779
0 لرسا ح ا قابك ا س( لشافعيم ا ما إل للرساب ا ح لتا ) : رإ ؤ.جبهي اهوي هجلا٢ل ث٠ ك. يمستاذ ا كلية في الشريعة- جامعةهماـ احمد م بن سعودمية اهسي ىػلشافعيم الإمادي ا ي ب( 1 )

لةاسرلا حشر في لةاقلما كبس · 2016-08-14 · 0 لةاسرلا حشر في لةاقلما كبس)يعفاشلا ماملإل لةاسرلا باتل حشر(:َْٛإر

  • Upload
    others

  • View
    19

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • 0

    س بك املقاةل يف رشح الرساةل

    مام الشافعي) (رشح لتاب الرساةل للإ

    رإَْٛ:

    ك. زل٠ل ث٢ هجلاٛويّي ادلجبهٕؤ.

    اإلسبلمية سعود بن محمد اإلماـ جامعة - الشريعة في كلية األستاذ

    ىػُّْٕ

    بني يدي الإمام الشافعي

    (1)

  • 1

    بسم اهلل الرحمن الرحيم

    المقدمة

    من أعمالنا، سيئات كمن أنفسنا، شركر من بو كنعوذ كنستغفره، كنستعينو نحمده هلل، الحمد إف لػو، شريك ال كحده اهلل إال إلو ال أف كأشهد لػو، ىادم فبل يضلل كمن لػو، مضل فبل اهلل يهد

    .كرسولو عبده محمدان أف كأشهد

    بإذنو اهلل إلى كىاديان كنذيران، بشيران بالحق اهلل بعثو الذم اهلل، رسوؿ على كالسبلـ كالصبلة ليلها البيضاء، المحجة على كتركها األمة، كنصح األمانة، كأدل الرسالة، فبلغ منيران، كسراجان

    .ىالك إال عنها يزيغ ال كنهارىا،

    : بعد أما

    ميزتو األكلى تأتي الشافعي المطلبي رحمو اهلل لئلماـ الرسالة أف كتابفإف مما ال شك فيو علمي جهد ما أكتي من سعى فيو بكل عالم جهبذ درٌاؾ، لبى قً من يراع خىطَّوي مما أنو كالكبرل

    على باؿ على كل عالم تكوف التي ينبغي أف القواعد كالضوابط إلى كضع كحسن منطق كبياف .شرعي مجتهد يرـك فهم الشريعة كاستنباط األحكاـ الشرعية من أدلتها المتاحة بين يديو

    ىذا الكتاب النفيس لم يتح الوصوؿ إلى شيء من شركحو التي قاـ بها األجلة أف يخفى كال شرح ألفاظو ماسة إلى الوقوؼ علىفكانت الحاجة العلم، كما سيأتي اإلشارة إليو، من أىلالمعاني الدقيقة التي كاف يرـك بثها كنشرىا بين أىل مقاصده كمراميو، كالكشف عن كبيافكمبانيو،

    العلم كطبلبو، لهذا ييلمس االحتفاء الظاىر بو بين أىل عصره؛ إذ كانت لغتو من لغتهم، كنفسىو من دىم التي اعتادكا كركدىا، كيستلهم األفكار سهم، ينهل من ذات معينهم، كيستنبط من موار نفى

    كانت الحاجة ماسة إلى الكشف كالرؤل الدارجة فيما بينهم، ثم حين نأل الزمن كبعدت الشُّقة نفيسة منتقاة. كفرائد فوائد من اإلماـ الشافعي فيو أكدعو كماعن مخبوء كنوز ىذا السفر العظيم،

    كمن ىنا رأل الشارح عفا اهلل تعالى عنو محاكلة بذؿ الجهد في شرح كتاب الرسالة، كالخوض في غمار بحره اللجي، غائصان في أعماقو منقبان عن كل ما أتيح لو من درره الكامنة فيو، مع علمو

    تسٌلق نم خشىي كمبأنو لن يبلغ ما أراد ذلك العالم الفٌذ، كإنما حسبو أف يحـو حوؿ الحمى، ك برداه، غٌره ممن - تعالى باهلل كالعياذ - كوففي ،ظنو بنفسو حسن شرٌ في قعفي إليو، سبقيي لم ما

    .التكبلف كعليو المستعاف كاهلل عطفيو، في كنظره

  • 2

    أماـ يقف كاف كم ذىل فاحصة متأنية قراءة الرسالة قراءة في الشارح شرع حينكفي الحقيقة إلى دفعان كيدفع الفكر، كيأسر باللب يأخذ ،رفيع كذكؽو ماتع، كبنافو رائع، لسافو تحت مخبوء علم

    شرحو متابعة في عثرة حجر األمر أكؿ في ذلك كافكقد موجة، تتبعها موجة كالبحر درره، تلقف غرتو لمن مزجاة بضاعة من ذلك إلى انضاؼ ما مع الدفينة؛ آللئو كاستخراج خزائنو عن كالكشف

    شرحو محاكلة باتجاه الدفع أف األمر نهاية في رأل لكنو ،!العظيم السفر ىذا شرح يرـك أف نفسو كىم من شرحو في حصل ما تصحيح إلى أنظارىم كيلفت الكبراء كسادة العلماء ىمم يشحذ قد

    متواضع، جهد من فيو بذؿ مما كأحسن بأكسع بشرحو القياـ على حينئذ فيعملوا كخطأ، كقصور .متخصص عمل كفريق العلماء من كوكبة شرحو إلى ينشط لعلو بل

    في يستحسن لذا بمكاف، كالعمق الدقة من كاف اهلل رحمو الشافعي اإلماـ كبلـكما يلحظ أف ، كىذا فاحصة متأنية مبلحظة مع عبارات الواردةال في كالنظر التأمل كشرحها الرسالة قرأ من حق

    كاالختصار موطن، في كاإلطناب اإلطالة بينمراكحة إلى ال الشرح ثناءما قد يدفع أحيانان أ بين تتراكح كانت رسالتو في الفذٌ اإلماـ عبارة لكوف مراعاة إال ذاؾ كما آخر، في كاالقتصار

    كدفع كالتفصيل لئلطناب كاف التأصيل كيجد فأنى أخرل، تارة كتفريع كشرحو ، تارة كتقعيد تأصيلو لشرح معنى ال إذ الرسالة؛ في ما بجملة اكتيفي كالتفريع الشرح كيجد كحيث ،(ُ)مجالو الشبهة

    بياف، من حسنة الشارح راىاي تقريرات الثاني الضرب في يوجد قد ذلك مع لكن ،!المشركح .توجو تقرير أك، توىم دفع أك ،مجمل

    منهج الشرح: في النقاط اآلتية: شرحفي إعداد ىذا ال سلكتويتلخص المنهج الذم

    ربط كبلـ اإلماـ الشافعي في الرسالة بما ىو مثبت في بقية كتبو، من أجل توضيح -ُأصل المسألة كسبب الكبلـ فيها، أك الكشف عما ىو غامض مما كرد فيها، أك بياف

    شيء من ثمرتها كالنتائج المترتبة عليها. من مظانها حوؿ كبلـ اإلماـ الشافعي في الرسالة االستقصاء في جمع المادة العلمية -ِ

    .، سواء من كتب أصوؿ الفقو أك التفسير أك الحديث أك الفقوفي كتب أىل العلم

    بوصلل ا ذإلملل م ذليلل هعا حللق ذ: "للُت علل لل "مللل دعقللي ؛قللل ً هق لليع ه للق، لللر: منلل ع لل ذلعقللي" م لل ل م لل عا ولعلليف ه اللخذ أ للخذً (ٔ) .ٕٗٔ/ٕذلي هعا لقب هقا

  • 3

    على ما في المتن من المعلـو أف شركح الكتب تتخذ منهجين باعتبار االقتصار -ّالتفصيل كالتحرير كالتقرير، كلو أدل ذلك إلى الخركج قصد، ما بين كعدمو المشركح

    ثبتة في المتن، كما بين اقتصار على شرح مراد عن بعض األلفاظ كالمعاني الم، كقد اتخذت ىهنا المنج الثاني، فالمثبت فيو كتاب (ُ)صاحب المتن كالقياـ مقامو

    شرح، ال كتاب مذىب!.الشرح ما بين اختصار كاقتصار في بعض المواطن مراكحةقد يلحظ القارئ الكريم -ْ

    جنب اإلطالة فيما ىو محاكلة لتفي غيرىا؛ كما ذلك إال كاستقصاء كإسهاب كتفصيل كاضح أك جرل بيانو ككشفو من قبل أىل العلم، أما حيث كيجد الكبلـ غامضان أك معترىضان عليو أك مستغربان بادئ الرأم فذلك موطن التفصيل كمحاكلة دعم كجهة نظر

    السبكي رحمو الدين الشافعي، كلعل مما يستأنس بو في ىذا الصدد قوؿ تاجاإلماـ في يوجد ال فيما اإلطنابي الشرح ىذا في عادتي من كأنا: "عن شرحو للمنهاجاهلل

    كاالختصاري ذلك، غير أك غريب، نقل أك مخترع، بحث من منو، إال يتلقى كال غيره، ككبراؤنا سادتنا ىم مىن سبىقنا فيما التطويل في فائدة ال إذ الكتب؛ في المشهور في على المصنِّف اسمي يىٍصدؽ ال متفرقة كتب من جمعو مجرد إال ذلك كىل جٍمعو، الى

    .(ِ)"فاعلو!بالنسبة لمتن الرسالة اعتمدت في الغالب الكثير على النسخة التي حققها فضيلة -ٓ

    شاكر رحمو اهلل، حيث بذؿ فيها جهدان مضنيان مشكوران ال يخفى على الشيخ/ أحمدفاظ كاختيارات من قبلو ذم لب، إال أنو مع ذلك لم ألتـز بكافة ما جاء فيها من أل

    لبعض ما في الرسالة، حيث اعتمد على نسخة جعلها األصل ال يحيد عنها في الغالب، كلو ما التزمو كاجتهد فيو رحمو اهلل كال تثريب عليو، إال أنو ال يصح أف يقاؿ

    النسخة التي اعتمدىا أصبلن، حيث رجعت في بإلزاـ غيره بو ممن تبين لو خبلؼ ما إلى بعض النسخ الخطية كما في نسخة ابن جماعة رحمو اهلل كغيرىا، مع ما في كتب اإلماـ الشافعي األخرل، باإلضافة إلى نقوؿ أىل العلم من الرسالة، كخصوصان ما

    سخ ينقلو الخطيب البغدادم كالبيهقي رحمهما اهلل تعالى، فمتى كجدت أف ما في الن

    ه ذدلسلتبُت وضل ه ألول مسلى كت ب مخاب ب لل ذلال ي مسللى كتل ب ل ح م ل مل نكل ي ذبلل بنملنا ذلتو سلا حلق ذ: ه كت بلق ) (ٔ) ملخاب كتل ب ذحلق قل ه ههلو"ل هقل ل( "ُت نك ح ذدل ز ي حق ذ: لقتققلُت وطا لل ذلل في ه لقٙٗٔ/ٔ ذلتققُت كت ب ح

    ." ح كت ب ال .ٕٖٙٔ-ٖٔٙٔ/ٗ ذإلهب ج (ٕ)

  • 4

    الشيخ تحقيق لى كل حاؿ قليل بالنسبة لما في األخرل أكلى كأحرل اعتمدتو، كىو ع .(ُ)أحمد شاكر

    االعتماد على المصادر األصيلة في مسائل البحث بالقدر المناسب. -ٔ .، كبياف حكم بعض أىل العلم عليهاتخريج األحاديث النبوية من مصادرىا -ٕمنو بالنص، كمسبوقان بكلمة )ينظر( إذا اإلحالة إلى المصدر مباشرة إذا كاف النقل -ٖ

    كاف النقل منو بالمعنى.

    خالصة أعمالنا يجعل كيرضػاه، كأف يحبػو لما الجميػع يوفق أف تعالى اهلل أسأؿ الختاـ كفي .أجمعين كصحبو آلو كعلى محمد نبينا على كسلم اهلل الكريم، كصلى لوجهو

    وأ؛تخ لققل ذلرل ع ؛لل طتبل مل " ليف ملل ذ ت ل خلل:ي مل ه ق ل ذليل أل أحلي ل ك ، ألن نللر ؛ يلوش ؛قلى ذليل ح، طن (ٔ) ؛ قنم م ق دقس ي ذذلوذمش بُت ذدلنت وذلي ح! مث طن ذلي ح مل مقتنم ه ذألصيف سخ ذلي أل وذ: ذدلستع ن و؛ق ق ذلتر:ن.

  • 5

    التمهيد

    باإلماـ الشافعي كالرسالةتعريف مختصر

    المطلب األكؿ: تعريف مختصر باإلماـ الشافعي.

