الثابت و المتغير في السياسة الخارجية الصينية بعد الحرب الباردة بحث

تصنيف المحددات

المتغيرات الموضوعية والتي تعتبر المتغير المستقل المحددات النفسية وهي المتغير التابع ،اما المحددات صنع القرار وكيفية اتخاذه تعتبر متغير وسيط يربط

بين المتغيرين السابقين

I.:المتغيرات الموضوعية

يقصد بالمتغيرات الموضوعية هي تلك المتغيرات الكامنة في بيئة عملية صنع السياسة الخارجية مستقلة عن فهم صانع السياسة الخارجية لتلك المتغيرات،

1وتشمل تلك المتغيرات نوعين:المتغيرات الداخلية و المتغيرات الخارجية.

،2،1998"، مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة،،طتحليل السياسة الخارجية محمد السيد سليم،" 1137ص

أوال: المتغيرات الداخلية

: العامل الجغرافي-1المساحة و الموقع

وتعPPني الحرفيPPا المملكPPةالصينجمهوريPPة الصPPين الشPPعبية واسPPمها المختصPPر ، تقع في شرق قPPارة آسPPيا والسPPاحل الجنPPوبي للمحيPPط الباسPPفيكي وتبلPPغ1الوسطى

واحPPد على خمسPPة أي الPPف كيلومPPتر مربPPع 600 ماليين و9مساحة أراضيها حPPوالي للكPPرة األرضPPية، وربPPع إجمPPالي مسPPاحة آسPPيا،  عشر من إجمPPالي المسPPاحة البريPPة

وتعتPPبر أكPPبر دولPPة آسPPيوية مسPPاحة  الثالثين.  للدول األوربيPPة ونفس المساحة الكلية تملك الصPPين وفقPPا ، وباإلضافة إلى ذلكوثالث أكبر دولة في العالم بعد روسيا وكندا

لمبPPدئها حPوالي ثالثPPة ماليين كيلومPPتر مربPPع من الميPPاه اإلقليميPPة الخاضPPعة لسPPيادتها2حسب " إتفاق قانون البحار التابع لألمم المتحدة".

درجPPة من53.30وتمتد أراضي الصين من الخط المتوسط بنهPPر هيلونPPغ شPPماال ) درجPPات من4خط العرض الشمالي( الى الحدود المرجانية زانPPغ مPPو آن شPPا جنوبPPا )

كيلومPPتر تقريبPPا،5500 درجة عPPرض اي 49خط العرض الشمالي( وتغطي أكثر من درجPPة من خPPط الطPPول135.05وتمتد من ملتقى نهPPري هيلونPPغ وووسPPولي شPPرقا )

درجة من خط الطول الشرقي( وتغطي أكثر73.40الشرقي( الى هضبة بامير غربا ) كيلومتر تقريبا.5000 درجة طول اي 60من

ويبلغ طول حدود الصين البرية حوالي اثنين وعشرين الفا وثمانمائة من جهPPة الشPPمالوروسيا شماال منغوليا وكوريا الشمالية وتجاور برا كيلومتر من جهPPة الشPPمال الغPPربيوقازقستان وقرغيزستان وطاجيكس..تانالشرقي

من جهتي الغPPرب والجنPPوبوأفغانستان وباكستان والهند والنيبال وبهوتان كوري..ا الجنوبي..ة جنوبPPا. كمPPا تواجPPه بحPPرا وبورم..ا والوس وفيتن..امالغPPربي

من جهPPتي الشPPرق والجنPPوبواليابان والفلبين وبروني وماليزيا واندونيسيا للصين عمPPق اسPPتراتيجي كPPPبير، و هPPو عامPPل مهم في تPPدعيم وزن الدولPPةالشرقي،

االستراتيجي الدفاعي خصوصا، خاصة في حالة التعرض لهجوم نووي، إذ يبلPPغ أقصPPى كم، و من الش..رق إلى الغ.رب4023الش..مال إلى الجن.وب اتساع لهPPا من

3 كم.6468

(:20/11/2015"،)ت،د تاريخ الصين عالم المعرفة،" 1http://www.marefa.org/index.php

المرتبة الصين احتالل حول اختالف الرابعة هناك أو الكلية،  الثالثة بالمساحة يتعلق عدم  فيما يعود : تشين اكساي مثل أراض حول الصين ادعاءات صحة أولهما لسببين للبالد الكلية المساحة حول اليقين

للواليات اإلجمالي الحجم حساب كيفية وثانيهما الهند، بهما تطالب حيث كاراكورام عبر والمسالكمساحة المتحدة الواليات العالم حقائق كتاب يعطي حيث ميل 3,794,080 كم 9,826,630المتحدة

البريطانية  مربع الموسوعة تعطيها نفسها 3,676,486 كم 9,522,055بينما الصين تصنف لكن مربع، ميل: انظر للمزير عالميا الثالثة المرتبة في

The People's Republic of China ،Foreign & Commonwealth Office: http://www.fmprc.gov.cn/ara/ljzg/

2 " الدولية، الصين "اذاعة الصين، عن عامة معلوماتhttp://arabic.cri.cn/other/china_geography/1-1.htm

و تشرف الصين على طرق هامة للمواصالت و التجارة في العالم سواء البرية،silk)كطريق الحرير road بح..ر، و المحي..ط اله..ادي(، أو البحرية بإطاللها على

البح..ر األص..فر، و مض..يق، و بح..ر الص..ين الش..رقي، و الص..ين الجن..وبي(1،) انظر الخريطة رقم فرموزا

و بالنظر لالمتداد الجغرافي للصPPين يمكن تفسPPير السPPبب في تنPPوع المنPPاخ، وتنPوع األقالPيم و تعدد الثروات الطبيعية، مما يؤثر إيجابا على االقتصاد الصيني.

/http://www.alukah.net/world_muslims/0/3459المصدر

:العامل الديمغرافي-2

الكثافة السكانية

يؤثر العامل الديمغرافي في صنع السياسة الخارجية للدولة فيزيد من قوتها في مجالها الخارجي حيث تقوم هذه الدول باقامة عالقات خارجية مكثفة اما في شكل

تعاوني اوتصارعي من أجل أن تغطي كافة احتياجاتها البشرية، ويكمن عنصر اإليجابية في هذا العنصر أن من الناحية العددية اذا كانت هذه الكثافة السكانية مؤهلة وبالتالي

تكن منتجة وتشارك في العجلة االقتصادية داخليا وخارجيا بحيث تستقطب المستثمرين وهذا ما تتميز به الكثافة البشرية الصينية والتي تقدر ب

أما توزيع السكان في الصين 1، 2015نسمة حسب احصائيات 1,375,140,00031 . رقم- . الجزء الثانية الطبعة التوزيع، و للنشر الموسوعة أعمال مؤسسة الرياض، ، العالمية العربية ص 1999، 15الموسوعة ،

.266- 265ص 1 https://ar.wikipedia.org/wiki/)25/11/2015( ،

فهو غير متوازن حيث يزداد في شرقها ويقل في غربها، ويتجاوز معدل كثافة السكان نسمة لكل كيلومتر مربع ويتجاوز معدل كثافة400في المناطق الشرقية الساحلية

نسمة لكل كيلومتر مربع، أما في مناطق200السكان في مناطق وسط الصين أفراد لكل كيلومتر مربع.10الهضاب غرب الصين فيقل معدل كثافة سكانها عن

69.63 سنة )71.40وفي الوقت الحالي وصل معدل العمر المتوقع للصينيين الى سنة للنساء( وهو أعلى من معدل أعمار سكان العالم بخمس73.33سنة للرجال و

سنوات وأعلى من معدل أعمار سكان الدول النامية بسبع سنوات وأدنى من معدل.2 ،انظر الخريطة رقم 1أعمار سكان الدول المتطورة بحوالي خمس سنوات

:العرقيات

الصين دولة موحدة ومتعددة القوميات وهي مقسمة على ست وخمسين وهوي المسلمة ومنغوليا هانقومية من اجمالي السكان و هى: قوميات

وكورية ومنشورياوالويغور ومياو ويي وتشوانغ وبوييوالتبت وأتشانغ وتشيانغ وجينغ وجينغبوه وهاني وخه تشه وباوشان

وقهالو والقازاق والفرغز والهو ولي ولي سو ولوبا وماونان وموالو ومن با وناشي ونو وألونتشون وأونكه وباي وباو آن وشه

1 " " ، الصين عن عامة معلومات ، الدولية الصين اذاعة أنظر للمزيدhttp://arabic.cri.cn/chinaabc/chapter1/chapter10401.htm

وبنغ لونغ وبوالنغ وبومي وشوي وروسية وداوه أر وسيبو وساال وداي والتاجيك والتتار وتو وتوجيا ودولونغ وتونغ ودونغ شيانغ

. والى جانب هذه االقليات القومية هناك أبناءواالزبك ووا وياو ويوي قو هانويحتل عدد سكان قومية  اقليات قومية قليلة غير معروفة لدى الناس

والثمانيةبالمائة من إجمالي سكان الصين، 1 حوالى أثنين تسعين ، وبسبب قلة عددبالمائة المتبقية ألبناء االقليات القومية األخرى

أفراد هذه القوميات يطلق عليها إسم االقليات القومية الصينية . ويعيش أبناء هذه االقليات القومية بشكل رئيسي في مناطق شمال غرب وجنوب غرب

وخالل مسيرة التقدم  ( ،3وشمال شرق الصين ،)انظر الخريطة رقم التاريخي ظهرت حالة التعايش السلمي بين أبناء قومية هان وأبناء االقليات

القومية االخرى في كثير من المناطق الصينية إضافة الى التعايش المشترك بين أبناء مختلف االقليات القومية في بعض المناطق الصينية. وباستثناء

قوميتي هوي المسلمة ومنشوريا اللتين يستخدم أبناؤهما لغة هان يستخدم أبناء سائر االقليات القومية الثالث والخمسين لغاتهم القومية الخاصة أو لغة

هان أيضا في حياتهم .

خريطة توضح توزع العرقيات في الصين

http://www.marefa.org/images/d/d4/Chinapepo%3Bepic1.jpgالمصدر:

السابق 1 المرجع الدولية، الصين اذاعة

نسبة األمية

م جعل الدستور الصينى التعليم حق مكفول للجميع ثم1954وفى العام جعله الزاميا فى المرحلة االساسية والتى تستمر تسعة سنوات ، وطبقا

روضة أطفال يلتحق بها قرابة180.000 يوجد بالصين 1995إلحصاءات عام % من إجمالي األطفال في هذه السن,42.2 مليون طفل وهو ما يوازي 27

%70وتبلغ نسبة االلتحاق االجمالية بالتعليم األبتدائى والثانوى والجامعى م كانت تبلغ نسبة األمية بين أفراد1949وذلك يعد تقدما كبير ففى عام م

% , وتقوم الصين بعمليات تبادل ثقافى مع الدول80الشعب الصيني ألف400المتقدمة لألستفادة منها فقد أوفدت خالل بدأية القرن الحالى

صينى, فهناك أالف الصينيين الذين يدرسون فى الواليات المتحدة األمريكية وفى روسيا يبلغ حجم المواطنين الصينيين الذين يدرسون فى إطار برامج

ألف دارس ,وطبقا للتصنيف األكاديمي لجامعات العالم18التبادل الثقافى (Pالمعروف بARWU لعام )م, قد بلغ عدد الجامعات الصينية ضمن2010

، وهو أكثر من ضعف عددها في قائمة2010 في عام 34 جامعة 500أفضل ( جامعة صينية. وقد صنفت جامعة تايوان16 التي ضمت )2004عام

200الوطنية، وبكين تسينغهوا، والجامعة الصينية في هونغ كونغ ضمن أفضل جامعة.

تمثل نسبة القراءة والكتابة في صين حسب منظمة اليونيسكو في تصنيفها اذ يعتبر جل المواطنين الصينيين يتمتعون بمهارات % 96.4 ب 2015للدول في

1 تعليمية وتكنولوجية وفنية عالية ما يجعل هذا المواطن مكمن قوة للدولة الصينية.

العامل االقتصادي -3

كما صنفه صندوق النقد الدولي وألول مرة في عام يعد اقتصاد الصين حجم الناتج االقتصادي في العالم ، حيث وصل أكبر اقتصاد على أنه 2014

تريليون للواليات17.4 تريليون دوالر، مقابل 17.6الوطني في الصين إلى وصلت الفجوة في2015المتحدة، ووفقا لصندوق النقد الدولي، في عام

،2019 مليار دوالر لصالح الصين، وبحلول عام 900القدرة الشرائية إلى سوف يتفوق الناتج المحلي اإلجمالي للصين على مثيله في الواليات المتحدة

إال أن الصين ال ترغب في أن تصنف أكبر2 تريليون دوالر،5بما يقرب من اقتصاد في العالم، والدليل على ذلك أن مكتب اإلحصائيات الوطنية الصيني

وجه انتقادا لألرقام الصادرة عن البنك الدولي وأبدى تحفظه عليها ورفض تصنيف الصين في المرتبة األولى في العالم، إال أن السبب في رفض الصين

1 "Literacy Statistics Metadata Information Table". UNESCO Institute for Statistics. September 2015. Retrieved 19 November 2015

2الوطني .......، االقتصادي الناتج حيث من المتحدة الواليات على تتفوق ،إذاعةالصين

ت،ن) ) 7/12/2014روسيا، ت،د( ،26/11/2015: ) http://arabic.sputniknews.com/arabic.ruvr.ru/news/2014_12_07/280974975/

تصنيفها كأكبر اقتصاد في العالم من وجهة نظري هو هروب الصين من مسؤولياتها الدولية تجاه دعم بعض المشاريع اإلنسانية واإلجتماعية مثل قضايا

1الفقر والبطالة واألمية والصحة والبيئة وغيرها من مسؤوليات الدول الغنية.

حيث تم تقدير ميزانها التجاري فيأكبر دولة تجاريةلذلك الصين هي دوالر حسب2275.13بقيمة ر وأكبر مصد 61.642$ ب 2015اكتوبر

بقيمة في العالموثاني أكبر مستورد، 2015قيمة الصادرات لنهاية ، كما تعتبر الصين أكبر دولة في العالم2015 حسب تقرير 1830.94

ارتفاع واردات الصين من النفطمستوردة للنفط ،اذ تم تسجيل مليون طن ما26. 35 % لتصل إلى 9. 4 بنسبة 2015أكتوبر  في الخام

3 مليون برميل يوميا.6. 23يعادل

كما تتطلع الصين إلى أن يدرج اليوان قريبا في سلة العمالت التي تتألف منها4حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي.

,وقد مر بمرحلتينالنظام االقتصادى الصينى هو نظام اشتراكى م حتى1949 والتى استمرت من مرحلة البناء االشتراكىأساسيتين :

والتى عمدت إلى اتخاذثم مرحلة االنفتاح على النظام الرأسمالىم , 1976 مجموعة من األجراءات واالصالحات فى النظام االقتصادى والتى انطلقت منذ

حيث ظل االقتصاد الصينى ينمو بصورة مستقرة وسليمة، وبعد اكثر من,م 1978 عشرين سنة من االصالح واالنفتاح وبناء التحديثات، تحول االقتصاد الصينى من

االقتصاد المخطط الى اقتصاد سوق اشتراكي من حيث االساس، وتشكل نظام أبرز التحوالت ويمكن تحديد اقتصاد السوق االشتراكى ويستكمل بصورة تدريجية.

  المشار إليها في:االقتصادية وتمثل هذا في اآلخذ بآليات االقتصاد الكلى وفقنحو اقتصاد السوق التحول  -1

نموذج رأسمالية الدولة من حيث الضرائب والقروض والتبادل الخارجي، وتعديل

دحالن 1 األعلى ،"عبدالله األمريكي الفرد ودخل األكبر الصيني عكاظا،العدد" االقتصاد مجلة5096 ،31/5/2015

http://www.okaz.com.sa/new/issues/20150531/Con20150531774801.htm2 trading economy,”china ,balance of trade “,consult 19/12/2015:http://ar.tradingeconomics.com/china/balance-of-trade

3 ،PPPPPPPPPPPP " البوابة،)ت،د%"،4.9 واردات الصين من النفط الخام ترتفع بنسبة 19/12/2015:)

http://www.albawabhnews.com/1597761

4 ،PPPPPPPPPPPP" الصين عملة بقوة باالعتراف أميركا يصدم النقد ت،ن" )صندوق الجديد، ،العربي

26/05/2015 ( ت،د( ،26/11/2015: )

http://www.alaraby.co.uk/economy/

 نظام التسعير، وإقرار وتعميق سياسة اإلصالح الزراعي. ، إذ دفعت الحكومة الصينية المركزيةالمناطق االقتصادية الخاصةخلق  - 2

بثقلها وراء تعزيز نجاح تلك المناطق، باعتبار نجاحها من شأنه جذب وتنشيط والنهوض بالمناطق المجاورة،مناخ االستثمار االستثمارات الخارجية وتحسين

وهذا ما نلمسه بشكل مباشر في تطوير أنظمة الحكم الذاتي حتى شملت أربع مناطق للحكم الذاتي في مستوى متقدم، حيث يتم استثمار الثقافة المحلية

والمنطلقات الحضارية والدينية والتقاليد المتفردة لدعم النسيج المتنوع والخصب للنموذج الصيني – نموذج ذلك منطقة نيغيشيا ذات األغلبية المسلمة من األقليات

الدينية في الصين الشعبية وذات نظام الحكم الذاتي . ظهور القطاع الخاص والنمو القوي للقطاع غير الحكومي بجانب - 3

: إذ يمكن اإلشارة إلى أن بدء حركة اإلصالح واالنفتاحمؤسسات المملوكة للدولة وظهور القطاع الخاص أقر إبان انعقاد الدورة الثالثة للجنة المركزية للحزب

بهدف النهوض بالقطاع الصناعي وتحسين مستوى1984الشيوعي الصيني عام المعيشة، وتمثلت توجهاتها في إقرار الالمركزية في صنع القرار داخل السلطة

اإلدارية، واضطالع السوق بدور رئيسي في التخطيط ورسم السياسات االقتصادية1وإصالح نظام التسعير طبقا لنظام السوق.

و قد حقق االقتصاد الصيني معدالت تنمية معقولة خالل هذه الفترة، لكنها معدالت ال تقارن بما حقق بعد إتباع اإلصالح االقتصادي الشامل في عهد " دنغ كسياو

.2بنغ "

% و9 بين 1998- 1978 حيPث تراوحت نسبPة النمو في الفترة الممPتدة من مليار دوالر، حيث عرفت نمو183 حوالي 1997 %، و بلغت قيمة صادراتها عام 13

Pو3 2.5%، في حين لم تتعد نسبة نمو الواردات في نفس السنة 20.6قدر ب %. قد أصبحت الصين من أكبر األسواق المغرية لالستثمار األجنبي، حيث استقطبت في

% من إجمالي تدفق االستثمارات12.5 ( 1996- 1993الفترة الممتدة ما بين) 4األجنبية في العالم.

العامل المجتمعي و الثقافي-4

يقصد بالمحددات المجتمعية و الثقافية، العناصر المتعلقة بالجانب االجتماعي من تركيبة عرقية، و درجة التماسك االجتماعي و قيم المجتمع السائدة، أما الجانب

حزبالصين والصعود إلى القمة : تأمالت في نموذج تنموي فريد"،،"خالد رحموني 1(:01/12/2015،)ت،د العدالة و التنمية

http://www.pjd.ma/node/5843

2 " . ا - البيومي الرفاعي . لص...يننجالء مسعد ". : نيفين سليم، السيد محمد بين في العالقة. آسيا في التنمية و األولى، الديمقراطية الطبعة مصر، القاهرة، جامعة اآلسياوية، الدراسات مركز

. 136ص. 19973 . الفضيل- عبد : محمود المستفادة الدروس اآلسيوية التجربة و لوحدة. العرب ا دراسات مركز

األولى، الطبعة بيروت، ص. 1999العربية،، .114- 113ص4- Arthur A nderssen. International investment toward the year 2002. New York: United Nations publications. 1998. p. 107.

الثقافي فهو تعبير عن األنماط الثقافية المنتشرة في المجتمع و التي تشكل هيكلهالقيمي و معتقداته المحددة لتوجهاته الحضارية و القيمية.

قومية مختلفة، أكبرها قومية "الهان" )56 يتشPكل المجتPمع الصيني من Hans 93( التي تمثل Pات7% أي األغلبية بينما تتوزع الPى جماعPتبقية علPالم %

إثنية مختلفة "كالتبتيPين" و "المانشوس" و "اليوغروس"، و "الويغور"، إضافة إلى 1جماعة "زونغ"، و هذا ما جعل الصين تتميز بنزاعات إقليمية و تناقضات ثقافية.

(3)انظر الخريطة رقم

يعتبر "الهان" المجموعة اإلثنية األكثر أهمية و يرتبط تاريخها بشكل كبير بتاريخ سنة، و4000الصين، ألنهم ظهروا فيما يعرف اليوم بشمال الصين منذ أكثر من

مقاطعة28يتميز "الهان" بثPقافة و حضارة مشتركة، و يشكلون حاليا األغلبية في Pمقاطعة الموجودة في الصين باستثناء إقليمي" كسين جيانغ" و30من بين ال

"التبت".

مليون15.8 هذا في الوقت الذي بلغ فيه تعداد أعضاء جماعة"زوانغ" مثال ملPيون نPسمة، لPهذا6 مليون نسمPة، و التبتPيين حوالي7.2نسمة، و تعداد "الويغور"

2تدعى الصPين بP " الجمهورية االشتراكية الموحدة و المتعددة القوميات".

خريطة توضح توزع العرقيات في الصين

http://www.marefa.org/images/d/d4/Chinapepo%3Bepic1.jpgالمصدر:1 . كيزا- دي أرنيه بورشتاين، ". دانييل : العشرين" و لحادي القرن في الصين ألكبر شوقي: التنين ترجمة

رقم. المعرفة، عالم سلسلة األولى، 271جالل، الطبعة الكويت، اآلداب، و الفنون و للثقافة الوطني المجلس ، . 264ص. 2001

2

لكن تلك النزاعات و التناقضات لم تظهر بالحدة المسجلة في دول أخرى تفككتا نتيجةاللتانكالهند أو االتحاد السوفييتي، و يوغسالفيا سابقا، و هما الدولتان

االختالفات العرقية أسPاسا، و يرجع السبب في ذلك إلى التماسك التاريخي الذي يمPيز المجتمع الصيني، الPمعتز بهويتPه و قوميته، رغم ظهور مطالب انفصالية في

مناطق محدودة مثل "التبت" و إقليم "كسين جيانغ" ذو األغلبية المسلمة الواقع غرب لبالد، و على ذكر العامل الديني فأغلبية الصينيين ال يدينون بأي دين وانما

) الطاويةيتبعون الحكمة الكونفوشيوسية، الى جانب بعض الديانات األخرى ك %(، 1) الكاثوليكيةباألخص  والمسيحية %(، 2) واإلسالم ،والبوذية %(، 27

%( . 6) 3 داو نسبة إلى والداوية

تمازجت األعراق المختلفة المشكلة للصين عبر التاريخ في كيان حضاري واحد، تمثله ممPلكة الوسط الكبرى التي حكمت قارة آسيا طيلة قرون، أين كان

الصينيون يعتبرون حضPارتهم "مركز العالم" و أنهم صحاب أعرق حضارة في قدمت للعالم خدمات جليلة و اختراعات ال تزال آثارها باقية إلى اليوم، و1التاريخ.

