220
سلمل نقدية ل قراءةلنجارمل الدكتور كا ا المقدمة قد حكم عليها عقول ي أخشى ان تثور عليكتاب لن ان أكتب هذا ال * قبلرددت كثيرا تد في القرناب ألجتها أغلقوا ب لما0 ائة عامتحجر من قبل ستممين بالمسلء ال علما نقدية لنه سوفرآن قراءةذ ذلك الحين لم يتجرأ أحد أن يقرأ الق عشر. ومن الرابع * ممنن يكون مصيره أحسن حال ;مى غيره، وللهرطقة كما رد والحا ;رمى بأل يذى من المتشددينبهم الصاحثين ا وبا ?اب عدة كلحديث هناكفي العصر ا سبقوه. في الدشتي سجنهراني علتب اليسة نقدية. فالكاسلم دراوا دراسة ال عندما حاولي ظروف غامضة إثر نشر كتابه " ثلثةت ومات ف ثلثة سنواني لمدة الخمي* وعشرون عاما23 Years الشيخ. وفي مصر عندما قالسلم انتقد فيه ال " الذي الدين عن الدولة،زهر، يجب فصلمع ال * بالجاذاستان الذي كاي عبد الرزاق ا علتة في عامميين لمحاكمسلء العلماة من الكونت لجنلدنيا ولم تقعد حتى تمت ا قا1925 مع الزهر منصبه بالجارزاق وفصله من بإدانة عبد الصدرت حكمها ، وا عندما علقد. وحتى الدكتور طه حسينبلني في ال منصب ديعه من تقلد أي ومن ثورة المتعصبينجاهلي"، ثارتبه " الشعر اللقرآن في كتاط في النقالى بعض ا عنشأ عندما أة. وفي السودانصبه الحكومي جميع منا @رد الدكتور طه حسين من حتى ط دور الشريعةيل تقلجمهوريين" وحاولخوان اللستاذ محمود محمد طه حزب " أل الستاذ محمود محمد طهل ا كتبه. ولما قاد وحرقوالحاموه بالين الدولة، اته في قوان، وهي تنطبق عليهة لصللعادية كالت الفرائض اعلم جعل * من ال مرحلة انه وصلسلميوندي عشر، وجد اللحاون في القرن ا الصوفيلتي قالها نفس المقولة ام وشنقوه عاملعدا عليه بانحة فحكموا فرصتهم سا1985 لعباسية،م، وهو عصر الدولة السللعصر الذهبي للى ما يسمى با ا رجعنا وإذام لقواسل تجرأوا وانتقدوا الجد ان الذينة الموية، ن لفترة وجيزه، الدول وقبله1

قراءة نقدية للاسلام - كامل النجار

  • Upload
    awadix

  • View
    1.328

  • Download
    2

Embed Size (px)

Citation preview

قراءة نقدية للسلم

الدكتور كامل النجار

المقدمة

ترددت كثيرا* قبل ان أكتب هذا الكتاب لني أخشى ان تثور علي� عقول� قد حكم عليها علماء المسلمين بالتحجر من قبل ستمائة عام0 لما أغلقوا باب ألجتهاد في القرن

الرابع عشر. ومنذ ذلك الحين لم يتجرأ أحد أن يقرأ القرآن قراءة نقدية لنه سوف ي;رمى بأللحاد والهرطقة كما ر;مى غيره، ولن يكون مصيره أحسن حال* ممن

سبقوه. ففي العصر الحديث هناك عدة ك@ت?اب وباحثين اصابهم الذى من المتشددين عندما حاولوا دراسة السلم دراسة نقدية. فالكاتب اليراني علي الدشتي سجنه

الخميني لمدة ثلثة سنوات ومات في ظروف غامضة إثر نشر كتابه " ثلثة " الذي انتقد فيه السلم. وفي مصر عندما قال الشيخYears 23وعشرون عاما*

علي عبد الرزاق الذي كان استاذا* بالجامع الزهر، يجب فصل الدين عن الدولة، قامت الدنيا ولم تقعد حتى تكونت لجنة من العلماء السلميين لمحاكمتة في عام

، واصدرت حكمها بإدانة عبد الرزاق وفصله من منصبه بالجامع الزهر1925 ومنعه من تقلد أي منصب ديني في البلد. وحتى الدكتور طه حسين عندما علق على بعض النقاط في القرآن في كتابه " الشعر الجاهلي"، ثارت ثورة المتعصبين

حتى ط@رد الدكتور طه حسين من جميع مناصبه الحكومية. وفي السودان عندما أنشأ الستاذ محمود محمد طه حزب " ألخوان الجمهوريين" وحاول تقليل دور الشريعة

في قوانين الدولة، اتهموه باللحاد وحرقوا كتبه. ولما قال الستاذ محمود محمد طه انه وصل مرحلة* من العلم جعلت الفرائض العادية كالصلة ل تنطبق عليه، وهي

نفس المقولة التي قالها الصوفيون في القرن الحادي عشر، وجد السلميون 1985فرصتهم سانحة فحكموا عليه بالعدام وشنقوه عام

وإذا رجعنا الى ما يسمى بالعصر الذهبي للسلم، وهو عصر الدولة العباسية، وقبله لفترة وجيزه، الدولة الموية، نجد ان الذين تجرأوا وانتقدوا السلم لقوا

1

نفس المصير الذي لقاه المتنورون في العصر الحديث. فعندما اعتلى الخليفة المامون العرش، تبني افكار المعتزلة وقال ان القرآن مخلوق، وجعل اجهزة الدولة

847ت@ملي هذا الرأي على العلماء. ولكن عندما تولى المتوكل زمام المور في عام

أصدر أوامره بعقاب كل من يقول ان القرآن مخلوق. وسرعان ما أمسك الرجعيون بهذه الذريعة ورموا كل من تجرأ واظهر اي رأي مخالف لهم بالزندقة. وحتى في

الدولة الموية اتهموا المتنورين بالزندقة وقتلوهم. وكان أول من قتلوه بتهمة الزندقة رجل ي;دعى جاد بن درهم، ق@تل بأمر الخليفة الموي هشام بن عبد الملك عام

. وكانت جريمة هذا الرجل انه قال ان ال لم يكلم موسى ولم يتخذ ابراهيم742 خليل. وفي عهد الخليفة العباسي المنصور بدأت محاكم التفتيش ضد الزنادقة،

وعينوا مفتشا* عاما* كان ي;عرف باسم " صاحب الزنادقة". وفي هذه الفترة قتلوا كل من شكوا فيه، وكان من جملة الذين ق@تلوا أبن المقفع الذي كان قد انتقد السلم

ورسوله محمد، وكذلك أبن أبي العوجاء. وكذلك الشاعر بشار بن ب;رد الذي ق@تل عام . وأبو عيسى محمد بن هارون783، وصالح بن عبد القدوس الذي قت@ل عام 784

. وأخيرا* وليس آخرا* حسين بن909الوراق نفوه الى الهواز ومات بها عام منصور(الحلج) وقد كان متصوفا* يحب الذات العليا ويكاد يندمج معها من كثرة حبه

لها. دعاه هذا الحب الى ان يقول " أنا الحق". وبما أن الحق اسم من اسماء ال الحسنى، أتهموا الحلج بالزندقة وحكموا عليه بالصلب. وعندما رأى الصليب

منصوبا* والناس متجمهرة حوله قال، مخاطبا* ال: " وهولء عبيدك الذين اجتمعوا هنا اليوم لقتلي دفاعا* عن دينك وطمعا* في كسب اجرك، أغفر لهم يا ربي واغدق

عليهم رحمتك".

قبل الميلد عندما كانت399والتعصب الديني ليس وقفا* على السلم، ففي العام أثينا باليونان مركزا* لللهة اليونانيين الذين سكنوا " ألكروبوليس"، حكمت محكمة

في أثينا على سقراط، أعظم الفلسفة على ألطلق، بأن يشرب السم ويموت لنه لم يؤمن بآلهتهم الذين كانوا يسكرون ويتشاجرون فيما بينهم، تماما* كما كان يفعل

الثينيون أنفسهم. ومات سقراط مسموما*.

وفي القرن السادس عشر بعد الميلد عم�ت اوربا المسيحية موجةZ من التعصب

2

الكنيسي لم يسبق لها مثيل. وتبارت المدن في إنشاء محاكم التفتيش التي كانت قد تمت إدانة طبيب إسباني كان يعمل في سويسرا1553ابتدأت في إسبانيا. وفي العام

بالهرطقة. أسم هذا الطبيب هو ميكائيل سرفيتيوس.حكموا عليه بأن ي;حرق حيا* لنه " وبالثالوث " ال والبن والروح.∀ Christeningرفض ان يؤمن بتعميد الطفال "

.1553 أكتوبر 27القدس". ون@فذ الحكم يوم

وفرنسا التي نقول عنها داعرة، كانت في قبضة محاكم التفتيش كذلك. ولما شعر رجال الكنيسة في فرنسا أن سويسرا قد فازت بجائزة حرق سرفيتيوس، صنعوا تمثال* لسرفيتيوس وحرقوه حتى ل يفوتهم أجر حرق الملحدين. وقام زعيمهم "

ميلنكتون" وخطب فيهم وحمد ال على معاقبة هذا الرجل الملحد وقال إن حرقه يدل على ورع أهل سويسرا. شخص واحد فقط تجرأ على الدفاع عن سرفيتيوس وهو "

جوريس البازلي" ولكنه نشر دفاعه تحت أسم0 مستعار. ولما توفى جوريس واكتشفوا انه هو الذي دافع عن سرفيتيوس، نبشوا قبره واخرجوا جثته وحرقوها

.1566عام

وفي الشام كانت هناك فيلسوفة وثنية أسمها هيبا شيا السكندارية كانت تعلم الناس الفلطونية المحدثة ورفضت تهديدات السقف كيرلس لها لتعتنق المسيحية. فسلط

السقف عليها زبانيته من الرهبان والجنود في جيش الكنيسة، فترصدوا بالفيلسوفة وانتزعوها من عربتها وسحبوها الى كنيسة قيصرون وراحوا يلهون بتجريدها من ملبسها ثم جروها الى الشارع ورجموها بالحجارة فلما اصبحت جثة هامدة مثلوا بها أشنع تمثيل إذ قطعوها إربا* وألقوا بعض أشلئها طعما* للنيران، ودفنوا ما بقى

من أشلء في مكان خرب.

وعلماء المسلمين لم يكونوا أقل ورعا* عن زملئهم السويسريين، فحرقوا المفكرين بحجة الزندقة، كما رأينا. والمأساة الحقيقية أن كل رجال الدين من أغريق

وفرنسيين واسبانيين وغيرهم وضعوا نصب أعينهم صخرة* ضخمة تمثل في أذهانهم الدين الحق الذي ل يتغير ول يتطور. وفات عليهم أن يروا ما بداخل الصخرة.

وي;حكى أن طفل* مر على نح�ات كان يتأمل صخرة* من الجرانيت، وقال الطفل للنحات:

3

ما الذي تبحث عنه؟ فقال له النحات: أصبر بضعة أيام وسوف تعرف. وبعد مرور عدة أيام رجع الطفل للصخرة وراى مكانها تمثال* لحصان. وأaعجب الطفل بالحصان وظل يتأمله لفترةc ثم قال للنحات: إنه حقا* حصانb جميل، ولكن كيف عرفت انه كان

داخل الصخرة.

ل نحتاج أن نقول أن عاصفة محاكم التفتيش والتزمت الديني التي اجتاحت اوربا في القرون الوسطى قد ماتت وانقشع غمامها ولم يعد الدين في أوربا فرضا* على الناس

ولم يعد رجال الدين فؤوسا* مسلطة* على رقاب الناس. ألوربيون الن يعتقدون أن الدين مسألةZ شخصية بين النسان وربه ول دخل للدولة فيها ول لرجال الدين في

الدولة. وفي المستقبل الذي قد يكون بعيدا* ستنقشع غمامة@ التعصب الديني عن السلم والمسلمين، ويكتشف المسلمون عقولهم ويبدأون عملية التفكير في الدين

ونقد ما لم يكن مسموحا* لهم بنقده. وبذا يتخلصون من العقلية التي سمحت ل "الطلبان" بإرجاع أفغانستان أربعة عشر قرنا* للوراء، وانجبت لنا منظمة " القاعدة" التي جعلت حياة المسلمين في أمريكا وأوروبا كحياة المجرمين الذين ل يتجرأون

على دخول اي من مطارات العالم خوف الذلة التي يتعرضون لها.

ل بد وأن يتبادر إلى ذهن القارئ والناقد على حد سواء، سؤال مهم أل وهو: لماذا هذا الكتاب؟ أهو من أجل الشهرة حسب قاعدة خالف ت@عرف؟ أم من أجل الثراء

السريع؟ أما السلمي الصولي المتشدد فلبد وأن يذهب إلى أبعد من ذلك وي;قسم ان هذا الكتاب جزءb من المؤامرة التي تقودها القوى الصليبية والمبريالية

والستعمارية والصهيونية على السلم والمسلمين!! وجوابي على هؤلء، بالتأكيد ليس من أجل الشهرة لني أخشى الشهرة في مثل هذه

الظروف. كذلك ليس للثراء ، لن الكاتب العربي ل يمكن أن يحقق أي ثروة من نشر كتاباته إل ما ندر، بل غالبا* ما يدفع المؤلف تكاليف الطباعة والنشر من جيبه

دون أي ربح مادي. ولكن السبب الحقيقي لنشر الكتاب هو أبعد من ذلك، أل وهو ما يشعر به المثقف الواعي من مسئولية إخلقية وعلمية وتاريخية إزاء المة

والنسانية، خاصة عندما يرى المة مهددة بالنقراض بينما المم الخرى تحث الخطى في سباق مستمر نحو التقدم السريع في عصر العولمة والتكنولوجية

4

المتطورة والثورة المعلوماتية المدهشة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، في الوقت الذي يحاول السلفيون المتشددون وضع المسلمين في شرنقة السلفية

وعزلهم عن العالم والعودة بهم بالقوة إلى الوراء، إلى العصور الغابرة باسم السلمالنقي أيام السلف الصالح كما حصل في أفغانستان أيام حكم الطالبان.

نعم أن العالم العربي يمر في مرحلة عصيبة، ولكن من المسئول عن هذه المحنة التي يمر بها العرب والمسلمون عامة*؟ ل شك أنها من صنع العرب والمسلمين

أنفسهم ورغبتهم العارمة بالرجوع بانفسهم الى عصر السلم الذهبي قبل اربعة عشر قرنا* من الزمان. وقاد هذا الهوس بالماضي الجماعات السلفية الي تنفيذ

التي جعلت السلم مرادفا* للرهاب والمسلم مرادفا2001 سبتمر عام 11فاجعة للرهابي، وقس�موا العالم إلى معسكرين متناحرين في رأيهم: (إما فسطاط اليمان أو

فسطاط الكفر.. وإما نحن وإما هم ول يمكن التعايش بينهما!!) على غرار بعض المتشددين الغربين الذين قالوا: (الغرب; غربb والشرق@ شرقZ ول يلتقيان). وهذه

النزعة النتحارية هي ضد النسانية والحضارة العالمية، ناهيك عن تناقضها تمامامع روح الديان وجوهرها.

إن القوة الدافعة وراء المتطرفين لرتكاب ما يرتكبون من فظائع هي إعتقادهم بأن سبب تدهور المة في الوقت الراهن ناتج عن تخلي المسلمين عن السلم النقي!! والعلج لعلتنا في رأيهم يكمن في العودة إلى التعاليم السلمية الصولية المتشددة

كما كان في عهد الخفاء الراشدين.

نعم، لقد جاء السلم في وقت كان العرب فيه مشتتين إلى قبائل متناحرة في حروب وغزوات مستمرة، ل يشعرون بالتقارب فيما بينهم ويعبدون الصنام، فلكل قبيلة صنمها. واستطاع محمد بن عبدال، بعد جهد جهيد وغزوات متعددة، ان يتخلص من اصنامهم ويوحد هذه القبائل العربية المتناحرة بتوحيد معبودهم وتكوين دولة

قوية منهم ذات شكيمة وجيش جرار احتلت بهما العالم من أسبانيا إلى الهند والسند وأجزاءg من الصين. ونتيجة لهذا التلقح بين الحضارات السابقة وعرب الجزيزة،

الذين اتاح لهم استعمارهم للدول الوربية والسيوية فرصة الختلط بهذه الشعوب

5

والتعرف على حضاراتهم، حصلت القفزة النوعية في التقدم الحضاري في العصر السلمي العباسي كان من نتيجتها ما يسمى بالحضارة السلمية المتقدمة التي

بلغت عصرها الذهبي في عصر الخليفة هارون الرشيد.

ولكن هل كان عصر الخلفاء الراشدين عصرا* اسلميا* ذهبيا* كما يتوهم السلفيون؟ فاذا نظرنا لهذا العهد نجد ان الخلف قد دب بين المسلمين بمجرد ان مات النبي.

فنجد ان النصار والمهاجرين أوشكوا ان يتقاتلوا بالسيوف علي من سيخلف الرسول، هل يكون من النصار ام من المهاجرين. أراد ألنصار ان يبايعوا سعد بن عبادة، واراد المهاجرون ان يكون الخليفة منهم. ولما بايع عمر بن الخطاب أبا بكر

قال المهاجرون لن نبايع ال عليا*، واعتكف قادتهم في منزل علي بن ابي طالب . فذهب عمر بن الخطاب الى منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجالa من المهاجرين، فقال لهم: وال لتخرجن للبيعة او لحرقن عليكم البيت. فخرج عليه الزبير مسلطا

سيفه فعثر فسقط منه السيف، فوثبوا عليه واخذوه منه.

و لما رسا ألختيار على أبي بكر للخلفة أمتنع علي بن ابي طالب عن مبايعته لمدة ستة أشهر ، لعتقاده أن الخلفة يجب أن تكون في بيت رسول ال. وكذلك لما

أختاروا عثمان بن عفان للخلفة، قال علي� ان اختيار عثمان كان خدعة*، والسبب في ذلك ان عمرو بن العاص كان قد لقي عليا* وقال له ان عبد الرحمن بن عوف،

الموكل باختيار الخليفة، رجل مجتهد وانك ان اعطيته العزيمة زهد فيك ولكن اعطه الجهد والطاقة، يرغب فيك. ثم ذهب عمرو الى عثمان بن عفان وقال له: إن عبد الرحمن رجل مجتهد وليس وال يبايعك على الخلفة ال بالعزيمة، فاقبل ما يقول

لك. فلما وقف عبد الرحمن بن عوف في المسجد وسأل عليا*: هل انت مبايعي على كتاب ال وسنة نبيه وفعل ابي بكر وعمر؟ قال علي: اللهم ل، ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي ( حسب ما أوصاه به عمرو بن العاص). فسأل عبد الرحمن بن عوف

عثمان نفس السؤال فقال عثمان: نعم. فاختار عبد الرحمن بن عوف عثمانللخلفة. فخرج علي من المسجد وهو يقول: خدعةZ وايما خدعة.

ولم تكن هناك مساواة بين المسلمين كما يقول السلم. فلما اراد عمر توزيع بيت

6

المال، أعطى العباس، عم النبي، خمسة وعشرين ألف دينار واعطى لكل واحد من الذين شهدوا ( حاربوا في) موقعة بدر خمسة ألف واهل القادسية والشام ( الذين حاربوا في هذه المواقع) ألفين، واعطى نساء النبي عشرة الف لكل0 ال اللئي كن

ملك يمينه ( مثل صفية)، فقالت له نساء النبي ان النبي لم يكن يفرق بينهن، فساوى بينهن ولكن زاد عائشة ألفين لمحبتها عند الرسول. فأين إذاh حديث الرسول

"المسلمون سواسية كأسنان المشط"؟ فهذا هو عمر، الخليفة العادل، يحابي أهل البيت ويفضل بعضهم عل بعض ويفضلهم على المسلمين الخرين، رغم الحديث

بتساويهم. أليست هذه النواة للفساد المالي الذي حدث في عهد الخليفة عثمان وما يحدث ألن في البلد المحكومة اسلميا* كالسعودية والسودان؟ ففي خلفة عثمان

صارت المحسوبية وصرف أموال بيت المال علي أقاربه من ألشياء المألوفة، فقد ذكر محمد بن عمر أن عبد ال بن جعفر حدثه عن أم بكر بنت المسور عن ابيها انه قال: قدمت أبل من أبل الصدقة الى عثمان فوهبها لبعض بني الحكم ( من بني أمية)

من أقاربه.

وقد حابى عثمان اقاربه في كل شئ حتى ثار عليه الناس فخرج يخطب فيهم الخطبة التي نزع فيها، فقال: أما بعد أيها الناس، فوال ما عاب من عاب منكم شيئا* أجهله،

وما جئت شيئا* ال وانا أعرفه، ولكني منتني نفسي وكذبتني وضلj عني رشدي، وسمعت رسول ال (ص) يقول: من زل فليتب ومن أخطأ فليتب ول يتمادى في الهلكة، فأنا أول من أتعظ. أستغفر ال مما فعلت وأتوب اليه، فمثلي نزع وتاب.

وفي مرة اخرى عندما اجتمع الناس ببابه لستيائهم منه، طلب من قريبه مروان بن الحكم ان يخرج للناس فيكلمهم لن عثمان قال انه يستحي ان يكلمهم. فخرج اليهم مروان وكلمهم فانصرفوا. ولما سمع علي بن أبي طالب بذلك جاء الى عثمان وقال

له: لما رضيت من مروان ول رضى منك ال بتجرفك عن دينك وعن عقلك كمثلجمل الظعينة، يقاد حيث يسار به.

ورغم استغفار عثمان ال انه استمر في احاطة نفسه ببطانة من اقاربه مما دعا جبلة بن عمرو الساعدي ان يقول له: وال لطرحن هذه الجامعة في عنقك او

لتتركن بطانتك هذه. فقال له عثمان: أي بطانة، فوال إني لتخير الناس. فقال له

7

جبلة: مروان تخيرته! ومعاوية تخيرته! وعبد ال بن عامر تخيرته! وعبد ال بنسعد تخيرته. منهم من اباح الرسول دمه.

وحتى البغاء كان متفشيا في تلك الحقبة الذهبية. ففي سنة سبع عشرة ولى عمر ابا موسى الشعري على البصرة وامره ان ي;شخص اليه ( يرسل اليه)المغيرة، وكان المغيرة يختلف على ام جميل، أمرأة من بني هلل توفى عنها زوجها. وكانت ام

جميل تغشى المغيرة وتغشى المراء والشراف، تبيع جسدها، وكان بعض النساءيفعلن ذلك في زمانها.

والسرقة كانت متفشية في المدينة في خلفة عمر بن الخطاب. فيحدثنا اهل الذكر ان عمر بن الخطاب جاء الى عبد الرحمن بن عوف في وقتc متأخر من الليل، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: رفقةZ نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم س;راق المدينة. فالخليفة كان يعلم ان المدينة مليئة

بالسارقين، رغم قطع اليدي.

والخلفات بين أصحاب رسول ال وأهل بيته كانت معروفة كذلك، فبعد وفاة الرسول أتت إبنته فاطمة الى أبي بكر ومعها جدها العباس، وطلبا منه ميراثهما من مال

الرسول وهما حينئذ يطلبان أرضه في فدك وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما إني سمعت رسول ال يقول: ل ن@ورث، ما تركنا فهو صدقةZ، إنما يأكل آل محمد في هذا المال. فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت، فدفنها علي� ليل* ولم ي;ؤذن بها

أبو بكر.

ويكفي أن نعرف أن كل الخلفاء الراشدين باستثناء أبي بكر ماتوا مقتولين بأيدي المسلمين. فأي عصر ذهبي هذا الذي يتحدثون عنه؟ أنه عصر ل يختلف عن

عصرنا هذا، ففيه الخداع والغش والبغاء والسرقة والقتل الذي طال كل الخلفاءالراشدين انفسهم ما عدا واحدا* منهم.

ولكن مشكلة السلفيين أنهم أحادي النظرة. لقد نسي هؤلء أن المورk مرهونة بأوقاتها. فما هو صالح لمراض زمان معين قد ل يكون صالحا* لمراض زمان آخر.

8

وقد أدرك الرسول هذه الحقيقة فقال: "أن علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، في كثرتهم واختلف آرائهم. كما فتح باب الجتهاد لئمة المسلمين من بعده ليجدوا

حلول* للمشاكل المستجدة.

كذلك رأينا الخليفة عمر بن الخطاب قام بتغيير ما يقارب من أربعين مسألة كانت متبعة في عهد الرسول وعهد أبي بكرالصديق، وذلك حسب إجتهاده ولم يعترض

عليه أحد. ومن هذه الجتهادات: حرم عمر زواج المتعة وألغى حصة المؤلفة قلوبهم من غنائم الحرب.. وغيرهما. كذلك قال علي بن أبي طالب: (ل تربوا أبناءكم على عادات زمانكم لنهم جاءوا لزمان غير زمانكم.) . من كل ذلك نفهم أن السلم

أعترف بالتطور الحاصل في المجتمعات البشرية وأباح لئمة المسلمين إجراء التغييرات حسب متطلبات المرحلة. ولكن الكارثة حصلت بعد غلق باب الجتهاد

والبقاء على ما كان وجعل كل تغيير بدعة وكل بدعة ضللة وكل ضللة صاحبهافي النار.

وبالضافة إلى دور غلق باب الجتهاد في السلم في تخلف المسلمين، هناك سبب آخر ل يقل أهمية، أل وهو حرمان المسلمين من النقد. فالنقد في السلم محر�م

وكذلك سارت الحكومات العربية والسلمية على منع الشعوب السلمية منممارسة النقد وحرية التفكير والتعبير.

يقول كارل ماركس: " الدين هو تأوهات المخلوق المضطهد وسعادته المتخيلة، ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين

الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن ل يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل

المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمك?ن النسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور

الحقيقية " .

وقد لعب منع النقد دروا* كبيرا* في تخلف العرب والمسلمين. ودفع المسلمون الوائل، كما رأينا، ثمنا* باهظا* بسبب نقدهم لبعض التعاليم السلمية أو حتى

9

إجتهادهم في بعض المسائل المثيرة للجدل مثل قضية خلق القرآن عند المعتزلة. وهناك عدد كبير من المفكرين المسلمين تم إضطهادهم وقتلهم وحرق مؤلفاتهم مثل

إبن الراوندي وأبي بكر الرازي والمعتزلة والشاعرة وأخوان الصفا وغيرهم كثيرين، ولم تصل لنا من مؤلفاتهم إل تلك النتف التي ذكرها خصومهم من إقتباسات

من أجل الرد عليهم.

لذلك أعتقد أنه ل يمكن حصول أي تقدم في العالم السلمي ما لم نجيز النقد. ولعل هذا الكتاب هو الول من نوعه باللغة العربية الذي يتناول السلم بقراءة نقدية علمية محايدة دون أي تطرف أو انحياز لية جهة. وإني اعتمدت على المصادر

السلمية الكلسيكية المحترمة من قبل جميع الفرق والمذاهب السلمية، في توضيح وإثبات هذا الرأي أو ذاك. ولكن رغم ذلك سيثور المتزمتون لنهم ل

يعرفون التسامح مع الناقدين، وبالتالي سوف اتعرض في جوهر الكتاب الى عدمالتسامح في السلم والى عدم احترام رأي الغير.

وهذا التزمت وعدم السماح بالنقد يطال حتى النظم السياسية في البلد المسلمة، فمن المؤسف حقا* أنه ل توجد دولة إسلمية واحدة طبقت الديمقراطية الحقيقية في هذا العصر او العصور السابقة. فهذه شبه القارة الهندية كانت مستعمرة بريطانية

أنفصل الجزء الذي تقطنه الغلبية1948لمدة أربعة قرون. وبعد الستقلل عام المسلمة ( باكستان) عن الهند. وفي البداية كانت باكستان دولة ديموقراطية مثلها

مثل الهند، ولكن بعد فترة وجيزة من الزمن فشلت الديمقراطية في باكستان ونجحت في الهند حيث الغلبية غير المسلمة. والفرق الوحديد بين الدولتين هو الدين. كذلك نلحظ مقاومة المسلمين للديمقراطية وحقوق المرأة والحداثة رغم ان السلم يقول: وامرهم شورى بينهم. هذه المور يجب أن تنال إهتمام المفكرين العرب والمسلمين

قبل فوات الوان.

إنه من نافلة القول أن الغرب لم يحقق هذا التطور المذهل في الحضارة والتقدم العلمي والتكنولوجي والقتصادي وفي مختلف الفنون ومجالت الحياة إل بعزل

السياسة عن الدين وإطلق حرية الفكر والنقد والتعبير والنشر. وبذلك أعتقد جازما*،

10

أنه إذا أراد العرب والمسلمون اللحاق بركب التطور الحضاري يجب عليهم أن يقتدوا بالغرب في عزل الدين عن الدولة وتبني الديمقراطية الغربية وحرية التفكير والتعبير وإل سننقرض. وهناك مبدأ إسلمي يجيز ذلك وهو: (حاكم كافر عادل خير

من حاكم مسلم جائر).

وإذا رجعنا لموضوع هذا الكتاب، فإني قس�مته الى عدة فصول، الفصل الول يشرح فكرة نموء الديان المختلفة، والفصل الثاني عن النبي محمد بن عبد ال، مولده, وطفولته، وبعثته وما شابه ذلك. ثم أتحدث في الفصل الذي يليه عن القرآن وما

رأيت فيه من تناقض مع الفكر والعلم الحديث. ثم كان ل بد من الحديث عن المرأة في السلم لن المرأة الشرقية قد سجنها علماء السلم في عقر دارها وتحت

برقعها كل هذه القرون ومنعوا الدول من مساهمتها في بناء المجتمعات. ولن البلد السلمية فشلت في ان تمنع الرق قانونيا* وصراحة*، كان ل بد لي من التحدث عن

السلم والرق وعن الجهاد في سبيل ال، الذي كان سببا* رئيسيا* في ازدياد عددالعبيد في الدول المسلمة.

*********************

الفصل ألولنبذة تاريخية عن نشأة الديان:

في بداية حياة النسان على هذه الرض، على حسب رأي علماء علم الجناس "Anthropologyكان النسان بسيطا* في تفكيره وفي استيعابه للظواهر الطبيعية ،"

مثل الليل والنهار، والمطر والرعد والبرق وما شابه ذلك. وكانت هذه الظواهر تثير الخوف والرعب في نفسه. ولما عجز النسان البدائي عن تفسير هذه الظواهر

عزاها الى قوة خارقة تتحكم فيها وفي حياته. هذه القوة الخارقة لم تكن محسوسة لديه، اي بمعنى آخر، كانت قوة وراء الطبيعة اي قوة " ميتافيزيقية

Metaphysicalوبالتالي اعتقد النسان البدائي بوجود " كيان روحي ." Spiritual Beingيتحكم في الظواهر الطبيعية وفي حياة النسان. هذه كانت "

11

بداية فكرة الديان عند النسان البدائي حسب اعتقاد خبير علم الجناس النكليزي " Primitive" . فقد ألف هذا العالم كتابا* يدعى " الثقافة البدائية E.B.Taylorتايلر

Culture ويعتبر هذا الكتاب من اهم المراجع في دراسة تاريخ1871" في العام . الديان. ويعتقد " تايلر" هذا ان العتقاد ب " الكيان الروحي" هذا نتج من تجربة

النسان الجماعية في اشياء مثل الموت والنوم والحلم، فجعلته هذه التجارب يعتقد ان الكيان الروحي منفصل عن الجسم ويمكنه ان يعيش حياة مستقلة تماما. وبالتالي

".Phantomsاصبح النسان الول يعتقد في ألشباح والخيالت "

وبالطبع لم يكن النسان البدائي يعرف القراءة والكتابة ولذلك كل ما تعلمه كان عن طريق التلقين من آبائه واجداده وبالتالي اصبح علم وحكمة الباء والجداد، اي السلف، كنزا* قيما* يحفظه الشخاص كبار السن في القرية او القبيلة. ويصبح

الشخص الكثر علما* رئيسا* للقبيلة، وطبيبا* يعالج امراضهم بما تعلمه من السلف، ويحكم بينهم بما يراه عدل* ان نشب بينهم خلف. ول شك ان موت شخص كهذا يمثل فقدا* عظيما* للقبيلة، تحاول تعويضه بأن تتخيل ان روح هذا الفقيد ما زالت

تعيش بينهم وتحاول ارشادهم الى ما فيه خيرهم. وبالتدريج اصبح لمثل هذه الروح مكانة عظيمة في ثقافة و " فولكلور" هذه المجموعات من البشر، ونتج عن هذا ما

". فكان اذا اصاب هذهAncestor Worshipيسمى ب " عبادة السلف المجموعة شر او مرض، عزوه الى ان روح احد السلف غاضبة عليهم ولذلك وجب عليهم إرضاءها بالرقص وبتقديم الهدايا والقرابين. وهذه الهدايا والقرابين

تمثل ركنا* مهما* من اركان الدين، اذ يقوم الدين على ركنين: إيمان وعمل. والعمل تابع لليمان، فهو شعائره ومظهره. ومن هذه الشعائر الرقص والسحر والقرابين

والمعابد. وما زالت بعض القبائل في امريكا الجنوبية تؤمن بهذا القول وتعمل به . وارواح السلف هذه كانت في العادة مرتبطة بأماكن معينة مثل صخرة او شجرة كبيرة في وسط القرية، فأدى هذا الى تقديس هذه الحجار والشجار، اذا تصوروا

وجود قوى روحية كامنة فيها فعبدوها، وبالتدريج اصبحت هذه الصخرة او الشجرة رمزا* لروح احد اسلف تلك القبيلة. ومن ثم تبلورت فكرة عبادة الصنام. وكان

الصنم في البدء عبارة عن قطعة من حجر او جذع شجرة. وقد عظ?م قدماء

12

العبرانيين الشجار وكذلك فعل عرب الجاهلية. ومن هذه الشجار، الشجار " في العبرانية و " رتم" في العربية . وتحظى مثل هذهRothemالمعروفة ب "

الشجار بالرعاية والعناية فيحتفل الناس بها وكأنها ذات حس وشعور و " ذات انواط" كانت شجرة خضراء عظيمة، كانت عرب الجاهلية تاتيها كل سنة تعظيما* لها،

فتعلق عليها اسلحتها وتذبح عندها، وكانت قريبة* من مكة. ولما كانت ارواحالسلف متعددة، قاد هذا الى تعدد اللهة او الشرك. ويعرف الشرك باسم "

Polytheism " في النكليزية، من كلمة " Polysاليونانية ومعناها " كثير" ومن " " وتعني " الله". ويختلف الشرك عن عقيدة ال "Theosكلمة يونانية ثانية هي "

Polydaemonism.القائلة بوجود الرواح والجن "

وعبد بعض القوام والقبائل الظواهر الطبيعية لتو�همهم ان فيها قوىg روحية* كامنة. فألهوا الشمس والقمر وبعض النجوم. وقد كانت الشمس والقمر اول الجرام

السماوية التي لفتت انظار البشر لما في الشمس من اثر بارز في الزرع والرض وفي حياة النسان بصورة مطلقة. كذلك القمر لثره في نفس النسان بما يبعثه من

نور يهدي الناس في الليل. فلما تقدم النسان وزادت مداركه في امور ما وراء الطبيعة، تصور لهما قوى غير مدركة وروحا* وصفات اخرى من الصفات التي تطلق

على اللهة. فخرجتا من صفتهما المادية البحتة ومن طبيعتهما المفهومة، وصارتا مظهرا* لقوى روحية ل يمكن ادراكها، انما تدرك من افعالهما ومن اثرهما في هذا

الكون، فعبدوا الشمس والقمر والنجوم . ويقال ان طائفة من بني تميم عبدت " 49الد;بران" وان بعض قبائل لخم وخزاعة عبدوا " الشhعرى" ولذلك جاء في الية

من سورة " النجم": " انه هو رب الشعرى".

ولما تقدم النسان البدائي في حياته واصبح مزارعا*، صارت مياه المطار والنهار مصدر رزقه وقوته. ولما كان اعتماده على فيضان النهار كبيرا*، نجد ان قدماء

المصريين، مثل*، قدموا القرابين من العذارى لنهر النيل لكي يرضى عنهم ويفيض عليهم بالخيرات. وكذلك فعلت مجموعات اخرى من البشر. وقد ارتبطت فكرة

خصوبة الرض بخصوبة الم التي تنتج اطفال* كثيرين، ونتج عن هذا فكرة " اللهة ". ونحت النحاتون الصنام على هيئة أمرأة حبلىMother Goddessالم

13

وعارية. وقد وج;دت هذه التماثيل في عدة اقطار في اوروبا والشرق الوسط والهند. " في " سومرInanaوقد سميت " اللهة الم" بعدة اسماء، فكانت " إنانا

Sumeria و " عشتار " Ishtar في بابل و" عنات "Anatفي ارض كنعان " " في اليونان.Aphrodite" في مصر و " افرودايتي Isis( فلسطين) و " ايسيس

قبل الميلد ظهرت حضارة عظيمة في منطقة ما بين4000وفي حوالي العام "، اسسها قوم عرفوا ب "السومريونMesopotamiaالنهرين (دجلة والفرات) "

Sumerians بنوا مدن مثل " أور ،"Ur و " كيش "Kishوبنوا معابد ضخمة " "Akkadians " والكديون " Chaldiansللهتهم . وجاء بعدهم " الكلدانيون "

وبنوا اعظم مدينة في ذلك الحين وسموها " بابل" وتعني هذه التسمية " باب أيل" و"أيل " هذا هو إله الساميين القدماء. وكانت مدينة بابل مشهورة بالجنائن المعلقة التي بناها الملك نبخذنصر لزوجته، وتعتبر هذه الجنائن من عجائب الدنيا السبعة.

وكان الكلدانيون يعتقدون ان لللهة في السماء قصورا* ضخمة وحدائقا، ولذلك بنوا . وكان في اعتقادهم ان كل اللهة1بابل على طراز القصور السماوية، كما تخيلوها

اتحدوا مع بعضهم البعض وتغلبوا على قوى الفوضى التي كانت تسيطر على العالم. ولذلك كانوا يقيمون احتفال* سنويا* يستمر احدى عشر يوما* يلقي فيه رجال الدين

" التي تمجد انتصارEnuma Elishالشعار الدينية مثل قصيدة "إنيوما إليش اللهة على قوى الفوضى وتحكي قصة خلق الكون. وتبتدئ القصة بخلق اللهة

انفسهم. تدعي السطورة ان اللهة ظهروا، كل إلهين مع بعض، من ماء مقدس " إله المياهApsuكان موجودا* منذ القدم. واكبر ثلثة من اللهة كانوا: أبسو

"Mummu" إلهة المياه المالحة، و " مومو Tiamatالعذبة، وزوجته " تيامات إله الفوضى. ثم تكاثرت اللهة بأن خرج إلهان من كل إله قبلهم. فظهر " لهمو

"، إله الماء وإله الرض. ثم ظهر " أنشر" وLahmu and Lahamnولهامن" " "، اله السماء واله البحر. واخيرا* ظهر إلهAnsher and Kisher"كcشر" "

"، الذي تغلب على اللهة " تيمات" وخلق كل القوانينMardukالشمس " ماردوخ التي تحفظ توازن العالم. واخيرا* خلق " ماردوخ" النسان .

يظهر ان اسطورة " ماردوخ" هذه اثرت في سكان ارض كنعان ( فلسطين) فخلقوا

14

"، إله العواصف والخصب. وكذلك إله آخر اسمه "Baalلنفسهم إله سموه " بعل ". وفي احد مجالس " أل"El"، إله البحار. واكبر اللهة اسمه : أل " Yamيام

تشاجر " بعل" مع " يام" وتغلب عليه وكاد ان يقتله، عندما تدخلت " أشيرة " زوجة كبير اللهة " أل" فقالت له: " ليس من الشهامة قتل السير". فعفا عنه. واستمر "

يام" إله البحار يثير الزوابع في البحار ويدمر السفن، بينما استمر " بعل" إلهالعواصف يرسل الرياح لتخصب الرض وتلقح النباتات

ولكي ي;قر�ب النسان البدائي كل هولء اللهة الى ذهنه تخي�ل لهم اشكال* معينة ونحت اصناما* تمثلهم على الرض، وجاء وقت اعتقد فيه النسان ان لهذه الصنام

قوة – اذا تقدم لها بقربان – على ان تفعل الخير له وت@لحق الضرر بأعدائه. فاذا تنازع رجل مع جاره جاء الى صنمه المحبوب وصلى له ليلحق الضرر بجاره، ولكن الجيران هم الخرون كانت لهم اصنامهم. وبينما يدعو الرجل اصنامه لتضر أعداءه، راح يشعر بالقلق إزاء ما قد تفعله اصنام اعدائه له ولهل بيته. واضطر الناس ان يفكروا في شئ يحميهم من اصنام اعدائهم، فوضعوا حول اعناقهم تماثيل صغيرة

لصنامهم لحماية انفسهم من قوة الرواح الشريرة التي ت@حارب في صفوف و بدأTotemالعداء. واصبحت هذه التماثيل الصغيرة هي التمائم او " الطواطم "

بعض الناس يعتقدون ان بعض هذه التمائم تستطيع القاء التعاويذ على الخرين وتجعلهم يمارسون السحر. وراح هولء البعض يؤمنون بأنهم بهذه التمائم ومناداة السماء الحقيقية لبعض الرواح يستطيعون فتح ابواب المستقبل ورؤية ما ي;خبئه

لهم .

وبرغم هذه التماثيل والطواطم كان النسان البدائي يواصل التفكير في الخالق الول ويتصوره مصدرا* رئيسيا* للقوة والخلق، يهيمن على كل شئ ويسيطر على اركان الكون الربعة، ولكنه رغم ذلك يحتاج الى مساعدين ينظمون الحياة على الرض ويمك?نوا عامة الناس من التصال بهذا الله الكبير. وتباينت صور هذا الخالق في

اذهان البشر، فمنهم من جعله ذكرا* ومنهم من جعله انثى. واستمر تطور الديان مع تطور النسان نفسه، فظهرت فكرة ان هذا الله يستطيع ان يبعث رسل* للناس

ليوضح لهم الخير والشر، وتبلورت هذه الفكرة بظهور النبي ابراهيم.

15

يقول النجيل ان ابراهيم ( أبراهام) هاجر من مدينة "أور" في العراق الى ارض كنعان ( فلسطين) حوالي القرن العشرين قبل الميلد. ويقول المؤرخون انه جاء في

" وكان يتكلمHebron قبل الميلد وانه سكن مدينة " الخليل 1850حوالي عام اللغة العبرية. واصابت ارض كنعان مجاعة، فهاجر ابراهيم وزوجته سارة الى

" Beith –elارض مصر ثم رجع الى ارض كنعان ونصب خيمته في" بيت أل وانجب ابراهيم في الكبر اسماعيل، الذي تعتبره الميثولوجيا اب العرب، من هاجر

المصرية، وقد كانت خادمة زوجته ساره التي لم يكن لها ولد، فوهبت خادمتها هاجر الى ابراهيم لينام معها علها ت@نجب له ولدا. وبعد ان ولدت هاجر أسماعيل، حبلت سارة وولدت له اسحاق. وانجب اسحاق يعقوب الذي صار اسمه فيما بعد "

اسرائيل". وكو�ن احفاد يعقوب القبائل او السباط الثني عشر من بني اسرائيل وهاجر بهم النبي " موسى" من ارض مصر الى ارض كنعان. والنبي موسى كان

اول من قال ان رسالته ا@نزلت اليه في الواح من عند إله في السماء اسمه " يهوىYahweh وفي بعض الروايات ان اسمه " إلوهيم "Elohimومع ان السرائليين ."

كانوا يعبدون عدة آلهة، فقد عاهدوا موسى انهم سيعبدون الله " يهوى" وحده. ولم يدع موسي انه ار;سل الى امة غير بني اسرائيل، ولذلك لم يبشر بدينه الجديد ولم

تنتشر اليهودية خارج بني اسرائيل ال قليل.

ثم بعد مرور ما يقرب من اللف وخمسمائة وسبعين عاما*، ظهر النبي عيسى بن مريم، في فلسطين كذلك، وقال انه مرسل الى بني اسرائيل، وبشر بديانة ل تختلف

كثيرا* عن اليهودية، لكنها ع;رفت فيما بعد بالمسيحية. وقد دعا عيسى الى عبادة إله ". ولكن على عكسLordواحد في السماء، سماه " ألب" واحيانا* دعاه " لورد

اليهودية، صارت المسيحية دينا* عالميا* لكل الناس وليس وقفا* على شعب معين. وانتشرت المسيحيه، بواسطة المبشرين، الى الراضي المجاورة من جزيرة العرب

والى اوروبا، خاصة اليونان والمبراطورية الرومانية.

وسكان الجزيرة العربية، كغيرهم من الناس، تدرجوا في عباداتهم من عبادة السلف، الى عبادة النجوم والكواكب، الى عبادة الصنام، الى ان جاء السلم

وكان الدين الوحيد الذي لم ينزل به نبي من بني اسرائيل.

16

ويلحظ القارئ ان جميع الديانات المنزلة نزلت في الجزيرة العربية. فالهند والصين واليابان وجنوب شرق آسيا، مثل كوريا وفيتنام ولوس مجتمعة تمثل اليوم اكثر من نصف سكان العالم، اي حوالي اثنين مليار ونصف المليار شخص. كل هولء الناس

يدينون بالديانات البوذية او " الهندوس" وهي ديانات وضعية غير منزلة. وسكان الجزيرة العربية مجتمعة، ل يتعدون المائة مليون شخص. فلو رجعنا بتعداد سكان

" نستطيع ان نقول قبل حواليRegressionالعالم الى الوراء بطريقة عكسية " سنة، لو كان سكان الجزيرة العربية مليون شخص، افتراضا*، فان سكان4000

مليون شخص.250الهند والصين واليابان مجتمعه، يكون تعدادهم ما يقارب والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا ارسل ال كل هولء الرسل الى مليون شخص في منطقة فلسطين والجزيرة العربية وتجاهل المائتين وخمسين مليون الخرين؟ لم

ينزل ول رسول واحد بلغة الصبن او الهند او اليابان.

والسؤال الثاني: هل كان سكان الجزيرة العربية في عزلة تامة عن بقية سكان العالم وبالتالي لم يتعرفوا على الديانة اليهودية والديانة المسيحية، وكانوا فقط عبدة

اصنام؟ وبالطبع العرب كانوا في اتصال دائم، خاصة عرب جنوب الجزيرة، عن طريق البحر الحمر، وعرب شمال الجزيرة عن طريق البحر البيض المتوسط

والبحر السود، ببقية انحاء العالم، وخاصة المبراطورية الرومانية التي استعمرت اجزاءg من الجزيرة. وبحكم اختلطهم بالعالم الخارجي، عرف العرب المسيحية واليهودية وكان يسكن وسطهم يهود يثرب ويهود خيبر وعدد من المبشرين

المسيحيين، كما سنرى في الفصول القادمة من الكتاب.

الفصل الثانيديانات التوحيد عند العرب

قد كانت النصرانية معروفة، قبل دخول السلم، في كل جزيرة العرب، دخلتها من الشمال عن طريق بلد الشام التي كانت تحت سيطرة المبراطورية الرومانية التي كانت قد اعتنقت الديانة المسيحية. ومن الشام انتشرت المسيحية الى العراق رغم

17

ان العراق كان تحت سيطرة الفرس. وكذلك دخلت المسيحية الى اليمن عن طريق البحر الحمر، من الحبشة وبلد الرومان. ووجدت النصرانية بعد بلد الشام

والعراق واليمن مواضع اخرى دخلت اليها، وهي اطراف جزيرة العرب كالعربية الغربية والشرقية. وتفسير دخولها الى هذه الماكن واضح، وهو اتصالها بطرق

القوافل البرية والبحرية بالبلد التي انتشرت فيها النصرانية. ولتصال الحجاز بفلسطين، مهد النصرانية، وببقية بلد الشام، كان من الطبيعي مجئ النصرانية منها

ودخولها الى هذه البلد. ونجد اخبار الفتوح تشير الى اسماء امراء عرب كانوا على هذا الدين، يحكمون عدة مواضع من اعالي الحجاز، صالحهم الرسول على اداء الجزية، مثل: أمراء " دومة الجندل" و " ايلة" و " تيماء". وقد كان في يثرب

ومكة والطائف نفر منهم عند ظهور السلم، دخلوا فيمن دخل من اهل الكتاب فيالسلم.

والروم كانوا على النصرانية وقد ذكر الخباريون اسماء بعضهم من نزلء مكة تشير بوضوح الى تنصرهم. ومنهم من كان يشرح للناس اصول هذا الدين، ول يستبعد ان يكون بينهم جماعة من المبشرين، فقد كان المبشرون يطوفون انحاء الجزيرة للدعوة الى النصرانية، وقد شجعت حكومة الروم هذا التبشير وارسلت

مبشرين لمآرب سياسية بعيدة الهداف ولكسبهم اليهم لمحاربة اعدائهم الفرس بهذا السلح. وفى القرآن آيات تشير الى وجود نصارى فى مكة كانوا يتباحثون فى امور

الدين " ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذى يلحدون اليه اعجمى وهذا

) 104لسان عربى مبين" ( النحل/ " وقال الذين كفروا ان هذا ال افك افتراه واعانه عليه قوم آخرون. فقد جاؤوا ظلما

) 4وزورا" (الفرقان /). 5" وقالوا اساطير الولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة واصيل " ( الفرقان /

ومن هولء النصارى كما ي;فهم من القرآن من لم يكن يفقه العربية، وانما كان يتكلم بلسان اعجمى، وقد ذكر المفسرون اسمه في صور مختلفه، وقال ابن هشام فى

شرحها: " وكان رسول ال فى ما بلغنى كثيرا* ما يجلس عند المروة الى مبيعة غلم

18

نصرانى يقال له جبر، عبد لبنى الحضرمى. وكانوا يقولون: وال ما يع�لم محمداكثيرا* مما ياتى به ال جبر النصرانى، غلم بنى الحضرمى.

. وكانت اليهودية كذلك معروفة في الجزيرة حتى من قبل الميلد. وبالطبع كان هناك عرب وثنيون يعبدون الصنام من قبل ان تدخل اليهودية والنصرانية للجزيرة، واستمروا في عبادتها حتى ظهور السلم. ولكن جزء كبير من عرب الجاهلية كانوا

على علم بفكرة التوحيد والله الواحد، رب السماء.

ويعتقد البعض ان عرب الجاهلية كانوا موحدين يعتقدون بوجود اله واحد اعلى هو : " ولئن سألتهم من38ال، ونجد هذا مذكورا* في القرآن في سورة الزمر الية

خلق السموات والرض ليقولن ال". وكذلك لما هلك ابو طالب خرج رسول ال ( ص) الى الطائف يلتمس من ثقيف النصر والمنعة وعمد الى نفر من ثقيف وهم أخوة ثلثة، قال لهم: " أنا رسول ال اليكم". فقال له أحدهم: وال ل أكلمك كلمة

أبدا*، لئن كنت رسول* من ال كما تقول، لنت أعظم خطرا* من أن أرد عليك الكلم، ولئن كنت تكذب على ال، ما ينبغي لي أن أكلمك . فهذا، ول شك, كلم رجل0 يعرف

ال وي;عظمه.

وليمانهم بال، الله الواحد، كانوا يسمون اولدهم عبد ال وع;بيد ال وما شابه ذلك. ولكن لكون ال في السماء ويصعب التصال به بدون وسيط، عبدوا الصنام كوسطاء ل. فان عقيدة اكثر البدائيين والشعوب القديمة ان النسان ل يمكنه ان ي;سمع آلهته صوته، او يبثها ما يشكو منه ال بواسطة وسطاء وشفعاء، لهم قوة

خارقة ل يملكها الناس العاديون، ولهولء الشفعاء منزلة عند اللهة ليست لغيرهم، فبواسطتهم يمكن التصال باللهة. فهم الواسطة الوحيدة بينهم وبين القوى المهيمنة العليا. ول يجب ان نستبعد هذا الرأى لن نظرة واحدة لي قطر عربي مسلم تقنعنا ان العرب ما زالوا يؤمنون بالواسطة لتوصل دعاءهم الى ال. فزيارة واحدة الى

ضريح " السيدة زينب" بالقاهرة، او قبر الحسين بكربلء، حتى بعد مرور ما يناهزاللف واربعمائة سنة منذ بداية السلم، يقنعنا بصحة هذا الرأى.

19

الحناف وشعراء الجاهلية:

وردت في القرآن وفي الحديث اشارة الى المجوسية والصابئة والحنفية واليهودية والنصرانية. وفي الخبار التي اوردها الرواة عن هذه الحقبة مقالت في الدين،

وكان لبعض الجاهليين آراء في الدين، وكان لبعضهم دعوة ورسالة في الحث على الدخول في ديانة من تلك الديانات، كما كان بعضb آخر حائرا* ل يدري ماذا يفعل،

يرى ديانات قومه فل تعجبه، ثم يرى اليهودية والنصرانية بين بعض ابناء قومه فل تعجبه كذلك، فيقف مفكرا* حائرا* بين هذه العقائد والراء ومنهم من مزج بينها

واوجد خليطا* مركبا* من الوثنية والتوحيد. والراء الدينية عند الجاهليين كانت، ككل ناحية من نواحي حياتهم وحياة كل امة، عرضة للتطور والتغير، وان الحالة التي كانت عليها قبل البعث هي نتيجة تطور مستمر دام آلفا* من السنين، قام به رجال من اهل الجاهلية، أما بشعور ذاتي مبعثه عاطفة دينية وحس مرهف، واما بتاثير

من الخارج كالمبشرين والتجار. وهناك اناس ادعوا النبوة قبل النبي محمد. فهناك رجل لم يرد اسمه في القرآن، غير انه كان نبيا* في رأي كثير من اهل الخبار هو:

خالد بن سنان بن غيث العبسي، زعموا انه كان نبيا* عاش في زمان الفترة، أي بين ايام عيسى والنبي محمد، وان الرسول قال عنه: " ذاك نبي أضاعه قومه" . وهناك

نبي آخر أسمه حنظلة بن صفوان، كان نبيا* بعثه ال الى " أهل الرس" فكذبوه وقتلوه. عاش في أيام " بختنصر"، وقد ن@سب الى حcمير. وقيل انه كان من انبياء

الفترة كذلك.

وهناك مجموعة من رجال الجاهلية عرفوا بانهم " حنفيين"، لم يعبدوا الصنام وكانوا يؤمنون بالوحدانية. عرفنا من هولء النفر قس بن ساعدة اليادي، وزيد بن

عمرو بن ثفيل، وأمية بن أبي الصلت، وارباب بن رئاب، وس;ويد بن عامر المصطلقي، وأسعد ابو كرب الحميري، ووكيع بن سلمة بن زهير اليادي، وعمير بن جندب الج;هني، وعدي بن زيد العبادي، وابو قيس صرمة بن أبي أنس، وسيف بن ذي يزن، وورقة بن نوفل القرشي، وعامر بن الظرب العدواني، وعبد الطابخة

بن ثعلب بن وبرة بن قضاعة، وعلف بن شهاب التميمي، والمتلمس بن أمية الكناني، وزهير بن أبي س;لمى، وخالد بن سنان بن غيث العبسي، وعبد اله

20

القضاعي، وعبيد بن البرص السدي، وكعب بن لؤي بن غالب.

أمية بن ابي الصلت: هو اكثر الحنفاء حظا* في بقاء الذكر، وبقي كثير من شعره، وسبب ذلك بقاؤه الى ما

بعد البعث وملءمة شعره لروح السلم. لم يكن مسلما*، ولم يرضى ان يدخل في السلم لنه كان يعتقد بانه احق بالنبوة من محمد بن عبد ال. ولما كانت معركة بدر، رثى قتلى المشركين، ومات سنة تسعة للهجرة بالطائف قبل ان يسلم قومه الثقفيون. وقيل ان امية هجا اصحاب رسول ال في بيتين من القصيدة التي رثى فيها قتلى المشركين في غزوة بدر، ولذلك اهمل ابن هشام صاحب السيرة هذه

القصيدة، وذ@كر ايضا* ان النبي نهى عن رواية هذه القصيدة.

وامية مثل سائر الحنفاء، سافر الى الشام واتصل بأهلها، واوى الى الديرة ورجال الدين يسأل منهم عما يهمه من مشكلت دينية. وكان تاجرا* يذهب مع التجار في

قوافلهم الى تلك الديار التي كانت في ايدي الروم. ثم انه كان قارئا* كاتبا*، قرأ الكتب ووقف عليها، ومنها كو�ن فكرته عن الدين وشكه في عبادة قومه. وقد بدا هذا

التاثير واضحا* في الكلمات والمصطلحات العجمية المستعملة في شعره.

ويتلخص ما جاء في شعر هذا الشاعر من عقائد وآراء في العتقاد بوجود اله واحد، خلق الكون وسواه وعدله، وارسى الجبال على الرض، وانبت النباتات فيها، وهو الذي يحيي ويميت، ثم يبعث الناس بعد الموت ويحاسبهم على اعمالهم، فريق في الجنة وفريق في النار. يساق المجرمون عراة الى ذات المقامع والنكال مكبلين بالسلسل الطويلة وبالغلل، ثم يلقى بهم في النار، يبقون فيها معذبين بها ليسوا

بميتين، لن في الموت راحة لهم، بل قضى ال ان يمكثوا فيها خالدين ابدا. اماالمتقون فانهم بدار صدق ناعمون، تحت الظلل، لهم ما يشتهون.

وسيق المجرمون وهم عراة الى ذات المقامع والنكال

جهنم تلك ل تبقي بغيا* وعدن ل يطالعها رجيم

ويروى ان النبي كان يسمع شعر أمية، وان " الشريد بن سويد" كان ينشد له شيئا

21

منه في اثناء احد اسفاره، فكان كلما انشد له شيئا* منه، طلب منه المزيد، حتى اذا ما انشده مائة بيت، قال النبي له: كاد ليسلم. وذ@كر ان الرسول قال في حديث له

عنه: آمن لسانه وكفر قلبه.

والظاهر من شعر هولء الشعراء الجاهليين، ان عددا* كبيرا* منهم كان على علم بالتوحيد، وبال والملئكة والحساب والثواب والعقاب. ولم يبلغنا ان هولء الشعراء

كانوا يهودا* او نصارى. ويستطيع المرء ان يستنتج من هذا الشعر ان جزءا*t ل يستهان به من عرب الجاهلية كانوا، لولعهم بالشعر وحفظهم له، على علم بفكرة التوحيد، حتى وان لم يؤمنوا بها. وكانت هناك مجموعة من شعراء الجاهلية على

دين يهود او النصرانية، وقالوا شعرا* في التوحيد وعبادة اله واحد في السماء، بيدهمقاليد المور

وقد يكون من المفيد أن نستشهد بما ذكره الدكتور طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي) وهو يحلل الوضاع الجتماعية والفكرية في العهد الجاهلي، نجتزئ منه ما يلي: "وكان اليهود قد تعربوا قحا*، وكان كثير من العرب قد تهو�دوا. وليس من

شك في أن الختلط بين اليهود وبين الوس والخزرج قد أعد هاتين القبيلتين لقبولالدين الجديد وتأييد صاحبه.

هذه حال اليهود. فأما النصارى فقد انتشرت ديانتهم انتشارا* قويا* في بعض بلد العرب فيما يلي الشام حيث كان الغسانيون الخاضعون لسلطان الروم، وفيما يلي العراق حيث كان المناذرة الخاضعون لسلطان الفرس، وفي نجران من بلد اليمن

التي كانت على إتصال بالحبشة وهم نصارى.

"تغلغلت النصرانية إذن كما تغلغلت اليهودية في بلد العرب، وأكبر الظن أن السلم لو لم يظهر لنتهي المر بالعرب إلى اعتناق إحدى هاتين الديانتين. ولكن المة العربية كان لها مزاجها الخاص الذي لم يستقم لهذين الدينين والذي استتبع دينا

."88-87جديدا* أقل ما يوصف به أنه ملئم ملئمة تامة لطبيعة المة العربية". صانتهى كلم طه حسين

22

عادات الجاهلية التي اقتبسها السلم:

رغم جعجعة السلفيين ان السلم قد أثرى حياة العرب، وحارب عاداتهم الذميمة، ال ان الحقيقة تخبرنا ان السلم لم يأت بجديد، بل أقتبس عادات العرب القديمة

وألبسها لبوس التنزيل وجعلها جزءا* من القرآن. فقد ذكر الخباريون انه كان لهل الجاهلية سنن ساروا عليها، ابقى السلم أعظمها واسقط بعضا* منها. ومن هذه السنن: الطلق الثلث، والخطبة، اي خطبة المرأة الى ابيها او اخيها او اولياء

امرها. والحج الى البيت، والعمرة، والطواف، والتلبية، والوقوف بعرفات، والهدي ورمي الجمار، والغتسال من الجنابة، وتغسيل الموتى وتكفينهم، وقطع يد السارق

والوفاء بالعقود والصوم .

والتلبية هي من الشعائر التي ابقاها السلم ولكن غي�ر صيغتها. وقد ذكر اهل الخبار انه كان لكل صنم تلبية خاصة به. والتلبية هي بمثابة الجابة لنداء الصنم، وهي تعني اللزوم لنداء الطاعة. فكانت تلبية قريش "لبيك اللهم لبيك، لبيك ل شريك

لك، ال شريك هو لك، تملكه وما ملك". وتلبية السلم هي: لبيك اللهم لبيك، لشريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك، والملك ل شريك لك

ويذكر الخباريون ان الطائفين بالبيت كانوا على صنفين: صنف يطوف عريانا وصنف يطوف في ثيابه. ويعرف من يطوف بالبيت عريانا* ب " الح;مس". اما الذين

يطوفون في ثيابهم فيعرفون ب " الحلة". ويقال للواحد من الح;مس " اح;مس". وسموا بالح;مس لتشددهم في دينهم. وكان في وسع من هو من الح;مس الطواف

بثياب ياخذها من الحلة مثل* اعارة او كراء، غير ان عليه في هذه الحالة طرح ثيابه بعد اكماله الطواف اذ ل يجوز له استعمالها مرة اخرى، فاذا القيت ل يمسها احد

حتى تبلى، ويقال لهذه الثياب التي تطرح بعد الطواف " اللقي". والسبب في خلع الح;مس ثيابهم انهم كانوا يقولون " ل نطوف في ثياب عصينا ال فيها". وقد كان الجاهليون يطوفون بالصفا والمروة وعليهما صنمان يمسحونهما.والصفا والمروه من المواضع التي كان لها اثر خطير في عبادة اهل الجاهلية. .

23

وكان الجاهليون اذا حجوا يقدمون العتائر ، وهي الضحية التي تذبح عند الصنام، فتوزع على الحاضرين، فل " ي;صد عنها انسان ول سبع" وقد استبدل السلم كلمة "

العتائر" بكلمة " الضحية".

و كان على المرأة في الجاهلية اتخاذ " العدة" عند طلقها وعند موت زوجها، والغاية من ذلك المحافظة على النسب وعلى الدماء كراهة ان تختلط بالزواج العاجل

بعد الطلق او الموت، فوضعوا لذلك مدة ل يسمح فيها للمرأة بالزواج خللها، تسمى " العدة". وعدة المرأة ايام قروئها ( حيضها)، وعدتها ايضا* ايام احدادها على

زوجها وامساكها عن الزينة لمدة سنة ترتدي خللها شر ثيابها، ول تقلم اظافرهااوتمشط شعرها، اوان تضع حمل*v حملته من زوجها .

الميراث الميراث في الجاهلية كان خاصا* بالكبار من اولد المتوفي. اما الولد الصغار

والبنات فلم يكن لهم شئ. وقاعدتهم في ذلك " ل يرث الرجل من ولده ال من اطاق القتال". ولذا كان اخوان الميت يرثونه اذا لم يكن له اطفال، ويرثونه كذلك اذا كانت ذريته بنات. لكن الخبار متضاربة في موضوع ارث المرأة في الجاهلية، واكثرها

انها لم تكن ترث ابدا. وألمرأة نفسها كان يرثها البن الكبر إذا لم تكن أمه.

غير ان هناك روايات تقول ان من الجاهليات من ورثن ازواجهن وذوي قرباهن، وان عادة حرمان النساء لم تكن عامة عندحميع العرب. وهناك رواية تذكر ان اول

من جعل للبنات نصيبا* في الرث من الجاهليين هو " ذو المجاسد" عامر بن جشم بن غنم بن حبيب بن كعب يشكر، ور�ث ماله لولده في الجاهلية فجعل للذكر مثل حظ

النثيين، فوافق حكمه حكم السلم.

النجاسة كلمة " نجس" هي ضد " طاهر"، فالنجاسة هي عكس الطهارة. وهي بهذا المعنى في الجاهلية كذلك. وهناك كلمة اخرى لها معنى قريب من معنى هذه الكلمة، هي لفظة " رجس" وهي بمعنى " قذر". ومن المور النجسة في نظر اهل الجاهلية " الطمث" اي

24

" الحيض" ومن معاني الطمث " الدنس" .

فهل أتى السلم بأي شئ جديد لم يكن معروفا* للجاهليين؟ الجواب عندي انه لم يأتي بجديد، وقد لخص النبي ما أتى به من جديد في حجة الوداع حين قال: " أل إنما هن أربع: ل تشركوا بال شيئا* ول تقتلوا النفس التي حرم ال إل بالحق ول تزنوا ول تسرقوا". وهذه القوانين أتى بها حمورابي في بلد الرافدين قبل ألفين

وخمسمائة سنة قبل السلم . فلماذا نسمي الفترة التي سبقت السلم ب " الجاهلية"والعرب كانوا على علم بكل ما اتى به السلم؟

الفصل الثالث

محمد بن عبد ال

مولده اي محاولة للبحث عن تفاصيل حياة الرسول تصطدم بحائط من الخرافات بناه ك@تاب

سيرة الرسول في القرن الثامن الميلدي ومابعده. نزلت الرسالة على الرسول وعمره حوالي اربعين عاما. قبل نزول الرسالة كان محمد رجل* عاديا* من بني

هاشم، يعمل في التجارة، مثله مثل رجال كثيرين من قريش في ذلك الوقت. وبالطبع، لم يكن عرب مكة في القرن السادس الميلدي، يعرفون كتابة شهادات

الميلد لطفالهم، ولم يكن لديهم تقويم متفق عليه. وعندما ابتدأ محمد بتبليغ رسالته، لم يكن احدb ممن حوله مهتما* لمعرفة في اي يوم من ايام السبوع ولد، ول في اي عام، وإنما كان همهم محاربة دينه الجديد. وحتى حين مات لم يتفق الناس على اي يوم مات فيه، قال بعضهم انه مات في اليوم الثامن والعشرين من صفر

وقال آخرون في اليوم الثالث عشر من ربيع الول في العام الحادي عشر للهجرة. ومع هذا نجد مؤرخين مثل " ابن كثير" الذي الف " مختصر السيرة النبوية" في

القرن الثامن الميلدي يخبرنا بالتفصيل عن حمل امه به، ويوم مولده، وكلالمعجزات التي ظهرت يوم ان و;لد وحتى يوم ان حملت به أمه.

ونعلم من كتب السيرة كذلك ان النبي ولد مختونا* ومسرورا*، اي مقطوع حبل

25

السرة. وولد وبصره شاخص الى السماء. فلو ولد النبي وحبل سرته مقطوعا* لمات قبل ان يولد لن حبل السره هو الذي يوصل الوكسجين الى الطفل في الرحم والى

ان يصرخ الطفل صرخته الولى يكون اعتماده على حبل السرة كليا*، كما يؤكد الطبالحديث، فاذا انقطع حبل السرة قبل ان يولد الطفل، مات ذلك الطفل.

وتقول السيرة النبوية لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول ال ارتجس إيوان كسرى، وسقطت منه اربع عشرة شرفة، وخمدت نار الفرس ولم تخمد قبل ذلك

بألف عام، وغاصت بحيرة ساوة .

ولنسأل انفسنا سؤال* بسيطا*. اذا كان ال قد ارسل محمدا* لهل مكة والجزيرة العربية في المكان الول، كما يذكرنا القرآن في عدة آيات انه انزله قرآنا* عربيا*، لماذا ارتجس ايوان كسرى في العراق وخمدت نار المجوس في بلد فارس ولم

يحدث شئ في مكة وجوارها، أما كان الجدر في الليلة التي ولد فيها رسول ال انيسطع النور الباهر في الكعبة ليقنع اهل مكة ان ال مرسل رسول* منهم؟

" نسجها ك@ت?اب السيرة النبوية حولMythologyوواضح ان كل هذه خرافات " النبي بدون تمحيص وبدون اي اعتبار لعقل اي انسان يقرأ هذه الكتب. فيحدثنا ابن

كثير، مثل*، ان آمنة بنت وهب، ام النبي، قالت لحليمة السعدية التي ارضعته: " حملت به فما حملت حمل* قط اخف منه". ونحن نعلم ان محمدا* لم يكن له اخوة

ومات ابوه وامه حبلى به. فكيف تقول انها ما حملت قط حمل* اخف منه وهي لم تحمل غيره؟ وان كانت تعني حمل اشياء اخرى غير الجنين، فهي ل بد قد حملت

عدة اشياء اخف من الجنين الذي يزن في المتوسط ثلثة كيلوجرامات.

