مية الإ�سدول في الاث العمرال لأول الر الدو�ؤ ا1 عا�صرةرة العماة في ااثي�صر اللعنا�صتخدام ا نحو ر�ؤية نقديةلفتاحمد عبد ا ق عبد الرء�ف د . طارلقاهرةمعة ا جا- ية الهند�سة كل- عماريةسم الهند�سة اس بق� مدر�tarek_abdelraouf@hotmail.com : وإلكيد ال الخ�ص البحث : ملء ت�سكيلهافه�مية ورالفية ا افردات ، اإ�سر والعنا في اة التفكا نتعدى مرحلند اأن اثيةرة اللعمادئ ابا تعر�سنا اإذاإن�سانيةت ال م�سك ال�سناكمة عرب التجا�عة من اجم ثم الذي اأفرزه ، ولعاق ال�سيات�سكيل مع اى ت�افق هذا الت�ؤكد عل ؛ لأ�سكالمي ا الإ�سلعاست�ى انتج على م� ت الت�سميمية ، وفكرية ، �سكلت مبادئهادات الحد العديد من اثية لهاارة الدة ، فالعماد تمع . كللثقافية لات اتغل مع التفاعلة من احدة ، في حار واأفكا اءهاة ، وراأ�سكال معرفية متغ اابتة ، واإ مادية ثاحرفود الن�سخ ، اأو الن�سخ ا ا ما يت�قف عند حدً أحياناث ا الأ�سكالمي مع ا الإ�سنا في عاعماريمل اإن تعا اة البحثية :�شكل اأنها دع�ة لإعادةاث على ا مع التعامل�سر فكرة ال تفعمارية ، وبالتاى الفكرة اق م�ؤثر علا�سرة ، ودون عمعات اتغ لها ، دون وعي بام�د علىلة من ا حا �سك اإ�ؤدي بأنتجتها ، و�سيدئ التي ابا ب�سدة ا ما يناق�سبنى ، وه�ت اجها وا لتزيتذه الت�سكي ا�ستخدام ه ت�سكل فيه .ق الذيل�سيابنى مع ار ت�افق العتباة ، دون الأخذ في ااثيت العة من الت�سكيم� ت�افق معاث ت مع التعامللفة لتل إمكاناتس�ء على ايط ال�ة ت�سلاول روؤيته النقدية اإل يهدف البحث من خ هنا ومنفية ، والتقنيةلثقاات المتغاري وفهم لعماث ا�سر الي �سكلت عنا�س الت فهم الأ�سل�ل�جية من خ�سة التكنعا�سرة خاات اتغ اعا�سرة . ا�شة البحثية :قدمة والمإ�شافة لاور رئي�شية بال ث من ثيتكون البحث وت .ذه الت�سكي�سية وراء هلأ�سار الأفكااث والعماري للية الفهم ا لإ�سكا يتعر�سأول :حور ال اادية له . ا فكريا لروؤيتهالياث ، ودة من الل�ستفاولت التي حاختلفة اى اَ وؤ لر ل: لثاحور اا و ناحيةاحية ، ومن نعا�سرة منات المتغى فهم لاث مبنية عل مع التعامللفة لتل روؤية فيه اإ فن�سالث :حور الث اأما اعمارية ،فردات ال اأو الأ�سكايدا عن ق�سية العام ، بعق ال�سيااثية ، وه� الت�افق مع ارات اللعما ت�سكيل الأ�سا�سي فيلم�ؤثر اى اإدراك ل اأخراثية ، الحب في عمارتنال ما نم جت عنا�سرة فاأنتختلفدية اات الفكرية وال�سياقا�افقت مع اي ترب التلتجا�عة من ام ل وذلك خعا�سر . اقعنانتمي ل�ا وت

نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

Embed Size (px)

DESCRIPTION

نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية في العمارة المعاصرةالمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلاميةد . طارق عبد الرءوف محمد عبد الفتاح

Citation preview

Page 1: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية1

نحو ر�ؤية نقدية ال�صتخدام العنا�صر الرتاثية في العمارة املعا�صرة

د . طارق عبد الرء�ف حممد عبد الفتاحمدر�س بق�سم الهند�سة املعمارية - كلية الهند�سة - جامعة القاهرة

[email protected] : الربيد الإلكرتوين

ملخ�ص البحث :

اإذا تعر�سنا ملبادئ العمارة الرتاثية جند اأننا نتعدى مرحلة التفكري في العنا�سر واملفردات ، اإىل اخللفية املفه�مية وراء ت�سكيلها ؛ لت�ؤكد على ت�افق هذا الت�سكيل مع ال�سياق العام الذي اأفرزه ، وممثال ملجم�عة من التجارب املرتاكمة عرب ال�سنني حلل م�سكالت اإن�سانية حمددة ، فالعمارة الرتاثية لها العديد من املحددات الفكرية ، �سكلت مبادئها الت�سميمية ، ومل تنتج على م�ست�ى العامل الإ�سالمي اأ�سكال

مادية ثابتة ، واإمنا اأ�سكال معرفية متغرية ، وراءها اأفكار واحدة ، في حالة من التفاعل مع املتغريات الثقافية لكل جمتمع .

امل�شكلة البحثية : اإن تعامل املعماري في عاملنا الإ�سالمي مع اأ�سكال الرتاث اأحيانا ما يت�قف عند حدود الن�سخ ، اأو الن�سخ املحرف لها ، دون وعي باملتغريات املعا�سرة ، ودون عمق م�ؤثر على الفكرة املعمارية ، وبالتايل تف�سر فكرة التعامل مع الرتاث على اأنها دع�ة لإعادة ا�ستخدام هذه الت�سكيالت لتزيني واجهات املبنى ، وه� ما يناق�س ب�سدة املبادئ التي اأنتجتها ، و�سي�ؤدي بال �سك اإىل حالة من اجلم�د على

جمم�عة من الت�سكيالت الرتاثية ، دون الأخذ في العتبار ت�افق املبنى مع ال�سياق الذي ت�سكل فيه .

ومن هنا يهدف البحث من خالل روؤيته النقدية اإىل حماولة ت�سليط ال�س�ء على اإمكانات خمتلفة للتعامل مع الرتاث تت�افق مع والتقنية ، الثقافية للمتغريات املعماري وفهم التي �سكلت عنا�سر الرتاث الأ�س�س التكن�ل�جية من خالل فهم املعا�سرة خا�سة املتغريات

املعا�سرة .

ويتكون البحث من ثالث حماور رئي�شية بالإ�شافة للمقدمة واخلال�شة البحثية :

املحور الأول : يتعر�س لإ�سكالية الفهم املعماري للرتاث والأفكار الأ�سا�سية وراء هذه الت�سكيالت .

وؤى املختلفة التي حاولت ال�ستفادة من الرتاث ، وحتليال فكريا لروؤيتها املادية له . واملحور الثاين : للر

اأما املحور الثالث : فن�سري فيه اإىل روؤية خمتلفة للتعامل مع الرتاث مبنية على فهم للمتغريات املعا�سرة من ناحية ، ومن ناحية اأخرى اإدراك للم�ؤثر الأ�سا�سي في ت�سكيل العمارات الرتاثية ، وه� الت�افق مع ال�سياق العام ، بعيدا عن ق�سية الأ�سكال اأو املفردات املعمارية ، وذلك خالل جمم�عة من التجارب التي ت�افقت مع ال�سياقات الفكرية واملادية املختلفة فاأنتجت عنا�سر حتمل ما نحب في عمارتنا الرتاثية ،

وتنتمي ل�اقعنا املعا�سر .

Page 2: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار2

1 . اإ�صكالية الفهم املعماري للرتاث �التاأثر به

ثمت خ�س��سية جمتمعية لكل ع�سر وليدة لل�اقع التاريخي الذي يعي�سه هذا املجتمع ، وعالقاته املحلية والدولية ، و�س�رة احلياة ، ونظام احلكم ، ومفاهيم العدالة ، وامل�ساركة الفردية . هذه اخل�س��سية جاءت مبجم�عة من الأ�سئلة ، وجب فهمها جيدا ، والرد عليها ، قبل مناق�سة فكرة ا�ستخدام العنا�سر الرتاثية ، ولعل الإجابة عليها ت�سري مبا�سرة اإىل

الروؤية التي تقدمها هذه ال�رقة البحثية .

وهذه الأ�سئلة تدور ح�ل ماهية املفاهيم التي �سكلت مالمح الرتاث املعماري . وكيف انقطع الت�سال وال�سرت�سال م�ساكل املنجى من اأنه للرتاث على النظرة تغريت ومن هنا كيف ؟ الإ�سالمي املتتايل في عاملنا املعماري الإرث بهذا احلداثة التي ان�سقنا وراءها ، واأثرت على الفكر والعمارة العربية ؟ ثم ما هي املتغريات الثقافية في عاملنا املعا�سر ؟ وهل ت�ست�جب هذه املتغريات روؤية لت�ليد منتج معماري ميثل في اإبداعه تراثا معماريا ترى به الأجيال القادمة تعبريا �سادقا

عن حماولت معا�سرة جادة نعي�سها الآن ؟

هذه املجم�عة من الأ�سئلة �ست�سري مبا�سرة اإىل بع�س احلقائق التي يجب اأن نك�ن على وعي �سديد بها قبل اتخاذ القرار با�ستخدام العنا�سر الرتاثية في العمارة املعا�سرة بدرجاته املختلفة : من النقل ، اإىل التقليد ، اأو التجريد ، اأو

اإعادة الرتكيب .

لعلنا بالفعل في مرحلة تاريخية وجب علينا اأن نق�م ب�سياغتها لت�سكل عمرانا جديدا ، يحرتم وي�قر اإرث الأجداد ، ويدر�سه ويتعلمنه ، ل ليعيد ا�ستخدام الأ�سكال الرتاثية ، ولكن ليعيد التفكري في حل�ل امل�سكالت التي ا�ستطاع الرتاث اأن

يحلها في �س�ء املتغريات املعا�سرة .

1-1 الفكر العقائدي �ت�صكيل مالمح الرتاث املعماري )ر�ؤية اأنرث�بولوجية( :

عند احلديث عن العنا�سر الرتاثية ، يجب األ ننظر لكل عن�سر من عنا�سرها مف�س�ل عن ال�سياق الفكري واملفه�مي الإن�سان يرى ، عقائدية روؤية عرب ت�سكل عامة ب�سفة التقليدية املجتمعات حكم الذي فاملفه�م ، خالله ل ت�سك الذي خاللها اأن هذه العقيدة هي احلقيقة املطلقة ، التي ت�سم� به ف�ق ماديات هذه احلياة)1) . وبالتايل فنظرته للحياة هي نظرة ميتافيزيقية ، تبني روؤيتها دائما على مفاهيم ومق�لت جتريدية مطلقة ، فالثقافة هي العقيدة ثابتة جمردة عن املجتمع ، فهي ثقافة ال�احدية دون التعددية ؛ ولهذا يت�سم الفكر العقائدي بالثبات املطلق ، ثبات في الت�جه نح� الإله الثابت للجميع ، وبالتايل ثبات املنهج النابع منها ، والقيم ، والتقاليد ، والت�سريع ، وكل جمريات احلياة لكافة اجلماعة)2).

النتاج ب�س�رة تراكمية م�ستمرة ل تخ�سع ، وي�ستمر الروؤية الفكري واملادي يك�ن متاأثرا بهذه وبالتايل فنتاجه اأ�س�ست جمم�عة املبادئ املعلنة ، والغري اأزلية تعهدها لنف�سه منذ البداية . وهي التي لأه�اء �سخ�سية ، واإمنا مل�ؤثرات

معلنة لتحديد الفكر اجلماعي))) .

