13

Click here to load reader

الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم
Page 2: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

٥وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

اإلميان باليوم اآلخر وآثره يف حياة املسلم

احلمد هللا رب العاملني، والصالة والسالم على رسول اهللا خامت النبيني، وعلى آله وصحبه ومن وااله إىل يوم الدينز

أن هـذه – أخي املسلم وأخيت املسـلمة –فاعلم : أما بعدـ وفقكم –مهداة إليكم » تذكرة ونصيحة«الرسالة ب اهللا ملـا حيلعلها تذكرنا وإياكم باليوم اآلخر ذلك اليوم العصـيب –ويرضى

إلـا * يوم لا ينفع مال ولا بنون {: الذي قال عنه سبحانه وتعاىل .]٨٩، ٨٨: الشعراء[ }من أتى الله بقلب سليم

إن هذه التذكرة غالية عزيزة يف زمان ال ينصح الناس فيـه وال ون، وال بغريهم يتعظون، وال مبن مات يعتربون، وهم يف غفلة ينتصح

نائمون؛ أشغلهم حب الدنيا ونعيمها وزهرهتا عن طلـب اآلخـرة وابتغائها، وهذه الدنيا دار فانية واآلخرة دار باقية، والعاقل من عمل ملا

: بعد املوت لدار اخللود اليت ال موت فيها؛ اجلنة أو النار، قال تعـاىل .]١٨٥: آل عمران[ }الحياة الدنيا إلا متاع الغروروما {

وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند {: وقال .]٣٥: الزخرف[ }ربك للمتقني

Page 3: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ٦

اليوم اآلخر: قال اهللا تبارك وتعاىل يف كتابه العزيز عـن اليـوم اآلخـر

فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفـس مـا { .]٣٩: النبأ[ }كسبت وهم لا يظلمون

اليوم اآلخر هو مرحلة خطرية يف حياة اإلنسان، وهو ميثل مـا حيدث له منذ ساعة بعثه بعد املوت إىل أن يستقر يف اجلنة أو النار،

اللة على آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم ال آخر له مـن وهو دألنه ال يـوم : احلياة الثانية اليت ال هناية هلا، وهلذا مسي باليوم اآلخر

بعده، حيث يستقر أهل اجلنة يف اجلنة، وأهل النار يف النار، واليوم يعين يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب واجلـزاء، : اآلخر

رغم من أمهية احلديث عن أهوال القيامة إال أنه صار غريبا وعلى العند كثري من الناس الذين شغلوا حياهتم باللعب واللهو والغفلـة؛ فنسوا أن هذه احلياة ما هي إال مرحلة، وبعدها مـوت، وأن وراء املوت قربا، وأن وراء القرب أهواال عصيبة وحسابا عسريا ال ينجـو

.الصادقونمنه إال املؤمنون أعرض لك بصورة موجزة مراحل اليوم –أخي يف اهللا -وهنا

اآلخر؛ علها توقظنا من غفلتنا فنستعد هلذا اليوم اخلطري باألعمـال الصاحلة، ونتزود من دنيانا أعماال تنفعنا يف ذلك الوقت العصيب،

أثر هذا اإلميان ؛ للنظر يف أنفسنا هل وجد فينا -أيضا –وأعرض ثر أو ال؟ فإن وجد محدنا اهللا، وإن مل يوجد سعينا إلجياده، هذا األ

.واهللا املستعان

Page 4: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

٧وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

آثار اإلميان باليوم اآلخرلإلميان باليوم اآلخر آثار يف حاة املسلم خيفى أمرها إال علـى

:العارفني؛ ومنهامن أيقن منا باليوم اآلخر فإنه ال شـك : احلياة الكرمية -١

ويقبل عليه، وينفر من املعاصي والقبائح؛ سيعمل لطاعة اهللا تعاىل، .فيحيا احلياة الكرمية السعيدة

ال شك أن املؤمن بـاليوم :التأين يف األعمال واألقوال -٢اآلخر الذي يعلم أنه سيحاسب على كل شـيء؛ سـوف يتـأىن