كل ما نستطيع ان نحصل عليه من السيرة النبوية هو ان محمدا* ولد في عام الفيل، للميلد وان ابوه مات وهو بعد في بطن أمه، وارضعته حليمة570اي حوالي عام

السعدية، وماتت امه وعمره خمسة او ستة سنوات ورباه عمه ابو طالب. وكان يرعى الغنم وهو طفل ثم مارس التجارة لحساب أمرأة ثرية اسمها خديجة بنت

خويلد، وتزوجها فيما بعد وكان عمره آنذاك خمسة وعشرين عاما*t وهي عمرها اربعون عاما. وصار محمد مسؤول* عن تجارة خديجة، يسافر بها الى الشام من

26

وقت لخر. وقد اتاح له هذا الزواج التفرغ للتأمل في شؤون الكون واللجوء الىغار حراء من وقت لخر

طفولته اما طفولة محمد فل نعلم عنها شيئا* لن كتب السيرة ل تذكر منها ال القليل، رغم

زعمهم ان كل آيات النبوة ظهرت عليه عند مولده. ومن البديهي ان يهتم معاصروا محمد بنشأته اذا اهتز ايوان كسرى وسطع نورb باهر يوم مولده، واغلبهم قال

سيكون له شأن عظيم. ولكن للسف ل نجد ال القليل عن طفولته. فنعرف، مثل* انه عندما كان عمره احدى عشر عاما* اصطحبه عمه ابو طالب الى الشام، حيث رأى عالما* فيه حضارة وتهذيب، غير ما رأى في مكة. وان كان صغيرا* في تلك الرحلة وربما لم يحتك بديانة التوحيد في الشام، ال ان الرحلة فتحت عقله وجعلته يتوق

الى رحلت اخرى، قام بها فيما بعد، ل بد انه رأى في اثنائها الرهبان واستمع اليهم.

وفي اندفاع ك@تاب السيرة الى تمجيد محمد والحاق الكرامات به، كتبوا عن طفولته اشياء ل يمكن ان يصدقها اي انسان. فمثل*، كتب ابن كثير: كان ابو طالب ل مال

له، وكان يحبه (محمد) حبا@ ما يحبه ولده وكان يخصه بالطعام، وكان اذا اكل عيال ابي طالب جميعا* او فرادى لم يشبعوا، واذا اكل معهم رسول ال شبعوا، وكانوا

يفضلون من طعامهم اذا اكل معهم، وان لم يكن معهم لم يشبعوا.

و في نفس الصفحة يقول ابن كثير: " وكان ابو طالب يقر�ب الى الصبيان صفحتهم اول الب;كرة، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول ال يده فل ينتهب معهم. فلما رأى

ذلك عمه عزل له طعامه على حدة " . فإذا كان أطفاله يشبعون ويفضلون فيطعامهم اذا أكل معهم، لماذا كانوا ينتهبون، ولماذا فصل له طعامه عنهم؟

زواجه من خديجة تزوج محمد خديجة وهو في العشرينات من عمره وظل معها ما ظلت خديجة على

قيد الحياة. ثم ماتت خديجة قبل هجرته الى المدينة بثلث سنين . وبين موت خديجة

27

وموته هو في السنة الحادية عشر للهجرة، اي في ظرف ثلث عشرة سنة، تزوج الرسول اربع عشرة امرأة او اكثر وملك عددا* من الجواري. ويقال انه دخل بثلث

عشرة امرأة من ضمنهن خديجة، وجمع بين احدى عشر وتوفي عن تسعة

وقد يسأل سائل: لماذ تزوج محمد، وهو ابن بضع وعشرين عاما*، وكان رجل* في غاية الوسامة، كما يخبرنا اهل السيرة، لماذا تزوج خديجة بنت خويلد بن اسد بن

عبد العزى، وقد كانت قبله عند عتيق بن عابد بن عبد ال بن عمر بن مخزوم، وولدت له بنتا*، ثم توفى عنها فتزوجت ابو هالة بن زرارة بن نباش بن زرارة بن

حبيب بن سلمة بن عدي فولدت له هند بن ابي هالة، ثم توفى عنها فتزوجهاالرسول .

فلماذا اذا* تزوج هذا الشاب ثيبا* في الربعين من عمرها ولديها طفلن؟ قد نجد الجواب في حديث ن@سب الى عائشة. فقد قال المام احمد عن ابن اسحاق،

اخبرنا م;جالد، عن الش?عبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان النبي اذا ذكر خديجة اثنى عليها بأحسن الثناء. قالت: فغرت يوما* فقلت: ما اكثر ما تذكرها حمراء الشدقين، قد ابدلك ال خيرا* منها. قال: " ما ابدلني خيرا* منها، وقد آمنت بي اذ كفر

بي الناس، وصدقتني اذ كذبني الناس، وآستني بمالها اذ حرمني الناس، ورزقنيال ولدها اذ حرمني اولد النساء .

. فهل يجوز انه تزوجها من اجل مالها؟ وانه عندما كان في عنفوان شبابه، لم يتزوج غيرها، خوفا* من ان تحرمه مالها، ولما ماتت وعمره خمسون عاما* تزوج

اربع عشرة امرأة او يزيد؟

نبوته موضوع النبوة يثير جدال* عميقا* في كافة المجتمعات، فهناك من ينكره وهناك من

هو على استعداد لن يموت من اجله. فموضوع النبوة يجري في خط موازي لنظرية داروين في التطور ولذا ل يمكن لهما ان يلتقيا. فنظرية داروين تقول بتطور الحياة من حيوانات بخلية واحدة " الميبا" الى النسان في شكله الحالي مارا* بمراحل

28

متعددة من النمو والتطور. والديان السماوية تقول بان ال خلق آدم وحواء ومنهم انتشر الجنس البشري في الرض، ولذا ارسل ال الرسل لهدايتهم. وقد يسأل سائل: ما الحكمة في ذلك؟ ما دام ال قد خلق النسان، وهو القادر على كل شئ، لماذا لم

يخلقهم كلهم مؤمنين؟ ويجيبنا علماء الديان بان ال اراد ان يختبر النسان.

ولكن قد نسأل لماذا احتاج ال ان يختبر النسان وهو عالم بكل سرائره وما سيفعله في حياته من قبل ان يولد النسان؟ اننا نختبر النسان لمعرفة قدراته الفكرية او العملية، ولكن اذا كنا مسبقا* نعرف قدرات هذا الشخص، يكون الختبار اضاعة للوقت والجهد. واذا كان الغرض من ارسال الرسل هو هداية البشر، فقد فشلت

التجربة مرات عديدة. فلماذا استمر ال في اجراء نفس التجربة؟ فكل النبياء الذين يزيد عددهم عن العشرين نبيا* وارسلوا الى بني اسرائيل، لم ينجحوا ال في هداية

جزء يسير منهم. وتعداد اليهود اليوم في كل انحاء العالم ل يزيد عن العشرين مليون شخصا* من مجموع سكان العام الذين يزيد عددهم عن ستة مليارات من

ألشخاص. واظن المنطق يقنعنا ان تجربة ارسال كل هولء النبياء الى بني اسرائيل كانت تجربة فاشلة. وقد قتل بنو اسرائيل بعض هولء النبياء كما يخبرنا القرآن، وقد عاقب ال كل المم التي بعث فيهم رسول* بأن خسف بهم الرض او

ارسل عليهم الزلزال او الصيحة التي دمرتهم ودمرت مساكنهم لن اغلبهم لميؤمنوا.

وفي عهد نوح ارسل طوفانا* اغرق الزرع والضرع وكل البشر ماعدا نوحا* واهله الذين آمنوا به. وبعد ان راى اهل نوح ما حدث للذين لم يؤمنوا، عادوا بعد اجيال

الى الكفر والعصيان مما اضطر ال ان يرسل لهم عدة انبياء آخرين، وتكررت نفس عملية خسف الرض والدمار. وحتى في العهد الحديث نسبيا* عندما ارسل ال

موسى الى بني اسرائيل، لماذا ارسل ال موسى وهو يعلم ان بلسانه عقدة ولن يستطيع ان يقنع الناس، ومهمة الرسول الولى هي تبليغ الرسالة، ولذا يجب ان يكون فصيحا*، فاضطر موسى أن يسأل ال ان يرسل معه اخاه هارون؟ لماذا لم

يرسل هارون وحده؟

29

ومما يثبت فشل تجربة الرسل ان بني اسرائيل عندما قادهم موسى في هجرتهم من مصر ورأوا ان ال قد شق لهم البحر وانجاهم واغرق فرعون وجنده، وانزل لهم

المن والسلوى من السماء ليطعمهم، لم يقتنعوا بوجوده او برسالته فصنعوا لنفسهم عجل* من ذهب وعبدوه. فهل هناك معجزات أكثر من هذه لتقنع الناس بوجود ال؟ فإذا لم يقتنع بنو أسرائيل بعد أن رأوا كل هذه المعجزات، ال يقنع كل هذا ال بأن

ارسال النبياء ل يجدي فتيل؟ من سورة " يس" : " يا حسرة علي العباد30وهذا هو القرآن نفسه يقول في الية

ما يأتيهم من رسول ال كانوا به يستهزؤن". فاذا علم ال ان كل العباد يستهزؤن برسلهم، لماذا يستمر في ارسالهم؟ لماذا ل يدمر الرض ومن عليها، كما فعل من

قبل، ويخلق اناسا* على دين0 واحد؟ وارسال الرسل والنبياء، وان هدى بعض : "103الناس، فهم دائما* اقلية، كما يخبرنا القرآن نفسه في سورة يوسف، الية

وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين".

عندما يخاطب ال عيسى فيقول له: " وجاعل55وفي سورة آل عمران، ألية الذين أتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة "، فنفهم من هذه ألية أنه سيكون هناك مسيحيون مؤمنون بعيسى الى يوم القيامة، فما فائدة ارسال محمد بالسلم ليظهره على الدين كله، وهو قد قرر أنه سيكون هناك مسيحيون الى يوم القيامة. والدليل على ذلك أنه بعد ألف وأربعمائة سنة على إرسال محمد بالسلم ليظهره على الدين كله، ما زالت المسيحية أكبر ديانة سماوية حتى ألن، وعدد أتباعها

يفوق عدد المسلمين أضعافا.

والقرآن يخبرنا في عدة آيات ان ال لو شاء لجعل الناس كلهم أمة* واحدة* يؤمنون برسالة واحدة ويكونون على دين واحد " ولو شاء ال لجعلكم امة واحدة" . وكذلك يخبرنا القرآن ان ال يهدي من يشاء ويضل من يشاء: " من يشإ ال يضلله ومن

يشأ يجعله على سراط مستقيم " .

ويخبرنا ال كذلك في سورة السراء انه اذا اراد ان يهلك قرية*، امر مترفيها

30

ففسقوا فيها، فحق عليها القول، فيدمرها تدميرا. فكل هذه اليات تؤكد ان النسان مسي�ر، ليس بيده اي شئ، ال يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويدمر القرى التي يختار تدميرها. فاذا* ما الحكمة في ارسال النبياء لهداية البشر، والبشر ل يملكون

الحق في تقرير مصيرهم؟

وفي بعض الحيان نشعر ان ال ل يريد للناس ان يتبعوا الرسل، ففي سورة مريم ، نجد ال يقول: " ألم تر إنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا* " اي83الية

تهي�جهم الى المعاصي حسب تفسير الجللين. فما الحكمة في ارسال انبياء لهدايةالناس، وفي نفس الوقت يرسل ال الشياطين لتهي�جهم على المعاصي؟

وهناك مفكرون عبر التاريخ قد انكروا فكرة ارسال النبياء، منهم الطبيب الفارسي هجرية) والمفكر والشاعر العربي313-250المشهور محمد بن زكريا الرازي (

هجرية)، الذي قال:450-369الشهير ابو العلء المعري (تحطمنا اليام كالزجاج ولكن ل ي;عاد لنا سبك

واذا اخذنا في العتبار العداد الهائلة من البشر الذين ق@تلوا في الحروب الصليبية Spanishبين المسيحيين والمسلمين، والذين ق@تلوا في محاكم التفتيش السبانية "

inquisitionوكذلك الذين ق@تلوا ايام انتشار الدولة السلمية، واللف الذين ،" مازالوا يموتون في الحروب بين الديان في عدة اقطار من العالم، يتضح لنا ان

الديان جلبت للجنس البشري ضررا@ يفوق المصلحة التي نتجت عنها. وهناك مفكرون عظماء عبر التاريخ البشري قدموا للعالم افكارا* نيرة افادت البشرية، ولم

" و حمورابيBuddha" و بوذا "Confuciusيكونوا انبياء، مثل كونفوسيوس " وأرسطو وغيرهم.

ومع ان محمدا* كان من بني هاشم، لم يعتبره سادات قريش ذا مكانة عظيمه لنه كان يتيما* وفقيرا، وكان في مفهومهم ان ال اذا اراد ان يرسل رسول*، ل بد له ان يختار رسول* ذا مكانة في مجتمعه. ولهذا لما اعلن نبوته، قال الوليد بن المغيرة،

زعيم بني مخزوم بمكة: عندما يكون في قريش رجل مثلي وفي بني تميم رجل مثل

31

عروة بن مسعود، كيف يد�عي محمد انه نبي؟ فانزل ال قوله:" وقالوا لول نزل هذا القرآن على رجل0 من القريتين عظيم, أهم ي;قس�مون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا

سخريا* ورحمة ربك خير مما يجمعون" .

ظل النبي بمكة ثلث عشرة عاما* يحاول اقناعهم بدينه دون جدوى. وكان يعرض نفسه على قبائل العرب في موسم الحج من كل عام، دون ان يؤمن به احد. وزار

بني ثقيف بالطائف يدعوهم الى السلم فلم يتبعوه. واخيرا* استمع اليه نفر من الوس والخزرج فآمنوا به وعقد معهم معاهدة لنصرته " بيعة العقبة"، ودعوه الى الهجرة لهم في المدينة، فهاجر اليها سنة ثلث عشرة من بعثته، اي حوالي عام

للميلد.623

غزواته عندما استقر النبي بالمدينة وسط النصار والمهاجرين، ابرم اتفاقا* مع يهود المدينة

أمن?هم فيه على انفسهم ومالهم على ال يحاربوه، وضمن بذلك ان قاعدته بالمدينة سالمة ل خوف عليها، وابتدأ يخطط لغزواته ليدخل الناس في السلم او يدفعوا له الجزية لتساعده على تحمل نفقات اقامة دولة للمسلمين. والدولة، طبعا*، ل بد لها من جيش يدافع عنها ويزيد من مساحتها وسطوتها. ويحتاج تجهيز الجيش الى

أموال لشراء السلحة والخيول واطعام الجنود وما الى ذلك. ولكن من اين لمحمدبكل هذا المال.

الحل الذي لجأ اليه النبي كان السطو على قوافل قريش التي كانت دائما* محملة بأثمن البضائع من الشام وكذلك غزو القبائل المجاورة. وحسب ما قال محمد بن عمر: ان مغازي رسول ال معروفة مجتمع عليها ليس فيها اختلف بين احد في

عددها وهي سبع وعشرون غزوة. واخzت@لف في عدد سراياه، حدثنا محمد بن ح;ميد قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: كانت سرايا رسول ال وبعوثه –

فيما بين ان اقدم المدينة وبين ان قبضه ال خمسا* وثلثين بعثا* وسرية .

ففي شهر رمضان على رأس سبعة اشهر من هجرته الى المدينة، عقد النبي لحمزة

32

بن عبد المطلب لواءg ابيضا* في ثلثين رجل من المهاجرين، وامره ان يعترض لعيرات قريش، كما زعم الواقدي . ولكن حمزة لما حاول اعتراض القافلة وجد ابا

جهل بن هشام في ثلثمائة رجل، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني فافترقوا ولميكن بينهم قتال.

وفي شهر ربيع الول من السنة الثانية للهجرة خرج الرسول في غزوة مع مائتي راكب، وكان مقصده ان يعترض لعير قريش، وكان فيها امية بن خلف ومائة رجل والفان وخمسمائة بعير. وسار النبي حتى بلغ ب;واط من ناحية رضوى لكنه لم يجد

عير قريش، فرجع للمدينة وسميت هذه الغزوة " غزوة بواط" .

ومرة اخرى خرج في غزوة الع;شيرة يريد العتراض لعيرات قريش وسار حتى وصل الع;شيرة ببطن ينبع، ولم يعثر على عير قريش، فرجع. وفي رجب من نفس العام ارسل عبد ال بن جحش مع ثمانية من المهاجرين، وكتب له كتابا* وامره ال

ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه. فلما فتح الكتاب وجد فيه: " اذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة* بين مكة والطائف فتر�صد بها قريشا* وتعلم لنا من

اخبارهم". وساروا حتى نزلوا نخلة، فمرت عير; لقريش فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد ال بن المغيرة واخوه نوفل والحكم بن كيسان. وتشاور الصحابة فيهم، وذلك في آخر يوم من رجب فقالوا: وال لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن

الحرم فليمتنع;ن به منكم، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام، فاجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم واخذ ما معهم، فحلقوا رأس احدهم ليطمئن القرشيون

اصحاب العير أنهم من ع;مار بيت ال الحرام.

وعندما أطمئن القرشيون ووضعوا سلحهم رمي واقد بن عبد ال التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستاسر عثمان بن عبد ال والحكم بن كيسان وافلت

منهم نوفل بن عبد ال . واقبل عبد ال بن جحش واصحابه بالعير والسيرين، حتى قدموا على رسول ال. فقال عبد ال بن جحش لصحابه: ان لرسول ال فيما غنمنا

الخمس، فعزله وقسم الباقي بين اصحابه، وذلك قبل ان تنزل آية الخمس.

33

ولما قالت قريش قد استحل محمد واصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم واخذوا فيه الموال واسروا الرجال، أنزعج الرسول من هذا الكلم وقال لصحابه: " ما

أمرتكم بقتال0 في الشهر الحرام". ورفض ان يأخذ نصيبه من الغنيمة، وهو السيرين وبعض العير. وحينئذ سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنفهم أخوانهم

من المسلمين فيما صنعوا.

ولكن سرعان ما نزلت الية: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل: قتال فيه كبيرb، وصدb عن سبيل ال وكفرb به، والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند

ال، والفتنة اكبر من القتل، ول يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا" . فلما نزل القرآن بهذا المر وفر�ج ال تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق، أخذ رسول ال –ص- العير والسيرين. وهذا كان يمثل خمس الغنيمة، وكانت هذه اول غنيمة للمسلمين، وفادى السيرين بأربعين أوقية لكل منهما وهذا

أول فداء لول أسير في السلم.

وهذه ألية طبعا* عذر ل تسنده الوقائع، فقريش لم تكن تحاربهم في ذلك الوقت، بل بالعكس، حاول المسلمون اعتراض قوافل قريش ثلث مرات قبل هذا. وحتى في

هذه المرة لم تكن قريش قد اعتدت عليهم وانما هم الذين اعتدوا، وفي الشهرالحرام.

غزوة بدر الكبرى سمع الرسول بأبي سفيان صخر بن حرب مقبل* من الشام في عير لقريش عظيمة

فيها اموال وتجارة، وفيها ثلثون رجل*، او اربعون، وكان في العير الف بعير تحمل اموال قريش باسرها، فقال الرسول لصحابه: " هذه عير قريش فيها اموالهم،

فاخرجوا اليها لعل ال ي;نفلكموها". فسمع ابو سفيان ان المسلمين يتربصون بهم، فارسل ضمضم بن عمرو الى مكة يطلب النجدة منهم. فخرجت قريش في تسعمائة وخمسين مقاتل* وخرج النبي مع المهاجرين والنصار حتى بلغ بدر فنزل بها في

انتظار ابي سفيان وعير قريش. وعلم ابو سفيان بنزول المسلمين ببدر فغير طريققافلته ونجا بها وارسل الى قريش يخبرهم انه قد نجا بقافلته فليرجعوا.

34

ولكن ابو جهل بن هشام اصر ان تصل قريش الى بدر، وكان موسما* من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كل عام. فساروا حتى نزلوا بالعدوة القصوى. وسار

الرسول حتى جاء ادنى ماء من بدر فنزل به. وكان مع الرسول رجل يدعى الحباب بن منذر بن الجموح، قال للرسول: يا رسول ال ارايت هذا المنزل، أمنزل* انزلكه

ال ليس لنا ان نتقدمه ول نتأخر عنه، ام هو الرأى والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأى والحرب والمكيدة. قال الحباب: يارسول ال، فان هذا ليس بم;نزل، فامض

بالناس حتى نأتي ماءg من القوم فننزله، ثم نغ?ور( نمل بالتراب) ما وراءه من الق@ل@ب ( البار)، ثم نبني عليه حوضا* فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ول يشربون.

فقال رسول ال: " لقد اشرت بالرأي" وفعل ما اقترحه ابن المنذر. والتقى الجمعانوانتصر المسلمون .

وقال ابن اسحاق عن عبد الرحمن بن عوف انه مر يوم بدر بأمية بن خلف واقفا مع ابنه علي وهو آخذ بيده، فأسرهما عبد الرحمن بن عوف، فرآهما بلل فقال : رأس الكفر أمية بن خلف، ل نجوت@ ان نجا. ثم صاح بأعلى صوته: يا أنصار ال،

رأس الكفر أمية بن خلف. فهجم النصار عليهما وقتلوهما.

واختلف الصحابة في بقية السرى: أي;قتلون او ي;فادون؟، فاستشار الرسول ابا بكر وعليا* وعمر، فقال ابو بكر: يارسول ال هولء بنو العم والعشيرة والخوان، واني ارى ان تأخذ منهم الفدية، فيكون ما اخذناه قوة* لنا، وعسى ان يهديهم ال فيكونوا

لنا عضدا. فقال عمر: وال ما ارى ما رأى ابو بكر، ولكن ارى ان تمكنني من فلن، قريب لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليا* من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلن اخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم ال انه ليست في قلوبنا هوادةللمشركين. فأخذ الرسول براي ابي بكر وقرر ان يأخذ من السرى الفداء.

وفي اليوم التالي وجد عمر الرسول وابا بكر يبكيان، فلما سأل عن السبب، قال الرسول:" نبكي للذي عرض علي اصحابك من اخذهم الفداء" وانزل ال " ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الرض، تريدون عرض الدنيا وال يريد

35

الخرة وال عزيز حكيم". ثم احل لهم الغنايم .

المنطق يتطلب ان تكون الشرائع السماوية ارحم من تشريع البشر، فال يصف نفسه بانه رحيم بعباده غفور بهم. ومن اسمائه السلم والرؤوف وما الى ذلك، فهل يعقل ان يغضب ال على الرسول لنه لم يقتل السرى، وقرر ان يأخذ منهم الفداء بينما التشريع النساني يحرم قتلهم؟ ولم يذكر احد من المؤرخين ان الرسول ان?ب بلل واصحابه على قتل السيرين أمية بن خلف وابنه. واي اله هذا الذي يشجع

على قتل السرى؟

وحتى بعد أن كثر عدد المسلمين ونزلت سورة محمد، قال ال: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فاما منا* بعد واما فداء". ويقول القرطبي في تفشير هذه ألية: قال ال: فضرب الرقاب، ولم يقل اقتلوهم، لن في العبارة " ضرب الرقاب" من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل، لما فيه من تصوير القتل

بأشنع صوره وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن.

فال ل يكتفي بقتل الكافرين فحسب، بل يجب أن نقتلهم شر وافظع قتل. أما ألسرى، فرغم أن ال قال " اما منا* واما فداء" فيقول القرطبي في تفسير ألية: "

قال قتادة ومجاهد إذا أaسر المشرك لم يجز أن ي;من عليه، ول أن ي;فادى به فيرد الى المشركين، ول يجوز أن ي;فادى عندهم ال بالمرأة لنها ل ت@قتل". فحتى بعد أن تلطف ال على المشركين بعد أن غضب على الرسول لنه أخذ منهم الفداء في واقعة بدر،

وقال " فأما منا* واما فداء" يقول علماء المسلمين يجب قتل السرى.

غزوة بني قينقاع

كان للرسول حلفZ مع يهود المدينة، وكتب رسول ال كتابا* بين المهاجرين والنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم واقرهم على دينهم واموالهم واشترط عليهم وشرط لهم فقال:" بسم ال الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي المي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب، .... الى ان قال:ان اليهود ينفقون مع

36

� مع المؤمنين، لليهود دينهمZالمؤمنين ما داموا محاربين، وان يهود بني عوف أمة وللمسلمين دينهم، مواليهم وانفسهم، ال من ظلم واثم فانه ل يوتغ ال نفسه واهل بيته. وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة، وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الثم، وانه لم

يأثم امرؤa بحليفه، وان النصر للمظلوم، وان يثرب حرام جوفها لهل هذه الصحيفة، وان الجار كالنفس غير مضار ول آثم ". ومعنى العبارة " أن يثرب حرام جوفها

لهل هذه الصحيفة" هو أن جوف المدينة حرمb لهل هذه المعاهدة، ل يجوز العتداءعليهم فيها.

ويقال ان أمرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست الى صائغ هناك منهم فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ الى

طرف ثوبها فعقده الى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها، فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا*، فشد بعض اليهود الحاضرين على المسلم فقتلوه، فاستصرخ اهل المسلم المسلمين على اليهود،

فحاصرهم رسول ال حتى نزلوا على حكمه، رغم ان العقد بينهم يقول " ال من ظلم واثم فانه ل يوتغ ال نفسه واهل بيته". فبدل ان ي;حاسب الذين اثموا، حاصر النبي

كل بني قينقاع.

فك@تفوا وهو يريد قتلهم، فكلمه فيهم عبد ال بن ابي بن سلول، فقال: يا محمد، احسن في موالي – وكانوا حلفاء الخزرج – فأبطأ عليه النبي. فادخل يده في جيب

رسول ال، فقال الرسول: " أرسلني" ، وغضب رسول ال حتى رأوا في وجهه ظلل* ثم قال: " ويحك ارسلني" فقال عبد ال: ل وال ل ارسلك حتى تحسن الى

موالي. اربعمائة حاسر وثلثماية دارع قد منعوني من السود والحمر، تحصدهم في غداة واحدة! واني وال ل آمن واخشى الدوائر. فقال الرسول: " هم لك. خلوهم

لعنهم ال ولعنه معهم". فأرسلوهم، ثم امر بإجلئهم، وغنم المسلمون ما كان لهممن مال . وكان للرسول خ@مس اموالهم.

وواضح ان النبي اراد عذرا* لغزوة بني قينقاع، فاتخذ ما حدث للمرأة العرابية كذريعة لغزوهم. ويذكر الواقدي ان بني قينقاع كانوا صاغة واصحاب سلح،

37

ولمكانتهم هذه في المدينة ولما ابدوه من مناصرة قريش، فكر الرسول في امرهم طويل* وظل في ذلك حتى نزلت الية " واما تخافن من قوم خيانة، فانبذ اليهم على سواء، ان ال ل يحب الخائنين" . ويتضح من الية ان ال احل للنبي ان يغزو من

شاء اذا خاف منهم خيانة. وهذا ما حدث لبني قينقاع دون اعتداء منهم علي المسلمين، بل بالعكس، قتل احد المسلمين الصائغh اليهودي اول*، فقتل اليهود المسلم

القاتل. وهذا يقع تحت طائلة الخذ بالثار التي كانت متفشية عند العرب في ذلك الوقت. ولكن النبي قرر نقض العهد معهم وحصارهم وطردهم من المدينة، بل

لقتلهم لول تدخل عبد ال بن أبي بن سلول، رغم الصحيفة التي تقول أن المدينةحرمb لهل المعاهدة ول يجوز العتداء عليهم فيها.

تقول عن اليهود: " وت@خرجون فريقا* منكم من ديارهم85وسورة البقرة الية وت@ظاهرون عليهم بالثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرمb عليكم

إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض0 فما جزاء من يفعل ذلك منكم إل خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة". فإذا كان القرآن ي;عيب على اليهود إخراجهم

بعضهم من ديارهم ويقول لهم هو محرم عليكم، كيف إذا* أحل النبي لنفسه ان ي;خرجبني قينقاع من ديارهم؟

وفي بداية السنة الثالثة للهجرة سمع النبي أن أبا سفيان خارج في تجارة للشام،

وأنهم خافوا طريق الشام بعد موقعة بدر فسلكوا طريق العراق. قال ابو جعفر: واما الواقدي فزعم ان سبب هذه الغزوة كان ان قريشا قالت: قد عور علينا محمد متجرنا

وهو علي طريقنا. وقال ابو سفيان وصفوان بن امية: ان اقمنا بمكة اكلنا رؤوس اموالنا. قال ابو زمعة السود: فانا ادلكم علي رجل يسلك بكم النجدية، لو سلكها مغمض العينين لهتدى. قال صفوان: من هو؟ فحاجتنا الي الماء قليل، انما نحن

شاتون. قال: فرات بن حيان، فدعواه فاستاجراه، فخرج بهم في الشتاء، فسلك بهم علي ذات عرق، ثم خرج بهم علي غمرة، وانتهي الي النبي خبر العير وفيها مال

كثير، وانية من فضة حملها صفوان بن امية، فخرج زيد بن حارثة فاعترضها، فظهر بالعير وافلت اعيان القوم منه، فكان الخمس عشرين الفا، فاخذه رسول ال

وقسم الربعة الخماس علي السرية

38

وفي سنة اربع من الهجرة، ارسل النبي ابا سلمة بن عبد السد ليغزو بني اسد ومعه خمسون ومائة رجل. فانتهى الى ادنى قطن، وهو ماء لبني اسد، وكان هناك

طليحة السدي واخوه سلمة ابناء خويلد. فلما رأوا السرية تفرقوا وتركوا عددا كبيرا* من البل والغنم، فاخذها ابو سلمة ورجع للمدينة، واخرج للنبي خمس الغنيمة

.

غزوة بني النضير كان بين عمرو بن امية وبني النضير عهدb وحلف، وعندما قتل عمرو بن امية رجلين من بني عامر، خرج رسول ال الى بني النضير يستعينهم في دية ذينك

القتيلين، رغم المعاهدة سابقة الذكر التي كتبها بينه وبين يهود المدينة وقال فيها: " وإنه لم يأثم أمرؤ بحليفه". ورغم هذا قال له بنو النضير: نعم يا ابا القاسم نعينك

على ما احببت. ويبدو ان النبي جلس الى جنب جدار، فهم� احد بني النضير بالطلوع فوق البيت لكي يرمي حجرا* علي النبي فيقتله. ولكن النبي ترك مكانه من عند

الجدار ورجع الى المدينة وارسل محمد بن مسلمة يأمر يهود بني النضير بالخروج من المدينة. فرفضوا الخروج، وعندئذ امر الناس بالخروج اليهم، وحاصرهم خمسة

عشر يوما* وهم يقاومون في حصونهم.

وعندها امر رسول ال – ص - بقطع نخيلهم والتحريق فيها . فنادوا عليه: يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها، اذا كان لك هذا فخذه وان ان لنا فل تقطعه . وتنبه جماعة من المسلمين الى ان

النخيل سوف يصير لهم بعد هزيمة بني النضير، فمنعوا أبا ليلى المازني وعبد ال بن سلم من ان يقطعوه، وكان النبي قد أوكل اليهما قطعه . وذهب جماعة منهم الى النبي وقالوا له كيف نقطع النخيل وسوف يصير لنا؟ فانزل ال: " ما قطعتم من لينة

او تركتموها قائمة على اصولها فبأذن ال"

ولما اشتد عليهم الحصار سألوا رسول ال ان يجليهم ويكف عن دمائهم على ان لهم ما حملت البل من اموالهم. فحملوا ما استطاعوا من اموالهم وخرجوا الى خيبر

39

ومنهم من سار الى الشام. وخلوا النخيل والمزارع لرسول ال، فكانت له خاصة لنالمسلمين لم يحاربوا من اجلها.

غزوة بني قريظة بعد غزوة الخندق اخبر الرسول اصحابه ان جبريل اتى اليه واخبره ان ال قد امره

ان يغزو يهود بني قريظة، رغم الحلف الذي كان بينه وبينهم، فساروا اليهم وحاصروهم خمسا* وعشرين ليلة. فبعثوا الى رسول ال ان ابعث الينا ابا ل@بابة بن

عبد المنذر نستشيره في امرنا. فارسله لهم، فلما رأوه جهش اليه النساء والصبيان يبكون، فرق لهم ، فقالوا: يا ابا لبابة أترى ان ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم.

واشار بيده الى حلقه انه الذبح.

فاجتمع نفر من الوس، وكانوا حلفاء بني قريظة، وقالوا للنبي: يا رسول ال انهم كانوا موالينا دون الخزرج، وقد عفوت عن بني قينقاع موالي الخزرج، فاعف عن

بني قريظة. فقال النبي: يا معشر الوس ال ترضون ان يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى. فقال: ذلك الى سعد بن معاذ. فقالوا لسعد: يا ابا عمرو احسن في

مواليك، فان رسول ال انما ولك ذلك لتحسن فيهم. فقال لهم: قد آن لسعد ال تأخذه في ال لومة لئم. وحكم سعد بان ي;قتل الرجال وت@قسم الموال وتسبى الذراري

والنساء. فقال له النبي: لقد حكمت فيهم بحكم ال من فوق سبعة ارقعة. وخرج النبي الى سوق المدينة وامر ان ت@حفر بها خنادق ثم انزلوا رجال بني قريظة وضربت اعناقهم في تلك الخنادق، حتى بلغ عددهم ستمائة او سبعمائة قتيل، وقال آخرون ان القتلى كانوا ثمانمائة الى تسعمائة. وقتل منهم امرأة واحدة، هي زوجة حسن القريظي، كانت قد رمت بحجر نحوالنبي في ايام الحصار.ورغم ان النبي قد

وافق مقدما* ان يقبل حكم سعد، وعندما سمعه قال انه حكم ال، لكنه خالف حكم ال واعدم امرأة* رغم ان سعد قال ت@سبى النساء. وقد رأينا سابقا* أن قتادة ومجاهد قال:

ل يجوز أن ي;فادى السير المشرك ال بالمرأة لن المرأة ألسيرة ل ت@قتل.

و بعث الرسول سعد بن زيد النصاري بسبايا من سبايا بني قريظة الى نجد فابتاع له بهم خيل* وسلحا*، واختار لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خ@ناقة وعرض عليها ان

40

تسلم فيتزوجها، او تكون مما ملكت يمينه. فقالت: يا رسول ال بل اتركني في ملكك فهو اخف علي وعليك . وقد يسال سائل�: أي;عقل ان يحكم ال من فوق سبعة ارقعة بقتل كل هذا العدد من السرى وسبي نسائهم واطفالهم، مع العلم بانهم لم يحاربوا

الرسول، وان كانوا قد شجعوا قريشا* على حربه؟

غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة قرر النبي غزو يهود خيبروكان فيهم يهود بني قينقاع

ويهود بني النضير الذين سبق ان أaخ@رجوا من المدينة. فسار النبي بجيشه حتى نزل بوادي يقال له الرجيع، فنزل بين اهل خيبر وبين غطفان ليحول بينهم وبين ان

يمدوا اهل خيبر وكانوا لهم مظاهرين. بدأ الرسول بالموال يأخذها مال* مال ويفتحها حصنا* حصنا*، فكان اول حصونهم افتتح حصن ناعم ثم القموص، حصن

ابن ابي العقيق، واصاب النبي منهم سبايا منهن صفية بنت ح;يي بن أخطب،فاصطفى النبي صفية لنفسه. ثم جعل النبي يتدنى الحصون والموال.

فلما فتح النبي من حصونهم ما فتح وحاز من اموالهم ما حاز، انتهوا الى حصنهم الوطيح – وكان آخر حصون خيبر- حاصرهم النبي بضع عشرة ليلة. قال ابن

اسحق: واتى النبي بكنانة بن الربيع بن ابي الحقيق – وكان عنده كنز بني النضير- فسأله فجحد ان يكون له علم بالكنز، فاتى النبي برجل من يهود، فقال الرجل للنبي: اني قد رايت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال النبي لكنانة: أرايت ان وجدناه

عندك، أأقتلك؟ قال: نعم. فأمر النبي بالخربة فح;فرت فاخرج منها بعض كنزهم ثم سأله ما بقي فأبى ان يؤديه، فأمر به رسول ال الزبير بن العوام فقال: عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى اشرف على الهلك، ثم

دفعه رسول ال الى محمد بن مسلمة فضرب عنقه . وحاصر النبي اهل خيبر في حصنهم حتى اذا ايقنوا بالهلكة سألوه ان يأخذ مالهم ويحقن لهم دماءهم.ففعل. وكان النبي قد حاز الموال كلها ال ما كان من حصن الوطيح. ولما نزل اهل خيبر من حصنهم سألوا النبي ان يعاملهم بالموال على

النصف، وقالوا: نحن اعلم بها منكم واعمر لها، فصالحهم النبي على النصف، على انا اذا شئنا ان نخرجكم اخرجناكم. فلما سمع اهل فدك بما حدث لهل خيبر، بعثوا

41

الى النبي يسألونه ان يسي�رهم ويحقن دماءهم ويخ?لوا له الموال، ففعل.

والنطباع الذي يخرج به القارئ من كل هذه الغزوات ان الدافع لها كان ماديا* اكثر منه الحرص على اقناع اليهود والوثنيين بالدخول في السلم. فلم يهتم النبي

بمحاولة اقناع اي قبيلة من اليهود بالسلم، خاصة* وانه ذكر في معاهدته معهم " لليهود دينهم وللمسلمين دينهم"، ولذا لم يحاول اقناعهم وقد اترف ان لهم دينهم،

فأصبح الدافع الوحيد لغزوهم هو اخذ اموالهم وقتلهم او طردهم من المكان. والدافع لقتل اليهود كان قويا* عند النبي بدليل قتله كل اسرى بني قريظة وكذلك نيته قتل

يهود بني النضير لول ان تدخل عبد ال بن ابي بن سلول. أما تعذيب السرى فيظهر انه مباح في السلم بدليل ان النبي امر بتعذيب كنانة بن الربيع حتى يدلهم

على الكنز، وعندما فشل التعذيب في حمله على الفشاء بالكنز، قتلوه. ولم يذكر المؤرخون ان النبي عرض على كنانة ان يسلم ويحقن دمه، بل كان كل همه ان

يعرف مكان الكنز المدفون.

وفي العام السادس للهجرة خرج الرسول في سبعمائة رجل الى مكة يريد العمرة، فمنعه اهل مكة وطلبوا منه الرجوع في العام القادم. واخيرا*، بعد عدة ايام، عقدوا صلح الح;ديبية بين النبي وبين اهل مكة. وكان ممثل اهل مكة في الصلح سهيل بن

عمرو. فدعا النبي علي بن ابي طالب ليكتب الصلح. فكتب علي: " هذا ما صالح عليه محمد بن عبد ال سهيل بن عمرو، اصطلحنا على وضع الحرب عن الناس

عشر سنين، يأمن فيهن الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على انه من اتى رسول ال من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا* ممن مع محمد لم ترده

عليه. وان بيننا عيبة مكفوفة، وانه ل اسلل ول إغلل، وانه من احب ان يدخل في عقد رسول ال وعهده دخل فيه، ومن احب ان يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل

فيه" .

وبعد ثمانية عشر شهرا* هجم بنو بكر على خزاعة ويبدو ان قريشا* ساعدت بني بكر بالسلح والك@راع. فركب عمرو بن سالم، من خزاعة، يستنجد بالنبي. فجهز النبي جيشا* كبيرا* وغزا مكة رغم صلح الح;ديبية الذي وضع الحرب بينهم عشر سنوات.

42

وقال ابن اسحاق: قد كان رسول ال عهد الى امرائه ال يقاتلوا ال من قاتلهم، غير انه اهدر دم نفر0 سماهم وان وجدوا تحت استار الكعبة وهم: عبد ال بن ابي سرح، وعبد ال بن خطل، رجل من بني تيم بن غالب، وكانت له قينتان، اسم احدهم فرتانا

وواسم الخرى غريبة، امر بقتلهما معه، والحويرث بن نقيد بن وهب بن عبد قصي، ومقيس بن صبابة، وعكرمة بن ابي جهل، وسارة، وكانت مولة لعمرو بن هاشم من بني عبد المطلب، وهند بنت عتبة، زوجة ابي سفيان. ولكن هند بايعت

الرسول فسلمت.

اما عبد ال بن سعد بن ابي سرح قد امر بقتله لنه كان قد اسلم وكتب الوحي للنبي لمدة من الزمن، ثم ترك وارتد لنه قال كان يكتب الوحي وكان يقترح على النبي

بعض التعديلت فيما كان قد امله عليه، وكان النبي يوافق علي التعديل، فمثل* في احد المرات قال له النبي اكتب: " ان ال عزيز حكيم" فقال له عبد ال: اليس من

الفضل ان تقول " ان ال عليم حكيم؟" فوافق النبي . فقال عبد ال لو كان هذا من عند ال لما قبل ان يغيره، فترك وارتد. وعندما دخل النبي مكة فر عبد ال الى عثمان بن عفان وكان اخاه من الرضاعة، فلما جاء به ليستامن له صمت عنه

الرسول طويل* ثم قال: " نعم ". فلما انصرف مع عثمان قال النبي لصحابه: " أما كان فيكم رجل� رشيد يقوم الى هذا الرجل حين رآني قد صمت@ فيقتله" فقالوا: يا رسول ال هل أومأت الينا؟ فقال: " ان النبي ل يقتل بالشارة" . واسلم عبد ال وحسن اسلمه، وفي ايام خلفة عثمان، اصبح عبد ال قائدا لجيوش العرب في شمال افريقيا، وابلى بلءg حسنا* جعل الخليفة عثمان يعزل عمرو بن العاص من

ولية مصر ويولي عليها عبد ال.

وعبد ال بن خطل قيل انه ارتد وقتل خادمه وكان مسلما*، اما قينتاه فكانتا تغنيان بهجاء الرسول. فق@تلت احداهما وهربت الخرى. اما عكرمة بن ابي جهل فكان ممن

يؤذيه بمكة قبل الهجرة، وهرب عكرمة الى اليمن واسلمت امرأته ام حكيم بنت الحارث بن هشام، فأستامنت له النبي فأمنه. اما سارة مولة بني عبد المطلب

فاست@ومن لها فأمنها وبقيت حتى اوطأها رجل من المسلمين فرسا* له بالبطح فقتلها الفرس. اما الحويرث بن نقيد فقد قتله علي بن ابي طالب. واما مقيس بن صبابة

43

فقتله رجل يدعى ن@ميلة بن عبد ال، رجل من قومه، فقالت اخت مقيس:

لعمري لقد اخزى ن@ميلة@ رkهطhه وفج�ع اضياف الشتاء بمقيس0فلله عينا من رأى مثل مقيس اذا النفساء اصبحت لم ت@خ?رس

قال الواقدي: امر رسول ال بقتل ستة رجال واربع نسوة. وذنب الربع نساء وبعض الرجال انهم هجوا الرسول فاباح دمهم حتى لو وجدوا تحت استار الكعبة.

والكعبة كانت حرما* آمنا لكل العرب، ل يؤذى من دخلها حتى وان كان قاتل*. والقرآن يقول عن اول بيت ب;ني للناس، وهو الكعبة، في سورة آل عمران الية

: " فيه آياتZ بيناتZ مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا*..." ولكن هذا لم يمنع النبي97ان يأمر بقتلهم حتى لو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة.

وهذه لم تكن اول مرة يأمر فيها النبي بقتل من هجاه او اغضبه. فقد امر بقتل النضر بن الحارث من بني عبد الدار بن قصي من قريش، وهم من اقربائه، وكان

النضر علي علم بقصص النبياء وقصص اهل فارس، فكان يعقب النبي في مجالسه بمكة ويقول للعراب: انا اقص عليكم قصصا* احسن من قصص محمد. وكان يقص عليهم اخبار ملوك فارس وقصص انبياء اليهود. فلما وقع النضر اسيرا* في غزوة

بدر، امر الرسول بقتله، وكان من نصيب المقداد بن عمرو. فلما امر الرسول بقتله وكان المقداد يطمع في الفداء، قال المقداد للرسول: هذا الرجل اسيري ويحق لي ان

افاديه. فقال الرسول له: هل نسيت ما قال هذا الفاسق عن السلم. فقتلوه فيالثيل. وقالت اخته قتيلة بنت النضر في رثائه:

يا راكبا* ان الثيل{ مظنة@ من صبح خامسةc، وانت موفقابلغ بها ميتا* بان تحية* ما ان تزال بها النجائب تخفق

مني اليك، وعبرة* مسفوحة* جادت بواكفها واخرى تخنقهل يسمعني النضر; ان ناديته أم كيف يسمع ميت ل ينطق أمحمدb يا خيرk ضن كريمةc في قومها، والفحلa فحل� معرق

ما كان ضرك لو مننتh؟ وربما من� الفتى وهو المغيظ المحنقاو كنت قابل فديةc فلينفقن بأعز ما يغلو به ما ي;نفق

فالنضر; اقرب; من أسرت قرابة* وأحقهم ان كان عcتقZ ي;عتق

44

ظلت سيوف بني امية تنوشه ل ارحامb هناك تشققصkب~را* ي;قاد; الى المنية م;تعبا* رkسفh المقي�د وهو عان0 موثق

مرة اخرى يقاد السير وهو مكتوف اليدي والرجل الى المنية، ل لذنب غير انه اغضب الرسول. واين العفو والعرب تقول العفو عند المقدرة شجاعة. والقرآن

يقول للرسول : " وجادلهم بالتي هي احسن" ، " لو كنت فظا* غليظ القلب لنفضوا من حولك" وهذه اخت النضر تقول: ربما من� الفتى وهو المغيظ المحنق. فلو كان الفتى العادي يمن وهو مغيظ ومحنق، ما كان اولى بالنبي ان يمن ويصفح، وقد

صفح انبياء قبله. فمثل*، عيسى بن مريم يقول: " اذا صفعك احد على خدك اليمن،فأدر له خدك اليسر".

ويبدو ان قتل السرى كان متعارفا* عليه بين المسلمين. قال ابن عباس : بعث رسول ال خالد بن الوليد حين افتتح مكة الى بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن

كنانة. فلما رآه القوم اخذوا السلح، فقال خالد: ضعوا سلحكم فان الناس قد اسلموا. فقال رجل من بني جذيمة يقال له جحدم: ويلكم يابني جذيمة انه خالد! وال

ما بعد وضع السلح ال السار، وما بعد السار ال ضرب العناق. وال ل اضع سلحي ابدا. فأخذه رجال من قومه فقالوا: يا جحدم أتريد ان تسفك دماءنا؟ ان

الناس قد اسلموا ووض;عت الحرب و آمن الناس. فلم يزالوا به حتى نزعوا سلحه، ووضع القوم سلحهم لقول خالد. فقال حكيم بن جكيم عن ابي جعفر: فلما وضعالناس السلح امر بهم خالد فك@تفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل.

وفي سنة خمس بعث الرسول زيد بن حارثة الى وادي القرى فلقي بني فزارة، فأصيب عدد من اصحابه وج;رح زيد. فلما رجع الى المدينة نذر ال يمس رأسه

غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة. فلما ش@في من جراحه بعثه الرسول في جيش الى بني فزارة، فلقيهم بوادي القرى فأصاب فيهم واسر ام قhرفة – وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر – عجوزا* كبيرة وبنتها، وكان العرب يضربون المثل بأم قرفة لعزتها فيقولون: أعز من أم قhرفة. وقال الصمعي: من أمثالهم في العزة والمنعة: أمنع من

أم قhرفة. وكان النبي يقول لهل مكة: أرأيتم لن قتلت@ أم قرفة؟ فيقولون: أيكون

45

ذلك؟ فامر النبي زيد بن حارثة ان يقتل ام قرفة، فقتلها قتل* عنيفا*، ربط برجليها حبلين ثم ربطهما الى بعيرين حتى شقاها . فأمر النبي بالطواف برأسها في دروب

وازقة المدينة

ويبدو ان الغتيالت السياسية كانت متفشية في زمن النبي. ففي السنة الثانية للهجرة بعث الرسول عبد ال بن ع;قبة ليغتال ابا رافع سلم بن ابي الحقيق اليهودي

وكان سبب قتله انه كان يظاهر كعب بن الشرف على الرسول. فدخل عبد ال الحصن وكمن تحت حمار الى ان اغلق البواب ابواب الحصن وعلق المفاتيح من داخل الباب. وكان ابو رافع يسمر مع اصحابه، فلما تفرقوا عنه، اخذ عبد ال بن

عقبة المفاتيح وصعد اليه. ويقول عبد ال: فجعلت كلما فتحت بابا اغلقته علي� من داخل. قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا الي� حتى اقتله. قال: فانتهيت اليه، فاذا هو في بيت مظلم وسط عياله، ل ادري اين هو من البيت! قلت: ايا رافع! قال: من هذا؟ قال: فاهويت نحو الصوت فاضربه ضربة بالسيف وانا دهش فما اعي شيئا،

ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى اخرجته من ظهره .

واليهودي الخر، كعب بن الشرف لم يكن احسن حظا*. فهو كان يهجو النبي ويألب قريشا* ضده. قال ابن اسحاق: قال النبي : من لبن الشرف؟ فقال له محمد بن

مسلمة اخو بني عبد الشهل: انا لك به يا رسول ال انا اقتله. فقال له الرسول: افعل ان قدرت على ذلك. فرجع محمد بن مسلمة، فمكث ثلثا* ل يأكل ول يشرب ال

ما يعلق نفسه. فذ@كر ذلك لرسول ال، فدعاه فقال له: لم تركت الطعام والشراب؟ فقال: يا رسول ال قلت لك قول* ل ادري هل أفي به ام ل. قال له الرسول: انما

عليك الجهد. فذهب ابن مسلمة ومعه سلكان بن سلمة بن وقش، وكان اخا* لكعب من الرضاعة. ومشى معهم رسول ال الى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: انطلقوا على اسم ال، اللهم اعنهم ". ثم رجع الى بيته. وعندما وصلوا حصن كعب بن الشرف نادى عليه سلكان فنزل اليهم كعب في ملحفته، وكان عريسا*، وخرجوا

يتمشون فهجموا عليه بسيوفهم وقتلوه.

وبعث الرسول عمرو بن امية الضمري وس;لمة بن اسلم بن حريس الى مكة وقال

46

لهما: اخرجا حتى تأتيا ابا سفيان بن حرب، فان اصبتما منه غرة* فاقتله. ولكن عندما وصل الكعبة عرفهم اهل مكة مما اضطرهما للهرب دون ان يصيبا ابا

سفيان.

وفي النخلة كان خالد بن سفيان الهذلي يألب بني هذيل ضد النبي فارسل النبي عبد ال ين انيس الجهني ليقتله، وقال له: انه قد بلغني ان خالد بن سفيان بن نبيح

الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني، فائته فأقتله. فلما اتاه سأله خالد: من الرجل؟ قال: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لذلك. فقال خالد: اجل انا في ذلك. فسار معه عدة خطوات وحمل عبد ال عليه بسيفه فقتله وحمل رأسه للنبي. فأعطاه النبي عصا* وقال له: تحض�ر بهذه في الجنة. ولما مات عبد ال بن انيس

أدرجت العصا في كفنه

كان ابو عفك رجل* مسنا*، قيل ان عمره كان عشرين ومائة عام، قال شعرا* هجا به النبي، فقال النبي: من لي بهذا الرجل؟ فتطوع سالم بن عمير لقتله. فسار اليه سالم وقتله، فاثار هذا العمل حفيظه شاعرة اسمها اسماء بنت مروان، فقالت شعرا* هجت

فيه النبي. فارسل النبي اليها عمير بن ع;دي الذي تسلل الى خيمتها ليل* وهيترضع وليدها فقتلها

وفي سنة ثمانية للهجرة عندما كان النبي يجهز لحملته ضد الروم، تناهى الى سمعه ان بعض الرجال كانوا مجتمعين في بيت يهودي اسمه شويلم وكانوا يخططون

لمعارضة الحملة، فارسل النبي طلحة بن عبيد ال مع عدد من الرجال ليحاصروا المنزل ويحرقوه. رجل واحد فقط استطاع ان ينجو من المنزل وكسر رجله في

محاولته الهروب من النار.

ازواج النبي حدثنا ابن سعد عن ابيه ان الرسول تزوج خمس عشرة امرأة، دخل بثلث عشرة،

وجمع بين احدى عشرة وتوفى عن تسعة . وتقول الدكتوره عائشة عبد الرحمن أنه تزوج بعد خديجة عشر زوجات منهن الشابة الفتية والمرأة الناضجة. ولكن في

47

روايات اخر انه تزوج اثنتين وعشرين زوجة، واثنين مما ملكت ايمانه واربع نسوة هدين انفسهن له. تزوج في الجاهلية وهو ابن بضع وعشرين سنة خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد الع;زى، وهي اول من تزوج، فولدت له ثمانية اطفال وفي

رواية اخرى عشرة.

ولم يتزوج النبي على خديجة في حياتها ، فالما ماتت تزوج عائشة بنت ابي بكر، وقال آخرون اول امرأة تزوجها بعد خديجة كانت سؤدة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وكانت ثيبا* وكان زوجها قبل النبي السكران بن عمرو بن عبد شمس. اما

عائشة فكانت طفلة صغيرة عمرها ست سنوات عندما تزوجها بمكة ولكنه دخل عليها بالمدينة وعمرها تسع سنوات. قالت عائشة: عندما قدمنا المدينة نزل ابو بكر السنح في بني الحارث، فجاء رسول ال فدخل بيتنا فاجتمع اليه رجال من النصار

ونساء، فجاءتني امي وانا في ارجوحة بين عذقين ي;رجح بي، فانزلتني ثم وفت ج;ميمة* كانت لي ومسحت وجهي بشئ من ماء ثم اقبلت تقودني، حتى اذا كنت عند الباب وقفت بي حتى ذهب بعض نفسي ثم ا@دخلت ورسول ال جالس على سرير في بيتنا. فاجلستني في حجره، فقالت: هولء اهلك فبارك ال لك فيهن وبارك لهن فيك.

ووثب القوم والنساء فخرجوا، فبنى بي رسول ال في بيتي وانا يومئذ ابنة تسعسنين . ولما توفي الرسول كانت عائشة ابنة ثمان عشرة سنة.

ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب وكانت قبله عند خ@نيس بن ح;ذافة بن قيس.

ثم تزوج ام سلمة واسمها هند بنت ابي امية بن المغيرة بن عبد ال بن عمر بن مخزوم وكانت قبله عند ابي سلمة بن عبد السد بن هلل من بني مخزوم، ومات ببدر، وكان ابن عمة الرسول واخوه من الرضاعة، ارضعتهما ثويبة، مولة لبي لهب. وامه برة بنت عبد المطلب، وولدت لبي سلمة عمر وسلمة وزينب ودرة.

وتميزت أم سلمة بجمال نادر ووضاءة باهرة، وكانت جموع شباب تتسارع لتخطب ودها ولتطلب يدها. وعندما ترملت تقدم اليها ابو بكر الصديق يطلب يدها ولكنها

ردته في رفق. وتقدم اليها كذلك عمر بن الخطاب فردته كذلك. فبعث اليها الرسول عمار بن ياسر ليخطبها له فتعللت بطفلتها الرضيعة، فأخذ عمار الطفلة وذهب بها

لمن ترضعها، فقبلت ان تتزوج الرسول.

48

ثم تزوج ج;ويرية بنت الحارث بن ابي ضرار، زعيم قبيلة المصطلق وكانت قبله عند مالك بن صفوان ذي الشفر، وكانت قد وقعت في السر في غزوة بني المصطلق في

السنة الخامسة للهجرة، وكانت من نصيب احد المحاربين، وطلبت منه ان تفدي نفسها فقبل ولكنه طلب سعرا* عاليا* ما كانت لتقدر عليه. فذهبت للنبي تطلب منه التدخل لتقليل ما طلب آسرها. وتخبرنا عائشة انها بمجرد ان رأت جويرية عند

بابها اصابها الهلع لن جويرية كانت في غاية من الجمال، وكانت عائشة متاكدة ان النبي بمجرد ان تقع عينه عليها سيتزوجها. وعندما دخلت جويرية عليه وطلبت

منه التدخل عرض عليها ان يدفع هو الفدية ويتزوجها، فوافقت.

ثم تزوج ام حبيبة بنت ابي سفيان بن حرب وكانت قبله عند عبيد ال بن جحش وقد هاجرا الى الحبشة مع المسلمين الوائل، فتنصر عبيد ال ومات بالحبشة. فبعث الرسول عمرو بن امية الض;مري الى النجاشي فزوجه ام حبيبة وساق عنه اربعمائة

دينار مهرا* لها.

وتزوج بعد ذلك زينب بنت جحش بن رئاب وكانت امها اميمة بنت عبد المطلب عمة الرسول. وكان اسمها اولZ بkر�ة فلما اسلمت سماها النبي زينب، وزوجها الى زيد بن حارثة وكان قد تبناه الرسول ورباه كإبنه بعد ان اعتقه، وكان يدعى زيد بن محمد.

ويقال انها كانت من اجمل النساء. فلما جاء الرسول يخطبها لزيد، رفضت ان تتزوج من هو اقل منها، فقال لها الرسول: بلى، تزوجيه ونزلت الية :" وما كان لمؤمن ول مؤمنة اذا قضى ال ورسوله امرا* ان يكون لهم الخيرة من امرهم" .

فتزوجته. ولم تمكث مع زيد ال سنة* واحدة وطلقها، وقيل طلقها لنها كانت تستعلي علية لنه كان عبدا* للرسول قبل ان يتبناه. ولكن بعض المؤرخين يقول ان الرسول اتى يوما* يزور زيدا*، ولم يكن زيد بالبيت، ووقعت عينه على زينب وعليها قميص

لها مردع بالزعفران فوقعت في نفسه فقال سبحان ال مقلب القلوب ثلث. فأخبرتزينب زيدا* بذلك، فقال زيد: أطلقها لك يا رسول ال.

وأما أبن أسحق فيقول: مرض زيد بن حارثة فدخل عليه رسول ال – ص- وزينب

49

بنت جحش امرأته عند رأسه فقامت لبعض شأنها فنظر اليها رسول ال – ص- ثم طأطأ رأسه فقال: سبحان ال مقلب القلوب والبصار، فقال زيد أطقها لك يا رسول

ال؟ فقال: ل، فانزل ال عز جل: " وإذ تقول للذي أنعم ال عليه أنعمت عليه".

وفي رواية ثالثة ان النبي ذهب ليزور زيدا* فارسل ال ريحا* رفعت الستر وزينب متفضلة ( شبه عارية) في منزلها فرأى زينب فوقعت في نفسه ووقع في نفس

زينب أنها وقعت في نفس النبي- ص- فلما جاء زيد أخبرته بذلك فوقع في نفس زيد ان يطلقها. وقال أبن عباس " وتخفي في نفسك" الحب لها و " تخشى الناس" أي تستحيهم وقيل تخاف وتكره لئمة المسلمين لو قلت طلقها ويقولون أمر رجل

بطلق امرأته ثم نكحها حين طلقها.

وعرف زيد في نفسه ان ايامه مع زينب اصبحت معدودة. فذهب الى الرسول ليخبره انه اراد ان يطلق زينب. ورغم حب الرسول لها، حاول الرسول ان يقنع زيدا* بان

يمسك اليه زوجه. واخيرا* تم الطلق. وبعد انتهاء العدة، نزلت علي النبي آية تخبره ان ال قد زوجه زينب: " واذ تقول للذي انعم ال عليه وانعمت عليه امسك عليك

زوجك واتق ال وتخفي في نفسك ما ال مبدئه وتخشى الناس وال احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا* زوجناكها لكي ل يكون على المؤمنين حرج في ازواج

ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا" . فجاء النبي الى بيت زينب ودخل بها دون الحاجةالى عقد قران او شهود او صداق.

ثم تزوج صفية بنت ح;يي بن اخطب من يهود بني النضير، وكانت زوجة كنانة بن الربيع، الذي كان في اسرى يهود خيبر وقتله محمد بن مسلمة بأمر النبي، وكانت

في السبايا. فلما استعرض النبي السبايا وراى صفية القى رداءه عليها ليعلم الجميع انه اصطفاها لنفسه. واخذتها الماشطة أم أنس بن مالك كي ما تقينها ( تزينها)

فقالت أنها لم تر في النساء أضوأ منها. وتزوجها الرسول ودخل عليها في نفساليوم الذي ق@تل فيه زوجها، وهم في طريقهم الى المدينة.

ثم تزوج ميمونة بنت الحارث بن حزن وكانت قبله عند عمير بن عمرو، وهي اخت

50

ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب عم النبي. وكانت كذلك عمة خالد بنالوليد.

وتزوج امرأة من بني كلب بن ربيعة يقال لها النشاة بنت رفاعة، وكانوا حلفاءلبني قريظة وكان بعضهم يسميها سنا بنت اسمة بن الصلت.

ثم تزوج الشنباء بنت عمرو الغفارية وكانوا ايضا* حلفاء لبني قريظة، فعركت، اي جاءها الحيض يوم دخلت عليه ومات ابنه ابراهيم قبل ان تطهر، فقالت: لو كان نبيا

ما مات احب الناس اليه. فسرحها الرسول قبل ان يبني بها

ثم تزوج غزية بنت جابر من بني ابي بكر بن كلب، بلغ الرسول عنها جمال وبسطة في الرزق، فبعث ابا سعيد النصاري فخطبها عليه، فلما قدمت على النبي قالت: اني لم استامر في نفسي، اني اعوذ بال منك. فقال النبي: امتنع عائذ ال.

وردها الى اهلها

وتزوج بعد ذلك اسماء بنت النعمان بن السود فلما دخل بها وجد بها بياضا* فياجزاء من جلدها فردها الى اهلها. ويقال انها استعاذت منه فردها

وقيل انه تزوج زينب بنت خزيمة، وهي التي يقال لها ام المساكين، من بني عامربن صعصعة وكانت قبله عند الطفيل بن الحارث

وتزوج كذلك شراف بنت خليفة، والعالية بنت ظبيان، وقتيلة بنت قيس بن معد يكرب وتوفي عنها قبل ان يدخل بها، وفاطمة بنت شريح وخولة بنت اله;ذيل وعمرة

بنت يزيد من بني رولس بن كلب، وفاطمة بنت الضحاك.

ومما ملكت ايمانكم كانت عنده مارية القبطية التي اهداها له المقوقس " وكانت شابة مصرية حلوة جعدة الشعر جذابة الملمح جاءت من ارض النيل" وولدت له ابراهيم.

وكذلك كانت عنده ريحانة بنت زيد من بني قريظة

وهناك اربع نسوة هدين انفسهن للنبي وكان قد ابيح له الحتفاظ بهن بعد نزول

51

الية الخمسين من سورة الحزاب: " يا ايها النبي احللنا لك ازواجك اللتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء ال عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات

خالتك اللتي هاجرن معك وأمرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين". هولء النسوة هن: ام شريك و ميمونة و

زينب و خولة.

يقول مشائخ الدين ان النبي تزوج كل هولء النسوة ليستميل القبائل اليه لنصرته. ولكن التاريخ يقول غير ذلك. فالنبي كان في اضعف موقف لما كان في مكة وكانت

قريش تحاربه وتضطهده. وظل في مكة ثلث عشرة سنة بعد بدء الرسالة وهو مضطهد. لكنه ظل طوال هذه المدة مع خديجة لم يتزوج غيرها حتى ماتت قبل ثلث

سنوات من هجرته الى المدينة. وعندما هاجر الى المدينة اصبح في حمى الوس والخزرج ولم يمضي وقت طويل حتى خضعت الغالبية العظمى من القبائل له واصبح

في موقف ل تستطيع اي قبيلة ان تهدده، واصبح غنيا* بعد كل النفال التي جمعها المسلمون من الغزوات. ومن ثم كان جل زواجه في المدينة ما عدا عائشة بنت ابي بكر، تزوجها بمكة بعد وفاة خديجة لكنه لم يدخل بها ال بعد ان هاجر الى المدينة.

وتقول بعض الروايات انه تزوج كذلك سؤدة بنت زمعة بن قيس في مكة.

فلننظر الى نسائه، تزوج عائشة بنت ابي بكر وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وكان الثنان، ابوبكر وعمر، اول من آمن به وكليهما من قريش، فلو كان بالمكان

استمالة قريش له لفعل ذلك دون ان يتزوج بنتيهما. فزواجه من عائشة وحفصة لم يكن، اذا*، لستمالة قريش، ولكنه قد يكون مكافأة* لبي بكر وعمر لنصرته والئمان

به. ثم تزوج جويرية بنت الحارث وصفية بنت ح;يي اليهوديتان بعد ان قتل زوجيهما واعدادا* كبيرة من رجال بني قريظة وبني النضير، فهذا الزواج كذلك لم يكن

لستمالة القبائل اليهودية لنه شن عليهم الحرب واجلهم عن المدينة وقتل رجال بني قريظة قبل ان يأسر ويتزوج جويرية وصفية. ثم تزوج ام حبيبة بنت ابي

سفيان وهي بالحبشة، وليس من المعقول ان يستميل مثل هذا الزواج ابا سفيان الذي ظل يكن العداء لمحمذ وللسلم رغم زواج ابنته من مسلم وهجرتها الى الحبشة، بل بالعكس، قد يكون اسلم ابنته وهجرتها قد زاد من كراهيته للنبي،

52

وزواج محمد منها ل يمكن ال ان يكون قد زاد من هذه الكراهية .

اما هند بنت امية فكان زوجها الول ابن عمة الرسول واخوه في الرضاعة ولو كان الزواج من محمد يحتمل ان يستميل قبيلتها، لستمالها الزواج الول من ابن عمة

النبي وأخوه من الرضاعة. اما زينب بنت جحش فقد كانت ابنت عمته ولم يكن هناك اي احتمال ان زواجها كان سيؤثر في قريش، بل بالعكس، فقد نف?ر هذا الزواج

القرشيين لن زواج طليقة البن بالتبني لم يكن من عاداتهم. وميمونة بنت الحارث كانت اخت ام الفضل زوجة العباس عم النبي. وثلث نساء، الشنباء، وغزية واسماء بنت النعمان، فقد طلقهن قبل ان يبني بهن، ول ي;عقل ان

يستميل هذا التصرف قبائلهن.

اما زواج عائشة فقد ترك المفسرين وك@تاب السيرة في حيرة من امرهم. اذ كيف يفسرون دخول رجل في الربعة والخمسين من عمره بطفلة في التاسعة من عمرها، كانت تتأرجح مع صديقاتها على ارجوحة امام بيتها، وفي يدها ج;ميمة، اي ل@عبة من

لعب البنات؟ ولما توفي النبي كانت عائشة في الثامنة عشرة من عمرها، وحر�م عليها الزواج من بعده. " وما كان لكم ان تؤذوا رسول ال ول ان تنكحوا ازواجه

) 53من بعده ابدا* ان ذلكم كان عند ال عظيما" ( سورة الحزاب، ألية بعثته

كان اليهود في فلسطين وفي يثرب ينعتون من جاورهم من العرب ب " الميين"، ول يعنون بهذه الكلمة الجهل بالقراءة والكتابة، بل يعنون بها شيئا* بمعنى :" القوم " اي " كوييم" و " جوييم" وتعني هذه الكلمات في اللغة العبرية " الغرباء" . لنهم في نظر

انفسهم انهم هم شعب ال المختار الذي اختص بالوحي والنبوة، وما غيرهم هم "، وهي صيغة الجمع من المفرد "Goyimالغرباء عنهم، ويعرفون عندهم ب "

". فكلمة " المي" و " الميين" كلمة تطلق على كل من هو غيرGoyكوي" " " فيEthnosيهودي . فكلمة " امي" مرادفة لكلمة " كوي" في العبرانية وكلمة "

اليونانية وتعني " الشعب" او " المة". وقد ورد في القرآن: " فان حاجوك فقل: "اسلمت وجهي ل ومن اتبعن. وقل للذين اوتوا الكتاب والميين: أأسلمتم" . والمراد

بالذين اوتوا الكتاب اليهود والنصارى. أما الميون فهم الذين ل كتاب لهم اي من

53

غير اليهود والنصاري.

