3¯0006_001_كتاب بدء... · Web viewوإنما ص ح ح وج و ز ذلك في العربي...

Preview:

Citation preview

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوثالعلمية واإلفتاء

)الحلقة الثالثة عشر(

/ / 14

التجريد الصريح– الحلقة الثالثة2عشر

وصحح ابن حجر كونه يكتب بالعبرانية والعربية؛ ألن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتابة العبرانية، فكان يكتب الكت��اب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي، وقد جاءت الرواية بهما لتمكنه من الكت��ابين واللس��انين، وبه��ذا يع��رف بطالن من يزعم أن القرآن عبارة عن كالم هللا، وكالم هللا واحد، إن كان بالعربية ك��ان قرآن�ا، وإن ك��ان بالعبراني�ة ك�ان إنجيال، وإن ك��ان بالس��ريانية ك��ان ت��وراة، إن ك��ان بالعربي��ة ك��ان قرآن��ا، وإن ك��ان بالعبري��ة أو بالعبراني��ة ك��ان ت��وراة، وبالس��ريانية ك��ان إنجيال؛ ألن�ه ل�و قلن�ا به�ذا لقلن�ا أن ورق��ة م�ا اس��تفاد، م�ا اس�تفاد ش�يئا من ال�دين الجدي�د، ألن�ه مج�رد م��ا يترجم�ه من لغ��ة إلى لغة يصير على ما أراد، إن ترجمه بالعربية ص��ار ه��و الق�رآن نفس��ه، م�ع العلم بأن��ه ق��رأ الت��وراة واإلنجي��ل وترجمهم��ا إلى العربية وإلى لغة أخرى إما السريانية وإما العبرانية قبل نزول القرآن، حقيقة مثل هذا الكالم ال يدعمه ال عق�ل وال نق��ل،ف بكتاب��ة اإلنجي��ل دون حفظ��ه؛ ألن حف��ظ الت��وراة واإلنجي��ل لم يكن متيس��را كتيس��ر وال يؤي��ده رأي وال دلي��ل، وإنم��ا وص�� حفظ القرآن الذي خصت به هذه األمة، ل�ذا ج�اء في ص�فتها: "أناجيله�ا في ص�دورها"، وك��ان ورق�ة ش�يخا كب��يرا ق�د عمي،

، هذا النداء على حقيقته؛ ألنه بمنزلتها وفي مرتبتها في النسب، ووقع في"فقالت خديجة -رضي هللا عنها-: يا ابن عم" مس����لم: "ي����ا عم"، وه����و وهم؛ ألن����ه وإن ك����ان ص����حيحا لج����واز إرادة التوق����ير لكن القص����ة واح����دة، لم يتع����دد مخرجه����ا، ب����لز ذل��ك في الع��ربي و ح وج�� ح مخرجه��ا متح��د فال يحم��ل على أنه��ا ق��الت ذل��ك م��رتين، فيتعين الحم��ل على الحقيق��ة، وإنم��ا ص�� والع��براني، ق��د يق��ول قائ��ل: لم��اذا منعن��ا ي��ا عم، وقلن��ا أن مخ��رج القص��ة واح��د، وقلن��ا يكتب الكت��اب الع��براني، وفي رواي��ةز ذل���ك في الع���ربي والع���براني ألن���ه من كالم ال���راوي، ال���راوي ه���و ال���ذي و ح وج��� ح الع���ربي وص���ححنا اللفظين؟ وإنم���ا ص��� تحدث عن ورقة بأنه يكتب الكتاب العربي والعبراني؛ ألنه من كالم الراوي في وصف ورقة، واختلفت المخارج فأمكن التعداد، وهذا الحكم يطرد في جمي��ع م��ا أش�بهه، اللف��ظ المنس��وب إلى مص��دره إذا لم يتع�دد مخرج��ه فإن��ه ي�رجح بين ألفاظ��هحت جمي��ع األلف��اظ، أمكن ح ز االحتمال، وال يصوغ تجويز أكثر من احتمال، بينما إذا تعددت المخارج جاز وص�� وال يجو

