37
وز ي ك د ماز ن ع وزة ي ل ا ن ي ب د روي ف س و ك ل وماز ج ي ه ر ج د ن ه و وز ي ل ر ا م ع ام ش ه ودان س ل / ا ن لي ن ن ل ا عة م ا ج ا ري ج د ن ه ل ج ي هً ا ن ج و ل و ط ن> ا وزة ي ل ا كان اب ن ك ل ا ى الد اول نE ت ة ي ف I وز ي ك ماز ة ريL ظ ن ود ج و ل ا د ن ع ل ج ي هاس س> كا ة ف س ل ف ل ل ة ي خ ي از ن ل ا و ه ى ل و> اI ة اي اي ن ك، هامة ل ا و ه و ة ي ل زسا ي لت ا ها م د ق ل ن لن ة دزج> را ف . و وزاة ي ك الد ة ي ف وز ي ك ماز ة ف س ل ق ل ج ي ه راءة ف ة ي ج و ل و ط ن و> ا ة ري ج د ن ه نf وا م ل ل ج ي ن م ر ث> ا م ث. مادى صدز> ا ة اي ن ك ل ف ع لا" ى الد وزة ي ل وا" ع ب ا ي ة ي ف ة> ا ش ن ة ريL ظ ن ل ا ة ي ع ما ت جلا ا ن م ة ف س ل ق> را ف ل, و ج ي ه ة ي ف ة ف س ل ق ل ج ي ه ة هد رة م ل ا راءة ف ما م. ة ي س ك ماز ي ع درماس ث ها ى لf ا ة ف وص ة ي> ا ي ول> ا ي س ك ماز. رى ج د ن ه1 1 Jurgen Habermas, The Differing Rhythms of Philosophy and Politics, Herbert Marcuse at 100, in The Postnational Constellation, translated, edited, and with an introduction by Max Pensky, first edition, Polity Press in association with Blackwell Publishers Ltd., UK, 2001, p. 158 1

الثورة عند ماركيوز

Embed Size (px)

DESCRIPTION

هذا المقال يتناول الأسس النظرية والفلسفية للثورة عند هربرت ماركيوز ومصادرها عند كل من هيجل وماركس وفرويد وهيدجر

Citation preview

Page 1: الثورة عند ماركيوز

بين الثورة عند ماركيوز هيجل وماركس وفرويد

وهيدجرهشام عمر النورجامعة النيلين/ السودان

الثورة أنطولوجيا&هيجل هيدجريا&: كأساس هيجل عند الوجود نظرية ماركيوز فيه تناول الذى الكتاب كان

لنيل قدمها التي رسالته وهو الهامة، كتاباته أولى هو التاريخية للفلسفة أونطولوجية قراءة هيجل فلسفة ماركيوز فيه الدكتوراة. وقرأ درجة

والثورة" الذي "العقل كتابه أصدر مادي. ثم أثر من تخل لم وإن هيدجرية هيجل فلسفة فيه هيجل, وقرأ فلسفة من االجتماعية النظرية نشأة فيه تابع أول بأنه وصفه إلى هابرماس دعى ماركسية. مما قراءة المرة هذه

1هيدجري. ماركسي

بإمتنانه هيجل عند الوجود نظرية عن لكتابه مدخله في ماركيوز يقر كتابه مشكالت عرض في إسهام من تقدمه لما الفلسفية هيدجر إلبحاث

S اإلقرار هذا وإيضاحها. ويثبت من الجزئية مواضعها في اإلشارات لكل بديالS ليس األمر هذا2الكتاب. على يقتصر ال هيدجر تأثير أن على ويدل عارضا ورؤيته. ولقد للكتاب العامة الروح يشمل وإنما الكتاب من بعينها مواضع يكاد هيجل عند الوجود في ماركيوز لبحث العامة الرؤية طابع أن إلى انتبهت التي النتيجة يبرر مما الوجود عن هيدجر إلبحاث العامة الرؤية مع يتطابق

لهيجل. هيدجرية قراءة الكتاب هذا أن قبل. وهي من أثبتها

رؤية عن تكشف الوجود عن الفلسفية هيدجر ألبحاث العام الطابع إن والتخفي, التفتح التجلي والغياب، الحضور بين يراوح الوجود تجعل عامة

f الظالم هو أصله أن إدراكها ورغم واإلنغالق، الوجود يعتري اإلشراق أن إال.S نفسها عن الموجودات فيه تكشف الذي المفتوح الفراغ هو "الدازين3أيضا

أخرى مرة وتنسحب حقيقتها إلى إنغالقها من تخرج واضحة, بحيث بطرق

1 Jurgen Habermas, The Differing Rhythms of Philosophy and Politics, Herbert Marcuse at 100, in The Postnational Constellation, translated, edited, and with an introduction by Max Pensky, first edition, Polity Press in association with Blackwell Publishers Ltd., UK, 2001, p. 158

وتقديم ترجمة التاريخية، الفلسفة أساس هيجل، عند الوجود ماركيوز: نظرية هربرت2 الطبعة إمام، الفتاح عبد د. إمام بإشراف الهيجلية المكتبة فتحي، وتعليق: إبراهيم

.45 ص م،1984 بيروت، والنشر، للطباعة التنوير دار األولى،3 Martin Heidegger, Basic Writings, edited and introduced by David Farrell Krell, Routledge, London, 1996, p. 32

1

Page 2: الثورة عند ماركيوز

عن ماركيوز دراسة عنه تكشف ما هو العام الطابع هذا1الغموض". إلى هذه مع ينسجم تفاصيله في الكتاب أن نقل لم إن هيجل، عند الوجود

الرؤية.

أن يرى الذي لهيجل التقليدي التفسير إبتداءS يعارض ماركيوز إن يستند التفسير هذا أن والوجود, رغم الفكر بين التوسط نشاط هي الحركة

الروح". "ظاهريات كتابه اكتشافات عن للتخلي نفسه هيجل عند إتجاه على لماركيوز, والذي بالنسبة أصالة األكثر االتجاه تمثل التي االكتشافات تلك

S يتبدى بالمفهوم يتعلق أنطولوجي إتجاه المنطق, وهو كتاب في أيضا حية، حركة بوصفه الوجود نشوء ويطرح وبتاريخيتها للحياة األنطولوجي

والفكر. ولذلك الوجود هويتها والمعرفة, أي والمنطق الوجود هويتهاS مجرد ليست الحركة فإن األنطولوجي اإلتجاه لهذا فبالنسبة يتوسط شيئا

S والوجود الفكر والوجود, إنها الفكر بين التقليدي حية. التفسير كحركة معاf يفهمها ال ألنه األنطولوجي طابعها الحركة يفقد متعلق ما شيئأ بإعتبارها إال

بالنسبة هيجل عند المركزي األنطولوجي المفهوم بينما2والوجود. بالفكر3للحركة. كقابلية الوجود هو لماركيوز

بقراءة لماركيوز سمح الذي هو للحركة األنطولوجي التفسير هذا التحوالت من صيرورة هو للحركة كقابلية هيدجرية. فالوجود قراءة هيجل

S فإنها ديالكتيكية صيرورة واالختالفات, وألنها والتغييرات نافيةS ترتد ما دائما ال محضة. وهذا بسيطة مقولة إلى واالختالفات والتغييرات التحوالت هذه

هو حيث من وجوده في الموجود أن يعني وإنما فكرة إلى االرتداد يعنيS هو يكون بسيطة وحدة S. واقعا أن تلبث ال البسيطة الوحدة هذه ولكن4مwفكرا دواليك. وهكذا الوجود أنماط من جديد نمط في ونشوء صيرورة في تتبدى

S نموأ الحركة هذه في يرى التقليدي التفسير التفسير بينما مستمرا الوجود, فيها يتجلى عديدة أنماط الصيرورة هذه في يرى األنطولوجي

S الوجود فيها يكون الحركة لقابلية مختلفة أنماط ما نمط إثبات بين مراوحا واالنغالق. ودراسة والغياب, التفتح والخفاء, الحضور الظهور بين أي ونفيه،

مراوحتها في األنطولوجية األنماط لهذه دراسة هي لهيجل ماركيوزهذه. الهيدجرية

مشروط وتقابل تضاد في هو هيجل عند وجود كل أن ماركيوز يقررS. فالكرسي وشارط S عليه, بوصفه هو ما يكون ال معا f كرسيا توجد حينما إال بوصفها عليه، هي ما تكون ال المنضدة الكرسي. وكذلك هي تكون ال منضدةf منضدة التي الطريقة تلك المنضدة. وبمثل هو يكون ال كرسي يوجد حينما إال أي الرأسي، البعد في نفسه األمر يحدث األفقي البعد في األمور بها تحدث

S هو موجود فكل الزماني، التتالي في التحوالت. من عملية أي صيرورة، أيضا "وجود" صائر, وصيرورة وجود "وجود" هو كل أن القول نستطيع وهكذا

األخرى. الموجودات من متناه ال بتغاير ترتبط متناه ال تغاير عملية آخر, فهو

1 Ibid., p. 20 وهامشهما.42-41 ص سابق، مرجع هيجل، عند الوجود ماركيوز: نظرية هربرت258 ص السابق، المرجع388 ص السابق، المرجع4

2

Page 3: الثورة عند ماركيوز

فهو للفهم بالنسبة الموضوعي. ولكنه العالم فيه يضيع متناهي ال ثراء وهذاS ليس بالتأكيد S فهو ذلك ومع العدم غير آخر شيئا عنه صدر الذي المطلق أيضا

والعدم, بين الوجود بين مراوحة هذه أليست1متناهي. وكل محدد وجود كلوالمطلق؟ النسبي

عند الوجود أنماط سائر وصف في ماركيوز يمضي الطريقة وبذات حيث من الموجود بإعتبارها قبل من ذكرناها التي البسيطة فالوحدة هيجل

S هو S واقعا بالذات الوعي من بسيطة وحدة كذلك هي حيث من صارت مفكرا وجه على ماثلة ماهيتها االختالف, وأصبحت داخلها ضمت وبذلك والوجود

األختالف في أو اآلخرية في مباشرة لنفسها مساوية تكون أن في الدقةS, وهو شفاف ولكنه االختالف يوجد لذلك المطلق. ونتيجة يوجد تماما

S باعتباره S. نفسه الوقت في يكون ال اختالفا طابع بوصفه والتناهي2اختالفاS. وبذلك ال يصير للموجود التاريخي والطابع للحركة القابلية يعد لم تناهيا

صار به, بل يتعين الذي والماوراء للمتناهي اآلخر العالم هو الالتناهي يتم وحين3نشوءه. تناهي ال الخاص, بوصفه تناهيه ذاته في يحمل المتناهي الحاالت من طويلة انعطافة الماهية, بعد إلى المباشر الموجود استرجاعS المتغيرة لذاتها مماثلة تظل التي للماهية الحامل", أي األساس لـ"ذات دائما

S التعيينات أشد الخالص, إلى الوجود إلى الحاالت, نعود جميع في فراغاS, إلى S الوجود وتجريدا أن يعني نفسه. وهذا الوقت في عدم هو الذي عموما

كال المباشر الوجود يعين ما لذاته. وهذا يوجد إكتراث عدم أو حياد الوجود لذاته, البسيط السلب هو كتعين. والوجود ذاته في وجود, كعدم, والوجود

الواقع إلى نصل والوجود, حين4وجوده. هو وعدمه عدمه هو وجوده إنS بوصفه الفعلي S تحقيقا لذاته. فالمطلق وتكشف وتجل� للوجود, تبد� مكتمال

على ولكن ذاته خارج الحركة الحق, إنه تبدfيه هي التي الشفافة البرانية هو وهكذا5ذاتها. الجوانية هو الخارج صوب المتجه الوجود هذا فيه يكون نحو

fر وهي الوجود هي الحركة تصير للعدم. وال للوجود ال يركن ال مستمر تغيfر هذا في األنطولوجي أساسها معانيها كل في الثورة وتجد األنطولوجي التغي

المستمر.

