863
http://www.shamela.ws لة م ا ش ل ا ة ب ت ك م ل ا واسطة ب ا ي ل ا ف ل م ل ا ا عذاد هذ! م ا ت ري ش خ م زل ل ل ص ف م ل رح ا ش: اب ي ك ل ا، ي عل8 ن ب مذ ح م ا راي ش ل ا ي بA ا8 ن ب ا ش عي ي8 ن ب ي عل8 ن ب ش عي ي: ف لA ؤ م ل ا8 ن ب ا ي روف مع ل ، ا ي صل ؤ م ل ا سذيA الأ8 ن ب الذ ق ف و م اء، ق ب ل و ا بA ا ي: ف ؤ ت م لا( ع ن صا ل ا8 ن ب ا وي ش عي ي643 ) ه ؤب ق ع ي ع ن ذ ل ي ي م! ؤر ا ت كة: الذ ذم ل ق8 m ان ي ت ل- روب يq ب، ة ب م ل ع ل ا ب ت ك ل: دار ا ر ش ا ي ل ا ي، ل وA : الأ عة ب لط ا1422 - ه2001 م اء: ر جA عذد الأ6 ( 5 ) هارس ف ل ل ء ر ج و] ؤع ت مط ل ل ق ف وا م اب ي ك ل م ا ي ق ز ت[ ( ش ن و ب ي حك. ُ ر ي غ لأ8 ان سك! الأ يٌ ةَ قْ لَ ح ال: ق ي ماّ ن! ل: ا ا ، وق ك ي ر ح ت ل ا" " 1 ي بA ا8 ن ع) ي عل ه ر ي ج ي م هُ ّ كلٌ بَ لْ عَ ي ال قٌ قَ لَ حُ ع م ح ل، وا ك ي ر ح ت ل ا يٌ ةَ ق لَ ح لأء:َ ع ل ا8 ن ب رو م ع" " " " ٌ ةَ قَ لَ ح لأم ك ل ا ي ف ش لي ال: ، ق ي ب ا يْ تَ ّ ش ل رو ا م ع ي بA ا8 ن ع ب تِ ّ كِ ّ ش ل ا8 ن ب ي ا حك ة. و قْ عُ ض" " ال: ق8 ن م ف ر،ْ عَ ّ ش ل ا8 ؤن قِ ل ح ي8 ن ب لذ ل، ٌ ة قَ لَ حٌ وم ف لأءA ؤ ه م: ه ل و ف ي ف أَ ّ ل! ا ك ي ر ح ت ل ا ي" "

برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة

الكتاب: شرح المفصل للزمخشري المؤلف: يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا محمد بن علي، أبو البقاء،

موفق الدين األسدي الموصلي، المعروف بابن يعيش وبابن الصانع )المتوفى:

هـ(643قدم له: الدكتور إميل بديع يعقوب

الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان م2001 هـ - 1422الطبعة: األولى،

وجزء للفهارس(5 )6عدد األجزاء: ]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع[

التحريك، وقال: إنما يقال: "حلقة" باإلسكان ال غير. ( عن أبي عمرو بن العالء: "حلقة"1حكى يونس )

بالتحريك، والجمع "حلق" قال ثعلب كلهم يجيزه علىيباني، كيت عن أبي عمرو الش ضعفه. وحكى ابن الس

قال: ليس في الكالم "حلقة" بالتحريك إال فيعر، قولهم: "هؤالء قوم حلقة"، للذين يحلقون الش

فمن قال: "حلقة"، و"حلق"، كان مثل "ثمرة"،و"ثمر"، فهو جنس.

ير يشد وكذلك "خدمة"، و"خدم"، للخلخال، وأصله السفي رسغ البعير ليعلق فيه سريحة النعل.

ومن ذلك "الجامل"، و"الباقر"، فالجامل: القطيع مناإلبل مع رعاتها وأربابها، قال الشاعر ]من الطويل[:

- ]وإن تك ذا شاء كثير فإنهم[ ... لنا جامل ما783يهدأ الليل سامره

والباقر: جماعة البقر، وقد قرىء: }إن الباقر تشابه(، الواحد منهما جمل، وبقرة.2علينا{ )

__________.584/ 3( الكتاب 1)

؛25 - التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص 783 124/ 11؛ ولسان العرب 4، 3/ 8وخزانة األدب

Page 2: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

)جمل(؛ والرواية في الديوان: وإن تك ذا شاء كثير فإنهم ... ذوو جامل ال يهدأ الليل

سامره اللغة: الشاء: جمع شاة. الجامل: الجمال ورعاتها

والقائمون عليها. والسامر )هنا(: القائم على أمور. اإلبل ليال�

المعنى: يمدح الحطيئة بغيض بن شماس بن أليض بالزبرقان بن بدر. وقومه، ويعر

اإلعراب: "كما في الديوان": "وإن": الواو حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. "تك": فعل مضارع

ناقص مجزوم، وعالمة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسم "تكن" مستر وجوب�ا

تقديره: أنت. "ذا": خبر "تكن" منصوب باأللف ألنه من األسماء الستة. "شاء": مضاف إليه محله الجر.

"كثير": صفة لـ"شاء" مجرورة مثلها. "فإنهم": الفاء:": حرف مشبه بالفعل، رابطة لجواب الشرط، "إن

و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "ذوو": خبر "إن" مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر

سالم، وهو مضاف. "جامل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ال": حرف نفي. "يهدأ": فعل مضارع

مرفوع. "الليل": مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "يهدأ". "سامره": فاعل مرفوع،

والهاء: مضاف إليه محله الجر. جملة "إن تك ذا شاء ... ": معطوفة. وجملة "تك ذا

شاء": جملة الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فإنهم ذوو جامل": جواب شرط جازم مقترن بالفاء محلها الجزم. وجملة "ال يهدأ

الليل سامره": صفة لـ"جامل" محلها الرفع. والشاهد فيه مجيء "جامل" بمعنى القطيع من اإلبل مع رعاتها وأربابها، وليس بجمع، بدليل عود الضمير

عليه من "سامره" مفرد�ا. . وهي قراءة عكرمة وغيره. انظر:70( البقرة:2)

؛ وتفسير75/ 1؛ والكشاف 253/ 1البحر المحيط .209/ 2الطبري

(3/335)

Page 3: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

رو"، راة"؛ فواحده "سري"، و"الس وأما "السخاء" في المروءة، وأصله "سروة"، مثل و"الس

"فسقة"، و"كفرة"، وليس بتكسير "سري"؛ ألن" ال يكسر على "فعلة"؛ وألنك تقول: "فعيال�

"سروات"، فتجمعه بالتاء، ولم تقل: "فسقات". فدلا، لقيل: "سراة" أنه ليس مثله. ولو كان جمع�ا مكسر�

بالضم؛ ألن باب جمع ما كان معتال� "فعلة"، نحو:ا "فعلة"، نحو: "غزاة"، و"رماة"، وباب ما كان صحيح�

"فسقة"،، و"كفرة". ومثله "فاره"، و"فرهة"، يقال: "حمار فاره" إذا كان

ا فيه، و"حمير فرهة"، مثل: حادا في المشي، حاذق� "صاحب"، و"صحبة"، وهو اسم مفرد واقع علىالجمع لعدم اطراده وجواز تصغيره على لفظه.

أن"، يقال للواحد: "ضائن"، و"ضأن" وكذلك "الض بالفتح، كـ"ماعز"، و"معز"، وقد يسكن الثاني،

فيقال: "ضأن"، و"مغز"، فيكون على هذا "ضائن"،و"ضأن"، كـ"راكب"، و"ركب".

وقالوا: "غزي" والواحد "غاز". قال امرؤ القيس ]منالطويل[:

- سريت بهم حتى تكل غزاتهم ... وحتى الجياد784ما يقدن بأرسان

__________ - التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص784 ؛420/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 141/ 6؛ والدرر 93

؛ وشرح شواهد255، 228وشرح شواهد اإليضاح ص ؛ ولسان العرب626، 27/ 3؛ والكتاب 374/ 1المغني

)مطا(؛ وبال نسبة في أسرار العربية ص284/ 15 /5؛ ورصف المباني 404؛ وجواهر األدب ص 267 /2 )غزا(؛ والمقتضب 124/ 15؛ ولسان العرب 181.136/ 2؛ وهمع الهوامع 72

. تكل: تتعب. المطي: الدواب اللغة: سريت: سرت ليال� الصالحة للركوب عليها. الجياد: جمع جواد وهو

الحصان العتيق الكريم األصل. األرسان: جمع رسنوهو حبل يقاد الحصان به.

المعنى: بقيت أسير بهم كل الليل، حتى تعبت مطيهم، وصارت جيادهم تمشي كما شاء لها

فرسانها بدون أرسان، لشدة تعبها. اإلعراب: "سريت": فعل ماض مبني على السكون،

والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بهم": جار

Page 4: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومجرور متعلقان بـ"سريت". "حتى تكل": "حتى": حرف غاية وابتداء، "تكل": فعل مضارع مرفوع

بالضمة. "غزاتهم": فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "وحتى": الواو: حرف عطف، و"حتى": حرف ابتداء. "الجياد": مبتدأ

مرفوع بالضمة. "ما يقدن": "ما": حرف نفي، "يقدن": فعل مضارع مبني للمجهول مبني على

السكون التصاله بنون النسوة والنون: ضمير متصل في محل رفع نانب فاعل. "بأرسان": جار ومجرور

متعلقان بـ"يقدن". وجملة "سريت بهم": في محل رفع خبر للمبتدأ )مجر( في البيت السابق. وجملة "تكل غزاتهم":

استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "الجياد ما يقدن": معطوفة على جملة "تكل". وجملة "ما

يقدن": في محل رفع خبر "الجياد". والشاهد فيه قوله: "غزاتهم" جمع�ا للغازي، مما يدل

على أن "غزي" اسم جمع على غير واحده.

(3/336)

ومثله "عازب"، و"عزيب"، و"قاطن"، و"قطين". وحكمه حكم "تاجر"، و"تجر"، و"صاحب"، و"صحب"،

في عدم اطراده وتذكيره، نحو: "هو الغزي"، (1وتصغيره على لفظه، فالعازب الذي ال يروح على )

الحي من اإلبل، والجمع "عزيب"، مثل: "غاز"، و"غزي". وعكسه في المعنى "قاطن"، و"قطين"،

يقال: "قطن بالمكان" إذا توطنه، فهو "قاطن"، وجمعه "قطين"، مثل: "عازب"، و"عزيب"، و"غاز"،

و"غزي". وقالوا: "تؤام" في جمع "توأم" على زنة "فوعل"،

مثل "جوهر"، والقياس "توائم" مثل "قشعم"ا على القياس. ونحوه و"قشاعم"، وقد جاء أيض�

قالوا: "رخال"، و"رخال"، بضم الراء وكسرها في جمع "رخل"، وهي األنثى من ولد الضأن، والقياس

"أرخال"، كـ "كبد"، و"أكباد".

فصل ]ما يأتي مفرد�ا وجمع�ا بلفظ واحد[ قال صاحب الكتاب: ويقع االسم الذي فيه عالمة

Page 5: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التأنيث على الواحد والجميع بلفظ واحد, نحو: حنوةوبهمى وطرفاء وحلفاء.

* * * قال الشارح: اعلم أن هذه األسماء أسماء نبات، فهي

أجناس يخلقها الله دفعة� واحدة كالشجر والنخل، فكان مقتضى الدليل أن يميز الواحد من الجنس،

بزيادة التاء، كما فعل في نحو: "شجرة"، و"شجر"، و"نخلة"، و"نخل"، فلم يسغ ذلك في هذه األسماء؛ ألن في آخرها عالمة التأنيث، فتركوها على حالها،

وفصلوا الواحد بالصفة، فقالوا إذا أرادوا الكثير:"حنوة". وإذا أرادوا الواحد، قالوا: "حنوة واحدة".

وكذلك "بهمى"، و"طرفاء"، و"حلفاء"، تقول: "عندي بهمى كثيرة"، و"بهمى واحدة"، و"عندي طرفاء

كثيرة"، و"طرفاء واحدة"، و"حلفاء كثيرة"، و"حلفاء واحدة". ولم يجز أن تقول في الواحدة: "بهماة"، وال "طرفاة"، كما قلت ذلك في "شجرة"، و"نخلة"؛ من

قبل أنك ال تجمع بين عالمتي تأنيث في كلمة واحدة. يدل على ذلك أن ألف "أرطى"، و"علقى" لما كانت

لإللحاق، ولم تكن للتأنيث، جاز أن تقول في الواحد: "علقاة"، و"أرطاة" كما قلت في "شجرة"، و"نخلة".

فـ"الحنوة" بالفتح: نبت طيب الرائحة، قال الشاعر]من الكامل[:

- وكأن أنماط المدينة حولها ... من نور حنوتها785ومن جرجارها

__________ ( في الطبعتين: "عن"، والتصحيح عن جدول1)

.909التصويبات الملحق بطبعة ليبزغ ص - التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص785 )حنا(؛ وتاج العروس205/ 14؛ ولسان العرب 349

.9/ 4)حنا(؛ وبال نسبة في ديوان األدب

(3/337)

رع، وليس إياه. و"البهمى": نبت يشبه رأسه سنبل الز. و"الحلفاء": نبت في الماء، ال و"الطرفاء": شجر مر

(:1واحد لـ"طرفاء"، و"حلفاء". قال سيبويه ) "الطرفاء" واحد وجمع. يريد أن هذا اللفظ يستعمل

للواحد والجمع، فإذا أريد به الواحد، ميز بالصفة على

Page 6: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ما ذكرنا. وقد ذكر بعضهم أن واحد "طرفاء": "طرفة" بفتح الراء، وكذلك واحد "القصباء":

"قصبة"، وأما "الحلفاء"؛ فقال األصمعي: الواحد "حلفة" بالكسر، وقال أبو زيد والفراء: "حلفة"

بالفتح، كـ"طرفة"، و"قصبة".

فصل ]حمل الشيء علي غيره في الجمع[ قال صاحب الكتاب: ويحمل الشيء على غيره في

المعنى, فيجمع جمعه, نحو قولهم: "مرضى" و"هلكى" و"موتى" و"جربى" و"حمقى"، حملت على

"قتلى" و"جرحى" و"عقرى" و"لدغى" ونحوها مما هو "فعيل" بمعنى "مفعول"، وكذلك "أيامي"

و"يتامى" محموالن على "وجاعي" و"حباطي".* * *

قال الشارح: اعلم أن الشيء يحمل على الشيء لمناسبة بينهما، إما من جهة اللفظ، وإما من جهة

المعنى. وقد تقدم من ذلك كثير في التكسير. وهذه األسماء حملت على غيرها لتقاربهما في المعنى؛

وذلك أن هذا البناء من الجمع إنما يجمع عليه "فعيل" إذا كان في معنى "مفعول"، وذلك بأن فعله مما لم يسم فاعله من نحو: "قتيل"، و"جريح". أال ترى أن

تقديره: قتل فهو قتيل، وجرح فهو جريح.__________

= اللغة: أنماط: جمع نمط وهو ثوب من صوف ملون يطرح على الهودج. النور: الزهر. الحنوة: نبت طيب الرائحة. الجرجار: صوت الرعد، أو ترديد صوت الماء

في الحلق، ولعله نبت طيب الرائحة كذلك. اإلعراب: "وكأن": الواو: بحسب ما قبلها، "كأن":

حرف مشبه بالفعل. "أنماط": اسم "كأن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "المدينة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "حولها": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في

محل جر مضاف إليه متعلق بخبر "كأن" المحذوف. "من نور": جاز ومجرور متعلقان بخبر "كأن"

المحذوف. "حنوتها": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. "ومن جرجارها": الواو: حرف عطف، "من جرجار": جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن"

المحذوف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

Page 7: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مضاف إليه.وجملة "كان أنماط ... ": بحسب الواو.

والشاهد فيه قوله: "حنوتها" وأراد بها الجمع، ولوأراد المفرد، لقال: حنوة واحدة.

؛ وفيه: "وطرفاء للجميع، وطرفاء596/ 3( الكتاب 1)واحدة".

(3/338)

وال يجمع من ذلك على "فعلى"، إال ما كان من، وهو غير مريد اآلفات والمكاره التي يصاب بها الحي

لها، نحو: "لديغ"، و"عقير"، فتقول في تكسيره: "قتلى"، و"جرحى"، و"لدغى"، و"عقرى". وال يقال

في "حميد": "حمدى" ألنه ليس بآفة، فأما "مرضى"، و"هلكى"، و"موتى"، و"جربى"، و"زمنى"، فليس الباب فيها أن تجمع على "فعلى" ألن أفعالها لما

سمي فاعله، نحو: "مرض"، و"هلك"، و"مات"، و"جرب"، و"زمن"، وال تبنى لما لم يسم فاعله، فال يقال: "مرض"، وال "هلك"؛ ألنها غير متعدية، فبابها

أن تجمع جمع السالمة، نحو: "مريضون"، و"جربون"، و"زمنون"؛ ألنها جارية على أفعالها، وتدخلها تاء

التأنيث للفرق، فيقال: "مرضت هند فهي مريضة"، و"زمنت فهي زمنة"، فالقياس: "مريضون"، تجمعه بالواو والنون؛ ألن مؤنثه يجمع باأللف والتاء، نحو:

"مريضات"، و"زمنات". فأما جمعهم إياه على "فعلى"، فليس باألصل، وإنما

هو بالحمل على "جريح"، و"جرحى"، و"قتيل"،"، في معنى "مفعول" و"قتلى"، لمشاركتها "فعيال�

(: إنما قالوا: "مرضى"،1في المكروه. قال الخليل ) و"هلكى" ونحوهما؛ ألن هذه األشياء أمور أدخلوا

فيها، وهم لها كارهون، فصار بمنزلة المفعول به، نحو: "جريح"، و"جرحى" و"عقير"، و"عقرى". فهي

فاعلة في اللفظ، ومفعولة في المعنى. وحمل "فاعل" ها هنا على "المفعول"، إذ كان في معناه، كما حملوا مفعوال� على "فاعل" إذا كان في معناه، نحو: قوله: "امرأة حميدة"، فأدخلوا فيها التاء، وإن

كانت بمعنى "مفعول"؛ ألن الحمد شيء يطلب،ويرغب فيه، فصارت بمنزلة الفاعل.

Page 8: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والذي يدل أن باب "مرضى"، و"هلكى" ونحوهما محمول على "جرحى"، و"عقرى" قولك: "زمنون"، و"جربون"، ولو كان أصال� كـ"جرحى"، لم يجمع جمع

ا" وبابه ال يجمع جمع السالمة، كما أن "جريح� السالمة؛ ألنه يستوي فيه لفظ المذكر والمؤنث، فيقال: "رجل جريح"، و"امرأة جريح"، فال يقال:

"جريحون" كما ال يقال: "جريحات". والحمل على المعنى هو الكثير، وقد جاء شيء من ذلك محموال�

على اللفظ، قالوا: "مراض"، كما قالوا: "ظريف"، و"ظراف"؛ ألنه "فاعل" مثله، قال جرير ]من

البسيط[: - ]قتلننا بعيون زانها مرض[ ... وفي المراض لنا786

شجو وتعذيب__________

، وفيه: "قال الخليل: وإنما قالوا:648/ 3( الكتاب 1) مرضى وهلكى وموتى وجربى وأشباه ذلك؛ ألن ذلك

أمر يبتلون به، وأدخلوا فيه، وهم له كارهون،وأصيبوا به".

؛348 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 786 /7؛ ولسان العرب 577وشرح شواهد اإليضاح ص

)مرض(.54/ 19 )مرض(؛ وتاج العروس 231شرح المفردات: المرض هنا: فتور النظر.

(3/339)

وقالوا: "هالك"، و"هالك"، و"هالكون"، كما قالوا: "شاهد"، و"شهاد"، و"شاهدون". وقالوا: "جرب"، و"جراب"، جعلوه بمنزله "حسن"، و"حسان"؛ ألن

" يتقاربان، أال تراهم قالوا: "بطل"، " و"فعال� "فعال�ا: و"أبطال"، كما قالوا: "نكد"، و"أنكاد". وقالوا أيض�

"جرب" على القياس من قوله ]من الكامل[: - ما إن رأيت وال سمعت به ... كاليوم هانىء787

أينق جرب ومثل "مرضى"، و"هلكى" قولهم: "أحمق"،

و"حمقى"، و"أنوك"، و"نوكى"، و"األنوك" األحمق، جعلوا ما أصيبوا به في عقلهم بمنزلة ما أصيبوا به

في أبدانهم. وال يجيء ذلك في كل ما كان مثله، أال ترى أنك ال

Page 9: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تقول في "بخيل": "بخلى"، وال في "سقيم": "سقمى"؟ وقالوا: "يتامى"، و"أيامى" شبهوهما

بـ"وجاعى"،__________

= اإلعراب: "قتلننا": فعل ماض مبني على السكونك، والنون: ضمير متصل التصاله بضمير رفع متحر

مبني في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به."بعيون": جار ومجرور متعلقان بـ "قتلننا". "زانها": فعل ماض، و"ها":

ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "مرض": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. "وفي":

الواو: حرف استئناف، و"في": حرف جر. "المراض": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر للمبتدأ "شجو". "لنا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف

ر مرفوع حال من "شجو". "شجو": مبتدأ مؤخة. "وتعذيب": الواو حرف عطف، و"تعذيب": بالضم

اسم معطوف مرفوع. وجملة "قتلننا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "زانها": في محل جر نعت لـ"عيون". وجملة "وفي المراض ... ": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "مراض" في جمع "مريض"، وهو

جمع محمول على اللفظ. - التخريج: البيت لدريد بن الصمة في ديوانه ص787 ؛127؛ وإصالح المنطق ص 22/ 10؛ واألغاني 34

؛ وشرح شواهد129، 578وشرح شواهد اإليضاح ص /2؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 955المغني ص

.374؛ وجمهرة اللغة ص 188 اللغة: الهانىء: الذي يطلي النوق بالقطران. األينق:

ج ناقة. المعنى: ما رأيت أقبح منه، إنه كطالي القطران

وأقبح. اإلعراب: "ما إن": "ما": نافية، و"إن": زائدة.

"رأيت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل.

"وال": الواو: عاطفة، "ال": زائدة لتوكيد النفي. "سمعت": فعل ماض مبني على السكون التصاله

بالتاء المتحركة، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل سمعت.

Page 10: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"كاليوم": جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لـ"هانئ". "هانئ": مفعول به منصوب بالفتحة

الظاهرة وهو مضاف. "أينق": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "جرب": صفة لـ"أينق" مجرورة

بالكسرة الظاهرة. وجملة "ما رأيت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "وال سمعت": معطوفة على ابتدائية ال محل

لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "جرب" جمع�ا لـ"جرب" على

القياس، والسماع جمعه على "جراب". وفي البيت شاهد ثان، وهو قوله: )ما إن رأيت( فقد جاءت إن زائدة لتوكيد النفي وليست بنافية وإال كان الكالم

إيجاب�ا على القاعدة القائلة: نفي النفي إثبات.

(3/340)

و"حباطى"؛ ألنهما مصائب ابتلوا بها كاألوجاع لعدم القيم بأمورهما. وإنما قالوا: إن "وجاعى"،

و"حباطى" هما األصل، و"يتامى"، و"أيامى" محموالن عليهما؛ ألن باب "فعالى" أن يكون جمع�ا

لـ"فعالن"، ويكون األلف والنون بمنزلة ألفي التأنيث. فواحد "وجاعى": "وجع"، وواحد "حباطى": "حبط".

ا، كقولهم: و"فعل"، و"فعالن" يشتركان كثير� "عطش"، و"عطشان"، و"عجل"، و"عجالن". وليس

الواحد من "يتامى"، و"أيامى": "يتم"، "وأيم"، فيكون. وقال مثله، فلذلك حمله عليه، ولم يجعله أصال�

بعضهم: األصل في "أيامى": "أيايم"، فقلبوا الياء إلى موضع الالم، ثم فعلوا به ما فعلوا بـ"مدارى".

واألول أقيس، فاعرفه.

فصل ]رد المحذوف عند الجمع[ قال صاحب الكتاب: والمحذوف يرد عند التكسير

وذلك قولهم في جمع: "شفة", و"است" و"شاة"و"يد": "شفاه" و"أستاه" و"أيد" و"يدي".

* * * قال الشارح: اعلم أن ما حذف منه حرف، وبقي على

حرفين، على ضربين: أحدهما ما تلحقه تاء التأنيث، فتكون كالعوض من المحذوف، وذلك نحو "سنة"،

Page 11: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"قلة"، و"شفة"، و"شاة". والثاني ما ال تاء فيهكـ"دم"، و"يد".

فما كان من األول، فالباب فيه أن يجمع باأللف والتاء، نحو: "سنوات"، و"قالت"؛ لمكان التاء في

آخره. وقد يجمع بالواو والنون، نحو: "سنون"، و"قلون". وقد تقدم ذلك وشرحه في الجمع الصحيح.

وربما كسروا منها شيئ�ا، فحينئذ يرد فيه المحذوف كما يرد في التصغير، فمن ذلك "شفة"، و"شفاه"، و"شاه"، و"شياه". ولم يجمعوا ذلك بالواو والنون

ا حيث كسروه، وردوا ما حذف منه، ولم يجمعوه أيض� باأللف والتاء إذا أرادوا أدنى العدد، كأنهم استغنوا بـ"شفاه" و"شياه" عن أدنى العدد، وإن كانت من

أبنية الكثرة، كما استغنوا بـ"جروح" عن "أجراح"، وقدتقدم مثل ذلك.

ووزن "شفة"، و"شاة" في األصل "فعلة" كـ"جفنة"، و"قصعة"؛ ولذلك جمعت على "شفاه"، و"شياه" كما

قالوا: "جفان"، و"قصاع"، واألصل: "شفهة" الالم هاء، والهاء مشبهة بحرف العلة لخفائها وضعفهاا ما يحذفون حروف العلة إذا فها. وهم كثير� بتطر

ا، وبعدها تاء التأنيث، نحو: "ثبة"، و"برة"، وقعت طرف� و"قلة"، كأن تاء التأنيث قامت مقام المحذوف،

فحذفت الهاء هنا، كحذفها في "أخ"، و"يد". يدل على ذلك ظهورها في التصغير من نحو: "شفيهة"، وفي

التكسير، نحو: "شفاه". وقالوا في الفعل: "شافهتفتين: مشافهة�"، ويقال للرجل العظيم الش

يرافي إلى أنها ". وذهب الس "شفاهي

(3/341)

"شفهة"، و"شوهة"، بتحريك العين، وتكسيرهما على "فعال"، نحو: "شفاه"، و"شياه" على حد "رقبة"،

و"رقاب". والوجه ما ذكرناه ألن باب "قصعة"، و"جفنة" أكثر من باب "قصبة"، و"طرقة"، والعمل إنما هو على

األكثر ال على األقل، مع أن األصل عدم الحركة، فاليحكم بها إال بثبت.

وزعم قوم أنه من الواو، وأصله "شفوة" كـ"سلوة"، و"شقوة"؛ ألنه يقال في الجمع: "شفوات"، و"رجل

Page 12: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أشفى" إذا كان ال تنضم شفتاه كاألورق. والصحيح األول، وما رووه من "شفوات" إن صح، فهو من

معنى الشفة ال من لفظها، أو يكون كـ"عضة"و"سنة" في أنه يكون له أصالن: الهاء والواو.

ا بسكون وأما "شاة" فاألصل فيها "شوهة" أيض� العين، والمها هاء بدليل قولهم في التصغير:

"شويهة"، وفي الجمع: "شياه"، فظهور الهاء دليل على ما قلناه، فحذفت الالم على حد حذفها في "شفة". ولما انحذفت الهاء، بقي االسم "شوة"،

فانفتحت الواو لمجاورة تاء التأنيث؛ ألن تاء التأنيث تفتح ما قبلها، نحو: "جاء طلحة"، و"رأى حمزة"

ا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصارت فقلبت الواو ألف� "شاة�". فإذا أريد تكسيرها على أصل بنائها قبل

الحذف، وذلك على تقدير التمام، فما وجب له فيحال التمام من الجمع، عومل به.

ومن ذلك "است"، و"أستاه"، و"يد"، و"أيد"، و"يدي"، و"دم"، و"دماء". فأما "است"، فأصله: "ستة"

بالتحريك، والمه هاء، فحذفت الالم، وأسكنت الفاءا من المحذوف، فصار "است�ا". لتدخل الهمزة عوض�

والذي يدل أن الالم هاء قولهم: "رجل أسته بين" تاهي تهم" و"الس ته" إذا كان كبير العجز، و"الس الس

مثله. وظهور الهاء فيما ذكرنا دليل على أن الالم هاء. وربما حذفوا العين، وأبقوا الالم التي هي هاء،

فقالوا: "رجل سه" قال الشاعر ]من الطويل[:ه788 - شأتك قعين غثها وسمينها ... وأنت الس

فلى إذا دعيت نصر الس__________

- التخريج: البيت ألوس بن حجر في ديوانه ص788 )سته(؛495/ 13 )نصر(، 212/ 5؛ ولسان العرب 38

226/ 14؛ وتاج العروس 214/ 2والتنبيه واإليضاح ؛119/ 6، 350/ 5)نصر(؛ وبال نسبة في تهذيب اللغة

.346/ 3وكتاب العين اللغة والمعنى: شأتك: سبقتك، أو أعجبتك، أو

أحزنتك. القعين: تصغير القعن وهي الجفنة الكبيرة يعجن فيها، ولعلها اسم قبيلة. غثها وسمينها: رديئها

وجيدها. السه: فتحة الشرج. "نصر": اسم قبيلة. يريد: لقد سبقك الصالحون والطالحون، وصرت من

أرذل الناس عندما تذكر قبيلة نصر. اإلعراب: "شأتك": فعل ماض مبني على الفتح

Page 13: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المقدر على األلف المحذوفة منع�ا اللتقاء الساكنين، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير متصل مبني في محل

نصب مفعول به. "قعين": فاعل مرفوع =

(3/342)

ه" ) (. واألول أكثر؛1وفي الحديث "العين وكاء الس ألن الحذف في الالمات أكثر منه فيما هو عين. ويدل على أن األصل "سته" بفتح العين قولهم في جمعه

" كـ"فلس"، ألدنى العدد: "أستاه"، ولو كان "فعال� و"كعب"، لقيل في جمعه: "أسته"، كما قالوا:

"أفلس"، و"أكعب". وال تكون الفاء مضمومة أو مكسورة؛ ألن الفتحة قد ظهرت في "سته". وهذا

. نص وأما "يد"، فقد تقدم الكالم عليها، وأنها "يدي"

بسكون العين من غير خالف. وإنما قلنا ذلك؛ ألن الحركة زيادة، وال سبيل إلى الحكم بالزيادة حتى

تقوم الداللة عليها، وليس في قوله ]من الكامل[: يديان بيضاوان عند محلم ... قد تمنعانك أن تضام

(2وتضهدا ) في دليل على حركة العين؛ ألن الالم لما حذفت،

وصارت العين حرف اإلعراب، وتعاقبت عليها حركات اإلعراب، ثم ردت الالم، لم تسكن العين التي كانت

متحركة، إذ لو سكنت، لصار الرد كال رد. وهذا االسم من باب "سلس"، و"قلق"، فاؤه والمه ياء، وهو نادر،

ليس في األسماء مثله. والذي يدل أن المه ياءا. قال قولهم: "يديت إليه يد�ا" إذا أوليته معروف�

الشاعر ]من الوافر[: - يديت على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل789

ذي الجذاة يد الكريم__________

= بالضمة. "غثها": بدل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وسمينها": الواو: حرف عطف، "سمين": معطوف

على "غث" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وأنت":

الواو: حرف استئناف، "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "السه": خبر مرفبرع بالضمة.

Page 14: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"السفلى": نعت مرفوع بضمة مقدرة على األلف للتعذر. "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان مبني

في محل نصب مفعول فيه. "دعيت": فعل ماض مبنى للمجهول مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث.

"نصر": نائب فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "شأتك قعين": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "أنت السه": استئنافية ال محل لهاكذلك. وجملة "دعيت نصر": في محل جر مضاف إليه.

فلى" حيث حذف ه الس والشاهد فيه قوله: "أنت السعين، االسم )التاء( وأبقى فاءه والمه.

؛ والسنن177/ 4( ورد الحديث في سنن ابن ماجه 1) ؛ والكامل في154/ 5؛ وحلية األولياء 118/ 1الكبرى

.471/ 2الضعفاء /5وانظر: موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف

523..684( تقدم بالرقم 2)

- التخريج: البيت لمعقل بن عامر األسدي في789 ؛ ولبعض بني99/ 1شرح ديوان الحماسة للتبريزى

؛193أسد في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ؛ ولسان العرب478/ 7وبال نسبة في خزانة األدب

)يدي(.421/ 15 )جذا(، 139/ 14ا. يريد أنه اللغة والمعنى: يديت: قدمت يد�ا، أي معروف�

ا في أسفل هذا الموضع البن حسحاس قدم معروف�بن وهب، كما يفعل ذوو الكرم بها.

=

(3/343)

وسميت "النعمة" يد�ا؛ ألن اإلعطاء إنما يكون باليد، فسميت بها كما سموا الحلف يمين�ا، ألنهم كانوا" يتعاطون أيمانهم عند الحلف، ولكون اليد "فعال�

جمعت في القلة على "أفعل"، نحو: "أيد"، كما قالوا: "أدل"، و"أجر". وقالوا: "يدي" من قوله ]من

الطويل[: - ]فلن أذكر النعمان إال بصالح[ ... فإن له عندي790

يديا وأنعماا مما يدل على أن اليد "فعل"؛ ألن وهذا الجمع أيض� هذا الجمع إنما يكون لما هو على زنة "فعل" ساكن

Page 15: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العين نحو "عبد"، و"عبيد"، و"كلب"، و"كليب"،فاعرفه.

فأما "دم" فأصله "دمى"؛ لقوله ]من الوافر[:(1جرى الدميان بالخبر اليقين )

ومن قال: "الدموان" جعله من الواو، واألول أكثر.وذهب أبو الحسن، وأبو

__________ = اإلعراب: "يديت": فعل ماض مبني على السكون

التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "على ابن": جار ومجرور

متعلقان بـ"يديت". "حسحاس": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "ابن": مضاف إليه مجرور

بالكسرة، وهو مضاف. "وهب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بأسفل": جار ومجرور متعلقان بـ"يديت".

"ذي": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه من األسماء الخمسة، وهو مضاف. "الجذاة": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "يد": مفعول به منصوب بالفتحة، وهومضاف. "الكريم": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "يديت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "يديت"، وهو دليل على أن الم

الفعل "يدي" ياء. - التخريج: البيت لضمرة بن ضمرة في لسان790

؛53 )زنم(؛ ونوادر أبي زيد ص276/ 12العرب )يدي(؛ وللنابغة421/ 15ولألعشى في لسان العرب )نعم(؛ وبال نسبة579/ 12الذبياني في لسان العرب

/1؛ وسر صناعة اإلعراب 480/ 7في خزانة األدب )حبق(.37/ 10 )سود(، 227/ 3؛ ولسان العرب 240

اللعة والمعنى: اليدي: جمع يد وهي المعروف. األنعم: جمع النعمة. يريد أنه لن يذكر النعمان بسوء

فهو صاحب فضل عليه. اإلعراب: "فلن": الفاء: بحسب ما قبلها، "لن": حرف ناصب. "أذكر": فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله

ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "النعمان": مفعول به منصوب بالفتحة. "إال": حرف حصر. "بصالح": جار ومجرور متعلقان بالفعل "أذكر"."فإن": الفاء: حرف استئناف ال محل له، "إن": حرف مشبه بالفعل. "له":

جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "عندي": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة

على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني

Page 16: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في محل جر مضاف إليه "يديا": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "وأنعما": الواو: حرف عطف، "أنعما": اسم

معطوف على "يديا" منصوب بالفتحة. وجملة "أذكر": بحسب الفاء. وجملة "إن له يديا":

استئنافية للتعليل ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "يديا" جمع�ا شاذا ليد بمعنى

المعروف والعطية..685( تقدم بالرقم 1)

(3/344)

العباس المبرد إلى أن أصله "دمي" بالتحريك، فهوا لنظائره. "فعل" كـ"جبل"، وأن جمعه جاء مخالف�

قاال: والذي يدل على ذلك أن الشاعر لما اضطر، عادإلى األصل، أال ترى إلى قوله ]من الطويل[:

فلسنا على األعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على(1أقدامنا يقطر الدما )

وقال اآلخر ]من الرمل[: - غفلت ثم أتت تطلبه ... فإذا هي بعظام ودما791

قاال: وال يلزم على هذا قوله ]من الكامل[:(2يديان بيضاوان عند محلم )

الحتمال أن يكون على لغة من قصر، وقال: "هذه يدى"، و"رأيت يدى"، و"مررت بيدى" كـ"رحى"

و"قفا". والوجه األول، لما ذكرناه، وألنك تجمعه في الكثرة على "دماء"، و"دمي" على حد "ظبي"،

". وأما " و"دلو" و"دالء"، و"دلي و"ظباء" و"ظبىا، فاألصل عدم مخالفة قولهما: إن جمعه جاء مخالف�ته، ومهما أمكن العمل به، فال القياس، وسلوك محج

يعدل عنه، وأما قوله ]من الطويل[:(3ولكن على أقدامنا يقطر الدما )

فعلى لغة من قصر، فاعرفه.__________

.687( تقدم بالرقم 1) - التخريج: البيت بال نسبة في جمهرة اللغة ص791

؛ وتخليص الشواهد97/ 5؛ واألشباه والنظائر 1307 ؛111/ 1؛ والدرر 493، 491/ 7؛ وخزانة األدب 77ص

؛ وشرح شواهد اإليضاح ص16ورصف المباني ص )أطم(؛20/ 12 )برغز(، 311/ 5؛ ولسان العرب 277

Page 17: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.39/ 1؛ وهمع الهوامع 148/ 2والمنصف المعنى: سهت عنه وتغافلت، ثم تذكرته، فوجدته

ا ودماء� )أكلته الوحش(. عظام� اإلعراب: "غفلت": فعل ماض مبني على الفتح،ا تقديره: هي، والتاء: وفاعله ضمير مستتر جواز�

للتأنيث. "ثم": حرف عطف. "أتت": يعرب إعراب )غفلت(. "تطلبه": فعل مضارع مرفوع بالضمة،

ا تقديره: هي، والهاء: وفاعله ضمير مستتر جواز� ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "فإذا":

الفاء: حرف استئناف، "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه، يفيد معنى المفاجأة. "هي":

ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "بعظام": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. "ودما": الواو:

للعطف، و"دما": اسم معطوف على "عظام" مجروربكسرة مقدرة على األلف للتعذر.

وجملة "غفلت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "أتت": معطوفة عليها ال محل لها كذلك. وجملة "تطلبه": في محل نصب حال من فاعل

"أتت". وجملة "هي بعظام": استئنافية ال محل لهامن اإلعراب.

ا" على األصل، على قول أبي والشاهد فيه قوله: "دم�الحسن وأبي العباس المبرد.

.684( تقدم بالرقم 2).687( تقدم بالرقم 3)

(3/345)

ر[ فصل ]جمع المذكر الذي لم يكس قال صاحب الكتاب: والمذكر الذي لم يكسر يجمع

باأللف والتاء نحو قولهم السرادقات وجماالت سبحالت وسبطرات. ولم يقولوا جوالقات حين قالوا:

جواليق. وقد قالوا بوانات مع قولهم بون.* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه األسماء، لما لم يدخلها التكسير، وكانت قد تصير إلى تأنيث الجمع، تخيلوا

فيها التأنيث، فجمعوها باأللف والتاء على حد ما فيه تاء التأنيث، فقالوا: "سرادقات"، والواحد: "سرادق"،

وهو البيت من القطن. وقالوا: "جمال سبحالت"،

Page 18: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والواحد: "سبحل" مثل "قمطر"، وهو البعير الضخم. وقالوا: "سبطرات"، والواحد: "سبطر"، أي: ممتد طويل، وقالوا: "جوالق"، ولم يقولوا: "جوالقات"،

فيجمعوه باأللف والتاء حيث كسروه، وقالوا: "جواليق"، و"الجوالق": وعاء من صوف وغيره.

وقالوا: "بوانات" مع قولهم: "بون"، والواحد: "بوان" بكسر الباء، وهو عمود من أعمدة الخيم، فجمعوه

باأللف والتاء مع أنهم قد كسروه. وذلك قليل، وما كان من هذا الجمع، فسبيله أن يحفظ وال يقاس

عليه.

(3/346)

ومن أصناف االسم

المعرفة والنكرةفصل ]تعريف المعرفة وأضربها[

قال صاحب الكتاب: فالمعرفة ما دل على شيء بعينه, وهو على خمسة أضرب: العلم الخاص،

والمضمر، والمبهم وهو شيئان: أسماء اإلشارة, والموصوالت، والداخل عليه حرف التعريف،

والمضاف إلى أحد هؤالء إضافة حقيقة.* * *

قال الشارح: اعلم أن المعرفة في األصل مصدر "عرفت معرفة وعرفان�ا"، وهو من المصادر التي وقعت موقع األسماء، فالمراد بالمعرفة الشيء

المعروف، كالمراد بنسج اليمن أنه منسوج اليمن، (، أي: مخلوقه،1وكقوله تعالى: }هذا خلق الله{ )

وكذلك النكرة بمعنى المنكور، والمراد بالمعرفة ما خص واحد�ا من الجنس، ال يتناول غيره، وذلك متعلق بمعرفة المخاطب دون المتكلم، إذ قد يذكر المتكلم

ما هو معروف له، وال يعرفه المخاطب، فيكونا، كقول القائل لمن يخاطبه: "في داري رجل"، منكور�

و"لي بستان"، وهو يعرف الرجل والبستان، وقد الا، نحو قولك: "أنا في طلب غالم يعرفه المتكلم أيض�

أشتريه، ودار أكتريها"، وال يكون قصده إلى شيءبعينه.

واعلم أن النكرة هي األصل، والتعريف حادث؛ ألن

Page 19: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

االسم نكرة في أول أمره مبهم في جنسه، ثم يدخل عليه ما يفرد بالتعريف، حتى يكون اللفظ لواحد دون سائر جنسه، كقولك: "رجل"، فيكون هذا االسم لكل

واحد من الجنس، ثم يحدث عهد المخاطب لواحدا على واحد بعينه، فتقول: "الرجل"، فيكون مقصور� بعينه، فالنكرة سابقة، ألنها اسم الجنس الذي لكل

ته، وضعه الواضع للفصل واحد منه مثل اسم سائر أم بين األجناس، فال تجد معرفة� إال وأصلها النكرة؛ إال

اسم الله تعالى؛ ألنه ال شريك له__________

.11( لقمان: 1)

(3/347)

سبحانه وتعالى، فالتعريف ثان أتي به للحاجة إلى الحديث عن كل واحد من أشخاص ذلك الجنس، إذ لو

حدث عن النكرة، لما علم المخاطب عمن الحديث،ا أن اإلنسان حين يولد، ويزيد ما ذكرناه عندك وضوح�

فيطلق عليه حينئذ اسم رجل، أو امرأة، ثم يميزباللقب، واالسم.

والمعارف خمسة على ما ذكر، فمنها العلم الخاص، نحو: "زيد"، و"عبد الله"، فهو معرفة؛ ألنه موضوع

بإزاء واحد بعينه ال يشركه فيه غيره، وقد تقدمالكالم في األعالم في أول الكتاب.

ر من األسماء العامة، نحو وقوله: "الخاص" تحر "رجل"، و"فرس" ونحوهما من أسماء األجناس، فإن

ياتها، إال أن منها ما األسماء كلها أعالم على مسم، وهو اسم الجنس، ومنها ما مسماه مسماه عام، نحو: "زيد"، و"عبد الله"، ونحوهما. فاسم خاص

الجنس مسماه عام، والعلم مسماه خاص. ومنها المضمر، وهو ضرب من الكناية فكل مضمر

ا. وإنما صارت كناية، وليس كل كناية مضمر� المضمرات معارف؛ ألنك ال تضمر االسم إال وقد علم

السامع على من يعود، فال تقول: "ضربته"، وال"مررت به" حتى يعرفه، ويدري من هو.

ومن ذلك األسماء المبهمة، وهي ضربان: أسماء اإلشارة، والموصوالت، فأما أسماء اإلشارة، فنحو

"ذا"، و"ذه"، و"ذان"، و"تان"، و"أوالء". ومعنى

Page 20: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلشارة اإليماء إلى حاضر، فإن كان قريب�ا، نبهت عليه بها نحو "هذا"، و"هاتا"؛ وإن كان بعيد�ا، ألحقته كاف الخطاب في آخره، نحو: "ذاك" للفرق بينهما.

