4
ورﯾ اﻟﺳ(أورﺷﻠﯾم) ﺧول إﻟﻰ اﻟﻘدس اﻟد ﻌﺎﻧﯾن! ﻓﻲ اﻟﺷ ﺗﻬﺎ اﻟﻘﻌﯾد. ﺎ ﺗﻐﺎدر. ﻻزﻣت ﺟد ... ﻗﺎﻟوا: ﻧﺎرﯾﻣﺎن ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﺣﻣص. ﻟﻣ ﺟﺎء! ﺣﺎﺻرﻫﺎ ﺟﺣﯾم اﻟﻌﻧف! ﺻﺎرﺗﺎ ﺗﺄﻛﻼن اﻟﺧوف! وﺗﺷرﺑﺎن اﻟﺣﺳرة! وﺗﻠﺗﺣﻔﺎن اﻟر ق! وﻣن اﻟﻔم وأر دﻣﻊ ﻌت ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﺣﻣرة ﺑر! وﺗﺑﻘ ان اﻟﺻ وﺗﻌﺗﺻر ﺑﺎﺗت ﺗﺧرج ﻠﯾب اﻟﻌظﯾم! ارﺣم! ﺑﺎﺳم اﻟﺻ ﻛﻠﻣﺎت! ﺗﺗطﺎﯾر ﻛﺎﻟﻌﺻﺎﻓﯾر اﻟﻣذﻋورة! ﯾﺎ رب ﻓﻘﺎﻗﯾﻊﻠم أﺳدﻟت ﺳﺗﺎﺋرﻫﺎ ! ﻻ ﻧور ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﻧﻬﺎر ﺑﻌد! ظﻠﻣﺔ اﻟظ ﺎﻣﻬﻣﺎ ﻟﯾﺎل ﺗﻛر ﯾﺎ ﯾﺳوع! أﯾ ﺛﻘﯾﻠﺔ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ! اﻫﯾر ! ﯾﺎ ﻣﺳﺎﻛﯾن اﻷرض وأز ب ﺔ اﻟر ﯾﺎ ﺳورﯾﺔ! ﯾﺎ ﻧﺎرﯾﻣﺎن أﺣﺑ ﺳﻼم ﻋﻠﯾك ﻫﺎ ﺧﺻﺔ اﻟﻣداﺳﺔ! اﻟرﻲ طﻠﺑت ﯾطﺎن طﻠﺑﻛم ﻟﻛﻲ ﯾﻐرﺑﻠﻛم ﻛﺎﻟﺣﻧطﺔ. وﻟﻛﻧ "ﺳﻣﻌﺎن ﺳﻣﻌﺎن، ﻫوذا اﻟﺷﻟو) "ت إﺧوﺗك ﻓﺛﺑ ﻣﺗﻰ رﺟﻌت . وأﻧت ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻔﻧﻰ إﯾﻣﺎﻧك ﻣن أﺟﻠك22 : 31 32 !( ادﻩا! ﻟم ﯾﻔﻌل ﻣﺎ أر ﻪ ﺑﻛﻰ ﺑﻛﺎء ﻣر ﺎر! ﻟﻛﻧ ﺳﻣﻌﺎن ﺧﺎر وﻛﻔر. ﻫو اﻟﺧوف ﻗﻬ ﺑل ﻣﺎ ﻟم ك ﻏﺎﻣر ب اﻟر ﺔ، ﻷن ، ﯾﺎ أﺧﯾ ﻗﯾﺎﻣﺔ ك ﻌﯾد! ﺻﻠﯾﺑ ﯾردﻩ ﻓﻌﻠﻪ! ﻟذا ﻋﺎد واﺳﺗﯾو) " ﻓﻲ ﻗﻠب اﷲ! "ﺑﻛﻰ ﯾﺳوع ، ﻓﻲ اﻟﺑﺎل! أﻧت ، ﺑﻌد ﻪ! ﻟﺳت ﺑﺣﺑ11 : 35 !( . ب "ﻣن أﺟل ﺷﻘﺎء اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن، ﻣن أﺟل أﻧﯾن اﻟﺑﺎﺋﺳﯾن، اﻵن أﻗوم ﯾﻘول اﻟرﺔ، وأﺟﻌﻠﻬم ﻓﻲ أﻣن" أﺻﻧﻊ اﻟﺧﻼص ﻋﻼﻧﯾﻣز) 11 : 5 !( د، ﻓﻲ ﻪ اﻟﺳ ﺎﻋﺔ! ﻫذا ﯾ ﺎ ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﺳ ﻣﺣﯾﻘ ، ﺑﺎق ر اﻟﺷ اﻟﻌﻧف، ﻋﻧف ﯾﻌود! ﯾﻌود اﻟﻌﻧف! اخ اﻟواﺟﻔﯾن إﻟﯾﻪ! ﺛم أﻓﺔ ﺑﺻر ﺎ ور ﺔ، ﺳ أوﯾﻘﺎت، ﻫﻧﺎ وﺛﻣ ﺎ ﻓﻼ أﻣن ﯾدوم! اﻷﻣن ﻣن اﻹﯾﻣﺎن! ! ﻣﺎ دام اﻟﻘﻠب ﻧﺟﺳ ر اﻟﺣب اﻟﻌﻧف ﻣدﻣ