لعل هذا الزخم الحضاري من العوامل التي تقف وراء طبيعة المواقف الصينية، وطموحاتها للعب دور عالمي يتماشى مع موروثها الثقافي و الحضاري العريق.

حسب نطق قومية الهان هي  اللغة الصينية فهي اللغة الرسميةأما فيما يخص 54هناك لغات أخرى%، بإضافة إلى  70 صينية مندرين اللغة السائدة وتسمى

لغة منطوقة21 لغة منطوقة يتحدث بها الناس فقط وال يكتبونها و 22لغة وهي ،ومين نان (Minbei%( مينبي ) 4) يؤ %( 7) وو ومكتوبة. أكثرها أنتشارا

.والهاكا،وكن وشيانغ،

معرفة مدى اتساق النظام السياسي مع األبعاد المركزية للثقافة السياسية في الصين المبنية على الوحدات التضامنية والتراحمية، وتجربة التغيرات العميقة

 التي يمكن اكتشافها في هذه الثقافة. حيث نلمس أن التراث الثقافي الصيني يتسم بالعمق والعراقة إلى حد كبير، والتجذر المجتمعي والرصيد التاريخي الراسخ، فالمجتمع الصيني هو مجتمع

أسري متداخل إلى حد كبير، والعالقات السلطوية العمودية داخل النظام السياسي واالجتماعي صارمة بشكل واضح على ما يبدو وهي انعكاس وفي

للثقافة التقليدية بامتياز، وللروح األخالقية بمضمونها الكونفوشيوسي التي تعد حتى على صرامته الظاهرة والبادية للعيان، حيث أقوى من مرجعية القانون ذاته

تدل بعض اإلحصاءات والمراجعات االستطالعية المتداولة شفويا على أن نسبة % من السكان، وهم80 – 70امتداد المجتمع التقليدي في الصين تتراوح بين

الذين يشكلون المجتمع الريفي ونسبة من مهاجري المدن الجدد، وحيث أن المجتمع التقليدي الريفي يشكل الحصن المنيع في كل المجتمعات لممانعة

نعمة- 1 هاشم . كاظم آسيا. في الكتل طرابلس، سياسة االقتصادية، البحوث و العليا الدراسات أكاديميةاألولى، .47ص. 1997الطبعة

الثقافة التقليدية وقلعة حصينة للمحافظة االجتماعية، إن ذلك يعني أن أمام العالقة التقليدية بين السلطة والمجتمع فترة طويلة لكي تهدم أعمدتها، وهذا

الصمود الفريد للتقاليد مكن الحكام الجدد في الصين من الوعي بمقاومة الثقافة التقليدية وصمود بنياتها في معركة البقاء والتفرد الحضاريين واستثمار ذلك كله

في معركة البقاء والتميز والصمود إزاء رياح العولمة العاتية. ومن ثم يمكن التأكيد على أن نمط التفاعل بين الثقافة التقليدية في الصين والسلطة السياسية

بمختلف تجلياتها واحتماالت تطويرها، مرهون في أحد أبعاده بنمط التطور في البنية الثقافية المحافظة للمجتمع ذاته، وحيث أن العالقة بين المواطن والسلطة

تقوم على الطاعة واإلذعان في الثقافة التقليدية الصينية فإن التحول عن نمط هذه العالقة من مستوي الثقافة السياسية المبنية على الخضوع والتسليم إلى

مستوى نمط آخر مبني على ثقافة المشاركة في الحياة العامة والسياسية منها بالخصوص مرهون بنفس الحدة بنمط التحوالت في هذه البنية الثقافية والتغيرات

التي يمكن أن تشهدها في عصر القنوات الفضائية واإلنترنت واالنفتاح على الثقافات المختلفة واألنماط الحضارية المغايرة في اتجاه التعارف الحضاري

 والحوار الثقافي.

العامل السياسي-5طبيعة النظام السياسي الصيني

يقصد بالنظام السياسي الصيني مجموعة القوانين واألنظمة واللوائح واألعراف المطبقة في بر الصين الرئيسي التي تحدد سلطة الدولة ونظام الحكومة والعالقة

1بين الدولة والمجتمع وغيرها من المسائل األساسية.

إن جمهورية الصين الشعبية هي دولة اشتراكية تمارس الدكتاتورية الديمقراطية من قبل الشعب الذي تقوده الطبقة العاملة ويقوم علي أساس التحالف بين العمال

2والفالحين. وتتخذ جمهورية الصين الشعبية النظام االشتراكي كنظام أساسي له.

مالمح توزيعات السلطة والقوة في النظام السياسي1982يحدد لنا دستور الصيني والتي يكرسها بشكل اساسي في الحزب الشيوعي الوطني، والذي احتكر

التنظيم السياسي لعقود طويلة من الزمن وذلك منذ تأسيس جمهورية الصين ،والتي اعتمدت على خليط من األفكار الماركسية اللينينية من جهة1949الشعبية

وطروحات ماو تسي تونغ من جهة أخرى وصوال لرؤية دينغ شياوبنغ في صياغةالتوجهات العامة للفكر السياسي الصيني.

1" تشون، فنغ الصيني يانغ السياسي ت،د" ) النظام ،26/11/2015)http://arabic.china.org.cn/a-zhengzhi/index.htm

2 " ،PPPPPPPP الصين عن عامة ) معلومات ت،د" الدولية، الصين إذاعة ،24/11/2015:)http://arabic.cri.cn/chinaabc/images/abc_1.jpg

ترجم في اللغة الصينية إلى "مينتشو" أي "الشعب هوdemocracإن كلمة "  ، وليس "حكم الشعب" وفقا للترجمةسيادة الشعب على دولتهالسيد" أي

الحرفية للكلمة اليونانية األصل، فلذلك تؤكد الحكومة الصينية على التشاور أكثر، ، حيثالديمقراطية الصينية هي ديمقراطية تشاوريةلذلك يرى البعض أن

تتمسك الصين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني وحده وال تطبق نظام التعددية لكن حكم الحزب الشيوعي نظام سياسيالحزبية والسياسة البرلمانية،

، ال تطبقيتمثل في "قيادة الحزب الواحد وتعاون األحزاب المتعددة" "، أي بين السلطة التشريعية والسلطةالفصل بين السلطات الثالثالصين "

التنفيذية والسلطة القضائية كما في الدول الغربية، لكنها تتمسك باالستقالل النسبي بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية. وفي العالقة بين

، لكنها تتمسكال تسمح بأن يتدخل الجيش في السياسةالجيش والسياسة، 1منذ البداية بمبدأ "أن يقود الحزب الجيش".

فيمكن تحديدهاتتمثل الخصائص الرئيسية للنظام السياسي الصيني2في المميزات التالية :

- تركز سلطة الدولة في مؤسسات وبنيات الحزب الشيوعي والعمل بنموذج الدولة شديدة المركزية الماسكة بمنافذ التأثير على المجتمع .

- وجود ايديولوجية رسمية تعتنقها النخبة الحاكمة والحزب الحاكم، وتتخذها ركيزة لبناء وصياغة السياسات العمومية للدولة داخليا وخارجيا وهي تمثل إطارا فكريا

وايدولوجيا متكامال يبلور ويحدد الغايات النهائية للمجتمع ويقدم تفسيرا للواقع االجتماعي العام.

- وجود حزب شيوعي قوي ومنظم تنظيما تراتبيا صارما، تتداخل اختصاصاته معاختصاصات الهيئات الحكومية والدولتية المركزية والمناطقية.

االحزاب السياسية

ثمانية أحزاب إلى جانب الحزب الشيوعي الصينيتوجد في الصين : اللجنة الثورية لحزب، وهي3عموما األحزاب الديمقراطيةتدعى

والجمعية الصينية والرابطة الديمقراطية الصيني الكومينتانغ والجمعية الصينية لتعزيز الديمقراطية الصينية لبناء الوطن الديمقراطية

وحزب تشيقونغتانغ والحزب الديمقراطي الصيني للفالحين والعمال فيورابطة الحكم الذاتي الديمقراطية وجمعية جيوسان الصيني

تايوان. وتأسست معظم هذه األحزاب وتطورت تدريجيا خالل حرب المقاومة ضد وتؤيد هذه األحزاب سياسيا قيادة الحزباليابان وحرب التحرير الوطني،

، ويمثل ذلك خيارا تاريخيا تبنته أثناء التعاون الطويل األمدالشيوعي الصيني هذه األحزاب بالحريةوالكفاح المشترك مع الحزب الشيوعي الصيني. وتتمتع

(:26/11/2015، )ت،د الصين اليوم"،الديمقراطية ذات الخصائص الصينية ،"حسين إسماعيل 1http://www.chinatoday.com.cn/ctarabic/se/2013-11/22/content_579601.htm

2 3 "،PPPPPPPPPPPPPPPP (:26/11/2015،) إذاعة الصين الدولية "، معلومات عامة عن الصين

http://arabic.cri.cn/chinaabc/chapter2/chapter20402.htm

السياسية واالستقاللية في التنظيم والمساواة في المكانة . ويتمسك الحزب الشيوعي الصيني فيالقانونية ضمن نصوص الدستور

الديمقراطية بالمبدأ األساسي المتمثل فيتعاونه مع هذه األحزاب "التعايش الطويل األمد والمراقبة المتبادلة والمعاملة بكل صدق

".وإخالص والمشاركة في السراء والضراء

،ليست أحزابا خارج الحكم أو أحزابا معارضةواألحزاب الديمقراطية ، وفي الوقت الحاضر، يتولى كثير منأحزاب تشارك في الحكمبل هي

أعضاء األحزاب الديمقراطية مناصب قيادية في اللجان الدائمة لمجالس نواب الشعب ولجان المؤتمر االستشاري السياسي والدوائر الحكومية والهيئات

االقتصادية والثقافية والتعليمية والعلمية والتكنولوجية على مختلف المستويات، وعلى سبيل المثال، يتولى جميع رؤساء لجانها المركزية الحالية مناصب نواب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب أو نواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر االستشاري السياسي. وفي الوقت نفسه،

يزداد عدد األعضاء بمختلف األحزاب الديمقراطية باستمرار وقد أنشأت هذه األحزاب منظماتها المحلية والقاعدية في مختلف المقاطعات والمناطق

الذاتية الحكم والمدن الكبيرة والمتوسطة.

الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب الحاكم الوحيد في الصين الذي يؤسسويؤطر للسياسة العامة للبالد.

، وأسس جمهورية الصين الشعبية1921تأسس الحزب الشيوعي الصيني عام عن التغيرات السياسية وهيمنة. أما 1949عن طريق النضال المسلح عام

  فيمكن تحديد ذلك كما يلي:التيار اإلصالحي شهدت الساحة الصينية صراعا على السلطة بين التيار1976بعد وفاة " ماو" عام

المحافظ والتيار اإلصالحي داخل القيادة السياسية للحزب الشيوعي الصيني وقد حسم هذا الصراع خالل الدورة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشر للحزب الشيوعي

بتولي دنغ تشاو بينغ والذي تولى مهمة إعادة البناء1978الصيني في نهاية عام وتنظيم البيت الصيني من الداخل، حيث ركز على تعديل النظام االنتخابي وأقر سيادة القانون، ومكافحة الفساد وتغيير فكر النخبة وعمل على إبراز دور التكنوقراط بجانب

 النخبة البيروقراطية.

ماليين منظمة4.3 مليونا حاليا، له 70عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني نحو قاعدية. قيادة الحزب الشيوعي الصيني للدولة هي القيادة سياسيا وفكريا

ويتجسد ذلك في: وتنظيميا.

تنظيم وقيادة األعمال التشريعية وتنفيذ القانون.      -1

تعزيز قيادة الجيش الشعبي.      -2

قيادة وإدارة أعمال الكوادر.      -3

تنظيم وتعبئة المجتمع.      -4

- االهتمام باألعمال السياسية والفكرية.5

يقيم الحزب الشيوعي الصيني منظمات رسمية )بأسلوب االنتخاب داخل الحزب( وغير رسمية )بأسلوب التعيين من جانب المنظمات األعلى( له في كل المجاالت

 1وكل المستويات للحكومة الصينية وفي المجتمع الصيني.

أوال، طبيعة الحزب الشيوعي الصيني

الحزب الشيوعي الصيني هو طليعة طبقة العمال، والممثل الوفي لمصالح أبناءمختلف القوميات الصينية، والنواة القيادية للقضية االشتراكية الصينية.

o.الهدف النهائي له تحقيق النظام االجتماعي الشيوعيoيتخذ الحزب الشيوعي الصيني الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ

ونظرية دنغ شياو بينغ أفكارا مرشدة ألعماله.o:الخط األساسي للحزب الشيوعي الصيني في المرحلة األولية

: قيادة وتوحيد أبناء مختلف القوميات في البالد، اتخاذ البناء االشتراكية   االقتصادي مركزا، التمسك بالمبادئ األساسية األربعة واإلصالح واالنفتاح، االعتماد على الذات والعمل الشاق، الكفاح في سبيل بناء بالدنا دولة اشتراكية حديثة قوية

غنية وديمقراطية ومتحضرة.

o،التمسك بالطريق االشتراكي، التمسك بالديكتاتورية الديمقراطية الشعبية التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، التمسك بالماركسية اللينينية وأفكار ماو

تسي تونغ، معارضة النزعات الليبرالية البرجوازية.oيتمسك الحزب الشيوعي الصيني بقيادته لجيش التحرير الشعبي وللقوات

المسلحة الشعبية األخرى. ،2المبادئ األساسية األربعة لبناء الحزب:ثانيا

o.التمسك بخط الحزب الشيوعيo.التمسك بتحرير األفكار وطلب الحقيقة من الواقعo.التمسك بخدمة الشعب بكل أمانة وإخالصo.التمسك بنظام المركزية الديمقراطيةثالثا، مبدأ نظام المركزية الديمقراطية السياسي والتنظيميoمبدأ نظام المركزية الديمقراطية األساسي

يخضع أعضاء الحزب األفراد للمنظمات الحزبية، تخضع األقلية لألكثرية، تخضع1 المنظمات األدنى للمنظمات األعلى، تخضع كل المنظمات وكل أعضاء الحزب

للمؤتمر الوطني للحزب ولجنته المركزية.

1 " تشون، فنغ الصيني يانغ السياسي ت،د" ) النظام ،26/11/2015)http://arabic.china.org.cn/a-zhengzhi/1-2.htm

2 . السابق تشون،المرجع فنغ يانغ

تنتخب أجهزة الحزب القيادية على مختلف المستويات باستثناء األجهزة      2 التمثيلية لها والجماعات الحزبية القيادية الموجودة في المنظمات غير الحزبية.

اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الوطني لممثلي أعضاء الحزب هي       3أعلى جهاز قيادي للحزب.

على منظمات الحزب األعلى أن تستمع إلى آراء المنظمات األدنى وجماهير4 أعضاء الحزب، وتحل المشاكل التي يطرحونها في حينه. على منظمات الحزب

األدنى أن تطلب توجيهات منظمات الحزب األعلى وتقدم لها أحوال أعمالها، بينماعليها أن تحل المشاكل في إطار مسئوليتها بصورة مستقلة

يطبق نظام الجمع بين القيادة الجماعية وتقسيم العمل حسب المسئولية      5 الشخصية في لجان الحزب على مختلف المستويات. كل المسائل الهامة تناقشها

لجان الحزب بصورة جماعية وتتخذ قرارات بشأنها؛ على أعضاء اللجان أن يؤدوامسؤولياتهم وفقا للقرارات الجماعية وتوزيع العمل.

يحظر الحزب عبادة الفرد بكل أشكالها. يكفل أن تكون أعمال مسئولي       6 الحزب تحت مراقبة الحزب والشعب، ويحافظ على سمعة المسئولين الذين يمثلون

 مصالح الحزب والشعب.

1المبادئ التنظيمية

انتخاب ممثلي وأعضاء مؤتمرات الحزب على مختلف المستويات       1باالقتراع السري.

منظمة وأي فرد أن يجبر المنتخبين على انتخاب شخص ما   يحظر على أي2 أو عدم انتخابه.

تعقد للجنة المركزية واللجان المحلية على مختلف المستويات مؤتمرات      3 لممثليها عند الضرورة، لمناقشة وتقرير المسائل الهامة التي بحاجة لحل فوري.

تقرر اللجنة التي تعقد المؤتمر عدد الممثلين وطريقة تحديدهم.

تقرر منظمة الحزب األعلى إقامة منظمة جديدة للحزب وإلغاء المنظمة      4السابقة للحزب.

يمكن للجنة المركزية واللجان المحلية على مختلف المستويات أن تقيم5أجهزة تمثيلية لها.

في فترة عدم انعقاد المؤتمرات المحلية والقاعدية للممثلين، إذا رأت منظمة6الحزب األعلى ضرورة، يمكنها أن تغير أو تعين مسئولين للجان األدنى.

عندما تتخذ األجهزة القيادية للحزب قرارات حول المسائل الهامة ذات العالقة7 مع المنظمات األدنى، وفي الحالة العادية، عليها أن تستمع إلى آراء تلك المنظمات

1 . السابق تشون،المرجع فنغ يانغ

األدنى. األجهزة القيادية األعلى ال تتدخل في المسائل التي على المنظمات األدنى أنتعالجها في الحاالت العادية.

اللجنة المركزية لهل وحدها حق اتخاذ قرارات حول السياسات الوطنية،8 يمكن للمنظمات الحزبية على كافة المستويات أن تقدم اقتراحات للجنة المركزية،

لكنها ممنوعة من اتخاذ القرارات بنفسها أو نشر آراءها.

البد أن تطبق المنظمة الحزبية األدنى قرارات المنظمة الحزبية األعلى.9

يجب على الصحف ووسائل اإلعالم األخرى لمنظمات الحزب على مختلف10المستويات أن تقوم بالدعاية لخط الحزب وسياساته ومبادئه وقراراته.

عند المناقشة واتخاذ القرار داخل منظمات الحزب، يطبق مبدأ خضوع11 األقلية لألكثرية. ويجري التصويت عند إقرار المسائل الهامة. يجب وضع آراء األقلية

في االعتبار بصورة جادة.

عندما يبدي عضو الحزب آراء هامة نيابة عن منظمة الحزب، وإذا تجاوزت    12 هذه اآلراء مجال قرار الجماعة الحزبية، فالبد أن يقدمها لجماعته الحزبية للمناقشة

واتخاذ قرار، أو يطلب التوجيه من منظمة الحزب األعلى. كل عضو من أعضاء الحزب، أيا كان منصبه، ال يمكنه أن يقرر مسألة هامة بنفسه؛ في حاالت الطوارئ التي البد أن يتخذ القرار بنفسه، عليه أن يقدم قراره لمنظمة الحزب بسرعة بعد

اتخاذه.

1رابعا، األجهزة التنظيمية للحزب

جهاز القيادة المركزية للحزب    (1)

المؤتمر الوطني واللجنة المركزية 1

المؤتمر الوطني لممثلي أعضاء الحزب واللجنة المركزية المنبثقة عنه هما جهاز القيادة المركزي للحزب، اللجنة المركزية مسؤولة أمام المؤتمر الوطني لممثلي

أعضاء الحزب وتقدم تقرير عمل له.

صالحيات المؤتمر الوطني لممثلي أعضاء الحزب:

االستماع إلى تقرير اللجنة المركزية ومراجعته؛ -1

االستماع إلى تقرير لجنة فحص االنضباط للجنة المركزية ومراجعته؛ -2

مناقشة المسائل الهامة للحزب وإقرارها؛ -3

تعديل دستور الحزب؛ -4

1 . السابق تشون،المرجع فنغ يانغ

انتخاب اللجنة المركزية؛ -5

انتخاب لجنة فحص االنضباط للجنة المركزية. -6

، اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، األمين العام، اللجنةالمكتب السياسي  2العسكرية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وسكرتارية اللجنة المركزية

األجهزة القيادية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني هي المكتب السياسي،اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أمين عام اللجنة المركزية.

االجتماع الكامل للجنة المركزية ينتخب المكتب السياسي، اللجنة الدائمة للمكتبالسياسي، أمين عام اللجنة المركزية.

ينتخب أمين عام اللجنة المركزية من بين أعضاء اللجنة الدائمة للجنة المركزية.

األجهزة القيادية المحلية للحزب    (2)

يعقد المؤتمر المحلي لممثلي أعضاء الحزب على مستوى المقاطعة والمنطقة الذاتية الحكم والمدينة التي تديرها الحكومة المركزية مباشرة والمدينة التي تتبعها بعض األقاليم والوالية الذاتية الحكم والمحافظة )اللواء( والمحافظة الذاتية الحكم

والمدينة التي ال تدير بعض األقاليم واإلقليم الذي تديره المدينة مباشرة، مرة واحدة سنوات.5في كل

تعقد لجنة الحزب بنفس المستوى المؤتمر المحلي لممثلي أعضاء الحزب. فيالحاالت االستثنائية، يمكن تقديم المؤتمر أو تأجيله بموافقة لجنة الحزب األعلى.

تقرر لجنة الحزب بنفس المستوى عدد ممثلي المؤتمر المحلي وطريقةانتخابهم، ويبلغ هذا القرار للجنة الحزب األعلى للموافقة.

منظمات الحزب القاعدية    (3)

يجب إقامة منظمة قاعدية للحزب في كل مؤسسة وقرية ووحدة إدارية ومدرسة ووحدة للبحوث العلمية وشارع وسرية من جيش التحرير الشعبي والوحدات القاعدية

أعضاء من الحزب رسميين فما فوق.3األخرى في بر الصين الرئيسي يوجد بها

المنظمات القاعدية للحزب الشيوعي الصيني هي قالع كفاحية للحزب الشيوعي الصيني في المنظمات االجتماعية القاعدية، كما أنها أساس لكل أعمال الحزب

وقوته الكفاحية.

1الجماعة الحزبية القيادية    (4)

1 . السابق تشون،المرجع فنغ يانغ

يمكن تكوين الجماعة الحزبية القيادية في األجهزة الحكومية المركزية والمحلية والمنظمات الشعبية والمنظمات االقتصادية والثقافية واألجهزة القيادية غير الحزبية

األخرى.

مهمة الجماعة الحزبية القيادية هي تنفيذ خط الحزب وسياساته، ومناقشة المسائل الهامة في وحدتها، والتضامن مع الكوادر والجماهير غير الحزبيين إلنجاز مهمات الدولة، وإرشاد أعمال المنظمات الحزبية في األجهزة الحكومية واألجهزة

التي يديرها الحزب مباشرة.

تحدد لجنة الحزب التي توافق على تكوين الجماعية الحزبية القيادية أعضاءها.وتعين السكرتير ونوابه.

البد أن تخضع الجماعة الحزبية القيادية لقيادة لجنة الحزب التي وافقت علىتكوينها.

جهزة فحص االنضباط للحزبأ    (5)

تشمل أجهزة فحص االنضباط للحزب لجنة فحص االنضباط المركزية ولجانفحص االنضباط المحلية ولجان فحص االنضباط القاعدية.

تعمل لجنة فحص االنضباط المركزية تحت قيادة اللجنة الدائمة للحزب.

تعمل لجان فحص االنضباط المحلية ولجان فحص االنضباط القاعدية تحت القيادةالمزدوجة من لجان الحزب بنفس المستوى ولجان فحص االنضباط األعلى.