ومعنى التعريف فيه أن يختص واحد�ا ليعرفه المخاطب بحاسة البصر، وغيره من المعارف يختص

واحد�ا ليعرفه بالقلب. ومن الفرق بين المضمر والمبهم، أن المضمر في الغائب يبين بما قبله، وهو

المظهر الذي يعود عليه المضمر، نحو قولك: "زيدر بما مررت به"، والمبهم الذي هو اسم اإلشارة يفس بعده، وهو اسم الجنس كقولك: "هذا الرجل والثوب" ونحوه. وقد مضى الكالم على أسماء اإلشارة بما فيه

مقنع. والمعني باإلبهام وقوعها على كل شيء من حيوان

وجماد وغيرهما، وال تختص مسمى دون مسمى، هذا معنى اإلبهام فيها، ال أن المراد به التنكير، أال ترى

أن هذه األسماء معارف لما ذكرناه فيها. والقسم الثاني من المبهمات - وهو االسم الموصول

كـ"الذي"، و"التي"، و"من"، و"ما"، وتقدم الكالما، عليها. وكلها معارف بصالتها، فبيانها بما بعدها أيض�

إال أن أسماء اإلشارة تبين باسم الجنس، والموصوالت تبين بالجمل بعدها. والذي يدل أنها معارف أنه يمتنع دخول عالمة النكرة عليها، وهي

"، وتوصف بالمعارف، نحو "رب

(3/348)

ا ا وصف� قولك: "جاءني الذي عندك العاقل". وتقع أيض� للمعارف، نحو: "جاءني الرجل الذي عندك". وكلها

مبهمة؛ ألنها ال تخص مسمى دون مسمى، كما كانتأسماء اإلشارة كذلك.

وأما الداخل عليه األلف والالم، فنحو: "الرجل"، و"الغالم"، إذا أردت واحد�ا بعينه معهود�ا بينك وبين

"، فيقول المخاطب، كقول القائل: "لقيت رجال� المخاطب: "وما فعل الرجل؟ " أي: المعهود بيني

وبينك في الذكر، أو تكون معه في حديث رجل، ثم يأتي ذلك الرجل، فتقول: "وافى الرجل"، أي: الذي كنا في حديثه وذكره وافى. فال بد في تعريف العهد

من ثالثة: المذكور، والمتكلم، والمخاطب.

Page 21: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وتكون الالم لتعريف الجنس، كقولك: "الدينار خير من الدرهم"، و"الرجل خير من المرأة" وال تعني

له، ا تفض ا مخصوص� بقولك: "الدينار"، و"الرجل" شخص� وإنما تريد الجنس أجمع، ويكشف عن ذلك قوله

( إال الذين2تعالى: }إن اإلنسان لفي خسر )الحات{ ) (، فاإلنسان هنا عام يراد1آمنواوعملوا الص

به جميع اآلدمين، بدليل استثناء الجمع منه؛ ألنه إنما يستثنى األقل من األكثر، ومحال استثناء األكثر من األقل. ولأللف والالم أقسام تذكر في موضعها من

الكتاب، إن شاء الله تعالى. ومن الفرق بين تعريف العهد، وتعريف الجنس أن

العهد ال بد فيه من تقديم مذكور، ولذلك يحسن أن يقع موقعه المضمر فتقول: "جاءني رجل"، و"فعل

الرجل" وإن شئت قلت: "وفعل" على إضماره لتقدما ) (5ذكره، وكذلك قوله تعالى: }فإن مع العسر يسر�

ا{ ) ا، لجاز أن2إن مع العسر يسر� (، لو كان كالم�يقال: "معه" وليس كذلك الجنس، فاعرفه.

* * * قال صاحب الكتاب: وأعرفها المضمر، ثم العلم، ثم

المبهم، ثم الداخل عليه حرف التعريف, وأما المضاف فيعتبر أمره بما يضاف إليه. واعرف أنواع المضمر

ضمير المتكلم، ثم المخاطب، ثم الغائب.* * *

قال الشارح: اعلم أن المعارف، وإن اشتركت في أصل التعريف، فهي تتفاوت في ذلك، فبعضها

، كان أعرف. وقد أعرف. فكلما كان االسم أخص انقسموا في القول بأعرف المعارف بحسب انقسام

المعارف، فقال قوم: أعرف المعارف المضمر، ثم االسم العلم، ثم المبهم، ثم ما فيه األلف والالم.

واحتجوا بأن المضمر ال اشتراك فيه لتعينه بما__________

.3 - 2( العصر: 1).6 - 5( الشرح: 2)

(3/349)

يعود إليه، ولذلك ال يوصف، وال يوصف به، وليسكذلك العلم، فإنه يقع فيه االشتراك، ويميز بالصفة.

Page 22: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وذهب آخرون إلى أن االسم العلم أعرف المعارف،ثم المضمر، ثم المبهم، ثم ما

(، وإليه1عرف باأللف والالم، وهو مذهب الكوفيين )يرافي. واحتجوا بأن العلم ال ذهب أبو سعيد السركة اشتراك فيه في أصل الوضع، وإنما تقع الش

عارضة�، فال أثر لها. قالوا: والمضمر يصلح لكل مذكور، فال يخص شيئ�ا بعينه، وقد يكون المذكور قبله

ا على حسب ما يرجع إليه، نكرة�، فيكون نكرة� أيض�" من قولهم: "ربه رجال�". ولذلك تدخل عليه "رب

وذهب قوم إلى أن المبهم أعرف المعارف، ثم المضمر، ثم العلم، ثم ما فيه األلف والالم، وهو رأيراج، واحتج بأن اسم اإلشارة يتعرف أبي بكر بن الس

بشيئين: بالعين، والقلب، وغيره يتعرف بالقلب ال غير. وهو ضعيف؛ ألن التعريف أمر راجع إلى

المخاطب دون المتكلم، وما ذكره يرجع إلى معرفة المتكلم، وأما المخاطب، فال علم له بما في نفس

المتكلم. والمذهب األول، وعليه األكثر، وهو مذهب سيبويه لما

ذكرناه؛ وأما قولهم: إنه قد يعود إلى نكرة�، فيكون نكرة، فنقول: ال نسلم أنه يكون نكرة�؛ ألنا نعلم قطع�ا" عليه في "ربه"، من عني بالضمير؛ وأما دخول "ربر بما بعده، فصار بمنزلة النكرة فهو شاذ مع أنه يفس

المتقدمة، واألسماء األعالم أعرف من أسماء اإلشارة؛ ألن األعالم توصف، وال يوصف بها، وذلك

دليل على ضعف التعريف فيها، ولذلك قلنا بانحطاط تعريفها عن المضمرات. وأسماء اإلشارة توصف،

ويوصف بها، والصفة ال تكون أخص من الموصوف. وجواز الوصف باالسم، ووصفه مؤذن بوهن تعريفه

وضعفه، أال ترى أنك إذا قلت: "زيد الطويل"، فـ "الطويل" أعم من "زيد" وحده؛ ألن الطويل كثير،

وزيد أخص من "الطويل". وأسماء اإلشارة أعرف مما فيه األلف والالم لما

ذكرناه، فاأللف والالم أبهم المعارف وأقربها من النكرات، ولذلك قد نعتت بالنكرة كقولك: "إني ألمر

بالرجل غيرك، فينفعني، وبالرجل مثلك، فيعطيني"؛ ألنك ال تقصد رجال� بعينه. ومن ذلك قوله تعالى:

راط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم }اهدنا الصا" نعت�ا2غير المغضوب عليهم{ ) (، جعل "غير�

لـ"الذين"، وهي في مذهب األلف والالم التي لم

Page 23: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يقصد بها شيء بعينه. ويدل على ذلك أن من المعرف باأللف والالم ما يستوي في معناه ما فيه األلف

والالم، وما ال__________

( انظر المسألة األولى بعد المئة في كتاب1) "اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين

.709 - 707والكوفيين". ص .7 - 6( الفاتحة: 2)

(3/350)

ا الم فيه، نحو: "شربت ماء� والماء"، و"أكلت خبز� والخبز"؛ ولذلك امتنع أن ينعت ما فيه األلف والالم

بالمبهم. وأما المضاف، فيعتبر أمره بما يضاف إليه، فحكم

المضاف حكم المضاف إليه، فإذ�ا ما أضيف إلى المضمر أعرف مما أضيف إلى العلم، وما أضيف إلى العلم أعرف مما أضيف إلى المبهم، وما أضيف إلى المبهم أعرف مما أضيف إلى ما فيه األلف والالم.

فعلى هذا ال تصف العلم بما أضيف إلى المضمر، فال تقول: "مررت بزيد أخيك" على الوصف، ويجوز على

البدل، وال تصف المبهم بما أضيف إلى مضمر أو علم، فال تقول: "مررت بهذا أخيك، أو صاحب عمرو" على النعت، وال تصف ما فيه األلف والالم بما أضيف

إلى غيره مما ال الم فيه. واعلم أن المضمرات، وإن كانت أعرف المعارف، إال

ا في التعريف، فبعضها أعرف من أنها تتفاوت أيض�ها ضمير المتكلم، نحو: "أنا"، بعض، فأعرفها وأخص

والتاء في "فعلت"، والياء في "غالمي"، و"ضربني"؛ ألنه ال يشارك المتكلم أحد، فيدخل معه، فيكون ثم

لبس. ثم المخاطب، وإنما قلنا: إن المخاطب منحط في التعريف عن المتكلم؛ ألنه قد يكون بحضرته اثنان أو أكثر، فال يعلم أيهم يخاطب. ثم الغائب،

وإنما انحط ضمير الغائب عنهما؛ ألنه قد يكون كناية عن معرفة وعن نكرة، حتى قال بعض النحويين: إن كناية النكرة نكرة، ولذلك أجازوا "رب رجل وأخيه".

فهذا ترتيبها في التعريف، فاعرفه.* * *

Page 24: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

]تعريف النكرة[ قال صاحب الكتاب: والنكرة ما شاع في أمته كقولك:

جاءني رجل وركبت فرسا�.* * *

قال الشارح: قد تقدم أن النكرة أصل للمعرفة ومتقدمة عليها، وهي كل اسم يتناول مسميين

فصاعد�ا على سبيل البدل، فهو نكرة، وذلك نحو: "رجل"، و"فرس". أال ترى أن "رجال�" يصلح لكل ذكر

من بني آدم، و"فرس" يصلح لكل ذي أربع صهال." والالم، نحو: "رب وعالمتها أن تحسن فيها "رب

رجل والرجل".ا، وبعض النكرات أنكر من بعض، فما كان أكثر عموم�

كان أوغل في التنكير، فعلى هذا "شيء" أنكر منا، "جسم"؛ ألن كل جسم شيء؛ وليس كل شيء جسم�

و"جسم" أنكر من "حيوان"؛ ألن كل حيوان جسم، وليس كل جسم حيوان�ا، و"حيوان" أنكر من إنسان،و"إنسان" أنكر من "رجل" و"امرأة"، فاعرف ذلك.

(3/351)

ومن أصناف االسم المذكر والمؤنث[المذكر والمؤنثفصل ]تعريف

قال صاحب الكتاب: المذكر ما خال عن العالماتالثالث التاء واأللف والياء، في نحو: غرفة وأرض )

( , وحبلى وحمراء وهذى, والمؤنث ما وجدت فيه1إحداهن.

* * * قال الشارح: التذكير والتأنيث معنيان من المعاني،

، فلم يكن بد من دليل عليهما، ولما كان المذكر أصال� والمؤنث فرع�ا عليه؛ لم يحتج المذكر إلى عالمة؛ ألنه يفهم عند اإلطالق، إذ كان األصل، ولما كان التأنيث

ثاني�ا، لم يكن بد من عالمة تدل عليه، والدليل على أن المذكر أصل أمران: أحدهما مجيئهم باسم مذكر يعم

المذكر والمؤنث، وهو شيء. الثاني أن المؤنث يفتقر، لم يفتقر إلى عالمة، إلى عالمة. ولو كان أصال�

كالنكرة لما كانت أصال�، لم تفتقر إلى عالمة. والمعرفة لما كانت فرع�ا، افتقرت إلى العالمة،

Page 25: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولذلك إذا انضم إلى التأنيث العلمية، لم ينصرف، نحو: "زينب"، و"طلحة"، وإذا انضم إلى النكرة، انصرف، نحو: "جفنة"، و"قصعة". فإذا قد صار

المذكر عبارة عن ما خال من عالمات التأنيث،والمؤنث ما كانت فيه عالمة من العالمات المذكورة.

وعالمات التأنيث ثالثة: التاء، واأللف، والياء. والكالم: أسماء وأفعال وحروف، والذي يؤنث منها األسماء دون األفعال والحروف؛ وذلك من قبل أن األسماء

تدل على مسميات تكون مذكرة� ومؤنثة�، فتدخل عليها عالمة التأنيث أمارة� على ذلك، وال يكون ذلك

في األفعال، وال الحروف. أما األفعال؛ فألنها موضوعة للداللة على نسبة

الحدث إلى فاعلها، أو مفعولها من نحو: "ضرب زيد"، و"ضرب عمرو"، فداللتها على الحدث ليست من جهة

اللفظ، وإنما هي التزام، فلما لم تكن في الحقيقةبإزاء مسميات؛ لم يدخلها

__________( التاء فيها مقدرة.1)

(3/352)

التانيث. وأمر آخر أن مدلولها الحدث، وهي مشتقة منه، والحدث جنس مذكر، ولذلك قال سيبويه: لو

سميت امرأة بـ "نعم"، و"بئس"، النصرفا؛ ألناألفعال مذكرة.

فأما لحاق العالمة بها من نحو: "قامت هند"، و"قعدت سعاد"، فلتأنيث الفاعل ال لتأنيثها في نفسها، وهذا

أحد ما يدل أن الفاعل كجزء من الفعل، وذلك أن األصل، إذا أريد تأنيث كلمة، أن يلحق علم التأنيث

تلك الكلمة، فأما لحاق العالمة بكلمة والمراد غيرها،فال، فدل ذلك على أن الفعل والفاعل كجزء واحد.

وأما الحروف؛ فألنها ال تدل على معنى تحتها، وإنما تجيء لمعنى في االسم والفعل؛ فهي لذلك في تقدير الجزء من االسم والفعل، وجزء الشيء ال

،" يؤنث. وقد جاء منها ثالثة أحرف، وهي "ال"، و"ثم"، على التشبيه بالفعل، إذ كانت تكون عاملة�. و"رب

وعالمات التأنيث ثالثة على ما ذكر: التاء، واأللف، والياء، وقد أضاف غيره الكسرة، في نحو: "فعلت يا

Page 26: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

امرأة"، فصارت العالمات أربعة�. فأما التاء، فتكون عالمة� للتأنيث تلحق الفعل، والمراد تأنيث الفاعل

على ما ذكرنا في نحو: "قامت هند"، و"قعدت جمل". وهذه التاء إذا لحقت األفعال، كانت ثابتة� ال تنقلب في الوقف، نحو: "قامت هند"، و"هند قامت". وإذا لحقت االسم، نحو: "قائمة"، و"قاعدة"، أبدل منهاالهاء في الوقف، فتقول: "هذه قائمة، وقاعده".

وفي هذه التاء مذهبان: أحدهما: وهو مذهبالبصريين- أن التاء األصل، والهاء بدل منها، والثاني -

وهو مذهب الكوفيين- أن الهاء هي األصل. والحق األول، والدليل على ذلك أن الوصل مما تجري فيه

األشياء على أصولها، والوقف من مواضع التغيير. أال ترى أن من قال في الوقف: "هذا بكر"، و"مررت ببكر"، فنقل الضمة والكسرة إلى الكاف، فإنه إذا

وصل، عاد إلى األصل من إسكان الكاف، وكذلك من قال في الوقف: "هذا خالد" فضاعف، فإنه إذا وصل

ال يفعل ذلك، بل يخفف الدال، على أن من العرب من يجري الوقف مجرى الوصل، فيقول: "هذا

طلحت"، و"عليكم السالم والرحمت" وقال ]منالرجز[:

(1بل جوز تيهاء كظفر الحجفت )وأنشد قطرب ]من الرجز[:

ي مسلمت ... من بعدما وبعدما792 - الله نجاك بكفوبعدمت

ة صارت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرأن تدعى أمت

__________.344( تقدم بالرقم 1)

/6 - التخريج: الرجز ألبي النجم الراجز في الدرر 792 /15؛ ولسان العرب 344/ 2؛ وشرح التصريح 230 ؛ وبال نسبة في326/ 1 )ما(؛ ومجالس ثعلب 472

؛348/ 4؛ وأوضح المسالك 113/ 1األشباه والنظائر ،160/ 1؛ والخصائص 333/ 7، 177/ 4وخزانة األدب

؛ =563/ 2، 163

(3/353)

Page 27: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقد أجروها في الوصل على حد مجراها في الوقف. ( من قولهم في العدد:1من ذلك ما حكاه سيبويه )

"ثالثه أربعه"، وعلى هذا قالوا في الوصل: "سبسبا"(2( " (. وهو قليل من قبيل الضرورة. فلما3(، وكلكال

كان الوصل مما يجري فيه األشياء على أصولها، وكان الوقف مما يتغير فيه األشياء عن أصولها في

غالب األمر، ورأينا علم التأنيث في الوصل تاء، وفي الوقف هاء، نحو: "ضاربه"، و"قائمه"؛ علمنا أن الهاء في الوقف بدل من التاء في الوصل، وأن التاء هي

األصل. وأما األلف، فقد تكون للتأنيث، وذلك نحو األلف في

"حبلى"، و"سكرى"،__________

؛ وشرح شافية ابن756/ 3= وشرح األشموني ؛ وهمع559/ 4؛ والمقاصد النحوية 289/ 2الحاجب .209، 157/ 2الهوامع

اللغة: مسلمت: أي مسلمة. بعدمت: أي بعدما. الغلصمت: أي الغلصمة، وهي رأس الحلقوم، أو أصل

اللسان. أمت: أي أمة، وهي غير الحرة. اإلعراب: "الله": مبتدأ مرفوع بالضمة. "نجاك": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على األلف للتعذر،

ا تقديره "هو"، والكاف وفاعله ضمير مستتر فيه جواز� ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

"بكفي": الباء حرف جر، "كفي": اسم مجرور بالياء ألنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نجى"، وهو مضاف. "مسلمت": مضاف إليه مجرور بالفتحة

بدال� من الكسرة ألنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث وحرك بالسكون للضرورة الشعرية. "من":

حرف جر. "بعد": اسم مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نجاك".

"ما": المصدرية. "وبعدما": الواو حرف عطف، "بعدما": معطوفة على "بعدما" السابقة. "وبعدمت": الواو حرف عطف، "بعدمت": معطوفة على "بعدما"،

وقد قلبت األلف في "ما" تاء ساكنة للوقف. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر

باإلضافة. "صارت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. "نفوس": اسم "صار" مرفوع بالضمة، وهو مضاف.

"القوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عند": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر "صار"، وهو مضاف.

Page 28: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"الغلصمت": مضاف إليه مجرور بالكسرة منع من ظهورها السكون مراعاة للروي. "وكادت": الواو حرف عطف، "كادت": من أفعال المقاربة، والتاء للتأنيث وحركت بالكسر منع�ا من التقاء الساكنين.

"الحرة": اسم "كاد" مرفوع بالضمة الظاهرة. "أن": حرف نصب. "تدعى": فعل مضارع مبني للمجهول

منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "أمت":

مفعول به ثان منصوب بالفتحة منع من ظهورها السكون مراعاة للروي. والمصدر المؤول من "أن"

وما بعدها في محل نصب خبر "كاد".وجملة "نجاك": في محل رفع خبر للمبتدأ.

والشاهد فيه قوله: "مسلمت" و"الغلصمت" و"أمت" حيث لم يبدل تاء التأنيث في الوقف هاء، بل أبقاها

على حالها. أما قوله: "بعدمت" فاألصل "بعدما" فأبدل ألف "ما" هاء، ثم أبدلها تاء ليوافق بذلك

قوافي بقية األبيات..265/ 3( الكتاب 1) ( السبسب: المفازة، واألرض القفر البعيدة.2)

)سبب((.460/ 1)لسان العرب )كلل((.596/ 11( الكلكل: الصدر. )لسان العرب 3)

(3/354)

و"غضبى"، و"جمادى"، و"حبارى"، فهذه كلها وما يجري مجراها للتأنيث، يدل على ذلك أنك ال تنونها

في النكرة، قال الفرزدق ]من الطويل[: - وأشالء لحم من حبارى يصيدها ... لنا قانص793

من بعض ما يتخطف والفرق بين تأنيث التاء في "قائمة"، و"قاعدة"،

والتأنيث باأللف فيما ذكرنا أن التاء تدخل في غالب األمر كالمنفصلة مما دخلت عليه؛ ألنها تدخل على اسم تام الفائدة إلحداث معنى آخر، وهو التأنيث،

فكانت كاسم ضم إلى اسم آخر، نحو: "حضرموت"،و"بعلبك".

ويدل على ذلك أمور: منها: أنك تفتح ما قبل التاء كما تفتح ما قبل االسم الثاني من االسمين، فتقول:

"قائمة"، و"طلحة"، كما تقول: "حضرموت"، فتفتح

Page 29: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ما قبل اآلخر. ومنها أنك إذا صغرت ما في آخره تاء التأنيث، فإنك تصغر الصدر، ثم تأتي بالتاء، نحو:

"طلحة"، و"طليحة"، و"تمرة"، و"تميرة"، كما تصغر الصدر من االسمين المركبين، ثم تأتي باآلخر، نحو:

"حضير موت". ومما يدل على انفصالها وأن الكلمة لم تبن عليها،

أنك تحذفها في التكسير، فتقول في تكسير "جفنة": "جفان"، وفي "قصعة": "قصاع". وليست األلف

كذلك، بل تثبت في التكسير، فتقول في "حبلى": "حبالى"، وفي "سكرى": "سكارى"؛ ألن الكلمة بنيت

عليها بناء سائر حروفها، كما تقول في "جعفر":"جعافر"، وفي "زبرج": "زبارج".

فإن قيل: فما بالكم تقولون في تكسير "قرقرى" ) (: "قراقر"، و"جحاجب"، بحذف2(، و"جحجبى" )1

األلف؟ قيل: لم يحذفوا األلف هنا على حد حذف التاءفي

__________ ؛26/ 2 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 793

.879وجمهرة أشعار العرب ص اللغة: أشالء: جمع شلو وهو العضو بلحمه وعظمه.

الحبارى: طيور برية كالحمام. القانص: الصياد. اإلعراب: "وأشالء": الواو: بحسب ما قبلها، "أشالء":

مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "لحم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "من حبارى": جار ومجرور

متعلقان بخبر المبتدأ. "يصيدها": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب

مفعول به. "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ )يصيد(."قانص": فاعل مرفوع بالضمة "من بعض":

جار ومجرور متعلقان بـ )يصيد(."ما": حرف مصدري. "يتخطف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله

ا تقديره: هو، والمصدر المؤول ضمير مستتر جواز� من "ما يتخطف" في محل جر مضاف إليه: من بعض

خطفه. وجملة "أشالء لحم مقدودة من حبارى": بحسب

الواو. وجملة "يصيدها": في محل جر صفة للحبارى. والشاهد فيه قوله: "من حبارى" غير منونة، وهذا

داللة على تأنيثها.(.326/ 4( قرقرى: أرض باليمامة. )معجم البلدان 1)

Page 30: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

253/ 1( جحجبى: حي من األنصار. )لسان العرب 2))جحجب((.

(3/355)

"جفان"، و"قصاع"، وإنما حذفوها لوقوعها خامسة�، كما يحذفون الخامس األصلى في "سفرجل"،

و"سفارج"، و"فرزدق"، و"فرازد".ا في "حمراء"، و"خضراء"، فإن قيل الهمزة أيض�

و"صحراء"، و"عذراء"، تفيد التأنيث، فما بالكم لم تذكروها مع عالمات التأنيث؟ قيل: الهمزة في

ا للتأنيث، وإنما هي بدل من الحقيقة ليست علم� األلف في مثل "حبلى"، و"سكرى". وإنما وقعت بعد ألف قبلها زائدة للمد، فالتقى ألفان زائدتان، األولى المزيدة للمد، والثانية للتأنيث، فلم يكن بد من حذف

إحداهما أو تحريكها. فلم يجز الحذف في واحدة منهما، أما األولى؛ فلو حذفت، لذهب المد، وقد بنيت

الكلمة ممدودة�، وأما الثانية، فلو حذفت، لزال علم التأنيث، وهو أفحش من األول. فلما امتنع حذف

إحداهما، ولم يجز اجتماعهما لسكونهما، تعين تحريك إحداهما، فلم يكن تحريك األولى؛ ألنها لو حركت،

لفارقت المد، والكلمة مبنية على المد، فوجب تحريك الثانية. ولما حركت، انقلبت همزة�؛ فقيل: "صحراء"،

و"حمراء". فثبت بما ذكرنا أن الهمزة بدل من ألفالتأنيث.

فإن قيل: ولم قلت: إن الهمزة بدل من ألف التأنيث؟ وهال قلت: إنها أصل في التأنيث كالتاء

واأللف. قيل عنه جوابان: أحدهما أنا لم نرهم أنثوا بالهمزة في غير هذا الموضع، وإنما يؤنثون بالتاء

واأللف في نحو: "حمزة"، و"حبلى"، فكان حمل الهمزة في "صحراء" وبابه على أنها بدل من ألف

التأنيث أولى، وقد تقدم نحو من ذلك. الثاني أنا قد رأيناهم لما جمعوا شيئ�ا مما في آخره همزة التأنيث،

قوها، وذلك قولهم أبدلوها في الجمع ياء�، ولم يحق في جمع "صحراء"، و"خبراء": "صحاري"، و"خباري".

ولو كانت أصال� غير منقلبة، لجاءت ظاهرة�، نحويء": قولهم في "قراء": "قرارىء" وفي "كوكب در؛ "دراريء"، فظهرت الهمزة ها هنا حيث كانت أصال�

Page 31: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ألنه من "قرأت"، و"درأت". فأما قول بعض النحويين: ألفي التأنيث، فتقريب وتجوز. والحق ما ذكرناه، وذلك أنهما لما اصطحبتا، وبنيت الكلمة عليهما، أطلقوا على ألف المد ألف التأنيث، فقالوا: ألفا

التأنيث. وأما الياء، فقد تكون عالمة� للتأنيث في نحو:

"اضربي"، و"تضربين"، ونحوهما، فإن الياء فيهما عند سيبويه ضمير الفاعل، وتفيد التأنيث، كما أن

الواو في "اضربوا"، و"يضربون" ضمير الفاعل، وتفيد التذكير. وهي عند األخفش وكثير من النحويين

حرف دال على التأنيث بمنزلة التاء في "قامت"، والفاعل ضمير مستكن، كما كان كذلك مع المذكر

في "اضرب"؛ فأما الياء في "هذي"، فليست عالمة� للتأنيث كما ظن، وإنما هي عين الكلمة، والتأنيث

مستفاد من نفس الصيغة. وعلى قياس مذهب الكوفيين تكون الياء للتأنيث؛ ألن االسم عندهم الذال

وحدها، واأللف من "ذا" مزيدة، وكذلك الياء مزيدةللتأنيث، فالمؤنث ما وجد فيه إحدى هذه العالمات.

(3/356)

]المؤنث الحقيقي والمؤنث المجازي[ قال صاحب الكتاب: والتأنيث على ضربين: حقيقي

كتأنيث المرأة أوالناقة, ونحوهما مما بازائه ذكر في الحيوان، وغير حقيقي كتأنيث الظلمة والنعل

ونحوهما مما يتعلق بالوضع واالصطالح. والحقيقي ( "جاء هند"،1أقوى، ولذلك امتنع في حال السعة )

وجاز "طلع الشمس"، وإن كان المختار "طلعت". فإن وقع فصل استجيز نحو قولهم: "حضر القاضي

امرأة", قال جرير ]من الوافر[: - لقد ولد األخيطل أم سوء ... ]علي باب استها794

صلب وشام[ وليس بالوسع, وقد رده المبرد، واستحسن نحو قوله

( , }ولو كان بهم2تعالى: }فمن جاءه موعظة{ )(.3خصاصة{ )

* * * قال الشارح: اعلم أن المؤنث على ضربين كما ذكر:. وغير حقيقى، فالمؤنث الحقيقي التأنيث، حقيقي

Page 32: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والمذكر الحقيقي التذكير معلومان؛ ألنهما محسوسان، وذلك ما كان للمذكر منه فرج خالف فرججل والمرأة، وإن شئت أن تقول: ما كان األنثى، كالر

بإزائه ذكر في الحيوان، نحو: "امرأة"، و"رجل"، و"ناقة"، و"جمل"، و"أتان"، و"عير"، و"رخل"،

و"حمل" وذلك يكون خلقة الله تعالى. وغير الحقيقي أمر راجع إلى اللفظ بأن تقرن به عالمة التأنيث من

غير أن يكون تحته معنى، نحو: "البشرى"،__________

( أي: في غير الضرورة.1) ؛283 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 794

؛ وشرح التصريح405، 338وشرح شواهد اإليضاح ص )صلب(؛ والمقاصد529/ 1؛ ولسان العرب 279/ 1

؛175/ 1؛ وبال نسبة في اإلنصاف 468/ 2النحوية ؛414/ 2؛ والخصائص 113وجواهر األدب ص

؛349/ 3، 148/ 2؛ والمقتضب 173/ 1واألشموني .218/ 1والممتع في التصريف

اإلعراب: "لقد": الالم: واقعة في جواب اسم مقدر، و"قد": حرف تحقيق. "ولد": فعل ماض مبني على الفتح. "األخيطل": مفعول به منصوب. "أم": فاعل

مرفوع، وهو مضاف. "سوء": مضاف إليه مجرور. "على باب": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر

مقدم، وهو مضاف. "استها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

باإلضافة. "صلب": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وشام": الواو حرف عطف، و"شام": معطوف على "صلب"

مرفوع. وجملة القسم المحذوفة ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "لقد ولد ... ": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "على باب استها ... ": في محل

رفع نعت "أم". والشاهد فيه قوله: "لقد ولد األخيطل أم سوء" حيث

لم يصل بالفعل تاء التأنيث مع أن فاعله مؤنث حقيقي، وذلك لفصله عن فاعله بالمفعول، وهذا

جائز، والتأنيث أكثر..275( البقرة: 2).9( الحشر:3)

(3/357)

Page 33: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"الذكرى" و"صحراء"، و"عذراء"، و"غرفة"، و"ظلمة". وذلك يكون باالصطالح ووضع الواضع، فـ

"البشرى"، و"الذكرى"، مؤنثان بأن دخل عليهما ألف التأنيث المقصورة. و"صحراء"، و"عذراء"، ونحوهما

مؤنثان باأللف الممدودة، و"غرفة"، و"ظلمة"، مؤنثان بالتاء، و"نعل"، و"قدر ونحوهما من مثل

"شمس" و"فرس"، و"هند"، و"جمل"، عالمة التأنيث فيها مقدرة، يدل على ذلك ظهورها في التصغير،

نحو: "نعيلة"، و"قديرة". واعلم أن التأنيث الحقيقى أقوى من التأنيث

اللفظي؛ ألن المؤنث الحقيقي يكون تأنيثه من جهة اللفظ والمعنى من حيث كان مدلوله مؤنث�ا. وغير

الحقيقي شيء يختص باللفظ من غير أن يدل على معنى مؤنث تحته، فكان التأنيث المعنوي أقوى لما ذكرناه. ويلزم فعله عالمة التأنيث في نحو: "قامت

المرأة"، و"ذهبت الجارية"، فتلحق التاء الفعل لإليذان بأن فاعله مؤنث، كما تلحقه عالمة التثنية والجمع في نحو: "قاما أخواك"، و"قاموا إخوتك"

لإليذان بعدد الفاعلين. فإن قيل: االختيار "قام أخواك"، و"قام إخوتك"، فما

بالك توجب إلحاق العالمة في المؤنث، نحو: "قامت هند"؟ فالجواب: أن الفرق بينهما أن التأنيث معنى

الزم ال يصح انتقاله عنه إلى غيره، وليس كذلك التثنية والجمع، فإنهما غير الزمين، إذ االثنان قد

يفارق أحدهما اآلخر، فيصير واحد�ا، ويزيدان، فيصيران جمع�ا. وكذلك الجمع، قد ينقص فيصير

تثنية�، وليس التأنيث كذلك، فللزوم معنى التأنيث؛ لزمت عالمته، ولعدم لزوم معنى التثنية والجمع؛ لم

تلزم عالمتهما. فإن فصل بينهما فاصل من مفعول أو ظرف أو جار

ومجرور، جار سقوط علم التأنيث، نحو قولهم: "حضر القاضي اليوم امرأة"، لما فصل بالظرف

والمفعول؛ حسن ترك العالمة؛ ألن الفاصل سد مسد علم التأنيث مع االعتماد على داللة الفاعل على

التأنيث، فأما قول جرير ]من الوافر[: لقد ولد األخيطل أم سوء ... على باب استها صلب

وشام الشاهد فيه إسقاط علم التأنيث من الفعل مع كون

Page 34: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تأنيث الفاعل حقيقي�ا لوجود الفصل بالمفعول.لب" جمع "صليب"، وأصله: يهجوه بذلك؛ و"الص "صلب"، مثل: "كثيب"، و"كثب". وإنما اإلسكان

لضرب من التخفيف. و"الشام" جمع "شامة" يعلمه أنه عارف بذلك المكان منها، ومثله قول اآلخر ]من

البسيط[:ه منكن واحدة ... بعدي وبعدك في795 � غر - إن امرأ

الدنيا لمغرور__________

؛174/ 1 - التخريج: البيت بال نسبة في اإلنصاف 795 ؛414/ 2؛ والخصائص 481وتخليص الشواهد ص

؛ ولسان173/ 1؛ وشرح األشموني 271/ 6والدرر ؛ والمقاصد116 )غرر(؛ واللمع ص 11/ 5العرب

.171/ 2؛ وهمع الهوامع 476/ 2النحوية

(3/358)

ته"؛ لمكان الفصل، ولو قاله، لكان لم يقل: "غر أحسن. وفي الكتاب العزيز: }فجاءته إحداهما تمشي

(. وقد رد أبو العباس إسقاط1على استحياء{ ) العالمة مع المؤنث الحقيقي، ومنع منه، وإن كان

بينهما فصل، واحتج بأنه قد يشترك الرجال والنساءفي األسماء. قال الشاعر ]من الطويل[:

- تجاوزت هند�ا رغبة� عن قتاله ... إلى مالك796أعشو إلى ضوء ناره

فـ "هند" هنا اسم رجل. وقال اآلخر ]من الرجز[:ا797 - يا جعفر يا جعفر يا جعفر ... إن أك دحداح�

فأنت أقصر__________

= اإلعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "امرأ�": اسم "إن" منصوب. "غره": فعل ماض، والهاء ضمير فى

محل نصب مفعول به. "منكن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "واحدة". "واحدة": فاعل "غر"

مرفوع. "بعدي": ظرف متعلق بـ "غر"، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "وبعدك":

الواو: حرف عطف، بعدك: معطوفة على "بعدي"، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر باإلضافة. "في الدنيا": جار ومجرور متعلقان بـ "مغرور"، أو

Page 35: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بصفة محذوفة لـ "امرىء". "لمغرور": الالم:المزحلقة، مغرور: خبر "إن" مرفوع.

وجملة )إن امرأ� غره ...( االسمية: ال محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائية. وجملة )غره ...( الفعلية: فى

محل نصب نعت لـ "امرأ". والشاهد فيه قوله: "غره منكن واحدة"، فالفاعل هنا

مؤنث حقيقي، ولم يؤنث له الفعل للفاصل بين الفعل وفاعله بقوله: "منكن"، وذكر عالمة التأنيث

فى مثل هذه الحال أرجح من حذفها..25( القصص:1)

/2 - التخريج: البيت بال نسبة في شرح التصريح 796.558/ 4؛ والمقاصد النحوية 339

اللغة. رغب عن: مال. عشا النار: رآها ليال� فقصدها.هند: علم رجل.

المعنى: يقول: لقد اجتزت هذا الرجل تحاشي�ا لقتالهإلى مالك كريم مضياف.

اإلعراب: "تجاوزت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "هند�ا": مفعول به منصوب. "رغبة":

مفعول ألجله منصوب. "عن قتاله": جار ومجرور متعلقان بـ "رغبة"، وهو مضاف، والهاء ضمير في

محل جر باإلضافة. "إلى مالك": جار ومجرور متعلقان بـ "تجاوزت". "أعشو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "إلى ضوء": جار

ومجرور متعلقان بـ "أعشو"، وهو مضاف. "ناره": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في

محل جر باإلضافة. وجملة: "تجاوزت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "أعشو". في محل جر نعت "مالك".ا على مذكر، فهو علم والشاهد فيه مجيء "هند" علم�

مشترك بين الرجال والنساء. /1 - التخريج: الرجز بال نسبة في شرح الجمل 797259.

اللغة: جعفر: علم المرأة. الدحداح والدحدح: القصير. المعنى: لعله يخاطب امرأة بعينها اسمها جعفر،

ا فأنت أيتها : إن كنت قصير� ولعله يهجو القبيلة، قائال� القبيلة ال تصلي إلى مجدي ورفعتي؛ أو أنت يا جعفر

أقصر مني وأقل شأن�ا.=

(3/359)

Page 36: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"جعفر" هنا اسم امرأة، والسماع بخالف ما ذهب إليه، فهو تعليل في مقابلة النص، فأما إذا سمي

بمذكر كامرأة تسمى بـ "زيد"، أو "قاسم"، لزم إلحاق العالمة سواء في ذلك الفصل وعدمه، نحو: "قالت زيد"، و"أقبلت اليوم قاسم". وال يجوز حذف التاء

منه؛ لئال يلبس بالمذكر؛ ألن الفاعل ال داللة فيه على التأنيث، إذ ال عالمة فيه للتأنيث، وال هو غالب في

المؤنث، نحو: "زينب"، و"سعاد". فإن كان المؤنث غير حقيقي بأن يكون من غير

حيوان، نحو: "النعل"، و"القدر"، و"الدار"،وق"، ونحو ذلك، فإنك إذا أسندت الفعل إلى و"الس

ا في إلحاق العالمة وتركها، شيء من ذلك، كنت مخير� وإن الصق، نحو: "انقطع النعل"، و"انقطعت النعل"، و"انكسرت القدر"، و"انكسر القدر"، و"عمرت الدار"، و"عمر الدار"؛ ألن التأنيث لما لم يكن حقيقيا، ضعف،

ولم يعين بالداللة عليه مع أن المذكر هو األصل، فجاز الرجوع إليه. وإثبات العالمة فيه أحسن من

سقوطها مع الحقيقي. قال الله تعالى: }فمن جاءه (2( }ولو كان بهم خصاصة{ )1موعظة من ربه{ )

يحة{ ) ( وإثبات التاء أحسن،3}وأخذ الذين ظلموا الص(.4قال الله تعالى: }قد جاءتكم موعظة من ربكم{ )

]وجوب تأنيث الفعل إذا أسند إلي ضمير المؤنث[ قال صاحب الكتاب: هذا إذا كان الفعل مسندا� إلى

ظاهر االسم، فإذا اسند إلى ضميره فإلحاق العالمة.وقوله ]من المتقارب[:

- ]فال مزنة ودقت ودقها[ ... وال أرض أبقل798إبقالهامتأول.

* * *__________

= اإلعراب: "يا جعفر": "يا": حرف نداء، "جعفر": منادى مفرد علم مبني على الضم ونون للضرورة

في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. "يا جعفر": توكيد لألولى، وكذلك )الثالثة( توكيد لألولى. "إن": حرف شرط جازم. "أك": فعل مضارع مجزوم

بالسكون على النون المحذوفة، وفاعله ضمير مستترا": خبر "كان" منصوب فيه وجوب�ا تقديره: أنا. "دحداح�

Page 37: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالفتحة. "فأنت": الفاء: رابطة لجواب الشرط، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "أقصر":

خبر مرفوع بالضمة. وجملة النداء: ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملةا": جملة الشرط غير الظرفي ال محل لها "أك دحداح�

من اإلعراب. وجملة "فأنت أقصر": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "إن كنت دحداحا فانت أقصر":

استئنافية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "فأنت أقصر": حيث خاطب جعفر

بضمير التأنيث )أنت( على أنه اسم امرأة..275( البقرة: 1).9( الحشر: 2).67( هود: 3).57( يونس: 4)

- التخريج: البيت لعامر بن جوين في تخليص798 ؛50، 49، 45/ 1؛ وخزانة األدب 483الشواهد ص

؛ وشرح278/ 1؛ وشرح التصريح 268/ 6والدرر ؛ وشرح =460، 339شواهد اإليضاح ص

(3/360)

قال الشارح: هذا حكم الفعل إذا أسند إلى ظاهر مؤنث، فإن أسند إلى مضمر مؤنث، نحو: "الدار

انهدمت"، و"موعظة جاءت"، لم يكن بد من إلحاق التاء، وذلك ألن الراجع ينبغي أن يكون على حسب ما يرجع إليه؛ لئال يتوهم أن الفعل مسند إلى شيء من

سببه، فينتظر ذلك الفاعل؛ فلذلك لزم إلحاق العالمة لقطع هذا التوهم، كما اضطروا إلى عالمة الفاعل إذا

أسند إلى ضمير تثنية أو جمع، نحو: "الزيدان قاما"، و"الزيدون قاموا"، لإليذان بأن الفعل لالسم المتقدم

ال لغيره، فينتظر. وسواء في ذلك الحقيقي وغيرالحقيقي، فأما قوله ]من المتقارب[:

فال مزنة ودقت ودقها ... وال أرض أبقل إبقالها فإن البيت لعامر بن جوين الطائي، والشاهد فيه

حذف عالمة التأنيث مع إسناد الفعل إلى ضمير المؤنث. وذلك قليل قبيح، ومجازه على تأويل أن

األرض مكان، فكأنه قال: "وال مكان أبقل إبقالها"، والمكان مذكر، والمزنة: القطعة من السحاب.

Page 38: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والودق: المطر. واإلبقال: إنبات البقل، يقال: أبقل المكان، فهو باقل، والقياس: مبقل، وكل نابت

اخضرت به األرض، فهو بقل، ونحو ذلك قول األعشى]من المتقارب[:

- فإما تريني ولي لمة ... فإن الحوادث أودى بها799__________

؛ ولسان46/ 2؛ والكتاب 943/ 2= شواهد المغني )بقل(؛ والمقاصد60/ 11 )أرض(، 111/ 7العرب

/1؛ وبال نسبة في أمالي ابن الحاجب 464/ 2النحوية ؛411/ 2؛ والخصائص 113؛ وجواهر األدب ص 352

؛91؛ والرد على النحاة ص 174/ 1وشرح األشموني /1؛ وشرح أبيات سيبويه 166ورصف المباني ص

/1؛ ولسان العرب 244؛ وشرح ابن عقيل ص 557 /2؛ ومغني اللبيب 112/ 2 )خضب(؛ والمحتسب 357.171/ 2؛ وهمع الهوامع 303/ 1؛ والمقرب 656

اللغة: المزنة: قطعة من السحاب الماطر. ودقت:قطرت. أبقلت: أنبتت البقل، أعشبت.

اإلعراب: "فال": الفاء: بحسب ما قبلها، و"ال": حرف نفي يعمل عمل "ليس". "مزنة": اسم "ال" مرفوع. "ودقت": فعل ماض، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير

ا تقديره: هي. "ودقها": مفعول مستتر فيه جواز� مطلق منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل

مبني في محل جر باإلضافة. "وال": الواو حرف عطف، و"ال": نافية للجنس. "أرض": اسم "ال" مبني

على الفتح. "أبقل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستترا تقديره: هي. "إبقالها": مفعول مطلق فيه جواز�

منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني فيمحل جر باإلضافة.

وجملة "ال مزنة ودقت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "ودقت ... ": في محل نصب خبر "ال". وجملة "ال

أرض أبقل": معطوفة على السابقة. وجملة "أبقل":في محل رفع خبر "ال".

والشاهد فيه قوله: "وال أرض أبقل إبقالها"، والقياس: "أبقلت إبقالها ... " ألن الفعل مسند إلى

ضمير عائد على األرض، وهو مؤنث مجازي، وما حذفالتاء إال للضرورة.

