السيرة النبوية2

Preview:

DESCRIPTION

السيرة النبوية2. الدرس الثالث. من الأسس التي أقام النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة عليها نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. - PowerPoint PPT Presentation

Citation preview

2السيرة النبويةالدرس الثالث

من األسس التي أقام النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة عليها نظام المؤاخاة

بين المهاجرين واألنصارآخى رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم بين ق��ريش واألنص��ار ، ومن النم�ا�ذ�ج ال�فري�دة� ال�ت�ي ت�دل ه�ذ�ه الم�ؤاخ�اة�، م�ا� ح�دث بين س�عد �بن الرب�ي�ع األنص�ا�ر�ي وع�ب�د �ال�رحمن ب�ن� ع�وف المه�ا�جر، �حيث� ق�ال ل�ه� س�عد �: إن لي� م�ا�اًلG ف�ه�و ب�ي�ني وبي�ن�ك ش�طران�، �ولي �امر�أت�ان ف�انظ�ر أيه�م�ا أحب �إلي�ك� فأن�ا أطلق�ه�ا، ف�إ�ذ�ا حل�ت فتزو�ج�ه�ا"�، ق�ال:� "ب�ارك ا�ل�ل�ه ل�ك� في أ�هل�ك ومال�ك،

" �ف�لم ي�رج�ع� �ح�تى� رج�ع ب�س�من و�أق�ط� ق�د أفض�له. ق�ال دل�و�ن�ي على الس�و�قا�ل�راوي:� -عل�ى ل�س�ان� عب�د ال�ر�حمن� بن� ع�وف-�: "لق�د� رأى� رس�ول �الل�ه �-ص�لى ا�ل�ل�ه عل�ي�ه وس�ل�م�- �ع�لي] أ�ث�ر ص�ف�رة،� ف�ق�ال�:� �مهي�م)م�ا ش�أ�نك�(�؟ فقلت�: ت�زوجت

(. 6/137ا�مرأة �من� األنصار، ف�ق�ال: �أو�لم� ولو بشاة�". )�سنن الن�سائي ، �ولق�د ط�ابت نف�وس األنص�ار بم�ا س�يبذلونه إلخ�وانهم المه�اجرين من ع�ون

ملتز�مين بنظام �المؤا�خاة ، متف�انين في ت�نفيذه.

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريماًل شك أن التوارث بين المتآخين كان لمعالجة ظروف استثنائية •

مرت بها الدولة الناشئة، فلما ألف المهاجرون جو المدينة، وعرفوا مسالك الرزق فيها، وأصابوا من غنائم بدر الكبرى ما

كفاهم -رجع التوارث إلى وضعه الطبيعي المنسجم مع الفطرة البشرية، على أساس صلة الرحم، وأبطل التوارث بين

المتآخين، وذلك بنص آيات القرآن الكريم،

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريمهtمs : حيث يق�ول ربن�ا -س�بحانه وتع�الى- tض�sعu v ب ام uح� sر

u وا األ tل�sوt }وuأ

}vه�y uاِبv الل� vت� uعsٍض} فvي ك vب uى ب وsل�u (. ه�ذ�ه اآلي�ة -كم�ا ه�و 75 )األن�ف�ال: أ

واض�ح م�نه�ا- نس�خت ال�ت�وا�رث بم�وجب ن�ظ�ام ا�لمؤاخ�اة، وي�رى دuانv ابن� عب�اس أ�ن آي�ة:� vال�uوs كu ال uر uا ت� yم�vم uيv وuال uا م� uن�s vك�tل�� جuع�uل }وuل

}sمtهu يب vص�u tوهtم�s ن آت uف� sمt tك� ان uم�s يu دuتs أ uق�uع uين�vذyال�uو uون�tب� uرsقu )النس�اء: وuاأل

(، ي�رى أن� ه�ذه اآلي�ة هي ال�تي ن�س�خت الت�وارث� بالمؤاخ�اة�، 33دuتs ف��ال�موالي في رأي��ه ه�م الورث��ة ب��الرحم، � uق��uع uينvذ yال��uو{

}sمt tك ا�ن uم�s يu هم المه�اجر�ون ال�ذين ك�انوا يرث�ون بنظ�ام المؤاخ�اة، أ

وذك�ر ابن عب�اس�: أ�ن م�ا ألغي من� نظ�ام المؤا�خ�اة ه�و اإلر�ث، ، يمكن أن يوص�ى ببعٍض أم�ا الن�ص�ر والرف�ادة و�النص�يحة �فباقي�ة�

الم�يرا�ث بين ا�لمت�آخين،� ودون وص�ية اًل ي�رث، و�ه�ذا ق�د وردت اإلشار�ة إل�يه في )صحيح� البخا�ري(

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريموذهب اإلم��ام الن��ووي أيض��ا أن الم��يراث اًل •

يك�ون بين المت�آخين دون وص�ية فق�ال: "أم�ا م�ا يتعل�ق ب�اإلرث فيس�تحب في�ه المخالف�ة عن�د جم�اهير العلم�اء، وأم�ا المؤاخ�اة في اإلس�الم، والمحالف�ة على طاع�ة الل�ه تع�الى، والتناص�ر في ال��دين، والتع��اون على ال��بر والتق��وى،

أش�ار إلى ه�ذا في )ص�حيح وإقام�ة الح�ق، فب�اق} لم ينس�خ".

. في الحاشية1960مسلم( في الجزء الرابع رقم

إبطال التوارث بين المتآخين من المهاجرين واألنصار بنص

القرآن الكريمإذان المؤاخ��اة ال��تي ش��رعت بين المؤم��نين باقي��ة لم •

تنس�خ�، اللهم �م�ا ي�ترتب ع�ليه�ا من ت�وار�ث، فإن�ه منس�وخ، و�بوس�ع المؤ�م�نين �في ك�ل عص�ر أن يت�آخوا بينهم على رتف�اق والنص�يحة، وي�تر�تب على مؤاخ�اتهم ا�لموا�س�اة وااًل�حق���وق أخ�ص من الم�ؤاخ���اة ا�لعام���ة بين المؤم���نين

وuة�{ المق�ررة بق�و�ل الل�ه -ع�ز وج�ل sخ�v sمtؤsمvن�tونu إ ا ال uم�y vن -:� }إ(.�10)الحج�رات: من اآلية:

و تتمث��ل اس��تجابة المس��لمين ألوام��ر الل��ه -س��بحانه •و�تع����الى- في� انخالعهم عن عالق����اتهم ااًلجتماعي����ة

والم�كانية، إذا اقت�ضت ذلك مصل�حة العقيدة.�

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

إن آص�رة العقي�دة هي أس�اس ااًلرتب�اط بين الن��اس في مجتم��ع المدين��ة المن��ورة ال��ذي أقام�ه رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- فالرواب��ط ال��تي تجم��ع بين الن��اس مختلف��ة، وهم يجتمع���ون بش���كل قبائ���ل، وش���عوِب، وأوط���ان، وقومي���ات، وق���د يجتم���ع أبن���اء القومي�ات المختلف�ة تحت ل�واء واح�د بس�بب ال�دين أو المص�الح المش�تركة، وتعت�بر آص�رة الق�رِب أو ال�دم وااًلنتم�اء إلى أص�ل ع�رقي من أق��دم الرواب��ط ال��تي ك��ونت المجتمع��ات

. البشرية

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

وي�وم أن ظه�ر اإلس�الم ك�انت تجمع�ات الن�اس تظه�ر بش�كل قب�ائ��ل كم��ا� في �جزي��رة ال�ع��رِب، و�كم��ا في �أم��اكن أخ��رى، وت�ظه�ر في� ش�ك�ل قوم�ي�ات، ك�م�ا في �ب�الد ف�ا�رس، أ�و في ش�كل مجتمع��ا�ت ديني��ة، كم��ا� في اإلم�براطوري��ة الب�يزنطي��ة، لكن ول في� ارتب�اط اإلس�الم جع�ل� رابط�ة الع�قي�دة هي األس�اس األ�خ�رى إذا انض�وت الن�اس� وت�آلفهم، �وإن أق�ر بعٍض األو�اص�ر األ�تح�ت ه��ذا األص��ل، �مث��ل األرح��ام �ال��تي ح�ث اإلس��الم على وص���ل�ها، ورتب� على ذل���ك األحك���ام ال�متعلق���ة بالتكاف���ل ااًلج�تم�اعي واإلرث، ومث�ل ص�لة الج�وار، وم�ا ي�ترتب عليه�ا من حق�وق ال�ج�ار، ومث�ل� الص�لة ب�ين أف�راد العش�ير�ة، �وم�ا ي�ترتب علي�ها من ت�ضام�ن في الدي�ات، ومث�ل الصل�ة بين أ�بناء المدينة،