    المطلب الثاني: تعريف مختصر بالرسالة.

  • 6

    : تعريف مختصر باإلماـ الشافعيالمطلب األكؿ

    على رأسو نار، فهو عالم عصره، كناصر السُّنة، فقيو مه ال شك أف اإلماـ الشافعي رحمو اهلل على الملة كاألئمة، لذا تتابع أىل العلم على ترجمتو ما بين مقل كمستكثر، كفي ىذا الصدد يلحظ أف الحافظ ابن الملقن رحمو اهلل حين كتب في طبقات الشافعية حذؼ ترجمة اإلماـ، كاعتذر عن

    فناىا في المؤلَّف؛ ألنها أفردت بالتأليف، فبلغت أربعين ذلك بقولو: "كترجمة اإلماـ الشافعي حذ، كىذا بالنسبة إلى ما بلغو إلى عصره، كقد تجاكز ذلك السبعين كتابان، ىذا فضبلن (ُ)مؤلفان فأكثر"

    عن الكتب كالرسائل العلمية في العصر الحديث.

    الكبار، سيعمد إلى الكبلـ كلهذا طلبان لبلختصار، كتجنبان للخوض فيما سبق إلى تدكينو األئمة :(ِ)في ضوء النقاط اآلتيةرحمو اهلل عن اإلماـ الشافعي

    أكالن: اسمو كنسبو:

    ىو اإلماـ أبو عبد اهلل محمد بن إدريس بن العباس بن عثماف بن شافع بن السائب بن عبد غالب يزيد بن ىاشم بن المطلب بن عبد مناؼ بن قصي بن كبلب بن مرة بن كعب بن لؤم بن

    بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدناف القرشي المطٌلبي الشافعي الحجازم المٌكي، يلتقي في نسبو مع النبي محمد صلى اهلل عليو

    كسلم في عبد مناؼ بن قصي.

    ثانيان: كالدتو كنشأتو العلمية:

    ئة من الهجرة، في غزة، كقيل في عسقبلف، كقيل في اليمن، كاألكؿ كلد سنة خمسين كما أصح، قاؿ الحافظ ابن حجر رحمو اهلل في الجمع بين ىذه األقواؿ: "الذم يجمع بين األقواؿ: أنو كلد بغزة عسقبلف؛ ألف عسقبلف ىي األصل في قديم الزماف، كىي كغزة متقاربتاف، كعسقبلف

    .ٛٔ-ٚٔ/ٔ ق ذدلخابذلعقي ذدلخاب ه ابق ح (ٔ) البل أيب " مت م عب ذلي هعا لقب هقا م علب ذإلمل م ذليل هعا لقل ذزي دلوذأ ذلت ؛ل ي آ ذب ذلي هعا وم عبقم ه د مجتق ل (ٕ)

    البل "ج .

  • 7

    حوَّلتو أمو إلى الحجاز كدخلت بو إلى قومها، كىم من أىل اليمن ىي المدينة، كلما بلغ سنتين ألنها كانت أزدية، فنزلت عندىم، فلما بلغ عشران خافت على نسبو الشريف أف يينسى كيضيعى،

    .(ُ)فحوَّلتو إلى مكة"

    مات أبوه كىو صغير، كقد نشأ بمكة كقرأ القرآف كحفظو في السابعة من عمره، ثم عمد إلى الحديث، فحفظ موطأ اإلماـ مالك رحمو اهلل كىو ابن عشر سنين، ثم أقبل على العربية، حفظ

    حيث كاف في ابتداء أمره شغوفان بطلب الشعر كالنسب كأياـ الناس، كلـز قبيلة ىذيل في البادية يتعلم كبلمها كيأخذ طبعها، ككانت أفصح العرب، ككاف سبب توجهو إلى الفقو بعد ذلك أنو لما

    إلى مكة جعل ينشد األشعار كيذكر اآلداب كاألخبار كأياـ العرب، فرأل فيو بعض أىل العلم رجع النجابة كتوقد الذكاء، فنصحوه بأخذ الفقو كالحديث كطلب العلم، فتأثر اإلماـ الشافعي بذلك،

    ذم بلغ المبلغ الك ى أىل العلم فيها كتفقو، كعـز على التوجو إلى العلم الشرعي بكليتو، فقرأ عل جعل بعض مشائخو يأذف لو بالفتيا، كىو شاب.

    ثالثان: رحبلتو العلمية:

    عصره من حركة علمية في اآلثار لقد تهيأ لئلماـ الشافعي االطبلع على أبرز ما في أقاليم كالفقو، مما مٌكنو من الوقوؼ على المدراس العلمية كتوجهاتها، فجمع عنده ما يتداكؿ من علـو

    كالمدينة، كالعراؽ، كمصر، كبياف ذلك باختصار:في مكة،

    رأل اإلماـ الشافعي ذيوع صيت إماـ دار الهجرة مالك بن أنس رحمو اهلل كانتشار علمو -في اآلفاؽ، فسمت ىمتو إلى االنتقاؿ إلى المدينة طلبان للعلم، فأخذ عن شيخو، كركل

    ، إلى أف مات الشيخ سنة تسع عنو موطأه كلزمو يتفقو عليو، كدارسو مسائل الفقو المتنوعةكسبعين كمائة من الهجرة، ككاف قد بلغ اإلماـ الشافعي حينها التاسعة كالعشرين من

    عمره.كلما مات شيخو رأل اإلماـ الشافعي االنتقاؿ إلى اليمن مع كاليها الذم كاف في مكة -

    حينها، فصحب معو الشافعي، كأخذه معو كاشتعل في بعض الواليات ىناؾ.اده بعض من في اليمن من الوالة كالحساد، فسعوا إلى ىاركف الرشيد، ككتبوا إليو ثم ك -

    .ٕ٘دوذأ ذلت ؛ ي ص (ٔ)

  • 8

    ف معهم رجبلن يقاؿ لو: محمد بن إدريس الشافعي، يعمل أيخٌوفونو من العلويين، كذكركا: لهم بلسانو ما ال يقدر المقاتل عليو بسيف، فإف أردت أف تبقي الحجاز عليك فاحم

    سنة ي كمن معو إلى العراؽ، ككاف ذلك كحملوا الشافع، نإليك، فبعث الرشيد إلى اليمىػ، كىو في الرابعة كالثبلثين من عمره، كأنجاه اهلل تعالى مما كيد بو، ككانت ىذه ُْٖ

    العلم كأىلو، فأخذ يدرس فقو العراقيين، كقرأ كتب محمد بن إلى المحنة منحة، إذ أعادتو كما قاؿ الحافظ ابن حجر رحمو و العراؽ،، فاجتمع لو فقو الحجاز كفقرحمو اهلل الحسن

    "كانتهت رياسة الفقو في المدينة إلى مالك بن أنس، فرحل إليو كالزمو كأخذ عنو، اهلل:كانتهت رياسة الفقو في العراؽ إلى أبي حنيفة، فأخذ عن صاحبو محمد بن الحسن

    ىل الحديث، حمبلن، ليس فيو شيء إال كقد سمعو عليو، فاجتمع علم أىل الرأم كعلم أفتصرؼ في ذلك حتى أصَّل األصوؿ، كقعَّد القواعد، كأذعن لو الموافق كالمخالف،

    .(ُ)كاشتهر أمره، كعبل ذكره، كارتفع قدره حتى صار منو ما صار"ثم بعد قرابة سنتين عاد اإلماـ الشافعي إلى مكة، كمعو من كتب العراقيين ًحملي بعير، -

    ييلقي الدركس في الحـر المكي، كيلتقي بكبار أىل العلم كأقاـ بها نحوان من تسع سنين، و جديد، ال ىو فقوي أىًل في موسم الحج، "كقد أخذت شخصية الشافعي تظهر بفق

    كحدىىم، بل ىو مزيج منهما كخبلصةي عقل الشافعي المدينة كحدىىم، كال فقوى أىل العراؽناس كالقياس كالرأم، كلذلك الذم أنضجو علم الكتاب كالسنة، كعلمي العربية كأخبار ال

    .(ِ)كاف من يلتقي بو من العلماء يرل فيو عالمان ىو نسيج كحده"ىػ، فأقاـ سنتين، كاشتهر علمو، كسار ذكره في ُٓٗثم عاد تارة أخرل إلى بغداد سنة -

    كأذعن بفضلو الموافقوف كالمخالفوف، كعكف عليو لبلستفادة منو الصغار اآلفاؽ،األحبار من أىل الحديث كالفقو كغيرىما، كرجع كثيركف منهم عن كالكبار من األئمة ك

    مذاىب كانوا عليها إلى مذىبو كتمسكوا بطريقتو، تأثران منهم بقوة بيانو كحجتو.لى بغداد مرة ثالثة في سنة أقاـ في ىذه المرة سنتين ببغداد، ثم خرج إلى مكة كعاد إ -

    كأقاـ بها أشهران.، ىػُٖٗ ىػ، كأقاـ بها إلى أف مات ُٗٗمصر، فرحل إليها، ككصل إليها سنة ثم اعتـز السفر إلى -

    ، كالتقى فيها عددان من كبار فقهاء المالكية، كناقشهم كجادلهم بالتي ىي رحمو اهللأحسن، كالـز االشتغاؿ بالتدريس كاإلفادة كاضطٌر إلمبلء بعض كتبو ثانية، حتى إنو في

    .ٖٚدوذأ ذلت ؛ ي ص (ٔ) .ٕٙم ل ذلي هعا، أليب زا ا ص (ٕ)

  • 9

    كلها في كأشياء كثيرة، ة، ككتاب )السنن(ائة كرقمدة إقامتو أربع سنين أملى ألفان كخمسم مدة أربع سنين.

    : كفاتو:رابعان

    العمر أربعة كخمسين ىػ، كقد بلغ من َِْتوفي اإلماـ الشافعي في آخر ليلة من رجب سنة رحمو ،مرض البواسير الذم أصابو؛ إذ كاف مسقامان عليبلن شديد العلة وف سبب موتإسنة، كيقاؿ

    .رحمة كاسعة، كرفع درجتو في عليين اهلل

  • 10

    الثاني: تعريف مختصر بالرسالة المطلب

    الستنتاج ييعٌد كتاب الرسالة لئلماـ الشافعي باكورةى اإلنتاج العلمي المبني على االستقراء كا كلم يبن على كيفما اتفق، ؛ فلم تجمع فيو مادتو العلميةنسلميمكالتأليف اإلبداعي في مؤلفات ال

    مكتمل مصنفات سابقة، بحيث يستهدم بطريقتها كيسير على منوالها، لذا كاف أكؿ تدكين، كأكؿ إرساء ألاألركاف لعلم أصوؿ الفقو بين أيدم ىذا العلم كقواعده. سسالمسلمين اليـو

    اآلتية:كطلبان لبلختصار قدر اإلمكاف، سيعمد إلى الكبلـ عن ىذا الكتاب في ضوء النقاط

    أكالن: اسم الكتاب كسبب تأليفو:

    اشتهر اسم الكتاب بين أىل العلم باسم )الرسالة(، كذلك بناء على سبب تأليفو كما -سيأتي، على أف اإلماـ الشافعي رحمو اهلل لم يعرؼ عنو تسميتو بهذا االسم، بل كاف

    اسمو )كتاب ، كفي الحقيقة يمكن الجمع بين األمرين بأف يقاؿ لعل(ُ)يسميو الكتاب الرسالة(، كىذا ما يشهد لو بعض عبارات أىل العلم المعاصرين لو كممن تتلمذكا عليو،

    قوؿ اإلماـ عبد الرحمن بن مهدم رحمو اهلل: "لما نظرت في كتاب الرسالة ذلك كمن، (ّ)قوؿ أبي ثور رحمو اهلل "فوضع لو كتاب الرسالة"ك ، (ِ)لمحمد بن إدريس أذىلتني"

    ، كقوؿ المزني (ْ)ني رحمو اهلل: "لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي..."كقوؿ الزعفرافي كتاب الرسالة عن الشافعي منذ خمسين سنة" رحمو اهلل: "أنظري

    (ٓ). يعود السبب الرئيس في تأليف كتاب الرسالة إلى استجابة اإلماـ الشافعي لطلب من -

    رحمو اهلل؛ حيث طلب منو كىو اإلماـ عبدالرحمن بن مهدم الحافظ المحدِّث الكبير شاب أف يضعى كتابان فيو معاني القرآف، كيىجمع قبوؿى األخبار فيو، كحيٌجة اإلجماع، كبياف

    .(ٔ)الناسخ كالمنسوخ من القرآف كالسُّنة، فوضع لو كتاب الرسالةكأما مكاف تأليف كتاب الرسالة، فذلك ينبني على معرفة أف اإلماـ الشافعي رحمو اهلل قد -

    .ٖٓٔ ٕ٘ مج ع ذلعقي ص ٖٕٔ ٙٗٔم ؛قى ؛ب يف ذدلا لل ذل ؛ ل ص (ٔ) . ٖٕٗ/ٔ٘م ل د مأل مي (ٕ) .ٖٙ/ٕم ل د مأل بغيذ (ٖ) .ٕٓٗ/ٚد مأل بغيذ م ل (ٗ) .ٖٕٙ/ٔم ل م عب ذلي هعا لقب هقا (٘) .ٖٕٓ/ٔم ل م عب ذلي هعا لقب هقا (ٙ)

  • 11

    عاد كتابة كثير من كتبو في مصر، فأضاؼ فيها كنقح كأحكم، كيشهد لهذا أف اإلماـ أأحمد رحمو اهلل لما قيل لو: ما ترل في كتب الشافعي التي عند العراقيين، أحٌب إليك، أك التي بمصر؟، قاؿ: عليك بالكتب التي كضعها بمصر، فإنو كضع ىذه الكتب بالعراؽ،

    مصر، فأىحكم تلككلم ييحكمها، ثم رجع إلى (ُ).