221 - التخريج: البيت لألعشى في ديوانه ص 779،=43، 430/ 11)مع تغيير فيه(؛ وخزانة األدب

(3/361)

Page 39: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولم يقل: "أودت"؛ ألن "الحوادث" بمعنى "الحدثان"، و"الحدثان" مذكر. والذي سوغ ذلك أمران: كون تأنيثه

غير حقيقي، واآلخر أن فيه ردا إلى األصل، وهو التذكير، ولو قال: "إن زينب قام"، لم يجز؛ ألن تأنيث

، وأقبح من ذلك قول رويشد ]من هذا حقيقىالبسيط[:

- يا أيها الراكب المزجي مطيته ... سائل بني800وت أسد ما هذه الص

__________ ؛ وشرح477/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 433، 432=

؛ ولسان46/ 2؛ والكتاب 346شواهد اإليضاح ص )ودي(؛ والمقاصد385/ 15 )حدث(، 132/ 2العرب

؛764؛ وبال نسبة في اإلنصاف ص 466النحوية / /1؛ وشرح األشموني 316، 103ورصف المباني ص

175. شرح المفردات: اللمة: الشعر المجاوز شحمة األذن.

الحوادث: المصائب. أودى بها: ذهب بها. المعنى: يقول: فإذا رأيت شعر رأسي قد تبدل فذلك

لما أصابنى من مصائب الدهر وآالمه. اإلعراب: "فإما": الفاء بحسب ما قبلها، "إما": "إن":

حرف شرط جازم، و"ما": زائدة. "تريني": فعل مضارع مجزوم بحذف النون ألنه فعل الشرط، والياء

ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء الثانية في محل نصب مفعول به. "ولي": الواو

حالية، و"لي": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ. "لمة": مبتدأ مؤخر مرفرع. "فإن": الفاء رابطة جواب

الشرط، "إن" حرف مشبه بالفعل. "الحوادث": اسم "إن" منصوب. "أودى": فعل ماض، وفاعله ضمير

ا تقديره: "هي". "بها": جار ومجرور مستتر فيه جواز�متعلقان بـ "أودى".

وجملة "إما تريني ... " الشرطية: بحسب ما قبلها. وجملة "ترينى": جملة الشرط غير الظرفى ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ولي لمة": في محل نصب

حال. وجملة "وإن الحوادث ... ": في محل جزم جواب شرط. وجملة "أودى بها": في محل رفع خبر

"إن". والشاهد فيه قوله: "إن الحوادث أودى بها" حيث لم

يلحق تاء التأنيث الفعل الذي هو "أودى" مع كونه

Page 40: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مسند�ا إلى ضمير مستتر عائد إلى اسم مؤنث، وهو"الحوادث"، وذلك للضرورة الشعرية.

- التخريج: البيت لرويشد بن كثير الطائي في800 ؛ وشرح11؛ وسر صناعة اإلعراب ص 239/ 6الدرر

/2؛ ولسان العرب 166ديوان الحماسة للمرزوقي ص ،103/ 2 )صوت(؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 57 ؛ وتخليص الشواهد ص416/ 2؛ والخصائص 237/ 5

.157/ 2؛ وهمع الهوامع 221/ 4؛ وخزانة األدب 148 اللغة: المزجي: اسم الفاعل من أزجى يزجى، ومعناه

السائق. المطية: كل ما يركبه اإلنسان. المعنى: يا حادي هذه اإلبل سلهم ما هذه األصوات

الصادرة هناك )أهي أصوات حرب وشجار أم أصواتفرح وغناء؟(.

اإلعراب: "يا أيها": "يا": حوف نداء، "أي": منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب على

النداء، و"ها": للتنبيه. "الراكب": صفة مرفوعة وعالمة رفعها الضمة الظاهرة. "المزجي": صفة

مرفوعة بالضمة المقدرة على الياء. "مطيته": مفعول به السم الفاعل "المزجي" منصوب وعالمة نصبه الفتحة، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم

في محل جر باإلضافة. "سائل": فعل أمر مبني على السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا

تقديره أنت. "بني": مفعول به منصوب وعالمة نصبه الياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون

لإلضافة. "أسد": مضاف إليه مجرور وعالمة جره الكسرة الظاهرة في آخره. "ما": اسم استفهام

مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم. "هذه": الهاء للتنبيه، و"ذه": اسم إشارة مبني على الكسر

في محل رفع مبتدأ مؤخر. "الصوت": بدل من اسم اإلشارة مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على

آخره. =

(3/362)

فإنه أنث "الصوت"، وهو مذكر، ألنه مصدر كـيحة واالستغاثة، "الضرب" و"القتل"، كأنه أراد الص وهذا من أقبح الضرورة، أعني تأنيث المذكر؛ ألن

المذكر هو األصل، ونظيره ]من الوافر[:

Page 41: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قتنا ... كفى األيتام فقد801 نين تعر - إذا بعض السأبي اليتيم

ألنه أنث "البعض"، وهو مذكر، وهو أسهل مما قبله، ألن بعض السنين سنة، وليس كذلك "الصوت"،

فاعرفه.

فصل ]ثبوت تاء التأنيث وتقديرها[ قال صاحب الكتاب: والتاء تثبت في اللفظ وتقدر,

وال تخلو من أن تقدر في اسم ثالثي, كـ"عين", و"أذن"، أو في رباعي كـ "عناق" و"عقرب". ففي

الثالثي__________

= وجملة "يا أيها الراكب": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "سائل": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ما هذه الصوت": في محل نصب

مفعول به لسائل. والشاهد فيه قوله: "هذه الصوت" حيث جاء باسما به إلى اإلشارة الموضوع للمفردة المؤنثة مشير� الصوت وهو مفرد مذكر، والشاعر فعل ذلك ألن

الصوت يطلق عليه لفظ الجلبة أو الصيحة، وكل واحدمن هذه األلفاظ مؤنث.

؛219 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 801 /1؛ وشرح أبيات سيبويه 221، 220/ 4وخزانة األدب

؛ وبال نسبة في األشباه64، 52/ 1؛ والكتاب 56 /10 )صوت(، 57/ 2؛ ولسان العرب 197/ 3والنظائر

.198/ 4 )عرق(؛ والمقتضب 245فت العظم: أزلت كل ما عليه من اللحم. اللغة: تعر

السنة هنا: القحط والجدب. كفى هنا: أغنى. المعنى: يمدح جرير هشام بن عبد الملك بالكرم،

ا هذا كريم، ال يشعر معه اليتيم أيام فيقول: إن هشام�ا بمنزلة األب لهذا اليتيم. الجدب بفقد أبيه، ألن هشام�

اإلعراب: "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل "كفى". "بعض": فاعل لفعل محذوف. "السنين": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه

ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوينقتنا": فعل ماض مبني على في االسم المفرد. "تعر

الفتح، والتاء للتأنيث ال محل لها، والفاعل مستتر تقديره: هو، و"نا": مفعول به محله النصب. "كفى":

Page 42: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: هو. "األيتام": مفعول به أول. "فقد": مفعول به ثان. "أبي":

مضاف إليه، وكذلك "اليتيم". جملة "إذا تعرقتنا بعض السنين .. كفى": ابتدائية ال

محل لها من اإلعراب. وجملة "تعرقتنا بعض السنين": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "تعرقتنا":

تفسيرية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "كفى":جواب شرط غير جازم ال محل لها من اإلعراب.

ا" اكتسب التأنيث مما أضيف والشاهد فيه أن "بعض� إليه، وهو "السنون"، لذلك أنث الفعل بعده، فقال:

قتنا". "تعر

(3/363)

يظهر أمرها بشيئين: باإلسناد وبالتصغير، وفيالرباعي باإلسناد.

* * * قال الشارح: اعلم أن المؤنث على ضربين: مؤنث

بعالمة، ومؤنث بغير عالمة. واألصل في كل مؤنث أن تلحقه عالمة التأنيث للفرق بين المذكر والمؤنث،

نحو: "قائم"، و"قائمة"، و"امرىء"، و"امرأة"، وذلك إلزالة االشتراك بين المؤنث والمذكر. وأما ما ال

عالمة فيه للتأنيث، فنحو: "هند"، و"عناق"، و"قدر"، و"شمس"، ونحو ذلك، فإن التاء فيه مقدرة مرادة.

وإنما حذفت من اللفظ؛ لالستغناء عن العالمةباختصاص االسم بالمؤنث.

والمؤنث على ضربين: ثالثي ورباعي. فالثالثي يعلم تقدير التاء فيه بشيئين: بالتصغير وباإلسناد. وأما التصغير، فنحو قولك في "قدر": "قديرة"، وفي

"شمس": "شميسة"، وفي "هند": "هنيدة"، فيرد إلى األصل في التصغير، فتلحقه العالمة، لتبني تصريفه

على أصله، كما تقول في "باب": "بويب"، وفي "ناب": "نييب". وأما اإلسناد، فكقولك: "طلعت

ماع. الشمس"، و"انكسرت القدر"، وحاصل هذا الس فأما إذا كان االسم رباعيا، نحو: "عقرب"، و"عناق"، و"سعاد"، و"زينب"، فإن التاء ال تظهر في مصغره،

نحو قولك: "عقيرب"، و"عنيق"، و"سعيد"، و"زيينب".

Page 43: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وإنما فعلوا ذلك، ولم يلحقوها الهاء كما ألحقوها، وذلك أنهم شبهوا باء "عقرب"، وقاف الثالثي

، بهاء "عناق"، ودال "سعاد"، وإن كن المات أصوال� التأنيث في "طلحة"، و"حمزة"، إذ كانت هذه األسماء

مؤنثة، وكانت الباء والقاف والدال متجاوزة� للثالثة التي هي أول األصول، كتجاوز الهاء في "طلحة"

و"حمزة" الثالثة. فكما أن هاء التأنيث ال تدخل عليها هاء أخرى، كذلك منعوا الباء من "عقرب" ونحوها أن

يقولوا: "عقيربة"، كما امتنعوا أن يقولوا في"حمزة": "حميزتة"، فيدخلوا تأنيث�ا على تأنيث.

وإذا لم تظهر التاء في مصغره لما ذكرناه، علم تأنيثه باإلسناد، نحو: "لسعت العقرب"، و"رضعت العناق"، و"أقبلت سعاد". وقد يعلم التأنيث بالصفة من نحو:

"هذه عقرب مؤذية"، و"عناق رضيعة"، و"سعادا بتأنيث الخبر، من نحو: الحسنة"، وقد يعلم أيض�

"العقرب مؤذية" و"العناق رضيعة"، و"سعاد حسنة"،فاعرفه.

فصل ]وجوه دخول تاء التأنيث علي الكلمة[ قال صاحب الكتاب: ودخولها على وجوه: للفرق بين

المذكر والمؤنث في الصفة كضاربة ومضروبة وجميلة، وهو الكثير الشائع, وللفرق بينهما في

االسم كامرأة وشيخة وإنسانة وغالمة ورجلة وحمارةوأسدة وبرذونة,

(3/364)

وهو قليل, وللفرق بين اسم الجنس والواحد منه، كتمرة وشعيرة وضربة وقتلة. وللمبالغة في الوصف,

كعالمة ونسابة وراوية وفروقة وملولة. ولتأكيد التأنيث كناقة ونعجة. ولتأكيد معنى الجمع, كحجارة

وذكارة وصقورة وخؤولة وصياقلة وقشاعمة. وللداللة على النسب كالمهالبة واألشاعثة، وللداللة

على التعريب, كموازجة وجواربة. وللتعويض كفرازنة وجحاجحة. ويجمع هذه األوجه إنها تدخل للتأنيث

وشبه التأنيث.* * *

قال الشارح: هذا الفصل يشتمل على أقسام تاء

Page 44: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التأنيث وذكر مظانها، وهي تأتي في الكالم علىعشرة أنواع:

ا بين المذكر األول: وهو أعمها أن تكون فرق� والمؤنث في الصفات، نحو: "ضارب"، و"ضاربة"، و"مضروب"، و"مضروبة"، و"مفطر"، و"مفطرة".

فجميع ما ذكرناه صفة، وهو مأخوذ من الفعل، ومالم نذكره من الصفات فهذا حكمه.

الثاني: للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، نحو: "امرىء" و"امرأة"، و"مرء"، و"مرأة"، قال الله

(، وقال: }امرأت العزيز1تعالى: }إن امرؤ هلك{ ) (، وقالوا: "شيخ"، و"شيخة". قال2تراود فتاها{ )

الشاعر ]من الطويل[: - وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم تري802

ا يمانيا قبلي أسير�__________

.176( النساء: 1).30( يوسف:2)

- التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي802 ؛202، 196/ 2؛ وخزانة األدب 258/ 16في األغاني

؛ وشرح اختيارات76/ 1وسر صناعة اإلعراب ؛414؛ وشرح شواهد اإليضاح ص 768المفضل ص

517/ 3؛ ولسان العرب 675/ 2وشرح شواهد المغني )شمس(؛ وبال نسبة في115/ 6 )قدر(، 75/ 5)هذذ(،

؛46/ 1؛ وشرح األشموني 15/ 2األشباه والنظائر .69/ 1والمحتسب

اللغة: شيخة: امرأة عجوز. عبشمية: نحت مشتق منآل عبد شمس. يماني�ا: نسبة إلى اليمن.

المعنى: تضحك ساخرة مني امرأة عجوز من بني عبدشمس، وكأنني األسير األول من اليمن في قومها.

اإلعراب: "وتضحك": الواو: حسب ما قبلها، و"تضحك": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.

"مني": جار ومجرور متعلقان بالفعل تضحك والنون: للوقاية. "شيخة": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. "عبشمية": صفة مرفوع بالضمة الظاهرة. "كأن":

حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه محذوف. "لم": حرف نفي وقلب وجزم. "تر": فعل مضارع مجزوم

بحذف النون ألنه من األفعال الخمسة، والياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "قبلي": ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء

Page 45: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

النشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، متعلق بالفعل "تري"، والياء: ضمير متصل في محل

ا": مفعول به منصوب بالفتحة جر باإلضافة. "أسير�الظاهرة. "يماني�ا": صفة بالفتحة الظاهرة.

(3/365)

وقالوا: "غالم"، و"غالمة". قال أوس الهجيمي يصفا ]من الوافر[: فرس�

- بسلهبة صريحي أبوها ... تهان بها الغالمة803والغالم

وقالوا "رجل"، و"رجلة". قال الشاعر ]من المديد[:جله804 قوا جيب فتاتهم ... لم يبالوا حرمة الر - مز

أي"، حكاه وكانت عائشة، رضي الله عنها، "رجلة الر أبو زيد. وقالوا: "حمار"، و"األتان": حمارة،

واشتقاقه من الحمرة؛ ألن الغالب على حمر الوحشالحمرة،

__________ = وجملة "وتضحك شيخة": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "كأن لم تري": حالية محلها النصب.ا": في محل رفع خبر كان. وجملة "لم تري أسير�

والشاهد فيه قوله: "شيخه" مؤنث "شيخ". - التخريج: البيت ألوس بن غلفاء الهجيمي في803

/12 )ركض(، 160/ 7 )صرح(، 510/ 2لسان العرب )غلم(؛ ولألسدي في شرح شواهد اإليضاح ص440 ؛ ولسان960؛ وبال نسبة في جمهرة اللغة ص 415

)ركض(.158/ 7العرب اللغة: السلهب والسلهبة: الطويل والطويلة. صريحي

أبوها: خالص مما يشوبه، صافي النسب. المعنى: هذه الفرس األصيلة أحسن من غالم وفتاة،

فيهانا إن أساءا إليها. اإلعراب: "بسلهبة": جار ومجرور متعلقان بما تقدم.

"صريحي": صفة مجرورة بالكسرة. "أبوها": فاعل "صريحي" مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة،

وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "تهان": فعل مضارع مبني للمجهول

مرفوع بالضمة. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ )تهان(. "الغالمة": نائب فاعل مرفوع بالضمة.

Page 46: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"والغالم": الواو: حرف عطف، "الغالم": اسممعطوف على "الغالمة" مرفوع بالضمة.

وجملة "تهان": في محل جر صفة ثانية للسلهبة. والشاهد فيه قوله: "الغالمة والغالم" والشائع أن

يقال غالم وفتاة. - التخريج: البيت بال نسبة في شرح شواهد804

)رجل(.266/ 11؛ ولسان العرب 416اإليضاح ص اللغة: الجيب: القلب والصدر، وجيب األرض: مدخلها، وهذا ما أراده. الحرمة: كل ما عليك حمايته والدفاع

عنه. الرجلة: جمع الرجل )بسكون الجيم(، ومؤنثالرجل )بضمها(.

المعنى: اغتصب "بنو جبلة" فتاة جيرانهم، ولميهتموا لقومها ومكانتها.

اإلعراب: "مزقوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، واأللف:

للتفريق. "جيب": مفعول به منصوب بالفتحة. "فتاتهم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"هم":

ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "لم يبالوا": "لم": حرف جزم وقلب ونفي، "يبالوا" فعل مضارع

مجزوم بحذف النون من آخره ألنه من األفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل،

واأللف: للتفريق. "حرمة": مفعول به منصوب بالفتحة. "الرجلة": مضاف إليه مجرور بالكسرة،

وسكن لضرورة القافية. وجملة "مزقوا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "لم يبالوا": في محل نصب حال من فاعل

قوا(. )مز والشاهد فيه قوله: "الرجلة" في تأنيث "الرجل"،

وهذا نادر.

(3/366)

وقالوا: "أسد"، و"اللبؤة": أسدة، حكاه أبو زيد. وقالوا: "برذون" للدابة، قال الكسائي: األنثى

برذونة، وأنشد ]من الطويل[: - أريت إذا جالت بك الخيل جولة ... وأنت على805

برذونة غير طائل وذلك قليل؛ ألن األنثى لها اسم تنفرد به، ومن ذلك

Page 47: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

دخولها في العدد من نحو: "ثالثة"، و"أربعة"، للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس، إال أنه على نقيض

تلك الطريقة؛ لما ذكرناه في باب العدد. الثالث: أن تأتي للفرق بين الجنس والواحد، نحو: "تمرة" و"تمر"، و"شعيرة"، و"شعير". وقد تقدم

القول إن بابه يكون في المخلوقات دون المصنوعات. ومن ذلك "ضربة"، و"ضرب"، و"قتلة"،

و"قتل"؛ ألن الضرب جنس يعم القليل والكثير،،" و"ضربة" للمرة الواحدة. ومن ذلك "بطة"، و"بطراج هذا و"حمامة"، و"حمام". وذكر أبو بكر بن الس

القسم مفرد�ا؛ ألنه يقع في الحيوان للفرق بين الواحد والجمع. وهو داخل في هذا الباب من هذه الجهة، وينفصل منه؛ ألنه في الحيوان ال يراد له

الفرق بين المذكر والمؤنث فى الجنس، كـ "مرء"،و"مرأة".

الرابع: أن تدخل للمبالغة في الصفة؛ مثل: "عالمة"، و"نسابة" للكثير العلم والعالم باألنساب، وقالوا:

"راوية" للكثير الرواية، يقال: "رجل راوية الشعر"، ومن ذلك "بعير راوية"، و"بغل راوية"، أي: يكثر

االستقاء عليه. ومنه "فروقة"، يقال: "رجل فروقة" للكثير الفرق، وهو الخوف، وفي المثل "رب عجلة

تهب ريث�ا، ورب__________

؛285/ 2 - التخريج: البيت بال نسبة في الحيوان 805 )رأي(.294/ 14 )برذن(، 51/ 13ولسان العرب

اللغة: أريت: أرأيت، هل نظرت. جالت: دارت. البرذونة والبرذون: يطلق على غير العربي من الخيل

عة. والبغال. الطائل: الغنى والسا: هل ترى إذا ركبت على المعنى: يسائل، شخص�

برذونة غير متسعة، ودارت بك الخيل دورة، هل تبقىعلى قيد الحياة.

اإلعراب: "أريت": الهمزة: حرف استفهام، "ريت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير مبنى في محل رفع فاعل.

"إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "ريت". "جالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. "بك": جار ومجرور متعلقان بـ

"جالت". "الخيل": فاعل مرفوع بالضمة. "جولة": مفعول مطلق منصوب بالفتحة. "أريت": الواو:

Page 48: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

حالية، "أنت": ضمير متصل مبنى في محل رفع مبتدأ. "على برذونة": جار ومجرور متعلقان بخبر

محذوف. "غير": صفة مجرورة بالكسرة، وهو مضاف. "طائل": مضاف إليه مجرور يالكسرة. وجملة

"أريت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة"جالت": في محل جر مضاف إليه.

وجملة "أنت على برذونة": في محل نصب حال.والشاهد فيه قوله: "برذونة"، وهي مؤنث "برذون".

(3/367)

(. وقالوا: "ملولة" في معنى1فروقة يدعى ليث�ا" )"الملول"، وهو الكثير الملل.

الخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو قليل، نحو: "ناقة"، و"نعجة"، وذلك أن الناقة مؤنثة� من جهة

المعنى، ألنها في مقابلة "جمل"، وكذلك "نعجة" في مقابلة "كبش"، فهو بمنزلة "عناق" و"أتان"، فلم

ا إلى علم التأنيث، وصار دخول العلم على يكن محتاج�سبيل التأكيد؛ ألنه كان حاصال� قبل دخوله.

السادس: أن تكون لتأكيد تأنيث الجمع؛ ألن التكسير يحدث في االسم تأنيث�ا، ولذلك يؤنث فعله، نحو:

(، فدخلت لتأكيده، نحو:2}قالت األعراب{ ) "حجارة"، و"ذكارة"، و"صقورة"، و"خؤولة"،

و"عمومة"، و"صياقلة"، و"قشاعمة". السابع: أن تدخل في معنى النسب، مثل: "المهالبة"،

و"األشاعثة"، و"المسامعة"، األصل: "مهلبي"، و"أشعثي"، و"مسمعي"، فلما لم يأتوا بياء النسب؛

ا منها، فأفادت النسب، كما كانت أتوا بالتاء عوض�تفيده الياء في "مهلبي"، ونحوه.

الثامن: أن تدخل األعجمية للداللة على التعريب، نحو: "جواربة"، و"موازجة"، ألن "الجورب" أعجمي،

و"الموازجة" جمع "موزج"، وهو كـ"الجورب"، وهوب، وأصله بالفارسية "موزه". معر

التاسع: إلحاقها للعوض في الجمع الذي على زنة "مفاعيل"، نحو: "فرازنة"، و"جحاجحة" في جمع

(، وقياسه: "فرازين"4(، و"جحجاح" )3"فرزان" ) و"جحاجيح"، فلما حذفوا الياء، وليست مما يحذف؛

عوضوا التاء منها.

Page 49: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العاشر: إلحاقها في مثل "طلحة"، و"حمزة"، وهو في الحقيقة من باب "تمرة"، و"تمر". الطلح: شجر،

وحمزة: بقلة، ثم سمي بها. قال أنس: "كناني رسولالله - صلى الله عليه وسلم - ببقلة كنت أجتنيها" )

(، وكان يكنى أبا حمزة، فإذا أتى من هذا شيء،5 نظر إلى أصله قبل النقل والتسمية، ليعلم من أي

األقسام هو. قال: "ويجمع هذه األنواع أنها تدخل للتأنيث وشبه

التأنيث"، يريد أن األصل في إلحاق التاء للفرق بين المذكر والمؤنث الحقيقي، وإلحاقها فيما عدا ذلك

على جهة الشبه__________

؛ وجمهرة األمثال138( ورد في أمثال العرب ص 1) /3؛ وزهر األكم 411/ 1؛ وخزانة األدب 494، 482/ 1

؛265، 208؛ والفاخر ص 114/ 3؛ والعقد الفريد 43 ؛232؛ وكتاب األمثال ص335وفصل المقال ص

)فرق(؛304/ 10 )ريث(، 157/ 2ولسان العرب .294/ 1؛ ومجمع األمثال 97/ 2والمستقصى

الريث: البطء. والفروقة: الجبان الشديد الخوف..14( الحجرات: 2)ب.3) ( الفرزان: من لعب الشطرنج، أعجمي معر

)فرزن((.322/ 13)لسان العرب 420/ 2( الجحجاح: السيد الكريم. )لسان العرب 4)

)جحجح((. ( ورد هذا القول في النهاية في غريب الحديث5)

.440/ 1واألثر

(3/368)

والتفريع على هذا األصل. فمن ذلك إلحاقها للفرقا بين الواحد والجمع؛ فألن الجمع لما كان اسم�

للجنس، كان أصال� من هذا الوجه، ثم احتيج إلى إفراد الواحد من الجنس، فكان فرع�ا على ذلك األصل،

فلحقته العالمة بهذه العلة. فجميع ما لحقته التاء، فهو تفريع على أصل تأنيث، كتفريع المؤنث على

المذكر، فاعرفه.

فصل ]مجيء تاء التأنيث منفصلة وغير منفصلة[

Page 50: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: والكثير فيها أن تجيء منفصلة, وقل أن يبنى عليها الكلمة ومن ذلك عباية وعظاية

وعالوة وشقاوة.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول: إن تاء التأنيث في حكم المنفصلة؛ ألنها تدخل على اسم تام، فتحدث

فيه التأنيث، نحو: "قائم"، و"قائمة"، و"امرىء"، و"امرأة"، فهي لذلك بمنزلة اسم ضم إلى اسم. هذا

هو الكثير فيها، والغالب عليها، وقد دللنا على ذلكفيما تقدم.

وقد تأتي الزمة� كاأللف، كأن الكلمة بنيت على التأنيث، ولم يكن لها حظ في التذكير، فهي كحرف

من حروف االسم صيغ عليه. فأما "عباية"، و"عظاية"، و"صالية"، فإنه قد ورد فيها األمران:

تصحيح الياء وقلبها همزة. فأما التصحيح فيها، فإنه لما بنيت الكلمة على

التأنيث، وتنزلت التاء فيها منزلة ما هو من نفس الكلمة، قويت الياء لبعدها عن الطرف ووقوعها

حشو�ا، فصحت، ولم تهمز، ومثل ذلك "قمحدوة"، و"ترقوة"، و"عرقوة". فلوال بناء الكلمة على التأنيث،ا في الحكم لوجب قلب الواو فيها ياء�، لوقوعها طرف�

وانضمام ما قبلها. وأما من أعل الياء وهمز؛ فإنه بنى الواحد على الجمع. فلما كانوا يقولون في الجمع: "عظاء"،

و"عباء"، و"صالء"، فيلزمهم إعالل الياء لوقوعهاا، فإذا أرادوا إفراد الواحد من الجنس، أدخلوا طرف�

عليه تاء التأنيث، كما فعلوا في "تمر"، و"تمرة"، وقدروها منفصلة�، فثبتت الهمزة لذلك بعد دخول التاء، كما كانت ثابتة� قبل دخولها. وأما "نهاية"،

و"غباوة"، و"شقاوة" و"سقاية"؛ فاقتصروا فيها على التصحيح، ألنها كلم بنيت على التأنيث، ولم

يقدروها منفصلة، أال ترى أنهم لم يقولوا في الجمع: "نهاء"، وال "غباء"، وال "شقاء"، فيلزم اإلعالل كما

لزم في "عباء"، و"عظاء"، وصار نظير قولهم: "عقلته بثنايين" في أن الكلمة مبنية على التثنية،

ولذلك لم يهمزوا كما همزوا في "كساء"، و"رداء".

(3/369)

Page 51: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]مجيء تاء التأنيث للجمع[ قال صاحب الكتاب: وقولهم: "جمالة" في جمع

"جمال" بمعنى جماعة جمالة، وكذلك بغالة وحمارة وشاربة وواردة وسابلة, ومن ذلك البصرية والكوفية

والمروانية والزبيرية، ومنه الحلوبة والقتوبة (1والركوبة. قال الله تعالى: }فمنها ركوبهم{ )

(؛ وأما "حلوبة" للواحد,2وقرئ: "ركوبتهم" )و"حلوب" للجمع, فكـ "تمرة" و"تمر".

* * * قال الشارح: اعلم أن هذه الصفات فيها ضرب من

النسب، وإن لم يكن فيها ياء النسب، فقالوا لصاحبال"، ولصاحب البغال: "بغال"، ولصاحب الجمال: "جم

الحمر: "حمار"، وهو الذي يعمل عليها ويباشرها، وإن لم يكن مالكها. وذلك كثير فيما كان صنعة تكثر معالجتها، نحو: "صراف"، و"عواج"، للذي يكثر

رف وبيع العاج، ألن "فعاال�" للتكثير، وصاحب الص الصنعة مالزم لصنعتة مداوم عليها؛ فجعل له البناء

الدال على التكثير كـ "البزاز"، و"العطار"، فإذا أرادوا الجمع، ألحقوها التاء، فقالوا: "جمالة"، و"بغالة"، و"حمارة"، فأنثوا لفظه على إرادة الجماعة؛ ألن

الجماعة مؤنثة، فكأنهم قالوا: "جماعة جمالة وبغالة وحمارة"، ومثله "شاربة"، و"واردة"، و"سابلة"،

ة النهر، ولهم ماؤه، فالشاربة: الجماعة على ضف والواردة والسابلة: أبناء السبيل، والتأنيث على إرادة:

الجماعة الشاربة والواردة والسابلة. وكذلك المنسوب قد يؤنث على إرادة الجماعة، كـ

"البصرية"، و"المروانية"، في المنسوب إلى مروانبير، بيرية" في المنسوب إلى الز بن الحكم، و"الز

ومثله "الحلوبة"، و"القتوبة"، و"الركوبة"، فإن الباب فيما كان على "فعول" أن ال يؤتى فيه بعالمة تأنيث؛

ألنه ليس بجار على الفعل. ويستوي فيه الذكر واألنثى، فيقال: "رجل صبور"، و"امرأة صبور"،

و"رجل غدور"، و"امرأة غدور"، إال أنهم قالوا: "رجل ملولة"، وهو الكثير الملل، وهو السآمة، و"امرأة

ملولة"، وقالوا: "رجل فروقة وامرأة فروقة" على معنى المبالغة، كما قالوا: "نسابة"، و"عالمة"،

وقالوا: "حمولة"، و"قتوبة"، و"ركوبة"، يريدون أنها مما يحمل عليها، وتقتب، وتركب، فهي متخذة لذلك،

وإن لم يقع بها

Page 52: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________.72( يس: 1) ( هي قراءة عائشة، وهشام بن عروة، وأبي بن2)

كعب، وغيرهم. /15؛ وتفسير القرطبي 347/ 7انظر: البحر المحيط

/5؛ ومعجم القراءات القرآنية 330/ 3؛ والكشاف 56222.

(3/370)

حية"، في أنها معدة الفعل، فهي كـ "الذبيحة"، و"الض لذلك. وقال أبو الحسن: إنما قالوا: "حمولة" حيث

أرادوا التكثير، كما قالوا: "نسابة"، و"راوية"، ودخلهامعنى الجمع على إرادة الجماعة، فاعرفه.

فصل ]مذهب البصريين والكوفيين في نحو "حائض"[ ( في نحو:1قال صاحب الكتاب: وللبصريين )

(2"حائض" و"طامث" وطالق مذهبان, فعند الخليل ) أنه على معنى النسب كـ "البن" و"تامر"، كأنه قيل:

( أنه متأول3"ذات حيض وذات طمث"، وعند سيبويه ) بإنسان أو شيء حائض كقولهم: "غالم ربعة ويفعة"

على تأويل نفس وسلعة؛ وإنما يكون ذلك في الصفة الثابتة، فأما الحادثة فال بد لها من عالمة التأنيث،

تقول: "حائضة وطالقة اآلن أو غد�ا" ومذهب ( يبطله جري "الضامر" على الناقة4الكوفيين )

والجمل، والعاشق على المرأة والرجل.* * *

قال الشارح: اعلم أنهم قالوا: "امرأة طالق، وحائض وطامث وقاعد" لآليسة من الحيض، و"عاصف"، في

وصف الريح من قوله تعالى: }جاءتها ريح عاصف{ )ا للمؤنث؛5 (، فلم يأتوا فيه بالتاء وإن كان وصف�

وذلك ألنه لم يجر على الفعل. وإنما يلزم الفرق ما كان جاري�ا على الفعل؛ ألن الفعل ال بد من تأنيثه إذا

كان فيه ضمير مؤنث حقيقيا كان أو غير حقيقي،نحو: "هند ذهبت"، و"موعظة جاءت".

فإذا جرى االسم على الفعل، لزمه الفرق بين المذكر والمؤنث، كما كان كذلك في الفعل. وإذا لم يكن

جاري�ا على الفعل، كان بمنزلة المنسوب، فـ "حائض"

Page 53: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بمعنى: حائضى، أي: ذات حيض، على حد قولهم: "رجل دارع"، أي: درعي بمعنى "صاحب درع". أال

ترى أنك ال تقول: "درع"، فتجريه على "فعل". إنما قولك: "دارع": أي: ذو دروع، و"طالق"، أي: ذات طالق، أي: أن الطالق ثابت فيها. ومثله قولهم:

ماء "مرضع"، أي: ذات رضاع. ومنه قوله تعالى: }الس(، أي: ذات انفطار.6منفطر به{ )

__________ ( انظر المسألة الحادية عشرة بعد المئة في كتاب1)

"اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين.782 - 758والكوفيين. ص

.382 - 381/ 3( انظر الكتاب 2).237/ 3( انظر: الكتاب 3) ( ذهب الكوفيون إلى أن عالمة التأنيث إنما حذفت4)

من هذه الصفات الختصاص المؤنث به..22( يونس: 5).18( المزمل: 6)

(3/371)

وليس ذلك على معنى "حاضت"، و"انفطرت"، إذ لو أريد ذلك، ألتوا بالتاء، وقالوا: "حائضة غد�ا وطالقة

غد�ا"؛ ألنه شيء لم يثبت، وإنما هو إخبار على طريق الفعل، كأنك قلت: "تحيض غد�ا، وتطلق غد�ا" ومنه

ا قوله تعالى: }يوم ترونها تذهل كل مرضعة عميح1أرضعت{ ) ( وقال تعالى: }ولسليمان الر( وقول الشاعر ]من الطويل[:2عاصفة�{ )

( العام والعام قبله ... كحائضة3 - رأيت ختون )806يزني بها غير طاهر

وذلك كله يجري على الفعل على تقدير "حاضت"، و"طلقت"، هذا مذهب الخليل. وسيبويه يتأول على

يء مذكر، فكأنهم أنه صفة شيء أو إنسان، والش قالوا: "شيء حائض"؛ ألن الشيء عام يقع على

المذكر والمؤنث. واحتج الخليل بأنه قد جاء فيما ال يختص بالمؤنث، نحو: "جمل بازل"، و"ناقة بازل"

ووجدناهم قد وصفوا بأشياء ال فعل لها، نحو: "دارع"، و"نابل"، وال وجه له إال النسب، فحملوا عليه

ا"، ونحوهما، وكأن المعنى ساعد ا"، و"طالق� "حائض�

Page 54: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عليه. وأما سيبويه، فاحتج بأنه لما ورد ذلك فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث؛ كان الحمل علىالمعنى مهيع�ا معبد�ا، نحو قوله ]من السريع[:

يه على قبره ... من لي من بعدك يا807 - قامت تبكعامر

تركتني في الدار ذا غربة ... قد ذل من ليس له ناصر__________

.2( الحج: 1).81( األنبياء: 2)

/7 - التخريج: البيت بال نسبة في لسان العرب 806 )ختن(.138/ 13 )حيض(، 142

اللغة: الحائضة والحائض: المرأة في مدة الحيض. غير طاهر: في حالة الجنابة، غير مغتسل. الختون

والختونة: المصاهرة. اإلعراب: "رأيت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "ختون": مفعول به

منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "العام": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "والعام": الواو: حرف عطف،

"العام": اسم معطوف على سابقه مجرور بالكسرة. "قبله": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة

متعلق بحال من "العام"، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "كحائضة":

الكاف: اسم بمعنى مثل مبني في محل نصب مفعول به ثان لرأيت، وهو مضاف، "حائضة": مضاف إليه

مجرور بالكسرة. "يزني": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ "يزني"."غير": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف.

"طاهر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "رأيت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "يزني": في محل جر صفة للحائضة. والشاهد فيه توله: "كحائضة" حيث ألحق بالوصف تاء

التأنيث، وهي وصف خاص بالمؤنث. ( في الطبعتين "جنون"، والتصحيح عن لسان3)

)ختن(.138/ 13العرب - التخريج: البيتان بال نسبة في أمالي المرتضى807

؛262، 238، 177/ 5؛ واألشباه والنظائر 72، 71/ 1 )عمر(.608/ 4؛ ولسان العرب 174/ 1وسمط الآللي

Page 55: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المعنى: هذه المرأة الثكلى الحزينة قد قامت علىقبر رجل تبكيه، وتقول: إني وإن كنت في داري=

(3/372)

ولم يقل: "ذات غربة"، كأنه حمله على "إنسان ذي غربة"؛ ألن المرأة إنسان، فكذلك قالوا: "حائض"

على معنى: شيء حائض، ألن المرأة شيء وإنسان.ا"، ونحوهما إذا سقط ا"، و"طاهر� واعلم أن "حائض� منها التاء على التأويل المذكور، فإنه مذكر، وليس

ذلك من قبيل المؤنث المعنوي من نحو: "نعل"، و"سوق"، و"دار"، الالتى التاء مرادة فيها، والذي يدل

على ذلك أنا لو سمينا رجال� بـ "حائض" أو "طاهر"، لصرفنا. ولو كان مؤنث�ا، لم ينصرف كما لو سمينا بـ

(. ويدل1"سعاد"، و"زينب"، وذلك نص من سيبويه )ا أن التاء قد تدخله على الحد الذي على تذكيره أيض� وصفناه، وإنما وصف المؤنث بالمذكر على التأويل

على حد وصف المذكر بالمؤنث، كقولهم: "رجلربعة، ونكحة، ولعنة، وهزأة".

وذهب الكوفيون إلى أن سقوط التاء من هذه األشياء؛ ألنها معان مخصوص بها المؤنث، فاستغني

عن عالمة التأنيث، إذ العالمة إنما يؤتى بها عند االشتراك في المعنى للفصل؛ فأما إذا لم يكن هناك

اشتراك، فال حاجة إلى عالمة. ورأيت ابن السكيت قدعلل بذلك في إصالحه. وهو يفسد من وجوه:

__________ = وبين ذوي وأهلى فإنى أشعر بالغربة والوحدة، فال

أنيس وال ناصر لها في غير عامر. اإلعراب: "قامت": فعل ماض مبني على الفتح،

والتاء: تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هي. "تبكيه": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على التاء للثقل، والفاعل ضمير مستتر

تقديره: هى: والهاء: مفعول به. "على قبره": جار ومجرور متعلقان بالفعل )تبكى(، والهاء: مضاف

إليه. "من": اسم استفهام مبني على السكون في محل مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بخبر

محذوف. "من بعدك": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. "يا": حرف نداء. "عامر": منادى مفرد علم

Page 56: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مبني على الضم في محل نصب. وجملة "قامت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تبكيه": في محل نصب حال. وجملة "من

لي": في محل نصب مفعول به. وجملة "يا عامر":استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

"تركتني": فعل ماض مبني على السكون والتاء المتحركة في محل رفع فاعل والنون للوقاية، والياء

مفعول به أول. "في الدار": جار ومجرور متعلقان بالفعل )تركت(."ذا": مفعول به ثان منصوب باأللف

ألنه من األسماء الخمسة. "غربة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "قد": حرف تحقيق. "ذل": فعل ماض مبني

على الفتحة. "من": اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع فاعل. "ليس": فعل ماض ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر ليس المحذوف. "ناصر": اسم

ليس مرفوع بالضمة. وجملة "تركتني": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ذل وجملة "ليس له ناصر": صلة الموصول ال محل لها

من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "ذا غربة" أجرى الشاعر الكالم

على ما يقتضيه المعنى. فإنه كان ينبغي لو أنه أجرى الكالم على ما يقتضيه اللفظ أن يقول: "ذات غربة"

ألن الحديث على لسان امرأة؛ لكنه مع ذلك أجرى الكالم على المعنى؛ فإن المرأة يقال له: "إنسان" أو

"شخص" والشخص مذكر، فيجوز أن تجري عليهصفات المذكرين تبع�ا للفظه.

.236/ 3( الكتاب 1)

(3/373)

ا بالمؤنث، أحدها: أن ذلك لم يطرد فيما كان مختصا فيما يشترك فيه الذكر واألنثى، بل قد جاء أيض�

قالوا: "جمل بازل"، و"ناقة بازل"، و"جمل ضامر"،و"ناقة ضامر". قال األعشى ]من السريع[:

- عهدي بها في الحي قد سربلت ... هيفاء مثل808المهرة الضامر

فإسقاط العالمة مما يشترك فيه القبيالن دليل على فساد ما ذهبوا إليه، وإن كان أكثر الحذف إنما وقع

Page 57: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فيما يختص بالمؤنث. الثاني: أنه ينتقض ما ذهبوا إليه بقولهم: "مرضعة"،

بإثبات التاء فيما يختص بالمؤنث. الثالث: أن التاء ملحق مع فعل المؤنث، نحو: "حاضت

المرأة"، و"طلقت الجارية"، ولو كان اختصاصها، لم يفترق الحال بين الصفة بالمؤنث يكفي فارق�

والفعل، فاعرفه.

فصل ]ما يستوي فيه المذكر والمؤنث[ قال صاحب الكتاب: ويستوي المذكر والمؤنث في فعول ومفعال ومفعيل وفعيل بمعنى مفعول ما جرى على االسم. تقول: "هذه المرأة قتيل بني

فالن", و"مررت بقتيلهم". وقد يشبه به ما هو بمعنى فاعل، قال الله تعالى: }إن رحمة الله قريب من

(. وقالوا: "ملحفة جديد".1المحسنين{ )* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه األمثلة من الصفاتيستوي في سقوط التاء منها المذكر

__________ ؛189 - التخريج: البيت لألعشى في ديوانه ص 808

؛ وشرح401؛ وشرح شواهد اإليضاح ص 29/ 2والدرر ؛ وبال نسبة في تذكرة النحاة903/ 2شواهد المغنى

.107/ 1؛ وهمع الهوامع 650ص اللغة: العهد: المعرفة. سربلت: ألبسوها السربال. المعثى: عرفتها وقد ألبسوها ثوب�ا أبيض، تألقت به

كتألق البياض على المهر الضامر. اإلعراب: "عهدي": مبتدأ مرفوع، والياء: في محل جر باإلضافة، وخبرها محذوف تقديره: حاصل أو قريب. "بها". جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "فى

الحي": جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الضمير في "بها". "قد": حرف تحقيق. "سربلت":

فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء: تاء التأنيث الساكنة ال محل لها من اإلعراب، ونائب

ا تقديره هي، وأصله الفاعل ضمير مستتر جواز� مفعول به أول. "هيفاء": مفعول به ثان منصوب

بالفتحة. "مثل": صفة منصوبة بالفتحة. "المهرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "الضامر": صفة المهرة

مجرورة بالكسرة. وجملة "عهدي بها": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

Page 58: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجملة "قد سربلت": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "المهرة الضامر" حيث وصف

"المهرة" وهي أنثى بالضامر من غير أن يؤنث الصفة بتاء التأنيث، وذلك يدل على أن لفظ الضامر يقال

على الذكر واألنثى بصيغة واحدة..56( األعراف: 1)

(3/374)

والمؤنث، فيقال: "رجل صبور وشكور" و"امرأة صبور وشكور". وكذلك قالوا: "امرأة معطار" للتي

تكثر من استعمال الطيب، و"مذكار" للتي عادتها أن تلد الذكور، و"مئناث"، للتي عادتها أن تلد اإلناث.