آصرة العقيدة هي األساس األول في تآلف الناس

وجعلهم أولى من س��واهم بزك��اة أغني��ائهم، لكن ه�ذه الص�الت ينبغي أن تن�درج تحت آص�رة العقي�دة، ف�إذا خالفته�ا وأض�رت به�ا لم يب�ق له�ا أي ل�ون من أل�وان ااًلعتب�ار، فأس�اس ااًلرتب�اط في اإلس�الم ه�و العقي�دة، ال�تي تقتض�ي مص�لحتها التفري�ق بين الم�رء وأبي�ه، وبين الم�رء وابن�ه، وبين الم�رء وزوجت�ه، وبين الم�رء وعش�يرته، وهك�ذا قات�ل أب�و عب�ادة -رض�ي الل�ه عن�ه- أب�اه ال�ذي ك�ان يمج�د األص�نام، فقتل�ه عن�دما التقى ب�ه في معرك�ة ب�در الك�برى، ورأى أب�و حذيف�ة -رض�ي الل�ه عن�ه- أب�اه المش�رك وه�و يس�حب ل�يرمى Gا من ذلك. في القليب بب�در دون أن ينك�ر قلب�ه ش�يئ

. 75هذا ورد في )سيرة ابن هشام( في الجزء الثاني صفحة

وق�د أوض�ح الق�رآن الك�ريم ذل�ك فيم�ا قص�ه عن ن�وح -علي�ه م- و�ابن�ه، ق�ال� الل�ه تع�ال�ى vنy : الس�ال� ِب� إ uر uالuق�uف tهy ب� uوح� ر�tى �ن�uادu }�وuن�

الu ي�uا uق� uينvمv اك uح�s uمt ال uحsك sتu أ uن ق� و�uأ uح�s vنy وuع�sدuكu �ال uهsلvي وuإ vي مvنs أ sن ابا uي م�v sن uل أ sس�u vح�} فuال� ت ال uص� tر sي�uل�� غ� uم�uع� tه� yن�v ك�u إ vل�sهu sَس�u م�vنs أ uي هt ل yن�v وحt إ� tن�

} uينv ا�هvل uج�s uك�tونu مvنs ال uنs ت كu أ� tظ�vعu �ي أ� vن� sم� �إ هv عvل� vب�� uك uل� uَس�s uي� )ه�ود: ل�]ن� الح�ق �-س�بحانه� �وتع�ا�لى- أن �ا�بن �ن�وح� و�إن 46، �45 (�. هك�ذا بي

ا ف�ارق� ك�ان� من� أهل�ه� ب�اعت�ب�ار ال�قر�اب�ة،� لكن�ه� ل�م يع�د� من� أهل�ه �لم�]ا ن�بي ا�ل�ل�ه، و�ص�رح ال�ق�ر�آن � Gالح�ق،� وكف�ر با�لل�ه،� و�لم� �يت�ب�ع ن�و�ح�

ص�رة� بي�ن ن�و�ح �وابن�ه �بقول�ه�: ل� ا�لك�ري�م �بعل�ة �ا�نقط�ا�ع� اآل� uم�uع tهyن�v }إ} vح} sرt صuال غuي

فإذا ك���انت القراب���ة من الدرج���ة األولى تنبت] •عن��دما تص��طدم بالعقي��دة، ف��األحرى أن تنبت] ص��الت ال��دم، والع��رق، وال��وطن، والل��ون إذا

. اصطدمت بمصلحة العقيدةوق���د حص���ر اإلس���الم األخ���وة والم���وااًلة بين •

ا المؤم��نين فق��ط، فق��ال -ع��ز من قائ��ل-: uم��y vن }إوuة�{ sخ�v sمtؤsمvن�tونu إ (, وق�د قط�ع -10)الحج�رات: ال

س��بحانه وتع��الى- الواًلي��ة بين المؤم��نين وبين الك��افرين من المش��ركين واليه��ود والنص��ارى، ح�تى ل�و ك�انوا آب�اءهم، أو إخ�وانهم، أو أبن�اءهم، ووصف من يفعل ذلك من المؤمنين بالظالمين.

و ق��د وض��ع الق��رآن الك��ريم مص��الح المس��لم ، وعالقت�ه الدنيوي�ة كله�ا في كف�ة ، ووض�ع حب الل�ه vف��ة ورس��وله والجه��اد في س��بيل العقي��دة في كyب��وا أخ��رى، وح��ذر المؤم��نين وتوع��دهم إن هم غلمص��الحهم وعالق��اتهم ااًلجتماعي��ة على مص��لحة

انu -: العقي��دة، فق��ال -ع��ز من قائ��ل uك�� sنv لs إ tق��{ sمt tك ت uير vش�uعuو sمt وuاجtك sزu tمs وuأ tك وuان sخ�v tمs وuإ اُؤtك uن�s uب tمs وuأ اُؤtك uآب�ادuهuا uس��u وsنu ك uش��sخu ة� ت uار uج��v ا وuت uوه��tمt فsت uرu وuال� اقsت sم��u وuأ vهv ول tس�� uرuو vه yالل�� sنvم sمt sك uي vل uحuبy إ uهuا أ وsن uض�� sرu اكvنt ت uس��uمuو vهvرsم

u أ vب� tه yالل� uيv sت أ uى ي�y ت uوا ح tص�y ب uرu vهv فuت vيل ب uي س�vاد} ف uه�vجuو}uينvق vاس��uفs وsمu ال uق��s دvي ال sه��u هt اًل ي yالل��u(, 24 )التوب��ة: و

وق��د ن��زلت ه��ذه اآلي��ات في الحٍض] على الهج��رة إلى المدين�ة المن�ورة؛ لل�دفاع عن الدول�ة اإلس�المية ال�تي نش�أت فيه�ا، وق�د نجح الص�حابة الك�رام في امتح���ان العقي���دة، فف���ارقوا األه���ل واألم���وال والمس���اكن ال���تي يحبونه���ا، وه���اجروا إلى الل���ه

ورسوله والجهاد في سبيله.

: أن المجتم�ع الم�دني ال�ذي أقام�ه خالص;ة الق;ول�ا يرتب�ط باإلس�الم، واًل ا عقي�دي Gاإلس�الم ك�ان مجتمع�يع�رف الم�وااًلة إاًل الل�ه ولرس�وله وللمؤم�نين، وهي أعلى أن�واع ااًلرتب�اط وأرقاه�ا، إذ إن�ه يتص�ل بوح�دة العقي�دة والفك�ر وال�روح، ف�المؤمنون بعض�هم أولي�اء بعٍض، تتكاف��أ دم��اُؤهم، ويس��عى ب��ذمتهم أدن��اهم، وهم ي�د على من س�واهم، وه�ذا المجتم�ع مفت�وح لمن أراد أن ينتمي إلي�ه مهم�ا ك�ان لون�ه أو جنس�ه، على أن ينخل���ع من ص���فته الجاهلي���ة، ويكتس���ب الشخص���ية اإلس���المية؛ ليتمت���ع بس���ائر حق���وق

. المسلمين

قيام المجتمع المدني على أساس الحب والتكافل بين

أفرادهوإذا ك��انت العقي��دة هي آص��رة الن��اس في المجتم��ع اإلس�المي، ف�إ�ن الحب �ه�و أس�اس ب�ني�ة �المجتم�ع الم�دني؛ ألن� اإلس�الم� أق�ام� مجتمع�ه الم�دن�ي على �أس�اس الحب والتك�اف�ل، �كم�ا في الح�ديث الش�ريف ال�ذي يعرف�ه الن�اس ا �تقريب�Gا، وه�و �ق�ول الن�بي -ص�ل�ى الل�ه علي�ه وس�لم-: Gجميع�"مث�ل� المؤ�م�نين في� ت�وادهم �وت�راحم�هم �وتواص�ل�هم مث�ل ا�لجس�د ا�لواح�د�، إذ�ا اش�تكى �من�ه عض�و� ت�داعى ل�ه س�ائر ا�لجس�د بال�س�هر والحمى".� ف�التو�اد وال�رحم�ة والتواص�ل أس�اس �العالق�ة ب�ين أف�ر�اد ا�لمج�تم�ع، ك�ب�ير�هم وص�غيرهم،

