح قاطع في طريق تصنيف الخلق؛ فهناك مزج بين الخلق الجبلي والخل -ي تفسيرها فى آيات قرآنية اجتهدوا وثانيا إن التصنيف مهما اختلفوا فيه لفظا ومسميات؛ فإنه يرتكز أوال وأخيرا عل -

. (49) وتأويلها" للفكر اإلسالمي هو القرآن والسنة، والسمات وهي فضائل ورذائل لسلوك اإلنسان إنما - المنطلق األساس وثالثا: إن

ة مع الخصائص التي ذكرت في القرآن الكريم والحديث الشريف، والتي صنفت النفس البشرية أو تتماشى وتتوازى كليالعلما قام والتي األ ءاإلنسان، بتحديد بعدها الصفات المسلمون خالل من وأطرافها، السمات لهذه األساسية بعاد

(50) حنيف".الممدوحة والمذمومة )الفضائل والرذائل( التي حث عليها الدين اإلسالمي اله الواحد ليس هو بومن هذا المنطلق فاإلسالم أقر بالفروق الفردية بين واألفراد، وأقر مبدأ االهتمامات المختلفة، فما يهتم

هتم به اآلخر، وما يهتم به اآلباء ليس هو بالضرورة ما يهتم به األبناء، وهكذا. وفي ما يأتي من المباحث سنعرض يأن بالضرورة ية وفق مفاهيم النظرية التربوية اإلسالمية.للفروق الفرد

عامة الفرديةالفروق كونية إلظاهرة اإلسالمية التربوية النظرية تنظر على ى: الفردية جميع الفروق في عامة ظاهرة أنها في استجابة كل منهما الكائنات، وهي سنة من سنن هللا في خلقه، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم، فال يوجد فردان متشابهان

فراد، وهذا ة في تحديد وظائف األيلموقف واحد، وهذا االختالف والتمايز بين األفراد أعطى للحياة معنى، وجعل للفروق الفردية أهمال فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر، وبذا -على سبيل المثال-يعني أنه لو تساوى جميع األفراد في نسبة الذكاء

.72ساني، مرجع سابق، صكر اإلنهد العالمي للفانية في القرآن الكريم، المعالعاني، نزار، الشخصية اإلنس ( 49) .98المرجع السابق، ص ( 50)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

919

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

تجاهات وغيرها اختالفهم في الميول واالأصل، و كما أن اإلسالم يعتبر المساواة بين الناس هو يصلح جميع األفراد إال لمهنة واحدة. (51) رئ... "أمر طاالعقلي والمعرفي حقيقة وجودية كبرى الفروق الجانب الوجود اإلنساني الفردية في الفردية من أهم حقائق الفروق : وتعد ظاهرة

ء ومنخفض االعقلية، فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذك التي أوجدها هللا في خلقه حيث يختلف األفراد في مستوياتهم فضال عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة وخصائصهم. الذكاء هذا

: اإلسالميةمن منظور التربية اإلنسانيأسس الفروق الفردية في السلوك أود الفروق الفردية بين األفراد مبدأ تقره النظرية التربوية اإلسالمية "فقد وضع القرآن والسنة النبوية هذا المبدوجب واإلقرار

.وتتأسس الفروق الفردية في النظرية اإلسالمية على (52)اخذ بها المربون المسلمون في مختلف عصورهم" أساسيةكقاعدة تربوية األسس اآلتية:

إن المبدأ الذي تقوم عليه نظرة اإلسالم إلى الفروق الفردية، هو أنه لفردية منحة ربانية: وق االفر األساس األول: -عطاء إلهي لبني البشر، ومن مقتضيات حكمته في الوجود، فقد اقتضت حكمة هللا أن تكون و يعتبرها منحة ربانية

ه الفروق يختلف من شخص آلخر د هذكأح وق فردية وقدرات مختلفة في خلقه، وال شك أن اإلدراك العقليهناك فر وما الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا يؤت ومن يؤتي الحكمة من يشاء "وهذا رزق وعطاء منه سبحانه، قال تعالى:

. [269 :البقرة]" األلباب أولو يذكر إال ع - يساعد الفروق معرفة الثاني: االختالف: األساس مع التعامل حسن على لى يساعد أسلوب الفردية فالفروق

.واإلفهامالتعامل مع اختالف العقول : الغربي الفكرالفروق الفردية في المبحث الخامس: مكانة المبحث السادس:

اإلنساني الفكر أقدم اهتم الفرديةمنذ بالفروق نعالعصور الذي التفصيل دون معناها، بمالحظة ولكن العلوم ، في رفه إدارة سلطة الدولة. وقد في ، فمثال عرف أن المقاتل الجيد يتمتع بقدرات تختلف عن اآلخرين من المقاتلين، وكذلك اليوماإلنسانية

ة آراء وأفكار فلسفية لم تخضع للدراسة العلمي ألفراد؛ إال أنها كانتالحظ كبار العلماء والمفكرين والفالسفة هذه االختالفات بين ا برز األفكار التي ظهر االهتمام فيها بالفروق الفردية:الدقيقة للتحقق منها. وسنقف باختصار عند أ

الناس بحسب أنماط، أو سمات مزاجية Hippocrates" ففي الفلسفة القديمة على سبيل المثال، قسم "هيبوقراط: القديمة الفلسفةالمزا الجسم، وهي في السوائل تباين نسب التباين، أربعة بحسب أساس هذا والبلغمي، والسوداوي، وعلى الدموي، والصفراوي، ج

عالهم. أفأمزجتهم، وسلوكهم، أو ردود فالناس يختلفون فيلفلسفة اليونانية، وبصورة أوضح أكثر مما كان عليه الوضع في الفلسفة : ظهر االهتمام بالفروق الفردية مبكرا في االفكر اليوناني

قسم Plato "ة فأفالطون ت كبار الفالسفة اليونان مراعاة معنى الفروق الفردية في تصنيف الناس في الحياة المدنيالقديمة، وقد التفأحدب الناس غلبة و حسب والشهوة، والغضب، العقل، قوة وهي عليه، النفس قوى في ى أفالطون حدد التقسيم، هذا أساس على

من فئة لكل مناسبة تصنيفات المثالية، األساسية جمهوريته أهدافه وضع وقد نفسه. في القوى هذه إحدى غلبة بحسب الناس ه لم يولد اسبه. وفي الجزء الثاني، من كتابه )الجمهورية( توجد له عبارة: )انينضعه لكل فرد عمال خاصا به لتحقيقها من خالل و

ما لعمل بينما يصلح الثاني لعمل آخر(، فمن متشابهان، بل يختلف كل فرد عن اآلخر في المواهب الطبيعية، فيصلح أحده اثنان

.41و 40، ص 1970البهي، محمد، طبقية المجتمع األوروبي وانعكاس آثارها على المجتمع اإلسالمي المعاصر، مكتبة مدبولي، القاهرة، ( 51) .281ص، 2006ع سابق، رية التربوية اإلسالمية، مرجمدن يوسف، التعلم والتعليم في النظ ( 52)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

920

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

يكون لديه، العقل قوة والعلماء، غلبت الفالسفة، من أو الحكام، طبقة أو وممن الجند، من صار عليه، الغضب قوة غلبت ن . (53)الشهوة عليه فهو من العوامالحرس، أما من غلبت قوة

الوسطى الفروق العصور في الوسطى؛ الفردية العصور تاريخ :وفي في تعرف المظلمة( والتي ب)العصور األوروبي الفكر نظري أكثر منه التعميم الفلسفي ينظر إلى طبيعة العقل من خالل تفكير ن ، فقد أهملت الفروق الفردية إهماال كبيرا، إذ كاابأوروب

قديمة. علمي تجريبي، لذلك لعبت مالحظات األفراد دورا ضئيال، في تطور األفكار الفلسفية الالحديث الفكر في الفردية الح الفروق العصر فلسفات على: وفي التأكيد في بالتربية دور للمهتمين فقد كان بنظر ا ديث، ألخذ

"، البريطاني "وسبنسر"Pestalozzi "ي بست التوز في تربية األطفال أمثال السويسري " االعتبار القدرات العقلية، والفروق الفرديةSpencerي "روسو، والفرنس" Rousseauواأللماني"فروبل ،" Froebel. وغيرهم.