حت االحتم��االت، ح تع��ني الن��بي -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-؛ ألن وال��ده"اس��مع من ابن أخي�ك"تص��حيح جمي��ع األلف��اظ، وص�� عبد هللا بن عبد المطلب وورقة في عدد النسب إلى قص��ي بن كالب ال�ذي يجتمع�ان في�ه س�واء، فك�ان من ه�ذه الحيثي�ة في

"فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ ف�أخبره رس�ول هللا -ص�لى هللادرج��ة إخوت��ه، أو قالت��ه على س��بيل التوق��ير لس��نه، ، ب��النون والس��ين المهمل��ة، وه��و ص��احب الس��ر، وق��ال ابن دري��دعليه وسلم- خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس"

ه��و ص��احب س��ر ال��وحي، والم��راد ب��ه جبري��ل -علي��ه الس��الم-، وأه��ل الكت��اب يس��مونه الن��اموس األك��بر، وزعم بعض��هم أنل هللا على موس�ى"الن��اموس ص��احب س��ر الخ��ير والجاس��وس ص��احب س��ر الش��ر، ، وفي رواي��ة: أن��زل هللا، وفي"الذي ن�ز

رواية: أنزل، فإن قي�ل: لم ق��ال ورق��ة: موس�ى ولم يق�ل عيس�ى؟ م�ع كون��ه نص�رانيا؟ أجيب ب�أن كت��اب موس�ى مش�تمل على أكثر األحكام، وكذلك كتاب نبينا -عليه الصالة والسالم-، بخالف عيسى فإن��ه كت�اب أمث��ال ومواع�ظ، وفي رواي�ة الزب�ير

، ي��ا: ن��داء، والتق��دير: ي��ا محم��د، ليت��ني فيه��ا أي في م��دة النب��وة أو ال��دعوة،"ي��ا ليت�ني فيه��ا ج��ذعا"بن بك��ار بلف��ظ: عيس��ى، جذعا بفتح الجيم المعجمة وبالنصب، خبر كان مقدرة عند الكوفيين، يعني يا ليتني أكون فيها جذعا أو على الحال.

المق��دم: فض��يلة ال��دكتور من ق��ال أن ق��ول ورق��ة ه��ذا ألن عيس��ى ش��ريعته ليس��ت مس��تقلة وإنم��ا تبع��ا لموس��ى؟ ه��ل ه��ذاالقول صحيح؟

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 3

لة لشريعة موس��ى، األحك��ام تؤخ�ذ من الت�وراة والمواع�ظ واألمث�ال من اإلنجي�ل -كم�ا ه�و مع�روف-، نق�ول: نعم، هي مكم بفتح الجيم المعجم��ة"جذعا"، ي��ا: ن��داء، والتق��دير: ي��ا محم��د ليت��ني فيه��ا أي في م��دة النب��وة أو ال��دعوة، "يا ليتني فيها جذعا"

وبالنصب، خبر ك��ان مق�درة عن�د الكوف��يين، أو على الح�ال من الض�مير المس�تكن في خ�بر ليت، وخ��بر ليت متعل�ق بالج�ار من مك��ة، واس��تعمل إذ"ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك" ومج��رور ك��ائن فيه��ا، ح��ال الش��بيبة والق��درة والق��وة ألنص��رك،

ل [39]س��ورة م��ريم }وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي األمر{في المستقبل كإذا على حد قول��ه تع��الى: لتحق��ق الوق��وع، فن��ز منزلته، فإن قيل: كيف تمنى ورقة مستحيال وهو عود الشباب؟ أجيب بأنه يجوز تم��ني المس��تحيل إذا ك��ان في فع��ل خ��ير،

" بفتح ال���واو"أوكم���ا تم���نى الن���بي -ص���لى هللا علي���ه وس���لم- الش���هادة م���رارا، فق���ال رس���ول هللا -ص���لى هللا علي���ه وس���لم-: " بتشديد الياء مفتوحة، ألن أصله مخرجوني جمع مخرج من اإلخراج فحذفت ن��ون الجم��ع لإلض��افة إلى ي��اء"مخرجي هم

