174
ل خ مد ى ل إ دب إلأ ي م لأ س إلأ ة ب ت ك م كاة ش م ة ب م لأ س إلأ ل خ مد ى ل إ دب إلأ ي م لأ س إلأ م ي د ق ت م ل ق ت ر م ع: اد ت س إلأ د ت. ب ع ة ب س ح4 ن إ مد ح ل إ لة ل مدة ح نرة، ف غ ت س ن و، ود غ ت و لة ل ا ب4 ن مور ر ش ا ت س ف ت إ اب ت ت س و ا، ت ل ما ع إ4 ن م هد ي لة ل إ لأ ف ل ض م لة4 ن م و ل ل ض ي لأ ف هادي لة، هد ش وإَ ّ لأ إ لة إّ لأ إ ي ة،إلد ل ل إ ق ل خ،4 سان ن إلأ مة ل ع_، 4 ان ت. ت ل إ ب ح و وإ رإءة لف إ م، ي ل ع ت ل وإ ر ب ت ع وإh ك ل دً اخا ت ف م4 ن ي لد لo د ت م ابp حظل ل إ ى ل و إلأ دء ت ل ي ح و ل إ وإب ط ح ل وإ ى ل و إلأ رة سب م ل. وة ب ت ل إ ال ف ى: ل عا ت رإ ق إ( م س ا بh ك ب ر ي إلد ق ل خ. ق ل خ4 سان ن إلأ4 ن م رإ ق . إ ق ل عh ك ب ور ي رم. إلد ك إلأ م عل م عل م._ ل ق ل ا ب4 سان ن إلأ ما م ل م عل ت ل ع ج و) ة ر ج ع م لأم س إلأ ا اب ت ك،ً الدإ خً ردإ ج م4 ن عود خد4 مان ر ل إ،4 مكان ل وإ ة حدي ن و_، ً ا اب ت. ب مة ه م و ولة س ر ي صل لة ل إ ة ب ل ع م سل و سة ي ب ر ل إ، لأغ ت ل إ ال ف ى: وما ل عا ت ي عل ول س ر ل إ لأ إ لأغ ت ل إ،) 4 ن ي ت م ل إ اط وب ور ف م سل م ل إ ة اي ح ن و4 ن م ة ب ل و و س م ل إ دإءة وإ ة ماي لأ، ف ت ل ك ت ل إ ر سب ل ا ب ي عل دم ف وة ب ت ل إ ي ف لأغ ت ل إ وة ع وإلد ى ل إ كة ت س كاة ش م ة_ ب م لأ س إلأ1

مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

اإلسالمي األدب إلى مدخل

حسنة عبيد األستاذ: عمر بقلم تقديم

شرور من بالله ونعوذ، ونستغفره، نحمده لله الحمد إن فال يضلل ومن له مضل فال الله يهد من أعمالنا، وسيئات أنفسنا- وأشهد له، هادي / إله أال البيان، علمه اإلنسان، خلق الله،الذي إال

> ذلك واعتبر والتعليم، القراءة وأوجب اللحظات منذ للدين مفتاحاتعالى: النبوة. قال لمسيرة األولى والخطوات الوحي لبدء األولى

وربك علق. إقرأ من اإلنسان خلق. خلق الذي ربك باسم )إقرأ ( وجعل يعلم لم ما اإلنسان بالقلم. علم علم األكرم. الذي

> اإلسالم معجزة >، كتابا > خالدا والمكان، الزمان حدود عن مجردا>، وتحديه الرئيسة، وسلم عليه الله صلى رسوله ومهمة بيانا فوز وناط المبين(، البالغ إال الرسول على تعالى: وما قال البالغ،

بالسير التكليف، ألمانة وأداءه المسؤولية من ونجاته المسلم تقتضيه ما بكل الله إلى والدعوة البالغ في النبوة قدم على

أداء وحسن وحكمة وأبعاد وآفاق وسائل من المبين، البالغ عملية/ دونه من أجد ولن أحد الله من يجيرني لن إني )قZل >. إال ملتحدا< التقوى صنو السيد القول ورساالته.. (. وجعل الله من بالغا

> وقولوا الله اتقوا آمنوا الذين ) يأيها لها وثمرة >.. ( قوال سديدا منهل المسلمة. والقرآن األمة جهاد ركيزة القرآنية الكلمة فكانت آياته خالل من وحضاري، ثقافي عطاء كل ومصدر الخالد، األدب وأخالقها وعبادتها عقيدتها معالم وتحددت اإلسالم، أمة نشأت

Zني ثقافتها تشكلت ومنه واألحياء، الحياة عن وتصورها ذوقها وب وميثاقها الصمود، في المسلمة األمة درع القرآن فكان العام،

> أنه للنهوض. وأشهد وسلم عليه الله صلى الله رسول محمدا وبالغه فصاحة العرب من الذروة في فكان الكلم جوامع أوتي

/غ وبيان، الكامل المثل فهو األمة، ونصح األمانة وأد-ى الرسالة بلZسوةi الله رسول في لكم كان ) لقد واإلقتداء للتأسي حسنة أ

( . اآلخر واليوم الله يرجو لمن

1 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 2: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

وبعد:

للدكتور ـ اإلسالمي األدب إلى مدخل ـ عشر الرابع الكتاب فهذا تصدرها ( التي األمة ) كتاب سلسلة في الكيالني. نقدمه نجيب مساهمة قطر، بدولة الدينية والشؤون الشرعية المحاكم رئاسة

قيود وفك الثقافي، والتحصين الحضاري الوعي تحقيق في منها على األجنبية والمؤسسات والمعاهد األفكار وضعتها التي التحكم والقيادة، الشهادة في موقعه اليوم مسلم يسترد حتى حياتنا،

> به، الله ناطه الذي دوره ويستأنف الروحية إمكاناته مستثمرا> كلها، والمادية والذهنية إلى الدعوة في وأساليب وسائل مبدعا

إلى اإلسالمية، مسؤولياته مستوى في اإلسالمي، والعمل الله،> حوله، من العصر لمتغيرات واإلدراك الفهم جانب إلى متقدما

االقتداء يثير الذي الجديد المسلم اإلنسان بأنموذج اإلنسانيةباالتباع. ويغري

العمل وميادين وأساليبها، الله إلى الدعوة وسائل أن شك والZحصرp أن من أوسع والفاعلة، المؤثرة ومواقعة اإلسالمي أو ت

Zحاصر أو شكل، على تجمد كافر. إذا أو عدو أو طاغية قبل من ت النية، وأخلص فاعليته، واستعاد مسؤوليته المسلم استشعر في الله أمره التي والبصيرة الحكمة والتزام الصواب، وتلمس

أنفسهم. المسلمين من محاصرتها تجئ المبين. وإنما البالغ

وفعلها مسموعة، أو مقروءة أو مكتوبة ـ الكلمة ميدان ولعل والمواجهة والصراع الحوار ميادين أهم من يزال وال كان ـ وأثرها

فأكثر أكثر المعنى برز والباطل. وقد والحق والشر، الخير بين من بسبب األسلحة صوت سكت أن بعد الحاضر العصر في

والحوار والصراع المواجهة ساحات وأخذت الدولي، التوازن> والثقافي الحضاري حروب الحديثة، الحروب إنها جديدة، ألوانا

والمذاهب والعقائد المبادئ وصراع واإلعالم، المعلومات العالم تغرق التي والمذهبية، السياسية والدعايات المعاصرة

عواطفه، وزرع عقله، تشكيل إعادة وتحاول الجارف، بسيلها درجة إلى ابتداء>، وسلوكه بنزوعه والتحكم استجاباته، وتحديد

2 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 3: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

تعيش الميدان، هذا في المتخلفة والشعوب الدول معها أصبحت الجبر عصر الفكري. إنه واالعتقال األسر معسكرات في وكأنها

أصبح الذي والسياسي، الثقافي اإلعالمي،والتحكم والتسيير ويخطف خصائصنا أخص في ويطاردنا بيوتنا علينا ويقتحم يملكنا

أبناءنا. منا

الحدود وإقامة األسوار، بناء فيه كان الذي الزمان ول-ى لقد والكتب المذاهب، من نريد ال ما وصول دون يحوالن وحراستها

اإلعالم اإلعالمية. ووسائل الدولة عصر في واألشخاص، واألفكار وإنما إليها يسعى اإلنسان تنتظر تعد لم التي والمتنوعة، الفتاكة

وشرابه طعامه وتشاركه وتالحقه وتطارده إليه تسعى التي هيالنوم. إلى يستسلم حتى له مالزمة تنفك وال

نغلقها أو ونوافذنا، أبوابنا نفتح أن في اليوم، المشكلة فليست األدبية والفنون الثقافية، والدراسات والمعلومات المذاهب أمام

الحقيقية، المشكلة وإنما المطروحة، العالمية والقضايا المختلفة، وانضباط األخيار، وبصيرة اإلرادة قوة نمتلك أن في هي

البديل، تقديم على القدرة ونمتلك ندع، وما نأخذ فيما المقياس، إثبات على قادرين ونكون العالمي، المستوى إلى يرقى الذي

الحقيقي. االمتحان ساحات في وجودنا

الكلمة بين الصراع أن ندرك أن بمكان األهمية من أصبح لقد بأساليبها الفكرية المعارك وأن أبدي، الخبيثة والكلمة الطيبة وأن الحضاري، وبنائها األمم حياة في األخطر هي المتعددة الفنية

سبحانه الله وأن للمعركة، الحقيقي الميدان هي الفكرية الساحة بالقرآن. قال المجاهد هو الدائب المسلم سالح جعل وتعالى

Zطع تعالى: )فال > به وجاهدهم الكافرين ت >( ونحن كبيرا جهادا ولدت ذلك. وقد على وشواهد أدلة إلى بحاجة لسنا المسلمين

كما الكتاب هذا خالل من اإلنسانية، إلى رسالتها وحملت أمتنا، وسالحها حراء غار من األولى اإلسالمية الخطوة وابتدأت أسلفنا، مبادئ ( وتجاوزت خلق الذي ربك باسم )اقرأ العالم إلى األوحد

إبالغها، وحسن نفاذها بقوة العالم لتعم المفتوحة، البالد اإلسالم

3 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 4: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ثقافية، جذورها في والمشكلة فكرية، حقيقتها في فالمعركة> اتخذ وإن عقائدي، والصراع الكلمة سالح أصبح لقد شتى، أشكاال

> أقوى اليوم >، وأكثر تأثيرا إلى واإلعالم، الكتابة فن وتطور نفاذا البيان من وإن- ـ حق والباطل باطل الحق أن معها، يوهم درجة

< عصر وبدأ األقوياء، لدولة ضواحي الدنيا بالد وأصبحت ـ لسحرا السياسية األنظمة بذلك اعترفت سواء العالمية اإلعالمية الدولة

الفردية إلى والنزوع العزلة قضية تعد ولم تجاهلته، أو اإلقليمية. اختيارية قضية

> تبقى سوف بلغت مهما الفردية الجهود نقول: بأن هنا ومن جهدا< رؤية هي شملت، مهما الفردية والرؤية األثر، محدود ضائعا

سوية دون تبقى سوف بلغت، مهما األفراد وإمكانات حسيرة، مواجهتها، على والقدرة كلها، والمشكالت بالقضايا اإلحاطة تصنيف عن العجز جانب إلى هذا لذلك، المالئمة الوسيلة واختيار

المعالجة، في المطلوبة األولويات وترتيب المشكالت تلك مفروضة، باتت التي العالمية القضايا في المشاركة عن والقصور

تجاهها. وموقف فيها رأي من بد وال

الساحة على الثقافية ومشكالتنا الفكرية قضايانا من الكثير إن الرؤى فيها وتتحكم العفوية روح تحكمها تزال ما اإلسالميةالفردية.

شأن من نقلل أن وال حقهم، األفراد نغمط أن نريد ال بهذا ونحن الفكرية مساهماتهم اتسمت الذين أولئك خاصة قدموا، ما

االنتقال هو بإلحاح المطلوب نرى وإنما العالمية، بالصبغة واألدبية كل يأخذ ثقافية ( خطة )استراتيجية ووضع الجماعية الرؤية إلى وندرك الجماعي، العمل فريق روح خالل من بطرف فيها منا

< كل يحسن أن يمكن الذي الملحمة الرجل عصر انتهاء جميعا والتاريخ والفكر المسرحية والقصة الشعر في فيكتب شيء، فتتبعثر اتجاه في منا كل يضرب ال حتى والتفسير.. إلخ والفقه

في ومساهمتنا مشاركتنا دون وتحول الجزئية، والنظرات جهودنا، رسالة مع يتسق الذي األمر العالمية، واآلداب األفكار مرحلة

4 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 5: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

.. المبين البالغ في المسلم ووظيفة العالمية اإلسالم

من ودقيقة واضحة خطة وضع بمكان الضرورة من أصبح لقد واألدبي الفكري اإلنتاج في المعرفة تراكم مبدأ مراعاة أجل

> الجديد، اإلسالمي ورغبة للقابليات ورعاية الطاقات، على حفاظا بد ال كما (، اإلسالمي )األدب قضية تخدم نتائج إلى الوصول في أهداف تحدد أسئلة، مجموعة عن تجيب ناقدة، دراسات تقوم أن

لترشيده، الالزمة والوسائل والشروط والحدود وغاياته، العمل وتفك واإليجابيات، السلبيات وتجلي السليمة، الوجهة وتوجيهه

اليوم. المسلمين فاعلية ويعطل يشل الذي الثقافي، التحكم قيود

أنه جانب إلى ـ اإلسالمية األدبية لألعمال النقد حركة غياب إن إلى يؤدي ـ وقبرها األدبية األعمال بمحاصرة سلبي بشكل يساهم التكرار وكثرة التقويم، مقاييس ضياع في تتمثل فكرية فوضى

والنقاد األدبي، السطو وغلبة والمضامين، األشكال في وإبراز اإلسالمي، األدب تقويم عن مسؤولون والدارسون

وبناء المسلمة، الشخصية صياغة في أهميتة، وتقدير عناصره،هذه. البناء عملية في شريكان واألديب والناقد السليم، الذوق

قيام عن اإلعالن قلوبنا إليها هفت طالما التي البشائر ومن أمام اإلسالميين األدباء يضع الذي األمر اإلسالمي، لألدب رابطة

الصورة خالل من ـ رسالته وإبالغ اإلسالم خدمة في مسؤولياتهم أمانة وحفظ ـ المتنوعة الفنية واألساليب المؤثرة، الجمالية

النبوة. وهدي الوحي مشكاة من جوهرها تستمد التي الكلمة

للصحوة كثمرة ـ تقديرنا في ـ ولدت إنما اإلسالمي األدب ورابطة أن استطاعت التي المعاصر، اإلسالمي الوعي وحركة اإلسالمية،

عملية وتجدد المسلمين نفوس في اإلسالمية األصول تحيي على وقدرته به، واالستعالء وااللتزام اإلسالم إلى االنتماء

االستشعار من قدمته ما جانب إلى المتجمدة، الحياة استيعاب المشكالت من لمجموعة والدقيقة الواعية والقراءة المبكر،

الخطر. والحقيقة مواطن إلى األمة وتنبيه الغزو، وعابر الثقافية،

5 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 6: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

تعط لم اإلسالمية الصحوة هنا: أن بها االعتراف من بد ال التي تكون ال وقد االهتمام من المطلوب القدر اإلسالمي األدب قضية في وتأثيره المبين، البالغ عملية في األدب دور ينبغي كما قدرت االجتماعي ذوقها وبناء الثقافي، األمة وتشكيل الوجدان، صياغة

المشترك.

واألقصوصة القصة من الحديثة، الفنون على الجماهير إقبال إن هذا على عيوننا يفتح أن يجب الفنون، من ذلك وغير والمسرحية،

الواسعة، الله أرض على الشر، به يتسلح الذي الخطير، السالح لهما كان والمسرح القصة قلنا: بأن إذا مغالين نكون ال وقد

بها الناس وإقناع العقائدية الرؤية تشكيل في األوفر النصيب> تسيطر أن تحاول التي الكبرى الدول إلحدى العالم على عقائديااليوم.

هي بها، وتحيط الرابطة، تحاصر أن يمكن التي والخطورة وإنتاجها، بنفسها وإعجابها ألشخاصها، التحزب ضحية وقوعها دائرة وتوسيع المتعددة، العطاءات استيعاب على قدرتها وعدم

األشكال أسر في وقوعها أو األدبي، اإلنتاج في المشاركة، وسياساتها وظروفها ارتباطاتها لها التي الرسمية، والمؤسسات

بها. الخاصة

من المعاصرة، اإلسالمي األدب لمسيرة بد ال أنه اعتقادنا وفيدائرة من الخروج

المستقبلية، اآلفاق إلى والتطلع الدفاعي، األدب وموقع التحكم، واالنطالق القائمة، والتحديات المستجدة، المشكالت ومواجهة

اإلنسان ومشكالت قضايا في والمشاركة العالمي، البعد إلى اإلنسانية وهموم خاص، بشكل المسلمة، الجماهير هموم وحمل الناس وتحصين المستضعفين، جانب إلى واالنحياز عام، بشكل

االجتماعي. والظلم السياسي االستبداد مهادنة دون

الجهد في واالقتصار الدفاعي، األدب مواقع في التمركز أن ذلك

6 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 7: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

إلى بنا ينتهي قد شبهاته، ورد/ المنحل األدب مواجهة على الكبيرpه من تجعل سلبية، نتائج ب Zالتي والمشكالت اإلسالم أعداء ش

Zحكم التي والمساحة القضية يثيرونها، اإلسالمي األدب على ي في اإلسالم أعداء تحكم من فيه ما األمر وفي تجاوزها، بعدم

والنشاط الجهد ومحاصرة اإلسالمية، واألدبية الفكرية الساحة ساحته وتحديد عام، بشكل المسلمين عند واألدبي الفكري بناـ األمر يؤدي قد آخر جانب ومن جانب من ابتداء>. هذا ومجاله

شهرتهم وإذاعة وعملقتهم الخصوم تكبير إلى منا قصد دونيستحقون. مما أكثر الحجم من وإعطائهم

الفكر المجال: أن هذا في االعتراف المفيد من يكون وقد األرض على يزال ما ـ منه جزء اإلسالمي واألدب ـ اإلسالمي

صادق مصطفى والعربية، اإلسالم أديب عليها تحرك التي نفسها، حسين، طه أثارها التي القضايا تزال وما الله رحمه الرافعي العشرين القرن من األول النصف خالل وغيرهم موسى، وسالمة

مما الرغم على والدراسات، الكتابات لمعظم المحور هي ، األدبية الساحة مستوى في حتى ومشكالت قضايا من استجد أصبحت الذي الطفل، ألدب الكامل الغياب إلى إضافة هذا نفسها

بينما العالمي، المستوى على ومتخصصوه ودورياته مؤسساته لهالجادة. التجارب إلى ويفتقر يتعثر، عندنا يزال ال

آخر: وأمر

فضيلة إليها ونبه بدأها التي األولى، التمهيدية الكتابات فمنذ> اختير حين الندوي، الحسن أبو الشيخ العلمي المجتمع في عضوا جاءت ثم إسالمي، أدب إقامة إلى دعا حيث بدمشق العربي أدب إلى الدعوة في الله رحمه قطب سيد األستاذ كتابات

الفن )منهج كتابه في قطب محمد األستاذ وتاله متميز، إسالمي )اإلسالمية في الكيالني نجيب الدكتور كتاب (. ثم اإلسالمي الدين عماد الدكتور خطوة ذلك بعد ( وجاءت األدبية والمذاهب

المعاصر اإلسالمي )النقد كتابه في الطريق، هذا في الرائد خليل اإلسالمية الفنية الكتابة وطريقة أصول عن ينقطع، ال ( والحديث

7 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 8: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

بالقدر تنعكس لم ـ بعيد حد� إلى ـ عامة أطروحات تزال ما وهي واعية، إسالمية بأقالم مكتوبة، نماذج صورة في المطلوب

الفنية. الصنعة بأصول وعارمة

التنظير حول وجدل، حوار مشكلة تعد لم رأينا في المشكلة وإنتاج ممارسة مشكلة الحقيقة في ولكنها األولى، بالدرجة للجدل قيمة فال والصدق، الحق وجه يتبلور التجارب وعبر وإبداع،

مدعومة اإلسالمي، األدب نظرية عن المعبرة النماذج تقديم دون ويمهد العثرات، ويكشف القابليات، يرعى كيف يعرف الذي بالنقدمميزة. صفات ذي حقيقي، إسالمي ألدب

في ينطلق لم الكيالني، نجيب الدكتور األديب الطبيب أن شك وال> ( من اإلسالمي األدب إلى )مدخل هذا كتابه عن فراغ. بعيدا

كتابه يعتبر حيث األدبية، النماذج وتقديم والتجربة، المعاناة جانب إلى االتجاه، هذا بواكير ( من األدبية والمذاهب )اإلسالمية

تركستان، )ليالي اإلسالمي لألدب كأنموذج قدمها التي رواياته رحلة القدس، في يظهر عمر جاكرتا، عذراء الشمال، عمالقة

>، المسلم للجيل قدمت اله.. ( والتي إلى أحوج كان وقت في زادا ومعاناتهم، المسلمين هموم تنقل أن واستطاعت إليه، يكون ما

أمكنه أخ-اذ، أدبي بأسلوب العالم، خارطة في موقع من أكثر على الرسمية والرقابات الحراسات من الرغم على المرور

المفروضة.

طيبة، مساهمة> يأتي الكتاب هذا نقول: بأن أن نستطيع هنا من يشكل أنه ( كما األمة )كتاب المراد. لسلسلة التكامل بناء في واستكمال المرتقب، اإلسالمي األدب منهج بناء أساسية،في لبنة

اآلفاق بعض ورسم مصطلحاته، وبلورة قسماته وتحديد مفاهيمه حيث من اإلسالميون، األدباء يرتادها أن يمكن التي واألبعاد، االلتزام عن األشكال هذه تخرج ال أن بشرط الفنية، األشكال

االلتزام وعدم القيم من االنفالت ألن ؛ الثابتة اإلسالمية؛ بالقيم أمام الغواية سبل ويفتح واد كل في الهيام إلى يؤدي بها

. بها ويغري الجماهير

8 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 9: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

لألدباء الخالد األدب منهل يعتبر الذي ـ الكريم فالقرآن والمواقف والمثل، والحوار، القصة استخدم ـ اإلسالميين واعتمد التاريخي، الحدث ووظف المباهلة، إلى ودعا الخطابية،

والوعظ المباشر، والتقرير المواجهة، وأسلوب الفكري، الجدل وتوجيهه اإلنسان، هداية في أغراضه تحقيق سبيل في المؤثر، على الحفاظ بشرط متطورة، متسعة فاألشكال الخالق، صوب القول إلى ويهدينا رشدنا يلهمنا أن نسأل الثابتة.. والله القيم

. المسؤول نعم إنه المرفوع والعمل الطيب

المقدمـــة

العناصر من بعديد يرتبط للحضارة البشري التصور إن الشيء ذلك عنها ينبثق لكي وتفاعلها تآلفها من بد ال التي

العقيدة عناصرها أهم ومن الحضارة، به وأعني والمادي الروحي الخير وقيم واآلداب، والفنون الراقي والسلوك والتشريع والعلم في حضارات سادت ولقد وغيرها، والحرية والجمال والحق هذه عطاء كان ولقد بادت، ثم مراحله، اختالف على التاريخ

>. وكانت الحضارات العناصر، من عنصر على تركز إحداها متفاوتا أكثر المادي بالجانب بعضها غيره، من أكثر الجوانب من جانب أو

الروحية النواحي أعطى اآلخر وبعضها الروحي، الجانب من من ذاك أو الجانب هذا شاب عما النظر بصرف األكبر، العناية

هي السلبيات تلك ولعل مشوهة، أو مبتورة أو خاطئة تصوراتالحضارة. في والتالشي الفناء بذور شكلت التي

صنع في الفعالة القوة إلى ترمز صميمها في إذن الحضارة ومن اإلنسان، لبني والتقدم والسعادة والرخاء البشري التكامل

النفوذ وتحقق والمنعة، الغلبة الحضارات لهذه كانت ثم> جعلها مما والسيطرة، يحتذى. مثال

نجد ـ القديمة الحضارات هذه اندثار برغم ـ األمر واقع في ونحن سواء الحديثة، المدنية أصول وفي المعاصر، الفكر في صدى لها

9 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 10: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

األسماع. اليه فشد نبرته، ارتفعت أو الصدى هذا خفت

ومنابعها، وتأثيرها طابعها في فريدة اإلسالمية الحضارة وتقف الحضارة أن قررنا إذا عواهنه، على القول نلقي أو نبالغ ال ونحن

في تسري التي بالروح مرتبط خلودها ألن تموت، ال اإلسالمية الله كلمة القرآن روح وهي أال وشرايينها وخالياها أنسجتها الفترات بعض في تخضع اإلسالمية الحضارة كانت وإذا الخالدة، يعني ال ذلك فإن والكمون، والوهن الضعف لعوامل التاريخية

( )فاعلة أنها المؤكدة والحقيقة الخالد، دورها انتهاء أو فناءها،< عباس المفكر ذكر وحينما ومكان، زمان كل في ومؤثرة دائما فقد صامدة، وقوة غالبة قوة اإلسالم في أن الله رحمه العقاد

عملها تعمل التي السحرية القوة تلك الصامدة بالقوة يعني كان> وضرب اإلسالمية، األمة في والوهن الضعف زمن في لذلك مثال

إسالمستين دولتين أكبر وقيام اإلسالم، انتشار استمرار الصمود(.1وباكستان) أندونيسيا وهما الفترة تلك في

> كان األدب أن ينكر أن أحد يستطيع وال هذه عناصر من عنصرا إلى أسبابها تمتد التي الخالدة، المتوازنة اإلسالمية الحضارة باب من يكن ولم صحيحية، واضحة تصورات وفق السماء،

من وقواده وعلماؤه وفالسفته اإلسالم فقهاء يكون أن المصادفة> الناس أكثر > األدب لفن وممارسة اهمتاما >، شعرا ذلك نرى ونثرا

< وغيرهم والجاحظ المقفع وابن والشافعي سينا ابن عند واضحا> المسلمين الفكر أعالم من >، عربا > وعجما >. قديما وحديثا

> أنفسهم األقدمون يشغل ولم وتعريفه األدب بفلسفة كثيرا التعريفات بعض بوضع منهم ضئيلة نخبة حفل ولقد ومفهومه، ـ النظرات هذه أن العجيب ومن الشعر، وخاصة لألدب، الموجزة

النقاد فيه وصال جال ما عامة بصفة ضمت ـ التعريفات أقول وال األدب بنفعية تهتم منهم فئة وجدنا ولقد المحدثين، األدب ومؤرخو

> تركز ثانية فئة نجد بينما األخرى، بمؤثراته اهتمامها من أساسا جمعت ثالثة فئة أن حين في والتأثيرية، الجمالية النواحي على لها كانت التي الوسط المدرسة وهي والجمالية، المنفعة بين

10 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 11: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

أم الموجة هذه أسادت وسواء القديم، العربي األدب في الغلبة حركات تناولت ولقد تتوقف، لم التجديد حركات فإن تلك،

> فنجد األسلوب، التجديد > لنفسه يتخذ كالجاحظ كاتبا وسمتا منهجا المبتكرة، موضوعاته وفي الفريدة، المميزة كتاباته في معينا> فتحت التي اإلنسانية، والنفسيات النماذج تصوير في جديدة آفاقا

> وأبرزت كالبخالء الدهر أبد الباقية النمطية الشخصيات من عددا والصور القصائد، مطالع التجديد حركات تناولت كما ، وغيرهم والبيئات الشخصيات بتنوع متنوعة أصبحت التي البالغية

> التجديد وتناول واألمصار، بعد خاصة الموضوعات، أيضا امتدت التي الفكرية والمدارس والمذهبية السياسية الصراعات

وبعد السياسية، النظر ووجهة واألحكام الفقه إلى أصولها والحب الزهد شعر ظهر ومبادئه، اإلسالم لقيم المتنوعة التأثيرات الذي المنحرف، والمجون اللهو شعر أخرى فترات وفي العذري،

والعالقات بالعواطف تتعلق فاسدة جذرية لتغيرات استجابة كان> التجديدات وتناول اإلنسانية، عامة، بصفة القصيدة شكل أيضا في نوع مما وغيرها والرباعيات والتواشيح المقطوعات فظهرت جديدة، ألفاظ اللغة إلى دخلت كما بالوزن، واحتفظ القافية،

اآلخر. بعضهم وقبلها بعضهم رفضها مبتكرة، وشتقاقات

العامة والمفاهيم القيم في اضطرابات حدوث من الرغم وعلى/ >، تخفت لم اإلسالمية النغمة أن إال > هناك كان أبدا أدباء دائما

يقعدهم ال واآلداب، الفنون عبر اإلسالمي التوجه يحرسون أوفياء للهوه الكلمة أخضع فاسد متحلل غواية أو عابث، شطط ذلك عن

> كله المديح )فن يكن ولم ومجونه، وشهواته > تأليها ألمراء وتنزيها الحضارة بقيم التغني من بالكثير الفن هذا حفل بل وقادة، وحكام

أن استطاعوا الذين األبرار الرجال وبعظمة ومجدها، اإلسالمية> األرض يمألوا (. وسعادة ورفاهية عدال