غنيه�م وفقي�رهم، حاكمهم و�محكومهم،

وق�د تكفلت تع�اليم اإلس�الم بت�دعيم الحب وإش�اعته في •المجتم�ع، ففي الح�ديث النب�وي: "اًل ي�ؤمن أح�دكم ح�تى يحب ألخي�ه م�ا يحب لنفس�ه". فيعيش المؤمن�ون بعي�دGا عن األث�رة وااًلس�تغالل، وهم يتع�اونون في مواجه�ة أعب�اء

الحياة، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، لق�ول الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم-: "والل�ه في ع�ون •

ج��اء ه��ذا في العب��د م��ا ك��ان العب��د في ع��ون أخي��ه". أخرج�ه اإلم�ام الترم�ذي، واإلم�ام أب�و داود الح�ديث ال�ذي

. -رضي الله عنهم أجمعينعالق��ة المؤم��نين قائم��ة على ااًلح��ترام المتب��ادل، فال •

يس�تعلي غ�ني على فق�ير، واًل ح�اكم على محك�وم، واًل ق�وي على ض�عيف؛ "بحس�ب ام�رئ من الش�ر أن يحق�ر

أخاه المسلم" رواه مسلم.

وق�د تف�تر العالق�ة بين المس�لم وأخي�ه، وق�د تنقط�ع •س��اعة غض��ب، لكن انقطاعه��ا اًل يس��تمر ف��وق

، )اًليح�ل لمس�لم أن يهج�ر أخ�اه ف�وق ثالث لي�ال} كما جاء في )الصحيحين(ثالثة أيام(,

)ته�ادوا وت�دعم أس�َس الحب بالص�لة والص�دقة، • ويض�ع الغ�ني أموال�ه في خدم�ة المجتم�ع، تح�ابو(,

وس�د الثغ�رات ال�تي تظه�ر في بنائ�ه ااًلقتص�ادي ، فيخ�رج زك�اة بس�بب التف�اوت في توزي�ع ال�ثروة

أموال��ه فريض��ة من الل��ه، ويواس��ي المحت��اجين بأموال�ه، ح�تى إنهم ليفرح�ون إذا ك�ثرت ثروت�ه، إذ Gا تع�ود عليهم ب�الخير والمواس�اة ال�ذي يك�ون س�بب

في تكثير الزكاة،

وك��ان أغني��اء الص��حابة يعرف��ون أنهم مس��تخلفون على الم�ال ال�ذي اكتس�بوه، ف�إذا وج�دوا ثغ�رة تعج�ز الدول�ة عن س�دها، أو اًل تتنب�ه له�ا، ب�ذلوا أم�والهم في س��دها، وق��د ثبت في الت��اريخ أن عثم��ان بن عف�ان -رض�ي الل�ه عن�ه- تص�دق بقافل�ة ض�خمة أل�ف بع�ير ، تحم�ل ال�بر وال�زيت وال�زبيب، تص�دق به�ذه القافل�ة الض�خمة ال�تي يحمله�ا أل�ف بع�ير على فق�راء المس���لمين عن���دما حلت الض���ائقة ااًلقتص���ادية بالمدين�ة المن�ورة في خالف�ة الص�ديق -رض�ي الل�ه عن�ه- وق�د ع�رض علي�ه تج�ار المدين�ة خمس�ة أض�عاف ا، فق��ال: "أعطيت أك��ثر من ذل��ك"، Gثمنه��ا ربح��

: "من ال�ذي أعط�اك، وم�ا س�بقنا إلي�ك أح�د، فق�الواونحن تج��ار المدين��ة؟"، ق��ال: "إن الل��ه أعط��اني عش����رة أمثاله����ا"، ثم قس����مها بين الفق����راء

المسلمين.

هذا ه�و موق�ف أغني�اء المس�لمين في المجتم�ع الم�دني، •ا- في Gفه�ل لض�عفاء المس�لمين وفق�رائهم موق�ف -أيض�

هذا المجتمع المدني؟

لق�د وق�ف األغني�اء والفق�راء في ص�ف جه�ادي واح�د؛ •فالعقي��دة ال��تي منعت ظه��ور الص��راع الطبقي، وآخت بين األغني��اء والفق��راء، ووح��دت الص��ف ال��داخلي، هي

العقيدة نفسها التي طالبتهم بالجهاد.

وتل�ك ص�ورة من المجتم�ع الم�دني، توض�ح كي�ف عاش�ت •مجموع�ة من أفق�ر المس�لمين في عص�ر الس�يرة النبوي�ة uينvذyال� vاء uر uق�tلفv المبارك�ة، يق�ول ربن�ا -س�بحانه وتع�الى-: }ل vضsر

u Gا فvي األ ب sر uض� uونtيعvطu ت sس�u vيلv الل�yهv اًل ي ب uي س�vوا ف tر vص�sحt أ sمtاهuيم vس�v رvفtهtمs ب sع�u فv ت yعuف�� vي�uاءu مvنs الت uغsن لt أ vاه�uجs tهtمs ال ب uس�sحu ي uهyالل� yنv إ uر} ف�sي� uخ sنvوا م tق�vنفt ا ت uم�uا و Gاف�uحs vل tونu الن�yاسu إ uل أ sس�u اًل ي

vيم�{.)البقرة: vهv عuل (، 273ب

فة، وذك��ر • أن ه��ذه اآلي��ة ن��زلت في أه��ل الص���الط�بري في )تفس�يره( في الج�زء الخ�امَس في

من تحقي�ق الش�يخ محم�ود محم�د ، 291ص�فحة : أنه�ا ن�زلت ش�اكر، بأس�انيد عن مجاه�د والس�دي

في فقراء المهاجرين، عقب هج��رة المس��لمين من مك��ة إلى المدين��ة •

المن���ورة ظه���ور مش���كلة تتعل���ق بمعيش���ة المه���اجرين ال���ذين ترك���وا بي���وتهم وأم���والهم ا ب���دينهم من طغي���ان Gومت���اعهم بمك���ة ف���رار

المشركين،

وق��د وض��ع األنص��ار إمكاني��اتهم المادي��ة في خدم��ة •ا Gالمه�اجرين، لكن ت�دفق بعٍض المه�اجرين بقي محتاج�

دا�ئم إلق��امتهم، خ�اص��ة بع��د مو�قع��ة � ال��إلى ا�لم��أوىالخندق

وق�د عم�ل ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم على إيج�اد الم�أوى •له�ؤ�اًلء ال�مه�اجرين ا�لفق�راء وال�وف�ود الط�ا�رقين، وهن�ا ت��أت�ي فرص��ة ظه��و�ر أ�ه��ل الص��ف�ة، و�ح��انت �الفرص��ة عن�دما تم تح�وي�ل �القبل�ة من ب�يت المق�دس إلى الكعب�ة

ا من� هجرت�ه ك�ان ذل�ك� المش�رفة، Gبع�د س�تة عش�ر� ش�هر- �إلى �المدين�ة الم�نورة-�صلى ا�لله� عليه وسلم

حيث بقي حائ�ط القبل�ة األولى في م�ؤخر المس�جد النب�وي، •ف�أمر� الن�ب�ي �-ص�لى �الل�ه �عل�ي�ه و�س�لم- �ب�ه�، �فظل�ل �أو س�قف�، و�أ�طل�ق ع�لي�ه اس�م� الص�ف�ة أو� الظ�ل�ة، و�ل�م ي�كن له�ا م�ا �يس�تر

وي��ذك�ر� ابن �جب��ير في� رح�لت��ه �أن الص��فة �دار ف�ي ج�وا�نب�ه��ا، آخ�ر قب�ا�ء �يس�ك�ن�ه�ا أه�ل� ال�ص�فة�، وت�أ�ول� الس�مهود�ي ذ�ل�ك ب�أن من� ذك�ر� من� أ�ه�ل� �الص�ف�ة �أنه�م �اتخ�ذ�وا� تل�ك� �ال�دار �فيم�ا� بع�د

فا�ش�ته�رت� بذلك�،� بمعن�ى �أن ال�م�كان الذي ذ�كره ا�بن جب�ير

tس��ب فق��راء المه��اجرين • إلى ص��فة المس��جد النب��وي ونبالمدينة المنورة، فسموا أهل الصفة.