رجي مق��دما وال يج��وز عكس��ه؛ ألن��ه يل��زم من��ه اإلخب��ار بالمعرف��ة عن النك��رة؛ ألن إض��افة"هم"المتكلم، و مبت��دأ خ��بره مخ�� مخرجي لفظي�ة، والهم�زة لالس�تفهام اإلنك�اري؛ ألن�ه اس�تعبد إخراج�ه عن ال�وطن من غ�ير س�بب يقتض�ي ذل�ك، ق�ال ورق�ة:

"نعم، لم ي�أت؛ ألن اإلخ��راج عن الم��ألوف م��وجب ل��ذلك، "نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به من ال�وحي إال ع�ودي" ؛ ألن اإلخ���راج عن الم���ألوف م���وجب ل���ذلك؛ ألن الن���اس أع���داء لم���ارج��ل ق��ط بمث��ل م��ا جئت ب��ه من ال��وحي إال ع��ودي"

يوم��ك"" ب���الجزم ب���إن الش���رطية ""وإن ي��دركنييجهل���ون، ف���إذا أخ���رجتهم من الم���ألوف من عوائ���دهم من طب���ائعهم ع���ادوك، ا، وظ��اهر ه��ذا"مؤزرا" مص��در "نصرا"" بالجزم جواب الشرط"أنصركبالرفع فاعل، أي يوم انتشار نبوتك، أي قويا بالغ��

أن��ه أق��ر بنب��وة محم��د -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-، ولكن��ه م��ات قب��ل ال��دعوة إلى اإلس��الم، فيك��ون مث��ل بح��يرى ال��راهب، وفي أيأن توفي" فاع��ل "ورقة"" أي يلبث ""ثم لم ينشبإثبات الصحبة له نظر، وق��د ذك��ره بعض��هم في الص��حابة ك��ابن من��ده،

لم تت��أخر وفات��ه عن ه��ذه القص��ة، واختل��ف في وقت وفات��ه، فالح��ديث دلي��ل على أن��ه م��ات بمك��ة بع��د المبعث بقلي��ل، وق��ال أي احتبس ثالث س��نين، كم��ا ج��زم ب��ه ابن"وفتر الوحي"بعضهم إنه خرج إلى الش��ام وت��أخرت وفات��ه ولكن ه��ذا ض��عيف،

إسحاق، وفي بعض األحاديث أنه قدر سنتين ونصف. وزاد معمر عن الزهري في كتاب التعبير من الصحيح: "حتى حزن رسول هللا -صلى هللا علي��ه وس��لم- فيم��ا بلغن��ا حزن��ا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه من��ه تب��دى ل��ه جبري��ل فق�ال:

يا محمد إنك رسول هللا حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك". ق��ال ابن حج��ر: وه��ذا من بالغ��ات الزه��ري، وليس موص��وال، ق��ال الكرم��اني: ه��ذا ه��و الظ��اهر، ويحتم��ل أن يك��ون بلغ��ه باإلسناد المذكور، وهذا مجرد احتمال أبداه الكرماني، واالحتماالت العقلية كما ق��رر ذل��ك الحاف��ظ ابن حج��ر في رده علىل الح��ديث علي��ه أحيان��ا بمج��رد التج��ويز ز إذا ك��ان التج��ويز العقلي عن��ده س��ائغ حم�� الكرم��اني في مواض��ع، الكرم��اني يج��و العقلي، الحافظ ابن حجر -رحمه هللا- يقول: االحتماالت العقلية ال�تي ال تس��تند إلى دلي�ل ال دخ�ل له�ا في ه�ذا العلم ألبت�ة، في علم الح��ديث؛ ألن الكرم��اني يق��ول: ه��ذا ه��و الظ��اهر ويحتم��ل أن يك��ون بلغ��ه باإلس��ناد الم��ذكور، التج��ويز العقلي عن��داه علي�ه، لكن الحاف�ظ -رحم�ه هللا- رد علي�ه في مواض�ع، وق�ال: إن الكرم��اني مس�تمر، ف�إذا ج�از عن�ده االحتم�ال عقال مش�

دة التي ال يسندها دليل من رواية ثابتة فإن هذا االحتمال ال قيمة له. االحتماالت العقلية المجر

التجريد الصريح– الحلقة الثالثة4عشر

اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- ترجم على حديث عائشة -رضي هللا عنها- ببدء الوحي بتراجم عديدة حسب وروده في كتابه، حيث أخرجه في سبعة مواضع، األول: في بدء الوحي، حيث قال -رحمه هللا تعالى-: ح��دثنا يح��يى بن بكي��ر،قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة، ومناسبة الحديث للترجمة ظاهرة كما تقدم.

وال نبيا{الموض��ع الث��اني: في كت��اب أح��اديث األنبي��اء ب��اب: ان رس� ]س��ورة}واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وك� فق��ال: عن عب��د هللا بن يوس��ف ق��ال: ح��دثنا الليث ق��ال: ح��دثني عقي��ل عن ابن ش��هاب، س��معت ع��روة ق��ال: ق��الت[51م��ريم

عائشة -رضي هللا عنها- فذكره مختصرا. "ه�ذا، ق��ول ورق��ة: "هذا الناموس"، الش��اهد من الح��ديث قول��ه: "هذا الناموس الذي أنزل هللا على موسى"ومناسبته: قوله

ى{ ومناس���بتها للترجم���ة ظ���اهرة؛ ألن��ه ق���ال: ب��اب:الن��اموس ال��ذي أن��زل هللا على موس��ى"، وفي }واذك��ر في الكت��اب موس��، فذكر موسى في الحديث يوافق أو يطابق ما جاء في الترجمة. "هذا الناموس الذي أنزل هللا على موسى"الحديث:

الموضع الثالث: في كت�اب التفس�ير، ب�اب ب�دون ترجم�ة، ق�ال اإلم�ام البخ�اري -رحم�ه هللا تع�الى-: ح�دثنا يح�يى بن بكي�ر، قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب، وحدثني سعيد بن م��روان، ق��ال: ح�دثنا محم�د بن عب�د العزي�ز بن أبي رزم��ة،لمويه، ق��ال: ح��دثني عب�د هللا عن ي�ونس بن يزي��د ق��ال: أخ�برني ابن ش��هاب أن ع��روة بن الزب��ير ق��ال: أخبرن�ا أب��و ص��الح س��

ظ��اهر المناس�بة، والب�اب بال ترجم�ة كم�ا هن�ا ق��ال الحاف�ظ ابن حج��ر -}اق�رأ{أخ�بره أن عائش��ة، وإي�راده في تفس�ير س�ورة رحم��ه هللا تع��الى-: الب��اب إذا لم ت��ذكر ل��ه ترجم��ة خاص��ة يك��ون بمنزل��ة الفص��ل مم��ا قبل��ه، م��ع تعلق��ه ب��ه كص��نيع مص��نفي

الفقهاء. ا: ب��اب قول��ه: ق��ال: ح��دثنا ابن بكي��ر، [2 ]س��ورة العل��ق }خلق اإلنسان من علق{الموض��ع الراب��ع: في كت��اب التفس��ير أيض��

قال: حدثنا الليث عن عقيل فذكره مختصرا، ومناسبته ظاهرة حيث ذكرت اآلية في الحديث. ق��ال: ح��دثنا عب��د هللا بن محم��د [3]س��ورة العل��ق }اقرأ وربك األكرم{وفي الموضع الخامس: في كتاب التفسير باب قوله:

ل ق��ال محم��د: أخ��برني ع�روة عن عائش��ة قال: حدثنا عبد الرازق أخبرن�ا معم��ر عن الزه�ري ح، وق��ال: الليث ح��دثني عقي�مختصرا، ومناسبته ظاهرة حيث ذكرت اآلية في الحديث.