الحضارة عناصر من عنصر تصورنا في اإلسالمي واألدب التي اإلسالمية الدعوة ألسنة من ولسان فيه، شك ال اإلسالمية

أن دون بالفعل وتهتم والمثل، القدوة على تحرص ما أول تحرص التصور، هذا في معنا وهم ـ بعضهم يختلف وقد القول، قيمة تهدر

11 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 12: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الكبرى المعجزة أن وهو أال البساطة، غاية بسيط ذلك على وردنا إطار في الله، عند من المنزلة القرآن.. الكلمة هي اإلسالم في بنص الله إلى الدعوة أن كما واإلعجاز، والجمال الصدق من

إلى تعالى: ) ادع قال الحسنة والموعظة بالحكمة الكريم القرآن أحسن هي بالتي وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة ربك سبيل

: النحل(.125( )

ألول وسهلة ميسوة اإلسالمي ( لألدب )التنظير عملية تبدو وقد ( )مضمون على التنظير انصب إذا بالفعل لكذلك وإنها وهلة، ما إذا الصعوبة تكتنفه سوف األمر لكن الفكري، منبعه أو األدباألدب. فنون من فن ألي الجمالية الصور أو الشكل إلى نظرنا

المضمون، ناحية في جدل كثير يثير ال اإلسالمي لألدب التنظير تختلف والتي حال، على تستقر تكاد ال التي الفنية األشكال لكن أكاد بل المشكلة، هي الفلسفية والمناهج واألفهام األذواق فيها

سوية نظرية عن الباحثين طريق تعترض التي العقبة هي أقولاإلسالمي. لألدب مقنعة

أو اليأس في موقع أمر ذلك أن األذهان إلى يتبادر أال ويجب حتى أبدي خالف الفنية الصورة حول فالخالف للعزيمة، محبط

> الواحدة، أو األدبية المدرسة أبناء بين الصعب، من أنه عن فضال لفن واحدة أدبية صورة أبعاد تحديد المستحيل من يكون يكاد بل وطريقته بأسلوبه كاتب كل يتناولها فالقصة األدب، فنون من

جانب نهدم ال واحدة الطريقة أو األسلوب كان ولو الخاصة، يدورون الذين هم وحدهم المقلدون اإلبداع، عملية من أساسي

>، ـ يتجاوزون قد هؤالء وحتى المحددة، الصورة إطار في أو قليال< وتميزه المبدع الكاتب خصوصية أما المرسومة، الحدود ـ كثيرا

> ينجب فتجعله > عمال > فنيا الخاصة، وإمكاناته وذوقه بفكره مرتبطا> نتصفح وقد >، العموديين الشعراء دواوين من عددا فنجدهم مثال

غير شوقي نجد لكننا عليها، متفق عامة قواعد وفق يكتبون غير الجوهري غير األسمر محمد غير البارودي غير حافظ

بأعالم يسمون لمن بالنسبة والشيء وهكذا، العقاد أو الزهاوي

12 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 13: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

القصة أو المسرح إلى انتقلنا وإذا الحر، والشعر الحديث الشعر منها. ماذا الهروب يمكن ال التي نفسها الحقيقة تواجهنا القصيرة

؟؟ كله ذلك يعني

مفتوحة.. الفنية الصورة أو الفني الشكل قضية أن يعني إنه

كل فيها .. يتخبط فوضى أنها أعني !!! ال مفتوحة أقول وحينما .. اللغة بالقواعد.. قواعد تتعلق أساسيات ودب.. فهناك هب من

في وبالحديث الشعر، في التعبير.. وبالموسيقى وباستقامة وإيحاء رموز من األخرى األدبية وبالجماليات والمسرحية، القصة

وهذه األدب، ألوان شتى في أخرى تخصصية وبأمور وإشعاع، اإلبدائية للمواهب خاضعة ولكنها جامدة، قواعد ليست بدورهاواالبتكار. والتعديل اإلضافة على القادرة

ذات مشكلة لكنها النظرية، وضع مجال في مشكلة الفني الشكل والتنوع الطويلة، التجربة إطار في فهمها ويمكن خاصة، طبيعة

األدباء وعلى المعقول، أو والمقبول المنطق إطار وفي الواسع، منها، يتهربوا أو المشكلة هذه مناقشة من ينزعجوا أال اإلسالميين

ميراث الفني الشكل أن اإلسالمي األدب نظرية صلب في ولنقرر يلتصق فيه العمل مجال وأن ومتنوع، متغير بطبيعته وأنه وتراث، وهو والنقاد، المؤرخين بآراء التصاقه من أكثر المبدعين، بابداع مجرد والنافذ األولى، بالدرجة والملتقي المبدع بين قبول قضية

أن شك وال الصواب، يجانبها وقد تصدق قد نظر وجهة وسيط سوف له، واطمئنانهم الفكري المضمون على اإلسالميين حرص

كل في الجديدة اإلبداعية التجارب ارتياد في ثقة أكثر يجعلهم> األدب ألوان من لون > شعرا في اإلسالمي األديب ينطلق ونثرا

الحرية معنى يقينا ويدرك عقد، أو خوف دون الفنية الصور مجال لبعضهم يكون وقد السليم الفكر تحت اإلبداع، في الصحيحة بصدده.. ال نظر وجهات يبدون وربما المنطلق، هذا على تحفظات

األولى، بالدرجة وجدل حوار قضية ليست القضية !! لكن بأس الشجاعة التجارب وإبداع. وعبر وإنتاج ممارسة حقيقتها في لكنها

إيجابي هو ما كل على أيدينا ونضع الصدق، وجه نتبين أن نستطيع

13 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 14: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> الدنيا نمأل أن من جدوى فال ومؤثر، ونافع > ضجيجا >، وجدال صاخبا نظرية عن وجمال بصدق تعبر التي األدبية النماذج نقدم أن دون

اإلسالمي. األدب

> اإلسالمي لألدب أن سبق مما لنا ويتضح > جانبا >. وآخر خاصا عاما

> عقيدة باإلسالم يرتبط فكري جانب هو الخاص الجانب وفكرا< العربي اإلبداع إلى جذوره تمتمد العام والجانب وعاطفة، وتصورا شعب كل فيه ساهم الذي المشترك العالمي التراث وإلى القديم

في أصبحت التي الفنية باألشكال يتعلق فيما وخاصة بنصيب،> عصرنا أو العرقية التعصب نزوات تحجزها وال للجميع، ملكا أسالفنا ضرب ولقد الجغرافية، أو المذهبية أو السياسية أو الدينية

تراث قراءة عن يحجموا لم حينما المثل أروع العظام اإلسالميون ونقده وترجمته فيه النظر على وسهروا القديمة، الحضارات

> أكان سواء عليه والرد > أم إغريقيا >.. فنحن أم هنديا > ـ فارسيا قديما< الكثير، أعطيناه حولنا، من الكبير العالم هذا من جزء ـ وحديثا سمات من رائعة سمة وهذه والثقافات، الخبرات معه وتبادلنا

وترجمت اإلسالم، بلبان تغذت التي الخالدة، اإلسالمية الحضارةوروحه. فكرة عن بصدق

ـ سبق ما ازاء ـ يعرف أن المنصف المدقق القارىء ويستطيع (، اإلسالمي األدب إلى )مدخل باسم الكتاب هذا سميت لماذا أن وحاولت اإلسالمي، التوجه لهذا الفكرية األسس أبرزت حيث

الندوات في تطرح كانت التي والمشاكل القضايا أهم أتناول كانت ( والتي اإلسالمي )األدب بخصوص عقدت التي العالمية

المجالت بعض صفحات وعلى الجامعات، بعض أروقة في تثورالمختلفة. النقدية الندوات وفي والصحف، المتخصصة

العمر، من مبكرة فترة في اإلسالمي األدب موضوع شغلني لقد الصحف في المقاالت من عدد كتابة إلى الحماس ودفعني الفيلسوف للشاعر قراءاتي وكانت الناحية، بهذه تتصل العربية> األساسي، اهتمامي بداية اقبال محمد شعره من رددت ما وكثيرا

14 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 15: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

( ـ )السامري بزيف المشرق فنون فيها شبه الموضوع، هذا حول> إسرائيل لبني صنع حينما ـ موسى قوم من وهو ذهب من عجال

تقول: األبيات هذه كانت خوار، له

السامري� كفن فن لهم أناس في أرج/ي فال يئست

iالخلي� بالكأس الندماء على طافوا الشرق ربوع في سقاة

> برقا حوى ما سحاب (1فتي�) برق من لديه وليس قديما

عنه مؤلف وضع في الكبير األثر وتقديري بإقبال ألعجابي وكان كتاب أصدرت ثم (،2( ) الثائر الشاعر )إقبال عنوان تحت

كانت ولقد قرن، ربع من أكثر ( من األدبية والمذاهب )اإلسالمية> المبدئية الدراسة هذه قضية بخصوص خاطري في يلح عما تعبيرا

ذلك من أكبر القضية أن بعد فيما وجدت لكني اإلسالمي، األدب هي اليوم اإلسالميين الكتاب لجيل األولى المهمة وأن بكثير

والشعر القصة من نماذج تقديم في اإليجابية اإلبداعية المشاركة األدبية الحركة غياب عن الناجم الفراغ لملء والمسرحيات،

العلمي الرد هي الناجحة النماذج بأن مني إيمانا الجادة، اإلسالميةوبدأنا.. والتسكيك، التشويه حمالت على

في به االهتمام دائرة اتسعت قد اإلسالمي األدب كان وإذا الكبيرة اآلمال دون يزل لم المبذول الجهد فإن األخيرة، السنوات

/ المقام هذا في يفوتني وال الصدور، في تخفق التي أشير أن إال فضالء إخوة بها قام والتي المجال هذا في الرائدة األعمال إلى

الحسن أبو الشيخ الحصر ال المثال سبيل على أذكرمنهم أوفياء الدين صالح البنا،والسفير حسن الشهيد واإلمام الندوي

واألستاذ قطب، ومحمد قطب سيد الشهيد واألخوان السلجوقي، خليل الدين عماد والدكتور الباشا، رأفت الرحمن عبد الدكتور

الرويات وكتاب الشعراء من وغيرهم ساعي بسام أحمد والدكتوروالنقاد. والمسرحية القصيرة والقصة

15 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 16: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> أفرد أن إلى متجهة النية كانت ولقد األدب فنون لمختلف فصوال> المقام، ضيق لوال عن مؤلفات ذلك قبل أصدرنا قد أننا عن فضال

ونأمل (، اإلسالم ضوء في األطفال ( و)أدب اإلسالمي )المسرحألهميتها.. القصة ألدب مؤلفا نفرد أن المستقبل في الله شاء إن

> عملنا يجعل وأن الزلل، يجنبنا أن أسأل والله وأن لوجهه، خالصا إنه ويرحمنا، لنا يغفر وأن خطانا، والخير الحق طريق على يسددالدعاء. مجيب سميع

الكيالني نجيب الدكتور

اإلســـالمي األدب مفهوم

أكثرها وهو الفنون، ألوان من لون عامة بصفة األدب< > شيوعا الفني النثر وأنواع الشعر يضم ألنه وشعبية، وتأثيرا

وغيرها، الحياة وترجمة والمخاطرة والمقالة والمسرحية كالقصة مختلف في لألدب وضعت التي التعارف اختالف من الرغم وعلى

للعمل أساسية سمات منها نستخلص أن نستطيع أننا إال العصور، من تتشكل التي ( المؤثرة الفنية )الصورة فهناك األدبي، الفني

الموحية اللفظة تؤدي حيث المنتقاة، اللغة أولها عدة عناصر وحدها، بذلك تقوم ال اللفظة هذه مميزة، خاصة وظيفة المؤثرة

وبما معين، نسق في األلفاظ باقي مع العضوي بارتباطها ولكن عاطفة، من تحركه وبما خيال، من وتثيره فكرة، من تعكسه يحدث حية تجربة تكون تكاد الفنية فالصورة اندماج، من وتولده

> والملتقى، األديب بين التمازج من نوع فيها الحوار ألوان من ولونا هذه إطار في الحياتية التجربة تلك الخصب، والتفاعل الحار،

في غمض عما الكثير وتكشف شيقة، جديدة تبدو الفنية الصيغة وجودنا على وتضفي المتشابكة، العديدة وعالقاتنا العامة، حياتنا الجمالي األثر هذا أن نتصور أن الوهم ومن ومتعة، ومعرفة ثراء وبعواطفنا وحركتها، بنفوسنا الصلة وثيق إنه شيء، كل هو

كان وإذا وسموها، وبأرواحنا ونموها، وبأفكارنا وتوجيهاتها،> ذاته حد في والجمال بالمتعة إحساسنا >، أثرا يظل أنه إال إيجابيا

في حرك إذا إال الفاعلية، محمود الطاقة، محصور النزعة، فرد

16 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 17: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

إلى فانطلقنا الخامدة، النيران وأشعل الراكدة، البحيرات داخلنا> حيوية أكثر وعوالم آفاق إلى الرحيل وبدأنا جديدة، مواقف ودفئا هي وتلك والتطلع، بالحركة يمور واقع ظالل نتفيأ أن وحاولنا

الساكنة المجردة فالمتعة الصحيح، الواسع بمعناها اإليجابية إلى بصاحبها تمضي نفسية على ثناياها في تحمل المنطوية،

العليلة. اليقظة وأحالم والعزلة االنطواء

> األدب من يجعلوا أن الدارسون حاول ولقد >، مضمونا وعلى وشكال هذا أن إال والمضمون، الشكل بين الفصل صعوبة من الرغم

> يبدو التصور أو التبسيط عن توارثناه األحيان بعض في ضروريا أجل من التشريح أو التجزئة تحاول التي القديمة الفلسفات

التجريدية، والمسائل المعقدة، لألمور أوضح إدراك إلى الوصول أال ثم ما، نوع من جمال نفسها الفكرة في يكون أن يمكن أال

توحي أال فريدة، بطريقة المركبة األدبية الصورة أو الشكل يوحي الفكرة، وبلورة المعنى، اكتمال في تساهم وتصورات بانطباعات

إلى األدبي للعمل التقسيم هذا فإن ذلك ومع المفاهيم؟ وتجسيد ذلك على أدل وليس ضرورة، ـ ألمحنا كما ـ يبدو ومضمون شكل

الفكرية جذورها توضح أن تحاول األدبية، المدارس جميع أن من إلى والحياة والكون اإلنسان عن تصوراتها تترجم أو والفلسفية،

الشعر وفي بل المسرحي، العمل أو الرواية أو القصة في وقائع،< ـ معبرة نماذج بالذات الدرامي العمل شخصيات من وتجعل أيضا

التي الفلسفية المضامين عن ـ وعالقاتها وسلوكها حوارها فيلها. تروج أو بها تؤمن

أثر والمضمون الشكل عنصري إلى األدب لتقسيم كان ولقد> احتفاء> األدباء بعض احتفى فلقد تجاهله، يمكن ال سلبي زائدا

الفنية، الموازين فاختلت الفني، الشكل حساب على بالفكرة> ذلك وكان المتعة، وقلت التأثير، وضعف الوضوح أشد واضحا إلى األدب فتحول ـ وتشديدها الجيم بفتح ( ـ الموجهة )اآلداب شعارات أو األحزاب، من حزب باسم تنطق سياسية، نشرات

> أو الزعماء، من زعيم باسم وتهتف تهتم طنانة إعالمية أبواقا الفنية، القيم وتوارت الحكومات، من حكومة بمجد تتغنى

17 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 18: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

واألذواق، باألرواح السمو في األساسية األدب وظيفة فتعطلت اإلبداعية، القيم وتضعضعت وجاذبيتها، حيويتها األفكار وفقدت تعد ولم المنفعة، بركب للحاق الموكب ذيل في األدباء وأصبح

> يكن فلم والقيادة، الريادة لهم المعاصرة، آدابنا تتدهور أن غريباوالهوان. الذلة أوحال في وتتمرغ

من اإلفالت حاولوا المعاصرين، األدباء من أخرى فئة وهناك السوداء، والغموض اإلبهام بغابات فاحتموا والقهر، الحصار جحيم

الفكري، نقائهم على يحافظوا حتى والهروب الرمز في وأغرقوا الحوار وأداروا بهم، خاص عالم في فتقوقعوا اإلبداعية، وقيمهم تقيم التي المقدسة الصلة ففقدوا أنفسهم، وبين بينهم الخاص

في المأمول التأثير لهم يعد ولم اآلخرين، وبين بينهم العالقات أحد عبر وقد المواقف، واتخاذ العواطف، وتحريك الحياة، حركة

(:1) بقوله المأساة هذه عن المحدثين الشعراء

جبان ))شاعركم

اإلفصاح ترجمة من يخاف

العبارة حلكة خلف يختفي تراه لذا

الرموز أغرب من ينسجها

واألشباح بالليل يملؤها

كالمغارة تلوح قطعة وكل

(( الكنوز عجائب على مغلقة

بالنسبة مخيف أمر المعاصرة اآلداب ساد واإلبهام الغموض إن بل قاعدة، أصبح وقد الشذوذ من ضرب إنه والمستقبل، للحاضر�روج فلسفة معيار ويعتبرونها األنحاء مختلف في النقاد لها ي

18 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 19: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

والخواء الغرب، في المعقدة الحياة فإذا واإلبداع، الحداثة اليومية، للحركة الميكانيكي والنمط المادية، والتخمة الروحي، والسلوكية الفكرية والفوضى الفردية، وطغيان األسري، والتفكك

كله هذا كان إذا الفتاكة، النفسية واألمراض الحرية، شعار تحت> الغرب في أفرز قد > آدابا لحياتنا نختط أن معنى فما معتلة، وفنونا> الشرق في > تصورا أيمكن ؟؟ الغرب هذا في يجري لما شبيها

> جو�ا خلقت قد الجائرة القاهرة السلطة القول: إن شبيها مناسبا األدباء من فئة إلى سبق فيما أشرنا لقد الغرب؛ في يجري لما

في لإلغراق كافية مبررات لديها وتوفرت المنحى، ذلك تحت تكوينها وطبيعة اإلسالمية، للشعوب النفسي البناء لكن الغموض،

وال الفساد، هذا شر تقيها أن يمكن واالجتماعية العقائدية ومثلها والصور الغموض، هو اإلبداع بأن القائلة الفكرة على نجهز أن بد

فمسؤولية واألوعي، الوعي تيار من تتدفق التي المبهمة الفنية للقيم إهدار دون الوضوح تقتضي ـ بها نؤمن كنا إن ـ الكلمةالجمالية.. الفنية

ـ البيان قمة ـ فالقرآن الجوهرية، النقطة هذه عند ولنتوقف للذكر القرآن يسرنا )ولقد ميسر واضح الخالدة األدب وصورة

هذا ما، رسالة يحمل رمز ( فالكلمة17( )القمر: مدكر من فهل ـ العلمي المجال في ـ الرسالة هذه لكن العام، المجال في

في لكنها جمالية، بقيم تحفل وال التأويل، تحتمل وال محدودة، والمتعة، بالجمال وتتسم وإثارة، حيوية تتوقد األدب مجال

فهي ذلك إلى وباإلضافة وسيلة، كلها اللغة بل وسيلة، فالكلمة للحساب، مبدعها يخضع مسؤولية، اإلسالمية النظر وجهة من

>، كالفعل من الكلمة تحمله فيما بداهة المسؤولية وتتحدد تماما بين المسؤولية ربطت فقد تأثير، أو انطباع من تخلفه وما معنى، ( التي الديناميكية )أو الحركية وبالتبعية ومتلقيها الكلمة مبدع

وقد اآلخرين، وفكر وروح نفس في تغرسها أو الكلمة تشعلها المبهمة فالرسالة الغموض، مع هنا المسؤولية أن ظان يظن

قد ( الغامضة الفنية )الصورة أن إذا ذلك غير الواقع ولكن عبث،> وروحه المتلقي ذهن إلى تنقل > أو اضطرابا أو أعمى، تحركا

< > انفعاال التمرد إال عنها يتولد وال هدف، أو فهم بال طائشا

19 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 20: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

األثر أو المختل، االنطباع هذا الجنوني، الرفض أو العشوائي،> يعد المشتت قيم مع تشربناه الذي البديع النسق على خروجا الوضوح، تقتضي المسؤولية أن األمر وخالصة ومبادئه، اإلسالم البناء، الهادف األثر وتقتضي الجمالية، القيم مع تتعارض ال ولكنها

مرتبط بالذات النقطة هذه على المتعة،وإصرارنا تهدر ال كما>، الناس تخص حياتية ضرورة األدب اعتبار بأهمية وحق جميعا

هناك إن المستويات، لمختلف مشاع ميراث والمتعة المنفعة النجاح عوامل للتعبير تتوافر ولن األديب يعبرعنه أن يريد معنى

> يكن لم ما > مفهوما وهذا والمنفعة، المتعة جلب على وقادرا كان فإذا واألمانة، الصدق بقيم يرتبط أخرى ناحية من التصور والتخبط التيه من يعاني آخر أو العالم هذا من جزء في بعضهم

المضطربة، اآلداب من بمزيد أساه نعالج ألن معنى فال والحيرة،> إليه وتنقل عذابه، وتؤكد أساه، من تزيد التي المبهمة، من مزيدا(. الداءZ هي كانت بالتي الشاعر)وداوني قال كما كنا وإال الحيرة،

في أوغل عصر عن تترجم عصرية، ضرورة الغموض هل لكن> تقدم قد ليكن.. إنها والضاللة؟ البذاءة العصر، لمرض أعراضا

حياة صنع في المساهمة على القادر األديب موقف أين لكن نفسه خالل الحياة عن يعبر األديب كان وإذا ؟؟ وأجمل أفضل

وخصوصياته، بذاته ترتبط أخاذة مؤثرة صورة لها ويبدع وفكرة، وعالقات كائنات المتلقي عالم إلى تضيف جديدة، متفردة فتبدو

ذلك وراء من الهدف يكون أن بد فال جذابة، مستحدثة وانفعاالت بالرضى وإشعاره اإلنسان، داخل في بناءة طاقات تفجير

واقع في له تتيسر ال قد أخرى بحيوات وجوده وإثراء واإلمتاع،> الخيال به يقعد ال وهكذا يعيشها، التي الحياة >، كسيرا بل كسيحا الطاقات تتوقف وبذلك وأروع، أسمى آفاق إلى به ينهض

وال أفضل، حياة صنع في الفعال دورها وتلعب وتتحفز، اإلنسانية والحياة، والكون لإلنسان صحيح تصور خالل من إال ذلك يتيسر

التي األصلية والقيم المخلوقات، مسيرة تنسق التي والعالقات والحرية والحق والنماء الخير طريق في السائرين خطى ترسخ

اإلسالمية والمسؤولية مسؤول، أدب اإلسالمي األدب والجمال إلى أواصره تمتد التزم وقناعاته، المؤمن قلب من نابع التزام،

20 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 21: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ننخدع أن يصح ( وال مبين عربي )بلسان جاء الذي الله كتاب عندما تبدأ حريته أن ( يقرر )فسارتر وغيرهم الوجوديين بالتزام> تقوم فلسفته ألن ـ بالله والعياذ ـ ( اإلله )يموت على أساسا بعدم يبدأ التزامه أن أي السابقة، واألعراف والقيم األديان رفض

وليس ـ وجودي كل أصبح فقد وبالطبع سابقة، قيم بأي االلتزام وهكذا وبنفسه، لنفسه يصنعها جديدة قيم صاحب ـ وحده سارتر>، التفتت أصبح زائفون أنبياء الوجوديين عالم في ووجد شعارا

واستمالت واليائسين، الفارغين هذه البدعة واستهوت بعددهم، أن فهموا وقد ال ولم والمبادئ، واألخالق القيم من المتحللين

الحرية. قمة هو ذلك معنى

اإلسالم، صميم من النابعة بالمسؤولية اإلسالمي األدب ارتباط إن الفلسفات تيه براثن في السقوط من المحاصرة، أجيالنا يقي> الوجودية الفلسفة إن بالمئات، تعد التي فلسفة تعد لم مثال

إلى انقسمت النفسى التحليل مدرسة وحتى عشرات، بل واحدة في وخاصة وتنوعت، تفرعت الجدلية والمادية عدة، مدارس

> يعد باألمس كان وما والممارسة، التطبيق مجال >. بل فتحا جديدا< >، دينا > به االستمساك أصبح حديثا >، كفرا العظيم الله وصدق بواحا

ال الظن وإن الظن، إال يتبعون ).. إن الكريم كتابه في يقول إذ> الحق من يغني والحق. الظن بين ( وشتان28( ) النجم: شيئا

اإلسالمي، األدب يتحرك ـ الظن ال ( ـ )الحق هذا إطار وفي> الله ضرب كيف تر )ألم الطبية الكلمة وسالحه طيبة كلمة مثال كل أكلها السماء. تؤتي في وفرعها ثابت أصلها طيبة، كشجرة

( يتذكرون لعلهم للناس األمثال الله ويضرب ربها بإذن حين(.25 ـ24 )إبراهيم

للفن، المدرك الدور على المعاصرين: )عالوة النقاد أحد يقول المتلقي( )أو المتفرج يثقف الفن ولكن التعليمي، مغزاه هناك

>، على يؤثر ما أول يؤثر إنه الخاصة، بطرقه ويستحوذ إحساسنا> يكون األصيل ويطوقها.. فالفن انفعالنا، على >، دوما دام ما أخالقيا

ويكافح الخير، ليخدم الحية، الروحية الفنان قناعة أملته قد

21 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 22: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الشر.. (

يغمده خنجر عن عبارة يقول: )األدب قباني نزار الشاعر وحتى أشكالها بكل واالنحرافات والعاهات، الخرافات صدر في الشاعر

( .1.. ( ) واالجتماعية السياسية

> ليس إذن اإلسالمي األدب > أدبا فهو الجمالية، الفنية للقيم مجانبا والتراث إليها، إبداعاته ويضيف ينميها بل الحرص، عليها يحرص

ال والعلوم، والفلسفة كالدين شائعة ملكية العالمي الجمالي األمم، باقي دون أمة عليها تستحوذ وال آخر، دون شعب يحتكرها

التعبير في وخصوصيتها الفنية، اللغات اختالف من الرغم على> ويبقى المختلفة، والمجازات واالستعارة األدبية الفنون في دائما

> فللشعر ذاك، أو اللون لهذا الزمة تكون تكاد عناصر موسيقاه مثال ولها وشخصياتها، وعقدتها أحداثها وللقصة وأخيلته، وإيقاعاته

والحوارية الزمانية طها أشرا وللمسرحية ونهايتها، بدايتهامشترك. ميراث قلنا كما كلها وهذه الخاصة، الدرامية وجاذبيتها

الفكري مضمونه على الحرص أشد يحرص اإلسالمي واألدب ومن المضمون ذلك من ويجعل العريقة، اإلسالم قيم من النابع

> الفني الشكل > نسيجا > واحدا > ويعول تعبير، أصدق معبرا على كثيرا معه، ويتفاعل الملتقى، لدى يترسب الذي االنطباع أو األثر

أو الصامدة وحركته ومواقفه أهوائه تشكيل في ويساهماألمام. إلى المتدفقة

شتى ويتناول فيها، ما بكل الحياة يستوعب اإلسالمي واألدب الصحيح اإلسالمي التصور وفق ومشاكلها، ومظاهرها قضاياها

> يخلق أو حقيقة، يزيف وال الحياة، لهذه >، وهما يحابي أو فاسدا،< >، يزين أو ضالال االنحراف شياطين على نيرانه ويطلق نفاقا قضايا وينصر المستعفين، بعزائم ينهض ثم ومن والظلم، والقهر

بالخير ويبشر المعذبين، وأحزان باليا من ويخفف المظلومين،والجمال. والحق والحب

22 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 23: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الخيرة، اإلنسان آمال عن وأمانة بصدق يعبر اإلسالمي واألدب األضواء بتسليط فيه واالنحراف والتردد الضعف نواحي ويتناول

األعذار التماس أو تبريرها، لمجرد ال منها، والشفاء لفهمها عليها الخالق وصف من نابع لإلنسان اإلسالمي األدب تصور لها،

(،14 ( ) الملك الخبير اللطيف وهو خلق من يعلم )أال للمخلوق اآلداب قدمت أن بعد المسلم، األديب به يحفل أن يجب أمر وهو

> والشرقية بل ـ الغربية من وجعلت لإلنسان، شوهاء نماذج ، أيضا> الفاسد التمرد من وصنعت وحرية، بطولة التشوه للذات، تحقيقياالمخلوق. لشأن وإعالء

�ا ليس اإلسالمي واألدب فليست كذلك يكون أن يمكن وال (، )عبثي الموت أو الميالد حادث وال القدر، دور أو الخلق، قصة وال الحياة> كله ذلك ليس >، خلقناكم أنما )أفحسبتم عبثا ال 'لينا وأنكم عبثا

)متاع أنها الحياة عن ينفي ال وهذا (،115( )المؤمنون: ترجعون في وتكاثرi بينكم وتفاخرi وزينةi ولهوi ).. لعبi أنها أو (، الغرور

ودار وتجربة امتحان إنها (،20واألوالد.. ( )الحديد: األموال> الخالق لها ورسم وغاية، لهدف خلقت أعمال، وشرائع سننا< >، ونظاما دوره يستوعب أن يستطيع ـ دون ـ والمؤمن وقيما يد اختطته الذي النهج على يمضي وأن الحياة، هذه في الصحيحويفوز. وينجو فيسعد اإللهية العناية

الحياة عن معزولة صيغ أو جامدة، قواعد ليس اإلسالمي واألدب> أو والواقع، صور ولكنه واألحكام، النصوص تثقلها وعظمة خطبا

-ى متطورة، نامية جميلة > يزيدها بما تتزي >، جماال ويجعلها وجالال> أقوى الجديد يبتكر أن األدب هذا يستنكف وال وفاعلية، تأثيرا وأساليب اإلنسان وكذلك وتطور، تجدد في فالحياة الممتع، النافع نطاق في أدبنا يظل أن على والترفيهية، والعلمية العملية حياته> األصلية، اإلسالمية القيم وغايتها. بجوهرها ملتزما

والتصور السليم، والوجدان الحي، الضمير أدب اإلسالمي واألدب إلى ينجرف ال المستقيمة، والعواطف البناء، والخيال الصحيح، تفشت فلسفي مرض أو شعوري، اعتالل أو نفسي، انحراف

23 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 24: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

والسلوكيات. واألفكار والفنون والهواء الماء في جراثيمه

أو مضلل، إبهام إلى يجنح ال الوضوح أدب اإلسالمي واألدب األمان شاطئ هو فالوضوح مدمر، يأس أو قاتلة، محيرة سوداوية

المحرقة الحياة بيداء في والتائهون الحائرون إليه يأوي الذيالمخيفة.