الدّخول إلى القدس السورية

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الدّخول إلى القدس السورية

Citation preview

Page 1: الدّخول إلى القدس السورية

الدخول إلى القدس (أورشلیم) السوریة في الشعانین!

... قالوا: ناریمان بقیت في حمص. لما تغادر. الزمت جدتها القعید. حاصرها جحیم العنف! صارتا تأكالن الخوف! وتشربان الحسرة! وتلتحفان الرجاء!

باتت تخرج وتعتصران الصبر! وتبقعت في العین حمرة دمع وأرق! ومن الفم فقاقیع كلمات! تتطایر كالعصافیر المذعورة! یا رب ارحم! باسم الصلیب العظیم! یا یسوع! أیامهما لیال تكر! ال نور فیها وال نهار بعد! ظلمة الظلم أسدلت ستائرها

ثقیلة علیهما!

ها سالم علیك یا سوریة! یا ناریمان أحبة الرب! یا مساكین األرض وأزاهیر الرخصة المداسة!

"سمعان سمعان، هوذا الشیطان طلبكم لكي یغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت – 31: 22من أجلك لكي ال یفنى إیمانك. وأنت متى رجعت فثبت إخوتك" (لو

32 !(

سمعان خار وكفر. هو الخوف قهار! لكنه بكى بكاء مر�ا! لم یفعل ما أراده یرده فعله! لذا عاد واستعید! صلیبك قیامة، یا أخیة، ألن الرب غامرك بل ما لم

)! 35: 11بحبه! لست، بعد، في البال! أنت في قلب اهللا! "بكى یسوع" (یو

"من أجل شقاء المساكین، من أجل أنین البائسین، اآلن أقوم یقول الرب. )! 5: 11(مز أصنع الخالص عالنیة، وأجعلهم في أمن"

العنف، عنف الشر، باق محیقا بنا إلى قیام الساعة! هذا یسكنه السید، في أویقات، هنا وثمة، سمعا ورأفة بصراخ الواجفین إلیه! ثم یعود! یعود العنف! العنف مدمر الحب! ما دام القلب نجسا فال أمن یدوم! األمن من اإلیمان!

Page 2: الدّخول إلى القدس السورية

ین الحروب والخصومات بینكم، ألیست من هنا من لذاتكم المحاربة في "من أ )؟! 1: 4أعضائكم" (یع

لذا اختار السید اإلقامة ال في قلب العالم حاكما، بل في عالم القلب حكمة، لیبث سالما وروحا في خضم حروب وأمواج الموت في هذا الدهر! "أعطني قلبك

)! لما یشأ أن یكون ههنا قاضیا وال ملكا وال رئیسا! استخدم 26: 23یا بني" (أم نفسه لنا! ما تعاطى خالفات الناس فیما بینهم! تعاطى الناس! وما الناس

خالفاتهم! من ساوى الناس بمواقفهم ضل وما عرف الحق! ال لیست هناك مواقف إلیهم، إن أحببتهم، بت في أحدیة حق في هذا الدهر! الحق ناس! فقط إن صرت

الحق! لذا العنف المبارك أن تخرج من ذاتك عنوة لتحب، لتصنع لك أقرباء حقانیین بالرحمة! كل عنف غیر هذا دنس نجس رجس؛ ال من الحق وال من اهللا

هو!

على هذا دخل السید القدس أورشلیم على جحش ابن أتان، غالبا لبهیمیة طیئة في جسده! ال عادت القدس أرضا وال مدینة وال قبیلة من قبائل األرض! الخ

"الخلق كلهم عیال اهللا"! القدس أورشلیم وجه ناریمان سوریة الصغار على رجاء البركة! ال سالم إال لمن تحابوا، وال جواب لكل أزمة إال بسالم القلب! لمن زال

ینهم! "هو سالمنا الذي جعل االثنین واحدا ونقض حائط حاجز العداوة القائم فیما ب )! 15 – 14: 2السیاج المتوسط، أي العداوة" (أف

من كان لیجمع الیهود إلى السامریین، والیهود إلى األممیین؟ العداوة بینهم ما سوع كان لبشري أن یفكها! كانت مختومة بسبعة أختام الدم والحقد والموت! أما ی