    هناؾ رسالتاف لئلماـ الشافعي: الرسالة القديمة التي أرسلها إلى فكبناء عليو كاف الحافظ عبدالرحمن بن مهدم، كقد اختلف في مكاف تأليفها، ما بين قائل بأنو في بغداد،

    بين ، كالرسالة الجديدة التي نقحها كىذبها باالتفاؽ في مصر ما(ِ)كقائل بأنو في مكة ىػ.َِْ-ُٗٗ

    كعلى كل حاؿ فالذم بين أيدينا اليـو ىو الرسالة الجديدة المصرية، كقد يخلص إلى أف كتاب الرسالة في حقيقتو كتاب كاحد، كليس بكتابين، بل ىو مصنف كاحد عمل

    اإلماـ الشافعي على تهذيبو كتنقيحو إلى أف انتهى منو بصورتو الحالية.

    ثانيان: موضوع الرسالة:

    ال شك أف كتاب الرسالة قد حول مسائل كمباحث مختلفة تعٌد لب علم أصوؿ الفقو كجوىره، إال أف مزيد التأمل في صنيع اإلماـ الشافعي رحمو اهلل يوحي بأف تلك المباحث كانت تدكر حوؿ قضية كاحدة، لم تغب عن بالو في كافة تضاعيف كتابو، كىذه القضية ىي التي افتتح بها أكؿ

    باحث الرسالة حين قاؿ: "البياف اسم جامػػػع لمعاني مجتمعػػػًة األصػػوؿ، متشعبًة الفركع، فأقػػلُّ ما مفي تلك المعاني المجتمعػػة المتشعبػػػة: أنها بيافه لمن خوطب بهػا ممن نزؿ القيرآف بلسانػػػو،

    تلفةه عند من يجهل لساف متقاربة االستواء عنده، كإف كاف بعضها أشدَّ تأكيدى بيافو من بعض، كمخ العرب".

    كىذه المعاني المجتمعة من جهة، كالمتشعبة من جهة أخرل، ىي تفاصيل ما سوؼ يتناكلو اإلماـ الشافعي في الرسالة، الذم يتمحور موضوعها الرئيس حوؿ البياف، كذلك ما يتضح من

    .ٙٗص وم عبقآ ذب ذلي هعا م ل (ٔ) .ٔٔ-ٓٔ ق ذل ؛ ل ألحي ك صٕٓٔم ل م عب ذإلم م ذلي هعا لق ذزي ص (ٕ)

  • 12

    :(ُ)التأمل في الموضوعات التي تناكلها، التي يجمعها ما يأتي خبلؿ

    مراتب البياف لؤلحكاـ، كىي درجات بعضها أكضح بيانان من بعض. - لغة ذلك البياف، كتقرير عربيتو، كحكم تعٌلم تلك اللغة. - تفصيل الكبلـ عن ىذه المراتب مرتبة مرتبة. -كما يتعلق بو من المسائل، من العمـو كالخصوص الكريم الشركع في بياف القرآف -

    كدرجات ذلك، ككيفية معرفتو كالوقوؼ عليو.البياف بالسُّنة النبوية، كما يتعلق بذلك من تقرير اإليماف بها كالتسليم لها كاإلذعاف -

    ألحكامها.ما ك، كال يعارضها البياف خل بقضيةال يالناسخ كالمنسوخ في الكتاب كالسُّنة، ككوف ذلك -

    .باللبس كالتشويش اال يتعرض له كجوه السُّنة مع القرآف الكريم، كأنها في ذلك كلو تجرم معو مجرل البياف كتقريره. - نة لجيمل الفرائض، كاألمثلة المتعددة التي ساقها في ىذا الشأف.بياف السُّ -بدا للناظر تقرير أف السُّنة القائمة بالبياف ىي في ذاتها أيضان كاضحة جلية البياف، مهما -

    في أكؿ كىلة كجود اختبلؼ فيما بينها في الظاىر، كأنها إنما تكوف مختلفة كما قاؿ: ما قد يبدك من زاؿأألمثلة المتعددة في ذلك، ك "عند من يجهل لساف العرب"، ثم ساؽ ا

    لبس كاشتباه.ف في تقرير حجية خبر الواحد، كشركط العمل بو، للتأكيد على أنو كسيلة من كسائل البيا -

    الشرع، كما يلحق بذلك من الكبلـ عن الخبر المرسل، كأنو ال يحصل بو في األصل البياف، إال كفق ضوابط معينة، قد تكوف محل نظر كاجتهاد.

    الكبلـ عن اإلجماع، كأنو مما يحصل بو البياف، كالفرؽ في ذلك بين إجماع العامة - كالخاصة.

    يضان داللة استنباط تبعية يحصل بها البياف في تفصيل الكبلـ عن االجتهاد بالقياس، كأنو أ -الشرع، كرٌد ما ألحق بذلك مما ليس منو من االستحساف كالرأم المجرد، كذلك ما

    اشتمل عليو الربع األخير من الرسالة.

    كبناء عليو يلحظ أف اإلماـ الشافعي رحمو اهلل كاف على كعي كبصيرة بما سوؼ يتناكلو في كأنو كلو يجمعو اسم البياف، كىذا ما يؤكد إدراكو أف الشريعة مهما تعددت مساقاتهاكتابو مسبقان،

    ميرل لقق ذلر ع م:" نلر أت ء ح ذل ؛ ل " ث ؛ ي طىل ؛:ع مب "ث ذل ؛ ل ب لب ن بت سَت ذ: دع ىل ودوه قق. (ٔ)

  • 13

    كتباينت مواردىا في معنى الجملة الواحدة، كىذا أمر قرره مىن بعده ًمن أىل العلم، كما قاؿ الشيرازم رحمو اهلل: "الشريعة كإف تفرقت في الوركد فهي كالكلمة الواحدة، يجب جميعها،

    ، كقاؿ ابن عقيل رحمو اهلل: "كبلـ الشرع يجمع بعضو إلى بعض (ُ)بعضها على بعض"كيرتب .(ِ)كالجملة الواحدة"

    كعليو فما يبدك من انفصاؿ لفظي أك زمني بين نصوص الشرع ال يمكن أف ييعدَّ عائقان أماـ ربط لة الشرعية ما أمكن، بعضها ببعض، ككوف بعضها مبٌينان للمراد باآلخر، بل الواجب الجمع بين األد

    كالنظر إليها نظرة كلية شاملة، بحيث ال يسوغ بحاؿو أخذ النصوص بمعزؿ عن بعضها أك عما يسبقها أك يلحقها، حيث يترتب على ذلك الخلل أك القصور في فهم المراد منها، كأف الواجب

    ظ كاحد، كإف اعتبار األلفاظ الواردة في النصوص الشرعية كالجملة الواحدة، بحيث تؤخذ كلف تفرقت في الوركد، كتعددت المساقات، كاختلفت األسباب كالمناسبات، كىذا ما يستوجب النظر

    جميع أدلة الوحي من الكتاب كالسنة؛ كذلك ألف ما أيطلق في لفظ قد يكوف مقيدان في لفظ كتتبع آخر، كما أيجمل في موضع قد يبٌينى في آخر، فتلـز اإلحاطة بذلك بقدر اإلمكاف.

    ثالثان: منهج اإلماـ الشافعي في الرسالة:

    كاف يستشرؼ فيو ما سلك اإلماـ الشافعي رحمو اهلل في كتابو منهجان علميان رصينان كدقيقان يبتغي الوصوؿ إليو، يشهد بذلك إحكاـ ما جاء فيو من موضوعات شتى كمسائل مختلفة لتكوف

    ذه القدرة على التعاطي مع التأليف ىو ما شهد في النهاية خادمة موضوعو الرئيس، كىو البياف، كىماـ الشافعي: "النفراده عن فقهاء األمصار بحسن التأليف؛ إلالبيهقي رحمو اهلل حين قاؿ عن ا بو

    فإف حسن التصنيف يكوف بثبلثة أشياء، أحدىا: حسن النظم كالترتيب، كالثاني: ذكر الحجج في اإليجاز كاالختصار فيما يؤلفو، ككاف قد خيٌص مالمسائل مع مراعاة األصوؿ، كالثالث: تحرٌ

    .(ّ)بجميع ذلك، رحمة اهلل عليو كرضوانو"

    .ٕٖٔ/ٔ( ح ذلقل ٔ) .ٖٔٗ/ٕ( ذلوذضح ٕ) .ٕٓٙ/ٔم ل م عب ذلي هعا ( ٖ)

  • 14

    من خبلؿ باختصار كفي ىذا الصدد يمكن مبلحظة أبرز ما سلكو الشافعي في كتابو الرسالة اآلتي:

    األسلوب، ككل ذلك ظاىر عراقة ك كبراعة المنطق، ،العبارة كببلغتها، كمتانة اللغة فصاحة -في الرسالة، مع جمعو بين االختصار كاإليجاز كاإلشارة في بعض المواطن، كاإلسهاب

    كاإلطناب في بعضها بحسب ما يقتضيو المقاـ، كما ىو شأف اللساف العربي كمعهوده.كال شك أف ىذا أمر عرؼ بو اإلماـ الشافعي كاشتهر، يشهد لذلك قوؿ تلميذه الربيع مو اهلل: "لو رأيت الشافعي كحسن بيانو كفصاحتو لتعجبت منو، كلو أنو أٌلف ىذه رح

    ، كما يشهد لذلك (ُ)الكتب على عربيتو التي كاف يتكلم بها لم يقدر على قراءة كتبو!"اعتراؼ األديب الجاحظ حيث يقوؿ: "نظرت في كتب ىؤالء النبغة، الذين نبغوا في

    .(ِ)المطلبي، كأف لسانو ينظم الدٌر" العلم، فلم أر أحسن تأليفان منعمق النظرة كدقة التناكؿ، خصوصان في المسائل الشائكة التي تفضي إلى إشكاالت قد ال -

    تكوف على باؿ المخالف، كما ىو الشأف في نسخ القرآف بالسنة، أك السنة بالقرآف، أك األخذ باالستحساف.

    المسائل التي سوؼ يتناكلها على كجو الحرص على التنظيم كالترتيب، كاإلشارة إلى -اإلجماؿ، ثم اإلتياف بها على كجو التفصيل، كما ىو الحاؿ في مراتب البياف، ككما في

    مسائل النسخ في صدر ابتداء الناسخ كالمنسوخ، ككذا في مسائل االجتهاد بالقياس.، كالرد عليها بحسب ما يقتضيو المقاـ كدرجة الخبلؼ من - إفحاـ إيراد حجج الخصـو

    كتقريع، أك نقاش ىادئ رصين، مع الحرص على الموضوعية كالحياد، كلهذا يلحظ تجنبو .ةد الخطير ابعالتصريح بأسماء المخالفين، حتى في المسائل ذات األ

    شحذ األذىاف بإيراد بعض المسائل على شكل سؤاؿ أك استفسار أك اعتراض مقدر، كما -ةي بالقرآف؟"، "فما حجتك في أف تػىٍتبع ما اجتمع في قولو: "فإف قاؿ قائل: ىل تينسخ السن

    الناس عليو مما ليس فيو نص حكم هلل؟"، كقولو: "فاذكر من األخبار التي تقيس عليها، ككيف تقيس؟".

    بناء الفركع على أصولها، فحيث ذكر أصبلن يمكن االستنباط منو، أتبعو بأمثلة حقيقية من -كالسنة، كبهذا تجنب حشو الكبلـ كالجفاؼ كاالتجاه كاقع التشريع مستمدة من الكتاب المنطقي عند كثير ممن جاء بعده.