في العالقة بين الدولة والمجتمع، نشأ مجتمع مدني مستقل نسبيا له تأثير متزايد على الحياة االجتماعية، لكن المجتمع المدني الصيني يتسم بأنه موجه من

الحكومة، مثلما يخضع اقتصاد السوق في الصين لتوجيه الحكومة.

العامل العسكري-6

لقد عمدت الصين إلى استغالل انطالقتها االقتصادية فى دعم وتحديث قدراتها العسكرية بما يمكنها من اعداد جيش قوي يعبر عن طموحتها كقوة عالمية كبرى

صاعدة ووضع أقدامها فى النظام الدولى كدولة عظمى, "حيث ترى النخبة الساسية الصينية اPن القاعدة االقتصادية القوية هي التي تقوم بعملية بناء القوة

. 1العسكرية"

تعد المؤسسة العسكرية الصينية من أكبر المؤسسات العسكرية في العالم، بفضل ما تتميز به من تفوق عددي فالصين تحتل المرتبة األولى من ناحية تعداد

1 Richard Bernstein and Ross H. Munro,”the coming conflicts with America “,foreign affairs ,volume76 NO2 ) martch/ april 1997(,p 29.

و ،1لديها ثاني أكبر ميزانية معلنة للدفاع بعد الواليات المتحدة األميركيةالجيوش، فمن ناحية القدراتالقوة النووية الثالثة في العالم بعد الواليات المتحدة وروسيا،

، تعد اليوم أكبر قوة1964النووية، نجد أن الصين التي دخلت النادي النووي عام عسكرية في آسيا ، و أنها الدولة الوحيدة التي قامت بنشر أسلحة نووية، و لها قوة

2نووية بإمكانها أن تكون رادعة للواليات المتحدة األمريكية.

و يعد الخيار النووي الصيني كانعكاس العتزاز الصينيين بأنفسهم، و بأمجاد المملكة الوسطى)مركز العالم(، و بفضل األسلحة النووية تحاول الصين على حد تعبير"بيار بيرنيه" االنتقام من اإلهانة التي لحقت بها عندما التقت بالغرب، و كسر

3احتكار القوتين العظميين آنذاك للقوة النووية.

خضعت القوة العسكرية الصينية إلى االستثمار و تحديث كبيرين خالل العقدين الماضيين، مما جعلها تتطور بشكل متزايد خاصة من الناحية التكنولوجية،إن كل من

( وPLAN( ، جيش التحرير البحرية الشعبية ) PLAجيش التحرير الشعبى الصينى ) ( يشكلوا أكبر جيش في العالم،PLAAFتحرير سالح الجو في الجيش الشعبي )

جندي احتياطي، هذا التحديث العسكري راجع500.000 مليون جندي و 2.3وذلك ب من خالل النمو االقتصادي الصيني السريع1994لالنفاق العسكري المتزايد منذ

خالل الربع األخير من القرن الماضي ، حيث زادت الصين نسبة انفاقها العسكري ب ،وفي األونة األخيرة توسع نطاق عمل القوات المسلحة2014% خالل عام 12.2

.4الصينية في مكافحة القرصنة ونشر القيم االنسانية، واجالء المدنيين

(، متطورة و عاليةDelivery systems كما أنه بحوزة الصين "نظم إطالق") ( الذي يصل مداه إلىDF-4الدقة، خاصة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل )

( القادر على حمل رؤوس نووية متعددة، و هي صواريخDF-5 آالف كم، و صاروخ )7 متحركة يمكن تحريكها حول الصين، و بالتالي إصابة أهداف في دول كاليابان و

و15روسيا و الهند، باإلضافة إلى الصواريخ متPوسطة الPمدى مPثل: )دونج فانج (، وH-6(، و كذلك القاذفات االسترتيجية )Julang 2( و )Julang 1(، و صواريخ )21

5الغواصات النووية الحاملة للصواريخ النووية.

من الجيش األحمر الى الجيش الشعبي الوطني

تجد القوات العسكرية الصينية الحديثة جذورها في "الجيش األحمر للعمال . في المقام األول قوة ، سيطر الجيش1927والفالحين " الذي أنشئ في عام

االحمر للسنوات األولى من خالل حرب العصابات والذي صراع مع الجيش من قوات

1 أبعاد الصعود الصيني في النظام الدولي وتداعياته محم.ود خليف.ة ج..ودة محم.د،"

(:1/12/2015"،المركز الديمقراطي العربي،) ت،ن م2010م – 1991http://democraticac.de/?p=570

2 " . العزيز- عبد حمدي العزيز آسيا عبد في االستراتيجي وزنها و النووية الصين السياسة".قوةعدد الدولية ،145 ) - سبتمبر ) جويلية ص 2001، ،81.

ص- 3 المرجع، .75نفس4- Isabelle Cordonnier. ''L'inde et la chine: la révalité de deux titans''. Défense Nationale. 55 année,n° 10,octobre 1997, p. 128.

ص- 5 ص سابق، مرجع العزيز، عبد حمدي العزيز . 80-79عبد

تحت قيادة ماو تسي1934، و في عام shekالكومينتانغ أو القومي تشيانغ كاي - تونغ، قام الجيش األحمر "المسيرة الطويلة" التاريخية لمحافظة الصينية شنشي،

التي ستصبح المنطقة األولية لعمليات القوات الشيوعية على مدى السنوات القليلة المقبلة. بعد فترة من التعاون المتقطعة مع القوات الوطنية ضد اليابانيين، اندلعت

. وخالل هذه الفترة تم إعادة1946حرب أهلية بين الشيوعيين والقوميين في عام تسمية الجيش األحمر نفسه بجيش التحرير الشعبى الصينى وأجرت كل من

العصابات والحمالت التقليدية ضد الجيش الوطني، في نهاية المطاف مما أدى إلى تشيانغ كاي شيك وحكومته يفرون الى تايوان. أصبح جيش التحرير الشعبى الصينى

والقوات المسلحة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية عندما أنشئت من قبل ماو.1949تسي تونغ في أكتوبر

في سلسلة من الحروب و الصراعات المحلية بعد تأسيس الصين الحديثة ، بدأ جيش التحرير الشعبى الصينى جاءت المرحلة األولى من التحديث خالل الحرب

، حيث تم تزويد المتطوعين في جيش التحرير الشعبى1953-1950الكورية الصينى القتال في كوريا من االتحاد السوفياتي وهذا مازاد من القوة الهيكلية

العسكرية الصينية. بعد سلسلة من االشتباكات الحدودية مع االتحاد السوفيتي و الهند ، بدأت الحكومة الصينية دنغ شياو بينغ حملة قصيرة األجل ضد1970s و 1960sفي

، باإلضافة إلى ذلك، القوات العسكرية الصينية ، وتحديدا1979فيتنام في فبراير جيش التحرير الشعبى الصينى ، وشارك في قمع المتظاهرين الصينيون في ميدان

، وهو الفعل الذي أضر كثيرا بسمعتها و أكدت1989 يونيو 4السالم السماوي في ( على القوات المسلحة الصينيةCCPالسيطرة السياسية للحزب الشيوعي الصيني )

1.

البعد العلمى والتكنولوجى:-7

ترتكز التنمية فى الصين محددات ثالثة هى تنمية زراعية , تقدم صناعى , تطوير علمى وتكنولوجى , الصين تولى البحث العلمى والتكنولوجى اهتمام بالغ حتى

م قامت1995تستطيع تحقيق تطلعاتها وطموحاتها فى كافة األغراض, فى العام “نهوض الدولة بالعلومالحكومة المركزية الصينية بوضع استراتيجية

” وتقوم هذه االستراتيجية على نقاط محددة تتمثل فى , التمسكوالتعليم بالتعليم بأعتبارة مفتاح التنمية , تعزيز القدرة العلمية والتكنولوجية للدولة وتأكيد

ذلك على أرض الواقع , بناء اقتصاد قائم على التقدم العلمى والتكنولوجى وتحسين ورفع نوعية االنتاج, رفع النوعية الثقافية والعلمية للشعب الصينى ,

األسراع بخطوات الرخاء واألزدهار للدولة., وتعمد الصين على تحديث قدراتها التكنولوجية بما يخدم األغراض العسكرية والمدنية بإلضافة للتقدم االقتصادى ,

1 ___,CHINESE MILITARY,LOWY INSTITUTE FOR INTERNATIONAL POLICY,26/11/2015

HTTP://WWW.LOWYINSTITUTE.ORG/ISSUES/CHINESE-MILITARY

فقد عرفت الصين أهمية التقدم العلمى والتكنولوجى فى تحقيق التنمية1م بأعطاء أولوية وأهمية لتعليم مواطنيها .1949فانطلقت منذ العام

لقد عمدت الصين على تشجيع الشركات األجنبية لألستثمار فيها حتى تستطيع الحصول على التكنولوجيا الحديثة وتدريب أجيال قادرة على العبور بالصين للقمة

فى عصر تكنولوجيا المعلومات , جاءت البداية الفعلية للصين لدخول الصين م وانطلقت بعد ذلك نحو انشاء1988عصر التكنولوجيا عالية المستوى مع العام

م أنشاءت1992العديد من المؤسسات والشركات التكنولوجية ففى العام منطقة لصناعة52 منطقة للتنمية االقتصادية والتكنولوجيا و32الصين

مليار يوان من الموازنة22,6التكنولوجيا المتطورة , وقد خصصت الصين منطقة للتكنولوجيا53م تم أنشاء 1997الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وفى العام

رفيعة المستوى مما جعل عدد المؤسسات التكنولوجيا عالية المستوى تصل لما مؤسسة بطاقة عمالية تصل مليون ونصف المليون عامل تضم1500يربو عن

م بلغ عدد الهيئات2010 مؤسسة مسجلة فى تجارة التكنولجيا , وفى 60بينها مؤسسة من بين364 بألضافة إلى قيام 3300البحثية والتنموية اجنبية االستثمار

مؤسسة فى العالم بأنشاء مراكزها التنموية والبحثية فى الصين ,500أكبر وتقوم الصين بأنفاق مبالغ ضخمة فى مجال األنفاق على األبحاث وتطويرها فقد

م ويقدر2002% من أجمالى الناتج المحلى األجمالى الصينى فى عام 13,1بلغ فى نفس العام عدد المتخصصين فى جميع المؤسسات الحكومية االقتصادية

م,1978 مليون بزيادة أريعة أضعاف عن عام 21,86وغير االقتصادية فى الصين م نجد أن الصين قد أقامت عالقات تعاون علمى وتكنولوجى مع2009وحتى عام

اتحادا من خالل بناء اتحادات إبداع التكنولوجيا56 دولة ومنطقة واسست 152 منطقة وطنية لتنمية56الصناعية, وقد بلغت القيمة المضافة للصناعة من

% من اجمالى10 تريليون يوان أى ما يوازى 1,54التكنولوجيا رفيعة المستوى القيمة المضافة للصناعة الوطنية, وتحتل الصين المرتبة الرابعة عالميا من حيث

االستثمار فى المجال العلمى والتكنولوجى إذ بلغ حجم االستثمار فى هذا المجال % من حجم20م وتشهد الصين زيادة سنويا 2009 مليار يوان فى 151,2

االستثمارات فى العلوم والتكنولوجيا . انتعاش فى طلبات براءة االختراعات في2009 و2006شهدت الفترة بين

الصين. وإذا استمر على هذا المنوال ، فمن المتوقع أن يرتفع معدل الطلبات للمرة األولى في الصين هذا العام مقارنة باليابان, فى حين أن طلبات براءة

2000االختراع في اليابان كانت وحتى عام م أربعة أمثال نظيرتها الصينية,ووفقا للتقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، انخفضت طلبات براءة

% في11االختراعات اليابانية العالمية بموجب اتفاقية براءة االختراعات التعاونية %. وفى نفس العام زادت18م بينما ارتفعت الصينية 2009م/2008عام

شركات صينية مثل هواوي وزد تي إي العاملتان في صناعة معدات االتصاالت من %. ويستعد انفاق الصين50 الى 30إنفاقهما على البحوث والتطوير لما بين

على البحوث المحلية لتجاوز نظيره الياباني وذلك قياسا على القوة الشرائية ويأتى ذلك فى إطار السعي الذي تبذله الصين في براءة االختراعات نتيجة 10للسياسات التي تنتهجها الحكومة، حيث تقوم الشركات الوطنية بدفع نحو

مليارات دوالر سنويا للشركات األجنبية للتراخيص وهو المبلغ الذي يأخذ في% .20الزيادة سنويا بنسبة

محمPود خليفPة جPPودة محمPد، مرجع سابق 1

وتعد الصين القوة الثالثة عالميا فى مجال تكنولوجيا الفضاء بعد الواليات المتحدة م نجحت الصين فى إطالق واسترجاع سفينة2001األمريكية وروسيا, فى العام

″7 إطلقت بنجاح مركبة الفضاء”شنتشو2008فضاء “شنتشو” بدون رواد وفى فأصبحت ثالث دولة عالميا تستوعب تكنولوجيا الخروج من كيسولة الفضاء,

″2 والقمر االصطناعى “تشانغ-اه رقم ″1ونجحت فى اطالق قمر “تشانغ-اه رقم فأصبحت خامس دولة فى العالم تطلق مسابر قمرية , ونجحت الصين فى تنمية

القادر على حساب الف تريليون مرة/ثانية مع بلوغ ادائه″1كمبيوتر “تيانخه رقم للحساب مستوى المركز األول فى العالم , كما استطاعت وتوصلت النتاج

متر , مما3700غواصة “جياولونج” التى تستطيع النزول تحت سطح الماء بواقع جعل الصين الخامسة عالميا فى مجال الغوصات مأهولة العمق, كما استطاعت

م فى بدء تشغيل أول سكة حديد سريعة من الدرجة األولى2008الصين فى على المستوى العالمى بين بكين وتيانجين , تحقيق اختراق هام فى فى تكنولوجيا الجيل القادم من االنترنت إذ استطاعت أنشاء المشروع النموزجى ألكير جيل من

االنترنت حجما فى العالم , بناء تلسكوب “الموست” ذو أعلى معدل لتجميع الطيف وأكير تلسكوب من حيث مجال الرؤية فى العالم , كل ما سبق وأكثر

يوضع لنا مدى قدرة الصين فى أحداث تقدم علمى وتكنولوحى يمهد لها الطريقلقيادة العالم.

 العوامل الداخلية والخارجية للتحول الكبير

أما عن المحدد الثالث في عملية التحول الديمقراطي في الصين فيمكن اإلشارة إلى تعرض البالد لمجموعة كبيرة من المتغيرات

السياسية الداخلية والخارجية. والتي كان لها أكبر األثر في تحديد توجه الصين صوب االنفتاح االقتصادي واإلقالع التنموي والنهوض

الديمقراطي الشامل. ويمكن التمييز بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية ودورها في دفع الصين نحو التحول الكبير الجاري منذ عقدين

 من الزمن.

 ثانيا : دور موقع الصين في النظام الدولي ويمكن تحديدها في العوامل الخارجية ودورها في دفع عملية التحول.

يمكن تحديد أبرز العوامل الخارجية ودورها في مسيرة التحول التنموي والديمقراطي في الصين في عودة كل من هونج كونج ومكاو إلى الصين، وتطبيع العالقات األمريكية الصينية وتأثيرها على التحول

 الديمقراطي في الصين. إن تجربة عودة هونج كونج ومن بعدها مكاو إلى الصين أثبتت نجاح

المبدأ الذي وضعه الزعيم الصيني الراحل "دنغ شياو بينغ" وهو مبدأ "دولة واحدة ونظامين" والذي يقضي بأنه ال مانع من أن يكون بر

الصين الرئيسي اشتراكيا بينما تتمتع بعض أجزائه بنظام اقتصادي مغاير ومختلف وهو النظام الرأسمالي أو رأسمالية الدولة. ويعزز من

هذا النجاح كون هاتين التجربتين لم تعقبهما مشاكل سياسية أو

اقتصادية ذات تأثير بالغ. وهو األمر الذي خفف حدة المخاوف التي انتابت األوساط السياسية إبان عودتهما للسيادة الصينية. وهو ما

خططت له القيادة الصينية مسبقا لتحقيق أقصى استفادة من هاتين التجربتين كمرحلة تمهيدية الستعادة تايوان بعد ذلك.

أما عن المحدد الخارجي الثاني في عملية التحول الديمقراطي في الصين وهو اتجاه العالقات األمريكية الصينية نحو التطبيع السياسي:

فيمكن التأكيد على أن وجهة النظر الصينية تتركز على أن الصين تهتم كثيرا باستقرار وتطوير العالقات الصينية األمريكية، لكنها ال تعترف أبدا

بما يسمى "بالدول القائدة" "والدولة التابعة، كما أنها تعارض مبدأ فرض الهيمنة األمريكية لما له من آثار سلبية على العالقات بين البلدين

 والعالقات الدولية عموما . من ناحية أخرى، فإن الصين ترى أن العالم متعدد األقطاب هو اتجاه

تاريخي ال يمكن مقاومته وأن تنمية هذا النظام المتعدد يؤدي إلى السالم العالمي المبني على التوازن السياسي في المنظومة الدولية، وتنادي الصين بأنه على كل دول العالم أن تبذل جهودا مشتركة إلقامة

نظام سياسي واقتصادي دولي جديد يقوم على مبادئ التعايش السلمي، مؤكدة في ذلك على رفضها مبدأ الهيمنة من قبل الواليات

المتحدة ورفض التبعية في السياسة الخارجية، وهو المبدأ الذي تتبناه القيادة الصينية ذاتها في سياستها الخارجية، وهي في ذلك ال تسعى

إلى الهيمنة، وهو ما أكده القادة الصينيون أمثال "ماو تسي تونغ" و"شو ان الي" و"دينغ شياو بينغ" و "جيانغ تسه مين" وغيرهم .

الرؤية الصينية لتلك العالقة تؤكد على أهمية العالقة اإلستراتيجية إن بينها وبين الواليات المتحدة، وتؤكد على ضرورة إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم في القضايا الخالفية من خالل مجهودات مشتركة مع االلتزام

بمبدأ "بناء شراكة إستراتيجية " بهدف دفع العالقات الثنائية إلى األمام نحو مرحلة جديدة للعالقات الدولية.

تأثير تحوالت البيئة الداخلية على السياسة الخارجية الصينية

هPPدفا رئيسPا ضPPمن1978تعد تحقيق االصالحات االقتصادية في الصين بعد العام أهPPداف السياسPPة الخارجيPPة الصPPينية، بPPل تسPPب أولويPPات هPPذه السياسPPة وموجهPPا

الزعيم الصيني ماو تسPي تPونج في لمسارات تحركاتها اإلقليمية والدولية، فبعد وفاة ووفPPاة رئيس وزرائPPه شPPوان الي في العPPام نفسPPه، وبعPPد عPPامين من 1976العPPام

الصراع على السلطة في الصين وصPPلت إلى الحكم قيPPادة تمتلPPك رؤيPPة مختلفPPة عنالرؤية التي كانت تسود في الفترة السابقة.

ورسخها الرئيس دينج شياو بينج، تبعا لذلك تغيرت هذه الرؤية عمل بها  االولويات بالنسبة للقيادة في الصين ليتصدر األولويات هدف االصالح االقتصادي

وتحقيق مستوى من العيش الكريم للمواطن الصيني وصوال إلى رفاهية هذا و تحقيقزيادة حجم االستثماراتالمواطن، وذلك عن طريق عاملين اثنين:

وهذا ما جعلها تتجه الى الخارج لجلب المستثمرينالنمو السريع في االنتاج األجانب اليها او الذهاب الى االسواق االجنبية، ولهذا ومنذ هذه الفترة اعتمد الصين وبجزء كبير جدا في عالقاتها مع األخرين على الجانب االقتصادي اكثر من الجوانب

في الصين ليس أمرا جديدا،فاستعمال الدبلوماسية لخدمة االقتصاداألخرى، فقد تميزت السياسة الخارجية الصينية في هذا المجال منذ بدء تطبيق سياسة

بضرورة تسخير كل القدرات1978"اإلصالح واالنفتاح" ،اذ آمن القادة الصينيون منذ لخدمة االقتصاد الوطني الذي يجب أن يحظى باألولوية وتأمين مصادر الطاقة والمواد

 والسلع األولية الالزمة إضافة إلى التكنولوجيا واالستثمارات الالزمة للنهوض به.

ولهذا كانت الدبلوماسية الصينية في خدمة االقتصاد الوطني سواء مع الدول النامية أو المتطورة على حد سواء، واتخذت العالقات االقتصادية الصينية مع الدول األخرى

والتجارة والمساعدات الرسمية أشكال رئيسية تضمنت : 3في هذا الجانب ، وشهدت هذه العالقات نقلة نوعية في التسعينات والعقد الالحق أيضااالستثمار

وصوال إلى يومنا هذا، وتطورت معها أشكال المساعدات الحكومية لتتحول إلى منح1وقروض طويلة األجل.

الذهاب باتجاه االنفتPPاح على العPPالم الخPPارجي والسPPيما العPPالم الغPPربي، وأحPPداث اصPPالحات اقتصPPادية تكPPون كفيلPPة بتحقيPPق االكتفPPاء الPPذاتي للصPPين ومن ثم تحقيPPق مستويات من الرفاهية مرضية للمواطن الصيني، يمثل جوهر الرؤية التي جPPاءت بهPPا القيادة الجديدة والتي تختلف عن الرؤية السابقة التي كانت سائدة للفترة قبل العPPام

1978.

فإن صياغة جديدة لهيكلية السياسة الخارجية الصينية مفادها االنفتاح على العPPالم الخارجي بشكل واسع اقتضته عمليPPة البنPPاء الPPداخلي، وتسPPخير هPPذا االنفتPPاح لصPPالح

2عملية اإلصالح والتحديث في الصين.

(:1/12/2015"،مركز الدراسات الصين أسيا،)ت،د الصين وإفريقياجورج تي يو،" 1

http://www.chinaasia-rc.org/index.php?d=21&id=944

يمثPPل أول هPPدف من أهPPداف السياسPPة فكPPان تPPرتيب أوضPPاع الصPPين الداخليPPة  فهناك عالقة وثيقة بين مPPا حصPPل في الصPPين من تغPPيرات داخليPPة الخارجية الصينية.

وتوجهات سياستها الخارجية.

فالتحPPديث الPPداخلي يحتPPل مكانPPة بPPارزة في السياسPPة الخارجيPPة الصPPينية، وهPPذه المكانة ارستها القيادة التي جاءت بعد مPPاو تسPPي تPPونج، الPPتي كPPانت تحمPPل توجهPPات

للمستقبل تختلف عن التوجه الماوي.

إن كPPل مPPا يجPPري في الصPPين من إصPPالحات اقتصPPادية وانفتPPاح على دول العPPالم االقتصPPادية الPPتي كPPان وراءهPPا الPPرئيس  الدول الغربية، يستند إلى التجربة وخصوصا

ليسالصيني األسPPبق دينج شPPياو بينج، وقPPد جسPPد هPPذا التوجPPه بمقولتPPه الشPPهيرة " المهم لون القط ابيض ام اس..ود.. م..ادامت القط..ة تص..طاد الف..أر فهي

" فهPPو يPPرى ان المهم هPPو ان تحصPPل الصPPين على التكنولوجيPPا ورؤوسقطة جيدة ان االنفت..اح على" األموال التي تحتاجها الصين من اجل نهضPPتها. وأعلنت الصPPين

العالم الخارجي يعد من السياسات الرئيس..ية ال..تي تتمس..ك به..ا الص..ين ، باإلضPPافة إلى جPPذب رؤوس األمPPوال األجنبيPPPة والتكنولوجيPPا"دون ثم..ة تغي..ير

المتقدمPPة، ودراسPPة التجPPارب الناجحPPة في التخطيPPط واإلدارة االقتصPPادية في الPPدول األجنبية، وتشجيع مؤسسات الدولة للمشاركة في المنافسة باألسواق العالمية وتعزيز

اإلصالح الداخلي والتنمية االقتصادية.