وكذلك ورد في سورة الجمعة، الية الثانية " هو الذي بعث في الميين رسول* منهم يتلوا عليهم آياته". وكلمة العرب ل تعني فقط الذين في مكة والمدينة، فقد كان هناك عرب في الشام يدينون بالمسيحية وكان جزء كبير منهم يقرأ ويكتب، وكذلك عرب العراق كانوا على قدر كبير من العلم وعرب جنوب الجزيرة كانت القراءة والكتابة

متفشية فيهم. وحتى مكة والمدينة كانت فيهما نسبة ل يستهان بها على علم بالقراءة والكتابة، خاصة الجاليات اليهودية. فهل نفهم أن كل هولء لم يكن محمد

قد ب;عث فيهم لنهم لم يكونوا أميين؟ ولما كانت كلمة " اميين" تعني " كوييم" اي منامة غير يهودية، فيكون محمد قد ب;عث لكل العرب المتعلمين منهم وغير المتعلمين.

وفي آية اخرى: " ومن اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار يؤده اليك، ومنهم من ان تأمنه بدينار ل يؤده اليك ال ما دمت عليه قائما*، ذلك بانهم قالوا: ليس علينا في الميين سبيل" . ومما ل شك فيه ان " الميين" هنا تعني العرب الذين لم يكونوا يهودا* ول تعني الذين ل يعرفون القراءة والكتابة. واذا اخذنا بهذا المعنى فان الرسول المي ل تعني ان محمدا* لم يكن يقرأ ويكتب، وانما كان من امة غير

يهودية.

ونحن نعلم ان محمدا* كان يسافر في تجارته الى الشام وكان يلتقي احبار اليهود ورهبان النصارى هناك ويستمع اليهم، وفي طريق عودته للحجاز كان يمر بارض ثمود وعاد ول بد انه سمع قصصهم وما آلوا اليه. وكان يخرج الى حراء في كل

عام شهرا* من السنة يتنسك فيه، وكان هذا من ن@سك قريش في الجاهلية، وكان اذا فرغ من مجاورته لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة . فأعتكافه شهرا* كامل* في غار حراء يستدعي ان يكون معه رفقاء يستانس بهم او كتاب يدرسه، لنه ل ي;عقل ان يظل شهرا* كامل* معتكفا* بمفرده يتأمل في أمور العبادة، ولم تكن هناك صلة تشغل

وقته، دون أن يفقد صوابه. فإن لم يكن بمفرده، فمن كان معه بالغار؟ هل كان ورقة بن نوفل او أحد الصبية النصاري، وهل كان يحاورهم في أمور دينهم؟ فكتب

السيرة ل تخبرنا هل كان يتعبد منفردا* أم ل.

54

وكان في مكة في تلك اليام جماعة من النصارى الغرباء النازحين لسباب من الرق والتجارة والتبشير، ومنهم نفر كانوا على درجة من الفهم والمعرفة، يعرفون

القراءة والكتابة. من هولء رجل روى المفسرون ان اسمه " جبر" وانه كان غلمالعامر بن الحضرمي، وانه كان قد قرأ التوراة والنجيل، وكان محمد يجلس اليه .

ويقول الطبري ان آل الحضرمي كانوا يملكون عبدين هما جبر ويسار، فكانا يقرآن التوراة والكتب بلسانهما، فكان الرسول يمر عليهما فيقوم يستمع منهما. وقالالضحاك ان النبي كان دائما* يجلس الى سلمان الفارسى يتعلم القصص منه.

ول بد ان كل هذه القصص التي سمعها في الشام وفي مكة وكذلك تعبده في غار حراء، ل بد ان كل هذه الشياء اثارت في نفسه تساؤلت كثيره دفعته في بعض

الحيان الى التخيل والحلم وجعلته من وقت لخر في حالة نفسية قابلة لليحاء "tranceخاصة اذا كان يتعبد منفردا* في الغار لمدة شهر كامل كل عام. وقال مالك "

عن هشام بن عروة، سئل الرسول: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: " احيانا* يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو اشده علي�، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، واحيانا* يتمثل

الي� الملك رجل* يكلمني فأعي ما يقول" . فواضح انه احيانا* كان يسمع اصواتاكصلصلة الجرس، واحيانا* يتخيل اليه انه راى رجل* يكلمه.

وفي اول مرة نزل فيها الوحي عليه لما كان بغار حراء، جاءه الملك فقال: اقرأ. فقال محمد: ما انا بقارئ. قال: اخذنئ فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني. فقال:

أقرأ. فقلت: ما انا بقارئ. فاخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني. فقال: اقرأ. فقلت: ما انا بقارئ. فاخذني فغطني الثالثه حتى بلغ مني الجهد. ثم ارسلني فقال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق النسان من علق، اقرأ وربك

الكرم. الذي علم بالقلم. علم النسان ما لم يعلم". وخرج محمد من غار حراء وهو يرتجف ودخل على خديجة فقال: زملوني زملوني.

والذي يتضح من هذه القصة هو: اما ان يكون محمد قد كان نائما* في الغار فحلم بجبريل، او خ@يل اليه وهو صاح0، أن رجل* أتى اليه وطلب منه ان يقرأ ثم غطه لما

55

رفض ان يقرأ. وكون جبريل غطه وطلب منه أن يقرأ توحي لنا بأن جبريل كان عالما* بان محمدا* يستطيع ان يقرأ لكنه رفض ان يقرأ، فغطه ثلث مرات حتى خشى محمد على حياته، او ان يكون جبريل يجهل ان محمدا* ل يستطيع القراءة والكتابة،

وال لما طلب منه ان يقرأ، وهذا امر بعيد الحتمال اذا ايقنا ان جبريل هو روح القدس والواسطة بين ال ومحمد. ونستطيع ان نقول ان محمدا* كان يقرأ ويكتب

ولذا طلب منه جبريل ان يقرأ، أو ان جبريل لم ينزل عليه وانما خ@يل له.

وهناك دليل آخر أن محمد كان يقرأ ويكتب، فقد ذكر البخاري عن أبن عباس أن النبي لما ح;ضرk، أي لما كان على فراش موته، وكان في البيت رجال، طلب منهم

إحضار الدواة والقلم، وقال لهم: هلموا أكتب لكم كتابا* ل تضلوا بعده أبدا*. فقال بعضهم: إن رسول ال قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب; ال. فهاهو

الرسول يقول لهم: أكتب لكم كتاب، ولم يقل أaملي عليكم كتاب.

ووصف ك@تاب السيرة النبوية عن عائشة، ان محمدا* عندما كان يأتيه الوحي كانت كل اعضاء جسمه ترتجف لفترة من الزمن، ثم يتصبب عرقا* ثم ينام، وعندما يصحو

من نومته يخبرهم بالوحي. ونحن كأطباء، نعلم أن هذه الوصاف كلها، خاصة " وعادة* تسبقAuraصلصلة الجرس في ألذن، من أعراض الصرع, وت@سمى "

هذه العراض التشنج الذي يحدث لمرضى الصرع.

" الى أنGustav Weilولقد ذهب بعض المستشرقين وخاصة جوستاف فيل " محمدا* كان يعاني من داء الصرع، واستشهدوا بأنه ولد وبصره شاخص الى

السماء. وإذا جاء المولود وبصره شاخص الى السماء، وهو عكس الوضع الطبيعي للمولود، تتعثر عملية الولدة وتطول وغالبا* ما يحدث نزيف بسيط في عدة أماكنمن الدماغ تؤدي في بعض الحالت الى حدوث الصرع في الشخص عندما يكبر.

وقد يقول قائل أن الخلوة المتكررة بغار حراء قد أثرت فعل* في محمد فصار يتوهم حدوث اشياء غير طبيعية. فنجد في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول ال – ص- " إني لعرف حجرا* بمكة كان ي;سلم علي� قبل أن أaبعث، إني

56

لعرفه ألن". فهل يصدق انسان عاقل أن حجرا* جمادا* ل حياة له ول لسان ول حبال صوتية كان يتكلم ويسلم على محمد حتى قبل ان يصير نبيا*؟ وإذا كانت

الحجارة تعرفه وتكلمه، لماذا شج الحجر وجه محمد في غزوة أحد عندما انهزمالمسلمون؟ لماذا لم يرتعب هذا الحجر ويسقط قبل ان يضرب وجه محمد ويشجه؟

ويقال ان خديجة بعد ان زملت محمدا* عندما جاءها يرتجف، ذهبت من توها الى ابن عمهما ورقة بن نوفل، وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من النجيل بالعبرانية ما شاء ال ان يكتب. فاخبرته بما حدث لمحمد، فقال

ورقة بن نوفل لمحمد: يابن اخي، هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا*، ليتني اكون حيا*، اذ يخرجك قومك. فقال الرسول: " او مخرجي هم؟" فقال: نعم. وان يدركني يومك انصرك نصرا* مؤز�را* . وكان ورقة بن نوفل

وقتها رجل* مسنا* اعمي. ولم يخطر ببال ك@تاب السيرة النبوية ان يسألوا انفسهم: لماذا اذا* لم يسلم ورقة بن نوفل في وقتها إذا عرف أن الذي نزل على محمد انما هو الملك الذي نزل على موسى، وأن محمد نبي ال؟ خاصة إذا عرفنا أن خديجة بنت أخيه قد اسلمت في ذلك الوقت ؟ واي نصر0 كان سيقدمه لمحمد ان كان حيا

حين اخرجوه من مكة، وورقة رجل مسن اعمى؟

واستمر الوحي لفترة من الزمن ثم توفي ورقة بن نوفل، فتوقف الوحي فترة من الزمن حتى حزن الرسول حزنا* جعله يفكر في ان يلقي بنفسه من رؤوس شواهق الجبال. فكلما اوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد انكرسول ال. فيسكن جأشه، فيرجع. فاذا طالت عليه فترة الوحي غدا كمثل هذا .

وهناك سؤالن يفرضان نفسهما علي القارئ: لمذا حزن محمد على ورقة بن نوفل كل هذا الحزن حتى كاد يقتل نفسه، ولم يبد نفس الحزن عندما مات عمه ابو طالب

الذي رباه وحماه من قريش؟ ولماذا لم يظهر نفس الحزن عندما ق@تل عمه حمزة وم;ثل به؟ والسؤال الثاني: لماذا توقف الوحي بموت ورقة بن نوفل؟ هل حزن عليه

جبريل كذلك وقرر عدم النزول بالوحي؟ ام ان ورقة بن نوفل كان هو الوحي؟

57

الفصل الرابعالقرآن

جمع القرآن:

بدأت بعثة محمد وعمره اربعون عاما* وتوفي وعمره ثلثة وستون عاما*، ونزل عليه الوحي على مدى ثلثة وعشرين عاما. وكان الوحي ينزل عليه في المناسبات عندما يسأله احد عن اشياء معينة مثل الروح والهلل وما الى ذلك، او اذا ظهرت له مشكلة او اراد ان يسن سنة. فنزول القرآن كان في آيات متفرقة، بعضها نزل

في مكة وبعضها في المدينة. وفي حياة محمد، كان زيد بن ثابت كاتب الوحي الرئيسي. كان محمد يملي عليه الوحي من وقت لخر فيكتبه علي ما تيسر له من جلدc او عظم او جريد النخل. وكان عبد ال بن سعد بن ابي سرح من ك@تاب الوحي

كذلك لفترة قبل ان يترك ويرتد عن السلم لنه ادعى انه كان يقترح بعض التعديلت اثناء كتابته الوحي، وكان محمد يوافق عليها، مما جعله يقول لو كان هذا الوحي من عند ال لما وافق على تعديله. ويظهر ان علي بن ابي طالب كان يجمع

القرآن ويكتبه في صحف خاصة به. ولم يأمر محمد في حياته بجمع القرآن اوتبويبه، وانما اكتفي بان القرآن محفوظ في صدور الرجال.

وفي خلفة ابي بكر اجتمع عمر معه واقترح عليه جمع القرآن في كتاب لن عددا كبيرا* من الرجال الذين عاصروا النبي وحفظوا القرآن قد قتلوا في الغزوات وخاصة في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب. وقد عارض أبوبكر في بادئ المر لن النبي

لم يجمع القرآن ولم يأمر بجمعه. وبعد الحاح من عمر وافق أبوبكر على جمعه وطلب من زيد بن ثابت ان يجمعه. وقد ن@سب الى زيد انه قال: ناداني ابو بكر وقال لى: ان عمر قد الح علي ان اجمع القرآن، وقد كنت معترصا* علي ذلك لن الرسول

(ص) لم يجمعه في حياته، ولو كان جمعه مهما* لمر بجمعه. ولكن قد ق@تل عدد كبير من اصحاب النبي في واقعة اليمامة، وضاع معهم ما حفظوه من القرآن، واخشى

ان يضيع كله ولذلك وافقت علي راي عمر.

58

واوكل ابو بكر جمع القرآن لمجموعة من الرجال على رأسهم زيد بن ثابت، وكان وقتها شابا* في العشرين من عمره. وقد اختلف ك@تاب السيرة في عدد واسماء من ساعد ثابت في مهمته. وجمع ثابت القرآن وبوبه في سور وسلمه الى ابي بكر.

وعند موت ابي بكر بعد سنتين في الخلفة، و;ضعk القران الذي جمعه ثابت في حفظالخليفة عمر بن الخطاب، وبد وفاته ع;هد به الى حفصة بنت عمر، ارملة الرسول.

. ونحن ل نعرف بالتاكيد متى ج;مع القرآن، لن اول شئ مكتوب ظهر عن جمع

للميلد، ثم البخاري عام844القران كان في كتاب " الطبقات" لبن سعد في عام للميلد. واذا اخذنا في العتبار ان محمد874 للميلد وصحيح مسلم عام 870

للميلد، تظهر لنا حقيقة هذا التاريخ الذي ك@تب بعد مرور اكثر من632توفي عام مائتي عام بعد وفاة محمد وكله يعتمد على السناد من شخص سمع حديثا* ثم رواه

لشخص آخر، وهكذا. وبما انه لم يكن هناك تاريخ مكتوب عن تلك الفترة، فالعتمادعلى السناد ل يبعث الثغة في نفس القارئ.

وهناك بل شك احاديث عديدة ملفقة ومنسوبة للنبي، باسنادc جيد. وحتى كتب هجرية) يصعب العتماد238الحديث المشهورة مثل صحيح البخاري ( توفي عام

عليها لنه جمعها بعد حوالي مائتين عاما* بعد وفاة الرسول. ويقول المستشرق ) أنه ل يمكن القول ان أي حديث هو حديث صحيح قالهGoldziherجولدزر(

النبي، لن صناعة الحديث وصلت ذروتها في الدولة العباسية التي حاول خلفاؤها تبرير اغتصابهم الحكم من المويين، فأوعزوا الى علمائهم باختراع احاديث

تساندهم وتذم العلويين. وقد جمع بعض رواة الحديث أكثر من ثلثمائة ألف حديث، بعضها مناقض لبعض. وأعتمد البخاري ألفين فقط من كل هذه الحاديث واعتبر

البقية منحولة. فإذا كذب الناس في الحاديث المنسوبة للنبي، كيف نصدق رواياتهمعن جمع القرآن؟

فأبن سعد يخبرنا عن الصحابة الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ويذكر منهم: أaبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وابو زيد، وابو الدرداء، وتميم الداري، وسعد بن عبيد، وع;بادة بن الصامت، وابو ايوب وعثمان بن عفان. على ان نفس

59

من طبقاته ان الذي جمع القرآن هو عثمان بن عفان113الكاتب يخبرنا في صفحة في خلفة عمر، وليس في حياة الرسول كما ذكر اول t . وفي حديث آخر يقول ابن

سعد ان عمر بن الخطاب جمع القرآن في صحف.

اما البخاري فيخبرنا ان القرآن ج;مع في حياة النبي وجمعه ا@بي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت وابو زيد. وفي حديث آخر يقول جمعه: ابو الدرداء، ومعاذ بن

يخبرنا ان القرآن ج;مع في عهد392جبل، وزيد بن ثابت وابو زيد. وفي صفحة ابي بكر وليس في زمن النبي، فيقول: اخبرنا موسى بن اسماعيل، عن ابراهيم بن

سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السباك، عن زيد بن ثابت، انه قال: " بعد معركة اليمامة دعاني ابو بكر وكان معه عمر بن الخطاب، فقال لي ابو بكر: قد ق@تل رجال

كثير من حفظة القرآن في اليمامة، واخشى ان ي;قتل آخرون ويضيع شئ من القرآن. وارى ان تجمع لنا القران. فقلت لعمر: كيف تصنع شيئا* لم يصنعه رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ فقال عمر: وال انه لعمل عظيم. وظل عمر يرددها حتى

اطمأن قلبي لجمعه. فنفهم من هذه القصة ان القرآن ج;مع في عهد ابي بكر وجمعه زيد بن ثابت.

وفي رواية أخرى أن ح;ذيفة بن يمان، وكان قد حارب مع اهل الشام في فتح ارمينيا، وحارب في ازربيجان مع اهل العراق، قد اذهله تعدد القراءات في القرآن،

فقال لعثمان: يا امير المؤمنين، اجمع امر هذه المة قبل ان يحدث بينها اختلف في كتاب ال كما حدث لليهود والنصارى. فأرسل عثمان الى حفصة وقال لها: ارسلي لنا الصح;ف لنكتبها في المصاحف، ثم نردها لك . فارسلت حفصة الصحف لعثمان

الذي امر زيد بن ثابت وعبد ال بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، بجمع القرأن في مصاحف. وقال لهم عثمان: اذا اختلفتم في شئ، فاكتبوه بلسان قريش لن القرآن نزل بلسانهم. وعندما جمعوا القرآن في مصاحف، رد عثمان الصحف الى حفصة وارسل مصحفا* الى كل من الكوفة والبصرة ودمشق

ومصر واحتفظ بمصحف في المدينة، وامر عماله في المصار بحرق جميعالمصاحف الخرى.

60

وكتاب " الفهرست" يقول ان الذين جمعوا القرآن في حياة النبي هم: علي بن ابي طالب، وسعد بن عبيد، وابو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وابو زيد، وا@بي بن كعب،

وعبيد بن معاوية. ونرى هنا ان " الفهرست" اضاف علي بن ابي طالب وا@بي بنمعاوية لقائمة السماء الذين ذكرهم البخاري وابن سعد.

وهناك رواية اخرى في جمع القرآن تقول ان الذي جمعه هو الخليفة الموي عبد ) بمساعدة الحجاج بن يوسف. وذ@كر ان الخليفة704 - 684الملك بن مروان (

عبد الملك بن مروان قال: اخاف ان اموت في رمضان، ففيه و;لدت@، وفيه ف@طمت@، وفيه جkمعت@ القرآن، وفيه ا@نتخبت@ خليفة* للمسلمين . وذكر جلل الدين السيوطي

والثعالبي هذه القصة عن عبد الملك.

وهناك قصة في " معجم ياقوت" تبين هذا الختلف: " كتب اسماعيل بن علي الخطبي في كتاب التاريخ قصة رجل يدعى شمبوذ في بغداد كان يقرأ ويدر�س قرآنا

يختلف عن قراءة مصحف عثمان، فقد كان يقرأ بقراءة عبد ال بن مسعود وا@بي بن كعب وقراءات اخرى. وكان يجادل القراء الخرين ويتغلب عليهم، حتى ذاع صيته

وا@حضر الى منزل828واصبح من الصعب تجاهله، فأرسل اليه السلطان عام الوزير محمد بن مقلة، الذي جمع القضاة والق@راء لمحاكمته، ولم ينكر شنبوذ ما كان ي;د�رس، بل دافع عنه. وحاول الوزير اقناعه بعدم قراءة المصاحف التي فيها

اختلف عن مصحف عثمان فرفض ذلك. واصر الحاضرون على عقابه حتى يمتنع عن تلك القراءات. وعندها امر الوزير بان ي;جر�د من ملبسه وي;جلد حتى يوافق.

وبعد عشر ضربات من العصا على ظهره، وافق ال ينشر تلك القراءات. وقالالشيخ ابو محمد السرفي ان شنبوذ هذا قد سجل عدة قراءات للقرآن .

اما الكندي، وكان نصرانيا* وهو غير ابن الكندي المسلم، كتب في زمن خلفة للميلد، اي حوالي اربعين عاما* قبل ان يكتب البخاري، الى830المأمون سنة

"Sergiusصديق له مسلم و قال : ( الراهب ب;حيرى " واسمه الصلي سيرجياس كان راهبا* نسطوريا* قد ط@رد من كنيسته لذنب كان قد اقترفه، فذهب الى جزيرة

61

العرب متطوعا* ليكفر عن ذنبه. وهناك التقى محمدا* وتجادل معه. وعند موت هذا الراهب التقى طبيبان يهوديان هما: عبد ال وكعب، محمدا* وكان لهما اثر كبير

عليه. وعند موت الرسول، وبإيعاز من اليهود، امتنع علي بن ابي طالب من مبايعة ابي بكر للخلفة. ولما يئس من الخلفة، قدم� نفسه الى ابي بكر بعد اربعين يوما* من موت الرسول، وعندما بايع ابا بكر، س;ئل علي: يا ابا الحسن، ماذا منعك حتى الن؟

فرد عليهم: كنت مشغول* بجمع كتاب ال الذي كلفني به رسول ال (ص). فقال بعض الحضور ان لديهم اجزاء من القرآن بحوزتهم. واتفق الحاضرون على ان

ي;جمع كل القرآن في كتاب واحد، فجمعوا كل ما استطاعوا عليه من صدور الرجال، مثل سورة " براءة" التي املها عليهم احد اعراب البادية، وآيات اخرى من نفر آخرين، وكل ما وجدوه مكتوبا على الواح من عظام او جريد النخل او حجارة.)

واستمر الكندي:

(ولم ي;جمع في بادئ المر في كتاب وانما ت@رك كما هو في الواح. ثم ابتدأ الختلف في القراءآت ينتشر بين الناس، فكان بعضهم يقرأ بقراءة علي، وبعضهم قرأ بقراءة

ما ج;مع في اللواح المذكورة اعله وبعضهم قرأ بقراءة ابن مسعود او ا@بي بن كعب. وعندما جاء عثمان الي الخلفة كانت القراءآت قد اختلفت في كل المصار،

فكان احدهم يقرأ آية* مختلفة كل الختلف عن قراءة شخص آخر لنفس الية. ولما ع;رض امر اختلف المصاحف على عثمان وخاف النشقاق، امر بجمع كل ما يمكن جمعه من صحف وغيرها، مع الصحف التي ج;معت اول* في بداية خلفته، ولكنهم لم يجمعوا ما كان عند علي. أما ا@بي بن كعب فكان قد مات، واما ابن مسعود فقد طلبوا

منه مصحفه لكنه رفض تسليمه لهم. وعندئذ طلب عثمان من زيد بن ثابت ومعه عبد ال بن عباس، ان يجمعا ويصححا القرآن بالتخلص من كل ما هو مشتبه به. وعندما اكتمل جمع القرآن، ك@تبت اربعة ن@سخ بخط كبير وا@رسلت نسخة الى مكة،

واخرى الى المدينة، وواحدة الى الشام والرابعة الى الكوفة.

ونسخة مكة ظلت بها الى عام مائتين هجرية حينما اقتحم ابو سراية مكة، وضاعت نسخة المصحف هذه، وي;عتقد انها ا@حرقت. ونسخة المدينة ضاعت في ايام يزيد بن معاوية. وامر عثمان بجمع وحرق كل قرآن آخر غير النسخة الرسمية، ولكن ظلت

62

اجزاء بسيطة هنا وهناك. ولكن ابن مسعود احتفظ بمصحفه في بيته وتوارثهاحفاده، وكذلك مصحف علي ، فقد توارثه احفاده.

ثم جاء الحجاج بن يوسف وجمع كل المصاحف التي عثر عليها وحرقها، وكتب مصحفا* جديدا* حذف منه اجزاءg كثيرة كانت في مصحف عثمان، منها آيات كانت

تخص المويين وفيها اسماء بعض الناس من بني أمية .

وارسل الحجاج ستة مصاحف جديدة الى مصر، والشام، والمدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة. والعداوة التي كانت بين ابي بكر وعلي، وبين عمر وعثمان كانت معروفة

لكل الناس، وكنتيجة لهذه العداوة، ادخل كل منهم في القرآن ما يسند موقفه ويضعف موقف الخر، وحذف ما يضر به. فكيف إذا* نستطيع ان نفرق بين الصل

والمضاف؟ وماذا عن الجزاء التي حزفها الحجاح بن يوسف؟)

ثم قال الكندي مخاطبا* صديقه المسلم: ( كل الذي ذكرت لك مأخوذ من ثقاة المسلمين، ولم اقدم اي اراء من عندي، وانما ذكرت ما كان مبني0 على الدلة

المقبولة لكم).

ولما راى الخليفة المتوكل رسالة الكندي، طلب من الطبيب العربي المسلم، علي; بن ميلدية، اي بحوالي عشرين عاما* بعد ان كتب الكندي855ربان الطبري في عام

رسالته، ان يكتب رد السلم على هذه الرسالة. فكتب الطبري " كتاب الدين والدولة" ردأt على الكاتب النصراني ودفاعا* عن السلم. ولكن عندما جاء ليرد علي ما قيل

عن جمع القرآن، لم يقدم اي ح;جج، بل اكتفى بأن قال: " لو كان من المعقول الدعاء بان اصحاب رسول ال الورعين يمكن ان يزيفوا القرآن، فإذا* يمكن ان نقول نفس الشئ عن اتباع النبي عيسى بن مريم ". وهذا ردb ضعيف للغاية لننا

نعرف ان السلم يقول ان النجيل والتوراة فيهما تحريف كثير.

وكانت هناك اختلفات في المصاحف، بعضها فيه زيادة وبعضها فيه نقصان. فمثل : " ل يؤاخذكم ال باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما89في سورة المائدة الية

عقدتم اليمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او

63

كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم". ويخبرنا الطبري ان ا@بي بن كعب وعبد ال بن مسعود اضافا كلمة " متتالية" بعد

الثلثة ايام، وبذلك تصير الكفارة اصعب على المسلم إذ يجب عليه أن يصوم ثلثةأيام متتالية.

ويظهر ان محمدا* كان يغير اليات أو يضيف اليها اذا اشتكى بعض الناس أو سألوه من سورة النساء: " ل يستوي95سؤال*، فمثل*، كما يقول البخاري، لما نزلت الية

القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل ال باموالهم وانفسهم..." اشتكى رجل اعمي ( ابن أم مكتوم) للنبي قائل*: اني اعمى ولن استطيع الجهاد ولذلك

سيفضل ال المجاهدين علي. فأض;يفت الى الية " غير أولي الضرر" واصبحت: " ليستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون..".

ونفس الواقعة يحكيها الواحدي النيسابوري فيقول عن زيد بن ثابت: كنت عند النبي –ص- حين نزلت عليه " ل يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل ال" ولم يذكر أولي الضرر، فقال أبن أم مكتوم: كيف وأنا أعمي ل أبصر؟ قال زيد:

فتغش?ى النبي – ص- في مجلسه الوحي فأتكأ على فخذي فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي فخشيت أن يرضها، ثم س;ري عليه فقال: أكتب " ل يستوي

القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر " فكتبتها.

وهذا هو نفس أبن أم مكتوم الذي عاتب ال فيه النبي عندما جاء يسأله فعبس النبيوتولى عنه، فانزل ال: " عبس وتولى إن جاءه العمى".

من سورة البقرة: " والمطلقات يتربصن228ويقول أبن عباس لما نزلت ألية بأنفسهن ثللثة قرؤء ول يحل لهن أن يكتمن ما خلق ال في أرحامهن إن كن يؤمن بال واليوم ألخر" قام معاذ ( أي معاذ بن جبل) فقال: يا رسول ال: ما عدة اللئي

يئسن من المحيض؟ وقام رجل آخر فقال: أل رأيت يا رسول ال في أللئي لم يحضن للصغر ما عدتهن؟ فقام رجل آخر فقال: أرأيت يا رسول ال ما عدة

الحوامل؟ فنزل " واللئي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلثة

64

أشهر واللئي لم يحضن وأولت الحمال أجلهن أن يضعن حملهن "

فإذا صحت هذه الروايات، أصبح من السهل فهم الختلف في بعض أليات في عدة مصاحف، إذ يكون أحدهم قد كتبها كما سمعها أول* ولم يسمع الضافة بينما سمعها آخرون. ونستطيع ان نقول مما تقدم ليس هناك اجماع على متى ج;مع القرآن في

هيأته الحالية. فقد رأينا اناس يقولون قد جمعه علي; بعد موت محمد مباشرة، وقال آخرون جمعه زيد بن ثابت في خلفة ابي بكر، الذي اعطاه لحفصة بنت عمر

للحتفاظ به. وقال آخرون ان عثمان هو الذي كلف زيد بن ثابت بجمعه. وسمعنا من آخرين ان الحجاج بن يوسف هو الذي كتب المصحف الحالي. ومما ي;رج�ح

القول الخير، ان الكتابة العربية حتى عهد الخلفة الموية لم تكن بها نقاط علىالحروف، ولم تكن هناك همزة وتنوين حتى جاء سيبوي وادخل علمات الترقيم.

ومن السهل على النسان ان يتخيل مدى الرتباك الذي كان يواجه من يريد ان يقرأ ما ج;مع من القرآن في صحف، وليس على الحروف نقاط. فلم يكم من اليسير

التفرقة بين الباء والتاء والثاء، وكذلك كان من الصعب التفرقة بين الطاء والظاء وبين الدال والذال وبين السين والشين وبين الراء والزاء. ويقال ان شخصا* يدعى

حمزه كان يقرأ سورة البقرة، الية الثانية "ذلك الكتاب ل ريب فيه" ولعدم وجود النقاط على الحروف، قرأها " ل زيت فيه". ومنذ تلك اللحظة س;مى ذلك الرجل " حمزة الزيات". ولهذا السبب كان القرآن ي;در�س بطريقة التلقين بواسطة الق@راء

تفاديا* للخلط بين الكلمات التي ليس عليها نقاط. ولهذا السبب ظهر الختلف بين الناس كل شخص كان يقرأ حسب ما لقنه معلمه ولم يكن باستطاعتهم التحقيق مما

قال المعلم لن الكلمات الغير منقطة قابلة للتأويل.

:" وهو الذي ارسل الرياح ب;شرا بين يدي48فنجد مثل* في سورة الفرقان الية رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا"، ت@قرأ في بعض الروايات: " وهو الذي ارسل الرياح ن@شرأ بين يدي رحمته" . ون@شرا تعني متفرقة ق@دام المطر. ولهذا السبب نجد أحمد بن موسى بن مجاهد عدد تسع قراءآت مختلفة. وقال البخاري: حدثنا سعيد

بن عقير، حدثنا الليث عن ابن شهاب، قال اخبرني عروة بن الزبير ان المسور بن

65

مخرمة سمع عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي (ص) فاستمعت لقراءته، فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها

رسول ال (ص)، فكدت اساوره في الصلة. فصبرت حتى سل?م فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول ال (ص) فقلت:

كذبت، فان رسول ال (ص) قد أقرأنيها على غير ما قرأت،

فأنطلقت به أقوده الى رسول ال (ص) فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول ال (ص): " اقرأ يا هشام " فقرأ عليه القراءة

التي سمعته يقرأ، فقال (ص): " كذلك ا@نزلت "، ثم قال: " اقرأ يا عمر " فقرأت القراءة التي اقراني، فقال رسول ال (ص): " وكذلك ا@نزلت، ان القرآن ا@نزل على

سبعة احرف فأقرؤوا ما تيسر منه".

وواضح ان النبي نفسه كان يغير قراءة القرآن من وقت لخر حسب ما يتذكر. فهذا هو هشام سمعه يقرأ سورة الفرقان وحفظها منه حسب قراءتها، ثم جاء عمر في

وقت آخر وسمع النبي يقرأ نفس السورة بقراءةc مختلفة. فحتى في زمن حياة محمد وبموافقته كان القرآن ي;قرأ عدة قراءآت مختلفة، فماذا نتوقع بعد موته. والذي

حدث ان القرآن ظل ي;قرأ بعدة قراءآت حتى كتب الحجاج المصحف المرقم، واتفقالعلماء على السبعة احرف التي قالها محمد.

واذا كان صحيحا* ان ابا بكر كلف زيد بن ثابت وا@بي بن كعب ومعاذ بن جبل وابا

يزيد بجمع القرآن، وج;مع القران وس;لم له وسلمه بدوره لحفصة بنت عمر لتحتفظ به، لماذا إذا* كلف عثمان بن عفان زيد بن ثابت مرة اخرى ليجمع القرآن؟ لماذا لم يأخذ عثمان النسخة المحفوظة عند حفصة ويرسلها للمصار؟ وهو كان على علم

بان حفصة لديها كل القرآن الذي جمعه زيد في خلفة ابي بكر بدليل انه ارسل الى حفصة وطلب منها ارسال الصحف التي بحوزتها اليه؟ وعندما كلف عثمان زيد بن

ثابت ليجمع له القرآن، لماذا لم يأخذ زيد القرآن الذي جمعه في خلفة ابي بكر ويسلمه لعثمان؟ لماذا اجهد نفسه ومساعديه بجمع القرآن مرة اخرى على مدى عدة سنوات؟ اللهم ال اذا كان يعرف ان القرآن الذي جمعه في خلفة ابي بكر لم

66

يكن مكتمل* او انه كان يحتوي على آيات زائدة لم تكن اصل* من القرآن؟

ونستطيع ان نقول اما ان المصحف الذي جمعه زيد في خلفة عثمان كان مختلفا عن المصحف الذي جمعه في خلفة ابي بكر، وهذا القول يفتح الباب على

مصراعيه للقول بان كل المصاحف كان بها اختلف، او ان زيدا* لم يجمع القرآن في خلفة ابي بكر، وهذا القول يلقي بالشك في كل مسائل السناد وبالتالي في كل

الحاديث المسندة، لن قصة جمع القران في خلفة ابي بكر مسندة اسنادا* لم يكن قدتطرق اليه الشك في الماضي.

ومما ل شك فيه ان المصاحف العديدة التي ج;معت على مدى السنين كان بها للهجرة، ودرس154اختلف كثير، فمثل*،ابو عبيد القاسم بن سلم، المولود سنة

تحت اساتذة الكوفة والبصرة، وصار معلما* مشهورا* في بغداد، وعالم لغة وقاضيا*، كتب كتاب " فضائل القرآن" وقال فيه: " قال لنا اسماعيل بن ابراهيم عن ايوب عن

نافع عن ابن عمر، انه قال: ليقولن أحدكم قد أخذ القرآن كله، وما يدريه ما كله، قدذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر .

وكذلك قال: " اخبرنا ابن ابي مريم عن ابن الهيعة عن ابي السود عن عروة بن الزبير عن عائشة، انها قالت: كانت سورة الحزاب ت@قرأ في ايام رسول ال وبها

مائتان من اليات، ولكن عندما جمع عثمان القرآن لم يتمكن من جمع اكثر مما فيهاالن".

وقال عن زير بن ح;بيش انه قال: " قال لي أبي بن كعب: يا زير، كم آية حسبت او قرأت في سورة الحزاب؟ فقلت: اثنان وسبعون او ثلث وسبعون. فقال: كانت مثل

سورة البقرة في الطول، وكنا نقرأ فيها آية الرجم. فقلت له: وما هي آية الرجم؟ فقال: ”الشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البتة نكال* من ال، و ال عزيز حكيم"

فر;فع فيما ر;فع.

وفي مكان آخر يقول: حدثنا عبد ال بن صالح عن الليث عن خالد بن يزيد عن صائب بن ابي هلل عن ابي امامة عثمان بن سهل عن خديجة، انها قالت: " كان

67

رسول ال يقرأ لنا آية الرجم". وذكر أبن كثير عن ع;تبة بن مسعود أن أبن عباس أخبره بأن عمر بن الخطاب قام في المجلس فحمد ال واثنى عليه وقال" اما بعد،

أيها الناس فإن ال تعالى بعث محمدا* صلى ال عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها ووعيناها، واني قد خشيت ان يطول بالناس زمان فيقول قائل: وال ما نجد الرجم في كتاب ال، فيضلوا بترك

فريضة انزلها ال. ولول أن يقول قائل، أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب ال ماليس فيه لثبتها كما نزلت ".

وروى عبد الغفار بن داود عن لح�ي عن علي بن دينار ان عمر بن الخطاب مر برجل0 وهو يقرأ من مصحف، فقرأ: " النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو ابوهم" ( الحزاب/ ألية السادسة). فقال له عمر: ل تفارقني حتى

نأتى ا@بي بن كعب. ولما جاءا ا@بي قال له عمر: يا ا@بي،هل سمعناك تقرأ هذه الية؟ فقرأ ا@بي الية بدون " وهو ابوهم" وقال لعمر: انها من الشياء التي ا@سقطت. وروي

نحو ذلك عن معاوية ومجاهد وعكرمة والحسن.

وفي مصحف أaبي، حسب تفسير القرطبي، نجد نفس الية تقول: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمهاتهم وهو أب لهم". وقرأ ابن عباس: " ألنبي

أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم". ويتضح هنا الختلف في ترتيب الكلمات، وهو أمر يسهل فهمه إذ ظل القرآن ي;حفظ في الصدور دون

كتاب ي;رجع اليه. فذاكرة النسان لبد لها أن تخونه مهما كانت قوة ذاكرته.

وقال أبو عبيد حدثنا أبن أبي مريم عن أبن الهيعة عن يزيد بن عمرو المغافري عن أبي سفيان الكلعي: أن مسلمة بن مخلد النصاري قال لهم ذات يوم: أخبروني

بآيتين في القرآن لم ي;كتبا في المصحف، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال أبو مسلمة: " إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال بأموالهم

وأنفسهم أل أبشروا وأنتم المفلحون" و " الذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب ال عليهم أولئك ل تعلم نفسb ما أخفي لهم من قرةc أعين0 جزاء بما كانوا يعملون". فأبو عبيد يدعي أن هاتين أليتين أa سقطتا من المصحف وهو

68

كان قد حفظهما عن ظهر قلب.

ويقول ابو عبيد: " هذه الحروف التي ذكرنا في هذه الصفحات من الشياء الزائده، التي لم يتداولها العلماء لنهم قالوا انها تشبه ما بين دفتي الكتاب، ولكنهم كانوا يقرأونها في الصلة. ولذلك لم يكف?روا من انكر وجود هذه الحروف الزائدة لن

الكافر في نظرهم هو من انكر ما هو مذكور بين دفتي الكتاب".

وهناك آيات نزل بها الوحي: كما زعموا، وظلت لفترة ت@قرأ ثم اختفت. فهذا هو محمد بن مرزوق يحدثنا عن احدى هذه اليات، قال: حدثنا عمرو بن يونس عن عكرمة قال: حدثنا اسحاق بن طلحة فقال حدثني انس بن مالك عن اصجاب النبي

الذين ارسلهم الى اهل بئر معونة، قال: ارسل النبي اربعين او سبعين رجل* الى بئر معونة، وعلى ذلك البير عامر بن الطفيل الجعفري، فخرج اصحاب الرسول حتى

اتوا غارا* مشرفا* على الماء قعدوا فيه. فخرج ابن ملجان النصاري ليبل?غ اهل بئر معونة رسالة رسول ال، فخرج اليه من كcسر البيت رجل� برمح فضربه به حتى خرج من جنبه الخر، فقال: ال اكبر، فزت@ ورب الكعبة! وارتد راجعا* لصحابه

فاتبعوا اثره حتى اتوا اصحابه في الغار، فقتلوهم اجمعين، فانزل ال فيهم قرآنا: " بل?غوا عنا قومنا انا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه" . ثم ن@سخت هذه الية

ور;فعت من الكتاب بعدما قرأناها زمانا، وانزل ال مكانها: " ول تحسبن الذين ق@تلوافي سبيل ال امواتا* بل احياء عند ربهم يرزقون" .

وقال ابو عبيد: حدثنا عبد ال بن صالح عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: :ان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا

أaوحي اليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي اليه، قال: فجئت ذات يوم، فقال: إن ال يقول: " إنا أنزلنا المال لقام الصلة وإيتاء الزكاة، ولو ان لبن آدم واديا* لحب أن يكون اليه الثاني، ولو كان اليه الثاني لحب أن يكون اليهما الثالث، ول يمل جوف ابن

آدم ال التراب، ويتوب ال على من تاب".

وهناك سور من الواضح جدا* انها أaدخلت عليها بعض الضافات، سواء أaدخلت هذه

69

الضافات عندما جمع زيد بن ثابت القرآن، أم بعد ذلك، فمن الصعب أن نجزم بذلك، ولكن المهم أن هذه السور توضح لنا أن القرآن لم ي;كتب كما قرأه محمد على

أصحابه. فمثل@ سورة المدثر تتكون من آيات قصيرة مسجوعة على الراء، ولكن في منتصفها ل تنسجم مع طول أليات ولو انها تنسجم مع السجع:31ألية

- " ياأيها المدثر"1- " قم فأنذر" 2- " وربك فكبر"3- " وثيابك فطهر"4- " والرجز فأهجر"5

- " وما جعلنا أصحاب النار ال ملئكة وما جعلنا عدتهم ال فتنة للذين كفروا31 ليستيقين الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا ايمانا* ول يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ما ذا أراد ال بهذا مثل* كذلك

ي;ضل ال من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك ال هو وما هي ال ذكرىللبشر"

- " كل والقمر"32- " والليل إذا أدبر33- " والصبح إذا أسفر"34

ل تنسجم مع بقية أليات وأنها أaضيفت اليها لحقا*.31من الواضح جدا* أن ألية وهذا دليل� قاطع على أن القرآن أaدخلت فيه آيات لم تكن أصل* من السور وح;زفت

آياتZ أخريات، مما يجعلنا نقول أن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو القرآن الذي قالهمحمد حرفيا.

ونستطيع ان نقول ان القرآن ظل يتناقل شفهيا* طوال فترة نزول الوحي، وهي ثلث وعشرون سنة*، وعلى احس الفروض، حتى خلفة عثمان، وذلك ما يقارب الربعين

عاما* بعد نزول الرسالة على محمد، وعلى اسوأ الفروض، حتى زمن الحجاج بن هجرية)، قبل ان ي;كتب وي;سجل في المصحف الذي95يوسف في الدولة الموية (

بين ايدينا الن. فهل ي;عقل ان ي;حفظ كل هذا العدد من اليات المتشابهات في الذاكرة

70

كل هذه السنين دون ان يحدث بها بعض التداخل والختلط؟ فذاكرة النسان العاديل يمكن العتماد عليها كل هذه السنين، وهناك قصص تثبت ذلك.

فمثل* عندما اختلف الخليفة المنصور مع احد العلويين واراد ان يثبت له ان العم ، لكنه قال: " واتبعت@ ملة آبائي38يمكن ان يقال له " اب"، ذكر سورة يوسف الية

ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب". ولكن الصحيح هو: " واتبعت@ ملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب" بدون ذكر اسماعيل. ويظهر ان الخليفة المنصور كان

من سورة البقرة: " ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال133يقصد الية لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق" .

وهذه الية تثبت قول المنصور لن ابو يعقوب هو اسحق ولكن ابناء يعقوب قالواله نعبد اله آبائك وذكروا عمه اسماعيل قبل ابيه.

والغريب انه ل المبرد ول ابن خلدون الذين ذكرا هذه القصة واوردا اليات من سورة يوسف. اما الطبري فقد تنبه لها38المذكورة، تنبه لهذه الغلطة في الية

لكنه لم يتذكر الية المقصودة في سورة البقرة. وهذا يثبت ان الذاكرة ل يمكن العثماد عليها، ولذلك يظهر هذا التكرار والنسخ في القرآن لن المسلمين اعتمدوا

على الذاكرة لسنوات طويلة قبل ان يكتبوا القرآن في المصحف الحالي.

البلغة في القرآن ل نستطيع ان ن@حصي عدد الكتب والمقالت التي ن@شرت عن بلغة القرآن واعجازه

وتطوره العلمي الذي سبق العلم الحديث بمئات السنين. وسوف نتطرق لكل هذه المواضيع في وقتها. ولكي نناقش القرآن نقاشا* منطقيا*، لبد ان ن@قس�مه الى قسمين:

القسم الول هو لغة القرآن، والقسم الثاني عن المحتويات. فلنبدأ بلغة القرآن.

الصعوبات التي تقابل القارئ للقرآن يمكن حصرها في عدة أبواب:- ألكثار من استعمال السجع الذي قد يضر بالمعنى في بعض الحالت1 - تغير صيغة المخاطب أو المتحدث من الشخص الول الى الشخص الثالث2

والعكس كذلك، دونما أي مراعاة لمحتوى ألية

71

- الخلط بين الفعل الماضي والفعل المضارع في نفس ألية وكذلك الخلط بين3المفرد والجمع

- كلمات او ج;مل معناها ليس واضحا* للشخص العادي ول حتى للمفسرين4أنفسهم، ونستنبط هذا من كثرة واختلف التفاسير للكلمات أو أليات

- ج;مل بها أخطاء نحوية5- ج;مل ل تتماشى مع المحتوى6

ولنبدأ بالسجع. قبل ان يأتي السلم كان جزء كبير من عرب الجاهلية وثنيين، وان كانوا على علم بالديان الخرى وبفكرة التوحيد وعبادة إله واحد. وسواء آمنوا

بالله الواحد في السماء او بالصنام كآلهة او كوسيلة لتوصلهم الى الله، لم يكن بمقدورهم مخاطبة الله او الصنم مباشرة*، فكان لبد لهم من وسيط. هذا الؤسيط

" التيKohenكان الكاهن. وكلمة " كاهن" مشتقة من الكلمة العبرية " كوهين " . والكوهين العبري رجلKahnaا@ستعيرت بدورها من الكلمة الرامية " كاهنا

دين كل مهمته تفسير التوراة والحكام الدينية للعامة. أما في اللغة العربية فكلمة " كاهن" تعني الرجل المتكهن، الذي يتنبأ بالغيب، ويتحدث للناس بما قد يحدث لهم في

المستقبل. وللكهان اسلوب خاص في الكلم، يعرف بالغراق في استعمال السجع، وبالفراط في استعمال الكلم الغامض. وهو اسلوب تقتضيه طبيعة التكهن، لكي ل ي;لزم الكاهن نفسه بما يقوله من قول ربما ل يحدث، او قد يحدث عكسه. ففي مثل

هذه الحالة يكون للكاهن مخرج باستعماله هذا النوع من الكلم الغامض.

وفي القوال المنسوبة الى الكهان، قhسkمb بالكواكب كالشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والشجار والرياح وما شابه ذلك من امور. والغرض من القسم هنا هو

التاثير في نفوس السامعين والغراب في الكلم، ليكون بعيدا* عن السلوب المألوف. وقد روى الخباريون نمازج من هذا الكلم المعروف ب " سجع الكهان". وقد وردت كلمة كاهن في القرآن في معرض الرد على قريش الذين اتهموا الرسول بأنه كاهن،

نجد: " فذ?كر29وبانه يقول القرآن على نمط قول الكهان، ففي سورة الطور، الية : " ول بقول42فما انت بنعمت ربك بكاهن0 ول مجنون ". وفي سورة الحاقة، الية

كاهن قليل* ما تذكرون ".

72

وكذلك اتهمت قريش محمدا* بانه شاعر، وفي كلتا الحالتين، الكهانة والشعر، كان من رأي الجاهليين ان هناك وحيا* ي;وحى الى الكاهن بما يقوله، والى الشاعر بما ينظمه، ويأتي بهذا الوحي شيطان، " شيطان الشاعر". وقد ورد " شيطان الكاهن"

كذلك، ذلك لن الكاهن يتلقى علمه من الجن. بل كانوا يعتقدون ان للشاعر شيطانين يساعدانه على نظم الجيد من الشعر، ولذلك نجد الشعراء انفسهم يخاطبون شيطانين

في بداية القصيده. فمثل* امرؤ القيس يقول في بداية معلقته المشهوره:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فيعتقد البعض انه يخاطب شيطانيه، وقيل أنه يخاطب صاحبيه، وقيل بل خاطب

واحدا* واخرج الكلم مخرج الخطاب مع الثنين، لن العرب من عادتهم اجراء خطاب الثنين على الواحد والجمع، وانما فعلت العرب ذلك لن الرجل يكون أدنى أعوانه أثنين: راعي إبله وراعي غنمه . وعلى كل0، إن كان الشاعر يخاطب شيطانين أو

صاحبين وهميين، فقد سلك القرآن نفس المسلك.

وكان العرب يرون ان للكاهن قوة خارقة وقابلية لتلقي الوحي من تلك القوى التي يتصورونها على هيأة شخص غير منظور يلقي الى الكاهن الوحي، فينطق بما

يناسب المقام وبما يكون جوابا* على السئلة التي توجه للكاهن. ويطلقون على ذلك الشخص الخفي " تابع" لنه يكون تابعا* وصاحبا* للكاهن، يتبعه ويلقي اليه " الرئي"،

ويكشف له الح;جب ويأتيه بالسرار.

وللجاهليين قصص عن الكهان اخرجتهم من عالم الواقع وجعلتهم في جملة الشخاص الخرافيين. فمثل*، كان هناك الكاهن " سطيح"، واسمه ربيع بن ربيعة بن

مسعود بن مازن بن ذئب، وكان يقال له سطيح الذئبي لنسبته الى ذئب بن ع;دي. وقال الخباريون ان سطيحا* كان كتلة من لحم ي;درج كما ي;درج الثوب، ول عظم فيه

ال الجمجمة، وان وجهه في صدره، ولم يكن له ل رأس ول عنق، وكان في عصره من اشهر الكهان، وان كسرى بعث اليه عبد المسيح بن بقلة الغساني ليسأله في

تأويل رؤياه عندما سقطت الحيطان في ايوانه يوم و;لد محمد .

73

وتفسير العلماء السلميين للكهانة هو ان التابع كان يسترق السمع من الملئكة، فيلقي بما سمعه على الكاهن، ويلقي الكاهن ما سمعه على الناس، فيكون نبوءة. وذلك قبل عهد بعثة الرسول. فلما جاء السلم ونزل القرآن، ح;رست السماء من الشياطين، وا@رسلت عليهم الشهب، فبقي من استراقهم ما يتخطفه العلى، فيلقيه

الى السفل قبل ان يصيبه الشهاب، والى ذلك الشارة " ال من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب". والقرآن يؤكد ان الشياطين كانت تجلس في السماء تتصنت لما يقول

ال للملئكة وترجع للرض لتخبر الكهان بما سيحدث، الى أن قرر ال حراسة السماء حينما أرسل محمدا. ويظهر أن ال لم يكن يبالي بإستراق السمع هذا عندما

بعث ابراهيم ونوح وموسى وعيسى وغيرهم حتى أتى محمد واتهمته العرب بأنهكاهن، فقرر ال وقتها حراسة السماء لينفي التهمة عن رسوله.

ولم يكن السجع غريبا* على محمد، فقد قال المام احمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف عن ز;رارة عن عبد ال بن سلم، قال: لما قدم رسول ال (ص) المدينة

انجفل الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت انه ليس بوجه كذاب، فكان اول شئ سمعته يقول: " أفشوا السلم، واطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس

نيام، تدخلوا الجنة بسلم" .

والسجع هو العمود الفقري في لغة القرآن، لدرجة ان محمدا* قد غير اسماء اماكن واشياء لتتماشى مع السجع في السورة. فمثل* في سورة التين، الية الثانية، نجد

ان " طور سيناء " قد تغير الى " طور سينين " ليتماشى مع السجع: - " والتين والزيتون " 1- " وطور سينين " 2- " وهذا البلد المين " 3- " لقد خلقنا النسان في احسن تقويم ". 4

وليس هناك بالطبع مكان او جبل اسمه طور سينين، وكلمة طور نفسها ليست كلمة عربية وانما كلمة عبرية وتعني " جبل"، وهذا الجبل في سيناء، ولذلك د;عي جبل

سيناء او طور سيناء. ونجده قد استعمل السم الصحيح في سورة " المؤمنون" الية: " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ0 للكلين".20

74

، ذكر بعض النبياء: " وزكريا ويحيي وعيسى85ونجد في سورة النعام، الية إلياس ي;ذكر123وإلياس كل من الصالحين". ونجد كذلك في سورة الصافات، الية

من نفس130مرة اخرة: " وان إلياس لمن المرسلين". ولكن فجأة* في الية السورة يتغير اسمه ليصبح إلياسين، ليتماشى مع السجع: " سلم على إلياسين".

وهذه ليست " آل ياسين" وانما " إل ياسين" بكسر اللف الولى.

وأغلب القرآن مسجوع لن السجع، كالشعر، يسهل حفظه. وألنسان البدائي تعلم الرقص والغناء والشعر آلف السنين قبل أن يتعلم الكتابة. ولم يتعلم النسان النثر

ال بعد أن تعلم الكتابة، لصعوبة حفظ النثر.

وتجاهل بعض الناس هذه الحقيقة البسيطة في اندفاعهم لجعل القرآن المرجع الوحيد لما حدث ويحدث في العالم. فالبروفسير حميد ال يذكر في مقدمة ترجمته

للقرآن الى اللغة الفرنسية أن ال ذكر القلم في أول سورة أaنزلت على النبي، ليؤكد أهمية القلم كأداة في تطور علم النسان. ويستمر البروفسير ويقول إن هذا يؤكد كذلك اهتمام النبي بجمع القرآن وحفظه مكتوبا* . وطبعا* البروفسير حميد ال قد نسى أن العلماء قد قدروا أن ألنسان البدائي ظهر على هذه الرض قبل حوالي

سبعة مليين من السنين، وتعلم اثناء تطوره الصيد وصناعة أللت وصناعة القوارب والحراب، وتعلم كذلك ان ينظم الشعر وان يرسم وتعلم فن القصص

( الفولكلور الشعبي) وصناعة الملبس واشياء أخرى مثل اكتشاف النار والزراعة،ألف السنين قبل أن يتعلم القراءة ويخترع القلم.

ويتفق العلماء أن اختراع اللغة هو الذي سه�ل للنسان التصال بالناس الخرين ونقل الفكار بينهم، وبالتالي تكون اللغة هي أداة تقدم ألنسان وليس القلم كما يقول بروفسير حميد ال. وإذا كان القلم والقراءة بهذه الهمية عند ال حتى انه ذكر القلم

في أول سورة انزلها على النبي، لماذا أختار ال رسول* أميا* ل يقرأ ول يكتب،حسب زعم المسلمين؟

وبما أن القرآن لم يكن ي;كتب في البداية، وكان أعتماد المسلمين على الذاكرة، كان

75

العتماد على السجع أفضل وسيلة لمساعدتهم على حفظه. ولكن مشكلة السجع تكمن في التكرار خاصة اذا كانت السورة طويلة، لن الساجع يجد صعوبة في ايجاد

كلمات كثيرة متماشية مع القافية. فنجد أن السور الطويلة يتغير فيها السجع عدة مرات، وتتكرر بعض الكلمات عدة مرات، وفي بعض الحيان يشتق القرآن بعض

الكلمات اشتقاقا* على غير المعهود لتماشي السجع.

فإذا أخذنا مثل* سورة مريم، من ألية الثانية حتى ألية الثالثة والثلثين نجد آخركلمة من كل آية تنتهي ب " يا"

- " ذكر; رحمة ربك عبده زكريا"2- " إذ نادى ربه نداءg خفيا"3

تتغير القافية الى " ون" 35 و34ثم في أليتين - " ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون"34- " ما كان ل أن يتخذ من ولدc سبحانه إذا قضى شيئا* أن يقول له كن فيكون"35

37 و 36ثم تتغير الى "ميم" في أليتين - " وإن ال ربي وربكم فأعبدوه هذا سراط مستقيم"36- " فأختلف الحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم0 عظيم"37

40 و 39 و 38ثم ترجع الى النون مرة أخري في أليات - " إنا نحن نرث الرض ومن عليها والينا يرجعون"40

74 الى 41ثم نرجع للقافية الولى " يا" في أليات من - " واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا* نبيا"41

ثم تتغير القافية الى " دا" مثل ج;ندا* و ولدا* الى نهاية السورة.

وادخال آيتين أو ثلثة في منتصف السورة بسجع يختلف عن معظم آيات السورة حمل بعض الدارسين الى القول بأن هذه أليات أaضيفت الى السورة لحقا* ولم تكن

جزءg منها في البداية. ونجد في نفس سورة مريم تكرارا* غير مفيد. فعندما يتحدث القرآن عن زكريا وأبنه يحيي، يقول عن ألخير: " سلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم ي;بعث حيا" . ثم نجد ألية مكررة عندما يتحدث عن عيسى: " والسلم علي� يوم ولدت ويوم أموت ويوم

76

أaبعث حيا" .

من نفس السورة: " قال آيتك أل تكلم الناس ثلثة أيام سويا*" وفي10وفي ألية نجد: "68 كذلك: " فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا* سويا". وفي ألية 17ألية

: " ثم72فوربك لنحشرهم والشياطين ثم لنحضرهم حول جهنم جثيا"، وفي ألية ننجي الذين آمنوا ونذر الظالمين فيها جثيا". وواضح أن التكرار هنا لصعوبة ايجاد

كلمات اخرى تماشي السجع.

من نفس السورة: " وكم74واشتقاق الكلمات على غير المعهود نجده في ألية أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا* ورءيا". والشتقاق هنا غريب لنه من رأى

والمصدر رؤية، ولكن لتماشي الكلمة السجع قال " رءيا". و لغرابة الشتقاق وجد المفسرون صعوبة في شرح الكلمة، فقال القرطبي في تفسيره: ( قال ابن عباس " ورئيا" اي منظرا* حسنا*. وفيه خمس قراءات: قرأ أهل المدينة " وريا" بياء واحدة

مخففة. و روى ألعمش عن ابن عباس " أحسن أثاثا* وزيا" بالزاي. وقرأ أهل الكوفة " ورئيا" بالهمزة. وقال أبو أسحق يجوز " وهم أحسن أثاثا* وريئا" بياء بعدها

همزة).

، عندما يصف ال الجنة، نجد:35وفي سورة النبأ، ألية - " إن للمتقين مفازا"31- " حدائقh وأعنابا"32- " و كواعبk أترابا"33- " وكأسا* دهاقا"34- " ل يسمعون فيها لغوا* ول كذابا"35

وكلمة " كذابا" مشتقة من كذ?بk، ي;كذ?ب;، كذبا*. والمصدر كما هو واضح " كذبا"، ولكن لتماشي الكلمة السجع كان ل بد من جعلها " كذابا". وقد يلحظ القارئ هنا أن ألية

ل تماشي السجع مما دعا بعض الدارسين الى القول بأنها أضيفت مؤخرا*.34

آية كلها78والتكرار في بعض أليات يكون ممل*. فخذ مثل* سورة " الرحمن" وبها

77

مسجوعة على اللف والنون ما عداء آيات بسيطة، ولسبب ما أدخل المؤلف " فبإي ألء ربكما تكذبان" بعد كل آية ابتداءا* من ألية الثانية عشر. وتكررت هذه العبارة

آية. فاي غرض يخدمه هذا التكرار الممل. 78 مرة في سورة طولها 31

وكل سورة " الرحمن" هذه تذكرنا بايام الجاهلية عندما كان الشاعر يخاطب شيطانيه أو صاحبيه ليساعداه على نظم الشعر " قفا نبك من ذكرى حبيب0 ومنزل.... "

فالقرآن هنا ، كعادة الجاهلية، يخاطب شيطانين ( وهناك شياطين مسلمة كما يقول القرآن). ويقول علماء السلم ان القرآن في هذه السورة يخاطب النس والجن،

ولذا استعمل صيغة المثنى. ولكن في نفس السورة عندما اراد القرآن مخاطبة النس والجن قال: " يا معشر الجن والنس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار

السموات والرض فانفذوا ل تنفذون ال بسلطان". فلم يقل " فانفذان، او ل تنفذان البسلطان".

وفي بعض الحيان ت@ضاف كلمات، ل لتوضيح الصورة ولكن لتكملة السجع، فمثل ت@ضاف كلمة " القدمون" دون الحاجة اليها76في سورة الشعراء في الية

- " قل هل يسمعونكم اذ تدعون" 72- "او ينفعونكم او يضرون"73- " قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون"74- " قال أفراءيتم ما كنتم تعبدون"75- " انتم وآباؤكم القدمون"76

فكلمة " القدمون" هنا ل تخدم اي غرض مفيد اذ ليس هناك اباء ج;دد واباء اقدمون، لن كلمة اباء قد ترجع للوراء حتى نصل الى آدم، فكلنا ابناء آدم، وحين نقول" بني اسرائيل"، يرجع هذا الى يعقوب بن اسحاق. فاذا* كلمة اباؤكم ل تحتاج

أعله عندما قال : " وجدنا أباءنا كذلك74الى تعريف كما هو واضح من ألية يفعلون"، ولم ي;عر�ف ألباء، ولكن السجع فرض ادخال كلمة تنتهي بالنون فأدخل "

ألقدمون".

واما اللغة نفسها فمن الصعب متابعتها لن القرآن يغير صيغة المخاطب في نفس

78

الية من المفرد الى الجمع ومن المتحدث الى المخاطب، فخذ مثل* سورة النعام " وهو الذي انزل من السماء ماءg فاخرجنا به نباتh كل0 شئv فاخرجنا منه99الية :

حبا* متراكبا* ومن النخل من طلعها قنوانb دانيةZ وجناتc من اعناب0 والزيتون والرمان مشتبها* وغير متشابهc انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه ان في ذلكم لياتc لقوم

يؤمنون". فبداية الية يصف ال " وهو الذي انزل من السماء ماءg "، وبدون اي انذار تتغير

اللغة من الشخص الثالث الى الشخص الول ويصير ال هو المتحدث " فاخرجنا به"، وسياق الية يتطلب ان يقول " فاخرج به". وانظر الى النحو في الية ذاتها، اغلب

الكلمات منصوبة لنها مفعول به، لن ال انزل المطر فاخرج به حبا* وجناتc، وفجأة كذلك يتغير المفعول به الى مبتدأ مرفوع في وسط الجملة. وسياق الكلم يقتضي ان

ي;خرج ال من النخل قنوانا* دانية*، معطوفة علي ما قبلها، ولكن نجد في الية " قنوانb دانيةZ " بالرفع، وهي مبتدأ خبره " ومن النخل ". ثم تستمر الية بنصب

الكلمات الباقية لنها مفعول به.

في سورة النعام، لما طلب اليهود من محمد ان يجعل بينه وبينهم114وخذ ألية حكما: " افغير ال ابتغي حكما* وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصل* والذين آتيناهم

الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فل تكونن من الممترين ". ففي بداية الية المتحدث هو محمد مخاطبا* اليهود، فيقول لهم : أغير ال ابتغي حكما* وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصل*؟ وفجأة يصير ال هو المتحدث فيقول لمحمد: والذين

آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فل تكونن من الممترين.

والعلماء المسلمون يحاولون شرح هذه الية بان يقولوا: ادخل� كلمة " قل " قبل "والذين آتيناهم". وهذه حجة غير مقبولة لن ال حينما اراد ان يستعمل " قل "،

استعملها صراحة في المكان الذي اراد ان يستعملها فيه. فنجد في القرآن كلمة " قل من نفس السورة، " قل من91 مرة. فمثل* في الية 250" مستعملة ما ل يقل عن

انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا* وهدى". وكان من الممكن ان يسأل محمد المشركين مباشرة ويبدأ الية ب " من انزل الكتاب " ثم ن@دخل نحن كلمة " قل" كما

يطلب منا المفسرون. ولكن الواضح هنا ان ال لما اراد ان يدخل كلمة " قل" ادخلها

79

صراحة وبوضوح.

وكلمة " قل " اكثر ما است@عملت في سورة النعام هذه. فنجد: - " قل أرأيتم ان اخذ ال سمعكم"46- " قل أرايتم ان اتاكم عذاب ال" 47- " قل ل اقول لكم عندي خزائن ال ...... قل هل يستوي العمى والبصير" 50- " قل اني ن@هيت ان اعبد الذين تدعون من دون ال قل ل اتبع اهواءكم" 56- " قل اني على بينة من ربي وكذبتم به" 57- " قل لو ان عندي ما تستعجلون" 58- " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر" 63- " قل ال ينجيكم منها" 64- " قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا*"65

مرة. فهل هناك اي سبب39وباختصار است@عملت كلمة " قل " في سورة النعام يجعلنا نقول ان ال اراد ان يستعمل كلمة " قل" في الية التي ذكرناها اول* لكنه لم

يستعملها وتركها للعلماء المسلمين ليخبرونا انه ارادنا ان يضع هذه الكلمة قبلالية المذكورة؟

ونفس الشئ ينطبق علي السورة الولى في المصحف، اي سورة الفاتحه. فهذه السورة من الواضح انها دعاء كان يدعو به محمد، وليست جزءا* من القرآن.

وكالعادة يقول العلماء المسلمون: ضع كلمة " قل" قبل بداية السورة. ولو اراد ال ان يستعمل كلمة " قل" لفعل، كما فعل في سورتي " الفلق" و " الناس"، وكلهما

ادعية مثل سورة الفاتحة. ففي سورة الفلق يقول : " قل اعوذ برب الفلق"، وفي سورة " الناس" يقول: " قل اعوذ برب الناس". فلماذا لم يقل في سورة الفاتحة " قل الحمد ل رب العالمين". وابن مسعود الذي كان يكتب الوحي للرسول، و أحد علماء

الحديث المشهورين، اعتبر ان سورة الفاتحة وسورتي الفلق والناس، ليست منالقران .

80

وفي سورة فاطر ألية التاسعة : " وال الذي أرسل الرياح فتثير سحابا* فسقناه الي بلد ميت فأحيينا به ألرض بعد موتها ". تغير القائل في نفس ألية من الشخص الثالث الى الشخص الول. فبداية ألية تقول: " وال الذي أرسل الرياح" ثم فجأة

يصير المتحدث هو ال، فيقول: " فسقناه الى بلد ميت فأحيينا به ألرض".

و تحتوي نفس ألية على فعل مضارع مخلوط مع افعال ماضية. فكلمة " فتثير" فعل مضارع في وسط جملة كلها في الماضي. ويقول العلماء ان الفعل المضارع هنا في

وسط جملة كلها في الماضي، " لحكاية الحال الماضية". فهل في هذا اي نوع من : " ألم تر ان ال انزل من السماء ماء فتصبح63البلغة؟ وفي سورة الحج، الية

الرض مخضرة ان ال لطيف خبير". مرة اخرى يجمع القرآن بين الفعل الماضي والفعل المضارع في جملة واحدة. وكلمة " فتصبح" يجب ان تكون " فأصبحت" لن

ال انزل من السماء ماء.

وهذه آية اخرى تخلط بين الماضي والمضارع، ففي سورة الشعراء، الية الرابعة : " ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية* فظلت اعاناقهم لها خاضعين". ويقول العلماء ان شبه الجملة " فظلت اعناقهم لها خاضعين" است@عملت بمعنى المضارع. فلماذا كل

هذا اللف والدوران وكان من السهل ان يقول " فتظل"؟ وليس الخلط بين الماضي والمضارع هو الشئ الوحيد الخارج عن المألوف في هذه الية، فقد استعمل القرآن كلمة " خاضعين" وهي حال تصف جمع العقلء مثل " رجال" ليصف بها " اعناقهم"، وهي ليست جمع عقلء. والسم الذي يقع حال* يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الصح ان يقول " فظلت اعناقهم لها خاضعة". ولكن كل آيات هذه

السورة تنتهي بالياء والنون، لذلك اضطر ان يقول " خاضعين".

من66والقرآن كثيرا* ما يخلط بين المفرد والجمع في نفس الية. فخذ مثل* الية سورة النحل: " وان لكم في النعام لعبرةZ ن@سقيكم مما في بطونه". والنعام جمع

وتعني " حيوانات" وكان يجب ان يقول " نسقيكم مما في بطونها"، لكنه جعلها في ح;كم المفرد وقال " بطونه". وقال المفسرون افرده هنا عودا* على معنى النعم

والضمير عائد على الحيوان، رغم ان النعام حيوانات. ونجد نفس الية تعاد في

81

21سورة " المؤمنون" ولكن هذه المرة تغيرت كلمة " بطونه" الى " بطونها". فالية

من سورة " المؤمنون" تقرأ: " وان لكم في النعام لعبرة نسقيكم مما في بطونهاولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون".