    .ٜٗ/ٕم ل م عب ذلي هعا لقب هقا ( ٔ) .ٜٖٕم ل م عب ذإلم م ذلي هعا لق ذزي ص( ٕ)

  • 15

    رابعان: عبلقة الرسالة بمؤلفاتو:

    كتبو، كلهذا كاف يشير في بعضها إلى ما لقد كاف اإلماـ الشافعي على عبلقة كطيدة بكافة فكاف من البدىي ضركرة الرجوع سبق تناكلو في غيرىا، كىذا الشأف كاف كاضحان أيضان في الرسالة،

    كتبو لبياف ما أجمل في الرسالة، أك كشف ما أغلق، أك توضيح ما أبهم. إلى بقية

    كمن أبرز المؤلفات التي كانت ذات عبلقة بالرسالة ما يأتي:

    كنفس ،ذك أسلوب علمي رصين ،جماع العلم، كىو كتاب مختصر، دقيق العبارة -استداللي رفيع، راـ فيو اإلماـ الشافعي إثبات حجية السُّنة تجاه منكريها، أك منكرم شيء منها، كبياف منزلتها من القرآف الكريم، كأقساـ األخبار الواردة فيها، كما حول اإلشارة إلى مسائل أصولية في غاية الدقة، كأقساـ العلم، كحكم االختبلؼ، كحقيقة

    ية االجتهاد بالقياس كإنكار االستحساف، كبعض دالالت األلفاظ من اإلجماع، كمشركع عمـو كخصوص كأمر كنهي.

    اختبلؼ الحديث، كىذا كتاب علمي يجمع بين علمي الحديث كاألصوؿ، تناكؿ فيو -مسألة االختبلؼ الظاىر بين األحاديث، ككيفية الجمع بينها أك الترجيح من خبلؿ

    قيقة، لذا جاء في تضاعيفو الكبلـ عن مباحث من أصوؿ القواعد الرصينة كالمعايير الدالفقو، التي أعانت على فهم بعض المغلق في الرسالة، كما في التأكيد على عربية القرآف، كفهمو كفق اللساف العربي، كبياف منزلة السنة من القرآف، كحجية خبر الواحد، كالنسخ

    كأمر كنهي. صفي الكتاب كالسنة، كدالالت األلفاظ من عمـو كخصو في موضوع دقيق من موضوعات علم أصوؿ متخصص إبطاؿ االستحساف، كىو كتاب -

    الفقو، ككانت الحاجة إلى الرجوع إليو ماسة في الكشف عن مراد اإلماـ الشافعي ببعض القضايا المتعلقة باالستحساف، كسبب موقفو الصاـر تجاىو، كاألدلة على بطبلنو، كمفهـو

    ديو كحجيتو، كما تطرؽ فيو إلى بعض المباحث األصولية التي جاء االجتهاد بالقياس لالكبلـ عنها عرضان، كما في حجية السنة، كحجية اإلجماع، كتصويب المجتهدين،

    كشركط االجتهاد، كحكم االختبلؼ، كبياف الحكم بالظاىر.األـ، كىو كتاب فقهي موسوعي أعاد اإلماـ الشافعي صياغتو في مصر، كيعد أشهر -

    لفاتو، كقد ألحق بو غالب كتبو، فألحق بو الرسالة، كإبطاؿ االستحساف، كاختبلؼ مؤ الحديث، كاختبلؼ العراقيين، كاختبلؼ أبي حنيفة كابن أبي ليلى، كالرد على محمد بن

  • 16

    الحسن، كغيرىا.كىذا الكتاب بحق يعد أكثر كتب اإلماـ تضمنان للمباحث األصولية كأكثرىا نفعان في

    سالة؛ حيث يمثل معالم المنهج التطبيقي لما كاف يؤصلو من قواعد كضوابط شرح الر أحكمت مناحي فهم النصوص، كالتمثيل على بعض المسائل التي جاءت على سبيل التنظير، ففتح النظر فيو كتأملو فهم مراده في كثير مما ذكره في صدد التأصيل؛ كما جاء

    العمق األصولي لديو، كتوسيع بعض فيو التنصيص على قواعد أصولية مهمة تكشف العبارات المختصرة في الرسالة، كبياف بعض األدلة المشار إليها فيها.

    أحكاـ القرآف، كقد نسب إلى اإلماـ الشافعي كتاب بهذا العنواف، كىو غير موجود بين -، كإنما الموجود اآلف كتاب جمعو الحافظ البيهقي رحمو اهلل، ضمنو أقواؿ أيدينا اليـو

    لشافعي في التفسير، كسماه: أحكاـ القرآف.اما بل فيالتنزيل فحسب، ياتكال تنبع قيمة ىذا الكتاب باعتباره تفسيران لبعض آ

    اشتمل عليو من أقواؿ لئلماـ الشافعي في بعض مسائل علـو القرآف المشتركة مع أصوؿ كتقرير كونو بلساف عربي الفقو، كما في التأكيد على منزلة القرآف الكريم في التشريع،

    مبين، كبياف كبعض مسائل النسخ، مع ذكر األدلة على حجية السنة كمنزلتها من الكتاب، كقبوؿ خبر اآلحاد، كشيء من دالالت األلفاظ.

    خامسان: شركح الرسالة:

    لم يثر كتاب الرسالة أم تعرض بالشرح كالبياف في عصر اإلماـ الشافعي رحمو اهلل أك خبلؿ ، كلعل مرد ذلك (ُ)القرف الثالث الهجرم، كلم يقم أحد من تبلميذه بمحاكلة شرحو كالكشف عنو

    إلى كضوحو بالنسبة للجهابذة الموجودين في ذلك العصر، كلغتو العلمية الدارجة كالمناسبة للغة ياف العصر السارية، كإنما جاء االىتماـ بذلك بدءان من القرف الرابع الهجرم، بفضل عدد من أع

    علماء الشافعٌية، حيث شرعوا في شرح ىذا الكتاب، كالكشف عن كنوزه المخبوءة، كبياف أسراره :كغيرىم كمعانيو، كمن أبرز ىؤالء الذين ذكرىم أصحاب التراجم

    ه ؛ طىل نك ح لق ؛ ل ؛قى ذ ت:ي ه وهن وكيف اخذ حبسب ذل ا ذألغقب، طن ال دوجي أي ط ا ه ذلرتب ذدلت " ذل وم( ٔ) .ه ذلق ن ذلا لث ذذلج ي ذلي هعا أو

  • 17

    ىػ(، تلميذ ابن سريج رحمو اهلل َّّأبو بكر محمد بن عبد اهلل الصيرفي رحمو اهلل )ت -ؿ بعد الشافعي، كىو أكثر من كجد كبلمو عن الرسالة من يقاؿ: إنو أعلم خلق اهلل باألصو

    شراحها، كقيل إنو سمى شرحو: دالئل األعبلـ، كقد نقلت عنو المواطن التي كجدتها منسوبة إليو في شرح الرسالة.

    ، أحد أئمة (ُ)ىػ(ّْٗأبو الوليد حساف بن محمد القرشي األموم النيسابورم )ت -أيضان، كشيخ الحاكم، كلم أقف على شيء من الشافعية، ممن درس على ابن سريج

    شرحو، قاؿ ابن قاضي شهبة رحمو اهلل: "شرح الرسالة شرحان حسنان في مجلدة، نقل عنو الرافعي في مواضع، منها بطبلف الصبلة بتكرير الفاتحة، كأنو يقنت في الوتر في جميع

    .(ِ)ادل"السنة، كأنو تجوز الصبلة على قبر النبي صلى اهلل عليو كسلم فر ىػ(، أخذ الفقو عن ابن ّْٗمحمد بن علي بن إسماعيل القفاؿ الكبير الشاشي )ت -

    سريج، كلو بعض العبارات المنقولة من شرحو على الرسالة. ىػ(،َْٔ)ت الشافعي الفقيو نيياإلسفراي أحمد بن محمد طاىر أبي بن أحمد حامد أبو -

    كىذا الشرح أغفلو كثير ممن ترجم لشركح الرسالة، كقد يكوف مرد ذلك أف الزركشي رحمو اهلل لم يذكره في البحر المحيط، إال أف ابن تيمية رحمو اهلل ذكره في التسعينية،

    الذم الفقو أصوؿ في كتابو في ينياإلسفراي حامد أبو الشيخ كقاؿكنقل عنو، فقاؿ: "، كذكر في درء تعارض العقل كالنقل ىذا النقل عنو، كأنو (ّ)..."الشافعي رسالة فيو شرح

    أبو اإلماـ الشيخ كقاؿفي الفتاكل الكبرل: "قاؿ ك ، (ْ)من كتابو: التعليق في أصوؿ الفقو كسماه الشافعي رسالة فيو شرح الذم الفقو أصوؿ في كتابو في اإلسفراييني حامد

    .(ٓ)"التعليقىػ(، كلم أقف على ّْٖأبو محمد عبد اهلل بن يوسف الجويني، كالد إماـ الحرمين، )ت -

    حق أب بر زللي بل ؛بيذ: ذجلوزعا ذل س بو ي ذلي هعا ؛ ل ( نك أن مل ذح ٖٚٛ/ٔم بق طىل أن ص "ب كيف ذل ون )( ٔ) ح أيب ذلول ي غَتً آ " ي جعقويأهنودبعق ؛قى نلر بعض أايف ذلعقي مل ذدلع ص مل وغَتاي طال ه( ٖٛٛ) ذ:

    مل " جا ق ف حق ذ: ومؤميي أ ق مل مخك مل ذلي ذح لق ؛ ل أب ذلول ي وذكتفى ب يب بر كل مل أ ق واي ا وذل ذل س بو ي .أ؛ا ؛قى وذاي دؤمي نلر

    .ٕٙٔ/ٔ ابق ذلي هع ( ٕ) .ٚٚٛ/ٖذلتسع ( ٖ) .ٙٓٔ/ٕ ء دع ض ذلعقيف وذل قيف ( ٗ) .ٜٛ٘/ٙذلفت وى ذلرربى ( ٘)

  • 18

    .(ُ)الرسالةمتن شيء من شرحو لما في كلعل غير ىؤالء األعبلـ رحمهم اهلل قاـ بشرحو أيضان، كلم يوقف عليو، كما أف كل ىذه

    المتاحة في ىذا العصر.الشركح مفقودة، كلم يسمع عن كجود شيء منها في مكتبات العالم

    ، التي كاف ذكرىا فيما يبدك محل كىمو مفهرسين كغيرىم بعض الشركح األخركقد زاد بعض ال كجماؿ األنفاسي، الحجاج كأبو الجزكلي، زيد أبو: من قبلهم، فذكركا أنو قاـ بشرح الرسالة أيضان

    بشرح قاموا الذين المالكية علماء من ىؤالء أف إال اهلل، رحمهم الفاكهاني كابن األفقهسي، الدين التعليم منحى نحت كالفقو، العلم كاجبات في رسالة كىي اهلل، رحمو القيركاني زيد أبي ابن رسالة

    .كالتدريس

    إلى أف ىناؾ بعض الشركح المعاصرة الصوتية كالمرئية، التي قاـ بها بعض أىل أخيران كينبو دكرات علمية في مساجد العالم اإلسبلمي، كقد كقفت على كثير منها، كاستمعت لها، العلم فيذات مشارب مختلفة متنوعة تتفاكت في اإلطالة كاالختصار، كااللتزاـ بمتن الرسالة ككانت

    كالخركج عنو، بحسب الحاؿ كالمقاـ، جزاىم اهلل تعالى خير الجزاء.

    وشلل نك نلر ( هق لل ٘ٓٙ/ٕ ابق ذلفقه ء ذلي هع قيف ؛ ق ذبل ذل :ح حق ذ: بعض ذلعب ذ ه ذلر:م ؛ل ذأل ع ي )( ٔ)ي هوذ"ي أول أم ي ك ن ذال؛تنذل مث دل ظه لق هس أعوذذلي ج ؛ل وذ""ه ح ذل ؛ ل ل م هي ذلي أل أبو زللي ذجلومٍت هإ ق ع ل

    ه مس ل ٕٕٓ ٙٛٔ/ٖ ابق ذلي هع ذلرربى " وكخذ قيف ؛ ق ذبل ذلسبرا حق ذ: ه "ىت لفهي ه أكا م ذ؛تقيويه ح ذل ؛ ل ل مل "فظ وص عولق ٖٓٙ/ٛ ر ذدل عي واا غَت موجو ا ه ذل ؛ ل و قيف ؛ ق ذلن كيا ه ذلبح ذحمل ط

    ا غَت أ ق ال مع ي "ق ئقه ومع ه ال جيوز لق أن جيتهي ومق ي وال مرون مل أايف ذلفتوى ولو أهىت ذلي هعا وأعوذل ذل س ب ؛ .بق ال جيوز

  • 19

    ثَٞ اهلل اٛومح٢ اٛوؽْٞ

    ًطَٜ اهللُ هَٜ ٍْل٣ب زل٠ل ًآٛو ًطؾجو ًٍٜٞ.