شهدت الصين في أكثر من ربع قرن من التنمية تغيرات جذريا،اذ تتمسك الصين ". هذا النهوض السلمي يقوم في أحد أركانه على العالقةالتنمية السلميةبمفهوم "

الوثيقة بين تحديد المصالح العليا للدولة وأمنها من جانب، والمهام الثالث الكبرى حماية السالم، التوحيد السلمي للوطن، التحديث االشتراكيللصين )

(، من جانب آخر المهمة األولى هي محور العمل، والثانية والثالثة هماالعالمي لب المصالح العليا للوطن هو تنميةضمان تحقيق العمل. وعلى هذا فإن

اإلنتاج ونهوض االقتصاد وبناء مجتمع متناغم ورفع القوة الشاملة . ومن ثم فإن هذه المصالح، وبخاصة رفعللدولة واالرتقاء بمعيشة المواطنين

المكانة الدولية للصين وتأثيرها الدولي وضمان وجود بيئة دولية مناسبة لتنميتها1االقتصادية، هي التي ستقرر السياسة الخارجية الصينية في المستقبل.

إن الثورة االقتصادية التي حدثت في الصين وظهور سوق اقتصادية في أكثر بلدان العالم تعدادا يعد أهم حدث في نهاية القرن العشرين، وتفوقها على بقية

األسواق االقتصادية سيكون أهم حدث في بداية القرن الحادي والعشرين ".

ان مدى اسهام الدولة في حركة التجارة العالمية يدل على مدى تأثير هذه الدولة بلPPغ حجم1992في السياسة الدولية، أي مدى تأثيرها في النظام الPPدولي. في عPPام

خيار1978بعد العام االنفتاح في السياسة الخارجية الصينية أحمد عبد األمير األنباري،" 2(:1/12/2015"،شبكة النبأ المعلوماتية ،) ت،د أقتضته سياسة االصالح االقتصادي

http://annabaa.org/nbanews/67/405.htmالخارجية 1 المتغيرات ف المرجع ري، جين

( مليPPار360.7 بلغت )1999 وفي عPPام   ( مليار دوالر163التجارة الخارجية للصين ) ( مليPPار دوالر في474( مليار دوالر صPPادرات صPPينية، ليصPPل إلى )194.9دوالر منها )

.2000عام

Total investment, (% of GDP) االستثمار حجم1980 52.41

199036.14

200035.12

201148.65

201646.23

SOURCE: IMF, WORLD BANK

-إن تغييرات البيئة الداخلية الصينية تتحكم إلى حد كبير في صنع القرار الصيني،

1 ويعمل وفقا لجملة من األهداف هي:

، فمنذ تبني برنامجتدعيم التنمية االقتصادية والتحديث: الهدف األول لسياسة االقتصادي، بدأت الصين في التأكيد على أن التنمية هدف رئيس اإلصالح

الخارجية، أعطت األولوية لهذا الهدف في الوقت الحاضر. ، لمحافظة على السيادة واالستقالل،القدرة العسكرية : هو الهدف الثاني

القوة االقتصادية من الممكن تحديث المؤسسة العسكرية، وتم وقد جعلتفي هذه العملية نتيجة للنزاعات اإلقليمية. اإلسراع

، إذبتحسين عالقاتها الخارجية: تدعيم وضعها القومي الهدف الثالث إحداث تقارب مع مختلف الدول، و تجسد ذلك في عالقاتها مع الدول حاولت

األوروبية والشرق األوسط. وانتهجت الصين سياسة الباب المفتوح، حتى تبرز على أنها العب مهم في

األسواق العالمية، وهذا ما تجلى في زيادة المبادالت التجارية الصينية، و تدفقاالستثمارات الخارجية.

بالنظر للمعطيات المذكورة في الفصل األول فهي متغيرات داخلية تمثل مختلف المتغيرات المؤثرة في البيئة القرارية لصانع القرار في الصين، حيث يؤثر

مستوى القوة و اإلمكانيات على التوجه الذي تتخذه السياسة الصينية الخارجية، من

، جامعة القاهرة،مركز الدراسات اآلسيوية"، ،" آسيا و التحوالت العالميةمحمد السيد سليم 1- 130 ، ص1998

حيث األهداف و المخرجات، بما يتناسب مع إدراك القادة الصينيين لمكانة بالدهم وللدور الذي يمكن أن تلعبه الصين في العالقات الدولية.

المبحث الثاني: تأثير البيئة الخارجية

تتمثل المتغيرات الخارجية، في المعطيات المميزة للجوار اإلقليمي الصيني، وتحوالت النظام الدولي.

بسقوط االتحاد السوفياتي المتبني للفكر1990 فبعد انتهاء الحرب الباردة الشيوعي وبقاء الواليات المتحدة االمريكية الرأسمالية على اعلى هرم في قيادة

النظام الدولي

اعتمدت الصين سياسة خارجية ترتكز على تحقيق ثالث أهداف أساسية خالل  القرن الحادى والعشرين هى تعزيز التنمية االقتصادية ,وضمان أمن الدولة ,و

تحمل مسئولية دولية حقيقية , والصين تتبع إستراتيجية موجهة نحو عالم متعدد األقطاب تحاول الصين من خاللها تحقيق التوازن فى عالقاتها الخارجية مع القوى

لقد إرست الصين دعائم سياسة الخارجية 1الكبرى وبلدان العالم الثالث, في عام وعالقاتها الدولية منذ المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعى الصينى

م ولما حققت هذه المبادىء نجاحات للصين فى عالقاتها الدولية مما دفع1982 تماشيا مع هذه المبادئ إلعادة تأكيد فكرة سلفه جيانج الرئيس الصينى هوجينتاو

زيمين، والتي أعلن فيها “أن الصين ال تنوي أن تمارس سياسات الهيمنة” علي غيرها من الدول إذ تعتمد فى عالقاتها الدولية على األحترام المتبادل للسيادة

وللسالمة األقليمية وعدم التعرض للشئون الداخلية للدول واألعتماد على الحل السلمى كأدة رئيسية لمعالجة النزاعات الدولية , والعمل على تقوية روابط

وأواصر التعاون مع مختلف الدول , فالصين تعتمد على المبادىء الخمس للتعايش السلمى كمحددات لعالقاتها وسياساتها الخارجية لتجنب النزاعات وتحقيق السالم ولضمان العمل من أجل تحقيق تحقيق التقدم االقتصادى

2. واالستقرار السياسي

وعلى المستوى العالمي، تمثلت االستراتيجية الصينية في هذا الصدد في "استراتيجية الصعود السلمي"، وهي االستراتيجية التي تبدت مالمحها في دعوة

الصين إلى رفض األحادية القطبية، والدعوة إلى نظام عالمي متعدد األقطاب ،األهرام , المجلد الثامن ،  قرأءات استراتيجية   ، دبلوماسية الصين الجديدة"" عاطف الحلوانى ، 1

2005العدد الخامس ، مايو واالستمرار في السياسات الصينية .. قراءة في مؤتمر التغير حنان قنديل," 2

2008,يناير 171, األهرام , العدد  مجلة السياسة الدولية ," الحزب الشيوعي الصيني

يهدف إلى الحفاظ على السالم العالمي وتشجيع جهود المجتمع الدولي لتعزيز وجود عالم متعدد األقطاب، وتشجيع التعايش المتجانس للقوى المختلفة،

والحفاظ على االستقرار في المجتمع الدولي.

أما في اإلطار اإلقليمي، فقد اعتمدت الصين على استراتيجية مفادها      "سياسة حسن الجوار"، وهو ما يرجع باألساس إلى رغبة الصين في طمأنة دول

الجوار من عدم وجود خطورة للصعود الصيني في النطاق اإلقليمي خاصة أن دول الجوار تضم دوال ضعيفة مقارنة بالصين، وقد استفادت الصين من الخبرة التاريخية بشدة في هذا الصدد، فقد أدى صعود بعض القوى الدولية في فترات

تاريخية سابقة إلي مخاوف الدول األخرى مما دفعها إلى التكتل في مواجهة القوى الدولية الصاعدة واألمثلة في ذلك كثيرة، حيث أثار الصعود األمريكي خالل

القرن الماضي تخوف دول أمريكا الالتينية، كما كان هناك تخوف من الصعود ، واألمر ذاته برز قبل الحرب العالمية األولى، إذ تبدى1945السوفيتي بعد عام

التخوف من تنامي قوة ألمانيا، وكذلك الصعود الياباني قبل الحرب العالمية.1الثانية

:(12/12/2015")ت ،د الصعود الصيني وسياسة حسن الجوار خديجة عرفة محمد،" 1

http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2006n/0610/6.htm

صناعة القرار في الصين.. مراكزهاالمبحث الثالث وتطورها

تتميز التجربة الصينية في عملية صPPناعة القPPرار بأنهPPا جPPاءت اسPPتجابة لتطPPورات موضوعية فرضتها الظروف المستجدة وليست ناتجة عن خطط علمية مدروسPPة؛ حيث وجدت الصين نفسها بحاجة إلى جهاز أكبر وفهم أوسع للتطورات السياسية واالقتصPPادية مPPا أدى إلى اتسPPاع رقعPPة عمPPل الجهPPات المعنيPPة بصPPناعة القPPرار وتشعبها. وهو األمر الذي قاد إلى تطور عملية صناعة القPرار وابتعادهPPا التPPدريجي عن المركزية المطلقة واقترابها التدريجي والبطيء من صPPيغة أكPPثر مؤسسPPاتية، ومع تنامي قوة الصين ودورها على المسرح الدولي يصPبح من الضPPروري معرفPة

طبيعة وآلية صناعة القرار فيها والقوى التي تقف وراءه وتؤثر فيه.

القوى "التقليدية" الرئيسة "صانعة القرار".1

منذ عهود ال تذكرها الذاكرة نما في الصين وترعرع العديد من المدنيات المختلفة، ومن أهم ما ميزها أنها كانت دائما دولة منفردة وذات خصوصية

يصعب عليها أن تهضم أية ثقافات واردة عليها إال بعد "تصيينها" وطبعها بثقافتها. وكان القرار دائما بيد فرد )اإلمبراطور( أو مجموعة صغيرة من

األفراد، يتخذ خلف أبواب موصدة ومن وراء أسوار عالية )المدينة حافظت1949المحرمة(. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام

الصين على هذا "الموروث الثقافي" في صناعة واتخاذ القرار."دور الفرد "الزعيم

كانت "السلطة تنبع من فوهة البندقية" وفق التعبير المشهور لزعيم الصين ومؤسسها ماو تسي تونغ، لكن ذلك كان في مرحلة الثورة أما بعد

الحزب هو من يقود الجيش وال يمكنبناء الدولة فقد عاد وأقر بأن " ، ومنذ ذلك الحين ال يزال الحزب الشيوعي1"للجيش أن يقود الحزب

الصيني هو الحاكم الفعلي الوحيد في البالد بهيمنته على الحكومة والجيش والمجتمع معا وعلى كل مفاصل الحياة في الدولة. وظلت عملية صناعة

واتخاذ القرار مرتبطة بشخصية الزعيم الفرد صاحب القول الفصل في كل كانت فقدصغيرة وكبيرة طوال حكم الزعيم الراحل ماو تسي تونغ،

معظم قرارات السياسة الخارجية يتم اتخاذها بطريقة عائلة كورليون في ولم يكن لمعارضة: فكان ماو بمثابة "األب اإلله"، 2 (God Fatherقصة )

"،مركز الجزيرة للدراسات،صناعة القرار في الصين.. مراكزها وتطورهاعزت شحرور،" 1(:26/11/2015)ت،د

http://studies.aljazeera.net/issues/2013/11/201311137631298783.htm

2 " . جالل نعمان "محمد : األبعاد و الدالالت الصينية القيادة في الراية الدولية . تسليم ،152عدد: السياسةص 2003أفريل ص ،28 ،29.

أو فرد نقض قرارات الزعيم في أي موقع كان حتى ولو كان في أعلى الهيئات القيادية للحزب بما فيها الدائرة الضيقة المعنية بصناعة القرار ،

وكان أقصى ما يمكن أن يفعله رافض القرار أو غير الموافق عليه هو االكتفاء بالصمت. كما حدث عندما اتخذ "ماو" قراره باالنخراط في الحرب

بموافقة أقلية بسيطة من أعضاء1950الكورية ضد الواليات المتحدة عام المكتب السياسي واكتفاء اآلخرين بالصمت.

وبعد أن مرت الصين بفترة عصيبة من االضطرابات1976وبرحيل "ماو" عام السياسية واالجتماعية واالقتصادية وبسلسلة من االنتكاسات االقتصادية

واالجتماعية والسياسية -كان أبرزها السنوات العشر لما عرف باسم "الثورة (، وحكم ما عرف باسم "عصابة1975-1965البروليتارية الثقافية العظمى )

األربعة" بقيادة جيانغ تشينغ زوجة ماو، وكذلك "القفزة الكبرى إلى األمام"- طرأت تطورات هامة وجذرية على هيكلية الحزب؛ فقد تبنى المؤتمر العام الثاني

االشتراكية ما عرف بسياسة اإلصالح واالنفتاح ورفع شعار "1978عشر عام ". لكن ذلك لم يؤثر على طبيعة اتخاذ القرار التيذات الخصائص الصينية

في ذلك الحينتتسم بالفردية وتخضع لقبضة رجل الصين القويظلت "دينغ شياو بينغ" الذي أعيد له االعتبار بعد أن كان قد جرد من كافة مناصبه

القيادية الحزبية والحكومية ثالث مرات نتيجة بوحه بنظريته المعروفة "لون القط ال يهم، سواء أكان أبيض أم أسود، القط الجيد هو القادر على اإلمساك بالفأر"،

1978ولعل قراره الفردي الكبير بتطبيع العالقات مع الواليات المتحدة عام بالرغم من الجدل القائم آنذاك في أوساط قادة الحزب والجيش خير مثال على

ذلك.

لخص "دينغ شياو بينغ السلوك الصيني بثمان وعشرين كلمة صينية فقط ال تزال حتى اآلن تعتبر األساس والفكر الهادي ألي تحرك أو سلوك صيني تجاه القضايا

الترقب الهادئ، التمترس بثبات، المعالجة المتزنة،الدولية، وهي: " التربص للفرص، البراعة في البالدة واالختباء، تجنب القيادة أو

"، ليقوم بعدهاالتحالفات، وإنجاز ما يمكن إنجازه وترحيل الخالفات باختيار القيادة الجديدة للحزب والدولة لفترتين قادمتين؛ حيث اختار "جيانغ

زيمين" ليكون أمينا عاما للحزب ورئيسا للدولة كما اختار له "خوجين تاو" ليخلفه بعد ذلك، وكالهما ال يتمتعان بخلفية عسكرية وال بدراية كافية في الشؤون

الدولية. كان ذلك في فترة عاصفة مرت بها البالد في أعقاب الحركة االحتجاجية ، وما أعقبها واعتبر أول سابقة في1989للطالب في ميدان تيان آنمين عام

تاريخ األحزاب الشيوعية عندما قرر الحزب اإلطاحة بأمينه العام "جاو زيانغ" عقابا له على زيارته للطالب2005ووضعه تحت اإلقامة الجبرية حتى وفاته عام

في الميدان وذرفه بعض الدموع تضامنا معهم.

"قيادة جماعية "اللجنة الدائمة للمكتب السياسي

على الرغم من أن "جيانغ زيمين" عاد ليمسك بزمام قيادة أعلى ثالثة مناصب قيادية ألول مرة منذ رحيل ماو تسي تونغ؛ وهي رئاسة الحزب

عملية صناعة القراروالدولة واللجنة العسكرية المركزية إال أن شهدت تحوال واضحا بانتقالها من قبضة الفرد إلى يد قيادة

9 ممثلة بأعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب وعددها جماعية أعضاء )تم تقليصها إلى سبعة أعضاء خالل المؤتمر العام الثامن عشر في

صناعة القرار تتسم(، ولكن ظلت عملية 2012نوفمبر/تشرين الثاني حيث لم تستطع أية امرأة دخول الحلقة الضيقةبالمركزية والذكورية

للجنة الدائمة للمكتب السياسي منذ تأسيسها.

" عادت حالة من الجدل لتطلنظرية "القيادة الجماعيةبعد عقود على تبني من جديد قي المجتمع الصيني وطالت بعض النخب االجتماعية واألكاديمية في البالد بضرورة توفر قيادة كاريزمية صينية تنتزع لنفسها صالحيات أوسع، ولكن

ليس على غرار القيادات الصينية السابقة بل على غرار فالديمير بوتين في روسيا ورجب طيب أردوغان في تركيا. إال أنه عندما توفرت صفات الكاريزما القيادية

والنفوذ والطموح وااللتفاف الجماهيري في شخصية عضو المكتب السياسي السابق بو شي الي أطيح به في فضيحة فساد وحكم عليه بالمؤبد؛ ما يشير إلى

أن الظروف لم تنضج بعد أو أن المزاج القيادي الصيني ال يزال غير راغب فيتطبيق مثل هذه التجارب وال يزال يفضل خيار "القيادة الجماعية".

ليقر سلسلة تغييرات جذرية1997جاء المؤتمر العام الخامس عشر للحزب عام جديدة على الصعيدين االقتصادي والسياسي تمثلت بتنازل جزئي عن ملكية

الدولة لوسائل اإلنتاج إلى ملكية المجتمع لتلك الوسائل، وتخلي الدولة عن نظام التأمين االجتماعي وفتح المجال أمام الملكية الخاصة للمواطنين. باإلضافة إلى تغيير سياسي ينفتح فيه الحزب على األحزاب الحاكمة في الدول األخرى بغض

النظر عن عقيدتها بعد أن كان ذلك مقتصرا على التعامل مع األحزاب الشيوعية فقط. وشكل ذلك أثرا على طبيعة عملية صناعة القرار داخل الحزب نفسه لكن

دون أن يؤثر على مركزية دور الحزب في اتخاذ القرار. فمهما اتسعت دائرة الجهات المؤثرة أو المشاركة في طبخ وصياغة القرار فإن الكلمة الفصل في

خرجت من قبضة الفرد إلى يد قيادة جماعية إالالنهاية وإن كانت قد أنها ال تزال بيد الحزب وبالتحديد بيد هيئته القيادية العليا المكونة من سبعة أشخاص وهي اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أو من

ويخضع اختيارهم لمساومات معقدة بينيعرفون باسم "السبعة الكبار"، مراكز القوى ومجموعات المصالح المختلفة داخل الحزب، الذين يتقاسمون

المناصب العليا في الدول، كما ال يزال أمين الحزب في األقاليم والمقاطعات والوزارات والمؤسسات والشركات هو السلطة األعلى في اتخاذ القرار. هذا

النمط من السلطة أدى إلى تنامي الفجوة بين صانع القرار وقاعدته الجماهيرية.

أما ما يتعلق بالسياسة االستراتيجية العامة للبالد فإن المؤتمر العام للحزب الذي يعقد مرة كل خمسة أعوام هو الجهة المعنية بتحديدها وتعتبر توجيهات عامة

تسير عليها الحكومة بمختلف هيئاتها وأجهزتها التنفيذية وحتى التشريعية عضوا- مرة21والقضائية، فيما يجتمع المكتب السياسي للحزب -وعدد أعضائه

عضوا-376في الشهر. كما تعقد اللجنة المركزية للحزب -وعدد أعضائها اجتماعا موسعا مرة واحدة أو أكثر كل عام لمتابعة عمل الدوائر المعنية أو التخاذ

قرارات جديدة وفق التطورات والمستجدات. وبالنسبة للسياسة التكتيكية اليومية سواء الخاصة بالوضع الداخلي أو بالتطورات على الساحة الدولية

وعالقات الصين الخارجية فإنها موكلة إلى الجهات التنفيذية المعنية كل بمايخصه.

طرحت القيادة الجديدة للحزب وأمينها العام شي جينبينغ أفكارا وخطوات جديدة على أساس استمرار واستقرار السياسة الخارجية، وهناك ستة محاور يعمل الحزب

1عليها:

إقامة عالقات دولية جديدة..1إنشاء شبكة شراكة عالمية..2توثيق العالقات مع دول الكبرى..3األلفة والتناغم مع دول الجوار..4ل في طريق الحرير البري، وطريق الحرير.5 بناء حزام اقتصادي؛ متمث

البحري.تكريس الرؤية الصحيحة تجاه المصالح واألخالق..6

دور الرئيس إن تعزيز سلطة رأس الدولة يعتبر خطوة ضرورية للقوى الكبرى التي 

تطمح بأن يكون لها نفوذ على الصعيد الدولي؛ وفي هذا اإلطار فإن سلطة رأس الدولة في الصين ال تزال بعيدة جدا عن مقارنتها بنظيراتها منرؤساء القوى الكبرى كالواليات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا.

؛محدودية صالحياتهوالبد أن رأس الدولة في الصين يستشعر ويعاني من 2004حيث سعى الرئيس السابق خوجين تاو على سبيل المثال ونجح عام

رئيس الجمهورية في الدستور لتتضمن جملة "81بإجراء تعديل على المادة " إضافة إلى النص السابق للمادة التي تقول: "رئيسيدير شؤون البالد

الجمهورية يستقبل ضيوف الدولة"؛ ما يكشف بوضوح شعور الرئيس بأن سلطاته محدودة ومقيدة في ظل احتفاظ سلفه جيانغ زيمين برئاسة اللجنة المركزية

العسكرية والتدخل من خاللها في صالحيات الرئيس بإدارة شؤون البالد. وهذا ما يفسر أيضا نجاح الرئيس الحالي شي جينبينغ في عدم تكرار خطأ سلفه بإصراره

على استالم مناصبه الثالثة دفعة واحدة: "رئاسة الحزب والجمهورية واللجنةالعسكرية" دون السماح لخوجين تاو باالحتفاظ بأي منها.

وسعى الرئيس األسبق جيانغ زيمين كما سعى خلفه الحقا خوجين تاو إلى توسيع رقعة نفوذهما في صناعة القرار عبر اقتراح تشكيل "مجلس األمن القومي"

فييرأسه الرئيس لكن جهود كليهما باءت بالفشل، ويكمن السبب وراء ذلك، .خشية مراكز القوى من جمع كل القرارات في قبضة رجل واحد

القوى" المستجدة "المؤثرة في صناعة القرار.2

،)ت،دمركز الجزيرة للدراسات"،،" الصين والتحديات الداخليةسيدي أحمد ولد أحمد سالم 11/12/2015:)

http://studies.aljazeera.net/events/2015/01/2015118113752225821.htm

ومن أحد محاور التغير في الصين إتاحة فرصة أكبر للدور الذي تلعبه هيئات اإلدارة الحكومية المتناظرة والمختصة بقضايا السياسة الرئيسية، والمعروفة باسم "المجموعات القيادية

"الصغيرة وهي الجهات التي فرضتها المستجدات والتطورات الداخلية والخارجية،

ويمكن التطرق ألبرزها::مجموعات العمل القيادية المصغرة

"لجان العمل القياديةاستعيض عن "مجلس األمن القومي" بما يسمى " التي يختلف أعضاؤها وتختلف رئاستها بتنوع مهامها، وباتتالمصغرة

تلعب دورا مهما في عملية صناعة وصياغة القرار، ومن هذه اللجانالقيادية المصغرة نذكر على سبيل المثال ال الحصر:

المجموعة القيادية المصغرة للشؤون الخارجية: وكان يرأسها سابقا * رأس الدولة، وتراجع دورها الحقا وأصبح ثانويا، وأنيطت رئاستها برئيس

الوزراء.