عدد أهل الصفة وذكر أسمائهم

فة: • Gسكان الصأول من ن�زل الص�فة هم المه�اجرون؛ ل�ذلك نس�بت إليهم، •

، �وه�ذا �موج�و�د عن�د� �أبي د�اود في فق�ي�ل: ص�فة �المه�ا�جرين�،� وك�ذلك361)ال�سنن( �في ا�لجزء الثان�ي صف�حة�

و باإلض�افة إلى المه�اجرين ك�ان يس�كنها أو ي�نزل به�ا بعٍض •ال�غرب�اء م�ن ال�وف�ود ا�ل�تي �ك�انت �تق�دم� ع�لى ا�لن�بي -�ص�لى ا�لل�ه عل�ي�ه وس�لم-� �مع�لن�ةG �إ�س�المه�ا و�طاع�ته�ا، و�ك�ان� ا�لرج�ل �إ�ذ�ا �ق�دم� على� �ال�ن�ب�ي �-�ص�ل�ى� �الل�ه� علي�ه� �وس�لم�- وك�ا�ن ل�ه� ع�ر�ي��ف ن��ز�ل� عل�ي��ه،� وإذا� �لم �ي�كن �ل��ه� ع�ري��ف �ن��زل� �م��ع� �أ�ص��ح�اِب� ا�لص��فة،� �والع�ري��ف: �ه��و ا�لن�قيب� أو �ا�لقيم ب��أمو�ر �

القبيلة أو الجماعة،

كان أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- عري�ف من س�كن الص�فة من الق�اطنين، ومن نزله�ا من الط��ارقين، فك��ان الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس�لم- إذا أراد دع�وتهم عه�د إلى أبي هري�رة ف�دعاهم، لمعرفت�ه بهم، وبمن�ازلهم وم�راتبهم

، كم�ا ذك�ر أب�و نعيم في في العب�ادة والمجاه�دة. 376)الحلية( الجزء األول صفحة

و إلى المه���اجرين و الغرب���اء ن���زل بعٍض األنص���ار في ا ل�حي�اة ا�لزه�د وا�لفق�ر،� ر�غم اس�تغ�نائه�م عن ال�ص�فة�؛ حب��ذل���ك، و�وج���ود دور له�م �في الم�دين���ة، ومنهم� كعب بن� مال�ك �األن�ص�اري، �وحنظل�ة بن� أبي� ع�ا�مر األنص�ار�ي، غس�يل �

نص��ا�ري و�غ��ير ه��ؤ�اًلء؛� ال�مالئك��ة�، وح�ارث��ة� بن �ال�نعم��ا�ن األ�Gا م�ن �ق�بائ�ل� ش�تى؛ �فس�م�اه�م ط� ن �أه�ل الص�فة� �ك�ان�و�ا� أخ�ال� و�أل�ال�ن�بي� -ص�لى� �الل�ه� عل�ي�ه �وس�ل�م-� ا�ألوف�ا�ض،� و�قي�ل ف�ي س�ب�ب ا:� �أن �ك�ل� واح�د� �من�هم �ك�ا�ن مع�ه �وف�ض�ه، Gه�ذه �ا�ل�تس�مية أي�ض�و�ه�و� ش�يء� مث�ل �الك�ن�ان�ة �ا�لص�غي�رة �يض�ع� �ف�يه�ا طعا�م�ه، ل�كن� ا�ل�ق�و�ل� �األول �ه�و� األج�ود كم�ا� ي�ق�ول� ب�ع�ٍض �العل�م�اء، و�كم�ا

و�رد ع�ن�د اإلم�ام أ�حمد� �بن ح�نب�ل في )�المسند( �

ماذا عن عددهم؟ وماذا عن أسمائهم؟

كان ع�ددهم يختل�ف ب�اختالف الطبق�ات، فهم يزي�دون إذا ق�دمت الو�ف�ود إلى ا�لمدين�ة، �ويقل�ون إذا ق�ل� الط�ارق�ون من الغرب�اء، على أ�ن ع��دد� المقيمين منهم� في الظ��روف ا�لعادي��ة ك��ان في ح��دود ، كم�ا ح�د�د ذ�ل�ك أب�و �نعيم في )الحلي�ة( في الج�زء G الس�بعين رجال�

ا، �ح�تى إن س�عد 341 و �339 األول ص�فحة Gوق�د� يزي�د ع�ددهم كث�ير ،ب�ن عب�ا�دة �ك�ان ي�ست�ض�يف و�ح�ده ث�م�انين� م�نهم، �فض�الG �عن اآلخ�رين } �س�رد ا�ل�ذي�ن يت�وز�عهم ب�ق�ي�ة الص�حاب�ة، وي�ذكر ا�لس�م�هودي: أ�ن أب�ا نعيمأ�س�ما�ءه�م� ف�ي ا�لح�لي�ة ف�ز�ادو�ا ع�ل�ى �المائ�ة، ل�كن ع�دد� م�ن س�ماه�م أ�ب�و �نعيم� اث�ن�ان �وخ�م�س�و�ن� �فق�ط�، م�نه�م� خ�مس�ة �نف�ى �أب�و� نعيم� نفس�ه أن� ي�ك�ون�و�ا من� أ�ه�ل �ال�ص�ف�ة، �و�أب�و �ن�عيم� �وح�د�ه ه�و� ال�ذي� يق�د�م� لن�ا قا�ئم�ة� ط�وي�ل�ة �ب�أس�ما�ء� �ا�لمش�ه�وري�ن� �من �أ�ه�ل ا�لص�فة، �مض�افا� إليه�م

من� ذ�كرتهم� بقية ال�مصا�در مم�ن ل�م ي�ذكرهم أ�بو نع�يم :

أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- حيث نس�ب نفس�ه •إليهم

أب�و ذر� الغف�اري -رض�ي الل�ه عن�ه- حيث نس�ب •نفسه إليهم كذلك

أما ثالث هؤاًلء فهو واثلة بن األسقع•الراب��ع: قيَس بن طهف��ة الغف��اري حيث نس��ب •

ا، ثم كعب بن مال�ك األنص�اري، Gنفس�ه إليهم أيض�كم�ا ج�اء في كت�اِب )الج�رح والتع�ديل( اًلبن أبي

، وبع�د كعب بن 160ح�اتم الج�زء الث�الث ص�فحة مال�ك األنص�اري ي�أتي س�عيد بن ع�امر بن ح�ذيم الجمحي، ثم س�لمان الفارس�ي -رض�ي الل�ه عن�ه- ثم أس��ماء بن حارث��ة بن س��عيد األس��لمي، ثم حنظل�ة بن أبي ع�امر األنص�اري غس�يل المالئك�ة، ثم ح���ازم بن حرمل���ة، فحارث���ة بن النعم���ان األنص�اري النج�اري، فحذيف�ة بن أس�يد أب�و س�ريحة

األنصاري،

ثم حذيف�ة بن اليم�ان -رض�ي الل�ه عن�ه- وه�و من المه�اجرين، ح�الف� األنص�ار� فع�tد في �جملته�م، ثم جاري�ة بن جمي�ل بن ش�بة بن ق�رط، ثم ج�عي�ل بن� س�راقة �الض�مري، ثم� جره�د بن خويل�د ا�ألس��لمي، �ثم رفاع��ة أب��و لباب��ة ا�ألنص��ار�ي، ثم عب��د الل��ه ذو البج�ادين�، ثم د�كين بن �س�عيد الم�زن�ي، وق�ي�ل: الخثعمي، ثم خ�بيب� بن يس�اف بن عنب�ة، �ثم خ�ريم� بن أوس �الط�ائي، ثم خ�ريم بن فات�ك �األس�دي، ث�م خ�نيَس بن� حذاف�ة �الس�همي، ثم رت، ثم ا�لحكم بن عم�ير الث�ملي، ثم حرمل�ة بن خب�اِب بن األ�

: �ه�و حر�مل�ة بن عب�د� الل�ه العن�بري، ثم زي�د بن إ�ي�اس، وقي�لالخط�اِب، ثم عب�د� الل�ه بن مس�عود، ثم� الطف�وي� الدوس�ي، ثم