    ث٢ هض٠ب١ ث٢ اٛوجبً ث٢ بكهٌّ ث٢ زل٠ل اهلل هجل ؤثٌ ؤف٣ّّب :ٓبٙ ٠ٍْٜب١ ث٢ اٛوثْنه٢

    هٞ اث٢ُ ادلـٜيبُّ، ٟنبٍ هجل ث٢ ادلـٜت ث٢ ىبشٞ ث٢ ّيّل هجلِ ث٢ هجْل ث٢ اَٛبئت ث٢ شبُن

    .ًٍٜٞ هْٜو اهلل طَٜ اهلل هٌٍٙ

    ثِوَثِّيِْٞ ََِٗوًُا اَّٛن٢َِّ صَُّٞ ًَاٛنٌُّهَ اٛل٠َُُّٜبدِ ًَعَوََٚ ًَاْٛإَهْعَ ا٠َََّٛبًَادِ فَََْٜ اَّٛنُِ َِّٜٛوِ اْٛؾ٠َْلُ$

    ٟاكُ هَٜ تٌعِرُ، ٟنو ثنو٠خٍ بال ٣ِو٠َِوِ ٢ٟ ٣و٠خٍ شُ٘وُ ٍُّاكَّ ال اٛنُ هلل ًاحل٠لُ#، َّوْل١ٌَُِٛ

    اٛنُ ،٠زولَهَ ُٗنوَ اٌٛاط١ٌِ ّجٜي ًال، ذبب هش٘وُ هْٜو غتَّ ؽبكصخً، ٣و٠خً: ثإكائيب ٣و٠و ٟبػِ

    ًهِيّ ًعيو ٛ٘وٝ ّنجٌِ ٠ٗب محلاً هؤمحلُ، وفُٜٔ ثو ّظِو ٟب ًٌَُّ و،٣ََِ َطًََ ٠ٗب ىٌ

    ٣وٞؤَ ٢َٟ ّؼّٚ ال اٛنُ ذبلاه ًؤٍزيلّو، ثو بال ٌٓحَ ًال ٛو ؽٌَٙ ال ٢َٟ اٍزوب٣خَ ًؤٍزوْنو، عالٛو

    ًال وم٣جَ ٌِوَّ ال ؤ٣و ًّوُٜٞ ثوجٌكّزو، ُّٔو ٢َٟ اٍزٌِبهَ دًَُؤَفوّ ؤَىِٛذُ دلب ًؤٍزٌِوه، هْٜو ثو

    .ىٌ بال ٟنو ْونغُّّ-------------

    مقدمة الرسالة:

    أكلى ما علىكشكره عليو كالثناءتعالى اهلل بحمد كتابومقدمة اهلل اإلماـ الشافعي رحموبدأ مع التأكيد على المتدفقة، التدين كمشاعر النابضة، اإليماف معانيالسابغة، كتجلت فيها نعمال من

    على كصدقة منو ،أف اإلعانة منو سبحانو إلى شكره بالقوؿ كالعمل توفيق منو كفضل كسعة رحمة إليو ككره، قلبو في كزينها إليو، كحببها عليها، كالقدرة إرادتها فيو كخلق لها، قوكفٌ " عبده،

    فيها العبد بذؿ إذا غايتها بل قدره، على ىي كال كثوابو، لجزائو ثمنان فليست ىذا كمع أضدادىا، بحقو طالبو فلو عليو، نعمو بعض على لو شكرا تقع أف الوجوه أكمل على كأكقعها كجهده، نصحو

    .(ٔ)بشكرىا" يقم لم بقية النعمة تلك على الشكر من عليو لبقي

    .٘ٔٔ/ٔميذ ج ذلس لرُت (ٔ)

  • 20

    ًاٛنبًُ ثوضو، ًهٌٍٛو هجله زل٠لاً ًؤ١ ٛو، شوّٖ ال ًؽله اهلل بال بٛو ال ؤ١ ًؤشيل

    :طنِب١

    ثإَٛنزيٞ، طبًٌه ٗنثبً ُبُزوٌٜا ثبهلل، ًِٗوًا ؤؽ٘بٟو، ٢ٟ ثلٌّٛا ٗزبةٍ ؤىُٚ: مهبؤؽلُ

    .بْٛيٞ ؤ٣َيٙ اٛنُ اهلل حبْ ُقٜـٌه

    ثِبِْٛ٘زَبةِ ؤََِْٛنَزَيُٞ ١ًٌََُّْٜ ََِٛؤًِّب ِٟنْيُْٞ ًَب١َِّ: $ُٔبٙ ِٗوىٞ، ٢ِٟ ٛنجْو ًروبىل رجبهٕ ُنٗو

    ١ًٌٌَََُُّٛٔ اَّٜٛوِ هِنلِ ٢ِْٟ ىٌَُ ًََٟب اَّٜٛوِ هِنلِ ٢ِْٟ ىٌَُ ١ًٌٌَََُُّٛٔ اِْٛ٘زَبةِ ٢َِٟ ىٌَُ ًََٟب اِْٛ٘زَبةِ ٢َِٟ ِٛزَؾََْجٌُهُ

    َّن٢َِّ ٌٌََُّْٚ: $ٓبٙ صٞ، #َّو١ٌُ٠ََْٜ ًَىُْٞ اَْٛ٘نِةَ اَّٜٛوِ هَََٜ ٢ِْٟ ىََٰنَا ١ٌٌََُُّٛٔ صَُّٞ ثِإَّْلِّيِْٞ اِْٛ٘زَبةَ َّْ٘زُج١ٌَُ ِّٜٛ

    رجبهٕ ًٓبٙ، #ََِّْ٘ج١ٌَُ ٠َِّّٟب َّٛيُٞ ًًٌََّْٚ ؤَّْلِّيِْٞ َٗزَجَذْ ٠َِّّٟب َّٛيُٞ ٌٌََُّْٚ ًَِْٜٜٓب ص٠ََنًب ثِوِ َِْٛشْزَوًُا اَّٜٛوِ هِنلِ

    ثِإٌََُْاىِيِْٞ ٌَُْٓٛيُْٞ مََِٖٛ اَّٜٛوِ اث٢ُْ ا٠ََِْْٛؼُ اٛنَّظَبهٍَ ًََٓبَٛذِ اَّٜٛوِ اث٢ُْ هُيَّْوٌ اَْْٛيٌُكُ ًََٓبَٛذِ: $ًروبىل-------------

    اإلشارة إلى أربعة موضوعات رئيسة، كىي: مقدمة الرسالة محتول كقد تضمن

    حاؿ الناس كقت بعثة النبي صلى اهلل عليو كسلم. -ببعثة النبي محمد صلى اهلل عليو كسلم في كقت المهداة الرحمةك بياف النعمة المسداة -

    كانت البشرية في أمس الحاجة إليها. أف إنزاؿ الكتاب كاف من تماـ النعمة كإكماؿ المنة. - طبقات الناس في العلم. -

    عربهم كعجمهم، عمياء، كضبللة جهبلء، جاىليةفشرع في بياف حاؿ البشرية كقت البعثة من كانوا في الجملة على صنفين: كأنهم

    اهلل حبْ ُقٜـٌه ثإَٛنزيٞ، طبًٌه ٗنثبً ُبُزوٌٜا ثبهلل، ًِٗوًا ؤؽ٘بٟو، ٢ٟ "ثلٌّٛاأىل كتاب، -

    كساؽ الشافعي ىنا األدلة من القرآف الكريم على ما حصل منهم من ،"بْٛيٞ ؤ٣َيٙ اٛنُالشافعي إلى اإلماـ شارة كلفتة جميلة من إىذا كفي كفر كضبلؿ كتبديل كتحريف،

    ليهم إاإلفك المبين، كأف إنزاؿ الكتاب التحذير من الوقوع فيما انغمسوا فيو من البهتاف ك النجاة، مالم يتمسكوا بما أنزؿ إليهم، كيفهموه حق فهمو، كيعملوا بو في لوحده ال يشفع

    في اليسر كالعسر كالمنشط كالمكره.

  • 21

    ؤَهْثَبثًب ًَهُىْجَب٣َيُْٞ ؤَؽْجَبهَىُْٞ ارَّقَنًُا. ُّا١ٌََُُْ٘ ؤ٣َََّ اَّٜٛوُ َٓبرََٜيُُٞ َٓجُْٚ ٢ِْٟ ًاََِٗوُ ٌََْٓٙ اَّٛن٢َِّ ُّؼَبىِئ١ٌَُ

    ه٠ََّب ٍُجْؾَب٣َوُ ىٌَُ بَِّٛب بََِٰٛوَ َّٛب ًَاؽِلًا بََِٰٛيًب َِْٛوْجُلًُا بَِّٛب ؤُِٟوًُا ًََٟب َٟوََّْٞ اث٢َْ ًَا٠ََِْْٛؼَ اَّٜٛوِ ك١ًُِ ٢ِّٟ

    ثِبْٛغِجْذِ ُّاِْٟن١ٌَُ اِْٛ٘زَبةِ ٢َِّٟ ٣َظِْجًب ؤًُرٌُا اَّٛن٢َِّ بََِٛ رَوَ ؤََْٛٞ: $ًروبىل رجبهٕ ًٓبٙ، #ُّشْو١ٌَُِٗ

    ٢ًََٟ اَّٜٛوُ َٛوَنَيُُٞ اَّٛن٢َِّ ؤًََُٰٛئَِٖ .ٍَجًِْٜب آَٟنٌُا اَّٛن٢َِّ ٢َِٟ ؤَىْلٍََٰ ىََٰاَُٛبءِ ََِٗوًُا َِّٜٛن٢َِّ ١ًٌٌَََُُّٛٔ ًَاٛـَّبًٌُدِ

    .#٣َظِريًا َٛوُ رَغِلَ ٢ََُٜ اَّٜٛوُ َّْٜو٢َِ

    ًَطٌَُهَاً ًَفُشُجَبً، ؽغبهحً ثإّلّيٞ جٌاظ٣ًََ ،اهللُ ثو ّإم١ مل ٟب ُبثزلهٌا ثبهلل، ِٗوًا ًطنٌَ

    جلًاهَ ٟب ًريَ اٍزؾَنٌا ُةما هجلًىب، آذلخً ٌىبًكهَ ب،ىاُزوٌٜ ؤمسبءً ًا٣ًجيُ ب،ىاٍزؾَنٌ

    .اٛووةُ ُإًٛئٖ: ُوجلًه ه،ًريَ ثإّلّيٞ ٣ًظجٌا، ؤٌٛٔه ٟنيب

    ًصلٍٞ ًكاثخٍ ؽٌدٍ ٢ِٟ اٍزؾَنٌا ٟب هجبكحِ ًيف ىنا، يف يٍٞجَْٜ اٛوغٞ ٢ِٟ ؿبئِخٌ ًٍٜ٘ذ

    .هًًريِ ٣ًبهٍ

    صنبئه عّٚ ُؾَ٘ اٛظنَ، ىنا ٢ِٟ هًريَ جلهَ ٢َٟ ثوغ عٌاة ٢ِٟ عٌاثبً ٛنجْو اهللُ ُنٗو

    ًروبىل رجبهٕ ًؽَ٘#، ُّْٟٔزَل١ًَُ آصَبهِىِٞ هَََٜ ًب٣َّب ؤَُّٟخٍ هَََٜ آثَبء٣ََب ًعَل٣َْب ب٣َّب$: ٌٓذلٞ هنيٞ

    ،#َٗضِرياً ؤَػٌَُّٜا ًََٓلْ. ٣ًَََْوًا ًََّوٌَُّ ٌٌَُّسَ ًََٛب ٌٍَُاهًب ًََٛب ًَكًّا رَنَه١َُّ ًََٛب آِٛيَزَُْ٘ٞ رَنَه١َُّ َٛب: $هنيٞ

    َِٛٞ ؤَثَذِ َّب ِٛإَثِْوِ َٓبَٙ بِمْ. ٣َّجًِّْب طِلًِّّٔب َٗب١َ ب٣َِّوُ بِثْوَاىَِْٞ اِْٛ٘زَبةِ ُِِ ًَامُْٗوْ: $ًروبىل رجبهٕ ًٓبٙ

    ِٛإَثِْوِ َٓبَٙ بِمْ . بِثْوَاىَِْٞ ٣َجَإَ هََْْٜيِْٞ ًَارُْٚ: $ًٓبٙ# شَْْئًب هَنَٖ ٌُّْنِِ ًَال ُّجْظِوُ ًَال ٠َََّْنُ ال َٟب رَوْجُلُ