التجريبي، وكانت بداياتها على يد قت ظهور علم النفس و بالفروق الفردية اهتماماتر القرن التاسع عشر، ظهرت في أواخلنفس، وأصبح ال يعتمد العالم اإلنجليزي "فرانسيس جالتون" فخالل القرون التي هيأت لعصر النهضة في أوربا بعد أن تطور علم ا

على بل فحسب، الفلسفية الرؤى "على األكبر. بالدرجة والمنسقة المنظمة، العلمية الفلسفة عل فصان فلماالدراسة عن النفس لم وأصبح علما مستقال بنفسه، أخذت الدراسات الناتجة عن التجارب والمالحظات تتجه نحو دراسة األحوال النفسية والملكات العقلية

هان بر خضعت الفروق الفردية للدراسات العلمية التي بينت عن دليل و لذلك فقد (54) وف البيئة االجتماعية، وعالقتها بالتعليم"وظر األخطاء عن وكشفت المختلفة، والجماعات األفراد عند ومكوناتها وجودها النفس، عن عديدة مفاهيم حول شائعة كانت التي

اهتم ما بين ومن سلوكها... قوانين وأسباب وإيجاد الفردية، الفروق دراسة النفس، علماء السلوك به لوصف تعميمها يمكن في مدينة "ليبزغ" األلمانية 1879الذي أنشأ أول مختبر لعلم النفس في عام Wundt" "نت"فو ندع االتجاهاإلنساني. وقد ظهر هذا

كانت ذات طبيعة نفسية، إال Helmholtz" ، و"هلمهولتزFechner" ، و"فخنر Weber "سبقته تجارب قام بها كل من "فيبر الذيقام أن إذ بالكامل، النفس لعلم الذي تكرس األول فونت كان لم يدرس ب معمل فونت البشري. وبالرغم من أن العقل بنية دراسة

ى وجود الفروق الفردية بينهم. ومن الفردية بشكل مقصود، إال أنه أهتم بدراسة أوجه التشابه بين األفراد، مما قاده بالتالي، إلالفروق "ك تلميذه تبعه وبت Kattell" اتلبعد، التجارب، باستعماله الفردية الفروق "جالتوعابدراسة بدراسة Galton" ون مهتما كان الذي

يتش التي المميزات قياس إلى المهمة الحاجة ودراساته أبحاثه خالل من تبين أنه إال الوراثية، األقارب، الوراثة والعوامل فيها ابه .واألخوات والتوائمة الناس، إذ كان بحاجة ألن يقيس بدقة العالقة بين اآلباء واألخو ويختلفون فيما بينهم مع غيرهم من

العضلية، "جالتون "أنشأ والقوة والسمع، البصر، حدة قياس خالله من واستطاع اإلنسانية، الظواهر بعض لقياس معمال ائج هذه الدراسات، واعتبر أول من استخدم سيطة أخرى. وقد استخدم األساليب اإلحصائية في وصف نتووظائف حسية حركية ب

العقلية، واألدوا فياالختبارات االختبارات، من العديد ظهرت وثم الفردية. الفروق وكذلك دراسة الفردية، الفروق عن للكشف ت .(55) روق الفردية أكثر دقة وموضوعيةظهرت العديد من األساليب اإلحصائية مما جعل دراسة الف

النفس ظهور الفرديةعلم بالفروق االهتمام وازدهار النفس الفارقي علم أخذ لما مخبم: دراسة في فروعه جوانب ختلف تلف "بينيه" من كل يد على الفارق( النفس )علم ظهر و"هنري" Binetالشخصية، ،Henry النفس )علم بعنوان مقالة نشرا عندما

م بهذا العلم، فظهر كتاب )عل االهتماماتق، وتوالت ار لم النفس الفل مناهج عدي(. قدما فيه أول تحليل منظم ألغراض ومجاالفر

؛ زهران، شيماء عبد المجيد، ظاهرة 277المرجع السابق، ص منصور، عبد المجيد سيد والفقي، إسماعيل وعبد المحسن، محمد، علم النفس التربوي، ( 53)ص الشبكة، على مقال التاريخي، وتطورها الفردية تقنيات1الفروق الدين، خير هني، الطبعة ؛ الالتدريس، التربية وزارة الجزائر، وطنية، األولى،

.34،ص 1999 .34المرجع السابق، ص هني، خير الدين، تقنيات التدريس، ( 54) .278منصور، عبد المجيد سيد والفقي، إسماعيل وعبد المحسن، محمد، علم النفس التربوي، مرجع سابق، ص ( 55)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

921

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

. (56)"" الذي درس الطبيعة، ومشكالت، وطرق البحث في علم نفس الفروق الفردية."Stern"شتيرن نفس الفروقات الفردية( للعالمالعالم "مندل لكتابات العلم كفرع من endel"M كما كان النفس دور كبير في تمييز مالمح هذا لعلم النفس، وأصبح فروع علم

لجماعات بعضها ببعض، سواء ين ا الفارق مجاالته واهتماماته، فهو العلم الذي يهتم بدراسة الفروق بين األفراد بعضهم ببعض، أو ب . (57) معهاصل لنظريات تفسرها، وللتوصل ألساليب وطرق للتعامل في مجتمع بعينه، أو مجتمعات مختلفة، لقياسها، وفهمها، والتو

المتأ اهتماممل في اإن التربوي واالجتماعي يجد هناك الحديثة اكبير الفكر الدراسات االجتماعية، وفي الفرديةبالفروق في دارسه المشهورة، وعلى سبيل الذكر ، ومن أهمها علم النفس العام، وعلم النفس التربوي، وعلم االجتماع بممتداخلةحقول معرفية

ال النفس الجماعات نجد علم البعض، أو بين السيكولوجية بين األفراد بعضها الفروق الذي يهتم بدراسة النفس؛ لعلم فارقي كفرع بعض والسالالت المجتمعات بين أو البعض، أو بعضها بعينه مجتمع في سواء واإلناث الذكور بين أو البعض، البشرية فيها ال الفروق وأسبابها العقود األخيرة بعد بصفة عامة، مع بيان عوامل هذه نفسية واالجتماعية والبيئية والوراثية. وهو علم ظهر في

التطور الحاصل في علم النفس وعلوم التربية. كل الناس، وعلى راسة الفروق الفردية من حقيقة واضحة هي أن اإلنسان على نحو ما يشبه وتنطلق الدراسات الحديثة في د

الناس، أفراد نوعه في كثير من وعلى نحو نحو آخر يشبه بعض الناس. فاإلنسان بقدر ما يشترك مع ثالث ال يشبه أحدا من الحديثة بالفروق الفردية االجتماعية. يعرف في المفاهيم أصبحالمواصفات، يختلف عنه في مواصفات أخرى، وهي ما

الفصل الثاني نظريات علم االجتماعو ة في التربية اإلسالمية الفروق االجتماعي

:دتمهيفحسب لقة واللون والجنس الخ في االختالف على يقتصر البشر ال بين التفاوت الفكر والطباع ؛إن ليشمل ذلك يمتد بل

ا منهم فتجد كبيرا، اختالفا ومختلفون ذلك في متباينون فالناس وغيرها، والقدرات، والمواهب واألسود والصفات والقصير، لطويل صم والسميع، والسهل في التعاون والصعب المزاج، والذكي اللبيب وبطئ الفهم، وطليق اللسان واأل والبصير، واألعمىواألبيض،