طلح�ة بن� عمرو �النضري،�

ثم ص�فوان بن بيض�اء الفه�ري، ثم ص�هيب بن س�نان ال�رومي، ثم ش�د�اد بن أس�يد�، ثم ش�قرا�ن م�ولى ا�لن�بي -�ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم-، ثم� �الس��ائ�ب بن �خ�الد، �ثم س��الم بن �عم��ير� من ا�ألوس من ب��ني ثعلب��ة بن ع�م��رو بن ع��و�ف، ثم �س��الم بن �عب�ي��د األش��ج�عي، ثم س�فين�ة� م�ولى ا�ل�ن�بي -ص�ل�ى الل�ه� علي�ه� وس�لم�-�، ثم �س�الم� م�ولى أبي ح�ذيف��ة،� ثم �أبي رزي�ن�، ثم� األغ��ر� الم��ز�ني، �ثم ب�الل ب�ن رب��اح، ثم ا�ل�براء� بن �مال�ك األن�ص�اري، ثم ثو�ب�ان م�ول�ى ال�ن�بي -ص�ل�ى ال�ل�ه علي�ه وس�ل�م-، ث�م ث�ابت� بن و�اد�ع�ة� األنص�ا�ري�، ثم ثقي�ف� ب�ن عم�رو �بن الش�مي�ط� األس�دي�، ث�م س�ع�د �بن ما�ل�ك �أب�و س�عيد� الخ�د�ري -�رض�ي �ا�ل�ل�ه عن�ه�-، �ثم ا�لعرب�ا�ض �بن� س�اري�ة، ثم غ�رف�ة �األزدي، ي�أتي بع�ده

. عب�د� الرحمن �بن �قرط، �ث�م عبا�د �بن� خالد ا�لغ�فا�ري

انقطاع أهل الصفة للعبادة، ومشاركتهم في أحداث المجتمع والجهاد و صفة مالبس أهل الصفة وطعامهم ، ومواساة النبي صلى الله

عليه وسلم لهم.

كان أه�ل الص�فة المس�تقرين في ص�فتهم في مس�جد رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه عي�ه وس�لم- ك����انوا ينقطع����ون للعلم، ويعتكف����ون في المس���جد للعب���ادة، وي���ألفون حي���اة الفق���ر والزه����د؛ فك����انوا في خل����وتهم يص����لون، ويق����رءون الق����رآن، ويتدارس����ون آيات����ه، وي���ذكرون الل���ه -س���بحانه وتع���الى- ويتعلم بعض�هم الكتاب�ة، ح�تى أه�دى أح�دهم قوس�ه لعب�ادة بن الص�امت -رض�ي الل�ه عن�ه-؛ ألن�ه

ذك�ر ذل�ك أب�و داود في ، ك�ان يعلمهم الق�راءة والكتاب�ة

، وابن ماج�ه في )الس�نن( 237)الس�نن( في الج�زء الث�اني ص�فحة . 730الجزء الثاني صفحة

واش�تهر بعض�هم ب�العلم وحف�ظ الح�ديث عن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه رف بك�ثرة تحديث�ه، و�س�لم- م�ث�ل أب�ي هر�ي�رة tر�ض�ي الل�ه ع�ن�ه- ال�ذي ع�-

ومث�ل حذ�يفة ب�ن ال�يمان ا�لذي اهتم �بأحادي�ث الفت�ن. لكن انقط�اع أه�ل الص�فة للعلم والعب�ادة لم يع�زلهم عن المش�اركة في س�هام في ا�لجه�اد ف�ي س�بيل الل�ه -ع�ز وج�ل-، و ك�ان أح�داث ا�لمجتم�ع واإل�منهم� الش�هدا�ء بب�در،� مث�ل�: ص�ف�وان بن �بيض�اء، وخ�ريم بن فات�ك األس�دي، وخ�ب�يب بن ي�س�اف، و�س�الم� بن عم�ير، و�حارث�ة �بن النعم�ان األنص�اري، ومن�هم من �استش��هد� بأح��د مث��ل�: حنظل��ة الغس��يل، ومنهم من ش��هد ال�حديبي��ة مث��ل: جرح��د بن� خويل��د، �وأبي ص��ريحة الغف��اري، ومنهم من استش�هد بخي�بر م�ث�ل: س�قف� بن عم�رو، ومنهم من استش�هد بتب�وك مث�ل: ع�ب�د الل�ه ذي� الب�ج�ادين،� ومنهم من� استش�هد باليمام�ة مث�ل: س�الم م�ولى G في اللي�ل، لكنهم ك�انوا أ�بي حذيف�ة،� وزي�د بن الخط�اِب. ه�ك�ذا ك�ا�نوا ر�هبان�ا

Gا في النهار.� -�أيضGا- ف�رسان

صفة مالبس أهل الصفة وطعامهم، ومواساة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم

ولم يكن أله�ل الص�فة من المالبَس م�ا يقيهم من ال�برد أو يس�ترهم ، فك�انوا G، �فليس�ت عن�دهم� أرد�ي�ة، وم�ا �ألح�د �منهم �ث�وِب ت�ام] ا ك�ا�مال Gس�ت�ريربط��ون� في �أعن��اقهم� األكس��ية �أو ال��برد،� أو ي��أتزرو�ن ب��األزر أو ال�كس��اء، فمن�هم م�ن تغ�ط�ي م��ا� يبل��غ� نص��ف الس��اقين، ومنهم من� يغ�ط�ي لب�اس�ه، �وق�د اًل يص�ل ح�ت�ى يبل�غ �الرك�ب�تين�،� وت�ذكر ال�مص�ادر أنه�م ك�ا�نوا� يلبس�و�ن م�ا يس�مى بالح�وي�تيكي�ة،� وهي� عم�ة �ي�تعم�م به�ا، كم�ا� ذك�ر

،� 128ذل�ك� �اإلم�ام �أ�حم�د في )مس�نده�( في �الج�ز�ء الراب�ع ص�فحة� ا� وهي� ب�رد ش�به ي�من�ي�ة، تع�م�ل �من ن�وع غ�لي�ظ� من أ�ردأ Gوا�لحن�ف� أي�ض�ا� م�ا ك�ا�نوا �يخ�جل�ون من� الظه�ور � Gا�ل�كت�ان، ك�انوا ي�س�تخدم�و�نها�، وك�ث�ير

G،� وس�رعان� م�ا� ك�ا�نت تتس�خ ا �ك�امال� Gبم�البس�هم�؛ �ألنه�ا اًل تس�تر�ه�م س�تر�م�الب�س�هم، �فج�وا�نب �الص�فة م�كش�وفة ل�له�واء �وال�ت�ر�اِب، ح�ت�ى �اتخ�ذ ا �من �الغب�ار،� ك�م�ا ور�د في )�الحلي�ة( ألبي Gا�لع�رق م�ن جل�ود�هم �طوق�

. 341الجز�ء األول� صفحة نعي�م

أم��ا طع��امهم فك��ان جل��ه -يع��ني معظم طع��امهم- من •التم�ر، ك�ان الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- يج�ري لك�ل رجلين منهم م�د�ا من تم�ر في ك�ل ي�وم، وق�د اش�تكوا من

أكل التمر، وقالوا له: أحرق بطونهم، لكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- لم يس�تطع أن ي�وفر •

]رهم وواس��اهم، كم��ا ج��اء في ا غ��يره، فص��ب Gلهم طعام�� ، 487)مس�ند اإلم�ام أحم�د( في الج�زء الث�الث ص�فحة

ا- في )وف�اء الوف�ا( الج�زء األول Gوعن�د الس�مهودي -أيض�، لكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ك�ان 323ص�فحة

ا م�ا ي�دعوهم إلى تن�اول الطع�ام في بيت�ه، لكن�ه لم Gكث�يريتمكن من تق��ديم الطع��ام الجي��د لهم، فلم يكن يوس��ع على نفس�ه وأهل�ه بالنفق�ة، ففي بعٍض الم�رات س�قاهم ا، وم��رة أطعمهم جشيش��ةG، وهي طع��ام يص��نع من Gلبن��طحين ولحم أو تم�ر مطب�وخ، وم�رة أخ�رى حيس�ة، وهي طع�ام من التم�ر وال�دقيق والس�من، وم�رة ثالث�ة ش�عير محمص، لكنهم ن�الوا في إح�دى الم�رات الثري�د، كم�ا ذك�ر