الحركة يفقد ألنه والفكر الوجود بين يفصل لهيجل التقليدي التفسيرS ويعتبرها األنطولوجي طابعها بينهما. ويتوسط والفكر بالوجود يتعلق ما شيئاSالذات مفهوم وألن اآلخر إلى أحدهما رد من بد ال كان الفصل لهذا ونتيجة

S يكتسب هيجل عند S طابعا بد ال كان ولذلك األشياء حتى به تتسم واقعيا لهيجل. بينما فهمه في الفكر إلى الوجود يرد أن من التقليدي للتفسير

واحدة هوية في والفكر الوجود يوحد رأينا كما األنطولوجي ماركيوز تفسيرS, ذاتها في الفكرة فيه تكون الذي بالقدر الفكرة يحوي المحض "العالم شيئا

S كذلك الشئ فيه يكون الذي بالقدر داخلها )وتحوي( الشئ S". فكرا 6محضا

53-52 ص السابق، المرجع189-88 ص السابق، المرجع2121-117 ص السابق، المرجع3 131-127 ص السابق، المرجع? 4160 ص السابق، المرجع 5281 ص السابق، المرجع6

3

Page 4: الثورة عند ماركيوز

فكري. فواقعية أي ذهني، بناء الواقع أن يرى التقليدي فالتفسير كل تاريخه: بذرة, فنبتة, فنضج, فزهرة, فثمرة. وفي كل في تكمن النباتS هنالك يكون العملية هذه لحظات من لحظة يصبح ألن طريقه في طوراS S. والواقعية طورا لحظاتها. من واحد في العملية, ال مجمل في تكمن آخراf بناءها يتم ال فهي ولذلك العقل. وبهذا إبداع هي العقل. الواقعية في إال

تكوينه ويتم الشئ جوهر هو والوجود. الوجود الحس بين التمييز يتم المعنى 1كفكرة. يوجد وإنما والزمان المكان في يوجد ال عقلية. وهو لعملية نتيجة

لكل سالبة كلية هو هيجل إلى بالنسبة الموجود وجود أن ماركيوز يرى بينما فيما يوجد ثمرة, بل أو زهرة أو كبذرة يوجد ال المباشرة. فالنبات التعيينات

النبات وجود الفردية. إن التعيينات هذه كل قبل موجود النبات يكونه. إن الS ليس "ماهية" وتعريفها هو إذن S. إن الوجود عليه كان ما غير آخر شيئا دائما

f تحديده يمكن ال الموجود نشوء في الماهية موضع S، بوصفه إال بوصفه ماضياS S. ماضيا الوجود بين يفصل األول ألن يختلفان التفسيرين هذين إن2حاضرا

الحسي يضع اإلنساني, وبالتالي والموجود عام بشكل الوجود والفكر, بين طابعه من بسبب الوجود ليرد الكلي مقابل في العيني العقلي، مقابل في

في ال الفكر في لذلك نتيجةS الوجود الفكر. ويصير إلى العقل, أي إلى الكلي والفكر الوجود بين يوحد األنطولوجي ماركيوز تفسير والمكان. بينما الزمان

الموجود في يكون ال الوجود في العقل موضع فإن ولذلك واحدة هوية في كما والطبيعة لألشياء ينتمي عام. العقل بشكل الوجود في وإنما اإلنساني

كمال إلى وتطورها األشياء منطق سوى ليس لإلنسان. العقل ينتمي معروف هو كما بالفكر، ال بالوجود يتعلق هيجل عند وجودها. فالمنطق

S, وإذا حين بالوجود يتعلق المنطق أن نقول أن يجب فإننا الدقة أردنا تقليديا ال فإننا الكلي طابعه من بسبب الفكر إلى الوجود نرد بالفكر. وحينما يتعلق

مستويات من مستوى من نخرجه إننا بل الفكر إلى الوجود من نخرجه الموجود الكلي, من الوجود إلى العيني الوجود آخر, من مستوى إلى الوجود

شئ أي ماهية وتظل والمكان الزمان عن الوجود يخرج الوجود. وال إلىS بوصفها S وجودا f للتحديد قابلة غير سابقا S بوصفها إال S, أي ماضيا ضمن حاضراوالمكان. الزمان

يضفي والوجود الفكر هوية ولوحدة للحركة األنطولوجي التفسير هذاS S طابعا S منه أكثر الواقع علي أنطولوجيا S, وهو طابعا يجعل بدوره الذي فكريا

التعبير. صحf مادي, إذا أثر من تخلو ال لهيجل الهيدجرية القراءة

هيدجر تعريف مع يتطابق يكاد هيجل عند للعقل ماركيوز وتعريف له الوجود من نوع بوصفه الدازين يعرف الدازين. فهيدجر في للوغوسf على لوغوس يجب وإنما الكالم أو العقل هو اللوغوس أن ذلك من نستنتج أال في تظهر التي لألشياء والحافظة الجامعة القوة بوصفه فيه التفكير

الكاملة الفن وروائع العقل مبادئ أن يرى هيجل أن إلى ماركيوز ويتوصل3وجودها. ما بقدر أي عرضية، أي مستوى وفوق حرة تكون ما بقدر موضوعية أشياء هي

1 Robert W. Marks: The Meaning of Marcuse, First Printing, Ballantine Books, New York, March 1970, pp. 23-24

133 ص سابق، مرجع هيجل، عند الوجود ماركيوز: نظرية هربرت23 Martin Heidegger, Basic Writings, Op. Cit., p.19

4

Page 5: الثورة عند ماركيوز

S تكون وجود كل الضرورة, ويتجاوز تأثير تحت منبثق سلب كل يتجاوز حفاظا أي للحفاظ خالص نمط موضوعيتها لآلخر, إن وجود كل كآخر, ويتجاوز

S 1والموضوعية. التقليديين: الذاتية المفهومين يضم ولذاته ذاته في وجودا

S يتخذ التعريفين في العقل S طابعا التي األداة تلك يعود وال أنطولوجيا الوجود في حفاظ قوة هو وإنما الكلمة هو وليس التفكير في نستخدمها

هيجل عند الحفاظ مفهوم السلب. وحتى على قدرة لها بأن هيجل ويزيد الوجود , أيcare العناية بمفهوم نقابله تجعلنا ماركيوز عند صياغته فإن

هيدجر. بذاته, عند المنشغل

أنطولوجي أساس على هيجل فهم قد ماركيوز أن نجد وهكذاS تستدعي القراءة هذه أو الفهم هذا هيدجري. ولكن S: ماهي سؤاال جوهريا

S يلجأ أن اقتضت التي الضرورة S فيلسوفا إلى الماركسية تجديد يريد يساريا لمست لقد التاريخية؟ الفلسفة أساسها على ليقيم لهيجل هيدجرية قراءة

أزمة أوجه أحد مبكر وقت ومنذ ماركيوز وكذلك فرانكفورت مدرسة فلسفتها عليه تقيم الذي الفيزيائي المادي أساسها وهو الماركسية

S التاريخية وفلسفتها الماركسية على يضفي األساس التاريخية. فهذا طابعاS S، له يلمfح باستمرار ماركيوز ظل وضعيا أهم أحد الوضعية نقد صار بل منتقدا المادي األساس هذا فرانكفورت. وظل مدرسة فالسفة بين اإلتفاق أوجه

S الفيزيائي بالزمان التاريخية الفلسفة يربط الفيزيائي الوضعي طابعها معززاS ضمن التطور قوانين إليها تفضي حتمية إلى الماركسية مشروع ومحوال

الفيزيائي. والمكان الزمان إطار

انطلقت منها الماركسية تخليص ومحاولته للوضعية ماركيوز ونقدfر الوضعية أن فكرة من باألساس S وتقود المحافظة عن تعب موقف إلى عمليا

في ال القائمة الوقائع في الحقيقة ترى ببساطة ألنها التغيير أمام الباب يغلق المجتمع عن ثوري تصور أي أن لماركيوز، بالنسبة يعني، إمكاناتها. وهذا

الوضعية فإن نعلم ويتجاوزها. وكما الوضعية من يتخلص أن يجب اإلنساني خالء محض عداه وفيما المعرفة كل العلم في ترى التي العلموية مع تتطابق واليقينية الحقيقية المعرفة فإن والوجدان. وبالتالي للعاطفة ينتمي معرفي

التكذيب، أو واإلثبات والتحقق بالمالحظة كوقائع عليها نتحصل التي تلك هي فقد الوقائع. وبذلك هذه من باإلستنباط نستنتجها التي المعرفة هي أو

مع ذلك بعد العلوم فلسفة انجزته ما وماركيوز فرانكفورت مدرسة سبقتS العلم صار بحيث للعلم التقليدي للتصور تخطيه في كوهن توماس نشاطا

من أكثر وحلولها المشكالت عليها تقومparadigms نماذج على يعتمدS يقدم تصور الوقائع. وهذا على اعتماده S طريقا والموضوعية الذات بين ثالثا

S وبدا فرانكفورت مدرسة فعلته ما عين وهو بينهما يجمع ماركيوز مع واضحا ماركيوز قراءة أن السياق هذا في نفهم أن للهيجلية. ونستطيع إحيائه في

المثالية من هيجل لتخليص ضرورية قراءة كانت هيدجرية قراءة لهيجل الذاتية بين والمادية، المثالية بين يجمع نظري موقف إلى الهيجلية وتحويل

ماركيوز وصف إلى بالماركسيين أفضت محاولة والموضوعية. وهي فتحت والفوضوية. لقد بالراديكالية اليمين من خصومه نعته بينما بالمثالية،

185،189 ص سابق، مرجع هيجل، عند الوجود ماركيوز: نظرية هربرت1

5

Page 6: الثورة عند ماركيوز

تكمل ماركسية قراءة هيجل لقراءة اإلمكان هيدجرية قراءة هيجل قراءة وضعيتها من الماركسية تخلص الوقت ذات وفي مثاليته من هيجل خالص

fل ماركيوز. عند االجتماعية للنظرية الفلسفي األساس ولتشك

اجتماعية كأنطولوجيا الثورةماركسيا&: هيجل ـ السلبي أو النقدي التفكير هو الهيجلية جوهر أن ماركيوز أدرك لقد