باليقين، نعمت ذات عن إال يصدر أن يمكن ال اإلسالمي واألدب العقيدة ينابيع من ونهلت الله، بمنهج وتشعبت باالقتناع، وسعدت> أفرزت ثم ومن الصافية >، أدبا الذاتي التزامها عن وعبرت صادقاإرغام. أو قهر دونما الداخلي

اإلسالمي: لألدب الشامل مفهومنا هو ذلك

مؤثر جميل فني · تعبير

مؤمنة ذات من · نابع

iوالكون واإلنسان الحياة عن · مترجم

للمسلم العقائدية األسس · وفق

والمنفعة للمتعة · وباعث

والفكر للوجدان · ومحرك

. ما بنشاط والقيام موقف التخاذ · ومحفز

العصور لكل مصطلح اإلسالمي األدب

كل على سلطانها تفرض الكبرى اإلسالمية القيم إن وعصور والتسامي، االزدهار عصور ذلك في تستوي العصور، بالعقيدة االرتباط أوثق مرتبطة القيم هذه ألن والتدهور، التخلف

24 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 25: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> والعجيب وبمنهجها، اإلسالمية كل على هيمنتها تبسط أنها أيضا غير أو مسلمين أكانوا سواء اإلسالم، أرض على يعيشون الذين

في تتغلغل عامة، حضارية قيم األمر حقيقة في ألنها مسلمين، الدنيوية العلوم وفي والسلوك، الفكر وفي األشياء، إلى النظر

واالقتصاد، والسلم والحرب والسياسة التشريع وفي والدينية،>، الكلمة آداب وفي والوسيلة، الهدف وفي األفراد، يشذ وقد أيضا

لكن الموازين، وتختل السلطان يضعف أو الجماعات، تضل أو>، فعلها بعض ظل مهما بارزة واضحة تظل القيم هذه فهي معطال

العظيم، القرآن صمود صامدة واألرض، السماء بقيت ما باقية> ألنها المتالحقة، العصور عبر الباهرة بأنوارها تشع > أوال من وأخيرا

إلى السماء من نزلت التي األخيرة الكلمة ومن الخاتمة، الرسالةاألرض.

> تضم بأنها القيم هذه وتتميز > تصورا > كامال > شامال لكل نموذجيا ومنهج اجتماعي، وسلوك شخصي، خلق فالفصيلة الحياة، نواحي وإبداع وعرق، وجهاد سمحاء، وعدالة راشد، وحكم عملي، وال بالباطل، الحق تلبس ال نقية، وعاطفة أمنية، وسياسة وتطور،

والسيطرة القاتل، والجشع اآلثمة، اللذة متاهات في تغرق الفتاكة.. والمادية ، المدمرة واألنانية الضالة، والحرية الجائرة،

تجربة وتقدم فذة، حضارة تصنع أن القيم هذه استطاعت هنا من واالرتفاع والقوة، الضعف عوامل اعتورتها ثم رائدة، حية

تعكس كانت التغيرات هذه لكن والهزيمة والنصر واالنخفاض،< حركة كانت منها، التحلل أو القيم بهذه االلتزام مدى دائما

> اإلنسان >، أو سلبا > إيجابا >، أو وانحرافا لظاهرة المؤشر هي تطابقاالعصور. من عصر أي في والفشل النجاح

> وكان >.. القيم هذه تفرز أن طبيعيا أدبا

> وكان اإلسالمي )األدب مصطلح األدب هذا على نطلق أن منطقيا،) < بتلك الصلة وثيقة أخرى مصطلحات المسلمون وضع كما تماما

اإلسالمي، واالقتصادي اإلسالمي، كمصطلحات: الفقه القيم، اإلسالمية.. الخ، والفتوحات اإلسالمي، والتاريخ اإلسالمي، والحكم

25 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 26: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

روحه ( من )الكائنات هذه دفع الشرعي، األدب هو فاإلسالم التاريخي، التحرك أعماق في وتغلغل وتنمو، تعيش فجعلها ودمه، لهذه الضابط المنهج وتصنع والتصور، والسلوك الفكر وتصبغ

وغيرها. النشاطات

> التصور هذا يكن ولم الفلسفات ألن بعضهم، يدعي كما شاذ�ا أمرا> أفرزت ـ خطئها أو صوابها من دعك ـ كلها الكبيرة ـ آدابا

ساحة وتمتلئ بأسمائها، آدابها فسميت معينة، قيم من وانطلقت بتصورات وعالقاتها دالالتها لها بأسماء اليوم المعاصرة اآلداب

أو االشتراكي الوجودي.. األدب متباينة.. األدب فلسفية العبثي.. أدب االشتراكي.. األدب الواقعي أو الماركسي

المسيحي.. األدب أو التنصيري أو التبشيري الالمعقول.. األدب والفرويدية والرمزية والكالسيكية الرومانسية الصيهوني.. حتى

فال ( معينة، فلسفية )أرضية في نبتت كلها وغيرها، والطبيعية> أوروبا في األدب ألوان من لونا نرى تنظيره وارتبط إال مثال

من الرغم وعلى القدامى، أو المحدثين الفالسفة من بفيلسوف بالنسبة ورفضوه النثر، فنون في بااللتزام أقروا قد الوجوديين أن

> الشعراء غالبية أن إال للشعر، > قديما مدارس إلى ينتمون وحديثا يعاب بها. فلماذا التأثر عن ويترجمون بعينها، فكرية أو فلسفية

اإلسالمي؟ األدب إلى دعواهم بالذات المسلمين على

جنس�؟ كل من للطير حالل الدوحZ بالبله على أحرم

التي والفلسفية األدبية المدارس بعض بين العالقة كانت وإذا> تبدو عالقة إليها تنتمي غير قل أو مفتعلة، أو مخلخلة أحيانا

عالقة اإلسالمي الشرعي بأبيه اإلسالمي األدب عالقة فإن مقنعة، العصيبة، الشاذة الفترات في إال فصمها يمكن ال وثيقة عضوية

واالستعمارية، السياسية والمحن األيديولوجي الجهل عصور وفي فلسفة ليس اإلسالم أن وهو ورئيس أساسي لسبب راجع وهذا

> وال تجريدية، �ا منهجيا من ويمنع جهة، إلى بالولوج له يسمح فضولي جوانب تغطي كاملة شاملة صيغة هو بل أخرى، جهة إلى الدخول تقف نظرية أو فرضية مجرد ليس اإلسالم أن كما كلها، الحياة

26 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 27: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

بالقرابين إليها يتوسل من وتنتظر منزلة، ربوة على استعالء في اإللهية، العصمة عظمة فيه معاش، حي واقع ولكنه والكلمات، استقامة من فيها بما اإلنسانية الحياة لواقع الصحية واالستجابة

> وفيه وروح، ومادة وضعف، وشذوذ،وقوة على واع انفتاح أيضا والتردد، بالخوف شعور دون الحياة، ومستجدات البشر، تجارب

وعظمة بالثابت، االستمساك صالبة إن ومهانة، نقص من عقد أو ضوء على األصلية، المرونة على والقدرة المتطور، مع المسايرة فيه أن كما اإللهية، الصبغة ذات الشامخة والقواعد المفاهيم أو صدق من فيها وما األخرى لألديان الصحيح الفهم سماحة آمن كل والمؤمنون، ربه من إليه أنزل بما الرسول ) آمن تحريف

وقالوا رسله، من أحد� بين نفرق ال ورسله، وكتبه ومالئكته بالله(.285( )البقرة: المصير وإليك غفرانك وأطعنا، سمعنا

في وترعرع ( ينمو اإلسالمي أن)األدب والمنطقي الطبيعي ومن بمنهجية ويغتني فيضه، من وينهل ( ورحابه، الكريم )القرآن ظل

والقوة والطهارة الصدق عناصر منه ويستمد ونماذجه، وأسلوبه وفي الوسيلة، ويغتنم الغاية، منه ويستشرف واألمانة، والدقة

وسلم عليه الله صلى الرسول أقام اإلسالمية، الدعوة فجر> للشعر ينطق )إنه حسان شاعره عن قال كما المسجد، في منبرا> وسلم عليه الله صلى قال كما (، القدس بروح من )إن أيضا

> البيان من وإن حكمه، الشعر الشعر استمد وهكذا (، لسحرا وقيمه وعباراته القرآن ألفاظ الدعوة شروق منذ اإلسالمي ركاب ـ آنذاك األدب فنون أهم وهو ـ الشعر وسار وأحكامه،

> المقدس، اإلسالمي الزحف أو والفنية الفكرية بالقيم موشحا> الجمالية، الشعر غايات من وأعمق أسمى غايات إلى منطلقا والهجاء والفخر والقبليات العصبيات أسير ظل الذي الجاهلي

والمديح..

والسدود، الحواجز اخترقت اإلسالمية القيم إشعاعات إن واللغويين الساحة وسلوك األدباء، وأدب العلماء، علم وخالطت

الفكر مجاالت في الهائل التجانس ذلك والفقهاء،وحققت أو العلمي، التجريب أو الفني، اإلبداع على قيود دون والسلوك،

27 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 28: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

فذة، حضارة تولدت هنا ومن والحرفي، واإلداري الحربي االبتكار>قية، الخلفية التشوهات عن بعيدة > فضربت والخل > مثال في رائدا األساس هي كانت ثم وحديثها، قديمها اإلنسانية الحضارات تاريخ

من الرغم على معاصرة، أو تالية حضارات من بعدها جاء لمااليوم. اإلسالمي المجتمع منها يعاني التي الرهيبة االنتكاسة

اليهودية أو للنصرانية معتنقة ظلت فئات وجود من الرغم وعلى ـ لدينها والئها مع ـ الفئات هذه أن إال المسلم المجتمع إطار في

وسلوكها، لمنهجها اإلسالمية الحضارة لتقاليد معتنقة ظلت> تختلف ال وعلوم وفنون آداب هؤالء عن فصدرت نتاج عن كثيرا التاريخي النصر عليهم طغى وهكذا الملتزمة، المسلمة القرائح

النقرضوا ذلك يفعلوا لم ولو اإلسالمية، للحضارة المثال النادر> فيها الظاهرة وهذه أحد، بهم سمع وما واضحة داللة يدل ما أيضا

يكون ال النصر أن فيها أن كما وشموخه، اإلسالم تسامح على تنحني التي الخالدة اإللهية المبادئ بعظمة وإنما والنار، بالحديد

الرؤوس. عظمتها أمام

من جزء ـ والمخدوعين المبطلين ترهات برغم ـ اإلسالمي األدب أيديولوجيتنا عن بالكلمة التعبير وهو الكبير، اإلسالمي البناء بنية

العصر، هذا في الدعوة وسائل من أساسية ووسيلة العظيمة، والشيوعي الصليبي اإلعالم مواجهة في إعالمنا منهج وهو

معارك ( في العصر )سالح هو المدمر، والوجودي والماركسي> وهو الخامسة، والطوابير والخبر الفنون > أوال الحامل وأخيرا

سبيلها في ونستشهد وبها، لها نحيى التي ( العقيدة )المضمون> الله ضرب كيف تر )ألم ثابت أصلها كشجرة طيبة كلمة مثال

الله ويضرب ربها بإذن حين كل أكلها السماء. تؤتي في وفرعها خبيثة كشجرة� خبيثة كلمة� يتذكرون. ومثل لعلهم للناس األمثال آمنوا الذين الله قرار. يثبت من لها ما األرض فوق من اجتثت الله ويضل اآلخرة، وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول

(.27ـ25ـ24( )إبراهيم: يشاءZ ما الله ويفعل الظالمين،

Zتب الذي الكريم القرآن من وتميزها بقائها تستمد العربية واللغة ك

28 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 29: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> فزادها بها، وعقائده، الوجود قيم بأعظم وربطها ورفعة، شرفا الطبيعية اللغة فإنها ثم ومن اآلبدين، أبد واألرض بين تمتد وجعلها

األدب قصر يعني ال هذا ولكن اإلسالمي، لألدب واألساسية لغاتة واختالف اإلسالمي العالم تباين ألن وحدها، عليها اإلسالمي

أخرى بلغات يكتب أن العالمي األدب لهذا الضروري من يجعل واأللمانية والفرنسية واإلنجليزية بل والتركية، واألردية كالفارسية

الواقعية فأدب ذلك، في غرابة وال الدنيا، لغات من وغيرها اللغات، بمختلف يكتب وغيره الوجودي األدب وكذلك االشتراكية،

أننا والواقع المؤثرة، التعبيرية وقدرتها جمالياتها لغة كل وفي ابن ألشعار نطرب كما إقبال الفليسوف الشاعر لكلمات نظرنا

العالم لغات أن المعروف ومن وشوقي، والبوصيري الفارض لغة وأساليب العربية األلفاظ من بالكثير تطعمت قد اإلسالمي

من ونهلت والفصاحية، البالغية قيمة واستلهمت وجمالها، القرآن العربية اللغة تصبح أن يحدونا واألهل الخالد، الفكرية مضامينه

ذلك يعني أن دون اإلسالمي، العالم بلدان مختلف في سائدة المضمار هذا في باكستان تجربة أن شك وال المحلية، لغاته إلغاء بعض في أساسية لغة العربية أصبحت أن رائدة، تجربة تعتبر

> التعليم، مراحل Zقرأ القرآن عن فضال األنحاء، كل في بالعربية يقائل: يقول الشريف. وقد الحديث وكذلك

توارثناه ( الذي العربي )األدب مصطلح نهمل أن الخطر من ) إنه< > يشكل وأصبح جيل، بعد جيال > تراثا > ضخما بالكنوز عامرا

>، ذلك إلى نهدف ال ونحن والفنية، العلمية والعطاءات مطلقا> فريضة، عليها والحفاظ القرآن، لغة قلنا كما فالعربية عن فضال

في نريده الذي إن اإلسالمي، لألدب واألساسية األولى اللغة أنها> العربي األدب يكون أن هو الواقع >، أدبا أن آخر بتعبير أو إسالميا� اإلسالمي )األدب مصطلح يكون بالدرجة عربي أدب ( ضمنيا

> الدعوة فجر منذ العربي أدبنا ظان يظنن وال األولى، ومرورا والعثمانيين والعباسيين واألمويين الراشدين الخلفاء بعهود

> إال األدب هذا يكن لم هذا، يومنا حتى وغيرهم للثقافة ترجمانا وغيرهم المسلمون األدب ذلك في يستوي وحضارتها اإلسالمية

المجتمع ظل في والعمل والتعبير والحرية بالحياة نعموا الذين

29 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 30: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

في منهج الحقيقية فالثقافة وهبوطه، صعوده أبان اإلسالمي وفئاته طوائفه بكل اإلسالمي المجتمع يكن ولم والسلوك، الفكر

الطابع بذلك متأثرين إال األخرى األديان معتنقي من وأقلياته ( اإلسالمي )األدب مصطلح إحياء فإن ولهذا الشامل، اإلسالمي

أو العربي باألدب نسميه ما أليديولوجية إيضاح الواقع في هو إنما الصحيح، وضعها إلى األمور إعادة بمثابة وهو غيرهما، أو الفارسي

ألنهم إال الغابرة القرون سادت التي الغفلة تفسير يمكن وال هكذا أو بالضرورة، إسالمي العربي فاألدب تحصيل، األمر اعتبروا

وألنه جوانبها، بكل اإلسالمية الحضارة ترجمان ألنه يكون، يجب مختلف بين العلمية والفلسفية الفنية للتبادالت وعاء كان

انسياق الحقيقة هذه من يقلل وال القديمة، والثقافات الجنسيات والمجون، الجاهلي والفخر والمدح العصبيات بدع وراء الشعراء

(. غيره من أكثر بالشعر يرتبط ( والذي ) الفني التمرد فذلك يهيمون، واد� كل في أنهم تر ألم الغارون، يتبعهم ) والشعراء

الصالحات، وعملوا آمنوا الذين إال يفعلون، ال ما يقولون وانهم>، الله وذكروا الذين وسيعلم ظلموا، ما بعد من وانتصروا كثيرا(.227 ـ224: (. )الشعراء ينقلبون منقلب أي ظلموا

(. أكذوبة )أعذبة باعتبار القديم العربي للشعر العامة النظرة إن ما يقولون وأنهم واد�، كل في يهيمون الشعراء أن أساس وعلى

)األدب مصطلح يتقبلون والكتاب المؤرخين جعل وقد يفعلون، ال والقواعد باآلداب استمسكوا أنهم ولو ورضى، ( باقتناع العربي

الدعوة لشعراء وسلم عليه الله صلى الرسول رسمها التي>، المسجد في للشعر أقام حين اإلسالمية، طلب وحينما منبرا

لما ذلك فعلوا أنهم لو اإلسالم، وأعداء الشرك يجابهوا أن منهم انعزل ولما األول، العصر بعد والدين والشعر بين االنفصال حدث عن بعيدة الخاصة، مواقعهم في الشعراء من اإلسالميون هؤالء وبيع والتكسب، والنفاق االنحراف إلى وجنوحه الشعر انهيار

الرقيق. سوق في الكلمة

أدب هو إنما عصر، دون بعصر يرتبط ال بداهة اإلسالمي واألدب> يتشكل بالعقيدة، المتصل الواضح مفهومه لكن العصر، كل تبعا

30 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 31: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

نرى ونحن المتجددة، اإلبداعات وترادف التطور، ألحداث> ترتدي نفسها الغربية األدبية المذاهب وقت من جديدة أثوابا

األوروبي البعث عصر عند اتخذت القديمة فالكالسيكية آلخر، لها وأصبح (، )الواقعية تعددت كذلك الحديثة، الكالسيكية شكل

أدباء إن بل ( تتوعت، )والرمزية والمفاهيم األسماء عشرات> كانوا الواحد، العصر في الواحد، المذهب ولم متمايزة أنماطاالمذهب. صنع من جامدة محددة قوالب في يتقوقعوا

مختلف في العربي األدب عن اإلسالمي المنهج يغب نقول: لم ( )كالجاحظ مجدد رائد أديب كتابات تفحصنا ما فإذا العصور،

العالم، )إصالح وهي لألدب، وظيفة أهم يحدد أنه نالحظ> الفرد تكوين في والمساهمة في التصور >( وهذا جديدا تكوينا

المعاصر السينمائي الروائي قاله عما يختلف ال العام معناه(. الحياة تشكيل إعادة الفن )مهمة ( ـ برجمان )إنمار

>: )لكل الجاحظ ويقول اللفظ من ضرب الحديث من ضرب أيضا وعلم البيان غاية األسماء.. إن من نوع المعاني من نوع ولكل

أحسن عن الجاحظ يتحدث ( وحينما واإلفهام الفهم هو الجماليقول: الكالم

( الكريمة التربة في الغيث صنيع القلوب في يصنع الذي )هو> الجاحظ ويرى تتعلق ال ألنها آخر، دون تتعلق ال الحداثة أن أيضا

الجديدة هي التأثير.. فالصياغة على وقدرته تتعلق ما بقدر بالرمز> موجودة المعاني ألن الحداثة، وهي قبل. من فعال

والذين مسلم، لمجتمع طبيعي إلفراز إذن اإلسالمي األدب والوقائع والبديهات األصول يهدرون التصور هذا يعارضون الفنون ويجعلون الوفيرة، اإلنسانية التجارب ويتجاهلون التاريخية،

ويخلعوها والدينية، الفكرية وينابيعها وبيئتها بتربتها الصلة منبتة نموها تعطيها التي أواصرها وينزعون الصادق، التعبير صفة عنها

منطلقات عن يصدر لم بأدب إلينا فأتوا وإال وـأثيرها، وجمالها> عاطفية إنسانية >، وفكرا هذه ماهية عن النظر بصرف وموقفا

31 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 32: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

. المؤلف ذلك كنه أو الفكر، هذا طبيعة أو العاطفة،

> نضع أن هو الموقع هذا في إليه أخلص أن أريد ما كل لهذا حدا )األدب لمصطلح األدبية المشروعية حول الصاخب الجدل

الواضحة، غايتهم نحو اإلسالميون األباء ينطلق وأن (، اإلسالمي القيم بتأصيل يهتموا وأن صادق، ووعي متفوقة، برامج وفق

ساحة هي التجربة ألن األصلية، الفكرية ومضامينهم الجمالية، ويفسح وجوده، يفرضون الحق والنجاح الحقيقي، االمتحان

> لألديب > مكانا > ويجعله الكلمة، دنيا في الئقا > بل ـ شريكا في ـ رائدا يرتفع نفسه، الوقت في وهو الجديد، والمجتمع اإلنسان بناء

النفس، اعوجاج ويقوم الوجدان، ويحيى بالروح، ويسمو باألذواق، وجودنا بمقومات تعصف أن تريد التي الشرسة للهجمة ويتصدى

كله.

في المعاصرة اإلسالمية بالصحوة الصلة وثيق اإلسالمي واألدب وقيام واإلعالم، والتعليم واالقتصاد والسياسة التشريع مجاالت

> يعتبر بمهامه األدب هذا > أمرا واستمرار العثرات، لتجنب حيويا التغير لصنع الطاقات وحشد أفضل، لغد والتمهيد المسيرة، المرتقب، التغيير لصنع الطاقات وحشد أفضل، لغد والتمهيد

> أهملنا قد نكون اإلسالمي األدب وبدون > سالحا أهم من فعاالالمعركة. أسلحة

اإلسالمي األدب في البطل

هو ملحمةـ أو مسرحية أو قصة ـ األدبي العمل في البطل وخاصة الحياة أدوار من ما لدور رمز أو معينة، لمعان� تجسيد> البطل هذا يكون وقد منها، الهامة > أو يحتذى، أنموذجا > مثاال سيئا

> إيجابي تأثير ذو الحالين كال في وهو واالشمئزاز، النفور يولد قبوال>، أو الواقع، من قريبة ـ البطل ـ الشخصية كانت وكلما رفضا

أكثر أصبحت والسمات، المالمح مكتملة اإلقناع، بعناصر حافلة>. وأعمق جاذبية تأثيرا

يرتبط أنه كما وعقلية، ونفسية بدنية مواصفات البطل ولشخصية

32 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 33: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> أكثر تجعله والقيم، واألقوال األفعال في بسلوكيات تحديدا،< لمؤثرات الشخصية هذه تخضع أن التصور ذلك ينفي وال وظهورا وأفكارها وعواطفها تصرفاتها، من تغير ومواقف وعوامل

الشخصية هذه تصاب وقد حال، إلى حال من وتطورها وأحالمها،التحجر. أو بالتجمد ـ موضوعية أو فنية ألسباب ـ

بمظاهر ـ المسرحية في وخاصة ـ البطل شخصية وترتبط وغير الفعل ورد والصوت والحركة كالملبس دالالتها لها خارجية

كثير في ـ كلها وهذه للعيان، تبدو التي الواضحة األمور من ذلكالشخصية. تلك من يتجزأ ال جزء ـ المواقف من

> العالمية اآلداب في األبطال سمات وتختلف > قديما من وحديثا التاريخية الظروف ألن آخر، إلى مكان ومن عصر، إلى عصر

> وتعطيها الشخصية بلورة في تساهم البيئة، أو والجغرافية أبعادا وفق بالبطل المنوطة المهمة تتغير كما متميزة، وخارجية داخلية وما الحياة طبيعة إلى والنظرة العقائدية التصورات من الكثير وطرائق عمل، من فيها بالمرء يناط وما أحداث، من فيها يجري أو بالحرب تتعلق عديدة قضايا في واالنهماك العيش، كسب

ذلك. وغير اليومي العمل أو االقتصاد أو السياسية

واألمراء الملوك من بطلها تختار اإلغريقية الترجيديات وكانت البطل، العادي باإلنسان الحديثة الواقعيات بينما الكبار، والقادة

ـ البطل ـ المثال وكان أفضل، حياة أجل من يصارع الذي وثنية قناعات وفق ، األولمبي وآلهة الشر قوى يصارع اإلغريقي

> االشتراكية الواقعية في المثال بينما مادية، التمايز ينازل مثال والحزازات األحقاد من جو الرأسمالي،في واالستغالل الطبقي،

> الظن، وسوء بحتمية يسمى ما إلى تستند معينة لفلسفة طبقاالبروليتاريا. طبقة هي بعينها طبقة وانتصار الطبقي، الصراع

عقلي ووعي مفرطة، ( بحساسية )الوجودي البطل ويتميز في يبدو كما وسلوكه، وأحكامه تصرفاته في جليا يبدو فلسفي

وينفر ـ وباطلها صحيحها ـ القديمة المسلمات لكل الكامل رفضه

33 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 34: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

إرادة لتكبل جاءت أنما هذه أن ويظن وأخالقية، الدينية القيم من ولذلك وجوده، في قيمة أهم تعتبر التي حريته وتهدم اإلنسان،

> البطل جاء > متمردا > رافضا الحياة في شيء كل على ساخطاالقائمة.

> الجو هذا وفي الحقيقة في يجد لم الذي العبثي البطل ولد أيضا باإليمان نعم هو فال وهمه، له صور حسبما بها يتشبث قيمة

> بناء ابتدع هو وال الموروث، >، خلقيا جدوى أي يجد لم بل جديدا فلسفة، الال واعتبر منهج، أو وعي دون فانطلق ذاك، أو هذا من

ما كل تسود والفوضى العشوائية أن يرى وهو ذلك يفعل ال وكيف الموت وراء ليس وأنه محالة، ال قادم الموت وأن الوجود، في

في حياته ويمارس يتخبط جعله المزعوم الخالص هذا شيء، وعقله قلبه وأغلق ، الضمير وظيفة عط-ل أن بعد وجنون، طيش

صحيح. وجه على الحياة فهم عن

العواطف بحرقه وتشبث بالعقل، الرومانسي البطل وكفر ذلك واستعذب وأساة، وعذابه بحرمانه يتغنى وأخذ وتهويماتها،

من الخروج يحاول أن دون العاصفة، بحوره في وغرق التوهم،الرهيب. الكابوس هذا

> والطبيعية والفرويدية المادية إطار في البطل وكان وليدا> والطبيعية العلم مجاالت في الخارق المادي للتقدم وليدا ويحسه يراه بما إال يؤمن ال البطل فهذا والتقنية، والصناعة يعد ولم آخر، شيء الحواس عالم وراء وليس يتذوقه، أو ويسمعه بها يعترف قيمة اإلنسان في فزيقي المينا أو الروحي للجانب قياسة يمكن وال للحياة، المادي التصور خارج مادام علميا،

والفيزياء الكيمياء معامل أروقة في إثباته أو بالمقاييس،وغيرها. والفسيولوجيا والبيولوجيا

األخيرة ـ األربعة أو ـ الثالثة القرون في واألدب الفلسفة كانت> يسيران حرارة وبالتالي الحوار، حرارة واحتدمت جنب، إلى جنبا إطار في بل والفن، الفكر المختلفة المدارس بين الصراع

34 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 35: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الجدل من تثير فرعية، تيارات تخرج كانت الواحدة المدرسة المدارس مع تثير مما أكثر الواحدة، المدرسة داخل في والصراع والمدارس التيارات إلى نشير أن ويكفي المخالفة األخرى مؤكدة الرومانسية أو الرمزية أو الواقعية عن تولت التي الفرعية

بل والتفسيرات، واالتجاهات الفلسفات من الهائج البحر هذا في> يقف أيضا الدارس أن المدارس، تلك تاريخ يقرا وهو مذهوال

كيف ثم وتذبل، تتمزق أخذت كيف ثم وترعرعت، سطعت وكيف> األمر يكون وقد بالفناء، بالخطأ.. بل عليها يحكم بالنسبة مقبوال

أما النسيان، تراب عليها يهال ثم وتتوهج فنية التجاهات األمر فإن ـ وأعمق أدق أسس على تقوم عادة وهي ـ الفلسفات

>، يعتبر في والدقة المنهجي، بالتفكير عرفوا بناتها أن وخاصة> غريبا. النتائج إلى الوصول في والتأني البحث،

أباك أوربا في وفكرية فنية دينية تيارات وجود من األمر يخل ولم الدين رجال من فئة ظهرت حيث المحتدم، الصراع ذلك

> تبنوا المسيحي فلسفي، إطار في وصاغرها واخالقية، دينية قيما التصدي على قادرة نماذج تقديم في وأدباء فنانون منهم ونجح

يتراجع أن من أقوى كان الجديد المادي الزحف لكن والذيوع،المدافع. المسيحي األدب أمام

لشخصية أصبح والفن، الفكري بالجنون المشحون الجو هذا في بقوة تعبر ومالمح سمات الجديدة األوروبية اآلداب ( في )البطل

على قادرة غير ومازالت كانت التي الصاخبة، التيارات هذه عن العصر كإنسان ـ عامة عامة بصفة البطل وبدا والصمود، الرسوخ

>، ـ > وجعلته البطل، وصمت المحزنة الغربة هذه غريبا ساخطا< >، رافضا بالسعادة ينعم وال واالستقرار، المأنينة يعرف ال متمردا

والوحدة واالكتئاب، األوراق يعاني إنه الحقيقي، الحب أو ينعم وال وخضوعه المحدودة، وإمكاناته الروحي، خواءه عن والعجز،

قد اآلنية، المعيشية المطالب ساقية في ودورانه اآللة، لسيطرة صنع على القادرة وافرادة القوة مقومات من كيانه أفرغت معركة أسلحة أهم من جرده قد العقائدي فقره وإن التغيير،

وفي بل األوروبية، اآلداب في المعاصر البطل هو الحياة.. ذلك

35 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 36: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

العلمي التراث على عالة وتعيش تقلد التي الشرق آدابللغرب والفكري والتكنولوجي

المرذولة والصلوات التراتيل ويقدم بيأسه، يتغنى يائس، بطل األمل جوانحه بين فمات شيء، لكل تنكر قد رافض، متمرد بطل والصداقة، األخوة بدفء روابطه تقطعت منعزل، منطو� بطل

وحدة. التيه في فأصبح

يغرق المجنونة، والموسيقى والمراقص الحانات إلى هارب بطل� يمضي والشذوذ، والمخدات الخمر في تعاسة حيث إلى مختاراالفناء.