: برزتالمجموعة القيادية المصغرة لشؤون األمن القومي * الحاجة إليها في ظل الفشل بتأسيس مجلس األمن القومي، وبعد أزمة

، وقصف الناتو للسفارة الصينية في بلغراد1996الصواريخ مع تايوان عام . والجدير بالذكر أن أسماء أعضاء هذه المجموعة غير معلنة.1999عام

:المجموعة القيادية المصغرة إلدارة األزمات المفاجئة * استدعت الحاجة تشكيلها في أعقاب حادث تصادم الطائرتين الصينية

.2001واألميركية في بحر الصين الجنوبي عام ، باإلضافةالمجموعة القيادية المصغرة لشؤون تايوانوهناك أيضا

إلى عدة مجموعات قيادية ومجالس أخرى فرضتها الظروف الموضوعية اللجنة القيادية المصغرة للمال واالقتصاد،والتطورات مثل

لجنة القيادية المصغرة، والواللجنة القيادية المصغرة للطاقة والمجلس الوطني األعلى للتنمية، للبيئة والتغيرات المناخية

هذه المجموعات..... وغيرها. والجدير بالذكر أن دور واإلصالح القيادية ال يصنع القرار بل يشارك ويساهم في صناعته كما

.توكل إليها مهمة إدارة األزمات

دور الوزارات واألمن والدفاع.3

شهدت الصين كما هو العالم الذي توجد فيه تطورات وتغيرات متسارعة تصاعد معها دورها على الصعيد الدولي؛ حيث برزت قضايا وتحديات جديدة

كالعولمة والبيئة ونزع التسلح؛ فدخلت عملية صناعة القرار في تعقيدات وتشابكات جديدة أدت معها إلى تنامي دور جهات في الدولة السيما مثل وزارة التجارة التي لعبت دورا أكبر في عملية صناعة القرار على صعيد السياسة الخارجية بشكل تجاوز بكثير دور وزارة

سياسة الصين بعدما أصبحت 1993وبالتحديد منذ عام  الخارجية

فوزارة التجارة؛ الخارجية في كثير من األحيان اقتصادية بحتة هي التي تولت مهمة التفاوض النضمام الصين إلى منظمة

التجارة العالمية وهي التي ترسم سياسة الصين الخارجية تجاه بعض المناطق التي توليها الصين أهمية في مجال تقديم

المساعدات أو االستثمارات مثل إفريقيا.

وهناك وزارات جديدة أصبحت من الالعبين الجدد على حلبة صناعة القرار السيما التي تعاظم دورها منذ االستعداد الستضافة دورة بكين لأللعابوزارة األمن ؛ حيث برزت الهواجس األمنية لضمان نجاحها فتم اللجوء2008األولمبية عام

إلى قوى األمن لالضطالع بهذه المهمة، كما عزز من شأن هذه الوزارة اندالع أحداث العنف في إقليمي التبت وشينجيانغ )تركستان الشرقية( وصوال إلى الربيع

العربي وخشية القيادة الصينية من انتقال عدواه إلى شوارع وميادين المدن الصينية. كل تلك األحداث أدى إلى اعتماد الحكومة والحزب على دور قوى األمن

للحفاظ على االستقرار االجتماعي؛ األمر الذي أدى إلى تضخم

هذه األجهزة وزيادة نفوذها وحصولها على امتيازات ومصالح مكتسبة ورفع وبات من الطبيعي ألجهزة ،1ميزانياتها المالية لتتجاوز بكثير ميزانيات الجيش

األمن أن تسعى للحفاظ على مصالحها وامتيازاتها المكتسبة بالدفع نحو دخولالحلقة الضيقة لصناعة القرار.

ال يمنع أن الجيش ال يزال يحظى بنسبة تمثيلية جيدة فيوهذا الهيئات القيادية للحزب والدولة وهي تعبر عن مدى النفوذ الذي ال

؛ حيث تصل نسبة تمثيله في اللجنة المركزية للحزب إلى مايزال يتمتع به % في المجلس الوطني لنواب الشعب10%، كما يحوز نسبة 20يقارب

حيث نجح في إقامة)البرلمان(. ويحظى الجيش أيضا بنفوذ قوي خارجيا؛ سواء من خاللشبكة عالقات خارجية واسعة مع جيوش دول أخرى

خالل انخراط الصين التي يجريها أو من مبيعات وصفقات السالح وكذلك من خاللالسريع والمتزايد في قوات حفظ السالم الدولية،

المشاركة بالمناورات العسكرية المشتركة التي يجريها مع جيوش دول أخرى.

)القوى الثانوية (المجتمع المدني و وسائل االعالم.4

أما عن تزايد دور المجتمع المدني في الصين، كانت له بصمة واضحة فى تطوير توسيع رقعة المناقشةعملية صنع القرار فى السياسة الخارجية للصين وهو

في2013 وعام 2011يمكن االطالع على الزيادات التي حظيت بها ميزانية وزارة األمن عام 1التالي:

(:2/12/2015،)ت،د ميزانية قياسية في الصين من أجل األمن"يورو نيوز، "http://arabic.euronews.com/2011/03/05/china-to-step-up-domestic-surveillance/

(:2/12/2015،)ت،د الصين ترفع ميزانية الدفاع وتنفق أكثر على األمن"اليوم السابع، "http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=968224\

، فلم يكن هناك أية مناقشات مفتوحةالعامة لتشمل الشئون العالمية تتناول المشكالت الحساسة مثل حظر األسلحة أو الدفاع الصاروخي فى خالل

العشر سنوات الماضية، ولكن فى الوقت الراهن يستطيع النقاد أن يتناولوا كل تلك القضايا بالدراسة فى آرائهم ولقاءاتهم التليفزيونية إلى جانب مؤلفاتهم

بفرض تفعيل وهيكلة الدبلوماسية الصينية. وفى الوقت نفسه فقد بدأت فئة من مسئولي اإلعالم والمتحدثين الرسميين للحزبالصينيين تضم

أسلوب الشعبية تجرى مباحثات باستخدام الشيوعى والصحف اليومية باالستعانة باإلدارة الصريحة للمحللين الجدد حتى إن بعضالمائدة المستديرة

الصحف وخاصة "الهوانكى شيباو" )أوقات عالمية( و"النانفانج زومو" )نهاية األسبوع الجنوبي( قد نشرت بعض اآلراء المطالبة بإيجاد بدائل لسياسة الحزب

1الرسمي مثل تلك التي تتعلق بكوريا الشمالية.

صحب تلك التغييرات فى الواقع حملة صينية جديدة لتعميم وتعزيز السياسة الخارجية للدولة، ففي خالل العقود الماضية كانت المناظرات و التلخيصات يتم

إحالتها إلى الصحف اليومية والتقارير اإلخبارية والمطبوعات التي تصدرها وزارة الخارجية، ثم تغير الوضع مؤخرا حيث أدركت الصين أهمية طرح وجهة نظرها للعالم الخارجي، من أجل تحسين صورتها بين الدول، وطبقا لذلك فقد بدأت الصين فى منتصف التسعينيات فى إصدار األوراق البيضاء الحكومية المتعلقةبالموضوعات الجدلية للسياسة الخارجية من أجل التعزيز والدفاع عن آرائها.

ومع هذا فإن قدرة تأثير قوى المجتمع المدني على القرار السياسي الصيني2 مازالت جد محدودة وغير ظاهرة ومراقبة.

فرحات- . 1 ".فايز السياسة" عالم في للصين المتصاعد .الدور سابق مرجعسابق 2 مرجع رحموني، خالد

فالفلسفة و الذهنية الصينية فريدة من نوعها، فعندما تقدم السن بP" ماو تسيتونغ" ترك الكثير من األمور للقائد الصيني المتواضع و البالغ الكفاءة "شوان

الى"، ولم يمانع في إعادة االعتبار للقائد " دنج هسياو بنغ"، و عندما بلغ الكبر بهذا األخير اكتفى بمنصب شرفي كرئيس للجنة العليا للرياضة، و لكنه كان بمثابة األب

الروحي للقيادات الجديدة.و "جيانغ زيمين" عندما واجه نفس االختيار، اكتفى باالحتفاظ برئاسة اللجنة العسكPرية المركزية، و ترك القيادات الجديدة تضطلع بدور

قيادة الصين و إدارتها في القرن الحادي و العشرين. وهي الحكمة البالغة التيتراكمت عبر السنين في حضارة عريقة و ديناميكية.

كيف ينظر الحزب الشيوعي الصيني إلى العالم؟ وكيف يطورالعالقات الخارجية؟

ا، ا سلمي إن الرسالة التي تؤديها هذه األفكار هي أن الصين تريد أسلوبا تنموي وتأمل من جميع الدول األخرى أن تسلك الطريق نفسه؛ فحلم الصين مرتبط بأحالم شعوب العالم، وتحقيقه سيجلب لدول العالم مزيدا من الفرص واالستثمار، ويساعد

في كسب الصين احتراما وازدهارا دائمين.

وفيما يتعلق بكيفية التوازن بين اقتصاد السوق واالشتراكية فإن الصين قد أنشأت نظاما قائما على سياسة االنفتاح على الخارج ملتزما بتوازن وتنسيق بين األمرين:

ا. ا، واألخذ باقتصاد السوق تنموي ا واجتماعي االلتزام بالنهج االشتراكي سياسي

بخصوص هونغ كونغ فإن الصين تتمسك بمبدأ دولة واحدة مع نظامين سياسيين؛ كما أنها تدعم ازدهار واستقرار هونغ كونغ، وفي إطار القانون يمكن أن نحل كل

المشاكل المتعلقة بهونغ كونغ.

الفصل الثاني

المبحث األول: مبادئ وتوجهات السياسة الخارجية الصينية )الرؤية والرؤيةالمضادة..(

في أعقاب نجاح الزعيم الصيني الشيوعي »ماو تسي تونغ« في طرد قوات »الكومينتانغ« الوطنية بقيادة الماريشال »شيانغ كاي شيك« إلى جزيرة تايوان،

سياسة خارجية تبنت بكين 1949وتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام ،راديكالية قوامها تصدير األيديولوجية الماوية إلى دول العالم الثالث

واحتضان، والترويج لفكرة حروب التحرير الشعبية ضد القوى الغربيةالتنظيمات الراديكالية حول العالم ومدها بالسالح والتدريب.

ولسنوات طويلة عانت دول جنوب شرق آسيا من تدخل النظام الماوي في شؤونها الداخلية على نحو ما برز بأوضح الصور في أندونيسيا التي أغدق »ماو« على حزبها الشيوعي مختلف أنواع الدعم من أجل االستيالء على السلطة زمن رئيسها الراحل سوكارنو. ولم تكن دول أفريقيا السوداء حديثة االستقالل بمنأى

عن تدخالته. فعلى سبيل المثال كانت البصمات الماوية حاضرة في االنقالب الدموي ضد قرنين من الحكم العربي لجزيرة زنجبار بPـعيد استقاللها في عام

1964. ومن ضحايا السياسات الماوية الخارجية الهوجاء أيضا، سلطنة عمان التي دعمت بكين فيها مجموعة مقاتلة متطرفة بائسة سمت نفسها »الجبهة الشعبية لتحرير

عمان والخليج العربي«. وبلغت السياسات الخارجية الماوية ذروتها في عام حينما شنت الصين حربا على جارتها الهندية واحتلت آالف الكيلومترات1962

من أراضي األخيرة. غير أن سياسات ماو هذه دخلت متاحف التاريخ مع كتابه األحمر بعد النقلة اإلصالحية التي قادها الزعيم الراحل »دينغ زياو بينغ« في

الذي كاننقلة لم تقتصر على تحرير االقتصاد، منتصف السبعينات. وهي بمثابة الشرارة لما تعيشه الصين اليوم من ريادة، وإنما شملت أيضا إجراء

، إلنقاذها من التهور والضجيجللتوجهات الخارجية الصينيةجراحة عاجلة والمكابرة والقرارات العبثية والطفولية، وغير ذلك مما اتصفت به السياسات

الماوية على مدى اكثر من عقدين، كي تتحق للبالد مكانة تليق بتاريخها وحضارتهاوسط األمم.

وبموجب سياستها الخارجية في حقبة ما بعد »ماو« راحت الصين تؤكد توجهات و أهداف السياسة الخارجية الصينية على ضوء المتغيرات الداخلية و

الخارجية ، و حسب الدوائر الرسمية الصينية فتنعكس توجهات السياسة الصينيةمن خالل جملة من المبادئ و هي:

للحفاظ على األمن و السلم * تهدف السياسة الخارجية الصينية على، و خلق بيئة أمنية آمنة، و تسعى لتطوير عالقاتها مع كل الدول بناء الدوليين

:خمسة مبادئ

االحترام المتبادل للسيادة و وحدة األراضي.-

عدم االعتداء.-

.عدم التدخل في الشؤون الداخلية-

التعايش السلمي.-

المساواة الدولية.-

عالقات الصداقة و حسن الجوار* تقوية التضامن مع الدول النامية، و تقوية مع الدول المجاورة المشكلة لحجر الزاوية في سياسة الصين الخارجية.

، و وضع نظام عالمي سياسي والستقرار العالقات الدولية* تسعى الصين اقتصادي جديد,

، حيث ال تدخر الصين جهدا في الحفاظ على السلمتكريس العدالة الدولية* 1العالمي، و تسوية النزاعات الدولية.

و قد حددت الوثيقة التي وضعها الرئيس الصيني األسبق" جيانغ زيمين" المبادئ الرئيسية لسياسة الصين الخارجية في عالم متحول من

: خالل

.مراقبة الوضع الدولي بثبات و رزانة*

* التشبث بالموقع الدولي للصين و هو ما يتضح في التركيز على فكرة السيادة و إصرار الصين على تعريف المصالح القومية أنها داخل

.الحدود

هدوء رد الفعل.*

.إخفاء القدرات المتوفرة*

2.كسب الوقت*

إذا فمتغيرات البيئة الداخلية الصينية تتحكم إلى حد كبير في صنع القرار فيالصين، و الذي يعمل وفقا لجملة من األهداف الرئيسية:

1 « http://french.cri.cn/chinaabc/chapter4/chapter40201.htm » Les principes de la politique étrangère de la chine. -

2 . آخزون- و الحي عبد المعاصرة وليد الدولية التحوالت الطبعة. آفاق عمان، التوزيع، و للنشر الشروق دارص 2002األولى، ،30.

، فمنذ تبني برنامجتدعيم التنمية االقتصادية و التحديث: الهدف األول* أن التنمية هدف رئيسياإلصالح االقتصادي، بدأت الصين في التأكيد على

، و حاليا أعطت الصين األولوية لهدا الهدف و هو ما سيتضحللسياسة الخارجيةأكثر من خالل ما سنعرضه الحقا في عالقة الصين بالدول األخرى.

، للمحافظة على السيادة و االستقالل،االنماء العسكري هو الهدف الثاني:* و قد جعلت القوة االقتصادية من الممكن تحديث المؤسسة العسكرية، و تم اإلسراع

في هذه العملية نتيجة للنزاعات اإلقليمية.

،تدعيم وضعها القومي بتحسين عالقاتها الخارجية: الهدف الثالث* حيث حاولت الصين إحداث تقارب مع مختلف الدول، و تجسد ذلك في عالقاتها مع

الدول األوربية و الشرق أوسطية.

، حتى تبرز على أنها العب هام في األسواقانتهاج سياسة الباب المفتوح* العالمية، و هذا ما تجلى في زيادة المبادالت التجارية الصينية، و تدفق االستثمارات

1 الخارجية.

زيادة عوامل الحاصل في العالقات الدولية، بسبب للتحول و نظرا االعتماد المتبادل، و أهمية توسيع العالقات و االنضمام للتكتالت

العالمية، عملت الصين على مواكبة هذا التغير.

هو ما قامتشواهد التغير وضوحا منذ منتصف التسعينيات ومن أكثر العديد منبه الصين من زيادة حجم وعمق عالقاتها الثنائية إلى جانب انضمامها إلى

وتعميق إسهاماتPها في المنظمات القيادية مPتعددةاالتفاقيات التجارية واألمنية تأسيس منظمة، و للمنظمة العالمية للتجارةالجوانب، من خالل انضمامها

و )آبك(، منظمة التعاون للمحيط الهادي، و و منظمة اآلسيان شنغهاي، . باإلضافة إلى تقديمها يد العون في توجيهتنظيمها لمنتدى الصين إفريقيا

2القضايا األمنية الدولية.

لقد شهدت السنوات األخيرة، ومع تنامي توجه العولمة، ظهPPور تجمعPPات إقليميPPة سياسية واقتصادية جديدة. وقد اختار الشعب الصيني قبول العولمة االقتصادية وعدم االنفصال عنها. ومع زيادة المصالح المشPPتركة بين الصPPين والعPPالم، تتوسPPع مصPPالحها

1 - . . القاهرة، اآلسياوية، الدراسات مركز العالمية التحوالت و آسيا سليم السيد 130ص. 1998محمد .2 " . فرحات- السياسة فايز عالم في للصين المتصاعد :الدور . في". استراتيجية قراءات

http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/read52.htm

ظه..رت خص.ائص جدي.دة للسياس..ةالسياسية واالقتصادية. على هPPذه الخلفيPPة، :1الخارجية الصينية، نجملها في ما يلي

( أصبح الحفاظ على سالم واستقرار البيئة الدوليPPة أحPPد األهPPداف الرئيسPPية1     للسياسة الخارجية الصينية.

تهيئة بيئ..ة دولي..ة( الهPPدف األساسPPي للسياسPPة الخارجيPPة الصPPينية هPPو 2      تعديل العالق..ات م..ع ال..دول، أما المضمون الرئيسي لهPPا فهPPو مستقرة وآمنة

،حيث قPPال وزيPPر خارجيPPةالكبرى وكسب اعتراف هذه الدول بمكان..ة الص..ين ستعزز الصين بناء اطPPار عمPPل لعالقاتهPPا مPPع الPPدول الكPPبرى والPPتى"الصين وانغ يي

، وتعزيز الثق..ة المتبادل..ة2ينبغي ان تتسم بالتفاعالت االيجابية والتطور الصPPحي" والعمل إلزالPPة شPPكوكمع الدول الكبرى والتفاعل اإليجابي مع دول الجوار

عالقات دولي..ة جدي..دة دونبعض الPPدول في النهPPوض السPPلمي للصPPين، وإقامPPة النظر إلى االعتبارات األيدلوجية.

     3 PP)الس..عي من أج..ل جع..ل التع..اون ال..دولي توجه..ا رئيس..يا في ، خاصة العالقات بين الدول الكبرى. وفي نفس الوقت دفع تطورالعالقات الدولية

والمشاركة في حل مشاكل األمنالتعددية القطبية وحماية دور األمم المتحدة، من خالل التعاون بين الدول الكبرى في األمم المتحدة، إلبراز نوايا الصينالجماعي

الحقيقية في العمل على حماية السلم العPالمي واإلقليمي، وإظهPار دورهPا الهPPام فيهذا الخصوص.

( التأكيد على أن العالقات الدولية في المستقبل ستتجسد على نحو متزايPPد4      في المصالح المشتركة. وعلى هPPذا، من الضPPروري التمسPPك بنظريPPة دوليPPة وعالميPPة

التع..ايش الطوي..ل الم..دى بين الثقاف..ات واألنظم..ةتقPPPوم على أسPPPاس االجتماعية واالقتصادية المختلفة.

:3 على مقوالت نظرية مهمة ، أبرزهاوقد بنيت استراتيجية الصين الجديدة على تعظيم اإلنتاج االقتصادي إن صعود الصين في المرحلة الحالية قام 1-

دون السعي السيما في ميدان المبادالت التجارية، والعالقات االقتصادية

،)ت،نالصين اليوم"،العالقات الصينية العربية في البيئة الدولية الجديدة ،" جين ري 11/12/2015:)

http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2006n/0606/p10.htm2" ،PPPPPPPPوزير الخارجية الصيني يضع االولويات الدبلوماسية للصين فى عام

(:26/11/2015"،شينخوا،)ت،د 2014

http://arabic.people.com.cn/31664/8487056.html

فيفري19مسعود ظاهر،" ركائز السياسة الصينية في عصر العولمة"، صحيفة البيان االماراتية، 32014

1.2064178-19-02-http://www.albayan.ae/opinions/articles/2014

بدأت أو استعمار شعوب أخرى،نشر إيديولوجيا السياسية الصينية إلى " التي تسعى من وراءسياسة أجندة " القوة الناعمةالصين في تطبيق

، نظم مؤتمر2006" ففي أفريل عام "حلم الصيننشرها في العالم اطالق هو الطريقالتجديد الثقافي"بكين إلطالق "حلم الصين" التي يعتقد أن "

على الساحة الدولية. إن تقديم " حلم الصين"شرعية أكبر للحصول على التنميةالجمهورية الشعبية بثالث أفكار قوية: للعالم كان محاولة لربط

،واالستقالل السياسي، االقتصادية

1.والقانون الدولي

،أعلنت الصين مرارا رفضها للحلول العسكرية في زمن العولمة 2- لنبين الدول على المستوى الكوني، وطمأنت العالم إلى أنها وتداخل المصالح والسيطرةاالقتصادي لتحقيق أهداف عسكرية توسعية تستخدم النمو

لتعزيز عالقاتها السياسية واالقتصادية والثقافية مع جميع على الدول األخرى، بلالدول والشعوب.

مفاهيم الحل السلمي، والسالم تكرر الصين في وثائقيا الرسمية 3- والعيش المشترك، والمنفعة، واالستقرار الداخلي العالمي،

. وتخلت عنواالقتصادية المستدامة المتبادلة، والتنمية البشرية إلى الهيمنة ، والتسلط، واالستعمار استعمال المصطلحات الغربية التي تشير

جديدة في تاريخ الصين والعالم الجديد، واإلمبريالية، وغيرها. وبشرت بمرحلة وتوازن الرعب بين قوى عسكرية وترفض الحلول العسكرية، وسباق التسلح،

متناحرة تهدد السالم العالمي.

والجديد في السياسة الخارجية الصينية التركيز على مفهوم4 أكد التقرير الرئيس للمؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب " إذالفوز المشترك"

ودعا الشيوعي الصيني عن شعار"السالم، التنمية والتعاون، "الفوز المشترك"، بدفع المساواة والثقة المتبادلة والشمولية الى إلى إظهار الروح المتصفة

المنفعة، وأن الصين تؤيد عدم حصر واالستفادة المتبادلة والتعاون متبادل" على المجال االقتصادي"الفوز المشترك

فحسب، وانما يكون مفهوما استراتيجيا ينطبق على جميع الشؤون الدولية، عن المصالح االقتصادية المشتركة من اجل تحقيق التنمية والرخاء والبحث

التعاون الودي على أساس مبدأ االحترام المتبادل و المساواة ، المشترك، من خالل االمن االجتماعي والتعاون االمني، وعالقات وتحقيق االمن المشترك

الثقافات. وهذا يختلف كثيرا عن" اللعبة الصفرية التكافل والتعايش المنفعية بين جنبا الىالفوز المشترك" " أنت الفائز فأنا الخاسر، وان اضافة مضمون "

الصينية، ويعد جنب مع السالم والتنمية والتعاون يشكل جوهر السياسة الخارجية التعايش مع العصر الحديث عصر المصالح المشتركة مما يلزم البشرية على

2بعضها البعض.