ال�ساوي ، )199 . (1(جالل ، 1995 . (2(

ال�ساوي ، )199 . (((

Page 3: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية(

وهذه امل�ؤثرات في تعاقبها من جيل لآخر ت�سلك طريقني :

اأولها : اأن تك�ن ب�سكل اإرادي واع ، نتيجة للتاأثري الذي ميار�سه كل جيل على اأفراده ب�ا�سطة الرتبية والتعلم .

والأخرى : ب�سكل تلقائي ل اإرادي ول واع ب�ا�سطة ما اأ�سماه “دكروب” الذاكرة اجلماعية ، والتي ي�ؤكد على اأنها هي الأ�سا�س الرابط للجماعة ؛ اإذ اإنها هي التي تعطى الدللة واملعنى لكل ما ه� معن�ي)1) .

الرتاث املعماري هنا ه� نتاج لهذا التفاعل احل�ساري ، لتمثيل ما ه� واع ومدرك لدى هذه اجلماعة ، وما ه� غري د الروؤية لل�ج�د واحلياة وت�حد تزن في الذاكرة اجلماعية ، “فه� ميثل جتارب وخربات اأجيال مت�ا�سلة خالل ت�ح واع وخمخنف�س م�سادرها والتي جاءت بن�ع من ال�ستمرارية كنتيجة مبا�سرة لثبات املفاهيم واملعتقدات التي �سكلت جمم�عة من النماذج التي ارت�ستها اجلماعة والتي �ساغت الت�سكيل املعماري ب�سماته التي اكت�سبها خالل هذه العملية الرتاكمية”)2) .

فاأيا كانت هذه الفرتة ، اأو هذا املعمار الرتاثي )اإ�سالمي اأو فرع�ين اأو اآ�س�ري اأو قبطي ... . الخ) . فنحن هنا اأن ، ا�ستطاعت اأمام متثيل مادي لفكر وثقافة مرحلة تاريخية ، واإمنا اأو العنا�سر ، اأمام جمم�عة من املفردات ل�سنا ، والجتماعي ، البيئي وتفاعلها ، احتياجاتها وتعرب عن ، دون غريها من احل�سارات لنف�سها مالمح متيزها ت�ؤ�س�س

اإ�سافة اإىل متثيلها الالواعي عن الفكر الذي �سكل هذا الرتاث .

من هنا جاء تط�ر العمارات التاريخية ، وتط�ر اأ�سكالها ، لتعرب عن متغريات اإن�سانية جديدة داخل نف�س الروؤية العقائدية ، ومل تت�قف عن حدود ما لديها من تراث ، ف�سالح الدين الأي�بي حني قرر اإغالق اجلامع الأزهر بهدف اإيقاف

تط�ر املذهب ال�سيعي الفاطمي في م�سر ، اأبدع املعماري امل�سلم من�ذجا اآخر للم�سجد .

ه� اأن�ساأ بذلك مفردة جديدة ، عربت عن روؤية دينية �سيا�سية كان املجتمع بحاجة اإليها ، قد ل نك�ن بحاجة اإليها الآن ، لكنها ج�سدت حالة التغري لدى املجتمع امل�سري في ذلك ال�قت .

�سكل )1): املفردات الرتاثية جاءت بهدف حل مل�سكالت اإن�سانية(Islamicurbanheritage.org.sa( مناذج من العمارة العربية في اليمن وال�سع�دية

دكروب ، 1984 . (1(ال�ساوي ، )199 . (2(

Page 4: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار4

�سكل ))): م�سجد ومدر�سة ال�سالح جنم الدين اأي�ب (Abouseif, 1998(

�سكل )2): اجلامع الأزهر(Abouseif, 1998(

وجاءت ا�ستمرارية الرتاث وتط�ره لي�اكب املتغريات ، لي�س جتديدا بهدف التجديد في ذاته ، واإمنا ا�ستمرارية للتفاعل مع املجتمع ، ومتغرياته ؛ لياأتي املنتج املعماري �سديد الت�افق مع ال�سياق العام ، اأو ما ميكن اأن نطلق عليه العمارة ال�سياقية ، فه� منتج ل ميكن نزعه من هذا ال�سياق الذي اأنتج من خالله ، اأو نقله ليك�ن داخل �سياق اآخر ، واإمنا حالة من

التكامل والت�افق دون نزعات فردية ، اأو مادية .

دا للكثري من الأهداف الفكرية مثل : �س وقد جاء هذا الت�افق مع ال�سياق العام جمخ

OO . التوافق الجتماعي : ذلك اأنه جاء معربا ومت�افقا مع بنية املجتمع ، وخ�س��سيته ، واحتياجاته

OO ، التوافق البيئي : فقد جاء الرتاث ليحل ب�س�رة تراكمية امل�سكالت البيئية ، م�ستفيدا من تراث من �سبق�هومط�را عليه ، ليعطى مثال رائعا في الت�افق البيئي .

OO التوافق التكنولوجي : فقد جاءت العمارة الرتاثية تعبريا تلقائيا عن الإمكانات التكن�ل�جية املتاحة ، وامل�اداملنا�سبة ، وحل�ل للم�سكالت التكن�ل�جية من خالل العق�د والقباب واملقرن�سات وغريها .

OO التلقائي ال�سع�ر هذا الإن�سان تعطي الإ�سالمية الرتاثية خا�سة العمارة زالت ول كانت : الإن�شاين التوافق اإنها بالفعل درا�سة لواعية عرب مئات ال�سنني بالرتياح ، من خالل الن�سب ، والعالقات ، وامل�سطحات ، والرتفاعات .

لأكرث الأ�سكال والن�سب تفاعال مع الإن�سان .

من هنا جاء ما ميكن اأن نطلق عليه الت�افق مع ال�سياق الثقافي للمجتمع ، بكل ما فيه من ث�ابت ومتغريات ؛ لتاأتي العمارة معربة عن جماعة بعينها ، في زمان ومكان حمددين ، ل اأي جماعة ، في اأي زمان ، واأي مكان ، وه� ما ن�سب� اإليه

الآن لتحقيقه لأنف�سنا ، بعد هذه الفرتة من حالة التغريب والقطيعة مع املا�سي .

1-2 التغريب �اإ�صكالية القطيعة مع املا�صي :

، ومن واملعن�ية ، امل�ج�دات احل�سية لكل الأ�سا�س الإ�سالمي هي الدين النابعة من العقائدية الروؤية ا�ستمرت

Page 5: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية5

خالل ذلك ت�سكلت احلياة ال�سيا�سية ، والجتماعية ، كما ت�سكلت البيئة العمرانية ، حتى بداأت ع�امل التجديد والتغيري ت�ؤدي اإىل انفتاح هذه املجتمعات على املجتمع الأوروبي املتقدم ، في ال�قت الذي تزامن مع حالة من التده�ر لديها .

هذا النفتاح مل يكن معماريا في البداية ، ولكن كان ب�س�رة اأ�سا�سية فكريا وثقافيا واجتماعيا ، و�ساعد عليه عدة اأ�سباب : كان اأهمها احلمالت ال�ستعمارية التي بداأت امل�اجهة مع الفكر الغربي املتقدم ، وه� ما اأظهر الفج�ة التاريخية ا �سه�لة الت�سال مع اأوروبا ، واملي�ل الأوروبية لطبقة بني امل�روث الثقافي ، وبني احلا�سر الغربي املتقدم . ومنها اأي�س

ال�سف�ة)1) .

ومع هذا فامل�سكلة الأ�سا�سية كانت في الإح�سا�س بهذه الفج�ة الثقافية ، التي �ساعدت العامل الإ�سالمي اأن يتجه نح� املفه�م الغربي في كافة ميادين احلياة ،

اأن النم�ذج الغربي ه� النم�ذج ال�اجب اأكرث تقدما بداأ في ت�سكيل مفه�م جديد يرى فال�سدام بنم�ذج حياة ال��س�ل اإليه ، وبالتايل حت�لت عن املفه�م التقليدي ال�سائد .

هذا النم�ذج اجلديد كان له اأكرب الأثر في التغريات التي حدثت في املجتمعات الإ�سالمية ، وتدريجيا في ازدياد طابع املحاكاة للنظم الأوروبية في كافة الن�احي احلياتية ومنها العمارة ، وهذا ه� ما اأ�سماه امل�ؤرخ�ن ق�سية التغريب)2) ، وهي الق�سية التي �سكلت البيئة العمرانية واملعمارية حتى ي�منا هذا ، فالنم�ذج ه� النم�ذج الغربي دون النظر اإىل

الدوافع اأو الأهداف اأو الرم�ز التي ميثلها .

ذلك اأن التغيري الذي اأحدثه التغريب بداأ في ت�سكيل ال�سل�ك ، والنمط الجتماعي والثقافي اأول ، ثم بعد ذلك جاء تاج واملعماري ، وهنا حدثت القطيعة بني املجتمع وبني تراثه ، الذي يعاين من تده�ر يزداد تفاقما تاأثريه مبا�سرا على الن

مع امتداد هذه القطيعة التي حدثت عندما ت�قف املجتمع عن النتاج الإبداعي .

1-3 االزد�اجية الفكرية في �اقعنا املعا�صر :

ق�سية الزدواجية كانت نتيجة مبا�سرة لق�سية التغريب ، حقيقة اأن الفكر التغريبي كان الأ�سا�س في تغيري روؤية املجتمع ، اإل اأنه مل ي�ستطع اأن يدمر الرتاث في الكيان الفكري للمجتمع ، واإل لكانت النه�سة بداأت كالنه�سة الأوروبية ، في اإعادة بناء الروؤية املعا�سرة خالل فكر احلداثة املادي بكل اأ�سبابها ، ودون النظر لهذا الرتاث ، لكن ن�ستطيع اأن نق�ل : اإنه ا�ستطاع ت�س�يه هذا الرتاث في عق�ل الكثريين ، حتى اإننا حني اأردنا اأن ن�سلك طريق النه�سة الفكري كنا اأمام خيارين :

اأولهما : كما ذكرنا ه� النه�سة احلداثية ، وجتنب الرتاث متاما .

وثانيهما : ه� اإعادة البناء الثقافي للمجتمع من خالل اإعادة الرتاث كما ه� ، بكل عنا�سره ، واأ�سكاله ، دون تط�ير ؛ ليك�ن ه� القاعدة التي ين�ساأ عليها هذه النه�سة))) .

حنفي ، 1976 . (1(ال�ساوي ، 1988 . (2(

جالل ، 1995 . (((

Page 6: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار6

خ�س��سية مع تتنا�سب ل فيها ما بكل فاحلداثة ، م�ساكلها منهما لكل الزدواجية من حالة في اأوجدنا هذا والجتماعية الفكرية املعا�سرة املتغريات مع تت�اكب اأن ميكن ل فيها ما بكل والرتاثية ، الإ�سالمية املجتمعات

. والنف�سية

�سكل )4): مناذج للعمارة الأوروبية في القاهرة في القرن التا�سع ع�سر حيث التاأثر باملفاهيم الغربية

كان ما نح� على نقروؤها قدمية اأ�سكال ن�سخ باإعادة ، الرتاث اإحياء هي الرتاث مع ق�سيتنا بذلك واأ�سبحت الأجداد يقروؤونها ، وقد كانت لهم حياتهم واإبداعهم الفني والثقافي حلل م�سكالت حياتية واجهت واقعهم ، واأ�سبحت ا عن الذات باأن نتفح�س كل ما خلفه الأجداد ، لن�ستك�سف ه�ية متميزة عن الآخرين ، لعجزنا عن �سنع اأي�سا بحثا نظري

حا�سر لنا ، فال نحن في هذه الزدواجية بنينا حا�سرا لنا ول اهتدينا اإىل خ�س��سيتنا)1) .