ويحسن أن ننبه أن هذه الحاء المهملة التي توجد في األس��انيد ال س��يما عن�د مس��لم كث��يرا، وهي قليل�ة عن�د اإلم�ام البخ�اري، ي�راد به�ا التحوي�ل من إس��ناد إلى آخ��ر، ويس��تفاد منه��ا اختص��ار األس��انيد؛ ألنه��ا ق��د تع��رض لط��الب العلم المبت�دي، مث��ل ه��ذه

الحاء فتشكل عليه. ا، ب��اب: ق��ال: ح��دثنا عب��د هللا بن يوس��ف، [4]س��ورة العل��ق }الذي علم ب�القلم{الموض��ع الس��ادس: في كت��اب التفس��ير أيض��

ق����ال: ح����دثنا الليث عن عقي����ل مختص����را، ومناس����بته كس����ابقيه، ولم ي����ذكر اآلي����ة الم����ترجم به����ا هن����ا، في الح����ديث لم����ا ذك����رهمختصرا، لم يذكر اآلية التي ترجم بها، لم يذكر اآلية المترجم بها هنا وقد أشار بها إلى ما جاء في الحديث بتمامه.

الموضع السابع: في كتاب التعبير، باب أول م�ا ب��دء ب�ه رس�ول هللا -ص��لى هللا علي�ه وس�لم- من ال�وحي الرؤي�ة الص��ادقة، ق��ال: ح��دثنا يح��يى بن بك��ير ق��ال: ح��دثنا الليث عن عقي��ل عن ابن ش��هاب ح، وح��دثني عب��د هللا بن محم��د ق��ال: ح��دثنا عب��دال، ومناس���بته للترجم���ة ظ���اهرة، التعب���ير، تعب���ير الرؤي���ا، كت���اب ر ق���ال: الزه���ري، ف���ذكره مط���و ال���رزاق، ق���ال: ح���دثنا معم��� التعب��ير، يع��ني: تعب��ير الرؤي��ا، ومناس��بة الح��ديث، حيث ذك��ر في أول م��ا ب��دئ ب��ه رس��ول هللا -ص��لى هللا علي��ه وس��لم- من

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم

الخضير 5

ال��وحي الرؤي��ا، الرؤي��ا الص��الحة، وفي رواي��ة: الص��ادقة ه��ذا م��ا يتعل��ق ب��تراجم الح��ديث، ويبين لن��ا ويتض��ح لن��ا أن اإلم��امج الحديث في مواضع متعددة تبعا لما لدالالته المتعددة وأجزائه. البخاري -رحمه هللا تعالى- يخر

المقدم: عفوا يا فضيلة الدكتور، نحن أشرنا في حلقات ماضية إلى أن المصنف لهذا الكتاب أو حتى الذي ق��ام بخدمت��ها لل��ترقيم الموج��ود في األص��ل؛ ألن لم��ا يرج��ع المس��تمع مثال، والمت��ابع علي حسن، وضع األطراف هن��ا، األح��اديث وفق�� مع فضيلتكم اآلن يجد في آخر الح��ديث أطراف�ه ثالث��ة آالف وثالثمائ��ة واث��نين وتس��عين، أربع��ة آالف وتس��عمائة وثالث��ةر ال يك��رره م��رة ر، وق��د أش��رتم أن�ه إذا م� وخمسين وهكذا، هذه األطراف غير موج��ودة في ه�ذا الكت��اب؛ ألن الح��ديث م��

أخرى، فبالتالي هذه األطراف يرجع بها إلى األصل؟إلى األصل أصل الصحيح، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.المقدم: أحسن هللا إليكم، نستمر في الحديث الذي يليه؟

نعم حديث جابر.ث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: قال -رحمه هللا-: عن جابر بن عبد هللا األنصاري -رضي هللا عنهما- وهو يحد »بينا أن��ا أمش��ي إذ س��معت ص��وتا من الس�ماء، ف�رفعت رأس��ي ف�إذا المل�ك ال�ذي ج��اءني بح��راء ج��الس على كرس��ي بين