S S الواقع فإن السلبي التفكير هذا إلى لماركيوز. وبالنسبة وفقا S دائما وال ناقصاfر التحوالت من دائمة سيرورة الهيجلية تصير وبذلك حقيقته عن يعب

النقص. وهذا هذا إكمال إلى أي حقيقتها، عن للتعبير تطمح التي والتغييرات الفكر. وبما في أي مفهومه، في وإنما الواقع في توجد ال الحقيقة أن يعني

مفهوم بذلك فيصير رأينا كما واحدة هوية والوجود الفكر أن يرى هيجل أن المعقول بأن الشهيرة هيجل عبارة تعنيه ما هذا أن ماهيته. وأعتقد هو الواقع

حقيقة والماهية معقول المفهوم أن المعقول. إذ هو والواقع الواقع هو تحوالته في الواقع يطمح التي الحقيقة هذه أن ذلك كل من الواقع. ونستنتج

والعقل. األنطولوجيا هوية هي أو الكل هي تحقيقها إلى

Sالديالكتيكي جانبها على يركز الذي للهيجلية االستيعاب هذا على وبناء باستبدال فقط ثوري مشروع إلى تحويلها أمكن المثالي جانبها ويهمل

أدى بتطرف ولكن ماركس فعله ما وهذا االجتماعي، بالوجود األنطولوجيا إلى شئت إذا أو ثانية طبيعة إلى اإلجتماعي الوجود وتحول العقل إقصاء إلى

S األمر فصار عقل بدون ولكن ثانية أنطولوجيا S. وما ماديا ماركيوز فعله صرفاS هيجل قراءة أعاد أنه هو ماركس وليخلص مثاليته من هيجل ليخلص ماركسيا فعل كما االجتماعي بالوجود األنطولوجيا باستبدال وذلك وضعيته من

قراءة هيجل قراءة معنى هو العقل. وهذا على الحفاظ مع ولكن ماركس ال الوقت ذات وفي ولكنها هو كما هيجل على تحافظ ال قراءة فهي ماركسية

S ماركس على تحافظ أفضت ماركيوز بها قام التي القراءة هو. هذه كما أيضا جذر يشكل ما وهو واحدة هوية االجتماعي والوجود العقل يصير أن إلى

فإن الثوري. ولذلك طابعها االجتماعية نظريته ويكسب عنده النقدي التفكيرfر ما أفضل هو القراءة بهذه فيه قام الذي الكتاب عنوان المعنى هذا عن يعب

والثورة". "العقل

األلمانية للفلسفة االعتبار ماركيوز أعاد النظري الموقع هذا ومن المثالية رأتها كما الفرنسية، الفرنسية. فالثورة الثورة نظرية بوصفها

S وجعلته الفرد حررت األلمانية، اإلنسان مركز يعد لم بحيث حياته على سيدا سلطة على تعتمد فراغه بأوقات استمتاعه وطريقة وعمله العالم في

مع صراعه الحر. وأصبح العقلي نشاطه على تعتمد أصبحت بل خارجية،S العالم وصار االجتماعي، وتنظيمه المعرفة في تقدمه يحكمه الطبيعة نظاما

S. هذا S يحتل العقل عقليا S موقعا المثالية هرم قمة ـ هيجل فلسفة في مركزيا هي والدولة وحده، فيه يبحث والتاريخ يفترضه، الفلسفي فالتفكير ـ األلمانية

المادية باألماني تحتفظ ظلت العقل عن هيجل فكرة العقل. إن هذا تحقق

6

Page 7: الثورة عند ماركيوز

الفرنسية الثورة انجزته ما أن نجد للحياة. وهكذا حر عقلي نظام تحقيق في1الفكر. مستوى على األلمانية المثالية حققته الواقع أرض على

التي هي الفرنسية الثورة أن ـ ماركيوز يزعم كما ـ هيجل ويرىS الزعم هذا يكون الواقع. ولكي على للعقل المطلق السلطان أعلنت صحيحا

تشير فكرية ومبادئ تصورات االنسان لدى أن قرر قد هيجل يكون أن بد فال األفراد، بين التفكير لتباين تخضع ال مطلقة صحة ذات ومعايير شروط إلى

لم ما الواقع يحكم لن بالعقل. والعقل هيجل يسميه ما هو الكلي ومجموعهاS. وهو ذاته في الواقع يصبح الطبيعة في الذات بتغلغل كذلك يصبح معقوال

S الواقع تحقق بذلك والتاريخ. ويصير في الوجود أن يعني للذات. وهذا تحققا في طريقة بل األنا، أو الوعي "ذات" ليس بـ "ذات". والمقصود جوهره بالتعارض تتسم عملية خالل من نفسها تطوfر وحدة أي بها تتسم الوجود

وحده هو وبالتالي العملية هذه يفهم الذي هو وحده اإلنسان والتضاد. ولكن تحقيق عملية هو ذاته وجوده إن بل تحقيقها، على القدرة يملك الذي

S حياته وتشكيل إمكاناته مقوالت بأهم نلتقي العقل. وهنا لمفاهيم وفقا هو العقل إليه يصل ما أقصى الحرية. إن يفترض العقل: الحرية. فالعقل

في قمتها تبلغ الوجود أنواع الذات. وكل وجود عين هي والحرية الحرية،S تصبح وهكذا العقل، تحقق أن تستطيع التي الشاملة الحرة الذات وسيطا موجود هو ما كل على يدل ال "الواقعي" معنى لكلمة الحرية. ويصبح لنمو

في يوجد ما على يدل وإنما "المظهر" ـ كلمة إليه تشير المعنى هذا ـ بالفعلS هيجل عند للعقل يجعل ما وهذا2العقل. لمعايير مطابقة صورة S طابعا نقدياS S وثوريا الثورة عن الفلسفي التعبير بذلك القائمة. وصار لألوضاع معاديا

الفرنسية.

من نسخته جعل النحو هذا على األلمانية للمثالية ماركيوز فهم إنS ماركسية، نسخة يعدها كان التي النقدي، التفكير مع للمثالية إمتدادا

S S عنده الثوري الفكر يصير أن من تجاوزها. وبدال S فكرا جوانبه يطوfر مادياS بإكسابها والوضعية التجريبية S، طابعا S بذلك ويظل ديالكتيكيا لإلرث وفيا

جوانبه من المادي الفكر تخليص على عمل ماركيوز أن نجد الماركسي، هوية في بالعقل بربطه الميتافيزيقية ماديته ومن والوضعية التجريبية

وهي واالجتماعي، التاريخي أولوية فقط تعني المادية أصبحت بحيث واحدة، مزايا من أن ماركيوز عند العقل. وصار هويتها ألن مطلقة ليست أولوية

التجريبي. المذهب من الفلسفة تنقذ أن استطاعت أنها األلمانية المثالية تضع دامت ما والمجتمع الطبيعة على السيطرة في أحقيتها تدعي فالفلسفة تستدعي السيطرة هذه أن دام بالعالم. وما المعرفة تكفل التي المفاهيم

لألشياء، الكثيرة المظاهر مقابل في كلي شئ هي التي الحقيقة، معرفة الفلسفة موضوع فهي كذلك هي وبما وضرورية، كلية الحقيقة أن يعني وهذا

تمكfن التي هي المثالية فإن والمجتمع، الطبيعة على للسيطرة ومفتاحهاS ربط الدور. ولذلك هذا أداء من الفلسفة العقل األلمان المثاليون دائما

د. فؤاد ترجمة االجتماعية، النظرية ونشأة هيجل والثورة، ماركيوز: العقل هربرت 126-25 ص م،1979 القاهرة، للكتاب، العامة المصرية الهيئة الثانية، الطبـعة زكريا،

31- 28 ص السابق، المرجع 2

7

Page 8: الثورة عند ماركيوز

إلى الترانسندنتالي للوعي تحليله من كانط العملي. فانتقل بالعقل النظري العقل من االنتقال هذا في مشكلة هنالك ظلت وإن ـ العملي للعقل تحليله

وكذلك ـ االنتقال هذا يبرر ما يقدfم ال كانط ألن العملي العقل إلى النظري مصلحة جعل بأن ومصلحته العقل بين الخالص األنا مفهوم في فشته ربط

العملي. والعقل النظري العقل بين ربط وبذلك نفسه العقل في العقلS يضع التجريبي فالمذهب S للعقل ليس أنه ويدعي الفلسفة لطموح حدا تصورا

S أو سوى ليس عقلية كلية أنه يبدو وما بالشمول يتصف أن يمكن قانونا معطى هو بما اإلنسان تقييد إلى تؤدي النتيجة والعرف. هذه العادة محض

النظام تجاوز على القدرة يفقد بحيث وحوادثها لألشياء القائم وبالنظام هو فيما قائمة الحقيقة أن طالما للمشروعية يفتقد التجاوز هذا ألن القائم

أن ترى التجريبية كانت وحوادثها. وإذا لألشياء القائم النظام وفي معطى معرفة التجربة، من مستمدة غير بتصورات أي العقل، أساس على المعرفة

منه جانب في سيكون الميتافيزيقا على التجريبية هجوم فإن ميتافيزيقيةS التجربة توجيه في العقل حق أن إذ اإلنسانية، الحرية شروط على هجوما

العالم تغيير حق اإلنسان تسلب التجريبية إن1الشروط. هذه من جزءS تكون أن يمكن ال وبالتالي هذا في جذري. وأجد تغيير مشروع ألي أساسا األسباب أقوى الوضعي وطابعها للتجريبية الجذري والنقد المثالية عن الدفاع

على ولكن واستلهامه لكانط العودة إلى فرانكفورت بمدرسة أدت التي العقل أو والتاريخ العقل بين الجمع بذلك واستطاعت ماركسي أساس طابع بإضفاء ترانسندنتالية شبه إلى كانط ترانسندنتالية وأحالت والثورة مادية إلى الميتافيزيقية ماركس مادية وأحالت عليها واجتماعي تاريخي تجاوز قد كانط فإن نعلم واالجتماعي. وكما التاريخي بطابعها فقط تتمسك

S S بتركيبهما وقام والعقالنية التجريبية نقديا وحين النقدية الفلسفة في معا أساس على ولكن التركيب هذا تستعيد فلكي فرانكفورت مدرسة استلهمتهالنقدية. النظرية فنشأت ماركسي

ـ والتجريبية المثالية من الموقف بهذا ـ نفسه على ماركيوز جلب لقدS S هجوما S الماركسيين. وكان من عنيفا S هجوما منصف. وموقف وغير أيديولوجيا

هذا يعمم بل هيجل لمثالية النقدي الطابع إطراء حدود عند يقف ال ماركيوزS المثالية على الطابع ماركيوز عند إفالطون. فلإلفالطونية من ابتداءS عموما العالم تحويل هو للمثالية األساسي المطلب أن إذ وراديكالي نقدي طابع