ي فكرة ا�صتخدام الرتاث املعماري : 2 . تبن

فكرة ا�ستخدام مفردات العمارة الرتاثية تكررت كثريا خا�سة مع ظه�ر ق�سايا التغريب ، هذه الفرتات اختلفت في اأ�سباب الت�جه للرتاث كمرجع معماري : فمنها ما ه� انبهار بهذا الإرث التاريخي ، خا�سة في اأوروبا مع الكت�سافات الأثرية في دول ال�سرق ، وما �سمي بالإحيائية . ومنها ما ه� �سيا�سي ، �س�اء كان لإمناء �سع�ر بالق�مية ، اأو ال�طنية ، اأو لتحقيق نزعة �سيا�سية �سلط�ية ، كما حدث للعمارة في فرتات النازية في اأملانيا ، والفا�سية في اإيطاليا ، اأو كنزعة حنينية لأ�سكال املا�سي ، كما حدث في الكثري من ت�جهات ما بعد احلداثة العاملية والعربية ، ن�سري هنا اإىل بع�س هذه الفرتات ،

وؤى املختلفة نح� الرتاث . لننظر للر

جالل ، 1995 . (1(

Page 7: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية7

�سكل )5): مناذج لالأحياء في العمارة الغربية في القرن التا�سع ع�سر

2-1 الر�ؤية ال�صيا�صية للعمارة الرتاثية

وهنا ينظر ال�سيا�سي للعمارة الرتاثية كتعبري عن اأهدافه املعا�سرة ، ولتحقيق متثيل مادي لروؤيته ال�سيا�سية لدى العامة ومنها بع�س النماذج العربية والعاملية .

2-1-1 القومية العربية �الوطنية الفرعونية في م�صر

كنتيجة مبا�سرة لالحتالل الربيطاين قامت احلركات ال�طنية في م�سر كرد فعل �سيا�سي وثقافي م�ساد لل�اقع املباين ت�سكيل العم�مية عثمان حمرم قراره بجعل الأ�سغال وزير اأعلن ال�طنية النزعة ، ومن خالل هذه ال�ستعماري العامة في م�سر على الطراز الفرع�ين في ال�جه القبلي )ال�سعيد) ، وعلى الطراز الإ�سالمي في ال�جه البحري ، كحركة معمارية م�سادة لأ�سكال العمارة الكال�سيكية ، التي �سيطرت على هذه الفرتة ، ودع�ة نح� الق�مية العربية الإ�سالمية ، وال�طنية الفرع�نية ، وتعبريا عن النزعات الفكرية املناه�سة لالحتالل ، وليتم بالفعل ت�سكيل كافة املباين العامة على

هذا النح� طبقا لهذا املر�س�م)1) .

التغيري هنا �س�ري فقط ، جمرد تعامل مع اأ�سكال ، كبديل لأ�سكال اأخرى ، والهدف �سيا�سي لي�س نابعا من ح�س اجلماعة ، اأو فكرهم ، ولي�س نابعا من تغيري حقيقي لثقافة املعماري اأو ال�سعب .

�سكل )7): الت�جه نح� ال�طنية واإحياء الطراز الفرع�ينحمطة �سكة حديد م�سر

�سكل )6): الت�جه نح� الق�مية واإحياء �سمات العمائر الإ�سالمية حطة �سكة حديد م�سر

عبد الفتاح ، )200 . (1(

Page 8: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار8

2-2-2 حالم االإمرباطورية الر�مانية في اأ�ر�با :

يحدد مانيف�ست� اإ�سداره خالل من ال�سيا�سية روؤيته لفر�س ال�سيا�سي من املبا�سر التدخل من حالة اأي�سا هي فنجد ، اجلماعة لت�سكيل طرحه الذي الي�ت�بي للفكر ا�ستكمال يك�ن ما غالبا منه والغر�س ، املعمارية ال�سمات فيه )م��س�ليني) حني اأقر الفكر الفا�سي في اإيطاليا ، حماول اإن�ساء اإمرباط�رية جديدة ، وجد في العمارة الرومانية امل�سدر مانيف�ست� ، معلنا ذلك في الإمرباط�رية لهذه ال�سرعي ال�ريث ال�قت اإيطاليا في هذا لإقرار امللم��س املادي النتاجي

معماري ي�جه خطابه للمعماريني ، يدع�هم فيه اإىل الت�جه نح� عمارتها بكل �سماتها التخطيطية واملعمارية .

�سكل )9): بت�جيه من )هتلر) يعيد املعماري الربت �سبريحماكاة العمارة الرومانية

�سكل )8): الت�جه العمارة الرومانية في اإيطاليافرتة احلكم الفا�سي

، لي�ستلهم عمارتها ، ولت�سبح طرازا معربا نف�س النهج يتبعه )هتلر) في الت�جه نح� الإمرباط�رية الرومانية الفخامة على مبنية معمارية مرحلة ي�سكل عن برلني في هذا ال�قت ، “فقد طلب من مهند�سه “Albert Speer” اأن

الإمرباط�رية))1)) .

هذه الروؤية لإعادة ا�ستخدام الرتاث هي فكرة دكتات�رية ل تنظر للرتاث هذه النظرة املتاأملة املتعلمة من اأفكار الرتاث ، ولي�ست نابعة من روؤية اجلماعة خا�سة اأن هذين املثالني كانا في ذروة الفكر احلداثي العاملي وه� ما اأدى اإىل

هروب املعماريني العامليني اإىل ال�ليات املتحدة خا�سة من اأملانيا .

2-2 الرتاث �احلنينية في عمارة ما بعد احلداثة :

التح�لت التي حدثت في العامل في فرتة الت�جه نح� ما بعد احلداثة خرجت باملفه�م من الإطار احلداثي املادي ، وبداأت تعيد النظر اإىل النزعة الإن�سانية ، وت�ؤكد على دور امل�ساعر الإن�سانية والجتماعية ، وكان ل بد للنتاج املعماري ا واأ�سا�سيا في عمارات ما قبل احلداثة ، حيث وحدة املفه�م را طبيعي �ؤث اأن يك�ن معربا عن تلك النفعالت ، والتي كانت مخل للحياة والنتاج ، ومن هنا وجد معماري� ما بعد احلداثة العاملي�ن الرتاث منبعا ل�ستلهام العديد من الأفكار بنزعة املخ�سكل حنينية اإليه ، ول� ب�س�رة رمزية ، ملعرفة م�سبقة مبدى تاأثريه على ال�جدان . وت�جه�ا ل�ستلهام اأ�سكاله ومفرداته ، كخ

بروؤيته اخلا�سة ؛ فتعددت الجتاهات املعمارية مثل الإحيائية ، والتاريخية ، وال�سعبية)2) .

عبد الفتاح ، )200 . (1(

عبد الفتاح ، 1996 . (2(

Page 9: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية9

(rvsb.com( سكل )10): ت�جهات ما بعد احلداثة العاملية في حنينها للما�سي عرب الت�جه التاريخي للمعماري فنت�رى�

وانطلق املعماري العربي م�ستلهما فكرة ما بعد احلداثة العاملية ، ليجد في تراثه ما ي�سكل به عمارته املعا�سرة ، م�ستخدما عنا�سره ، مع فكها واإعادة تركيبها لتظهر ب�س�رة مقلدة ، اأو حمرفة ، واأحيانا مط�رة .

وهنا اأحتدث عن املعماري العربي الذي قدم منهجا لفكرة ما بعد احلداثة ، اإما ب�س�رة عاملية ، اأو ب�س�رة حملية ، م بها في العامل . د ول�ست اأحتدث عمن نقل�ا الرتاث الغربي ، فقط لإعجابهم باأ�سكاله التي قخ

وبداأ الكثري من املعماريني يتعامل�ن مع مفردات الرتاث ، اإما بن�ع من احلنينية مثل تلك الت�جهات العاملية ملا بعد احلداثة ، واأكرث هذه الت�جهات كان التاريخية وال�سعبية ، اأو بن�ع من ال�عي والفهم لفكرة نقد احلداثة ، فكانت ت�جهات مثل العمارة البيئية ، اأو العمارة الإقليمية ، اأو املحلية ، وهي عمارة ل تنزع لأ�سكال بذاتها ، واإن كانت قد ا�ستخدمت اأ�سكال

الرتاث كمنبع حلل العديد من امل�سكالت ، وخا�سة البيئية .

2-2-1 التوجهات ال�صكلية ملا بعد احلداثة :

يعيد املعماري �سياغة املفردات الرتاثية خا�سة في الت�جه التاريخي ، ويقدمها في مبنى معا�سر حماول ا�ستغالل احلنني لأ�سكال املا�سي ، في حماولة لإعادة الت�ا�سل بني املبنى والإن�سان .

هذا الت�ا�سل في املظهر اخلارجي فقط ، دون التعمق في وظائف املبنى البيئية اأو الإن�سانية اأو الجتماعية ، ففي مبنى املحكمة الد�ست�رية العليا مب�سر ، يقدم اأحمد ميت� قراءة ملفردات العمارة الفرع�نية ، م�ستخدما عنا�سرها لي�سكل بها واجهات املبنى املطل على ك�رني�س النيل ، ولتظهر ال�اجهة الرئي�سية باأعمدة فرع�نية �سخمة ، تخفي وراءها حائطا

زجاجيا حداثيا ، ليعطي مثال لفهم ما بعد احلداثة العاملية من الناحية ال�سكلية .وكذلك مبنى م�سيخة الأزهر مب�سر من ت�سميم املكتب العربي ، ي�ستخدم عنا�سر العمارة الرتاثية الإ�سالمية في

واجهات املبنى ، كتعبري رمزي عن وظيفته كم�سيخة الأزهر ، وكذلك في مبنى دار الإفتاء لنف�س امل�سمم .

�سكل )11): ت�جهات العمارة العربية - مناذج من م�سر - نح� ا�ستلهام مفردات العمارة الرتاثية في تقدميها ملا بعد احلداثةفي اأعمال اأحد ميت� وفاروق اجل�هري واملكتب العربي )حما�سرات تاريخ الفكر 2009 للباحث)

Page 10: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار10

ال�سكل تركيب باإعادة ، التاريخية الرتاث ا�ستخدام مفردات ، خالل الت�ا�سل لإعادة ت�سعى كلها الأعمال هنا اخلارجي للمبنى دون النظر اإىل ج�هر الت�سميم اأو ج�هر الفكرة املعمارية .

ال�سعبية الرم�ز ا�ستخدام اإعادة خالل ، ال�سعبي الرتاث ل�ستغالل ي�سعى فه� ، املحلى الت�جه في وكذلك راثي املفردات ، نتج في النهاية مبنى حداثي الت�سميم ، تخ ن بها لغته املعمارية ، وليخ ك� واملحلية ، مع اإعادة �سياغتها ليخولعل من�ذج عمارة جمد م�سرة وجمال بكري في م�سر يعطي العديد من الأمثلة على ا�ستخدام هذه املفردات الرتاثية

. ال�سعبية

�سكل )12): مناذج لأعمال جمال بكري وجمد م�سرة في التعامل مع مفردات الرتاث املحلي واإعادة اإنتاجه)حما�سرات تاريخ الفرك 2009 للباحث)

2-2-2 التوجهات الفكرية في ما بعد احلداثة :

وهنا ن�سري اإىل جمم�عة من املعماريني قدم�ا فهما مل�سكلة العمارة املعا�سرة في تفاعلها مع املجتمع ، وفهما اأعمق مل�سكلة الرتاث والتعامل معه ، واإن كان�ا قد ا�ستخدم�ا الرتاث في ت�سكيل اأعمالهم ، اإل اأنه مل يكن ا�ستلهاما ملفرداته ، واإمنا مراجعة حقيقية ل��سع العمارة في العامل الإ�سالمي ، وما و�سلت اإليه �س�اء من احلداثيني ، اأو مما بعد احلداثيني

املقلدين اأو ال�سكليني .

فالق�سية بالن�سبة له�ؤلء لي�ست ق�سية املظهر املعماري ، ولكنها ق�سية فكرة ت�سميمية وجدوا لها حل�ل تراثية .

