203
ﺗﻴﻤﻴﺔ اﺑﻦ ﻓﺘﺎوى ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻓﻲ) اﻟﺘﺼﻮف آﺘﺎب(

مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

  • Upload
    others

  • View
    7

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

مجموع فتاوى ابن تيمية

عشر الحاديالمجلد في

) آتاب التصوف(

Page 2: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

آتاب التصوف بسم اهللا الرحمن الرحيم

. الحمد هللا وحده، والصالة والسالم على من ال نبي بعده سئل شيخ اإلسالم ـ قدس الله روحه ـ ؟ ب عليه ويستحب له أن يسلكه وما يج ؟ أقسام، فما صفة آل قسم ) الفقراء ( وأنهم أقسام و ) الصوفية ( عن

: فأجاب

تكلم : ) الصوفية ( أما لفظ . الحمد لله ل ال د نق فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثالثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك، وقا داراني، وغيرهم ليمان ال ي س ل، وأب ن حنب د اب ام أحم ة والشيوخ؛ آاإلم د روى عن . به عن غير واحد من األئم وق

ذي ى ال ي المعن ازعوا ف ك عن الحسن البصري، وتن ذآر ذل ه، وبعضهم ي م ب ه تكل وري أن فيان الث ه / س أضيف إلي . الصوفي، فإنه من أسماء النسب؛ آالقرشي، والمدني، وأمثال ذلك

دي : وقيل . صفي : وهو غلط؛ ألنه لو آان آذلك لقيل ) أهل الصفة ( إنه نسبة إلى : فقيل ين ي دم ب ى الصف المق نسبة إل

ان : وقيل . صفي : الله، وهو أيضا غلط؛ فإنه لو آان آذلك لقيل و آ ه ل ط؛ ألن ه وهو غل ق الل نسبة إلى الصفوة من خلة من : وقيل . صفوي : آذلك لقيل انوا يجاورون بمك ة من العرب آ ـة، قبيل ن طابخ ن أد ب نسبة إلى صوفـة بن بشر ب

ر ا؛ ألن هؤالء غي ه ضعيف أيض ظ، فإن ة اللف الزمن القديم، ينسب إليهم النساك، وهذا وإن آان موافقا للنسب من جهذا النسب في زمن الصحابة ان ه ى هؤالء لك و نسب النساك إل ه ل مشهورين، وال معروفين عند أآثر النساك، وألن

ال يعرف هذه القبيلة، وال يرضى أن يكون مضافا إلى ) صوفىال ( والتابعين وتابعيهم أولى، وألن غالب من تكلم باسم . قبيلة في الجاهلية ال وجود لها في اإلسالم

ل ـ وهو المعروف ـ ى : وقي ا ظهرت الصوفية من البصرة، وأول من بن ه أول م بس الصوف؛ فإن ى ل ه نسبة إل إن

م، عبد الواحد ب [ دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد دة البصرى شيخ الصوفية وواعظه ن زيد أبو عبيذهب، : وقال الجوزجانى . متروك الحديث : وقال النسائى . ترآوه : قال البخارى . لحق الحسن البصرى وغيره سيئ الم

العتدال ، ميزان ا180ـ 7/178سير أعالم النبالء [ . توفى بعد الخمسين ومائة من الهجرة . ليس من معادن الصدق2/372 ،376 [ .

ك، ادة والخوف ونحو ذل د والعب الم يكن /وعبد الواحد من أصحاب الحسن، وآان فى البصرة من المبالغة فى الزه مادة بصرية : في سائر أهل األمصار؛ ولهذا آان يقال ناده عن . فقه آوفي، وعب و الشيخ األصبهاني بإس د روى أب وق

ون : ن قوما يفضلون لباس الصوف، فقالمحمد بن سيرين أنه بلغه أ م متشبهون : إن قوما يتخيرون الصوف، يقول أنها نحوا من ره، أو آالم بس القطن وغي لم يل ه وس بالمسيح ابن مريم، وهدي نبينا أحب إلينا، وآان النبي صلى اهللا علي

. هذا

ه ولهذا غالب ما يحكي من المبالغة في هذا الباب إنما هو عن عباد أه ة من مات أو غشى علي ل حكاي ل البصرة، مث . في سماع القرآن، ونحوه

رأ في صالة الفجر ه ق اقور { : آقصة زرارة بن أوفى قاضي البصرة فإن ي الن ر ف إذا نق دثر [ } ف ا، ] 8 : الم فخر ميت

ره مم ه، وآقصة أبي جهير األعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات، وآذلك غي اتوا باستماع قراءت م م ن روى أنه وآان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله؛ فلما ظهر ذلك أنكر ذلك طائفة

. آأسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن سيرين، ونحوهم : من الصحابة والتابعين

Page 3: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: والمنكرون لهم مأخذان

د سماع : يذآر عن محمد بن سيرين أنه قال . منهم من ظن ذلك تكلفا وتصنعا ذين يصعقون عن ما بيننا وبين هؤالء ال . على أحدهم وهو على حائط فإن خر فهو صادق/ القرآن إال أن يقرأ

. هاعبد اللهومنهم من أنكر ذلك ألنه رآه بدعة مخالفا لما عرف من هدى الصحابة، آما نقل عن أسماء، وابن

ه؛ والذي عليه جمهور العلماء أن الواحد من هؤالء إذا آان مغلوبا عليه لم ينكر عليه، وإن آان حال الثابت أآمل من

دفع : فقال . ولهذا لما سئل اإلمام أحمد عن هذا در أحد أن ي قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه ولو قن . ابن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذاهذا عن نفسه لدفعه يحيى وقد نقل عن الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي ب

. الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا آثير ممن ال يستراب في صدقه

و د، لكن األحوال التي آانت في الصحابة هي المذآورة في القرآن، وهي وجل القلوب، ودموع العين، واقشعرار الجلالى ال تع ا ق م إ { : آم ه زادته يهم آيات ت عل وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن م إنم ى ربه ا وعل يمان

حديث آتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الله نزل أحسن ال { : وقال تعالى ] 2 : األنفال [ } يتوآلونه ر الل ى ذآ وبهم إل ودهم وقل ين جل م تل ر [ } ث الى . ] 23 : الزم ال تع روا س { : وق رحمن خ ات ال يهم آي ى عل جدا إذا تتل

ا ريم [ } وبكي ال ] 58 : م ن { : ، وق وا م ا عرف دمع مم ن ال يض م نهم تف رى أعي ول ت ى الرس زل إل ا أن معوا م وإذا س . ] 109 : اإلسراء [ } وعاويخرون لألذقان يبكون ويزيدهم خش { : وقال ] 83 : المائدة [ } الحق

نهم من وا، وم د فعل ذموم، وق اهو م وقد يذم حال هؤالء من فيه من قسوة القلوب والرين عليها، والجفاء عن الدين، م

. يظن أن حالهم هذا أآمل األحوال وأتمها وأعالها، وآالطرفي هذه األمور ذميم

: بل المراتب ثالث

الى . لنفسه الذي هو قاسي القلب، ال يلين للسماع والذآر، وهؤالء فيهم شبه من اليهودحال الظالم : أحدها ه تع : قال اللقق جر منه األنهار وإنثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي آالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتف { منها لما يش

الى ] 74 : البقرة [ } فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون أن { : وقال تع م ي ألد للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذآر ا يهم الأم ال عل ل فط ن قب اب م وا الكت ذين أوت لله وما نزل من الحق ولا يكونوا آال . ] 16 : الحديد [ } فقست قلوبهم وآثير منهم فاسقون

ر : والثانية ا ي ذي يصعق صعق موت، أو صعق حال المؤمن التقي الذي فيه ضعف عن حمل م ذا ال ه، فه ى قلب د عل

رح أو يخاف أو / غشي، فإن ذلك ذا في من يف ل ه د يوجد مث ه، وق وارد، وضعف القلب عن حمل وة ال إنما يكون لقه أو . يحزن أو يحب أمورا دنيوية، يقتله ذلك أو يمرضه أو يذهب بعقله ومن عباد الصور من أمرضه العشق أو قتل

دن من جننه، وآذلك في ى الب رد عل ا ي ة م غيره، وال يكون هذا إال لمن ورد عليه أمر ضعفت نفسه عن دفعه، بمنزل . األسباب التي تمرضه أو تقتله، أو آان أحدهم مغلوبا على ذلك

ة ا أصابه، فال وجه للريب ه ذنب فيم رآن السماع . فإذا آان لم يصدر منه تفريط وال عدوان، لم يكن في آمن سمع الق

ك من ال ا، ونحو ذل ا يسمونه السكر والفن وب مم ى القل رد عل ا ي شرعي، ولم يفرط بترك ما يوجب له ذلك، وآذلك مذورا ل مع ذموما، ب األمور التي تغيب العقل بغير اختيار صاحبها؛ فإنه إذا لم يكن السبب محظورا لم يكن السكران م

لمين، فإن السكران بال تمييز، وآذلك قد يحصل ذلك بتناول السكر ين المس زاع ب من الخمر والحشيشة فإنه يحرم بالن : ومن استحل السكر من هذه األمور فهو آافر، وقد يحصل بسبب محبة الصور وعشقها آما قيل

ومــتى إفاقــة من به سكـــــران **سكر هوى، وسكر مدامة : سكران

د يحصل بسبب سماع األصوات ا / ذا وهذا مذموم، ألن سببه محظور، وق ذا السكر، وه ل ه ورث مث ي ت ة الت لمطرب

ل محرم ة العق ه؛ إذ إزال ل عقل ا يزي ؤمر بسماعها م . أيضا مذموم، فإنه ليس للرجل أن يسمع من األصوات التي لم ي

Page 4: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا أمور فيه ومتي أفضى إليه سبب غير شرعي آان محرما، وما يحصل في ضمن ذلك من لذة قلبية أو روحية، ولو با من نوع من اإليمان، ف ا وال أرواحن ع قلوبن ه أن نمت ا الل أذن لن م ي ل، ول ا من زوال العق هي مغمورة بما يحصل معه

ه ة ل أمر صادفه ال حيل ه بسبب مشروع، أو ب لذات اإليمان وال غيرها بما يوجب زوال عقولنا؛ بخالف من زال عقل . في دفعه

ك وقد يحصل السكر بسبب ال فعل للعبد فيه، آسماع لم يقصده يه اآنه، ونحو ذل ذا ال مالم . يج قاطنه، ويحرك س وه

ر ه بسبب غي وع عن آل من زال عقل م مرف ذور؛ ألن القل ه مع عليه فيه، وما صدر عنه في حال زوال عقله فهو في . محرم، آالمغمي عليه والمجنون ونحوهما

الخمر ه ب ن زال عقل ه . وم ال زوال عقل و مكلف ح ل ه والن مشهوران، ؟ فه ه ق زاع في ه ن ذه حال ن ه ي طالق م وف

ين ه وب رق بين ل يف د، وقي ه من أصحاب الشافعي وأحم ه من يقول ا يقول ه، آم مشهور، ومن زال عقله بالبنج يلحق بذا تهي؛ وله ذا ال يش تهي، وه ذا يش ر؛ ألن ه د / الخم و المنصوص عن أحم ذا ه ذا، وه ذا دون ه ي ه د ف أوجب الح

. ومذهب أبي حنيفة

وى عليه الوارد حتى يصير مجنونا، إما بسبب خلط يغلب عليه، وإما بغير ذلك، ومن هؤالء عقالء ومن هؤالء من يقهو ذهاب العقل والتحير من : الحزن، وقيل : الوله : المولهين [ المجانين الذين يعدون في النساك، وقد يسمون المولهين

اء . ] . شدة الوجد أو الحزن ا : قال فيهم بعض العلم ولهم، وأسقط م ا؛ فسلب عق ا وأحوال ه عقول وم أعطاهم الل هؤالء ق . فرض بما سلب

ك، إذا ى ال يشعر بنفسه ونحو ذل اء حت ون أو السكر أو الفن ا الغشي أو الموت أو الجن رن به ي يقت فهذه األحوال الت

ان، آانت أسبابها مشروعة وصاحبها صادقا عاجزا عن دفعها آان محمودا على ما فعله من الخير وما ناله من اإليمك وبهم ونحو ذل معذورا فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره وهم أآمل ممن لم يبلغ منزلتهم لنقص إيمانهم وقسوة قل

. من األسباب التي تتضمن ترك ما يحبه الله أو فعل ما يكرهه الله

ا حص نهم ولكن من لم يزل عقله، مع أنه قد حصل له من اإليمان م و أفضل م ه فه ه أو أآمل من م أو مثل ذه . ل له وها أراه، ه م ى السماء وأراه الل ه إل حال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وهو حال نبينا صلى اهللا عليه وسلم فإنه أسرى ب

ى رب / وأصبح آبائت لم يتغير عليه حاله، فحاله أفضل من ه حال موسى صلى اهللا عليه وسلم الذي خر صعقا لما تجل . للجبل وحال موسى حال جليلة علية فاضلة، لكن حال محمد صلى اهللا عليه وسلم أآمل وأعال وأفضل

ذي : والمقصود إن ال ك لشدة الخوف، ف أن هذه األمور التي فيها زيادة في العبادة واألحوال خرجت من البصرة، وذل

م يكن . ميذآرونه من خوف عتبة الغالم وعطاء السليمي وأمثالهما أمر عظي وال ريب أن حالهم أآمل وأفضل ممن لا . عنده من خشية الله ما قابلهم أو تفضل عليهم رك م ه وت ه الل ا يحب ى فعل م دعوه إل ا مقتصدا ي ومن خاف الله خوف

د روى نهم وق : يكرهه الله من غير هذه الزيادة فحاله أآمل وأفضل من حال هؤالء، وهو حال الصحابة رضي الله عال ؟ مافعل الله بك : رؤى بعد موته فقيل له -رضي الله عنه -أن عطاء السليمي ي : فق ال ل ا استحيت ! ياعطاء : ق أم

. ! ؟ أما بلغك أني غفور رحيم ! ؟ مني أن تخافني آل هذا

د ي ك ق ال ذل ادة وأمث ى وآذلك ما يذآر عن أمثال هؤالء من األحوال من الزهد والورع والعب ادة عل ا من الزي ل فيه نق : حال الصحابة رضي الله عنهم وعلى ما سنه الرسول أمور توجب أن يصير الناس طرفين

. قوم يذمون هؤالء وينتقصونهم وربما أسرفوا في ذلك

. وقوم يغلون فيهم ويجعلون هذا الطريق من أآمل الطرق وأعالها/

دين في مسائل القضاء والتحقيق أنهم في هذه العبادات واألح ة مجته رانهم من أهل الكوف ان جي ا آ وال مجتهدون آم . وخرج فيهم الرأي الذي فيه من مخالفة السنة ما أنكره جمهور الناس . واإلمارة ونحو ذلك

Page 5: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: في أولئك الكوفيين على طرفين ) أهل الفقه والرأي ( وخيار الناس من

. قوم يذمونهم ويسرفون فى ذمهم

ى الصحابة ا أن الغالة في أولئك . وقوم يغلون في تعظيمهم ويجعلونهم أعلم بالفقه من غيرهم وربما فضلوهم عل آم . العباد قد يفضلونهم على الصحابة، وهذا باب يفترق فيه الناس

ه وس : والصواب د صلى اهللا علي ر الهدى هدي محم ه، وخي رالكالم آالم الل م أن خي رون للمسلم أن يعل ر الق لم، وخي

ى ك أن عل ن ذل م م و وأصحابه، ويعل ه ه ان علي ا آ ه م ى الل بل إل يهم، وأن أفضل الطرق والس ذي بعث ف رن ال القال ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : المؤمنين أن يتقوا الله بحسب اجتهادهم ووسعهم، آما قال الله تعالى وق

لم صلى ه وس تطعتم ( / : اهللا علي ا اس ه م أتوا من أمر ف رتكم ب ال ) إذا أم عها { : ، وق ا إال وس ه نفس ف الل رة [ } ال يكل : البقان ماحصل للصحابة، -المتقين أولياء الله -وإن آثيرا من المؤمنين . ] 285 م واإليم ال العل قد ال يحصل لهم من آم

ه فيتقى ا ي أعمال ا ف ه وإم ه وأقوال ي علوم ا ف أ إم ه خط د أن يصدر من اده، فالب ه بحسب اجته ا استطاع ويطيع ه م للال الى ق ه تع إن الل اهم؛ ف م خطاي ر له اعتهم ويغف ى ط ابون عل ه، ويث ه { : وأحوال ن رب ه م زل إلي ا أن ول بم ن الرس آم

ك والمؤمنون آل آمن بالله ك ومآلئكته وآتبه ورسله ال نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفران ا وإلي ربن . قد فعلت : قال الله تعالى ] 286، 285 : البقرة [ } ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا { : إلى قوله } المصير

و مخطئ، فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فه . ضال مبتدع، ومن جعل آل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض األمور مذموما معيبا ممقوتا، فهو مخطئ ضال مبتدع

اس ثم الناس في الحب و ارة،وآثير من الن البغض والمواالة والمعاداة هم أيضا مجتهدون، يصيبون تارة، ويخطئون ت

ا، ا يبغضه أبغضه مطلق ه م م من يئاته، وإذا عل ا، وأعرض عن س ه، أحب الرجل مطلق ا يحب ن الرجل م م م إذا عل . ج والمعتزلة والمرجئةبالتحافظ وهذا من أقوال أهل البدع والخوار/ وأعرض عن حسناته، محاط وحال من يقول

واب ه وفضله الث وأهل السنة والجماعة يقولون ما دل عليه الكتاب والسنة واإلجماع وهو أن المؤمن يستحق وعد اللا ه، وم ا يعاقب علي ه، وم اب علي ا يث ه م يئاته، وإن الشخص الواحد يجتمع في على حسناته، ويستحق العقاب على س

. يحب منه وما يبغض منه، فهذا هذا يحمد عليه وما يذم عليه، وما

اد، ) التصوف ( وإذا عرف أن منشأ ه اجته ه في آان من البصرة، وأنه آان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد، مما لاس آما آان في الكوفة من يسلك من طريق الفقه والعلم ماله فيه اجتهاد، وهؤالء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة، وهي لب

ه، ) صوفي ( : فقيل في أحدهم . الصوف وا األمر ب ك وال علق وا ذل م أوجب اس الصوف، وال ه دا بلب وليس طريقهم مقي . لكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال

من ) الصوفي ( : عندهم له حقائق وأحوال معروفة قد تكلموا في حدوده وسيرته وأخالقه، آقول بعضهم ) التصوف ( ثم

دعاوي . كدر، وامتأل من الفكر، واستوى عنده الذهب والحجرصفا من ال رك ال اني، وت ان المع باه . التصوف آتم وأشى : ذلك اء الصديقون / وهم يسيرون بالصوفي إل د األنبي ق بع ى الصديق، وأفضل الخل ـى . معن ـه تعالـ ـال اللـ ا ق : آم

ا فأولـئك مع الذين أنعم الله عل { ـئك رفيق ن أول الحين وحس هداء والص ديقين والش ين والص ن النبي ] 69 : النساء [ } يهم مولهذا ليس عندهم بعد األنبياء أفضل من الصوفي؛ لكن هو في الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذي اختص

ذي ه ال ى الوج ادة عل د والعب ال بالزه ا يق ق، آم ذه الطري ن أهل ه ان الصديق م ه، فك دوا في اء، : اجته صديقوا العلم . وصديقوا األمراء، فهو أخص من الصديق المطلق، ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم

ال عن أئ : فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين ا يق م إنهم صديقون فهو آم ة أنه اء من أهل الكوف ة الفقه م

ل ن أج ون م د يكون اده وق وله بحسب اجته ه ورس ة الل ن طاع لكه م ذي س ق ال ل بحسب الطري ا، آ ديقون أيض صنهم، والصديقون ل م ي العصر األول أآم انهم، والصديق ف ل صديقي زم ن أآم م م انهم، فه الصديقين بحسب زم

ره في درجات وأنواع؛ ولهذا يوجد لك منهم صنف من ا ان غي ه، وإن آ ألحوال والعبادات، حققه وأحكمه وغلب علي . غير ذلك الصنف أآمل منه وأفضل منه

Page 6: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. ) الصوفية والتصوف ( وألجل ما وقع في آثير منهم من االجتهاد والتنزع فيه تنازع الناس في طريقهم؛ فطائفة ذمت

بعهم مبتدعون، خارجون عن السنة، ونقل عن ط/ إنهم : وقالوا ا هو معروف، وت ائفة من األئمة في ذلك من الكالم م . على ذلك طوائف من أهل الفقه والكالم

. وطائفة غلت فيهم، وادعوا أنهم أفضل الخلق، وأآملهم بعد األنبياء وآال طرفي هذه األمور ذميم

رهم من أهل طاعة ا ) الصواب ( و د غي ا اجته ه، آم ي طاعة الل دون ف م مجته رب بحسب أنه ابق المق يهم الس ه، فف لل

اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي آل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب . أو ال يتوب

. ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه

نهم وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند ثال؛ : المحققين من أهل التصوف ليسوا م الحالج م آ

ل . فإن أآثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق ره : مث ة وغي يد الطائف د س ن محم د ب ك . الجني ا ذآر ذل آم . وذآره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ) طبقات الصوفية ( الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في

ة أصناف ( الصوفية / ثم أنه بعد ذلك تشعب وتنوع، وصارت . فهذا أصل التصوف ائق وصوفية : ) ثالث صوفية الحق

. األرزاق وصوفية الرسم

. فهم الذين وصفناهم : ) صوفية الحقائق ( فأما

ا وفية األرزاق ( وأم وف ) ص يهم الوق ت عل ذين وقف م ال ترط . فه ال يش ك ف ل آالخوان ن أه وا م ؤالء أن يكون ي ه ف : فإن هذا عزيز وأآثر أهل الحقائق ال يتصفون بلزوم الخوانك؛ ولكن يشترط فيهم ثالثة شروط . الحقائق

. العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم : ) أحدها (

ق،وهي اآلداب الشرعية : ) الثاني ( و ة الوضعية فال التأدب بآداب أهل الطري ا اآلداب البدعي ات، وأم في غالب األوق

. يلتفت إليها ث ( و األخالق : ) الثال ق ب ر متخل ان غي ال، أو آ ا للم ان جماع ن آ ا م دنيا، فأم كا بفضول ال دهم متمس ون أح أن ال يك

. المحمودة، وال يتأدب باآلداب الشرعية، أو آان فاسقا فإنه ال يستحق ذلك

وفي ا ص موأم اس : ة الرس ي اللب بة،فهمهم ف ى النس م المقتصرون عل ي / فه ؤالء ف ك فه و ذل عية، ونح واآلداب الوضالهم بحيث يظن الجاهل والهم وأعم ا من أق وع م اد ون م وأهل الجه الصوفية بمنزلة الذي يقتصر على زي أهل العل

. حقيقة أمره أنه منهم وليس منهم

اب والسنة فإنه م : ) الفقير ( وأما اسم ه في الكت راد ب لم، لكن الم ه وس وجود في آتاب الله وسنة رسوله صلى اهللا علياة : أنواع ) الفقراء والفقر ( و . آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم . الفقير المضاد للغني وضده . فمنه المسوغ ألخذ الزآ

ه ي صلى اهللا علي ال النب ا ق اة، آم انع ألخذ الزآ لم الغني الم وي مكتسب ( : وس ي وال لق والغني ) ال تحل الصدقة لغناء د جمهور العلم ذا عن ر ه اة غي ى . الموجب للزآ د تجب عل دهم ق ك النصاب وعن د،وهو مل ك والشافعي وأحم آمال

. الرجل الزآاة، ويباح له أخذ الزآاة خالفا ألبي حنيفة

يء والله سبحانه قد ذآر الفقراء في مواضع؛ لكن ذآر راء المستحقين للف ة والفق اة في آي الله الفقراء المستحقين للزآة ى . في آي ال في األول م { : فق ر لك و خي راء فه ا الفق ا وتؤتوه ي وإن تخفوه ا ه دقات فنعم دوا الص ه } إن تب ى قول : ـ إل

رفهم للفقراء الذين أحصروا ف { ف تع ن التعف اء م ل أغني بهم الجاه ي األرض يحس ربا ف تطيعون ض ه ال يس ي سبيل الل

Page 7: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ن { : وقال في الثانية . ] 273 : 271 : البقرة [ } بسيماهم ال يسألون الناس وله م ى رس ه عل اء الل رى ما أف ل الق ة } أه اآليوان { : إلى قوله ه ورض ن الل لا م ون فض والهم يبتغ ارهم وأم ن دي وا م ه للفقراء المهاجرين الذين أخرج رون الل ا وينص

. ] 8-7 : الحشر [ } ورسوله أولئك هم الصادقون

ر ] الفقراء [ وهؤالء قد يكون فيهم من هو أفضل من آثير من األغنياء، وقد يكون من األغنياء من هو أفضل من آثي . منهم

وى : والصحيح ؟ الفقير الصابر،أوالغني الشاآر : وقد تنازع الناس أيما أفضل تويا في التق إن اس أن أفضلهما أتقاهما؛ ف

ثم . بيناه في غير هذا الموضع، فإن الفقراء يسبقون األغنياء إلى الجنة ألنه ال حساب عليهماستويا في الدرجة آما قد ه في أخر عن ى، وإن ت ة أعل ه في الجن ر، آانت درجت ناته أرجح من حسنات فقي األغنياء يحاسبون، فمن آانت حس

ر ومن آانت حسناته دون حسناته آانت درجته دونه؛ لكن لما آان جنس ال . الدخول راء أغلب صار الفق زهد في الفق . في إصطالح آثير من الناس عبارة عن طريق الزهد، وهو من جنس التصوف

ل ال، : فإذا قي ه عدم الم رد ب م ي ر ل ه فق ا في ر أو م ه فق ذا في ارف / ه راد باسم الصوفي من المع ا ي ه م راد ب ولكن ي

. واألحوال واألخالق، واآلداب ونحو ذلك

ر ؟ الفقير، أو الصوفي : صطالح قد تنازعوا أيما أفضلوعلى هذا اال أبي جعف رجيح الصوفي، آ ي ت ة إل ذهب طائف فا وهؤالء ا يختص هؤالء بالزواي رين ـ وربم ر ـ آطوائف آثي رجيح الفقي ى ت ة إل السهروردي ونحوه، وذهب طائف

. بالخوانك ونحو ذلك، وأآثر الناس قد رجحوا الفقير

رك والتحقيق أن أفضله ه، وأت ه الل ما أتقاهما، فإن آان الصوفي أتقى لله آان أفضل منه، وهو أن يكون أعمل بما يحبتويا إن اس ه، ف ان أفضل من لما اليحبه فهو أفضل من الفقير، وإن آان الفقير أعمل بما يحبه الله وأترك لما ال يحبه آ

. في فعل المحبوب وترك غير المحبوب استويا في الدرجة ديا أو صانعا وأو اجرا أو جن ا أو ت لياء الله هم المؤمنون المتقون، سواء سمى أحدهم فقيرا أو صوفيا أو فقيها أو عالم

. أو أميرا أو حاآما أو غير ذلك

. ] 63، 62 : يونس [ } آمنوا وآانوا يتقونأال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون الذين { : قال الله تعالى الى ( : وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال/ د : يقول الله تع ا فق ي ولي من عادى ل

ه؛ بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه وال يزال عبدي يتقرب إلي بال ى أحب ل حت نوافي ا، فب ي يمشي به ه الت ا، ورجل بطش به ي ي ده الت ه وي ذي يبصر ب فإذا أحببته آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الرددت عن شيء ا ت ه، وم تعاذني ألعيذن يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني ألعطينه، ولئن اس

ه أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره ا ه . ) لموت وأآره مساءته، والبد له من ين في د ب ذا الحديث ق وه . أولياء الله المقتصدين، أصحاب اليمين والمقربين السابقين

ذين : والصنف الثاني . الذين تقربوا إلى الله بالفرائض : فالصنف األول الذي تقربوا إليه بالنوافل بعد الفرائض، وهم ال

. إليه بالنوافل حتى أحبهم، آما قال تعالى لم يزالوا يتقربون

نهم { : وهذان الصنفان قد ذآرهم الله في غير موضع من آتابه آما قال ا فم ن عبادن ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا مالخ ابق ب نهم س د وم نهم مقتص ه وم الم لنفس اطر [ } يراتظ الى ] 32 : ف ه تع ال الل ا ق ى { : وآم يم عل ي نع أبرار لف إن ال

ك وف ه مس وم ختام ق مخت ن رحي قون م يم يس رة النع وههم نض ي وج رف ف رون تع ك ينظ افس الأرائ ك فليتن ي ذلون /يشرب : قال ابن عباس ] 28-22 : المطففين [ } سون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربونالمتناف ا المقرب به

. صرفا وتمزج ألصحاب اليمين مزجا

Page 8: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا فيه { : وقال تعالى ا عين ا زنجبيل ان مزاجه ا آ ا آأس بيلا ويسقون فيه مى سلس الى ] 18، 17 : اإلنسان [ } ا تس ال تع : وقابقون ا { أمة والس ون فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المش ك المقرب ابقون أولئ } لسحاب { : وقال تعالى ] 11-8 : الواقعة [ ن أص ك م لام ل ين فس حاب اليم ن أص ان م ا إن آ يم وأم فروح وريحان وجنة نع

. ] 91-88 : الواقعة [ } اليمين

. والله أعلم . وهذا الجواب فيه جمل تحتاج إلى تفصيل طويل لم يتسع له هذا الموضع

: وسئل

ه : في رجل يقول -رضي الله عنهم -ما تقول الفقهاء ى، وأن إن الفقر لم نتعبد به، ولم نؤمر به، وال جسم له، وال معنه اب الل ه من آت غير سبيل موصل إلى رضا الله تعالى وإلى رضا رسوله، وإنما تعبدنا بمتابعة أمر اهللا واجتناب نهي

ورع عن المحارم، وسنة رسوله صلى اهللا عليه وى وال ه، والتق ه والعمل ب د ب م والتعب وسلم،وإن أصل آل شيء العلد ] والفقر [ م الشرعي فيكون الزه المسمى على لسان الطائفة واألآابر هو الزهد في الدنيا، والزهد في الدنيا يفيده العل

وما ثم طريق أوصل من العلم . ،واألمر على هذافي الدنيا العمل بالعلم، وهذا هو الفقر، فإذا الفقر فرع من فروع العلمر أهل : ويقول . والعمل بالعلم، على ما صح وثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم إن الفقر المسمى المعروف عند أآث

ه وال لرسوله، فهل ر مرضى لل ادة غي اظ واالصطالحات المعت زي واأللف ذه األعصار من ال الزي المشروع في ه . أفتونا مأجورين ؟ قال، أو غير ذلك األمر آما

: فأجاب الشيخ تقي الدين ابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ/

ان، ] المسألة [ أصل هذه . الحمد لله ل لفظ اإليم ه، مث أن األلفاظ التي جاء بها الكتاب والسنة علينا أن نتبع ما دلت عليوالصبر، والشكر، والتوآل، والخوف والرجاء، والحب لله، والطاعة والبر، والتقوى، والصدق، والعدل، واإلحسان،

دن ذه . لله وللرسول، وبر الوالدين، والوفاء بالعهد ونحو ذلك مما يتضمن ذآر ما أحبه الله ورسوله من القلب والب فهه ه عن ا نهى الل اق : ورسوله األمور التي يحبها الله ورسوله هي الطريق الموصل إلى الله، مع ترك م الكفر، والنف آ

رحم ة ال در وقطيع ع، والشرك والبخل والجبن، وقسوة القلب والغ م والجزع والهل دوان، والظل م والع والكذب، واإلثه . ونحو ذلك ه ورسوله فيترآ ه عن ا نهى الل ه، وم ه ورسوله فيفعل ه ب ا أمر الل ذا هو . فعلى آل مسلم أن ينظر فيم ه

بيله ودي ه وس ق الل تقيمطري راط المس ه الص هداء . ن ديقين والش ين والص ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع راط ال ص . والصالحين

اجرا، : يشتمل على علم وعمل ] الصراط المستقيم [ وهذا ان ف ه آ علم شرعي، وعمل شرعي، فمن علم ولم يعمل بعلم

اهدنــــا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت { : أن نقولومن عمل بغيرعلم آان ضال ا، وقد أمرنا الله ــ سبحانه ــ يهم، ( : قال النبي صلى اهللا عليه وسلم . ] سورة الفاتحة [ } عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين اليهود مغضوب عل

. ق ولم يعملوا به، والنصارى عبدوا الله بغير علموذلك إن اليهود عرفوا الح ) ضالون/والنصارى

ون : ولهذا آان السلف يقولون ة لكل مفت ا فتن إن فتنتهم ون . احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، ف انوا يقول : وآا إ . من فسد من العلماء ففيه شبه من اليهود؛ ومن فسد من العباد ففيه شبه من النصارى م دون العمل فمن دع ى العل ل

ق أهل م طري ا من سلك في العل ان مضلا، وأضل منهم م آ ى العمل دون العل ا إل المأمور به آان مضل ا، ومن دعدع . البدع؛ فيتبع أمورا تخالف الكتاب والسنة يظنها علوما وهي جهاالت ق أهل الب ادة طري . وآذلك من سلك في العب

ى . روعة يظنها عبادات وهي ضالالتفيعمل أعمالا تخالف األعمال المش ر في المنحرف المنتسب إل ذا آثي ذا وه فهر ه أو فق الف . فق دع تخ ه ب ه في دعو إلي ا ي ون م م، ويك ل، والعمل دون العل م دون العم ى العل دعو إل ه ي ه أن ع في يجتم . وطريق الله ال تتم إال بعلم وعمل، يكون آالهما موافقا الشريعة . الشريعة

ادة [ الك طريق فالس د والعب ر والتصوف والزه ق، ] الفق ان ضالا عن الطري م يوافق الشريعة، وإال آ م يسلك بعل إن ل

م والنظر والكالم [ والسالك من . وآان ما يفسده أآثر مما يصلحه ه وإال ] الفقه والعل ابع الشريعة ويعمل بعلم م يت إن ل . صل الذي يجب اعتماده على آل مسلماأل/فهذا هو . آان فاجرا ضاال عن الطريق

Page 9: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ن { : وأما التعصب ألمر من األمور بال هدى من الله فهو من عمل الجاهلية دى م ر ه واه بغي ع ه ن اتب ل مم ومن أض . ] 50 : القصص [ } الله

ه، في الكتاب والسنة وآالم الص ] الفقر [ وال ريب أن لفظ ق الل حابة والتابعين وتابعيهم لم يكونوا يريدون به نفس طريدهم ضد الغنى ر عن ل الفق ك؛ ب ودة وال نحو ذل ه، واألخالق المحم م . وفعل ما أمر به، وترك ما نهى عن راء ه والفق

ه ] 60 : بةالتو [ } إنما الصدقات للفقراء والمساآين { : الذين ذآرهم الله في قوله ي { : وفي قول روا ف ذين أحص راء ال للفقوالهم { : وفي قوله ] 273 : البقرة [ } سبيل الله ارهم وأم ن دي وا م ذين أخرج اجرين ال والغني ] 8 : الحشر [ } للفقراء المه

ا أو هو الذي ال يحل له أخذ الزآاة، د طوع ة الزه أو الذي تجب عليه الزآاة، أو ما يشبه ذلك؛ لكن لما آان الفقر مظنى، د يكون مع الغن د ق آرها؛ إذ من العصمة أال تقدر، وصار المتأخرون آثيرا ما يقرنون بالفقر معنى الزهد، والزه

. آثيرففي األنبياء والسابقين واألولين ممن هو زاهد مع غناه . وقد يكون مع الفقر ه من ] الزهد [ و يس ترآ ه فل ى طاعة الل د عل ه العب ا يستعين ب ا آل م المشروع ترك ما ال ينفع في الدار اآلخرة، وأم

ه ورسوله هو المشروع / الزهد المشروع ة . بل ترك الفضول التي تشغل عن طاعة الل ة الثاني اء المائ ذلك في أثن وآى الصفة، صاروا يعبرون عن ذلك بلفظ الصوفي؛ أل ن لبس الصوف يكثر في الزهاد، ومن قال إن الصوفي نسبة إل

ود والنصارى؛ ر من اليه أو الصفا أو الصف األول، أو صوفة بن بشر بن أد بن طابخة، أو صوفة القفا؛ فهؤالء أآفر لكن من الناس من قد لمحوا الفرق في بعض األمور دون بعض، بحيث يفرق بين المؤمن والكافر وال يفرق بين الب

اقص واه، فيكون ن والفاجر، أو يفرق بين بعض األبرار وبين بعض الفجار، وال يفرق بين آخرين اتباعا لظنه وما يهين ه ب رق ب ا ف اإليمان بحسب ما سوى بين األبرار والفجار، ويكون معه من اإليمان بدين الله تعالى الفارق بحسب م

. أوليائه وأعدائه

األمر وا ذه ومن أقر ب م مجوس ه ذين ه ة ونحوهم،ال ة آالمعتزل ان من القدري در، وآ دينيين دون القضاء والق لنهي الرب ا وجعل ال ر بهم األمة، فهؤالء يشبهون المجوس، وأولئك يشبهون المشرآين الذين هم شر من المجوس، ومن أق

ا نق ـ وخاصمه، آم ه متناقضا فهو من أتباع إبليس الذي اعترض على الرب ــ سبحانه ـ ك عن يم في . ل ذل ذا التقس فه . القول واالعتقاد

رك المحظور، ] األحوال، واألفعال [ وآذلك هم في أمور، ويت ه فيفعل الم ذي يتقي الل ة المؤمن ال ا حال فالصواب منه

ا / ويصبر علي ما يصيبه ال تع ا ق ك، آم ي ذل ه عل دين والشريعة، ويستعين بالل : لىمن المقدور، فهو عند األمر والرى ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { يئات، وال ي وإذا أذنب استغفر وتاب ال يحتج بالقدر على ما يفعله من الس

المخلوق حجة على رب الكائنات؛ بل يؤمن بالقدر وال يحتج به، آما في الحديث الصحيح الذي فيه سيد االستغفار أن ى عهدك ووعدك مااستطعت، أعوذ بك من ( : يقول العبد ا عل دك، وأن اللهم أنت ربي ال إله إال أنت خلقتني، وأنا عب

ه في ) شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفرلي فإنه ال يغفر الذنوب إال أنت ه علي ة الل فيقر بنعمنات ره لليسرى . الحس داه ويس و ه ه ه م أن ر بذ . ويعل ا ويق وب منه يئات ويت ن الس ه م ال بعضهم . نوب ا ق ك : آم أطعت

. فأسألك بوجوب حجتك علي، وانقطاع حجتي إال غفرت لي . وعصيتك بعلمك، والحجة لك . بفضلك، والمنة لك

را فلي ! يا عبادي ( : وفي الحديث الصحيح اإللهي ا،فمن وجد خي ه، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياه د الل حم . وهذا له تحقيق مبسوط في غير هذا الموضع ) ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه

فقط، فتجدهم يجتهدون في الطاعة حسب االستطاعة، لكن ليس عندهم من مشاهدة القدر ] األمر [ وآخرون قد يشهدون

فقط، فيكون عندهم من االستعانة والتوآل ] القدر [ وآخرون يشهدون . لهم حقيقة االستعانة والتوآل والصبر/ ما يوجباب والسنة ه الكت والصبر ما ليس عند أولئك لكنهم ال يلتزمون أمر الله ورسوله، واتباع شريعته، ومالزمته ما جاء ب

دين ن ال تعينوه، والم . م دوه وال يس دون أن يعب بلهم يري ن ق ذين م ه، وال ه وال يعبدون تعينون الل ؤالء يس ده فه ؤمن يعب . ويستعينه

ع م الراب وني : والقس در الك ع الق ة، وال م ريعة األمري ع الش و م تعينه،فال ه ده وال يس ن ال يعب و م ام وه ر األقس . ش

ك تعانة، ونحو ذل دور من توآل واس ل المق ا يكون قب ده من صبر . وانقسامهم إلى هذه األقسام هو فيم ا يكون بع وم : تقوى هي طاعة األمر الديني، والصبر على ما يقدر عليه من القدر الكوني أربعة أقسامورضا ونحو ذلك، فهم في ال

Page 10: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. أهل التقوى والصبر، وهم الذين أنعم الله عليهم أهل السعادة في الدنيا واآلخرة : أحدها

ات؛ الذين لهم نوع من التقوى بال صبر مثل الذين يمتثلون ما عليهم من الصالة ون : والثاني ا، ويترآون المحرم حوه

ه، عظم جزعه، وظهر / لكن إذا أصيب أحدهم دو يخيف ى بع ه أو في عرضه، أو ابتل في بدنه بمرض ونحوه أو مال . هلعه

مثل الفجار الذين يصبرون على ما يصيبهم في مثل أهوائهم آاللصوص، : قوم لهم نوع من الصبر بال تقوى : والثالث

ذين والقطاع الذين يصبرون ديوان ال اب وأهل ال ه من الغصب، وأخذ الحرام، والكت ا يطلبون ل م ى اآلالم في مث علرهم ى غي يصبرون على ذلك في طلب ما يحصل لهم من األموال بالخيانة وغيرها، وآذلك طالب الرياسة والعلو عل

. يصبرون من ذلك على أنواع من األذى التي ال يصبر عليها آثير من الناس

واع وآذلك أه ى أن ل المحبة للصور المحرمة من أهل العشق وغيرهم يصبرون في مثل ما يهوونه من المحرمات علق، ومن من األذى واآلالم، وهؤالء هم الذين يريدون علوا في األرض أو فسادا من طالب الرياسة، والعلو على الخل

واع من طالب األموال بالبغي والعدوان واالستمتاع بالصور المحرمة نظرا أو م ى أن باشرة وغير ذلك، يصبرون علا ى م د يصبر الرجل عل ذلك ق وه من المحظور، وآ أمور، وفعل المكروهات ولكن ليس لهم تقوى فيما ترآوه من الم

. آالمرض والفقر وغير ذلك، وال يكون فيه تقوى إذا قدر : يصيبه من المصائب ع / ا القسم الراب ون إذ : وأم ام ال يتق و شر األقس الى فه ه تع ال الل ا ق م آم ل ه وا؛ ب دروا، وال يصبرون إذا ابتل إن { : ا ق

ا ر منوع ه الخي ا وإذا مس ر جزوع ه الش ا إذا مس ارج [ } الإنسان خلق هلوع م . ] 21 -19 : المع فهؤالء تجدهم من أظلأجزعهم إذا قهروا، إن قهرتهم ذلوا لك، ونافقوك، وحبوك واسترحموك، الناس وأجبرهم إذا قدروا، ومن أذل الناس و

اس، م الن انوا من أظل ذل، وتعظيم المسؤول، وإن قهروك آ واع الكذب وال ودخلوا فيما يدفعون به عن أنفسهم من أنا . وأقساهم قلبا، وأقلهم رحمة وإحسانا وعفوا ائق اإليم ان عن حق ه المسلمون في آل من آ د آما قد جرب ل : ن أبع مث

ائهم د المسلمين وعلم اس جن ان متظاهرا بلب ورهم، وإن آ التتار الذين قاتلهم المسلمون، ومن يشبههم في آثير من أمائق ار بالحق ى . وزهادهم وتجارهم وصناعهم فاالعتب ا ينظر إل والكم، وإنم ى أم ى صورآم وال إل إن اهللا ال ينظر إل ف

. قلوبكم وأعمالكم

ا فمن آان قلبه وعمله من جنس قلوب التتار وأعمالهم، آان شبيها لهم من هذا الوجه، وآان ما معه من اإلسالم أو مرين لإلسالم اتلين من المظه ار المق ر التت يظهره منه بمنزلة ما معهم من اإلسالم وما يظهرونه منه، بل يوجد في غي

ار من هو أعظم ردة وأولى باألخالق الجاهلية وأبعد عن األخالق اإل ي صلى . سالمية من التت وفي الصحيح عن النبر ( : اهللا عليه وسلم أنه آان يقول في خطبه ه، و خي دثاتها، / خير الكالم آالم الل د، وشر األمور مح الهدى هدي محم . ) وآل محدثة بدعة، وآل بدعة ضاللة

ال وإذ آان خير الكالم آالم الله، وخير الهدي هدي محمد، فكل من آان ى الكم ان إل إلى ذلك أقرب، وهو به أشبه، آ

د وبالباطل أحق ال أبع والكامل هو من . أقرب، وهو به أحق، ومن آان عن ذلك أبعد وشبهه أضعف، آان عن الكمه ا يحب ه فيم ة لل ه ورسوله، وأعظم موافق ه ب أمر الل ا ي ع لم ان أتب ا آ ا يصيبه أصبر، فكلم ى م ه أطوع، وعل ان لل آ

. ر على ما قدره وقضاه آان أآمل وأفضل، وآل من نقص عن هذين آان فيه من النقص بحسب ذلكويرضاه، وصب

ار ى عدوه من الكف د عل ه ينصر العب ين أن ه، وب ر موضع من آتاب وقد ذآر الله تعالى الصبر والتقوى جميعا في غيه من المسلمين ولصاحبه تكون ى من ظلم افقين وعل الى المحاربين والمعاهدين والمن ه تع ال الل ة، ق ى إن { : العاقب بلال ] 125 : آل عمران [ } مينتصبروا وتتقوا ويأتوآم من فورهم هـذا يمددآم ربكم بخمسة آالف من المآلئكة مسو وق

را و لتبلون في أموالكم { : الله تعالى رآوا أذى آثي إن وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشذين { : ، وقال تعالى ] 186 : آل عمران } تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم األمور ا ال ن يا أيه ة م ذوا بطان وا ال تتخ آمن

م أآبر قد بينا لكم اآليات إن آنتم دونكم ال يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهو تعقلون هاأنتم أوالء تح ل بونهم وال يحبونكم وتؤمنون بالكتاب آله وإذا لقوآم قالوا آمنا وإذا خلوا عض يكم األنام ا عل

ا وإن من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم حسن وا به يئة يفرح بكم س ؤهم وإن تص ة تس

Page 11: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

يط ون مح ران [ } تصبروا وتتقوا ال يضرآم آيدهم شيئا إن الله بما يعمل ه ] 120 : 118 : آل عم ال إخوة يوسف ل : وقر الم أإنك لأنت يوسف قال أ { يع أج نين نا يوسف وهـذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله ال يض } حس . ] 90 : يوسف [

و واتبع ما يوحى إليك { : وقد قرن الصبر باألعمال الصالحة عموما وخصوصا فقال تعالى واصبر حتى يحكم الله وه

الى : وفي اتباع ما أوحى إليه التقوى آلها . ] 109 : يونس [ } خير الحاآمين : تصديقا لخبر الله، وطاعة ألمره، وقال تع وأقم الصالة طرفي النهار وزلفا من {

ن ل إن الحس نين اللي ر المحس يع أج ه ال يض إن الل بر ف ذاآرين واص رى لل ك ذآ ـيئات ذل ذهبن الس ود [ } ات ي ، 114 : ه

115 [ .

افر [ } العشي والإبكارفاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ب { : وقال تعالى الى . ] 55 : غ ال تع : وقار { ي والإبك ك بالعش د رب بح بحم الى ] 130 : طه [ } فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وس ال تع تعينوا { : وق واس

ع { : وقال تعالى ] 45 : البقرة [ } ة وإنها لكبيرة إال على الخاشعين بالصبر والصال ه م الة إن الل بر والص استعينوا بالص . فهذه مواضع قرن فيها الصالة والصبر ] 153 : البقرة [ } الصابرين

ة { : ل قوله تعالىوقرن بين الرحمة والصبر في مث/ وا بالمرحم بر وتواص وا بالص د [ } وتواص ة ] 17 : البل وفي الرحم

ة إن القسمة أيضا رباعي ا، ف اة وغيره ق بالزآ ى الخل وة . اإلحسان إل اس من يصبر وال يرحمك آأهل الق إذ من النين، مثل آثير من النساء ومن يشبههن، ومنهم من ال يصبر آأهل الضعف والل : والقسوة، ومنهم من يرحم وال يصبر

ولي ينبغي أن يكون : وال يرحم آأهل القسوة والهلع،والمحمود هو الذي يصبر ويرحم؛ آما قال الفقهاء في صفة المتقويا من غير عنف، لينا من غير ضعف، فبصبره يقوى، وبلينه يرحم، وبالصبر ينصرالعبد، فإن النصر مع الصبر،

اء ( : آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم . وبالرحمة يرحمه الله تعالى ال ) إنما يرحم الله من عباده الرحم م ( : ، وق من لرحمكم ( : ، وقال ) يرحم ال يرحم ال تنزع الرحمة إال من شقي، الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في األرض ي . لم، انتهىوالله أع . ) من في السماء

تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم : سئل شيخ اإلسالم وقدوة األنام ومفتى الفرق وناصر السنة

انوا ) أهل الصفة ( بن تيمية ـ رضي الله عنه ـ عن م آ ة ؟ آ ة أو بالمدين انوا بمك انوا ؟ وهل آ ذي آ ن موضعهم ال وأيد بالصفة ؟ وهل آانوا مقيمين بأجمعهم ال يخرجون إال خروج حاجة ؟ هيقيمون في نهم من يقع ان م نهم من ؟ أو آ وم

وت ي الق ببهم ؟ يتسبب ف ان تس ا آ ل ؟ وم دانهم، أم يشحذون بالزنبي ون بأب ل [ هل يعمل ة، والصواب : الزنبي أ لغ : خطذى : الزبيل ه وهى القفة أو الجراب، وهو الوعاء ال الن : يحمل في ل وزب ة : انظر . جمع زب تن اللغ ؟ ] 3/14معجم م

ؤمنين مع المشرآين ] أهل الصفة [ وفي من يعتقد أن اتلوا الم د أن ؟ ق يمن يعتق ي بكر ] أهل الصفة [ وف أفضل من أبان ف ؟ ومن الستة الباقين من العشرة ؟ وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ذر ألهل وهل آ ان أحد ين ك الزم ي ذل

ا . آلة طرب متخذة من القصب المجوف : الشبابة [ وهل تواجدوا على دف أو شبابة ؟ الصفة ال له ر : يق راع ويعب اليوم ة : انظر . عنها بالمزمار العراقى وهى معروفة إلى الي تن اللغ اد ينشد األشعار ؟ ] 3/264معجم م م ح ان له أو آ

؟ عليها بالتصدية ويتواجدونويتحرآون

الى ه تع ة وهي قول ذه اآلي ي { : وعن ه داة والعش م بالغ دعون ربه ذين ي ع ال ك م بر نفس هل هي ] 28 : الكهف [ } واصون ؟ عامة / أم هي ؟ مخصوصة بأهل الصفة ه صلى : وهل الحديث الذي يرويه آثير من العامة ويقول إن رسول الل

ي : ما من جماعة يجتمعون إال وفيهم ولي لله ( : اهللا عليه وسلم قال صحيح ) ال الناس يعرفونه وال الولي يعرف أنه ول . ؟ ولماذا سمي الولي وليا؛ وما المراد بالولي ؟ وهل تخفى حالة األولياء أو طريقتهم على أهل العلم أو غيرهم ؟

اتم ؟ راء الذين يسبقون األغنياء إلى الجنةوما الفق ه، وخ يد خلق رهم س ه، وذآ م في آالم ذين أوصى به راء ال ا الفق وم

. ؟ هل هم الذين ال يملكون آفايتهم أهل الفاقة والحاجة أم ال . أنبيائه ورسله محمد صلى اهللا عليه وسلم في سنته

: مد بن تيميه ـ رضي الله عنه ـ بقلمه ما صورتهشيخ اإلسالم تقى الدين أبو العباس أح : فأجاب

Page 12: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. الحمد لله رب العالمين

ي صلى ] الصفة [ أما التي ينسب إليها أهل الصفة من أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم فكانت في مؤخر مسجد النب

راء ا من فق أوى إليه ان ي ة، آ ة النبوي ان اهللا عليه وسلم في شمالي المسجد بالمدين ه أهل وال مك يس ل المسلمين من لة، / يأوى إليه؛ وذلك أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه ة النبوي ى المدين اجروا إل ؤمنين أن يه لم والم ه وس صلى اهللا علي

ؤمنين دار ى، وصار للم د من ة عن ة العقب ايعهم بيع حين آمن من آمن من أآابر أهل المدينة من األوس والخزرج، وبل ة، جع ا صنفين عز ومنع ابقون به ون الس ان المؤمن ة، وآ ى المدين اجرون إل رهم يه ة وغي ون من أهل مك : المؤمن

رهم المهاجرين الذين هاجروا إليها من بالدهم، واألنصار الذين هم أهل المدينة وآان من لم يهاجر من األعراب وغيا . من المسلمين لهم حكم آخر ع أآ وعين من الهجرة لمن انوا وآخرون آانوا ممن د والحبس، وآخرون آ م بالقي برهم له

. مقيمين بين ظهراني الكفار المستظهرين عليهم

باههم ونظرائهم ] األصناف [ فكل هذه ة في أش وم القيام ى ي اق إل م ب رآن، وحكمه الى . مذآورة في الق ه تع ال الل إن { : قأموال دوا ب اجروا وجاه وا وه ض الذين آمن اء بع هم أولي ـئك بعض روا أول ذين آووا ونص ه وال بيل الل ي س هم ف هم وأنفس

روآم ف اجروا وإن استنص ى يه يء حت ن ش ي والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من واليتهم م دين فعل ر إال ي ال كم النصاء ب هم أولي روا بعض ذين آف ير وال ون بص ا تعمل ه بم اق والل نهم ميث نكم وبي ي على قوم بي ة ف ن فتن وه تك ض إال تفعل ع

م األرض وفساد آبير والذين آمنوا وهاجروا وج اهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولـئك هم المؤمنون حقا له . فهذا في السابقين ] 74 : 72 : األنفال [ } مغفرة ورزق آريم

ذآرون فإما تثقفنهم ف { : ثم ذآر من اتبعهم إلى يوم القيامة فقال م ي ال [ } ي الحرب فشرد بهم من خلفهم لعله ] 57 : األنف

نهم و { : ،وقال اهللا تعالى ه ع ي الل ان رض وهم بإحس ذين اتبع ار وال اجرين واألنص ن المه وا والسابقون األولون م رض ] 100 : التوبة [ اآلية } نهع

الى ال سبحانه وتع ا، وق ة ومن حوله ذين { : وذآر في السورة األعراب المؤمنين، وذآر المنافقين من أهل المدين إن العفين ف ا مستض الوا آن تم ق يم آن الوا ف هم ق المي أنفس ة ظ اهم المآلئك عة توف ه واس ن أرض الل م تك الوا أل ي األرض ق

ساء والولدان ال يستطيعون حيلة فتهاجروا فيها فأولـئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إال المستضعفين من الرجال والن . ] 99-97 : النساء [ } ا فأولـئك عسى الله أن يعفو عنهم وآان الله عفوا غفوراوال يهتدون سبيل

ة ه؛ ألن المبايع ر أهل ه، أو بغي فلما آان المؤمنون يهاجرون إلى المدينة النبوية آان فيهم من ينزل على األنصار بأهل

ده آانت على أن يؤووهم، ويواسوهم، و زل عن ى من ين رع األنصار عل اجر اقت دم المه ات إذا ق آان في بعض األوقاجرون م صار المه نهم، ث اجرين واألنصار، وآخى بي ين المه الف ب د ح لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ان النب نهم، وآ م

. يكثرون بعد ذلك شيئا بعد شيء؛ فإن اإلسالم صار ينتشر والناس يدخلون فيه

ارة بسراياه والنبي صلى اهللا عل ارة بنفسه، وت ار ت ارة ظاهرا /يه وسلم يغزو الكف ا وت ارة ظاهرا وباطن ق ت لم خل فيسه، فقط، ويكثر المهاجرون إلى المدينة من الفقراء واألغنياء، واألهلين والعزاب، فكان من لم يتيسر له مكان يأوى إلي

نهم من يتأهل، أو يأوى إلى تلك الصفة التي في المسجد، ولم يكن جميع أهل الصفة يج ل م تمعون في وقت واحد، بون عشرة أو . ينتقل إلى مكان آخر يتيسر له ارة يكون رون، فت ارة يكث ون، وت ارة يقل انوا ت اس، فك د ن اس بع ويجيء ن

. أقل، وتارة يكونون عشرين وثالثين وأآثر، وتارة يكونون ستين وسبعين

ل : يلوأما جملة من أوى إلى الصفة مع تفرقهم، فقد ق د قي ك : آانوا نحو أربعمائة من الصحابة، وق ر من ذل انوا أآث آ . ولم يعرف آل واحد منهم

اب ] الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي [ وقد جمع أسماءهم اريخ أهل الصفة [ في آت ان من ] ت ه آ ه أن جمع ذآر من بلغ

ار النساك، والصوفية؛ ] أهل الصفة [ ذآر أخب ا ب ان معتني نهم؛ وآ أثورة ع ا، والكلمات الم تندون إليه ي يس ار الت واآلثأخرين ار الصوفية المت وا، وأخب م بلغ وجمع أخبار زهاد السلف، وأخبار جميع من بلغه أنه آان من أهل الصفة؛ وآ

. بعد القرون الثالثة

Page 13: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

واب : وجمع أيضا في األبواب ى أب ة عل واب التصوف الجاري ل أب ائق التفسير، ومث م في مثل حق ل آالمه ه، ومث الفق

واب ن األب ك م ر ذل وال، وغي ن األح ك م ر ذل ماع وغي ألة الس ة، ومس ة والمحب د والمعرف د . التوحي ه فوائ ا جمع وفيم . آثيرة، ومنافع جليلة

دين والصالح والفضل / ر وال ل الخي ن أه ل م ه رج ي نفس و ف يء . وه ن الصحيح ش ه م ار في ن اآلث ه م ا يروي وم

. يعلم العلماء أنها آذب . يانا أخبارا ضعيفة بل موضوعةويروي أح . آثير

. وقد تكلم بعض حفاظ الحديث في سماعه

د : وآان البيهقي إذا روى عنه يقول ه تعم ه إن شاء الل ه وبأمثال ا يظن ب حدثنا أبو عبد الرحمن من أصل سماعه، ومتقن في الحديث، الكذب، لكن لعدم الحفظ واإلتقان يدخل عليهم الخطأ في ال رواية؛ فإن النساك والعباد منهم من هو م

ة، [ مثل ثابت البناني ة معاوي د فى خالف ل، ول أبو محمد ثابت بن أسلم البنانى البصرى، آان من أئمة أهل العلم والعمهذيب التهذيب ت [ . سبع وعشرين : وثقه العجلى والنسائى وابن حبان، وغيرهم، توفى سنة ثالث وعشرين ومائة، وقيل

بالء 2/2 ـ 5/220، وسير أعالم الن ه ] 223ـ ع في بعض حديث د يق نهم من ق ا وم اض، وأمثالهم ن عي ، والفضيل ابد السبخي . غلط، وضعف ار وفرق ن دين ك ب ل مال وب البصرى من سبخة [ مث و يعق وب السبخى أب ن يعق د ب هو فرقر من سبخة الكوفة، روى عن أنس وسعيد : البصرة، وقيل ال البخارى . بن جبي ال النسائى : ق اآير، وق ه من : فى حديث

ان : ليس بثقة، وقال يعقوب بن شيبة ن حب ال اب دا، وق ة ورداءة حفظ : رجل صالح ضعيف الحديث ج ه غفل آانت في ] 263، 8/262تهذيب التهذيب [ . هـ 131مات بالطاعون سنة : وقال ابن سعد . فكان يرفع المراسيل وهو ال يعلم

. ونحوهما

ال واألحوال وال واألفع ه من األق ه . وآذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين في الطريق أو ينتصر ل في

ائغ . من الهدى والعلم شيء آثير اد س ك يكون عن اجته ياء؛ وبعض ذل أ أش وبعضه باطل . وفيه ـ أحيانا ـ من الخطوذآر عن بعض . حقائق التفسير قطعة آبيرة عن جعفر الصادق وغيره من اآلثار الموضوعة مثل ما ذآر في . قطعا

. وبعضها من نوع الباطل واللغو . واستدالالت مناسبة . طائفة أنواعا من اإلشارات التي بعضها أمثال حسنة أخبار زهاد السلف، وطبقات الصوفية، يستفاد و ] تاريخ أهل الصفة [ ونحوه في ] الشيخ أبو عبد الرحمن [ فالذي جمعه /

. منه فوائد جليلة، ويجتنب منه ما فيه من الروايات الباطلة، ويتوقف فيما فيه من الروايات الضعيفة

رهم ين، وغي اد والمتكلم اء والزه ات، ومن أهل اآلراء واألذواق، من الفقه ر من أهل الرواي ذا آثي ا . وهك يوجد فيمه يأثرونه عمن قب ه ب ذي بعث الل ن الحق، ال دى، ودي لهم، وفيما يذآرونه معتقدين له شيء آثير، وأمر عظيم من اله

ة أو الضعيفة، ومن جنس اآلراء واألذواق الفاسدة أو . رسوله ات الباطل دهم من جنس الرواي ا ـ عن ويوجد ـ أحيان . المحتملة شيء آثير

ى ع ام، بحيث يثن ة لسان صدق ع دى، ومن له في األم ة اله م أئم ة، فهؤالء ه اس األم اهير أجن د في جم ه، ويحم لي

ذين م ال ا، وه ذرون فيه ي يع اد الت وارد االجته ه من م ى صوابهم، وعامت ل بالنسبة إل م قلي ومصابيح الدجى، وغلطه . يتبعون العلم والعدل، فهم بعداء عن الجهل والظلم، وعن اتباع الظن، وما تهوى األنفس

أهل الصفةفي حال : فصـل

ا بعض ] أهل الصفة [ وأما حال ون به انوا يكون وا في الصفة، أو آ م يكون ذين ل راء المسلمين ال رهم من فق م وغي هدوا { : فقال . األوقات، فكما وصفهم الله تعالى في آتابه، حيث بين مستحقي الصدقة منهم، ومستحقي الفيء منهم إن تب

ا تع الصدقات فنعما ه ه بم ر ي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والل ون خبي ى } مل إله ي األرض يح { : قول ربا ف تطيعون ض ه ال يس بيل الل ي س روا ف ذين أحص راء ال ف للفق ن التعف اء م ل أغني بهم الجاه س

Page 14: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا اس إلحاف ألون الن يماهم ال يس رفهم بس رة [ } تع يء . ] 273 : 271 : البق ي أهل الف ال ف ذين { : وق اجرين ال راء المه للفقادقون أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغ : الحشر [ } ون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الص

8 [ .

وآان فقراء المسلمين من أهل الصفة وغيرهم يكتسبون عند إمكان االآتساب الذي ال يصدهم عما هو أوجب أو أحب ن الكسب، و وله م ه ورس ى الل ه إل ى الل رب إل و أق ا ه دمون م ه عن الكسب، فكانوايق بيل الل ي س ا إذا أحصروا ف أم

ان /ورسوله، وآان أهل الصفة ضيوف اإلسالم، يبعث إليهم النبي صلى اهللا عليه وسلم بما يكون عنده، فإن الغالب آ . عليهم الحاجة ال يقوم ما يقدرون عليه من الكسب بما يحتاجون إليه من الرزق

ا أن ] المسألة [ ا وأم اح منه ا، وأب ى المستغنى عنه ا عل لم حيث حرمه ه وس ي صلى اهللا علي م النب ا أدبه فكانوا فيها آم

ائلا الصاحلين د س ان الب أل إذا آ ه،أو يس ال الل ن م ه م ه حق لطان أن يعطي أل ذا الس ل أن يس ه، مث ل حق أل الرج يسك، ونهى خواص أصحابه عن ى ذل اج إل د أحدهم الموسرين إذا احت ان السوط يسقط من ي ى آ ا، حت ألة مطلق المس

. ناولني إياه : فاليقول ألحد

ث وتفصيل ه أحادي اب في ذا الب ان . وه ذا المك عه ه اء ال يس الم العلم ن . وآ ر ب لم لعم ه وس ه صلى اهللا علي ل قول مثه ) تتبعه نفسكما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل وال مشرف فخذه، وما ال فال ( : الخطاب من يستغن ( : ومثل قول

را وأوسع من الصبر ا أعطى أحد عطاء خي ه، وم ل ) يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الل ومثود أو نحوه : خدش الجلد : خدوشا [ من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته خدوشا ( : قوله ه خدشه، يخدش . قشره بع

ا ] 2/14النهاية فى غريب الحديث واألثر البن األثير : اننظر . خدشا والجمع خدوش ا [ ، أو خموش ى : خموش هو بمعنر : انظر . الخدوش ن األثي ر ال ب ا ] 2/80النهاية فى غريب الحديث واألث ا [ ، أو آدوش : انظر . الجرح : الكدش : آدوش

ديث وا ب الح ى غري ة ف ر النهاي ن األثي ر الب ه ( ] 4/155ألث ي وجه ه ) ف ل قول ذهب ( : ومث ه في دآم حبل ذ أح ألن يأخ . إلى غير ذلك من األحاديث ) فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه

ه . أنهما أتيا أهل قرية فاستطعما أهلها : وأما الجائز منها فمثل ما أخبر الله تعالى عن موسى والخضر/ ال ( : ومثل قول

هو : وقيل . شديد يفضى بصاحبه إلى الدقعاء : أى : مدقع [ تحل المسألة إال لذي دم موجع، أو غرم مفظع، أو فقر مدقع ر : انظر . سوء احتمال الفقر ي ) ] 2/127النهاية فى غريب الحديث واألث ن مخارق الهالل ه لقبيصة ب ل قول ا ( : ومث ي

ة ! قبيصة ألة إال لثالث ل المس ه : ال تح ابته جائح ل أص ة [ رج وال : جائح ار واألم ك الثم ى تهل ة الت ى اآلف ة ه الجائحهو مايفى من الشىء وماتسد : السداد [ فسأل حتى يجد سدادا : اجتاحت ماله ] ] جوح [ اللسان، مادة : انظر . وتستأصلها

: انظر . أى يجد ماتقوم به حاجته من معيشة : قواما من عيش [ من عيش، أو قواما ] 2/353النهاية : بها الحاجة انظرم يمسك ] 4/124النهاية ة . من عيش، ث ة [ ورجل أصابته فاق ر وحاجة : فاق ة فى غريب الحديث : انظر . فق النهاي

ر : انظر . العقل : الحجا [ ، حتي يقوم ثالثة من ذوي الحجا ] 3/480واألثر البن األثير النهاية فى غريب الحديث واألثلقد أصابت فالنا فاقة، فسأل حتى يجد سدادا من عيش، أو قواما من عيش، : من قومه فيقولون ] 1/348البن األثير

ا هي سحت يأآ . ثم يمسك، ورجل تحمل حمالة فسأل حتي يجد حمالته، ثم يمسك ألة فإنم ك من المس ا سوى ذل ه وم لذهبها . الحرام : السحت [ صاحبه سحتا ة أي ي ة فى غريب الحديث : انظر . الذى اليحل آسبه ألنه يسحت البرآ النهاي

. ) ] 2/345واألثر البن األثير

حابة ي الص ن ف م يك رهم -ول فة وال غي ل الص ة، -ال أه ألة بالكدي ي المس اف ف اس، وال اإللح ألة الن ذ مس ن يتخ مة ال بالزنبيل وال غيره صناعة وحرفة، بحيث ال يبتغي الرزق إال بذلك، آما لم يكن في الصحابة أيضا أهل والشحاذ

والهم في سبيل اهللا، وال يعطون في النوائب ون أم اة وال ينفق ذان . فضول من األموال يترآون، ال يؤدون الزآ ل ه بالى في الصنفان الظالمان المصران على الظلم الظاهر، من مانعي ال زآاة، والحقوق الواجبة، والمتعدين حدود الله تع . أخذ أموال الناس آانا معدومين في الصحابة المثنى عليهم

إن أحدا من الصحابة أهل الصفة أو غيرهم أو التابعين أو تابعي التابعين قاتل مع الكفار : فيمن قال :فصـل

دا من الصحابة أهل ال : وأما من قال اتلوا إن أح ار، أو ق ل مع الكف ابعين قات ابعي الت ابعين أو ت رهم أو الت صفة أو غي

ك ه يجوز ذل ك، أو أن انوا يستحلون ذل م آ افر . النبي صلى اهللا عليه وسلم أو أصحابه، أو أنه ل آ او؛ ب ذا ضال غ فه

Page 15: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ل اب وإال قت إن ت ك، ف تتاب من ذل د { . يجب أن يس ن بع ول م اقق الرس ن يش بيل وم ر س ع غي دى ويتب ه اله ين ل ا تب ميرا اءت مص ذين ] 115 : النساء [ } المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وس القراء ال رهم آ ان أهل الصفة وغي ل آ ؛ ب

ه قنت النبي صلى اهللا عليه وسلم يدعو على من قتلهم من أعظم الصحابة ه صلى اهللا علي إيمانا وجهادا مع رسول اللوالهم { : وسلم ونصرا لله ورسوله، آما أخبر الله تعالى عنهم بقوله ارهم وأم ن دي وا م ذين أخرج للفقراء المهاجرين ال

. ] 8 : الحشر [ } ورسوله أولئك هم الصادقون يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله

جدا { : وقال ا س راهم رآع نهم ت اء بي ار رحم ى الكف داء عل ه أش ذين مع ه وال ول الل د رس ه } محم ى قول ي { : إل ثلهم ف ومار الإنجيل آزرع م الكف يظ به تح [ } أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغ ال ] 29 : الف : وق

ب { وم يح ه بق أتي الل وف ي ه فس ن دين نكم ع د م ن يرت وا م ى يا أيها الذين آمن زة عل ؤمنين أع ى الم ة عل ه أذل هم ويحبوناء وال ن يش ه م ه يؤتي ل الل ك فض م ذل ة آلئ افون لوم ه وال يخ يم الكافرين يجاهدون في سبيل الل ع عل ه واس دة [ } ل : المائ

54 [ .

از وقد غزا النبي ا في تسع مغ ال منه ان القت ددة، وآ لم غزوات متع ه وس در : صلى اهللا علي ل ب دق . وأحد . مث . والخنة، وحصروا . وحنين . وخيبر م أذل در وه ين، ونصرهم اهللا بب وم حن وانكسر المسلمون يوم أحد وانهزموا، ثم عادوا ي

رهم مع في الخندق حتى دفع الله عنهم أولئك األعداء، وفي جميع الم واطن آان يكون المؤمنون من أهل الصفة وغي : النبي صلى اهللا عليه وسلم، لم يقاتلوا مع الكفار قط، وإنما يظن هذا ويقوله من الضالل والمنافقين قسمان

م [ افقون ] قس ان . من ر اإليم ا غي ه طريق ى الل ون أن إل ادة، يظن ادة وعب ي بعضهم زه ان ف الم، وآ روا اإلس وإن أظه

ة موسى تغناء الخضر عن متابع ة الرسول، آاس وفي . بالرسول ومتابعته، وإن من أولياء الله من يستغنى عن متابعلم ه وس ا، أو في بعض صفات : هؤالء من يفضل شيخه أو عالمه أو ملكه على النبي صلى اهللا علي ا تفضيال مطلق إم

. لحجة عليهموهؤالء منافقون آفار يجب قتلهم بعد قيام ا . الكمال

ين ع الثقل ى جمي لم إل وآهم : فإن الله تعالى بعث محمدا صلى اهللا عليه وس ادهم ومل نهم وزه ه . إنسهم وج وموسى عليم : قومه لم يكن مبعوثا إلى الخضر، وال آان يجب على الخضر اتباعه؛ بل قال له/ السالم إنما بعث إلى ى عل ي عل إن

ه من علم الله تعالى علمنيه ا ه ال أعلم ه الل ه علمك م الل ي صلى اهللا . لله ال تعلمه، وأنت على علم من عل ال النب د ق وقة . وآان النبي يبعث إلى قومه خاصة ( : عليه وسلم اس عام ى الن الى ) وبعثت إل ه تع ال الل ي { : وق اس إن ا الن ا أيه ل ي ق

ا ال يكم جميع ه إل ماوات واألرض رسول الل ك الس ه مل الى ] 158 : األعراف [ } ذي ل ال تع ة { : وق ا آاف لناك إل ا أرس وم . ] 28 : سبأ [ } للناس بشيرا ونذيرا

ا، ويظن أن : والقسم الثاني در، سواء من يشاهد ربوبية الله تعالى لعباده التي عمت جميع البراي ة للق ه الموافق ن الل دي

ان ه، وسواء آ آان في ذلك عبادة الله وحده ال شريك له، أو آان فيه عبادة األوثان واتخاذ الشرآاء والشفعاء من دونين وا الصالحات وب وا وعمل ذين آمن ين ال فيه اإليمان بكتبه ورسله، أو اإلعراض عنهم والكفر بهم، وهؤالء يسوون ب

ي ا وى والعمل المفسدين ف ان والتق ون اإليم المجرمين، ويجعل لمين آ ون المس ار، ويجعل ين والفج ين المتق ألرض، وبـذا من وا ه ا جعل ه آأعداء اهللا، وربم اء الل ار، وأولي ة آأهل الن الصالح بمنزلة الكفر والفسوق والعصيان، وأهل الجن

ة [ وربما جعلوه ] باب الرضــا بالقــضاء [ د والحقيق ه المشرآون، ] التوحي ر ب ذي يق ة ال ـد الربوبي ه توحي ى أن ـاء عل بن . ] الحقيقة الكونية [ وأنه

دنيا : وهؤالء يعبدون الله على حرف/ فإن أصابهم خير اطمأنوا به، وإن أصابتهم فتنة انقلبوا على وجوههم،خسروا ال

ان من واآلخرة، وغالبهم يتوسعون في ذلك حتى يجعلوا قتال الكفار قتالا ار والفجار واألوث ان الكف لله، ويجعلون أعيالق، والمصنوع هو الصانع : نفس الله وذاته، ويقولون وق هو الخ ى أن المخل . ما في الوجود غيره، وال سواه، بمعن

ام األ [ } لو شاء الله ما أشرآنا وال آباؤنا وال حرمنا من شيء { : وقد يقولون ون ] 148 : نع اء { : ويقول و يش ن ل م م أنطع . ] 47 : يس [ } الله أطعمه

رآين االت المش ن مق ل وم ارى، ب ود والنص االت اليه ن مق ر م ي ش ي ه ال الت وال واألفع ن األق ك م و ذل ى نح إل

ن ا مم دجال، ونحوهم ون وال ة فرع نس مقال ن ج ار، م ائر الكف وس، وس ارئ رب والمج الق الب انع الخ ر الص ينك . إنه هو، أو أنه حل فيه : العالمين، أو يقولون

Page 16: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. شهادة أن ال إله إال الله، وأن محمدا رسول اهللا : وهؤالء آفار بأصلي اإلسالم وهما

ه، ال شريك دا في إلهيت ه ن يئا، وال نجعل ل ه ش ه وحده ال نشرك ب د الل د الواجب أن نعب إن التوحي فيعا ف ا . ا وال ش فأم

رهم { : وهو اإلقرار بأنه خالق آل شيء، فهذا قد أقر به المشرآون الذين قال الله فيهم ] توحيد الربوبية [ ؤمن أآث وما يق السموات واألرض : قال ابن عباس ] 106 : يوسف [ } بالله إال وهم مشرآون ألهم من خل ون في ؟ تس م / : قول ه، وه الل

قل لمن الأرض { : وقال تعالى ] 38 : الـزمر [ } ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض { : وقال تعالى . يعبدون غيرهيقولون ومن فيها إن آنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذآر يم س رش العظ بع ورب الع ماوات الس ن رب الس ل م ون ق

تم ت ه إن آن ار علي ا يج ر ول و يجي يء وه ل ش وت آ ده ملك ن بي ل م ون ق أنى لله قل أفلا تتق ل ف ه ق يقولون لل ون س علم . ] 89 : 84 : المؤمنون [ } تسحرون

فالكفار المشرآون مقرون أن الله خالق السموات واألرض، وليس في جميع الكفار من جعل لله شريكا مساويا له في

ث، وال من الصابئة المشرآي ة،وال من أهل التثلي ن ذاته وصفاته وأفعاله، هذا لم يقله أحد قط، ال من المجوس الثنويالذين يعبدون الكواآب والمالئكة،وال من عباد األنبياء والصالحين، وال من عباد التماثيل والقبور وغيرهم؛ فإن جميع

ؤالء رك -ه ي الش وعين ف رآين متن ارا مش انوا آف ه -وإن آ ي ذات ل ف ه مث يس ل ذي ل ق ال الرب الح رون ب م مق فهه في فعاء أو وصفاته، وجميع أفعاله؛ ولكنهم مع هذا مشرآون ب ة أخرى، يتخذونها ش ه آله دوا مع أن يعب ه، ب ألوهيت

ك رب، وخالق ذل ك ال ه رب ذل رافهم بأن ه مع اعت ات دون ره رب بعض الكائن شرآاء؛ أو في ربوبيته بأن يجعلوا غي . الخلق

د ع الكتب بالتوحي ه / وقد أرسل الله جميع الرسل، وأنزل جمي ه وحده، ال شريك ل ادة الل ذي هو عب ه . ال ال الل ا ق آم

دون { : تعالى ا فاعب ا أن اء [ } وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إل الى ] 25 : األنبي ال تع أل { : وق واسل { : وقال تعالى ] 45 : الزخرف [ } الرحمن آلهة يعبدون من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون ولقد بعثنا في آ

اللة أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عل ه الض ال ] 36 : النحل [ } ي ، وقت { : تعالى ذه أم يم وإن ه ون عل ا تعمل ي بم م يا أيها الرسل آلوا من الطيبات واعملوا صالحا إن ا ربك دة وأن ة واح كم أم . ] 52، 51 : المؤمنون [ } فاتقون

فكل الرسل دعوا ] 3 : نوح [ } أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون { : مثل نوح وهود وصالح وغيرهم وقد قالت الرسل آلهم

. إلى عبادة الله وحده ال شريك له، وإلى طاعتهم

ى ] األصل الثاني [ واإليمان بالرسل، هو ه إل دا رسول الل أن محم ؤمن ب المين، من أصلي اإلسالم، فمن لم ي ع الع جميافر و آ ا شرعه، فه دين م ه، وال : وأنه يجب على جميع الخلق متابعته، وإن الحالل ما أحله اهللا، والحرام ما حرمه الل

ا ا خصوص ا وإم ا عموم ه؛ إم ه وشرعته وطاعت ويجوز . مثل هؤالء المنافقين ونحوهم ممن يجوز الخروج عن دين . ه وشرعتهإعانة الكفار والفجار على إفساد دين

ذلك : وإنهم قالوا . إن أهل الصفة قاتلوه : ويحتجون بما يفترونه/ دون ب ه، يري ا مع ه آن ه مع ان الل ه، من آ نحن مع الل

ه ] الحقيقة الدينية [ دون األمر و ] الحقيقة الكونية [ القـدر و رهم بقلب ار والفجار، ويخف ويحتج بمثل هذا من ينصر الكفجهه من ذوي الفقر، ويعتقدون مع هذا أنهم من أولياء اهللا، وإن الخروج عن الشريعة المحمدية سائغ لهم، وهمته، وتو

اد . وآل هذا ضالل وباطل ار ونحوهم في األجن ائهم من التت وإن آان ألصحابه زهد وعبادة، فهم في العباد مثل أوليؤمنين . ) المرء مع من أحب ( و ) المرء على دين خليله ( فإن ه الم د جعل الل لم، وق ه وس ي صلى اهللا علي هكذا قال النب

. بعضهم أولياء بعض، والكافرين بعضهم أولياء بعض

ي صلى اهللا يهم النب ال ف ذين ق ة ال ادتهم العظيم وقد أمر النبي صلى اهللا عليه وسلم بقتال المارقين من اإلسالم مع عبرآن ال يجاوز . صالتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهميحقر أحدآم صالته مع ( : عليه وسلم يقرؤون الق

أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن . حناجرهم، يمرقون من اإلسالم آما يمرق السهم من الرميةر الم ) قتلهم يوم القيامة، لئن أدرآتهم ألقتلنهم قتل عاد اتلهم أمي ا خرجوا عن وهؤالء ق ي طالب لم ن أب ي ب ؤمنين عل

Page 17: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ول اهللا ريعة رس انوا / ش ؤمنين آ د أن الم ن يعتق ف بم لمين، فكي ة المس ارقوا جماع نته، وف لم وس ه وس صلى اهللا علي ! ؟ يقاتلون النبي صلى اهللا عليه وسلم

ه رسو : ومثل هذا ما يرويه بعض هؤالء المفترين ه ب ا خاطب الل ه أن أهل الصفة سمعوا م راج؛ وإن الل ة المع له ليل

ا ( : فلما أصبح وجدهم يتحدثون، فأنكر ذلك، فقال الله تعالى . أمره أال يعلم به أحدا دا؛ لكن أن ه أح أنا أمرتك أال تعلم ب . ) الذي أعلمتهم به

ر إن . إلى أمثال هذه األآاذيب التي هي من أعظم الكف م ] أهل الصفة [ وهي آذب واضح؛ ف م ل ة؛ ل وا إال بالمدين يكون

الى ال سبحانه وتع ا ق ة؛ آم ان من مك ا آ راج إنم ة أهل صفة؛ والمع ن { : يكن بمك ا م ده ليل رى بعب ذي أس بحان ال س . ] 1 : اإلسراء [ } المسجد الحرام إلى المسجد األقصى

ال : ومما يشبه هذا من بعض الوجوه و : رواية بعضهم عن عمر أنه ق لم يتحدث هو أب ه وس ي صلى اهللا علي ان النب آ

. بكر وآنت آالزنجي بينهما

لم وصديقه، وهو . وهذا من اإلفك المختلق ه وس ي صلى اهللا علي ذي سمع آالم النب ون عمر ال ذا يجعل ثم أنهم مع هنهم يفسره . نجيأفضل الخلق بعد الصديق لم يفهم ذلك الكالم، بل آان آالز ويدعون أنهم هم سمعوه وعرفوه ثم آل م

ا زعم أنه ي ي ة الت ائق [ بما يدعيه من الضالالت الكفري م األسرار والحق ل ] عل ا تعطي اد وإم ا االتح ذلك إم دون ب ويرية / مثل ما تدعي النصيرية . الشرائع ونحو ذلك ة، والحاآمي ة الثنوي رهم، من واإلسماعيلية؛ والقرامطة والباطني وغي

ا من أهل البيت . الضالالت المخالفة لدين اإلسالم وما ينسبونه إلى علي بن أبي طالب؛ أو جعفر الصادق أو غيرهمة، ع أهل المعرف اق جمي آالبطاقة والهفت والجدول والجفر وملحمة بن عنضب، وغير ذلك من األآاذيب المفتراة باتف

. وآل هذا باطل

رهم فإنه لما آان آلل رسو نهم ومن غي اء الصالحين م ل الله صلى اهللا عليه وسلم به اتصال النسب والقرابة، ولألوليى أهل به اتصال المواالة والمتابعة، صار آثير ممن يخالف دينه وشريعته وسنته يموه باطله ويزخرفه بما يفتريه عل

ة أو بيته، وأهل مواالته ومتابعته، وصار آثير من الناس يغلو إما في قوم م ن هؤالء، أو من هؤالء، حتى يتخذهم آلها اتفق يقدم ما يضاف إليهم على شريعة النبي صلى اهللا عليه وسلم وسنته، وحتى يخالف آتاب الله وسنة رسوله، وم

. عليه السلف الطيب من أهل بيته ومن أهل المواالة له والمتابعة، وهذا آثير في أهل الضالل

على العشرة وغيرهم ] أهل الصفة [ ضل في تخطئة من ف :فصـــل

ا ] أهل الصفة [ وأما تفضيل ر، آم م عم و بكر ث ا أب د نبيه ة بع ذه األم على العشرة وغيرهم فخطأ وضالل، بل خير هه اب والسنة، واتفق علي ك الكت ى ذل ا دل عل ا، وآم تواتر ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب موقوفا ومرفوع

ائر أهل الشورى سلف األمة وأ ذلك س د : ئمة العلم والسنة، وبعدهما عثمان وعلي وآ ر وسعد وعب ل طلحة والزبي مث . الرحمن ابن عوف، وهؤالء مع أبي عبيدة بن الجراج ـ أمين هذه األمة ـ ومع سعيد بن زيد

. هم العشرة المشهود لهم بالجنة

د لا يستوي م { : قال الله عز وجل في آتابه نكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بع

ى . ] 10 : الحديد [ } وقاتلوا وآلا وعد الله الحسنى أموالهم وأنفسهم عل ففضل الله السابقين قبل فتح الحديبية إلى الجهاد بجرة { : التابعين بعدهم، وقال الله تعالى ت الش تح [ } لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تح الى ] 18 : الف ال تع : وق

ه والسابقون األولون من المهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسا { وا عن ة [ } ن رضي الله عنهم ورض ] 100 : التوب . فرضى الله سبحانه عن السابقين األولين من المهاجرين واألنصار

ه ورسوله / ذين فضلهم الل نهم من هو من أهل . وقد ثبت في فضل البدريين ما تميزوا به على غيرهم، وهؤالء ال فم

د . وا من أهل الصفة، والعشرة لم يكن فيهم من هو من أهل الصفة إال سعد بن أبي وقاص الصفة، وأآثرهم لم يكون فقن : قيل اذ، وأسيد ب ن مع ل سعد ب ة، ومث اء األربع ل الخلف اجرين واألنصار مث ابر المه ا أآ رة، وأم إنه أقام بالصفة م

Page 18: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ن آعب ي ب ل وأب ن جب اذ ب وب األنصاري، ومع ي أي ن بشر، وأب اد ب وا من الحضير، وعب م يكون أهل [ ونحوهم، فلولم يكن أحد ينذر ألهل . بل عامة أهل الصفة إنما آانوا من فقراء المهاجرين؛ ألن األنصار آانوا في ديارهم ] الصفة

. الصفة وال لغيرهم في حكم سماع المكاء والتصدية: فصـــل

ان وهو اإلجتماع لسماع القصائد : وأما سماع المكاء والتصدية دف، أو آ الربانية، سواء آان بكف، أو بقضيب، أو برون ل الق ابعين، ب ل وال من الت رهم؛ ب مع ذلك شبابة، فهذا لم يفعله أحد من الصحابة، ال من أهل الصفة وال من غي

م ا ( : المفضلة التي قال فيها النبي صلى اهللا عليه وسلم ونهم، ث ذين يل ونهم خير القرون الذين بعثت فيهم، ثم ال ذين يل ) لام ي الش از وال ف ي الحج ماع، ال ف ذا الس ى ه ع عل د يجتم يهم أح ن ف م يك راق والمصر، / ل يمن، وال الع ي ال وال ف

ان الصحابة من أهل . والخراسان وال المغرب ذي آ رآن، وهو ال ه سماع الق ذي يجتمعون علي ان السماع ال وإنما آد ان أصحاب محم ه، فك ون علي رهم يجتمع رأ، الصفة وغي نهم يق دا م روا واح وا أم لم إذا اجتمع ه وس صلى اهللا علي

م ( والباقي يستمعون، وقد روى رأ فجلس معه ارئ يق يهم ق ى أهل الصفة وف ) أن النبي صلى اهللا عليه وسلم خرج علم يستمعون : وآان عمر بن الخطاب يقول ألبي موسى ى . يا أبا موسى، ذآرنا ربنا، فيقرأ وه ان وجدهم عل ك، وآ ذل

ا أنشد بعض م لم وب، أو أنه ة بصالح القل اد ينشد القصائد الرباني م ح وآذلك إرادة قلوبهم وآل من نقل أنهم آان له : أو أنهم مزقوا ثيابهم، أو أن قائلا أنشدهم . القصائد تواجدوا على ذلك

فال طبيب لها وال راقـــي**قد لسعـت حيـة الهوى آبدي

فعنده رقيتي وترياقــــي**ت بــهإال الطبيب الذي شغفـ

ال ا ق لم لم ه وس ي صلى اهللا علي دخلون ( : أو أن النب راء ي وم / إن الفق اء بنصف ي ل األغني ة قب عرا ) الجن دوا ش أنش

ازع في ان، ال ين م واإليم وتواجدواعليه، فكل هذا وأمثاله إفك مفترى، وآذب مختلق باتفاق أهل االتفاق من أهل العل . هل ضال، وإن آان قد ذآر في بعض الكتب شيء من ذلك فكله آذب باتفاق أهل العلم واإليمانذلك إالجا

} واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي { : في تفسير قوله تعالى: فصـــل

ذا الوصف؛ ] 28 : الكهف [ } دعون ربهم بالغداة والعشيواصبر نفسك مع الذين ي { : وأما قوله ه ه يمن تناول ة ف فهي عامانوا من ه، سواء آ دون وجه داة والعشي يري م بالغ دعون ربه إنهم ي مثل الذين يصلون الفجر والعصر في جماعة، ف

د أو غيرهم، أمر الله نبيه بالصبر مع عباده الصالح ] أهل الصفة [ نهم، تري اه ع ين؛ الذين يريدون وجهه، وإال تعد عينة . زينة الحياة الدنيا ام . وهذه اآلية في الكهف وهي سورة مكي ي في سورة األنع ة الت ذلك اآلي ذين { : وآ رد ال وال تط

ردهم يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من ح يء فتط سابهم من شيء وما من حسابك عليهم من ش . ] 52 : األنعام [ } فتكون من الظالمين

ه / ي صلى اهللا علي دهم النب رون أن يبع ا طلب المتكب ؤمنين المستضعفين لم ا في الم ين نزلن اتين اآليت وقد روى أن ه

ى وسلم عنه فنهاه اهللا عن طرد من يريد وجه اهللا وإن آان مستضعفا ثم أمره بالصبر معهم، وآان ذلك قبل الهجرة إل . المدينة وقبل وجود الصفة؛ لكن هي متناولة لكل من آان بهذا الوصف من أهل الصفة وغيرهم

راء ضع انوا فق اء اهللا وإن آ م أولي ذين ه د اهللا والمقصود بذلك أن يكون مع المؤمنين المتقين ال دم أحد عن فاء، وال يتق

بسلطانه وماله وال بذله وفقره، وإنما يتقدم عنده باإليمان والعمل الصالح، فنهى الله نبيه أن يطيع أهل الرياسة والمال م في ه، وأن يصبر نفسه معه د وجه نهم يري ان م الذين يريدون إبعاد من آان ضعيفا أو فقيرا وأمره أال يطرد من آ

ة الت ين الجماع ه المتبع ر الل ن ذآ افلين ع ر الغ ع أم ر، وال يطي ر والعص م، آصالة الفج اع به ا باالجتم ر فيه ي أم . ألهوائهم

Page 19: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

) ما من جماعة يجتمعون إال وفيهم ولي هللا ( : في الحديث المروي: فصـــل

ن اإلسالم، فمن األآ ) ما من جماعة يجتمعون إال وفيهم ولي هللا ( : وأما الحديث المروي اذيب ليس في شيء من دواوي . ! ؟ وآيف والجماعة قد يكونون آفارا أو فساقا يموتون على ذلك

في من هم أولياء اهللا؟: فصـــل

ون { وأولياء الله هم ونس [ } الذين آمنوا وآانوا يتق ه ] 63 : ي الى في آتاب ه تع ا ذآر الل م . آم المقتصدون : ) نقسما ( وه . والمقربون السابقون . أصحاب اليمين

ون { : فولي الله ضد عدو الله، قال الله تعالى } أال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون الذين آمنوا وآانوا يتق

الى ] 63، 62 : يونس [ ذين { : ، وقال تع وا ال ذين آمن وله وال ه ورس يكم الل ا ول ه } إنم ى قول وله { : إل ه ورس ول الل ن يت ومالبون م الغ ه ه زب الل إن ح وا ف ذين آمن دة [ } وال الى ] 56، 55 : المائ ال تع دو { : ، وق ذوا ع ا تتخ اء ل دوآم أولي } ي وع

أفتتخذونه وذريته أولياء من { : وقال ] 19 : فصلت [ } ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون { : ، وقال ] 1 : الممتحنة [ . ] 50 : الكهف [ } دوني وهم لكم عدو

ال ه ـ ق لم : وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عن ه وس ه صلى اهللا علي ال رسول الل ول ( : ق يق

زال : الله تعالى ه، وال ي ا افترضت علي ل أداء م دي بمث ي عب ا تقرب إل ة، وم ارزني بالمحارب من عادى لي وليا فقد بإذا ه؛ ف ى أحب ل حت ي عبدي يتقرب إلي بالنواف ده الت ه، وي ذي يبصر ب ه، وبصره ال ذي يسمع ب ه آنت سمعه ال أحببت

ا ي يمشي به ه الت ا، ورجل بطش به ئن . ي ه ول ألني ألعطين ئن س ي يمشي، ول بطش وب ي ي ي يبصر وب ي يسمع وب فباءته ره مس ره الموت وأآ استعاذني ألعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يك

. ) بد له منهوال ولي [ و/ د ] ال دو وهو البع دو من الع ا أن الع رب آم و الق والء وه ي . مشتق من ال ه ف ة ل ه من وااله بالموافق ولي الل ف

ه ه من طاعات ر ب ا أم ه بم رب إلي ه ومرضياته، وتق ذا الحديث . محبوبات ي ه لم ف ه وس ي صلى اهللا علي د ذآر النب وقن م الصحيح الصنفين المقتصدين م ربين وه ابقين المق ات، والس ه بالواجب ى الل ون إل م المتقرب ين، وه أصحاب اليم . المتقربون إليه بالنوافل بعد الواجبات

ون ] المطففين [ و ] اإلنسان [ و ] الواقعة [ و ] سورة فاطر [ وذآر الله الصنفين في ه المقرب وأخبر أن الشراب الذي يروى ب . مزج ألصحاب اليمينبشربهم إياه صرفا ي

ك، فهل . والولي المطلق هو من مات على ذلك د عن ذل ه يرت ه أن م الل ان في عل وى وآ ان والتق ه اإليم ام ب ا إن ق فأم

ال ه أو يق ا لل واه ولي ه : يكون في حال إيمانه وتق ه بعاقبت م الل ا هللا قط لعل م يكن ولي اء ؟ ل والن للعلم ه ق ذا في ذلك . ه وآان : يمان الذي يعقبه الكفرعندهم اإل هل هو إيمان صحيح ثم يبطل بمنزلة ما يحبط من األعمال بعد آماله، أو هو إيم

ل السالم في صالته والن . باطل بمنزلة من أفطر قبل غروب الشمس في صيامه ومن أحدث قب ا ق ه أيض اء : في للفقه . والمتكلمين والصوفية

د والنزاع في ذلك بين أهل السنة ام أحم ين أصحاب / والحديث من أصحاب اإلم ه ب زاع في ذلك يوجد الن رهم وآ وغي

رهم افعي وغي ك والش ك . مال ن أصحاب مال ر م ة، وآثي المة العاقب ترطون س ة ال يش ي حنيف ر اصحاب أب ن أآث لكي الشيعة آاألشعري، ومن متكلم : والشافعي وأحمد يشترط سالمة العاقبة، وهو قول آثير من متكلمي أهل الحديث

هل أبغضه وسخط . ومن أحبه اهللا ورضي عنه ؟ أن ولي الله هل يصير عدوا هللا وبالعكس : ويبنون على هذا النزاع ؟ ومن أبغضه الله وسخط عليه هل أحبه الله ورضى عنه، في وقت ما على القولين ؟ عليه في وقت ما وبالعكس

ه ف . والتحقيق هو الجمع بين القولين إن علم الله القديم األزلي وما يتبعه من محبته ورضاه، وبغضه وسخطه، وواليت

ه ورضاه . وعداوته ال يتغير ه وواليت ة الل ه محب ق ب د تعل وى فق ان والتق ه باإليم فمن علم الله منه أنه يوافى حين موت

Page 20: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د الكفر فق ا عنه أزلا وأبدا، وآذلك من علم الله منه أنه يوافى حين موته ب ه، وسخطه أزل ه وعداوت ه بغض الل ق ب تعلال . وأبدا لكن مع ذلك فإن الله تعالى يبغض ما قام باألول من آفر وفسوق قبل موته ى : وقد يق ه عل ه يبغضه ويمقت إن

ه ويرضاه، أمر ب ا ي ذلك، آما ينهاه عن ذلك وهو سبحانه وتعالى يأمر بما فعله الثاني من اإليمان والتقوى، ويحب م . قد يقال إنه يواليه حينئذ على ذلكو

فإنه ال يحكم بأن إيمانه األول آان فاسدا، بمنزلة من /اتفاق األئمة على أن من آان مؤمنا ثم ارتد، : والدليل على ذلكالى ه تع ال الل ا ق ال آم ا يق ال؛ وإنم ل اإلآم د الصالة والصيام والحج قب ان ف { : أفس ر باإليم ن يكف هوم بط عمل د ح } ق

دة [ ال ] 5 : المائ ك { : وق بطن عمل رآت ليح ئن أش ر [ } ل ال ] 65 : الزم ون { : وق انوا يعمل ا آ نهم م بط ع رآوا لح و أش } وله ] 88 : األنعام [ اد أنكحت م بفس دا في نفسه لوجب الحك ان فاس دم، ولو آ ه المتق ة،وتحريم ذبائحه، وبطالن إرث المتقدم

يهم أن ان عل د آ م ارت وم ث دة بق وبطالن عباداته جميعها، حتى لو آان قد حج عن غيره آان حجه باطلا، ولو صلى مك ه ونحو ذل د لوجب أن تفسد شهادته وحكم افر إذا . يعيدوا صالتهم خلفه، ولو شهد أو حكم ثم ارت ذلك أيضا الك وآ

ا تاب من ه خالف م آفره، لو آان محبوبا هللا وليا له في حال آفره، لوجب أن يقضي بعدم أحكام ذلك الكفر، وهذا آل . ثبت بالكتاب والسنة واإلجماع

ألة [ والكالم في هذه ى ] المس ة عل ر الكالم في األرزاق واآلجال وهي أيضا مبني ة [ نظي وهي ] قاعدة الصفات الفعلي

. قاعدة آبيرة

العلم : وعلى هذا يخرج جواب السائل، فمن قال وى، ف ان والتق اه حين الموت باإليم ه ال يكون إال من واف ي الل إن ول . قد يكون وليا لله من آان مؤمنا تقيا وإن لم تعلم عاقبته فالعلم به أسهل : ومن قال . بذلك أصعب عليه وعلى غيره

النص، ومع هذا يمكن العلم بذلك للولي/ ه ب ك، فمن ثبتت واليت نفسه ولغيره، ولكنه قليل وال يجوز لهم القطع على ذل

وأما من شاع له لسان صدق . وإنه من أهل الجنة آالعشرة وغيرهم فعامة أهل السنة يشهدون له بما شهد له به النصزاع ؟ في األمة بحيث اتفقت األمة على الثناء عليه فهل يشهد له بذلك ه ن ه هذا في نة، واألشبه أن يشهد ل ين أهل الس ب

. هذا في األمر العام . بذلك

إن ] خواص الناس [ وأما ه، ف ام ب يس ممن يجب التصديق الع ذا ل م، لكن ه ه له فقد يعلمون عواقب أقوام بما آشف الليئا، و ي من الحق ش ا ال يغن ك ظن ا في ذل ذا الكشف يكون ظان ه ه ه حصل ل ه أن أهل المكاشفات آثيرا ممن يظن ب

يهم ذا وجب عل اد؛ وله وارد االجته ي م تدالل ف ل النظر واالس رى؛ آأه ون أخ ارة؛ ويخطئ ات يصيبون ت والمخاطبم اهدتهم وآرائه دهم ومش وا مواجي لم وأن يزن ه وس لى اهللا علي وله ص نة رس ه وس اب الل موا بكت يعهم أن يعتص جم

ة ومعقوالتهم بكتاب الله وسنة رسوله؛ وال يكتفوا بمجر ذه األم ين من ه د ذلك، فإن سيد المحدثين والمخاطبين الملهمهو عمر بن الخطاب؛ وقد آانت تقع له وقائع فيردها عليه رسول الله صلى اهللا عليه وسلم؛ أو صديقه التابع له اآلخذ

. عنه الذي هو أآمل من المحدث الذي يحدثه قلبه عن ربه

و /ل صلى اهللا عليه وسلم ولهذا وجب على جميع الخلق اتباع الرسو ة والظاهرة، ول وره الباطن ع أم ه في جمي وطاعتآان أحد يأتيه من الله ماال يحتاج إلى عرضه على الكتاب والسنة لكان مستغنيا عن الرسول صلى اهللا عليه وسلم في

. بعض دينه

و . مع موسى وهذا من أقوال المارقين الذين يظنون أن من الناس من يكون مع الرسول آالخضر ذا فه ال ه ومن ق . آافر

ي وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينس { : وقد قال الله تعالى ا يلق ه م خ الل

فقد ضمن الله للرسول وللنبي أن ينسخ ما يلقي الشيطان في ] 52 : الحج [ } والله عليم حكيم الشيطان ثم يحكم الله آياتهره اس وغي لنا من ( : أمنيته، ولم يضمن ذلك للمحدث، ولهذا آان في الحرف اآلخر الذي آان يقرأ به ابن عب ا أرس وم

. ) الشيطان في أمنيتهقبلك من رسول وال نبي وال محدث إال إذا تمنى ألقى

Page 21: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا ويحتمل والله أعلم أال يكون هذا الحرف متلوا، حيث لم يضمن نسخ ما ألقى الشيطان في أمنية المحدث؛ فإن نسخ ماء ألقى الشيطان ليس إال لألنبياء والمرسلين؛ إذ هم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى أن يستقر فيه شيء من إلق

ين أال الشيطان، وغيرهم ه المتق اء الل ال تجب عصمته من ذلك، وإن آان من أولياء الله المتقين، فليس من شرط أوليل وال من شرطهم / يكونوا مخطئين في بعض األشياء خطأ مغفورا لهم؛ بل وال من شرطهم ترك الصغائر مطلقا، ب

. ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة

نين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء ال { : وقد قال الله تعالى محسانوا يعم ذي آ ن ال رهم بأحس زيهم أج وا ويج ون ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عمل ه ] 35-33 : الزمر [ } ل د وصفهم الل فق

. بأنهم هم المتقون م ] المتقون [ و ين أهل العل ه ب ذا أمر متفق علي وا، وه ذي عمل نهم أسوأ ال ر ع ه يكف أخبر أن ذا ف ه، ومع ه هم أولياء الل

. واإليمان

باه الرافضة من الغالي ة من الرافضة وأش ك الغالي ا يخالف في ذل ه من وإنم دون أن ائخ، ومن يعتق ة في بعض المش . معصومون من الخطأ والذنب ] األثناعشر [ فالرافضة تزعم أن . األولياء

وظ والنبي معصوم : ويرون هذا من أصول دينهم، والغالية في المشائخ قد يقولون ولي محف م . إن ال نهم إن ل ر م وآثي

وا يقل ذلك بلسانه؛ فحاله حال من يرى أن الش ى أن يجعل ائفتين إل و بالط غ الغل د بل ذنب؛ وق يخ والولي ال يخطئ وال يذا من الضالالت ة، وآل ه ا من اإللهي ه نوع وا ل ه، وإن زاد األمر جعل بعض من غلوا فيه بمنزلة النبي وأفضل من

. الجاهلية المضاهية للضالالت النصرانية

ئال فإن في النصارى من الغلو في المسيح واألحبار والر ا؛ ل رة لن ك عب رآن؛ وجعل ذل ه في الق هبان ما ذمهم الله عليعبد : فإنما أنا عبد فقولوا . ال تطروني آما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ( : نسلك، سبيلهم، ولهذا قال سيد ولد آدم /

. ) الله؛ ورسوله في الفقراء: فصـــل

. مستحقوا الصدقات، ومستحقوا الفيء : ي آتابه فهم صنفانالذين ذآرهم الله ف ) الفقراء ( وأما

راء { : أما مستحقوا الصدقات فقد ذآرهم الله في آتابه في قوله ا الفق إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوه . ] 60 : التوبة [ } إنما الصدقات للفقراء والمساآين { : وفي قوله ] 271 : البقرة [ } فهو خير لكم

ه ] المسكين [ وحده، و ] الفقير [ وإذا ذآر في القرآن اسم اآين { : وحده ـ آقول رة مس ام عش ه إطع دة [ } فكفارت ـ ] 89 : المائ

ا أهل الحاجة . فهما صنفانفهما شيء واحد، وإذا ذآرا جميعا ايتهم، ال من . والمقصود بهم ذين ال يجدون آف م ال وهة مسألة وال من آسب يقدرون عليه، فمن آان آذلك من المسلمين استحق األخذ من الصدقات المفروضة، والموقوف

. والمنذورة، والموصى بها، وبين الفقهاء نزاع في بعض فروع المسألة معروف عند أهل العلم

نوع تجب عليهم الزآاة، وإن آانت الزآاة تجب : ] نوعان [ / الذين تحرم عليهم الصدقة، ثم هم ] األغنياء [ وضد هؤالء . على من قد تباح له عند جمهور العلماء

. ونوع ال تجب عليه الزآاة

ـال الل ذين ق ـم ال ة، وه ـه الواجب ه فضـل عن نفقات ـم وآل منهما قد يكون ل و { : ه فيه ل العف ون ق اذا ينفق ألونك م } ويس

م . ] 219 : البقرة [ اس، وه اهم عن الن ار غن اء باعتب وقد ال يكون له فضل، وهؤالء الذين رزقهم قوت وآفاف هم أغني . فقراء باعتبار أنه ليس لهم فضول يتصدقون بها

Page 22: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا ومصارفها، وإنما يسبق الفقراء األغنياء إلى ى مخارجه ي يحاسبون عل وال الت الجنة بنصف يوم، لعدم فضول األمانوا محسنين في فضول اب الفضول إن آ م أرب اة، ث فمن لم يكن له فضل آان من هؤالء، وإن لم يكن من أهل الزآ

دم أغ ا تق بقوهم، آم ذين س راء ال ن الفق ر م ن آثي ة م ع درج ة أرف د دخول الجن ون بع د يكون والهم، فق اء أم اء األنبي نياألجور ( : ومن هنا قال الفقراء . والصديقين من السابقين وغيرهم على الفقراء الذين دونهم دثور ب ل ) ذهب أهل ال وقي

اء { : لما ساواهم األغنياء في العبادات البدنية، وامتازوا عنهم بالعبادات المالية ن يش ه م ه يؤتي ذا } ذلك فضل الل هو فه . في عرف الكتاب والسنة ] الفقير [

المؤمن : وقد يكون الفقراء سابقين، وقد يكونون مقتصدين، وقد يكونون ظالمي أنفسهم آاألغنياء، وفي آال الطائفتين /

. الصديق، والمنافق الزنديق

الى، آ ] الفقير [ وأما المستأخرون فـ ه تع ى الل ارة عن السالك إل اهو في عرفهم عب م ] الصوفي [ م ا، ث في عرفهم أيضرجح مسمي ] الفقير [ على مسمى ] الصوفي [ منهم من يرجح مسمى نهم من ي ألنه عنده الذي قام بالباطن والظاهر وم

. الفقير؛ ألنه عنده الذي قطع العالئق، ولم يشتغل في الظاهر بغير األمور الواجبة، وهذه منازعات لفظية اصطالحية ك من األسماء ] التحقيق [ و ولي والصالح، ونحو ذل أن المراد المحمود بهذين االسمين، داخل في مسمى الصديق، وال

ا الة، وأم ه الرس ا جاءت ب التي جاء بها الكتاب والسنة، فمن حيث دخل في األسماء النبوية، يترتب عليه من الحكم ما يوالي عليه صاحبه غيره، ونحو ذلك من األمور التي يترتب ما تميز به مما يعده صاحبه فضلا وليس بفضل، أو مم

ذا ال عليها زيادة الدرجة في الدين والدنيا، فهي أمور مهدرة في الشريعة إال إذا جعلت من المباحات آالصناعات، فهن وإما ما يقترن بذلك من األمور الم . بأس به، بشرط أال يعتقد أن تلك المباحات من األمور المستحبات كروهة في دي

. فيجب النهي عنه آما جاءت به الشريعة . من أنواع البدع والفجور : الله ا : قال ؟ من أنت : فاستأذن، فقالوا ] أهل الصفة [ إن النبي صلى اهللا عليه وسلم جاء إلى باب : عن قوم يقولون : وسئل أن

فهل يجوز . أنا محمد مسكين، فأذنوا له : فرجع ثم استأذن ثانية، وقال . اأن : ماله عندنا موضع الذي يقول : محمد، قالوا ؟ أم هو آفر . التكلم بهذا

: فأجاب

إن ] أهل الصفة [ هذا الكالم من أعظم الكذب على النبي صلى اهللا عليه وسلم وعلى ان ] أهل الصفة [ ف م مك م يكن له ل

ه من يستأذن عليهم فيه، إنما آانت الص فة في شمالي مسجد رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، يأوى إليها من ال أهل لل ] أهل الصفة [ المؤمنين، ولم يكن يقيم بها ناس معينون، بل يذهب قوم ويجىء آخرون، ولم يكن ار الصحابة؛ ب خي

ا ذآر آانوا من جملة الصحابة؛ ولم يكن أحد من الصحابة يستخف بحرمة النبي صلى اهللا علي لم آم ومن فعل . ه وس . والله أعلم . ذلك فهو آافر ومن اعتقد هذا بالنبي صلى اهللا عليه وسلم فهو آافر فإنه يستتاب، فإن تاب وإال قتل

قال رسول : فيقولون . سئل ـ رحمه اهللا ـ عن قوم يروون عن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم أحاديث ال سند لهم بها ه ( : اهللا عليه وسلم الله صلى ة من ي يتسمون باألهوي ون من ذا صحيح أم ال ) أنا من الله، والمؤمن رءون ؟ ، فهل ه ويق

لم يتحدثان : بينهم أحاديث، ويزعمون أن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال ه وس ه صلى اهللا علي و بكر ورسول الل ان أب آ ؟ هذا أم البحديث أبقى بينهما آأني زنجي، ال أفقه، فهل يصح

ون : ويتحدثون عن أصحاب الصفة بأحاديث آثيرة ى : منها أنهم يقول لم وجدهم عل ه وس ه صلى اهللا علي إن رسول الل

ي صلى اهللا زمهم النب ه أل ة، وأن ه حقيق وا يغزون مع م يكون م ل ق، وأنه ى الطري اإلسالم من قبل أن يبعث فوجدهم عللم عليه وسلم مرة، فلما فر المسلمون منه ه وس ي صلى اهللا علي الوا . زمين ضربوا بسيوفهم في عسكر النب نحن : وق

؟ حزب الله الغالبون، وزعموا أنهم لم يقتلوا إال منافقين في تلك المرة، فهل يصح ذلك أم ال

و / ومن آانوا من ؟ آم هم من رجل ] أصحاب الصفة [ والمسؤول تعيين ه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ويزعم ن أن اللـ سبحانه وتعالى ـ لما عرج بنبيه صلى اهللا عليه وسلم أوحى الله إليه مائة ألف سر، وأمره أال يظهرها على أحد من

ا . البشر ال . فلما نزل إلى األرض وجد أصحاب الصفة يتحدثون به دا، : فق ذا السر أح ى ه م أظهر عل ي ل ارب، إنن ي ؟ دا بيني وبينك، فهل لهذه األشياء صحة أم الفأوحى الله إليه أنهم آانوا شهو

Page 23: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: فأجاب

ار ده من الن ا مقع وأ مفتريه ة، ليتب ذه األحاديث أآاذيب مختلق ع ه المين، جمي ه رب الع د لل ع . الحم ين جمي ال خالف ب

د صح ل من اعتق ا أصل؛ ب ة مجموع علماء المسلمين ـ أهل المعرفة وغيرهم ـ أنها مكذوبة مخلوقة، ليس لشيء منهة ذه األحاديث أصل البت وال توجد . هذه األحاديث فإنه آافر؛ يجب أن يستتاب فإن تاب وإال قتل، وليس لشيء من ه

. في آتاب، وال رواها قط أحد ممن يعرف الله ورسوله

لم ـ فال يحفظ هذا اللفظ عن رسول ا ) أنا من الله والمؤمنون مني ( : فأما الحديث األول ـ قوله ه وس ه صلى اهللا علي . للي لم لعل ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا منك ( : لكن ق ي وأن ه ـ سبحانه ) أنت من ال الل ا ق ن بعض { : آم كم م آل [ } بعض

ود : أي ] 195 : عمران ان في صفاتهما؛ وهي الجن ين تتفق الروحين اللت دى، آ أنتم نوع واحد، متفقون في القصد والهي دة الت لم / المجن ه وس ى صلى اهللا علي ال النب ا ( : ق اآر منه ا تن ف، وم ا ائتل ارف منه ا تع دة، فم ود مجن األرواح جن

. ) اختلف

ه النصارى، ومن غال من الرافضة؛ ه أعداء الل وأما أن يكون الخلق جزءا من الخالق تعالى، فهذا آفر صريح يقولين ! نعم . فروجهال المتصوفة ومن اعتقده فهو آا ازل اليق ه من مقامات القرب ومن للمؤمنين العارفين بالله المحبين ل

ما ال تكاد تحيط به العبارة، وال يعرفه حق المعرفة إال من أدرآه وناله، والرب رب، والعبد عبد؛ ليس في ذاته شيء ة بالل يس أحد من أهل المعرف ه؛ ول ه، أو من مخلوقاته، وال في مخلوقاته شيء من ذات الى ب رب تع ول ال د حل ه يعتق

. بغيره من المخلوقات وال اتحاده به

ة؛ ة المباحي وإن سمع شيء من ذلك منقول عن بعض أآابر الشيوخ، فكثير منه مكذوب، اختلقه األفاآون من االتحادي . الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية

ك والذي يصح منه عن الشيوخ له معان ه تل ه، ألحق صحيحة؛ ومنه ما صدر عن بعضهم في حال استيالء حال علي

ر من ول، ويكف ك الق زه ينكر ذل ه وتميي ه عقل الساعة بالسكران الذي ال يميز ما يخرج منه من القول، ثم إذا ثاب عليه /يقوله، وما يخرج من القول في حال غيبة م ل وع عقل اإلنسان ال يتخذه هو وال غيره عقيدة، وال حك م مرف ل القل ، ب

ا أو عن النائم والمجنون والمغمى عليه والسكران الذي سكر بغير سبب محرم؛ مثل من يسقى الخمر وهو ال يعرفه . أوجرها حتى سكر أو أطعم البنج وهو ال يعرفه، فكذلك

ا رقيق ة، تصادف قلوب ورا عظيم ه أم ه وجمال ه وعظمت ؤمنين من جالل الل ر من الم يا وقد يشاهد آثي ة، فتحدث غش

اء وت . وإغم ا يوجب الم ا م ل . ومنه ل العق ا يخ ا م ري . ومنه ا ال يعت ذا آم ريهم ه نهم ال يعت املون م ان الك وإن آه أو ا يقولون ر بم ه، فمن اغت الناقصين عنهم؛ لكن يعتريهم عند قوة الوارد على قلوبهم، وضعف المحل المورود علي

. ضلايفعلونه في تلك الحال آان ضالا م

ا ] األحوال الصحيحة [ وإنما لم فيم ه وس ي صلى اهللا علي ول النب مثل ما دل عليه ما رواه البخاري في صحيحه من قا ( : يروى عن ربه تبارك وتعالى أنه قال ل أداء م دي بمث من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبذى افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب ه، وبصره ال إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته آنت سمعه الذى يسمع ب

ئن . يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشـي بهـا ي يمشي، ول بطش، وب ي ي ي يبصر، وب ـمع، وب فبي يسدي / سألنى ألعطينه ولئن استعاذني ألعيذنه، وماترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن ره قبض نفس عب المؤمن يك

. ) الموت وأآره مساءته، والبد له منه

فميز بين الرب وبين العبد، ) فبي يسمع، وبي يبصر، ولئن سألني، ولئن استعاذني ( : فانظر آيف قال في تمام الحديثه لقد آفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ا { : أال تسمع إلى قوله تعالى دوا الل رائيل اعب ي إس ا بن يح ي بن مريم وقال المس

ال ا للظ ار وم أواه الن ة وم ه الجن ه علي رم الل د ح ه فق رك بالل ن يش ه م م إن ي وربك اررب ن أنص دة [ } مين م ، ] 72 : المائما المسيح { : إلى قوله } اب أليما من إلـه إال إلـه واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين آفروا منهم عذوم { : وقال

اب ال { : ، وقال ] 75 : المائدة [ } آانا يأآالن الطعام ابن مريم إال رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ل الكت يا أه

Page 24: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه ريم تغلوا في دينكم وال تقولوا على الله إال الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الل ى م ا إل ه ألقاه وروح وآلمت . ] 172-171 : النساء [ } ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا { : إلى قوله } منه

الى ( : وآذلك روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى اهللا عليه وسلم قال ابن : يقول الله تع ! آدم يول دني فيق م تع المين ! رب : مرضت فل ت رب الع ودك، وأن ف أع ول ! ؟ آي رض : فيق ا م دي فالن ت أن عب ا علم أم

. ) فلوعدته لوجدتني عنده

دي /فانظر آيف عبر في أول الحديث بلفظ . وذآر في الجوع والعري مثل ذلك أن عب ه؛ ب م فسره في تمام مرضت ثه، بحيث ال فالنا مرض فلو عدت إرادة الل ه ب ه تتحد إرادت ه لوجدتني عنده، فميز بين الرب والعبد، والعبد العارف بالل

ى عذل ه، وال يلتفت إل ا يبغضه الل بغض إال م ه، وال ي يريد إال مايريده الله أمرا به ورضا، وال يحب إال ما يحبه اللبحانه ال س ا ق ين، آم وم الالئم اذلين، ول و { : الع ى فس زة عل ؤمنين أع ى الم ة عل ه أذل بهم ويحبون وم يح ه بق أتي الل ف ي

. ] 54 : المائدة [ } الكافرين يجاهدون في سبيل الله وال يخافون لومة آلئم

. والكالم في مقامات العارفين طويل

لكوا سبيل أهل وإنما الغرض ذين ضاهوا النصارى، وس ة ال ين هؤالء الزنادق رق ب تفطن المؤمن للف ول، [ أن ي الحلذين ال خوف . وآذبوا على الله ورسوله ] واالتحاد اء اهللا، ال وآذبوا الله ورسوله، وبين العالمين بالله والمحبين له أولي

ي عليهم وال هم يحزنون، فإنه قد يشتبه هؤالء بهؤالء ذاب المتنب يلمة الك ، آما اشتبه على آثير من الضالين حال مسات وعالمات . بمحمد ابن عبد الله رسول الله حقا، حتى صدقوا الكاذب وآذبوا الصادق ى الحق آي د جعل عل والله ق

. ] 40 : النور [ } ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور { . وبراهين

م : وأما حديث عمر ق، نع و بكر ! أنه آان آالزنجي بين النبي صلى اهللا عليه وسلم وبين أبي بكر، فكذب مختل ان أب آه -الصديق ه عن ا -رضي الل راده لم م بم ه، وأعلمه لم،وأوالهم ب ه وس ه صلى اهللا علي ى رسول الل اس إل رب الن أق

. وسلم يتكلم بالكالم العربي الذي يفهمه الصحابة ـ رضي الله عنهم يسألونه عنه، فكان النبي صلى اهللا عليه

ي سعيد أن رسول : ويزداد الصديق بفهم آخر يوافق ما فهموه، ويزيد عليهم وال يخالفه؛ مثل ما في الصحيحين عن أبه إن عبدا خيره الله بين الدنيا واآلخرة ( : الله صلى اهللا عليه وسلم خطب الناس فقال د الل ا عن د م ك العب ار ذل . ) ، فاخت

ا : وقال . فبكى أبو بكر ول . بل نفديك بأنفسنا وأموالن اس يعجب ويق ذا الشيخ يبكي أن ذآر : فجعل بعض الن ا له عجبال . رسول الله صلى اهللا عليه وسلم عبدا خيره الله بين الدنيا واآلخرة ه و : ق ه صلى اهللا علي ان رسول الل لم هو فك س

. المخير، وآان أبو بكر أعلمنا به

ي ه بمقاصد النب وة معرفت م الصديق لق فالنبي صلى اهللا عليه وسلم ذآر عبدا مطلقا، وهذا آالم عربي ال لغز فيه، ففهه وال ظ، لكن يوافق ة اللف ين خارج عن دالل ذا المع ق ه ة أن المطل ر، ومعرف د المخي صلى اهللا عليه وسلم أنه هو العب

. آان أبو بكر أعلمنا به : خالفه؛ ولهذا قال أبو سعيدي

ه عمر /لما عزم على قتال -رضي الله عنه -ومن هذا أن الصديق ال : مانعي الزآاة قال ل د ق اس وق ل الن آيف تقاتدا رس ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم ه وأن محم وا أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال الل إذا فعل ه، ف ول الل

و بكر . ؟ ) ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها وحسابهم على الله عز وجل ه، : فقال أب ا، والل اة من حقه الزآه ى رسول الل ا إل انوا يؤدونه ا آ وني عناق و منع ه ل ال؛ والل اة حق الم ألقاتلن من فرق بين الصالة والزآاة، فإن الزآ

. ه وسلم لقاتلتهم على منعهاصلى اهللا علي

لم؛ وفي الصحيحين . فرجع عمر وغيره إلى قول أبي بكر ه وس ه صلى اهللا علي ى آالم رسول الل وآان هو أفهم لمعنال ه ق ه، ( : عنه صلى اهللا عليه وسلم أن دا رسول الل ه، وأن محم ه إال الل ى يشهدوا أن ال إل اس حت ل الن أمرت أن أقات

ذا النص الصريح . ) ة ويؤتوا الزآاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحق اإلسالم ويقيموا الصال فه . موافق لفهم أبي بكر

Page 25: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ر ك آثي ال ذل ه، وأمث ي . وآذلك قوله في صلح الحديبية لعمر مثل ما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ل ا أن النب فأمت دهم آكالم الزنجي صلى اهللا عليه وسلم آان ي ل يكون عن ه، ب ه عمر وأمثال و . كلم بكالم ال يفهم ذا فه د ه فمن اعتق

. جاهل ضال، عليه من الله ما يستحقه

دين ل المبعث مهت انوا قب ال . وأما آون أهل الصفة آ ى من ق ذا /فعل ل ال : ه ين؛ ب اس أجمع ة والن ه والمالئك ة الل لعنا خالف بين المسلمين أنهم آانوا ه؛ وإنم ه وبدين افرين جاهلين بالل انوا آ م آ ين المسلمين أنه ل ال خالف ب جاهلين؛ ب

ر رق في الكف ائر الصحابة ف ين أهل الصفة وس م يكن ب لم ول ه وس د صلى اهللا علي هداهم الله بكتابه؛ وبرسوله محمد اإلسالم آ . والضاللة قبل إيمانهم برسول الله صلى اهللا عليه وسلم ان بع د آ م يكن من ولق ر ممن ل ] أهل الصفة [ ثي

. آأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ـ رضي الله عنهم ـ أعلم بالله؛ وأعظم يقينا من عامة أهل الصفة

ا وصفهم ادا؛ آم ا وجه وأما ما ذآر من تخلفهم عنه في الجهاد فقول جاهل ضال؛ بل هم الذين آانوا أعظم الناس قتالوانا ل { : القرآن في قوله ه ورض ن الل لا م رون لفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فض وينص

. ] 8 : الحشر [ } الله ورسوله أولئك هم الصادقون

ن للفقراء الذين { : وقال في صفتهم اء م ل أغني بهم الجاه ي األرض يحس أحصروا في سبيل الله ال يستطيعون ضربا فا رة [ } التعفف تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس إلحاف ـ ] 273 : البق ة ـ ر معون وم بئ ـ ي وم واحد ـ نهم في ي ل م د قت ، ولق

نهم سب ر ع وهم؛ وأخب ذين قتل ى ال دعوا عل لم موجدة، وقنت شهرا ي ه وس : عون؛ حتى وجد عليهم النبي صلى اهللا عليا، ( أنهم بهم تتقي المكاره، وتسد بهم الثغور، وأنهم أول الناس ورودا على الحوض، وأنهم الشعث رؤوسا، الدنس ثياب

. ) الملوك الذين ال ينكحون المتنعمات، وال تفتح لهم أبواب اريخهم ] عددهم [ وأما / رحمن السلمي ت د ال و عب د جمع أب ك : فق بعمائة، أو نحو ذل تمائة، أو س م نحو من س م . وه ول

نهم، أو اجرين، فمن تأهل م راء المه ا فق أوي إليه يكونوا مجتمعين في وقت واحد، بل آان في شمال المسجد صفة ينهم سافر، أو خرج غازيا خرج منها، و ر وم ل، أو أآث ا السبعون، أو أق ن : قد آان يكون في الوقت الواحد فيه سعد ب

. أبي وقاص، أحد العشرة، وأبو هريرة، وخبيب، وسلمان وغيرهم

ان . وأما ما ذآر من أنهم عرفوا ما أوحاه الله إلى نبيه ليلة المعراج فكذب، ملعون قائله وآيف يكون ذلك والمعراج آة ! ؟ هجرةبمكة قبل ال لم بالمدين ه وس : وأهل الصفة إنما آانوا بالمدينة بعد الهجرة، وبناء مسجد الرسول صلى اهللا علي

ا بسيرة رسول اهللا صلى اهللا ان عالم ا أو آ لما حنيف ان مس ه ورسوله وآ الطيبة، وهذا آله واضح عند من عرف الل . عليه وسلم، وسيرة أصحابه معه

ذه ي ه ع ف ا يق ون، وإنم ة فرع ى صاروا بمنزل هم، حت تكبرت أنفس م، واس ل علمه انهم وق وام نقص إيم ات أق الجاله

. وصاروا أسوأ حالا من النصارى

يهم م عل ذين أنع . والله يتوب علينا وعليهم، وعلى سائر إخواننا المسلمين، ويهدينا وإياهم صراطه المستقيم، صراط ال . والله تعالى أعلم . وال الضالين . غير المغضوب عليهم

. إلخ . . . المصطلح عليها ] الفتوة [ وسئل عن

: فأجاب ـ رضي الله عنه ـ قائلا

ه ] الفتوة [ أما ما ذآره من ذا ال أصل ل ا؛ فه ا أحد . التي يلبس فيها الرجل لغيره سراويل، ويسقيه ماء وملح م يفعله ول

ة : إلى أمير المؤمنين ] الفتوة [ واإلسناد الذي يذآرونه في . من السلف ال علي وال غيره ب، من طريق ي طال ن أب علي ب . الخليفة الناصر وغيره، إسناد مظلم، عامة رجاله مجاهيل ال يعرفون وليس لهم ذآر عند أهل العلم

ذا يجري : وقد ذآر أن أصل ذلك ي فأصبح مسدودا، وه ر عل ا يجري أنه وضع سراويل عند قب ي، آم ر عل د غي عن

ذر يجعل رأ بن ا فيب ل دخول مصروع إليه ا، مث ائس وغيره ي الكن ة، ف ا آرام ي يظن أنه ور الت ك من األم ال ذل أمث

Page 26: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا أعرف من . وهذا إذا لم يكن آذبا فإنه من فعل الشياطين . للكنيسة، ونحو ذلك ان، وأن د األوث ك عن ل ذل ا يفعل مث آم . ذلك وقائع متعددة

ا يشترطه بعضهم من الشروط، إن والم/ قصود هنا أن سراويل الفتوة ال أصل له عن علي وال غيره من السلف، وم

آان مما أمر الله به ورسوله، فإنه يفعل؛ ألن الله أمر به ورسوله، وما نهى عنه مثل التعصب لشخص على شخص، . واإلعانة على اإلثم والعدوان، فهو مما ينهي عنه، ولو شرطوه

ظ ى [ ولف ة ] الفت ل اللغ ك أه ر ذل ا ذآ ـاب، آم و الش ة ه ي اللغ الى . ف ه تع ه قول ان { : ومن جن فتي ه الس ل مع } ودخ

اه { ] 13 : الكهف [ } إنهم فتية آمنوا بربهم { : ، وقوله ] 36 : يوسف [ و . ] 60 : الكهف [ } وإذ قال موسى لفت ي فه ى يفت د فت وقالى ال تع ا ق ا، آم وك مطلق الفتى عن الممل ر ب د يعب دواب خالف المسان، وق ا من ال ا، واألفت ن { : فتى، أي بين الفت م

. ] 25 : النساء [ } فتياتكم المؤمنات

رون . ما ال يوجد في الشيوخ ولما آان الشاب ألين عريكة من الشيخ صار في طبعه من السخاء والكرم فصاروا يعب . هو فتى بين الفتوة وقد يفتى، ويفاتى، والجمع فتيان وفتية : يقال . بلفظ الفتى عن السخي الكريم

دل واستعمال لفظ الفتى بمعنى المتصف بمكارم األخالق موجود في آالم آثير من المشائخ،وقد يظن أن لفظ القرآن ي

ارم : ول بعض الشيوخومنه ق . على هذا ي هو استعمال مك يس تنصر، يعن ى ول يس هو النسك /طريقنا تفت األخالق؛ لن : أبو إسماعيل األنصارى [ ومنه قول أبي إسماعيل األنصاري . اليابس د ب ن محم ى ب ن عل د ب ن محم د اهللا ب هو عب

اب ة صاحب ] مذم الكال [ أحمد بن على بن جعفر بن مت األنصارى الهروى، مصنف آت ، وشيخ خراسان، من ذري . هـ 481توفى فى ذي الحجة سنة . ولد سنة ست وتسعين وثالثمائة . النبى صلى اهللا عليه وسلم أبى أيوب األنصارى

ى من يسيء : ] 518ــ 18/503 : سير أعالم النبالء [ ك، وتحسن إل رم من يؤذي وة أن تقرب من يقصيك، وتك الفت . ال آظما، وموادة ال مصابرةإليك، سماحة

وأما من خاف { : آما قال تعالى . الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى : أنه قال -رضي الله عنه -ونقل عن أحمد بن حنبل

ه . ] 40 : النازعات [ } مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ه الل ا إلي ان فمن دعا إلى ما دع ارم األخالق آ ورسوله من مك . محسنا، سواء سمى ذلك فتوة أو لم يسمه، ومن أحدث في دين الله ما ليس منه فهو رد

ا ينهون ه ورسوله، آم ه ب ا أمر الل ؤمرون بم ك، وي والغالب أنهم يدخلون في الفتوة أمورا ينهى عنها فينهون عن ذل

. لي ـ رضي الله عنه ـ وأمثال ذلكوإسناد ذلك إلى ع . عن اإللباس، واإلسقاء رق، شيخ / ى الف ان مفت ان، قطب الزم م، لب اإليم دهر، جوهر العل د ال ت، فري ام الوق ة إم الم العالم سئل الشيخ الع

اإلسالم، تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ اإلمام شهاب الدين عبد الحليم بن الشيخ اإلمام العالمة مؤيد السنة مجد س، ويلبسون الدين ين ـ في جماعة يجتمعون في مجل ه آم ع ب ه ونف ه عن ة الحراني ـ رضي الل ن تيمي د السالم ب عب

دين، ] الفتوة [ لشخص منهم لباس ذا من ال ويديرون بينهم في مجلسهم شربة فيها ملح وماء يشربونها ويزعمون أن ه . ويذآرون في مجلسهم ألفاظا ال تليق بالعقل والدين

ي طالب : ا أنهم يقولونفمنه ن أب ي اب بس عل لم أل ه وس ه -إن رسول الله صلى اهللا علي الى عن ه تع اس -رضي الل لب

ون اء، ويقول بس من ش لم في صندوق، : الفتوة، ثم أمره أن يل ه وس الى علي ي صلى اهللا تع ى النب زل عل اس أن إن اللبوا ] 26 : األعراف [ } أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم يا بني آدم قد { : ويستدلون عليه بقوله تعالى ا زعم ، فهل هو آم

نهم ؟ وإذا لم يكن من الدين فما يجب على من يفعل ذلك أو يعين عليه ؟ وهل هو من الدين أم ال ؟ آذب مختلق/أم ؟ وم ؟ عبد الجبار ويزعم أن ذلك من الدين؛ فهل لذلك أصل أم ال إلى . من ينسب ذلك إلى الخليفة الناصر لدين الله

ذا أصل أم ال اء فهل له وة، ورؤوس األحزاب والزعم م الفت ا يعضهم بعضا من اس ي يسمون به ؟ وهل األسماء الت

ه ويقوم للقوم نقيب إلى الشخص الذي يلبسونه فينزعه اللباس ال ] دسكرة [ ويسمون المجلس الذي يجتمعون فيه ذي عليائر ذا ج ل ه ده، فه وة بي اس الفت ه لب ون أن ذي يزعم اس ال ه اللب ده، ويلبس ل ؟ أم ال . بي ك وال : وإذا قي ل ذل اليجوز فع

؟ اإلعانة عليه، فهل يجب على ولي األمر منعهم من ذلك

Page 27: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ل ؟ وهل للفتوة أصل في الشريعة أم ال ر : وإذا قي ى غي ا في الشريعة فهل يجب عل ي األمر أن ينكر ال أصل له ولوهل أحد من الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم، أو التابعين، أو ؟ عليهم، ويمنعهم من ذلك أم ال مع تمكنه من اإلنكار

؟ من بعدهم من أهل العلم فعل هذه الفتوة المذآورة أو أمر بها أم ال

ور ق من األر ؟ وهل خلق النبي صلى اهللا عليه وسلم من الن ع عناصر أم خل ك ؟ ب ر ذل ذي ؟ أم من غي وهل الحديث الاس ض الن ذآره بع ا ( : ي ه عرش اخلق الل والك م ماء، . ل ا، وال س يا، وال أرض را وال / وال آرس ا، وال قم وال شمس

؟ صحيح هو أم ال ) غيرذلك

ا في السماع ونحوه أم ال التي يواخيها المشائخ بين الفقراء في السماع وغيره يجوز فع ] األخوة [ وهل وهل آخي ؟ لهاجري وأنصاري ؟ رسول الله صلى اهللا عليه وسلم بين المهاجرين واألنصار ين آل مه ه ؟ أم ب وهل آخى رسول الل

ا ؟ أم ال-آرم الله وجهه -صلى اهللا عليه وسلم على بن أبي طالب ة، وابسطوا لن ل والحجة المبين ك بالتعلي ا ذل بينوا لن . أثابكم الله تعالى . اب في ذلك بسطا شافيا مأجورينالجو

: فأجاب

م ] الفتوة [ أما ما ذآر من إلباس لباس . الحمد لله ه، ول ذا باطل، ال أصل ل اء فه السراويل أو غيره، وإسقاء الملح والم

ن . يفعل هذا رسول الله صلى اهللا عليه وسلم، وال أحد من أصحابه ابعين ال علي اب ره، وال من الت ي طالب وال غي أب . لهم بإحسان

ه من ال واإلسناد الذي يذآرونه من طريق الخليفة الناصر إلى عبد الجبار إلى ثمامة، فهو إسناد ال تقوم به حجة، وفي

ول ناد المجه ذا اإلس ل ه لم بمث ه وس ي صلى اهللا علي ى النب لم أن ينسب إل رف، وال يجوز لمس را / يع ال أم ن الرج مون ! ؟ األمور التي ال تعرف عنه، فكيف إذا نسب إليه ما يعلم أنه آذب وافتراء عليه ه متفق نته وأحوال المين بس فإن الع

ذا زول ه روه من ن ا ذآ ه، وم الى عن ه تع على أن هذا من الكذب المختلق عليه وعلى علي بن أبي طالب ـ رضي الل . لعارفين بسنتهاللباس في صندوق هو من أظهر الكذب، باتفاق ا

ا . هو آل ما ستر العورة من جميع أصناف اللباس المباح ] اللباس الذى يوارى السوءة [ و ة لم أنزل اهللا تعالى هذه اآلي

ون ون بالبيت عراة، ويقول ة، : آان المشرآون يطوف ذه اآلي الى ه أنزل اهللا تع ا ف ا ال نطوف فيه اب عصينا اهللا فيه ثي . ] 13 : األعراف [ } خذوا زينتكم عند آل مسجد { : وأنزل قوله

ى سقطت لم تواجد حت ه وس ى صلى اهللا علي ة، وأن النب اس الخرق ا ذآر من لب والكذب فى هذا أظهر من الكذب فيم

ه ال ل ر، إن ربك يطلب نصيبه م : البردة عن ردائه، وأنه فرق الخرق على أصحابه، وأن جبريل أتاه وق ق الفق ن زيم يجتمع هو وأصحابه . وأنه علق ذلك بالعرش فهذا أيضا آذب باتفاق أهل المعرفة؛ فإن النبى صلى اهللا عليه وسلم ل

ى مه عل ك، وال قس ى ذل ه ف ن ثياب وب م ه ث قط عن بابات، وال رقص وال س وف وش ماع دف ف، وال س ماع آ ى س عل . ق أهل المعرفة بسنته أصحابه، وآل ما يروى من ذلك فهو آذب مختلق باتفا

] الفتوة [ في الشروط التي تشترطها شيوخ : فصـــل

ة، وأداء ] الفتوة [ والشروط التي تشترطها شيوخ ه ورسوله آصدق الحديث، وأداء األمان ا أمر اهللا ب ا مم ان منه ما آ

د اء بالعه ام والوف وم، وصلة األرح العفو عن الظالم : و آانت مستحبة أ . الفرائض، واجتناب المحارم ونصر المظل آان ارق أحدهما اآلخر إذا آ نة، ويف ى الس وا عل ه اهللا ورسوله وأن يجتمع ذى يحب ذل المعروف ال واحتمال األذى، وب

ا نهى . على بدعة، ونحوذلك ا مم ان منه ا آ م يشرطوها، وم وة أو ل فهذه يؤمن بها آل مسلم سواء شرطها شيوخ الفتمثل التحالف الذي يكون بين أهل الجاهلية، أن آال منهما يصادق صديق اآلخر في الحق والباطل، : اهللا عنه ورسوله

ذه شروط ويعادي عدوه في الحق والباطل، وينصره على آل من يعاديه سواء آان الحق معه أو آان مع خصمه، فه . تحلل الحرام وتحرم الحالل، وهى شروط ليست في آتاب اهللا

Page 28: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ان من الشروط ) إال شرطا أحل حراما أو حرم حالال : المسلمون عند شروطهم ( : أنه قالوفي السنن عنه ا آ وآل مان من ا آ لمين، م اء المس اق علم م باتف ذا الحك ى ه ا عل ك فإنه التي بين القبائل والملوك والشيوخ واألحالف وغير ذل

ه ورسوله د أمر اهللا ب ه آ / األمر المشروط الذى ق ؤمر ب ه ي ه ورسوله فإن ا أمر اهللا ب ه . م ا نهى اهللا عن ان مم وإن آالفوا وال دوا وال يتح دوا وال يتعاق ى آدم أن يتعاه يس لبن وله، ول ه ورس ى اهللا عن ا نه ه، آم ى عن ه ينه وله فإن ورس

ى بن دها اهللا إل ي عه ود الت العقود والعه وا ب نهم أن يوف ى يتشارطوا على خالف ما أمر اهللا به ورسوله، بل على آل م . ] 40 : البقرة [ } وأوفوا بعهدي أوف بعهدآم { : آدم آما قال اهللا تعالى

آعقد البيع واإلجارة، والهبة وغيرهما، أو ما يكون تارة : وآذلك ما يعقده المرء على نفسه آعقد النذر أو يعقده االثنان

ه آعقد الوقف والو : من واحد وتارة من اثنين ا نهى اهللا عن صية، فإنه في جميع هذه العقود متى اشترط العاقد شيئا مممن ( : وفي الصحيح عن عائشة ـ رضى اهللا عنها ـ عن النبى صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . ورسوله آان شرطه باطال

ا أمر اهللا به ورسوله هى من جنس والعقود المخالفة لم . ) نذر أن يطيع اهللا فليطعه ومن نذر أن يعصى اهللا فال يعصهه ورسوله، ا نهى اهللا عن ا بم دين الجاهلية، وهى شعبة من دين المشرآين وأهل الكتاب الذين عقدوا عقودا أمروا فيه

. ونهوا فيها عما أمر اهللا به ورسوله

. فهذا أصل عظيم يجب على آل مسلم أن يتجنبه ] الفتى [ في معنى لفظ :فصـــل

الى ] الفتى [ وأما لفظ ه تع ة الحدث آقول ربهم { : فمعناه في اللغ وا ب ة آمن م فتي الى ] 13 : الكهف [ } إنه ه تع الوا { : ، وقول قاه وإذ { : ، ومنه قوله تعالى ] 60 : األنبياء [ } سمعنا فتى يذآرهم يقال له إبراهيم ا ] 60 : الكهف [ } قال موسى لفت ؛ لكن لم