وتخدره الساسة، يخدعه الوهم، في أذنيه حتى غارق بطل بطل واألهواء األوهام حسب تتحرك دمية اإلعالم ويصنعة الفنون،

فضيلة. بال

> اإلنسان هذا كان ولو > مدركا > لمأساته، حقا منها، التخلص في راغبا ( فيما )العلم واستغالل والخداع، الترهات تراكم لكن األمر، لهانZقدم الكارثة أن وأكد بلة، الطين ذاد قد وتفسيرات، تحليالت من ي وهكذا عالج، إلى ويحتاج مريض أنه يعرف ال فالبطل باقية،

أخرى. إلى متاهة من التعس باإلنسان الفنون تمضي

فما المعاصرة، اآلداب في البطل صورة استعرضنا أن بعد واآلن،اإلسالمي؟؟ األدب في للبطل بالنسبة التصور هو

ـ فالبطل لذلك، المالئم التصور وضع في تذكر صعوبة نجد لن إننا< تتجسد الذي الحي، المثال أو النموذج ( أو )القدرة هو ـ إسالميا

أمام الباب تغلق ال لكنها هامة، ناحية هذه اإلسالمية، القيم فيه إلى تحتاج التي الناقصة البطولة أو البشري، ( الضعف )نماذج دور وهذا واالكتمال، النمو إلى طريقها في وهي ومعاناة تجربة

النماذج أكثر فما اإلسالمي، األدب به يختفي وأن بد ال هام> مجتمع كل طبيعة وهي المنحرفة، أو الجانحة أو الشائهة قديما

36 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 37: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

،< > وحديثا >، وشرقا أكثر الناقصة النماذج هذه كانت ربما بل وغربا للمعالجة خصبة مادة فيها يجد لنه القلم، لحامل بالنسبة جاذبية

األحداث أو والمؤثرات العوامل من للعديد إخضاعها ومحاولة إلى ليصل مقنع بأسلوب وتطورها نموها خالل من تحقق حتى

ليست الدعاة مهمة ألن المنشودة، القدرة أو المطلوب، المثال< أو االنزالق من وحمايتها الطبية الصالحة النماذج على قصرا

استنقاذ في تكمن األكبر المهمة ولكن فحسب، المروق أو اليائسين األمل باب وفتح الفاسدين، وإصالح الجانحين،

والخير الحق طريق إلى التائهين بأيدي واألخذ المترددين، هذا.. وذاك.. ألن اإلسالمي األدبي العمل في والجمال.. البطل

السلوك، سلبيات من التخلص وكذلك بطولة، المأزق من الخروج واالنتقال الزائفة، الحياة وإغراءات الضعف، الضعف، وهواجس

إلى السلبية من والخروج متسامية، حال إلى متردية حال من والقدرة والتسيب، والخوف الشك أدران من والتخلص اإليجابية،

> يعتبر هذا جديدة.. كل نقية حياة بدء على البطولة، من ضربا في الشر على الخير انتصار يعني ألنه والتمجيد باإلبراز الجديرة

>، اإلنسان قلب >، الحياة معترك وفي أوال التوبة كانت هنا ومن ثانيا> وجعلها المسلم، على بها الله أنعم التي > بابا نهاية حتى مفتوحا

الحياة.

> اإلسالمي األدب في والبطل دون اجتماعية طبقة على حكرا )..إن/ فيه التفاصيل أساس متجانس، مجتمع فاإلسالم أخرى،

إال عجمي على لعربي فضل ( )ال أتقاكم الله عند أكرمكم> صالة ليست والتقوى (، بالتقوى ولكنها فحسب، وعبادة وصوما

على ودأب العيش، لقمة أجل من وكفاح الله، سبيل في جهاد والعمل، القول في وصدق الصناعة، في وبراعة العلم، تحصيل وجندية وقيادة وتجارة، وزارعة فكري، وإبداع اجتماعي، وتكافل لكل ملتقى إنها وتسامح، وبر ، ونقاء وطهر، ووفاء، وعدل وأمانة. الحنيف اإلسالم بها التي واآلداب والمبادئ القيم

وقد الحبشي، ( العبد رباح بن )بالل تكون قد إذن البطل شخصية )سلمان تكون وقد المسلمين، ( خليفة الصديق بكر )أبو تكون

37 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 38: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

تكون وقد ( القرشي، المطلب عبد بن )حمزة ( أو الفارسي يكون وقد النساء، من غيرها أو رفيدة أو ياسر )سمية( زوجة

>، فتى > أو يافعا > شيخا . مسنا

لتؤدي إبرازها، الكاتب يرى لفكرة تجسيد ـ قلنا كما ـ البطل إن< معها فيتفاعل المتلقي، يرى لفكري لدى المتعة فيه تمتزج دورا

قد بعينها، قناعات المتلقي ذلك لدى تتولد ثم ومن بها، ويتأثر المدى، رحب اآلفاق، واسع التأثير وهذا موقف، اتخاذ إلى تدفعه

إلى راجع وهذا البطل، شخصية في مما أكثر ويتسع ينمو فقد بمقتضيات الوفاء على الكاتب قدرة أساسيين: أولهما عاملين

إلى يدفعه ولكن المتلقي، رؤية من يحد ال بحيث والفكر، الفن وابتكارات، وتخيالت بإضافات فيخرج والتفكير التفاعل من مزيد> أكثر الرؤية تجعل >، عمقا الحالة هذه في المتلقي وكأن وشموال> ـ يتحول وتصوراته الكاتب لفكرة طبيعي امتداد إلى ـ تلقائيا

مع المتلقي اندماج فهو الثاني العامل أما المتفاعلة، المتنامية أن شك وال صادق، ورضى بحساسية له وتقبله األدبي، العمل فاألدب األدب، من األسمى الهدف يحقق الدائرة هذه اكتمال

تكون وإال األفضل، إلى مغيرة فاعلة، قوة بالضرورة اإلسالميإذن؟؟ وظيفته

؟؟ البطل شخصية الكاتب يبتكر كيف لكن

>، الشخصية ينتخب ال الكاتب إن كلماته يسطر ال أنه كما عشوائيا انتباهه جذبت شخصية الحياة من الكاتب يلتقط قد فراغ، من

تمردها أو واألنواء، العواصف أمام صمودها أو نقائها أو بقوتها أو والخير، الحق سبيل في جهاد أو والباطل، الشر على

للنظر، الملفتة تضحياتها أو والفضيلة، الحب بقيم استمساكها> تؤدي أن تستطيع الحقيقة الشخصية هذه أن الكاتب فيرى دورا< > أو فكرة تبلور وأن أدبي، عمل في أخاذا من قضية أو سلوكا

األدبي.. لعملة تطويعها في فيبدأ القضايا،

أو الحياة ينقل ال الكاتب ألن الحد، هذا عند يقف ال األمر لكن

38 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 39: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

تلك إلى يضيف إنه فوتوغرافي، بأسلوب هي كما الشخصية> لمسات الشخصية األحاديث لها ويحشد جديدة، وسمات وظالال وقائع في ومعها بها ويدخل المناسب، الحوار ويتخيل المناسبة،

حركتها وتفسر الشخصية دخيلة عن تكشف متخيلة وممارسات يستوي حتى يضيف، وقد يحذف قد الكاتب أن المهم وفكرها،

ليست البطل شخصية أن نرى وهكذا يريد، الذي النموذج أمامه لديه تكاملت جديد حي كائن ولكنها الواقع من األصل طبق صورة

> تجعله التي واألسباب المواصفات هذه وفي دوره، أداء على قادرا آخر، إلى كاتب من اإلبداعية القدرات تتفاوت بالذات النقطة قاله ما يحضرني وهنا الخصوصية، إنها آخر، عن كاتب نتاج ويتميز الصحفية: )الشكل أحاديثه أحد في محفوظ نجيب الكبير األديب

العمل في الشخصي أسلوبك تبرز أن يمكنك كيف هو أعتقد فيما> استفيد قد الفني، أو األدبي أن يصح ال لكن المؤرخين، من مثال األدب من يستفيد لألدب الطبيعي التطور .. إن أسلوبي يغيب

> أكان سواء السابق، >، أم له امتدادا يضيفه الذي ما لكن تطوريا الفنان الرواية.. فالجديد إلى نفسه يضيف الكاتب الكاتب؛

عصره.. ( هو بالطبع نفسه.. والفنان

يبدأون ولكنهم البداية، هي البطل شخصية تكون ال أدباء وهناك> إن بالفكرة، االهتمام أشد بالفكرة ( يهتم شو )برنارد مثل أدبيا في الفكرة اكتملت ما ( فإذا الحقيقي البطل هي لديه )الفكرة

الفكرة، بهذه يتلبس الذي اإلنساني النموذج عن بحث ذهنه، األفعال ردود تأتي وهكذا منها، وبتأثير نطاقها في ويتحرك أن يحاول شك بال إنه بالبطل، ارتباطها من أكثر بالفكر مرتبطة نلمح لكننا وتحركاتها، وإمكاناتها ( الشخصية )وضع على يحافظ بل بذلك، المؤلف يكتفي ال وقد حوار، أو حركة كل وراء الفكر أو المسرحية في الحوار خالل من المباشر التعبير إلى يلجأ

في أو القصيدة في الشعرية الصياغة أو القصة في السرد ذلك مشروعية حول النقاد اختالف من الرغم وعلى الملحمة، وبعضهم واقعة، حقيقة أنه إال الفنية، األعمال في التصرف لها يروجون التي واألفكار المذاهب أصحاب وخاصة لها، يتحمس

. الفنية الصياغة من جزء حساب على

39 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 40: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

قد األدبي العمل في والمسرحية القصة كتاب بعض ويرى> يضع الكاتب إن ؟؟ تتمرد!! كيف > تصورا التي الشخصية عن عاما

في اندماجه لكن منها حذف أو إليها وأضاف الحياة، من التقطها>، يعايشها التي الرؤية جنبات في ومسرحية ، العمل قد خياال> أو سمة فيضيف للشخصية المرسوم الخط عن يخرج تجعله عمال

> أو ال األمر لكن قبل، بباله يخطر ولم الحسبان، في يكن لم قوال الكاتب، يقظه ألن الواقع، في الحتمية الصورة هذه على يبدو

> المطروحة القضية ألطراف واستيعابه الموقف اتخاذ على قادرا عادة يضيقون الذين الكتاب من األخرى الفئة أما المناسب،

> أكثر فهم بااللتزام رسم في والعفوية للتلقائية استسالماوتحريكها. الشخصية

شخصية تناول في الكاتب حرية مدى عن بعضهم ويتساءل وخاصة يحذف، أو يضيف أن يستطيع هل التاريخي، البطل

> اكتسبت التي للشخصيات بالنسبة التبجيل أو القداسة من نوعاالحقب مدار على

> التزم إذا الكاتب إن يقدم فلن ، التاريخ كتب في جاء بما حرفيا< >، عمال أدخل وهو تاريخي، عرض مجرد طرحه ما سيكون بل فنيا

القصة تقتضيها أمور وهناك الفنون، باب في منه العلوم، باب في أو أعمال في عنها والترجمة النفسية، النوازع منها الفني بمعناها> الناقصة المواقف وهناك أقوال، استكمال، إلى تحتاج والتي فنيا أو العادي، اإلنسان تعتري قد التي والضعف القوة عوامل وهناك قد صنعه من يتطلبه وما الحدث نمو وهناك عامة، بصفة البشر

لشرحها مجال ال كثيرة أخرى وأمور اإليجاز، أو اإلطالة إلى تجر يدركها أن يستطيع ال شخصية معاناة الكاتب فيها ويجد بالتفصيل،

قد الواقعي بالتفكير لكن بالفعل، مشكلة إنها غيره، حقيقتها على صالح مثل شخصية الكاتب تناول ما فإذا الحلول بعض لها نجد

>، األيوبي الدين مستفيضة دراسة درسها قد يكون أن بد فال مثال والسلوكيات شكلتها، التي والمبادئ القيم وعرف بأبعادها، وألم األحداث أمام األحداث أمام المختلفة ومواقفه بها، يتصف التي

40 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 41: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

في ومنهجية اآلخرين، مع وعالقاته تعامله وطريقة المتنوعة،> بشخصيته يتصل مما ذلك وغير والسياسة، والسلم الحرب اتصاال،< سليم، بتصور الكاتب يمد النحو هذا على الشخصية فهم إن وثيقا ويصف الحركة، ويرسم الحوار، يضع أن يستطيع ثم ومن

به اقتنع الذي التصور ذلك وفق النفس، إلى ويتغلغل السلوك،> )الخطر يظل لكن المعروفة، الشخصية هذه عن بالنسبة ( ماثال

في واألمانة الدرس، في الجدية تنقصهم الذين الكتاب لبعض. بالمبادئ واالستمساك الهدف، أو الغاية في والنبل الطرح،

)عمر رواية أكتب كنت حينما المشكلة هذه من عانيت ولقد( ورواية القدس في يظهر

> كنت لكني ( وغيرها، الله )نور رواية ( وكذلك حمزة )قاتل حريصا أقوال أو بأفعال الروائية الشخصية تأتي أال على الحرص أشد

لجنة تقرير في أجد ولم التاريخية، الشخصية طبيعة مع تتناقض لقاتل الروائية جائزة أعطت التي العربية اللغة مجمع مسابقة

في منهجي على اللجنة اعتراض إلى يشير ( ما1972) حمزة كان آنذاك األزهر شيخ أن وخاصة التاريخية، القصة هذه كتابة

< صح ( إن المقترحة )الرخصة هذه فإن .. وبالطبع باللجنة عضوا الله صلوات والرسل األنبياء على نكتبه فيما تنطبق ال التعبير

أجمعين. عليهم وسالمة

من منتجة كانت سواء ـ الواقعية الشخصية إلى نشير أن بد وال أما جاذبيتها، لها تكون ـ التاريخي الواقع أو المعاصر الواقع

واتسمت المحض الخيال أو الوهم من صنعت التي الشخصيات على حتى مقبول، وغير مقنعة غير عادة تبدو وهمية بسمات> أكثر اصحبوا الذين األطفال، مستوى العصر، هذا في للواقع ميال

الفنان قدرة تظل ولكن المذهلة اإلعالم ووسائل للتطورات نتيجة من ضرب وهو اإلقناع، بوسائل ومدها الشخصية، رسم على

الفشل. أو النجاح في والمحك المعمول يظل الفني الصدق

العليلة الشخصيات على تضفي أن الغرب آداب استطاعت لقد

41 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 42: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

>، بطولة المتردية المنطوية األجيال، وأذواق فكر فأفسدت وبريقا يرى يعد فلم التشويه، به ألحقت البطولة، معنى أفسدت ألنها

> إال التشويه هذا في الناس > جماال األدب ودور احتذى، ومثاال حجمها في األمور يضع أن ـ اإللهي منظوره وفق ـ اإلسالمي بحيث البطولة، شخصيات عن والخرق الزيف ينفي وأن الصحيح،

باألدب العودة بالطبع يعني وهذا هدم، ال بناء عامل تصبح> المختل العليل البطل الصحيحة، رسالته إلى اإلنساني فكريا< > ونفسيا وإلعجاب التصفيق الغرب في ينتزع أصبح وسلوكيا

أمم إلى تزحف السقيم التصور ذلك عدوى أن والتعاطف.. ويبدو... اللعين الداء ( ذلك )اإليدز فيروس مع اليوم المسلمة الشرق

اإلسالمي األدب تهدد أخطار

األدب تواجه التي األخطار أهم نتبين أن يمكننا سبق مما تجاهلها، يمكن وال بسيطة ليست أخطار وهي اإلسالمي، فقط، الطيبة النوايا أو المجرد، بالحماس يكون ال لها والتصدي

وخاصة تيارات، من األخطار تلك تمثله لما العميق بالفهم ولكن خاصة، العربي العالم لشعوب األدبية البنية في تغلغلت أن بعد

األستاذية مكانة راياتها يحملون لمن وأصبح بل عامة، واإلسالمي كإسالميين ـ أننا منها عدة، ألسباب الخلل هذا حدث وقد والقيادة،

الفعالة اآلثار أبعاد ندرك ولم ، االهتمام من حقه األمر نعط لم ـ> فأغفلنا صحيحة، بصورة لألدب في األسلحة أهم من سالحا

اإلسالمي األدب مفهوم بسط على الحرص عدم ومنها المعركة، الجوانب وإغفال منه، مقنعة كافية نماذج تقديم وعدم وإشاعته،

كما العالم، أنحاء في النقاد وجهود الحديث، المنظور وفق النقدية> نغفل أن نستطيع ال األمة حركة كبلت التي السيئة الظروف أيضا

> اإلسالمية > داخليا الحياتية، الممارسات في الحرية وضياع وخارجيا تلك من نابعة كانت مسيرتنا عطلت التي العوامل أخطر لكن

أن واستطاعت عالمنا، غزت التي الجانحة أو الحارة الفلسفاتالفاتنة. الساحرة وصيغها ببريقها وتوازنه أبصاره تخطف

ولكي عليه، أو له تحكم كي عدوك، تعرف أن البديهي ومن األسلوب وتنتخب قاتلة، سهام من إليك يسدده ما تجنب تستطيع

42 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 43: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الصفحات في نحاول وسوف عقبيه، على رده أو لردعه األمثل والحرص إليها التنبه يجب التي التيارات أهم إلى نشير أن التاليةمنها.

معقــــــول الال

الجوهرية اللحظات على تسيطر العبثية أن ( على )مالرو أكد لقد ومكان بزمان ترتبط أوربية سمة ذات األوربي،أي حياة في

المتميز اليأس رنة أن ( إلى )تاينن أشار كما خاصة، وطبيعة مأساة يلخص أن بعضهم استطاع ولقد العبثيين، نبرة في تشيع

غياب قال: )وجوب حينما صغيرة جملة في معقول الال أو العبثية )ال لكلمة القاموسي والمعنى (، الالمعقول يوجد لكي اإلله،

العقل مع التضاد = أو اللياقة أو العقل مع منسجم (: غير معقول عن جاء المسرح قاموس وفي سخيف، أو مضحك = أو

مانصه: الالمعقول

لم1950 حقبة في الدراميين من جماعة على يطلق )مصطلح في يشتركون كانوا أنهم يبدو ولكن مدرسة، أنفسهم يعدوا

.. وتشخيص الكون في ( اإلنسان )ورطة نحو بعينها مواقف على اإلنسانية ( مصير كامي )البير الوجودي قدمها التي الدراسة

.. والوعي حوله ما مع منسجم غير وجود في هدف، انعدام أنه الكرب حالة إلى يؤدي نفعل، ما جميع في للهدف العوز بهذا

الرئيس الموضوع هو وذلك (، طبيعي )الماوراء فيزيقي الميتا ( و)بنتر نيسكو )أو ( و )بيكيت مثل الالمعقول مسرح كتاب لدى

أن برغم قوتها، الحركة استنفدت1962 عام وبحلول ( وغيرهم،( .1ماثلة) تزال ما التقليدي المسرح تحرير في آثارها

البشري الخيال لصراع تجمع مركز المسرح من جعلوا لقد األخالقي االكتراث وعدم الدينية، القناعة ضد الدائم السقيم

دائم، الشقاء بأن إيمانهم من نابع وهذا االجتماعية، واالنعزالية واألمل، والسماح العقل عنه يغيب وجودي، كابوس العالم وأن

باآلتي: ينطق مسرحهم نرى ولهذا

43 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 44: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

األمل. خيبة ـ

اليقين. ضياع ـ

الحياة. في المعنى انعدام ـ

العليا. المثل ضياع ـ

والحقيقة. الوهم بين واضح تفريق أي غياب ـ

اللفظي. والهراء التهريج ـ

المجازية. الحكاية عناصر تغليب ـ

الفردية والرؤية والتغريب والعزلة الموت بموضوعات االهتمام ـ أن بعد الحلول، غياب تجاه والشعور والخيبة، والقلق للعالم،(.1) التقليدية والفلسفات واألديان القائمة األنظمة رفضوا

والفكر، األدب في الظاهرة هذه دراسة المحللون حاول ولقد واضطرار الغرب، في الجافة اآللية الحياة طبيعة إلى فعزوها وحركتها اآللة لسلطان ويستسلم الحاجة، أمام يركع ألن اإلنسان

تتبوأ أن اآللة استطاعت بل شعور، أو عواطف بال المنضبطة الرهيب، الصناعة عالم في اإلنسان مكانة من وأهم أسمى مكانة

اآللي العالم هذا في وجوده، قيمة عن يتساءل باإلنسان دفع مما الربح، وتحقيق والوفرة واإلنتاج باألرقام يحفل ال الذي المادي يعد الضاربة.. لم المنافسة معركة في واالنتصار السريع، والنمو

> اإلنسان > مخلوقا >، مكرما > أصبح بل مشرفا > جسدا > وعمال وطعاما وسكناته، حركاته ( تحدد )الزمن الساعة وأصبحت ومخلفات،

التواصل وفقد بخالقه، هائلة تدمير قوة الزمن يعتبر أصبح حتى ويلوك والتغريب، العزلة أحضان في يرتمي أن اآلخرين، مع

بقوله: كامي ألبير آراء الدارسين أحد ويفسر والشقاء، األسى

44 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 45: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الحياة، من اليأس في ليست فهي خطيئة، الحياة في كان )إن هي رأيه في الخطيئة أن أخرى.. ( أي حياة في األمل هي ما قدر

> األمل لقتل منه محاولة وهي اآلخر، بالعالم اإليمان في نهائيا األوروبية المدنية عالم في والمقهورين والمعذبين التعساء نفوس

الحديثة.

يعرض بل يجادل ال الالمعقول في المسرحي األدب فإن ذلك ومع والهرطقات المخيفة، والكوابيس المريضة، التصورات تلك فقط

> أصبح هدف، بال اإلنسان أصبح وقد ال ولم المحزنة، ( بعد )شيئا> كان أن > اللغة وأصبحت ـ قولهم حسب ( ـ )كائنا > أيضا >، شيئا ميتا

العزلة. ويؤكد التواصل، من يحد

> أوروبا في والفلسفة العالم حدث لقد >، فراغا ذلك وانعكس هائال اآلداب تلك يفزها، التي اآلداب وعلى وسلوكه اإلنسان فكر على وال معها، االختالف أو االتفاق يمكن واضحة رسالة تحمل ال التي> تكره أو تحب شخصيات تقدم الالمعقول بأدب يلتصق عما فضال المنصفين أن نرى ولهذا التكرار، في وملل األفكار، في فقر من في ، عنها الدفاع يمكن ال العبثية : إن- يقولون الغرب مفكري من

الحياة تجعل بدياتة يعتقدون سكانه غالبية أن األرقام تثبت عالم> العبثيين عند بالله الكفر ومع وهدف نظام ذات - غالبا عبثية أن إال

( و )بيكيت

تواجهه لله با اإليمان بدون البشرية الحياة أن ( تدرك )كافكا�لكثير يدمرون ـ النقطة هذه عدا ـ فإنهما ذلك ومع الخيبة، ن م ا ولهذا وأنبياؤه، الله رسل بها جاء التي المتألقة الخالقة القيم ( والمضطرب للتافه مرادف (: )الالمعقول وفتز )مار يقول

(. الفوضى لكلمة مرادف آخر: )إنها ويقول

األدب. عن نتحدث ( عندما نقول)الالمعقول هل لكن

الفلسفة.. عن نتحدث ( عندما )العبثية ونقول

45 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 46: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

واحدة.. لعملة وجهان أنهما أي

بعض وجود برغم الوجودية، مع تتداخالن وتلك هذه إن ثم> نرى ونحن ال ولم االختالفات، -ا كامي )البير مثل كتابا ( وجودي

< واألمر األولى، الصفة عليه غلبت وإن نفسه، الوقت في وعبثيا وجود ال وآخر مذهب بين القاطعة الحدود ألن البساطة، في غاية أشد يختلفون قد ـ قلنا كما ـ الواحد المذهب أصحاب إن بل لها،

والتعبير. والتفسير الرؤية في االختالف

أحد قالها التي الهامة العبارة تلك في النظر نمعن أن بقياألوروبيين:

(. الشرق نحو يستشري المرض )إن-

الغزو من التحذير إن الفصل، هذا بداية في إليه ألمحنا ما وهذا والحداثة، التطور وأدعياء المتحررين بعض يجعل الثقافي

الغزو مقولة كلية وينكرون معترضين منددين عقيرتهم ويرفعون وحدة أصبح اليوم عالم بأن ذلك ويفلسفون والفكري، الثقافي وأننا الهائل، اإلعالمي التطور إزاء الحدود ذابت أن بعد واحدة،

الغربية الفكرية التيارات معاداة وأن جديد، كل إلى حاجة في> أليس ورجعية، جمود أخوة من القول هذا نسمع أن غريبا

المنصفون األوروبيون فيه يحذرنا الذي الوقت في بيننا يعيشون> أليس (؟ الشرق نحو يستشري الذي )المرض ذلك من أن مرضا

اآللهة تعود ال الحرية، فكرة يقبل عندما سارتر: )اإلنسان يقول> أليس ؟؟ شأنه ( في التدخل على قادرة > مرضا يقول: أن أيضا> والعالم )اللغة هذا تجنب يمكن وال رجعه، في أمل دونما منفصال

/ االنفصال، (؟؟. متطرف وضع في الكاتب بوضع إال

؟؟ وآخره القول بين التناقض هذا ما ثم

وآداب، وتشريعات قيم من يصاحبها وما اإلسالمية، العقيدة إن وأعطت السلمية، للفطرة استجابت قد القويم اإللهي ومنهجها

46 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 47: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

< > تصورا ثم وسلوكه، تكوينه وطبيعة وماهيته لإلنسان واضحا لعالقاته العامة الخطوط ورسمت وأهوائه، نوازعه مختلف

> مكفولة فالحرية والنواحي، الجوانب المتعددة اإلنسان لهذا تمامامه الذي وطريق الخير طريق وتعالى سبحانه له وبين الله، كر- دائب، الحياة أن وعل-مه (،10( )البلد: النجدين )وهديناه الشر

أن يمكنه التي باألسلحة وزو-ده الشر، مع الشيطان مع وصراع ما له النصر أن لعبده وأكد الحاسمة، المعركة هذه في بها ينتصر

نبيه: وسنة بكتابه استمسك

< (47( )الروم: المؤمنين نصر علينا · ) … حقا

( .65: سلطان.. ( ) اإلسراء عليهم لك ليس عبادي · )إن

(7أقدامكم.. ( )محمد: ويثبت ينصركم الله تنصرو · ) إن

يحييكم.. ( )األنفال: لما دعاكم إذا وللرسول لله · ).. استجيبوا24)

اتبعني، ومن أنا بصيرة على الله إلى أدعو سبيلي هذه · )قل(108.. ( )يوسف: المشركين من أنا وما الله وسبحان

- واإلنس الجن- خلقت · )وما رزق� من منهم أريد ما ليعبدون، إالZطعمون. إن أن أريد وما ( المتين القوة ذو الرزاق هZو الله ي

(58 ـ57 ـ56)الذاريات:

Zسكي صالتي إن · )قZل ( العالمين رب لله ومماتي ومحياي ون(.162)األنعام:

دعان إذا الداع دعوة أجيب قريب، فإني عني عبادي سألك · )وإذا(186( )البقرة: يرشدون لعلهم بي وليؤمنوا لي، فليستجيبوا