139 ، ص 2010؟" ترجمة هبة عكام، العبيكان ، الرياض، ،" فيم تفكر الصينمارك ليونارد 1 هل القيادة الصينية الجديدة سوف تغير المسار ،"AIC المركز العربي للمعلومات 2

الدبلوماسي في الصين؟،"http://www.arabsino.com/articles/12-11-28/9222.htm

المبحث الثاني عالقة الصين مع دول اسيا

حرصت الصين على إنتهاج سياسة حسن الجوار مع الدول المحيطة بها والتي أصبحت تعطيها أولوية متقدمة. ولهذا عززت عالقاتها مع الدول المحاذية أو القريبة منها. وتجسدت، منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، حاالت

التقارب الصيني مع المحيط االقليمي من خالل دبلوماسية ذكية تسعى إلى كسب أكبر عدد من األصدقاء في المجال الدولي، تحضيرا لغزو األسواق وفتح عالقات

اقتصادية نشطة، وذلك من خالل الوقائع اآلتية: -دعمت الصين عالقاتها بتبادل دبلوماسي وتمثيل تجاري مع كل من سنغافورة1

وإمارة بروناي.

-إستأنفت عالقاتها الدبلوماسية والتجارية مع أندونيسيا، بعدما يزيد على عشر2سنوات من القطيعة بينهما، وجد قادة البالد أال ضرورة لها أصال.

على قاعدة أال-خاضت مفاوضات سياسية واقتصادية مع أكثر من دولة، 3 ، وذلك بهدف تذليل المشاكل وكسب الصداقات فيخصومة مع أي دولة

المجال الدولي، واتبعت عالقات أكثر تعاونا مع باقي الدول. تمت إعادة العالقات الدبلوماسية مع فيتنام على أساس1991-في العام 4

التعايش السلمي، وذلك بعد تغير موقف فيتنام من المشكلة الكمبودية، والتوقفعن دعمها لها.

، وساعدت على منع األسلحة عن1992-إعترفت بكوريا الجنوبية في العام 5كوريا الشمالية.

-أقامت عالقات طيبة مع باكستان، وسعت إلى تعزيز هذه العالقات.6 ، فدخل البPلدان في حوار أنهى1991-حسنت عالقاتها مع الهند منذ العام 7

معظم المشاكل بينهما. وعلى الرغم من أن مشكلة الحدود التزال عقبة في ، وقد[8]سبيل تطويPر هذه العالقات، فثمة اتفاق بين الجانبين على حلها سلميا

.[9]أصبح البلدان يلتزمان مبادئ التعايش السلمي -سعت الصين إلى تعزيز عالقاتها ومواقفها مع الكوريتين الشمالية والجنوبية8

.[10]ومنغوليا، وجمهوريات آسيا الوسطى -على صعيد العالقات الصينية مع روسيا وباقي الجمهوريات التي انفصلت عن9

االتحاد السوفياتي، فإن الصين أبدت اهتماما خاصا بالعالقات معها، من خالل عالقات دبلوماسية وتجارية نشطة. وأبدت الدبلوماسية الصينية رغبة قوية في

التعامل مع شعوب الدول وحكوماتها، بعيدا من أي التزامات إيديولوجية أو ثقافية،بهدف إقامة عالقات طيبة مع هذه الدول.

-وفي إطار التعاون مع روسيا، فإن العالقات بين البلدين شهدت إزدهارا غير10 مسبوق منذ زيارة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين لبكين في كانون

، إذ تم التفاهم على حل مشاكل الحدود وتخفيض قوات الجانبين1992األول على طول الحدود المشتركة. وقد تمخض عن هذه الزيارة توقيع جملة اتفاقيات

تعاون في مجاالت متعددة. -ومن مظاهر االهتمام الصيني بالنظام الدولي بعد أفول شمس المعسكر11

وكان أهم1994االشتراكي، التقارب الواضح مع فرنسا، الذي بدأ منذ العام موقف شهدته عالقات الصين بفرنسا في ما يتعلق بالنظام الدولي، هو ما صدر

،[11] في بكين1997أيار 16عن القمة الصينية – الفرنسية والبيان المشترك في في بيان الفت: "العمل على تعزيز التعاون والتصدي ألي فقد قرر الجانبان

محاولة للهيمنة على الشؤون العالمية، وبخاصة في أماكن التوترات في أنحاء.[12]العالم"

والبد من التأكيد مجددا على نقطة مهمة، مفادها أن التطوير النشط لعالقات حسن الجوار والصداقة مع الدول المجاورة، كان جزءا مهما من السياسة

الخارجية الصينية. ومن هنا سعت الصين إلى حل نزاعات إقليمية خلفها التاريخ والنزاعات الحدودية المزمنة مع معظم الدول المجاورة. وقد عملت على دعم عالقات التعاون ذي المنفعة المتبادلة بين هذه الدول وتطويرها، بما يدفعها إلى

االزدهار والتقدم. كذلك فإن تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية قد شكل موطىء قدم

أساسيا ومرتكزا ذكيا للسياسة الخارجية الصينية، كما شكل منطلقا النفتاحها

تجاه هذه الدول على المستويين السياسي واإلقتصادي. وأكدت األدبيات السياسية الصينية لالنفتاح، األهداف المشتركة المتعلقة بعناوين تقليدية في

السياسة الخارجية. وتذيع الدبلوماسية الصينية شعارات أو مصطلحات جذابة، مثل "تأكيد المعاناة

التاريخية المشتركة" و"المشاركة في صيانة االستقالل" و"تحقيق التنمية االقتصادية" و"رفض الهيمنة أو التبعية االقتصادية"، ما أتاح لها إقامة عالقات

مستقرة مع أنظمة عشرات الدول وشعوبها، وبالتالي منافسة الغزو السياسي واالقتصادي الذي مارسته الواليات المتحدة األميركية والغرب لسنوات طويلة

على هذه الدول.

من الالفت أنه، منذ تفكك االتحاد السوفياتي في بداية التسعينيات، بدأ الروس يستشعرون أهمية وصل ما انقطع مع الصين، ولو بطريقة براغماتية، فروسيا الضعيفة المنهوبة، في أول عهد يلتسين، باشرت ترميم العالقات الثنائية، حيث عقدت تسوية

، وصوال إلى تسوية شاملة في مطلع األلفية الثالثة1991تدريجية للخالفات الحدودية منذ عام ،

الثورة انتصار بعدعليها أوصياء السوفيات وأصبح العالقات من جديدة مرحلة بدأت الصينية

كما أن الصين أصبحت »الزبون األكبر« الذي أنقذ الصناعات العسكرية الروسية منذ التسعينيات، والتبادل التجاري أخذ منحى ، وجدت في 1979تصاعديا أيضا، وإن كانت البداية خجولة. الصين التي كانت تمر بفترة نمو سريعة، منذ إصالحات دنغ عام

روسيا التسعينيات، المريضة، إمكانية جديدة للتعاون. روسيا التي تخففت من العبء األيديولوجي، وإرث الماضي، وجدت في .الجار الصيني متنفسا يمكن أن تستفيد منه في ظل ظروف أنهكتها

، واستفادة روسيا من المضاربات المالية، وارتفاع األسعار في قطاع النفط، وتحييد الصين نفسها2008بعد األزمة المالية عام .نسبيا عن تأثيرات األزمة، بدأت اللقاءات بين البلدين تشهد زخما أكبر من السابق، وأخذ التبادل التجاري باالرتفاع

هل هي مقدمة لكسر دائرة االحتكار؟

كان ال بد أن تأخذ أحداث أوكرانيا مداها. االنقالب، الذي أطاح الرئيس الموالي لموسكو في كييف، وما تبعه من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، واشتعال الحرب األهلية في أوكرانيا، إضافة إلى تصادم مصالح الغرب مع روسيا، وإلى جانبها الصين، في أكثر من نقطة من العالم، من بينها األزمة السورية والصراع حول خطوط إمداد الغاز، والعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، أحداث بدت كأنها تدفع الروس إلى المزيد من التعاون مع الجانب الصيني، كما أن ظهور نقاط توتر بين الصين والغرب، وبين الصين وبعض جيرانها، المدعومين من الغرب، مثل فيتنام والفيليبين، كان من روافع االتفاق الذي كلل مسيرة التعاون بين البلدين، وهو اتفاق شمل مد خط أنابيب الغاز من شرقي سيبيريا إلى شمال الصين. حزمة االتفاقيات هذه، .الجديدة منها والمعاد تفعيلها، تحمل الكثير من الدالالتتتميز الحقبة التي تلت تفكك االتحاد السوفياتي، بأحادية قطبية وسيطرة مطلقة للغرب، بقيادة الواليات المتحدة األميركية. ومع التقدم التكنولوجي المتسارع، في مجاالت االتصاالت والفضاء وتقنيات الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وتركز األسواق المالية فيها، والتحكم في عمليات التمويل والمصارف والبورصات وحركة األموال، على صعيد العالم كله، أصبح الممر اإلجباري، لسائر العمليات االقتصادية والمالية، يمر عبر الواليات المتحدة، والمؤسسات التي تهيمن عليها في مختلف المجاالت. استندت الصين في نموها السريع، منذ الثمانينات، إلى عالقة شديدة التعقيد مع الواليات المتحدة والغرب؛ نستطيع

تريليون دوالر قيمة سندات 1،3أن نجد، نتيجة االستثمار المكثف للغرب في الصين، والعالقات التجارية المتشابكة، ما يقارب .الدين األميركية التي تمتلكها الصين.الصين لم تتبع طريق فك االرتباط، بل دخلت اللعبة االقتصادية وفق قواعد الطرف األقوى )الغرب( اليوم، وبعد تغير جزئي في معطيات السياسة الدولية، على نحو بدأ يعرقل السيطرة المطلقة للغرب، سوف نجد تلك البلدان،التي نجت من حقبة الثمانينيات والتسعينيات وحافظت على وحدتها القومية وأنشأت صناعة فيها قدر مهم من االستقالل، تحاول التحرك في منافذ جديدة. من هنا أهمية التقارب الروسي الصيني. وخصوصا إذا الحظنا طبيعة االتفاقات التي جمعت البلدين أخيرا، وعلى رأسها اتفاقية توريد الغاز، التي ليست سوى العنوان العريض لهذا التقارب. عبر هذه االتفاقية ستتخفف

الصين من االعتماد على الفحم الحجري، المكلف بيئيا، وقد تتجاوز هذه االتفاقية، إذا ما وسعت مستقبال، تلك الموقعة بين .االتحاد السوفياتي والغرب، في الثمانينيات من القرن الماضي، بالنظر إلى مستقبل النمو في الصين، وفي آسيا عموما كذلك وقع الصينيون اتفاقا مع شركة )روسنفت( إلنشاء محطة تكرير ضخمة في )تيانجين(، تكون الشركة الروسية هي الموردالوحيد لها، مع العمل على تجاوز الحاجة إلى التكنولوجيا الغربية في االستخراج والتكرير ومد األنابيب، في ظل العقوبات .الغربية على روسيا، التي تفرض قيودا على تعامل الشركات الغربية مع روسيا

في محاولة للتخفيف من االحتكار الغربي لتكنولوجيا

المعلومات، تأتي الدولتان في المقدمة من حيث عمليات اختراق شبكة االنترنت، وسرقة المعلومات، والقرصنة، كما أن هناك واالستغناء عنه بنظام بديل، إضافة إلى التعاون في )GPRS( محاولة لتجاوز النظام األميركي الطاغي في تحديد المواقع

( 400مجاالت مثل معدات الفضاء، والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، كاتفاقية توريد منظومة الصواريخ الروسية األحدث )اسإلى الصين. يأتي هذا مع العمل على تطوير سكك الحديد، والبنية التحتية للمواصالت في المناطق الحدودية بين البلدين. أما في مجال الطيران المدني، الذي تبتلعه شركتان على صعيد العالم، )بوينغ وإيرباص( فقد جرى االتفاق على تأسيس مشروع، يمكنه أن يحتل موقعا في السوق العالمية، إلنتاج الطائرات المدنية، حيث سيجري خطف حصة من الشركتين الغربيتين، ويبدأ .كسر حلقة االحتكار الجهنمية في هذا المجالإذا، نحن ال نتحدث عن مجرد اتفاقية لتوريد الغاز. إنه مشروع تنموي متكامل، سيكون له أثر كبير على المناطق الشمالية في الصين وجنوب شرقي روسيا، وسيمنح الدولتين هامشا متزايدا في الحركة االقتصادية، والتوجه أكثر نحو االستقالل في التكنولوجيا والطاقة والتمويل، لكن الطريق ال يزال طويال جدا. إنها فرصة جديدة من التعاون بين البلدين، تحاكي الفرصة التي.أضيعت في نهاية الخمسينيات، مع اختالف المعطيات واألنظمة السياسية والشرط الدوليفي ظل مسعى الصين إلى بناء اقتصاد قوي، وإلى ردم الهوة في التطور التقني واالقتصادي بينها وبين الغرب، وفي ظل سعيها لتحسين شروط العيش لمواطنيها، الذين يزيدون على المليار والثالثمئة مليون نسمة، فإن مساعيها تتناقض بالضرورة مع مصالح الغرب. إن شكل وبنية االقتصاد الصيني، الذي تسيطر فيه رأسمالية الدولة االشتراكية -بالرغم من الحجم الهائل لالستثمارات األجنبية ورأس المال الخاص- هما أمر مستمد من أسس التنمية في الدولة الصينية الحديثة، التي أشرفت الدولة االشتراكية فيه على كل جوانب التخطيط والبناء والتراكم الذي أسس البنية الصناعية. وهي تشترك بذلك مع روسيا، التي تحمل األساس التاريخي نفسه في التنمية وبناء الدولة. إن مجرد محافظة هذه الدول على وجودها القومي ومصالحها الوطنية،في ظل الهجمة األميركية على العالم، يفتح على سيناريوهات جديدة، ويعطي األمل لشعوب العالم في إيجاد بديل عن سيطرة القطب األميركي، ويمنح زخما للحركات االجتماعية، التي قد تنشأ كرد فعل مقاوم لهذه السيطرة، وسندا للدول التي تحاول التفلت من شبكة الهيمنة، مثل محاولة إيران، بعد ثورتها الشعبية، بناء تنمية مستقلة، حيث وضعتها مساعيها في مواجهة شرسة مع الغرب. إن عالما تسيطر فيه الواليات المتحدة األميركية يبدو حتى اآلن ظالما، ال يطاق، وإن عالما متعدد .األقطاب قد يفتح بارقة لألمل، لذا يجب على شعوب العالم النامي أن تلحظ جيدا التقارب الروسي الصيني

عن العالقات الروسية .. الصينية: تاريخ ثقيل... وإمكانات هائلةنبيل اسماعيل

٢٠١٤ تشرين الثاني ٢٥ الثالثاء ٢٤٥٣العدد

http://www.al-akhbar.com/node/220467

عد االنطباع الشعبي العام بأن روسيا والصين حليفتان انطباعا خاطئا، ويعود هذا االنطباع لكونهما دولتين شيوعيتين وتتخذان في أحيان كثيرة نفس المواقف من القضايا العالمية، وآخرها توافقهما في الموقف حيال الوضع في سورية. على أن

 تاريخ روسيا والصين خالل القرن العشرين كان محكوما بالتنافس والعداء، أكثر مما كان محكوما بالتعاون. تاريخيا، ناصبت الصين روسيا العداء نتيجة الصراع الشخصي بين كل من ماو تسي تونج وستالين، فالصين أرادت طرح

نسختها الخاصة من الشيوعية وأال تكون ضمن محور نفوذ االتحاد السوفييتي، ومن ثم فإن شيوعية الدولتين كانت في حقيقة األمر سببا للخالف ال التوحد. من جهة أخرى، تشابه مواقف وسياسات الدولتين ليس نتيجة تفاهمهما، وإنما بسبب اتفاقهما

على الخالف مع الغرب والواليات المتحدة خصوصا P على مبدأ عدو عدوي صديقي P لكن كلتا الدولتين لم تكونا في وقت ماصديقنين، بل اشتعل بينهما التنافس والصراع على منطقة آسيا الوسطى بشكل كبير ومستتر.

لم تتغير العالقة بين روسيا والصين وتأخذ منحى أكثر تعاونا إال عقب سقوط االتحاد السوفييتي وانفتاح الصين االقتصادي في التسعينات، وتحولت الخلفية الشيوعية لكليهما إلى عامل مساعد وإن لم يكن رئيسا، حيث استمر السبب الرئيس لتوجيه

سياساتهما ودفعها للتحالف وهو استمرار المنافسة والصراع مع الواليات المتحدة. لكن هذا التحالف ظل ظاهريا في التسعينات بسبب رغبة الصين في تنمية عالقتها التجارية مع الواليات المتحدة من جهة، وبسبب ضعف القيادة الروسية إبان

حقبة بوريس يلتسن، التي هادنت الغرب من جهة أخرى. مع بداية القرن الحادي والعشرين ودخول الواليات المتحدة إلى أفغانستان وجدت كلتا الدولتين نفسيهما أمام تحد حقيقي يتعلق بوجود الواليات المتحدة على حدودهما، وهو ما دفعهما لبداية وضع أسس استراتيجية للتعاون أسهم فيها بشكل أكبر

مع الوقت، األزمة المالية العالمية، ثم مؤخرا االستراتيجية األميركية إلعادة التمركز في منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.

( التي تضم دول2001عملت كل من روسيا والصين خالل العقد الماضي، على تدعيم منظمة شنجهاي للتعاون )أسست عام آسيا الوسطى إلى جانبهما، وتحويلها لمنظمة إقليمية قادرة على إدارة شؤون تلك المنطقة ومنع التدخل الغربي فيها وإيجاد

مظلة أمنية واقتصادية للمنطقة ودولها، بعيدا عن النفوذ األميركي وملئا لفراغ سقوط االتحاد السوفييتي.

االنعكاسات السياسية لتشكل محور العالقات الروسية - الصينية    سعود كابليhttp://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?

ArticleId=22999

سياسية جيو. محددات مجموعة من بينهما، التحالفية العالقات توثيق في والصين روسيا وتنطلق

» « . من بالعالم لالنفراد األميركية المتحدة الواليات محاوالت تقييد ضرورة أولها، ودولية إقليمية . المحدد ويتعلق القطبية األحادية على وليس التعددية على يعتمد جديد عالمي نظام تأسيس خالل

. الثالث، المحدد أما آسيا في األميركي النفوذ من بالخطر وبكين موسكو من كل بشعور الثانيالنزعات ورفض للدول، الداخلية الشؤون في التدخل عدم بمبدأ وبكين موسكو تمسك فهو

. من األولى عانت حيث والصين، روسيا من كل إليه تحتاج األخير المحدد وهذا الداخلية االنفصالية ( ) منه تعاني األمر ونفس ، المثال سبيل على الشيشان القوقاز شمال في االنفصالية النزعة

( التيبت ( وإقليم تايوان .الصينتحتل حيث االقتصادي، التعاون على كبيرة بدرجة والصين روسيا بين التحالفية العالقات وتعتمد

. العام ففي التجاريين روسيا شركاء قائمة ضمن األول المركز حاليا التبادل 2000الصين حجم كان نحو بينهما عام 8التجاري وفي دوالر، من 2012مليارات يقرب ما ومن 90بلغ دوالر، مليار

العام بحلول يصل أن . 100إلى 2015المفترض مجال في أساسا التعاون هذا ويتركز دوالر مليار . لدعم الروسي للنفط بقوة تحتاج فالصين مستقبال الطبيعي الغاز مجال في وربما الخام، النفط

) تصدير بجانب رئيس كمصدر نفطها تصدير إلى روسيا تحتاج كما المتصاعد، االقتصادي نموها . الى) المصدر الروسي النفط حجم ووصل الوطني ودخلها الدولة وميزانية الصعبة لعمالتها الغاز

نحو بنحو 15الصين الجاري العام في الحجم هذا وسيزيد سنويا، طن . 800مليون وبشكل طن ألف إلى للصين الروسي النفط صادرات تزيد أن المقرر من السنوات 31عام خالل طن مليون

إنشاء بعد ممكنا الصين إلى روسيا من المستخرج النفط من المزيد تصدير بات حيث القادمة، . األولية المواد حصة ارتفاع في تجلى بالطبع وهذا روسيا شرق في النفط ألنابيب جديدة خطوط

من الصين إلى الروسية الصادرات نحو 2001في% 10,9في منها% 64إلى الماضي، العام في . 53,5حوالي % مجرد إلى روسيا تحول من جدية مخاوف تظهر وهنا، الخام النفط صادرات

» في» الصينية المباشرة االستثمارات أن خاصة الصين، إلى األولية الطاقة مواد لتصدير قاعدة عن حاليا تزيد ال الروسي . 3االقتصاد الوقت% في روسيا في األجنبية االستثمارات إجمالي من

رخيصة الصينية للسلع كبيرة استهالكية سوق إلى األخيرة السنوات في روسيا تحولت نفسهالروسية االستهالكية الصناعات على كبيرا تنافسيا ضغطا مثل ما .الثمن،

. العسكري التعاون في يتمثل الصينية، الروسية التحالفية العالقات عليه تعتمد الذي اآلخر، الجانبحيث الروسي، السالح صادرات في األولى المرتبة الماضي القرن تسعينيات في احتلت فالصين

. بشكل األخيرة السنوات في تراجعت الحصة هذه أن غير الصادرات هذه نصف نحو تشتري كانتبمبلغ الروسي السالح مبيعات في الرابعة المرتبة حاليا تحتل الصين جعل ما مليار 2,8ملحوظ،

عامي. بين الممتدة الفترة خالل الصين اشترت عام وبشكل بنحو 2009و 1992دوالر روسية أسلحة

28 . التحالفية للعالقات هامة ركيزة يظل العسكري التعاون فإن التراجع، هذا ورغم دوالر مليار

. في الصين تعاقد ذلك على دليل وخير البلدين شراء 2009بين نوع 48على من روسية مقاتلة «. . 35سوخوي العام« وفي الديزل بوقود تعمل غواصات اربع بناء وكذلك األغراض، 2012متعددة

بموجبها بكين اشترت اتفاقية والصين روسيا -55وقعت مي » طراز من مروحية 171طائرة «. » العقدين » خالل والصين روسيا بين العالقات على العسكرية االقتصادية الصيغة سيطرت وهكذا،

( ) بينما ، الفضاء تكنولوجيا وأحيانا العسكرية والمعدات بالنفط بكين موسكو تزود إذ الماضيين، . تعتبر اإلقليمي، الصعيد وعلى أساسي بشكل االستهالكية المواد بكين من موسكو تستورد

» « ، بريكس مجموعة بجانب وذلك للتعاون، شنغهاي لمنظمة الرئيسيين المحركين وبكين موسكو . الصيغة هذه ولكن أفريقيا وجنوب والهند البرازيل من كال والصين روسيا جانب إلى تضم التي

ومناوشات توترات عن بعيدا وبكين موسكو بين العالقات دفع في نجحت والتي إليها، المشار » « في بينهما التنافس رأسها وعلى ، الكامنة أو المحتملة بالنزاعات ب. يسمى ما تخفي الماضي،

األقصى الشرق منطقة في المحتمل المصالح وتصادم السابقة، السوفياتية الوسطى آسيا دولتمثل. التي المنطقة، هذه ففي نحو% 36الروسي يعيش اإلجمالية، روسيا مساحة ماليين 6,5من

) 5نسمة ( هجرة% تشجيع إلى الماضية عاما العشرين خالل الصين دفع ما وهو ، الروس من فقط يسكنها المجاورة الصينية المناطق أن خاصة كبيرة، بأعداد الروسي االقصى الشرق إلى مواطنيها

من . 200أكثر في تعاني التي روسيا، على ديموغرافيا ضغطا يمثل بالطبع وهذا صيني مليون . الروسية الحركات يرضي ال الصيني التوجه هذا أن كما سكانها تناقص من الماضية السنوات

. البلدان نجح ذلك ومع الصينية الهجرة تقليل أو لوقف الكرملين على بدورها تضغط التي القومية، » « االستراتيجية العالقات دفع أجل من اآلن، حتى ، مجمدتين المشكلتين هاتين على اإلبقاء في

األمام إلى .بينهما " اللبنانية: " السفير المصدر

http://www.manar.com/page-5537-ar.html

.. التحالف إلى التوتر من والصين روسياشادي هاني

دعا وفي الواقع، فإن الصين تعول على أن تكون فرنسا بوابتها إلى أوروبا، إذ الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك دول االتحاد األوروبي إلى توسيع حوارها وتعاونها مع الصين لما تمثله من مكانة آسيوية ودور واعد في الشؤون الدولية. ووصفها شيراك "بأنها الدولة التي سوف تقرر اتجاه القرن الحادي والعشرين".