ويكثر كذلك في القرآن غريب اللفظ والمعنى، فنجد في سورة المرسلت عندما وما بعدها: " انها ترمي بشرر كالقhصر، كأنه جمالت32يصف نار جهنم في الية

ص;فرb ". اول* كلمة " جمالت " مع انها جمع تكسير ل " جمل"، إل أنها جمع غريب نادر الستعمال، والمتعارف عليه هو جمال. ثم وصف الجمال بانها ص;فر، وليس

هناك جمال صفراء. فقال المفسرون كان العرب يسمون الجمال السود صفراء لن سوادها تداخله صفرة. فهل نفهم من هذا ان بني اسرائيل كذلك كانوا يسمون البقر السود اصفر، لن ال قال لهم " بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين" ؟ ونحن ل

نعلم لماذا قال العرب عن كل شئ أسود أنه " أسود" ال الجمال السود نعتوهابالصفرة ولم ينعتوا البقر او الخراف السود بالصفرة.

: " والذين ل يدعون مع ال الها* آخر ول يقتلون68ثم في سورة الفرقان الية النفس التي حر�م ال ال بالحق ول يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* ". وأثاما* ليست

من اللغة العربية في شئ، والقرآن ي;فترض انه نزل بلسان عربي مبين. وحتى المفسرين وعلماء اللغة لم يتفقوا على معنى كلمة " أثاما*"، فقال عبد ال بن عمر : أثاما* وادي في جهنم، وقال عكرمة أودية في جهنم يعذ?ب فيها الزناة، وقال قتادة: أثاما* تعني نكال*، وقيل في الحديث انها تعني بئر في قعر جهنم، وقال السدي انها

تعني جزاء. وأظن ان السدي جاء بهذا التفسير من المعنى العام للية، إذ لم يقول أحد غيره بهذا المعني، والكلمة أصل* لم تكن شائعة أو مستعملة عند العرب. ولو كان معنى الكلمة " وادي في جهنم" فكيف جاء بها العرب واستعملوها ولم يكونوا

على علم بجهنم قبل السلم على حسب رأي المفسرين؟ وواضح من معنى الية ان من يفعل تلك الشياء يلقى جزاء. ولكن القرآن استعمل كلمة " أثاما*" تمشيا* مع السجع رغم أن علماء المسلمين لم يكونوا يعرفون معناها، كما هو واضح من

اختلف تفاسيرهم للكلمة.

82

نجد: " وما هذه الحياة الدنيا ال لهوb ولعب; وإن64وفي سورة العنكبوت، ألية الدار الخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون". وقد وجد المفسرون صعوبة* بالغة في

تفسير كلمة " حيوان" هذه، فقالوا ان : الحيوان: هنا تعني الحياة الدائمة، ويقول القرطبي في تفسيره ان " الحيوان" تقع على كل شئ حي. أو قد تعني عينا* في الجنة. بل قال بعضهم ان أصل الكلمة هو " حييان" فأaبدلت احدى اليائين واوا

لجتماع المثل. وهذا قول غريب لن العرب تغير الواو ياءا* اذا اجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالسكون، مثل " نوية" من نوى، ينوي فهي نوية. ولكن لجتماع

الواو والياء وسبق احداهما بالسكون، ق@لبت الواو ياء وأaدغمت الياء في الياء، فصارت " نية". ولو كانوا يغيرون الياء واوا* لجتماع المثل لغيروا " فأحيينا به

ألرض" الى " فأحوينا به ألرض".

: " فأنبتنا فيها حبا*، وعنبا* وقضبا". ول أحد من28وفي سورة عبس ألية المفسرين يعرف معنى " قضبا". فقد قال أبن كثير القضب هو القصفة التي تأكلها

الدواب، وكذلك قال أبن عباس. وقال الحسن البصري هي العلف. وقال آخرون غير نجد: " وحدائقا غ@لبا، وفاكهة* وأب�ا". فقال31ذلك. وفي نفس السورة، ألية

الضحاك: ألب هو كل شئ ينبت على الرض. وقال أبو رزين هو النبات، وقال أبن عباس: ألب ما تنبت الرض مما يأكل الناس والنعام. وقال أبن عباس كذلك

والحسن: ألب مما ل يأكله ألدميون، فما يأكله ألدميون ي;سمى الحصيد،واستشهدوا ببيت شعر في مدح الرسول:

له دعوة@ ميمونة@ ريحها الصبا بها ينبت ال الحصيدةh وألبا

وهذا البيت بل شك قاله شاعر مسلم سمع كلمة ألبا في القرآن وأدخلها في شعره دون أن يعرف معناها لنها تماشي القافية. فالكل يعرف الحصاد من الزرع ولكن ل

أحد يعرف معنى ألب.

فقد قال أبن عباس أيضا*: ألب هو الثمار الرطبة، وقال الضحاك هو التين. فواضح مما تقدم أن ل أحد يعرف معنى الكلمة إذ أن أبن عباس أعطى أربعة تفاسير مختلفة

لهذه الكلمة. والكلبي قال الب هو كل نبات سوى الفاكهة وقال آخرون بل هي

83

الفاكهة الرطبة. وسئل أبو بكر الصديق عن تفسير الفاكهة وألب فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب ال ما ل أعلم؟ وقال أنس بن مالك سمعت عمر بن الخطاب رضى ال عنه قرأ هذه ألية ثم قال: كل هذا عرفناه، فما ألب؟ ثم

رفع عصا كانت بيده وقال: هذا لعمر ال التكلف. فإذا كان عمر وابو بكر وابن عباس ل يعرفون معناها، فهل ي;عقل أن يكون الشاعر الذي نظم البيت المذكور كان

على علم بمعنى الكلمة؟

أو قد تكون مشتقة من الكلمة العبريةEbbaوالكلمة قد تكون سريالية واصلها Ebh.ولكنها قطعا* ليست عربية، ول يعرف العرب معناها ،

نجد: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا29وفي سورة الحج ألية بالبيت العتيق". فكلمة " تفثهم" قد ل تكون عربية ول أحد يعرف معناها ووقعها على ألذن ثقيل. ويقول القرطبي في شرحه لهذه ألية: ( ليقضوا بعد نحر الهدايا ما بقي

من أمر الحج كالحلق ورمي الجمار وإزالة الشعث ونحوه. وقال ألزهري: التفث ألخذ من الشارب وقص الظافر ونتف البط وحلق العانة. وقال الزهري كذلك: التفث في كلم العرب ل ي;عرف ال في قول أبن عباس وأهل التفسير. وقال أبن

العربي: هذه اللفظة غريبة لم يجد أهل العربية فيها شعرا* ول أحاطوا بها خبرا*.)فإذا كان أهل العربية ل يعرفون معناها، فأي حظ سيحالف غير العرب في فهمها؟

واستعمل القرآن كلمات كثيرة ليست في اللغة العربية وليس لها اي معني مفهوم، : " ولقد87وقد اختلف اغلب المفسرين في تفسيرها. فنجد في سورة الح;جر، الية

اتيناك سبعا* من المثاني والقرآن الكريم". فقال بعض المفسرين ان المقصود بها السبع سور الطوال وقال آخرون المقصود بها سورة الفاتحة، وأتوا بحديث

يستدلون به. وقال القرطبي في تفسيره أن المثاني تعني القرآن كله بدليل ان ال : " كتابا* متشابها* مثاني". وواضح أن تفسير القرطبي23قال في سورة الزمر ألية

هذا ل يتفق والية المذكورة اذ تقول الية " أتيناك سبعا* من المثاني والقرآن الكريم"، فلن يستقيم معنى ألية إذا قلنا أن المثاني تعنى القرآن كله، إذ كيف يكون قد أعطاه القرآن كله والقرآن الكريم؟ والسور السبع الطوال هي جزء من القرآن

84

فليس من البلغة ان ي;عطف الكل على الجزء. وحتى لو جاز هذا، فل أحد يعلم ماالمثاني، والفضل ان ي;خاطب القرآن الناس بلغةc يفهمونها.

: " ول طعام ال من غسلين". ول احد يدري معنى36وفي سورة الحاقة، الية غسلين، ولكنها تنسجم مع سجع السورة، " ول يحض على طعام المسكين، فليس له

اليوم ههنا حميم، ول طعام ال من غسلين".

: " عينا* فيها ت@سمى سلسبيل". وهنا كذلك ل احد18وفي سورة النسان، الية يعرف ما هي سلسبيل. فتفسير الجللين يقول: سلسبيل تعني سهل المساغ في الحلق. وفي تفسير أبن كثير، قال عكرمة هي أسم عين في الجنة، وقال مجاهد س;ميت بذلك لسلقة مسيلها وحدة جريها، وقال قتادة: سلسة مستقيدb ماؤها. أما

تفسير القرطبي فيقول:( السلسبيل هو الشراب اللذيذ، وتقول العرب سلس وسلسال وسلسيل بمعني أنه طيب الطعم لذيذه. وسلسل الماء في الحلق يعني جرى، وسلسته

تعني صببته فيه). وأنا ل أدري كيف صر�فh تفسير الجللين سلسبيل مما تقوله العرب عن سلس وسلسال وسلسيل، فمهما صر�فنا هذه الكلمات ل يمكن أن ننتهي

ب " سلسبيل".

وقال أبو العالية ومقاتل: ( إنما س;ميت سلسبيل لنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم تنبع من أصل العرش في جنة عدن.) فكل المياه في المدن الحديثة الن

تسيل في مواسير في الطرق وفي منازلنا، فهل هذه المياه سلسبيل؟ أم ي;شترط أنتنبع من جنة عدن؟

وأغرب التفاسير ما أورده القفال في تفسير الجللين إذ قال:( تلك عينb شريفة، فسل سبيل* أليها. وروى هذا علي� بن أبي طالب كذلك). فهو فصل كلمة سلسبيل الى

كلمتين: سل و سبيل. ولكن المشكلة أن ألية تقول: " عينا* فيها تسمى سلسبيل" فل يمكن أن نقول سل اليها سبيل لن اسم العين سلسبيل. وليتخلص من هذه المعضلة يقول القفال:( أنها مذكورة عند الملئكة وعند البرار وأهل الجنة بهذا السم). وهذا الشرح يبين لنا كيف يدور علماء السلم ويلفون في حلقات مفرغة لشرح الغريب

85

في القرآن بدل ان يقولوا أنهم ل يعرفون المراد من هذه الكلمة.

اما سورة المطففين ففيها عدة آيات تحتوي علي كلمات يصعب فهمها: فمثل* اليات " كل ان كتاب الفجار لفي سجين. وما ادراك ما سجين. كتاب مرقوم".9 و8 و 7

من نفس السورة: " كل ان كتاب البرار لفي عليين. وما20و19 و18واليات ادراك ما عليون. كتاب مرقوم". ومعنى هذا ان عليين وسجين كلهما يعني كتابا

مرقوما*، أحدهما للفجار والخر للبرار. فالقرآن هنا أستعمل غريب اللغة لينقل الينا حقيقة بسيطة: هي أن هناك كتابين، واحد للفجار وواحد للبرار. فهل من المهم لنا

أن نعرف أسماء هذين الكتابين؟

ثم إن القرآن يقول أن هناك كتاب واحد " وعنده أم الكتاب " و " اللوح المحفوظ" الذي يحفظه ال منذ الزل في السماء السابعة، وقد سجل ال فيه كل كبيرة وصغيرة

عن كل أنسان حتى قبل أن يولد، وهناك كذلك لكل شخص كتابه الخاص به الذي سوف يتسلمه يوم القيامة، فمنهم من ي;عطى كتابه بيمينه ومنهم من يعطى كتابه

بشماله ليقرأ منه ما فعل في الدنيا. فما الحكمة إذا* في أن يكون هناك كتاب للبرار وآخر للفجار مادام لكل شخص كتابه الخاص وهناك اللوح المحفوظ الذي فيه كل

التفاصيل ول يمكن لهذا اللوح أن يضيع أو يصيبه تغيير؟ وحتى لو قلنا إنه من باب الحتياط أن يكون للبرار كتاب وللفجار كتاب آخر، هل يستدعي هذا نزول آيةتخبرنا بأسماء هذين الكتابين؟ هل سيغير هذا من سلوكنا أو يدعونا لليمان؟

والجدير بالذكر هنا أن القرآن استعمل كلمة " وما أدراك" أثنتي عشر مرة* ليشرح كلمات غريبه لم تكن معروفة للعرب آنذاك، وسوف نتعرض لبعض هذه الكلمات في

حينها.

، نجد : " وأرسل عليهم طيرا* أبابيل، ترميهم بحجارة من3في سورة الفيل، ألية سجيل". ويقول أبن كثير: طير أبابيل يعني طيرا* من البحر امثال الخطاطيف

والبلسان. ويقول القرطبي: طيرا* من السماء لم ي;ر قبلها ول بعدها مثلها. وروي الضحاك أن أبن عباس قال سمعت رسول ال يقول: " إنها طيرb تعشعش وتفرخ بين

86

السماء وألرض". وقال أبن عباس: كانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلب. وقال عكرمة: كانت طيرا* خ@ضرا* خرجت من البحر لها رءوس كرءوس

السباع.

أما سجيل فل أحد يعرف معناها. قال النحاس: السجيل الشديد الكثرة. وقال سيل وسجيل هما نفس الشئ. وحكى محمد بن الجهم أن سجيل تعني طينb ي;طبخ حتى يصير بمنزلة الرحاء. وقال سعيد بن ج;بير أن اللفظة غير عربية وأصلها سنج

وجيل أو سنك وكيل، وهما بالفارسية حجر وطين. وقد قال القرآن في سورة : " لنرسل عليهم حجارة* من طين". وقال أبن يزيد: سجيل أسم33الذاريات، ألية

السماء الدنيا وعن عكرمة أنه بحر معلق بين السماء والرض منه نزلت الحجارة.وقيل هي جبال في السماء، وقيل كذلك هي ما س;جل لهم أي ك@تب لهم أن يصيبهم.

وتعني حجر المعبد. والشئSgylوأصل الكلمة ربما يكون من اللغة ألرامية الملفت للنظر أن كل هولء المفسرين أتوا بتفسيرات ل تمت لبعضها البعض بصلة، مما يؤكد انهم كانوا يخم�نون معاني هذه الكلمات الغريبة التي لم يكونوا قد سمعوا

بها من قبل.

وكلمة " الفرقان" وردت في القرآن مرات عديدة بمعاني مختلفة. فمثل* في سورة :185: " وأتينا موسى الكتاب والفرقان". وفي نفس السورة، ألية 53البقرة، ألية

" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان". : " من قبل هدى للناس وانزل الفرقان". وسورة4وفي سورة آل عمران، ألية

: " ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا ال يجعل لكم فرقانا* ويكفر عنكم29ألنفال، ألية : " أعلموا إنما غنمتم من شئ فإن ل خمسه41سيئاتكم". وفي سورة ألنفال، ألية

وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بال وما : "48انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان". وفي سورة ألنبياء، ألية

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءg وذكرا* للمتقين". وفي سورة الفرقان،: " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا*". 1ألية

87

وأتفق أغلب المفسرين ان الفرقان هو ما يفرق بين الحق والباطل ولكن ابن عباس قال: فرقانا* يعني مخرجا* وزاد مجاهد " في الدنيا والخرة". وفي رواية اخرى قال ابن عباس ان فرقانا* تعني نصرا. وقالوا انها تعني يوم بدر لن ال فرق فيه بين الحق والباطل. وقال قتادة انها تعني التوراة، حللها وحرامها. ويقول الرازي قد

يكون التوراة او جزء منها او حتى معجزات موسى مثل عصاه. وقد تعني إنشطار البحر لموسى، واستقر رأيه علي انها التوراة. وقالوا الفرقان تعني القرآن. فال قد انزل الفرقان على موسى وكذلك انزله على محمد، مما يجعلنا نقول أن الفرقان ربما

من سورة ألنفال: " ياأيها29تعني " كتاب" ولكن كيف نوفق بين هذا المعنى وألية الذين آمنوا إن تتقوا ال يجعل لكم فرقانا". فالمراد هنا أن يجعل لكم مخرجا*. ولكن

من سورة ألنفال تقول: " وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان". فالمعنى هنا41ألية ل يتفق مع أي من المعاني السابقة. فماذا تعني كلمة الفرقان إذا*؟

وهناك كلمة أخرى لم تكن معروفة للعرب قيل نزول القرآن، أل وهي " كللة". ففي : " وإن كان رجل� يورث كللة* ام إمرأة". وسئل ابو بكر4سورة النساء، ألية

الصديق عن كلمة كللة فقال: أقول فيها برائي فإن يكن صوابا* فمن ال وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان وال ورسوله بريئان منه، الكللة من ل ولد له ول والد. وقال القرطبي في تفسيره: الكللة مشتقة من الكليل وهو الذي يحيط بالرأس من

جوانبه والمراد هنا من يرثه من حواشيه ل أصوله ول فروعه. وهذا بل شك 27تخمين وليس هناك أي دليل أن كلمة كللة مشتقة من إكليل. وقد أورد الطبري

معنى للكللة مما يدل على انهم ل يعرفون معناها.

ويقدر مونتجمري واط أن هناك حوالي سبعين كلمة غير عربية أaستعملت في القرآن، حوالي نصف هذه الكلمات مقتبسة من الكلمات التي كانت مستعملة في الديانة المسيحية، وخاصة اللغة السريانية والثيوبية، وحوالي خمسة وعشرون

كلمة من اللغة العبرية والرامية وكلمات بسيطة من الفارسية .

وهناك كلمات في القرآن يبدو ان المراد منها عكسها. فمثل@ في سورة طه، ألية " إن الساعة آتيةZ أكاد أخفيها"، وهي أصل* مخفية ول يعلم أحد متى تأتى،15

88

فالقرآن هنا ل بد انه قصد " أظهرها" بدل أخفيها. وقد قال القرطبي في تفسير هذه ألية:( آيةZ مشكلة. فروى سعيد بن جبير " أكاد أخفيها" بفتح الهمزة، قال: أظهرها.

وقال الفراء: معناها أظهرها، من خفيت الشئ أخفيه إذا أظهرته. وقال بعض النحوين يجوز أن يكون " أخفيها" بضم الهمزة معناها أظهرها.) ويتضح هنا أن

النحويين أنفسهم وجدوا مشقة في تفسير هذه ألية، فكيف بعامة الناس؟

وفي بعض الحيان يعكس القرآن الشياء المألوفة للناس، فمثل* في سورة البينة، أليتين أثنين وثلثة نجد: "رسول من ال يتلوا صحفا* مطهرة، فيها ك@تبb قيمة".

والمعروف لدى كل الناس أن الكتب تحتوي على الصحف، وليس العكس كما جاء في القرآن. ولكن دعنا نقرأ ما كتب القرطبي في تفسيره لهذه ألية: ( الكتب هنا بمعنى الحكام، فقد قال ال عز وجل " كhتhبk ال لغلبن" بمعنى حكم. وقال " وال

لقضين بينكما بكتاب ال" ثم قضى بالرجم، وليس الرجم مسطورا* في الكتاب. فالمعنى لقضين بينكما بحكم ال. وقيل الك@تب القيمة هي القرآن، وجعله ك@تبا* لنه

يشتمل على أنواع من البيان.)

فهل اقتنع القارئ بهذا التفسير؟ أنا لم أقتنع. فالقرطبي كغيره من المفسرين راح يدور في حلقة مفرغة في محاولة منه للخروج من هذه المعضلة التي جعلت

الصحف تحتوي على الكتب، وليس العكس.

والمثلة كثيرة على استعمال القرآن غرائب الكلمات لنها تماشي السجع. فليس هناك اي بلغة لغوية بالمعنى المفهوم عندما يستعمل القرآن غرائب الكلمات هذه، والمفروض فيه أنه نزل بلسان عربي مبين أي بائن للجميع، وقد رأينا أن علماء

التفسير يجدون صعوبة في شرح كثير منه، فما بال عامة المسلمين؟ وقد لحظ هذا جماعة من المعتزلة في صدر السلم، منهم ابراهيم النظام الذي قال ان ترتيب القرآن ولغته ليس فيهما اى اعجاز. وقد دافع عن هذا الرأي الكاتب والقاضي

الندلسي ابو محمد علي بن احمد بن حازم في كتابه " الملل والنحل" وكذلك ابوالحسين عبد الرحمن بن محمد الخياط من المعتزلة .

89

من سورة69و هناك كذلك أخطاء نحوية في كثير من آيات القرآن. انظر الى الية المائدة: " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بال واليوم

الخر وعمل صالحا* فل خوف عليهم ول هم يحزنون". والنحو يتطلب ان تكون كلمة " الصابئون" منصوبة لنها اسم "ان"، وكل اسماء " ان" الخرى في الية منصوبة ال

من سورة17" الصابئون" ، والصح ان تكون " الصابئين". واذا نظرنا الى الية الحج، نجد ان " الصابئين" منصوبة، كما ينبغي ان تكون: " ان الذين آمنوا والذين

هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان ال يفصل بينهم يومالقيامة ان ال على كل شئ شهيد".

: " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون162وفي سورة النساء الية بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بال

واليوم الخر". فكلمة : المقيمين" ل تتماشى مع قواعد النحو المعروفة. فهي معطوفة على " الراسخون" ويجب ان تكون مرفوعة، وليست منصوبة كما في الية،

فالمعطوف دائما@ يتبع ما ع;طف عليه. وقال القرطبي في تفسيره: ( قرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة " المقيمون" على العطف، وكذا هو في حرف عبد ال. ولكن سيبويه قال: إنه ن@صب على المدح). وهذا يذكرنا بالمقولة المشهورة لحد العرب الندلسيين عندما قال القاضي الندلسي أبو محمد علي بن حزم أن القرآن

يحتوي على أخطاء نحوية، قال الندلسى: ما حاجتنا الى النحو وعندنا القرآن؟ إذا لم يوافق النحو القرآن، يجب أن نغير قواعد النحو. وهذا ما ي;فهم من قول سيبويه

انها نصبت على المدح.

وفي سورة الحجرات الية التاسعة: " وإن~ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما". فكلمة : اقتتلوا" كان يجب ان تكون " اقتتل" لنها ترجع الى " طائفتان" اي

: " هذان خصمان19مثنى، وأقتتلوا ترمز الى الجمع. وفي سورة الحج ألية اختصموا في ربهم فالذين كفروا ق@طعت لهم ثياب من نار ي;صب من فوق رءوسهم

الحميم". فكلمة " اختصموا" يجب ان تكون " اختصما" لنها ترجع للمثنى " خصمان". : " ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب177وفي سورة البقرة الية

ولكن البر من آمن بال واليوم الخر". وواضح ان شبه الجملة " ولكن البر من آمن

90

بال" ل تستقيم مع منطق الية، والصح ان تكون " ولكن البار". وقد قال بهذا النحوي الكبيرمحمد بن يزيد المبرد. وتفسير الجللين يقول: " المقصود بها ( ذا

البر) وكذلك ق@رئ بفتح الباء اي ( البار) " .

: " قالوا إن هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من63وفي سورة طه الية ارضكم". وكلمة " هذان" اسم "إن" ويجب ان تكون منصوبة، اي " هذين". وقد ورد

ان عثمان كان يقرأ " هذين" وكذلك فعلت عائشة. وتفسير الجللين يقول: قالوا لنفسهم " ان هذين" . أما القرطبي فيقول في تفسيره ( قرأ أبو عمرو " أن هذين لساحران" ورويت عن عثمان وعائشة وغيرهما من الصحابة، وكذلك قرأ الحسن وسعيد وجبير وابراهيم النخعي وغيرهم من التابعين. ومن القراء عيسى بن عمر

وعاصم الجحدري فيما ذكر النحاس. وهذه القراءة موافقة للنحو مخالفة للمصحف. وروي عن عبد ال بن مسعود أنه قرأ " أن هذان ال ساحران" وقال الكسائي في

قراءة عبد ال " ان هذان ساحران" وقال أaبي " ان ذان ال ساحران"، وقال أبو عمر " إني لستحي من ال أقرأ " إن هذان"). فهذا الخير يعرف انه خطأ نحوي ويستحي

من ال أن يقول " هذين" لن ال ل ي;عقل أن ي;خطي في النحو.

تقول: " وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا* أمما*". وكلنا160وسورة ألعراف، ألية يعرف ان التمييز العددي يختلف بإختلف المعدود. فالعداد من واحد الى عشرة

يكون ما بعدها جمع، فنقول تسعة نساء. ومن أحدى عشر وما فوق يكون ما بعدهامفردا*، فنقول أثنتي عشرة سبطا* وليس أسباطا.

ونجد في القرآن آيات ل يمت نصفها الول الى نصفها الثاني بأي علقة. فخذ مثل الية الثالثة من سورة النساء: " وان خفتم ال تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنىg وثلث ورباعk فان خفتم ال تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ال تعولوا". فما علقة القسط في اليتامى وزواج ثلث او اربع زوجات؟ يقول القرطبي ( إن خفتم ال تعدلوا في مهور اليتامى وفي النفقة عليهن، فانكحوا ما طاب لكم غيرهن. وعن عائشة قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر

وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن

91

يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فن@هوا أن ينكحوهن ال أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن اعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من

النساء سواهن.

وقال أبن عباس وأبن جبير: المعنى إن خفتم ال تقسطوا في اليتامى فكذلك خافوا في النساء، لنهم كانوا يتحرجون في اليتامى ول يتحرجون في النساء). وتفسير عائشة ل يمت للواقع بصلة. فاليتيمة تكون في حجر وليها الذي غالبا* ما يكون

عمها أو خالها وهي تحرم عليه ول يمكن ان يتزوجها سواء أطمع في مالها او لم يطمع. وكم يتيمة كانت غنية في تلك اليام حتى تستدعي نزول آية قرانية لتمنع

وليها من ان يتزوجها ويأكل مالها؟

والتفسير الخر ل يستوي والمنطق كذلك. فاذا خفتم ال تعدلوا في مهور اليتامى فل تنكحوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء غيرهن. ما ذا إذا* عن العدل في مهور

النساء الغير يتامى؟ هل يحق لنا ال نعدل في مهورهن ونتزوج ثلثة أو أربعة منهن؟ أنا أعتقد ان ألية أصل* ل تمت للمهور أو النساء اليتامى بشئ، انما هي

تخص اليتامي الصغار من بنات واولد، إذا مات والدهم وتركهم في كفالة عمهم او خالهم.....، ولسبب0 ما لم يكمل المتحدث الية، وربما سهوا* كتب الشخص الذي كان يجمع القرآن " فانكحوا ما طاب لكم من النساء". وقد يكون النصف الثاني من ألية

سقط سهوا* اثناء جمع القرآن، أو أaسقط كما أaسقطت آيات كثيرة ذكرناها سابقا.

: " أفمن ز;ين له سوء عمله فراءه حسنا* فإن ال ي;ضل من8وفي سورة فاطر، ألية يشاء ويهدي من يشاء فل ت@ذهب نفسك عليهم حسرات إن ال عليم بما يصنعون".

فبداية ألية تسأل:" أفمن ز;ين له سوء عمله فراءه حسنا* "، فالنسان يتوقع أن يجد مقارنة مع شخص آخر مثل*، " كمن أهتدى". ولكن بدل المقارنة نجد " فإن ال ي;ضل من يشاء". ل علقة البتة بين بداية ألية وبقيتها. وقد قال القرطبي "هذا كلم عربي

طريف ل يعرفه ال القليل". والقرآن لم ينزل للقليل وبعض أليات بها ج;مل اعتراضية ل تزيد في المعني وليس لها اي سبب يجعلها

: " قل تعالوا أتلوا عليكم ما حر�م151تدخل في ألية، فمثل* في سورة النعام ألية

92

ربكم عليكم أل تشركوا به شيئا* وبالوالدين إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملقc نحن نرزقكم وإياهم ول تقربوا الفواحش ول تقتلوا النفس التي حرم ال ال بالحق".

فالية كلها تتكلم عن الشياء التي نهانا عنها ال، ولكن في وسطها نجد " وبالوالدين إحسانا". وواضح ان هذه ليست من المحرمات وانما ز;ج بها هنا سهوا*،

فلم يحرم ال الرفق بالوالدين.

وهناك كلمات أaدخلت زيادة* في بعض أليات فأدت الى صعوبات جمة في التفسير. تقول: " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا104فسورة النبياء ألية

أول خلق نعيده وعدا* علينا إنا كنا فاعلين". فكلمة " للكتب" هنا ل تخدم المعنى باي شئ بل تعقد الشرح. وقال ابن عباس ومجاهد " كطي السجل للكتب" تعني كطي

الصحيفة على ما فيها، فاللم في " للكتب: بمعنى " على". وقال ابن عباس كذلك في رواية أخرى ان السجل كان اسم احد ك@ت?اب الوحي. وكلمة سجل أصل* تعني " دلو"، فتقول " ساجلت الرجل" إذا نزع دلوا* ونزعت دلوا*. ومنها المساجلة الشعرية عندما

يتبارى شخصان او أكثر بابيات شعرية. ثم است@عيرت فسميت المكاتبة مساجلة والسجل هو الصحيفة المكتوبة. فيوم نطوي السماء كطي السجل واضح معناها،

وكلمة " للكتب" إضافة عقدت المعنى.

وفي سورة لقمان عندما قال لقمان يوصي ابنه: - " وإذ قال لقمان لبنه وهو يعظه يابني ل تشرك بال إن الشرك لظلم عظيم"13 - " ووصينا النسان بوالديه حملته أمه وهنا* على وهن0 وفصاله في عامين إن14

اشكر لي ولوالديك الي� المصير" - " وإن جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما15

في الدنيا معروفا* وأتبع سبيل من أناب الي� ثم الي� مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" - " يا بني إنها إن تك مثقال حبةc من خردل0 فتكن في صخرةc او في السماوات أو16

في ألرض يأت بها ال إن ال لطيف خبير" - " يا بني أقم الصلة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك17

إن ذلك من عزم المور" - " ول تص�عر خدك للناس ول تمشي في الرض مرحا* إن ال ل يحب كل مختال18

93

فخور" - " وأقصد في مشيك واغضض من صوتك إن انكر الصوات لصوت الحمير"19

يصير المتكلم هو14 المتكلم هو لقمان يعظ ابنه، ثم فجأة في الية 13ففي الية ال فيوصي النسان بوالديه ويضيف عليها ان الحمل والرضاعة يجب ان تكون

. ثم نرجع الى15عامين ثم ي;فصل الطفل، ويستمر ال في وصية النسان في الية وما بعدها ليكمل وصية ابنه. فاليتان الرابعة عشر والخامسة16لقمان في ألية

عشر أaدخلتا هنا بطريق الخطأ ولم يكونا أصل* جزءا* من السورة.

ولنقرأ هذه اليات من سورة المعارج: - " فما بال الذين كفروا قبلك مهطعين" 37- " عن اليمين وعن الشمال عزين" 37- " أيطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم" 38- " كل إن?ا خلقناهم مما يعلمون" 39

فالكلمة الخيرة من كل آية، مع انها مسجوعة، ال انها ثقيلة على السمع ، ونشك انها كلمات عربية. انما استعملت من باب الغريب من اللفظ ليكون لها اثرb في نفوس

السامعين، كما كان يفعل الكهان سابقا. والمنطق فيها اغرب من الكلمات: " أيطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم، كل انا خلقناهم مما يعلمون." فيقول ال يجب ال يطمعوا في دخول الجنة لننا خلقناهم من ن@طفc، من مني، وهذا معنى " خلقناهم مما يعلمون". ولننا خلقناهم من مني، يجب ال يطمعوا في دخول الجنة. ويقول القرطبي

في تفسيره ( كان المشركون يستهزئون بالمسلمين فقال ال " إنا خلقناهم مما يعلمون" من القذر، فل يليق بهم هذا التكبر.) ورغم تفسير القرطبي، يظل المنطق

غريبا*، أفلنه خلقهم من القذر يجب ال يتكبروا ول يطمعوا في دخول الجنة؟

: " بل النسان على نفسه بصيرةZ ". وبدل ان يقول "14وفي سورة القيامة، الية بصير" ليصف النسان، قال " بصيرة* ". وقال المفسرون ان التاء في " بصيرة "

للمبالغة. ونسأل: ما الداعي للمبالغة؟ فالقرآن هنا إنما يذكر حقيقة، وهي إن

94

النسان بصير على نفسه. فلماذا يحتاج أن يبالغ؟

ويتضح من هذا العرض ان هناك اشياء كثيرة في القرآن خارجة عن المألوف ول تمثل اي نوع من البلغة النثرية، وانما فرضها السجع الذي ل تخلو اي سورة في القرآن منه. والسبب طبعا، كما قلنا سابقا*،t ان السجع يسهل حفظه، وبما ان القرآن

كان ي;حفظ في صدور الرجال حينما كان ينزل به الوحي، كان ل بد من استعمالالسجع.

السحر في القرآن: لم تعد وسائل الحرب العادية البسيطة تكفي النسان البدائي في حربه ضد قوى

الشر، فبدأ يتصور بخياله كائنات تستطيع بقواها الخارقة مساعدته بمنازلة اعدائه. وتخيل هذه المخلوقات انصاف آلهة يستمدون قواهم من السماء وسمى هذه

المخلوقات " جن" وجعل منهم جنا* خيرين يستطيع بواسطتهم الوصول الى ما يجد نفسه عاجزا* عن بلوغه بنفسه، وجنا* شريرين يساعدونه في النتقام من اعدائه. وجعل النسان للجن من القوى والسمات الفائقة ما يجعلهم اشبه باللهة. وتصور

النسان ان مجتمع الجن مثل مجتمع النسان من حيث التركيب، ففيه حكام واجراء وفيه خيرون وشريرون، ولكن اهم صفات هذا المجتمع انه يساكن النسان ويعاشره

ويسكن معه في جسمه وفي ثوبه وفي طعامه وفي تفكيره وفي علقاته الجنسية. هكذا تخيل النسان الجن الذين ل يراهم رأي العين، ونظ?م اسلوبا* للتعامل بينه وبينهم، واضاف الى اشخاصهم صفات الشذوذ في الهيئة والمسكن والسلوك

والصوت.

غير ان اشياء اخرى في تفكير النسان دفعته الى البحث عن وسائل جديدة لبلوغ اهدافه، وسائل يستطيع ان يلمسها ويتبينها بنفسه قي الوقت الذي ل يستطيع فيه

ان يلمس ويتبين اشخاص الجن، وهنا اتجه النسان نحو السحر .

وقد عر�ف ابن خلدون السحر بانه " علم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التاثيرات في عالم العناصر بغير م;عين " . وقد جمع البخاري بين الكهانة

95

والسحر، لن مرجع الثنين شئ واحد هو الشياطين. وقد ص�نف ابن خلدون السحر اصنافا* ثلثة: السحر بالمعنى المفهوم عند الفلسفة، وهو التأثير بالهمة من غير

آلةc او م;عين، والطلسمات، وهي التأثير بمعين من مزاج الفلك والعناصر اوخواص الساحر المؤثرة، حتى يرى الرائي شيئا* في الخارج وليس هناك شئ.

وهذا التعريف الخير هو الذي غلب علي السحر. والسحر في عرف بعض علماء اللغة السلميين هو " عمل ي;قرب فيه الى الشيطان". وتربط الخبار الواردة عن السحر بينه وبين اليهود، وت@رجع كتبه الي سليمان والى جنه، مما يدل على اثر

اليهود واساطيرهم في هذا الباب وفي نفوس اهل الجاهلية. والواقع ان اكثر السحرة كانوا من اليهود، يقصدهم الجاهليون من انحاء بعيدة، لعتقادهم بسعة علمهم.

وكان اليهود يسندون علمهم الى بابل، ولهذا نجد الحاديث والخبار العربية ت@رجععلم السحر الى بابل واليهود.

وقد اخذ المسلمون اكثر ما ذكروه عن السحر من العبرانيين خاصة من وهب بن منبه وجماعته ممن اسلم من يهود. كما اشار المفسرون الى اثر المصريين في اليهود في السحر، والى تجمع السحر كله في كتب ج;معت وح;فظت عند سليمان. فكان يضبط النس والجن بهذا السحر. فلما مات سليمان، انبأ الشياطين زعماء

اسرائيل بكنز سليمان العظيم، فاستخرجوه وتعلموا منه السحر . والفرق بين الكهانة والسحر ان الكهانة تنبؤ، فسند الكاهن هو كلمه الذي يذكره

للناس، اما السحر فانه عمل، للتاثير في الرواح كي تقوم بأداء ما ي;طلب منها. ول يمكن صنع سحر ما لم يقترن بعمل. وفن كهذا مغر جدا*، فمن من الناس ل يريد

تسخير القوى الخفية لخيره او للحاق الذى باعدائه. ولذلك كان للسحرة اثر خطير في التاريخ، بالرغم من مقاومة بعض الديان له. ويسمى السحر في العبرانية "

Keshefوهذه الكلمة مثل اكثر الصطلحات العبرانية التي لها صلة بالرواح ،" غامضة، ول ي;عرف اصلها. واليهودية عنيفة على السحر والسحرة، غير انها لم

تتمكن من القضاء عليه بين العبرانيين.

ويبطل عمل السحر بالسحر، فالمرأة التي تحاول سحر زوجها والنفراد به دون

96

سائر الزوجات، ل بد ان ي;قابل عملها بعمل مماثل من بقية الزوجات. ويستعمل السحر لشعال نيران الحب وكذلك يستعمل ليقاد البغض والكراهية في النفوس.

ويداوي الساحر امراضا* عديدة، بل كل المراض، وما المرض في نظر القدماء ال ارواح شريرة حلت في الجسد. ولن ي;شفى الجسد ال بطرد تلك الروح. وطرد الروح

من اختصاص السحرة. وكلمة " طبيب" هي من هذا الصل. فالطب في اللغة هوالسحر، و " المطبوب" هو المسحور، و " الطاب" هو الساحر .

ومن طرق السحر عند الجاهليين، النفث في العقد، ويكون ذلك بعقد ع;قد والنفث عليها. والنفث في العقد من طرق السحر القديمة المعروفة عند العبرانيين

والشوريين وغيرهم. وقد ع;ثر في الكتابات المسمارية على تعليمات في كيفية اتقاءشر الرواح الخبيثة التي تسحر الناس

" والن@شرة" سلح مفيد جدا* لحل عقد الرجل عن مباشرة الجماع مع اهله (Impotenceوقد كانت مشهورة في ايام الرسول. وقد اباح العلماء " الن@شرة .(

العربية" التي ل تضر اذا وطئت، والن@شرة هي ان يخرج النسان في موضع عضاه ( الخلء)، فيأخذ عن يمينه وشماله من كل0 ) )أي الرض)، ثم يذيبه في ماء ويقرأ

فيه، ثم يغتسل به . ويدل نعت هذه الن@شرة بالعربية علي وجود ن@شرات غير عربية، وهي الن@شرات التي كان يعملها اليهود. وقد كانوا يستعملون الدعية العبرانية، لذلك

نهى السلم عنها . واما الرقية فتستعمل في مداوات الفات مثل الحمى والصرع ولدغات العقارب

والحيات وامثال ذلك، وتكون بقراءة شئ على المريض او على موضع المرض ثم النفث عليه، او بحمل شئ مكتوب ( حجاب). وقد ذكر علماء الحديث ان السلم قد

نهى عن الرقية التى تكون بلسان غير عربي .

اما " الجبت" فقال محمد بن اسحاق عن حسان بن فائد عن عمر بن الخطاب انه قال: الجبت السحر والطاغوت الشيطان. وقال العلمة ابو نصر بن اسماعيل بن

حماد الجوهري في كتابه " الصحاح": الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. وقال ان كلمة الجبت ليست من محض العربية لجتماع الجيم والتاء في

97

كلمة واحدة من غير حرف ذو لقى ( يعني واو أو ياء أو ألف).

والمتعارف عليه بين المسلمين ان السلم نهى عن ممارسة السحر بدليل الحديث " اجتنبوا الموبقات: الشرك بال والسحر". وكذلك في القرآن في سورة النساء الية

: " الم تر الى الذين اوتوا نصيبا* من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت".51 وبالرغم من هذا نجد اقوال واعمال النبي وبعض سور القرآن تعترف بالسحر

وتتعوذ منه ومن السحرة.

ففي السيرة النبوية نجد ان السبب المذكور لنزول سورة " الفلق" هو ان لبيد بن اعصم اليهودي سحر الرسول ودس ذلك السحر في بئر لبني زريق تسمى " بئر

ذروان". فأعلم ال الرسول بمكان هذا السحر، فأرسل الرسول علي بن ابي طالب وعمار بن ياسر فافرغا البئر من الماء واستخرجا السحر، ورجعا به للرسول. ووجدوا السحر يتكون من مشاطة رأس واسنان مشط مربوطة بخيط فيه احدى

عشرة عقدة. فأمر الرسول، وكان مريضا* بسبب هذا السحر، امر بالتعوذ بسورتي " الفلق" و " الناس"، ومجموع آيات السورتين احد عشرة اية. فكان كلما قرأ آية

منهما انحلت عقدة ووجد خفة*، حتى انحلت العقد جميعا* وقام كأنما نشط من عقال .

فلننظر الى سورة الفلق اول*: - " قل اعوذ برب الفلق" 1- "من شر ما خلق" 2- "ومن شر غاسق اذا وقب" 3- "ومن شر النفاثات في العقد" 4- "ومن شر حاسد اذا حسد" 5

فهل هناك ايمان بالسحر اكثر من هذا؟ هذا هو الرسول نفسه الذي اخبرنا " ان لن يصيبنا ال ما كتب ال لنا" يستعيذ بال من شر النفاثات في العقد. فلو كان صحيحا

ان لن يصيبنا ال ما كتب ال لنا، فليس هناك اي حاجة لدعاء ال ان يعيذنا من شر النفاثات في العقد، لنها لن تضيرنا ال اذا كان ال قد كتبها لنا، وفي هذه الحالة

يكون ال قد اذن للساحر ان يضرنا، وفي هذه الحالة ل داعي لسؤال ال أن يقينا

98

منهم، فال قد سبق وأذن لهم ان يضرونا وهو ل يغير القضاء لنه مكتوب فياللوح المحفوظ منذ الزل.

ول يستعيذ الرسول من النفاثات في العقد فقط، بل يستعيذ من " شر غاسق اذا وقب"، اي من شر الليل اذا اظلم. والذي ي;فهم من هذه الية ان الليل اذا اظلم، ازداد

الشر في العالم وبالتالي ازدادت فرصة اصابتنا بالذى، لن الشياطين تظهر في الليالى المظلمة. والجدير بالذكر هنا ان الزمخشري، وكان ل يؤمن بالسحر، لم يذكر هذه القصة في كتابه " الكش?اف". والشياطين ي;ذكرون في القرآن في اكثر من عشرة

سور، وهناك سورة كاملة اسمها سورة " الجن".

ومن هولء الجن من اسلم عندما سمعوا القرآن: " قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا* عجبا، يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا"

ويخبرنا اهل القصص السلمية ان من الجن من تزوج من نساء من البشر. ويخبرنا القرآن ان الجن خ@لق من نار ولذلك ليس لهم اجساد مرئية، ولذا يسهلعليهم الختلط بالسحرة لمساعدتهم على صناعة السحر دون ان يراهم الناس.

عرب الجاهلية، مثلهم مثل كل الشعوب البدائية، كانوا يؤمنون بهذه الغيبيات وبالشياطين، وهذا شئ يسهل فهمه، أما أن يؤمن بها رسول� مرسل من عند ال

بدين هو آخر الديان المنزلة ومن المفترض أن يؤمن به كل انسان الى نهاية الحياة على هذا الكوكب، فأمرb يصعب فهمه. والسلم يدعو لليمان بالجن والسحر،

والقرآن يذكر للشيطان خمسة اسماء ومراتب: فهناك الجن والجان والشيطان والعفريت والمارد. والمارد هو أقواهم واشدهم فتكا*. وللجن من له أجنحة ويطير،

ومنهم من يكون في هيئة ثعبان أو كلب ومنهم من يكون في هيئة انسان.

ولذا نجد أن علماء المسلمين قد نسجوا قصصا* عن الجن ل يصدقها العقل. فهاهو أبو عمر الزهري يخبرنا أن أبن عباس قال: ( كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل اجمع بين الصفا والمروة وكان فيهما أصنامb لهم ) فهل ياترى كانت موسيقى

الجن كموسيقى البشر، وهل كانت أصنامهم هي نفس أصنام العرب الجاهليين أم

99

كانت مختلفة؟ وإن كانت مختلفة فهل كانت مرئية للبشر أم مستترة كالذينيعبدونها؟

وفي سورة الناس نجد: - " قل اعوذ برب الناس" 1- "ملك الناس" 2- "إله الناس" 3- "من شر الوسواس الخناس"4- " الذي يوسوس في صدور الناس" 5- "من الجنة والناس " 6

وهاهو الرسول مرة اخرى يستعيذ من شر الوسواس الخناس، سواء أكان من الجن او النس. وهذا كذلك اعتراف بالسحر ومقدرة الجن والنس ان يلقوا الضرر بالمسلم عن طريق الوسوسة في صدره. وهذا منتهى اليمان بالغيبيات ومنها

السحر.

يحدثنا عن جن سليمان والسحر وهاروت102وهاهو القرآن في سورة البقرة الية وماروت: " يعل?مون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت

وماروت ...... وما هم بضارين به من احد ال بأذن ال ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم". فهاهم السحرة، مرة اخرى، يضرون الناس باذن ال. فاذا كان السحرة

بمقدورهم ضرر الناس بتعاويذهم، فعلى الناس حماية انفسهم من هذا الضرربتعاويذ مضادة لتعاويذ الساحر وبتعليق التمائم والرقي على اعناقهم.

وقد شجع السلم هذه العادة، وقال علماء المسلمين ان الرقي ي;كره منه ما كان بغير اللسان العربي. وفي موطأ مالك: ان ابا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها، فقال ابو بكر: ارقيها بكتاب ال. يعني بالتوراة والنجيل.

وما زال المسلمون في أرياف الوطن العربي يلبسون التمائم والحجبة لتحرسهم منالشياطين ولترد عنهم ألذى.

100

ولغة القرآن نفسها فيها شئ من السحر والطلسم، فبعض السور تبتدئ بحروف ليس لها اي معنى معروف، فهي كالرموز التي ت@ستعمل في الشفرة. فهناك خمسة سور تبتدئ ب " الف، لم، ر" وسورة واحدة، سورة الرعد، تبتدئ ب " الف، لم،

ميم، ر" وسورة مريم تبتدئ ب " كاف، هاء، ياء، عين، صاد"، وسورتين بدايتهما " طاء، سين، ميم" وسورة النمل، بينهما، تبتدئ ب " طاء، سين"، وستة سور تبتدئ ب " حاء، ميم"، وسورة الشورى تبتدي ب " حاء، ميم، عين، سين، قاف". وسورة

العراف تبتدئ ب " الف، لم، ميم، صاد" وهناك سور تبتدئ بحرف واحد مثل سورة قاف و سورة ص، وبعض السور تبتدئ بحرفين مثل طه ويس. وباختصار

هناك تسع وعشرون سورة تبتدئ بالغاز ل يفهم معناها احد.

وقد ذهب بعض المستشرقين ( هيرشفيلد) الى القول بانها الحروف الولى من اسماء اشخاص ساعدوا زيد بن ثابت في كتابة القرآن، وذهب آخرون الى انها

محاولة لليعاز للعرب الذين كانوا وما زالوا يؤمنون بالسحر وبالكهان الذين كانوا يستعملون اللغاز في طلسمهم، بأن القرآن ليس من عند محمد بدليل ان فيه الغاز

ل يفهمها حتى محمد نفسه. وعلى كل حال، هذه اللغاز ل تخدم غرضا* منطقيا* اذ ان القرآن نزل ليوصل للناس رسالة معينة، ونزل بلسانهم، فما الفائدة من انزال رموز

ل يفهمها الناس المخاطبون بها؟

والقرآن مولع بالقhسkم~ في بداية السور، مثله في ذلك مثل الكهان الذين كانوا يستعملون القسم في كل أقوالهم ليوهموا السامع بانهم قادرون على كل شئ لدرجة أنهم يقسمون ان الشئ المطلوب سوف يحدث. فهناك سبع عشرة سورة في اولها

قسم. فيقسم ال بالتين والزيتون، ويقسم بالنجم اذا هوى، وكذلك بالسماء ذات البروج، وبالضحى، وبالفجر وما الى ذلك. وهناك قسم كذلك في منتصف السور.

وما بعدها، في منتصف سورة النشقاق، كلها قسم: " فل اقسم16فنجد الية بالشفق. والليل وما وسق. والقمر اذا اتسق. لتركبن طبقا* عن طبق". فما اهمية

الشفق حتى يقسم به ال؟ ولماذا استعمال الغريب من اللفظ للتعبير عن شئ بسيط؟ فأستعمال كلمة " وسق" مع الليل، لتعني الليل وما جمع، واستعمال كلمة " اتسق" مع

القمر لتعني " اكتمل"، ل يخدم غرضا* ولم يكن ضروريا* لول مجاراة السجع

101

والعجاب بغريب اللفظ.

وهناك من القسم ماهو غير مفهوم اطلقا*، فمثل*:" والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا"

" والذاريات ذروا*، فالحاملت وقرأt، فالجاريات يسرا*، فالمقسمات أمرا*" " والمرسلت عرفا*، فالعاصفات عصفا*، والناشرات نشرا*، فالفارقات فرقا*"

والسؤال الذي يطرأ على الذهن هو: لماذا احتاج ال ان يقسم لعبيده، وكلنا عبيد ال. وهل يحتاج السيد لن يقسم لعبيده ليصدقوه؟ وفي رأيي ان القرآن، مرة

اخرى، يحاول ان يجاري الجاهليين في عاداتهم، ومنها القسم المتكرر. فالجاهليون كانوا مولعين بالقسم في كلمهم، فكانوا دائما@ يقولون: تال لفعلن هذا، ووال

لضربن عنقك، وهكذا.

وكل اشكال القسم في القرآن ادخلت المفسرين في مأزق عندما حاولوا تفسيرها، فأغلبها يبتدئ ب "ل": " ل اقسم بيوم القيامة" و " ل اقسم بالشفق" و" ول أقسم

بالخنس". فالمفسرون قالوا ان " ل" زائدة، واراد ال ان يقول: " اقسم بيوم القيامة". وهذا خطأ لن ال ما كان ليحتاج ان يدخل "ل" زائدة في كل مرة يقسم فيها. لو

حصلت مرة* واحدة لفهمناها، أما ان تحدث في كل مرة يقسم فيها فأمرb غير مستساق. ولو تنبه المفسرون الى ان في الفترة التي ج;مع فيها القرآن، لم تكن

هناك علمات ترقيم في اللغة العربية، وان الية كانت : " لقسم" واللم هنا للتاكيد، مثل ان نقول " لفعلن كذا"، ولكن لنها ك@تبت بغير الهمزة على اللف، ق@رئت " ل"

فصارت ل اقسم بدل لقسم.

قصص القرآن:

يحتوي القرآن على كمية هائلة من القصص عن النبياء والشعوب الماضية، وخاصة* بني اسرائيل. وبعد ذكر كل انبياء اسرائيل وهجرتهم من مصر وتيههم في الصحراء اربعين عاما*، نجد القرآن مولعا* بالنبي موسى، فقد ذ@كر موسى في ستة وثلثين سورة وما ليقل عن المائة وتسع مرات في القرآن. وكل مرة ذ@كر فيها

102

كانت تكرارا* لما سبق ان قيل في سورة البقرة. فكل قصة موسى وبني اسرائيل التي نقرأها في سورة البقرة، تعاد علينا بكل تفاصيلها في سورة المائدة وفي سورة يونس والعراف والنمل وطه والقصص وسور اخرى. وكذلك ابراهيم ذكر في

خمسة وعشرين سورة. فلو كرر القرآن موعظة او قانونا* من الفقه لفهمنا انه يريد التأكيد على ذلك، ولكن ان ت@عاد نفس القصة اكثر من ست او سبع مرات، فل اجد

لها مبررا.

وبعض القصص عبارة عن خ@رافة ل يمكن لي انسان لديه ذرة من العقل ان يصدقها، مثل سورة يونس الذي ابتلعه الحوت وظل في بطنه اياما* ثم نبذه بالعراء.

ويخبرنا القرآن لول ان يونس كان من المسبحين، " للبث في بطنه الى يوم يبعثون". ونجد أنفسنا هنا امام مشكلتين كبيرتين: كيف ابتلع الحوت يونس كامل

دون ان يقطعه اربا*؟ فنحن نعرف ان اكبر السماك في المحيطات هو حوت يقال له "Whaleوهو اكبر من سمك القرش. ولكن حتى هذا الحوت، مثله مثل سمك "

القرش، يعتمد على اسنانه التي تفوق في حدتها الموسى، ليقطع طعامه قبل انيبتلعه.

ولو افترضنا ان الحوت ابتلع يونس كامل*، فاين وجد يونس الهواء ليتنفس ويعيش اياما* في بطن الحوت دون ان تهضمه العصارات الهاضمه في معدة وامعاء الحوت.

والمشكلة الثانية ان القرآن يقول لول ان كان يونس من المسبحين لظل في بطن الحوت الى يوم يبعثون. وهذا يقتضي ان يعيش الحوت ألف او مليين السنين، الى ان ي;بعث الناس. وال فلو مات الحوت، مات يونس معه. فهل ي;عقل ان يعيش الحوت

الف السنين؟ ولو افترضنا أن يونس، بمعجزة إلهية، قدر أن يتنفس في بطن الحوت لمدة ثلثة أيام ولياليها، ما الفائدة من وراء هذه القصة؟ هل الغرض منها إقناعنا بأن ال قادر أن يصنع المعجزات وقد روى لنا القرآن عدة معجزات أخرى

قام بها موسى وعيسى وغيرهم؟ أم الغرض منها شئ آخر يخفى علينا؟

"Jonahوطبعا* القصة كلها مأخوذة من التوراة عندما أمر الرب رسوله يونس " أن يذهب الى مدينة نينفا ) نينوى) ليعظ أهلها، ولكن يونس هرب الى مدينة أخرى

103

وركب مركبا متجها* الى مدينة " تارشيش". وفي أثناء الرحلة هاج البحر وكاد المركب أن يغرق، فقال يونس لركاب المركب: أرموني في البحر حتى يهدأ. فرموه

في البحر وهدأ البحر. وابتلع حوت كبير يونس، وظل يونس في بطنه ثلثة أياموثلثة ليالي ثم قذفه الحوت على اليابسة.

ومن الشياء المحيرة في جمع وتبويب القرآن ان هناك سورة اسمها " يونس" بها : " فلول كانت قرية98 آيات، وي;ذكر فيها يونس مرة واحدة فقط في الية 109

آمنت فنفعها ايمانها ال قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين". وفي سورة الصافات نجد تفاصيل قصة يونس في

عشرآيات متتاليات. وكان الجدر ان ت@سمى هي سورة يونس. وكذلك هناك سورة. 69 و 68 أية*، ول يذكر فيها النحل ال في اليتين 128اسمها " النحل" بها

وهذه الية المذكورة في سورة يونس أعله يصعب فهمها لن " ال" اداة استثناء، فنقول مثل: آمن الناس كلهم ال ابو لهب. واذا طب�قنا هذا على الية المذكورة، نجد

" ال قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي". وي;فهم من هذا ان الذين آمنوا قبلهم لم يرفع عنهم عذاب الخزي ولم ينفعهم ايمانهم. ولكن الجزء الول من الية

يقول: " فلول قرية آمنت فنفعها ايمانها". و " لول" حرف امتناع لوجود. فنقول مثل: لول النيل لكانت مصر; صحراءg". فوجود النيل منع مصر من ان تكون

صحراء. وبالتالي فلول قرية@ آمنت، لعذبها ال، ولكن وجود ايمانها منع عذابها. يعني نفعها ايمانها. فل مجال للستثناء هنا، لن القرية التي آمنت نفعها ايمانها

وقوم يونس نفعهم ايمانهم.

ومن القصص ما هو رتيب وليس فيه ما يفيد المسلمين. فخذ مثل* موسى لما قال وما بعدها." يقول له67لقومه ان ال يأمركم ان تذبحوا بقرة. سورة البقرة الية

قومه ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي". اخبرهم انها " بقرة ل فارض ول بكر، عوانا بين ذلك". فسألوه عن لونها، فقال: " صفراء فاقع لونها يسر الناظرين". فقالوا

اسأله مرة اخرى لن البقر تشابه علينا، فقال انه يقول: " بقرة ل ذلول تثير الرض ول تسقي الحرث مسلمة ل شية فيها". قالوا الن جئت بالحق، فذبحوها. ماذا

104

يستفيد الناس من مثل هذا القصص، ولماذا اصر ال على بقرة بعينها ت@ذبح له، ولماذا طلب ان تذبح له بقرة ؟ هل ارادهم ان يذبحوا له قربانا* كما كانوا يذبحون

القربان للصنام؟ وهل هناك أبقار صفر؟

اما قصة موسى وفتاه مع نبي ال الخضر فيصعب تصديقها. يخرج موسى وفتاه يحملن معهم سمكا* مجففا* ومملوحا* ليكفيهم في رحلتهم الى مجمع البحرين. " فلما بلغا مجمع ما بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا". ولما طلب موسى غداءه اخبره فتاه انه نسى الحوت عند مجمع البحر، فسبح السمك في البحر، وهو سمك مجفف. فلما قابل نبي ال الخضر وركبا معه سفينة لجماعة من الصيادين،

خرقها نبي ال الخضر لنه اراد ان يعطبها لن ملك بلد الصيادين يأخذ السفن غصبا* من الناس. ول ندري لماذا لم يأخذ هذه السفينة من قبل ان يركبها نبي ال الخضر؟ وهل كان يصعب على هذا الملك ان يأخذ السفينة بعد أن خرقها نبي ال

الخضر ويصلح الخرق البسيط بها؟ ول بد ان يكون الخرق صغيرا* جدا* وال لغرقتالسفينة بموسى ومن معه.

ثم لما خرجوا من السفينة، لقوا غلما* فقتله نبي ال الخضر لنه كان يخشى ان يرهق هذا الغلم أبويه المؤمنين عندما يكبر، بأن يطلب منهما ان يكفرا. ول أعتقد انه حدث في تاريخ البشر على الرض ان طلب صبي من ابويه ان يكفرا، فالصبي

يتربى على دين ابويه. والقرآن نفسه يقول في عدة آيات ان الناس يعبدون ما وجدوا أباءهم عليه، " ام كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحق إلها* واحدا" . ولهذا نجد عدة اديان في هذا العالم الن لن البناء يعبدون ما وجدوا آباءهم عليه، ويندر جدا* ان يغير شخص دينه. وحتى لو فعل، ليس من المتوقع ان يطلب من ابويه ان يغيرا دينهما. وحتى لو طلب منهما ذلك يكون بامكانهما الرفض كما حدث عندما

دعا ابراهيم اباه ان يترك عبادة الصنام ويتبع دينه الجديد فرفض ان يترك عبادة اصنامه، وعندما طلب الرسول من عمه ابي طالب، وهو على فراش الموت، ان

يسلم، رفض ابو طالب. فهل الخشية من ان يرهق الغلم والديه سبب كافي لقتله؟

105

ولماذا لم يقتل ال البن الكافر الذي قال لوالديه أaف لكما، تخبراني اني سأخرج من القير وما هذه ال اساطير الولين، واستغاث والداه بال ولكن ال لم يقتله كما فعل

نبي ال الخضر عندما خاف ان ي;رهق الطفل والديه عندما يكبر: " والذي قال لوالديه أaفc لكما أتعدانني ان أaخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان ال، ويلك آمن ان وعد ال حق فيقول ما هذا ال اساطير الولين" . فهذا الغلم قال لوالديه

المؤمنين ان دينكما أساطير الولين، واستغاث والداه بال ولم يقتله ال، فلماذا قتل نبي ال الخضر ذلك الغلم؟ وكما مر علينا في سورة لقمان عندما اوصى ال

النسان فقال: " وإن جاهداك على ان ت@شرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا* واتبع سبيل من أناب الي". وهاهو ال يقول للنسان

إن جاهدك ابواك على ان ت@شرك بي فل تطعهما. ونفس الشئ يمكن ان ي;قال للبويين اذا جاهدهما ابنهما على ان يكفرا. فالقرآن هنا لم يقل للنسان اقتل من

جاهدك على ان ت@شرك بي، بل بالعكس قال له: " وصاحبهما في الدنيا معروفا*". فلنرى عذرا* لنبي ال الخضر في قتل الغلم.

وقصص احياء الموتى تتكرر في عدة سور في القرآن. فهاهو ابراهيم في سورة يسأل ربه فيقول: " وقال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتي قال260البقرة الية

أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا* ثم ادعهن يأتينك سعيا". وهاهم بنو اسرائيل لما

قتلوا شخصا* قال لهم ال اضربوه بلسان البقرة التي ذبحوها ل، فأحيى ال الميت "فقلنا اضربوه ببعضها كذلك ي;حيي ال الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون" .

وفي سورة الكهف نرى ان ال امات اهل الكهف ثلثمائة سنة او يزيد ثم احياهم " او كالذي مر على قرية وهي259وكلبهم . وكذلك يخبرنا في سورة البقرة الية

خاوية على عروشها قال ان?ى يحيي هذه ال بعد موتها فأماته ال مائة عام ثم بعثه " ولم يأسن طعامه. ويخبرنا القرآن كذلك ان عيسى قد احيى الموتى. وكل هذه

القصص لن ت@قنع شخصا* لم ير هذه المعجزات بام عينه. فما فائدة هذا التكرار هنا؟ هل كان محمد يتوقع أن يؤمن عرب الجزيرة لنه أخبرهم بهذه القصص وكررها

لهم؟

106

اما قصة السراء والمعراج فتأخذ مكان الصدارة في فهم عقلية رجال الدين الذين ل يعرفون اي شئ آخر غير الدين، وكيف انهم الصقوا بمحمد معجزات لم نعرفها حتى عند موسى وعيسى. فقد ورد ت في القرآن آية واحدة في سورة السراء: " سبحان

الذي اسرى بعبده ليل* من المسجد الحرام الى المسجد القصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير". ولكن أقرأ القصة كما كتبها ابن كثير في تفسيره للقرآن. وي;عتبر ابن كثير من العلماء البارزين، فقال: " واسرى بعبده ليل

من المسجد الحرام بمكة الى المسجد القصى، معدن النبياء من لدن ابراهيم الخليل عليه السلم ولهذا ج;معوا له هناك كلهم فأمهم في محلتهم ودارهم فدل على انه هو

المام العظم والرئيس المقدم صلوات ال عليه وعليهم اجمعين.

وقال انس بن مالك ليلة ا@سري برسول ال (ص) من مسجد الكعبة انه جاءه ثلثة نفر قبل ان يوحى اليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال اولهم: ايهم هذا؟ فقال

اوسطهم: هو خيرهم فقال آخرهم: خذوا خيرهم. فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى اتوه ليلة اخرى فيما يرى قلبه وتنام عينه ول ينام قلبه – وكذلك النبياء تنام

اعينهم ول تنام قلوبهم – فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتوله منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره الى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله

من ماء زمزم بيده حتى انقى جوفه ثم اتى بطست من ذهب فيه نور من ذهب محشو ايمانا* وحكمة فحشا به صدره ولغاديده – يعني عروق حلقه- ثم اطبقه ثم

عرج به الى السماء الدنيا فضرب بابا* من ابوابها فناداه اهل السماء من هذا؟ فقال: جبريل، قالوا ومن معك؟ قال معي محمد قالوا وقد ب;عث اليه؟ قال نعم قالوا فمرحبا به واهل*، يستبشر به اهل السماء، ل يعلم اهل السماء بما يريد ال به في الرض

حتى يعلمهم. فوجدوا في السماء الدنيا آدم، فقال له جبريل هذا ابوك آدم فسلم عليه، فسلم عليه ورد آدم فقال مرحبا* واهل* بابني فنعم البن انت. فاذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان. فقال ما هذان النهران يا جبريل؟ قال هذان النيل

والفرات عنصرهما. ثم مضى به في السماء فاذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فاذا هو مسك اذفر فقال ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي

خبأ لك ربك ، ثم عرج به الى السماء الثانية فقالت الملئكة له مثل ما قالت له

107

الملئكة الولى، من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد (ص)، قالوا: وقد ب;عث اليه؟ قال: نعم،قالوا مرحبا به واهل*، ثم عرج الى السماء الثالثة فقالوا له مثل ما قالت الولى والثانية ثم عرج به الى السماء الرابعة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به الى السماء الخامسة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به الى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به الى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك، كل سماء

فيها انبياء قد سماهم فوعيت منهم ادريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم احفظ اسمه وابراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلم ال

تعالى. فقال موسى: ربي، لم اظن ان ترفع علي� احدا*، ثم عل به فوق ذلك بما ل يعلمه ال ال عز وجل، حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين او ادنى، فأوحى ال اليه فيما اوحى خمسين صلة على أمتك كل يوم وليلة، ثم هبط به حتى بلغ موسى فأحتبسه موسى فقال: يا محمد ماذا عهد

اليك ربك؟ قال: عهد الي خمسين صلة كل يوم وليلة. قال: ان امتك ل تسنطيع ذلك، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم. فالتفت النبي (ص) الى جبريل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار اليه جبريل ان نعم ان شئت، فعل به الى الجبار تعالى وتقدس فقال

وهو في مكانه " يا رب خفف عنا فان امتي ل تستطيع هذا". فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع الى موسى فاحتبسه فلم يزل يرده موسى الى ربه حتى صارت الى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد وال لقد راودت بني

اسرائيل قومي على ادنى من هذا فضعفوا فتركوه، فامتك اضعف اجسادا* وقلوبا وابدانا* وابصارا* واسماعا* فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك. يلتفت النبي (ص) الى جبريل ليشير عليه ول يكره ذلك جبريل، فرفعه عند الخامسة فقال: يا رب ان امتي ضعفاء، اجسادهم وقلوبهم واسماعهم وابصارهم وابدانهم فخفف عنا. فقال الجبار

تبارك وتعالى: يا محمد، قال: لبيك وسعديك. قال: انه ل ي;بدل القول لدي كما فرضت عليك في ام الكتاب فكل حسنة بعشرة امثالها فهي خمسون في ام الكتاب وهي

خمس عليك. فرجع الى موسى فقال كيف فعلت؟ فقال خفف عنا اعطانا كل حسنة عشر امثالها. قال موسى قد وال راودت بني اسرائيل على ادنى من ذلك فتركوه،

فارجع الى ربك فليخفف عنك ايضا. قال رسول ال (ص): يا موسى قد وال استحيت من ربي عز وجل مما اختلف اليه. قال فاهبط باسم ال. قال: فاستيقظ وهو

108

في المسجد الحرام. هكذا ساقه البخاري في كتاب التوحيد".

فواضح من هذه الرواية ان محمدا* كان نائما* فحلم انه ذهب من مكة الى القدس وزار المسجد القصى، الذي لم يكن موجودا* اصل* قبل بعثة الرسول، فقد كان معبد سليمان في ذلك المكان. ومن هناك صعد الى السماء وراى ربه الذي فرض على

المسلمين خمسين صلة في اليوم وقبلها محمد، ولكن تدخ@ل موسى ادى الى تخفيضها الى خمس صلوات. فاذا* القصة كلها كانت ح;لم، ول ي;عقل ان يطير محمد

جسديا* من مكة الى السماء السابعة، مارا* بالقدس، ثم يرجع في ليلة واحدة.

وعائشة تخبرنا انه في ليلة السراء والمعراج ظل جسم الرسول جوارها في السرير حتى الصبح، لم يبرحه. وحتى السراء جسديا* من مكة الى المسجد القصى

والرجوع الى مكة في ليلة واحدة، يصعب ان نصدق انه حدث في تلك اليام. انما المحتمل ان يكون اسراءg روحيا. ولكن السؤال: لماذا هذا السراء من مكة الى القدس، وان لم يكن جسديا*، ما الفائدة من ورائه؟ لماذا سرى محمد الى معقل اليهودية والمسيحية في القدس؟ أكان الغرض زيارة معبد سليمان، كما زارته

بلقيس؟ فالقدس لم يكن بها مسلمون في ذلك الزمان ولم يكن بها مساجد، ناهيكعن المسجد القصى.