نتيجة أنه يرى ماركيوز أن المثل. كما عالم حقائق مع يتفق بما المادي وعالم األصيل الوجود يمثل الذي الماهيات عالم بين أفالطون لتمييز

يتضمن أصبح الماهية مفهوم فإن الزائف الوجود يمثل الذي المحسوساتS S وعيا S. وتظل نقديا النظام مع متعارضة ماركيوز عند األفالطونية وأخالقيا

العقالني. طابعها نتائج كأحد 2التجارية ألثينا االجتماعي

في ننظر أن يجب أننا فكرة على استند العنيف الماركسيين ونقد النقد لهذا االجتماعية المصالح في ننظر أن أي للنقد، األيديولوجي المحتوى

39- 36 ص السابق، المرجع 1 التنوير دار األولى، الطبعة ماركيوز، هربرت عند النقدية النظرية حسن، محمد حسن 2

24 ص م،1993 بيروت، والنشر، للطباعة

8

Page 9: الثورة عند ماركيوز

هنالك وإنما بالمطلق نقد هنالك وليس واالجتماعي، التاريخي سياقه فيS fر ما سياق� في نقد دائما إلى نظرنا ما. وإذا اجتماعي موقف� عن يعب

S يعادي كان أفالطون أن فسنجد هذه، النظر وجهة من األفالطونية نظاماS S ديمقراطيا ينبغي كان ـ1الماركسيين أحد نظر وجهة من ـ نوعه من فريدا

استبدادي حكم إلقامة يسعى كان وأنه ويؤيده، يسانده أن حر مفكر أي على الحجج كل الجمهورية محاورته في استخدم وأنه أرستقراطية، لطبقة

الحكم هذا عن للدفاع القديمة اليونانية األساطير ذلك في بما الممكنة القول حد إلى آخر ماركسي مفكر ويذهب االجتماعي. بل الوعي ولتزييف

إلبستمولوجيا األنطولوجي األساس سوى ليست المثل عالم نظرية بأن نخبة في الفلسفة بحصر وذلك األرستقراطية، وحكم االستبداد لتبرير تسعىS مميزة S تميزها بسبب إبستمولوجيا المؤهلة وحدها يجعلها مما أنطولوجيا

بأخرى ردها ماركيوز أن لوال تقنعنا أن يمكن كان هذه النظر ووجهة2للحكم.S أكثر S. واستنادا في ماركيوز يرى ال التاريخية الوقائع وعلى هيجل على عمقا

S اليونانية الديمقراطية S نموذجا كانت بل ذاتية إلرادة نتيجة تكن لم فهي فريدا كونها لمجرد يطيعونها والمواطنون موجودة فالقوانين طبيعية، ضرورةf توجدان والحق الحرية تكن ولم قوانين وجود عرف. فعدم صورة على إال

S كان واعية ذاتية أن دون تسير طبيعية كضرورة الديمقراطية لتحقق شرطا وهو هدمه عنصر بدخول لالنهيار تعرfض الطبيعي النظام شئ. هذا يعترضها

fر سقراط. فقد يد على الفردية الحرية بدعوته الذاتية مبدأ عن سقراط عب على والتعرfف نفسه في به واالعتراف وخير حق هو عمfا للكشف لإلنسان الفكر من جعلت التي العملية نفس فإن "وهكذا3والكلية. الشاملة طبيعتهS المجرد S( حقيقية. فلم بوصفه الفرد حررت قد للحقيقة، مقرا في يكن )ذاتا

يجعلهم أن دون المجردة بالطريقة التفكير الناس يعلم أن سقراط وسع عن الدفاع يصير وبذلك4والحياة." للتفكير التقليدية المعايير من متحررين

S باعتبارها الديمقراطية S نموذجا S فريدا أن فكرة يستبطن تاريخي غير دفاعاS الديمقراطية S نظاما fر مطلقا السياق عن النظر وبغض الدوام على يعب

أن حقيقته في األمر أحرار. بينما أفراد عن واالجتماعي التاريخيS كانت اليونانية الديمقراطية S نظاما fر ال طبيعيا عن بل أحرار أفراد عن يعب

التاريخي الحرية. والدليل أي اإلنساني، الطابع إلى يفتقدون طبيعيين أفرادS هذا في العبودية وجود هو التحليل هذا صحة على الدامغ النظام. فانسجاما

بيولوجية. ومن وأدوات آالت مجرد العبيد كان فقد الطبيعي النظام هذا مع وإلى وأفالطون سقراط موقف إلى النظر يمكن النقدي الموقع هذا

الذاتية ظهور إلى بعد فيما أدfى التاريخ في حاسم تحوfل كمشروع مثاليتهما النوع تاريخ في تقدم لحظات يمثلون فهم المعنى وبهذا وحريتها، الفردية

نفهم. أن الماركسيون لنا يريد كما التقدم لهذا معاداة لحظات ال اإلنساني، يكن لم ظهورها أن إذ بالمثالية الحرة الذات لربط ضرورة هنالك كانت ولقد

S خاض أن بعد له وتصدى لألشياء القائم النظام الفرد رفض حين إال ممكنا

31- 25 ص السابق، المرجع 1 الطبعة ،2 رقم الكتاب اليوناني، الفكر سلسلة أفالطون، ـ اليوناني حرب: الفكر حسين 2

89- 61 ص م،1985 بيروت، الفارابي، دار الثانية،228- 227 ص سابق، مرجع والثورة، العقل ماركيوز، هربرت 3229 ص سابق، المرجع 4

9

Page 10: الثورة عند ماركيوز

في يكمنان ال والحقيقة األشياء مفهوم أن وعلم المجرد التفكير تجربةالشائعة. واآلراء المعايير

S نفسه ير لم ماركيوز فإن المثالية عن الدفاع هذا ومع عن خارجا دور عن ماركس من صريحة إشارات هنالك أن خاصةS الماركسية، التقاليد طوfرت التي هي المادية، ال الفلسفة. فالمثالية، تاريخ في الهام المثالية تكن لم المادية ألن نتيجة تجريدي. وذلك بشكل كان وإن العملي الجانب

f الواقع ترى ترى أن مقدورها في كان ما المثالية بينما 1تأمل، أو كموضوع إالf الواقع للفكر. واألهم كناتج للواقع رؤيتها بحكم إنساني نشاط أو كتجربة إال

أحد بالعيني. وهو وعالقته كلي هو فيما ماركس نظر وجهة ذلك من أن يرون ماركيوز. فهؤالء الماركسيون فيها هاجم التي الهامة الموضوعات

ال وأنها اإلقتصاد علم إلى منها للفلسفة أقرب ماركيوز عند النقدية النظريةS ماركس مع تتناقض بذلك وأنها انتقادها رغم المثالية ترفض S تناقضا جذريا

S المثالية في يرى الذي S وعيا S المجرد أن ويعتقد زائفا ماركيوز بينما ضار، دائما 2المحسوس. وتجاوز التجريد على قدرتها هو الفلسفة قوة سر أن يرى

األفكار من النقدي الجانب رؤية في نفسه ماركس على ماركيوز ويعتمد إال عادةS تنشأ ال التجريدات أعم "أن يحدد الذي هو نفسه المجردة. فماركس

إحدى تبدو وحيث العيني، التطور من مستوى أعلى هناك يكون حينS السمات S، للكثيرين ملكا من يعود ال الجميع. عندئذ� بين ومشتركة معا المجتمع ازداد وكلما3محدد" جزئي شكل أي خالل من فيها التفكير الممكن

S يتحقق والكلية. وحين الشاملة المجردة األفكار سيطرة ازدادت كلما تقدما فرد. ويصبح كل حياة في ستتحقق الكل مصلحة فإن طبقات بال مجتمع كلما أنه الكلي. أي نفسه هو يكون بحيث للتاريخ، الفعلي الصانع هو الفرد أن إلى الكلي يشملها التي االجتماعية القاعدة ازدادت كلما المجتمع تقدم

على تشكfل الشاملة الكلية األفكار أن يعني الكلي. وهذا مع فرد كل يتطابقS ماركيوز ينجح االجتماعي. وهكذا التقدم حقيقة ما نحو� قراءة في دائما

S ماركس S. فال هيجل وقراءة هيجليا S المثالية يرفض ماركسيا ال ولكنه مطلقاS يقبلها العقالنية. مع يصالحها نحو على ولكن المادية ويتبنى تماما

لألفكار المعادي موقفه هو ماركس على الغالب فإن ذلك ومع فيه يرى الذي الحد إلى للفلسفة العداء إلى به انتقل موقف وهو المجردة

S ليست الفلسفة أن اثباته لفيورباخ العظيمة االنجازات إحدى أن غير شيئاS صار دين S فكرا لوجود أخرى وطريقة آخر شكل أي بالفكر، ومشروحا

هيجل بينما4اإلدانة. تستحق الدين مثل فهي ثم اإلنسان. ومن جوهر اغتراب تركيب فإن المطلقة. ولذلك الفكرة نهايات الفلسفة من جعل نعلم كما

S وماركس لهيجل ماركيوز قامت الرؤية جديدة. هذه رؤية إلى يحتاج كان معا

ونهاية فورباخ انجلس: لودفيغ فردريك في ملحق فيورباخ، ماركس: موضوعات كارل 169 ص ، م1971 موسكو، التقدم، دار األلمانية، الكالسيكية الفلسفة

128- 127 ص سابق، مرجع حسن، محمد د. حسن 2 هربرت في299- 298 ص السياسي، االقتصاد نقد في ماركس: مساهمة من مقتبس 3

267 ص سابق، مرجع والثورة، العقل ماركيوز،4 Karl Marx: Economic and Philosophic Manuscripts of 1844, seventh printing, Progress Publishers, Moscow, 1982, p. 127

10

Page 11: الثورة عند ماركيوز

المقوالت ومجال الفلسفية المقوالت مجالين: مجال بين التمييز على يلتقي مناسب وسط ايجاد على الوقت نفس وفي واالقتصادية، االجتماعية

من االنتقال أن يرى وماركس. فماركيوز هيجل فيه يلتقي أي المجالين، فيهf ويجب مختلف مجال إلى انتقال ماركس إلى هيجل خالل من تفسيره يتم أال

اجتماعية مقوالت هي للماركسية الفلسفية التصورات جميع أن إذ الفلسفة مقوالت هي واالقتصادية االجتماعية هيجل مقوالت كل بينما اقتصادية

تفضي هيجل مذهب في المقوالت كل أن يرى ماركيوز أن فلسفية. ومع النظام، نفي إلى تؤدي ماركس مذهب في أنها حين في القائم النظام إلىf نقده، أي S يرى، أنه إال المبادئ كل أكمل قد هيجل أن ماركس، مع متفقا

S تصبح لم التي البرجوازية S واقعا العقل من جعل الذي بعد. فهو اجتماعيا ادماج في المجرد الفعل بدور للمجتمع. واعترف الوحيد الشامل المعيار