كمادة الطني ا�ستخدامه تكن من خالل ومل ، الرتاث اإحياء بهدف نقال تكن املعمارية مل فتحي فلغة ح�سن بناء ، فه� ي�ؤكد دائما اأن لكل م�قع حمدداته ، واإمكاناته ، وامل�اد املالئمة له ، فه� يقدم في كل مبانيه حماولة للتكيف ا�ستدعت اإذا عليها ومط�را ، امل�ساكل لهذه الرتاثية احلل�ل ذلك في م�ستغال ، والطبيعية ، البيئية الظروف مع احلاجة لذلك ، م�ؤكدا اأن الرتاث �سيحل م�ساكل كثرية �ست�اجه املعماري ، ولكن التغريات الدائمة للحياة الجتماعية وتقبلها اإر�ساوؤها يتم والتي ، للرتاث التاريخي ال�سجل تت�اءم مع تتطلب حل�ل النف�سية والحتياجات ، والقت�سادية

بعد ذلك على اأنها تراث)1) .

كذلك جند رم�سي�س وي�سا وا�سف في اإنتاج عمارته ، خا�سة مركز اخلزف باحلرانية يتبع منهجا مماثال .

فتحي ، 1991 . (1(

Page 11: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية11

(egyptarch.com( سكل ))1): ت�افق امل�اد البنائية والت�سكيالت لدى ح�سن فتحي مع البيئة املحيطة�

املعا�سرة مبادئنا اأن في�ؤكد ، الأ�سلية النماذج من لال�ستفادة حماولة عمارته في يقدم ال�كيل ال�احد وعبد يجب اأن تنافي مبادئ القرن التا�سع ع�سر ، فمبادئ الي�م تتطلب الرج�ع للط�ابع التاريخية ، واأخذ درو�س منها لعمارتنا اأ�سل اأن يرث �سيئا من العمارة كائن حي ع�س�ي ، وعملية تط�يرية ، فال ي�لد �سيء من غري اأن ، فه� يرى املعا�سرة

والديه ، ومعماريا هي الأ�سكال الأ�سلية)1) .

بالإ�سكندرية ، حالوة بيت مثل ال�سكنية مبانيه وفي ، بها ا�ستهر التي امل�ساجد عمارة في الفكرة هذه جند ، والرتاثية البيئية للمعاجلة واإمن��ا ، املعماري الت�سكيل بهدف لي�س تقليدية للغة معا�سرا ا�ستخداما ميثل وال��ذي واإعطاء هذه احلالة من الت�ا�سل مع العمارة الرتاثية ، التي ي�ؤكد اأنه ل بد من فهمها وا�ستيعابها اأول ، ثم بعد ذلك

التط�ير عليها .

�سكل )14): مناذج من اأعمال عبد ال�احد ال�كيل )م�سجد الك�رني�س - جدة، بيت حالوة - م�سر) وفكرة الت�ا�سل مع الرتاث باإعادة قراءته وحماولة فهم ن�س��سه

(http://www.arab-eng.org(

وفي اأعمال را�سم بدران جند روؤية معا�سرة متط�رة لفهم الرتاث ، واإعادة �سياغة هذه املفردات ، لي�س لت�سكيل ال�اجهة فقط ، واإمنا ل�سياغة الفكرة املعمارية ، ولتعطي ال�سلة بني ما كان من اإرث معماري اإ�سالمي ، وما ن�سب� اإليه

من تقدم تقني وفني ، مل يكن مت�اجدا في هذه الأزمنة)2) .

اجل�هري ، 1987 . (1(عبد الفتاح ، 2008 (2(

Page 12: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار12

(Steele, James 2005( سكل )15): اأعمال را�سم بدران في قراءة معا�سرة للرتاث�

كذلك نرى في اأعمال عبد احلليم اإبراهيم بعدا متط�را لفهم الرتاث ، فه� يحاول القرتاب من م�سم�ن العمارة الرتاثية التي انقطعت اأكرث من مائتي عام ، حدث خاللها من التغريات الجتماعية والثقافية ما اأبعد الإن�سان عن ا�ستيعاب م�سم�ن هذه املفردات ؛ لذلك فقد اأراد اأن يعيد هذا الفهم بكافة تفا�سيله احلياتية في احتفالية البناء ، التي قدمها في م�سروع احلديقة الثقافية ، م�ؤكدا بهذا اأنه ل ينقل املفردات الرتاثية بنزعة ما بعد احلداثة احلنينية ، ولكنه يريد خالل

فهم ملفردات العمارة التقليدية ، اأن يعرب هذه القطيعة ، لي�جد عمارة تتفاعل مع ال�اقع املعا�سر)1) .

امل�سكالت فهم في ال��رتاث جت��ارب ل�ستيعاب حم��اولت يقدم�ن املعا�سرين املعماريني من العديد جند كما الإن�سانية ، وال�ستفادة منها في اإنتاج عمارتهم اأمثال : اأحمد حامد ، وجمال عامر ، وغريهم ممن ا�ست�عب اأفكار العمارة

الرتاثية واأعاد اإنتاج العمارة املعا�سرة با�ستخدام هذه احلل�ل التاريخية الرتاثية مل�سكالت البيئة واملجتمع .

2-3 الر�ؤية املادية في فكرة العودة للرتاث :

عند درا�سة الت�جهات التي اأعادت ا�ستخدام الرتاث ، ل ميكننا اخللط بني تلك التي تعاملت مع فكرة وج�هر العمارة الرتاثية ، والأخرى التي تعاملت ب�سكل �س�ري مع املفردات الرتاثية ، �س�اء كان الهدف وطنيا لتذكري اجلماعة به�يتها بعيدا عن املعمار الأوروبي ال�سائد ، اأو �سيا�سيا خالل التجربة العاملية في اأملانيا ، اأو ايطاليا ، اأو حنينا لأ�سكال من الرتاث ل ميكن ال��س�ل اإليها ، اأو اإىل كيفية التفاعل احلقيقي معها ، ولعل ما يعنينا هنا خا�سة عمارة ما بعد احلداثة اإذ

اإنها الأقرب للعمارة املعا�سرة في عاملنا الإ�سالمي .

2-3-1 الر�ؤية املادية في عمارة ما بعد احلداثة :

، الع�سرين القرن بداية في في م�سر والق�مية ال�طنية العمارة اأنتجته اإعجابنا مبا ننكر اأن ل ميكن حقيقة لكن اإعجابنا هنا يت�قف عند حدود احلرفة ، لكنها بالفعل ل متثل هذا الإح�سا�س بالرتباط باحل�سارة الفرع�نية ، اأو

الإ�سالمية ، ذلك اأن حماولة اإيجاد اله�ية ل يبداأ بال�س�رة اخلارجية .

فال�شوؤال : ه� ه�ية من ؟ واأين نحن من هذه اله�ية ؟ وكيف تط�رت ؟

عبد الفتاح ، 1996 . (1(

Page 13: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية1(

واإن كان الحتالل في هذا ال�قت قد ولد هذا ال�سع�ر بفقدان اله�ية فلهم العذر ، اأما في فرتة ما بعد احلداثة وبعد هذه الفرتة من التغريب ، والتي و�سلت اإىل اأبعاد �سديدة املادية في فرتة احلداثة في العامل الإ�سالمي لي�س في العمارة

فقط ، بل في كل مناحي احلياة .

كيف ميكن اخلروج من املادية احلداثية اإىل مادية اأخرى ما بعد حداثية ؟ كيف ميكن اخلروج باأ�سل�ب مادي ؟

كما ي�سري امل�سريي »اإن الكثريين ينطلق�ن من الروؤية املادية فيدر�س�ن اله�ية في اإطار النم�ذج املادي كما يفعل �دي باله�ية متاما ؛ لأنه ل يتعامل مع ال�اقع اإل من خالل معايري مادية ، وهي معايري الدار�س الغربي ، مثل هذا النم�ذج يخ

عاجزة بطبيعتها عن ر�سد اله�ية في تركيبيتها وفرادتها«)1) .

هكذا فعل الكثري من معماريي ما بعد احلداثة العرب تعامل�ا معها كما تعامل فنت�ري مع ما بعد احلداثة ب�س�رة ا ، �سكلية ، واإن كان ذلك مقب�ل من فنت�ري في ال�ستينات كخروج من اأزمة احلداثة ، ذلك اأنه يخاطب جمتمعا حداثيوه� ذاته حداثي الفكر ، فلغة احل�ار حداثية حتى عند التح�ل عن احلداثة اإىل ما بعد احلداثة ، في ا�ستخدامه املفردات

التاريخية من اأي تاريخ لي�سعها اأمام واجهة مبنى حداثي .

جدت فيه ، وبالتايل تفقد املعنى كامال ، هذه الروؤية للعمارة الرتاثية ت�سع املفردات في �سياق خمتلف متاما عما وخل لق�سية �سكل وتعبري عن عجز املعماري املعا�سر في روؤية ظروف املجتمع احلياتية � التعامل مع الرتاث بهذه ال�س�رة حت

وتط�راته املعا�سرة وخ�س��سيته الثقافية .

2-3-2 التوجهات الفكرية

لهم لإنتاج عمارة معا�سرة ، هذه الت�جهات في اأغلبها تعدت اإطار الفكرة احلداثية عندما نظرت اإىل الرتاث كمخفه� لي�س جمم�عة من الأ�سكال ، ولكنه جتربة حقيقية لإنتاج عمارة مت�افقة ، مع كافة م�سكالت احلياة الإن�سانية .

اإنه تراكم خربات حلل جمم�عة امل�سكالت التي واجهت املجتمع لتنتج هذه احلالة من الت�افق والتناغم ، ومن هنا كانت ال�ستفادة منها حلل الكثري من امل�سكالت ، والتط�ير عليها حلل م�سكالت اأخرى ، وروؤية للت�ا�سل مع ا�سرت�سال هذه العمارة الرتاثية عرب قرون عديدة ، �س�اء بنقل هذه الت�سكيالت كما هي اأو تط�يرها لي�س نقال لل�سكل في ذاته واإمنا

اعرتافا بقدرة هذا ال�سكل على حل م�سكلة ما .

ونحن في هذا ال�سدد نرى قدرة هذه املجم�عة من املعماريني على اإعادة ال�سلة بيننا وبني عمارتنا الرتاثية فهما لها ، وملفرداتها ، وم�سبباتها ، ونرى اأنها بداية جيدة ل�سنع تراث معماري معا�سر .

نعم اأنتجت عمارة نفخر بها وب�ج�دها ، ولكنها لي�ست احلل ال�حيد لإنتاج عمارة مت�افقة مع التغريات الثقافية ، والبيئية ، والتكن�ل�جية ، لقد فتحت هذه املحاولت اجلادة الطريق لفهم اإ�سكالية العمارة الرتاثية مع البيئة والثقافة .

وال�شوؤال : كيف ميكن ال�ستفادة من هذه الإجابات التي قدمتها هذه املحاولت ح�ل اإمكاناتنا للتعامل مع متغريات احلياة البيئية والثقافية وال�ستفادة من التط�رات التكن�ل�جية والإلكرتونية املعا�سرة ؟

امل�سريي ، 2007 . (1(

Page 14: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار14

3 . ر�ؤى معا�صرة للتعامل مع فكرة الرتاث :

وجهة النظر التي تبناها البحث هنا اأن الرتاث املعماري لي�س ه� جمم�عة العنا�سر املعمارية املت�ارثة دون عمق املعنى الذي اأفرزها ، واإمنا ه� هذا الرتاكم املعرفي ملجم�عة التجارب املرتاكمة عرب ال�سنني ، حلل م�سكالت حمددة ، وظيفية اأو بيئية اأو اجتماعية ، �سكلت في جمملها املحددات الفكرية للعمارة الرتاثية ، وهي املحددات التي يرى البحث اأنها الأ�سا�س الفعلي ل�ج�د اأي عمارة حقيقية ، والتي اأطلق عليها البحث في النقطة الأوىل الت�افق مع ال�سياق العام ، اأو العمارة ال�سياقية ، اأيا كان �سكل املنتج املعماري ، اأو مفرداته -تراثية اأو حداثية معا�سرة- ، هذا الت�افق ال�سياقي ه� ما

اأنتج العمارة الرتاثية ، وه� ما �سينتج تراثا معا�سرا ل� اأعدنا النظر في كافة املحددات املعرفية الراهنة .