ال يكاد يبين، وهكذا، وهذا التفاوت واضح جلي في البشرية جمعاء، أقرته وأثبته الشريعة اإلسالمية، من خالل الذيومتعثر المقال أصبحا لم ينكره عاقل سوي، وتعزى كل هذه االختالفات والتباينات إلى ما يض أتشريعاتها المختلفة، وتعاملت معه بحسبه، كما أنه

يعرف في العلوم اإلنسانية الحديثة والمعاصرة بالفروق الفردية أو السمات المميزة للشخصية اإلنسانيةالشاغ أضحىوقد الشغل الفروق بهذه التربوي واالجتماالعتناء الفكر في العلماء والمنظرين لدى العصر، ال في هذا عي والنظر يمكن القول إن االعتناء بالفروق الفردية أمر لم تبتكره التربية المعاصرة، بل ظهرت بعض مالمحه منذ البحثولكن عند

األول، كما القديم، الفصل في بحثه تقرير كما سبق ا أمرجاء في في الفروق والسمات الكريم القرآن الكريم، حيث راعى لقرآن الفروق الفردية بينهم، وكذلك جاء تقريره في السنة النبوية، وفي نظريات الفكر التربوي اإلسالمي. اس،نللخطابه

العلوم وتشعبها ازدادت الحاجة إلى واليوم ومع ما وصل إليه العلم الحديث من ثورة علمية في المجاالت المختلفة، وتطور ومنها النظرية الفردية،تهتم بالفروق يتل. وسنقف عند أكثر النظريات ا(58) "اإلنسان واكتشاف العوامل المؤثرة فيها شخصيةمعرفة

التربوية اإلسالمية.

. 95-85، ص 2006رة، ، القاهلطبعة األولى، عالم الكتبا الفروق وقياسها، سليمان، سناء محمد، سيكولوجية ( 56)؛ سليمان، سناء محمد، سيكولوجية الفروق وقياسها، مرجع سابق، 6-3ص العلي، ماجدة هليل، الفروق الفردية، محاضرة على الشبكة المعلوماتية، ( 57)

.90ص ي توظيفها في مستهل الدراسة انظر الرابط سالم فحته للدكتوراه حول الفروق الفردية ومنهج اإل د سليمان عبد الغني في أطرو كما أشار إلى الباحث ( 58)

https://www.gomhuriaonline.com20/587657 :

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

922

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

"النظرية تعريف يمكن المعطي مفهوم عبد الباسط عبد يرى كما فكري ":التربوية" أو نسق ظاهرة حول متسق استنباطي ومات وقضايا نظرية توضح العالقات بين الواقع وتنظمها هإطارا تصوريا ومف -أي النسق-يحوي اهرات المتجانسة،مجموعة من الظ

وذات توجيه تنبئي يساعد على تفهم بريقي بمعنى اعتمادها على الواقع ومعطياته،م كما أنها ذات بعد إ دالة وذات معنى، بطريقة (59) لية".مستقبل الظاهرة ولو من خالل تعميمات احتما

ا التعليمية ومناهجها على أسس تضع في االعتبار تحقيق األهداف وفق ذلك هلذلك ظهرت نظريات تربوية تقيم أسس وتبعا كن أن تستند إليها اإلشباعي، وذي المردود النفعي االقتصادي وال تقيم أي وزن للضوابط واألسس األخرى التي يم الماديالمنظور

روق الفردية واالجتماعية فنرى من خالل عرض مبادئ تلك النظريات وموقفها من الالنظريات التربوية كما س النظريات الغربية الفروق الفردية االجتماعية عندالمبحث الثاني:

البنائية الوظيفية: النظريةألكاديمي المعاصر "وأهم االتجاهات الحديثة في علم االجتماع رواجا في علم االجتماع اتمثل النظرية البنائية الوظيفية أكثر

ع على التي سيطرت والتأييد ل النظريات التفسير عن نوع من تعبر مقوالتها ومسلماتها الزمن؛ والتي لفترة طويلة من االجتماع م الرواج وقد القت الكثير من القبول و (60)للطبيعة والكون واإلنسان". للفكر الغربي وللنظم االجتماعية الرأسمالية، ذات الرؤية الخاصة

االجتماعية والتربوية؟ أبعادها افي كثير من األوساط، فما هي هذه النظرية وم النظرية البنائية الوظيفية للتدرج االجتماعي والفوارق االجتماعية: تفسير

رة وجود المنطلق األساس لهذه النظرية في اعتبار التدرج االجتماعي وترتيب األفراد في الحياة االجتماعية، واالعتقاد بضرو عتقاد رواد البنائية الوظيفية أن التباين حقيقة كبرى م كمبدأ من مبادئ الحياة الفطرية، هو ا هبين الناس، وانعدام المساواة بين الفوارق

( من افتراض مؤداه أن التباين Social Stratificationفي الوجود اإلنساني لذلك" ينطلق التفسير الوظيفي "للتدرج االجتماعي" )كبرى اال إنسانية حقيقة يعد االجتماعي والتدرج اإلنساني جتماعي المجتمعات أشكال كافة في الوثائق ظهرت بأن ويزعمون ة،

التاريخية توضح أن عدم المساواة في القوة والطبقة والوضع االجتماعي كانت موجودة في المجتمعات القديمة لدى اليونان والفرس، أن ألولى كانت بعيدة تماما عن المساواة، و الشواهد األركيولوجية توضح أن المجتمعات البدائية بل يذهبون أبعد من ذلك إلى أن ا

يمثل حقيقة –بحكم عموميته وقدمه –التدرج قد عرف في جميع أنحاء العالم، وينطلقون من هذا التصور إلى أن التدرج االجتماعي االجتماعية الحياة حقائق من النظ، (61) ضرورية هذه توصوتشير األفراد فيها يتواجد التي األوضاع أن إلى أفضل لرية إلى

الجزاءات، ومن ثم تتمتع بالمنزلة األعلى، وال تدر األوضاع جزاءات بالضرورة بالنسبة ألهميتها الوظيفية المختلفة، وإنما يجب أن ن الجزاء فهو الندرة النسبية لألفراد الذين يتمتعو ثاني الذي يحددتكون مجزية ما فيه الكفاية لتجذب األكفاء من الناس، أما العامل ال

.(62)بالمواهب المطلوبة والتدريب الالزم، حيث تتطلب بعض األوضاع مواهب نادرة وتدر جزاء عاليا الفروق الفردية االجتماعية عند الوظيفية من خالل مبدأ تكافؤ الفرص: مراعاة

م عليه مبدأ العدالة و يلة التي تسعى الفلسفة األخالقية إلى تجسيده، ويقحد األهداف النبإن تجسيد مبدأ تكافؤ الفرص، هو اوقد االجتماعية، وتحقيق مبدأ المساواة اإلنسانية، وقد تطور الفكر الغربي في العصور األخيرة واقترب كثيرا من تحقيق هذا المبدأ،

يصل على مرحلة التجسيد األخيرة؛ كما أن قبل تين،رين، ومر بمرحلعرف هذا المفهوم طريقه إلى الفكر الغربي في القرن العش

.1981الجامعية، الكويت، المعطي، عبد الباسط، اتجاهات نظرية في علم االجتماع، دار المعرفة عبد ( 59) .133المرجع السابق، ص ، سط، اتجاهات نظرية في علم االجتماعبد الباعبد المعطي، ع ( 60) . 209-208، ص 1995عودة، محمود، أسس علم االجتماع، دار النهضة العربية، بيروت، ( 61)-69، ص 2010رية، لم االجتماع"، مؤسسة شباب الجامعة، اإلسكندرشوان، حسين عبد الحميد أحمد، الطبقات االجتماعية والمجتمع "دراسة في ع ( 62)

70 .