ول بعضهم . عن مكارم األخالق ] الفتوة [ آانت أخالق األحداث اللين صار آثير من الشيوخ يعبرون بلفظ ا : آق طريقنى من ] الفتوة [ : وقوله بعضهم . تفتى وليس تنصر ك، وتحسن إل رم من يؤذي ك، أن تقرب من يقصيك، وتك يسىء إلي

ول بعضهم ودة ال مضارة وق ا، وم ماحة ال آظم وة [ : س ي ] الفت ات الت ذه الكلم ال ه ا تخشى، وأمث وى لم ا ته رك م تاب والسنة توصف فيها الفتوة بصفات محمودة محبوبة، سواء سميت فتوة أو لم تسم، وهى لم تستحق المدح في الكت

يظ، . سماء إال لدخولها فيما حمده اهللا ورسوله من األ م، وآظم الغ و، والصفح، والحل ة، والعف آلفظ اإلحسان والرحمه . والبر، والصدقة، والزآاة والخير ق اهللا ب انى، فكل اسم عل ذه المع ي تتضمن ه ونحو ذلك من األسماء الحسنة الت

ا اب في الكت ذم والعق ه ال ق ب ه المدح والثواب في الكتاب والسنة آان أهله ممدوحين، وآل اسم عل ان أهل ب والسنة آ . والفجور، والظلم والفاحشة ونحو ذلك / مذمومين، آلفظ الكذب، والخيانة،

ظ ا لف زعيم [ وأم الى ] ال ال تع ل والضمين، ق ل والقبي ظ الكفي ل لف ه مث يم { : فإن ه زع ا ب ر وأن ل بعي ه حم اء ب ن ج } ولم

ان : ئفة فإنه يقالفمن تكفل بأمر طا ] 72 : يوسف [ ك، وإن آ ى ذل ودا عل ان محم ر آ ل بخي د تكف ان ق إن آ يم؛ ف هو زع . شرا آان مذموما على ذلك

فإنه رأس الطائفة التي تتحزب، أى تصير حزبا، فإن آانوا مجتمعين على ما أمر اهللا به ورسوله ] رأس الحزب [ وأما

م م ون، له م مؤمن ادة وال نقصان فه يهم من غير زي ا عل يهم م م وعل ل . ا له ك ونقصوا مث د زادوا في ذل انوا ق وإن آالتعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل، واإلعراض عمن لم يدخل في حزبهم، سواء آان على الحق والباطل،

ن التف ا ع تالف، ونهي ة واالئ را بالجماع وله أم إن اهللا ورس وله، ف الى ورس ه اهللا تع ذى ذم رق ال ن التف ذا م ة فه رق . واالختالف، وأمرا بالتعاون على البر والتقوى، ونهيا عن التعاون على اإلثم والعدوان

ل الجسد ( : وفي الصحيحين عن النبى صلى اهللا عليه وسلم أنه قال اطفهم آمث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتع

الحمى والسهر ه وفي ) إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ب لم أن ه وس الى علي ه صلى اهللا تع الصحيحين عنلم ( : وفي الصحيح عنه أنه قال . أصابعه/ وشبك بين ) المؤمن للمؤمن آالبنيان يشد بعضه بعضا ( : قال المسلم أخو المس

ا أو م ( : وفي الصحيح عنه صلى اهللا تعالى عليه وسلم أنه قال ) ال يسلمه وال يخذله ا انصر أخاك ظالم ل ) ظلوم ا : قي يه . ) تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه ( : قال ! ؟ رسول اهللا أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما ه أن وفي الصحيح عن

اه، : خمس تجب للمسلم على المسلم ( : قال ه إذا دع وده إذا مرض، ويشمته إذا عطس، ويجيب ه، ويع ه إذا لقي يسلم علي

Page 29: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ال . ) اتويشيعه إذا م ه ق لم أن ه وس الى علي ى ( : وفي الصحيح عنه صلى اهللا تع ؤمن أحدآم حت ده ال ي ذى نفسى بي وال . ) يحب ألخيه من الخير ما يحب لنفسه

ى بعض ؤمنين بعضهم عل وق الم ه من حق وفي الصحيحين . فهذه األحاديث وأمثالها فيها أمر اهللا ورسوله بما أمر ب

ال عن النبى صلى اهللا ه ق لم أن اد اهللا ( : تعالى عليه وس وا عب دابروا وال تباغضوا وال تحاسدوا وآون اطعوا وال ت ال تقال ) إخوانا ا ( : ، وفي الصحيحين عنه صلى اهللا تعالى عليه وسلم أنه ق م ثالث دوه وال تشرآوا : إن اهللا يرضى لك أن تعب

. ) رقوا؛ وأن تناصحوا من واله اهللا أمرآمبه شيئا، وأن تعتصموا بحبل اهللا جميعا وال تف

أال أنبئكم بأفضل من درجة الصالة والصيام والصدقة واألمر ( : وفي السنن عنه صلى اهللا تعالى عليه وسلم أنه قالة، فساد ذات الب/صالح ذات البين، فإن ( : بلى يا رسول اهللا، قال : قالوا ) ؟ بالمعروف والنهى عن المنكر ين هى الحالق

. فهذه األمور مما نهى اهللا ورسوله عنها ) ولكن تحلق الدين . ال أقول تحلق الشعر

اس ] الدسكرة [ وأما لفظ فليست من األلفاظ التي لها أصل في الشريعة فيتعلق بها حمد أو ذم، ولكن هى في عرف النى شرب الخمر أنه جمع : آما في حديث هرقل . يعبر بها عن المجامع ين عل ال للمجتمع م : الروم في دسكرة؛ ويق إنه

ذلك م يسمون ب اس أنه رب؛ ألن الغالب في عرف الن ذم أق ى ال في دسكرة؛ فال يتعلق بهذا اللفظ حمد وال ذم، وهو إل . االجتماع على الفواحش والخمر والغناء

ه من ه واألمر بالمعروف والنهى عن المنكر فرض على آل مسلم، لكن ا من يسقط ب ام بهم إن ق ات، ف فروض الكفاي

. وإال وجب على غيرهم أن يقوم من ذلك بما يقدر عليه . الفرض من والة األمر، أو غيرهم

في بشرية النبي: فصـــل

د ثبت في ل ق ور، ب ق أحد من البشر من ن م يخل ه البشر؛ ول ق من ا يخل ق مم لم خل ه وس والنبي صلى اهللا تعالى عليارج من ( : صلى اهللا تعالى عليه وسلم أنه قال/عن النبى الصحيح يس من م ق إبل ور؛ وخل ة من ن ق المالئك إن اهللا خل

ق ) نار؛ وخلق آدم مما وصف لكم د يخل ل ق ط؛ ب ه فق وليس تفضيل بعض المخلوقات على بعض باعتبار ما خلقت منآزر، وآدم خلقه اهللا من طين، فلما سواه، ونفخ فيه المؤمن من آافر، والكافر من مؤمن، آابن نوح منه وآإبراهيم من

ك ر ذل ه، وبغي ه بيدي أن خلق و وصالحو . من روحه، وأسجد له المالئكة، وفضله عليهم بتعليمه أسماء آل شىء وب فهور ذه . ذريته أفضل من المالئكة؛ وإن آان هؤالء مخلوقين من طين، وهؤالء من ن رة [ وه ألة آبي مبسوطة في ] مس

اغ باب يطول شرحها هن و بأس ى آدم ه إن فضل بن ذا الموضع، ف ر ه رار . ي وا دار الق ر فضلهم إذا دخل ا يظه : وإنمق م ] 24، 23 : الرعد [ } والمالئكة يدخلون عليهم من آل باب سالم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار { ن واآلدمى خل

داء نطفة، ثم من مضغة، ثم من علقة، ثم انتقل من صغر إلى آبر، ثم من دار إلى دار، فال يظهر فضله وهو في ابتره وآخره ابه أول أم ذى تش ط من فضل . أحواله، وإنما يظهر فضله عند آمال أحواله، بخالف الملك ال ا غل ومن هن

دار . المالئكة على األنبياء حيث نظر إلى أحوال األنبياء وهم في أثناء األحوال، قبل أن يصلوا إلى ما وعدوا به في ال . اآلخرة من نهايات الكمال

ى مقامات / الم، وعال عل ه صريف األق ا صار بمستوى يسمع في وقد ظهر فضل نبينا على المالئكة ليلة المعراج لم

م يظهر المالئكة، واهللا تعالى أظهر من عظيم قدرته وعجيب حكمته من صالحى اآلد ا ل اء م اء واألولي ميين من األنبيذا . مثله من المالئكة، حيث جمع فيهم ما تفرق في المخلوقات ى، وله فخلق بدنه من األرض، وروحه من المأل األعل

ال . ومحمد سيد ولد آدم، وأفضل الخلق، وأآرمهم عليه . هو العالم الصغير، وهو نسخة العالم الكبير : يقال ا ق ومن هنا وال : قال من ا وال شمس إن اهللا خلق من أجله العالم، أو أنه لوال هو لما خلق عرشا، وال آرسيا، وال سماء وال أرض . قمرا

م بالحديث عن لكن ليس هذا حديثا عن النبى صلى اهللا عليه وسلم ال صحيحا وال ضعيفا، ولم ينقله أحد من أهل العل

ه النبى صلى اهللا عليه وسلم، ب درى قائل ويمكن أن يفسر بوجه صحيح . ل وال يعرف عن الصحابة، بل هو آالم ال يأرض { : آقوله ي ال ا ف ة [ } وسخر لكم ما في السماوات وم ه ] 13 : الجاثي ر { : ، وقول ي البح ري ف ك لتج م الفل خر لك وس

ل بأمره وسخر ل ن آ اآم م ار وآت ل والنه م اللي خر لك ألتموه وإن كم األنهار وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين وس ا س م

Page 30: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا ] 34ــ 32 : إبراهيم [ } تعدوا نعمت الله ال تحصوها إن اإلنسان لظلوم آفار ين فيه ي يب ات الت ك من اآلي ال ذل وأمثك، . أنه خلق المخلوقات لبنى آدم ر ذل ة غي ك /ومعلوم أن هللا فيها حكما عظيم ا . وأعظم من ذل ى آدم م ين لبن ولكن يب

. فيها من المنفعة، وما أسبغ عليهم من النعمة

ل . فعل آذا لكذا لم يقتض أال يكون فيه حكمة أخرى : فإذا قيل ذا : وآذلك قول القائ ق آ ا خل ذا م وال آ ال يقتضى أال . لة يكون فيه حكم أخرى عظيمة، بل يقتضى إذا آان أفضل صالحى بنى آدم محمد، وآانت خلقته غاية مطلوبة، وحكم

. بالغة مقصودة أعظم من غيره، صار تمام الخلق، ونهاية الكمال، حصل بمحمد صلى اهللا تعالى عليه وسلم

ا واهللا ق آدم وهو آخر م ه خل ة، وفي وم الجمع ق ي ان آخر الخل ام، وآ ا في ستة أي خلق السموات واألرض وما بينهملم ـ آدم . خلق، خلق يوم الجمعة بعد العصر في آخر يوم الجمعة ه وس الى علي د ـ صلى اهللا تع د آدم هو محم وسيد ول : منجدل [ إني عند اهللا لمكتوب خاتـم النبيين وإن آدم لمنجدل ( : فمن دونه تحت لوائه ـ قال صلى اهللا تعالى عليه وسـلم

ر . أى ملقى على الجدالة وهى األرض ن األثي ر الب ه ] 1/248انظر غريب الحديث واألث وتي ) في طينت أي آتبت نبإذا خلق الجنين قبل وأظهرت لما خلق آدم قبل نفخ الروح فيه، آما يكتب اهللا رزق العبد وأجله وعمله وشقى أو سعيد

. نفخ الروح فيه

د /فإذا آان اإلنسان هو خاتم المخلوقات وآخرها ا، ومحم ات مطلق ا، وفاضله هو فاضل المخلوق ا فيه وهو الجامع لمال ا ينكر أن يق ات، فم ات في المخلوق ة الغاي ا غاي : إنسان هذا العين، وقطب هذه الرحى، وأقسام هذا الجمع آان آأنه

. له خلقت جميعها، وأنه لواله لما خلقت، فإذا فسر هذا الكالم ونحوه بما يدل علىه الكتاب والسنة قبل ذلك إنه ألج

ك ان ذل ة، آ ات في شىء من الربوبي و النصارى بإشراك بعض المخلوق و من جنس غل وأما إذا حصل في ذلك غلن ( : المردودا غير مقبول، فقد صح عنه صلى اهللا تعالى عليه وسلم أنه ق ال تطروني آما أطرت النصارى عيسى اب

ه { : وقد قال تعالى ) عبد اهللا ورسوله : مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا ى الل وا عل نكم وال تقول يا أهل الكتاب ال تغلوا في ديوا إال الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رس له وال تقول ه ورس آمنوا بالل ه ف ريم وروح من ى م ا إل ول الله وآلمته ألقاه . ] 171 : النساء [ } ثالثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إلـه واحد

ال ت وق ف ه مخل رآه في ا ال يش ه حق ل ل د جع ه، وال واهللا ق ل إال علي ه، وال التوآ دعاء إال ل ه، وال ال ادة إال ل صلح العب

يئات ذهب بالس و، وال ي الرغبة إال إليه، وال الرهبة إال منه، وال ملجأ وال منجا منه إال إليه، وال يأتى بالحسنات إال هه { ، ] 23 : سبأ [ } ن أذن لهولا تنفع الشفاعة عنده إلا لم { إال هو، وال حول وال قوة إال به } من ذا الذي يشفع عنده إال بإذن

م { ] 255 : البقرة [ دا وآله دهم ع اهم وع د أحص دا لق رحمن عب ي ال ا آت أرض إل ماوات وال وم إن آل من في الس ه ي آتيردا ة ف ريم [ } القيام ـ 93 : م الى ] 95ـ ال تع ائزون { : ، وق م الف ك ه ه فأولئ ه ويتق ش الل وله ويخ ه ورس ع الل ن يط [ } وم

اهم و { : ، فجعل الطاعة هللا وللرسول، وجعل الخشية والتقوى هللا وحده، وآذلك في قوله ] 52 : النور لو أنهم رضوا ما آت . فاإليتاء هللا والرسول ] 59 : التوبة [ } الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون

. وأما التوآل فعلى اهللا وحده، والرغبة إلى اهللا وحده

في المؤاخاة: فصـــل

لمان ] المؤاخاة [ وأما ين س ا آخى ب فإن النبى صلى اهللا عليه وسلم آخى بين المهاجرين واألنصار، لما قدم المدينة، آمالفارسى وبين أبى الدرداء، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وآانوا يتوارثون بتلك المؤاخاة، حتى أنزل

وفي ذلك . فصاروا يتوارثون بالقرابة ] 75 : األنفال [ } وأولوا األرحام بعضهم أولى ببعض في آتاب الله { : اهللا تعالىالى زل اهللا تع يبهم { : أن آتوهم نص انكم ف دت أيم ذين عق اء [ } وال و المحال ] 33 : النس ذا ه ةوه ل . ف اء ه واختلف العلم

: على قولين ؟ التوارث بمثل ذلك عند عدم القرابة والوالء محكم أو منسوخ لم : أحدهما/ ا ثبت في صحيح مس ه، ولم روايتين عن أن ذلك منسوخ، وهو مذهب مالك والشافعى وأحمد في أشهر ال

. ) لية فلم يزده اإلسالم إال شدةال حلف في اإلسالم، وما آان من حلف في الجاه ( : عنه أنه قال

. أن ذلك محكم، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في الرواية األخرى عنه : والثاني

Page 31: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه باطل، وإن : وأما المؤاخاة بين المهاجرين آما يقال إنه آخى بين أبى بكر وعمر، وأنه آخى عليا ونحو ذلك، فهذا آل

ة، و ل ضعيف آان بعض الناس ذآر أنه فعل بمك ك نق ة، وذل ه فعل بالمدين ناد : بعضهم ذآر أن ا بإس ا منقطع، وإم إم . والذى في الصحيح هو ما تقدم، ومن تدبر األحاديث الصحيحة، والسيرة النبوية الثابتة، تيقن أن ذلك آذب . ضعيف

زام األخوة اإليماني ا الت ان المقصود منه إن آ ا ف ؤمنين وأما عقد األخوة بين الناس في زمانن ين الم ا اهللا ب ي أثبته ة الت

لم ] 10 : الحجرات [ } إنما المؤمنون إخوة { : بقوله ه وس ى صلى اهللا علي لمه وال ( : ، وقول النب لم ال يس لم أخو المس المسه ه ) يظلم ى خط ( : ، وقول ه، وال يخطب عل ى سوم أخي تام عل ه، وال يس ع أخي ى بي ع أحدآم عل ه ال يب ة أخي ه . ) ب : وقول

ي ) نفسي بيده ال يؤمن أحدآم حتى يحب ألخيه من الخير ما يحب لنفسه/ والذى ( ة الت وق اإليماني ونحو ذلك من الحقؤمن ى الم ؤمن عل اة والصيام . تجب للم زام الصالة والزآ ة الت ا بمنزل ان، والتزامه نفس اإليم ة ب وق واجب ذه الحق فه

وهذه ثابتة لكل مؤمن على آل مؤمن، وإن لم يحصل . ا آالمعاهدة على ما أوجب اهللا ورسولهوالحج، والمعاهدة عليهاء ا للعلم ذه فيه اجرين واألنصار، فه ين المه بينهما عقد مؤاخاة، وإن آان المقصود منها إثبات حكم خاص آما آان ب

ال إنه منسوخ ـ آمالك : فمن قال ؟ قوالن، بناء على أن ذلك منسوخ أم ال ه ـ ق د في المشهور عن إن : والشافعى وأحم . إنه مشروع : أبو حنيفة وأحمد في الرواية األخرى ـ قال : إنه لم ينسخ ـ آما قال : ومن قال . ذلك غير مشروع

ول . وغيره ] السماع [ التي يلتزمها آثير من الناس في ] الشروط [ وأما ى المشارآة في ا : مثل أن يق ا عل نات، وأين لحس

ذ هللا، هو . خلص يوم القيامة خلص صاحبه، ونحو ذلك إن األمر يومئ ة؛ ف س { فهذه آلها شروط باطل ك نف ا تمل وم ل ير { : وآما قال تعالى ] 19 : االنفطار [ } لنفس شيئا اآم أول م ا خلقن رادى آم اآم وراء ولقد جئتمونا ف ا خولن رآتم م ة وت

نكم وض ع بي د تقط رآاء لق يكم ش م ف تم أنه ون ظهورآم وما نرى معكم شفعاءآم الذين زعم تم تزعم ا آن نكم م [ } ل ع . ] 94 : األنعام

ا، وآذلك يشترطون شروطا ون به دة / من األمور الدنيوية وال يوف ذه الشروط الزائ دا ممن دخل في ه م أح ا أعل وم

اس من آل، وأسعد الن ه في الم ة ل على ماشرطه اهللا ورسوله وفي بها، بل هو آالم يقولونه عند غلبة الحال؛ ال حقيق . قام بما أوجبه اهللا ورسوله، فضال عن أن يوجب على نفسه زيادات على ذلك

. واهللا أعلم . وهذه المسائل قد بسطت في غير هذا الموضع

: وقال ـ رحمه اهللا

] عدي بن مسافر بن صخر [ عن الشيخ : فصـــل

افر : هو عدى بن صخر الشامى، وقيل : عدى بن مسافر بن صخر [ ] عدى بن مسافر بن صخر [ والشيخ ن مس عدى بن إسم ـ اب ارى مسكنا ــ وهذا أشهر ـ م الهك ن موسى الشامى، ث ادر . اعيل ب د الق ال الحافظ عب رة، : ق ساح سنين آثي

ان ه، آ ا ببرآت وصحب المشايخ، سكن جبال الموصل في موضع ليس به أنيس، ثم أنس اهللا تلك المواضع به وعمرهحصدها ويتقوت، وال يأآل من مال معلما للخير، ناصحا متشرعا، شديدا في اهللا، آانت له غليلة يزرعها في الجبل وي

سير [ . وعاش تسعين سنة 557صحب الشيخ عقيال المنبجى، والشيخ حماد الدباس وغيرهما، وتوفي سنة . أحد شيئاغ ] 344ــ 20/342 : أعالم النبالء و عظيم، يبل ه غل آان رجال صالحا، وله أتباع صالحون، ومن أصحابه من في

. قد رأيت جزءا أتى بيد أتباعه فيه نسبه وسلسلة طريقه، فرأيت آليهما مضطربا بهم غليظ الكفر، و

ن مروان : فقالوا ] النسب [ أما م ب ن الحك ن مروان ب د ب ن أحم ن مروان ب ن موسى ب ن إسماعيل ب افر ب ن مس عدى ب . نفس وهذا آذب قطعا فإن يمتنع أن يكون بينه وبين مروان ابن الحكم خمسة أ . األموى

د : فقالوا ] الخرقة [ وأما ة من ي بس الخرق ل ل دخل على الشيخ العارف عقيل المنبجى وألبسه الخرقة بيده، والشيخ عقي

. الشيخ مسلمة المردجى، والشيخ مسلمة لبس الخرقة من يد الشيخ أبى سعيد الخراز . هما أآثر من مائة سنة، بل قريبا من مائتي سنة هذا آذب واضح، فإن مسلمة لم يدرك أبا سعيد، بل بين : قلت/

Page 32: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ن : ثم قالوا ى ب د الشيخ عل والشيخ أبو سعيد الخراز لبس الخرقة من يد الشيخ أبى محمد العنسى والعنسى لبسها من يد ا ة من ي بس الخرق لشيخ عليل الرملى، والشيخ على بن عليل لبسها من يد والده الشيخ عليل الرملى، والشيخ عليل ل

عمار السعدى، والشيخ عمار السعدى لبس الخرقة من يد الشيخ يوسف الغسانى، والشيخ يوسف الغسانى لبس الخرقة وم ن الخطاب ي من يد والده الشيخ يعقوب الغساني، والشيخ يعقوب الغساني لبس الخرقة من يد أمير المؤمنين عمر ب

لم، ورسول اهللا صلى اهللا خطب الناس بالجابية، وعمر بن الخطاب لبس الخرقة من ه وس يد رسول اهللا صلى اهللا علي . عليه وسلم لبس الخرقة من يد جبرائيل، وجبرائيل من اهللا تعالى

ة : قلت ى معرف ه أدن لبس عمر للخرقة وإلباسه ولبس رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم للخرقة وإلباسه يعرف آل من ل

ا . أنه آذب ذآور م د وأما اإلسناد الم را ال في آتب الزه ا أعرف لهؤالء ذآ ول، وم ى عمر فمجه ى سعيد إل ين أب بناد ذا اإلس د رآب ه يوخا، وق انوا ش م، ومن الممكن أن يكون بعض هؤالء آ والرقائق، وال في آتب الحديث والعل

. عليهم من لم يعرف أزمانهم واهللا أعلم بحقيقة أمرهم للشيخ أبى ] التبصرة [ من آتاب ] العقيدة [ و . هذه عقيدة السنة من إمالء الشيخ عدى : لواوقا ] عقيدته [ ثم ذآروا بعد هذا /

ة، ره من األدل ا ذآ روا م والهم، وذآ الفين وأق ا تسمية المخ ل المسطرة، لكن حذفوا منه الفرج المقدسى، بألفاظه، نقرج و الف ا الشيخ أب م يقله ياء ل ا وزادوا فيها من ذآر يزيد وغيره أش ال في آخره ا أحاديث موضوعة، وق ذا : وفيه فه

ه الصحابة اعتقادنا، وما نقلناه عن مشائخنا نقله جبرائيل عن اهللا، ونقله النبى صلى اهللا عليه وسلم عن جبرائيل، ونقلأماله آما ذآروا أن هذا ] شرح أصول السنة [ عن النبى صلى اهللا عليه وسلم وسمى من سماه الاللكائي في أول آتاب

ي البرآات بسماعه من ن أب ن عدى ب الشيخ عدي من حفظه، وأمر بكتابته، ورووا ذلك بالسماع عن الشيخ حسن ب . والده عدى بن أبي البرآات بن صخر بن مسافر وهو عدي

: وسئل /

؟ وتخللت المالئكة ألجله بالعباءة أم ال ؟ هل تخلل أبو بكر بالعباءة

: فأجاب . واهللا أعلم . حمد هللا، لم يتخلل أبو بكر بالعباءة، وال المالئكة تخللوا بالعباءة، وذلك آذبال . أو من جهة جمع المال؟ فهل هى من جهة المعاصي؟ ] حب الدنيا رأس آل خطيئة [ : وسئل عن معنى قول من يقول

: فأجاب

ل ه وس ا عن النبيصلى اهللا علي ذا محفوظ ى من الصحابة، ليس ه د اهللا البجل ن عب دب ب م؛ ولكن هو معروف عن جنى ويذآر عن المسيح ابن مريم عليه السالم، وأآثر ما يغلو في هذا اللفظ المتفلسفة، ومن حذا حذوهم من الصوفية عل

. أصلهم، في تعلق النفس إلى أمور ليس هذا موضع بسطها

ك ي ذل م اإلسالم ف ا حك ذى يعاقب ا : وأم تلزم المعاصيفال ذى يس ه الحب ال ذب : لرجل علي م والك تلزم الظل ه يس فإنال ه ق ا في الصحيحين أن إن ( : والفواحش، وال ريب أن الحرص على المال والرئاسة يوجب هذا، آم ح، ف اآم والش إي، وعن آعب عن ) عواالشح أهلك من آان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقط

بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف /ما ذئبان جائعان أرسال في غنم ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . حديث حسن : قال الترمذى . ) لدينه

ان اإلنس ذى في القلب إذا آ ا مجرد الحب ال دين، فأم ا فحرص الرجل على المال والشرف يوجب فساد ال ان يفعل م

ذا إذا ل ه ى مث أمره اهللا به، ويترك ما نهى اهللا عنه، ويخاف مقام ربه، وينهى النفس عن الهوى، فإن اهللا ال يعاقبه عله، لكن إخراج فضول م يكتسبه من الحرام، ال يعاقب علي ه ول ات في لم يكن معه عمل، وجمع المال، إذا قام بالواجب

ال النبيصلى اهللا . وأسلم، وأفرغ للقلب، وأجمع للهم، وأنفع في الدنيا واآلخرة المال، واالقتصار على الكفاية أفضل وق

Page 33: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا آتب ( : عليه وسلم دنيا إال م ه من ال من أصبح والدنيا أآبر همه شتت اهللا عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأت . ) ضيعته، وأتته الدنيا وهى راغمةله، ومن أصبح واآلخرة أآبر همه جعل اهللا غناه في قلبه، وجمع عليه

وقول عمر بن الخطاب ! ؟ اتخذوا مع الفقير أيادى فإن لهم دولة وأى دولة : وسئل ــ رحمه اهللا ــ عما يذآر من قولهم/

الز : ــ رضى اهللا عنه نجى، إن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يتحدث مع أبي بكر ــ رضى اهللا عنه ــ وآنت بينهما آة : وقول بعض الناس لبعض ما معنى ذلك؟ ا البرآ دنا حلت علين ك، أو من وقت حللت عن ونحن في . نحن في برآت

. أفتونا مأجورين برآة هذا الشيخ المدفون عندنا، هل هو قول مشروع أم ال؟

: فأجاب

ناد الحمد هللا، أما الحديثان األوالن فكالهما آذب، وما قال عمر بن الخط ذا أحد بإس ط، وال روى ه ه ق اب ما ذآر عنا م م لم ويفه ه وس ي صلى اهللا علي ان يسمع آالم النب صحيح وال ضعيف، وهو آالم باطل؛ فإن من آان دون عمر آ

ي بكر ! ينفعه اهللا به، فكيف بعمر؟ وعمر أفضل الخلق بعد أبي بكر، فكيف يكون آالم النبي صلى اهللا عليه وسلم وأب . م الزنجى بمنزلة آال

وم . ثم الذين يذآرون هذا الحديث من مالحدة الباطنية؛ يدعون أنهم علموا ذلك السر الذى لم يفهمه عمر/ وحمله آل ق

ه دعون أن د ي ون األمر والنهى والوعي على رأيهم الفاسد، والنجادية يدعون أنه قولهم، وأهل الحقيقة الكونية الذين ينف . قولهم

. الخاص أشباه النصارى يدعون أنه قولهم؛ إلى أصناف أخر يطول تعدادهاوأهل الحلول

إن عمر وهو شاهد لم يفهم ما قاال، وإن هؤالء الجهال الضالل أهل الزندقة واإللحاد والمحال علموا : فهل يقول عاقل

ة، ح ذا الكذب مالحدة الباطني ل ه ا وضع مث ل أحد لفظه، وإنم م ينق ك الخطاب، ول اس معنى ذل ول الن ى يق ا : ت إن مر، اطن دون عم ك الب م ذل و بكر يعل ان أب اطن يخالف ظاهرة؛ وآ ه ب ان والشريعة ل أظهره الرسل من القرآن واإليم

. ويجعلون هذا ذريعة عند الجهال إلى أن يسلخوهم من دين اإلسالم

د المشوية، : قالتونظير هذا ما يروونه أن عمر تزوج امرأة أبي بكر ليعرف حاله في الباطن، ف آنت أشم رائحة الكبر، د جعف ي بكر عن ل أب ي طالب وآانت قب ن أب فهذا أيضا آذب، وعمر لم يتزوج امرأة أبي بكر، بل تزوجها على ب

. عقالء النساء، وعمر آان أعلم بأبي بكر من نسائه وغيرهم / وهى أسماء بن عميس وآانت من

فهذا ــ أيضا ــ آذب، ما رواه أحد ) ! اتخذوا مع الفقراء أيادى فإن لهم دولة وأى دولة ( : وأما الحديث اآلخر وهو قولهيهم ال اهللا ف رآن، ق ي الق رهم اهللا ف ذين ذآ راء ال ى الفق ان إل اس، واإلحس ن الن ي وإن { : م ا ه دقات فنعم دوا الص إن تب

ه { : إلى قوله } خير لكم تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو بيل الل ي س روا ف ذين أحص رة [ } للفقراء ال ـ 271 : البق ، ] 273ـيهم ال اهللا ف ذين ق راء المجاهدون ال واله { : وأهل الفيء وهم الفق ارهم وأم ن دي وا م ذين أخرج اجرين ال راء المه } مللفق

دنيا وال . ] 8 : الحشر [ اآلية والمحسن إليهم وإلى غيرهم عليه أن يبتغى بذلك وجه اهللا، وال يطلب من مخلوق ال في الة ت { : في اآلخرة، آما قال تعالى ن نعم ه وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزآى وما لأحد عنده م اء وج ا ابتغ زى إل ج

وف يرضى ل [ } ربه الأعلى ولس ال ] 21ـ 17 : اللي ا { : ، وق يرا إنم ا وأس كينا ويتيم ه مس ى حب ام عل ون الطع ويطعم . ] 9، 8 : اإلنسان [ اآلية } نطعمكم لوجه الله

ي داود يكم ( ومن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه اآلية؛ فإن في الحديث الذى في سنن أب من أسدى إل

ى ) معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد آافأتموه ؛ ولهذا آانت عائشة إذا أرسلت إل . عوا به لنا؛ حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا، ويبقى أجرنا على اهللا اسمع ما د : قوم بهدية تقول للمرسول

ال : وقال بعض السلف / ارك اهللا عليك : إذا أعطيت المسكين، فق ل . ب ارك اهللا عليك : فق دعاء . ب ه إذا أثابك بال أراد أن

وقد قال النبي صلى اهللا عليه . ب منهمهذا والعطاء لم يطل . فادع له بمثل ذلك الدعاء، حتى ال تكون اعتضت منه شيئا

Page 34: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ي ) ما نفعني مال آمال أبي بكر ( : وسلم أنفقه يبتغى به وجه اهللا، آما أخبر اهللا عنه، ال يطلب الجزاء من مخلوق ال نب . وال غيره، ال بدعاء وال شفاعة

ة : وقول القائل ة لم ! لهم في اآلخرة دولة وأي دول ل الدول ذب، ب ذا آ ال ، فه ا، وق ان أو غني را آ ا فقي ا تقي ان مؤمن ن آ

الحات { : تعالى وا الص وا وعمل ذين آمن ا ال ون فأم ذ يتفرق اعة يومئ ين } ويوم تقوم الس روم [ اآليت ال ] 15، 14 : ال ، وقالى يم وإن { : تع ي نع أبرار لف يم إن ال ي جح ار لف ار [ } الفج الى ] 14، 13 : االنفط ال تع وا { : ، وق ذين آمن ل ال أم نجع

. ونظير هذا في القرآن آثير ] 28 : ص [ } وعملوا الصالحات آالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين آالفجار الى وم ده { : ع هذا فالمؤمنون ـ األنبياء وسائر األولياء ـ ال يشفعون ألحد إال بإذن اهللا،آما قال تع فع عن ذي يش ن ذا ال م

ال ] 255 : البقرة [ } إال بإذنه ن ارتضى { : ، وق ا لم فعون إل ا يش اء [ } ول ال ] 28 : األنبي ال تع ه { : ى، وق ذ لل أمر يومئ } والذين ] 19 : االنفطار [ اال، ال ان من األخسرين أعم ة آ وم القيام ه ي فمن أحسن إلى مخلوق يرجو أن ذلك المخلوق يجزي

ار، ذ الواحد القه ال يومئ ى األعم ا يجزى عل ل إنم م يحسنون صنعا، ب ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنها الذ/ را عظيم ه أج ؤت من لدن ال ذرة، وإن تكن حسنة يضاعفها، وي وال . ى إليه اإلياب والحساب، الذى ال يظلم مثق

. يقبل من العمل إال ما أريد به وجهه

نحن في برآة فالن، أو من وقت حلوله عندنا حلت البرآة : قول القائل: فصـــل

ل الن، أو : وأما قول القائ ة ف ة نحن في برآ دنا حلت البرآ ه عن ار، باطل . من وقت حلول ذا الكالم صحيح باعتب فهه : فأما الصحيح . باعتبار ة اتباعه وطاعت ر، فببرآ ا عن المنك المعروف، ونهان ا ب فأن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرن

لم في آما آان أهل المدينة لما قدم عليهم الن . حصل لنا من الخير ما حصل، فهذا آالم صحيح ه وس ي صلى اهللا علي بل آل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه دنيا واآلخرة، ب م سعادة ال ك حصل له ة ذل برآته لما آمنوا به، وأطاعوه، فببرآ

. حصل له من برآة الرسول بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا واآلخرة ماال يعلمه إال اهللا

ي صلى وأيضا، إذا أريد بذلك أنه ببرآة دعائه وصالح ه دفع اهللا الشر وحصل لنا رزق ونصر فهذا حق،آما قال النبلم ه وس دعائهم، وصالتهم، وإخالصهم " : اهللا علي ون إال بضعفائكم ب ذاب عن ) ؟ وهل تنصرون وترزق دفع الع د ي وق

الى / الكفار والفجار لئال يصيب من بينهم من المؤمنين ممن ه تع ون و { : ال يستحق العذاب، ومنه قول ال مؤمن ا رج لول . ] 25 : الفتح [ } لو تزيلوا لعذبنا الذين آفروا منهم عذابا أليما { : إلى قوله } ونساء مؤمنات

ا ذلك ق ار، وآ ار عذب اهللا الكف ى الكف ين ظهران ة ب انوا بمك ذين آ ون ال ه فلوال الضعفاء المؤمن ي صلى اهللا علي ل النب

م حزم من حطب ( : وسلم لوال ما في البيوت من النساء والذراري ألمرت بالصالة فتقام، ثم أنطلق معي برجال معهال المسيح ) إلى قوم ال يشهدون الصالة معنا فأحرق عليهم بيوتهم د ق وآذلك ترك رجم الحامل حتى تضع جنينها، وق

دعائهم ] 31 : مريم [ } ني مبارآا أين ما آنتوجعل { : عليه السالم فبرآات أولياء اهللا الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بة ببهم حق موجود، فمن أراد بالبرآ إلى طاعة اهللا، وبدعائهم للخلق وبما ينزل اهللا من الرحمة، ويدفع من العذاب بس

. هذا، وآان صادقا، فقوله حق

ه، : فمثل أن يريد اإلشراك بالخلق ] المعنى الباطل [ وأما والهم ألجل يظن أن اهللا يت ان ف ور بمك مثل أن يكون رجل مقبام . وإن لم يقوموا بطاعة اهللا ورسوله، فهذا جهل ة ع فقد آان الرسول صلى اهللا عليه وسلم سيد ولد آدم مدفون بالمديناء الراشدين الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنه د الخلف م بع ك ألنه ب والخوف ما ال يعلمه إال اهللا، وآان ذل

انوا اء الراشدين آ واهم، ألن الخلف انهم وتق نهم بإيم دفع اهللا ع اء ي د الخلف ى عه ان عل ك، وآ اال أوجبت ذل أحدثوا أعمم ينصرهم / يدعونهم إلى ذلك اء معه ة عمل الخلف دهم وآان ببرآة طاعتهم للخلفاء الراشدين، وبرآ ذلك . اهللا ويؤي وآ

ا في الخليل صلى اهللا عليه وسلم مدفون بالشام، وقد استولى النصارى على تلك البالد قريبا من مائة سنة، وآان أهله . فمن ظن أن الميت يدفع عن الحى مع آون الحى عامال بمعصية اهللا فهو غالط . شر

ه ى من أشرك ب ود عل ة الشخص تع ة وآذلك إذا ظن أن برآ ل أن يظن أن برآ وخرج عن طاعة اهللا ورسوله، مثم يعمل بطاعة اهللا ورسوله ه السعادة، وإن ل ك يحصل ل ده، ونحو ذل ل األرض عن ره، وتقبي ذلك إذا . السجود لغي وآ

ة ه مخالف ا في ا مم ذه األمور ونحوه ه، فه ابه إلي ه، وانتس ة بمجرد محبت ه الجن اعتقد أن ذلك الشخص يشفع له، ويدخل

Page 35: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اده الكتاب اده، وال اعتم دع، باطل ال يجوز اعتق الى . والسنة، فهو من أحوال المشرآين، وأهل الب واهللا سبحانه وتع . أعلم

ل ن رج ئل ع نهم ] متصوف [ وس رى بي الم ج ي آ ـ ف ان ـ ال إلنس ل : ق ه الرج ال ل واق، فق راء األس ودي : فق اليه

الى ال تع وق، ق ي الس لم ف تقيم و { : والنصراني والمس طاس المس وا بالقس راء [ } زن ال ] 35 : اإلس ال : الصوفي : ، فق ققياء تحت القضاء ( : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ة واألش رون للخاتم اء مفتق ال الصوفي ) الفقر إلى اهللا، واألولي ، ق

ذا اللفظ . و اهللالفقر ه : ال، قال الصوفي : فقال له تعرف الفقر؟ : للرجل ه ه أنكروا علي ال رجل . ف وم ق انى ي م في ث : ثال : الفقر هو اهللا، فقال الصوفي : أنت قلت ه ق لم أن ه وس ى ( : أنا قرأت في آتاب عن رسول اهللا صلى اهللا علي من رآن . وأنا رأيت الفقر فآمنت به، والفقر هو اهللا ) آمن بي

: فأجاب

يس الحمد هللا، أم ه ل ا الحديث آذب على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وهو مع آونه آذبا مناقض للعقل والدين، فإن

الفقر هو من الكالم : وقول القائل . آل من رآه آمن به، بل قد رآه آثير مثل الكفار والمنافقين آمنت بالفقر أو آفرت ب . واهللا سبحانه هو الغنى، والخلق هم الفقراء إليه . إال قتلآفر يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب و/ الباطل، بل هو

تلهم { : وقد قال تعالى الوا وق ا ق نكتب م اء س ن أغني ر ونح ه فقي الوا إن الل ذين ق ق لقد سمع الله قول ال ر ح اء بغي األنبيه : ، فإذا آان الذين قالوا ] 181 : آل عمران [ } ذاب الحريقونقول ذوقوا ع ول ل ذا، فكيف بمن يق إنه فقير قد توعدهم به

! أبلغ من الصفة وإذا آان منزها على أن يوصف بذلك فكيف يجعل المصدر اسما له؟ ] المصدر [ و ! الفقر؟

ان في أردت بذلك الفقر هو إرادة : ولو قال القائل ه، وإن آ اهللا ولم يكن في السياق ما يقتضى تصديقه لم يقبل ذلك من . السياق ما يقبل تصديقه، نهى عن العبارة الموهومة وأمر بالعبارة الحسنة

ة ) الفقر فخرى، وبه أفتخر ( : الحديث المذآور وهو قوله : وأما قوله روه أحد من أهل المعرف م ي فهو آذب موضوع ل

ال بالحد ل ق م يفتخر بشىء ب لم ل ه وس ا ( : يث عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ومعناه باطل؛ فإن النبي صلى اهللا علي أنى ( : وقال في الحديث ) سيد ولد آدم وال فخر إنه أوحى إلى أن تواضعوا حتى ال يفخر أحد على أحد وال يبغي أحد عل

. به على سائر الخلق ولو افتخر بشىء الفتخر بما فضله اهللا ) أحد وصف مشترك بينه وبين سائر الفقراء، سواء أريد به الشرعى وهو عدم المال، أو الفقر االصطالحى وهو ] الفقر [ و/

ر الشرعى دون االصطالحى، واهللا مكارم األخالق والزهد، مع أن لفظه في آالمه وآالم أصحابه ال يراد به إال الفق . أعلم

ى . ال يفضل أحدهما صاحبه إال بالتقوى ] الفقير، والغنى [ إن : الوسئل عمن ق فمن آان أتقى هللا آان أفضل وأحب إل

اء بخمسمائة ( : وإن الحديث الصحيح الذى قال فيه صلى اهللا عليه وسلم . اهللا تعالى ل األغني يدخل فقراء أمتى الجنة قبم القائمين بفرائض اهللا تعالى، وليس مختصا بمجرد ما عرف واشتهر هذا في حق ضعفاء المسلمين، وصعاليكه ) عام

في هذه األعصار المتأخرة، من السجاد والمرقعة والعكاز، واأللفاظ المنمقة، بل هذه الهيئات المعتادة في هذه األزمنة مخترعة مبتدعة، فهل األمر على ما ذآر أم ال؟

: فأجاب ـ رضى اهللا عنه

د هللا ر ي الحم لمين ف أخرى المس ر من مت ازع آثي د تن المين، ق ر الصابر [ ب الع اآر، والفقي ى الش ا أفضل؟ ] الغن أيهم

د ام أحم ك عن اإلم د حكى في ذل اد، وق اء والعب ة من العلم ذا طائف اد، ورجح ه اء والعب ة من العلم ذا طائف فرجح هة . على اآلخر/ صنفينوأما الصحابة والتابعون فلم ينقل عنهم تفضيل أحد ال . روايتان ة ثالث ال طائف يس ألحدهما : وق ل

تويا في الفضيلة، ك اس على اآلخر فضيلة إال بالتقوى، فأيهما آان أعظم إيمانا وتقوى آان أفضل، وإن استويا في ذله إن يك { : وقد قال اهللا تعالى . وهذا أصح األقوال؛ ألن الكتاب والسنة إنما تفضل باإليمان والتقوى را فالل ا أو فقي ن غني

. ] 135 : النساء [ } أولى بهما

Page 36: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

راء من هو يهم من الفق ان ف راء، وآ ر الفق وقد آان في األنبياء والسابقين األولين من األغنياء من هو أفضل من أآث

ام أفضل من أآثر األغنياء، والكاملون يقومون بالمقامين، فيقومون بالشكر والص ى التم ا صلى اهللا . بر عل آحال نبينى، والغنى ع من الغن اس أنف بعض الن ر ل د يكون الفق عليه وسلم، وحال أبي بكر وعمر ــ رضى اهللا عنهما ــ ولكن ق

ره ذى رواه البغوى وغي ا في الحديث ال ع، آم ا تكون الصحة لبعضهم أنف ع آلخرين، آم ادي من ال ( أنف إن من عبك . وإن من عبادى من ال يصلحه إال الفقر . ولو أفقرته ألفسده ذلك . يصلحه إال الغنى ه ألفسده ذل و أغنيت وإن من . ول

. ) ولو أصححته ألفسده ذلك، إنى أدبر عبادي إني بهم خبير بصير . عبادى من ال يصلحه إال السقم

وم إن فقراء المسلمي ( : وقد صح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال اء بنصف ي ل األغني ة قب وفي ) ن يدخلون الجنل الوا مث اء فق ذلك األغني ذآر عقب الصلوات سمع ب راء ال م الفق ا عل الوا /الحديث اآلخر لم ا ق راء . م ك الفق ذآر ذل ف

ال لم، فق ه من يشاء ( : للنبيصلى اهللا عليه وس ك فضل اهللا يؤتي ة الحس ) ذل ة لخف دمون في دخول الجن الفقراء متق اب فر آانت ناته أعظم من حسنات الفقي إن آانت حس عليهم، واألغنياء مؤخرون ألجل الحساب، ثم إذا حوسب أحدهم فن نهم عكاشة ب ر حساب، وم ة بغي دخلون الجن ا ي ا أن السبعين ألف دخول، آم أخر في ال درجته في الجنة فوقه، وإن ت

. ى اهللا وسلم على محمدوصل . محصن، وقد يدخل الجنة بحساب من يكون أفضل من أحدهم : وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا تعالى

؟ ] الفقير الصابر،أو الغني الشاآر [ أيهما أفضل : فصـــل

وع من الهوى، أو ؟ ] الفقير الصابر،أو الغنى الشاآر [ أيهما أفضل : قد آثر تنازع الناس وأآثر آالمهم فيها مشوب بنوقد ذآر القاضي أبو الحسين . معرفة، والنزاع فيها بين الفقهاء والصوفية، والعامة والرؤساء وغيرهمبنوع من قلة ال

: ألبيه فيها عن أحمد روايتين ] التمام لكتاب الروايتين والوجهين [ بن القاضي أبي يعلى في آتاب

ر الصابر أفضل : إحداهما ة أ . أن الفقي ذه الرواي ار ه ه اخت ى، وذآر أن و يعل ده القاضي أب اقال، ووال ن ش و إسحق ب ب . ونصرها هو

ة : والثانية ن قتيب نهم اب اره جماعة م ول األول [ و . أن الغني الشاآر أفضل، اخت ة ] الق ر من أهل المعرف ه آثي ل إلي يمينهم، ] انيالقول الث [ والصالح، من الصوفية والفقراء، ويحكى هذا القول عن الجنيد وغيره و/ والفقه ة م يرجحه طائف

د : أبو العباس بن عطاء [ آأبي العباس بن عطاء د العاب دادى، الزاه ى البغ هو أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء األدمان : يوسف بن موسى القطان، وعنه محمد بن على بن حبيش، وقال : المتأله، حدث عن ة، وآ آان له في آل يوم ختمإنه فقد عقله ثمانية عشر عاما، ثم ثاب إليه عقله، وتوفي سنة تسع وثالثمائة : ة ساعتين، وقيل عنهينام في اليوم والليل

. وغيره وربما حكى بعض الناس في ذلك إجماعا، وهو غلط . ] 256، 14/255سير أعالم النبالء [ من ذى القعدة،

ل أفضلهما وهو الصواب أنه ليس هذا أف ] قول ثالث [ وفي المسألة ا ب ضل من هذا مطلقا، وال هذا أفضل من هذا مطلقا الى . أتقاهم ال تع ا ق اآم { : آم ه أتق د الل رمكم عن رات [ } إن أآ اب ] 13 : الحج ن الخط ر ب ال عم ر : ، وق ى والفق الغن

ا إن يكن غن { : مطيتان، ال أبالى أيتهما رآبت، وقد قال تعالى ى بهم ول ] 135 : النساء [ } يا أو فقيرا فالله أول ذا الق وهوم . اختيار طائفة منهم الشيخ ابن حفص السهروردي، وقد يكون هذا أفضل لقوم، في بعض األحوال ذا أفضل لق وه

ه، في بعض األحوال، فإن استويا في سبب الكرامة استويا في الدرجة، وإن فضل أحدهما ا آلخر في سببها ترجح علي . هذا هو الحكم العام

رض، فر، والصحة والم ام والس رى آالمق اره أخ ر اختي ارة وبغي اره ت د باختي ان للعب االن يعرض ى ح ر والغن والفق

ل . واإلمارة واالئتمار، واإلمامة واالئتمام ى اآلخر، ب وآل جنس من هذه األجناس ال يجوز إطالق القول بتفضيله علللبغوى ] شرح السنة [ يكون هذا أفضل في حال، وهذا في حال، وقد يستويان في حال آما في الحديث المرفوع في قد

و / وإن من عبادي من ( : عن أنس عن النبي صلى اهللا عليه وسلم فيما يروى عن ربه تعالى ى، ول ال يصلحه إال الغنادى من ال يصلحه أفقرته ألفسده ذلك، وإن من عبادى من ال يصلحه إال ك، وإن من عب الفقر، ولو أغنيته ألفسده ذل

ـر ى أدب ك، إن إال الصحة، ولو أسقمته ألفسده ذلك، وإن من عبادي من ال يصلحه إال السـقم، ولو أصححته ألفسـده ذل . ) عبادى، إنى بهم خبير بصير

Page 37: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ام والشراب إن اهللا يحمي عبده المؤمن الدنيا؛ آ ( : وفي هذا المعنى ما يروى روى ) ما يحمي أحدآم مريضه الطع ، ويا في الحديث اآلخر . ذآره أحمد في الزهد . في مناجاة موسى نحو هذا ر، آم يمن يضره الغنى ويصلحه الفق ذا ف : فه

. ) نعم المال الصالح للرجل الصالح (

ر، وهو : ] ثالثة أصناف [ فالناس ] ثالثة [ وآما أن األقوال في المسألة ه، وفقي ا يفضل عن حاجت غنى، وهو من ملك مث م ثال ه، وقس ام آفايت ى تم در عل ن ال يق لين : م اء والمرس ابر األنبي ي أآ ان ف ذا آ ه، وله ق آفايت ك وف ن يمل و م وه

ا ان غني ن آ ين م ابقين األول ن : والس رحمن ب د ال ان، وعب ن عف ان ب ليمان، وعثم وب، وداود وس ل وأي إبراهيم الخلي آن عو ادة ب وب األنصاري، وعب ي أي ن زرارة وأب ن الحضير، وأسعد ب اذ وأسيد ب ن مع ف، وطلحة والزبير، وسعد ب

. ممن هو من أفضل الخلق من النبيين والصديقين . الصامت، ونحوهم را / ان فقي ن آ يهم م اري، : وف ي ذر الغف ب، وأب ي طال ن أب ى ب ا وعل ن زآري ى ب ريم، ويحي ن م ى اب يح عيس آالمسيهم من . مصعب بن عمير، وسلمان الفارسي ونحوهمو ان ف ممن هو من أفضل الخلق، من النبيين والصديقين، وقد آ

راء : اجتمع له األمران اء وبصبر الفق ى بإحسان األغني ر أخرى؛ وأت ارة والفق لم، : الغنى ت ه وس ا صلى اهللا علي آنبين . وأبي بكر وعمر

لسنة حاآمة بالقسط؛ فإن اهللا في القرآن لم يفضل أحدا بفقر، وال غنى، آما لم يفضل والنصوص الواردة في الكتاب وا

ال ل ق ام، ب ة وال ائتم ار، وال إمام ارة وال ائتم د { : أحدا بصحة وال مرض، وال إقامة وال سفر، وال إم رمكم عن إن أآ . } الله أتقاآم

ه من : وفضلهم باألعمال الصالحة ه، والتوآل علي ة إلي ة اهللا واإلناب ة، ومحب اإليمان ودعائمه، وشعبه آاليقين والمعرف

و { : وقال في آية العدل . ورجائه، وخشيته وشكره والصبر له ه ول هداء لل ط ش وامين بالقس وا ق وا آون ذين آمن يا أيها ال . ] 135 : النساء [ } الدين واألقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فال تتبعوا الهوى أن تعدلوعلى أنفسكم أو الوا

ورهم . ولذلك آان النبي صلى اهللا عليه وسلم وخلفاؤه يعدلون بين المسلمين رهم في أم ا طلب . غنيهم وفقي بعض ولمال . األغنياء من النبي صلى اهللا عليه وسلم إبعاد الفقراء نهاه اهللا عن ذلك ه، فق دون وجه أنهم يري وال { : وأثنى عليهم ب

ولما طلب . ] 28 : الكهف [ } واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم { : وقال/، ] 52 : األنعام [ اآلية } تطرد الذين يدعون ربهمال ك، وق ي أراك ضعيفا ( : بعض الفقراء من النبي صلى اهللا عليه وسلم ماال يصلح له نهاه عن ذل ا ذر إن ا أب ي . ي وإن

. ) وال تولين مال يتيم . ال تأمرن على اثنين . أحب لك ما أحب لنفسي

و من اختص منهم بفضل عرف النبيصلى اهللا . ف خلفه، وغير ذلكوآانوا يستوون في مقاعدهم عنده، وفي االصطفاة ان وطلح ا لعثم ان أيض ل الصفة، وآ ع أه ان يجلس م بعين، وآ راء الس ت للق ا قن ك الفضل، آم ه ذل لم ل ه وس علي والزبير، وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير وعباد ابن بشر ونحوهم، من سادات المهاجرين واألنصار األغنياء منزلة

راء ذي جاء . ليست لغيرهم من الفقراء، وهذه سيرة المعتدلين من األئمة في األغنياء والفق دل والقسط ال ذا هو الع وهل، ن حنب د ب ك، وأحم ارك ومال ن المب عد، واب ن س ز، والليث ب د العزي ن عب ر ب ة عم نة، وهي طريق اب والس ه الكت ب

. لفقراءوغيرهم، في معاملتهم لألقوياء والضعفاء واألغنياء وا

ى ه رضا اهللا، حت وفي األئمة آالثوري ونحوه من آان يميل إلى الفقراء، ويميل على األغنياء مجتهدا في ذلك طالبا ب . عتب عليه ذلك في آخر عمره، ورجع عنه

د : وفيهم من آان يميل مع األغنياء والرؤساء/ ي يوسف ومحم اد، وأب ي الزن اس آالزهري، ورجاء بن حيوة، وأب وأن

ولهم في ذلك تأويل واجتهاد، واألول هوالعدل والقسط، الذي دل عليه الكتاب . آخرين، وتكلم فيهم من تكلم بسبب ذلك . والسنة

د روى ه ق ة فإن لم معتدل ه وس ي صلى اهللا علي ه : ونصوص النب الوا ل راء ق دثور : أن الفق ا رسول اهللا، ذهب أهل ال ي

ا لون آم األجور، يص ال ب ا وال نتصدق فق وال يتصدقون به م فضول أم ا نصوم، وله أال ( : نصلي، ويصومون آم

Page 38: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م ة ) ؟ أعلمكم شيئا إذا فعلتموه أدرآتم به من سبقكم، ولم يلحقكم من بعدآم إال من عمل مثل عملك م التسبيح المائ فعلمهاء سم : فجاؤوا إليه فقالوا . في دبر آل صالة ا من األغني ال إن إخوانن وه، فق ك ففعل ه من ( : عوا ذل ك فضل اهللا يؤتي ذل

راء ) يشاء وهذه الزيادة في صحيح مسلم من مراسيل أبي صالح، فهذا فيه تفضيل لألغنياء الذين عملوا مثل عمل الفق . من العبادات البدنية بالقلب والبدن، وزادوا عليهم باإلنفاق في سبيل اهللا ونحوه من العبادات المالية

ال ه ق ا في الصحيح أن ام ( : وثبت عنه أيض وم ـ خمسمائة ع اء بنصف ي ل األغني ة قب ي الجن راء أمت دخل فق ، وفي ) ي

ا حق، ) بأربعين خريفا ( : رواية ؤمنين، وآالهم فهذا فيه تفضيل الفقراء المؤمنين بأنهم يدخلون الجنة قبل األغنياء المة ألجل الحساب، فيسبق في /لى فإن الفقير ليس معه مال آثير يحاسب ع قبضه وصرفه، فال يؤخر عن دخول الجن

ات دنيا من الطيب اه . الدخول، وهو أحوج إلى سرعة الثواب، لما فاته في ال نا في غن ان محس إن آ والغني يحاسب، فدخول د ال ه بع ه علي ه، رفعت درجت ر مسىء وهو فوق ه . غي زل عن ه ن ان دون اواه، وإن آ ه س ان مثل وليست . وإن آ

. حاجته إلى سرعة الثواب آحاجة الفقير

ى ( : الذي طوله شهر وعرضه شهر : ] حوضه [ ونظير هذا قوله صلى اهللا عليه وسلم في بن، وأحل اؤه أبيض من الل مذين ال ينكحون المتن : من العسل، أول الناس، علي وردا فقراء المهاجرين ا، ال عث رؤوس عمات وال الدنسين ثيابا، الش

ا قضاء ا ) تفتح لهم أبواب الملوك، يموت أحدهم وحاجته تختلج في صدره ال يجد له ل م ذي يزي ى ال انوا أسبق إل فكان ام، وإن آ ا في اإلطع دم األشد جوع ه يق ة فإن ذا موضع ضيافة عام ألواء والشدة، وه دنيا من ال حصل لهم في ال

ألة عن لبعض المستأخرين نوع إطعام ليس لبعض المتقدمين يس في المس ك، ول الستحقاقه ذلك ببذله عنده أو غير ذلم الفضل، : النبي صلى اهللا عليه وسلم أصح من هذين الحديثين وفيها الحكم الفصل اء له إن الفقراء لهم السبق واألغني

ا، ة بغيرحساب ومع آل ألف سبعين ألف دخلون الجن ذين ي ا ال ذا آالسبعين ألف ارة، وه د يحاسب وهذا قد يترجح ت وق . بعدهم من إذا دخل رفعت درجته عليهم

اب والسنة أن أفضل / آالم موضوع ) إن ابن عوف يدخل الجنة حبوا ( : وما روي ال أصل له، فإنه قد ثبت بأدلة الكت

ة ة أفضل األم اء األربع د ث . األمة أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان، والعشرة مفضلون على غيرهم والخلف بت في وقوثبت في ) اطلعت في الجنة فرأيت أآثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أآثر أهلها النساء ( : الصحاح أنه قال

ار : احتجت الجنة والنار فقالت الجنة ( : الصحاح أيضا أنه قال : ما لي ال يدخلني إال ضعفاء الناس وسقطهم، وقالت الندخلني إال ال الي ال ي رونم ارون والمتكب ه ) جب اآين، وإذا ( : وقول دخلها المس ن ي ة م إذا عام ة ف اب الجن ى ب ت عل وقف

ار ى الن م إل ر به د أم ار فق ل الن ون، إال أه د محبوس ديث ) أصحاب الج ي الح لم ف ه وس ه صلى اهللا علي ع قول ذا م ، ه . ) خيرالمؤمن القوي خير وأحب إلى اهللا من المؤمن الضعيف وفي آل ( : الصحيح

ان ا معني انوا : أحدهما : فهذه األحاديث فيه ارين سواء آ رين الجب ة دار المتواضعين الخاشعين، ال دار المتكب أن الجن

ار من ( ، و ) ال يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من آبر ( أنه : أغنياء أو فقراء، فإنه قد ثبت في الصحيح ال يدخل النان في قلبه مثقال ذرة ل . ) من إيم ر ذاك : فقي نا أفمن الكب ه حس نا ونعل ه حس ؟ يارسول اهللا، الرجل يحب أن يكون ثوب

لم أن اهللا يحب ) ال، إن اهللا جميل يحب الجمال، ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس ( : فقال ه وس فأخبر صلى اهللا عليم اهللا ( : ليس من الكبر، وفي الحديث الصحيح الذي ال يحصل إال بالغنى، وأن ذلك /التجمل في اللباس ة ال يكلمه ثالث

يم ذاب أل م ع زآيهم وله ة وال ي وم القيام يهم ي ذاب : وال ينظر إل ك آ يخ زان، ومل ال، وش ر مخت ديث ) فقي ذلك الح وآارا ( : المروي د اهللا جب ى يكتب عن ذهب بنفسه، حت م ي ك إال . ال يزال الرجل يذهب بنفسه، ثم يذهب بنفسه، ث ا يمل ومر . أن من الفقراء من يكون مختالا؛ ال يدخل الجنة : فعلم بهذين الحديثين . ) أهله تجمال غي وأن من األغنياء من يكون م

ى ( : متكبر؛ يحب اهللا جماله، مع قوله صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح ى صورآم، وال إل إن اهللا ال ينظر إل ؟ أفضعفاء الناس اتبعه أم أشرافهم : قول هرقل ألبي سفيان : ومن هذا الباب . ) ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم أموالكم، وإنما

أرذلون { : وقد قالوا لنوح . وهم أتباع األنبياء : قال . بل ضعفاؤهم : قال ك ال ه ] 111 : الشعراء [ } أنؤمن لك واتبع ذا في فهك، بخالف أن أ نعهم ذل بهم للرئاسة يم ه؛ ألن ح ادة اهللا وطاعت ى عب اد إل هل الرئاسة والشرف يكونون أبعد عن االنقي

كينا، واحشرني ( : وفي هذا المعنى الحديث المأثور ـ إن آان محفوظا . المستضعفين ي مس كينا، وأمتن ي مس م أحين اللهوا في فالمساآين ضد المتكبرين، ) في زمرة المساآين دون عل ذين ال يري وهم الخاشعون هللا، المتواضعون لعظمته، ال

اب / . سواء آانوا أغنياء أو فقراء . األرض ذا الب ره : ومن ه ا : أن اهللا خي ين أن يكون نبي دا رسولا وب ين أن يكون عب بظه، وأما الملك فيتصرف لحظ ملكا، فاختار أن يكون عبدا رسولا؛ ألن العبد الرسول يتصرف بأمر سيده؛ ال ألجل ح

اب { : آما قيل لسليمان . نفسه، وإن آان مباحا ر حس ك بغي امنن أو أمس ذه األحاديث ] 39 : ص [ } هذا عطاؤنا ف ي ه : فف

Page 39: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه . أنه اختار العبودية والتواضع ال . وإن آان هو األعلى هو ومن اتبع ا ق ون وال تهن { : آم تم األعل وا وأن } وا وال تحزن . ولم يرد العلو وإن آان قد حصل له ] 8 : المنافقون [ } ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين { : ، وقال ] 139 : آل عمران [

ى ألج ا يفضل الغن اق في سبيل وقد أعطى مع هذا من العطاء ما لم يعطه غيره، وإنم ق، واإلنف ى الخل ل اإلحسان إل

ألواء ذا من ال اهللا، واالستعانة به على طاعة اهللا وعبادته، وإال فذات ملك المال ال ينفع، بل قد يضر وقد صبر مع هابقا في حالي ان س والشدة على مالم يصبر عليه غيره، فنال أعلى درجات الشاآرين وأفضل مقامات الصابرين، وآ

ر : المعنى الثاني . نى، لم يكن ممن ال يصلحه إال أحدهما، آبعض أصحابه وأمتهالفقر والغ راء أآث أن الصالح في الفقر، ألن . منه في األغنياء ر وفي هؤالء أآث آما أنه إذا آان في األغنياء فهو أآمل منه في الفقراء، فهذا في هؤالء أآث

ذا . لفتنة الغنى أعظم من فتنة الفقر، فالسالم منها أق ط؛ وله ر فق صار /ومن سلم منها آان أفضل ممن سلم من فتنة الفق . فهذا هذا واهللا أعلم . الناس يطلبون الصالح في الفقراء، ألن المظنة فيهم أآثر

دوا أن التواضع ر، اعتق راء أآث ي الفق كنة والتواضع ف ا رأوا المس ذلك لم بته، وآ كنة نس بب صارت المس ذا الس فله

لم والمسكنة هو ا ه وس : لفقر وليس آذلك، بل الفقر هنا عدم المال، والمسكنة خضوع القلب، وآان النبي صلى اهللا عليم نصبر، : يستعيذ من فتنة الفقر، وشر فتنة الغني، وقال بعض الصحابة ا بالسراء فل ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلين

ى من واهللا ما الفقر أخشى ( : وقد قال صلى اهللا عليه وسلم ا بسطت عل دنيا آم يكم ال عليكم، ولكن أخاف أن تبسط علولهذا آان الغالب على المهاجرين الفقر، والغالب على األنصار الغنى، والمهاجرون أفضل من ) آان قبلكم فتنافسوها

والهم ماصار وا من أم الهجرة ترآ م ب ه األنصار، وآان في المهاجرين أغنياء، هم من أفضل المهاجرين، مع أنه وا ب . فقراء بالنسبة إلى ما آانوا عليه

د ؟ هل هما معنى واحد، أو معنيان ؟ ما حقيقتهما ] الحمد والشكر [ و سئل عن / ى أي ؟ وعلى أي شيء يكون الحم وعل

. ؟ شيء يكون الشكر

: فأجاب

د، يتضمن المدح، والثناء على المحمود بذآر : الحمد هللا رب العالمين، الحمد ى الحام ان اإلحسان إل محاسنه، سواء آه يكون أو لم يكن، والشكر ال يكون إال على إحسان المشكور إلى الشاآر، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر؛ ألنه في اآلخرة ا خلق على المحاسن واإلحسان، فإن اهللا تعالى يحمد على ما له من األسماء الحسنى، والمثل األعلى، وم

الى واألولى؛ ال تع ور { : ولهذا ق ات والن ل الظلم ماوات واألرض وجع ق الس ذي خل ه ال د لل ام [ } الحم ال ] 1 : األنع : ، وقآخرة { ي ال د ف ه الحم أرض ول ي ال ا ف ماوات وم ي الس ا ف ه م ذي ل ه ال د لل بأ [ } الحم ال ] 1 : س اطر { : ، وق ه ف د لل الحم

. ] 1 : فاطر [ } ما يشاء السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق د واللسان، فإنه ال يكون إال على اإلنعام، ] الشكر [ وأما / ه يكون بالقلب والي ذا الوجه؛ لكن فهو أخص من الحمد من ه

: آما قيل

يدي، ولساني، والضمير المحجبا **أفادتكم النعماء مني ثالثــــة

. ] 13 : سبأ [ } اعملوا آل داوود شكرا { : ولهذا قال تعالى

ذا والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه، والحمد أعم من جهة أسبابه، ومن هال ) الحمد هللا رأس الشكر، فمن لم يحمد اهللا لم يشكره ( الحديث ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي : وفي الصحيح عن النب

. واهللا أعلم ) إن اهللا ليرضى عن العبد يأآل األآلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها (

Page 40: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

] الحمد والشكر [ تلخيص مناظرة في

. بحث جرى بين شيخ اإلسالم تقي الدين ابن تيمية ـ رحمه اهللا ـ وبين ابن المرحل

. آان الكالم في الحمد والشكر، وإن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، والحمد ال يكون إال باللسان

ل ن المرح ال اب ماه ـ : فق ل بعض المصنفين ـ وس د نق ة : ق نة والجماع ل الس ذهب أه ون إال : إن م كر ال يك إن الش

افرا؛ : أنه يكون باالعتقاد، والقول والعمل، وبنوا على هذا : ومذهب الخوارج . باالعتقاد ال يكون آ إن من ترك األعم . ألن الكفر نقيض الشكر، فإذا لم يكن شاآرا آان آافرا

أن : فإن مذهب أهل السنة . هذا المذهب المحكى عن أهل السنة خطأ والنقل عن أهل السنة خطأ : قال الشيخ تقي الدين

ه . ] 13 : سبأ [ } اعملوا آل داوود شكرا { : قال اهللا تعالى . الشكر يكون باالعتقاد، والقول والعمل ي صلى اهللا علي وقام النبأخر : ورمت قدماه، فقيل لهوسلم حتى ت ا ت دم من ذنبك وم ا تق ك م ر اهللا ل ال ؟ أتفعل هذا، وقد غف دا ( : ق أفال أآون عب

. ) شكورا

. أنا ال أتكلم في الدليل، وأسلم ضعف هذا القول، لكن أنا أنقل أنه مذهب أهل السنة : قال ابن المرحل

؟ هل السنة خطأ، فإن القول إذا ثبت ضعفه، آيف ينسب إلى أهل الحقنسبة هذا إلى أ : قال الشيخ تقي الدين

ك ى ذل د دل عل ل، وق ول والعم اد، والق ثم قد صرح من شاء اهللا من العلماء المعروفين بالسنة أن الشكر يكون باالعتق . الكتاب والسنة

ي صلى : قلت ال النب د ق ذآر، وق لم عن سجدة سورة وباب سجود الشكر في الفقه أشهر من أن ي ه وس ] ص [ اهللا علي

؟ إن الشكر ال يكون إال باالعتقاد : ثم من الذي قال من أئمة السنة . ) سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرا (

. هذا مذهب مشكل : ويقال . هذا قد نقل، والنقل ال يمنع، لكن يستشكل : قال ابن المرحل تنباط : والثاني . أن ينقل ما سمع أو رأى : أحدهما . النقل نوعان : ابن تيمية قال الشيخ تقي الدين/ اد واس ل باجته . ما ينق

م : وقول القائل ذا مقتضى أصوله، وإن ل مذهب فالن آذا، أو مذهب أهل السنة آذا، قد يكون نسبه إليه العتقاده أن ه . يكن فالن قال ذلك

أ آثي ه الخط ذا يدخل ل ه ون . راومث نفين يقول ن المص را م رى أن آثي ون : أال ت ذا، ويك ره آ افعي أو غي ذهب الش م

تنباط، : وعذرهم في ذلك ؟ منصوصه بخالفه أنهم رأوا أن أصوله تقتضي ذلك القول، فنسبوه إلى مذهبه من جهة االسرون بالمعاصي، . وآذلك هذا . ؟ ال من جهة النص م رأى لما آان أهل السنة ال يكف رون بالمعاصي، ث والخوارج يكف

ه ى انتفي الشكر خلف ا، ومت اء الشكر بانتفائه زم انتف ال شكرا ل ا األعم ا إذا جعلن المصنف الكفر ضد الشكر، أعتقد أن . فلهذا عزى إلى أهل السنة إخراج األعمال عن الشكر . التكفير بالذنوب : إنهم بنوا على ذلك : الكفر، ولهذا قال

. آما أن آثيرا من المتكلمين أخرج األعمال عن اإليمان لهذه العلة : قلت

ا هو : والكفر الذي هو ضد الشكر . الكفر باهللا : والثاني . آفر النعمة : أحدهما : وهذا خطأ، ألن التكفير نوعان : قال إنم . الكفر باهللافإذا زال الشكر خلفه آفر النعمة، ال . النعمة ال الكفر باهللا/ آفر

بعض الشكر وأصله : قلت ى ب د أت انه فق ر . على أنه لو آان ضد الكفر باهللا، فمن ترك األعمال شاآرا بقلبه ولس والكف

رك أصل : آما قال أهل السنة . إنما يثبت إذا عدم الشكر بالكلية ى يت افرا، حت ان ال يكون آ روع اإليم رك ف إن من ت

Page 41: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وال يلزم من زوال فروع الحقيقة ـ التي هي ذات شعب وأجزاء ـ زوال اسمها، آاإلنسان، إذا . قادوهو االعت . اإليمان . قطعت يده، أو الشجرة، إذا قطع بعض فروعها

الفوا الخوارج : قال الصدر بن المرحل فإن أصحابك قد خالفوا الحسن البصري في تسمية الفاسق آافر النعمة، آما خ

. اهللافي جعله آافرا ب

ذا : قال الشيخ تقي الدين ل من أصحابي ه دهم أن يسمى ؟ أصحابي لم يخالفوا الحسن في هذا، فعمن تنق ل يجوز عن ب . الفاسق آافر النعمة، حيث أطلقته الشريعة

. إني أنا ظننت أن أصحابك قد قالوا هذا، لكن أصحابي قد خالفوا الحسن في هذا : قال ابن المرحل

ق /فإن أصحابك . وال أصحابك خالفوه : الشيخ تقي الدينقال ي أطل لم الت ه وس ي صلى اهللا علي أولوا أحاديث النب د ت ق

ون . فيها الكفر على بعض الفسوق ـ مثل ترك الصالة، وقتال المسلمين ـ على أن المراد به آفر النعمة م يطلق فعلم أنه . لم أنهم موافقو الحسن، ال مخالفوهفع . على المعاصي في الجملة أنها آفر النعمة

. والنقل ما يمنع، لكن يستشكل . أنا أنقل هذا عن المصنف : ثم عاد ابن المرحل، فقال

ى تصرفه في : قال الشيخ تقي الدين نهم إل إذا دار األمر بين أن ينسب إلى أهل السنة مذهب باطل، أو ينسب الناقل ع

ر موضع النقل آان نسبة الناقل إلى م صرحوا في غي : التصرف أولى من نسبة الباطل إلى طائفة أهل الحق، مع أنه . وهذا أظهر من أن ينقل عن واحد بعينه . أن الشكر يكون بالقول، والعمل، واالعتقاد

ا . ثم إنا نعلم باالضطرار أنه ليس من أصول أهل الحق إخراج األعمال أن تكون شكرا هللا ى أن بل قد نص الفقه ء عل

. وشواهد هذا أآثر من أن تحتاج إلى نقل . الزآاة شكر نعمة المال

ى لفظ ا عل تكلم فيه ي ي د [ وتفسير الشكر بأنه يكون بالقول والعمل في الكتب الت ل آتب التفسير ] الشكر [ و ] الحم مث . لكوشروح الحديث، يعرفه آحاد الناس، والكتاب والسنة قد دال على ذ/ واللغة،

. الحسن البصري يسمى الفاسق منافقا، وأصحابك ال يسمونه منافقا : فخرج ابن المرحل إلى شيء غير هذا، فقال

والنفاق يطلق على النفاق األآبر، الذي هو . بل يسمى منافقا النفاق األصغر، ال النفاق األآبر : قال الشيخ تقي الدين له

. ق األصغر، الذي هو اختالف السر والعالنية في الواجباتوعلى النفا . إضمار الكفر

؟ إن االسم يطلق على هذا وعلى هذا : ومن أين قلت : قال له ابن المرحل

لم . هذا مشهور عند العلماء : قال الشيخ تقي الدين ه وس افق ثالث ( وبذلك فسروا قول النبي صلى اهللا علي ة المن إذا : آي . وحكوه عن العلماء . وقد ذآر ذلك الترمذي وغيره ) ذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خانحدث آذب، وإ

. ) آفر دون آفر، و نفاق دون نفاق، وشرك دون شرك ( وقال غير واحد من السلف

. وإذا آان النفاق جنسا تحته نوعان، فالفاسق داخل في أحد نوعيه/

ا، واألسماء آيف تجعل النف : قال ابن المرحل اق اسم جنس، وقد جعلته لفظا مشترآا، وإذا آان اسم جنس آان متواطئ . المتواطئة غير المشترآة، فكيف تجعله مشترآا متواطئا

. يطلق على هذا وعلى هذا، واإلطالق أعم : وإنما قلت . أنا لم أذآر أنه مشترك : قال الشيخ تقي الدين

Page 42: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

و قلت م ل ت : ث ه مش ان الكالم صحيحا إن ق . رك لك ق التواطؤ، وبطري ى شيئىن بطري ق عل د يطل إن اللفظ الواحد ق فق التواطؤ، . االشتراك ارة بطري ق االشتراك وت ارة بطري فأطلقت لفظ النفاق على إبطان الكفر، وإبطان المعصية، ت

ذا سمى . عند قوم باعتبار التواطؤآما أن لفظ الوجود يطلق على الواجب والممكن، عند قوم باعتبار االشتراك، و وله . مشككا

. وأخذ في آالم ال يحسن ذآره ؟ آيف يكون هذا : قال ابن المرحل

دبر : قال له الشيخ تقي الدين ى إصغاء واستماع وت اج إل در . المعاني الدقيقة تحت ا ق ان بينهم اهيتين إذا آ ك أن الم وذل

ه مشترك وقدر مميز، واللفظ يطلق عل ا ب ار م ا باعتب ق عليهم د يطل ة عن األخرى / ى آل منهما، فق از آل ماهي . تمت . وقد يكون مطلقا باعتبار القدر المشترك بين الماهيتين، فيكون لفظا متواطئا . فيكون مشترآا آاالشتراك اللفظي

تعماله ثم إنه في اللغة يكون موضوعا للقدر المشترك، ثم يغلب عرف االستعمال : قلت ى اس ارة، وفي : عل ذا ت في ه

ارة ذا ت از . ه تراك واالمتي ه االش ا ب ى م تعمال عل رف االس ى داال بع ف، أو . فيبق ل الم التعري ة، مث ون قرين د يك وق . اإلضافة، تكون هي الدالة على ما به االمتياز

ى إذا غلب في العرف على بعض أنواعه آلفظ الد ] اسم الجنس [ : مثال ذلك ه عل د نطلق رس، ق ى الف ة، إذا غلب عل اب

دواب ائر ال ين س ا وب در المشترك بينهم ا . الفرس باعتبار الق رس، . فيكون متواطئ ار خصوصية الف ه باعتب د نطلق وقتارة بطريق التواطؤ، وتارة : فيكون مشترآا بين خصوص الفرس وعموم سائر الدواب، ويصير استعماله في الفرس

. بطريق االشتراك

ة ا بالغلب ى بعض األشخاص وصار علم ه : وهكذا اسم الجنس إذا غلب عل ه علي د نطلق نجم، فق رو، وال ن عم ل اب مثي عمرو ائر بن ق التواطؤ . باعتبار القدر المشترك بينه وبين سائر النجوم وس ه بطري ه علي ه . فيكون إطالق د نطلق وق

ى الشخصي عليه باعتبار ما به يمتاز عن غيره من النجوم، ذا المعن ومن بني عمرو، فيكون بطريق االشتراك بين هراده، يصح . وبين المعنى النوعي ى بعض أف ام غلب عل رد بالوضع األول /وهكذا آل اسم ع ك الف تعماله في ذل اس

. العام، فيكون بطريق التواطؤ، بالوضع الثاني، فيصير بطريق االشتراك

ه . من هذا الباب ] النفاق [ ولفظ دين وإبطان خالف ار ال ى الشرعي أخص من مسمى . فإنه في الشرع إظه ذا المعن وه . النفاق في اللغة، فإنه في اللغة أعم من إظهار الدين

ر . ثم إبطان ما يخالف الدين، إما أن يكون آفرا أو فسقا اق األآب ذا هو النف ذيب، فه ه مؤمن وأبطن التك فإذا أظهر أن

در . ه بأنه في الدرك األسفل من النارالذي أوعد صاحب ين، وأبطن الكذب والغ وإن أظهر أنه صادق أو موف، أو أم . فهذا هو النفاق األصغر الذي يكون صاحبه فاسقا . والخيانة ونحو ذلك

. فإطالق النفاق عليهما في األصل بطريق التواطؤ

ه نوعان ه . وعلى هذا، فالنفاق اسم جنس تحت م إن ه ث ل قول دين، مث اق في أصل ال ه النف راد ب د ي ي { : ق افقين ف إن المن

ار وله { و ] 145 : النساء [ } الدرك األسفل من الن ك لرس م إن ه يعل ه والل ول الل ك لرس هد إن الوا نش افقون ق اءك المن إذا ج . الكافر : والمنافق هنا ] 1 : المنافقون [ } شهد إن المنافقين لكاذبونوالله ي

لم . وقد يراد به النفاق في فروعه ه وس افق ثالث ( / : مثل قوله صلى اهللا علي ة المن ه ) آي ان ( : وقول ه آ ع من آن في أرب

راء بحديث فيمن يتحدث : وقول ابن عمر ) منافقا خالصا د األم ه . عن ول بخالف م يخرج فيق د : ث ى عه ذا عل د ه ا نع آن . النبي صلى اهللا عليه وسلم نفاقا

د، واإلضافة ذا ال يخرجه عن أن . فإذا أردت به أحد النوعين، فإما أن يكون تخصيصه لقرينة لفظية مثل الم العه فه

. وعني به قاضي بلده، لكون الالم للعهد . جاء القاضي : يكون متواطئا، آما إذا قال الرجل

Page 43: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ى موسى، ال نفس ] 16 : المزمل [ } فعصى فرعون الرسول { : آما قال سبحانه أن الالم هي أوجبت قصر الرسول علا . ) رسول ( لفظ ام والمعنى الخ ين اللفظ الع ترآا ب ه . صوإما أن يكون لغلبة االستعمال عليه، فيصير مش ذلك قول : فك

ود } إذا جاءك المنافقون { افق المعه د، والمن د العه ي تفي الم الت : فإن تخصيص هذا اللفظ بالكافر إما أن يكون لدخول ال . هو الكافر

يعني ) ان منافقاثالث من آن فيه آ ( : وقوله صلى اهللا عليه وسلم . أو تكون لغلبة هذا االسم في الشرع على نفاق الكفر

. به منافقا بالمعنى العام، وهو إظهاره من الدين خالف ما يبطن

ى ] النفاق [ فإطالق لفظ ه وعل ه علي ان إطالق ه عن الفاسق، آ از ب ا يمت على الكافر وعلى الفاسق إن أطلقته باعتبار مافر خاصة . الفاسق باعتبار االشتراك ه الك ى الخصوصية . وآذلك يجوز أن يراد ب دال عل ان ال ا إذا آ ويكون متواطئ

. بل الم التعريف ] منافق [ غير لفظ ة خصته / ة لفظي ة االستعمال، أو لدالل ا لغلب وهذا البحث الشريف جار في آل لفظ عام استعمل في بعض أنواعه، إم

ة االستعمال . بذلك النوع، مثل تعريف اإلضافة، أو تعريف الالم ان لغلب ال فإن آ وإن . إن اللفظ مشترك : صح أن يق . آان لداللة لفظية آان اللفظ باقيا على مواطأته

. لكون اللفظ في األصل عاما متواطئا . اسم جنس تحته نوعان ] النفاق [ : فلهذا صح أن يقال

دين : وصح أن يقال اق في ال ق النف ين مطل دين، وب اق في أصل ال ين النف ه في عرف االستعمال . هو مشترك ب لكون

. الشرعي غلب على نفاق الكفر بحث ثان / . أن الحمد والشكر بينهما عموم وخصوص : وهو

ى اإلحسان ع الصفات، والشكر ال يكون إال عل ى جمي ه يكون عل ا؛ فإن ع عليه ي يق بابه الت ة أس . فالحمد أعم من جه . والحمد يكون بالفعل أو بالقول، أو باالعتقاد . باالعتقاد، والقول، والفعلوالشكر أعم من جهة ما به يقع، فإنه يكون

ي ن المنجى الحنبل دين اب ن ال ام زي ي [ أورد الشيخ اإلم ن المنجى الحنبل دين اب ن ال ي : زي ن أب ى ب ن المنج هو أسعد ب

ام ال ي، الشيخ اإلم وخي المعري الدمشقي الحنبل و المنجي برآات بن المؤمل التن دين أب ه ال ة وجي ة شيخ الحنابل عالمي . ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة . المعالي ن الحنبل د الوهاب ب ارتحل إلى بغداد بعد أن تفقه على شرف اإلسالم عب

ة ى قضاء حران في دول ره، ول ة وغي ن قدام دين ب سمع من أبي الفضل األرموي وغيره وروى عنه الشيخ موفق الفي عدة مجلدات، توفي في جمادي اآلخرة سنة ست وستمائة، . ] النهاية في شرح الهداية [ آتاب الملك نور الدين، ألف ذهب - 437، 12/436سير أعالم النبالء [ . وله سبع وثمانون سنة ا هو : ] 19، 5/18شذرات ال رق إنم ذا الف إن ه

ج عن ذاته، فال يكون فرقا في الحقيقة، والحدود من جهة متعلق الحمد والشكر؛ ألن آونه يقع على آذا ويقع بكذا خار . إنما يتعرض فيها لصفات الذات، ال لما خرج عنها

ـ : فقال شيخ اإلسالم ـ تقي الدين ابن تيمية

البد وأما المعاني اإلضافية ف . حدودها ال توجد فيها بتعلقاتها : فالمعاني المفردة . مفردة، ومضافة : المعاني على قسمين

ات، فتكون . فإنها داخلة في حقيقتها . حدودها تلك اإلضافات/أن يوجد في ك المتعلق وال يمكن تصورها إال بتصور تل . المتعلقات جزءا من حقيقتها فتعين ذآرها في الحدود

ه ه والمشكور علي المحمود علي ان ب ذآر متعلقهم . والحمد والشكر معلق ا إال ب تم ذآر حقيقتهم ا . افال ي فيكون متعلقهم

. داخلا في حقيقتهما

Page 44: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا صفة . بأنه ليس للمتعلق من المتعلق صفة ثبوتية : فاعترض الصدر ابن المرحل فال يكون الحمد والشكر من متعلقهمالعدم ال وإذا لم تكن صفة ثبوتية لم تكن داخلة في الحقيقة؛ألن . والنسب أمور عدمية . فإن المتعلق صفة نسبية . ثبوتية

. يكون جزءا من الوجود

دين ك : فقال الشيخ تقي ال وم : قول ى العم يس عل ة، ل ق صفة ثبوتي ق من المتعل يس للمتعل ق من . ل د يكون للمتعل ل ق ب . ليس لمتعلق القول من القول صفة ثبوتية : وإنما الذي يقوله أآثر المتكلمين . المتعلق صفة ثبوتية، وقد ال يكون

ا . إضافة محضة : أحدهما : م الصفات المتعلقة نوعانث ذه الصفة هي . مثل األبوة والبنوة، والفوقية والتحتية ونحوه فه

ة . هي مجرد نسبة وإضافة : التي يقال فيها اني . والنسب أمور عدمي ة مضافة : والث ا، آالحب / صفة ثبوتي ى غيره إلد . والبغض المحبوب واإلرادة والكراهة، والق ة ب ة متعلق إن الحب صفة ثبوتي ك من الصفات، ف ر ذل فالحب . رة، وغي

ه؛ ال أن نفس الحب هو اإلضافة ا هو إضافة . معروض لإلضافة، بمعنى أن اإلضافة صفة عرضت ل ين م رق ب فف . ون ثبوتية، آالحبوأما الصفة المضافة فقد تك : قال . إنها عدمية : فاإلضافة يقال فيها . وبين ما هو صفة مضافة

. الحب أمر عدمي؛ ألن الحب نسبة، والنسب عدمية : قال ابن المرحل

را عدميا باطل بالضرورة : قال الشيخ تقي الدين بغض، واإلرادة، والكراهة أم اع . آون الحب، وال وهو خالف إجم

. العقالء

لبية فإنه زعم . ثم هو مذهب بعض المعتزلة في إرادة اهللا وب وال مستكره . أنها صفة س ر مغل ه غي ى أن وأطبق . بمعن . إنه عدمي : وأما إرادة المخلوق وحبه وبغضه فلم نعلم أحدا من العقالء قال . الناس على بطالن هذا القول

. أمر وجودي : المحبة : وقال . فأصر ابن المرحل على أن الحب ـ الذي هو ميل القلب إلى المحبوب ـ أمر عدمي

. وآالهما مصدر . وال فرق . أحبه، وحبه حبا ومحبة : المحبة هي الحب، فإنه يقال : قال الشيخ تقي الدين/

. إنهما إذا آانا مصدرين فهما أمر عدمي : وأنا أقول : قال ابن المرحل

ا . ة فقد انتهى وتمالكالم إذا انتهى إلى المقدمات الضروري : قال له الشيخ تقي الدين وآون الحب والبغض أمرا وجودية ا، . معلوم باالضطرار؛ فإن آل أحد يعلم أن الحي إن آان خاليا عن الحب آان هذا الخلو صفة عدمي إذا صار محب ف

ومن يحس ذلك من نفسه يجده، . فقد تغير الموصوف وصار له صفة ثبوتية زائدة على ما آان قبل أن يقوم به الحب . آما يجد شهوته ونفرته ورضاه وغضبه ولذته وألمه

. ولم يحب صفة عدمية، ونقيض العدم اإلثبات . لم يحب : أحب يحب محبة، ونقيض أحب : أنك تقول : ودليل ذلك

. ميةوامتناع صفة عد . ال امتناع : امتنع يمتنع، فإن نقيض االمتناع : هذا ينتقض بقولهم : قال ابن المرحل

وإنما هو . االمتناع أمر اعتباري عقلي؛ فإن الممتنع ليس له وجود خارجي، حتى تقوم به صفة : قال الشيخ تقي الدين

ذا : وباعتبار آونه معلوما له ثبوت علمي، وسلب هذا الثبوت العلمي / معلوم بالعقل، نقض ه م ي وت؛ فل ذا الثب عدم هول . ا الحب فإنه صفة قائمة بالمحبوأم . نقيض العدم ثبوت : قولنا ذا الحي صار : فإنك تشير إلى عين خارجة، وتق ه

. فإذا آان نقيضها عدما خارجيا، آانت وجودا خارجيا . فتخبر عن الوجود الخارجي . محبا بعد أن لم يكن محبا

اظر صاحبه إال . وفي الجملة، فكون الحب والبغض صفة ثبوتية وجودية معلوم بالضرورة زاع وال ين ه ن ل في فال يقب . مناظرة السوفسطائية

الغير : قلت ة ب ا من الصفات المضافة المتعلق بغض ونحوهم ان الحب وال ين : وإذا آ رق ب ة، ظهر الف صفات وجودي

د فالحمد والشكر من القسم الثاني؛ . الصفات التي هي إضافة ونسبة، وبين الصفات التي هي مضافة منسوبة فإن الحم

Page 45: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م . وآذلك الشكر أمر وجودي متعلق بالمشكور عليه . أمر وجودي متعلق بالمحمود عليه ا إال بفه م حقيقتهم تم فه فال يق . وتلك الصفة داخلة في حقيقتهما . الصفة الثبوتية لهما التي هي متعلقة بالغير ر من متعل فإذا آان متعلق أحدهما أآب

. هو عارض لصفة ثبوتية لهما، وجب ذآر تلك الصفة الثبوتية في ذآرحقيقتهمااآلخر، وذلك التعلق إنما

ذا ى ه دليل عل م الشكر : وال ع أن يفه م اإلحسان امتن م يفه ي تصور /أن من ل ق الشكر داخل ف م أن تصور متعل فعل . الشكر

را عدميا : ولو قيل : قلت ة . إنه ليس هذا إال أم ة إن آانت مرآب ا في تعريف فالحقيق من وجود وعدم، وجب ذآرهم

ة بة . الحقيق ي هي نس وة، الت ى تصور األب وف عل إن تصوره موق و أب ـ ف ن حيث ه ن عرف األب ـ م ا أن م آم . فالحمد والشكر متعلقان بالمحمود عليه والمشكور عليه . وإن آان األب أمرا وجوديا . وإضافة

ق . ة ثبوتيةوإن لم يكن هذا المتعلق عارضا لصف ذا المتعل م ه ى األب . فال يفهم الحمد والشكر إال بفه م معن ا ال يفه آم . وآذلك الحمد والشكر أمران متعلقان بالمحمود عليه والمشكور عليه . إال بفهم معنى األبوة، الذي هو التعلق

ومن لم يفهم اإلحسان لم يفهم . يفهم الحمد بدليل أن من لم يفهم الصفات الجميلة لم . وهذا التعلق جزء من هذا المسمى

. الشكر

ه . فإذا آان فهمها موقوفا على فهم متعلقهما، فوقوفه على فهم التعلق أولى ع ل إذا . فإن التعلق فرع على المتعلق، وتب فى ق أول م التعل را . توقف فهمهما على فهم المتعلق الذي هو أبعد عنهما من التعلق، فتوقفه على فه ق أم ان التعل وإن آ

. واهللا أعلم . عدميا واع } وحرم الربا { : قد اتبع بقوله ] 275 : البقرة [ } وأحل الله البيع { : قوله : قال له الشيخ تقي الدين ابن تيمية/ ة أن وعام

تثنى . مجهولوالربا ـ وإن آان اسما مجمال ـ فهو . الربا يسمى بيعا ة المس واستثناء المجهول من المعلوم يوجب جهالع الحالل . فيبقى المراد إحالل البيع الذي ليس بربا ه في البي م يصح إدخال ا ل يس برب ين ل رد المع . فما لم يثبت أن الف

ا . وهذا يمنع دعوى العموم ع أيض تثنى من البي و مس ا فه ما عام ا فيبقى ا . وإن آان الربا اس ا مخصوص ع لفظ فال . لبي . يصح ادعاء العموم على اإلطالق

اب التخصيص : قال ابن المرحل تثناء . هذا من ب اب االس يس من ب ان تعارضا، ول ا عموم تثناء . وهن إن صيغ االس ف

. وإذا آان هذا تخصيصا لم يمنع ادعاء العموم فيه . معلومة

اب التخصيص المتصل هذا آالم م : قال الشيخ تقي الدين بعض، وهو من ب تثناء، . تصل بعضه ب اء اس وتسميه الفقهال . إال هذا البيت : فإن هذا بمنزلة قوله . له هذه الدار ولي منها هذا البيت : آقوله و ق ذلك ل وم وال : وآ رم هؤالء الق أآ

ا : آان بمنزلة قوله . تكرم فالنا وهو منهم ان . إال فالن ه وإذا آ ة قول ذلك صار بمنزل ه : آ ان من ا آ ع إال م أحل اهللا البي . ربا . فمن ادعى بعد هذا أنه عام في آل ما يسمى بيعا فهو مخطئ/

. أنا أسلم أنه إنما هو عام في آل بيع ال يسمى ربا : قال ابن المرحل

ى ولكن بطل بهذا دعو . وهذا آان المقصود : قال له الشيخ تقي الدين وم عل إن دعوى العم ى اإلطالق؛ ف ه عل ى عموم . وهذا آالم بين . اإلطالق ينافي دعوى العموم في بعض األنواع دون بعض

. أنه عموم مراد : والثاني . أنه عام مخصوص : أحدهما : وادعى مدع أن فيه قولين

. فإنا نعلم أن آثيرا من أفراد البيع حرامفإن دعوى أنه عموم مراد، باطل قطعا، : فقال الشيخ تقي الدين

Page 46: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. فاعترض ابن المرحل بأن تلك األفراد حرمت بعد ما أحلت فيكون نسخا

فيلزم من هذا أال نحرم شيئا من البيوع بخبر واحد، وال بقياس، فإن نسخ القرآن ال يجوز بذلك، : قال الشيخ تقي الدين . ق الفقهاء على التحريم بهذه الطريقةوقد اتف . وإنما يجوز تخصيصه به

فإن البيع من . هو عموم مراد في آل ما يسمى بيعا في الشرع : رجعت عن هذا السؤال؛ لكن أقول : قال ابن المرحل/

. األسماء المنقولة إلى آل بيع صحيح شرعي

دين ي ال إن مسماه : قال الشيخ تق ة؛ ف يس من األسماء المنقول ع ل في الشرع والعرف هو المسمى اللغوي، لكن البيا بحسب اصطالحهم . الشارع اشترط لحله وصحته شروطا م شروط أيض ة له ائر . آما قد آان أهل الجاهلي ذا س وهك

. أسماء العقود، مثل اإلجارة والرهن، والهبة والقرض والنكاح، إذا أريد به العقد وغير ذلك، هي باقية على مسمياتها يمم والنقل اة، والت ل الصالة والزآ ا، مث اج . إنما يحتاج إليه إذا أحدث الشارع معاني لم تكن العرب تعرفه ذ يحت فحينئ . ومعاني هذه العقود ما زالت معروفة . إلى النقل

. إنها منقولة : أصحابي قد قالوا : قال ابن المرحل

دين ي ال يخ تق ال الش ة : ق ي اآلي ع ف ظ البي ان لف و آ دير ل ان التق ع الصحيح الشرعي لك ه البي راد ب ع : الم أحل اهللا البي

ة . أو أحل اهللا البيع الذي هو عنده حالل . الصحيح الشرعي ع االستدالل باآلي ه يمن ه مكرر ـ فإن ذا ـ مع أن ا ال . وه فإن . تغنينا عن االستدالل باآليةومتى علمنا ذلك اس . نعلم دخول بيع من البيوع في اآلية حتى نعلم أنه بيع صحيح شرعي

ل، وإذا : متى ثبت أن هذا الفرد يسمى بيعا في اللغة قلت : قال ابن المرحل/ هو بيع في الشرع؛ ألن األصل عدم النق

. آان بيعا في الشرع دخل في اآلية

ه هذا إنما يصح لو لم يثبت أن االسم منقول أما إذا ثبت أنه : قال الشيخ تقي الدين رد في ى . منقول لم يصح إدخال ف حتا، . يثبت أن االسم المنقول واقع عليه ا، وصوما وبيع وإال فيلزم من هذا أن آل ما سمى في اللغة صالة وزآاة، وتيمم

ين األسماء : وإجارة، ورهنا رق ب دير، فال يبقى ف ذا التق أنه يجوز إدخاله في المسمى الشرعي بهذا االعتبار وعلى هرد في : وإنما يقال . نقولة وغيرهاالم ذا الف ل فاألصل عدم دخول ه ى ثبت النق األصل عدم النقل، إذا لم يثبت، بل مت

. االسم المنقول، حتى يثبت أنه داخل فيه بعد النقل

: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس اهللا روحه

بسم اهللا الرحمن الرحيم

ه، ومن الحمد هللا الذي نستعينه، ونستغفره، ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد اهللا فال مضل ل . يضلل فال هادي له

ى ره عل ن الحق ليظه له بالهدى ودي ونشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرس

را أرسله بين يدي الساعة بشي . الدين آله وآفي باهللا شهيدا ه من . را ونذيرا، وداعيا إلى اهللا بإذنه وسراجا مني فهدى بالضاللة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينا عميا وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وفرق به بين الحق

ة و / والباطل، والهدى والضالل، والرشاد والغي، والمؤمنين ين والكفار، والسعداء أهل الجن ار، وب قياء أهل الن األشرحمن، ومن شهد اء ال أولياء اهللا وأعداء اهللا، فمن شهد له محمد صلى اهللا عليه وسلم بأنه من أولياء اهللا فهو من أولي

. له بأنه من أعداء اهللا فهو من أولياء الشيطان

لم أن هللا ه وس ه وسنة رسوله صلى اهللا علي اء، وقد بين ـ سبحانه وتعالى ـ في آتاب اس، وللشيطان أولي اء من الن أوليأال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون الذين آمنوا { : فقال تعالى . ففرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

، ] 64 : 62 : يونس [ } اآلخرة ال تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم وآانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي

Page 47: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا { : وقال تعالى آؤهم الط روا أولي ذين آف ن غوت يخرالله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وال ونهم م جذوا { : ، وقال تعالى ] 257 : البقرة [ } النور إلى الظلمات أولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون وا ال تتخ ذين آمن ا ال يا أيه

ذين اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض وم رى ال ن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله ال يهدي القوم الظالمين فتعنده فيصبحوا ح أو أمر من في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دآئرة فعسى الله أن يأتي بالفتد ه جه موا بالل ذين أقس ـؤالء ال وا أه ذين آمن ول ال ادمين ويق هم ن ي أنفس روا ف ا أس ى م ت عل م حبط م لمعك انهم إنه أيم

ى أعمالهم فأصبحوا خاسرين يا أيها الذين آ ة عل ه أذل منوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه من يشاء والله واسع لله يؤتيالمؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله وال يخافون لومة آلئم ذلك فضل ا

وله عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزآاة و ه ورس ول الل ن يت هم راآعون ومم ه ه زب الل البون والذين آمنوا فإن ح دة [ } الغ الى ] 56 : 51 : المائ ال تع ا { : ، وق ر ثواب و خي ق ه ه الح ة لل ك الولاي هنال

. ] 44 : سورة الكهف [ } وخير عقبا

ه من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالل { : فقال تعالى ] أولياء الشيطان [ وذآر الى ] 100ــ 98 : النحل [ } نآمنوا وعلى ربهم يتوآلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشرآو ال تع : وق

اتلوا أولي الذ { اغوت فق بيل الط يطان ين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين آفروا يقاتلون في س د الش يطان إن آي اء الشن وإذ قلنا للملائكة اس { : ، وقال تعالى ] 76 : النساء [ } آان ضعيفا ق ع ن ففس ن الج ان م يس آ ا إبل جدوا إل آدم فس جدوا ل

الى ] 50 : الكهف [ } أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ذ { : ، وقال تع ن يتخ ومد { : وقال تعالى ] 119 : النساء [ } لشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبيناا اس ق اس إن الن م الن ال له الذين ق

م ه ونع بنا الل الوا حس ا وق زادهم إيمان وء جمعوا لكم فاخشوهم ف هم س م يمسس ل ل ه وفض ن الل ة م انقلبوا بنعم ل ف الوآياف ال تخ اءه ف وف أولي ؤمنين واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخ تم م افون إن آن } وهم وخ

دنا { : ، وقال تعالى ] 175ــ 173 : آل عمران [ الوا وج ة ق وا فاحش ون وإذا فعل ذين ال يؤمن اء لل ياطين أولي ا الش إنا جعلنن دون الل { : إلى قوله } عليها آباءنا اء م ياطين أولي دون إنهم اتخذوا الش م مهت بون أنه ـ 27 : األعراف [ } ه ويحس ، ] 30ـه السالم ] 121 : األنعام [ } وإن الشياطين ليوحون إلى أوليآئهم ليجادلوآم { : وقال تعالى ي { : وقال الخليل علي ت إن ا أب ي

ا أخاف أن يمسك عذا يطان ولي ريم [ } ب من الرحمن فتكون للش الى ] 45 : م ال تع ذوا { : ، وق ا تتخ وا ل ذين آمن ا ال ا أيه ي . ] 5ــ 1الممتحنة [ } الحكيم إنك أنت العزيز { : اآليات، إلى قوله } عدوي وعدوآم أولياء تلقون إليهم بالمودة

في التفرقة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: فصـــل

فيجب أن يفرق بين هؤالء وهؤالء آما فرق اهللا ورسوله ] أولياء الرحمن وأولياء الشيطان [ وإذا عرف أن الناس فيهم ا ق ون آم ون المتق الى بينهما، فأولياء اهللا هم المؤمن ذين { : ال تع ون ال م يحزن يهم وال ه وف عل ه ال خ اء الل أال إن أولي

. ] 63 : 62 : يونس [ } آمنوا وآانوا يتقون

لم وفي الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره عن أبى هريرة ــ رضى اهللا عنه ــ عن النبي صلى اهللا علي ه وسا / من عادى لي وليا فقد بارزنى بالمحاربة ــ أو فقد آذنته الحرب ــ وما تقرب إلي : يقول اهللا ( : قال عبدي بمثل أداء م

ذى ه، وبصره ال افترضت عليه، وال يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته آنت سمعه الذى يسمع بى يمشى يبصر به، ويده التي يبطش بها، بطش، وب ى ي ى يبصر، وب ى يسمع، وب ا، فب ي يمشى به ه الت ئن . ورجل ول

ؤمن، دى الم رددى عن قبض نفس عب ه ت ا فاعل رددت عن شىء أن ا ت سألنى ألعطينه، ولئن استعاذ بى ألعيذنه، ومه وهذا أصح حديث يروى في األولياء، فبين النبي صلى اهللا ) يكره الموت وأآره مساءته وال بد له منه لم أن ه وس علي . من عادى وليا هللا فقد بارز اهللا بالمحاربة

ا يأخذ الليث الحرب ) وإنى ألثأر ألوليائى آما يثأر الليث الحرب ( : وفي حديث آخر اداهم آم أرهم ممن ع أي آخذ ث

بغض، و ا ي ا يحب وأبغضوا م أحبوا م وه، ف ه ووال وا ب ذين آمن م ال اء اهللا ه ذا ألن أولي أره، وه ا يرضى، ث رضوا بما ع، آم وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى، وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا من يحب أن يمن

وفي ) الحب في اهللا والبغض في اهللا : أوثق عرى اإليمان ( : في الترمذى وغيره عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال . ) ومن أحب هللا وأبغض هللا وأعطى هللا ومنع هللا، فقد استكمل اإليمان ( : حديث آخر رواه أبو داود قال

Page 48: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا : وقد قيل . العداوة البغض والبعد/ضد العداوة، وأصل الوالية المحبة والقرب، وأصل ] الوالية [ و إن الولى سمى وليه : قالوالولى القريب، في . من مواالته للطاعات أي متابعته لها، واألول أصح ذا، أي يقرب من ى ه ه . هذا يل ه قول ومن

ر ( : صلى اهللا عليه وسلم ى رجل ذآ رائض فألول ا أبقت الف ى الميت ) ألحقوا الفرائض بأهلها فم . أي ألقرب رجل إلاة ] الذآر [ وأآده بلفظ ال في الزآ ا ق اث آم ذآور واإلن ا ال ون ( ليبين أنه حكم يختص بالذآور، وال يشترك فيه ابن لب ف

. ) ذآر

ادى ان المع ه آ ه وينهى عن أمره ب ه ويرضاه ويبغضه ويسخطه وي فإذا آان ولى اهللا هو المرافق المتابع له فيما يحبالمودة { : لوليه معاديا له آما قال اهللا تعالى يهم ب ون إل اء تلق ة [ } لا تتخذوا عدوي وعدوآم أولي فمن عادى ] 1 : الممتحن

. ) ومن عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ( : أولياء اهللا فقد عاداه، ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال

زم و الع لين أول نهم، وأفضل المرس لون م م المرس ه ه اؤه، وأفضل أنبيائ م أنبي اء اهللا ه راهيم : وأفضل أولي وح وإب نك { : د صلى اهللا عليه وسلم قال تعالىوموسى وعيسى ومحم ا إلي ذي أوحين ا وال ه نوح ى ب شرع لكم من الدين ما وص

وا ا تتفرق دين ول وا ال الى ] 13 : الشورى [ } وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيم ال تع ن { : ، وق ذنا م وإذ أخنهم ميثاق ذنا م ريم وأخ ن النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن م ادقين ع أل الص ا ليس ا غليظ

. ] 8،7 : األحزاب [ } صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما

وا، اء إذا اجتمع ام األنبي وأفضل أولى العزم محمد صلى اهللا عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمد، وصاحب واء الحم ون واآلخرون، وصاحب ل ه األول ذى يغبطه ب ود ال ام المحم دوا، صاحب المق وخطيبهم إذا وف

ه أفضل الحوض المورود، وشفيع الخالئق يوم ا ه وشرع ل ه بأفضل آتب لقيامة وصاحب الوسيلة والفضيلة، الذى بعثم بلهم، وه يمن ق شرائع دينه، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، وجمع له وألمته من الفضائل والمحاسن ما فرقه ف

وم نحن ( : آخر األمم خلقا، وأول األمم بعثا، آما قال صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح ابقون ي اآلخرون السدانا ـ فه ة ـ وم الجمع ى ي ـ يعن ه ـ وا في القيامة، بيدأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم؛ فهذا يومهم الذى اختلف

. ) الناس لنا تبع فيه، غدا لليهود وبعد غد للنصارى : اهللا له

ه األر ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم لم ) ضأنا أول من تنشق عن ه وس ال صلى اهللا علي تفتح، ( : وق ة فأس اب الجن ى ب آت . ) بك أمرت أال أفتح ألحد قبلك : أنا محمد، فيقول : فأقول ؟ من أنت : فيقول الخازن

ه، ف / ال وفضائله صلى اهللا عليه وسلم وفضائل أمته آثيرة، ومن حين بعثه اهللا جعله اهللا الفارق بين أوليائه وبين أعدائ

ومن ادعى محبة اهللا وواليته وهو لم يتبعه فليس من . يكون وليا هللا إال من آمن به وبما جاء به، واتبعه باطنا وظاهراالى ال تع اء الشيطان، ق بكم { : أولياء اهللا، بل من خالفه آان من أعداء اهللا وأولي اتبعوني يحب ه ف ون الل تم تحب ل إن آن ق

ه اهللا ــ ] 31 : آل عمران [ } الله ـ رحم ة : ، قال الحسن البصرى ـ ة محن ذه اآلي أنزل اهللا ه ون اهللا ف م يحب وم أنه ادعى قلم ه وس ع الرسول صلى اهللا علي لهم، وقد بين اهللا فيها أن من اتبع الرسول فإن اهللا يحبه، ومن ادعى محبة اهللا ولم يتب

ون من فليس من أولياء اهللا، وإن آ اء اهللا وال يكون م من أولي رهم أنه ان آثير من الناس يظنون في أنفسهم أو في غين { : قال تعالى . أولياء اهللا، فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء اهللا وأحباؤه ر مم تم بش ل أن ذنوبكم ب ذبكم ب قل فلم يع

انيهم { : وقال تعالى ] 18 : المائدة [ اآلية } خلق ك أم ارى تل ودا أو نص ان ه ن آ ه } وقالوا لن يدخل الجنة إال م ى قول : إل . ] 112، 111 : البقرة [ } وال هم يحزنون {

ا وآان مشرآو العرب يدعون أنهم أهل اهللا لسكناهم مكة، ومجاورتهم الب رهم، آم ى غي ه عل انوا يستكبرون ب يت، وآ

رون { : قال تعالى امرا تهج ه س ون [ } قد آانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين ب ، 66 : المؤمنه } فروا ليثبتوك أو يقتلوكوإذ يمكر بك الذين آ { : ، وقال تعالى ] 67 ا { : إلى قول رام وم جد الح ن المس دون ع م يص وه

ون ال [ } آانوا أولياءه إن أوليآؤه إال المتق اءه ] 34ـ 30 : األنف ين سبحانه أن المشرآين ليسوا أولي ه، . فب اء بيت وال أولي . إنما أولياؤه المتقون

ال ه ـ ق ن العاص ـ رضى اهللا عن ول : وثبت في الصحيحين عن عمرو ب لم يق ه وس سمعت رسول اهللا صلى اهللا علي

ؤمنين ( : جهارا من غير سر ى اهللا وصالح الم ا ول ه ـ إنم ة من أقارب ى طائف ذا ) إن آل فالن ليسوا لى بأولياء ـ يعن وهوصالح المؤمنين هو من آان . ] 4 : التحريم [ اآلية } فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين { : موافق لقوله تعالى

Page 49: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ائر أهل . صالحا من المؤمنين، وهم المؤمنون المتقون أولياء اهللا ى، وس ان وعل و بكر وعمر وعثم ك أب ودخل في ذلي بيعة الرضوان الذين باي ا ثبت في الصحيح عن النب ة آم م في الجن عوا تحت الشجرة، وآانوا ألفا وأربعمائة، وآله

ذا الحديث اآلخر ) ال يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ون ( : ومثل ه ائي المتق إن أولي . ) أيا آانوا وحيث آانوا

ه دعى أن ار من ي ذين يظهرون اإلسالم آما أن من الكف افقين ال ذلك من المن ه، فك ل عدو ل ا هللا، ب يس ولي ى اهللا ول ول

يقرون في الظاهر بشهادة أن ال إله إال اهللا وأن محمدا رسول اهللا، وأنه مرسل إلى جميع اإلنس، بل إلى الثقلين اإلنس ا ساس ما يناقض ذلك، مثل أال يقروا في الباطن بأن/والجن، ويعتقدون في الباطن ه رسول اله، وإنما آان ملكا مطاع

ر من : الناس برأيه من جنس غيره من الملوك، أو يقولون ه آثي ا يقول اب آم إنه رسول اهللا إلى األميين دون أهل الكتم ل له ه، ب اجون إلي يهم وال يحت م يرسل إل اء خاصة ل ق وأن هللا أولي ة الخل ى عام اليهود والنصارى، أو أنه مرسل إل

ه طريق إلى اهللا من غير جهته، آما آان الخضر مع موسى، أو أنهم يأخذون عن اهللا آل ما يحتاجون إليه وينتفعون بم ا، أو ل م يرسل به ة فل ائق الباطن ا الحق ا، وأم ه فيه ون ل من غير واسطة، أو أنه مرسل بالشرائع الظاهرة وهم موافق

. ها من غير طريقته يكن يعرفها، أو هم أعرف بها منه، أو يعرفونها مثل ما يعرف

ول ] أهل الصفة [ إن : وقد يقول بعض هؤالء نهم من يق يهم، وم م يرسل إل ه، ول ى : آانوا مستغنين عن إن اهللا أوحى إلم ال يعلمون أن أهل الصفة في الباطن ما أوحى إليه ليلة المعراج، فصار أهل الصفة بمنزلته، وهؤالء من فرط جهله

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى الذي بارآنا { : ة آما قال تعالىاإلسراء آان بمكزل ] 1 : اإلسراء [ } حوله ا ، وأن الصفة لم تكن إال بالمدينة، وآانت صفة في شمالى مسجده صلى اهللا عليه وسلم ين به

ي ى النب اجرون إل لم / الغرباء الذين ليس لهم أهل وأصحاب ينزلون عندهم؛ فإن المؤمنين آانوا يه ه وس صلى اهللا عليل إلى المدينة، فمن أمكنه أن ينزل في مكان نزل به، ومن تعذر ذلك عليه نزل في المسجد إلى أن يتيسر له مكان ينتق

. إليه

أعيانهم يالزمون الصفة، بل آانوا يقلون تارة ويكثرون أخرى، ويقيم الرجل بها زمانا ثم ناسا ب ] أهل الصفة [ ولم يكن د عن . ينتقل منها يهم من ارت ل ف ن، ب م وال دي ة في عل م مزي يس له لمين؛ ل ائر المس ا من جنس س والذين ينزلون به

ي صلى اهللا اإلسالم وقتله النبي صلى اهللا عليه وسلم آالعرنيين الذين اجتووا المدينة ـ م النب أمر له أي استوخموها ـ فذود تاقوا ال وا الراعى، واس ا صحوا قتل عليه وسلم بلقاح ـ أي إبل لها لبن ـ وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها فلمرآهم في نهم وت م، وسمرت أعي ديهم وأرجله أمر بقطع أي م، ف أتى به بهم، ف فأرسل النبي صلى اهللا عليه وسلم في طل

وا الصفة . يستسقون فال يسقون الحرة م نزل ه أنه س، وفي ي الصحيحين من حديث أن ديثهم ف ل . وح ا مث ان ينزله فكرة هؤالء، ونزلها من خيار المسلمين سعد بن أبى وقاص وهو أفضل من نزل بالصفة، ثم انتقل عنها ونزلها أبو هري

. وغيره

ن هو محمد بن ال [ وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمي حسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم بن زاوية بن سعيد بابورى رحمن النيس د ال و عب وفية أب ر الص ان وآبي يخ خراس افظ المحدث،ش لمى الح راق األزدى الس ن س ة ب قبيصبعمائة جزء وفي أحاديث وم س وم الق الصوفي صاحب التصانيف، ولد سنة خمس وعشرين وثالثمائة، صنف في عل

ه الخطيب النبي صلى اهللا ال عن ان : عليه وسلم من جميع األبواب والمشايخ، وآانت تصانيفه مقبولة، ق ة، وآ ر ثق غيبالء [ . مات في شهر شعبان سنة اثنتى عشرة وأربعمائة . يضع للصوفية األحاديث ـ 17/247 : سير أعالم الن 255ـ

. تاريخ من نزل الصفة ]

ر فلم يكونو ] األنصار [ وأما ا من أهل الصفة، وآذلك أآابر المهاجرين آأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبي . بن عوف وأبى عبيدة وغيرهم، لم يكونوا من أهل الصفة/ وعبد الرحمن

ذا واحد من السبعة ( : وقد روي أنه بها غالم للمغيرة بن شعبة، وأن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ذا الحديث ) ه وه

آذب باتفاق أهل العلم وإن آان قد رواه أبو نعيم في الحلية، وآذا آل حديث يروى عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في ين أو ] األقطاب [ و ] األوتاد [ و ] النجباء [ و ] النقباء [ و ] األبدال [ و ] األولياء [ عدة مثل أربعة أو سبعة أو اثنى عشر أو أربع

م سبعين أو ثالث لم، ول ه وس ي صلى اهللا علي مائة وثالثة عشر، أو القطب الواحد، فليس في ذلك شىء صحيح عن النبام، وهو في : وروى فيهم حديث . ] األبدال [ ينطق السلف بشىء من هذه األلفاظ إال بلفظ أنهم أربعون رجلا وأنهم بالش

Page 50: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

انوا وهو حديث منقطع ليس . المسند من حديث على رضى اهللا عنه بثابت، ومعلوم أن عليا ومن معه من الصحابة آا في د أخرج ى، وق ة دون عسكر عل اس في عسكر معاوي ام، فال يكون أفضل الن ه بالش أفضل من معاوية ومن مع

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي عيد عن النب ى س ن ( : الصحيحين عن أب ة م ين فرق ى ح دين عل ة من ال رق مارق تمين ) أولى الطائفتين بالحقالمسلمين يقتلهم ة ب وهؤالء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرق

ي ى أن عل ذا الحديث الصحيح عل دل ه ى طالب وأصحابه، ف ن أب ى ب تلهم عل ى /المسلمين في خالفة على، فق ن أب ب ؟ ن دون أعالهما طالب أولى بالحق من معاوية وأصحابه، وآيف يكون األبدال في أدنى العسكري

: وآذلك ما يرويه بعضهم عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه أنشد منشد

فال طبيب لها وال راقى** قد لسعت حية الهوى آبدى

فعنـده رقيتـى وترياقــى** إال الحبيب الذى شـغفت به

ه ه، فإن م بالحديث، وأآذب وأن النبي صلى اهللا عليه وسلم تواجد حتى سقطت البردة عن منكب اق أهل العل آذب باتف

ا يعرف أهل ) أنه مزق ثوبه، وأن جبريل أخذ قطعة منه فعلقها على العرش ( : منه ما يرويه بعضهم ، فهذا وأمثاله مم . العلم والمعرفة برسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه من أظهر األحاديث آذبا عليه صلى اهللا عليه وسلم

ال وآذلك ما ه ق ه ـ أن و بكر يتحدثان وآنت : يروونه عن عمر ـ رضى اهللا عن لم وأب ه وس ي صلى اهللا علي ان النب آ

. وهو آذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث . بينهما آالزنجى

ا وه دعى والمقصود هنا أن فيمن يقر برسالته العامة في الظاهر من يعتقد في الباطن ما يناقض ذلك، فيكون منافق و يا، /في نفسه وأمثاله ا جهل ادا وإم أنهم أولياء اهللا مع آفرهم في الباطن بما جاء به الرسول صلى اهللا عليه وسلم إما عن

ون دا رسول اهللا، ولكن يقول اء اهللا، وأن محم م أولي دون أنه ى : آما أن آثيرا من النصارى واليهود يعتق ا أرسل إل إنمه ال يج دون في غير أهل الكتاب، وأن م يعتق ار مع أنه م آف ه، فهؤالء آله لا قبل ا رس ه أرسل إلين ا اتباعه؛ ألن ب علين

ه ه بقول الى بواليت ذين وصفهم اهللا تع اء اهللا ال م أولي ون { : طائفتهم أنه م يحزن يهم وال ه وف عل ه ال خ اء الل أال إن أولي . ] 63، 62 : يونس [ } قونالذين آمنوا وآانوا يت

اب له اهللا وآل آت ؤمن بكل رسول أرس وم اآلخر، وي والبد في اإليمان من أن يؤمن باهللا ومالئكته وآتبه ورسله والي

وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم { : أنزله اهللا، آما قال تعالىمسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ال نفرق بين أحد منهم ونحن له

يم به فقد اهتدوا وإن ت ميع العل و الس رة [ } ولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وه الى ] 137، 136 : البق ال تع : وقى } ورسله ال نفرق بين أحد من رسله آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون آل آمن بالله ومآلئكته وآتبه { إل

. ] 286، 285 : البقرة [ آخر السورة

زقناهم ا رالم ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصالة ومم { : وقال في أول السورةم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وباآلخرة هم يوقنون أولـئك ـئك ه على هدى من ربهم وأول

. ] 5ــ 1 : البقرة [ } المفلحون

ع فالبد في اإليمان من أن ت ى جمي ده، وأن اهللا أسرله إل ى بع ين، ال نب اتم النبي لم خ ه وس ؤمن أن محمدا صلى اهللا عليالثقلين الجن واإلنس، فكل من لم يؤمن بما جاء به فليس بمؤمن؛ فضال عن أن يكون من أولياء اهللا المتقين؛ ومن آمن

الى ال اهللا تع دون { : ببعض ما جاء به وآفر ببعض فهو آافر ليس بمؤمن، آما ق له ويري ه ورس رون بالل ذين يكف إن الي ذوا ب دون أن يتخ بعض ويري ر ب بعض ونكف ؤمن ب ون ن له ويقول ه ورس ين الل وا ب م أن يفرق ـئك ه بيلا أول ك س ن ذل

نهم الكافرون حقا وأعت د م ين أح وا ب م يفرق ؤتيهم دنا للكافرين عذابا مهينا والذين آمنوا بالله ورسله ول وف ي ـئك س أولان ] 152ــ 150 : النساء [ } أجورهم وآان الله غفورا رحيما ه ومن اإليمان به اإليم ين خلق ين اهللا وب ه الواسطة ب بأن

في تبليغ أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وحالله وحرامه، فالحالل ما أحله اهللا ورسوله، والحرام ماحرمه اهللا ورسوله،

Page 51: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ر متابع ى اهللا من غي ا إل اء طريق د أن ألحد من األولي والدين ما شرعه اهللا ورسوله صلى اهللا عليه وسلم، فمن اعتق . هللا عليه وسلم فهو آافر من أولياء الشيطانمحمد صلى ا

ك من / ر ذل دائهم، وغي وأما خلق اهللا تعالى للخلق، ورزقه إياهم، وإجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم، ونصرهم على أع

. جلب المنافع ودفع المضار، فهذا هللا وحده يفعله بما يشاء من األسباب، ال يدخل في مثل هذا وساطة الرسل يس ] الزهد والعبادة والعلم [ لو بلغ الرجل في ثم لم فل ه وس د صلى اهللا علي ه محم ا جاء ب ع م ؤمن بجمي م ي غ، ول ا بل م

م ى العل ذلك المنتسبين إل ادهم، وآ ود والنصارى وعب اء اليه ان من علم ار والرهب بمؤمن، وال ولي هللا تعالى، آاألحبد والعبادة من المشرآين مشرآى العرب والترك والهن م أو زه ه عل رك ول د والت اء الهن ان من حكم د وغيرهم ممن آ

اء الفرس وعبادة في دينه وليس مؤمنا بجميع ما جاء به فهو آافر عدو هللا، وإن ظن طائفة أنه ولى هللا، آما آان حكم . من المجوس آفارا مجوسا

ل المسيح ـ مثل أرسطو وأمثاله آانوا مشرآين يعبدون األ ] اليونان [ وآذلك حكماء ان أرسطو قب صنام والكواآب، وآ

ان، روم واليون عليه السالم ـ بثالثمائة سنة، وآان وزيرا لإلسكندر بن فيلبس المقدونى، وهو الذى تؤرخ به تواريخ الاس أن أرسطو ا يظن بعض الن ه، آم وتؤرخ به اليهود والنصارى، وليس هذا هو ذو القرنين الذى ذآره اهللا في آتاب

ن آان وز ه اب ا يظن ذا ذاك آم يرا لذى القرنين لما رأوا أن ذاك اسمه اإلسكندر، وهذا قد يسمى باإلسكندر، ظنوا أن هم / سينا وطائفة معه أخر عن ذاك، ول ره مت ان أرسطو وزي د آ ذى ق وليس األمر آذلك، بل هذا اإلسكندر المشرك ال

ذا اإلسك أجوج، وه اريخ يبن هذا السد، وال وصل إلى بالد يأجوج وم ه ت ؤرخ ل ه ي ان أرسطو من وزرائ ذى آ ندر ال . الروم المعرف

د م والزه وفي أصناف المشرآين من مشرآى العرب ومشرآى الهند والترك واليونان وغيرهم من له اجتهاد في العل

ا أم روا، فهؤالء والعبادة، ولكن ليس بمتبع للرسل وال يؤمن بما جاؤوا به وال يصدقهم بما أخبروا به وال يطيعهم فيمم ور، وله بعض األم اس ب فون الن يهم فيكاش زل عل ياطين وتن م الش رن به ؤالء تقت اء هللا، وه ؤمنين وال أولي وا بم ليس

الى ال تع ياطين، ق يهم الش زل عل ذين تن ان والسحرة ال م من جنس الكه ل { : تصرفات خارقة من جنس السحر، وه ه . ] 223ــ 221 : الشعراء [ } طين تنزل على آل أفاك أثيم يلقون السمع وأآثرهم آاذبونأنبئكم على من تنزل الشيا

ذبهم ذبوا، وتك د أن يك ين للرسل فال ب وا متبع م يكون ادات إذا ل وهؤالء جميعهم ينتسبون إلى المكاشفات وخوارق الع

دع وال بد أن يكو . شياطينهم ن في أعمالهم ما هو إثم وفجور مثل نوع من الشرك أو الظلم أو الفواحش أو الغلو أو البر حمن اء ال اء الشيطان ال من أولي ال اهللا . في العبادة؛ ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واقترنت بهم فصاروا من أولي ق

رين ومن يعش عن ذآر الرحمن نقيض له { : تعالى ذى ] 36 : الزخرف [ } شيطانا فهو له ق ذآر ال رحمن هو ال وذآر الد ره، فق د وجوب أم ره ويعتق القرآن ويصدق خب ؤمن ب م ي بعث به رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مثل القرآن، فمن ل

الى ] 50 : األنبياء [ } أنزلناه وهذا ذآر مبارك { : أعرض عنه فيقيض له الشيطان فيقترن به، قال تعالى ن { : وقال تع ومال أعرض عن ذآري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أع يرا ق ت بص د آن مى وق

و ] 126ـ 124 : طه [ } ها وآذلك اليوم تنسىآذلك أتتك آياتنا فنسيت ذا ل فدل ذلك على أن ذآره هو آياته التي أنزلها، لهذآره ا ل م يكن متبع ه ول دا في عبادت ده مجته د، وعب ذآر الرجل اهللا ـ سبحانه وتعالى ـ دائما ليلا ونهارا مع غاية الزه

ه في الذى أنزله ـ وهو القرآن ـ آان من أو إن الشيطان يحمل اء؛ ف ى الم لياء الشيطان ولو طار في الهواء أو مشى عل . وهذا مبسوط في غير هذا الموضع . الهواء

في العبد يكون فيه إيمان، وفيه شعبة من نفاق :فصـــل

ن عمرو د اهللا ب ا جاء في الصحيحين عن عب اق، آم ـ رضي اهللا ومن الناس من يكون فيه إيمان، وفيه شعبة من نفنهن ( : عنهما ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ه خصلة م ا، ومن آانت في ا خالص ان منافق ه آ أربع من آن في

دعها ذب، : آانت فيه خصلة من النفاق حتى ي د غدر /إذا حدث آ تمن خان، وإذا عاه ف، وإذا ائ وفي ) وإذا وعد أخلال الصحيحين أيضا عن أبى هريرة ـ رضى ان بضع وستون ـ ( : اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق اإليم

ان اء شعبة من اإليم ق والحي ا إماطة األذى عن الطري ه إال اهللا، وأدناه ) أو بضع وسبعون ـ شعبة، أعالها قول ال إلد ثبت فبين النبي صلى اهللا عليه وسلم أن من آان فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصلة من دعها، وق النفاق حتى ي

Page 52: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ال ) إنك امرؤ فيك جاهلية ( : في الصحيحين أنه قال ألبى ذر ـ وهو من خيار المؤمنين ـ ر : فق ى آب ا رسول اهللا، أعل ي . ! ) نعم ( : قال ! ؟ سني

والطعن في األنساب، والنياحة الفخر في األحساب، : أربع في أمتى من أمر الجاهلية ( : وثبت في الصحيح عنه أنه قاللم ) على الميت، واالستسقاء بالنجوم ه وس وفي الصحيحين عن أبى هريرة ـ رضى اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا علي

لم ) إذا حدث آذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان : آية المنافق ثالث ( : أنه قال وإن صام وصلى ( : وفي صحيح مسم : وذآر البخارى عن ابن أبى مليكة قال ) لموزعم أنه مس لم آله أدرآت ثالثين من أصحاب محمد صلى اهللا عليه وس

ذ { : يخاف النفاق على نفسه، وقد قال اهللا تعالى يعلم ال ؤمنين ول يعلم الم ين وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ول [ } عناآم هم للكفر يومئذ أقرب منهم لإليماننافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا التب

ران رب ] 167، 166 : آل عم ر أق ى الكف ؤالء إل ل ه د جع وى؛ فق رهم أق ون وآف م مخلط م أنه ان، فعل نهم لإليم م . وغيرهم يكون مخلطا وإيمانه أقوى

ا ] أولياء اهللا [ وإذا آان ان أآمل إيمان الى، فمن آ ه هللا تع واه تكون واليت د وتق ان العب هم المؤمنين المتقين فبحسب إيم

ة اهللا . وتقوى، آان أآمل والية هللا وى، فالناس متفاضلون في والي ان والتق ـ بحسب تفاضلهم في اإليم ـ عز وجل ـ ـالى ال اهللا تع اق، ق ن { : وآذلك يتفاضلون في عداوة اهللا بحسب تفاضلهم في الكفر والنف نهم م ورة فم ت س ا أنزل وإذا م

زادت وا ف ذين آمن ا ال ا فأم ـذه إيمان زادتهم يقول أيكم زادته ه رض ف وبهم م ي قل ذين ف ا ال رون وأم م يستبش ا وه هم إيمانة [ } إنما النسيء زيادة في الكفر { : ، وقال تعالى ] 125، 124 : التوبة [ } رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم آافرون : التوب

واهم { : وقال تعالى ] 37 اهم تق دى وآت د [ } والذين اهتدوا زادهم ه افقين ] 17 : محم الى في المن ال تع وبهم { : ، وق ي قل فة اهللا فبين ـ سبحانه وتعالى ـ أن الشخص الواحد قد يكون . ] 10 : البقرة [ } مرض فزادهم الله مرضا فيه قسط من والي

الى ال تع ه، وق ره ونفاق ه قسط من عداوة اهللا بحسب آف د يكون في ه، وق ا { : بحسب إيمان وا إيمان ذين آمن زداد ال [ } وي . ] 4 : الفتح [ } ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم { : ، وقال تعالى ] 31 : المدثر

في طبقات أولياء اهللا: ل فصـــ

ز . سابقون مقربون، وأصحاب يمين مقتصدون ] طبقتين [ وأولياء اهللا على ه العزي ذآرهم اهللا في عدة مواضع من آتابالى ـ ذآر في ه ـ سبحانه وتع اطر، فإن ين وفي سورة ف في أول سورة الواقعة وآخرها وفي سورة اإلنسان، والمطفف

ا الواقعة القيامة الكبرى ا { : في أولها، وذآر القيامة الصغرى في آخرها، فقال في أوله يس لوقعته ة ل ت الواقع إذا وقعة م أزواجا ثلاث آاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا وآنت حاب الميمن ة فأص

ة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك ال يم ثل ات النع ي جن مقربون ف . ] 14ــ 1 : لواقعةا [ } من الأولين وقليل من الآخرين

ك في ا وصف اهللا ـ سبحانه ـ ذل فهذا تقسيم الناس إذا قامت القيامة الكبرى التي يجمع اهللا فيها األولين واآلخرين، آم

. آتابه في غير موضع

ا وأنتم حينئذ تنظرون ونح { فهال : أي } فلولا { : ثم قال تعالى في آخر السورة رون فلول ا تبص ن ل نكم ولك ن أقرب إليه من إن آنتم غير مدينين ترجعونها إن آنتم صادقين فأما إن آان من المقربين فروح وريح ان م ان وجنة نعيم وأما إن آ

ل أصحاب اليمين يم وتص ن حم زل م الين فن ذبين الض ن المك ان م يم إن فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن آ ية جح . ] 96ــ 83 : الواقعة [ } هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم

عيرا إن إنا هديناه السبيل إما شاآرا وإما آفورا إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وس { : الى في سورة اإلنسانوقال تع

د الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما الأبرار يشربون من آأس آان مزاجها آافورا عينا يشرب بها عباا آان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لو زاء ول نكم ج د م ا نري ه ل جه الل

كو اهم نضر ش وم ولق ك الي ر ذل ه ش اهم الل را فوق ا قمطري ا عبوس ا يوم ن ربن اف م ا نخ ا را إن زاهم بم رورا وج ة وس . ] 12ــ 3 : اإلنسان [ األيات } صبروا جنة وحريرا

Page 53: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

جين { : إلى أن قال }آلا إن آتاب الفجار لفي سجين{ : وآذلك ذآر في سورة المطففين فقال ي س ار لف آلا إن آتاب الفجب به إلا آل معتد أثيم إذا تتلى وما يكذوما أدراك ما سجين آتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين م عليه أياتنا قال أساطير الأولين آلا بل ران على قلوبهم ما آانوا يكسبون آلا إنهم م إنه ون ث ذ لمحجوب عن ربهم يومئ

ا لصالوا الجحيم ا أدراك م ين وم ي علي أبرار لف وم ثم يقال هذا الذي آنتم به تكذبون آلا إن آتاب ال اب مرق ون آت عليوم يشهده المقربون ن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف ف ي وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مخت

] 28ــ 7 : المطففين [ } ونختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقرب

ون / يمزج : نهما ـ وغيره من السلف قالوا وعن ابن عباس ـ رضي اهللا ع ا المقرب ا، ويشرب به ين مزج ألصحاب اليميروى : يشرب منها؛ ألنه ضمن ذلك قوله يشرب، يعنى : ولم يقل } يشرب بها { : فإنه تعالى قال . صرفا، وهو آما قالوا

ى : لم يدل على الرى، فإذا قيل يشربون منها : بها، فإن الشارب قد يشرب وال يروى، فإذا قيل ان المعن ا آ يشربون بها صرفا، بخالف أصحاب ذا يشربون منه ا؛ فله ا دونه ى م ا إل اجون معه يروون بها، فالمقربون يروون بها فال يحت

ه آان مزاجها آافورا عينا ي { : اليمين فإنها مزجت لهم مزجا، وهو آما قال تعالى في سورة اإلنسان شرب بها عباد الل . ] 6، 5 : اإلنسان [ } يفجرونها تفجيرا

فعباد اهللا هم المقربون المذآورون في تلك السورة، وهذا ألن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر، آما قال النبي

ر من نفس عن مؤمن آربة من آرب الدنيا ( : صلى اهللا عليه وسلم ة، ومن يس نفس اهللا عنه آربة من آرب يوم القياما د م دنيا واآلخرة، واهللا في عون العب لما ستره اهللا في ال على معسر يسر اهللا عليه في الدنيا واآلخرة، ومن ستر مس

و م في بيت آان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اهللا له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قرهم ة، وذآ تهم المالئك ة، وحف يتهم الرحم من بيوت اهللا يتلون آتاب، ويتدارسونه بينهم إال نزلت عليهم السكين، وغش

الراحمون ( : صلى اهللا عليه وسلم/ رواه مسلم في صحيحه، وقال ) اهللا فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . حديث صحيح : قال الترمذى ) ألرض يرحمكم من في السماءارحموا من في ا . يرحمهم الرحمن

أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمى، : يقول اهللا تعالى ( : وفي الحديث اآلخر الصحيح الذي في السنن

. ومثل هذا آثير ) ومن وصلها وصله اهللا، ومن قطعها قطعه اهللا ( : ، وقال ) فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته

لم عمل القسمين . مقربون وأصحاب يمين آما تقدم : وأولياء اهللا تعالى على نوعين ه وس وقد ذآر النبي صلى اهللا عليل أداء : يقول اهللا تعالى ( : في حديث األولياء فقال دى بمث ى عب من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة، وما تقرب إل

ه، وبصره ما افترضت ذي يسمع ب ه آنت سمعه ال إذا أحببت ه، ف عليه، وال يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحب . ) الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها

يهم، و ا حرم اهللا عل ال فاألبرار أصحاب اليمين هم المتقربون إليه بالفرائض، يفعلون ما أوجب اهللا عليهم ويترآون م

. يكلفون أنفسهم بالمندوبات، وال الكف عن فضول المباحات

وا رائض، ففعل د الف ل بع ه بالنواف وا إلي ون فتقرب ابقون المقرب ا الس ات / وأم وا المحرم تحبات، وترآ ات والمس الواجبوال يزال ( : ال تعالىوالمكروهات، فلما تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباتهم أحبهم الرب حبا تاما، آما ق

الى ) عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ه تع ق، آقول ى الحب المطل ذين { : يعن راط ال تقيم ص راط المس ـا الص اهدنـــذآور في أي أنعم عليهم ا ] 7، 6 : الفاتحة [ } أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين ام الم ق الت ام المطل إلنع

ديقين { : قوله تعالى ين والص ن النبي يهم م الحين ومن يطع الله والرسول فأولـئك مع الذين أنعم الله عل هداء والص والشى اهللا عز . ] 69 : النساء [ } وحسن أولـئك رفيقا ا إل ون به فهؤالء المقربون صارت المباحات في حقهم طاعات، يتقرب

وه ا فعل الهم م ان في أعم ه صرفا، والمقتصدون آ وا ل ا علم وجل فكانت أعمالهم آلها عبادات هللا فشربوا صرفا آما مزجوه لنفوسهم، فال يعاقبون عليه وال يثابون عليه، فلم يشربوا صرفا، بل مزج لهم من شراب المق ربين بحسب م

. في الدنيا

ه دا صلى اهللا علي ر اهللا سبحانه محم د خي ك، وق ي مل ونظير هذا انقسام األنبياء ـ عليهم السالم ـ إلى عبد رسول، ونبل داود ك مث النبي المل دا رسوال، ف ون عب ار أن يك ا، فاخت ا ملك ون نبي ين أن يك دا رسوال، وب ون عب ين أن يك لم ب وس

ا { ونحوهما عليهما الصالة والسالم، قال اهللا تعالى في قصة سليمان الذي وسليمان ا ل ي ملك قال رب اغفر لي وهب ل

Page 54: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اب ث أص اء حي أمره رخ ري ب ريح تج ه ال خرنا ل اب فس ت الوه ك أن دي إن ن بع د م ي لأح ياطين ينبغ اء والش ل بن آاب ر حس ك بغي امنن أو أمس ا ف ذا عطاؤن فاد ه ي الأص رنين ف رين مق أي اعط من ] 39ـ 35 : ص [ } وغواص وآخ

في شئت واحرم من شئت ال حساب عليك، فالنبي الملك يفعل ما فرض اهللا عليه ويترك ما حرم اهللا عليه، ويتصرف . الوالية والمال بما يحبه ويختار من غير إثم عليه

ال ه ق ه أن ل روى عن اء، ب ي ( : وأما العبد الرسول فال يعطي أحدا إال بأمر ربه وال يعطي من يشاء ويحرم من يش إن

م أضع حيث أمرت ا قاس ا أن دا، إنم ع أح دا وال أمن وال ا ) واهللا ال أعطي أح ذا يضيف اهللا األم ى اهللا ، وله لشرعية إلرى { : وقوله تعالى ] 1 : األنفال [ } قل األنفال لله والرسول { : والرسول آقوله تعالى ما أفاء الله على رسوله من أهل الق

. ] 41 : األنفال [ } ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسولواعلموا أن { : ، وقوله تعالى ] 7 : الحشر [ } فلله وللرسول

ا هو ى األمر آم اد ول ه اهللا ورسوله بحسب اجته ا يحب وال تصرف فيم ذه األم اء أن ه وال العلم ولهذا آان أظهر أقخمس أنه يقسم على خمسة، آقول الشافعي مذهب مالك وغيره من السلف، ويذآر هذا روأية عن أحمد، وقد قيل في ال

. على ثالثة، آقول أبي حنيفة ـ رحمه اهللا : وأحمد في المعروف عنه، وقيل يهم الصالة / والمقصود هنا أن العبد الرسول هو أفضل من النبي الملك، آما أن إبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا عل

ين والسالم أفضل من يوسف وداود وسليمان عليهم ال سالم، آما أن المقربين السابقين أفضل من األبرار أصحاب اليما . الذين ليسوا مقربين سابقين ان إنم فمن أدى ما أوجب اهللا عليه وفعل من المباحات ما يحبه فهو من هؤالء، ومن آ