وقالوا: "منطيق" للبليغ، و"معطير"، بمعنى العطار. وقالوا: "امرأة جريح"، و"قتيل". فهذه األسماء إذا جرت على موصوفها، لم يأتوا فيها بالهاء، وإذا لم يذكروا الموصوف، أثبتوا الهاء خوف اللبس، نحو:

"رأيت صبورة�، ومعطارة�، وقتيلة بني فالن"، فهذا معنى قوله: "ما جرى على اسم"، أي: ما تقدمها

موصوف. فأما "فعول"، و"مفعال"، و"مفعيل"، فأمثلة معدول بها عن اسم الفاعل للمبالغة، ولم تجر على الفعل، فجرت مجرى المنسوب، نحو: "دارع"، و"نابل"، فلم يدخلوا فيها الهاء لذلك. وقد شذ نحو: "معزابة" إذا

كان يعزب بإبله في المرعى، فيبعدها عن الناس لعزته وقدرته. ومثله "مطرابة" للكثير الطرب،

و"مجذامة" للسريع في قطع المودة. وأما "فعيل" بمعنى "مفعول"، فنحو: "كف خضيب"،ا يستوي في حذف التاء منه و"عين كحيل"، فإنه أيض�

المذكر والمؤنث؛ وذلك ألنه معدول عن جهته، إذ المعنى كف مخضوبة بالحناء، وعين مكحولة بالكحل،

فلما عدلوا عن "مفعول" إلى "فعيل"؛ لم يثبتوا التاء ليفرقوا بينه وبين ما لم يكن بمعنى "مفعول"، من نحو: "كريمة"، و"جميلة". وقد شبهوا "فعيال�" التي بمعنى "فاعل" بالتي بمعنى "مفعول"، فأسقطوا منها التاء. فمن ذلك قوله تعالى: }إن رحمت الله

(، وهو بمعنى: مقترب،1قريب من المحسنين{ ) شبهوه بـ "قتيل" ونحوه. وقيل: إنما أسقطت منه

Page 59: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

حم واحد، فحملوا الخبر على حمة والر التاء؛ ألن الرالمعنى، ويؤيده قوله تعالى: }هذا رحمة من ربي{ )

2.) فأما قولهم: "ملحفة جديد"، فقال الكوفيون: هي

"فعيل" بمعنى "مفعول"، أي: مجدودة، وهي المقطوعة عن المنوال عند الفراغ من نسجها. وقال البصريون: هي بمعنى "فاعلة"، أي: جدت. يقال: "جد الشيء يجد إذا صار جديد�ا"، وهو ضد الخلق، فسقوط

الهاء عندهم شاذ مشبه بالمفعول. ومن ذلك "ريح خريق"، أي: شديدة الهبوب، كأنها تخرق األرض. قال

الشاعر ]من الوافر[:كأن هبوبها خفقان ريح ... خريق بين أعالم طوال )

3)ومنه "شاة سديس"، أي: بلغت السنة السادسة.

فصل ]حكم الفعل المسند إلي الجمع في التذكيروالتأنيث[

قال صاحب الكتاب: وتأنيث الجمع ليس بحقيقي؛ولذلك اتسع فيما أسند إليه

__________.56( األعراف: 1).98( الكهف: 2).753( تقدم بالرقم 3)

(3/375)

إلحاق العالمة وتركها, تقول: "فعل الرجال,والمسلمات واأليام" وفعلت.

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن الجمع يكسب

االسم تأنيث�ا؛ ألنه يصير في معنى الجماعة، وذلك التأنيث ليس بحقيقي؛ ألنه تأنيث االسم ال تأنيث المعنى، فهو بمنزلة "الدار" و"النعل" ونحوهما، فلذلك إذا أسند إليه فعل، جاز في فعله التذكير

والتأنيث. فالتأنيث لما ذكرناه من إرادة الجماعة، والتذكير على إرادة الجمع، وال اعتبار بتأنيث واحده أو تذكيره. أال تراك تقول: "قامت الرجال"، و"قام النساء"، فتؤنث فعل "الرجال" مع أن الواحد منه

Page 60: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مذكر، وهو "رجل"، وتذكر فعل "النساء" مع أنالواحد "امرأة". قال الله تعالى: }قالت األعراب{ )

(. وال فرق بين العقالء وغيرهم،2( }وقال نسوة{ )1 فـ "الرجال" و"األيام" في ذلك سواء؛ ألن التأنيث

لالسم ال للمسمى. والكوفيون يزعمون أن التذكير للكثرة، والتأنيث

للقلة. ويؤيد عندك أن تأنيث الجمع ليس بحقيقي أنك لو

ا"، أو سميت رجال� "كالب�ا"، أو "كعاب�ا"، أو "فلوس�ا"، لصرفته. ولو كان تأنيثه حقيقي�ا، لكان حكمه "عنوق�

حكم "عقرب" إذا سمي به، و"سعاد" في الصرف. والجمع على ضربين: مكسر وصحيح. واعلم أن

ا، الجموع تختلف في ذلك، فما كان من الجمع مكسر� فأنت مخير في تذكير فعله وتأنيثه، نحو: "قام

الرجال"، و"قامت الرجال" من غير ترجيح؛ ألن لفظ الواحد قد زال بالتكسير، وصارت المعاملة مع لفظ

الجمع، فإن قدرته بالجمع، ذكرته، وإن قدرتهبالجماعة، أنثته. قال الشاعر ]من الكامل[:

- أخذ العذارى عقدها فنظمنه ... ]من لؤلؤ809د[ متتابع متسر

__________.14( الحجرات: 1).30( يوسف: 2)

- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص809 382/ 20؛ وتاج العروس 284/ 2؛ وتهذيب اللغة 95

)تبع(؛ وأساس البالغة )سرد(. اللغة والمعنى: نظمنه: أدخلن حباته وآللئه في سلك.

المتسرد: المتتابع. لمت العذراوات ما انفرط من عقدها، وأعدن إدخالآللئه بشكل متتابع إلى السلك، حتى عاد عقد�ا بديع�ا.

اإلعراب: "أخذ": فعل ماض مبني على الفتح. "العذارى": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على األلف

للتعذر. "عقدها": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. "فنظمنه": الفاء: حرف عطف، "نظم": فعل ماض مبني على السكون التصاله بنون النسوة،

والنون: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

"من لؤلؤ": جار ومجرور متعلقان بـ "نظم".

Page 61: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"متتابع": نعت مجرور بالكسرة. "متسرد": نعت ثانمجرور بالكسرة.

وجملة "أخذ العذارى": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فنظمنه": معطوفة عليها ال محل

لها كذلك.=

(3/376)

وقال الراجز:جال ولدت أوالدها ... واضطربت من كبر810 - إذا الر

أعضادهاوجعلت أوصابها تعتادها ... فهي زروع قد دنا حصادها

وما كان منه مجموع�ا جمع السالمة، فما كان منه لمؤنث، نحو: "المسلمات" و"الهندات"، كان الوجه

تأنيث الفعل، وإن كان الجمع للمذكرين بالواو والنون؛ فالوجه تذكير الفعل فيه، نحو: "قام

الزيدون". وإنما كان الوجه فيما كان مؤنث�ا تأنيث الفعل، لرجحان التأنيث فيه على التذكير. وذلك أن التأنيث فيه من وجهين: من جهة أن الواحد مؤنث، وهو باق على صيغته، وهو مع ذلك مقدر بالجماعة،

والتذكير من جهة واحدة، وهو تقديره بالجمع. وجمع المذكر بالعكس، التذكير فيه من جهتين: من جهة أن

الواحد__________

= والشاهد فيه قوله: "أخذ العذارى" حيث ذكر الفعل مع أن العذارى مؤنثة، ولكنه أراد به لفظ الجمع

فذكر. - التخريج: لم أقع على الرجز فيما عدت إليه من810

مصادر. اللغة: األعضاد: جمع العضد وهو ما بين المرفق إلى

الكتف. األوصاب: وهو جمع الوصب وهو الوجعوالمرض.

المعنى: عندما تكبر الرجال، وتكبر أوالدها، وتلد أحفاد�ا، تضطرب حركتها، وتضعف قواها، وتكثر

أمراضها، تغدو كالنبات الذي قرب موعد حصاده. اإلعراب: "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان مبني في محل نصب مفعول فيه. "الرجال": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، مرفوع بالضمة. "ولدت":

Page 62: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "أوالدها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها":

ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "واضطربت": الواو: حرف عطف، "اضطربت": فعل

ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "من كبر": جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها. "أعضادها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وجعلت":

الواو: حرف عطف، "جعلت": فعل ماض من أفعال الشروع مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "أوصابها":

اسم "جعل" مرفوع بالفتحة، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. "تعتادها": فعل مضارع

ا تقديره: مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر جواز� هي، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب

مفعول به. "فهي": الفاء: رابطة لجواب الشرط، "هي": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "زروع": خبر مرفوع بالضمة. "قد": حرف تقريب

وتحقيق. "دنا": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف لتعذر. "حصادها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. وجملة "ولدت الرجال": في محل جر مضاف إليه، وجملة "ولدت أوالدها": تفسيرية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "واضطربت": معطوفة على سابقتها ال محل لها، وكذلك جملة "جعلت أوصابها

تعتادها". وجملة "تعتادها": في محل نصب خبر "جعلت" ... وجملة "هي زروع": جواب شرط غير

جازم ال محل لها من اإلعراب. وجملة "دنا حصادها":في محل رفع صفة لزروع.

والشاهد فيه قوله: "ولدت أوالدها" على تقدير األوالد بالجماعة، فأنث الفعل، وكذلك قوله:

"واضطربت أعضادها" و"جعلت أوصابها تعتادها".

(3/377)

باق وهو مذكر، والثاني أنه مقدر بالجمع، وهو مذكر، والتأنيث من جهة واحدة، وهو تقديره بالجماعة،

فرجح على التأنيث. وقد ذكر بعضهم األول وهو قليل

Page 63: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قرأ حمزة والكسائي وابن عامر }قبل أن ينفد كلمات( بالياء. وقال الشاعر ]من الطويل[:1ربي{ )

- وقام إلي العاذالت يلمنني ... يقلن: أال تنفك811ترحل مرحال

وقد أنث بعضهم الثاني، وهو من قبيل الضرورة. قالالشاعر ]من البسيط[:

قالت بنو عامر خالوا بني أسد ... يا بؤس للحربا ألقوام ) (2ضرار�

فاعرفه.

]حكم الفعل المسند إلي ضمير الجمع في التذكيروالتأنيث[

قال صاحب الكتاب: وأما ضميره فتقول في االسناد إليه: "الرجال فعلت, وفعلوا"، و"المسلمات فعلت,

وفعلن" وكذلك "األيام" قال ]من الكامل[: - وإذا العذارى بالدخان تقنعت ... واستعجلت812

نصب القدور فملت* * *

__________ا قراءة األعمش وغيره.109( الكهف: 1) . وهي أيض�

؛501/ 2؛ والكشاف 169/ 6انظر: البحر المحيط ؛ ومعجم316/ 2والنشر في القراءات العشر

.21/ 4القراءات القرآنية - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من811

مصادر. اللغة والمعنى: العاذالت: الالئمات. المرحل: مكان

الرحيل. عاتبتني العاذالت ولمنني على كثرة أسفاري

ورحالتي. اإلعراب: "وقام": الواو: بحسب ما قبلها. "قام": فعل ماض مبني على الفتح. "إلي": جار ومجرور

متعلقان بـ )قام(. "العاذالت": فاعل مرفوع بالضمة. "يلمنني": فعل مضارع مبني على السكون التصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل مبني في محل

رفع فاعل، والنون الثانية للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "يقلن": فعل

مضارع مبني على السكون التصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "أال": الهمزة: حرف استفهام، "ال": حرف نفي.

Page 64: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"تنفك": فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة، واسمه ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "ترحل": فعل

مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "مرحال": مفعول مطلق منصوب

بالفتحة. وجملة "قام العاذالت": بحسب الواو. وجملة

"يلمنني": في محل نصب حال. وجملة "يقلن": بدال� من سابقتها في محل نصب، أو تفسيرية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "أال تنفك ترحل": في محل نصب مفعول به )مقول القول(. وجملة "ترحل": في

محل نصب خبر "تنفك". والشاهد فيه قوله: "قام العاذالت" على تقدير اللفظ

ال الجماعة..429( تقدم بالرقم 2)

- التخريج: البيت لسلمى بن ربيعة في خزانة812؛ وشرح ديوان =184/ 1؛ والدرر 44، 36/ 8األدب

(3/378)

قال الشارح: قوله: و"أما ضميره" يريد ضمير الجمع، فإذا أسند فعل إلى ضمير الجمع؛ فال يخلو الجمع من

ا ا، أو غير مكسر. فإن كان مكسر� أن يكون مكسر� وكان المذكر ممن يعقل، نحو: "الرجال" و"الغلمان"؛

كان لك فيه وجهان: أحدهما أن تلحقه تاء التأنيث، نحو: "الرجال قامت"، فتؤنثه، وتفرده؛ ألنه يرجع إلى تقدير الجماعة، وهي حقيقة واحدة مؤنثة. ويجوز أن

يرجع إلى اللفظ، وهو جمع مذكر عاقل، فتظهر عالمة ضميره بالواو، نحو: "الرجال قاموا"؛ ألن الواو

للمذكرين ممن يعقل؛ فأما قوله ]من الطويل[: - شربت بها والديك يدعو صباحه ... إذا ما بنوا813

نعش دنوا فتصوبوا__________

؛ ونوادر أبي زيد ص55= الحماسة للمرزوقي ص ؛ وبال162؛ ولعلباء بن أرقم في األصمعيات ص 121

؛ وهمع816نسبة في شرح اختيارات المفضل ص .60/ 1الهوامع

اللغة: العذارى: جمع العذراء، وهي البكر. تقنعت: لبست المقنعة. ملت: وضعت الخبز على الملة، وهي

Page 65: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الرماد الحار. المعنى: يمدح هؤالء الناس بإكرام الضيف، وهم

لفرط إكرامهم ضيوفهم تقوم األبكار منهم بخدمةالضيوف.

اإلعراب: "وإذا": الواو: بحسب ما قبلها، "إذا": ظرف زمان خافض لشرطه متعلق بالفعل "دارت" في

البيت الالحق. "العذارى": فاعل لفعل محذوف تقديره: تقنعت. "بالدخان": جار ومجرور متعلقان بـ

"تقنعت" المحذوف. "تقنعت": فعل ماض، والتاء:ا تقديره: للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

هي. "واستعجلت": الواو: حرف عطف، و"استعجل": فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: ضمير مستتر

ا تقديره: هي. "نصب": مفعول به منصوب فيه جواز� بالفتحة، وهو مضاف. "القدور": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فملت": الفاء: حرف استئناف، و"مل":

كت بالكسر فعل ماض، والتاء: للتأنيث، وقد حرا لضرورة القافية، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

تقديره: هي. وجملة "تقنعت العذارى": في محل جر باإلضافة. وجملة "تقنعت" الثانية: تأكيد لألولى.

وجملة "استعجلت": معطوفة على جملة "تقنعت" في محل جر. وجملة "فملت": استئنافية ال محل لها

من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "تقنعت"، و"استعجلت"

و"فملت"، حيث ألحق تاء التأنيث بالفعل المسند إلىضمير الجمع.

- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص813 ،82/ 8؛ وخزانة األدب 74/ 2؛ والحماسة البصرية 4

؛ وشرح شواهد476/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 84 ؛250؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 782المغني ص

)نعش(؛ وبال355/ 6؛ ولسان العرب 47/ 2والكتاب .226/ 2؛ والمقتضب 370نسبة في تذكرة النحاة ص

اللغة: بنو نعش: بنات نعش وهن سبع نجوم سميت بذلك ألنها على هيئة النعش. تصوبوا: نزلوا،

والتصوب: االنحدار. المعنى: إنه يشرب الخمر قبيل طلوع الفجر، في

الوقت الذي يصيح فيه الديك، وفي الوقت الذي تدنوفيه بنات نعش للهبوط نحو الجهة التي تغيب فيها. اإلعراب: "شربت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل في محل

Page 66: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

رفع فاعل. "بها": جار ومجرور متعلقان بالفعل"شربت". "والديك": الواو: حالية، =

(3/379)

فإنه كان ينبغي أن يقول: "دنت" على تقدير عالمة الجماعة، أو: "دنون"؛ ألنه جمع لما ال يعقل، إال أنه

أجراها مجرى من يعقل إذ كان دورها يجري على تقدير ال يختلف، وصار كقصد العاقل لشيء يعلمه،

فلذلك جمعها بالواو والنون، فقال: "بنو نعش"، ولم يقل: "بنات نعش"؛ فإذ�ا عاد الضمير بالواو على حد

جمعه إياه. ومثله قوله تعالى: }قالت نملة يا أيها (، لما أخبر عنهن1النمل ادخلوا مساكنكم{ )

بالخطاب الذي يختص بمن يعقل؛ جمعها بالواوالمختصة بمن يعقل.

وإن كان المكسر لغير أولى العقل؛ نحو: "األيام"، و"الحمر"، فلك فيه وجهان: أحدهما: أن تلحق الفعل

التاء، فتقول: "األيام فعلت"، على تقدير جماعة األيام، وإن شئت، قلت: "فعلن"؛ ألن األيام مما ال

يعقل. فجمعه وضمير جمعه كالمؤنث، وإن كانا، نحو: "ثيابك مزقن"، و"جمالك أقبلن". قال مذكر�

الشاعر ]من الطويل[:قن بيننا ... فقد بان محمود�ا814 - وإن تكن األيام فر

( أخي يوم ودعا2)__________

= "الديك": مبتدأ مرفوع بالضمة. "يدعو": فعل مضارع مرفوع وعالمة رفعه الضمة المقدرة،

ا تقديره: هو. "صباحه": والفاعل ضمير مستتر جواز� مفعول به منصوب، والهاء ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "شربت" غير متضمن معنى الشرط. "ما": زائدة ال محل لها. "بنو": فاعل مرفوع لفعل محذوف يفسره المذكور، وعالمة رفعه الواو ألنه ملحق بجمع المذكر السالم. "نعش": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "دنوا": فعل

ماض مبني على ضم مقدر على األلف المحذوفة اللتقاء الساكين، وبني على الضم التصاله بواو

الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، واأللف: للتفريق. "فتصوبوا": الفاء: حرف عطف،

Page 67: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"تصوبوا": فعل ماض مبني على الضم التصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل،

واأللف: للتفريق. جملة "شربت بها": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "الديك يدعو": حالية في محل نصب. وجملة "يدعو": في محل رفع خبر للمبتدأ. وجملة "دنوا": تفسيرية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "دنا بنو نعش": في محل جر باإلضافة. وجملة "تصوبوا":

معطوفة على جملة "دنوا" ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "بنو نعش دنوا" وذكر أن األخفش

ا للفظ "ابن" وإن كان غير روى: "بنو نعش" اعتبار�عاقل.

.18( النمل: 1)( في الطبعتين: "محمود" بالرفع، وهذا خطأ2)

- التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص814.1178؛ وشرح اختيارات المفضل ص 112

المعنى: لقد فرقت األيام بيني وبين مالك، وظهرجليا كم كان محمود�ا يوم مات.

اإلعراب: "وإن": الواو: بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم ألنه فعل الشرط، وحرك بالكسر منع�ا اللتقاء الساكنين.

"األيام": اسم "تكون" مرفوع بالضمة. "فرقن": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك،

والنون: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "بيننا": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف متعلق بالفعل "فرقن"، و"نا": ضمير

متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "فقد": الفاء:رابطة لجواب =

(3/380)

والذي يؤيد عندك أن ما ال يعقل يجري عندهم مجرى المؤنث أنك إذا صغرت نحو: "جمال"، و"دراهم"؛

فإنك ترده إلى الواحد، ثم تجمعه باأللف والتاء كالمؤنث، فتقول في تصغير "جمال"، و"دراهم":

"جميالت"، و"دريهمات". والمؤنث السالم نحو: "الهندات"، تقول: "الهندات قامت" على معنى

الجماعة، و"قمن"، على اللفظ، وكذلك مكسره، نحو:

Page 68: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"الهنود قامت"، و"قمن" إن شئت. فأما قول الشاعر]من الكامل[:

وإذا العذارى ... إلخبي، والشاهد فيه قوله: البيت لسلمى بن ربيعة الض

"تقنعت، وملت" حيث كان عائد�ا إلى "العذارى"، و"العذارى" جمع "عذراء"، وهي البكر. يصف إكرامبيات يوف، وأنه لفرط إكرامهم تباشر الص أهله الض

(، وأما الجمع المذكر1األبكار ما يباشره اإلماء ) السالم، فمضمره بالواو، نحو: "الزيدون قاموا" ال

غير.* * *

قال صاحب الكتاب: وعن أبي عثمان: العرب تقول: "األجذاع انكسرن" ألدنى العدد, و"الجذوع انكسرت". ويقال: "لخمس خلون", و"لخمس عشرة خلت"، وما

ذاك بضربة الزب.* * *

قال الشارح: اعلم أن هذا الشيء قد استعملته العرب استحسان�ا للفرق بين القليل والكثير،

فيقولون: "األجذاع انكسرن"، و"الجذوع انكسرت"، فيؤنثون الكثير بالتاء والقليل بالنون، ومنه قولهم

في التأريخ: "لخمس خلون"، و"أربع بقين"،و"لخمس عشرة خلت"، و"لثالث عشرة بقيت".

وقد قيل في تعليل ذلك أقوال: أقربها ما ذهب إليه الجرجاني، وهو أن التأنيث فيها لمعنى الجماعة،

والكثرة أذهب في معنى الجمعية من القلة، والتاءحرف مختص

__________ = الشرط، "قد": حرف تقريب وتحقيق. "بان": فعل

ماض مبني على الفتح. "محمود�ا": حال منصوب بالفتحة، وتروى بالضم فتكون فاعال� مرفوع�ا. "أخي": فاعل مرفوع بالضم المقدر على ما قبل ياء المتكلم، وعلى رواية ضم "محمود" يكون بدال� مرفوع�ا، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "يوم":

مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "بان". "ودعا": فعل ماض مبني على الفتح،

ا تقديره: هو، واأللف: وفاعله ضمير مستتر جواز�لإلطالق.

وجملة "إن تكن األيام ... فقد بان .. " ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تكن األيام فرقن": ال

Page 69: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

محل لها من اإلعراب ألنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة "فرقن": في محل نصب خبر

"تكون". وجملة "فقد بان أخى": فى محل جزم جواب الشرط. وجملة "ودع": فى محل جر مضاف

إليه. والشاهد فيه قوله: "األيام فرقن" حيث أعاد ضمير

الفعل على األيام جمع�ا مؤنث�ا .. ( في الطبعتين: "اآلباء"، وهذا تحريف، وقد1)

صوبناه عن جدول التصويبات الملحق بطبعة ليبزغ ص909.

(3/381)

بالتأنيث، فجعلت عالمة فيما كان أذهب في معنى الجمعية، والنون فيما هو أقل حظا في الجمعية؛ ألن

ا، وإنما ترد على ذوات النون ال ترد للتأنيث خصوص� صفتها التأنيث. والذي عندي في ذلك أن بناء القلة قد جرى عليه كثير من أحكام الواحد. من ذلك جواز

تصغيرها على ألفاظها من نحو: "أجيمال"، و"أثياب". ومنها جواز وصف المفرد به من نحو: "برمة أكسار"،

و"ثوب أسمال". ومنها عود الضمير إليه مفرد�ا من قوله تعالى: }وإن لكم في األنعام لعبرة� نسقيكم

ا في بطونه{ ) (. فلما غلبت على القلة أحكام1مم المفرد؛ عبروا عنها في التأنيث بالنون المختصة

بالجمع، لئال يتوهم فيها اإلفراد. وقوله: "وما ذاك بضربة الزب" يريد: بأمر ثابت يلزمك أن تأتي به، بل

أنت مخير إن أتيت به، فحسن؛ وإن لم تأت به، فعربي جيد، وهو من قولهم: "لزب الشيء يلزب

لزوب�ا" إذا ثبت، و"الزب" أفصح من "الزم".

فصل ]حكم صفة اسم الجمع في التذكير والتأنيث[ قال صاحب الكتاب: ونحو "النخل" و"التمر" مما بينه

وبين واحده التاء يذكر ويؤنث قال الله تعالى: (.3( وقال: }منقعر{ )2}كأنهم أعجاز نخل خاوية{ )

ومؤنث هذا الباب ال يكون له مذكر من لفظه اللتباس الواحد بالجمع. وقال يونس: فإذا أرادوا ذلك؛ قالوا:

"هذه شاة ذكر", و"حمامة ذكر".* * *

Page 70: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال الشارح: قد تقدم أن هذا الضرب من الجمع مما يكون واحده على بنائه من لفظه، وتلحقه تاء التأنيث ليبين الواحد من الجمع، فإنه يقع االسم فيه للجنس كما يقع للواحد، فإذا وصفته، جاز في الصفة التذكير

على اللفظ؛ ألنه جنس مع اإلفراد، والتأنيث على تأويل معنى الجماعة. وذلك نحو قوله تعالى: }أعجاز

(. ويجوز جمع الصفة5( و }منقعر{ )4نخل خاوية{ )حاب الثقال{ ا، نحو قوله تعالى: }الس ح� ا ومصح ر� مكس

(.7(، وقال تعالى: }والنخل باسقات{ )6) ويقع على الحيوان كما يقع على غيره من نحو:"، و"شاة"، "حمامة"، و"حمام"، و"بطة"، و"بط

و"شاء". وال يفصل بين مذكره ومؤنثه بالتاء؛ ألنك لو قلت للمؤنث: "حمامة"، وللمذكر: "حمام"؛ اللتبس

بالجمع، فتجنبوه لذلك، واكتفوا بالصفة. فإذا__________

.66( النحل: 1).7( الحاقة: 2) من اآلية }تنزع الناس كأنهم أعجاز20( القمر: 3)

نخل منقعر{..7( الحاقة: 4).20( القمر: 5).12( الرعد: 6).10( ق: 7)

(3/382)

أرادوا الذكر، قالوا: "حمامة ذكر"، و"شاة ذكر"، وكذلك إذا أرادوا األنثى؛ قالوا: "حمامة أنثى"، و"شاة

أنثى". حكى ذلك يونس، فاعرفه.

فصل ]األبنية التي تلحقها ألف التأنيث المقصورة[ قال صاحب الكتاب: واألبنية التي تلحقها ألف التأنيث المقصورة على ضربين: مختصة بها, ومشتركة. فمن

المختصة "فعلى", وهي تجيء على ضربين: إسما� وصفة. فاالسم على ضربين: غير مصدر كـ

"البهمى", و"الحمى", و"الرؤيا", و"حزوى"، ومصدر كـ "البشرى", و"الرجعى". والصفة نحو: "حبلى",

و"خنثى", و"ربى".

Page 71: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

* * * قال الشارح: لما فرغ من الكالم على المؤنث بالتاء، انتقل إلى الكالم على المؤنث باأللف. وألف التأنيث

على ضربين مقصورة وممدودة. ومعنى قولنا: "مقصورة" أن تكون مفردة ليس معها ألف أخرى،

فتمد، إنما هي ألف واحدة ساكنة في الوصل والوقف، فال يدخلها شيء من اإلعراب ال رفع وال، كأنها قصرت عن اإلعراب كله؛ من نصب وال جر

القصر؛ وهو الحبس.ا على ثالثة أضرب: أحدها: أن تكون واأللف تزاد آخر�

للتأنيث، والثاني: أن تكون ملحقة�، والثالث: أن تكون ( الكلمة وتوفير1لغير تأنيث، وال إلحاق، بل لتكثير )

لفظها. والفرق بين ألف التأنيث وغيرها أن ألف التأنيث ال

تنون نكرة�، نحو: "حبلى"، و"دنيا"، ويمتنع إدخال علم التأنيث عليها، فال يقال: "حبالة"، وال "دنياة"؛ لئال

يجمع بين عالمتي تأنيث. والضربان اآلخران يدخلهما التنوين، وال يمتنعان من علم التأنيث من نحو:

"أرطى"، و"معزى"، فـ "أرطى" ملحق بـ "جعفر"، و"سلهب"، و"معزى"، ملحق بـ "درهم" و"هجرع". والذي يدل على ذلك أنك تنونه، فتقول: "أرطى"

ى"، وتدخلهما تاء التأنيث للفرق بين الواحد و"معز� والجمع من نحو: "أرطاة". وأما الثالث فهو إلحاقها لغير تأنيث وال إلحاق، نحو: "قبعثرى"، و"كمثرى"،

فهذه األلف ليست للتأنيث ألنها منونة، وال لإللحاق؛"، فيلحق "قبعثرى" به، ألنه ليس لنا أصل "سداسى

فكان زائد�ا لتكثير الكلمة. وأما األلف التي للتأنيث، فهي على ضربين: ألف

مفردة، وألف تلحق قبلها ألف للمد، فتنقلب اآلخرةا بعد ألف زائدة. فأما منهما همزة�؛ لوقوعها طرف�

األلف المفردة، فإذا لحقت االسم، لم تخل من أنا بالتأنيث، أو بناء� مشترك�ا للتأنيث تلحق بناء� مختص

__________ "لتكسير"، وهذا107/ 5( في الطبعة المصرية 1)

تحريف.

(3/383)

Page 72: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وغيره. فمن المختص ما كان على "فعلى" بضم األول وسكون الثاني، نحو: "دنيا"، و"حبلى"، فهذا

البناء ال يكون إال مؤنث�ا. والمراد بقولنا: "ال يكون إال مؤنث�ا" أن ألفه ال تكون

لإللحاق وال لغيره؛ ألنه ليس في الكالم مثل "جعفر"ا به. وزيادتها للتكثير بضم الفاء، فيكون هذا ملحق�

قليلة، ال يصار إليه ما وجد عنه مندوحة، مع أن غالب األمر في الزيادة لغير اإللحاق أن تكون فيما زاد على

األصول على حدها في "قبعثرى"، و"كمثرى". هذا رأي سيبويه وأصحابه، فأما على قياس مذهب أبي الحسن، فيجوز أن يكون لإللحاق بـ "جخدب". وقد

يرافي اإللحاق بـ "جخدب"، وإن لم يكن من أجاز الس األصول؛ ألن حروفه كلها أصول، ذكر ذلك في باب

ا باألربعة. وقد حكى سيبويه ) الجمع فيما كان ملحق� ( على سبيل الشذوذ: "بهماة"، وقياس ذلك عند1

سيبويه أن تكون األلف فيه للتكثير؛ لتعذر أن تكونللتأنيث، إذ علم التأنيث ال يدخل على مثله.

ا ليس وهذا البناء يجيء على ثالثة أضرب: اسم�ا، وصفة. بمصدر، ومصدر�

فاألول: نحو: "البهمى" وهو نبت، و"الحمى"،ؤيا" لما يراه في منامه اإلنسان من األحالم، و"الر

و"حزوى" موضع بالدهناء من بالد تميم. ومنه "طغيا" اسم للصغير من بقر الوحش، حكاه األصمعي بضم

األول، وحكاه ثعلب بفتحه.جوع، جعى"، بمعنى الر والثاني: وهو المصدر كـ "الرلفى" و"البشرى"، بمعنى "البشارة". ومن ذلك "الز

بمعنى "اإلزالف"، وهي القربة والمنزلة من قولهبكم عندنا تعالى: }وما أموالكم وال أوالدكم بالتي تقر

ورى" بمعنى2زلفى{ ) ا. ومن ذلك "الش (، أي: إزالف�وأى"، بمعنى المساءة، و"الحسنى"، المشورة، و"الس

بمعنى الحسن، و"الغمى"، بمعنى الغم. والثالث: وهو الصفة، نحو: "حبلى" للحامل،

و"خنثى"، لمن أشكل أمره بأن يكون له ما للرجال والنساء جميع�ا، مأخوذ من "التخنث"، وهو االنعطاف

والتكسر، و"ربى" وهي الشاة التي وضعت حديث�ا،وجمعها "رباب".

* * * قال صاحب الكتاب: ومنها "فعلى", وهي على

Page 73: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ضربين: اسم كـ "أجلى", و"دقرى", و"بردى"، وصفةكـ "جمزى", و"بشكى" و"مرطى".

* * * قال الشارح: يريد من المختص بالمؤنث "فعلى" بفتح

الفاء والعين؛ ألن ألفه ال تكون لإللحاق؛ ألنه ليس في الرباعي مثل "جعفر" بفتح الفاء والعين، فكانت

للتأنيث لما ذكرنا، فمن ذلك "أجلى"، و "دقرى"، و"بردى"، وهي أسماء مواضع.

__________.255/ 4( الكتاب 1).37( سبأ: 2)

(3/384)

وقالوا في الصفة: "جمزى"، و"بشكى"، و"مرطى"، فـ "الجمزى" من السرعة، يقال: "هو يعدو الجمزى"،

أي: هذا الضرب من العدو، وقالوا: "حمار جمزى"،أي: سريع. قال الشاعر ]من المتقارب[:

- كأني ورحلي إذا رعتها ... على جمزى جازىء815مال بالر

وذلك كما يقال: "رجل عدل"، و"ماء غور". و"البشكى" مثله، يقال: "عدا البشكى"، و"ناقة

بشكى"، أي: سريعة. وكذلك "المرطى" ضرب من العدو سريع، قال األصمعي: هو فوق التقريب ودون

اإلهداب.* * *

قال صاحب الكتاب: ومنها فعلى كشعبى وأربى.* * *

قال الشارح: كذلك هذا البناء يختص بالتأنيث المتناع أن يكون لإللحاق، إذ ليس فى األصول ما هو على هذا المثال، فـ "شعبى" مكان، و"أربى" من أسماء

الداهية.* * *

قال صاحب الكتاب: ومن المشتركة فعلى, فالتي ألفها للتأنيث أربعة أضرب: إسم عين كسلمى

ورضوى وعوى، واسم معنى كالدعوى والرعوى والنجوى واللومى، ووصف مفرد كالظمأى والعطشى

والسكرى، وجمع كالجرحى واألسرى.

Page 74: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

* * *__________

- التخريج: البيت ألمية بن أبي عائذ في شرح815 ؛ وللهذلي59/ 3؛ والمنصف 498/ 2أشعار الهذليين .153/ 2في الخصائص

اللغة والمعنى: الرحل: أداة ركوب الجمال والنوق. رعتها: أفزعتها. الجمزى: سير قريب من العدو. الجازىء: الكافي، وأجزأ اإلبل: كفاها عن الماء

بالرطب والكأل. شبه نفسه فوق رحله حين أفزعها، بشخص يكفي

اإلبل بالرمال عن العطش. اإلعراب: "كأني": حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير

متصل مبني في محل رفع اسم "كأن". "ورحلى": الواو: واو المعية، "رحل": مفعول معه منصوب

بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه

متعلق بخبر "كأن" المحذوف. "رعتها": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل،

و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "على جمزى": جار ومجرور بكسرة مقدرة على

األلف للتعذر، متعلقان بخبر "كأن" المحذوف. "جازىء": نعت "جمزى" مجرور بالكسرة. "بالرمال":

جار ومجرور متعلقان بـ "جازئ". وجملة "كأني جازىء": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة

"رعتها": في محل جر مضاف إليه. والشاهد فيه قوله: "على جمزى" حيث جعل صفة

ا للراحلة، وأراد على راحلة تسير الجمزى. السير اسم�

(3/385)

قال الشارح: المراد بالمشترك أن يكون البناء مما يشترك فيه المذكر والمؤنث، وذلك بأن يكون االسم

الذي في آخره ألف زائدة على وزن األصول، نحو: "فعلى"، فإنه يكون على مثال "جعفر"، فيجوز أن

يكون ألفه لإللحاق، ويجوز أن يكون للتأنيث، فيحتاج حينئذ إلى نظر واستدالل. فإن كان مما يسوغ إدخال

Page 75: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تاء التأنيث عليه، لم تكن األلف في آخره للتأنيث، وكذلك إن سمع فيها التنوين، فليست للتأنيث؛ ألن

ألف التأنيث ال يدخلها تنوين؛ ألنها تمنع الصرف. وال يدخل عليها علم التأنيث، إذ علم التأنيث ال يدخلعلى مثله، وإن امتنعت من ذينك؛ فهي للتأنيث.

وإذا كانت للتأنيث، فلها أربعة مواضع:ا أحدهما: أن يكون اسم عين، وهو ما كان شخص�

مرئيا، نحو: "سلمى" وهو اسم رجل، و "سلمى" أحد جبلي طيىء، وكأن العلم منقول منه. ومن ذلك

"رضوى" وهو اسم جبل بالمدينة، و"عوى" من منازلالقمر، وهي خمسة أنجم يقال لها: "ورك األسد".

ا كـ الثاني: أن يكون اسم معنى، وهو ما كان مصدر�ا مصدر "الدعوى" بمعنى االدعاء، و"الرعوى" أيض�

بمعنى االرعواء، يقال: "ارعوى عن القبيح" إذا رجععوى. ومن ذلك عو والر عو والر عنه، وهو حسن الر

ة، ومنه قوله "النجوى" بمعنى المناجاة، وهي المسار (، ولذلك وحد، و"هم"1تعالى: }وإذ هم نجوى{ )

ا، جعلوا نفس النجوى مبالغة�، جماعة، لكونه مصدر� كما يقال: "رجل عدل"، و"قوم رضى". وكذلك

"اللومى" بمعنى اللوم. أنشد أبو زيد ]من الوافر[: - أما تنفك تركبني بلومى ... بهجت بها كما بهج816

الفصيل__________

.47( اإلسراء: 1) - التخريج: البيت ألبي الغول الطهوي في شرح816

.186؛ ونوادر أبي زيد ص 357شواهد اإليضاح ص اللغة والمعنى: اللومى: اللوم والعتاب. الفصيل: ولد

الناقة عندما يفطم ويفصل عن أمه. أراد: أتبقى تلومني، أتراك تفرح باللوم كما يفرح

الفصيل باللهو. اإلعراب: "أما": الهمزة: حرف استفهام، "ما": حرف

نفي. "تنفك": فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة، واسمه ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "تركبني":

فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "بلومى":ا من الكسرة ألنه ممنوع جار ومجرور بفتحة )عوض� من الصرف( مقدرة على األلف للتعذر، متعلقان بـ "تركب". "بهجت": فعل ماض مبني على السكون

Page 76: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "بها": جار ومجرور

متعلقان بـ "بهجت". "كما": الكاف: حرف تشبيه وجر، "ما": حرف مصدري. "بهج": فعل ماض مبني

على الفتح. "الفصيل": فاعل مرفوع بالضمة، والمصدر المؤول من "ما بهج" في محل جر بحرف

الجر، والجار والمجرور متعلقان بمفعول مطلقمحذوف، بتقدير: بهجت بها بهجة� كبهجة الفصيل.=

(3/386)

أي: تعلوني باللوم، إال أنه أنث، فقال: "بها"؛ ألناأللف للتأنيث.

الثالث: أن يكون صفة�، وهي على ضربين: تكون مفرد�ا، وتكون جمع�ا، فالمفرد يكون مؤنث "فعالن"، وهو نظير "أفعل" "فعالء"، نحو: "أحمر"، و"حمراء"

في أن مؤنثه على غير بناء مذكره. والجمع أن يكون جمع "فعيل" بمعنى "مفعول" مما

هو آفة وداء، نحو: "جريح"، و"جرحى"، و"أسير"، و"أسرى"، و"كليم" و"كلمى"، وقد تقدم الكالم عليه

في الجمع.* * *

قال صاحب الكتاب: والتي ألفها لإللحاق, نحو:"أرطى", و"علقى" لقولهم: "أرطاة", و"علقاة".

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن هذا البناء يكون

ا، ويكون مؤنث�ا، فإذا امتنعت ألفه من التنوين مذكر� ودخول التاء عليها دل ذلك على أنها للتأنيث. وإذا سمع فيها التنوين، وساغ دخول التاء عليها، نحو:

"أرطى"، و"علقى"، و"أرطاة"، و"علقاة"، فإن تنوينه يدل على انصرافه. ولو كان األلف فيه للتأنيث، لكان

غير مصروف كـ "حبلى"، و"سكرى". وإذا لم تكن للتأنيث، كانت لإللحاق، وذلك ألنه على أبنية األصول،

واإللحاق معنى مقصود، ويفيد فائدة ما هو مزيد للتكثير، ولم يرد به اإللحاق؛ ألن كل إلحاق تكثير،

ا، فاعرفه. وليس كل تكثير إلحاق�* * *

قال صاحب الكتاب: ومنها "فعلى", فالتي ألفها

Page 77: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

للتأنيث ضربان: اسم عين مفرد كالشيزى والدفلى وذفرى فيمن لم يصرف؛ وجمع كالحجلى, والظربى في جمع الحجل والظربان، ومصدر كالذكرى. والتي لإللحاق ضربان: اسم كمعزى وذفرى فيمن صرف، وصفة كقولهم رجل كيصى وهو الذي يأكل وحده

( لم يثبته صفة إال مع1وعزهى عن ثعلب وسيبويه )التاء نحو: "عزهاة".

* * * قال الشارح: قوله: "ومنها" يريد: ومن المشتركة

"فعلى" بكسر الفاء وسكون العين، فهذا البناء يكونا. فالمؤنث ما كانت ألفه للتأنيث، ا مؤنث�ا ومذكر� أيض�

واعتباره__________

=وجملة "ما تنفك تركبني": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تركبني": في محل نصب خبر "ما تنفك". وجملة "بهجت": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "بلومى بهجت بها" حيث أراد

"اللوم" ولكنه أنث بإعادة الضمير في "لها" بالتأنيث..255/ 4( الكتاب 1)

(3/387)

بامتناع الصرف وامتناع عالمة التأنيث من الدخول عليه. وذلك على أربعة أضرب: اسم عين، ومصدر،

وصفة، وجمع.يزى"، وهو خشب فاألول: وهو العين، نحو: "الش

أسود يتخذ منه القصاع، و"الدفلى" وهو نبت، وفيه لغتان: الصرف، وتركه. فمن صرفه جعل ألفه لإللحاق

بـ "درهم"، ومن لم يصرفه جعله مؤنث�ا. وكذلك "ذفرى"، وهو من القفا ما وراء األذن، وهو أول ماا يعرق من البعير، يقال: "ذفرى أسيلة". وفيه أيض�

لغتان: الصرف وتركه. وأما الثاني: وهو المصدر، فقالوا: "ذكرته ذكرى"

بمعنى الذكر. قال الله تعالى: }إن في ذلك لذكرى{ (،2(، وقال: }تبصرة� وذكرى لكل عبد منيب{ )1)

فامتناع تنوينه مع أنه نكرة دليل على أن ألفهللتأنيث.

Page 78: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الثالث: وهو الصفة، زعم سيبويه أن "فعلى" لم يرد صفة إال وفيه تاء التأنيث، نحو قولهم: "رجل عزهاة"،ا، و"سعالة"، وهي أخبث وهو الذي ال يطرب للهو تكبر�

الغول. وحكى أحمد بن يحيى ثعلب: "عزهى" بغير تاء. وقالوا: "رجل كيص�ى" للذي يأكل وحده. وسيبويه

( منع أن يكون "فعلى" صفة إذا كانت ألفه3) للتأنيث، فأما ما ذكروه، فإن ألفه لإللحاق بدليل

دخول التاء عليه. وأما الرابع: وهو ما كان جمع�ا من هذا البناء، فلم يأت

إال في حرفين، قالوا: "حجلى" في جمع "حجل"، و"ظربى" في جمع "ظربان". وقد تقدم الكالم

عليهما في الجمع. وقالوا: "الدفلى" يقع للواحدوالجمع، وهو بالجنس أشبه منه بالجمع.

* * *

]األبنية التي تلحقها ألف التأنيث الممدودة[ قال صاحب الكتاب: واألبنية التي تلحقها ممدودة

فعالء، وهي على ضربين: اسم وصفة. فاالسم على ثالثة أضرب: اسم عين مفرد كالصحراء والبيداء،

وجمع كالقصباء والطرفاء والحلفاء واألشياء، ومصدركالسراء والضراء والنعماء والبأساء.

* * * قال الشارح: لما فرغ من الكالم على أبنية األلف

المقصورة، انتقل إلى الكالم على أبنية الممدودة، وقد تقدم بيان معنى المقصورة والممدودة. فمن

أبنية الممدودة "فعالء" بفتح الفاء منها. وهي على ضربين: اسم وصفة، فاالسم على ثالثة أضرب: مفرد

حراء" و"البيداء"، فالصحراء واقع على عين، كـ "الصالبرية، وقيل لها ذلك التساعها، وعدم

__________.21( الزمر: 1).8( ق: 2).255/ 4( الكتاب 3)

(3/388)

(، أي: من1الحائل فيها، ومنه: "لقيته صحرة بحرة" ) غير حائل. والبيداء: المفازة، مأخوذ من "باد يبيد" إذا

Page 79: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

هلك؛ ألنها موحشة مهلكة، وقيل لها: "مفازة" على طريق التفاؤل بالسالمة، كما قيل للمعوج: "أحنف"،

والحنف االستقامة، وقيل: "المفازة" مأخوذ من قولهم: "فوز" إذا هلك، فيكون إذ�ا كالبيداء. واألول

أمثل؛ الحتمال أن يكون "فوز" مأخوذ�ا من "المفازة"، كأنه ركب مفازة، فهلك. وقالوا: "الجرباء" للسماء، كأنهم جعلوا الكواكب كالجرب لها، فعلى هذا أصلها

ا بالغلبة. وقالوا: الصفة، وإنما غلبت فصارت اسم�اء" من قولهم: "الجماء الغفير"، أي: جماعتهم "الجم

لم يتخلف منهم أحد، فهو اسم، وليس بمصدر. وأما الجمع، فنحو " القصباء"، و"الطرفاء"،

و"الحلفاء"، و"األشياء"، وهذه األسماء مفردة واقعة على الجمع، فلفظها لفظ اإلفراد، ومعناها الجمع.