وعبر عن رؤية فرنسا للصين بقوله إنه: "حان الوقت إليجاد مدخل جديد بين

الصين والغرب، يعتمد على االعتراف والتقدير المتبادل، وااللتزام المشترك تجاه.[13]القيم العالمية الكبرى"

.55 صالح سالم زرنوقة، مرجع سابق، ص    - [8] ،"الصين : التحوالت الداخلية والسياسة الخارجية" صالح سالم زرنوقة، 

56، ص 2009، نيسان 132في مجلة السياسة الدولية، العدد منع العناصر  أكدت الهند التزامها بسيادة الصين على التبت، كما أكدت    -[9]

التي تقيم في المنفى، والتي تنتمي إلى مواطني التبت، من ممارسة أي أنشطةعدائية ضد الصين إنطالقا من األراضي الهندية.

  كان تطور هذه العالقات سببا في ضم الصين إلى عضوية عدد من   -[10]

المؤسسات اإلقليمية، كمنتدى التعاون اإلقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادىء )APEC( والمنبر اإلقتصادي لرابطة دول جنوب شرق آسيا ،)ASEAN.)

  ، في بكين، عن1997أيار16 جاء في البيان المشترك الذي صدر في    -[11]

الرئيسين، الصيني جيانغ زيمين والفرنسي جاك شيراك، واعتبر رسالة غير مباشرة ضد الهيمنة األميركية على النظام الدولي: "مع بزوغ فجر القرن الحادي

والعشرين، فإن الوقت قد حان لكي تعزز الصين وفرنسا من مبادرتهما لدعم الهيمنة المنفردة على القرار الدولي، وفي تسيير شؤون  في منع مشاركتهما

العالم على المدى الطويل" .2007أيار19 القاهرة في  - دوليات،11 صحيفة األهرام، ص    -[12]  – دوليات.11 ص   المرجع السابق، جريدة أألهرام،   -[13]

ثانيا: المحددات االستراتيجية الصينية تجاه الشرق األوسط بدأت تتشكل شبكة المصالح الشرق أوسطية الصينية على خلفية تأثير عدد من

:[30]العوامل الحيوية التي يتمثل أبرزها في اآلتي أ- تأثير العامل النفطي: كان االقتصاد الصيني في الماضي قادرا على االكتفاء

ذاتيا لتغطية احتياجاته النفطية، ولكن بسبب اتساع حجم االقتصاد الصيني المطرد، فقد بدأت الندرة النفطية تطل برأسها بما دفع الصين إلى محاولة

تغطية احتياجاتها النفطية من مناطق الشرق األوسط. ب- تأثير العامل التجاري: يتميز االنتاج الصيني بالوفرة وانخفاض التكاليف. وعلى خلفية حاجة الصين المتزايدة إلى النقد األجنبي فقد بدت أسواق الشرق األوسط

أكثر جاذبية لقطاع الصادرات الصيني. ج- تأثير العامل الجيو-استراتيجي: تتميز منطقة الشرق االوسط بوجود الممرات الحاكمة والشديدة التأثير على حركة النقل البحري الدولي وعلى وجه الخصوص ممر قناة السويس وممر باب المندب باإلضافة إلى مضيق هرمز، وتأسيسا على ذلك، أدركت بكين أن تأمين المالحة في هذه الممرات يضمن للصين استمرارية

النفاذ والوصول إلى األسواق العالمية وعلى وجه الخصوص أسواق االتحاداألوروبي وشمال أفريقيا وبلدان شرق المتوسط ومنطقة الخليج.

د- تأثير العامل األميركي: خالل فترة الحرب الباردة كانت الصين قادرة على المناورة بما جعلها في مأمن من تداعيات صراع واشنطن - موسكو، ولكن بعد

انهيار االتحاد السوفياتي، وصعود قوة أميركا، وبروز التعريف االستراتيجي األميركي الجديد الذي ينظر إلى الصين باعتبارها مصدرا للخطر المحتمل ضد

أميركا، باإلضافة إلى قيام واشنطن بمحاوالت استهداف الصين عن طريق إذكاء تأثيرات االضطرابات وإقامة األحالف العسكرية - األمنية من أجل تطويقها، بدت

بكين أكثر تفهما واستيعابا لمقولة نابليون الشهيرة القائلة بأن من يبقى خلف الخنادق ستحل به الهزيمة، ومن ثم فقد لجأت الصين إلى خيار الخروج والسعي

لمقابلة العدو في الخارج. لقد دفعت هذه العوامل مجتمعة دوائر صنع قرار السياسة الخارجية الصينية، إلى

القيام بتصميم نموذج جديد أهم ما فيه الجمع بين أهداف السياسة الخارجيةالصينية وأهداف األمن القومي الصيني الخارجية.

  دور الطاقة واالقتصاد في العالقات الثنائية بين الصين ودول

الشرق االوسط ، واجهت حصارا من قبل الدول1949عندما تأسست جمهورية الصين في العام

الغربية. وكان من نتائج هذا الحصار أن الصين اتجهت إلى دول العالم الثالث لبناء عالقات صداقة. كانت مصر وسوريا والجزائر من الدول التي أسست عالقات مع الصين في العقود الالحقة، ولحقتها دول عربية أخرى. وبالنسبة إلى الصين كانت

هذه العالقات الدبلوماسية مهمة لكسر الحصار الذي قادته الواليات المتحدة ضدها خصوصا في موضوع عضويتها في األمم المتحدة. وحاولت الصين جاهدة

منع تايوان من االنضمام لألمم المتحدة معتمدة على دعم الدول األسيوية واألفريقية أكثر من غيرها، ويذكر الصينيون الدور الذي أدته الجزائر في هذا

المجال بإيجابية. وفي مرحلة ما بعد الحرب الباردة واجهت الصين انتقادات حادة في موضوع حقوق اإلنسان بخاصة بعد حادثة )تياننمين سكوير( في بكين، إذ

حاولت الواليات المتحدة والدول الغربية، تمرير قرار يدين الصين عن طريقمؤتمر األمم المتحدة لحقوق اإلنسان.

ويمكن القول أن منطقة الشرق األوسط تحتل مكانة مهمة في السياسة الخارجية الصينية، فقد ساهمت معظم دول المنطقة العربية في مجال إعادة

الصين إلى مكانتها الشرعية في األمم المتحدة، وأيد الطرفان بعضهما في الكثير من المشكالت الدولية المهمة. وبعد الحرب الباردة استمرت دول الشرق

األوسط في تأييد الصين إيجابيا في قضايا حقوق اإلنسان وتايوان والتحاق الصين بمنظمة التجارة العالمية. وعلى الرغم من ادعاء الطرفين في الكفاح من أجل

حتى اآلن لم تتطور العالقات بين الصين إقامة نظام سياسي دولي جديد إال أنه والشرق األوسط بالدرجة الكافية، حيث تركز الصين بالدرجة األولى على تعديل

عالقاتها مع الدول الكبرى والمجاورة فى المجال الدبلوماسي، وفي المقابل فإن دول الشرق األوسط وخصوصا الدول العربية، مازالت تعتمد في معظمها على الواليات المتحدة األميركية والدول الغربية سياسيا واقتصاديا وال تبدي اهتماما

حقيقيا بالعالقات مع الصين. ومن الالفت أن انحياز الواليات المتحدة إلسرائيل في الصراع العربي اإلسرائيلي

دفع العرب لكي يعولوا أكثر على الدول الكبرى الصاعدة ومنها الصين، في أن تضطلع بدور أكثر فعالية وتوازنا في الشرق األوسط. وعلى مستوى العالقات

التجارية بين الصين والشرق األوسط، فقد تطورت بصورة كبيرة منذ الثمانينيات نحو ستة مليارات وخمسمائة1996وبلغ التبادل التجاري بين الطرفين في العام

مليون دوالر، ولكن هذا ال يمثل سوى نسبة صغيرة من القيمة اإلجمالية لتجارة % من5الطرفين. ويحتل التبادل التجاري بين الصين والشرق االوسط حوالى

% من2قيمة الواردات والصادرات الخارجية العربية اإلجمالية، بينما يحتل حوالى .[31]قيمة الواردات والصادرات الصينية لدول الشرق األوسط

وهناك جهود ومساع متبادلة لتطوير العالقات السياسية واالقتصادية وتنميتها بين الصين ودول الشرق األوسط وتوطيد الروابط الثقافية والعلمية على المستويين

الرسمي والشعبي، ولكن المعضلة تتمثل في أن عدة دول لها مصالح مختلفة، وهناك تناقض وصراع بينها، وعوامل عدم استقرار وأوضاع معقدة ومتغيرة داخل

.[32]هذه المنطقة ، ينبغي على الصين أن تعرف سبل التعامل معها وتمارس الصين حاليا سياسة خارجية ذكية أطلق عليها البعض دبلوماسية مطاردة

. فحكام الصين يتحدثون في هذا الموضوع في أي بلد يقومون بزيارته.[33]النفط وعلى الرغم من أن شركات النفط الصينية تنوي الحصول على المزيد من االنتاج محليا باستخدام تكنولوجيا متقدمة، إال أنها تأخذ المستقبل باالعتبار، وتعمل على

االستثمار في القطاع النفطي في الخارج وعلى شراء حصص من الشركات النفطية الغربية والعالمية في إطار استراتيجيتها النفطية المرسومة، و لذلك فهي

طرقت أبواب عدة دول ذات مصالح وتستورد النفط من بلدان عديدة منها:.[34]السعودية، إيران، روسيا، أفريقيا، آسيا الوسطى، أميركا الجنوبية والشمالية

%على مدى10% إلى 8هذا وقد أدى النمو االقتصادي الصيني المتواصل ما بين عاما، وتوسع الصين صناعيا وعمرانيا إلى تعطشها للطاقة، وبحسب بعض20

% من نموها خالل40مصادر في معلومات الطاقة، فإن الصين اعتمدت ، تفوقت الصين على2003السنوات األربع االخيرة على النفط. وفي العام

اليابان لتصبح ثاني أكبر مستهلك للمنتجات البترولية بعد الواليات المتحدة. وفي % في حين أن إنتاجها لم يزد سوى15، زاد استهالك الصين النفطي 2004العام

% بحدود العام150%. و يتوقع أن يزداد الطلب الصيني على النفط بنسبة 2 %، ما يعني سبع مرات تقريبا7,5، فاستهالكها للنفط ينمو سنويا بنسبة 2020

% من حاجاتها النفطية من32أسرع من الواليات المتحدة، فهي تستورد حاليا % في العام65الخارج، ومن المتوقع أن يتضاعف استيرادها للنفط ليصل إلى

. هذا في ما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تساوي مستوردات الصين من2010.[35] ما تستورده الواليات المتحدة من النفط يوميا2030النفط في العام

إن التوقعات المستقبلية باعتماد الصين المتنامي على استيراد النفط دفعها لالهتمام باستكشاف النفط وانتاجه في دول مثل: كازخستان، روسيا، فنزويال،

محاولتها تنويع السودان، غرب أفريقيا، إيران، السعودية وكندا. ولكن بموازاة مصادرها النفطية، فإن الصين ستبقى تعتمد على نفط الشرق االوسط بشكل

أساسي في المستقبل، ومن المتوقع أن تستورد الصين من الشرق االوسط .2015% من مجموع مستورداتها النفطية الخارجية بحلول العام 70حوالى

وعلى الرغم من أن الصين لم يكن لديها تاريخيا عالقات استراتيجية دائمة بمنطقة الشرق االوسط، إال أن عالقتها بالمنطقة التي تستورد منها معظم

حاجاتها النفطية أصبحت أكثر أهمية بشكل تصاعدي. وعلى العموم ومن هذا المنطلق، أدركت الصين منذ عدة سنوات، أن معدل النمو

السريع لديها سيؤدي إلى مزيد من االحتياجات للطاقة، وأن اإلمكانات المحليةستعجز عن تحقيق ذلك ولهذا خططت في ثالثة اتجاهات:

- تعزيز استثماراتها في الخارج مع التركيز على قطاع الطاقة وبخاصة البحث1 والتنقيب عن البترول وتنويع مصادر الحصول عليه، ولهذا ذهبت إلى السودان

والجابون في أفريقيا، كما ذهبت إلى فنزويال واألرجنتين في أميركا الجنوبية، وإلى السعودية وعمان واليمن وإيران في غرب آسيا، وإلى كازاخستان في آسيا

الوسطى، وإلى أندونيسيا في جنوب شرق آسيا، وأستراليا. هذا االتجاه يعكس فلسفة التنوع في السعي للحصول على الطاقة فإذا عجز مصدر ما من المصادر

يمكن تعويضه بغيره من المصادر. هذا هو منهج التفكير العلمي والعقالنيوالرشيد من خالل المنظور المستقبلي.

- زيادة حجم تجارتها الخارجية وغزو األسواق العالمية بالسلع الصينية المتنوعة2 الجودة حسب رغبات كل سوق واحتياجاته. هذا الحجم من التجارة والصادرات

هو الذي يساعدها في توفير األموال من العمالت الصعبة الستيراد النفط، ويحول دون حدوث عجز مزمن ومتضخم في ميزانها يؤثر سلبا على نموها االقتصادي،

ويساعد على تأمين احتياطات مالية. - حث الدول األخرى على تمويل التنمية في الصين من خالل االستثمارات3

المباشرة أو المشروعات المشتركة، وخصوصا في الصناعات النفطية بمنتجاتها المختلفة وبهذا تضمن ارتباطا مستمرا ومصلحة مشتركة ومنفعة متبادلة سواء

مع الدول التجارية أو النفطية. 

ثالثا: مواقف الصين تجاه قضايا المنطقة العربية تتلخص وجهات نظر بعض الباحثين الصينيين حول بعض الدول العربية الفاعلة

في ما يلي، )مع التركيز على [36]والقضايا المهمة في منطقة الشرق االوسطالملف النووي اإليراني، ومجريات األحداث في سوريا والموقف الدولي منها(:

-عالقة الصين مع المملكة العربية السعودية1

تتسم عالقة الصين بالمملكة العربية السعودية في المرحلة الراهنة ببعض  التوجس من صانعي السياسة الخاريجية، خصوصا إزاء التحركات اإلحتجاجية التي

تحولت إلى أعمال عنف لمسلمي اإليغور في إقيلم سنج يانغ، وفي غيرها من المناطق ذات األغلبية المسلمة من ضواحي بكين والمناطق الجنوبية الغربية

للبالد. وقد تحدثت بعض السلطات الصينية المحلية في لقاءات داخلية مع مسؤولين سياسيين وأمنيين صينيين عن مخاوفها من إمكان أن تكون بعض

الجهات المتشددة التي تأثرت ببعض التيارات التكفيرية من القاعدة أو غيرها من التيارات األصولية في المملكة العربية السعودية، قد أدت دورا داعما لهذه

التحركات التي تقوم بها جهات إسالمية في الصين. وهناك اتهامات لم تظهر إلى العلن من قبل القادة الصينيين لبعض التيارات 

الوهابية أو المتشددة بتغذية المتطرفين في المناطق ذات أألغلبية المسلمة، وتشجيعهم على الحراك والعصيان، حيث تطالب هذه المجموعات باعطائها نوعامن االستقاللية والمزيد من الحريات وبتحسين أوضاعها اإلقتصادية-اإلجتماعية.

  تجاه ما يسمى عملية السالم في الشرق - الموقف الصيني2

األوسط كان الموقف الصيني ولم يزل موقفا ملتبسا تجاه قضية الصراع العربي

اإلسرائيلي، إذ تمسك الصين بالعصا في هذه القضية من وسطها. فمن جهة تقدم المساعدات وتستقبل الوفود الفلسطينية بالترحاب في بكين وشنغهاي وغيرهما.

وبالمقابل تسعى بشكل حثيث إلى االستفادة بالحدود القصوى في أكثر من مجالتقني وعسكري من خالل العالقة مع الكيان الصهيوني.

ويعتقد الخبراء الصينيون في محاضراتهم أو في تقاريرهم السياسية بشكل عام، أن األراضي العربية المحتلة ال يمكن استعادتها بوسيلة عسكرية. والبد من اللجوء

إلى الطريقة السياسية نتيجة لتقابل القوة العسكرية بين الطرف العربي والطرف االسرائيلي، وحصول إسرائيل على تأييد الواليات المتحدة البالغ لها.

ولكن عملية السالم في الشرق األوسط لن ترجع إلى الوراء، والطريق إلىاألمام سيكون دائما متعرجا.

وعادل وينظر معظم المسؤولين الصينيين نظرة المتشائم في إيجاد حل شامل معقدة نسبيا وقد تستمر للقضية العربية اإلسرائيلية، فيعتقدون أن هذه القضية

لعدة سنوات من دون أن تجد حال لها ويقف بعض علماء السياسة موقف المتفائل من ذلك، كما يرى معظم العلماء والمحللين السياسيين واإلستراتيجيين الصينيين، أن على إسرائيل أن تنسحب من جميع االراضي العربية المحتلة، وهذا

الشرط ضروري إليجاد بيئة مالئمة تساعد على الوصول إلى تسوية عادلة للقضيةالفلسطينية.

 - القضايا العالقة من حرب الخليج3 يعتقد الصينيون أن القضايا العالقة من حرب الخليج يجب أن تحPل من خالل 

اإلطار السياسي، وفق قرارات مجلس األمن لألمم المتحدة، حيث رفض الصينيون الحصار األميركي المفروض على العراق بشدة، كما أدانوا الهجوم

والتواجد العسكري للقوات األميركية هناك حتى اليوم.2003األميركي في العام وكل ذلك يعتبرونه تدخال فظا في الشؤون الداخلية العراقية. ونظام الحكم لدولة

ما، هو مسألة يقررها شعب هذه الدولة بنفسه، وليس على أساس مبادئالواليات المتحدة المزعومة بالديمقراطية وحقوق اإلنسان.

لقد سعت الصين إلى ما يسميه األتراك عالقات " صفر مشاكل" مع الخارج، غير  أنه أصبح من الصعب أكثر فأكثر عليها أن تحافظ على مثل هذه السياسة، األمر

الذي يعكسه بوضوح موقفها الدبلوماسي إزاء األحداث في الشرق األوسط.2012طوال العام

وقد اتخذت الصين موقفا حياديا إزاء التصويت في مجلس األمن على فرض  ، على الرغم من هواجسها وإستيائها2011منطقة حظر جوي فوق ليبيا في آذار

حيال مبدأ التدخل العسكري بقيادة حلف شمال األطلسي، لكنها في مقابل ذلك، كانت مستعدة إلستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي إقترحه أربعة اعضاء

أوروبيين في مجلس األمن، والذي قضى بفرض عقوبات على سوريا في أواخر ، ما شكل عالمة فارقة في تطور المواقف الصينية ، إزاء مجريات2011العام

األحداث في المنطقة العربية . 

- األصوليات4 يرى المختصون الصينيون أن االصوليات بشكل عام، تحمل هدفا سياسيا وتتصف 

بسياسة قوية وربما عنفية أحيانا. والصين في ذلك ال تفرق كثيرا بين الدالي الما في تحركاته السياسية التي تختزن بعدا راديكاليا وبين األصوليات اإلسالمية التي

تريد أن تجعل اإلسالم هو الذي يحكم. أو بعبارة أخرى إطالق نظرية حكم )اإلسالم السياسي(. ويمكن أن تنقسم األصولية اإلسالمية حسب ظواهرها إلى

ثالثة أنواع: الراديكالية، المعتدلة، الشرعية. والصين تخشى من تفشي األصوليات سواء اإلسالمية أو تلك الموجودة على األراضي الصينية كما هو الحال بالنسبة للدالي الما. ففي حالة )الدالي الما(

تخاطب الصين الغرب بضرورة التنبه لخطره سواء على الصين، كما على غيره من الدول الحديثة. والصين تعتبر أن الغرب يستخدم حالة الدالي الما ألهداف

سياسية ترتبط بتشويه صورة الصين في موضوع الحريات. ودوائر القرار الصينية تؤكد أن خطر هذا الوضع يصيب رعاة هذه التحركات كما الدول التي يستهدفونها

بتحركاتهم. وفي طريقة التعاطي مع الحركات األصولية المتصاعدة، فإن المفكرين الصينيين

ال يرون مشكلة في التعايش مع اإلسالم المعتدل الذي ينضوي تحت لواء الشرعية واحترام القوانين واألنظمة، مع مراعاة خصوصيات المجتمعات والشرائح اإلجتماعية والتقاليد للدول التي تنضوي تحتها فئات كبيرة من

المسلمين. وهم يضربون المثل عن الحرية الدينية التي يعيشها مسلمو الصين.[37]منذ سنوات طويلة في ظل الدولة

ولكن الخبراء الصينيين يميلون إلى نبذ العنف كسبيل للوصول إلى السلطة، وال يرون أن معالجة موضوع الحركات اإلسالمية األصولية أو التكفيرية يجب أن يتم بالقمع والقهر السياسي واألمني والتضييق على الحريات ..الخ ، فهذا قد يدفع

إلى وجود حركات أصولية أشد تطرفا من منطلق ردة الفعل. وعليه يخلص الخبراء الصينيون إلى نتيجة مفادها ضرورة منع أسباب التطرف، وعدم إيجاد

الذرائع للحركات المتطرفة، من خالل إيجاد بيئات مؤاتية من الناحيتين اإلقتصاديةواإلجتماعية، بما يرفع نسب النمو ويحارب ظواهر الفقر والتخلف بجميع أشكالها.