. يفعل ما يحبه اهللا ويرضاه ويقصد أن يستعين بما أبيح له على ما أمره اهللا فهو من أولئك اهللا المقتصدين والسابقين أولياء في : فصـــل

طفينا { : المقتصدين والسابقين في سورة فاطر في قوله تعالى ] أولياءه [ وقد ذآر اهللا تعالى ذين اص اب ال ا الكت م أورثن ثد و نهم مقتص ه وم الم لنفس نهم ظ ا فم ن عبادن دن م ات ع ر جن ل الكبي و الفض ك ه ه ذل إذن الل الخيرات ب ابق ب نهم س م

ا الح يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لل ا ه الذي أذهب عن زن إن ربنا لغ نا فيه ا يمس ب ول اطر [ } وبلغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نص ، لكن ] 35ـ 32 : فذين { : ل تعالىهذه األصناف الثالثة في هذه األية هم أمة محمد صلى اهللا عليه وسلم خاصة آما قا اب ال ثم أورثنا الكت

. } الله ذلك هو الفضل الكبيراصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن

هم الذين أورثوا الكتاب بعد األمم المتقدمة، وليس ذلك مختصا بحفاظ القرآن، بل آل وأمة محمد صلى اهللا عليه وسلم ة ي الواقع ي ف ات الت ابق؛ بخالف األي د، وس ه، ومقتص الم لنفس ى ظ مهم إل ؤالء، وقس ن ه و م القرآن فه ن ب ن آم م

ه والمطففين واالنفطار، فإنه دخل فيها جميع األمم المتقدمة آافرهم ومؤمنهم، وهذا التقس د صلى اهللا علي ة محم يم ألمم يخرج ] الظالم لنفسه [ وسلم فـ ة صحيحة ل ان توب ه أي ذنب آ اب من ذنب أصحاب الذنوب المصرون عليها، ومن ت

ابقين، و ن الس ذلك ع د [ ب رائض ] المقتص ؤدى للف و الم رات ه ابق للخي ارم، والس ب للمح رائض المجتن ؤدي للف المات، ك األي ي تل ا ف ل، آم ابقين والنواف ذلك عن الس ن ب م يخرج م ة صحيحة ل ان توب ه أي ذنب آ ن ذنب اب م ن ت ومين { : والمقتصدين آما في قوله تعالى دت للمتق ماوات واألرض أع ها الس ة عرض م وجن ن ربك وسارعوا إلى مغفرة م

وا ف الذين ينفقون في السراء وا ذين إذا فعل نين وال ب المحس ة لضراء الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يح احشم ه ول ذنوب إال الل ر ال ن يغف ذنوبهم وم تغفروا ل ه فاس ون أو ظلموا أنفسهم ذآروا الل م يعلم وا وه ا فعل ى م روا عل يص

133 : آل عمران [ } جر العاملينأولـئك جزآؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ونعم أالخيرات [ المجتنب للمحارم، و المؤدى للفرائض ] المقتصد [ و ] 136ـ ا ] السابق ب ل آم رائض والنواف هو المؤدى للف

. في تلك اآليات

ه دخلونها { : وقول دن ي ات ع اطر [ } جن ل ] 33 : ف ن أه د م ار أح ي الن د ف ه ال يخل ى أن نة عل ل الس ه أه تدل ب ا يس مم . التوحيد

ا ر من أهل الكب واترت وأما دخول آثي ا ت لم، آم ه وس ي صلى اهللا علي ه السنن عن النب واترت ب ا ت ذا مم ار فه ئر الن

بخروجهم من النار وشفاعة نبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم في أهل الكبائر وإخراج من يخرج من النار بشفاعة نبينا

Page 55: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ره ال . صلى اهللا عليه وسلم وشفاعة غي ار : فمن ق دون في الن ائر مخل م إن أهل الكب ابقين ه ى أن الس ة عل أول اآلي وتذين ال ة ال ل المرجئ ل بتأوي و مقاب ة فه ه من المعتزل ا تأول دخلها، آم الذين يدخلونها وأن المقتصد أو الظالم لنفسه ال ي

ار ائر الن ل الكب ن أه د م دخول أح ون ب ذاب، . يقطع ر ع ن غي ة م يعهم الجن دخل جم د ي ائر ق ل الكب ون أن أه ويزعم . نة المتواترة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم وإلجماع سلف األمة وأئمتها وآالهما مخالف للس

ه { : قول اهللا تعالى في آيتين من آتابه وهو قوله تعالى ] الطائفتين [ وقد دل على فساد قول رك ب ر أن يش ه ال يغف إن الل

اء، ] 48 : لنساءا [ } ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ه لمن يش ا دون ر م ه يغف ر أن ، فأخبر تعالى أنه ال يغفر الشرك وأخبا دون الشرك / وال يجوز أن يراد بذلك التائب آما يقوله من يقوله من اب وم ره اهللا لمن ت ة؛ ألن الشرك يغف المعتزل

ى { : ين قال تعالىيغفره اهللا أيضا للتائب فال تعلق بالمشيئة، ولهذا لما ذآر المغفرة للتائب رفوا عل قل يا عبادي الذين أس . ] 53 : الزمر [ } أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

اب من فهنا عمم المغفرة وأطلقها، فإن اهللا ي ه، ومن ت ر اهللا ل اب من الشرك غف ه، فمن ت اب من د أي ذنب ت ر للعب غف

ق، ة خصص وعل الكبائر غفر اهللا له، وأي ذنب تاب العبد منه غفر اهللا له، ففي أية التوبة عمم وأطلق، وفي تلك األيدل ذا ي ول من فخص الشرك بأنه ال يغفره، وعلق ما سواه على المشيئة ومن الشرك التعطيل للخالق وه اد ق ى فس عل

و ه ل ذنب، فإن الق، أو يجوز أال يعذب ب ل الخ ه آتعطي يجزم بالمغفرة لكل مذنب، ونبه بالشرك على ما هو أعظم منم ة ل ة وال حسنات ماحي آان آذلك لما ذآر أنه يغفر البعض دون البعض، ولو آان آل ظالم لنفسه مغفورا له بال توب

. يعلق ذلك بالمشيئة

. دليل على أنه يغفر البعض دون البعض، فبطل النفي والوقف العام } ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { : ىوقوله تعال

في تفاضل الناس في اإليمان والتقوى والوالية: فصـــل

ون ] أولياء اهللا عز وجل [ وإذا آان ون المتق م المؤمن ان وا . ه اس يتفاضلون في األيم م متفاضلون في والن وى، فه لتق . آما أنهم لما آانوا متفاضلين في الكفر والنفاق آانوا متفاضلين في عداوة اهللا بحسب ذلك . والية اهللا بحسب ذلك

ان : األيمان برسل اهللا، وجماع ذلك : وأصل األيمان والتقوى لم، فاأليم ه وس د صلى اهللا علي األيمان بخاتم الرسل محم

ذا هو به يتضمن األ إن ه ه، ف اءوا ب ا ج ر بالرسل، وبم اق هو الكف ر والنف له، وأصل الكف يمان بجميع آتاب اهللا ورسالة، : الكفر الذي يستحق صاحبه العذاب في اآلخرة؛ فإن اهللا تعالى أخبر في آتابه أنه ال يعذب أحدا إال بعد بلوغ الرس

وح { : وقال تعالى ] 15 : اإلسراء [ } بعث رسولاوما آنا معذبين حتى ن { قال اهللا تعالى ى ن ا إل ا أوحين إنا أوحينا إليك آمى و باط وعيس وب واألس حق ويعق ماعيل وإس راهيم وإس ى إب ا إل ده وأوحين ن بع ين م ونس والنبي وب وي ارون أي وه

هم عل م نقصص لا ل ل ورس ن قب ا وسليمان وآتينا داوود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك م ه موسى تكليم م الل ك وآل يا رسلا مبشرين ومنذرين لئال يكون للناس على الله حج زا حكيم ه عزي 165ـ 163 : النساء [ } ة بعد الرسل وآان الل

ا نا وقلنا مآلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذب { : ، وقال تعالى عن أهل النار ] أنهم جاءهم ] 9، 8 : الملك [ } نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال آبير روا ب وج أق ار ف فأخبر أنه آلما ألقى في الن

يس . النذير فكذبوه، فدل ذلك على أنه ال يلقى فيها فوج إال من آذب النذير ه إلبل أ { : وقال تعالى في خطاب نم لأمل ن جهرهم ] 85 : ص [ } منك وممن تبعك منهم أجمعين دخلها غي م ي م ل إذا ملئت به . فأخبر أنه يملؤها بإبليس ومن اتبعه؛ ف

لم فعلم أنه ال يدخل النار إال من تبع الشيطان، وهذا يدل على أنه ال يدخلها من ال ذنب له فإنه ممن ال يتبع الشيطان و . يكن مذنبا، وما تقدم يدل على أنه ال يدخلها إال من قامت عليه الحجة بالرسل

في اإليمان المجمل بالرسل: فصـــل

ه م يبلغ ومن الناس من يؤمن بالرسل إيمانا مجمال، وأما اإليمان المفصل فيكون قد بلغه آثير مما جاءت به الرسل ول، وما لم يبلغه لم يعرفه ولو بلغه آلمن به؛ ولكن آمن بما جاءت به الرسل إيمانا بعض ذلك فيؤمن بما بلغه عن الرسل

ه مع ره ب ة اهللا بحسب /مجملا، فهذا إذا عمل بما علم أن اهللا أم ه من والي الى، ل اء اهللا تع و من أولي واه فه ه وتق إيمانه، لكن أيمانه وتقواه، وما لم تقم عليه الحجة فإن اهللا تعالى لم يكلفه معرفته ى ترآ ه عل واإليمان المفصل به، فال يعذب

Page 56: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

و ه فه ا مفصال وعمل ب ه أيمان يفوته من آمال والية اهللا بحسب ما فاته من ذلك، فمن علم بما جاء به الرسل وآمن ب . أآمل أيمانا ووالية هللا ممن لم يعلم ذلك مفصال ولم يعمل به؛ وآالهما ولي هللا تعالى

ال والجنة درجات متفاضلة تفاضلا عظيما، وأولياء اهللا المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب أيمانهم وتقواهم، ق

ذ { : تبارك وتعالى نم يصالها م ه جه ا ل م جعلن د ث ن نري اء لم ا نش دحورا من آان يريد العاجلة عجلنا له فيها م موما مـؤالء وه ومن د ه ا نم ك أراد اآلخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك آان سعيهم مشكورا آل اء رب ن عط ـؤالء م

يلا وما آان عطاء ربك محظورا انظر آيف فضلنا بعضهم على بعض ولآلخرة أ : اإلسراء [ } آبر درجات وأآبر تفض . ] 21ــ 18

ر ان محظورا من ب ا آ فبين اهللا ـ سبحانه وتعالى ـ أنه يمد من يريد الدنيا ومن يريد اآلخرة من عطائه وإن عطاءه م

ى ب { : وال فاجر، ثم قال تعالى هم عل لنا بعض يلا انظر آيف فض ر تفض ات وأآب ر درج رة أآب ض ولآلخ ين اهللا ـ . } ع فبد دنيا وق ر من درجات ال ا أآب سبحانه ـ أن أهل اآلخرة يتفاضلون فيها أآثر مما يتفاضل الناس في الدنيا وأن درجاته

ال / بين ال تع ؤمنين، فق اده الم ائر عب يهم السالم ـ آتفاضل س ى { : ىتفاضل أنبيائه ـ عل هم عل لنا بعض ل فض ك الرس تلرة [ } بروح القدسبعض منهم من آلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه ، ] 253 : البق

. ] 55 : اإلسراء [ } ا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبوراولقد فضلن { : وقال تعالى

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ه ـ عن النب ر ( : وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عن وي خي المؤمن القا ي ى م ر، احرص عل اهللا وال تعجزن، وإن أصابك وأحب إلى اهللا من المؤمن الضعيف، وفي آل خي نفعك واستعن ب

ل ل : شيء فال تق ذا ولكن ق ذا وآ ان آ ى فعلت لك و أن تح عمل الشيطان : ل و تف إن ل ل، ف اء فع ا ش در اهللا وم ي ) ق وفال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ا ـ عن النب ن العاص ـ رضي اهللا عنهم رة وعمرو ب ي هري إذا ( : الصحيحين عن أب

. ) آم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجراجتهد الحا

ن { : وقد قال اهللا تعالى وا م ذين أنفق ن ال اتلوا لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة م د وق بعنى ه الحس د الل ا وع د [ } وآل الى ] 10 : الحدي ال تع رر { : ، وق ي الض ر أول ؤمنين غي ن الم دون م توي القاع ال يس

هم أموالهم وأنفس ى القا والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين ب د عل ـلا وع ة وآ دين درج عا الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورح ورا رحيم } مة وآان الله غف

سقأية الحاج وعمارة المسجد الحرام آمن آمن بالله واليوم اآلخر وجاهد أجعلتم { : وقال تعالى/ ، ] 96، 95 : النساء [ بيل في سبيل الله ال يستوون عند الله والله ال يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا أموالهم وجاهدوا في س ه ب الله ورض ة من م برحم رهم ربه ائزون يبش يم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الف يم مق ا نع م فيه ات له وان وجن

الى ] 22ـ 19 : التوبة [ } يمخالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظ ا { : ، وقال تع اجدا وقائم ل س اء اللي ت آن و قان ن ه أما ون إنم ا يعلم ذين ل ون وال ذين يعلم وا ا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي ال ذآر أول اب يت : الزمر [ } لألب

. ] 11 : المجادلة [ } يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير { : ، وقال تعالى ] 9 تقيا في العبد ال يكون وليا هللا إال إذا آان مؤمنا: فصـــل

ون { : وإذا آان العبد ال يكون وليا هللا إال إذا آان مؤمنا تقيا لقوله تعالى م يحزن يهم وال ه أال إن أولياء الله ال خوف علارك وفي صحيح البخارى الحديث المشهور ] 63، 62 : يونس [ } الذين آمنوا وآانوا يتقون ول اهللا تب دم ـ يق د تق ـ وق

ه ( : وتعالى فيه ى أحب ل حت ى بالنواف الفرائض ) وال يزال عبدى يتقرب إل ى اهللا ب ى يتقرب إل ا حت ا تقي وال يكون مؤمنوم أن / فيكون من األبرار ربين، فمعل ابقين المق ى يكون من الس ل حت زال يتقرب بالنواف ك ال ي د ذل أهل اليمين، ثم بع

. الكفار والمنافقين ال يكون وليا هللا أحدا من

إنهم ال : وآذلك من ال يصح أيمانه وعباداته وإن قدر أنه ال إثم عليه مثل أطفال الكفار ومن لم تبلغه الدعوة ـ وإن قيل ى اهللا يعذبون حتى يرسل إليهم رسولا ـ فال يكونون من أولياء اهللا إال إذا آانوا من المؤمنين المتقين؛ فمن لم ي تقرب إل

لم . ال بفعل الحسنات وال يترك السيئات لم يكن من أولياء اهللا وآذلك المجانين واألطفال؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وس . ) عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبى حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ : رفع القلم عن ثالثة ( : قال

Page 57: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. سـنن من حديث علي وعائشة ـ رضي اهللا عنهما ـ واتفق أهل المعرفة على تلقيه بالقبول وهذا الحديث قد رواه أهل الوأما المجنون الذي رفع عنه القلم فال يصح شيء . لكن الصبي المميز تصح عباداته ويثاب عليها عند جمهور العلماء

د وال يصح منه أيمان وال آفر وال صالة وال . من عباداته باتفاق العلماء ل ال يصلح هو عن ادات، ب غير ذلك من العبارا وال تصح . عامة العقالء ألمور الدنيا آالتجارة والصناعة دادا وال نج ارا وال ح فال يصلح أن يكون بزازا وال عط

اء اق العلم وده باتف ن . عق ك م ر ذل هادته، وال غي راره وال ش ه وال إق راؤه وال نكاحه وال طالق ه وال ش ال يصح بيع فاب / أقواله، بل واب وال عق م شرعي، وال ث ا حك ق به و ال يتعل ا لغ ه آله ا . أقوال ه أقوال إن ل ز ف بخالف الصبى الممي

. وفي مواضع فيها نزاع . معتبرة في مواضع بالنص واإلجماع

ا هللا، وإذا آان المجنون ال يصح منه اإليمان وال التقوى وال التقرب إلى اهللا بالفرائض والنوافل، وامت ع أن يكون ولي نوع من تصرف، فال يجوز ألحد أن يعتقد أنه ولي هللا؛ ال سيما أن تكون حجته على ذلك إما مكاشفة سمعها منه، أو نم اب ـ له مثل أن يراه قد أشار إلى واحد فمات أو صرع، فإنه قد علم أن الكفار والمنافقين ـ من المشرآين وأهل الكت

اب، فال يجوز ألحد أن يستدل بمجرد مكاشفات وتصرفات شيطانية اد المشرآين وأهل الكت ان والسحرة وعب آالكهة اهللا اقض والي ا ين ه م ل ! ؟ ذلك على آون الشخص وليا هللا وإن لم يعلم منه ما يناقض والية اهللا، فكيف إذا علم من مث

ا وظاهر لم باطن ه وس ع الشرع الظاهر دون أن يعلم أنه ال يعتقد وجوب اتباع النبي صلى اهللا علي ه يتب د أن ل يعتق ا، بة ة الباطن ول . الحقيق يهم السالم ـ أو يق اء ـ عل ق األنبي ر طري ى اهللا غي ا إل اء اهللا طريق د أن ألولي اء : أو يعتق إن األنبي

يهم من ة، فهؤالء ف ضيقوا الطريق أو هم على قدوة العامة دون الخاصة ونحو ذلك مما يقوله بعض من يدعى الوأليفمن احتج بما يصدر عن أحدهم من خرق عادة على وأليتهم . فضال عن والية اهللا عز وجل .الكفر ما يناقض اإليمان

. آان أضل من اليهود والنصارى ان / ة اهللا، ومن آ وآذلك المجنون؛ فإن آونه مجنونا يناقض أن يصح منه األيمان والعبادات التي هى شرط في والي

. فيق أحيانايجن أحيانا وي

ا من ه مانع م يكن جنون ذا إذا جن ل إذا آان في حال إفاقته مؤمنا باهللا ورسوله ويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم، فهوآذلك من طرأ عليه . أن يثيبه اهللا على أيمانه وتقواه الذي أتى به في حال إفاقته، ويكون له من والية اهللا بحسب ذلك

ه من الجنون بعد إيمانه وت قواه، فإن اهللا يثيبه ويأجره على ما تقدم من أيمانه وتقواه، وال يحبطه بالجنون الذي ابتلي ب . غير ذنب فعله، والقلم مرفوع عنه في حال جنونه

لم يكن ألحد أن . فعلى هذا فمن أظهر الوالية وهو ال يؤدى الفرائض وال يجتنب المحارم بل قد يأتى بما يناقض ذلك

ارة، : يقول الجنون ت ه ب ان يغيب عقل ون أو آ ر جن ا من غي ان متوله ل آ ا، ب م يكن مجنون ذا إن ل هذا ولى هللا، فإن هافر، وإن و آ لم فه ه وس ويفيق أخرى وهو ال يقوم بالفرائض، بل يعتقد أنه ال يجب عليه اتباع الرسول صلى اهللا علي

ا يستحقه آان مجنونا باطنا وظاهرا قد ارتفع عنه القلم، فهذا تحقا لم يس هو مس وإن لم يكن معاقبا عقوبة الكافرين فلان ى هللا، ولكن إن آ ه ول ه أحد أن أهل األيمان والتقوى من آرامة اهللا عز وجل، فال يجوز على التقديرين أن يعتقد في

ن له في حال إفاقته فيه آفر أو وإن آا/ . له حالة في إفاقته آان فيها مؤمنا باهللا متقيا آان له من والية اهللا بحسب ذلكا نفاق أو آان آافرا أو منافقا ثم طرأ عليه الجنون، فهذا فيه من الكفر والنفاق ما يعاقب عليه، وجنونه ال يحبط عنه م

. يحصل منه حال إفاقته من آفر أو نفاق

في ليس ألولياء اهللا شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من األمور: فصـــل

اس إذا اس دون لب زون بلب اس في الظاهر من األمور المباحات فال يتمي وليس ألولياء اهللا شيء يتميزون به عن النل ا قي ا، آم ان مباح ره إذا آ م من : آان آالهما مباحا، وال بحلق شعر أو تقصيره أو ظف اء وآ م من صديق في قب آ

دع الظاهرة زنديق في عباء، بل يوجدون في جميع أصناف أمة محمد ص وا من أهل الب لى اهللا عليه وسلم إذا لم يكوناد والسيف، ويجدون في التجار والصناع م، ويوجدون في أهل الجه والفجور، فيوجدون في أهل القرآن وأهل العل

. والزراع

الى ه تع لم في قول ه وس م أ { : وقد ذآر اهللا أصناف أمة محمد صلى اهللا علي ك يعل ل إن رب ي اللي ن ثلث ى م وم أدن ك تق نوه ن تحص م أن ل ار عل ن ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنه ر م ا تيس اقرؤوا م يكم ف اب عل فت

Page 58: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

بيل القرآن علم أن سيكون من ي س اتلون ف كم مرضي وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يق . ] 20 : المزمل [ } الله فاقرؤوا ما تيسر منه

م / دين والعل ل ال مون أه ان السلف يس راء [ وآ اء والن ] الق يهم العلم دخل ف م في ك اس د ذل م حدث بع اك، ث الصوفية [ س

ذا هو الصحيح ] الصوفية [ واسم . ] والفقراء اس الصوف؛ ه ى لب ل . هو نسبة إل د قي اء : وق ى صفوة الفقه ه نسبة إل . إنل . إلى أهل الصفة : وقيل . إلى صوفة بن أد بن طابخة قبيلة من العرب آانوا يعرفون بالنسك : وقيل . ى الصفا إل : وقيصفي أو : وهذه أقوال ضعيفة؛ فإنه لوآان آذلك لقيل . إلى الصف المقدم بين يدى اهللا تعالى : وقيل . إلى الصفوة : وقيل

. صوفي : صفائى أو صفوى أو صفي، ولم يقل

ا ـ اسم راء [ وصار ـ أيض ه ] الفق ى ب ذا عرف حادث . أهل السلوك : يعن د تن . وه اس وق ا أفضل : ازع الن مسمى : أيم ؟ الغنى الشاآر أو الفقير الصابر : أيما أفضل : ويتنازعون ـ أيضا ـ ؟ ] الفقير [ أو مسمى ] الصوفي [

ن عطاء اس ب ي العب ين أب د وب ين الجني ان، . وهذه المسألة فيها نزاع قديم ب ا روأيت ل فيه ن حنب د ب د روى عن أحم وق

ال والصواب في الى ـ حيث ق اآم { : هذا آله ما قاله اهللا ـ تبارك وتع ى وجعلن ر وأنث ن ذآ اآم م ا خلقن اس إن ا الن ا أيه ي . ] 13 : الحجرات [ } شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أآرمكم عند الله أتقاآم

ه سئل / يرة ـ رضي اهللا عنه ـ عن النبي وفي الصحيح عن أبي هر لم أن ه وس اس أفضل : صلى اهللا علي ال ؟ أي الن : ق

ال . ليس عن هذا نسألك : قيل له . ) أتقاهم ( راهيم ( : فق ن إب ى اهللا اب ن إسحاق نب ى اهللا اب وب نب ن يعق ى اهللا اب يوسف نبذهب والفضة ؟ عن معادن العرب تسألوني ( : الفق . ليس عن هذا نسألك : فقيل له . ) خليل اهللا ادن ال ادن آمع اس مع . الن

. ) خيارهم في الجاهلية خيارهم في اإلسالم إذا فقهوا

. فدل الكتاب والسنة أن أآرم الناس عند اهللا أتقاهم

ى وال ألسود ال فضل لعربى على عجمى وال ( : وفي السنن عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ى عرب لعجمى عل . ) آلكم آلدم وآدم من تراب . على أبيض وال ألبيض على أسود إال بالتقوى

اس رجالن ( : وعنه ـ أيضا ـ صلى اهللا عليه وسلم أنه قال اء، الن : إن اهللا تعالى أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها باآلب

. ) مؤمن تقي، وفاجر شقي

ذه األصناف أتقى هللا فهو أآرم عند اهللا، وإذا استويا في التقى استويا في الدرجة فمن آان من ه

الى ] الفقر [ ولفظ ال تع ا ق ه آم ى خالق وق إل ر المخل ه فق راد ب ال، وي دقات { : في الشرع يراد به الفقر من الم ا الص إنمه { : وقال تعالى /، ] 60 : التوبة [ } للفقراء والمساآين ى الل راء إل اطر [ } يا أيها الناس أنتم الفق د مدح اهللا ـ . ] 15 : ف وق

روا { : أهل الصدقات، وأهل الفيء، فقال في الصنف األول : تعالى ـ في القرآن صنفين من الفقراء ذين أحص للفقراء الأل في سبيل الله ال يماهم ال يس رفهم بس ف تع ن التعف اس يستطيعون ضربا في األرض يحسبهم الجاهل أغنياء م ون الن

رة [ } إلحافا م أفضل الصنفين ـ ] 273 : البق اني ـ وه ال في الصنف الث اجرين ال { : ، وق راء المه ن للفق وا م ذين أخرج . ] 8 : الحشر [ } صادقونديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم ال

لم . اوهذه صفة المهاجرين الذين هجروا السيئات وجاهدوا أعداء اهللا باطنا وظاهر ه وس ي صلى اهللا علي : آما قال النب

المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى ( . ) اهللا عنه، والمجاهد من جاهد نفسه في ذات اهللا

ر ر ( : أما الحديث الذي يرويه بعضهم أنه قال في غزوة تبوك اد األآب ى الجه اد األصغر إل ا من الجه فال أصل ) جعن

له،ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى اهللا عليه وسلم وأفعاله، وجهاد الكفار من أعظم األعمال؛ بل هو الى ال اهللا تع ؤمنين غي { : أفضل ما تطوع به اإلنسان ق ن الم دون م توي القاع ي ال يس دون ف رر والمجاه ي الض ر أول

دين ى القاع هم عل أموالهم وأنفس دين ب ه المجاه ل الل هم فض أموالهم وأنفس ه ب بيل الل نى س ه الحس د الل ـلا وع ة وآ درج

Page 59: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

، 95 : النساء [ } اعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وآان الله غفورا رحيماوفضل الله المجاهدين على القر و { : وقال تعالى ] 96 وم اآلخ ه ال أجعلتم سقأية الحاج وعمارة المسجد الحرام آمن آمن بالله والي بيل الل ي س د ف جاه

بيل ي س م يستوون عند الله والله ال يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف هم أعظ أموالهم وأنفس ه ب اللن يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إ درجة عند الله وأولئك هم الفائزون

. ] 22ـ 19 : التوبة [ } الله عنده أجر عظيم

آنت عند النبي صلى اهللا عليه وسلم فقال : الوثبت في صحيح مسلم وغيره عن النعمان بن بشير ـ رضي اهللا عنه ـ ق د اإلسالم إال أن : ما أبالى أال أعمل عملا بعد اإلسالم إال أن أسقى الحاج، وقال آخر : رجل ا بع ما أبالى أن أعمل عمل

ب ي طال ن أب ى ب ال عل رام، وق ر المسجد الح ر : أعم ال عم ا، فق ا ذآرتم بيل اهللا أفضل مم ي س اد ف وا ال : الجه ترفع . أصواتكم عند منبر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ولكن إذا قضيت الصالة سألته، فسأله فأنزل اهللا تعالى هذه األية

ال د اهللا عز : وفي الصحيحين عن عبد اهللا بن مسعود ـ رضي اهللا عنه ـ ق ال أفضل عن ا رسول اهللا، أي األعم قلت ي

م أي : قلت ) الصالة على وقتها ( : قال ؟ وجل ال ؟ ث دين ( : ق ر الوال م أي : قلت . ) ب ال ؟ ث اد في سبيل اهللا ( : ق ال ) الجه : قي /حدثنى بهن رسول اهللا و استزدته لزادن ه ) صلى اهللا عليه وسلم ول لم أن ه وس ه صلى اهللا علي ، وفي الصحيحين عن

. ) حج مبرور ( : قال ؟ ثم ماذا : ، قيل ) هاد في سبيلهأيمان باهللا وج ( قال ؟ أي األعمال أفضل : سئل

ال ( : يا رسول اهللا، أخبرنى بعمل يعدل الجهاد في سبيل اهللا قال : وفي الصحيحين أن رجلا قال له صلى اهللا عليه وسلم . ) ؟ ن تصوم وال تفطر وتقوم وال تفتر هل تستطيع إذا خرج المجاهد أ ( : فأخبرني به قال : قال ) تستطيعه أو ال تطيقه

ال يمن فق ى ال اذ، ( : وفي السنن عن معاذ ـ رضي اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه وصاه لما بعثه إل ا مع ي

دع أن يا معاذ، إنى ألحبك، ( : ، وقال ) اتق اهللا حيثما آنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن فال تا ( : ، وقال له ـ وهو رديفه ) اللهم أعنى على ذآرك وشكرك وحسن عبادتك : تقول في دبر آل صالة يا معاذ، أتدري م

اد . حقه عليهم أن يعبدوه وال يشرآوا به شيئا ( : قال . اهللا ورسوله أعلم : قلت ) ؟ حق اهللا على عباده ا حق العب أتدري م . ) حقهم عليهم أال يعذبهم ( : قال . اهللا ورسوله أعلم : قلت ) ؟ ا فعلوا ذلك على اهللا إذ

اد في سبيل اهللا / رأس األمر اإلسالم، وعموده الصالة، وذروة ( : وقال ـ أيضا ـ لمعاذ نامه الجه ال ) س اذ، ( : ، وق ا مع ي

ل الصوم جنة، والصدقة تطفئ ال ؟ أال أخبرك بأبواب البر ام الرجل في جوف اللي ) خطيئة آما يطفئ الماء النار، وقين تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم { ثم قرأ م م نفس ما أخفي له

ه ( : ، ثم قال ] 17، 16 : السجدة [ } انوا يعملونقرة أعين جزاء بما آ ك آل رك بمالك ذل اذ، أال أخب ى : قلت ) ؟ يا مع ! بله : فأخذ بلسانه، قال ) أمسك عليك لسانك هذا ( : فقال تكلم ب ا ن ال ؟ يا رسول اهللا، وإنا لمؤاخذون بم ا ( : فق ثكلتك أمك ي

. ) اس في النار على مناخرهم إال حصائد ألسنتهموهل يكب الن ! معاذ

من آان يؤمن باهللا واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ( : وتفسير هذا ما ثبت في الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قالدائم ) ليصمت ا الصمت ال ه، فأم تكلم ب ر من ال ه، والصمت عن الشر خي فبدعة فالتكلم بالخير خير من السكوت عن

ي ا ثبت ف ا، آم ة أيض دع المذموم ذلك من الب اء، ف ز واللحم وشرب الم اع عن أآل الخب ذلك االمتن ا، وآ منهى عنهال : صحيح البخارى عن ابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ أن النبي صلى اهللا عليه وسلم رأي رجلا قائما في الشمس فق

الوا ) ؟ ما هذا ( ذر أ : فق و إسرائيل ن ه أب ي صلى اهللا علي ال النب تكلم ويصوم، فق وم في الشمس وال يستظل وال ي ن يق . ) مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه ( : وسلم

وأينا : أن رجالا سألوا عن عبادة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فكأنهم تقالوها فقالوا : وثبت في الصحيحين عن أنس/

ام : وقال اآلخر . أما أنا فأصوم وال أفطر : ثم قال أحدهم ! ؟ صلى اهللا عليه وسلم مثل رسول اهللا أقوم وال أن ا ف ا أن . أم . أما أنا فال آآل اللحم : وقال اآلخر

ذ ( : أما أنا فال أتزوج النساء، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : وقال اآلخر ول أحدهم آ ذا ما بال رجال يق ! ؟ ا وآ

ي يس من ا؛ : أي ) ولكنى أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآآل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فل سلك غيرهراهيم إال { : ظانا أن غيرها خير منها، فمن آان آذلك فهو برىء من اهللا ورسوله، قال تعالى ة إب ن مل ب ع ن يرغ وم

Page 60: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د . ] 130 : البقرة [ } فسهمن سفه ن ر الهدى هدى محم ر الكالم آالم اهللا، وخي بل يجب على آل مسلم أن يعتقد أن خي . صلى اهللا عليه وسلم، آما ثبت عنه في الصحيح أنه آان يخطب بذلك آل يوم جمعة

في ليس من شرط ولي اهللا أن يكون معصوما ال يغلط وال يخطئ :فصـــل

من شرط ولى اهللا أن يكون معصوما ال يغلط وال يخطئ، بل يجوز أن يخفي عليه بعض علم الشريعة، ويجوز وليس

اهللا عنه، ويجوز أن يظن في / أن يشتبه عليه بعض أمور الدين، حتى يحسب بعض األمور مما أمر اهللا به ومما نهىا من بعض الخوارق أنها من آرامات أولياء اهللا تعالى وتكون من الشيطا ه، وال يعرف أنه ن لبسها عليه لنقص درجت

أ والنسيان ة عن الخط ذه األم الى ـ تجاوز له الشيطان وإن لم يخرج بذلك عن والية اهللا تعالى؛ فإن اهللا ـ سبحانه وتعالى ال تع ه، فق ون { : وما استكرهوا علي ه والمؤمن ن رب ه م زل إلي ا أن ول بم ن الرس ه آم ه وآتب ه ومآلئكت ن بالل ل آم آ

ا ورسله ال نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المص عها له ا إال وس ير ال يكلف الله نفسن ا اآتسبت ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا وال تحمل علينا إصرا آما حملما آسبت وعليها م ته على الذين م

ا وارحمن ر لن ا واغف ف عن ه واع ا ب ة لن ا ال طاق ا م ا وال تحملن افرين قبلنا ربن وم الك ى الق رنا عل ا فانص ت موالن } آ أن . ] 286، 285 : البقرة [

ال اس ـ : وقد ثبت في الصحيحين أن اهللا ـ سبحانه ـ استجاب هذا الدعاء وق ن عب لم عن اب ي صحيح مس ت، فف د فعل ق

ال ة : رضي اهللا عنهما ـ ق ذه اآلي ا نزلت ه د { لم اء وإن تب ن يش ر لم ه فيغف ه الل بكم ب وه يحاس كم أو تخف ي أنفس ا ف وا مدخل قلوبهم منها شىء لم يدخلها قبل ذلك شىء أشد : قال ] 284 : البقرة [ } ويعذب من يشاء والله على آل شيء قدير

ة و لم منه، فقال النبي صلى اهللا علي وا ( : س لمنا : قول ا وس ال ) سمعنا وأطعن أنزل اهللا : ق وبهم ف ان في قل ألقى اهللا اإليم فحملته ربنا وال تحمل علينا إصرا آما { قد فعلت : قال اهللا } أو أخطأنا { : إلى قوله } ال يكلف الله نفسا إال وسعها { : تعالى

ا { : قد فعلت : قال } على الذين من قبلنا ت موالن آ أن ا وارحمن ر لن ا واغف ف عن ه واع ا ب ة لن ا ال طاق ا م ا وال تحملن ربنالى : قال } فانصرنا على القوم الكافرين ال تع د ق د فعلت وق دت { : ق ا تعم ن م ه ولك أتم ب ا أخط اح فيم يكم جن يس عل ول

. ] 5 : األحزاب [ } قلوبكم

ا ـ ن العاص ـ رضي اهللا عنهم رة وعمرو ب وثبت في الصحيحين عن النبي صلى اهللا علية وسلم من حديث أبى هريه ) م فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر إذا اجتهد الحاآ ( : مرفوعا أنه قال ل جعل ل د المخطئ، ب ؤثم المجته م ي فل

ى اهللا ان ول أجرا على اجتهاده، وجعل خطأه مغفورا له ولكن المجتهد المصيب له أجران فهو أفضل منه، ولهذا لما آولى اهللا أن يجوز أن يغلط لم يجب على الناس اإليمان بجميع ما يقوله من هو ولى هللا لئال يكون ل وال يجوز ل ا، ب نبي

ا من ة وخطاب ا ومحادث راه إلهام ا ي ه مم ع ل ا يق ى م ا للشرع وعل ه إال أن يكون موافق يعتمد على ما يلقى إليه في قلبم ه ل ه وإن خالف ه قبل إن وافق الحق، بل يجب عليه أن يعرض ذلك جميعه على ما جاء به محمد صلى اهللا علية وسلم ف

. لم أموافق هو أم مخالف توقف فيه يقبله، وإن لم يع

ه . طرفان وسط ] ثالثة أصناف [ والناس في الباب ا يظن أن فمنهم من إذا اعتقد في شخص أنه ولى هللا وافقه في آل ميس بموافق للشرع أخرجه / حدث ا ل ال أو فعل م د ق به قلبه عن ربه، وسلم إليه جميع ما يفعله، ومنهم من إذا رآه ق

ان عن والية ا إذا آ ار األمور أوساطها وهو أال يجعل معصوما وال مأثوم اهللا بالكلية وإن آان مجتهدا مخطئا، وخي . مجتهدا مخطئا، فال يتبع في آل ما يقوله، وال يحكم عليه بالكفر والفسق مع اجتهاده

ول بعض الف ا إذا خالف ق ه رسوله، وأم م يكن والواجب على الناس اتباع مع بعث اهللا ب ول آخرين ل اء، ووافق ق قه

. هذاخالف الشرع : ألحد أن يلزمه يقول المخالف ويقول

ي ( : وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى اهللا علية وسلم أنه قال إن يكن في أمت قد آان في األمم قبلكم محدثون، فيكم عمر ( : لم أنه قالوروى الترمذي وغيره عن النبي صلى اهللا علية وس ) أحد فعمر منهم يكم لبعث ف ) لو لم أبعث فن ) لو آان نبى بعدى لكان عمر ( : ، وفيه ) إن اهللا ضرب الحق على لسان عمر وقلبه ( : وفي حديث آخر ى ب ان عل ، وآ

ه من رو . ما آنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر : أبى طالب ـ رضي اهللا عنه ـ يقول ذا عن ة الشعبى ثبت ه . ايا نتحدث : وعن قيس بن طارق قال . إني ألراه آذا، إال آان آما يقول : ما آان عمر يقول في شيء : وقال ابن عمر آن

Page 61: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ى / : وآان عمر يقول . أن عمر ينطق على لسانه ملك ه تتجل ون، فإن ا يقول نهم م اقتربوا من أفواه المطيعين واسمعوا م . لهم أمور صادقة

ى وهذه ين هي األمور الت ى للمطيع ا تتجل ه ـ أنه ن الخطاب ـ رضي اهللا عن ا عمر ب ر به ى أخب األمور الصادقة الت

ى بكر . يكشفها اهللا عز وجل لهم د أب ة بع ذه األم ات ومكاشفات؛ فأفضل هؤالء في ه اء اهللا مخاطب فقد ثبت أن ألولي . نبيها أبو بكر ثم عمرعمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنهما ـ فإن خير هذه األمة بعد

د صلى اهللا ة محم أى محدث ومخاطب فرض في أم ة، ف ذه األم وقد ثبت في الصحيح تعيين عمر بأنه محدث في هه ع ل ا يق ه، فيعرض م ا هو الواجب علي ه ـ يفعل م علية وسلم فعمر أفضل منه، ومع هذا فكان عمر ـ رضي اهللا عن

ه على ما جاء به الرسول صلى اهللا علية و رآن بموافقت زل الق ا ن ك من فضائل عمر آم ه فيكون ذل ارة يوافق لم، فت سة المشرآين، والحديث د رأى محارب ان ق ا آ غيره مرة، وتارة يخالفه فيرجع عمر عن ذلك آما رجع يوم الحديبية لم

ه المسلم د اعتمر سنة ست من الهجرة ومع لم ق ون نحو معروف في البخارى وغيره، فإن النبي صلى اهللا علية وسى أن نهم عل ه وبي ة جرت بين د مراجع د صالح المشرآين بع ان ق ألف وأربعمائة وهم الذين بايعوه تحت الشجرة، وآ

ى المسلمين في وع غضاضة عل ا ن م شروطا فيه الظاهر، / يرجع في ذلك العام ويعتمر بعد العام القابل، وشرط لهره فشق ذلك على آثير من المسلمين، وآان اهللا ورسوله أعل يمن آ ان عمر ف ك من المصلحة، وآ م وأحكم بما في ذل

لم ة وس ى الباطل : ذلك حتى قال للنبى صلى اهللا علي ى الحق وعدونا عل نا عل ا رسول اهللا، ألس ال ؟ ي ى ( : ق ال ) بل : قار ال ؟ أفليس قتالنا في الجنة وقتالهم في الن ى ( : ق ال ) بل ة في دينن : ق ي ، ! ؟ ا فعالم نعطى الدني ه النب ال ل ى ( : فق إنال ) رسول اهللا وهو ناصرى، ولست أعصيه م ق ه : ث أتى البيت ونطوف ب ا ن دثنا أن م تكن تح ال ؟ أفل ى ( : ق ال . ) بل : ق

ه فذهب عمر إلى أبى بكر رضي ) إنك آتيه ومطوف به ( : ال، قال : قال ) ؟ إنك تأتيه العام . أقلت لك ( ال ل اهللا عنهما فقلم ة وس ة هللا وللنبي صلى اهللا علي مثل ما قال النبي صلى اهللا علية وسلم، فكان أبو بكر ـ رضي اهللا عنه ـ أآمل موافق

. فعملت لذلك أعمالا : من عمر، وعمر ـ رضي اهللا عنه ـ رجع عن ذلك، وقال

. إنه مات رجع عمر عن ذلك : وال، فلما قال أبو بكروآذلك لما مات النبي صلى اهللا علية وسلم أنكر عمر موته أ

اة [ وآذلك في انعي الزآ ال م ى بكر ] قت ال عمر ألب لم : ق ة وس ال رسول اهللا صلى اهللا علي د ق اس وق ل الن : آيف نقاترت أن ( موا / أم ك عص وا ذل إذا فعل ول اهللا، ف ى رس ه إال اهللا، وأن هدوا أن ال إل ى يش اس حت ل الن اءهم أقات ى دم من

فإن الزآاة من حقها، واهللا لو منعونى ! ؟ ) إال بحقها ( : ألم يقل : فقال له أبو بكر ـ رضي اهللا عنه ـ ) وأموالهم إال بحقهاا هو إال أن رأيت اهللا : قال عمر . عناقا آانوا يؤدونها إلى رسول اهللا صلى اهللا علية وسلم لقاتلتهم على منعها واهللا م ف

. قد شرح صدر أبى بكر للقتال، فعلمت أنه الحق

ة وق مرتب ة الصديق ف إن مرتب ه ـ محدث، ف ولهذا نظائر تبين تقدم أبى بكر على عمر، مع أن عمر ـ رضي اهللا عنيس ه ل ياء، وقلب ه أش المحدث؛ ألن الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم آل ما يقوله ويفعله، والمحدث يأخذ عن قلب

ه ـ يشاور بمعصو ان عمر ـ رضي اهللا عن ذا آ لم، وله ة وس م فيحتاج أن يعرضه على ما جاء به النبي صلى اهللا علييهم تج عل ياء فيح ي أش ه ف ور، وينازعون ي بعض األم يهم ف ع إل اظهرهم ويرج نهم ـ وين الصحابة ـ رضي اهللا ع

وا أ : ويحتجون عليه بالكتاب والسنة، ويقررهم على منازعته، وال يقول لهم نا محدث ملهم مخاطب فينبغى لكم أن تقبله وا من ى أتباعه أن يقبل ه مخاطب يجب عل منى وال تعارضونى، فأى أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنه ولى هللا وأنآل ما يقوله وال يعارضوه، ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون، ومثل هذا من أضل

ه، / ن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ أفضل منه وهو الناس، فعمر ب ا يقول ه فيم أمير المؤمنين، وآان المسلمون ينازعونرك إال رسول اهللا ه ويت ى أن آل أحد يؤخذ من قول ا عل ة وأئمته وهو وهم على الكتاب والسنة، وقد اتفق سلف األم

. صلى اهللا علية وسلم

رون وهذا من الفروق بين األنبياء وغيرهم، فإن ا يخب ع م ان بجمي م اإليم األنبياء صلوات اهللا عليهم وسالمه يجب لهبه عن اهللا عز وجل وتجب طاعتهم فيما يأمرون به، بخالف األولياء فإنهم ال تجب طاعتهم في آل ما يأمرون به وال

ه، اإليمان بجميع ما يخبرون به، بل يعرض أمرهم وخبرهم على الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب وا لسنة وجب قبولى وما خالف الكتاب والسنة آان مردودا، وإن آان صاحبه من أولياء اهللا، وآان مجتهدا معذورا فيما قاله، له أجر عل

ا استطاع، . اجتهاده لكنه إذا خالف الكتاب والسنة آان مخطئا، وآان من الخطأ المغفور إذا آان صاحبه قد اتقى اهللا م

Page 62: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ق { : ،وهذا تفسير قوله تعالى ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : فإن اهللا تعالى يقول ه ح وا الل يا أيها الذين آمنوا اتقذآر فال ينسى، وأن يش : قال ابن مسعود وغيره ] 102 : آل عمران [ } تقاته ه أن يطاع فال يعصى، وأن ي كر حق تقات

الى ال تع ا ق عها، آم ا إال وس الى ال يكلف نفس إن اهللا تع تطاعتكم ف ر، أى بحسب اس ال يكف ا إال { : ف ه نفس ف الل ال يكلبت ا اآتس ا م رة [ } وسعها لها ما آسبت وعليه الى ] 286 : البق ال تع وا { : ، وق وا وعمل ذين آمن ف وال الحات ال نكل الص

وأوفوا الكيل والميزان بالقسط { : ، وقال تعالى ] 42: األعراف [ } نفسا إال وسعها أولـئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون . ] 152 : األنعام [ } ال نكلف نفسا إال وسعها

زل { : وقد ذآر اهللا ـ سبحانه وتعالى ـ اإليمان بما جاءت به األنبياء في غير موضع آقوله تعالى قولوا آمنا بالله ومآ أن

ى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسلمون ه مس ن ل رة [ } ال نفرق بين أحد منهم ونح الى ] 136 : البق ال تع ين { : ، وق دى للمتق ه ه ب في اب ال ري ك الكت م ذل ال

ب و ون بالغي ذين يؤمن ن قبل ال زل م ا أن ك وم زل إلي ا أن ون بم ذين يؤمن ون وال اهم ينفق ا رزقن الة ومم ون الص ك يقيمرة [ } وباآلخرة هم يوقنون أولـئك على هدى من ربهم وأولـئك هم المفلحون الى ] 5ـ 1 : البق ال تع ر أن { : ، وق يس الب ل

ال تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولـكن البر من آمن بالله واليوم اآلخر والمآل ى الم ين وآت اب والنبي ة والكت ئكون على حبه ذوي القربى واليت اة والموف ى الزآ الة وآت ام الص اب وأق ي الرق امى والمساآين وابن السبيل والسآئلين وف

ون ولـبعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولـئك الذين صدقوا وأ م المتق رة [ } ئك ه : البق177 [ .

ره ه أو لغي وهذا الذي ذآرته من أن أولياء اهللا يجب عليهم االعتصام بالكتاب والسنة، وأنه ليس فيهم معصوم يسوغ ل

يس اتباع ما يقع في قلبه من غير اعتبار بالكتاب والسنة هو مما اتفق عليه أولياء اهللا عز وجل، من خالف ذا فل في ه . باتباعهم؛ بل إما أن يكون آافرا، وإما أن يكون مفرطا في الجهل / من أولياء اهللا ـ سبحانه ـ الذين أمر اهللا

ا إال : وهذا آثير في آالم المشايخ آقول الشيخ أبى سليمان الدارانى وم فال أقبله ة من نكت الق ى النكت إنه ليقع في قلب

. نة الكتاب والس : بشاهدين

رآن ويكتب الحديث ال يصلح : وقال أبو القاسم الجنيد رحمة اهللا عليه رأ الق علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقوال وفعال نطق : وقال أبو عثمان النيسابورى . ال يقتدى به : أو قال . له أن يتكلم في علمنا ى نفسه ق من أمر السنة عل

ديم بالحكمة، ومن أمر اله ه الق ول في آالم الى يق ا نطق بالبدعة؛ ألن اهللا تع ا وفعل ى نفسه قول وه { وى عل وإن تطيع . آل وجد ال يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل : وقال أبو عمرو بن نجيد ] 54 : النور [ } تهتدوا

لم وآثير من الناس يغلط في هذا الموضع فيظن في شخص أنه ولى هللا ه ويس ، ويظن أن ولى اهللا يقبل منه آل ما يقول

ه ا بعث اهللا ب ه، ويخالف م ك الشخص ل إليه آل ما يقوله ويسلم إليه آل ما يفعله وإن خالف الكتاب والسنة فيوافق ذله، ه وأعدائ ين أوليائ ارق ب ه الف ر، وجعل رسوله الذي فرض اهللا على جميع الخلق تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أم

اده / وبين أهل الجنة وأهل النار، وبين السعداء واألشقياء فمن اتبعه آان من أولياء اهللا المتقين، وجنده المفلحين، وعبك الشخص أوال ة ذل الصالحين، ومن لم يتبعه آان من أعداء اهللا الخاسرين المجرمين، فتجره مخالفة الرسول وموافق

ول { : لنفاق، ويكون له نصيب من قوله تعالىإلى البدعة والضالل، وآخرا إلى الكفر وا ه يق ويوم يعض الظالم على يدين الشيطان عن الذآر بعد إذ جاءني وآايا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني

ا { : ، وقوله تعالى ] 29ـ 27 : الفرقان [ } للإنسان خذولا ه وأطعن ا الل ا أطعن ا ليتن ون ي ار يقول ي الن وههم ف يوم تقلب وجومن الناس من { : ، وقوله تعالى ] 68ـ 66 : األحزاب [ } أضلونا السبيلاالرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وآبراءنا ف

رون الع يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم آحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى ا وا إذ ي وة لذين ظلم ذاب أن القذين لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا ال ال باب وق العذاب وتقطعت بهم األس

ن اتبعوا لو أن لنا آرة فنتبر ارجين م ار أ منهم آما تبرؤوا منا آذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخ } الن . ] 167ـ 165 : البقرة [

يهم ارهم و { : وهؤالء مشابهون للنصارى الذين قال اهللا تعالى ف ذوا أحب ن اتخ يح اب ه والمس ن دون الل ا م انهم أرباب رهب

رآون ا يش بحانه عم و س ة [ } مريم وما أمروا إال ليعبدوا إلـها واحدا ال إلـه إال ه ند وصححه / ، وفى ] 31 : التوب المسال الترمذى عن عدى بن حاتم في تفسير ا فق لم عنه ة وس ي صلى اهللا علي ا سأل النب ال : ه هذه اآلية لم دوهم؛ فق ا عب م

Page 63: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اهم ( : النبي صلى اهللا علية وسلم ادتهم إي ذه عب ذا ) أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحالل فأطاعوهم، وآانت ه ، ولهه الرسول إنما حرموا الوصول بتضييع األصول، فإن أصل األصول تح : قيل في مثل هؤالء ا جاء ب ان بم ق اإليم قي

ان د من اإليم لم، فال ب ة وس ه الرسول صلى اهللا علي صلى اهللا علية وسلم فال بد من اإليمان باهللا ورسوله وبما جاء بوآهم ادهم مل ائهم وعب م، علم بأن محمدا رسول صلى اهللا علية وسلم إلى جميع الخلق إنسهم وجنهم، وعربهم وعجمه

ريق إلى اهللا عز وجل ألحد من الخلق إال بمتابعته باطنا وظاهرا، حتى لو أدرآه موسى وعيسى وسوقتهم، وإنه ال طم { : وغيرهما من األنبياء لوجب عليهم اتباعه آما قال تعالى ة ث اب وحكم ن آت تكم م ا آتي وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لم

هدوا صدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالواجاءآم رسول م ال فاش أقررنا ق ] 82، 81 : آل عمران [ } وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولـئك هم الفاسقون

ا ـ اس ـ رضي اهللا عنهم ن عب ال اب ه : ق ؤمنن ب د وهو حى لي ئن بعث محم اق ل ه الميث ا إال أخذ علي ا بعث اهللا نبي م

ال د ق الى / ولينصرنه، وأمره أن يأخذ على أمتى الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه، وق م { : تع ألروا أن ى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاآموا إتر إل د أم اغوت وق ى الط ل

افقين يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضاللا بعيدا وإذا قيل لهم ت المن ول رأي ى الرس ه وإل زل الل تعالوا إلى ما أنا يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جآؤوك يحلفون بالل انا وتوفيق ه إن أردنا إال إحس

ا هم قول ي أنفس ول إال أولـئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم ف ن رس لنا م ا أرس ا وم بليغال ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآؤوك فا ا ف ا رحيم ه تواب دوا الل ول لوج ستغفروا الله واستغفر لهم الرس

ا ق ا مم هم حرج ي أنفس دوا ف م ال يج نهم ث جر بي ا ش وك فيم ى يحكم ون حت ك ال يؤمن ليما ورب لموا تس يت ويس } ض . ] 65ـ 60 : النساء [

ى هللا، وإن ه ول ى أن ره عل ى أم ه بن ى اهللا فإن ه ول وآل من خالف شيئا مما جاء به الرسول مقلدا في ذلك لمن يظن أنل م يقب م بإحسان ل ابعين له ابر الصحابة والت اء اهللا آأآ ولى اهللا ال يخالف في شىء ولو آان هذا الرجل من أآبر أولي

د ! ؟ لف الكتاب والسنة، فكيف إذا لم يكن آذلك منه ما خا ه ق ا هللا أن وتجد آثيرا من هؤالء عمدتهم في اعتقاد آونه ولير ى شخص فيموت، أو يطي صدر عنه مكاشفة في بعض األمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة مثل أن يشير إل

ا، / في الهواء إلى مكة أو غيرها اء أحيان ى الم ات من أو يمشى عل واء، أو ينفق بعض األوق ا من اله أو يمأل إبريقاءه فقضى د ج رآه ق الغيب أو أن يختفي أحيانا عن أعين الناس، أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت فحاجته، أو يخبر الناس بما سرق لهم، أو بحال غائب لهم أو مريض أو نحو ذلك من األمور، وليس في شىء من هذه

اء األم ى الم ور ما يدل على أن صاحبها ولى هللا، بل قد اتفق أولياء اهللا على أن الرجل لو طار في الهواء أو مشى عل . لم يغتر به حتى ينظر متابعته لرسول اهللا صلى اهللا علية وسلم وموافقته ألمره ونهيه

د وآرامات أولياء اهللا تعالى أعظم من هذه األمور، وهذه األمور الخارقة لل ا هللا فق عادة وإن آان قد يكون صاحبها ولي

دع، افقين، وتكون ألهل الب اب والمن ار والمشرآين وأهل الكت يكون عدوا هللا، فإن هذه الخوارق تكون لكثير من الكفاء اهللا ر أولي ل يعتب ى هللا، ب ه ول ذه األمور أن ه شىء من ه ان ل وتكون من الشياطين، فال يجوز أن يظن أن آل من آ

ة بصفاته ان الباطن ائق اإليم رآن وبحق ان والق ور اإليم ون بن اب والسنة ويعرف م وأفعالهم وأحوالهم التى دل عليها الكت . وشرائع اإلسالم الظاهرة

د توجد في أشخاص ويكون أحدهم ال يتوضأ؛ وال يصلى الصلوات : مثال ذلك ا ق ذآورة وأمثاله أن هذه األمور الم

ون ل يك ة، ب ا/ المكتوب ه مالبس ل، رائحت ابر والمزاب امين والمق ات والقم ى الحمام أوى إل ا للكالب، ي للنجاسات معاشال تدخل المالئكة بيتا فيه جنب ( : خبيثة، ال يتطهر الطهارة الشرعية، وال يتنظف، وقد قال النبي صلى اهللا علية وسلم

ة ) وال آلب ذه األخلي ال عن ه ذه الحشوش محتضرة ( : وق ال أى ) إن ه اتين ( : يحضرها الشيطان وق من أآل من ه . ) الشجرتين الخبيثتين فال يقربن مسجدنا، فإن المالئكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم

تلن في الحل ( : وقال ) إن اهللا نظيف يحب النظافة ( : وقال ) إن اهللا طيب ال يقبل إال طيبا ( : وقال خمس من الفواسق يقور : رموالح ة ) الحية والفأرة والغراب والحدأة والكلب العق ة والعقرب ( : وفي رواي وأمر صلوات اهللا وسالمه . ) الحي

راط ( : عليه بقتل الكلب وقال وم قي ه آل ي ا وال ضرعا نقص من عمل ه زرع ال . ) من اعتنى آلبا ال يغنى عن ال ( : وق . ) إذا ولغ الكلب في إناء أحدآم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب ( : وقال ) تصحب المالئكة رفقة معهم آلب

Page 64: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون ورحمتي وسعت آل شيء فسأآتبها للذين يتقون ويؤتون الزآـاة والذين هم بآياتنا ي { : وقال تعالى ذين يتبع ؤمنون الالمعر أمرهم ب ل الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة واإلنجيل ي ر ويح ن المنك اهم ع وف وينه

رهم و نهم إص ع ع ث ويض يهم الخبآئ رم عل ات ويح م الطيب زروه له ه وع وا ب ذين آمن يهم فال ت عل ي آان الل الت األغ . ] 157، 156 : األعراف [ } ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولـئك هم المفلحون

ى تحضرها فإذا آان الشخص مباشرا للنجاسات والخبائث التى يحبها الشي طان أو يأوى إلى الحمامات والحشوش الت

ول ونحوه من الشياطين، أو يأآل الحيات والعقارب والزنابير، وإذ أن الكالب التى هي خبائث وفواسق أو يشرب البة شيخه، وال ى ناحي النجاسات التى يحبها الشيطان، أو يدعو غير اهللا فيستغيث بالمخلوقات ويتوجه إليها، أو يسجد إل

ى ي أوى إل ة، أو ي ل والمواضع النجس ى المزاب أوى إل ران أو ي المين، أو يالبس الكالب أو الني رب الع دين ل خلص اله دم علي ه ويق المقابر، وال سيما إلى مقابر الكفار من اليهود والنصارى أو المشرآين، أو يكره سماع القرآن وينفر عن

اء الشيطان ال سماع األغانى واألشعار، ويؤثر سماع مزامير الشيطان ذه عالمات أولي رحمن، فه على سماع آالم ال . عالمات أولياء الرحمن

ال يسأل أحدآم عن نفسه إال القرآن، فإن آان يحب القرآن فهو يحب اهللا، وإن آان : قال ابن مسعود ـ رضي اهللا عنه ـ

ه ان ـ رضي اهللا عن ن عف ا شبعت من :ـ يبغض القرآن فهو يبغض اهللا ورسوله، وقال عثمان اب ا لم و طهرت قلوبن لاق في : آالم اهللا عز وجل، وقال ابن مسعود اء ينبت النف ل، والغن اء البق ا ينبت الم ان في القلب آم الذآر ينبت اإليم

. القلب آما ينبت الماء البقل د قذف اهللا وإن آان الرجل خبيرا بحقائق اإليمان الباطنة فارقا بين األحوال الرحمانية واألح/ وال الشيطانية، فيكون ق

م { : في قلبه من نوره، آما قال تعالى ل لك ه ويجع ن رحمت ين م ؤتكم آفل وله ي وا برس يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمند [ } حيمنورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور ر الى ] 28 : الحدي ال تع ا { : ، وق ا م ن أمرن ا م ك روح ا إلي ذلك أوحين وآ

ا ؤم ] 52: الشورى [ } آنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادن ذا من الم نين فهال لم ق ة وس وا فراسة ( الذين جاء فيهم الحديث الذي رواه الترمذى عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى اهللا علي اتق

. ، قال الترمذى حديث حسن ) المؤمن، فإنه ينظر بنور اهللا

ه ال في ره ق ي بالنوا ( : وقد تقدم الحديث الصحيح الذي في البخارى وغي دي يتقرب إل زال عب إذا ال ي ه، ف ى أحب ل حت في يسمع، ا، فب أحببته آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التى يمشي بهه ا فاعل وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني ألعطينه، ولئن استعاذني ألعيذنه، وما ترددت في شىء أن

. ) موت وأآره مساءته، وال بد له منهترددى في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره ال

د درهم الجي ين ال رق الصيرفي ب ا يف اء الشيطان، آم رحمن وأولي اء ال ين حال أولي رق ب د من هؤالء ف ان العب فإذا آرق من يعرف الفروسية / والدرهم الزيف، وآما يفرق من يعرف الخيل بين الفرس الجيد والفرس الردىء، وآما يف

ان، وآما أنه يجب الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبئ الكذاب، فيفرق بين محمد الصادق األمين بين الشجاع والجبرسول رب العالمين وموسى والمسيح وغيرهم، وبين مسيلمة الكذاب، واألسود العنسى، وطليحة األسدى، والحارث

. المتقين وأولياء الشيطان الضالينالدمشقى، وباباه الرومى، وغيرهم من الكذابين، وآذلك يفرق بين أولياء اهللا في حقيقة الدين: فصـــل ة [ و نهم شرعة ] الحقيق ان لكل م اء والمرسلون، وإن آ ا األنبي ا اتفق عليه المين ـ هي م ن رب الع دين ـ دي ة ال ، حقيق

الى ] 48 : المائدة [ } شرعة ومنهاجا لكل جعلنا منكم { : هي الشريعة، قال اهللا تعالى ] الشرعة [ فـ . ومنهاج ال تع م { : ، وق ثالمين جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن ي يئا وإن الظ ه ش ن الل ك م وا عن غن

. ] 19، 18 : الجاثية [ } م أولياء بعض والله ولي المتقينبعضه ن { : هو الطريق، قال تعالى ] المنهاج [ و رض ع ن يع ه وم نهم في دقا لنفت اء غ قيناهم م ة لأس ى الطريق تقاموا عل وألو اس

. ] 17، 16 : الجن [ } ه يسلكه عذابا صعداذآر رب

Page 65: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ادة / فالشرعة بمنزلة الشريعة للنهر، والمنهاج هو الطريق الذي سلك فيه والغاية المقصودة هي حقيقة الدين، وهي عبسلم لغيره، فمن استسلم اهللا وحده ال شريك له، وهي حقيقة دين اإلسالم، وهو أن يستسلم العبد هللا رب العالمين، ال يست

ان ] 116 : النساء [ } ال يغفر أن يشرك به { : له ولغيره آان مشرآا، واهللا ه آ ل استكبر عن عبادت لم هللا ب م يستس ومن ل . ] 60 : غافر [ } إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { : ممن قال اهللا فيه

ل { : ودين اإلسالم هو دين األولين واآلخرين من النبيين والمرسلين، وقوله تعالى ن يقب ا فل الم دين ر اإلس ومن يبتغ غي

. عام في آل زمان ومكان ] 85 : آل عمران [ } منه

باط وموسى و وب واألس راهيم ويعق وح وإب ده ال فن ادة اهللا وح و عب ذي ه الم ال نهم اإلس م دي ون آله عيسى والحواريأجمعوا { : شريك له، قال اهللا تعالى عن نوح ت ف ه توآل ى الل ه فعل ات الل يا قوم إن آان آبر عليكم مقامي وتذآيري بآي

راهيم إال { : ، وقال تعالى ] 72، 71 : يونس [ } أن أآون من المسلمين وأمرت { : إلى قوله } أمرآم ة إب ومن يرغب عن ملل من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في اآلخرة لمن الصالحين إذ قال له رب المين ه أس رب الع لمت ل ال أس م ق

وتن إال وأ ال تم دين ف م ال طفي لك ه اص ي إن الل ا بن وب ي ه ويعق راهيم بني ا إب لمون ووصى به تم مس رة [ } ن ـ 130 : البقالى ] 132 ال تع وم { : ، وق ا ق ى ي ال موس لمين وق تم مس وا إن آن ه توآل ه فعلي تم بالل تم آمن ونس [ } إن آن ال ] 84 : ي وقي توفني مسلما وأل { : ، وقال يوسف عليه السالم ] 126 : األعراف [ } ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين { : السحرة حقن

الى ] 44 : النمل [ } أسلمت مع سليمان لله رب العالمين { : ، وقالت بلقيس ] 101 : يوسف [ } بالصالحين م { : ، وقال تع يحكانيون واأل ادوا والرب ذين ه لموا لل ار بها النبيون الذين أس دة [ } حب ون ] 44 : المائ ال الحواري ا { : ، وق هد بأن ه واش ا بالل آمن

. ] 52: آل عمران [ } مسلمون

اء ( : فدين األنبياء واحد وإن تنوعت شرائعهم، آما في الصحيحين عن النبي صلى اهللا علية وسلم قال ا معشر األنبي إنراهيم وموسى { : تعالىقال ) ديننا واحد ه إب ينا ب ا وص ك وم ا إلي ذي أوحين ا وال ه نوح ى ب ا وص شرع لكم من الدين م

ه دعوهم إلي ا ت رآين م الى ] 13 : ورىالش [ } وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه آبر على المش ال تع ا { : ، وق ا أيه ية و تكم أم ذه أم وا الرسل آلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن ه اتقون فتقطع م ف ا ربك دة وأن اح

. ] 53ـ 51 : المؤمنون [ } حزب بما لديهم فرحونأمرهم بينهم زبرا آل في آون األنبياء أفضل من األولياء: فصـــل

وقد اتفق سلف األمة وأئمتها وسائر أولياء اهللا تعالى على أن األنبياء أفضل من األولياء الذين ليسوا بأنبياء، وقد رتب يهم { : فقال تعالى ] أربع مراتب [ يهم اهللا عباده السعداء المنعم عل ه عل ومن يطع الله والرسول فأولـئك مع الذين أنعم الل

. ] 69 : النساء [ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولـئك رفيقا

ى بكر ( : ديثوفي الح ة ) ما طلعت الشمس وال غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أب م أم وأفضل األمالمعروف { : قال تعالى . محمد صلى اهللا علية وسلم أمرون ب اس ت ران [ } آنتم خير أمة أخرجت للن ال ] 110 : آل عم وق

ذي ] 32 : فاطر [ } أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ثم { : تعالى ، وقال النبي صلى اهللا علية وسلم في الحديث ال . ) أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأآرمها على اهللا ( : في المسند

. وأفضل أمة محمد صلى اهللا علية وسلم القرن األول

ونهم، ( : وقد ثبت عن النبي صلى اهللا علية وسلم من غير وجه أنه قال ذين يل م ال ه، ث خير القرون القرن الذي بعثت في

. ) وهذا ثابت في الصحيحين من غير وجه ) ثم الذين يلونهم

ل ال تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي ( : وفي الصحيحين أيضا عنه صلى اهللا علية وسلم أنه قال و أنفق أحدآم مث ده ل بي . ) أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وال نصيفه

ل { : والسابقون األولون من المهاجرين واألنصار أفضل من سائر الصحابة، قال تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قب

ذين ن ال ة م م درج ك أعظ ل أولئ تح وقات ر الف ون خبي ا تعمل ه بم نى والل ه الحس د الل ا وع اتلوا وآل د وق ن بع وا م } أنفق

Page 66: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ي الل { : ، وقال تعالى ] 10 : الحديد [ ان رض وهم بإحس ذين اتبع ار وال اجرين واألنص نهم والسابقون األولون من المه ه عه ] 100 : التوبة [ } ورضوا عنه ة فإن والسابقون األولون الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والمراد بالفتح صلح الحديبي

د { : آان أول فتح مكة، وفيه أنزل اهللا تعالى ا تق ه م أخر إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الل ا ت ك وم ن ذنب تح [ } م م : الف . ) نعم ( : قال ! ؟ يا رسول اهللا، أو فتح هو : ، فقالوا ] 2، 1

م ] الخلفاء األربعة [ وأفضل السابقين األولين وأفضلهم أبو بكر ثم عمر، وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهاج [ ا، وقد دلت على ذلك دالئل بسطناها في بإحسان وأئمة األمة وجماهيره ة، في نقض آالم / منه أهل السنة النبوي

. ] أهل الشيعة والقدرية

د اء، وال يكون من بع ا واحد من الخلف د نبيه ة بع ذه األم ى أن أفضل ه وبالجملة، اتفقت طوائف السنة والشيعة علالى أ اء اهللا تع لم الصحابة أفضل من الصحابة، وأفضل أولي ة وس ه الرسول صلى اهللا علي ا جاء ب ة بم م معرف عظمه

ا ه وعمل واتباعا له آالصحابة الذين هم أآمل األمة في معرفة دينه واتباعه، وأبو بكر الصديق أآمل معرفة بما جاء بد صلى اهللا م، وأفضلها أصحاب محم لم أفضل األم ة وس د صلى اهللا علي به، فهو أفضل أولياء اهللا إذ آانت أمة محم

. علية وسلم، وأفضلهم أبو بكر ـ رضي اهللا عنه

أفضل األولياء قياسا على خاتم األنبياء، ولم يتكلم أحد من المشايخ المتقدمين ] خاتم األولياء [ وقد ظن طائفة غالطة أن م صار ط ي مواضع، ث ه ف ط في ه صنف مصنفا غل ذى، فإن يم الترم ى الحك ن عل د ب اء إال محم اتم األولي ة من بخ ائف

ة المتأخرين يزعم آل واحد منهم أنه خاتم األولياء، ومنهم من يدعى أن خاتم األولياء أفضل من خاتم األنبياء من جهى صاحب ن عرب ك اب زعم ذل ة [ العلم باهللا، وأن األنبياء يستفيدون العلم باهللا من جهته آما ي اب الفتوحات المكي و ] آت

ال فخالف الشرع ] آتاب الفصوص [ ال لمن ق ا يق ه، آم الى وأوليائ اء اهللا تع يهم : والعقل مع مخالفة جميع أنبي فخر عل . السقف من تحتهم ال عقل وال قرآن

اء / ذلك أن األنبياء أفضل في الزمان من أولياء هذه األمة، واألنبياء ـ عليهم أفضل الصالة والسالم ـ أفضل من األولي

اء واألولي ؟ فكيف األنبياء آلهم اتم األولي ه خ دعى أن دهم وي أتى بع ة اهللا ممن ي تفيدون معرف ا يس يس آخر ! ؟ اء إنم ول . األولياء أفضلهم، آما أن آخر األنبياء أفضلهم، فإن فضل محمد صلى اهللا علية وسلم ثبت بالنصوص الدالة على ذلك

د آدم وال فخر ( : آقوله صلى اهللا علية وسلم ه ) أنا سيد ول ول الخازن ( : ، وقول تفتح فيق ة فأس اب الجن ى ب ؟ من أنت : آت . ) بك أمرت أال أفتح ألحد قبلك : ، فيقول ) محمد ( : فأقول

الى ] ليلة المعراج [ و ض { : رفع اهللا درجته فوق األنبياء آلهم فكان أحقهم بقوله تع ى بع هم عل لنا بعض ل فض ك الرس تلوحي من اهللا، ال ] 253 : البقرة [ } هم من آلم الله ورفع بعضهم درجاتمن ه ال نهم يأتي ، إلى غير ذلك من الدالئل، آل م

ى الحق، ى سابق وال إل م تحتج شريعته إل ره، فل ى غي ا إل ه محتاج سيما محمد صلى اهللا عليه وسلم لم يكن في نبوتالهم ى بخالف المسيح أح اجين إل ان النصارى محت ذا آ ا، وله اء المسيح فكمله وراة، وج ى الت ر الشريعة عل ي أآث ف

ى اجين إل ا محت م قبلن ان األم وة، وآ رين نب ع وعش ام األرب ور، وتم التوراة والزب يح؛ آ ى المس ة عل وات المتقدم النباجوا م م يحت ه فل اهم ب إن اهللا أغن ل محدثين، بخالف أمة محمد صلى اهللا عليه وسلم، ف ى محدث، ب ي وال إل ى نب ه إل ع

ا / جمع له من الفضائل والمعارف ه من اهللا بم واألعمال الصالحة ما فرقه في غيره من األنبياء، فكان ما فضله اهللا ب . أنزله إليه وأرسله إليه ال بتوسط بشر

د صلى اهللا فإن آل من بلغه رسالة محمد صلى اهللا عليه وسلم ال يكون ] األولياء [ وهذا بخالف وليا هللا إال باتباع محم

الة ه رس ذلك من بلغ لم، وآ ه وس عليه وسلم، وآل ما حصل له من الهدى ودين الحق هو بتوسط محمد صلى اهللا علي . رسول إليه ال يكون وليا هللا إال إذا اتبع ذلك الرسول الذي أرسل إليه

د صل الة محم ى ومن ادعى أن من األولياء الذين بلغتهم رس ه إل اج في ى اهللا ال يحت ق إل ه طري لم من ل ه وس ى اهللا علي

م : محمد فهذا آافر ملحد، وإذا قال أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر دون علم الباطن، أو في علم الشريعة دون علاب، ف : الحقيقة؛ فهو شر من اليهود والنصارى الذين قالوا وا إن محمدا رسول إلى األميين دون أهل الكت إن أولئك آمن

اطن، آمن : ببعض وآفروا ببعض فكانوا آفارا بذلك، وآذلك هذا الذي يقول م الب إن محمدا بعث بعلم الظاهر دون عل

Page 67: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وب ان القل م إيم و عل ذي ه اطن ال م الب ك؛ ألن عل ن أولئ ر م و أآف افر ، وه و آ بعض فه ر ب ه وآف اء ب ا ج بعض م ب . الباطنة، وهذا أشرف من العلم بمجرد أعمال اإلسالم الظاهرةومعارفها وأحوالها هو علم بحقائق اإليمان

ه ال يأخذ / ان، وأن ائق اإليم ذه األمور الظاهرة دون حق م ه فإذا ادعى المدعي أن محمدا صلى اهللا عليه وسلم إنما عل

ذا شر هذه الحقائق عن الكتاب والسنة، فقد ادعى أن بعض الذي آمن به مما جاء به الرسول دون البعض اآل خر، وه . أومن ببعض، وأآفر ببعض، وال يدعي أن هذا البعض الذي آمن به أدنى القسمين : ممن يقول

دعون أن دة ي ؤالء المالح ة [ وه ن ] الوالي وة [ أفضل م ون ] النب اس فيقول ى الن ون عل ه : ويلبس ن نبوت ه أفضل م واليت

: وينشدون

ل ودون الولي فويق الرسو** مقام النبوة في برزخ

ه : ويقولون م يماثل د ل ة محم إن والي ذا من أعظم ضاللهم، ف الته، وه نحن شارآناه في واليته التي هي أعظم من رس . فيها أحد ال إبراهيم وال موسى، فضال عن أن يماثله هؤالء الملحدون

اء ورسالته متضمنة لنبوته، ونبوته متض . وآل رسول نبي ولي، فالرسول نبي ولي دروا مجرد إنب منة لواليته، وإذا ق

ا هللا، وال تكون مجردة عن ع أن يكون إال ولي اه ممتن ه إي ه حال إنبائ ع، فإن دير ممتن ذا تق ه هللا فه دون واليت اه ب اهللا إي . واليته، ولو قدرت مجردة لم يكن أحد مماثال للرسول في واليته

إنهم يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي : ابن عربي ـ ] الفصوص [ وهؤالء قد يقولون ـ آما يقول صاحب /

دوا دة المتفلسفة [ يوحى به إلى الرسول؛ وذلك أنهم اعتق ا في قالب ] عقي م أخرجوه ك أن المتفلسفة ] المكاشفة [ ث ، وذله أرسطو وأتباعه : الذين قالوا ا يقول ا، آم ة تتشبه به ا عل ة له ه إن األفالك قديمة أزلي ا يقول ه آم ا موجب بذات ؛ أو لهون : متأخروهم ه، وال يقول ينا وأمثال ق : آابن س ام، وال خل ا في ستة أي ا بينهم ق السموات واألرض وم رب خل ا ل إنه

وا ول أرسطو، أو يقول ا، آق م في : األشياء بمشيئته وقدرته، وال يعلم الجزئيات؛ بل إما أن ينكروا علمه مطلق ا يعل إنمين األمور الم و مع تغيرة آلياتها آما يقوله ابن سينا، وحقيقة هذا القول إنكار علمه بها، فإن آل موجود في الخارج فه

يئا : جزئي م ش م يعل ات ل م إال الكلي األفالك آل معين منها جزئي، وآذلك جميع األعيان وصفاتها وأفعالها، فمن لم يعل . ان ال في األعيانمن الموجودات، والكليات إنما توجد آليات في األذه

. وغيره ] درء تعارض العقل والنقل [ والكالم على هؤالء مبسوط في موضع آخر في

ون ؤالء يقول ع ه إن جمي رب، ف رآي الع ل ومش ود والنصارى، ب ر اليه ن آف م م ؤالء أعظ ر ه إن آف ق : ف إن اهللا خل

ه، وأرسطو يئته وقدرت ات بمش ق المخلوق دون / ونحوه من المتفلسفة السموات واألرض، وأنه خل انوا يعب ان آ واليونوم الكواآب واألصنام، وهم ال يعرفون المالئكة واألنبياء، وليس في آتب أرسطو ذآر شيء من ذلك، وإنما غالب علد النسخ القوم األمور الطبيعية، وأما األمور اإللهية فكل منهم فيها قليل الصواب، آثير الخطأ، واليهود والنصارى بع

ه وال ا جاءت ب ين م ين آالم أولئك وب وا ب تبديل أعلم باإللهيات منهم بكثير، ولكن متأخروهم آابن سينا أرادوا أن يلفقالرسل، فأخذوا أشياء من أصول الجهمية والمعتزلة، ورآبوا مذهبا قد يعتزى إليه متفلسفة أهل الملل؛ وفيه من الفساد

. لموضعوالتناقض ما قد نبهنا على بعضه في غير هذا ا

وهؤالء لما رأوا أمر الرسل آموسى وعيسى ومحمد صلى اهللا عليه وسلم قد بهر العالم، واعترفوا بأن الناموس الذي ة والجن روا المالئك د ذآ أرادوا أن . بعث به محمد صلى اهللا عليه وسلم أعظم ناموس طرق العالم، ووجدوا األنبياء ق

وم اآلخر، يجمعوا بين ذلك وبين أقوال سلفهم ال يونان الذين هم أبعد الخلق عن معرفة اهللا ومالئكته وآتبه ورسله واليوأصل ذلك مأخوذ من مفارقة النفس للبدن، وسموا . ] المفارقات [ و ] المجردات [ وأولئك قد أثبتوا عقولا عشرة يسمونها

ا، وبعضهم لمفارقتها المادة وتجردها عنها، وأثبتوا األفال ] المفارقات [ تلك ا أعراض ك لكل فلك نفسا، وأآثرهم جعلوه . جعلها جواهر

Page 68: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا أثبت أصحاب / التي أثبتوها ترجع عند التحقيق إلى أمور ] المجردات [ وهذه موجودة في األذهان ال في األعيان، آمون ردة [ أفالط ة المج ال األفالطوني الء ] األمث دة وخ ن الصورة، وم ردة ع ولي مج وا هي ردينأثبت رف . مج د اعت وق

ينا أن يثبت أمر ابن س نهم آ أخرون م ا أراد هؤالء المت ان، فلم ان ال في األعي حذاقهم بأن ذلك إنما يتحقق في األذه : النبوات على أصولهم الفاسدة، وزعموا أن النبوة لها خصائص ثالثة من اتصف بها فهو نبي

. لقدسية ينال بها من العلم بال تعلمأن تكون له قوة علمية يسمونها القوة ا : األول

ا : الثاني أن يكون له قوة تخيلية تخيل له ما يعقل في نفسه بحيث يرى في نفسه صورا أو يسمع في نفسه أصواتا آم

يراه النائم ويسمعه وال يكون لها وجود في الخارج، وزعموا أن تلك الصور هي مالئكة اهللا وتلك األصوات هي آالم . عالىاهللا ت

ث وارق : الثال اء وخ ات األولي اء وآرام زات األنبي وا معج الم وجعل ولي الع ي هي ا ف ؤثر به ة ي وة فعال ه ق ون ل أن يك

ك، ة، دون انشقاق القمر ونحو ذل ا يوافق أصولهم من قلب العصا حي ك بم السحرة، هي قوى النفس، فأقروا من ذل . فإنهم ينكرون وجود هذا

وه من الخصائص وقد بسطنا الكالم / ذي جعل ذا ال ذا أفسد الكالم، وإن ه على هؤالء في مواضع، وبينا أن آالمهم ه

اطقون أعظم اء ن ا الرسل أحي ي أخبرت به ة الت اء، وإن المالئك اع األنبي ة وألتب يحصل ما هو أعظم منه آلحاد العامالى ال تع ا ق رون، آم م آثي ات اهللا وه ود ر { : مخلوق م جن ا يعل ووم ا ه ك إل دثر [ } ب وا ] 31 : الم وا عشرة، وليس ، وليس

ل األول [ أعراضا، ال سيما وهؤالء يزعمون أن الصادر األول هو ه، و ] العق ا دون ه صدر آل م ال [ ، وعن ل الفع العق . رب آل ما تحت فلك القمر ] العاشر

ا سوى اهللا وهذا آله يعلم فساده باالضطرار من دين الرسل، فليس أ دع لكل م ة مب وهؤالء يزعمون . حد من المالئك

ه ( : أنه العقل المذآور في حديث يروى ال ل ل، فق ق اهللا العق ا خل ه : أن أول م ال ل ل، فق ل فأقب ال : أقب أدبر، فق ر، ف : أدبا ويس . ) وعزتي ما خلقت خلقا أآرم علي منك، فبك آخذ وبك أعطي، ولك الثواب وعليك العقاب م [ مونه أيض ا ] القل لم

. الحديث رواه الترمذي ) إن أول ما خلق اهللا القلم ( : روى

دارقطني والحديث الذي ذآروه في العقل آذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، آما ذآر ذلك أبو حاتم البستي والد عليه ي يعتم ا حجة /ا، ومع وابن الجوزي وغيرهم، وليس في شيء من دواوين الحديث الت ان ثابت و آ ذا فلفظه ل ه

ه ( : عليهم، فإن لفظه ال ل روي ) أول ما خلق اهللا تعالى العقل ق ه ( : وي ال ل ل ق ق اهللا العق ا خل ى الحديث ) لم ه : فمعن أنا [ ر منصوب على الظرف آما في اللفظ اآلخ ] أول [ خاطبه في أول أوقات خلقه، ليس معناه أنه أول المخلوقات و ] لم

فبك آخذ، وبك أعطي، ولك ( : فهذا يقتضي أنه خلق قبله غيره، ثم قال ) ما خلقت خلقا أآرم علي منك ( : وتمام الحديثفذآر أربعة أنواع من األعراض، وعندهم أن جميع جواهر العالم العلوي والسفلي صدر عن ) الثواب، وعليك العقاب

! ؟ ذا فأين هذا من ه . ذلك العقل

ظ م أن لف ل [ وسبب غلطه إن ] العق ان، ف ة هؤالء اليون ل في لغ يس هو لفظ العق ة المسلمين ل ل [ في لغ ة ] العق في لغعير { : المسلمين مصدر عقل يعقل عقلا، آما في القرآن حاب الس ي أص ا ف ا آن : النحل [ } وقالوا لو آنا نسمع أو نعقل م

الغريزة ] بالعقل [ ويراد ] 46 : الحج [ } أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها { ، ] 12 . التي جعلها اهللا تعالى في اإلنسان يعقل بها

رآن عندهم جوهر ] العقل [ وأما أولئك فـ ة الرسل والق ا للغ دهم . قائم بنفسه آالعاقل، وليس هذا مطابق ق عن الم الخل وع

د يسمى ل [ آما يذآره أبو حامد عالم األجسام العقل والنفوس فيسميها عالم األمر، وق روت و ] العق الم الجب ] النفوس [ عا في عالم الملك، ويظن من لم يعرف لغة الر/ ] األجسام [ عالم الملكوت؛ و اب والسنة أن م ى الكت م يعرف معن سل ول

. الكتاب والسنة من ذآر الملك والملكوت والجبروت موافق لهذا، وليس األمر آذلك

أي معلول مع أنه قديم عندهم، والمحدث ال : محدث ] الفلك [ وهؤالء يلبسون على المسلمين تلبيسا آثيرا، آإطالقهم أن ه خالق يكون إال مسبوقا بالعدم، ر أن د أخب دثا، واهللا ق ليس في لغة العرب وال في لغة أحد أنه يسمى القديم األزلي مح

Page 69: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

آل شيء، وآل مخلوق فهو محدث، وآل محدث آائن بعد أن لم يكن، لكن ناظرهم أهل الكالم من الجهمية والمعتزلة لعقول، فال لإلسالم نصروا، وال لألعداء مناظرة قاصرة لم يعرفوا بها ما أخبرت به الرسل، وال أحكموا فيها قضايا ا

آسروا، وشارآوا أولئك في بعض قضاياهم الفاسدة، ونازعهم في بعض المعقوالت الصحيحة، فصار قصور هؤالء . في العلوم السمعية والعقلية من أسباب قوة ضالل أولئك، آما قد بسط في غير هذا الموضع

ون ل [ وهؤالء المتفلسفة قد يجعل ابع ] جبري ال ت لم، والخي ه وس ي صلى اهللا علي ذي يتشكل في نفس النب ال ال هو الخي

م وا أنه اء اهللا [ للعقل، فجاء المالحدة الذين شارآوا هؤالء المالحدة المتفلسفة وزعم اء اهللا أفضل من ] أولي ، وأن أوليي صاحب ابن عرب ال ] الفصوص [ و ] الفتوحات [ أنبياء اهللا، وأنهم يأخذون عن اهللا بال واسطة آ ه يأخذ من / : ، فق إن

ك [ عنده هو العقل و ] المعدن [ المعدن الذي أخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول، و ال، و ] المل ال [ هو الخي ] الخيوق الن ي تابع للعقل، وهو بزعمه يأخذ عن الذي هو أصل الخيال والرسول يأخذ عن الخيال، فلهذا صار عند نفسه ف ب

اد روه يحصل آلح ا ذآ ه، فكيف وم ولو آان خاصة النبي ما ذآروه لم يكن هو من جنسه، فضال عن أن يكون فوقم من صوفية المالحدة ! ؟ المؤمنين م من الصوفية، فه ه وإن ادعوا أنه ي وأمثال ن عرب والنبوة أمر وراء ذلك، فإن اب

م، فضال عن أن يكون اب والسنة الفالسفة، ليسوا من صوفية أهل العل ن عياض : وا من مشايخ أهل الكت آالفضيل بتري، د اهللا التس ن عب هل ب د، وس ن محم د ب ي، والجني روف الكرخ داراني ومع ليمان ال ي س م، وأب ن أده راهيم ب وإب

. وأمثالهم ـ رضوان اهللا عليهم أجمعين

ول هؤالء اين ق الى واهللا ـ سبحانه وتعالى ـ قد وصف المالئكة في آتابه بصفات تب ه تع رحمن { : آقول ذ ال الوا اتخ وقن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لم

ال ارتضى وهم من زي الظ اء [ } مينخشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم آذلك نج : األنبيالى ] 29 : 26 ال تع يئا إل { : ، وق فاعتهم ش ي ش ا تغن ماوات ل ي الس ك ف ن مل م م اء وآ ن يش ه لم أذن الل د أن ي ن بع ا م

ي { : ، وقال تعالى ] 26 : النجم [ } ويرضى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا فال ] 23، 22 : سبأ [ } ما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن لهالأرض وما لهم فيهما من شرك و ، وق

ا يسب وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون { : تعالى حون الليل والنهار ل . ] 20، 19 : األنبياء [ } يفترون

وقد أخبر أن المالئكة جاءت إلبراهيم عليه السالم في صورة البشر، وأن الملك تمثل لمريم بشرا سويا، وآان جبريل

. صورة أعرابي، ويراهم الناس آذلك ـ عليه السالم ـ يأتي النبي صلى اهللا عليه وسلم في صورة دحية الكلبي، وفي

وقد وصف اهللا تعالى جبريل ـ عليه السالم ـ بأنه ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وأن محمدا صلى اهللا ان علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق ا { عليه وسلم رآه باألفق المبين، ووصفه بأنه دلى فك ا فت م دن لأعلى ث

ا ى م ه عل رى قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما آذب الفؤاد ما رأى أفتمارون ة أخ د رآهنزل رى ولق يه عند سدرة المنتهى عندها جنة المأ ات رب ن آي د رأى م ى لق ا طغ ر وم ا زاغ البص ا يغشى م درة م وى إذ يغشى الس

. ] 18-5 : النجم [ } الكبرى أنه لم ير جبريل في صورته ( وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة ـ رضي اهللا عنها ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم /

ل ) لق عليها غير مرتينالتي خ يعني المرة األولى باألفق األعلى، والنزلة األخرى عند سدرة المنتهى، ووصف جبريه من ين أن ي تب ك من الصفات الت ر ذل ـ عليه السالم ـ في موضع آخر بأنه الروح األمين، وأنه روح القدس، إلى غي

بنفسه، ليس خياال في نفس النبي آما زعم هؤالء المالحدة أعظم مخلوقات اهللا تعالى األحياء العقالء، وأنه جوهر قائم . المتفلسفة، والمدعون والية اهللا، وأنهم أعلم من األنبياء

رهم جحد ] أصول اإليمان [ وغاية حقيقة هؤالء إنكار ة أم بأن يؤمن باهللا ومالئكته وآتبه ورسله واليوم اآلخر، وحقيق

العين والواحد : هو وجود الخالق، وقالوا الخالق، فإنهم جعلوا وجود المخلوق ين الواحد ب زوا ب الوجود واحد، ولم يميات في مسمى بالنوع، فإن الموجودات تشترك في مسمى الوجود، آما تشترك األناسي في مسمى اإلنسان، والحيوان

ية القائمة بهذا اإلنسان ليست هي الحيوان، ولكن هذا المشترك الكلي ال يكون مشترآا آليا إال في الذهن، وإال فالحيوانيس هو آوجود ه ل الحيوانية القائمة بالفرس، ووجود السموات ليس هو بعينه وجود اإلنسان، فوجود الخالق جل جالل

. مخلوقاته

Page 70: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

منكرا هذا الوجود المشهود، لكن زعم أنه موجود بنفسه، / وحقيقة قولهم قول فرعون الذي عطل الصانع، فإنه لم يكن

ادا ال ذا هو أظهر فس ه ه ان قول ه وإن آ صانع له، وهؤالء وافقوه في ذلك، لكن زعموا بأنه هو اهللا، فكانوا أضل منتحكم صاحب السيف وإن ( : منهم، و لهذا جعلوا عباد األصنام ما عبدوا إال اهللا، وقالوا لما آان فرعون في منصب ال

ال ذلك ق م : جار في العرف الناموسي، آ ا ربك ا أن نكم بم ى م ا األعل ا، فأن ا بنسبة م ان الكل أرباب ى ـ أي وإن آ األعل . ) أعطيته في الظاهر من الحكم فيكم

اة { : ولما علمت السحرة صدق فرعون فيما قاله أقروا له بذلك وقالوا ( : قالوا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحيروا ) وآان فرعون عين الحق ] 24 : النازعات [ } أنا ربكم الأعلى { : فصح قول فرعون : ، قالوا ] 72 : طه [ } الدنيا ثم أنك

ه وم اآلخر وبمالئكت اهللا والي افرين ب ة، فصاروا آ نعم أهل الجن ا يت حقيقة اليوم اآلخر، فجعلوا أهل النار يتنعمون آما وآتبه ورسله مع دعواهم أن هم خالصة خاصة الخاصة من أهل والية اهللا، وأنهم أفضل من األنبياء، وأن األنبياء إنم . يعرفون اهللا من مشكاتهم

ي الم ف ان الك ا آ ن لم ؤالء؛ ولك اد ه ذا موضع بسط إلح يس ه اء اهللا [ ول ين ] أولي رق ب اء [ والف رحمن وأولي اء ال أولي

ذا . عاء لوالية اهللا، وهم من أعظم الناس والية للشيطان، نبهنا على ذلكوآان هؤالء من أعظم الناس اد ] الشيطان ولههي : ويقولون ] باب أرض الحقيقة [ : الشيطانية، ويقولون ما قاله صاحب الفتوحات/عامة آالمهم إنما هو في الحاالت

ال، ومحل تصرف الش . أرض الخيال ل لإلنسان فتعرف بأن الحقيقة التي يتكلم فيها هي خي إن الشيطان يخي يطان، فالى ال تع ه، ق ي علي ا ه ور بخالف م م { : األم رين وإنه ه ق و ل يطانا فه ه ش يض ل رحمن نق ر ال ن ذآ ش ع ن يع وم

ن ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا رين ول ئس الق قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبالى ] 39 : 36 : الزخرف [ } ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشترآون ه { : ، وقال تع رك ب ر أن يش ه ال يغف إن الل

ه } غفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضاللا بعيداوي ى قول يطان { : إل دهم الش ا يع يهم وم دهم ويمن يع ا قضي األمر إن الله وعدآم وعد الحق ووعدتكم وقال الشيطان لم { : ، وقال تعالى ] 120 : 116 : النساء [ } إال غرورا

ا فأخلفتكم وما آان لي عليكم من سلطان إال أن دعوتكم فاستجبتم لي فال تلوموني ول وموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وم

يم أنت ذاب أل م ع المين له ل إن الظ ن قب رآتمون م ا أش راهيم [ } م بمصرخي إني آفرت بم الى ] 22 : إب ال تع وإذ { : ، وقاس وإن ن الن وم م ه زين لهم الشيطان أعمالهم وقال ال غالب لكم الي ى عقبي ص عل ان نك راءت الفئت ا ت م فلم ار لك ي ج

. ] 48 : األنفال [ } وقال إني بريء منكم إني أرى ما ال ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب

ة ( : ديث الصحيحوقد روى عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في الح زع المالئك ل ي ه رأى جبري والشياطين إذا رأت ) أنه ؤمنين بمالئكت اده الم د عب نهم، واهللا يؤي اده هربت م ا عب د به ي يؤي ة اهللا الت الى . مالئك ال تع ى { : ق ك إل وحي رب إذ ي

وا ذين آمن وا ال ال [ } المآلئكة أني معكم فثبت الى ] 12 : األنف ال تع يكم إذ { : ، وق ه عل ة الل روا نعم وا اذآ ذين آمن ا ال ا أيه يه إذ يقول لصاحبه ال { : ، وقال تعالى ] 9 : األحزاب [ } جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها زن إن الل تح

ا م تروه ود ل ده بجن ه وأي كينته علي ة [ } معنا فأنزل الله س الى ] 40 : التوب ال تع يكم أن { : ، وق ن يكف ؤمنين أل ول للم إذ تقة يمدآم ربكم بثالثة آالف من المآلئكة م بخمس ددآم ربك ـذا يم ورهم ه ن ف أتوآم م وا وي بروا وتتق ى إن تص منزلين بل

. ] 125، 124 : آل عمران [ } آالف من المآلئكة مسومين

ا م د وهؤالء تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم، وهي جن وشياطين فيظنونه ي تخاطب من يعب األرواح الت ة، آ الئكي صلى : الكواآب واألصنام، وآان من أول ما ظهر من هؤالء في اإلسالم ه النب ر ب ذي أخب د ال المختار بن أبي عبي

سيكون في ( : اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالن يوسف : المختار بن أبي عبيد، والمبير : وآان الكذاب ) ومبيرثقيف آذاب اس . الحجاج ب ن عب ن عمر واب ل الب : فقي

اك { : صدق، قال اهللا تعالى : إن المختار يزعم أنه ينزل إليه، فقاال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على آل أفال /إن : وقيل له : وقال اآلخر . ] 222، 221 : الشعراء [ } يمأث ه، فق وحى إلي ه ي زعم أن الى : المختار ي ال اهللا تع وإن { : ق

. ] 121 : األنعام [ } الشياطين ليوحون إلى أوليآئهم ليجادلوآم

ا من ] الفتوحات [ الذي يزعم صاحب وهذه األرواح الشيطانية هي الروح ذآر أنواع أنه ألقى إليه ذلك الكتاب، ولهذا يك من آرامات ون ذل ياطين، فيظن الجن والش تح لصاحبها اتصاال ب ا تف ذه مم ين، وه الخلوات بطعام معين وشيء مع

Page 71: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د األولياء، وإنما هو من األحوال الشيطانية، وأعرف من هؤالء عددا، ومنهم من آان يحمل ان بعي ى مك واء إل في الهل ى السرقات بجع ه عل نهم من آانت تدل ه، وم ه ب ويعود، ومنهم من آان يؤتى بمال مسروق تسرقه الشياطين وتأتي

. يحصل له من الناس، أو بعطاء يعطونه إذا دلهم على سرقاتهم ونحو ذلك

انوا مناقضين للرسل ـ صلوات اهللا ا يوجد في آالم ولما آانت أحوال هؤالء شيطانية آ يهم ـ آم الى وسالمه عل تعنقص ] الفصوص [ و ] الفتوحات المكية [ صاحب رهم، ويت وح وهود وفرعون وغي وأشباه ذلك يمدح الكفار، مثل قوم نآالجنيد بن محمد، وسهل : آنوح وإبراهيم وموسى وهارون، ويذم شيوخ المسلمين المحمودين عند المسلمين : األنبياءإن : هللا التستري، ويمدح المذمومين عند المسلمينبن عبدا ة الشيطانية، ف ه الخيالي آالحالج ونحوه آما ذآره في تجليات

د ال /الجنيد ـ قدس اهللا روحه ـ آان من أئمة الهدى، فسئل عن التوحي د [ : فق دم ] التوحي راد الحدوث عن الق ين أن . إف فبوق التوحيد أن تميز بين القديم والمحدث، وب ه ] الفصوص [ وصاحب . ين الخالق والمخل ال في مخاطبت ذا، وق أنكر ه

ا : الخيالية الشيطانية له ديم إال من يكون غيرهم ين المحدث والق ز ب ه ؟ يا جنيد، هل يمي د في قول أ الجني راد [ : فخط إفه هو ] الحدوث عن القدم ا : ، ألن قول ديم، آم ال في فصوصه إن وجود المحدث هو عين وجود الق ومن أسمائه [ : ق

وما هو إال هو، فعلوه لنفسه وهو عين الموجودات، فالمسمى ؟ وما ثم إال هو، وعن ماذا ؟ على من ] العلي [ الحسنى : إلى أن قال ] محدثات هي العلية لذاته وليست إال هو

ا ث [ ره، وم راه غي و سعيد هو عين ما بطن وهو عين ما ظهر، وما ثم من ي ه سواه، وهو المسمى أب م من ينطق عن

. ] الخراز وغير ذلك من األسماء المحدثات

اس : فيقال لهذا الملحد إن آل واحد من الن ا، ف ا غيرهم ليس من شرط المميز بين الشيئين بالعلم والقول أن يكون ثالثز يميز بين نفسه وغيره، وليس هو ثالث، فالعبد يعرف أنه عبد ويميز بين ه يمي ه، والخالق جل جالل نفسه وبين خالق

القرآن ر موضع، واالستشهاد ب رآن في غي ذلك الق بين نفسه وبين مخلوقاته، ويعلم أنه ربهم وأنهم عباده، آما نطق به ـ وهو /عند المؤمنين الذين يقرون به باطنا وظاهرا، وأما هؤالء المالحدة ه التلمساني من ان يزعم ا آ فيزعمون م

ه أحدقهم ه ] الفصوص [ في اتحادهم ـ لماقرئ علي ل ل ال : فقي رآن يخالف فصوصكم، فق ا : الق ه شرك، وإنم رآن آل القالكل عندنا حالل، : فقال ؟ فإذا آان الوجود واحدا فلم آانت الزوجة حالال واألخت حراما : التوحيد في آالمنا، فقيل له

. لنا حرام عليكمحرام، فق : ولكن هؤالء المحجوبون قالوا

دا فمن المحجوب ومن الحاجب ان وح إن الوجود إذا آ ال بعض ؟ وهذا مع آفره العظيم متناقض ظاهر، ف ذا ق ولهده : من قال لك : شيوخهم لمريده ه مري ذي يكذب : إن في الكون سوى اهللا فقد آذب، فقال ل الوا آلخر ؟ فمن هو ال : وق

. فإن آانت غيرها فقد قلتم بالنسبة وإن آانت إياها فال فرق ؟ لمظاهر غير الظاهر أم هي ا : هذه مظاهر، فقال لهم

احب نهم، وإن ص د م ل واح ول آ ة ق ا حقيق ر، وبين ع آخ ي موض ؤالء ف رار ه ف أس ى آش الم عل طنا الك د بس وقول ] الفصوص [ وت : يق ين الوجود والثب رق ب ه، فيف دوم شيء، ووجود الحق فاض علي الوا . المع ذين ق ة ال : والمعتزل

الوا دم : المعدوم شيء ثابت في الخارج مع ضاللهم خير منه، فإن أولئك ق ة في الع ياء الثابت ذه األش ق له رب خل إن اله . وجودا ليس هو وجود الرب رب فاض علي اين لوجود / وهذا زعم أن عين وجود ال وق مب ده وجود مخل يس عن فلونوي يفرق بين المطلق والمعين؛ ألنه آان أقرب إلى الفلسفة، فلم يقر بأن المعدوم شيء، الخالق، وصاحبه الصدر الق

. ] مفتاح غيب الجمع والوجود [ لكن جعل الحق هو الوجود المطلق، وصنف

ا ن وهذا القول أدخل في تعطيل الخالق وعدمه، فإن المطلق بشرط اإلطالق ـ وهو الكلي العقلي ال يكون إال في األذهل ي الطبيعي ـ وإن قي ه موجود في الخارج فال يوجد في الخارج إال : ال في األعيان والمطلق ال بشرط وهو الكل إن

ا معينا، وهو جزء من المعين عند من يقول بثبوته في الخارج، فيلزم أن يكون وجود الرب إما منتفيا في الخارج وإمات أن يكون جزءا من وجود المخلوقات، وإما أن يكو ق الشيء . ن عين وجود المخلوق ق الجزء الكل أم يخل وهل يخل

! ؟ أو يكون بعض الشيء خالقا لجميعه ؟ أم العدم يخلق الوجود ؟ نفسه

ول [ وهؤالء يفرون من لفظ ه يقتضي حاال ومحال، ومن لفظ ] الحل اد [ ألن ه يقتضي شىئين اتحد أحدهما ] االتح ألنون . د واحد باآلخر، وعندهم الوجو ا : ويقول وا لم و عمم ه هو اهللا، ول ا خصصوا المسيح بأن روا لم ا آف النصارى إنم

. آفروا

Page 72: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا أخطؤوا / إنما أخطؤوا لما عبدوا بعض : وآذلك يقولون في عباد األصنام ع لم دوا الجمي و عب المظاهر دون بعض فل

. والعارف المحقق عندهم ال يضره عبادة األصنام . عندهم

ون ؟ فمن المخطئ : وهذا مع ما فيه من الكفر العظيم ففيه ما يلزمهم دائما من التناقض؛ ألنه يقال لهم إن : لكنهم يقولوق ون . الرب هو الموصوف بجميع النقائص التي يوصف بها المخل االت : و يقول ع الكم ات توصف بجمي إن المخلوق

ه ص ا قال ون م الق، ويقول ا الخ ي يوصف به ذي [ : ] الفصوص [ احب الت ال ال ه الكم ون ل ذي يك و ال ه ه العلي لنفس فة ا أو عقال أو شرعا، أو مذموم ودة عرف ة، سواء آانت محم ة، والنسب العدمي ع النعوت الوجودي ه جمي يستوعب ب

. ] عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك إال لمسمى اهللا خاصة

ان وهم مع آفرهم هذا ال يندفع عنهم التن ا آ ون م اقض، فإنه معلوم بالحس والعقل أن هذا ليس هو ذاك، وهؤالء يقولل : يقوله التلمساني اقض صريح العق ا ين دنا في الكشف م ون . إنه ثبت عن يقهم ـ : ويقول ي تحق ق ـ يعن من أراد التحقي

. فليترك العقل والشرع

م وأتم من آشف غيرهم، وخبرهم أصدق من خبر غيرهم، ومعلوم أن آشف األنبياء أعظ : وقد قلت لمن خاطبته منهميعرف الناس بعقولهم أنه / ال بما . و األنبياء ـ صلوات اهللا وسالمه عليهم ـ يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته

، ممتنع، فيخبرون بمحارات العقول ال بمحاالت العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول ما يناقض صريح العقولا واآلخر سمعيا، فكيف بمن ان أحدهما عقلي ويمتنع أن يتعارض دليالن قطعيان، سواء آانا عقليين أوسمعيين، أو آ

. ؟ ادعى آشفا يناقض صريح الشرع والعقل

ا تكون ياء يرونه ا في الخارج، وأش ياء تكون في نفوسهم ويظنونه وهؤالء قد ال يتعمدون الكذب، لكن يخيل لهم أش . في الخارج لكن يظنونها من آرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطينموجودة

ن ذآر عن اب ا ي م تنقطع ، آم وة ل ذآرون أن النب اء، وي ى األنبي اء عل دمون األولي وهؤالء الذين يقولون بالوحدة قد يق

ة، ثم طاعة بال معصية، ثم ال طاعة العبد يشهد أوال طاعة ومعصي : يقولون ] ثالثة [ سبعين وغيره، ويجعلون المراتب هود األول [ وال معصية، و ا ] الش ات والمعاصي، وأم ين الطاع رق ب و الف هود الصحيح وه و الش اني [ ه هود الث ] الش

ول ة اإلرادة : فيريدون به شهود القدر آما أن بعض هؤالء يق زعم أن المعصية مخالف ذا ي افر برب يعصى، وه ا آ أن : والخلق آلهم داخلون تحت حكم المشيئة ويقول شاعرهم . التي هي المشيئة

مني ففعلي آله طاعات** أصبحت منفعال لما تختاره

اب ذم والعق ي يستحق صاحبها ال إن المعصية الت ه؛ ف ه آتب زل ب له، وأن ه رس ا أرسل اهللا ب ذا خالف م وم أن ه ومعل

ار تلك حد { : مخالفة أمر اهللا ورسوله آما قال تعالى ا األنه ود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحته : النساء [ } دا فيها وله عذاب مهينخالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خال

. وسنذآر الفرق بين اإلرادة الكونية والدينية واألمر الكوني والديني ] 14، 13

ان ] المسألة [ وآانت هذه ا آ د فيه ع الجني م، من اتب ه اهللا ـ له د ـ رحم ا الجني قد اشتبهت على طائفة من الصوفية فبينهذا على السداد، ومن خالفه ضل؛ ألنهم تكلموا في أن األ د، وه ذا التوحي ه، وفي شهود ه يئة اهللا وقدرت ا بمش مور آله

ا مشترآة ياء آله يسمونه الجمع األول، فبين لهم الجنيد أنه البد من شهود الفرق الثاني، وهو أنه مع شهود آون األشه وي ه ويكره ا ينهي عن ين م ه ويرضاه، وب ه ويحب أمر ب ا ي ين م سخطه، في مشيئة اهللا وقدرته، وخلقه يجب الفرق ب

الى ون { : ويفرق بين أوليائه وأعدائه آما قال تع ف تحكم م آي ا لك المجرمين م لمين آ ل المس م [ } أفنجع ، ] 36، 35 : القلأرض { : وقال تعالى ي ال دين ف الحات آالمفس ار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الص ين آالفج ل المتق ، ] 82 : ص [ } أم نجعاء م حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم آالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياه { : وقال تعالى م ومماتهم سيء { : ، وقال تعالى ] 21 : الجاثية [ } ما يحكمون ا المس الحات ول وا الص وا وعمل وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمن

. ] 58 : غافر [ } قليلا ما تتذآرون

Page 73: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ان، ا شاء آ ه م ه ومليك ن، ال رب ولهذا آان مذهب سلف األمة وأئمتها أن اهللا خالق آل شيء ورب م يك أ ل م يش ا ل ومأمر ر، وال ي اده الكف اد، وال يرضى لعب ك أمر بالطاعة، ونهى عن المعصية، وهو ال يحب الفس غيره، وهو مع ذل

. بالفحشاء، وإن آانت واقعة بمشيئته فهو ال يحبها وال يرضاها، بل يبغضها ويذم أهلها ويعاقبهم

ة أال يشهد طاعة ] المرتبة الثالثة [ وأما ق والوالي ة التحقي وال معصية، فإنه يرى أن الوجود واحد، وعندهم أن هذا غايود ذ اليه هد يتخ ذا المش إن صاحب ه داوة هللا، ف ة الع ه، وغاي ماء اهللا وآيات ي أس اد ف ة اإللح ة غاي ي الحقيق و ف هللا، وه

الى ال تع د ق نكم { : والنصارى وسائر الكفار أولياء، وق ولهم م ن يت نهم وم ه م دة [ } فإن رأ من الشرك ] 51 : المائ وال يتبالى ال اهللا تع ه، ق ل صلوات اهللا وسالمه علي راهيم الخلي ي { : واألوثان فيخرج عن ملة إب نة ف وة حس م أس ت لك د آان ق

راء ا ب ومهم إن الوا لق ه إذ ق ذين مع راهيم وال داوة إب نكم الع ا وبي دا بينن م وب ا بك ه آفرن ن دون الل دون م ا تعب نكم ومم مده ة [ } والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وح ه ] 4 : الممتحن ل علي ال الخلي ه المشرآين / وق ا آ { : السالم لقوم رأيتم م تم أف ن

ون { : وقال تعالى ] 77-57 : الشعراء [ } تعبدون أنتم وآباؤآم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ا يؤمن د قوم ا تج لي بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله و ب ف ك آت يرتهم أولئ وانهم أو عش اءهم أو إخ لو آانوا آباءهم أو أبن

ن . ] 22 : المجادلة [ } قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وهؤالء قد صنف بعضهم آتبا وقصائد على مذهبه مثل قصيدة اب : يقول فيها ] نظم السلوك [ الفارض المسماة بـ

وأشهـــد فيهـا أنها لي صلــــت** لـهــا صـــالتي بالمقــــام أقيمهــــا

حقيقته بالجمع في آل سجــــدة** آالنــا مصــل واحــد سـاجـد إلـى

صـالتي لغيـري في أدا آـل رآعة** وما آان لي صلى سـوائي ولـم تكن

: إلى أن قال

وال فرق بل ذاتي لـذاتي أحبت** ا زلت إياها وإياي لم تــــزل وم

وذاتي بآياتي على استدلـــــت** إلى رسوال آنت مني مرســـــال

منادي أجابت من دعاني ولبت** فإن دعيت آنت المجيب وإن أآن

: إلى أمثال هذا الكالم، ولهذا آان هذا القائل عند الموت ينشد ويقول

ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي** ان منزلتي في الحب عندآم إن آ/

واليوم أحسبها أضغاث أحالم** أمنية ظفرت نفسي بها زمـــــنا

الى بح { : فإنه آان يظن أنه هو اهللا، فلما حضرت مالئكة اهللا لقبض روحه تبين له بطالن ما آان يظنه، وقال اهللا تع س

د [ } ت والأرض وهو العزيز الحكيملله ما في السماوا يس هو ] 1 : الحدي ا في السموات واألرض يسبح هللا، ل ع م فجميآخر والظ { : اهللا، ثم قال تعالى أول وال و ال دير ه يء ق ل ش ى آ و عل ت وه ي ويمي اهر له ملك السماوات والأرض يحي

. ] 3، 2 : الحديد [ } والباطن وهو بكل شيء عليم

ه م رب السموات السبع ورب العرش ( : وفي صحيح مسلم عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يقول في دعائ اللهرآن، أ ة أنت العظيم، ربنا ورب آل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة واإلنجيل والق عوذ بك من شر آل داب

يس فوقك شيء، وأنت آخذ بناصيتها، أنت األول فليس قبلك شيء، وأنت اآلخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فلتة { : ثم قال . ) الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر ي س أرض ف ماوات وال هو الذي خلق الس

ماء وم أي م ام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من الس و معك ا وه رج فيه ا يع

Page 74: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ير ون بص ا تعمل د [ } أين ما آنتم والله بم ذآر أن السموات واأل / ] 4 : الحدي ا { رض ـ وفي موضع آخر ـ ف ا بينهم } وم . مخلوق مسبح له، وأخبر سبحانه أنه يعلم آل شيء

م { : وأما قوله و معك الى ] مع [ فلفظ } وه ه تع اآلخر آقول ا ب يئين مختلط ة العرب أن يكون أحد الش : ال تقتضي في لغ

الى ] 119 : التوبة [ } دقيناتقوا الله وآونوا مع الصا { ه تع ار { : ، وقول ى الكف داء عل ه أش ذين مع ه وال ول الل د رس } محم . ] 75 : األنفال [ } والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولـئك منكم { : ، وقوله تعالى ] 29 : الفتح [

ة ] العامة [ جاءت في القرآن عامة وخاصة، فـ ] مع [ ولفظ ة المجادل ي { : في هذه اآلية وفي آي ا ف م م ه يعل ر أن الل م ت أل

م و ا السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعه ك ول ن ذل ى م ا أدن هم ول و سادس ا ه ة إل ا خمس لل ه بك يم أآثر إلا هو معهم أين ما آانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الل يء عل ة [ } ش افتتح الكالم ] 7 : المجادل ، ف

. هو معهم بعلمه : تمه بالعلم، ولهذا قال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبلبالعلم وخ

: ففي قوله تعالى ] المعية الخاصة [ وأما مع وأرى إن { : ، وقوله تعالى لموسى ] 128 : النحل [ } إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون { ا أس ي معكم : طه [ } ن

ا { : ، وقال تعالى ] 46 ه معن زن إن الل ة [ } إذ يقول لصاحبه ال تح ي ] 40 : التوب ي النب ا / ، يعن لم وأب ه وس صلى اهللا عليه بكر ـ رضي اهللا عنه ـ فهو مع موسى وهارون دون فرعون، ومع محمد وصاحبه د ره من أعدائ ون أبي جهل وغي

. ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون دون الظالمين المعتدين

ه مع هؤالء بنصره ] المعية [ : فلو آان معنى أنه بذاته في آل مكان تناقض الخبر الخاص والخبر العام، بل المعنى أنه وهو الذي في { : وقوله تعالى . وتأييده دون أولئك أرض إل ي ال ه وف ه من في : أي ] 84 : الزخرف [ } السماء إل هو إل

يم { : السموات وإله من في األرض، آما قال اهللا تعالى ز الحك و العزي أرض وه ماوات وال ي الس أعلى ف ل ال ه المث } ولام [ } وهو الله في السماوات وفي األرض { : ى، وآذلك قوله تعال ] 27 : الروم [ ام ] 3 : األنع م آاإلم ة العل ا فسره أئم آم

. أنه المعبود في السموات واألرض : أحمد وغيره

ه ا وصفه ب ه نفسه وبم ا وصف ب ه، يوصف بم ائن من مخلوقات الى ب رب تع ى أن ال ا عل ة وأئمته وأجمع سلف األمال دون رسوله ص ل، يوصف بصفات الكم لى اهللا عليه وسلم من غير تحريف وال تعطيل، ومن غير تكييف وال تمثي

د { : صفات النقص، ويعلم أنه ليس آمثله شيء في صفات الكمال، آما قال اهللا تعالى م يل مد ل ه الص قل هو الله أحد اللذي : ] الصمد [ : قال ابن عباس . ] سورة اإلخالص [ } فوا أحدولم يولد ولم يكن له آ العليم الذي آمل في علمه، العظيم ال

. آمل في عظمته، القدير الكامل في قدرته، الحكيم الكامل في حكمته، السيد الكامل في سؤدده يتضمن اتصافه بصفات ] الصمد [ الذي ال نظير له، فاسمه : ] األحد [ و . هو الذي ال جوف له : وقال ابن مسعود وغيره/

ذه ] األحد [ الكمال ونفي النقائص عنه، واسمه ك في تفسير ه يتضمن اتصافه أنه ال مثل له، وقد بسطنا الكالم على ذل . السورة وفي آونها تعدل ثلث القرآن

بالحقائق الخلقية القدريةفي اشتباه الحقائق األمرية الدينية اإليمانية : فصــل

إن اهللا ـ سبحانه ة؛ ف ة الكوني ة القدري ائق الخلقي ة بالحق ة اإليماني ة الديني ائق األمري يهم الحق تبه عل وآثير من الناس تشت { : وتعالى ـ له الخلق واألمر آما قال تعالى ي س ى إن ربكم الله الذي خلق السماوات واألرض ف توى عل م اس ام ث ة أي

ه رب العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أال ارك الل ر تب له الخلق واألمان، فهو ـ سبحان ] 54 : األعراف [ } العالمين ه ـ خالق آل شيء وربه ومليكه، ال خالق غيره، وال رب سواه، ما شاء آ

ه، وهو سبحانه أمر ه وخلق وما لم يشأ لم يكن، فكل ما في الوجود من حرآة وسكون فبقضائه وقدره ومشيئته وقدرتد واإلخالص، ونهى عن اإلشراك ب ر بالتوحي له، أم له، ونهى عن معصيته ومعصية رس ه وطاعة رس اهللا، بطاعت

ك { : التوحيد، وأعظم السيئات الشرك، قال اهللا تعالى/فأعظم الحسنات ا دون ذل ر م ه ويغف إن الله ال يغفر أن يشرك بحبونهم آحب الله والذين آمنوا أشد ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ي { : ، وقال تعالى ] 116 : النساء [ } لمن يشاء . ] 165 : البقرة [ } حبا لله

Page 75: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ال ؟ يا رسول اهللا، أي الذنب أعظم : قلت : وفي الصحيحين عن ابن مسعود ـ رضي اهللا عنه ـ قال دا ( : ق أن تجعل هللا ن

م معك أن ( : قال ؟ ثم أي : ، قلت ) وهو خلقك م أي : ، قلت ) تقتل ولدك مخافة أن يطع ال ؟ ث ة جارك ( : ق ي بحليل ) أن تزنن والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و { : فأنزل اهللا تصديق ذلك ون وم لا يزن

دل فعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمني ك يب وعمل عملا صالحا فأولئ . ] 70 : 68 : الفرقان [ } الله سيئاتهم حسنات وآان الله غفورا رحيما

ين، ه يحب المتق ر أن وأمر ـ سبحانه ـ بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأخبأنهم بيله صفا آ اتلون في س ويحب المحسنين، ويحب المقسطين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الذين يق

ي ع ا نه ره م و يك ان مرصوص، وه بحان بني ورة س ي س ال ف ا ق ه آم ا { : ن ك مكروه د رب يئه عن ان س ك آ ل ذل } آوق ] 83 : اإلسراء [ ى الحق اء ذي القرب دين، وأمر بإيت وق الوال ذير، وعن / وقد نهى عن الشرك وعق ونهى عن التب

ا وعن التقتير، وأن يجعل يده مغلولة إلى عنقه، وأن يبسطها آل البسط، ون ر الحق، وعن الزن هى عن قتل النفس بغياد } آل ذلك آان سيئه عند ربك مكروها { : قربان مال اليتيم إال بالتي هي أحسن إلى أن قال وهو سبحانه ال يحب الفس

. وال يرضى لعباده الكفر

ال اهللا ا، ق الى دائم ى اهللا تع وب إل الى والعبد مأمور أن يت ون { : تع م تفلح ون لعلك ا المؤمن ا أيه ه جميع ى الل وا إل } وتوب . ] 31 : النور [

ي ( : وفي صحيح البخاري عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ده ، إن أيها الناس، توبوا إلى ربكم، فوالذي نفسي بي

ال . ) اليوم أآثر من سبعين مرةألستغفر اهللا وأتوب إليه في ه ق لم أن ه وس ه صلى اهللا علي لم عن ه ( : وفي صحيح مس إنال ) ليغان على قلبي، وإني ألستغفر اهللا في اليوم مائة مرة د لرسول اهللا صلى اهللا : وفي السنن عن ابن عمر ق ا نع آن

رة رب اغفر لي وتب علي إنك ( : عليه وسلم في المجلس الواحد يقول ة م ال ) أنت التواب الرحيم مائ ر من ( : أو ق أآث . ) مائة مرة

لم من لم إذا س ه وس ي صلى اهللا علي وقد أمر اهللا ـ سبحانه ـ عباده أن يختموا األعمال الصالحات باالستغفار فكان النب

ا ذا الج ( : الصالة يستغفر ثالثا ويقول م أنت السالم ومنك السالم تبارآت ي ـرام الله ك في / ) ـالل واإلآ ـت ذل ا ثب آمـالى ـال تع ـد ق ـنه، وق حار { : الحـديث الصـحيح ع تغفرين باألس ران [ } والمس ل ] 17 : آل عم وا باللي أمرهم أن يقوم ، ف

الى . ويستغفروا باألسحار ه تع ل بقول ام اللي تغ { : وآذلك ختم سورة المزمل وهي سورة قي ور واس ه غف ه إن الل فروا اللات { : وآذلك قال في الحج ] 20 : المزمل [ } رحيم ن عرف تم م إذا أفض م ف ن ربك لا م وا فض اح أن تبتغ يكم جن يس عل ل

ما هداآم وإن آنتم من قبله لمن الضآلين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فاذآروا الله عند المشعر الحرام واذآروه آيم ور رح ه غف رة [ } واستغفروا الله إن الل ي ] 199، 198 : البق ا غزا النب الى في آخر األمر لم زل سبحانه وتع ل أن ب

ي { : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى اهللا عليه وسلم وه ف ذين اتبع لقد تاب اهللا على النبي والمهاجرين واألنصار الم رؤوف رح ه به يهم إن اب عل م ت وا يم وساعة العسرة من بعد ما آاد يزيغ قلوب فريق منهم ث ذين خلف ة ال ى الثالث عل

ن ال أ م وا أن ال ملج هم وظن يهم أنفس اقت عل يهم حتى إذا ضاقت عليهم األرض بما رحبت وض اب عل م ت ه ث ه إال إلي ل . وهي آخر ما نزل من القرآن ] 118، 117 : التوبة [ } حيمليتوبوا إن الله هو التواب الر

ل د قي الى : وق ه تع ت قول ورة نزل ر س الحات { : إن آخ وا الص وا وعمل ذين آمن ا ال ر إل ي خس ان لف ر إن الإنس والعص

وفي الصحيحين . ، فأمره تعالى أن يختم عمله بالتسبيح واالستغفار ] سورة النصر [ } وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبران لم آ ه وس ه صلى اهللا علي ا ـ أن ة ـ رضي اهللا عنه ه وسجوده/ عن عائش ي رآوع ول ف ا ( : يق م ربن بحانك الله س

ه . يتأول القرآن ) وبحمدك، اللهم اغفر لي لم أن ه وس ه صلى اهللا علي ول وفي الصحيحين عن ان يق ي ( : آ ر ل م اغف اللهدي، وآل . خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني ي وعم ي وجدي، وخطئ ي هزل ر ل م اغف الله

. ) ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، ال إله إال أنت

ال : عنه ـ قال أن أبا بكر الصديق ـ رضي اهللا : وفي الصحيحين ه في صالتي، ق : يارسول اهللا، علمني دعاء أدعو بي إنك أنت : قل ( دك وارحمن رة من عن ي مغف اغفر ل ت، ف ذنوب إال أن ر ال را وال يغف اللهم إني ظلمت نفسي ظلما آثي

. ) الغفور الرحيم

Page 76: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ال يا رسول اهللا، علمني : وفي السنن عن أبي بكر ـ رضي اهللا عنه ـ قال : دعاء أدعو به إذا أصبحت وإذا أمسيت، فق

ت، أعوذ بك : قل ( ه إال أن ه، أشهد أن ال إل اللهم فاطر السموات واألرض عالم الغيب والشهادة، رب آل شيء ومليكلم ى مس ى نفسي سوءا أو أجره إل ه إذا أصبحت وإذا . من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشرآه، وأن أقترف عل قل

. ) ذا أخذت مضجعكأمسيت وإ

ا ك دائم ى ذل اج إل ل آل أحد محت ذنوب؛ ب ال اهللا . فليس ألحد أن يظن استغناءه عن التوبة إلى اهللا واالستغفار من ال قا و { : تبارك وتعالى أبين أن يحملنه ان إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ف ا الإنس ا وحمله فقن منه أش

ات إنه آان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشرآين والمشرآات ويت ؤمنين والمؤمن ى الم ه عل وب الل، فاإلنسان ظالم جاهل وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر اهللا ] 73، 72 : األحزاب [ } وآان الله غفورا رحيما

. تعالى في آتابه بتوبة عباده الصالحين ومغفرته لهم

الوا ) لن يدخل الجنة أحد بعمله ( : وثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ا رسول ا : ، ق هللا وال أنت يام { : وهذا ال ينافي قوله ) وال أنا إال أن يتغمدني اهللا برحمة منه وفضل ( : قال ؟ ي الأي لفتم ف ا أس ا بم آلوا واشربوا هنيئ

. فإن الرسول نفي باء المقابلة والمعادلة والقرآن أثبت باء السبب ] 24 : الحاقة [ } الخالية ى : إذا أحب اهللا عبدا لم تضره الذنوب، معناه : قول من قالو م يصر عل تغفار فل ة واالس ه التوب دا ألهم أنه إذا أحب عب

ل ة، ب الذنوب، ومن ظن أن الذنوب ال تضر من أصر عليها فهو ضال مخالف للكتاب والسنة، وإجماع السلف واألئم . رة شرا يرهمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذ

الى ه تع ذآورون في قول م الم دوحين ه ماوات { : وإنما عباده المم ها الس ة عرض م وجن ن ربك رة م ى مغف ارعوا إل وس

غيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين واألرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الا والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذآروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغف ى م ر الذنوب إال الله ولم يصروا عل

] 135 : 133 : آل عمران [ } ا وهم يعلمونفعلو

و { : حجة ألهل الذنوب فهو من جنس المشرآين الذين قال اهللا تعالى عنهم ] القدر [ ومن ظن أن رآوا ل سيقول الذين أشوا { : قال اهللا تعالى ردا عليهم } شاء الله ما أشرآنا وال آباؤنا وال حرمنا من شيء ى ذاق بلهم حت ن ق ذين م ذب ال آذلك آ

ة بأسنا قل هل عندآم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إال الظن وإن أنتم إال تخرص ة البالغ ه الحج ل فلل اء ون ق و ش فل . ] 149 : 148 : األنعام [ } لهداآم أجمعين

حجة ألحد لم يعذب اهللا المكذبين للرسل آقوم نوح وعاد وثمود والمؤتفكات، وقوم فرعون، ولم يأمر ] القدر [ ولو آان

واه ب در حجة بإقامة الحدود على المعتدين، وال يحتج أحد بالقدر إال إذا آان متبعا له ر هدى من اهللا، ومن رأى الق غيا يوجب ده م ل يستوى عن ه، ب دى علي ه إذا اعت دا وال يعاقب ذم أح ه أن ال ي ألهل الذنوب يرفع عنهم الذم والعقاب فعليا وعقال وشرعا، ع طبع ذا ممتن اللذة وما يوجب األلم، فال يفرق بين من يفعل معه خيرا وبين من يفعل معه شرا، وه

ين آالفج { : تعالىوقد قال ل المتق ] 28 : ص [ } ارأم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات آالمفسدين في الأرض أم نجعم { : ، وقال تعالى ] 35 : القلم [ } أفنجعل المسلمين آالمجرمين { : ، وقال تعالى يئات أن نجعله ام حسب الذين اجترحوا الس

ون ا يحكم ة [ } آالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء م الى ] 21 : الجاثي ال تع ا { : ، وق بتم أنم أفحسا و اآم عبث ونخلقن ا ترجع ا ل م إلين ون [ } أنك الى ] 115 : المؤمن ال تع دى { : ، وق رك س ان أن يت ب الإنس ة [ } أيحس : القيام

. مهملا ال يؤمر وال ينهى : ، أي ] 36

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ال موسى احتج آدم وموس ( : وقد ثبت في الصحيحين عن النب و : ى، ق ا آدم أنت أب يه آدم ال ل ة، فق ا ونفسك من الجن أنت : البشر، خلقك اهللا بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك مالئكته، لماذا أخرجتن

ق ل أن أخل ي قب ا عل بكم وجدت مكتوب ده، ف وراة بي ك الت ه { موسى الذي اصطفاك اهللا بكالمه وآتب ل وعصى آدم ربأربعين سنة : بأربعين سنة، قال : ، قال ] 121 : طه [ } ىفغو ق ب ل أن أخل ي قب دره اهللا عل ى أمر ق ال ؟ فلم تلومني عل : ق

. غلبه بالحجة : أي ) فحج آدم موسى

Page 77: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: وهذا الحديث ضلت فيه طائفتان . ألجل القدرآذبت به لما ظنوا أنه يقتضى رفع الذم والعقاب عمن عصى اهللا ] طائفة [

م / القدر : شر من هؤالء جعلوه حجة، وقد يقولون ] طائفة [ و رون أن له ذين ال ي حجة ألهل الحقيقة الذين شهدوه، أو ال

إنما حج آدم موسى ألنه أبوه، أو ألنه آان قد تاب، أو ألن الذنب آان في شريعة واللوم في : ومن الناس من قال . فعال . ذا يكون في الدنيا دون األخرى، وآل هذا باطلأخرى، أو ألن ه

ال ه من الشجرة، فق تهم من أجل أآل ولكن وجه الحديث أن موسى عليه السالم لم يلم أباه إال ألجل المصيبة التي لحق

ذنب ال لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة لم يلمه لمجرد آونه أذنب ذنبا وتاب منه، فإن موسى يعلم أن التائب من ا : له لل م يق در ل م { : يالم، وهو قد تاب منه أيضا، ولو آان آدم يعتقد رفع المالم عنه ألجل الق نا وإن ل ا أنفس ا ظلمن اال ربن ق

رين ن الخاس ونن م ا لنك د المصائب أن . ] 23 : األعراف [ } تغفر لنا وترحمن أمور عن د والمؤمن م لم، وعن يصبر ويسالى ذنبك { : الذنوب أن يستغفر ويتوب، قال اهللا تع تغفر ل ق واس ه ح د الل بر إن وع افر [ } فاص أمره بالصبر ] 55 : غ ف . على المصائب، واالستغفار من المعائب

يم ما أصاب من مصيبة إلا بإذن { : وقال تعالى يء عل ل ش ابن [ } الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بك ال ] 11 : التغ ، قل : ابن مسعود المؤمنون إذا أصابتهم مصيبة، مث لم، ف هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند اهللا فيرضى ويس

افتقر المرض والفقر والذل صبروا لحكم اهللا، وإن ه في المعاصي ف وه مال آان ذلك بسبب ذنب غيرهم، آمن أنفق أب . لما أصابهم، وإذا الموا األب لحظوظهم ذآر لهم القدر/ أوالده لذلك فعليهم أن يصبروا

تحب، هو مس : إنه واجب، وقيل : قد قيل ] الرضا [ واجب باتفاق العلماء، وأعلى من ذلك الرضا بحكم اهللا، و ] الصبر [ و

ر ببا لتكفي ا س ا، حيث جعله ه به ام اهللا علي وهو الصحيح، وأعلى من ذلك أن يشكر اهللا على المصيبة لما يرى من إنعخطاياه، ورفع درجاته وإنابته وتضرعه إليه، وإخالصه له في التوآل عليه ورجائه دون المخلوقين، وأما أهل البغي

ا والضالل فتجدهم يحتجون بالقدر إذا أذنبوا وا ا، آم يهم به تبعوا أهواءهم، ويضيفون الحسنات إلى أنفسهم إذا أنعم عل . أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري، أي مذهب وافق هواك تمذهبت به : قال بعض العلماء

لمي م مس يهم وجعله م وأهل الهدى والرشاد إذا فعلوا حسنة شهدوا إنعام اهللا عليهم بها، وأنه هو الذي أنعم عل ن، وجعله

در العجب والمن واألذى، وإذا نهم بشهود الق زال ع ه ف وة إال ب ه ال حول وال ق وى، وأن م التق يقيمون الصالة وألهمهه : فعلوا سيئة استغفروا اهللا وتابوا إليه منها، ففي صحيح البخاري عن شداد بن أوس قال قال رسول اهللا صلى اهللا علي

ا : العبد سيد االستغفار أن يقول ( : وسلم ى عهدك ووعدك م ا عل دك، وأن ا عب اللهم أنت ربي ال إله إال أنت خلقتني وأنت، / استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنوب إال أن ر ال فإنه ال يغف

. ) من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة

صحيح عن أبي ذر ـ رضي اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم فيما يروي عن ربه وفي الحديث ال

م ( : تبارك وتعالى أنه قال ادي، إنك ا فال تظالموا، ياعب نكم محرم ه بي ى نفسي وجعلت م عل يا عبادي، إني حرمت الظلتغفروني أغ الي فاس ا وال أب ذنوب جميع ر ال ا أغف ار وأن ل والنه ون باللي ن تخطئ ائع إال م م ج ادي، آلك ا عب م، ي ر لك ف

م ضال إال من ادي، آلك أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي ،آلكم عار إال من آسوته فاستكسوني أآسكم، ياعبو أن ادي، ل ا عب وني، ي وا نفعي فتنفع ن تبلغ هديته فاستهدوني أهدآم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ول

م وجنكم آانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، ياعبادي ،لو أن أولكم أولكم وآخرآم وإنسكم و أن أولك ادي، ل ا عب يئا، ي وآخرآم وإنسكم وجنكم آانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي ش

ا وآخرآم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت آل إنسان مس دي إال آم ألته ما نقص ذلك مما عنا، فمن وجد ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياه

. ) خيرا فليحمد اهللا، ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه . إذا وجد شرا فال يلومن إال نفسه فأمر ـ سبحانه ـ بحمد اهللا على ما يجده العبد من خير، وأنه/

Page 78: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ] الحقيقة [ وآثير من الناس يتكلم بلسان ين الحقيق يئته، وب ه ومش ة بخلق ة المتعلق ، وال يفرق بين الحقيقة الكونية القدري

ه ة برضاه ومحبت ة المتعلق ه . الدينية األمري ا أمر اهللا ب ا لم ة موافق ة الديني وم بالحقيق ين من يق رق ب ى ألسن وال يف علاس، ] الشريعة [ رسله، وبين من يقوم بوجده وذوقه غير معتبر ذلك بالكتاب والسنة، آما أن لفظ ر من الن ه آثي يتكلم ب

يس ذا الشرع ل إن ه ه رسوله؛ ف ذي بعث اهللا ب وال يفرق بين الشرع المنزل من عند اهللا تعالى وهو الكتاب والسنة الارة . ج عنه إال آافرألحد من الخلق الخروج عنه وال يخر ارة يصيب وت اآم ت اآم فالح وبين الشرع الذي هو حكم الح

ال . يخطئ ه ق لم أن ة ( : هذا إذا آان عالما عادلا وإال ففي السنن عن النبي صلى اهللا عليه وس قاضيان في : القضاة ثالثة، ورجل قضى : النار، وقاض في الجنة و في الجن ه فه ار، رجل علم الحق وقضى ب و في الن ى جهل فه اس عل للن

ار و في الن ره فه ه . ) ورجل علم الحق فقضي بغي د صلى اهللا علي د آدم محم يد ول ادلين س المين الع وأفضل القضاة العا ( : وسلم فقد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال ه من بعض، وإنم إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بحجت

ار / فمن أقضى بنحو مما أسمع، ة من الن ه قطع يد ) قضيت له من حق أخيه شيئا فال يأخذه، فإنما أقطع ل ر س د أخب فقه الخلق أنه إذا قضى بشيء مما سمعه وآان في الباطن بخالف ذلك، لم يجز للمقضي له أن يأخذ ما قضى به له، وأن

ك المطلقة إذا حكم الحاآم بما ظنه حجة شرعية وهذا متفق عليه بين العلماء في األمال . إنما يقطع له به قطعة من الناراق ه باالتف ه ل ا قضى ب ه أن يأخذ م م في . آالبينة واإلقرار، وآان الباطن بخالف الظاهر، لم يجز للمقضي ل وإن حك

رق ل، وف ن حنب د ب ك والشافعي وأحم العقود والفسوخ بمثل ذلك، فأآثر العلماء يقول إن األمر آذلك، وهو مذهب مالاء ] الشرع، والشريعة [ فلفظ . يفة ـ رضي اهللا عنه ـ بين النوعين أبو حن إذا أريد به الكتاب و السنة لم يكن ألحد من أولي

ه د صلى اهللا علي ة محم ر متابع ى اهللا، غي ا إل اء اهللا طريق اهللا وال لغيرهم أن يخرج عنه، ومن ظن أن ألحد من أوليا من . ا وظاهرا فهو آافرفلم يتابعه باطن . وسلم باطنا وظاهرا ان غالط ومن احتج في ذلك بقصة موسى مع الخضر آ

ى : أحدهما : وجهين ا إل ان مبعوث إن موسى آ ى الخضر اتباعه، ف ان عل أن موسى لم يكن مبعوثا إلى الخضر، وال آه من هو أفضل / ولوبني إسرائيل، وأما محمد صلى اهللا عليه وسلم فرسالته عامة لجميع الثقلين الجن واإلنس، أدرآ

ال الخضر : من الخضر ذا ق آإبراهيم وموسى وعيسى وجب عليهم اتباعه فكيف بالخضر سواء آان نبيا أو وليا، ولهه ( : لموسى ه اهللا ال أعلم م اهللا علمك يس ألحد ) أنا على علم من علم اهللا علمنيه اهللا ال تعلمه، وأنت على علم من عل ول

ا : الثاني . بلغتهم رسالة محمد صلى اهللا عليه وسلم أن يقول مثل هذا من الثقلين الذين أن ما فعله الخضر لم يكن مخالفإن خرق ك، ف ى ذل ه عل ه وافق ا ل ا بينه ك فلم يح ذل ي تب م األسباب الت لشريعة موسى عليه السالم، وموسى لم يكن عل

ان السفينة ثم ترقيعها لمصلحة أهلها خوفا من الظالم أن يأخذه ائز وإن آ ل الصائل ج ائز، وقت ك ج ا إحسان إليهم وذلابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ لنجدة الحروري لما : قال . صغيرا، ومن آان تكفيره ألبويه ال يندفع إال بقتله جاز قتله

اقتلهم : سأله عن قتل الغلمان ـ قال له ـ ك الغالم ف تلهم وإ . إن آنت علمت منهم ما علمه الخضر من ذل رواه . ال فال تقك شيء م يكن في ذل ال فل ذا من صالح األعم البخاري، وأما اإلحسان إلى اليتيم بالعوض والصبر على الجوع، فه

د يكون . مخالفا شرع اهللا د يكون صوابا وق ادال، وق د يكون ع ا وق د يكون ظالم اآم فق وأما إذا أريد بالشرع حكم الحن : ئمة الفقهخطا، وقد يراد بالشرع قول أ سعد والشافعي / آأبي حنيفة والثوري ومالك بن أنس واألوزاعي والليث ب

ائزا؛ وأحمد وإسحاق وداود وغيرهم، فهؤالء أقوالهم يحتج لها بالكتاب والسنة، وإذا قلد غيره حيث يجوز ذلك آان جلم ه وس ا يحرم أي ليس اتباع أحدهم واجبا على جميع األمة آاتباع الرسول صلى اهللا علي د أحدهم آم ، وال يحرم تقلي

م ر عل أول النصوص . اتباع من يتكلم بغي راة، أو ت ا من أحاديث مفت يس منه ا ل ى الشريعة م ا إن أضاف أحد إل وأمؤول، والشرع زل، والشرع الم ين الشرع المن رق ب ديل، فيجب الف وع التب ن ن ذا م ك، فه راد اهللا ونحو ذل بخالف م

يقة الكونية والحقيقة الدينية األمرية، وبين ما يستدل عليها بالكتاب والسنة، و بين ما يكتفي المبدل، آما يفرق بين الحق . فيها بذوق صاحبها ووجده

في الفرق بين األمور الكونية واألمور الشرعية: فصــل

ين رق ب ه الف ي آتاب ر اهللا ف د ذآ ر [ و ] اإلرادة [ وق ريم [ و ] اإلذن [ و ] القضاء [ و ] األم ث [ و ] التح ال [ و ] البع و ] اإلرس