الخطاء التاريخية: هناك اخطاء تاريخية في القرآن تجعل القارئ يشك ان يكون القرآن منز�ل* من عند اله خلق كل شئ ويعلم تاريخ خلقه. فمثل*، عندما يخاطب القرآن مريم ام عيسى،

يقول لها: " يا اخت هارون". والمقصود هارون اخي موسى. والخطأ واضح هنا، اذ ان الفرق الزمني بينهما اكثر من ألف وخمسمائة عام. وصحيح ان موسى وهارون

" ولكن ام الرسول عيسى فأسمها ماري "Miriamكانت لهم اخت اسمها مريم " Maryولكن العرب سموها مريم، ومن هنا حدث الخلط بينهما. وقد حاول ،"

علماء السلم تصحيح هذا الخطأ بعدة طرق. فقد قال القرطبي في تفسيره للقرآن: " كان لمريم من ابيها اخ اسمه هارون فنسبت اليه. وكان هذا السم كثيرا* في بني اسرائيل تبركا* باسم هارون اخي موسى، وكان امثل رجل في بني اسرائيل. وقيل

109

هارون هذا كان رجل صالحا في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات اربعون الفا* كلهم اسمه هارون". وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن ش@عبة قال: لما قدمت نجران

سألوني فقالوا انكم تقرءون " يا اخت هارون" وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول ال (ص) سألته عن ذلك، فقال: " انهم كانوا يسمون بأنبيائهم

والصالحين قبلهم". وقال الزمخشري: كان بينهما وبينه ألف سنة او اكثر فل يتخيلان مريم كانت اخت هارون وموسى.

: " وقال فرعون يا ايها المل ما علمت لكم من38ونجد في سورة القصص الية إله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحا* لعلي اطلع الى إله

: " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا* لعلي36موسى". وفي سورة غافر الية " ملك فارسAhasuerusابلغ السباب". وهامان كان وزيرالملك اهاسورس "

الذي حكم من الهند الي الحبشة، ولم يكن وزير فرعون. وقصص التوراة تحكي ان هامان غضب علي يهودي اسمه موردخاي واقنع الملك اهاسورس ان كل اليهود في

المبراطورية الفارسية يجب ان يقتلوا لنهم كانوا يخططون لغتيال الملك، وحدد آذار. وعندما علمت زوجة الملك، وكانت يهودية، اقنعت الملك13يوم العدام بيوم

ان يقيم وليمة يعزم عليها هامان. ويوم الوليمة تضرعت الملكة الى الملك واتهمت هامان بانه ينوي حصد اليهود بدون ذنب. فغضب الملك وخرج الى حديقة القصر ولما عاد وجد هامان عند قدمي الملكة، وكان هامان يستجديها، ولكن الملك اعتقد

ان هامان كانت له نوايا خبيثة نحو الملكة، فامر باعدامه وسلم اليهود منه. وسمح آذار. ولما انتصروا على اعدائهم اعلنوا يوم13الملك لليهود بمحاربة اعدائهم يوم

" . ويتضح من هذا ان هامانPurim آذار يوم عطلة لليهود وسموها بيوريم " 14لم يكن وزيرا* لفرعون، ولم يكن حتى في مصر .

، عندما يحكي القرآن عن ابراهيم، يقول: " ووهبنا له84وفي سورةالنعام الية : " ووهبنا له اسحق72اسحاق ويعقوب كل* هدينا". وكذلك في سورة النبياء، الية

ويعقوب نافلة وكل جعلنا صالحين". وي;فهم من هذه اليات ان ال وهب لبراهيم ابنين: اسحق ويعقوب. ولكن يعقوب هو ابن اسحق، وليس ابن ابراهيم. وقد عرف المفسرون، في القرن الثامن الميلدي، بعد ان درسوا التاريخ اليهودي، ان يعقوب

110

ابن اسحاق، فاضافوا هذا للتفسير وقالوا: ان ال بشر ابراهيم وساره زوجته باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب، يعنى ان سيكون لبراهيم حفيد من اسحاق. ولكن " من بعد" كذلك تعني ان اسحاق سيولد اول* ثم من بعده يولد لبراهيم ابن آخر هو يعقوب. وهذا القول الثاني ارجح لن ابراهيم كان يتوسل الى ال ان يهبه ذرية* قبل ان يموت لنه وزوجته قد بلغا من الكبر عتيا. فالرجح ان يبشرهم ال بما سيولد

لهما من أولد وليس بما سوف يولد لهما من احفاد، وهم قد كبروا في السن. وحتى لو اراد ال ان يبشرهم بالحفاد، فكان من الطبيعي ان يبشرهم باول طفل سوف

"Esauيولد لبنهم اسحق. ولكن المشكلة ان زوجة اسحق حملت بتؤامين هم إساو" ويعقوب ، وولدت إساو اول* ثم تبعه يعقوب من بعده . فأذا كان تفسيرهم صحيحا

لصارت ألية: ومن بعد اسحق إساو، لن إساو هو ألبن ألكبر ليعقوب. فأذاالتفسير المنطقي هنا هو ان محمد اعتقد ان يعقوب هو ابن ابراهيم من بعد اسحق.

: " انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبين من163وفي سورة النساء الية بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والسباط وعيسى وايوب

ويونس وهارون وسليمان وآتينا دأود زبورا". فيظهر ان ال قد اوحى الى اعداد كبيرة من الناس، منهم النبياء المعترف بهم في المسيحية واليهودية، ومنهم اسماء

اضافها السلم، كل هذا بغير ترتيب زمني. ففي هذه الية يخبرنا انه اوحى الى السباط. والسباط هم الفروع او القبائل التي تكونت من بني اسرائيل بعد هجرتهم من مصر وتيههم في الصحراء. فكيف اوحي ال اليهم؟ هل بعث لكل قبيلة رسول*؟

وهذا يخالف التاريخ اليهودي، ام اوحى الى كل قبيلة مباشرة دون رسول؟

اما سليمان وداود فلم يذكر التاريخ اليهودي ان لهما كتب مثل التوراة او الزبور. بل كان داود جنديا* محاربا* في جيش الملك ساؤول ( طالوت)، واختلف مع الملك،

فاخذ قبيلته " جودا" ونزح الى الصحراء وظل بها الى ان مات ساؤول، فتعاهد داود ". وبعدHebronمع ملك الفلسطينيين وكون مملكة " جودا" وعاصمتها الخليل "

سبع سنوات، عندما ا@غتيل ملك اسرائيل، انتخب السرائيليون داود ملكا* عليهم. ور�حل داود عاصمته الى القدس وجعلها كذلك العاصمة الدينية للسرائيليين بان

". ولتمكينه في الحكم،The Ark of the Covenantجلب اليها تابوت السكينة "

111

"، وجعل ديانتهمYahwehاختار طائفة دينية معينة تسمي طائفة " يهوى" " الديانة الرسمية للدولة. وبالتدريج اخضع كل القبائل المجاورة له وكون مملكة

عظيمة. ويقال انه جمع كمية كبيرة من الدعية الدينية على شكل اشعار، سميت 539فيما بعد ب " مزامير داود". وهذه المزامير ج;معت بعد فترة المنفي اليودي عام

قبل الميلد، ولذا يشكك المؤرخون1000قبل الميلد، و داود عاش حوالي عام اليهود أن تكون المزامير من تأليف داود أو أaنزلت عليه.

: " وآتينا دأود زبورا". والتاريخ اليهودي163والقرآن يقول في سورة النساء ألية ل يقول أن دأود كان نبيا* ول يذكر له أي كتاب سماوي. فقط يذكر التاريخ انه قتل

". وكان داود قائدا* عظيما* لجيشه، ولكنه ل يذكر اي شئ عنGoliathجالوت " صناعته للدروع او ان الحديد كان مسخرا* له. وعندما مات داود خلفه على الحكم

ابنه سليمان.

قبل الميلد بعد ان قتل اخاه من ابيه، الذي932 الى 965وسليمان حكم من عام كان ينافسه على الحكم. وبنى معبدا* للله " يهوى" في القدس، ع;رف فيما بعد بمعبد

سليمان. ونظ?م سليمان الحكم في مملكته وزاد من حجم جيشه وغزا وهزم كل القيائل في المنطقة وامتدت مملكته من فلسطين حتى سوريا و الحبشة. وكان مهتما

ببناء المساكن والمدن لجيشه الذي كان يكبر بكبر مملكته.

ولنجاز هذا البرامج الضخم من البناء، جعل سليمان العمل في البناء اجباريا* على كل رجال المملكة من يهود وغيرهم. فكان كل رجل ملزما* بان يعمل في البناء لمدة شهر في كل ثلثة اشهر. فبنى مدن مثل " تدمر" وغيرها . ولكثرة عمال البناء في

مملكته، زعم العامة من اليهود فيما بعد ان الجن كان يساعد سليمان في بناء المدن وانه كان يفهم لغة الحيوانات، وكان له جيش من الطيور والجن. وبنى السلم

قصصا@ اضافية* حول هذا الزعم.

واكثر ما اشتهر به سليمان هو بلطه الفخم في القدس وتعدد ازواجه. فقد قيل انه تزوج سبعمائة زوجة. وزارته ملكة سبأ. ولما كبر سليمان نسى دينه وتبع دين

112

زوجاته وعبد اللهة " أشتورا" إلهة أهل صيدا بلبنان، فغضب ال عليه وقرر نزعالملك عن بيته بعد موته

عن عيسى بن مريم: " ويكلم الناس في46وسورة آل عمران تخبرنا في الية

المهد وكهل* ومن الصالحين". وحتى لو سلمنا ان عيسى كلم الناس وهو في المهد، وهذا امر ي;ستبعد، رغم ان ابن كثير يخبرنا في تفسيره( حدثنا حاتم، حدثنا ابو

الصقر يحيي بن محمد بن ق@زعة حدثنا الحسين يعني المروزي حدثنا جرير يعني ابن ابي حازم عن محمد عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " لم يتكلم في المهد ال

ثلث: عيسى وصبي في زمن جريج وصبي آخر"). وهذا طبعا* حديث ل ي;قنع احدا*.فمن هم هولء الصبيان ومتى تكلموا؟

لو حدث ان تكلم عيسى في المهد لتكلم بهذا النصاري واليهود، لكنه لم ي;ذكر في اي من التاريخين، و حتى لو كلمهم في المهد فهو قطعا* لم يكلمهم كهل* اذ انه ص;لب

وهو في الثالثة والثلثين من عمره. وقد حاول المفسرون تلفي هذا الخطأ بان قال ابن كثير:( في حال كهولته حين يوحي ال اليه بعد ان ينزل من السماء.) وقال ابن

جريج عن مجاهد قال: (الكهل هو الحليم)، يعني انه سيكلمهم وهو حليم. تفسير غير مقنع. وقال الخفش: (يقال للطفل حدث الى سن ست عشرة سنة، ثم شاب الى

اثنين وثلثين، ثم كهل في ثلث وثلثين سنة) . وهذا تعليل ضعيف اذ لن نجدشخصا* يوافق ان شابا* عمره ثلث وثلثين سنة* يكون كهل.

وذهب آخرون الى ان المسيح لم يق@تل ولم ي;صلب وانما رفعه ال اليه وهو حي في السماء وسوف ينزله ال مرة اخرى ويعيش الى ان يصير كهل* فيكلمهم: " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول ال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم

وان الذين اختلفوا لفي شك منه مالهم به من علم ال اتباع الظن وما قتلوه يقينا" . والصعوبة في هذا التفسير هي انه لو رفع ال عيسى حيا* الى السماء وهو عائش هناك وسوف ينزله في المستقبل، فسوف يكون عمره في ذلك الوقت الف السنين،

وهو قول غير مقبول، والحل الثاني هو ان يكون ال قد اوقف عمره في الثلث والثلثين وسيظل عائشا* بهذا العمر الى ان ينزله الى الرض مرة اخرى بعد الف السنين. واذا قبلنا هذا المنطق، فسوف يكون عيسى شابا* حين ينزل الى الرض.

113

فاذا اوقف ال عمره في الثلث والثلثين كل هذه السنين، فما الحكمة اذا* في جعلهيكبر في السن حتى يصير كهل* ليكلمهم وهو كهل؟

نجد: "إذ قال ال يا عيسى إني متوفيك ورافعك55و في سورة آل عمران، الية ، عندما خاطب ال عيسى وقال له هل117إلي� "، ونجد في سورة المائدة، الية

انت قلت للناس اعبدوني وامي دون ال، اجابه عيسى ب " ما قلت لهم ال ما امرتني به ان اعبدوا ال ربي وربكم وكنت@ عليهم شهيدا* ما دمت فيهم فلما توفيتني

كنتh انت الرقيب عليهم وانت على كل شئ شهيد". فاهو عيسى يقول ل " لما توفيتنى"، فاذا* قد مات عيسى، اما مصلوبا* واما مات موتا* طبيعيا، ولم يرفعه ال حيا. ولكن القرطبي يقول في تفسيره: إني متوفيك بعد ان تنزل من السماء لتقتل

المسيح الدجال. وقال الحسن وابن جريح: إني متوفيك يعني إني قابضك ورافعك الى السماء من غير موت، مثل قولهم:" توفيت مالي من فلن" أي قبضته. ولكن القول الصح طبعا* هو " أستوفيت مالي من فلن". وقال الضحاك ان الذي ق@تل كان واحدا

من الحواريين وان ال كسا عيسى الريش وألبسه النور فطار مع الملئكة. وكلهذه القوال يصعب تصديقها.

101وهناك كذلك إشكال في قصة ابراهيم واسماعيل. ففي سورة الصافات الية

وما بعدها نجد: " فبشرناه بغلم حليم، فلما بلغ معه السعي قال يابني اني ارى في المنام ان اذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما ت@ؤمر ستجدني ان شاء ال من

الصابرين، فلما اسلما وتله للجبين، وناديناه ان يا ابراهيم، قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين، ان هذا لهو البلء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وباركنا عليه

في الخرين، سلم على ابراهيم، كذلك نجزي المحسنين، انه من عبادنا المؤمنين، وبشرناه باسحاق نبيا* من الصالحين". وي;فهم من هذه اليات ان ال امر ابراهيم ان يذبح ابنه اسماعيل، لن مجرى الحداث يتطلب ذلك. فان ال لم يبشره باسحاق ال

بعد ان فدى البن الول، اسماعيل، بذبح عظيم.

ولكن التاريخ اليهودي يقول ان ال امر ابراهيم ان يذبح اسحاق. ويتفق ج;ل علماء المسلمين الوائل مع هذا القول. فهاهو ابن كثير في تفسيره لليات يقول: حدثنا

داود العطار عن ابن خثيم عن سعيد بن ج;بير عن ابن عباس رضي ال عنهما قال:

114

الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها ابراهيم فداء اسحاق ابنه. وقال حمزة الزيات عن ابن مسيرة رحمه ال: قال: قال يوسف عليه السلم

للملك في وجهه: ترغب ان تأكل معي وانا وال يوسف بن يعقوب نبي ال ابن اسحاق ذبيح ال ابن ابراهيم خليل ال. وقال عبد ال بن مسعود رضى ال عنه ان

يوسف بن يعقوب بن اسحاق ذبيح ال بن ابراهيم خليل ال. وروى عكرمة عن ابن مسعود انه اسحاق. وروى ابن اسحاق عن عبد ال بن ابي بكر عن الزهري عن

ابي سفيان عن العلء بن جارية عن ابي هريرة عن كعب الحبار انه قال هواسحاق. وحكى البقولي عن عمر وعلي وابن مسعود والعباس انه اسحاق.

ويجادل بعض العلماء ان الفداء كان لسماعيل لن ال بشر ابراهيم باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب، ويقولون كيف يخبر ال ابراهيم انه سيهبه من بعد اسحاق يعقوب ثم يقول له اذبح اسحاق. والرد على هذا القول هو ان القران لما قال: "

وبشرناه بأسحق ومن بعد أسحق يعقوب"، قصد أنه سيولد لبراهيم ولدين: اسحاق ثم من بعده يعقوب، كما وضحنا سابقا. ونفس القصة موجودة في التوراة. فنرى

" سنجعل ذريتك في اسحاق". ونرى في12، الية 21في سفر التكوين، الصحاح ، الية الثانية " ونادى الرب على ابراهيم وقال له: خذ22نفس السفر، الصحاح

ابنك، وابنك الوحيد اسحاق، واذبحه". فكيف يقول له سنجعل ذريتك في اسحاق ثم يقول له اذبحه؟ وتكرار نفس الغلطة في التوراة وفي القرآن قد يوحي بان القرآن

قد اقتبس من التوراة.

ونحن نعلم ان ال لم يبشر ابراهيم باسماعيل، وبشره فقط باسحاق، ولذا عندما من سورة الصافات: " فبشرناه بغلم حليم، فلما بلغ معه السعي101يقول في الية

قال يابني اني ارى في المنام ان اذبحك"، كان يقصد اسحاق، لنه الوحيد الذي بشرال به ابراهيم.

والقرآن يأتي احيانا* باشياء ليست من التاريخ في شئ ول يعرف عنها الناس شئ. نجد: " أهم خيرb ام قوم ت@بع0 والذين من قبلهم اهلكناهم37ففي سورة الدخان الية

انهم كانوا مجرمين". ويقول المفسرون ان ت@بع كان نبيا* او رجل* صالحا*. فاذا كان العرب الذين جاء السلم لقناعهم ل يعرفون ت@بع هذا، فما الفائدة من سوألهم اهم

115

خير ام قوم ت@بع؟

التاريخ اليهودي يخبرنا ان اليهود كانوا مستعبدين في مصر وكان فرعون يس�خرهم في كل العمال الشاقة في مصر، وفد توسل اليه موسى ليأذن لهم بالخروج من

مصر، فرفض فرعون، حتى بعد ان سلط ال عليهم الفيضان والدم والضفادع، لم يسمح لهم فرعون بالخروج من مصرلنهم كانوا اليد العاملة في مصر وكان

اقتصادها يعتمد عليهم. وفي كل مرة ينزل ال فيها العذاب على مصر كان فرعون يطلب من موسى أن يسأل ال ليرفع عنهم العذاب مقابل ان يسمح فرعون لموسى

أن يخرج من مصر مع بني أسرائيل، وفي كل مرة كان فرعون يحنث بوعده. وحتى القرآن نفسه يعترف بان اليهود كانوا معذبين في مصر، ونجاهم ال من العذاب في

من سورة الدخان: " ولقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهين". وفي30الية : " ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك134سورة العراف الية

بما عهد عندك لئن كشف عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل". هاهو فرعون يقول لموسى سنرسل معك بني أسرائيل. وحتى عندما هرب موسى ببني

اسرائيل من مصر ليل*، لحقهم فرعون وجنوده ليمنعوهم من مغادرة مصر.

يخبرنا القرآن ان فرعون كان قد اراد ان يخرج103ولكن في سورة السراء الية بني اسرائيل من مصر عنوة ولذ أغرقه ال ومن معه: " فاراد ان يستفزهم من الرض فاغرقناه ومن معه جميعا". ويقول الطبري في تفسير " يستفزهم" يعني

يخرجهم. وهذا طبعا* عكس المعروف تاريخيا* وحتى في أجزاء أخرى من القرآن.

وفي سورة يوسف، لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين، اخي يوسف الصغير، ان اخوته قالوا: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل77يخبرنا القرآن في الية

فأس�رها يوسف في نفسه". ويقول الطبري في تفسيره للية: يقصدون يوسف وكان قد سرق من ابي امه صنما* من ذهب كان يعبده، فحطمه يوسف. وسفر التكوين،

يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه "19الصحاح الحادي والثلثين، الية " عندما سرقت تماثيل الذهب من بيت والدها قبل ان تغادره معRachelراحيل

زوجها ايوب".

116

الخطاء الحسابية: نجد في القرآن بعض الخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها

: " والوالدات يرضعن اولدهن حولين233بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الية نجد: "15كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة". ولكن في سورة الحقاف، الية

ووصينا النسان بوالديه إحسانا* حملته امه ك@رها* ووضعته ك@رها*، وحمله وفصاله ثلثون شهرا". فمن الواضح هنا ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لن الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحدا* وعشرين شهرا*، لنحصل

على المجموع وهو ثلثون شهرا*، كما جاء في الية الثانية.

واختلف العلماء في ايجاد تفسير مناسب لهذه الهفوة. فقال بعضهم اذا استمر الحمل تسعة اشهر، فالرضاعة احدى وعشرون شهرا*، ولكن انما ق@صد بالثلثين شهرا* اخذ اقل مدة للحمل، وهي ستة اشهر، في العتبار. والشكال في هذا القول هو أن مدة

الحمل في الغالبية العظمى من النساء تسعة اشهر، والولدة في ستة أشهر من الشواذ، والتشريع عادة يأخذ في العتبار ما هو شائعb ومتعارف عليه، ول ي;بنى التشريع على الشواذ. ولكن حتى لو أخذنا الشواذ في العتبار فالولدة بعد ستة

أشهر تعتبر إجهاضا* لن الجنين ل يكتمل نموه ويصبح قادرا* على الحياة خارج رحم أمه ال بعد السبوع الثامن والعشرين من الحمل أي بعد سبعة أشهر. وحتى قبل ثلثة عقود، ومع تقدم الطب الحديث كانت نسبة المواليد الذين يعيشون اذا ولدوا بعد سبعة أشهر من الحمل ل تزيد عن عشرة بالمائة . أما الذين ولدوا بعد ستة أشهر كانوا يعتبرون أجهاضا* أو خديجا* ولم يعش منهم أحد حتى قبل عشرين أو ثلثين عاما*، فما بالك عند ظهور السلم، هل ي;عقل أن يكون قد عاش منهم أحد

حتى يسمح للمفسرين أن يقولوا ما قالوا؟

: " ان ربكم الذي خلق السموات والرض في ستة ايام54وفي سورة العراف الية وما بعدها، فنجد: " قل أئنكم9ثم استوى على العرش". اما في سورة ف@صلت، الية

لتكفرون بالذي خلق الرض في يومين وتجعلون له اندادا* ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواءg للسائلين.

117

ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللرض إئتيا طوعا* او كرها* قالتا آتيناطائعين. فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها".

فالمجموع هنا يصبح ثمانية ايام بدل الستة المتعارف عليها. وفي محاولة العلماء تفسير هذا الختلف، يقول صاحب تفسير الجللين ان ال خلق الرض في يومين،

هما الحد والثنين، ثم قدر فيها اقواتها في تمام اربعة ايام، بدل في اربعة ايام أخرى. فهو هنا يحسب الربعة ايام من اول يوم بدأ فيه الخلق وهو يوم الحد، ولذا يكون قد خلص من خلقها وتقدير اقواتها يوم الربعاء. ثم سوى السماء في يومين، فيكون مجموع اليام ستة. ول اظن هذا التفسير ي;قنع احدا*. فالقرآن يقول انه خلق

الرض في يومين، وخلق فيها الجبال والعشب وما الى ذلك في أربعة أيام، ولو أراد أن يقول انه خلق الرض والجبال والعشب في أربعة أيام، تصبح بداية ألية " إنكم لتكفرون بالذي خلق ألرض في يومين وتجعلون له أندادا* ذلك رب العالمين" جملة

غير مفيدة ول حاجة لها، أو بمعنى آخر تكون حشوا* ل داعي له، والقرآن يجب أنيكون منزها* عن ذلك.

وهناك اختلف حسابي آخر في عدد الملئكة الذين أمد ال بهم المؤمنين يوم موقعة : " اذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم اني ممدكم بألف9بدر. ففي سورة النفال، الية

: " اذ يقول للمؤمنين الن124من الملئكة مردفين ". وفي سورة آل عمران، الية يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلثة آلف من الملئكة منزلين ". وفي نفس السورة الية

: " بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلف125 من الملئكة مسومين ". فنرى ان عدد الملئكة ابتدأ بألف ثم صار ثلثة آلف ثم

خمسة آلف. وهذه العداد ليست في مواقع مختلفة، بل كلهم في موقعة بدر، اذ قال حسين بن مخارق عن سعيد عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: لم تقاتل

الملئكة ال يوم بدر .

والملئكة المسومين هولء، اختلف الصحابة في سيمائهم، منهم من قال سيماؤهم كانت عمائم البيضاء، وقال آخرون كانت عمائم حمراء، وقال آخرون صفراء.

وذهب بعضهم الى ان سيماءهم كانت على خيولهم. ونحن نعلم ان سورة فاطر،

118

الية الولى تقول: " الحمد ل فاطر السموات والرض وجاعل الملئكة رسل* اولي اجنحة مثني وثلث ورباع ". وقد يسأل سائل: اذا كانت للملئكة اجنحة، بعضها

بجناحين وبعضها بثلث وبعضها باربع، لماذا احتاجت هذه الملئكة الى خيول يوم بدر؟ أما كانت فعاليتهم في القتال تكون افضل لو حاربوا وهم طائرون؟ فكل الحروب الحديثة يكسبها سلح الطيران. وكل هذا الختلف في لون سيمائهم يدل على ان ل

احد من الصحابة قد رأى الملئكة، وانما صدقوا ما قيل لهم. واذا لم يكن منالممكن رؤية الملئكة، فما الحكمة في إعطائهم سمات، حمراء كانت أو صفراء؟

وهناك موضوع العدة للنساء المطلقات واللتي مات ازواجهن. فنجد في سورة : " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء ول يحل لهن ان228البقرة الية

يكتمن ما خلق ال في ارحامهن". والغرض من الثلثة قروء او ثلثة اشهر هو التاكد من اذا كانت المرأة المطلقة حامل* من زوجها ام ل. والثلثة شهور، ل شك،

، نجد: "234كافية لن يعرف الناس ان كانت حاملة ام ل. وفي نفس السورة، الية والذين يتوفون منكم فيذرون ازواجا* يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشرا* ". وقد يسأل المرء لماذا تختلف عدة المرأة التى مات عنها زوجها عن عدة المطلقة؟ فهل

حمل المرأة التي مات عنها زوجها يتطلب وقتا* اطول ليظهر؟

ويقول المفسرون، حسب ما ورد في الصحيحين: " ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوما* نطفة* ثم يكون علقة* مثل ذلك ثم يكون مضغة* مثل ذلك ثم يبعث ال

الملك فينفخ فيه الروح ". فهذه مائة وعشرون يوما* اي اربعة اشهر فقط. وسئل سعيد بن المسيب: لم العشرة؟ أي العشرة أيام الزائده، قال: فيه ي;نفخ الروح. فهل

يحتاج الملك لمدة عشرة أيام لينفخ الروح في الجنين؟ فاذا كان هذا صحيحا* – اعني ان الحمل يحتاج اربعة اشهر وعشرة ايام ليظهر- لماذا اذا* تكون عدة المطلقة ثلثة

اشهر ( ولم ي;نفخ الروح في جنينها بعد) وعدة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام؟ والصعب فهمه من هذا ان المة أي المملوكة عدتها شهران اذا ط@لقت وشهران وعشرة ايام اذا مات زوجها. فهل يتكون الجنين في رحم المة اسرع مما

يتكون في رحم الحرة؟

119

وإذا كان القرآن قد نزل لكل الناس ولكل العصور كما يقول علماء المسلمين، لماذا لم يضع إعتبارا* لتقدم العلم في عصرنا هذا وفي العصور القادمة. فنحن ألن

نستطيع ان نؤكد وجود الحمل أو عدمه بعد اسبوعين فقط من تأخر الدورة الشهرية بأن ن@جري فحصا* على البول أو الدم أو حتى اجراء فحص بالموجات فوق الصوتية

"Ultrasoundفهل ما زلنا نحتاج للعدة سواء أكانت ثلثة أشهر أو أربعة ،" أشهر وعشرة أيام؟ وماذا عن المرأة التي أaجريت لها عملية لستئصال الرحم ولم

يعد ممكنا* لها ان تحبل، هل تجب عليها العدة اذا ط@لقت أو مات زوجها؟

الفصل الخامسالسلم والعلم:

هناك مجلدات ك@تبت عن معجزات القرآن العلمية، سنتعرض لبعضها هنا، وربما The Bible, The Quran andاتعرض للرد على بعضها، خاصة كتاب "

Scienceللدكتور موريس بوسيل، في كتاب آخر. والحقيقة البسيطة التي يجب " أن يتنبه لها الناس هي أن القرآن جاء كرسالةc لتقنع الناس بوجود ال ومن ثم يبي�ن لهم بعض الحكام. وفي إعتقادي أن القرآن لم ينزل ليتكهن بالتطورات العلمية التي ستحدث بعد آلف السنين في المستقبل. والناس الذين يحاولون جعل القرآن كتاب

كيمياء او فيزياء، ل يخدمون القرآن بشئ، لن البحث في القرآن يثبت عدةتناقضات مع العلم الحديث.

ودعنا نبتدئ بأبجديات الفيزياء لنك?ون فكرة عن العالم الذي نعيش فيه. لنبدأ ميل* في الثانية الواحدة. وضوء الشمس،186000بالضوء الذي يسافر بسرعة

وهي تبعد عنا ثلثة وتسعين مليون ميل*، يستغرق ثماني دقائق ليصلنا عندما تشرق الشمس في الصباح. ويتكون عالمنا هذا من عدة مجرات، والمجرة التي بها ارضنا

وهي تتكون من بليين النجوم، بعضها اكبرThe Milky Wayوشمسنا تسمى سنة ضوئية، فاذا26000من شمسنا. وتبعد الرض عن مركز هذه المجرة مسافة

سنة3.26علمنا ان السنة الضوئية تساوي المسافة التي يسافرها الضوء في مليون ميل* بالتقريب،16ميل* ، اي 16,070,400(والضوء يسافر في اليوم الواحد

120

يوما*t، نحصل على المسافة التي يسافرها الضوء في365وإذا ضربنا هذا الرقم ب 190,384,000,000السنة الواحدة، والسنة الضوئية الواحدة تساوي ما يعادل

ميل*)، يتضح لنا بعد الرض عن مركز المجرة. بينما تبعد الشمس عن مركز المجرة 200,000,000,000,000,000مسافة يصعب على النسان تخيلها إذ تبلغ بالميال

صفرا* ). وإذا أضفنا مليين المجرات الخرى، يتضح لنا مدى17( أثنين وبعدها ضخامة هذا الكون.

ولنبدأ بخلق السماء والرض كما يراه العلماء. فالدكتور موريس يخبرنا ( أنه في البداية كان العالم عبارة عن كتلة من غازات الهايدروجين والهيليوم، ت@سمي "

Nebulaوبالتدريج انقسمت هذه الغازات الى ك@تل مختلفة الحجم، بعضها يبلغ ." مرة حجم الكرة300000مائة بليون مرة حجم الشمس. وحجم الشمس يساوي

الرضية. وكنتيجة لهذا النقسام تكونت المجرات التي تحتوي على بليين النجوم، بعضها أضعاف حجم شمسنا. وكذلك تكونت الكواكب مثل ألرض وزحل والمريخ.

ولبد أن تكون هناك أراضي0 كأرضنا هذه لم يكتشفها العلم بعد. وعندما انقسمت هذه الغازات وكونت النجوم والكواكب، كان سطح الكواكب والنجوم في درجة عالية جدا من الحرارة نتيجة التفاعلت الذرية التي مازالت تجري في داخل النجوم والكواكب.

وكان سطح الرض ساخنا* جدا* ل يسمح بالحياة. ولم يكن هناك أي تسلسل او إنتظامفي تكوين الجسام السماوية هذه.)

ويقول الدكتور موريس كذلك ( قد قدر العلماء عمر مجرتنا هذه بعشرة بليين سنة، وشمسنا وأرضنا عمرهما حوالى أربعة بليين ونصف البليون من السنين. والمجرة

" تحتوي على مائة بليون نجم، ويصعب تخيلThe Milky Wayالتي نحن بها " سنة ضوئية ليسافر من طرف مجرتنا الى90000حجمها إذ يحتاج الضوء لمدة

طرفها ألخر) .

هذا ما يقول به العلم الحديث باعتراف الدكتور موريس. وألن أنظر ما ذا يقول القرآن: " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق ألرض في يومين وتجعلون له أندادا* ذلك

رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة

121

أيام0 سواء للسائلين. ثم أستوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللرض إئتيا طوعا* أو ك@رها* قالتا أتينا طايعين. فقضهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل

سماءc أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا* ذلك تقدير العزيز العليم".

فال هنا خلق ألرض وهي كوكب واحد في يومين، ثم جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها وبارك فيها في أربعة أيام، ثم استوى الى السماء وهي دخان، وخلق كل

هذه المجرات التي ذكرنا سابقا* والشمس وبليين النجوم التي يصل حجم بعضها الى مرة حجم الرض،300000مليين المرات مثل حجم الشمس، التي يبلغ حجمها

وخلق كذلك عدة كواكب منها عدد يشبه أرضنا، ربما سيكتشفها العلم في المستقبل، كما يقول الدكتور موريس، خلق كل هذا في يومين فقط. فهل يتفق هذا مع العلم

الحديث؟

الدكتور موريس يقول إن أليام هنا ل تعني نفس أليام التي نعرفها نحن، وأن ال قصد بها فترات من الزمن قد تصل الى آلف السنين لليوم الواحد. وحتى لو أخذنا

بهذا الرأي، فيجب أن تكون الفترات متساوية في الطول الزمني حتى يتسنى لنا استعمالها كمقياس للزمن. فكيف يخلق ال كوكبا* واحدا* في فترتين، ويقدر في هذا

الكوكب قوته في أربعة فترات ثم يخلق نجوما* ل ت@حصى على مسافات يصعب تخيلها في فترتين فقط؟ فالمنطق ي;خبرنا أن هناك شئ غير مقبول في هذه النسب الحسابية. فالدكتور موريس قد أخبرنا سابقا* أن عمر مجرتنا عشرة بليين سنة وعمر الشمس وألرض إربعة بليين ونصف البليون سنة، فل بد أن تكون معظم نجوم مجرتنا إن لم نقل كل المجرات ألخرى قد خ@لقت قبل الرض. ولكن أليات السابقات تخبرنا أن

ال قد خلق الرض أول* ثم السماء وزينتها من الكواكب.

وفي نفس ألية يخبرنا القرآن أن ال قدر في الرض أقواتها، يعني الشجار والنباتات الخرى كقوت للحيوانات في اربعة أيام أو اربعة فترات كما يحب الدكتور موريس، قبل أن يخلق السماء. والعلم الحديث يخبرنا أن الحياة ابتدأت من حيوانات ذات خلية واحدة تكونت في الماء ومنها ابتدأت الحياة النباتية وبعد مليين السنين

ظهرت الحيوانات البدائية. والدكتور موريس يوافق على هذا الراي.

122

وكذلك يقول الدكتور ان المحيطات والماء ظهر على الرض قبل حوالى نصف بليون عام تقريبا. فإذا* النباتات ظهرت قبل نصف بليون سنة على أكثر تقدير، وقد يكون أقل من ذلك بكثير. فإذا* تقدير أقوات الرض لم يتم ال قبل بضع مليين من السنين في حين أن ألرض عمرها أربعة بليين ونصف البليون سنة. وبما أن ال لم يخلق السماء إل بعد أن اكمل تقدير قوت الرض، نستطيع أن نقول أن ألسماء عمرها ل يزيد عن بضع مليين سنة. ولكننا نعرف ألن أن عمر مجرتنا عشرة بليين من

السنين، ناهيك عن المجرات ألخرى. فأين علم القرآن هنا من العلم الحديث؟

: 33-27ثم أنظر الى سورة النازعات، أليات - " أأنتم أشد خلقا* أم السماء بناها" 27- " رفع سمكها فسواها" 28- " وأغطش ليلها وأخرج ضحاها" 29- " وألرض بعد ذلك دحاها" 30- " أخرج منها ماءها ومرعاها" 31- " والجبال أرساها" 32- " متاعا* لكم ولنعامكم"33

فالقرآن هنا يخبرنا أن ال خلق السماء وسواها، وخلق الليل والنهار أي خلق الشمس ثم بعد ذلك دحا الرض أي سط?ها واخرج منها الماء. فإذا* نستطيع أن نقول أن ال خلق الرض بعد أن خلق السماء، وهو عكس أليات السابقات، أو أنه خلق ألرض أول* لكنها كانت مكورة فبسطها وسط?حها بعد أن خلق السماء، ويكون هذا

اعترافا* بأن الرض مسطحة.

تخبرنا انه أخرج من الرض ماءها ومرعاها بعد أن خلق السماء، وبما31وألية أن النباتات ل تنمو إل بالماء، فإن ال يكون قد خلق السماء والنجوم قبل ان يسطح

الرض ويخرج منها النبات الذي هو أقوات ألرض. وهذا كذلك عكس ما أخبرنا القرآن سابقا*، إذ أنه قال أن ال قد قدر أقوات الرض في اربعة أيام قبل أن يخلق

123

السماء في يومين.

وقد تنبه بعض المفسرين الى هذا الختلف في خلق الرض والسماء وقال بعضهم أن " بعد ذلك" تعني " ومع ذلك" وليس بعد أن خلق السماء، وعلق القرطبي على

ذلك بقوله:" فان قال قائل: فانك قد علمت ان جماعة من اهل التاويل قد وجهت قول ال " والرض بعد ذلك دحاها" الي معني " مع ذلك دحاها" فما برهانك علي ما قلت

من ان "ذلك" بمعني "بعد" التي هي خلف "قبل" قيل: المعروف من معني "بعد" في كلم العرب هو الذي قلنا من انها بخلف معني " قبل" ل بمعني "مع" وانما توجه معاني الكلم الي الغلب عليه من معانبه المعروفه

في اهله، ل الي غير ذلك."

وفي سورة هود الية السابعة نجد: " وهو الذي خلق السموات والرض في ستة ايام وكان عرشه على الماء". وسئل ابن عباس، كما يقول ابن كثير في تفسيره، عن قوله " وكان عرشه على الماء" على اي شئ كان الماء؟ قال: كان على متن

الريح. فاذا* اول شئ خلق ال كان الريح ووضع عليها الماء ثم وضع عرشه علىالماء قبل أن يخلق الرض والسماء.

واذا كنا نتحدث عن العلم البحت، فليس من الممكن ان يحمل الريح الماء الذي يجلس فوقه العرش. واذا كنا نقصد أن الماء هو السحاب، فالريح يمكن ان تحمل السحاب ولكن ل يمكن للسحاب، وهو بخار الماء، ان يحمل العرش. واي انسان

رأى الضباب، وهو سحاب على مستوى منخفض، يعرف انه ل يستطيع ان يحملاي شئ، ناهيك عن العرش.

وهذه طبعا* فكرة مأخوذه من اليهودية. ففي سفر التكوين، الصحاح الول، نجد في البدء خلق ال السموات والرض وكانت الرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر

ظلمb وروح ال ي;رف على وجه المياه. وقال ال: " ليكن نورb، فكان نورb. وراى ال ان النور حسن. وفصل ال بين النور والظلم. وسمى ال النورkنهارا*، والظلم; سماه

.�ليل. وكان مساءb وكان صباحb: يومb أول

124

وقال ال: ليكن جkلدb في وسط المياه وليكن فاصل* بين مياه ومياه". فكان كذلك. وصنع ال الجkلhدk وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وسمى

ال الجلد سماء. وكان مساءb وكان صباحb، يومb ثان.

وقال ال: " لتتجمع المياه التي تحت السماء في مكان واحد وليظهر اليبس". فكان.bكذلك. وسمى ال اليبس أرضا* وتجمع المياه سماه بحارا*. وراى ال ان ذلك حسن

وقال ال: لتنبت الرض; نباتا* ع;شبا* ي;خرج بزرا* وشجرا* مثمرا* ي;خرج ثمرا* بحسب صنفه بزره فيه على الرض" فكان كذلك. فأخرجت الرض نباتا* ع;شبا* ي;خرج بزرا

بحسب صنفه وشجرا* ي;خرج ثمرا* بزره فيه بحسب صنفه وراى ال ذلك حسن. .Zثالث bيوم :bوكان مساء وكان صباح

وقال ال: " لتكن نيراتZ في جkلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون علماتللمواسم واليام والسنين.....وهكذا تستمر قصة الخلق.

وحتى اليهودية ربمااخذت الفكرة من البابليين القدماء، الذين قالوا، كما رأينا في المقدمة، ان اللهة ظهروا، كل إلهين مع بعض، من ماء مقدس كان موجودا* منذ

" إله المياه العذبة، وزوجته "Apsuالقدم. واكبر ثلثة من اللهة كانوا: أبسو " إله الفوضى. وخلقتMummu" إلهة المياه المالحة، و " مومو Tiamatتيامات

اللهة بقية العالم.

: " والسماء47ويستمر تسلسل الخلق في القرآن فيقول في سورة الذاريات، الية بنيناها بايدc وانا لموسعون". فال قد بنى السماء اما بأيديه او كلف الملئكة ببنائها. وهذا دليل قاطع ان السماء صلبة وب;نيت بايدc، وقال ال هذا القول لتأكيد ان السماء صلبة، لنه في العادة اذا اراد شيئا* ان يقول له كن فيكون. فلو اراد ال للسماء ان

تكون لقال لها: كوني، فكانت. لكنه للتأكيد قال بنيناها بأيد.

ويقول الدكتور موريس " وإنا لموسعون" تعني أن الكون أو السماء ما زال يتوسع Centrefugalوينتشر. وهذه حقيقة علمية لكون دوران المجرات يخلق قوة "

Forceتجعلها تبتعد عن بعضها البعض. ولكن كلمة موسعون في اللغة تعني "

125

المال والغنى. وإذا قلنا أوسع الرجل يعني أصبح ذا غنى ومال. ويقول القرطبي في تفسيره لهذه ألية: أن ال غني وسيوسع الرزق لعباده. فكون المجرات ما زالت

تبتعد عن بعضها البعض اي تتوسع، ل تعني بالضرورة ان القرآن قصد هذا عندماقال " وانا لموسعون".

وهناك من يقول أن السماء هو كل ما سما فوقك أي أرتفع، وبالتالي يكون الهواء : "65سماء. ولكن الدليل ان السماء صلبة نجده في سورة الحج كذلك، الية

ويمسك السماء ان تقع على الرض ال بإذنه". وطبعا* ل يمكن ان يقع الهواء علىالرض، فل بد ان تكون السماء صلبة لتقع على الرض.

: " يوم نطوي السماء كطي السجل104وهناك دليل آخر في سورة النبياء، الية للكتب". فل بد ان تكون السماء صلبة ومسطحة حتى يتسنى له أن يطويها كطي

الصحيفة. فكل هذه اليات تخبرنا ان السماء صلبة ومحسوسة وبنيت وسوف ت@طوىكطي السجل.

ثم نزيد قليل* في ذلك ونرى ان القرآن يقول في سورة نوح، الية الخامسة عشر: " ألم تروا كيف خلق ال سبع سموات طباقا*". فاذا كانت السماء صلبة، وخلق ال سبع سموات طباقا*، وزينهن بالقمر والنجوم، فل بد ان يكون القمر والنجوم في السماء الدنيا حتى نراهن. وقد قال ال في سورة الصافات، الية السادسة: " انا

زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب". وفي العقود القريبة الماضية وصل النسان الى القمر ومشى فوقه ولم ير اي سماء.

فهل نفهم من ذلك ان القمر معلق بين السماء والرض؟ وماذا عن الكواكب، فقد وصلت المركبات الفضائية الى المريخ ولم تعثر على سماء. والتلسكوبات الفضائية الحديثة خاصة تلسكوب " هوبارد" الذي يحوم في الفضاء الخارجي للرض، مكننا

من ان نرى نجوما* تبعد عن الرض بليين الميال، ويستغرق ضوء بعض هذه النجوم مليين السنين ليصل الينا، ، ولكن حتى ألن لم نر سماء. فما الذي حدث

هنا؟ اما ان ل يكون هناك سماء، او ان السماء ليست صلبة، وبالتالي نجد مشكلة في تفسير اليات السابقة التي تقول أن السماء بنيناها بأيدc ويمكن ان تقع على

126

الرض.

وسورة الطور، الية الرايعة وما بعدها، تقول: " والطور، وكتاب0 مسطور، في رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع ". وفي قصة السراء والمعراج يحدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي (ص)

انه قال: " في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضة* يخر عنه سبعون الف قطرة يخلق ال في كل قطرة ملكا* يؤمرون

الى البيت المعمور فيصلون فيه". وفي الصحيحين ان رسول ال (ص) قال في حديث السراء بعد مجاوزته الى السماء السابعة: " ثم ر;فع بي الى البيت المعمور

واذا هو يدخله كل يوم سبعون الفا* ل يعودون اليه".

ولو صدقنا قصة السراء والمعراج كما يرويها المفسرون، والبيت المعمور هذا، فل بد ان يكون النبي قد سافر كل هذه البليين من الميال في ليلة واحدة ورجع للرض، وفي هذه الحالة يكون قد سافر بسرعة تفوق سرعة الضوء، وهذا

مستحيل اذا كنا نتكلم عن العلم ومعجزة القرآن العلمية، او تكون الرحلة كلها ميتافيزيقية، وبالتالي لم يصعد فعليا* الى السماء السابعة ولم ير آدم في السماء

الدنيا وابراهيم في السماء السادسة وسدرة المنتهى في السابعة، او البيت المعمور.

واذا نظرنا الى خلق الرض، نجد في سورة الحجر، الية التاسعة عشر: " والرض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون ". ويقول ابن كثير في تفسير هذه الية: مد الرض يعني وس�عها وبسطها وجعل فيها من الجبال الرواسي. وفي سورة الرعد، الية الثالثة: " وهو الذي مد الرض وجعل فيها رواسي وانهارا

: " وجعلنا في الرض رواسي ان تميد بهم ". وفي31". وفي سورة النبياء، الية سورة النحل، الية الخامسة عشر: " والقى في الرض رواسي ان تميد بكم وانهارا وسبل ". وفي سورة لقمان، الية العاشرة: " خلق السماء بغير عمد ترونها والقى

: " أأنتم أشد29-27في الرض رواسي ان تميد بكم ". وفي سورة النازعات، الية خلقا* أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها واخرج ضحاها والرض

127

بعد ذلك دحاها ". و دحا، يدحو، تعني " سط?ح " او " بسط "، كما يقول الشاعر، وهو يصف خبازا* يسطح عجينة الخبز المكورة ليجعلها مستديرة كالقرص قبل أن يضعها

في الفرن:إن انسى ل انسى خبازا* مررت به يدحو الرقاقة وشك اللمح والبصر

ما بين رؤيتها في كفه ك@رة* وبين رؤيتها غوراء كالقمرال بمقدار ما تنداح دائرةZ من الماء ي;لقى فيه بالحجر

فهو هنا يراه يدحو كرة العجين فتصير غوراء كالقمر، أي مسطحة. وكل اليات المذكورة اعله تخبرنا ان ال خلق الرض مسطحة* وجعل فيها جبال* لترسيها

وتمنعها من ان تميد او تنقلب بنا لنها مسطحة.

وكذلك في سورة الشمس، ألية السادسة: " والسماء وما بناها، والرض وما طحاها". ويقول القرطبي في تفسيره: طحاها يعني بسطها من كل جانب، مثل دحاها،

قاله كذلك الحسن ومجاهد وغيرهما.

: " حتى اذا86وفي سورة الكهف عندما يتحدث القرآن عن ذي القرنين في الية بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما* قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ منهم حسنا* ". فهذا هو ذو القرنين مشى في الرض حتى بلغ مغرب الشمس ووجدها تغرب في عين0 حمئة. وقال المفسرون انه وجدها تغرب

في طين0 اسود. وطبعا* اذا لم تكن الرض مسطحة* فكان لبد لذي القرنين ان يصل احدى المحيطات( إذ أن سبعين بالمائة من سطح الرض تغطيه المحيطات) ويرى الشمس تغرب في الفق و يتبين له كانها تغرب في المحيط. ولكن لن الرض في

نظرهم مسطحة، وصل ذو القرنين آخرها ووجد الشمس تغرب في طين اسود.

ويقول ابن كثير في تفسيرة للية: " فسلك طريقا* حتى وصل الى اقصى ما ي;سلك فيه من الرض من ناحية المغرب. ووجدها تغرب في طين اسود"، وبه قال ابن عباس ومجاهد. ولو كانت الرض غير مسطحة ما كان ممكنا* لذي القرنين ان يصل الى

اقصى ما ي;سلك فيه من الرض، بل كان سيدور حول الرض ويرجع الى مكان

128

ابتداء رحلته.

: " حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم0 لم90وفي نفس السورة، الية نجعل لهم من دونها سترا* ". ويقول ابن كثير: " ولما وصل الى اقصى ما ي;سلك فيه من الرض من ناحية الشرق وجد الشمس تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها

ستراh، اي ليس لهم بناء يكنهم ول شجر يظلهم ويسترهم من حر الشمس. قال سعيدبن ج;بير كانوا حgمرا* قصارا* مساكنهم الغيران، اكثر معيشتهم من السمك".

ونفهم من العرض الذي سبق ان الرض مسطحة واراد ال ان يحفظ توازنها فالقى بها جبال* ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ، فالمصريون القدماء قبل حوالي الفين عام قبل الميلد، زعموا ان الرض مسطحة ومستديرة كالقرص،

وان مصر في وسطها وبلد العالم الخري، خاصة التي بها جبال، في اطرافالقرص لتحفظ توازنه .

والدكتور موريس يعترف أن الرسول واصحابه كانوا يعتقدون أن ألرض مسطحة عندما يقول: " من السهل على انسان اليوم ان يفهم توالي الليل والنهار لنه يعرف ان الرض تدور حول نفسها، والقرآن وصف هذه الحركة كأنما مفهوم ان الرض

مكورة كان مفهوما* في تلك اليام، ولكن هذه لم تكن الحالة في تلك اليام" . إذا النبي محمد لم يكن يعرف أن ألرض كروية وإل لخبر أصحابه بذلك. فإذا كان

الناس الذين نزل عليهم القرآن ل يعرفون أن الرض مكورة، ورسولهم لم يخبرهم بذلك، ربما لنه ما كان يعرف ذلك، فهل نفهم أن القرآن قصد مخاطبة الجيال

المستقبلية عندما قال بتتابع الليل والنهار؟

قد رأينا أن فكرة أن الرض مسطحة كانت سائدة في العصور البدائية وحتى بعد الميلد عندما دافعت الكنيسة عن فكرة أن الرض مسطحة. ولكن في القرن السادس

" في جنوب ايطاليا، وهذهPythagoreansقبل الميلد قال بعض اعضاء جمعية " "، قالوا ان الرض كرويةPythagorusالجماعة مسماة على عالم الرياضيات "

وتدور حول نفسها، وقد ذكر هذا الدكتور موريس في كتابه . فإذا كانت فكرة أن الرض كروية كانت معروفة منذ ستة قرون قبل الميلد، كيف نفسر أن القرآن ظل

129

يكرر ان ال دحا وبسط الرض، وأن الرسول وأصحابه لم يكونوا يعرفون أنالرض مكورة؟

الى القتل والتعذيب من قبل الكنيسة، مماPythagorusوقد تعرض أعضاء جمعية اضطر بعضا* منهم للهرب الى اليونان وانشاء مذهبهم او مدرستهم هناك. واي

شخص تجرأ وعارض فكرة ان الرض مسطحة وان الشمس تدور حول الرض، ق@تل او ع;ذب. وحتى في القرن الخامس عشر للميلد، عندما قال كوبرنكس "

Copernicusالعالم البولندي، ان الرض تدور حول نفسها وتدور كذلك حول " الشمس، اتهموه بالذندقة، ولول انه مات بعد نشر نظريته بوقت قصير، لحاكموه

في ايطاليا عندما1534 " في عام Galileoبالذندقة وقتلوه، كما حاكموا جاليليو " قال ان الشمس ليست مركز الكون. وقد حكموا على جليليو بالحبس المنزلي ولم

يسمحوا له بمغادرة بيته، حتى مات بعد ثماني سنوات من نشر نظريته.

وبما انهم كانوا يعتقدون ان الرض مسطحة، نجد القرآن يخبرنا ان ال ألقى في الرض رواسي كي ل تميل بنا. ونفهم من هذا ان ال ألقى الجبال من السماء على الرض، لن اللقاء يكون من اعلى الى اسفل. ولكننا ألن نعلم ان الجبال لم ت@لقى

بل ارتفعت من داخل الرض نتيجة البراكين العديدة عندما كانت الرض ساخنة بعدانفصالها من الشمس.

من سورة النور: " ألم تر ان43وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للية ال يزجي سحابا* ثم ي;ؤلف بينه ثم يجعله ركاما* فترى الودق يخرج من خلله وينزل

v."د فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاءkرkمن السماء من جبال فيها من ب يقول ابن كثير: من جبال فيها من برد معناه ان في السماء جبال بkرkد ينزل ال منها البkرkد. ". ( أنظر تفسير أبن كثير للية). ولكن الدكتور موريس يقول في شرح هذه

ألية: " أن ال ي;نزل من السماء جبال برد" . وهذا طبعا* تغيير كامل للية التي تقول:" وينزل من السماء من جبال فيها من برد".

ونحن نعرف الن ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البkرkد; او الجليد.

130

والبkرkد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس باردا* ولكن اقل برودة من

الطقس الذي يسبب البkرkد . فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.

والعرب كغيرهم من الناس منذ بدء الحياة على ألرض قد لحظوا أن الشمس تشرق من الشرق وتبدو كأنها تسير نحو الغرب وتختفي في الفق لتظهر لهم مرة أخرى

من الشرق. وكذلك يتغير شكل ومجرى القمر. وهذه ملحظة بسيطة ل تحتاج لذكاء أو لعلم. وأخذ القرآن هذه الملحظة البسيطة وكررها في عدة سور ليؤكد ان

الشمس والقمر كلa يجري لجل مسمى:

" ال الذي رفع السموات بغير عمدc ترونها ثم أستوى على العرش وسخر الشمسوالقمر كلa يجري لجل0 مسمى"

" ألم تر أن ال يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمركل� يجري الى أجل0 مسمى"

" يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل0 يجريلجل مسمى"

" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل� يجريلجل مسمى"

" وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل� في فلكc يسبحون"

ونلحظ هنا أن القرآن لم يذكر ولو مرة* واحدة* أن الرض تجري لجل مسمى. والسبب طبعا* أنهم كانوا يعتقدون ان الرض مسطحة وثابتة والشمس تجري

حولها، وهذه كانت الفكرة السائدة في تلك الحقبة من الزمن، وكانت تعتمد على ملحظة أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، وتبدو كأنها تسير و

تجتاز السماء من الشرق الى الغرب، وكذلك القمر. والدكتور موريس يقول: ( يثبت القرآن أن الشمس تجري في فلك، ولكنه ل يحدد صلة هذا الفلك للرض. ففي زمن

نزول القرآن كانوا يعتقدون أن الشمس تتحرك وأن الرض ثابتة. وهذه كانت

131

النظرية الشائعة منذ زمن بطليموس في القرن الثاني قبل الميلد، واستمرت حتى أيام كوبرنكس في القرن السادس عشر بعد الميلد. ومع أن الناس في أيام محمد

كانوا يوقنون بهذه الفكرة، إل أن القرآن لم يذكرها اطلقا) .

ويحق لنا أن نسأل لماذا لم يذكر القرآن أن الرض كروية وتتحرك، ليثبت للعرب أن بطليموس كان خاطئا* وانه ل يعلم اسرار الكون كما يعلمها ال الذي خلق الكون؟

فالقرآن، كما يخبرنا الدكتور موريس وأمثاله، كتاب أحتوى كل تفاصيل العلم الحديث عندما نزل في القرن السابع الميلدي، وليس هناك ما يظهر من اكتشافات في العلم

الحديث إل وكان القرآن قد ذكرها.

ونحن الن نعرف أن القمر يدور حول نفسه وكذلك يدور حول الرض في تسعة ساعة24وعشرين يوما* ونصف اليوم. والرض نفسها تدور حول نفسها في

يوما* ول25 يوما*. والشمس تدور حول نفسها في 365وتدور حول الشمس في تدور حول شئ آخر. وكل المجرة بما فيها الشمس والقمر والرض، تدور حول

مليون سنة تقريبا*.250مركز المجرة في حوالي

ويتضح من هذا أن الشمس أقل دورانا* من الرض، والرض أقل دورانا* من القمر. فما دامت الشمس أقل دورانا* من ألرض، لماذا ذكر القرآن أن الشمس تجري

لمستقر لها ولم يذكر الرض التي تجري أكثر من جريان الشمس؟ ولماذا لم يذكربقية النجوم والكواكب، وكلها يجري لمستقر له؟

الجنين: يأكد لنا العلماء المسلمون ان القرآن صالح لكل زمان ومكان وانه يواكب تطور

العلم الحديث وعنده الجواب لكل شئ. فدعنا ننظر الى خلق الجنين لنرى اذا كان القرآن فعل* قد سبق تطور العلم. فالقرآن يخبرنا في سورة الطارق، الية الخامسة وما بعدها: " فلينظر النسان مما خ@لق، خ@لق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب ". وتفسير العلماء ان الماء الدافق هو المني يخرج دافقا* من الرجل ومن

المرأة، فيتولد منه الولد.

132

وطبعا* ليس للمرأة ماءb دافق كالرجل. وليس لها ماء اطلقا* غير السوائل المخاطية التي يفرزها المهبل عند تهيج المرأة قبل بدء الجماع، لتسهيل عملية اليلج. وهذه السوائل ل تلعب اي دور في خلق الجنين. وعليه فإن الجنين ي;خلق من الماء الدافق الذي يخرج من الرجل. وهذه طبعا* نصف القصة، فل بد من بويضة المرأة لتكوين الجنين، والقرآن ل يذكر دور المرأة في تكوين الجنين. وقد يكون هذا مفهوما* في

ذلك الوقت اذ ان كل ما رأوه كان المني يخرج من الرجل ولم يروا البويضة.

ومن اين يخرج هذا الماء الدافق من الرجل؟ يخرج من بين الصلب والترائب. والمفسرون لم يتفقوا على ماهي الترائب. وسئل ابن عباس: ماهي الترائب؟ قال

هذه الترائب، ووضع يده على صدره. واما مجاهد فقد قال: الترائب ما بين المنكبين الى الصدر. وقال سعيد بن ج;بير: الترائب اربعة اضلع من الجانب السفل. واما

الضحاك فقد قال: الترائب ما بين الثديين والرجلين والعينين. ومعمر بن ابي المدني قال انه بلغه في قول ال عز وجل " يخرج ما بين الصلب والترائب" هو ع;صارة

القلب، من هناك يكون الولد. واما قتادة فيقول ان الماء الدافق يخرج من بين صلب الرجل ونحره، حسب تفسير ابن كثير. وقول قتادة هو الذي كان سائدا* في ذلك

الوقت، وحتى الوقت الحالي. فمعظم الناس يعتقدون ان المني يخرج من الظهر،ولذلك يقولون فلن ابن ظهر فلن. والرجل يقول هذا ابني من ظهري.

والحقيقة ان المني ل يخرج من الظهر ول من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة، وكذلك من اكياس صغيرة

" أي الكياسSeminal Vesiclesبجنبي البروستاتة وعلى اتصال بها، تسمى " المنوية، والحيوانات المنوية تتكون في الخصيتين، ثم يجتمع الثنان ويخرج المني

وقت الجماع ليختلط ببويضة المرأة ومنهما يتكون الجنين. ويعلق الدكتور موريس على هذه ألية فيقول: ( يخرج هذا الماء كنتيجة التقاء منطقة الرجل الجنسية، وهي الصلب، مع منطقة المرأة الجنسية، وهي الترائب.

وهذا التفسير أكثر ملءمة من الترجمة النجليزية او الفرنسية التي تقول ان الماء يخرج من بين الظهر وعظام الصدر. فهذا القول يكون تفسيرا* اكثر منه ترجمة) .

133

وفي الحقيقة أن الترجمة النجليزية او الفرنسية أصدق قول* وملءمة* للقرآن منتفسير الدكتور.

وفي سورة " المؤمنون" الية الثانية عشر وما بعدها تقول: " ولقد خلقنا النسان من سللة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا

العلقة م;ضغة فخلقنا المضغة عظاما* فكسونا العظام لحما* ثم انشأناه خلقا* آخر فتباركال احسن الخالقين ".

ونحن نعرف ان " ثم" و " ف" حروف ت@ستعمل لتفيد التسلسل والتتابع. ففي الية اعله يقول جعلناه نطفة* في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة، اي بعد ان كان نطفة

صار علقة. فخلق العلقة مضغة فخلق المضغة عظاما* ثم كسا العظام لحما*. فنفهم من هذا التسلسل المنطقي ان العظام خ@لقت اول@ ثم ك@سيت لحما. غير ان الواقع غير

ذلك.

ولكن دعنا أول* نرى ماذا يقول علماء السلم ومفسروه عن خلق الجنين. فقد روي الستاذ شمس الدين بن قي�م الجوزية عن ابن مسعود انه قال: حدثنا رسول ال

( ص) وهو الصادق المصدوق: " إن أحدكم ي;جمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما*، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل ال

الملك فينفخ فيه الروح ".

وقال المام أحمد، حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد سمعت أبا عتبة بن عبد ال يحدث قال: قال عبد ال بن مسعود قال: قال رسول ال (ص): "إن النطفة تكون في الرحم

أربعين يوما* على حالها ل تغير، فإذا مضت له أربعون صارت علقة، ثم مضغة كذلك، ثم عظاما كذلك، فإذا أراد ال ان يسوي خلقه بعث ال اليه الملك، فيقول

الملك الذي يليه: أي رب! أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد، أقصير أم طويل، أناقص أم زايد، قوته وأجله، أصحيح أم سقيم؟ فيكتب ذلك كله، فهذا الحديث فيه الثقة. ,ان

الحادث بعد الربعين الثالثة – تسوية الخلق عند نفخ الروح فيه"

وعلق الدكتور الذي حقق هذا الكتاب على هذا الحديث بقوله ( وهذا التوفيق ليس

134

صحيحا* إذ أن بعث الملك في الحديث جاء بعد هذه المراحل وعبر عنه بلفظ " ثم" وهي تفيد الترتيب والتعقيب،، والتوفيق الصحيح هو ما ذكرناه آنفا* بحيث يكون في حديث ابن مسعود دخول الملك بعد الربعين الثالثة وحديث حذيفة يبين دخول الملك بعد اربعين يوما* تالية للربعين الثانية التي يكون فيها جمع الخلق في العلقة وهو ما عبر عنه بلفظ " بعد ما تستقر" حيث ان الستقرار يعني تعلق النطفة في جدار

الرحم)

ول ادري أي ملك يتحدث عنه الدكتور إذا كنا نتحدث عن العلم. فعلم الجنة كما درسناه ل يتحدث عن دخول ملئكة الى رحم المرأة الحامل لتنفخ الروح في جنينها.

وقد تكون هذه وقفة مناسبة نسأل فيها الدكتور، من ينفخ الروح في أجنة الكلب وهي في أرحام أمهاتها؟ فنحن نعلم من الحاديث النبوية ان الملئكة ل تدخل بيتا

فيه كلب. وبالتالي نستطيع ان نقول ان الملئكة لن تدخل رحم كلبة حبلى، فمن أين تأتي الروح لجنة الكلب؟ هل ينفخها الشيطان أم تدخل في الكلب دون ان ت@نفخ.

فإن كان الخير، فل داعي إذا* لملك ينفخ الروح في الجنين.

وحسب الحاديث السالفة يستغرق الجنين من كونه نطفة فعلقة فمضغة مائة وعشرين يوما*، ثم عشرة أيام لنفخ الروح، اي ما يزيد عن ثمانية عشر اسبوعا* ثم

ينفخ فيه الروح وي;حدد له ان يكون ذكرا* أو أنثى. وهذا الكلم أبعد ما يكون عنالعلم الحديث. فدعنا ننظر ماذا يقول العلم عن تكوين الجنين.

" كما ي;در�س في كليات الطب الحديثة يقول: أنEmbryologyعلم ألجنة أي أل " الحيوان المنوي الذي يحمل ستة* واربعين من " الكروسومات"، واحد منها يسمى "

اكس" وهو كروموسوم النوثة، وواحد يسمى " واي" وهو كروموسوم الذكورة يدخل الرحم وقت الجماع ويسافر في فراغ الرحم حتى يدخل احد النبوبتين اللتين

توصلن بين المبيض والرحم، وإذا قابل بويضة النثي التي تحمل ستة* واربعين من " الكروسومات"، أثنين منها تدعى " اكس" وهي كروموسومات ألنوثة، حصل

التلقيح وابتدأت البويضة في النقسام الى خليتين ثم أربعة ثم ثمانية وهكذا. وفي نفس الوقت تواصل تقدمها في النبوب نحو الرحم. فإذا وصلت الرحم التصقت

135

بجداره وواصلت انقسامها، وإذا لم تصل الرحم، تظل في النبوب وتواصل انقسامهاالى ان ينفجر النبوب، وهذا ما يسمى بالحمل النبوبي أي حمل خارج الرحم.

أما إذا دخلت الرحم والتصقت به وواصلت انقسامها، تنفصل الخليا الى ثلثة طبقات: أكتوديرم وميسوديرم واندوديرم. الطبقة الولى يتكون منها المخ والعصاب والجلد. والطبقة الثانية يتكون منها العظام والعضلت والوعية الدموية. أما الطبقة الخيرة فيتكون منهاالمعاء والرئتين والكبد والبنكرياس. وكل هذه العضاء تنموا

بالتوازي وليس بالتسلسل.

بنهاية السبوع الرابع يكون طول الجنين سنتيمترا* واحدا* ووزنه جراما* واحدا* وقد ظهر منه الرأس والبدن والذنب وظهرت مواضع العينين. وبنهاية السبوع الثامن يكون طول الجنين ثلثة سنتيمترات ووزنه اربعة جرامات وقد ظهرت منه اليدي

والصابع والرجل والقدام بأصابعها. وهنا يكون قد ابتدأ في الظهور أول عظم بالجسم، وذلك عظم الترقوة. بقية العظام ما زالت مكونة من غضروف ول بد ان

,تترسب املح الكالسيوم في هذه الغضاريف لتصير عظاما*.

وبنهاية السبوع الثاني عشر يكون الجنين قد اكتمل تكوينه وصار طوله حوالي تسعة سنتمترات ووزنه ستون جراما. وتكون المشيمة قد اكتمل نموها لتمد الجنين

بالغذاء اللزم لنموه وبالكسجين. وبنهاية السبوع السادس عشر يبدأ القلب في ضخ الدم حول الجسم ويبدأ الطفل الحركة داخل الرحم. وينمو الجنين بعد ذلك

بسرعة كبيرة وتترسب املح الكالسيوم في الغضاريف لتكو�ن العظام.

أما كون الجنين ذكر أم أنثى فهذا يتحدد في اللحظة التي يتم فيها تلقيح البويضة، فإن خالط البويضة كروموسوم واي وهو الذكر صار الجنين ذكرا* وإن خالطها

كرومسوم اكس وهو كروموسوم النوثة، صار الجنين أنثى. فالحيوان المنوي هو الذي يحدد جنس الجنين إذ أن البويضة تحمل كروموسومات النوثة فقط، بينما

يحمل الحيوان المنوي كروموسومات النوثة والذكورة

فنحن نرى هنا انه بنهاية السبوع السادس عشر يكون شكل الجنين قد اكتمل وبدأ

136

قلبه يضخ الدم وبدأ هو بالحركة، فهو إذا* حي� يتحرك ولم تتكون منه ال أجزاء من عظام ترسب فيها الكالسيوم. ويحدث كل هذا بنهاية السبوع السادس عشر وليس

في منتصف السبوع الثامن عشر كما تقول الحاديث سابقة الذكر، عندما يدخلالملك لينفخ فيه الروح.

وكما ذكرنا سالفا* أن أول عظم يبدأ بالظهور في الجنين هو عظمة الترقوة، وتبتدئ بالظهور في السبوع السابع من تكوين الجنين. وبقية العظام تكون مكونة من

غضروف تترسب به املح الكالسيوم بالتدريج. وبعض العظام ( كعظام الرسغ) ل يتم تكوينها النهائي ال بعد سنوات من ولدة الطفل. فاذا* فكرة خلق العظام اول* ثم

كسوتها لحما* فكرة غير صحيحة.

عندما أمات ال رجل* وحماره مائة259وتتكرر نفس الفكرة في سورة البقرة ألية عام ثم احياه وقال له كم لبثت؟ قال لبثت يوما* او بضع يوم. فقال ال له انظر الى عظام حمارك الميت: " وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما*". أي انظر الى عظام الحمار الميت كيف نربطها بعضها على بعض ثم نكسوها لحما* ثم ن@حي

الحمار. فهو هنا مرة اخرى يخلق العظام ويربطها ببعضها ثم يكسوها لحما*.