    ؤًَْ . رَلْه١ٌَُ بِمْ ٠َََّْو٣ٌَُُْ٘ٞ ىَْٚ َٓبَٙ. هَبِِِٗنيَ َٛيَب َُنَلَُّٚ ؤَطْنَبًٟب ٣َوْجُلُ اٌُٛا. رَوْجُل١ًَُ َٟب ًٌََِْٟٓوِ

    .#َّؼُو١ًَُّ ؤًَْ َّنَِو٣ٌَُُْ٘ٞ-------------

    بحيث ،"اهلل ثو ّإم١ مل ٟب ُبثزلهٌا ثبهلل، ِٗوًا " كأىل شرؾ ككثنية من عرب كعجم، -، كالضبلؿ غػالزيفي الشرؾ ك هػػػمكاتباع، اآلباء ما كاف عليو بتعظيم قلوب العرب امتؤلت

    التوحيد، كىجركا ملة أبيهم إبراىيم عليو السبلـ، كاجتالتهم معالم فيهم فاندرست .من كل حدب كمكاف الشياطين

  • 22

    : ٟنيٞ آ٢ٟ ٢َٟ هَٜ ًَٟنَّو خ،هبّٟ ػالٛزيٞ قّّىًُّٞ ٣ِو٠َِوِ، ٢ِٟ نّٗوىُّٞ مجبهزيٞ، يف ًٓبٙ

    هََََٜ ًَُٗنْزُْٞ بِفٌَْا٣ًب ثِنِو٠َْزِوِ َُإَطْجَؾْزُْٞ ٌُُْٜٓثُِْ٘ٞ ث٢ََْْ َُإََََّٛ ؤَهْلَاءً ُٗنْزُْٞ بِمْ هََُْْْٜ٘ٞ اهللِ ٣ِو٠َْخَ ًَامُْٗوًُْا$

    .#رَيْزَل١ًَُْ َٛوََُّْٜ٘ٞ آَّبرِوِ َُْٛ٘ٞ اهللُ ُّج٢َُِّْ َٗنََِٖٛ ِٟنْيَب َُإ٣ََْٔنَُْٗٞ اٛنَّبهِ ٢َِٟ ؽُِْوَحٍ شََِب

    ٓيٞرِوّ يف ِٗوٍ ؤىَٚ ًٍٜٞ هْٜو اهلل طَٜ دبؾ٠لٍ بّبىٞ ب٣ٔبمه ٓجٚ ُ٘ب٣ٌا: اٛشبُوِ ٓبٙ

    ١ٌٌّٛٔ ه٠ب روبىل ،اهللُ ثو ّإم١ مل ٟب ًاثزلامُ ثبهلل، اِٛ٘وُ: األٌٟه ؤهلُٞ غ٠ويَّٞ، ًاعز٠بهيٞ

    ًَطَََ ٠ُ٘ب ٟنيٞ ؽَِّ ٢ًَٟفبُٛٔو، شِءٍ ّٗٚ هةُّ ،ًحب٠له ًٍجؾب٣و ه،ًريُ بٛو ال ،ٗجرياً هٌٜاً

    : ًه٠َٜو ٌَٓٛو ًَطَََ ٠ُ٘ب ٟبد ٢ًَٟ، ٟوظْزو ٢ٟ ٟيكاكاً هثو ثَقؾ ٓبئالً هبٟالً: ؽْبً وؽبَٛ

    .هناثو بىل طبه

    ٟوظْزو اٍزوالء ثول ،اطـَِ اٛنُ كّنو ثةكيبه اهلل ٓؼبءُ َُؾََّْ وؤعَٜ اٛ٘زبةُ ثٜي ٠ُٜب

    يف ٓؼبئو ٣يًٙ هنل ه٠ٜو ٍبثْ يف جيوُ ّيٙ مل ٠ٗب ثومحزو، مسبًارو ؤثٌاةَ َُزَؼَ ،عوَّْ مل اٛيت

    اٛنَّجِِّْنيَ اَّٜٛوُ َُجَوَشَ ًَاؽِلَحً ؤَُّٟخًاٛنَّبًُ َٗب١َ: $ٌّٔٙ ًروبىل رجبهٕ ُة٣و، ٓؼبئه: - اخلبْٛخ اٛٔو١ً

    .#ًَُٟننِه٢َِّ ُٟجَشِّو٢َِّ

    همحزو، ثِزؼِ فٜٔو، مجْن هَٜ ُٚادلِؼَّ، ٛوٍبٛزو ادلنزقتُ ٌٛؽْو، ادلظـَِ فِريرُوُ ُ٘ب١

    يف ادلشَِّنُ ًاٛشبُنُ ًىل،األُ يف مِٗوِه ٟن مِٗوُهُ ادلوٌُمُ ،وٓجَٜ ٌٟٚوٍَ ثو هٍٚؤُ ٟب ًؤهُّٞ ٣جٌرو، ًفزِٞ

    :ًكاهاً ٣َجبً ًفريُىٞ، ًك٣ْب ك٢ٍّ يف هَػَِْوُ فُُْٜ ّٛ٘ٚ ًؤمجوُيُٞ َبً،٣ِْ ٔوْٜفَ ؤُؼُٚ األفوٍ،

    .ًهٌٍَٛو هجلَه زل٠لاً-------------

    كفي ىذا الجو المشحوف بالزيغ كاالنحراؼ كالضبلؿ من قبل البشرية، كالوسط الجاىلي اإلسبلـ، ببعثة النبي محمد نور كالشرؾ، بزغت شمس النبوة، كأشرؽ الكفر بظلمات المظلم

    فوؽ إليها كحاجتهم منها، لهم بدَّ ال للعباد، صلى اهلل عليو كسلم، فكانت رسالتو "ضركرية الركح عدـ إذا للعالم صبلح فأمُّ كحياتو، كنوره العالم ركح كالرسالة شيء، كل إلى حاجتهم لم ما العبد ككذلك الرسالة، شمس عليو طلعت ما إال ملعونة مظلمة كالنور؟، كالدنيا كالحياة قاؿ األموات، من كىو ظلمة، في فهو كركحها حياتها من كينالو الرسالة، شمس قلبو في تشرؽ

  • 23

    ٢ِْٟ هٌٌٍَُٙ عَبءَُْٗٞ ََٛٔلْ: $ُٔبٙ، ًاٛل٣ْب اٛل٢ّ يف اٛنَِّنِ اٛوبٟخَ اخلبطخَ، ٣ِو٠ََوُ ًَفََٜٔوُ ًَهَوََُّنَب

    اُْٛٔوٍَ ؤَُّٝ ِٛزُننِهَ: $ًٓبٙ، #هَؽٌِْٞ هَءًٌٍُ ثِب٠ُْٛاِْٟنِنيَ هََُْْْٜ٘ٞ ؽَوِّضٌ هَنِزُّْٞ َٟب هََْْٜوِ هَيِّيٌ ؤ٣ََُُِِْْ٘ٞ

    ًَب٣َِّوُ: $ًٓبٙ، #اْٛإَْٓوَثِنيَ هَشِريَرٖ ًَؤ٣َْنِهْ: $ًٓبٙ، ٌُٟٓو ًُْيب ٟ٘خ،: اٛٔوٍ ًؤُّٝ ،#ؽٌََْٛيَب ٢ًََْٟ

    .#ًٌَََِِْٟٖٛٔ ََٖٛ َٛنِْٗوٌ

    ََٖٛ َٛنِْٗوٌ ًَب٣َِّوُ: $ٌٓٛو يف رلبىل ه٢ ٣َغِْؼ ؤثِ اث٢ ه٢ هْْنخ اث٢ ؤف٣ّّب: اٛشبُوِ ٓبٙ

    ٢ِٟ: ُْٔبٙ ،اٛووة؟ ؤُ ٢ِٟ: ُْٔبٙ، اٛووة ٢ِٟ: ُْٔبٙ، اٛوعٚ؟ شل٢: ّٔبٙ: ٓبٙ، #ًٌَََِِْٟٖٛٔ

    .ٓوّش

    .اٛزَِري ه٢ ثبٛزنيّٚ ُْو َٟزٌنًَ، آّخ يف ٢ٌثّْ ىنا ٢ٟ رلبىلٌ ٓبٙ ًٟب: اٛشبُوِ ٓبٙ -------------

    نىاهي مىٍيتان كىافى مىن )أىكى : تعالى اهلل الظٌليمىاتً ًفي ٌمثػىليوي كىمىن الٌناسً ًفي ًبوً يىٍمًشي نيوران لىوي كىجىعىٍلنىا فىأىٍحيػىيػٍهىا ًبخىارًجو لىٍيسى كنور الرسالة بركح اهلل فأحياه الجهل، ظلمة في ميتان كاف المؤمن كصف فهذا ،(ٌمنػٍ

    اهلل كسمى، الظلمات في القلب فميت الكافر كأٌما الناس، في بو يمشي نوران لو كجعل اإليماف،نىا )كىكىذىًلكى : تعالى اهلل قاؿ الحياة، فقدت عدـ إذا كالركح ركحان، رسالتو تعالى يػٍ ًمنٍ ريكحان ًإلىٍيكى أىٍكحىيمىافي كىال اٍلًكتىابي مىا تىٍدًرم كيٍنتى مىا أىٍمرًنىا ًعبىاًدنىا(، ًمنٍ نىشىاءي مىنٍ بًوً نػىٍهًدم نيوران جىعىٍلنىاهي كىلىًكنٍ اإٍلً .(ٔ)النور" كالنور الحياة، فالركح الركح كالنور،: كىما األصلين، ىنا فذكر

    ًإنَّوي (، أم: لىكى لىذًٍكره كفي قوؿ اهلل تعالى: )كى إليك، أكحي الذم أف القرآف الكريم كىًلقىٍوًمكى فهم بلغتهم، أنزؿ إنو حيث قريش، من من كلقومك لك لشرؼ بو؛ تستمسك أف أمرناؾ كالذم

    كصفوتهم خيارىم كاف كىكذا بمقتضاه، كأعملهم بو الناس أقـو يكونوا أف لو، فينبغي الناس أفهمعباس رضي كتابعهم، كما جاء عن ابن شابههم كمن األكلين السابقين المهاجرين من الخلص من

    ًإنَّوي : )اهلل عنو في قولو مجاىد رحمو اهلل لك، كعن شرؼ القرآف إف: يقوؿ( كىًلقىٍوًمكى لىكى لىذًٍكره كىًإنَّوي : )قولو في من: فيقاؿ العرب، من: أنت؟، فيقوؿ من: للرجل يقوؿ: قاؿ( كىًلقىٍوًمكى لىكى لىذًٍكره كى .(ٕ)قريش من: فيقوؿ العرب؟، أمٌ

    .ٜٗ-ٖٜ/ٜٔرللوع ذلفت وى (ٔ) .ٕٓٔ/ٚ دفسَت ذبل كاَت ٓٔٙ/ٕٔم ل دفسَت ذلطربي (ٕ)

  • 24

    ثبُٛٔوَآ١ ًهُن ىٞ،ثولَ ذبب اخلَْٜ ًهَّٞ اٛنِّنَاهح، يف األٓوثني ًهشريَرَو ٌَٟٓو صنبئه عّٚ ُقضّ

    ثوغُ ًىهٞ، #اْٛإَْٓوَثِنيَ هَشِريَرٖ ًَؤ٣َْنِهْ: $ُٔبٙ ،ثوضو بم ثبٛنِّناهح وٌَٟٓ فضّ صٞ اهلل، هٌٍِٙ وَمِْٗ

    هشريرِ ؤ٣ُنهَ ؤ١َْ ثوضين اهلل ب١ ،!ٟنبٍ هجل ثين ّب: ٓبٙ اهلل هٌٍٙ ؤ١ آ١ثبُٛٔو اٛوٜٞ ؤىٚ

    . األٓوث١ٌ هشريرِ ًؤ٣زٞ األٓوثني،

    # مِْٗوََٕ ََٖٛ ًَهََُوْنَب: $ٌٓٛو يف رلبىل ه٢ ٣َغْؼ ؤثِ اث٢ ه٢ هْْنخ ث٢ ؤف٣ّّب: اٛشبُوِ ٓبٙ -------------

    إلى اإلمكاف بحسب رسالتو ثم إف اهلل تعالى لما بعث نبيو صلى اهلل عليو كسلم أمره بتبليغ منو، لقرابتهم بالدعوة الناس أكلى كنسبان، لكونهم مكانان منو األقرب بتبليغ طائفة، فأمر بعد طائفة