ثر * قم فأن��ذر * وربك فكب��ر * فأنزل هللا تعالى: السماء واألرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني« }يا أيها الم��دجز فاهجر{ ر * والر فحمي الوحي وتتابع. [5-1]سورة المدثر وثيابك فطه

اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- ق��ال في ص��حيحه: ق��ال ابن ش��هاب: وأخ��برني أب��و س�لمة بن عب��د ال�رحمن أن ج��ابر بنث عن ف���ترة ال���وحي ف���ذكر الح���ديث، ق���ال: ابن ش���هاب، اإلم���ام البخ���اري -رحم���ه هللا عب���د هللا األنص���اري ق���ال: وه���و يح���د تعالى- لم يدرك ابن شهاب، فهل هذا من المعلق�ات؟ ولم�اذا ج��اء ب��الواو؟ ق��ال ابن ش��هاب: وأخ�برني أب��و س��لمة، يق�ول ابن حجر: إنما أتى بحرف العطف ليعلم أنه معطوف على ما سبق؛ كأنه قال: أخبرني عروة بكذا، وأخبرني أبو سلمة بك��ذا،د يعني قال ابن شهاب: أخبرني عروة بكذا، وأخبرني أبو سلمة بكذا، فعلى هذا يكون هذا الحديث باإلسناد الس��ابق فال يع�� من المعلق��ات، يق��ول القس��طالني -رحم��ه هللا-: مق��ول الق��ول ال يك��ون ب��الواو، وحينئ��ذ فليس ه��ذا من التع��اليق، ول��و ك��انت ص��ورته ص��ورته، ص��ورة المعلق، خالف��ا للكرم��اني حيث أثبت��ه منه��ا وق��د خطأه ابن حج��ر في الفتح. مناس��بة الح��ديث فيث عن ف��ترة ال��وحي ث عن ف��ترة ال��وحي، يق�ول: وه��و يح��د بدء الوحي ظاهرة لظهور عالقته بالحديث الذي قبل�ه وه�و يح��د

ا، وج��ابر بن عب��د هللا راوي الح��ديث،»بين��ا أن��ا أمش��ي...«فق��ال في حديث��ه: إلى آخ��ره، فعالقت��ه بب��دء ال��وحي ظ��اهرة ج��د ج�ابر بن عب��د هللا بن عم�رو األنص��اري الخ��زرجي، المت��وفى س��نة ثم��ان وس��بعين، وه�و آخ��ر الص��حابة موت�ا بالمدين�ة، ول��ه

في الصحيح تسعون حديثا. ث عن ف��ترة ال��وحي"يق���ول: ، ب���األلف، أص���له: بين،»بين��ا«"فق��ال في حديث��ه: ، أي احتباس���ه والجمل���ة حالية، "وه��و يح��د

ا، وهي ظ��رف زم��ان مكف��وف ب��األلف عن اإلض��افة إلى المف��رد، وج��واب»أنا أمش��ي«فأش��بعت فتح��ة الن��ون فص��ارت ألف�� »فرفعت بصري ف��إذا المل��ك« أي في أثن��اء أوق��ات المش��ي فاج��أني الس��ماع، »إذ سمعت صوتا من السماء« قول��ه: »بينا«

ا على الح�ال،الذي جاءني بحراء جالس«جبريل -عليه السالم- » خ�بر عن المل�ك ال�ذي ه�و مبت�دأ، ويج�وز نص�ب جالس� بض��م الك��اف، وق��د تكس��ر، وجمع��ه: كراس��ي، ق��ال الم��اوردي في تفس��يره: أص��ل الكرس��ي: العلم، ومن��ه قي��ل»على كرسي«