وحتى الحاديث المنسوبة للنبي ل تمت للعلم بشئ. فقد ذكر ابن كثير في تفسيره للية المذكورة اعله أن بعض الناس يقرأها " فخلقنا المضغة عظما* " وقال ان ابن عباس قال: هو عظم الص;لب، وروى حديث ابي الزناد عن العرج عن ابي هريرة

قال: قال رسول ال (ص): " كل جسد ابن آدم يبلى ال عجب الذنب، منه خ@لق ومنه ي;رك?ب". وطبعا* النسان ل ي;خلق من عظم العجب، وليس عظم العجب أقوي شئ فيه.

فالمعروف ان اسنان النسان هي اقوي شئ في جسمه إذ تتكون من مادة الEnamel.وهي آخر ما يبقى من جسم النسان

وفي حديث آخر قال المام احمد حدثنا حسن بن الحسن، حدثنا ابو كدينة عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابيه عن عبد ال قال: مر يهودي

برسول ال (ص) وهو يحدث اصحابه، فقالت قريش: يا يهودي، ان هذا يزعم انه

137

نبي. فقال اليهودي: لسألنه عن شئ ل يعلمه ال نبي. فقال: يا محمد مم ي;خلق النسان؟ قال من كل0 ي;خلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فاما نطفة الرجل

فنطفةZ غليظة منها العظم والعصب واما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم.وطبعا* هذا الكلم ل يمت للحقيقة بشئ، ول يستحق التعليق عليه.

وأما لماذا يشبه المولود أباه أو أمه؟ فنحن الن نعرف أن ذلك ناتج عن جينات الوراثة التي يكتسبها الطفل من ابويه وقت تلقيح البويضة، فإذا كثرت جينات الب صار الطفل أشبه بأبيه، وإن كثرت جينات الم ، صار أشبه بأمه. ول بد للطفل ان يرث جينات من أمه وأخرى من ابيه وبذا يكتسب بعض الصفات من الم والبعض

الخر من الب. ولكن أنظر ماذا يقول علماء السلم.

في صحيح مسلم عن عائشة: أن أمرأة قالت لرسول ال (ص) هل تغتسل المرأة اذا احتلمت فأبصرت الماء؟ فقال: نعم، فقالت عائشة: تربت يداك، فقال رسول ال عليه الصلة والسلم: دعيها وهل يكون الشبه ال من قcبل ذلك إذا عل ماؤها ماء الرجل

– أشبه الولد أخواله، وإذا عل ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.

هذا الحديث ل شك ألفه رجال ل يعرفون أي شئ عن الفيسيولوجي. فالمرأة إذا احتلمت ل يخرج منها مني، وإذا جامعت الرجل ل يخرج منها ماء ليعلو ماء الرجل

أو ليعلوه ماء الرجل. فقد ذكرنا سابقا* ان المهبل وبعض الغدد في شفائف المهبل تفرز مادة لزجة عند التهيج وقبل بدء الجماع لتسهيل عملية اليلج، ولكن عندما

" فل يخرج منها ماء حتى يعلو ماء الرجلOrgasmتتهيج المرأة اثناء الجماع " أو يعلوه ماء الرجل.

والدكتور عبد الغفار البنداري الذي حقق كتاب ابن قيم الجوزية يعلق على هذا الحديث فيقول: ( أخرجه مسلم، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها/

والشبه هنا غير الجنس والنوع. فالشبه شئ بقدرة ال تعالى. وهو ما ف@هم سببه في الطب الحديث بغلبة الصفات الوراثية التي تحملها الجينات الوراثية التي تتكون منها

الحيوانات المنوية الموجودة في ماء الرجل او الجينات الوراثية التي تتكون منها

138

خليا البويضة الموجودة في ماء المرأة. وهذا معنى أيهما عل أو سبق يكون منهالشبه).

والدكتور أخطأ مرتين هنا: المرة الولى هي أن بويضة المرأة خلية واحدة فقط وليست خليا كما يقول، والمرة الثانية انه قال " البويضة الموجودة في ماء المرأة".

وقد ذكرنا ان المرأة ليس لها ماء، والبويضة ل تسبح في ماء كما يسبح الحيوان المنوي، إنما تحركها ش@عيرات صغيرة داخل النابيب التي تصل بين المبيض

والرحم.

ولسبب ما يقول القرآن عن المني أنه ماء مهين بعد أن كان ماءg دافقا*. ففي سورة يقول: " ثم جعلنا نسله من سللةc من ماء مهين". وفي سورة8السجدة ألية

يقول: " ألم نخلقكم من ماءc مهين". ول أجد أي سبب يجعل20المرسلت، ألية المني مهين، لنه لو كان المني مهين فإن النسان الذي ي;خلق منه يصير مهينا كذلك، لن الفرع يتبع ألصل. لكن الدكتور موريس قد�م تفسيرا* من عنده فقال:

( وصف المني بانه مهين ناتج عن كونه يخرج من مجري البول) . ماذا إذا* عن الجنين وهو يخرج من الفرج الذي يخرج منه الحيض، وهو انجس شئ في السلم وفي اليهودية كذلك، ويخرج منه البول كذلك، رغم ان البول له مخرج خاص لكنه يفتح داخل شفائف الفرج، وبالتالي يخرج البول من الفرج، فهل يكون الفرج قذرا*؟

والمني القذر هذا ي;سكب في المهبل وبالتالي يجب أن يكون المهبل قذرا* لنه يحتويعلى مني قذر. فهل يا ت@رى يكون الجنين مهينا* وقذرا* لنه يخرج من المهبل؟

ونحن نعرف أن مدة الحمل عند النساء تسعة أشهر قد تزيد بأسبوعين او ثلثة، وبعدها يموت الجنين إذا لم يولد لن المشيمة تتصلب أوعيتها الدموية بعد هذه

المدة ول تستطيع تغذية الجنين، فيموت. ولذا ل يسمح الطباء للحمل ان يستمر اكثر من اسبوعين أو ثلثة بعد اكتمال مدته، وفي هذا الثناء تكون المرأة تحت

مراقبة مستمرة لمعرفة حال الجنين. وعند ظهور أول علمات مضايقة الجنين من عدم وصول الوكسجين اليه بكمية وافرة، يتدخل الطباء لنهاء الحمل. ولكن انظر ماذا يقول علماء السلم: " وأما أقصاها ( مدة الحمل) فقال ابن المنذر اختلف أهل

139

العلم في ذلك فقالت طائفة: أقصى مدته سنتان، وروي هذا القول عن عائشة وروي عن الضحاك وهرم بن حيان: أن كل واحد منهما أقام في بطن أمه سنتين وهذا قول سفيان الثوري. وفيه قول ثاني: وهو أن مدة الحمل قد تكون ثلث سنين. روينا عن

الليث بن سعد أنه قال حملت مولة لعمر بن عبد ال ثلث سنين، وفيه قول ثالث:أن أقصى مدته أربع سنين هكذا قال الشافعي.

: " وإن لكم في النعام لعبرةZ ن@سقيكم مما66ولننظر الن الى سورة النحل، الية في بطونه من بين فرث ودم0 لبنا* خالصا* سائغا* للشاربين ". فلنرى اول* ماذا يقول

ابن كثير في تفسيره لهذه ألية. يقول: لبنا* خالصا* اي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كل� الى موطنه اذا نضج

الغذاء في معدته، فينصرف منه دم الى العروق ولبن الى الضرع وبول الى المثانة وروث الى المخرج وكل منها ل يشوب الخر ول يمازجه. والفرث هو مافي امعاء

الحيوان من فضلت ، ومنه يتكون الروث او البعر.

واي انسان لديه قليل من العلم يعرف ان اللبن ل يتكون في بطن البقرة او النعجة وانما في الضرع، وليس هناك اي مجال لختلط اللبن بالروث او بالدم. ولذا قوله "

نسقيكم مما في بطونه من بين رفث ودم "، ل يمت للعلم بشئ.

ولكن أنظر ماذا يقول الدكتور موريس: ( التفسير الذي أوردته لهذه ألية تفسير شخصي لن تفاسير بلشيري وبروفسير حميد ال غير مقبوله لنه ليس هناك أي

اتفاق بينها وبين الفكار الحديثة حتى على أبسط المستويات. ومن المعروف ان المترجم، مهما كانت خبرته، معرض للخطأ في ترجمة الحقائق العلمية، إل إذا حدث

أن كان هو نفسه أخصائي في ذلك المجال. وأحسن تفسير لهذه ألية هو: ان في انعامكم عبرة لكم. فاننا نسقيكم مما في داخل أجسامها، ويأتي من منطقة اتصال

محتويات المعاء مع الدم، لبنا* خالصا.) ويستمر الدكتور فيقول:

(فأنا قد أخترت " من داخل اجسامها" بدل " من داخل بطونها" لن كلمة " بطن" تعني كذلك " الوسط" أو " داخل الشئ". والكلمة ليس لها معنى محدد في لغة التشريح "

140

Anatomyوفكرة مصدر اللبن تأتي من كلمة " بين" وهي أيضا* تستعمل في ." معنى إحضار شخصين أو شيئين مع بعض. والمواد التي يتكون منها اللبن تأتي من تغيرات كيماوية تحدث على مجرى الجهاز الهضمي. وعندما تصل درجة معينة من

الهضم تتسرب وتدخل في الدورة الدموية. واللبن يفرزه الضرع ولكن الضرع يتغذى بمحتويات الدم التي أتت من المعاء. فالدم إذا* يلعب دور حامل وموزع الغذاء

الذي أتى من المعاء. وهذه الحقائق لم تكن معروفة في أيام النبي محمد. ولن الدورة الدموية اكتشفها وليام هارفي حوالي عشرة قرون بعد نزول القرآن، فأعتقد أن هذه ألية واشارتها لختلط الغذاء بالدورة الدموية، ل يمكن ان يكون لها تفسير

بشري نسبة للزمن الذي نزلت فيه) .

تفسير الدكتور فيه أشياء كثيرة تستحق التعليق: أول*: يقول الدكتور انه بدل كلمة " بطونها " فقد اختار لتفسيره كلمة " أجسامها" لن كلمة أجسامها توافق المعنى أفضل من بطونها. فهو هنا غي�ر كلمة نزلت في القرآن

وبالتالي وضع نفسه في مكان من يصحح ال، وهذا طبعا* غير مقبول لهل الدين.

ثانيا* يقول الدكتور انه اختار كلمة اجسامها لن كلمة البطن ليس لها تعريف محدد "Abdomenفي علم التشريح. وبما أن الدكتور جراح فهو يعرف أن كلمة بطن "

معر�فة تعريفا* دقيقا* في علم التشريح. فهي المنطقة الواقعة بين الحجاب الحاجز "Diaphragmوالحوض،وتحدها الخاصرة من كل جانب. فالدكتور هنا اما انه لم "

يتبع المانة العلمية او انه يجهل تعريف البطن، وهو شئ مستبعد

وثالثا* يقول الدكتور أن المفسرين مهما كان علمهم باللغة معرضون للخطأ إل إذا كانوا علماء متخصصين في ذلك الفرع المعين من العلم. فإذا* نستطيع أن نقول أن

كل التفاسير التي بحوزتنا يجب أن نرميها في البحر إذا كانت تتعلق بتفسير أي آية فيها شئ من علم الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء، لن المفسرين القدماء لم يكونوا اخصائين في هذه العلوم. ويقودنا هذا الى أن نسأل لماذا خاطب ال العرب بلغة

علمية ل يفهمون معناها وهو كان يريد اقناعهم ليسلموا؟

141

ولننظر الن الى المياه الحلوة والمالحة. ففي سورة الرحمن، الية التاسعة عشر وما بعدها: " مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ ل يبغيان، فباي الء ربكما تكذبان، ي;خرج منهما اللؤلؤ والمرجان ". وكلمة " مرج " تعني " خلط "، لن " المروج " هي الحقول الشاسعة الخضراء، كأنما اختلط حقل� بحقل، فصارت مروجا* شاسعة. ويقول

المعجم الوسيط: مرج تعني خلط . وفي القاموس المحيط للفيروز آبادي: المرج تعني القلق والضطراب والختلط. ولكن ابن عباس يقول (" مرج " يعني ارسلها،

وقوله " يلتقيان" قصد به انه منعهما ان يلتقيا، بما جعل بينهما من برزخ.) واما البحر الحلو فهو النهار. وطبعا* كل هذا اللف والدوران هو محاولة للخروج من

مأزق " مرج البحرين يلتقيان" و " بينهما برزخ ل يبغيان". والواضح ان المقصود انه خلط الماء العذب من النهار بماء البحار. وكل انهار العالم المعروفة تصب في البحار، ماعدا بعض الشواذ التي تصب في ب;حيرات، فكيف يقولون انه جعل بينهما

برزخا* فل يلتقيان، ل يمكن تفسيرها تفسيرا* علميا.

وماذا عن " ي;خرج منهما اللؤلؤ والمرجان". فأول*، اللؤلؤ معروف ولكن ل احد يعرف ما هو المرجان. فقد قيل انه صغار اللؤلؤ، قاله مجاهد وقتادة والضحاك

ور;وي كذلك عن علي. وقيل هو كباره وجيده، حكاه ابن جرير عن بعض السلف، وقيل هو نوع من الجواهر احمر اللون. قال السدي عن ابن مالك: المرجان الخرز الحمر. فواضح اول* ان كلمة " المرجان " ادخلت في الية لتماشي السجع، وليس لها معني مفهوم للعرب رغم ان القرآن نزل بلسان عربي. وثانيا*، ي;فهم من قوله "

ي;خرج منهما اللؤلؤ والمرجان " ان اللؤلؤ يخرج من البحر ومن النهر، وهذا بالتأكيدغير صحيح، فليس هناك نهر بالعالم به لؤلؤ.

: " وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فراتZ وهذا53وفي سورة الفرقان، الية مالحb ا@جاجb وجعل بينهما برزخا* وحجرا* محجورا* ". ول جديد في هذه الية ول تخدم

: " وما يستوي البحران هذا12غرضا* غير التكرار. ولكن في سورة فاطر، ألية عذب فراتZ سايغ شرابه وهذا ملحb أجاج ومن كل0 تأكلون لحما* طريا* وتستخرجون حلية* تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون". وهنا

كذلك يخبرنا القرآن اننا نستخرج حلية* من النهار، وليس هذا بصحيح.

142

الفصل السادسمنطق القرآن:

بما ان الرسول لم تكن له معجزات مثل موسى او عيسى، فقد حاول اقناع عرب الجاهلية بالمنطق، ولكن منطق القرآن ل يستقيم والمنطق المعروف لدينا الن. فاذا

، عندما سأل اهل مكة النبي عن عدد اهل22اخذنا مثل* سورة الكهف، الية الكهف: " سيقولون ثلثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما* بالغيب

ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم". فأي منطق هذا لقناع الناس بان القZرآن من عند ال. هم كانوا يعلمون ان ال اعلم ولذلك سألوا النبي ان

يخبرهم بعدد اهل الكهف، ولكن بدل* من الجابة المباشرة بعددهم، يخبرنا القرآن ما قال الناس عن عددهم، ويخبرنا أن كل هذا القول تخمين. فلماذا إذا* ل يخبرنا هو

بالعدد الحقيقي حتى ل يكون هناك داعي للتخمين؟

واخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: أتت أمرأة النبي فقالت: يا نبي ال، للذكر مثل حظ النثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل كذا، ان عملت المرأة

من سورة النساء: " ول32حسنة*، ك@تبت لها نصف حسنة؟ فكان رد النبي بالية تتمنوا ما فضل ال به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب

مما اكتسبن واسالوا ال من فضله ان ال كان بكل شئ عليما". فأين الجواب على سؤال المرأة ان كان سيكتب لها نصف حسنة ام حسنة كاملة. كل ما أخبرها به

القرآن هو أل تتمنى ما فضل ال به الرجال على النساء. وهذا هو شأن القرآن فيكل السئلة التي و;جهت للرسول.

فمثل* لما سألوه عن الروح، أجاب: " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي". من سورة البقرة: " يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس189وفي الية

والحج". وهذه هي نفس الفكرة التي عبرت عنها التوراة: " وقال ال: لتكن نيرات في جkلد السماء بين النهار والليل وتكون علماتc للمواسم وأليام والسنين" وعرب

الجاهلية كانوا يعرفون ان الهلة مواقيت للحج وكانوا يعرفون بها الشهر الحرم وغيرها، وكذلك كان يهود مكة على علم أن الهلة مواقيتZ للناس، ولكنهم سألوا

143

النبي ليشرح لهم كيف يكون القمر هلل* ثم يكبر ويصير قمرا. ولكنه لم يكن يدري،فأخبرهم بانها مواقيت للناس.

وان نظرنا ماذا قال ال لزكريا لما طلب منه معجزة ليريها قومه عندما علم أن أمرأته ستلد له ولدا* وهو رجل� كهل وأمرأته كانت عاقرا: " قال رب اجعل لي آية

قال آيتك ال تكلم الناس ثلث ليال0 سويا" . فهل اذا رفض زكريا ان يكلم الناس ثلثليالي تكون هذه معجزة؟

، قال لمريم: " فكلي واشربي وقري عينا* فإما ترين26وفي نفس سورة مريم، الية من البشر احدا* فقولي إني نذرت للرحمن صوما* فلن اكلم اليوم انسيا". فكون مريم

نذرت ال تكلم انسانا* في ذلك اليوم، لن ي;قنع احدا* انها حبلت بعيسى من دون ان يمسسها بشر، وكان الولى بها ان تكلمهم وتحاول شرح الحمل لهم بدل ان تصوم عن الكلم. والشئ الغريب ان ال امرها اذا رأت من البشر احدا* ان تقول له اني

نذرت للرحمن ال أكلم اليوم انسيا. وبديهي اذا قالت كل هذه الجملة الطويلة لكل منقابلها من البشر، تكون قد كلمتهم طوال اليوم وبطل نذرها.

، عندما تجادل الملك النمرود بن كوش مع ابراهيم: "258وفي سورة البقرة، الية ألم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه ال الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان ال يأتي بالشمس من المشرق

فأت بها من المغرب فب;هت الذي كفر وال ل يهدي القوم الظالمين". وهذا طبعا* ابسط انواع المنطق، واسهله في قلب المور رأسا* علي عقب. فبدل ان ي;بهت النمرود كان

ممكنا* وبكل سهولة ان يقول لبراهيم: بل اجعل ربك يأتي بالشمس من المغرب وسأتي أنا بها من المشرق مرة* أخرى. وطبعا* في هذه الحالة كان ابراهيم سيكون

الذي ب;هت.

عندما رفض ابن نوح الركوب معه في السفينة: " قال يا46وفي سورة هود، الية نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فل تسألن ما ليس لك به علم". فقال له نوح في الية اللحقة: " قال رب اني اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم". وطبعا

النسان دائما* يسأل عما ليس له به علم. فلو كان له به علم لصار السوال اضاعة

144

للوقت والجهد.

ولما طلب اهل مكة من النبي ان ينزل لهم معجزة*، اجابهم ال في سورة السراء، : " وما منعنا ان نرسل اليات ال ان كذب بها الولون". وأليات هنا تعني59الية

المعجزات. فرفض ال ان ينزل على محمد معجزة لن الولين كذبوا بها. فدعنا نستعرض بعض هذه المعجزات. فلنبتدئ بداود الذي سخر له الحديد وسخر له الريح

وجعل الجبال تؤب اي تسب�ح معه، فكذبه قومه. ثم، كما يbخبرنا القرآن، ارسل ال من بعد داود ابنه سليمان وعلمه لغة الطير وسخر له الجن والريح والحيوانات كلها

واعطاه مال* وحكما* عظيما. وكذبه قومه. ثم اخرج لثمود ناقة* من الصخر، فلم يصدقوا نبيهم وعقروا الناقة. وبعد فترة ارسل ال موسى واعطاه بدل معجزة

في سورة السراء: " ولقد آتينا موسى تسع101واحدة تسع معجزات حسب الية آياتc بيناتc ". ولم يؤمن بنو اسرائيل، ولكن لم يمنع هذا ال من انزال المعجزات

على عيسى، فجعله يكلم الناس في المهد، ويحيي الموتى، ويشفي المرضى، وانزل له المن والسلوى من السماء. فاذا كان كل هولء النبياء طلبوا المعجزات واعطاهم

اياها ال رغم ان الذين قبلهم قد كذبوا بها، لماذا منع آخر نبي من المعجزات لن الذين سبقوا كذبوا بها؟ والجواب طبعا* أنه ما كان في مقدور محمد أن ينزل لهم مائدة* من السماء او يgحيي لهم موتاهم فقال لهم ان ال لم ينزل لهم معجزات لن

الذين سبقوهم كذبوا بها.

تقول: " ولول ان يكون الناس امة* واحدة لجعلنا لمن33وسورة الزخرف الية يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا* من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم ابوابا

وسررا* عليها يتكون، وزخرفا* وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والخرة عند ربك للمتقين". ومعنى هذه اليات هو لول ان يخاف ال ان يصير كل الناس كفارا* لجعل للكافرين ابوابا* وسقوفا* ودرجا* لبيوتهم من الفضة ولزخرفها لهم بالذهب ليريهم ان كل هذا جزء يسير من خيرات الخرة. ولو اخذنا في العتبار ان هذه السورة نزلت

بمكة لما كان عدد المسلمين ل يتجاوز العشرات، وكل قريش كانت كافرة، ضاع علينا منطق القرآن لن اهل مكة اصل* كانوا امة واحدة في الكفر باستثناء عدد

بسيط من المسلمين. وحتى لو تجاوزنا عن هذا، فليس منطق القرآن بمقنع هنا لنه

145

لو صارت كل منازل الكفار من الفضة، وهم الغلبية في مكة في ذلك الحين، لصبحت هذه البيوت شيئا* مألوفا* طبيعيا* ل تؤثر في معتقدات الناس. فلو نظرنا الى

دول الخليج الن، نجد ان بإمكانهم سقف منازلهم بالفضة لو شاءوا وكذلك جعل ابوابها ودرجها من الفضة، ولكن هذا لم يجعلهم يكفرون بال ويتخلون عن السلم. ونرى ان المنطق الكثر اقناعا* هو ان يجعل ال بيوت المسلمين الوائل في مكة من

الفضة حتى ي;ري الكفار ان ال قادر على مكافأة المسلمين في هذه الحياة وفيالحياة الخرى.

واذا نظرنا للية الخامسة عشر من سورة محمد نجدها تقول: " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من

خمر لذة للشاربين ". فاذا كان الخمر يصلح ان يكون جائزة للمتقين الذين يخافون ال ويفعلون كل ما امر به السلم، لماذا ح;رمت الخمر في هذه الحياة؟ او اذا وضعنا السؤال بطريقة مختلفة: اذا كان من الممكن في هذه الحياة ان يشرب

النسان ماءg غير آسن ولبنا* لم يتغير طعمه وخمرا* لذيذ الطعم لذة للشاربين، فماذا يغريه بالعمل الصالح لكي يدخل الجنة غير الحياة الزلية. فالشياء الخرى مثل بنات الحورالجميلت والفواكه العديدة والولدان الذين اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا

منثورا*، فكلها يمكن الحصول عليها هنا. اما السرة المصنوعة من ذهب او زبرجد فليست مغرية للغالبية العظمى من الناس. فالحياة الزلية هي الشئ الوحيد الذي ل

يوجد في هذه الحياة.

ولما لم يكن هذا شيئا* محسوسا* ول يمكن تبيانه للناس لجأ القرآن للتهديد والوعيد بنار جهنم التي يفوق وصفها في القرآن وصف اي شئ آخر. فدعنا نقرأ ما كتب

الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الزهر الشريف، عن حديث القرآن عن يوم الحساب: (من ألساليب الحكيمة لتعميق اليمان، تذكير الناس بأهوال هذا اليوم،

ومن أليات القرآنية التي صورت أهوال هذا اليوم تصويرا* ترتجف له القلوب، قوله تعالى: "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم. يوم ترونها تذهل كل

مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم

146

بسكارى ولكن عذاب ال شديد" . وقد أفتتح سبحانه هذه السورة الكريمة بهذا الفتتاح الذي تهتز له النفوس، لكي يزداد الناس إيمانا* على إيمانهم، ويقينا* على

يقينهم بأن يوم القيامة حق، وان الثواب والعقاب فيه صدق)

وصف مرو�ع ول شك، ولكن هل يحتاج الذين آمنوا الى مثل هذا التخويف ليزيدواايمانهم، كما قال الشيخ طنطاوي؟

ويستمر الشيخ طنطاوي في تخويف الناس بيوم الحساب فيقول: ( وفي موطن ثالث يذك?ر القرآن بأهوال يوم القيامة بأسلوب فيه ما فيه من التهديد والوعيد لمن كذب

بهذا اليوم، فيقول سبحانه: "فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول النسان يومئذ أين المفر. كل ل وزر. الى ربك يوميذ المستقر. ينيأ النسان

يومئذ بما قدم واخر. بل ألنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيرة" . والحق ان حديث القرآن عن أهوال يوم الحساب حديث ل تكاد تخلوا منه سورة من سور

القرآن الكريم، وأقرأ على سبيل المثال الجزء الخير من اجزاء القرآن الكريم، تجدهمع أن سوره من السور القصيرة نسبيا*، زاخرا* بالحديث عن أهوال يوم القيامة)

وسورة الحج تصف العذاب الذي يتعرض له الذين لم يؤمنوا بال: - " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا ق@ط?عت لهم ثيابb من نار19

يصب من فوق رءوسهم الحميم"- " ي;صهر به مافي بطونهم والجلود"20- " ولهم مقامع من حديد"21- : كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم0 أaعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق"22

ويصف ال نفسه بالرحمة ويذكرنا في بداية كل سورة انه هو الرحمن الرحيم، فهل بعد هذا الوصف للعذاب يبقى هناك مكان للرحمة؟ والناس الذين درسوا التوراة دراسة علمية يقولون أن إله موسى إله غاضب وشرس، مولع بالحروب وقتل

الناس، والتوراة ل تصف عذاب يوم القيامة بمثل هذا الوصف المخيف. ول غرو أن القرآن ملئ بالتهديد والوعيد لنه حاول إقناع الناس بمنطقه الذي تحدثنا عنه سابقا

147

ولم يفلح في إقناعهم، فما بقي له غير التهديد والوعيد.

من سورة الحج: " ان ال23ولما كان الحديث عن الجنة والنار، دعنا ننظر للية يد;خل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها النهار ي;حلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا* ولباسهم فيها حرير". وعلماء الدين قد حر�موا لبس الذهب على الرجال، وفي الصحيح: " ل تلبسوا الحرير ول الديباج في الدنيا فانه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الخرة". فما الحكمة في تحريم الخمر والذهب والحرير علي

الرجال ووعدهم انهم اذا عملوا صالحا* ستكون مكافأتهم نفس هذه الشياء فيالجنة.

وفي سورة الحجرات ، الية السابعة عشر عندما جاء بنو اسد للنبي وقالوا له ها نحن اسلمنا دون قتال، قال ال لهم: " يمنون عليك ان اسلموا قل ل تمنوا علي

اسلمكم بل ال يمن عليكم ان هداكم لليمان ان كنتم صادقين ". ونحن نعلم ان ال يهدي من يشاء، وهذا هو قد هدى بني اسد للسلم ولكن لماذا يمن عليهم ان

هداهم، اليس الغاية من ارسال الرسول ان يسلم اكبر عدد ممكن من الناس؟ ويستغرب النسان لهذا المن من ال علي بني اسد، خاصة لما نعرف ان ال، في

سورة المدثر، الية السادسة، امر محمد ال يمنن: " يا ايها المدثر، قم فانذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر، ول تمنن تستكبر ". فكيف ينهى محمد عن

المن ويمن هو؟

، نجده21ومرة اخرى يصعب علينا متابعة منطق القرآن، ففي سورة الحديد، الية يقول: " سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض اعدت للذين آمنوا بال". وقد رأينا في الفصول السابقة ان عرض السماء ل حدود له والرض ليس لها عرض لنها كرة. ولكن نستنتج من هذه الية ان الجنة من الكبر بمكان

يصعب معه حتى تخيل حجمها. والسؤال الذي يطرأ على ذهني هو: لماذا يريد ال ان يخلق الجنة بهذ الحجم وهو يخبرنا في سورة الواقعة، الية الثانية عشر وما

بعدها: " في جنات النعيم، ث@لة من الولين، وقليل من الخرين". وال يخبرنا هنا ان ث@لة اي عددا* بسيطا* جدا* من الولين وقليل من الخرين سيدخل الجنة، لن الغالبية

148

من الناس كلما جاءهم رسول كفروا به ولذلك لن يدخلوا الجنة.

فاذا كان هذا هو الحال، لماذا كل هذه الجنة التي ل حدود لها، ولن يدخلها ال عدد بسيط من الناس. وحتى في هذا العدد القليل من الناس يكون المسلمون اقلية، ففي

حديث عن النبي انه قال: " اني لرجو ان تكونوا ربع اهل الجنة". واذا كان هذا العدد البسيط من الناس سيدخل الجنة والغالبية العظمى من الناس سيذهبون الى

جهنم، وخاصة ان ال يقول: " وما منكم ال واردها"، والحديث هنا عن جهنم، وقال علماء السلم ان كل البشر سيردون جهنم ولكن اهل الجنه سيكون ورودهم مؤقتا ولفترة وجيزة ثم يذهبون للجنة. فاذا كانت كل هذه البليين من البشر سترد جهنم، فل بد ان يكون حجم جهنم اضعافا* مضاعفة* من حجم الجنة التي سيدخلها قليل من

الناس. وهذه الجنة عرضها السموات والرض، وليس هذا فحسب، بل هناك جنتان لمن خاف مقام ربه: " ولمن خاف مقام ربه جنتان" . وحتى الجنتان هذه سيكون من

دونها جنتان: " ومن دونهما جنتان" . وقال جريج هن اربع جنات، وقال القرطبى: ويحتمل ان يكون " ومن دونهما جنتان" لتباعه أي اتباع محمد، لقصور منزلتهم

عن منزلته، احدهما للحور العين والخرى للولدان المخلدين ليتميز بهما الذكور عنالناث. فإين إذا* ستكون جهنم؟

ويكرر القرآن اسئلة عديدة مالها اجابة مقنعة. فمثل* في سورة الغاشية، الية السابعة عشر، يسأل: " أفل ينظرون الى البل كيف خ@لقت". وما كان احد في تلك

اليام يدري كيف خ@لقت البل. وخلق البل في حد ذاته ل يختلف عن خلق القطة او الفأر.. ولكن القرآن اختار البل للتهويل لن حجمها كبير، رغم ان هذا ل يؤثر في

عملية الخلق. ول بد ان نفترض ان ال قد خلق الديناصورات وحجمها اضعاف حجم البل، لكنه لم يضرب بها المثل. وقد يقول قائل ان ال لم يضرب بها المثل لنها

انقرضت ولم يشاهدها اهل مكة. ولكن نفس أهل مكة هولء لم يروا في تلك اليام، وحتى عهدc قريب، الرمان، لكون مكة صحراء ل ينبت فيها شجر الرمان " ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادc غير ذي زرع عند بيتك المحر�م" . ولكن هذا لم يمنع القران

من أن يذكرهم ان ال سيجازيهم بجنة يأكلون فيها الرمان " فيها فاكهةZ ونخل

149

ورمان".

ونجد عدة اسئلة من هذا النوع، مثل: " الم ينظروا الئ السماء كيف خ@لقت" او " ألم : " ألم تعلم ان ال يعلم70يروا كم اهلكنا قبلهم من قرن". وفي سورة الحج، الية

مافي السماء والرض ان ذلك في كتاب ان ذلك على ال يسير". وكيف نعلم ان ال من نفس السورة: " ألم تر ان ال انزل63يعلم مافي السماء والرض؟ وفي الية

من السماء ماءg فتصبح الرض مخضرة ان ال لطيف خبير". فمنذ ان نشأ النسان على وجه الرض وهو يرى الماء ينزل من السماء، فما الدليل ان الذي انزله هو ال؟ فنحن نعلم الن قوانين الطبيعة التي تتحكم في نزول المطار ولكن ليس لدينا

اي برهان ان ال هو الذي خلق هذه القوانين. والغريب في المر ان القرآن يضرب اغلب امثلته بالمطر والزرع وأهل مكة ما كانوا يرون المطر ال مرة كل عدة

سنوات، ولذا كان العرب ر;حل* للبحث عن الكل والمرعى. وحتى عندما اسلمت كل الجزيرة العربية لم ينزل ال مطرا* عليها كما ينزله على بلد أخرى، لتصبح مخضرة

كما قال.

: " أولم ير الذين كفروا ان السموات والرض كانتا30وفي سورة النبياء، الية رتقا* ففتقناهما". وطبعا* لم ير الذين كفروا ان السموات والرض كانتا ملتصقتين ثم فتقهما، لن ذلك ان كان قد حدث، فحدوثه كان قبل ان ي;خلق النسان، فكيف يكون

النسان قد راى ذلك؟

والقرآن يحاول اقناع الناس بانه من عند ال بان يؤكد عدة مرات ان ال يعلم ما في الرحام، فمثل* في سورة الرعد، الية الثامنة: " وال يعلم ما تحمل كل انثي وما

تغيض الرحام". ويستطيع الطباء الن بان يعرفوا اذا كان الجنين ذكرا* او انثي، واحدا* أم أكثر، وهو بعد في رحم امه. بل اكثر من ذلك انه بامكانهم الن اختيار نوع الجنين قبل ان يزرعوه في الرحم، بل ويمكنهم ان يجروا عليه عمليات جراحية وهو

ما زال في الرحم. فهل كون ال يعلم مافي الرحام، منطق كافي لقناع الناسبوجود ال وبان القرآن من عنده؟

150

القرآن والرادة:

عندما يقرأ النسان القرآن، يسيطر عليه شيئان: الول هو الخوف من نار جهنم والعذاب الذي يصفه القرآن وصفا* دقيقا ومرعبا*t، والشئ الثاني هو عدم مقدرة

النسان علي تغيير مجرى الحداث، اذ ان كل شئ مكتوب ومسطر للنسان من قبل : " ما اصاب من مصيبةc في الرض22ان يولد. فمثل* لو اخذنا سورة الحديد، الية

ول في انفسكم ال في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على ال يسير". فيخبرنا ال هنا انه قد قدر كل شئ من قبل ان يبرأ او يخلق الرض ومن عليها. وكأن هذا ل يكفي، فيؤكد لنا الحديث نفس الشئ، يقول ابن كثير في تفسيره للية: حدثنا حيوة وابن لهيعة قال اخبرنا ابو هانئ الخولني انه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي يقول:

سمعت عبد ال بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول ال (ص) يقول: " قدر ال المقادير قبل ان يخلق السموات والرض بخمسين الف سنة". ورواه مسلم في

صحيحه

من122وهاهم النبياء انفسهم يتحاجون ويتلومون بما قZدر لهم، ففي تفسير الية سورة طه، نجد ابن كثير يقول: قال البخاري حدثنا ق@تيبة حدثنا ايوب بن النجار عن

يحيي بن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " حاج موسى آدم فقال له انت الذي اخرجت الناس من الجنة بذنبك واشقيتهم؟ قال آدم

ياموسى انت الذي اصطفاك ال برسالته وبكلمه أتلومني على أمر كتبه ال قبل ان يخلقني، او قدره ال علي� قبل ان يخلقني؟". فحتى آدم ليس مقتنعا* أن الذنب الذي

أرتكبه كان بمحض إختياره.

وحتى موضوع اليمان بال وبرسوله ليس في ايدينا، فهذه هي الية الثانية من سورة التغابن تخبرنا: " هو الذي خلقكم فمنكم كافرb ومنكم مؤمنb وال بما تعملون بصير". وشرح هذه الية يقول: هوالخالق لكم على هذه الصفة واراد منكم ذلك فل

بد من وجود كافر ومؤمن وهو البصير بمن يستحق الهداية. اي بمعنى آخر حتى لو اردت ان تؤمن، ل يمكن لك ان تؤمن ال اذا كان ال قد قدر انك تستحق الهداية

وكتب ذلك لك في اللوح المحفوظ

151

من سورة السجدة تخبرنا لماذا لم يهدي ال الناس كلهم: " ولو13وهاهي الية شئنا لتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لملن جهنم من الج0نة والناس

اجمعين". وبما ان جهنم ل تمتلئ " فنقول لها هل إمتلت فتقول هل من مزيد"، يجب ان يظل اكثر الناس كافرين حتى يمل ال جهنم بهم لنه سبق منه القول بذلك، وال

ل يخلف قوله.

ان اليمان ل يكون ال بإرادة93ومرة اخرى يخبرنا القرآن في سورة النحل الية ال: " ولو شاء ال لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء

ولتسئلن عما كنتم تعملون". فهو يضل من يشاء ثم يسألهم عما كانوا يعملون. فهليستوي هذا المنطق مع الرادة الحرة؟

ويظهر ان ال يختم على قلوب من اختارهم للكفر حتى ل يفهموا القرآن فيؤمنوا من سورة السراء نجد: " وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهون46به، ففي الية

وفي آذانهم وقرا* واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا". والية من سورة النعام تقول: " ولو انا انزلنا اليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا111

عليهم كل شئ ق@بل* ما كانوا ليؤمنوا ال ان يشاء ال ولكن اكثرهم يجهلون". فاذا* كل محاولت النسان الغير مسلم ان يفهم القرآن ويؤمن به ل تجدي ال اذا كان ال قد قرر مسبقا* لهذا الفرد ان يؤمن، وال سيجعل ال في آذنه وقرا* وسيطبع على قلبه

فل يؤمن.

تكرر لنا نفس الرسالة: " وما كان لنفس0 ان تؤمن ال100وسورة يونس، الية ،99باذن ال ويجعل الرجس على الذين ل يعقلون". وفي نفس سورة يونس الية نعلم: " ولوشاء ربك لمن من في الرض كلهم جميعا*، أفانت ت@كره الناس حتى

: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة118يكونوا مؤمنين". وفي سورة هود الية واحدة* ول يزالون مختلفين". ونحن نعلم من القرآن ان النسان ل يملك لنفسه نفعا

من سورة يونس تقول: "49ول ضرا* وانما هو م;سي�ر حسب ما قدر ال له، فالية قل ل املك لنفسي ضرا* ول نفعا* ال ما شاء ال".

152

وقد ي;رسل ال الرسل بلسان قومهم ليشرحوا لهم رسالة ال، ولكن هولء الناس ل يملكون الخيار في ان يؤمنوا او يكفروا، فالية الرابعة من سورة ابراهيم تقول: " وما ارسلنا من رسول ال بلسان قومه ليبين لهم فيضل ال من يشاء ويهدي من

يشاء".

والية التاسعة من سورة النحل تؤكد لنا عدم مقدرتنا عل تقرير مصيرنا: " وعلى ال قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء ال لهداكم اجمعين". وحتى الرسول نفسه ما كان بأمكانه ان يهدى من احب، كما حدث لبراهيم من قبله عندما حاول ان يهدي

من سورة القصص تؤكد لنا ذلك: "56اباه للدين الجديد، فما استطاع ذلك. والية انك ل تهدي من احببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين".

وقد رأينا مما تقدم ان النسان ليست له ارادة ليقرر لنفسه ما يفعل، واكثر من ذلك نجد ان السلم يأتي في قصصه بأمثلة تؤكد ان الحساب والعقاب ل يعتمد على ما

فعل النسان وانما يمكن معاقبته بما فعل غيره. فاذا اخذنا مثل* قصة قوم لوط، لرأينا ان الغالبية العظمى منهم لم يرتكبوا اي ذنب، فنصفهم كان نساء وحوالى

الخ@مس او السدس كانوا اطفال* ل يعلمون شيئا* عن الممارسات الجنسية التي كان يمارسها بعض الرجال في المدينة، ولبد أن أغلب الرجال كانوا طبيعيين من الناحية

الجنسية بدليل انهم جامعوا نساءهم وانجبوا أطفال المدينة، ونستطيع أن نقول أن عددا* غير كبير من الرجال كان منحرفا* جنسيا* وأرادوا مضاجعة ضيوف لوط، ولكن لما جاء عذاب ال، محا المدينة عن الوجود بكل من فيها، المذنب والبرئ، بما فيهم

الطفال.

ويظهر ان القرارات اللهية ل تلتزم بنفس العقاب لذات الثم، فاذا كان ال قد غضب على قوم لوط ولم يمهلهم لليوم الخر، وهم قد ارتكبوا اثم اللواط في مدينة واحدة،

فلماذا يصبر ال على المليين الذين يمارسون اللواط الن في كل مدن وقرى المعمورة، وهم يمارسونه من قبل ظهور السلم وحتى يومنا هذا، ول يخفونه كما

كان يحدث في الماضي؟ بل صاروا يعقدون الجيزات للمرأة على المرأة، وللرجل على الرجل. وها نحن نقرأ في الصحف يوميا* عن القساوسة الذين مارسوا الجنس

153

مع أولد صغار ممن ينشدون الناشيد في الكنائس، ول بد أن هناك مشائخ في العالم السلمي يفعلون نفس الشئ. فلماذا لم يعاقبهم ال كما عاقب قوم لوط؟ ول بد أن يقول شيخ السلم إن ال يمهل ول يهمل، ونقول لهم لماذا إذا* لم ي;مهل ال

قوم لوط؟

وقد سأل موسى ربه ان كان يريد ان يعاقبهم بما فعل السفهاء منهم، كما فعل بقوم من سورة النعام: " واختار موسى قومه سبعين رجل* لميقاتنا149لوط، في الية

فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبلي وأياي، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا، ان هي ال فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء". فهاهو النبي موسى الذي تكلم مع ال مباشرة* يقول له كيف تعاقبنا بما فعل السفهاء منا؟ وحتى هولء السفهاء ما فعلوا ما فعلوه ال بعد ان فتنتهم أنت، فهي فتنتك تضل بها من

تشاء.

ويظهر ان عمل النسان في هذه الحياة ل ي;عتمد عليه في الدخول الى الجنة او النار، وانما يعتمد كل شئ على القرار الولي الذي اتخذه ال قبل ان ي;خلق النسان. ولنقرأ هذا الحديث النبوي لنعلم مدى صحة هذا القول: حدثنا العمش عن زيد بن وهب عن عبد ال – وهو ابن مسعود – قال: حدثنا رسول ال (ص) وهو الصادق

المصدوق " ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ال ذراع فيسبق عليه الكتاب في;ختم له بعمل اهل النار فيدخلها، وان احدكم ليعمل بعمل اهل

النار حتى ما يكون بينه وبينها ال ذراع فيسبق عليه الكتاب في;ختم له بعمل اهلالجنة فيدخلها". فاذا* المسالة مسالة حظ ونصيب، ليس ال.

ويبدو ان بعض النبياء ل يريدون لقومهم ان يؤمنوا قبل ان يروا عذاب ال، فهذا هو موسى عندما ب;عث الى فرعون وقومه، يطلب من ال ان يشدد على قلوبهم فل

من سورة88يؤمنوا حتى يروا العذاب، وهو يوم القيامة، كما نرى في الية يونس: " وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون ومله زينة* واموال* في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فل يؤمنوا حتى يروا العذاب الليم". وليس غريبا* ان نفس هذه ألية موجودة في التوراة: "

154

وأقسى الرب قلب فرعون فلم يؤمن بموسى عندما كلمه ال"

ويبدو ان ال نفسه قد ختم على قلوب بعض الناس ومنعهم ان يؤمنوا قبل ان يريهم وما بعدها من سورة يونس: " ان الذين حقت96العذاب الليم، كما نرى في الية

عليهم كلمة ربك ل يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الليم".

المتناقضات في القرآن: هناك آيات كثيرة في القرآن يصعب اخضاعها للمنطق. والقرآن في هذا كبقية

الديان السماوية الخرى، ل يخضع للمنطق، وعلي النسان اما ان يؤمن بما جاء في السلم دون التفكير فيه منطقيا*، او اخضاعه للمنطق وادخال الشك الى نفس

" هو: التصديق بشئ دون تمحيص ". أي دونFaithالنسان. وتعريف اليمان " برهان. وعليه فان أغلب المؤمنين ل ي;خضعون ايمانهم للمنطق حتى ل يتزعزع هذا

اليمان. والذي يدفع النسان لخضاع السلم للمنطق هو اصرار بعض العلماء المسلمين على محاولة جعل القرآن يحتوي على كل شئ من الدين والدولة والعلم،

واصرارهم ان القرآن سبق العلم الحديث في تفسير الظواهر الطبيعية. وعليهسنحاول اخضاع بعض آيات القرآن للمنطق.

فلنبدأ بالية الرابعة من سورة ابراهيم: " وما ارسلنا من رسول0 ال بلسان قومه ليبين لهم فيضل ال من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحليم". والية السابعة

من سورة الشورى تقول: " وكذلك اوحينا اليك قرآنا* عربيا* لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع ل ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير". فالذي ي;فهم من هذين اليتين، حسب المنطق، هو ان ال ل يرسل رسول* لمة ال بلسانها، ولما

ارسل محمدا* بلسان0 عربي لينذر ام القرى، اي مكة، ومن حولها، يكون المقصود بالرسالة هم العرب. ولكن في سورة اخري يخبرنا القرآن ان السلم ا@نزل مصدقا

ومتمما* للكتب التى سبقته، وكذلك ارسل ال محمدا* بالسلم ليظهره على الدين كله.أي بمعنى آخر، ارسل محمدا* لكل البشر رغم ان القرآن نزل باللغة العربية.

نجد: " لو جعلناه قرآنا* اعجميا* لقالوا لول ف@صلت44ولكن في سورة فصلت الية

155

آياته، أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء". فاذا* لو جعل ال القرآن اعجميا* لحتج العرب ولقالوا لول ف@صلت آياته لنا بلغتنا، ولما كان علماء المسلمين يصرون على ان اعجاز القرآن في لغته، يجوز اذا* لغير العرب ان يقولوا ان ال لم يرسل رسول* لقوم ال بلغتهم، وما دام القرآن ليس بلغتنا، فهو ليس لنا لن ترجمته الى لغاتنا تفقده اعجازه اللغوي، وبما ان محمد لم تكن له معجزات مادية كغيره من النبياء، وكل معجزته هي لغة القرآن، فاذا ف@قدت هذه المعجزة نتيجة الترجمة فقد

القرآن قيمته القناعية.

وما بعدها: " نزل به الروح المين،193وسورة الشعراء تؤكد لنا ذلك في الية على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان0 عربي مبين، وانه لفي ز;بر الولين، أولم يكن

لهم آية* ان يعلمه ع;لماء بني اسرائيل، ولو نزلناه على بعض العجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين، كذلك سلكناه في قلوب المجرمين، ل يؤمنون به حتى يروا العذاب الليم". فهاهو ال يخبرنا انه لو ن?زل هذا القران العربي على بعض

العجمين لم يؤمنوا به حتى يروا العذاب الليم، وهو يوم القيامة.

وفي نفس الوقت الذي يخبرنا فيه القرآن ان السلم هو الدين المنزل لكل الناس، من سورة المائدة: " وليحكم اهل النجيل بما انزل ال فيه ومن لم47نجد فى الية

من نفس السورة: " قل يا68يحكم بما انزل ال فأولئك هم الفاسقون". وفي الية اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والنجيل وما ا@نزل اليكم من ربكم".

ومعنى هاتين اليتين ان اهل الكتاب من نصارى ويهود يجب ان يتبعوا النجيل والتوراة ويحكموا بما انزل ال فيهما. ول بد ان سيقول علماء السلم ان هاتين

اليتين منسوختان. ولكن كونهما انزلتا في المكان الول يدل على ان ال اراد لهل الكتاب ان ي;ح�كموا التوراة والنجيل لفترة من الزمن بعد ارسال محمد والى حين

النسخ، إذا كانتا فعل* قد ن@سختا. من نفس السورة: " ان الذين69ويذهب القرآن الى ابعد من هذا ويقول في الية

آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بال واليوم الخر وعمل صالحا فل خوف عليهم ول هم يحزنون". وبما ان اليهود والنصاري يؤمنون بال واليوم الخر، فان من عمل منهم صالحا* فل خوف عليه ول حاجة به لن يكون مسلما.

156

ولكن كيف يعللون ان الصابئين ل خوف عليهم ول هم يحزنون. فالصابئون اصلهم من فارس وكانوا يعبدون الصنام. وقال ابن كثير في تفسير هذه الية انها نزلت

في أصحاب سلمان الفرسي. ولما كان سلمان من المقربين الى الرسول، جلس اليه يوما* وأخبره عن الصابئين وانهم كانوا يؤمنون بمحمد قبل ان ي;بعث. فقال له

الرسول انهم من اهل النار، وحز هذا في نفس سلمان الفارسي وحزن لهم، فأنزل ال هذه ألية وقال إن الصابئين ل خوف عليهم ول هم يحزنون. وليس هناك في تاريخ فارس ول فيما و;جد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن ي;بعث. فإذا* الصابئون أaضيفوا الى قائمة الذين ل خوفZ عليهم ول هم يحزنون، إرضاءا* لسلمان الفرسي لنه حزن لهم لما

أخبره الرسول انهم من أهل النار.

ولما جاء نفر من اليهود يحك?مون النبي في خلف نشب بينهم، قال ال له في الية من سورة " المائدة: " وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم ال ثم يتولون43

من بعد ذلك وما اؤلئك بالمؤمنين ". فنفهم من هذا ان حكم التوراة هو نفس حكم القرآن، ويتبع من ذلك ان ل فرق بين التوراة والقرآن. فما كان اليهود يحتاجون أن

ي;ح�كموا محمد.

وفي ألية التي بعدها: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونورb يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والحبار بما استحفظوا من كتاب ال وكانوا عليه

شهداء". فقال ال أنه أنزل التوراة ليحكم بها النبيون، ونحن نعلم أن التوراة نزلت على موسي، ولم يكن بعد موسى ال عيسى ومحمد، فهل قصد ال أن يحكم محمد

بالتوراة؟ أم كانت هذه واحدة من أليات التي حاول بها محمد استمالة اليهود؟

وفي سورة آل عمرآن عندما يتكلم ال عن اليهود: - " ليسوا سواءg من أهل الكتاب أمةZ قائمةZ يتلون آيات ال أناء الليل وهم113

يسجدون" - " يؤمنون بال واليوم الخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر114

ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين"

157

- " وما يفعلوا من خير0 فلن يكفروه وال عليم بالمتقين"115

وهاهو ال يقول أن اليهود ليسوا كلهم سواء، ففيهم أمة يتلون التوراة ويؤمنون بال وهم من الصالحين، ولذا ما كان يحق لمحمد أن يقتلهم ويطردهم من ديارهم.

ولكن المفسرون السلميون قالوا أن القرآن قصد اليهود الذين أسلموا وآمنوا بمحمد. ونحن نعرف من كتب السيرة أن حفنة ت@عد على الصابع هم الذين أسلموا، وهم: عبد ال بن سلم وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسيد بن عبيد ، أما بقية

اليهود فقتلهم محمد وسبى نساءهم أو طردهم من ديارهم ونزحوا الى الشام. والربعة أو الخمس يهود الذين أسلموا ل يكو�نون أمة* حتى يذكرهم القرآن في هذه

ألية.

يخبرنا ال: " ان ال لطيف بعباده يرزق من يشاء ".19وفي سورة الشورى الية ويقول ابن كثير في تفسير هذه الية: يقول تعالى مخبرا* عن لطفه بخلقه في رزقه اياهم عن آخرهم ل ينسى احدا* منهم، سواء في رزقه البار والفاجر. وفي سورة

هود، الية السادسة نجد: " وما من دابة في الرض ال على ال رزقها". وتفسيرها: اخبر تعالى انه متكفل بارزاق المخلوقات من سائر دواب الرض صغيرها وكبيرها، بحريها وبريها. فاذا كان هذا هو المفهوم من هذه اليات، لماذا نرى كل عام على

شاشات التلفاز مليين من الطفال والنساء والرجال العجائز يموتون من اثر المجاعات في اثيوبيا والصومال وبقية افريقيا؟ هل يرجع ذلك الى انهم غير

مسلمين؟ في حين يخبرنا ابن كثير ان ال ل ينسى منهم احدا،t سواء عنده البار والفاجر. أيمكن ان يرجع هذا الى الية التي تقول: " ومن يتقي ال يجعل له مخرجا

ويرزقه من حيث ل يحتسب". فهل يرزق الذين يتقونه فقط، وال كيف تستقيم هذهالية مع الحقائق التي نراها بأعيننا من مجاعاتc متكررة في افريقيا؟

تقول: " والذي انزل من السماء ماءg بقدر فانشرنا به11وسورة الزخرف، في الية بلدة ميتا* كذلك ت@خرجون". ويقول تفسير الجللين: ينزل المطر بقدر حاجتكم اليه،

ولم ينزله طوفانا. ولكن في كل عام نرى بلدا* مثل الهند وبنقلديش تغمرها الفيضانات من كثرة المطار مما يؤدي الى موت مئات ان لم يكن آلفc من البشر

158

بينما يقتل الجفاف اعدادا* هائلة في افريقيا. فهل هذه الفيضانات السنوية بقدر حاجةالهند وغيرها للمطار؟

، يخبرنا القرآن ان ال خلق النسان من تراب: " خلقكم20في سورة الروم، الية ، يقول القرآن: " وجعلنا من الماء كل30من تراب". ولكن في سورة النبياء الية

شئ حيي أفل يؤمنون". وبما ان النسان مخلوق حي، فانه اذا* خ@لق من الماء، بينماتخبرنا الية الولى انه خ@لق من تراب.

ويتحدث القرآن عن يوم القيامة بوصفc دقيق لكل انواع العذاب والمسآلة، وهو وصفZ مخيف، ل شك في ذلك، ولكنه ل يخلو من التناقض، فمثل* في سورة "

: " فاذا ن@فخ في الصور فل انساب بينهم يومئذ ول101المؤمنون "، الية يتساءلون". وهذا يعنى ان النسان يوم الحساب اذا راى ابنه او ابنته فل يهتم

: " فعميت عليهم النباء66لنسبهم ول يتساءلون. وفي سورة القصص، الية : " ول10يومئذ فهم ل يتساءلون". وكذلك نفس التاكيد في سورة المعارج، الية

يسأل حميم حميما". ويقول كذلك في آية اخرى: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". فهذه صورة اناس في غاية من الهلع والخوف، يركضون في عدة اتجاهات ول وقت عندهم للتحدث مع بعضهم البعض حتى لو كانوا انسابا. ولكن سورة الصافات تخبرنا غير ذلك في

: " بل هم اليوم مستسلمون، واقبل بعضهم على بعض يتساءلون".26الية

ويوم القيامة كذلك ي;عطى كل انسان كتابه الذي سجلت فيه الملئكة كل اعماله من حسن وسيئ، ويطلب منه ان يقرأ كتابه ويعترف بذنوبه، كما تخبرنا سورة

: " وكل انسان الزمناه طيره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا13السراء، الية يلقاه منشورا*، أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا". ولكن كيف يقرأ هذا

: " ونحشرهم يوم القيامة على97النسان كتابه وتخبرنا نفس السورة في الية وجوههم ع;ميا* وبكما* وص;ما* مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا". وكذلك تخبرنا

: " ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا* ونحشره124سورة طه في الية يوم القيامة اعمى". وهل يستطيع العمى ان يقرأ؟

159

ويوم القيامة يوم يحشرهم ال ع;ميا* ص;ما*، يجعلهم كذلك ب;كما* ل ينطقون، وهذه وما بعدها: " ويل يومئذ للمكذبين، هذا يوم34سورة المرسلت تؤكد ذلك في الية

كذلك تؤكد هذا: " اليوم65ل ينطقون، ول ي;وذن لهم فيعتذرون". وسورة يس، الية نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون". فنحن نرى

هنا، بل ادنى شك، انهم ل يستطيعون، ول ي;سمح لهم بالكلم يوم القيامة لن ال قد ختم على افواههم، وعليه تتكلم جلودهم وارجلهم وايديهم التي ليس لها لسان

وتشهد عليهم بما صنعوا. وقد يسأل النسان كيف علم الجلد ماذا صنع صاحبه في الحياة الدنيا، والجلد ل يسمع ول يرى؟ وبالتالي ل يستطيع أن يشهد على صاحبه لن النسان أو الجلد ل ت@قبل شهادته إن كان قد سمع ما يقول من شخص0 أو شئ

آخر، ولم يره بنفسه.

واذا تركنا هذا جانبا* وركزنا على عدم مقدرة النسان على الكلم يوم القيامة، نرى تخبرنا بغير ذلك: " واقبل بعضهم على بعض27ان سورة الصافات، في الية

يتساءلون". وكيف يتساءلون وهم ل بقدرون على النطق لن ال قد ختم على وما بعدها: " حتى اذا جاءوها20افواههم. واما سورة فصلت، فتخبرنا في الية

شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا، قالوا انطقنا ال الذي انطق كل شئ وهو خلقكم اول مرة واليهترجعون". فكيف استطاعوا أن يسألوا جلودهم وقد ختم ال على أفواههم؟

تقول: " فأما من ا@تى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا19وسورة الحاقة، الية كتابيه اني ظننت اني ملقc حسابيه". فهاهم يتكلمون رغم ان ال قد ختم على

: " ثم يوم القيامة يلعن بعضكم بعضا*". فكيف25افواههم. وفي سورة الزمر ألية يلعن بعضنا بعضا* اذا ختم ال على أفواهنا.

ولن ال قد ختم على افواههم وانطق جلودهم وايديهم وارجلهم لتشهد عليهم، ماعاد هناك اي داعي لن ي;سألوا عن اعمالهم، ولذلك تخبرنا سورة الرحمن في

: " فيومئذc ل يسئل عن ذنبه إنس ول جان". وهذا شئ منطقي، غير ان39الية

160

، تخبرنا: " فوربك لنسألنهم اجمعين". 92سورة الحجر، الية

وما زلنا نتكلم عن يوم القيامة، يوم ي;حشر الجن والنس، كما تقول سورة النعام، : " ويوم يحشرهم جميعا* يا معشر الجن قد استكثرتم من النس وقال128الية

اولياؤهم من النس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا، قال النار مثواكم خالدين فيها ال ما شاء ال ان ربك حكيم عليم". وهاهم اولياؤهم من النس يتكلمون مع ال ويقولون انهم استمتعوا بالجن واستمتع بهم الجن، وهذا يرجع الىبعض الحاديث التي تقول ان بعض رجال الجن المسلمين تزوجوا نساءg من البشر.

واذا تركنا هذا وركزنا علي جهنم التي يكون الجن والنس خالدين فيها الى ما شاء وما بعدها تقول: " يوم يأت ل تك?لم نفس ال105ال، نجد سورة هود في الية

بأذنه فمنهم شقي وسعيد، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السموات والرض ال ما شاء ال ربك ان ربك فعال لما يريد". ول

نفهم هنا كيف يكونوا خالدين في النار مادامت السموات والرض، ونحن نعلم انه عندما يصيح جبريل ليوم الحساب ويخرج الناس من قبورهم، ت@طوى السماء كطي السجل وتصير الرض والجبال كالعهن المنفوش. فل الرض ول السماء دائمة بعد

يوم النشور، وعليه لن يمكث الجن والنس في النار طويل* اذا لم تدم الرض والسماء. ويقول القرطبي في تفسير هذه ألية: ( وأختلفوا في تأويلها: فقالت طائفة منهم الضحاك: المعنى ما دامت سموات الجنة والنار وأرضيهما، والسماء هو كل ما

علك فأظلك، وألرض ما استقر عليه قدمك).

هذه محاولة يائسة من القرطبى للخروج من هذا المأزق. فلم يخبرنا ال أن الجنة والنار لهما سموات وارض، بل قال جنة عرضها السموات والرض. وقوله ان السماء هو كل ما علك واظلك، قول خاطئ لن ال قال " السماء بنيناها بأيد"، والبناء ل يكون للهواء والفراغ، والسماء ل تظلنا خاصة في أفريقيا وأمريكا

الجنوبية حيث الشمس تسطع على الرؤوس طوال اليوم. واذا تتبعنا هذا المنطق نستطيع أن نقول أن الشجرة سماء، لنها تعلونا وإذا وقفنا تحتها فهي تظلنا من

الشمس، ولكن ال لم يبن الشجرة بأيدc لننا نراها تنمو من حبة صغيرة على مدى

161

سنين، وكذلك البناء الشاهق فهو يعلونا ويظلنا ولكنه ليس بسماء.

وقوله أن الرض هو كل ما استقر عليه قدمك، قول خاطئ كذلك، لن النسان الذيوقف ومشى فوق القمر كانت رجله تستقر على القمر، ولكن القمر ليس ألرض.

ويخبرنا القرآن ان ال سوف يطوي السماء كطي السجل يوم القيامة وسوف يجعل الرض والجبال كالعهن المنفوش، أو يدك ألرض دكا* " كل إذا د;كت الرض دكا*، وجاء ربك والملك صفا* صفا" . ولكن في سورة الزمر يخبرنا أن الذين يدخلون

الجنة يوم القيامة سيقولون: " وقالوا الحمد ل الذي أورثنا ألرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" . فإذا* الجنة ستكون على الرض وسوف يرثها الذين

عملوا صالحا*، فكيف يرثون الرض وهي كالعهن المنفوش. والقرآن كذلك يخبرنامرارا* أن الجنة عرضها كعرض السموات والرض، فكيف تكون الجنة على ألرض؟

ويقول القرآن في سورة التكوير، الية الولى ان الشمس تكور يوم القيامة، ونفهم من هذا ان الشمس قرص مسطح سوف يكور فيما بعد: " اذا الشمس ك@ورت".

ولتأكيد أنهم كانوا يعتقدون ان الشمس قرص مستدير، فلينظر القارئ ماذا يقولالرسول عن الشمس:

فمما روي عن رسول ال (ص) في ذلك، ما حدثنا به محمد بن ابي منصور الملي، حدثنا خلف بن واصل قال: حدثنا عمر بن صبح ابو نعيم البلخي، عن مقاتل بن

حيان، عن عبد الرحمن بن ابزي، عن ابي ذر الغفاري قال: كنت آخذ بيد رسول ال (ص) ونحن نتماشي جميعا* نحو المغرب، وقد طفأت الشمس، فما زلنا ننظر اليها

حتي غابت، قال: قلت: يارسول ال، اين تغرب؟ قال: تغرب في السماء، ثم ت@رفع من سماء الي سماء حتي ت@رفع الي السماء السابعه العليا، حتي تكون تحت العرش،

فتخر ساجده، فتسجد معها الملئكه الموكلون بها، ثم تقول: يارب من اين تامرنى ان اطلع، امن مغربي أم من مطلعي؟ قال: فذلك قوله عز و جل: "والشمس تجري

) 38لمستقر لها" حيث تحبس تحت العرش، " ذلك تقدير العزيز العليم" (سورة يس

وواضح من هذا الحديث أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس قرص مستدير يقف على

162

حافته. وعندما يصل هذا القرص تحت العرش يخر ساجدا* أي يقع على وجهه. فلوكانت الشمس كرة* لما قالوا سجدت لن الكرة تتدحرج ول تقع على وجهها.

وقال ابن جرير ان التكوير جمع الشئ بعضه على بعض ومنه تكوير العمامة، فمعنى قوله : كورت" ج;مع بعضها الى بعض ثم لفت فرمي بها، ولذا ذهب ضوء;ها.

وشرح بعضهم " كورت"، بمعنى ذهب ضوءها كما يخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري عن ابن ابي طلحة عن ابن عباس: " اذا الشمس كورت" يعني ذ@هب

بضوئها واظلمت، وقال مجاهد: اضمحلت وذهبت. وقال قتادة: ذهب ضوءها وقال الربيع بن حثيم: كورت يعني القيت. ونفهم من هذا انه لن تكون هناك شمس يوم

القيامة.

وما بعدها، عندما يصف ال الجنة: "12ولكن دعنا ننظر الى سورة النسان، الية وجزاهم بما صبروا جنة* وحريرا*، متكئين فيها على الرائك ل يرون فيها شمسا* ول

زمهريرا*، ودانية عليهم ظللها وذ@للت قطوفها تذليل". فمن اين يا ت@رى جاءت الظللاذا لم تكن هناك شمس؟

النسخ في القرآن: يقول القرآن في سورة هود، الية الولى: " ألر كتابb ا@حكمت آياته ثم ف@صلت من

لدن حكيم خبير". نفهم من هذه ألية أن ال قد أحكم آيات القرآن من قبل أن ي;نزله على محمد، ثم فص�ل آياته كما ي;فصل الخياط الثوب، فأنزل أليات المناسبة في المناسبات المناسبة لها، وهذا تقديرb من إله حكيم وخبير ببواطن المور وبما

سيحدث في المستقبل القريب والبعيد.

: " بل هو قرآن مجيد، في لوح0 محفوظ". وشطح21وفي سورة البروج، الية المفسرون شطحات بعيدة في وصف هذا اللوح المحفوظ، فمنهم من جعله من درة

بيضاء طوله بطول السماء والرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب، ومنهم من جعله بين عيني اسرافيل ومنهم من جعله على جبهته. هذا اللوح خ@لق قبل ان يخلق ال الرض والسماء، وك@تب فيه كل شئ سوف يحدث لكل انسان او حيوان الى ان

163

تقوم الساعة، وفي هذا اللوح كتب ال القرآن .

فاذا* القرآن ك@تب قبل ان ت@خلق الرض. ويقدر العلماء عمر الرض بأربعة مليارات 35ونصف المليار من السنين، وقدروا عمر جبال الثلج بالقطب الجنوبي بحوالي

مليون سنة. واول انسان بدائي ظهر على سطح الرض قبل سبع مليين من السنين . ونستطيع ان نقول ان ال خلق القرآن قبل أربعة مليارات من السنين على اقل

تقدير، وفي هذه الفترة خلق القرآن وحفظه في اللوح المحفوظ ، وأحكم ال آيات القرآن، كما اخبرنا في الية المذكورة اعله. واذا تتبعنا هذا المنطق، فليس هناك اي سبب يجعل ال يبدل آية* مكان آية، اذا كان القرآن في حوزته كل هذه السنين،

وقد اخبرنا هو نفسه ان آياته قد ا@حكمت طوال هذه السنين. من سورة النحل: " واذا بدلنا آية* مكان آية وال اعلم101ولكن دعنا ننظر للية

بما ي;نزل قالوا انما انت مفتري بل اكثرهم ل يعلمون". وفي سورة البقرة، الية : " ما ننسخ من آية او ن@نسها نأت بخير منها او مثلها ألم تعلم ان ال على كل106

شئ قدير". وهنا مربط الفرس. أول* لماذا احتاج ال ان ينسخ اي آية في القرآن الذي كان بحوزته كل هذه المليارات من السنين، وهو قد احكم آياته. لماذا لم يغير

هذه اليات قبل ان ي;نزلها على محمد؟ وثانيا* اذا نسخ آية، لماذا يريد ان يأتي بمثلها؟ فما الغرض من نسخها ان كان ال يريد ان يأتي بمثلها؟ وثالثا* اذا اراد ان

يأتي بأحسن منها، فقد كان القرآن عنده كل هذه السنين، فكان ألجدر أن يغير أليات التي أراد أن يأتي بأحسن منها قبل أن ينزلها على الرسول. ولكنه قد فعل

هذا بعد ان نزل القرآن على محمد، واذا* هذه اليات الجدد لم تكن في اللوح المحفوظ من قبل ان يخلق ال الرض، وانما خلقها ال حديثا* لتحل محل اليات القديمة المنسوخة، وال لو كانت أليات الجديده موجودة في اللوح المحفوظ منذ

البد، ما كان هناك داعي لنزال اليات المنسوخة لن ال قد كتب بدل* عنها آيات جديدة. فاذا* نستطيع ان نقول ان اجزاء من القرآن لم تكن في اللوح المحفوظ،

وعليه فان اللوح المحفوظ ل يحتوي على كل شئ كما اخبرنا القرآن، وان القرأنمخلوق كما قال المعتزلة.

والسبب الرئيسي في النسخ، في اعتقادي، هو انتشار السلم على مرحلتين،

164

واعني مكة والمدينة. فلما كان محمد في مكة يحاول نشر السلم بين قريش، كان مستضعفا* ل يحميه من قريش غير عمه ابو طالب. فما كان باستطاعته مخاطبة قريش بلهجة آمرة. فأغلب اليات المكية فيها تسامح شديد مع الذين لم يؤمنوا.

فمثل*:

" وأن أتلوا القرآن، فمن أهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا منالمنذرين"

" ول تجادل اهل الكتاب ال بالتي هي احسن" " من كفر فل يحزنك كفره"

" فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون" " فمن أهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل"

" واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا* جميل*". " وذرني والمكذبين اولي النعمة وامهلهم قليل*".