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

923

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

رح ذلك أحمد صيداوي بقوله: "فقد ظل المفهوم المحافظ لتكافؤ الفرص التعليمية سائدا في معظم البلدان الصناعية حتى الحرب شيالناس، وأن على الفرد أن فا عن غيره منقد وهب كل امرئ مقدارا من الموهبة مختل –تعالى –العالمية األولى، ومفاده: أن هللا

قد أعطى كل فرد –تعالى –ضل وجه ممكن، ويزيد المحافظون المتشددون على ذلك قولهم: إن هللا فيستخدم موهبته تلك على أما يستحقه القدرات التي تتناسب مع طبقته االجتماعية التي ولد فيها، ومعنى ذلك أن على الفرد أن يرضى بما قسم له؛ ألنه أعطي

من عصر النهضة، مرورا بالقرن الثامن جاءتلون قدموا صيغة أخرى هاء على مولده في طبقة معينة، أما المحافظون المتسابنعشر وال سيما خالل الحقبة التي نشطت فيها التجارة، وهي تؤكد على انتقاء الموهوبين من بين الجماهير الشعبية، وإكرام األفراد

.(63) تهم من أهمية بالغة لدعم االقتصاد الوطنيالذين يتم اصطفائهم لما لموهب نظرية الصراع الطبقي )النظرية الماركسية( االجتماعية في الفروق ة يأهم

رغم شهرتها وانتشارها الواسع في أوساط علماء االجتماع –التي توسم بالرؤية التوازنية -لم تكن النظرية البنائية الوظيفية، التربوي؛ النفس الماضي، بل ظالتربوي وعلم التي ظهرت في القرن الوحيدة التي ال تتوافق مع هالنظرية النظريات ر العديد من

النظري المسلمات تلك معظم تعود حيث ومقوالتها؛ الوظيفية، البنائية النظرية عليها تقوم ورؤيته التي ماركس نظرية إلى ات الصراعية، وموقفها من فكر ونظريات المجتمع الرأسمالي.

إلى تجسيده، فإن الماركسية كما يؤكد "بوتومور" تركز على الصراع كانت الوظيفية تركز على التناغم االجتماعي وتسعى وإذا لوقت الذي تهتم الوظيفية بالثبات وباستمرارية األبنية مع النظرية الوظيفية، وفي ا المهمةوتتعارض في كل عناصرها االجتماعي

ال تنظيم على وتركز والمعايير،االجتماعية، العامة القيم خالل من االجتماعية على حياة وتؤكد تاريخية نظرة الماركسية تقدم ر القسر في الحفاظ على النظام االهتمام بالبناء المتغير للمجتمع، وتركز على اختالف المصالح والقيم داخل كل مجتمع، وعلى دو

ذه العناصر في الحياة االجتماعية.. فجل اهتمام هذه النظرية هو تحقيق ه(64)االجتماعي العامفالنظرية العالقات، وعليه هذه في القوة وتوزيع للرأسمالية، الطبقية العالقات في "نظرية الحوراني يرى كما الماركسية

األدوات للرأسمالية الطبقيةفالعالقات يتشكل بموجب جملة من الرأسمالي المجتمع في القوة عالقات سيطرة وخضوع، وبناء هي ألساس متمثل في ملكية وسائل اإلنتاج، كما أن هناك األيديولوجيا التي تكرس االتي تكرس عالقة التفاضل في القوة، وأن مرتكزها

هي األفكار المنبثقة –كما يؤكد ماركس –لسائدة في مجتمع معين ن األفكار اإخضوع البروليتاريا بموجب الوعي الزائف، حيث .(65)ر الطبقة الحاكمة"عن القوة، وبشكل خاص أفكا

: ة الماركسية للفروق الفرديةية النظرية التربو امدى مراعحين ظهرت الفلسفة الماركسية كما مر بنا فيما سبق، كانت المذاهب الفلسفية والتربوية السائدة قد انتشرت ونالت الكثير من

الكثيرة عيوبها وظهرت واالجتماع أثناءالرواج، االقتصادية فكان التطبيقات االنتقادات، من الكثير ونالت والتربوية، أحد ذية لك ثم واج الفلسفة الماركسية ونظرية الصراع؛ التي تمثل النظرية الماركسية ومقوالتها جوهرها وأسسها، ومن العوامل المساعدة على ر

المناسبة لتقديم تصوراتها لقضايا المجتمع "وفي سياق ذلك، وفي منظرا وضعه "ضوء التصور الذي وجدت هذه النظرية الفرصة والشيوع وماركس"ة ياالشتراكية سل "انجلز تشكيل الطبيعة يتم الكلي الذوبان على التصور هذا ويركز واألفراد. الجماعات وك

.9، ص 1981صيداوي، أحمد، تطور مفهوم تكافؤ الفرص التعليمية، معهد اإلنماء العربي، بيروت، ( 63)، ص 1981دار المعارف، القاهرة، د االجتماعي، ترجمة محمد الجوهري والسيد الحسيني وليلة علي وأحمد زايد، ، علم االجتماع والنقوم بوتومور، ت ( 64)

86 . وزيع، ، محمد عبد الكريم، النظرية المعاصرة في علم االجتماع التوازن التفاضلي صيغة توليفية بين الوظيفة والصراع، دار مجدالوي للنشر والت لحورانيا ( 65)

.91-90، ص 2008عمان،

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

924

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

المجتمع، وعليه يفسر ماركس تطور تاريخ اإلنسان بأنه سلسلة من صراع طبقات المجتمع ذي صبغة اقتصادية سياسية واإلنسان (66)الوقت نفسه"في

في فكرته جوهر إلى ماركس ألمح في وقد بقوله" الطبقي الصراع بسبب يحدث الذي للمجتمعات التاريخي التطور تفسير اإلنتاج االجتماعي الذي يزاوله الناس نراهم يقيمون عالقات محدودة ال غنى عنها، وهي مستقلة عن إرادتهم،وعالقات اإلنتاج هنا

لهذه العالقات يولف البناء االقتصادي للمجتمع، وهو يلمادية في اإلنتاج، والمجموع الكلمن تطور قواهم ا تطابق مرحلة محدودة في الحياة اإلنتاجاألساس الذي تقوم عليه النظم السياسية والقانونية، التي تطابقها أشكال محدودة من الشعور االجتماعي، فأسلوب

ناس ليس هو الذي يعين وجودهم، بل إن لاسية والروحية في الحياة، وشعور االجتماعية والسيللعمليات ا ةالمادية يعين الصفة الماديمعينة من تطور قوى اإلنتاج المادية في المجتمع نراها تصطدم بعالقات اإلنتاج ةوعند بلوغ مرحل وجودهم هو الذي يعين شعورهم.

وهنا تبدأ فترة انقالب إلى أغالل تقيد تطور قوى اإلنتاج،ل هذه العالقات وبذلك تتحو القائمة، أو عالقات الملكية بالتعبير القانوني، .(67)اجتماعي"

المجتمع الخلقية توجد بوجود القيم لذلك المجتمع، يتبناها التي باإليديولوجيا المعلنة تربطها أنها من زاوية أخرى غير كما موضوعات يا المقاييس والمستويات الخلقية، وهحددة معبرا عنهمن مطالب م أفرادهاإلنساني، وترتبط بما يفرضه المجتمع على

.(68)متغيرة وغير ثابتة وتتغير بتغير المجتمع وتطوره بسبب تغير اإلنتاج فيه" النظرية التربوية اإلسالمية الفروق الفردية االجتماعية عندالمبحث الثالث:

اإلسالمية خالص، ونظرية التربية إسالمي علم هو التربية علم ال نكاد نجد خالفا بين المتخصصين في علوم التربية على أن من كثير أمثال األفذاذ نيالمسلم علماء الكبرى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والسيرة العطرة، وما بذله بأصولهانظرية قائمة

ودهمن ج وغيرهم القيم وابن والماوردي أمثال: الغزالي العلم هذا في دونوا الذين ثم، تابعيهم من بعدهم جاء األوائل، ومن التابعين تطويرها. معتبرة في صياغة مناهج هذه النظرية وتفاصيلها في كل مرحلة من المراحل التاريخية، وفي

الفردية في النظرية التربوية اإلسالمية الفروق أهمية جهة نظر النظرية التربوية اإلسالمية هما: االجتماعية في أمرين أساسيين من و الفردية تظهر حكمة وجود الفروق

خلق هللا قدرة هللا عز وجل في خلقه؛ فقد "حد المجالت التي يمكن لإلنسان أن يرى أ: إن الفروق تمثل ان قدرة هللا عز وجلياألول بالنواحي وفي قدرتهم ومواهبهم وأجسا في جميع البشر متفاوتين عدة منهتعالى لحكم تعالى دهم وعقولهم وأمزجتهم قدرته تأكيد ا:

ودقيق صنعه وبديع الخلق اإلسالمي،(69)علمه" على المنظور وفق الفردية بالفروق العناية خالل ومن النظرية . تميز يظهر التربوية اإلسالمية.