الم [ ل [ و ] الك ب أصحابه، وال : ] الجع ه وال يثي ه وال يحب أمر ب م ي ان ل دره وقضاه؛ وإن آ ه وق ذي خلق وني ال ين الك به م من أوليائ رمهم، وجعله ه وأآ اب علي ه وشرعه وأث ذي أمر ب ديني ال ين ال ين، وب ين يجعلهم من أوليائه المتق / المتق

رب ـ وحزبه المفلحين وجنده الغالبين؛ وهذا من أعظم الفروق التي يفرق بها بين أولياء اهللا وأعدائه، فمن استعمله اله رب ويكره ا يبغضه ال ه فيم ان عمل ه، ومن آ ان من أوليائ ك آ ى ذل سبحانه وتعالى ـ فيما يحبه ويرضاه ومات عل

. ومات على ذلك آان من أعدائه

Page 79: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة هي ] رادة الكونيةاإل [ فـ ة، واإلرادة الديني ه الكوني يئته وإرادت ة في مش ات داخل ع المخلوق ه وجمي ا خلق هي مشيئته لما ال اهللا . المتضمنة لمحبته ورضاه المتناولة لما أمر به وجعله شرعا ودين ان والعمل الصالح، ق ذه مختصة باإليم وه

ي فمن يرد الله أن يهدي { : تعالى عد ف ا يص ا آأنم يقا حرج دره ض ه يشرح صدره لإلسالم ومن يرد أن يضله يجعل صد وال ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن آ { : ، وقال نوح عليه السالم لقومه ] 125 : األنعام [ } السماء ان الله يري

، ] 11 : الرعد [ } وإذا أراد الله بقوم سوءا فال مرد له وما لهم من دونه من وال { : ، وقال تعالى ] 34 : هود [ } أن يغويكمر ومن آان مريضا أو على سفر { : وقال تعالى في الثانية م العس د بك ر وال يري م اليس ه بك د الل ر يري } فعدة من أيام أخ

ه عل { : وقال في آية الطهارة ] 185 : البقرة [ تم نعمت رآم ولي د ليطه ـكن يري رج ول ن ح يكم ما يريد الله ليجعل عليكم من { : ولما ذآر ما أحله وما حرمه من النكاح قال ] 6 : المائدة [ } لعلكم تشكرون يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين م

ا قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب ا عظيم وا ميل هوات أن تميل ون الش ذين يتبع } عليكم ويريد الذهب { : وقال لما ذآر ما أمر به أزواج النبي صلى اهللا عليه وسلم وما نهاهم عنه ] 28 : 26 : النساء [ ه لي د الل ا يري إنم

ل الب رجس أه را عنكم ال رآم تطهي ت ويطه رجس أهل . ] 33 : األحزاب [ } ي نكم ال ذهب ع ا ي رآم بم ه أم والمعنى أن . البيت ويطهرآم تطهيرا، فمن أطاع أمره آان مطهرا قد أذهب عنه الرجس بخالف من عصاه

ون إنما قولنا لشي { : فقال في األمر الكوني ] األمر [ وأما ن فيك ه آ ول ل اه أن نق الى ] 40 : النحل [ } ء إذا أردن ال تع : ، وق

ارا { : ، وقال تعالى ] 50 : القمر [ } وما أمرنا إلا واحدة آلمح بالبصر { ا أنهم قادرون عليهآ أتاها أمرنا ليلا أو نه فجعلناهإن الله يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي { : ، وأما األمر الديني، فقال تعالى ] 24 : يونس [ } حصيدا آأن لم تغن باألمس

م لعلك ي يعظك ر والبغ ذآرون القربى وينهى عن الفحشاء والمنك الى ] 90 : النحل [ } م ت ال تع أمرآم أن { : ، وق ه ي إن اللميعا بص تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما ي ان س } يراعظكم به إن الله آ

. ] 58 : النساء [

، أي بمشيئته ] 102 : البقرة [ } وما هم بضآرين به من أحد إال بإذن الله { : فقال في الكوني لما ذآر السحر ] اإلذن [ وأما أذن أم ل { : وقدرته، وإال فالسحر لم يبحه اهللا عز وجل، وقال في اإلذن الديني م ي ا ل دين م ن ال هم شرآاء شرعوا لهم م

ه ورى [ } ب الى ] 21 : الش ال تع را { : ، وق راجا مني ه وس ه بإذن ى الل ا إل ذيرا وداعي را ون اهدا ومبش لناك ش ا أرس } إنالى ] 46، 45 : األحزاب [ ال تع ه { : ، وق إذن الل اع ب ول إال ليط ن رس لنا م ا أرس الى ] 64 : النساء [ } وم ال تع ا { : ، وق م

. ] 5 : الحشر [ } قطعتم من لينة أو ترآتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين

وني ] القضاء [ وأما ومين { : فقال في الك ي ي ماوات ف بع س اهن س ال سبحانه ] 12 : فصلت [ } فقض را { : وق إذا قضى أمدين وقضى ربك أال تع { : ، وقال في الديني ] 47 : آل عمران [ } فإنما يقول له آن فيكون اه وبالوال : اإلسراء [ } بدوا إال إي

الى ] 23 ه تع ر موضع آقول ر في غي ا أخب ره آم د غي ن { : ، أي أمر، وليس المراد به قدر ذلك فإنه قد عب دون م ويعبه ] 18 : يونس [ } ا عند اللهدون الله ما ال يضرهم وال ينفعهم ويقولون هـؤالء شفعاؤن : ، وقول الخليل عليه السالم لقوم

: ، وقال تعالى ] 77 : 75 : الشعراء [ } لمينقال أفرأيتم ما آنتم تعبدون أنتم وآباؤآم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العا { م آانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما قد { ا بك ه آفرن ن دون الل دون م تعب

ن وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمن ك م ك ل ا أمل ك وم تغفرن ل ه لأس وا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيد قل يا أي { : ، وقال تعالى ] 4 : الممتحنة [ } الله من شيء ربنا عليك توآلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ا أعب افرون ل ا الك ه

ا أعب دون م تم عاب ا أن دتم ول ا عب د م ا عاب ا أن د ول ا أعب دون م تم عاب ا أن دون ول ن ما تعب ي دي نكم ول م دي سورة [ } د لكنهم وال تقتضي ر ] الكافرون ه من دي ة األخرى ، وهذه آلمة تقتضي براءت الى في اآلي ال تع ا ق ذلك، آم وإن { : ضاه ب

ون ا تعمل ريء مم ا ب ل وأن ا أعم ون مم تم بريئ م أن م عملك ي ولك ي عمل ل ل ونس [ } آذبوك فق ومن ظن من / ] 41 : يدر، } وقضى ربك { : ناس وأآفرهم، آمن ظن أن قولهالمالحدة أن هذا رضا منه بدين الكفار فهو من أآذب ال ى ق بمعن

را اس آف م الن ن أعظ ذا م إن ه دوا إال اهللا، ف ا عب اد األصنام م ل عب ع، وجع ا قضى بشيء إال وق بحانه م وأن اهللا س . بالكتب

وا فإذا جاء وعد أوال { : فقال تعالى في البعث الكوني ] البعث [ وأما لفظ ديد فجاس أس ش هما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي ب

و { : وقال في البعث الديني ] 5 : اإلسراء [ } خالل الديار وآان وعدا مفعولا نهم يتل ولا م أميين رس ي ال ث ف ذي بع و ال هدوا { : ، و قال تعالى ] 2 : الجمعة [ } ه ويزآيهم ويعلمهم الكتاب والحكمةعليهم آيات ولا أن اعب ة رس ل أم ي آ ولقد بعثنا ف

. ] 36 : النحل [ } الله واجتنبوا الطاغوت

Page 80: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ؤزهم أزا { : رسال الكونيفقال في اإل ] اإلرسال [ وأما لفظ افرين ت ى الك ياطين عل لنا الش ا أرس ر أن م ت ريم [ } أل ] 83 : مديني ] 48 : الفرقان [ } وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته { : ،وقال تعالى اهدا إ { : ، وقال في ال لناك ش ا أرس ن

ك { : ، وقال تعالى ] 45 : األحزاب [ } ومبشرا ونذيرا ذر قوم ه أن أن ى قوم ا إل وح [ } إنا أرسلنا نوح الى ] 1 : ن ال تع : ، وق إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا {

الله يصطفي من الملائكة { : ، وقال تعالى ] 15 : المزمل [ } ا أرسلنا إلى فرعون رسولاعليكم آم

. ] 75 : الحج [ } رسلا ومن الناس

ديني ] 41 : القصص [ } ناروجعلناهم أئمة يدعون إلى ال { : فقال في الكوني ] الجعل [ وأما لفظ ا { : ، وقال في ال ل جعلن لك

ا رعة ومنهاج نكم ش دة [ } م الى ] 48 : المائ ال تع ام { : ، وق يلة وال ح آئبة وال وص رة وال س ن بحي ه م ل الل ا جع } م . ] 103 : المائدة [

الى ] 12 : القصص [ } وحرمنا عليه المراضع من قبل { : فقال في الكوني ] لتحريملفظ ا [ وأما ال تع ة { : ، وق ا محرم فإنه

ديني ] 26 : المائدة [ } عليهم أربعين سنة يتيهون في األرض يك { : ، وقال في ال ت عل ر حرم م الخنزي دم ولح ة وال م الميتات { : ،وقال تعالى ] 3 : المائدة [ } وما أهل لغير الله به االتكم وبن اتكم وخ واتكم وعم اتكم وأخ اتكم وبن يكم أمه حرمت عل . ] 23 : النساء [ اآلية } األخ وبنات األخت

، وثبت في الصحيح عن ] 12 : التحريم [ } وصدقت بكلمات ربها وآتبه { : فقال في الكلمات الكونية ] الكلمات [ وأما لفظ

ق، ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يقول ا خل ه وشر أعوذ بكلمات اهللا التامة آلها من شر م ومن غضبه وعقابال ( : ، وقال صلى اهللا عليه وسلم ) عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون زال فق زل من أعوذ بكلمات اهللا : من ن

ك ول ) التامات من شر ماخلق لم يضره شيء حتي يرتحل من منزله ذل ان يق ي ال ( : وآ أعوذ بكلمات اهللا التامات الت، ومن شر ما ذرأ في األرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر يجاوزهن بر وال فاجر

. ) آل طارق إال طارقا يطرق بخير يا رحمن ه ] آلمات اهللا التامات التي ال يجاوزهن بر وال فاجر [ و/ هي التي آون بها الكائنات فال يخرج بر وال فاجر عن تكوين

ه يئته وقدرت ة [ ا وأم . ومش ه الديني ة ] آلمات ه المنزل رار، وعصاها : وهي آتب ا األب ه، فأطاعه ره ونهي ا من أم ا فيه وم . الفجار

. وأولياء اهللا المتقون هم المطيعون لكلماته الدينية وجعله الديني وإذنه الديني وإرادته الدينية

ار وأما آلماته الكونية التي ال يجاوزها بر وال فاجر، فإنه يدخ ع الكف وده وجمي يس وجن ى إبل ق حت ع الخل ل تحتها جمي

وا في األمر د افترق در لهم،فق درة والق يئة والق ق والمش وا في شمول الخل الخلق وإن اجتمع ار، ف دخل الن وسائر من ي . والنهي والمحبة والرضا والغضب

وا المحظور، وصبروا عل أمور، وترآ وا الم ذين فعل م ال وه، ورضى وأولياء اهللا المتقون ه أحبهم وأحب دور، ف ى المق

ه وا عن نهم ورض نهم . ع يهم، ويلع هم، ويغضب عل و يبغض ه فه ت قدرت انوا تح ياطين، وإن آ اء الش داؤه أولي وأع . ويعاديهم

ى مجامع ا عل ا تنبيه اء الشيطان [ وبسط هذه الجمل له موضع آخر، وإنما آتبت هن رحمن وأولي اء ال ين أولي رق ب ] الف

ه / ق بينهما وجمع الفر ين أوليائ ه ب الى ب رق اهللا تع اعتبارهم بموافقة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فإنه هو الذي فه ين أعدائ اد ،وب السعداء وأعدائه األشقياء، وبين أوليائه أهل الجنة وأعدائه أهل النار، وبين أوليائه أهل الهدى والرش

ه أهل الغي والضالل والفساد وأعدائه حزب الشيطا روح من دهم ب ان وأي وبهم اإليم ذين آتب في قل ال . ن وأوليائه ال قة [ اآلية } لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله { : تعالى الى ] 22 : المجادل ال تع إذ { : ، وق

ربوا ف يوحي ربك إلى ال ب فاض روا الرع ذين آف وب ال ي قل ألقي ف وا س ذين آمن اق مآلئكة أني معكم فثبتوا ال وق األعن . ] 12 : األنفال [ } واضربوا منهم آل بنان

Page 81: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه ياطين ليو { : وقال في أعدائ ادلوآم وإن الش آئهم ليج ى أولي ون إل ام [ } ح ال ] 121 : األنع ي { : ، وق ل نب ا لك ذلك جعلن وآ

أنبئكم على هل { : ، وقال ] 112 : األنعام [ } عدوا شياطين اإلنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراعرا ي من تنزل الشياطين تنزل على آل أفاك أثيم يلقون السمع وأآثرهم آاذبون والش م ف ر أنه م ت اوون أل بعهم الغ ء يت

ا آل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا ي د م فعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذآروا الله آثيرا وانتصروا من بعا { : ، وقال تعالى ] 227 : 221 : الشعراء [ } ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون م بم ا فلا أقس ا ل رون وم تبص

اهن قل ن رب تبصرون إنه لقول رسول آريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول آ ل م ذآرون تنزي ا ت ا م يله العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأ اجزين وإن ه ح د عن ن أح نكم م خذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما م

ه افرين وإن ى الك رة عل ه لحس ذبين وإن نكم مك نعلم أن م ا ل ين وإن ذآرة للمتق ق اللت يم لح ك العظ م رب بح باس ين فس } يقب { : ، وقال تعالى ] 52 : 38 : الحاقة [ ه ري ربص ب اعر نت ون ش ون أم يقول ا مجن اهن ول ك بك فذآر فما أنت بنعمت رب

ن م م إني معك وا ف ل تربص ا المنون ق ل ل ه ب ون تقول اغون أم يقول وم ط م ق ذا أم ه امهم به أمرهم أحل ين أم ت المتربص . ] 34 : 29 : الطور [ } يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن آانوا صادقين

انين؛ فنزه ـ سبحانه وتعالى ـ نبينا محمد ان والشعراء والمج ياطين، من الكه ا صلى اهللا عليه وسلم عمن تقترن به الش

اس { : قال اهللا تعالى . وبين أن الذي جاءه بالقرآن ملك آريم اصطفاه ن الن لا وم ة رس ن الملائك : الحج [ } الله يصطفي مين يل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مب وإنه لتنز { : ، وقال تعالى ] 75

ل فإ { : ، وقال تعالى ] 195 : 192 : الشعراء [ } وإنه لفي زبر الأولين دوا لجبري ان ع ن آ إذن قل م ك ب ى قلب ه عل ه نزل نه } فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم { : ، وقال تعالى ] 97 : البقرة [ } الله ى قول لمين { : إل رى للمس } وبش

. ،وسماه روح القدسفسماه الروح األمين ] 102 : 98 : النحل [

: الكواآب التي تكون في السماء خانسة أي : يعني ] 16، 15 : التكوير [ } فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس { : وقال تعالىذي يحجب ى آناسها ال ا مختفية قبل طلوعها، فإذا ظهرت رآها الناس جارية في السماء، فإذا غربت ذهبت إل ل { ه واللي

عس وير [ } إذا عس ل الصبح : أي ] 17 : التك ر، وأقب نفس { إذا أدب بح إذا ت وير [ } والص ل : أي ] 18 : التك ول { أقب ه لق إنين ذي قوة عند ذي ال { وهو جبريل عليه السالم ] 19 : التكوير [ } رسول آريم م أم وير [ } عرش مكين مطاع ث ، 20 : التك

يكم : أي ] 22 : التكوير [ } وما صاحبكم بمجنون { : مطاع في السماء أمين، ثم قال : ، أي ] 21 ن اهللا عل ذي م صاحبكم الالى به؛ إذ بعثه إليكم رسوال من جنسكم يصحبكم إذ آنتم ال تطيقون أن ترو ال تع ا ق ة آم زل { : ا المالئك وال أن الوا ل وق

اه ر ا لجعلن اه ملك و جعلن رون ول م ال ينظ ر ث ي األم ا لقض ا ملك و أنزلن ك ول ه مل ونعلي ا يلبس يهم م نا عل ا وللبس } جلين { : وقال تعالى . ] 9، 8 : األنعام [ أفق المب وير [ } ولقد رآه بال ه السالم : أي ] 23 : التك ل علي ى { رأى جبري و عل ا ه وم

ه إال : أي } بضنين { : بمتهم، وفي القراءة األخرى : أي ] 24 : التكوير [ } الغيب بضنين م وال يبذل ل، ببخيل يكتم العل بجعوير [ } وما هو بقول شيطان رجيم { آما يفعل من يكتم العلم إال بالعوض، ه السالم عن أن ] 25 : التك ل علي زه جبري فن

. يكون شيطانا، آما نزه محمدا صلى اهللا عليه وسلم عن أن يكون شاعرا أو آاهنا

ه فأولياء اهللا المتقون هم المقتدون بمحمد دون ب ه زجر، ويقت صلى اهللا عليه وسلم فيفعلون ما أمر به وينتهون عما عنفيما بين لهم أن يتبعوه فيه، فيؤيدهم بمالئكته وروح منه، ويقذف اهللا في قلوبهم من أنواره، ولهم الكرامات التي يكرم

دين أو لحاج . اهللا بها أولياءه المتقين اتهم لحجة في ال اء اهللا آرام يهم وخيار أولي ا آانت معجزات نب لمين، آم ة بالمس . صلى اهللا عليه وسلم آذلك

دخل في معجزات / ة ت لم ،فهي في الحقيق ه وس اع رسوله صلى اهللا علي ة اتب وآرامات أولياء اهللا إنما حصلت ببرآ

ين : الرسول صلى اهللا عليه وسلم ه، وحن ان الشجر إلي ه، وإتي ر، وتسبيح الحصا في آف ه، مثل انشقاق القم الجذع إليام ر الطع ز، وتكثي اب العزي ه بالكت ون، وإتيان ا يك ان وم ا آ اره بم دس، وإخب ت المق راج بصفة بي ة المع اره ليل وإخبلمة المشهور، نقص في حديث أم س م ي ام وهو ل در طع دق العسكر من ق ا أشبع في الخن والشراب مرات آثيرة،آم

نقص وأروى العسكر في غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص م ي ل ول ام قلي وك من طع ، ومأل أوعية العسكر عام تبوهم نحو ثالثين ألفا، ونبع الماء من بين أصابعه مرات متعددة حتى آفي الناس الذين آانوا معه، آما آانوا في غزوة ه، ولم ى خده فرجعت أحسن عيني ادة حين سالت عل ي قت ين أب ة أو خمسمائة، ورده لع ا الحديبية نحو ألف وأربعمائ

ين ة وثالث أرسل محمد بن مسلمة لقتل آعب بن األشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت، وأطعم من شواء مائابر ي ج د اهللا أب ن عب م فضل فضلة، ودي يعهم ث ا جم أآلوا منه ين ف ا قطعت ة وجعل منه ه قطع نهم حز ل رجال آال م

Page 82: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا فأمر صاحب الدين : قال جابر . لليهودي وهو ثالثون وسقا ل فمشى فيه م يقب ه فل ان ل ذي آ ه بال أن يأخذ التمر جميعقا د . رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ثم قال لجابر جد له فوفاه الثالثين وسقا وفضل سبعة عشر وس ر ق ذا آثي ل ه ومث

. جمعت نحو ألف معجزة ن حضير [ وآرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين آثيرة جدا، مثل ما آان / رأ سورة الكهف ] أسيد ب يق

ه ن . ] فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي المالئكة نزلت لقراءت ران ب ى عم لم عل ة تس وآانت المالئكا . حصين ا فيه أآالن في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح م ن . وآان سلمان وأبو الدرداء ي ن بشر وأسيد ب اد ب وعب

ا حضير خرجا من عند ا افترق رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلم . افترق الضوء معهما، رواه البخاري وغيره

ر ] الصديق [ وقصة فلها أآث في الصحيحين لما ذهب بثالثة أضياف معه إلى بيته، وجعل ال يأآل لقمة إال ربي من أس

ى منها فشبعوا، وصارت أآث ا إل ت، فرفعه ا آان ر مم إذا هي أآث ه ف وبكر وامرأت ا أب ك، فنظر إليه ل ذل ا هي قب ر مم . رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وجاء إليه أقوام آثيرون فأآلوا منها وشبعوا

. نبةآان أسيرا عند المشرآين بمكة ـ شرفها اهللا تعالى ـ وآان يؤتى بعنب يأآله وليس بمكة ع ] خبيب بن عدي [ و ع، /قتل شهيدا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه، ] عامر بن فهيرة [ و د رف ل وق ن الطفي رآه عامر ب ع ف ل رف ا قت ان لم وآ

. فيرون المالئكة رفعته : عروة : وقال

ائمة مهاجرة وليس معها زاد وال ماء فكادت تموت من العطش، فلما آان وقت الفطر وآانت ص ] أم أيمن [ وخرجت . سمعت حسا على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها

ه ] سفينة [ و لم فمشى مع ه وس ه رسول رسول اهللا صلى اهللا علي مولى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أخبر األسد بأن

. األسد حتى أوصله مقصده ون آان إذا أقس ] البراء بن مالك [ و اد يقول ى المسلمين في الجه تد عل : م على اهللا تعالى أبر قسمه، وآان الحرب إذا اش

وم : يا براء، أقسم على ربك، فيقول ان ي دو، فلماآ زم الع افهم فيه ا أآت ا منحتن ال ] القادسية [ يارب، أقسمت عليك لم : ق . أآتافهم، وقتل البراء شهيداأقسمت عليك يا رب لما منحتنا أآتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا

م يضره / ال نسلم حتى تشرب : حاصر حصنا منيعا فقالوا ] خالد بن الوليد [ و ي وقاص [ و . السم، فشربه فل ن أب ] سعد ب

. آان مستجاب الدعوة ما دعا قط إال استجيب له وهو الذي هزم جنود آسرى وفتح العراق ر ] سارية [ رسل جيشا أمر عليهم رجال يسمى لما أ ] عمر بن الخطاب [ و ى المنب : فبينما عمر يخطب فجعل يصيح عل

ا : يا أمير المؤمنين لقينا عدوا فهزمونا فإذا بصائح : يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فقدم رسول الجيش فسأل فقال ي . م اهللا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمه

ال المشرآون ] الزنيرة [ ولما عذبت أصاب بصرها الالت : على اإلسالم في اهللا فأبت إال اإلسالم وذهب بصرها ،ق

. آال واهللا، فرد اهللا عليها بصرها : والعزى، قالت

أعم بصرها، اللهم : على أروى بنت الحكم فأعمى بصرها لما آذبت عليه فقال ] سعيد بن زيد [ ودعا ة ف إن آانت آاذب . واقتلها في أرضها، فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت

ه ] العالء بن الحضرمي [ و ا : آان عامل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على البحرين وآان يقول في دعائ يم، ي ا عل ي

ب، فيستجاب له، ودعا اهللا بأن يسقوا ويتوضؤو/ حليم، يا علي، يا عظيم، دهم فأجي ا بع قاء لم اء واإلس ا لما عدموا المودعا اهللا لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا آلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم؛ ودعا

. اهللا أن ال يروا جسده إذا مات، فلم يجدوه في اللحد

Page 83: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة وهي الذي ألقى في ا ] ألبي مسلم الخوالني [ وجرى مثل ذلك ى دجل ه من العسكر عل ه مشى هو ومن مع ار، فإن لن

ال ى أصحابه فق م التفت إل ه : ترمي بالخشب من مدها ث ى أدعو اهللا عز وجل في يئا حت اعكم ش دون من مت ال ؟ تفق فقا ادعى الن : فقدت مخالة، فقال : بعضهم ه األسود العنسي لم د تعلقت بشيء فأخذها، وطلب وة اتبعني فتبعه فوجدها ق بال : فقال له ي رسول اهللا، ق ال : أتشهد أن ا أسمع، ق دا رسول اهللا : م ال ؟ أتشهد أن محم ا : ق ألقى فيه ار ف أمر بن م، ف نع

لم فأجلسه ه وس ي صلى اهللا علي د موت النب ة بع فوجدوه قائما يصلي فيها وقد صارت عليه بردا وسالما، وقدم المديند صلى ( : ـ رضي اهللا عنهما ـ وقال عمر بينه وبين أبي بكر الصديق ة محم الحمد هللا الذي لم يمتني حتى أرى من أم

رأة . ) اهللا عليه وسلم من فعل به آما فعل بإبراهيم خليل اهللا ووضعت له جارية السم في طعامه فلم يضره، وخببت ام . اعليه زوجته فدعا عليها فعميت، وجاءت وتابت فدعا لها فرد اهللا عليها بصره

يلقاه سائل في طريقه إال أعطاه بغير عدد، ثم يجىء / يأخذ عطاءه ألفي درهم في آمه وما ] عامر بن عبد قيس [ وآان

ى ه عل م وضع رجل ه األسد ث ى مس بثياب إلى بيته فال يتغير عددها وال وزنها، ومر بقافلة قد حبسهم األسد فجاء حترح : عنقه وقال الى أن إنما أنت آلب من آالب ال ا اهللا تع ة ودع ره، ومرت القافل يئا غي ي أستحي أن أخاف ش من وإن

م يهون عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتي بالماء له بخار، ودعا ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصالة فل . يقدر عليه

دعا اهللا عز و ] الحسن البصري [ وتغيب رات ف ه ست م دخلوا علي ى بعض عن الحجاج ،ف ا عل روه، ودع م ي جل فل

. الخوارج آان يؤذيه فخر ميتا يم [ و يم هو ] صلة بن أش ن أش رو سوى [ : صلة ب م ي ة ل اذة العدوي و الصهباء العدوي البصري ،زوج الصالحة مع أب

ا يستطيع أن ى م و الصهباء يصلى حت ان أب رهم، آ اذ والحسن وغي ه مع حديث واحد عن ابن عباس، حدث عنه أهلبالء [ . يأتي فراشه إال زحفا، قتل سنة اثنتين وستين رحمه اهللا مات فرسه وهو في . ] 500 : 3/497 : سير أعالم الن

يا بنى خذ : اللهم ال تجعل لمخلوق على منة ،ودعا اهللا عز وجل فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال : الغزو، فقالدعا اهللا عز وجل واستطعمه، فوقعت سرج الفرس فإنه عارية، فأخذ س األهواز، ف رة ب رس، وجاع م رجه فمات الف

ا ه زمان د زوجت وب عن وجاء األسد وهو يصلي في غيضة . خلفه دوخلة رطب في ثوب حرير فأآل التمر وبقى الث . اطلب الرزق من غير هذا الموضع، فولى األسد وله زئير : بالليل فلما سلم قال له

ان ] يد بن المسيبسع [ وآان في أيام الحرة يسمع األذان من قبر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أوقات الصلوات، وآ

. المسجد قد خال فلم يبق غيره

ه أصحابه ] النخع [ ورجل من ال ل ق فق ار فمات في الطري ه حم ان ل م : آ ال له ا، فق ى رحالن وزع متاعك عل م نت : هل . أ فأحسن الوضوء وصلى رآعتين ودعا اهللا تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعهأمهلوني هنيهة ،ثم توض

دوة : أويس القرني هو [ ] أويس القرني [ ولما مات اني الق رادي اليم ك الم ن مال ن جزء ب ن عامر ب أبو عمرو أويس ب

اء إنه ما روى شيئا مسندا و : الزاهد، سيد التابعين في زمانه، قالوا عنه ان من أولي د آ ين، وق ه بل ال تهيأ أن يحكم عليل : اهللا المتقين ومن عباده المخلصين، ذآر الصيرفي أن مسلما خرج حديثه، قيل وم صفين، وقي ى : إنه قتل ي مات عل

ه : جبل بمكة ،وقيل ده وال سنة وفات بالء [ . إنه مات بدمشق، ولم تذآر الكتب ال سنة مول ، 33 : 4/19 : سير أعالم النرا . ] 1/386تهذيب التهذيب 531 : 1/527 : لسان الميزان ه قب ل، ووجدوا ل ه قب م تكن مع ا ل ه أآفان وجدوا في ثياب

. محفورا فيه لحد في صخرة فدفنوه فيه وآفنوه في تلك األثواب

د [ وآان ن فرق ان ] عمرو بن عقبة ب ة، وآ ه غمام ا في شدة الحر فأظلت ه وهو يرعى رآاب يصلي يوم السبع يحمي . أصحابه ألنه آان يشترط على أصحابه في الغزو أنه يخدمهم

ن الشخير [ وآان د اهللا ب ن عب ة ] مطرف ب ه يسيران في ظلم ان هو وصاحب ل ه، وآ ه آنيت ه سبحت مع إذا دخل بيت

. فأضاء لهما طرف السوط

Page 84: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. ليأخذها فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر/ قبره فأهوى وقعت قلنسوة رجل في ] األحنف بن قيس [ ولما مات

راء ] إبراهيم التيمي [ وآان يقيم الشهر والشهرين ال يأآل شيئا وخرج يمتار ألهله طعاما فلم يقدر عليه فمر بسهلة حمنبلة من ا تخرج الس ان إذا زرع منه راء فك ا فأخذ منها ثم رجع إلى أهله ففتحها فإذا هي حنطة حم ى فرعه أصلها إل

. حبا متراآبا

د، الخاشع الخائف : عتبة الغالم هو [ ] عتبة الغالم [ وآان ان البصري الزاه ن أب راء . عتبة ب لمة الف ال س ة : ق ان عتب آة : قال أبو عمر البصري . الغالم من نساك أهل البصرة، يصوم الدهر، ويأوى السواحل والجبانة ال عتب ان رأس م آ

ه س، وفلس رأس مال س، ويتعشى بفل سير أعالم [ . فلسا، يشتري به خوصا، يعمله ويبيعه بثالثة فلوس فيتصدق بفله ثالث خصال . ] 7/62 : النبالء ر تكلف : سأل رب ا من غي را، وطعام ا غزي نا، ودمع رأ بكى . صوتا حس ان إذا ق فك

. نزله فيصيب فيه قوته وال يدري من أين يأتيهوأبكى، ودموعه جارية دهره، وآان يأوى إلى م

ه ] عبد الواحد بن زيد [ وآان أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء فكانت وقت الوضوء تطلق ل . أعضاؤه ثم تعود بعده

. وهذا باب واسع قد بسط الكالم على آرامات األولياء في غير هذا الموضع

. نعرفه عن أعيان ونعرفه في هذا الزمان فكثيروأما ما

اه / اج أت ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها الضعيف اإليمان أو المحت

و در ك لعل ه منها ما يقوى إيمانه ويسد حاجته ويكون من هو أآمل والية هللا منه مستغنيا عن ذلك، فال يأتيه مثل ذل جتى ا في الصحابة، بخالف من يجري عل ر منه ابعين أآث وغناه عنها ال لنقص واليته؛ ولهذا آانت هذه األمور في الت

. يديه الخوارق لهدى الخلق ولحاجتهم فهؤالء أعظم درجة

وسلم وآان قد الذي ظهر في زمن النبي صلى اهللا عليه ] عبد اهللا بن صياد [ وهذا بخالف األحوال الشيطانية مثل حال يس هو ه ل د أن ا بع ه فيم ين ل ى تب ره حت لم في أم ه وس ي صلى اهللا علي دجال، وتوقف النب ه ال ظن بعض الصحابة أن

أ . الدخ الدخ : قال ) النبي صلى اهللا عليه وسلم قد خبأت لك خبأ : الدجال، لكنه آان من جنس الكهان قال له وقد آان خبي ه النب ال ل لم له سورة الدخان فق ه وس درك ( : صلى اهللا علي دو ق ن تع أ فل ي ) اخس ان، : يعن ا أنت من إخوان الكه إنم

انوا يخلطون ا يسترقه من السمع، وآ ات بم والكهان آان يكون ألحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبإن المالئكة ( : هللا عليه وسلم قالالصدق بالكذب، آما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره أن النبي صلى ا

ذبون ان فيك تنزل في العنان ـ وهو السحاب ـ فتذآر األمر قضى في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه إلى الكه . ) معها مائة آذبة من عند أنفسهم

ر من بينما النبي : وفي الحـديث الذي رواه مسـلم عن ابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ قال / صلى اهللا عليه وسلم في نف

وه ( : األنصار إذ رمى بنجم فاستنار، فقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ) ؟ ما آنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية إذا رأيتملم : آنا نقول : قالوا ا لموت أح ( : يموت عظيم أو يولد عظيم، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وس ه ال يرمى به د وال فإن

ذين م ال ونهم، ث ذين يل م سبح أهل السماء ال ة العرش، ث را سبح حمل الى إذا قضى أم ارك وتع ا تب ه، ولكن ربن لحياتة العرش ابعة حمل ا : يلونهم،حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء،ثم يسأل أهل السماء الس ال ربن اذا ق رونهم،ثم ؟ م فيخب

ا يستخبر أهل آل سماء حتى يبلغ الخبر أهل ى أوليائهم،فم السماء الدنيا،وتخطف الشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إل . ) جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون

نعم ولكنها غلظت حين بعث النبي صلى اهللا : قال ؟ أآان يرمى بها في الجاهلية : قلت للزهرى : قال معمر : وفي رواية . عليه وسلم

الذي ادعى النبوة آان له من الشياطين من يخبره ببعض األمور المغيبة، فلما قاتله المسلمون آانوا ] لعنسياألسود ا [ و

. يخافون من الشياطين أن يخبروه بما يقولون فيه، حتى أعانتهم عليه امرأته لما تبين لها آفره فقتلوه

Page 85: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذاب [ وآذلك / يلمة الك ره ] مس ه من الشياطين من يخب ان مع ال هؤالء آ ور، وأمث ى بعض األم ه عل ات ويعين بالمغيب

ل رون مث قي [ آثي ارث الدمش ياطين ] الح ت الش وة وآان روان وادعى النب ن م ك ب د المل ن عب ام زم رج بالش ذي خ اليخرجون رجليه من القيد، وتمنع السالح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده،وآان يرى الناس رجالا ورآبانا

م : ى خيل في الهواء ويقولعل الرمح فل ه الطاعن ب وه طعن هي المالئكة، وإنما آانوا جنا، ولما أمسكه المسلمون ليقتل . إنك لم تسم اهللا،فسمى اهللا فطعنه فقتله : ينفذ فيه، فقال له عبد الملك

ا يطرد ] األحوال الشيطانية [ وهكذا أهل د ثبت تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذآر عندهم م ه ق ة الكرسي، فإن ل آي ا مث ه

ه ي صلى اهللا علي ه النب ا وآل ه ـ لم رة ـ رضي اهللا عن في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في حديث أبي هريه ي صلى اهللا علي ه النب ول ل ه، فيق وب فيطلق وسلم بحفظ زآاة الفطر فسرق منه الشيطان ليلة بعد ليلة وهو يمسكه فيت

ال . فلما آان في المرة الثالثة ) آذبك وإنه سيعود ( : زعم أنه ال يعود، فيقول : فيقول ) أسيرك البارحةما فعل ( : وسلم : ق الله ال إلـه إال هو { : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي : دعني حتى أعلمك ما ينفعك

إلى آخرها، فإنه لن يزال عليك من اهللا حافظ، وال يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر ] 255 : البقرة [ } الحي القيوم

. وأخبره أنه شيطان ) صدقك وهو آذوب ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

ار بحال شيطاني أو يحضر سماع دخل الن ولهذا إذا قرأها اإلنسان عند األحوال الشيطانية بصدق أبطلتها ،مثل من يالمكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه آالما ال يعلم وربما ال يفقه، وربما آاشف بعض الحاضرين ه الحال ال ذي حصل ل ى لسان المصروع، واإلنسان ال تكلم الجني عل ا ي ة آم بما في قلبه، وربما تكلم بألسنة مختلف

م يشعر بشيء يدري بذلك بمنزلة المصروع الذي يتخبطه الشيطان من اق ل إذا أف انه، ف ى لس م عل المس، ولبسه وتكلم يشعر بشيء ألن ه ل اق أن ر إذا أف ؤثر في اإلنسي ويخب ك الضرب ال ي مما قال، ولهذا قد يضرب المصروع، وذل

. الضرب آان على الجني الذي لبسه

ذلك الموضع، ومنهم من يطير بهم ومن هؤالء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواآه وحلوى وغير ذلك مما ال يكون في ل الجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما، ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلته فال يحج حجا شرعيا، ب

ات اذى الميق رم إذا ح ه،وال يح ذهب بثياب فا . ي ين الص عى ب ت، وال يس ة وال يطوف بالبي ف بمزدلف ي، وال يق وال يلبذا رأى بعض هؤالء والمروة، وال يرمي يس بحج، وله ذا ل ه، وه م يرجع من ليلت ه ث ة بثياب ل يقف بعرف ار، ب الجم

. لست من الحجاج، يعني حجا شرعيا : فقالوا ؟ أال تكتبوني : المالئكة تكتب الحجاج فقال : وبين آرامات األولياء وما يشبهها من األحوال الشيطانية فروق متعددة/

ه ورسوله ] األحوال الشيطانية [ سببها اإليمان والتقوى، و ] آرامات األولياء [ أن : منها ا نهى اهللا عن ببها م ال . س د ق وقه رآوا باقل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن واإلثم والبغي بغير الحق وأن تش { : تعالى لله ما لم ينزل ب

د ] 33 : األعراف [ } سلطانا وأن تقولوا على الله ما ال تعلمون واحش ق ، فالقول على اهللا بغير علم والشرك والظلم والفإذا آانت ال تحص ا، ف الى بالكرامات عليه ة اهللا تع ذآر حرمها اهللا تعالى ورسوله فال تكون سببا لكرام ل بالصالة وال

ا يستعان وقراءة القرآن، بل تحصل بما يحبه الشيطان وباألمور التي فيها شرك آاالستغاثة بالمخلوقات، أو آانت مم . بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش، فهي من األحوال الشيطانية ال من الكرامات الرحمانية

دار، ومن هؤالء من إذا حضر سماع المكاء والتصدية يتنزل ك ال عليه شيطانه حتى يحمله في الهواء ويخرجه من تل

. فإذا حصل رجل من أولياء اهللا تعالى طرد شيطانه فيسقط آما جرى هذا لغير واحد

رآا، فيتصور لما أو نصرانيا أو مش ك الحي مس ان ذل واء آ ا حي أو ميت،س وق إم تغيث بمخل ن يس ؤالء م ن ه ومى / الشيطان بصورة ذلك المستغاث ك عل ك الشخص أو هو مل ه ذل يظن أن به ويقضي بعض حاجة ذلك المستغيث، ف

. صورته وإنما هو شيطان أضله لما أشرك باهللا، آما آانت الشياطين تدخل األصنام وتكلم المشرآين

Page 86: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ى بعض مطالب : ومن هؤالء من يتصور له الشيطان، ويقول له ه، أنا الخضر، وربما أخبره ببعض األمور وأعانه علأرض المشرق والمغرب، يموت ار ب ر من الكف ود والنصارى وآثي آما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهع، رد الودائ ديون، وي ت، ويقضي ال ك المي ه ذل دون أن م يعتق ى صورته، وه ه عل د موت أتي الشيطان بع لهم الميت في

د ويفعل أشياء تتعلق بالميت، ويدخل على زوجته ويذهب، وربما يكو نون قد أحرقوا ميتهم بالنار آما تصنع آفار الهن . فيظنون أنه عاش بعد موته

ا مات : ومن هؤالء شيخ آان بمصر أوصى خادمه فقال إذا أنا مت فال تدع أحدا يغسلني فأنا أجيء وأغسل نفسي فلم

ل داخل غس ك ال ا قضى ذل ه ـ أي غسل الميت ـ رأى خادمه شخصا في صورته فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه فلما في : غاب وآان ذلك شيطانا، وآان قد أضل الميت، وقال ا مات جاء أيض إنك بعد الموت تجىء فتغسل نفسك، فلم . صورته ليغوي األحياء آما أغوى الميت قبل ذلك

هل المعرفة علم أنه أنا ربك، فإن آان من أ : ومنهم من يرى عرشا في الهواء وفوقه نور، ويسمع من يخاطبه ويقول/

ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة يدعي أحدهم أنه نبي أو صديق أو شيخ . شيطان فزجره واستعاذ باهللا منه فيزولإما الصديق ـ رضى اهللا عنه ـ : من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد، ومنهم من يرى في منامه أن بعض األآابر

ا أو غيره قد قص شعره أو حلقه أو وق أو مقصر، وإنم ألبسه طاقيته أو ثوبه فيصبح وعلى رأسه طاقية وشعره محلم درجات، والجن الجن قد حلقوا شعره أو قصروه وهذه األحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة وه

ان ا إن آ افر والفاسق والمخطئ، ف يهم الك افرا أو الذين يقترنون بهم من جنسهم وهم على مذهبهم، والجن ف إلنسي آل ر، مث ه من الكف ا يختارون ى م م عل اونوه إذا وافقه د يع فاسقا أو جاهلا دخلوا معه في الكفر والفسوق والضالل، وقه بالنجاسة أو يقلب ل أن يكتب أسماء اهللا أو بعض آالم رهم، ومث اإلقسام عليهم بأسماء من يعظمونه من الجن وغي

ه بسبب فاتحة الكتاب أو سورة اإلخالص أو اء، وينقلون ه الم بهن بالنجاسة فيغورون ل رهن ويكت ة الكرسي أو غي آي . مايرضيهم به من الكفر، وقد يأتونه بما يهواه من امرأة أو صبي إما في الهواء وإما مدفوعا ملجأ إليه

ان ا إيم ان به ي يطول وصفها، واإليم ذه األمور الت ال ه ، والطاغوت بالجبت والطاغوت، والجبت السحر /إلى أمث . وإن آان الرجل مطيعا هللا ورسوله باطنا وظاهرا لم يمكنهم الدخول معه في ذلك أو مسالمته . الشياطين واألصنام

د عن األحوال ار المساجد أبع ان عم وت اهللا آ ي هي بي ادة المسلمين المشروعة في المساجد الت ولهذا لما آانت عب

دع دون أن الشيطانية، وآان أهل الشرك والب ه أو يعتق دعون ب دعون الميت أو ي وتى في ور ومشاهد الم يعظمون القبال ه ق : الدعاء عنده مستجاب أقرب إلى األحوال الشيطانية، فإنه ثبت في الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أن

. ) لعن اهللا اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (

ال وثبت في صحيح مسلم و ( : عنه أنه قال قبل أن يموت بخمس لي ده أب ى في صحبته وذات ي اس عل ن الن إن من أمين في المسجد ل اهللا، ال يبق يال، ولكن صاحبكم خلي بكر، ولو آنت متخذا خليال من أهل األرض التخذت أبا بكر خل

لقبور مساجد، أال فال تتخذوا القبور مساجد فإني خوخة إال سدت إال خوخة أبي بكر، إن من آان قبلكم آانوا يتخذون ا . ) أنهاآم عن ذلك

ال ا فق نها وتصاوير فيه روا من حس أرض الحبشة، وذآ ه في مرضه آنيسة ب ه ذآر ل إن ( : وفي الصحيحين عنه أن

د اهللا الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيها تلك التصاوير، أولئك شرار / أولئك إذا مات فيهم ق عن الخل . ) يوم القيامة

ال لم ق اء ( : وفي المسند وصحيح أبي حاتم عنه صلى اهللا عليه وس م أحي درآهم الساعة وه ق من ت إن من شرار الخل

. ) والذين اتخذوا القبور مساجد

ال ) هاال تجلسوا على القبور وال تصلوا إلي ( : وفي الصحيح عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ه ق ه أن أ عن : وفي الموط . ) اللهم ال تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب اهللا على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (

. ) ال تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي حيثما آنتم فإن صالتكم تبلغني ( : وفي السنن عنه أنه قال

Page 87: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه السالم ما من ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم ى أرد علي ى روحي حت ي إال رد اهللا عل لم عل ال صلى اهللا ) رجل يس وقلم ه وس ي السالم ( : علي وني عن أمت ة يبلغ ري مالئك لم ) إن اهللا وآل بقب ه وس ال صلى اهللا علي ي من ( : وق روا عل أآث

ي إن صالتكم معروضة عل الوا ) الصالة يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ ف ا رسول : ، ق اهللا، آيف تعرض صالتنا عليك ي . ) إن اهللا حرم على األرض أن تأآل لحوم األنبياء ( : فقال ؟ أرمت ـ أي بليت / وقد

واع { : وقد قال اهللا تعالى في آتابه عن المشرآين من قوم نوح عليه السالم ا س ا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولوح، : قال ابن عباس وغيره من السلف ] 23 : نوح [ } ولا يغوث ويعوق ونسرا وم ن انوا صالحين من ق وم آ هؤالء ق

ه . فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم فعبدوهم، فكان هذا مبدأ عبادة األوثان فنهى النبي صلى اهللا عليور م اذ القب ا؛ ألن وسلم عن اتخ وع الشمس ووقت غروبه ا نهى عن الصالة وقت طل اب الشرك، آم ساجد ليسد ب

ابهة . المشرآين يسجدون للشمس حينئذ، والشيطان يقارنها وقت الطلوع ووقت الغروب ذ مش فتكون في الصالة حينئ . لصالة المشرآين، فسد هذا الباب

ا يفعل أهل دعوة الكواآب ـ والشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته، فمن عبد الشمس وا لقمر والكواآب ودعاها ـ آم

فإنه ينزل عليه شيطان يخاطبه ويحدثه ببعض األمور ويسمون ذلك روحانية الكواآب، وهو شيطان، والشيطان وإن ه، وب اهللا علي ى شر إال أن يت ة من أطاعه إل ه، وعاقب أعان اإلنسان على بعض مقاصده فإنه يضره أضعاف ما ينفع

ه أو /عباد األصنام قد تخاطبهم الشياطين، وآذلك وآذلك من استغاث بميت أو غائب، وآذلك من دعا الميت أو دعا بة وهو اق أهل المعرف ديثا هو آذب باتف روون ح وت والمساجد، وي إذا ( : ظن أن الدعاء عند قبره أفضل منه في البي

. فتح باب الشرك وإنما هذا وضع من ) أعيتكم األمور فعليكم بأصحاب القبور

د اد األصنام والنصارى والضالل من المسلمين أحوال عن م من عب دع وأهل الشرك المتشبهين به ويوجد ألهل البده : المشاهد يظنونها آرامات وهي من الشياطين د، أو يوضع عن د انعق ه ق ر فيجدون د القب مثل أن يضعوا سراويل عن

إن يفعل . مصروع فيرون شيطانه قد فارقه ذا، ف اك بصدق بطل ه ة الكرسي هن رأت آي الشيطان هذا ليضلهم، وإذا قد : التوحيد يطرد الشيطان، ولهذا حمل بعضهم في الهواء فقال ر ق رى أحدهم أن القب ل أن ي ال إله إال اهللا فسقط ، ومث

. انشق وخرج منه إنسان فيظنه الميت وهو شيطان

. وهذا باب واسع ال يتسع له هذا الموضع

ولما آان االنقطاع إلى المغارات والبوادي من البدع التي لم يشرعها اهللا وال رسوله صارت الشياطين آثيرا ما تأوى ال تح بأسوان : إلى المغارات والجب ل الف ام، وجب ذي بساحل الش ان ال ل لبن ل قاسيون، وجب ي بجب دم الت ارة ال ل مغ مث

الجزي ل سوالن قرب /رة، بمصر، وجبال بالروم وخراسان وجبال ب ل األحيش، وجب ام، وجب ل اللك ك، وجب ر ذل وغيي يظن بعض ال الت ك من الجب ر ذل د، وغي ل نهاون د أقشوان، وجب أردبيل، وجبل شهنك عند تبريز وجبل ماشكو عنا الناس أن بها رجاال من الصالحين من اإلنس ويسمونهم رجال الغيب، وإنما هناك رجال من الجن، فالجن رجال آم

. ] 6 : الجن [ } وأنه آان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا { : اإلنس رجال، قال تعالىأن

ي، ا هو جن ه إنسي وإنم ه أن يظن من ال يعرف اعز ف د الم ومن هؤالء من يظهر بصورة رجل شعراني جلده يشبه جلا يعرف بكل : ويقال ال، آم ذه الجب م جن به جبل من هذه الجبال األربعون األبدال، وهؤالء الذين يظن أنهم األبدال ه

. ذلك بطرق متعددة

ا يطول وصفه في ك م ا وسمعنا من ذل د رأين وهذا باب ال يتسع هذا الموضع لبسطه وذآر ما نعرفه من ذلك، فإنا ق . من الكالم على أولياء اهللا تعالى ما يعرف به جمل ذلك هذا المختصر، الذي آتب لمن سأل أن نذآر له

: والناس في خوارق العادات على ثالثة أقسام

يس /قسم يكذب بوجود ذلك لغير األنبياء، وربما صدق به ده ل ه عن مجمال وآذب ما يذآر له عن آثير من الناس لكون

. من األولياء

Page 88: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

خرق العادة آان وليا هللا وآال األمرين خطأ، ولهذا تجد أن هؤالء يذآرون ومنهم من يظن أن آل من آان له نوع منم . أن للمشرآين وأهل الكتاب نصراء يعينونهم على قتال المسلمين وأنهم من أولياء اهللا ذبون أن يكون معه وأولئك يك

ياء اهللا عز وجل آما قال من له خرق عادة، والصواب القول الثالث، وهو أن معهم من ينصرهم من جنسهم ال من أولالى و { : اهللا تع ن يت ض وم اء بع هم أولي اء بعض ارى أولي ود والنص ذوا اليه وا ال تتخ ذين آمن ا ال ا أيه نكمي [ } لهم ماء اهللا ا ] 51 : المائدة م الشياطين وهؤالء العباد والزهاد الذين ليسوا من أولي رن به اب والسنة تقت ين للكت ين المتبع لمتق

فيكون ألحدهم من الخوارق ما يناسب حاله، لكن خوارق هؤالء يعارض بعضها بعضا، وإذا حصل من له تمكن من دا ال أو عم ذب جه ن الك دهم م ي أح ون ف د أن يك يهم، وال ب ا عل الى أبطله اء اهللا تع ال . أولي ا يناسب ح م م ن اإلث و م

اء الشياطين الشي م من أولي ين المتشبهين به ين وب الى . اطين المقترنة بهم ليفرق اهللا بذلك بين أوليائه المتق ال اهللا تع : قيم { اك أث ل أف ى آ زل عل ياطين تن زل الش ن تن ى م ئكم عل ل أنب اك ] 222، 221 : الشعراء [ } ه ذاب، و : واألف يم الك األث

. الفاجر

الى ال اهللا تع اء والمالهي، وهو سماع المشرآين، ق وى األحوال الشيطانية سماع الغن ا يق ان { : ومن أعظم م ا آ ومدية اء وتص ال [ } صالتهم عند البيت إال مك ا من ] 35 : األنف نهم ـ وغيرهم ن عمر ـ رضي اهللا ع اس واب ن عب ال اب ، ق

ي صلى اهللا ] المكاء [ التصفيق باليد، و ] التصدية [ : السلف ا النب ادة، وأم ذا عب مثل الصفير، فكان المشرآون يتخذون هم ك، واالجتماعات الشرعية، ول ذآر ونحو ذل راءة وال ه من الصالة والق ا أمر اهللا ب عليه وسلم وأصحابه فعبادتهم م

ه، يجتمع النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحا دف، وال تواجد وال سقطت بردت اء قط ال بكف وال ب به على استماع غن . بل آل ذلك آذب باتفاق أهل العلم بحديثه

ن ان عمر ب وآان أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ، والباقون يستمعون، وآ

ه . ذآرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون : ريالخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ يقول ألبي موسى األشع ي صلى اهللا علي ومر النبه رأ، فجعلت أستمع لقراءتك ( : وسلم بأبي موسى األشعري وهو يقرأ فقال ل ال ) مررت بك البارحة وأنت تق و : فق ل

را ك تحبي ي صلى اهللا عل : أي . علمت أنك تستمع لحبرته ل ال النب ا ق ينا، آم ك تحس نته ل لم لحس ه وس رآن ( : ي وا الق زينالقرآن من صاحب : هللا أشد أذنا ـ أي ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم . ) بأصواتكم استماعا ـ إلى الرجل الحسن الصوت ب

. ) القينة إلى قينته

إني أحب أن أسمعه ( : فقال ؟ أقرأ عليك وعليك أنزل : فقال ) اقرأ علي القرآن ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم البن مسعودة / فقرأت عليه سورة النساء، حتى انتـهيت إلى هـذه ) من غيري ك { : اآلي ا ب هيد وجئن ة بش ل أم ن آ ا م ف إذا جئن فكي

. اء، فإذا عيناه تذرفان من البك ] حسبك [ : قال ] 41 : النساء [ } على هـؤالء شهيدا

ين { : ومثل هذا السماع هو سماع النبيين وأتباعهم، آما ذآره اهللا في القرآن فقال ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع ك ال أولئرائيل ومم راهيم وإس ة إب رحمن من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذري ات ال يهم آي ى عل ا إذا تتل دينا واجتبين ن ه

ن { : ، وقال في أهل المعرفة ] 58 : مريم [ } خروا سجدا وبكيا يض م نهم تف رى أعي ول ت ى الرس زل إل ا أن وإذا سمعوا مان واقشعرار . ] 83 : المائدة [ } الحق الدمع مما عرفوا من ومدح سبحانه أهل هذا السماع بما يحصل لهم من زيادة اإليم

ون رب { : الجلد ودمع العين فقال تعالى ذين يخش ود ال ه جل عر من اني تقش ابها مث م الله نزل أحسن الحديث آتابا متش م ث هالى ] 23 : الزمر [ } تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذآر الله ال تع وبهم وإذا { : ، وق ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن إنم

ون تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم ي م المؤمن ـئك ه ون أول اهم ينفق توآلون الذين يقيمون الصالة ومما رزقن . ] 4-2 : األنفال [ } حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق آريم

ة وأما السماع المحدث، سماع الكف والدف والقصب، ف لم تكن الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر األآابر من أئم

ة، / الدين يجعلون هذا طريقا إلى اهللا تبارك وتعالى، وال يعدونه من القرب والطاعات، دع المذموم بل يعدونه من البافعي ال الش ى ق ر : حت اس عن الق ه الن ر يصدون ب ة يسمونه التغبي ه الزنادق يئا أحدثت داد ش اء اهللا خلفت ببغ آن، وأولي

. العارفون يعرفون ذلك، ويعلمون أن للشيطان فيه نصيبا وافرا، ولهذا تاب منه خيار من حضره منهم

ومن آان أبعد عن المعرفة وعن آمال والية اهللا آان نصيب الشيطان منه أآثر وهو بمنزلة الخمر، يؤثر في النفوس ذا إذا قويت سكرة ر؛ وله أثير الخم ى ألسنة بعضهم، وحملت أعظم من ت ياطين، وتكلمت عل يهم الش ه نزلت عل أهل

ياطين وى من ش بعضهم في الهواء، وقد تحصل عداوة بينهم، آما تحصل بين شراب الخمر فتكون شياطين أحدهم أق

Page 89: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

أحوال اآلخر فيقتلونه، ويظن الجهال أن هذا من آرامات أولياء اهللا المتقين وإنما هذا مبعد لصاحبه عن اهللا وهو من اءه ه أولي ة ! ؟ الشياطين، فإن قتل المسلم ال يحل إال بما أحله اهللا، فكيف يكون قتل المعصوم مما يكرم اهللا ب ا غاي وإنم

ه ع ب ه، و يرف ه إلي ا يقرب ده مم الكرامة لزوم االستقامة، فلم يكرم اهللا عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزي . درجته

ارق منها ما هو من جنس العلم آالمكاشفات، ومنها ما هو من جنس القدرة والملك آالتصرفات الخارقة وذلك أن الخو

. من جنس الغنى عن جنس ما يعطاه الناس في الظاهر من العلم والسلطان والمال والغنى/للعادات، ومنها ما هو

أمره وجميع ما يؤتيه اهللا لعبده من هذه األمور إن استعان به على ما ي ه وي ع درجت ه ويرف ه إلي حبه اهللا ويرضاه ويقربوإن استعان به على ما نهى اهللا عنه ورسوله . اهللا به ورسوله، ازداد بذلك رفعة وقربا إلى اهللا ورسوله، وعلت درجته

ة وإال ة أوحسنات ماحي الى بتوب ه اهللا تع م يتدارآ إن ل اب، ف ذم والعق ذلك ال ان آالشرك والظلم والفواحش، استحق ب آالم ه ويسلب الع ك عن ملك ا يعزل المل آأمثاله من المذنبين، ولهذا آثيرا ما يعاقب أصحاب الخوارق تارة بسلبها، آمد عن علمه، وتارة بسلب التطوعات، فينقل من الوالية الخاصة إلى العامة، وتارة ينزل إلى درجة الفساق، وتارة يرت

ذه اإلسالم، وهذا يكون فيمن له خوارق شيطانية، نهم ال يعرف أن ه فإن آثيرا من هؤالء يرتد عن اإلسالم، وآثير مم ادة ل دا خرت ع نهم أن اهللا عز وجل إذا أعطى عب اء اهللا، ويظن من يظن م ات أولي ا من آرام ل يظنه يطانية ب ش

تعين بالخوارق يحاسبه على ذلك، آمن يظن أن اهللا إذا أعطي عبدا ملكا وماال وتصرفا لم يحاسبه عليه، ومنهم من يسا رار المقتصدون، وأم م األب اء، وه وم األولي ن عم ون م ذا يك ا، فه ا عنه ا وال منهي أمورا به ة ال م ور مباح ى أم عل

. الرسول أعلى من النبي الملك/السابقون المقربون فأعلى من هؤالء، آما أن العبد

ر من ان آثي ا درجة الرجل آ نقص به ا ت را م ك ويستغفر اهللا ولما آانت الخوارق آثي ل ذل وب من مث الصالحين يتد السالك : تعالى، آما يتوب من الذنوب أمر المري م ي ا، وآله آالزنا والسرقة، وتعرض على بعضهم فيسأل اهللا زواله

أال يقف عندها وال يجعلها همته وال يتبجح بها، مع ظنهم أنها آرامات، فكيف إذا آانت بالحقيقة من الشياطين تغويهم ا، وأعرف من بها، ذي دخل فيه ه الشيطان ال ا يخاطب افع، وإنم ا من المن ا فيه ات بم ه النبات إني أعرف من تخاطب ف

ر : يخاطبهم الحجر والشجر وتقول هنيئا لك يا ولي اهللا، فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك، وأعرف من يقصد صيد الطيرا : فتخاطبه العصافير وغيرها وتقول دخل في اإلنس خذني حتى يأآلني الفق ا ي ا آم د دخل فيه ء، ويكون الشيطان ق

واب ذلك في أب العكس، وآ تح وب م يف ويخاطبه بذلك، ومنهم من يكون في البيت وهو مغلق فيرى نفسه خارجه وهو لن ك م ون ذل ه ويك ن يطلب ده م وار، أو تحضر عن ه أن ر ب رعة أو تم ه بس ه وأخرجت د أدخلت ن ق ون الج ة وتك المدين

. بصورة صاحبه، فإذا قرأ آية الكرسي مرة بعد مرة ذهب ذلك آله الشياطين يتصورون

لم : وأعرف من يخاطبه مخاطب ويقول له ه وس ي صلى اهللا علي ه النب أنا من أمر اهللا، ويعده بأنه المهدي الذي بشر به ذه /ويظهر له الخوارق، إذا خطر بقلب واء، ف ر والجراد في اله ر أو مثل أن يخطر بقلبه تصرف في الطي اب الطي

ا أراد من ه م ه حصل ل ه أو ذهاب الجراد يمينا أو شماال ذهب حيث أراد، وإذا خطر بقلبه قيام بعض المواشي أو نومه ول ل ة وتق ه بأشخاص في صورة جميل ه، وتأتي ة : غير حرآة منه في الظاهر، وتحمله إلى مكة وتأتي ب ذه المالئك ه

ه ! ؟ آيف تصوروا بصورة المردان : الكروبيون أرادوا زيارتك، فيقول في نفسه ول ل : فيرفع رأسه فيجدهم بلحي ويق . عالمة أنك أنت المهدي أنك تنبت في جسدك شامة فتنبت ويراها وغير ذلك، وآله من مكر الشيطان

ه فأما الإنسان { : وهذا باب واسع لو ذآرت ما أعرفه منه الحتاج إلى مجلد آبير، وقد قال تعالى إذا ما ابتلاه ربه فأآرم

انن ي أه ول رب ه فيق ه رزق در علي اه فق ا ابتل ا إذا م رمن وأم ي أآ ول رب ه فيق ارك ] 16، 15 : الفجر [ } ونعم ال اهللا تب قه : فيها زجر وتنبيه } اآل { ، ولفظ ] 17 : الفجر [ } آلا { : وتعالى ؤمر ب ه وي ر ب زجر عن مثل هذا القول، وتنبيه على ما يخب

ه در علي بعده، وذلك أنه ليس آل من حصل له نعم دنيوية تعد آرامة يكون اهللا عز وجل مكرما له بها، وال آل من قي النعم الدنيوية لمن ال يحبه، وال هو ذلك يكون مهينا له بذلك، بل هو سبحانه يبتلى عبده بالسراء والضراء، فقد يعط

ه ا يكره ببها فيم آريم عنده ليستدرجه بذلك، وقد يحمى منها من يحبه ويواليه لئال تنقص بذلك مرتبته عنده أو يقع بس . منها

ر والفسوق والعصيان ف ] آرامات األولياء [ وأيضا / ببه الكف ان س ا آ وى فم ان والتق ببها اإليم هو من البد أن يكون س

ل ام اللي ذآر وقي راءة وال ه ال تحصل بالصالة والق ت خوارق ن آان اء اهللا، فم ات أولي ن آرام داء اهللا ال م وارق أع خ

Page 90: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د الشرك ا تحصل عن دعاء، وإنم ات : وال ب، أو بالفسق والعصيان وأآل المحرم اء الميت والغائ ل دع ات : مث آالحية والزنابير والخنافس والدم وغيره من النجاسات، وم ثل الغناء والرقص، ال سيما مع النسوة األجانب والمردان، وحال

إذا جاءت الصالة صلى يال طويال، ف خوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص لد قاعدا أو ينقر الصالة نقر الديك، وهو يبغض سماع القرآن وينفر عنه ويتكلفه ليس له فيه محبة وال ذوق وال ذة عن ل

الى . وجده، ويحب سماع المكاء والتصدية ويجد عنده مواجيد ه تع ن { : فهذه أحوال شيطانية، وهو ممن يتناوله قول وم . ] 36 : الزخرف [ } يعش عن ذآر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين

ى { : الىفالقرآن هو ذآر الرحمن، قال اهللا تع ة أعم وم القيام ره ي نكا ونحش ة ض ه معيش ومن أعرض عن ذآري فإن ل

وم ذلك الي يتها وآ ا فنس ك آياتن ذلك أتت ال آ يرا ق ت بص د آن ] 126 : 124 : طه [ } تنسى قال رب لم حشرتني أعمى وقدنيا، : يعني ترآت العمل بها، قال ابن عباس رضي اهللا عنهما ه أال يضل في ال ا في تكفل اهللا لمن قرأ آتابه وعمل بم

. وال يشقى في اآلخرة؛ ثم قرأ هذه اآلية

في آون رسالة محمد إلى جميع اإلنس والجن: فصــل

ليه وسلم إلى جميع اإلنس والجن، فلم يبق إنسي وال جني إال وجب ومما يجب أن يعلم أن اهللا بعث محمدا صلى اهللا عه ر، ومن قامت علي ا أم ه فيم ر، ويطيع ا أخب ه أن يصدقه فيم عليه اإليمان بمحمد صلى اهللا عليه وسلم واتباعه، فعلي

. الحجة برسالته فلم يؤمن به فهو آافر، سواء آان إنسيا أو جنيا

ذرين ومحمد صلى اهللا عليه وسلم م ومهم من ى ق وا إل بعوث إلى الثقلين باتفاق المسلمين وقد استمعت الجن القرآن وولرآن ذلك في الق ره اهللا ب ا رجع من الطائف، وأخب ة لم بطن نخل لما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يصلي بأصحابه ب

ه تمعون { : بقول ن يس ن الج را م ك نف رفنا إلي ومهم وإذ ص ى ق وا إل ي ول ا قض توا فلم الوا أنص روه ق ا حض رآن فلم القتق منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا آتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهد ا ي إلى الحق وإلى طريق مس يم ي

ن ل ز قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجرآم من عذاب أليم وم يس بمعج ه فل ي الل ب داع ا يج . ] 32 : 29 : األحقاف [ } بينفي الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال م

ى الرش { : وأنزل اهللا تعالى بعد ذلك دي إل ا يه ا قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجب د فآمن

ططا وأن به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه ه ش ى الل فيهنا عل ول س ان يق ه آ دا وأن ا ول احبة ول ا تعالى جد ربنا ما اتخذ صا وذون برج إنس يع ن ال ال م ان رج ه آ ذبا وأن ا لظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله آ زادوهم رهق ن ف ن الج } م

. أي السفيه منا في أظهر قولي العلماء ] 6-1 : الجن [

ال : وقال غير واحد من السلف الوادي ق زل ب ان الرجل من اإلنس إذا ن فهاء : آ وادي من شر س ذا ال أعوذ بعظيم هرا الى قومه، فلما استغاثت اإلنس بالجن ازدادت الجن طغيانا وآف ال تع ا ق وذون { : آم إنس يع ن ال ال م ان رج ه آ وأن

ا برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا آما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا وأنا ت حرس دناها ملئ ماء فوج لمسنا السا يسترقون السمع ] 8، 6 : الجن [ } وشهبا شديدا انوا أحيان رآن، لكن آ وآانت الشياطين ترمي بالشهب قبل أن ينزل الق

هبا، وصارت ديدا وش ا ش لم ملئت السماء حرس قبل أن يصل الشهاب إلى أحدهم، فلما بعث محمد صلى اهللا عليه وس } وأنا آنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا { : الشهب مرصدة لهم قبل أن يسمعوا، آما قالوا

ن { : وقال تعالى في اآلية األخرى/، ] 9 : الجن [ م ع تطيعون إنه ا يس م وم ي له ا ينبغ مع وما تنزلت به الشياطين وم السا { : ، قالوا ] 212-210 : الشعراء [ } لمعزولون ا من دا وأن م رش م ربه أرض أم أراد به وأنا لا ندري أشر أريد بمن في ال

اء ] 11، 10 : الجن [ } الصالحون ومنا دون ذلك آنا طرائق قددا ال العلم ا ق ذاهب شتى، آم ى م لم : ، أي عل نهم المس مدعي ني والب ا { والمشرك والنصراني والس زه هرب ن نعج أرض ول ي ال ه ف ز الل ن نعج ا أن ل ا ظنن ، ] 12 : الجن [ } وأن

ا { منه ال إن أقاموا في األرض وال إن هربوا : أخبروا أنهم ال يعجزونه وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلأي الظالمون، ] 14، 13 : الجن [ } شدايخاف بخسا ولا رهقا وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا ر

ا { أقسط إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم، : يقال دا وأم روا رش ك تح لم فأولئ ن أس طون فم ا القاس لمون ومن ا المس وأنا منه القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ما ر رب ن ذآ رض ع ن يع ه وم ء غدقا لنفتنهم في

د ال ام عب ا ق ل يسلكه عذابا صعدا وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وأنه لم دا ق ه لب ون علي ادوا يكون دعوه آ ه ي لي م إنما ن يجيرن ي ل ن أدعو ربي ولا أشرك به أحدا قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إن د م ن أج د ول ه أح ن الل

Page 91: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

رسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم إلا بلاغا من الله و { ، أي ملجأ ومعاذا، ] 22ـ14 : الجن [ } دونه ملتحدا . ] 24، 23 : الجن [ } خالدين فيها أبدا حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا

ى / وا إل رآن أت ا سمعت الجن الق م لم ي ث ك ف ا ثبت ذل م جن نصيبين، آم ه وه وا ب لم وآمن ه وس ي صلى اهللا علي النب

ال ان إذا ق رحمن، وآ يهم سورة ال رأ عل ه ق ن مسعود، وروى أن ن حديث اب ذبان { : الصحيح م ا تك اء ربكم أي آل } فب . وال بشيء من آالئك ربنا نكذب، فلك الحمد : قالوا ] 13 : الرحمن [

لكم آل عظم ذآر اسم اهللا عليه تجدونه أوفر ( : لما اجتمعوا بالنبي صلى اهللا عليه وسلم سألوه الزاد لهم ولدوابهم فقالو

لم ) ما يكون لحما، وآل بعرة علفا لدوابكم ا زاد إلخوانكم من ( : قال النبي صلى اهللا عليه وس ا فإنهم تنجوا بهم فال تسالوا وهذا النهي ثابت عن ) الجن ع : ه من وجوه متعددة، وبذلك احتج العلماء على النهي عن االستنجاء بذلك، وق إذا من ف

. من االستنجاء بما للجن ولدوابهم فما أعد لإلنس ولدوابهم من الطعام والعلف أولى وأحرى

الى م د اهللا تع درا عن ن آون الجن سخروا ومحمد صلى اهللا عليه وسلم أرسل إلى جميع اإلنس والجن، وهذا أعظم قلسليمان عليه السالم، فإنهم سخروا له يتصرف فيهم بحكم الملك، ومحمد صلى اهللا عليه وسلم أرسل إليهم يأمرهم بما

. أمر اهللا به ورسوله، ألنه عبد اهللا ورسوله، ومنزلة العبد الرسول فوق منزلة النبي الملك

ا اع، وأم النص واإلجم ار ب دخلون الن ار الجن ي ور وآف وهم فجمه ور /مؤمن ة، وجمه دخلون الجن م ي ى أنه اء عل العلم . لكن منهم النذر، وهذه المسائل لبسطها موضع آخر . العلماء على أن الرسل من اإلنس ولم يبعث من الجن رسول

: والمقصود هنا أن الجن مع اإلنس على أحوال

ذا من فمن آان من اإلنس يأمر الجن بما أمر اهللا به ورسوله من ذلك، فه عبادة اهللا وحده وطاعة نبيه، ويأمر اإلنس ب

. أفضل أولياء اهللا تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه

ا يجب أمرهم بم أن ي ذا آ ومن آان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو آمن استعمل اإلنس في أمور مباحة له، وهذا إذا عليهم وينهاهم عما حرم عليهم، ويستعملهم ك، وه ل ذل ون مث ذين يفعل وك ال ة المل ه، فيكون بمنزل في مباحات ل

آسليمان ويوسف : قدر أنه من أولياء اهللا تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء اهللا مثل النبي الملك مع العبد الرسول . مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات اهللا وسالمه عليهم أجمعين

يهم ومن آان يستع دوان عل دم أو في الع ل معصوم ال ا في قت مل الجن فيما ينهى اهللا عنه ورسوله إما في الشرك وإم

د /بغير القتل، آتمريضه ذا ق ه الفاحشة، فه ا في فاحشة آجلب من يطلب من وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم، وإم : فر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاصاستعان بهم على اإلثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو آا

ه من الكرامات ا يظن أن م فيم م بالشريعة فاستعان به ام العل م يكن ت ل أن : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق، وإن ل مثات وال يحج الحج الشرعي ى عرف وه إل دعي، أو أن يحمل د السماع الب ه عن روا ب يستعين بهم على الحج، أو أن يطي

. اهللا به ورسوله، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا بهالذي أمره

ده وآثير من هؤالء قد ال يعرف أن ذلك من الجن، بل قد سمع أن أولياء اهللا لهم آرامات وخوارق للعادات، وليس عني ة وب ات الرحماني ين الكرام ه ب رق ب ا يف رآن م ة الق ان ومعرف ائق اإليم ه من حق رون ب يطانية، فيمك ن التلبيسات الش

ادة، ويكون قصده االستشفاع ك العب ع بتل ه ينتف وه أن ان أوهم د الكواآب واألوث ان مشرآا يعب إن آ اده، ف بحسب اعتقه في ه صالح، وتكون عبادت يظن أن والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك أو نبي أو شيخ صالح، ف

ت ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياآم آانوا يعبدون قالوا سبحانك أ { : تعالى الحقيقة للشيطان، قال اهللا ن . ] 41، 40 : سبأ [ } ولينا من دونهم بل آانوا يعبدون الجن أآثرهم بهم مؤمنون

د سجودهم ليكون / ا الشيطان عن ا فيقارنه ذين يسجدون للشمس والقمر والكواآب يقصدون السجود له ولهذا آان ال

فإن آان نصرانيا واستغاث بجرجس أو غيره، . سجودهم له، ولهذا يتمثل الشيطان بصورة من يستغيث به المشرآون

Page 92: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

سبا إلى اإلسالم واستغاث بشيخ يحسن الظن به من جاء الشيطان في صورة جرجس أو من يستغيث به، وإن آان منت . شيوخ المسلمين جاء في صورة ذلك الشيخ، وإن آان من مشرآي الهند جاء في صورة من يعظمه ذلك المشرك

ه، وإن تغيثين ب ل ألصحابه المس ه تمث ه الشيطان أن ثم إن الشيخ المستغاث به إن آان ممن له خبرة بالشريعة لم يعرف

ا هو آان الشي ابهم، وإنم خ ممن ال خبرة له بأقوالهم نقل أقوالهم له فيظن أولئك أن الشيخ سمع أصواتهم من البعد وأج . بتوسط الشيطان

ال ة، فق ا : ولقد أخبر بعض الشيوخ الذين آان قد جرى لهم مثل هذا بصورة مكاشفة ومخاطب يئا براق ي الجن ش يرونن

فأخبر الناس به، ويوصلون إلى آالم من استغاث : ه مايطلب منه اإلخبار به، قالمثل الماء والزجاج، ويمثلون له في . بي من أصحابي فأجيبه فيوصلون جوابي إليه

ال ا وق م يعرفه ا من ل ذه الخوارق إذا آذب به ر من ه م آثي ذا : وآان آثيرمن الشيوخ الذين حصل له ون ه م تفعل إنك

ا ة، آم ق الحيل ار بحجر /بطري دخل الن ة ي ل الطبيعي ن الحي ك م ر ذل ارنج، ودهن الضفادع ، وغي ق وقشور الن الطلم لصادقون في : فيعجب هؤالء المشايخ ويقولون ر إنك م الخبي ا ذآر له ل، فلم ذه الحي يئا من ه نحن واهللا ال نعرف ش

م الحق، و ين له ا تب م من وجوه ذلك، ولكن هذه األحوال شيطانية أقروا بذلك وتاب منهم من تاب اهللا عليه لم ين له تبد المعاصي هللا، أنها من الشيطان، ورأوا أنها من الشياطين لما رأوا أنها تحصل بمثل البدع المذمومة في الشرع وعنه؛ ال من ذ من مخارق الشيطان ألوليائ ا حينئ فال تحصل عند ما يحبه اهللا ورسوله من العبادات الشرعية، فعلموا أنه

. آرامات الرحمن ألوليائه

ى ه وعل له وأنبيائ يد رس د س ى محم لم عل واهللا ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى اهللا وس . ] آمين [ آله وصحبه وأنصاره وأشياعه وخلفائه صالة وسالما نستوجب بهما شفاعته

ه الن / ذوف في قلب اني، المق ارف الرب ة، الع الم العالم و وقال الشيخ اإلمام الع دين أب ي ال ي، شيخ اإلسالم تق ور القرآن

: العباس أحمد بن تيمية ـ رضي اهللا عنه وأرضاه

الحمد هللا رب العالمين ، حمدا آثيرا طيبا مبارآا فيه آما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك ليما له وال إله سواه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه لم تس ه وس ى آل واجتباه وهداه، صلى اهللا عليه وعل

. آثيرا إلى يوم الدين

قاعدة شريفة في المعجزات والكرامات

ره ـ ] المعجزة [ وإن آان اسم ل وغي ن حنب د ب ام أحم دمين آاإلم ة المتق ة ، وعرف األئم ادة في اللغ يعم آل خارق للعر من ال : ويسمونها ات ـ لكن آثي ا، فيجعل اآلي رق في اللفظ بينهم أخرين يف ي، و ] المعجزة [ مت ة [ للنب ولي، ] الكرام لل

. وجماعهما األمر الخارق للعادة

والقدرة إما على . العلم، والقدرة : العلم، والقدرة، والغنى، وإن شئت أن تقول : ] ثالثة [ صفات الكمال ترجع إلى : فنقولال إال هللا وحده، . إما على الترك وهو الغني، واألول أجودالفعل وهو التأثير، و ى وجه الكم وهذه الثالثة ال تصلح عل

. فإنه الذي أحاط بكل شيء علما، وهو على آل شيء قدير، وهو غني عن العالمين

ه ة بقول ول { : وقد أمر الرسول صلى اهللا عليه وسلم أن يبرأ من دعوى هذه الثالث ل ال أق ه وال ق زآئن الل دي خ م عن لكه السالم ] 50 : األنعام [ } أعلم الغيب وال أقول لكم إني ملك إن أتبع إال ما يوحى إلي وح علي ال ن ذلك ق ذا أول . ، وآ فه

اتم ا ذا خ ى أهل األرض، وه الى إل رأ من أولى العزم، وأول رسول بعثه اهللا تع ا يتب زم آالهم ى الع اتم أول لرسل وخه . ذلك م الغيب آقول ارة بعل لم ت ه وس تم { : وهذا ألنهم يطالبون الرسول صلى اهللا علي د إن آن ذا الوع ى ه ون مت ويقول

وتارة بالتأثير، ] 187 : األعراف [ } نما علمها عند ربييسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إ { ، و ] 48 : يس [ } صادقينفتفجر األنهار خاللها وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من األرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب { : آقوله

ت إال { : إلى قوله/ } تسقط السماء آما زعمت علينا آسفا أو تأتي بالله والمآلئكة قبيلاتفجيرا أو قل سبحان ربي هل آن

Page 93: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

لوا مال هذا الرسول يأآل الطعام وقا { : وتارة يعيبون عليه الحاجة البشرية، آقوله ] 93 - 90 : اإلسراء [ } بشرا رسولاالمون ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه آنز أو تكون ال الظ ا وق له جنة يأآل منه

. ] 8، 7 : الفرقان [ } ا مسحوراإن تتبعون إلا رجل

ا ع لم ال، إن هو إال متب ي عن األآل والم ك غن ك خزائن اهللا، وال هو مل ب، وال يمل م الغي ه ال يعل فأمره أن يخبر أنال من ا ين اطن والظاهر، وإنم ا وعمال بالب ه علم أوحى إليه، واتباع ما أوحى إليه هو الدين، وهو طاعة اهللا، وعبادت

اه ا أغن ه، ويستغنى عم دره اهللا علي ا أق ى م تلك الثالثة بقدر ما يعطيه اهللا تعالى فيعلم منه ما علمه إياه، ويقدر منه عل . اهللا عنه من األمور المخالفة للعادة المطردة أو لعادة غالب الناس

ره يقظة . هفتارة بأن يسمع العبد ما ال يسمعه غير ] باب العلم [ فما آان من الخوارق من وتارة بأن يرى ما ال يراه غي

فا م ضروري، أو فراسة صادقة، ويسمى آش زال عل ا، أو إن ا وإلهام ره وحي م غي ا ال يعل م م أن يعل ارة ب ا، وت ومنام، ] آشفا [ فالسماع مخاطبات، والرؤية مشاهدات، والعلم مكاشفة، ويسمى ذلك آله : ومشاهدات، ومكاشفات ومخاطبات

. أي آشف له عنه ] اشفةمك [ و ه ] باب القدرة [ وما آان من / أثير ل فهو التأثير، وقد يكون همة وصدقا ودعوة مجابة، وقد يكون من فعل اهللا الذي ال ت

من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ـ وإني ألثأر ألوليائي آما ( : فيه بحال، مثل هالك عدوه بغير أثر منه، آقوله . ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك . ) أر الليث الحربيث

لم . ] باب العلم والكشف [ وآذلك ما آان من ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا ق ور، آم قد يكشف لغيره من حاله بعض أمه ( : في المبشرات ال ( ) هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى ل ا ق لم وآم ه وس ي صلى اهللا علي تم ( : النب أن

. ) شهداء اهللا في األرض

ه من حيث ال ] من الكشف والتأثير [ وآل واحد قد يكون قائما به، وقد ال يكون قائما به، بل يكشف اهللا حاله ويصنع لى جرح : وقال أحمد بن حنبل . ما صدق اهللا عبد إال صنع له : يحتسب، آما قال يوسف بن أسباط لو وضع الصدق عل

ر، فمعجزات . لبرأ ك الغي ادة في ذل ان خرق ع ا، وإن آ ببه أيض و س أثير فه ه من الكشف والت ره ل ام بغي لكن من ق . األنبياء وأعالمهم ودالئل نبوتهم تدخل في ذلك

ا : ] المعجزات والخوارق [ وقد جمع لنبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم جميع أنواع / ة والسماع أم ار الغيبي م واألخب العل

ر م، وغي ه معه م وأحوال ه له م ومخاطبات دمين وأممه اء المتق والرؤية فمثل إخبار نبينا صلى اهللا عليه وسلم عن األنبينهم، ه م م ل ر تعل ره من غي التواتر أو بغي وه ب ذين ورث اب ال د أهل الكت ا عن األنبياء من األولياء وغيرهم بما يوافق م

ك وآذلك إخباره م أن ذل نهم، ويعل م م ر تعل ه من غي عن أمور الربوبية والمالئكة والجنة والنار بما يوافق األنبياء قبله الخاصة ا يعلم ارة بم واتر، وت موافق لنقول األنبياء، تارة بما في أيديهم من الكتب الظاهرة ونحو ذلك من النقل المت

. ن حكمة إبقائهم بالجزية وتفصيل ذلك ليس هذا موضعهمن علمائهم، وفي مثل هذا قد يستشهد أهل الكتاب وهو م

ل ] باب العلم الخارق [ فإخباره عن األمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من تقبلة مث اره عن األمور المس وآذلك إخبذآور بعض ا م ر به ها في مملكة أمته، وزوال مملكة فارس والروم، وقتال الترك، وألوف مؤلفة من األخبار التي أخب

ازي [ و ] الحديث [ ، و ] آتب التفسير [ و ] فضائله [ و ] سيرة الرسول [ ، و ] آتب دالئل النبوة [ ي ] المغ وة ألب ل النب ل دالئ مثر ة آصحيح البخاري، وغي د، والمدون نعيم والبيهقي، وسيرة ابن إسحاق، وآتب األحاديث المسندة آمسند اإلمام أحم

ى : ] آتب أهل الكالم والجدل [ يضا في هو مذآور أ/ ذلك مما آإعالم النبوة للقاضي عبد الجبار وللماوردى، والرد علدمين وهي في اء المتق النصارى للقرطبي، ومصنفات آثيرة جدا، وآذلك ما أخبر عنه غيره مما وجد في آتب األنبي

التوراة، وا ود والنصارى، آ دي اليه وة بأي ان وعشرون نب ذا اثن ا ه وق، وقتن عيا، وحبق اب ش ور، وآت ل، والزب إلنجيار ة، وأخب ار الجن والهواتف المطلق ذلك أخب ان وآ ار والرهب اء من األحب ر األنبي ار غي ذلك أخب ا وآ ودانيال، وأرمي

ا ات وتعبيره ذلك المنام ا، وآ طيح وشق وغيرهم ة آس اء : الكهن ار األنبي ذا أخب ذان، وآ ر الموب ام آسرى وتعبي آمن . مضى وما عبر هو من أعالمهمالمتقدمين بما

Page 94: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا الجو ] القدرة والتأثير [ وأما ا بسيط أومرآب، والبسيط إم ه إم ا دون ه، وم ا دون وي أو م فإما أن يكون في العالم العلر، العلوي آانشقاق القم يم، ف ا به اطق وإم ا ن وان إم دن، والحي ا مع وإما األرض، والمرآب إما حيوان وإما نبات وإم

ليوشع بن نون، وآذلك ردها لما فاتت عليا الصالة والنبي صلى اهللا عليه وسلم نائم في حجره ـ إن صح ورد الشمس ومنهم من جعله موقوفا آأبي الفرج ابن الجوزي وهذا . الحديث ـ فمن الناس من صححه آالطحاوي والقاضي عياض

. وآذلك معراجه إلى السموات . أصح رة الرمي : ؤه، واستصحاؤه غير مرةفاستسقا ] الجو [ وأما / ذلك آث ا وآ آحديث األعرابي الذي في الصحيحين وغيرهم

. بالنجوم عند ظهوره، وآذلك إسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى

ين أ ] األرض والماء [ وأما اء من ب ع الم صابعه فكاهتزاز الجبل تحته وتكثير الماء في عين تبوك وعين الحديبية، ونب . غير مرة، ومزادة المرأة

فتكثيره للطعام غير مرة في قصة الخندق من حديث جابر وحديث أبي طلحة، وفي أسفاره، وجراب ] المرآبات [ وأما

ر قياه لغي ه، وس ى مكان ه وعوده إل أبي هريرة، ونخل جابر بن عبد اهللا، وحديث جابر وابن الزبير في انقالع النخل ل . آعين أبي قتادة واحد من األرض

. وهذا باب واسع لم يكن الغرض هنا ذآر أنواع معجزاته بخصوصه وإنما الغرض التمثيل

راء ] القدرة [ وآذلك من باب عصا موسى صلى اهللا عليه وسلم وفلق البحر والقمل والضفادع والدم، وناقة صالح، وإب

. وما يدخرون في بيوتهم/باب العلم إخبارهم بما يأآلون األآمه واألبرص وإحياء الموتى لعيسى، آما أن من

. وفي الجملة لم يكن المقصود هنا ذآر المعجزات النبوية بخصوصها، وإنما الغرض التمثيل بها

أن ] باب الكشف والعلم [ وأما المعجزات التي لغير األنبياء من ي بكر ب ار أب فمثل قول عمر في قصة سارية، و إخب . زوجته أنثى، وإخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا، وقصة صاحب موسى في علمه بحال الغالمببطن

فينة ] القدرة [ و د، و س ن الولي د ب ريم، وقصة خال مثل قصة الذي عنده علم من الكتاب، وقصة أهل الكهف، وقصة م

ا مولى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وأبي مسلم الخوالني، وأشي ل المطر، وإنم ذا مث داد ه إن تع اء يطول شرحها فه . الغرض التمثيل بالشيء الذي سمعه أآثر الناس وأما القدرة التي لم تتعلق بفعله فمثل نصر اهللا لمن ينصره وإهالآ

. لمن يشتمه

في األمور الخارقة: فصــل

ا وشرعا، الخارق آشفا آان أو تأثيرا إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين ا دين أمور به آان من األعمال الصالحة المى وجه ان عل ي تقتضي شكرا، وإن آ ة الت م اهللا الدنيوي إما واجب وإما مستحب، وإن حصل به أمر مباح آان من نعات فانسلخ ي اآلي ذي أوت بغض، آقصة ال ذاب أو ال ببا للع ان س ه آ يتضمن ما هو منهي عنه نهى تحريم أو نهى تنزي

ة حال أو عجز : منها م أو غلب ل أوعل بلعام بن باعوراء، لكن قد يكون صاحبها معذورا الجتهاد أو تقليد أو نقص عق . أو ضرورة، فيكون من جنس برح العابد

ه ] النهي [ و داء علي ه اعت ا عن دعو اهللا دعاء منهي . قد يعود إلى سبب الخارق وقد يعود إلى مقصوده، فاألول مثل أن ي

دين { : ال تعالىوقد ق ب المعت ا إذا ] 55 : األعراف [ } ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ال يح ال المنهي عنه ل األعم ومثراء . أورثت آشفا أو تأثيرا ه آخف ه بهمت ة، ويعين دعو للظالم باإلعان ا ال يستحقه أو ي ره بم ى غي دعو عل والثاني أن ي

ة الع وبين غلب انين والمغل الء المج ان صاحبه من عق إن آ ة من ذوي األحوال؛ ف ذرون، /دو وأعوان الظلم بحيث يعه . والناقصين نقصا ال يالمون عليه آانوا برحية ذرون في ا ال يع ه وم ذرون في ا يع . وقد بينت في غير هذا الموضع م

ا ى بخ ا أن وإن آانوا عالمين قادرين آانوا بلعامية، فإن من أت ه، فإم ه أو لمقصود منهي عن ى وجه منهي عن رق عل . يكون معذورا معفوا عنه آبرح، أو يكون متعمدا للكذب آبلعام

Page 95: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

إن : ] ثالثة أقسام [ فتلخص أن الخارق دين؛ ف ذموم في ال ود وال م اح ال محم محمود في الدين، ومذموم في الدين، ومب

. لم يكن فيه منفعة آان آسائر المباحات التي المنفعة فيها آاللعب والعبثآان المباح فيه منفعة آان نعمة، وإن

ة، وربك يطلب . آن طالبا لالستقامة ال طالبا للكرامة : قال أبو علي الجوزجاني ى طلب الكرام ة عل فإن نفسك منجبله . منك االستقامة ره أصل عظيم : قال الشيخ السهروردي في عوارف ذي ذآ ذا ال ل عن وه اب، وسر غف ر في الب آبي

ا دمين وم دين سمعوا عن سلف الصالحين المتق دين والمتعب ك أن المجته حقيقته آثير من أهل السلوك والطالب، وذلمنحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبدا نفوسهم ال تزال تتطلع إلى شيء من ذلك، ويحبون أن يرزقوا شيئا من

وا سر ذلك، ولعل أحدهم يبقى منك و علم ك، ول م يكاشف بشيء من ذل سر القلب متهما لنفسه في صحة عمله حيث لا /ذلك لهان عليهم األمر، فيعلم أن اهللا زداد بم ه أن ي ة في ا، والحكم ك باب يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذل

دنيا، د في ال ذا الزه ى ه والخروج من دواعي الهوى، يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا، فيقوى عزمه علذلك عن ى ب ين أغن وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين، ويرفع عن قلبه الحجاب، ومن آوشف بصدق اليقين ذا المرزوق صدق اليق رؤية خرق العادات، ألن المراد منها آان حصول اليقين، وقد حصل اليقين، فلو آوشف ه

ه، وتقتضي فال تقتضي . بشيء من ذلك الزداد يقينا تغناء ب ذا الموضع اس ادات له درة بخوارق الع ة آشف الق الحكمفسبيل الصادق مطالبة . الحكمة آشف ذلك آلخر لموضع حاجته، وآان هذا الثاني يكون أتم استعدادا وأهلية من األول

ا . النفس باالستقامة، فهي آل الكرامة ع فم م يق أن ل ان آ ذلك ثم إذا وقع في طريقه شيء خارق آ نقص ب الي وال ي . يب . وإنما ينقص باإلخالل بواجب حق االستقامة

. فتعلم هذا، ألنه أصل آبير للطالبين، والعلماء الزاهدين، ومشايخ الصوفية

في آلمات اهللا تعالى: فصــل

ة هي . آلمات آونية، وآلمات دينية : ] نوعان [ آلمات اهللا تعالى ه ال : فكلماته الكوني ي صلى اهللا علي ا النب تعاذ به ي اس تيئا أن { : وقال سبحانه ) أعوذ بكلمات اهللا التامات التي ال يجاوزهن بر وال فاجر ( : وسلم في قوله ره إذا أراد ش ا أم إنم

والكون آله داخل تحت ] 115 : األنعام [ } ك صدقا وعدلاوتمت آلمت رب { : ، وقال تعالى ] 82 : يس [ } يقول له آن فيكون . هذه الكلمات وسائر الخوارق الكشفية التأثيرية

د : القرآن وشرع اهللا الذي بعث به رسوله وهي : الكلمات الدينية وهي ] النوع الثاني [ و ره، وحظ العب ه وخب ره ونهي أم

أثير منها العلم بها والعمل واألم ر بما أمر اهللا به، آما أن حظ العبد عموما وخصوصا من األول العلم بالكونيات، والت . فيها، أي بموجبها

أمورات م بالم ة العل ة، وآشف الثاني فاألولى قدرية آونية والثانية شرعية دينية، وآشف األولى العلم بالحوادث الكوني

ا الشرعية، وقدرة األولى التأثير في الكونيات أثير /، وقدرة الثانية التأثير في الشرعيات، وآم ى ت ى تنقسم إل أن األولقام وإصحاح، وإهالك ره بإس في نفسه، آمشيه على الماء وطيرانه في الهواء وجلوسه على النار، وإلى تأثير في غي

اب ه هللا ورسوله، والتمسك بكت ا وإغناء وإفقار، فكذلك الثانية تنقسم إلى تأثير في نفسه بطاعت اهللا وسنة رسوله باطنا ل النفوس م ك طاعة شرعية، بحيث تقب وظاهرا، وإلى تأثير في غيره بأن يأمر بطاعة اهللا ورسوله؛ فيطاع في ذل

. آما قبلت من األول ما أراد تكوينه فيها بالكلمات الكونيات . يأمرها به من طاعة اهللا ورسوله في الكلمات الدينيات

ات، وإذا تقرر ذلك فاع ه شيء من المغيب م ينكشف ل لم أن عدم الخوارق علما وقدرة ال تضر المسلم في دينه، فمن لولم يسخر له شيء من الكونيات، ال ينقصه ذلك في مرتبته عند اهللا، بل قد يكون عدم ذلك أنفع له في دينه إذا لم يكن

ين والعمل به فيصير اإلنسان ناقصا مذموما إما وجود ذلك في حقه مأمورا به أمر إيجاب وال استحباب، وأما عدم الدد أن يجعله مستحقا للعقاب، وإما أن يجعله محروما من الثواب، وذلك ألن العلم بالدين وتعليمه واألمر به ينال به العب

د رضوان اهللا وحده وصالته وثوابه، وإما العلم بالكون والتأثير فيه فال ينال به ذلك إال إذا آان داخلا ف ل ق دين، ب ي ال . يجب عليه شكره، وقد يناله به إثم

. فقط، أو بالكون فقط/إما أن يتعلق بالعلم والقدرة أو بالدين : إذا عرف هذا فاألقسام ثالثة

Page 96: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

رج { : آما قال لنبيه صلى اهللا عليه وسلم : فاألول ي مخ ن وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجن ي م ل ل دق واجع ص

يرا لطانا نص دنك س راء [ } ل ة، ] 80 : اإلس ه الديني و آلمات د اهللا، وه ة عن ة والمنزل ع الحج لطان النصير يجم إن الس فى الن وة والقدرية، والكونية عند اهللا بكلماته الكونيات، ومعجزات األنبياء عليهم السالم تجمع األمرين، فإنها حجة عل ب

دينيات، . من اهللا وهي قدرية ه ال ه هو شرع اهللا وآلمات وأبلغ ذلك القرآن الذي جاء به محمد صلى اهللا عليه وسلم، فإن . وهو حجة محمد صلى اهللا عليه وسلم على نبوته، ومجيئه من الخوارق للعادات، فهو الدعوة وهو الحجة والمعجزة

جاء به الرسول خبرا وأمرا ويعمل به ويأمر به الناس، ويعلم بوقت نزول المطر فمثل من يعلم بما : وأما القسم الثاني

رهم بإصحاح ا في غي ا في األناسي، وإم أثير إم ه ت دو، ول اء الع ب، ولق وتغير السعر، وشفاء المريض، وقدوم الغائدو وجماع التأثير إما جلب منفعة آالمال وا . وإسقام وإهالك، أو والدة أو والية أو عزل لرياسة؛ وإما دفع مضرة آالع

. والمرض، أو ال واحد منهما مثل رآوب أسد بال فائدة، أو إطفاء نار ونحو ذلك

والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي، وهو /فمن يجتمع له األمران؛ بأن يؤتي من الكشف : وأما الثالثع علم الدين والعمل به، واألمر به، ويؤتي من وني، بحيث تق علم الدين والعمل به، ما يستعمل به الكشف والتأثير الك

ة، ومن وم الديني الخوارق الكونية تابعة لألوامر الدينية، أو أن تخرق له العادة في األمور الدينية، بحيث ينال من العلادة، رد الع ي مط ره ف ه غي م ينل ا ل ا، م ق فيه ة الخل ن طاع ا، وم ر به ن األم ا، وم ل به ات العم م الكرام ذه أعظ فه . والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم وأبي بكر الصديق وعمر وآل المسلمين

إذ األول هو العبادة، والثاني هو االستعانة، وهو ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { فهذا القسم الثالث هو مقتضى

اتهم حال نبينا م إن آرام ا وظاهرا، ف حمد صلى اهللا عليه وسلم والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطنذين زداد ال افق وي افر ويخلص المن ؤمن الك ن اهللا لي ا دي ة أو حاجة، فالحجة ليظهر به آمعجزاته لم يخرجها إال لحج

ا، ا وعمل ن اهللا علم اع دي دتها اتب ت فائ ا، فكان وا إيمان ا آمن اجون إليه ة يحت ب منفع ة آجل اد، والحاج آالمقصود بالجهه ت { : آالطعام والشراب وقت الحاجة إليه، أو دفع مضرة عنهم آكسر العدو بالحصى الذي رماهم به فقيل ل ا رمي وم

ى ه رم ـكن الل ت ول ال [ } إذ رمي دين ] 17 : األنف ة ال ى منفع ود إل ذين يع ن ه ل م دو ، وآ ال الع ل والشرب وقت آاألآ . المسلمين، فإن هذا من جملة الدين واألعمال الصالحة/والصدقة على

ر من : وأما القسم األول ة، آحال آثي ه منفع ه في اني وال ل ى الث اج إل ا ال يحت ه م دين فقط فيكون من ق بال وهو المتعل

ادهم، م ا بشيء من الصحابة، والتابعين وصالحي المسلمين، وعلمائهم وعب م حاجة أو انتفاع د أن يكون له ه الب ع أناء ا النتف ه إم وني في حق اء الخارق الك ا، فانتف الخوارق، وقد يكون منهم من ال يستعمل أسباب الكونيات وال عمل به

د ال يكون سببه وإما النتفاء فائدته، وانتفاؤه النتفاء فائدته ال يكون نقصا، وأما انتفاؤه النتفاء سببه فقد يكون نقص ا وقه ان إلخالل ان عدم الخارق نقصا وهو سبب الضرر، وإن آ رك محرم آ ه بفعل واجب وت ان إلخالل نقصا، فإن آبالمستحبات فهو نقص عن رتبة المقربين السابقين وليس هو نقصا عن رتبة أصحاب اليمين المقتصدين، وإن لم يكن

ده آذلك بل لعدم اشتغاله بسبب بالكونيات التي ال ي ل من يمرض ول ا، مث ك نقص م يكن ذل كون عدمها ناقصا لثواب ل . ويذهب ماله فال يدعو ليعافي أو يجىء ماله، أو يظلمه ظالم فال يتوجه عليه لينتصر عليه

ا، : وأما القسم الثاني ارة يكون نقص ه، وت ادة في دين و هو صاحب الكشف والتأثير الكوني فقد تقدم أنه تارة يكون زي

ادة، وت ا أن األول غالب حال أهل العب تعانة، آم ذا غالب حال أهل االس ه وه ة /ارة ال له وال علي اني بمنزل ذا الث وهد اس، وق ا من شر الن د يكون ظالم ر أهل األرض، وق ا، فيكون خي ة نبي الملك والسلطان الذي قد يكون صاحبه خليف

لكونيات والقدرة على التأثير فيها بالحال والقلب آالعلم بأحوالها يكون ملكا عادلا فيكون من أوساط الناس، فإن العلم باة، وأسباب ة روحاني والتأثير فيها بالملك وأسبابه، فسلطان الحال والقلب آسلطان الملك واليد، إال أن أسباب هذا باطن

ر . هذا ظاهرة جسمانية ذا القسم، وخي د رسوله وبهذا تبين لك أن القسم األول إذا صح فهو أفضل من ه د اهللا وعن عن . وعباده الصالحين المؤمنين العقالء

: وذلك من وجوه

Page 97: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

بابه : أحدها ات فأس م بالكوني ا العل لم، وأم ه وس ة الرسول صلى اهللا علي ال إال من جه را ال ين ا وخب دين طلب أن علم اله متعددة، وما اختص به الرسل وورثتهم أفضل مما شرآهم فيه بقية الناس، فال اعهم، وال يعلم م وأتب ينال علمه إال ه

. إال هم وأتباعهم

أن الدين ال يعمل به إال المؤمنون الصالحون الذين هم أهل الجنة وأحباب اهللا، وصفوته وأحباؤه وأولياؤه، وال : الثاني . يأمر به إال هم

ين والسحر، فقد يقع من آافر ومنافق وفاجر تأثيره في نف : وأما التأثير الكوني/ سه وفي غيره، آاألحوال الفاسدة والع

ه ا يشترك في ا بالصالحين أفضل مم م مختص ان من العل ا آ ابرة، وم وآالملوك والجبابرة المسلطين والسالطين الجب . المصلحون والمفسدون

ل وأما الكشف والتأث . أن العلم بالدين والعمل به ينفع صاحبه في اآلخرة وال يضره : الثالث ير فقد ال ينفع في اآلخرة ب

. ] 103 : البقرة [ } ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو آانوا يعلمون { : قد يضره آما قال تعالى

م يك : الرابع إن ل ون، ف دة أو ال يك ه فائ اد أن الكشف والتأثير إما أن يكون في يئات العب ى س االطالع عل دة؛ آ ه فائ ن فيذا ال ى الجسر، فه ور عل ورآوب السباع لغير حاجة، واالجتماع بالجن لغير فائدة، والمشي على الماء مع إمكان العب

ه م ينل ذا من ل ا يستعظم ه درة . منفعة فيه ال في الدنيا وال في اآلخرة، وهو بمنزلة العبث واللعب وإنم وهو تحت القل و والس دة، فه ال فائ اس ب د الن ة عن ام الحال وك لشخص وقي ة المل ك أو طاع تعظم المل ن يس ل م ون، مث ي الك طان ف

ا ال غالب ة تن ذه المنفع يستعظمه من جهة سببه ال من جهة منفعته آالمال والرياسة، ودفع مضرة آالعدو والمرض، فها إ الخوارق منه الخوارق، وال يحصل ب ال ب ا تن دوم إال بأسباب أخرى، بغير الخوارق أآثر مم ل، وال ت ا /ال القلي وأم

ة . اآلخر أيضا فال يحصل بالخوارق إال مع الدين ة الكوني ل الخوارق الديني والدين وحده موجب لآلخرة بال خارق، بلم ه وس د صلى اهللا علي ا محم دين . أبلغ من تحصيل اآلخرة آحال نبين ي تحصل ألهل ال ال والرياسة الت ذلك الم وآ

. وإال فالخوارق وحدها ال تؤثر في الدنيا إال أثرا ضعيفا . ارق إنما هو مع الدينبالخو

و : فإن قيل ه، فه ة طاعة النفوس ل دنيا فهي عالم دين وال في ال ة ال في ال مجرد الخوارق إن لم تحصل بنفسها منفع . ، وتدفع المضار الدينية والدنيويةموجب الرياسة والسلطان، ثم يتوسط ذلك فتجتلب المنافع الدينية والدنيوية

نحن لم نتكلم إال في منفعة الدين أو الخارق في نفسه من غير فعل الناس، وأما إن تكلمنا فيما يحصل بسببها من : قلت

ع، : فعل الناس فنقول أوال ا هو الواق الدين الصحيح أوجب لطاعة النفوس وحصول الرياسة من الخارق المجرد آمنسبة لطاعة من أطيع لدينه إلى طاعة من أطيع لتأثيره، إذ طاعة األول أعم وأآثر، والمطيع بها خيار بني آدم فإنه ال

ذاب وطليحة األسدي يلمة الك عقال ودينا،وأما الثانية فال تدوم وال تكثر وال يدخل فيها إال جهال الناس، آأصحاب مس . له وال دينونحوهم وأهل البوادي والجبال ونحوهم ممن ال عقل

وك، : ثم نقول ثانيا/ لو آان الخارق يناله من الرياسة والمال أآثر من صاحب الدين لكان غايته أن يكون ملكا من المل

بل ملكه إن لم يقرنه بالدين فهو آفرعون وآمقدمي اإلسماعيلية ونحوهم، وقد قدمنا أن رياسة الدنيا التي ينالها الملوك . وإعطائهم أعظم من الرياسة بالخارق المجرد، فإن هذه أآثر ما يكون مدة قريبة بسياستهم و شجاعتهم

أن الدين ينفع صاحبه في الدنيا واآلخرة ويدفع عنه مضرة الدنيا واآلخرة من غير أن يحتاج معه إلى آشف : الخامس . أو تأثير

ذي وأما الكشف أو التأثير فإن لم يقترن به الدين وإال هلك صاحبه دين ال دم ال ا في اآلخرة فلع دنيا واآلخرة، أم في ال

ا النفوس إال ي ال تناله إن الخوارق هي من األمور الخطرة الت دنيا ف هو أداء الواجبات وترك المحرمات،وأما في اله ومزاجه ق الجوع والرياضة المفرطة خاطر بقلب ه إن سلك طري بمخاطرات في القلب والجسم واألهل والمال، فإن

هوات ليتصل ودي رك الش تالط بت ه واالخ ق الول لك طري ه، وإن س ب دين مه وذه رض جس ه وم ا زال عقل ه، وربم نته، ه ومعيش ه وأذهب مال د أزال عقل ة ـ فق ه مولهو األحمدي ا يفعل امها ـ آم باألرواح الجنية وتغيب النفوس عن أجس

ا رة لم ي اآلخ ذاب اهللا ف ه لع رض نفس ه، وع د علي قاء ال مزي ه ش قى نفس ن وأش ه م ا فعل ات وم ن الواجب ه م ترآ

Page 98: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وبتهم ه لعق رض نفس د ع زائم فق ام والع ن األقس ات م ماء والكلم ن باألس خير الج د تس ذلك إن قص ات، وآ المحرمع / فاء المريض أو دف ه أو ش ى مال ال المسروق والضال عل ة صاحب الم ومحاربتهم، بل لو لم يكن الخارق إال دالل

ه العدو من السلطان والمحاربين ـ فهذا ان آأن ى اهللا آ القدر إذا فعله اإلنسان مع الناس ولم يكن عمله دينا يتقرب به إلقهرمان للناس يحفظ أموالهم، أو طبيب أو صيدلي يعالج أمراضهم، أو أعوان سلطان يقاتلون عنه، إذ عمله من جنس

. عمل أولئك سواء

ة ومعلوم أن من سلك هذا المسلك على غير الوجه الديني فإنه ي ا أعان الظلم نهم، وربم دل بي حابي بذلك أقواما وال يعدنيا . بذلك آفعل بلعام وطوائف من هذه األمة وغيرهم وهذا يوجب له عداوة الناس التي هي من أآثر أسباب مضرة ال

ه مضرة ف ان في ه ورسوله وإن آ ه وال يجوز أن يحتمل المرء ذلك إال إذا أمر اهللا به ورسوله؛ ألن ما أمر اهللا ب منفعت . غالبة على مضرته والعاقبة للتقوى

ومن { : أن للدين علما وعمال إذا صح فال بد أن يوجب خرق العادة إذا احتاج إلى ذلك صاحبه،قال اهللا تعالى : السادس

ا { : ، وقال تعالى ] 3، 2 : الطالق [ } يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب م فرقان ل لك } إن تتقوا الله يجعن لد { : ، وقال تعالى ] 29 : األنفال [ اهم م ا وإذا لآتين د تثبيت م وأش را له ان خي ه لك را ولو أنهم فعلوا ما يوعظون ب ـا أج ن

أال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون { : ، وقال تعالى ] 68-66 : النساء [ } ما ولهديناهم صراطا مستقيماعظي . ] 64 : 62 : يونس [ } رةالذين آمنوا وآانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اآلخ

لم ه وس ور اهللا ( : وقال رسول اهللا صلى اهللا علي ه ينظر بن وا فراسة المؤمن فإن الى ) اتق ه تع رأ قول م ق ك { : ث ي ذل إن ف

. رواه الترمذي وحسنه من رواية أبي سعيد ] 75 : الحجر [ } آليات للمتوسمين

من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب ( : هللا تعالى فيما روى عنه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلموقال اذي إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته آنت سمعه ال

بطش به ي ي ده الت ه، وي ذي يبصر ب ه، وبصره ال ي يسمع ب ي يبصر، وب ي يسمع، وب ا، فب ي يمشي به ه الت ا، ورجليبطش، وبي يمشي، ولئن سألنى ألعطينه، ولئن استعاذ بي ألعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض

ه ه من د ل اءته، وال ب ره مس ره الموت وأآ ؤمن، يك دي الم ه أن ) نفس عب ه، وفي ة اهللا لمن حارب ولي ه محارب ذا في فهه به يعلم سمعا وبصرا، وبه يعمل بطشا وسعيا، وفيه أنه يجيبه إلى ما يطلبه منه من المنافع، ويصرف عنه ما محبوب

. يستعيذ به من المضار، وهذا باب واسع

. وأما الخوارق فقد تكون، مع الدين، وقد تكون مع عدمه أو فساده أو نقصه م أن الدين هو إقامة حق العبودية : السابع/ وهو فعل ما عليك وما أمرت به، وأما الخوارق فهي من حق الربوبية إذا ل

تم ه أن يه د ينبغي ل يؤمر العبد بها، وإن آانت بسعى من العبد فإن اهللا هو الذي يخلقها بما ينصبه من األسباب، والعبافع بما عليه وما أمر به، وأما اهتمامه بما يفعله اهللا إذا لم يؤمر باالهتمام به فهو ا من المن ا فيه ا فضول فتكون لم إم

ا ا فيه ا، ولم اس إذا رأوه ام والشراب وطاعة الن ر الطع آالمنافع السلطانية المالية التي يستعان بها على الدين، آتكثي . من دفع المضار عن الدين بمنزلة الجهاد الذي فيه دفع العدو وغلبته

ان بالنبوة ال يتم إال بالخارق أو ليس بمحتاج في الخاصة بل في حق ثم هل الدين محتاج إليها في األصل، وألن اإليم

. هذا نتكلم عليه . العامة

لم . وأنفع الخوارق الخارق الديني وهو حال نبينا محمد صلى اهللا عليه وسلم ه وس ي إال ( : قال صلى اهللا علي ا من نب مرهم وقد أعطى من اآليات ما آمن على مثله البشر ،وإنما آان أرجو أن أآون أآث ى، ف اه اهللا إل ا أوح ه وحي الذي أوتيت

را . أخرجاه في الصحيحين " تابعا يوم القيامة ذا نجد آثي ره من األنبياء،وله وآانت آيته هي دعوته وحجته بخالف غيالموسوية يفرون من من المنحرفين منا إلى العيسوية يفرون من القرآن، والقال إلى الحال، آما أن المنحرفين منا إلى

. القال، ونبينا صلى اهللا عليه وسلم صاحب القال والحال، وصاحب القرآن واإليمان/ اإليمان والحال إلى

Page 99: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة } وإياك نستعين { ثم بعده الخارق المؤيد للدين المعين له، ألن الخارق في مرتبة د { ، والدين في مرتب اك نعب ا } إي ، فأم . ق الذي لم يعن الدين فإما متاع دنيا، أو مبعد صاحبه عن اهللا تعالىالخار

افع، ال الن ذلك الم دين، وآ ة لل فظهر بذلك أن الخوارق النافعة تابعة للدين حادثة له، آما أن الرياسة النافعة هي التابع

عنهما، فمن جعلها هي المقصودة آما آان السلطان والمال بيد النبي صلى اهللا عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي اهللا وجعل الدين تابعا لها ووسيلة إليها ال ألجل الدين في األصل فهو يشبه بمن يأآل الدنيا بالدين، وليست حاله آحال من

. تدين خوف العذاب أو رجاء الجنة فإن ذلك مأمور به،وهو على سبيل نجاة وشريعة صحيحة

ه والعجب أن آثيرا ممن يزعم أن همه ق ة، يجعل هم ا للجن ار أو طلب ا من الن د ارتفع وارتقى عن أن يكون دينه خوفبدينه أدنى خارق من خوارق الدنيا، ولعله يجتهد اجتهادا عظيما في مثله وهذا خطأ، ولكن منهم من يكون قصده بهذا

ا ة وبرهان ة عالم ا تثبيت قلبه وطمأنينته وإيقانه بصحة طريقه وسلوآه، فهو يطلب اآلي ه، آم ى صحة دين تطلب /عل . األمم من األنبياء اآليات داللة على صدقهم، فهذا أعذر لهم في ذلك

ولهذا لما آان الصحابة رضي اهللا عنهم مستغنين في علمهم بدينهم وعملهم به عن اآليات بما رأوه من حال الرسول

. ى ما عندهم في علم دينه وعملهونالوه من علم، صار آل من آان عنهم أبعد مع صحة طريقته يحتاج إل

وة فيظهر مع األفراد في أوقات الفترات وأماآن الفترات من الخوارق ماال يظهر لهم وال لغيرهم من حال ظهور النب . والدعوة

في العلم بالكائنات: فصــل

ى حسية وعقلية وآشفية وسمعية، ضرورية ونظ : العلم بالكائنات وآشفها له طرق متعددة ك، وينقسم إل ر ذل ة وغي ري

ي ام الشرعية، أعن ي األحك ع ف ا ال يتب ا وم ع منه ا يتب ى م الى عل اء اهللا تع نتكلم إن ش ك، وس ر ذل ي وغي قطعي وظن . األحكام الشرعية على العلم بالكائنات من طريق الكشف يقظة ومناما آما آتبته في الجهاد

. طلبية عملية/خبرية اعتقادية وأمور أمور : أما العلم بالدين وآشفه فالدين نوعان

راتبهم في : فاألول م وم اء وأممه ار األنبي ك إخب دخل في ذل وم اآلخر، وي له، والي ه ورس ه، وآتب آالعلم باهللا، ومالئكت

واب ن الث ال م ي األعم ا ف ار وم ة والن ك صفة الجن ي ذل دخل ف الهم، وي ة وصفاتهم وأعم وال المالئك الفضائل، وأح . أحوال األولياء والصحابة وفضائلهم ومراتبهم وغير ذلكوالعقاب، و

ادات، د واعتق ا، ويسمى عقائ ل آالم ه بالعق وقد يسمى هذا النوع أصول دين، ويسمى العقد األآبر، ويسمى الجدال في

. ويسمى المسائل العلمية والمسائل الخبرية، ويسمى علم المكاشفة

اني ة الطلبي : والث ور العملي ات األم تحبات والمكروه ات والمس ات والمحرم ب آالواجب وارح والقل ال الج ن أعم ة ما را صادقا أو آاذب ادا أو خب ا واعتق ه علم ة آون و من جه والمباحات، فإن األمر والنهي قد يكون بالعلم واالعتقاد، فه

دخل في القسم الث ه ي ه إال اهللا يدخل في القسم األول، ومن جهة آونه مأمورا به أو منهيا عن ل شهادة أن ال إل اني، مثا ة أنه ا فهي من القسم األول، ومن جه ة لمخبره ا صادقة مطابق وأن محمدا رسول اهللا، فهذه الشهادة من جهة آونهه، فهي من القسم ه ومال افرا يحل دم فرض واجب وأن صاحبها بها يصير مؤمنا يستحق الثواب، وبعدمها يصير آ

. الثاني د قد يتفق ا/ ة، وق ا في الجمل ل فيهم رآن دلي ى أن الق اقهم عل ى القسمين آاتف لمسلمون على بعض الطرق الموصلة إل

ل م بالعق يح والوجوب والحظر هل تعل يتنازعون في بعض الطرق آتنازعهم في أن األحكام العملية من الحسن والقبة وأن السمع هل هو منشأ األ ؟ آما تعلم بالسمع، أم ال تعلم إال بالسمع ائق الثابت حكام أو مظهر لها آما هو مظهر للحق

در ؟ بنفسها ل مسائل الصفات والق وآذلك االستدالل بالكتاب والسنة واإلجماع على المسائل الكبار في القسم األول مثد هم وغيرهما مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف، وأبى ذلك آثير من أهل البدع المتكلمين بما عن

Page 100: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه ال يصح االستدالل على أن السمع ال تثبت به تلك المسائل، فإثباتها بالعقل حتى يزعم آثير من القدرية والمعتزلة أنبعهم من بالقرآن على حكمة اهللا وعدله وأنه خالق آل شيء وقادر على آل شيء، وتزعم الجهمية من هؤالء ومن ات

. ك على علم اهللا وقدرته وعبادته، وأنه مستو على العرشبعض األشعرية وغيرهم أنه ال يصح االستدالل بذل

ى أن اء عل ا؛ بن ة مطلق ى المسائل القطعي ويزعم قوم من غالية أهل البدع أنه ال يصح االستدالل بالقرآن والحديث عل . الداللة اللفظية ال تفيد اليقين بما زعموا

ا يطلب ويزعم آثير من أهل البدع أنه ال يستدل باألحاديث ا مم در ونحوهم المتلقاة بالقبول على مسائل الصفات والق

. فيه القطع واليقين يزعم قوم من غالية المتكلمين أنه ال يستدل باإلجماع على شيء، ومنهم من يقول ال يصح االستدالل به على األمور /

. العلمية ألنه ظني،وأنواع من هذه المقاالت التي ليس هذا موضعها

و فإن ط رق العلم والظن وما يتوصل به إليهما من دليل أو مشاهدة، باطنة أو ظاهرة، عام أو خاص، فقد تنازع فيه بن . آدم تنازعا آثيرا

دالالت ر ال وآذلك آثير من أهل الحديث والسنة قد ينفي حصول العلم ألحد بغير الطريق التي يعرفها، حتى ينفي أآث

ا، ومن أصحابنا من . العقلية من غير حجة على ذلك وآذلك األمور الكشفية التي لألولياء من أهل الكالم من ينكره . يغلو فيها، وخيار األمور أوساطها

ا د تجاذبه ة أهل الحديث وأهل الكالم وأهل التصوف ق ة طريق ة والنظري فالطريق العقلية والنقلية والكشفية والخبري

ر منها ما ال يعرفه، ومن الناس من يغلو فيما يعرفه، فيرفعه فوق قدره وينفي ما الناس نفيا وإثباتا، فمن الناس من ينكا، وآل . سواه فالمتكلمة والمتفلسفة تعظم الطرق العقلية وآثير منها فاسد متناقض، وهم أآثر خلق اهللا تناقضا واختالف

. فريق يرد على اآلخر فيما يدعيه قطعيا د يحتجون طائفة ممن تدعى السنة والح/ ديث يحتجون فيها بأحاديث موضوعة وحكايات مصنوعة يعلم أنها آذب، وق

فا وهي دها آش االت يعتق ى منامات وأذواق وخي ي عل راء يبن بالضعيف في مقابلة القوى، وآثير من المتصوفة والفق : فنقول ] 28 : النجم [ } لظن لا يغني من الحق شيئاإن يتبعون إلا الظن وإن ا { وأوهام غير صادقة . خياالت غير مطابقة

اع المسلمين ـ ه فهي ـ بإجم اب [ أما طرق األحكام الشرعية التي نتكلم عليها في أصول الفق م يختلف أحد من ] الكت ل . اديةاألئمة في ذلك، آما خالف بعض أهل الضالل في االستدالل على بعض المسائل االعتق

اني واترة [ : والث نة المت ا، ونصب ] الس داد رآعاته داد الصالة وأع ل أع ره، مث ل تفس رآن، ب الف ظاهر الق ي ال تخ الت

. الزآاة وفرائضها وصفة الحج والعمرة، وغير ذلك من األحكام التي لم تعلم إال بتفسير السنة

رآن، أ ي ال تفسر ظاهر الق واترة الت ال وأما السنة المت دير نصاب السرقة ورجم : و يق تخالف ظاهره آالسنة في تقة ول بعضهم ـ مخالف ولهم ـ أو ق إن من ق ا إال الخوارج، ف ا أيض ع السلف العمل به ك، فمذهب جمي ر ذل ي وغي الزان

ويحكى عنهم أنهم . ) إن هذه القسمة ما أريد بها وجه اهللا ( : السنة، حيث قال أولهم للنبي صلى اهللا عليه وسلم في وجههه عن اهللا ا بلغ لم إال فيم ه وس ه /ال يتبعونه صلى اهللا علي رآن إذا خالف ا ظاهر الق ه، وأم رآن والسنة المفسرة ل من الق

ي صلى . الرسول فال يعملون إال بظاهره، ولهذا آانوا مارقة مرقوا من اإلسالم آما يمرق السهم من الرمية وقال النبه اهللا ) لقد خبت وخسرت إن لم أعدل ( : اهللا عليه وسلم ألولهم ا ائتمن م فيم فإذا جوز أن الرسول يجوز أن يخون ويظل

ه من ا ائتمن م فيم ا، وجوز أن يخون ويظل ا آاذب عليه من األموال، وهو معتقد أنه أمين اهللا على وحيه، فقد اتبع ظالمأيأمنني من في ( : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلمالمال من هو صادق أمين فيما ائتمنه اهللا عليه من خبر السماء،

ذي أوجب : يقول صلى اهللا عليه وسلم . أو آما قال ) ؟ السماء وال تأمنوني وحي ال وحي أعظم وال إن أداء األمانة في ال . اهللا طاعته هو الوحي بحكمه وقسمه

Page 101: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د وقد ينكر هؤالء آثيرا من السنن طعنا في النقل ال رد واترة عن دع السنن المت ر من أهل الب ا ينكر آثي ا للمنقول، آم . أهل العلم آالشفاعة والحوض والصراط والقدر وغير ذلك

ث ق الثال واترة [ : الطري نن المت ا، أو ] الس م به ين أهل العل القبول ب اة ب ا متلق لم؛ إم ه وس عن رسول اهللا صلى اهللا علي

م، وهذه أي . برواية الثقات لها ر أهل العل ه والحديث والتصوف وأآث ضا مما اتفق أهل العلم على اتباعها من أهل الفقيفرقوا بين المتلقى /وأنكر آثير منهم أن يحصل العلم بشيء منها وإنما يوجب العلم،فلم . وقد أنكرها بعض أهل الكالم

ا بشروط اشترط ا بالقبول وغيره، وآثير من أهل الرأي قد ينكر آثيرا منه ا ووضعها، آم ا به ها، ومعارضات دفعهاس األصول، أو ألن عمل ه خالف األصول، أو قي ا زعم، أو ألن يرد بعضهم بعضا، ألنه بخالف ظاهر القرآن فيم

. متأخري أهل المدينة على خالفه، أو غير ذلك من المسائل المعروفة في آتب الفقه والحديث وأصول الفقه

رهم اإلجماع : الطريق الرابع اء والصوفية وأهل الحديث والكالم وغي ، وهو متفق عليه بين عامة المسلمين من الفقهد ا بع ا م ه الصحابة، وأم ان علي في الجملة، وأنكره بعض أهل البدع من المعتزلة والشيعة، لكن المعلوم منه هو ما آ

ت الحادثة بعد الصحابة واختلف في مسائل ذلك فتعذر العلم به غالبا، ولهذا اختلف أهل العلم فيما يذآر من اإلجماعامنه آإجماع التابعين على أحد قولي الصحابة، واإلجماع الذي لم ينقرض عصر أهله حتى خالفهم بعضهم، واإلجماع

. السكوتي وغير ذلك

را من أهل : الطريق الخامس اء، لكن آثي اهير الفقه د جم ا عن اع، وهو حجة أيض ى النص واإلجم رأي القياس عل الأسرف فيه حتى استعمله قبل البحث عن النص، وحتى رد به النصوص، وحتى استعمل منه الفاسد، ومن أهل الكالم

. وأهل الحديث وأهل القياس من ينكره رأسا، وهي مسألة آبيرة والحق فيها متوسط بين اإلسراف والنقص ى عدم ، وهو البقاء على األصل ] االستصحاب [ : الطريق السادس/ فيما لم يعلم ثبوته وانتفاؤه بالشرع، وهو حجة عل

ى عدم ؟ االعتقاد باالتفاق، وهل هو حجة في اعتقاد العدم دليل السمعي عل دم ال فيه خالف، ومما يشبهه االستدالل بعيال شرعيا، إذ وج : الحكم الشرعي، مثل أن يقال ه دل ذا ال لو آانت األضحية أو الوتر واجبا لنصب الشرع علي وب ه

. يعلم بدون الشرع، وال دليل، فال وجوب

دليل السمعي دم ال ذا استدالل بع ه، وه ر ل ى يثبت المغي ل حت وم بالعق ي الوجوب والتحريم المعل فاألول يبقى على نفوفر ا تت م المثبت على عدم الحكم، إذ يلزم من ثبوت مثل هذا الحكم ثبوت دليله السمعي، آما يستدل بعدم النقل لم الهم

ن، م يك ه ل ى أن ه عل م ينقلون ادتهم أنه ا وع ن أهله ن دي م م ا يعل ه، وم ريعة نقل ا توجب الش ه، وم ى نقل دواعي عل والاس ي أو العب ى عل آاالستدالل بذلك على عدم زيادة في القرآن وفي الشرائع الظاهرة، وعدم النص الجلي باإلمامة عل

اء أمور من أو غيرهما، ويعلم الخاصة من أهل العلم بالسنن و ه انتف لم وخلفائ ه وس ي صلى اهللا علي اآلثار وسيرة النبإن وجود ا، ف هذا، ال يعلم انتفاءها غيرهم ولعلمهم بما ينفيها من أمور منقولة يعلمونها هم، ولعلمهم بانتفاء لوازم نقله

. أحد الضدين ينفي اآلخر، وانتفاء الالزم دليل على انتفاء الملزوم

ا /، وهو أن يرى المجتهد أن هذا ] المصالح المرسلة [ : الطريق السابع يس في الشرع م الفعل يجلب منفعة راجحة، ولاء يسمونها . ينفيه؛ فهذه الطريق فيها خالف مشهور لة [ فالفقه رأي، وبعضهم . ] المصالح المرس نهم من يسميها ال وم

ول والعمل يقرب إليها االستحسان، وقريب منها ذوق الصوفية ووجدهم و إلهاماتهم، فإن حاصلها أنهم يجدون في القلة بحفظ اس يخص المصالح المرس مصلحة في قلوبهم وأديانهم ويذوقون طعم ثمرته، وهذه مصلحة، لكن بعض الن

ان ول واألدي راض والعق وال واألع وس واألم ع . النف ي دف افع وف ب المن ي جل لة ف ل المصالح المرس ذلك، ب يس آ ول . روه من دفع المضار عن هذه األمور الخمسة فهو أحد القسمينالمضار، وما ذآ

ر ق من غي ا مصلحة للخل ال فيه ي يق ال الت امالت واألعم دنيا آالمع وجلب المنفعة يكون في الدنيا وفي الدين، ففي ال

ا مصلحة لإلنس ال فيه ي يق ادات الت ادات والزه ان من حظر شرعي، وفي الدين آكثير من المعارف واألحوال والعبد . غير منع شرعي يحفظ الجسم فقط فق ك األحوال ل اد عن تل ع الفس ا دف ي فيه فمن قصر المصالح على العقوبات الت

. قصر

Page 102: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اء راء والعلم ر من األم دين اضطراب عظيم، وآثي وهذا فصل عظيم ينبغي االهتمام به، فإن من جهته حصل في الا /األصل، وقد يكون منها ما هو محظور في الشرع ولم يعلموه، والعباد رأوا مصالح فاستعملوها بناء على هذا وربم

ى اء عل ا شرعا بن قدم على المصالح المرسلة آالما بخالف النصوص، وآثير منهم من أهمل مصالح يجب اعتبارهذلك د يكون الشرع ورد ب ات، وق أن الشرع لم يرد بها، ففوت واجبات ومستحبات، أو وقع في محظورات ومكروه

. م يعلمهول

ا، وحجة : وحجة األول ى اعتباره اع عل أن هذه مصلحة والشرع ال يهمل المصالح، بل قد دل الكتاب والسنة واإلجم . أن هذا أمر لم يرد به الشرع نصا وال قياسا : الثاني

ا ألة االستحسان وهي تشبه من بعض . والقول بالمصالح المرسلة يشرع من الدين ما لم يأذن به اهللا غالب الوجوه مس

نا . والتحسين العقلي والرأي ونحو ذلك ة الشيء حس فإن االستحسان طلب الحسن واألحسن آاالستخراج، وهو رؤيول ي ق ان، والتحسين العقل آما أن االستقباح رؤيته قبيحا، والحسن هو المصلحة، فاالستحسان واالستصالح متقارب

. ذه فروق بأن العقل يدرك الحسن، لكن بين ه

ى والقول الجامع أن الشريعة ال تهمل مصلحة قط، بل اهللا تعالى قد أآمل لنا الدين وأتم النعمة، فما من شيء يقرب إلالجنة إال وقد حدثنا به النبي صلى اهللا عليه وسلم وترآنا على البيضاء ليلها آنهارها ال يزيغ عنها بعده إال هالك، لكن

م /وإن آان ما اعتقده العقل مصلحة م يعل ه من حيث ل الشرع لم يرد به فأحد األمرين الزم له، إما أن الشرع دل عليا را م ة، وآثي ة الحاصلة أو الغالب ده مصلحة، ألن المصلحة هي المنفع يس بمصلحة، وإن اعتق ه ل اظر أو أن ذا الن ه

ة بالم ة مرجوح ه منفع ون في دنيا ويك دين وال ي ال ع ف يء ينف اس أن الش وهم الن ر يت ي الخم الى ف ال تع ا ق ضرة، آم . ] 219 : البقرة [ } قل فيهما إثم آبير ومنافع للناس وإثمهما أآبر من نفعهما { : والميسر

ك رأي وأهل المل دع أهل الكالم وأهل التصوف وأهل ال حسبوه وآثير مما ابتدعه الناس من العقائد واألعمال من ب

ود والنصارى ر من الخارجين عن اإلسالم من اليه ل آثي ذلك، ب م يكن آ ا وصوابا ول ا وحق منفعة أو مصلحة نافعادات مصلحة امالت والعب ادات والمع ه من االعتق م علي ا ه نهم أن م والمشرآين والصابئين والمجوس يحسب آثير م

د م، فق ة له دنيا، ومنفع دين وال ي ال م ف ذين ض { له نعا ال نون ص م يحس بون أنه م يحس دنيا وه اة ال ي الحي عيهم ف } ل سانه أو ] 104 : الكهف [ ان استحس ا هو سيئ آ نا م رى حس ان اإلنسان ي إذا آ نا، ف رأوه حس وقد زين لهم سوء عملهم ف

. استصالحه قد يكون من هذا الباب

ه والعمى . وا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلواوهذا بخالف الذين جحد فإن باب جحود الحق ومعاندته غير باب جهلوى . عنه، والكفار فيهم هذا وفيهم هذا، وآذلك في أهل األهواء من المسلمين القسمان اب الفت فإن الناس آما أنهم في ب

وا /والحديث ي أح م ف ذلك ه ذب أخرى، فك دون الك ارة ويتعم ون ت ون يخطئ د يفعل ال ق ي األفع ذلك ف ديانات، وآ ل الالى ال اهللا تع ا ق إن اإلنسان آم م، ف م هو ظل يس بظل ه ل دون أن ان { : مايعلمون أنه ظلم وقد يعتق ه آ ان إن ا الإنس وحمله

. عمله ذلك في قوة علمه وهذا في قوة : فتارة يجهل وتارة يظلم ] 72 : األحزاب [ } ظلوما جهولا

ى : واعلم أن هذا الباب مشترك بين أهل العلم والقول وبين أهل اإلرادة والعمل، فذلك يقول هذا جائز أو حسن بناء علل السماع المحدث اء : ما رآه وهذا يفعله من غير اعتقاد تحريمه أو اعتقاد أنه خير له آما يجد نفعا في مث سماع المك

ا : لها والتصدية واليراع التي يقال ه لم د يفعل ه وق ا يجده من لذت الشبابة والصفارة واألوتار وغير ذلك، وهذا يفعله لم . يجده من منفعة دينه بزيادة أحواله الدينية آما يفعل مع القرآن

االت المبتدعة : وهذا يقول ر المق ول . هذا جائز لما يرى من تلك المصلحة والمنفعة،وهو نظي ذا يق ة هو حق لدال : وه ل

ه ي علي اس العقل ول . القي ذا يق ذلك سياسات والة : وه ذلك، وآ دين إذا آانت آ ي ال ا ف ا وإدخاله يجوز ويجب اعتقاده . األمور من الوالة والقضاة وغير ذلك

افع ين الن ذب، وب ين الحق والباطل، والصدق والك ه ب ز بعقل د يمي ه ق دفع عن نفسه أن ل أن ي واعلم أنه ال يمكن العاق

ا هو الحق والصدق في /ار، والض والمصلحة والمفسدة، وال يمكن المؤمن أن يدفع عن إيمانه أن الشريعة جاءت بماس أن م يختلف الن ذا ل ادات، وله ا االعتق دخل فيه ي ت ال الت افع والمصلحة في األعم ا هو الن المعتقدات، وجاءت بم

Page 103: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذا في الحسن أو القبيح إذا فسر بالنافع والضار والمالئم لإلنسان وا ل، ه م بالعق د يعل ه ق يم ـ فإن ذ واألل لمنافي له واللذي . األفعال

الى ه تع ه قول ود يوصف بالحسن ومن ال الموج ود أو آم ه موج نه بأن ذلك إذا فسر حس نى { : وآ ماء الحس ه األس } ولل

آما نعلم أن الحي أآمل من الميت في وجوده، ] 7 : السجدة [ } الذي أحسن آل شيء خلقه { : ، وقوله ] 180 : األعراف [ ل م بالعق د يعل ا ق ل . وأن العالم أآمل من الجاهل، وأن الصادق أآمل من الكاذب ـ فهذا أيض وا في أن العق ا اختلف وإنم

. واحد في الخالق والمخلوق ] باب التحسين [ وأنه هل . هل يعتبر المنفعة والمضرة ل ف م بالعق ا يعل ا م هما، ومنهم ي أنفس ان ف ان األوالن فثابت ا الوجه ق : أم ي الح اني ف ق المقصود، والث ي الح األول ف

األمر والنهي ] األول [ . الموجود ه ب ه وخطاب ه وآراهت ق بحب القلب وبغضه وإرادت اني [ و . متعل ق بتصديقه ] الث متعلري الم ه الخب ه وخطاب ه ونفي إن الحق وتكذيبه وإثبات وعين، ف اول الن ات، والحق والباطل يتن ى النفي واإلثب شتمل عل

ه، وهو ه وعمل ا ينبغي قصده وطلب إزاء م ي، والحق ب دوم المنتف ى المع يكون بمعنى الموجود الثابت، والباطل بمعن . النافع

ه، وهو ه وال عمل اال ينبغي قصده وال طلب إزاء م افع /والباطل ب ر الن ة تع . غي ذة والمنفع ة والل ى حصول النعم ود إل

ذاب . والسعادة التي هي حصول اللذة، ودفع األلم هو حصول المطلوب، وزوال المرهوب يم وزوال الع . حصول النعيرا . وحصول الخير وزوال الشر ا يس ان زمن يما إذا آ ثم الموجود والنافع قد يكون ثابتا دائما، وقد يكون منقطعا ال س

دوم من الوجود فيستعمل الباطل ا ال ي إزاء م ة، وب ال . آثيرا بإزاء ما ال يبقى من المنفع ا يق اة : آم الموت حق والحيا ه، وهو م د في ا يزه ه فيم ول في دم الق ا تق باطل، وحقيقته أنه يستعمل بإزاء ما ليس من المنافع خالصا أو راجحا، آم

أما ما يفوت أرجح منها أو يعقب ضررا ليس هو دونها فإنها ليس بنافع، والمنفعة المطلقة هي الخالصة أوالراجحة، وة ذة . باطل في االعتبار، والمضرة أحق باسم الباطل من المنفع ه ل ذلك أو يحصل ب يس آ ة ول ه منفع ا يظن في ا م وأم

ال ه بح ة في ذا ال منفع دة فه ا نهى اهللا . فاس ذلك م ا وهي باطل؛ ول ا وترآه د فيه ي يشرع الزه ور الت ذه األم ه فه عنة . ورسوله باطل ممتنع أن يكون مشتملا على منفعة خالصة أو راجحة افقين باطل ار والمن ال الكف ذا صارت أعم وله

ر ال يؤميا أيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم بالمن واألذى آالذي ينفق ماله رئاء الناس و { : لقوله وم اآلخ ن بالله والي . وأخبر أن صدقة المرائي والمنان باطلة لم يبق فيها منفعة له . ] 264 : اآلية البقرة [ } فمثله آمثل صفوان عليه تراب

الى ه تع ذلك قول وا { : وآ ه وأطيع وا الل وا أطيع ذين آمن ا ال ا أيه الكمي وا أعم ا تبطل ول ول د [ } الرس ذلك ] 33 : محم وآ

. ولهذا تسميه الفقهاء العقود ] 5 : المائدة [ } ومن يكفر باإليمان فقد حبط عمله { : مثل قوله /اإلحباط في

ة والعبادات بعضها صحيح، وبعضها باطل، وهوما لم يحصل به مقصو ه المنفع م يكن في ره، فل ده ولم يترتب عليه أثاء { : ومن هذا قوله . المطلوبة منه آن م به الظم ة يحس راب بقيع الهم آس ور [ } والذين آفروا أعم ة الن ه . ] 39 : اآلي : وقول

ا آمثل ريح فيها مثل ما ينفقون في هـذه الحياة الدني {

اه { : ، وقوله ] 117 : آل عمران [ } صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته ل فجعلن ن عم وا م ا عمل ى م وقدمنا إلال ولذلك وصف االعتقادات والمقا ] 23 : الفرقان [ } هباء منثورا ا أن األعم الت بأنها باطلة ليست مطابقة وال حقا، آم . ليست نافعة

ه ه صلى اهللا علي ة، آقول ا منفع م يكن فيه ة إن ل ر مطابق ة إذا آانت غي ا باطل االت بأنه وقد توصف االعتقادات والمق

ا ينفعه من علم وقول وعمل وحال، فيعود الحق فيما يتعلق باإلنسان إلي م ) اللهم إني أعوذ بك من علم ال ينفع ( : وسلميه في النار ابتغاء أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عل { : قال اهللا تعالى

ذلك يض ه آ د مثل اع زب ة أو مت ي حلي ث ف اس فيمك ع الن ا ينف ا م اء وأم ذهب جف د في ا الزب ل فأم ق والباط ه الح رب اللالى ] 17 : الرعد [ } األرض آذلك يضرب الله األمثال ال تع ل { : ، وق ه أض بيل الل ن س دوا ع روا وص ذين آف الهم ال أعم

الهم { : إلى قوله } والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد اس أمث ه للن د [ } آذلك يضرب الل -1محم3 [ .