(، وحكى أبو عثمان عن2هذا مذهب سيبويه ) األصمعي أنه قال: واحد الطرفاء طرفة، وواحد

القصباء قصبة، وواحد الحلفاء حلفة، فهذا وحده مكسور العين، وليس الخالف في تكسيرها وعدم

تكسيرها، إنما موضع الخالف أن هذه األسماء هل هي بمنزلة "القوم" و"اإلبل" ال واحد لها من لفظها، أو

هي بمنزلة الجامل والباقر في أن لها واحد�ا منلفظها، وهو جمل، وبقرة.

وأما "أشياء"؛ فإن أصلها "شيآء" على زنة "فعالء" كـ "قصباء" و"طرفاء" إال أنهم كرهوا تقارب الهمزتين،

فحولوا األولى إلى موضع الفاء، فقالوا: "أشيآء" على زنة "لفعآء"، واألصل: فعآلء. والذي يدل على

أنه مفرد تكسيرهم إياه على "أشاوى". وفيه خالف ) ( قد ذكرته في شرح الملوكي، وقد استقصيت3

الكالم فيه هناك.راء" بمعنى راء"، و"الض وأما المصدر؛ فنحو "الس

ة، و"النعماء" بمعنى النعمة. قال الله ة والمضر المسرته{ ) اء مس (.4تعالى: }ولئن أذقناه نعماء بعد ضر

والصواب أنها أسماء للمصادر، وليست أنفسها،فالسراء: الرخاء، والضراء: الشدة، والنعماء: النعمة،

__________ ( هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في كتاب1)

)بحر(؛45/ 4؛ ولسان العرب 377األمثال ص .195/ 2؛ ومجمع األمثال 287/ 2والمستقصى

.596/ 3( انظر: الكتاب: 2) ( ذهب الكوفيون إلى أن "أشياء" وزنه "أفعاء"،3)

Page 80: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

واألصل "أفعالء"، وإليه ذهب أبو الحسن األخفش من البصريين، وذهب بعض الكوفيين إلى أن وزنه

"أفعال". وذهب البصريون إلى أن وزنه "لفعاء"،واألصل: "فعالء".

وأرى أن الذي دفعهم إلى هذا التعسف في إيجاد أصل لـ "أشياء" ورود هذه الكلمة غير مصروفة،

فأرادوا إيجاد تعليل لمنعها من الصرف. انظر المسألة الثامنة عشرة بعد المئة في كتاب

"اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين.820 - 812والكوفيين". ص

.10( هود: 4)

(3/389)

فهي أسماء: لهذه المعاني. فإذا قلنا: إنها مصادر، كانت عبارة� عن نفس الفعل الذي هو المعنى، وإذا

كانت أسماء� لها، كانت عبارة� عن المحصل لهذهالمعاني.

* * * قال صاحب الكتاب: والصفة على ضربين: ما هو تأنيث أفعل، وما ليس كذلك, فاألول نحو سوداء,

وبيضاء, والثاني نحو امرأة حسناء وديمة هطالء وحلةشوكاء والعرب العرباء.

* * * قال الشارح: هذه األسماء كلها صفات؛ ألنها جارية

على الموصوفين، نحو: "هذه امرأة حسناء"، و"رأيت امراة حسناء"، و"مررت بامرأة حسناء"، وكذلك البقية. والغالب على هذا البناء أن يكون مؤنث

"أفعل"، وبابه األلوان والعيوب الثابتة بأصل الخلقة، نحو: "أبيض"، و "بيضاء"، و"أسود"، و"سوداء"،

و"أزرق"، و"زرقاء"، وقالوا في العيوب: "أعمى"،و"عمياء"، و"أعرج"، و"عرجاء"، و"أعور"، و"عوراء".

وقد جاء لغير "أفعل"، قالوا: "امرأة حسناء" أي: جميلة، ولم يقولوا: "رجل أحسن" حتى يقرنوه بـ "من"، فيقولوا: "رجل أحسن من غيره". وقالوا:

"ديمة هطالء"، أي: دائمة الهطل، وال يكادون يقولون: "مطر أهطل"، وقالوا: "حلة شوكاء"

للجديدة، هكذا قال أبو عبيدة، كأنها تشوك لجدتها؛

Page 81: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ألن الجديد يوصف بالخشونة. وقالوا: "العرب العرباء"، أي: الخالصة، كما يقال: العاربة. وقالوا: "امرأة عجزاء" للكبيرة العجز، وإذا أرادوا المذكر،"، ولم يقولوا: "أعجز". وقالوا: قالوا: "رجل ألي

"داهية دهياء"، كأنهم رفضوا "أفعل" في هذهالصفات؛ لقلة وصف المذكر بها.

فهذا البناء أعني "فعآلء" المفتوح األول على اختالف ضروبه ال تكون الهمزة في آخره إال للتأنيث، فال ينصرف لذلك، وهي بدل من ألف التأنيث بخالف

المضموم أوله والمكسور، نحو: "قوباء"، و"علباء"، وذلك ألنه ليس في الكالم "فعالل" بفتح الفاء،

ا، نحو: ا به، إال فيما كان مضاعف� فيكون هذا ملحق�لزال"، و"القلقال". وحكى الفراء: "ناقة بها "الز خزعال"، أي: ظلع. وروى ثعلب: "قهقار" للحجر

لب. وزاد أبو مالك: "قسطال" للغبار. فإن صحت الص الرواية، حمل على أن المراد: "خزعل"، و"قهقر"،

و"قسطل"، واأللف إشباع عن الفتحة قبلها على حد(.1"تنقاد الصياريف" )

* * *__________

( من قول الفرزدق ]من البسيط[:1) تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدنانير

ياريف تنقاد الصال� في الجزء األخير من وسيأتي الكالم عليه مفص

جزئنا هذا.

(3/390)

قال صاحب الكتاب: ونحو رحضاء ونفساء وسيراء وسابياء وكبرياء وعاشوراء وبراكاء وعقرباء وبروكاء

وخنفساء وأصدقاء وكرماء وزمكاء.* * *

قال الشارح: وقد جاءت ألف التأنيث في أبنيةحضاء"، وهو عرق مختلفة غير "فعالء"، فمن ذلك "الر

الحمى مأخوذ من "رحض الثوب"، إذا غسله، كأن عرق الحمى يغسل المحموم، وهو بضم الفاء وفتح العين، وهمزته للتأنيث، وليست لإللحاق؛ ألنه ليس

ا به. ومثله في الكالم مثل "فعالل" فيكون ملحق�

Page 82: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ها أول ما تأخذ، ة الحمى ومس "العرواء" وهي قر مأخوذ من "عرا يعرو". وقالوا: "نفساء" للمرأة حين

تضع حملها، ومن ذلك "سيراء" بكسر األول وفتحيور، وقيل: الثاني، وهو من البرود، فيه خطوط كالس

هو الذهب. قال النابغة ]من الكامل[:يراء أكمل خلقها ... كالغصن في817 - صفراء كالس

غلوائه المتلود وقالوا: "سابياء" للمشيمة التي تخرج مع الولد. وإذا

كثر نسل الغنم، فهي السابياء، وهو مأخوذ من "سبيت الخمر"، إذا حملتها من بلد إلى بلد لخروجها

من مكان إلى مكان. ويجوز أن يكون من "أسابي الدم" وهو طرائقه؛ ألن المشيمة ال تنفك من دم.

و"الكبرياء" مصدر كالكبر بمعنى العظمة،م خاصة، و"عاشوراء": اليوم العاشر من المحر

__________ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص817 /12 )سير(؛ وتاج العروس 390/ 4؛ ولسان العرب 91

133/ 15 )سير(؛ وبال نسبة في لسان العرب 119 ؛191/ 8؛ وتهذيب اللغة 190/ 10)غال(؛ والمخصص

وتاج العروس )غال(. اللغة والمعنى: السيراء: الذهب، وبرد فيه خطوطكالسيور. الغلواء: الحدة والغلو. المتأود: المتثني.

أراد أن لونها كالذهب، كاملة الخلقة، طرية كالغصنالمتثني في أوله وحدته.

اإلعراب: "صفراء": خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هي". "كالسيراء": الكاف: اسم بمعنى مثل مبني

في محل رفع صفة لسفراء، وهو مضاف، "السيراء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أكمل": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. "خلقها": نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير

متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "كالغصن": الكاف: اسم بمعنى مثل مبني في محل رفع خبر

ثان، وهو مضاف، "الغصن": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "في غلوائه": جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الغصن، والهاء: ضمير متصل مبني في

محل جر مضاف إليه. "المتأود": صفة للغصن مجروربالكسرة.

وجملة "هي صفراء": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "أكمل خلقها": في محل رفع صفة

Page 83: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

للصفراء، أو رفع خبر لـ "هي".والشاهد فيه قوله: "كالسيراء" بمعنى الذهب.

(3/391)

وهو "فاعوالء" من "العشرة". و"براكاء" معناه الثبات في الحرب، وهو من البروك، يقال: "براك براك"

وكذلك "بروكاء". و"العقرباء": األنثى من العقارب، و"الخنفساء" من حشرات األرض معروفة. يقال: "خنفس"، و"خنفساء"، و"أصدقاء"، و"كرماء" من

الجموع التي وقعت ألف التأنيث في آخرها كما وقعت المقصورة في آخر "حبالى"، و"سكارى". وهو

"، و"أشقياء"، كثير في "فعيل"، نحو: "شقي"، و"أتقياء"، ومثل "كريم"، "وكرماء"، و "وتقي

"حنيف"، و"حنفاء"، وقالوا: "شاهد"، و"شهداء"، و"صالح"، و"صلحاء"، و"شاعر"، و"شعراء"، وأما

"زمكاء"، فهو ذنب الطائر. والقصر فيها الفاشي.* * *

قال صاحب الكتاب: وأما فعالء وفعالء كعلباء وحرباءوسيساء وحواء ومزاء وقوباء فألفها لإللحاق.

* * * قال الشارح: أما ما كان على "فعالء"، و"فعالء"

بكسر األول وضمه وسكون الثاني منه، فإنه مصروف منون؛ ألن همزته ليست للتأنيث، بخالف الهمزة في

نحو: "صحراء"، و"بيداء". فالمكسور األول، نحو:"علباء"، و"حرباء"، و"سيساء".

و"العلباء": عصب العنق، يقال منه: "علب البعير"،و"ناقة معلبة" إذا داء جانبا عنقها.

و"الحرباء": دويبة أكبر من العظاءة تستقبل الشمس، وتدور معها حيث دارت، وتتلون ألوان�ا بحر الشمس،

يساء": الظهر. قال أبو قيل: هو ذكر أم حبين. و"الس عمرو: "السيساء" من الفرس: الحارك، ومن الحمار

الظهر.يزاء" لألرض الغليظة. فهذا كله ومنه "القيقاء"، و"الزا" ملحق بـ "سرداح"، ولذلك انصرف، كما أن "سرداح�

منصرف. والهمزة فيه بدل من ياء، واألصل "علباي"،ا بعد ألف و"حرباي"، و"سيساي"، فوقعت الياء طرف�ا، ثم قلبت األلف همزة، كما قلنا زائدة، فقلبت ألف�

Page 84: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في "كساء"، و"رداء"، بخالف همزة "فعالء"، نحو: "صحراء"، و"حمراء"، فإن الهمزة فيه بدل من ألف

التأنيث. فإن قيل: ما الدليل على أن األصل "علباي"، و"حرباي" بالياء دون أن يكون "علباو�ا" و"حرباو�ا" بالواو؟ فالجواب أن العرب لما أنثت هذا الضرب،

وأظهرت هذا الحرف المنقلب، لم تظهر إال ياء�، وذلك نحو: "درحاية" للضخم القصير، و"دعكاية"، فظهور

الياء في المؤنث بالهاء داللة على أن الهمزة في"حرباء"، و"علباء" منقلبة عن ياء ال عن واو.

وكذلك المضموم األول؛ نحو: "الحواء"، و"المزاء"، و"القوباء"، كله مصروف؛ ألنه ملحق بـ "قرطاس"،

و"قرطاط". فـ "الحواء": نبت يشبه لونه لون الذئب، الواحدة "حواءة". و"المزاء": من أسماء الخمر، يقال:

ة"، و"مزاء" للذيذ الطعم، وهو من "مز

(3/392)

أسمائها، وليس بصفة. و"القوباء": داء معروفر، فإذا تفل عليه يبرأ. وفيه لغتان: "قوباء" يتقش

بفتح العين، وقوباء باإلسكان. فمن فتح العين، كانحضاء" و"العرواء"، ال ينصرف؛ ألنه ليس من باب "الر في األبنية فعالل بضم الفاء وفتح العين، فيلحق به،

فكانت همزته للتأنيث، فلم ينصرف لذلك. ومنا بـ "قرطاس"، فهو أسكن، وقال: "قوباء"، كان ملحق�

منصرف لذلك. ومثله "الخشاء" وهو العظم الناتىءكيت: ليس في الكالم وراء األذن. قال ابن الس "فعالء" بضم الفاء وسكون العين إال حرفان:

"الخشاء" و"القوباء"، فاعرفه.

(3/393)

ومن أصناف االسم

المصغر]صياغته[

قال صاحب الكتاب: االسم المتمكن إذا صغر, ضم صدره, وفتح ثانية, وألحق ياء ساكنة ثالثة، ولم

Page 85: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يتجاوز ثالثة أمثلة: "فعيل", و"فعيعل", و"فعيعيل"،كـ "فليس", و"دريهم", و"دنينير".

* * * قال الشارح: اعلم أن التصغير والتحقير واحد، وهو خالف التكبير والتعظيم. وتصغير االسم دليل على

صغر مسماه، فهو حلية وصفة لالسم؛ ألنك تريدا، وإنما اختصرت بحذف بقولك: "رجيل" رجال� صغير�

ا على الصفة، وجعلت تغيير االسم والزيادة عليه علم� ذلك المعنى، كما جعل تكسير االسم عالمة� تنوب عن

تحليته بالكثرة. والذي يدل على أن التصغير أصله الصفة أن حكم الصفة قائم، أال ترى أن من أعمل

اسم الفاعل، فقال: "هذا ضارب زيد�ا"، لم يستحسن إعماله إذا صغره، فال يقول: "هذا ضويرب زيد�ا"، كما

لم يستحسن إعماله إذا وصفه؟ ولذلك ال يصغر من األعالم إال ما يجوز وصفه مما يتوهم فيه الشركة،

ولذلك قال أصحابنا: إنه ليس الباب أن يصغر األعالم.وله ثالثة معان:

أحدها: تصغير ما يجوز أن يتوهم أنه عظيم، كقولك:"رجيل"، و"جميل".

الثاني: تقليل ما يجوز أن يتوهم أنه كثير، كقولنا:"دريهمات"، و"دنينيرات".

الثالث: تقريب ما يجوز أن يتوهم أنه بعيد، كقولهم:قف فويقنا". ال "بعيد العصر"، و"قبيل الفجر"، و"الس

يخلو معناه من هذه األقسام الثالثة، وأضافا رابع�ا يسمونه تصغير التعظيم، كقول الكوفيون قسم�

الشاعر ]من الطويل[: - وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر818

منها األنامل__________

- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص818 /6؛ والدرر 161، 160، 159/ 6؛ وخزانة األدب 256 ؛ وشرح شواهد الشافية199؛ وسمط الاللي ص 283 ؛ ولسان العرب150/ 1؛ وشرح شواهد المغني 85ص

؛1206، 859 )خوخ(؛ والمعاني الكبير ص 14/ 3،=136/ 1ومغني اللبيب

(3/394)

Page 86: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فقال: "دويهية"، والمراد تعظيم الداهية، إذ ال داهيةأعظم من الموت. وقال اآلخر ]من الطويل[:

- فويق جبيل شاهق الرأس لم تكن ... لتبلغه819حتى تكل وتعمال

__________ ؛ وبال نسبة535/ 4، 8/ 1؛ والمقاصد النحوية 197=

/1؛ وديوان المعاني 155/ 6، 94/ 1في خزانة األدب ؛ وشرح191/ 1؛ وشرح شافية ابن الحاجب 188

/1؛ ومغني اللبيب 537/ 3، 402/ 1شواهد المغني .185/ 2؛ وهمع الهوامع 626/ 2، 48

اللغة: دويهية: تصغير داهية وهي المصيبة. األنامل: جمع أنملة وهي عقدة اإلصبع أو التي فيها الظفر،

وأراد األظافر هنا فهي التي تصفر عند الموت. المعنى: سوف يأتي الموت على كل الناس، فتصفر

أظفارهم حينها. اإلعراب: "وكل": الواو: بحسب ما قبلها "كل": مبتدأ

مرفوع بالضمة. "أناس": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "سوف": حرف تسويف واستقبال.

"تدخل": فعل مضارع مرفوع بالضمة. "بينهم": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، و"هم":

ضمير متصل في محل جر باإلضافة متعلق بحال مقدمة محذوفة من "دويهية". "دويهية": فاعل": فعل مضارع مرفوع مرفوع بالضمة. "تصفر

بالضمة. "منها": جار ومجرور متعلقانبـ"تصفر"."األنامل": فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة "كل أناس ... ": بحسب ما قبلها، وجملة". وجملة "تدخل دويهية": في محل رفع خبر "كل

"تصفر": في محل رفع صفة لـ "دويهية". والشاهد فيه قوله: "دويهية" على أن التصغير هنا

للتعظيم ال للتحقير، بينما يرى ابن يعيش أنها للتحقير، وأن المراد: أصغر األشياء قد يفسد األصول

العظام. - التخريج: البيت ألوس بن حجر في ديوانه ص819 ؛ وشرح شواهد الشافية492؛ وسمط الآللي ص 87 ؛ ولسان العرب399/ 1؛ وشرح شواهد المغني 85ص ؛ والمقرب859 )قلزم(؛ والمعاني الكبير ص 492/ 12 ؛706/ 3؛ وبال نسبة في شرح األشموني 80/ 2

.192/ 1وشرح شافية ابن الحاجب اللغة: فويق: تصغير لكلمة فوق: وكذلك جبيل: تصغير

Page 87: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لكلمة جبل. الشاهق: العالي. تكل: تتعب. قنتهوقمته: أعاله.

ا في أعلى جبل عالي الذروة، لن المعنى: يصف غنم� يصل المرء إلى أعاله حتى يبذل جهد�ا وعمال� حتى

يتعب. اإلعراب: "فويق": ظرف منصوب متعلق بالفعل

"أبصرتها" المذكور في بيت سابق. "جبيل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "شاهق": صفة "جبيل" مجرورة بالكسرة "لرأس": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لم":

حرف جزم وقلب ونفي. "تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون، واسمه ضمير مستتر تقديره: أنت. "لتبلغه": الالم تعليلية، "تبلغ": فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الالم، وفاعله ضمير مستتر تقديره:

أنت، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "حتى تكل": "حتى": حرف جر، "تكل":

فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى، والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مجروربـ "حتى" والجار والمجرور متعلقان بالفعل )تناله(، والفاعل ضمير

مستتر تقديره "أنت "وتعمال": الواو: للعطف، "تعمل": فعل مضارع معطوف على سابقه منصوب

مثله، وفاعله مثله، واأللف: لإلطالق.=

(3/395)

فقال: "جبيل"، ثم قال: "شاهق الرأس" وهو العالي،،" فدل على أنه أراد تفخيم شأنه. وقالوا: "يا بني

"، ويريدون المبالغة. و"يا أخي وهذا ليس من أصول البصريين. وجميع ما ذكروه راجع إلى معنى التحقير. فأما قولهم: "دويهية"،

فالمراد أن أصغر األشياء قد يفسد األصول العظام، فحتف النفوس قد يكون تصغير األمر الذي ال يؤبه له. وأما قوله: "فويق جبيل"، فالمراد أنه صغير العرض،

دقيق الرأس، شاق المصعد لطوله وعلوه. وأما "بني"، و"أخي"، فالمراد تقريب المنزلة ولطفها؛

ألنه قد يصل بلطافة ما بينهما إلى ما يصل إليهالعظيم.

فإذا صغرت االسم المتمكن، ضممت أوله، وفتحت ثانيه، وزدت عليه ياء ثالثة ساكنة، وتكسر ما قبل

Page 88: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

آخره فيما زاد على الثالثة. وإنما قلنا: "المتمكن"ا مما ليس بمتمكن من األسماء، نحو أسماء ز� تحر

اإلشارة، مثل: "ذا"، و"تا"، والموصول، نحو: "الذي"، و"التي"، فإنك إذا صغرت هذه األسماء، ال تضم أولها، بل تبقيها على حالها في المكبر، وسيوضح أمرها إذا

انتهينا إليها. فإن قيل: ولم كان إذا صغروا االسم، يضم أوله؟

قيل: ألنا إذا صغرنا االسم، فال بد من تغييره بعالمة تدل على المصغر، وكان الضم أولى؛ ألن الفتحة

للجمع في نحو: "مساجد"، و"ضوارب"، فلم يبق إال، فاختاروا الضم؛ ألن الياء عالمة الكسر والضم

للتصغير، وما بعدها مكسور فيما زاد على الثالثة، فكرهوا كسر األول لثقل اجتماع كسرتين مع الياء،

وكانت عنه مندوحة إلى الضمة.ا وقال بعضهم: إنما ضموا األول من المصغر تشبيه� بفعل ما لم يسم فاعله، فكما ضموا أول "ضرب"، كذلك ضموا األول من المصغر في نحو: "حجير".

والجامع بينهما أن المكبر يكون على أبنية مختلفة، وهو األصل، ولم يفتقر الكالم معه إلى عالمة تدل على التكبير؛ ألن العالمات إنما يؤتى بها عند تغيير الكالم عن أصله. وأما التصغير، فيفتقر إلى عالمة؛ النه حادث لنيابته عن الصفة على ما قدمنا. وكذلك فعل ما لم يسم فاعله من حيث إن ما سمي فاعله

على األصل، وال يفتقر إلى عالمة تدل عليه، وهو على أبنية مختلفة، نحو: "صرب"، و"علم"، و"ظرف"، فإذا لم يسم فاعله، ألزموه بناء� واحد�ا , وضموا أوله

ليدل التغيير على المعنى الحادث فيه، فقالوا:"ضرب"، و"علم"،

__________ = وجملة "لم تكن لتبلغه": في محل جر صفة لـ

"جبيل". وجملة "لتبلغه": في محل نصب خبر "تكن". وجملة "تكل": صلة الموصول الحرفي ال محل لها مناإلعراب. وجملة "تعمل": معطوفة على جملة "تكل".

والشاهد فيه قوله: "جبيل" حيث أفادت معنى التفخيم، وليس هذا شأن التصغير عادة. بينما تفيد

)رب( التكثير عادة.

(3/396)

Page 89: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"ظرف في هذا المكان". فالمكبر كالفعل المسمى فاعله، والمصغر كالفعل الذي لم يسم فاعله.

والمعتمد أن الغرض صيغة تخلص للتصغير من غيرمشاركة، ولم يوجد سوى هذه الصيغة.

فإن قيل: فلم كان التصغير بزيادة حرف؟ وهال كان بنقص حرف، إذ الغرض تغيير صيغة المكبر عن حاله.

وكما يحصل التغيير بالزيادة، كذلك يحصل بالنقص، مع أن النقص يناسب معنى التصغير إذ كان التصغير

ا. قيل عنه جوابان: نقص� أحدهما: أن التصغير لما كان صفة� وحلية� للمصغر

بالصغر، والصفة إنما هي لفظ زائد على الموصوف؛ جعل التصغير الذي هو خلف عنه بزيادة، ولم يجعل

بنقص؛ ليناسب حال الصفة. والثاني: أنهم لما أرادوا الداللة على معنى التصغير واإليذان بذلك؛ جعلوا العالمة بزيادة لفظ, ألن قوة

اللفظ تؤذن بقوة المعنى. ووجه ثالث: أن أكثر األسماء ثالثية، فلو كان التصغير

بنقص؛ لخرج االسم عن منهاج األسماء، ونقص عنالبناء المعتدل.

فإن قيل: ولم كان المزيد ياء� دون غيرها من الحروف؟ فالجواب أن الدليل كان يقتضي أن يكون

المزيد أحد حروف المد واللين لخفتها وكثرة زيادتهابوا عن األلف؛ ألن التكسير قد استبد في الكلم، فنك

بها في نحو: "مساجد"، و"دراهم"؛ وألنه قد ال يخلص البناء للتصغير؛ ألثه يصير على "فعال" كـ"غراب"،

فعدلوا إلى الياء؛ ألنها أخف من الواو. وله ثالثة أبنية: "فعيل"، و"فعيعل"، و"فعيعيل". والمراد بها الوزن ال المثال نفسه؛ ألنه قد يكون المثال "أفيعل"، نحو: "أحيمد"، و"مفيعل"، نحو:

"مكيرم"، و"فعيلين"، نحو: "سريحين." فأما "فعيل"، فهو تصغير ما كان على ثالثة أحرف

من أي بناء كان، كقولك في "فلس": "فليس"، وفي"قلم": "قليم"، وكذلك بقية أبنية الثالثي.

وأما "فعيعل"، فهو تصغير ما كان على أربعة أحرف من أي بناء كان، كقولك في "جعفر": "جعيفر"، وفي "زبرج": "زبيرج"، وكذلك سائر أبنية الرباعي. وسواء

في ذلك األصول وما فيه زيادة، فكما تقول: "جعيفر"، و"سبيطر"، كذلك تقول في "جهور":

"جهير"، وفي "صيرف": "صييرف"، وفي "غالم":

Page 90: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"غليم"، وفي "عجوز": "عجيز".وأما "فعيعيل"، فهو على وجهين:

أحدهما: أن يكون تصغير ما كان من األسماء علىخمسة أحرف، والرابع منها واو

(3/397)

أو ألف أو ياء، فالواو نحو: "صندوق"، و"صنيديق"، واأللف نحو "شمالل"، و"شميليل"، والياء نحو:

"قنديل"، و"قنيديل". ال يختلف بناء المصغر وإناختلفت أبنية المكبر.

والثاني: أن تصغر خماسيا, وليس رابعه شيئ�ا منا ليرجع حروف المد، فيحتاج إلى أن تحذف منها حرف�

إلى األربعة، ثم تصغره تصغير ما كان على أربعة أحرف، ثم تعوض من المحذوف ياء� رابعة�، نحو قولك

في "سفرجل": "سفيرج"، وإن شئت "سفيريج"، فتعوض الياء من الالم المحذوفة. وكذلك نظائره من نحو: "فرزدق"، و"فريزد"، و"فريزيد" إن شئت. هذا

( في أصل الباب أن المصغر على ثالثة1نص سيبويه ) أمثلة. وقيل للخليل: لم تثبت التصغير على هذه األمثلة الثالثة؟ فقال: وجدت معاملة الناس على

"فلس"، و"درهم"، و"دينار"، فصار "فلس" مثاال� لكل اسم على ثالثة أحرف، و"درهم" مثاال� لكل اسم على

أربعة أحرف، و"دينار" مثاال� لكل اسم على خمسةأحرف، رابعها حرف علة.

* * * قال صاحب الكتاب: وما خالفهن فلعلة، وذلك ثالثة

أشياء: محقر أفعال, كأجيمال، وما في آخره ألف تأنيث كحبيلى وحميراء؛ أو ألف ونون مضارعتان

ككسيران.* * *

قال الشارح: قد جاءت هذه األمثلة الثالثة األخر في التصغير، وهو مخالفة لألمثلة المذكورة، وهي

"أفيعال" تحقير "أفعال"، نحو قولك في تحقير: "أجمال": "أجيمال"، وفي تحقير "أنعام": "أنيعام"،

وسائر ما يجمع على "أفعال". وإنما لم يذكر سيبويه هذا البناء؛ ألنه جمع، والتصغير ليس قعيد�ا في

الجمع، وذلك من قبل أن المراد من الجمع الداللة

Page 91: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على الكثرة، والتصغير تقليل، فكان بينهما تناف. فلذلك لم يذكره إذ كان الدليل يأباه. والذي حسنه

يرافي: ولو أضاف ههنا أنه من أبنية القلة. قال الس مثاال� رابع�ا؛ لكان يشتمل على التصغير كله،

وهو"أفيعال"، نحو: "أجيمال". وأما "حبيلى"، و"حميراء"، و"سكيران"، فصدورها من

األبنية المتقدمة، والزيادة في اخرها كتاء التأنيث،فاعرفه.

]تصغير الخماسي[ قال صاحب الكتاب: وال يصغر إال الثالثي والرباعي؛

وأما الخماسي, فتصغيره__________

.415/ 3( الكتاب 1)

(3/398)

مستكره كتكسيره؛ لسقوط خامسه، فإن صغر قيل(: "جحيمر".1في فرزدق: فريزد وفي "جحمرش" )

* * * قال الشارح: اعلم أن التصغير إنما هو للثالثي

والرباعي من األسماء؛ فأما الثالثي، فهو أقعد في التصغير من الرباعي ألنه أعدل األبنية وأخفها, ولذلك

كثرت أبنيته، وكان له في التكسير بناءان: بناء قلة وبناء كثرة، فكان أقبل للتغيير وأحمل للزيادة؛ وأما

ط بين الثالثي والخماسي وأثقل باعي، فهو متوس الر من الثالثي، ولذلك قل التصرف فيه، فلم يكن له في

التكسير إال بناء واحد، وهو للكثير والقليل. وأما الخماسي، فثقيل جدا لكثرة حروفه، فلم يزد ثقال� بزيادة ياء التصغير، وتغيير بضم أوله وكسر ما

. فإذا أريد تصغيره، بعد يائه، وذلك مما يزيده ثقال� حذف منه حرف حتى يرجع إلى األربعة، ثم يصغر

بمثال الرباعي، وهو"فعيعل"؟ نحو: "سفيرج"، كما كسر على مثال الرباعي وهو"فعالل"، نحو: "سفارج" كـ"جعافر". فلذلك كرهوا تضغيره وتكسيره لما يلزمه

من حذف خامسه. وقيل: أصل الحذف في التكسير، وحمل التصغير عليه في الحذف؛ وذلك أنه ثقل

عليهم إذا جمعوا أن يأتوا بالحروف كلها مع كثرتها،

Page 92: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا وثقل الجمع، وأنه جمع ال ينصرف، فحذفوا منه حرف�ا. وحمل التصغير عليه؛ ألنهما من واد واحد. تخفيف�

وإنما حذفوا الخامس ألن الثقل به حصل، ولئال يصير عجز الكلمة أكثر من صدرها. واعلم أنك إذا حذفت

ا مما زاد على األربعة في التصغير أو التكسير، حرف� فإنك تقدر بناءه علي بناء من أبنية الرباعي، ثم

تصغره تصغير ذوات األربعة من نحو: "جعفر"، و"زبرج"، وسائر أمثلة الرباعي، فإذا قلت في

"فرزدق": "فريزد"، فكأنك صغرت " فرزد�ا"، نحو: "جعفر"، أو"فرزد�ا"؛ نحو: "زبرج"، وكذلك

"جحمرش"، تقول فيه "جحيمر".* * *

قال صاحب الكتاب: ومنهم من يقول "فريزق", و"جحيرش" يحذف الميم؛ ألنها من الزوائد، والدال لشبهها بما هو منها وهو التاء. واألول الوجه، قال

سيبويه: "ألنه ال يزال في سهولة حتى يبلغ الخامس، (، وقال2ثم يرتدع، فإنما حذف الذي ارتدع عنده" )

� األخفش: سمعت من يقول: "سفيرجل" متحركاوالتصغير والتكسير من واد واحد.

* * * قال الشارح: اعلم أن من العرب من يقول في

(، و"فرزدق":3تصغير "خدرنق" )__________

مجة، وقيل:1) ( الجحمرش من النساء: الثقيلة السا: األرنب الضخمة، العجوز الكبيرة، والجحمرش أيض�

( جحمرش((.272/ 6واألرنب المرضع، )لسان العرب .449 - 448/ 3( الكتاب 2) ( الخدرنق والخذرنق: ذكر العناكب. وقيل:3)

(72/ 10العنكبوت ولم يخص به الذكر. )لسان العرب خدرنق((.

(3/399)

"خديرق"، و"فريزق" فيحذف النون من "خدرنق"؛ ألنها وإن لم تكن زائدة في "خدرنق"، فهي من

ا ما حروف الزيادة، وهي مجاورة للطرف، وهم كثير� يعطون الجار حكم مجاوره. أال ترى أنهم قالوا:

"صيم"، و"قيم" في "صوم" و"قوم"، فقلبوا الواو

Page 93: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

". ونظائر ذلك "، و"دلي ياء� على حد قلبها في "عصيا كانت النون من حروف الزيادة، ولها حكم كثيرة، فلم

ا قويا بعيد�ا من حروف الطرف، وكانت القاف حرف� الزيادة، حذفوها كما يحذفون ما هو زائد في بنات

الخمسة، نحو قولك في "مغتسل": "مغيسل"، وفي "مقتدر": "مقيدر"، وحذفوا الدال من "فرزدق"؛ ألنه

مجاور للطرف ومشابه للتاء التي هي من حروف الزيادة، فحذفوه كما يحذفون ما هو من حروف

الزيادة. فأما قول صاحب الكتاب في "جحمرش": "جحيرش"

بحذف الميم؛ فليس بصحيح، وأظنه سهو�ا؛ ألن الميم، وإن كانت من حروف الزيادة، فهي بعيدة من الطرف

غير مجاورة له، فلم يحسن إال حذف الشين، نحو: "جحيمر"؟ لفوات أحد وصفي العلة؛ وألن الميم في

"جحمرش" ثالثة، والثالث في التصغير يؤتى به ضرورة، والدال في "فرزدق" رابع، وكذلك النون في

"خدرنق". وقد يكون في المصغر ما ليس له رابع كالثالثي، فلما كان الحرف الرابع قد يوجد، وقد ال

يوجد، شبه بالحروف الزوائد إذ كان من جنسها، فمن قال: "فريزد"، بحذف القاف، وهو القياس، قال:

"خديرن"، ومن قال: "فريزق"، قال: "خديرق"، وذلكشاذ قليل.

فلذلك قال صاحب الكتاب: "والوجه األول. قال سيبويه: ألنه ال يزال في سهولة حتى يبلغ الخامس، ثم يرتدع" إشارة إلى أن الثقل إنما حصل بالخامس،

فهو الذي أوجب الحذف؛ ألن الحرفين اللذين في الصدر مضيا على القياس المطرد في تصغير الثالثي والرباعي، والحرف الذي بعد الياء موجود في الثالثي

والرباعي، والحرف الرابع موجود في الرباعي والخماسي، وهو الذي ال نظير له فيما تقدم من

التصغير، فكان أولى بالحذف. وذكر سيبويه عن بعض (. قال1النحويين: "سفيرجل"، و"سفارجل" )

ك�ا األخفش: سمعت من يقول: "سفيرجل" متحر يعني بتحريك الجيم، وفي الجمع "سفارجل"، فهذا

يأتي به على األصل، وال يبالي الثقل. وقال الخليل )ا لهذه األسماء وال أحذف منها2 ر� (: لو كنت محق

شيئ�ا، كما قال بعض النحويين؛ لسكنت الحرف الذي قبل اآلخر، فقلت: "سفيرجل" بتسكين الجيم حتى

يصير بوزن "دنينير"؛ ألن قبل اآلخر الياء ساكنة� حتى

Page 94: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تصير الجيم مثل الياء الساكنة. وقوله: و"التصغير والتكسير من واد واحد" يريد أن العمل فيهما واحد، وذلك أنك تغير األول منهما، إال أن تغيير أول المكسر بالفتح، وتغيير أول المصغر

بالضم، فإذا__________

. وفيه "وإنما منعهم أن يقولوا:418/ 3( الكتاب 1)روه" لم يقولوا: سفارجل. "سفيرجل" أنهم لو كس

.418/ 3( الكتاب 2)

(3/400)

قلت: "مساجد"، فليست الفتحة في الميم هي الفتحة في ميم "مسجد". يدلك على ذلك أنك تقول: "برثن"، و"براثن"، و"زبرج"، و"زبارج"، فكما ال تشك

أن األول من "براثن"، و"زبارج" فتح ألجل الجمع،ا من حروف فكذلك في "مساجد". وتزيد فيهما حرف�

المد ثالث�ا، إال أن المزيد في التكسير ألف، وفي التصغير ياء, وتكسر ما بعد الياء في المصغر، كما

تكسر ما بعد األلف في المكسر، فلما كان بينهما منالمناسبة ما ذكرنا، قيل: إنهما من واد واحد، فاعرفه.

فصل ]رد االسم المحذوف منه شيء إلي أصله فيالتصغير[

قال صاحب الكتاب: وكل اسم على حرفين, فإن التحقير يرده إلى أصله حتى يصير إلى مثال فعيل.

وهو على ثالثة أضرب: ما حذف فاؤه أو عينه أو المه، تقول في "عدة", و"شية", و"كل", و"خذ" اسمين:

"وعيدة" و"وشية" و"أكيل" و"أخيذ"، وفي "مذ" و"سل" اسمين و"سه": "منيذ", و"سؤيل",

و"ستيهة"، وفي "دم" و"شفة" و"حر" و"فل و"فم":دمي وشفيهة وحريح وفلين وفويه.

* * * قال الشارح: اعلم أنه ال يجوز أن يصغر اسم على

أقل من ثالثة أحرف؛ ألن أدنى أبنية التصغير "فعيل"، وذلك ال يكون إال من بنات الثالثة؛ ألن ياء التصغير تقع ثالثة ساكنة، وأدنى ما يقع بعدها حرف يكون

حرف اإلعراب، نحو: "رجيل"، و"جميل". ولو صغر ما

Page 95: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، هو على حرفين، لوقعت ياء التصغير ثالثة طرف� فكان يلزم تحريكها بحركات اإلعراب، وهي ال تكون

إال ساكنة؛ ألتها رسيلة ألف التكسير في "رجال"، و"جمال"، و"جعافر"، و"مساجد". وكان يؤدي ذلك

كها وانفتاح ما قبلها ا؛ لتحر إلى قلب ياء التصغير ألف� أو حذفها إذا وقع بعدها التنوين، وكل ذلك محظور

لما يلزم فيه من نقص الغرض باجتالب ياء التصغير. فإن كان االسم المتمكن على حرفين، وذلك إنما

يكون بحذف حرف منه، إذ أقل ما يكون عليه األسماء المتمكنة ثالثة أحرف. وذلك على ثالثة أضرب: أحدها

ما ذهبت فاؤه، الثاني ما ذهبت عينه، الثالث ما ذهبت المه. فالباب فيما كان من ذلك أن يرد االسم في التصغير إلى أصله حتى يصير إلى مثال "فعيل"،

وكان رده إلى أصله أولى من اجتالب حرف غريب. فاألول، نحو: "عدة"، و"زنة"، و"شية"، ففاء هذه األسماء واو محذوفة، واألصل: "وعدة"، و"وزنة"،

و"وشية". يدل على ذلك "الوعد"، و"الوزن"، و"الوشي"، فإذا صغرتها، قلت: "وعيدة"، و"وزينة"،

و"وشية"، وإن شئت، همزت

(3/401)

فقلت: "أعيدة"، و"أزينة"، و"أشية"؛ ألن الواو إذاتت"، ا؛ ساغ همزها، نحو: "وق ا الزم� انضمت ضم

و"أقتت"، وكذلك لو سميت رجال� بـ "خذ"، و"كل"، لقلت: "أخيذ"، و"أكيل"؛ ألن الفاء همزة محذوفة،

يدل على ذلك "األخذ" و"األكل". والثاني: ما حذف عينه؛ نحو: "مذ" و"سه" لغة في

االست، وذلك أن فيه ثالث لغات: است، وسه، وست، فمن قال: است، حذف الالم، وعوض منه همزة

الوصل، كما فعل في "ابن"؛ ومن قال: "سه"، حذف العين؛ ومن قال: "ست"، حذف الالم. فإذا سميت رجال� بـ "مذ"، ثم صغرته، قلت: "منيذ"؛ ألن أصله

ف، فإذا صغرته، رددته في "منذ"، و"مذ" مخفالتصغير إلى أصله وحاله التي كانت له.

وكذلك لو صغرت "سها"، لقلت: "ستيهة"؛ ألن أصله: "سته" بفتح التاء، يدل على ذلك قولهم في التكسير:

"أستاه".

Page 96: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولو سميت رجال� بـ "سل" من "اسأل" على تخفيف الهمزة، لقلت: "سؤيل"، فترد الهمزة؛ ألن عينه

همزة محذوفة. ومنهم من يجعله معتل العين بالواو، ويقول: "سال يسال"، مثل: "خاف يخاف"، ومنه

( بغير همزة في1قراءة من قرأ: }سال سائل{ ) الفعل ويدل أنه من الواو قولهم: "ساولته"، و"سلته"، منه و"مسول" مثل: "خفته"، فهو

"مخوف". وقياس ذلك أن تقول في تصغيره: "سويل"، فترد الواو، ويكون رد الساقط للتسمية ال للتصغير؛ ألن من قاعدة مذهب سيبويه أنه إذا سمى

رجال� بنحو "قم"، و"خف"، و"بع"، رد إليه ما ذهب منه قبل التسمية قبل التصغير، فيقول في المسمى بـ "قم": "هذا قوم"، وفي "خف": "هذا خاف"، وفي

"بع": "هذا بيع"؛ ألن العين إنما كانت حذفت لسكون الالم لألمر، فإذا سمي به، أعرب، وتحركت الالم

بحركات اإلعراب، فعاد ما كان حذف اللتقاء الساكنين، وليس كذلك إذا سمي بـ "سل" من "سألا، فلم ا؛ ألن الهمزة إنما حذفت تخفيف� يسأل" مهموز�

تعد في التسمية. الثالث: ما حذفت المه، وذلك نحو: "دم"، و"شفة"،

و"حر"، و"فل". فإذا صغرت شيئ�ا من ذلك، رددت"، وفي يد: المحذوف، فتقول في "دم": "دمي

"يدية"؛ ألن أصلهما: "دمي"، و"يدي". وتقول في "شفة": "شفيهة"؛ ألن أصله "شفهة" بالهاء، يدل

على ذلك قولهم في التكسير: "شفاه"، وفي الفعل:"شافهت".

فإن قيل: أنتم إنما رددتم المحذوف ضرورة تكميل بناء التصغير، وهو"فعيل"، وتاء التأنيث يتم بها

االسم، ويصير على ثالثة أحرف، فهال اجتزىء بالتاءلة، ولم مكم__________

. وهي قراءة نافع وابن عامر وابن1( المعارج: 1)عباس وابن مسعود وغيرهم.

/29؛ وتفسير الطبري 332/ 8انظر: البحر المحيط ؛ والنشر في القراءات العشر156/ 4؛ والكشاف 43.219/ 7؛ ومعجم القراءات القرآنية 390/ 2

(3/402)

Page 97: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يرد المحذوف؟ فالجواب أن تاء التأنيث ال يعتد بها؛ ألنها تعد منفصلة� بمنزلة اسم ضم إلى اسم، فكما

أنك تصغر الصدر من االسمين، فتقول: "حضيرموت"، وال تغير الثاني، فكذلك يقع التصغير على ما قبل تاء التأنيث. وقالوا في تصغير "حر": "حريح"؛ ألن أصله

"حرح"؛ ألنه من باب "سلس"، و"قلق"، فخففوه بحذف المه. والذي يدل على ذلك قولهم في

التكسير: "أحراح". وتقول في تصغير "فل" من قولأبي النجم ]من الرجز[:

(1في لجة أمسك فالن�ا عن فل ) "فلين" ألن الذاهب منه نون، إذ أصله "فالن"، وإنما

خفف، فلما صغروه؛ أعادوا الالم التي هي النون، ولم يعيدوا األلف ألنها زائدة. والغرض يحصل برد

الالم وحدها. وتقول في تصغير "فم": "فويه"؛ ألن أصله "فوه"،

بدليل قولهم في التكسير: "أفواه". وإنما حذفوا الهاء لشبهها بحروف المد، كما تحذف في "شفة"،

ا، فلما صغروه؛ أعادوه إلى وأبدلوا من الواو ميم�أصله.