.ويتروى يف أعماله وأقواله؛ فال يعمل وال يقول إال خريان الذي يعلم ما حيـدث يف إ :اإلكثار من العمل الصاحل -٣

ذلك اليوم العصيب، وأنه ال ينجيه إال العمل الصاحل؛ سيبادر إليـه بكل أنواعه من صالة، وصدقة، وصيام، وأمر باملعروف وهني عـن

.املنكر، ومعاملة حسنة للناسوال شك أن من علم ما أعده اهللا : إيثار اآلخر على الدنيا -٤

م، وللكافرين من العذاب املسـتمر؛ تعاىل للمؤمنني من النعيم الدائفإنه سيحتقر هذه الدنيا، ويوقن أهنا دار مؤقتة، فيزهد فيهـا، وال يصيبه هم وال غم بسببها، ويسعى للفوز باآلخرة، وهي واهللا الـيت

.تستحق العمل والتعب وبذل اجلهد من أجلها، واهللا املستعان

Page 5: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ٨

وتــاملنيا واآلخرة، وهو أمـر املوت هو املرحلة الفاصلة بني حياة الد

حتمي البد منه، واهللا تعاىل كتبه على كل حي يف هذه الدنيا الـيت ستزول وتفىن ال حمالة؛ ألن يف املوت إظهارا لقـدرة اهللا تعـاىل،

.وبرهانا على البعث، ودليال على الوقوف أمام رب العاملنيتوفون أجوركم كل نفس ذائقة الموت وإنما {: قال تعاىل

يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فـاز ومـا .]١٨٥: آل عمران[ }الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

واملوت يعين فراق األهل والولد واملال واجلاه، وكل مظـاهر ويرى امليت املالئكة عند املوت؛ فإن كان مؤمنا هذه احلياة الفانية،

فهي تبشره اخلري، وإن كان كافرا أو فاسقا فهي تبشـره بالسـوء والعياذ باهللا، فإذا بلغت روحه احللقوم غلقت أمامه أبواب التوبـة، وختم على عمله؛ إن خريا فخري، وإن شر فشر، وحيسن بـاملؤمن

: ى العمل الصاحل، قـال الـنيب تذكر املوت دائما؛ ألنه يعني عل .]الترمذي: صحيح[املوت : يعين» م اللذاتزأكثروا ذكر ها«

).من مات فقد قامت قيامته: (وقد قيلوإن خطر املوت جد عظيم، وحقيقة قاسية تواجه كل حـي، فال ميلك أحد ردها، وإنه واهللا ساعة رهيبة، ما خاف من عاقبتـه

ل هلا، وما هلا عنه أحد إال حتسـر أحد إال وجنا، عندما تذكرها فعموندم حني قرب أجله ودنا فراقه، وإمنا غفل الناس عنه لقلة تفكرهم وتذكرهم له، ومن يذكره منهم إمنا يذكره بقلب غافل؛ فلهـذا ال

Page 6: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

٩وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

تلني قلوهبم بذكره، وإهنا الساعة احلامسة اليت يتمىن الكثريون أن ال ن كيـف؟ وأىن هلـم ولك!! يذوقوا كأسها، وال يشربون مرارهتا

وجاءت سكرة الموت بالحق ذلـك مـا {: قال تعاىل!! ذلك؟ .]١٩: ق[ }كنت منه تحيد

قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثـم {: وقال }بئكم بما كنتم تعملـون تردون إلى عالم الغيب والشهادة فين

.]٨: اجلمعة[ ربـالق

هو ذلك املكان الضيق املظلم الذي يكون حتت األرض، : القربويضم بني جونبه جثث املوتى، وهو بيت الوحدة، ودار الوحشـة،

» منظرا قط إال والقـرب أفظـع منـه ما رأيت«: قال عنه النيب نبياء والرسل، والعظماء واحلقراء، وهو موطن األ. ]الترمذي: صحيح[

واحلكماء والسفهاء، والقرب إما روضة من رياض اجلنة، أو حفـرة من حفر النار، وإما دار كرامة وسعادة، أو دار إهانـة وشـقاوة،