ها وفق إن الفروق التي جبل عليها اإلنسان إذا فهمها على وجهها الصحيح ووظف الثاني إيجاد مجتمع إنساني متكامل متعاون:هما لتحقيق التكامل والتعاون المثمر بين الناس، فعندما" يؤدي كل فرد دوره، فكل متكون عامال أنإسالمي، يمكن إيمانيمنظور

(70) غيره في تحقيق متطلبات حياته ووجوده."فرد يؤدي دوره في المجتمع بالتعاون مع باقي األفراد بحيث ال يستغني عن

.135، ص 2018عودية، بيقاتها التربوية، دار العبيكان للنشر، السالقحطاني، نورة بنت سعد بن سلطان، األصول الفلسفية وتط ( 66) .155المرجع السابق، ص ( 67) .159ص القحطاني، نورة بنت سعد بن سلطان، األصول الفلسفية وتطبيقاتها التربوية، المرجع السابق، ( 68) .21، ص1993ن، ، األردر غير منشورة، كلية الشريعة، جامعة اليرموكالشرايري، محمد توفيق، الفروق الفردية في التربية اإلسالمية، رسالة ماجستي ( 69) .21المرجع السابق، ص ( 70)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

925

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

:االجتماعية في القرآن الكريممراعاة الفروق الفردية ال من آخر نوع تعالىفر ونجد قوله في معيشتهم " :وق بينهم قسمنا درجات في نحن بعض فوق بعضهم ورفعنا نيا الد " الحياة

ختلفون عن البعض اآلخر ماديا واجتماعيا فكما تناولت هذه اآلية توضيح عن الفروق االجتماعية فبعض الناس م، ف[32الزخرف: ]ه إليك ومنهم من ومن أهل الكتاب " العامل يوجد صاحب العمل. وقال هللا تعالى:د يوج ن تأمنه بدينار إ من إن تأمنه بقنطار يؤد

ه إليك إال ما دمت عل . [75 :آل عمران] "يه قائماال يؤد دية االجتماعية في السنة النبوية فر مراعاة الفروق ال

كل فرد مكانته أنزلتمعاملة واحدة بل األفراد مراعاة الفروق االجتماعية بين الناس؛ فلم تعامل كل مبدأأقرت السنة النبوية وهي قاعدة عامه مطرده في (71) "أنزلوا الناس منازلهم عليه وسلم: " العناية بذلك، من خالل قوله صلى هللا إلىالالئقة به، ودعت

وقد تنوعت طرائق النبي صلى هللا عليه .األفراداالجتماعية بين تالفروقاأنواعها. ومن ذلك اختالفمراعاة الفروق الفردية على وسلم في ذك على النحو اآلتي:

للفرد: االجتماعية المكانة كل إنزاحفظ من إنسان ل يستحقها التي فإن ة والبصير ةالحكممكانته الناس، من التعامل في في مرحلة ما كان ذلك عامل صد لها تبوأتها، فإذا ما حرمت من مكانتها التي وإرشادالنفوس حينئذ تكون مستعدة لتقبل أي توجيه

وهو منهج الذي هو في نظر بعضها أكبر من أي ثروة. مقاومة من سلبها ذلك الحق إلىعن قبول أي توجيه، بل ربما دفعها ذلك يستميل قلوب اشد الناس عداوة أن، وبذلك استطاع العمليةسار عليه النبي صلى هللا عليه وسلم، قوال وفعال من خالل سيرته يدسد

كان ألبي سفيان مكانة عالية سفيان رضي هللا تعالى عنه يوم الفتح أبيعلى ذلك موقفه صلى هللا عليه وسلم من األمثلةله، ومن أن رسول للا صلى للا "يكون له شيء من التنويه والذكر كما جاء أنوالمشورة فيهم، وكان يحب لرأيا في قريش، وكان من ذوي

هران فقال له العباس: يا رسول للا إن سفيان بن حرب فأسلم بمر الظ عليه وسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبيه فهو أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فلو جعلت له شيئا قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه باب

ك ، إذا كان في ذلبمثلهتليق التيسفيان تلك المكانة وسلم العباس رضي هللا عنه في منح ابي عليه هللاأقر النبي صلى . (72)"آمن يال على أثر هذه المواقف. ل لشأنه، وقد كانت مواقف أبي سفيان بعد ذك مع النبي صلى هللا عليه وسلم د وإصالحا لقلبه تأليفا

ويشير ابن ،(73)"إال الحدود أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهمنهج بقوله: "لهذا ا إلىأشار النبي :التجاوز عن هفوة الكريم الطارئةأ ما دام أنه دهذا المب أهميةعلى ديؤكد صالح بن حميو ،(74)األخطاءالعثرات، والغض عن إقالةعن ث حجر "ويستفاد من الحدي

نقاذ لواقع معلال ذلك بقوله "إن إقالة العثرة ليست إقرارا للباطل، ولكنها إ ،دفن العثرة أتقليلها إلىطريق الستصالحهم وكان ذلك سبيا .(75)فيه"

عليهم، كما ان ، ومراعاة مكانتهم التي انعم هللا بهاوإجاللهاالرؤساء مكانة سامية يجب توقيرها و لملوك :تعظيم الملوك والعظماءا : استخدام ألطف العبارات وآدابهاآلداببها. ومن تلك اإلخاللعند التعامل معهم يتحتم الحرص عليها وعدم وأصوالهناك آدابا

الفروق من وتلك إليهم، والحديث معهم، التخاطب هذا ا في التزام خالل ومن الناس. كافة من وغيرهم بينهم المهمة الجتماعية ملك الروم، هرقلفقد خاطب انبي صلى اله عليه وسلم كال من ، ى التواصل المثمر البناء مع هذه النخبة من الزعماءالسلوك يتسن

. 4842، حديث رقم: 261، ص 4السجستاني، سليمان بن األشعث، البعث، ج ( 71) .3022، حديث رقم: 163-12، ص 4، مرجع سابق، جالسجستاني، سليمان بن األشعث ( 72) . 4375، حديث رقم: 133، ص 4شعث، مرجع سابق، جالسجستاني، سليمان بن األ ( 73) .88، ص12لعسقالني، أحمد بن علي بن حجر، رسالة في مصطلحات أهل الحديث، ج ا ( 74) . 43-42، ص1995، دار الوطن، الرياض، السعودية، 2مفهوم الحكمة في الدعوة، ط ، حميد، صالح بن عبد هللا ( 75)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

926

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

سلم هرقل عظيم الروم وللمقوقس بعظيم و ملك مصر والنجاشي ملك الحبشة؛ كقوله صلى اله عليه وكسرى ملك الفرس، والمقوقس .(76) لنداء هللالقلوبهم حتى يستجيبوا تأليفاالقبط، وهكذا