وأما "سنة"، فمن قال: "سنوات"، قال في تصغيره: "سنية"، وأما من قال "سانهته"، قال في التصغير:

"سنيهة". وهكذا تفعل في كل منتقص منه من الثالثي، فتقول في تصغير المسمى بـ "أن" المخففة

من الثقيلة: "أنين"، وفي المسمى بـ "بخ": "بخيخ"؛ ألن أصله التشديد، يدل على ذلك قول العجاج ]من

الرجز[:(2في حسب بخ وعز أقعسا )

وتقول في المسمى بـ "رب" من قوله ]من الكامل[: - ]أزهير إن يشب القذال فإنه[ ... رب هيضل820

نجب لفقت بهيضل__________

.89( تقدم بالرقم 1).607( تقدم بالرقم 2)

- التخريج: البيت ألبي كبير الهذلي في األزهية820 /9؛ وخزانة األدب 68؛ وجمهرة اللغة ص 265ص

؛1070/ 3؛ وشرح أشعار الهذليين 537, 536، 535 )هضل(؛ والمقاصد النحوية698/ 11ولسان العرب

؛ وبال نسبة343/ 2؛ وللهذلي في المحتسب 54/ 3 /8؛ ولسان العرب 192، 52في رصف المباني ص

Page 98: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

/1؛ والمقرب 325 )مصع(؛ ومجالس ثعلب ص 338.627/ 2؛ والممتع في التصريف 200

اللغة: القذال: شعر ما بين نقرة القفا وأعلى األذن. الهيضل: الجماعة من الناس. نجب: سخي كريم،

وتروى: لجب: كثير الجلبة مرتفع الصوت. لفقت:جمعت.

المعنى: يا زهيرة حتى لو شاب شعري، فإنني ماا على جمع جيش متبوع�ا بجيش في زلت قادر�

المعارك والحروب. اإلعراب: "أزهير": "أ": حرف نداء للقريب، "زهير":

منادى علم مرخم مبني على الضم المقدر=

(3/403)

" مشددة�، فإن صغر ما هو "ربيب"؛ ألن أصله "رب على حرفين مما ال أصل له أو ما ال يعرف أصله، نحو:

"من"، و"كم" و"إن" التي للجزاء، و"إن" التي تلغىمع "ما" من قوله ]من الوافر[:

- فما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا821 فجميع ذلك إذا سمي به، ثم صغر، يتمم بالياء،

"؛ ألن أكثر "، و"أني "، و"كمي فيقال: "مني المحذوفات من الياء والواو، نحو: "أب"، و"أخ"،

و"يد"، والواو ترجع في التصغير إلى الياء الجتماعها،" "، و"بني "، و"أخي مع ياء التصغير، نحو: "أبي

__________ = على التاء المحذوفة للترخيم، في محل نصب.

"إن": حرف شرط جازم. "يشب": فعل مضارع مجزوم بالسكون ألنه فعل الشرط وحرك بالكسر

منع�ا اللتقاء الساكنين. "القذال": فاعل مرفوع بالضمة. "فإنه": الفاء: رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل في محل

نصب اسم "إن". "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "هيضل": اسم مجرور لفظ�ا مرفوع محال� على أنه

مبتدأ. "نجب": صفة مجرورة بالكسرة. "لفقت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في

محل رفع فاعل. "بهيضل": جار ومجرور متعلقان بـ"لفقت".

وجملة النداء "أزهير": ابتدائية ال محل لها من

Page 99: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب. وجملة "إن يشب الفذال فإنه ... ": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فإنه رب

هيضل": جواب شرط جازم مقترن بالفاء محلها الجزم. وجملة "هيضل لفقت": في محل رفع خبر "إن". وجملة "لفقت": في محل رفع خبر المبتدأ

)هيضل(. والشاهد فيه قوله: "رب هيضل" حيث جاءت "رب"

" - للتكثير. هنا - وهي مخففة من "رب - التخريج: البيت لفروة بن مسيك في األزهية821 /4؛ وخزانة األدب 327؛ والجنى الداني ص 51ص

/2؛ وشرح أبيات سيبويه 100/ 2؛ والدرر 115، 112 /1؛ ولسان العرب 81/ 1؛ وشرح شواهد المغني 106 ؛ وللكميت650 )طبب(؛ ومعجم ما استعجم ص 554

؛ وبال نسبة278أو لفروة في تلخيص الشواهد ص ,141/ 11؛ وخزانة األدب 207في جواهر األدب ص

،110؛ ورصف المباني ص 108/ 3؛ والخصائص 218 ؛92/ 1؛ والمحتسب 221/ 4، 153/ 3؛ والكتاب 311

؛ وهمع128/ 3؛ والمنصف 364/ 2، 51/ 1والمقتضب .123/ 1الهوامع

اللغة: طبنا: عادتنا أو شأننا. منايانا: ميتاتنا، جمع منية وهي الموت. الدولة: الغلبة واالنتصار في

الحرب. المعنى: ليس الخوف والجبن من عادتنا, ولكن

أقدارنا حكمت علينا بانتصار اآلخرين علينا. اإلعراب: "فما": الفاء: استئنافية، "ما": نافية تعمل

عمل ليس. "إن": زائدة كفت "ما" عن العمل. "طبنا": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"نا": ضمير متصل

في محل جر باإلضافة. "جبن": خبر مرفوع بالضمة. "ولكن": الواو: لالستئناف، "لكن": حرف استدراك ال عمل لها. "منايانا": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على األلف، و"نا": ضمير متصل في محل جر باإلضافة.

وخبرها محذوف تقديره )منايانا حلت أو قدرت(. "ودولة": الواو: للعطف، "دولة". اسم معطوف على

"منايا" مرفوع مثله. "آخرينا": مضاف إليه مجروربالياء ألنه جمع مذكر سالم، واأللف: لإلطالق. وجملة "طبنا جبن": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "منايانا قدرت": استئنافية كذلك. والشاهد فيه قوله: "ما إن" حيث زيدت "إن" بعد "ما"

فلم تعمل "ما" عمل "ليس".

Page 100: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(3/404)

فلما كانت تؤول إلى الياء، جعلوا الزائد ياء� من أولأمره، كما قال ]من المتقارب[:

- رأى األمر يفضي إلى آخر ... فصير آخره أوال822* * *

فصل ]ما ال يرد محذوفه عند التصغير[ قال صاحب الكتاب: وما بقي منه بعد الحذف ما يكون به على مثال المحقر, لم يرد إلى أصله, كقولهم في "ميت" و"هار" و"ناس": مييت", و"هوير" و"نويس",

ولو رد, لقيل: "مييت", و"هويئر" و"أنيس".* * *

قال الشارح: اعلم أن االسم إذا حذف منه شيء، وبقي بعد الحذف ما يحصل به بناء التصغير، وهو

ثالثة أحرف، لم يرد المحذوف؛ ألن الحذف لم يكن عن علة تزول في التصغير، إنما كان الحذف لضرب

من التخفيف في المكبر، وهو أحوج إليه في المصغرف من لزيادة حروفه. فلذلك تقول في "ميت" مخف "ميت": "مييت" بياء واحدة بعدها ياء التصغير، ولم

ترد المحذوف؛ ألن الغرض من رد المحذوف من نحو: "أب"، و"أخ" تحصيل بناء التصغير، وهو "فعيل" وذلك

حاصل من "ميت"، فلم يحتج إلى رد المحذوف، ولو رد لقيل: "مييت" بثالث ياءات. وكذلك تقول في (:1"هار" من قوله تعالى: }على شفا جرف هار{ ) "هوير"، فال ترد المحذوف، إذ ال حاجة إلى ذلك

لحصول بناء التصغير؛ ألن الباقي بعد الحذف ثالثةا. أحرف، وأصل "هار": "هائر"، فحذفت العين تخفيف�

__________ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من822

مصادر. اإلعراب: "رأى": فعل ماض مبني على الفتح المقدر

ا على األلف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر جواز� تقديره: هو. "األمر": مفعول به منصوب بالفتحة. "يفضي": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على

ا تقديره: هو. "إلى الياء، وفاعله ضمير مستتر جواز� آخر": جار ومجرور متعلقان بـ "يفضي". "فصير":

الفاء: استئنافية، "صير": فعل ماض مبني على

Page 101: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا تقديره: هو. الفتح، وفاعله ضمير مستتر جواز� "آخره": مفعول به أول منصوب بالفتحة، وهو

مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. مضاف إليه. "أوال�

وجملة "رأى": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "يفضي": في محل نصب مفعول به ثان لرأى

القلبية. وجملة "فصير": استئنافية ال محل لها مناإلعراب.

وال شاهد لغويا في البيت، وإنما أتى به الشارح لتقوية حجته في أن الواو، لما كانت تؤول إلى الياء،

جعلوا الزاند ياء� من أول أمره..109( التوبة: 1)

(3/405)

وتقول في تصغير "ناس": "نويس"، ولو رددت المحذوف، لقلت "أنيس"؛ ألن أصله: "أناس"، فحذفت الفاء منه، وهي الهمزة، وصارت ألف "فعال" كالعوض من المحذوف، ويدل أن أصله

"أناس" قول الشاعر ]من مجزوء الكامل[:(1إن المنايا يطلعن ... على األناس اآلمنينا )

(، فعلى ذلك لو سمى2هذه قاعدة مذهب سيبويه ) رجال� بـ "يضع"، و"يدع"، ثم صغر، لقال: "يضيع"،

و"يديع"، وال يرد المحذوف الذي هو الواو؛ ألن الباقي بعد الحذف يفي ببناء التصغير، فلم يحتج إلى رده.

ا يقولون: "هويئر". وذكر3وزعم يونس ) ( أن ناس�ا أن أبا عمرو بن العالء كان يقول في4يونس ) ( أيض�

تصغير "مر"، وهو اسم الفاعل من "أرى يري": "مريء" مثل "مريع". وكان أبو العباس، وهو قول أبي عثمان المازني، يرى الرد، ويقول: "يويضع"،

و"هويئر". (: من قال: "هويئر" فإنما صغر5قال سيبويه )

ا"، كما قالوا: "رويجل"، كأنهم صغروا ا" ال "هار� "هائر�" في معنى "رجل"، وإن لم يستعمل، وكما "راجال�

قالوا: "أبينون" جاؤوا بالتصغير على ما لم يستعمل، كأنهم بنوا صيغة الجمع على "أفعل"، ثم صغروه، وجمعوه بالواو والنون. أال ترى أنه لو كان تصغير

؛ لم يخل إما أن يكون تصغير "أبناء" الجمع مستعمال�

Page 102: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أو تصغير "بنين"، فال يكون تصغير "أبناء"، إذ لو كان كذلك؛ لقيل: "أبيناء"، كما يقال: "أجيمال"، ولو كان

تصغير "بنين"؛ لقيل: "بنيون"، كأنك تصغر الواحد، ثم تجمعه بالواو والنون. وفي بطالن ذلك دليل على ما ذكر. قال: ويلزم من قال: "يويضع"، و"هويئر" فرد؛

أن يقول في "ميت": "مييت"، وفي "ناس": "أنيس"، وفي "خير منك"، و"شر منك": "أخير منك"؛ و"أشيرر

منك" ألن أصلهما "أخير منك"، و"أشر منك". وقد اتفقوا في ذلك على "مييت"، و"نويس" من غير رد، وكذلك قالوا: "خيير منك"، و"شرير منك" من غير رد

وال فرق بينهما.

فصل ]ما ترد المه المحذوفة عند التصغير[ قال صاحب الكتاب: وتقول في "اسم", و"ابن":

"، فترد الالم الذاهبة، وتستغني " و"بني "سمي بتحريك الفاء عن الهمزة, وفي "أخت", و"بنت"

و"هنت": "أخية", و"بنية" و"هنية"، ترد الالم, وتؤنثوتذهب بالتاء الالحقة.

* * *__________

.205( تقدم بالرقم 1).456/ 3( الكتاب 2).456/ 3( الكتاب 3).457/ 3( الكتاب 4).221/ 3( الكتاب 5)

(3/406)

قال الشارح: اعلم أن كل اسم كان في أوله همزة وصل، فإن همزته تسقط في التصغير، سواء كان

ا، فمثال التام قولك في ا أو ناقص� االسم تام "انطالق"، و"اقتدار": "نطيليق"، و"قتيدير"، ومثال

"، وفي "اسم": الناقص قولك في "ابن": "بني"، وفي "است": "ستيهة". حذفت همزة "سمي

الوصل لالستغناء عنها بتحريك ما بعدها؛ ألنها إنماال� إلى النطق بالساكن، وما بعد األول في دخلت توص

ك�ا، فلم يحتج إلى الهمزة. التصغير يكون أبد�ا محر ولما حذفت الهمزة، رد المحذوف، ألن الباقي ال يفي

Page 103: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ببناء التصغير إذ كانا حرفين. وأما نحو: "بنت"، و"أخت"، و"هنت"، فإن هذه الكلم وإن استفيد منها التأنيث، فليست التاء فيها بعالمة تأنيث؛ وإنما قلنا ذلك لسكون ما قبلها. وتاء التأنيث

ا ا، وأيض� ا ما لم يكن ألف� ال يكون ما قبلها إال مفتوح� فإن تاء التأنيث إذا اتصلت باالسم، يبدل منها في

الوقف هاء، نحو: "شجرة"، و"تمرة"، وهذه تاء في الوصل والوقف. هذا مذهب سيبويه فيها، وقد نص على ذلك في باب ما ال ينصرف، فقال: لو سميت

؛ لصرفتهما معرفة�، يعني "بنت�ا"، و"أخت�ا" بهما رجال� ولو كانت للتأنيث؛ لما انصرفتا كما لم ينصرف نحو

"طلحة"، و"حمزة"، فثبت بما ذكرناه أن التاء ليست للتأنيث، إنما هي مبدلة من الالم التي هي واو، أال

ترى أن األصل فيها: "أخوة"، و"بنوة"، و"هنوة"، ووزنها "فعل" بفتح الفاء والعين، فنقلوها إلى

"فعل"، و"فعل"، و"فعل"، وألحقوها بالتاء المبدلةمن المها بوزن "قفل"، و"عدل"، و"فلس"؟

فإن قيل: إذا زعمتم أن التاء ليست عالمة تأنيث، وأن "بنت�ا" ليست من "ابن" بمنزلة "صعبة" من "صعب"،

فما علم التأنيث فيها؟ فالجواب أن الصيغة فيها علم التأنيث. والمراد بالصيغة نقلها من "فعل" إلى

"فعل"، و"فعل" و"فعل"، وإبدال التاء من الواو، فإن هذا عمل اختص بالمؤنث، إال أن التاء ههنا، وإن لم تكن عالمة تأنيث، فهي جارية مجراها، إذ كان هذا

ا بالمؤنث، فلذلك لم يعتد بها في بناء اإللحاق مختص التصغير. فإذا صغرتها، أعدت الالم المحذوفة معها

كما تعيدها مع التاء التي هي عالمة التأنيث، من نحو: "ثبية" و"برية" في تصغر "ثبة"، و"برة"، وألحقت التاء التي هي عالمة التأنيث لإليذان بالتأنيث؛ ألن

الصيغة الدالة على التأنيث في "أخت"، و"بنت" قد زالت بالتصغير، وكانت التاء أولى بالعالمة هنا دون

غيرها من عالمات التأنيث؛ لشبهها بها من حيث كانتتاء� في الوصل.

ومن ذلك "ثنتان"، التاء فيه بدل من الالم التي هي ياء من "ثنيت"، وهي ملحقة له بـ "حلس"، و"عدل".

والتاء في "اثنتان" للتأنيث كما كانت في "بنت" لإللحاق، وفي "ابنة" للتأنيث. ومن ذلك التاء في

"كيت"، و"ذيت"، التاء فيهما بدل من الالم التي هي

Page 104: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ياء في "كية"، و"ذية"، وقد تقدم الكالم عليهما فيفصل الكنايات، فاعرفه

(3/407)

فصل ]تصغير ما فيه حرف مبدل من غيره[ قال صاحب الكتاب: والبدل غير الالزم يرد إلى أصله كما يرد في التكسير، تقول في "ميزان": "مويزين"،

وفي "متعد", و"متسر": "مويعد" و"مييسر"، وفي "قيل" و"باب" و"ناب": قويل وبويب ونييب. وأما

البدل الالزم فال يرد إلى أصله، تقول في قائل قويئل، وفي "تخمة": "تخيمة"، وكذلك تاء "تراث"

وهمزة "أدد". وتقول في "عيد": "عييد" لقولك:"أعياد".

* * * قال الشارح: اعلم أن البدل على ضربين: الزم، وغير

الزم، والمراد بالالزم ما كان اإلبدال فيه لضرب من التخفيف، ال لعلة أوجبت ذلك له، وغير الالزم ما كان

البدل فيه لعلة أوجبت ذلك فيه، إما بحركة أوجبت قلب ما بعدها، وإما بحرف على حالة توجب قلب

حرف بعده. فإذا حقرت، أو جمعت؛ تزول العلة الموجبة إما بزوال الحركة، أو بزوال الحالة من ذلك

الحرف، فيرد إلى أصله. فمن غير الالزم: "ميزان"، و"ميعاد"، و"ميقات"، واألصل: "موزان"، و"موعاد"، و"موقات"، فقلبوا

الواو ياء� لسكونها وانكسار ما قبلها، فإذا صغرت أو جمعت بحركة الواو، فعادت إلى أصلها؛ لزوال سبب

القلب، وذلك نحو قولك في التصغير: "مويزين"، وفي التكسير "موازين"، ومن العرب من ال يردها

إلى الواو في الجمع. وأنشدوا ]من الطويل[: ( إال بإذننا ... وال نسأل1 - حمى ال يحل الدهر )823

األقوام عهد المياثق__________

- التخريج: البيت لعياض بن درة الطائي في823 /4 )وثق(؛ والمقاصد النحوية 371/ 10لسان العرب

؛ وبال نسبة في إصالح65؛ ونوادر أبي زيد ص 537 ؛ وشرح شافية157/ 3؛ والخصائص 138المنطق ص .95؛ وشرح شواهد الشافعية ص 210/ 1ابن الحاجب

Page 105: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب: "حمى": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "حمانا. "ال": نافية. في "يحل": فعل مضارع حمى" مثال�

مبني. للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستترا تقديره: "هو". "الدهر": ظرف زمان متعلق فيه جواز�

بـ "يحل". "إال": حرف حصر. "بإذننا": جار ومجرور متعلقان بـ "يحل"، وهو مضاف، و"نا": في محل جر

باإلضافة. "وال": الواو: حرف عطف، "ال": زائدة لتأكيد النفي. "نسأل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: "نحن". "األقوام":

مفعول به منصوب. "عهد": مفعول به ثان، وهومضاف. "المياثق": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "حمانا حمى": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ال يحل": في محل رفع نعت

"حمى". وجملة "ال نسأل": معطوفة على االبتدائية. والشاهد فيه قوله: "المياثق" والقياس فيه

"المواثق" ألنه جمع "ميثاق"، وهذا شاذ.( في الطبعتين: "ال يحل الدهر"، وهذا خطأ.1)

(3/408)

وهو جمع "ميثاق" وأصله من "وثقت". ومن ذلك قولهم في تصغير "قيل": "قويل"؛ ألنه من الواو،

ا على "فعل" مثل "عدل". كأنهم بنوا من القول اسم� (،1ومنه قوله عليه السالم: "نهى عن قيل وقال" ) ولذلك لو سميت رجال� بـ "قيل" فعل ما لم يسم

فاعله، لكان هذا حكمه في التصغير، فتقول:ا"، لقلت: "رويحة"؛ "قويل". وكذلك لو صغرت "ريح�

ألن أصلها: "روح". وإنما قلبوا الواو ياء�؛ لسكونها وانكسار ما قبلها, فإذا صغرتها، تحركت وزالت

الكسرة من قبلها، فبطلت العلة. وكذلك تقول فيالجمع: "أرواح". قال الشاعر ]من الطويل[:

- ]منا الذي اختير الرجال سماحة ... وجود�ا[ إذا824عازع هبت ارواح الشتاء الز

ويحكى عن عمارة أنه قال: "ريح"، و"أرياح". ويحكى أن أبا حاتم السجستاني أنكر عليه ذلك، فقال أما

ياح{ ) ( كأنه قاسه،2ترى في المصحف }وتصريف الر فغلط. وكذلك لو صغرت نحو: "موقن"، و"موسر"، لقلت:"مييقن"، و"مييسر"، فتعيده إلى الياء, ألن

Page 106: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أصله الياء؛ ألنه من "اليقين" و"اليسر". وإنما قلبتا لسكونها وانضمام ما قبلها، وبالتصغير زال واو�

السكون، فعادت إلى األصل.__________

( ورد الحديث في النهاية في غريب الحديث واألثر1)4 /122.

؛418/ 1 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 824 ،113/ 9؛ وخزانة األدب 331/ 2واألشباه والنظائر

؛ وشرح أبيات291/ 2؛ والدرر 124، 123، 115 ؛12/ 1؛ وشرح شواهد المغني 424/ 1سيبويه )خير(؛ وبال265/ 4؛ ولسان العرب 39/ 1والكتاب

.162/ 1؛ وهمع الهوامع 330/ 4نسبة في المقتضب اللغة: الزعازع: الشديدة، واحدتها زعزعة.

المعنى: إذا اختار الرجال أفضلهم سماحة وجود�ا عند األزمات والنوائب، فإنهم سيختارون رجال� منا

بالتأكيد, ألننا قوم كرام نعد للنائبات. اإلعراب: "منا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم مرفوع. "الذي": اسم موصول مبني في محل

رفع مبتدأ مؤخر. "اختير": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه

ا تقديره: هو. "الرجال": اسم منصوب بنزع جواز� الخافض، والتقدير: من الرجال. "سماحة": مفعول

ا أو ألجله منصوب بالفتحة، ويجوز أن يكون تمييز�. "وجود�ا": الواو: حرف عطف، و"جود�ا": اسم حاال�

معطوف على منصوب، منصوب مثله. "إذا": ظرفية حينية غير متضمنة معنى الشرط متعلقة بالفعل

"اختير". "هبت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء حرف تأنيث. "ارواح": فاعل مرفوع بالضمة.

"الشتاء": مضاف إليه مجرور. "الزعازع": صفة لـ"ارواح" مرفوعة.

وجملة "منا الذي": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "اختير الرجال": صلة الموصول ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "هبت ارواح": في محل جرباإلضافة.

والشاهد فيه قوله: "أرواح" في جمع "ريح"، وهذادليل على أن أصل "ريح" هو "روح".

.164( البقرة: 2)

(3/409)

Page 107: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومن ذلك "متعد"، و"متسر"، و"متزن"، إذا صغرتها، قلت: "مويعد"، و"مييسر"، و"مويزن"، فعدت إلى

األصل؛ ألن "متعد�ا" من "الوعد"، و"متزن�ا" منا" من "اليسر". وإنما قلبت الفاء "الوزن"، و"متسر�

تاء� منها لوقوع تاء االفتعال بعدها. فإذا صغرتها، حذفت؛ لكون االسم بها خمسة أحرف. وإذا حذفت

التاء، عادت الواو والياء إلى أصلهما؛ ألن القلب إنمااج، وأما كان ألجل التاء، هذا مذهب أبي إسحاق الزج

(، فال يرى ردها إلى أصلها، ويقول:1سيبويه ) "متيعد"، و"متيزن"، و"متيسر". وذلك ألن قاعدة

مذهبه أنه إذا وجب البدل في موضع الفاء والعين لعلة، ثم زالت العلة بالتصغير، لم يغير البدل، كأن

التصغير قام مقام العلة، فـ "متعد" بمنزلة "مغتسل" فإذا صغرت، حذفت تاء االفتعال، وبقيت التاء األولى

على حالها. واألول أقيس. فأما "باب"، و"ناب" ونحوهما مما هو على ثالثة

أحرف، وثانيه ألف، فإنه إن كانت األلف فيه منقلبة عن واو، ردت الواو، نحو قولك في "باب": "بويب"،

وفي "مال": "مويل"، وفي "غار": "غوير". وفيا" ) (.2المثل "عسى أن يكون الغوير أبؤس�

وما كان من الياء، فإنك تردها إلى الياء، نحو قولك في "ناب": "نييب"، وفي رجل اسمه "غاب"،

و"صار": "غييب"، و"صيير". وذلك ألنك تضم أولا متمكن�ا، واأللف ال تثبت مع المصغر أبد�ا إذا كان اسم� انضمام ما قبلها؛ ألنها مدة ال تكون حركة ما قبلها إال من جنسها، فإن لم يعرف له أصل في الواو والياء، قلبت إلى الواو؛ ألن ذوات الواو في هذا الباب أكثر

من ذوات الياء، فلذلك تقول في "سار": "سوير"، تريد: السائر، فتحذف الهمزة. وسواء في ذلك كان من "سار يسير"، أو من قولك: "سائر الناس"؛ ألن

الهمزة التي هي عين أو بدل من عين محذوفة للتخفيف، فبقي "سار" على زنة "فال"، فقلبتهاا، كما لو لم تحذف العين في نحو: "سويئر"، واو�

و"ذويهب". وكذلك تقول في "رجل خاف": "خويف"،ا"، ثم خفف، سواء في ذلك كان أصله "خائف�

ا"، مثل "رجل مال"، و"كبش صاف"، فاعرفه. أو"خوف� وأما البدل الالزم، فنحو الهمزة في "قائل"، و"بائع"،

فإذا صغر شيء من ذلك،

Page 108: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________.465/ 3( انظر: الكتاب 1) ؛ وجمهرة50/ 2( ورد المثل في جمهرة األمثال 2)

،386/ 8، 365، 364/ 5؛ وخزانة األدب 783اللغة ص ؛ والعقد210/ 1؛ وزهر األكم 328، 320، 316/ 9

؛ وكتاب424؛ وفصل المقال ص 117/ 3الفريد 38/ 5 )جيأ(، 52/ 1؛ ولسان العرب 300األمثال ص

)عسا(؛ والمستقصى55/ 15 )بأس(، 23/ 6)غور(، .17/ 2؛ ومجمع األمثال 161/ 2

الغوير: تصغير غار. واألبؤس: جمع بؤس، وهو الشدة.باء عندما علمت برجوع قصير من والمثل قالته الزالعراق، ومعه الرجال، وبات بالغوير على طريقه.

يضرب مثال� للرجل يخبر بالشر فيتهم به.

(3/410)

قلت: "قويئل"، و"بويئع" بالهمز. لم يخالف في ذلك أحد من أصحابنا، إال أبو عمر الجرمي، فإنه كان

يقول: "قويل"، و"بويع" من غير همز، قال: ألن الهمزة في "قائل"، و"بائع" إنما كان العتالل العين

بوقوعها بعد ألف زائدة، وكانت مجاورة� للطرف، فهمزوها على حد الهمز في "عطاء"، و"كساء"،

وأنت إذا صغرت، زالت األلف، فعادت الهمزة إلى أصلها من الواو والياء على حد عودها في "متعد"،

و"متزن". وسيبويه وأصحابه اعتمدوا على قوة الهمزة هنا بثبوتها في التكسير، نحو: "قوائم"، و"بوائع". وكل العرب تهمز الجمع، فلذلك كانت

الهمزة في "قائل" و"بائع" الزمة، وإن كانت حدثتعن علة.

ومن ذلك التاء في "تخمة"، و"تكلة"، و"تراث"؛ البدل فيه الزم يثبت في التصغير والتكسير؛ ألن أصله

الواوف "تخمة" أصله "وخمة"؛ ألنه من "الوخامة"، و"تكلة" أصله "وكلة"؛ ألنه من "توكلت". و"تراث"

أصله: "وراث" ألنه من "ورثت"؛ ألنه لم يكن لعلة إنما كان لضرب من التخفيف. والتخفيف كما كان مطلوب�ا

في المكبر، كذلك هو مطلوب في المصغر، بل هو في المصغر أجدر؛ ألن التصغير يزيده ثقال� بالزيادة

فيه، فلذلك تقول: "تخيمة"، و"تكيلة"، و"تريث"،

Page 109: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وذلك بإجماع من أصحابنا. وأما "أدد" وهو أبو قبيلة من اليمن، وهو أدد بن زيدا، كأنهم جعلوه بن كهالن بن سبأ، فقد جاء مصروف�، وهمزته بدل من باب "نقب"، ولم يجعلوه معدوال�

في واو، وأصله: "ودد" من "الود"، وإنما قلبوا واوهتت". تت"، و"أق همزة� النضمامها على حد "وق

ا في والتصغير على البدل: "أديد"؛ ألنها مضمومة أيض� التصغير، فالعلة الموجبة للقلب في المكبر موجودة

في المصغر. وأما "عيد"، و"أعياد"، فإنه وإن كان البدل فيه لعلة، إذ أصله الواو؛ ألنه من "العود"، وإنما قلبت الواو ياء�

لسكونها وانكسار ما قبلها، فكان القياس أن تعودكها على حد عودها في إلى الواو في التصغير لتحر "مويزين"، و"مويعيد". وإنما لزم البدل لقولهم في التكسير: "أعياد"، كأنهم كرهوا "أعواد�ا"؛ لئال يلتبس

بجمع "عود"، فاعرفه.

فصل ]تصغير ما ثالثه واو وسط�ا[ قال صاحب الكتاب: والواو إذا وقعت ثالثة وسطا� كواو "أسود", و"جدول"، فأجود الوجهين: "أسيد"

و"جديل"، ومنهم من يظهر فيقول أسيود وجديول.* * *

ا، فال تخلو من أن قال الشارح: الواو إذا وقعت حشو� تكون ثانية�، أو ثالثة�، فإذا كانت ثانية نحو: "جوزة"،

ك و"لوزة"، فإنها ال تغير في التصغير؛ ألنها تحر بالفتح في التحقير، وتقع الياء ساكنة بعدها، فتقول:

"جويزة"، و"لويزة".

(3/411)

فإن كانت ثالثة� وسط�ا، فال تخلو من أن تكون ساكنة أو متحركة. فإن كانت ساكنة، نحو واو"عجوز"،

و"عمود"، فإنها تقلب ياء� في التصغير أبد�ا، وتدغم فيها ياء التصغير؛ ألنه ال بد من وقوع ياء التصغير

ثالثة� قبلها وهي ساكنة، فيجمع الواو والياء، واألول منهما ساكن، فقلبت الواو ياء�، كما قلبت في "ميت"،

و"سيد"، و"قيم"، واألصل: "ميوت"، و"سيود"،و"قيوم".

Page 110: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وإن كانت متحركة� عين�ا كانت أو زائدة� لإللحاق، مثال العين نحو: "أسود"، و"أعور"، ومثال الملحقة:

"جدول"، و"قسور"، فأنت إذا حقرت ذلك، فلك فيهوجهان:

أحدهما: القلب واالدغام، وهو الكثير الجيد، نحو قولك: "أسيد"، و"أعير"، و"جديل"، و"قسير"،

واألصل: "أسيود"، و"أعيور"، و"جديول"، و"قسيور"، فعمل فيه ما تقدم ذكره من قلب الواو وادغام ياءالتصغير فيها على حد العمل في "ميت"، و"سيد".

الثاني: اإلظهار، فتقول: "أسيود"، و"أعيور"، و"جديول"، و"قسيور". وعلة هذا الوجه أنهم حملوا

التصغير هنا على التكسير، فكما قالوا "أساود"، و"جداول" بإظهار الواو، كذلك قالوا: "أسيود"،

و"جديول"؛ ألن التصغير والتكسير من واد واحد. وإنما كان الوجه األول هو المختار؛ ألن الحمل على

التكسير ضعيف ال يطرد، أال ترى أنهم قالوا: "مقاول"، و"مقاوم" في "مقام"، و"مقال"،

فأظهروا الواو في الجمع، ومع هذا فهم يقولون في التصغير: "مقيم"، و"مقيل"، فادغموا, ولم يعتمدوا بظهورها في التكسير؟ وقيل: إنما قالوا: "أسيود"، و"جديول" حيث قويت بالحركة في الواحد، أال ترى

أنهم قالوا: "ثياب"، فقلبوا الواو ياء� في التكسير حيث سكنت في الواحد، ولم يقلبوها في "طوال" حيث كانت متحركة في الواحد من نحو: "طويل"،

فاعرفه.

]قلب الواو ياء في التصغير إذا وقعت الم�ا[ قال صاحب الكتاب: وكل واو وقعت الما� صحت أو

أعلت, فإنها تنقلب ياء، كقولك: عرية ورضي�ا وعشياءوعصية في عروة ورضوى وعشواء وعصا.

* * *ا، قلبتها ياء� في قال الشارح: متى وقعت الواو الم�

التصغير ال غير، فتقول في تصغير "عروة"، و"غدوة": "عرية"، و"غدية"، وتقول في تحقير "رضوى" اسم جبل: "رضيا"، واألصل "عريوة"،

و"غديوة" و"رضيوى"، فقلبت الواو ياء� لوقوع ياء التصغير ساكنة� قبلها. وتقول في تحقير "عشواء": "عشياء". وإنما وجب في الالم القلب ال غير، وجاز

في العين إقرار الواو على الصفة التي ذكرناها،

Page 111: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

طها. فها، وقوة العين بتوس وذلك لضعف الالم بتطر ولذلك كثر الحذف في الالم من نحو: "أخ"، و"أب"،

وقل في نحو "مذ"، و"سه". ويؤيد ذلك أنه متىاجتمع ياءان، أو واوان، أو ياء وواو، ووجد في كل

(3/412)

واحدة منها ما يوجب القلب، ولم يجز إعاللهما مع�ا؛ اعتلت الالم دون العين، نحو: "حوى" "يحوي"،

"، "يحيا"، و"هوى"، و"نوى". و"حيا، صحت أو اعتلت، فإنها قال: وكل واو وقعت الم�

تنقلب ياء�، وذلك قولك في تصغير "عروة"،ا"، و" و"رضوى" "عرية"، و"رضيا"، وفي تصغير "عص�

". واألصل "أصيوة"، ا": "عصية"، و"قفي قف� و"قفيو". فلما اجتمعت الواو والياء، واألول منهما

ساكن؛ قلبوا كما فعلوا بـ "ميت"، و"جيد"، ولم يجيزوا التصحيح كما جوزوه في "أسيود"، و"أعيور"؛

ألن العين أقوى من الالم، والقلب في المعتلة أقوى،فاعرفه.

فصل ]اجتماع يائين في التصغير[ قال صاحب الكتاب: وإذا اجتمع مع ياء التصغير ياءان,

حذفت األخيرة, وصار المصغر على مثال فعيل، كقولك في عطاء وإداوة وغاوية ومعاوية وأحوي:

عطي وأدية وغوية ومعية وأحي غير منصرف, وكان عيسى بن عمر يصرفه، وكان أبو عمرو يقول أحي

ومن قال أسيود قال أحيو.* * *

قال الشارح: اعلم أنه متى آل التصغير باالسم إلى أن يجتمع في آخره ثالث ياءات، فإنك تحذف الياء األخيرة لثقل الجمع بين الياءات، وخصوا األخيرةق التغيير إلى الالم فها وكثرة تطر بالحذف؛ لتطر

على ما وصفنا." على زنة وذلك قولك في تصغير "عطاء": "عطي "فعيل". وذلك أنك لما صغرته؛ وقعت ياء التصغير

ثالثة قبل األلف، فانقلبت األلف ياء�؛ ألن ياء التصغير ال تكون إال ساكنة، واأللف ال يكون ما قبلها إال

ا، وادغمت في الياء المنقلبة عن األلف. ولما مفتوح�

Page 112: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

انقلبت األلف ياء�، عادت الهمزة إلى أصلها، وهو الواو؛ ألنه من "عطا، يعطو"؛ وذلك أنها إنما كانت

ا بعد األلف الزائدة، فلما انقلبت همزة� لوقوعها طرف� صارت ياء�، عادت إلى أصلها، وهو الواو، ثم قلبت ياء

للكسرة قبلها؛ ألن ياء التصغير ال يكون ما بعدها إالا، فاجتمع حينئذ ثالث ياءات: ياء التصغير، مكسور�

وهي األولى، والياء المبدلة من األلف المدغم فيها، والياء المبدلة من الواو التي كانت همزة في المكبر، فحذفت الالم لما ذكرناه، وصار تصغيره كتصغير بنات"، وفي "رح�ى": ا": "قفي الثالثة، نحو قولك في "قف�

"رحية". ومثله "إداوة"، لما صغرتها، زدت قبل قلبها األلف ياء التصغير، فانقلبت ياء�، ثم قلبت الواو ياء�؛ النكسار ما

قبلها على حد قلبها في "غازية"، و"محنية". وأما "غاوية"، فهو "فاعلة" من "الغي"، فإذا صغر؛

قلبت ألفه واو�ا النضمام الفاء

(3/413)

منه، ووقعت ياء التصغير ثالثة، بعدها الواو التي هي عين الكلمة متحركة، فقلبت الواو ياء�، وادغمت فيها

الياء األولى، واجتمعت مع الياء األخيرة التي هي الم، فاجتمع ثالث ياءات، فحذفت األخيرة على ما تقدم.

وقيل: "غوية" على منهاج "فعيلة"، ووزنها فيالحقيقة "فويعة"، والالم محذوفة.

وأما "معاوية"، فإنك إذا صغرته، حذفت ألفه؛ ألنه على خمسة أحرف، وفيها زيادتان: الميم واأللف،

وكانت الميم مزيدة لمعن�ى، واأللف لغير معنى، فحذفت األلف كما يفعل في "مغتلم"، و"منطلق" إذا

صغرتهما، فإنك تحذف التاء والنون دون الميم، وإذا حذفت األلف، وقعت ياء التصغير ثالثة�، فتجتمع مع

الواو التي هي عين الكلمة. ومن قال: "أسيود"، ولم يقلب، قال: "معيوية" من غير قلب وال حذف شيء؛ ألنه لم تجتمع ثالث ياءات، ومن قال "أسيد"، قال:

"معية"؛ ألنه لما قلبت الواو ياء� الجتماعها مع ياء التصغير، وكانت الياء التي هي الم بعدها؛ اجتمع ثالث

ياءات، فحذفت الالم، وبقي "معية" على زنة"مفيعة". قال الشاعر ]من الوافر[:

Page 113: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

- وفاء يا معية من أبيه ... لمن أوفى بعهد أو825بعقد

ومن ذلك "أحوى"، وهو"أفعل" من "الحوة"، وهيفة. يقال: "رجل أحوى"، و"امرأة حواء"، سمرة الش

وهو من باب "الهوة"، و"القوة"، عينه والمه واو. وإنما وقعت الواو رابعة، فانقلبت ياء� على حد

ا؛ انقالبها في "أغزيت"، و"أدعيت"، ثم قلبت الياء ألف�" كها وانفتاح ما قبلها. فإذا صغرته، قلت: "أحي لتحر

(، وذلك أنك زدت1غير مصروف. هذا مذهب سيبويه ) ياء التصغير ثالثة�، فاجتمعت مع الواو التي هي عين،

فانقلبت ياء على ما قدمناه، وكان بعدها الياء المبدلةمن الم الكلمة، فاجتمع ثالث

__________ - التخريج: البيت للصمة بن جشم بن معاوية في825

؛ وبال نسبة في97شرح شواهد الشافية ص .973، 244؛ وجمهرة اللغة ص 188االشتقاق ص

اللغة: معية: تصغير معاوية. العقد والعهد: ما يلتزم بهمن اتفاق.

اإلعراب: "وفاء": خبر لمبتدأ محذوف بتقدير: هو وفاء، مرفوع بالضمة. "يا": حرف نداء. "معية":

منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب على النداء. "من أبيه": جار ومجرور متعلقان بـ

"وفاء"، وهو مجرور بالياء ألنه من األسماء الخمسة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ "وفاء"."أوفى": فعل ماض مبني على الفتح، وفاعلها تقديره: هو. "بعهد": جار ومجرور ضمير مستتر جواز� متعلقان بـ "أوفى". "أو": حرف عطف. "بعقد": جار

ومجرور متعلقان بـ "أوفى". وجملة "هو وفاء": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "يا معية": استئنافية ال محل لها كذلك. وجملة"أوفى": صلة الموصول ال محل لها كذلك.

ا لـ"معاوية". والشاهد فيه قوله: "معية" تصغير�.472/ 3( الكتاب 1)

(3/414)

Page 114: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ياءات، فحذفت األخيرة، ولم يعتد بالنقص؛ ألن ما حذف للتخفيف كان في حكم المنطوق به. وقاسه

"، فإنه ال ينصرف، وإن كان1سيبويه ) ( على "أصم نقص عن بنية "أفعل". أال ترى األصل "أصمم"، فلما

أريد االدغام؛ نقلوا حركة العين إلى الفاء، ففارقبناء "أفعل". ومع ذلك فهو ال ينصرف.

(، ويقول: "أحي يا2وكان عيسى بن عمر يصرفه ) فتى"، كأنه اعتبر نقصه وخروجه عن زنة "أفعل".

د بين المسألتين، فقال: وفرق أبو العباس المبر "أحي" قد ذهبت المه، وتغيرت بنيته، فصار إلى زنة

" لم يذهب منه شيء، وإنما نقلت "أفيع"، و"أصم حركة ميمه إلى الصاد، فهي موجودة في الكلمة غير

محذوفة منها. وهذا القول ضعيف بدليل أننا لو سمينا بـ "يعد"، و"يضع" رجال�، فإنه يمتنع من

ا منه؛ كذلك ههنا. الصرف، وإن كان محذوف�( " (، كأنه3وكان أبو عمرو بن العالء يقول: "هو أحي

ا، ورد سيبويه ) ( قوله بقولنا:4يجعله منقوص�ا، وإن كان في آخره ياء "، ولم نجعله منقوص� "عطي

قبلها مكسور، بل حذفنا األخيرة الجتماع الياءات. فأما من قال: "أسيود"، فإنه يقول هنا "أحيو" ال

ا, وال يحذف الياء؛ ألنه لم يجتمع غير، يجعله منقوص�في آخره ثالث ياءات.

فصل ]تصغير ما ختم بتاء التأنيث[ قال صاحب الكتاب: وتاء التأنيث ال تخلو من أن تكون

ظاهرة أو مقدرة, فالظاهرة ثابتة أبدا�, والمقدرة تثبت في كل ثالثي, إال ما شذ من نحو: "عريس",

و"عريب".* * *

قال الشارح: عالمة التأنيث عالمتان: التاء واأللف، فالتاء إذا كانت ظاهرة� في االسم تثبت في تحقيره،

قلت حروفه، أم كثرت؛ ألنها بمنزلة اسم ضم إلى اسم، نحو: "حضرموت". أال ترى أنها تدخل على

ا؟ وإذا المذكر، فال تغير بناءه، ويكون ما قبلها مفتوح� كان ذلك كذلك؛ فالباب فيها أن تصغر االسم من أي

باب كان، ثم تأتي بها كما تفعل بالمركب، وذلك قولك في "تمرة": "تميرة"، وفي "حمدة" "حميدة"،

وفي "قرقرة": "قريقرة"، وفي "سفرجلة":"سفيرجة".

Page 115: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وأما التاء المقدرة، فهي تظهر في تحقير كل اسم مؤنث ثالثي، وذلك قولك في: "قدم": "قديمة"، وفي "يد": "يدية"، وفي "هند": "هنيدة". وإنما لحقت التاء

في تحقير__________

.472/ 3( الكتاب 1).472/ 3( الكتاب 2).472/ 3( الكتاب 3).472/ 3( الكتاب 4)

(3/415)

المؤنث إذا كان على ثالثة أحرف؛ ألمرين: أحدهما أن أصل التأنيث أن يكون بعالمة، واآلخر خفة الثالثي.

فلما اجتمع هذان األمران، وكان التصغير قد يرداألشياء إلى أصولها؛ فأظهروا العالمة المقدرة لذلك.

وقد شذت أسماء، فجاءت مصغرة على حد مجيئها مكبرة من غير عالمة، وذلك ستة أسماء، منها ثالثة أسماء قد ذكرها سيبويه، وهي "الناب" للمسنة من

اإلبل، و"الحرب"، و"الفرس" فإذا حقرتها، قلت:"نييب"، و"حريب"، و"فريس".

فأما "الناب" من اإلبل، فإنما قالوا: "نييب"؛ ألن الناب من األسنان مذكر، وإنما قيل للمسنة من

اإلبل: ناب، لطول نابها، فكأنهم جعلوها الناب مناألسنان.

وأما "الحرب"، فمصدر وصف به، كقولهم: "رجل عدل" وكأن األصل "مقاتلة حرب"، أي: حاربة للمال

والنفس، ثم حذف الموصوف، وقيل: "حرب"، كماقيل: "عدل".

وأما "الفرس"، فاسم مذكر يقع على المذكر واألنثى كاإلنسان والبشر في وقوعه على الرجل والمرأة،

فصغر على أصله، فلو أريد األنثى، لم يقل إال:"فريسة".