فكان إلى الیهودي واألممي والسامري سواء بسواء. كلهم سكب هو نفسه ودادا اهم، ما هم علیه، ألجلهم فصاروا واحدا لدیه! جاؤوه بتواضع القلب فأبان، بحبه إی

في الروح، من بهاء أخاذ! رئیس المجمع الیهودي، یایرس، خر عند قدمیه، فدخل ). وللمرأة السامریة المزواج كشف الهوته 5یسوع بیته وأقام ابنته من الموت (مر

Page 3: الدّخول إلى القدس السورية

). من قال 15). والمرأة األممیة الكنعانیة عظم إیمانها تعظیما كبیرا (مت 4(یو من تعادیه ال خیر فیه؟! هو عمى قلبك ما یوحي لك بذلك! ویل لمن ال یفطن إن

لعیوب نفسه وبركات خصومه! فإن فطن إلى ما فیه من خبث والى ما في سواه من درر، ما أمكنه، من بعد، أن یعادي أحدا! اآلخر سر نور عمیق! عادى ما

من شطط حتى یسهم في فیه هو من دنس حتى یتنقى، وعادى ما في سواه إصالحه! إذا القائل المبارك: "أحبوا أعداءكم، باركوا العنیكم، صلوا ألجل الذین یسیئون إلیكم ویطردونكم"، ما طرح أمرا غریبا عن أصالة اإلنسان، بل ما هو في أساس أصالة اإلنسان! هو األعمى من ال یرى ما أمامه بل ما تزینه له تصوراته

الت المضلل، إبلیس! وخیا

في نهایة المطاف ال نستطیع شیئا ضد الحق بل ألجل الحق! الباطل ضجاج، لكنه ال یلبث، مهما طال، أن یتبدد كغیمة صیف! "رأیت الشریر معتز�ا

متشامخا مثل أرز لبنان ثم اجتزت فلم یكن ولم یوجد له مكان" (مز). الغلبة، في اف! الذئاب ولو مزقت الخراف واستبانت على سیادة ال تبقى! یأكل كل حال، للخر

بعضها بعضا! "من یأخذ بالسیف بالسیف یؤخذ"! هذه قاعدة العنف! مهما اشتد على الخراف ال یبیدها! ضامن بقائها واستمرارها، إلى مجيء الساعة، مسیح

تكاثرت باألكثر ألنها من الرب! قد قام آخذ الحكماء بمكرهم! الخراف إن قضتإصالة اإلنسان والیه! أما قیل: دماء الشهداء بذار الكنیسة؟ الذئبیة مهما روعت قلب اإلنسان غریبة عنه؛ من الذئب األول، الشیطان، تأتي، وما هي من جذور اإلنسان! ینیخ الخراف الرأس متى حل الذئاب، وبعضها یطاح كسوق األزاهیر

ضاء السامقة في مهب ریاح شرقیة؛ فإن عبرت الذئاب، وهي عابرة أبدا، البیاستبانت األزاهیر ملء حقل الرب وارتفعت إلى فوق وتنامت ألنها إلى النور

فها! المنسكب من فوق تشو

هیرودوس قتل أطفال بیت لحم، لكنه ارتحل وباد، بعدما صال وجال وزأر، فدخل أورشلیم قلوب الناس على وداعة؛ وصرخ األطفال: هوشعنا أما مسیح الرب

Page 4: الدّخول إلى القدس السورية

في األعالي، مبارك اآلتي باسم الرب! الكل به صار طفال! إن لم ترجعوا وتصیروا كاألوالد فلن تدخلوا ملكوت السموات! جعل العالمین إلیه أطفاال جددا في القلب،

وتسلیما ورقة قلب هذا هو الذي یكبر بالروح! شریعة اهللا أن من یصغر تواضعا كبیرا ویثبت إلى األبد!

لذا وحدها ناریمان سوریة الصغار تبقى، ولو ألقیت في جب الضیق والنسیان كإرمیا ألن وجودها قول حق! هي حاملة كلمة النبوة والحب ألنه ال حول وال قوة

ماذا تركتني"؟! قول یكمله: "إني ولو سلكت في لها إال باهللا! بإزاء "إلهي إلهي، لوسط ظالل الموت لست أخشى شر�ا ألنك أنت معي. عصاك وعكازك هما قد عزیاني. هیأت أمامي مائدة تجاه الذین یحزنونني. وكأسك كالخمر تطربني.

رحمتك تتبعني جمیع أیام حیاتي" (مز).

ة! ال قیامة ألحدكم على اآلخر بعد، غدا قیامة یا أطفال بیت لحم السوری قیامتكم جمیعا إلى القادم إلیكم! هوذا یأتي مع الفجر! سالم یا أخیتي حتى نلتقي

وجها لوجه فیه ونحن ملتقون!

األرشمندریت توما (بیطار)