3-1 املتغريات الثقافية املعا�صرة :

املتغريات التي يعي�سها عاملنا العربي املعا�سر كفيلة باأن تعيد �سياغة الت�سكيالت الرتاثية لتنتج عمارة معا�سرة جديدة معربة عن �سماتنا الثقافية والفكرية ، هذه املتغريات على امتداد عاملنا العربي والإ�سالمي تختلف في الكثري على ووجب ، الإن�سانية والحتياجات ، والجتماعية ، ال�سيا�سية الع�امل مثل ، اأخرى اإىل منطقة من امل�ؤثرات من املعماري قبل اأن ي�سع مبناه على اأر�س ال�اقع اأن يدر�س هذه العنا�سر درا�سة وافية ليك�ن املبنى جزءا من هذا الن�سيج

الثقافي .

العربية خا�سة مع هذه اأغلب جمتمعاتنا بالفعل في التي تغريت الثقافية ال�سمات العديد من ومع هذا فهناك الث�رة الهائلة في الت�سالت ، والتي �ساعدت على تقريب امل�سافة بني الدول والأفراد خا�سة مع التط�ر املذهل في عامل

الإنرتنت ، اأ�سف اإىل ذلك الث�رة املذهلة في العلم والتط�ر التكن�ل�جي واحلا�سب الآيل .

ودون التعمق في درا�سة هذه املتغريات ، فالبحث ي�سري هنا اإىل هذا التط�ر في التكن�ل�جيا وعل�م احلا�سب الآيل وقدرتهما الفائقة في اإعادة ت�سكيل العمارة .

اإنها اأدوات جديدة بالفعل يجب ال�ستفادة منها ، ل اأن تك�ن في ذاتها �سلب العمل املعماري ، ولكن اأن تك�ن اأحد الع�امل امل�ؤثرة في اتخاذ قرار ما ، خا�سة تط�ر عل�م احلا�سب الآيل وقدرتها على اأن ت�سع املبنى في �سياقه املعماري ا عمل اأح�سن اإذا �سبق اأ�سهل كثريا عما �سياقية ولت�سبح فكرة عمارة ، ، بحيث ميكن درا�سته وتط�يره ب�س�رة تخيلية

املدخالت والدرا�سة .

املعماري العاملي الآن ا�ستطاع ا�ستغالل التقدم التكن�ل�جي وعل�م احلا�سب واأنتج عمارة خا�سة به لي�س هنا املجال لنقدها ، ولكنها ا�ستطاعت اأن تعيد ت�سكيل ال�س�رة املعمارية العاملية ، وهي بالطبع دع�ة لنا لال�ستفادة من هذا التقدم

لتط�ير روؤيتنا للرتاث ، وتقييم املنتج املعماري املعا�سر قبل بناءه .

3-2 نحو تراث معماري معا�صر :

ماذا ل� اأن الأقدمني من دعاة التجديد والإبداع في ح�ساراتنا ال�سابقة وقف�ا من الرتاث م�قفنا هذا ، مت�سائلني كتابه في �س�قي جالل ي�سري ، ال�سنني املرتاكم عرب الرتاث لدينا هذا ليتك�ن يكن بالتاأكيد مل ؟ تراثهم اأين هم من “التاريخ والرتاث” باأن ق�سيتنا مع الرتاث لي�ست هي اإحياء الرتاث باإعادة طبع ن�سخ جديدة من كتب قدمية ، نقروؤها على

Page 15: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية15

نح� ما كان يقروؤها الأقدم�ن ، وقد كانت لهم حياة واإبداعا ثقافيا حلل م�سكالت حياتهم ، ولي�ست ق�سيتنا مع الرتاث هي اأن نختار ، وماذا نختار فقط ، بل اأي�سا وملاذا نختار)1).

وي�شيف اأي�شا : اإننا بحاجة اإىل اأن نحيي من الرتاث ما يحيينا ، مثل اأننا بحاجة اإىل اأن نتمثل من العلم احلديث ما ي�سع اأقدامنا على طريق م�كب املنتجني املبدعني .

اإننا بحاجة اإىل اأن نعيد قراءة الرتاث دوما ، اأي اأن نقروؤه على نح� جديد من منظ�ر معا�سر ، اأن نعيد قراءة الرتاث والتاريخ وال�اقع املتغري مع كل مرحلة ح�سارية جديدة ، فمع كل مرحلة ح�سارية تتغري زوايا الروؤيا للرتاث ، فاإذا بتعديل منهج املعاجلة ، وذلك الفكرة ل املفردات الآن ، فقد نرى فيه لنتبعه لنا ال�سنني منهال كنا نراه منذ ع�سرات

والتداول مع جتدد الظروف والأو�ساع ، وفي �س�ء هذا كله تك�ن القراءة اجلديدة املتجددة)2) .

ومت�افقا مع هذا النهج الفكري نرى روؤية ح�سن فتحي للرتاث في كتابه “عمارة الفقراء” للتاأكيد على اأن الرتاث لي�س جمم�عة مفردات نحبها ونراها ب�س�رة حنينية : “فعندما يخجابه اأحد العاملني مب�سكلة جديدة ويتخذ قرارا بكيفية التغلب عليها يك�ن قد اتخذ اخلط�ة الأوىل في اإر�ساء الرتاث ، وعندما يقرر عامل اآخر اتخاذ نف�س احلل فاإن الرتاث يك�ن في حركة ، وحني يتبع رجل ثالث الرجلني الأولني وي�سيف اإ�سهامه ي�سبح الرتاث قد مت اإر�ساوؤه اإىل حد كبري”) ، فه� يرى اأن الرتاث جلماعة ما يحل العديد من امل�ساكل التي ت�اجه املعماري ، ولكن التغريات الدائمة في احلياة الجتماعية

والقت�سادية والحتياجات النف�سية تتطلب حل�ل تت�اءم معها .

التي واجهته ، فه� بالفعل ل ينكر ت�اجد م�ساكل ، وا�ستخدام حل�له لكثري من امل�سكالت فمع احرتامه للرتاث البداية احلقيقية لإر�ساء دعائم الرتاث ، وهذه احلل�ل كما في تعريفة للرتاث تك�ن هي جديدة حتتاج حلل�ل جديدة املعماري ، في�ؤكد اأن البناء بالطني قد حل له م�ساكل كثرية في بناء قرية اجلرنة ، لكنه ي�ؤكد اأنه ل ميكن التفكري في الطني كمادة بناء اإذا ما طلب منه ت�سميم برج مراقبة في مطار ، اأو حمطة للطاقة الذرية ، لأن الطني هنا �سيك�ن مادة غري �ساحلة متاما حلل هذه امل�سكلة املعمارية اجلديدة ، ونحتاج اإىل ن�ع اآخر من احلل))) ، هنا ي�ؤكد اأن احلل�ل اجلديدة لن

تخرج املعماري عن اإطار الرتاث .

لهذا ل بد لنا اأن نخرج م�ساألة ال�سكل متاما عن تفكرينا في ا�ستلهام الرتاث ، بالتاأكيد الرتاث املعماري له �سكل اإمكاناتنا اإىل النظر املعا�سرة وجب علينا ت�سكيل عمارتنا الرتاث في ن�ستلهم ولكن حني ، حمدد في ح�سارة حمددة املعا�سرة ، وهل �ست�ساعدنا على تقدمي حل�ل للم�سكالت القدمية تك�ن اأكرث تط�را ، اإ�سافة اإىل حل امل�سكالت اجلديدة ،

مع ا�ستفادتنا الكاملة من احلل�ل الرتاثية .

فلنجعل الق�سية هي ما قدمه لنا الرتاث فاأوجد هذا الإ�سكال ، وه� ما ناق�سناه في النقطة الأوىل من البحث ، وهي ال�سمة الأ�سا�سية للعمارة الرتاثية ، وهي ت�افقه مع ال�سياق العام ، مع ال�سياق الجتماعي وال�سياق البيئي وال�سياق العمراين وال�سياق التكن�ل�جي وال�سياق الإن�ساين ، اإنها ال�سمة التي يطرحها البحث بديال عن عنا�سر العمارة الرتاثية ؛

جالل ، 1995 . (1(

جالل ، 1995 . (2(

فتحي ، 1991 . (((

Page 16: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار16

لنتحدث عن عمارة معا�سرة �سياقية ، ن�سكل بها تراثا لنا ، يعرب عن روؤيتنا املعا�سرة ، ومتغرياتنا الفكرية والثقافية ، وقدرتنا على حل م�سكالتنا البيئية ، والثقافية ، والجتماعية .

3-3 العمارة ال�صياقية كبديل عن ا�صتخدام عنا�صر الرتاث في العمارة املعا�صرة :

ال�سياقية هنا هي الدر�س الأ�سا�سي الذي نتعلمه من العمارة الرتاثية ، فهذه احلالة الالواعية من تراكم اخلربات ، اأو بحا�سرهم وتراكم حل�ل امل�ساكل املتتالية في كافة اجل�انب مل تكن تهدف لتك�ين �سكل حمدد له عالقة برتاثهم ، خلد لهم هذا الرتاث املعماري ، واإذا جد هذا ال�سكل ، وتتط�ر عرب ال�سنني ليخ حتى ، واإمنا ا�ستجابة لكل هذه املعطيات وخكان ال�سكل مل يكن ه� اأ�سا�س وج�د العمارة الرتاثية فالدع�ة هنا اإىل اتباع نف�س الطريق الذي �سلك�ه بطريقة واعية لكافة املتغريات املعا�سرة ، لإنتاج عمارة تعرب عن متطلباتنا ، وحترتم اأفكار الرتاث لدينا ، حتى ل� نتج عن هذه الطريقة عمارة

تراثية املالمح بالكامل ، اأو عمارة �سديدة احلداثية ، اأو مرحلة ما بينهما ، فال�سكل هنا نتيجة ولي�س هدفا .

ول اأعني بال�سياقية التعريفات املادية فقط ، من حيث جتان�س املبنى مع حميطه احلي�ي ، والعمراين ، وامل�اد امل�ستخدمة والطب�غرافية واملعايري الرمزية)1) ، ولكن اأ�سف اإىل ذلك ال�سياق الجتماعي ، وال�سياق الثقافي ، وال�سياق

البيئي ، وال�سياق الإن�ساين .

كل هذه ال�سياقات بالإ�سافة اإىل ال�سياق املادي وال�ظيفي والعمراين ت�سكل ال�سياق العام ، الذي يجب اأن يك�ن املعيار الأ�سا�سي للحكم على املبنى ، حتى ل� تطلب ذلك ع�سرات ال�سنني ومئات الأبحاث لتحديد عنا�سر كل �سياق من

هذه ال�سياقات ال�سابقة ، فالأمر هنا يتعلق بت�سكيل تراث معا�سر .

OO ال�سياقية املعمارية على اأنها العالقة املتجان�سة بينه وبني (Wolford, 2004( املبنى في �شياقه املادي : يعرفاملحيط العمراين ، من خالل الأن�ساق املادية للمبنى مثل امل�قع والكتلة وامل�اد امل�ستخدمة اإ�سافة اإىل املعايري الرمزية ، الرتكيز هنا كما ي�سري �سراج الدين)2) اإىل مدى تناغم اأو تنافر املبنى ب�سكل متعمد اأو غري متعمد مع ما يحيط به ، وهذه

ال�سمة التي اأكدتها العمارة الرتاثية بق�ة في كل مبانيها اخلا�سة والعامة ، والتي اأكدها الن�سيج بكل عنا�سره .