Page 104: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

بط ال ينفع صاحبه وقت الحاجة إليه، فكل عمل وإذا آان آذلك وقد علم أن آل عمل ال يراد به وجه اهللا فهو باطل حا/دنيا أو في اآلخرة ع في ال ا أن ينف ع بحال، وإم ا أن ال ينف ه إم ه وجه رد ب . ال يراد به وجه اهللا فهو باطل،ألن ما لم ي

ع اإلنسان فاألول ظاهر، وآذلك منفعته في اآلخرة بعد الموت، فإنه قد ثبت بنصوص المرسلين أنه بعد الموت ال ينف . من العمل إال ما أراد به وجه اهللا

دنيا ه في ال د يجزى بأعمال ذات وسرور، وق ه ل ذات إذا آانت تعقب ضررا . وأما في الدنيا فقد يحصل ل ك الل لكن تل

ذة أعظم منها وتفوت أنفع منها وأبقى فهي باطلة أيضا،فثبت أن آل عمل ال يراد به وجه اهللا فهو باطل وإن آان فيه ل . ما

د ة لبي ا شاعر آلم ا خال اهللا باطل : وأما الكائنات فقد آانت معدومة منتفية، فثبت أن أصدق آلمة قاله أال آل شيء ما تجمع الحق ) أال آل شيء ما خال اهللا باطل : أصدق آلمة قالها شاعر قول لبيد ( : وآما قال صلى اهللا عليه وسلم وأنه

د الموجود والحق المقصود، وآل موج ذين فق ى ه و باطل، وعل دون قصد اهللا فه دون اهللا باطل، وآل مقصود ب ود ب . إال ما أريد به وجهه، وآل شيء معدوم إال من جهته : ] 88 : القصص [ } آل شيء هالك إلا وجهه { : فسر قوله

ـمه هذا على قول، وأما القول اآلخر وهو المأثور عن طائفة من السلف و ـمد ـ رح ـام أح ه فسره اإلم ـى ـ /ب اهللا تـعال

ه { : وأما قوله : في رده علـى الجـهميـة والزنـادقـة قـال أحمد ا وجه ك إل ـك أن ] 88 : القـصـص [ } آل شيء هال ، وذلـزل ان { الـله أن ا ف ن عليه ل م رحمن [ } آ ة فقالت المال ] 26 : ال أنزل اهللا : ئك اء، ف وا في البق ك أهل األرض، وطمع هل

ه، : تعالى أنه يخبر عن أهل السموات واألرض أنكم تموتون فقال ا ـ إال وجه ي ميت ك ـ يعن وان هال آل شيء من الحيا ة والن ولهم أن الجن ة ق ى الجهمي ك في رده عل الموت، ذآر ذل ك ب د ذل وا عن ك أيقن ا ذآر ذل ر فإنه حي ال يموت، فلم

. تفنيان

ة والصواب افع والمصلحة والحكم اه أن الحسن هو الحق والصدق والن ا ذآرن ين مم يح هو . وقد تب وأن الشيء القب . الباطل والكذب والضار والمفسدة والسفه والخطأ

ال اهللا ل، ق ه حسن جمي ك أن فعل اهللا آل د، وذل ق فموضع واح زاع واختالف الخالئ تباه والن ا مواضع االش عز وأم

الى ] 7 : السجدة [ } الذي أحسن آل شيء خلقه { : وجل يء { : ، وقال تع ل ش ن آ ذي أتق ه ال نع الل ال ] 88 : النمل [ } ص ، وقالى دون { : تع ذين يلح ا وذروا ال ادعوه به نى ف ماء الحس ه األس ونولل انوا يعمل ا آ يجزون م مآئه س ي أس : األعراف [ } ف180 [ .

ـه إال { : وهو حكم عدل، قال اهللا تعالى ) إن اهللا جميل يحب الجمال ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم شهد الله أنه ال إل

م { : ، وقال تعالى ] 18 : آل عمران [ } علم قآئما بالقسط ال إلـه إال هو العزيز الحكيمهو والمالئكة وأولوا ال ه ال يظل إن اللالى ] 40 : النساء [ } مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ال تع يم الخب { : ، وق و الحك ر وه ام [ } ي ه متفق . ] 73 : األنع ذا آل وه

. عليه بين األمة مجملا غير مفسر فإذا فسر تنازعوا فيه

ا من و عن أن يكون عمل ه ال يخل الحيوان، وأن ق ب ذا الشر الوجودي المتعل وذلك أن هذه األعمال الفاسدة واآلالم وه : ان، وذلك العمل القبيح واأللم شره من ضرره، وهذا العمل والتألماألعمال، أو أن يكون ألما من اآلالم الواقعة بالحيو

ا إال المعتزلة ومن اتبعها من الشيعة تزعم أن األعمال ليست من خلقه وال آونها شيء، وإن اآلالم ال يجوز أن يفعلهة يقول بعهم من الجبري ات ومن ات ع : ونجزاء على عمل سابق، أو تعوض بنفع الحق، وآثير من أهل اإلثب ل الجمي ب

. خلقه، وهو يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وال فرق بين خلق المضار والمنافع، والخير والشر بالنسبة إليه

دلا : ويقول هؤالء ة وع ه حكم ان فعل ه فعل أي شيء آ و فرض أن إنه ال يتصور أن يفعل ظلما وال سفها أصال، بل لع وحسنا، إذ ال قبيح إال ما نهى عنه ة المحسن، ورف ذيبهم، وعقوب ق وتع يم الخالئ وهو لم ينهه أحد، ويسوون بين تنع

. درجات الكفار والمنافقين

ون /والفريقان متفقان على أنه ال ينتفع بطاعات العباد وال يتضرر ون يقول ر : بمعصيتهم،لكن األول ى الغي اإلحسان إل . حسن لذاته وإن لم يعد إلى المحسن منه فائدة

Page 105: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون : واآلخرون يقولون ما حسن منا حسن منه، وما قبح منا قبح منه، واآلخرون مع جمهور الخالئق ينكرون، واألول

ره . إذا أمر بالشيء فقد أراده منا : يقولون ا غي أمر الواحد من ا ي ع أو يضر، آنحو م ال يعقل الحسن والقبيح إال ما ينفه، ه علي ه ويعين ده من د أن يري ه الب ون بشيء فإن م يؤمن ى أن يجعله در عل ق يق م يب درة، ول ة الق ار بغاي در الكف د أق وق

اره يئته واختي دون مش رهم وفسوقهم وعصيانهم ب ا آف ون . اختيارا، وإنم تلزم اإلرادة : وآخرون يقول يس بمس األمر لره ذلك أم ذا الموضع، وآ ر ه ي غي ذين ف ين ه ت التوسط ب د بين ون . أصال، وق ون يقول ه ال : واألول ا في أمر إال بم ي

. أمره ال يتوقف على المصلحة : مصلحة العباد، واآلخرون يقولون

. وهنا مقدمات، تكشف هذه المشكالت

ك أن الفعل : إحداها ه، وذل ة شبهت اهللا بخلق إن المعتزل ا، ف بح من ه يق أنه ليس ما حسن منه حسن منا وليس ما قبح منان يحسن منا لجلبه المنفعة، ويقبح ل ان منتفي ذان الوجه ه، وه جلبه المضرة، ويحسن ألنا أمرنا به، ويقبح ألنا نهينا عن

: الفعل يحسن باعتبار آخر آما قال بعض الشيوخ /في حق اهللا تعالى قطعا، ولو آان

وتفعلـــه فيحسن منـــك ذاآا** ويقبح من سواك الفعل عندي

ة ة الثاني د يك : المقدم بح ق ن والق افع إن الحس ك بالن ر ذل ل، وإن فس ك بالعق درك بعض ذل د ي ا، وق ان صفة ألفعالن ونا دة له والضار والمكمل والمنقص فإن أحكام الشارع فيما يأمر به وينهى عنه تارة تكون آاشفة للصفات الفعلية ومؤآ

ارة من جهة األمر وتارة تكون مبينة للفعل صفات لم تكن له قبل ذلك، وإن الفعل تارة يكون حسنه من جهة نفسه، وتام بمجرد . به وتارة من الجهتين جميعا ومن أنكر أن يكون للفعل صفات ذاتية لم يحسن إال لتعلق األمر به وإن األحك

ا في ر، وم ه الشرائع من المصالح والمفاسد، والمعروف والمنك نسبة الخطاب إلى الفعل فقط، فقد أنكر ما جاءت بة الشريعة ومقاصدها الشريعة من المناسبات بين األح ة حكم كام وعللها، وأنكر خاصة الفقه في الدين الذي هو معرف

. ومحاسنها

ة ة الثالث دير : المقدم ى آل شيء ق و عل ق آل شيء وه ه . أن اهللا خل ا عن قدرت ال خارج يئا من األعم ومن جعل ش . ومشيئته فقد ألحد في أسمائه وآياته بخالف ما عليه القدرية

ة، : مة الرابعةالمقد ة آوني ه إرادة قدري رده من م ي ة، وإن ل ه إرادة شرعية ديني أن اهللا إذا أمر العبد بشيء فقد أراده من

ل ا جاء في التنزي ا الصواب التفصيل آم ا خطأ، وإنم ا عن األمر مطلق : فإثبات إرادته في األمر مطلقا خطأ، ونفيهر وال { م اليس ر يريد الله بك م العس د بك رة [ } يري نكم { ، ] 185 : البق ف ع ه أن يخف د الل ه { ، ] 28 : النساء [ } يري د الل ا يري م

دره لإلس { : وقال ] 6 : المائدة [ } ليجعل عليكم من حرج رح ص ه يش ل فمن يرد الله أن يهدي له يجع رد أن يض ن ي الم وموبهم { : ، وقال ] 125 : األنعام [ } صدره ضيقا حرجا ر قل ه أن يطه رد الل م ي ذين ل ـئك ال دة [ } أول ال ] 41 : المائ و { : ، وق ول

. وأمثال ذلك آثير ] 253 : البقرة [ } ه يفعل ما يريدشاء الله ما اقتتلوا ولـكن الل

تلزم : المقدمة الخامسة ذلك بغضه وغضبه وسخطه مس ديني، وآ ة واألمر ال أن محبته ورضاه مستلزم لإلرادة الديني . أهل السنةهذا قول جمهور . لعدم اإلرادة الدينية فالمحبة والرضا والغضب والسخط ليس هو مجرد اإلرادة

: إن هذه األمور بمعنى اإلرادة آما يقوله آثير من القدرية وآثير من أهل اإلثبات، فإنه يستلزم أحد األمرين : ومن قال

ول ذا ق ه، وه يئته وإرادت دون مش ة ب ا واقع ا وأنه ره آونه د آ ا فق ا دين ا يكرهه ر والفسوق والمعاصي مم ا أن الكف إمات إنه ل : القدرية، أو يقول ة من أهل اإلثب ه طائف ا تقول ا آم ا راض به و محب له اءها فه ا ش دا له ان مري ا آ وآال . م

ه أمر ا أمر ب ؤمنين، ويحب م د رضي عن الم ين ويحب المقسطين وق القولين فيه ما فيه، فإن اهللا تعالى يحب المتقار والفجار والظالمين، و /إيجاب أو استحباب، وليس هذا ا في الكف ر وال يحب آل المعنى ثابت اده الكف ال يرضى لعب

. مختال فخور، ومع هذا فما شاء اهللا آان وما لم يشأ لم يكن

ا : وأحسن ما يتعذر به من قال هذا القول من أهل اإلثبات ا آون ا أراده ا آم ه أحبه ذلك . إن المحبة بمعنى اإلرادة أن فك . الموضعوهذا فيه نظر مذآور في غير هذا . أحبها ورضيها آونا

Page 106: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ين اإلرادة : فإن قيل رق ب ا الف ده، وأم ده أو ال يري ا يري ه بالشيء إم تقسيم اإلرادة ال يعرف في حقنا، بل إن األمر من

ا : والمحبة فقد يعرف في حقنا فيقال أمر الواحد من وهذا هو الواجب فإن اهللا تعالى ليس آمثله شيء، وليس أمره لنا آى األمر لعبده وخدمه، وذلك أن الو ه إل ه أو لحاجت أمور ب ى الم ه أو إل ه إلي أمره لحاجت ا أن ي احد منا إذا أمر عبده فإم

األمر والنهي هي من ادهم ب ق وإرش فقط، فاألول آأمر السلطان جنده بما فيه حفظ ملكه ومنافعهم له، فإن هداية الخلا ال اهللا تع انه ق ى إحس اج إل اد يحت أتم { : لىباب اإلحسان إليهم، والمحسن من العب كم وإن أس نتم لأنفس نتم أحس إن أحس

. ] 46 : فصلت [ } من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها { : ، وقال ] 7 : اإلسراء [ } فلها

ى اج إل ى خدمتهم وال هو محت ا / واهللا تعالى لم يأمر عباده لحاجته إل م به ة أنع ه ونعم انا من رهم إحس ا أم رهم وإنم أمه . عليهم، فأمرهم بما فيه صالحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ى خلق ه عل وإرسال الرسل، وإنزال الكتب من أعظم نعم

المين { : آما قال ة للع ا رحم لناك إل ا أرس اء [ } وم الى ] 107 : األنبي ال تع يهم { : ، وق ث ف ؤمنين إذ بع ى الم ه عل ن الل د م لقدور { : ، وقال ] 164 : آل عمران [ } رسولا من أنفسهم ي الص ا ف فاء لم م وش ن ربك ة م اءتكم موعظ د ج اس ق يا أيها الن

وا وهدى ورحمة للمؤمنين ذلك فليفرح ه فب ونس [ } قل بفضل الله وبرحمت ه مع األمر ] 58، 57 : ي م اهللا علي فمن أنعي { : باالمتثال فقد تمت النعمة في حقه آما قال يكم نعمت ت عل نكم وأتمم م دي دة [ } اليوم أآملت لك م ، ] 3 : المائ وهؤالء ه

ال . المؤمنون ا ق را آم ة اهللا آف دل نعم ر { : ومن لم ينعم عليه باالمتثال بل خذله حتى آفر وعصى فقد شقى لما ب م ت ألوار ومهم دار الب وا ق را وأحل ه آف ة الل دلوا نعم ذين ب ى ال راهيم [ } إل ر والنهي ] 28 : إب ة واألم ا نعم ا آان الشرعيان لم

ورحمة عامة لم يضر ذلك عدم انتفاع بعض الناس بهما من الكفار، آإنزال المطر وإنبات الرزق هو نعمة عامة وإن تضرر بها بعض الناس لحكمة أخرى آذلك مشيئته لما شاءه من المخلوقات وأعيانها وأفعالها ال يوجب أن يحب آل

ه وإن شيء منها فإذا أمر العبد بأمر فذ ا ل م يكن محبوب اك إرشاد وداللة، فإن فعل المأمور به صار محبوبا هللا، وإال ل . فالتكوين غير التشريع . آان مرادا له، وإرادته له تكوينا لمعنى آخر

ذة /المحبة والرضا يقتضيان مالءمة ومناسبة بين المحب : فإن قيل ا ول والمحبوب ويوجب للمحب بدرك محبوبه فرح

وسرورا، وآذلك البغض ال يكون إال عن منافرة بين المبغض والمبغض، وذلك يقتضي للمبغض بدرك المبغض أذى ا ال يضره آيف ه، وم ه ال يحب اج الحي إلي ا ال يحت ة، إذ م افرة تقتضي الحاج ة والمن ك، والمالءم ا ونحو ذل وبغض

د واهللا غني ال تجوز عليه الحاجة، إذ لو جازت عليه ال ؟ يبغضه حاجة للزم حدوثه وإمكانه وهو غني عن العالمين، وقوني ( : قال تعالى ـ أي في الحديث القدسي ـ ذا ) يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفع فله

: فيقال الجواب من وجهين . فسرت المحبة والرضا باإلرادة إذ يفعل النفع والضر

ك تقتضي الحاجة، : ، وهو أن نقولاإللزام : أحدهما اإلرادة ال تكون إال للمناسبة بين المريد والمراد، ومالئمته في ذلوإال فما اليحتاج إليه الحي الينتفع به وال يريده، ولذلك إذا أراد به العقوبة واإلضرار ال يكون إال لنفرة وبغض، وإال

إن فما لم يتألم به الحي أصال ال يكرهه وال يدفعه، و آذلك نفس نفع الغير وضرره هو في الحي متنافر من الحاجة، فان إذا آ الواحد منا إنما يحسن إلى غيره لجلب منفعة أو لدفع مضرة، وإنما يضر غيره لجلب منفعة أو دفع مضرة، ف

خرى أولى من الذي يثبت صفة وينفي أخرى يلزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه لم يكن إثبات إحداهما ونفى األذ /العكس، ولو عكس عاآس فنفى ما أثبته من اإلرادة رق، وحينئ ا ف م يكن بينهم ره ل وأثبت ما نفاه من المحبة لما ذآ

تلزم اإلرادة، ك يس يهم وإن ذل ق واإلحسان إل فالواجب إما نفي الجميع وال سبيل إليه للعلم الضروري بوجود نفع الخلا أن وإما إثبات الجميع آما جاءت به الن رين الزم، إم ك محذور فأحد األم صوص، وحينئذ فمن توهم أنه يلزم من ذل

. ذلك المحذور ال يلزم أو أنه إن لزم فليس بمحذور

ان وال : الجواب الثاني إن الذي يعلم قطعا هو أن اهللا قديم واجب الوجود آامل، وأنه ال يجوز عليه الحدوث وال اإلمكنقص هو موضع النظر، النقص، لكن آون هذه األمور ان أو ال تلزمة للحدوث واإلمك التي جاءت بها النصوص مس

ه ه وال حاجت ه وال إمكان زم حدوث ه ال يل ام الصفات ب د عرف أن قي ي واجب بنفسه، وق ل . فإن اهللا غن ول القائ وأن قي بنفسه، ه غن وم أن ه واجب الوجود بنفسه، بلزوم افتقاره إلى صفاته الالزمة بمنزلة قوله مفتقر إلى ذاته، و معل وأن

ي عن إن اهللا غن ذا حق، ف ه فه وم إال بذات ه ال تق ه أن ذات ى ب وأنه موجود بنفسه، فتوهم حاجة نفسه إلى نفسه، إن عن . العالمين وعن خلقه، وهوغني بنفسه

Page 107: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ام م ا إيه ى فاسد، وال وأما إطالق القول بأنه غني عن نفسه فهو باطل فإنه محتاج إلى نفسه،وفي إطالق آل منهم عنا يحب ة، /خالق إال اهللا تعالى، فإذا آان سبحانه عليما يحب العلم، عفوا يحب العفو، جميل ا يحب النظاف ال، نظيف الجم

ة، فات المحبوب ع الص امع لجمي بحانه الج و س طين، وه ين والمقس نين والمتق ب المحس و يح ب، وه ب الطي ا يح طيبيحب نفسه ويثنى بنفسه على نفسه، والخلق ال يحصون ثناء عليه بل هو آما واألسماء الحسنى والصفات العلى، وهو

أثنى على نفسه، فالعبد المؤمن يحب نفسه، ويحب في اهللا من أحب اهللا وأحبه اهللا، فاهللا سبحانه أولى بأن يحب نفسه، رح بتوب م، ويف رح به ده التائب من ويحب في نفسه عباده المؤمنين، ويبغض الكافرين، ويرضى عن هؤالء ويف ة عب

أولئك، ويمقت الكفار ويبغضهم، ويحب حمد نفسه والثناء عليه، آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لألسود بن سريع لم ) إن ربك يحب الحمد ( : إنني حمدت ربي بمحامد فقال : لما قال ه وس ه المدح ( : وقال صلى اهللا علي ال أحد أحب إلي

ه من اهللا، وال أحد أح ون ل ى أذى من اهللا، يجعل ب إليه العذر من اهللا، من أجل ذلك أرسل الرسل، وال أحد أصبر عل . ) ولدا وشريكا وهو يعافيهم ويرزقهم

ا ى م ه، ورضاه وفرحه وسخطه وصبره عل ه، وحب ا يؤذي ى م ا يبغضه، ويصبر عل ه م فهو يفرح بما يحبه، ويؤذي

ك من صفات ه وآل ذل ك من آمال ه آل ذل وا ضره يؤذي ن يبلغ م ل الهم، وه ق وأفع ق الخالئ ذي خل و ال ه، وه ه وأفعالرح ه إذا ف ا أن ه، آم ق فعل ذي خل فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه، وإذا فرح ورضي بما فعله بعضهم فهو سبحانه ال

ه م بحكمت ى أذاه نهم وصبر عل ر ف/ورضى بما يخلقه فهو الخالق، وآل الذين يؤذون اهللا ورسوله هو الذي مك م يفتق ل . إلى غيره، ولم يخرج شيء عن مشيئته ولم يفعل أحد ما ال يريد، وهذا قول عامة القدرية ونهاية الكمال والعزة

د ذآر في ه، وق ه حدوث زم من وأما اإلمكان لو افتقر وجوده إلى فرح غيره، وأما الحدوث فيبنى على قيام الصفات فيل

ر غير هذا الموضع أن ما سلكه الجهمية في نفي الصفات فمبناه على القياس الفاسد المحض وله شرح مذآور في غي . هذا الموضع

ديس هللا عن آل نقص، ى التق تملة عل ا مش ان وأنه ام واإلتق ومن تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها في غاية اإلحك

د أن واإلثبات لكل آمال، وأنه تعالى ليس له آمال ينتظر بحيث يكون قبله ناقصا؛ بل من ا لكمال أنه يفعل ما يفعله بعي ونحن لم يكن فاعله، وأنه إذا آان آامال بذاته وصفاته وأفعاله لم يكن آاملا بغيره وال مفتقرا إلى سواه، بل هو الغن

ن أغني { : الفقراء، وقال تعالى ر ونح ه فقي ر لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الل اء بغي تلهم األنبي الوا وق ا ق نكتب م اء سه ] 181 : آل عمران [ } حق ه ل وه ورأفت ه وسخطه وفرحه وأسفه وصبره وعف ه ورضاه ومقت ، وهو سبحانه في محبت

ال تحصيه العباد، الكمال الذي ال تدرآه الخالئق وفوق الكمال، إذ آل آمال فمن آماله يستفاد، وله الثناء الحسن الذيرحمن { وإنما هو آما أثنى على نفسه، له الغنى الذي ال يفتقر إلى سواه، ي ال ا آت أرض إل إن آل من في السماوات وال

. ] 95 : 93 : مريم [ } عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وآلهم آتيه يوم القيامة فردا المحبوب / ه ورضاه وفرحه ب ه من محبت فهذا األصل العظيم وهو مسألة خلقه وأمره وما يتصل به من صفاته وأفعال

ائل ه ومس وبغضه وصبره على ما يؤذيه هي متعلقة بمسائل القدر ومسائل الشريعة، والمنهاج الذي هو المسؤول عن . لوعيد، وهذه األصول األربعة آلية جامعة وهي متعلقة به وبخلقهالصفات ومسائل الثواب والعقاب والوعد وا

ا ة والحد وم ذات والحقيق وهي في عمومها وشمولها وآشفها للشبهات تشبه مسألة الصفات الذاتية والفعلية، ومسألة ال

. يتصل بذلك من مسائل الصفات والكالم في حلول الحوادث ونفي الجسم وما في ذلك من تفصيل وتحقيق

م ي الجس دوه من نف ا اعتق ى م اء عل ه الرسل بن ر جاءت ب ذبوا بحق آثي ه آ مائه وآيات دة في أس ة والملح إن المعطل ف . والعرض ونفي حلول الحوادث ونفي الحاجة

ذي ه، ال ذي ال ريب في ي الحق ال وا في نف ار آخر، فوقع وهذه األشياء يصح نفيها باعتبار ، ولكن ثبوتها يصح باعتب

. به الرسل، ونزلت به الكتب، وفطرت عليه الخالئق، ودلت عليه الدالئل السمعية والعقلية، واهللا أعلمجاءت : قال شيخ اإلسالم ـ قدس اهللا روحه

Page 108: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

] خاتم األولياء [ في تكلم طائفة من الصوفية في :فصــل

اء [ تكلم طائفة من الصوفية في الح ] خاتم األولي ره آ وا أم ى ، وعظم إن الغالب عل ه، ف كيم الترمذي ـ وهو من غلطاترهم، وادعى جماعة آل ي وغي ن عرب آالمه الصحة بخالف ابن عربي، فإنه آثير التخليط، السيما في االتحاد ـ وابده ق بع ه أال يخل ئال يلزم واحد أنه هو، آابن عربي، وربما قيده بأنه ختم الوالية المحمدية، أو الكاملة، أو نحو ذلك، ل

وهم هللا ا لغل اء، تبع اتم األنبي اطن لخ ي الب دا ف وه مم ي فصوصه فجعل ي ف ن عرب ا فعل اب ه، آم وا في ا غل ي، وربم ول . الباطل، حيث قد يجعلون الوالية فوق النبوة، موافقة لغالة المتفلسفة الذين قد يجعلون الفيلسوف الكامل فوق النبي

ا ادعوا في /، قد يفضلون شيخهم وآذلك جهال القدرية، واألحمدية، واليونسية على النبي، أو غيره من األنبياء، وربم

. شيخهم نوعا من اإللهية

ي : وآذلك طائفة من السعدية ال بعضهم . يفضلون الولي على النب ذلك : وق ر، وآ و بكر وعم د أب د الشافعي وال يقل يقلي ر غالية الرافضة، الذين قد يجعلون اإلمام آان ممدا للنب ي غي و في ول ا الغل ا، فأم ه إله د يجعلون ا ق اطن، آم في الب

ن الحسن، : النبي حتى يفضل على النبي، سواء سمى وليا أو إماما، أو فيلسوفا، وانتظارهم للمنتظر الذي هو د ب محممن نصوص أو إسماعيل بن جعفر، نظير ارتباط الصوفية على الغوث، وعلى خاتم األولياء، فبطالنه ظاهر بما علم

ة يهم أربع م عل ذين أنع ل ال إن اهللا جع ة، ف اع األم ه إجم ا علي نة، وم اب والس هداء، : الكت ين، والصديقين، والش النبي . والصالحين

ه ك في قول : فغاية من بعد النبي أن يكون صديقا، آما آان خير هذه األمة بعد نبيها صديقا؛ ولهذا آانت غاية مريم ذل

يح ابن مريم إال رسول قد خلت من قبله ما المس {

. ] 75 : المائدة [ } الرسل وأمه صديقة

اقالني، من : وبهذا استدللت على ما ذآره طائفة الي، وأظن الب ي المع ره من أصحابنا، وأب ى، وغي آالقاضي أبي يعلة، اإلجماع على أنها لم تكن نبية لي ا آانت نبي قرروا آرامات األولياء، بماجرى على يديها، فإن بعض الناس زعم أنه

ا، و النصارى فيه ا لغل ة فضلها، دفع ان غاي فاستدللت بهذه اآلية، ففرح مخاطبي بهذه الحجة، فإن اهللا ذآر ذلك في بية، أو : فيقاليقال لمن ادعى في رجل أنه ملك من الملوك، أو غني من األغنياء ونحو ذلك، /آما ما هو إال رئيس قري

وق ة ف ا مرتب الة أو له وق الرس ة ف يح مرتب ان للمس و آ ال، فل ة والم ن الرئاس ه م ا ل ة م ذآر غاي تان، في صاحب بس . الصديقية لذآرت

يهم من الصابئة ة المتصوفة والشيعة، ومن انضم إل ولهذا آان أصل الغلو في النصارى، ويشابههم في بعضه غالي

يدا آهول أهل ( : سفة، فالرد عليهم من جهة واحدة، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم في أبي بكر وعمر المتفل ذان س هذا وهي أن آل من سوى ) الجنة من األولين واآلخرين، إال النبيين والمرسلين ر ه ألة لشرحها موضع غي ذه المس فه

. األنبياء دونهم

اب وال سنة وال آالم : األولياء، فنقول /خاتم وإنما الكالم هنا فيما يذآرونه من هذه تسمية باطلة، ال أصل لها في آتين في ؤمنين المتق ى من الم ة أن آخر من بق م من حيث الجمل مأثور عمن هو مقبول عند األمة قبوال عاما، لكن يعل

. العالم فهو آخر أولياء اهللا

ره إن آخر األولياء، أو خاتمهم، : ونقول ثانيا يس يجب أن يكون أفضل من غي سواء آان المحقق، أو فرض مقدر، لاء اتم األنبي من األولياء ، فضال عن أن يكون أفضلهم، وإنما نشأ هذا من مجرد القياس على خاتم األنبياء، لما رأوا خ

يدهم و س اتم . ه ظ خ ي لف تراك ف ا بمجرد االش ك قياس وا من ذل الوا . توهم اء أ : فق اتم األولي ي . فضلهمخ أ ف ذا خط وه . االستدالل، فإن فضل خاتم األنبياء عليهم لم يكن لمجرد آونه خاتما، بل ألدلة أخرى دلت على ذلك

ابقهم . بل أول األولياء في هذه األمة، وسابقهم هو أفضلهم، فإن أفضل األمة خاتم األنبياء : ثم نقول وأفضل األولياء س

ان إلى خاتم األنبياء، وذلك أل ه آ د عن ا بع ان أفضل وآلم ي آ ن الولي مستفيد من النبي وتابع له، فكلما قرب من النب

Page 109: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د . بالعكس، بخالف خاتم األنبياء فإن استفادته إنما هي من اهللا ل ق ه، ب أخر مرتبت ا يوجب ت ا م أخره زمان يس في ت فلذي . أن السابقين من األولياء هم خيرهم يجمع اهللا له ما فرقه في غيره من األنبياء، فهذا األمر الذي ذآرنـاه من هو ال

د يكون أفضل أخرين من ق ذا ظن طوائف أن من المت دل عليه الكتاب والسنن المتواترة وإجماع السلف، ويتصل بهك . من أفاضل الصحابة ارة، والمل اد، واإلم ى الجه ادة، وإل ى العب م، وإل ى العل ى في . ويوجد هذا في المنتسبين إل حت

. يقلد الشافعي وال يقلد أبو بكر وعمر : وقال بعضهم . أبو حنيفة أفقه من علي : قهة من قالالمتف

دمين ر من المتق ه أآث ن يحكمون تفيدون . ويتمسكون تارة بشبهة عقلية، أو ذوقية، من جهة أن متأخري آل ف إنهم يس ف . الحساب، والطبائعيين والمنجمين وغيرهم علوم األولين مع العلوم التي اختصوا بها، آما هو موجود في أهل

ه / ل مثل ومن جهة الذوق، وهو ما وجدوه ألواخر الصالحين، من المشاهدات العرفانية، والكرامات الخارقة، ما لم ينق

ه نكم ( : عن السلف، وتارة يستدلون بشبه نقلية مثل قول نهم أجر خمسين م ه ) للعامل م ي آالغيث ال ي ( : وقول درى أمتن ) أوله خير أم آخره ، وهذا خالف السنن المتواترة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم من حديث ابن مسعود، وعمران اب

خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين ( : حصين ومما هو في الصحيحين، أو أحدهما، من قولهونهم ه ) يل ده، ( : وقول ذي نفسي بي دهم وال نصيفه وال د أح غ م ا بل ا م د ذهب ل أح دآم مث ق أح و أنف ن ) ل ك م ر ذل وغي

. األحاديث

م نظر : آقول ابن مسعود : وخالف إجماع السلف اد، ث وب العب ر قل د خي إن اهللا نظر في قلوب العباد فوجد قلب محماد وب العب ر قل وب أصحابه خي د فوجد قل د قلب محم اد بع و . في قلوب العب ة وق تقيموا، : ل حذيف راء، اس ا معشر الق ي

د ضللتم ضالال ا وشماال لق ئن أخذتم يمين دا، ول بقا بعي بقتم س د س وهم لق وخذوا سبيل من آان قبلكم، فواهللا لئن اتبعتمن مسعود . بعيدا ول اب ا، : وق ة قلوب ذه األم ر ه د، أب ات، أولئك أصحاب محم د م تنا فليستن بمن ق نكم مس ان م من آ

إنهم وأعم/ ديهم ف م، وتمسكوا به م حقه اعرفوا له ه ف ة دين ه، وإقام قها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم اهللا لصحبة نبيل خالف نصوص . آانوا على الهدى المستقيم ذا الموضع، ب ر ه وب في غي ر مكت ا هو آثي ره مم دب وغي ول جن وق

ل { : ، وقوله ] 100 : التوبة [ آلية ا } والسابقون األولون { : القرآن في مثل قوله } لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتدهم { : ، وقوله ] 10 : الحديد [ اآلية ن بع ة } والذين جاؤوا م ذا ] 10 : الحشر [ اآلي م يكن الغرض به ه ل ك، فإن ر ذل ، وغي

. الكالم على خاتم األولياء : لة، وإنما الغرض الموضع هذه المسأ

ري والتلمساني بعين، والنف أخر ينبغي أن يكون أفضل : ومما يشبه هذا ظن طائفة آابن هود، وابن س إن الشىء المتذي ات ال د صغره، والنب ر بع و من المتقدم، العتقادهم أن العالم متنقل من االبتداء إلى االنتهاء، آالصبي الذي يكب ينم

دا من البشر د واح د محم بعد ضعفه، ويبنون على ذلك أن المسيح أفضل من موسى، ويبعدون ذلك إلى أن يجعلوا بعل أصال ذا دلي ى ه يس عل ة، فل ه من . أآمل منه، آما تقوله اإلسماعيلية، والقرامطة، والباطني أخر زمان إن آل من ت

. سنوع، يكون أفضل ذلك النوع، فال هو مطرد وال منعك

لم ه وس ة ( : بل إبراهيم الخليل قد ثبت بقول النبي صلى اهللا علي ر البري ه خي ي ) أن د النب ن . أي بع ع ب ال الربي ذلك ق وآدا، : خيثم ا أح ى نبين ل /ال أفضل عل ه مث ين لملت اء المتبع ع األنبي ده جمي دا، وبع ا أح د نبين راهيم بع ى إب وال أفضل عل

ود موسى وعيسى وغيرهما، وآذ ل من المسلمين واليه د أجمع أهل المل د موسى، وق م بع لك أنبياء بني إسرائيل آله . على أن موسى أفضل من غيره من أنبياء بني إسرائيل، إال ما يتنازعون فيه من المسيح : والنصارى

ين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وإذ أخذنا من النبي { : والقرآن قد شهد في آيتين ألولى العزم فقال في قوله

ه { : ، وقال ] 7 : األحزاب [ } وعيسى ابن مريم ينا ب ا وص ك وم ا إلي ذي أوحين ا وال ه نوح ى ب ا وص شرع لكم من الدين مى ى وعيس راهيم وموس ورى [ } إب فاعة ] 13 : الش ث الش ي أحادي ت ف د ثب ذين ق م ال زم، وه و الع ة أول ؤالء الخمس فه

د آدم : الصحاح رادون الشفاعة في أهل الموقف بع م يت ى . أنه دم عل ه تفضيل لمتق يهم، وفي ى بن فيجب تفضيلهم عل . متأخر، ولمتأخر على متقدم

أخر أصل أن تفضيل األن : وأصل الغلط في هذا الباب ان، أو الت بياء، أو األولياء أو العلماء أو األمراء بالتقدم في الزم

ا باطل، فتارة يكون الفضل في متقدم النوع، وتارة في متأخر النوع، ولهذا يوجد في أهل النحو، والطب والحساب م . يفضل فيه المتقدم آبطليموس، وسيبويه، وبقراط وتارة بالعكس

Page 110: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

يبويه وأما توهمهم أن متأ/ خري آل فن أحذق من متقدميه، ألنهم آملوه، فهذا منتقض أوال، ليس بمطرد، فإن آتاب س

. في العربية لم يصنف بعده مثله، بل وآتاب بطليموس، بل نصوص بقراط لم يصنف بعدها أآمل منها

ائل المتعلقة باتباع األنبياء فكل من آان أما الفض . بالقياس، والرأي والحيلة : هذا قد يسلم في الفنون التي تنال : ثم نقولأخوذة عن : إلى األنبياء أقرب مع آمال فطرته ة، الم ه هو من الفضائل الديني ا يحسن في نهم أعظم، وم ه ع ان تلقي آ

وم ه نصيبا من العل د أن ل اء، المعتق ك هو من المبتدعة، الخارج عن سنن األنبي ان من يخالف ذل ذا آ األنبياء، وله . خارجا عن طور األنبياء، فكل من آان بالنبوة وقدرها أعظم، آان رسوخه في هذه المسألة أشد واألحوال

ارة يكون وأما األذواق والكرامات فمنها ما هو باطل، والحق منه آان للسلف أآمل، وأفضل بال شك، وخرق العادة ت

فإن خرقها له سبب، وله غاية، فالكامل قد يرتقى لحاجة العبد إلى ذلك، وقد يكون أفضل منه ال تخرق له تلك العادة،ا عن ذلك السبب، وقد ال يحتاج إلى تلك الغاية المقصودة بها، ومع هذا فما للمتأخرين آرامة إال وللسلف من نوعها م

. هو أآمل منها ر ( : وأما قوله/ ى الخي ا لهم أجر خمسين منكم ألنكم تجدون على الخير أعوانا وال يجدون عل ذا صحيح، إذا ) أعوان فه

ن ال يتصور أن بعض ين، لك ر خمس ه أج ان ل دمين آ ه بعض المتق ل عمل ل عم أخرين، مث ن المت د م ل الواح عمه د، يعمل مع ل محم ي مث ى يبعث نب ا بق ه م ر، فإن أبي بكر وعم المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أآابر السابقين، آ

. مثلما عملوا مع محمد صلى اهللا عليه وسلم

ر أم آخره ( : وأما قوله ه خي دري أول ي آالغيث ال ي اه ) أمت ا فمعن ه لين دمين، : ، مع أن في ا يشبه المتق أخرين م في المتذا ر أم ه ان أحدهما في نفس ؟ ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة، ال يدري الذي ينظر إليه، أهذا خي وإن آ

ا ( : متأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين، آما جاء في الحديث اآلخر فهذا فيه بشرى لل . األمر خيرا ي أوله ر أمت خيتم أصحابي ( : قال ؟ أو لسنا إخوانك : قالوا ) وددت أني رأيت إخواني . وبين ذلك ثبج أو عوج . وآخرها هو تفضيل ) أن

. ةللصحابة، فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أآمل من مجرد األخو

ق ( : إلى قوله ) أي الناس أعجب إيمانا ( : وآذلك قوله الورق المعل ون ب أتون بعدي يؤمن انهم ) قوم ي ى أن إيم دل عل هو يم وم /عجب، أعجب من إيمان غيرهم، وال يدل على أنهم أفضل، فإن في الحديث أنه اء، ومعل ة واألنبي روا المالئك ذآ

. يؤمنون بالورق المعلق أن األنبياء أفضل من هؤالء الذين

ع ة من جمي ع مرتب ون أرف دخول يكون د ال م بع ى أنه دل عل ونظيره آون الفقراء يدخلون الجنة قبل األغنياء، فإنه ال ي . األغنياء، وإنما سبقوا لسالمتهم من الحساب

ـ باب عظيم، يغلط فيه خلق وهذا ـ باب التفضيل بين األنواع في األعيان، واألعمال والصفات أو بين أشخاص النوع

. آثير، واهللا يهدينا سواء الصراط

: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس اهللا روحه بكالم مردود ] ختم الوالية [ في تكلم أبي عبد اهللا محمد بن علي الحكيم الترمذي في آتاب : فصــل

بكالم مردود، مخالف للكتاب والسنة، وإجماع ] ختم الوالية [ تكلم أبو عبد اهللا محمد بن علي الحكيم الترمذي في آتاب ة ا هو مقدم ك مم اء ونحو ذل السلف واألئمة، حيث غال في ذآر الوالية، وما ذآره من خاتم األولياء، وعصمة األولي

: لضالل ابن عربي، وأمثاله، الذين تكلموا في هذا الباب بالباطل والعدوان، منها قوله

ازلهم : مسكين فيقال لهذا ال م عدد من ود الصدق ـ آ ازل أهل ؟ صف لنا منازل األولياء ـ إذا استفرغوا مجه ن من وأيم ؟ وأين مقام أهل المجالس والحديث ؟ وإلى أين منتهاهم ؟ بأي شىء جازوا ؟ وأين الذين جازوا العساآر ؟ الفرية وآا ؟ وبأي شىء استوجبوا هذا على ربهم ؟ عددهم ديثهم ونجواهم وم اة ؟ ح أي شىء يفتتحون المناج أي ؟ وب شىء / وب

Page 111: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د صلى اهللا ؟ وآيف يكون صفة سيرهم ؟ وماذا يخافون ؟ يختمونها ومن ذا الذي يستحق خاتم الوالية آما استحق محمذلك ؟ عليه وسلم خاتم النبوة ك المستحق ل دا ؟ وبأي صفة يكون ذل ذه األب م مجالس ه ا سبب وآ ى وم رد إل ى ت ن حت

. إلى مسائل أخر آثيرة ذآرها من هذا النمط ؟ مالك الملك

ا : قال له قائل : ومنها فيه ا بكر وعمر رضي اهللا عنهم وازي أب ال ؟ فهل يجوز أن يكون في هذا الزمان من ي إن : قدرجا ا آنت تعني في العمل فال، وإن آنت تعني في الدرجات فغير مدفوع، وذلك أن ال وب، وتسمية م ت بوسائل القل

رب وال ابق وال مق يهم س ون ف ى ال يك ان حت ذا الزم ل ه ة اهللا عن أه ول رحم ذي ح ن ال ال فم درجات باألعم ي ال فان ا ؟ مجتبى، وال مصطفى، أو ليس المهدي آائنا في آخر الزم دل، فال يعجز عنه وم بالع ة يق و في الفتن يس . فه أو ل

وم الموقف ؟ ه ختم الواليةآائنا في آخر الزمان من ل اء ي ع األولي ى جمي دا صلى اهللا ؟ وهو حجة اهللا عل ا أن محم فكمعليه وسلم آخر األنبياء، فأعطى ختم النبوة وهو حجة اهللا على جميع األنبياء، فكذلك هذا الولي آخر األولياء في آخر

. الزمان ه وس : قال له قائل / ة، ( : لمفأين حديث النبي صلى اهللا علي الميزان فوضعت في آف ة، فأتيت ب اب الجن خرجت من ب

ة . وأمتي في آفة فرجحت باألمة، ثم وضع أبو بكر مكاني فرجح باألمة رجح باألم ي بكر ف ان أب . ) ثم وضع عمر مكاوة أفه ؟ هذا وزن األعمال، ال وزن ما في القلوب، أين يذهب بكم يا عجم : فقال ه . امكمما هذا إال من غب رى أن أال تزان : يقول وب، إن المي ا في القل ال، ال لم خرجت من باب الجنة، والجنة لألعمال، والدرجات للقلوب؛ والوزن لألعم

. ال يتسع لما في القلوب

ا : وقال فيه نهم ثم لما قبض اهللا نبيه صير فيهم أربعين صديقا؛ بهم تقوم األرض فهم أهل بيته، وهم آله، فكلما م ت مه اه وقرب ا اصطفاه واجتب دنيا؛ بعث اهللا ولي ى وقت زوال ال رجل خلفه من يقوم مقامه؛ حتى إذا انقرض عددهم، وأت

اء ائر األولي ى س ده . وأدناه وأعطاه ما أعطى األولياء وخصه بخاتم الوالية، فيكون حجة اهللا يوم القيامة عل فيوجد عندر، وال وجدت ذلك الختم صدق الوالية، على سبيل ما و ه الق م ينل وة؛ ل جد عند محمد صلى اهللا عليه وسلم صدق النب

النفس سبيال إلى األخذ بحظها من الوالية، فإذا برز األولياء يوم القيامة، وأقبضوا صدق الوالية والعبودية، وجد ألوفا دهم، عند هذا الذي ختم الوالية تماما؛ فكان حجة اهللا عليهم وعلى سائر الموحدين من ب ة، /ع وم القيام فيعهم ي ان ش وآ

اء، . فهو سيدهم ى اهللا ثن ساد األولياء آما ساد محمد صلى اهللا عليه وسلم األنبياء، فينصب له مقام الشفاعة، ويثنى علذآر، دء أوال في ال ا في الب ذآورا أول ولي م ذا ال زل ه م ي اهللا، فل م ب ويحمده بمحامد يقر األولياء بفضله عليهم في العل

م و اق، ث م األول في الميث وظ، ث وح المحف أوال في العلم، ثم األول في المسألة، ثم األول في الموازنة، ثم األول في اللاألول في الحشر، ثم األول في الخطاب، ثم األول في الوفادة، ثم األول في الشفاعة، ثم األول في الجواز وفي دخول

و الدار، ثم األول في الزيارة، فهو في آل مكا اء، فه لم أول األنبي ه وس د صلى اهللا علي ان محم ا آ ن أول األولياء، آم . من محمد صلى اهللا عليه وسلم عند األذن، واألولياء عند القفا

ه درجة اء من خلف و في منصته، واألولي فهذا عند مقامه بين يديه في ملك اهللا ونجواه، مثال في المجلس األعظم، فه

ه درجة، ومنازل األنبياء م م أهل بيت ا . ثال بين عينيه، فهؤالء األربعون في آل وقت ه ى من النسب، إنم ولست أعن . أهل بيت الذآر

: وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا تعالى

في قول القاضي أبو يعلى في عيون المسائل: فصــل

ل لهم المعرفة باهللا تعالى بثبوت النبوة من غير ومثبتو النبوات حص : مسألة : قال القاضي أبو يعلى في عيون المسائل . ال تحصل حتى تنظر وتستدل بدالئل العقول : نظر واستدالل في دالئل العقول، خالفا لألشعرية في قولهم

وة إذا : وقال أن النب نحن ال نمنع صحة النظر، والنمنع حصول المعرفة به وإنما خالفنا هل تحصل بغيره، واستدل باك مرسال ثبت ت بقيام المعجزة علمنا أن هناك مرسلا أرسله، إذ ال يكون هناك نبي إال وهناك مرسل، وإذا ثبت أن هن

. أغنى ذلك عن النظر واالستدالل في دالئل العقول على إثباته

Page 112: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

بعض من بحث في وقد سلك ) الغنية عن الكالم وأهله ( وقال البيهقي في آتاب االعتقاد ما ذآره الخطابي أيضا في /ق أخوذة من طري ا م الة؛ ألن دالئله وة، ومعجزات الرس دمات النب إثبات الصانع وحدوث العالم طريق االستدالل بمقا ول م الحس لمن شاهدها، ومن طريق استفاضة الخبر لمن غاب عنها، فلما ثبتت النبوة صارت أصال في وجوب قب

ان أآ ان إيم ر وأصحابه مع النجاشي، دعا إليه النبي، وعلى هذا الوجه آ ر المستجيبين للرسول، وذآر قصة جعف ث ؟ من خلق السماء وغير ذلك : وقصة األعرابي الذي قال

ون : قلت ين يقول و، ويظهر : آثير من المتكلم ه ه ا أن م به ي يعل رب وصفاته الت وت ال ة أوال بثب دم المعرف د أن تتق الب

. دق الرسول، فضال عن وجود الربالمعجزة، وإال تعذر االستدالل بها على ص

را ان منك ه آ ا في قصة فرعون فإن رآن به د جاء الق دمون فصحيحة إذا حررت، وق ا المتق وأما الطريقة التي ذآرهرا { : قال تعالى . للرب ي إس ا بن دا فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معن ا ولي ك فين م نرب ال أل } ئيل ق

ال { : إلى قوله وقنين ق تم م ا إن آن ا قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهم ه أل ن حول لمرب وم تستمعون قال ربكم ورب آبائ رق والمغ ال رب المش ون ق يكم لمجن ل إل ذي أرس ولكم ال ا كم الأولين قال إن رس

ه إن و جبينهما إن آنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين قال أول أت ب ال ف ئتك بشيء مبين ق . ] 33-16 : الشعراء [ } نآنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظري

ا . ا دليلا على صدقه في آونه رسول رب العالمينقد عرض عليه موسى الحجة البينة التي جعله : فهنا وفي أن له إله

و { : وآذلك قال تعالى . غير فرعون يتخذه ـه إال ه ه وأن ال إل : هود [ } فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم اللها فبين أن المعجزة تدل ] 14 دل بنفس ادة ـ ت على الوحدانية والرسالة، وذلك ألن المعجزة ـ التي هي فعل خارق للع

الحوادث ة آ ادة ليست في الدالل ك، ألن الحوادث المعت ل هي أخص من ذل ائر الحوادث، ب على ثبوت الصانع، آسه الغريبة، ولهذا يسبح الرب عندها، ويمجد ويعظم ما ال يكون عند المعتاد، ويحصل في الن ة من ذآر عظمت فوس ذل

ى دعو إل ا ت ين أنه ول، وإذا تب ى الرس ا عل دل بظهوره ا، وت دة فتعطى حقه ات جدي اد، إذ هي آي ا ال يحصل للمعت مول د من يق يما عن الة، الس ة والرس ى صدق الرسول : اإلقرار بأنه رسول اهللا، فتتقرر بها الربوبي ة المعجزة عل دالل

ة من متك ة ضرورية، آما هو قول طائف ذين : لمي المعتزل ة ال رهم، آاألشعرية والحنبلي آالجاحظ، وطوائف من غي . يحصل الفرق بين المعجزة والسحر والكرامة بالضرورة : يقولون

ر من : ومن يقول / ة، وآثي ر من األشعرية والحنبلي م آثي إن شهادة المعجزة على صدق النبي معلوم بالضرورة، وه

. داللتها على الصدق مستلزم عجز البارئ، إذ ال طريق سواها ألن عدم : هؤالء يقول

د . ليس : واألولون يقولون . فألن عندهم أن ذلك قبيح، ال يجوز من الباري فعله : وأما المعتزلة دا، وق رة ج آأمور آثي . بينت في غير هذا الموضع أن العلم موجود ضروري، وهو الذي عليه جمهور

: وسئل /

ال وقسوة : معالجة ما يكره اهللا من قلبك مثل : أيما أولى ة األعم اء والسمعة ورؤي ر والري الحسد والحقد والغل والكبواع : أو االشتغال باألعمال الظاهرة ؟ القلب، وغير ذلك، مما يختص بالقلب من درنه، وخبثه من الصالة والصيام وأن

. أفتونا مأجورين ؟ ع وجود تلك األمور في قلبهمن النوافل والمنذورات م : القربات

: فأجاب ـ رحمه اهللا ـ

ه رسوله صلى اهللا . وأن لألوجب فضل وزيادة : من ذلك ما هو عليه واجب . الحمد هللا ه عن ا يروي آما قال تعالى فيمال . ) ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ( : عليه وسلم ى ( : ثم ق ل حت ي بالنواف دي يتقرب إل زال عب وال ي

وده ) أحبه ك، واألعضاء جن إن القلب مل ب، ف ة إال بتوسط عمل القل إذا . واألعمال الظاهرة ال تكون صالحة مقبول فأال وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد ( : خبث الملك خبثت جنوده، ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

ؤثر في عمل الجسد ) وإذا فسدت فسد الجسد آلهآله، د أن ت دم هو األوجب، . وآذلك أعمال القلب الب ان المق وإذا آل /سواء سمى ه من نواف ه أوجب علي ر فإن رك الحسد والكب ل ت ا أوجب مث باطنا أو ظاهرا، فقد يكون ما يسمى باطن

Page 113: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

، فإنه أفضل من مجرد ترك بعض الخواطر التي تخطر في مثل قيام الليل : الصيام، وقد يكون ما سمى ظاهرا أفضلين اآلخر، والصالة تنهى عن الفحشاء اطن والظاهر يع ا، وآل واحد من عمل الب القلب من جنس الغبطة ونحوه

. واهللا أعلم . هي أفضل األعمال والصدقة : والمنكر، وتورث الخشوع، ونحو ذلك من اآلثار العظيمة : وسئل /

ل لم ه ه وس ي صلى اهللا علي ال النب را ( : ق ك تحي ي في ارفين ) ؟ زدن ال بعض الع ا : ، وق رة، وآخره ة الحي أول المعرف : من معنيين : قيل ؟ من أين تقع الحيرة : قيل . الحيرة

دهما ه : أح وال علي تالف األح رة اخ ر . آث اس : واآلخ ذر اإلي ر، وح دة الش طي . ش ال الواس وب : وق زل بقل ة تن نازل

: العارفين بين اإلياس والطمع ال تطمعهم في الوصل فيستريحون، وال تؤيسهم عن الطلب فيستريحون، وقال بعضهم ارف . ؟ متى أصل إلى طريق الراجين، وأنا مقيم في حيرة المتحيرين ل من حال : وقال محمد بن الفضل الع ا انتق آلم

ى : وقال الجنيد . أعرف الناس باهللا أشدهم فيه تحيرا : وقال . لحيرةإلى حال استقبلته الدهشة وا الء إل ل العق انتهى عقل : ثوبان بن إبراهيم، وقيل : ذو النون المصري هو [ وقال ذو النون . الحيرة د، وقي ن أحم راهيم : فيض ب ن إب فيض ب

ام د في أواخر أي يض، ول رهم، . المنصور النوبي األخميمي، يكني أبا الف ة وغي ن لهيع ث، واب ك، واللي روى عن ماله ان يتقن ا روى من الحديث، وال آ . وروى عنه أحمد بن صحيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي وغيرهم، وقل م

ا فصيحا حكي : قال ابن يونس . وآان واعظا . روى عن مالك أحاديث فيها نظر : وقال الدارقطني ا آان عالم وفى . م تين بالء [ . في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومئت ر : . ] 536 : 11/532 : سير أعالم الن ارفين التحي ة الع وأنشد . غاي

: بعضهم

يا دليال لمن تحير فــــــــــــيه** قد تحيرت فيك خذ بيدي

؟ فبينوا لنا القول في ذلك بيانا شافيا : فأجاب/ روه ) زدني فيك تحيرا ( : لحمد هللا، هذا الكالم المذآورا م ي لم، ول ه وس من األحاديث المكذوبة على النبي صلى اهللا علي

ادة في ه سأل الزي ائرا، وأن أحد من أهل العلم بالحديث وإنما يرويه جاهل أو ملحد، فإن هذا الكالم يقتضي أنه آان حه الحيرة، وآالهما باطل، فإن اهللا هداه م بقول ادة من العل ره بسؤال الزي م، وأم م يكن يعل ا ل ه م ه وعلم اه إلي ا أوح : بم

ا { ي علم ه [ } رب زدن و ] 114 : ط ر ه ذلك أم م، ول ن العل د م ب المزي ر بطل ه أم ا، وأن ان عالم ه آ ذا يقتضي أن وهه ي قول ة ف ب الهداي ون بطل راط المس { : والمؤمن ـا الص ة [ } تقيماهدنـــ الى ] 6 : الفاتح ال تع د ق ى { : ، وق دي إل ك لته وإن

ائرا ] 52 : الشورى [ } صراط مستقيم ه ؟ ، فمن يهدي الخلق آيف يكون ح رآن في قول رة في الق د ذم الحي ل { : واهللا ق قي األرض أندعو من دون الله ما ال ينفعنا وال ي ياطين ف تهوته الش ذي اس ه آال ضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الل

. ] 71 : األنعام [ } حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى

أمره، وأآمل وفي الجملة، اهللا وب ا ب فالحيرة من جنس الجهل والضالل، ومحمد صلى اهللا عليه وسلم أآمل الخلق علمل والضالل ن الجه ق ع د الخل ره، وأبع ديا لغي ه، وه ي نفس داء ف ق اهت الى . الخل ال تع ل { : ق ا ض وى م نجم إذا ه وال

ن ال ق ع ا ينط وى وم ا غ احبكم وم وىص نجم [ } ه الى ] 3-1 : ال ال تع ن { / : ، وق اس م رج الن ك لتخ اه إلي اب أنزلن ر آت الد ز الحمي راط العزي ى ص م إل إذن ربه راهيم [ } الظلمات إلى النور ب الى ] 1 : إب ال تع اب { : ، وق م الكت زل معه الحق وأن ب

اء { : إلى قوله } ليحكم بين الناس فيما اختلفوا ن يش دي م ه يه فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه واللن { : منين به، وقال تعالىفاهللا قد هدى المؤ ] 213 : البقرة [ } إلى صراط مستقيم ين م ؤتكم آفل اتقوا الله وآمنوا برسوله ي

ه ] 28 : الحديد [ } رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم ه أن يجعل ل ل اهللا لمن آمن ب فقد آفات { : آما قال تعالى . هنورا يمشي ب ي الظلم ه ف ن مثل اس آم ي الن ه ف أو من آان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي ب

ام [ } ليس بخارج منها الى ] 122 : األنع ال تع ن { : ، وق ا م ك روح ا إلي ذلك أوحين ا وآ اب ول ا الكت دري م ت ت ا آن ا م أمرنتق راط مس ذا ] 52 : الشورى [ } يمالإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى ص ل ه ، ومث

. آثير في القرآن والحديث

Page 114: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة من المالحدة ولم يمدح الحيرة أح دحها طائف ان، ولكن م م واإليم ي ] الفصوص [ آصاحب : د من أهل العل ن عرب اب

ق، وأن وأمثاله من المالحدة، الذين هم حيارى، فمدحوا الحيرة وجعلوها أفضل من االستقامة، وادعوا أنهم أآمل الخلاء، وأن اتم األنبي اهللا من خ انوا في خاتم األولياء منهم يكون أفضل في العلم ب نهم، وآ اهللا م م ب تفيدون العل اء يس األنبي

دم ] فخر عليهم السقف من تحتهم [ : آما يقال فيمن قال . ذلك/ تفيد المتق دم، فكيف يس اء أق إن األنبي رآن، ف ال عقل وال قل وال اء، فخرج هؤالء عن العق ن : دينمن المتأخر، وهم عند المسلمين واليهود والنصارى ليسوا أفضل من األنبي دي

. وهؤالء قد بسطنا الرد عليهم في غير هذا الموضع . المسلمين واليهود والنصارى

ي م ف اد [ : وله ول واالتح دة الوجود والحل ذين ] وح ر هؤالء من الشيوخ ال ا غي اد، وأم الم أهل اإللح الم من شر آ آقتضي مدح الحيرة، بل الحائر مأمور بطلب الهدى، فإن آان الرجل منهم يخبر عن حيرته، فهذا الي : يذآرون الحيرة

ق الصادقين، واجعلني من : آما نقل عن اإلمام أحمد أنه علم رجال أن يدعو يقول ى طري ي عل ائرين دلن ل الح ا دلي ي . عبادك الصالحين

ل أن ي : فأما الذي قال د أول المعرفة الحيرة، وآخرها الحيرة، فقد يريد بذلك معنى صحيحا مث أن الطالب السالك : ري

رة، وع من الحي يكون حائرا قبل حصول المعرفة والهدى، فإن آل طالب للعلم والهدى هو قبل حصول مطلوبه في نيس في : وقوله ائر، ول ه ح آخرها الحيرة، قد يراد به أنه ال يزال طالب الهدى والعلم، فهو بالنسبة إلى ما لم يصل إلي

. اد به أنه البد أن يعترى اإلنسان نوع من الحيرة التي يحتاج معها إلى العلم والهدى ذلك مدح الحيرة، ولكن ير : والحيرة من معنيين : وقوله/

يس آل سالك : واآلخر . آثرة اختالف األحوال : أحدهما ه ل ين، فإن ار عن سلوك مع اس، إخب شدة الشر، وحذر اإليالكين من تخت ذا، ولكن من الس رك، يعتريه ه ا يت ا يفعل وم رد وم ا ي ل وم ا يقب دري م ى ال ي ه األحوال، حت لف علي

. والواجب على من آان آذلك دوام الدعاء هللا سبحانه وتعالى، والتضرع إليه واالستهداء بالكتاب والسنة

ا أن يصير إل ات يخاف معه أس وآذلك بشدة الشر وحذر اإلياس، فإن في السالكين من يبتلى بأمور من المخالف ى اليمن رحمة اهللا، لقوة خوفه وآثرة المخالفة عند نفسه، ومثل هذا ينبغي أن يعلم سعة رحمة اهللا، وقبول التوبة من عباده

. وفرحه بذلك

نازلة تنزل بقلوب العارفين بين اليأس والطمع، فال تطمعهم في الوصول فيستريحوا، وال تؤيسهم عن : وقول اآلخر ق اهللا، وال : يقالالطلب فيستريحوا، ف هذا أيضا حال عارض لبعض السالكين، ليس هذا أمرا الزما لكل من سلك طري

ذا ه ه الكين يعرض ل ذآر عن الشبلي . هو أيضا غاية محمودة ولكن بعض الس ا ي بلي [ آم ل : الش ن : قي اسمه دلف بدادي جعفر بن يونس، شيخ الطائفة، أبو بكر، الشبلي : جحدر، وقيل ة . البغ بلية قري ده بسامراء . أصله من الش . ومول

ة ك، وآتب الحديث عن طائف ان . آان فقيها عارفا بمذهب مال ه آ ن، لكن م وحال وتمك اظ وحك ه ألف ال الشعر، ول وقة . فيقول أشياء يعتذر عنه . يحصل له جفاف دماغ وسكر ين وثالثمائ ع وثالث انين عن نيف . توفى ببغداد سنة أرب وثم

: ، أنه آان ينشد في هذا المعنى ] 369 : 51/367سير أعالم النبالء [ . سنة

أضاءت لنا برقا وأبطا رشاشـها** أظلت علينا منك يوما سحابة

وال غيثها يأتي فيروي عطاشـها** فال غيمها يجـلو فييأس طــامع

ه، وصاحب هذا الكالم إلى أن يعفو اهللا عنه ويغفر له ه في دى ب ه أو يقت ى أن يمدح علي ه إل ذا الكالم أحوج من ل ه مثة لجانب ه معاتب ة من آالم في ا يعرض لطائف ى م ا عل ومثل هذا آثير قد تكلمنا عليه في غير هذا الموضع، لما تكلمن

ال بم ى الربوبية، وإقامة حجة عليه بالمجنون المتحير، وإقامة عذر المحب، وأمور تشبه هذا، قد تحيز من ق ا إل وجبهذنب ا في الحديث الصحيح . الكفر واإللحاد، إذ الواجب اإلقرار هللا بفضله وجوده وإحسانه، وللنفس بالتقصير وال : آم

د ( ول العب تغفار أن يق يد االس ا : س دك م دك ووع ى عه ا عل دك، وأن ا عب ي وأن ت خلقتن ه إال أن ي ال إل ت رب م أن الله

Page 115: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ت، استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أ ذنوب إال أن ر ال ه ال يغف ي، إن اغفر ل ذنبي ف وء ب بوء لك بنعمتك علي وأب . ) من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنة، ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة

ا، فمن وجد يا عبادي، إنما هي أعما : يقول اهللا تعالى ( : وفي الحديث الصحيح اإللهي يكم إياه م أوف لكم أحصيها لكم ث

ول اهللا ( / : وفي الحديث الصحيح . ) خيرا فليحمد اهللا، ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه برا : يق ي ش من تقرب إلة ه هرول اني يمشي أتيت ا، ومن أت : يث الصحيح وفي الحد ) تقربت منه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باع

د : وقد ثبت ) أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذآرني ( ه عدل، وق ة من ه فضل، وآل نقم أن اهللا تعالى آل نعمة منار من مسائل ق بأصول آب ألة تتعل ذه المس ول؛ ألن ه در [ ثبت من حكمته ورحمته وعدله ما يبهر العق ] األمر [ و ] الق

. قد بسط الكالم عليها في غير هذا الموضع ] األسماء والصفات [ و ] الوعيد [ و ] الوعد [ و

ا ل : والمقصود هن ول القائ يوخ، فق ؤالء الش ن ه ر ع ا ذآ ى م الم عل تريحوا، وال : الك ي الوصول فيس م ف ال تطمعهه . تؤيسهم عن الطلب فيستريحوا ردد في ين وهو يت وب مع ه بمطل أس هي حال عارض لشخص قد تعلقت همت ين الي ب

رك أمور، وت والطمع، وهذا حال مذموم، ألن العبد ال ينبغي له أن يقترح على اهللا شيئا معينا، بل تكون همته فعل المك من المطالب . المحظور، والصبر على المقدور د ذل ا ال عين رأت وال أذن : فمتى أعين على هذه الثالثة جاء بع مه إحدى خصال ثالث ولو . سمعت وال خطر على قلب بشر إن اهللا يعطي ه ف دعا اهللا ب ا أن : تعلقت همته بمطلوب ف إم

. يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها

ل . يصل إليها/لفظ مجمل؛ فإنه ما من سالك إال وله غاية ] الوصول [ ولفظ ى اهللا، أو إل : وإذا قي ده أو وصل إل ى توحي . معرفته أو نحو ذلك، ففي ذلك من األنواع المتنوعة والدرجات المتباينة ما ال يحصيه إال اهللا تعالى

ك ه أن يرجو ذل ل علي ائر، ب رة من الكب ده آبي ه وتوحي ه اهللا ويرضاه من معرفت ا يحب ى م ويأس اإلنسان أن يصل إل

ه ع في ن . ويطم اف م ن خ ه، وم يئا طلب ا ش ن رج ن م الى والزم لك اهللا تع تعان ب د واس ه، وإذا اجته رب من ىء ه شه ه ال ينشرح صدره وال يحصل ل ال، وإذا رأى أن االستغفار واالجتهاد فال بد أن يؤتيه اهللا من فضله ما لم يخطر بب

ول إن اهللا يق ان، ف اد بحسب اإلمك يالزم االجته تغفار ول ة واالس ر التوب ة فليكث ور الهداي ان ون الوة اإليم ذين { : ح والتعينا ] 69 : العنكبوت [ } جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا تقيم مس زوم الصراط المس وعليه بإقامة الفرائض ظاهرا وباطنا، ول

. باهللا، متبرئا من الحول والقوة إال به

ال . ليس له أال ييأس، بل عليه أن يخاف عذابه ففي الجملة ليس ألحد أن ييأس، بل عليه أن يرجو رحمة اهللا آما أنه قافون { : تعالى ه ويخ ون رحمت رب ويرج م أق يلة أيه م الوس ك أولـئك الذين يدعون يبتغون إلى ربه ذاب رب ه إن ع عذاب

ال بعضهم . ] 57 : اإلسراء [ } آان محذورا و : ق الخوف وحده فه ده ب ديق، ومن عب و زن د اهللا بالحب وحده فه من عب . حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والرجاء والخوف فهو مؤمن موحد/

ذموم هو وأنا مقيم في حيرة المتحيرين؛ فهذا إخبار من ؟ متى أصل إلى طريق الراجين : وأما قول القائل ه عن حال ما ل هو مم ب، ب ا يطل ذا مم ل ه يس مث ه، ول فيها، آما يخبر الرجل عن نقص إيمانه، وضعف عرفانه، وريب في يقين

. يستعاذ باهللا منه

رة : أنه قال : وأما قول محمد بن الفضل ه . العارف آلما انتقل من حال إلى حال استقبلته الدهشة والحي راد ب د ي ذا ق فهما انتقل إلى مقام من المعرفة واليقين حصل له تشوق إلى مقام لم يصل إليه من المعرفة، فهو حائر بالنسبة إلى أنه آل

. ما لم يصل إليه دون ما وصل إليه

ه : وقوله ه توجب ل ه ومعرفت رة علم إن آث ة؛ ف م والمعرف ادة العل بهم لزي را، أي أطل ه تحي أعرف الناس باهللا أشدهم فيال الشعور بأم د ق اهللا ق ق ب ال ( : ور لم يعرفها بعد، بل هو حائر فيها طالب لمعرفتها والعلم بها، وال ريب أن أعلم الخل

. والخلق ما أتوا من العلم إال قليلا ) أحصى ثناء عليك أنت آما أثنيت على نفسك

ه فهذا ما/انتهى عقل العقالء إلى الحيرة؛ : أنه قال ] الجنيد [ وما نقل عن ه نظر، هل قال د، وفي ! ؟ أعرفه من آالم الجنيذلك أن رد ب م ي ه، ل م يصل إلي ا ل م بم أراد عدم العل ذا ف ال ه د ق ان ق إن آ ولعل األشبه أنه ليس من آالمه المعهود، ف

Page 116: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ى األنبياء واألولياء لم يحصل لهم يقين ومعرفة وهدى وعلم، فإن الجنيد أجل من أن يريد هذا، وهذا الكالم مردود عل . من قاله

ذا صحيح : لكن إذا قيل ا . إن أهل المعرفة مهما حصلوا من المعرفة واليقين والهدى فهناك أمور لم يصلوا إليها فه آم

ه ( : في الحديث الذي رواه اإلمام أحمد في المسند، وأبو حاتم في صحيحه ك سميت ب ي أسألك بكل اسم هو ل اللهم إنع نفسك، أو أنزلته في آتاب رآن ربي دك، أن تجعل الق م الغيب عن ه في عل تأثرت ب ك، أو اس ك، أو علمته أحدا من خلق

) من قال هذا أذهب اهللا همه وغمه وأبدله مكانه فرحا ( : قال ) قلبي ونور صدري، وجالء حزني، وذهاب همي وغمي . ك وال بشرفقد أخبر أن هللا أسماء استأثر بها في علم الغيب عنده وهذه ال يعلمها مل

يس الء ل ا إذا أراد أن العق ذا صحيح، وأم ذه األمور فه ل ه ة مث ى معرف فإذا أراد المريد أن عقول العقالء لم تصل إل

. عندهم علم وال يقين بل حيرة وريب، فهذا باطل قطعا

ه، ] ذي النون [ وما ذآر عن ه آالم أنكر علي ع من د وق ن مسكين، في هذا الباب، مع أن ذا النون ق وعزره الحارث ببخالف الجنيد فإن ؟ المتوآل إلى بغداد واتهم بالزندقة، وجعله الناس من الفالسفة، فما أدري هل قال هذا أم ال/وطلبه

م ا ث لم، وم ه وس االستقامة والمتابعة غالبة عليه، وإن آان آل أحد يؤخذ من قوله ويترك إال رسول اهللا صلى اهللا عليأ ن الخط اده معصوم م م فس ا يعل م ال يقصدون م م أنه ذين عرف صحة طريقتهم عل يوخ ال ن الش ر الرسول، لك غي

. وهذا قدر ما احتملته هذه الورقة، واهللا أعلم . بالضرورة من العقل والدينراق . سئل عن رجل يحب رجال عالما ذلك الرجل شبه الغشى من أجل االفت ا حصل ل م افترق ا ث ان وإذا . فإذا التقي آ

ذا من الرجل المحب . الرجل العالم مشغوال بحيث ال يلتفت إليه لم يحصل له هذا الحال أثير الرجل ؟ فهل ه أم هو ت ؟ العالم

: فأجاب

اء، رد الم ببها عطشه وب ب، وس ذة وطي ه ل اء إذا شربه العطشان حصل ل ل الم الحمد هللا، سببه من هذا ومن هذا، مث

ذة وطيب وسرور . ي القطن سببه منها، ومن القطنوآذلك النار إذا وقعت ف ه ل ى الطالب يحصل ل والعالم المقبل عل . واهللا أعلم . بسبب إقبال هذا وتوجهه، وهذا حال المحب مع المحبوب

: سئل

وفات ن الكش يهم م تح عل بهه يف ا أش نفس وم دة ال ة ومجاه ر والرياض ذآر والفك تغلين بال ي أن المش ة ف ا الحكم مالعلم ودرسه و تغلين ب ى المش تح عل ا ال يف ؟ الكرامات وما سوى ذلك من األحوال ـ مع قلة علمهم، وجهل بعضهم ـ م

و ؟ والبحث عنه ه شيء، ول تح علي حتى لو بات اإلنسان متوجها مشتغال بالذآر والحضور ال بد أن يرى واقعه أو يفذة بات ليلة يكرر على باب من أبواب الفقه ال يجد ذلك، ح ذآر حالوة ول دين يجد لل را من المتعب وال يجد . تى إن آثي

م هو . ذلك عند قراءة القرآن ى عل مع أنه قد وردت السنة بتفضيل العالم على العابد، ال سيما إذا آان العابد محتاجا إل . مشتغل به عن العبادة

الم إن المالئكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما ( : ففي الحديث اء، وإن فضل الع ة األنبي اء ورث يصنع، وإن العلم

ائر الكواآب ال ) على العابد آفضل القمر على س ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي وم ( : وفي الحديث عن النب ان ي إذا آول اهللا بفضل علمنا عبدوا وجاه : ادخلوا الجنة، فيقول العلماء : القيامة يقول اهللا عز وجل للعابدين والمجاهدين دوا، فيق

. ثم يدخلون الجنة وغير ذلك من األحاديث واآلثار . أنتم عندي آمالئكتي، اشفعوا فيشفعون : عز وجل لهم

واقض الوضوء، أو ه، آن ثم إن آثيرا من المتعبدين يؤثر العبادة على طلب العلم، مع جهله بما يبطل آثيرا من عبادتة ] رابعة العدوية [ : بأن : يحكي بعضهم حكاية في هذا المعنىو ربما . مبطالت الصالة والصوم ـ رحمها اهللا ـ أتت ليل

ة ا أصبحت رابع ى الصباح، فلم اب الحيض إل ى ب ه يكرر عل بالقدس تصلي حتى الصباح، وإلى جانبها بيت فيه فقيفما المانع أن يحصل للمشتغلين . يا هذا، وصل الواصلون إلى ربهم، وأنت مشتغل بحيض النساء، أو نحوها : قالت له

؟ بالعلم ما يحصل للمشتغلين بالعبادة مع فضله عليه

Page 117: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: فأجاب

ى ا دل عل ان فقط،آم وا اإليم ذين أوت ع درجة من ال الحمد هللا رب العالمين، ال ريب أن الذي أوتي العلم واإليمان أرفاء ذلك الكتاب والسنة، والعلم الممدوح الذي دل عليه الكتاب ي صلى . والسنة هو العلم الذي ورثته األنبي ال النب ا ق آم

م، فمن أخذه أخذ ( : اهللا عليه وسلم وا العل إن العلماء ورثة األنبياء؛ إن األنبياء لم يورثوا درهما وال دينارا، وإنما ورث . ) بحظ وافر

: وهذا العلم ثالثة أقسام

. يتبع ذلك، وفي مثله أنزل اهللا سورة اإلخالص، وآية الكرسي، ونحوهماوما : علم باهللا وأسمائه وصفاته/

العلم بما أخبر اهللا به، مما آان من األمور الماضية، وما يكون من األمور المستقبلة، وما هو آائن من : والقسم الثاني . نة والنار، ونحو ذلكاألمور الحاضرة، وفي مثل هذا أنزل اهللا آيات القصص، والوعد، والوعيد وصفة الج

ث م الثال وب : والقس ارف القل ن مع اهللا م ان ب ن اإليم القلوب والجوارح م ة ب ور المتعلق ن األم ه م ر اهللا ب ا أم م بم العل

م ه العل درج في ان وقواعد اإلسالم وين م بأصول اإليم وأحوالها وأقوال الجوارح وأعمالها، و هذا العلم يندرج فيه العلك باألقوال واألفع ال الظاهرة، وهذا العلم يندرج فيه ما وجد في آتب الفقهاء من العلم بأحكام األفعال الظاهرة، فإن ذل

م جزء من جزء من جزء من علم الدين، آما أن المكاشفات التي تكون ألهل الصفا جزء من جزء من جزء من عل . األمور الكونية

ائق والناس إنما يغلطون في هذه المسائل، ألنهم يفهم ون حق ون مسميات األسماء الواردة في الكتاب والسنة، وال يعرف

ل وال م، ب ه من الفه رآن وال يكون ل األمور الموجودة، فرب رجل يحفظ حروف العلم التي أعظمها حفظ حروف القه وس /من اإليمان ما يتميز به على من أوتي ي صلى اهللا علي ال النب ا ق لم في القرآن ولم يؤت حفظ حروف العلم، آم

ذي ال . مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل األترجة طعمها طيب وريحها طيب ( : الحديث المتفق عليه ل المؤمن ال ومثا ح له ب وال ري ا طي رة طعمه ل التم رآن مث رأ الق ب . يق ا طي ة ريحه ل الريحان رآن آمث رأ الق ذي يق افق ال ل المن ومث

. ) القرآن مثل الحنظلة طعمها مر وال ريح لهاومثل المنافق الذي ال يقرأ . وطعمها مر

ا ل يكون منافق ا ب رآن وسوره، وال يكون مؤمن ه . فقد يكون الرجل حافظا لحروف الق ذي ال يحفظ حروف المؤمن ال فان ف . وإن آان ذلك المنافق ينتفع به الغير آما ينتفع بالريحان . وسوره خير منه هو مؤمن وأما الذي أوتي العلم واإليم

. عليم، فهو أفضل من المؤمن الذي ليس مثله في العلم مثل اشتراآهما في اإليمان، فهذا أصل تجب معرفته

ورث ] أصل آخر [ وههنا ذي ال ي وهو أنه ليس آل عمل أورث آشوفا أو تصرفا في الكون يكون أفضل من العمل الدنيا آشفا وتصرفا، فإن الكشف والتصرف إن لم يكن مما اة ال اع الحي ان من مت ن اهللا وإال آ ى دي ه عل د . يستعان ب وق

ة، وأولئك أصحاب م أهل الجن ذين ه ان ال يحصل ذلك للكفار من المشرآين وأهل الكتاب، وإن لم يحصل ألهل اإليم . النار

ال ففضائل األعمال ودرجاتها ال تتلقى من مثل هذا، وإنما تتلقى من داللة الكتاب والسنة، وله/ ر من األعم ذا آان آثي

يحصل لصاحبه في الدنيا رئاسة ومال، فأآرم الخلق عند اهللا أتقاهم، ومن عبد اهللا بغيرعلم فقد أفسد أآثر مما يصلح، اب في مواضعه، ذا الب د بسطنا الكالم في ه ة، وق وإن حصل له آشف وتصرف، وإن اقتدى به خلق آثير من العام

. ] أصل ثان [ فهذا دا ] صل ثالثأ [ و د . أن تفضيل العمل على العمل قد يكون مطلقا مثل تفضيل أصل الدين على فرعه، وقد يكون مقي فق

ي حق اثلين ف ان متم د يكون رو أفضل، وق ي حق عم د أفضل من اآلخر، واآلخر ف ي حق زي ين ف د العمل يكون أحد يكون المف ه الشخص، وقد يكون المفضول في وقت أفضل من الفاضل، وق ع ب ه وينتف در علي ضول في حق من يق

. أفضل من الفاضل في حق من ليس آذلك

Page 118: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ار : مثال ذلك ة ـ وال اعتب اع األم أن قراءة القرآن أفضل من مجرد الذآر بسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وإجمذآر بمن يخالف ذلك من جهال العباد ـ ثم الرآوع والسجود ينهي فيه عن قراءة القرآن، وي ذلك ال ذآر، وآ ؤمر فيه بال

د سماع : والدعاء في الطواف وعرفة ونحوهما، أفضل من قراءة القرآن، وآذلك األذآار المشروعة ال عن ا يق ل م مثرآن في /النداء ودخول المسجد والمنزل والخروج منهما، وعند سماع راءة الق الديكة والحمر ونحو ذلك أفضل من ق

ا . السالكين إذا قرؤوا القرآن ال يفهمونههذا الموطن، وأيضا فأآثر دهم به ذي يزي ان ال وهم بعد لم يذوقوا حالوة اإليمذ م حينئ ع له ذآر أنف القرآن إيمانا، فإذا أقبلوا على الذآر أعطاهم الذآر من اإليمان ما يجدون حالوته ولذته، فيكون ال

ده من من قراءة ال يفهمونها، وال معهم من اإليمان ما يزداد بقراء القرآن يزي ان ف ي الرجل اإليم ا إذا أوت ة القرآن، أم . ] أصل ثالث [ اإليمان ما ال يحصل بمجرد الذآر، فهذا

ع [ و ت ] أصل راب ون بتفوي ه، فيك ام بشروطه، وال إخالص في ر قي ن غي ل الفاضل م أتي بالعم د ي و أن الرجل ق وه

. شرائطه دون من أتى بالمفضول المكمل

. صول ونحوها تبين جواب هذا السائل، وإن آان تفصيل ذلك ال تتسع له الورقة ،واهللا أعلمفهذه األ

ال نبالي اآلن ما عملنا، : مرة فرأوا أنهم قد تجوهروا، فقالوا ] الرياضة [ سئل الشيخ ـ رحمه اهللا ـ عن قوم داوموا على و تجوهروا لسقط وام، ول ة والمصلحة وإنما األوامر والنواهي رسوم الع ى الحكم وة يرجع إل نهم، وحاصل النب ت ع

ة فهل ا الحكم ا، وعرفن د تجوهرن ا ق ف؛ ألن والمراد منها ضبط العوام، ولسنا نحن من العوام، فندخل في حجر التكلي ؟ وهل يصير ذلك عمن في قلبه خضوع للنبي صلى اهللا عليه وسلم ؟ أم يبدع من غير تكفير ؟ هذا القول آفر من قائله

: فأجاب

ر وأغلظه ول من أعظم الكف إن . ال ريب عند أهل العلم واإليمان أن هذا الق ود والنصارى، ف ول اليه وهو شر من ق

را أن هللا أم رون ب م يق ا ذآر أنه ا آم افرون حق اليهودي والنصراني آمن ببعض الكتاب، وآفر ببعض، وأولئك هم الكى حين الموت ونهيا، ووعدا ووعيدا، وأن ذلك متنا م إل ة . ول له ة والنصرانية المبدل انوا متمسكين باليهودي ذا إن آ ه

. المنسوخة

تكلمهم ى م ة، /وأما إن آانوا من منافقي أهل ملتهم ـ آما هو الغالب عل ذه األم افقي ه را من من انوا ش ومتفلسفهم ـ آ . ا ويبطن نفاقاحيث آانوا مظهرين للكفر ومبطنين للنفاق، فهم شر ممن يظهر إيمان

ة، والمقصود أن المتمسكين بجملة منسوخة فيها تبديل خير من هؤالء الذين يزعمون سقوط األمر والنهي عنهم بالكليل هؤالء ا بحال، ب فإن هؤالء خارجون في هذه الحال عن جميع الكتب والشرائع والملل، ال يلتزمون هللا أمرا وال نهي

ه : ببقايا من الملل شر من المشرآين المستمسكين راهيم علي ن إب ا من دي آمشرآي العرب الذين آانوا مستمسكين ببقايالسالم، فإن أولئك معهم نوع من الحق يلتزمونه، وإن آانوا مع ذلك مشرآين، وهؤالء خارجون عن التزام شيء من

. الحق، بحيث يظنون أنهم قد صاروا سدى ال أمر عليهم وال نهي

ا فمن آان من قو له هو أنه أو طائفة غيره قد خرجت عن آل أمر ونهي، بحيث ال يجب عليها شيء، وال يحرم عليهه، إذ وا بشيء يعيشون ب د أن يلتزم شيء، فهؤالء أآفر أهل األرض، وهم من جنس فرعون وذويه،وهم مع هذا ال ب

رحمن وع أمر ونهي، فيخرجون عن طاعة ال ى طاعة الشيطان ال يمكن النوع اإلنساني أن يعيش إال بن ه إل وعبادتال لموسى ذي ق المين { : وعبادته، ففرعون هو ال ا رب الع دها ] 23 : الشعراء [ } وم ة يعب ه آله م آانت ل ه . ث ال ل ا ق آم

. ] 127 : األعراف [ } ويذرك وآلهتك { : قومه

ام، لب الع ون الس ؤالء ال يطلق ن ه را م ن آثي ا ولك ة مطلق ة العبودي قوط بعض . ويخرجون عن ربق ون س ل يزعم بى ه الصلوات الخمس لوصوله إل قطت عن ه س زعم أن ن ي نهم م م، فم ات له نهم، أو حل بعض المحرم ات ع الواجبنهم د يزعمون سقوط الجماعات ع ان في حال مشاهدة وحضور، وق ه إذا آ زعم سقوطها عن د ي ا ق المقصود وربم

و فيه من التوجه والحضور، ومنهم من يزعم سقوط الحج عنه مع قدرته عليه، ألن الكعبة تطوف استغناء عنها بما هتغناؤه ه اس ا من ر عذر شرعي زعم به،أو لغير هذا من الحاالت الشيطانية، ومنهم من يستحل الفطر في رمضان لغي

Page 119: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذي ة ال ى العام ا تحرم عل ن إذا شربوها تخاصموا وتضاربوا عن الصيام، ومنهم من يستحل الخمر زعما منه أنها إنمة وس الزآي ا أهل النف ال صالحة، فأم م أعم يس له ذين ل ة ال ى العام ا تحرم عل الء، ويزعمون أنه دون الخاصة العق

. واألعمال الصالحة، فتباح لهم دون العامة

د اهللا آانت قد وقعت لبعض األولين، فاتفق الصحابة على قتلهم إن لم يتوبوا م ] الشبهة [ وهذه ن ذلك، فإن قدامة بن عبليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا { : شربها هو وطائفة وتأولوا قوله تعالى

ن ا ] 93 : المائدة [ } وعملوا الصالحات ائر الصحابة ، فلما ذآر ذلك لعمر ب ي طالب وس ن أب ي ب لخطاب اتفق هو وعل . على أنهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا، وإن أصروا على استحاللها قتلوا

أما أنك لو اتقيت وآمنت وعملت الصالحات لم تشرب الخمر، وذلك أن هذه . أخطأت استك الحفرة : لقدامة/وقال عمر

ة نزلت بسبب ال بعض الصحابة أن اهللا سبحانه : اآلي ة أحد ـ ق د وقع ا بع ان تحريمه ا حرم الخمر ـ وآ فكيف : لمم تحرم ؟ بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ي ل فأنزل اهللا هذه اآلية يبين فيها أن من طعم الشيء في الحال الت

. فيها فال جناح عليه إذا آان من المؤمنين المتقين المصلحين

الى وهذا آما أنه لما ال اهللا تع دس، فق : صرف القبلة وأمرهم باستقبال الكعبة بعد أن آانوا مأمورين باستقبال بيت المقه . أي صالتكم إلى بيت المقدس ] 143 : البقرة [ } وما آان الله ليضيع إيمانكم { فبين سبحانه أن من عمل بطاعة اهللا أثاب

ؤمنين اهللا على ذلك، وإن نهى عن ذل ان من الم اح، إذا آ ه جن ك في وقت آخر، ومن استحل ما لم يحرمه لم يكن عليد تحريم ى الصخرة بع المتقين وإن حرم اهللا ذلك في وقت آخر، فأما بعد أن حرم الخمر فاستحاللها بمنزلة الصالة إل

يس ألحد ذلك، وبمنزلة التعبد بالسبت واستحالل الزنا، وغير ذلك مما استقرت الشريعة على خال ان، وإال فل ا آ ف مذا اتفق الصحابة . أن يستمسك من شرع منسوخ بأمر ومن فعل ذلك آان بمنزلة المستمسك بما نسخ من الشرائع؛ فله

ة فكتب . على أن من استحل الخمر قتلوه، ثم إن أولئك الذين فعلوا ذلك ندموا، وعلموا أنهم أخطؤوا وأيسوا من التوبافر [ } حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب { : لهعمر إلى قدامة يقول / -1 : غ ؟ أم يأسك من رحمة اهللا ثانيا ؟ ، ما أدري أي ذنبيك أعظم استحاللك المحرم أولا ] 3

ه الصحابة،هو ق علي ذي اتف ذا ال د وجوب بعض وه ك، ومن جح ي ذل ازعون ف ة اإلسالم ال يتن ين أئم ه ب ق علي متفق أو جحد تحريم بعض : الواجبات الظاهرة المتواترة آالصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، وحج البيت العتيك، أو جحد حل بعض ال : المحرمات الظاهرة المتواترة ر ذل مباحات آالفواحش، والظلم والخمر والميسر والزنا وغي

ديقا : الظاهرة المتواترة ان زن ك آ ل، وإن أضمر ذل آالخبز واللحم والنكاح ـ فهو آافر مرتد، يستتاب فإن تاب وإال قت . منافقا ،ال يستتاب عند أآثر العلماء، بل يقتل بال استتابة، إذا ظهر ذلك منه

ه يحصل لهن آاستحالل مؤاخاة النساء األ : ومن هؤالء من يستحل بعض الفواحش ه أن ا من ن، زعم و به جانب والخل

النظر . البرآة بما يفعله معهن وإن آان محرما في الشريعة ع ب زعم أن التمت ردان وي ك من الم ذلك من يستحل ذل وآدمات أمرون بمق ة الخالق وي ى محب وق إل ة المخل ى يترقى من محب الكين حت بعض الس ق ل إليهم ومباشرتهم هو طري

ول الفاحشة الكبرى، ين : وقد يستحلون الفاحشة الكبرى، آما يستحلها من يق ك اليم اح بمل وط مب م . إن التل فهؤالء آلهك /آفار باتفاق المسلمين، وهم ر ذل والهم، وغي نم أم بمنزلة من يستحل قتل المسلمين بغير حق، ويسبي حريمهم ويغ

. امن المحرمات، التي يعلم أنها من المحرمات تحريما ظاهرا متواتر

ه الحجة من وم علي ى تق ر أحد حت م بكف ه، فال يحك ذر ب لكن من الناس من يكون جاهال ببعض هذه األحكام جهال يعنا وما آ { : ، وقال تعالى ] 165 : النساء [ } لئال يكون للناس على الله حجة بعد الرسل { : جهة بالغ الرسالة آما قال تعالى

م أن الخمر ] 15 : اإلسراء [ } معذبين حتى نبعث رسولا م يعل ه، أو ل ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصالة واجبة علياء د اختلف العلم ل ق ة، ب ه الحجة النبوي ى تبلغ م يعاقب حت يحرم، لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا، بل ول

ولين ؟ هل يجب عليه قضاء ما ترآه في حال الجهل . الحرب ولم يعلم أن الصالة واجبة ثم علمفيمن أسلم بدار على ق : في مذهب اإلمام أحمد وغيره

. ال يجب عليه القضاء، وهو مذهب أبي حنيفة : أحدهما

Page 120: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ل يجب عليه القضاء، وهو المشهور عند أصحاب الشافعي، بل النزاع بين العلما : والثاني ا قب رك واجب ء في آل من ته الخيط : بلوغ الحجة ين ل ى تب يمم، أو من أآل حت اء يحسب أن الصالة ال تصح بت د عدم الم رك الصالة عن ل ت مث

ك ا جرى ذل ة، آم راد باآلي ره، أو /األبيض من الخيط األسود، ويحسب أن ذلك هو الم بعض الصحابة، أو مس ذآ لعلى قولين في مذهب ؟ له وجوب ذلك، وأمثال هذه المسائل هل يجب عليه القضاءأآل لحم اإلبل ولم يتوضأ، ثم تبين

تمكن من سماعه . أحمد وغيره ل ال م الخطاب في حق المكلف قب ى ؟ وأصل ذلك هل يثبت حك وال [ عل ة أق في ] ثالث : مذهب أحمد وغيره

ة يفرق بين : ال يثبت مطلقا، وقيل : يثبت مطلقا، وقيل : قيل دأ، آأهل القبل والصحيح . الخطاب الناسخ، والخطاب المبت

ه : الذي تدل عليه األدلة الشرعية إن القضاء ال يجب علي تمكن من سماعه، ف أن الخطاب ال يثبت في حق أحد قبل الن، فإذا آان هذا في الصور المذآورة ونظائرها مع اتفاقهم على انتفاء اإلثم؛ ألن اهللا عفا لهذه األمة عن الخطأ والنسيا

. في التأثيم فكيف في التكفير

ا غ م ى ال يبقى من يبل وات، حت وم النب ر من عل ا آثي درس فيه وآثير من الناس قد ينشأ في األمكنة واألزمنة الذي ينك، ل بعث اهللا به رسوله من الكتاب والحكمة، فال يعلم آثيرا مما يبعث اهللا به رسوله وال يكون هناك من يبلغه ذل ومث

د باإلسالم، ان حديث العه ان، وآ م واإليم دة عن أهل العل ة بعي أ ببادي هذا ال يكفر، ولهذا اتفق األئمة على أن من نشذا جاء في ه الرسول، وله ا جاء ب ى يعرف م ره حت م بكف ه ال يحك فأنكر شيئا من هذه األحكام الظاهرة المتواترة فإن

ان ال يعرف ( : الحديث اس زم ى الن اة وال يأتي عل ه صالة وال زآ ر، والعجوز /ون في ا إال الشيخ الكبي صوما وال حجون : الكبيرة، يقول م يقول ا وه ال : أدرآنا آباءن ا، فق اة وال حج درون صالة وال زآ م ال ي ه إال اهللا، وه وال صوم : ال إل

. ) ينجيهم من النار

ي ه اه في الصحيحين عن أب ال وقد دل على هذا األصل ما أخرج لم ق ه وس رة أن رسول اهللا صلى اهللا علي ال ( : ري قدر اهللا ئن ق واهللا ل ر، ونصفه في البحر، ف رجل ـ لم يعجل حسنة قط ـ ألهله إذا مات فحرقوه، ثم أذروا نصفه في الب

ر فجم . عليه ليعذبنه عذابا ال يعذبنه أحدا من العالمين أمر اهللا الب رهم، ف ا أم وا م ه، وأمر فلما مات الرجل فعل ا في ع مأسرف ( : ، وفي لفظ آخر ) من خشيتك يارب، وأنت أعلم؛ فغفر اهللا له : قال ؟ لم فعلت هذا : البحر فجمع ما فيه،ثم قال

م اذروني في البحر : رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال م اسحقوني، ث أحرقوني، ث ا مت ف . إذا أنائم : فقال لألرض . ففعلوا ذلك به : قال . ي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدافواهللا لئن قدر على رب إذا هو ق ا أخذت، ف . أد م

ذلك : أو قال . خشيتك يارب : قال . ما حملك على ما صنعت : فقال له ق آخر ) مخافتك، فغفر له ب ال اهللا ( : ، وفي طري ق . ) نه أد ما أخذت م : لكل شيء أخذ منه شيئا

لم ه وس ي صلى اهللا علي ة عن النب ا عن حذيف وقد أخرج البخاري هذه القصة من حديث حذيفة وعقبة بن عمرو أيض

وم : رجل فيمن آان قبلكم آان يسىء الظن بعمله، فقال ألهله/آان ( : قال إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في ي . ) ما حملني إال مخافتك، فغفر له : فقال ؟ ما حملك على الذي فعلت : ثم قال . صائف ففعلوا، فجمعه اهللا

را، ( : وفي طريق آخر ا آثي ي حطب اجمعوا ل ا مت، ف ه إذا أن إن رجال حضره الموت، فلما يئس من الحياة أوصى أهل

م ذروني وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أآلت لحمي، ووصلت إلى عظمي، فامتحشت، فخذوها فاطحنوها ث ا ف انظروا يومأنا سمعته ـ يعني النبي : قال عقبة بن عمرو ) فغفر اهللا له . من خشيتك : قال ؟ لم فعلت ذلك : فجمعه اهللا فقال له . في اليم

. ) وآان نباشا ( : صلى اهللا عليه وسلم ـ يقول ذلك

ر ذا التف ار فهذا الرجل ظن أن اهللا ال يقدر عليه إذا تفرق ه ذلك، وآل واحد من إنك ده إذا صار آ ه ال يعي ق، فظن أنلكنه آان مع إيمانه باهللا وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلا بذلك، . قدرة اهللا تعالى، وإنكار معاد األبدان وإن تفرقت آفر

ذا فغفر اهللا له ذلك، والحديث صريح في أن الرجل طمع أال يعيده إذ . ضالا في هذا الظن مخطئا ك، وأدنى ه ا فعل ذله ين في عدم إيمان ره ـ هو ب م بكف ره حك ى منك وة عل اهللا /أن يكون شاآا في المعاد، وذلك آفر ـ إذا قامت حجة النب ب

لئن قدر اهللا على بمعنى قضى، أو بمعنى ضيق، فقد أبعد النجعة، وحرف الكلم عن مواضعه، : تعالى ومن تأول قولهريح في : وقال . يقه لئال يجمع ويعادفإنه إنما أمر بتحريقه وتفر ي في ال م ذرون م اسحقوني، ث أحرقوني ث إذا أنا مت ف

. البحر، فواهللا لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا

Page 121: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه إذا فعل در اهللا علي ئال يق ك ل ه فعل ذل فذآر هذه الجملة الثانية بحرف الفاء عقيب األولى يدل على أنه سبب لها، وإنه دير علي ه، وألن التق دة ل ك فائ ذلك، فلو آان مقرا بقدرة اهللا عليه إذا فعل ذلك آقدرته عليه إذا لم يفعل لم يكن في ذل

فواهللا، لئن قدر اهللا علي ليعذبني عذابا : قال . والتضييق موافقان للتعذيب، وهو قد جعل تفريقه مغايرا، ألن يقدر الربال ما عذبه أحدا من العالمين ك لق راده ذل ان م و آ ي أو : ، فال يكون الشرط هو الجزاء، وألنه ل ئن جازاني رب واهللا ل ف

در [ : لئن عاقبني ربي ليعذبني عذابا، آما هو الخطاب المعروف في مثل ذلك، وألن لفظ ه ] ق ى ضيق ال أصل ل بمعن . في اللغة

ه { : ، وقوله ] 11 : سبأ [ } دوقدر في السر { : ومن استشهد علي ذلك بقوله د استشهد ] 7 : الطالق [ } ومن قدر عليه رزق ق

نقص } وقدر في السرد { : فإن اللفظ آان بقوله . بما ال يشهد له ه . ، أي أجعل ذلك بقدر، وال تزد وال ت در { : وقول ن ق وم . من غير فضل، إذ لو ينقص الرزق عن ذلك لم يعش/ي جعل رزقه قدر ما يغنيه ، أ } عليه رزقه

ل ] قدر [ وأما م يق و ل ال : بمعنى قدر أي أراد تقدير الخير والشر، فه ل ق ذاب، ب ي الع ي رب در عل ي : إن ق در عل ئن ق ل

ال وعين، فال يصح أن يق اول الن ي؛ أل : ربي، والتقدير يتن ئن قضى اهللا عل ا ل ه وم ا ينفع ه م رر علي د مضى وتق ه ق نذا التحريف اد ه ه،ودالئل فس ك في ظن ا من ذل ه مانع ا فعل يضره، وألنه لو آان المراد التقدير أو التضييق لم يكن ما يستحقه اهللا من الصفات، ع م ا بجمي م يكن عالم ان رجال ل ه آ ذا أن ا في ه ذا موضع بسطها،فغاية م يس ه آثيرة ل

. در، وآثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك، فال يكون آافراوبتفصيل أنه القا

ومن تتبع األحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه آما روى مسلم في صحيحه عن عائشة ـ رضي اهللا ليلتي التي النبي صلى لما آانت : بلى، قالت : أال أحدثكم عني وعن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قلنا ( : عنها ـ قالت

ى فراشه، ه، وبسط طرف إزاره عل د رجلي اهللا عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه فوضعها عنه م أجاف دا، فخرج، ث واضطجع فلم يثبت إال ريثما ظن أني رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتقل رويدا، وفتح الباب روي

ام، رويدا، فجعلت درعي في رأسي وا ام فأطال القي ع، فق ختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيه ع يدي م رف بقته /ث ت وأحضر وأحضرت، فس رول وهرول ت وأسرع فأسرعت فه رات،ثم انحرف فانحرف الث م ث

ال . الشيء : قالت ) ؟ ما لك يا عائشة حشياء رابية ( : فدخلت، فليس إال أن اضطجعت فقال ي ( : ق ي،أو ليخبرن لتخبرينه : قلت : قالت . ) اللطيف الخبير ال . يا رسول اهللا بأبي أنت وأمي فأخبرت امي ( : ق ذي رأيت أم : قلت ) ؟ فأنت السواد ال

ي زة أوجعتن ال . نعم، فلهزني في صدري له م ق تم م : قلت : قالت ) ! ؟ أظننت أن يحيف اهللا عليك ورسوله ( : ث ا يك همه ( : قال . ) نعم ( : الناس يعلمه اهللا، قال ه وأخفيت اه منك فأجبت فإن جبريل ـ عليه السالم ـ أتاني حين رأيت فناداني، فأخف

: منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أنك رقدت، وآرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي ـ فقال ديار ( : قال قولي ؟ آيف أقول يا رسول اهللا : قلت ) البقيع فتستغفر لهمإن ربك يأمرك أن تأتي أهل ى أهل ال السالم عل

. ) من المؤمنين، والمسلمين، ويرحم اهللا المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء اهللا بكم لالحقون

اس هل يعل : فهذه عائشة أم المؤمنين، سألت النبي صلى اهللا عليه وسلم تم الن ي صلى اهللا ؟ م اهللا آل ما يك ا النب ال له فقاس ) نعم ( : عليه وسلم ه الن الم بكل شيء يكتم أن اهللا ع ا ب ل معرفته ، وهذا يدل على أنها لم تكن تعلم ذلك، ولم تكن قب

ار قدرت /آافرة، وإن آان اإلقرار بذلك ه بكل شيء آإنك ار علم ان، وإنك ى آل بعد قيام الحجة من أصول اإليم ه علال لم وق ه وس افين أن ( : شيء، هذا مع أنها آانت ممن يستحق اللوم على الذنب، و لهذا لهزها النبي صلى اهللا علي أتخ

. وهذا األصل مبسوط في غير هذا الموضع ) ! ؟ يحيف اهللا عليك ورسوله

د ي فقد تبين أن هذا القول آفر، ولكن تكفير قائله ال يحكم به حتى يكون ق ه الحجة الت ه علي وم ب ا تق م م ه من العل بلغى اج إل ائخها، ال يحت ا ومش ة وأئمته اق سلف األم اب والسنة واتف يكفر تارآها، ودالئل فساد هذا القول آثيرة في الكت

. أن األمر والنهي ثابت في حق العباد إلى الموت : بسطها، بل قد علم باالضطرار من دين اإلسالم

. ؟ هل يصدر ذلك عمن في قلبه خضوع للنبي صلى اهللا عليه وسلم : وأما قول القائل

وا : فيقال ا أت م جميع لين؛ ألنه اء والمرس ع األنبي افر بجمي ك آ ل ذل هذا ال يصدر عمن هو مقر بالنبوات مطلقا، بل قائذا باألمر والنهي للعباد إلى حين الموت بل اليصدر هذا القول ممن في قلبه خضوع هللا وإقرا إن ه الم، ف ه الع ه إل ر بأن

Page 122: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ادة اهللا، د بعب ر تعب ا يشاء من غي اإلقرار يستلزم أن يكون اإلنسان عبدا هللا خاضعا له، ومن سوغ إلنسان أن يفعل م . فقد أنكر أن يكون اهللا إلهه

؟ ال نبالي اآلن ماعملنا : إنهم قد تجوهروا، فقالوا : وأما قولهم

ة، ؟ نون بقولكمماذا تع : فيقال لهم واء المردي ى الشهوات واأله ازع إل فإن أرادوا أن النفس بقيت صافية طاهرة، ال تن

أمور، : فهذا لو آان حقا لكان معناه ى فعل الم ادة إل أن النفس قد صارت مطيعة ليس فيها دواعي المعصية فتكون منقه أن تكون معصومة ال تطلب فع ذا غايت ى المحظور، وه أمورة وال تميل إل ا أن تكون م ا يخرجه ذا م يح، وه ل القب

. منهية آالمالئكة

د تناقضتم في : ال ينافى ما عملنا، قيل لهم : وإذا قال مثل هؤالء ة فق واء المردي ان من جنس األه ه إن آ ذي تعملون الم ر، فعل ذا جنس ال ينك م متناقضون زعمكم أن نفوسكم لم يبق لها هوى، وإن آان من جنس األعمال الصالحة فه أنه

ع في حق ال ممتن ذا الكم دار البشرية، مع أن ه في هذا الكالم إذا أرادوا بتجوهر النفس صفاءها وطهارتها عن األآك عن الشيخ ة في ذل ار المعروف البشر ما دامت األرواح في األجسام، ولهذا أنكر المشائخ ذلك على من ادعاه، آاآلث

ل : باري هوأبو علي الروذ [ أبي علي الروذباري ن منصور، وقي ارون : أحمد بن محمد بن القاسم ب ن ه اسمه حسن بأستاذي في : شيخ الصوفية، سكن مصر، وصحب الجنيد، وأبا الحسين النووي حدث عن مسعود الرملي وغيره وقال

ي راهيم الحرب ي الكاتب . الفقه ابن سريج، وفي األدب ثعلب، وفي الحديث إب و عل ال أب ا ر : ق م م دا أجمع لعل أيت أح، وغيرهم ] 536، 41/535سير أعالم النبالء . توفى سنة اثنتين وعشرين وثالثمائة . الشريعة والحقيقة من أبي علي

ره اهللا في أواخر اتم الرسل أم ى خ وأعظم الناس درجة األنبياء عليهم السالم، وقد أمرهم اهللا بالتوبة واالستغفار، حتبح { : رآن ما أمره به بقولهما أنزل عليه من الق ا فس إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواج

. ] سورة النصر [ } بحمد ربك واستغفره إنه آان توابا ذنوب،وإن اهللا يستدرآهم ولهذا آان الذي عليه سلف األمة وأئمتها/ أن األنبياء إنما هم معصومون من اإلقرار على ال

رة [ } يحب التوابين { بالتوبة التي يحبها اهللا ـ ربين ] 222 : البق يئات المق رار س ا صدر . ـ وإن آانت حسنات األب وإن مدعي . بالذنبمنهم من ذلك إنما آان لكمال النهاية بالتوبة ال لنقص البداية ا ي ه العصمة، وإنم و أما غيرهم فال تجب ل

. العصمة المطلقة لغير األنبياء الجهال من الرافضة وغالية النساك، وهذا مبسوط في موضعه

اد في : وأما قولهم ه صالح العب ا في اء لم ة والمصلحة، فال ريب أن اهللا يبعث األنبي ى الحكم وة يرجع إل حاصل النبم المعاش والمع اد، وال ريب أن اهللا أمر العباد بما فيه صالحهم ونهاهم عما فيه فسادهم، وال ريب أن الحكمة هي العل

ا يوجب سقوطها عن بعض والعمل بها، آما فسرها بذلك مالك بن أنس وغيره من األئمة، لكن أي شيء في هذا ممه { وإنما يخرج عن الحكمة والمصلحة من يكون سفيها مفسدا ؟ العباد فه نفس ن س راهيم إال م ة إب ن مل ب ع } ومن يرغ

. ] 205 : البقرة [ } والله ال يحب الفساد { ، ] 130 : البقرة [

. المراد منها ضبط العوام ولسنا نحن من العوام : وأما قولهم

ذب واختالق، فإنه ليس المراد من الشرائع مجرد ضبط العوام، بل المراد منها زندقة ونفاق،والثانية آ : فالكلمة األولىدنيا /الصالح باطنا ات المشروعة في ال د العقوب وظاهرا، للخاصة والعامة في المعاش والمعاد، ولكن في بعض فوائفإن من يكون من ) اال يزع بالقرآنإن اهللا ليزع بالسلطان م ( : آما قال عثمان ابن عفان ـ رضي اهللا عنه . ضبط العوام

ات د العقوب ذا بعض فوائ ات، فه المنافقين والفجار فإنه ينزجر بما يشاهده من العقوبات، وينضبط عن انتهاك المحرم . السلطانية المشروعة

راد، : وأما فوائد األمر والنهي ر يطلب وي ة لكل خي ل هي الجامع اب، ب أعظم من أن يحصيها خطاب أو آت وفي ف

. الخروج عنها آل شر وفساد

افقين في ه المن ا نعت اهللا ب ون فيم م داخل ة، وه ودعوى هؤالء أنهم من الخواص، يوجب أنهم من حثالة منافقي العامه { : قوله ادعون الل ؤمنين يخ م بم ا ه ر وم اليوم اآلخ دعون إال ومن الناس من يقول آمنا بالله وب ا يخ وا وم ذين آمن وال

Page 123: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذب انوا يك ا آ دوا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بم م ال تفس ل له ون وإذا قيالوا في األرض قالوا إنما نحن مصل حون أال إنهم هم المفسدون ولـكن ال يشعرون وإذا قيل لهم آمنوا آما آمن الناس ق

ياطينهم ا أنؤمن آما آمن السفهاء أال إنهم هم السفهاء ولـكن ال يعلمون وإذا لقوا الذين آمنو ى ش وا إل ا وإذا خل الوا آمن قانهم يعمه ي طغي دهم ف م ويم تهزىء به ه يس اللة قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الل تروا الض ذين اش ـئك ال ون أول

ه ذهب بالهدى فما ربحت ا حول اءت م ورهم تجارتهم وما آانوا مهتدين مثلهم آمثل الذي استوقد نارا فلما أض ه بن الله ] 18 -8 : البقرة [ } وترآهم في ظلمات ال يبصرون صم بكم عمي فهم ال يرجعون ذين { : ، وفي مثل قول ى ال ر إل م ت أل

اغ ى الط اآموا إل دون أن يتح ك يري ن قبل زل م ه يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أن روا ب روا أن يكف د أم وت وقد ويريد الشيطان أن يضلهم ض افقين يص ت المن ول رأي ى الرس ه وإل زل الل ا أن ى م الوا إل ون اللا بعيدا وإذا قيل لهم تع

ه إن أ ون بالل ـئك رعنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جآؤوك يحلف ا أول انا وتوفيق ا إال إحس دنا و ا بليغ هم قول اع الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفس ول إال ليط ن رس لنا م ا أرس م

ما فال وربك ال ذ ظلموا أنفسهم جآؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيبإذن الله ولو أنهم إ . ] 65 : 60 : النساء [ } ا قضيت ويسلموا تسليمايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مم

. ولبسط الكالم على أمثال هؤالء موضع غير هذا

ك : ، ويقول معناها ] 99 : الحجر [ } واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { : ومن هؤالء من يحتج بقوله اعبد ربك حتى يحصل لك حال : وربما قال بعضهم . والمعرفة، فإذا حصل ذلك سقطت العبادةالعلم اعمل حتى يحصل لك حال، فإذا حصل ل

رائض، رك الف ة والحال استحل ت ه من المعرف تصوفي سقطت عنك العبادة، وهؤالء فيهم من إذا ظن حصول مطلوب . وارتكاب المحارم، وهذا آفر، آما تقدم

ل ومنهم من يظن استغناءه عن تغناء عن النواف اد االس النوافل حينئذ، وهذا مغبون منقوص جاهل ضال خاسر باعتق

ان /واستخفافه بها حينئذ، ذموما، وإن آ يس م ذا ل إن ه بخالف من ترآها معتقدا آمال من فعلها حينئذ معظما لحاله، ف . مقتصدين ،أصحاب اليمينالفاعل لها مع ذلك أفضل منه، أو يكون هذا من المقربين السابقين، وهذا من ال

ة أو الحال، ه من المعرف م يحصل ل ا ل ه م ومن هؤالء من يظن أن االستمساك بالشريعة ـ أمرا ونهيا ـ إنما يجب علية، أو ة القدري ة الكوني فإذا حصل له لم يجب عليه حينئذ االستمساك بالشريعة النبوية، بل له حينئذ أن يمشي مع الحقيق

ه ووجده وآشفه ورأيه من غير اعتصام بالكتاب والسنة، وهؤالء منهم من يعاقب بسلب حاله حتى يفعل بمقتضى ذوقان نهم من يعاقب بسلب اإليم يصير منقوصا عاجزا محروما، ومنهم من يعاقب بسلب الطاعة حتى يصير فاسقا، وم

. من هؤالء يحتج بقصة موسى والخضر وهؤالء آثيرون جدا، وآثير . حتى يصير مرتدا منافقا، أو آافرا ملعنا

ال الحسن البصري ] 99 : الحجر [ } واعبد ربك حتى يأتيك اليقين { : فأما استداللهم بقوله تعالى م، ق يهم ال له : ، فهي عله رأ قول ك { : إن اهللا لم يجعل لعمل المؤمنين أجال دون الموت، وق د رب ين واعب ك اليق ى يأتي ا } حت ين هن ك أن اليق ، وذلن { : وذلك مثل قوله . الموت وما بعده باتفاق علماء المسلمين وهؤالء من المستيقنين ك م م ن الوا ل قر ق ي س لككم ف ما س

ين وآنا نخوض مع الخائضين وآنا { : إلى قوله } المصلين ا اليق ى أتان دين حت وم ال دثر [ } نكذب بي ذا . ] 47 : 42 : الم فهاآلخرة، والخوض مع . قالوه وهم في جهنم ذيب ب وأخبروا أنهم آانوا على ما هم عليه من ترك الصالة والزآاة والتك

ال ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يك . الخائضين حتى أتاهم اليقين ذين ق وا مع ال م يكون دنيا، ول ونوا مؤمنين بذلك في الرة [ } وباآلخرة هم يوقنون { : اهللا فيهم ين ] 4 : البق ا يوعدون، وهو اليق اهم م ه أت ذلك أن ا أراد ب ي . ، وإنم ول النب ه ق ومن

ة صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح ـ لما توفى عثمان بن مظعون ـ وشهدت ه بعض النسوة بالجن ا . ل ال له فقاءه ( : وقال ) إني واهللا وأنا رسول اهللا ما أدري ما يفعل بي ؟ وما يدريك ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم د ج ان فق ا عثم أم

. أي أتاه وعده وهو اليقين ) اليقين من ربه ول، أي ] يقين [ و ى مفع ان مصدرا . الموت على وزن فعيل، وسواء آان فعيل بمعن ذبيح، أو آ آالحبيب والنصيح وال

ر، : وقوله ] 1 : النحل [ } أتى أمر الله { : ، وقوله ] 11 : لقمان [ } هذا خلق الله { : آقوله . وضع موضع المفعول ضرب األميا . آثيروأمثال ذلك، فإنه . وقولهم قدرة عظيمة : قيل . وغفر اهللا لك ين هو م ل اليق فعلى التقديرين المعنى ال يختلف، ب

. يأتيك ما توعد : آقولك ] 99 : الحجر [ } حتى يأتيك اليقين { : وعد به العباد من أمر اآلخرة، وقوله

Page 124: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ر . عليك/اعبده حتى يحصل لك إيقان، ثم ال عبادة : فإما أن يظن أن المراد ذا آف ا فه ذا لم لمين، وله ة المس اق أئم باتفادات ال . ذآر للجنيد بن محمد أن قوما يزعمون أنهم يصلون من طريق البر إلى ترك العب ا والسرقة وشرب : فق الزن

اد الخمر خير من قول هؤالء، ومازال أئمة الدين ومشائخه يعظمون النكير على هؤالء المنافقين، وإن آانوا من الزهد يكون بعضها في العابدين وأهل ذه األمور ق الكشف والتصرف في الكون وأرباب الكالم والنظر في العلوم، فإن ه

ذي هو . وإنما الفاصل بين أهل الجنة وأهل النار، اإليمان والتقوى . أهل الكفر والنفاق ومن المشرآين وأهل الكتاب الون أال إن أولياء ا { : آما قال . نعت أولياء اهللا انوا يتق ونس [ } لله ال خوف عليهم وال هم يحزنون الذين آمنوا وآ ، 62 : ي

: وأما احتجاجهم بقصة موسى والخضر فيحتجون بها على وجهين ] 63

ة [ هية العامة، وهي إن الخضر آان مشاهدا اإلرادة الربانية الشاملة، والمشيئة اإلل : أن يقولوا : أحدهما ة الكوني . ] الحقيقاق ل من عظيم النف فلذلك سقط عنه المالم فيما خالف فيه األمر والنهي الشرعي، وهو من عظيم الجهل والضالل، ب

ذا : والكفر، فإن مضمون هذا الكالم ه أمر وال نهي، وه م يكن علي در وشهد أن اهللا رب آل شيء، ل أن من آمن بالقالوا آفر بجميع آ ذين ق ول المشرآين ال اء { : تب اهللا و رسله ،وما جاؤوا به من األمر والنهي، وهو من جنس ق و ش ل

ن { : تعالى/، قال اهللا } الله ما أشرآنا وال آباؤنا وال حرمنا من شيء وا بأس ل آذلك آذب الذين من قبلهم حتى ذاق ل ه ا قون تم إال تخرص ن وإن أن ون إال الظ ا إن تتبع وه لن م فتخرج ن عل دآم م ام [ } عن ي سورة ] 148 : األنع ذا ف ر ه ، ونظي

ال ال { : النحل، وفي سورة يس ه ق م الل ا رزقك وا مم م أنفق ه وإذا قيل له اء الل و يش ن ل م م وا أنطع ذين آمن روا لل ذين آفم { : وآذلك في سورة الزخرف ] 47 : يس [ } أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين ا له وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم م

. ] 20 : الزخرف [ } إلا يخرصون بذلك من علم إن هم

م مجوس ] القدرية المشرآية [ : وهؤالء هم ذين ه ة ال م شر من القدري الذين يحتجون بالقدر على دفع األمر والنهي هاألم ) إن مرضوا فال تعودوهم، وإن ماتوا فال تشهدوهم ( : هذه األمة، الذين روى فيهم رون ب ر والنهي ؛ ألن هؤالء يق

. والثواب والعقاب، لكن أنكروا عموم اإلرادة والقدرة والخلق، وربما أنكروا سابق العلم

درة ] القدرية المشرآية [ وأما وم اإلرادة والق روا عم م ينك اب، لكن وإن ل واب والعق إنهم ينكرون األمر والنهي والث فد، و ا أرسل الرسل والخلق، فإنهم ينكرون األمر والنهي والوعد والوعي إن اهللا إنم ب، ف ع الرسل والكت رون بجمي يكف

. وقد بسطنا الكالم على هؤالء في مواضع غير هذا . ومنذرين من عصاهم بالعقاب . مبشرين، من أطاعهم بالثواب . مؤمنين بالقدروأيضا، فإن موسى عليه السالم آان مؤمنا بالقدر، وعالما به، بل أتباعه من بني إسرائيل آانوا أيضا /

فهل يظن من له أدنى عقل أن موسى طلب أن يتعلم من الخضر اإليمان بالقدر، وإن ذلك يدفع المالم، مع أن موسى . أعلم بالقدر من الخضر، بل عموم أصحاب موسى يعلمون ذلك

يس األمر إني آنت شاهدا : وقال . وأيضا، فلو آان هذا هو السر في قصة الخضر بين ذلك لموسى لإلرادة والقدر، ول

. آما سنبينه إن شاء اهللا تعالى . آذلك، بل بين له أسبابا شرعية تبيح له ما فعل

ا ساغ : فإن من هؤالء من يظن : ] الوجه الثاني [ وأما ة، آم ه الخروج عن الشريعة النبوي إن من األولياء من يسوغ لة الرسول للخضر الخروج عن متابعة موسى، وأنه ق ه عن متابع ا يستغنى ب د يكون للولي في المكاشفة والمخاطبة م

ي، ى النب ا من بعض الوجوه عل ا، وإم ا مطلق ه، إم ولي في زعم نهم يفضل ال ر م في عموم أحواله أو بعضها، وآثيواع ل من أعظم أن االت والضالالت ب االت من أعظم الجه ذه المق م، وآل ه زاعمين أن في قصة الخضر حجة له

. النفاق واإللحاد والكفر

ن اإلسالم د : فإنه قد علم باالضطرار من دي ن عب د ب الة محم اس /أن رس ع الن لم لجمي ه وس عربهم : اهللا صلى اهللا عليس، ين الجن واإلن ة الثقل ل عام ة، ب وم القيام ى ي وعجمهم، وملوآهم وزهادهم وعلمائهم وعامتهم، وإنها باقية دائمة إل

م من فعل . الخالئق الخروج عن متابعته وطاعته ومالزمة ما يشرعه ألمته من الدين وإنه ليس ألحد من وما سنه له . المأمورات وترك المحظورات، بل لو آان األنبياء المتقدمون قبله أحياء لوجب عليهم متابعته ومطاوعته

ه وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ل { : وقال اهللا تعالى ؤمنن ب م لت ما آتيتكم من آتاب وحكمة ثم جاءآم رسول مصدق لما معك

ا م هدوا وأن ال فاش ا ق الوا أقررن م إصري ق ى ذلك ذتم عل اهدي ولتنصرنه قال أأقررتم وأخ ن الش م م ران [ } نعك : آل عم

Page 125: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ره : ، قال ابن عباس ] 81 ه ولينصرنه، وأم ؤمنن ب د وهو حي لي ما بعث اهللا نبيا إال أخذ عليه الميثاق، لئن بعث محم . بأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه

د لم رأى بي ه وس ي صلى اهللا علي ابر أن النب ن ج ائي ع نن النس ي س ال وف وراة فق ن الت ة م اب ورق ن الخط ر ب : عم

ة : التهوك [ أمتهوآون ( ر روي ة . آالتهور، وهو الوقوع في األمر بغي ن الخطاب ] 5/282النهاي ا ب ا ؟ ي تكم به د جئ لقاعي ا وسعه إال اتب ا م ان موسى حي و آ ة، ل ند ولفظه ) بيضاء نقي د في المس ذا أو نحوه ـ ورواه أحم و ( : ـ ه ان ول آ

وني لضللتم وه وترآتم م اتبعتم ال . ) موسي حيا ث ي داود ق ر ( : وفي مراسيل أب ا غي وا آتاب وم ضاللة أن يبتغ ى بق آفابكم ى . آت زل عل يهم /أن ر نب ي غي الى ) نب زل اهللا تع يهم { : وأن ى عل اب يتل ك الكت ا علي ا أنزلن م أن م يكفه } أول

. ] 51 : العنكبوت [

ن ( : بل قد ثبت باألحاديث الصحيحة د ب ا لشريعة محم أن المسيح عيسى ابن مريم إذا نزل من السماء فإنه يكون متبعاء ) عبد اهللا صلى اهللا عليه وسلم ه من األنبي فكيف . فإذا آان صلى اهللا عليه وسلم يجب اتباعه ونصره على من يدرآ

؟ بمن دونهم

ره، آموسى ريعة رسول غي ع ش ه أن يتب ه دعوت ن بلغت ه ال يجوز لم ن اإلسالم أن ن دي م باالضطرار م ا يعل ل مم به والرسل . وعيسى الخروج عن الى ؟ فإذا لم يجز الخروج عن شريعته إلى شريعة رسول، فكيف ب ال تع ا ق وا { : آم قول

ا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أ ي موسى وعيسى وم ا أوت باط وم وب واألس نزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقا ما آمنتم به أوتي النبيون من ربهم ال نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل فقد اهتدوا وإن تولوا فإنم

ن { : وقال تعالى . ] 137، 136 : البقرة [ } هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ه م زل إلي ا أن ول بم آمن الرسك ربه والمؤمنون آل آمن بالله ا غفران معنا وأطعن الوا س له وق ن رس ا ومآلئكته وآتبه ورسله ال نفرق بين أحد م ربن

. ] 285 : البقرة [ } وإليك المصير ا ولهذا لما آان قد دخل فيما ينقله أهل الكتاب عن األنبياء تحريف وتبديل، آ/ ه، وم ان ما علمنا أنه صدق عنهم آمنا ب

رة عن ي هري ا روى البخاري في صحيحه عن أب علمنا أنه آذب رددناه، وما لم نعلم حاله لم نصدقه ولم نكذبه، آمال لم ق ه وس لى اهللا علي ي ص ذبوهم ( : النب دقوهم، وال تك ال تص اب ف ل الكت دثكم أه ل . إذا ح دثوآم بباط ا أن يح فإم

. ) آمنا بما أنزل إلينا وما أنزل إليكم : وقولوا . ا أن يحدثوآم بحق فتكذبوهمفتصدقوهم، وإم

م : ومما يبين الغلط الذي وقع لهم في االحتجاج بقصة موسى والخضر على مخالفة الشريعة ه السالم ل أن موسى عليه : في الصحيحين يكن مبعوثا إلى الخضر وال أوجب اهللا على الخضر متابعته وطاعته، بل قد ثبت ال ل : أن الخضر ق

ه ه اهللا ال أعلم م اهللا، علمك ك أن . يا موسى، إني على علم من علم اهللا علمنيه اهللا ال تعلمه، وأنت على علم من عل وذل . دعوة موسى آانت خاصة

ه ا فضله اهللا ب ال ـ فيم ه ق لم أن ه وس ال وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى اهللا علي اء ـ ق ى األنبي : عل

اد، ) آان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ( ع العب املة لجمي لم ش ه وس فدعوة محمد صلى اهللا علية موسى ا ساغ للخضر الخروج عن متابع الته، آم تغناء عن رس ه، وال اس ه وطاعت ليس ألحد الخروج عن متابعت

ه اهللا /وطاعته ا علم ه بم تغنيا عن د . مس ول لمحم ه اإلسالم أن يق يس ألحد ممن أدرآ م اهللا : ول م من عل ى عل ي عل إنه الخروج عن دعوة رهم ـ ل اد أو غي اد والعب ق ـ الزه علمنيه اهللا ال تعلمه، ومن سوغ هذا أو اعتقد أن أحدا من الخل

اق المسلمين افر باتف ذا م . محمد صلى اهللا عليه وسلم ومتابعته، فهو آ ل ه ذآر ودالئ ر من أن ت اب والسنة أآث ن الكت . هنا

ه ا فعل وافق ا م وقصة الخضر ليس فيها خروج عن الشريعة؛ ولهذا لما بين الخضر لموسى األسباب التي فعل ألجله . ولو آان ما فعله اللخضر مخالفا لشريعة موسى لما وافقه . موسى، ولم يختلفا حينئذ

م ومثل هذا وأمثاله يقع للمؤمنين ب ه الفعل في الشريعة، واآلخر ال يعل يح ل أن يختص أحد الشخصين بالعلم بسبب يب

دخال إلى بيت شخص، وآان أحدهما يعلم طيب نفسه : مثل شخصين . ذلك السبب، وإن آان قد يكون أفضل من األولذا السبب وذلك مباح في الشريعة، واآلخر ال . بالتصرف في منزله، إما بإذن لفظي أو غيره، فيتصرف م ه م يعل ذي ل

Page 126: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ان فينة غصبا، وآ ك يأخذ آل س امهم مل ال يتصرف، وخرق السفينة آان من هذا الباب، فإن الخضر آان يعلم أن أم . خير من انتزاعها منهم . . . من المصلحة التي يختارها أصحاب السفينة، إذا علموا ذلك؛ لئال يأخذها

ا ونظير هذا حديث الشاة التي أصابها/ لم عنه ه وس ي صلى اهللا علي ألوا النب الموت فذبحتها امرأة بدون إذن أهلها، فس

اإلذن ا، واألذن العرفي آ ه عرف فأذن لهم في أآلها ولم يلزم التي ذبحت بضمان ما نقصت بالذبح؛ ألنه آان مأذونا فيتئذان دون اس ه ب ان في غيبت و طلحة اللفظي؛ ولهذا بايع النبي صلى اهللا عليه وسلم عن عثم اه أب ا دع ذا لم ا، وله ه لفظ

ة ه اهللا من البرآ ا يجعل ك لم ي طلحة، وذل م من طيب نفس أب ا عل . ونفرا قليال إلى بيته، قام بجميع أهل المسجد، لم . وآذلك حديث جابر

ه من ا علم طيب نفس وقد ثبت أن لحاما دعاه فاستأذنه في شخص يستتبعه؛ ألنه لم يكن يعلم من طيب نفس اللحام م

ا عن ان يفتنهم ه آ ه بأن ه، لعلم ى أبوي ع الصائل عل اب دف ان من ب ل الغالم آ ذلك قت أبي طلحة وجابر وغيرهما، وآذا ثبت في صحيح وال له ى األم دفع الصول عل تلهم ل ل يجوز ق لمين، ب اتلوا المس دينهما؛ وقتل الصبيان يجوز إذا ق

ه الخضر من الغالم : الغلمان قال البخاري أن نجدة الحروري لما سأل ابن عباس عن قتل ا علم إن آنت تعلم منهم م . فاقتلهم، وإال فال تقتلهم

ه : وآذلك في الصحيحين ا ظن ا، لم ان مراهق ن صياد، وآ ل اب لم في قت ه وس ي صلى اهللا علي أن عمر لما استأذن النب

ل : فلم يقل ) ي قتلهإن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فال خير لك ف ( : الدجال، فقال ه، ب ك في قتل إن يكنه فال خير ل . ) فلن تسلط عليه ( : قال إن / وذلك يدل على أنه لو أمكن إعدامه قبل بلوغه لقطع فساده لم يكن ذلك محذورا، وإال آان التعليل بالصغر آافيا، ف

ال ا ق أثير، آم رة األعم إذا آان مستقال بالحكم آان األخص عديم الت ا من الطوافين ( : في اله نجس إنه ا ليست ب إنه . ) عليكم والطوافات

ين الخضر ا : وأما بناء الجدار فإنما فيه ترك أخذ الجعل مع جوعهم، وقد ب د م يم وصالح الوال يهم من الش ه ف أن أهل

. يستحقون به التبرع، وإن آان جائعا

باحة ما قد يكون ظاهرا، فيشترك فيها الناس، ومنه ما يكون خفيا عن ومن ذلك أن من أسباب الوجوب والتحريم واإلذا ق الكشف، وقصة الخضر من ه ا يعرف بطري ا يكون خفي ه م اد، ومن ى الوجه المعت بعضهم ظاهرا لبعضهم عل

ه، . وذلك يقع آثيرا في أمتنا . الباب م يحرم مثل أن يقدم لبعضهم طعام فيكشف له أنه مغصوب فيحرم عليه أآل وإن لم . ذلك على من لم يعلم ذلك م يعل ك لمن ل ه ال يحل ذل ه، فإن ه أآل ه فيحل ل ه في م أن صاحبه أذن ل ال يعل ر بم أو يظف

. وأمثال ذلك . اإلذن

ارة ه ت ذي يصيب في اد، ال فمثل هذا إذا آان الشيخ من المعروفين بالصدق واإلخالص آان مثل هذا من مواقع االجتهة، /، ويخطئ أخرى رأي، والرواي ا، وال ا وتأويله فإن المكاشفات يقع فيها من الصواب والخطأ نظير ما يقع في الرؤي

ان ذا آ ه وله وليس شيء معصوما على اإلطالق إال ما ثبت عن الرسول، ولهذا يجب رد جميع األمور إلى ما بعث بل ي بكر أفضل من المحدث مث ل أب ين للمحدث الصديق المتلقى عن الرسول آل شيء، مث ان الصديق يب ر، وآ عم

ي صلى وم موت النب ة، وي وم الحديبي المواضع التي اشتبهت عليه، حتى يرده إلى الصواب، آما فعل أبو بكر بعمر ي . وهذا الباب قد بسطناه في غير هذا الموضع . اهللا عليه وسلم، وفي قتال مانعى الزآاة، وغير ذلك

ق والمقصود أنه ليس في قصة الخضر لم ألحد من الخل ه وس م . ما يسوغ مخالفة شريعة رسول اهللا صلى اهللا علي نع

قد صار فيه اشتراك في عرف العامة، منهم من يجعله عبارة عن حكم الحكام، وال ريب أن حكم الحاآم ] الشرع [ لفظ لمة قد يطابق الحق في الباطن، وقد يخالفه، ولهذا قال صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الم ه عن أم س م ( : تفق علي إنك

تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضى بنحو مما أسمع فمن قضيت له من حق . ) أخيه شيئا فال يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار

Page 127: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د وقد اتفق المسلمون على أن حكم الحاآم بالحقوق المرسلة ال يغير الشيء عن صفته ال زي م بم و حك اطن، فل في البم بالحال /لعمر، إلقرار أو بينة ه أخذه مع العل اطن، وال يجوز ل ه في الب ك ل بح ذل م ي آان ذلك باطال في الباطن، ول

اطن ر الب ه ال يغي إن حكم ع ف اح أو طالق وبي د أو فسخ نك م بعق و حك ة ل اهير األم د جم ذلك عن باتفاق المسلمين، وآ . عندهم

ود والفسوخ : نهم من يقولوإن آان م ور، . حكمه يغير ذلك في هذا الموضع؛ ألن له والية العق ول الجمه فالصحيح ق

. وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد، وسائر فقهاء أهل الحجاز والحديث، وآثير من فقهاء العراق

: في هذا الزمان، يطلق على ثالثة معان ] الشرع [ وأيضا فلفظ

. ل، وشرع متأول، وشرع مبدلشرع منز اس : ] فالمنزل [ ى بعض الن ه ال يجب اتباعه عل د أن الكتاب والسنة، فهذا الذي يجب اتباعه على آل واحد، ومن اعتق

. فهو آافر ه هي ال ] المتأول [ و د أن حجت ائز لمن اعتق دين ج ة، أو موارد االجتهاد التي تنازع فيها العلماء، فاتباع أحد المجته قوي

لم ه وس ه إال رسول اهللا صلى اهللا علي اع أحد بعين وم المسلمين اتب ى عم ده وال يجب عل ه تقلي ر من . لمن ساغ ل فكثيد خالف ره ق ك، وغي ه يكون الصواب مع ذل الشرع، /المتفقهة إذا رأى بعض الناس من المشائخ الصالحين، يرى أن

دا وإنما خالف ما يظنه هو الشرع، وقد يكون ظنه خط أ فيثاب على اجتهاده، وخطؤه مغفور له وقد يكون اآلخر مجته . مخطئا

ذا يحرم : ] الشرع المبدل [ وأما د المحرم، فه ة والتقلي أويالت الفاسدة واألقيسة الباطل فمثل األحاديث الموضوعة، والت

ى د يوجب عل ة ق ة والمتكلم اع أيضا، وهذا من مثار النزاع، فإن آثيرا من المتفقه رة اتب ر من المتصوفة والمتفق آثيا عن الشريعة ك خروج رى خروجه عن ذل ا وظاهرا، وي ه باطن م حاآم زام حك د متبوعه، والت مذهبه المعين، وتقلي

. المحمدية، وهذا جهل منه وظلم، بل دعوى ذلك على اإلطالق آفر ونفاق

د . ومتبوعه، وهو في هذا نظير ذلك آما أن آثيرا من المتصوفة والمتفقرة يرى مثل ذلك في شيخه وآل من هؤالء قدا، ومكاشفات ا ووج ذا ذوق ا يسميه ه ا لم ا، إم ا لهم ه معارض ا يظن اب والسنة، لم ه الكت ا جاء ب يسوغ الخروج عمى آل أحد ل يجب عل اق، ب ك من شعب النف ومخاطبات، وإما لما يسميه هذا قياسا ورأيا وعقليات وقواطع، وآل ذل

يس ألحد أن يعارضه تصديق ه، ول ا أمر ب ع م الرسول صلى اهللا عليه وسلم في جميع ما أخبر به، وطاعته في جمي . بضرب األمثال، وال بآراء الرجال، وآل ما عارضه فهو خطأ وضالل

. وقد ذآرنا من تفصيل ذلك في غيرهذا الموضع ما ال يتسع له هذا المجال/

واهللا . اننا لما يحبه ويرضاه، من األقوال واألفعال الباطنة والظاهرة، وفي جميع األحوالواهللا تعالى يوفقنا وسائر إخو . والحمد هللا وحده، وصلواته وسالمه على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم . سبحانه وتعالى أعلم

د ( وهل ؟ هل هو صحيح أم مقطوع : سئل شيخ اإلسالم عن الحديث المروي في األبدال ام ) الاألب ؟ مخصوصون بالشوهل صحيح أن الولي ؟ أم حيث تكون شعائر اإلسالم قائمة بالكتاب والسنة يكون بها األبدال بالشام وغيره من األقاليم

؟ يكون قاعدا في جماعة ويغيب جسده

ذا غوث : ضيلة، ويقولونوما قول السادة العلماء في هذه األسماء التي تسمى بها أقوام من المنسوبين إلى الدين والف ه ؟ األغواث، وهذا قطب األقطاب، وهذا قطب العالم، وهذا القطب الكبير، وهذا خاتم األولياء

: فأجاب

[ الذي بمكة، و ] الغوث [ أما األسماء الدائرة على ألسنة آثير من النساك والعامة مثل

Page 128: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اب : ] النجباء الثالثمائة [ و ] األبدال األربعين [ و ] األقطاب السبعة [ و ] األوتاد األربعة فهذه أسماء ليست موجودة في آت

. اهللا تعالى؛ وال هي أيضا مأثورة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم بإسناد صحيح، وال ضعيف يحمل عليه ألفاظ األبدال ي طالب ـ رضي ا / ي صلى اهللا فقد روي فيهم حديث شامي منقطع اإلسناد عن علي بن أب ى النب ا إل ه ـ مرفوع هللا عن

ه رجال ( : عليه وسلم أنه قال الى مكان ، ) إن فيهم ـ يعني أهل الشام ـ األبدال أربعين رجال، آلما مات رجل أبدل اهللا تعاني عن . وال توجد هذه األسماء في آالم السلف، آما هي على هذا الترتيب ذا الترتيب والمع ى ه أثورة عل وال هي م

ا د قاله ائخ، وق المشائخ المقبولين عند األمة قبولا عاما، وإنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المش . إما آثرا لها عن غيره أو ذاآرا

ه، ا يوجب قبول ه من الحق م ه، فصار في وهذا الجنس ونحوه من علم الدين قد التبس عند أآثر المتأخرين حقه بباطل

. ل ما يوجب رده، وصار آثير من الناس على طرفي نقيضومن الباط

. قوم آذبوا به آله لما وجدوا فيه من الباطل

ا ق لم ذا تحقي ذيب بالباطل، وه الحق والتك ا الصواب التصديق ب ه من الحق، وإنم وقوم صدقوا به آله لما وجدوا في . حذو القذة بالقذة أخبر به النبي عليه السالم عن رآوب هذه األمة سنن من قبلها

ديل /فإن أهل الكتابين لبسوا الحق بالباطل، وهذا هو التبديل دين بالتب ر ال ذا يتغي نهم، وله ع في دي ذي وق والتحريف ال

ا ان م ديل والكذب والكتم دخل من التحريف والتب تارة، وبالنسخ أخرى، وهذا الدين ال ينسخ أبدا لكن يكون فيه من يه الحق بالباط الين، يلبس ب ه تحريف الغ ون عن ا عن الرسل، فينف ه الحجة خلف وم ب ه من تق يم اهللا في د أن يق ل، وال ب

. وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فيحق اهللا الحق ويبطل الباطل ولو آره المشرآون

ا ين فالكتب المنزلة من السماء، واألثارة من العلم المأثورة عن خاتم األنبياء، يميز اهللا به م ب الحق من الباطل، ويحكل الناس فيما اختلفوا فيه، وبذلك يتبين أن هذه األسماء على هذا العدد، والترتيب والطبقات ليست حقا في آل زمان، بابقون يهم الس ل ف رون أخرى، ويق ارة ويكث ون ت ؤمنين يقل إن الم ه باطل، ف ه وإطالق ى عموم يجب القطع بأن هذا عل

دخل المقربون تارة، ويكثرون وى ومن ي ان والتق اء اهللا أهل اإليم أخرى، وينتقلون في األمكنة، وليس من شرط أوليوى ومن فيهم من السابقين المقربين لزوم مكان واحد في جميع األزمنة، وليس من شرط أولياء اهللا أهل اإليمان والتق

. يدخل فيهم من السابقين المقربين تعيين العدد

م وقد بعث اهللا رسوله با بعين، ث ل من س م أق ين، ث لحق وآمن معه بمكة نفر قليل آانوا أقل من سبعة، ثم أقل من أربعار /أقل من ك في الكف ع أن يكون ذل اجر هو وأصحابه . ثالثمائة فيعلم أنه لم يكن فيهم هذه األعداد، ومن الممتن م ه ث

موضع خالفة النبوة، وبها انعقدت بيعة الخلفاء إلى المدينة، وآانت هي دار الهجرة والسنة والنصرة، ومستقر النبوة وع د أن بوي ا بع د خرج منه ان ق ين، وإن آ يهم أجمع الى عل ي رضوان اهللا تع ان وعل الراشدين، أبي بكر وعمر وعثم

. فيها، ومن الممتنع أنه قد آان بمكة في زمنهم من يكون أفضل منهم

ل من ثم إن اإلسالم انتشر في مشارق األرض ومغاربها، وآا ين، ب اء اهللا المتق ن في المؤمنين في آل وقت من أوليا ة آالف، ولم ة وال بثالث المين، ال يحصرون بثالثمائ دده إال رب الع دد ال يحصى ع ربين ع ابقين المق الصديقين الس

ربين ابقين المق ل من الس ين، ب اء اهللا المتق ة من أولي رون الخالي ان في الق ة الفاضلة آ رون الثالث من ال انقرضت القدا يعرف عدده، وليسوا بمحصورين بعدد وال محدودين بأمد، وآل من جعل لهم عددا محصورا فهو من المبطلين عميهم الصالة د عل ل محم راهيم، وقب وح وإب ن آدم ون ي زم بعمائة، ف ى س ة إل ان القطب والثالث ن آ أله م أ، فنس أو خط

ا { : ال اهللا تعالىق ! ؟ والسالم في الفترة حين آان عامة الناس آفرة ه حنيف ا لل ة قانت ان أم راهيم آ ] 120 : النحل [ } إن إبال لسارة وم مؤمن : أي آان مؤمنا وحده وآان الناس آفارا جميعا، وفي صحيح البخاري أنه ق ى األرض الي يس عل ل

اب هو الذي بعث { : غيري وغيرك، وقال اهللا تعالى م الكت زآيهم ويعلمه ه وي يهم آيات و عل نهم يتل ولا م أميين رس ي ال ف . ] 2 : الجمعة [ } والحكمة وإن آانوا من قبل لفي ضلال مبين

Page 129: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ؟ ومن أول هؤالء ؟ ان آانواوإن زعموا أنهم آانوا بعد رسولنا عليه السالم نسألهم في أي زم ة آي أي حديث ؟ وبأي وبده ؟ مشهور في الكتب الستة ى نعتق ذه األعداد حت ة ثبت وجود هؤالء به رون الثالث ألن ؟ وبأي إجماع متواتر من الق