، وابن 119 و 68البخ��اري ذل��ك في كتاب��ه )الص��حيح( ، وغير هؤاًلء. 256سعد في الجزء األول

كان -علي�ه الص�الة والس�الم- يق�دم لهم م�ا يس�تطيع، لكن�ه •ك�ان يعت�ذر إليهم إذا لم يكن الطع�ام جي�دGا، فق�د ق�دم لهم م�رة ص�حفة فيه�ا ص�نيع من ش�عير، وق�ال: "وال�ذي نفَس محم�د بي�ده، م�ا أمس�ى في آل محم�د طع�ام ليَس

Gا ترون�ه"، ه�ذا في )طبق�ات ابن س�عد( في الج�زء ش�يئ. 256األول صفحة

اًل ش�ك أنهم ك�انوا ين�الون طعام�Gا أج�ود عن�دما يستض�يفهم •ا م�ا ك�ان الص�حابة Gأح�د أغني�اء الص�حابة في داره، وكث�يريفعل�ون، ولكنهم في كث�ير من األحي�ان م�ا ك�انوا يحص�لون على م�ا يمس�ك رمقهم؛ ف�أثر ذل�ك فيهم، فك�انوا يخ�رون في الص�الة، لم�ا بهم من ج�وع، ح�تى ق�ال األع�راِب: إن ه�ؤاًلء مج�انين، وك�ان أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- يص�رع بين المن�بر وحج�رة عائش�ة -رض�ي الل�ه عنه�ا- لم�ا ب�ه من

و 339كم�ا ج�اء في )الحلي�ة( في الج�زء األول الج�وع، 378 .

لكن قل�ة طع�امهم م�ا ك�انت لت�ؤدي بهم إلى الش�ره والمغالب�ة على الطع�ام، ب�ل ك�انت حق�وق األخ�وة، وك�انت آدابه�ا تحكم عالق�اتهم ببعض�هم، وق�د حكى أب�و هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه-: أنهم ك�انوا إذا اجتمع�وا ا ق��ال Gعلى أك��ل التم��ر وأك��ل أح��دهم تم��رتين مع��ألص��حابه: إني ق��د ق��رنت ف��أقرنوا؛ لئال ين��ال من ا موج��ود في Gالتم��ر أك��ثر مم��ا معهم، وه��ذا أيض��

. "الحلية" في نفَس الموضع السابق

رعاية النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ألهل

الصفةلكن الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ك�ان ي�رعى أه�ل الص�فة، فق�د

-ص�ل�ى ال�ل�ه ع�لي�ه وس�لم�- وك�ا�ن يتعه�ده�م ك�ان�وا موض�ع ر�عا�ي�ة ال�ن�بيب�ن�فس�ه ف�ي�زورهم،� �ويت�فق�د أ�ح�وا�له�م، ويع�ود مر�ض�ا�هم�،� كم�ا �ك�ان يك�ثر� مجا�ل�س�تهم،� وير�ش�ده�م و�ي�واس�ي�هم، وي�ذك�رهم ويقص� �عليهم، وي�و�جههم إل�ى� ق��راءة �ال�ق��رآن الك��ر�يم ومد�ا�رس��ته�، وذك��ر� ا�لل��ه� و�التطل��ع إلى اآلخ�رة، �وي�ش�جع�هم� �على �ا�حتق�ا�ر �ا�ل�دني�ا� وع�دم ت�م�ني �ا�لحص�و�ل� ع�لى Gا، � م�تا�عه�ا،� و�ك�ا�ن إ�ذا� أتت�ه� ص�د�قة �ب�عث به�ا� إ�ل�يهم�، و�لم �يتن�او�ل �منه�ا ش�ي�ئ�

ا م�ا Gو�إذ�ا �أتت�ه �هدي�ة �أ�رس�ل �إ�لي�هم�،� وأ�ص�اِب �م�ن�ه�ا� وأ�ش�رك�ه�م �في�ه�ا، و�كث�ي�رك�ان� �ي�د�عو�ه�م إ�لى ا�ل�طع�ا�م� في �إ�ح�دى �ح�ج�رات� �أز�وا�ج�ه� �-رض�ي �الل�ه� ا�، �ب�ل ك�ا�ن�ت ح�ا�ل�ت�ه�م م�اث�ل�ة أما�م�ه، Gعن�ه�ن- و�لم� ي�كن �يغف�ل �عنه�م� مط�ل�ق�وق�د �طلب� م�ن� ابن�ت�ه� فا�طم�ة -رض�ي �الل�ه ع�نه�ا- �أن ت�ت�ص�دق ع�ل�يهم ل�م�ا

ولد�ت الحس�ن -رض�ي ا�ل�له ع�نه-� بوزن� ش�عره� من� �الفض�ة

وق�د أوص�ى الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- الص�حابة بالتص�دق على أه�ل الص�فة، فجعل�وا يص�لونهم بم�ا اس�تطاعوا من خ�ير، فك�ان أغني�اء ق�ريش يبعث�ون

-ص��لى الل��ه علي��ه بالطع��ام إليهم، وك��ان الن��بيوس�لم- ي�وزع أه�ل الص�فة بين أص�حابه بع�د ص�الة العش�اء؛ ليتعش�وا عن�دهم، ويق�ول: "من ك�ان عن�ده طع�ام اث�نين فلي�ذهب بث�الث، وإن أرب�ع فخ�امَس أو س�ادس"؛ فيأخ�ذ الص�حابة بعض�هم، ومن بقي منهم يص�حبهم الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- إلى داره،

فيتعشون معه -صلى الله عليه وسلم.

ويب�دو أن األم�ر ك�ان ك�ذلك في بداي�ة الهج�رة، فلم�ا ج�اء الل��ه ب��الغنى �لم �تع��د هن��اك حا�ج��ة ل�ت��وزيعه�م على دور ال�ص�حابة، وق�د اس�تثارت� حال�ة أه�ل ال�ص�فة س�بعين من األنص�ار� يق�ال� لهم� الق�راء، وهم �ال�ذين� استش�هدوا ي�وم ب�ئر م�عون��ة، �ف�ك��انوا� يق��رء�ون� الق��رآ�ن،� ويت�دارس��ونه �باللي��ل ويتع�لم��ون،� وك��انوا� بالنه��ار� يج��يئون بالم��اء فيض��عونه بالمس�جد، ويحت�طب�ون ف�يبيعون�ه وي�ش�ترون� ب�ه الطع�ام

وه�ذ�ا موج�و�د �في )ص�ح�يح مس�لم( �في ،� أله�ل� الص�فة� �والفق�را�ءم��ارة� ح��ديث �رقم� ، و�ف�ي� )مس��ن�د� اإلم��ا�م أح�م��د�( ا�لج��ز�ء 147ك�ت��اِب� اإل�

، و�عن��د ابن �س��عد في� )الطب�ق��ات� الك��ب�رى( ال�ج��زء 270ا�لث��ال�ث ص��فحة �514الثالث صفحة

و ينهى األس�تاذ أك�رم ض�ياء العم�ري -ج�زاه ا- حديث��ه عن أه��ل الص��فة به��ذه Gالل��ه خ��يرالكلم�ات النهائي�ة ح�ول ه�ذا الموض�وع: "رحم الل����ه الق����وامين الص����وامين المجاه����دين الزاه�دين أه�ل الص�فة، وص�دق الل�ه العظيم sمtهtفvرsع�u yعuف��فv ت uاءu مvنs الت vي� uغsن sجuاه�vلt أ tهtمs ال ب uس�sحu }ي

}G sحuاف�ا vل tونu الن�yاسu إ uل أ sس�u يمuاهtمs اًل ي vس�v )البق�رة: ب272 .)