    .(ٔ)األرض أىل جميع إلى النذارة تبلغ حتى؛ طائفة بعد طائفة بتبليغ ثم

    عىًشيرىتك )كىأىٍنًذرٍ : تعالى فقاؿ قريش، األقربين، كىم عشيرتو بإنذار أكالن تعالى اهلل فأمره كسلم كعملو بما أمر بو بالمعنى، اأٍلىقٍػرىبًينى(، كساؽ اإلماـ الشافعي مبادرة النبي صلى اهلل عليو

    عىًشيرىتك )كىأىٍنًذرٍ : نزلت لما: قاؿ عنهما اهلل رضي عباس ابن كىو ثابت في الصحيح، فعنعدم" بني يا فهر، بني "يا: ينادم فجعل الصفا، على كسلم عليو اهلل صلى النبي صعد اأٍلىقٍػرىبًينى(،

    ما لينظر رسوالن أرسل يخرج أف يستطع لم إذا الرجل اجتمعوا، فجعل حتى - قريش لبطوف - عليكم، تغير أف تريد بالوادم خيبلن أف أخبرتكم لو "أرأيتكم: فقاؿ كقريش، لهب أبو فجاء ىو،

    عذاب يدم بين لكم نذير "فإني: قاؿ صدقان، إال عليك جربنا ما نعم،: قالوا مصدقي؟"، أكنتم .(ٕ)شديد"

    ذكره برفع كعده بل ،ذلك فحسب عند كسلم عليو اهلل صلى لنبيو إكراـ اهلل تعالى يقف كلم الثناء لك كجعلنا ،المماتك الحياة في قدرؾ أعلينا: أم ،(ًذٍكرىؾى لىكى كىرىفػىٍعنىا): فقاؿ قدره، كإعبلء كالتقدير كاإلجبلؿ المحبة من أمتك قلوب في لك كافك ،الخلق من أحدبلغو ي لم الذم الحسن

    ،بالحق كعده اهلل تعالى صدؽ، كىذا ما تحقق كحصل، ك سواؾمن الخلق ألحد ليس ما كالتعظيم مين،األ بالصادؽ كعشيرتو قومو بين يسمىالبعثة، فكاف قبل كسلم عليو اهلل صلى ذكر نبيو فرفع كمغاربها. األرض مشارؽ دعوتو بلغت حين البعثة بعد ذكره رفعثم

    . ٖٖٛ/ ٔ ذل ح ح م ل ذجلوذب (ٔ) .ٖ٘٘ ومسقي ه صح حق عي ٓٚٚٗ وذي ذلبخ ي ه صح حق عي (ٕ)

  • 25

    - ّوين، اهلل هٌٍٙ زل٠لاً ؤ١ ًؤشيل اهلل، بال بٛو ال ؤ١ ؤشيل: ٟوِ مُِٗودَ بال ؤُمَٗوُ ال: ٓبٙ

    اٛو٠ٚ ًهنل اٛ٘زبة، رالًح هنل مٗوَه ًَّؾز٠ٚ ،ما١ًاأل ثبهلل، اإلديب١ هنل مٗوَه - ؤهٜٞ ًاهلل

    .ادلوظْخ ه٢ ًاٌٌٍٛٓ ثبٛـبهخ،

    األًٛني يف هْٜو ًَطّٜ اٌٛب١ٌُٜ، مٗوه ه٢ ًًَََِٚ اٛناٗو١ً، مٗوه ٠ٜٗب ٣جْنب هَٜ اهلل َُظّٜ

    هْٜو ثبٛظالح ًبّبٗٞ ب٣بًىّٗ، فٜٔو ٢ِٟ ؤؽل هَٜ َطّٜ ٟب ًؤىَٗ ًؤٗضوَ ؤُؼَٚ ًآفو٢ّ،

    هنب اهلل ًعياه ًثوٗبرو، اهلل ًهمحخ هْٜو ًاَٛالٝ هْٜو، ثظالرو ؤٟزو ٢ٟ ؤؽلاً َىّٗ ٟب ؤُؼّٚ

    ؤٟخ فري يف ًعوٜنب اذلٜ٘خ، ٢ٟ ثو ؤ٣ٔن٣ب ُة٣و بْٛو؛ ؤُهٍٚ ٢ٟ ه٢ ٟوٍالً عيٍ ٟب ؤُؼَٚ

    ، فٜٔو ٢ٟ هْٜو ؤ٣وٞ ٢ًٟ ٟالئ٘زو ثو ًاطـَِ اهرؼَ، اٛنُ ثلّنو كائنني ٜٛنبً، ؤفوعذ

    ُْي٠ب، ٟ٘وًهٌ هنب ذبب كُُِنَ ؤً ،ًك٣ْب ك٢ّ يف بًؽلّ ذبب ٣ٜنب ثَـَنَذ، ًال يودكَ ٣و٠خٌ ثنب ٌِر٠ُْ ُٜٞ

    هشلىب، بىل ًاذلبكُ فريىب، بىل اٛٔبئلُ يب،ٍججُ هْٜو اهلل طَٜ ًزل٠لٌ بال: ٟني٠ب ًاؽلٍ ًيف

    اٛٔبئُٞ ،اذلٜ٘خَ رٌهك اٛيت ٛألٍجبة ادلنجِّوُ ل،شْاٛوُّ فالٍ يف اٌََّٛءِ ًٌٟاهك اذلٜ٘خ ه٢ اٛنائلُ

    هَٜ طَٜ ٠ٗب ،زل٠ل آٙ ًهَٜ زل٠ل هَٜ اهلل ُظَٜ، ُْيب ًاإل٣ناه اإلهشبك يف ثبٛنظْؾخ

    . رلْل محْل ب٣و ؛بثواىْٞ ًآٙ بثواىْٞ

    فَِِْٜوِ ٢ِْٟ ًََٛب َّلَّْوِ ث٢َِْْ ٢ِْٟ اْٛجَبؿُِٚ َّإْرِْوِ َٛب . هَيِّيٌ َِٛ٘زَبةٌ ًَب٣َِّوُ: $ُٔبٙ، وٗزبثَ هْٜو ٣يًٙؤَ

    َٟنَّبً: ؤَؽََّٚ ٟب ُْو ًث٢َّْ ًاذللٍ، اٛؼْبء بىل ًاٛو٠َ اِٛ٘و ٢ِٟ ُنٜٔيٞ، #ؽ٠َِْلٍ ؽٍَِْ٘ٞ ٢ِْٟ رَنْيٌِّٚ

    ثبٛزٌٍوخِ-------------

    أيذٍكىري القاؿ مجاىد رحمو اهلل: " ،(ًذٍكرىؾى لىكى كىرىفػىٍعنىاتعالى في محكم التنزيل: )كفي قوؿ اهلل رحمو اهلل قاؿ: قتادة"، كعن اهلل رسوؿ محمدان أف كأشهد اهلل، إال إلو ال أف أشهد: معي ذيٍكًرتى إال :بها ينادم إال صبلة، صاحب كال متشهد، كال خطيب، فليس كاآلخرة، الدنيا في ذكره اهلل رفع

  • 26

    َ ًٟب فٜٔو، هَٜ ًاثزَٜ، ًاألًىل آفوح يف هنو اَِّٛ٘ يف يٞؽلّ ٢ِٟ ثو ؤهُٜٞ ىٌ دلب: ؽَوَّٝ

    ٢ِٟ ؿبهزو هَٜ ًؤصبذبٞ ؽ٠ََبى٠ٌُُىب، زلبهَٝ ه٢ ًبَٟبٍٕ، ًه٠ٍٚ ،ثٌٍٔٙ رَوَجَّلَىُٞ ثإ١ْ يٞؿبهزَ

    . صنبئه عّٚ و٣و٠زُ ثو هَل٠َُذ ٟب: ٠ٔ٣زو ٢ِٟ ًاٛنغبحِ عنزو، يف اخلٌٜكِ

    ًًََهَلَيُٞ، ؿبهزو ألىٚ هَٜ ؤىِٚ ٟوظْزوِ ٢ِٟ فالٍ ٟب ؤًعت ؤًَعتَ ٟب ًؤَه٠ََٜيُٞ

    آصبهاً، ًؤمحلَ ؤه٠بهاً، ًؤؿٌَٙ ًؤًالكاً، ؤٌٟاالً ٟنيٞ ؤٗضوَ ٗب١ شل٢ ٓجٜيٞ، ٗب١ ه٢٠ ثبألفجبه

    ذبٞ ٣ًيٛذ ،ٞآٟبذل ك١ً ٟنبّبىٞ ٓؼبئو ٣يًٙ هنل ُإمآيٞ ك٣ْبىٞ، ؽْبح يف خبالٓيٞ ُبٍز٠زوٌا

    ه٢َّ ٓجٚ يٌاًّزنجَّ جْب١،اٛزِّ ثِغََِّْٜخ ًّزِي٠ٌا ًا١،األَ ٣َُؤُ يف ْٛوزًّّا آعبذلٞ، ا٣ٔؼبء هنل وهٌٔثزُ

    َّٟب ٣ٌٍَِْ ُُّٗٚ رَغِلُ$ ً ،ُلّخٌ افنرُ ًال ،ٟن٣تٌ ُّوزِت ال ؽني، ادللح ا٣ٔـبم ٓجٚ ًّو٠ٌٜا اٌِٜٛخ،

    ؤ٣َيٙ ٟب ُُّ٘ٚ، #ثَوِْلًا ؤََٟلًا ًَثَْْنَوُ ثَْْنَيَب ؤ١ََّ ٌَْٛ رٌََكُّ ٌٍُءٍ ٢ِٟ ه٠ََِٜذْ ًََٟب ُّٟؾْؼَوًا فَْْوٍ ٢ِْٟ ه٠ََِٜذْ

    ًال عيٜو، ٢َٟ وَّٜٞ ال عيٜو، ٢َٟ ًعيٜو ه٠ٜو، ٢َٟ ه٠َِٜو ،ًؽغخٌ همحخٌ - صنبئه عّٚ - ٗزبثو يف

    .ه٠ٜو ٢َٟ غيَّٚ-------------

    .(ٔ)اهلل رسوؿ محمدان أف كأشهد اهلل، إال إلو ال أف أشهد

    ثناؤه جلٌ ككاف مما تفضل اهلل تعالى بو على نبيو كعلى أمتو إنزاؿ القرآف الكريم، الذم كصفو ككريم،، كمجيد حكيم، علي كتاب عزيز، ك بأنو اهلل فوصفو عظيمة، لمعاف جامعة جليلة بصفات كتذكرة كبشرل، كىدل كذكرل، ًذٍكره كأنو الذكر، ذكأنو ك اليقين، حق كأنو كقيم، كمبارؾ كعظيم،

    ختص، كىذه الصفت يعلمها كيوقن بها كيكفرقاف كشفاء كبياف، كنور كرحمة، كبصائر كموعظة،ا لٌوي يىٍجعىل كىلىمٍ اٍلًكتىابى عىٍبًدهً عىلىىى أىنٍػزىؿى ) من فسبحاف" ىداه، كاتبع بو آمن من ببركتها كرفع ،(ًعوىجى

    ـى حبللىوي فأىحلَّ بو ائتمَّ لمن درجان، السعادة مراقي في بمتشابهو كآمن بمحكمو كعمل حرامىوي كحرَّ غيره، من الهدل كابتغى ظهره كراءى كنبذه رأسو بو يرفع كلم عنو أىعرض من على قهره ككضع كحبل، العظيم كالنبأي ، المستقيم كالصراط، الحكيم الذكر فًإنو ؛متولجان الجحيم دركات في فجعلو

    .ٜٕٗ/ٕٗم ه ذألت مل ؛ل رل اي وعت ال دفسَت ذلطربي (ٔ)

  • 27

    اٛوٜٞ ؿٜجخ هَٜ َّْؾَُُ، ثو اٛوٜٞ يف كهعبذتٞ ثٔلْه اٛوٜٞ ٢ِٟ ٌٟٓوُيٞ ،ؿجٔبدٌ اٛوٜٞ يف ًاٛنبًُ

    اٛنْخ ًبفالصُ ؿََٜجِو، ك١ًَ هبهعٍ ّٗٚ هَٜ ًاٛظُّّ ه٠ٜو، ٢ِٟ االٍز٘ضبه يف عيلِىٞ ًبّخ ثٌٜىُ

    بال فريٌ ُّلهَٕ ال ُة٣و هْٜو، اٛو١ٌ يف اهلل بىل ًاٛوًجخُ ًاٍزنجبؿبً، ٣ظبً ه٠ٜو اٍزلهإ يف هلل-------------