 

- نزاع الدول الكبرى على الشرق األوسط5 تعتبر منطقة الشرق األوسط من أكثر المناطق التي كانت القوتان العظميان 

الواليات المتحدة االميركية واالتحاد السوفياتي سابقا، تتنافسان فيها بشكل دائم وبأساليب مختلفة من الصراع والتنافس. وقد تصل التوترات بين قطبي العالم

في تلك المرحلة إلى تغذية الحروب وإشعالها على غرار ما حصل في مرحلة ما بين أواسط الخمسينيات وأواخر الثمانينيات. ولكن الواليات المتحدة قد أصبحت

القوة العظمى الوحيدة في هذه المنطقة في مطلع التسعينيات بعد الحرب الباردة، مما خفف من حدة الصدام بعد زوال الثنائية القطبية، إال أنه عزز –

بالمقابل- من إندفاعة المطامع األميركية، وجعلها تخوض في سياسات متهورةوخطوات غير مدروسة، ترفع من سخونة األوضاع في المنطقة وتزيد في توترها.

ويرى المحللون الصيينون أنه يصعب إيجاد حل لكثير من القضايا المهمة  االقليمية مثل القضية الفلسطينية من دون مشاركة الواليات المتحدة، وتأييدها

كراع نزيه ومحايد في أي تسوية قد تبحث، وفي الوقت نفسه يرى الخبراء الصينيون أن الواليات المتحدة أصبحت سببا من األسباب التي تؤدي بهذه

المنطقة إلى اضطرابات وتوترات، نتيجة تمسكها بنزعة الهيمنة وسياسة القوةوالمقياس المزدوج تجاه الطرفين العربي واإلسرائيلي.

ويعتقد المسؤولون الصينيون أن بعض السياسات التي تتبعها الواليات المتحدة في الشرق األوسط، تعرضت للفشل ولم تلق تأييدا أو استجابة من الشعوب،

وليس من الممكن أن تتصرف الواليات المتحدة على هواها في الشرق األوسط. -المواقف الصينية من إيران وبرنامجها النووي٦

الموقف الصيني يعارض بشدة فرض عقوبات جديدة على إيران، تضر بالشعب اإليراني. وفي الواقع تستند الصين في موقفها على أسباب ذات طبيعة إقتصادية

بحتة تصب مباشرة في المصالح اإلستراتيجية الصينية . فكما هو معروف تعتبر إيران ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين – التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك

للطاقة في العالم – حيث تأتي أنغوال في المرتبة األولى. كما تعتبر الصين من أكبر المستثمرين في قطاع النفط والغاز اإليراني، مع رغبة شركات الطاقة الصينية المملوكة من قبل الحكومة، بزيادة حجم استثماراتها في

مجال منشآت تكرير النفط اإليرانية. فقد وقعت شركة )سي ان بي سي( - واحدة من أكبر شركات الطاقة الصينية - عقدا لتطوير المرحلة الحادية عشرة من مشروع بارس للغاز جنوب إيران، كما حصلت على عقد آخر لتطوير حقل

ألف برميل يوميا.120آزاديغان شمال إيران لرفع معدل اإلنتاج فيه إلى وتشير مصادر صناعة الطاقة العالمية إلى أن الصين تبيع البنزين إلى إيران

بسبب إفتقار األخيرة إلى إمكانات التكرير التي تلبي حاجاتها المحلية من هذه المادة، على الرغم من أن سجالت التصدير الصينية ال تظهر أي شحنة من هذا

النوع إلى إيران ، ما يؤشر إلى احتمال تصديرها عبر وسطاء، بما ال يؤثر –ظاهريا- على الحظر المفروض على إيران في هذا المجال.

وعلى الرغم من العالقات المتميزة بين الصين وإيران، فالصين تحاول إمساك العصا من المنتصف في ما يتعلق بالملف النووي، فهي من جهة أيدت بعض

( الذي يتضمن فرض عقوبات على1803القرارات الدولية )وآخرها القرار رقم إيران، ومن جهة ثانية نادت بضرورة إستخدام الدبلوماسية لحل األزمة، من دون

اللجوء إلى عقوبات تضر بقطاع الطاقة اإليراني وبالتالي مصالح الصين النفطيةمع إيران.

وسعت الخارجية الصينية إلى إضعاف المزيد من التكهنات بفرض المزيد من ،20/3/2012العقوبات على إيران، بعدما أبلغت القوى الخمس الكبرى بتاريخ

بأن ممارسة المزيد من الضغوط على طهران لن يقنعها بإيقاف برنامجها النووي. جاء ذلك في وقت أيدت مجموعة الدول الثماني الكبرى السياسة األميركية بإعطاء إيران فرصة للتفاوض بشأن برنامجها النووي، في حين أبدت إيران إلتزامها وقف اإلنتشار النووي، ووضعت شروطا للتفاوض مع الدول الست

الكبرى حول برنامجها النووي، على الرغم من تلميحات الدول الكبرى بتشديدالعقوبات على طهران، في حال ثبت سعي إيران لصنع قنبلة نووية.

أما بالنسبة للموقف الروسي، فإن فيه بعض الغموض وهو شبيه إلى حدود بعيدةبالموقف الصيني الذي يضع مصالحه فوق كل اعتبار، ففي حين تعارض روسيا – بالعلن- موضوع إنتشار األسلحة النووية، ويبدو أن موقفها يستبطن توجها مضادا

لفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، تضر بالشعب اإليراني. وهذا ما يشير إلى أن الجانب الروسي قد فقد التأثير والسيطرة على

القرار السياسي اإليراني، في ما يتعلق بالملف النووي اإليراني، وأنها ال تستطيعالتخلي عن اإللتزامات الروسية إليران.

وبالعودة إلى الموقف الصيني، وتأكيدا على موقف الصين الذي ال يشعر باإلرتياح التباع نهج صارم تجاه إيران، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ) جيانغ

: "إن العقوبات وممارسة13/8/2012يو( في مؤتمر صحافي في بكين بتاريخ الضغط ليست السبيل الوحيد لحل المشاكل ولن تساعد الجهود الدبلوماسية

الحالية التي تبذل لحل المسألة النووية اإليرانية". وكرر وزير الخارجية الصيني )يانغ جي تشي( في تصريحات لوكالة أنباء الصين 

الجديدة الرسمية )شنخوا( موقف بالده بأن الحل األفضل لقضية البرنامج النووي اإليراني يأتي من خالل الحوار. وبالمحصلة، هناك توجهات دولية متفاوتة تجاه الملف النووي اإليراني. والمؤشرات كلها، تكشف لنا أن إيران استطاعت أن تستفيد من مختلف التناقضات الموجودة في الساحة العالمية، وإدارة ملفها

النووي بحكمة سياسية وحنكة، أدهشت العديد من الباحثين السياسييين، واستطاعت أيضا االستفادة من عالقاتها اإلقتصادية مع عدد من دول العالم من

خالل ربط الملف النووي بمصالحها الدولية، واستطاعت بفضل الموقف الصينيوالروسي من أن تفشل عددا من القرارات الدولية بفرض العقوبات عليها.

 - الموقف الصيني تجاه مجريات األحداث في سوريا٧ لقد كان الفتا جدا الموقف الصيني الذي تناغم مع الموقف الروسي بإستخدام 

حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذي جرى اقتراحه في مجلس األمن، . إلى جانب ذلك2011والذي قضى بفرض عقوبات على سوريا في أواخر العام

فقد كرس الفيتو الثاني الذي استخدمته الصين إلى جانب روسيا في أوائل شباط ، موقفها الرافض ألي تدخل غربي في سوريا. وقد شكلت هذه المواقف2013

عالمة فارقة على المسرح الدولي الذي أخذت معالمه تتضح من خالل توزيع جديد لمراكز القوى ولهيكل القوى العالمي، حيث تشكل كل من الصين وروسيا

أحد أبرز زوايا أركانه.

وقد دافعت الصين عن إستخدامها حق النقض باعتبارها إياه وسيلة للحؤول دون تدخل غربي آخر، ترى أنه أسفر عن "مصائب" في أفغانستان والعراق. كما أن الصين تشعر بأن حلف شمالي األطلسي "أساء استخدام" قرار مجلس األمن

بفرض منطقة حظر جوية فوق ليبيا، إذ إنه لم يستعمل قوة سالحه لحماية المدنيين فقط، بل استعمله لمساعدة طرف واحد في الحرب األهلية وإلسقاط

نظام القذافي. هذا في ظاهر األمر، لكن يجب النظر إلى الفيتو من منظار أوسع، أي انطالقا من

استياء الصين المتزايد حيال ما تعتبره سياسة أميركية هدفها حرمانها الوصول إلى مصادر الطاقة في الشرق األوسط. وقد أتى إعالن الرئيس األميركي باراك

أوباما، في أوائل كانون الثاني، عن مراجعة دفاعية تحPول تركيز القوات المسلحة األميركية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادىء، ليرسخ االعتقاد بقيام سياسة

مناهضة للصين. فكانت النتيجة معارضة الصين الصريحة القتراح الوالياتالمتحدة فرض حظر على استيراد النفط اإليراني.

ويميل الكثير من المحللين إلى أن المعضلة األساس بالنسبة للصين، تكمن في كيفية ممارسة نفوذها في الشرق األوسط. ومن المستبعد أن تبدأ بممارسة

نفوذها العسكري في المنطقة قريبا. وبالتالي فإن الخيار الحقيقي الوحيد أمامها، هو ممارسة دبلوماسيتها الناعمة أو قوتها الناعمة من خالل عرضها بناء عالقات

إقتصادية وسياسية، تقوم على التعاون واحترام السيادة واالعتراف بها بشكل متبادل، وهذا ما يفتح لها الباب من الناحية اإلقتصادية للتغلغل والحضور في

المنطقة بأكثر من شكل أو نشاط. إن المواقف الصينية تجاه أحداث سوريا وخصوصا في مجلس األمن، تطرح سؤاال

مؤداه، هو كيف ستوازن الصين بين مصالحها االقتصادية المتنامية في المنطقة، ورغبتها في البقاء على الحياد؟ خصوصا أن الصين أصبحت ثاني إقتصاد على

مستوى العالم، وبدأ معدل اإلنفاق العسكري الصيني يتزايد بشكل ملفت للنظر مليار دوالر، ليأتي بالمرتبة119 إلى 2010في السنوات األخيرة ليصل في العام

الثانية عالميا بعد الواليات المتحدة التي يصل إنفاقها العسكري إلى أكثر من خمسة أضعاف اإلنفاق العسكري للصين فيما أشارت تقارير أميركية مؤخرا إلى

.[38]أن الترسانة النووية الصينية قد تكون أكبر حجما مما هو معلوم إن التساؤل البدهي اإلضافي في هذه الحالة، يدور حول ما إذا كان العالم على

أعتاب حرب باردة جديدة، أم إن ما يجري ال يخرج عن مظاهر التنافس الذيغالبا ما يصبغ العالقات الدولية؟

وهنا نميل إلى القول بأن ما سيحدث ال يخرج عن كونه نمطا من أنماط التنافس الحاد بين قطبين عالميين، أحدهما في تصاعد بينما اآلخر في حالة تراجع. وفي

هذا السياق يرى بعض الباحثين في مجال العالقات الدولية أن الخالف بين القوى الدولية، قد ال يكون حول طبيعة النظام الدولي القائم بقدر ما يتركز حول توزيع

ما إذا أخذنا باإلعتبار القوى العالمية القوة والسلطة والنفوذ في داخله، والسي الصاعدة، مستفيدة من األطر والقواعد الحالية التي تحكم النظام اإلقتصادي

والعالم الرأسمالي، وتحقق في ظله معدالت نمو مرتفعة مقارنة بالقوى % في10 و6الرأسمالية الغربية الكبرى. تراوحت معدالت النمو هذه بين

السنوات األخيرة، أي أن القوى العالمية الصاعدة سوف تطالب بدور أكبر في ما يتعلق بالسياسة الدولية، والتأثير في دينامياتها المختلفة من خالل ما هو قائم من

تنظيمات وأطر دولية.

وفي الخالصة، تكمن اإلجابة عن جميع التساؤالت والمعطيات أعاله، من خالل فهم المنهج الواقعي في العالقات الدولية، الذي ينظر بشكل رئيسي إلى

السياسة الدولية كساحة للتنافس والصراع من أجل القوة والمصلحة، وبالتالي يصبح فهم توازنات القوة الدولية واالعتبارات المصلحية محددا رئيسا لفهم

ما في ما يتعلق العالقات المستقبلية بين المنطقة العربية والقوى الكبرى، والسي بمسائل النفوذ والهيمنة. وتتوقف اإلجابة عن هذا التساؤل على ثالثة عوامل

رئيسة: أوال، نمط العالقات والتوازنات المستجدة والمتفاعلة بين القوى الدولية؛ ثانيا، مسار التغيير السياسي في حراك المجتمعات العربية؛ ثالثا أهمية العالم

العربي الجيوستراتيجية واإلقتصادية بالنسبة للقوى الكبرى.  للمزيد حول أبعاد الطموحات الصينية في المنطقة العربية، راجع مقالة   -[30]

"السياسة الخارجية الصينية الجديدة في الشرق تحت عنوان على الموقع اإللكتروني لمركز05/09/2009، منشورة بتاريخ األوسط"

إفريقية للدراسات والبحوث السياسية على شبكة اإلنترنت:http://www.ifriqiyah.com/cms/content/view/4307/325/

  "تحليل ودراسة العالقات بين  لي وي جيان، مقالة تحت عنوان   -[31]

،145، مجلة السياسة الدولية، العدد رقم الصين ودول الشرق األوسط"، منشورة على شبكة اإلنترنت:2001إصدار شهر تموز

http://www.f-law.net/law/showthread.php/48080  "هل الصين تتجه الى اتباع  راجع: فارس بريزات، مقالة تحت عنوان   -[32]

،سياسة مناقضة لسياسات الواليات المتحدة في المنطقة العربية؟" منشورة على الموقع اإللكتروني لمركز السالم للثقافة الدبلوماسية نقال عن

مركز الدراسات الدولية واالستراتيجية في واشنطن على شبكة اإلنترنت:http://www.siironline.org/alabwab/diplomacy-center/019.html

  ، صحيفة"الصين وتحدي النفط "  تحت عنوان  محمد القويدر ،  مقالة  - [33]

.13، ص 13/8/2009 تاريخ 6416عكاظ ، العدد   "استراتيجيات الصين  علي حسين باكير، مقالة تحت عنوان   -[34]

على شبكة اإلنترنت نقال عن مجلة31/05/2006، منشورة بتاريخ النفطية".20/05/2005العصر بتاريخ

 .28 المرجع ذاته، ص    -[35]  من محاضرة للسفير لي هو، مساعد وزير الخارجية الصيني والباحث في   -[36]

"المواقف الدولية تجاه مجريات الشؤون الدولية ، في ندوة حوارية حول.2013، معهد البحوث األفرو- آسيوية ، آب األحداث العالمية في بكين"

 

"المسلمون في ظل الدولة الصينية وكيف  وكالة شنخوا الصينية،   -[37] . إذ تركز وسائل اإلعالم الصينية عن هامش الحريات التيينعمون بالحريات"

توفرها السلطات الصينية لألقلية المسلمة في البالد.  "اإلستراتيجية األميركية في آ سيا: هل  خالد بن نايف الهباس،   -[38]

11، ص25/12/2011، جريدة الحياة تحمل نذر حرب باردة جديدة؟"مجلة الدفاع الوطني البناني

http://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/الصين والتحوالت الدولية وحماية تجربة اإلصالح اإلقتصادي

2015 - كانون الثاني 91العدد  الصين والتحوالت الدولية وحماية تجربة اإلصالح اإلقتصادي

 إعداد: د. نبيPل سPPرور

 خاتمة

في إطار العالقات الخارجية، يبدو أن الصين تمضي بخطى ثابتة، تحكمها المصلحة والوعي الجيوسياسي الجديد، الذي يتطلب حنكة دبلوماسية عالية،

فالصين كانت معروفة بتمردها على مبادىء العالقات الدولية، كما كان الحال في "ماو تسي تونغ". فترة

إال أنها في السنوات األخيرة، اتخذت استراتيجية خارجية محورها تطوير الحوار والتنمية على المستوى الدولي، وتغليب البعد البراغماتي على البعد اإليديولوجي، كسياسة تتبعها مع دول الجوار اإلقليمي، وتتجنب المواجهة مع الواليات المتحدة

األميركية، وتوسيع نفوذها في العالقات الدولية عن طريق االنخراط في التكتالت اإلقليمية اآلسيوية كقمة شانغهاي، التي تضم روسيا والصين وبعض الجمهوريات

الوسطى، وكذلك االنخراط في مجموعة البريكس )التي تضم كال من الصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل( ما سيوفر للصPين مركPPزا إقليمPيا

ما أن هذه المنظمات تتطور بثبات، من رابطة إقتصادية إلى كيان  مؤثPرا، والسيإقليمي- دولي ذات تطلعات سياسية واقتصادية طموحة.

بالنسبة إلى السياسة الخارجية الصينية تجاه أحداث المنطقة العربية، وما سمي بثورات الربيع العربي التي عرفها العديد من الدول العربية، فالمعيار األساس

للصين كان حماية مصالحها تجاه األحداث التجارية، وهي من أجل ذلك شجعت القوى المتصارعة على التحاور وبناء جسور الثقة، من أجل بناء اإلستقرار

الداخلي، الذي تعتبره الصين بيئة صالحة ألي جهد إنمائي واقتصادي. وموقفها تجاه العقوبات المفروضة على الجمهورية اإلسالمية كان يصب في هذا االتجاه،

حيث واصلت تبادالتها التجارية مع إيران على مدى عقدين من الزمن على الرغم من العقوبات المفروضة. وفي أحداث سوريا إنطلقت من هذا البعد الذي يرى أن

الصراع في هذا البلد، يجب أن يحل من خالل تحاور الفرقاء للوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة، وهي وقفت إلى جانب الموقف الروسي في مجلس األمن، في وجه أي تدخل دولي ضد النظام السوري، ولم يتطور هذا الموقف إلى أبعاد أكبر

كالتدخل العسكري أو دعم النظام السوري بشكل واضح، في معركته ضدالمعارضة المدعومة بقوة من دول إقليمية ومن دول كبرى.

 

هذه الخصائص الجديدة تجد تعبيرا لها في العالقات الصينية العربية أيضا. مع      زيادة قوة الصين وارتفاع مكانتها الدولية وامتداد مصالحها إلى خارج حدودها، أضحت

منطقة الشرق األوسط، التي تمثل الدول العربية جل دولها، ذات أهمية خاصة فيسياسة الصين الخارجية، يتمثل ذلك رئيسيا في ما يلي:-

- أصبحت منطقة الشرق األوسط جزءا من استراتيجية الجوار الموسع الصينية؛1- بترول الشرق األوسط وعالقته بأمن الطاقة الصيني؛2 - سوق الشرق األوسط الكبيرة للبضائع والتكنولوجيا الصينية؛3 - دول الشرق األوسط تمثل موارد سياسية يمكن أن تستفيد منها الصين على4

الساحة الدولية.

اليوم يواجه زعماء الصين مأزقا يبدو أنه سيدفعهم حتما إلى إجراء تعديالت واسعة على سياساتهم الخارجية الحالية وبشكل يعيدها نسبيا الى ما كانت عليه زمن المعلم »ماو«. وهذا المأزق يتمثل في تزايد األنشطة اإلرهابية حول العالم

وانخراط المئات من الصينيين فيها، األمر الذي يعني تهديدا لمصالح البالد الداخلية والخارجية. صحيح أن الصين كانت مستهدفة باألعمال اإلرهابية من قبل تنظيم

القاعدة وحليفتها »حركة تركستان الشرقية اإلسالمية« أيام حكم طالبان ألفغانستان التي تحدها من الغرب، لكن تلك األعمال كانت محدودة، وأمكن

التصدي لها بنجاح عبر التعاون مع جنراالت الحليف الباكستاني الذين كانت لهمدالة على زعماء طالبان فكانت أوامرهم بمنع مشاغبة الصين مستجابة.

أما الوضع الحالي فهو مختلف كليا بعدما أدى ما يسPمى بP»ثورات الربيع العربي« إلى حالة من الفوضى والنزاعات الطائفية والعرقية والقبلية، وظهور حركات ارهابية بالغة التطرف في منطقة الشرق األوسط التي تعتبر أحد أهم

مناطق العالم بالنسبة للصين لجهة التصدير واستيراد الطاقة. وكما هو معروف فإن هذه الحركات كداعش وأخواتها تمكنت من السيطرة على اجزاء واسعة من العراق وبالد الشام، وجذب المئات من الصينيين المسلمين )خصوصا ممن عملواP تركستان الشرقية P في تنظيم القاعدة سابقا من المنحدرين من إقليم شينغيانغ ذي األغلبية اإليغورية الناطقة بالتركية( للقتال في صفوفها أوال، وربما الستخدامها

الحقا في أحداث القالقل واالضطرابات داخل الصين. ولعل أفضل األدلة على جزع القيادة الصينية وتخوفها من احتمال عودة مواطنيها المقاتلين في صفوف "داعش" إلى الصين وهم يحملون خبرات قتالية وإمكانيات

تعبوية قادرة على استهداف األمن واالستقرار الداخلي هو تصريحات المبعوث

الصيني إلى الشرق األوسط »وو سيكي« بهذا المعنى، ناهيك عن اللقاءات التي جمعت مسؤولين صينيين رفيعي المستوى بنظرائهم األميركيين مؤخرا للتباحث

في موضوع التنسيق والتعاون االستخباراتي من أجل مطاردة المتطرفينواالرهابيين أينما وجدوا، وتجفيف مصادرهم المالية، والتضييق عليهم.

وألن الصين تفتقد القوانين والتشريعات المنظمة ألطر التدخل ضد مصادر الخطر اإلرهابي في الخارج، وألن قادة الجيش األحمر لطالما اشتكوا من ذلك وضغطوا

على قيادتهم السياسية من أجله، فإن بكين أعدت مؤخرا مسودة قانون لمكافحة اإلرهاب يشتمل على بنود كثيرة، ومنها ما يجيز ألول مرة لقادة البالد والحزب

الحاكم إرسال قوات عسكرية وأمنية إلى مناطق النزاعات والصراعات فيالخارج للمشاركة في مكافحة الجماعات اإلرهابية.

وهذا وحده يكفي دليال على تبدل السياسة الخارجية للصين، ويشير أيضا إلى تغيير في عقيدتها العسكرية. وجملة القول إن صين »ماو« كانت بسياساتها

الخارجية تمارس اإلرهاب وتزرع الفتن في العالم، بينما الصين الحالية تسعى من خالل تغيير توجهاتها الخارجية إلى المشاركة في مكافحة اإلرهاب، حتى وإن

انتقدها البعض -مثل المركز الدولي لبحوث السالم في استوكهولم- بالقول إنها تساهم في توتير األوضاع وانفالت األمن في أكثر من مكان في العالم عبر ما

تصدره من أسلحة، تجد طريقها في نهاية المطاف إلى أيدي الجماعات % من صادرات السالح الصينية تتجه إلى68الميليشياوية المقاتلة، خصوصا وأن

بلدان منفلتة أمنية وتشكو من وجود تنظيمات خارجة على القانون مثل باكستانوبنغالديش وبورما وبعض دول إفريقيا السوداء.

مقال الصين والتغيير الناعم في إفريقيا.. “العولمة البديلة” عند تناول البحثافريقيا

_