أال المالئكة عليهم تتنزل استقاموا ثم الله ربنا قالوا الذين · )إن-

47 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 48: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

توعدون. نحن كنتم التي بالجنة ابشروا تحزنوا، وال تخافوا تشتهي ما فيها ولكم اآلخرة، وفي الدنيا الحياة في أولياؤكم> ما فيها ولكم أنفسكم، Zزال أحسن رحيم. ومن غفور من تدعون. ن

< > وعمل الله إلى دعا ممن قوال . المسلمين من إنني وقال صالحا الذي فإذا أحسن، هي بالتي ادفع ، السيئة وال الحسنة تستوي وال

Zلقاها . وما حميم ولي كأنه عداوة وبينه بينك و ، صبروا الذين إال ي(35 ـ30. .( )فصلت: عظيم حظ� ذو إال يلقاها

(.70.. ( ) اإلسراء: آدم بني كرمنا · )ولقد

إلى أهدف لم ـ الحصر ال المثال سبيل على ـ اآليات بعض وتلك�د أن أردت ولكني مجاله، هذا فليس شرحها، منطلقاتنا أن أؤك

متاهات في السقوط براثن من حمتنا قد الفكرية، أو العقائدية الوثنيات رذيلة إلى بنا تدفع ولم والكفر، واليأس والعزلة، الخوف تجعل ولم (، لله )حاشا والقدر الله تحدي في والحديثة القديمة

> الموت من >، كابوسا والجهاد الحياة من للهروب حجة وال مزعجا وهكذا المطاف، نهاية أنها على الدنيا إلى تنظر ولم فيها، األعظم

الطيبات وأجل والفضيلة، والخير الحب قيم اإلسالم أشاعم الصحيح، باألسلوب بها واالستمتاع والشرور الخبائث وحر-

إلى والنظر والوعي العقل ومج-د والمجتمع، الفرد لحماية واآلثام والناس الحياة مشاكل أعتبر كما واعتدال، وحكمة برو/ية األمور

كيف لنا أوضح لكنه منه، بد ال أمر سلبيات من به نصطدم وما الحياة تتقدم حتى وبصيرة، وعي عن المعرفة األمور تلك نواجه

االطمئنان رايات ترفرف وحتى واالزدهار، النمو طريق فيالشاسعة. األرض هذه على يعيشون من جميع فوق والرضى

أن ولو ساذجة، مقولة هو بل خطير، منحى عن اللغة وانفصال كلماته أفصحت لما (، )سارتر يزعم كما رجعة دون االنفصال هذا أو بها وانفعل وقصصه مسرحياته الجمهور تلقى ولما فكره، عن

ولما والجدل، اللغط من العاصف الجو ذلك أثارت ولما وأنكرها، عن وتعبر العلمية، العصر قوانين تترجم أن اللغة استطاعت

هذا عند تقصرـ قد اللغة القول: إن نستطيع التكنولوجية، منجزاته

48 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 49: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الشافي الوافي التعبير عن تعجز وقد وظيفتها، أداء في ـ ذاك أو عن اللغة تتخلف وقد ونفسه، ومخيلته اإلنسان فكر في يدور عم/ا

الجهود لكن األوقات، من وقت في اإلنسانية المسيرة مواكبة>، تدأب الصادقة النبيلة اإلنسانية وسد النقص، استكمال في دائما وقائع، من يجد ما بقدر الحياة بطبيعة مرتبط أمر فهو الثغرات، الفهم في وسرعة تطوير من يلزمهم ما بقدر الناس وبطبيعة

يقول كما رجعة دونما العالم عن تنفصل لم فاللغة واالستيعاب،> تصبح لم سارتر، > شيئا يزعمون. كما ميتا

الداخلي الخلل ذلك في تكمن المفكرين هؤالء عند المشكلة إن- وفي والغابات، الوسائل بين األهوج الخلط وفي به، ابتلوا الذي/ية سوء تحت ظله، في وعاشوا ولدوا الذي العجيب والعداء الن> وترجع الحديث، اآللية الحياة وطأة > أوال الروحي الخواء إلى وأخيراالدينية. العقيدة وإنكار القيم، من للتهكم دفعهم الذي

وحيرة: قلق في حوله سارتر تلفت االحتضار وقت في

له: قالوا

> )أتريد ـ (. شيئا

يقول: سمعوه عندما دهشة أفواههم وفغروا

>(. قس�يسا )أريد ـ

( وقالت: بوفوار دي ) سيمون الشهير رفيقته انزعجت

(. فلسفتك تدمر أنك ذلك )معنى ـ

استطرد: ولكنه قولها، إلى يلتفت لم

(. القرية.. أتفهمون من باريس.. بل من أريده )ال ـ

49 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 50: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

احتجاجهم برغم الدين برجل االلتقاء في طلبه على وأص-ر في خطيرة أبعاد ذات باللغة العبث قضية كانت واعتراضهم.. لقد

والدين الفكر فاسدى من الكثيرون هاجم فقد العربي، وطننا أسسها، شأن من التهوين وحاولوا وتراثها، وآدابها العربية قواعد

فنون وتلوثت ووضوح، ووزن قافية من الشعر قواعد وهاجموا بل والالمعقول العبثية بهرطقات والشعر والمسرح القصة

> الشاذة الدعوات هذه ووجدت والوجودية، الذين لدى صاغية آذانا عبد الدكتور إن- جذور، أو قيم بال اإلسالم أرض على يعيشون

مجلة تحرير ورئيس السابق، الحديث األدب أستاذ القط القادر أو األدباء بعض مما الكثير يفهم ال أنه صراحة في ( يعلن )إبداع

بعضا وينشر (، الناقد الشاعر األستاذ )وهو المحدثين الشعراء> ( لعل- )تجارب عنوان تحت مجلته في منها أن يستطيع غيره أحداالدب. من الغريب اللون ذلك يستوعب أو يفهم

> هي ـ الكبار الغرب نقاد أحد يقول كما اللغة )إن- الرباط ذلك حقا كامل تصوير اللغة بالموضوعي.. إن الذاتي يصل الذي الفريد(.1( ) والعالم أنفسنا بين الجدلية للعالقة

ال وثيق، رباط ـ القرآن لغة ـ العربية باللغة لنا كمسلمين ونحن لخلود الخلود اللغة لهذه الله كتب وقد الدهر، أبد عراه تنفصم

وقيمنا وأحكامنا وتشريعاتنا لعقيدتنا اإللهي المنبع ذلك القرآن، تتقاعس لم وثراء وحيوية إعجاز من فيها العربية واللغة السامية،

دورها وأداء التطور مواكبة عن تتخلف أو العصور، من عصر فياألوقات. من وقت أي في الخالد

بل العبثية، تفعل كما اليقين ضياع يؤرث ال اإلسالمي األدب إن من يعلي اإلسالمي واألدب والحياة، العقيدة مناط اليقين يجعل وجهاد، وتقوى وصالح عمل دار ويجعلها ويمجدها، الحياة شأن في ـ الحياة وليست وأروع، وأخلد أبقى آخر إلى قنطرة وهي

> ـ اإلسالمي األدب منظور > وهما > وحلما > أمل وخيبة مزعجا وغريبا باألمل مشرفة النابضة، الحية بالحقائق مليئة ولكنها وعزلة،

50 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 51: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ومهمة السامية، االجتماعية والصالت باألخوة دافئة والرجاء، العدل رسالة فيها يبعث وأن المظلمة، جنباتها ينير أن المسلم تتألق حتى والنماء، العطاء فيها يبذر وأن والحب، والحرية والخير الله للقاء يطرب أن المؤمن والسعادة.. وعلى والجمال بالنعمة

> الرحلة، نهاية في جناب.. أعظم إلى ذاهب أنه واثقا

وانتحار. يأس أدب ليس اإلسالمي األدب

وحياة. أمل أدب لكنه

(. الشرق نحو يستشري الذي )المرض ذلك نواجه أن علينا فرص

لتــزامأوال اإلســــالمي األدب

> ليس االلتزام قديمها العالمية، اآلداب من كثير في بدعا ( يعملون للفن الفن ) بنظرية يؤمنون الذين أولئك حتى وحديثها،

الفن، في نظرهم بوجهة يرتبط معين نوع من التزام نطاق في معين، إطار في يتحرك األدب أو الفن مذاهب من مذهب وكل

> ويلتزم > شكال الحرص أشد عليها يحرص خاصة، بقيم وموضوعا االلتزام يرفضون أنهم يزعمون فالذين استماتة، في عنها ويدافع

والجمالية، الفنية للقيم ومناف� األديب، حرية على قيد ألنه لم أم به واعترفوا يشعروا، لم أم بذلك شعروا سواء ـ يلتزمون وفق عمل وأسلوب منهج إذن ومبادىء. االلتزام بقواعد ـ يعترفوا

وهو بشكل، أو بمضمون تقيد القول: بأنه ويمكن معين، تصور> يف لم لكنه واآلداب، الفنون قديم قديم أمر النمو على قيدا

نفهمه، أن يجب وهكذا والفكر، اإلبداع مجال في سواء والتطور بقواعد يلتزم اللغات من لغة أية في ـ كاتب أي ـ الكاتب إن

>، والصرف النحو أسلوبه، وللشعر طريقة، للنثر أن ويعرف مثال> ينجب قد األثنين بين والخلط > مولودا الشعر صفات بين يجمع ثالثا اآلخر، من أكثر أحدهما صفة المولود ذلك على تغلب وقد والنثر،

> ـ الوليد أي ـ يلغي أن دون في وللشعرـ االثنين، من واحدا المشبوهة الدعوات برغم وموسيقى إياع بهاـ المعترف القواعد

ه هذ في نثر أو شعر هو ما بين الفارق تسقط أن تريد التي

51 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 52: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

فداللة الزمن، مع تموت ال التي دالاللتها وللـألفاظ الهامة، الصفة ذلك، عن يعبر اللفظ في كامنة تظل السماء أو النهر أو الشجرة

إلى يرمز قد فالبحر والكناية، المجاز ألوان من الرغم على محط يكون وقد والثورة، العنف إلى يرمز وقد والكرم، السعة

أو األمل، ثغور شاطئه على تشرق قد أو والخوف، الغموض بدالاللة اللفظ يبقى وهكذا السفن، عرائس صفحة على تتهادى أو وقديمها والصور المعاني عديد من إليه يرمز قد ما مع األولى، األصلية، ودالالتها بقواعدها اللغة نحو االلتزام نت نوع إنه جديدها، التي المجازية، الدالالت أمام مصراعيه على االلتزام باب وينفتح> تشكل > جانبا الفني. اإلبداع جوانب من هاما

الوجه وهو الذاتي، أو الداخلي االلتزام نسميه أن يمكن ما وهناك وما والفكر فيها، يعتمل وما النفس عن فالتعبير للصدق، اآلخر

كلها عنها، ينبث وما والروح به، يضطرم ما والخيال فيه، يتفاعل> تميز قد خاصة أمور > ـ اإلبداعات من وتجعل آخر، عن أدبيا شكال

< تبدو أنها من الرغم على الخصوصية، صفة لها تجارب ـ ومضمونا يتناول ذلك. فقد أو األدبي اللون لهذا العام النسق إطار في

منهما لكل يكون لكن ـ معاصرة أو تاريخية ـ بعينها حادثة أدبيات في األساسيات بعض ذلك يتناول أن دون بعينها، الذاتية، رؤيته

الحبكة هناك يظل فلسوف القصيدة، أو المسرحية أو القصة فن برغم والتأثير، المتعة جو وسيظل المتميزة، الفنية الصورة أو

ذلك ينكر أن منصف يستطيع فهل واألساليب، القدرات تفاوت؟ الذاتي أو الداخلي االلتزام

الخارجي )بااللتزام تسميته يمكن ما حول عادة الجدل يدور لكن وضعها تم نظم أو قيود مجتمع كل ففي التعبير، صح ( إن

اقتصادية أو قانونية أمور وهي العالقات، وتتسق الحياة، لتستقيم> أخالقية، أو فيها، بعضهم يرى فقد الجدل، حولها يثور ما وكثيرا

> أو اإلنسان، لحقوق غمطا > أو للحريات، كبتا مجال في جمودا يقف والفنان واضعوها، يتصوره مما التقيض على وهي التطور،

> نرى وقد الرفض، موقف أو التأييد، موقف النظم تلك ازاء فريقا< لكن بآخر، أو بأسلوب النظم هذه من التملص على يتحايل ثالثا

52 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 53: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ذلك ويكون الغالب، أو السائد الموقف هو بها االلتزام يظل العقوبات إلى ولجأت السلطة، مواقف تصلبت كلما أشد االلتزام

وهذا التنكيل، أو المحاكمة أو المصادرة سالح واستغلت الصارمة، برغم ـ األديب يتحول حيث بالذات، الدكتاتورية النظم في أوضح

وقناعاتها، لفلسفتها وترجمان التنفيذية، للسلطة بوق إلى ـ أنفه> االلتزام ويصبح األديب، حرية تتضاءل وهنا االلزام، من ضربا

بأن القول إلى النقاد ببعض حدا الذي السبب هو هذا ولعل األمر ولكن الخارج، من يأتي واإللزام الداخل، من ينبع االلتزام

> يبدو إطالقه، على قبوله نستطيع ال كنا وإن عمومه، في صحيحا األسلوب بهذا مؤمنين أدباء نرى قد الدكتاتورية المجتمعات ففي يبدو بفن تلك قناعتهم عن ويعبرون ويقين، عقيدة عن الحياة في

< >، جذابا كالوجودية المتمردة المذاهب إطار في نرى كما مؤثرا اإلنسان عن الفلسفية بتصوراتهم ملتزمين أدباء والالمعقول

ويقدمون وقناعة، رضى عن بذلك ويعبرون والحياة، والكون شكلها ويحفل خاص، نوع من جاذبية أو جمال ذات أدبية نماذج أوروبا في وخاصة القراء، من عريضة جماهير يخدع أخاذ ببريق

قيود من قيد بأي يشعرون وال ملتزمون، هؤالء إن وأمريكا،> هذا اإللزام.. أليس > ونعتبره ذلك نرفض قد ؟ حادثا ( )التزاما

< >، أو منحرفا ويتعارض الرفيعة، اإلنسانية المقاييس عن ينبو مريضا الناس هؤالء مثل عند االلتزام لكن ة، السامي الدينية القيم مع يقرون وال النفور، أشد منه وينفرون الرفض، منهم يلقى قد

في االلتزام يعني ماذا بسواها. لكن يلتزمون وال وحدها ة بالحري (. )الطاعة هو الواسع اإلسالمي بمعناه األلتزام اإلسالمي؟ األدب

وسلوك المؤمن، قلب في وفرح إيمانية، قناعة الحقيقية والطاعة يبدأ عمل، إذن االلتزام بها، يتعلق ما وكل العقيدة لحقيقة مطابق

ممارسات من وينطلق يتزعزع، ال الذي والعزم الصادقة، بالنية ونفسه، اإلنسان بين وئام إنه الحياة، جنبات مختلف في واقعية

اإلسالمية الحياة قيم جناحيه تحت يضم وهو اآلخرين، وبين وبينهأحكامها، أو وقوانينها

وجماد وحيوان وسنن، كون من به يحيط لما المؤمن وتصورات ومرجع باآلخرة، الدنيا الحياة ليربط التصور ذلك ويمتد ونبات،

53 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 54: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

وسلم، عليه الله صلى نبيه نة وس الله كتاب هو كله ذلك دائم، جهاد مسرح كانت وإن ضالة، تائهة قوة ليست والنفس> فالصعود مستمر، وصراع ال والتسامى سلبية، حركة ليس دائما األفضل، نحو جهاد هو اليومي المؤمن جهد. وعمل دون يتحقق

وفيها ومراته، حالوته له وطرقه، قوانينه مادام الصراع يموت وال>، باق واألمل الهزيمة، وألم النصر روعة فالمؤمن وبالتالي دائما

اإلنسان يكون ال الموقف هذا موقف.. وفي صاحب الحقيقي< > وحيدا الوجوديي أو العبثين لدى يحدث كما الصالت، منبت حائرا

وهدايته وعونه الله رحمة إلى موقفه في يستند لكنه وغيرهم، ن عدوانية ( فال38( ) األنعام: شيء من الكتاب في فرطنا ).. ما

آخر بمعنى كتئاب.. أو أو أو يأس أو اغتراب، وال غرابة وال إذن والضالل والتمزق واآلالم الخوف صحراء من المخرج هي الطاعة>.. كتاب بعدي تضلوا لن به تمسكتم إن ما فيكم )تركت الله أبدا.. (. وسنتي

والغاية يهدي، الذي النور تجد والطاعة الطاعة، هو هنا االلتزام والتجربة تقنع، التي والبيان توصل، التي والوسيلة تتألق، التي الجوانح.. فهل بين كبرى سعادة ينداح الذي واليقين تؤكد، التيخارجي؟ أم داخلي االلتزام هذا

يجعل اإلسالمي، التصور نقول: إن أن األصح بل وذاك، هذا إنه> االثنين من >، شيئا الصفاء وحدة أو واحد، في الكل إنه واحدا

> ينسكب قلبه، أو المؤمن نفس في فما والتجارب، والتآلف حبا< صور من الوجود في وما الحياة، جنبات ويضيء وهداية، وعدال بصيرة مع تتداخل الحواس التأمل عبر يتحول وكائنات، وحياة

بالله. اإليمان معنى وتؤكد وروعته، كمال للوجود فتعطي المؤمن

بداهة يقتضي وهو مضمون، التزام ـ واضح هو كما ـ وااللتزام علىقواعده فالحرص ـ القرآن لغة العربيةـ اللغة على الحرص> يرتبط األصلية، ودالالتها > ارتباطا قيم من الله كتاب في بما وثيقا بالعربية الناطقون الحرص هذا في يستوي ومبادىء، وأحكام

اإلسالمية. البلدان في بغيرها والناطقون

54 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 55: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

بين التمييز على حفاظها يكون األدبية الفنون بأشكال وارتباطنا وما المضمون بين الوثيقة الصلة ننكر ال أننا كما وآخر، لون

في التجديد باب أن نعتقد ولهذا مناسب، شكل من يتطلبه ما إال التجديد هذا على قيد وال الحياة، بقيت ما باق األشكال شك وال وقواعدها، العربية اللغة أصالة على حفاظ من أسلفناه

قواعدها وضوابط الواسعة، وإمكاناتها العربية، اللغة ثراء أن> قادرة تجعلها وغيرهما، واالشتقاق الصرف في المذهلة، تماما

للعمل الفنية وتطورها،فاألشكال الجديدة األشكال تقبل على الجمال، عناصر فيها وتحققت جدواها، مشترك عام ميراث األدبيالنفس. في األثر قوية وكانت

الحرية مفهوم إن األصيل، بمعناها الحرية نقيض ليس وااللتزام الشيوعية الدول في فالحرية أخرى، إلى فلسفة من يختلف الفلسفة يضاد فكر أو لرأي مجال وال العيش، بلقمة ترتبط

الغربية أوروبا في والحرية الدولة، نظام على يخرج أو الماركسية التعبير وفي المال، رأس حرية في مفهومها لها وغيرها وأمريكا السوية، اإلنسانية الطبيعة جانب أو بالقيم، أضر مهما الفردي> ذلك مع اإلنسان ويبقى والعزلة اآللية، الحياة وطأة تحت مقهورا

يتمرد أن بأس وال الخلفي، والتسيب االجتماعي، والتمزق القاتلة، والمسكرات المخدرات خضم في نفسه يغرق أو ينتحر أو

حريته.. حقه.. أعني والجنس.. فهذا

ينصفها لم وموازين فرد، يخترعها لم ضوابط هناك اإلسالم وفي صنع من والموازين الضوابط إن وإرادته، فكرة بمحض حاكم

أو فتئات أو تحيز مجال ليست أحكام وهي وعال، جل الخالق النفسية وقدراته وإمكاناته اإلنسان طبيعة فيها روعيت نزوات،

يزول، ما سرعان آني موقف من تنبع لم أحكام والبدنية، والعقلية من تصاعدت أو والحياة، الموت لسنة خاضع بإنسان ارتبطت أو

وإهدار وتطويعه اإلنسان بقهر ارتبطت أو أخرى، دون رغبة من هي األحكام أو والموازين الضواتبط هذه وإنسانيته، كرامته

تخفي وما األعين خائنة ) يعلم العادل الرحيم الخالق صنع

55 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 56: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

/ هو )إن وحي جملتها في وهي ،19( غافر: الصدور ( يوحى إال الحدود وفق ـ الدنيا لحساب خاضع والمسلم (،4)النجم:

عليه تخفى ال من عند اآلخرة ولحساب الشرعيةـ والعقوباتالسماء. في وال األرض في خافية

والحاكم والضعيف، القوي حق اإلطار، هذا في المسلم وحرية الحرية مطلق ولك واألجير، والمالك والفقير، والغني والمحكوم،

وتعطي حالل، في وتنقية حالل، من تكتسبه أن بشرط مالك في( ) النور: آتكم الذي الله مال� من ).. وآتوهم حقه حق ذي كل33)

في حق والسلطة المشروع، إطار في حق الجنسية والمعاشرة وزر أو رذيلة دون حق والرفاهية واالستمتاع اإللهي، العدل نطاق

والطموحات االحتياجات نسرد أن نستطيع وهكذا فساد، أو> فنجدها اإلنسانية، > حالال العباد. أو الله حقوق تهدر لم طالما

على الملقاة الكبرى وبالمسؤولية بعقيدية، مرتبطة المسلم حرية فال األصلية، الحرية مع يتضاد ال التصور هذا في عاتقه.. وااللتزام

هذا بداية في نقل ألم ـ لها معطل هو وال له، مفسدة هي فإن وبالتالي موقف، والطاعة الطاعة، هو األلتزام الحديث: إن

عمر الله ورحم المؤمن، لإلنسان الحقوق أهم من تصبح الحرية ولدتهم وقد الناس استعبدتم يقول: )كيف إذ عنه الله رضي

في الموقف ويتبلور وفطرة، دين فالحرية >(، أحرارا امهاتهم خرج إذا أنه أمته أمام يعلن حينما عنه، الله رضي الصديق وقفة

عليكم لي طاعة )ال فإنه سبحانه الله رسمه الذي الحق إطار عن وبالتالي للحرية إهدار الله، لمنهج وإهداره الحاكم، عدوان إن (،

له.. الطاعة تجب فال

> ليس وقلبه المؤمن فكرة في االلتزام يكون فكيف للحرية، نقيضا> اإلسالمي االلتزام وااللتزام منه؟ جزء وهي للحرية نقيضا

> ليس اإلسالمي >. جمودا وتحنجرا

56 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 57: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الدهر، أبد تتغير ال التي واألصول بالثوابت التزام ألنه وذلك وفروض وحق، والعبودية فيها، تغيير ال مستقرة عقيدة فالتوحيد

ال النعم من يحصى بماال عليك وأنعم الحياة، وهبك لمن العبادة عمادة، والعدل الحكم، أصول من أصل والشورى فيها، جدال

خيانة، والكذب ـ عنه الله رضي أبوبكر قال كما ـ أمانة والصدق بها االلتزام ويبقى الدهر، بقى ما الخالدة القيم تبقى وهكذا< واالنحرافات والفساد الزيغ من لها وحماية الحياة، على حفاظاوالفتن. والظلم

الخوف قيود من اإلنسان يتحرر عندما حقيقة تكون الحرية وبطش المادة سجن من ينطلق وعندما والجسد، المال وشهوة

المريضة، األنانية على ينتصر وعندما الحياة، وأطماع السلطة، هي الشيطان.. تلك حبائل وجسده وفكره روحه عن ويفك

الحرية.

Zفيد أن يجب الحرية (: )إن )بيرك يقول Zمتلك لكيما ت (.1( ) ت العشرين القرن أدب في متنامية رغبة هناك آخر: )إن ويقول

غدت إذ الزمن، ذلك في الديني والمركز الدور الستعادة تطورها في الزمن نظريات عليها تنطوي التي والحرية المخاوف

(.2() النفس أمام يصمد ال مما

تبدأ ال الحرية أن يعلنون عندما ذلك يرفضون الوجوديون كان وإذا/ > إال يشكلون ال فإنهم الله، وجود إنكار بعد إال >، فريقا زائغا

في والحرية الموقف، ذلك يؤيدون ال غيرهم بينماالكثيرون النقيض على بالله، اإليمان هي الحقيقة بدايتها تكون اإلسالم

< ( الماركسيون )خاصة والماديون الوجوديون يتوهمه مما تماماوغيرهم.

هذا يكن لم وإذا منطقي، واقعي فهم للحرية اإلسالمي الفهم> الفهم / عالمنا، في مطبقا نظم منها تنطلق التي القاعدة أنه إال في تفاوتها من الرغم على العالم، في الديموقراطية الحكم اإلسالمي التصور ويبقى جيل، إلى جيل من وتحويره الفهم، درجة

57 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 58: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ال واإلنسان، الحياة قيم عليها تتألق مطهرة، عالية قمة للحرية مصالح منها تنال أو ونزوات، أهواء تتداولها أو وهن، يعروهاالتفسيرات. تعددت ومهما العذر، كان مهما فئوية أو طبقية

> يضع ال ـ اإلسالمية الحرية نطاق في ـ وااللتزام فكر، على قيدا>، يصادر وال علمي، جهد أي مسيرة يعطل وال تحرير إنه إباعا

من يحد وال ذاتها، وتحقق دورها، تؤدي كي اإلنسانية للطاقات ـ الكيميائي التفاعل كان وإذا الخالق، اإنساني التفاعل طبيعة

مركب عن وينجلي يتم حتى وضوابطه اشتراطاته له ـ العلم بلغة وضوابط اشترطات تحوطها ـ التعبير صح إن ـ الحرية فإن جديد، هيئة على اإلنسان فيتشكل األمثل، النحو على فعلها تفعل تجعلها

في دوره يؤدي وبذلك اإلسالمية، الحضارة قيم عن معبر كيان تحريف دون الصحيحة، بالصورة الخالدة الرسالة ويواصل الحياة،

قول عليه يتطبق متناغم، متآخ مجتمع يقوم ثم ومن تبديل، أو توادهم في المسلمين )مثل وسلم عليه الله صلى الرسول

له تداعى عضو منه اشتكى إذا الواحد، الجسد كمثل وتراحمهم اإلسالمي قال. واألدب كما ( أو والسهر بالحمى الجسد سائر

في بها يترنم البشر، بين بها والتبشير القيم، هذه لحمل وسيلة إطار في يمزجها أو شيقة، قصة في يرويها أو جميلة، قصيدة

وااللتزام النفوس، في وتؤثر والقلوب، األلباب تشد مسرحية الكبير مسؤولياته من ومسؤولية الدين، هذا طبيعة من جزء بذلك

وبين اإلسالم بين التوصل في طرائقه من وطريقة الكثيرة، ة والخير الحب براعم تزدهر حتى وذلك قاطبة، البشر بني

به تحلم الذي األمثل المجتمع ويتحقق األرض، أنحاء في والفضيلة خيال وراءها كدح التي ( الحقيقية، الفاضلة )المدنية أو اآلمال،

قلب من تلقائ انبثاق األمثل القرون. وااللتزام طوال الفالسفة> ليس وهو ونفسه، وفكرة المؤمن ا تصورا ـ/ > أو ، هالمي >، شعورا عاما

بتوصيفها، اإلسالمية واآلداب األحكام تقوم واقعة، حقيقة لكنهمالمحها. وتحديد

في ثابت، بن حسان رأسهم األوائل، اإلسالم شعراء عاش ولقد هجمات ويدفعون الدعوة، عن ينافقون وهم االلتزام، هذا إطار

58 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 59: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ويسفهون وسلم، عليه الله صلى الله رسول عن والوثنية الشرك لحركة م السلي المنهج ويرسمون والضالل، الجاهلية أحالم

> األوائل المسلمين حكام الحياة. وعاش في المؤمن اإلنسان أيضا في الجندي عاش كما االلتزام، هذا أو النظام هذا إطار في

رأس وصحاب القضاء، منصة على والقاضي، الجهاد، معارك الفقيه عاشة كذلك ، صناعته يطور أو تجارته، ينمي وهو المال

وغيرهم. والرياضي والجغرافي والمؤرخ والطبيب واللغوي

الفني أو األدبي بمعناه االلتزام يعد الذي الشامل، االلتزام إنه كما ـ االلتزام ذلك فصمها، أو فصلها يمكن ال منه، شريحة لألدب يصبح المنطلق هذا ومن وعلم، وسلوك وفكر فن ـ أوضحنا>، والفائدة المتعة يحقق متجدد، وعطاء شامخة، رسالة معا

النفس عن وينفي الوجدان، في واألمل السعادة رحيق ويسكب ذلك ويبدد (، )أيونيسكو عنه عبر ( الذي الدائم )الشقاء ذلك

كما واألمل والسماح العقل يغيب ( حيث الوجودي )الكابوسطاعة. في تعاش بأن جديرة الحياة ويجعل يقولون،

> البشر، لبني نعمة الله قدمه الذي االلتزام وحماية لهم، وتكريما> الناس إليه يساق ( الذي غير)اإللزام لكرامتهم، بالسياط سوقا

والوعيد الرعب سحابات آفاقه يظلل والذي والنار، والحديد الطاعة هو ـ قلنا كما ـ الواسع بمعناه االلتزام ألن والعذاب.. ذلك