    .(ٔ)"كنجا فاز بو استمسك من الذل كعهده خلقو، كبين بينو المديد المتين اهلل

    ثم كاف من مزيد فضل اهلل تعالى على ىذه األمة أف حول كتابو جميع ما يحتاجونو في أمور يىانان اٍلًكتىابى عىلىٍيكى )كىنػىزٍَّلنىا: سعادتهم في الدنيا كاآلخرة، فقاؿ تعالىدينهم كما يكفل ًلكيلِّ تًبػٍ

    .(ٕ)لكٌل ما بالناس إليو الحاجة من معرفة الحبلؿ كالحراـ كالثواب كالعقاب بيانان فكاف شىٍيءو(،

    ، نصان الذكر تناكلو جىًليٌ بياف: ضربين على إال أف ىذا البياف لم يكن على درجة كاحدة، بل كاف قد حكم فيها كهلل إال دقيقة كال جليلة حادثة من فما، ضمنان التبلكة معنى عليو اشتمل خًفيٌ كبياف

    ، كما الكتاب عن صدر فإنما كسلم عليو اهلل صلى النبي نوبيٌ ماثم ،أك داللة نصان الكتاب في بينوًإنَّكى ): كقولو(، فىانتػىهيوا عىٍنوي نػىهىاكيمٍ كىمىا فىخيذيكهي الرَّسيوؿي آتىاكيمي كىمىا): تعالى قولودؿ عليو لىتػىٍهًدم كى

    عز اهلل عن فهو الرسوؿ نوبيٌ فما(، اللَّو أىطىاعى فػىقىدٍ الرَّسيوؿ ييًطعٍ مىنٍ ): كقولو(، مٍُّستىًقيمو ًصرىاطو ًإلىى اإلجماع عليو حصل ماىكذا ك أمره، كاتباع بطاعتو إيانا اهلل ألمر ؛لو الكتاب تبياف من كىو، كجل

    تجتمع ال ، كأف األمةاإلجماع حجة صحة على دؿ قد الكتاب ألف؛ الكتاب عن أيضان فمصدره فما أجمع، ذلك على دؿ قد ألنو؛ الكتاب تبياف من االجتهاد كالنظر أكجبو ماثم ضبلؿ، على .(ٖ)السابقة الوجوه من تبيانو الكتاب كفي إال الدين أحكاـ من حكم من

    كلهذا ختم اإلماـ الشافعي مقدمة الرسالة باإلشارة إلى طبقات الناس في العلم، باعتبار أف من ٢ٟ ُة١"بياف القرآف الكريم ما يكوف خفيان، يفتقر إظهاره ككشفو إلى تأمل أىل العلم كاجتهادىم،

    فليس كل ما في الكتاب من المنصوص عليو الذم ، "ًاٍزلالالً ٣ظبً ٗزبثو يف اهلل ؤؽ٘بٝ هَٜٞ كهٕؤَ يقف عليو عامة الناس غالبان، كلهذا من نٌور اهلل تعالى بصيرتو بما في القرآف الكريم من اآليات

    .٘ا م ذذلج دُت ص (ٔ) .ٕٛٚ/ٚٔم ل دفسَت ذلطربي (ٕ) .ٛ/ٔ مع مل ذلس ل ٕٙٗ/ٖم ل أ"ر م ذلق آن لقج ص (ٖ)

  • 28

    هِٜٞ دبب ًاٛو٠ٚ ٌٜٛٔٙ اهللُ ًًُٔو ًاٍزلالالً، ٣ظبً ٗزبثو يف اهلل ؤؽ٘بٝ هَٜٞ كهٕؤَ ٢َٟ ُة١؛ ثو٣ٌو

    َتُ هنو ًا٣زِذ ًك٣ْبه، كّنو يف ثبِٛؼْٜخ ُبى: ٟنو يف ًاٍزٌعتَ ،احل٠٘خُ ٜٓجو يف ٣ًٌََّهد ،اٛوِّّ

    .اإلٟبٟخ ٌٟػنَ اٛل٢ّ

    ٟب بىل اإلرْب١ يف رٔظري٣ب ٟن هْٜنب ادللديَيب اٍزؾٔبٓيب، ٓجَٚ ثنو٠و ٛنب ادلجزلتَ اهللَ ُنَإٙ

    صٞ ٗزبثو، يف ُي٠بً ّوىٓنب ؤ١ْ: ٜٛنبً ؤفوعذ ؤٟخ فري يف اجلبهَِٜنَب ذبب، ش٘وه ٢ٟ ثو ؤًعت

    .ٟيّلح ٣بُٜخَ ٛنب تٌعًُِّ و،ؽَّٔ بهنّ ثو ّاكُ ًه٠الً ًٌٓالً ٣جْو، ٍنخِ

    هَٜ اٛلُْٛٚ اهلل ٗزبة ًيف بال ٣بىٛخٌ اهلل ك٢ّ ؤىٚ ٢ِٟ ثإؽلٍ نيٙرَ َُْٜذ: اٛشبُوِ ٓبٙ

    بََِٛ اٛل٠َُُّٜبدِ ٢َِٟ اٛنَّبًَ ِٛزُقْوِطَ بََِْْٖٛ ؤ٣َيَْٛنَبهُ ِٗزَبةٌ: $ًروبىل رجبهٕ اهلل ٓبٙ، ُْيب اذللٍ ٍجْٚ

    بَِْْٛيِْٞ ٣ُيَِّٙ َٟب ِٜٛنَّبًِ ِٛزُج٢ََِّْ اٛنِّْٗوَ بََِْْٖٛ ًَؤ٣َيَْٛنَب: $ًٓبٙ، #اْٛؾ٠َِْلِ اْٛوَيِّيِ طِوَاؽِ بَََِٰٛ هَثِّيِْٞ ثِةِم١ِْ اٛنٌُّهِ-------------

    حصلت لو من الفضائل التي ال ،"ٟنو هِٜٞ دبب ًاٛو٠ٚ ٌٜٛٔٙ"الذكر الحكيم، ثم يٌسر لو ككٌفقو ك يستغني عنها ذك علم:

    ."ًك٣ْبه كّنو يف"ففاز أكالن بالفضيلة، كحاز درجة الكماؿ بالعمل بمراد اهلل تعالى - العلم كانتفى عن قلبو الريب كالشكوؾ التي قد تغافل أىل الجهالة كالبطالة، ذلك أف -

    طمأنينة كيوجب الريب ينفي التصديق، حتى حينئذ قوة فيوجب كاالستدالؿ، بالنظريزداد .(ٔ)بو كارتياحو باإليماف، كسكونو القلب

    أف كما، حياتو كبهما، كالحكمة العلم القلب غذاء ذلك أف، "احل٠٘خُ ٜٓجو يف ٣ٌََّهد"ثم - .(ٕ)الـز كموتو مريض فقلبو العلم فقد كمن، الطعاـ الجسد غذاء

    ذلك أف اهلل تعالى يرفع أىل العلم بكتابو كشرعو، ، اإلٟبٟخ" ٌٟػنَ اٛل٢ّ يف "ًاٍزٌعت - أيكتيوا كىالًَّذينى ًمٍنكيمٍ آمىنيوا الًَّذينى اللَّوي )يػىٍرفىعً : قاؿ كما اآلخرة؛ كفي الدنيا في العاًملين بو،

    .٘ٔ/ٔم ل هتح ذلب ي البل جب (ٔ) .ٛ/ٔم ل ط" ء ؛قوم ذليمل (ٕ)

  • 29

    ًَثُشْوٍََٰ ًَهَؽ٠َْخً ًَىُلًٍ شَِْءٍ ُِِّّٛ٘ٚ رِجَْْب٣ًب اِْٛ٘زَبةَ هَََْْٜٖ ٣َيَّْٛنَبًَ: $ًٓبٙ، #َّزَََِّ٘و١ًَُ ًََٛوََّٜيُْٞ

    اْٛةِديَب١ُ ًََٛب اِْٛ٘زَبةُ َٟب رَلْهُِ ُٗنذَ َٟب ؤَْٟو٣َِب ٢ِّْٟ هًُؽبً بََِْْٖٛ ؤًَْؽَْْنَب ًََٗنََِٖٛ: $ًٓبٙ، #٠َُِْٜ٠ِِْٜٛنيَ

    اَّٜٛوِ طِوَاؽِ. َُّْٟزٍَِْٔٞ طِوَاؽٍ بََِٛ َٛزَيْلُِ ًَب٣ََِّٖ هِجَبك٣َِب ٢ِْٟ ٣َّشَبء ٢َْٟ ثِوِ ٣َّيْلُِ ٣ٌُهاً عَوَْٜنَبهُ ٢ًََِ٘ٛ

    #.األٌُٟهُ رَظِريُ اَّٜٛوِ بََِٛ ؤََٛب اْٛإَهْعِ ُِِ ًََٟب ا٠َََّٛبًَادِ ُِِ َٟب َٛوُ اَّٛنُِ-------------

    (، ثم إف بالعلم المستوجب لليقين اٍلًعٍلمى تيناؿ كالعمل بمقتضاه الحاصل بالصبر دىرىجىاتوهيمٍ )كىجىعىٍلنىا: تعالى كما قاؿ الدِّين، في اإلمامةي ا بًأىٍمرًنىا يػىٍهديكفى أىًئمَّةن ًمنػٍ انيوا صىبػىريكا لىمَّ كىكى (.ييوًقنيوفى بًآيىاتًنىا

    ثم ختم اإلماـ الشافعي رحمو اهلل مقدمة الرسالة بالتأكيد على أف القرآف ىدل للناس فيما كدنياىم، كأف البياف فيو عاـ لذلك كلو، كلهذا ابتدأ أكؿ يحتاجوف إليو من أمور دينهم

    موضوعات كتابو الرسالة بتعريف البياف، الذم ستدكر حولو كافة مسائلو، كما سيتبين الحقان.

  • 30

    اٛجْب١؟ َْٗ: ثبة

    يف ٟب ُّٚــاِٛوًم، ُإٓ ٟزشوجخِ ٌٙ،ــاألط خِـــرلز٠و دلوب١ٍ نٌـــعبٟ اٌٍٞ ًاٛجْب١ُ: ِــٓبٙ اٛشبُو

    ٟزٔبهثخُ و،ـــثَٜب٣ آ١اُٛٔو ٣يٙ شل٢ بـذب ٌؿتفُ دل٢ ثْب١ٌ ؤهنب: خـــادلزشوج خــاجملز٠و ادلوب٣ِ رٜٖ

    َٛب١َ غيَّٚ ٢َٟ هنلَ ثوغ، ًسلزِٜخٌ ٢ِٟ ثْب١ٍ رإْٗلَ ؤشلَّ يبثوؼُ ٗب١ ًب١ ه،هنلَ االٍزٌاء

    .اٛووة-------------

    تعريف البياف: -

    أكالن ذكر، فالشريعةفي معنى البياف ككيفيتوىنا بدأ اإلماـ الشافعي رحمو اهلل في الكشف عن ما سوؼ منها متعددة مختلفة، ان أنواعيتضمن ـــن"عبٟ اٍٞ"يافى بمعناه العاـ في الشرع الب أف

    ،كعمـو كخصوص ،كمستنبط نصيتناكلو في الرسالة، من متفق الداللة كمختلف الظاىر، ك رلز٠ِوخ": كقولو ىنا مراتبيو، اختػىلىفىت كإف ،يشملو اسم البياف ذلكى كجميعي ،كمجمل كمفسر

    ،األنواع السابقة بينى : يعني ،اِٛوًم" ٟزشوجخ": كقولو البىيافي، كىو الشامل، االسمً في: أم ،"األطٌِٙ .البياف جملة يسمى الذم االسىمً شيعىبي فهي في الحقيقة

    مراتب، كذلك نظران منو إلى أف البياف ،"ثوغ ٢ٟ ثْب٣بً آٗلَ ثوؼُيب ٗب١ ًب١" :كقوؿ الشافعي ىنا يافً الب من إفٌ : "قاؿ حيث ذلك إلى كسلم عليو اهلل صلى النبي أشارى كقدكما سيأتي تفصيلو،

    ، البيافى إف: يقلٍ كلم ،(ٔ)"لىًسحران أجلى مراتب النصَّ سحران، كذلك أف بعضىو جعل كإنما ًسٍحرهـي فهذا ،فٍحواه دكفى الخطاب كدليل دكنو، كالظاىرى البياف، خيٍبران، بالبيافً أحاطى عالم جليل كبل .(ٕ)ًعٍلمان كقتلىو

    كىذه المعاني المجتمعة من جهة، كالمتشعبة من جهة أخرل، ىي تفاصيل ما سوؼ يتناكلو كما سبق تفصيل الكبلـ اإلماـ الشافعي في الرسالة، الذم يتمحور موضوعها الرئيس حوؿ البياف،

    .المناسبة ضعوا، كسيأتي اإلشارة إليو �