OO اأجله ؟ وهل الروابط اأن�سئ من املبنى في �شياقه الوظيفي : وال�س�ؤال هنا هل ي�ستطيع املبنى في القيام مبا ال�ظيفية بني عنا�سره في �س�رتها املثالية ؟ وهنا ن�ستطيع اأن ن�ستفيد بالإرث املعماري احلداثي ومدى تط�ره في تقدمي

احلل�ل ال�ظيفية لكل ن�عيات املباين .

OO فالإمكانات الرتاثية عمارتنا في عليه كانت عما متاما تختلف هنا الق�سية : البيئي �شياقه في املبنى التكن�ل�جية اأكرث تط�را ، واإمكانية درا�سة كل اأجزاء املبنى عن طريق املحاكاة ممكنة خالل احلا�سب الآيل ، ما يهمنا في النهاية ه� الدرا�سة ال�اعية للمبنى وعنا�سره ، وحميطه احلي�ي ، والظروف البيئية امل�ؤثرة عليه ، وال�ستفادة من البيئي الت�افق لتقدمي حالة اإمكانات لدينا من عليها مبا والتط�ير ، امل�سكالت مثل هذه في ال�سابقة التجارب كافة

في �س�رته املعا�سرة .

. Wolford, 2004 (1(�سراج الدين ، 2007 . (2(

Page 17: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية17

OO ، املبنى في �شياقه الإن�شاين : اأهم ما مييز عمارتنا ال�سابقة كما ذكرنا هي هذه احلالة من ال�سع�ر بالرتياحاإننا نحبها لأنها عمارة مريحة ، عمارة مدرو�سة بعناية عرب ال�سنني لل��س�ل اإىل اأف�سل الن�سب التي جتعل منها عمارة اإن�سانية ، وعلى اأي مبنى معا�سر اأن يراعي هذه الدرا�سات الإن�سانية �سديدة اخل�س��سية ؛ حتى ل يخرج املبنى عن �سياقه الإن�ساين ، وهنا يجب على املعماري اأن يك�ن على دراية كاملة بن�عية امل�ساعر والأحا�سي�س التي �ست�ؤثر على م�ستخدمي

هذا املبنى .

OO املبنى في حميطه الثقافي والفكري : وهنا نناق�س مدى مالئمة املبنى للحالة الثقافية للمجتمع ، كيف يعربعن احلالة الفكرية احلقيقية التي يعي�سها املجتمع بالفعل ، ل تقليدا للغرب اأو ال�سرق ، كيف يعرب عن تطلعاته وطم�حاته ، وعن اإرثه التاريخي الثقافي ، والدرا�سة في هذا ال�سياق تك�ن �سديدة التعقيد ؛ اإذ اأنها تت�سعب وتتداخل في اأم�ر ح�سية

ومعن�ية غري قابلة للقيا�س مثل ال�سياقات املادية .

OO مع املبنى ت�افق فاإذا ، والفكري الثقافي بال�سياق ال�سلة وثيق اجلانب : هذا الجتماعي �شياقه في املبنى ا ، لذلك يتناول هذا اجلانب ما ميثله املبنى للمجتمع ح�له ، وما ا اإيجابي ال�سياق الثقافي للجماعة كان له مردودا اجتماعي

ه� �سع�ر اجلماعة جتاه املبنى ؟ وما هي قدرته على خلق ن�ساطات اجتماعية متعددة ؟

اإذا ا�ستطاع املبنى اأن يجيب على جممل هذه الأ�سئلة ، واإذا ا�ستطاع اأن يت�افق مع اأغلب هذه ال�سياقات ، فنحن هنا اأمام مبنى يتفق مع ال�سياق العام ، لي�س ال�سياق العمراين واملادي فقط ، واإمنا جممل ال�سياقات املادية واملعن�ية ، وفي هذه احلالة نك�ن قد بداأنا خط�اتنا في اإر�ساء ق�اعد الرتاث لعمارتنا املعا�سرة دون التطرق ل�سكل هذه العمارة ، ومفرداتها ، �س�اء كانت تراثية ، اأو معا�سرة ، املهم هنا ه� قدرتها على الت�افق ، ومن خالل العديد من التجارب ن�ستطيع اأن ن��سح

هذه الروؤية ح�ل الرتاث في العمارة املعا�سرة .

3-4 ر�ؤى معمارية معا�صرة :

ونعر�س في هذه النقطة ملجم�عة من التجارب املعا�سرة ، والتي اأعطت مثال للت�افق مع ال�سياق العام �س�اء كانت ت�سكيالتها تراثية اأم معا�سرة وهي بنايات �سهدت لها الأو�ساط العلمية وال�سعبية بقدرتها في التعبري عن املجتمع والثقافة والبيئة ، ولعل في ح�س�ل بع�سها على جائزة الأغاخان في العمارة الإ�سالمية ما ي�سيف اإىل هذه ال�سهادة في قدرة هذه

املباين على التعبري عن عاملنا الإ�سالمي املعا�سر .

3-4-1 م�صر�ع مكتبة االإ�صكندرية - م�صر )احتاد �صنوهتا حمزة ، الرن�يج( .

ميثل الت�سميم كما ذكرت جلنة حتكيم م�سابقة الأغاخان في دورتها التا�سعة )2002 - 2004) طريقة مبتكرة ، فاملبنى مبتكر على نح� ملح�ظ من العامل البحرية في ال�اجهات اأهم اأحد لت�سميم وو�سع �سكل �سخم ورمزي في الناحيتني املعمارية والإن�سائية ، وه� ي�ستجيب بح�سا�سية لطيف وا�سع من الق�سايا مبا في ذلك ال�سيا�سة والدين والثقافة والتاريخ ، وقد ا�ستخدمت فيه تقنيات متقدمة ، وذلك حلل جمم�عة امل�سكالت التي تظهر ن�عية مبنى بهذا احلجم ، وفي

امل�قع على حافة البحر املت��سط .

Page 18: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار18

(http://bibalex.org( سكل )16): احتاد �سن�هتا حمزة، م�سروع مكتبة الإ�سكندرية ال�اجهة الأمامية واخللفية�

والفكرة بب�ساطة عبارة عن ت�سميم دائري للمكتبة مائال جتاه البحر يحيطها من اخلارج حائط من اجلرانيت املنق��س عليه اأحرف اأبجديات العامل .

العنا�سر للعالقات بني امل�ساحات وال�س�ء ب�س�رة مب�سطة اأ�سا�سية على والت�سميم املعماري هنا يركز ب�س�رة املختلفة ، اإ�سافة اإىل قدرة املعماري في ابتكار اأ�سكال جديدة لقاعات القراءة ، ي�سفي عليها ال�س�ء الغري مبا�سر من

�سقف املكتبة حالة الهدوء وال�سكينة .

(http://bibalex.org( سكل )17): الفراغ الداخلي بالقاعة الرئي�سة باملكتبة�

املبنى في �سياقه املادي وال�ظيفي : فبالرغم من �سخامة مبنى املكتبة اإل اأنه ل ميثل خلال في املحيط العمراين ، ا اأمام الك�رني�س رغم ارتفاعه وقد جاء مت�سقا متاما مع م�قعه على امليناء ال�سرقي مبياهه الهادئة ل ميثل عائقا ب�سري

اأكرث من 5)م ف�ق الأر�س .

كما جاءت امل�اد امل�ستخدمة �سديدة الب�ساطة �س�اء كان اجلرانيت اأو الزجاج اأو اخلامات احلديثة امل�ستخدمة في �سطح املكتبة دون تعقيد يذكر .

وجاءت قدرة املعماري من خالل هذا الت�سكيل الب�سيط ليحقق املتطلبات ال�ظيفية ب�س�رة جيدة خا�سة متطلبات الإ�ساءة الطبيعية ل�سالة القراءة والأن�سطة الي�مية والثقافية للمكتبة .

املبنى في �سياقه الثقافي : جاء وليعرب بق�ة عن قدرة ا�ستخدام العمارة املعا�سرة في ابتكار ت�سميم جديد للعمارة امل�سرية دون حماكاة الأمناط القدمية اأو الرتاثية ، وليعرب عن التطلعات الفكرية والثقافية للمجتمع ، وبالتايل اأ�سبح نقلة

ثقافية على امل�ست�ى املحلي .

Page 19: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية19

اأ�سبح املبنى مدعاة لفخر املجتمع املحلي به فه� في حالة عدم تنافر معه رغم : املبنى في �سياقه الجتماعي اإح�سا�سا اأر�س ال�اقع منذ �سن�ات فهي لي�ست حالة النبهار باجلديد متاما ، واإمنا اأ�سل�به املعا�سر ورغم ت�اجده على ل ت�ا�سال مع املجتمع املحلي خالل جمم�عة عديدة من الأن�سطة الثقافية . بانتماء املبنى لهذا املجتمع ، اإ�سافة اإىل اأنه �سك

وجاء املبنى في �سياقه البيئي كذلك مت�افقا مع معطيات امل�قع واملناخ في ت�جهه ناحية ال�سمال ، واأ�سكال الفتحات التي ت�سمح فقط بالإ�ساءة الغري مبا�سرة دون دخ�ل ال�سم�س باأ�سل�ب علمي وعملي جتريبي اأثناء التنفيذ ، وذلك احلائط اجلرانيتي امل�سمت في املحيط املطل على ال�اجهات اجلن�بية والغربية وال�سرقية ، مع ا�ستخدامه للعنا�سر امليكانيكية

للمكتبة في عملية تكييف الفراغ الداخلي للمكتبة .

املبنى في �سياقه الإن�ساين : قدرة املعماري على التعامل مع الإ�ساءة الطبيعية في �سالت القراءة والتدرج في �سعر الفرد بحالة من الراحة النف�سية اأحجام الفراغات واملداخل اإليها ون�سبها كل هذا اأعطى الفراغ روؤية اإن�سانية فه� يخ

كتلك التي ن�سعر بها في مبانينا الرتاثية .

اأ�سبح حجة في النقا�سات ح�ل احلداثة واملعا�سرة ، هذه املناق�سات : اإجمال كما يق�ل �سراج الدين)1) املبنى رة ، الق�سية نف والتي كانت لفرتة ط�يلة ترى اأن كل ما ه� ملتزم بالرتاث عمارة جيدة وما ه� حديث يقدم على اأنه عمارة مخهنا تعدت هذه النقا�سات اإىل احرتام املعماري ذو وجهة النظر الرتاثية لن�عية من املباين احلداثية ، ذلك اأنه راأى فيها

حالة من الت�افق احلقيقي مع ال�سياق العام الذي و�سعت به .

اإن احل�ار في هذه احلالة تعدى مرحلة ال�سكل التاريخي اأو املعا�سر اإىل عمق فكري وثقافي واجتماعي ، وهذا العمق ه� الذي اأ�س�س عمارتنا الرتاثية ، وه� ال��سيلة للخروج من اأزمة ال�سراع بني الأ�سالة واملعا�سرة .

(http://trhamzahyeang.com( سكل )18): كني ياجن، برج مي�سنياجا، ماليزيا�

�سراج الدين ، 2004 . (1(

Page 20: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار20

3-4-2 م�صر�ع برج مي�صنياجا -ماليزيا- املعماريون : حمزة ، �كن ياجن .

جاء في قرار جلنة حتكيم جائزة الأغاخان في دورتها ال�ساد�سة اأن املبنى جنح في بل�غ اأهداف ت�سميم مبنى عال ي�ستجيب لعنا�سر البيئة والظروف املناخية ، بهدف خف�س التكلفة بالتقليل من ا�ستهالك الطاقة وال�ستعمال الأق�سى

لالإ�ساءة والته�ية الطبيعية واإدخال مفردات الت�سميم البيئي ب�س�رة معا�سرة .