األرض. على اإلنسان حماقة صنعته الذي الجحيم هو وااللتزام

الجمال وعلم اإلسالمي األدب

وقد (،1جميل) هو ما كل إلى تنجذب اإلنسان طبيعة إن يحب جميل الله )إن وسلم عليه الله صلى الله رسول عن ورد

وتعالى سبحانه الخالق البديع المبدع قدرة شاءت وقد (، الجمال وسعادة رضى مناط ـ صوره شتى في ـ الجمال من يجعل أن

تختلف وربما مشاع، حق الجمال واستساغة اإلنسان، لدى قد محدود اختالف لكنه لعصر، عصر ومن لفرد، فرد من مقاييسه

> يمس > أو الجوانب، من جانبا القيمة تشكل التي العناصر من عنصا الشاملة، النظرة عند بجمال اإلحساس يقف ولم الجمالية،

59 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 60: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

زكي الدكتور ويقول السريع، التلقائي اإليحاء أو المبهم أواالنطباع في عرف إذا الناس، جمهور من العادي محمود: )اإلنسان نجيب فيما قبيح هو وما جميل هو ما بين يفرق كيف الجارية، حياته> يظل تلك، معرفته مع فإنه أشياء، من به يحبط البعد أشد بعيدا

كان ما، شيء في توافرت إذا التي األسس بيان على القدرة عن>، الشيء ذلك الشيء ذلك كان ما، شيء عن غابت وإذا جميال

وقد األسس، تلك من عنه غاب ما بمقدار الجمال، مسلوب التفكير عمق في موهوب مفكر للممشكلة يتصدى أن هنا يحدث يصوغ حتى والقبح، الجمال بين التفرقة هذه فيتناول ودقته، المفكر: هذا مثل عن يقال وعندئذ وشروطها، ومبادئها أسسها

)فلسفة الموضوع: إنه هذا في يكتبه عما يقال كما فيلسوف، إنه واألدب، الفن مجال في النقد عملية أن هنا ولنلحظ الجمال(،

يختلف فقد ولذلك الجمال(، ) فلسفة عن يتفرع فرع هي إنما في باختالفهم نقدهم، عليه يقيمون الذي األساس في النقاد

(.1( ) يناصرونه الذي الفلسفي المذهب

تلك وحدها، الحسية مقاييسه للجمال أن نعتقد أن الخطأ ومن أو األنف، يشمها أو األذن، تسمعها أو العين، عليها تقع التي

العصبية، األطراف لمسات لها تتحرك أو اللسان، يتذوقها فإذا ووجدان، وعقل وشعور، واحساس وروح، مادة فالجمال

فستظل العناصر، أو الجوانب بعض في الجمال فالسفة التقى إدراك عن الفلسفي الفكر يعجز مناطق الجمال عالم في هناك

القوة هو وحده العقل فليس أبعادها، إلى والوصول كنهها، ولحكمة فيه، خفي وما الوجود أسرار كل استكناه على القادرة

تعمى ولكن األبصار تعمى ال ).. فإنها العزيز كتابه في الله يقول(.46( ) الحج: الصدور في التي القلوب

القيم بأن قناعة إلى تصل أن القديمة الفلسفات استطاعت لقد الوجود، في الكبرى القيم ( هي الجمال الخيرـ ـ )الحق الثالث

> اإلنسانية القيم تندرج الكبرى م القي هذه مظلة تحت وأنه جميعا< رذيلة هو ما بين التفرقة من تنبثق ( تلك )الخير وقيمة لها، فروعا مفكر بها يقوم التفرقة هذه وخير، فضيلة هو ما وبين وشر،

60 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 61: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> ـ موهوب ونقاذ التحليل، بدقة يتميز ـ الفلسفي للتصور طببقا الفضيلة، تبني وجودها على التي األسس تلك فيصوغ البصيرة،

أراده، ما المفكر لذلك تحقق فإذا الرذيلة، تبني غيابها وعلى>، عددناه (.1( ) األخالق )فلسفة كتبه ما وعددنا فيلسوفا

مفكر بها يقوم بحيث والصواب، الخطأ بين التفرقة كانت إذا أما )علم هو ذلك كان الدقة، وأصالة األفق، سعة أوتي دقيق،

> نصل طريقة وعن الفلسفة، من فرع ( وهو المنطق إلى فلسفيا(. )الحق قيمة

في الكبرى الثالث القيم هي إذن والجمال والخير الحق ترعرعت بحتة، بشرية عقلية صناعة وهي القديمة، الفلسفات

قطب محمد األستاذ ويقول واألحداث، والتاريخ التجربة ظل في عن يعبر والدين الفن من كال اإلسالمي: إن الفن منهج في

البشرى الحس يوجه القرآن يقول: إن كما الكبرى، الحقيقة لتنفعل المتبلدة الحواس لتحريك يسعى وإنه شيء، في للجمال> وتتجاوب أعماقها، في بالحياة > تجاوبا واألحياء، األشياء، مع حيا

اللقاء يهيىء الذي هو الصحيح بالدين.. ) والفن الفن يتلقي وهنا الكون، هذا في حقيقة فالجمال والحق، الجمال بين الكامل تلتقي التي القمة في يلتقيان هنا ومن الجمال، ذروة والحق(.2( ) الوجود حقائق كل عندما

ـ أسلفنا كما ـ أنه كما الزينة، لمجرد سلبية قيمة ليس والجمال> ليس > تشكال مركبة حقيقة الصحيح بالمعنى ولكنه فحسب، ماديا وموجاته والروحية، المادية وتأثيراتها وعناصرها مداخلها في

أثره ألن الحي، ن الكائ على انعكاساته وفي والخفية، الظاهرة متبانية، أفعال ردود فتنطلق والعقل، والنفس الروح يخالطا، يبدو بعضها ـ/ >، فعله يفعل اآلخر وبعضها جلي محصلة لكن داخليا

ذلك عن ينبثق وما ومتعة، سعادة من لإلنسان يتحقق ما كله ذلك وفيما وأقوال، أفعال من يدع أو يأتي فيما تتجلى منفعه، من

يرتبط ال بداهة والجمال ومشاعر، انفعاالت من داخله يحتدم النظر وجهة من هامة قضية، وهذه وحدها، الحسية بالمظاهر

61 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 62: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الرغبة واشباع الرذيلة، وارتكاب البهيمية، الشهوة اإلسالمية وجبال وأنهار وزهور ورود من فيها وما الطبيعة وجمال االثمة،

قادرة، قوة من ينبع لكنه سطحي، جمال مجرد وليس وطيور، الفكر وأثارت واألبصار، األلباب فخلبت وصنعت فأحسنت، خلقت

المعجزة القدرة ه بهذ واليقين اإليمان أبواب وفتحت والتأمل،> بالجمال االستمتاع كان وإذا الخالقة، اإلسالمية، األصول في مباحا

من وخالصها النفس وسمو والذوق، الروح ارتقاء إلى مدخل فإنه من أبعد هو ما إلى يجول كي للفكر ومحرك والسقوط، التردي

من سبب فالجمال الزوال، عليها كتب قد التي الحسية المظاهر الفنية الجمالية والقيم عناصره، من وعنصر اإليمان، أسباب وسيلة ويجعله ويقويه، اإليمان هذا يعمق ما جناحها على تحمل

الحياة. هذه في والخير للسعادة

محمود) نجيب زكي الدكتور يقول كما ـ المعاصرة والفلسفات بين نحيا التي طبيعته في الكون على كله االهتمام صبت ( : قد1

بيته نحو بفكره اتجه قد هذا، عصرنا في اإلنسان فكأنما جنباتها، العصر فالسفة من يظهر فلم معرفة، يحاول فيه، يقيم الذي

> ال بنظرة > وال إلثباتا > وال نفيا / تعليقا هذه ومن النادر، القليل في إال>، به يوصف بما يوصف أن عصرنا استحق الزاوية أنه وهو كثيرا

فيه. إلى يعيش الذي واقعة حدود يجاوز ال أنه بمعنى مادي، عصر يوم نالك سبحانه وهو فيه، ومن فيه ما بكل الواقع ذلك خالق

. الحساب ويكون الدنيا تفنى حين الدين،

الداخل، ( من )البيت عن قيل مما األكبر الجزء يقبل إذ فالمسلم> يرفض > رفضا وهي أوله، ( هي )البيت جدران تكون أن قاطعا بعده وسيكون أزل، قبله كان زوال، إلى بيت أنه يعتقد ألنه آخره،

الخلود. أبد

أن ( إلى اإلسالمي الفن )منهج في قطب محمد األستاذ ويشير اإلنسان، وحيوانية ، اإلنسان مادية على قائم األوروبي التصور التي ( القديمة، )الدارونية هو ذلك في السبب وأن الروح، وإنكار االجتماع وعلم الحديث، النفس ( وعلم )الماركسية عنها تولدت

62 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 63: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

والقرن عشر ع التاس القرن في والفن األدب بها وتأثر الحديث،العشرين.

للحياة، الجديدة التصورات ( بهذه الجمال )فلسفة تأثرت ولقد تاريخية بعوامل ارسطو عند الجمال فلسفة تأثرت مثلما

الفلسفات كل على الجدد الجمال فالسفة وحمل وعقائدية، الدين، عن الفن يعزلوا أو قوة بكل حاولوا كما القديمة، الجمالية

فتارة وتضاد، نفور عالقة أنها على بينهما العالقة يصوروا وأن تفسد وغيرهما والسياسة الدين شعارات غاية، الفن يقولون: إن

حرية والفن قيود األديان أن يزعمون أخرى وتارة الفنون، ال والفن ، األخالق عمادة الدين أن يدعون ثالثة ومرة وانطالق،

فضيلة هو بما تعبأ ال نظرهم في الفنون أن إذ الجانب، بهذا يعبأ الشر، أو الخير تصوير في جميل هو ما بكل تهتم ولكنها رذيلة، أو

ما. نوع من جمال كل ففي

يبحث الفن وأن الحقيقة، عن يبحث الدين أن يرى من هناك إن في أليس نظر، إعادة إلى تحتاج مقولة وهذه الجمال، عن

نقل: إن ألم ؟؟ خاص من جمال الدين يقصدها التي الحقيقةية صورة مجرد ليس الجمال مركب، األمر وإن ، انفعاليةى أو حس/ الفن يبحث أال ثم والسهولة؟ التبسيط من النحو هذا على وليس< تصوير إال هي ما الجميلة المسرحية إن ؟ الحقيقة إبراز في أيضا

المأساة وإن والرذيلة، الفضيلة بين أو والشر، الخير بين للصراع> تعكس من مجموعة أو حقيقة إلى وتشير إنسانية، هموما

وفي ، مغاير بأسلوب نفسه الشيء تفعل والقصة الحقائق،> الشعر إلى الشعر إلى ننظر أن ـ حيف دون ـ اإلمكان عموما المختلفة اآلداب ألوان القول: إن يمكننا ثم ومن نفسها، النظرة

> تجسد أو نفسية، حقيقة تبلور قد >، واقعا قيمة تبرز أو اجتماعيا اآلداب أن نرى وهكذا ، معين إطار في العليا القيم من قيمة من> لنا ألن جميل، شكل في أو أخاذ، ثوب في الحقيقة من ألوانا

كونها عنها ينفي ال ة ومؤثر جميلة يجعلها بما الحقيقة تغليف يختلف الحقيقة، فيه تزف الذي الجميل الشكل وهذا حقيقة،

< البحوث عن تتنتج التي المجردة العارية الحقيقة عن تماما

63 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 64: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

. التقليدية الفلسفية أو البحتة، العلمية

تعطيل وحده، الجمال عن البحث دور على الفن اقتصار إن إلى واآلداب الفنون ينقل أن يمكن الذي وهو حيوية، لوظيفة> )الجمال كان ومهما واالنفالت، العبثية متاهات لذاته، ( مطلوبا

بتجلي أسبابه االتبطت ما إذا وأجدى أقوى تكون فاعليته فإن الزيف بعض شابها قد الحقائق كانت وإشراقاتها. وإذا الحقائق

< >، الفلسفية التصورات تحت أحيانا وضع قد القرآن فإن وحديثا وأعطى اآلخرة، وفي الدنيا في الكبرى الحقائق على أيدينا

ولكن الجوانب، من كثير في تتزعزع ال تامة قناعات للمؤمن> الباب يبقى حقائق إلى الوصول أجل من والتجربة للكدح مفتوحا

آفاق ن وأ تعد، ال الجمال صور أن المعلوم ومن ثانية، جديدة أن يستطيع المسلم واألديب حدود، تحدها ال المختلفة الحائق والتوحيد والخير والجمال الحق عوالم في عائق دون ينطلقوالرجاء. والحب والعدل

> األدب كان وإذا ( هي )الفكرة فإن الجميل، التعبير هو أساسا األدبي العمل ألن جمالها، األخرى هي ولها األدبي، العمل عماد

>، والمضمون الشكل على ينسحب والجمال يتجزأ، ال كل وهذا معا يول جمال الفني الصدق وفي النقاد، كبار بعض إليه أشار ما

Zقال بيت قائله أنت بيت أشعر ثابت: وإن بن حسان أنشدته إذا ـ ي> ـ صدقا

وهذا الجمالية، القيم مع تتنافى ال األدبي العمل في والمنفعة فيه شك ال الذي لكن األداء، في وبراعته الكاتب قدرة إلى راجع

من الكثير تفسد قد الصريحة، والدعاوى الفجة، الشعارات أن المنفعة بين يجمعوا أن كبار كتاب استطاع ولقد الفن، جماليات

> فابدعوا الجمالية، والقيم > أدبا ويقول العصور، باحترام جديرا( .1( ) )راسين

فعلت كما آخر، مكان في فعلت ما إنني تأكيده، استطيع )الذي فاخف واضح، بشكل الفضيلة ابراز فيدر( في )مسرحية هنا

64 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 65: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

هنا إليها ينظر الجريمة وفكرة العقاب، أشد تنال هنا األخطاء الضعف ومواطن ذاتها، الجريمة إلى ينظر مثلما نفسه بالرعب

تصور واألشواق فعليه، ضعيف� كمواطن هنا تصور الحب في هنا الرذيلة تسببه، الذي الشامل االضطراب تظهر أنها لمحض فيكرهها. هذه بشاعتها يدرك المرء لتجعل مكان كل في تصور

امرىء كل على يتوجب التي الصحيحة الغاية هي الواقع في مما بالذات وهي عينيه، نصب يضعها أن المجموع أجل من يعمل فمسرحهم غيرهم، قبل األوائل المأساة شعراء بال يشغل كان مدارس تعلمه عما يقصر ال بشكل الفضيلة تعلم مدرسة كان

الفالسفة.. (.

( )فولتر فإن للشعر، مفسدة العقالنية أن ( يرى )ديدرو كان وإذا زينة يكون عندما إال الشعر أقدر ال يقول: )أنا منه النقيض على

(. العقل

(، )الجمالية مذهب عليه يطلقونه الفن في شهير مذهب وهناك الواسع بمعناها والجمالية (، للفن )الفن مذهب نطاقه في ويدخل أن المذهب هذا أصحاب من كبيرة طائفة وترى (، الجمال )محبة عن يقال فيما وليس له، المباشرة ممارستنا في توجد الفن قيمة

الحياة، عن يختلف ـ يقولون كما ـ والفن السلوك، في تاثيره القول: إن حد إلى االختالف ذلك يؤكد الجمالي الموقف ولكن> يحمل ال فهو ولذلك بالحياة، له عالقة ال الفن أخالقية، مضمونا

الفني العمل قيمة وتكون كبرى، أهمية الشكل تعطي والجمالية الجمالية: أتباع من آخرون يرى بينما الموضوع، دون الشكل في الخيرة للحياة ضروري تقديرها عنها، غنى ال قيمة الجمال أن

الواقع في وهي والحق، الخير قيمتي عن فصلها يمكن ال ولكنبعدهما. تأتي

األخالقية المعايير أن يزعمون الجماليون النقاد معظم ونرى وإذا الفني، العمل قيمة تجاه مغزى ذات غير والفلسفية والدينينة

يساهم ما حدود في فهي أهمية ( من )المضمون للمحتوى كان ال تقديري عندهم والنقد العام، الجالي االنطباع إطار في فيه

65 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 66: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

وليس الفنية األعمال ( تفسير )الجمالي الناقد فمهمه تقويمي،الرداءة. أو بالجودة عليها الحكم

)أصحاب عليهم أطلق المذهب هذا إلى ينتمون طائفة وهناك مغزى ذا يكون قد األدب أن يرون ( وهم األخالقية النزعة

> يكون أن دون أخالقي، عن اإلعالم دون أي ومباشر، واضح تلقينا عبر وقد التحذيرية، الحكاية أو الموعظة طريقة على مغزى يدافعوا أن الروائيين من طلب حينما ذلك ( عن اليوت )جورج

وليس األنبل، العواطف بإثارة وذلك االجتماعية، االصالحات عن واألديب المفكر أن من الرغم خاصة. وعلى إجراءات بوصف

والفن الجمالية لمذهب البداية في المحتمسين من ( كان )بيتر> عشرين بعد عاد أنه إال للفن، ال العظيم الفن ليقول: إن عاما ابتداء> يفعله أن يجب ما وهو ـ فحسب الجيد الفن شروط ينفذ

> ليكون /ا اإلنسانية المسائل كذلك يعالج أن يجب ولكنه ـ فن ، المادة على بل الشكل على تعتمد ال الفن وعظمة الكبرى،> أكبر األدب يكون وعندما وإلنقاذ الناس، سعادة لزيادة تكريسا

لتقديم أو اإلنساني، التعاطف نطاق لتوسيع أو المظلومين، يعلي قد مما بالعالم، وعالقتنا أنفسنا عن قديمة أو جديدة حقيقة

بهذه الحياة.. فإنه بهذه مقامنا في عزائمنا يشد أو أقدارنا، من(.1العظيم) الفن من ـ الفن أي ـ الصفة

عند اإلسالمي األدب مفهوم مع الجمالية تضاد نالحظ هنا ومن النزعة )أصحاب الجماليين لدى منه واقترابها أصحابها، من الغالة

ومحتواها الجمالية القيم بين بتناقض يشعرون ال ( الذين األخالقية القيم لتحقيق هادفة، برسالة األدب وقيام العقائدي، أو الفكري

الحياة وتهب والمجتمع، للفرد السعادة تحقق التي العليا اإلنسانية والحق الفضيلة قيم وتؤكد النجاح، بأسباب وتمدها وفاعلية، قوة

والخير.

>: بيتر استاذه جامعي طالب سأل ولقد قائال

( ؟ الفن )في اخالقيين نكون أن يجب )لماذا ـ

66 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 67: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

>: بيتر فأجابه قائال

(. الجمال غاية ذلك )ألن ـ

الفن )مذهب خطورة إلى والباحثين الدارسين بعض أشار وقد والمجتمع، السلوك على وخطرها المنحرفة الجمالية ( أو للفن

> وضربوا التي الدبية ( وآثاره وايلد )أوسكار بشذوذ لذلك مثالاألخالقي. والفساد الشذوذ لذلك تروج

المغزى بوجود ( يقر )بو األمريكي المفكر أن من الرغم وعلى )أو عرضية بصورة يأتي أن بشرط الفني العمل في األخالقي

إلى: العقل يقسم أنه إال (، عرضية من أكثر

لZقي = وحسن = وذوق خالص )عقل Zخ ) ...

القيم ثالوث في الثالثة باألجزاء تتصل رأيه في ـ الثالثة وهذه مع الخالص فالعقل (، الخير ـ الجمال ـ )الحق األفالطوني

> )بو يرى كما الجمال، مع والذوق الحقيقة، يتصل الذوق أن ( أيضا جمال يستهويه وقد الجمالي، مظهره ( في )الخير بالواجبالرذيلة. قبح من وينفر الفضيلة،

اختالف إلى راجع الجمالي، المفهوم ساد الذي االضطراب إن القيم تزعزع وإن المفكرون، منه يبدأ الذي العقيدي المنطلق

المفكرون وقفه الذي السيىء والموقف الغرب، في الدينية قد وتاريخها الكنسية التصورات من عامة والفنانون واألدباء عامة، بصفة والفن والفكر الحياة عن إقصائها محاولة على ساعد وبين بينها حدث كما والفن، الكنيسة بين خصام ظاهرة وهي

خطيرة انحرافات في الموقف هذا ساهم وقد والعلم، السياسة بل الحد، هذا عند األمر يقف ولم األوروبية، واألداب للفلسفات

عامكة، بصفة والشرق اإلسالمي العالم بلدان إلى عداوة انتقلت في الخصام لهذا حقيقية مبررات وجود عدم من الرغم على

67 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 68: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ظاهرة على نقضي أن هنا ومهمتنا اإلسالمي، المفهوم إطار لها الترويج والمخدوعون الضالون يحاول التي المفتعلة الخصام

من ويعلي الجمالية، القيم يعلي اإلسالمي. فاإلسالم مجتمعنا في الباب ويفتح والطهر، والنقاء العفة من بسياج ويحيطها شأنها،< )الكلمة ويزيد الخالقة، واألدبية الفنية اإلبداعات أمام واسعا

> الجميلة مهمة، وأسمى رسالة، بأعظم يكلفها حينما ( شرفااألمين. الروح بها نزل دعوة وأرقى

الشاملة، اإلسالم رسالة من جزء اإلسالمي، األدب ورسالة أن المؤمنين أمر الذي واإلسالم الفعالة، وسائله من ووسيلة يحب نظيف الله أن وعلمهم مسجد، كل عند زينتهم يأخذوا

للجمال األيام من يوم في يتنكر لم الجمال، يحب جميل النظافة، جمال وحكمة.. أي سحر والبيان وإبداعه، الله صنع هو الذي

والفضيلة والحق بالخير تشرق وحقيقة أخاذة، فنية صورة ومعنى،؟؟ ذلك من وأروع أرفع األدب يكون أن والنور.. أيمكن

والمجتمع اإلسالمي األدب

أحضان في يتقوقع اإلسالمي األدب أن بعضهم يتوهم> يرتبط وقد التاريخية، الموضوعات إلى وينجذب الماضي، شكال

ذلك، وغير المسرحية أو الشعر أو القصة مجال في سواء بها، إلى ينطلق أن يستطيع ال اإلسالمي األدب أن يظنون وآخرون

ثابتة بقيم اللتزامه المستقبل، تصور ويجوب الواسع، اإلبداع آفاق> عليها الخروج يجعل ما القداسة من لها >، أمرا وترتب مستعصيا

اإلسالمي األدب إلى ظالمة نظرة والظنون األوهام هذه على> ـ األدب هذا فعزلوا الجمالية، وقيمه وتاثيره وطبيعته ودوره ـ جهال

وعن ومشاكلة، العصر قضايا وعن والمجتمع، الحياة واقع عنوآالمه. وآماله وأحالمه الجديد اإلنسان أشواق

األدب أن حسبو اإلسالميين الكتاب من النية حسنة فئة وهناك )إسالم كلمة ترددت إذا إال الصفة بهذه يكون ال اإلسالمي بالتوجيه الكاتب نبرة كانت إذا وإال ثناياه، في ( صراحة وإسالمي

> باألدب يضر قد ذلك أن متناسين صاخبة، واضحة عالية ضررا

68 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 69: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

،< وبين عليها، المتعارف األدب ألوان بين الفواصل ويمحو بليغا ذلك من واألخضر والوعظ، والحديث بالخطبة تتعلق أخرى فنون

> فرضوا قد لنا إخوة أن > حظرا الموضوعات بعض على تاما التي األمور من ذلك وغير الجنسية والعالقات وعواطفها كالمرأة>، تشكل العبارات بعض على المفروض الحظر إلى باإلضافة حرجا

السليم، الذوق عن وتنبو الدين، يأباها التي البذيئة الكلمات أو يعطل كاد حتى حتى العلماء بعض عند الحظر نطاق واتسع والمروق والرذيلة الشر جانب إلى وتصنيفها بنوعيتها أدبية وظيفة خالل من األدب أن ، قول من أسلفنا فيما الواضح من ولعله

بالمجتمع.. باإلنسان االرتباط أشد يرتبط اإلسالمي التصور التي الحياة وبطبيعة والمجددة المتطورة وعالقاته ومشاكله

> تخضع نعيش الذي هذا في وخاصة المستحدثات من للكثير دائما> التالية وبالعصور فيه، من العديد شك وال نراه، ما على قياسا

لها األسئلة هذه الحياة قلب في تضطرم التي الحارة األسئلة وبتغير الصناعي، والنمو االنتاج وأدوات وسائل بتغير وثيقة عالقة وموازين دولة، كل في االجتماعية القوى وبميزان الثروة، توزيع الثالثة القرون في انبثقت التي وبالفلسفات العالمية، القوى

إلحاح تحت تغيرت التي وبالقيم فلسفات، من قبلها وما األخيرة، الجذابة، ( القوية الحرية )شعار تحت المارقة الجديدة الدعوات أن المعمورة،كما من كثيرة أنحاء في الديني الوازع وبضعف

ومنافستها للرجل ومزاحمتها التقليدية، أوضاعها عن المرأة تخلي> رحابها في عاشت التي واألعراف القيود من وتخلصها له، قرونا

هذه وخروج (، المرأة )بحقوق يسمى ما ظاهرة وتضخم عديدة، المنزلية والرسالة المقدسة، األمومة دائرة من الحقوق

والحرية الصناعي واالنتاج السياسية مجاالت إلى واألسرية،> أوجد وذاك هذا كل والتبرج، واللهو الفن وأندية الجنسية، واقعا

< > أكثر وبالتالي وشراسة، حدة أكثر جديدا ال فكان ومشاكل، تعقيدا رجال شغلت ملحاحة، تساؤالت األنحاء مختلف في تضج أن بد

والسياسية والدينية والتربوية والنفسية االجتماعية الدراسات>. واألدبية أيضا

هذه عن أذنيه المسلم األديب يسد أن اإلمكان في فهل

69 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 70: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

تشكل وهي تجاهلها، نستطيع ال ظواهر إنها الصاخبة؟ التساؤالت المسلم واألديب وتحليل، ونظر دراسة إلى تحتاج تعقيدات وجهها على رسالته يؤدي أن يستطيع ولن موقف، صاحب

بشجاعة ـ الظواهر أعني ـ المآسي تلك واجه إذا إال الصحيححنقطتين: على يرتكز معضلة الحل ومفتاح سليم، وتصور ووعي

ودوافعها، وأسبابها أبعادها ومعرفة الظاهرة، األولى: توصيف أخطر هو ما إلى تطورها أو ونهايتها لمسيرتها المتوقع والخط

والمجمعية )النفسية والخارجية الداخلية أبعادها وإدراك وأعتقد،..)