إن القـرب أول «: والقرب هو أول منازل الدار اآلخرة، قال النيب وإن مل ينج منـه !جنا منه، فما بعده أيسر منه نمنازل اآلخرة؛ فإ .]الترمذي: صحيح[ »!!فما بعده أشد منه

إذا أنزل اإلنسان يف قربه تلك احلفرة الضيقة؛ مث أهيـل عليـه التراب، ورجع عنه أهله وماله وأحبابه؛ فهناك حياة برزخية ال عمل فيها، ولكن امتحان وفتنة، ومن مث نعيم أو عذاب؛ فيقعده امللكان

Page 7: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ١٠

نبيه؛ فإن كان من املؤمنني ثبته اهللا وأهلمه ويسأالنه عن ربه ودينه واجلواب الصحيح، وإن كان كافرا مل جيب، ولو كان يعرف ذلـك يف الدنيا، فاملؤمن من يسعد يف قربه ويرى مقعده من اجلنة، وأمـا الكافر فريى مقعده من النار، ويضيق عليه القـرب حـىت ختتلـف

.ياذ باهللاأضالعه، ويكون قربه حفرة من حفر النار، والع

البعث واحلشرإذا نفخ يف الصور النفخة األوىل؛ فيهلك من يف السـماوات ومن يف األرض إال من شاء اهللا، مث ينفخ فيه أخرى وهـي نفخـة

ونفـخ {: البعث؛ فيبعث الناس وخيرجون من قبورهم، قال تعاىلض إلا من شاء في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأر

.]٦٨: الزمر[ }الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرونوخيرجون منها حفاة بال نعال، عراة بال لباس، غـرال بـدون ختان كما ولدهتم أمهاهتم، ال يلتفت بعضهم إىل بعض من شـدة

قوا ربكم إن زلزلة الساعة يا أيها الناس ات{: قال تعاىل. املوقفيوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع * شيء عظيم

كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسـكارى .]٢، ١: احلج[ }ولكن عذاب الله شديد

مث يساقون إىل أرض احملشر، وكل مشغول بنفسـه ال ينظـر إىل وصاحبته * وأمه وأبيه * يوم يفر المرء من أخيه {: غريه، قال تعاىل

.]٣٧- ٣٤: عبس[ }لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه* وبنيه

Page 8: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

١١وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

ومما يزيد يف هول هذا اليوم وشدته أن الشمس تـدنو مـن اخلالئق، ويعرق الناس فيشتد عليهم الكرب ويتمنون اخلالص ممـا هم فيه، ويعيشون وقتا كله كرب وأحزان، ما عدا فئة من النـاس

وال ينـاهلم يستظلون بظل الرمحن، ويشربون من حوض النيب قون؛ جعلنا اهللا وإياكم شيء من هذا الكرب؛ وهم املؤمنون الصاد

.منهم

احلساببعد أن يطول املوقف ويشفع النيب بقضاء املوقف ، يـأذن اهللا احلساب ووزن أعمال العباد؛ فريى كل إنسان ما قدمـه يف هـذه الدنيا؛ يرى أعماله اليت كان يعملها صغريها وكبريها، ال خيفى على

ب فتـرى المجـرمني ووضع الكتا{: اهللا منها شيء، قال تعاىلمشفقني مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لـا يغـادر صغرية ولا كبرية إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم

.]٤٩: الكهف[ }ربك أحداذا اليوم العصيب يكون بالعدل، فال ظلم ووزن األعمال يف ه

على أحد يومئذ؛ ألن احلاكم فيه هو اهللا العدل احلكيم الذي حـرم الظلم على نفسه، وجعله على عباده حمرما؛ فال يهضم أحـد مـن

ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلـا {: حسناته، قال تعاىلا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفـى تظلم نفس شيئ

.]٤٧: األنبياء[ }بنا حاسبني

Page 9: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ١٢

يف هذا املوقف الشديد إذا نـودي –يا عبد اهللا –فكيف بك ليقم فالن ابن فالن، فانظر إىل ما تعمله اآلن : على رؤوس اخلالئق