كشف الذي الحاجات. وهو من موحfد نسق في المتباينة الفردية المصالح المجتمع تاريخ وصف والمساواة. كما الحرية لفكرتي الثوري المضمون عن

المجال عن مختلف مجال للفلسفة إن1الصراعات. تاريخ بأنه المدني القائم النظام إلى تفضي هيجل مقوالت كانت وإذا واالقتصادي االجتماعي

S S واالقتصادي االجتماعي المجال في ماركس فعل كما نقده من بدال منتجا لننتج هيجل لمقوالت النقدي الطابع نكمل أن علينا فإن النقدية نظريته أن ماركيوز استطاع الطريقة الفلسفي. وبهذه المجال في النقدية النظرية

هيجل ومقوالت واالقتصادية االجتماعية ماركس مقوالت بين يجمعS الفلسفية. ولذلك لم الفالسفة الشهيرة: "إن ماركس مقولة عارض أيضا

في تتقوم المهمة ولكن مختلفة بأشكال العالم فسروا أن غير يفعلوا هي بل فلسفية مهمة ليست الواقع تغيير مهمة أن يرى فماركيوز2تغييره"

3سياسية. مهمة

بين الجمع تتطلب المعنى بهذا وهيجل ماركس بين الجمع مهمة ولكن بينهما. الجمع على القدرة له وسط وجود يشترط أمر وهو متمايزين مجالين

واالعتماد العمل تقسيم العمل. إن مقولة في ضالته ماركيوز وجد وقد العمل أن كما والمجتمع، الدولة في يتحكم الحاجات نسق في المتبادل

S يتحكم الواعية الحرية أمام الطريق يفتح الذي فهو الوعي تطور في أيضا الذي االجتماعي والشكل اإلنسان ماهية يحدد هيجل يبين كما بذاتها. والعمل

المقوالت بين تجمع العمل مقولة أن يعني الماهية. وهذا هذه تتخذه الدولة في تتحكم كما فهي الفلسفية والمقوالت واالجتماعية االقتصاديةS تتحكم والمجتمع العاملة الطبقة وجود فإن الوعي. ولذلك تطور في أيضا

S يقوم S ليست فهي نفسه، العقل نفي على دليال اإلنساني للعقل تحقيقا الكلية العقل حقيقة على للقضاء كافية واقعة وهي اإلنسانية، ولإلمكانات

مفرد. ومعنى عنصر كل في حاضرة تكون أن هيجل، بحسب يجب، التي المجتمع تحويل يمكن وال الفلسفة ينفيان االجتماعي والواقع التاريخ أن ذلك االجتماعية العملية الممارسة مهمة هي بل الفلسفية النظرية يد على

سلوكه وهدف اإلنسان عمل نفسه هو أصبح اإلنسان تحرر التاريخية. إن

246- 245 ص سابق، مرجع والثورة، العقل ماركيوز، هربرت 173 ص سابق، مرجع فيورباخ، ماركس: موضوعات كارل 2126 ص سابق، مرجع حسن، محمد د. حسن 3

11

Page 12: الثورة عند ماركيوز

بتحقيقها، ولكن الفلسفة ينفي وعمل تحرر بذاته. وهو الواعي العملي 1متحققة. تاريخية وقائع إلى الحرة والذات والعقل الحقيقي الوجود بتحويل

ماركسية. فماركس قراءة لهيجل ماركيوز قراءة مضمون بالضبط هو وهذا اجتماعية وقائع إلى وتحويله هيجل بتحقيق يتم نفي ولكنه لهيجل نفي

النقدي. طابعه ويكمل الفلسفي مجاله في هيجل يحفظ نفي إنه واقتصادية،

S الماركسية فيه تشكfل كانت عصر في ماركيوز عاش لقد يمكن ال أفقا والحقائق الوقائع من عدد ضوء في أزمة في أنها أدرك فقد ذلك ومع تجاوزه

الحرية في اإلنسانية أشواق يمثل أن فيه المفترض الجانب التاريخية. ففي بالطغيان شعوبها قهرت شمولية أنظمة إلى األنظمة تحولت والعدالة

S وصارت واالستبداد تطورت اآلخر الجانب بلدانها. وفي بحجم حديدية أقفاصاS وفرة مجتمع وأصبحت الرأسمالية S ومجتمعا مجتمعاتها ظلت ذلك ومع غنيا فيها، السلطة وعلى وثرواتها مواردها على نخبة تسيطر عقالنية ال مجتمعات والملكات القدرات بها تتحقق أن يمكن فضلى شروط فيها تتوفر مجتمعات

هذا تقمع السيطرة قوى ولكن واإلبداع الحرية في االنسانية واالمكانياتS يكون المجتمع اإلمكان. "إن ومؤسساته عالقاته تسمح ال عندما مريضا

وتلبية األفضل تطوره لتحقيق والذهنية المادية موارده بإستغالل األساسية للنظام، النقيضة القوة تمثل كانت التي العاملة والطبقة2أفراده." إحتياجات

S صارت بأن تدجينها تم ماركس، تعبير حد على قبره حفfار أو من جزءا عناصر وثقافتها السيطرة أيديولوجيا منها وجعلت الرفاه من حظها ونالت النظام

S القائم النظام في الماركسية أزمة تجلت نقيضه. وهكذا تكون أن من بدالS يبصر يكن لم ماركيوز وبديلها. وألن الرأسمالية في لتجاوز إمكانا

S كان ماركيوز وألن التغيير. ولكن، أفق أمامه انسد فقد الماركسية مفكراS تكن لم له بالنسبة الوقائع فإن هيجل، إحياء من أراده الذي بالمعنى سلبياfر سمة العناد من التغيير. وجعل بإمكان بعناد الحقيقة. وتمسك عن تعب

الفلسفة ماهية هو العقل أن طالما مفهوم أمر وهذا للفلسفة، أساسيةS صار كذلك بوصفه أنه وطالما S للحقيقة مقرا للواقع. بديال

النظام إخفاقات معارضة فقط تعنى ال ماركيوز عند الراديكالية إنS تعنى وإنما وقصوره مع تتعارض أنها طالما بالذات، نجاحاته معارضة أيضا

ماركيوز: عنه يقول الذى العناد هو إنما التحدى على اإلصرار العقل. هذاS تكون . وأن3الفلسفى" للتفكير أصيلة صفة "العناد ترفض أن يعنى عنيدا

على يتأسس للواقع معنى على تحافظ وأن المجتمع، مع السهلة المصالحة اليوم تحدده مما أعلى وأهداف عميقة، توترات وعلى الزمن، من طويلة دورات على فرض ـ التعبير صح إن ـ الفلسفي العناد هذا4الحداثة. بعد ما موضة

248- 246 ص سابق، مرجع والثورة، العقل ماركيوز، هربرت 12 Herbert Marcuse: Aggressiveness in Advanced Industrial Society, in Negations, Essays in Critical Theory, Beacon Press, Boston, 1968, http://www.uta.edu/huma/illuminations, p. 33 Ibid., p. 143 4 Andrew Feenberg, Marcuse: Obstinacy as a Theoretical Virtue, comment on one of Marcuse's last speeches, first published in Capitalism, Nature, Socialism, Sept. 1992, pp. 38-40,

12

Page 13: الثورة عند ماركيوز

عناصر على التاريخية المادية وفتح الماركسية تجديد في البحث ماركيوز لهاinterdisciplinary theory األنظمة متعددة نظرية إلى تتحول بحيث جديدة الطريق تفتح ثم ومن التاريخية للمستجدات النقدي الفحص على القدرة واالشتراكية. الرأسمالية في والسيطرة القمع نظامي وتجاوز للتغييرS يضيف أن لماركيوز بد ال كان الواجب بهذا وللقيام لألسس جديدة أسسا

التاريخية، المادية في وتطوره اإلنساني النوع تاريخ تحكم التي االقتصاديةS يضيف أن عليه كان ضوئها في ويظهر االقتصادي للمجال تنتمي ال أسسا

الوقت ذات وفي القائمة، المجتمعات في والقمع السيطرة طابع بوضوح ماركيوز البشر. ووجد لها يستجيب أن بد ال عقالنية ضرورة التغيير من تجعلS يجعله ولكي فرويد في ضالته المرة هذه تاريخ تحكم التي األسس من جزءا

بذلك وأضاف ماركسية قراءة فرويد ماركيوز قرأ وتطوره اإلنساني النوعS التاريخية. المادية في االقتصادية األسس إلى وسيكولوجية بيولوجية أسسا

ـــــــــ أحدهم وثيربورن ـــــــ هي كما بالماركسية المتمسكون أما العاملة الطبقة أن بسبب بالفشل الماركسية وإتهامه ماركيوز على فيردون

لنفي كتجسيد البروليتاريا مفهوم إلى تحتاج ال الماركسية بأن تدجينها تم قد من واحدة وإنما ماركسية ليست ماركيوز نظرية وأن اإلنساني الوجود

الماركسية، من األولى التاريخانية النسخة هي بل التاريخانية، النظرياتS ــــــــــ تبحث فهي عن ــــــــــــ معقدة بنية المجتمع اعتبار من وبعيدا

S الجوهر هذا كان المجتمع. وإذا أجزاء كل في يتجلى داخلي جوهر فإن قمعيا كل ألن المجتمع، داخل يوجد أن يمكن ال المجتمع هذا في التحوالت مصدر

f يمكن ال التحول طبيعته. وعامل في الجوهر تشارك التحوالت يكون أن إال أن اعتقدت الماركسية من األولى التاريخانية خارجي. والنسخة نفي فاعل المجتمع خارج المنبوذة العاملة، الطبقة هو هذا الخارجي النفي فاعل

الرأسمالي النفي مجسدة القمع، أشكال لكل كموضوع الرأسمالي فيما واالستبعاد البؤس مطلقة تعد لم العاملة الطبقة لإلنسانية. ولكن

هي بذلك وصفها يمكن التي الوحيدة الرفاه. والمجموعات دولة يسمى حاجات يجد أن ماركيوز حاول السبب والمهمشين. ولهذا العرقية األقليات للقمع وسائل أصبحت التي اإلقتصادية الحاجات غير أخرى إنسانية

الغريزية الدوافع إلى البيولوجي، البعد إلى إلتفت ثم والتكامل. ومن فاعل بذلك للمصطلح. ووجد الواسع بالمعنى اإليروسية الحاجات الحيوية،

رفضها وفي األداء، لمبدأ رفضها وفي الطالبية، الحركة في جديد نفي 1الجنسي. للتحرر ممارستها وفي والمنافسة، التبادل على القائم لإلقتصاد

مقابل في ماركيوز عند النقدية النظرية عن الدفاع معرض في هنا ولسنا تصح لم أو األسباب صحت إذا ــــــــ لنا بالنسبة فالمهم الماركسية،