" فإن اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلغ وال بصير بالعباد". " ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

واليات المكية اغلبها قصص عن يونس وهود ويوسف وابراهيم والكهف والسراء ومريم ونوح وما الى ذلك. وكان النبي يجلس مع اهل مكة يحكي لهم قصص

الولين ويصف لهم الجنة وخيراتها والنار ودرجات العذاب بها. وكان اهل مكة يضحكون عليه و من قصصه، لن النضر بن عبد بن الحارث كان يتبعه في مجلسهويحكي لهم قصصا* أطرف عن ملوك الروم. ودفع النضر حياته فيما بعد ثمنا* لهذا.

ولكن بعد أن هاجر محمد الى المدينة واستقر به الحال وسط الوس والخزرج وقويت شوكته، تغيرت لهجته كذلك واصبحت أليات اكثر جرأة وصارت تحض على

القتال. ولذا كان ل بد من الغاء او تعطيل اليات المكية التي كانت تنصحه بان يتساهل مع الكافرين واهل الكتاب، فادخل بعض اليات المدينية المتشددة على الكفار

في سور مكية كان قد اكتمل انزالها وهو في مكة، ومن هذه السور المكية التيأد;خلت بها آيات مدينية نذكر على سبيل المثال:

165

آيات مدينية6 وبها 65سورة ألنعام وعدد آياتها آيات مدينية5 وبها 205سورة العراف وآياتها

وبها آيتان مدينيتان109سورة يونس وآياتها وبها آية واحدة مدينية128سورة النحل وآياتها

آيات مدينية8 وبها 110سورة ألسراء وآياتها آيات مدينية3 وبها 98سورة مريم وآياتها

آيات مدينية 5 وبها 87سورة القصص وآياتها

وهناك سور مدينية ا@دخلت بها آيات مكية، مثل سورة النفال وهي مدينية ال سبعة آيات ابتداءg من الية العشرين. وبسبب هذه الضافة للسور التي كان قد اكتمل

انزالها، كان لبد لبعض هذه اليات ان تخالف ما كان قد ذ@كر في هذه السور المكيةأو المدينية، ولذا ابتكروا فكرة النسخ هذه

وفي الحقيقة أن هذه أليات لم ت@نسخ وانما تعارضت أليات التي أaضيفت جديدا للسور المكية مع اليات القديمة، ولذا قالوا عندما لحظوا التضارب، انها ن@سخت.

وهذا يقودنا الى ان نسأل نفس السؤال السابق: اذا كان هذا القرآن قد ك@تب في لوح محفوظ قبل ان ي;خلق العالم، لماذا لم ت@رتب هذه السور ترتيبا* دقيقا* دون الحاجة

لدخال آيات مدينية في سور مكية والعكس بالعكس؟

واول سورة نزلت بالمدينة بعد ان احتمى محمد بالوس والخزرج وقويت شوكته، تقول: " وقاتلوا في سبيل ال الذين190كانت سورة البقرة، ونزلت فيها الية

يقاتلونكم ول تعتدوا ان ال ل يحب المعتدين". فهنا سمح ال لمحمد أن يقاتل تقول: " واقتلوهم91المشركين ولكن ل يعتدي عليهم إن لم يعتدوا عليه. ثم الية

حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل". وهذا هو اليأمر محمد بمجرد ان قويت شوكته ان يحارب المشركين ويقتلهم حيثما وجدهم.

: " وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم12وفي سورة التوبة، الية فقاتلوا أئمة الكفر انهم ل ايمان لهم لعلهم ينتهون". وفي الية الخامسة من نفس

166

السورة: " فاذا انسلخ الشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم". وهذه هي آية السيف المشهورة التي قال عنها أبن كثير في تفسيره: ( قال الضحاك بن مزاحم إنها نسخت كل عهد بين النبي صلى ال عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عقد وكل مدة)، وهذه ألية بمفردها نسخت من القرآن مائة وأربعا* وعشرين آية. ويقول الزمخشري ان اول آية نزلت في المدينة تبيح القتال،

نزلت بعد اكثر من سبعين آية تحض على التسامح والغفران، اغلبها مكية. ولذااكثر اليات الناسخة مدينية واكثر اليات المنسوخة مكية.

: " يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام39ويقول ال في سورة الرعد، الية الكتاب". ويقول الرازي: إن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، وجميع حوادث العالم

العلوي، والعالم السفلي مثبتة فيه، عن النبي (ص) انه قال: " كان ال ول شئ معه، ثم خلق اللوح، واثبت فيه احوال جميع الخلق الى قيام الساعة". وفي حديث عن ابي

الدرداء عن النبي (ص) انه قال: " ان ال في ثلث بقين من الليل ينظر في الكتاب الذي ل ينظر فيه احدb غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء" . فإذا* حتى الكتاب المحفوظ ( أم الكتاب) ع;رضة للنسخ والتغير. وهذا يفسر العدد الهائل من اليات

المنسوخة في القرآن.

وقد قس�م علماء السلم النسخ الى ثلثة اقسام: القسم الول: منسوخ التلوة دون الحكم، ويعني هذا أن ألية م;سحت وا@زيلت من القرآن لكن بقي حكمها، والقسم الثاني: منسوخ التلوة والحكم، أي م;سحت الية من القرآن وكذلك أaلقي حكمها،

والقسم الثالث: منسوخ الحكم دون التلوة، أي بقيت الية كما هي لكن أaبطلحكمها.

فاذا اخذنا القسم الول نجد هناك آيات ن@سخت تلوتها ولكن بقي حكمها. فمثل* قال الحسين بن المناوي: " ومما ر;فع رسمه من القرآن، ولم ي;رفع من القلوب حفظه

سورتا القنوت و الوتر، وت@سمى سورتي الخلع والحفد". وقد ن@قل عن ثبوت سورتي الخلع والحفد في مصحف ابن عباس ومصحف ا@بي بن كعب: " اللهم انا نستعينك

ونستغفرك ونثني عليك، ول نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم اياك نعبد ولك

167

نصلي ونسجد، واليك نسعى ونحفد ونرجوا رحمتك، ونخشى عذابك ان عذابكبالكافرين ملحق"

ل شئ في هذه اليات يستدعي نسخها، فكل ما ي;قال فيها ما زال موجودا* في آيات اخرى في القرآن. فما السبب في نسخها؟ هل حدث هذا ليقلل ال من حجم القرآن ويمنع تكرار ما هو موجود في سور اخرى؟ وهذا شئ بعيد الحتمال اذ ان ثلثة

ارباع القرآن تكرار، أم أن السبب الرئيسي في عدم وجود هذه اليات في القرآن ان محمدا* او الذين جمعوا القرآن من بعده قد نسي هذه اليات، بدليل انها موجودة في مصحف ابن عباس ومصحف ا@بي بن كعب. وهذا قد يخلق مشكلة للعلماء المسلمين

لن ال تعالى قال: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" .

وهناك آيات عديدة مثل هذه ن@سخت من المصحف لكن حكمها ظل باقيا*. فقد قال ابو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريح عن حميدة بنت ابي يونس قالت: قرأ علي� ابي،

وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: " ان ال وملئكته يصلون على النبي يايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما*، وعلى الذين يصلون الصفوف ألول" . وهذه ألية قد اختفت من المصحف. وعن المسور بن مخرمة، قال عمر بن الخطاب،cلعبد الرحمن بن عوف: " ألم تجد فيما ا@نزل علينا ان جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا نجدها؟" قال عبد الرحمن: " سقطت فيما سقط من القرآن " . ولعل اجابة عبد الرحمن بن عوف تلقي بعض الضوء علي ما حدث، فقد قال عبد الرحمن: سقطت فيما سقط من القرآن، ولم يقل ن@سخت فيما ن@سخ من القرآن. فكل النسخ في هذا

الباب ليس بنسخ وانما سقوط راجع للنسيان، وليس هناك اي سبب آخر يجعل التعالى ينسخ آيات ويحفظ حكمها

وقال أبو عبيدة: حدثنا أبن أبي مريم عن أبن الهيعة عن أبي السود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كانت سورة الحزاب ت@قرأ في زمن النبي صلى ال عليه

وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إل ما هو ألن

وأخرج الطبراني عن إبن عمر قال: قرأ رجلن سورة*، أقرأهما رسول ال صلى ال عليه وسلم، فكانا يقرآن بها، فقاما ذات ليلةc يصليان، فلم يقدرا منها بحرف،

168

فأصبحا غاديين على رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم، فذكرا ذلك، فقال: إنهامما ن@سخ ون@سى، فألهو عنها.

والقسم الثاني- منسوخ التلوة والحكم، أي ن@سخ الحكم وأaزيلت أللية من المصحف. وقد حدث هذا بعلم الرسول، فقد روى عن عبد ال بن مسعود قوله:

أقرأني رسول ال (ص) آية* فحفظتها وكتبتها في مصحفي، فلما كان الليل رجعت الى مضجعي فلم ا@رجع منها بشئ، وغدوت على مصحفي، فاذا الورقة بيضاء،

فأخبرت النبي (ص)، فقال: يابن مسعود تلك ر;فعت البارحة . ومع صعوبة تصديق هذه الرواية، اذ ليس من المعقول ان ي;نزل ال آية* ثم يكلف نفسه او ملئكته برفعها فعليا* من المصاحف، ال انها تبين لنا ان هناك آيات ضاعت وضاع حكمها كذلك ولم يعد احد يتذكرها بالمرة، ربما لعدم قراءتها لفترةc فنسيها الناس. فقد قال لنا علماء

السلم إن النسخ حدث لن الحكام تغيرت تدريجيا* مثل تحريم الخمر مثل*، ولكنهذه اليات التي ذكرنا لم يكن بها حكم ولم يتغير اي حكم بنسخها، فلماذا ن@سحت؟

والقسم الثالث- منسوخ الحكم دون التلوة هو اكثرهم مادة* وبه اغلب اليات المتعارف بنسخها، وعدد السور التي بها آيات ن@سخ حكمها ولكن بقيت أليات، ثلثة وستون سورة . فمثل* قوله تعالى: " يايها الذين آمنوا اذا ناجيتم الرسول

فقدموا بين يدي نجواكم صدقة* ذلك خيرb لكم واطهر، فان لم تجدوا فان ال غفور رحيم" وعندما نزلت هذه الية طلب ال من المسلمين، اذا استشاروا النبي، او

حضروا مجلسه لي سبب ان يقدموا له هدية. وربما احتج المسلمون او رفضوا دفع الهدية، فنسخ ال الية بالية التي تليها في سورة المجادلة. فنفهم من هذا ان النسخ حدث سريعا* بعد نزول الية. فهل يدل هذا على ان الذي انزل الية لم يفكر

في عواقبها، كما قال اليهود في مكة؟ أم ان الذي اتى بالية بشر معرض للخطأ مثله مثل السياسيين في زمننا هذا، يأتون بقرار ويلغونه بعد أيام اذا احتج الشعب عليهم. وما دام ال قد نسخ حكم ألية، فما الفائدة من ترك ألية بالمصحف، لماذا

لم ت@رفع كما رbفعت أليات في قسم ألول: منسوخ التلوة دون الحكم.؟

إن فكرة أن ال قد نسخ حكم بعض أليات ولكن ترك أليات بالمصحف، ورفع بعض

169

أليات من المصحف ولكن ترك حكمها باقيا* ل تتماشى والمنطق اطلقا.

ويقول ابن سلمة: نزول المنسوخ بمكة كثير، ونزول الناسخ في المدينة كثير. فأغلب اليات المنسوخة هي من اليات المكية عندما كان الرسول مستضعفا* واراد

ان ي;حبب السلم الى اهل مكة بمعاملتهم معاملة لينة متساهلة.

وسور القرآن ت@قسم الى ثلثة اقسام: القسم الول يحتوي على السور التي بها ناسخ وليس بها منسوخ، وهذه كلها مدينية ما عدا سورة واحدة ( العلى) وعددها ستة. وهي الفتح والحشر والمنافقين والتغابن والطلق والعلى. والقسم الثاني هو السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها الناسخ، وهي اربعون سورة، اغلبها مكية، واولها سورة النعام وآخرها سورة الكافرون. والقسم الثالث هو السور التي دخلها الناسخ والمنسوخ، وهي خمسة وعشرون سورة، اولها سورة البقرة وآخرها سورة العصر

.

والنسخ عادة يكون بآية تنسخ آية* قبلها في نفس السورة او آية في سورة اخرى، من سورة البقرة: " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا* يتربصن234ال الية

من240بأنفسهن أربعة اشهر وعشرا"، نسخت الية التي تأتي بعدها، اي الية نفس السورة: " والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجاh وصية لزواجهم متاعا* الى الحول غير إخراج". فكيف يستقيم المنطق هنا اذا انزل ال آية* ينسخ بها آية* لم تنزل بعد. لماذا لم ي;لغي الية التية قبل ان تنزل اذا كان قد نسخها بآية قد سبق

وانزلها؟

والتفسير الكثر منطقا* هنا هو ان ال انزل الية الولى التي تقول ان المرأة التي مات زوجها تتربص بنفسها اربعة اشهر وعشرة، ثم اختلط المر او نسي الكاتب انه سجل الية الولى وكتب الية اللحقة التي تقول متاع هذه المرأة الى الحول، اي لمدة سنة كاملة، وهذه كانت عادة العرب قبل نزول السلم، ولما كانت الية

الولي اقرب الى آية اخرى تقول ان عدة المطلقة ثلثة شهور، قالوا ان اليةالولى نسخت التي تليها، وهو عكس المنطق.

170

وقد يفهم النسان ان ينسخ ال آية*t انزلها ولكن ان تنسخ الس;نة المحمدية آية محكمة من عند ال، فهذا امر يدعو للستغراب، خاصة أن القرآن يقول لنا: " ألر

كتاب أaحكمت آياته ثم ف@صلت من لدن حكيم خبير" وكذلك: " سورة@ أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها بينات لعلكم تذكرون" فهاهو ال يقول انه انزل هذه السورة

وفرضها على الناس. ومن الحكام التي فرضها: " الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة". ول نجد في القرآن اي آية تنسخ هذه الية المفروضة، ولكن لنالنبي رجم أمرأة* زنت، اخذت السنة مكانا* ارفع من القرآن ونسخت آية مفروضة.

والمتعارف عليه ان القرآن يأتي اول* ثم السنة ثم افعال واقوال الصحابة. ولكن هبة ال بن سلمة البغدادي يقول قد ت@نسخت أليات الكريمة بألحاديث الشريفة. فإذا كان

ال قد قال: " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فكيف إذا* يكون للحديث الذي قالهالرسول قوةZ فوق قوة ال الذي قال انه سيحفظ القرآن كما أنزله.

واذا كان النسخ لسباب مفهومة لبدال تشريع مكان آخر لن التشريع الجديد يفيد المسلمين اكثر، لفهمنا ضرورة النسخ، ولكن ان يكون النسخ لسباب سياسية ل نفع منها للمسلمين، يصبح المر اكثر صعوبة في القبول. فمثل* عندما كان محمد

في مكة وكان يحاول استمالة اليهود الى دينه الجديد، جعل بيت المقدس قبلته وجعل اليهود وقصصهم المحور الرئيسي لمعظم سور القرآن التي نزلت في مكة. واستمر يصلي نحو بيت المقدس في القدس مدة ثلث عشرة سنة بمكة وحتى عندما هاجر

للمدينة وكان يؤمل استمالة يهود يثرب اليه، ظل يصلي نحو القدس، ولكن بعد مرور سبعة عشر شهرا* بالمدينة دون اي نجاح في استمالة اليهود، نجد محمد قد غير قبلته الى مكة، التي لم يصلي نحوها حتى عندما كان بها. وعندما سأل الناس

: "142لماذا هذا التغير الذي ل يخدم غرضا*، جاء الرد في سورة البقرة، الية سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل ل المشرق

والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم".

هذه الجابة تترك السؤال كما هو دون اجابة. نحن نعلم ان ل المشرق والمغرب، والقدس ل تخرج من هذه التجاهات، فلماذا التغير؟ لماذا لم يستمر يصلي نحو

171

المقدس ما دام ل المشرق والمغرب وليس مهما* في أي إتجاه تصلي؟ وحتى هذهألية ن@سخت فيما بعد بألية:" فول وجهك شطر المسجد الحرام".

من نفس السورة ليس مقنعا* اكثر من الول: " وما143والجواب الثاني في الية جعلنا القبلة التي كنت عليها ال لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه". فال

قد امر محمد ان يصلي في اتجاه القدس لمدة تقارب خمسة عشر عاما* ليعلم من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه؟ لم ينقلب اي شخص اسلم عندما كانت القبلة

نحو بيت المقدس وصلى كل المسلمون اليها ولم ينقلبوا. ثم ان ال يعلم ماذا سيفعلكل شخص قبل ان يخلقهم، فكيف سيختبرهم بجعل القبلة نحو بيت المقدس؟

: " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة144ثم جاء جواب ثالث في الية ترضاها، فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره". فاذا تغير القبلة كان لن محمد لم يرض القبلة الولى التي صلى عليها ما يقارب الخمس

عشرة سنة. فلماذا لم يقل ل من قبل انه ل يرضى هذه القبلة، ولماذا لم يعلم ال أن رسوله ل يرضى هذه القبلة؟ ولما استمر اليهود في سخريتهم من تغير القبلة،

: " ولئن اتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما انت145اجابهم بالية بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض". فإذا* هذا تأكيد انه صلى نحو بيت

المقدس ليستميل اليهود، ولكن ال أخبره انه حتى لو أتاهم بكل المعجزات فلن يتبعوا قبلته الجديدة. والواقع ان القدس هي قبلة اليهود والنصارى كذلك وكانت

قبلة المسلمين لفترةc طويلة. فاذن القول " وما بعضهم بتابع قبلة بعض" ليس صحيحا. وهذه ألية تكاد تكون نفس سورة " الكافرون" التي نزلت بمكة في بداية الوحي: " قل يايها الكافرون، ل أعبد ما تعبدون، ول أنتم عابدون ما أعبد، ول أنا

عابد ما عبدتم".

وعندما يئس محمد من استمالة اليهود حاول استمالة قريش بالجلوس في مجالسهم وقراءة القرآن لهم. وفي احد هذه المجالس كان يقرأ سورة النجم ولما جاء للية

قرأ: " أفرايتم اللت والع;زى، ومناة الثالثة الخرى، تلك القرانيق العلى وان19 شفاعتهن لترجى". فرح عندئذ القرشيون وقالوا ان محمدا* قد اعترف بآلهتنا ول

172

بأس من الدخول في دينه. غير ان النبي تنبه لما قد قال، فنسخ الجزء الخير من الية وقال هذا ألقاه الشيطان علي. فسميت هذه اليات باليات الشيطانية. وعندما

من سورة الحج: " وما52اشتد الحزن بالنبي علي ما فعل، انزل ال اليه الية ارسلنا من قبلك من رسول0 ول نبي ال اذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ ال

ما ي;لقي الشيطان ثم ي;حكم ال آياته".

فإذا* الشيطان قد تدخل في الوحي الذي ارسله ال لكل النبياء والرسل قبل محمد، ولكن ال نسخ ما قاله الشيطان. لماذا يصبر ال على الشيطان هذا الصبر الكثير،

ولماذا لم يجد ال طريقة اكثر ضمانا* ليصال الوحي الى انبيائه دون ان يجد الشيطان طريقة* ليتدخل مما يضطر ال ان ينسخ اليات التي قالها الشيطان. فقد

رأينا ال ي;رسل ش@هبا* لتحرق الشياطين وتمنعهم من استراق السمع للملئكة، أليس من السهل على ال ان يجد طريقة مماثلة لحماية وحيه لنبيائه؟ وقد قال ال في الية المذكورة: " ثم ي;حكم; ال آياته"، أي بعد ان ينسخ ما ادخله الشيطان، ي;حكم

آياته. أليس الفضل ان ي;حكم اليات قبل ان ينزلها حتي ل يستطيع الشيطان التدخل فيها؟ ونحن نعلم ان ال اذا أراد شيئا* ان يقول له ك@ن، فيكون. لماذا إذا* لم يقل ال

للشيطان " قف، ول تعبث بآياتنا"، أو اي شئ من هذا القبيل. خاصة ان الشيطان قد غير الوحي لكل النبياء قبل محمد، وقد رأينا من قبل ان الشياطين كانوا يسترقون

السمع عندما كان ال يتكلم مع الملئكة قبل ان يبعث محمد، ولما بعث محمدا* حرسالسماء بالشهب حتى ل تسترق الشياطين السمع.

الفصل السابعالمرأة في السلم:

يخبرنا علماء السلم ان المرأة في الجاهلية كانت مضطهدة ولم يكن لها نصيب في الرث بل كانت هي نفسها ت@ورث ان مات زوجها، يرثها ابنه الكبر، وانها كانت

ت@وأد كطفلة. ولكن قد رأينا في الفصول السابقة ان المرأة في الجاهلية كان بامكانها تطليق زوجها، وان بعضا* من النساء قد ورثن ازواجهن، وان " ذو المجاسد" عامر

بن جشم بن غنم بن حبيب بن كعب يشكر كان اول من سن " للذكر مثل حظ

173

النثيين" في الميراث من قبل ان يأتي بها السلم. واما قصة وأد البنات فلم تكن متفشية في كل القبائل العربية, ول حتى في قبائل معينة، وال لنقرضت تلك القبائل،

وربما انقرض العرب كلهم منذ امد بعيد قبل ظهور السلم لو كانت العادة متفشيةفيهم وقتلوا بناتهم وهن صغار.

ربما كان هناك بعض الرجال ممن يقتلون بناتهم خشية املق ( فقر)v، ولم يكن قتل الطفال محصورا* على البنات فقط، بل كانوا يقتلون الولد كذلك، كما يبين لنا

من سورة السراء: " ول تقتلوا اولدكم خشية املق نحن31القرآن في الية نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا* كبيرا". فقتل الولد والبنات كان يقوم به بعض

الشخاص خوف الفقر والملق. وقد رأينا ان احد الحناف، وهو زيد بن عمرو بن ثفيل بن عبد الع;زى من قريش، كان يقول للرجل اذا اراد وأد ابنته: " مهل*، ل

تقتلها، انا اكفيك مؤونتها ". وكان الب يعطيه ابنته. وهذا يدل على ان الوأد كان بسبب الفقر وليس لنهم كانوا يستاءون من البنات. ولو كانوا يستاءون من البنات

لما جعلوا آلهتهم اناثا* مثل اللت والعزة ومناة.

وكذلك تخبرنا كتب السيرة ان الجاهليين كانوا يتزوجون عشرة نساء او اكثر حتى جاء السلم وحدد عدد الزوجات بأربعة. فلو كان هذا صحيحا* من أين أتوا بكل

هولء النساء حتى يستطيع الرجل منهم ان يتزوج عشرة نساء، اذا كانوا يقتلون بناتهم عند الولدة؟ المنطق يخبرنا أنهم إذا وأدوا بناتهم فسيكون عدد الرجال أكبر

بكثير من عدد النساء، وبالتالي قد يكون من نصيب المرأة الواحدة عدة رجال. ولكن بما أن عدد النساء كان كبيرا*، فقد تيسر لبعضهم أن يتزوج عشرة نساء. فأذا? وأد

البنات ، إذا حدث، كان محصورا* في جيوب0 صغيرة فقط وكان بسبب الفقر.

والقرآن نفسه ل ي;عامل المرأة معاملة كريمة بدليل ان عددا* من اليات تجعل ال يبدو وكأنه يستعفف ان تكون له البنات وللعراب الولد، ولذا نجد عدة آيات في القرآن تسأل الجاهليين ان كان ال قد اصطفاهم بالبنين واتخذ لنفسه الناث. فنجد

: " أفاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملئكة اناثا* انكم40في سورة السراء، الية لتقولون قول* عظيما". فال هنا يخبر الجاهليين انهم ارتكبوا اثما* عظيما* اذ جعلوا

174

الملئكة اناثا*، كانما هو عار ان تكون الملئكة اناثا.والمسيحيون يعتقدون أن ويرسمون صورهن في شكل بنات جميلت.Fairiesالملئكة نساء ويسموهن

: " ويجعلون ل البنات سبحانه ولهم ما يشتهون". ومرة57وفي سورة النحل، الية اخرى نرى ال يقول سبحانه كيف تكون له الناث وللجاهليين الولد. ونجد في

: "21: " أم له البنات ولكم البنون". وفي سورة النجم، الية 39سورة الطور، الية ألكم الذكر وله النثى، تلك اذا* قسمة ضيزى". وال ل يرضى ان تكون له البنات

: "27ولهم البنون لن هذه قسمة ضيزى اي غير عادلة. وفي نفس السورة، الية ان الذين ل يؤمنون بالخرة ليسم�ون الملئكة تسمية النثى". فهولء الجاهليونالذين ل يؤمنون بالخرة يسمون الملئكة اسماء مؤنثة، وذلك ل ي;رضي ال.

، يطلب ال من النبي ان يستفتي قومه: " فأستفتهم149وفي سورة الصافات، الية من سورة الزخرف تقول: " أم اتخذ مما16ألربك البنات ولهم البنون". والية

من نفس السورة يقول: " وجعلوا19يخلق بناتc واصفاكم بالبنين". وفي الية الملئكة الذين هم عباد الرحمن اناثا* أشهدوا خلقهم، ست@كتب شهادتهم وي;سألون". ويبدو من كل هذه اليات ان ال ل يرضى ان تكون له البنات ولهم البنون، مما

يوحي للسامع ان البنت اقل مرتبة وشأنا* من الولد.

وبعد أن قال ال أن العرب جعلوا الملئكة إناثا* وانه سيكتب شهادتهم هذه ويسألهم عنها يوم القيامة، نراه في سورة الصافات يجعل الملئكة إناثا* ويقسم بهن: "

والصافات صفا*، فالزاجرات زجرا*، فالتاليات ذكرا*". ورغم أن " الملئكة" جمع تكثير ويجوز ان ي;خاطب بصيغة المؤنث، مثل أن نقول " الطير صافات"، والطير فيه

،bالمذكر والمؤنث، إل أن القرطبي في تفسيره لهذه أليات قال: ( " والصافات" قسم الواو بدل الباء، والمعنى برب الصافات، والزاجرات ع;طفت عليه. وهن الملئكة في

قول أبن عباس وأبن مسعود وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة، ت@صkف الملئكة في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلة، وقيل تصف أجنحتها في

الهواء واقفة فيه حتى يأمرها ال بما يريد). فالقرطبي هنا يقول " هن" الملئكة، و" هن" ل شك ترمز للناث. مثال� آخر للمتناقضات.

175

وهذا هو المنوال الذي سار عليه القرآن في كل ما يتعلق بالمرأة. فلما كان الرسول،hبمكة، وقد ظل بها ثلث عشرة سنه بعد بدء الرسالة، لم يفرض على النساء حجابا

ولكن بمجرد ان استتب له المر في المدينه وبدأ بالتشريع، فرض الحجاب على المسلمات وامرهن ال يخرجن من بيوتهن ال لقضاء الحاجة اذ لم تكن هناك

تقول: " وقل للمؤمنات يغضضن31مراحيض داخل البيوت. فسورة النور، الية من ابصارهن ويحفظن فروجهن ول يبدين زينتهن ال ما ظهر منها وليضربن

بخمرهن على جيوبهن ول يبدين زينتهن ال لبعولتهن او لبائهن او آباء بعولتهن........". فالمرأة اذا* ل تترك بيتها ال للضرورة القصوى، ووقتها يجب ان تغطي كل جسمها ورأسها بحيث ل يبدو منها غير الوجه واليدين، ويجب ال تلبس

زينة* او تتطيب بطيب، حتى ل يطمع بها الرجال. وفي حديثc رواه ابو داودوالنسائي: " كل عين0 زانية والمرأة اذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي زانية ".

ول يصح للمرأة المسلمة ان تكشف عن جسمها حتى امام النساء الغير مسلمات، لئل يصف هولء النساء الغير مسلمات لرجالهن ما رأين من جسم المرأة المسلمة،

فيطمع الرجال الغير مسلمين بالمرأة المسلمة.

وكتب الخليفة عمر بن الخطاب الى ابي عبيدة بن الجراح: " اما بعد، فانه بلغني ان نساءg من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء اهل الشرك، فانه من قبلك، فل يحل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر ان ينظر الى عورتها ال اهل ملتها". فهذا هو امير المؤمنين يؤكد لنا ان المرأة المسلمة ل يجوز لها ان تكشف عن ساقيها او ذراعيها حتى امام نساء اخريات ان كان هولء النساء غير مسلمات. وعليه ل يجوز لكل المليين من النساء المسلمات اللئي يعشن في الغرب دخول حمامات

السباحة التي تفرض يوما* معينا* للنساء فقط، لن هولء النساء غير مسلمات ول يجوز لهن ان ينظرن الى جسم امرأة مسلمة. وربما يكون هذا هو السبب في ان

النبي قال: " علموا اولدكم السباحة والرماية وركوب الخيل" ولم يقل علموا بناتكم السباحة، فليس مهما* للبنت ان تتعلم السباحة حتى تستطيع ان تنقذ نفسها من

الغرق اذا غرقت الباخرة التي هي مسافرة عليها، فحياة المرأة ليست مهمة لهذه

176

الدرجة.

ولم يكتف السلم بالحجاب بل فرض قيودا* حتى على صوت المرأة حينما تتحدث، فاعتبر صوت المرأة عورة، ويجب ال ترفع صوتها اذا تحدثت. وفي الحقيقة فان

وما بعدها: "32السلم اعتبر المرأة كلها عورة. فلما نزلت سورة الحزاب، الية يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فل تخضعن بالقول فيطمع الذي في

قلبه مرض وقلن قول* معروفا"، زعموا ان النبي قال ان المرأة كلها عورة. فقد روى محمد بن المثنى عن عمرو بن عاصم عن قتادة عن مورق عن ابي الحوص عن عبد ال عن النبي قال: " المرأة عورة فاذا خرجت استشرفها الشيطان واقرب ما

تكون برحمة ربها وهي في قعر بيتها".

وقد امر السلم نساء النبي، وبالتالي نساء المسلمين ال يتبرجن تبرج الجاهلية الولى. فقال مجاهد في شرح التبرج: كانت المرأة تخرج تمشي بين يدى الرجال

فذلك تبرج الجاهلية. وقال بعضهم ان المرأة اذا مشت في وسط الطريق وهي مرتدية الحجاب، ي;عتبر هذا تبرجا*، ولذا يجب ان تسير المرأة بالقرب من الجدار

حتى يحتك ثوبها به.

والسلم ل يستحي ان يقول ان ال قد فضل الرجال على النساء، ولذلك عاتب ال الجاهليين في عدة آيات عندما قالوا ل البنات ولهم البنون. فهاهو القرآن يخبرنا

: " الرجال قوامون على النساء بما فضل ال بعضهم34في سورة النساء، الية على بعض وبما انفقوا من اموالهم....". فالرجال قوامون على النساء لن ال

فضلهم على النساء ولنهم ينفقون اموالهم على النساء. فاذا كان الشخص الذي ينفق ماله على الخر ليعوله، قو�ام عليه، ويفضله ال، فالمليين من النساء

العاملت اليوم، وينفقن على ازواجهن واطفالهن يجب ان يكن قوامات على الرجال،ولكن هذا ل يصح في السلم.

ولن السلم يفضل الرجال على النساء، ت@منع المرأة المسلمة من ان تكون شاهدة في قضية قتل او اي قضية جنائية تستوجب القتل. وكذلك ي;حرم عليها ان تكون

177

قاضية بالمحكمة، حتى لو حفظت القرآن عن ظهر قلب وفاقت الرجال في امور الفقه. ويجب ال ت@ئم الرجال في الصلة، ول تكون رئيسة دولة. وهناك حديث

متعارف عليه يقول: " ل يفلح قومb ولوا امرهم إمرأة". ويحدثنا التاريخ ان النساء حكمن دول* قبل ظهور السلم، فعندما ق@تل عمرو بن ظرب ملك العماليق، خلفته

ابنته الزباء على الملك، وبنت قصرا* لختها على ضفاف دجلة. وهناك دول عديدة في العصر الحاضر تتولى أمورها نساء، وبكل جدارة ونجاح. فعلى سبيل المثال نذكر أنديرا غاندي بالهند ومارجريت ساتشر بانجلترا. ونيوزيلندا تتولى رئاسة

وزرائها أمرأة.

وشهادة المرأة المسلمة، كما نعلم، نصف شهادة الرجل لن السلم يعتبر المرآة ناقصة عقل ودين. وبما انها ناقصة عقل فهي اقرب الى ان ت@ضل من الرجل، ولذلك جعل ال شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد حتى اذا ضلت احداهما تذكرها الخرى،

من سورة البقرة: " واستشهدوا شاهدين من282ونرى هذا موضحا* في الية رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وأمراتان ممن ترضون من الشهداء ان ت@ضل

احداهما فتذكر احداهما الخرى".

وفي الميراث، طبعا*، للمرأة نصف ما للرجل، كما نرى في سورة النساء: " يوصيكم ال في اولدكم للذكر مثل حظ النثيين". أما المرأة غير المسلمة التي يتزوجها رجل

مسلم فليس لها أي حقوق في السلم. فإذا مات عنها زوجها فليس لها حق فيالميراث وليس لها حق في حضانة أطفالها.

والمرأة ليس لها اي قول في ما يحدث لها حتى في العلقات الجنسية التي تتعلق بجسدها. فالسلم، كاليهودية قبله، يعتبر المرأة نجسة اذا كانت حائضا* او نفساء،وعليه ل يجوز لها ان تصوم او تصلى او حتى ان تلمس المصحف وهي حائض.

اما عندما نأتي للمباشرة الجنسية فليس هناك اتفاق بين جميع العلماء. فلما سأل من سورة البقرة: "222المسلمون الوائل النبي عن المحيض، نزلت الية

ويسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ول تقربوهن حتى

178

يطهرن فاذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم ال ان ال يحب التوابين ويحب المتطهرين". وقالوا في شرح هذه الية ان ال يقول اعتزلوا الفرج، وعليه ذهب

كثير من العلماء او اكثرهم، كما يقول ابن كثير، الى انه يجوز مباشرة الحائض فيماعدا الفرج.

ولم يخبرنا أحد من العلماء المسلمين حتى ألن ما هو ألذي الذي ي;صيب المرأة أو الرجل إذا جامع أمرأته وهي حايض. أنا كطبيب ل أعلم بأي أذي يصيبهم، وأما الدكتور موريس فأكتفى بأن قال تعليقا* على هذه ألية: ( هذه ألية واضحة في

معناها، فهي ت@نهي صراحة* أي رجل من أن يتصل جنسيا* بإمرأةc حائض.)

قال ابو داود عن موسى بن اسماعيل عن بعض ازواج النبي: كان اذا اراد من الحائض شيئا* القى على فرجها ثوبا. وحدثنا بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا ايوب

عن كتاب بن قلبة ان مسروقا* قال انه سأل عائشة: ما للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقالت: كل شئ ال فرجها. ولذا ي;حل بعض العلماء ان يأتي الرجل امرأته

من دبرها ان كانت حائضا*، وهذا هو الفعل الذي من اجله اهلك ال قوم لوط.

ولكن بعض العلماء احلوه للمسلمين. والعلماء متفقون على ان الذي يأتي امرأته وهي حائض فقد أثم، ولكن لم يتفقوا على هل تكون عليه الكفارة ان فعل ام ل. فقال

المام احمد واهل السنن عن ابن عباس عن النبي: الذي يأتي امراته وهي حائض يتصدق بدينار او نصف دينار. يتصدق بدينار اذا كان الدم احمرا* وبنصف دينار اذا

كان الدم اصفرا. وقول الجمهور انه ل كفارة عليه بل يستغفر ال.

وهل يأتي الرجل امرأته من قبلها ام من دبرها ل يقتصر على المحيض، انما هي : " نساؤكم223مشكلة للمسلمين حتى بدون المحيض، ففي سورة البقرة، الية

حرث لكم فأتوا حرثكم ان?ى شيئتم ". والكل يعرف ان الظرف " أنى" قد تكون ظرف زمان او ظرف مكان. او بمعني آخر قد تكون للمكان او الزمان او حتى بمعنى "

كيف". فعندما يقول " أتوا حرثكم انى شيئتم" فقد يكون تفسيره متى شيئتم او في اي من سورة101مكان شيئتم، من القبل او الدير او كيف شيئتم، بدليل ان الية

179

النعام تقول: " بديع السموات والرض أنى يكون له ولدb ولم تكن له صاحبة". فهو هنا استعمل " أنى" بمعنى " كيف". وهناك من يقول ان القران، عن قصد، استعمل " أنى" وكان ممكنا* ان يقول " متى"، لنه اراد ان يعطي المسلمين الخيار. ورغم ان

بعض العلماء يقول ان ال اراد الق@بل وليس الدبر لنه قال " نساؤكم حرث لكم" والحرث هو الحقل الذي ينتج المحصول، وعليه يجب ان يأتي الرجل امرأته من

القبل حتى تأتى بالمحصول وهو الطفال، يظل الباب مفتوحا* للذين يفسرون " انى" على انها ظرف مكان. وحتى التشبيه نفسه ل يجعل للمرأة اي قيمة انسانية كشريكة

حياة او زوجة، انما هي حقل لكم لترموا فيه البذور متى شئتم لتنجب لكم اطفال.

وهنا يقدم لنا الدكتور موريس شرحا* غريبا* للية " نساؤكم حرث لكم" فيقول: ( هذه ألية تؤكد بطريقة غير مباشرة أهمية أن يتذكر الناس أن الهدف الساسي من

الجتماع الجنسي هو التناسل) . وهذا طبعا* قول ينطبق على الحيوانات الخرى، غير النسان. فأغلب الحيوانات ل تمارس الجنس ال عندما تكون ألنثى في فترة الخصاب، بمعنى أنها جاهزة لفرز بيويضاتها وبالتالى قابلة للحمل. وعندها تفرز

" ذات رائحةFermoneألنثى في بولها وفي مهبلها مادة هورمونية ت@سمى " قوية لتجذب انتباه الذكور الى انها راغبة في الجماع الجنسي. واذا لم تكن ألنثى

قابلة للحمل فانها تصد كل الذكور الذين يقتربون منها. فالجنس هنا غرضه الوحيدالنجاب.

ولكن مع تقدم النسان في سلم التطور البيولوجي أرتقى عن بقية الحيوانات تضاءلت مقدرة النثى على فرز الفيرمونات وبالتالي صارت قابلة للجماع في أي وقت، دون أن تكون قابلة للحمل. والمرأة هي الحيوان النثوي الوحيد الذي يفعل

ذلك.

ولو كان الغرض الساسي من الجنس هو التناسل، إذا* لفرض ال علي الرجل ال يجامع زوجته طوال فترة حملها، أي تسعة أشهر، وهذا طبعا* لم يحدث. وكذلك يوعد ال المؤمنين بأعداد هائلة من بنات الحور في الجنة. ونحن نعرف من المفسرين أن

بنات الحور أبكار ول يأتيهن الحيض حتى يتسنى للمؤمنين الستمتاع بهن في أي

180

لحظة شاءوا. وما دامت بنات الحور ل ي;حضن، فنستطيع أن نقول انهن لن يحملن، وبالتالي إذا كان الهدف الساسي من الجنس هو التناسل، فيجب على المؤمنين ال

ي;جامعوا بنات الحور

والسلم قد حدد عقوبة للمرأة التي تاتي بفاحشة غير العقوبة التي حددها للرجل. : " واللئي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا15ففي سورة النساء، الية

عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفهن الموت او يجعل ال لهن سبيل". وكان هذا قبل ان يفتي الخليفة عمر بن الخطاب بالرجم، رغم انه

ليس في القرآن، ولكنه قال ان النبي رجم ويجب على المسلمين ان يرجموا. فعقوبة المرأة قبل الرجم كانت ان ت@مسك في بيتها ل تخرج منه حتى يتوفاها الموت. اما

من نفس السورة نجد: "16العقوبة للرجال فتختلف كل الختلف. ففي الية واللذان يأتيانها منكم فاذوهما فان تابا واصلحا فاعرضوا عنهما ان ال كان توابا

رحيما". فالرجل اذا ارتكب إثم اللواط مع رجل آخر، فاذوهما، اي اضربوهم بالنعل، فان تابا فاعرضوا عنهما. فالرجال ل ي;حبسون في بيوتهم حتى يتوفاهم الموت، رغم ان اللواط، كما سبق ان قلنا، كان سببا* كافيا* ل ان يخسف الرض بقوم لوط. ولكن

ال " كان توابا* رحيما*" للرجال، كما يبدوا، اما النساء فيجب ان يكملن مدةعقوبتهن.

34والسلم احل للرجل ان يضرب زوجته ان لم تطعه. ففي سورة النساء، الية

نجد: " الرجال قوامون على النساء بما فضل ال بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ ال واللتي تخافون نشوزهن

فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فل تبتغوا عليهن سبيل". فالمرأة التي ل تطيع زوجها، يهجرها الزوج في المضاجع ويستمتع هو بالزوجات

الخريات او بما ملكت ايمانه حتى ترضخ الزوجة للواقع وتطيعه، وان لم ينفع معهاالهجر، يضربها، وقال العلماء يجب ان يكون الضرب غير مبرح.

وهولء العلماء، طبعا*، لم يخطر بذهنهم ان ضرب المرأة ولو كان بقطعة من ثوب او حتى باقةc من الزهور، ان شئت، فيه اذلل للمرأة قد يؤلمها اكثر من ان لو

181

ض;ربت بالعصا. والقرآن يخبرنا ان ضرب المرأة كان مباشرا* من ايام النبي ايوب الذي ضرب زوجته، قال بعضهم لنها خانته وقال آخرون لنها باعت ضفيرة* من

شعرها عندما كان زوجها مريضا* ول يستطيع العمل ليقتني لهما قوتا*، باعتها بخبز لتطعمه، فغضب عليها وحلف ان شفاه ال ليضربها مائة جلدة. ونقرأ هذه القصة

: " وخذ بيدك ضغثا* فاضرب به ول تحنث انا وجدناه44في سورة " ص" الية صابرا* نعم العبد انه اواب". ويقول علماء السلم انه عندما ش@في ايوب من مرضه واراد ان يبر بقسمه، امره ال ان ياخذ شمراخا* به مائة قضيب ويضربها به مرة

واحدة ويكون قد ابر بقسمه بان يضربها مائة مرة. اين جزاء الحسان بالحسان؟ المرأة قصت شعرها لتشترى خبزا* تطعمه به ويكون جزاؤها الضرب مائة جلدة. وعلماء السلم تفننوا في تخفيف العقوبة فاخترعوا الشمراك ذا المائة قضيب.

ومرة اخرى غاب عن ذهنهم تحقير المرأة بضربها ولو مرة واحدة.

9والقصة اصل* ماخوذة من اليهودية ومحرفة. فسفر ايوب الصحاح الثاني، الية

وما بعدها يخبرنا ان زوجة ايوب قالت له عندما اشتد عليه المرض، أما زلت تؤمن بربك هذا بعد ما فعل بك هذا؟ فأن?بها ايوب على قولها وقال لها هل نشكر ال على

الخيرات ونلومه على المصائب. ول تذكر التوراة ان ايوب ضرب زوجته.

اما الحديث عما يحل للرجل المسلم من نساء فطويل، وقد يكون ممل* من كثرة ما ك@تب عنه. فنحن نعرف ان الذي ح;لل اكثر من الذي ح;رم من النساء للمسلم. فبعد تحريم المهات والخوات وما الى ذلك ، نجئ الى المحلل. فقد ا@ حل للرجل اربعة زوجات في عصمته في آن واحد. والغريب في المر ان الية الثالثة من سورة

النساء تقول: " وإن خفتم ال تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء من نفس السورة129مثنى وثلث ورباع فان خفتم ال تعدلوا فواحدة ". والية

تقول: " ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ". فال الذي يعلم كل شئ قال لنا ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، وكذلك يقول وان خفتم ال تعدلوا فواحدة. فلماذا اذا* احل للمسلمين اربعة ازواج وهو يعلم انهم لن يعدلوا ولو

حرصوا؟

182

ول شئ يمنع الرجل المسلم من تطليق زوجة واستبدالها بأخرى صغيرة، كما يبدل البعض سياراتهم كل عام او عامين بموديل جديد، او كما كان يفعل الملك عبد

العزيز آل سعود في المملكة العربية السعودية، اذ كان كلما زار قبيلة* طلق احدى زوجاته الربع وحل محلها بزوجة من تلك القبيلة، ولهذا يصعب على الشخص

معرفة عدد زوجاته او حتى عدد اطفاله اذ كل الهتمام ينصب في حصر الطفالالذكور، ول يعرف احد عدد البنات.

: " والمحصنات من النساء ال ما ملكت24ونجد مثل* في سورة النساء، الية ايمانكم كتاب ال عليكم واحل لكم ما وراء ذلك ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن اجورهن فريضة ول جناح عليكم فيما

تراضيتم به من بعد الفريضة ان ال كان عليما* حكيما". فقد حرم عليهم المحصنات، اي المتزوجات من النساء، ال ما ملكت ايمانهم. وهذا يعني اذا اسر الرجل المسلم امرأة* في احدى الغزوات وكانت هذه المرأة متزوجة، يحل له ان يعاشرها جنسيا لنها من ما ملكت يمينه، وينطبق هذا على النساء اللئي يشتريهن بماله. وطبعا

ليس هناك اي عدد محدد لما يمكن للرجل ان يشتري او يسبي من النساء، اضافةالى زوجاته الربعة، اللئي يمكن له ان يغير اي منهن.

وكأن هذا ل يكفي، فيمكن للرجل المسلم ان يستمتع يأمرأة اضافية لعدد محدد من اليام او الشهور اذا اتفق معها على أجر معين لقاء استمتاعه بها، وهذا ما ي;عرف بزواج المتعة. فيذكر ابن كثير في تفسيره: حدثنا عبد الرزاق اخبرنا سفيان وهو الثوري عن عثمان البتي عن ابي الخليل عن ابي سعيد الخدري قال: أصبنا سبيا من سبي أوطاس ولهن ازواج، فكرهنا ان نقع عليهن ولهن ازواج فسألنا النبي

(ص) فنزلت الية " والمحصنات من النساء ال ما ملكت ايمانكم". فاستحللنا فروجهن، وهكذا رواه الترمزي. وعن قيس بن عبد ال قال: كنا نغزوا مع رسول ال – ص- وليس معنا نساء فقلنا ال نختصي فنهانا عن ذلك فرخص لنا بعد ذلك ان نتزوج المرأة بالثوب ثم قرأ: " يا ايها الذين آمنوا ل تحر�موا طيبات ما أحل ال

). 87لكم". ( المائدة/

183

من سورة النساء: " فما24وقد استدل بهذه الية على زواج المتعة وكذلك بألية استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة* ول جناح عليكم فيما تراضيتم به من

بعد الفريضة". ول شك انه كان مشروعا* في ابتداء السلم ثم ن@سخ. وقد روى ابن عباس وطائفة من الصحابة باباحته للضرورة. وكان ابن عباس وا@بي بن كعب

وسعيد بن جبير يقرءون " فما استمتعتم به منهن الى اجل مسمى فاتوهن اجورهن فريضة"، فادخلوا " الى اجل مسمى". وعلى هذه القراءة يعتمد الشيعة الذين يحللون

زواج المتعة حتى الن. وزواج المتعة قد يكون ثلثة ليالي أو أطول، ولكن في ايران قد يكون زواج المتعة لعدة ساعات فقط. وهو في الحقيقة نوع من الدعارة

المباحة. وقد رووي عن امام الشيعة الخامس انه قال: لو لم يحرم عمر بن الخطاب زواج المتعة فما كان من المحتمل لي مسلم ان يرتكب جريمة الزنا، ما عدا اقلية

منحطة.

ويقول أمير طاهري أن اعدادا* كبيرة من الرامل صغيرات السن يتجمعن في مدينة ق@م نسبة لوجود اعداد كبيرة من طلبة العلوم الدينية الذين ل تكون معهم زوجاتهم او ل يستطيعون الزواج العادي، فيمارسون زواج المتعة مع هولء الرامل اللئي

يدخلن في مثل هذه الزيجات كوسيلة لكسب لقمة العيش.

والمة ل حق لها في السلم، فحتى لو كانت متزوجة وباعها سيدها تع;تبر طالقة ول حق لها او لزوجها في العتراض، وسيدها الجديد احق ببضعها. والمة ل يجوز لها ان تتزوج ال بأذن سيدها، ولكن اذا كانت مملوكة* لمرأة، فل يمكن

لمالكتها ان تزوجها، ول بد لزوج المالكة او ولي امرها ان يعطي الموافقة بزواج من سورة النساء25المة. وحتى المرأة الحرة ل يمكنها ان تزوج نفسها، فالية

تقول: " فانكحوهن بأذن اهلهن". والحديث يقول: " ل تزوج المرأة@ المرأةh ول المرأة نفسها، فان الزانية هي التي تزوج نفسها". وغني عن القول أن المرأة المسلمة

التي تمتلك عبيدا* ل يحق لها ان تنكح واحدا* منهم أو أكثر حتى وان لم تكن متزوجة. فهم مما ملكت ايمانها، لكنها، عكس الرجل، ل يحق لها الستمتاع بما

ملكت يمينها.

184

والمرأة في السلم هي " فرج" ل اكثر ول اقل. والكلم عن المرأة دائما* يكون عن الفرج. فابو سعيد الخضري عندما تكلم عن سبايا اوطاس في القصة المذكورة اعله

قال: فاستحللنا فروجهن، ولم يقل استحللنا النساء. والقرآن والعلماء المسلمين ل يقولون تزوج فلنb فلنة* وانما يقولون نكحها. وعندما يذكرون قصة حفصة بنت

عمر بن الخطاب زوجة النبي، عندما دخلت بيتها ووجدت النبي مع مارية القبطية، قالوا: " دخلت عليه وهو يطأ مارية". والنسان يطأ الشئ بقدمه او بنعله، وي;عتبر

الشئ الموطوء تافها* ول قيمة له.

والرسول في حجة الوداع قال: إتقوا ال في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة ال وأستحللتم فروجهن بكلمة ال، ولكم عليهن أل يوطئن فرشكم أحدا* تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا* غير مبر�ح. فالرسول هنا يقول قد استحللتم فروجهن،

ولم يقل حبهن أو صداقتهن، وانما فروجهن.

والسلم دائما* يعامل المرأة معاملة تختلف عن معاملة الرجل. ففي سورة الممتحنة وما بعدها، نجد: " يايها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات10الية

فأمتحنوهن، ال اعلم بايمانهن، فان علمتموهن مؤمنات فل ترجعوهن الى الكفار ل هن حل لهم ول هم يحلون لهن واتوهم ما انفقوا ول جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ول تمسكوا بعصم الكوافر وسئلوا ما انفقتم وليسئلوا ما انفقوا

ذلكم حكم ال يحكم بينكم وال عليم حكيم". فاذا جاء رجل وقال للمسلمين انه قد اسلم فل امتحان عليه ولكن اذا جاءت امرأة وقالت انها اسلمت، يجب ان نمتحنها لنعرف مدى صدقها، رغم ان ال قال في الية " اذا جاءكم المؤمنات"، فهو قد علم

مسبقا* انهن مؤمنات وخاطبهن ب " المؤمنات" ولكن يجب ان نمتحنهن.

والسلم دائما* يعامل المرأة على اساس انها سلعة تباع وتشترى ولها ثمنها. فال يقول للمسلمين اسألوا الكفار كم انفقوا واعطوهم ما انفقوا وامسكوا النساء عندكم

وانكحوهن، واذا واحدة من نسائكم ذهبت للكفار، اطلبوا منهم ما انفقتم عليها. وما دامت المرأة سلعة* ولها ثمن فهي اذا* جائزة تقدم للمسلم الذي يعمل صالحا

ويدخل الجنة. وبما ان المرأة في السلم عبارة عن " فرج"، نجد السلم مهوس

185

بالبكارة وبالعذارى، فعندما يصف القرآن الجنة دائما يوعد الرجال الذين يعملون : " فيهن قاصرات56صالحا* عذارى من الحور، فمثل* في سورة الرحمن، الية

الطرف لم يطمثهن قبلهم انس ول جان".

وما بعدها: " إنا أنشأنهن إنشاءg، فجعلنهن ابكارا*،35وفي سورة الواقعة، الية : " يلبسون من سندس واستبرق53ع;ربا@ اترابا". وفي سورة الدخان، الية

: " متكئين فيها51متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين". وفي سورة " ص " الية يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب، عندهم قاصرات الطرف اتراب". ويقول

المفسرون ان بنات الحور عذارى، ول يأتيهن الحيض حتى ل تكون عليهن نجاسة، وكل ما جامع الرجل احدى بنات الحور العذارى رجعت عذراء كما كانت بحيث انه

في كل مرة يجامعها فهي عذراء.

وعندما وجدت حفصة النبي مع مارية القبطية في سريرها، طلب منها النبي ال تخبر عائشة وتعهد ان ي;حر�م مارية على نفسه ول يقربها ابدا. ولكن حفصة اخبرت عائشة، فغضب النبي على نسائه وكاد ان يطلقهن، فانزل ال سورة التحريم، الية

: " عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا* خيرا* منكن مسلمات مؤمنات قانتات5 تائبات عابدات سائحات ثيبات وابكارا" ويقول ابن كثير في شرح " ثيبات وابكارا" : "

اي منهن ثيبات ومنهن ابكارا* ليكون ذلك اشهى الى النفس، فان التنويع يبسط النفس ". فالمرأة خ@لقت وا@عطيت غشاء البكارة لتبسط الرجل الذي يحب التنويع بين العذراء والثيب. وقال محمد بن مرزوق عن عبد ال بن امية: " ثيبات وابكارا*" لن

ال كان قد وعد نبيه (ص) ان يزوجه بثيب وابكارا* في الجنة، والثيب هي آسيةأمرأة فرعون والبكار مريم بنت عمرآن وكلثم اخت موسى.

وفي احدى الروايات ان النبي دخل على خديجة وهي في الموت فقال: " يا خديجة اذا لقيت ضرائرك فاقرئيهن مني السلم". فقالت: يا رسول ال وهل تزوجت قبلي؟

قال: " ل، ولكن زوجني ال مريم بنت عمرآن وآسية أمرآة فرعون وكلثم اخت موسى". ولن المسلمين مولعين بالعذارى انتحلوا مثل هذه الحاديث، وغاب عنهم

ان السلم ي;حرم الجمع بين الختين، فكيف اذا* يزوج ال النبي محمد من مريم بنت

186

عمرآن وهي اخت هارون، حسب ما يقول القرآن ( يا أخت هارون)، وكلثم اختموسى، اي بمعنى آخر اخت هارون كذلك.

ول نرى في القرآن ولو آية* واحدة* تقول للنساء المؤمنات القانتات، اذا عملن صالحا* سيجازيهن ال بفتيان من الملئكة او الحور. وقد يقول قائل إن هذا يرجع

الى أن المرأة المسلمة اذا كانت متزوجة فهي حرام على غير زوجها. ولكن لماذا ل يجازي ال النساء اللئي لم يتزوجن أو متن وهن مطلقات او طفلت صغيرات،

برجال0 من الملئكة مثل ما جازي الرجال ببنات الحور. وهناك مليين النساء المسلمات اللئي يمتن دون ان يتزوجن، فما هو جزاءهن في الجنة. وما جزاء المرأة المتزوجة والتى تعمل صالحا* وتدخل الحنة؟ هل ت@ترك بدون رجل و بدون متعة جنسية لن زوجها لديه العشرات من بنات الحور اللئي ل يحضن وتكون

الواحدة منهم عذراء في كل مرة يأتيها زوجها؟، فهي حتما* ل تستطيع ان تنافسبنات الحور. أم ي;توقع منها ان تكتفي بالفواكه وانهار الخمر والعسل؟

والسلم هو الدين الوحيد الذي اقر صراحة* زواج الطفلة التي لم تبلغ سن المحيض. ففي سورة الطلق نجد انه اباح لهم ان يتزوجوا الطفلة و يطلقوها، ولم تكن بعد قد بلغت سن المحيض: " واللئي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلثة اشهر واللئي لم يحضن واولت الحمال اجلهن ان يضعن حملهن". ويقول ابن كثير: عدة الصغار اللئي لم يبلغن سن الحيض ثلثة شهور. وقد سبق ان ذكرنا ان النبي تزوج عائشة وعمرها ست سنوات ودخل عليها وعمرها تسع

سنوات.

وباختصار المرأة في السلم اداة لستمتاع الرجل ل يحق لي رجل آخر النظر اليها كي ل يطمع بها، ولذا وجب علينا حبسها في منزلها ل تبرحه ال للضرورة

القصوي، وعندئذ يجب ان تغطي كل جسمها من رأسها الى اخمص قدميها. واذا مشت في الطريق يجب ان تحتك بالحائط ول تمشي بوسط الطريق لن هذا تبرج.

ولن المرأة تحيض فهي نجسة اذا لمسها المتوضي انتقض وضوءه ويجب عليه انيتوضأ مرة* اخرى، حتى وان لم تكن المرأة حائضا* وقتها.

187

: " وان كنتم مرضى او على سفر او جاء43والقرآن يخبرنا في سورةالنساء الية احدكم من الغائط او لمستم النساء فلم تجدوا ماءg فتيمموا صعيدا* طيبا". ونلحظ هنا

في نواقض الوضوء ان المرأة ذ@كرت بعد الغائط ( البراز) مباشرة، فهي نجسةZ و قذرةZ ولذلك اذا جامع الرجل المسلم امرأته قام عنها بمجرد ان قذف ماءه فيها، ول يصح له ان يظل بداخلها اي مدة اطول من الضروري لخصابها. والمرأة ل ي;عتمد

عليها لنها ناقصةZ عقل ودين ولذلك شهادتها نصف شهادة الرجل. وفي رواية عنعمر بن الخطاب: يحلفن وهن الكاذبات ويتمنعن وهن الراغبات.

وعلى المرأة الطاعة العمياء لزوجها لدرجة ان بعض العلماء يقولون اذا كان للرجل عذر شرعي يحل له ان يفطر في رمضان فعلى زوجته ان تفطر معه حتى وان لم يكن لها عذر للفطار، لن زوجها قد يخطر له ان يقبلها او يجامعها اثناء النهار.

واذا رفضت المرأة ان تطيع زوجها طاعة عمياء يحق له ان يضربها.

والسلم ل يعترف بالغتصاب. فإذا ادعت المرأة ان رجل* اغتصبها، فعليها ان تأتي بأربعة شهداء ذكور، فشهادة المرأة ل تقZبل في هذه الحالة لن الجرم إذا ثبت

يستدعي الرجم إذا كان الرجل محصنا*، ولذلك ل تقبل شهادة النثي. فلو اتت المرأة بعشرة شهود من النساء ليثبتن انه اغتصبها، فل وزن لهذه الشهادة. ويقول احمد بن نجيب المصري: " اذا كان الجرم يختص بالزنا او اللواط، فيجب احضار اربعة شهود من الرجال" ويجب ان يكونوا قد رأووا المرود في المكحلة. ولذلك عندما

اشتكى أحد ألباء في باكستان ان احد رجال الدين قد أغتصب ابنته البالغة من العمر الثالثة عشر، لم تستطع الشرطة ان تقدم رجل الدين للمحاكمة لن قانون باكستان السلمي يتطلب احضار اربعة شهداء رجال. وهل هناك رجل عاقل يغتصب إمرأة

بحضور أربعة رجال آخرين في نفس الغرفة، ليشهدوا عليه؟

وعندما كان المسلمون يتهمون زوجاتهم بالخيانة الزوجية ونزلت الية" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ول تقبلوا لهم

شهادة أبدا* وأولئك هم الفاسقون"، احتج المسلمون للرسول وقالوا من اين لهم

188

باحضار أربعة شهداء. وقال القرطبي: لما نزلت الية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات قال سعد بن معاذ: يا رسول ال إن وجدت مع امرأتي رجل* أأمهله حتى

آتي بأربعة! وال لضربنه بالسيف غير مصفح عنه. فقال رسول ال –ص- أتعجبون من غيرة سعد، لنا أغير منه وال أغير مني . وبعد هذا الحتجاج من

الرجال المسلمين نزلت آية الملعنة، وس;مح للرجل اذا وجد رجل* آخر مع أمرأته ولم يكن هناك شاهد غيره، ان يشتكي للحاكم وي;حضر الحاكم المرأة والرجل ليقسم كل واحد منهم انه على حق، في;فر�ق بينهما. ولكن هذا الحكم ل ينطبق على المرأة

التي تدعي ان رجل* اغتصبها.

ول يوجد في الشريعة السلمية تعريف للغتصاب. ولهذا السبب أي امرأة مسلمة تدعي ان رجل* اغتصبها قد تنتهي مدانة بجريمة الزنا، لنها ل تستطيع ان تحضر الربعة شهداء، وهذا ما يحدث في باكستان كما تقول جمعية الخوات المسلمات. وليس ببعيد عن الذهان قصة المرأة النيجيرية، صفياتو حسيني، التي تقول ان

جارها، يعقوبو أبو بكر، قد اغتصبها واصبحت حبلى. وكالمتوقع فإن أبو بكر انكر انه رآها، ناهيك عن انه اغتصبها. وبالتالى حكمت المحكمة الشرعية على صفياتو

يالمائة من النساء في سجون75بالرجم . وتقول جمعية الخوات المسلمات أن باكستان من المتهمات بالزنا هن في الواقع ضحايا اغتصاب.

الفصل الثامن

الرق في السلم

منذ أمد بعيد في التاريخ والرق معروفZ لدى كافة الشعوب وفي كل القارات. وكان المصدر الرئيسي للرق هو الحروب التي ل بد ان يكون فيها هازم ومهزوم.

والمهزوم كان مصيره ان ي;ستعبد ويصير اليد العاملة في الحقل او الرعي ان كان رجل*، او خادما* بالبيت، خاصة اذا كان أمرأة. وبعض النسوة المملوكات اصبحن

اداة للمتعة الجنسية للمالك. ومع تقدم النسان ونشوء الدول والجيوش التي تدافع عن هذه الدول، ازداد الطلب لمتلك العبيد للقيام بكافة العمال التي كان يقوم بها

189

الرجال الحرار قبل انضمامهم للجيش وانشغالهم بالحروب. وكانت المبراطورية الرومانية خير مثل0 لما نقول، فعندما اتسعت رقعة المبراطورية وشملت معظم

اجزاء العالم المعروف في تلك اليام وانتشر الجيش الروماني في تلك البلد، قل عدد الرجال الباقين في روما، مما اضطر الدولة للعتماد علي العبيد للقيام بكافة

العمال.

حتى الجيش الروماني نفسه كان اعتماده علي العبيد كبيرا* اذ احتاجهم في سفن السطول الحربي التي كانت تعتمد في حركتها على المجاديف اذا لم تكن الريح كافية لدفعها. ومع اكتشاف اميريكا وانتشار زراعة القطن بها احتاج الرجل البيض لعدد

كبير من اليدي العاملة لزراعة وحصد القطن، فغزا تجارهم السواحل الفريقيةلصطياد الفارقة وبيعهم في اميريكا واوربا كعبيد.

والجزيرة العربية بحكم قرب شواطيها من افريقيا جلب تجارها العبيد من تلك القارة ومن اجزاء اخري من العالم. فكان مثل* لبني مخزوم الثرياء جملة جواري

يونانيات، كما كان للعباس عم النبي جوار يونانيات كذلك. وا@شير الى وجود جواري فارسيات، وكان هذا الرقيق البيض ذكورا* واناثا* من جنسيات متعددة، منهم من كان من اصل رومي، ومنهم من كان من عنصر اوربي، ومنهم من كان من اهل العراق

مثل نينوى وعين التمر، ومنهم من كان من بلد الشام او من اقباط مصر . وقد كانت هناك بمكة كذلك جالية كبيرة من العبيد ع;رفوا ب " الحابيش". وبينهم عدد

كبير من النصارى استوردوا للخدمة وللقيام بالعمال اللزمة لثرياء مكة.

وعند ظهور السلم كانت كل السر المعروفة في مكة تملك عبيدا*. وقد رأينا ان اول من آمن بمحمد كانوا خمسة أعبدc وخديجة وابو بكر. والرسول نفسه كان له عدة عبيد وإماء، ذ@كر منهم: أسامة بن زيد بن حارثة، وأمه وكان اسمها بركة، كانت

حاضنة رسول ال في صغره، ومنهم ابو رافع القبطي ومنهم أيمن بن عبيد بن زيد الحبشي ومنهم ثوبان بن ي;جدد وي;قال له ابو عبد الكريم ومنهم حنين وهو جد

ابراهيم بن عبد ال بن حنين، ومنهم رافع او ابو رافع ويقال له ابو البهي، ومنهم رباح السود ومنهم رويفع ومنهم زيد بن حارثة الكلبي ومنهم زيد ابو يسار،

190

ومنهم سفينة ابو عبد الرحمن وهذا لقب اعطاه إياه الرسول، ومنهم سلمان الفارسي ومنهم ش@قران الحبشي ومنهم ض;ميرة بن أبي ض;ميرة الحميري ومنهم

ع;بيد مولى النبي ومنهم فضالة ومنهم قفيز وكركرة وكيسان ومابور القبطي الخصي ومنهم مدعم وكان اسود من مولدي حسمي بارض الشام ومنهم مهران أو طهمان

وميمون ونافع ون@فيع وواقد وهشام مولي النبي ويسار ويقال انه الذي قتله العرنيون ومثلوا به، ومنهم ابو الحمراء وابو سلمى راعي النبي وابو ضميرة وابو

عسيب وابو كبشة النماري وابو مويهبة. وكان له عدد كبير من الماء.

وبعد الهجرة الى المدينة وابتداء الغزوات زاد عدد الماء والعبيد الذين ا@سروا في المعارك. وفي أيام الدولة الموية عندما امتدت اطراف الدولة السلمية الى افريقيا

والندلس واوربا، رجعت الجيوش العربية بكميات هائلة من الجواري والعبيد، ويقال انه بعد فتح اسبانيا رجع بعض الجنود ومعهم خمسة وعشرون ألف فتاة اسبانية

هدية* للخليفة الموي.

ورغم ان السلم حاول تشجيع المسلمين على اعتاق عبيدهم بجعله تحرير رقبة من سورة النساء نجد: " وما92مكان الكفارة عن عدة معاصي، فمثل* في الية

كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا* ال خطأt ومن قتل مؤمنا* خطأt فتحرير رقبة مؤمنة". وفي : " ل يؤاخذكم ال باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما89سورة المائدة، الية

عقدتم اليمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة". وسورة المجادلة، الية الثالثة تقول: " والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا". ال انه في نفس

الوقت شجعهم على امتلك عدد متزايد من العبيد والماء بجعل الجهاد في سبيل ال فريضة على كل مسلم قادر على حمل السلح. وكما ذكرنا سابقا* فان الحروب التي خاضها المسلمون لنشر السلم جلبت لهم عددا* من العبيد والماء يفوق عدد الذين

اعتقوا.

ومعاملة السلم للعبيد في النواحي الشرعية ل تساويهم باخوانهم واخواتهم المسلمين الحرار رغم ان الحاديث النبوية تقول: " ل فرق بين عربي وعجمي ال

191

بالتقوى" وكذلك " المسلمون سواسية كاسنان المشط". فنجد اختلفا* بينا* في من سورة البقرة نجد: " يايها الذين آمنوا ك@تب عليكم178القصاص. ففي الية

القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والنثى بالنثى". فحياة العبد ل تساوي حياة الحر، فلو قتل حرb عبدا* ل ي;قتل الحر بالعبد، ولكن ي;قتل العبد اذا قتل حرا. أما الماء فل تساوي الواحدة منهن، حتى المسلمة، ال نصف الحرة حتى في العقاب.

فالمرأة الحرة كلها عورة ول يجوز ان تكشف اي جزء من جسمها غير وجهها ويديها، ام المة فعورتها من سرتها الى ركبتيها، ولذا يجوز لها ان تكشف صدرها

ان ارادت. والمة اذا ط@لقت او مات زوجها فعدتها نصف عدة الحرة. والمة او العبد ل يتزوجوا ال بإذن سيدهم. وألمة اذا كانت متزوجة وباعها سيدها، ت@عتبر

طالقة* من زوجها وليس له الحق في العتراض.