الراسخة العقيدي أو المناسب، المنهج أو الفكري، الثانية: التصور الظاهرة، هذه معالجة وفي التقويم، في استخدامها يمكن التيوسعادة. بهجة أكثر وتكون الحياة، تستقيم حتى

والتعامل الظواهر تشخيص في عام أسلوب هو ذلك كان وإذا أو النفسي، العالم أو االجتماعي، الباحث طريقة أن إال معها، يتميز الذي الفنان، أو األديب طريقة عن الديني. تختلف العالم

على بالتركيز يتميز واألداء. كما والتصوير العرض في بخصوصية الجمال قيمة يحقق حتى هدفه، إلى خالله من ينفذ معين جانب

والمنفعة )المتعة النفع قيمة جوار إلى الفن، في األساسية(. للمتلقي

( الجمالية )القيم الفنية الصورة بقيم المسلم األديب تضحية إن مواصفات إهدار جانب فإلى كبير، خطر المضمون أجل من

> أعمق أخرى مشكلة تأتي نسقه، عن الصارخ الفن،وخروجه أثرا الصحيحة، بالطريقة رسالته إيصال على قدرته عدم وهي

أو االبحاث، تكون قد أخرى دائرة إلى الفن دائرة من وخروجه األديب، غير يشغلها ساحات وتلك وهذه المجردة، الموعظة

قيام. خير فيها بدوره ويقوم

إلى منه يهرب أو العصر يخاصم أن يستطيع ال اإلسالمي واألديب

70 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 71: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> يتناول حينما اإلسالمي واألدب قديمة، عصور > موضوعا تاريخيا الحياة أو المجتمع مجابهة من الواقع في يهرب ( ال )قديما

التاريخ ففي الحاضر، ععلى وعينه التاريخ يتناول إته الحديثة، تموت ال التي الشاملة العامة اإنسانية التجارب من ثمينة كنوز

فإذا بل، والمستق والحاضر الماضي قضايا إنها السنين، بمرور> المسلم األديب قدم > أو أنموذجا > مثال > نابضا قيمة إلى يرمز عريقا> صور أو وغيرها، الفضيلة أو الخير أو قيم من خير بين صراعا

األدبي العمل هذا لمثل كان وأثرة، وإيثار وظلم، وعدل وشر،>، تأثير وفيه األمس، واقع والتاريخ وفائدة، يتضمنه لما إيجابيا

الحرب أن قال ومن عصر، كل قضايا هي متجددة قضايا إن ؟؟ بعينه قضايا وتالكره والحب والشر، والخير والسالم،

ي قد ل ب التناول، أسلوب اختلف وإن يختلف، ال المضمون> المضمون يتحور أو ختلف إخالل دون آني، منظور من أيضا

اإلسالم. في والثبات التطور بقواعد

> المسلم األديب وليس فكتاب التاريخ، على تعريجه في بدعا ، المرات عشرات اإلغريقية األساطير تناولوا قد وأمريكا أوروبا

العالم كتاب وفعل بها، آمن التي وفلسفته الخاص، بأسلوبه، كل اسطورة تناول سارتر حتى نفسه، الشيء المعاصرون اإلسالمي

أحمد وعلي الحكيم توفيق تناولها (. كما الندم أو )الذباب أوديب> التاريخ أحداث غيرهم وتناول وغيرهم، بأكثر > تناوال > أو أدبيا ا ـ- فني

،< ( أجزاء أربعة )في أوروبية لكاتبة تاريخية رواية إن بل مثيرا نقوله: أن نريد ما الماضي، العام في توزيع أرقام أهلى حققت

يشكل ال مبتكر، أسلوب أو جديد بعرض التاريخية المادة تناول إن< ال التاريخ استلهام لكن اإلسالمي، لألدب بالنسبة قيمة ذا اتهاما فاألحداث األديب، يعاصرها التي الزمنية الفترة تجاهل يعني

المعاصرجديرة المجتمع تهز التي األنيفة والتفاعالت الجارية،< يعايش اإلسالمي األديب أن تعني وهي والنظر، بااللتفات دائما

وتحرك وجدانه، وتهز نومه، فتؤرق مجتمعه هموم ويحمل واقعه، الفني التعبير عنها فيعبر قلمه، في والحرارة الحيوية وتثير فكره،

معهم، أنه وشعروا الناس، إليه استمع تحدث ما فإذا الجميل، وآمالهم وآالمهم قلقهم عن يترجم وأنه العناء، يشاركهم وأنه

71 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 72: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

بين والروحية الفكرية العالقة تلك فتتأكد إليه، يجذبهم بأسلوب حفز في يساهم الذي الخالق التجاوب ويحدث والمتلقي، المبدع بأن الزعم األفضل. أما إلى التغيير وصنع المواقف، واتخاذ الهمم، فيها. وإن جديد ال ثابتة مقوالت من ينطلق اإلسالمي األدب

الجديد.. والجديد إلى ( يحتاج المشاهد أو )القارىء اإلنسان،< عن تنبىء الواقع في المقولة هذه الحياة، طبيعة وهذه دائما> ـ مضمونه كان مهما فاألديب نية، سوء أو فهم سوء أراد إذا

القصص من األلوف مئات إن جديدة، رؤية يقدم أن بد ال ـ النجاح منها واحدة لكل لكن والشر، الخير صراع صورت والمسرحيات

تكاد السماوية األديان في والشر الخير ورموز الخاص، مذاقها وحواء آدم ( ـ الخلق )قصة في ذلك ونرى واحدة، تكون

الفضيلة إلى والرسل األنبياء دعوة في كما ـ وإبليس والمالئكة سطح على األحداث ماليين وتترجمه واإلخاء، والعدل والحب

أشرنا وحيوي هام أمر يبقى ولكن وعصر، صقع كل في البسيطة عقيدتنا في والثبات ور بالتط يتعلق وهو سبق، فيما إليه

وقد األرض، إلى األخيرة الرسالة وهي الكاملة، اإلسالمية إذا إال اللهم البداية، منذ الحساسة القضية هذه النصوص حسمت .. حاشا لمنهج العديل اإلمكان في أنه الضتالة الهرطقات توهمت

لله..

في المؤمن لمسيرة عامة وأطر ضوابط اإلسالم وضع ولقد المجتمع لقضايا تناوله وفي واإلنسان، والحياة الكون إلى نظرته

هذا طبيعه وممارساته. وفي اإلنسان عالقات وفي ومشاكله، عليه وتجري النمو، من معينة بمراحل يمر الذي الحي الكائن والصالح والقناعة، والطمع والشجاعة، والخوف والضعف، القوة

والضالل. والهداية والجهل، والنطنة والمرض، والصحة والطالح،>، الحق ويبقى >، والخير حق/ـا >، والشر خيرا الهدى ضوء على شرا

الغراء. الشريعة وأحكام النبوي، والتوجيه اإللهي،

أو منحى لها فتجد أصلها، ( في )أوديب أسطورة تقرأ ولهذا< >، مضمونا > فيها تجد كما عاما عند واألسلوب الهدف في تفاوتا

والغرب، الشرق كتاب من غيرهم أو بأكثر أو الحكيم أو سارتر

72 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 73: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

قيمة عن ليعبر خاصة بطريقة الحدث يوظف هؤالء من واحد وكلعقيدته. أو وفلسفته تتفق القيم من

>، )الشجاعة قيمة يحترم القارىء ويظل مجرد، كفعل ال ( مثال في المجاهد فشجاعة الخالدة، القيم من بقيمة الرتباطها ولكن وشجاعة الطريق، قاطع أو اللص شجاعة غير الله، سبيل

الطاهر، القلب صاحب شجاعة غير السفاح، القائد أو الطاغية العقل شجاعة ( غير )الجسور القلب شجاعة إن بل النير، والفكر

يقول: إذ شوقي الله ( ورحم )األلمعي

> العقول شجعان ووجدت كثيرة القلوب في الشجاعة إن قليال

> كقيمة الشجاعة ليست >، تصورا بإيمان ترتبط ولكنها مجردا في والتفاني عليا، قضية أجل من التضحية على وقدرته اإلنسان،

المقهورين وحماية الشر، وقهر العدل، وإحياء الحق، إعالء أن نسطتيع وكيف ذلك؟ في قديم وأي جديد أي والمستضعفين،

األساسية. المقومات هذه دون راقية إنسانية حياة بقاء نتصور

حياة لبناء األساسية المقومات هي اإلسالم من النابعة القيم إن ه هذ وتسجن وتحارب السحب، تتلبد تعاش.. وعندما بأن جديرةالبشري. الشقاء بداية عن إعالن بمثابة ك ذل فسيكون القيم،

وحركتها بالمرأة، يتعلق الذي الحساس الموضوع ذلك يأتي ثم وهناك المرأة، بوضعية يتعلق قائم واقع هناك إن المجتمع، في ضوء على السموبه ومحاولة بالنظر الوضعية هذه تناول في أمل

الصحيحة. اإلسالمية المعايير

غريزة إلى مباشرة الذهن انصرف أدبي، أي في المرأة برزن إذا المشتعلة العواطف وإلى المحدود، بمعناه الحب وإلى الجنس،

تصورات من ذلك يتبع وما البهيمية، اللذة في واالنغماسوانفعاالت.

73 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 74: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

الجنسي الجانب هذا ابراز في العالمية اآلداب تمادت ولقد> أصبح حتى عليه، وركزت > يكون يكاد أمرا أو الدهشة يثير ال مألوفا> السينما وغرقت االشمئزاز، أو الغرابة الهائج البحر هذا في أيضا

ونجوم وجالت سينما هناك وأصبحت واإلغراء، اإلثارة من> ذلك الساقط. ووجد الفن من اللون هذا في تخصصوا لدى قبوال

سلعة الجنس أصبح األبيض، الرقيق وتجار والمنحلين المراهقين الشرق أمم إلى الوباء وانتقل الحديثة، الفنون سوق في رائجة

العواطف وسمم والخالق، القيم إتالف في فعله وفعل اإلسالمي، واألخالقيين الدين لعلماء بالنسبة ـ األدب ودمغ واألفكار،

والرذيلة. بالفساد ـ والمصلحين

أشواقها لها كالرجل وهي المجتمع، نصف يقال كما والمرأة والهزيمة، والنصر والضعف، القوة عوامل وتنتابها وآمالها،

االجتماعية، الهيئة في كعضو مشاكلها ولها وتنحرف، وتستقيم وضع ولقد موة، وباأل الزوجية بواجباتها ترتبط األولى رسالته لكن

المجتمع على وينعكس به، تسعد الذي الصحيح اإلطار لها اإلسالم الزواج في المختلفة حقوقها لها أوضح كما والفالح، بالخير

مجال ال التي األمور من ذلك وغير والتعليم والميراث والطالقفيها. لالستطراد

القضية؟ هذه حيال ـ تصورنا في ـ اإلسالمي األدب موقف هو ما

عليه. خالف ال أمر وهو الجنس، هذا يتجاهل أن يمكن ال بداهة وشاعرة وعالمة قارئة وزوجة.. والمرأة وأخت وابنة أم والمرأة

اجتماعية، ومصلحة وممرضة ومعلمة طبيبة وكاتبة.. والمرأة> التاريخ بها حفل التي المختلفة المواقع من ذلك وغير قديما

،< صلى الرسول ومواقف اإلسالمي التاريخ يتصفح ومن وحديثا ببعض يخرج أن يستطيع والتابعين وصحابته وسلم عليه الله

الجانب. هذا في الهامة النتائج

تحب ال أنها من تشكو الرسول إلى جاءت التي المرأة هناك الرسول بايعن الالئي النسوة معه.. وهناك الحياة تطيق وال زوجها

74 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 75: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

في المصابين جراح ضمدن واللالئي وسلم، عليه الله صلى عن الله أعداء بسيفها تنافح وقفت التي المرأة ثم المعركة،

التي زنت.. أو بأنها لتعترف جاءت التي المرأة ثم الله، رسول وزعت لو توبة تابت )لقد الرسول عنها وقال الحد عليها أقيملوسعتهم.. ( المدينة أهل على

بكر ابي إبن تزوجها ( التي الشهداء )زوجة الجميلة المرأة وتلك أداء عن تصرفه كادت حتى بجمالها فافتتن عنهما، الله رضي من فعانى ولده، من تطليقها على أبوبكر فأصر الصلوات، بعض

إلى فردها الصحابة، بعض له توسط حتى شديدين، وحزن ألم وظل اإلسالمية، وواجباته بفرائضه بااللتزام وعد أن بعد عصمته

>.. مات أن إلى بعهده وفيا شهيدا

اإلسالمي، التراث في النساء عن وردت التي األحداث أكثر ما> يكن ولم >، نوعا السىء فيها عديدة، بنماذج التاريخ حفل بل معينا

والمنحرف. والمستقيم والصالح، والفاسد والحسن،

أبدية، لعنة أنه على إليه ينظر يكن لم المرأة في االنحراف حتى بها ينهض من إلى تحتاج ضعف كلحظة أو كمرض إليه ينظر ولكن

بن عمر سمع وحينما ومضاعفاته، آثاره من تبرأ حتى يقويها، أو لم الليل، جنح تحت والهيام الشوق بشعر تترنم امرأة الخطاب

تستطيع التي المدة عن ليسأل ذهب وإنما تصرفها، على يعاقبها أصدر بالحقيقة علم وعندما زوجها، دون تتحملها أن المرأة زوجاتهم لزيارة يعودون بحيث الجند أمور بترتيب ـ كقائد ـ أوامره

واحتياجاتهم البشر وبنوازع بالحقيقة اعتراف آلخر. إنه آن من واحتياجاته اإلنسان مشاعر تجاهل ألن والروحية، الجسدية

ظلم فيه الضرورية

اإلسالمي؟ األدب في عليها الحظر يمكن المرأة تخص أمور فأية

>. محدودة فهي ـ بعضهم يظن كما ليست الحظر منطقة إن جدا

75 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 76: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

جوانب شتى من المرأة يتناول أن يستطيع اإلسالمي األدب واإلثارة الفتنة منازع المتلقي أو بالقارىء ينزع أال بشرط حياتها،

> يبدو قد كالم هذا والواقع ، الموبقات بإرتكاب واالغراء في مقبوال تتراوح فهي ثم ومن التطبيق، عند تأتي قد الصعوبة لكن إجماله،

نغفله أال يجب األمر لكن آلخر، كاتب من النجاح إمكانية مدى في قد أدبي؟ عمل أي في المرأة شخصية ترمز شيء أي هو: إلى

ومن والنقاء، الطهر إلى مثال القصص من قصة فس المرأة ترمز السقوط وتتجنب اإلغراء، تقاوم وهي يصورها الكاتب فإن ثم

حاول كلما الصورة وتكتمل ونقائها، بطهرها متمسكة تظل يحيطون ( الذين )الشياطين شخصيات على الضوء إلقاء الكاتب

تقف وهي الرذيلة، ويفلسفون اإلثم، لها ويزينون المرأة، بهذه في لكنها الشهوةواإلغراء، وسوسة وبين ودينها ضميرها نداء بين

والفساد.. والهوى الضعف على النصر لها يتحقق النهاية

منحطة، بيئة إلى مسرحية أو قصة في المرأة شخصية ترمز وقد هنا والكاتب الخر، أو لسبب أخالقي وتسيب متهتكة، وسلوكيات

األحداث انتخب إذا إال بدقة، المعبرة الصورة يرسم أن يستطيع ال مثل رداء يكون فلن المتبذلة الشخصية لهذه المناسب والحوار

> إال حديثها يكون ولن النحرافها، ترجمة إال المرأة تلك عن تعبيرا يثير بما إال تصرفاتها تتسم ولن وتكوينها، ممارساتها فساد

> الصورة هذه تكون والنفور. وال والضيق اإلشمئزاز دعوة دائما أن هنا المسلم الكاتب ووظيفة منوالها، على والنسج بها، االقتداء

يبرر ما ال المعيب، المسلك لهذا واإلدانة الرفض يثير ما يختار أن اإلسالميين النقاد بعض ويرى اآلثمة، الحرية دنيا في االنطالق

والمشاهد، الصور تلك مثل في االقتصاد اإلسالمي األدب على )الكم( ولكن أمر ليس األمر ألن نظر، إلى يحتاج رأي وهذا

الصورة، لبسط ضرورية واالطالة االستطراد يكون فقد (، )الكيف انطباع يكون حتى المنحل، السلوك وتشريح الفكرة، وتوضيح

> النفور /ا > قوي إلى رسالته يوصل أن األديب يستطيع وحتى شامال اإلطالة أو التفصيل، يقتضي اإليجاز أما وإيجابية، بوضوح المتلقي

الفني، بالعمل يضر فكالهما وتركيز، اختصار إلى يحتاج فيما إليه يطمح الذي النبيل الهدف بلوغ أو النهائية، النتيجة في ويؤثر

76 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 77: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

المسلم. الكاتب

شخصية تشريح إلى أهدف ( كنت الله إلى )رحلة روايتي في> وجعلته وطغيان، وقوة شذوذ من به تميز وما السجن قائد محورا سجان، مجرد الطاغية هذا يكن ولم الحداث، من كثير حوله تدور

والمنهج، والتربية واإلدارة الحكم لفساد مجسدة صورة كان بل الخاصة، عالقاته في حتى العصر، خطايا كل عليه انعكست لقد

كان والحيوان، اإلنسان إلى ونظرته وصداقاته المنزلية، وحياته والسادسة الحكم يسم الذي األكبر والضالل للضياع حية سيرة

الذين والشرفاء الضحايا مع تعامله خالل من حاولت كما والرؤية، توجههم، وصق قضيتهم، عدالة أبين أن األغالل، في يرسفون

النقاد رأي وكان الله، سبيل في والتضحية للجهاد واستعذابهم> اإلسالميين وغير اإلسالميين > األدبي العمل نجاح إلى مشيرا شكال.< ومضمونا

تصور التي الصفحات أو السطور عدد إذن القضية ليست الرجل أو الفاسدة المرأة حياة في الخاطئة الساقطة اللحظات األدبي العمل يتركه الذي األثر مدى على تعتمد ولكنها الفاسد،

أسلفنا. كما الملتقي نفس في

Zكشف، أن يجب الرذيلة )ألن جونسون يقول تثير وأن بد ال ت ليس القضية، لب على القول بهذا أيدينا يضع >(. وهو دائما النفور المهم ولكن الشائن، السلوك تصوير في ( نكتب )كم هو المهم

( )إثارة )جونسون سماه ما إلى نصل ( نكتب.. لكي )كيف هوالمتلقي. ( لدى النفور

األدبية والمذاهب )اإلسالمية ( في )الجنس قضية إلى أشرت وقد ( في )يوسف لقصة تحليلي خالل (. من1المقاالت) بعض ( وفي النقديين والمنظرين النقاد كتب ومعظم الكريم، القرآن

من أصبح حتى ذلك، بعد نفسها القصة إلى أشاروا اإلسالميين حرصت ولهذا بذلك، بدأ الذي من معرفة المؤرخين على الصعب

الشأن بهذا األولى مقالتي تاريخ تسجيل إليه المشار كتابي في

77 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 78: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> المقالة هذه (. وكانت )بالقدس الجديد األفق مجلة في على رداالجنس. أدب عن يسأل بعث أردني شاب

> أثار وقد > المسرح على المرأة ظهور موضوع أيضا > اعتراضا كبيرا في األمر لهذا تعرضت وقد اإلسالميين، المفكرين بعض لدى

الثالث المؤتمر في عنه بحثا ( الذي اإلسالمي )المسرح كتابي من مانع ال أنه رأيته ما موجز وكان بالرياض، اإلسالمي لألدب الزي أهمها شروط بضعة واشترطت المسرح، على المرأة ظهور

المكشوفة الحركات في اإلثارة وتجنب (، )الشرعي المحتشم> قضايا هناك ألن الحياء، تخدش التي والكلمات ال حساسة وأمورا

> المرأة، خالل من إال تقدم أن يمكن ( )وضعية أن عن فضال ال وسلبيات وحرج محاذير من يالبسها وما المجتمع في المرأةالمباشر. بالتواجد إال تناولها يمكن

من يمنع هذا فهل الخبائث، أم وهي محرمة، الخمر كانت إذا خالل من واألخالقية، واالجتماعية النفسية وآثارها مشكلتها طرح

قطع كان وإذا الخمر؟ مأساة فيه تتجسد عربيد، سكير شخصية نتناول أن يجب أفال ممقوتة، بشعة جريمة البريء وقتل الطريق،

تهدي أدبية، أعمال خالل من والمنحرفين والطغاة القتلة هؤالء حرية تحترم حيث النبيلة، اإلنسانية المواقف إلى المتلقيمعتد؟ عليها يعتدي فال الحياة، في وحقه اإلنسان

>، وباء ـ الحرام المنحرف الجنس صورة ـ الزنا كان وإذا أفال خطرا من يصاحبه وما وتنفير، تقبيح من يستحقه بما تناوله يمكن

؟ وسقوط وإغراءات مقدمات

بعض ذلك تناول وقد وآدابه، شرائعه له اإلسالم في والجنس بعض وردت كذلك كبير، الصراحة من بقدر المسلمين علماء

ذلك مثال وسلم عليه الله صلى الله رسول عن األحاديث كالبهيمة، زوجة على يرتمي بأال المسلم يوصي الذي الحديث

التي الدراسية الحلقة تلك ألذكر وإني ويداعبها، يقبلها ولكن أستاذ فيها وتحدث (، السبعينيات )أواسط بيروت في أقيمت

78 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 79: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

قال: إن ما ضمن وقال الجنس، مشكلة عن األمريكية بالجامعة سببها كلبنان مجتمع في الجنسية االنحراف أن أثبتت دراساته التعلق طلبت ولما وغموض، كبت من تفرضه وما الدينية العقائد> وقدمت إسالمي، منظور من القضية أطرح أخذت من عددا

ذكرت ثم الجنس، موضوع حول والنصوص اإلسالمية التصورات ـ الحضور وكان ، بالبموضوع اهتمت التي التراثية المؤلفات بعض

> نفسه والمحاضر يسمعون قالوا: إنهم إذ بالغة، دهشة في ـ أيضا المراجع ليسجلوا أقالمهم تناولوا ثم مرة، ألول الكالم هذا

ذكرتها. التي القديمة

> يكون أن يجب الجنس لموضوع تصورنا إن أو تعقيد دون واضحا قصة في عرضها ـ المقدس كتابنا ـ الكريم القرآن ألن غموض، القيم تتحدى جرئية، امرأة جسد في الشهوة تحتدم حيث طويلة،

عليه يوسف الله نبي وراء وتلهث االجتماعية، والموضوعات أمام تبجج في وتعلن وهياجها شهوتها شعلة لتطفىء السالم،

العزيز: كتابه في الله اإلثم.. يقول على إصرارها المدينة نسوة

قد نفسه، عن فتاها تراود العزيز امرأة المدينة، في نسوةZ )وقال>، شغفها با Zسمعت . فلما مبين� ضالل� في لنراها إنا ح ، بمكرهن-، أرسلت¡ >، منهن- واحدة� كل وءاتت متكأ، لهن واعتدت إليهن- سكينا

وقلن أيديهن، وقطعن أكبرنه، رأينه فلما عليهن، وقالت: اخرج>، هذا ما لله حاشا ، ملك هذا إن بشرا iالذي قالت: فذلكن- كريم

ما يفعل لم ولئن فاستعصم، نفسه عن راودته ولقد فيه لمتنني إلي- أحب¢ السجن رب- الصاغرين. قال من وليكونا ليسجنن- امره� إليه، يدعونني مما من وأكن إليهن أصيب كيدهن عني تصرف وإال

¢ه له فاستجاب الجاهلين، السميع هو إنه كيدهن، عنه فصرف رب ( حين حتى ليسجننه اآليات رأوا ما بعد من لهZم بدا ثم العليم،

(.35 ـ30)يوسف:

لهو هذا )إن- قصصه في معجز متفرد نسق الكريم وللقرآن( الحق القصص

79 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 80: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> القمة على تظل لكنها تحتذى، ونماذجه (،62عمران: )آل مثال يترك ولم وارض، عصر كل في المؤمنون إليها يتطلع أعلى،> القرآن النفس مسالك او االجتماعية، الحياة جوانب من جانبا

رباني، بمنهج وتناولها إال واالقتصادية السياسية البنية أو اإلنسانية،طنا ).. ما متميز وأسلوب : �( ) األنعام شيء من الكتاب في فر-

( وأمتنا القرآن خلقه )كان وسلم عليه الله صلى والرسول (،38 نصل طريقه وعلى والهداية، والعون النور نأخذ ومنه القرآن، أمة تتشكل وأحكامه آدابه ومن والجمال، والخير الحق قيم إلى

>، قرآنا كان أنه الله فضل ومن وآدابنا، وأفكارنا عالقاتنا عربيا واألمثال بالعظات يمتلىء عوج، ذي وغير مبين، عربي وبلسان

(.58( )الروم: مثل� كل من القرآن هذا في للناس ضربنا )ولقد

ينهج والعصر. فإنه المجتمع بقضايا يحتفي حينما اإلسالمي واألدب الرسالة صاحب المختار، نبينا وأحاديث الكريم، القرآن نهج

والسالم. الصالة عليه العظمى

تعكس هل تلك؟ عالقة أية بمجتمعه، المسلبم األديب عالقة تبقى يدور عما والتعبير المجتمع لواقع األديب استجابة العالقة هذه األديب دور فإن التصور، من النحو هذا على األمر كان إذا فيه؟>، يبدوا عليه هو ما على المجتمع هذا في األمر يبقى وقد سلبيا ويصير (، ( أو)الرسالة األدبية )المسؤولية تنعدم وهنا فساد، من

>p االلتزام > قائم، هو ما على الجمود من ضربا هو لما وتمجيدا التغيير معالم وتنطمس االجتماعية، العلل تزمن ثم ومن راسخ،

لكن وترفيه، تسلية مجرد بحق األدب ويصبح والتطوير، االيجابي حركة االستاتيكية( فاإلسالم هذه من تنفر اإلسالمي األدب طبيعة لتصب تتحقق، وآمال وغايات دائم، وصعود متواتر، وفعل ونمو هذه على اإلنسان خلق كان أجلها من التي الكبرى الغاية في

>. ليس اآلن نقوله وما األرض، بدعا

) األدب القيم كتابه في إلسماعيل الدين عز الدكتور األستاذ يقول(:1( ) وفنونه

80 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 81: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

هذا على هو فهمه يعكس إنما بالمجتمع، يتأثر حين )فاألديب األديب ينقل أن أما له، ونقل الفهم لهذا تصوير واألدب المجتمع،

المجتمع، هذا لحياة العاكسة المرآة يكون أو المجتمع، حياة شيء في األدب من ليس فعبث ذاته، المجتمع يراها أو ليتلقاها

. )

> لفسه يتخذ فاألديب > دائما > موقفا هنا ومن مجتمعه، من فكريا يعيش إنه مجتمعه، في األديب نقول: إن ألن الفرصة تأتي فقط فيها تستقل التي الحالة في إال أدبه ينتج ال ولكنه مجتمعه، في> متخذة المجتمع، هذا عن ذاته > موقفا > فكريا به. خاصا

الدقة، في غاية التجاري واألدب العظيم األدب بين الفاصل )الحد رضاه يمتسب وأن مجتمعه، في يؤثر أن يستطيع العظيم فاألديب

ذلك تحقيق استطاع ربما بل المجتمع، هذا إلرادة يخضع أن دون> يقف وهو الذي هو وحده التجاري واألديب للمجتمع، معارضا

إرادتها، في تذوب إرادته ويترك لها، ويخضع الجماهير، يتملق يتأثر حين مجتمعه، في الحق األديب دور يؤدي الذي هو األول له ألن خطورته، له تأثير وهو فيه، التأثير يحاول ثم المجتع بهذا

في دفع عامل يكون أن يمكن فال الثاني أما وهدفه، خطتهذاته.. ( نطاق في يدور المجتمع سيترك ألنه مجتمعه،

في يستمد ال المعنهى بهذا الدبي للعمل االجتماعي والمضمون ( الديب )موقف من بل المجتمع، في الحياة واقع من الحقيقة قيمة، ذاته في والمضمون المجتمع، هذا في الحياة من الفكري

األخرى القيم من الفكري األديب موقف عن تتولد قيمة وهوالمجتمع(. في السائدة

بوجود المتحققة الفردية ولكنها شك، وال فرديته له )واألديب ال يبدعه ما ولكن المبدعة، عبقريته له كذلك وهو فيها، المجموع

(. المجموعة أثر من يحدث بما إال قيمة له تكون

تستمد وهي وطيدة، عالقة بالمجتمع اإلسالمي األدب عالقة إن

81 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 82: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

اإلسالمي األدب ينظر وال العام، اإلسالمي التصور من خيوطها نوب المجتمع ذلك تعاورت ( مهما دونية )نظرة المجتمع إلى

األديب عنق في المقدسة فالمسؤولية والضالل، واالنحالل الفساد السعادة تحقيق إلى يهدف ما ما أول يهدف تجعله المسلبم فئات بين الموازين واعتدال األفراد، لدى النفسي والتوزان سوءات إلى والنظر صحيح إيماني موقف من واالنطالق المجتمع،

هذه تقتضي حيث لمريضه، الطيب نظرة االجتماعية الحياة واإليمان الثقة لتحقيق القلوب إلى والولوج والفهم الحب العالقة .. ( اإليجابي )الموقف يتولد ثم ومن الخاصة، والقناعة واألمل

لألفضل. وتغيير مماترسة إلى يتحول الذي الموقف

والتربية اإلبداع

ـ اإلسالمي المنهج في ـ اإلبداع يكون أن الطبيعي من> التربية، وسائل من خاصة وسيلة المصطلحات عن وبعيدا

فإنه والتربية، اإلبداع بين العالقة لتفسير المختلفة والمداس على المتميز تأثيره له األدبي أو الفني اإلبداع القول: إن يمكننا إن يدركه، لم أو ذلك المتلقي أدرك سواء وفكره المتلقي نفسه في التفكير استئناف أو األدبي، األثر يخلفها التي المتعة أو البهجة

من موقف اتخاذ أو الفنان، يطرحها التي الصراعات أو المشاكل افترضنا ولو حتى بالتأثير، نسميه مما كله ذلك ينبع إنما المواقف،

> كان الفنان أن عنها نقرأ التي المصطلحات وتلك صرفا، جماليا كالتطهير الرومان أو اإلغريق عند القديم المسرحي التراث في األثر إلى جملتها ترمز إنما ذلك، إلى وما التسامي أو التعاطف أو

األثر ذلك بين الوجداني التفاعل عن تعبر كما لإلبداع، التربوي الشكل عن الفكري المضمون نفصل أن نستطيع وال والمتلقي،

الصحيح. لإلبداع متالحقة ترجمة فكالهما التصور، هذا في الفني

المختلفة إمكاناته ويوظف المفهوم، ذلك يتمثل اإلسالمي واألدب المسلم األديب بذات المرتبط اإليجابي، األثر إحداث في

> هذا ويأتي وتطلعاته، وتصوراته ألن زيف، أو تصنع دون تلقائيا ويهبط الفعال، تأثيره من ويعطل اإلبداع، عرى من يوهي التكليف> تجعله مرتبة إلى األديب بمنزله في بدوره، القيام عن قاصرا

82 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 83: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

دوره عن وتعزله والتخبط، واالنحراف الوثنية من اإلنسان تخليصواالجتماعي. الحضاري

قد والتربية اإلبداع بين العالقة (: إن1مبشور) منير الدكتور يقول القرن وأوائل عشر التاسع القرن أواخر في بها االهتمام بدئ

يمكن األولى رئيستين فترتين إلى تنقسم وهي العشرين، العالم مع تبدأ وهذه االستنباطية أو االنطباعية بالفترة تسميتها

اإلبداتع موضوع حول1869 عام كتب جالتي( الذي )فرنسيس أو التجريبية الفترة فهي الثانية الفترة أما وراثة، عملية واعتبره