للماركسية المادي األساس توسيع ضرورة إلى توصfل ماركيوز أن ــــــــــ ليست الماركسية فإن نعلق، أن لنا كان إذا بفرويد. ولكن ذلك في واستعان

ما رغم فيها، نبصر أن نستطيع ألننا بالتاريخانية، اإلتهام من مبرأةS االجتماعية، البنية تعقيد بيان من تحاوله البناء أجزاء كل في يتجلى جوهرا

http://www.uta.edu/huma/illuminations1 Goran Therborn, The Frankfurt School, in Western Marxism, edited by New Left Review, New Left Books, Manchester, 1977, 115-116

13

Page 14: الثورة عند ماركيوز

ماركيوز عند النقدية النظرية اإلقتصادي. بينما التناقض وهو أال االجتماعي أسس بإضافة االجتماعية البنية وتعقيد التعددية إلى طريقها تتلمس بدأت

الماركسية. وإذا في اإلنساني النوع تاريخ تحكم التي األسس إلى جديدة واحد جوهر لها بنية هو وكأنما الرأسمالي المجتمع إلى ينظر ماركيوز كان

الواحد، البعد مجتمع ماركيوز يسميه ما هو هذا فإن أجزائها كل في يتجلى الرأسمالي للمجتمع ينظر ال ماركيوز لتجاوزه. إن يسعى ما بالضبط وهو

جوهر أو واحد بعد عليه سيطر كذلك وألنه وكقمع كتشويه وإنما كنموذج الرأسمالي المجتمع في ترى التي هي الماركسية شئت. إن إذا واحد

S للنظرية. ولذلك تجريبي نموذج فهو وبالتالي قوانينها وفق يتطور مجتمعا الرأسمالي النظام في يجري ما فيها يتطابق أن يجب التي هي فالماركسية

في يجري ما يتناقض ماركيوز عند النقدية النظرية في بينما قوانينها، مع اآلن يهمني ما فإن العموم النظري. وعلى مشروعها مع الرأسمالي النظام

قراءة أي اإلنساني، النوع لتطور جديدة أسس لتوفير بفرويد االستعانة هوماركسية. قراءة فرويد

القمع من كتحرر الجنسانيةماركسيا&: فرويدوالعنف

فلسفة وإنما النفسي التحليل ليس فرويد من ماركيوز به أهتم ما إن له عالقة وال النظري المجال إلى ينتمي استلهمه وما النفسي، التحليل ــــــــ لماركيوز بالنسبة ـــــــــ فرويد للتطبيق. إن كمنهج النفسي بالتحليل

العظيمة التقاليد ضمن بذلك نفسه فوضع اإلنسان، عن نظرية وضع قد التحليل نظرية من النقدية نظريته في ماركيوز دمجه ما للفلسفة. إن

تسميته، يمكن ما أي 1واالجتماعي، الفلسفي أساسها هو فرويد عند النفسيS تنشأ فرويد عند الحضارة نظرية بالميتاسيكولوجيا. إن لماركيوز، وفقا تحليل من مستخلصة التاريخية للعملية كرؤية الفلسفي األساس هذا من

ال نوع هم حيث ومن للتاريخ، الحية المادة هم الذين لألفراد العقلي الجهاز من ولكن2اجتماعي. هو لما البيولوجي األساس عن فرويد نظرية أفراد. وتكشف

كمحدد فقط البيولوجيا مع يتعامل لم ماركيوز أن نالحظ أن الضروريS، عمل وإنما واإلجتماعية السياسية لإلختيارات ذلك، من النقيض وعلى أيضا

فى كما الغريزية البنية فى جوهرى تغيير إلى ودعى المحدد هذا من للتحرر الوجود ستغير للوجود جديدة أساسية تجربة أن الثقافية. وادعى البنية

هو وما واللذة النيرفانا مبدأ تحت يتم بيولوجي هو ما إن3كليته. فى اإلنسانى هي الفرد سيكولوجيا فإن المفهوم الواقع. وبهذا مبدأ تحت يتم اجتماعي

وجوده عند اإلنساني الكائن أن واللذة النيرفانا مبدأ النوع. ويفترض سيكولوجياS باألصل كان S جسدا ماركيوز بمصطلح أو الحسfي، واإلشباع للمتعة منذورا

S fمت بقائه ضرورات ولكن ،Eros لإليروس منذورا على والسيطرة العمل عليه حت

1 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, second edition, Sphere Library, New York, 1966, p. 252 Ibid., p. 943 Robert M. Young, The Naked Marx, Review of Herbert Marcuse, Eros and Civilization: A Philosophical Inquiry into Frued, in New Statesman, vol. 78, 7 November 1969, pp. 666-67 at http://www.uta.edu/huma/ illuminations

14

Page 15: الثورة عند ماركيوز

الجسد تحوfل ثم ومن نفسه، وحماية معيشته تأمين يستطيع حتى الطبيعة لمبدأ الخضوع من اإلنساني الكائن وتحوfل للعمل، أداة إلى إيروسية أداة من

الثقافة. بدأت النحو هذا الواقع. وعلى لمبدأ الخضوع إلى اللذة

fد قمعه. ولم تاريخ هو اإلنسان تاريخ صار وبذلك وجوده الثقافة تقيS، البيولوجي وجوده وإنما فقط االجتماعي S أيضا أجزاءS فقط يشمل لم تقييدا

S كان التقييد كلها. وهذا الغريزية بنيته وإنما اإلنساني الكائن من شرطا وهادم ومميت قاتل عليه سيطرة ال الذي اإلنساني. فاإليروس للتقدم

fة في لإلشباع حاجته من تأتي الهدfامة اإلنسانية. ودوافعه للحضارة لحظة أي ألن ضرورة هنالك فإن الثقافة. ولذلك له توفره ال ما وهو ذاته، في كغاية

الحيوانية الدوافع الحضارة. إن تبدأ هنا أغراضها. ومن عن الغرائز نحرف الواقع. مبدأ تأثير تحت أي الخارجي، الواقع تأثير تحت إنسانية غرائز تصير للتغيير. وهذا تجلياتها وتخضع أهدافها تتغير فقط ولكن هي كما تبقى وهي الغرائز هذه يشكfل الذي هو الواقع وأن للتغيير قابلة الغرائز أن يعني

الوجود االجتماعي. إن التاريخي الواقع يشكfل ما هو إشباعها وأن وحاجاتها تحوfل الغريزية. وهو القيم في جوهري تحوfل خالل من يتحقق اإلنساني

الجدول الواقع. )أنظر مبدأ إلى اللذة مبدأ من التحوfل في تلخيصه يمكن1أدناه(

الواقع مبدأاللذة مبدأالمتأخر اإلشباعالمباشر اإلشباع

اللذة تقييداللذة)العمل( العذاب)اللعب( الفرح

اإلنتاجاألخذاألمنالقمع غياب

اختبار العقل: فتعلم وظيفة اإلنساني الوجود طوfر الواقع مبدأ وتحت والضار، والمفيد والكاذب، والصحيح والشر، الخير بين والتمييز الواقع

S والحكم. وأصبح والذاكرة االنتباه ملكات اإلنسان واكتسب واعية ذاتا فإن أخرى الخارج. وبعبارة من عليه فرضت التي العقالنية واكتسب ومفكرة النشاط هو له. والخيال مساوية ونتيجة للقمع وليدة لفرويد بالنسبة العقالنيةS أصبح الذي الوحيد الفكري S العقالني، التنظيم عن مستقال مبدأ عن ومتحررا وكذلك واتسعت اإلنسان رغبات اللذة. وازدادت لمبدأ فقط ويخضع الواقع، ملك للواقع وتغييره اإلنسان رغبات تعد لم ثم إلشباعها. ومن أداتيته

يقوم الذي ذلك. وهو كل ينظم الذي هو المجتمع أصبح بل الفرد لإلنسان من نظام في الواقع مبدأ تجسد التطور خالل وتحويلها. ومن بقمعها

مبدأ متطلبات أن المؤسسات هذه داخل بنموه الفرد المؤسسات. وتعلم األجيال إلى نقلها على حرص ثم والنظام. ومن القانون متطلبات هي الواقع

ليس اللذة مبدأ على الواقع مبدأ انتصار فإن ذلك بعده. ومع من جاءت التيS S انتصارا تأسيس إعادة إلى المستمرة الحاجة هو ذلك على والدليل نهائيا

1 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, Op.Cit., p. 29 - 30

15

Page 16: الثورة عند ماركيوز

S الطبيعة تنه لم فالحضارة2الواقع. مبدأ مبدأ فإن ولذلك األبد وإلى كليا يعود قمعه يتم المجتمع. وما تطور في باستمرار يتأسس أن يجب الواقع

2للحضارة. والمحرم الخفي التاريخ ليشكل

S وأدخل بعد فيما فرويد نظرية وتطورت S مفهوما غريزة هو جديدا )الليبيدو( الجنس بين التناقض كان أن . وبعدThanatos الثناتوس أو الموت

)اإليروس( الحياة غرائز بين التناقض الذات( صار على )الحفاظ واألنا الطابع هي الشامل الليبيدو افتراض سيادة الموت. وظلت وغريزة

موقعها علىsexuality الجنسانية وحافظت المرحلتين، بين المشترك اإلنسان في غريزة الموت يكون أن غرابة الغريزية. ورغم البنية في السائد

األساسية الغريزة أن من كبداهة فينا قرf ما مع يتعارض ذلك أن إذ ـــــــــــS هو نقيضها يكون أن يمكن فال ثم ومن الذات على الحفاظ هي فينا أيضا

لإليمان يدفعنا ما المنطق من فرويد نظرية في فإن ـــــــــــ أساسية غريزة اإليروس. أعني األخرى، األساسية الغريزة بصحة اقتنعنا ما إذا بوجودها

اللذة مبدأ كان إذا أنه هو الموت غريزة وجود تدعم التي األسباب أقوى فأحد وهمود وتوازن استقرار إلى الوصول مبدأ أي النيرفانا، مبدأ على يعتمد

أو اإلثارة لتقليل الجهد بذل هو اللذة مبدأ يحكم ما أن يعني غريزي. مماf يتحقق ال المبدأ هذا فإن منها، للتخلص أو منها ثابتة نسبة على للحفاظ إال

وراء ما إلى التراجع إلى الميل هي الموت غريزة فإن الحياة. ولذا قبل فيما غير العالم هدوء إلى للعودة الحية المادة كل بسعي يرتبط تراجع الحياة،

في وهدم تحطيم غريزة ليست الموت غريزة الموت. إن إلى أي العضوي، للموت التراجع التوتر. إن من التخلص أجل من كذلك أصبحت ولكنها ذاتها

ضد األبدي النضال عن تعبير والحاجة. وهو األلم من واعي غير هروب هو عن تعبير فهي الموت، غريزة مبدأ تطيع نفسها والقمع. والجنسانية المعاناة األولى. هذا حالتها استعادة إلى وحدتها، إلى للعودة سعيها في الحية المادةS الموت يجعل الذي الوضع f نجده ال الحياة جوهر من جزءا في هيدجر عند إال في يكن لم هيدجر مع حتى ولكنه الموت، ــــــــــ إلى ـــــــ الوجود مفهوم