ي ان العقل ت { العقائد ال تعقد إالمن هذه األدلة الثالثة، ومن البره انكم إن آن اتوا بره ل ه ادقين ق رة [ } م ص ، ] 111 : البق . فإن لم يأتوا بهذه األدلة األربعة الشرعية فهم الكاذبون بال ريب، فال نعتقد أآاذيبهم

ؤمنين رزق الم طة، وي ال واس ذات ب دوهم بال ى ع رهم عل ار وينص الى الكف بحانه وتع رزق اهللا س ه أن ي زم من ويل

ر، واحفظ القاعدة وينصرهم بواسطة المخلوقات، والتعظيم دبر وال تتحي ة اهللا، ت في عدم الواسطة، آروح اهللا، وناق . حفظا

فال يستحقه إال اهللا فهو غياث المستغيثين، فال يجوز ألحد االستغاثة بغيره، ال بملك مقرب ) فأما لفظ الغوث والغياث /

. وال نبي مرسل

ي يطلب ا ومن زعم أن أهل األرض يرفعون حوائجهم الت ة، /ون به ى الثالثمائ ة إل زول الرحم نهم، ون آشف الضر عى ة إل ة، واألربع ى األربع بعة إل بعة، والس ى الس ون إل ين، واألربع ى األربع بعون إل بعين، والس ى الس ة إل والثالثمائ

ه نهم بقول الى ع ر اهللا تع كم ال { : الغوث، فهو آاذب ضال مشرك، فقد آان المشرآون آما أخب ر وإذا مس ي البح ر ف ض . ] 62 : النمل [ } أمن يجيب المضطر إذا دعاه { : ، وقال سبحانه وتعالى ] 67 : اإلسراء [ } ضل من تدعون إال إياه

الى ؟ فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحجاب ل تع ي { : وهو القائ ادي عن ألك عب وإذا س

، وقال إبراهيم عليه ] 186 : البقرة [ } فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدونت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصالة فاجعل ربنا إني أسكن { : السالم داعيا ألهل مكة

ما نعلن وما يخفي على الله ما نخفي وأفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إنك تعلمحاق إن ماعيل وإس ر إس دعاء من شيء في األرض وال في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكب ميع ال ي لس } رب

. ] 39 : 37 : إبراهيم [

أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم ال تدعون أصم ( : به لما رفعوا أصواتهم بالذآروقال النبي عليه السالم ألصحا . وهذا باب واسع ) سميعا قريبا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدآم من عنق راحلته/وال غائبا وإنما تدعون

روفون يرفعون إلى اهللا حوائجهم، ال ظاهرا وال وقد علم المسلمون آلهم أنه لم يكن عامة المسلمين وال مشايخهم المع

را، وا آبي ه الظالمون عل ا يقول ائر م وك وس باطنا بهذه الوسائط والحجاب، فتعالى اهللا عن تشبيهه بالمخلوقين من الملان تم اإليم ين ال ي ى المكلف وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه البد في آل زمان من إمام معصوم يكون حجة اهللا عل

ه عين وال : إال به، ثم مع هذا يقولون نة، وال يعرف ل إنه آان صبيا دخل السرداب من أآثر من أربعمائة وأربعين س . أثر، وال يدرك له حس وال خبر

ذا الترتيب واألعداد تشبه من ل ه يهم مضاهاة للرافضة من بعض الوجوه، ب ذه المراتب ف وهؤالء الذين يدعون ه

ك من بعض الوجوه ترتيب ا ر ذل إلسماعيلية، والنصيرية، ونحوه في السابق والتالي والناطق، واألساس والجسد وغي . الترتيب، الذي ما نزل اهللا به من سلطان

فالن من األوتاد، يعني بذلك أن اهللا تعالى يثبت به اإليمان، والدين : فقد يوجد في آالم البعض أنه يقول : وأما األوتاد/

ديهم اهللا به، آما يثبت األرض بأوتادها، وهذا المعنى ثابت لكل من آان بهذه الصفة من العلماء، فكل في قلوب من يهه ان بدون رة، ومن آ ال الكبي من حصل به تثبيت العلم واإليمان في جمهور الناس آان بمنزلة األوتاد العظيمة، والجب

ل ر، ب ل وال أآث ة وال أق ين في آان بحسبه، وليس ذلك محصورا في أربع ول المنجم ة مضاهاة بق جعل هؤالء أربع . أوتاد األرض

دين أو : وأما القطب ه أمر من أمور ال فيوجد أيضا في آالمهم فالن من األقطاب، أو فالن قطب، فكل من دار علي

ه، أو قر ه أمر داره أو درب دائر علي ان ال ه، الدنيا، باطنا أو ظاهرا فهو قطب ذلك األمر ومداره، سواء آ ه أو مدينت يتك من أمر دينها أو دنياها، باطنا أو ظاهرا، وال اختصاص لهذا المعنى بسبعة وال أقل وال أآثر، لكن الممدوح من ذل

Page 130: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د يتفق في بعض األعصار آان مدارا لصالح الدنيا والدين دون مجرد صالح الدنيا، فهذا هو القطب في عرفهم، فقد اهللا سواء، وال أن يكون شخص أفضل أهل عصره، وقد ي تفق في عصر آخر أن يتكافأ اثنان أو ثالثة في الفضل عن

. يجب أن يكون في آل زمان شخص واحد هوأفضل الخلق عند اهللا مطلقا إن ] البدل [ وآذلك لفظ / ه السالم، ف جاء في آالم آثير منهم، فأما الحديث المرفوع فاألشبه أنه ليس من آالم النبي علي

ان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام، وآانت الشام والعراق دار آفر، ثم لما آان في خالفة علي ـ رضي اهللا اإليمان آال ه ق ه السالم ـ أن ه ـ علي الحق ( : عنه ـ قد ثبت عن ائفتين ب ى الط تلهم أول ة من المسلمين تق ي ) تمرق مارق ان عل فك

علوم أن الذين آانوا مع علي ـ رضي اهللا عنه ـ من الصحابة مثل وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام، ومي وقاص ن أب ان سعد ب ة، وإن آ انوا مع معاوي عمار بن ياسر، وسهل بن حنيف ونحوهما، آانوا أفضل من الذين آ

انوا ق آ في ونحوه من القاعدين أفضل ممن آان معهما، فكيف يعتقد مع هذا أن األبدال جميعهم الذين هم أفضل الخل . هذا باطل قطعا، وإن آان قد ورد في الشام وأهله فضائل معروفة فقد جعل اهللا لكل شىء قدرا ! ؟ أهل الشام

} وال تقف ما ليس لك به علم { : والكالم يجب أن يكون بالعلم والقسط، فمن تكلم في الدين بغيرعلم دخل في قوله تعالى

ون { : ، وفي قوله تعالى ] 36 : اإلسراء [ ا ال تعلم م بقسط وعدل دخل ] 33 : األعراف [ } وأن تقولوا على الله م ومن تكله { : في قوله تعالى هداء لل ط ش وامين بالقس وا ق وا آون ا ] 135 : النساء [ } يا أيها الذين آمن ه تع تم { : لى، وفي قول وإذا قل

الى ] 152 : األنعام [ } فاعدلوا اس { : ، وفي قوله تع وم الن زان ليق اب والمي م الكت ا معه ات وأنزلن لنا بالبين لنا رس د أرس لق . ] 25 : الحديد [ } بالقسط

ه /منها أنهم أبدال األنبياء : بدل فسروه بمعانوالذين تكلموا باسم ال ومنها أنه آلما مات منهم رجل أبدل اهللا تعالى مكان

رجلا، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخالقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات آلها ال تختص بأربعين وال . ) النجباء ( حرير يظهر المعنى في اسم بأقل وال بأآثر، وال تحصر بأهل بقعة من األرض، وبهذا الت

ل تفسير بعضهم اع السلف، مث اب والسنة وإجم هو ] الغوث [ فالغرض أن هذه األسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكت

ين دوم الع اب وهو مع ه النصارى في الب الذي يغيث اهللا به أهل األرض في رزقهم ونصرهم، فإن هذا نظير ما تقول . يه بحال المنتظر الذي دخل السرداب من نحو أربعمائة وأربعين سنةواألثر شب

رزق يحصل ] األربعين األبدال [ وآذلك من فسر ل النصر وال ذلك باطل، ب م ف ون به بأن الناس إنما ينصرون ويرزق

أ ل وال ب أربعين وال بأق ك ال ب ا جاء في بأسباب من آآدها دعاء المؤمنين، وصالتهم وإخالصهم، واليتقيد ذل آثر، آمال ي وقاص ق ن أب ا يسهم : الحديث المعروف أن سعد ب ل م ه مث وم، أيسهم ل ة الق ا رسول اهللا، الرجل يكون حامي ي

. ) ياسعد، وهل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم بدعائهم وصالتهم وإخالصهم ( : فقال ؟ ألضعفهم

إن الفجار و رزق والنصر أسباب أخر؛ ف ار وقد يكون لل ى /الكف د يجدب األرض عل ون وينصرون، وق ا يرزق أيضد ريج الكروب، وق ذنوب وتف ران ال ين غف م ب وبهم، فيجمع له المؤمنين ويخيفهم من عدوهم لينيبوا إليه ويتوبوا من ذن

ا ليأخذهم . يملي للكفار ويرسل السماء عليهم مدرارا، ويمددهم بأموال وبنين ويستدرجهم من حيث ال يعلمون في إمال ة، ق ة، وال آل امتحان عقوب الدنيا أخذ عزيز مقتدر، وإما ليضعف عليهم العذاب في اآلخرة، فليس آل إنعام آرام

ا اب { : اهللا تعالى ا إذا م اه فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأآرمه ونعمه فيقول ربي أآرمن وأم ول تل ه فيق ه رزق در علي فق . ] 17 : 15 : الفجر [ } ربي أهانن آلا

ا ان غائب الجسد دائم لين، من آ ه المرس وليس في أولياء اهللا المتقين، وال عباد اهللا المخلصين الصالحين، وال أنبيائ

ا : عن أبصار الناس، بل هذا من جنس قول القائلين ال رضوى، إن علي ة في جب ن الحنفي د اب في السحاب، وإن محموإن محمد بن الحسن بسرداب سامري، وإن الحاآم بجبل مصر، وإن األبدال األربعين رجال الغيب بجبل لبنان، فكل ا اس إم ارة عن أبصار الن ادة في حق الشخص، فيغيب ت هذا ونحوه من قول أهل اإلفك والبهتان، نعم قد تخرق الع

ه من لدفع عدو ا في ؤاده وم عنه، وإما لغير ذلك، وأما أنه يكون هكذا طول عمره فباطل، نعم يكون نور قلبه وهدى فا عن ه غيب اس، ويكون صالحه وواليت ا عن أعين الن اس، /أسرار اهللا تعالى وأمانته وأنواره، ومعرفته غيب ر الن أآث

درج فهذا هو الواقع، وأسرار الحق بينه وبين أوليائه، وأآثر الن ا، وان اس ال يعلمون، وقد بينا بطالن اسم الغوث مطلق . في ذلك غوث العجم ومكة والغوث السابع

Page 131: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ) خاتم األولياء ( وآذلك لفظ ه طائف د انتحل ذي، وق يم الترم لفظ باطل ال أصل له، وأول من ذآره محمد بن علي الحك

اء اتم األولي ه خ دعى أن ن عرب : آل منهم ي ه واب ابن حموي نهم آ ا، وآل م ي وبعض الشيوخ الضالين بدمشق وغيرها في ك طمع ان، وآل ذل ر والبهت ك من الكف ر ذل ى غي ه السالم من بعض الوجوه، إل ي علي يدعي أنه أفضل من النبى ة عل ة الدال ان أفضلهم لألدل رياسة خاتم األولياء لما فاتتهم رياسة خاتم األنبياء، وقد غلطوا فإن خاتم األنبياء إنما آ

ذه ر ه اجرين واألنصار، وخي ذلك، وليس آذلك خاتم األولياء، فإن أفضل أولياء هذه األمة السابقون األولون من المهه، ي رضي اهللا عن م عل ه، ث األمة بعد نبيها أبو بكر رضي اهللا عنه، ثم عمر رضي اهللا عنه، ثم عثمان رضي اهللا عن

اء في وخير قرونها القرن الذي بعث فيه النبي صلى اهللا ع اتم األولي ونهم، وخ ذين يل م ال ونهم، ث ذين يل ليه وسلم، ثم الالحقيقة آخر مؤمن تقي يكون في الناس، وليس ذلك بخير األولياء، وال أفضلهم بل خيرهم وأفضلهم أبو بكر الصديق

. ل منهمااللذان ما طلعت شمس وال غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفض : رضي اهللا تعالى عنه، ثم عمر

: قال شيخ اإلسالم ـ قدس اهللا روحه ـ

بسم اهللا الرحمن الرحيم

اتم وله خ ده ورس دا عب هد أن محم ين، وأش موات واألرض ه إال اهللا رب الس هد أن ال إل المين، وأش د هللا رب الع الحم . النبيين، صلى اهللا تعالى عليه وعلى آله وسلم تسليما دائما إلى يوم الدين

اب راء والكت ق من األم دان بحضرة الخل أما بعد، فقد آتبت ما حضرني ذآره في المشهد الكبير بقصر اإلمارة والمي

ى ] البطائحية [ والعلماء والفقراء العامة وغيرهم في أمر م إل يوم السبت تاسع جمادي األولى سنة خمس، لتشوف الهمة، معرفة ذلك وحرص الناس على االطالع عليه، فإن من د يسمع بعض أطراف الواقع ك ق ا عن ذل ومن /آان غائب

ة ذه الواقع ره النتشار ه ره وي شهدها فقد رأى وسمع ما رأى وسمع، ومن الحاضرين من سمع ورأى ما لم يسمع غيالعظيمة، ولما حصل بها من عز الدين، وظهور آلمته العليا، وقهر الناس على متابعة الكتاب والسنة، وظهور زيف

. ج عن ذلك من أهل البدع المضلة، واألحوال الفاسدة والتلبيس على المسلمينمن خر

اعي [ ، وطريقهم وطريق ] البطائحية [ وقد آتبت في غير هذا الموضع صفة حال هؤالء ن الرف د ب ه، ] الشيخ أحم وحالا ن اإلسالم وم إن وما وافقوا فيه المسلمين وما خالفوهم، ليتبين ما دخلوا فيه من دي ن اإلسالم، ف ه عن دي خرجوا في

ذلك يطول وصفه في هذا الموضع، وإنما آتبت هنا ما حضرني ذآره من حكاية هذه الواقعة المشهورة في مناظرتهم . ومقابلتهم

ى اإلسالم انوا منتسبين إل م وإن آ ذا الموضع ـ وهو أنه ر ه ه في غي د ذآرت ا ق الهم بم م من ح ي آنت أعل ك أن وذل

ة الفق ين الجانب وطريق ر والتواضع ول د والفق ة والزه د والمحب ه والوج د والتأل ي بعضهم التعب د ف ر والسلوك ويوجا في بعضهم من الشرك ا يوجد ـ فيوجد أيض ك م والمالطفة في المخاطبة والمعاشرة والكشف والتصرف ونحو ذل

ا ر مم دع في اإلسالم واإلعراض عن آثي و والب ر، ومن الغل واع الكف ه الرسول، واالستخفاف وغيره من أن جاء با /بشريعة اإلسالم، والكذب والتلبيس، اس بالباطل، والصد عن سبيل اهللا م وال الن وإظهار المخارق الباطلة وأآل أم

. يوجد

وقد تقدمت لي معهم وقائع متعددة بينت فيها لمن خاطبته منهم ومن غيرهم بعض ما فيهم من حق وباطل، وأحوالهم مونها ي يس ن الت ه م ا يظهرون ت صورة م يوخهم، وبين ن ش ة م نهم جماع ة، وأدب م نهم جماع اب م ارات، وت اإلش

هو دواء بالفارسية، : الالذن والالذنة من العلوك، وقيل [ مثل مالبسة النار والحيات، وإظهار الدم، والالذن : المخاريقادة ال : انظر . هو ندى يسقط على الغنم في بعض جزائر البحر : وقيل ذن " لسان، م ورد والعسل ] " ل اء ال ران وم والزعف

ا ك فلم ار ذل وم إظه نهم ق رة م ر م والسكر وغير ذلك، وإن عامة ذلك عن حيل معروفة وأسباب مصنوعة، وأراد غينهم في ي شيخ م ال ل ى ق ة، حت ك بشرط التوب ى ذل أجبتهم إل ى أن أسترهم ف رأوا معارضتي لهم، رجعوا ودخلوا عل

ة، مجلس عام ف ذهب الحيل ا ي د أن نغتسل بم ار بع م الن يه جماعة آثيرة ببعض البساتين لما عارضتهم بأني أدخل معك . ومن احترق آان مغلوبا، فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك

Page 132: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ل هذا الصنم يأآ : فقال لي : وحكى ذلك الشيخ أنه آان مرة عند بعض أمراء التتر بالمشرق، وآان له صنم يعبده، قال ؟ إن آان يأآل أنت تموت : فأنكرت ذلك، فقال لي ! ! من هذا الطعام آل يوم ويبقى أثر األآل في الطعام بينا يرى فيه

التتري وأقسم بأيمان مغلظة /فاستعظم ذلك ! فأقمت عنده إلى نصف النهار ولم يظهر في الطعام أثر : نعم، قال : فقلتذا الشيخ أنه آل يوم يرى فيه أثر األآ ك، فقلت له ك : ل، لكن اليوم بحضورك لم يظهر ذل ك سبب ذل ين ل ا أب ك . أن ذل

د التتري آافر مشرك، ولصنمه شيطان يغويه بما يظهره من األثر في الطعام، وأنت آان معك من نور اإلسالم وتأييبة إلى أهل اإلسالم الخالص اهللا تعالى ما أوجب انصراف الشيطان عن أن يفعل ذلك بحضورك، وأنت وأمثالك بالنس

اض، يكم سواد وبي ق ف تم بل يض، وأن ه سود، وأهل اإلسالم المحض ب التتري وأمثال ك، ف ى أمثال بة إل التتري بالنس آ ! فأعجب هذا المثل من آان حاضرا

الوا ا ق ذه اإلشارات : وقلت لهم في مجلس آخر، لم د أن نظهر ه يس م : قلت ؟ تري ا بحضور من ل ن أهل إن عملتموه

ك . الشأن ـ من األعراب والفالحين، أو األتراك أو العامة أو جمهور المتفقهة والمتفقرة والمتصوفة ـ لم يحسب لكم ذلذهب الخالص من المغشوش ومن ون ال ذين يعرف ذة ال د الجهاب ى عن ى سوق الصرف إل ه إل أت ب فمن معه ذهب فلي

ذلك د أهل الجهل ب ى عن ذهب إل الو . الصفر، ال ي ي فق ا، فقلت : ا ل ذا إال أن تكون همتك معن ي ليست : ال نعمل ه همتمعكم، بل أنا معارض لكم مانع لكم، ألنكم تقصدون بذلك أبطال شريعة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فإن آان لكم

. فانقلبوا صاغرين . قدرة على إظهار ذلك فافعلوا دخل / ان ي دة آ ة بم د في فلما آان قبل هذه الواقع أغالل الحدي ر، مطوقين ب م من شيوخ الب نهم جماعة مع شيخ له م

ا اس م ا ذآر الن التي هي أحسن، فلم ه ب دي مرات فأخاطب أعناقهم، وهو وأتباعه معروفون بأمور، وآان يحضر عنذا هللا سر يظهرونه من الشعار المبتدع الذي يتميزون به عن المسلمين، ويتخذونه عبادة ودينا يوهمون به الناس أن ه

ك ه في ذل من أسرارهم، وإنه سيماء أهل الموهبة اإللهية السالكين طريقهم ـ أعني طريق ذلك الشيخ وأتباعه ـ خاطبتة وال من : بالمسجد الجامع، وقلت ذه األم ك أحد من سلف ه هذا بدعة لم يشرعها اهللا تعالى وال رسوله، وال فعل ذل

اس المشايخ الذين يقتدى بهم، وال يجوز التع بد بذلك، وال التقرب به إلى اهللا؛ ألن عبادة اهللا بما لم يشرعه ضاللة، ولبالى ي صلى اهللا تع ك وهو أن النب الحديد على غير وجه التعبد قد آرهه من آرهه من العلماء للحديث المروي في ذل

. ) مالي أرى عليك حلية أهل النار ( : عليه وسلم رأى على رجل خاتما من حديد فقال

اس ال بعض الن رات، وق ار من المنك د : وقد وصف اهللا تعالى أهل النار بأن في أعناقهم األغالل، فالتشبه بأهل الن قره ( : ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في حديث الرؤيا، قال في آخره د وأآ أحب القي

! ؟ مكروها في المنام فكيف في اليقظة فإذا آان ) القيد ثبات في الدين . الغل

ه مع ى البدعة، وأن /فقلت له في ذلك المجلس ما تقدم من الكالم أو نحوا من ة اإلصرار عل ه من عاقب ادة، وخوفت زيي ليست ور الت ك أن األم ه، وذل دي ب د عه ره لبع ذي نسيت أآث الم ال ن الك ك م ه، ونحو ذل ة فاعل ك يوجب عقوب ذل

ببا ألن مستحبة في الشر ى اهللا وس ع ال يجوز التعبد بها باتفاق المسلمين، وال التقرب بها إلى اهللا وال اتخاذها طريقا إله الرجل زداد ب يكون الرجل من أولياء اهللا وأحبائه، وال اعتقاد أن اهللا يحبها أو يحب أصحابها آذلك، أو أن اتخاذها ي

. للتائبين المريدين وجه اهللا، الذين هم أفضل ممن ليس مثلهم خيرا عند اهللا وقربة إليه، وال أن يجعل شعارا

ا إذا اتخذت فهذا أصل عظيم تجب معرفته واالعتناء به، وهو أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما بمنز ات والمستحبات منه يس من الواجب ا ل ا واجبات أو مستحبات آان ذلك دينا لم يشرعه اهللا، وجعل م ة جعل م ل

رآن لمن ذا عظم ذم اهللا في الق ا شرعه اهللا، وله ن إال م ه اهللا، وال دي ا حرم ليس من المحرمات منها، فال حرام إال مات أو ي المباحات فكيف بالمكروه ذا ف ان ه إذا آ ه ف أذن اهللا بتحريم م ي ا ل ن حرم م ه، ولم أذن اهللا ب م ي ا ل شرع دين

و ! ؟ المحرمات ذه األم ه ولهذا آانت ه م يجب علي روه أو محرم ل اح أو مك ذر الرجل فعل مب و ن ذر، فل زم بالن ر ال تلد آخرين ال فعله، آما يجب عليه إذا نذر طاعة اهللا أن يطيعه، بل عليه آفارة يمين إذا لم يفعل عند أحمد وغيره، وعن

. ] طاعة وعبادة [ يصير بالنذر ما ليس بطاعة وال عبادة /شىء عليه، فال

ود أهل ونحو ين آعه ة شيخ مع زام طريق وة [ ذلك العهود التي تتخذ على الناس اللت دق [ و ] الفت اة البن ك ] رم ونحو ذلليس على الرجل أن يلتزم من ذلك على وجه الدين والطاعة هللا إال ما آان دينا وطاعة هللا ورسوله في شرع اهللا، لكن

ذا ة قد يكون عليه آفارة عند الحنث في ذلك، وله التزام طريق د ب ه من العه ا أخذ علي دل عم ر واحد أن يع أمرت غي

Page 133: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اع لم واتب ه وس ا من طاعة اهللا ورسوله صلى اهللا علي ر منه مرجوحة أو مشتملة على أنواع من البدع إلى ما هو خيول عن عمل د أو يق ة وط : الكتاب والسنة، إذ آان المسلمون متفقين على أنه ال يجوز ألحد أن يعتق ه قرب ر إن اعة وب

ة م باألدل ك يعل لم، وذل ه وس ه ورسوله صلى اهللا علي ا أمر اهللا ب ى اهللا واجب أو مستحب إال أن يكون مم ق إل وطريال . المنصوبة على ذلك د أو يق ة : وما علم باتفاق األمة أنه ليس بواجب وال مستحب وال قربة لم يجز أن يعتق ه قرب إن

. وطاعة

يجوز قصد التقرب به إلى اهللا، وال التعبد به وال اتخاذه دينا وال عمله من الحسنات، فال فكذلك هم متفقون على أنه ال . يجوز جعله من الدين ال باعتقاد وقول، وال بإرادة وعمل

ال /وبإهمال هذا األصل غلط خلق آثير من العلماء والعباد، يرون الشىء ل يق ه : إذا لم يكن محرما ال ينهى عنه، ب إن

اذه جائ وم أن اتخ ا تستعمل المباحات المحضة، ومعل تعماله آم ين اس ز، وال يفرقون بين اتخاذه دينا وطاعة وبرا، وبدع ذا من الب يئات، وه ر الس دينا باالعتقاد أو االقتصاد أو بهما أو بالقول أو بالعمل أو بهما من أعظم المحرمات وأآب

. ها معاصي وسيئاتالمنكرات التي هي أعظم من المعاصي التي يعلم أن في موقف الشيخ من الذين يصرون على االبتداع في الدين :فصــل

داع ى االبت فلما نهيتهم عن ذلك أظهروا الموافقة والطاعة، ومضت على ذلك مدة والناس يذآرون عنهم اإلصرار عللك م ا أس م، وأن اع به ون اإليق لمين، ويطلب رعة المس الف ش ا يخ ار م دين، وإظه ي ال ر ف اة، وأنتظ ق واألن لك الرف س

ه . لمسجد الجامع ] ذلك الشيخ [ الرجوع والفيئة، وأؤخر الخطاب إلى أن يحضر اب في د آت ا بع ى آتاب وآان قد آتب إلر ا أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غي ل إم ه حجة، ب وم ب احتجاج واعتذار، وعتب وآثار، وهو آالم باطل ال تق

. صد عن سبيل اهللا وأآل أموال الناس بالباطلمشروعة، وحقيقة األمر ال

ا . الجواب يكون بالخطاب : فقلت لهم نهم شخص فنزعن دنا م ذلك وحضر عن تم إال ب اب ال ي ذا الكت ل ه فإن جواب مثه، الى /الغل من عنق ا أمر اهللا تع أهوائهم ال بم ور ب ر من األم ي آثي دون ف ذين يتعب واء ال م من أهل األه وهؤالء ه

ذا غالب وجدهم ] 50 : القصص [ } ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله { ه صلى اهللا عليه وسلم، ورسول ، ولهيهم الى ف ال اهللا تع ذين ق اب ال { : هوى مطلق ال يدرون من يعبدون، وفيهم شبه قوي من النصارى ال ل الكت ا أه ل ي ق

لوا تغل را وض لوا آثي ل وأض ن قب لوا م د ض وم ق واء ق وا أه ق وال تتبع ر الح نكم غي ي دي بيل وا ف واء الس ن س } ع . أهل األهواء : ، ولهذا آان السلف يسمون أهل البدع ] 77 : المائدة [

األحزاب، ودخلوا إلى المسجد الجامع مستعدين للحراب، باألحوال التي يعدونها فحملهم هواهم على أن تجمعوا تجمع

لم، ونتفق . للغالب ه وس الى علي فلما قضيت صالة الجمعة أرسلت إلى شيخهم لنخاطبه بأمر اهللا ورسوله صلى اهللا تعأنهم ات . على اتباع سبيله ى فخرجوا من المسجد الجامع في جموعهم إلى قصر اإلمارة، وآ ابر عل وا مع بعض األآ فق

ى أمر من أعجب م من الصياح واالضطراب، عل ي ـ وه ا ذآر ل ى م مطلوبهم، ثم رجعوا إلى مسجد الشاغو ـ علدوا ذآرة، فعم ة والت العجاب، فأرسلت إليهم مرة ثانية إلقامة الحجة والمعذرة، وطلبا للبيان والتبصرة، ورجاء المنفع

ي أ ر ل ة، وذآ رة ثاني ى القصر م اد، إل اد واإلرع يج واإلزب رين الضجيج والعج ة مظه ة الغربي ن الناحي دموا م م ق نهه ار التول ردي، وإظه ا /واضطراب الرؤوس واألعضاء، والتقلب في نهر ب راز م ردى، وإب ى ال ه عل وا ب ذي يخيل ال

. يدعونه من الحال والمحال، الذي يسلمه إليهم من أضلوا من الجهال

ك ها ر ذل ه فلما رأى األمي ل ل نهم فقي ك المنظر، وسأل ع ه ذل ال : ل م مشتكون، فق دخل شيخهم، : ه دخل بعضهم، ف ليان حاضرا أن وأظهر من الشكوى علي ودعوى االعتداء مني عليهم آالما آثيرا لم يبلغني جميعه، لكن حدثني من آ

ه عن اهللا و : فقالوا ؟ هللا عليه وسلم فهذا الذي يقوله من عنده أو يقوله عن اهللا ورسوله صلى ا : األمير قال لهم ل يقول بال : قالوا ؟ فأي شىء يقال له : رسوله صلى اهللا عليه وسلم، قال ا، ق لم إلين ق يس ه، : نحن لنا أحوال وطري فنسمع آالموال : معه، قالوا ال، ولكن أشد من الحق سواء آان معكم أو : نريد أن تشد منا، قال : فمن آان الحق معه نصرناه، قالوا

دين ممن : قال ؟ بد من حضوره ى بعض خواصه من أهل الصدق وال إخراجهم، فأرسل إل أمر ب نعم، فكرروا ذلك ف . يعرف ضاللهم وعرفني بصورة الحال وأنه يريد آشف أمر هؤالء

Page 134: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

لنفاق المبتدعين، النتشارهم فلما علمت ذلك ألقى في قلبي أن ذلك ألمر يريده اهللا من إظهار الدين، وآشف حال أهل اا يمكن من اإلحسان، فأرسلت في أقطار األرضين، وما أحببت البغي عليهم والعدوان، وال أن أسلك معهم إال أبلغ م

د /إليهم من عرفهم بصورة ال، وإن من قع الحال، وإني إذا حضرت آان ذلك عليكم من الوبال، وآثر فيكم القيل والقار أو قام قدام رماح أهل اإل وا بشيوخهم الكب م اجتمع ر أنه يمان، فهو الذي أوقع نفسه في الهوان، فجاء الرسول وأخب

يهم من الذين يعرفون حقيقة األسرار، وأشاروا عليهم بموافقة ما أمروا به من اتباع الشريعة، والخروج عما ينكر علرك ومص . البدع الشنيعة بالد الت ا وقال شيخهم الذي يسيح بأقطار األرض؛ آ ار ال : ر وغيره د التت ا تظهر عن أحوالن

. وأنهم نزعوا األغالل من األعناق، وأجابوا إلى الوفاق . تظهر عند شرع محمد بن عبد اهللا

الى ثم ذآر لي أنه جاءهم بعض أآابر غلمان المطاع وذآر أنه البد من حضورهم لموعد االجتماع، فاستخرت اهللا تعي أن تلك الليلة واستعنته، واستن ى ألقى في قلب الك، حت ذه المس ل ه اد اهللا في مث تهديته، وسلكت سبيل عب صرته واس

باه الصابئة أهل أدخل النار عند الحاجة إلى ذلك، وأنها تكون بردا وسالما على من اتبع ملة الخليل، وأنها تحرق أشاء ام الحنف راهيم إم داء إب ا الصابئة أع ان بقاي د آ بيل، وق ذه الس ن ه روج ع ن الخ ى م ائح منضمين إل واحي البط بن

. يضاهيهم من نصارى الدهماء

ن ة م ين، فالغالي ن عرف الحق المب ه م دين، نسب يعرف ذا ال ى ه بين إل اد المنتس ن العب ن ضل م ين الصابئة وم وبة م /القرامطة والباطني ى اإلشراك، ث م إل فة، ث ابهة الصابئة الفالس ى مش ماعيلية، يخرجون إل ى آالنصيرية واإلس إلك . جحود الحق تعالى ه نصيب من ذل ومن شرآهم الغلو في البشر، واالبتداع في العبادات، والخروج عن الشريعة ل

. بحسب ما هو به الئق، آالملحدين من أهل االتحاد، والغالية من أصناف العباد

ا دا لإلسعاد، لكن ذهب أيض ا أحببت أن أستصحب أح اد، وم ان حاضرا من فلما أصبحنا ذهبت للميع بعض من آا . األصحاب، واهللا هو المسبب لجميع األسباب الوا أنواع راء، وق ابر األم وبلغني بعد ذلك أنهم طافوا على عدد من أآ

ل ابر والرؤساء، مث ر أهل األرض من األآ ى أآث ه عل مما جرت به عادتهم من التلبيس واالفتراء، الذي استحوذوا بيقاومهم فيها أحد من األولياء، وإن لهم طريقا ال يعرفها أحد من العلماء، وإن شيخهم هو في زعمهم أن لهم أحوالا ال

ر يهم هو آخذ بالشرع الظاهر، غي المشايخ آالخليفة، وإنهم يتقدمون على الخلق بهذه األخبار المنيفة، وأن المنكر علون إلى آنه التحقيق، وأشباه هذه الدعاوى ذات واصل إلى الحقائق والسرائر، وأن لهم طريقا وله طريق، وهم الواصل

. الزخرف والتزويق

ر تبدال أآث ور اإلسالم، واس اء ن اد، لخف راء واألجن وك واألم ى المل وآانوا لفرط انتشارهم في البالد، واستحواذهم علة ا /الناس بالنور الظالم، ة اإلسالم في دول ر األمصار، ودروس حقيق ار الرسول في أآث م في وطموس آث ار، له لتت

. القلوب موقع هائل، ولهم فيهم من االعتقاد ما اليزول بقول قائل

ا من : قال المخبر ي أنواع اهر، وذآر ل رهم الب يهم نائب السلطان بتعظيم أم فغدا أولئك األمراء األآابر، وخاطبوا فد ر مستشعر ظهور الحق عن ة الصواب، واألمي م بحقيق الى أعل رة الخطاب، واهللا تع ى م اد الرسول إل ق، فأع التحقي

ثانية، فبلغه أني في الطريق، وآان آثير من أهل البدع األضداد، آطوائف من المتفقهة والمتفقرة وأتباع أهل االتحاد، نهم في حضورهم زين لمن يعي دورهم، مجه ة . مجدين في نصرهم بحسب مق ا حضرت وجدت النفوس في غاي فلم

اع، ذا االجتم راء الشوق إلى ه ره من األم ي نائب السلطان وغي ذآر ل البين لالطالع، ف ا سيكون ط ى م ين إل متطلعوا األطواق : إنهم قالوا : وقال . بعض ماذآروه من األقوال المشتملة على االفتراء إنك طلبت منهم االمتحان، وأن يحم

. هذا من البهتان : نارا ويلبسوها، فقلت

نحن ال نستحل أن نأمر أحدا بأن يدخل نارا، وال تجوز طاعة من يأمر بدخول : ت لألميروها أنا ذا أصف ما آان، قلن المسلمين . النار د أفسدوا من أمر دي وفي ذلك الحديث الصحيح، وهؤالء يكذبون في ذلك، وهم آذابون مبتدعون ق

م /وذآرت . ودنياهم ما اهللا به عليم راء، وأنه دمري تلبيسهم على طوائف من األم ر المعروف باألي ى األمي لبسوا علهو أيدمر بن عبد اهللا الترآي، المكنى بعلم الدين المحيوي، شاعر،له قصائد وموشحات جيدة السبك، ترآي األصل، [

د . ] 2/34األعالم للزرآلي [ . هـ674له اشتغال بالحديث، توفي سنة ، وعلى قفجق نائب السلطنة وعلى غيرهما، وقديار مصر، لبسوا أ ر ب ر السالح أجل أمي ى أمي اة، وعل ة حم ة والي ه، وفي حال يضا على الملك العادل آتبغا في ملك

هم ع تلبيس ة جمي ن . وضاق المجلس عن حكاي اء م ن النس لون م انوا يرس م آ دمري، وأنه ى األي هم عل ذآرت تلبيس ف

Page 135: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ووعدوه بالملك، وأنهم وعدوه أن يروه رجال يستخبر عن أحوال بيته الباطنة، ثم يخبرونه بها على طريق المكاشفة، زة ل الم الغيب، فصنعوا خشبا طوالا وجعلوا عليها من يمشي آهيئة الذي يلعب بأآر الزجاج، فجعلوا يمشون على جب . وذاك يرى من بعيد قوما يطوفون على الجبل وهم يرتفعون عن األرض وأخذوا منه ماال آثيرا ثم انكشف له أمرهم

ا : ميرقلت لأل وا رجل إنهم أدخل ا قفجق ف وولده هو الذي في حلقة الجيش يعلم ذلك، وهو ممن حدثني بهذه القصة، وأم

في القبر يتكلم وأوهموه أن الموتى تتكلم، وأتوا به في مقابر باب الصغير إلى رجل زعموا أنه الرجل الشعراني الذي ال قفجق : برآته، وقالوابجبل لبنان ولم يقربوه منه بل من بعيد لتعود عليه ال، فق ة من الم ه جمل الشيخ : إنه طلب من

ده يكاشف وهو يعلم أن خزائني ليس فيها هذا آله، وتقرب قفجق منه وجذب الشعر فانقلع الجلد الذي ألصقوه على جلي /من جلد الماعز، ل ل اس : فذآرت لألمير هذا، ولهذا قي الهم للن ا انقضى المجلس وانكشف ح ه لم آتب أصحاب إن

. قفجق إليه آتابا وهو نائب السلطنة بحماة يخبره بصورة ما جرى

دع الخارجة عن الشريعة، وذآرت لألمير أنهم مبتدعون بأنواع من البدع مثل األغالل ونحوها، وإنا نهيناهم عن البا فذآر األمير حديث البدعة وسألني عنه، فذآرت حديث العرباض بن سارية، وحديث جابر بن د ذآرتهم عبد اهللا، وق

. بعد ذلك بالمجلس العام آما سأذآره

درون : قلت لألمير ار، وأن أهل الشريعة ال يق ا الن دخلون به ا ي م أحوال أنا ما امتحنت هؤالء، لكن هم يزعمون أن لها نحن هذه األحوال التي يعجز عنها أهل الشرع ليس لهم أن يعترضوا علينا، : على ذلك، ويقولون لنا ا م لم إلين بل يس

ا رق من م ومن احت ا وه عليه ـ سواء وافق الشرع أو خالفه ـ وأنا قد استخرت اهللا سبحانه أنهم إن دخلوا النار أدخل أن . ومنهم فعليه لعنة اهللا، وآان مغلوبا، وذلك بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار

ر ال األمي م ذاك : فق ت ؟ ول م يط : قل ارنج، ألنه اطن قشر الن ن دهن الضفادع، وب ة يصنعونها م ومهم بأدوي ون جس ل

اء /وحجر الطلق وغير ذلك م بالخل والم ا وه إذا اغتسلت أن دي بشيء، ف ي جل من الحيل المعروفة لهم، و أنا ال أطله ؟ أتفعل ذلك : الحار بطلت الحيلة وظهر الحق، فاستعظم األمير هجومي على النار، وقال م : فقلت ل د استخرت ! نع ق

د ة محم ا تكون ألم ادات إنم إن خوارق الع داء؛ ف ه ابت ذا وأمثال اهللا في ذلك وألقى في قلبي أن أفعله، ونحن ال نرى هه من د من ا الب ن اهللا، والحاجة لم ة دي ا وظاهرا لحجة أو حاجة، فالحجة إلقام صلى اهللا عليه وسلم المتبعين له باطن

ا تبطل النصر والرزق الذي به يقو ي يزعمون أنه راهينهم الت اراتهم وب م دين اهللا، وهؤالء إذا أظهروا ما يسمونه إشا دين اهللا وشرعه وجب علينا أن ننصر اهللا ورسوله صلى اهللا تعالى عليه وسلم، ونقوم في نصر دين اهللا وشريعته بم

ه من نقدر عليه من أرواحنا وجسومنا وأموالنا،فلنا حينئذ أن نعارض ما يظهرونه م دنا اهللا ب ا يؤي ن هذه المخاريق بم . اآليات

ي ابتلعت سحرهم فجعل . وليعلم أن هذا مثل معارضة موسى للسحرة؛ لما أظهروا سحرهم أيد اهللا موسى بالعصا الت

األمير يخاطب من حضره من األمراء على السماط بذلك، وفرح بذلك، وآأنهم آانوا قد أوهموه أن هؤالء لهم حال ال ى رأس يق ا عل ا جالس بينهم ادر وأن دم من مصر الحاج به ذي ق در أحد على رده، وسمعته يخاطب األمير الكبير، ال

ى /اليوم ترى حربا عظيما، ولعل ذلك آان : السماط، بالترآي ما فهمته منه إال أنه قال جوابا لمن آان خاطبه فيهم عل . ما قيل

إنما يكون : من األمير اإلصالح وإطفاء هذه القضية ويترفقون، فقال األميروحضر شيوخهم األآابر، فجعلوا يطلبون

ال بمصر وب الحم الصلح بعد ظهور الحق، وقمنا إلى مقعد األمير بزاوية القصر أنا وهو وبهادر فسمعته يذآر له أييه م ف ة، وإن له م والمولهين ونحو ذلك، فدل ذلك على أنه آان عند هذا األمير لهم صورة معظم نا واهللا أعل ا حس م ظن

. بحقيقة الحال، فإنه ذآر لي ذلك

ده، ة عن م حرم دمهم وأعظمه وآان األمير أحب أن يشهد بهادر هذه الواقعة ليتبين له الحق فإنه من أآابر األمراء وأقم جماعة ة وه دم البطائحي د وقد قدم اآلن وهو يحب تأليفه وأآرمه، فأمر ببساط يبسط في الميدان، وقد ق رون، وق آثي

ك من أظهروا أحوالهم الشيطانية من اإلزباد واإلرغاء وحرآة الرؤوس واألعضاء، الطفر والحبو والتقلب، ونحو ذل واقصد في مشيك { : األصوات المنكرات، والحرآات الخارجة عن العادات، المخالفة لما أمر به لقمان البنه في قوله

Page 136: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. ] 19 : لقمان [ } واغضض من صوتك

رهم، وحضر شيخهم األول ة وغي راء والعام اء والفق اب والعلم راء والكت ق عظيم من األم فلما جلسنا وقد حضر خلم أآن أعرف : يسمى نفسه خليفة سيده أحمد، ويرآب بعلمين، وهم يسمونه/المشتكى، وشيخ آخر عبد اهللا الكذاب، ول

م وآان من مدة قد قدم علي . ذلك ه ول ه طلبت ألة فأعطيت منهم شيخ بصورة لطيفة وأظهر ما جرت به عادتهم من المسل أتفطن لكذبه حتى فارقني ،فبقى في نفسي أن هذا خفي على تلبيسه إلى أن غاب، وما يكاد يخفي على تلبيس أحد، ب

ه ذاك ال ي أن ه، ذآر ل ديما أدرآه في أول األمر فبقى ذلك في نفسي ولم أره قط إلى حين ناظرت ي ق ان اجتمع ب ذي آ . فتعجبت من حسن صنع اهللا أنه هتكه في أعظم مشهد يكون حيث آتم تلبيسه بيني وبينه

ون ا مجيب ة، وإن و عن الماضي والتوب فلما حضروا، تكلم منهم شيخ يقال له حاتم بكالم مضمونه طلب الصلح والعف

دع، ومتبع ن الب ا م الل وغيره ذه األغ رك ه ن ت ب م ا طل ى م ريعةإل ت . ون للش ة : فقل ة فمقبول ا التوب ال اهللا . أم قذه ] 3 : غافر [ } غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب { : تعالى ى جنب ه ذه إل الى . ، ه ال تع ا { : وق ي أن ادي أن ئ عب ن نب

. ] 50، 49 : الحجر [ } ذاب األليمالغفور الرحيم و أن عذابي هو الع

ه جعل د وأن فأخذ شيخهم المشتكى ينتصرللبسهم األطواق وذآر أن وهب بن منبه روى أنه آان في بني إسرائيل عاب . في عنقه طوقا، في حكاية من حكايات بني إسرائيل ال تثبت

نده عن ليس لنا أن نتعبد في ديننا بشيء من اإلسرائ : فقلت لهم/ د في مس ام أحم د روى اإلم يليات المخالفة لشرعنا، ق

ال وراة فق ة من الت ن الخطاب ورق ابن ( : جابر بن عبد اهللا أن النبي صلى اهللا عليه وسلم رأى بيد عمر ب أمتهوآون يوني لضللتم ؟ الخطاب ي داود أن ، وفي مراس ) لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو آان موسى حيا ثم اتبعتموه وترآتم يل أب

ا ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم رأى مع بعض أصحابه شيئا من آتب أهل الكتاب فقال وا آتاب آفي بقوم ضاللة أن يتبعيهم ر نب ي غي ى نب زل إل ابهم، أن ر آت الى ) غي زل اهللا تع ى عل { : ، وأن اب يتل ك الكت ا علي ا أنزلن م أن م يكفه } يهمأول

. ] 51 : العنكبوت [

ا أن ا علين د اهللا إذا خالف شرعنا، وإنم ا من عن فنحن ال يجوز لنا اتباع موسى وال عيسى فيما علمنا أنه أنزل عليهمالى ال تع ا ق م { : نتبع ما أنزل علينا من ربنا ونتبع الشرعة والمنهاج الذي بعث اهللا به إلينا رسولنا، آم نهم وأن احك بي

وال تتبع أهواءهم { ، ] 49 : المائدة [ } بما أنزل الله

ي إسرائيل في ] 48 : المائدة [ } عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اد بن ع عب ، فكيف يجوز لنا أن نتبم صحتها ي إسرائيل ! ؟ حكاية ال تعل اد بن ا من عب ا علين بتم وال { ! ؟ وم ا آس م م بت ولك ا آس ا م ت له د خل ة ق ك أم ل

، هات ما في القرآن وما في األحاديث الصحاح؛ آالبخاري ومسلم، وذآرت ] 134 : البقرة [ } تسألون عما آانوا يعملون . يةهذا وشبهه بكيفية قو

. نحن نريد أن تجمع لنا القضاة األربعة والفقهاء ونحن قوم شافعية : فقال هذا الشيخ منهم يخاطب األمير/

ذا : فقلت له ده بدعة، وه هذا غير مستحب وال مشروع عند أحد من علماء المسلمين، بل آلهم ينهى عن التعبد به ويعبن علي بن عبد الواحد األنصاري، آمال الدين، المعروف بابن الزملكاني هو محمد [ الشيخ آمال الدين بن الزملكاني

رد الة في ال ه رس اهرة، ل ن بالق يس ودف فقيه، انتهت إليه رياسة الشافعية في عصره، ولد وتعلم بدمشق وتوفي في بلبا، وله آتاب في التاريخ، وآتب أخرى، وآان شك ] الطالق والزيارة [ على ابن تيمية في مسألتي له حسنا ومنظره رائع

ا : ، مفتى الشافعية ودعوته وقلت ] ) 488 ( 11-4/7فوات الوفيات [ . وعقيدته صحيحة متمكنة أشعرية دين م ال ال ياآمال : فقال ؟ تقول في هذا ا ق ة، أو آم ل مكروه ا خطوط . هذا بدعة غير مستحبة ب وى فيه ان مع بعض الجماعة فت وآ

. بذلكطائفة من العلماء

اب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا : وقلت ليس ألحد الخروج عن شريعة محمد صلى اهللا عليه وسلم وال الخروج عن آت . عليه وسلم، وأشك هل تكلمت هنا في قصة موسى والخضر، فإني تكلمت بكالم بعد عهدي به

Page 137: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م أضبط نحن لنا : وقال . ورفع صوته ] عبد اهللا [ فانتدب ذلك الشيخ ا ل أحوال وأمور باطنة ال يوقف عليها، وذآر آالمرا ال يقف : لفظه ا أم ا الظاهر، وإن لن اطن ولغيرن ا الب اطن والظاهر، ومضمونه أن لن دارس والب مثل المجالس والم

. عليه أهل الظاهر فال ينكرونه علينا اطن والظاهر والجالس وا : فقلت له ـ ورفعت صوتي وغضبت ـ / ردود الب ذا م ائق، آل ه دارس، والشريعة والحق لم

ه نة رسوله صلى اهللا علي اب اهللا وس يس ألحد الخروج عن آت لم، ل ه وس اب اهللا وسنة رسوله صلى اهللا علي ى آت إليهم ق عل ع الخل ل جمي رهم، ب اء والقضاة وغي راء، وال من العلم وسلم، ال من المشايخ والفقراء، والمن الملوك واألم

. وذآرت هذا ونحوه . وله صلى اهللا عليه وسلمطاعة اهللا ورس

ا، : فقال ـ ورفع صوته ـ ا، واختصاصهم به ار وغيره ة؛ آالن ذا، وادعى األحوال الخارق ذا وآ ا األحوال وآ نحن لن . وأنهم يستحقون تسليم الحال إليهم ألجلها

ار أنا أخاطب آل أحمدي من مشرق األرض إ : فقلت ـ ورفعت صوتي وغضبت ـ وه في الن ا أي شيء فعل ى مغربه ل

فعليه لعنة اهللا، ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل : فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، وربما قلتياء : فقلت ؟ والماء الحار، فسألني األمراء والناس عن ذلك ار يصنعونها من أش من : ألن لهم حيال في االتصال بالن

أنا وأنت نلف في : فضج الناس بذلك، فأخذ يظهر القدرة على ذلك فقال . ادع، وقشر النارنج، وحجر الطلقدهن الضفوأخذت أآرر عليه في القيام إلى ذلك، فمد يده يظهر خلع القميص /فقم، : فقلت . بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت

با : أظهر الوهم على عادتهم، فقالحتى تغتسل في الماء الحار والخل، ف ! ال : فقلت من آان يحب األمير فليحضر خشال ة حطب : أو ق ت . حزم د وأدخل أصبعي : فقل ديل يوق ل قن ه مقصود ب ع، وال يحصل ب ق للجم ل وتفري ذا تطوي ه

ر . فهو مغلوب : وأصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت أصبعه فعليه لعنة اهللا، أو قلت ك تغي وذآر . وذل فلما قلت ذل . لي أن وجهه اصفر

و : ثم قلت لهم اء، ول ى الم يتم عل واء، ومش و طرتم في اله ة، ول المين حقيق ا س ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منه

دجال إن ال ى إبطال الشرع، ف ة الشرع، وال عل فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك مايدل على صحة ما تدعونه من مخالفأخرجي آنوزك فتخرج آنوزها تتبعه، ويقتل : أنبتى فتنبت، وللخربة : أمطري فتمطر، ولألرض : لسماءاألآبر يقول ل

ذلك : رجال ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له ه اهللا، ورفعت صوتي ب ون، لعن ذاب ملع و دجال آ ذا فه قم فيقوم، ومع ه . فكان لذلك وقع عظيم في القلوب

ى تنظروا : ميوذآرت قول أبي يزيد البسطا ه حت روا ب اء فال تغت ى الم واء ويمشي عل ر في اله لو رأيتم الرجل يطي

ال للشافعي ه ق ى أن د األعل ن عب ونس ب دري : آيف وقوفه عند األوامر والنواهي، وذآرت عن ي ال صاحبنا، /أت ا ق مه : قال ؟ يعني الليث بن سعد و : ال الشافعي فق . لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فال تغتر ب د قصر الليث ل لق

ه د عهدي ب ذا ونحوه بكالم بع ه، وتكلمت في ه ر ب ار . رأيت صاحب هوى يطير في الهواء فال تغت ايخهم الكب ومشون، يتضرعون عند األمير في طلب الصلح وجعلت ألح عليه في إظهار ما ادعوه من النار مرة بعد مرة وهم ال يجيب

ايخهم ال دان، وقد اجتمع عامة مش اس يضجون في المي ر، والن م عدد آثي نهم، وه راء المولهون م د والفق ذين في البل . ويتكلمون بأشياء ال أضبطها

مونه الوا مامض اس ق رين أن الن ذآر بعض الحاض وا { : ف ك وانقلب وا هنال ون فغلب انوا يعمل ا آ ل م ق وبط ع الح فوق

اغرين رة ] 119، 118 : األعراف [ } ص ذي قصدك م ه ال ذاب، وأن د اهللا الك يخ يسمى عب ذا الش ا أن ه روا أيض ،وذآظهر لي حين أخذ الدراهم وذهب أنه ملبس، وآان قد حكى حكاية عن نفسه مضمونها : فأعطيته ثالثين درهما، فقلت

ع في قل ارقني وق ا ف اة، ولم دام صاحب حم ه ق ار في لحيت ه أدخل الن ة أن ه مدهون ي أن لحيت روم . ب ى ال ه دخل إل وأن . واستحوذ عليهم

وا، ون رجع م مبطل نهم أنه دون م انوا يش ذين آ راء ال ين لألم هم، وتب ذبهم وتلبيس زهم وآ ر للحاضرين عج ا ظه فلم

وقد داخل ودخلنا، /وتخاطب الحاج بهادر ونائب السلطان وغيرهما بصورة الحال، وعرفوا حقيقة المحال، وقمنا إلى ه : طلبوا التوبة عما مضى، وسألني األمير عما تطلب منهم فقلت ه ال يجب علي متابعة الكتاب والسنة مثل أال يعتقد أن

اتباعهما، أو أنه يسوغ ألحد الخروج من حكمهما ونحو ذلك، أو أنه يجوز اتباع طريقة تخالف بعض حكمهما، ونحو

Page 138: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ذلك من وجوه الخروج عن الكتاب والسنة التي ت ال الطائف د توجب قت ر، وق ل دون الكف وجب الكفر، وقد توجب القت . الممتنعة دون قتل الواحد المقدور عليه

ر األطواق : فقالوا ا غي ا ؟ نحن ملتزمون الكتاب والسنة أتنكر علين يس : فقلت . نحن نخلعه ر األطواق، ل األطواق وغي

ا المقصود أن يكون جم يئا معينا،وإنم ال المقصود ش لم فق ه وس لمين تحت طاعة اهللا ورسوله صلى اهللا علي ع المس يس، : فقلت ؟ فأي شيء الذي يلزمهم من الكتاب والسنة : األمير ذا المجل ره في ه ر ال يمكن ذآ حكم الكتاب والسنة آثي

ناحية الميدان ـ لكن المقصود أن يلتزموا هذا التزاما عاما، ومن خرج عنه ضربت عنقه ـ وآرر ذلك وأشار بيده إلى ه، م علي وفرت الهم د ت ام مشهور ق ذا مشهد ع إن ه اس، ف ع الن وآان المقصود أن يكون هذا حكما عاما في حق جمينة اب والس ن خرج عن الكت ه م ور ـ أن ؤالء ووالة األم اد، وه اء والعب ديوان، والعلم ة، وأهل ال د المقاتل رر عن فيتق

. ضربت عنقه تكلم ومن ذلك الصلوا : قلت/ نهم من ي ت الخمس في مواقيتها آما أمر اهللا ورسوله، فإن من هؤالء من ال يصلي، وم

ول في صلب الصالة ا سيدي : في صالته، حتى إنهم باألمس بعد أن اشتكوا على في عصر الجمعة جعل أحدهم يق يره في حال منا . أحمد، شيء هللا ا وهذا مع أنه مبطل للصالة فهو شرك باهللا ودعاء لغي ول فيه ا أن نق ي أمرن ه الت : جات

ه المسلمون ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { ا أنكر علي ك لم وهذا قد فعل باألمس بحضرة شيخهم فأمر قائل ذلادة الصالة أمره بإع ذلك يصيحون في الصالة صياح . باالستغفار على عادتهم في صغير الذنوب، ولم ي ا وآ ا عظيم

. وهذا منكر يبطل الصالة

. هذا يغلب على أحدهم آما يغلب العطاس : فقال

ت ن : فقل و م ياح فه ذا الص ه،وأما ه دهم دفع ك أح اؤب وال يمل ره التث اس ويك ب العط ن اهللا، واهللا يح اس م العطون في الشيطان،وهو باختيارهم وتكلفهم، ويقدرون على دفعه، ولقد حدثني بعض الخبيرين بهم بعد المجلس أنهم يفعل

ام، : مثل قول أحدهم : الصالة ما ال تفعله اليهود والنصارى ذا من اإلم أنا على بطن امرأة اإلمام، وقول اآلخر آذا وآون م متول م أنه ا أعل ة، وأن رك الصالة يصلون بالنوب يهم المنكر ت م إذا أنكر عل ة، وأنه وال الخبيث ونحو ذلك من األق

. مغلوبين على ذلك، آما يغلب الرجل في بعض األوقات على صيحة أو بكاء في الصالة أو غيرها/ ليسوا للشياطين

ه ذا : فلما أظهروا التزام الكتاب والسنة وجموعهم بالميدان بأصواتهم وحرآاتهم الشيطانية يظهرون أحوالهم قلت ل أهه وال رسوله : ليهم، فقلتهذا من اهللا حال يرد ع : فقال ؟ موافق للكتاب والسنة أمر اهللا ب م ي رجيم ل ذا من الشيطان ال ه

ال وله، فق ه اهللا وال رس لم، وال أحب ه وس الى علي ذا إال : صلى اهللا تع ذا وال آ ة وال آ موات واألرض حرآ افي الس ميئته هذا من باب القضاء والقدر، وهكذا آل مافي العالم من آفر وفسوق وع : بمشيئته وإرادته، فقلت له صيان هو بمش

. وإرادته، وليس ذلك بحجة ألحد في فعله، بل ذلك مما زينه الشيطان وسخطه الرحمن

ال . بهذه السياط الشرعية : فقلت . فبأي شيء تبطل هذه األحوال : فقال أي واهللا، بالسياط : فأعجب األمير وضحـك، وقدين بالسياط الشرعية الشرعية تبطل هذه األحوال الشيطانية، آما قد جرى ى ال مثل ذلك لغير واحد، ومن لم يجب إل

ذا السيف : فبالسيوف المحمدية، وأمسكت سيف األمير وقلت ه وه لم وغالم ه وس ذا نائب رسول اهللا صلى اهللا علي هر اد األمي ذا / سيف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فمن خرج عن آتاب اهللا وسنة رسوله ضربناه بسيف اهللا، وأع ه

ى : فقلت ؟ فاليهود والنصارى يقرون وال نقر نحن : الكالم، وأخذ بعضهم يقول ة عل رون بالجزي ود والنصارى يق اليه . فأفحموا لذلك . دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع ال يقر على بدعته

ر أن من أظهر منكرا في دار اإلسالم لم يقر على ذلك، فمن دع ] حقيقة األمر [ و ر، وال يق م يق ا ل ى بدعة وأظهره ا إل

ات من أظهر الفجور، وآذلك أهل الذمة ال يقرون على إظهار منكرات دينهم، ومن سواهم فإن آان مسلما أخذ بواجب . اإلسالم وترك محرماته، وإن لم يكن مسلما وال ذميا فهو إما مرتد وإما مشرك وإما زنديق ظاهر الزندقة

اقر عن : فقلت ] دعةالمبت [ وذآرت ذم ر الب ي جعف ه أب د الصادق عن أبي ن محم ر ب روى مسلم في صحيحه عن جعف

ر الهدى ( : جابر بن عبد اهللا أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم آان يقول في خطبته إن أصدق الكالم آالم اهللا، وخي . ) هدى محمد، وشر األمور محدثاتها، وآل بدعة ضاللة

Page 139: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون، ووجلت : عن العرباض بن سارية، قالوفي السنن ا العي خطبنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خطبة ذرفت منهال ؟ يا رسول اهللا آأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا : منها القلوب، فقال قائل ه ( : فق أوصيكم بالسمع والطاعة فإن

ا، / سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا آثيرا، فعليكم ب دي، تمسكوا به من بعة، وآل بدعة ضاللة ة بدع إن آل محدث ور، ف دثات األم اآم ومح ذ، وإي ا بالنواج ة ) وعضوا عليه ي رواي وآل ( : وف

. ) ضاللة في النار

ا، فقلت : فقال لي ديثا في ذم الزن ا، وروى ح ل الزن ذا حديث م : البدعة مث ه ه ى رسول اهللا صلى اهللا علي وضوع علإن : وسلم، والزنا معصية، والبدعة شر من المعصية، آما قال سفيان الثوري البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، ف

ونهم : نحن نتوب الناس، فقلت : المعصية يتاب منها والبدعة ال يتاب منها، وآان قد قال بعضهم اذا تتوب ال ؟ مم من : قدون : فقلت . طريق، والسرقة، ونحو ذلكقطع ال اقا يعتق انوا فس إنهم آ حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم، ف

رآين الين مش ويبكم ض وهم بتت ة، فجعلتم وون التوب ه، أو ين ون إلي ة اهللا، ويتوب ون رحم ه، ويرج م علي ا ه ريم م تحرهم خارجين عن شريعة اإلسالم، يحبون ما يبغضه اهللا ويبغضو م وغي ي ه دع الت ذه الب ه اهللا، وبينت أن ه ا يحب ن م

. عليها شر من المعاصي

ن الخطاب أن رجال : قلت مخاطبا لألمير والحاضرين أما المعاصي فمثل ما روى البخاري في صحيحه عن عمر بي صلى اهللا آان يدعى حمارا، وآان يشرب الخمر، وآان يضحك النبي صلى اهللا عليه وسلم، وآان آلما أت ه النب ى ب

لم / : وقال . عليه وسلم جلده الحد فلعنه رجل مرة ه وس ي صلى اهللا علي ى النب ال ! ؟ لعنه اهللا، ما أآثر ما يؤتى به إل فقان : قلت . ) ال تلعنه فإنه يحب اهللا ورسوله ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم ا آ فهذا رجل آثير الشرب للخمر، ومع هذا فلم

. حيح االعتقاد يحب اهللا ورسوله شهد له النبي صلى اهللا عليه وسلم بذلك ونهى عن لعنهص

ا ـ دخل حديث وأما المبتدع فمثل ما أخرجا في الصحيحين عن علي بن أبي طالب وعن أبي سعيد الخدري وغيرهمين اتئ الجب اءه رجل ن رأس، بعضهم في بعض ـ أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آان يقسم، فج وق ال ة، محل آث اللحي

ال ا ق لم . بين عينيه أثر السجود، وقال م ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ر أحدآم ( : فق وم يحق ذا ق يخرج من ضئضئ هون من اجرهم، يمرق رآن ال يجاوز حن رؤون الق راءتهم، يق صالته مع صالتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع ق

اد اإلسالم آما يمرق السهم من الرم ل ع نهم قت ة ) ية، لئن أدرآتهم ألقتل م ( : وفي رواي اذا له اتلونهم م ذين يق م ال و يعل ل . ) شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه ( : وفي رواية ) على لسان محمد لنكلوا عن العمل

لم فهؤالء مع آثرة صالتهم وصيامهم وقراءتهم وما هم عليه من العبادة و : قلت ه وس ي صلى اهللا علي الزهادة أمر النب

ي /بقتلهم، وقتلهم علي بن أبي طالب ومن معه من أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم، وذلك لخروجهم عن سنة النبألن يبتلى العبد بكل ذنب ما خال الشرك باهللا خير من أن يبتلى بشيء من : وشريعته، وأظن أني ذآرت قول الشافعي

دعا . هذه األهواء دعون ب م مبت ر، وأنه ا والسرقة وشرب الخم م من الزن ا أظل فلما ظهر قبح البدع في اإلسالم، وأنهول . منكرة فيكون حالهم أسوأ من حال الزاني والسارق وشارب الخمر د اهللا يق ا ال تتعرض : أخذ شيخهم عب ا موالن ي

يظ لهذا الجناب العزيز ـ يعني أتباع أحمد بن الرفاعي ـ فقلت من ز، : كرا بكالم غل اب العزي ويحك، أي شيء هو الجنال ن اهللا ورسوله، فق وا دي دون أن تبطل ة ،تري اذو الزرجن العز ي ى ب ه أول راء : وجناب من خالف ا يحرقك الفق ا موالن ي

نهم ومن شرهم، : بقلوبهم، فقلت وني م اس يخوف ع الن مثل ما أحرقني الرافضة لما قصدت الصعود إليهم وصار جميا يسره . إن لهم سرا مع اهللا، فنصر اهللا وأعان عليهم : ويقول أصحابهم ة م وا برآ د عرف راء الحاضرون ق ان األم وآ

. اهللا في أمر غزو الرافضة بالجبل

يا شبه الرافضة يا بيت الكذب ـ فإن فيهم من الغلو والشرك والمروق عن الشريعة ما شارآوا به الرافضة : وقلت لهمإنهم من / صفاتهم، وفيهم من الكذب ماقد يقاربون به الرافضة في ذلك،أو يساوونهم، في بعض يهم، ف دون عل أو يزي

وا : أآذب الطوائف حتى قيل فيهم ى اهللا، ولكن قول ود عل ى شيخهم، : ال تقولوا أآذب من اليه ة عل أآذب من األحمدي . ال تنظرونأنا آافر بكم وبأحوالكم، فكيدوني جميعا ثم : وقلت لهم

ه د الكالم أن ك، وأعي م ذل ذلت له ولما رددت عليهم األحاديث المكذوبة أخذوا يطلبون مني آتبا صحيحة ليهتدوا بها فبذي صدق د هللا ال ك، والحم من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه، وأعاد األمير هذا الكالم واستقر الكالم على ذل

. ه وعده، ونصر عبده وهزم األحزاب وحد

Page 140: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ارفين، اج الع أخرين، ت دين، وحجة المت ة المجته وم، بقي ت، وبحر العل د الوق نة، فري سئل شيخ اإلسالم، وناصر السالم وراني، والع ام الحجة الن دين، اإلم وقدوة المحققين، رحلة الطالبين، ونخبة الراسخين، إمام الزاهدين ومنال المجته

دره في المجتهد الرباني، تقي الدين أبو العباس أ و ق حمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن تيمية الحراني ـ أدام اهللا علوهل تجوز ؟ آيف آان أصلها وتأليفها ] المرشدة [ الدارين، وجعله يتسنم ذروة الكمال مسرور القلب قرير العين ـ عن

؟ قراءتها أم ال

: فأجاب ـ رحمه اهللا تعالى ـ قائال

ان : عالمين، أصل هذهالحمد هللا رب ال دي، وآ أنه وضعها أبوعبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن التومرت، الذي تلقب بالمها من م طرف راق، وتعل الد الع ى ب قد ظهر في المغرب في أوائل المائة الخامسة من نحو مائتي سنة، وآان قد دخل إل

. العلم، وآان فيه طرف من الزهد والعبادة

ن اإلسالم إال / غرب صعد إلى جبال المغرب، إلى قوم من البربر ولما رجع إلى الم وغيرهم جهال ال يعرفون من دين ا م م أنواع ر له تجاز أن يظه الم، واس رائع اإلس ن ش ك م ر ذل اة والصيام وغي م الصالة والزآ اء اهللا، فعلمه ا ش م

ا أقوام دفن به ابر ي ى المق اهم، المخاريق، ليدعوهم بها إلى الدين، فصار يجيء إل وه إذا دع ى أن يكلم واطئهم عل ا ويذي لم، ال ه وس ه رسول اهللا صلى اهللا علي ذي بشر ب دي، ال ه المه ه بأن ل أن يشهدوا ل نهم، مث ه م ا طلب ويشهدوا له بم

ه . يواطئ اسمه اسمه، واسم أبيه اسم أبيه وأنه الذي يمأل األرض قسطا وعدال، آما ملئت جورا وظلما، وأن من اتبعذلك، عظم . ن خالفه خسر، ونحو ذلك من الكالمأفلح، وم ه ب ه ويشهدون ل وتى يكلمون ر إن الم فإذا اعتقد أولئك البرب

. اعتقادهم فيه وطاعتهم ألمره

ه ذا، وأن دون ه اء أولئك مباحة ب د أن دم ثم إن أولئك المقبورين يهدم عليهم القبور ليموتوا، وال يظهروا أمره، واعتقذين يجوز له إظهار هذا ه أهل المغرب وأهل المشرق ال د ذآر عن ال بنصره واتباعه، وق وم أولئك الجه الباطل ليق

. وهي مشهورة عند من يعرف حاله عنه . ذآروا أخباره من هذه الحكايات أنواعا

رآن والحديث ه، ومن الحكايات التي يأثرونها عنه أنه واطأ رجال على إظهار الجنون وآان ذلك عالما يحفظ الق والفقا ه إال مجنون ه، . فظهر بصورة الجنون والناس ال يعرفون رآن والحديث والفق رأ الق ل يق وم وهو عاق م أصبح ذات ي ث

إنه ذآر لهم أن النبي صلى اهللا عليه وسلم علمه ذلك : به، وربما قيل/ وزعم أنه علم ذلك في المنام، وعوفي مما آان ار فصاروا يحسنون الظن بذلك الشخص، وأ ة وأهل الن ين أهل الجن ه ب رق في ان، ف وم الفرق نه آان لهم يوم يسمونه ي

دائهم ه من أع وا أن ه، ومن علم ة، وعصموا دم وه من أهل الجن ائهم جعل ه من أولي وا أن بزعمه، فصار آل من علما من أهل الكتاب جعلوه من أهل النار، فاستحلوا دمه، واستحل دماء ألوف مؤلفة من أهل المغرب المالكية، الذين آانو

رآن والحديث رؤون الق ة، يق ك وأهل المدين ى : والسنة على مذهب مال ه عل ك، والفق ر ذل أ وغي آالصحيحين، والموطك مذهب أهل المدينة، فزعم أنهم مشبهة مجسمة ولم يكونوا من أهل هذه المقالة، وال يعرف عن أحد من أصحاب مال

. إظهار القول بالتشبيه والتجسيم

ة ـ واست ة المعطل حل أيضا أموالهم، وغير ذلك من المحرمات بهذا التأويل ونحوه، من جنس ما آانت تستحله الجهميروا ] خالفة المأمون [ آالفالسفة والمعتزلة، وسائر نفاة الصفات من أهل السنة والجماعة ـ لما امتحنوا الناس في وأظه

يئة، أو شيء القول بأن القرآن مخلوق، وأن اهللا ال يرى في اآل درة أو آالم أو مش م، أو ق خرة، و نفوا أن يكون هللا عل . من الصفات القائمة بذاته

وا ال، وقبل رزق من بيت الم وصار آل من وافقهم على هذا التعطيل عصموا دمه وماله، وولوه الواليات وأعطوه ال

وق وم / شهادته وافتدوه من رآن مخل ى أن الق وافقهم عل وه، أو حبسوه أو األسر، ومن لم ي دعهم قتل ك من ب ع ذل ا يتبار دوه من الكف م يف ه شهادة، ول وا ل م يقبل ة، ول ون . ضربوه أو منعوه العطاء من بيت المال، ولم يولوه والي ذا : يقول ه

ه ى العرش، : مشبه، هذا مجسم، لقول وق وأن اهللا استوى عل ر مخل رآن آالم اهللا غي رى في اآلخرة، وأن الق إن اهللا يه المعتصم، . نحو ذلكو ة أخي أمون، وخالف ة الم نة، في أواخر خالف فدامت هذه المحنة على المسلمين بضع عشرة س

اء ة خلف والواثق بن المعتصم، ثم إن اهللا تعالى آشف الغمة عن األمة، في والية المتوآل على اهللا، الذي جعل اهللا عام . ألهل السنة بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة

Page 141: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

لم والصحابة ه وس ي صلى اهللا علي ا ثبت عن النب روى م اب والسنة، وأن ي ار الكت ة وإظه فأمر المتوآل برفع المحنى . والتابعين، من اإلثبات النافي للتعطيل ون عل انوا يكتب م آ دين أنه وآان أولئك الجهمية المعطلة قد بلغ من تبديلهم لل

، وأنهم آانوا يمتحنون الناس } وهو السميع البصير { : وال يقولون ) شيء وهو العزيز الحكيم ليس آمثله ( : ستور الكعبةالى ه تع يء { : بقول ه ش يس آمثل الوا } ل إذا ق ا أن : ، ف ة وأئمته ذهب سلف األم يهم، وم روا عل ميع البصير أنك و الس وه

ر يوصف اهللا بما وصف به نفسه وبما وصفه ل، ومن غي ر تحريف وال تعطي ل، / به رسوله من غي تكييف وال تمثيه شيء يس آمثل ل يعلمون أن اهللا ل ه، ب ه . فال ينفون عن اهللا ما أثبته لنفسه، وال يمثلون صفاته بصفات خلق ال في ذات

. وال في صفاته، والفي أفعاله، فكما أن ذاته ال تشبه الذوات، فصفاته ال تشبه الصفات

ة الفالسفة ونحوهم ـ وصفوه . تعالى بعث الرسل فوصفوه بإثبات مفصل، ونفي مجمل واهللا وأعداء الرسل ـ الجهميدير، : فإن اهللا سبحانه وتعالى أخبر في آتابه بأنه . بنفي مفصل، وإثبات مجمل ى آل شيء ق بكل شيء عليم، وأنه عل

ين والمحسنين والصابرين، وأنه حي قيوم، وأنه عزيز حكيم، وأنه غفور رحيم، وأنه ه يحب المتق سميع بصير، وأنار ى الكف ه يغضب عل ه، وأن ؤمنين ورضوا عن ه رضي عن الم ر، وأن اده الكف اد، وال يرضي لعب وأنه ال يحب الفسروح ه ال زل ب رآن ن ا، وأن الق م موسى تكليم ه آل ه، وأن ب، والعمل الصالح يرفع ويلعنهم، وإنه إليه يصعد الكلم الطي

الحق { : آما قال . ن من اهللا على نبيه محمد صلى اهللا عليه وسلماألمي ك ب ، ] 102 : النحل [ } قل نزله روح القدس من ربة األخرى ي اآلي ال ف ا ق ل آم و جبري دس ه ك { : وروح الق ى قلب ه عل ه نزل ل فإن دوا لجبري ان ع ن آ ل م ه ق إذن الل } ب

رة [ الى ] 97 : البق ال تع ذرين { : ، وق ن المن ون م ك لتك ى قلب أمين عل روح ال ه ال زل ب عراء [ } ن ال ] 194، 193 : الش ، وقونس [ } للذين أحسنوا الحسنى وزيادة { : ، وقال تعالى ] 23، 22 : القيامة [ } وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة { : تعالى ي

: 62 [ . ار ( : وقد ثبت في صحيح مسلم عن صهيب عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال/ إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل الن

ل ؟ ماهو : يريد أن ينجزآموه، فيقولونيا أهل الجنة، إن لكم عند اهللا موعدا : النار، نادى مناد ا ويثق ألم يبيض وجوهنيهم من : قال ؟ موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار يئا أحب إل ا أعطاهم ش ه، فم فيكشف الحجاب، فينظرون إلي

ا ( : وقد استفاض عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في الصحاح أنه قال ) النظر إليه، وهي الزيادة م آم م سترون ربك إنكهل ( : قال ؟ يا رسول اهللا، هل نرى ربنا يوم القيامة : ، وإن الناس قالوا ) ترون القمر ليلة البدر، ال تضامون في رؤيته

الوا ) ؟ تضامون في رؤية الشمس صحوا ليس دونها سحاب ال . ال : ق يس ( : ق ة القمر صحوا ل فهل تضارون في رؤيال . ال : قالوا ) ؟ ابدونه سح رون الشمس والقمر ( : ق ا ت م، آم إنكم سترون ربك ة ) ف لم الرؤي ه وس فشبه صلى اهللا علي

الى . بالرؤية ولم يشبه المرئي بالمرئي، فإن العباد ال يحيطون باهللا علما، وال تدرآه أبصارهم ال تع ه { : آما ق ال تدرآ . ] 103 : األنعام [ } ك األبصاراألبصار وهو يدر

اء ه، ] اإلدراك [ إن : وقد قال غير واحد من السلف والعلم ا وال يحيطون ب الى عيان رون اهللا تع اد ي هو اإلحاطة؛ فالعب . فهذا وأمثاله مما أخبر اهللا به ورسوله

ميا { / ، ] 22 : البقرة [ } فال تجعلوا لله أندادا { ، ] 11 : الشورى [ } ليس آمثله شيء { : وقال تعالى في النفي ه س م ل } هل تعل

، فبين في هذه اآليات أن اهللا ال آفو له، وال ند له، وال مثل له وال ] 4 : اإلخالص [ } ولم يكن له آفوا أحد { ، ] 65 : مريم [ ه ورضاه وغضبه : مي له، فمن قالس ه ومحبت ل آالمي، أو إرادت ه مث إن علم اهللا آعلمي، أو قدرته آقدرتي أو آالم

اني، ه آإتي ي، أو إتيان ه آنزول توائي، أو نزول ى العرش آاس مثل إرادتي ومحبتي ورضائي وغضبي، أو استواءه عل . ا يقولون، وهو ضال خبيث مبطل، بل آافرونحو ذلك فهذا قد شبه اهللا ومثله بخلقه، تعالى اهللا عم

إن اهللا ليس له علم، وال قدرة وال آالم، وال مشيئة، وال سمع وال بصر، وال محبة وال رضي، وال غضب، : ومن قال

وال استواء، وال إتيان وال نزول فقد عطل أسماء اهللا الحسنى وصفاته العلى، و ألحد في أسماء اهللا وآياته، وهو ضال بيث مبطل بل آافر، بل مذهب األئمة والسلف إثبات الصفات ونفي التشبيه بالمخلوقات، إثبات بال تشبيه وتنزيه بال خ

ه نفسه : تعطيل، آما قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخارى من شبه اهللا بخلقه فقد آفر، ومن جحد ما وصف اهللا ب . شبيهافقد آفر، وليس ما وصف اهللا به نفسه وال رسوله ت

أن اهللا تعالى أخبرنا أن في الجنة ماء ولبنا وخمرا وعسلا ولحما وفاآهة وحريرا وذهبا وفضة، وغير : ومما يبين ذلك

ة /فإذا . ليس في الدنيا مما في الجنة إال األسماء : وقد قال ابن عباس رضي اهللا عنهما . ذلك ات في الجن آانت المخلوق

Page 142: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه في توافق المخلوقات في الدنيا في األسماء، والحقائق ليست مثل الحقائق، فكيف يكون الخالق مثل المخلوق إذا وافق ! ؟ االسم

واهللا تعالى قد أخبر أنه سميع بصير، وأخبر عن اإلنسان أنه سميع بصير،و ليس هذا مثل هذا، وأخبر أنه حي، وعن

ذا و أخبر أ . بعض عباده أنه حي، وليس هذا مثل هذا يس ه يم، ول ه رؤوف رح ه أن ر عن نبي يم، وأخب ه رؤوف رح نك، . مثل هذا ذا، وسمى نفسه المل ل ه ذا مث يس ه يم، ول يم حل ه عل اده بأن ر عن بعض عب يم وأخب يم حل وأخبر أنه عل

ذا ل ه ذا مث يس ه ك، ول اده المل ة . وسمى بعض عب ا آأئم ة وأئمته ان سلف األم نة، فك اب والس ي الكت ر ف ذا آثي وهون المذ ل، ال يقول اهب؛ مثل أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم، على هذا، إثبات بال تشبيه، وتنزيه بال تعطي

ة الرسل، ومن آمن ذه طريق ات، فه بقول أهل التعطيل، نفاة الصفات، والبقول أهل التمثيل المشبهة للخالق بالمخلوق . بهم

الفون للرسل ـ صلوات اهللا وسالمه ا المخ الى وأم رب تع باههم، فيصفون ال فة وأش يهم ـ من المتفلس بالصفات [ علدوم ] السلبية ه المع ذي يوصف ب ل بالسلب ال ات، ب ليس آذا، ليس آذا، ليس آذا، وال يصفونه بشيء من صفات اإلثب

موجود ليس بمعدوم، إنه : فرق بين ما يثبتونه وبين المعدوم، وهم يقولون/ فيبقى ما ذآروه مطابقا للمعدوم، فال يبقى . إنه وجود مطلق، ال يتميز بصفة : ويقولون . فيتناقضون، يثبتونه من وجه، ويجحدونه من وجه آخر

ز عن ين، وال يتمي ق ال يتع ا هو مطل يس في األمور الموجودة م وقد علم الناس أن المطلق ال يكون موجودا، فإنه ل

نفسه، فيقدر أمرا مطلقا، وإن آان ال حقيقة له في الخارج، فصار هؤالء غيره، وإنما يكون ذلك فيما يقدره المرء فيا في وه مطلق ا أن يجعل ل إم المتفلسفة الجهمية المعطلون ال يجعلون الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ موجودا مباينا لخلقه، ب

. هو وجود المخلوقات : ذهن الناس، أو يجعلوه حاال في المخلوقات، أو يقولون

ه شيء من يس في مخلوقات ه، فل دخلها في م ي ا، ول دخل فيه ومعلوم أن اهللا آان قبل أن يخلق المخلوقات، وخلقها فلم ية ا، فالجهمي ة وأئمته ه سلف األم ق علي اب والسنة، واتف ك دل الكت ى ذل ه، وعل ه شيء من مخلوقات ي ذات ه، وال ف ذات

ذا الضالل، المعطلة نفاة الصفات من المتفلسفة والمعتزلة وغيرهم ى ه ـ الذين امتحنوا المسلمين، آما تقدم ـ آانوا علاعهم، فصاروا يظهرون ر من أتب فلما أظهر اهللا تعالى أهل السنة والجماعة، ونصرهم، بقى هذا النفي في نفوس آثي

ونهم ارة يوافق ة وت ة االتحادي ع الجهمي ارة م ة، وت ة الباطني ة القرامط ع الرافض ارة م ود مط / ت ه وج ى أن ق، عل ل . واليزيدون على ذلك

ه أن اهللا ] المرشدة [ وصاحب آانت هذه عقيدته آما قد صرح بذلك في آتاب له آبير شرح فيه مذهبه في ذلك، ذآر في

. تعالى وجود مطلق، آما يقول ذلك ابن سينا وابن سبعين وأمثالهم

ة العل ] مرشدته [ ولهذا لم يذآر في ذآره أئم ذي ي اد ال ه االعتق دين من أهل السنة والجماعة؛ أهل الحديث والفق م والة، افعية والحنبلي ة والش والتصوف والكالم وغيرهم من أتباع األئمة األربعة وغيرهم، آما يذآره أئمة الحنفية والمالكي

إن هؤالء من الكالبية واألشعرية والكرامية وغيرهم، ومشائخ التصوف والزهد، وعلماء أهل الحديث، ف : وأهل الكالمالى ال تع ا ق درة، آم ادر بق م، ق الم بعل ا { : آلهم متفقون على أن اهللا تعالى حي ع ه إال بم ن علم يء م ون بش وال يحيط

وما تحمل { : ،وقال تعالى ] 166 : النساء [ } لـكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه { : ، وقال تعالى ] 255 : البقرة [ } شاءوة { : ، وقال تعالى ] 11 : فاطر [ } من أنثى ولا تضع إلا بعلمه نهم ق د م و أش م ه ذي خلقه ه ال روا أن الل م ي : فصلت [ } أول

. بقوة : أي ] 47 : الذاريات [ } ء بنيناها بأيدوالسما { : وقال تعالى ] 15

م السورة ا يعلمه ا، آم وفي الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يعلم أصحابه االستخارة في األمور آلهول . من القرآن ر الفريضة ( / : يق ين من غي األمر فليرآع رآعت م أحدآم ب ل . إذا ه م ليق ي أستخيرك بعلمك، ال : ث م إن له

م إن وب، الله م، وأنت عالم الغي م وال أعل در، وتعل در وال أق وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقارك م ب ي، ث آنت تعلم أن هذا األمر ـ ويسميه باسمه ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره ل

األمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي لي فيه، وإن آنت تعلم أن هذا . ) ثم رضني به . الخير حيث آان

Page 143: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. واألئمة األربعة وسائر من ذآر متفقون على أن اهللا تعالى يرى في اآلخرة، وأن القرآن آالم اهللا

ات ال ] المرشدة [ فصاحب يئا من اإلثب ا ش ان لم يذآر فيه ا اإليم ه طوائف أهل السنة والجماعة، وال ذآر فيه ذي عليار ة والن لم من أمر الجن ه وس ي صلى اهللا علي ه النب ر ب ا أخب برسالة النبي صلى اهللا عليه وسلم، وال باليوم اآلخر وم

ائر لم في أهل الكب ذه األ . والبعث والحساب وفتنة القبر والحوض وشفاعة النبي صلى اهللا عليه وس إن ه ا ف صول آلها . متفق عليها بين أهل السنة والجماعة ل اقتصر فيه ومن عادات علمائهم أنهم يذآرون ذلك في العقائد المختصرة، ب

والشيعة، ونحوهم ممن اتفقت / على ما يوافق أصله وهو القول بأن اهللا وجود مطلق، وهو قول المتفلسفة والجهمية، . ب األربعة وغيرهم على إبطال قوله، وتضليلهطوائف أهل السنة والجماعة، أهل المذاه

ى آل د وجب عل ه ق ا أن فذآر فيها ما تقوله نفاة الصفات، ولم يذآر فيها صفة واحدة هللا تعالى ثبوتية، وزعم في أولهيس ألحد أن يوجب مكلف أن يعلم ذلك، وقد اتفقت األئمة على أن الواجب على المسلمين ما أوجبه اهللا و رسوله، ول

ه، وبعضه ع لى المسلمين ما لم يوجبه اهللا ورسوله والكالم الذي ذآره بعضه قد ذآره اهللا ورسوله، فيجب التصديق بد . لم يذآره اهللا وال رسوله وال أحد من السلف واألئمة، فال يجب على الناس أن يقولوا ما لم يوجب اهللا قوله عليهم وق

ا، يقول الرجل آلمة وتكون حقا، لكن ال يجب عل اس أن يقولوه ى الن ه أن يوجب عل ا،وليس ل اس أن يقولوه ى آل الن ؟ فكيف إذا آانت الكلمة تتضمن باطلا

ك في ى ذل د بسطنا الكالم عل وما ذآره من النفي يتضمن حقا وباطلا، فالحق يجب اتباعه، والباطل يجب اجتنابه، وق

د صلى اهللا وذآرنا سبب تسميته ألصحابه بالموحدين، فإ . آتاب آبير ة محم ع أم ره المسلمون؛ إذ جمي ا أنك ذا مم ن ه . عليه وسلم موحدون، وال يخلد في النار من أهل التوحيد أحد

د { : آقوله تعالى . هو ما بينه اهللا تعالى في آتابه، وعلى لسان رسوله صلى اهللا عليه وسلم ] التوحيد [ و / ه أح قل هو الل

رآن ] سورة اإلخالص [ } د لم يلد ولم يولد ولم يكن له آفوا أحدالله الصم دل ثلث الق ه . ، وهذه السورة تع ا { : وقول ل ي قبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما ع

ات { : ، وقال تعالى ] سورة الكافرون [ } دين ؤمنين والمؤمن ذنبك وللم تغفر ل ه واس ا الل د [ } فاعلم أنه لا إله إل ، ] 19 : محم . ] 25 : األنبياء [ } وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون { : وقال تعالى

وق : فمن قال . فنفاة الجهمية من المعتزلة وغيرهم سموا نفي الصفات توحيدا يس بمخل ال . إن القرآن آالم اهللا ول : أو ق

ال ي اآلخرة أو ق رى ف تخيرك بعلمك ( : إن اهللا ي درتك . اس تقدرك بق بها ) وأس ل يسمونه مش دهم، ب دا عن م يكن موح له من سلطان، ] المرشدة [ مجسما، وصاحب زل اهللا ب ا أن دا م لقب أصحابه موحدين، اتباعا لهؤالء الذين ابتدعوا توحي

. به القرآنوألحدوا في التوحيد الذي أنزل اهللا

الى درة اهللا تع ي ق ا ف ال أيض ن : وق ره م واري وغي ى األس فة وعل ول الفالس ق ق ذا يواف اء، وه ا يش ى م ادر عل ه ق إناءه أو /إنه ال يقدر على غير ما فعل، ومذهب المسلمين أن اهللا على : المتكلمين الذين يقولون آل شيء قدير، سواء شي ق { : لم يشأه، آما قال تعالى كم ش م أو يلبس ت أرجلك ن تح وقكم أو م ن ف ذابا م يكم ع } عال هو القادر على أن يبعث عل

. ] 65 : األنعام [

الى ه تع زل قول ا ن ه لم لم أن ه وس ادر عل { : وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا علي و الق ل ه يكم ق ث عل ى أن يبعكم { ، ) أعوذ بوجهك ( : ، قال } أو من تحت أرجلكم { ) أعوذ بوجهك ( : قال } عذابا من فوقكم ذيق بعض يعا وي كم ش أو يلبس

ى فهو يقدر اهللا عل : قالوا ) هاتان أهون ( : ، قال } بأس بعض ة عل يهما وهو ال يشاء أن يفعلهما، بل قد أجار اهللا هذه األمة الى . لسان نبيها أال يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم، أو يهلكهم بسنة عام ال تع د ق ن { : وق ان أل ب الإنس أيحس

ة [ } نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه الى ] 4، 3 : القيام ال تع د ق ك،وهو ال يشاؤه، وق ى ذل ادر عل اهللا ق : ففاهللا ] 118 : هود [ } ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة { : وقال تعالى ] 13 : السجدة [ } ولو شئنا لآتينا آل نفس هداها {

. فلو شاءه لفعله بقدرته، وهو ال يشاؤه . كتعالى قادر على ذل

. وقد شرحنا ما ذآره فيها آلمة آلمة وبينا ما فيها من صواب وخطأ ولفظ مجمل في آتاب آخر

Page 144: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه، وال / ه يعطي آل ذي حق حق فالعالم الذي يعلم حقائق ما فيها، ويعرف ماجاء به الكتاب والسنة ال يضره ذلك، فإنه حاجة ألحد من المسلم اب والسنة، واتفق علي ا جاء في الكت دل عم ا، وال يجوز ألحد أن يع ا وقراءته ين إلى تعلمه

سلف األمة وأئمتها إلى ما أحدثه بعض الناس مما قد يتضمن خالف ذلك، أو يوقع الناس في خالف ذلك، وليس ألحد وال يبتدي، فإن اهللا سبحانه بعث محمدا أن يضع للناس عقيدة وال عبادة من عنده، بل عليه أن يتبع وال يبتدع، ويقتدي

ه ال ل و { : صلى اهللا عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين آله، وآفى باهللا شهيدا، وق بيلي أدع ـذه س ل ه قي ن اتبعن ا وم يرة أن الى ] 108 : يوسف [ } إلى الله على بص ال تع ي الي { : وق يكم نعمت ت عل نكم وأتمم م دي ت لك وم أآمل

. والنبي صلى اهللا عليه وسلم علم المسلمين ما يحتاجون إليه في دينهم ] 3 : المائدة [ } ورضيت لكم اإلسالم دينا

ه سلف فيأخذ المسلمون جميع دينهم من االعتقادات والعبادات، وغير ذلك م ا اتفق علي اب اهللا وسنة رسوله وم ن آتاب والسنة يس في الكت و باطل، ول ل الصريح فه ا خالف العق إن م األمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح فاب نهم ال من الكت ة م اطال، فاآلف ى ب واإلجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد ال يفهمها بعض الناس، أو يفهمون منها معن

. ] 89 : النحل [ } ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين { : اهللا تعالى قال/ فإن والسنة،

ل م الوآي بنا اهللا ونع لم، وحس ه وصحبه وس ى آل د وعل يدنا محم ى س ده، وصلواته عل د هللا وح م، والحم ا . واهللا أعل وم . عليه توآلت وإليه أنيب . توفيقي إال باهللا

. ] المرشدة [ سئل عن رجل تخاطب هو وإنسان على من قرأ

؟ من ال يقرأها فهو آافر : المرشدة ال يجوز أن نقرأها، قال اآلخر : قال بعض العلماء : قال األول

: الجواب

تتاب : ذي قالالحمد هللا، أما هذا القائل الثاني ال اذب ضال مخطئ جاهل يجب أن يس ه آ افر، فإن و آ من ال يقرؤها فه . عن مثل هذا القول، فإن تاب وإال عوقب عقوبة بليغة تردعه وأمثاله عن مثل هذا

إن : بل إذا فهم مضمون قوله تتاب، ف من لم يقرأها فهو آافر، وأصر عليه بعد العلم، آان هو الكافر المستحق ألن يس

. واهللا أعلم . اب وإال قتلت

ائخ ى المش بين إل وم منتس ه ـ عن ق دس اهللا روح نفس : سئل شيخ اإلسالم ـ ق ل ال ق، وقت ونهم عن قطع الطري يتوبدود الصالة أم ال ة ح ل يجب إقام ة، فه ادة البادي نهم يصلون صالة ع وهم بالصالة؛ لك ذا ؟ والسرقة، وألزم ع ه وم

ر . ثم غلب على قلوبهم حب الشيوخ . س، وتفتيل الشعر، وحمل الحياتشعارهم الرفض، وآشف الرؤو ا عث حتى آلمى . أحدهم أو همه أمر استغاث بشيخه، ويسجدون لهم مرة في غيبتهم، ومرة في حضورهم ارة يصادف السجود إل فت

ذا هللا ون ه يخه ـ ويزعم ان ش ث آ ا ـ حي ى غيره ارة إل ة، وت ذ أوالد ا . القبل ن يأخ نهم م وارات برضى وم اس ح لنذر . الوالدين، وبغير رضاهم، وربما آان ولد الرجل معينا لوالديه على السعي في الحالل فيأخذه ويعلمه الدروزة وين

ال ك ق ل : للموتى، ومنهم من يواخي النسوان فإذا نهوا عن ذل إذا قي ا ف ك، وأختيهم ي أمك وأخت و حصل ل ال تنظر : لفهل المنكر . أنت شرعي : قال . وإذا نهوا عن شىء من ذلك . بالمشائخ/ شرين نظرة، ويحلفون أنظر ع : قال . أجنبية

؟ عليهم مأجور أم ال

ه أم ال ؟ وهل اتخاذ الخرقة على المشائخ له أصل في الشرع أم ال اب علي ين يث ى شيخ مع ة إل ؟ وهل انتساب آل طائفه صلى اهللا : ويقولون ؟ وهل التارك لها آثم أم ال ى قول تندون إل إن اهللا يرضى لرضا المشائخ، ويغضب بغضبهم ويس

بغض في اهللا ( و ) المرء مع من أحب ( : عليه وسلم م، أم هو ) أوثق عرى اإلسالم الحب في اهللا وال ل له ك دلي فهل ذل ؟ ومن هذه حاله هل يجوز دفع الزآاة إليه ؟ شىء آخر

: فأجاب ـ قدس اهللا روحه

ن الصحابة وال ن الصالحين ال م د م عار أح ن ش ذا م يس ه ات، فل ل الحي عر وحم ل الش رؤوس وتفتي ا آشف ال وأمد ذا بع دع ه التابعين وال شيوخ المسلمين ال المتقدمين وال المتأخرين وال الشيخ أحمد بن الرفاعي وال غيره، وإنما ابت

Page 145: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ارقوا موت الشيخ أحمد بمدة طويلة، ابتدعه طائفة انتسبت إليه فخالفوا طريق المسلمين وخرجوا عن حقائق الدين، وف : طريق عباد اهللا الصالحين وهم نوعان

ا أهل نهم / ] األحوال [ أهل حال إبليسي، وأهل محال تلبيسي، فأم ون : م ا يقترن ياطين، آم م الش وم اقترنت به م ق فه

دون ويرغون فإذا حضروا سماع المكاء والتصدية أخذهم ا . بإخوانهم ه المصروع، ويتكلمون . لحال، فيزب ا يفعل آمى تكلم الجني عل ا ي ولهم، آم ة عق د غيب نتهم عن ى ألس تكلم عل ياطينهم ت بكالم ال يفهمونه هم وال الحاضرون، وهي ش

اد األصنام د من عب المغرب يسمى أحدهم المصلي، وهؤالء . لسان المصروع، ولهم مشابهون في الهن ابهون ب ومشون الذ ين في المغرب من جنس الزط الذين ال خالق لهم، فإذا آان لبعض الناس مصروع أو نحوه أعطاهم شيئا فيجيئ

ى يبقى د العظيم حت ا الحدي ة مؤججة ويضعون فيه ارا عظيم دون ن ون ويوق ويضربون لهم بالدف والمالهي ويحرقد أعظم من الجمر وينصبون رماحا فيها أسنة، ثم يصعد أحدهم يقعد فو ك الحدي اس، ويأخذ ذل دام الن ق أسنة الرماح ق

. المحمي ويمره على يديه، وأنواع ذلك

رمح،وهم وق ال م ف ذين يصعدون به ياطينهم ال ك من ش ا، وذل رون من رمى به ويرى الناس حجارة يرمى بها وال يا ذي يضرب ضربا وجيع ذلك، آالمصروع ال ذلك،ألن الذين يباشرون النار وأولئك قد ال يشعرون ب وهو ال يحس ب

ه ان حال الجن والشياطين آ الضرب يقع على الجني، فكذا حال أهل األحوال الشيطانية،ولهذا آلما آان الرجل أشبه ب . أقوى ،وال يأتيهم الحال إال عند مؤذن الشيطان وقرآنه، فمؤذنه المزمار، وقرآنه الغناء

و آانت وال يأتيهم الحال عند الصالة والذآر والدعاء وال دنيا، ول دين، وال في ال دة في ال ذه األحوال فائ قراءة، فال له

ة، ادات الديني ه من العب ا أمر اهللا ب د م ين، لكانت تحصل عن اء اهللا المتق أحوالهم من جنس عباد اهللا الصالحين، وأوليى ولكان فيها فائدة في الدين والدنيا لتكثير الطعام والشراب عند الفاقات، واستنزال المطر عند الحاجات، والنصر عل

أآلون ات، وي وون المخاف ات، ويق ون البرآ يس يمحق األعداء عند المخافات، وهؤالء أهل األحوال الشيطانية في التلبن ع م م م ل ه بيل اهللا، ب ي س دون ف ر، وال يجاه ون عن المنك المعروف وال ينه أمرون ب ل، ال ي اس بالباط وال الن أم

ان م، وإن آ ون من أعوانهم ونصرائهم أعطاهم وأطعمهم وعظمه لمين، ويكون ى المس ر عل ل يرجحون التت ا، ب تتري . المالعين، وفيهم من يستعين على الحال بأنواع من السحر والشرك الذي حرمه اهللا تعالى ورسوله

ك، ي : منهم ] المحال [ وأما أهل ا فهم يصنعون أدوية آحجر الطلق، ودهن الضفادع، وقشور النارنج ونحو ذل مشون به

كر ن الس ا يصنعونه م ور وم ا بفج ى أآله دمون عل ذونها بضعة، ويق ات ويأخ ن الحي ا م كون نوع ار ويمس ى الن عل . والالذن، وماء الورد، وماء الزعفران والدم، فكل ذلك حيل وشعوذة يعرفها الخبير بهذه األمور

. ومنهم من تأتيه الشياطين، وذلك هم أهل المحال الشيطاني

في ذآر غلوهم في الشيوخ: ــل فص

م المتبعون : وأما ما ذآروا من غلوهم في الشيوخ دين ه م في ال دى به ذين يقت فيجب أن يعلم أن الشيوخ الصالحين الة ه في األم وهم بإحسان، ومن ل ذين اتبع اجرين واألنصار وال لطريق األنبياء والمرسلين آالسابقين األولين من المه

ه وسنة رسوله صلى اهللا لسان صدق ـ وطريقة هؤالء دعوة الخلق إلى اهللا، وإلى طاعته وطاعة رسوله، واتباع آتاب . عليه وسلم

ا ة اهللا هي العلي ه هللا، وتكون آلم دين آل ول . والمقصود أن يكون ال الى يق إن اهللا تع ا { : ف إنس إل ن وال ت الج ا خلق وم

. ] 58 : 56 : الذاريات [ } منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتينليعبدون ما أريد

دعون إال ره، وال يرجون سواه، وال ي افون غي والرسل أمروا الخلق أال يعبدوا إال اهللا، وأن يخلصوا له الدين، فال يخش { : ، وقال تعالى ] 18 : الجن [ } وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا { : قال تعالى . إياه وله ويخ ومن يطع الله ورس

ائزون ور [ } الله ويتقه فأولئك هم الف ال فجعل الطاعة هللا وا / ، ] 52 : الن وى هللا وحده، وق لرسول، وجعل الخشية والتقون ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورس { : تعالى ه راغب ى الل } وله إنا إل

انتهوا { : ول، فاإليتاء هللا والرس ] 59 : التوبة [ ه ف اآم عن ه ] 7 : الحشر [ } وما آتاآم الرسول فخذوه وما نه ا حلل ، والحالل م

Page 146: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه وشريعته، ومن . رسول اهللا والحرام ما حرمه والدين ما شرعه، ليس ألحد من األولين واآلخرين خروج عن طاعت . النار لم يقر به باطنا وظاهرا فهو آافر مخلد في

ره : وخير الشيوخ الصالحين، وأولياء اهللا المتقين ه وأطوعهم ألم ربهم وأعرفهم بدين أبي بكر وعمر : أتبعهم له وأق آ

ل { : وعثمان وعلي، وسائر التابعين بإحسان، وأما الحسب فلله وحده ولهذا قالوا م الوآي ه ونع بنا الل وا } حس م يقول : ، ولم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا { : آما قال تعالى . هورسول الله ونعؤمنين يا أيها النبي حسبك ال { : ، وقال تعالى ] 173 : آل عمران [ } الوآيل ن الم ك م ن اتبع ه وم ال [ } ل إن : أي ] 64 : األنف

ده، . اهللا وحده حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين د وهو آاف عب فهو وحده يكفيهم فإنه سبحانه له الملك وله الحمالى ، وق ] 63 : الزمر [ } أليس الله بكاف عبده { : آما قال تعالى وة { : ال تع ب دع ب أجي إني قري ي ف ادي عن ألك عب وإذا س . ] 186 : البقرة [ اآلية } الداع إذا دعان

ه ؟ يا رسول اهللا، هل ربنا قريب فنناجيه : وروى أن بعض الصحابة قال/ ة، ؟ أم بعيد فننادي ذه اآلي الى ه أنزل اهللا تع ف

ه فهو سب ا ال يعلم اد م م من أحوال العب حانه سميع قريب مجيب رحيم، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، وهو يعل . غيره، ويقدر على قضاء حوائجهم التي ال يقدر عليها غيره، ويرحمهم رحمة ال يرحمهم بها غيره

ي ة ف ة األئم ه، بمنزل دون إلي ه، ويرش دلون علي م ي دى به ذين يقت يوخ ال اس والش لى الن لون ويص الة، يص الص

ة نصيب، م من اإللهي يس له ه، ل خلفهم،وبمنزلة الدليل الذي للحاج هو يدلهم على البيت، وهو وهم جميعا يحجون إليم ي حقه ال اهللا ف ذين ق رآين، ال نس النصارى المش ن ج و م ك فه ن ذل يئا م م ش ل له ن جع ل م ارهم { : ب ذوا أحب اتخ

انهم ـه ورهب دا ال إل ـها واح دوا إل روا إال ليعب ا أم ريم وم ن م يح اب ه والمس ن دون الل ا م ا أرباب بحانه عم و س إال هي قل ال أقول لكم عندي خزآئ { : ، وقد قال نوح عليه السالم ] 31 : التوبة [ } يشرآون ن الله وال أعلم الغيب وال أقول لكم إن

. وهكذا أمر اهللا محمدا صلى اهللا عليه وسلم أن يقول ] 50 : األنعام [ } ملك

ا : دهمال من األنبياء وال غيرهم، فال يقول ألح : فليس ألحد أن يدعو شيخا ميتا أو غائبا، بل وال يدعو ميتا وال غائبا يول : أنا في حسبك أو في جوارك، وال يقول ! سيدي فالن ر : بك أستغيث، وبك أستجير، وال يق ا فالن : إذا عث وال ! ي

ر / وال الست نفيسة ! وعلي ! محمد : يقول ادر، وال غي د الق د، وال الشيخ عدي، وال الشيخ عب وال سيدي الشيخ أحمه د ا في ك مم و ذل ك، وال نح ال ذل ن أفع ك م ل ذل ه، ب ه، واالستنصار ب تغاثة ب ألته، واالس ب، ومس ت والغائ اء المي ع . المشرآين، وعبادات الضالين

ا أجدبوا استسقى : ومن المعلوم أن سيد الخلق محمد صلى اهللا عليه وسلم، قد ثبت في صحيح البخاري اس لم أن الن

قنا فيسقون اللهم إنا إذا أجدبنا توسل : وقال . عمر بالعباس ا فاس م نبين ا نتوسل بع قينا، وإن انوا في . نا إليك بنبينا، فتس فكى ه إل حياة النبي صلى اهللا عليه وسلم يتوسلون بدعائه، وشفاعته لهم، آما يتوسل به الناس يوم القيامة، ويستشفعون ب

و قال . ] 255 : البقرة [ } الذي يشفع عنده إال بإذنهمن ذا { : أال ترى اهللا يقول . ربهم،فيأذن اهللا له في الشفاعة فيشفع لهمأرض و { : تعالى ي ال ا ف ماوات ول ي الس ال ذرة ف ون مثق ا يملك ه ل ن قل ادعوا الذين زعمتم من دون الل ا م م فيهم ا له م

ه شرك وما له م ن أذن ل بأ [ } نهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لم ات ] 23، 22 : س ين ـ سبحانه ـ أن المخلوق ، فبين : آلها ليس ألحد منها شىء في الملك، وال له شريك فيه، وال له ظهير، أي وك، وب اون المل ا تع الى آم ين هللا تع مع

. تنفع إال لمن أذن لهأن الشفاعة عنده ال

نهم، فال ون الشفاعة م م عيسى، فيطلب م موسى، ث راهيم، ث م إب وح، ث وإذا آان يوم القيامة يجىء الناس إلى آدم، ثم نلم ه وس دا صلى اهللا علي أتوا محم ى ي د / يشفع لهم أحد من هؤالء الذين هم سادة الخلق، حت ده بمحام ه فيحم أتي رب في

؟ فهذه حال هؤالء الذين هم أفضل الخلق، فكيف غيرهم . له في الشفاعة شفع لهمويسجد له، فإذا أذن

دا ره وال بعي د قب يئا ال عن ه ش ون من ه وال يطلب فلما مات النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يكونوا يدعونه،وال يستغيثون به و لمون علي لون ويس ن يص ره، لك ر غي ره وال قب د قب لون عن ل وال يص ن قبره،ب ون م ره ويتبع ون أم يطيع

ال لم ق : شريعته،ويقومون بما أحبه اهللا تعالى من حق نفسه وحق رسوله وحق عباده المؤمنين،فإنه صلى اهللا عليه وسريم ( ن م وا . ال تطروني آما أطرت النصارى عيسى اب د فقول ا عب ا أن د اهللا ورسوله : فإنم ال ) عب م ال تجعل ( : ، وق الله

ي ( : ، وقال ) قبري وثنا يعبد إن صالتكم تبلغن ال . ) ال تتخذوا قبري عيدا،وصلوا علي حيث آنتم ف ود ( : وق لعن اهللا اليه

Page 147: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا : قل ؟ أجعلتني هللا ندا ( : ما شاء اهللا وشئت فقال : يحذر ما فعلوا وقال له رجل ) والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد م . ) ما شاء اهللا ثم شاء محمد : ما شاء اهللا وشاء محمد، ولكن قولوا : ال تقولوا ( : ، وقال ) شاء اهللا وحده

يارسول اهللا، رأيتهم في الشام يسجدون ألساقفتهم : فقال ) ؟ ما هذا يا معاذ ( : فقال . وفي المسند أن معاذ بن جبل سجد له

ا من عظم يا معاذ، لو أمرت ( : ويذآرون ذلك عن أنبيائهم فقال رأة أن تسجد لزوجه أحدا أن يسجد ألحد ألمرت المفإنه ال يصلح السجود إال ( : قال . ال : قال ) معاذ، أرأيت لو مررت بقبري أآنت ساجدا لقبري/ يا ( : ، وقال ) حقه عليها

. أو آما قال ) هللا

ره فإذا آان السجود ال يجوز لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ح ل ؟ يا وال ميتا، وال لقبره، فكيف يجوز السجود لغي با نهى عن ) ال تجلسوا على القبور وال تصلوا إليها ( : قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال ا، آم فقد نهى عن الصالة إليه

ا عن سم نما منحرف ا مس وا مؤخره ئال اتخاذها مساجد ولهذا لما أدخلوا حجرته في المسجد لما وسعوه جعل ة ل ت القبل ! ؟ آائنا من آان . يصلي أحد إلى الحجرة النبوية، فما الظن بالسجود إلى جهة غيره

تتاب : وأماقول القائل هذا السجود هللا تعالى فإن آان آاذبا في ذلك فكفى بالكذب خزيا، وإن آان صادقا في ذلك فإنه يس

ى ال وجه المشروع وهو السجود في الصالة،وسجود السهو وسجود فإن تاب وإال قتل، فإن السجود ال يكون إال علاء ولي العلم ا . التالوة، وسجود الشكر على أحد ق ذلك م اء وآ ه العلم د آره ا السجود عقيب الصالة بال سبب فق وأم

م ة، ولكن هؤالء بلغه يفعله بعض المشايخ من سجدتين بعد الوتر لم يفعله أحد من السلف وال استحبه أحد من األئمان ] الوظائف [ حديث رواه أبو موسى الذي في لم آ ه وس ي صلى اهللا علي وا / أن النب وتر ففعل د ال يصلي سجدتين بع

ك ( : الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ى ذل داوم عل م ي ين وهو جالس ول وتر رآعت فسميت ) أنه آان يصلي بعد الجدتين ان س ي أحاديث أخر . الرآعت ا ف و . آم ذا ه كفه ذا . أصل ذل ر ه ي غي ذآور ف رآعتين م اتين ال ي ه الم ف والك

. الموضع

الوا وق من : وأما السجدتان فال أصل لهما أوال للسجود المجرد بال سبب وق ة مخل ى جه هو بدعة فكيف بالسجود إلول ود هللا، أو : غير مراعاة شروط الصالة، وهذا يشابه من يسجد للشرق في الكنيسة مع النصارى ويق يسجد مع اليه

ر اهللا : إلى الصخرة ويقول ر من السجود لغي . هللا؛ بل سجود النصارى واليهود هللا وإن آان إلى غير قبلة المسلمين خي . هللا : بل هذا بمنزلة من يسجد للشمس عند طلوعها وغروبها ويسجد لبعض الكواآب واألصنام ويقولون

في فساد األوالد: فصــل

اس، . . . بحيث يعلمه الشحاذة، ويمنعه من الكسب الحالل، أو يخرجه ببالده مكشوف الشعر : األوالدوأما فساد في النك من / فهذا يستحق صاحبه العقوبة البليغة، التي تزجره عن هذا اإلفساد، السيما إن أدخلوهم في الفواحش، وغير ذل

ي المنكرات، ويجب تعليم أوالد المسلمين ما أمر اهللا ب ال النب ا ق ى طاعة اهللا و رسوله، آم ربيتهم عل اه، وت يمهم إي تعل . ) مروهم بالصالة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ( : صلى اهللا عليه وسلم

من األنبياء والمشائخ وغيرهم ] النذر للموتى [ في : فصــل

شائخ وغيرهم، أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم، فهو نذر شرك ومعصية هللا من األنبياء والم ] النذر للموتى [ وأما وت األصنام . تعالى ان وبي ائس، والرهب د ثبت . سواء آان النذر نفقة أو ذهبا أو غير ذلك وهو شبيه بمن ينذر للكن وق

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ي الصحيح عن النب ع اهللا فلي ( : ف ذر أن يطي ن ن ال م ذر أن يعصي اهللا ف ن ن ه وم طعذا ) يعصه اء، وه ولي العلم ، وقد اتفق العلماء على أن نذر المعصية ال يجوز الوفاء به، بل عليه آفارة يمين في أحد ق

ذا . إذا آان النذر هللا، وإما إذا آان النذر لغير اهللا، فهو آمن يحلف بغير اهللا، وهذا شرك فيستغفر اهللا منه، وليس في ه . ومن تصدق بالنقود على أهل الفقر والدين، فأجره على رب العالمين . ء وال آفارةوفا

ال . وأصل عقد النذر منهي عنه ذر وق ه نهى عن الن لم أن ه ال ( : آما ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وس إنان طاعة هللا آالصالة والصدقة والصيام والحج، ، وإذا نذر فعليه الوفاء بما آ ) يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل

. دون ما لم يكن طاعة هللا تعالى

Page 148: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

في مؤاخاة الرجال النساء األجانب : فصــل

لمين، اق المس ذا حرام باتف نهن، فه ة م ة الباطن ى الزين وهم بهن ونظرهم إل فأما مؤاخاة الرجال النساء األجانب، وخله { : قال اهللا تعالى . الشياطين ومن جعل ذلك من الدين، فهو من إخوان ا والل ا آباءن دنا عليه الوا وج وإذا فعلوا فاحشة ق

. ] 28 : األعراف [ } أمرنا بها قل إن الله ال يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما ال تعلمون

ى النساء ( : ، وقال ) ال يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ( : ى اهللا عليه وسلم وقال النبي صل دخول عل اآم وال . ) إيومن لم ينته عن ذلك عوقب عقوبة بليغة تزجره، وأمثاله من ) الحمو الموت ( : قال ؟ يا رسول اهللا، أرأيت الحمو : قالوا

. أهل الفساد والعناد في الحلف بغير اهللا من المالئكة واألنبياء والمشائخ والملوك وغيرهم: فصــل

م ة، ول وأما الحلف بغير اهللا من المالئكة واألنبياء والمشائخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه، غير منعقد باتفاق األئمه . ينازعوا إال في الحلف برسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خاصة ره، والجمهور على أن ه وال بغي ين ال ب د اليم ال تنعق

د أشرك ( : ، وقال ) من آان حالفا فليحلف باهللا أو ليصمت ( : وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ، ) من حلف بغير اهللا فقأبيه أو فمن حلف بشيخه أو بتربته أو بحياته أو بحقه على اهللا، أو بالملوك أو بنعمة السلطان أو بالسيف أو بالكعبة أو

. تربة أبيه أو نحو ذلك آان منهيا عن ذلك، ولم تنعقد يمينه باتفاق المسلمين

أنت شرعي : في قول القائل لمن أنكر عليه : فصــل

ه ل لمن أنكر علي ه : وأما قول القائ ه، أو ال يجب علي ذلك أن الشرع ال يتبع إن أراد ب أنت شرعي، فكالم صحيح، فاس اتباعه، وأنا خار ه في عرف الن د صار ل ان ( ج عن اتباعه، فلفظ الشرع ق زل، والشرع : ) ثالث مع الشرع المن

. المؤول، والشرع المبدل ين واآلخرين اتباعه، : فأما الشرع المنزل/ فهو ما ثبت عن الرسول من الكتاب والسنة، وهذا الشرع يجب على األول

تتاب وأفضل أولياء اهللا أآملهم اتباعا له، ه يس ه، فإن ومن لم يلتزم هذا الشرع، أو طعن فيه أو جوز ألحد الخروج عن . فإن تاب وإال قتل

ى ه، وال يجب عل ك ل ة ساغ ذل ا من األئم ه إمام د في ذا من قل ام، فه وأما المؤول فهو ما اجتهد فيه العلماء من األحك

. الناس التزام قول إمام معين

ه، وأما الشرع المبدل فهو األ ي أدخلت في الشرع وليست من دع المضلة الت حاديث المكذوبة،والتفاسير المقلوبة،والب . فهذا ونحوه ال يحل ألحد اتباعه . والحكم بغير ما أنزل اهللا

ا . وإنما حكم الحكام بالظاهر ياء عن حقائقه ل األش اآم ال يحي م الح ولى السرائر، وحك الى يت د ثبت في . واهللا تع فق

الالصحي ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ن ( : ح عن النب ه م ون ألحن بحجت ى ولعل بعضكم أن يك م تختصمون إل إنكار ة من الن ه قطع ا أقطع ل ول ) بعض، وإنما أقضى بنحو ما أسمع فمن قضيت له من أخيه شيئا فال يأخذه فإنم ذا ق فه

. إمام الحكام،وسيد ولد آدم ه أجر : إذا اجتهد الحاآم ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم/ أ فل د فأخط ه أجران،وإذا اجته إن أصاب فل ال . ) ف القضاة ( : وق

و . قاضيان في النار، وقاض في الجنة : ثالثة اس بجهل فه رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل قضى للن . ) في النار، ورجل علم الحق وقضى بخالفه فهو في النار

ة ومن خ ع للحقيق ه متب ا أن لم ظان ه وس دا صلى اهللا علي ه محم ه مضاه للمشرآين . رج عن الشرع الذي بعث اهللا ب فإن

. ] حقيقة شرعية [ و ] حقيقة بدعية [ و ] حقيقة آونية [ على : يقال ] الحقيقة [ المكذبين للرسل، ولفظ

Page 149: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ؤمن . والقدر، وأن اهللا خالق آل شىء وربه ومليكهمضمونها اإليمان بالقضاء ] الحقيقة الكونية [ فـ وهذا مما يجب أن ية ا الحجة البالغ ل هللا علين ه، ب در عن . به، وال يجوز أن يحتج ب ذر بالق ه داحضة، ومن اعت در فحجت فمن احتج بالق

. المعاصي فعذره غير مقبول

ة [ وأما ال ] الحقيقة البدعي ق اهللا سبحانه وتع ة فهي سلوك طري ذوق والوجد، والمحب د من ال ع في قلب العب ا يق ى، ممر أمر اهللا دون بغي ارة يعب ر اهللا، وت دون غي ارة يعب . والهوى، من غير اتباع الكتاب والسنة، آطريق النصارى، فهم ت

ارهم دعوا الر / آالنصارى المشرآين الذين اتخذوا أحب ريم، وابت ن م ا من دون اهللا والمسيح اب انهم أرباب ة ورهب هبانين { : وأما دين المسلمين فكما قال اهللا تعالى . فأشرآوا باهللا مالم ينزل به سلطانا، وشرعوا من الدين مالم يأذن به اهللا فم

ليبلوآم أيكم أحسن { : ال تعالى، وق ] 110 : الكهف [ } آان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداالوا : ، قال الفضيل بن عياض ] 2 : الملك [ } عملا ا أخلصه وأصوبه : أخلصه وأصوبه، ق ال . ؟ وم ان : ق إن العمل إذا آ

ى يكون خالص . خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ل، حت م يقب ا صوابا، والخالص أن وإذا آان صوابا ولم يكن خالصا له ي دعائ ول ف ن الخطاب يق ر ب ان عم ذا آ نة وله ى الس ون عل ون هللا، والصواب أن يك ه ( : يك ي آل ل عمل م اجع الله

. ) صالحا، واجعله لوجهك خالصا، وال تجعل ألحد فيه شيئا

ل اإلخالص هللا ] الحقيقة الدينية [ وأما ا شرعه اهللا ورسوله، مث ق م ى اهللا، والخوف من اهللا، وهي تحقي ، والتوآل علذا ه اهللا ورسوله، فه ا يحب والشكرهللا، والصبر لحكم اهللا، والحب هللا ورسوله، والبغض في اهللا ورسوله، ونحو ذلك مم

. حقائق أهل اإليمان، وطريق أهل العرفان

في آون األمر بالمعروف هو الحق الذي بعث اهللا به رسوله: فصــل

ه رسوله واألمر بال ذي بعث اهللا ب دع . معروف، وهو الحق ال واع الب ك من أن ا خالف ذل ر، وهو م والنهي عن المنكدين ة ال ق أئم ه . والفجور، بل هو من أعظم الواجبات، وأفضل الطاعات، بل هو طري م في دي به دين، نقت . ومشائخ ال

ون ولتكن منكم أمة يدعون إل { : قال اهللا تعالى آل [ } ى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولـئك هم المفلحالمعروف ] 104 : عمران أمر ب م ي دين، فمن ل وهذه اآلية بها استدل المستدلون على أن شيوخ الدين، يقتدى بهم في ال

. وال ممن يقتدى به وينه عن المنكر لم يكن من شيوخ الدين، في لباس الخرقة التي يلبسها بعض المشائخ المريدين: فصــل

ة رة من جه ة المعتب ا الدالل دل عليه ا أصل ي يس له ذه ل دين، فه ي يلبسها بعض المشائخ المري ة الت وأما لباس الخرقدي أخرين يلبسونها المري ة من . نالكتاب والسنة، وال آان المشائخ المتقدمون وأآثر المت أخرين رأوا / ولكن طائف المت

ا، ن العاص ثوب ن سعيد ب د ب ذلك واستحبوه،وقد استدل بعضهم بأن النبي صلى اهللا عليه وسلم ألبس أم خالد بنت خالتدلوا . سنا، والسنا بلسان الحبشة الحسن : وقال لها ذلك اللسان، واس ا ب ذا خاطبه أرض الحبشة، فله دت ب د ول وآانت قال . يث البردة التي نسجتها امرأة للنبي صلى اهللا عليه وسلم أيضا بحد ا وق ا بعض الصحابة فأعطاه إياه أله إياه : فس

. ) أردت أن تكون آفنا لي (

ه، ا ينفع اه م ه إي ا يلبسه آإعطائ ره م إن إعطاء الرجل لغي وليس في هذين الحديثين دليل على الوجه الذي يفعلونه، فوب أو وأخذ ثوب من النب اس ث ذا آلب يس ه ي صلى اهللا عليه وسلم على وجه البرآة آأخذ شعره على وجه البرآة، ول

ا ه آأنه ى من يولون ا عل ي يخلعونه قلنسوة على وجه المتابعة واالقتداء، ولكن يشبه من بعض الوجوه خلع الملوك التذا يسمونها تشريفا،وهذا ونحوه غا ة وله ة والكرام ى الوالي ة عل إن شعار وعالم ه أن يجعل من جنس المباحات ف يت

. اقترن به نية صالحة آان حسنا من هذه الجهة، وأما جعل ذلك سنة وطريقا إلى اهللا سبحانه وتعالى فليس األمر آذلك

آما تلقى الصحابة . فال ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه اإليمان والقرآن : وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معينابقين ذ اع الس ا أن / لك عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، وتلقاه عنهم التابعون؛ وبذلك يحصل اتب ين بإحسان، فكم األول

ين، وال ك في شخص مع ين ذل اطن والظاهر، وال يتع المرأ له من يعلمه القرآن ونحوه، فكذلك له من يعلمه الدين البى يحتاج اإلنسان في ذلك أن ينتسب إلى شيخ معين، آل من أفاد غيره إفادة دينية هو شيخه فيها، وآل ميت وصل إل

د ا بع اء قرن اإلنسان من أقواله وأعماله وآثاره ما انتفع به في دينه فهو شيخه من هذه الجهة، فسلف األمة شيوخ الخلف

Page 150: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ان من أهل قرن، وليس ألحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته، ويعادي على ذلك، بل عليه أن يوالي آل من آد ه مزي واالة، إال إذا ظهر ل د م دا بمزي رهم، وال يخص أح ع الشيوخ وغي وى من جمي ه التق اإليمان، ومن عرف من

يا أيها الناس إنا { : إيمانه وتقواه، فيقدم من قدم اهللا تعالى ورسوله عليه، ويفضل من فضله اهللا ورسوله، قال اهللا تعالى . ] 13 : الحجرات [ } ذآر وأنثى وجعلناآم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أآرمكم عند الله أتقاآمخلقناآم من

يض، وال ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ى أب ي، وال أسود عل ى عرب الفضل لعربي على عجمي، وال لعجمي عل

. ) إال بالتقوىألبيض على أسود أنت للشيخ فالن، وهو شيخك في الدنيا واآلخرة : في قول القائل: فصــل

. أنت للشيخ فالن، وهو شيخك في الدنيا واآلخرة : وأما قول القائل

ه دنيا واآلخرة آالم ال حق : فهذه بدعة منكرة من جهة أنه جعل نفسه لغير اهللا، ومن جهة أن قول ه، شيخك في ال ة ل يقإذن اهللا ه فال يشفع أحد ألحد إال ب ه يشفع في ه، وإن أراد أن ى اهللا ال إلي ذا إل ة، فه فإنه إن أراد أنه يكون معه في الجن

ان الشيخ : تعالى، إن أذن له أن يشفع فيه وإال لم يشفع، وليس بقوله ذا إن آ أنت شيخي في اآلخرة يكون شافعا له ـ ها ممن له شفاعة ـ فقد تقدم أ ره منه اع غي د امتن م . ن سيد المرسلين والخلق اليشفع حتى يأذن اهللا له في الشفاعة بع وآ

. من مدع للمشيخة وفيه نقص من العلم واإليمان ما ال يعلمه إال اهللا تعالى

اد األصن : وقول القائل إن عب ان، ف نوا لو أحسن أحدآم ظنه بحجر لنفعه اهللا به هو من آالم أهل الشرك والبهت ام أحسا { : ظنهم بها فكانوا هم وإياها من حصب جهنم، آما قال اهللا تعالى تم له إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أن

د ظن : يقول اهللا تعالى ( : لكن قال النبي صلى اهللا عليه وسلم . ] 98 : األنبياء [ } واردون ا عن ه إذا أن ا مع ي، وأن دي ب عببرا ي ش نهم، وإن تقرب إل ر م ذآرني، فإن ذآرني في نفسه ذآرته في نفسي، وإن ذآرني في مأل ذآرته في مأل خي

ر ) وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . تقربت إليه ذراعا ومن أمكنه الهدى من غي . حاجة به إلى ذلك، وال يستحب له ذلك، بل يكره له انتساب إلى شيخ معين فال

ان م واإليم دى والعل ه اله ان يضعف في ي مك ون ف ل أن يك ذلك، مث ره إال ب ا أم د اهللا بم ه أن يعب ان اليمكن ا إن آ وأم

ه د في دين ه، والدين، يعلمونه ويؤدبونه ال يبذلون له ذلك إال بانتساب إلى شيخهم أو يكون انتسابه إلى شيخ يزي وعلم . فإنه يفعل األصلح لدينه،وهذا ال يكون في الغالب إال لتفريطه، وإال فلو طلب الهدى على وجهه لوجده

داع، ق االبت ة، وسلوك طري ى الفرق تالف إل فأما االنتساب الذي يفرق بين المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة واالئ

. فاعله، ويخرج بذلك عن طاعة اهللا ورسوله صلى اهللا عليه وسلم ومفارقة السنة واالتباع، فهذا مما ينهى عنه، ويأثم إن اهللا يرضى لرضا المشائخ، ويغضب لغضبهم : في قول القائل: فصــل

. إن اهللا يرضى لرضا المشائخ، ويغضب لغضبهم : وأما قول القائل

ا يرضاه اهللا، ويسخط فهذا الحكم ليس هو لجميع المشائخ، وال مختص بالمشائخ، بل آل من آان موافقا هللا يرضى مم ائخ، ل ذلك من المش م يكن آ رهم، ومن ل ما يسخط اهللا آان اهللا، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، من المشائخ وغيد جرى ان ق ه ـ وآ يكن من أهل هذه الصفة، ومنه قول النبي صلى اهللا عليه وسلم ألبي بكر الصديق ـ رضي اهللا عن

الوا بينه وبين صهيب م فق ه مر به ا أخذت السيوف من : وخباب وبالل وغيرهم آالم في أبي سفيان بن حرب؛ فإن مذها ال . عدو اهللا مأخ ريش : فق ر ق ذا لكبي ون ه ال ؟ أتقول أخبره، فق لم ف ه وس ي صلى اهللا علي ى النب ك ( : ودخل عل لعل

ال أو آ ) أغضبتهم يا أبا بكر، لئن آنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك ا ق ال . م م : ق ال له و بكر فق يهم أب ا : فخرج عل ي . ال يغفر اهللا لك يا أبا بكر، فهؤالء آان غضبهم هللا : قالوا ؟ إخواني، أغضبتكم

ال لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ن النب اري ع ي صحيح البخ ول ( : وف الى/ يق ارزني : اهللا تع د ب ا فق ي ولي ادى ل ن ع م

ه بالمحاربة، وما تقر إذا أحببت ب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، ف

Page 151: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ي ي يسمع، وب ا، فب ي يمشي به ه الت ا، ورجل آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بهه، وم تعاذني ألعيذن ئن اس ه، ول ألني ألعطين ئن س ه يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ول ا فاعل رددت عن شىء أن ا ت

. ) ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأآره مساءته وال بد له منه

ال . فهذا المؤمن الذي تقرب إلى اهللا بالنوافل بعد الفرائض أحبه اهللا ألنه فعل ما أحبه اهللا، والجزاء من جنس العمل قذي يرضى اهللا لرضاه، ويغضب ] 119 : المائدة [ } رضوا عنهرضي الله عنهم و { : اهللا تعالى د ال ة فالعب ، وفي الحقيق

ا أبغض : لغضبه، هو يرضى لرضا اهللا، ويغضب لغضب اهللا وليكن هذان مثاالن ا أحب اهللا، وأبغض م فمن أحب مد اهللا، ورضى ما رضى اهللا لما يرضى اهللا، ويغضب لما يغضب، لكن هذا ال يكون ل ل الب دوام، ب ى سبيل ال لبشر عل

. ألآمل الخلق أن يغضب أحيانا غضب البشر، ويرضى رضا البشر

لم ( : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح ا مس اللهم إنما أنا بشر أغضب آما يغضب البشر، فأيمة سببته أو لعنته وليس لذلك بأهل فاجعل ذلك له صالة وزآاة وقر ي صلى اهللا / ، ) بة تقربه إليك يوم القيام ول النب وق

م ) لئن آنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ( : عليه وسلم ألبي بكر فيان وه ي س ة، لكون غضبه ألجل أب في قضية معينروا بطاعة اهللا ورس رهم إذا أم وك وغي وله آانوا يغضبون هللا، وإال فأبو بكر أفضل من ذلك، وبالجملة فالشيوخ والمل

أطيعوا، وإن أمروا بخالف ذلك لم يطاعوا، فإنه ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وليس أحد معصوما إال رسول . اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وهذا في الشيخ الذي ثبت معرفته بالدين وعمله به

ى أن فهذا إلى أن تنك . وأما من آان مبتدعا بدعة ظاهرة، أو فاجرا فجورا ظاهرا ر عليه بدعته وفجوره، أحوج منه إل

ة اهللا إن طاع وله، ف ة اهللا ورس وله، وجبت طاع ه ورس ر اهللا ب ا أم ره بم و أوغي ر ه ن إن أم ه، لك أمر ب ا ي يطاع فيم . ورسوله واجبة على آل أحد ،في آل حال، ولو آان اآلمر بها آائنا من آان

) مع من أحب المرء ( : في قوله صلى اهللا عليه وسلم: فصــل

رح المسلمون بشىء : وقال أنس . فهو من أصح األحاديث ) المرء مع من أحب ( : وأما قوله صلى اهللا عليه وسلم فما ف

ل / بعد اإلسالم فرحهم بهذا الحديث، فأنا أحب رسول اهللا وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أحشر م أعمل مث م، وإن ل معهلكن هذا بحيث أن يحب المرء ما يحبه اهللا ومن ) اإلسالم الحب في اهللا والبغض في اهللاأوثق عرى ( أعمالهم، وآذلك

اء إن هؤالء أولي وى، ف يحب اهللا، فيحب أنبياء اهللا آلهم، ألن اهللا يحبهم ويحب آل من علم أنه مات على اإليمان والتق . وغيرهم من أهل بدر وأهل بيعة الرضواناهللا، واهللا يحبهم آالذين شهد لهم النبي صلى اهللا عليه وسلم بالجنة

ة من أهل ال طائف د ق ة، فق ه بالجن فمن شهد له النبي صلى اهللا عليه وسلم بالجنة شهدنا له بالجنة، وأما من لم يشهد ل

ة : العلم ال طائف ه، وق ة وال نشهد أن اهللا يحب ه بالجن واه، وا : ال نشهد ل ه وتق اس إيمان ين الن ل من استفشى من ب تفق بك والشافعي ة ومال ي حنيف وري وأب فيان الث ز والحسن البصري وس د العزي ن عب ه،آعمر ب اء علي المسلمون على الثن

داراني ومعروف الكرخي ليمان ال ل [ وأحمد والفضيل بن عياض وأبي س روز، وقي ن في وظ معروف ب و محف : هو أبواه : الفيروزان، وقيل ان أب ان علي الكرخي الصالح المشهور، وآ ؤدبهم، وهو صبي، فك ى م لماه إل نصرانيين، فأس . بل هو الواحد، فضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا فهرب منه : ثالث ثالثة، فيقول معروف : قل : المؤدب يقول له

والن واه يق ان أب ه : وآ ه علي اء فنوافق ن ش ى أي دي ا عل ع إلين ه يرج ل . ليت اب فقي دق الب ع ف اب : فرج ن بالب ال ؟ م : فقائتين، : فقال ؟ على أي دين : معروف، فقيل له وفى سنة م دعوة، ت ة ال على اإلسالم، فأسلم أبواه، وآان مشهورا بإجاب

ل ك : وقي ر ذل ل غي ائتين، وقي ان [ . إحدى وم ات األعي نهم ـ ] 332-5/132وفي ارك ـ رضي اهللا ع ن المب د اهللا ب وعبال : ؛ ألن في الصحيحوغيرهم، شهدنا لهم بالجنة را فق : أن النبي صلى اهللا عليه وسلم مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خي

ت ( ت، وجب ال ) وجب را، فق ا ش أثنوا عليه ازة، ف ه بجن ر علي ت ( : ، وم ت، وجب الوا . ) وجب ك : ق ول اهللا، ماقول ا رس : يرا فقلت : را فقلت هذه الجنازة أثنيتم عليها خي ( : قال ؟ وجبت، وجبت ا ش تم عليه ازة أثني ذه الجن ة، وه ا الجن : وجبت له . ) بالثناء الحسن، والثناء السيئ ( : قال ؟ بم يا رسول اهللا / : ، قيل ) وجبت لها النار

ل والضالل والمع ن الجه يهم م ون ف د يك ان، ق ذه األزم ي ه يخة ف هورين بالمش ن المش ر م ذا فكثي م ه اصي وإذا عل

اء اهللا يهم من هو من أولي ا أن ف افق والفاسق، آم يهم المن د يكون ف ل ق ذلك، ب م ب اس له ع شهادة الن ا يمن ذنوب م وال

Page 152: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ؤالء يهم ه ائخ ف ر المش ا أن غي ين، آم اد اهللا الصالحين، وحزب اهللا المفلح ين، وعب ة،والتجار . المتق ي الجن ؤالء ف وه . والفالحون وغيرهم من هذه األصناف

ان آذلك فمن طلب أن يحشر مع شيخ لم يعلم عاقبته آان ضالا، بل عليه أن يأخذ بما يعلم، فيطلب أن يحشره اهللا إذا آ

ؤمنين : آما قال اهللا تعالى . مع نبيه والصالحين من عباده الح الم ل وص اه وجبري و مول ه ه إن الل ه ف اهرا علي } وإن تظريما [ الى ] 4 : لتح ال اهللا تع م { : ، وق اة وه ون الزآ الة ويؤت ون الص ذين يقيم وا ال ذين آمن وله وال ه ورس يكم الل ا ول إنم

البون راآعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم ال دة [ } غ ذا فمن أحب ] 56، 55 : المائ ى ه ، وعلاب والسنة أهل الفين للكت وم أن الشيوخ المخ ه، ومعل ان مع ار آ إذا دخل الشيخ الن شيخا مخالفا للشريعة آان معه، ف

اء اهللا ا ان من أولي ا من آ ة، وأم ين الضالل والجهالة، فمن آان معهم آان مصيره مصير أهل الضالل والجهال : لمتق . وعلي وغيرهم، فمحبة هؤالء من أوثق عرى اإليمان، وأعظم حسنات المتقين/آأبي بكر وعمر وعثمان

ولو أحب الرجل لما ظهر له من الخير الذي يحبه اهللا ورسوله، أثابه اهللا على محبة ما يحبه اهللا ورسوله، وإن لم يعلم

. به اهللا، فمن أحب اهللا وأحب ما يحبه اهللا آان من أولياء اهللاحقيقة باطنه، فإن األصل هو حب اهللا وحب ما يح

ر { : وآثير من الناس يدعى المحبة من غير تحقيق، قال اهللا تعالى ه ويغف بكم الل اتبعوني يحب ه ف ون الل تم تحب قل إن آنون : ض السلف، قال بع ] 31 : آل عمران [ } لكم ذنوبكم م يحب لم أنه ه وس د رسول اهللا صلى اهللا علي ى عه ادعى قوم عل

اس ه، والن رك مكروهات ه، وت ل محبوبات ين تقتضي فع اده المتق وله وعب ة اهللا ورس ة، فمحب ذه اآلي أنزل اهللا ه اهللا، ف . يتفاضلون في هذا تفاضال عظيما، فمن آان أعظم نصيبا من ذلك، آان أعظم درجة عند اهللا

ه، أو بعصبية ه ب ال يتآآل ا، أو لم ه به وم ل ه، أو لحاجة يق وأما من أحب شخصا لهواه، مثل أن يحبه لدنيا يصيبها منفيه، ونحو ذلك من األشياء فهذه ليست محبة هللا، بل هذه محبة لهوى النفس، وهذه المحبة هي التي توقع أصحابها في

إن /مشائخ هللا، ولو آان يحبهم هللا ألطاع اهللا الذي الكفر والفسوق والعصيان، وما أآثر من يدعي حب ه، ف أحبهم ألجل . المحبوب ألجل غيره تكون محبته تابعة لمحبة ذلك الغير

ه ا عن رسول اهللا صلى اهللا علي وآيف يحب شخصا هللا من ال يكون محبا هللا، وآيف يكون محبا هللا من يكون معرض

. ب شيوخا أو ملوآا أو غيرهم فيتخذهم أندادا يحبهم آحب اهللاوما أآثر من يح . وسلم وسبيل اهللا

ا هللا، والفرق بين المحبة هللا والمحبة مع اهللا ظاهر، فأهل الشرك يتخذون أندادا يحبونهم آحب اهللا والذين آمنوا أشد حبه اهللا، وأهل اإليمان يحبون ذلك، ألن أهل اإليمان أصل حبهم هو حب اهللا، ومن أحب اهللا أحب ه، ومن أحب من يحبه من أحب اهللا وب اهللا يحب اهللا، فمن أحب اهللا فيحب وب، ومحب وب محب وب المحب ا أهل الشرك فيتخذون . فمحب وأم

ر { : أندادا أو شفعاء يدعونهم من دون اهللا، قال اهللا تعالى رة وت اآم ولقد جئتمونا فرادى آما خلقناآم أول م ا خولن آتم منك ع بي د تقط رآاء لق يكم ش م ف تم أنه ذين زعم فعاءآم ال م ش رى معك ا ن ورآم وم تم وراء ظه ا آن نكم م ل ع م وض

. ] 94 : األنعام [ } تزعمون

ي أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر ال تغنوما لي ال { : وقال اهللا تعالى عنمعون ربكم فاس ت ب ي آمن ين إن الل مب ي ض ي إذا لف ذون إن يئا وال ينق فاعتهم ش الى ] 25 : 22 : يس [ } ش ال اهللا تع : وق

فيع لعله { ي وال ش ه ول ون وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دون ام [ } م يتق ال اهللا ] 51 : األنع وقوا ما آان لبشر أن يؤتيه ال { : تعالى ـكن آون ه ول ن دون الل ي م ادا ل وا عب اس آون له الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للن

د ئكةربانيين بما آنتم تعلمون الكتاب وبما آنتم تدرسون وال يأمرآم أن تتخذوا المال الكفر بع والنبيين أربابا أيأمرآم ب . ] 80، 79 : آل عمران [ } إذ أنتم مسلمون

لم في الحديث الصحيح ا ( واهللا تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب؛ ليكون الدين آله هللا وقال النبي صلى اهللا عليه وس إن

ول { : الدين واحد وإن تفرقت الشرعة والمنهاج قال اهللا تعالىف ) معشر األنبياء ديننا واحد ن رس ك م ن قبل وما أرسلنا م . ] 25 : األنبياء [ } إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون

Page 153: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

دون واسأل من أرسلنا من قبلك من { : وقال تعالى ة يعب رحمن آله ن دون ال ا م ال اهللا ] 45 : الزخرف [ } رسلنا أجعلن وق . ] 36 : النحل [ } ولقد بعثنا في آل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت { : تعالى