: م القيامـة، قـال تعـاىل يف الدنيا، مث اعلم أنك مسؤول عنه يو }عمـا كـانوا يعملـون * فوربك لنسـألنهم أجمعـني {

.]٩٣، ٩٢: احلجر[أن اهللا تعاىل الذي ال ختفى عليه خافية –يا عبد اهللا –وتذكر

يف األرض وال يف السماء هو الذي سيسألك، وأن الكرام الكاتبني طق اهللا جوارحه؛ إذا سـوف نـرى هم الشهود، ومن أنكر استن

أعمالنا، ونحاسب عليها، ونرى تقصـرينا يف الصـالة والزكـاة والصيام، ونرى ذنوبنا وما اقترفناه من املعاصي، وحناسـب علـى أموالنا من أين اكتسبناها وفيم أنفقناها؟ وعـن أعمارنـا كيـف مضت؟ وعن شبابنا كيف قضيناه؟ وعن علمنا وشهاداتنا هل عملنا

ا يف اخلري أم أننا صرنا دعاة للشر؟ كل ذلك سنسأل عنه؛ فلنعـد هب !للسؤال جوابا، وللجواب صوابا

ويومها تكون وجوه املؤمنني بيضاء نقية كـالقمر، ووجـوه : اجملرمني مسودة كاحلة كأهنا قطع من الليل املظلم، قال اهللا تعـاىل

ووجـوه يومئـذ * شرة ضاحكة مستب* وجوه يومئذ مسفرة { }أولئك هـم الكفـرة الفجـرة * ترهقها قترة * عليها غبرة

.]٤٢-٣٨: عبس[

Page 10: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

١٣وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

راطـالصوالصراط هو جسر منصوب على ظهر جهنم ميرون عليـه إىل اجلنة، وهو مدحضة ومزلة، عليه خطاطيف وكالليب، ومير النـاس

قدر أعماهلم؛ فمنهم من مير كلمح البصر، ومنهم من على الصراط بمير كالربق، ومنهم من مير كالريح املرسلة، ومنهم من مير كالفرس اجلواد، ومنهم من مير كراكب اإلبل، ومنهم من يعـدو عـدوا، ومنهم من ميشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من خيطف

من ذنوبه وآثامـه، ويلقى يف جهنم؛ كل حبسب عمله؛ حىت يطهركل واحد –يا عبد اهللا –ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم، فليتذكر

منا أنه مار على هذا الصراط من فوق جهنم، وأنه ال يـدري مـا وإن منكم إلـا {: مصريه هل ينجو أم يكب يف النار؟ قال تعاىل

ننجي الذين اتقوا ونذر ثم* واردها كان على ربك حتما مقضيا .]٧٢، ٧١: مرمي[ }الظالمني فيها جثيا

ومن اجتاز الصراط هتيأ لدخول اجلنة؛ فإذا عـربوا الصـراط وقفوا على قنطرة بني اجلنة والنار؛ فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا

.هذبوا ونقوا أذن هلم يف دخول اجلنة ةـاجلن

احلساب ينصب الصراط على جهنم فيمـر النـاس بعد انتهاء عليه؛ فأما املؤمنون فيمرون بسرعة آمنني مطمئنني، ويتجهون بعد ذلك إىل اجلنة؛ فيجدون املالئكة قد فتحت األبـواب تسـتقبلهم

Page 11: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ١٤

فيدخلون اجلنة، . ]٤٦: احلجر[ }ادخلوها بسلام آمنني{: قائلنياهتا جتري من حتتـها األهنـار، دار إهنا دار جن: وما أدراك ما اجلنة

قصورها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ومالطها املسـك األذفـر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، وخيامهـا اللؤلـؤ اجملوف؛ إهنا النعيم احلقيقي األبدي الدائم؛ يرون فيها كل ما لـذ

قته؛ بل هو وطاب، ومهما تصورنا نعيم اجلنة، فلن ندركه على حقي: قال اهللا عز وجل«: أعظم مما نتصور، ويكفيك فيه قول النيب