اختفت الغرائز لنظرية النهائية الصياغة اإليروس. وفي من القرب هذا مثل أي الجنس، غرائز إلى يعود عملها وصار الذات على الحفاظ غريزة

يتم الذات على الحفاظ أن طالما الموت، أي الهدم، غريزة إلى أو اإليروس،S S أحيانا هما والثناتوس اإليروس أصبح العنف. وبذلك خالل من اجتماعيا

ولذلك رأينا، كما ببعضهما مرتبطتان غريزتان األساسيتين. وهما الغريزتين تمايزها. لقد قبل للغرائز عامة طبيعة هنالك أن على باستمرار فرويد يؤكد

الغريزية البنية في لإليروس شريكة األمر، نهاية في الموت، غريزة أصبحت للنوع العقلي للجهاز األولية الدينامية يشكfل بينهما والصراع األولية،

ندعم أن علينا العنف نلجم لكي أنه يعني الغريزتين بين االرتباط هذا3اإلنساني. محتاجة ألنها ذلك على قادرة غير اإلنسانية الحضارة ولكن الجنسية الغريزة

أساس هو القمع الجنسية. هذا الغريزة لقمع تحتاج أي والضبط، النظام إلى

1 Ibid., pp. 31- 322 Robert W. Marks, Op.Cit., p. 43- 443 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, Op.Cit., pp. 36- 41

16

Page 17: الثورة عند ماركيوز

تحطيم إلى تميل الحضارة بأن االستنتاج إلى يقود ماركيوز. مما عند العنف1ذاتها.

S فرويد عند الميتاسيكولوجيا أن سبق مما ويتضح عن نظرية فعال أم معها اختلفنا سواء لموضوعها، جديدة برؤية تتمتع نظرية اإلنسان. وهي

العظيمة التقاليد ضمن تصبح أن ماركيوز، قال كما استحقت، ولذلك اتفقنا،S النظرية هذه تصبح ولكي للفلسفة. ولكن النقدية النظرية من جزءا

تفترض أنها إذ تاريخي، الغير طابعها من يخلصها أن بد ال كان لماركيوزS البيولوجي التطور أن بالضرورة S، تطورا بالسياق مشروط غير أي كليا منظمة. سيطرة الدقة وجه على هي الحضارة كل أن طالما التاريخي،

نظرة إلى تاريخية الغير النظرة هذه تحويل يمكن أنه ماركيوز ويعتقد مدارس تفعل )كما السيوسيولوجية العوامل بعض بإضافة ليس تاريخية

نظرية مضمون بتحليل التحويل هذا يتم الثقافية( وإنما الجديدة الفرويدية شكل في يبدو كان وإن التاريخي المضمون هذا تتضمن ألنها نفسه فرويد

S المتضمن التحول هذا بيولوجية. وإلجراء طبيعية عمليات النظرية في أصال االجتماعي التاريخي المكون هذا عن للتعبير مصطلحين ماركيوز أضاف فقدفرويد: نظرية في

االجتماعية السيطرة تفرضها التي القيود الفائض: وهو القمع للغرائز الضرورية التحويرات هو الذي األساسي القمع عن متميز وهواالنساني. النوع بقاء أجل من

الواقع. مبدأ من السائد التاريخي الشكل األداء: وهو مبدأ

S يكون المجتمع أن قبل من ذكرنا ولقد عالقاته تسمح ال عندما مريضا تطوره لتحقيق والذهنية المادية موارده بإستغالل األساسية ومؤسساته

S الفارق كان كلما اآلن: وأنه أفراده. ونضيف إحتياجات وتلبية األفضل كبيراS المتحققة اإلنسانية الشروط بين كانت كلما إمكانياته وبين المجتمع فى فعال

-surplus الفائض بالقمع ماركيوز عليه إصطلح لما أكبر إجتماعية حاجة هنالكrepression.2يماثل الفائض والقمع األساسي القمع بين والفارق S الفارق تماما

لم فارق عقالنية. وهو كممارسة والسلطة عقالنية كسيطرة السلطة بينS. فمع فرويد يفترضه أن من فرويد إليه توصل بما ماركيوز إقرار أبداS أصبح الذي العمل، فرضت التي هي الندرة إلى أدfى مما اإلنساني للوجود طابعاf وتعليقها، اللذة وتأجيل األلم سيادة طبfق قد فرويد أن يرى ماركيوز أن إال نتاج هو ما وبين للمفهوم المجرد المعنى بين تمييز دون الندرة مفهوم أن التنظيم. أي هذا فرضه محدد وجودي سلوك هو وما للندرة معين لتنظيم لم شكل وهو الندرة، فيه تظهر الذي التاريخي الشكل يميز لم فرويدfر أن اإلنسانية الحضارة تاريخ في يحدث S الندرة توزيع عن فقط عب جماعياfر كان بل األفراد، لحاجات تلبية أفضل تتحقق بحيث S يعب السيطرة. عن دائما المتميز. وضعها لدعم معينة مجموعة أو فرد يمارسها سيطرة وهي

wفرض كان اإلنسانية الحضارة تاريخ فطوال العمل، أشكال كل أفرادها على ي

1 Robert W. Marks, Op.Cit., p.462 Herbert Marcuse: Negations, Op.Cit., the same page

17

Page 18: الثورة عند ماركيوز

المحضة بالقوة البداية في ـــــــــ عليها التغلب ومحاولة الندرة، وتوزيعS لمصلحة العقالنية هذه كانت للسلطة. ومهما العاقل باالستخدام والحقا

على للحفاظ قلة تمارسها عقالنية سيطرة أنها طابعها ظل فقد الكل تقدم ال والمادي والتقني الذهني التقدم فإن السيطرة هذه ظل مصالحها. وفي

f يحدث والندرة والقيود الحاجة على للحفاظ تحاشيه يمكن ال ثانوي كنتاج إال للتقسيم مالزمة فهي للسلطة العقالنية الممارسة العقالنية. أما غير

اإلدارية الوظائف على وتختصر المعرفة من وتنتج للعمل االجتماعي تلخص موجزة عبارة نقدم أن أردنا وإذا1الكل. لتقدم الضرورية والتدابير القمع أن القول نستطيع فإننا الفائض والقمع األساسي القمع بين العالقة

في يجده الفائض القمع بينما البيولوجي المستوى في أصله يجد األساسي2االجتماعي. المستوى

بين التمييز باستخدام الفائض والقمع األساسي القمع بين التمييز إنS يساعدنا عقالنية كسيطرة والسلطة عقالنية كممارسة السلطة في أيضا

منه. فمبدأ السائد التاريخي الشكل بوصفه الواقع مبدأ من األداء مبدأ تمييز سلوك من يفرضه وما للندرة والمحدد المعين التنظيم بالضبط هو األداء

المحددة، الندرة توزيع وطريقة المحدد، العمل شكل محدد. وهو وجودي تاريخي سياق في األفراد على والمفروضة المحددة، عليها التغلب ومحاولة

هو أخرى بعبارة األداء، لمبدأ المجرد المفهوم هو الواقع مبدأ محدد. بينما ماركيوز صاغ محدد. ولقد تاريخي بسياق يرتبط أن دون ولكن األداء مبدأ

S المجتمع يتراتب حكمه تحت أنه على للتركيز األداء مبدأ مصطلح ألداء طبقا ـــــــــ واضح هو كما ــــــــــ األداء التنافسي. ومبدأ االقتصادي أعضائه عقالنية. ولفترة السيطرة صارت أن نتيجته كانت طويل تاريخ يفترض الرابح الكل: االستخدام مصالح مع السيطرة مصالح تطابقت طويلة تاريخية يحدد الذي والعمل وحاجاتهم، األفراد ملكات يشبع الذي االنتاجي للجهاز

الذي واألسلوب الناس من العظمى الغالبية لدى المتحقق األشباع مدى وهم عملهم، على سيطرة لديهم ليس الناس هؤالء فإن ذلك به. ومع يتحقق

وعليهم مستقل بشكل يعمل الذي االنتاجي، الجهاز أجل من يعملون أكثر العمل أصبح كلما أنه العيش. والنتيجة من يتمكنوا حتى له الخضوعS S. أكثر أصبح وبالتالي االنتاجي للجهاز أكثر خضع كلما تخصصا اغترابا

األول ادعاء رغم فرويد، من ماركيوز يميز ما هو التاريخي الطابع هذا ام بالضبط وهو التاريخي، الطابع هذا على يحتوي الثاني نظرية مضمون بأن

يدعي فبينما ماركسية. ولذلك قراءة قرأه حين فرويد على ماركيوز أضفاه التسامى وأن الغرائز، قمع على تأسست قد عام بشكل حضارتنا أن فرويد

اإلنسان دفعه الذى الثمن وأن للتقدم، الالزمة الطاقة أنتج الذى هو بالجنس بسبب كان ذلك كل وأن بالذنب، بالشعور السعادة استبداله هو التقدم لهذا

أن يرى ماركيوز فإن والحضارة، اإليروس بين الحتمى البيولوجى التضارب الواقع( )مبدأ العمل بين الصراع هو ليس المصالحة يقبل ال الذي الصراع

alienated المغترب العمل بين الصراع هو اللذة( إنمـا )مبـدأ واإليروس

1 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, Op.Cit., pp. 44- 452 Robert W. Marks, Op.Cit., p. 49

18

Page 19: الثورة عند ماركيوز

labourأن يمكن اإلشتراكى المجتمع أن األداء( واإليروس. ويعتقد )مبدأ S يخلق S عمال غير وحضارةnon-alienated libidinal work مغترب غير غريزيا بالنسبة مستحيلة فكرة وهي1قمعى. غير تسامى على قائمة قمعية وال مطلق، نحو على متناقضان مبدآن اللذة ومبدأ الواقع مبدأ ألن لفرويد حول يدور فرويد مع ماركيوز خالف إن2اإلطالق. على بينهما التوفيق يمكن

على العامل المجتمع يفرضه ما كل ليس أن قمعية. وبما غير حضارة إمكانيةS المجتمع أن وبما للذة، مضاد نفسه يمكن العنف عقل فإن العنف، يقيد أيضا

بقدر والسعادة، العقل فيها يلتقي لإلشباع جديدة لعقالنية مكانه يخلي أنS الوجود أجل من الصراع يصير ما واشباع للفرد الحر التطور أجل من تعاونا

S ليس البديل هذا فإن الحديثة المجتمعات حاجاته. وفي على بل إمكان، وإنما واقعا3ذاته. في غاية المجتمعات هذه في األداء مبدأ صار العكس

العقل مساواة أنكر قد يكون الفائض القمع لمفهوم ماركيوز وبصياغة المفهوم هذا أن لنظريته. إذ فرويد صياغات من استنتجناه الذي بالقمع