)صحيفة المدينة( الوثيقة التي حددت الحقوق والواجبات ورسمت العالقات

بين طوائف السكان في المدينة المنورة

كم�ا ج�اء في )س�يرة ابن هش�ام( الج�زء الث�اني يق�ول ابن إس�حاق •Gا بين 119ص�فح�ة :� "كتب� رس�ول الل�ه -ص�لى �الل�ه ع�لي�ه �وس�لم- كتاب�

الم�ه��اجري�ن وا�ألنص��ار، �وادع في��ه يه��ود وعاه��دهم، �وأق��رهم على دي�نهم �وأم�واله�م، واش�تر�ط عليهم، وش�رط لهم� أي: لم�ا امتنع�وا من �اتباع��ه، وذل��ك �قب��ل اإلذن بال�قت��ال، و�أخ��ذ الجزي��ة ممن أبى

م، اإلسال�نس�خة الكت�اِب في نح�و ورق�تين من غ�ير إس�ناد وذك�ر ابن إس�حاق •

م��ا ، 123 إل�ى ص��فحة 119ف�ي )س��ي�رة ابن هش��ام( من ص��فح�ة ر�واه أب�و عب�ي�د القاس�م� بن س�الم الل�غ�وي ال�فقي�ه األديب، في كتاب�ه )األم�وال( بس�ند جي�د عن الزه�ري،� وفي�ه ي�ذكر ابن� عبي�د� نص ه�ذه

- بين�ه وبين الوثيق�ة� ال�تي ع�ق�ده�ا الن�بي -ص�ل�ى الل�ه� علي�ه وس�ل�مال�يهود �وسكان ا�لمدين�ة المن�ورة.

قال أب�و عبي�د: "ح�دثني يح�يى بن عب�د الل�ه بن بك�ير، وعب�د الل�ه بن ص�الح، ق�ااًل: ح�دثنا الليث بن س�عد ق�ال: ح�دثني عقي�ل بن خال�د عن ابن ش�هاِب الزه�ري أن�ه ق�ال: بلغ�ني أن رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- كتب به�ذا الكت�اِب:

ه�ذا كت�اِب من محم�د الن�بي رس�ول الل�ه بين المؤم�نين )والمس�لمين من ق�ريش وأه�ل ي�ثرِب ومن تبعهم، فلح�ق بهم، فح��ل معهم وجاه��د معهم، إنهم أم��ة واح��دة دون الن�اس، المه�اجرون من ق�ريش على رب�اعتهم، يتع�اقلون بينهم مع��اقلهم األولى، وهم يف��دون ع��انيهم ب��المعروف والقس��ط بين المؤم��نين والمس��لمين، وبن��و ع��وف على رب��اعتهم، يتع��اقلون مع��اقلهم األولى، وك��ل طائف��ة منهم

ن�ذكر ". تف�دي عانيه�ا ب�المعروف والقس�ط بين المؤم�نينالنص كم�ا ج�اء، ثم ن�ذكر ش�رح الش�راح ل�ه بع�د ذل�ك -إن

- ثم ذك�ر الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ه�ذا ش�اء الل�هعلى رب�اعتهم، يتع�اقلون مع�اقلهم األولى، وك�ل الش�رط: "

طائف���ة منهم تف���دي عانيه���ا ب���المعروف والقس���ط بين ". المؤمنين

وق�د ذك�ر الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ه�ذا لك�ل بطن من بط�ون األنص�ار، وأه�ل ك�ل دار، وهم بن�و الح�ارث بن الخ�زرج، وبن�و س�اعدة، و�بن�و جش�م، �وبن�و� النج�ا�ر، وبن�و عم�رو �بن ع�وف، وبن�و الن�بي�ت، وبن�و

ا �األوس، إلى �أن ق�ال: " Gوإن المؤ�م�نين اًل ي�تركون� مفرح� G -يع�ني مثقالأن يعين�وه �ب�المعروف في ف�داء �أو ع�ق�ل، وأن المؤ�م�نين بال�د�ين منه�م-

-أي: عطي�ة المتق�ين أي�ديهم عل�ى ك�ل من بغى أو� ابتغى منه�م دس�يعة Gا �أو فس��ادGا بين� المؤم��ن�ين- ا� أو ع��دوان Gوأن أي��دي�هم علي��ه ظلم، أو إثم��

ا �في ك�افر، واًل Gجميعهم، و�ل�و ك�ان ول�د �أح�دهم، و�اًل يقت�ل م�ؤمن� مؤ�من�ا على م�ؤ�من، وال�مؤمن�ون بعض�هم� م�و�الي بعٍض دون� الن�اس، Gينص�ر ك�ا�فرس�وة، غ�ير� مظل�ومين واًل وإن�ه من� تبعن�ا� من �يه�ود ف�إن ل�ه المع�روف واأل�مت�ناص��ر� علي�هم، وإ�ن س��لم الم�ؤم��نين� واح��د،� واًل يس��الم م��ؤم�ن دون

مؤمن في قتال� في سبيل� الله، �إاًل على س�واء ع�دل بينهم،�

ا، وإن المؤم�نين Gوأن ك�ل غازي�ة غ�زت يعقب بعض�هم بعض�بعض�هم عن بعٍض بم�ا ن�ال دم�اءهم في -بمع�نى يك�ف- يب�يئ

س��بيل الل��ه، وإن المؤم��نين المتقين على أحس��ن ه��دى ا واًل يح�ون دون�ه Gا واًل نفس�G وأقوم�ه، وإن�ه اًل يج�ير مش�ركGا قتالG عن بين�ة، فإن�ه ق�ود على م�ؤمن، وإن�ه من اعتب�ط مؤمن�ب��ه، إاًل أن يرض��ى ولي المقت��ول بالعق��ل، وإن المؤم��نين ة، واًل يح��ل لهم إاًل قي��ام علي��ه، وإن��ه اًل يح��ل علي��ه كاف��]لم�ؤمن أق�ر بم�ا في�ه ه�ذه الص�حيفة، أو آمن بالل�ه والي�وم Gا أو يئوي�ه، فمن نص�ره أو آواه -ف�إن اآلخ�ر أن ينص�ر مح�دثعلي��ه لعن��ة الل��ه وغض��به إلى ي��وم القيام��ة، اًل يقب��ل من��ه ص�رف واًل ع�دل، وأنكم م�ا اختلفتم في�ه من ش�يء، ف�إن حكم��ه إلى الل��ه والرس��ول، وإن اليه��ود ينفق��ون م��ع

المؤمنين ما داموا محاربين، ...

وإن يه�ود ب�ني ع�وف وم�واليهم وأنفس�هم أم�ة م�ع المؤم�نين، لليه�ود دينهم�، وللمؤم��ن�ين دينهم، إاًل من� ظلم أو أثم، فإن��ه اًل يوت��غ إاًل نفس��ه وأه�ل بيت�ه، وإن ل�يه�ود ب�ني �النج�ا�ر مث�ل� م�ا ليه�ود �ب�ني �ع�وف، ك�ذلك ليه�ود ك�ل �م�ن ب�ني� ال�ح�ارث،� و�ب�ن�ي جش�م�، وب�ن�ي س�اع�د�ة، �و�األوس،� وإن�ه اًل يخ�ر�ج �أح�د م�نهم �إ�اًل ب�إ�ذ�ن� م�ح�م�د -�ص�ل�ى �الل�ه ع�ل�ي�ه و�س�لم-�، وإن�ه اًل� ينحج�ز ع�ل�ى �ث�أر� ج�رح�،� وأ�ن�ه م�ن ف�ت�ك ف�بنف�س�ه فت�ك� �وأه�ل� �بيت�ه� إاًل �من ظuلم، وإن� الل�ه ع�لى �أب�ر� �ه�ذا، و�إن� ع�ل�ى� اليه�ود نفقت�هم،� وعل�ى� ال�مس�لمين نفقتهم، وإن� �بينه�م �النص��ر على �من ح��ار�ِب أ�ه��ل� ه��ذه� ال�ص��حي�فة، وإ�ن ب�ينهم �

الن�ص�ح� والنص�يح�ة، وال�بر د�و�ن اإلث�م، وإن�ه �لم ي�أثم ام�رُؤ� بحلي�ف�ه، وإ�ن ال�نص�ر� للمظ�ل�وم،� وإن �ا�ل�مد�ين�ة ج�و�فه�ا ح�رم �أله�ل �ه�ذه ال�ص�حي�فة، و�إ�ن ا�لج�ا�ر ك�ا�لنف�َس �غ�ير مض�ا�ر واًل� آث�م، �وإن�ه� �اًل تج�ا�ر حرم�ة� إاًل� ب�إذ�ن �أهله�ا، �

وإن�ه �م�ا ك�ا�ن من ب�ين� أه�ل �ه�ذه �الص�حيفة من� ح�دث �أ�و �ا�ش�تجار� يخ�اف فساده،