ضوابط الفروق في النظرية التربوية اإلسالمية: المبحث الرابع: ، ذلك ألن ياسانية، واعتدال طبيعتها، ونمو شخصية الفرد نموا سو تعتبر الضوابط من أهم العوامل المؤثرة في توازن الذات اإلن

إلى اإلنسان تدفع قد وشهوات ورغبات نزوات من تتضمنه بما القيم الدوافع على االعتداء ثم ومن والجشع، والتجاوز الشطط أمن ويضطرب واألعراض، واألرواح األموال على االعتداء فيحدث اآلخرين، حقوق وعلى وتعم واألخالق واستقرارها، الحياة

ويتحول اإلنسان إلى حيوان ضار متوحش مفترس. ب،الفوضى، وتسود شريعة الغا هذه الضوابط نوعان هما:

العقيدة التي يدين بها، : تنبع من داخل اإلنسان، من قلبه وعقله وضميره ووجدانه، ومصدرها الرئيسداخليةضوابط -الحرام، الحالل وحدود الحق إلى والتي تحدد حدود الحرام، وتجاوز إلى الحالل إلى الوتمنع تجاوز باطل، والعدل

الظلم وهكذا. بالحساب والعقاب والثواب، وبالقيم األخالقية على تنوعها، واالستحياء من هللا، يضاف إلى العقيدة ما يتفرع عنها من اإليمان

ومن الناس.ت هذه انيش فيها اإلنسان، والتشريعات التي تسودها، سواء أك: وتنبع من البيئة االجتماعية التي يعضوابط خارجية -

التشريعات سماوية أم أرضية، ذلك ألنها ملزمة لكل من يعيش في المجتمع. وعلى أساس منها قامت أجهزة األمن .والمحاكم والسجون وغير ذلك لردع من يتجاوز أو يعتدي على قيم المجتمع

على تنوعها، واالستحياء من هللا، ية اإليمان بالحساب والعقاب والثواب، وبالقيم األخالقيضاف إلى العقيدة ما يتفرع عنها من ومن الناس.

:الخاتمة

الم وأوصوا وأدركوه األوائل أسالفنا إليه أشار بل المعاصرة، التربية تبتكره لم أمر الفردية بالفروق باالعتناء وتؤكد ، هعلم سالم اهتماما بالغا بمراعاة الفروق الفردية م اإلاهت، وقد جوب مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمينالفلسفة التربوية اإلسالمية أهمية و

.وال بقدرات متشابهة ، في التعليم، فاهلل تعالى لم يخلق الناس على شاكلة واحدةي خلقه حيث يختلف األفراد في الوجود اإلنساني التي أوجدها هللا فمن أهم حقائق االجتماعية( الفردية الفروق ) وتعد ظاهرة

ف العقلية، وسماتهم منهممستوياتهم مواهبهم تمايز عن فضال هذا الذكاء ومنخفض الذكاء ومتوسط والذكي جدا والذكي العبقري . المختلفة وخصائصهم

إنما -وسعهم وقدر طاقتهم الكريم إلى وجود الفروق الفردية بين األفراد، وأن هللا ال يكلف البشر إال بما في القرآنوقد أشار إليه علم النفس الحديث من االهتمام بقياس الفروق الفردية بين األفراد في االستعدادات والقدرات وصل هي الفكرة األساسية فيما

ل فرد إلى نوع التعليم المناسب الستعداداته وقدراته".لتنظيم عملية التعلم بحيث يوجه كتؤكد ع النظرياتبينما بمفردلى الغربية يتعلم أن تلميذ لكل الفرصة إتاحة يجب وأأنه الت ه الموضوعات مع يتعامل ي ن

سب قدراته وسرعة تعلمه، وأن أن يسير المتعلم بح يتتوافر له بما يتالءم وميوله، واهتماماته كما ينبغ ييختارها من بين البدائل التللتعلم. و في تنظيم خطواته دون إكراه أو ضغط يتنا يلعب دورا فاعال التعليم الفردأ قض مع استعداداته ة لمحاوالت نتيججاء ين

.علمية جادة أدت إلى بلورة مفهومه، وتحديد أشكاله ومستوياته

.7 : ، حديث رقم 17، ص1، جالبخاري، محمد بن إسماعيل، صحي بخاري ( 76)

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

927

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

قيام التعليم على التنوع واالختالف في طرائق التدريس، يقتضية مما شديدا على الفرد والفردي تركيزا وتركز النظريات الغربية . ي استجاباتهم للمواقف التربويةاس فبين جميع الن ي ، كما تنكر الفلسفة الوجودية التساو وفي تنظيم الخبرات

: التوصيات

وإعطاء كل فئة من الناس ما يناسب عقولهم في مراعاة الفروق الفردية عند الناس، ضرورة إتباع المنهج اإلسالمي - . وبيئتهم من خالل تنويع الخطاب والوسيلة واألسلوب

عل - بيناالعتماد الفردية الفروق دراسة في اإلسالمية النظريات الروح الناس ى بين وتوازن عدالة األكثر كونها والجسد.

ل ما يتعلق بالفروق الفردية حسب المنهج اإلسالمي في التعامل مع األفراد، والجماعات، العمل على تنظيم وجمع ك - وبجميع نواحي الحياة، ليكون نبراسا ومرجعا للدارسين.

التطض - على التربويين والمشرفين المعلمين تدريب المناسب عمليةبيقات رورة التعليم نوع إلى التعرف على قادرة قدراتهم.الستعدادات األفراد و

وفق الفروق التنوع واالختالف في طرائق التدريستقوم على للمدرسين في وزارة التربيةدورات تدريبية ضرورة عقد - الفردية

بين الطالب. االجتماعية ردية و الفروق الف تراعي أنشطةفي وزارة التربية والتعليم تضمين المناهج -، وتوظيفها في الحياة االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية الفروق الفردية تتناولضرورة عمل أبحاث مشابهة -

العملية عن طريق تخصيصها في العديد من المجاالت. جهود - في النظر في مؤسساإعادة المحلي المجتمع وتكا تحقيقت االجتماعي الف التكافل في فؤ التعليمية رص

المجتمع. من قبل وزارة التنمية االجتماعية. امل مع الضعفاء والفقراء والمحتاجينفي التعالتوسع في استخدام السياسات الفاعلة -

المصادر والمراجع

المصادر القرآن الكريم

الي قتح .صحيح البخاري (.2001. ) محمد بن إسماعيلالبخاري، دار طوق :بيروت. ناصرق: محمد زهير بن ناصر . النجاة

شركة مكتبة ومطبعة ر:مص. أحمد محمد شاكر :تحقيق .سنن الترمذي (.1975). بن سورة عيسى الترمذي، حمد بن . مصطفى البابي الحلبي

. تاب العربيدار الك :بيروت. البعث (.1988. )سليمان بن األشعث ،السجستانيالحسن بن محمد ) الشيباني، اإلمسن (.2001. أحمدد األرنؤوطيحقت .مام شعيب مرشد ق: بيروت:وعادل مؤسسة .