أفراد يعرض الفائض القمع والبربرية. إن الحضارة بين لالرتباط مساءلة فى الطبيعية اإلجتماعية العمليات تتكفل جديدة، وتوترات لضغوط المجتمع إخضاع سياسات إلى الحاجة دون ومعادلتها بإخضاعها العادية األحوال األمريكى، المجتمع ونموذجها المعاصرة، الوفرة مجتمعات فى ولكن للعقل،

للحرية الحقيقية الممكنات وبين القائمة وجودها أشكال بين الفارق فإنS فيها المتوفرة االنسانية S فارقا لكى المجتمعات هذه تضطر بحيث ضخما

S تحقق أن اإلنفجار تتجنب S تنظيما النفس يفتح ألفرادها، فعالية أكثر عقلياfن واستغالل لسيطرة ويخضعها اإلنسانية fها فى منظمي الواعى بعدي

حاجة وليست تاريخية حاجة العقل اخضاع إلى الحاجة أن يعني وهذا4والالواعى.والعقل. القمع بين العالقة انتفاء يؤكد مما ضرورية

سياسات إلى يشير ال فإنه الفائض القمع عن ماركيوز يتحدث وعندما النظر بغض نفسها تؤكد قوى أو نزوع عن يتحدث وإنما بوعى إبتدارها يتم والتوزيع اإلنتاج أجهزة متطلبات عن تعبر وهى بأمرها، القائمين وعى عن

يجب التى والعقلية، والسياسية والتقنية اإلقتصادية متطلباتها واإلستهالك، العالقات قيام ولتأمين بوظائفها األجهزة هذه قيام لتأمين مقابلتها

النزوع بوظيفتها. هذا األجهزة هذه تنظيم من المستمدة االجتماعية وفى التكنولوجية، التغييرات وفى اإلقتصادى، اإلتجاه فى يتجلى الموضوعىfد والخارجية، الداخلية السياسات األفراد فوق عامة وأهداف إحتياجات وتول

5واألحزاب. الضغط ومجموعات االجتماعية الطبقات مختلف فى

التى الوجود أشكال مع الفرد مصالحة إلى الفائض القمع ويهدف المصالحة هذه فى المتضمن الفائض القمع كان مجتمعه. ولما عليه يفرضها

S قمعا S اإلنسان يحقق لكى ضرورية حاجة هنالك فإن فظا S ارتباطا غريزيا

1 Robert M. Young, Op.Cit., the same pages2 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, Op.Cit., p. 333 Robert W. Marks, Op.Cit., p. 46-474 Herbert Marcuse: Negations, Op.Cit., the same page5 Ibid., p. 4

19

Page 20: الثورة عند ماركيوز

libidinal cathexisأو بها يقوم التى بالخدمات ويشتريها، يبيعها التى بالبضائع يحملها. هذا التى الرمزية بحالته به، يستمتع الذى بالترفيه يستخدمها،

الحاجات تحويل على يعتمد المجتمع وجود ألن ضرورى الغريزى اإلرتباط وعلم النفس علم فإن ولذلك1غريزية. حاجات فردية، حاجات إلى االجتماعية

S يلعبان االجتماع S دورا على الحفاظ مصالح تخدم ضرورية كأدوات هاماالقائمة. المجتمعات

الصحة أن حد إلى يصل والمجتمع الفرد بين االنسجام أن يعنى وهذا المجتمع. هذا يحددها وإنما الفرد يحددها ال الصحيحة النفسية والبنية العقلية

لتطور المجتمع يوفرها التى الشروط كانت إذا ومرغوب مطلوب االنسجام والسعادة. والسالم للحرية المتاحة الممكنات مع تنسجم كإنسان الفرد إلى الحاجة مع تنسجم الوفرة مجتمعات فى القائمة الشروط ولكن

S تتطلب التى العالية االنتاجية S انتاجا S جمليا S، واستهالكا هذه فتتحول جمليا شروط تحدد التى هى ومعممة، ومنظمة معيارية حاجات إلى االحتياجات

الفرد تمكن التى الخصائص ذات ألن الشروط هذه األفراد. وتسود تطور فى اآلخرين مع اإلنسجام من النفسية، بالصحة يتمتع الذى الطبيعى، على عالمات القهر، على عالمات تشكل التى الخصائص ذات هى مجتمعه، الفردية حريته مصادرة وفى نفسه، قهر فى يتعاون الذى المشوfه، اإلنسان

فى تثير الوفرة مجتمعات بنية العنف. إن ممارسة وفى واإلجتماعية، أنفسهم ضد األفراد تضع التى الغريزية واإلشباعات الحاجات إعضائها2قهرهم. أوضاع إنتاج ويشددون فينتجون

البنية إلى اإلجتماعية البنية من نفسه يترجم الذى التناقض هو هذا بعملية بدورها تتحول التى ويفاقمها، العنف نوازع لألفراد. فيثير النفسيةS مفيدة عنف طاقة إلى هدfامة عنف طاقة من صعبة تسامى تدفع إجتماعيا

التى الدينامية ذات من جزء والتقنى. وهذا والسياسى اإلقتصادى النمو إلى مفيدة لتصبح الليبيدو، الجنسى(، اإليروسية)الحب الطاقة بها تتسامى

S. ويتوحد المضاعفة التحول عملية فى المتناقضان الدافعان هذان إجتماعيا أمر من يكن ومهما للحضارة. ولكن والعضوى العقلى الوعاء ليصبحا هذه

كما سيظل الدافعين هذين من لكل األساسى الطابع فإن التوحد هذا فاعلية يسعى الليبيدو ويظل الموت، إلى ينحو هداما العنف تغيير: يظل أى دون هو

الفرد ستخدم الهدم أعمال فإن وتحسينها. ولذلك وحمايتها الحياة لحفظ دافع أصبح إذا أما اإليروس، خدمة فى ظلت طالما اإلنسانية والحضارة

التوازن ستنعكس. وهذا كلها العملية فإن اإليروسى مقابله من أقوى العنفS،3وهام. دقيق S تتطلب الثقافة فمثال S، تساميا تضعف فهي ولذلك مستمرا

يحرر اإليروس بإضعاف الجنس من العالم الثقافة. وتجريد يبني الذي اإليروس، تكتسب إضعاف وهو الحضارة، الغرائز إضعاف يهدد العنف. وبذلك دوافع من نشأت التي الحضارة الحياة. إن غرائز على السيادة الموت غريزة بسببه

العمل، الذاتي. بينما العنف إلى تميل المتزايد التقشف تحت وتتطور التقشف

1 Ibid., the same page2 Ibid., p. 53 Ibid., p. 7

20

Page 21: الثورة عند ماركيوز

،S العنف لدوافع إجتماعي إستعمال كبير حد وإلى ذاته هو الحضارة في مثال محددة مجاالت يقويه. وفي وبالتالي اإليروس، خدمة في يعمل فهو ولذلك

حياة مباشرةS الجراحية( يدعم )كالعمليات المتسامي العنف أن نجد وأغراضه، مداه في إشباعه، يتم الحضارة في العنف أن موضوعه. ويبدو

في الموت وغريزة اإليروس بين مختل التوازن أن يعني مما1الليبيدو. من أكثر العنف. طابع حضارتنا على يغلب ولذلك الموت غريزة لصالح القائمة الحضارة

اإلنسانية وللحياة الغريزتين، بين التوازن نعيد حتى اإليروس لدعم نحتاج ونحنبكاملها.

f يتم لن واضح هو كما التوازن هذا S حر، مجتمع في إال لماركيوز، ووفقاf حالة يتجاوز أن استطاع مجتمع أي الفائض، القمع من تحرر مجتمع في إال

f الوجود إلى يبرز لن مجتمع وهوالواحد. البعد إنسان النوع أحدث إذا إالS اإلنساني S تحوال اإليروس بين التوازن فقط يعيد ال وجوده نمط في جذريا

الجديدة؛ وتكنولوجيا جديد وعلم جديدة عقالنية على ينفتح وإنما والثناتوسقمعه. أشكال كل من المتحرر المجتمع عن نتحدث إننا

المراجع:

الطبعــة مــاركيوز، هربــرت عنــد النقديــة النظريــة حسن، محمد حسن.1م.1993 بيروت، والنشر، للطباعة التنوير دار األولى،

اليونـاني، الفكـر سلسـلة أفالطـون، ــ اليونـاني الفكـر حـرب، حسين.2م.1985 بيروت، الفارابي، دار الثانية، الطبعة ،2 رقم الكتاب

ــارل.3 ــاركس، ك ــاخ، موضــوعات م ــك في ملحــق فيورب انجلس: فردريــغ ــاخ لودفي ــة فورب ــة، الكالســيكية الفلســفة ونهاي التقــدم، دار األلمانيم.1971 موسكو،

االجتماعيـة، النظريـة ونشـأة هيجـل والثـورة، العقل ماركيوز، هربرت.4ــاب، العامــة المصرية الهيئة الثانية، الطبـعة زكريا، د. فؤاد ترجمة للكت

م.1979 القاهرة، التاريخية، الفلسفة أساس هيجل، عند الوجود نظرية ،ماركيوز هربرت.5

د. بإشــراف الهيجليــة المكتبــة فتحي، وتعليق: إبــراهيم وتقديم ترجمة والنشــر، للطباعــة التنــوير دار األولى، الطبعــة إمــام، الفتــاح عبد إمام

.م1984 بيروت،

6. Andrew Feenberg, Marcuse: Obstinacy as a Theoretical Virtue, comment on one of Marcuse's last speeches, first published in

1 Herbert Marcuse, Erose & Civilization, Op.Cit., pp. 78, 80

21

Page 22: الثورة عند ماركيوز

Capitalism, Nature, Socialism, Sept. 1992, http://www.uta.edu/huma/illuminations .

7. Goran Therborn, The Frankfurt School, in Western Marxism, edited by New Left Review, New Left Books, Manchester, 1977.

8. Herbert Marcuse, Erose & Civilization, second edition, Sphere Library, New York, 1966.

9. Herbert Marcuse: Aggressiveness in Advanced Industrial Society, in Negations, Essays in Critical Theory, Beacon Press, Boston, 1968, http://www.uta.edu/huma/illuminations.

10.Jurgen Habermas, The Differing Rhythms of Philosophy and Politics, Herbert Marcuse at 100, in The Postnational Constellation, translated, edited, and with an introduction by Max Pensky, first edition, Polity Press in association with Blackwell Publishers Ltd., UK, 2001.

11. Karl Marx: Economic and Philosophic Manuscripts of 1844, seventh printing, Progress Publishers, Moscow, 1982.

12. Martin Heidegger, Basic Writings, edited and introduced by David Farrell Krell, Routledge, London, 1996.

13. Robert M. Young, The Naked Marx, Review of Herbert Marcuse, Eros and Civilization: A Philosophical Inquiry into Frued, in New Statesman, vol. 78, 7 November 1969, http://www.uta.edu/huma/ illuminations.

14. Robert W. Marks: The Meaning of Marcuse, First Printing, Ballantine Books, New York, March 1970.

22