أعددت لعبادي الصاحلني ما ال عني رأت، وال أذن مسعـت، وال فلا تعلم {: خطر على قلب بشر، ومصداق ذلك يف كتاب اهللا

}ملـون نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كـانوا يع .»]١٧: السجدة[

واإلنسان يف الدنيا جيد النعيم، ولكن إذا تذكر املوت تـنغص هذا النعيم؛ لكن اجلنة ليس فيها تنغيص؛ ألهنا خلود بال مـوت، مث إن اإلنسان يف الدنيا ميل من النعيم، وحيب أن يغري ويتحول؛ لكـن

إن الذين {: اجلنة ليس فيها ملل؛ بل يقول اهللا تعاىل عن أهل اجلنة* آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفـردوس نزلـا

.]١٠٨، ١٠٧: الكهف[ }خالدين فيها لا يبغون عنها حولاإىل هذه اجلنة اليت قـال اهللا تعـاىل –أخي املسلم –فسارع

من ربكم وجنة عرضـها كعـرض سابقوا إلى مغفرة {: عنهاالسماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله

.]٢١: احلديد[ }يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

Page 12: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

١٥وأثره يف حياة املسلم.. اإلميان باليوم اآلخر

ارــالنرادوا أن يعربوا جهـنم إذا انتهى حشر الكافرين وحساهبم، وأ

من فوق الصراط كاملؤمنني مل تتـركهم املالئكـة؛ بـل جتـرهم إهنا دار الـذل : بالكالليب فيهوون يف جهنم؛ وما أدراك ما جهنم

واهلوان والعذاب واخلـذالن؛ دار الشـهيق والزفـرات واألنـني والعربات؛ أهلها يف بؤس دائم وشقاء مستمر وندامة وبكاء؛ ، فيها

احملرقة، واحليـات والعقـارب العظـام، : النار: العذاب أنواع منمأكلهم من شجر الزقوم، كاملهل يغلي يف البطون، كغلي احلميم،

–وشراهبم من محيم الذي يقطع األمعاء، وشرب القيح والصـديد وسـقوا مـاء حميمـا فقطـع {: قال تعاىل –أعاذنا اهللا منها

. ]١٥: حممد[ }أمعاءهمإلـا حميمـا * لا يذوقون فيها بردا ولا شـرابا {: وقال . ]٢٥، ٢٤: النبأ[ }وغساقا

يتجرعـه * من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد {: وقالميت ومن ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو ب

. ]١٧، ١٦: إبراهيم[ }ورائه عذاب غليظكالمهل يغلي في * طعام الأثيم * إن شجرة الزقوم {: وقال .]٤٦-٤٣: الدخان[ }كغلي الحميم* البطون

وأهل النار يدعون على أنفسهم باملوت فال يجابون، ويسألون : اخلروج منها؛ فيقال هلم اخسؤوا فيها وال تكلمون، قال تعاىلرهبم إذا * بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سـعريا {

Page 13: الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة المسلم

وأثره يف حياة.. اإلميان باليوم اآلخر ١٦

وإذا ألقوا منهـا * رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفريا لا تدعوا اليـوم ثبـورا * قا مقرنني دعوا هنالك ثبورا مكانا ضي

.]١٤-١١: الفرقان[ }واحدا وادعوا ثبورا كثرياشر مستطري ال يقـوى جسـمك –يا عبد اهللا –وهي واهللا

: الضعيف على حتمل أقل عذاهبا، وكما ورد يف احلديث الصـحيح ا من تكون مجرة حتت قدميه ويغلـي منـها أن أخف الناس عذاب

.دماغهأال لنجتهد للنجاة منها، والنجاة منها تكون باالبتعـاد عـن

.املعاصي وفعل الطاعات، وقانا اهللا ومجيع املسلمني ذلك .وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني

إذا قرأت هذه الرسالة فاحرص أن توصلها إىل :أخي القاريء .»الدال على اخلري كفاعله« غريك لقوله

]٣٣٩٩: صحيح اجلامع[

* * *