املبنى في �سياقه املادي اأ�سبح جزءا ل يتجزاأ من ال�سياق العمراين للمدينة و�ساعد بق�ة في رفع ال�عي البيئي لدى م�ستخدميه ولدى املجتمع من خالل اأ�سل�به احلداثي وم�اده املعا�سرة التي ا�ستخدمها في حتقيق اأغرا�س اأزلية من

التكييف مع املحيط احلي�ي .

ت�افق املبنى مع ال�سياق البيئي باأ�سل�ب معا�سر وفي مبنى مرتفع يعد ه� الطفرة الفكرية واملعمارية لكني ياجن في مرتفع مبنى لبناء الالزمة البي�مناخية لالأ�س�س املعماري ق�ساها ط�يلة �سن�ات ا�ستمرت درا�سة نتاج جاء والذي ا في ت�افق املبنى الثقافي اأج�اء ا�ست�ائية ، وهي التي اأ�س�ست حلالة من النتماء بني املبنى واملجتمع ، و�سكلت عامال هام

والجتماعي خالل تعبري ق�ى وغري ماأل�ف للتط�ر التكن�ل�جي .

املبنى بهذا كما ذكرنا عن مكتبة الإ�سكندرية مثل حالة من الت�ا�سل الثقافي مع املجتمع املاليزي املعا�سر فه� يحاكي العمارة الرتاثية في قدرتها على الت�افق البيئي ، ومع هذه املحاكاة ي�ستخدم اأ�سل�با �سديد املعا�سرة في الإن�ساء وطرق وم�اد البناء ليعرب عن الروؤية الثقافية املعا�سرة املتطلعة للم�ستقبل لل�سعب املاليزي ، وعلى الرغم من مرور 18

عاما على اكتمال اإن�ساء املبنى اإل اأنه حتى الآن جزءا من الن�سيج الثقافي املاليزي ومعربا عنه .

3-4-3 م�صر�ع اجلامعة االأمريكية -م�صر- عبد احلليم اإبراهيم �اآخر�ن .

ا لها ، ل في اأ�سكالها ولكن في قدرتها على وهذا امل�سروع يعد اأحد النماذج التي اعتربت العمارة الرتاثية مرجعا فكريتقدمي حل�ل مل�سكالت العمران والبيئة والثقافة والإن�سان ، امل�سروع هنا جزء من البيئة ال�سحراوية ، ورغم عدم وج�ده في الن�سيج العمراين التقليدي اإل اأن املعماري جاء في ت�سكيل ال�سياق العمراين للم�سروع مبجم�عة من القرارات الت�سميمية من �سلب العمارة الرتاثية ويدعم املعماري هذا بق�له : “اإن اأهم مبادئ العمارة الرتاثية ه� التكثيف العمراين ، فامل�سروع التجارب ال�ستفادة من ، بهدف بيئية منا�سبة لعمارة ت�سكيل بل ، اإ�سالمية نق�ل عمارة ، وهنا ل ال�سحراء بنى في يخال�سابقة في الت�سكيل والت�سميم العمراين ، لي�س نزوعا لهذه العالقات املركبة ، ولكن اعرتاف بقيمة هذا الت�سكيل في حل

امل�سكالت البيئية ، وجاءت امل�اد والت�سكيالت العامة لت�ؤكد هذه ال�سياغة”)1).

هنا جاء ال�سياق املادي للم�سروع مت�افقا مع الإرث التاريخي للعمارة الإ�سالمية ، ولي�س تقليدا لها .

ت�افق املبنى مع ال�سياق الثقافي نابع من اإدراك املعماريني امل�سممني مبدى الت�ا�سل التاريخي لالإرث املعماري من عمارتنا التقليدية في اأفكاره ، وحمدداته ، ومعارفه دون اقتبا�س �سكل حمدد منها ل�ستخدامه ، في�ؤكد عبد احلليم اإبراهيم اأن : “هذه التجربة املعمارية لي�ست ن�عا من النزوع ال�سكلي للعمارة الإ�سالمية باأق�ا�سها واأ�سكالها الرومان�سية ،

ولكن اعرتاف بالقيمة احلقيقية لها”)2) .

اإ�سماعيل ، )200 . (1(

اإ�سماعيل ، )200 . (2(

Page 21: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية21

اإدراك املعماري لهذا �سنع ن�عا من النتماء الثقافي بني امل�ستعمل وهم طلبة واأ�ساتذة اجلامعة الأمريكية ، وبني املبنى لعلمه امل�سبق اأن �سلب العمارة الإ�سالمية اأنها تق�م على فكرة اجلماعة ، واأنها عمارة معرفية اأراد اأن ي�ستثمر هذه التجارب في ت�سكيل مباين اجلامعة ، م�ؤكدا اأن هذه املباين متثل �سيغة ت�سكيلية لها وقع ، وهذا ال�قعخ مي�س امل�ستعمل وي�ؤثر

فيه ، واأنها �ستظل متثل جتربة معرفية حت�ي عملية من عمليات التعليم امل�ستمرة .

الت�افق البيئي للمبنى يظهر ب��س�ح في كل التفا�سيل الت�سميمية للمبنى ، فاملعماري بداية ي�ؤكد اأنه ل يتحدث عن عمارة اإ�سالمية ، ولكن يتحدث عن عمارة بيئية منا�سبة وي�سيف قائال : “اإننا قد اأخذنا اجلانب البيئي على اأنه املحك ، ال�سم�س ، وحركة بالت�جيه يتعلق وما ، البيئية بالع�امل ، وعالقاتها املختلفة الفراغية العالقات باأحكام التزمنا وقد اأة ب�سكل طبيعي ؛ اإذ اإننا ملتزم�ن بظروف مناخية وبيئية دف دة ومخ رب اة ومخ ه� واله�اء ، واإننا �سن�سل اإىل عمارة م�سرية مخ

وم�اد حملية”)1) .

اأما الت�افق الإن�ساين للم�سروع فه� جزء اأ�سا�سي من املنهج الت�سميمي الذي اعتمده امل�سمم�ن اعرتافا باأحد اأهم املبادئ في العمارة الإ�سالمية ، وه� التفاعل ، مبعنى اأنهم ي�سع�ن في املقام الأول اأن هذه الفراغات هي فراغات لي�س الق��رتاب خالل من املعرفية العملية حتدث هنا ومن ، والأ�ستاذ الطالب بني يجمع اإن�سانيا ن�ساطا حتت�سن مبعنى تداخل الفراغات ، ولكن البيئة التي مت ت�سكيلها هي بيئة تعليمية ، فهي حت�ي في ت�جيهها ومعاجلاتها وامل�اد اإن�سانية حميمية لحت�اء امل�ستخدمة فيها التنب�ؤ باملعرفة ، وا�ستطاعت في ت�سكيل الفراغات بني املباين خلق فراغات

الأن�سطة املختلفة .

�سكل )19): عبد احلليم اإبراهيم واآخرون، اجلامعة الأمريكية بالقاهرة، يقدم روؤية معا�سرة واأكرث تط�را في فهم امل�ؤثرات الرتاثية (http://www.aucegypt.edu( البيئية والإن�سانية على ت�سكيل املباين

اإ�سماعيل ، )200 . (1(

Page 22: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار22

�سكل )29): الدرا�سات البيئية احلاكمة مب�سروع اجلامعة الأمريكية )جملة البناء، العدد 154)

املبنى ا�ستطاع احرتام املحددات الرتاثية في التعامل مع البيئة والعمران والإن�سان ، ليعيد �سياغة بناء معماري الفراغ ولعل ذلك يظهر جليا في جتربة حل م�سكلة ، لت�سكيل مبنى معا�سر ال�سنني وتط�ير حل�ل مرتاكمة عرب مئات

ال�ا�سع والإن�ساء ال�سخم للمكتبة عرب ا�ستيعاب املنهج الرتاثي في حل امل�سكالت لإبداع اأ�سكال جديدة ومعا�سرة .

3-4-3 م�صر�ع جامعة برت�نا�ص -ماليزيا- نورمان فو�صرت �م�صاركوه .

جاء في قرار جلنة حتكيم جائزة الأغاخان في دورتها العا�سرة اأن املبنى بت�سكيله ح�ل املظلة ال�سخمة التي تربط اأجزاءه كلها ه� تف�سري جديد ملعان كال�سيكية قدمية ، هذه املظلة التي ت�فر احلماية الدائمة من الظالل واملطر في هذا

املناخ ال�ست�ائي .عالية املظلة هذه وفرته التي املادي املحت�ى داخل الجتماعي التفاعل من م�ساحة ي�فر اأن ا�ستطاع قد واإنه التكن�ل�جيا ، اإ�سافة اإىل هذه احلالة من التكامل بني مبنى تعليمي معقد مع تن�سيق امل�قع القائم بالفعل ، وذلك بالتفاف تفا�سيلها بدقة العالية التكن�ل�جيا التعبري عن في الهائلة املبنى قدرة اإىل بالإ�سافة ، امل�قع املبنى ح�ل طب�غرافية

وتراكيبها في بلد مت�جه للتقدم مثل ماليزيا .املبنى بالفعل ا�ستطاع اأن يك�ن �س�رة معربة عن فخر �ساغليه باملبنى ، و�س�رة متج�سدة لقدرة املبنى التعليمي

على ابتكار فراغات اجتماعية في حالة من الت�افق مع ال�سياقات املختلفة الجتماعية والإن�سانية والثقافية .

(kara,hanif 2007( سكل )21): ن�رمان ف��سرت، جامعة برتونا�س، ماليزيا - درا�سة لالظالل والته�ية وتن�سيق امل�قع�

Page 23: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية2(

�سكل )22): ن�رمان ف��سرت، جامعة برتونا�س، ماليزيا(kara, hanif 2007( درا�سة امل�قع العام للجامعة وعالقته بالبيئة الطبيعية القائمة

3-5 ر�ؤية بحثية :

حل�ل اأبدع�ا ، قدمي تاريخي تراث لها جمتمعات في معا�سر تراث اإنتاج ا�ستطاع�ا ملعماريني النماذج هذه جديدة مل�سكالت قدمية ، وا�ستطاع�ا حتقيق عمارة تتفق وال�سياقات املختلفة ، اأول واأخريا عمارة يحرتمها م�ستعمل�ها ، ويحب�نها ، ويفخرون بها ، وهذا يعد من اأهم حماور اإنتاج تراث معماري ، حالة من الت�افق بني املبنى واجلماعة ، حالة من النتماء والإح�سا�س بت�افق اله�ية ، الق�سية لي�ست ق�سية اأ�سكال تراثية ، نحبها ب�سدة ، نعم ، ولكنها لي�ست قيدا يجب

ا�ستخدام مفرداته .

والبيئية والجتماعية الثقافية ال�سياقات مع الت�افق من حالة واأحدث ، مل�سكالت حقيقيا حال مثل الرتاث لرتاث ت�ؤ�س�س فهي بغريها اأو ال��رتاث مبفردات الت�افق هذا حتقيق املعا�سرة العمارة ا�ستطاعت ف��اإذا واملادية ،

معماري معا�سر .

التي الثقافية القطيعة هذه لإنهاء رغبة في عمارته وينتج الرتاث حل�ل على اإبراهيم احلليم عبد يبني حني ا�ستمرت عرب �سل�سلة ط�يلة من التغريب ، بتط�ير هذه احلل�ل م�ست�حيا من الرتاث مفرداته ومكمال عليه فقد اأ�س�س لرتاث

معا�سر مبني على جتارب ال�سابقني ، ومقدما لروؤية معمارية �سم�لية ، حترتم اجلانب الثقافي والجتماعي لالإن�سان .