. الرسالة دار إحياء التراث العربي. :بيروت .صحيح مسلم (.1994. )النيسابوري، جمعه أبو الحسين مسلم

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

928

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

المراجع العربية: دار السالم للطباعة :القاهرة .لشرعيةانحو إعادة بناء علوم األمة االجتماعية و (.2009) .أبو الفضل، منى والعلواني، طه جابر

والنشر. دار الفرقان. :األردن، عمان .1. طانتماء وارتقاء :فلسفة التربية في اإلسالم (.1997. )األسمر، أحمد رجب

ف عن فقه الدين اإلسالمي: دراسة عبر ثقافية الفروق بين الجنسين في المعار (.2017. )األنصاري، بدر والعلندا، هيا . 47-11(، 3) 45 ،االجتماعيةمجلة العلوم .والسعودي والمصري جتمع الكويتيمفي ال

.مكتبة لبنان :لبنان .2. طالمحيط محيط (.1995. )البستاني، معلم بطرس مكتبة مدبولي. :القاهرة .إلسالمي المعاصراألوروبي وانعكاس آثارها على المجتمع اطبقية المجتمع (.1970. )البهي، محمد

: القاهرة . ترجمة محمد الجوهري والسيد الحسيني وليلة علي وأحمد زايد .علم االجتماع والنقد االجتماعي (.1981. )ومت ،بوتومور . دار المعارف

.والنشر والتوزيع دار النفائس للطباعة :عمان، األردن .التربوي في اإلسالم النفسعلم (.2005. )التل، شاديةبحوث مؤتمر نحو بناء نظرية تربوية إسالمية .فلسفة التربية في النظرية التربوية اإلسالمية ةمكان (.1990. )التوم، بشري حاج

، عمان، األردن. معاصرة دار الوطن. :الرياض ،السعودية .2ط .الحكمة في الدعوةمفهوم (.1995. )حميد، صالح بن عبد هللا

الكريمالحوراني، عبد ) محمد عل(. 2008. في المعاصرة الوظيفة مالنظرية بين توليفية صيغة التفاضلي التوازن االجتماع دار مجدالوي للنشر والتوزيع. :عمان .والصراع

. دار وائل للنشر والتوزيع :عمان .1. طالفردية والتفوق العقليسيكولوجية الفروق (. 2003. )الخالدي، اديب . مكتبة األنجلو المصرية :القاهرة ،مصر . 2. طعلم االجتماع ومدارسه (.2017) .الخشاب، مصطفى

.التنوع الثقافيدار :لبنان، بيروت .ترجمة إسماعيل مظهر .أصل األنواع (. 2007. )داروين، تشارلز دار الكاتب العربي. :بيروت .أصول علم النفس (. 2001. )، أحمد عزتراجح

مكتبة دار :جدة، السعودية .2. طس العامفالمدخل إلى علم ن (.2000. )والكفوري، صبحي فاروق وعبد السالم، دمنهوري، رشاد زهران للنشر والتوزيع.

دار األمان. :الرباط .التربية والتحديث (.2005. )ربيع، مباركمؤسسة شباب :اإلسكندرية ".الطبقات االجتماعية والمجتمع "دراسة في علم االجتماع (. 2010. )حسين عبد الحميد أحمدرشوان،

الجامعة.رسالة .تكافؤ الفرص التعليمية بين التربية اإلسالمية والفلسفات التربوية )دراسة مقارنة( (. 2013. ) جي محموداالزعبي، ضياء ن

ماجستير غير منشورة، كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية، جامعة اليرموك، األردن،. المجيد عبد شيماء )زهران، التاريخي (. 2016. وتطورها الفردية الفروق للتنمية : ناعم .ظاهرة العالمي اإلنساني المحور

واألبحاث. .الدار العربية للكتاب :ليبيا .2. طالسنة النبوية في اإلسالمية أسس التربية (. 1993. )الزيناتي، عبد الحميد عالم الكتب. :قاهرةال .1. طسيكولوجية الفروق وقياسها (.2006. )سليمان، سناء محمد

. ار الشروق د :عمان، األردن .2ج .16ط . منهج التربية اإلسالمية (. 1992. )إبراهيم الشاذلي، محمد قطبمحمد )توفيقالشرايري، اإلسالمية(. 1993. التربية في الفردية جامعة .الفروق الشريعة، كلية منشورة، غير ماجستير رسالة

اليرموك، األردن.

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

929

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

لميا أحمدالشوحة، )محمد اإلس (. 2013. للتربية االجتماعي مقارنة(ال األصل )دراسة منشو . مية غير دكتوراه كلية رسالة رة، .اليرموكالشريعة، جامعة

معهد اإلنماء العربي. :بيروت .تطور مفهوم تكافؤ الفرص التعليمية (. 1981. )صيداوي، أحمد معهد اإلنماء العربي. :بيروت .1. طقابلية التعلم (. 1986. )صيداوي، أحمد

نزار )العاني، اإلسالميصالشخ (. 2008. الفكر في اإلنسانية ط ية المتحدة .2. للفكر :األمريكيةالواليات العالمي المعهد اإلسالمي.

.دار المعرفة الجامعية :الكويت .اتجاهات نظرية في علم االجتماع (.1981. )عبد الباسط ،عبد المعطيرسالة .لسفات التربوية المعاصرة والتربية اإلسالمية فالعدالة االجتماعية في ال (.2019. )ن عايض دريميحالعتيبي، عبد هللا ب

وراه غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.دكتعبداالله جليل لؤي ) عالوي، التر (.2015. معلمي قبل النبوية من والسنة الكريم القرآن في الفردية الفروق مراعاة بية مدى

. جامعة آل البيت، األردن،رسالة دكتوراه غير منشورة، .ر المعلمينظاإلسالمية في محافظة العاصمة عم ان من وجهة ن .دار النهضة العربية :بيروت .أسس علم االجتماع (. 1995. )عودة، محمود

اب.الهيئة المصرية العامة للكت :القاهرة .قاموس علم االجتماع (.1979. )غيث، محمد عاطف دار العبيكان للنشر.: السعودية .صول الفلسفية وتطبيقاتها التربويةاأل (.2018. )القحطاني، نورة بنت سعد بن سلطان

.دار الشروق :مصر .ترجمة سيد محمد غنيم . الشخصية (.1984. )الزوراس، ريتشارد . يةمكتبة النهضة المصر :القاهرة .التربية والتنمية (.1989. )لطفي، بركات أحمد

. 54-33(، 5) 17، مجلة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية .عند ابن خلدون فلسفة العمران (.2010. )محمد، جاسم محمد جاسم . جمع العلميدار الم :السعودية جده، .2. طعلم النفس مبادئ (.2005. )مختار، حمزة

.كر العربيالفدار :القاهرة، مصر .نظريات المنهج التربوية (.1984. )مدكور، علي أمجد دار الهادي. :لبنان . 1. طم في النظرية التربوية اإلسالميةيالتعلم والتعل (. 2006. )مدن، يوسف

عبدالمرسومي حسن جاسم ، ( للمجتمع (. 2013. عادل اقتصادي مذهب بناء في لإلسالم الموضوعية دراسات .النظرة مجلة . 170-126(، 4) 9، ميةجامعة كربالء، كلية العلوم اإلسال ،إسالمية معاصرة

.أمواج للنشر والتوزيع :عمان .2ط .بناء اإلنسان (.2013. )منصور، حسن عبد الرازق سيد الحميد عبد محمدمنصور، إسماعيل والفقي، المحسن عبد بن محمد ) والتويجري، التربوي (.2015. النفس طعلم .10 .

. مكتبة العبيكان :الرياض .المعاصر ركدار الف :بيروت .التربية االجتماعية في اإلسالم .(2008. )النحالوي، عبد الرحمن . لتربية للتأليف والنشر والتوزيعدار ا :عمان .الفروق الفردية (. 1996. ) الهاشمي، عبد الحميد

.وزارة التربية الوطنية :الجزائر .1. طتقنيات التدريس (. 1999. ) هني، خير الدين .للنشر والتوزيع تبدار عالم الك :الرياض .نظرية التربية اإلسالميةمعالم بناء (.1991. ) يالجن، مقداد

المراجع األجنبية:

Drever, J. A. (1965). dictionary of psychology. USA: Penguin.

المواقع اإللكترونية:https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/14010/ 2/1/2020استرجع بتاريخ .

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

930

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

https://mawdoo3.com/ https://www.newworldencyclopedia.org/entry/Society Retrieved in 23/1/2020

: قائمة المراجع المرومنة

Abd Almueti, A. (1981). Theoretical Trends in Sociology. Kuwait: Dar El-Marefah Aljamieia .

Abu al-Fazal, M. & Al-Aloani, T. J. (2009). Towards rebuilding the nation’s social and legal

sciences. Cairo: Dar Al-Salam, for printing and publishing .