ة ومن حين بعث اهللا محمدا صل ى اهللا عليه وسلم ما يقبل من أحد بلغته الدعوة إال الدين الذي بعثه به؛ فإن دعوته عام . ] 28 : سبأ [ } وما أرسلناك إلا آافة للناس { : لجميع الخالئق قال اهللا تعالى

ار ال يسمع بي من هذه األمة يهودي وال نصران ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم ي إال دخل الن ؤمن ب م ال ي ال اهللا ) ي ث ق

ل واآتب لنا في هـذه الدنيا حسنة وفي اآلخرة إنا هدنـا إليك قال عذابي أصيب به من أش { : تعالى اء ورحمتي وسعت آذي شيء فسأآتبها للذين يتقون و ي ال ه يؤتون الزآـاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي األم يجدون

ث مكتوبا عندهم في التوراة واإلنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل يهم الخبآئ رم عل لهم الطيبات ويحروه وات زروه ونص ه وع وا ب ذين آمن ه ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي آانت عليهم فال زل مع ذي أن ور ال وا الن بع

ـه إ أولـئك هم المفلحون ماوات واألرض ال إل ك الس ه مل ذي ل ا ال يكم جميع ه إل ول الل ي رس اس إن ا الن و قل يا أيه ال هه وات ه وآلمات ؤمن بالل ذي ي ي ال ي األم وله النب ه ورس آمنوا بالل دون يحيـي ويميت ف م تهت وه لعلك : 156 : األعراف [ } بع

ه . ] 158 د صلى اهللا علي فعلى الخلق آلهم اتباع محمد صلى اهللا عليه وسلم فال يعبدون إال اهللا ويعبدونه بشريعة محموا ثم جعلناك على شريعة من الأمر فات { : وسلم ال بغيرها قال اهللا تعالى ن يغن بعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم ل

ك وال ] 19، 18 : الجاثية [ } عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ويجتمعون على ذلي ا ثبت ف ون آم ال يتفرق ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ا ( : الصحيح عن النب م ثالث دوه وال : إن اهللا يرضى لك أن تعب

رآم ن واله اهللا أم وا وأن تناصحوا م ا وال تفرق ل اهللا جميع يئا وأن تعتصموا بحب ه ش ادة اهللا تتضمن ) تشرآوا ب وعباه وال آمال محبة اهللا وآمال الذل هللا فأصل الدين وقاعدته يتضمن أن ي وب وتخش ه القل ذي تحب ود ال كون اهللا هو المعب

. يكون لها إله سواه واإلله ما تألهه القلوب بالمحبة والتعظيم والرجاء والخوف واإلجالل واإلعظام ونحو ذلك

ا سواه [ واهللا سبحانه أرسل الرسل بأنه ال إله إال هو فتخلو القلوب عن محبة ما سواه ه وعن رجاء م ه ب ] بمحبت رجائان وسط ذا آ ه؛ وله تعانة ب وعن سؤال ما سواه بسؤاله وعن العمل لما سواه بالعمل له وعن االستعانة بما سواه باالس

لم في الحديث الصحيح ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { الفاتحة ه وس الى ( : قال النبي صلى اهللا علي ول اهللا تع : يقمت ال قس إذا ق فين ف دي نص ين عب ي وب المين { : الصالة بين ه رب الع د لل ال } الحم دي : ق دني عب ال . اهللا حم إذا ق : ف

ا { : وإذا قال . مجدني عبدي : قال } مـالك يوم الدين { : أثنى علي عبدي وإذا قال : قال } الرحمـن الرحيم { اك إي د وإي ك نعبذين { : هذه اآلية بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل وإذا قال : قال } نستعين راط ال تقيم ص راط المس اهدنــــا الص

. ) ألهؤالء لعبدي ولعبدي ما س : قال } أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين

اء ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { فوسط السورة ة واألنبي فالدين أن ال يعبد إال اهللا وال يستعان إال إياه والمالئكه وال ال { : وغيرهم عباد اهللا آما قال تعالى دا لل ون عب يح أن يك تنكف المس ن لن يس تنكف ع ن يس ون وم ة المقرب مآلئك

ا عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفي له وأم ن فض دهم م هم أجورهم ويزيتنكفوا واس يرا الذين اس ا وال نص ه ولي ن دون الل م م دون له ا وال يج ذابا أليم ذبهم ع ] 173، 172 : النساء [ } تكبروا فيع

تهم ي وحب الغالة لشيوخهم وأئم ود لموسى وحب الرافضة لعل : فالحب لغير اهللا آحب النصارى للمسيح وحب اليهاب مثل من يوالي شيخا أو ذا من جنس أهل الكت ة فه اويان في الرتب ان أو متس ا متقارب ره وهم ر عن نظي إماما وينف

ادون بعضهم وحال أهل الذين آمنوا ببعض الرسل وآفروا ببعض وحال الرافضة الذين يوالون بعض الصحابة ويعون : العصبية من المنتسبين إلى فقه وزهد ة دون ا ] بعض [ الذين يوال بعض الشيوخ واألئم والي . ل ا المؤمن من ي وإنم

لم . ] 9 : الحجرات [ } إنما المؤمنون إخوة { : قال اهللا تعالى . جميع أهل اإليمان ه وس ي صلى اهللا علي ال النب المؤمن ( : وقل الجسد إذا مثل المؤمنين في توادهم ( : وقال - ) للمؤمن آالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه راحمهم آمث وت

. ) اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر

ا بكر : ومما يبين الحب هللا والحب لغير اهللا . ) ال تقاطعوا وال تدابروا وآونوا عباد اهللا إخوانا ( : وقال عليه السالم أن أبواه ال هللا آان يحب النبي صلى اهللا عليه وسلم مخلصا هللا وأبو طال ي . ب عمه آان يحبه وينصره له ل اهللا عمل أب فتقب

اء { : بكر وأنزل فيه ا ابتغ زى إل أعلى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزآى وما لأحد عنده من نعمة تج ه ال ه رب وجر اهللا ] 21 : 17 : يلالل [ } ولسوف يرضى ان مشرآا عامال لغي ه آ . وأما أبو طالب فلم يتقبل عمله؛ بل أدخله النار؛ ألن

Page 154: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا ه متقرب ه بنفسه ومال ه وآأله وأعان ه وأحب ل آمن ب ره؛ ب وأبو بكر لم يطلب أجره من الخلق ال من النبي وال من غي . بذلك إلى اهللا وطالبا األجر من اهللا

الى ورسوله يبلغ عن ال تع اب { : اهللا أمره ونهيه ووعده ووعيده ق ا الحس بالغ وعلين ك ال ا علي واهللا . ] 40 : الرعد [ } فإنم

بحانه مسبب األسباب ورب آل شيء ذل وهو س ع ويعز وي ع ويخفض ويرف رزق ويعطي ويمن ق وي ذي يخل هو الأمر اهللا به وأباحه فهذا يسلك وأما ما ينهى عنه نهيا خالصا أو آان من البدع واألسباب التي يفعلها العباد مما . ومليكه

قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات { : قال تعالى . التي لم يأذن اهللا بها فهذا ال يسلكه ولا في الأرض وما ن أذن ل ا لم بأ [ } لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إل ] 23، 22 : س

ال ذرة وقين ال يملكون مثق ين أن المخل رهم المب اء وغي بين سبحانه ضالل الذين يدعون المخلوق من المالئكة واألنبير؛ ألن أهل الشرك يشبهون في السموا ه وال ظهي ه ال عون ل ين أن م ب م ث ه ال شرآة له ين أن م ب ت وال في األرض ث

المخلوق ول بعضهم . الخالق ب ا يق ى ضريحه : آم ك تجده أو توجه إل ك حاجة استوصي الشيخ فالن فإن إذا آانت لرى صورة خطوات وناده يا شيخ يقضي حاجتك وهذا غلط ال يحل فعله وإن آان من هؤال ر اهللا من ي داعين لغي ء ال

. آما وقع مثل هذا لعدد آثير . المدعو أحيانا فذلك شيطان تمثل له

ده د الشيخ ال أري والعجب من . ونظير هذا قول بعض الجهال من أتباع الشيخ عدي وغيره آل رزق ال يجيء على يالحي ا ه وال يستغيث ب ليم يستوصي من هو ميت يستغيث ب ل س وال ذي عق ه ل ده أن وهم عن وى ال ذي ال يموت ويق ل

ه . استغاثته بالشيخ الميت لما قضيت حاجته ه . فهذا حرام فعل ك توسلت إلي ى مل ك حاجة إل ول أحدهم إذا آانت ل ويق . بأعوانه فهكذا يتوسل إليه بالشيوخ

ى قضا در عل ه وال يق م حوائج رعيت ك ال يعل إن المل الم أهل الشرك والضالل ف ذا آ ك إال وه د ذل ده وال يري ئها وح

دير ى آل شيء ق ه . لغرض يحصل له بسبب ذلك واهللا أعلم بكل شيء يعلم السر وأخفى وهو عل ه وإلي فاألسباب منه معارضات ى أسباب أخرى ول ان المحل . وما من سبب من األسباب إال دائر موقوف عل ار ال تحرق إال إذا آ فالن

وأما مشيئة الرب فال تحتاج إلى غيره . اهللا منع أثرها آما فعل بإبراهيم عليه السالم قابال فال تحرق السمندل وإذا شاءم يكن أ ل م يش ا ل دها . وال مانع لها بل ما شاء اهللا آان وم دة بول رحمهم : وهو سبحانه أرحم من الوال يهم وي يحسن إل

فنفى الرب هذا . ] 11 : الشورى [ } ء وهو السميع البصيرليس آمثله شي { ويكشف ضرهم مع غناه عنهم وافتقارهم إليه ال . آله فلم يبق إال الشفاعة ه { : فق ن أذن ل ا لم ده إل فاعة عن ع الش ا تنف بأ [ } ول ال ] 23 : س ده إال { : وق فع عن ذي يش ن ذا ال م

: فهو الذي يأذن في الشفاعة وهو الذي يقبلها فالجميع منه وحده وآلما آان الرجل أعظم إخالصا ] 255 : رةالبق [ } بإذنهه إال ( : قال ؟ من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول اهللا : قال له أبو هريرة . آانت شفاعة الرسول أقرب إليه ال ال إل من ق

. ) اهللا يبتغي بذلك وجه اهللا

ذين اتخذوا وأما الذين يتوآلون على فالن ليشفع لهم من دون اهللا تعالى ويتعلقون بفالن فهؤالء من جنس المشرآين الون { : قال اهللا تعالى . شفعاء من دون اهللا تعالى ا يعقل يئا ول ل أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو آانوا لا يملكون ش ق

ا فاعة جميع ه الش ر [ } لل الى ] 44، 43 : الزم ال اهللا تع ا { : وق ي ول ن ول ه م ن دون م م ا لك رش م ى الع توى عل م اس ثون { : وقال ] 4 : السجدة [ } شفيع ال يملك ه ف ن دون ذين قل ادعوا الذين زعمتم م ـئك ال ا أول نكم وال تحويل ر ع ف الض آش

ذ ه إن ع افون عذاب ه ويخ ون رحمت رب ويرج م أق يلة أيه م الوس ى ربه ون إل دعون يبتغ ان ي ك آ اب ربالى أن : من السلف قال طائفة . ] 57، 56 : اإلسراء [ } محذورا ين اهللا تع ة فب ر والمالئك دعون المسيح والعزي وم ي ان ق آ

ؤالء ة اهللا وه ؤالء يرجون رحم ى اهللا وه ون إل ؤالء يتقرب اده وه ؤالء عب ا أن ه اده آم اء عب ة واألنبي ؤالء المالئك ه . يخافون عذاب اهللا

م فالمشرآون اتخذوا مع اهللا أندادا يحبونهم آحب اهللا؛ واتخذوا ش فعاء يشفعون لهم عند اهللا ففيهم محبة لهم وإشراك به

ا هللا ون أشد حب دون إال اهللا وحده وال : وفيهم من جنس ما في النصارى من حب المسيح وإشراك به؛ والمؤمن فال يعبنهم هللا وا أن يجعلون معه شيئا يحبونه آمحبته ال أنبيائه وال غيرهم؛ بل أحبوا ما أحبه بمحبتهم هللا؛ وأخلصوا دي وعلم

د اهللا ه عب وا أن لم لحب اهللا وعلم ه وس دا صلى اهللا علي د اهللا ورسوله محم أحبوا عب إذن اهللا؛ ف م إال ب دا ال يشفع له أحفاعته ألوا إال اهللا وش المبلغ عن اهللا فأطاعوه فيما أمر وصدقوه فيما أخبر ولم يرجوا إال اهللا؛ ولم يخافوا إال اهللا ولم يس

و لمن يشفع له هو بإذن ه فه ا علي دنا وإخالصنا هللا وتوآلن ع توحي ا ينف ه وإنم اهللا فال ينفع رجاؤنا للشفيع وال مخافتنا ل

Page 155: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

الذي يأذن للشفيع فعلى المسلم أن يفرق بين محبة المؤمنين، ودينهم ومحبة النصارى، والمشرآين ودينهم، ويتبع أهل . التوحيد واإليمان

ال . انويخرج عن مشابهة المشرآين وعبدة الصلب ه ق لم أن ه وس ثالث من ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا علي

ه إال هللا : آن فيه وجد بهن حالوة اإليمان ان يحب المرء ال يحب ا سواهما ومن آ ه مم ان اهللا ورسوله أحب إلي من آالى . ) ومن آان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه اهللا منه آما يكره أن يلقى في النار اؤآم { وقال تع ان آب ل إن آ ق

اده ون آس يكم وأبنآؤآم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخش ب إل ونها أح اآن ترض ا ومسقين من الله ورسوله وجهاد في س وم الفاس دي الق ة [ } بيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله ال يه ال اهللا ] 24 : التوب وق

الى ى ال { : تع ة عل ه أذل بهم ويحبون وم يح ه بق أتي الل وف ي ه فس ن دين نكم ع د م ن يرت افرين م ى الك زة عل ؤمنين أع ماب ] 54 : المائدة [ } ليميجاهدون في سبيل الله وال يخافون لومة آلئم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع ع ذا ب وه

. ليهواسع ودين اإلسالم مبني على هذا األصل والقرآن يدور ع سئل شيخ اإلسالم قدس اهللا روحه

نهم من هو مكب . عن جماعة اجتمعوا على أمور متنوعة في الفساد؛ وتعلق آل منهم بسبب؛ واستند إلى قول قيل فمان ويحضرها . على حضور السماعات المحرمة التي تعمل بالدفوف التي بالجالجل والشبابات المعروفة في هذا الزم

. لنسوان ويستند في ذلك إلى دعوى جواز حضور السماع عند الشافعي وغيره من األئمةالمردان وا

ا ليست من : أما السماعات المشتملة على الغناء والصفارات والدفوف المصلصالت : فأجاب دين أنه ة ال د اتفق أئم فقد والضرب اء والتصفيق بالي ك آالغن ى ذل ك جنس القرب والطاعات بل ولو لم يكن عل رقص ونحو ذل بالقضيب وال

. فهذا وإن آان فيه ما هو مباح وفيه ما هو مكروه وفيه ما هو محظور أو مباح للنساء دون الرجال

ة ابعين وأئم م يكن أحد من الصحابة والت ادات ول فال نزاع بين أئمة الدين أنه ليس من جنس القرب والطاعات والعب . مثل هذا السماع ال بالحجاز وال مصر وال الشام وال العراق وال خراسان الدين وغيرهم من مشايخ الدين يحضرون ك . ال في زمن الصحابة والتابعين وال تابعيهم د ذل ك ويسمون الضرب : لكن حدث بع ى ذل ة يجتمعون عل ان طائف فك

. ] التغبير [ بالقضيب على جالجل ونحوه

خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون : شافعي يقولسمعت ال : قال الحسن بن عبد العزيز الحرانيذ ات والت ود سماع القصائد واألبي إن القلب إذا تع به الناس عن القرآن وهذا من آمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين ف

صح عن النبي صلى وقد . بها حصل له نفور عن سماع القرآن واآليات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمنوقد فسره الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما بأنه من الصوت ) ليس منا من لم يتغن بالقرآن ( : اهللا عليه وسلم أنه قال

ذا وإن ه وه تغناء ب ه االس ا بأن د وغيرهم و عبي ة وأب فيحسنه بصوته ويترنم به بدون التلحين المكروه وفسره ابن عيينر ) ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به ( : ول هو الذي دل عليه الحديث فإنه قالآان له معنى صحيح فاأل : وفي األث

تغن : إن العبد إذا رآب الدابة أتاه الشيطان وقال له ( م ي ه . تغن فإن ل ال ل ا من شيء في ) تمن : ق د له نفس ال ب إن ال فالمين . لشعرفمن لم يترنم بالقرآن ترنم با . الغالب تترنم به . وسماع القرآن هو سماع النبيين والمؤمنين والعارفين والعوح { : قال اهللا تعالى ع ن ا م ن حملن ة آدم ومم ن ذري ين م ن النبي ة } أولئك الذين أنعم الله عليهم م ريم [ اآلي ال . ] 58 : م : وق

دة [ اآلية } سمعوا ما أنزل إلى الرسولوإذا { الى . ] 83 : المائ ال تع يهم { : وق ى عل ه إذا يتل ن قبل م م وا العل ذين أوت } إن اله { : وقال . ] 23 : الزمر [ اآلية } الله نزل أحسن الحديث { : وقال ] 107 : اإلسراء [ اآليتين ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن إنم

وبهم ت قل ة } وجل ال [ اآلي ذا . ] 2 : األنف ماع [ وه ان ] الس ارج الصالة وآ ي الصالة وخ ؤمنين ف رعه اهللا للم ذي ش و ال هي صلى اهللا . حدا منهم يقرأ والناس يستمعونإذا اجتمعوا أمروا وا : أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ومر النب

رأ و يق أبي موسى وه لم ب ه وس ه . علي تمع لقراءت ال . فجعل يس رأ ( : وق ك البارحة وأنت تق تمع . مررت ب فجعلت أسا : وآان عمر يقول ألبي موسى . لحسنته تحسينا : أي ) لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا : لقراءتك فقال ذآرنا ربن

ه م يستمعون لقراءت ن مسعود . فيقرأ وه لم الب ه وس ي صلى اهللا علي ال النب رآن ( : وق ي الق رأ عل ال . اق رأ عليك : فق أقا { : فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت هذه اآلية . إني أحب أن أسمعه من غيري : وعليك أنزل قال فكيف إذا جئن

ال ] 41 : النساء [ ؟ } أمة بشهيد وجئنا بك على هـؤالء شهيدا من آل دمع : فق ذرفان بال اه ت إذا عين ذا ) حسبك فنظرت ف فهذا السماع . هو السماع الذي يسمعه سلف األمة وقرونها المفضلة ون به ا يقول ى . وخيار الشيوخ إنم ا االستماع إل وأم

Page 156: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م . ة واالجتماع عليهاالقصائد الملحن ن أده راهيم ب ن عياض وإب ذا السماع آالفضيل ب م يحضروا ه ابر الشيوخ ل فأآادر والشيخ عدي : وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي وأمثالهم من المتأخرين آالشيخ عبد الق

ال هؤالء المشايخ ان وأمث د : بن مسافر والشيخ أبي مدين والشيخ أبي البي ذا السماع وق وا يحضرون ه م يكون إنهم ل فالى -وآان الجنيد . حضره طائفة من الشيوخ وأآابرهم ثم تابوا منه ورجعوا عنه ال يحضره في آخر -رحمه اهللا تع

ا من : ويقول . عمره ا وأم من تكلف السماع فتن به ومن صادفه السماع استراح به أي من قصد السماع صار مفتونه الشافعي من إحداث . يناسب حاله بال اقتصاد فهذا يستريح به سمع بيتا ذي جعل والذين حضروا السماع المحدث ال

ات بابات وآانت أشعارهم مزهدات مرقق ردان ونسوان وال مع مصلصالت وش . الزنادقة لم يكونوا يجتمعون مع مل المشتمل على منكرات الدين فمن عده من القربات اس ] السماع [ فأما اب وإال قت إن ت أوال جاهال . تتيب ف ان مت وإن آ

ى اهللا . بين له خطأ تأويله وبين له العلم الذي يزيل الجهل ا إل ه طريق ه . هذا من آون ى من يفعل ا عل ه محرم ا آون وأممصلصلة على وجه اللهو واللعب ال على وجه القربة إلى اهللا فهذا فيه تفصيل فأما المشتمل على الشبابات والدفوف ال

إن الخالف . فمذهب األئمة األربعة تحريمه وذآر أبو عمرو بن الصالح أن هذا ليس فيه خالف في مذهب الشافعي فانيين إنما حكي في اليراع المجرد مع أن العراقيين من أصحاب الشافعي لم يذآروا في ذلك نزاعا وال متقدمة الخراس

انيين أخرو الخراس ره مت د ثبت ف . وإنما ذآ ذين وق لم ذآر ال ه وس ي صلى اهللا علي ره أن النب ي صحيح البخاري وغياقبهم م وأن اهللا مع ذم له ه ال ى وج ازف عل ر والمع ر والخم ر والحري تحلون الح ريم . يس ى تح ديث عل ذا الح دل ه ف

ا . المعازف ذه اآلالت آله اول ه ذا اسم يتن ة وه د أهل اللغ ال الفقه . والمعازف هي آالت اللهو عن ذا ق أن من : اءولهه ه ال . أتلفها فال ضمان عليه إذا أزال التالف المحرم وإن أتلف المالية ففيه نزاع ومذهب أحمد المشهور عن ك أن ومال

ا أتلف ذهب آم ضمان في هذه الصور أيضا وآذلك إذا أتلف دنان الخمر وشق ظروفه وأتلف األصنام المتخذة من اله السالم العجل المصنوع من كموسى علي ال ذل ذهب وأمث يئا من جنس . ال ؤاخي النسوان ويظهر ش وسئل عمن ي

الشعبذة؛ آنقش شيء من القطن أو الخرقة بالالذن أو بغير ذلك أو يمسك النار مباشرة بكفه أو بأصابعه بال حائل بينه ن الشياطين وأصحاب هذه وأما مؤاخاة النساء وإظهار اإلشارات المذآورة؛ فهي من أحوال إخوا : فأجاب . إلخ . وبينها

يس يس ومحال تلب اني من حال إبل ين حال شيطاني ومحال بهت وهؤالء أصل . اإلشارات ليس فيهم ولي هللا بل هم بدين ل وال إذا خرج أحدهم عن العق ه الشيطان من الكذب والفجور ف ا يحب حالهم أن الشياطين تنزل على من يعمل م

وآين ن المته ون الش -وصار م ذين يطيع رحمنال ر يحضر . يطان ويعصون ال ر آأصوات الحمي خير ونخي ه ش ولرون في صالتهم الرآوع والسجود القرود وينق ران ويرقصون آ . أحدهم السماع ويؤاخون النسوان ويتخذون الجي

رحمن اع شريعة ال نهم من -يبغضون سماع القرآن واتب يم؛ فم اك أث ى آل أف زل عل ي تن يهم الشياطين الت تنزلت علنهم من يستغيث ترفع ك آرامات وم ه أن ذل ه ضوء يري نهم من يمشي ومع ار وم ه الن نهم من تدخل واء وم ه في اله

ى وى إل ة وحل ا وفاآه نهم من يحضر طعام بالشيخ ويخاطب من يستغيث بالشيخ حتى يرى أن ذلك آرامة للشيخ ومذه األمور وأضعافها ه ه اب . أمور أخرى قد عرفناها وعرفنا من وقعت ل إذا ت ن اإلسالم وصلى ف زم دي الرجل والت

وال ك األح يطان ذهبت تل ماع الش رآن عن س ماع الق اض بس المين واعت ه رب الع ا حرم اب عم لمين وت صالة المسين يعرف ذا ب يم وه ة النع اه أن يكون من أهل جن ه مقامات الصالحين وإال آف ه حصلت ل وي إيمان إن ق الشيطانية ف

نهم . آرامات إيمانيةالمسلم أن هذه األحوال شيطانية ال اد وم وسئل عن جماعة اجتمعوا على أمور متنوعة من الفسول . إن غاية التحقيق وآمال سلوك الطريق ترك التكليف : من يقول وم ويق ا من : بحيث أنه إذا ألزم بالصالة يق خرجن

فهذا مذهب المالحدة من القرامطة . أما من جعل آمال التحقيق الخروج من التكليف : فأجاب . الحضرة ووقفنا بالبابى : والباطنية ومن شابههم من المالحدة المنتسبين إلى علم أو زهد أو تصوف أو تزهد يقول د يعمل حت أحدهم إن العب

ال ون : تحصل له المعرفة فإذا حصلت زال عنه التكليف ومن ق إنهم متفق ة اإلسالم ف اق أئم د باتف افر مرت ه آ ذا فإن هى أن األم الى عل ال تع وت ق ى أن يم ل إل الغ عاق ل ب ى آ ار عل ي ج ين { : ر والنه ك اليق ى يأتي ك حت د رب } واعب

ة : قال الحسن البصري . ] 99 : الحجر [ ذه اآلي رأ ه ين [ و . لم يجعل اهللا لعمل المؤمن غاية دون الموت؛ وق ا ] اليق ا م هنين { : في اآلية األخرىآما قال تعالى . بعد الموت ا اليق ى أتان دثر [ } وآنا نكذب بيوم الدين حت ول ] 47، 46 : الم ه ق ومن

د ) أما عثمان فإنه أتاه اليقين من ربه : لما مات عثمان بن مظعون ( النبي صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح وقال : عمن يقول -اهللا تعالى رحمه -سئل الجنيد بن محمد ه األعم ى أن تسقط عن ر إل ق الب ال . إنه وصل من طري : فق

د ه اهللا -الزنا والسرقة وشرب الخمر خير من قول هؤالء ولقد صدق الجني اق -رحم ر ونف ذا آف ائر وه ذه آب إن ه فا من الحضرة : وقول الواحد من هؤالء . والكبائر خير من الكفر والنفاق ا باطل خرجن د به ة حق أري اب آلم ى الب إل

أذن : فإنهم خرجوا من حضرة الشيطان إلى باب الرحمن آما يحكى عن بعض شيوخ هؤالء انوا في سماع ف م آ أنهى : فقال . المؤذن فقام إلى الصالة آنا في الحضرة فصرنا إلى الباب وال ريب أنه آان في حضرة الشيطان فصار علد ثبت باب الرحمن أما آونه أن ه ق اهللا ورسوله فإن ؤمن ب ه آان في حضرة اهللا فصار على بابه؛ فهذا ممتنع عند من ي

لم ) بأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ( : عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب د ق : وق

Page 157: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ن . ) على الوضوء إال مؤمناستقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصالة وال يحافظ ( وفي الصحيح عن ابوفي الحديث عن ) الصالة على مواقيتها : قال ؟ أي األعمال أفضل : أنه سئل ( عن النبي صلى اهللا عليه وسلم . مسعود

ه ا ) أول ما يحاسب عليه العبد من عمله صالته ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ي صلى وآخر شيء وصى ب لنبول ) جعلت قرة عيني في الصالة ( : اهللا عليه وسلم أمته الصالة وآان يقول ان يق الل بالصالة ( : وآ ا ب ا ي م ) أرحن ول

واستعينوا بالصبر { : قال اهللا تعالى . يقل أرحنا منها فمن لم يجد قرة عينه وراحة قلبه في الصالة فهو منقوص اإليمانرأس األمر اإلسالم وعموده ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم . ] 45 : البقرة [ } صالة وإنها لكبيرة إال على الخاشعينوال

. ) الصالة وذروة سنامه الجهاد في سبيل اهللا

. وهذا باب واسع ال ينكره من آمن باهللا ورسوله

راء المجردون، والمطوعون من سئل شيخ اإلسالم ال ه الفق ا أحدث ه اهللا ـ عم ة ـ رحم ن تيمي د ب دين أحم ى ال شيخ تقال بعضهم بعضا م م ا، وأآله دى بعضهم بعض ين ي صحبة الشباب، ومؤاخاة النسوان والماجريات، وحط رؤوسهم ب

الراآعين، ووضع بغير حق، ومن جنى يشال تحت رجليه، ويضرب بغير حق، ووقوفهم مكشوفو الرؤس، منحنين آ ه . النعال على رؤوسهم، ولباسهم الصوف، والرقع، والسجادة والسبحة، وأآل الحشيشة وإذا جاءهم أمرد فرضوا علي

؟ أو نقل عن الصحابة ؟ أن يصحبه واحد منهم، ويطلبوا منه الصحبة، هل يجوز ذلك

: فأجاب

ى وجه االختصاص ردان، عل ا صحبة الم د هللا، أم وة الحم ك من الخل ى ذل ا ينضم إل ه ـ مع م ا يفعلون بأحدهم ـ آمود، والنصارى، د اليه لمين، وعن د المس باألمرد الحسن، ومبيته مع الرجل، ونحو ذلك، فهذا من أفحش المنكرات عن

وط وم ل د ق م، بع ة، وله : وغيرهم، فإنه قد علم باالضطرار من دين اإلسالم ودين سائر األم ذا تحريم الفاحشة اللوطيدا من /بين اهللا فى آتابه أنه لم يفعلها قبل قوم لوط أحد من العالمين، وقد عذب اهللا ه أح ا عذب ذاب م المستحلين لها بع

. األمم، حيث طمس أبصارهم وقلب مدائنهم، فجعل عليها سافلها، وأتبعهم بالحجارة من السماء

ل ا القت ه يق : ولهذا جاءت الشريعة بأن الفاحشة التى فيه ي صلى اهللا علي ا رجم النب الرجم بالحجارة، آم ل صاحبها ب ت . وسلم اليهوديين وماعز بن مالك األسلمى والغامدية وغيرهم، ورجم بعده خلفاؤه الراشدون

لم وم ( : والرجم شرعه اهللا ألهل التوراة والقرآن، وفى السنن عن النبي صلى اهللا عليه وس من وجدتموه يعمل عمل ق

ل . ) تلوا الفاعل والمفعول بهلوط فاق ال : ولهذا اتفق الصحابة على قتلهما جميعا، لكن تنوعوا فى صفة القت : فبعضهم قال : وبعضهم قال : يرجموا ع بالحجارة، وبعضهم ق ة ويتب ان : يرمى من أعلى جدار فى القري ذا آ ار، وله يحرق بالن

ا مذهب جمهور السلف والفقهاء أنهما يرجمان بكر ان أحدهما مملوآ وآين، أو آ ا أو ممل ين، حرين آان ين آانا أو ثيب . لآلخر، وقد اتفق المسلمون على أن من استحلها بمملوك أو غير مملوك فهو آافر مرتد

اق المسلمين ه، هو حرام باتف ذلك فى . وآذلك مقدمات الفاحشة عند التذاذ بقبلة األمرد، ولمسه والنظر إلي ا هو آ آم

ال . األجنبية المرأة ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ان ( : آما ثبت فى الصحيح عن النب ا النظر، / العين ان وزناهم تزنيتهى، ى ويش ب يتمن ى، والقل ا المش ى وزناه بطش، والرجل تزن ا ال ى وزناه د تزن مع، والي ا الس ى وزناه واألذن تزن

. ) والفرج يصدق ذلك أو يكذبه

الى فإذا آان المستحل لما ى اهللا تع ا إل ة وطريق ه قرب الى ! ؟ حرم اهللا آافرا، فكيف بمن يجعل ال اهللا تع وا { : ق وإذا فعلاء أتقو أمر بالفحش ه ال ي ل إن الل ا ق ا به ه أمرن ا والل ا آباءن دنا عليه الوا وج ة ق ا فاحش ه م ى الل ون عل ونل } ال تعلم

راف [ ف ] 28 : األع ل اهللا آش راة، فجع ت ع ون بالبي انوا يطوف رب آ ن الع س م ر الحم ة أن غي زول اآلي بب ن ، وسي أمر النب ادى ـ ب وداع، ن ل حجة ال عوراتهم فاحشة، وبين أن اهللا ال يأمر بالفحشاء، ولها لما حج أبو بكر الصديق قب

ان صلى اهللا عليه وسلم، وآان يحج الم فكيف بمن . سلم والمشرك ـ ال يحج بعد العام مشرك، وال يطوف بالبيت عري . ويجعل ذلك عبادة وطريقا ؟ أو ما دونها ؟ يستحل إتيان الفاحشة الكبرى

Page 158: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ق ة الطري ة من جمل ـلوا عشق الصـور الجميل ـكة جع م من ضـالل المتنس وإن آان طائفـة من المتفلسـفة ومن وافقهى بها النفوس،فليس هذا من دين المسلمين،وال اليهود وال النصارى، وإنما هو دين أهل الشرك الذين شرعوا التى تزآ

. من الدين ما لم يأذن به اهللا وإن آان أتباع هؤالء زادوا على ما شرعه سادتهم وآبراؤهم، زيادات من الفواحش التى ال ترضاها القرود، فإنه قد /

ه ( ثبت فى صحيح البخارى رود فرجمت ه الق ردة، فاجتمعت علي ا بق ردا زن ة ق ل . ) أن أبا عمران رأى فى الجاهلي ومث . ذلك قد شاهده الناس فى زماننا فى غير القرود، حتى الطيور

و آانت صحبة ردان [ فل ائخ ] الم ان المش ذا آ ه، وله ذلك، وسبب ل ة ل ة عن الفعل المحرم، فهى مظن ذآورة خالي الم

ارقتى : آما قال فتح الموصلى . ن بطريق اهللا يحذرون من ذلكالعارفو د مف انى عن دال آل ينه ين من األب أدرآت ثالثك : إياه عن صحبة األحداث، وقال معروف الكرخى انوا ينهون عن ذل ابعين . آ ال بعض الت ى الشاب : وق ا عل ا أن م

ه من حدث يجلس إل ى علي أخوف من ه، ب ه الناسك من سبع يجلس إلي ورى، وبشر الحافى . ي فيان الث ال س أن مع : وق . ما سقط عبد من عين اهللا إال ابتاله اهللا بصحبة هؤالء األحداث : المرأة شيطانا، ومع الحدث شيطانين، وقال بعضهم

ذلك ابر الشيوخ ب اب . وقد دخل من فتنة الصور واألصوات على النساك ما ال يعلمه إال اهللا، حتى اعترف أآ نهم وت م . من تدارآه اهللا برحمته

ن اهللا دى م ر ه وى بغي اع اله اب اتب ن ب ذا م وم أن ه ه { . ومعل ن الل دى م ر ه واه بغي ع ه ن اتب ل مم ن أض } وم

ه اتخذه دينا،آان ضالا مضاهيا للمشرآين والنصارى، ومن فع / ومن استحل ذلك، أو . ] 50 : القصص [ ه مع اعتراف ل . بأنه ذنب أو معصية آان عاصيا أو فاسقا

اة ة [ وآذلك مؤاخ رأة األجنبي لمين، ] الم اق المس ى أن ينظره حرام باتف يس لألجنب ا ل ا م ا، وينظر منه و به بحيث يخل

ة الر . واتخاذ ذلك دينا وطريقا آفر وضالل ى محادث ة عل رارهم، ومعون رد، هى والمال الذى يؤخذ ألجل إق جل األمواهللا سبحانه أباح النكاح غير مسافحين، . من جنس جعل القوادة، ومطالبتهم له بالصحبة من جنس العرس على البغى

ا . وال متخذى أخدان، فالمرأة المسافحة تزنى بمن اتفق لها ه، وأم ى مع من اتفق ل ذى يزن افح؛ ال وآذلك الرجل المساألمرد المخادن للواحد من هؤالء من جنس المتخذ الخدن فهو الرجل يكون له صديقة، والمرأة يكون لها صديق، ف

. المرأة المتخذة خدنا، وآذلك الجعل والمال الذى يؤخذ على هذا من جنس مهر البغى، وجعل القوادة ونحو ذلك

ا بالقسط ] الماجريات [ وأما الى . فإذا اختصم رجالن بقول أو فعل وجب أن يقام فى أمرهم ال اهللا تع ذين { : ق ا ال ا أيه يال . ] 135 : النساء [ } آمنوا آونوا قوامين بالقسط شهداء لله هداء بالقسط { وق ه ش وامين لل وا ق دة [ } آون ال ] 8 : المائ : ، وق

يء إ وإن طائفتان من المؤمنين { ى تف ي حت ي تبغ اتلوا الت ى اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فق ل . أن اقتتالهما آان بالجريد والنعال : وقد روى/ ، ] 9 : الحجرات [ اآلية } أمر الله

الى ال تع د ق ر { : وق اس ال خي ين الن الح ب روف أو إص دقة أو مع ر بص ن أم واهم إال م ن نج ر م ي آثي ة } ف اآلي

اس أن ت { : وقال . ] 114 : النساء [ ين الن ه إن الله يأمرآم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم ب دل إن الل وا بالع حكموجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على { : وقال . ] 58 : النساء [ } نعما يعظكم به إن الله آان سميعا بصيرا

. ] 126 : النحل [ اآلية } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به { : وقال . ] 40 : الشورى [ } الله

و، تفاء والعف ين االس ار ب وم بالخي ان المظل م أحدهما، آ ين ظل إن تب ا، ف د اختصما، نظر أمرهم فإن آان الشخصان قر من والعفو أفضل، فإن آان ظلمه بضرب أو لطم فله أن يضربه، أو يلطمه، آما فعل به عند جماهير السلف، وآثي

. وال قصاص فى ذلك . إنه يؤدب : األئمة، وبذلك جاءت السنة، وقد قيل

ر الظالم ى غي ه . وإن آان قد سبه فله أن يسبه مثل ما سبه، إذا لم يكن فيه عدوان على حق محض هللا، أو عل إذا لعن فرى أو سماه باسم آلب ونحوه، فله أن يقول له ه، وإن افت م يظلم مثل ذلك، فإذا لعن أباه لم يكن له أن يلعن أباه، ألنه ل

ر من ال آثي ا ق اء فى القصاص فى / عليه آذبا لم يكن له أن يفترى عليه آذبا، ألن الكذب حرام، لحق اهللا، آم العلما فعل : البدن ه آم ك يفعل ب و . إنه إذا جرحه أو خنقه أو ضربه ونحو ذل ذا أصح ق اء، إال أن يكون الفعل فه لى العلم

Page 159: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ر ان بعضهم سوغه بنظي رهم، وإن آ ذا أآث ل ه د نهى عن مث محرما لحق اهللا، آفعل الفاحشة، أو تجريعه الخمر، فق . ذلك

ذا حسن مشروع ه، فه ه، ويستغفر اهللا ل و عن وم أن يعف ه، وطلب من المظل الم بظلم ى . وإذا اعترف الظ ا ثبت ف آم

م : درداءالصحيح عن أبى ال أنه آان بين أبى بكر وعمر آالم، وإن أبا بكر طلب من عمر أن يستغفر له فأبى عمر، ثك . ندم ه ذل لم، وذآر ل ه وس لم . فطلب أبا بكر فوجده قد سبقه إلى النبي صلى اهللا علي ه وس ي صلى اهللا علي ال النب : فق

و بكر : إنى رسول اهللا، فقلتم : إنى قد جئت إليكم فقلت أيها الناس، ( : ، ثم قال ) يغفر اهللا لك يا أبا بكر ( ال أب ذبت، وق : آ . ) ؟ صدقت، فهل أنتم تارآوا لى صاحبى

ى إال طلب وإذا طلب من المظلوم العفو بعد اعتراف الظالم فأجاب، آان من المحسنين الذين أجرهم على اهللا، وإن أب

د لكن يكون قد ترك . حقه لم يكن ظالما ا ق ك، آم األفضل األحسن، فليس ألحد أن يخرجه عن أهل الطريق بمجرد ذلاس الى . يفعله آثير من الن ال اهللا تع ذين { : ق ى ال بيل عل ا الس بيل إنم ن س يهم م ا عل ك م ه فأولئ د ظلم ر بع ن انتص ولم

ون ف اس ويبغ ون الن يم يظلم ذاب أل م ع ك له ق أولئ ر الح أرض بغي رك ] 42، 41 : الشورى [ } ي ال ان من ت و آ ه ل فإن . اإلحسان الذى ال يجب عليه يحسب خارجا عن الطريق خرج عنه جمهور أهله

اء اهللا [ و ى صنفين ] أولي ين مقتصدين : عل ابقين، وأصحاب يم ربين س ا روى . مق ى آم ى صحيحه عن أب البخارى ف

. من عادى لى وليا فقد بارزني بالمحاربة : يقول اهللا تعالى ( : هريرة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

ه آنت إذا أحببت ه، ف ى أحب ل حت وما تقرب إلى عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه، وال يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافى يبصر، سمعه الذى يسمع به، وبص ره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشى بها، فبى يسمع، وب

رددى عن ه ت وبى يبطش، وبى يمشى، ولئن سألنى ألعطينه، ولئن استعاذنى ألعيذنه، وما ترددت عن شىء أنا فاعل . ) قبض نفس عبدى المؤمن، يكره الموت وأآره مساءته وال بد له منه

ه ونحو ثم أآثر هؤال ه، أو قرين وائهم لكون الظالم صديق أحدهم أو وريث ه أله ء الذين يذمون تارك العفو إنما يذمون

. ذلك

م ى الحك ه ف ا أو جب ى الصلح، آم دل ف اده الع ى عب بحانه أوجب عل الى . واهللا س ال تع دل { : فق ا بالع لحوا بينهم فأصال . ] 9 : الحجرات [ } ب المقسطينوأقسطوا إن الله يح اإلخالص، فق ه ب ذى يثيب علي الى / وقيد اإلصالح ال ن { : تع وم

ا . ] 114 : النساء [ } يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما اس يقصدون اإلصالح، إم إذ آثير من الن . ا لرياء لسمعة وإم

ه و، ويصالحه الظالم، وترغيب ومن العدل أن يمكن المظلوم من االنتصاف، ثم بعد ذلك الشفاعة إلى المظلوم فى العف

ه سبحانه . فى ذلك و، آقول ى العف ا إل دب فيه ا وزر الظالم ن ى فيه اد الت وق العب رآن حق : فإن اهللا تعالى إذا ذآر فى القاص ف { روح قص ارة والج و آف ه فه دق ب ن تص دة [ } م ه ] 45 : المائ لح { : ، وقول ا وأص ن عف ا فم يئة مثله يئة س زاء س وج

. ] 40 : الشورى [ } فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين

العفو ما رفع إلى رسول ( : وعن أنس قال يس من شرط ) اهللا صلى اهللا عليه وسلم شىء فى القصاص إال أمر فيه ب وله بعض د يلتزم ا ق ك مم ى رأسه، ونحو ذل ه عل ه، وال يضع نعلي ى قدمي وم عل وم أن الظالم يق طلب العفو من المظل

ا وجب فإذا أمكن المظلوم من استيفا . وإنما شرطه التمكين من نفسه حتى يستوفى منه الحق . الناس د فعل م ه فق ء حق . ثم المستحق بالخيار إن شاء عفى، وإن شاء استوفى . عليه

لم ه وس ه صلى اهللا علي اه، لقول ه إي ال يحل ( : وللمظلوم أن يهجره ثالثا، وأما بعد الثالث فليس له أن يهجره على ظلم

. ) ما الذى يبدأ بالسالميهجر أخاه فوق ثالث، يلتقيان فيصد هذا، ويصد هذا، وخيره/ لمسلم أن

التفريط، اعة الصالة ب نة، أو إض اب والس ة للكت دع المخالف واحش، والب ذب، والف ق اهللا آالك ذنب لح ان ال ا إذا آ وأمار اإلصالح فى العمل ة إظه ة، وهل يشترط مع التوب ولين ؟ وواجباتها، ونحو ذلك، فهذا ال بد فيه من التوب ى ق عل

Page 160: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ل هجره للعلماء، وإذا آان له م شيخ مطاع فإن له أن يعزر العاصى بحسب ذنبه تعزيرا يليق بمثله أن يفعله بمثله، مث . آما هجر النبي صلى اهللا عليه وسلم الثالثة المخلفين . مدة

ور، وقد آان النبي صلى اهللا عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يسوسون الناس فى دينهم ودنياهم، ثم بعد ذلك تفرقت األما يرجع اس فيم دين يسوسون الن م وال فصار أمراء الحرب يسوسون الناس فى أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العل

. إليهم فيه من العلم والدين

ا و أمره ى األمر فى . وهؤالء أولو أمر تجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة اهللا التى هم أول ذلك فسر أول وهو آنكم أطيعو { : قوله ر م ي األم ول وأول أمراء الحرب ] 59 : النساء [ } ا الله وأطيعوا الرس وابهم، وبأهل : ب وك ون من المل

الى ال تع ا ق د { : العلم والدين الذين يعلمون الناس دينهم، ويأمرونهم بطاعة اهللا، فإن قوام الدين بالكتاب والحديد، آم لقاس سلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديدأرسلنا ر افع للن ديد ومن } فيه بأس ش

. ] 25 : الحديد [

طريق، آان تقويمهم على رؤسائهم وآان لهم من وإذا آان والة الحرب عاجزين ومفرطين عن تقويم المنتسبين إلى اللم . تعزيرهم وتأديبهم ما يتمكنون منه، إذا لم يقم به غيرهم ه وس ي صلى اهللا علي را ( : آما قال النب نكم منك من رأى م

. ) فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهو أضعف اإليمان

ه ـ ينفى من شرب الخمر وقد يكون تعزيره بن ن الخطاب ـ رضى اهللا عن ا . فيه عن وطنه مدة، آما آان عمر ب وآمالنفى فى لم ب ه وس نفى نصر بن حجاج إلى البصرة، لخوف فتنة النساء به، وقد مضت سنة رسول اهللا صلى اهللا علي

ذا أصله ة ت . الزنا، ونفى المخنث، وأمر بعض المشائخ للمسىء بالسفر ه ذه جمل ان وه ل ببي ى تفصيل طوي اج إل حتالى ال تع إذا { : الذنوب، والتوبة منها، وشروط التوبة، وهو حال مستصحب للعبد من أول أمره إلى آخر عمره، آما ق

. ] 2، 1 : النصر [ اآلية } جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا

الى و { : وإذا تاب العبد، وأخرج من ماله صدقة للتطهر من ذنبه، آان ذلك حسنا مشروعا قال تع ه ه وا أن الل م يعلم ألا الصدق ( : ، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 104 : التوبة [ } يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ة آم ة تطفئ الخطيئ

لم ) يطفئ المـاء النـار، والحسـد يأآل الحسنـات آما تأآل النار الحطب ه وس ة الرجل ( : ، وقال النبي صلى اهللا علي فتنك ) فى أهله وماله وولده تكفرها الصالة والصيام والصدقة واألمر بالمعروف والنهى عن المنكر ن مال ال آعب ب : وق

. ) أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك ( : فقال النبي صلى اهللا عليه وسلم . خلع من مالى صدقةإن من توبتى أن أن

ة أن ه بالتوب ك، وال يجوز أن يقصد مطالبت لكن ال يجوز إلزامه بصدقة، وال تجب عليه ال بإخراج ثيابه، وال غير ذلال بالباطل، وال يجب يؤآل ماله، ال سيما إذا أعنت فجعل له ذنب من غير ذنب، فإن ا للم هذا يبقى آذبا وظلما، وأآل

وع هللا لح وأط ون أص ث يك عه حي ه بوض رة إلي ل الخي ه، ب ام يأآلون ى طع روفا ف دقة مص ه ص ا يخرج ون م أن يك . ولرسوله

ام، ودعو . والذى ينبغى أن ينظر أحق الناس بتلك الصدقة فتدفع إليه ذا وأما أن يجعل من جملة التوبة صنعة طع ة، فه

. فما زال الناس يتوبون على عهد النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه من غير هذه البدعة . بدعة آملبوس، أو غيره شكرا هللا على ما أنعم به، إما من توبة، وإما إصالح، : وأما الشكر الذى فيه إخراج شىء من ماله/

ا ك لم ن مال إن آعب ب ه، ونحو ذلك، فهو حسن مشروع، ف ان علي ذى آ ه ال ه، أعطاه ثوب ة اهللا علي اءه المبشر بتوب جك . لكن تعيين اللباس وغيره فى الشكر بدعة أيضا . واستعار ثوبا ذهب فيه إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم فإن فعل ذل

تحبا، و ا أو مس ه اهللا ورسوله واجب ه اهللا أحيانا فهو حسن، فال يجعل واجبا أو مستحبا، إال ما جعل ا آره ال ينكر إال م . فال دين إال ما شرع اهللا، وال حرام إال ما حرم اهللا . ورسوله

ه ه ممن ل وضرب الرجل تحت رجليه هو من التعزير، فإن آان له ذنب يستحق به مثل ذلك من دين اهللا، والمؤدب ل

نة، وإنم . أهلية ذلك، فهو حق يس من الس وك، وأما آشف الرؤوس، واالنحناء فل أخوذ عن عادات بعض المل ا هو م

Page 161: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه وع ل أل آشف رأس، وال رآ وق ال يس ة، والمخل ى . والجاهلي رؤوس هللا ف ى الصالة، وآشف ال ع هللا ف ا يرآ وإنم . اإلحرام

ال األوزاعى ] لباس الصوف [ وأما ذا ق ة الصوف فى السفر، وله اس : فقد لبس رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم جب لب

. السفر سنة، وفى الحضر بدعة الصوف فى ن سيرين . ومعنى هذا أن المداومة عليه فى الحضر بدعة/ اس : آما روينا عن محمد ب ا يتحرون لب ه أن أقوام ه بلغ أن

ره : قال . الصوف . أظن هؤالء بلغهم أن المسيح آان يلبس الصوف، فلبسوه لذلك، وهدى نبينا أحب إلينا من هدى غية، ولباسهم الصوف ( : وفى السنن انوا يشهدون الجمع لم آ ه وس وفي الحديث . أن أصحاب رسول اهللا صلى اهللا علي

ه . ) قدم على النبي صلى اهللا عليه وسلم قوم مجتابي النمار : اآلخر ي صلى اهللا علي والنمار من الصوف، وقد لبس النب . وسلم القطن، وغيره

ره، أو . ف عبادة وطريقا إلى اهللا بدعةومعنى هذا أن اتخاذ لبس الصو دم غي ر لع ه للفقي اع ب وأما لبسه للحاجة واالنتف

واالمتناع من لبسه مطلقا مذموم، السيما من يدع لبسه آبرا وخيالء، . لعدم لبس غيره، ونحو ذلك فهو حسن مشروعال لم ينظر اهللا إليه يوم القيامة، فإنه قد ثبت عن النبي صلى اهللا عليه من جر إزاره خيالء ( : وسلم في الصحيح أنه ق

وم ( : ، وقال ) لم ينظر اهللا إليه يوم القيامة ى ي ا إل و يتجلجل فيه ه األرض فه بينما رجل يجر إزاره خيالء إذ خسفت ب . المرتفع، والمنخفض : وقد آانوا يكرهون الشهرتين من الثياب ) القيامة

د دين وليس ألحد أن يجعل من ال اد ال ه فس د في ان التقيي يما إذا آ ا شرعه اهللا ورسوله، الس ق اهللا إال م ين، ومن طري

. واالمتناع من ذلك مطلقا مذموم . لبس الصوف، وترقيع الثوب عند الحاجة حسن، من أفعال السلف/ والدنيا، فإن

ان، فأما من عمد إلى ثوب صحيح فمزقه ثم يرقعه بفضالت، ويلبس الصوف الرفيع الذي هو أعلى من القطن، والكت : فهذا جمع فسادين

ه، ك دون حقيقت د أن يظهر صورة ذل م يري دين، ث ع والصوف من ال بس المرق د بل أما من جهة الدين فإنه يظن التقيي

. فيكون ما ينفقه على ذلك أعظم مما ينفق على القطن الصحيح، وهذا مخالف للزهد

. ه فيما ال ينفع ال في الدين، وال في الدنياوفساد المال بإتالفه وإنفاقنهم، وأرضاهم ـ في صفة يهم السالم ـ رضي اهللا ع اء عل ة األنبي سماع [ ما تقول السادة األعالم، أئمة اإلسالم، ورث

اح، وهل هو ؟ أم ال . وهل سماع القصائد الملحنة باآلالت المطربة هو من القرب والطاعات ؟ ما هو ] الصالحين مب ؟ أم ال

: فأجاب شيخ اإلسالم تقي الدين أحمد بن تيمية ـ رضي اهللا عنه

ه ده ورسوله، صلى اهللا علي دا عب ه وأشهد أن محم ه إال اهللا وحده ال شريك ل المين وأشهد أن ال إل د هللا رب الع الحم

. وعلى آله وسلم تسليما

ذه ألة [ أصل ه ين السماع ا ] المس رق ب ين سماع أن يف ا للحرج، ب ه رفع ا يرخص في دين،وبين م ه في ال ع ب ذي ينتف ل . المتقربين، وبين سماع المتلعبين

ه لصالح فأما السماع الذي شرعه اهللا تعالى لعباده، وآان سلف األمة من الصحابة والتابعين، وتابعيهم يجتمعون علي

. هو سماع النبيين والمؤمنين، وأهل العلم، وأهل المعرفةو . نفوسهم ـ فهوسماع آيات اهللا تعالى/ قلوبهم، وزآاة

ه ن { : قال اهللا تعالى، لما ذآر من ذآره من األنبياء في قول ة آدم ومم ن ذري ين م ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع ك ال أولئجدا وبكي حملنا مع نوح ومن ذرية إبر روا س رحمن خ ات ال يهم آي ى عل ا إذا تتل دينا واجتبين ن ه رائيل ومم } ااهيم وإس

ت عل { : ، وقال ] 58 : مريم [ م إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم وإذا تلي ى ربه ا وعل م إيمان ه زادته يهم آيات

Page 162: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون ال [ } يتوآل الى . ] 2 : األنف ال تع ون { : وق جدا ويقول ان س رون لألذق يهم يخ ى عل ه إذا يتل ن قبل م م وا العل ذين أوت إن الا إن آ بحان ربن وعاس دهم خش ون ويزي ان يبك رون لألذق ا ويخ ا لمفعول د ربن ال . ] 109 : 107 : اإلسراء [ } ان وع وق

. ] 83 : المائدة [ } حقوإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من ال { : تعالى

الى ال تع الى، آماق ر اهللا تع ماع أم ذا الس ون { : وبه م ترحم توا لعلك ه وأنص تمعوا ل رآن فاس رئ الق } وإذا قراف [ الى ] 204 : األع ه تع ي قول ا ف ى آم ه أثن ى أهل ذي { : ، وعل اد ال ر عب نه فبش ون أحس ول فيتبع تمعون الق [ } ن يس

أولين { : وقال في اآلية األخرى . ] 18، 17 : الزمر اءهم ال أت آب م ي ا ل ون [ } أفلم يدبروا القول أم جاءهم م ، ] 68 : المؤمنذي ول ال و الق دبره ه روا بت ذي أم القول ال تماعهف روا باس الى . أم ال تع د ق وب { : وق ى قل رآن أم عل دبرون الق ا يت أفل

. ] 29 : ص [ } آتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته { : وقال تعالى . ] 24 : محمد [ } أقفالها

م { : المعرضين عن هذا السماع، فقال تعالىوآما أثنى على هذا السماع، ذم أن ل تكبرا آ ى مس وإذا تتلى عليه آياتنا ولرا ان [ } يسمعها آأن في أذنيه وق الى ] 7 : لقم ال تع رآن وال { : ، وق ذا الق معوا له ا تس روا ل ذين آف ال ال م وق ه لعلك وا في غ

ي { : ، وقال تعالى ] 26 : فصلت [ } تغلبون وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وآذلك جعلنا لكل نبير ا ونص ان [ } اعدوا من المجرمين وآفى بربك هادي الى ] 31 : 30 : الفرق ال تع ين { : ، وق ذآرة معرض ن الت م ع ا له فم

ه { : ، وقال تعالى ] 51 : 49 : المدثر [ } آأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة دعونا إلي ا ت ة مم ي أآن ا ف ي وقالوا قلوبن وفالى ] 5 : فصلت [ } آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ال تع ون { : ، وق ذين ال يؤمن ين ال ك وب ا بين رآن جعلن رأت الق وإذا ق

. ] 46، 45 : اإلسراء [ } قهوه وفي آذانهم وقراباآلخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أآنة أن يف

. وهذا هو السماع الذي شرعه اهللا لعباده في صالة الفجر، والعشائين، وغير ذلك

نهم أن دا م روا واح وا أم انوا إذا اجتمع وعلى هذا السماع آان أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يجتمعون، وآرأ / : باقون يستمعون، وآان عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه يقول ألبي موسىيقرأ وال ا، فيق يا أبا موسى، ذآرنا ربن

ا في . وهم يستمعون نهم، آم لم يشهده مع أصحابه، ويستدعيه م وهذا هو السماع الذي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم قال النبي صلى اهللا ع : الصحيح عن عبد اهللا بن مسعود قال رآن ( : ليه وس ي الق رأ عل رأه عليك وعليك : ، قلت ) اق أق

فكيف إذا جئنا { : ، فقرأت عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه اآلية ) إني أحب أن أسمعه من غيري ( : فقال ! ؟ أنزلذرفان ) حسبك ( : ، قال ] 41 : النساء [ } من آل أمة بشهيد وجئنا بك على هـؤالء شهيدا اه ت إذا عين ذا هو . ، فنظرت ف وه

يهم { : آما قال تعالى . الذي آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يسمعه هو وأصحابه ث ف ؤمنين إذ بع ى الم ه عل ن الل د م لق . هي السنة ) الحكمة ( ، و ] 164 : آل عمران [ } ته ويزآيهم ويعلمهم الكتاب والحكمةرسولا من أنفسهم يتلو عليهم آيا

ن { : وقال تعالى ون م رت أن أآ يء وأم و إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله آل ش لمين وأن أتل المس

ذرين ن المن ا م ا أن ل إنم ل فق ن ض ه وم دي لنفس ا يهت دى فإنم ن اهت رآن فم ل [ } الق ن . ] 92، 91 : النم ره م ذلك غي وآم يا بني آدم إما يأتينكم رسل م { : الرسل، قال تعالى يهم وال ه وف عل نكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فال خ

. ] 35 : األعراف [ } يحزنون

ة وم القيام يهم ي ذلك يحتج عل الى . وب ال تع نكم يق { : آماق ل م أتكم رس م ي س أل ن واإلن ر الج ا معش اتي ي يكم آي ون عل ص وينذرونكم لقاء يومكم هـذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا

يق ال { : وقال تعالى . ] 130 : األنعام [ } وشهدوا على أنفسهم أنهم آانوا آافرين ى إذا وس را حت نم زم ى جه روا إل ذين آف

الوا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات رب ذا ق ومكم ه اء ي ذرونكم لق كم وين . ] 71 : الزمر [ } آلمة العذاب على الكافرينبلى ولكن حقت

الى . وقد أخبر أن المعتصم بهذا السماع مهتد مفلح، والمعرض عنه ضال شقي ال تع ن { : ق دى فم ي ه أتينكم من ا ي فإم

م اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض ع ال رب ل ى ق ة أعم وم القيام ره ي نكا ونحش ة ض ن ذآري فإن له معيشوم تنسى ذلك الي يتها وآ الى . ] 126 : 123 : طه [ } حشرتني أعمى وقد آنت بصيرا قال آذلك أتتك آياتنا فنس ال تع : وق

. ] 36 : الزخرف [ } ومن يعش عن ذآر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين {

Page 163: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

اه { : آما قال تعالى . ذآر العبد ربه، ويراد به الذآر الذي أنزله اهللا : يراد به تارة ] ذآر اهللا [ و ارك أنزلن ر مب ذا ذآ } وه أوعجبتم أن جاءآم ذآر من ربكم على { : وقال نوح . ] 50 : األنبياء [

ون { : ، وقال ] 63 : األعراف [ } رجل منكم لينذرآم ك لمجن ذآر إن ه ال زل علي ال ] 6 : الحجر [ } وقالوا يا أيها الذي ن : ، وق

ون { م يلعب تمعوه وه ا اس دث إل م مح ن ربه ر م ن ذآ أتيهم م ا ي اء [ } م ال ] 2 : األنبي ك { : ، وق ك ولقوم ذآر ل ه ل } وإنتقيم إن هو إلا ذآر للعالمين لم { : ، وقال ] 44 : الزخرف [ نكم أن يس اء م وير [ } ن ش ال ] 28، 27 : التك اه { : ، وق ا علمن وم

. ] 69 : يس [ } الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذآر وقرآن مبين

ار له آثار إيمانية من المعارف القدسية، واألحوال الزآية، ي ] السماع [ وهذا ه في الجسد آث طول شرحها ووصفها، ولرآن ذآور في الق ذا م د، وه ين، واقشعرار الجل ب، ودموع الع ودة من خشوع القل ذه الصفات موجودة في . محم وه

. والموت في التابعين . االضطراب، والصراخ، واإلغماء : الصحابة، ووجدت بعدهم آثار ثالثة

و أصل اإلي ماع ه ذا الس ة، فه بلغهم وبالجمل ين لي ق أجمع ى الخل لم إل ه وس دا صلى اهللا علي ث محم إن اهللا بع ان؛ ف م . رساالت ربهم، فمن سمع ما بلغه الرسول فآمن به واتبعه اهتدى وأفلح، ومن أعرض عن ذلك ضل وشقى

ذا هو سماع ا ] سماع المكاء والتصدية [ وأما ذي وهو التصفيق باأليدي، و المكاء مثل الصفير ونحوه، فه لمشرآين ال

دية { : ذآره اهللا تعالى في قوله اء وتص ال [ } وما آان صالتهم عند البيت إال مك م ] 35 : األنف أخبر عن المشرآين أنه ، فا لم وأصحابه ي . آانوا يتخذون التصفيق باليد، والتصويت بالفم قربة ودين ه وس ي صلى اهللا علي م يكن النب جتمعون ول

اق / إن النبي صلى اهللا عليه وسلم حضر ذلك فقد آذب : على مثل هذا السماع، وال حضروه قط، ومن قال ه، باتف عليهو أبوالفضل محمد بن طاهر بن علي بن [ والحديث الذي ذآره محمد بن طاهر المقدسي . أهل المعرفة بحديثه وسنته

ة، وسمع بالقدس أحمد اإلمام الحافظ الجوال الرحال، ذو الت ان وأربعمائ صانيف، ولد ببيت المقدس في شوال سنة ثمه من الحج في . ومصر، والحرمين والشام، والجزيرة والعراق وأصبهان والجبال، وفارس وخراسان د قدوم مات عن

مائة بع وخمس نة س ع األول س ا من ربي ين بقيت ة لليلت وم الجمع بالء [ . ي ير أعالم الن ي . ] 173 -91/163س ألة [ ف مسد ] في صفة التصوف [ و ] السماع ن محم و حفص عمر ب ورواه من طريقه الشيخ أبو حفص عمر السهروردي هو أب

ادة اد في العب ر االجته بن عبداهللا بن محمد بن عمويه، واسمه عبد اهللا البكري، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق، آثيق والرياضة، وآان شيخ شيوخ بغداد وآان ه خل ا، تخرج علي افعيا، صالحا ورع ا ش له مجلس وعظ سنين، آان فقيه

وفى في ين وخمسمائة وت ه في سنة تسع وثالث ل شعبان، والشك من آثير، ولد بسهرورد في أواخر رجب، أو أوائان [ . مستهل المحرم سنة اثنتين وثالثين وستمائة ببغداد ارف أن صاحب عوا . ] 448 : 3/446وفيات األعي رف المع

: النبي صلى اهللا عليه وسلم أنشده أعرابي

فال طبيب لها وال راقي** قد لسعت حية الهوي آبدي فعنده رقيتي وترياقـــي** إال الحبيب الذي شغفت بـه

اوية، ليس بكريم من مهلا يامع ( : فقال له ! ما أحسن لهوآم : وأنه تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه، فقال له معاوية

. فهو حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن ) لم يتواجد عند ذآر الحبيب

ابهم، : وأظهر منه آذبا حديث آخر يذآرون فيه وا ثي ة تواجدوا، وخرق ى الجن اء إل بقهم األغني راء بس أنه لما بشر الفقربك يطلب نصيبه من هذه الخرق، فأخذ منها خرقة فعلقها بالعرش، يا محمد، إن : وأن جبرائيل نزل من السماء فقال

راء ق الفق و زي ك ه لم، . وإن ذل ه وس ي صلى اهللا علي ال النب اس بح ل الن ن أجه و م ن ه ه م ا يروي ه إنم ذا وأمثال وه . وأصحابه ومن بعدهم، ومعرفة اإلسالم واإليمان

الكفار لما انكسر المسلمون يوم حنين، أو غير يوم حنين، وأنهم أن أهل الصفة قاتلوا مع : وهو يشبه رواية من روى /

أن صبيحة المعراج وجد أهل الصفة يتحدثون بسر آان اهللا : نحن مع اهللا، من آان اهللا معه آنا معه، ومن روى : قالوايه ( : اهللا علمنا إياه، فقال : قالوا ) ؟ من أين لكم هذا ( : أمر نبيه أن يكتمه، فقال لهم أمرني أال أفش م ت ال ) ؟ يا رب، أل : فق

رط دين، مع ف ى ال أمرتك أنت أال تفشيه، ولكني أنا أخبرتهم به، ونحو هذه األحاديث التي يرويها طوائف منتسبون إل

Page 164: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

بها م يصلو . جهلهم بدين اإلسالم، فيبنون عليها من النفاق والبدع ما يناس ارة يسقطون التوسط بالرسول وأنه ى ت ن إلإن أولئك أسقطوا وساطة رسول . اهللا تعالى من غير طريق الرسل مطلقا ود والنصارى؛ ف ر اليه ذا أعظم من آف فه . واحد، ولم يسقطوا وساطة الرسل مطلقا

ال تسقط الوساطة : وهؤالء إذا أسقطوا وساطة الرسل مطلقا عن أنفسهم، آان هذا أغلظ من آفر أولئك، لكنهم يقولون

ي بعض إ نهم، ف ا ع فارة مطلق قاط الس ة إس ن جه اب م ل الكت ن أه ر م ة،فيكونون أآف ن العام ن الخاصة، ال ع ال عإنه رسول إلى األميين : األحوال، وأهل الكتاب أآفر من جهة إسقاط سفارة محمد مطلقا، بل أهل الكتاب الذين يقولون

الته من ال فإن أولئك أخرجوا عن ر . دون أهل الكتاب خير من هؤالء سالته من له آتاب، وهؤالء يخرجون عن رسووساوس وظنون ألقاها إليه الشيطان، مع ظنه أنه من خواص أولياء اهللا، وهو من أشد أعداء / يبقى معه إال خياالت

ا من أسرار دعون أنه ن اإلسالم، وي ه من أمور تخالف دي ا يفترون اهللا، وتارة يجعلون هذه اآلثار المختلقة حجة فيمى ه إل الخواص، آما يفعل المالحدة والقرامطة والباطنية، وتارة يجعلونها حجة في اإلعراض عن آتاب اهللا وسنة نبي

. ما ابتدعوه من اتخاذ دينهم لهوا ولعبا

ن اإلسالم ادهم : وبالجملة، قد عرف باالضطرار من دي ه وعب م يشرع لصالحي أمت لم ل ه وس ي صلى اهللا علي أن النبآما لم يبح ألحد . أن يجتمعوا على استماع األبيات الملحنة،مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب، أو الدف وزهادهم

امي وال ر، وال في ظاهره، وال لع اطن األم ة، ال في ب اب والحكم ه من الكت اع ماجاء ب ه، واتب أن يخرج عن متابعتواع من اللهو ف لم في أن ه وس ي صلى اهللا علي ا رخص للنساء أن لخاصي، ولكن رخص النب ي العرس ونحوه، آم

يضربن بالدف في األعراس واألفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف، وال يصفق بكف، بل ال ه ق ي الصحيح أن ه ف ت عن د ثب ال ( : ق بيح للرج اء والتس ال، ( ، و ) التصفيق للنس اء بالرج ن النس بهات م ن المتش لع

. ) ال بالنساءوالمتشبهين من الرج

ا، ك من الرجال مخنث ان السلف يسمون من يفعل ذل اء، آ دف والكف من عمل النس اء والضرب بال ان الغن ولما آ . المغنيين مخانيثا، وهذا مشهور في آالمهم/ ويسمون الرجال

ي ه ف ـا رضي اهللا عن ـا أبوه ا دخل عليه ا ـ لم اب حديث عائشة ـ رضي اهللا عنه ذا الب دها ومن ه د، وعن ام العي أي

أبمزمار الشيطان في : جاريتان من األنصار تغنيان بما تقاولت به األنصار يوم بعاث، فقال أبو بكر ـ رضي اهللا عنه لم ه ؟ بيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وس بال بوجه ا، مق ه عنهم ا بوجه لم معرض ه وس ان رسول اهللا صلى اهللا علي وآ

ان ) دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا أهل اإلسالم ( : فقال . الكريم إلى الحائط ذا الحديث بي أن : ،ففي هار الشيطان، ذا سماه الصديق مزم ه، وله اع علي لم وأصحابه االجتم ه وس ي صلى اهللا علي ادة النب هذا لم يكن من ع

اد، والنبي صلى اهللا عليه وسلم أقر الجواري عليه معلال ذلك بأنه يو م عيد، والصغار يرخص لهم في اللعب في األعيا فسحة ( : آما جاء في الحديث يعلم المشرآون أن في دينن ان لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صواحباتها من ) ل وآ

ك،واألمر والنهي ى ذل لم استمع إل ه وس ي صلى اهللا علي صغار النسوة يلعبن معها،وليس في حديث الجاريتين أن النبا ي تماع، ال بمجرد السماع إنم ق باالس ر . تعل ا بغي ا يحصل منه ة، ال بم ق بقصد الرؤي ا يتعل ه إنم ة فإن ي الرؤي ا ف آم

. االختيار

ه ه ال شىء علي م يقصده فإن ا ل ذلك في . وآذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم، فأما إذا شم م وآق األمر والنهي من من : الخمس/ مباشرة المحرمات آالحواس ا يتعل السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس، إنم

. ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل، وأما ما يحصل بغير اختياره فال أمر فيه وال نهي

ارة : وهذا مما وجه به الحديث الذي في السنن عن ابن عمر لم فسمع صوت زم ه وس ي صلى اهللا علي أنه آان مع النب . حتى انقطع الصوت ) ؟ هل تسمع ؟ هل تسمع ( : عن الطريق، وقالراع، فعدل

ان صغيرا، أو يجاب : فإن من الناس من يقول ه آ ه، فيجاب بأن بتقدير صحة هذا الحديث، لم يأمر ابن عمر بسد أذني

ه م في ذا ال إث ان يسمع، وه ا آ تمع، وإنم م يكن يس ه ل ه و . بأن ي صلى اهللا علي ا النب ا لألفضل وإنم ك طلب لم فعل ذل سه م يسد أذني واألآمل، آمن اجتاز بطريق فسمع قوما يتكلمون بكالم محرم فسد أذنيه آي ال يسمعه، فهذا حسن، ولو ل

. اللهم إال أن يكون في سماعه ضرر ديني اليندفع إال بالسد . لم يأثم بذلك

Page 165: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

أخر : و بالجملة روه ؟ هل هومحظور : ين في السماع فهذه مسألة السماع تكلم آثير من المت اح ؟ أو مك يس ؟ أو مب ول

ديانات لصالح ه أهل ال ى اهللا يجتمع علي ا إل ذلك أن يتخذ طريق ل مقصودهم ب ع الحرج، ب ذلك مجرد رف المقصود بوب، ى المحب ويق إل وب، والتش ه / القل ـتنزل ب وب، فتس ـوات المطل ى ف ـن عل ـوب، والتحزي ن المره ـف م والتخوي

ول ا ى يق ان، حت ل العرف اهد أه ه مش تجلي ب ان، وتس ل اإليم د أه ه مواجي رك ب ة، وتح ه النعم تجلب ب ـة، وتس لرحمذاء : بعضهم وب، وغ ا للقل ه قوت ى يجعلون رآن من عدة وجوه، حت اس أو للخاصة من سماع الق بعض الن إنه أفضل ل

. اإلقبال عليه لألرواح، وحاديا للنفوس، يحدوها إلى السير إلى اهللا، ويحثها على

ا يجد في سماع ات آم ه، وال يجد في سماع اآلي رح ب رآن وال يف ولهذا يوجد من اعتاده، واغتذى به ال يحن إلى القعت دية خش اء والتص ماع المك معوا س ة، وإذا س ن الغي ة، وألس وب الهي معوه بقل رآن س معوا الق ل إذا س ات، ب األبي

. وتعاطت المشروب األصوات، وسكنت الحرآات، وأصغت القلوب،

دى ؟ هل هو مكروه، أو مباح : فمن تكلم في هذا د اهت م يكن ق راح، ل اد واألف وشبهه بما آان النساء يغنين به في األعيين ؟ هل هو من الدين : إلى الفرق بين طريق أهل الخسارة، والفالح، ومن تكلم في هذا ومن أحوال ؟ ومن سماع المتق

ين ؟ تصدين والمق ؟ المقربين ال أهل اليق وبين ؟ ومن أعم ين المحب ق المحب ى رب ؟ ومن طري الكين، إل ال الس ومن أفعه ؟ العالمين ود : آان آالمه فيه من وراء وراء بمنزلة من سئل عن علم الكالم المختلف في ذموم ؟ هل هو محم ؟ أو م

اح إلى االسم، والفع : يتكلم في جنس الكالم وانقسامه/ فأخذ تكلم في مدح الصمت،أو في أن اهللا أب ل، والحرف، أو ي . الكالم والنطق، وأمثال ذلك مما ال يمس المحل المشتبه المتنازع فيه

فإذا عرف هذا، فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثالثة المفضلة ال بالحجاز وال بالشام وال باليمن،وال مصر، وال

راق، وال خر رب،وال الع اء المغ ماع المك ل س ى مث ع عل ن يجتم ادة م د والعب دين والصالح والزه ل ال ن أه ان، م اسة ا رآه األئم ة، فلم ة الثاني ر المائ ي أواخ ك ف د ذل ذا بع دث ه ا أح ف، وال بقضيب، وإنم دف، وال بك والتصدية، ال ب

. أنكروه

رآن، ) التغبير ( يسمونه خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة، : الشافعي ـ رضي اهللا عنه ـ : فقال يصدون به الناس عن الق ! ؟ ما يغبر إال الفاسق، ومتى آان التغبير : وقال يزيد بن هارون

ال د، فق ام أحم ه اإلم ه، هو محدث : وسئل عن ل . أآره م : قي ال ؟ أنجلس معه وه، : ق دين آره ة ال ائر أئم ذلك س ال، وآ

ه، فلم يحضره إبراهيم بن أدهم، وال الفضيل بن عياض، وال معروف الكرخي، وأآابر الشيوخ الصالحين لم يحضروالهم واري، والسري السقطي، وأمث ي الح ن أب د ب داراني، وال أحم ليمان ال و س ذين حضروه من . وال أب يوخ /وال الش

رهم ر أم ي آخ وه ف ودين ترآ ادر، والش . المحم د الق ك عب ل ذل ا فع ه، آم ابوا أهل ائخ ع ان المش ان، وأعي و البي يخ أب . وغيرهما من المشائخ

م ذا السماع ل إن ه وماذآره الشافعي ـ رضي اهللا عنه ـ من أنه من إحداث الزنادقة آالم إمام خبير بأصول اإلسالم، ف

ة تهم بالزندق الهم : يرغب فيه ويدعو إليه في األصل إال من هو م ينا، و أمث ن س ارابي، واب دي، والف ابن الراون ا : آ آمدي ذ ن الراون و الحسين [ آر أبو عبد الرحمن السلمي ـ في مسألة السماع ـ عن اب ن إسحاق، أب ى ب ن يحي د ب هو أحم

ر ن آثي ال اب داد، ق اد، من سكان بغ ه : الراوندي أو ابن الراوندي فيلسوف مجاهر باإللح ة، طلب أحد مشاهير الزنادقن طوق، . ة إليهنسب ] الراوندية [ السلطان فهرب، ومن فرق المعتزلة ك ب ة مال داد ( مات برحب ة وبغ ين الرق ل ) ب : ، وقي

ال . ] 268، 1/267، واألعالم ) 53 ( 1/49وفيات األعيان [ . صلبه أحد السالطين ببغداد اء في : ، ق ه اختلف الفقه إن . ف إجماع العلماء في األمر بهفخال . وأنا أوجبه ـ أو قال ـ وأنا آمر به . فأباحه قوم، وآرهه قوم : السماع

ن ] الموسيقا [ آان بارعا في الغناء الذي يسمونه ] الفارابي [ و ه مع اب اء، وحكايت د أهل صناعة الغن ة عن وله فيه طريق

. حمدان مشهورة، لما ضرب فأبكاهم، ثم أضحكهم، ثم نومهم ثم خرج في الترغيب فيه، وفي عشق الصور، ما يناسب طريقة أسالفه ] العارفين مقامات [ ذآر في إشاراته، في ] ابن سينا [ و

ه ان ـ ومن اتبع يعته من اليون الفالسفة، والصابئين المشرآين، الذين آانوا يعبدون الكواآب، واألصنام، آأرسطو وش

Page 166: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

والذي تؤرخ له /آبرقلس، وثامسطيوس، واإلسكندر األفروديسي، وآان أرسطو وزير اإلسكندر بن فيلبس المقدوني، . اليهود والنصارى، وآان قبل المسيح بنحو ثالثمائة سنة

ه ] السد [ المذآور في القرآن الذي بنى ] ذو القرنين [ وأما ذي وزر ل ا اإلسكندر ال ل، وأم زمن طوي ل هؤالء ب ان قب فك

ى السد : أرسطو م يصل إل ذا فإنه إنما بلغ بالد خراسان ونحوها في دولة الفرس، ل ذه األمور مبسوطة في غيره وه . الموضع

ة، و نحوهم ] ابن سينا [ و دعين الجهمي ا أخذه من أهل الكالم المبت ان، ومم لفه اليون . أحدث فلسفة رآبها من آالم س

ه وسلك طريق المالحدة اإلسماعيلية في آثير من أمورهم العلمية والعملية، ومزجه بشىء من آالم الصوفية، وحقيقتة تع انوا من اإلسماعيلية " ود إلى آالم إخوانه اإلسماعيلية القرامطة الباطني ه آ إن أهل بيت ان : ف ذي آ اآم ال اع الح أتب

ن أصحاب ذين ليسوا ] رسائل إخوان الصفا [ بمصر وآانوا في زمنه، ودينهم دي م ال افقي األم ة من الهم من أئم ، وأمث . مسلمين، وال يهود وال نصارى

ائين، وفي أصواتهم وآان الف اليم أرسطو، وأتباعه من الفالسفة المش ي هي تع ارابي قد حذق في حروف اليونان الت

. صناعة الغناء، ففي هؤالء الطوائف من يرغب فيه ويجعله مما تزآو به النفوس، وترتاض به، وتهذب به األخالق ره، أهل ملة إبراهيم الخليل، الذي جعله اهللا إ ] الحنفاء [ أما / ا غي ماما، وأهل دين اإلسالم، الذي ال يقبل اهللا من أحد دين

ه، دعو إلي ك، وال ي ي ذل يهم من يرغب ف يس ف ؤالء ل لم فه ه وس د صلى اهللا علي اتم الرسل محم المتبعون لشريعة خم، وال ة والعل ل المعرف الح، وأه ور، والف اد، والن عد، والرش ان، والهدى،والس رآن، واإليم ل الق م أه ؤالء ه ين وه يق

. واإلخالص، والمحبة له، والتوآل عليه، والخشية له، واإلنابة إليه

ه وال وا غائلت م يعلم م، ول ولكن قد حضره أقوام من أهل اإلرادة، وممن له نصيب من المحبة، لما فيه من التحريك لهواع من آ دين عرفوا مغبته، آما دخل قوم من الفقهاء أهل اإليمان بما جاء به الرسول في أن الم الفالسفة المخالف ل

وال ا وق ا وحال دين علم ائق ال ام بحق إن القي ه، ف وا مغبت ه، وال عرف وا غائلت م يعلم اإلسالم، ظنا منهم أنه حق موافق ولاس إن اهللا . وعمال ومعرفة وذوقا وخبرة ال يستقل بها أآثر الن اب والسنة، ف دليل الجامع هو االعتصام بالكت ولكن ال

. صلى اهللا عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين آله، وآفى باهللا شهيدا بعث محمدا

دة [ } اليوم أآملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا { : وقد قال تعالى الى ] 3 : المائ ال تع د ق ، وقن مسعود ] 153 : األنعام [ } ن هـذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلهوأ { : د اهللا ب : قال عب

ال م ق ه وشماله، ث ذا سبيل اهللا ( : خط لنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خطا، وخط خطوطا، عن يمين ذه سبل . ه وهن { : ثم قرأ . ) على آل سبيل منها شيطان يدعو إليه م ع رق بك وأن هـذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل فتف

. ] 153 : األنعام [ } سبيله

} المهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه والسابقون األولون من { : وقد قال تعالىن مسعود . ، فقد رضي اهللا عن السابقين رضى مطلقا، ورضى عمن اتبعهم بإحسان ] 100 : التوبة [ د اهللا ب إن : قال عب

وب . ير قلوب العباد، فاصطفاه لرسالتهاهللا نظر في قلب محمد فوجد قلبه خ ه فوجد قل ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبيح د اهللا قب و عن ا فه ا رأوه قبيح د . أصحابه خير قلوب العباد، فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند اهللا حسن، وم ال عب وق

د صلى من آان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي ال تؤم : اهللا بن مسعود ن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محماعرفوا ه، ف ة دين ه، وإقام اهللا عليه وسلم، أبر هذه األمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا،قوم اختارهم اهللا لصحبة نبي

. لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم آانوا على الهدى المستقيم

اء والتصدية . وب ومعارفها، وأذواقها، ومواجيدهاومن آان له خبرة بحقائق الدين، وأحوال القل عرف أن سماع المكالخمر / ال يجلب روح آ للقلوب منفعة، وال مصلحة إال وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه،فهو لل

. للجسد، يفعل في النفوس فعل حميا الكؤوس

Page 167: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ز ولهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر، فيجدو ذة بال تميي م . ن ل ل يحصل له ر، ب ا يجد شارب الخم آمع ر، ويوق ا يصدهم الخم أآثر وأآبر مما يحصل لشارب الخمر، ويصدهم ذلك عن ذآر اهللا وعن الصالة، أعظم ممن م م رن به ا يقت ل بم د، ب ر مس بي ن غي ا م ل بعضهم بعض ى يقت ر، حت ن الخم م م داوة والبغضاء، أعظ نهم الع بي

ويتكلمون على ألسنتهم، آما . يحصل لهم أحوال شيطانية، بحيث تتنزل عليهم الشياطين في تلك الحال الشياطين، فإنهإما بكالم من جنس آالم األعاجم، الذين ال يفقه آالمهم، آلسان الترك، أو الفرس، : يتكلم الجني على لسان المصروع

ل يكون الكالم من جنس آالم من أو غيرهم، ويكون اإلنسان الذي لبسه الشيطان عربيا ال يحس ذلك، ب تكلم ب ن أن ي . وهذا يعرفه أهل المكاشفة شهودا وعيانا . وإما بكالم ال يعقل وال يفهم له معنى . تكون تلك الشياطين من إخوانهم

حيث يسقط فإن الشياطين تالبس أحدهم، ب . وهؤالء الذين يدخلون النار مع خروجهم عن الشريعة، هم من هذا النمط

ذلك، وال ا، وهو ال يحس ب ذلك هؤالء / إحساس بدنه، حتى إن المصروع يضرب ضربا عظيم ده، فك ؤثر في جل يبس ا يل ه، آم تلبسهم الشياطين، وتدخل بهم النار وقد تطير بهم في الهواء، وإنما يلبس أحدهم الشيطان مع تغيب عقل

. الشيطان المصروع

د، والمغرب، ضرب أرض الهن ال ألحدهم وب زط يق ا يصلي هؤالء، وتلبسه : من ال ار آم ه يصلي الن المصلي، فإنذين ال خالق ويدخلها ويطير في الهواء، ويقف على رأس الزج، ويفعل أشياء أبلغ مما يفعله هؤالء، وهم من الزط ال

ا لهم، والجن تخطف آثيرا من اإلنس وتغيبه عن أبصار الناس، وتطير بهم في الهواء، وقد با شرنا من هذه األمور مد ه وجد سماعي، وعن ى بعض المشائخ إذا حصل ل يطول وصفه، وآذلك يفعل هذا هؤالء المتولهون والمنتسبون إلد المحمي ار، ويأخذ الحدي دخل الن رمح، وي ى زج ال واء، ويقف عل نهم من يصعد في اله سماع المكاء والتصدية، م

د بالنار ثم يضعه على بدنه، وأنواع من هذا ا ذآر، وال عن د ال د الصالة، وال عن ذه الحال عن ه ه لجنس، وال تحصل لة شرآية ادات بدعي ك عب ياطين، وتل قراءة القرآن؛ ألن هذه عبادات شرعية إيمانية إسالمية نبوية محمدية، تطرد الش

. شيطانية فلسفية تستجلب الشياطين

ديث الصحيح ي الح لم ف ه وس لى اهللا علي ي ص ال النب اب اهللا، م ( : ق ون آت وت اهللا يتل ن بي ت م ي بي وم ف ع ق ا اجتمده / ويتدارسونه بينهم، إال د ثبت ) غشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وحفتهم المالئكة، وذآرهم اهللا فيمن عن وق . أن أسيد بن حضير لما قرأ سورة الكهف، تنزلت المالئكة لسماعها، آالظلة فيها السرج : في الحديث الصحيح

ر، ا يفعل الخم الى والصالة آم ة ذآر اهللا تع ولهذا آان المكاء والتصدية يدعو إلى الفواحش والظلم، ويصد عن حقيقى ر صوت اإلنسان عل ا يغب ود، وهو م والسلف يسمونه تغبيرا؛ ألن التغبير هو الضرب بالقضيب على جلد من الجل

أحد اليدين على األخرى، وإما الضرب بقضيب على فخذ وجلد، التلحين، فقد يضم إلى صوت اإلنسان، إما التصفيق بـود ـوق اليه . وإما الضرب باليد على أختها، أو غيرها على دف أو طبل، آناقوس النصارى، والنفـخ في صفارة؛ آب

. فمن فعل هـذه المالهـي على وجه الديانة والتقرب فال ريب في ضاللته وجهالته

ه ى وج ا عل ا إذا فعله ة وأم ة األربع ذهب األئم ع والتلعب فم ي صحيح : التمت ت ف د ثب رام، فق ا ح و آله أن آالت اللهره ارى وغي ر : البخ ر، والخم ر والحري تحل الح ن يس ه م ن أمت يكون م ه س ر أن لم أخب ه وس ي صلى اهللا علي أن النب

. والمعازف، وذآر أنهم يمسخون قردة وخنازير ا : ر ذلك أهل اللغة، جمع معزفة وهي اآللة التي يعزف بهاهي المالهي آما ذآ ] المعازف [ و ذآر . أي يصوت به م ي ول

ين، / أحد من راع وجه أتباع األئمة في آالت اللهو نزاعا، إال أن بعض المتأخرين من أصحاب الشافعي ذآر في اليم أ ذين ه ون ال ا العراقي ا، وأم ا نزاع ذآروا فيه م ي ذآروا بخالف األوتار ونحوها، فإنهم ل م ي ه، فل ع ل ه وأتب م بمذهب عل

ري ن [ نزاعا ال في هذا، وال في هذا، بل صنف أفضلهم في وقته أبو الطيب الطب ن طاهر ب د اهللا ب ن عب هو طاهر بولد سنة ثمان وأربعين وثالثمائة . عمر الطبري الشافعي اإلمام العالمة، شيخ اإلسالم، القاضي أبو الطيب، فقيه بغداد

ل ى سم . بآم داد، ودرس وأفت رهم، استوطن بغ دارقطني، وغي داد من ال ي الحسن الماسرجسي، وببغ ه أب ع من مفقها، : قال الخطيب . وأفاد، وولى قضاء ربع الكرخ روع، محقق ا باألصول والف آان شيخنا أبو الطيب ورعا عاقلا، عارف

وفى في ر م، ت ل، ثابت الفه ة حسن الخلق، صحيح المذهب، صحيح العق ه مائ ة ،ول ع األول سنة خمسين وأربعمائ بيا، ولكن ] 671 : 71/668 : سير أعالم النبالء [ . وسنتان رحمه اهللا ، شيخ أبي إسحق الشيرازي في ذلك مصنفا معروف

Page 168: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ثالثة وذآر أصحاب أحمد لهم في ذلك ؟ أو مباح ؟ أو مكروه ؟ هل هو حرام : تكلموا في الغناء المجرد عن آالت اللهو . أقوال، وذآروا عن الشافعي قولين،ولم يذآروا عن أبي حنيفة ومالك في ذلك نزاعا

ك من م يخالف في ذل ه ل ى مذهب الشافعي أن ائلين إل دمين الم وذآر زآريا بن يحيى الساجي ـ وهو أحد األئمة المتق

و عب ره أب ا ذآ ن سعد من أهل البصرة، وم و القاسم القشيري، الفقهاء المتقدمين إال إبراهيم ب رحمن السلمي وأب د الان يحضر ة آ ل المدين ه، ألن بعض أه بهة في ت الش ا وقع ط، وإنم ك فغل ي ذل ة، ف ل المدين ا،عن مالك،وأه وغيرهم

اع ن عيسى الطب ال إسحاق ب ل ق ائهم، ب تهم وفقه ول أئم ن نجيح [ السماع، إال أن هذا ليس ق ن عيسى ب هو إسحاق به البغدادي أبو يعقوب بن ال رهم، وعن ة وغي ن لهيع ادين وشريك واب ك والحم اع، روى عن مال ة : طب و خيثم د وأب أحم

د : والدارمي وغيرهم، قال البخاري اتم : مشهور الحديث، وقال صالح ابن محم و ح ال أب ه صدوق، وق أس ب أخوه : البد سنة ه وهو صدوق، ول وفى سنة 140محمد أحب إلي من ذيب ال [ . 216أو 215أو 214وت سألت : ] 1/245ته

إنما يفعله عندنا الفساق، وهذا معروف في آتاب أصحاب مالك، : مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقاله / وهم أعلم بمذهبه، ومذهب أهل المدينة من طائفة في ك أن اء، ومن ذآر عن مال ا بمذهب الفقه م له المشرق ال عل

ه رى علي د افت ن طاهر ضرب بعود فق د ب رحمن السلمي، ومحم د ال و عب ه أب ا جمع ذا، ألن فيم ى ه ا نبهت عل ، وإنم . المقدسي، في ذلك حكايات وآثار، يظن من ال خبرة له بالعلم وأحوال السلف أنها صدق

من آالم ـ رحمه اهللا ـ فيه من الخير والزهد والدين والتصوف ما يحمله على أن يجمع ] الشيخ أبوعبد الرحمن [ وآان

الشيوخ واآلثار التي توافق مقصوده آل ما يجده، فلهذا يوجد في آتبه من اآلثار الصحيحة، والكالم المنقول، ما ينتفع ه رة ل ا يضر من ال خب ردود، م قيمة، والكالم الم ار الس اس توقف في . به في الدين، ويوجد فيها من اآلث وبعض الن

ول حتى إن البيهقي آان إذا روى . روايته ه يق ي : عن ات الت ر الحكاي رحمن من أصل سماعه، وأآث د ال و عب دثنا أب ح . يرويها أبو القاسم القشيري صاحب الرسالة عنه، فإنه آان أجمع شيوخه لكالم الصوفية

أخرين ] محمد بن طاهر [ و ر من المت أهل : له فضيلة جيدة من معرفة الحديث ورجاله، وهو من حفاظ وقته، لكن آثي

زوا م يمي ه من غث وسمين، ول ا روى في روا م اب ذآ الحديث، وأهل الزهد، وأهل الفقه، وغيرهم، إذا صنفوا في بال ائل األعم ات، وفض هور، واألوق ائل الش ي فض نفين ف ل المص واب مث ي األب نف ف ن يص د مم ا يوج ك، آم / ذل

ا صنف بعضهم ف ل م واب، مث ك من األب ر ذل رهم في والعبادات، وفضائل األشخاص، وغي ي فضائل رجب، وغية في اء، وصالة أول جمع وم الثالث فضائل صلوات األيام والليالي، وصالة يوم األحد، وصالة يوم اإلثنين، وصالة ي

. وألفية رجب، وأول رجب، وألفية نصف شعبان، وإحياء ليلتي العيدين، وصالة يوم عاشوراء . رجب

. التسبيح، وقد رواه أبو داود، والترمذي وأجود ما يروى من هذه الصلوات حديث صالة

ذه الصلوات ارك . ومع هذا فلم يقل به أحد من األئمة األربعة، بل أحمد ضعف الحديث، ولم يستحب ه ن المب ا اب وأمي صلى اهللا . فالمنقول عنه ليس مثل الصالة المرفوعة إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم ى النب فإن الصالة المرفوعة إل

. وهذا يخالف األصول فال يجوز أن تثبت بمثل هذا الحديث . ليه وسلم ليس فيها قعدة طويلة بعد السجدة الثانيةع

ة، مع . ومن تدبر األصول علم أنه موضوع اق أهل المعرف ة، باتف وأمثال ذلك، فإنها آلها أحاديث موضوعة، مكذوبن أنها توجد في مثل آتاب أبي طالب، وآتاب أبي حامد، وآتاب الشيخ عبد القادر، وتوجد في مثل أمالي أبي القاسم ب

رهم . عساآر ن ناصر، وغي و الفضل ب ا، وأب ذلك . وفيما صنفه عبد العزيز الكناني، وأبوعلي بن البن رج / وآ و الف أب . يذآر مثل هذا في فضائل الشهور، ويذآر في الموضوعات أنه آذب موضوع : ابن الجوزي

ك ] الزهد والرقائق [ عوا األحاديث في والذين جم ا صنف في ذل دره . يذآرون ما روى في هذا الباب، ومن أجل م وأن

ذلك . لعبد اهللا بن المبارك ] آتاب الزهد [ د [ وفيه أحاديث واهية، وآ اب الزه ن موسى، ] آت ن السري، وألسد ب اد ب لهنك ا صنف في ذل ا، وأجود م د [ : وغيرهم ى ل ] الزه ارك عل ن المب د اب ى األسماء، وزه وب عل ه مكت د، لكن ام أحم إلم

. وهذه الكتب يذآر فيها زهد األنبياء، والصحابة، والتابعين . األبواب

ن : ثم إن المتأخرين على صنفين رج اب ي الف ة، وأب يم في الحلي أبي نع أخرين، آ دمين، والمت د المتق منهم من ذآر زه . ] صفة الصفوة [ الجوزي في

Page 169: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ات [ ومنهم من اقتصر على ذآر المتأخرين، من حين حدث اسم الصوفية، آما فعـل أبو عبد الرحمن السلمي في طبق

يس، ] الصوفية ن خم ل اب ا، مث ذآرها هؤالء بمجرده ي ي ات الت م الحكاي الة، ث وصاحبه أبو القاسم القشيري في الرس . عضها باطلوأمثاله، فيذآرون حكايات مرسلة، بعضها صحيح، وب

وقد اتفق أهل المعرفة على أن الحسن البصري لم يلق عليا، وال أخذ عنه شيئا، . أن الحسن صحب عليا : مثل ذآرهم/

اتهم . آاألحنف بن قيس، وقيس ابن معاذ، وغيرهما : وإنما أخذ عن أصحابه ذلك حكاي ا : وآ د اجتمع أن الشافعي وأحمرعين، لشيبان الرعين، وسأاله عن يبان ال ا ش م يلقي سجود السهو، وآذلك اتفق أهل المعرفة على أن الشافعي وأحمد ل

بل وال أدرآاه

ة ] حقائق التفسير [ وقد ذآر أبو عبد الرحمن في عن جعفر بن محمد، وأمثاله من األقوال المأثورة ما يعلم أهل المعرفزه أنه آذب على جعفر بن محمد، فإن جعفرا آذب عليه ما ل ا مي دين، م م وال ه من العل م يكذب على أحد؛ ألنه آان في

ه ر مثل د جعف اهللا به، وآان هو وأبوه ـ أبو جعفر ـ وجده ـ على بن الحسين ـ من أعيان األئمة علما ودينا، ولم يجئ بعى أصحاب . في أهل البيت بونها ] صفا رسائل إخوان ال [ فصار آثير من أهل الزندقة والبدع ينسب مقالته إليه حت ينس

ذين ديين، ال د ظهور مذهب اإلسماعيلية العبي نة، صنفت عن ائتي س إليه، وهذه الرسائل صنفت بعد موته بأآثر من مة، بنوا القاهرة، وصنفت على مذهبهم الذي رآبوه من قول الفالسفة اليونان، ومجوس الفرس، والشيعة من أهل القبل

. الرفض، وباطنه الكفر المحضإن ظاهر مذهبهم : ولهذا قال العلماء مثل اختالج األعضاء، والرعود، والبروق، والهفت، : ونسبوا إلى جعفر أنه تكلم في تقدم المعرفة عن حوادث الكون/

. وهذا مبسوط في غير هذا الموضع . وغير ذلك مما نزه اهللا جعفرا وأئمة أهل بيته عن الكالم فيه

ين صحيحه وضعيفه، والمقصود هنا أن المذآور ع ز ب والت، ينبغي لإلنسان أن يمي ا من المنق ن سلف األمة وأئمتهإن آل ات، ف آما ينبغي مثل ذلك في المعقوالت، والنظريات، وآذلك في األذواق، والمواجيد، والمكاشفات، والمخاطب

. صنف من هذه األصناف الثالثة، فيها حق وباطل، وال بد من التمييز في هذا وهذا و و ك فه ا خالف ذل ه أصحابه فهوحق، وم ان علي ا آ ه، وم ة عن اب اهللا وسنة رسوله الثابت جماع ذلك أن ما وافق آت

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي { : فإن اهللا يقول . باطل

ي شي ازعتم ف ن األمر منكم فإن تن ر وأحس ك خي ر ذل وم اآلخ ه والي ون بالل تم تؤمن ول إن آن ه والرس ى الل ردوه إل ء فذرين { : ، وقال تعالى ] 59 : النساء [ } تأويلا رين ومن ين مبش ه النبي ث الل دة فبع اب آان الناس أمة واح م الكت زل معه وأن

ا جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إال الذين أوتوه من بعد م . ] 213 : البقرة [ } فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيمالذين آمنوا لما اختلفوا

ول ل يق ام من اللي ان إذا ق لم آ ه وس ا ـ أن رسول اهللا صلى اهللا علي لم عن عائشة ـ رضي اهللا عنه : وفي صحيح مس

ادك اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، ( ين عب م ب الم الغيب والشهادة، أنت تحك اطر السموات واألرض، ع فى . ) فيما آانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم والكالم عل

. هذه األمور مبسوط في غير هذا الموضع

ة، وقد تكلمنا على آالم المشائخ في السماع، وما ذآ ة آلم ك آلم ره القشيري في رسالته هو وغيره عنهم، وشرحنا ذل . لكن هذا الموضع ال يتسع لذلك

ة ى ؟ وجماع األمر في ذلك أنه إذا آان الكالم في السماع وغيره، هل هو طاعة وقرب دل عل ل شرعي ي د من دلي فالب

ر محرم ؟ هل هو محرم : ذلك، وإذا آان الكالم د من دل ؟ أوغي ك فالب ى ذل دل عل ل شرعي ي ا . ي يس الحرام إال م إذ لم، م يشرعه اهللا له ا ل دعوا دين م ابت ى أنه الى ذم المشرآين عل حرمه اهللا، وال دين إال ما شرعه اهللا، واهللا سبحانه وتع

ه أم لهم شرآاء شرعوا لهم من الد { / : فقال تعالى . وأنهم حرموا ما لم يحرمه اهللا تعالى الشورى [ } ين ما لم يأذن به اللأمر با { : ، وقال تعالى ] 21 : ه ال ي ل إن الل ا ق ون وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا به اء أتقول لفحش

Page 170: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون ا ال تعلم ه م ى الل دين عل ه ال ين ل وه مخلص جد وادع ل مس د آ وهكم عن وا وج ط وأقيم ي بالقس ر رب ل أم } ق . ] 29، 28 : األعراف [

ك م أن ذل ا، وزعمه دعوا إليه ا ي ة، وم واحش المحرم ا هو من جنس الف وآثير من الناس يفعل في السماع وغيره، م

الى . بيصلح القلو ال تع ي { : فهو مما أمر اهللا به،فهؤالء لهم نصيب من معنى هذه اآلية، ق ه الت ة الل رم زين ن ح ل م قوم ة ي دنيا خالص اة ال ة أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحي وم القيام ات لق ل اآلي ذلك نفص آه يعلمون قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن واإلثم والبغي بغير الحق وأن تشرآوا بالله ما لم ينزل ب

. ] 33، 32 : األعراف [ } ما ال تعلمون سلطانا وأن تقولوا على الله

ى وا عل د عزم ان بعض الصحابة ق ا، وآ ك دين وقد آان المشرآون يحرمون من الطعام واللباس أشياء، ويتخذون ذلدين يا أيها الذين آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل ا { : الترهب، فأنزل اهللا تعالى ب المعت لله لكم وال تعتدوا إن الله ال يح

. ] 88، 87 : المائدة [ اآلية } وآلوا مما رزقكم الله حاللا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ا { : ده إال بما شرع، وال نعبده بالبدع، آما قال تعالىوجماع الدين أال نعبد إال اهللا، وال نعب/ ن عمل م أحس [ } ليبلوآم أيك

؟ يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه : أخلصه، وأصوبه، قالوا : ، قال الفضيل بن عياض ] 2 : الملك ل : قال م يقب م يكن صوابا، ل ا، ول ان خالص ل وإ . إن العمل إذا آ م يقب ا، ل م يكن خالص ان صوابا ول ى يكون . ذا آ حت

ة : خالصا صوابا، والخالص أن يكون هللا، والصواب أن يكون على السنة، وهذا الذي ذآره الفضيل مما اتفق عليه أئما إال بشاهدين ا : المشائخ، آما قال أبوسليمان الداراني وم، فال أقبله ة من نكت الق ي النكت ه لتمر بقلب ين إن اب، : ثن الكتأثر : والسنة، وقال الشيخ أبو سليمان أيضا إذا سمع ب أثر، ف ه ب ى يسمع في ه، حت ر أن يفعل ليس لمن ألهم شيئا من الخي

. آان نورا على نور

تكلم في علم : وقال الجنيد ه أن ي م يصح ل م يكتب الحديث، ل ا علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ول نه : آل وجد ال يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل، وقال : هذا، وقال سهل بن عبد اهللا التستري داع فإن آل عمل على ابت

. عذاب على النفس، وآل عمل بال اقتداء فهو غش النفس ة، ومن أمر ال : وقال أبوعثمان النيسابوري/ ا نطق بالحكم ا وفعل ى نفسه قول ا من أمر السنة عل ى نفسه قول هوى عل

. ومثل هذا آثير في آالمهم . ] 54 : النور [ } وإن تطيعوه تهتدوا { : وفعلا نطق بالبدعة، ألن اهللا يقول

ى ادي إل ه، اله ى اهللا بإذن داعي إل و ال ه، فه ا شرعه الرسول ألمت ى اهللا إال بم يس ألحد أن يسلك إل ذلك فل وإذا آان آين الحق والباطل، والهدى صراطه، الذ ه ب رق اهللا ب ذي ف و ال ار، فه ة، ومن عصاه دخل الن ي من أطاعه دخل الجن

. آخره، والحمد هللا رب العالمين، وصلى اهللا على محمد وصحبه وسلم . والضالل، والرشاد والغي ] السماع [ سئل شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا ـ عن

: فأجاب ق الذ ] السماع [ ين، : ي أمر اهللا به ورسوله، واتفق عليه سلف األمة ومشائخ الطري ه سماع النبي رآن، فإن هو سماع الق

الى ين { : وسماع العالمين، وسماع العارفين، وسماع المؤمنين، قال سبحانه وتع ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع ك ال أولئى من ذرية آدم ا إذا تتل دينا واجتبين ن ه رائيل ومم راهيم وإس ة إب رحمن وممن حملنا مع نوح ومن ذري ات ال يهم آي عل

ا جدا وبكي روا س ريم [ } خ الى ] 58 : م ال تع ن { : ، وق م م وا العل ذين أوت جدا إن ال ان س رون لألذق يهم يخ ى عل ه إذا يتل قبل . ] 109 : 107 : اإلسراء [ } وعاويقولون سبحان ربنا إن آان وعد ربنا لمفعولا ويخرون لألذقان يبكون ويزيدهم خش

ون ر وإذا { : وقال تعالي ق يقول ن الح وا م ا عرف ا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مم ا آمن بن

ذين إذا ذ { : ، وقال تعالى ] 83 : المائدة [ } فاآتبنا مع الشاهدين ون ال ا المؤمن يهم إنم ت عل وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل آاهم ينفق ا رزقن الة ومم ون الص ذين يقيم ون ال م يتوآل ى ربه م آياته زادتهم إيمانا وعل ا له ون حق م المؤمن ـئك ه ون أول

د ر ات عن ريم درج رة ورزق آ م ومغف ال [ } به الى ] 4-2 : األنف بحانه وتع ال س ه { : ، وق تمعوا ل رآن فاس رئ الق وإذا ق

Page 171: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ون م ترحم توا لعلك الى ] 204 : األعراف [ } وأنص ال تع ن { : ، وق ن الج را م ك نف رفنا إلي ا وإذ ص رآن فلم تمعون الق يس . ] 29 : األحقاف [ } حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين

عر من { : وقال سبحانه وتعالى اني تقش ابها مث ا متش ديث آتاب ن الح زل أحس ين الله ن م تل م ث ون ربه ذين يخش ود ال ه جل

نه { : ، وقال سبحانه وتعالى ] 23 : الزمر [ } جلودهم وقلوبهم إلى ذآر الله ون أحس ول فيتبع تمعون الق ذين يس : الزمر [ } ال . ، وهذا آثير في القرآن ] 18

لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم { : وآما أثنى سبحانه وتعالى على هذا السماع، فقد ذم المعرضين عنه، آما قال

ال ] 26 : فصلت [ } تغلبون ا ص { : ، وق روا عليه م يخ م ل ات ربه روا بآي ذين إذا ذآ ا وال ان [ } ما وعميان ال ] 73 : الفرق ، وقومن { : ، وقال سبحانه وتعالى ] 50، 49 : المدثر [ } فما لهم عن التذآرة معرضين آأنهم حمر مستنفرة { : سبحانه وتعالى

م { : ، وقال ] 57 : الكهف [ } نها ونسي ما قدمت يداهأظلم ممن ذآر بآيات ربه فأعرض ع ه الص د الل دواب عن ر ال إن شال [ } م معرضون البكم الذين ال يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وه ال ] 23، 22 : األنف ، وق

. ] 7 : لقمان [ } عذاب أليم وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا آأن لم يسمعها آأن في أذنيه وقرا فبشره ب [ سبحانه وتعالى

صلى اهللا عليه وسلم، وإجماع المسلمين يمدحون من يقبل على هذا السماع وهذا آثير في آتاب اهللا، وسنة رسول اهللا ويحبه ويرغب فيه، ويذمون من يعرض عنه ويبغضه، ولهذا شرع اهللا للمسلمين في صالتهم ولطسهم، شرع سماع

ه . المغرب، والعشاء اآلخر ال اهللا في ذي ق رآن ال { : وأعظم سماع في الصلوات سماع الفجر ال ر وق رآن الفج ر إن ق فج : ، وقال عبد اهللا بن رواحة ـ رضي اهللا عنه ـ يمدح النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 78 : اإلسراء [ } آان مشهودا

إذا انشق معروف من الفجر ساطع** وفينا رسول اهللا يتلو آتابــــه

شرآين المضاجــــعإذا استثقلت بالم** يبيت يجافي جنبه عن فراشـه

به موقنات أن ما قال واقـــــــــع** أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا

لم ه وس يهم واحد : وهو مستحب لهم خارج الصلوات، وروى عن النبي صلى اهللا علي ى أهل الصفة وف ه خرج عل أن

لم إ / يقرأ وهم ه وس ان أصحاب رسول اهللا صلى اهللا علي نهم يستمعون، فجلس معهم، وآ دا م روا واح وا أم ذا اجتمع . يقرأ والباقون يستمعون

ول ي صلى اهللا : وآان عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه يق م يستمعون، ومر النب رأ وه ا، فيق ا موسى،ذآرنا ربن ا أب ي

ر داود ( : فجعل يستمع لقراءته، وقال : عليه وسلم بأبي موسى وهو يقرأ ارا من مزامي ذا مزم ال ) لقد أوتي ه ا ( : ، وق يك : فقال ) أبا موسى،لقد مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك ه ل ي لحبرت لو علمت أنك تستمع لقراءت

. حسنته لك تحسينا : أي . تحبيرا

هللا أشد أذنا للرجل ( : وقال ) زينوا القرآن بأصواتكم ( ، ) ليس منا من لم يتغن بالقرآن ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلمه ى قينت ة إل ن صاحب القين ه ) حسن الصوت، م ا ( : وقول ا أذن اهللا أذن ه ) م ه قول معا، ومن مع س ا { : أي س ت لربه وأذن

. أي سمعت، واآلثار في هذا آثيرة ] 2 : االنشقاق [ } وحقت

ا ة من المع ار إيماني ة يطول شرحها، ووصفها وهذا سماع له آث ية، واألحوال الزآي ار . رف القدس ه في الجسد آث ولرآن . محمودة وآانت موجودة في . من خشوع القلب، ودموع العين، واقشعرار الجلد، وقد ذآر اهللا هذه الثالثة في الق

ول اهللا ي ال /أصحاب رس دهم ف د بع رآن، ووج ي الق يهم ف ى عل ذين أثن لم ال ه وس لى اهللا علي ة ص ار ثالث ابعين آث : ت . االضطراب، واالختالج، واإلغماء أو الموت، والهيام؛ فأنكر بعض السلف ذلك إما لبدعتهم، وإما لحبهم

ذورا ه مع د عن ا تول ان صاحبه فيم م يكن محظورا آ . وأما جمهور األئمة والسلف فال ينكرون ذلك، فإن السبب إذا ل

ا ذم لكن سبب ذلك قوة الوارد على قلوبه ذمومين، آم م،وضعف قلوبهم عن حمله فلو لم يؤثر السماع لقسوتهم آانوا مه { : ، وقال ] 74 : البقرة [ } ثم قست قلوبكم من بعد ذلك { : اهللا الذين قال فيهم ذآر الل ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ل

Page 172: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وبهم وما نز ت قل د فقس يهم الأم ال عل ل فط ن قب اب م وا الكت ذين أوت وا آال ا يكون قون ل من الحق ول نهم فاس ر م } وآثيلغلبة آانوا محمودين لكانوا آمن أخرجهم إلى حد ا . ، ولو أثر فيهم آثارا محمودة لم يجذبهم عن حد العقل ] 16 : الحديد [

. أيضا ومعذورين

ك ى ذل ا بالتصفيق، ونحو : فأما سماع القاصدين لصالح القلوب في االجتماع عل ار، وإم ر الغب يد مجرد، نظي ا نش إمه . ذلك ي صلى اهللا علي يهم النب ى عل ذين أثن ة ال رون الثالث فهو السماع المحدث في اإلسالم، فإنه أحدث بعد ذهاب الق

ونهم : خير القرون ( : حيث قالوسلم ذين يل م ) القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم ال ة ول ان األم ه أعي د آره وق . يحضره أآابر المشايخ

. خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن : وقال الشافعي ـ رحمه اهللا ـ/

ال : هو محدث أآرهه،قيل له : مام أحمد بن حنبل فقالوسئل عنه اإل ب، فق م : إنه يرق عليه القل ه . ال تجلسوا معه ل ل : قيام،وال في : فقال ؟ أيهجرون رون الفاضلة، ال في الحجاز، وال في الش ال يبلغ بهم هذا آله، فبين أنه بدعة لم يفعلها الق

. سان، ولو آان للمسلمين به منفعة في دينهم لفعله السلفاليمن،وال في مصر،وال في العراق، وال خرا

ل و : ولم يحضره مث اض، وال معروف الكرخي، وال السري السقطي، وال أب ن عي م، وال الفضيل ب ن أده راهيم ب إبل رهم، ب اة، وغي ان، وال الشيخ حي ي البي ادر، والشيخ عدي، والشيخ أب د الق في سليمان الداراني، وال مثل الشيخ عب

. وآذلك أعيان المشائخ . آالم طائفة من هؤالء ـ آالشيخ عبد القادر وغيره ـ النهي عنه

ذي يحرس من الشيطان ر . وقد حضره من المشائخ طائفة، وشرطوا له المكان، واإلمكان، والخالن، والشيخ ال وأآثرآهم في آالجن . الذين حضروه من المشائخ الموثوق بهم رجعوا عنه في آخر عمرهم ه حضره وهو شاب، وت د فإن ي

ه، ورخص . فتن به، ومن صادفه السماع استراح به/ من تكلف السماع : آخر عمره، وآان يقول فقد ذم من يجتمع ل . وال اعتماد للجلوس له . فيمن يصادفه من غير قصد

ذآر الحب، وا . وسبب ذلك أنه مجمل ليس فيه تفصيل ات المتضمنة ل ة، والشوق، فإن األبي لوصل والهجر، والقطيع

ان، ومحب رحمن، ومحب األوث ه محب ال والتتيم، والصبر على العذل واللوم ونحو ذلك، هو قول مجمل، يشترك فيردان ار الساآن، . اإلخوان، ومحب األوطان، ومحب النسوان، ومحب الم اطن، وأث ة إذا هيج الق ه منفع د يكون في فق

ه . ولهوآان ذلك مما يحبه اهللا ورس ر، : لكن فيه مضرة راجحة على منفعت م آبي ا إث ا في الخمر والميسر،فإن فيهم آم . ومنافع للناس، وإثمهما أآبر من نفعهما

. فلهذا لم تأت به الشريعة، لم تأت إال بالمصلحة الخالصة أو الراجحة

ا ب ة من يأخذ درهم و بمنزل م، ويتصدق وأما ما تكون مفسدته غالبة على مصلحته، فه دينار، أو يسرق خمسة دراه

. منها بدرهمين

ه عن سماع وذلك أنه يهيج الوجد المشترك، فيثير من النفس آوامن تضره آثارها، ويغذي النفس ويفتنها، فتعتاض بل ه، ب تطابة ل ه، وال اس ذاذ ب رآن وال الت ة لسماع الق ا محب ى فيه ى ال يبق رآن، حت ذلك،/ الق نفس بغض ل ي ال ى ف يبق

ا، واشتغال عنه، آمن شغل نفسه بتعلم التوراة واإلنجيل، وعلوم أهل الكتاب، والصابئين واستفادته العلم والحكمة منه . فأعرض بذلك عن آتاب اهللا وسنة رسوله، إلى أشياء أخرى تطول

د يصد ع ل ق ارف، ب ه اهللا ورسوله من األحوال والمع ك، و يعطي فلما آان هذا السماع ال يعطي بنفسه ما يحب ن ذل

. ماال يحبه اهللا ورسوله، أو ما يبغضه اهللا ورسوله، لم يأمر اهللا به وال رسوله، وال سلف األمة وال أعيان مشائخها

وى : ومن نكته أن الصوت يؤثر في النفس بحسنه ارة يرضى، وإذا ق ارة يغضب، وت ارة يحزن، وت رح، وت ارة يف فتا إذا سكر . غير تمييز أسكر الروح فتصير في لذة مطربة من الرقص، وللجسد أيض نفس إذا سكرت ب آما يحصل لل

Page 173: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ا يحصل من غيب ذة بم ك الل ه بتل وم منفعت ل، فال تق بالطعام والشراب، فإن السكر هو الطرب الذي يؤثر لذة بال عق . العقل، التي صدت عن ذآر اهللا وعن الصالة، وأوقعت العداوة والبغضاء

ه، وال : مؤمن أن يعلمو بالجملة فعلى ال د حدث ب ة إال وق ى الجن يئا يقرب إل أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يترك ش

ول / شيئا يبعد عن إن اهللا يق ان مصلحة لشرعه اهللا ورسوله، ف و آ وم { : النار إال وقد حدث به، وإن هذا السماع ل اليا أآملت لكم دينكم وأتممت عليك الم دين دة [ } م نعمتي ورضيت لكم اإلس م يجد ] 3 : المائ ه، ول ة لقلب ه منفع ، وإذا وجد في

. شاهد ذلك، ال من الكتاب وال من السنة، لم يلتفت إليه

. آل وجد اليشهد له الكتاب والسنة فهو باطل : قال سهل بن عبد اهللا التستري

ا إال بشاهدين عدلين : ارانيوقال أبو سليمان الد وم فال أقبله ة من نكت الق اب، والسنة،وقال : إنه لتلم بقلبي النكت الكت . فإذا وجد فيه أثرا آان نورا على نور . ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يفعله، حتى يجد فيه أثرا : أبوسليمان أيضا

تكلم علمنا هذا مقيد بال : وقال الجنيد بن محمد ه أن ي كتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن، ولم يكتب الحديث، ال يصلح ل

. في علمنا

اب ول في الكت دية { : و أيضا فإن اهللا يق اء وتص ت إال مك د البي التهم عن ان ص ا آ ال [ } وم ال السلف من ] 35 : األنف ، قاء ] المكاء [ : الصحابة والتابعين د : ] التصدية [ و . آالصفير ونحوه، من التصويت، مثل الغن ر اهللا . التصفيق بالي د أخب فق

ون التصدية انوا يجعل م آ ي / عن المشرآين أنه ه عن الصالة الت ة، يعتاضون ب ادة، وقرب م صالة، وعب اء له والغن . شرعها اهللا ورسوله

وهم بإحسان وأما المسلمون من المهاجرين واألنصار والذين رآن، واستماعه، والرآوع : اتبع ادتهم الق فصالتهم وعب

د ضاهى ة فق ادة وقرب اء والتصفيق عب والسجود، وذآر اهللا ودعاؤه، ونحو ذلك مما يحبه اهللا ورسوله، فمن اتخذ الغند زاد فإن آان يفعله ف . المهاجرين واألنصار : المشرآين في ذلك، وشابههم فيما ليس من فعل المؤمنين وت اهللا فق ي بي

م . في مشابهته أآبر وأآبر ابهته له د عظمت مش ل عظيم . واشتغل به عن الصالة وذآر اهللا ودعائه، فق ه آف وصار ل . } وما آان صالتهم عند البيت إال مكاء وتصدية { : من الذم الذي دل عليه قوله سبحانه وتعالى

ر د يغف ك لكن ق ر ذل ة، أوغي اده، أو لحسنات ماحي ك الجته ه ذل افر . ل لم والك ين المس ه ب رق في ا يف ه . فيم لكن مفارقت

ا المشرآين، ي ضاهى به للمشرآين في غير هذا ال يمنع أن يكون مذموما خارجا عن الشريعة، داخلا في البدعة التي أمر اهللا به ورسوله، وسماع المشرآين الذي نهى اهللا فينبغي للمؤمن أن يتفطن لهذا، ويفرق بين سماع المؤمنين الذ

. عنه ورسوله د / ان ق لمين، وإن آ ويعلم أن هذا السماع المحدث هو من جنس سماع المشرآين، وهو إليه أقرب منه إلى سماع المس

ي ه غلط فيه قوم من صالح المسلمين،فإن اهللا ال يضيع أجرهم وصالحهم، لما وقع من خطئهم، فإن النب صلى اهللا علي . ) إذا اجتهد الحاآم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد الحاآم فأخطأ فله أجر واحد ( : وسلم قال

نهم، الحق م ى ب ي طالب وأصحابه أول وهذا آما أن جماعة من السلف قاتلوا أمير المؤمنين عليا بتأويل، وعلي بن أب

. من قصد اهللا فله الجنة : وقد قال فيهم ان و ا استحلوه ـ وإن آ اب والسنة تحريم م جماعة من السلف والخلف استحلوا بعض األشربة بتأويل ـ وقد ثبت بالكت

. خطؤهم مغفورا لهم

ماعات ذه الس ة ه ادرا، فعام د إال ن روطا ال توج ه ش ائخ الصالحين شرطوا ل ن المش ماع م ذا الس ذين حضروا ه والذا ف ع ه ائخ، وم اع المش انوا خارجة عن إجم ه عن السنة ـ وإن آ ا خرجوا ب م خطأهم فيم ر له أخطؤوا ـ واهللا يغف

. معذورين

Page 174: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

عنه، وليس للعالمين شرعة وال منهاج، وال شريعة / والسبب الذي أخطؤوا فيه أوقع أمما آثيرة في المنكر الذي نهوا ه و دا صلى اهللا علي ه محم ا نبي ه وال طريقة أآمل من الشريعة التي بعث اهللا به ول في خطبت ان يق ا آ لم آم ر ( : س خي

. ) الكالم آالم اهللا،وخير الهدي هدي محمد صلى اهللا عليه وسلم

اء ذا السماع، سماع المك ابعين حضروا ه لم والصحابة والت ه وس ي صلى اهللا علي ه أن النب ط بعضهم توهم ومن غلي شعرا، والتصدية، والغناء والتصفيق باألآف، حتى روى بعض الكاذبين أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنشده أعراب

: قوله

. فال طبيب لها وال راقي** قد لسعت حية الهوى آبدي . فمنه دائي ومنه ترياقي** سوى الحبيب الذي شغفت به

ال ه، وق ردة عن منكبي ى سقطت الب م يتواجد ( : وأن النبي صلى اهللا عليه وسلم تواجد حت ريم من ل يس بك د ذآر ل عن . وهذا الحديث آذب بإجماع العارفين بسيرة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وسنته وأحواله . ) المحبوب

المشرآين، وأمثال هذه األمور المكذوبة إنما يكذبها من / أن أهل الصفة قاتلوا المؤمنين مع : آما آذب بعض الكذابين

. ائف من الجاهلين بأحوال الرسول وأصحابه، بل بأصول اإلسالمخرج عن أمر اهللا ورسوله، وأطبقت عليه طو

ه ] الرقص [ وأما ال اهللا في آتاب د ق ل ق ة ب يك { : فلم يأمر اهللا به وال رسوله، وال أحد من األئم ي مش د ف ان [ } واقص لقم ون على الأرض وعباد الرحمن الذين يمش { : ، وقال في آتابه ] 19 :

. بسكينة، ووقار : ، أي ] 63 : الفرقان [ } هونا

وإنما عبادة المسلمين الرآوع والسجود، بل الدف والرقص في الطابق لم يأمر اهللا به وال رسوله، وال أحد من سلف

ة خارجة األمة، بل أمروا بالقرآن في الصالة، والسكينة، ولو ورد على اإلنسان حال يغلب ى حال ى يخرج إل فيها حتا إذا تكلف دم، فأم عن المشروع، وآان ذلك الحال بسبب مشروع، آسماع القرآن و نحوه، سلم إليه ذلك الحال آما تق

: مثل شرب الخمر، مع علمه أنها تسكره، وإذا قال : من األسباب ما لم يؤمر به، مع علمه بأنه يوقعه فيما ال يصلح له . إذا آان السبب محظورا، لم يكن السكران معذورا : ل، وأنا سكران قيل لهورد على الحا

ة،من ذوي وان الظلم دو، وأع راء الع ن جنس خف دع، ضال، م و مبت ا صادقا فه ان فيه ن آ دة م وال الفاس ذه األح فه

م من األ ا له ان / حوال، األحوال الفاسدة الذين ضارعوا عباد النصارى، والمشرآين، والصابئين في بعض م ومن آ . آاذبا فهو منافق ضال

الى ه تع ن عياض ـ في قول ه ـ الفضيل ب يد المسلمين في وقت ال س ا { : ق ن عمل م أحس وآم أيك ك [ } ليبل ال ] 2 : المل : ، ق

ل، إن العمل إذا آا : قال ؟ وأصوبه ؟ يا أبا علي ما أخلصه : أخلصه، و أصوبه، قيل له م يقب ن خالصا ولم يكن صوابا لوالخالص أن يكون هللا، والصواب أن يكون على . وإذا آان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ،حتى يكون خالصا صوابا

. السنة

ا، : وآان يقول د قطع رحمه ه لصاحب بدعة فق من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم اإلسالم، ومن زوج آريمتى . ر صاحب بدعة مأل اهللا قلبه أمنا وإيماناومن انته ا هي إل ره من المشائخ بالبدعة إنم ر إشارته وإشارات غي وأآث

يهم { : البدع في العبادات واألحوال، آما قال عن النصارى د [ } ورهبانية ابتدعوها ما آتبناها عل ن ] 27 : الحدي ال اب ، وقة اهللا، إال علي : مسعود ده من مخاف ا فاقشعر جل ى السبيل والسنة، ذآر اهللا خالي كم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبد عل

دمعت ا ف ى السبيل والسنة ذآر اهللا خالي د عل ا من عب تحاتت عنه خطاياه آما يتحات الورق اليابس عن الشجرة، ومدا، وإن اقتصاد ار أب نة، عيناه من خشية اهللا إال لم تمسه الن اد في خالف سبيل وس ر من اجته نة، خي ا في سبيل وس

. فاحرصوا أن تكون أعمالكم ـ إن آانت اجتهادا أو اقتصادا ـ على منهاج األنبياء وسنتهم

Page 175: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وانس : وأما قول القائل/ ام، والت هذه شبكة يصاد بها العوام،فقد صدق، فإن أآثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة ألجل الطعيهم على الطعام، ال اهللا ف ا ق ل { : آم اس بالباط وال الن أآلون أم ان لي ار والرهب ن األحب را م وا إن آثي ذين آمن ا ال ا أيه ي

ه بيل الل ة [ } ويصدون عن س ل في رؤوسهم ] 34 : التوب ذين قي ة الضالل، ال و من أئم ذا فه ب { : ، ومن فعل ه وم تقل يا سادتنا وآبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعن

. ] 68-66 : األحزاب [ } هم لعنا آبيراآتهم ضعفين من العذاب والعن

ع : وأما الصادقون منهم ا هو الواق ا، آم ا الصيد إذا دخل فيه ة يخرج منه بكة، لكن هي شبكة مخرق ه ش فهم يتخذونتهم م أصل شرعي شرعه اهللا ورسوله، أورث م يكن معه ق، ول دع في الطري آثيرا،فإن الذين دخلوا في السماع المبت

. حواال فاسدةأ

ة، ه أحسن من اإلسالمية، والشريعة القرآني ه والتوآل علي ل ل ه، والتبت ة إلي ه، والرغب ه، وطاعت ه ومحبت وإلى عبادت . والمناهج الموصلة الحقيقة الجامعة لمصالح الدنيا واآلخرة

اب الر / تفتاح ب ه، واس التطهر، أو اإلنصات ل ه، ف أمور ب روع، وال م ر مش ان غي ادة وإذا آ نس ع ن ج و م ة ه حم

د هللا رآن، وال من أهل السنة واإلحسان، والحم ادة أهل الق ان، وال عب ادة أهل اإلسالم، واإليم الرهبان، ليس من عب . وحده

؟ إن السماع على الناس حرام وعلي حالل هل يفسق في ذلك أم ال : سئل عمن قال

: فأجاب ـ رضي اهللا عنه

آالفواحش، والظلم والمالهي، حرام على الناس حالل له فإنه يستتاب فإن تاب : مات تحريما عامامن ادعى أن المحراع، نة، واإلجم ذا مخالف للس اس دون بعض فه وإال قتل، ومن ادعى في الدفوف والشباب أنهما حرام على بعض الن

. واهللا أعلم . اومن تم مصرا على مثل ذلك آان فاسق . وأئمة الدين، وهو ضال من الضالل ذا سنة ى وجه التواضع، هل ه بعض عل م يسجد بعضهم ل ه ؟ سئل عن أقوام يرقصون على الغناء بالدف، ث أو فعل

. ؟ الشيوخ الصالحون

: الجواب

ا سلف األ م يفعله ي ل دع الت ة، ال يجوز السجود لغير اهللا، واتخاذ الضرب بالدف والغناء والرقص عبادة هو من الب مداراني ومعروف الكرخي، والسري : وال أآابر شيوخها ليمان ال ي س م، وأب ن أده راهيم ب اض، وإب ن عي آالفضيل ب

. السقطي، وغير هؤالء

ر : وآذلك أآابر الشيوخ المتأخرين مثل ان، وغي ي البي دين، والشيخ أب الشيخ عبد القادر، والشيخ عدي، والشيخ أبي ماعهم آسماع ] السماع الشرعي [ بل آانوا يحضرون ] السماع البدعي [ هؤالء، فإنهم لم يحضروا اء، وأتب سماع األنبي

. واهللا أعلم . القرآن

: فقال هذه األبيات . سئل شيخ اإلسالم عن رجل يحب السماع والرقص، فأشار عليه رجل

فعليهم من أجل ذاك سـالم** أنكروا رقصا وقالوا حـــرام

والزم الشرع فالسماع حرام** اهللا يا فقيــه، وصـــل أعبد

عند قوم أحوالهم ال تــالم** بل حرام عليك، ثم حـــالل

Page 176: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

جانب الطور جذوة وآـالم** مثل قوم صفوا وبان لهم من

فحرام على الجميع حــرام** فإذا قوبل السمــاع بلهـــو

: فأجاب

تح الحمد هللا رب العالمين، هذا الش ة الشريعة، وآخره يف ه يتضمن مخالف ل أول ول وزورا؛ ب عر يتضمن منكرا من الق : وذلك أن قول القائل . باب الزندقة واإللحاد، والمخالفة للحقيقة اإللهية الدينية النبوية

جانب الطور جذوة وآالم ** مثل قوم صفوا وبان لهم من

ت . ي نودي من جانب الطوريتضمن تمثيل هؤالء بموسى بن عمران، الذ/ ي آنس وا إن ه امكث ولما رأى النار قال لأهل

. ] 29 : القصص [ } نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون

ا وهذا قول طائفة من الناس، يسلكون طريق الرياضة والتصفية، ويظنون أنهم بذلك يصلون إلى أن يخاطبهم اهللا، آم : خاطب موسى بن عمران، وهؤالء ثالثة أصناف

ول من أهل الوحدة . يزعمون أنهم يخاطبون بأعظم مما خوطب به موسى بن عمران ] صنف [ ك من يق ول ذل آما يق

. لهوأمثا ] الفصوص [ آصاحب . القائلين بأن الوجود واحد . واالتحاد

راهيم وموسى ا يحصل إلب فإن هؤالء يدعون أنهم أعلى من األنبياء، وأن الخطاب الذي يحصل لهم من اهللا أعلى ممذين يفضلون ود والنصارى، ال ر اليه ر أعظم من آف ذا الكف وم أن ه يهم الصالة والسالم، و معل د عل وعيسى ومحم

. رون ببعضاألنبياء على غيرهم، لكن يؤمنون ببعض األنبياء، ويكف

اني وع الث ول : والن ن يق فة : م ن المتفلس ه م ن يقول ك م ول ذل ا يق ران، آم ن عم ى ب الم موس ل آ ه مث إن اهللا يكلم . إن النبوة مكتسبة : إن تكليم موسى فيض فاض على قلبه من العقل الفعال، ويقولون : يقولون/ والمتصوفة، الذين

ذي سمعه موسى، ولكن : الذين يقولون : و النوع الثالث إن موسى أفضل، لكن صاحب الرياضة قد يسمع الخطاب ال

ار صاحب ذا في أخب ا يوجد ه وار [ موسى مقصودا بالتكليم دون هذا، آم لكه صاحب ] مشكاة األن ذلك سلك مس ، وآ . ، وأمثالهما ] خلع النعلين [

ى ] ا فقيه وصلالزم الشرع ي [ : وأما قوله في أول الشعر لمن يخاطبه ا إل ا نحن فلن ع الشرع، وأم ، يشعر بأنك أنت تب

ي ر الشريعة الت ه غي ه وثواب اهللا طريق غير الشرع، ومن ادعى أن له طريقا إلى اهللا يوصله إلى رضوان اهللا وآرامتعموا أن العبد بعث اهللا بها رسوله، فإنه أيضا آافر، يستتاب فإن تاب وإال ضربت عنقه، آطائفة أسقطوا التكليف، وز

. يصل إلى اهللا بال متابعة الرسل ا استغنى الخضر عن ] طائفة [ و يظنون أن الخواص من األولياء يستغنون عن متابعة محمد صلى اهللا عليه وسلم ،آم

ى آل أحد متابعة موسى، وجهل هؤالء أن موسى لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ومحمد صلى اهللا عليه وسلم رسول إلم يكن ظاهر ا، ولكن األسباب المبيحة للفعل ل ل وافقته م تخالف شريعة موسى، ب ا وباطنا، مع أن قضية الخضر ل

. موسى علمها، فلما علمها تبين أن األفعال توافق شريعته ال تخالفها ؟ وسئل عن الذين يعملون النار واإلشارات، مثل النبل والزعفران، وغير ذلك

Page 177: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: فأجاب

اء اهللا الصالحين؛ ] اإلشارات [ الء الذين يظهرون أما هؤ ة، فليسوا من أولي ار، والجب آالنبل والزعفران والمسك، والنان، ول، واألدي دون العق م يفس ات الصالحين، وه ن آرام يطانية ليست م والهم ش ياطين، وأح ن أحزاب الش م م ل ه ب

إنهم من جنس وال يحسن الظن بهم إال جا . واألعراض، والنساء، والصبيان هل عظيم الجهالة، أو عدو هللا ورسوله، ف . واهللا أعلم . التتر المحاربين هللا ورسوله

زل سئل عن رجل فالح لم يعلم دينه وال صالته، وإن في بلده شيخا أعطاه إجازة، وبقى يأآل الثعابين والعقارب، ون

؟ فهل تجوز الصدقة عليه أم ال . عن فالحته، ويطلب رزقه

: فأجاب

اع المسلمين إن . الحمد هللا، أآل الخبائث، وأآل الحيات والعقارب حرام بإجم تتاب، ف ه يس ذلك فإن ا مستحال ل فمن أآلهة ! ؟ ومن اعتقد التحريم وأآلها فإنه فاسق عاص هللا ورسوله، فكيف يكون رجال صالحا . تاب وإال قتل و ذآى الحي ول

ال لكان أآلها بعد ذلك حراما لم ق ه وس تلن في الحل ( : عند جماهير العلماء؛ ألن النبي صلى اهللا علي خمس فواسق يق . ) الحية، والعقرب، والحدأة، والفأر، والكلب العقور : والحرم

اس، : فأمر النبي صلى اهللا عليه وسلم بقتل ذلك في الحل والحرم، وسماهن فواسق؛ ألنهن يفسقن ى الن أي يخرجن عل

ذا أعظم من عدوان آل /دين عليهم، فال يمكن االحتراز منهن،آما اليحترز من السباع العادية، فيكون ويعت عدوان ه . ذي ناب من السباع،وهن أخبث وأحرم

اء [ ؟ وأما الذين يأآلون ويجعلون ذلك من باب ا من الفساق؛ ألن آرامات ] آرامات األولي م أشر حاال ممن يأآله فه

ي األولياء ال تكون بما نهي اهللا عنه ورسوله، من أآل الخبائث، آما ال تكون بترك الواجبات، وإنما هذه المخاريق التدعون ا هؤالء المبت ورد : يفعله اء ال دم، وم الذن ، والسكر، وال ات، وإخراج ال ي النار،وأخذ الحي دخول ف هي . من ال

: نوعان

أدهان معروفة،يذهبون ويمشون في النار، ومثل ما يشربه أحدهم مما يمنع مثل . أن يفعلوا ذلك بحيل طبيعية : أحدهمامثل أن يمسكها بعنقصتها حتى ال تضره، ومثل أن يمسك الحية المائية، ومثل أن يسلخ جلد الحية ويحشوه : سم الحية

في السماع ظهر منه ما يشبه ومثل أن يمسح جلده بدم أخوين؛ فإذا عرق ! ؟ طعاما، وآم قتلت الحيات من أتباع هؤالء . الدم، ويصنع لهم أنواعا من الحيل والمخادعات

دخل : النوع الثاني ا ت يهم، آم زل الشياطين عل وهم أعظم، عندهم أحوال شيطانية تعتريهم عند السماع الشيطاني، فتن

والعقارب، ويكون الشيطان هو / في بدن المصروع ويزبد أحدهم آما يزبد المصروع، وحينئذ يباشر النار، والحيات الذي يفعل ذلك، آما يفعل ذلك من تقترن بهم الشياطين من إخوانهم، الذين هم شر الخلق عند الناس، من الطائفة التي يهم الجن، دخل ف ة، وي ة المقاتل وا بحلي تطلبهم الناس لعالج المصروع، وهم من شر الخلق عند الناس، فإذا طلبوا تحل

لداخل في المصروع، ويسمع الناس أصواتا، ويرون حجارة يرمى بها، وال يرون من يفعل ذلك، فيحارب مثل الجن اا ارا تحمي، ويضع فيه اس ن رى الن ا الواقف هو الشيطان، وي ل، وإنم رمح الطوي ى رأس ال ا عل ويرى اإلنسي واقف

ذي د ك الشيطان ال ل ذل ا يفع انه، وإنم ها بلس م إن اإلنسي يلحس احي، ث ؤوس والمس اس هؤالء الف رى الن ه، وي خل فيالون دعون الض ؤالء المبت ه ه ا يفعل غ مم و أبل ا ه ور م ن األم ون م ك، ويفعل ر ذل اعي وغي ات واألف رون الحي يباش

. المكذبون الملبسون، الذين يدعون أنهم أولياء اهللا، وإنما هم من أعاديه، المضيعين لفرائضه، المتعدين لحدوده

لشيطانية، والطبيعية، يظنوهم أولياء اهللا، وإنما هذه األحوال من جنس أحوال أعداء اهللا والجهال ألجل هذه األحوال اة مشيخة تخالف الكافرين، والفاسقين، وال يجوز أن يعان من هؤالء على ترك المأمور، وال فعل المحظور، وال إقام

ا من طاعة اهللا ورسوله ى مشيخة يخرج به ه عل ام الكتاب والسنة، وال أن يعطى رزق األرزاق من ق ان ب ا يع ، وإنم . بطاعة اهللا ورسوله، ودعا إلى طاعة اهللا ورسوله، واهللا أعلم

Page 178: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة ى الجمع ه، وال يشهد الجماعة، وإذا خرج إل دخل، ويصلي في بيت ه ال يخرج وال ي وسئل عن رجل منقطع في بيت

ده الرجال ر سبب، وتجتمع عن اط من غي رع العي ه يخرج مغطى الوجه، ثم إنه يخت ه حال لم ل اء، فهل يس أو ؟ والنس ؟ يجب اإلنكار عليه

: فأجاب

د . هذه الطريقة طريقة بدعية، مخالفة للكتاب والسنة، ولما أجمع عليه المسلمون واهللا تعالى إنما يعبد بما شرع، ال يعب

د { : بالبدع، قال اهللا تعالى ن ال م م ه أم لهم شرآاء شرعوا له ه الل أذن ب م ي ا ل رك ] 21 : الشورى [ } ين م د بت إن التعب ، فاب إن ت ه، ف تتاب صاحبه من ر، يجب أن يس ا آف الجمعة والجماعة، بحيث يرى أن ترآهما أفضل من شهودهما مطلق

بد بفعل الجمعة والجماعة، فإنه قد علم باالضطرار من دين اإلسالم أال يعبد بترك الجمعة والجماعة، بل يع . وإال قتلون بالصوامع ذين يتخل ان ال ل يكون من جنس الرهب لمين، ب ن المس ى دي ومن جعل االنقطاع من ذلك دينا لم يكن علوع آشف، والديارات، والواحد من هؤالء قد يحصل له بسبب الرياضة، أو الشياطين ـ بتقريبه إليهم، أو غير ذلك ـ ن

. اهللا ورسوله محمد صلى اهللا عليه وسلموذلك ال يفيده؛ بل هو آافر ب

ك / واهللا تعالى أمر الخلق أن يعبدوه وحده ال يشرآون به شيئا، ر ذل دوه بغي ا شرع، وأمر أن ال يعب ال . ويعبدوه بم قليبلوآم { : ، وقال تعالى ] 110 : الكهف [ } به أحدافمن آان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ر { : تعالى