من سورة النساء تخبرنا عن الماء: " فاذا أaحصن فان أتين بفاحشة25والية فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب". وعليه اذا زنت ألمة ل ت@رجم حتى وان كانت متزوجة بل ت@جلد خمسين جلدة*، وي;قاس عليهن العبيد كما يقول تفسير الجللين . وأما نكاح الماء فمباح للسيد متى ما شاء واي عدد من الماء شاء.

ومن لم يستطع من المسلمين نكاح المحصنات المؤمنات لعدم مقدرته ماديا* فلينكحأمة* بإذن اهلها، ولكن هذا غير مستحب لن اولده منها يكونون ملكا* لسيدها.

والعرب عامة* كانوا يعتبرون العبيد اقل منهم شأنا*، فقد روى النسائي عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي ملك الحبشة، قال الرسول (ص) : " صلوا عليه"، قالوا: يا رسول ال، نصلي على عبدc حبشي؟ رغم ان النجاشي آواهم واطعمهم لما كانوا مستضعفين بمكة، وهاجروا اليه ليحميهم من قريش ولم يقولوا وقتها انه عبد

حبشي. وفي حديث للنبي انه قال: " أطيعوا أولو ألمر فيكم ولو كان عبدا* حبشيا رأسه كالزبيبة ". "ولو" اصل* حرف امتناع0 لمتناع، وهذا يعني انه أمتنع ان يكون ولي المر فيكم لكونه عبدb حبشيb رأسه كالزبيبة. والحديث يعني انه حتى لو صار

ولي المر فيكم احقر شخص بينكم، وهو العبد الحبشي، اطيعوه.

وقد يفهم النسان ان المجتمعات التي تحكمها القوانين الوضعية قد اباحت الرق في

192

فترة من تاريخها، لكن كل هذه البلد قد حرمت الرق في القرنين التاسع عشر والعشرين. ولكن السلم دين سماوي من عند ال، الذي خلق كل الناس من آدم

وحواء وجعلهم متساوين، والخليفة عمر بن الخطاب قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا*، فكيف يبيح دين سماوي الرق؟ وفي اعتقادي ان التشجيع على اعتاق رقبةc مؤمنة ل يتساوى مع تحريم الرق، وكان يجب على السلم ان يح�رم الرق بالنص. والجدير بالذكر ان الدول العربية ل تحرم الرق في دساتيرها

وان كانت ل تمارسه، وإن كان ل يزال ممارسا* في موريتانيا والسودان، لن الرقمسموح به في السلم.

والجدير بالذكر أنه وفقا* للنباء المتسربة من موريتانيا مؤخرا* يبدو أن البلد يعاني حاليا* من صراع داخلي بسبب مؤسسة الرق والمحاولت الجارية للغائها. يبدو كذلك أن القطاع الحديث و"المتغرب" (اللجنة الوطنية للخلص الوطني) هو الذي

اتخذ القرار بإلغاء العبودية، مما يشكل قطعا* مع الموروث الثقافي السلمي، وإن القطاع التراثي العضوي في المجتمع هو الذي يقاوم هذا الجراء التحديثي ويطالب الحكومة بدفع التعويضات لسادة العبيد (وليس للعبيد طبعا*) والعبد الذي يهرب من

سيده يعاد إليه قسرا* إستنادا* إلى فتوى إسلمية رسمية ملزمة. (أنظر السفير) 7/7/1980اللبنانية في

وفي القرن التاسع عشر عندما ابتدأ النجليز يضغطون على البلد التي كانت تمارس الرق ليحملوهم على تحريمه، كتب سلطان المغرب: " تجارة الرقيق أمر

اتفقت عليه جميع المذاهب والمم من زمن ابينا آدم حتى اليوم. وانا ل اعتقد ان هناك اي أمة او مذهب حرمها، وحتى مجرد ان يفكر شخص ان تجارة الرقيق غير أخلقية، فأمر عجيب. ول يحتاج احد ان يسأل هذا السؤال لن الجابة عليه باينة

للعالي والواطي ول تحتاج لتبيان اكثر مما يحتاج ضوء الشمس لتبيان"

الفصل التاسع

الجهاد وانتشار السلم

193

قد رأينا فيما سبق ان الرسول عندما كان مستضعفا* بمكة كان متسامحا* مع الكافرين، ولكن بمجرد أن هاجر الى المدينة وقويت شوكته، ابتدأت تظهر بعض أليات التي ت@حض على قتالهم. وأول سورة نزلت بالمدينة كانت سورة البقرة،

وفيها نجد: " وأقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة أشدمن القتل".

ثم ظهرت ألية: " وقاتلوهم حتى ل تكون فتنة ويكون الدين ل فإن إنتهوا فل عدوان ال على الظالمين" . ومن حينها صار قتال المشركين فرضا* على المسلمين، وسموه جهادا*، وصار الجهاد فرض عين واجبا* على كل مسلم قادر، ونزلت ألية: "

ل يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل البأموالهم وأنفسهم فضل ال المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

وقد يقول قائل أن ال قد قدم المجاهدين بأموالهم على المجاهدين بأنفسهم، ولذا قصد بالجهاد التبرع بالموال. ولكن يجب أن نتذكر أن هذه أليات نزلت في بداية

هجرة الرسول الى المدينة، حينما أبتدأ في تكوين أول دولة للمسلمين، وهذه الدولة كانت في حاجة للمال لتجهيز الجيش وإعالة أهل من قتل من المسلمين، ولذا كان ذكر الموال مهما. ولكن بعد فترة قصيرة صار التركيز على القتال واضحا*. ففي

نجد: " فليقاتل في سبيل ال الذين يشرون الحياة الدنيا74سورة النساء، ألية بالخرة ومن يقاتل في سبيل ال في;قتل أو ي;غلب فسوف نؤتيه أجرا* عظيما".

ثم توالت أليات التي ت@حض على القتال، فنجد: " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق العناق وأضربوا منهم كل بنان" . وكذلك: " فإذا لقيتم الذين

كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما من?ا* بعد وأما فداء حتى تضع الحرب أوزارها" . واخيرا* نزلت أية السيف التي ألغت كل معاهدة مع اليهود

والمشركين وفتحت باب الجهاد على مصراعيه: " فإذا انسلخ الشهر الح;رم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن ال غفور رحيم" . وكذلك في نفس

تقول: " قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول29سورة التوبة ألية

194

يحر�مون ما حر�م ال ورسوله ول يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتىي;عطوا الجزية عن يدc وهم صاغرون".

وبعد التحريض على القتال جاء تحذير المجاهدين من الفرار من المعارك: " ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا* فل تولوهم ألدبار. ومن يولهم يومئذ دبره

ال متحرفا* لقتال أو متحيزا* الى فئةc فقد باء بغضب من ال ومأواه جهنم وبئسالمصير"

وفي آية أخرى يسأل ال المؤمنين إن حسبوا أنهم سيدخلون الجنة بدون جهاد: " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم�ا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" . وبعد

أن حذ?ر ال المؤمنين من الفرار من المعارك وأخبرهم أنه يريد أن يعلم المجاهدين منهم حتى يدخلهم الجنة، أمتشق المؤمنون سيوفهم، واندفعوا في غزواتهم داخل

المدينة وما حولها، ضد اليهود والمشركين. ومن الصعب تحديد هل كان الدافع الهم الجهاد ام الغنيمة التي أحلها لهم ال من سبايا وأموال. وعلى كل حال

أخضعوا نجد والحجاز وكل اواسط الجزيرة في حياة النبي، واجبروا كل من لم يسلمعلى دفع الجزية بيدc وهم صاغرون.

ميلدية.634وبعد وفاة الرسول جهز الخليفة أبو بكر جيشا* لغزو سوريا في عام وفي هذه الحملة قتل جيش المسلمين أربعة آلف من المسيحيين واليهود وحرقوا الكنائس والديرة وحطموا الصلبة، حسب شهادة القديس سوفروس في القدس .

دمر642 و635 " ما بين سنة Mesopotamiaوفي منطقة ما بين النهرين " جيش المسلمين كل الديرة وقتلوا الرهبان، وأجبروا العرب المسيحيين على اعتناق

السلم.

وأما عمرو بن العاص عندما غزا مصر فعل بالسكان ما لم يفعله فرعون باليهود، حسب مذكرة السقف جون، فعندما دخلوا مدينة بهنيسة قرب الفيوم قتلوا كل من

سل?م نفسه لهم ولم يرحموا ل النساء ول الطفال. ولم يكن مصير أهل الفيوم بأحسن من مصير جيرانهم. وكل شمال افريقيا عانى نفس المصير، خاصة* طرابلس التي

195

ميلدية. وفعل معاوية في قبرص ما فعل عمرو بن العاص643اجتاحوها في عام في مصر.

أما غزو السند والهند في ايام الحجاج بن يوسف فقد و;صف بأنه القمة التي وصلت ميلدية كان712اليها القسوة في الجهاد. وقائد جيوش الحجاج في السند في عام

محمد بن القاسم، وقد أمره الحجاج أن يجلب الدمار على الكفار، ال إذا أسلموا وشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا* رسول ال، وأن يقتل كل من ل يسلم. ويوم أن احتلوا ميناء " ديبال" أعطى القائد جنوده ثلثة أيام ليستبيحوا المدينة، ولكنه تساهل

مع السكان الذين بقوا على قيد الحياة بعد اليوم الثالث وسمح لهم بممارسة معتقداتهم، غير أن هذا لم يعجب الحجاج بن يوسف الذي كتب الى قائده يذكره أن

ال قد قال: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق" . وكرر عليه أن أوامره كانت بقتل كل الرجال المحاربين وعلى أن تؤخذ

بناتهم واولدهم أسرى، وعليه لما دخل جيش المسلمين مدينة " برهامباد" أمر محمد بن القاسم بقطع رأس كل الرجال المنتمين الى الجندية، وقد قدروا عدد الذين

ق@طعت رءوسهم بحوالي ستة ألف رجل، وقال بعضهم ستة عشر ألف رجل .

ميلدية ومر بها مرور العاصفة،1000أما الهند فقد غزاها محمود القازني في عام فحطم معابدها وسلب ذهبها ومجوهراتها وقتل ما شاء ال له ان يقتل، وبرر كل هذا

بالجهاد من أجل ال والسلم. وقد ابتدأ حملته بأسر ملك البنجاب واجبر سكان منطقة " قور" على اعتناق السلم. وعندما أحتل مدينة " ماتورا" المقدسة، التي

كانت معقل الله كرشنا، حطم أكبر معبد بها واستولى على خمسة تماثيل من الذهب الحمر، طول كل تمثال خمسة ياردات، وعيونهم مصنوعة من الحجار الكريمة .

شخصا* وسلب ما طاب له.50,000وفي مدينة سومنات قتل محمود حوالي

والندلس لم تكن أحسن حظا* عندما دخلها خالد بن الوليد، فقد واصلوا القتل والسلب وفرضوا الجزية على من لم يسلم. وفي كتاب التاريخ الكامل لبن ألثير (

ارسل المير793) نجد تفاصيل حروبهم في الندلس. ففي عام 1160-1233 هشام جيشا* تحت إمرة عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث الى اواسط الندلس

196

ووصل حتى القيروان، ولعدة أشهر جاب طول البلد وعرضها يقتل ويسلب ويسبيالنساء، ورجع سالما* وخلفه عدد من السرى ل يعلم بعددهم ال ال.

وكنتيجة لهذا الجهاد انتشر السلم في الجزيرة العربية وشمال افريقيا وتركيا والهند والسند وأرمينيا وفارس والندلس واجزاء من اوربا الشرقية. ومما ل شك

فيه أن كل السكان الصليين في تلك البلد اعتنقوا السلم تحت تهديد القتل او الجزية، فلم يكن لديهم الخيار ولم يقنعهم أحد باعتناق السلم عن طريق المحاورة

والجدال. والدليل على ذلك أنه بمجرد أن دارت اليام على الجيوش العربية في الندلس، التي ظلوا بها حوالي خمسمائة عام، رجع السكان الصليون الى المسيحية

ولم يبق في اسبانيا غير حفنة بسيطة من المسلمين. ونفس الشئ حدث في أورباالشرقية وأرمينيا وغيرها.

وأغلب الذين اسلموا في جزيرة العرب فعلوا ذلك تحت حد السيف، كما هو واضح من خ@طبة ثابت بن قيس بن شماس يوم قدمت بنو تميم لتبايع الرسول، فقد قال: "

فنحن انصار ال ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بال ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في ال أبدا* وكان قتله علينا يسيرا" . فإذا* لم يكن

أمام الناس في تلك أليام خيار، أما السلم أو القتل. وبمجرد أن مات الرسول ارتدت القبائل العربية عن السلم، مما اضطر الخليفة ابا بكر أن يشن عليهم حروب

الردة ويجبرهم على الرجوع الى حظيرة السلم.

وحتى المسلمين الن في البلد العربية وغيرها أسلموا بالوراثة لنهم نشأوا في بيوت مسلمة وما عرفوا اي ديانة اخرى، أو بمعنى آخر لم يكن لهم الخيار في

اختيار عقيدتهم. وفيما بعد إذا حاول أي منهم الخروج من السلم، أعتبروه مرتدا سنة. وهناك أمثلة كثيرة من مصر1400وأباحوا دمه كما فعل أبو بكر قبل

والكويت وباكستان وغيرها عن مسلمين حاولوا اعتناق المسيحية ووجدوا انفسهمامام المحاكم الشرعية لنهم مرتدون.

فهل يستطيع أي مسلم الن أن يقول أن ألية: " ل اكراه في الدين قد تبين الرشد

197

من الغي" تعني أي شئ لي منهم؟ ورغم وجود هذه ألية فهناك أعداد كبيرة من المتزمتين الذين يقفون على أهبة الستعداد لشن الجهاد ضد من يحاول الخروج من

السلم، بدعوى أن ألية سابقة الذكر ن@سخت بآية السيف، ويد�عون أنهم انما يفعلون ذلك بتفويض من ال. ولكن ال قال: " وما محمد إل رسول� قد خلت من قبله

الرسل أفإن مات أو ق@تل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر ال شيئا* وسيجزي ال الشاكرين". ويقول القرطبي في تفسيره لهذه ألية: انقلبتم تعني ارتددتم عن السلم. فالذين يرتدون لن يضروا ال شيئا*، فلماذا يجاهد المتزمتون

بالنابة عن ال كانما ال عاجزb عن أن يعاقب من ارتد إن أراد ذلك.

وانتهز السلفيون مفهوم الجهاد هذا وأجروا عمليات غسيل المخ لطفال أبرياء، أقنعوهم أنهم إذا قتلوا أنفسهم في الجهاد في سبيل ال فسوف يجازيهم ال ببنات

الحور اللئي ما زلن منذ الن في انتظارهم في جنة الفردوس. وراح العشراتضحايا هذا الستشهاد في سبيل ال.

وقد يقول قائل أن هذا الستشهاد ليس وقفا* على المسلمين، فقد فعله اليابانيون في الحرب العالمية الثانية عندما قاموا بعمليات " الكاماكازي" ضد السفن الحربية

المريكية. واليابانيون في ذلك الوقت كانوا كالمتزمتين السلميين الن، فكانوا يؤمنون بمصطلح " ألمبراطور الله"، أي يمعنى أنهم كانوا يؤمنون أن أمبراطورهم " هيراهيتو" كان التجسيم النساني للله. وما قاله المبراطور هو قول ال. وأمرهم أمبراطورهم ( إلههم) بتفجير سفن العدو والستشهاد في سبيل المبراطور والوطن.

ففعلوا. وليس هناك أي ديانة أخرى ت@حث معتنقيها على قتل أنفسهم في سبيلإلههم.

الفصل العاشر

ماذا اخذ السلم من الديانات الخري: السلم، مما ل شك فيه، قد اقتبس من الديانات الخرى بحكم الجوار واختلط عرب الجزيرة باليهود والنصارى والفارسيين واالحبشة والهند. فلنبدأ باليهودية لنها اكثر

198

أثرا* في السلم. فهناك كلمات معينة في القرآن ليست عربية ويسهل ارجاعها الىالعبرية. فخذ مثل*:

التابوت: هذه ليست كلمة عربية. والكلمات التي تنتهي ب " وت" اما ان تكون عبربية او

كلدانية او سريانية. واستعمل القرآن كلمة " تابوت" مرتين وبمعنى مختلف في كل عندما يتكلم القرآن عن موسى عندما وضعته أمه في39مرة. في سورة طه الية

النهر: " أن اقذفيه في التابوت فأقذفيه في أليم فليلقه أليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له". والتابوت هنا تعني سلة صغيرة و;ضع فيها موسى. ونفس الشئ موجود في التوراة: " وعندما لم تستطع إخفاءه اطول من ذلك، أخذته ووضعته في تابوت من الحشائش وطلت التابوت بالغار ووضعت فيه الطفل، ووضعته بضفة النهر" .

248والمرة الثانية التي يذكر فيها القرآن التابوت فهي في سورة البقرة الية عندما قالوا لنبيهم شمويل: انزل لنا مgلكا* نقاتل معه: " وقال لهم نبيهم إن آية م;لكه

أن يأتيكم التابوت فيه سكينةZ من ربكم ". والتابوت هنا ، حسب تفسير الجللين، يعني صندوق به صور النبياء انزله ال على آدم واستمر الى بني اسرائيل. بينما

The Arkاليهودية تستعمل كلمة التابوت لتعني الميثاق بين ال وبني اسرائيل " of the Covenant."

جهنم: وهذه الكلمة كذلك مشتقة من العبرية وكانت تدل اول* على اسم مكان يدعى وادي

". وكان هذا المكان مخصص لعبادة الصنام،The Vale of Hinnomهينوم " ولكراهية اليهود لعبادة الصنام اصبح هذا الوادي يعرف بوادي العذاب او جهنم، "

Gehinnom" وقد ورد هذا السم في تلمود اليهود. وكذلك ورد في النجيل ك " ". وهذه كلمة من اصل سرياني. وقد يكون محمدGehennaجهينا" دون الميم، "

قد سمع هذه الكلمة من النصارى ولكن اغلب الظن انه سمعها من اليهود في مكة.

احبار: " وتعني " مرافق" وذ@كرت في المشنةHabberالكلمة العبرية لحبار هي "

199

اليهودية. والكلمة اصل* ا@ستعملت لترمز الى جماعة من اليهود المتدينيين فصلوا انفسهم عن بقية اليهود وتفرغوا للعبادة، وكانوا متحمسين لنقل التراث شفهيا.

ولكي يفعلوا هذا كان ل بد لهم من ملقاة الناس وتدريسهم التراث، ولذلك اعتبروهم " أما كلمةHabberimمعلمين او مدرسين. والواحد منهم كان ي;عرف ب " حبيرم" "

" الرهبان" والراهب فمشتقة من اللغة السريانية التي كان يستعملها النصاري في " وتعنيRahboyeالجزيرة العربية. واصل الكلمة في اللغة السريانية " رحبوي" "

" الخوف اي الذي يخاف ال". وكذلك كلمة قسيسين مشتقة من الكلمة السريانية "Gashishoyeوتعني " الكبار" اي رؤوس القبيلة . ونجد القرآن يجمع بين "

من سورة المائدة: " لتجدن أشد الناس عداوة82الثنين في آية واحدة وهي الية للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة* للذين آمنوا الذين قالوا إنا

نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا* وانهم ل يستكبرون".

رباني: "Rabbiوهذه كلمة عبرية أaستعملت في اليهودية لتعني " معلم"، واصلها " راباي" "

وهي مستعملة في عصرنا هذا لتعني رجل الين اليهودي اي المعلم، الذي يعلم اليهود دينهم. ويبدو ان " ربان" اعلى درجة* من " راباي". وقد ذكرها القرآن في

من سورة المائدة: " إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونورb يحكم بها النبيون44الية الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والحبار بما استحفظوا من كتاب ال وكانوا

علية شهداء".

السبت: اليام الخمسة الوائل من ايام السبوع عند العرب سميت علي عددc من واحد الى

خمسة، فنجد الحد والثنين والثلثاء والربعاء والخميس، اما اليوم السادس فكان اليوم الذي يجتمع فيه اهل مكة ليتشاوروا فيما بينهم في دار الندوة ولذلك سموه الجمعة. واليوم الوحيد الذي يختلف عن هذه التسميات هو يوم السبت، الذي أaخذ

" فصار سبتا* عندSabbathمن اليهود الذين سموا سابع ايام السبوع " من سورة البقرة: " لقد علمتم الذين65المسلمين، وذ@كر في القرآن في الية

أعتدوا فيكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة* خاسئين".

200

المثاني: قد قلنا سابقا* ان الحبار هم الذين كانوا متحمسين لنقل التراث شفهيا*، واصبحت

" ولما كان الشين في العبريةMishnahهذه الطريقة من التدريس تسمى مشنة " يحل محل السين في العربية، تصبح الكلمة العبرية " مسنة " عندما تترجم للعربية. وبما انها مفرد، قال العرب ان جمعها يكون " مساني"، ودخل عليها بعض التحريف

من سورة الحجر: "87الذي غير السين الى ثاء فصارت " مثاني" كما في الية ولقد آتيناك سبعا* من المثاني والقرآن العظيم". وقد قلنا سابقا* ان " مثاني" ليست

كلمة عربية ول احد من الذين شرحوا القرآن يعرف معناها او اصلها. أما الفكار التي أقتبسها السلم من الهودية فعديدةZ. فاذا أخذنا مثل* خلق السماوات

والرض، نجد ان السلم يقول ان ال قد خلق الرض والسماوات في ستة أيام، تماما* كما يقول اليهود والنصارى، والفارق الوحيد ان اليهود والنصارى قالوا ان

من سورة "ق": "38ال استراح في اليوم السابع والقرآن انكر ذلك كما في الية ولقد خلقنا السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب".

واليهود يقولون ان ال ارتاح في اليوم السابع ليس من التعب بعد خلق السموات والرض، وانما ارتاح ليضرب مثل* عمليا* للنسان ليرتاح يوم السبت. ويقول

العلماء المسلمون لما خلق ال العالم في ستة أيام كان عرشه على الماء: " وهو الذي خلق السموات والرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء" ، وهذه نفسفكرة اليهود عن الخلق. واليهودية نفسها قد تكون أخذت فكرة خلق العالم من البابليين القدماء وفكرتهم عن خلق الله مردوخ للعالم، وكيف ان اللهة نفسهم

خلقوا انفسهم من ماء ازلي كان موجودا* منذ القدم. وفكرة السماوات السبعة كذلك مأخوذة من اليهود الذين اعطوا كل سماء اسما* مختلفا*، وسموا السماء الدنيا"

Vilon " وهي مأخوذة من الكلمة اللتينية "Velumوتعني ستارة، وقالوا ان " السماء الدنيا ستارة تحجب عظمة الخالق .

والسلم يقول ان آدم خ@لق من تراب ثم خلق ال زوجته من احدى اضلعه وقال لهما كل من كل اشجار الجنة ال شجرة واحدة منعهما ان يأكل منها، ولما أكل منها

201

بدت لهما سوأتاهما: " ويا آدم اسكن انت وزوجك الجنة فكل من حيث شئتما ول تقربا هذه الشحرة فتكونا من الظالمين. فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ورئ

عنهما من سوءاتهما" . ونجد نفس القصة في التوراة، سفر التكوين، الصحاح وما بعدها: " فأوقع الرب الله س;باتا* عميقا* على النسان فنام.21الثاني، الية

فأخذ إحدى أضلعه وسد مكانها بلحم. وبنى الرب الله الضلع التي أخذها من النسان إمرأة*، فأتى بها النسان. فقال النسان: هذه المرأة هي عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه ت@سمى إمرأة لنها من أمري0 ا@خذت. ولذلك يترك الرجل أباه

وأمه ويلزم أمرأته فيصيران جسدا* واحدا. وكانا كلهما عريانين، النسان وأمرأته، وهما ل يخجلن". ونرى هنا ان اليهودية تقول ان آدم وحواء كانا عريانين في الجنة ولكنهما لم يخجل من عريهما، والسبب في عدم خجلهما هو انهما لم يريا

اعضاءهما التناسلية ال بعد ان أكل من الشجرة المحرمة.

والسلم كذلك يقول رغم انهما كانا عريانين ال انهما لم يريا عوراتهما ال بعد ان أكل من الشجرة المحرمة عليهما، فظهرت لهما عورتاهما فراحا يخصفان عليهما من ورق الشجر.والمنطق ي;حتم علينا ان نسأل انفسنا كيف يقف شخصان عريانان امام بعضهما البعض ول يريان عوراتهما، وخاصة عورة الرجل. وحتى لو بانت لهما عوراتهما بعد ان أكل من الشجرة، لماذا شعرا بالخجل وكانت هذه اول مرة

يريا فيها اعضاءg تناسلية ولم يكونا يعرفان حتى الغرض منهما؟ وكنا نتوقع منهما ان يكونا متشوقين لمعرفة لماذا تختلف اعضاؤهما التناسلية، كما يفعل الطفال

عندما يرون انفسهم عراة مع اطفال آخرين.

وحتى في عصرنا الحاضر هناك قبائل بدائية يعيشون في الدغال في اميريكا الجنوبية وفي جزر جنوب شرق أسيا ول يلبسون اي ملبس تسترهم ول نراهم يخجلون حتى امام عدسات كاميرات التلفزيون. وفي العالم الغربي اندية للعراة

وبلجات ي;حر�م فيها لبس أي نوع من الملبس، ونرى الرجال والنساء والطفال يسرحون ويمرحون عراة كما ولدتهم أمهاتهم، ول يخجلون من عريهم. فلماذا خجل

آدم وحواء وهما لم يكونا قد مارسا الجنس بعد ولم يكن لهما علم بان العضاءالتناسلية الغرض منها ممارسة الجنس؟

202

والقصة أaخذت من اليهودية دون تمحيص، ففي سفر التكوين نجد " ورأت المرأة أن الشجرة طيبة للكل ومتعةZ للعيون وأن الشجرة منيةZ للتعقل. فأخذت من ثمرها

وأكلت وأعطت أيضا* زوجها الذي معها فأكل. فأنفتحت أعينهما فعرفا أنهماعريانان. فخاطا من ورق التين وصنعا لهما منه مآذر"

والقرآن يخبرنا ان ال عل?م آدم أسماء جميع الحيوانات وطلب من الملئكة ان تخبره اسماء الحيوانات ولكنها لم تستطع، فسأل آدم عن أسمائها فأخبره إياها: " وعل?م آدم ألسماء كلها ثم عرضهم على الملئكة فقال أنبئوني بأسماء هولء ان كنتم صادقين" . وصيغة القصة في التوراة كالتي: " وجبل الرب الله من الرض جميع حيوانات الحقول وجميع طيور السماء وأتى بها ألنسان ليرى ماذا ي;سميها. فكل ما سماه ألنسان من نفس حيةc فهو أسمه. فأطلق ألنسان أسماء على جميع

البهائم وطيور السماء وجميع وحوش الحقول" . ولم تكن هناك منافسة بين النسانوالملئكة لمعرفة من يعرف اسماء الحيوانات.

لما تبلورت فكرة الجنة والنار لجزاء الذين يعملون الخيرات والسيئات على التوالي، ظهرت لهل الدين مشكلةZ صعبة، وهي ماذا يفعلون بالشخاص الذين تستوي

حسناتهم مع سيئاتهم؟ علماء اليهودية حلوا هذه المشكلة بأن جعلوا مكانا* بين الجنة والنار ليستوعب هذا النوع من الناس، وقال بعض الربانيون ان هذا الفاصل بين الجنة والنار هو حائط، بينما قال آخرون تفصلهما مسافة شبر واحد فقط ويمكن لهولء الناس الذين علي هذا البرزخ ان يروا اهل الجنة واهل النار . أما القرآن

: " وبينهما حجابb وعلى ألعراف رجال46فيقول في سورة العراف، الية يعرفون ك@ل* بسيمائهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلم عليكم لم يدخلوها وهم

يطمعون". وقال ابن جرير في شرح هذا الحجاب انه السور الذي قال عنه ال: " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "، وقال

مجاهذ: العراف حجاب بين الجنة والنار، سور له باب. وقال ابن جرير العرافجمع ع;رف وهو كل ما ارتفع من الرض، وانما قيل لعرف الديك عرف لرتفاعه.

203

تقول: " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا24سورة النور، الية يعملون". وهذه الفكرة موجودة في التلمود الذي يقول: " وأعضاءألنسان نفسها

سوف تشهد عليه " . وقد أمر السلم الناس ان يصلوا واقفين، وان لم يستطيعوا من سورة238فتجوز الصلة للشخص وهو جالسb او حتى راقد على جنبه.فالية

البقرة تقول: " حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين" وسورة : " الذين يذكرون ال قياما وقعودا* وعلى جنوبهم ويتفكرون191آل عمران، الية

.Zفي خلق السموات والرض". وفي اليهودية كذلك الصلة تكون والنسان واقف وتقول كتابات الربانيين ( اليهود) اذا كان الشخص راكبا* على حمار0 واتى وقت

الصلة، يجب ان يترجل الراكب لداء الصلة، وان لم يستطع فعليه إدارة وجهه الىالقدس " .

والسلم ي;بيح للمسلمين ان كانوا مسافرين او في الجهاد ان ي;قصروا الصلة، ففي ، نجد: " وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم ج;ناح أن101سورة النساء، الية

ت@قصروا في الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا". واليهودية كذلك أباحت لليهودان ي;قصروا الصلة ان كانوا في موقع0 او موقف فيه خطرb عليهم .

42وعندما جاء عمر او احد الصحابة الخرين الى الصلة وهو سكران، نزلت الية

من سورة النساء: " يأيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلة وانتم س;كارى حتى تعلموا ما تقولون ول ج;نبا* ال عابري سبيل حتى تغتسلوا". ونجد في المشنة كذلك ان الصلة

ح;رمت على اليهود اذا كانوا س;كارى او لمسوا النساء .

وي;حث السلم وكذلك اليهودية على الغتسال بالماء لزالة النجاسة قبل الصلة، ولكن اذا لم يتوفر الماء، فقد أباح السلم للمسلمين ان يتيمموا بالرمل، ففي سورة

: " وان كنتم مرضى او على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو6المائدة، الية لمستم النساء فلم تجدوا ماءg فتيمموا صعيدا* طيبا* فأمسحوا بوجوهكم وأيديكم منه". ونجد كذلك نفس السماح بالتيمم في اليهودية اذ تقول: يطهر نفسه بالرمل ويكون

قد فعل ما فيه الكفاية .

204

وصلة الفجر في اليهودية تحين عندما يتبين للنسان الخيط الزرق من الخيط من سورة البقرة وهي تشرح187البيض بضوء الفجر . واذا نظرنا الى الية

للمسلمين وقت المساك عن الكل والشرب في رمضان، نجد: " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل". فال

سلم قد أبدل الخيط الزرق بالخيط السود.

وبعض الحكام التي تخص النساء متطابقة بين اليهودية والسلم. فمثل* ع;دة المرأةالمطلقة ثلثة شهور في الديانتين، ورضاعة الطفل عامين في الديانتين كذلك.

واذا أخذنا الشياء التي ت@فسد الوضوء في السلم، نجد ان الستمناء يفسده وعلي المسلم ان يغتسل قبل الصلة اذا استمنى. ونجد نفس الشئ في التوراة، " اذا خرج

المني من الرجل يجب عليه ان يغسل كل جسمه بالماء". وكذلك نجد في نفس ، " إذا أضجع رجل� مع أمرأة وخرج منه منيb فعلى كليهما16الصحاح، الية

الغتسال بالماء". وفيما يختص بالمحيض، نجد القرآن يقول في سورة البقرة، الية : " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فأعتذلوا النساء في المحيض ول222

تقربوهن حتى يطهرن". ونجد في التوراة " عندما يكون على المرأة نزول الدم المعتاد، فان عدم طهارتها الشهرية يستمر سبعة أيام، وكل من يمسها يصبح غير

: " ل تقترب من إمرأة بقصد19، الية 18طاهر". وكذلك في اللويين، الصحاح الجماع في فترة عدم طهارتها الشهرية".

من سورة النساء تبين النساء المحرمات على المسلم: " ح;رمت عليكم23والية أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالتكم وبنات الخ وبنات الخت وأمهاتكم

اللتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتي دخلتم بهن فان لم تكونوا قد دخلتم بهن فل جناح عليكم

وحلئل ابنائكم الذين من اصلبكم وان تجمعوا بين الختين ال ما قد سلف". والتوراة تقول: " ل تؤذي أباك بأن تضاجع أمك، ول تضاجع زوجة أبيك. ل تضاجع

أختك من ابيك او اختك من أمك، ل تضاجع عمتك ول تضاجع خالتك. ل تضاجع زوجة ابنك ول زوجة اخيك. ل تضاجع أمرأة* وابنتها. ل تتزوج اخت زوجتك

205

وزوجتك على قيد الحياة .

والحيوانات التي ي;حرم على المسلم أكلها، والتي تحل له، هي نفسها في التوراة، " بإمكانك ان تأكل كل الحيوانات التي تجتر وظلفها مشقوق. أما الحلوف ( الخنزير)

مع ان ظلفه مشقوق، لكنه ل يجتر، ولذا ح;رم عليك. وكل حيوانات البحر التي عليها زعانف محللة لك. ومن الطيور يجب ال تأكل النسر والصقر والحدأة والغراب

والبومة. والحشرات التي تطير وتمشي على اربعة محرمة عليك ال الجرادوالصرصار" .

من سورة البقرة، " يا أيها الذين آمنوا إتقوا ال278والسلم ي;حر�م الربا في الية وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين". والتوراة تقول: " إذا أقرضت احد عبادي

المحتاجين مال*، فل تطلب منه ربحا"

وأما القصص القرآنية، وقد ذ@كرت في القرآن كقصص تاريخية فقط، ولم تجئ لتأكد أحكاما* شرعية او لتقدم شرحا* لما صع;ب من الحكام، فنستطيع ان نقول انها مأخوذة من اليهودية بكاملها ما عدا قصة السراء والمعراج، وقصة عيسى بن مريم وقصة أهل الكهف. وقد رأينا في الصفحات السابقة ان قصة خلق الكون وخلق آدم وتعليم آدم اسماء كل الحيوانات، هي نفس القصص في المصدرين. ولكن السلم اختصر قصة آدم واهله اختصارا* شديدا ولم يذكر غير قتل أحد أبناء آدم لخيه، ولم يسمي

" كما تسميهم التوراة، ولكن السلمAbel " و" Cainالقرآن ابناء آدم، وهم " سماهم فيما بعد ب هابيل وقابيل. أما بقية قصص النبياء من ابراهيم الى موسى

ويوسف فهي متشابهة مع تغيرات واضافات او حذف بسيط، باستثناء قصة سليمانوملكة سبأ، التي تعج بالمبالغات.

أما قصة أهل الكهف فهي مأخوذة من القصص الغريقية وظهرت في كتاب باللغة "Gregory of Toursاللتينية اسمه " قصة الشهداء" لكاتب أسمه جرجوري "

وتحكي القصة حالة المسيحيين الذين كانوا مضطهدين في المبراطورية الرومانية ميلدية. ولينجوا بدينهم251-249 " عام Deciusفي عهد المبراطور ديسيس "

206

" اللجو الى كهفEphesusوحياتهم قرر سبعة من الرجال من مدينة أفيصص " بالقرب من المدينة، وغلب عليهم النوم وناموا لمدة مائتي عام. ولما أفاقوا من

ميلدية. وذهب447نومهم كان المبراطور في ذلك الوقت ثيودورس الثاني عام واحد منهم للمدينة ليستطلع الخبار لهم، ود;هش عندما رأى ان المسيحية قد

انتصرت على اليهودية وصارت الديانة الرسمية للدولة. ولم تذكر القصة أي كلب لهم ولم يكن هناك اختلف في عددهم. والقصة اصل* قصة رمزية ت@عبر عن اضطهاد

المسيحيين في المبراطورية الرومانية في بداية عهد المسيحية الى ان صارتالمسيحية الديانة الرسمية للدولة.

أما قصة عيسى ومريم فواضح انها أaخذت من المسيحية وحدثت بها بعض أخطاء مثل " يا أخت هارون" التي خاطب بها القرآن مريم أم عيسى وكان بينها وبين

" وقد تزوجت يوسف النجارMary عاما*. ومريم هي أصل* مايري " 1570هارون بعد أن حملت بعيسى، ثم ولدت خمسة أولد بما فيهم عيسى، وكذلك ولدت بنتين.

وأخوان عيسى الربعة هم: جيمس ويوسف و جوداس و سيمون.

أما زكريا الذي يذكره القرآن على انه ربى مريم في المحراب، فهو فعل* نبي من انبياء بني اسرائيل لكن لم تكن له أي صلة بمريم. فالعهد القديم يخبرنا: " في

الشهر الثامن من السنة الثانية من حكم دارياس، أتت كلمة الرب الى النبي زكريا" . ودارياس هذا كان ملك الميديس في بابل في ايام المنفي الثاني لليهود في حوالى

قبل الميلد . وبالتالى يكون الفارق الزمني بين مريم أم عيسى وبين539العام النبي زكريا حوالي خمسمائة عام.

: "114وكذلك حصلت أضافات مثل معجزة المن والسلوى، في سورة المائدة، الية إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة* من

السماء قال أتقوا ال ان كنتم مؤمنين. قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم انه قد صدقنا ونكون عليها من الشاهدين، قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل

علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا* لولنا وآخرنا وآية* منك وارزقنا وانت خيرالرازقين".هذه إضافة ل يوجد لها اصل ل في النجيل ول في كتابات المسيحيين.

207

وبعض اليات يبدو انها ن@قلت نقل* من النجيل، فهناك آية الغنياء والجنة في النجيل: " وأقول لك مرة أخرى، انه أسهل للجمل ان يدخل في س;م البره، من أن

من سورة العراف: " إن39يدخل رجل� غنيb ملكوت ال" . ونجد في القرآن، الية الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا ل ت@فتح لهم أبواب السماء ول يدخلون الجنة حتى يلج

الجمل في سم الخياط".

وحتى فكرة أهل اليمين وأهل اليسار في يوم القيامة عندما يحاسبهم ال ويد;خل أهل اليمين الجنة وي;دخل أهل اليسار النار، مأخوذة من المسيحية، فالنجيل يخبرنا: "

يوم يعود المسيح في كل عظمته وحوله الملئكة ويجلس فوق عرشه في السماء، سوف تأتي أمامه جميع ألمم، وسوف يفصلهم عن بعضهم البعض كما يفصل

الراعي الغنم من الماعز. وسوف يضع الغنم عن يمينه والماعز عن يساره. وسوف يقول للذين عن يمينه: تعالوا أيها الذين بارككم أبي، خذوا إرثكم، المملكة التي

أaعدت لكم منذ خلق العالم. وسوف يقول للذين عن يساره: أرحلوا عني أيهاالملعونون وادخلوا النار الخالدة التي أaعدت للشيطان وملئكته"

وقبل مولد الرسول واثناء بعثته كانت أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية تحت الحكم الفارسي. فكسرى نشروان كان قد ارسل جيشا* للحيرة وازاح الملك الحارث وولى

نصر بن ربيعة حاكما* عليها، وكذلك ارسل جيشا* لليمن التي كانت تحت حكم الحبشة وطرد الحباش من اليمن وعين عليهاحاكما* فارسي. وتعاقب ثمانية حكام فارسيين

على اليمن قبل ظهور السلم. وكان لهولء الفرس اث@رb كبير على العرب عن طريق Arta Virafالقصص والكتب التي ادخلوها معهم. وواحدb من هذه الكتب أسمه "

Namakك@تب حوالي اربعمائة سنة قبل الهجرة في أيام الملك " أردشير". وتدور " قصة هذا الكتاب عن شخص زرادشتي أسمه أرتا بعثه ملك فارس الى السماء لي;حضر للناس بشارة* من السماء ت@نعش الديانة الزرادشتية التي كانت آخذة* في

الضمحلل.

وصعد هذا الرسول الى السماء الدنيا ثم مر بكل السماوات، وأخيرأt أمره " أaورمزد"

208

بأن يعود الى الرض. وحكى هذا الرسول حكايته للناس وقال: " أول ما وقفنا كان بالسماء الدنيا وهناك رأينا ملكا* يشع نوره، فسألت ساروش المقدس وأزار المkلك:

ما هذا المكان ومن يكون هولء الناس؟. ثم تخبرنا القصة ان أرتا صعد للسماء الثانية ثم الثالثة والى سماوات أخرى. ويستمر أرتا في سرد قصته ويقول: وقام

باهمان من عرش مطلي بالذهب وقادني حتى وصلنا الى " أورمزد" وحوله الملئكة في ثياب0 مزركشة لم أرى مثيلها من قبل. وقدمني دليلي الى " اورمزد" الذي رحب

بي وطلب من ساروش ومkلك النار ان يطوفا بي على المكان الذي ا@عد للمتقين، وكذلك المكان الم;عد لعقاب الع;صاة. وبعد ان رأينا الجنة والنار، رجعنا الى " اورمزد"

الذي قال لي : أرجع الى العالم المادي يا أرتا".

هذه القصة، ول شك، هي الساس لقصة السراء والمعراج التي سردناها في فصل سابق، خاصة* اذا أخذنا في العتبار ان عائشة قالت ان جسم الرسول لم يبارح

فراشه ليلة السراء، ولكن ال حمل روحه. وإذا* السراء لم يكن جسديا* وانما كانرحلة* معنوية مثل القصة اعله.

وك@تب الديانة الزرادشتية تحكي عن مخلوقات من الرواح جميلة للغاية وت@دعى "Paries " وهو ما ي;عرف في اللغة النجليزية ب " fairiesوهي أرواح في هيأة "

بنات ولهن اجنحة يطرن بها بين السماء والرض. وحتى كلمة " حوري" مشتقة من " وتعني شمس . Hurكلمة فارسية "

خاتمة عندما كان باب الجتهاد مفتوحا* للمسلمين في صدر السلم، شكك جماعةZ من

الخوارج والمعتزلة في كون القرآن ك@تب في لوح محفوظ منذ الزل وقبل ان يخلق ال الرض والسماء، وقالوا ان القرآن مخلوق. ولو كان صحيحا* أن القرأن مكتوب في لوح محفوظ لنزلت أياته بدون الحاجة الى مناسبات بعينها لنزال اليات. ولكن الذي حدث ان اغلب اليات، باستثاء القصص، نزلت في مناسبات معينة أو عندما

سأل الناس النبي اسئلة معينة. وبعض المناسبات التي نزلت بها آيات ما كانت

209

تستدعي نزول آيات، فمثل:

لما عادت حفصة بنت عمر، أحدى زوجات النبي، من زيارة أبيها ووجدت النبي مع مارية القبطية في سريرها، بكت، فخرج النبي يتصبب عرقا*، وأقسم لها أنه سيحر�م على نفسه مارية القبطية وطلب من حفصة أل تخبر أحدا* بما حدث. وكما نتوقع، لم تستطع حفصة كتمان الخبر، فأخبرت عائشة بما حدث. ولما علم النبي بذلك ثارت

ثائرته وأعتزل نساءه. فأنزل ال: " وإذ أسر النبي الى بعض أزواجه حديثا* فلما نبأت به وأظهره أل عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير، إن تتوبا الى ال فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا

عليه فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنين والملئكة بعد ذلك ظهير"

وهذه واقعة أaسرية تخص محمد وزوجاته فقط، وليس لبقية المسلمين دخل بما حدث بين محمد وازواجه، فلماذا، يا ت@رى، اضطر ال ان ينزل آياتc بسببها. فاذا

كان القرآن مكتوبا* منذ الزل في اللوح المحفوظ وعلم ال ان محمدا* سوف ي;ضاجع مارية القبطية في بيت حفصة، أما كان من الممكن تفادي ما حدث قبل أن يحدث؟ ثم

لماذا كل هذا العدد الهائل من النصراء لمحمد ضد عائشة وحفصة؟ فإن لم يتوبافسيكون ال وجبريل والملئكة وصالح المسلمين عونا* له ضدهما.

وحادثة الفك، لما اصطحب الرسول زوجته عائشة في إحدى غزواته وقد عسكر الجيش في مكان0 ما، ولما هموا بالرحيل رفع بعض الرجال هودج عائشة على

الجمل، ظنا* منهم أن عائشة به، وعائشة كانت قد خرجت للخلء لقضاء حاجتها، فرحلوا من دونها. فلما رجعت عائشة للمعسكر لم تجدهم فجلست مكانها حتى أتى

عليها رجل يدعى صفوان بن المعطل السلمي، فحملها على بعيره حتى لحق بها الركب، فتهامس الناس أن عائشة وصفوان خانا الرسول مع بعضهما. فغضب الرسول ولم يكلم عائشة لمدة شهر أو أطول من ذلك فنزلت: " إن الذين جاءوا

بالفك منكم ع;صبة ..." ، فقال الرسول إن ال برأ عائشة وأمر النبي بجلد حسان بن ثابت و حمنة أخت زينب بنت جحش ومسطح بن أثاثة. وهذه كذلك كانت مسألة شخصية تخص محمدا* وعائشة ول منفعة لعامة المسلمين من الذي حدث. ونسأل

210

مرة أخرى: لو علم ال مسبقا* بأن عائشة سوف تتخلف عن الركب ويحدث ما حدث، أما كان الجدر ان ينبه محمدا* الى ان عائشة ليست بهودجها وليرسل وراءها

من ي;حضرها قبل ان يتحرك الركب؟

والمعتزلة الذين قالوا ان القرآن مخلوق، كانت حجتهم ان جزءا* ل يستهان به من أليات نزل بإيعاز من الصحابة وخاصة عمر بن الخطاب. وهناك فصل في كتاب " التقان " للسيوطي يتكلم عن اليات التي أaنزلت بإيعاز من الصحابة. ويقول مجاهد

بن جبر، أحد العلماء المتشددين، يقول: ان عمر بن الخطاب كان يأتي برأي ثم ينزل القرآن بما قال. وعمر نفسه قال ان هناك أربع آيات نزلت بالرأي الذي أبداه.

فيحدثنا يونس بن حبيب، حدثه أبو داود، حدثه حماد بن سلمى حدثه علي بن يزيد عن أنس قال: قال عمر رضي ال عنه: وافقت ربي في أربع0. فقد نزلت هذه الية:

" ولقد خلقنا ألنسان من سللة من طين" فقلت أنا: فتبارك ال أحسن الخالقين. فنزلت ألية: " فتبارك ال أحسن الخالقين" . وواضح ان هذه الضافة ليس لها

معنى مفيد، اذ ان هناك خالقZ واحدb فقط هو ال، فكيف يكون ال احسن الخالقينوليس هناك خالقون غيره؟

ولما وجدت حفصة الرسول مع مارية القبطية وأخبرت عائشة بذلك، غضب عليهن الرسول واعتزل جميع نسائه، فدخل عليه عمر ووجده مغتما* فقال له: يا رسول ال ما يشق عليك من أمر النساء فإن كنت طلقتهن فإن ال معك وملئكته وأنا وابو بكر

والمؤمنون معك. فتبسم الرسول ونزلت الية: " عسى ربه إن طلقكن أن ي;بدله أزواجا* خيرا* منكن مسلمات مؤمنات قانتات تآئبات عابدات سائحات ثيب وابكارا" .

فقال عمر: أحمد ال، قلj ما تكلمت بكلم إل رجوت أن يكون ال يصدق قولي.

ويحدث مجاهد عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي (ص) حيسا* في قعب ( وعاء) فمر عمر فدعاه فأكل معنا، فأصاب أصبعه أصبعي فقال: لو تأمر نساءك يتحجبن ول يكلمن الرجال ال من وراء حجاب. فنزلت الية: " يأيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت

النبي إل أن ي;وذن لكم الى طعام غير ناظرين إناءه ولكن إذا د;عيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فأنتشروا ول مستأنسين لحديثc إن ذلكم كان ي;ؤذي النبي فيستحي منكم وال

211

ل يستحي من الحق وإذا سألتموهن فأسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهرلقلوبكم" .

وقد سبق أن ذكرنا انه بعد موقعة بدر لما سأل النبي اصحابه ماذا يفعل بالسرى، وقال له عمر: نقتلهم، ونصح ابو بكر بقبول الفداء، وأخذ الرسول برأي أبي بكر فنزلت الية: " ما كان لنبي ان يكون له أسرى حتى ي;ثخن في الرض" مؤيدة لما

قال عمر.

ويقول المام الرازي في تفسيره: مر النبي – ص- بالمقام ومعه عمر فقال يا رسول ال: أليس هذا مقام أبينا ابراهيم؟ قال: بلى، قال أفل نتخذه مصلى؟ قال: لم أaمر بذلك فلم تغب الشمس من يومهم حتى نزلت ألية " وأتخذوا من مقام إبراهيم

مصلى".

وأخرج أبن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن يهوديا* لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا. فقال عمر: من كان

عدوا* ل وملئكته ورسله وجبريل وميكال فإن ال عدو للكافرين. فنزلت أليةالثامنة والتسعون من سورة البقرة مطابقة لما قال عمر.

وروي من حديث ع;قبة بن عامر وأبي هريرة عن النبي – ص- أنه قال: لو كانبعدي نبي لكان عمر.

وحتى اقرب القربين الى محمد كان يساورهم الشك في نزول بعض آيات القرأن، فمثل* لما عرضت إحدى النساء نفسها على النبي بعد الهجرة وقبلها النبي، قالت له عائشة: أل تستحي المرأة تعرض نفسها بغير صداق؟ فأنزل ال: " ت@رجي من تشاء

منهن وت@ؤوي إليك من تشاء" . فقالت له عائشة: إني أرى ربك ي;سارع لك في هواك.

ورغم أن السلم يقول المسلمين سواسية كأسنان المشط، نجد أن معاملة الرسول لهل بيته ولبني هاشم تختلف عن معاملته لبقية المسلمين، وهذا ل يجوز ان يحدث

212

من نبي ارسله ال لكافة البشر، فيجب عليه ان يعامل الناس معاملة متساوية، ولكن هذا لم يحدث، فقد قال ابن اسحاق: حدثني العباس بن عبد ال بن معبد، عن بعض

أهله، عن عبد ال بن عباس، أن النبي قال لصحابه يوم وقعة بدر: " إني قد عرفت أن رجال* من بني هاشم وغيرهم قد أaخرجوا كرها* ل حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي

منكم أحدا* من بني هاشم فل يقتله، ومن لقي ابا البختري بن هشام فل يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب (عم رسول ال ) فل يقتله، فإنه إنما أaخرج مستكرها* ".

فقال ابو حذيفة بن ع;تبة بن ربيعة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس، وال لئن لقيته للحمنه بالسيف. فبلغ ذلك رسول ال فقال لعمر: " يا أبا حفص،

أي;ضرب وجه عم رسول ال بالسيف". فقال عمر: يا رسول ال دعني فلضرب عنقه( يعني ابا حذيفة) بالسيف فوال لقد نافق .

وبعد المعركة كان في السرى أبو العاص بن الربيع بن عبد الع;زى بن عبد شمس، زوج زينب بنت الرسول، ولم يكن قد أسلم بعد. وكان الذي أسره خراش بن الص�مة.

فلما بعث أهل مكة المال في فداء اسراهم، بعثت زينب (وكانت بعدها في مكة لم تهاجر الى المدينة) في فداء أبي العاص بمال0 وبعثت فيه قلدة كانت خديجة قد

أدخلتها بها على أبي العاص. فلما رأى الرسول القلدة رق لها رقة* شديدة وقال: " إن رأيتم ان ت@طلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فأفعلوا". فأطلقوا أبا العاص

وردوا لها الذي لها، ولكن لم يردوا لبقية أهل مكة مالهم .

وكانت زينب يومها في مكة وزوجها ابو العاص كافر، ولم يسلم حتى عام ثمانية للهجرة. وهذا يعنى انها ظلت متزوجة من كافر مدة تزيد عن العشرين سنة ( ثلثة عشر سنة التي قضاها الرسول في مكة قبل الهجرة) وثماني سنوات بعد أن هاجر النبي الى المدينة. فهي إن كانت قد أسلمت مع أمها خديجة، فقد ظلت متزوجة من

كافر كل هذه السنين رغم تحريم هذا النوع من الزواج، او انها لم تسلم حتىهاجرت الى المدينة بعد عامين من هجرة الرسول اليها.

وقبيل فتح مكة في عام ثمانية للهجرة، خرج ابو العاص ( زوج زينب) في تجارة فلما قفل من الشام، لقيته سرية من المسلمين فأخذوا ماله لكنه هرب منهم والتجأ

213

الى زينب بنت الرسول في المدينة. فأجارته زينب وصاحت في المسجد بعد صلة الصبح: أيها الناس أجرت أبا العاص بن الربيع. فحث رسول ال المسلمين على رد

ماله له، ففعلوا. وذهب الرسول الى زينب وقال لها: " أي ب;نية أكرمي مثواه ول يخلص اليك فانك ل تحلين له" . وقد رأينا أنها حلت له ما يقارب العشرين عاما*.

وعندما اسلم ابو العاص في نفس العام رد عليه رسول ال زينب على النكاح الول ولم ي;حدث شيئا. وهذا يعني انها لم تكن تطلقت منه اصل* وال لكانت تحتاج الى عقد

زواج جديد.

وقالوا أن الرسول منع علي بن أبي طالب من ان يتزوج على فاطمة بنت الرسول وقال: " فاطمة بضعةZ مني، ي;ريبني ما ي;ريبها وي;ؤذيني ما أذاها". فلم يتزوج عليها

علي� حتى مات الرسول. فإذا كان زواج أكثر من واحدة يؤذي الزوجة الولى، لماذاسمح السلم للمسلمين بزواج اربعة ازواج؟

كل هذه الشياء مجتمعة جعلت المسلمين الوائل ي;شككون في السلم وودوا ان يرتدوا ولكنهم خافوا أن يحاربهم النبي كما حارب المشركين. وبعد موته مباشرة ارتدت أعداد هائلة منهم ولكن ابو بكر شن عليهم حروب الردة وأرجعهم للسلم بالقوة. ولذلك يرى أaناس كثير ان السلم انتشر بحد السيف ول خيار فيه للمرء.

كل من ترك السلم فهو مرتد وي;قطع رأسه.

.Inimitableوالمسلمون طبعا* يقولون ان القرآن غير قابل للتغير او المحاكاة وكذلك قال المسيحيون عن النجيل في القرون الماضية، وقالوا انه غير قابل للخطأ

Inerrant و قد قال جون وليام بيرغن John William Burgeonقبل اكثر من مائة عام: " ألنجيل ليس ال صوت الله الذي يجلس على العرش. كل كتاب

منه، وكل سورة، وكل آية، وكل كلمة، وكل حرف هو صوت ألله ". ولكن بمرور الزمن ومع اغتناء الغربيين حرياتهم المطلقة التي سمحت لهم بإنتقاد كل شئ، بما

في ذلك الدين، لم يعد هناك من يصدق ما قاله جون بيرغن.

أما في السلم فالتزمت والتعصب ل يسمح لحد بنقد الخلفاء الراشدين، دع عنك

214

الرسول او القرآن. وعندما قال الكاتب والستاذ الجامعي المصري نصر ابو زيد يجب ان يخضع القرآن لدراسات علمية، إتهموه بالزندقة وحكموا عليه ان ي;طل?ق

زوجته. وعندما هرب من مصر، ابتهج الشيخ يوسف البدري الذي قاد الحملة ضده وكتب: نحن لسنا إرهابيين، لم نستعمل رصاص او بنادق لنوقف عدو السلم أبوزيد من الستهزاء بالسلم. لن يتجرأ أحد بعد اليوم على ألساءة الى السلم.

أaقتيل الصحفي المصري فراج عودة لكتاباته ضد الخوان1992وفي عام ط@عن الكاتب نجيب محفوظ لنه كتب " أطفال �قبلوي"1994المسلمين. وفي عام

وفيه نقد غير مباشر للسلم. وحتى طه حسين اعتبروه مرتدا* لن كتاباته فيها تشكيك في بعض المعتقدات السلمية. وقصة سلمان رشدي وفتوة الخميني ضده

ليست بعيدة عن الذهان. ان يكتب عن المسلمينWilliam Muirكل هذا حمل المستشرق وليام ميور

والقرآن: أنهم أشد اعداء الحضارة، والحرية والحقيقة التي عرفها عالم اليوم.

من29والسلم ل يعرف التسامح مع الديانات الخرى. فبمجرد أن نزلت ألية سورة التوبة: " قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول ي;ح�رمون ما حرم

ال ورسوله ول يدينون دين الحق من الذين ا@وتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون". حتى سمى المسلمون كل اليهود والنصارى والصابئيين الذين قال عنهم القرآن " ل خوف عليهم ول هم يحزنون"، ذميين وطلبوا منهم الجزية، التي

يجب أن ت@دفع وهم صاغرون.

وقد قالوا " صاغرون" يعني ذليلون حقيرون مهانون، فاذا ل يجوز اعزاز أهل الذمة ول رفعهم على المسلمين بل هم أذلء صغرة أشقياء. ولذا اشترط عليهم أمير

المؤمنين عمر بن الخطاب تلك الشروط المعروفة في إذللهم وتصغيرهم.

وقد كتب عبد الرحمن بن غنم ألشعري كتابا* الى عمر بن الخطاب حينما صالح نصارى من أهل الشام: " بسم ال الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد ال عمر أمير

المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا: إنكم لما قدمتم علينا سألناكم ألمان لنفسنا

215

وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن ل نحدث في مدينتنا ول فيما حولها ديرا* ول كنيسة ول قلية ول صومعة راهب ول نجدد ما خرب منها ول

ن@حيي منها ما كان خططا* للمسلمين وأن ل نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل0 ول نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وأبن السبيل وأن ننزل من رأينا من المسلمين ثلثة أيام نطعمهم ول نئوي كنائسنا ول منازلنا جاسوسا* ول

نكتم غشا* للمسلمين ول ن@عل?م أولدنا القرآن ول ن@ظهر شركا* ول ندعوا اليه أحدا* ول نمنع أحدا* من ذوي قرابتنا الدخول في السلم إن أرادوه وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ول نتشبه بهم في شئ من ملبسهم في

قلنسوة ول عمامة ول نعلين ول فرق شعر ول نتكلم بكلمهم ول نكتب بكتابهم ول نركب السروج ول نتقلد السيوف ول نتخذ شيئا* من السلح ول نحمله معنا ول

ننقش خواتيمنا بالعربية ول نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رءوسنا وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وان ل ن@ظهر الصليب على كنائسنا وأن ل ن@ظهر صلبنا ول كتبنا في شئ من طرق المسلمين ول أسواقهم ول نضرب نواقيسنا

في كنائسنا إل ضربا* خفيفا* وأن ل نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا ول نخرج شعانين ول بعوثا* ول نرفع أصواتنا في موتانا ول ن@ظهر النيران معهم في شئ من

طرق المسلمين ول أسواقهم ول نجاورهم بموتانا ول نتخذ من الرقيق ما جرىعليه سهام المسلمين ول نطلع عليهم في منازلهم".

وكأن كل هذا التحقير للذميين حتى بعد أن يموتوا ل يكفي، فعندما أتى الكتاب الى عمر بن الخطاب أضاف عليه: " ول نضرب أحدا* من المسلمين شرطنا لكم ذلك على

أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه ألمان فإن نحن خالفنا في شئ مما شرطناه لكمووظفنا على أنفسنا فل ذمة لنا وقد حل لكم منا ما ي;حل من أهل المعاندة والشقاق".

والرجل الغير مسلم، أي الذمي، ل ت@قبل شهادته في المحاكم السلمية اذ انه ل يحلف على المصحف، ومن ل يحلف على المصحف ل تقبل شهادته. ويقول احمد

بن نقيب المصري: " الشهادة القانونية تقبل فقط من رجل مؤمن، فعدم اليمان أسوأانواع الفساد".

والنسان الغير مسلم ل يسمح له بممارسة العبادة بحرية في بلد كالسعودية وايران

216

والكويت، ول يسمح للمسيحيين ببناء كنائس في هذه البلد لعتماد اهل هذه البلد على حديث ينسب للرسول يقول: " ل يجتمع دينان في جزيرة العرب". ولكن نفس

هولء المسلمين يشترون احسن الراضي في أوربا وامريكا لبناء المساجد، وعندما بنى الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مسجدا* ضخما* في روما، هللت الصحف

المسلمة بالحدث.

وهذا هو المير سلطان بن عبد العزيز يقول عندما س;ئل عن وجود كنائس في المملكة مع كثرة وجود الجنود الميريكان بها: " من قال هذا الكلم هم أهل

الكنائس، ونحن نقول أن وجود كنائس في السعودية ل صحة له سابقا* أو حاليا* أولحقا".

ونفس هذه الروح بعدم التسامح مع الديان الخرى تنطبق على عدم التسامح او العتراف بحقوق النسان المتعارف عليها في التفاقيات الدولية. فهاهو سيد رجاء

خراساني، الممثل الدائم لجمهورية ايران السلمية لدى المم المتحدة، يعلن: " نفس مفهوم حقوق النسان مفهوم مسيحي يهودي ل ي;سمح به في السلم..... وكما قال

آيات ال خمينى انه من اكبر الكبائر ان ايران كانت من أولى الدول التي اجازتوثيقة حقوق النسان بالمم المتحدة تحت حكم الشاه" .

والسلم ل يتسامح حتى مع القليات المسلمة في البلد السلمية، فمثل* في مدينة قال المولى مانون نيازي1998مزاري الشريف في افغانستان في أغسطس عام

عن قبيلة الحزارة الشيعية: " الحزارة غير مسلمين، يمكنكم قتلهم، فدمهم مباح ول يمثل قتلهم جريمة" . وقد قتلت حركة الطلبان اعدادا* هائلة من الحزارة. وفي

المملكة العربية السعودية ل يعترف الوهابيون بالشيعة ويعتبرونهم كفارا. فهذا هو الشيخ علي خرسان من مؤسسة الدعوة، ومن الداعين للوهابية يقول عن الشيعة: "

هولء الناس كفار لنهم ل يت?بعون السنة المحمدية، ويدع�ون ان القرآن غير كاملويكرهون السنيين".

وزعماء المسلمين يعتبرون ان السلم " دينb و دولة" وهو كامل ل يحتاج الى

217

قوانين وضعية من صنع النسان. وحتى الصلحيين من علماء المسلمين مثل العالم )، يقولون ان الشورى السلمية هي بمثابة1905-1849المصري محمد عبده (

البرلمان في الدول الغربية، واجماع العلماء المسلمين بمثابة الراي العام.

والستاذ محمد عبده كان يعلم ان مجالس الشورى المنتشرة في البلد العربية ليست ال تمويه للحقيقة. فلم تكن هذه المجالس منتخبة انتخابا* حرا* كالذي يحدث في

البلدان اليمقراطية. وحتى لو تم انتخاب مثل هذه المجالس انتخابا* حرا*، فالقانون في اي دولة اسلمية يجب ان ينبع من الشريعة " ومن لم يحكم بما انزل ال فقد ضل ضلل* بعيدا". وفي اعتقادي ان الذي اتاح لمريكا ان تصبح اعظم دولة في العالم،

بعد ان كانت مستعمرة انجليزية، في ظرف مائتين وخمسين عاما، ان مؤسس الدولة، توماس جيفرسون قال عندما طرد النجليز: " يجب ان يكون هناك حائطZ بين

الدولة والكنيسة" .

وعلى النقيض من هذا القول، نجد تلميذ المفكر محمد عبده، محمد رشيد رضا ( ) يقول: " يجب ان تخضع كل أمور الدولة المسلمة الى دستور مستمد1865-1935

من القرآن والحديث واقوال وافعال الخلفاء الراشدين". والصحفي التونسي محمد الهاشمي حمدي كذلك يقول: " جوهر المر انه ليست هناك اي دولة مسلمة يمكن ان

تكون سلطتها شرعية في نظر مواطنيها اذا لم تتبع هذه الدولة تعاليم الشريعةالسلمية" .

والمفكر المصري سيد قطب، احد مؤسسى جماعة الخوان المسلمين في مصر، قال: " ال، وليس النسان، هو الذي يحكم. ال هو مصدر كل السلطة، بما فيها

السلطة السياسية. والفضيلة، وليست الحرية، هي اقيم المث@ل النسانية. ولذا يجبان يكون قانون ال، وليس قانون النسان الوضعي، هو الذي يحكم أي مجتمع".

وهذا هو المام الخميني يتباكي على عجز علماء المسلمين عن تطبيق الشريعة، فيقول: " ما فائدة علماء المسلمين عندما يفتون بقطع يد السارق او رجم الزاني

والزانية، وليس في ايديهم السلطة لتطبيق هذه الحكام؟" أما الشيخ المصري محمد

218

) فقد قال في فتوة مشهورة: " ان الذين يدعون الى فصل1966- 1917الغزالي ( الدين من الدولة فهم مرتدون، وليس في السلم عقاب لمن يقتل هولء المرتدين".

وهذا هو عباس الفاس، المين العام لحزب الستقلل المغربي المشارك في الحكومة، يقول في لقاء صحفي: " الشعب المغربي ل يرغب ول يفكر اليوم في فصل الدين عن الدولة، فالمغرب بلد اسلمي اراد السلم وقبل به كدين ودولة،

اسلم مبني على النفتاح والتسامح والتضامن والعدل ومحاربة الظلم" . كلم جميل ول شك ولكن من أين سيأتي الشعب المغربي بهذا السلم المبني على التسامحوالنفتاح ومحاربة الظلم. وعدم التسامح في السلم هو الذي يقودنا للرتداد.

لم يذكر القرآن ولو مرة واحدة ان المرتد عقابه القتل، ولم يرتد أحد في حياة النبي، لنعلم منه حكم السنة في الرتداد، ال كاتب الوحي عبد ال بن سعد بن ابي سرح،

وكان من ضمن الذين أمر الرسول بقتلهم حينما فتح مكة، لكن عبد ال هذا أستأمن بعثمان بن عفان فعفا عنه الرسول. والقران يخبرنا صراحة في سورة البقرة ألية

: " ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت اعمالهم في الدنيا217 والخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون". فال هنا لم يقل أقتلوا من أرتد.

: " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه54وكذلك في سورة المائدة الية فسوف يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين

يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء والواسع عليم".

ولكن لن علماء المسلمين جعلوا الخلفاء كالنبي، معصومين عن الخطأ، اصبح مافعله ابو بكر حكما* شرعيا.

وحكم الرتداد في السلم ل يتطلب ان يقف الشخص في مكان عام ويقول اني قد ارتديت عن السلم. يكفي ان تقول اي شئ ي;عتبر اهانة للرسول او احد زوجاته او

احد الخلفاء الراشدين. فكم من صحفي مسلم يقبع في السجون الن في البلد العربية، وكم من صحيفة صودرت وم;نعت من النشر لن احد المحررين كتب شيئا

219

ي;عتبر غير لئق بالذات العليا، كما حدث في الردن مع مجلة الهلل التي نشرت مقال اعتبره المتزمتون اساءة* لحد زوجات الرسول، وفي بيروت مع صحيفة النهار

عندما نشرت " رسالة الى ال" . وأما في السودان فقد ش@نق الكاتب محمود محمدطه لن كتاباته أعتبرت ارتدادا* عن السلم.

وحتى غير المسلمين ل يسلمون من هذه الحكام التعسفية، فمثل* أيوب مسيح، وهو مسيحي باكستاني، اتهمه احد المسلمين بانه قال كل مسلم يجب ان يقرأ كتاب

سلمان رشدي " آيات شيطانية". هذا أليوب محكوم عليه بالعدام لنه اساء للسلم بطريقة غير مباشرة، رغم انه انكر انه قال تلك الجملة. ولكن شهادة الذمي ل ت@قبل،

ولذا وجدت المحكمة ان التهمة ثابتة عليه. وحتى في مصر التي ت@عتبر من اكثر البلد المسلمة انفتاحا*، حكمت محكمة سوهاج على سوريال قايد اسحاق، وهو

لنه اساء للسلم. 2000قبطي، بالحكم ثلثة سنوات في يوليو عام

فهل بعد كل هذا يتجرأ شيوخ السلم ويكتبون ان السلم دين سلم وتسامح وعدل؟ وهل سيجد شعب المغرب الدين السلمي المتسامح الذي قال امين عام حزب

الستقلل المغربي انهم قبلوا به دينا* ودولة، وكأنه استفتأ الشعب المغربي في هذا المر واخبره الشعب ان هذا هو مطلبهم. ولكن المأساة انه في كل البلد السلمية والعربية يزعم كل شيخ وكل حاكم انه أعلم بخبايا نفوس الشعب وانه أحرص على

ادخالهم الجنة اكثر من حرصهم هم انفسهم على دخول الجنة.

220