تجارب بعد ذروتها وبلغت السلوكين، مع بدأت التي االستقرائية أوائل في المشهورة التجارب )جلفورد( وهي األمريكي العالم

عن تختلف االنطباعية الفترة أن شك الخمسينيات.. وال ودوافعه اإلبداع عملية في بحثوا الذين بأن وذلك التجريبية،

لالنطباعيين( لشخصيات )بالنسبة الخاصة قراءاتهم إلى استندوا الداخلي والمنطق االستنباط وسائل واستخدموا أبطالهم، األبطال هؤالء وأفكار آراء استقراء دون خالصاتهم إلى للتوصل توصلت ـ ذلك من العكس على ـ بينما مباشر، بشكل أنفسهم> خالصاتها إلى التجريبية الفترة أشخاص الستجابات استنادا

إبداع امتحانات أو ذكاء وامتحانات دوائر أساس على محددينأنواع. على واستجابات

الدوائر تستخدم الثانية الطريقة أن على التأكيد الضروري ومن إلى أقرب حتى أو أهم نتائج إلى بالضرورة تؤد لم واالمتحانات

بين عميق فلسفي اختالف إلى تعود فالمسألة والقبول، الصحة )النظرية الفئة هذه في آخر جانب المنهج.. وعلى في طريقتين

وعلم الذات مسائل في تنظر التي الجماعة أو االستنباطية 1941 عام ( المتوفى )برجسون الفرنسي العالم ( هناك النفس

كما نفسها االستنباطية أو االنطباعية المنهجية استعمل وقد ( كانت )برجسون استخدمها التي المادة ولكن جالتي، استعملها> مختلفة، حياتهم تاريخ أي األشخاص، حياة مراجعة من فبدال بشكل ذاته أعماق في الغوص على برجسون عكف الخاصة، طبيعة عن أفكاره أهم منها ( ليستخلص شخصي )أو انطوائي

83 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 84: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

إلى وتوصل واإلبداع، المعرفة عمليات وعن البشرية النفس اعتبر وقد الوجود، إثبات في ( ونظريته )الحدس في نظريته

الوحدة شعور وهو الشعور، هذا يمارسون ال الناس أن برجسون في يختلفون الناس أن كما معينة، ظروف في إال العالم، مع

( قدرة )برجسون يعتبرها التي الممارسة هذه على القدرةجالتي. مع يلتقي الطريقة وبهذه فطرية،

( السطحي )ال العميق االنفعال أهمية على هنا برجسون ويؤكد>، كان وإن يقول: )االبتكار حيث اإلبداع عملية إزاء فإن عقليا

الذي هو االنفعال أن ( بمعنى أعماقنا في الثاوي جوهره االنفعاللإلبداع.. الشرارة يعطي

رغبة دافع عن إعالء أو تسامي عملية اإلبداع ( أن )فرويد ويرىيظن حين في جنسية،

أما بالنقص، شعور عن تعويض عملية هو اإلبداع ( أن )أدركر من انتقل حين أكثر اهتمامه دائرة وسع ( فقد يونج )كارل

إلى جهوده كرس حيث (، الجماعة )الشخص إلى الفرد الشخص> الفرد إلى ينتقل الذي الساللي أو الجمعي شعور اال توضح حامال

( )يونج عند الجمعي الشعور وهذا وتجاربهم، األسالف خبرة آثار النفسي األلماني العالم لكن العظيمة، الفنية األعمال مصدر هو

أو الباطن باتجاه ليس أخرى، ناحية إلى ( يتجه )هايمر الفيلسوف الخارج، باتجاه إنما (، ( و)برجسون )الفرويدون فعل كما الداخل، بأن يتلخص جديد بشكل الخارج مؤثرات بين يربط أن فحاول

> تثيؤ الباطن في معينة قوى > أو اضطرابا > أو قلقا في انعداما إلى والدافع بكليتها، األشياء خصائص إدراك إلى يؤدي االستقرار

الداخل. ( من )ألنا قوة هو هذا

اإلبداع عملية أن اعتبر ـ1926 عام ( ـ )ولس فإن أي وعلىمراحل: بأربع تمر المعقدة

أو الحاجة ظهور عند تنشأ وهذه والتهيئة، اإلعداد - مرحلة1

84 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 85: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

التوازن. بعدم اإلحساس أو المشكلة،

والمشاعر األفكار تختمر حيث االختمار، أو االحتضان - مرحلة2 لمدة النفس في المشكالت أو الحاجات بهذه المتعلقة والتجارب

الزمن. من

تنجح أو الحل، على العثور يتم حيث اإلشراف، حالة - مرحلة3الضوء. إلى الخروج في المختمرة الفكرة

للمعالجة وتخضع التحقق لها يتم إذ التحقيق، - مرحلة4

> ـ التجريبيون ويرى عامة صفة اإلبداع أن ـ لالنطباعيين خالفا التي الخصائص من كغيره خاضع وأنه الناس، جميع يمتلكها التدريب، طريق عن التغيير إلى وبالتالي للتأثير الناس يمتلكها

أهم أن التجريبية المدرسة منظري كبار ( أحد )كليفورد ويرى األصالة ( هي اإلنتاجية )القدرات اإلبداع قدرات أو عوامل

> تنتج ال كامنة القدرات هذه لكن والمرونة، والطالقة أعماال بعد ـ وخلص للفرد، مزاجية سمات أو دوافع وجود بدون إبداعية> وليس للتطور، قابل أمر اإلبداع القول: بأن إلى ـ تجارب أمرا< > أو مطلقا > أو مكتسبا ( قبل )جالتي قرره مما النقيض على موروثا

عام. مائة

( )المبدع إلى نظرت الفكرية المدارس أو الدراسات هذه إن أو المدرسة هذه نخطئ أن نستطيع وال زوايا، عدة من واإلبداع

> إحداها نؤيد أن نستطيع ال أننا كما كاملة، بصورة تلك تأييدا،< > يبدو ال ذلك في والسبب مطلقا > أو غامضا إلى نظرنا إذا مختلفا الشخصية في المؤثرة العوامل ألن محايدة، واقعية نظرة األمور

العوامل فهناك ومتنوعة، شاملة ـ بالذات المبدع شخصية ومنها ـ> يمكن ال التي الوراثية المكتسبة العوامل وهناك تجاهلها، علميا

البيئية الظروف وهناك وأخالقية، واجتماعية دينية وقيم ثقافة من> وهناك والشخصية، والنفسية ( أو بدنية )النفس العالقات أيضا

ينفي ال للتطوير قابلة اإلبداعية القدرات وكون السيكوسوماتية،

85 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 86: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

المكتسبة. أو الوراثية المؤتمرات

فلسفة ( ـ إقبال )محمد الفيلسوف الشاعر لفلسفة والقارئ أن ( إذ )برجسون مع فيها يلتقي التي النقاط بعض يدرك ـ الذات> يشير إقبال نحو الدائب ونموها ( وجهادنا )الذات نمو إلى دائما

والطهر بالنقاء يتسم الذي العشق يسميه بما وانفعالها الكمال، ذلك في وله والمصطفى، الله حب وخاصة والتضحية والتفاني

العاشقة المؤمنة فالذات والحرارة، بالقوة تنبض طوال قصائد(.1الهزيمة) على وتتأبى الصعاب، وتقهر الفناء، تتحدى المجاهدة

> عقيدة يعايش المسلم واألديب > وفكرا تؤثر وهي نوع، من وسلوكا ومن اإلبداعية، قدراته وفي والعقلية، النفسية مكوناته في

متسمة الداخلية، وانفعاالته الخارجية، عالقاته تكون أن الطبيعي> تنبعث التي التساؤالت أو الصراعات من بلون موقفه من أساسا وليس وصراعات، تناقضات من به تموج وما وحركتها الحياة من الحركة هذه من خالية المؤمن نفس تكون أن المنطقي من

وينفعل ويأمل، ويحلم ويكره، ويحب ويقبل، يرفض فهو الموارة، ذلك غير يتصور ومن نائمة، هادئة ساكنة بحيرة ليس إنه ويعبر،

واطمئنان اليقين، قوة مع يتناقض ال الوضع هذا إن ثم واهم، فهولله. التسليم وعظمة اإليمان، وعمق النفس،

من بلون متسمة الداخلية، وانفعاالته الخارجية، عالقاته تكون أن> تنبعث التي التساؤالت أو الصراعات الحياة من موقفه من أساسا

من وليس وصراعات، تناقضات من به تموج وما وحركتها الموارة، الحركة هذه من خالية المؤمن نفس تكون أن المنطقي

ويعبر، وينفعل ويأمل، ويحلم ويكره، ويحب ويقبل، يرفض فهو فهو ذلك غير يتصور ومن نائمة، هادئة ساكنة بحيرة ليس إنه

واطمئنان اليقين، قوة مع يتناقض ال الوضع هذا إن ثم واهم،لله. التسليم وعظمة اإليمان، وعمق النفس،

فكر على تنعكس المضطربة المائجة الهائجة الحياة صورة إن> فيبع فكرة، وتثير ووجدانه، عواطفه فتحرك ونفسه المؤمن صورا

86 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 87: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

استقراره أن وبديهي والصدق، بالحيوية تتسم جميلة أدبية من نقبل فنحن واالنحراف، والزيغ الزيف من يعصمه العقائدي

مفاهيمنا، مع يتناقض ما ونرفض تصورنا، يوافق ما انطباعيين تحليالتهم لبعض بالنسبة ونحتفظ التجريبيين، جهودنا ونحترم

في فرويد نظر وجهة نقبل أن المعقول من فليس استنتاجاتهم، يكون فلن (، (و)ويونج )ادرلر تفسيرات أو عواهنها، على الفن

> الجنسي الكبت من الفن في يحدث لما ترجمة أو لإلبداع، دافعا> يكون ولن تسام، اإلنسان، في كامن نقص مركب عن تعويضا

> السهل من فليس األحوال، بعض في ذلك جاز وإذا قبوله منطقياعامة. كقاعدة

> أصدق اإلسالم كان ولقد > تعبيرا حين اإلنسانية، للنفس وتحليال المختلفة العوامل أوضح وحين فيها، والضعف القوة صفات جلى> تحركها التي >، سلبا صدق على الحية األمثلة ضرب وحين وإيجابا

حين كل أكلها تؤتي كشجرة واإلنسان وعظمة اإللهي التصور من مالها األرض فوق من اجتثت خبيثة كشجرة أو ربها، بأمر

طيب ثمر إلى هو ما يبدع حينما الحق المؤمن قرار.. وعطاء األدب فإن ثم ومن السماء، في وفرعها ثابت أصلها طيبة لشجرة

المنحى بالتربية ينحو أن يمكن التصور هذا وفق اإلسالميالمؤثر.. الصحيح

والتسلط القهر أن والتربية اإلبداع مجال في الدارسون اجمع لقد وتحرم الهام، أثرها وتضع اإلبداعية، القدرات من تعطل والكبت

والدهشة والتعجب والفضول االستطالع حب من والصغار الكبار هناك كانت وإذا والتعبير، التفكير في واالنطالق واالستكشاف،

نعطيه أن شيء كل قبل لنا بد فال اإلنسان تنمية في حقيقية رغبة الرأي إبداء في المشاركة وحرية االحتجاج، وحرية التعبير، حرية

بدون إبداع فال وحركته، الطفل فضول يملك أن وحرية والقرار، يدفع كما الزائفة، األقنعة وارتداء الهروب إلى يدفع والقهر حرية،

وقد والملل، اليأس إلى ويدفع واإلبهام، الرموز في اإلغريق إلى>، وبالتربية بالفن تضر جديدة، نفعية قيم عنه تتولد يؤدي ولكي معا

الصالحة، التربية من له بد فال التربية في البناء دوره اإلبداع

87 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 88: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

على والقضاء والهوان، الذل قيود من والتحرر النقي، والهواءوأهوائها. ونزواتها السلطة بطش

> بد وال بالقيم تلتزم دراسية، ومناهج تربوية، أساليب من أيضا جشع عن منزهة صافية مطهرة السماء من نزلت التي العليا

ال الكلمة وأمانة المفرطة، وأنانيته الذاتية، ورغاباته اإلنسان، ولد فقد األصلية، والحرية السمحاء، العقيدة ظل في إال تتحقق> الناس واالنحراف اإلنساني، الغرور لكن بالفطرة، أحرارا

واألغالل. القيود لصنع مهد قد األخالقي،

من عندنا العربي الشعر به تحلى ما ينكر أن ناقد يستطيع وال يقول: )إن المعاصريين الفرنسيين النقاد أحد جعلت رائدة قيم

عرفة شعر أنقى والشعور اإلحساس مجال في العربي الشعر المرأة، واحترام والصداقة والشهامة والصدق اإلنسان: فاألمانة

هي والفخر، والبطولة النفس وعظمة والكرم، الضيف وقرى األمم شعر فوق به يسمو وهو الشعر، هذا به يتغنى ما بعض

> فحوله ونبال

األولى اإلسالمية العصور في المسلمون أسالفنا كان ولهذا> الشعر يجعلون جانب إلى ألبنائهم، التربية عناصر أهم من عنصرا

في وليس واألحاديث، والسيرة الكريم والقرآن والمغازي السير (:1) محمود نجيب زكي الدكتور يقول وحديث، قديم العليا القيم كثيرة، جوانب عن له غناء ال الحضاري وجوده في اإلنسان )بينما> أن إال الوجود، لذلك وجوهري أساسي كلها > جانبا هو منها واحدا> الزمن مع يتغير الذي هو وذلك نفسه، أخطاء به يصحح تغيرا تصحيحه ووجوب الخطأ ففكرة الجوانب سائر وأما العلم، جانب

من كما بها المؤمن عند لها الدينية فالعقيدة فيها، واردة غير>، جاءت ألنها األولى، لحظتها بعد القياس معيار يكون وبهذا وحيا

للزمن يكون فال ذلك وعلى به، أوحى كما األصل هو ذلك،>، أوله منذ هو ما تكملة على قدرة وامتداده مجاالت وأما كامال

نفاضل أن علينا يسهل ال كذلك فهي واألدب، الفن في اإلبداع يكون جديد هو ما أن فيها نفترض مفاضلة وجديد قديم بين فيها

88 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 89: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

فيها األمر ألن وذلك قديم، هو مما وأكمل أصح الضرورة بحكم تكون أن يمنع ما ثمة وليس األديب، أو الفنان بموهبة مرهون

شعراء في يكون أال يمنع فماذا أحداثها، من أعظم موهبة أقدم الجاهلية؟؟ شعراء مستوى إلى يرتفع من المعاصرين العرب سوفو ينافس من اليوم المسرح أدباء بين يكون أال يمنع وماذا

(1كلها) الجوانب هذه أن إذن .. واضح ؟؟ شكسبير أو كليس يتقدم ما مع للتقدم تخضع ال الجسد، في الروح بمثابة هي التي يكون بحيث طبيعته بحكم يتقدم الذي وأما الحضارة، جوانب من

(. العلم فهو باألمس منه أصح اليوم

> اإلبداع كان وإذا ؟؟ القيم من افبداع نجرد أن نستطيع هل خاويا القيم وهل ؟؟ التربوي دوره يؤدي فكيف العليا القيم من

> يقف وقدمتها اإلسالمية هي ما ثم ؟؟ وفعاليتها جدواها دون حائال الماركسيين لدى الحرية مفهوم إن ؟؟ القيم تلك حدود

فهل اإلسالميين لدى مفهومها عن يختلف والنفسيين والوجوديين؟؟ والشطط والملل واالرتباك للحيرة مدعاة التصور اختالف

التصورات أذى عنه . يدفع المؤمن قلب في المستمر اليقين إن الخلل من بمأمن فهو الجانحة، الفلسفية واألوهام الخاطئة السماء قيم من المتحللون له يتعرض الذي والفكري النفسي

الطاحنة المعارك تلك انجلت شيء أي عن ولنتساءل ومبادئها، سيظل الصاخب جدلهم إن ؟؟ والمحدثين القدامى الفالسفة بين

< منهج في الحق كل الحق أن يتبينوا أن إلى العصور، عبر محتدماالله.

أن يعتقد حينما الغرور لوهم يستسلم ال اإلسالمي األدب .. إن ثم فالتربية للتربية، المثلى الوسيلة هو األدبي أو الفني اإلبداع

>، الحسنة القدرة ظل في تترعرع الصحيحة إطار في وتنمو أوال> والمسجد المدرسة، المسلمة، األسرة وسيلة إال الفن وما أيضا

متى السليمة التربية لعملية المدعمة أو المكملة الوسائل من ركب في وسار ، الرؤية أمامه واتضحت ، الطريق له استقام إلبداع قيمة وال للجميع، والخير السعادة تنشد التي اإللهية الدعوة

89 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 90: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> يورثها أو ، الشخصية في والتشتت التمزق يثير العلل من مزيدا البديع األعظم.. هو المبدع هو وتعالى سبحانه واألسقام.. والله

...

اإلسالمي لألدب جديدة مصطلحات

وتاريخ األدبي النقد بها يكتظ التي الكثيرة المصطلحات اضطربت مصطلحات المختلفة الفنية والمدارس العالمية، األدب

في ولدت المصطلحات وهذه معناه، أغلبها وفقد واختلطت، معينة، ولغات وأيديولوجيات بمناسبات ارتبط أو خاصة، ظروف

والفلسفية، واألسطورية الدينية بتصوراتهم اإلغريق منذ ذلك بدأ> المصطلحات توليد وظل جاءت ولما المختلفة، العصور عبر ساريا

جديدة علوم الساحة إلى وبرزت األوروبية، العلمية النهضة واالجتماع النفس وعلم والرياضيات والجيولوجيا كالفيزياء

تمد أن كلها هذه استطاعت المستحدثة، التاريخية والمدارس التأريخ فسمعنا جديدة، ومصطلحات وتفسيرات بتصورات األدب

المذهب إطار وفي لألدب، االجتماعي أو البيولوي أو النفسي أصبح حتى وتناقضات، واختالفات تفرعات حدثت قلنا كما الواحد> األمر والحيرة. للدهشة مثيرا

> لنرى معنا فتعلوا العلماء يقول الرومانسية.. ماذا مثل مذهباعنه: الموسوعيون

دون ـ له أن كما التعقيد، بالغ تاريخ له مصطلح الرومانتيكي الباحث الحظ لقد والمعاني، الدالالت من يحصى ال ما ـ مبالغة

من رومانتيكي لكلمة أن مرة ( ذات فسجوي )ال األمريكي> تعني تكاد ال جعلها ما المعاني )تدهور كتاب وفي بالتحديد، شيئا لنحو ( إحصاء1948) ( للوكاسن الرومانتيكي المثال وسقوط11396< أن كما المصطلح، لهذا تعريفا

ما كل على يدل أن على قادر المصطلح هذا حظ ( ال )بارزوني تدل له استخدامات إلى يشير وهو المعاني، من كاتب أي يريده ـ شكل بال ـ خيالي ـ عاطفي ـ متحفظ ـ معاني: جذاب على

90 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 91: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

ـ بدائي ـ بدري ـ غامض ـ مادي ـ العقلي ـ خصب ـ استهوائي متظاهر ـ انفعالي ـ غيري ـ حقيقي غير ـ غبي ـ واقعي ـ زخرفي

طبيعي.. ـ 'نساني ـ معنوي ـ شكلي ـ جمالي ـ انعزالي ـ ذاتي ـوحشي.. ـ اجتماعي ـ جسور معاني إلى يصل حتى الخ

)رومانسي ( بكلمة )روما في المصطلح أصل استخدام بدأ ولقد عن المتباعدة اإليطالية العاميات على تطلق صفة كانت ( التي

كانت رومانسي أي والمعرفة، العلم لغة كانت التي الالتينية،شعبية. تنينية بال الروماني المتكلم تعني

من عرف ما أول هي الخيالية والحكايات القصص كانت ثم اسم ربما السبب لهذا عليها وأطلق اللغة، بهذه المؤلفات> عZرف االسم وبهذا (، )رومانسي ( أو )روماني كتاب أي أيضا

العاطفية، والشطحات الخيالية، بالمغامرات مليء شعبي مستوى إلى ترقى ال التي الغربية واألعمال واالنفعاالت،

عالقات من األساطير عنه عبرت عما تعبر وال القديمة، األساطيروأبطالها. وأربابها القديمة الوثنية باألديان

هذا من الرواية أو الحكاية أصبحت عشر السابع القرن وفي المكان غريب أدبي، عمل لكل صفة الرومانسي، أي النوع،

أبطاله، مشاعر عن مبالغته في مسرف للخيال، مثير والموضوع، رومانتيكي وكلمة السابقة، وسحري، شخصياته وسلوك

Romantiqueـ المشتاق ـ الحنون ـ تعني: الرقيق أصبحت التي المعاني بهذه اإلنجليز واستخدمها الحزين، ـ العاطفي ـ الشاعري

األلمان. تبعهم عشر.. ثم الثامن القرن منذ

> احتلت التي الشائعة، األدبية المذاهب أمثلة من مثل ذلك حيزا< المبدعين، كتابات وفي والنقاد، الباحثين دراسات في ضخما> ويبدو األدبية، المصطلحات تنشأ ( كيف )المثل هذا من واضحا االجتماعية أو الفلسفية والمفاهيم والعقائد باللغة ارتباطها ومدى

في أو ، العصور من عصر في أو األمكنة، من مكان في السائدة، المذاهب هذه مثل على االعتماد يمكن هل العقائد، من عقيدة

91 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 92: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

بصالبة نقف لكننا وفهمها، قراءتها في نمانع ال إننا بها؟؟ وااللتزام الركام هذا وسط يلتزمون شيء وبأي بها، يلتزمون من وجه في

واألفكار؟؟ المعاني من الهائل

من ( وهي )الواقعية إلى ( واتجهنا )الرومانسية تركنا ما وإذا>، األدبية المذاهب أشهر المتناقضة المعاني عشرات وجدنا أيضا

> المتعنتة والواقعية السوداء، الواقعية فنجد المصطلح، لهذا أحيانا األنواع من العلمية.. الخ والواقعية المثالية، والواقعية االشتراكية،

دراساتهم في المتخصصون النقاد إليها أشار والتي العديدة فيما ذكرنا التي الوجودية النماذج ذلك على وقس المختلفة،

إن بل الفلسفة، تلك كتاب عند وتطبيقاتها مفاهيمها اختالف سبق> اختلفوا العلماء والحقيقة بل الواقع كلمة معنى تفسير في أيضا

،< > يمثل ال الواقع حداد: )ألن قاسم يقول أيضا > كيانا بنية ذا بنية ثابتا تتعدد ـ والتشابك التعقيد غاية في مفهوم هو وإنما ـ متماسكة

وفق المرئيةـ وغير المرئية وتضاريسه، واتجاهاته أبعاده عبد يعلق كما ـ ( والواقع المتناقضة المتعددة والرؤى التصورات

> وليس ي، ذات مفهوم ـ خليفة الله > وجودا >، وكيانا إنه موضوعيا بشكل فهمه إمكانية تنتفي وبهذا >(، )مجتمعا وليس تصور مجرد الواقع عن مفهومه يشكل أن منا كل يستطيع موضوعي، علمي الموضوعية الحقيقة إزالة تم لقد كافة، المتناقضة الرؤى حسب

نظر لوجهات دائمة بحاجة الواقع، هذا يظل أن الطبيعي ومن هنا،>، اكتشافه في تسهم مختلفة، عديدة العلم حتى أنه أي علميا أن متناقضة نظر وجهات ألية ويمكن ذاتية، نظر وجهة يصبح> يمكننا وبهذا عملية، تكون االجتماعي الصراع نقول: إن أن مثال

> ويمكننا موجود، غير نفسها: إنه الحالة وعلى نقول، أن أيضا>، القولين كال ويعتبر موجود، باسم العلم إزالة تتم وهكذا علمياالعلم.

> حداد قاسم يقدم آخر مكان وفي فيقول: الواقع عن آخر رأيا> اكتشفنا كلما الواقع، أعماق في أوغلنا )وكلما >، أكثر أعماقا غورا

محاولة سوى والرؤية واألسلوب التقنية في الفنية المنجزات وما وتحليل وفهمه الواقع بهذا لإلنسان ـ واإلخفاق للنجاح قابلة ـ

92 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 93: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

أن فيقول: أي أخرى مرة للتعليق خليفة الله عبد ( ويعود جوهره>، هنا للواقع > وليس وتحليله، إليه الوصول يمكن جوهرا مفهوما

للواقع أن أي الخاصة، التصورات حسب ( ويتشكل )يتمطط الذاتية، وتصوراتنا ورغاباتنا مزاجنا عن مستقلة قوانين وحركته

ـ نجد هنا العلم.. ومن هو هذا يكون القوانين تلك نكتشف وحين اكتشاف على قدرتنا عدم متناقضين: األول، رأيين ـ سبق مما

الرأي ولكن جوهر، ألنه ذلك يمكننا والثاني، ذاتي، ألنه الواقع>، يستمر ال الثاني فبعد العلم، تعدد إلى يصل ما فسرعان طويال

الواقع هذا يظل أن الطبيعي ليقول: )ومن يأتي العبارات تلك اكتشافه في تسهم مختلفة، عديدة نظر لوجهات دائمة بحاجة< المستحيل من ألنه الذاتي، العلم إلى جديد من نعود ( فإننا علميا

صحيحة كلها وتكون للعالم، علمية نظرة من أكثر هناك تكون أن والرؤية العلم مفهوم إزالة لغوي.. ومع تالعب وعلمية.. إنه لم حيث (، )للواقعية المعرفي األساس أزيل للعالم، الموضوعية

)للنزعة الباب يفتح وهنا تكتشفه، حقيقي شيء أمامها يعد(.1( ) الشكلية

المنطلق، هذا ( من )الشكل أسرى األدباء من كثير وقع لقد والتقديس البهارج هوة في وسقطوا باللغة، يلعبون وأخذوا الفكرية المضامين حساب على ذلك وكان وتراكيبها، لأللفاظ

للنزوات الترويج أمام الباب فتح ذلك أن كما والعقائدية، والعلمية النفسي التحليل مدرسة إطار في ـ باعتبارها والغرائز واالنفعاالت

عبادة في األدباء وانغمس للسلوك، واألهم األول الباعث هي ـ ذلك تخطى بل وحده، المضمون على ال ذلك جنى حتى الالوعي،

األصيل.. الفني الشكل وأسس اسخ رو إلى

إلى الرمزية إلى والواقعية الرومانسية من ننتقل أن يمكننا من وغيرها والعلمية والبرنانسية الطبيعة وإلى الالمعقول يحيط الذي العبث مدى من لنتأكد المختلفة األدبية المدارس

الحيرة من مزيد غير وراءه يخلف ال والذي بالمصطلحات،> ـ ويمكننا واإلفالس، والتخبط والضياع والصفحات للوقت اختصارا

ما له يتأكد سوف النقدية الموسوعات إلى القارئ نحيل أن ـ

93 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 94: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

> أشرنا موضوع أن من السابقين، المثلين ضرب مع إيجازا األدب بأهمية المؤمنين من النقدية أو األدبية المصطلحات

موضوعية.. وقفة اإلسالمي

عن: نبحث أن علينا إن أقول أن أريد إنني

جديدة مصطلحات

والتاريخية األدبية وبالتجاوب بتراثنا، وثيق ارتباط لها مصطلحات> بها، نؤمن التي وبالعقيدة بنا، مرت التي ظل في العيش من بدال

األثر وأخطر أعمق لها كان التي المستوردة األجنبية المصطلحات األثر، أخطر لها كان اإلسالمية.. نعم األدبية مسيرتنا انحراف في

> نقول: إننا أن ويكفي نلبسها أن ونحاول المصطلحات نردد جميعا> هذا كان وإذا اإلسالمي، أو العربي الزي بداية في اضطرارا

> بات اليوم فإنه األدبية، النهضة أن وعلينا التعبير، صح إن حراما> جديدة مصطلحات عن البحث في نجد أو الكالسيكية من بدال

القول هذا يستفز أال أرجو غيرها، أو الواقعية أو الرومانسية عن البحث ألن اإلسالميين، غير أو اإلسالميين من الكتاب األخوة

> ليس مستقلة شخصية >، أمرا بد فال اليوم، نستطعه لم وإن هينا> نحققه أن الله. بإذن غدا

وإلى اإلسالميين، النقاد إلى الخصوص وجه على ندائي وأواجه أن يقتضي بالتبعية وهذا اإلسالمي، العالم في الجامعات أساتذة

ارتبطوا الذين والمحدثين القدامى أد�بائنا تراث في النظر نعيد وكتابه ثقافته واستوعبوا السامية، مجتمعاته وتقاليد اإلسالم بقيم

مالمح تتضح فيه.. ولن الفكر وقادة وأدبائه وفقهائه نبيه وسنة الحيوي.. الجانب بهذا باالهتمام إال تستكمل أو اإلسالمي األدباإلسالمي. بأدبنا الخاصة المصطلحات جانب

يلهمنا وأن والنجاح، التوفيق أبواب أمامنا يفتح أن أسأل واللهقدير.. يشاء ما على إنه الرشد

94 اإلسالمية مشكاة شبكة

Page 95: مدخل إلى الأدب الإسلامي - عمر عبيد حسنة

اإلسالمي األدب إلى مدخل اإلسالمية مشكاة مكتبة

اإلسالمية مشكاة شبكة

95 اإلسالمية مشكاة شبكة