وحني نرى م�سروعات معا�سرة مثل مكتبة الإ�سكندرية في م�سر ، ونرى اأنه ا�ستطاع اأن يقدم حل�ل مبتكرة للت�افق مع هذه ال�سياقات اأو بع�سها ، واأنه جنح بالفعل في حتقيق هذا ب�س�رة معمارية معا�سرة .

ومن خالل ال�ستفادة بالتط�ر التكن�ل�جي ، حينها نك�ن قد خط�نا خط�ة حقيقية لت�سكيل تراث معا�سر ، وت�سبح اإ�سكالية املفردات والعنا�سر خالل النزعة احلنينية لها ما هي اإل �س�رة مزيفة لعمارتنا ، وحني نرى في العمارة البيئية الذكية intelligent environmental architecture مرادفات حلل�ل تراثية متفاعلة مع البيئة ومع املجتمع ن�ستطيع

من خاللها ومن خالل التط�ير عليها تاأ�سي�س تراث معماري معا�سر .

الفكرة لي�ست رف�س العمارة الرتاثية اأو العمارة املعا�سرة ، اإمنا هي رف�س كلي للعمارة ال�س�رية ، تلك العمارة �سياقية تعرب عن لعمارة ، ودع�ة الرتاث اأو من رة املخعا�س ال�س�رة اخلارجية فقط مبالمح من تعتمد على تزيني التي

Page 24: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار24

اجلماعة وعن تط�رها واأحالمها وتطلعاتها وثقافتها وبنيتها الجتماعية ، اإذا حققت العمارة هذا فهي تراثنا احلقيقي للفرتات القادمة .

4 . اخلال�صة

OO في املعماري ال�عي منا�سدا ، املعا�سرة العمارة في الرتاثية العنا�سر ل�ستخدام نقدية روؤي��ة البحث قدم فهم هذه العنا�سر ومدل�لها واأ�سباب ت�اجدها وتط�رها قبل اتخاذ القرار با�ستخدامها ، فقدم البحث لإ�سكالية الفهم املعماري للرتاث والتاأثر به من خالل روؤية اأنرثوب�ل�جية للمفه�م الذي �سكل الفكر والنتاج املادي لعمارتنا الرتاثية ، واأن هذه الأ�سكال مل تكن هدفا في ذاتها ، واإمنا كانت حل�ل مل�ساكل اإن�سانية فهي و�سيلة لتحقيق هدف ما ، واأن املنتج الرتاثي اأو الثقافي ، ولكن ليك�ن في حالة من الت�افق مع ال�سياق ل ل ليك�ن خرقا للن�سيج العمراين بكل عنا�سره واأفكاره ت�سك

لهخ . العام الذي �سك

OO واأ�سرنا اإىل حالة فقدان ال�سلة بالرتاث وانقطاع الت�سال وال�سرت�سال في مرحلة التغريب التي عا�سها عاملنا الإ�سالمي ، واإىل حالة الزدواجية التي �سكلت فكره ونتاجه بني املعا�سرة والع�دة للرتاث ، من خالل جمم�عة من النماذج التي ت�ؤكد اأن فكرة الع�دة للرتاث هي فكرة قدمية قدم اإح�سا�سنا بالغرتاب عن اأ�سالتنا ، وقدم اإح�سا�سنا بال�سعف اأمام الآخر ، �س�اء كان ذلك بهدف �سيا�سي لإعالء ال�سع�ر بالنتماء لهذا الرتاث اأو بنزعة حنينية لهذه الأ�سكال في حماولة

ملخاطبة املجتمع خالل اأ�سكال ينتم�ن اإليها ويحب�نها .

OO وا�ستطاع البحث اأن ي�سري اإىل تيارين من التفكري في ا�ستخدام الرتاث ، وهي الت�جهات ال�سكلية والتي ت�ستخدم املفردات والأ�سكال بنزعة حنينية للما�سي ، وهي عمارة �سكلية تبداأ بال�سكل وتنتهي عند ذلك ، اأو اأنها ت�جهات فكرية راأت في الع�دة للرتاث حل�ل للعديد من امل�سكالت التي واجهتهم ، وهذه الت�جهات ي�سيد بها البحث ، ويرى اأنها اأحد ال��سائل للخروج من اأزمة ال�سراع بني الأ�سالة واملعا�سرة ، لكنها لي�ست احلل ال�حيد ، واإمنا ميكن من خالل فهم معا�سر للعمارة

ال�سياقية اأن جند حل�ل ل نهائية لهذه امل�سكلة .

OO يقدم البحث بعد ذلك مفه�مه عن العمارة ال�سياقية كبديل عن النزعات احلنينية للرتاث ، بهدف تاأ�سي�س تراثا جديدا ل�اقعنا املعا�سر ، فيعرف معنى الت�افق مع ال�سياقات املختلفة م�سريا اإىل �سياقات اأخرى غري ال�سياق العمراين واملادي مثل الثقافي والجتماعي والإن�ساين والبيئي ، على اأنها كلها ت�سكل ال�سياق العام الذي اإن ت�افق معه املبنى كان

معربا بالفعل عن ثقافة املجتمع ، وتطلعاته ، واحتياجاته ، وكان خط�ة هامة في ت�سكيل تراثنا املعا�سر .

OO متخ من خالل التقنية جدت فيه ، وقد وقدم البحث لعدد من التجارب املعمارية ت�افقت مع ال�سياق العام الذي وخالعنا�سر ا�ستخدمت لفكرة هل التطرق ، دون الرتاثية العمارة لعمارة معا�سرة حترتم مبادئ ناجحة املتقدمة مناذج

الرتاثية اأم ل ؟

هذه النماذج ت�ا�سلت بالفعل مع العمارة الرتاثية ، لي�س من الناحية ال�سكلية ، فعلى مر التاريخ تغريت املفردات ، ومل تقف عند حدود ح�سارة واحدة للمجتمع ، واإمنا ت�ا�سلت معها من خالل الفكر ال�سياقي الذي اأ�س�س ل�ج�د عماراتنا الرتاثية ، وا�ستكملت عليه بكل ما متلك من اأدوات مل تكن مت�فرة في املا�سي لإنتاج عمارة معا�سرة متكاملة مع عمارتنا

الرتاثية ، وم�سيدة تراثنا املعا�سر .

Page 25: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

د . طارق عبد الرءوف حممد عبد الفتاح

امل�ؤمتر الدويل الأول للرتاث العمراين في الدول الإ�سالمية25

املراجع العربية :

مطابع - 1 ، املعا�سرة” الإ�سالمية املدينة بناء في احل�سارية القيم “تاأ�سيل (1982( الباقي عبد ، اإبراهيم اإنرتنا�سي�نال ، القاهرة .

اإ�سماعيل ، اأحمد ))200) “العمارة ج�سر الثقافات” ، جملة البناء ، العدد 154 ، الريا�س ، اململكة العربية ال�سع�دية.- 2

اأكرب ، جميل عبد القادر )1995) “عمارة الأر�س في الإ�سالم” ، م�ؤ�س�سة الر�سالة ، بريوت ، لبنان .- )

اجل�هري ، اأ�سامة حممد )1987) “راأي : الإقليمية وعمارة ال�كيل” ، جملة البناء ، العدد 4) ، الريا�س ، اململكة - 4العربية ال�سع�دية .

ال�ساوي ، علي )1988) “التح�لت في الفكر والتعبري املعماري لقاهرة اخلدي�ي اإ�سماعيل” ، ر�سالة ماج�ستري - 5، ق�سم الهند�سة املعمارية ، كلية الهند�سة ، جامعة القاهرة ، م�سر .

“ديناميات العمران ال�سعبي والر�سمي” ، ر�سالة دكت�راه ، ق�سم الهند�سة املعمارية ، - 6 ال�ساوي ، علي )1994) كلية الهند�سة ، جامعة القاهرة ، م�سر .

7 -www . elmessiri . com/articles . ، ”امل�سريي ، عبد ال�هاب )2007) “اأ�سئلة اله�ية

جالل ، �س�قي )1995) “الرتاث والتاريخ” ، �سينا للن�سر ، القاهرة - 8

“في ت�افق العمارة مع ال�سياق احل�سري” ، ر�سالة ماج�ستري ، كلية الهند�سة ، - 9 حليم ، فيكت�ر كمال )2002) جامعة القاهرة .

“اجتاهات العمارة امل�سرية من الرتاث اإىل املعا�سرة” ، ر�سالة - 10 حنفي ، ع�سام الدين عبد الروؤوف )1976) دكت�راه غري من�س�رة ، ق�سم الهند�سة املعمارية ، جامعة الأزهر ، القاهرة .

دكروب ، حممد ح�سني )1984) . الأنرثوب�ل�جيا الذاكرة واملعا�س ، كتاب الفكر العربي ، بريوت .- 11

زيدان ، اأمين )2007) “الجتاهات احلديثة لهند�سة ال�سكل والت�سكيل في تناول الرتاث الإ�سالمي في العمارة - 12املعا�سرة” ، ر�سالة ماج�ستري غري من�س�رة ، كلية الهند�سة ، جامعة القاهرة .

1( - ، الي�م اأخبار دار الإ�سالمية” ، املجتمعات والتاأ�سيل في عمارة “التجديد اإ�سماعيل )2007) ، الدين �سراج القاهرة .

عبد احلليم ، عبد احلليم اإبراهيم واآخرون )1991) “ح�ار ح�ل العمارة املعا�سرة” ، جملة عامل البناء ، عدد - 14))12) ، مركز الدرا�سات التخطيطية واملعمارية ، القاهرة .

، جامعة - 15 الهند�سة كلية ، دكت�راه ر�سالة الإقليمية” ، بعد ما “عمارة اأحمد م�سطفى )2000) ، الغفار عبد القاهرة ، م�سر .

عبد الفتاح ، طارق عبد الرءوف )1996) “عمارة ما بعد احلداثة” ، ر�سالة ماج�ستري ، كلية الهند�سة ، جامعة - 16القاهرة .

Page 26: نحو رؤية نقدية لاستخدام العناصر التراثية فى العمارة المعاصرة.pdf

نح� روؤية نقدية ل�ستخدام العنا�سر الرتاثية يف العمارة املعا�سرة

الهيئة العامة لل�سياحة والآثار26

عبد الفتاح ، طارق عبد الروؤوف ))200) “دور املانيف�ست� في اإثارة التح�لت املعمارية” ، ر�سالة دكت�راه ، كلية - 17الهند�سة ، جامعة القاهرة .

والعمارة - 18 الإ�سالمية العمارة بني العالقة لتفعيل البيئي “املدخل (2007( ال��روؤوف عبد طارق ، الفتاح عبد املعا�سرة” بحث من�س�ر ، م�ؤمتر العمارة والفن�ن الإ�سالمية : املا�سي واحلا�سر وامل�ستقبل ، رابطة اجلامعات

الإ�سالمية ، القاهرة ، م�سر .

اإبراهيم ، مطابع كتاب الي�م ، الطبعة الثانية ، - 19 “عمارة الفقراء” ، ترجمة م�سطفى فتحي ، ح�سن )1991) القاهرة .

املراجع االأجنبية :1- Collins, Peter (1965) “Changing Ideals in Modern Architecture 17501950-”, Faber and Faber,

London .

2- Steele, James (2005) “The Architecture of Rasem Badran”, Thames & Hudson, London .

3- Jencks, C . (1984) “The Language of Post-Modern Architecture”, Academy Editions, London .

4- Kara, Hanif (2007) “2007 On Site Review Report” a report presented to Aga Khan awards 2007 . (www . archnet . org)

5- Venturi, R . (1977) “Complexity and Contradiction in Architecture”, The Architectural press, London .

6- Wolford, N . Jane (2004) “Architecture Contextualism in twentieth century”, Georgia Institute of Technology, Atlanta .