. ] 2 : الملك [ } أيكم أحسن عملا

ان ه آ اس ل اء والسمعة، وتعظيم الن ا للشريعة في الظاهر، وقصد الري فالسالك طريق الزهادة والعبادة إذا آان متبعه ( : بت في الصحيح أن اهللا يقولآما ث . عمله باطال ال يقبله اهللا ا أشرك في أنا أغنى الشرآاء عن الشرك، من عمل عمل

ه، ومن راءى راءى ( : وفي الصحيح عنه أنه قال . ) غيري فأنا منه برىء، وهو آله للذي أشرك مع اهللا ب مع س من س . ) اهللا به

ى : المشروعة وإن آان خالصا في نيته لكنه يتعبد بغير العبادات وم في الشمس، أوعل ا، أو يق ذي يصمت دائم مثل ال

السطح دائما، أو يتعرى من الثياب دائما، ويالزم لبس الصوف، أو لبس الليف، ونحوه أو يغطى وجهه، أو يمتنع من ردودة ة، وم ادات باطل ذه العب ا ثبت في . أآل الخبز، أو اللحم، أو شرب الماء، ونحو ذلك ـ آانت ه الصحيح عن آم

و رد ( : عائشة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ه فه يس من ا ل ذا م ة . ) من أحدث في أمرنا ه من عمل ( : وفي روايا : وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ) عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ا قائم لم رأى رجل ه وس ي صلى اهللا علي أن النب

ي / هذا أبو إسرائيل، نذر الصمت، والقيام والبروز : قالوا ) ؟ ا ما هذ ( : في الشمس فقال أمره النب للشمس مع الصوم، فى اهللا ه إل صلى اهللا عليه وسلم بالصوم وحده؛ ألنه عبادة يحبها اهللا تعالى ،وما عداه ليس بعبادة وإن ظنها الظان تقرب

د ( : خطبتهوثبت عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه آان يقول في . تعالى ر الهدى هدى محم ر الكالم آالم اهللا، وخي إن خي . ) صلى اهللا عليه وسلم، وشر األمور محدثاتها،وآل بدعة ضاللة

ال أحدهم : وثبت عنه في الصحيح ال اآلخر : أن قوما من أصحابه ق ا فأصوم وال أفطر، وق ا أن أقوم وال : أم ا ف ا أن أم

لم : فال أتزوج النساء، وقال اآلخر أما أنا : أنام، وقال اآلخر ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا ( : أما أنا فال آآل اللحم، فق مزوج النساء،وآآل اللحم، فمن رغب عن سنتي ! آيت وآيت : بال رجال يقول أحدهم ام، وأت لكني أصوم وأفطر، وأن

ائز، لكن ، فإذا آان هذا فيما هو جنسه عبادة، فإن الصوم والصال ) فليس مني ة جنسها عبادة، وترك اللحم والتزويج جي لما خرج في ذلك من السنة فالتزم القدر الزائد على المشروع، والتزم هذا ترك المباح، آما يفعل الرهبان، تبرأ النب

ال ا، وق ى خالفه نته إل ة في اإلسالم ( : صلى اهللا عليه وسلم ممن فعل ذلك، حيث رغب عن س بمن فكيف ) ال رهباني ! ؟ يرغب عما هو من أعظم شعائر اإلسالم، وهو الصالة في الجمعة، والجماعات

ال . النهار، ويقوم الليل، وال يشهد جمعة، وال جماعة/ وقد روى عن ابن عباس أنهم سألوه غير مرة عمن يصوم : فق

ار ي الن و ف ال . ه ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ي الصحيحين عن النب ات، أو ( : وف م الجمع وام عن ودعه ين أق لينته . ) من ترك ثالث جمع تهاونا من غير عذر طبع اهللا على قلبه ( : وقال ) ليطبعن اهللا على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين

Page 179: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ي يا رسول اهللا، إن لي قائدا ال يالئمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في : إن أعمى قال : وفي الصحيح والسنن ؟ بيت . ) ال أجد لك رخصة ( : وفي رواية قال . ) فأجب ( : نعم، قال : قال ) ؟ هل تسمع النداء ( : قال . فريضة باتفاق األئمة ] الجمعة [ و : واجبة أيضا، عند آثير من العلماء، بل عند أآثر السلف، وهل هي شرط في صحة الصالة على قولين ] الجماعة [ و

ر عذر فال ( : أقواهما آما في سنن أبي داود عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال م يجب من غي داء فل من سمع الن . ) صالة له

. أنها واجبة على الكفاية : وعند طائفة من العلماء

اء أن صالة الرجل في جم ] أحد األقوال [ و ين العلم زاع ب ا أنها سنة مؤآدة، وال ن ى صالته وحده خمس د عل اعة تزي

. وعشرين ضعفا وال نزاع بينهم أن من جعل صالته وحده أفضل من صالته في جماعة . آما ثبت ذلك عن النبي صلى اهللا عليه وسلم/

. فإنه ضال مبتدع، مخالف لدين المسلمين

ان قصدهم ا، وإن آ ان، وهذه البدع يذم أصحابها، ويعرف أن اهللا ال يتقبله ادة الرهب ل عب ه ال يقب ا أن ادة، آم ا العب بهال ا ق دعوها، آم ة ابت ل ببدع رع، ب ا ش دوه بم م يعب م ل ادة ألنه د والعب ي الزه دون ف ن يجته وهم مم ة { : ونح ورهباني

ا هللا ] 27 : الحديد [ } ابتدعوها يس خالص ه ل ى ، فإن المتعبد بهذه البدع قصده أن يعظم ويزار، وهذا عمل ، وال صوابا عل . زغل، وناقص، بمنزلة لحم خنزير ميت، حرام من وجهين : السنة، بل هو آما يقال

والواجب على آل مسلم التزام عبادة اهللا وحده ال شريك له، وطاعة رسوله، واألمر بذلك لكل أحد، والنهي عن ضد

اء، ومشى على الماء وليس تحت أديم السماء أحد ذلك لكل أحد، واإلنكار على من يخرج عن ذلك، ولو طار في الهواع ه بطاعة الرسول، واتب يقر على خالف ما جاء به رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، بل إن آان مقرا باإلسالم ألزماذا عسى ان م د والرهب ه من الزه سنته الواجبة، وشريعته الهادية، وإن آان غير مقر باإلسالم آان آافرا، ولو آان ل

. ن يكون أ ذا / ى ه ار عل ه، ويجب اإلنك م أمثال ه حك والكافر إن آان من أهل الذمة فله حكم أمثاله، وإن آان من أهل الحرب فل

ال . المبتدع وأمثاله بحسن قصد، بحيث يكون المقصود طاعة اهللا ورسوله، ال اتباع هوى، وال منافسة وال غير ذلك ق . ] 39 : األنفال [ } تى ال تكون فتنة ويكون الدين آله للهوقاتلوهم ح { : اهللا تعالى

له، وفي الصحيحين ي صلى : فالمقصود أن يكون الدين آله هللا، وال دين إال ماشرعه اهللا تعالى على ألسن رس أن النب

اء يارسول اهللا، الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل : اهللا عليه وسلم قيل له ك في سبيل اهللا . حمية، ويقاتل ري أي ذل ال ؟ ف : فقو في سبيل اهللا ( ن اهللا ) من قاتل لتكون آلمة اهللا هي العليا، فه ة اهللا، وظهور دي و آلم م . فيكون المقصود عل وأن يعل

اد اهللا الصالحين، دين، وال من فعل عب ل من فعل أهل المسلمون آلهم إن ما عليه المبتدعون المراؤون ليس من ال ب . الجهل والضالل واإلشراك باهللا تعالى، الذين يخرجون عن توحيده، وإخالص الدين له، وعن طاعة رسله

فمن طلب بعباداته الرياء والسمعة، فلم يحقق شهادة . أشهد أن ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا : ] أصل اإلسالم [ و

. رج عما أمره به الرسول من الشريعة وتعبد بالبدعة فلم يحقق شهادة أن محمدا رسول اهللاومن خ/ أن ال إله إال اهللا،

من لم يعبد إال اهللا، ولم يخرج عن شريعة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم التي بلغها عن ] األصلين [ وإنما يحقق هذين ك ترآتكم على البيضاء ليلها آنهارها ال ي ( : اهللا،فإنه قال ا إال هال غ عنه ال ) زي ى ( : ، وق ربكم إل ا ترآت من شىء يق م

ا رسول اهللا صلى : وقال ابن مسعود . ) الجنة إال قد حدثتكم به،وال من شىء يبعدآم عن النار إال وقد حدثتكم به خط لن

Page 180: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذه سبل ع ( : اهللا عليه وسلم خطا،وخط خطوطا عن يمينه،وشماله ثم قال ا شيطان هذا سبيل اهللا، وه ى آل سبيل منه ل . ] 153 : األنعام [ } وأن هـذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله { : ثم قرأ ) يدعو إليه

أله : الصراط المستقيمفالعبادات والزهادات والمقاالت والتورعات الخارجة عن سبيل اهللا ـ وهو الذي أمرنا اهللا أن نس

أعظم من يس أحدهم ب ان، فل ا آ ان ألحدهم من الخوارق م هدايته، هو ما دل عليه السنة ـ هي سبل الشيطان، ولو آول للسماء ذي يق ه : مقدمهم الدجال ال وزك فتخرج مع ة أظهري آن ي فتنبت ،وللخرب أمطري فتمطر، ولألرضا انبت

ه . فضةآنوز الذهب وال ذآورون في قول م الم اء اهللا ه اهللا، وأولي افر ب ه ال { : وهو مع هذا عدو اهللا، آ اء الل أال إن أوليا ] 63، 62 : يونس [ } خوف عليهم وال هم يحزنون الذين آمنوا وآانوا يتقون وى فعل م ون، والتق ون المتق م المؤمن فه

؟ أمر اهللا به، وترك ما نهى اهللا عنه، فمن ترك ما أمر اهللا، واتخذ عبادة نهى اهللا عنها، آيف يكون من هؤالء

الى ( : وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم من عادى : يقول اهللا تع . تقرب العبد إلى اهللا بمثل أداء ما افترض عليهفبين سبحانه أنه ما . الحديث ) لي وليا

ق ل هو طري ه اهللا من النواف ا أحب ك بم د ذل والتقرب بالواجبات فقط طريق المقتصدين أصحاب اليمين، ثم التقرب بع

ه ورسوله ا استحبه الرجل : السابقين المقربين، والمحبوبات هي ما أمر اهللا ب أمر إيجاب، أو أمر استحباب، دون م . برأيه وهواه، واهللا سبحانه وتعالى أعلم

ي ن أب د اهللا ب ن عب د السالم ب ن عب يم ب د الحل ن عب د اب وسئل شيخ اإلسالم عالمة الزمان، تقي الدين أبو العباس أحم

ه ـ عن ائر ] جماعة [ القاسم بن تيمية الحراني ـ رضي اهللا عن ى قصد الكب ق، : يجتمعون عل ل، وقطع الطري من القتذآورين . سرقة، وشرب الخمر، وغير ذلكوال ع الم اع السنة قصد من الخير واتب ثم إن شيخا من المشائخ المعروفين ب

من ذلك، فلم يمكنه إال أن يقيم لهم سماعا يجتمعون فيه بهذه النية، وهو بدف بال صالصل، وغناء المغني بشعر مباح ؤدي بغير شبابة، فلما فعل هذا تاب منهم جماعة، وأصبح من ورع عن الشبهات، وي ال يصلي ويسرق وال يزآي يت

ات ب المحرم ن . المفروضات، ويجتن ه م ب علي ا يترت ه، لم ذا الوج ى ه يخ عل ذا الش ماع له ذا الس ل ه اح فع ل يب فه ؟ المصالح، مع أنه ال يمكنه دعوتهم إال بهذا

: فأجاب

. الحمد هللا رب العالمين

ره / أن يعلم أن اهللا بعث محمدا : شبههأصل جواب هذه المسألة وما أ ن الحق، ليظه صلى اهللا عليه وسلم بالهدى، ودي

يكم { : آما قال تعالى . وأنه أآمل له وألمته الدين . على الدين آله، وآفى باهللا شهيدا ت عل نكم وأتمم اليوم أآملت لكم ديالى . ] 3 : المائدة [ } إلسالم دينانعمتي ورضيت لكم ا ال تع قاوة لمن عصاه، فق ه بشر بالسعادة لمن أطاعه، والش : وأن

ـئك والشهداء والصالومن يطع الله والرسول فأولـئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين { حين وحسن أول . ] 23 : الجن [ } ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا { : ، وقال تعالى ] 69 : النساء [ } رفيقا

ال تع ا ق ه، آم ه ب ا بعث ى م نهم إل ه من دي ازعوا في ا تن ه { : الى وأمر الخلق أن يردوا م وا الل وا أطيع ذين آمن ا ال ا أيه ي

ول إن آ ه والرس ى الل ردوه إل يء ف ي ش ازعتم ف إن تن نكم ف ر م وم وأطيعوا الرسول وأولي األم ه والي ون بالل تم تؤمن نالى ] 59 : النساء [ } تأويلا اآلخر ذلك خير وأحسن ال تع ا ق تقيم، آم ى صراطه المس ل { : ، وأخبر أنه يدعو إلى اهللا وإل ق

مستقيم وإنك لتهدي إلى صراط { : وقال تعالى . ] 108 : يوسف [ } هـذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني . ] 53، 52 : الشورى [ } صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير األمور

الى . وأخبر أنه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات، ويحرم الخبائث ال تع عت ورحمت { : آما ق ي وس

ذين ون ال ا يؤمن م بآياتن ذين ه ـاة وال ون الزآ ون ويؤت ذين يتق ذي آل شيء فسأآتبها لل ي ال ي األم ول النب ون الرس يتبعيهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة واإلنجيل ي رم عل ات ويح م الطيب ل له أمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويح

زل صروه واتبعواالخبآئث ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي آانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ون النور الذي أن . ] 157، 156 : األعراف [ } معه أولـئك هم المفلحون

Page 181: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

لم بكل معروف ونهى عن آل منكر ه وس ب، وحرم آل خبيث . وقد أمر اهللا الرسول صلى اهللا علي . وأحل آل طي

ا ما بع ( : وثبت عنه صلى اهللا عليه وسلم في الصحيح أنه قال ر م ى خي ه عل دل أمت ه أن ي ا علي ان حق ا إال آ ث اهللا نبيم ال ) يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه له ن سارية ق ه : ، وثبت عن العرباض ب ا رسول اهللا صلى اهللا علي وعظن

ودع، : فقلنا : قال . وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون د يا رسول اهللا آأن هذه موعظة م اذا تعه فماء . أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا آثيرا ( : فقال ؟ إلينا يكم بسنتي وسنة الخلف فعل

إن آل بدعة ضاللة . الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياآم ومحدثات األمور . ) فه ( : ليه وسلم أنه قالوثبت عنه صلى اهللا ع دثتكم ب د ح ار إال وق دآم عن الن ال . ) ما ترآت من شىء يبع رآتكم ( : وق ت

. ) على البيضاء ليلها آنهارها ال يزيغ عنها بعدي إال هالك م في الكتب ] األصل العظيم الجامع [ وشواهد هذا / ه أهل العل رجم علي اب االعتصام آت [ . من الكتاب والسنة آثيرة وت

ين، ] بالكتاب والسنة آما ترجم عليه البخارى والبغوي وغيرهما، فمن اعتصم بالكتاب والسنة آان من أولياء اهللا المتقون . وحزبه المفلحين، وجنده الغالبين ره ـ يقول ك وغي ا، ومن : وآان السلف ـ آمال ا نج وح، من رآبه فينة ن السنة آس . االعتصام بالسنة نجاة : آان من مضى من علمائنا يقولون : تخلف عنها غرق، وقال الزهري

ا د أن يكون فيم ى العاصين، الب ه عل وب ب اوين ويت ه الغ ه الضالين ويرشد ب إذا عرف هذا فمعلوم أن ما يهدي اهللا ب

ل ه وس ه الرسول صلى اهللا علي ا بعث اهللا ب ان م و آ ه ل م ال يكفي في بعث اهللا به رسوله من الكتاب والسنة، وإال فإنة ا تتم ا، محتاج ول ناقص ن الرس ان دي ك، لك اب أو . ذل ر إيج ا أم ر اهللا به الحة أم ال الص م أن األعم ي أن يعل وينبغ

. استحباب، واألعمال الفاسدة نهى اهللا عنها

يم إن الشارع حك ى مصلحة ومفسدة، ف ى مفسدته شرعه، وإن غل . والعمل إذا اشتمل عل إن غلبت مصلحته عل بت فوا { : مفسدته على مصلحته لم يشرعه، بل نهى عنه، آما قال تعالى م وعسى أن تكره ره لك و آ آتب عليكم القتال وه

تم ال تع م وأن ه يعل م والل ر لك و ش يئا وه وا ش ون شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحب رة [ } لم الى ] 216 : البق ال تع : ، وق . ، ولهذا حرمها اهللا تعالى بعد ذلك ] 219 : البقرة [ } يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم آبير ومنافع للناس {

ه، وهكذا ما يراه الناس من األعمال مقربا إلى اهللا، ولم ي شرعه اهللا ورسوله، فإنه البد أن يكون ضرره أعظم من نفع

و إال فلو آان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع، فإنه صلى اهللا عليه وسلم حكيم، ال يهمل مصالح الدين، . وال يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين

فلم يمكنه ذلك إال بما ذآره من . ر قصد أن يتوب المجتمعون على الكبائرإن الشيخ المذآو : إذا تبين هذا فنقول للسائل

إن الرسول صلى ا، ف وب العصاة، أو عاجز عنه الطريق البدعي، يدل أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتر والفسوق وال الطرق اهللا عليه وسلم والصحابة والتابعين آانوا يدعون من هو شر من هؤالء من أهل الكف عصيان ب

. الشرعية، التي أغناهم اهللا بها عن الطرق البدعية

م باالضطرار : فال يجوز أن يقال د عل ه ق إنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث اهللا بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنالى من ر والفسوق والعصيان من ال يحصيه إال اهللا تع الطرق الشرعية، والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكف م ب األم

بل السابقون األولون من المهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسان / التي ليس فيها ما ذآر من االجتماع البدعي؛ ة ذه الطرق البدعي رعية، ال به الطرق الش الى ب ى اهللا تع ابوا إل ة ـ ت ذه األم ن ه ين، م اء اهللا المتق ر أولي م خي . ـ وه

لمين و ار المس الطرق وأمص اه ب ه اهللا ويرض ا يحب ل م اه، وفع ى اهللا واتق اب إل ن ت وءة مم ديثا ممل ديما وح راهم ق ق . الشرعية، ال بهذه الطرق البدعية

ال : فال يمكن أن يقال د يق ل ق إن في الشيوخ من يكون جاهال : إن العصاة ال تمكن توبتهم إال بهذه الطرق البدعية، ب

وب اهللا بالطرق الشرعية، عاجزا عن ا يت اه، مم ها، ليس عنده علم بالكتاب والسنة، وما يخاطب به الناس، ويسمعهم إيا أن ن، وإم ه دي ان ل ا مع حسن القصد، إن آ ة، إم ى الطرق البدعي عليهم، فيعدل هذا الشيخ عن الطرق الشرعية إل

الى ال تع ا ق ل، آم والهم بالباط ذ أم يهم، وأخ رأس عل ون غرضه الت ا أي { : يك ار ي ن األحب را م وا إن آثي ذين آمن ا ال ه، فال يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى ] 34 : التوبة [ } والرهبان ليأآلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله

Page 182: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

د رض فاس ز، أو غ ل، أو عج ة إال لجه ن ال . البدعي ارفين، وإال فم ين، والع ماع النبي و س رآن ه ماع الق وم أن س معلن { : قال تعالى في النبيين . والمؤمنين وح وم ع ن ا م ن حملن ة آدم ومم ن ذري ين م أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبي

. ] 58 : مريم [ } ممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياذرية إبراهيم وإسرائيل و ق وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مم { : وقال تعالى في أهل المعرفة/ ن الح } ا عرفوا مم . ] 83 : المائدة [ الى في حق أهل العل ال تع جدا { : وق ان س رون لألذق يهم يخ ى عل ه إذا يتل ن قبل م م وا العل ذين أوت إن ال

. ] 109 : 107 : اإلسراء [ } لا ويخرون لألذقان يبكون ويزيدهم خشوعاويقولون سبحان ربنا إن آان وعد ربنا لمفعو

م إ { : وقال في المؤمنين ه زادته يهم آيات ت عل ا إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم وإذا تلي م يمان ى ربه وعلزل { : ، وقال تعالى ] 4-2 : األنفال [ } يتوآلون الذين يقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفقون أولـئك هم المؤمنون حقا الله ن

ك أحسن الحديث آتابا متشابها مثاني تقشع ه ذل ر الل ى ذآ وبهم إل ودهم وقل ين جل م تل م ث ر منه جلود الذين يخشون ربه . ] 23 : الزمر [ } هدى الله

ه لم، وب ه وس ه بعث الرسول صلى اهللا علي اد، وب م أمر المعاش والمع أمر وبهذا السماع هدى اهللا العباد، وأصلح له

ان أصحاب رسول اهللا صلى اهللا ا آ ان يجتمع السلف، آم ه آ وهم بإحسان، وعلي المهاجرين واألنصار، والذين اتبععليه وسلم إذ اجتمعوا أمروا رجال منهم أن يقرأ وهم يستمعون، وآان عمر بن الخطاب ـ رضي اهللا عنه ـ يقول ألبي

م يستمعون : موسى و موسى وه رأ أب أبي . ذآرنا ربنا، فيق ه مر ب لم أن ه وس ي صلى اهللا علي وفي الصحيح عن النبه تمع لقراءت ل يس رأ، فجع و يق عري وه ال . موسى األش ارا ( : وق ذا مزم ي ه د أوت ر آل داود/ لق ن مزامي ال . ) م : وق

را لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تح : ، فقال ) مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك ( نته : أي . بي لحس . لك تحسينا

رآن ( : وفي الصحيح أنه صلى اهللا عليه وسلم قال البن مسعود ال ) اقرأ علي الق زل : ، فق رآن وعليك أن رأ عليك الق ! ؟ أق

ة : قال . ) إني أحب أن أسمعه من غيري ( : فقال ذه اآلي ى ه ى وصلت إل ا ف { : فقرأت عليه سورة النساء حت ف إذا جئن كيذرفان من ) حسبك ( : ، قال لي ] 41 : النساء [ } من آل أمة بشهيد وجئنا بك على هـؤالء شهيدا اه ت ، فنظرت إليه فإذا عين

ال . البكاء لم، حيث ق ه وس ي صلى اهللا علي يهم النب رون ( : وعلى هذا السماع آان يجتمع القرون الذين أثنى عل ر الق خي . ) الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم

ذا ر إال ه ه أهل الخي ام، وال بمصر، . ولم يكن في السلف األول سماع يجتمع علي اليمن، وال بالش ال بالحجاز، وال ب

ه، وإنما حدث السماع المبتدع بعد ذلك، وقد مدح اهللا . والعراق، وخراسان، والمغرب ين علي ذا السماع، المقبل أهل هون { : وذم المعرضين عنه، وأخبر أنه سبب الرحمة، فقال تعالى م ترحم توا لعلك ه وأنص } وإذا قرئ القرآن فاستمعوا ل

الى ] 204 : األعراف [ ال تع ات ربه { : وق روا بآي ذين إذا ذآ ا وال ما وعميان ا ص روا عليه م يخ ان [ } م ل ال ] 73 : الفرق ، وقق { : تعالى ن الح د [ } ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذآر الله وما نزل م الى ] 16 : الحدي ال تع ه { : ، وق م الل و عل ولالى ] 23 : األنفال [ } يرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضونفيهم خ ال تع ين { : ، وق ذآرة معرض ن الت م ع ا له فم

ورة دثر [ } آأنهم حمر مستنفرة فرت من قس الى ] 51 : 49 : الم ال تع أعرض { : ، وق ه ف ات رب ر بآي ن ذآ م مم ن أظل ومن { : ، وقال تعالى ] 57 : الكهف [ } عنها ونسي ما قدمت يداه فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى وم

ت ب أعرض عن ذآر د آن ال ي فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وق يرا ق صا بعث ، ومثل هذا في القرآن آثير ] 126 : 123 : طه [ } آذلك أتتك آياتنا فنسيتها وآذلك اليوم تنسى يأمر الناس باتباع م

. اهللا به رسوله من الكتاب والحكمة، ويأمرهم بسماع ذلك

ان { : قال تعالى . وقد شرع اهللا تعالى السماع للمسلمين في المغرب، والعشاء، والفجر ر آ وقرآن الفجر إن قرآن الفج : عبد اهللا بن رواحة النبي صلى اهللا عليه وسلم حيث قال، وبهذا مدح ] 78 : اإلسراء [ } مشهودا

. إذا انشق معروف من الفجر ساطع** وفينا رسول اهللا يتلو آتابه

. إذ استثقلت بالكافرين المضاجع** يبيت يجافي جنبه عن فراشه

Page 183: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. به موقنات إنما قال واقـــع** أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا

ا السماع مذآورة في آتاب اهللا، من وجل القلوب، ودمع العيون، واقشعرار الجلود، وإنما حدث سماع وأحوال أهل هذة، يسمونه : األبيات بعد هذه القرون، فأنكره األئمة، حتى قال ه الزنادق يئا أحدثت داد ش الشافعي ـ رحمه اهللا ـ خلفت ببغ

اس عن ا ه الن ال التغبير، يزعمون أنه يرقق القلوب، يصدون ب ه فق د عن ام أحم رآن، وسئل اإلم ه : لق ل ل : محدث، فقي . ال يجلس معهم : فقال ؟ أنجلس معهم فيه

وقد آرهه األئمة فكيف بغيره، واألئمة المشائخ . والتغبير هو الضرب بالقضيب على جلودهم، من أمثل أنواع السماع

ن عي ل الفضيل اب دث، مث ماع المح ذا الس م يحضروا ه ار ل داراني، الكب ليمان ال ي س م، وأب ن أده راهيم ب اض، وإبد [ ومعروف الكرخي، والسري السقطي دادي المول هو سري بن مغلس السقطي، أبو الحسن، من آبار المتصوفة، بغ

ة : والوفاة، قال الجنيد ما رأيت أعبد من السري السقطي، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا إال في علن وت، م ه الم ز : آالم ره أعج ن أدب غي ان ع ه آ ن أدب نفس ز ع ن عج نة . م وفى س ات [ . م867ت ، 2/357الوفي

دين، : وال أآابر الشيوخ المتأخرين . ، وأمثالهم ] 3/82واألعالم ي م ادر، والشيخ عدي، والشيخ أب د الق مثل الشيخ عباة والشيخ أبي البيان، والشيخ أبي القاسم الحوفي، والشيخ علي ابن د اليحصبي، [ وهب، والشيخ حي ن الولي اة ب هو حي

ة، فوجه . أحد األشراف الشجعان ر طليطل ع مع أمي دلس، وامتن ى األن رحمن األموي عل د ال آان في أيام استيالء عبالهم ] 2/289 : األعالم [ . م764إليهما عبد الرحمن جيشا فأسر حياة، وصلب بقرطبة، مات سنة ة . ، وأمث من وطائف

ه : وسئل الجنيد عنه فقال . الشيوخ حضروه ثم رجعوا عنه . من تكلف السماع فتن به، ومن صادفه السماع استراح ب . الجنيد أن قاصد هذا السماع صار مفتوتا، وأما من سمع ما يناسبه بغير قصد فال بأس/فبين

ه سد فإن النهي إنما يتوجه إلى االستماع، دون السماع، ولهذا لو م م يجب علي وم يتكلمون بكالم محرم ل ر الرجل بق

ا سمع ه لم ـن عمر بسد أذني أذنيه، لكن ليس له أن يستمع من غير حاجة، ولهذا لم يأمر النبي صلى اهللا عليه وسلم اب . زمــارة الراعـي، ألنه لم يكن مستمعا بل سامعا

ره ر من لفظ ؟ أو حرام ؟ هل هو حالل : وقول السائل وغي ى ال يحسن آثي ه، حت م في تبه الحك يس، يش ه تلب مجمل ب

: المفتين تحرير الجواب فيه، وذلك أن الكالم في السماع وغيره من األفعال على ضربين

وع ؟ أو غير محرم ؟ أنه هل هو محرم : أحدهما ا ن ان فيه بل يفعل آما يفعل سائر األفعال التي تلتذ بها النفوس، وإن آ . مما يفعله الناس لقصد اللذة واللهو، ال لقصد العبادة والتقرب إلى اهللا . واللعب آسماع األعراس، وغيرهامن اللهو

ة نفوسهم، : والنوع الثاني ربهم، وتزآي اد ل د حب العب وب ، وتجري ادة، وصالح القل أن يفعل على وجه الديانة، والعب

وبهم ر قل ية، و/ وتطهي وب الخش و من جنس وأن تحرك من القل ا ه ك مم ر ذل وب، وغي ة القل ة، والحب، ورق اإلناب . العبادات، والطاعات، ال من جنس اللعب والملهيات

راح، ونحو فيجب الفرق بين سماع المتقربين، وسماع المتلعبين، وبين السماع الذي يفعله الناس في األعراس، واألف

ه ذلك من العادات، وبين السماع الذي يفعل لصالح القلو ذا يسأل عن إن ه هل هو : ب، والتقرب إلى رب السموات، فة ة وطاع ى اهللا ؟ قرب ق إل و طري ل ه دهم ؟ وه ك وج وبهم، وتحري ة قل ن رق ه م ا في وه لم ن أن يفعل د م م ب ل له وه

ماع د بالس ي تقص د الت ن المقاص ك م و ذل وبهم، ونح ن قل وة ع ة القس هم، وإزال ة نفوس وبهم، وتزآي ا أن ؟ لمحب آم . رى يفعلون مثل هذا السماع في آنائسهم على وجه العبادة والطاعة، ال على وجه اللهو واللعبالنصا

ي هي : إذا عرف هذا فحقيقة السؤال ذه األمور الت ة، أو مباحة، : هل يباح للشيخ أن يجعل ه ة، أو مكروه ا محرم إم

؟ لعاصين، ويرشد به الغاوين، ويهدي به الضالينقربة وعبادة وطاعة، وطريقة إلى اهللا يدعو بها إلى اهللا، ويتوب ا

ه دين ل وم أن ال ن المعل ه اهللا ] أصالن [ وم ا حرم رام إال م رع اهللا، وال ح ا ش ن إال م ال دي ى . ف اب عل الى ع واهللا تع . المشرآين أنهم حرموا مالم يحرمه اهللا، وشرعوا دينا لم يأذن به اهللا

Page 184: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ك : ن جبلينولو سئل العالم عمن يعدو بي/ ال ؟ هل يباح له ذل ل : ق إذا قي م، ف ين : نع ا يسعى ب ادة آم ى وجه العب ه عل إن . إن فعله على هذا الوجه حرام منكر، يستتاب فاعله، فإن تاب وإال قتل : الصفا والمروة، قال

ا إن : أفتى بأن هذا جائز، فإذا قيل : ولو سئل عن آشف الرأس، ولبس اإلزار، والرداء ى وجه اإلحرام، آم ه عل ه يفعل

. إن هذا حرام منكر : قال . يحرم الحاج

ل . هذا جائز : قال . ولو سئل عمن يقوم في الشمس ادة : فإذا قي ى وجه العب ه عل ه يفعل ال . إن ذا منكر : ق ا روى . ه آما في الشمس البخاري عن ابن عباس ـ رضي اهللا عنهما ـ أن رسول اهللا صلى اهللا عليه لم رأى رجال قائم ال . وس : فق

تكلم : قالوا ؟ ) من هذا ( د، وال يستظل، وال ي ي صلى اهللا . هذا أبو إسرائيل يريد أن يقوم في الشمس، وال يقع ال النب فقم ين ) مروه فليتكلم، وليجلس، وليستظل وليتم صومه ( : عليه وسلم اح ل ه، لكن فهذا لو فعله لراحة، أو غرض مب ه عن

. لما فعله على وجه العبادة نهى عنه

انوا ا آ ادة، آم ه عب ى أن ك عل ك، ولكن إذا فعل ذل ه ذل م يحرم علي وآذلك لو دخل الرجل إلى بيته من خلف البيت، لالى / : يفعلون في الجاهلية ال تع ا ق ك، آم وا عن ذل يس ال { : آان أحدهم إذا أحرم لم يدخل تحت سقف، فنه أن ول ر ب ب

ا ن أبوابه وت م وا البي ى وأت ن اتق رة [ } تأتوا البيوت من ظهورها ولـكن البر م يس ] 189 : البق ذا ل ين سبحانه أن ه ، فبد ى ببر، وإن لم يكن حراما، فمن فعله على وجه البر والتقرب إلى اهللا آان عاصيا، مذموما، مبت عا، والبدعة أحب إل

. إبليس من المعصية، ألن العاصي يعلم أنه عاص فيتوب، والمبتدع يحسب أن الذي يفعله طاعة فال يتوب

ق ه طري ى أن ه عل ا من فعل واب، وأم ه الث ولهذا من حضر السماع للعب واللهو ال يعده من صالح عمله، وال يرجو بهى عنه آان آمن نهى عن دينه، ورأى أنه قد انقطع عن اهللا، وحرم نصيبه من إلى اهللا تعالى فإنه يتخذه دينا، وإذا ن

لمين ة المس ن أئم د م ول أح لمين، وال يق اء المس اق علم ؤالء ضالل باتف ه، فه الى إذا ترآ ا : اهللا تع ذا دين اذ ه إن اتخو الى فه ى اهللا تع ا إل ا وطريق ذا دين ل من جعل ه اح، ب الى أمر مب ى اهللا تع اع وطريقا إل ر، مخالف إلجم ضال، مفت

دين بال . المسلمين ا في ال ان جاهال متكلم ه آ ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه، ولم ينظر إلى فعل العامل ونيت . علم

ال ذا أن يق ل ه وله أم ال : فالسؤال عن مث ا اهللا ورس الى يحبه ة هللا تع ة وطاع ق وقرب ه هؤالء طري وهل ؟ هل مايفعلى / وإذا لم يكن هذا قربة وطاعة وعبادة هللا، ففعلوه على أنه قربة ؟ ى ذلك أم ال يثابون عل ق إل ادة وطري وطاعة وعب ؟ وهذا العمل على هذا الوجه ؟ هل يحل لهم هذا االعتقاد . اهللا تعالى

لم أن يق ه وس ع للرسول صلى اهللا علي الم المتب م يكن للع ذا الوجه ل ى ه ان السؤال عل رب : ولوإذا آ ذا من الق إن ه

ا أمر اهللا والطاعات، وأنه من أنواع العبادات، وأنه من سبيل اهللا تعالى وطريقه الذي يدعو به هؤالء إليه، وال أنه ممودا، وال : تعالى به عباده يس هو محم ات والمستحبات فل م يكن من الواجب ا ل ال أمر إيجاب، وال أمر استحباب، وم

. عبادة، باتفاق المسلمينحسنة، و ال طاعة، وال

ذا ى ه ه عل دع، وفعل و ضال مبت ه من جنس الواجب أو المستحب فه ى أن فمن فعل ما ليس بواجب وال مستحب علرآن . الوجه حرام بال ريب ى سماع الق ه عل ا يقدمون ال سيما آثير من هؤالء الذين يتخذون هذا السماع المحدث طريق

ة، وحرآات مضطربة وربما قدموه . وجدا وذوقا ة، وألسن الغي وب الهي رآن بقل . عليه اعتقادا، فتجدهم يسمعون القإذا سمعوا ه نفوسهم، ف اح إلي وبهم، وال ترت اء [ وأصوات ال تقبل عليه قل وب، واتصل ] التصدية [ و ] المك أصغت القل

رؤوا المحبوب بالمحب، وخشعت األصوات، وسكنت الحرآات، فال سعلة، وال عطاس، وال لغط، وال صياح، وإن قه، ه ب ا ال حاجة ل ه / شيئا من القرآن، أو سمعوه آان على وجه التكلف والسخرة، آما ال يسمع اإلنسان م دة ل وال فائ

. فيه، حتى إذا ما سمعوا مزمار الشيطان أحبوا ذلك، وأقبلوا عليه، وعكفت أرواحهم عليه

رحمن، داء ال يطان، وأع د الش ؤالء جن داء اهللا فه ال أع به بح الهم أش ين، وح اء اهللا المتق ن أولي م م ون أنه م يظن وهادي أعداء اهللا، اء اهللا، ويع والي أولي الى، وي المنافقين، فإن المؤمن يحب ما أحبه اهللا تعالى، ويبغض ما أبغض اهللا تع

ادون أو داء اهللا، ويع ون أع ا أحب اهللا، ويوال ا أبغض اهللا، ويبغضون م ون م ؤالء يحب م وه ذا يحصل له اءه، وله لي

Page 185: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

وا من ؤمنين قرب ق الم دوا عن اهللا ورسوله وطري ا بع ر الشيطان، وآلم تنزالت شيطانية بحسب ما فعلوه من مزامي . أعداء اهللا ورسوله، وجند الشيطان

ياطينه تصرعهم يهم من يحضر . فيهم من يطير في الهواء والشيطان طائر به، ومنهم من يصرع الحاضرين وش وف

ك ط واء والشياطين فعلت ذل ق من اله اء اهللا . عاما، وإداما، ويمأل اإلبري ذه من آرامات أولي فيحسب الجاهلون أن هة وال الرحماني ين األح ز ب ن يمي ياطين، وم ن الش الهم م حرة وأمث ة والس وال الكهن ن جنس أح ا هي م ين، وإنم المتق

. والنفسانية والشيطانية ال يشتبه عليه الحق بالباطل

ى ألة السماع [ وقد بسطنا الكالم عل م ] مس ق واهللا أعل اهللا التوفي ذا الموضع، وب ر ه ه في غي ا آالم المشائخ في . وذآرن . وصلى اهللا على محمد وآله وصحبه وسلم

: قال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا / ] المكاشفات، والمشاهدات [ في متابعة الكالم في : فصــل

دم قد آتبت ا تق ى ] المكاشفات، والمشاهدات [ الكالم في : فيم ا عل ام [ ، وأنه ة أقس اطن ] ثالث ذلك . في الظاهر، والب وآ . في الباطن والظاهر : ثالثة أقسام ] السماع، والمخاطبات، والمحادثات [

ر ] السامع [ فإن تكلم الصوتي، أو غي ذي هو آالم الم ه إما أن يسمع نفس الصوت ال ا أن . آالم ه، وإم رى عين ا ت آم

ال . يسمع صدى الصوت ورجعه آما يرى تمثاله في ماء، أو مرآة ا يق د، آم ه في : فهذه رؤية مقيدة، وسماع مقي رأيت . المرآة ، لكن السمع يجمع بين الصورتين

ا : وإما أن يتمثل له ه في صورة فيراه رات، أو . يعني آالمه في أصوات مسموعة، آما يتمثل ل ده نق ر بي ل أن ينق مث

. يضرب بيده أوتارا، أو يظهر أصواتا منفصلة عنه، يبين فيها مقصوده ه عين : وآذلك في الباطن/ رى بقلب ا ي ا، آم إما أن يسمع في المنام، أو في اليقظة نفس آالم المتكلم، مثل المالئكة مثل

ي وإما أن يسمع . ما يكشف له في المنام، واليقظة ا الت ة الرؤي ه في نفسه بمنزل رى مثال ا ي ه في نفسه، آم مثال آالمر ى تعبي اج إل اني في صورة آالم مسموع يحت ه المع ل ل ا أن تتمث ا رؤى، وإم ه . يكون تعبيرها عين م ل ل ا تتمث آم

اج إ . األعيان في صورة أشخاص مرئية تحتاج إلى تعبير ه يحت ل، وهذا غالب ما يرى، ويسمع في المنام، فإن ى تأوي ل . واهللا أعلم . وهو بمنزلة االستعارة، واألمثال المضروبة، فهذا هذا

في الكون يقظة ومناما: فصــل

: لما آانت الرؤية بالعين لألشياء على وجهين : في الكون يقظة ومناما

ة الشمس، . رؤية العين الشيء بال واسطة، وهي الرؤية المطلقة : أحدهما ل رؤي ي صلى اهللا مث ال النب ا ق ر، آم والقم

ين، أو ) إنكم ترون ربكم آما ترون الشمس والقمر ( : عليه وسلم ي في الع اع المرئ ة انطب ، وقد تنازع الناس هل الرؤي . على أقوال معروفة . النعكاس شعاع البصر، أو ال لواحد منهما

رآ : رؤية المثال : والثاني/ اء، وم ا وهي الرؤية في م و حلف . ة، ونحوهم اء ل ال الفقه ذا ق دة، وله ة مقي ال : وهي رؤي

ي ذا ف ة، وه ق الرؤي ن مطل وم م و المفه يس ه ك ل ث، ألن ذل م يحن رآة، ل اء، أو م ي م رأى صورته ف دا، ف رأيت زيرآ . الرؤية ي آسماع الصدى في السمع، فإذا أراد اإلنسان أن يرى ما يمر وراءه من الناس والدواب نظر في الم ة الت

تواجهه، فتنجلي له فيها حقائق ما وراءه، فمن هذه الرؤيا قد يرى بيان الحقيقة، وقد تتمثل له الحقيقة بمثال يحتاج إلى اه هو . تحقيق إن بصره هو البصر، وعم أنه أن يبصر، ف ذا القلب من ش ل في صورة البشر، وهك ل جبري آما تمث . ] 46 : الحج [ } ا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدورفإنها ل { : آما قال تعالى . العمى

Page 186: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذا ا، وه فتارة يرى الشيء نفسه إذا آشف له عنه، وتارة يراه متمثال في قلبه الذي هو مرآته، والقلب هو الرائى أيض . ، ثم يكون إياه في اليقظة من غير تغيريكون يقظة، ويكون مناما، آالرجل يرى الشيء في المنام

ة، ال . وهي التي تقع لغالب الخلق : آما للعين نظر في المنام ] حال ثالثة [ وللقلب ثال مضروبا للحقيق ا م رى الرؤي أن ي

ه، و . يضبط رؤية الحقيقة بنفسها، وال بواسطة مرآة قلبه ر ب ر فيعتب ه تعبي ارة الرؤي [ ولكن يرى ما ل ور ] اعب هو العبره ه، ونظي ى مثال ن الشىء إل و . م ه /وه ذي ألف ار ال اس واالعتب إن إدراك الشىء بالقي ار، ف ة واالعتب ة المقايس حقيق

. اإلنسان واعتاده أيسر من إدراك شىء على البديهة من غير مثال معروف

ا هو موجود ثال ثم المرئي في هذا الوجه، في هذه الحال، وفي الحال التي قبله ان م في قلب اإلنسان ونفسه، وإن آ . للحقيقة وواسطة لها

زعم : والمرئي في الوجه األول ة المتفلسفة من ي ا : هو عين الموجود في الخارج ال مرئى في القلب، ومن العام أن م

غ هؤالء من ال ك مبل وبهم، وذل ا وجوده في قل ك هو يسمعه األنبياء من الكالم، ويرونه من المالئكة، إنم م؛ ألن ذل عل . غاية ما وجدوه ورأوه من أبناء جنسهم، فظنوا أن ليس وراء ذلك غاية

وقد يعارضهم من يتوهم أن ما يسمع ويرى ال يكون في نفس اإلنسان، بل جميعه من الخارج، وآالهما خطأ، بل منه

. عبير له، أو له تعبيرمثل ما يراه ويسمعه في المنام، إما مثالا ال ت : ما يكون في نفس اإلنسان

ل في صورة / مثل رؤية مريم للرسول، إذ تمثل لها : ومنه ما يكون في الخارج ة الصحابة لجبري بشرا سويا، ورؤي . األعرابي

ام [ فقد ظهر أن رؤية الحقائق بالعين تطابق لرؤياها بالقلب، آل منهما ه، ] ثالثة أقس إدراك الموجود في الخارج بعين

ا ظاهرا و ب، وإم إدراآه بواسطة تمثله في مرآة باطنة أو ظاهرة، وإدراآه متمثلا في غير صورته، إما باطنا في القل . واهللا سبحانه أعلم . في العين

إن البصر ات، ف فالقياس في الحسيات، آالقياس في العقليات، وهذا الذي آتبته في المكاشفات يجىء مثله في المخاطب

. ران ما يتلوهوالسمع يظه ب، وينشق السقف والحيطان، : سئل شيخ اإلسالم عمن يقول ام السماع يحضره رجال الغي إن بعض المشائخ إذا أق

م . وتنزل المالئكة ترقص معهم، أو عليهم لم يحضر معه ه وس ي صلى اهللا علي د أن النب اذا يجب . وفيهم من يعتق فمد ؟ هي صفة رجال الغيبوما ؟ على من يعتقد هذا االعتقاد ة محم راء أم وهل يكون للتتار خفراء ولهم حال آحال خف ؟ صلى اهللا عليه وسلم ، أم ال

: فأجاب

اء تحضر : وأما من زعم اء والتصدية [ أن المالئكة أو األنبي ا ] سماع المك ل إنم ر، ب اذب مفت ه فهوآ ة في ة ورغب محب

ي . هم، وتنفخ فيهمتحضره الشياطين، وهي التي تنزل علي ى النب آما روي الطبراني وغيره عن ابن عباس مرفوعا إلال . يا رب اجعل لي بيتا : أن الشيطان قال ( : صلى اهللا عليه وسلم ام : ق ال . بيتك الحم ا : ق ي قرآن ال . اجعل ل قرآنك : ق

واستفزز { : ، وقد قال اهللا تعالى في آتابه مخاطبا للشيطان ) ارمؤذنك المزم : قال . يا رب اجعل لي مؤذنا : قال . الشعراء / ، وقد فسر ذلك طائفة من ] 64 : اإلسراء [ } من استطعت منهم بصوتك ره . السلف بصوت الغن ه ولغي وهو شامل ل

تفزة ألصحابها عن سبيل اهللا ي صلى . من األصوات المس ال وروى عن النب ه ق لم أن ه وس ا نهيت عن ( : اهللا علي إنمدعوى : صوتين أحمقين فاجرين وب ودعاء ب صوت لهو ولعب، ومزامير الشيطان، وصوت لطم خدود، أو شق جي

. ! وا نصيراه ! وا آبداه ! وا لهفاه : آقولهم ) الجاهلية

ة وقد آوشف جماعات من أهل المكاشفات بحضور الشياطين في مجامع اء، والتصدية، : السماعات الجاهلي ذات المكوق رؤوس الحاضرين، رقص ف وآيف يكر الشيطان عليهم حتى يتواجدوا الوجد الشيطاني، حتى إن بعضهم صار ي

Page 187: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه ى رقص ب ه حت د احتمل يطانه ق فين أن ش ائخ المكاش ك . ورأى بعض المش قط ذل رب، وس يطانه ه ا صرخ بش فلم . الرجل

ا جاءت وهذه األمور لها ع م ة، ولكن من اتب أسرار، وحقائق ال يشهدها إال أهل البصائر اإليمانية، والمشاهد اإليقاني

ائق األمور م يعرف حق به الشريعة، وأعرض عن سبيل المبتدعة، فقد حصل له الهدى، وخير الدنيا واآلخرة، وإن لم بمنزلة من سلك السبيل إلى مكة خلف الدليل الهادي، فإنه يصل إلى مقص ه، وإن ل وده، ويجد الزاد والماء في مواطن

ا . الهادي، آان ضاال عن الطريق / ومن سلك خلف غير الدليل . يعرف آيف يحصل ذلك وسببه ك، وإم فإما أن يهل . أن يشقى مدة ثم يعود إلى الطريق

ى هو الرسول الذي بعثه اهللا إلى الناس بشيرا ونذيرا، وداع ] الدليل الهادي [ و ا إل را، وهادي يا إلى اهللا بإذنه وسراجا مني

. صراط مستقيم، صراط اهللا الذي له ما في السموات وما في األرض

مثل اإلزباد، واإلرغاء، والصراخات المنكرة، ونحو ذلك مما يضارع : وآثار الشيطان تظهر في أهل السماع الجاهليا وجد : ن في نفوسهم من ثوران مراد الشيطان بحسب الصوت أهل الصرع الذين يصرعهم الشيطان، ولذلك يجدو إم

اب وصياح آصياح المحزون ا لطم وشق ثي وم، وإم و مظل ى من ه ا غضب وعدوان عل ذموم، وإم ي الهوى الم فإن ا، ف ى شرب الخمر إذا سكروا به اع، عل رى أهل االجتم ي تعت ار الشيطانية، الت ك من اآلث المحروم، إلى غير ذل

ع السكر باألص وات المطربة قد يصير من جنس السكر باألشربة المطربة؛ فيصدهم عن ذآر اهللا وعن الصالة ، ويمنو الحديث ليضلوا عن سبيل ذين يشترون له ه، واتباعه، فيصيرون مضارعين لل م معاني رآن، وفه قلوبهم حالوة الق

ه الف . اهللا ا بأحوال ل بعضهم بعض ائن من أصابه . اسدة الشيطانية ويوقع بينهم العداوة والبغضاء، حتى يقت ل الع ا يقت آم . بعينه

اء ن العلم ال م ن ق ال م ذا ق ة : وله ود والدي يهم الق ؤالء يجب عل األحوال / إن ه وا ب م قتل رف أنه والقصاص، إذا ع

ة بط الظلم ا يغت ة، آم راداتهم المحرم ن م ه م ا ينفذون ون بم ا يغتبط م إنم المون، وه م ظ دة، ألنه يطانية الفاس الش . مسلطونال

ا يكون ة، آم ادة وهم د وعب م زه د يكون له إنهم ق دعين والظالمين، ف افرين، والمبت راء الك ومن هذا الجنس حال خفلم ه وس ي صلى اهللا علي يهم النب ال ف ذين ق ارقين ال ان للخوارج الم ا آ اب، وآم ر أحدآم ( : للمشرآين، وأهل الكت يحق

ون من صالته مع صالتهم، وصيامه مع صيامهم، وقر اجرهم، يمرق رآن ال يجاوز حن رؤون الق راءتهم، يق اءته مع ق . ) أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا عند اهللا لمن قتلهم يوم القيامة . اإلسالم آما يمرق السهم من الرمية

اطن معن إن سلطان الب ة ظاهرة، ف م ملك ا يكون له ة، آم اه السلطان الظاهر، وال وقد يكون لهم مع ذلك أحوال باطن

اب . يكون من أولياء اهللا إالمن آان من الذين آمنوا وآانوا يتقون م يستحقون العق م فه ى الظل وما فعلوه من اإلعانة علا ذا . عليه بقدر الذنب وباب القدرة، والتمكن باطنا وظاهرا ليس مستلزما لوالية اهللا تعالى، بل قد يكون ولي اهللا متمكن

ن، وقد يكون مستضعفا إلى أن ينصره اهللا، وقد يكون مسلطا إلى أن ينتقم اهللا منه، فخفراء التتار في الباطن من سلطا . جنس التتار في الظاهر، هؤالء في العباد بمنزلة هؤالء في األجناد

ؤمنين ع / ديل الم ا ي ارة، آم ؤمنين ت ى الم افرين عل افرين وأما الغلبة فإن اهللا تعالى قد يديل الك ى الك ان يكون . ل ا آ آم

ول وا { : ألصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم مع عدوهم، لكن العاقبة للمتقين، فإن اهللا يق ذين آمن لنا وال ر رس ا لننص إن . ] 51 : غافر [ } في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

ريطهم في وإذا آان في المسلمي ا لتف اهم، إم وبهم وخطاي ك بسبب ذن ان ذل يهم آ ن ضعف، وآان عدوهم مستظهرا عل

الى . أداء الواجبات باطنا وظاهرا، وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطنا وظاهرا ال اهللا تع وم { : ق نكم ي وا م ذين تول إن ال } زلهم الشيطان ببعض ما آسبواالتقى الجمعان إنما است

Page 188: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

كم { : ، وقال تعالى ] 155 : آل عمران [ د أنفس ن عن و م ل ه ـذا ق ى ه تم أن آل [ } أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلران الى ] 165 : عم ال تع اموا ول { : ، وق أرض أق ي ال اهم ف ذين إن مكن ز ال وي عزي ه لق ره إن الل ن ينص ه م رن الل ينص

. ] 41، 40 : الحج [ } الصلاة وآتوا الزآاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ا / ة، وال يشممن رائحته رين الجن ار، ال ي ائم الكب د روى في الحديث عن . وسئل عن النساء الالتي يتعممن بالعم وق

. ) الإله إال اهللا دخل الجنة : من قال ( : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

: فأجاب

ي ( : عليه وسلم قالقد ثبت في صحيح مسلم وغيره، عن أبي هريرة أن النبي صلى اهللا ار من أمت صنفان من أهل الننساء آاسيات عاريات، مائالت مميالت، على رؤوسهن مثل أسنمة البخت، ال يدخلن الجنة، وال يجدن : لم أرهما بعد

، ومن زعم أن هذا الحديث ليس بصحيح بما فيه ) ريحها، ورجال معهم سياط مثل أذناب البقر، يضربون بها عباد اهللاذين يعترضون ال ال ه من الجه ي تردعه، وأمثال ة الت من الوعيد الشدي، فإنه جاهل ضال عن الشرع يستحق العقوب

د [ واألحاديث الصحيحة في . على األحاديث الصحيحة عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ه ] الوعي ل قول رة، مث : آثي، ومثل قوله الذي في ) لجنة، وريحها يوجد من مسيرة أربعين خريفانفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة ا/ من قتل (

نا، أفمن : ، قيل ) ال يدخل الجنة من في قلبه ذرة من آبر ( : الصحيح ه حس نا، ونعل ه حس يارسول اهللا، الرجل يكون ثوبر ذاك ال ؟ الكب اس ( : فق ط الن ق، وغم ر الح ر بط ق ( ، و ) ال، الكب ر الح ده ) بط اس ( ، و جح ط الن ارهم، ) غم احتقيم ( : ومثل قوله في الحديث الصحيح . وازدراؤهم م عذاب أل زآيهم، وله ة، وال ي وم القيام م اهللا ي ة ال يكلمه شيخ : ثالث

. ) زان، وملك آذاب، وفقير مختال

ارا إن الذين يأآلو { : وفي القرآن من آيات الوعيد ما شاء اهللا، آقوله ونهم ن ي بط أآلون ف ا ي ا إنم امى ظلم وال اليت ن أمال تأآلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة عن تراض منكم { : ، وآما في قوله ] 10 : النساء [ } وسيصلون سعيرا

يرا تلوا أنفسكم إن الله آان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ووال تق } آان ذلك على الله يسسوله يدخله جنات تجري من تحتها األنهار تلك حدود الله ومن يطع الله ور { : ، وقوله في الفرائض ] 30، 29 : النساء [

ارا خال ه ن دوده يدخل د ح وله ويتع ه ورس ص الل ن يع يم وم وز العظ ك الف ا وذل دين فيه ينخال ذاب مه ه ع ا ول } دا فيه . ] 14، 13 : النساء [

د الموجود في . في الكتاب والسنة ألهل الكبائر موجود ] الوعيد [ ا أمر متفق عليه بين المسلمين، أن وهذ/ ولكن الوعي

ذين { : الكتاب والسنة، قد بين اهللا في آتابه وسنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم أنه ال يلحق التائب بقوله ادي ال ا عب قل يا أسرفوا على أنف ذنوب جميع ر ال اب ] 53 : الزمر [ } سهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغف ة . أي لمن ت ال في اآلي وق

اء { : األخرى ن يش ك لم ا دون ذل ر م ه ويغف رك ب ر أن يش ه ال يغف اء [ } إن الل ذ ] 116 : النس ب، فه م يت ن ل ي حق م ا ف . وإن شاء عاقب عليه . فالشرك ال يغفر، وما دون الشرك إن شاء اهللا غفره

م، ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال م وال غ ما يصيب المؤمن من نصب وال وصب، وال ه

ا من ر اهللا به اآها، إال آف اه وال حزن وال أذى، حتى الشوآة يش ه ) خطاي زل قول ا ن ذا لم ز { : وله وءا يج ل س ن يعم ميا أبا بكر، ألست ( : فقال ؟ يا رسول اهللا، قد جاءت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءا : قال أبو بكر ] 123 : النساء [ } به

ألوى ؟ ألست تحزن ؟ تنصب ه ؟ ألست تصيبك ال ا تجزون ب ذلك مم ا فالم ) ف ا من خطاي ر اهللا به دنيا يكف صائب في الالى . المؤمن ما به يكفر، وآذلك الحسنات التي يفعلها ـيئات { : قال اهللا تع ذهبن الس نات ي ال ] 114 : هود [ } إن الحس ، وق

نهن إذا الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رم ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم ا بي ارات لم ضان، آفرا { : آما قال . عبده شيئا/، فاهللا تعالى ال يظلم ) اجتنبت الكبائر ال ذرة ش ل مثق فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعم

. ] 8، 7 : الزلزلة [ } يره

ر إما بتوبة، وإم : ينتفي عنه : فالوعيد ا بغي اه، وإم ا خطاي ر اهللا به ا بمصائب يكف يئاته، وإم افئ س ا تك ا بحسنات يفعلهول . ذلك، وآما أن أحاديث الوعيد تقدم وآذلك أحاديث الوعد ه إال اهللا : فقد يق اة، . ال إل ويجحد وجوب الصالة، والزآ

. فهذا آافر يجب قتله، وقد يكون من أهل الكبائر المستوجبين للنار

Page 189: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. وقد بسطناها في مواضع، ولكن آتبنا هنا ما تسع الورقة . وهذه ـ مسألة الوعد والوعيد ـ من أآبر مسائل العلم

ه . وسئل عن الذنوب الكبائر المذآورة في القرآن، والحديث ال ؟ هل لها حد تعرف ب ول من ق ا سبع، أو : وهل ق إنهال ؟ سبعة عشر، صحيح ول من ق ا إنه : أو ق ى تحريمه ي عل ا الشرائع ـ أعن ا اتفقت فيه اب ؟ ا م ا تسد ب ا م ـ أو أنه

ا ؟ أو أنها ما تذهب األموال واألبدان ؟ المعرفة باهللا ا ال ؟ أو أنها إنما سميت آبائر بالنسبة واإلضافة إلى ما دونه أو أنهرة، أو أو ما يحكي بعضهم أنها إلى التسعين ؟ وأبهمت آليلة القدر . تعلم أصال و آبي ه فه أقرب، أو آل ما نهى اهللا عن

. ؟ أو ما توعد عليها بالنار . أنها ما رتب عليها حد

: فأجاب

ن د ب د، وأحم و عبي ره أب اس، وذآ ن عب أثور عن اب ول الم ألة الق ذه المس وال في ه ل األق المين، أمث الحمد هللا رب العما ليس فيها حد : وهو معنى قول من قال . حد الدنيا، وحد اآلخرة : دينأن الصغيرة ما دون الح : حنبل، وغيرهما وهو

. آل ذنب ختم بلعنة، أو غضب، أو نار، فهو من الكبائر : وهو معنى قول القائل . في الدنيا

د في : ومعنى قول القائل دنيا، وال وعي د خاص [ اآلخرة، أي /وليس فيها حد في ال د بالن ] وعي ار، والغضب، آالوعيات المشروعة رق في العقوب ه يف ا أن دنيا، فكم واللعنة، وذلك ألن الوعيد الخاص في اآلخرة، آالعقوبة الخاصة في ال

ر [ وهي : للناس بين العقوبات المقدرة بالقطع، والقتل، وجلد مائة، أو ثمانين،وبين العقوبات التي ليست بمقدرة ] التعزيات ا رق في العقوب ذلك يف درة فك ات المق ين العقوب ا ـ ب اد به ر أمر العب اد ـ في غي ا العب ي يعزر اهللا به آالغضب، : لت

. واللعنة، والنار، وبين العقوبات المطلقة

رة ] الضابط [ وهذا ه آبي ا ثبت في النص أن ل، : يسلم من القوادح الواردة على غيره، فإنه يدخل آل م آالشرك، والقتدرة مشروعة، والزنا، والسحر، وقذف ات مق ا عقوب ي فيه ائر الت المحصنات الغافالت المؤمنات، وغير ذلك من الكب

ذه إن ه زور؛ ف ين الغموس، وشهادة ال دين، واليم وق الوال ا، وعق يم، وأآل الرب ال اليت وآالفرار من الزحف، وأآل مرار من الزحف ال في الف ا ق د خاص، آم ا وعي ا فيه ذنوب وأمثاله و { : ال ن ي ال أو وم ا لقت ره إال متحرف ذ دب لهم يومئير ئس المص نم وب ال [ } متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جه ال ] 16 : األنف وال { : ، وق أآلون أم ذين ي إن ال

د { : ، وقال ] 10 : النساء [ } ا إنما يأآلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرااليتامى ظلم ن بع ه م د الل ون عه والذين ينقض : ، وقال ] 25 : الرعد [ } للعنة ولهم سوء الدارميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في األرض أولئك لهم ا

نهم { ذين لع ك ال امكم أولئ وا أرح أرض وتقطع ي ال دوا ف وليتم أن تفس يتم إن ت ل عس ى فه مهم وأعم ه فأص اللي { : ، وقال تعالى ] 23، 22 : محمد [ } أبصارهم م ف الق له ـئك ال خ يال أول ا قل انهم ثمن ه وأيم إن الذين يشترون بعهد الل

. ] 77 : آل عمران [ } يماآلخرة وال يكلمهم الله وال ينظر إليهم يوم القيامة وال يزآيهم ولهم عذاب أل

ا، وأن صاحبه : وآذلك آل ذنب توعد صاحبه بأنه ال يدخل الجنة، وال يشم رائحة الجنة، وقيل فيه يس من ه فل من فعلاطع ( : آقوله صلى اهللا عليه وسلم . آثم، فهذه آلها من الكبائر ه ) ال يدخل الجنة ق ة من في قلب ( : وقول دخل الجن ه ال ي

ر ه ) مثقال ذرة من آب ا ( : وقول يس من نا فل ه ) من غش ا ( : ، وقول يس من ا السالح فل ه ) من حمل علين ي ( : ، وقول ال يزنؤمن، وال يشرب الخمر حين يشربها وهو ؤمن، وال يسرق السارق حين يسرق وهو م الزاني حين يزنى، وهو م

. ) ه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمنمؤمن، وال ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إلي

رك : وذلك ألن نفي اإليمان، وآونه ليس من المؤمنين، ليس المراد به ما يقوله المرجئة أنه ليس من خيارنا، فإنه لو تافرا : ذلك لم يلزم أن يكون من خيارهم، وليس المراد به ما يقوله الخوارج ه صار آ ه المعت . إن ا يقول ة وال م من : زل

د بسطنا / أنه لم يبق معه من اإليمان شىء، بل هو ة، ق وال باطل مستحق للخلود في النار ال يخرج منها، فهذه آلها أق . الكالم عليها في غير هذا الموضع

اب، هو المؤدي للفرائض،المجتنب ولكن المؤمن المطلق في باب الوعد والوعيد،وهو المستحق لدخول الجنة بال عق

ة ال محارم،وهؤالء هم المؤمنون عند اإلطالق،فمن فعل هذه الكبائر لم يكن من هؤالء المؤمنين،إذ هو متعرض للعقوبال : وهذا معنى قول من قال . على تلك الكبيرة أراد به نفي حقيقة اإليمان،أو نفي آمال اإليمان،فإنهم لم يريدوا نفي الكم

Page 190: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م من . آامل،ومجزئ : الغسل ينقسم إلى : لذم والوعيد، والفقهاء يقولونالمستحب،فإن ترك الكمال المستحب ال يوجب ا ث . عدل عن الغسل الكامل إلى المجزئ لم يكن مذموما

ي ] نفي آمال اإليمان [ : فمن أراد بقوله أنه نفي الكمال المستحب، فقد غلط، وهو يشبه قول المرجئة، ولكن يقتضي نفوبهم { : في سائر ما نفاه اهللا ورسوله؛ مثل قوله وهذا مطرد . الكمال الواجب إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت قل

الة و ون الص ذين يقيم ون ال م يتوآل ى ربه ا وعل م إيمان ه زادته يهم آيات ت عل ا رزوإذا تلي م مم ـئك ه ون أول اهم ينفق قنه ( : ومثل الحديث المأثور ] 4ـ2 : األنفال [ } المؤمنون حقا د ل ن لمن ال عه ه، وال دي ة ل ه ) الإيمان لمن ال أمان ل قول ، ومث

ا يجب في وأمثال ذلك، فإنه الينفي مسمى االس ) القرآن/ال صالة إال بأم ( : صلى اهللا عليه وسلم م إال النتفاء بعض مان الواجب إال تم اإليم ذي ال ي رك الواجب ال د ت ك فق ذلك، ال النتفاء بعض مستحباته، فيفيد هذا الكالم أن من فعل ذل

ار من ( : آما قال صلى اهللا عليه وسلم . فإن اإليمان يتبعض ويتفاضل . به، وإن آان معه بعض اإليمان يخرج من الن . ) قال ذرة من إيمانفي قلبه مث

رة ؤمنين، ال يكون إال عن آبي ه من الم ة، أو آون ان والجن ي اإليم ذا . والمقصود هنا أن نف ا الصغائر فال تنفي ه أم

ل ل لفع ل صغيرة، ب تحب، وال لفع رك مس ون لت ي ال يك ذا النف ا، فيعرف أن ه م عن صاحبها بمجرده م والحك االس . آبيرة

: ا الضابط أولى من سائر تلك الضوابط المذآورة لوجوهإن هذ : وإنما قلنا

ا . أنه المأثور عن السلف : أحدها ة، وإنم ابعين واألئم بخالف تلك الضوابط، فإنها ال تعرف عن أحد من الصحابة والت

ا إل : قالها بعض من تكلم في شىء من الكالم، أو التصوف بغير دليل شرعي، وأما من قال من السلف ى السبعين إنه . وسنتكلم عليها إن شاء اهللا واحدا واحدا . أقرب منها إلى السبع، فهذا ال يخالف ما ذآرناه

ا { : أن اهللا قال : الثاني/ دخال آريم دخلكم م يئاتكم ون نكم س ر ع ه نكف د ] 31 : لنساء ا [ } إن تجتنبوا آبآئر ما تنهون عن ، فق

ان ار أو حرم ه، أو ن وعد مجتنب الكبائر بتكفير السيئات، واستحقاق الوعد الكريم، وآل من وعد بغضب اهللا أو لعنته ام علي ذلك من استحق أن يق ائر، وآ ي الكب جنة، أو ما يقتضي ذلك، فإنه خارج عن هذا الوعد، فال يكون من مجتنب

ه، والمستحق الحد، لم تكن سيئاته مكفرة عنه ب اجتناب الكبائر؛ إذ لو آان آذلك لم يكن له ذنب يستحق أن يعاقب علي . أن يقام عليه الحد له ذنب يستحق العقوبة عليه

و حد يتلقى من خطاب الشارع، وماسوى : الثالث ذنوب، فه أن هذا الضابط مرجعه إلى ما ذآره اهللا ورسوله في ال

دون ذلك ليس متلقى من آالم اهللا ورسو ذوق ب رأي وال ل شرعي، وال ر دلي ه من غي ل وذوق له، بل هو قول رأي القائ . دليل شرعي ال يجوز

ائر : الرابع ين الكب ا ب رق به ك األمور فال يمكن الف ا تل ائر والصغائر، وأم ين الكب ه ب رق ب أن هذا الضابط يمكن الف

م يمكن وجود والصغائر، ألن تلك الصفات الدليل عليها ،ألن الفرق بين ما ات م إن ل فقت فيه الشرائع واختلفت ال يعل . عالم بتلك الشرائع على وجهها،وهذا غير معلوم لنا

ة [ وآذلك / اب المعرف ا يسد ب ا ال يسد عن ] م د م ة عن زي اب المعرف د يسد ب بية واإلضافية، فق هو من األمور النس

. عمرو، وليس لذلك حد محدود

ه، يوجب أن : فقول من قال . ال فاسدةأن تلك األقو : الخامس ا اختلفت في ه، دون م ى تحريم إنها ما اتفقت الشرائع علرة وأن . تكون الحبة من مال اليتيم، ومن السرقة، والخيانة، والكذبة الواحدة، وبعض اإلساءات الخفية، ونحو ذلك آبي

ل ي آ م يجب ف اد ل ائر، إذ الجه ن الكب يس م ن الزحف ل رار م ون الف زوج يك ون الت ذلك يقتضي أن يك ريعة، وآ شد رأة بع بالمحرمات بالرضاعة والصهر وغيرهما ليس من الكبائر، ألنه مما لم تتفق عليه الشرائع، وآذلك إمساك الم

. مع اعتقاد التحريم . الطالق الثالث، ووطؤها بعد ذلك

Page 191: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ة إنها ما تسد باب المعرفة، أو ذهاب النفوس واألم : وآذلك من قال ل من الغضب والخيان وال، يوجب أن يكون القليذف المحصنات ر، وق ة، ولحم الخنزي ر، وأآل الميت رحم، وشرب الخم آبيرة، وأن يكون عقوق الوالدين، وقطيعة ال

. الغافالت المؤمنات، ونحو ذلك ليس من الكبائر

به فهو آبيرة، فإنه يوجب أال تكون الذنوب في / إنها سميت آبائر بالنسبة إلى ما دونها، وأن ما عصى اهللا : ومن قالرآن الف الق ذا خ غائر، وه ائر وص ى آب م إل ها تنقس ال . نفس إن اهللا ق ا { : ف واحش إل إثم والف ائر ال ون آب ذين يجتنب ال

ائر ال { : ، وقال ] 32 : النجم [ } اللمم رون الذين يجتنبون آب م يغف بوا ه ا غض واحش وإذا م ال ] 37 : الشورى [ } إثم والف : ، وقرة مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة و { : ، وقال ] 31 : النساء [ } إن تجتنبوا آبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم { لا آبي

. واألحاديث آثيرة في الذنوب الكبائر ] 53 : القمر [ } وآل صغير وآبير مستطر { : ، وقال ] 49 : الكهف [ } إلا أحصاها

. هي سبعة عشر، فهو قول بال دليل : ومن قال

. عن نفسه أنه ال يعلمهاإنها مبهمة، أو غير معلومة، فإنما أخبر : ومن قال

ال : إنه ما توعد عليه بالنار، قد يقال : ومن قال د يق ا، وق د يكون بغيره ار، وق : إن فيه تقصيرا إذ الوعيد قد يكون بالن . إن آل وعيد فالبد أن يستلزم الوعيد بالنار

د من إنها آل ذنب فيه وعيد، فهذا يندرج فيما ذآره السلف ؛ف : وأما من قال ه وعي دنيا ففي ه حد في ال إن آل ذنب في

د ا وعي ال . غير عكس، فإن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقذف المحصنات، ونحو ذلك فيه ا : آمن ق رة م إن الكبي . فيها وعيد، واهللا أعلم

د اهللا / ا عن ا أعظم إثم ه ـ عن شرب الخمر وفعل الفاحشة، أيهم ا ؟ سئل ـ رضي اهللا عن ا هي ؟ مستويان أم هم وم

ا ل فيه ز وج ال ع ي ق ائر الت دخال { : الكب دخلكم م يئاتكم ون نكم س ر ع ه نكف ون عن ا تنه آئر م وا آب إن تجتنب ؟ ، فما هي هذه الكبائر، وما هي السيئات ] 31 : النساء [ } آريما

: فأجاب ـ رضي اهللا عنه

دنيا، أو في اآلخرة : الحمد هللا، الكبائر دنيا، : هي ما فيها حد في ال ا حدود في ال ي فيه ذف، الت ا، والسرقة، والق آالزن

ع نم، ومن وآالذنوب التي فيها حدود في اآلخرة، وهو الوعيد الخاص، مثل الذنب الذي فيه غضب اهللا، ولعنته، أو جهك الجنة، آالسحر، واليمين الغموس، والفر ر، ونحو ذل . ار من الزحف، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور،وشرب الخم

الى ال تع اء، ق آئر { : هكذا روى عن ابن عباس، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من العلم وا آب إن تجتنبد دخلكم م يئاتكم ون نكم س ر ع ا ما تنهون عنه نكف الى } خال آريم ال تع ا { : ، وق واحش إل إثم والف ائر ال ون آب ذين يجتنب ال

رون { : ، وقال تعالى ] 32 : النجم [ } اللمم م يغف بوا ه ا غض ، ] 37شورى ال [ } الذين يجتنبون آبائر الإثم والفواحش وإذا مالى اها { : وقال تع ا أحص رة إل ا آبي غيرة ول ادر ص ا يغ اب ل ذا الكت ال ه الى ] 49 : الكهف [ } م ال تع غير { : ، وق ل ص وآ

. ] 53 : القمر [ } وآبير مستطر

ون { : ، ثم الزنا، آما قال تعالى اإلشراك باهللا، ثم قتل النفس : و أآبر الكبائر والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتل . ] 68 : الفرقان [ اآلية } النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون

در أن رجال والزنا أعظم من شرب الخمر، إذا استويا في القدر، مثل من ا إذا ق رة، فأم يزني مرة، ويشرب الخمر م

د يكون أعظم من ذاك ذا ق ر، فه را من . زنا مرة، وآخر مدمن على شرب الخم ان خي اب آ رة وت ا م و زن ه ل ا أن آمذين دعاهم المصر على شرب الخمر، وآذلك شارب الخمر إذا دعا غيره فيكون عليه إثم شربه وعليه قسط من إثم ال

ا إلى الشر ذا مم ك فه ة، ونحو ذل ب، وآذلك إذا اقترن بالشرب سماع المزامير، والشرب على بعض الصور المحرم . يتغلظ فيه الشرب

Page 192: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

والذنب يتغلظ بتكراره، و باإلصرار عليه، وبما يقترن به من سيئات أخر، وآذلك لو قدرنا أن الزاني زنا وهو خائف ه، والشارب يشرب الهي رن من اهللا، وجل من عذاب د يقت ذا الوجه، فق ه أعظم من ه ان ذنب ا غافال ال يراقب اهللا، آ

ا رن به د يقت ا، وق ا يخففه ذنوب م ا/ بال ا يغلظه ا . م ا م رن به د يقت ا، وق ا يعظمه ا م رن به د يقت نات ق ا أن الحس آما جنسه فا ر من المواضع أفضل مم . ضل يصغرها، فكما أن الحسنات أجناس متفاضلة، وقد يكون المفضول في آثي

. فكذلك السيئات

د دعاء بع ذآر وال فالصالة أفضل من القراءة، والقراءة أفضل من الذآر، والذآر أفضل من الدعاء؛ مع أن القراءة والراءة الفجر وبعد العصر أفضل من تحري صالة التطوع في ذلك، وآذلك التسبيح في الرآوع والسجود أفضل من ق

ذا القرآن فيه، وقد يكون بعض الناس ه، فهك القراءة، فيكون أفضل في حق انتفاعه بالذآر والدعاء أعظم من انتفاعه به ا يصير ب رن بالشرب من المغلظات م د يقت السيئات، وإن آان القتل أعظم من الزنا، والزنا أعظم من الشرب، فق

. أغلظ من بعض ضرر الزنا

ارة، وتت اس ت د وإذا عرف أن الحسنات والسيئات تتفاضل باألجن ذا ق ين أن ه ا ـ تب أحوال أخرى تعرض له فاضل بة وصدق وإخالص تكون أعظم من أضعافها . يكون أعظم من هذا، وهذا أعظم من هذا، والعبد قد يأتي بالحسنة بني

ا ه إال اهللا [ : آما في حديث صاحب البطاقة الذي رجحت بطاقته التي فيه ا في ] ال إل ه، وآم ا ذنوب ي فيه بالسجالت الت . واهللا أعلم . وآذلك في السيئات . يث البغي التي سقت آلبا بموقها، فغفر اهللا لهاحد ى / ى الصلوات الخمس، ويصلي عل ات، وهو مواظب عل ى المحرم دمن عل ه اهللا ـ عن رجل م سئل الشيخ ـ رحم

ك بالصالة سبحان اهللا، والحمد هللا، وال إله إال اهللا، آل يوم : محمد مائة مرة آل يوم، ويقول ر ذل رة، فهل يكف مائة م ؟ واالستغفار

: فأجاب

ره { : قال اهللا تعالى را ي ال ذرة ش ل مثق ن يعم ره وم ة [ } فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ي ا ] 8، 7 : الزلزل ان مؤمن ، فمن آ

. ن اهللا اليظلمه، بل يثيبه عليهوعمل عمال صالحا لوجه اهللا تعالى، فإ

ة ه من اهللا التوب ة، و يرجى ل ه العقوب الى . وأما ما يفعله من المحرم اليسير فيستحق علي ال اهللا تع ا ق رون { : آم وآخى اهللا ] 102 : التوبة [ } مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم . ،وإن مات ولم يتب فهذا أمره إل

ون . هو أعلم بمقدار حسناته وسيئاته إنهم يقول ة ف ار ،بخالف الخوارج والمعتزل ة وال ن ه من فعل : ال يشهد له بجن إنم ح ائر معه يئات، آبيرة أحبطت جميع حسناته، وأهل السنة والجماعة ال يقولون بهذا اإلحباط، بل أهل الكب سنات وس

. وأمرهم إلى اهللا تعالى ين { : وقوله تعالى / دة [ } إنما يتقبل الله من المتق ال صالحا خالصا ] 7 : المائ أن يكون عم ل، ب ك العم اه في ذل أي من اتق

رجو فمن آان ي { : لوجه اهللا تعالى ،وأن يكون موافقا للسنة، آما قال تعالى

اللهم : وآان عمر بن الخطاب يقول في دعائه . ] 110 : الكهف [ } لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدايئا ون . اجعل عملي آله صالحا واجعله لوجهك خالصا، وال تجعل ألحد فيه ش د يقول ل العمل إال ال : وأهل الوعي يتقب

ال ] قصة حمار [ وهذا خالف ما جاء به الكتاب والسنة في . ممن اتقاه بترك جميع الكبائر الذي آان يشرب الخمر، وقى . ، وآما في أحاديث الشفاعة، وإخراج أهل الكبائر من النار ) إنه يحب اهللا ورسوله ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم حت

ابق { : فقد قال اهللا تعالى . في قلبه مثقال ذرة من إيمان يخرج منها من آان نهم س د وم نهم مقتص ه وم الم لنفس فمنهم ظ . ] 32 : فاطر [ اآلية } بالخيرات بإذن الله

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي د صح عن النب ذا فق ع ه ي ( : وم ؤمن، وال يسرق ال يزن و م ي وه ين يزن ي ح الزان

ال . ) السارق حين يسرق وهو مؤمن، وال يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن دنيا، ( : وق من شرب الخمر في الال ) ولم يتب منها حرمها في اآلخرة ا، " : ، وق ا، ومشتريها، وحامله ر، وعاصرها ومعتصرها، وبائعه لعن اهللا الخم

. ) يه، وشاربها،وساقيها، وآآل ثمنهاوالمحمولة إل

Page 193: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

: وقال ـ أيضا ـ شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا/ في آل من تاب من أي ذنب آان فإن اهللا يتوب عليه :فصــل

وا قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنف { : وآل من تاب من أي ذنب آان فإن اهللا يتوب عليه، آما قال تعالى سهم لا تقنطى ربك وا إل رحيم وأنيب ور ال و الغف ه ه ا إن ذنوب جميع ر ال ه يغف أتيكم من رحمة الله إن الل ل أن ي ن قب ه م لموا ل م وأس

ا أ ن م وا أحس رون واتبع ا تنص م ل ذاب ث ا الع تم ل ة وأن ذاب بغت أتيكم الع ل أن ي ن قب م م ن ربك يكم م زل إل ن . ، فقد أخبر اهللا في هذه اآلية أنه يغفر الذنوب؛ أي لمن تاب ] 55-53 : الزمر [ } تشعرون

ذا في حق من ] 116 : النساء [ } ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء إن الله ال يغفر أن يشرك به { : وقد قال في األخرى ، وه

. لم يتب، فالشرك ال يغفره اهللا،وما دون الشرك أمره إلى اهللا، إن شاء عاقب عليه، وإن شاء عفا عنه

األ / ومن الشرك أن يدعو العبد غير اهللا، آمن يستغيث في المخاوف ائبين واألمراض والفاقات ب ول . موات، والغ : فيقب من اهللا من النصر ا يطل ه م ب من ه، ويستوصيه، ويطل تغيث ب ب، فيس الن، لشيخ ميت أو غائ يدي الشيخ ف ا س ي

. والعافية فإن هذا من الشرك الذي حرمه اهللا ورسوله باتفاق المسلمين

يظن ه، ف ذي استغاث ب ى صورته، وهؤالء المشرآون قد يتمثل ألحدهم صورة الشيخ ال ك جاء عل ه الشيخ، أو مل أنوإنما هو شيطان تمثل له ليضله ويغويه لما دعا غير اهللا، آما آان نصيب المشرآين الذين يعبدون األصنام تخاطبهم

ياطين . الشياطين، وتتراءى لهم، وتخبرهم ببعض األمور الغائبة، وإن آان فيما يخبرون به من الكذب ما يبين أنهم شرون في ] 222، 221 : الشعراء [ } هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على آل أفاك أثيم { : قال تعالى ، وهؤالء آثيى اإلسالم؛ آأهل اإلشارات : المشرآين م من الضالل المنتسبين إل من الهند، والترك، والحبشة، وفي المتشبهين به

ره الذين يظهرو راب، أو غي نهم . ن إشارات الدم، والزعفران، والالذن، ويدعون أنهم يغيرون الت ذلك، وم ه آ فيجعلون . من يدخل النار، ويأآل الحيات، ومنهم من يصرخ في بعض الناس فيمرض، أو يموت

اء، والت ك، وهذه األحوال تعرض لهم عند فعل ما يأمر به الشيطان، مثل السماع البدعي؛ سماع المك ر ذل صدية، وغي

ذين إن ال ه / ف زل مع ا تن ل والصياح م ن الوج ده م م عن وبهم، ويحصل له ه قل رك ب ا تتح ة ودين ك قرب ذون ذل يتخك اد المصروع، ويصيح آصياحه وذل دهم آإزب د أح ذا يزب دن المصروع، وله ي ب يطان ف دخل الش ياطين،آما ي الش

منه حتى يفيق،ويتكلم الشيطان على لسان أحدهم بكالم ال صياح الشياطين على ألسنتهم، ولهذا ال يدري أحد ما جرى رهم المغرب، وغي تلبسهم . يعرفه اإلنسان، ويدخل أحدهم النار، وقد لبسه الشيطان ويحصل ذلك لقوم من النصارى ب

. الشياطين، فيحصل لهم مثل ذلك

الحين، فإن آرامات الصالحين إنما تكون فهؤالء المبتدعون المخالفون للكتاب والسنة أحوالهم ليست من آرامات الصون { : ألولياء اهللا المتقين، الذين قال اهللا فيهم انوا يتق وا وآ } أال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون الذين آمن

رائض التي فرضها عليهم، ثم بالنوافل التي ندبهم إليها، آما روى ، وهم الذين يتقربون إلى اهللا بالف ] 63، 62 : يونس [ ارزني : يقول اهللا ( : البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال د ب ا فق ي ولي من عادى ل

ه بالمحاربة، وما تقرب إلى عبدي بمثل ما افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى إذا أحببت أحبه، في ي يسمع، وب ا، فب ي يمشي به ه الت ا، ورجل آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بهه ا فاعل رددت عن شىء أن ا ت ه، وم تعاذني ألعيذن ئن اس ه، ول ألني ألعطين ئن س يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ول

. ) وأآره مساءته وال بد له منهيكره الموت / ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن،

: ولهذا قال أهل العلم والدين ـ آأبي يزيد البسطامي وغيره

ال د األمر والنهي، وق ه عن ى تنظروا وقوف ه حت لو رأيتم الرجل يطير في الهواء، أو يمشي على الماء، فال تغتروا ب . بهلو رأيتم صاحب بدعة يطير في الهواء، فال تغتروا : الشافعي

Page 194: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

الى بكم { : فأولياء اهللا المتقون هم المتبعون لكتاب اهللا، وسنة رسوله، آما قال تع اتبعوني يحب ه ف ون الل تم تحب ل إن آن قين، ، وطريقهم طريق أنبياء اهللا ] 31 : آل عمران [ } الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم اء اهللا المتق المرسلين، وأولي

. وحزب اهللا المفلحين

وة ] األسود العنسي [ ، و ] مسيلمة الكذاب [ وأما أهل الشرك والبدع والفجور فأحوالهم من جنس أحوال ا النب ذين ادعي الل . في آخر أيام النبي صلى اهللا عليه وسلم، وآان لكل منهما شياطين تخبره وتعينه

ان اده ] العنسي [ وآ دي عب ى أي ه اهللا عل م قتل لم، ث ه وس ي صلى اهللا علي اة النب ي حي يمن ف ى أرض ال تولى عل د اس ق

ا اهللا ردا وسالما،آما /المؤمنين، وآان قد طلب من أبي مسلم الخوالني أن يتابعه فامتنع، فألقاه في النار فجعله ه ب عليك مع ه، وذل ل صلوات اهللا علي راهيم الخلي ار، وهؤالء أصحاب جرى إلب ه هللا مع سكينة ووق ره ودعائ صالته وذآ

ردا وسالما يهم ب ار عل ك في حال اختالط . األحوال الشيطانية، ال تصير الن اس، وذل ا الن ا يطفيه ا آم د يطفونه ل ق ب . عقولهم، وهيج شياطينهم، وارتفاع أصواتهم، هذا إن آان ألحدهم حال شيطاني

نهم ال يحص ق، أو دهن الضفادع، وإال فكثير م وع من المكر والمحال فيتخذ حجر الطل دخل في ن ل ي ك، ب ه ذل ل ل

إنهم دهم، ف د أح ي ي الذن، والسكر ف اء ال عبذون، إخف ا تصنعه المش ن جنس م ا يصنعون م ة آم ن األدوي ا م وأنواع . خاصتهم أهل حال شيطاني، وعامتهم أهل محال بهتاني : نوعان

ن الزآاة حتى يتوب، ويلتزم ما بعث اهللا به محمدا صلى اهللا عليه وسلم من الكتاب والسنة، وهؤالء ال يعطى أحدهم م

الى ه تع ذآورين في قول ا { : ويكون مع ذلك من مستحقي الزآاة الم املين عليه اآين والع راء والمس دقات للفق ا الص إنم . ] 60 : التوبة [ } الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والمؤلفة قلوبهم وفي

ل اه من شيوخ الضالل، مث ان مع غن يما إذا آ فأما من آان غنيا ليس من هذه األصناف، فال يعطى من الزآاة، ال س

اء يوخ المضلين األغني إن / ش ة، ف ن األصناف الثماني وا م ذين ليس اع ال اة بإجم ن الزآ وا م ؤالء ال يجوز أن يعط هى إضرار بعض : المسلمين، وهؤالء إذا قالوا لإلنسان ياطين عل نهم ش د تعي ه ق ك في نفسك، فإن إني أنل تعطينا وإال ف

ل أهل الفجور لم، مث ه وس د صلى اهللا علي الناس بقضاء اهللا وقدره، لكن هذا يكون لمن هو خارج عن شريعة محميهم بعض هؤالء والبدع الذين د تسلط عل ال يصلون الصلوات الخمس، وال يحرمون ما حرم اهللا ورسوله، فهؤالء ق

. بذنوبهم وخطاياهم

دعون إال اهللا، نهم هللا، فال ي ا، ويخلصون دي وأما الذين يفعلون ما أمر اهللا به ورسوله من الصلوات الخمس، وغيرهما حرم اهللا ورسوله، فهؤالء جند اهللا الغالبون، وحزب اهللا المفلحون، وال يعبدون غيره والينذرون إال هللا، ويحرمون

اهللا، . فإنه يؤيدهم وينصرهم تغاثتهم ب وهؤالء يهزمون شياطين أولئك الضالين، فال يستطيعون مع شهود هؤالء، واسك الشياطين نهم تل و . أن يفعلوا شيئا من تلك األحوال الشيطانية، بل تهرب م ون وهؤالء معترف ذلك، يقول ا : ن ب أحوالن

. ماتنفذ قدام أهل الكتاب والسنة، وإنما تنفذ قدام من ال يكون آذلك من األعراب والترك والعامة وغيرهم

دع، رك، والب يطان والش ة الش ن طاع نعهم م تتابتهم، وم يهم، واس ب نه ذين يج ي ال ل الضالل والغ ن أه ؤالء م فه . ورسوله، واتباع الكتاب والسنةأمر اهللا به / والفجور، وأمرهم بما

وهم { : وال يجوز للمؤمن أن يخافهم فإن اهللا تعالى يقول في آتابه م فاخش وا لك د جمع اس ق اس إن الن م الن ال له الذين ق

ه فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوآيل فانقل ه والل بوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان اللؤمنين تم م افون إن آن افوهم وخ ال تخ اءه ف ران [ } ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولي ، ] 175 : 173 : آل عم

م ن { : وقال تعالى وني وألت وهم واخش ال تخش نهم ف م لئال يكون للناس عليكم حجة إال الذين ظلموا م يكم ولعلك ي عل عمتآياتنا ويزآيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون تهتدون آما أرسلنا فيكم رسوال منكم يتلو عليكم

. ] 152 : 150 : البقرة [ } فاذآروني أذآرآم واشكروا لي وال تكفرون : وقال ـ أيضا ـ شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا/

Page 195: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

. ب يسر وأعن يا آريم ر

ه، . الحمد هللا، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهد اهللا فال مضل له . ومن يضلل فال هادي له، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى اهللا علي

. لم تسليماوعلى آله وس

في أن التوبة واالستغفار يكون من ترك الواجبات وفعل المحرمات: فصــل

ي { : قال تعالى . يخفى على آثير من الناس : واألول ك بالعش د رب بح بحم ذنبك وس تغفر ل ق واس فاصبر إن وعد الله ح، وقال ] 19 : محمد [ } فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات { : ، وقال تعالى ] 55 : غافر [ } والإبكارير وأن { : وقال/ ، ] 2 : الفتح [ } ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر { : تعالى أال تعبدوا إال الله إنني لكم منه نذير وبش

. ، ومثل هذا في القرآن آثير ] 3، 2 : هود [ } استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى

ذنوب، : فنقول ا وال يئات والخطاي ا من الس إن آالهم التوبة واالستغفار يكون من ترك مأمور، ومن فعل محظور، فالتي فرضها اهللا تعالى على القلب والبدن من الذنوب بال ريب، عند آل أحد، ] الفرائض [ و ] التوحيد [ و ] اإليمان [ وترك

. قبل ذهابي إلى مصر ] القواعد [ تبناه من آما قد بسطناه فيما آ . بل هي أعظم الصنفين

ى د، ومن أت ان والتوحي رك اإليم ك ت دخل في ذل د ي ات، إذ ق فإن جنس ترك الواجبات أعظم من جنس فعل المحرمه من . باإليمان والتوحيد لم يخلد في النار،ولو فعل ما فعل و آانت ذنوب دا ول ان مخل ومن لم يأت باإليمان والتوحيد آ

اد النصارى،وغيرهم،فإنهم : األفعال قليلةجهة د، وعب آالزهاد والعباد من المشرآين، وأهل الكتاب آعباد مشرآي الهن . ال يقتلون، وال يزنون، وال يظلمون الناس،لكن نفس اإليمان والتوحيد الواجب ترآوه

ا يكون مع االشتغال بضده، و : ولكن يقال ى ترك اإليمان والتوحيد الواجب ،إنم اقبون عل م يع را فه ان آف ضده إذا آ

ذاتها، من األآل / الكفر، وهو نفس ول أهواء ال من باب المنهي عنه، وإن آان ضده من جنس المباحات آاالشتغال ب . والشرب، والرئاسة وغير ذلك عن اإليمان الواجب، فالعقوبة هنا ألجل ترك اإليمان، ال ألجل ترك هذا الجنس

د آل من : وقد يقال م يعب ترك اإليمان والتوحيد فال يترآه إال إلى آفر وشرك، فإن النفس البد لها من إله تعبده، فمن ل

ال يطان، فيق د الش رحمن عب ان : ال ن اإليم ه م انع ل و م ا ه تغل بم ره أن يش ذا إذا أم ام، وه نس ع يطان ج ادة الش عب . عبادة دون عبادةآما أن من أطاع الشيطان فقد عبده،ولكن . عبده : والتوحيد، يقال

اب، ] نوعان [ والناس اد المشرآين، وأهل الكت طالب دين، وطالب دنيا، فهو يأمر طالب الدين بالشرك والبدعة، آعب

لم ه وس ي صلى اهللا علي ة، وفي الحديث عن النب دنيا بالشهوات البدني يكم ( : ويأمر طالب ال ا أخاف عل إن أخوف م . ) وجكم، ومضالت الفتنشهوات الغي في بطونكم، وفر

ارجوه، : ولهذا قال الحسن البصري لما ذآر الحديث ارب ف إن صاحبها سدد وق رة ،ف لكل عامل شرة، ولكل شرة فت

ذا،وإنما : فقال . الناس/ أنت إذا مررت في السوق أشار إليك : وإن أشير إليه باألصابع فال تعدوه، فقالوا إنه لم يعن ه . في دينه، والفاجر في دنياه أراد المبتدع

ا في ] النوعين [ وقد بسطت الكالم على ا ذآرن تقيم [ في مواضع، آم الى ] اقتضاء الصراط المس ه تع ى قول : الكالم عل

. ، وبسط هذا له موضع آخر ] 69 : التوبة [ } قهمفاستمتعوا بخالقهم فاستمتعتم بخالقكم آما استمتع الذين من قبلكم بخال {

ه عصى األمر : فإن ترك الواجب وفعل المحرم متالزمان؛ ولهذا آان من فعل ما نهى عنه يقال ا . إن ال له و ق إن : ول : فنهاها فعصته، ففيه وجهان . عصيتي أمري فأنت طالق

. ك بأن هذا يعد في العرف عاصيا، ويجعلون هذا في األصل نوعينأصحهما أنها تطلق، وبعض الفقهاء يعلل ذل

Page 196: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ذا ذا وه اول ه ول الخضر . والتحقيق أن آل نهي ففيه طلب واستدعاء لما يقصده الناهي، فهو أمر، فاألمر يتن ه ق ومن

م تح { : لموسى ا ل ى م ا إنك لن تستطيع معي صبرا وآيف تصبر عل ابرا ول ه ص اء الل تجدني إن ش ال س را ق ه خب ط برا { : وقال له } أعصي لك أمرا ه ذآ ك من دث ل ى أح ه . ] 70-67 : الكهف [ } فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حت : فقول

ه } ء حتى أحدث لك منه ذآرافلا تسألني عن شي { / را { : ، قد تناوله قول ك أم ا أعصي ل ه . } ول ول موسى ألخي ه ق : ومنلح وال اخلفني ف { : ، وموسى قال له ] 93، 92 : طه [ } ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري { ي قومي وأص

ال ] 142 : األعراف [ } تتبع سبيل المفسدين ه، وق م يتبع ه ل ى أن ه عل ري { : نهى، وهو الم يت أم اد العجل ؟ } أفعص وعب . وقد جعل هذا آله أمرا . آانوا مفسدين

ا { : وآذلك قوله ؤمرون ملائكة غلاظ شداد ل ا ي ون م رهم ويفعل ا أم ه م ون الل م ال يعصونه إذا ] 6 : التحريم [ } يعص ، فه

، فمن ] 63 : النور [ } فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم { : نهاهم، وقوله عن الرسولالى ال تع ره، وق وى { : رآب ما نهى عنه فقد خالف أم ه فغ ه ] 121 : طه [ } وعصى آدم رب ا عن ان فعال منهي ا آ . ، وإنم

رة { : وقوله رهم وما آان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخي ن أم ،هو ] 36 : األحزاب [ } ماجتنبوه، وإذا ( : يتناول ما نهى عنه، أقوى مما يتناول ما أمر به، فإنه قال في الحديث الصحيح تكم عن شىء ف إذا نهي

. ) أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم

ه وا ا { : وقول روا وعص ذين آف ود ال ذ ي م األرضيومئ وى به و تس ول ل اء [ } لرس ر، ] 42 : النس ة األم ، فالمعصية مخالف . ومخالف النهي عاص، فإنه مخالف األمر، وفاعل المحظور قد يكون أظهر معصية من تارك المأمور

د . وبالجملة، فهما متالزمان/ ا آل من أمر بشىء فقد نهى عن فعل ضده، ومن نهى عن فعل فق أمر بفعل ضده، آم

وع ] األمر [ بسط في موضعه، ولكن لفظ ام للن ه باسم، ويبقى االسم الع يعم النوعين، واللفظ العام قد يخص أحد نوعيوعين، ال ه أحد الن راد ب ان الم األمر آ اآلخر، فلفظ األمر عام لكن خصوا أحد النوعين بلفظ النهي، فإذا قرن النهي ب

. العموم المقصود أن االستغفار والتوبة يكونان من آال النوعين في: فصــل

والمقصود أن االستغفار والتوبة يكونان من آال النوعين، وأيضا فاالستغفار والتوبة مما فعله وترآه، في حال الجهل ه سبحان ال قبل أن يعلم أن هذا قبيح من السيئات، وقبل أن يرسل إليه رسول، وقبل أن تقوم عليه الحجة، فإن ا { : ه ق وم

. ] 15 : اإلسراء [ } آنا معذبين حتى نبعث رسوال

ة . إن هذا في الواجبات الشرعية غير العقلية : وقد قال طائفة من أهل الكالم والرأي ه من المعتزل آما يقوله من يقولي الخطاب : من أصحاب أبي حنيفة، وغيرهم : وغيرهم ل أب ي، [ مث ن حسن العراق ن حسن ب د ب ن أحم وظ ب هو محف

د في . تلميذ القاضي أبي يعلى الفراء . الكلواذاني، ثم البغدادي األزجي، الشيخ اإلمام، العالمة الورع، شيخ الحنابلة ولا صا : هو ثقة رضي، من أصحاب أحمد، وقال غيره : سنة اثنتين وثالثين وأربعمائة ،قال السلفي ان مفتي دا آ لحا، عاب

را صادقا، حسن : قيل عنه . ] الهداية [ ورعا، حسن العشرة،له نظم رائق، وله آتاب اء، خي ان من محاسن العلم ه آ إنى . الخلق ،حلو النادرة من أذآياء الرجال، روى الكثير، وطلب الحديث وآتبه، والبن آليب منه إجازة ه عل درس الفق

ه، وشيخ عصره، وصنف في المذهب واألصول والخالف أبي يعلى، وقرأ الفرائض ع ام وقت لى الوفي، وصار إمد عر الجي مائة . والش ر وخمس نة عش رة س ادي اآلخ ن جم رين م ث والعش ي الثال اب ف و الخط وفى أب الم [ . ت ير أع س

. لال يعذب اهللا أحدا إال بعد رسو : وغيره، على أن اآلية عامة . ] 350 : 19/348 : النبالء ه : أتباع جهم ] المجبرة [ : وفيهما دليل على أنه ال يعذب إال بذنب،خالفا لما يقوله/ د تبع ب، وق الي يعذب بال ذن أنه تع

نة ى الس ة تنسب إل الوا : طائف ره، وق ى وغي ي يعل ول القاضي أب و ق ره، وه ذب : آاألشعري وغي إن اهللا يجوز أن يعإن العقل : نهاية له من غير ذنب فعلوه، وهؤالء يحتجون باآلية على إبطال قول من يقولاألطفال في اآلخرة عذابا ال

. يوجب عذاب من لم يفعل،واآلية حجة عليهم أيضا حيث يجوزون العذاب بال ذنب، فهي حجة على الطائفتين

Page 197: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ه رآن آقول ي الق ائر ف ا نظ ى { : وله رى حت ك الق ك مهل ان رب ا آ يهم وم و عل ولا يتل ا رس ي أمه ث ف يبعل { : ، وقوله تعالى ] 59 : القصص [ } آياتنا ه ] 165 : النساء [ } لئال يكون للناس على الله حجة بعد الرس ي { : وقول ا ألق آلم

لال لم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتمفيها فوج سألهم خزنتها أ ي ض ا ف إليهم الحجة إال . ] 9، 8 : الملك [ } آبير وم عل را، لكن ال تق ا وش يئا وقبيح . بالرسول وما فعلوه قبل مجىء الرسل آان س

. هذا قول الجمهور

األمر والنهي : وقيل ا إال ب نا والقبيح م واألشعري . إنه ال يكون قبيحا إال بالنهي، وهوقول من ال يثبت حس ول جه آقي : وأصحاب مالك والشافعي وأحمد . ومن تابعه من المنتسبين إلى السنة آالقاضي أبي يعلى، وأبي الوليد الباجي، وأب

ل الم ه قب انوا في ا آ ى أن م رهم، والجمهور من السلف والخلف عل مجيء الرسول من الشرك / عالي الجويني وغيرا ان ش ا، وآ يئا قبيح ة ش اس في الشرك . والجاهلي ان للن ذا آ د مجىء الرسول؛ وله ذاب إال بع لكن ال يستحقون الع

ك إن ق : قيل : والظلم والكذب والفواحش ونحو ذلك ثالثة أقوال ى ذل ذاب عل م يستحقون الع ل، وأنه وم بالعق ا معل بحهمة ي حنيف ة نفسه، . في اآلخرة، وإن لم يأتهم الرسول،آما يقوله المعتزلة، وآثير من أصحاب أب ي حنيف وه عن أب وحك

. وهو قول أبي الخطاب، وغيره

ل، : فيه ال تفعل، والحسن ما قيل : ال قبح، وال حسن، وال شر فيهما قبل الخطاب، وإنما القبيح ما قيل : و قيل فيه افع . أو ما أذن في فعله، آما تقوله األشعرية، ومن وافقهم، من الطوائف الثالثة

ا تستحق بمجيء الرسول : وقيل ة . إن ذلك سيئ، وشر، وقبيح، قبل مجيء الرسول؛ لكن العقوبة إنم ذا عام ى ه وعل

ل السلف، وأآثر المسلمين، وعليه يدل ال يح، وسيئ قب ار هو شر وقب ه الكف ا علي ان أن م ا بي إن فيهم اب والسنة، ف كتال . الرسل، وإن آانوا اليستحقون العقوبة إال بالرسول ة ق ة : وفي الصحيح أن حذيق ا في جاهلي ا آن ا رسول اهللا، إن ي

ذفوه نعم، دعاة على ( : قال ؟ وشر، فجاءنا اهللا بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ا ق ابهم إليه نم، من أج أبواب جه . ) فيها

في إخبار اهللا تعالى عن قبح أعمال الكفار قبل أن يأتيهم الرسول: فصــل

ه لموسى ل { : وقد أخبر اهللا تعالى عن قبح أعمال الكفار قبل أن يأتيهم الرسول، آقول ى فق ه طغ ون إن ى فرع ب إل اذهك فتخشى هل لك إ ى رب ديك إل ى وأه ى أن تزآ ال ] 19-17 : النازعات [ } ل ل { : ، وق أرض وجع ي ال ا ف ون عل إن فرع

ن ان م ه آ اءهم إن تحيي نس اءهم ويس ذبح أبن نهم ي ذين أهلها شيعا يستضعف طائفة م ى ال ن عل د أن نم دين ونري المفسه . ] 6ـ4 : القصص [ } استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض فهذا خبر عن حال

. يه برسالة، إنه آان طاغيا مفسداقبل أن يولد موسى، وحين آان صغيرا قبل أن يأت

يم ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذف { : وقال تعالى ه ال يم فليلق يه في ال . وهو فرعون، فهو إذ ذاك عدو هللا، ولم يكن جاءته الرسالة بعد . ] 39-37 : طه [ } وعدو له بالساحل يأخذه عدو لي

في أمر اهللا الناس أن يتوبوا ويستغفروا مما فعلوه: فصــل

ه و و عن رفين والمعف توى الط اح المس ان آالمب و آ وه، فل ا فعل تغفروا مم وا ويس اس أن يتوب ر اهللا الن ل وأيضا أم آفع

ة د إقام يئات القبيحة، لكن اهللا ال يعاقب إال بع ان من الس ه آ م أن الصبيان والمجانين، ما أمر باالستغفار والتوبة، فعلإنني لكم منه نذير الر آتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير أال تعبدوا إال الله { : وهذا آقوله تعالى . الحجة

ؤ مى وي ل مس ى أج نا إل وا وبشير وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حس له وإن تول ل فض ل ذي فض ت آد { : ، وقوله تعالى ] 3ـ1 : هود [ } فإني أخاف عليكم عذاب يوم آبير ه واح م إل ا إلهك ي أنم وحى إل ثلكم ي قل إنما أنا بشر م

ه { : ، وقال ] 7، 6 : فصلت [ } فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشرآين الذين لا يؤتون الزآاة ى قوم ا إل لنا نوح ا أرس إند ين أن اعب ذير مب م أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم ن ر لك ون يغف وه وأطيع ه واتق وا الل

. فدل على أنها آانت ذنوبا قبل إنذاره إياهم . ] 4ـ1 : نوح [ } من ذنوبكم

Page 198: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

تم إال مفت { : وقال عن هود ره إن أن ـه غي ن إل م م ا لك ه م دوا الل وم اعب ا ق ال ي ودا ق اهم ه اد أخ وم ال وإلى ع ا ق رون يوا أسألكم عليه أجرا إن أج م توب م ث تغفروا ربك وم اس ا ق ون وي ال تعقل ي أف ، ] 52 -50 : هود [ } ري إال على الذي فطرن

ة األخرى م في اآلي ال له ا ق ه، آم انوا علي ذي آ أآثر ال ماء { : فأخبر في أول خطابه أنهم مفترون ب ي أس ادلونني ف أتج . ] 71 : األعراف [ } يتموها أنتم وآبآؤآم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرينسم

ن األ { : وآذلك قال صالح أآم م و أنش ره ه ـه غي ن إل م م م يا قوم اعبدوا الله ما لك تغفروه ث ا فاس تعمرآم فيه رض واس . ] 61 : هود [ } توبوا إليه إن ربي قريب مجيب

المين { : وآذلك قال لوط لقومه ن الع د م ن أح ا م بقكم به ا س ة م أتون الفاحش ى . ] 80 : األعراف [ } أت دل عل ا آانت ف أنه

ذا : فاحشة عندهم قبل أن ينهاهم، بخالف قول من يقول ا، وله اهم عنه ى نه يئة حت ما آانت فاحشة، وال قبيحة، وال سم ال له ر { : ق اديكم المنك ي ن أتون ف بيل وت ون الس ال وتقطع أتون الرج نكم لت وت [ } أئ ن وه . ] 29 : العنكب اب لم ذا خط

. يعرفون قبح ما يفعلون، ولكن أنذرهم بالعذاب

عيب ول ش ذلك ق ي األرض مفس { : وآ وا ف ياءهم وال تعث اس أش وا الن ط وال تبخس زان بالقس ال والمي وا المكي } دينأوفسا لهم أشياءهم، وأنهم آانوا عاثين في األرض مفسدين قبل أن ينهاهم، بخالف آان بخ/ بين أن ما فعلوه . ] 85 : هود [

إن ظلمهم ما آان سيئة، إال لما نهاهم، وأنه قبل النهي آان بمنزلة سائر األفعال من األآل والشرب، : ] المجبرة [ قول . شآما يقولون في سائر ما نهت عنه الرسل من الشرك والظلم والفواح . وغير ذلك

ا { : وهكذا إبراهيم الخليل قال ا ل د م م تعب ا واذآر في الكتاب إبراهيم إنه آان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت ل مع ول يسى فعل ] 42، 41 : مريم [ } يبصر ولا يغني عنك شيئا وبيخ عل ذا ت ا ،فه ال أيض ل النهي، وق ه { : ه قب ال لقوم راهيم إذ ق وإب

ه أوثان ن دون الل دون م ا تعب ون إنم تم تعلم م إن آن ر لك ا اعبدوا الله واتقوه ذلكم خي ون إفك وت [ } ا وتخلق ، 16 : العنكب . هم يخلقون إفكا قبل النهيفأخبر أن . ] 17

ا ه أيض ل لقوم ول الخلي ذلك ق المين { : وآ رب الع نكم ب ا ظ دون فم ه تري ة دون الل ا آله دون أئفك اذا تعب ه } م ى قول : إل

ل النهي، ] 96 -85 : الصافات [ } أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون { ه، قب انوا علي ا آ بح م ين ق ه يب ذا آل فهون { : وقبل إنكاره عليهم، ولهذا استفهم استفهام منكر، فقال ا تعمل م وم ا : ، أي } أتعبدون ما تنحتون والله خلقك ق م وخل

. وتدعون رب العالمين ؟ يكمفكيف يجوز أن تعبدوا ما تصنعونه بأيد . تنحتون م / ل، ل وم بالعق ر، معل بح الشرك ثابت في نفس األم فلوال أن حسن التوحيد، وعبادة اهللا تعالى وحده ال شريك له، وق

ي النهي، ومعن ا ب ان قبيح ا آ أآلهم وشربهم، وإنم م آ ان فعله ل آ يخاطبهم بهذا إذ آانوا لم يفعلوا شيئا يذمون عليه، ب . نهيا عنه، ال لمعنى فيه، آما تقوله المجبرةقبحه آونه م

م ة، ويضرب له ة العقلي ره باألدل ه من الشرك وغي م علي ا ه بح م م ق ين له رة يب وأيضا، ففي القرآن في مواضع آثي

ه ق { : األمثال، آقوله تعالى ذآرون قل لمن الأرض ومن فيها إن آنتم تعلمون سيقولون لل ا ت ه } ل أفل ون { : وقول ا تتق } أفله حرون { : وقول أنى تس ون [ } ف اءهم عن . ] 89-84 : المؤمن الق يوجب انته و الخ أن اهللا ه رافهم ب ذا يقتضي أن اعت فه

ذا باطل، عبادتها، وأن عبادتها من القبائح المذمومة، ولكن هؤالء يظنون أن الشرك هو اعت قاد أن ثم خالق آخر، وه . بل الشرك عبادة غير اهللا، وإن اعترف المشرك بأنه مخلوق

رآن . إنه مخلوق : إنه آله هللا، آذب مفترى وإن قال : وقوله ر في الق ه . ومثل هذا آثي رارا { : آقول أرض ق ل ال ن جع أم

ل ن يجيب وجعل خلالها أنهارا وجع ون أم ا يعلم رهم ل ل أآث ه ب ع الل ه م اجزا أإل رين ح ين البح ل ب ي وجع ا رواس لهذآ ا ت ا م ه قليل ع الل ه م أرض أإل ة } نروالمضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء ال د جمل ة بع ذا في جمل ، وه

ه ] 61 : 60 : النمل [ } أإله مع الله { : يقول م يفعل ذا ل أن ه رافهم ب ا مع اعت ، إنكار عليهم أن يعبدوا غير اهللا، ويتخذوه إله . إله غير اهللا، وإنما فعله هو وحده

ذلك، : ،أيجواب االستفهام } أإله مع الله { : وقوله إله مع اهللا موجود وهذا غلط، فإنهم يجعلون مع اهللا آلهة ويشهدون ب

ه : لكن ما آانوا يقولون رون بأن وا، ال يق م يفعل أنهم ل إنهم فعلوا ذلك، والتقرير إنما يكون لما يقرون به، وهم مقرون ب

Page 199: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا أئنكم لتشهدون أن مع { : قال تعالى . لم يكن معه إله ريء مم ي ب الله آلهة أخرى قل ال أشهد قل إنما هو إلـه واحد وإنن ] 19 : األنعام [ } تشرآون

نكم وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سالم عليكم آتب ربكم عل { : وقد قال سبحانه ل م ن عم ه م ة أن ه الرحم ى نفس

يم ور رح ه غف لح فأن ده وأص ام [ } سوءا بجهالة ثم تاب من بع ال . ] 54 : األنع ون { : وق ذين يعمل ه لل ى الل ة عل ا التوب إنميهم السوء بجهالة ثم ي ه عل وب الل ـئك يت ال . ] 17 : النساء [ } توبون من قريب فأول وء { : وق وا الس ذين عمل ك لل م إن رب ث

. ] 119 : النحل [ } بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيمإن آل عاص فهو جاهل ـ آما قد بسط في موضع آخرـ فهو متناول لمن يكون : فهذا وإن آان قال الصحابة والتابعون

. علم التحريم أيضا

ه ر اهللا ل ك فيغف وب من ذل ه يت ه، وأن ين المنهي عن م يسمع الخطاب المب فدل على أنه يكون عامال سوءا، وإن آان ل . ، وإن آان ال يستحق العقاب إال بعد بلوغ الخطاب، وقيام الحجةويرحمه

دخل في ا ي رة م ين آث ب، تب ه ذن م أن م يكن عل ا ل ات، وتكون مم رك الواجب وإذا آانت التوبة واالستغفار تكون من ت

ا فعل د فعله ائح ق تغفار يستشعر قب ة واالس اس إذا ذآرت التوب ا التوبة واالستغفار، فإن آثيرا من الن ام أنه العلم الع م بدين المشرآين، : قبيحة ه باطل؛ آ م أن ب، إال من عل ه ذن م أن ا فال يعل د يتخذ دين آالفاحشة، والظلم الظاهر، فأما ما ق

. وآذلك البدع آلها . وأهل الكتاب المبدل، فإنه مما تجب التوبة واالستغفار منه، وأهله يحسبون أنهم على هدى

ا، والبدعة : السلف ـ منهم الثوري ولهذا قال طائفة من اب منه البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ ألن المعصية يتالوا . ال يتاب منها م ق ة أنه ه ال : وهذا معنى ما روى عن طائف ى أن ى آل صاحب بدعة، بمعن ة عل إن اهللا حجر التوب

وب ا يت ه، آم اب علي اب لت افر يتوب منها؛ ألنه يحسب أنه على هدى، ولو ت ى الك ال . عل ل : ومن ق ه ال يقب ة / إن توبما دام مبتدعا يراها حسنة ال : ما أذن اهللا لصاحب بدعة في توبة، فمعناه : مبتدع مطلقا فقد غلط غلطا منكرا، ومن قال

و را ممن يتوب منها، فأما إذا أراه اهللا أنها قبيحة، فإنه يتوب منها آما يرى الكافر إنه على ضالل، وإال فمعل م أن آثين يهم اب ا أرسل إل ا، وهؤالء ال يحصيهم إال اهللا، والخوارج لم ه منه اب اهللا علي آان على بدعة، تبين له ضاللها، وتنهم عباس فناظرهم، ورجع منهم نصفهم أو نحوه، وتابوا وتاب منهم آخرون على يد عمر بن عبد العزيز، وغيره وم

ام، من سمع العلم، فتاب وهذا آثير، فهذا رهم ع القسم الذى ال يعلم فاعلوه قبحه قسم آثير من أهل القبلة، وهو في غيد وآذلك ما يترك اإلنسان من واجبات ال يعلم وجوبها آثيرة جدا، ثم إذا علم ما آان قد ترآه من الحسنات من التوحي

وب م يئة، والتائب يت ان س ا آ تغفار مم ه واالس ة من ه من وااليمان وما آان مأمورا بالتوب رط في ه وضيعه وف ا ترآ مالة يستحق الة؛ فبالرس ل الرس ذا قب رك ه ذا وت د فعل ه ان ق يئات وإن آ حقوق اهللا تعالى، آما يتوب مما فعله من السا ان تائب ا آ ذم تارآه ى ي ا للحسنات الت ة وتارآ العقاب على ترك هذا فعل هذا، وإال فكونه آان فاعلا للسيئات المذموم

اب قبل ذلك آما تقدم ا . وذآرنا القولين قول من نفى الذم والعقاب وقول من أثبت الذم والعق م يكن معاقب ل إذا ل إن قي ف - : عليها فال معنى لقبحها قيل بل فيه معنيان

الى : أحدهما ال تع ى الشرط، وهو الحجة ق ن ال { : إنه سبب للعقاب، لكن هو متوقف عل رة م فا حف ى ش تم عل ار وآن ن

ى سقوطه، . ] 103آل عمران [ } فأنقذآم منها ه موقوف عل فلوال إنقاذه لسقطوا ومن آان واقفا على شفير فهلك، فهالآم اني أنه ذاب الث ى الهالك والع ريبين إل انوا ق د عن الهالك، فأصحابها آ د بع ك؛ فق د عن ذل ان، وبع بخالف ما إذا ب

ليم، مذمومون منقوصون معيبون، فد ا يستحقه الس رجتهم منخفضة بذلك، والبد ولو قدر أنهم لم يعذبوا ال يستحقون مان حاصلا لكل من ذا وإن آ ة وه من ذلك من آرامته أيضا وثوابه فهذه عقوبة بحرمان خير، وهى أحد نوعي العقوب

ا م ترك مستحبا، فإنه يفوته خيره، ففرق بين ما يفوته مالم يحصل له، وبين ما ينقص م ا ل ام فيم ذا آالم ع ده، وه عني يهم رسول ف م يرسل إل ار أنه ت آث د روي دنيا، فق ي ال ه رسول ف م يرسل إلي ن ل ا م ذنوب، وأم ن ال ه م يعاقب علي

. عرصامات القيامة آما قد بسط في مواضع

ل ال يتحقق ولين، قي ى ق رك عل م وقد تنازع الناس في الوجوب والتحريم؛ هل يتحقق بدون العقاب على الت ه إذا ل ، فإن : يعاقب آان آالمباح، وقيل يتحقق؛ فإنه البد أن يذم وإن لم يعاقب، وتحقيق األمر أن العقاب نوعان

Page 200: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

م ذا يحصل إذا ل تحقه، فه ان يس ا آ ان م نقص الدرجة، وحرم وع ب نات، ون رة الحس د يسقط بكث ذا ق اآلالم، فه وع ب نيئاتكم { : ال تعالىيحصل األول، واهللا تعالى يكفر سيئات المسيء، آما ق نكم س إن تجتنبوا آبآئر ما تنهون عنه نكفر ع

ه . ] 31النساء [ } وندخلكم مدخلا آريما د تصير درجت ت، وق ا آان ارة بالمصائب، فتبقى درجة صاحبها آم ا ت فيكفرها من أعلى، ويكفرها بالطاعات، ومن لم يأت بت ا يسقط بازائه يئات، م ى درجة، فيحرم صاحب الس يئات أعل ك الس ل

ا، ه موجبه ا ليحصل ل وب أيض ه يت رط في مستحبات؛ فإن طاعته، وهذا مما يتوب منه من أراد أن ال يخسر ومن ف . فالتوبة تتناول هؤالء آلهم

: وتوبة اإلنسان من حسناته على أوجه

. قصيره فيهاأن يتوب ويستغفر من ت : أحدهما

. أن يتوب مما آان يظنه حسنات ولم يكن آحال أهل البدع : والثاني

ا، : والثالث نعم به ه هو الم انه، وأن يتوب من إعجابه ورؤيته أنه فعلها، وأنها حصلت بقوته، وينسى فضل اهللا، وإحسد ا يفس ال مم يص األعم ل تخل ذا قي أمور؛ وله رك م ذموم وت ن فعل م ة م ذه توب ن طول وه المين م ى الع د عل ها، أش

ه؛ دخل في ا ي د من أول م ام يستصحبه العب ل هى مق االجتهاد، وهذا مما يبين احتياج الناس إلى التوبة دائما، ولهذا قي . إلى آخر عمره، والبد منه لجميع الخلق، فجميع الخلق عليهم أن يتوبوا وأن يستديموا التوبة

وب . إنسان إنه آان ظلوما جهولاوحملها ال { : قال تعالى رآات ويت رآين والمش ات والمش افقين والمنافق ه المن ليعذب الل

ا ورا رحيم ه غف ان الل ات وآ ؤمنين والمؤمن ى الم ة آل ] 73 , 72األحزاب [ } الله عل ال اهللا فغاي د ق ة، وق مؤمن التوبون ار { ألفضل األنبياء، وأفضل الخلق بعد األنبياء، وهم السابقون األول اجرين واألنص ي والمه ى النب اب اهللا عل د ت لقنه ق م وب فري غ قل اد يزي يم الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما آ م رؤوف رح ه به يهم إن اب عل م ت ة [ } م ث التوب

تح { ومن آواخر ما أنزل اهللا قوله . ] 117 ه والف ا . إذا جاء نصر الل ه أفواج ن الل ي دي دخلون ف اس ي ت الن بح . ورأي فستغف ك واس د رب ا بحم ان تواب ه آ ر [ } ره إن ه، ] 3 : 1النص ي رآوع ول ف ان يق ه آ حيحين أن ي الص ت ف د ثب وق

آان رسول اهللا صلى : وفى لفظ لمسلم عن عائشة قالت ) سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ( : وسجودهيا رسول اهللا : فقلت : قالت ) ك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليكسبحان ( : اهللا عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت

ي ( : أراك تكثر من قولك سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك، فقال ة في أمت ي سأرى عالم أخبرني ربي أنا د رأيته ا { فإذا رأيتها أآثرت من قول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك فق تح إذا ج ه والف ر الل تح } ء نص ف

. ) } فسبح بحمد ربك واستغفره إنه آان توابا . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا { مكة

ره وأمره سبحانه له بالتسبيح بحمده واالستغفار في هذه الحال، ال يقتضي أنه ال ه غي ؤمر ب ا أو ال ي يشرع في غيرهى د والشكر عل ؤمر اإلنسان بالحم ا ي ه في مواضع أخر، آم أمورا ب ان م بل يقتضي أن هذا سبب لما أمر به وإن آره، لكن هو أمر ة من غي أمورا بالتوب نعمه، وإن آان مأمورا بالشكر عليها وآما يؤمر بالتوبة من ذنب؛ وإن آان م

ة، . فغيره أحوج إلى هذا منه أن يختم عمله بهذا، ى التوب اج إل ا يحت ذه الحال، آم ر ه وقد يحتاج العبد إلى هذا في غيان يستغفر عقب لم آ ه وس ي صلى اهللا علي ا ثبت في الصحيح أن النب ا، آم تغفار مطلق ة واالس فهو محتاج إلى التوب

م جلسوا وقت السحر يستغفرون ] 17آل عمران [ } والمستغفرين باألسحار { الصالة ثالثا قال تعالى د . قاموا الليل ث وقه ل بقول ام اللي ا قي يم { ختم اهللا سورة المزمل وفيه ور رح ه غف ه إن الل تغفروا الل ذلك ] 20المزمل [ } واس تم ب ا خ ، آم

ل المغ { سورة المدثر بقوله وى وأه ل التق رة هو أه دثر [ } ف ل سبحانه أهل ] 56الم م يق وى، ول و سبحانه أهل التق ، فهال : للتقوى بل قال ا ق ا { أهل التقوى فهو وحده أهل أن يتقى فيعبد دون ما سواه، وال يستحق غيره أن يتقى، آم ه م ول

ه ون في السماوات واألرض وله الدين واصبا أفغير الل ال ] 52النحل [ } تتق ه { ، وق ش الل وله ويخ ه ورس ع الل ن يط ومومن يغفر الذنوب { ، وهو أهل المغفرة، وال يغفر الذنوب غيره، آما قال تعالى ] 52النور [ } ويتقه فأولئك هم الفائزون

. ) إنه ال يغفر الذنوب إال أنت ( : ، وفى غير حديث يقول النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 135مران آل ع [ } إال الله

ه سبحانه ر موضع، آقول اعلم ( فهو سبحانه أهل التقوى وأهل المغفرة، وقد جمع اهللا بين التوحيد واالستغفار في غي فا ؤمنين والمؤمن ذنبك وللم تغفر ل ه إال اهللا واس ه ال إل ن ) تأن ل االسالم م ه قب انوا تارآي ا آ تغفرون مم المؤمنون يس ف

ا ه، آم ان تارآ ا آ رك م دم، والرسول يستغفر من ت توحيد اهللا وعبادته، وإن آان ذلك لم يأتهم به رسول بعد، آما تق

Page 201: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ين وإن آان ذ . ] 52 : الشورى [ } ما آنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان { قال فيه اب، والمؤمن إذا تب ه عق لك لم يكن علي . له أنه ضيع حق قرابته، أو غيره استغفر اهللا من ذلك وتاب، وآذلك إذا تبين له أن بعض ما يفعله هو مذموم

فيما يستغفر ويتاب منه: فصل

ال تع ي { : الىوأيضا فمما يستغفر ويتاب منه ما في النفس من األمور التى لو قالها، أو فعلها عذب، ق ا ف دوا م وإن تب

فهو يغفر . ] 284البقرة [ } قديرأنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على آل شيءا لمن يرجع عما في نفسه فلم يتكلم به ولم يعمل آالذي هم بال سيئة ولم يعملها، وإن ترآها هللا آتبت له حسنة، وهذا مم

ذم، اب وال ال م يحصل العق ان ل اب، وإن آ ذم والعق يستغفر منه ويتوب، فإن االستغفار والتوبة من آل ما آان سببا لله أن يغف ه، أي يطلب من ه فإنه يفضي إليه فيتوب من ذلك، أي يرجع عنه، حتى ال يفضي إلى شر فيستغفر اهللا من ر ل

يئة، لكن اشتغل ه س ان ال يكتب علي فال يشقيه به، فإنه وإن لم يعاقب عليه فقد ينقص به، فالذي يهم بالسيئات، وإن آذا الموضع؛ أن فعل ر ه د بسطنا في غي ا، وق ه عنه ا ينفع ا واشتغل بم م يفعله بها عما آان ينفعه فينقص بها عمن ل

ون سوء اإلنسان وقوله، إما له وإما عليه، ال يخلو من د يظن ظن ه، وق ا علي وب مم و يستغفر اهللا ويت ذا، فه هذا أو هباطلة، وإن لم يتكلم بها فإذا تبين له فيها، استغفر اهللا وتاب، وظلمه لنفسه يكون بترك واجب، آما يكون بفعل محرم،

ه من عط ] 110النساء [ } ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه { فقوله تعالى ذلك قول ى الخاص وآ ام عل ذين إذا { ف الع والم فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذآروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إال الله ولم يصروا على ما فعلوا وه

الى . ] 135ن آل عمرا [ } يعلمون هم { وقد قيل في قوله تع وا أنفس ة أو ظلم وا فاحش ذين إذا فعل ران [ } وال ] 135آل عم . فاحشة أيضا وقيل هى الصغائر : الزنا وقيل آل آبيرة وظلم النفس المذآور معها، قيل هو : قيل الفاحشة

ال الف : وهذا يوافق قول من قال رة والصغيرة، ومن ق اول الكبي ا، : احشة هي الكبيرة، فيكون الكالم قد تن الفاحشة الزن

ة، : يقول ظلم النفس يدخل فيه سائر المحرمات، وقيل الفاحشة ة والمعانق ه، من اللمس والقبل الزنا وظلم النفس ما دوننفس جنس فع : المعاصى وقيل الفاحشة : هذا هو الفاحشة، وظلم النفس : وقيل م ال ق أن ظل ل وظلم النفس، قول والتحقي

. عام، يتناول آل ذنب

قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما ( وفى الصحيحين أن أبا بكر قال يا رسول اهللا علمني دعاءا أدعو به في صالتي فقال . ) حيمآثيرا وال يغفر الذنوب إال أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الر

ال ] ظلم النفس [ والتحقيق أن ا بكر ق اء : جنس عام يتناول آل ذنب، وفي الصحيحين أن أب ي دع ا رسول اهللا، علمن ي

رة من : قل ( : أدعو به في صالتي فقال ي مغف اغفر ل ت، ف ذنوب إال أن ر ال اللهم إني ظلمت نفسي ظلما آثيرا، وال يغفول في / ، ) فور الرحيمعندك، وارحمني إنك أنت الغ ان يق وفي صحيح مسلم، وغيره أن النبي صلى اهللا عليه وسلم آ

ت، ( : استفتاحه ذنوب إال أن ر ال ه ال يغف ي، فإن اغفر ل ذنبي، ف دك، ظلمت نفسي، واعترفت ب ا عب ي وأن م أنت رب الله . ) ال يصرف عني سيئها إال أنت واهدني ألحسن األخالق، فإنه ال يهدي ألحسنها إال أنت، واصرف عني سيئها، فإنه

رين { : وقد قال أبو البشر وزوجته ، ] 23 : األعراف [ } قاال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاس

ونس ـ ] 16 : القصص [ } فغفر له رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي { : وقال موسى ون ـ ي ال ذو الن ت { : ، وق ا أن ه إل ا إل له رب { : ، وقالت بلقيس ] 87 : األنبياء [ } سبحانك إني آنت من الظالمين ليمان لل ع س لمت م ت نفسي وأس رب إني ظلم

. ] 44 : النمل [ } المينالع

ذبين رى المع ال عن أهل الق وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ عن النبي صلى اهللا عليه وسلم وقد قهم { : وا أنفس ـكن ظلم اهم ول ا ظلمن ود [ } وم ه ] 101 : ه ا قول ا ذنوب { : ، وأم ر لن ا اغف ا ربن ي أمرن رافنا ف ا وإس آل [ } ن

. إن الذنوب هي الصغائر، واإلسراف هو الكبائر : ، فقد قيل ] 147 : عمران ذنوب ] اإلسراف [ اسم جنس، و ] الذنوب [ أن ] التحقيق [ و دوان فال م والع ا في لفظ اإلث تعدي الحد، ومجاوزة القصد، آم

، ومجاوزة قدر الحاجة، فالذنوب مثل ] 145 : األنعام [ } غير باغ وال عاد { : ان، آما في قولهواإلسراف آالعدو/آاإلثم، واه، و ع له و متب ] اإلسراف [ اتباع الهوى بغير هدى من اهللا، فهذا آله ذنب، آالذي يرضى لنفسه، ويغضب لنفسه، فه

. آلية في سياق قتال المشرآين، وما أصابهم يوم أحدوا . آالذي يغضب هللا، فيعاقب بأآثر مما أمر اهللا

Page 202: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

عف { : وقد أخبر عمن قبلهم بقوله ا ض ه وم بيل الل ي س ابهم ف ا أص وا وآأين من نبي قاتل معه ربيون آثير فما وهنوا لم

لم ] 146 : آل عمران [ } رينوما استكانوا والله يحب الصاب ه وس ، وقد قيل على الصحيح، المراد به النبي صلى اهللا عليه { وإن لم يقتل في معرآة فقد قتل أنبياء آثيرون، تكانوا والل ا اس عفوا وم ا ض ه وم فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الل

. اآلية } ما آان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنايحب الصابرين و

ي آانت ذنوب الت تغفار من ال ا واالس فجمعوا بين الصبر واالستغفار وهذا هو المأمور به في المصائب الصبر عليهاء والقتال آثيرا ما يقاتل اإلنسان . سببها ل ري ة ويقات ل حمي ل شجاعة ويقات ذي يقات ر اهللا آال وب . فيه لغي ه ذن ذا آل فه

ا { : والذي يقاتل هللا قد يسرف فيقتل من ال يستحق القتل ويعاقب الكفار بأشد مما أمر به قال اهللا تعالى ومن قتل مظلومم { : وقال . ] 33اإلسراء [ } لقتل إنه آان منصورافقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف في ا والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ول

فاإلسراف مجاوزة . ] 31األعراف [ } وآلوا واشربوا وال تسرفوا { : وقال . ] 67الفرقان [ } يقتروا وآان بين ذلك قواما . والحمد هللا رب العالمين . واهللا سبحانه وتعالى أعلم . هذا آخر ما آتبته هنا . الحد

: رحمه اهللا -وقال شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية

د ع العب ام، ويرف ى العمل الت اقص إل وب من العمل الن من االستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه؛ إلى الفعل المحب

ل في آل لحظة ; المقام األدنى إلى األعلى منه واألآمل ل في آل ساعة ب وم ب فإن العابد هللا والعارف باهللا في آل يرى ه وي ه وفعل ه وقول ه ويقظت ه وشرابه ونوم ك في طعام يزداد علما باهللا، وبصيرة في دينه وعبوديته بحيث يجد ذل

ار تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإع ل وأطراف النه اء اللي تغفار آن ; طائها حقها، فهو يحتاج إلى االسع رات، ودف ه من المصالح، وجلب الخي بل هو مضطر إليه دائما في األقوال واألحوال، في الغوائب والمشاهد لما في

. المضرات، وطلب الزيادة في القوة في األعمال القلبية والبدنية اليقينية اإليمانية

ى آخرهم، ومن آخرهم : بتتوقد ث م إل ه إال اهللا، من أوله ا بشهادة أن ال إل دائرة االستغفار بين أهل التوحيد واقترانهإلى أولهم، ومن األعلى إلى األدنى، وشمول دائرة التوحيد، واالستغفار للخلق آلهم، وهم فيها درجات عند اهللا، ولكل

ه وآخره، فشهادة أن ال إله إال اهللا . عامل مقام معلوم ده، أول ه، خطأه وعم ه وجل بصدق ويقين؛ تذهب الشرك آله، دقذي هو . سره وعالنيته وتأتي على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه واالستغفار يمحو ما بقي من عثراته ويمحو الذنب ال

أبلغ من شعب الشرك، فإن الذنوب آلها من شعب الشرك، فالتوحيد يذهب أصل الشرك، واالستغفار يمحو فروعه، ف . أستغفر اهللا : ال إله إال اهللا، وأبلغ الدعاء قول : الثناء قول

إياك والنظر في آتب أهل الفلسفة الذين يزعمون فيها : وقال . فأمره بالتوحيد واالستغفار لنفسه وإلخوانه من المؤمنين

ون [ بهر ضوء الشمس أنه آلما قوي نور الحق وبرهانه في القلوب، خفي عن المعرفة، آما ي ار ] عي افيش بالنه . الخفي ان، أصحاب البصائر ف راهين اإليم دى، وب ور اله دين بن ل، المؤي اع الرس ك بصحبة أتب ؤالء وعلي ل ه ذر مث فاح

املين المين الع ا إ { الشبهات والشهوات، الفارقين بين الواردات الرحمانية والشيطانية الع ه أل زب الل ك ح زب أولئ ن حون م المفلح ه ه ة [ } الل ال . ] 22المجادل ا اإلخالص هللا، : وق ا مشروط فيه نات آله نات، والحس م الحس ن أعظ ة م التوب

ه، أو ه، أو عمل وموافقة أمره باتباع رسوله، واالستغفار من أآبر الحسنات، وبابه واسع؛ فمن أحس بتقصير في قولا بصدق وإخالص حاله، أو رزقه ، أو ت فاء إذا آان ا الش تغفار ففيهم د واالس ذلك إذا وجد . قلب قلب؛ فعليه بالتوحي وآ

تغفار م واالس دعاء له ه بال ن . العبد تقصيرا في حقوق القرابة واألهل واألوالد والجيران واإلخوان، فعلي ة ب ال حذيف قتغفار ( : فقال له . هليإن لي لسانا ذربا على أ : اليمان للنبي صلى اهللا عليه وسلم ن أنت من االس ي ألستغفر اهللا ؟ أي إن . ) في اليوم أآثر من سبعين مرة

وسئل رحمه اهللا

اللفظ . ) ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم والليلة سبعين مرة : عن قوله تغفار ب راد ذآر االس ه إذا ؟ هل الم أو أنوهل إذا تاب من الذنب، وعزم بالقلب أن ال يعود إليه، وأقام مدة ثم وقع ؟ يعود إلى الذنب استغفر ينوي بالقلب أن ال

ة ؟ فيه، أفيكون ذلك الذنب القديم يضاف إلى الثاني ة المتقدم وهل التائب من شرب الخمر ؟ أو يكون مغفورا بالتوب . ؟ والتوبة النصوح ما شرطها ؟ ويلبس الحرير في اآلخرة ؟ ولبس الحرير يشربه في اآلخرة

Page 203: مجموع فتاوى ابن تيميةal-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/6665_139a11.pdfفﻮﺼﺘﻟا بﺎﺘآ ﻢﻴﺣﺮﻟا ﻦﻤﺣﺮﻟا ﷲا ﻢﺴﺑ

ا في الحديث . الحمد هللا : فأجاب ه، آم ذنب آمن ال ذنب ل إن التائب من ال تغفار بالقلب مع اللسان، ف بل المراد االسا ) ال آبيرة مع االستغفار، وال صغيرة مع اإلصرار ( : اآلخر اب منه رة، وإذا ت ى الصغيرة صارت آبي فإذا أصر علة ] 135آل عمران [ } والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذآروا الله فاستغفروا لذنوبهم { : قال تعالى . غفرت . اآلي

. ته أيضاوإذا تاب قبل اهللا توب . وإذا تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه، فإن عاد إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضا

ه األول . وقد تنازع العلماء في التائب من الكفر ود عمل لم، هل يع ردة وأس د ال اب بع م ت ى ؟ إذا ارتد بعد إسالمه ث عل . ؟ قولين مبناهما أن الردة هل تحبط العمل مطلقا أو تحبطه بشرط الموت عليها

ة، فمذهب أبي حنيفة ومالك أنها تحبطه مطلقا، ومذهب الشافعي ردة ضد التوب ا، وال ا تحبطه بشرط الموت عليه أنه

ال . ] 8التحريم [ } توبوا إلى الله توبة نصوحا { : وليس من السيئات ما يمحو جميع الحسنات إال الردة، وقد قال تعالى قومن تاب من شرب . فهذه التوبة الواجبة التامة أن يتوب ثم ال يعود } توبة نصوحا { : عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه

ا جاء في الحديث الصحيح ا ( : الخمر ولبس الحرير فإنه يلبس ذلك في اآلخرة آم م يتب منه م ل من شرب الخمر ثد . ) حرمها ه : وقد ذهب بعض الناس آبعض أصحاب أحم ذي علي وا الصواب ال د أخطئ ا وق ه ال يشربها مطلق ى أن إل

. لمسلمينجمهور ا ؟ هل يبقى عليه ذنب بعد اإلسالم . وسئل عن اليهودي أو النصراني إذا أسلم

ل - : فأجاب ا مث م يتب منه ي ل إذا أسلم باطنا وظاهرا غفر له الكفر الذي تاب منه باإلسالم بال نزاع، وأما الذنوب التاس أن يكن مصرا على ذنب، أو ظلم، أو فاحشة، ولم يتب منها ب ال بعض الن د ق ه باإلسالم : اإلسالم، فق ر ل ه يغف . أن

ل . أنه إنما يغفر له ما تاب منه : والصحيح ه قي لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ا ( : آما ثبت في الصحيح عن النب أنؤاخذ بماألول ومن أساء . من أحسن في اإلسالم لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية : فقال ؟ عملنا في الجاهلية في اإلسالم أخذ ب

ه . ) واآلخر ذا . وحسن اإلسالم أن يلتزم فعل ما أمر اهللا به، وترك ما نهي عن لم ه ة، فمن أس ة العام ى التوب ذا معن وهوهم بإحسان . اإلسالم غفرت ذنوبه آلها ذين اتبع اجرين واألنصار وال ين من المه ابقين األول ; وهكذا آان إسالم الس

ن العاص ولهذا قال الن ان ( : بي صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح لعمرو ب ا آ دم م ا علمت أن اإلسالم يه أمه ان اإلسالم الحسن ) قبل نهم آ ود بي د، واإلسالم المعه الم لتعريف العه إن ال ه . ف ي اإلسالم أخذ ( : وقول ومن أساء ف

ه من ا : أي ) باألول واآلخر ان يعمل األول واآلخر إذا أصر على ما آ ه يؤاخذ ب ذنوب، فإن ذا موجب النصوص . ل وهال ا ق ر آم لم تائب من الكف ره، والمس ه غي ر ل م يجب أن يغف ذنب، ول ك ال ه ذل ر ل والعدل، فإن من تاب من ذنب غف

دتموهم وخ { : تعالى ث وج رآين حي د فإذا انسلخ األشهر الحرم فاقتلوا المش ل مرص م آ دوا له روهم واقع ذوهم واحصيم ور رح ه غف بيلهم إن الل وا س اة فخل وا الزآ الة وآت اموا الص ة [ } فإن تابوا وأق ه . ] 5التوب روا إن { : وقول ذين آف ل لل ق

. أي إذا انتهوا عما نهوا عنه غفر لهم ما قد سلف . ] 38األنفال [ } م ما قد سلفينتهوا يغفر له

ه عن ذنب فال يجب أن . من انتهى عن ذنب غفر له ما سلف منه . فاالنتهاء عن الذنب هو التوبة منه م ينت وأما من ل . واهللا أعلم . يغفر له ما سلف النتهائه عن ذنب آخر

. ر المجلد الحادي عشرآخ