التجريد الصريح– الحلقة الثالثة6عشر

لصحيفة يكون فيها علم: كراسة، وقال الزمخشري: الكرسي ما يجلس عليه، وال يفضل عن مقعد القاعد، يعني قد يكون »بيناألص��ل، أص��ل الكلم��ة في العلم، ثم االس��تعمال خصص��ها بم��ا يجلس علي��ه، فتك��ون حقيقت��ه العرفي��ة م��ا يجلس علي��ه،

م»فرعبت منه« ظرف في محل جر صفة لكرسي، السماء واألرض« بض��م ال��راء وكس��ر العين المهمل��ة مب��ني لم��ا لم يس�� ب��التكرار، وفي رواي��ة كريم��ة»فقلت لهم: زملوني زملوني« أي: إلى أهلي بسبب الرعب، »فرجعت«فاعله أي فزعت،

ج�ه ج الح��ديث في كت�اب التفس�ير وخر مرة واح�دة، ولمس��لم ك�المؤلف في التفس�ير، يع�ني اإلم�ام البخ�اري -رحم�ه هللا- خ�را "فأنزل هللا تعالى: قال الزركشي: وهو أنسب لماذا؟ لقول���ه: »زملوني« بدل »دثروني«أيضا مسلم من رواية يونس: }ي��

ثر{ ا الم��د ل{ »زمل��وني زمل��وني« ألن المناس���ب لقول���ه: ["1]س���ورة الم���دثر أيه�� م�� ا المز ا أيه�� أم���ا [1]س���ورة المزم���ل }ي��ثر{ المناس��ب ل��ه: »دثروني دثروني« ا، والت��دثير والتزمي��ل بمعنى واح��د، والمع��نى: ي��ا أيه��ا}يا أيها الم��د ا ل��ه وتلطف�� إيناس��

ر من الع��ذاب من لم ي��ؤمن [2]س��ورة الم��دثر }قم فأنذر{ الم��دثر{ بثياب��ه، وعن عكرم��ة: أي الم��دثر ب��النبوة وأعبائه��ا، ح��ذ بك، وفي��ه دالل��ة على أن��ه أم�ر باإلن�ذار عقب ن��زول ال�وحي لإلتي��ان بف�اء التعقيب، واقتص��ر على اإلن��ذار؛ ألن التبش��ير إنم��ا

[3]س��ورة الم��دثر }وربك فكبر{ يكون لمن دخل في اإلسالم، ولم يكن إذ ذاك من دخل فيه، يعني إال القليل مثل خديجة، مه، ر{أي عظ أي من النجاسة، وقيل: الم��راد بالثي��اب النفس وتطهيره�ا اجتن��اب النق��ائص، [4]سورة المدثر }وثيابك فطه

جز{ األوثان كما جاء في التفس��ير من تفس��ير ال�راوي، التفس��ير يع��ني من ص��حيح البخ��اري وفس��ره[5 ]سورة المدثر }والر ال��راوي بأنه��ا األوث��ان، وس��ميت رج��زا ألنه��ا س��بب للرج��ز والرج��ز ه��و الع��ذاب، واألوث��ان جم��ع وثن وه��و م��ا ل��ه جثة من

خشب أو حجر أو فضة أو جوهر، وكانت العرب تنصبها وتعبدها، قاله العيني. حمي: أي بع��د ن��زول ه��ذه اآلي��ات"فحمي الوحي وتتابع" يق��ول بع��د ذل��ك: "فحمي"أي ات��رك، [5]س��ورة الم��دثر }فاهجر{

ك��ثر ن��زول ال��وحي وتت��ابع، وللكش��ميهني: وت��واتر، ب��دل وتت��ابع، والت��واتر: ه��و التت��ابع، ولم يكت��ف بحمي؛ ألن��ه ال يس��تلزما من غ�ير تخل�ل، تق�ول: ت�واترت اإلب�ل والقط�ا إذا االستمرار والدوام والتواتر، والت�واتر: مجيء الش��يء يتل�و بعض�ه بعض�

جاءت متتابعة، ولم تأت دفعة واحدة. هنا يقول البخاري -رحمه هللا تعالى- وهذا من باب الفائدة...

Recommended