فأما الثالثة األخر، فحكاها أبو عمر الجرمي، وهي درع الحديد، كأنهم لحظوا فيها معنى التذكير، فصغرت من غير عالمة تأنيث، فالدرع قميص،

والقوس عود، والعرس تعريس، ووقت، و"العرب" مؤنثة كأنهم ذهبوا إلى البادية؛ فلذلك قالوا: "العرب

Page 116: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العاربة"، وصغروه من غير إلحاق تاء، فقالوا:"عريب". قال أبو الهندي ]من المتقارب[:

باب طعام العريب ... وال تشتهيه826 - ومكن الضنفوس العجم

كأنهم عنوا الجيل من الناس.* * *

__________ - التخريج: البيت ألبي الهندي )عبد المزمن بن826

؛ وشرح197عبد القدوس( في أدب الكاتب ص 586/ 1؛ ولسان العرب 470شواهد اإليضاح ص

)مكن(.412/ 13)عرب(، اللغة والمعنى: مكن الضباب: بيضها، والضباب: جمع

ضب وهو حيوان صحراوي زاحف يشبه الحردون.العريب: تصغير العرب.

يريد أن لكل شعب عاداته في طعامه، فالعرب تأكل بيض الضب، بينما ال يشتهيه األعاجم من فرس

وروم. اإلعراب: "ومكن": الواو: بحسب ما قبلها، "مكن":

مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الضباب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "طعام": خبر المبتدأ مرفوع

بالضمة، وهو مضاف. "العريب": مضاف إليه مجرور بالكسرة."وال": الواو حرف استئناف، "ال": حرف

نفي. "تشتهيه": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء: ضمير متصل مبني في

محل نصب مفعول=

(3/416)

قال صاحب الكتاب: وال تثبت في الرباعي إال ما شذمن نحو: "قديديمة" و"وريئة".

* * * قال الشارح: فأما االسم الرباعي، فإن تاء التأنيث ال

تظهر في مصغره إذا لم تكن ظاهرة� في مكبره؛ ألنها أثقل، والحرف الرابع ينزل عندهم منزلة علم

التأنيث لطول االسم به. أال ترى أنه صار عدة "عنيق"، بغير هاء، كعدة "قديمة" و"رجيلة" بالهاء.

وقد شذ اسمان من الرباعي، قالوا: "قديديمة"، و"وريئة" تصغير "قدام"، و"وراء". قال الشاعر ]من

Page 117: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

البسيط[:حل يسفعني[ ... يوم827 - ]وقد علوت قتود الر

قديديمة الجوزاء مسموموقال اآلخر ]من الطويل[:

- قديديمة التجريب والحلم إنني ... أرى غفالت828العيش قبل التجارب

__________ = به. "نفوس": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف.

"العجم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكنلضرورة القافية.

وجملة "مكن الضباب طعام العريب": بحسب الواو. وجملة "ال تشتهيه نفوس العجم": استئنافية ال محل

لها من اإلعراب.ا للعرب. الشاهد فيه قوله "العريب" تصغير�

- التخريج: البيت لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص827.349؛ وشرح شواهد اإليضاح ص 73

اللغة: قتود: جمع مفرده قتد، وهو خشب الرحل. وسفعه يوم مسموم، أي لفحه حره الذي تقذفه على

الوجه السموم وهي ريح. والجوزاء: برج من أبراجالسماء.

المعنى: يريد أنه رحل على بعيره في هذا اليوم. اإلعراب: "وقد": الواو: بحسب ما قبلها، "قد": حرف

تكثير. "علوت": فعل ماض، والتاء: فاعله. "قتود": مفعول به منصوب بالفتحة. "الرحل": مضاف إليه

مجرور. "يسفعني": فعل مضارع، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. "يوم": فاعل

"يسفعني". "قديديمة": مفعول فيه ظرف زمان متعلق بصفة لـ"يوم". "الجوزاء": مضاف

إليه."مسموم": صفة لـ "يوم" مرفوع. وجملة "قد علوت": بحسب الواو. وجملة "يسفعني

يوم": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "قديديمة" حيث ثبتت التاء في

االسم الرباعي. ؛44 - التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص 828

؛303؛ واللمع في العربية ص 86/ 7وخزانة األدب )قدم(؛ وبال نسبة في ما466/ 12ولسان العرب

.70ينصرف وما ال ينصرف ص اللغة: قديديمة: تصغير قدام، وروي البيت برفع

"قديديمة"، والمراد أنه علق النساء، وعلقنه قبل

Page 118: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التجارب واتزان العقل، والغفالت هنا ملذات الحياة،والتجارب تعني هنا الكبر.

المعنى: يريد أنه استمتع بتعلقه بالنساء، واستمتعن بالتعلق به قبل أن يطعن في السنن, ويتزن عقله،

ويزهد فيهن لكبره.=

(3/417)

وذلك ألن سائر الظروف مذكرة، والباب فيها على التذكير، فلو لم تظهر عالمة التأنيث في التصغير، لم

يكن على تأنيث واحد منهما دليل، فإن كان في الرباعي المؤنث ما يوجب التصغير بحذف حرف منه حتى يصير على لفظ الثالثي، وجب رد التاء، كقولك في تصغير "سماء": "سمية"؛ ألن األصل "سميي"،

بثالث ياءات، فحذفت واحدة منها، كما قالوا في"، بحذف ياء، فلما صار ثالثي تصغير "عطاء" "عطي

الحروف؛ زادوا التاء، كما زادوها في "قديمة"، ولذلك لو صغرت "سعاد"، و"زينب" تصغير الترخيم؛ لقلت:

"سعيدة"، و"زنيبة". فاعرفه.

]تصغير ما ختم باأللف[ قال صاحب الكتاب: وأما األلف فهي إذا كانت

مقصورة رابعة؛ تثبت نحو: "حبيلى"، وسقطت خامسة فصاعدا�, كقولك: "جحيجب", و"قريقر",

و"حويل", في "جحجبى", و"قرقرى", و"حواليا".* * *

قال الشارح: إنما تثبت ألف التأنيث في "حبيلى"، و"بشيرى"؛ ألن الكلمة بها على أربعة أحرف، وأنت ال

تحذف في التصغير من األربعة شيئ�ا؛ ألنه لم تخرج بها عن بناء التصغير، وهو "فعيعل"، وصار

كـ"جخدب"، و"جخيدب"، إال أنهم فتحوا الحرف الذي بعد ياء التصغير، وكان القياس كسره على حد

انكساره في "جعيفر"؛ ألن ألف التأنيث تفتح ما قبلها، كما أن التاء كذلك، فـ"حبيلى" بمنزلة "حبيلة"، فلو كسروا ما قبل األلف، انقلبت ياء�. وألف التأنيث

ال تكون منقلبة؛ ألن انقالبها يذهب داللتها على التأنيث، إذ التأنيث مستفاد من لفظ األلف. فإنكانت األلف لغير التأنيث، انقلبت ياء�؛ ألنك تكسر

Page 119: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________ = اإلعراب: "قديديمة": مفعول فيه ظرف زمان

منصوب بدل من الظرف )لدن( في البيت الذي قبل الشاهد، ورأى البغدادي أن العامل في "قديديمة" محذوف دل عليه السياق كأن يكون التقدير: تظن

طيب العيش قديديمة التجريب، هذا كله على نصبا رفعها فلم يشر إليه البغدادي، وال "قديديمة" أم

يتجه إعرابي�ا إال بتكلف بعيد. "التجريب": مضاف إليه. "والحلم": الواو: حرف عطف، "الحلم": معطوف

على "التجريب". "إنني": حرف مشبه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: اسمه. "أرى": فعل مضارع

مرفوع بضمة مقدرة على األلف للتعذر، والفاعل مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "غفالت": مفعول به أول منصوب بالكسرة ألنه جمع مؤنث سالم. "العيش":

مضاف إليه. "قبل": مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالمفعول الثاني لـ "أرى"، والتقدير: أرى غفالت العيش حاصلة� قبل التجارب. "التجارب":

مضاف إليه. وجملة "إنني أرى": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "أرى": خبر "إن" محلها الرفع. والشاهد فيه قوله: "قديديمة" في تصغير "قدام"، حيث ظهرت تاء التأنيث في مصغر االسم الرباعي،

وهذا شاذ.

(3/418)

ما قبلها، كما تكسر في الرباعي، كقولك في "مرمى": "مريم"، وفي "أرطى": "أريط". فاأللف

في "مرمى" الم الكلمة، وهي منقلبة عن ياء "رميت"، واأللف في "أرط�ى" زائدة لإللحاق، والذي

يدل على زيادتها قولهم: "أديم مأروط"، أي: قد دبغ باألرطى، وهو شجر معروف. ودليل كونها لغير

التأنيث قولهم: "أرطى" بالتنوين، وألف التأنيث ال يدخلها تنوين، وقولهم في الواحد: "أرطاة"، ولو

كانت للتأنيث، لم تدخلها تاء التأنيث؛ ألن التأنيث ال يدخل على تأنيث. ومثله "معزى"، و"معيز" لتنوينه

ودخول التاء في الواحدة، نحو "معزاة". فأما "علقى"، و"ذفرى"، و"تترى" فمن نونها،

Page 120: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فاأللف عنده لإللحاق، ال للتأنيث؛ ألن ألف التأنيث ال تنون، فلذلك تقول في تحقيره: "عليق"، و"ذفير"، و"تتير". ومنهم من ال ينون ويجعلها للتأنيث، فهي

ثابتة في التصغير كألف "حبلى"، فتقول: "عليقى"،و"ذفيرى"، و" تتيرى".

وقول الشيخ: "إذا كانت مقصورة� رابعة�"، فإن فيه زيادة قيد ال حاجة به إليه, ألنها إذا كانت رابعة ال تكون إال مقصورة�؛ ألن ألف التأنيث في "حمراء"

ونحوها قبلها ألف أخرى للمد، ولذلك كانت ممدودة،فهي في الحقيقة خامسة.

وأما إذا وقعت األلف المقصورة خامسة�، فإنك تحذفها في التصغير، أبد�ا سواء كانت للتأنيث، أو لغير تأنيث، وذلك إذا كان قبلها أربعة أحرف أصول. مثال

ما كان ألفه للتأنيث قولك: "قريقر"، و"جحيجب" في تصغير "قرقرى"، وهو اسم موضع، و"جحجبى" اسم رجل. والذي يدل أن األلف فيهما للتأنيث امتناعهما من الصرف، وعدم دخول التنوين عليهما. ومثال ما كان لغير التأنيث قولهم: "حبيرك"، و"صليخد" في

تصغير "حبركى"، وهو ضرب من القراد، وقد استعير للقصير، وتصغير"صلخدى"، وهو الجمل القوي. فهذا الضرب ألفه زائدة لإللحاق "بسفرجل"، و"شمردل".

يدل على ذلك قولهم للواحدة: "حبركاة", وللناقة:"صلخداة".

وأما "حواليا"، وهو اسم رجل، فتقول في تصغيره:"؛ ألنك تحذف األلف األخيرة إذا كانت ألف "حويلي

تأنيث مقصورة�، فيبقى "حوالي" على خمسة أحرف، والرابع منها ألف، فال تسقط، بل تقلب ياء�؛ النكسار

الالم بعد ياء التصغير، وتدغم فيما بعدها، فيصير." "حويلى

والذي وقع في نسخ الكتاب "حويل"، كأنه حذف األلف وما قبلها، فبقي "حوال"، ثم قلبت األلف ياء�

ا. والصواب النكسار ما قبلها، فقال: "حويل" منقوص�ا، وإنما حذفوا األلف إذ وقعت ما ذكرناه متقدم�

خامسة� فصاعد�ا في هذا الباب؛ ألن بناء التصغير قد انتهى دونها، واأللف زائدة، فلم تكن لتكون بأقوى

من الحرف األصلي، نحو الم

(3/419)

Page 121: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"سفرجل" وما أشبهها من األصول، وإذا وجب حذف األصل األقوى فيما ذكرنا، كان حدف الزائد أولى

لضعفه. فإن قيل: فهال حذفتم األلف الممدودة في مثل "خنفساء"؛ النتهاء بناء التصغير دونها، وإال فما

الفرق بينهما؟ قيل: األلف الممدودة مشبهة بتاء التأنيث، فصارت لها مزية، وصارت مع األول كاسم

ضم إلى اسم، ولذلك تسقطان في التكسير، فيقال: "خنفساء"، "وخنافس"، كأنك قلت: "خنفسة"، و"خنافس". ومثلها ياء النسبة واأللف والنون الزائدتان، كقولنا: "زعيفران" في "زعفران"،

". والمقصورة ليست كذلك, "، و" سليهبي و"سلهبي ألنها حرف ميت للسكون الذي يلزمها، فحذفت؛ ألنها ال تشبه االسم الذي يضم إلى االسم، بل هي متصلة

لت منزلة الجزء منه، بدليل ثبوتها في بما قبلها، فتنز التكسير، نحو قولك "حبلى"، و"حبالى"، و"سكرى"،

و"سكارى".

فصل ]تصغير ما كان علي خمسة أحرف رابعة حرفمد زائد[

قال صاحب الكتاب: وكل زائدة كانت مدة في موضع ياء "فعيعيل", وجب تقريرها وإبدالها ياء إن لم تكنها،

وذلك نحو: "مصيبيح", و"كريديس", و"قنيديل", في"مصباح", و"كردوس" و"قنديل".

* * * قال الشارح: إذا كان االسم على خمسة أحرف، وفيه

زيادة حرف من حروف المد واللين، وكانت الزائدة رابعة�، فإن تلك الزيادة تثبت في التصغير على حد

ثبوتها في التكسير، ال تحذف من االسم شيئ�ا، بل إنا، كانت الزيادة ياء�، أقررتها على حالها، وإن كانت ألف�ا، قلبتها إلى الياء؛ النكسار ما قبلها وسكونها أو واو�

في نفسها، وذلك في "قنديل" "قنيديل" وفي "مصباح": "مصيبيح"، وفي "كردوس": "كريديس". و"الكردوس" القطعة من الخيل. وهذا معنى قوله:

و"إبدالها ياء إن لم تكنها"، أي: إن لم تكن المدة ياء�، فإنك تقلبها ياء�. وإنما ثبتت المدة الزائدة إذا وقعت

ا، نحو رابعة�؛ ألنه موضع يكثر فيه زيادة الياء عوض� قولك في "سفرجل": "سفيريج"، وفي "فرزدق":

"فريزيد". وإذا كنت تزيدها بعد إن لم تكن، فإذا

Page 122: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجدتها، كانت أحق بالثبات.

]تصغير االسم الثالثي المزيد بحرفين وليست إحديالزيادتين مدة[

قال صاحب الكتاب: وإن كانت في اسم ثالثي زائدتان, وليست إحداهما إياها, أبقيت أذهبهما في

الفائدة, وحذفت أختها، فتقول في "منطلق",و"مغتلم" و"مضارب",

(3/420)

و"مقدم", و"محمر", و"مهوم": "مطيلق", و"مغيلم" و"مضيرب", و"مقيدم" و"مهيم" و"محيمر". وإن

ا، فتقول في "قلنسوة" تساوتا, كنت مخير� و"حبنطي": "قلينسة", أو "قليسية" و"حبينط"

أو"حبيط".* * *

قال الشارح: قوله: "إذا اجتمع في اسم ثالثي زيادتان وليست إحداهما إياها"، يريد: ولم يكن إحدى

الزيادتين المدة التي تقع رابعة�، فإن تلك ال تحذف. فإن كانت إحدى الزيادتين ألزم لالسم وأذهب في الفائدة، أبقيتها، وحذفت األخرى. وذلك قولك في

"منطلق": "مطيلق"، وفي "مغتلم": "مغيلم"، فالميم والنون في "منطلق" زائدتان؛ ألنه من "أطلقته"،

وكذلك الميم والتاء في "مغتلم"؛ ألنه من "الغلمة"، فلما صغرتهما، أبقيت الميم فيهما، وحذفت الزائدة

األخرى، وهي النون أو التاء.وإنما كان إقرار الميم أولى ألمرين:

أحدهما أن الميم ألزم في الزيادة. أال ترى أن النون والتاء ال تزادان في االسم إال مع الميم، وقد تزاد الميم وحدها في نحو "مكرم"، و"محسن"، فكانت

ألزم من هذه الجهة.ل، والنون األمر الثاني أن الميم زيدت لمعن�ى محص والتاء ليستا كذلك، فكأن حذف الميم يذهب داللتها. أال ترى أن الميم زيدت في االسم للداللة على اسم

الفاعل، والنون في "منطلق" والتاء في "مغتلم" إنما جيء بهما بحكم جريانهما على الفعل؟ أال ترى

أن النون والتاء كانتا موجودتين في "انطلق"،

Page 123: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"اغتلم"، ولم تكن الميم موجودة في الفعل، فلما اضطررنا إلى حذف إحدى الزائدتين؛ لئال يخرج عن

بنية التصغير، كان حذف ما له قدم راسخة في الزيادة وأقلهما فائدة أولى بالحذف. وكذلك ما كان نحوهما من ذوات الثالثة، وفيه زيادتان، وذلك نحو:"، حذفت "مضارب"، و"مقدم"، و"مهوم"، و"محمر

من "مضارب" األلف حتى رجع إلى األربعة، ثم صغر تصغير األربعة، و"مقدم" المحذوف منه إحدى

الدالين. وأما "مهوم" فإحدى الواوين زائدة، فحذفت، ثم زيد

عليها ياء التصغير، فصارت "مهيوم"، فقلبت الواو ياءالجتماعها مع ياء التصغير، وادغمت فيها ياء التصغير.

"، فالميم األولى وإحدى الراءين زائدة؛ وأما "محمر ألنه من "الحمرة"، فحذفت الراء الزائدة، فبقي

"محمر" على أربعة أحرف، مثل: "جخدب"؛ فقيل فيه: "محيمر"، كما تقول: "جخيدب". هذا إذا ترجحت

إحدى الزيادتين على األخرى.ا، فأما إذا تساوتا في اللزوم والفائدة، كنت مخير� أيهما شئت حذفت، فتقول في تحقير "قلنسوة":

"قليسية" بحذف النون، وإن شئت "قلينسة" بإثباتالنون، وحذف

(3/421)

الواو. وذلك أن الواو والنون زائدتان فيه، أما الواو؛ فألنها ال تكون أصال� في الثالثة فصاعد�ا. وأما النون

ا؛ ألنها ال تكون ثالثة ساكنة إال زائدة، فزائدة أيض� (، ومجراهما في2(، و"عصنصر" )1كنون "شرنبث" )

ا في حذف أيهما الزيادة واحد، فلذلك كنت مخير� شئت، وتقول في تحقير "حبنطى"، وهو القصير:

"حبيط"، وإن شئت: "حبينط"؛ وذلك أن النون واأللف زائدتان لإللحاق بـ "سفرجل"، فهما سيان، ال مزية

إلحداهما على األخرى. والذي يدل على زيادتهما أن النون قد اطردت زيادتها إذا وقعت ثالثة� ساكنة�، نحو:

(؛ وأما األلف؛3"شرنبث"، و"عصنصر"، و"سجنجل" ) فألنها ال تكون مع ثالثة أحرف أصول فصاعد�ا إال

زائدة�، وسمع فيها التنوين، فال تكون للتأنيث، وكان اإللحاق معن�ى مقصود�ا، فحملت عليه. فإذا صغرته،

Page 124: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فإن شئت حذفت النون وأبقيت األلف، إال أنك تقلب األلف ياء�؛ النكسار الطاء قبلها، فقلت: "هذا حبيط"، و"مررت بحبيط"، و"رأيت حبيطي�ا"، وإن شئت حذفت

األلف، فقلت: "حبينط يا هذا". وحذف األلف أحبفها. إلي لتطر

]تصغير الثالثي المزيد بثالثة أحرف والرباعي المزيد[ قال صاحب الكتاب: وإن كن ثالثا�, والفضل إلحداهن

حذفت أختاها, فتقول في مقعنسس: "مقيعس"؛ وأما الرباعي, فتحذف منه كل زائدة, ما خال المدة الموصوفة. تقول في "عنكبوت": "عنيكب" وفي

": "قشيعر", وفي "احرنجام": "حريجيم". "مقشعر* * *

قال الشارح: قوله: "وإن كن ثالث�ا" أي: إن كان في االسم الثالثي ثالث زيادات، وإلحداهن فضل ومزية

على أختيها؛ أبقيت ذات المزية، وحذفت أختيها، نحو: "مقعنسس"، إذا صغرته، قلت "مقيعس"، حذفت النون، وإحدى السينين، وأبقيت الميم؛ ألنها تدل

على الفاعل، كما أبقيتها في "مغيلم"، و"مطيلق"، (.4تصغير "مغتلم"، و"منطلق". هذا مذهب سيبويه )

وكان أبو العباس المبرد يقول: "قعيسس"؛ ألنا" ملحق بـ "محرنجم"، وأنت تقول في "مقعنسس�

"محرنجم": "حريجم"، فكذلك في "مقعنسس" ألن حكم الزائد فيه حكم األصل. والمذهب األول هو

المختار؛ ألن__________

( الشرنبث: الغليظ الكف وعروق اليد، وربما وصف1)رنبث: األسد عامة، وأسد شرنبث: به األسد. والش

)شربث((.160/ 2غليظ. )لسان العرب ( عصنصر: موضع، وقيل: ماء لبعض العرب، وقيل:2)

(.128/ 4جبل. )معجم البلدان 347/ 11( السجنجل: المرآة )لسان العرب 3)

)سجل((.رت مقعنس"،429/ 3( الكتاب 4) ، وفيه: "وإذا حق

ينين؛ ألنك كنت فاعال� ذلك لو حذفت النون وإحدى السرته للجمع. فإن شئت قلت: "مقيعس"، وإن شئت كس

قلت: "مقيعيس".

(3/422)

Page 125: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المحذوف في "مقيعس" مع النون السين، وهي زائدة، والمحذوف في "محرنجم" الميم األولى

وحدها؛ ألن الثانية أصل، فلم تحذف. وأما الرباعي، فإذا كان فيه زائد، حذفته في التحقير،

وتبقي األصول، فيقع التحقير عليها، فتقول في "سرادق": "سريدق"، بحذف األلف؛ ألنها زائدة.

وتقول في "جحنفل": "جحيفل"، بحذف النون؛ ألنها زائدة، وتقول في "مدحرج": "دحيرج"، بحذف الميم؛

ألنه ليس هناك زائدة سواه. وكذلك تقول في "عنكبوت": "عنيكب" بحذف الواو والتاء؛ ألنهما زائدان، كقولك في معناه: "عنكب"،

وتقول في "مقشعر": "قشيعر"؛ ألن الميم وإحدى الراءين زائدة. أما الميم فألنها ليست موجودة في"، وإحدى الراءين؛ ألن الفعل ال يكون على "اقشعر

أكثر من أربعة أحرف. وكذلك تقول في تحقير "محرنجم": "حريجم" ألن الميم زائدة، وكذلك تقول في تصغير: "احرنجام":

"حريجيم"، فتصير حاله في حذف الزوائد كحالتصغير الترخيم، وتخلد في الفرق إلى القرائن.

وقوله: "ما خال المدة الموصوفة"، يريد أن المدة إذا وقعت زائدة رابعة فإنها تثبت، وال تحذف على ما

تقدم، أال تراك تقول في "سرداح": "سريديح"، وفي (: "جريميق"، وفي "قنديل": "قنيديل"؛1"جرموق" )

ألنه ال يخرج بهذه الزيادة عن بناء "فعيعيل"، فاعرفه.

فصل ]جواز التعويض وتركه فيما يحذف من الزوائدعند التصغير[

قال صاحب الكتاب: ويجوز التعويض وتركه فيما يحذف منه هذه الزوائد, والتعويض أن يكون على

مثال "فعيعل"، فيصار بزيادة الياء إلى "فعيعيل". وذلك قولك في "مغيلم": "مغيليم", وفي "مقيدم":

"مقيديم", وفي "عنيكب": "عنيكيب", وكذلك البواقي. فإن كان المثال في نفسه على "فعيعيل"

لم يكن التعويض.* * *

قال الشارح: أنت مخير في التعويض وتركه فيما حذف منه شيء، سواء كان المحذوف أصال� أو زائد�ا،

نحو قولك في "سفرجل": "سفيرج"، وإن شئت:

Page 126: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"سفيريج"، وفي "مغتلم": "مغيلم"، وإن شئت: "مغيليم"، وفي "مقدم": "مقيدم"، وإن شئت:

"مقيديم"، وفي "عنكب": "عنيكب"، وإن شئت:"عنيكيب". فالتعويض خير لما لحقه

__________ ( الجرموق: خف صغير، وقيل: خف صغير يلبس1)

)جرمق((.35/ 10فوق الخف. )لسان العرب

(3/423)

من اإليهان بالحذف مع الوفاء ببناء المصغر وعدم الخروج عنه، وترك التعويض جائز؛ ألن الحذف إنما

كان لضرب من التخفيف، وفي التعويض نقص لهذا الغرض. هذا إذا لم يكن المثال على "فعيعيل" فأنت

تعوض من المحذوف، فيصير على مثاله. فأما إذا كان المثال بعد الحذف على مثال "فعيعيل"،

فال سبيل إلى التعويض؛ ألنه يخرجه عن أبنية التصغير، وذلك قولك في تحقير "عيطموس"، وهي

من النساء التامة الخلق، وكذلك من اإلبل: "عطيميس"، وفي "عيسجور"- وهي من النوق

الصلبة - "عسيجير"؛ وذلك ألن الواو والياء فيهما زائدان، واالسم بهما على ستة أحرف، فلو حذفت

ا؛ ألنه يبقى على خمسة الواو، لزمك حذف الياء أيض� أحرف، وليس الرابع حرف مد، فحذف األول، وهو

الياء، إذ ال يلزم حذف الواو؛ ألنه يصير كـ"جرموق"، و"جريميق"، وإذا صار بعد الحذف على مثال

"فعيعيل"، لم يكن إلى التعويض سبيل؛ ألنه يخرج بهعن أبنية التصغير، فاعرفه.

فصل ]تصغير جمع القلة[ قال صاحب الكتاب: وجمع القلة يحقر على بنائه,

كقولك في "أكلب", و"أجربة", و"أجمال", و"ولدة":"أكيلب", و"أجيربة" و"أجيمال", و"وليدة".

* * * قال الشارح: المراد بتحقير الجمع تقليل عدده.

والجمع جمعان: جمع تصحيح، وجمع تكسير. فما كانا بالواو والنون، نحو: "الزيدين"، من الجمع صحيح�

و"العمرين"، أو باأللف والتاء، نحو: "الهندات"،

Page 127: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"المسلمات"، فإن تحقير هذا وما كان نحوه علىييدين"، ييدون"، و"رأيت الز لفظه، تقول: "هؤالء الز

و"هؤالء المسيلمات"، و"رأيت المسيلمات"؛ وذلك ألنا لو صغرنا جمع�ا من جموع الكثرة، لرددناه إلى

الواحدة، ثم نجمعه جمع السالمة، فألن يبقى ما كان مجموع�ا جمع السالمة على لفظه في التحقير أولى

وأخرى.ا، فهو على ضربين: جمع وأما ما كان جمع�ا مكسر�

قلة، وجمع كثرة. وأبنية القلة أربعة: "أفعل"، و"أفعلة"، و"أفعال"، و"فعلة". فإذا صغرت شيئ�ا من

ذلك، صغرته على لفظه، فتقول في "أكلب"، و"أكعب": "أكيلب"، و"أكيعب"، وفي "أجربة"،

و"أقفزة" "أجيربة"، و"أقيفزة"، وفي "أجمال"، و"أعدال": "أجيمال"، و"أعيدال"، وفي "ولدة"،

و"غلمة": "وليدة"، و"غليمة".

]تصغير جمع الكثرة[ قال صاحب الكتاب: وأما جمع الكثرة, فله مذهبان:

أحدهما أن يرد إلى واحده,

(3/424)

فيصغر عليه, ثم يجمع على ما يستوجبه من الواو والنون, أو األلف والتاء، أو إلى بناء جمع قلة إن وجد

له. وذلك قولك في "فتيان": "فتيون", أو "فتية"، وفي "أذالء": "ذليلون" أو "أذيلة"، وفي "غلمان": "غليمون" أو "غليمة" وفي "دور": "دويرات", أو "أدير". وتقول في "شعراء": "شويعرون"، وفي

"شسوع": "شسيعات".* * *

قال الشارح: أما ما كان من أبنية جمع الكثرة، وهو ما عدا ما ذكر، فلك في تحقيره مذهبان، أنت مخير

فيهما: أحدهما أن ترده إلى واحده، ثم تصغره، وتجمعه

ا يعقل، وباأللف والتاء إن بالواو والنون إن كان مذكر� كان مؤنث�ا أو غير عاقل. وذلك قولك في تحقير

"رجال": "رجيلون"، وفي "شعراء": "شويعرون". تردهما إلى "رجل"، و"شاعر"، ثم تصغره على

Page 128: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"رجيل"، و"شويعر"، ثم تلحقه الواو والنون؛ ألنهمذكر ممن يعقل.

ولو صغرت نحو "جفان"، و"قصاع"، و"دراهم"، و"دنانير"، لقلت: "جفينات"، و"قصيعات"،

و"دريهمات"، و"دنينيرات"؛ ألنك رددتها إلى الواحد، وواحد "جفان"، و"قصاع": "جفنة"، و"قصعة"،

مؤنثتان، وجمع المؤنث باأللف والتاء. وواحد "الدراهم"، و"الدنانير": "درهم"، و"دينار"، فصغرتهما

على "دريهم"، و"دنينير"، ثم تلحقهما األلف والتاء؛ألنهما ال يعقالن، وغير العاقل في حكم المؤنث.

والثاني: أن تنظر، فإن كان له في التكسير بناء قلة، رددته إليه، فتقول في تصغير "فتيان": "فتية"، رددته

إلى "فتية"، ثم صغرته؛ ألنه بناء قلة، وإن شئت قلت: "فتيون"، فترده إلى الواحد، وتصغره، ثم

تجمعه بالواو والنون. وتقول في "أذالء": "أذيلة"، رددته إلى "أذلة", ألنه

بناء قلة من قوله تعالى: }ولنخرجنهم منها أذلة� وهم (. وإن شئت: "ذليلون" ترده إلى1صاغرون{ )

الواحد، وهو"ذليل"، وتصغره، ثم تجمعه بالواووالنون؛ ألنه مذكر يعقل.

ومثله لو صغرت نحو: "كالب"، و"فلوس"، لجاز أن تقول: "كليبات"، و"أكيلب"، و"فليسات"، و"أفيلس"؛

ألنه له بناء كثرة وبناء قلة. فإن شئت، أتيت ببناء القلة، وإن شئت، رددته إلى الواحد، وتصغره عليه،

ثم تجمعه باأللف والتاء؛ ألنه ال يعقل. ولو صغرت نحو: "جرحى"، و"حمقى"، و"هلكى"،

لقلت: "جريحون"، و"أحيمقون"، و"هويلكون"، إنأردت المذكر، و"جريحات"، و"حميقاوات"،

__________.37( النمل: 1)

(3/425)

و"هويلكات"، إن أردت المؤنث؛ ألن هذا الجمع يصلح للمذكر والمؤنث. وإنما لم يصغر جمع الكثرة على

لفظه؛ ألنه بناء يدل على الكثرة، والتصغير إنما هو تقليل العدد، فلم يجز الجمع بينهما لتضاد مدلولهما، وتناقض الحال فيهما، إذ كنت مقلال بلفظ التصغير،

Page 129: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا بلفظ الجمع. مكثر�

]تصغير اسم الجمع[ قال صاحب الكتاب: وحكم أسماء الجموع حكم اآلحاد،

تقول: "قويم", و"رهيط", و"نفير", و"أبيلة",و"غنيمة".

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن هذه األسماء أسماء

الجمع، وليست بجموع كسر عليها الواحد، فيجري حكمها على حكم اآلحاد؛ فلذلك تصغر على لفظها،

فتقول في "قوم": "قويم"، وفي "رهط": "رهيط"، كما تقول في "فلس": "فليس"، وتقول في "نفر": "نفير"، كما تقول في "جمل": "جميل"، وتقول في

"إبل": "أبيلة"، وفي "غنم": "غنيمة". تلحقها تاء التأنيث؛ ألنها مؤنثة، كما تقول في "قدم": "قديمة".

ا"، و"رهط�ا"، فقلت: "أقوام"، ولو جمعت "قوم� و"أراهط"، لقلت في التحقير: "أقيام"، فتصغره على

لفظه؛ ألنه بناء قلة، وتقديره: "أقيوام"، فتقلب الواو ياء لوقوع ياء التصغير قبلها، فيصير: "أقيام"

بياء مشددة. وتقول في "أراهط": "رهيطون"، ترده إلى واحده، ثم تجمعه بالواو والنون. وحكى ابن

السراج فيه: "أرهط�ا"، فعلى هذا يجوز تصغيره عليه،فتقول "أريهط"، فاعرفه.

فصل ]ما جاء في التصغير علي غير بناء المكبر[ قال صاحب الكتاب: ومن المصغرات ما جاء على غير

واحدة كـ "أنيسيان", و"رويجل"، و"آتيك مغيربان الشمس وعشيان�ا وعشيشية". ومنه قولهم:"أغيلمة", و"أصيبية", في "غلمة" و"صبية".

* * * قال الشارح: هذه ألفاظ قد شذت عن القياس، وجاءت على غير بناء المكبر، فهي في التصغير

كـ"المالمح"، و"المذاكير" في التكسير. فمن ذلك "أنيسيان" تصغير "إنسان"، زادوا في المصغر ياء� لم تكن في مكبره، كأنهم صغروا "إنسيان�ا"، و"إنسيان" غير معروف. ومن ذلك قولهم: "رويجل" في تصغير" في "رجل"، وقياسه "رجيل"، كأنهم صغروا "راجال� معنى "رجل"، وإن لم يظهر به استعمال، كما قالوا:

Page 130: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"رجل" في معنى "راجل". قال الشاعر ]منالبسيط[:

(3/426)

- أما أقاتل عن ديني على فرسي ... أو هكذا829رجال� إال بأصحابي

فكأنهم صغروا لفظ�ا، ويريدون آخر، والمعنى فيهما واحد. وقالوا: "آتيك مغيربان�ا، وعشيان�ا، وعشيشية�"، فأرادوا بـ "مغيربان" تصغير "المغرب". وليس ذلك بقياس، والقياس: "مغيرب". وإنما جاؤوا به كأنهم

أرادوا "مغربان". وأما "عشيان"، و"عشيشية"، فهو تصغير "عشية"

على غير قياس، فـ "عشيان" كأنه تصغير "عشيان" مثل "سعدان"، فزيدت ياء التصغير ثالثة�، وبعدها الياء

التي هي الم، فادغمت فيها، فصارت ياء� مشددة�. وأما "عشيشية"، فكأنه تصغير "عشاة"، فلما صغر، وقعت ياء التصغير بين "الشينين"، ثم� قلبت األلف

ياء�؛ النكسار ما قبلها، فصار "عشيشية�". وقالوا: "أغيلمة"، و"أصيبية" في تصغير "غلمة"،

و"صبية"، كأنهم صغروا "أغلمة�"، و"أصبية�". وذلك أن" "فعيل" مثل ا" "فعال" مثل "غراب"، و"صبي "غالم� "قفيز". وباب "فعال" و"فعيل" أن يجمع في القلة على "أفعلة" مثل "أغربة"، و"أقفزة". فكأنهم لما

أرادوا التصغير، صغروه على أصل الباب، إذ التصغير مما يرد األشياء إلى أصولها. قال الشاعر ]من

الكامل[:ج في ارحم أصيبيتي الذين كأنهم ... حجلى تدر

ع ) ربة وق (1الش

فصل ]تصغير الشيء لدنوه من الشيء[ قال صاحب الكتاب: وقد يحقر الشيء لدنوه من

الشيء, وليس مثله, كقولك:__________

- التخريج: البيت لحيي بن وائل في نوادر أبي829 /11؛ وليحيى بن وائل في لسان العرب 5زيد ص

)رجل(؛ وبال نسبة في شرح شواهد الشافية ص268103.

Page 131: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

. ا على رجليه، راجال� : واقف� اللغة والمعنى: رجال� يتعجب ممن يلومه: أال أقاتل في سبيل نصرة ديني

ا وراجال� إال إذا كان أصحابي معي؟ فارس� اإلعراب: "أما": الهمزة: حرف استفهام، و"ما":

نافية. "أقاتل": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "عن ديني": جار ومجرور متعلقان بـ "أقاتل"، والياء: ضمير متصل

مبني في محل جر مضاف إليه. "على فرسي": تعرب إعراب "عن ديني". "أو": حرف عطف. "هكذا": الهاء: للتنبيه، والكاف، حرف جر وتشبيه، و"ذا": اسم إشارة مبني في محل جر بحرف الجر، متعلقان بفعل مقدر:

": حال منصوب بالفتحة "إال": أو أقاتل هكذا. "رجال� حرف حصر. "بأصحابي": جار ومجرور متعلقان بـ "أقاتل"، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه.وجملة "أقاتل": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

. " بمعنى راجال� والشاهد فيه قوله: "رجال�.708( تقدم بالرقم 1)

(3/427)

"هو أصيغر منك". إنما أردت أن تقلل الذي بينهما, و"هو دوين ذلك"، و"فويق هذا"، ومنه "أسيد", أي:

لم يبلغ السواد. وتقول العرب: "أخذت منه مثيلهاتي�ا, ومثيل هاذي�ا".

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن التصغير تقليل

وتحقير، وقوله: "لدنوه من الشيء"، أي: لقربه مما أضيف إليه. وإنما أخبرت أنهما يفترقان بشيء يسير

أي منحط عنه. وجملة األمر أن المصغر على ثالثة أضرب: تصغير

مبهم، كقولك: "زييد"، و"عمير"، ونحوهما من األعالم، أخبرت بحقارة المسمى من غير إفادة ما

أوجب الحقارة له. وتصغير موضح، وذلك في الصفات، كقولك: "عويلم"،

و"زويهد"، تريد أن علمه وزهده قليل، ومثله: "عطيطير"، و"بزيزيز"، في تصغير "عطار"، و"بزاز"، تريد ضعف صنعتهما في "العطر"، و"البز". وكذلك ما

Page 132: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كان نحوهما من الصفات، مثل: "أحيمر"، و"أسيود"، تريد أنه قد قارب الحمرة، والسواد، وليس بالكامل

التام فيه. الثالث: هو ما اشتمل عليه هذا الفصل، وهو تصغير

الشيء لدنوه من الشيء، وقربه مما أضيف إليه على ما ذكرنا، وذلك نحو قولك: "هو أصيغر منك". وذلك

أنك لو قلت: "هو أصغر منك"، احتمل أن يكونا، فأوضحت ا، وأن يكون كثير� التفاوت بينهما يسير�

بالتصغير أنه قليل، وأنه يكاد يكون مثله في الصغر. وكذلك األمكنة، نحو الجهات الست، كقولك: "هو فوق زيد، وتحت خالد، ودون بكر"، فيحتمل أن يكون بكثير،

وأن يكون بقليل، فإذا قلت: "فويق زيد، وتحيته، ودوينه"، فال يجوز أن يكون إال بقليل. وكذلك لو قال: "آتيك قبل طلوع الشمس"، فجاءه في الليل؛ لم يكن

مخلفا، ولو قال: "قبيل طلوع الشمس"، لزم أن يكون بعد طلوع الفجر ونحوه مما قارب طلوع

الشمس، فاعرفه.

فصل ]تصغير الفعل[ قال صاحب الكتاب: وتصغير الفعل ليس بقياس,

(: إنما يعنون1وقولهم: "ما أميلحه! " قال الخليل ) تصفه بالملح، كأنك قلت: "زيد مليح" شبهوه بالشي الذي تلفظ به, وأنت تعني به شيئا� آخر، نحو قولك:

"بنو فالن يطؤهم الطريق", و"صيد عليه يومان".* * *

__________.478 - 477/ 3( الكتاب 1)

(3/428)

قال الشارح: إنما كان القياس يأبى تصغير الفعل؛غر، ألن الغرض من التصغير وصف االسم بالص

والمراد المسمى. واألسماء عالمات على المسميات، فصغرت ألفاظها، لتكون دليال� على صغر المسميات.

واألفعال ليست كذلك، إنما هي إخبارات، وليست بسمات كاألسماء، فلم يكن للتصغير فيها معن�ى كما لم يكن لوصفها معن�ى. والذي يؤيد عندك بعد الفعل

من التصغير أن اسم الفاعل إذا كان للحال أو

Page 133: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

االستقبال، نحو قولك: "هذا ضارب زيد�ا"، فإذا صغرته، بطل عمله، فال ت قوله: "هذا ضويرب زيد�ا"؛

لبعده بالتصغير عن األفعال، وغلبة االسمية عليه. وإذا كان كذلك، فتصغير فعل التعجب من قوله ]من

البسيط[:ال يا ما أميلح غزالن�ا شدن لنا ... من هؤليائكن الض

مر ) (1والس شاذ خارج عن القياس؛ وذلك أنهم أرادوا تصغير

فاعل فعل التعجب، وهو ضمير يرجع إلى "ما"، فلم يجز تصغير الضمير؛ ألنه مستتر ال صورة له، مع أن

المضمرات كلها ال تصغر، كما ال توصف لشبهها بالحروف. ولم يمكنهم تصغير ما يرجع إليه الضمير،

وهو"ما"؛ لكونه مبنيا على حرفين، ولم يسمع العدولعنه إلى ما هو في معناه؛ لئال يبطل معنى التعجب.

ولم يصغروا مفعول الفعل؛ ألن الفعل له في الحقيقة. أال ترى أنك إذا قلت: "ما أملح زيد�ا! " كأنك قلت: "ملح زيد جدا"؛ ألنك لو صغرته، ربما توهم أن

صغره لم يكن من جهة المالحة، إنما هو من جهة أخرى، فعند ذلك صغروا لفظ الفعل، والمراد الفاعل.

فقولك: "ما أميلح زيد�ا! " كأنك قلت: "زيد مليح". ( بقولهم: "بنو فالن2وشبهه الخليل وسيبويه )

يطؤهم الطريق"، و"صيد عليه يومان"، والمراد: يطؤهم أهل الطريق الذين يمرون عليه، فحذف" وأقام "الطريق" مقامه. ومعنى "يطؤهم "أهال�

الطريق"، أي: بيوتهم على الطريق، فمن جاز فيه رآهم، وثقل عليهم. وقوله: "صيد عليه يومان"يد يومين، فحذف "الصيد"، معناه: صيد عليه الص

وأقيم "اليومان" مقامه، وإنما يفعلون ذلك فيما اليلبس، فاعرفه.

فصل ]ما كان من األسماء علي بناء التصغير[ قال صاحب الكتاب: من األسماء ما جرى في الكالم

�, وترك تكبيره؛ ألنه عندهم مستصغر، وذلك مصغرانحو: "جميل", و"كعيت", و"كميت"، وقالوا:

__________.104( تقدم بالرقم 1).478/ 3( الكتاب 2)

(3/429)

Page 134: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"جمالن", و"كعتان" و"كمت"، فجاؤا بالجمع علىالمكبر, كأنها جمع "جمل", و"كعت", و"أكمت".

* * * قال الشارح: اعلم أن هذه األسماء أسماء نطقوا بها

مصغرة؛ ألنها عندهم مستصغرة، فاكتفوا بلفظ المصغر عن المكبر. فمن ذلك قولهم: "جميل"، وهو طائر صغير شبيه بالعصفور، و"كعيت"، وهو البلبل،

وقيل: شبيه بالبلبل، وليس إياه. وقد كسروهما على لفظ المكبر، فقالوا: "جمالن"، و"كعتان"، كأنهم

قدروا المكبر على "فعل"، نحو: "جمل"، و"كعت"، كـ"صرد"، و"نغر"، ثم قالوا: "جمالن"، و"كعتان"،ر كـ"صردان"، و"نغران". وذلك أن المصغر ال يكس

علي بناء الكثرة، كما أن ما كسر علي بناء الكثرة ال يصغر لما ذكرناه من أن بناء التكسير يدل على

الكثرة، وتصغيره يدل على القلة، فبينهما تناف. وإذاكسر، إنما يكون التكسير للمكبر، وإن لم يلفظ به.