Al-Anasaburi, G. A. M. (1994). Sahih Muslim. Beirut: Dar Ehia Al-Tourath Al-Arabi for

Publishing .

Al-Ansari, B & Alalanda, H. (2017). gender differences in Islamic jurisprudence knowledge: cross-

cultural study among Kuwaiti Saudi and Egyptian societies. Journal of the Social Sciences, 45

(3), 11-47 .

Al'asmar, A. R. (1997). The education philosophy in Islam: affiliation and elevation, 1st ED. Jordan,

Amman: Dar Al-Furqan.

Al-Baha'i, M. (1970). The stratification of European society and its repercussions on contemporary

Islamic society. Cairo: Madboli Library .

Al-Bukhari, M. I. (2001). Sahih al-Bukhari. Investigator: Mohammed Zaheer ibn Nasr al-Nasser.

Beirut: Dar Tauq Al-Naja.

Al-Bustni, M. B. (1995). Muhit Al-Muhit. 2nd ED. Lebanon: Lebanon library.

Aleani, N. (2008). The human character in islamic thought. 2nd ED. USA: International Institute of

Islamic Thought .

Al-Hashemi, A. (1996). Individual differences. Amman: Dar Al-Tarbiah for Authorship, Publishing

and Distribution.

Al-Hourani, M. A. (2008). Contemporary theory in sociology, differential balance, a synthesis

formula between occupation and conflict. Amman: Dar Majdalawi for Publishing and

Distribution .

Al-Khalidi, A. (2003). The psychology of individual differences and mental excellence. 1st ED.

Amman Dar Wael for Publishing and Distribution.

Alkhashab, M. (2017). Sociology and its schools. 2nd ED. Cairo, Egypt: The Anglo-Egyptian

Library.

Allawi, L. J. A. (2015). The extent to which individual differences in the Noble Qur’an and the

Sunnah are taken into account by Islamic education teachers in the capital, Amman, from the

teachers ’point of view. Unpublished Ph.D. thesis, Al alBayt University, Jordan,

Al-Marsoumy, J. H. A. (2013). Objective view of Islam in the construction of the doctrine of

equitable economic community. Contemporary Islamic Studiens Magazine, University of

Karbala, 9 (4), 126-170.

Al-Nahlawi, A. (2008). Social education in Islam. Beirut: Dar Al-Fikir for publishing and

distribution .

Al-Otaibi, A. A. D. (2019). Social Justice in Contemporary Educational Philosophies and Islamic

Education. Unpublished Ph.D. thesis, Umm Al-Qura University, Makkah Al-Mukarramah, .

Al-Qahtani, N. S. S. (2018). Philosophical foundations and their educational applications. Saudi

Arabia: Obeikan Publishing House .

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

931

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

Al-Shaibani, M. H. (2001). Musnad Ahmad ibn Hanbal. Investigator: Shuaib Al-Arnaout & Adel

Morshed. Beirut: The Resalah Foundation.

Al-Sharayri, M. T. (1993). Individual differences in islamic education. Unpublished master thesis,

College of Sharia, Yarmouk University, Jordan, .

Al-Shazly, M. Q. I. (1992). Islamic education curriculum. 16th ED. Part 2. Amman, Jordan: Dar Al-

Shorouk.

Al-Shouha, L. M. A. (2013). The Social Foundation of Islamic Education: Comparative Study.

Unpublished Ph.D. Thesis, College of Sharia, Yarmouk University,.

Al-Sijistani, S. A. (1988). Al-Ba'ath. Beirut: Dar Al-Kitab Al-Arabi .

Al-Tal, S. (2005). Educational psychology in Islam. Amman, Jordan: Dar An-nafaes for Printing,

Publishing and Distribution,

Al-Tirmidhi, H. I. S. (1975). Sunan at-Tirmidhi. Investigation: Ahmad Mohammed Shakir. Egypt:

Mustafa Al-Babi Al-Halabi Press.

Al-Tom, B. H. (1990). The status of education philosophy in islamic educational theory. Researches

of a conference towards building a contemporary Islamic educational theory. Amman, Jordan,

p. 330.

Al-Zinati, A. (1993). Foundations of Islamic Education in the Sunnah of the Prophet Muhammad.

2nd ED. Libya: Arab Book House .

Al-Zoubi, D. N. M. (2013). Equal educational opportunities between islamic education and modem

philosophies: comparative study. Unpublished Master Thesis, College of Sharia and Islamic

Studies, Yarmouk University, Jordan.

Bottomore, T, B. (1981). Sociology as social criticism. Translated by Muhammad al-Gohary,

Sayyid Al-Husseini, Layla Ali & Ahmed Zayed. Cairo: Dar Al-Ma'arif.

Damanhouri, R., Abd Al-Salam, F., & Al-Kfoury, S. (2000). Introduction to general psychology.

2nd ED. Jeddah, Saudi Arabia: Dar Zahran for Publishing and Distribution .

Darwin, C. (2007). The origin of species. Translated by Ismail Mazhar. Beirut: House of Cultural

Diversity.

Ghaith, M. A. (1979). Dictionary of sociology. Cairo: Egyptian General Book Authority.

Hamid, S. A. (1995). The concept of wisdom in the Da‘wah. 2nd ED. Riyadh, Saudi Arabia: Dar Al-

Watan .

Hni, K. (1999). Teaching technologies. 1st ED. Algeria: Ministry of National Education .

Lazarus, R. S. (1984). Personality. Translated by Sayed Mohamed Ghoneim. Egypt: Dar Al-

Shorouk.

Lotfi, B. A. (1989). Education and development. Cairo: Alnahda Almasrya Library .

Madkour, A. A. (1984). Educational Curriculum Theories. Egypt, Cairo: Dar Elfikr Alarabi .

Mansour, A. S., Al-Tuwaijri, M, A. & Al-Fiqi, I. M. (2015). Educational Psychology. 10th ED.

Riyadh: Obeikan Publishing House.

Mansour, H. A. (2013). Building the Human. 2nd ED. Amman: Amwaj Publishing and Distribution.

Modon, Y. (2006). Learning and Teaching in Islamic Educational Theory. 1st ED. Lebanon: Dar

Al-Hadi .

Mohammad, J. M. J. (2010). Ibn Khaldun's philosophy of urbanism. Journal of Tikrit University for

the Humanities, 17 (5), 33-54.

مكانة الفروق الفردية االجتماعية في النظرية التربوية اإلسالمية والنظريات الغربية جرادات نجيبق الرزاعبد

932

IUG Journal of Educational and Psychology Sciences (Islamic University of Gaza) / CC BY 4.0

Mukhtar, H. (2005). Principles of psychology. 2nd ED. Jeddah, Saudi Arabia: House of the

Scientific Council.

Odeh, M. (1995). Foundations of sociology. Beirut: Dar AlNahda Al-Arabiya.

Rabie, M. (2005). Education and modernization. Rabat: Dar Al-Aman .

Rajeh, A. E. (2001). The fundamentals of psychology. Beirut: Dar Al-Kitab Al-Arabi .

Rashwan, H. A. A. (2010). Social classes and society “A Study in Sociology”. Alexandria:

University Youth Foundation.

Sidawi, A. (1986). Learning ability. 1st ED. Beirut: Institute for Arab Development.

Sidawi, A. (1981). The evolution of the concept of equal educational opportunities. Beirut: Institute

for Arab Development.

Sulaiman, S. M. (2006). The psychology of differences and their measurement. 1st ED. Cairo: The

World of Books.

Yaljin, M. (1991). Milestones of building the theory of islamic education. Riyadh: Dar Alam Al

Kutub Publishing and Distribution .

Zahran, S. A. (2016). The phenomenon of individual differences and its historical development.

Amman: The Global Humanitarian Pivot for Development and Research .

Recommended