ف�إن م�رده إلى الل�ه، وإلى محم�د رس�ول الل�ه، وإن�ه اًل تج�ار ق�ريش واًل من نص�رها، وإن الل�ه على أتقى م�ا في ه�ذه الص��حيفة وأب��ره، وإن بينهم النص��ر على من دهم ي��ثرِب، وإنهم إذا دع���وا اليه���ود إلى ص���لح حلي���ف لهم ف���إنهم يص��الحونه، وإن دعين���ا إلى مث���ل ذل���ك، ف��إن لهم على المؤم�نين إاًل من ح�ارِب في ال�دين، وعلى ك�ل أن�اس حص�ته من النفق�ة، وإن يه�ود األوس وم�واليهم وأنفس�هم م�ع ال�بر المحس�ن من أه�ل ه�ذه الص�حيفة، وإن ب�ني الش�طبة بطن من جفن�ة، وإن ال�بر دون اإلثم، فال يكس�ب كاس�ب إاًل على نفس�ه، وإن الل�ه على أص�دق م�ا في ه�ذه الص�حيفة وأب�ره، وإن��ه اًل يح��ول ه��ذا الكت��اِب دون ظ��الم واًل آثم، وإن��ه من خ�رج آمن، ومن قع�د آمن بالمدين�ة، إاًل من ظلم وأثم، وإن أواًلهم به�ذه الص�حيفة ال�بر المحس�ن، وإن الل�ه ج�ار لمن

. بر واتقى، ومحمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم

G ش�رح بعٍض الكلم�ات ال�تي وردت • قال أب�و عبي�د مح�اواًلفي هذه الصحيفة:

" الرباع�ة: هي المعاق�ل، بن�و فالن على رب�اعتهمقول�ه: "•وق��د يق��ال: فالن على رباع��ة قوم��ه، إذا ك��ان المتقل��د

ألمورهم والوافد على األمراء فيما ينوبهم، ا في ف�داء أو وق�ولهم: "• Gإن المؤم�نين اًل ي�تركون مفرح�

" المف�رح: ه�و المثق�ل بال�دين، يق�ول: فعليهم أن عق�لا فك��وا إس��اره، وإن ك��ان ج��نى Gيعين��وه وإن ك��ان أس��ير

جناية خطأ عقلوا عنه -يعنى تحملوا الدية عنهG لق�ريش - وقول�ه: • -يع�ني اليه�ود اًل يج�ير مش�رك م�ااًل

ال�ذين ك�ان وادعهم- يقول�ون: فليَس من م�وادعتهم أن يجيروا أموال أعدائه، واًل يعينوهم عليه،

ا قتالG فه�و ق�ودوقول�ه: "• Gااًلعتب�اط أن من اعتب�ط مؤمن� "ا مح�رم ال�دم، وأص�ل ااًلعتب�اط في اإلب�ل أن Gيقتل�ه بريئ�

ترحم بال داء يكون فيها، " جع�ل إاًل أن يرض�ى أولي�اء المقت�ول بالعق�لوقول�ه: "•

الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- الخي�ار في الق�ود أو الدي�ة )ومن قت�ل : إلى أولي�اء المقت�ول، وه�ذا مث�ل حديث�ه اآلخ�ر

ل�ه قتي�ل فه�و بأح�د النظ�رين: إن ش�اء قت�ل، وإن ش�اء أخ�ذ وه�ذا ي�رد ق�ول من يق�ول: ليَس لل�ولي في العم�د الدي�ة(.

أن يأخ��ذ الدي��ة إاًل بطيب نفَس من القات��ل، ومص��الحة منه له عليها،

Gا أو يئوي��هوقول��ه: "• " اًل يح��ل لم��ؤمن أن ينص��ر مح��دثالمح�دث: ه�و ك�ل من أتي ح�د�ا من ح�دود الل�ه، فليَس ألح�د منع�ه من إقام�ة الح�د علي�ه، وه�ذا ش�بيه بقول�ه

)من ح�الت ش�فاعته دون ح�د من ح�دود الل�ه فق�د اآلخ�ر: ضاد] الله في أمره(,

" وإن يه�ود ب�ني ع�وف أم�ة من المؤم�نينوقول�ه: "•إنم��ا أراد نص��رهم المؤم��نين، ومع��اونتهم إي��اهم على ع���دوهم بالنفق���ة على ش���رطها ال���ذي ش�رطناه، فأم�ا ال�دين فليَس من�ه في ش�يء، أاًل

لليه���ود دينهم، ت���راه ق���د بين ذل���ك، فق���ال: "" -اًل يوت�غ إاًل نفس�ه"، وقول�ه: "وللمس�لمين دينهم

ا إذا Gيع�ني اًل يهل�ك غيره�ا- وق�د وق�ع الرج�ل وتغ�وتغ في أمر يهلكه أو قد أوتغه غيره،

وروى اإلم�ام أحم�د والش�يخان عن أبي هري�رة -• -ص�لى رض�ي الل�ه عن�ه- أن�ه ق�ال: ق�ال رس�ول الل�ه

ل�و آمن بي عش�رة من أحب�ار الل�ه علي�ه وس�لم-: "". يهود آلمن بي كل يهودي على وجه األرض

قال ابن إس�حاق: ونص�بت بع�د ذل�ك أحب�ار اليه�ود لرس�ول Gا، الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم - الع�داوة بغي�Gا وحس�دGا وض�غن

لم�ا خص الل�ه تع�الى ب�ه الع�رِب من اص�طفاء رس�وله منهم، وك�انت أحب�ار يه�ود هم ال�ذين يس�ألون رس�ول الل�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- ويتعنتون�ه، ويأتون�ه ب�اللبَس ليلبس�وا الح�ق بالباط�ل، وك�ان الق�رآن ي�نزل فيهم، وفيم�ا يس�ألون عن�ه، إاًل G من المس�ائل في الحالل والح�رام، ك�ان المس�لمون قلياليس�ألون عنه�ا، وذك�ر ابن إس�حاق وغ�يره أس�ماء يه�ود، ب�ل ج�اء ذك�ره في كت�اِب تكلمت عن�ه في اليه�ود، وك�انوا ثالث قبائ�ل: قينق�اع، وهم الوس�ط من يه�ود المدين�ة، وقريظ�ة، وه�و أخ�و النض�ير والوس�ط من يه�ود المدين�ة، والنض�ير، وق�د حاربت�ه ه�ؤاًلء الثالث�ة، ونقض�وا العه�د ال�ذي بينهم وبين الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- فمن] على ب�ني قينق�اع، وأجلى ب�ني النض�ير، وقت�ل ب�ني قريظ�ة وس�بى ذريتهم، ون�زلت س�ورة الحش�ر في ب�ني النض�ير، وس�ورة األح�زاِب في ب�ني

قريظة.

ا به�ذه المعاه�دة أو به�ذا الدس�تور ال�ذي عق�ده الن�بي -ص�لى • Gهذا م�ا ج�اء خاص�ال�ل�ه عل�ي�ه وس�ل�م�- بي�ن�ه وبي�ن� الم�ه�اجر�ين و�األنص�ار �واليه�ود �ممن ك�انوا� يقيم�ون في الم�جتم�ع �الم�دني أو�ل� ق�دوم� رس�ول �الل�ه� �-ص�لى �الل�ه �علي�ه� وس�لم- إلى

.� المد�ينة المنورةو لق�د نظم الن�بي -ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم- العالق�ات بين س�كان المدين�ة، وكتب •

ه�ذا ال�كت�اِب ال�ذ�ي أو�ردت�ه ا�لم�ص�ادر ا�ل�تاريخي�ة�، وك�ان ال�ه�دف من� وراء ورود ه�ذا ال�كت��اِب� توض��يح �الت�زام��ات جمي��ع ا�ألط��را�ف� داخ��ل� �المدين��ة�، وتحدي��د� حق��وق Gا با�لكت�اِب�، و�و�اج�ب�ات ك�ل� �ط�ر�ف�، و�ق�د س�م]ت� ا�لمص�اد�ر �ا�لقديم�ة �ه�ذا� ال�كت�اِب أح�يان�ا با�لص��حي�فة، �وأط�لقت ا�ألبح��اث الحد�ي�ث��ة عل�ى ه��ذه� ا�لص��حيف�ة �لف��ظ � Gوأحي�ا�ن��

)�الد�ستور(،� ول�فظ )الوث�يقة( اعتم�د الب�احثون المعاص�رون على الوثيق�ة في دراس�ة تنظيم�ات الرس�ول -•

صلى �الله عل�يه وسلم�- في �المدين�ة الم�نورة�.