وأما "كميت"، فهو لفظ يقع على المذكر والمؤئث.ا ال يكاد ينطق بمكبره، وهو تصغير وقد ورد مصغر�

الترخيم بحذف الزوائد، كما قالوا في "أشقر": "شقير"، وفي "أسود": "سويد". والكمتة لون يقصر

عن سواد األدهم، ويزيد على حمرة األشقر، وهو بين (: سألت الخليل عن1الحمرة والسواد. قال سيبويه )

"كميت"، فقال: إنما صغر؛ ألنه بين السواد والحمرة، كأنه لم يخلص له واحد منهما، فهو قريب من كل واحد منهما، فصغر ليدل على ذلك المعنى، فهو

كـ"دوين زيد". وقد جمعوه على "كمت" في المذكر والمؤنث، كما قالوا: "شقر" و"سود" في المذكر

والمؤنث جاؤوا بالتكسير على المكبر، كأنهم جمعوا "أكمت"، و"كمتاء"، كما قالوا: "جمالن"، و"كعتان"،

فجاؤوا به على المكبر، وقالوا لما يجيء في آخر الخيل: "سكيت"، و"سكيت" فأما "سكيت"، فهو

يز"، و"عليق"، وأما "سكيت"، فهو "فعيل" كـ"جمتصغير على الترخيم. فاعرفه.

فصل ]تصغير األسماء المركبة[ر الصدر قال صاحب الكتاب: واألسماء المركبة يحق منها, فيقال: "بعيلبك", و"حضيرموت", و"خميسة

عشر".

Page 135: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

* * *ا مركب�ا من اسمين جعال قال الشارح: إذا صغرت اسم�ا واحد�ا، فالطريق فيه أن تصغر الصدر، ثم تتبعه اسم�

الثاني، كما تفعل قبل التصغير من التركيب؛ وذلكألن المعاملة

__________.477/ 3( الكتاب 1)

(3/430)

مع األول، والثاني كالتتمة له، فمحل الثاني من األول محل المضاف إليه من المضاف، فكما أنك إذا حقرت

ر ا من نحو "عبد زيد"، و"طلحة عمرو"، إنما تحق مضاف� األول دون الثاني من نحو: "عبيد زيد" و"طليحة، وحضيرموت، عمرو"، كذلك تقول: "هذا بعيلبك

ومعيديكرب", ألن المضاف والمضاف إليه والمركبين (، فكما1بمنزلة اسم واحد طويل، كـ"عنتريس" )

تقول: "عنيتريس"، كذلك تقول: "حضيرموت"، فيحل "موت" من "حضر" محل "ريس" من "عنتريس" من

ا له. حيث كان تمام� ومثله "خمسة عشر"؛ ألنه مركب مثله فتقول: "هذا

خميسة عشر" فتصغر األول، وتتبعه الثاني، سواء في ذلك أردت العدد أو سميت به، وقالوا في "اثنا عشر"، و"اثنتا عشرة": "ثنيا عشر"، و"ثنيتا عشرة" ألن محل "عشر" من "اثني عشر" محل النون من "اثنين"، وقد

مضى بيان ذلك.

فصل ]تصغير االسم المرخم[ قال صاحب الكتاب: وتحقير الترخيم أن تحذف كل

شيء زيد في بنات الثالثة واألربعة, حتى يصير االسم على حروفه األصول, ثم تصغره, كقولك في

"حارث": "حريث" وفي "أسود": "سويد", وفي "خفيدد": "خفيد", وفي "مقعنس": "قعيس", وفي

"قرطاس": "قريطس".* * *

قال الشارح: معنى تصغير الترخيم أن تحذف زوائد االسم في التحقير، بحيث ال يبقى إال األصول، ثالثيا

كان االسم أو رباعيا، كأنهم آثروا تخفيف االسم

Page 136: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بحذف زوائده؛ لما يحدث في، االسم من الثقل بزيادة أداة التحقير، نتقول في تحقير "محمد": "حميد"؟ ألن الميم األولى زائدة، وإحدى الميمين الثانيتين،

ا فتحذفهما، فتقول في تحقير "أحمد": "حميد" أيض�بحذف الهمزة ال غير؛ ألنها الزائدة.

وتقول في تحقير "محمود": "حميد"، بحذف الميم والواو؛ ألنهما زائدتان. وال تبالي اإللباس ثقة

بالقرائن، فعلى هذا تقول في "حارث": "حريث"، حذفت األلف؛ ألنها زائدة، وبقيت األحرف األصول

التي هي الحاء والراء والثاء، فصغر عليها. وتقول في "أسود": "سويد"، بحذف الهمزة؛ ألنها

هي الزائدة. وال فرق بين أن تكون الزيادة لإللحاق أولغير اإللحاق.

__________ ( العنتريس: الداهية، والناقة الصلبة الوثيقة1)

الشديدة الكثيرة اللحم الجواد الجريئة. )لسان العرب )عترس((.130/ 6

(3/431)

وقالوا في "خفيدد": "خفيد"، حذفوا الياء وإحدى الدالين؛ ألنهما زائدتان لإللحاق بـ "سفرجل"

والخفيدد: الخفيف من الظلمان. وقالوا في "مقعنسس": "قعيس"، بحذف الميم والنون، وإحدى السينين؛ ألنها زوائد لإللحاق بـ

"محرنجم". وبنات األربعة في ذلك بمنزلة الثالثة، تحذف الزوائد حتى تصير على مثال "فعيعل"، فتقول في "مدحرج": "دحيرج"، وفي "محرنجم": "حريجم"، وفي "جمهور": "جميهر". وال فرق في بنات األربعة

بين تصغير الترخيم وغيره، إال أن ياء العوض ال تدخل تصغير الترخيم، وتدخل غيره، فتقول: "دحيريج"،

ا. و"حريجيم"، و"جميهير"، وال تقوله إذا كان مرخم� وقال الفراء في هذا التصغير: إن العرب إنما تفعل

ذلك في األسماء األعالم، كما كان الترخيم في النداء كذلك، فعلى هذا لو صغرنا "حارث�ا"، أو"أسود" علمين، لقلنا: "حريث"، و"سويد" في الترخيم، ولو صغرناهما

قبل النقل والتسمية، لم نقل: إال "حويرث"، و"أسيد". ولم يفرق أصحابنا بين هذين. وذكر في

Page 137: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(، يريد تصغير1بعض األمثال؛ "عرف حميق جمله" )"أحمق"، فاعرفه.

فصل ]ما ال يصغر[ قال صاحب الكتاب: ومن األسماء ما ال يصغر

كالضمائر, و"أين", و"متى", و"حيث", و"عند", و"مع", و"غير", و"حسب", و"من", و"ما", و"أمس",

و"غد", و"أول من أمس", و"البارحة", و"أيام األسبوع", واالسم الذي بمنزلة الفعل, ال تقول: "هو

ضويرب زيد�ا".* * *

قال الشارح: اعلم أن من األسماء ما ال يجوز تصغيره، كما ال يجوز وصفه، فمن ذلك المضمرات،

نحو: "أنا"، و"أنت"، و"هو". فال تقول في "أنا":"أني"، وفي "نحن": "نحين"؛ وذلك ألمور:

أحدها أن المضمرات تجري مجرى الحروف في عدم قيامها بأنفسها وافتقارها إلى غيرها، فال تحقر

الحروف.__________

؛ وكتاب50/ 2( ورد المثل في جمهرة األمثال 1) ؛ ومجمع160/ 2؛ والمستقصى 291األمثال ص

.12/ 2األمثال أي: عرف هذا القدر وإن كان أحمق. ويروى: "عرف

ا جمله"، أي: إن جمله عرفه، فصال عليه. حميق�يء حتى وبهذه الرواية يضرب للرجل يأنس بالش يهون عليه. وقيل: يضرب لمن يستضعف إنسان�ا

ويولع به، فال يزال يؤذيه ويظلمه.

(3/432)

والثاني: أن أكثر الضمائر على حرف أو حرفين،ر لنقصه عن أبنية التحقير. وذلك مما ال يحق

الثالث: أن المضمرات ليست أسماء لشيء ثابتا تخصه وال تقع على غيره، والشيء إنما يكون حقير�

ا باإلضافة إلى ما له ذلك االسم، وهو أكبر منه. صغير� فإن قيل: فقد حقروا المبهمات، وهي مبنيات تجري

مجرى الحروف، وفيها ما هو على حرفين. قيل: المبهم يشبه الظاهر من حيث إنه يوصف، ويوصف

Page 138: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

به، ويبتدأ به الكالم، كقولك: "هذا زيد"، وليس فيه شيء يتصل بالفعل، وال يجوز فصله كالكاف في "ضربتك"، والتاء في "قمت"، فالمبهم كالظاهر؛

لقيامه بنفسه، ولما ذكرناه.ر "أين"، وال "متى"؛ لبعدهما من التمكن وال يحق وتنزلهما منزلة الحروف من جهة تضمنهما معنى

االستفهام، وال تصغر "حيث" لعدم تمكنها، وافتقارهاإلى موضح، ومثلها في األزمنة "إذ"، و"إذا".

فإن قيل: فإن "الذي"، و"التي"، يفتقران إلى موضح افتقار "حيث"، ومع ذلك فإنهما يصغران، نحو:

"اللذيا"، و"اللتيا"، قيل: "الذي"، و"التي": أقرب إلى التمكن، أال ترى أنهما يكونان فاعلين ومفعولين،

ويبتدأ بهما ويوصفان، ويوصف بهما، فافترق الحال بينهما؟ ومن ذلك "عند"، فإنها ال تصغر لعدم تمكنها, وألن الغرض من تصغير الظرف التقريب كـ"تحيت"،

و"فويق"، وعند في غاية القرب، فلما دل لفظها على ما تدل عليه الظروف مصغرة لم يحتج إلى

التصغير فيها.ا لبعدها من التمكن، وكونها وأما "مع"، فال تصغر أيض�

على حرفين، وقد اعتقد فيها الحرفية من أسكنهافي قوله ]من الوافر[:

(1فريشي منكم وهواي معكم ) ومن ذلك "غير"، و"سوى"، ال يصغران بخالف "مثل"،

فإنك تصغره، فتقول: "هذا مثيل هذا"، وال تقول: "غييره". وذلك من قبل أن المماثلة قد تختلف بأن تقل وتكثر، أال ترى أنك تقول: "هذا أكثر مماثلة"،

و"هذا أقل مماثلة من هذا". وليست المغايرة كذلك؛ا" اسم لكل من لم يكن المضاف إليه، وليس ألن "غير� في كونه غيره معنى يكون أنقص من معنى، فيصغر

الناقص كما كان في المماثلة كذلك. وأما "سوى"فالعلة واحدة.

ومن ذلك "حسب" ال يصغر؛ ألنه في معنى الفعل، فإذا قلت: "حسبك درهمان"، فمعناه: "ليكفك

درهمان"، فكما ال يصغر الفعل، كذلك ال يصغر ما هوفي معناه.__________

.354( تقدم بالرقم 1)

(3/433)

Page 139: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وأما "ما"، و"من"، فال يصغران؛ ألنهما غير متمكنين، وعلى حرفين، وهما بمنزلة الحرف في االستفهام

والجزاء والخبر.ران؛ ألنهما لما كانا وأما "أمس"، و"غد"، فال يحق

يتعلقان باليوم الذي أنت فيه، صارا بمنزلة المضمرات؛ الحتياجهما إلى حضور اليوم، كما أن

الضمير يحتاج إلى ظاهر يتقدمه، وكذلك "أول منأمس" حكمه حكم "أمس"، ومثله "البارحة".

وأما أيام األسبوع، نحو: "الثالثاء"، و"األربعاء"، ال يحقر شيء منها، وكذلك أسماء الشهور، نحو:

م"، و"صفر"؛ ألنها أعالم على هذه األيام، فلم "المحر تتمكن تمكن "زيد"، و"عمرو"، ونحوهما من األعالم؛

ألن العلم إنما وضع على شيء ال شريك له، وهذه األسماء وضعت على الشهور واألسبوع، ليعلم أنه

الشهر األول من السنة واليوم األول، أو الثاني من األسبوع، وذلك ال يختلف فيصغر بعضها عن بعض. وذهب الكوفيون، وأبو عثمان المازني، وأبو عمر

الجرمي إلى جواز تصغير ذلك. وأما "ضارب" إذا كان للحال واالستقبال، وهو في

ا؛ ألنا إذا نوناه ونصبنا نية التنوين، فإنه ال يحقر أيض� ما بعده، فهو في مذهب الفعل، وليس التصغير مما يلحق األفعال إال في التعجب، فلذلك ال يجوز: "هذا

ضويرب زيد�ا غد�ا". فأما إذا كان لما مضى، نحو: "هذا ضارب زيد أمس"، فليس في مذهب الفعل، ومجراه

مجرى "غالم زيد"، فكما تقول: "هذا غليم زيد"،فكذلك يجوز: "هذا ضويرب زيد أمس".

فصل ]تصغير األسماء المبهمة[ قال صاحب الكتاب: واألسماء المبهمة خولف

بتحقيرها تحقير ما سواها, بأن تركت أوائلها غير مضمومة، وألحقت بأواخرها ألفات, فقالوا في "ذا",

و"تا": "ذيا", و"تيا" وفي "أوال", و"أوالء": "أليا", و"ألياء"، وفي "الذي", و"التي": "اللذيا", و"اللتيا",

وفي "الذين", و"الالتي": "اللذيون", و"اللتيات".* * *

قال الشارح: اعلم أن القياس في األسماء المبهمة أن ال تصغر، من حيث كانت مبنية على حرفين

كـ"من"، و"ما"، إال أنها لما كان لها شبه بالظاهر من

Page 140: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

حيث كانت تثنى، وتجمع، وتوصف ويوصف بها، والتصغير وصف في المعنى، فدخلها التصغير كما

دخلها الوصف. ولما كانت مخالفة لألسماء المتمكنة؛ خالفوا بين تصغيرها وتصغير المتمكنة، بأن غيروها

على غير منهاج تغيير تصغير األسماء المتمكنة، وصار ذلك داللة على حقارة المشار إليه، كما كان تغيير

األسماء المتمكنة، بضم أوائلها وبنائها على "فعيل"، و"فعيعل" داللة على صغر المسمى. فإذا أردت

تصغير المبهم، تركت أوله على

(3/434)

حاله، وزدت فيه ياء التصغير على حد زيادتها في المتمكنة؛ ألنها عالمة، فال يعرى المصغر منها، إذ لو

عري منها، فال يكون على تصغيره دليل، وألحقت فيا كالعوض من ضم أوله تدل على ما كانت آخره ألف�

تدل عليه الضمة؛ فتقول، في "ذا": "ذيا"، وفي "تا":"تيا".

فإن قيل: فما بال ياء التصغير زيدت هنا ثانية، وسبيلها أن تزاد ثالثة؟ قيل: إنما ألحقت ثالثة�، ولكنك

حذفت ياء الجتماع الياءات. وذلك أن األصل "ذا"، و"تا" على حرفين كما ترى، فلما صغروهما، احتاجوا إلى حرف ثالث، فأتوا بياء أخرى لتمام بناء التصغير،

ثم أدخلوا ياء التصغير ثالثة�، فانقلبت األلف ياءا كها بوقوع ياء التصغير بعدها، وزادوا األلف آخر� لتحر

ا من ضمة الفاء، فصار: "ذييا"، فاجتمع ثالث عوض� ياءات، وذلك مستثقل، فحذفوا إحدى الياءات، فلم يكن سبيل إلى حذف ياء التصغير؛ ألنها عالمة، وال

إلى حذف الياء التي بعد ياء التصغير؛ ألنه بعدها ألف،ا، فلو حذفوها، وال يكون ما قبل األلف إال مفتوح�

حركوا ياء التصغير، وهي ال تكون متحركة، فحذفوا الياء األولى، فبقي "ذيا"، و"تيا"، وحصلت ياء

التصغير ثانية�. وأما "تيا"، فهو تحقير "تا". ومن قال: "ذي"، و"ذه"،

قال في تحقيره: "تيا"، وهو على لغة من قال:ا يرجع كله في "هذه"، و"هذي"، و"تا"، و"تي" أيض�

التصغير إلى لغة من يقول: "تا"؛ لئال يلبس المؤنث بالمذكر. وإذا قلت: "هذيا"، و"هاتيا"، فإنما هو "ذيا"،

Page 141: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"تيا"، دخلت عليهما هاء التنبيه، وكذلك إذا قلت: "ذياك"، و"تياك"، فتلحقه عالمة الخطاب، كما تلحق

المكبر في قولك: "ذاك"، و"تاك".ا وممدود�ا، وهو جمع "ذا" و"تا"، فأما "أوال" مقصور�" فإنه يقع على المذكر والمؤنث، فإذا صغرت "أوال�

ا، فال إشكال فيه, ألنك تلحق ياء التصغير مقصور� ثالثة�، وتقلب ألفه ياء؛ لوقوعها موقع مكسور بعد ياء

ا من ضمة ا عوض� التصغير، ثم تزيد األلف أخير� التصغير، فصار اللفظ "أوليا". فإن قلت: إذا كنت

ا من ضمة أوائل األسماء ا عوض� إنما تلحق األلف، آخر�" فنضم أولها، المصغرة، ونحن إذا صغرنا "أوال�

ونقول: "أليا"، فتكون الضمة موجودة، وإذا كانت الضمة موجودة؛ فما وجه التعويض عن شيء موجود

في اللفظ؟ فالجواب أن ضمة أول "أليا" ليست مجتلبة للتحقير بمنزلة ضمة أول "كليب"، و"جميل"، وإنما هي الضمة التي كانت موجودة في حال التكبير". والذي يدل على ذلك تركهم ما هو في قولك: "أوال� مثله من أسماء اإلشارة، واستحقاق البناء بحاله غير مضموم، وذلك قولك: "ذيا"، و"تيا". أال ترى أن الذال

والتاء مفتوحتان، كما كانتا قبل التحقير في "ذا"، و"تا"، فكذلك ضمة همزة "أليا"هي الضمة في "أال"،

فلما كانت الضمة في "أليا" هي الضمة التي كانت موجودة في "أال" وليست مجتلبة للتحقير، بقيت

بحالها، وعوض األلف في آخره عن ضمة التحقير.

(3/435)

وأما "أوالء" ممدودة�، ففيه نظر، والقول فيه أن "أالء" وزنه "فعال" كـ"غراب"، وقياس تصغيره لو صغر على حد تصغير األسماء المتمكنة أن تقول:"، إال أنهم لما لم "هذا أولي"، كما تقول: "عطي يغيروا أوله عن حاله؛ أرادوا أن يزيدوا في آخره

األلف كالعوض من ضمة التحقير في أوله، فلم تسغ زيادتها بعد الهمزة؛ لئال يتحول الممدود عن لفظه،

وقد بنوه على المد، فزادوا ألف العوض قبل الهمزة، (،1فصار "ألياء" على لفظ "ألياع". هذا رأى سيبويه ) وهو مذهب المبرد. وأما أبو إسحاق فإنه كان يقدر

ا في األصل، فإذا صغر، دخلت الهمزة في "أالء" ألف�

Page 142: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ياء التصغير ثالثة� بعد الالم، فتنقلب األلف األولى ياء لوقوع ياء التصغير قبلها على حد قلبها في "غالم"،

و"عناق"، فتقول: "غليم"، و"عنيق"، ثم أدخلوا األلفا، فاجتمع ألفان في التقدير، المزيدة للتصغير آخر�

فقلبت الثانية همزة؛ الجتماع األلفين، على حد قلبها في "حمراء"، و"صحراء". وهذا أقرب إلى القياس؛ا على منهاج سائر العتقاد زيادة ألف التصغير آخر�

المبهمات، إال أنه يضعف من جهة تقدير الهمزةباأللف، فاعرفه.

ران على منهاج تحقير وأما "الذي" و"التي"، فيحق أسماء اإلشارة؛ ألن مجراهما في اإلبهام واحد

بوقوعهما على كل شيء من حيوان وجماد، كما كانت أسماء اإلشارة كذلك، فتترك أولهما على حاله

من الفتح، وتزيد ياء التصغير ثالثة�، وتدغمها في الياء التي هي الم الكلمة، وتزيد األلف المزيدة للتصغير

ا، فتقول "اللذيا"، و"اللتيا". قال الشاعر، أنشده آخر�أبو العباس ]من الرجز[:

- بعد اللتيا واللتيا والتي ... إذا علتها أنفس830تردت

__________.488/ 3( الكتاب 1)

؛420/ 1 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 830 /3، 347/ 2؛ والكتاب 73/ 2وشرح أبيات سيبويه

)لتا(، وبال نسبة في240/ 5؛ ولسان العرب 488 446/ 15؛ ولسان العرب 155، 154/ 6خزانة األدب

؛ والمقتضب81)تا(؛ وما ينصرف وما ال ينصرف ص .122؛ ونوادر أبي زيد ص 289/ 2

اإلعراب: "بعد": ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بمحذوف يقدر بما يناسب السياق،

وهو مضاف. "اللتيا": اسم موصول في محل جر باإلضافة. "واللتيا": الواو: عاطفة، و"اللتيا": اسم موصول معطوف في محل جر باإلضافة. "والتي":

الواو: اسم موصول معطوف في محل جر باإلضافة. "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب

يتضمن الشرط. "علتها": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على األلف المحذوفة منع�ا اللتقاء

الساكنين للتعذر، والتاء: للتأنيث، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أنفس": فاعل

Page 143: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مرفوع بالضمة الظاهرة. "تردت": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على األلف المحذوفة منع�ا

اللتقاء الساكنين، للتعذر والتاء: للتأنيث، وحركتا بالكسر لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر جواز�

تقديره هي. وجملة "إذا علتها .. تردت": صلة موصول لـ"التي" ال محل لها من اإلعراب. وجملة "علتها أنفس": مضاف

=

(3/436)

وقد حكي "اللذيا"، و"اللتيا" بضم األول منهما. واألول أقيس؛ ألن هؤالء يجمعون بين العوض

والمعوض. فإذا ثنيت أو جمعت شيئ�ا من هذه األسماء، لم تلحقه

ا في آخره من أجل الزيادة التي لحقته، وذلك ألف� قولك في التثنية: "جاءني اللذيان قاما"، وفي الجر

والنصب: "مررت باللذيين قاما"، و"رأيت اللذيين قاما". وتقول في الجمع: "جاءني اللذيين"، و"رأيت

اللذيين"، و"مررت باللذيين". ومن قال: "اللذون" في الرفع، قال: "جاءني اللذيون"، فيضم الياء

المشددة قبل الواو، ويكسرها في الجر والنصب، كمايفعل في الصحيح.

وكان أبو الحسن يذهب إلى أن األلف المزيدة للتصغير مقدرة، وإنما حذفت اللتقاء الساكنين،

ا، ليدل على األلف المحذوفة وبقي ما قبلها مفتوح� على حد "المصطفين" و"األعلين"، فيقول: "جاءني

اللذيون" بفتح الياء، و"رأيت اللذيين"، و"مررت باللذيين"، فيكون لفظ الجمع فيه كلفظ التثنية، غير

أن نون التثنية مكسورة، ونون الجمع مفتوحة. وتقول في المؤنث: "اللتيا"، وفي التثنية: "اللتيان"

في الرفع، وفي النصب والجر: "اللتيين"، وفيالجمع: "اللتيات" على المذهبين جميع�ا.

ر على لفظه؛ ألنه جمع كثرة، وأما "الالتي"، فال يحق فردوه إلى الواحد، وصغروه، ثم جمعوه باأللف

والتاء؛ ألنه مؤنث كما يفعل بالجمع من غير المبهم، نحو قولهم في "جفان"، و"قصاع": "جفينات"،

( استغنوا بجمع الواحد1و"قصيعات". قال سيبويه )

Page 144: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ر السالم إذا قلت: "اللتيات"، كما استغنوا عن المحق"، و"المساء" بقولهم: تحقير "القصر"، وهو "العشي "أتانا مسيان�ا وعشيان�ا" وكذلك "الالتي"، تقول فيها:

"اللتيات". وكان األخفش يحقر الالتي على لفظه، فيقول: "اللويا"، كأنه يحذف التاء من آخره؛ لئال

يصير االسم المصغر بزيادة األلف التي للتصغير على خمسة أحرف، فيخرج عن بناء التصغير، ويحتج بأنه

ليس بجمع "اللتي" على لفظها، وإنما هو اسم للجمع، كقولك: "نفر"، و"قوم"، وهو القياس. وكان المازني يقول: إذا آل األمر إلى حذف حرف من أجل

األلف الداخلة، فتحذف األلف التي هي بعد الالم، وهوأولى. قال: ألنه زائد إذ كان في تقدير فاعل.

__________ = إليها محلها الجر. وجملة "تردت": جواب شرط غير

جازم ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "بعد اللتيا واللتيا ... " فقد

حذفت صلة االسمين الموصولين. من النحاة من قال لتصغير التحقير ومنهم من قال لتصغير التحبب

والتعظيم، وجملة الصلة ال محل لها..489/ 3( الكتاب 1)

(3/437)

المنسوبومن أصناف االسم فصل ]تعريفه[

قال صاحب الكتاب: هو االسم الملحق بآخره ياء مشددة مكسور ما قبلها, عالمة للنسبة إليه، كما

ألحقت التاء عالمة للتأنيث، وذلك نحو قولك:"هاشمي", و"بصري".

* * * قال الشارح: اعلم أن النسبة التي يقصدها

( اإلضافة، هو ما1النحويون، ويسميها سيبويه ) ينسب إلى قبيلة أو بلدة أو صنعة أو غير ذلك. يقال:

"نسبته إلى بني فالن"، إذا عزوته إليهم، فهي إضافة من جهة المعنى، وإن كانت مخالفة لها من جهة

اللفظ؛ وذلك أنك في اإلضافة تذكر االسمين، وتضيف أحدهما إلى اآلخر، نحو: "غالم زيد"،

و"صاحب عمرو"، وفي النسب إنما تذكر المنسوب

Page 145: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إليه وحده، ثم تزيد عليه زيادة تدل على النسب، وتكتفي بتقدم الموصوف عن ذكر المنسوب، وذلك

أن يزاد في آخر المنسوب إليه ياء مشددة، ويكسر ما قبل الياء فيما قلت حروفه أو كثرت؛ وذلك نحو

"، وإلى قولك في النسب إلى "هاشم": "هاشمي"، وإلى بغداد: "بغدادي"، وإلى واسط: قيس: "قيسي

"، وإلى و"اسطي"، وإلى من يبيع الدقيق: "دقيقي". والغرض بالنسب من يبيع الثياب الملحمة: "ملحمي أن تجعل المنسوب من آل المنسوب إليه، أو من أهل

تلك المدينة، أو الصنعة، وفائدتها فائدة الصفة. فإن قيل: ولم كانت الياء هي المزيدة دون غيرها؟

فالجواب أن القياس كان يقتضي أن تكون أحد حروف المد واللين لما تقدم من خفتها؛ وألنها

مألوف زيادتها، إال أنهم لم يزيدوا األلف؛ لئال يصيرا، فيمتنع من اإلعراب، وكانت الياء االسم مقصور�

أخف من الواو، فزيدت.__________

.335/ 3( الكتاب 1)

(3/438)

فهذه الياء الالحقة شبيهة بالتاء الالحقة بالمؤنث، وذلك من قبل أن الياء عالمة لمعنى النسب، كما أن التاء عالمة لمعنى التأنيث. وكل واحد منهما يمتزج

بما يدخل عليه، حتى يصير كجزء منه، وينتقل اإلعراب إليه، فتقول: "هذا رجل بصري"، و"رأيت رجال� بصريا"، و"مررت برجل بصري"، كما تقول:

"هذه امرأة قائمة"، و"رأيت امرأة قائمة"، و"مررت بامرأة قائمة". فكل واحدة من الزيادتين - أعني الياء في النسب والتاء في المؤنث - حرف إعراب لما دخل

فيه. وإنما صارا بمنزلة الجزء مما دخال فيه من قبل أن العالمة أحدثت في كل واحد من المنسوب

والمؤنث معن�ى لم يكن، فصار االسم بالعالمة مركب�ا، والعالمة فيه من مقوماته، فتنزلت العالمة في كل

واحد منهما منزلة أداة التعريف في "الرجل" و"الغالم"، فكما أن األلف والالم جزء مما دخلتا فيه، فكذلك ياء النسب وتاء التأنيث. والذي يدل على أن

األلف والالم جزء مما دخلتا فيه أن العامل يتخطاهما

Page 146: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ف، فيعمل فيه. إلى ما بعدهما من االسم المعر وإنما كانت ياء النسب مشددة ألمرين: أحدهما أن ال تلتبس بياء المتكلم، والثاني أنها لو لحقت خفيفة�،

وما قبلها مكسور؛ لثقل عليها الضمة والكسرة، كماضة للحذف ثقلتا على القاضي والداعي، وكانت معر إذا دخل عليها التنوين، فحصنوها بالتضعيف، ووقع

اإلعراب على الثانية، فلم تثقل عليها ضمة وال كسرة؛ لسكون الياء األولى. وإنما كان ما قبلهاا ألمرين: أحدهما أنها مدة ساكنة، وإنما مكسور�

ضوعفت خوف اللبس، وحرف المد ال تكون حركة ما قبله إال من جنسه. األمر الثاني: أنه لما وجب تحريك

ما قبلها لسكونها, لم يفتح لئال يلتبس بالمثنى،فكانت الكسرة أخف من الضمة، فعدلوا إليها.

فإن قيل: فهل هذه الياء حرف، أو اسم؟ فالجواب أنها حرف كتاء التأنيث، ال موضع لها من اإلعراب. وذهب الكوفيون إلى أنها اسم في موضع مجرور بإضافة األول إليه، واحتجوا بما يحكى عن العرب: "رأيت التيمي تيم عدي" بجر "تيم" الثاني، جعلوه

بدال� من الياء في "التيمي". وإذا كان بدال� منه، كانا؛ ألن حكم البدل حكم المبدل منه. وهو فاسد اسم�

من قبل أن الياء حرف معنى دال على معنى النسب، كما أن تاء التأنيث حرف دال على معنى التأنيث، وليست كناية� عن مسمى؛ فيكون لها موضع من

اإلعراب، مع أن االسم الذي له موضع من اإلعراب هو الذي يتعذر ظهور اإلعراب في لفظه، فيحكم على محله. وأما ما حكوه من قولهم: "رأيت التيمي تيم عدي"، فإن صحت الرواية، فهو محمول على حذف

المضاف، كأنه لما ذكر "التيمي"، دل ذكره إياه على "صاحب"، فأضمره للداللة عليه، فكأنه قال: "صاحب

تيم عدي" أو"ذا تيم عدي"، ثم حذف المضاف، وأبقىالمضاف إليه على

(3/439)

حاله من اإلعراب، وجعله، وإن لم يذكر، بمنزلةالثابت الملفوظ به، ونظيره قوله ]من المتقارب[:ا ) د بالليل نار� � ... ونار توق (1أكل امرئ تحسبين امرأ

ا" على تقدير: وكل نار، ومثله فإنه خفض "نار�

Page 147: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(،2قولهم: "ما كل سوداء تمرة�، وال بيضاء شحمة�" )وقد تقدم نحو ذلك.

]النسب الحقيقي والنسب غير الحقيقي[ قال صاحب الكتاب: وكما انقسم التأنيث إلى حقيقي

وغير حقيقي فكذلك النسب, فالحقيقي ما كان مؤثرا� في المعنى, وغير الحقيقي ما تعلق باللفظ

فحسب، نحو: "كرسي", و"بردي". وكما جاءت التاء فارقة بين الجنس وواحده، فكذلك الياء, نحو:

"رومي", و"روم", و"مجوسي", و"مجوس".* * *

قال الشارح: قد أيد صاحب الكتاب بما ذكره قوة المشابهة بين النسب والتأنيث، وذلك أن التأنيث كما

يكون حقيقيا وغير حقيقي. فالحقيقي ما كان مسماه مؤنث�ا، فدخلت العالمة في اسمه لإليذان

بذلك. وغير الحقيقي ما تعلق التأنيث باللفظ دون مدلوله، نحو: "قرية"، و"غرفة". فكذلك النسب قد

ا، يكون حقيقيا وغير حقيقي، فالحقيقي ما كان موثر� أي: داال على نسبه إلى جهة من الجهات المذكورة

كاألب والبلدة والصناعة، نحو: "هاشمي"، و"بصري"، و"ملحمي". وغير الحقيقي ما ال يدل على نسبه إلى شيء مما ذكر، بل يكون اللفظ كلفظ المنسوب بأن

،" يكون في آخره زيادة النسب، كقولنا: "كرسيا" و"بردي"، و"قمري"، و"بختي". أال ترى أن "كرس�

" ليس بأب، وال بلدة، وال شيء مما من "كرسي ينسب إليه، وإنما هو شيء تعلق باللفظ. ويؤيد ذلك

عندك أن "كرسيا"، و"برديا" اسمان كما ترى، ولو كانا منسوبين حقيقة�؛ لخرجا إلى حيز الصفة، كما خرج "هاشم" و"قيس" إلى حيز الصفة في قولك:

"رجل هاشمي وقيسي". قال: ويؤيد عندك قوةبه بينهما أنه كما يفصل بتاء التأنيث بين الواحد الش

وجنسه في نحو: "تمرة"، و"تمر"، و"شعيرة"، و"شعير"، كذلك فصل بينهما بياءي النسبة، فقالوا"، وفي الجمع: "روم"، وقالوا: في الواحد: "رومي

،" "، وفي الجمع: "زنج"، و"مجوسي "زنجيو"مجوس".__________

.397( تقدم بالرقم 1) ( هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في لسان2)

Page 148: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ ومجمع195 )كلل(؛ والفاخر ص 591/ 11العرب ؛ والوسيط في328/ 2؛ والمستقصى 281/ 2األمثال

.161األمثال ص يضرب في اختالف أخالق الناس وطباعهم. وقيل:

يضرب في موضع التهمة.

(3/440)

وإنما قال: "بين الواحد وجنسه"، ولم يقل: "بين الواحد وجمعه" ألن نحو: "تمر"، و"شعير" في

الحقيقة جنس دال على الكثرة، وليس بتكسير، وقدتقدم الكالم على ذلك، فاعرفه.

]التغييرات التي تحدثها النسبة في االسم[ قال صاحب الكتاب: والنسبة مما طرق على االسم لتغييرات شتى؛ النتقاله بها عن معنى إلى معنى,

وحال إلى حال. والتغييرات على ضربين: جارية علىالقياس المطرد في كالمهم، ومعدولة عن ذلك.

* * * قال الشارح: اعلم أن النسب يحدث في االسم

المنسوب تغييرات، منها زيادة ياءي النسب في آخره، وكسر ما قبلها، وجعل الياءين منتهى االسم وحرف

اإلعراب. فهذا أول تغيير تطرق إلى اللفظ بسبب النسب. وإنما تطرق التغيير إلى اللفظ لتغيير

المعنى. أال ترى أنك إذا نسبت إلى علم، استحال نكرة� بحيث تدخله أداة التعريف كالتثنية والجمع،

وصار صفة� بمنزلة المشتق بعد الجمود، ويرفع فاعال�ا، تقول: "مررت برجل ا، وإما مضمر� بعده، إما مظهر�

تميمي أبوه، وآخر هاشمي أخوه". فهذا قد جمع التغييرات الثالث: التنكير بكونه قد صار صفة للنكرة،

والصفة؛ بجريانه على ما قبله جري الصفة، ورفعهالظاهر بعده، فهو كـ"الحسن الوجه" في أحكامه.

وقوله: "النتقاله من معنى إلى معنى" إشارة إلى ما ذكرناه من تنكيره وخروجه إلى الوصفية. وقوله:

"من حال إلى حال" إشارة إلى تغيير اللفظ. وجملة األمر أن تغيير النسب على ضربين: أحدهما

قياس مطرد لكثرته عنهم، فيجري لذلك مجرى رفع الفاعل ونصب المفعول. واآلخر ما ال يطرد فيه

Page 149: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

القياس، بل يسمع ما قالوه، وال يتجاوز. وستقفا إن شاء الله. ال� مشروح� على ذلك مفض

فصل ]حذف التاء ونوني التثنية والجمع في النسبة[ قال صاحب الكتاب: فمن الجارية على قياس كالمهم:

حذفهم التاء ونوني التثنية والجمع، كقولهم: "بصري", و"هندي", و"زيدي", في "البصرة",

و"هندان", و"زيدون" اسمين. ومن ذلك: "قنسري", و"نصيبي", و"يبري", فيمن جعل اإلعراب قبل النون.

ومن جعله معتقب اإلعراب قال: "قنسريني". وقد جاء مثل ذلك في التثنية. قالوا "خليالني", و"جاءنيخليالن" اسم رجل. وعلى هذا قوله ]من الطويل[:

(3/441)

بعان ... ]أمل عليها831 - أال يا ديار الحي بالسبالبلي الملوان[

* * * قال الشارح: اعلم أن حذف تاء التأنيث قد كثر عنهم

ا، يسمع ما قالوه، ويحمل واطرد، حتى صار قياس� عليه نظائره، فإذا نسبت إلى اسم في آخره تاء التأنيث، حذفتها, ال يجوز غير ذلك، فتقول في النسب إلى "البصرة": "بصري"، وإلى "مكة":

" وإلى "فاطمة" "، وإلى "الكوفة": "كوفي "مكي". وإنما أسقطت التاء من النسب؛ ألنا لو "فاطمي بقيناها في االسم على ما كانت عليه قبل النسب،

" في "، و"مكتي "، و"كوفتي لوجب أن نقول: "بصرتي الرجل ينسب إلى البصرة والكوفة ومكة، ولزمنا أن

نقول إذا نسبنا امرأة� إلى ما فيه تاء التأنيث: "بصرتية"، و"كوفتية"، و"مكتية"، و"فاطمتية"، فكان يجمع في االسم الواحد تاءان للتأنيث، وذلك ال يجوز.

ا فإن ياءي النسب، لما كانت مشابهة لتاء وأيض� التأنيث من الجهات المتقدمة، لم يجمع بينهما، كما

لم يجمع بين عالمتي نسبة.ا مع ياءي وأما نونا التثنية والجمع، فال تثبتان أيض�

النسبة، وذلك إذا سمينا رجال� بمثنى، أو مجموع جمعالسالمة، قلنا فيه مذهبان:

__________

Page 150: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛188= التخريج: البيت البن أحمر في ديوانه ص ؛ والبن مقبل في ديوانه ص849/ 3وشرح األشموني

/7؛ وخزانة األدب 394؛ وإصالح المنطق ص 335 ؛ وشرح533؛ وسمط الآللي ص 304، 303، 302

؛384، 329/ 2؛ وشرح التصريح 422/ 2أبيات سيبويه /11 )سبع(، 150/ 8؛ ولسان العرب 259/ 4والكتاب

)مال(؛ ومعجم ما استعجم ص291/ 15 )ملل(، 631 185/ 3؛ وألحدهما في معجم البلدان 719

؛ وبال نسبة في542/ 4)السبعان(؛ والمقاصد النحوية )عفزر(.591/ 4؛ ولسان العرب 202/ 3الخصائص

ويروى:ا بعدي وهن بعان ... عفت حجج� أال يا ديار الحي بالس

ثماني وهو بهذه الرواية لشاعر جاهلي من بني عقيل في

.185/ 3؛ ومعجم البلدان 306/ 7خزانة األدب اللغة: السبعان: اسم واد. أمل: طال. الملوان: الليل

والنهار. المعنى: يخاطب الشاعر الديار الكائنة بالسبعان،

والتي تعاقبت عليها األيام والليالي بالبلى. اإلعراب: "أال" حرف استفتاح. "يا": حرف نداء.

"ديار": منادى منصوب، وهو مضاف. "الحي": مضاف إليه مجرور. "بالسبعان": جار ومجرور متعلقان

بمحذوف حال من "ديار". "أمل": فعل ماض. "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ "أمل". "بالبلى":

جار ومجرور متعلقان بـ"أمل". "الملوان": فاعلمرفوع باأللف.

وجملة "أال يا ديار .. ": ابتدائية ال محل لها مناإلعراب. وجملة "أمل الملوان": في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "بالسبعان" فإنه في األصل،ا على مكان مثنى "سبع"، ثم سمي به، فصار علم�

بعينه، وقد استعمله الشاعر هنا باأللف، وهو مجرور،ا إلى فدل على أنه عامله كما يعامل المفردات، نظر�

ا, ولو نظر إلى معناه معناه العارض بعد صيرورته علم�األصلي، وعامله معاملة المثنى، لقال: "بالسبعين".

(3/442)

Page 151: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أحدهما، وهو األجود، أن تحكي اإلعراب قبل التسمية،ا"، و"مررت فتقول: "هذا زيدان"، و"رأيت زيدين قائم�

ا"، فتعربه بالحروف، كما كان إعرابه بزيدين جالس� قبل التسمية بها. فعلى هذا إذا نسبت إلى شيء من

ذلك، حذفت عالمتي التثنية والجمع، فتقول: "هذا زيدي"، و"رأيت زيديا"، و"مررت بزيدي" و"هذا

"، و"رأيت مسلميا"، و"مررت بمسلمي". مسلمي،" وذلك أنك لو أبقيتهما، وقلت: "مسلموني

"، لجمعت في االسم الواحد بين إعرابين: و"مسلماني أحدهما بالحروف، واآلخر بالحركات الكائنة على

عالمة النسب. وذلك ال يجوز، مع أنه كان يجوز أن تثنيه، وتجمعه بالواو والنون، فتقول: "مسلمانيان"،

ا في االسم الواحد و"مسلمونيون"، فيجمع أيض�إعرابان بالحروف، وكالهما فاسد.

والثاني أن ال تحكي اإلعراب بعد التسمية، وتجري اإلعراب في التثنية على النون، وتجعل قبل النونا الزمة، وتجعله من قبيل "عثمان"، و"مروان"، ألف�

فتقول: "هذا مسلمان"، و"رأيت مسلمان"، و"مررت بمسلمان". وتقول في الجمع: "هذا مسلمين"،

و"رأيت مسلمين�ا"، و"مررت بمسلمين"، وقد تقدم ذلك. فعلى هذا، تكون النسبة إليه بإثبات عالمة

التثنية والجمع من غير حذف شيء منهما، فتقول:"، و"رأيت زيدانيا"، و"مررت بزيداني"، "هذا زيداني

وتصرفه عند اتصال ياءي النسبة به، كما تصرف نحو: "مساجد" إذا اتصل به تاء التأنيث، نحو: "صياقلة"،ا، ونسبوا إليه و"صيارفة". وقد جاء "خليالن" اسم�

". وقد جاء في أسماء األمكنة ما هو على "خليالني طريق التثنية، كما جاء فيها ما هو على طريقة

الجمع، قالوا: "سبعان"، وهو اسم مكان كأنه تثنية "سبع"، وال يكون: "فعالن"؛ ألنه ال نظير له، وأما

قوله ]من الطويل[:بعان ... أمل عليه بالبلى الملوان أال يا ديار الحي بالس

فإن الشعر البن مقبل، الشاهد فيه أنه أعربه بالحركات، وألزمه األلف، فعلى هذا النسبة إليه

؛ ألن األلف فيه ليست للداللة على اإلعراب؛ سبعاني إنما هي بمنزلة األلف في "زغفران"، والمعنى أنه

يتأسف على ديار قومه بهذا المكان، ويخبر أنالملوين، وهما الليل والنهار أبلياها ودرساها.

وأما نحو: "قنسرين"، و"نصيبين"، و"يبرين" ونحوهن

Page 152: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

من أسماء المواضع كـ"فلسطين"، و"سيلحين"، و"ماكسين"، فأما "قنسرين"، فمدينة داثرة بالشأم؛

وأما "نصيبين" فمدينة بالجزيرة؛ وأما "يبرين"ا، و"سيلحون" قرية بفارس، فموضع بالشام أيض�

و"ماكسون"موضع بالخابور، فهذه األسماء كلها منا"، قبيل ما سمي بجمع، كأنهم جعلوا كل جهة "قنسر�ا"، ثم جمعوه بالواو والنون، وسموا و"نصيب�ا"، و"يبر�

به. وفيه المذهبان: منهم من يجعل اإلعراب في النون، ويلزمه الياء، فيقول: "هذا قنسرين"، و"رأيت

قنسرين"، و"مررت بقنسرين". فعلى هذه اللغة التحذف شيئ�ا منه إذا نسبت

(3/443)

إليه، وتقول: "هذا قنسريني"، و"رأيت قنسرينيا"،"، فاعرفه. و"مررت بقنسريني

فصل ]النسبة إلي االسم الثالثي المكسور العين[ قال صاحب الكتاب: وتقول في "نمر", و"شقرة",

و"الدئل", ونحوها مما كسرت عينه: "نمري",، ومنهم من و"شقري", و"دؤلي" بالفتح قياس متلئب

يقول: "يثربي", و"تغلبي" فيفتح, والشائع الكسر.* * *

قال الشارح: ومما يلزم التغيير فيه ويطرد وذلك بأن يكون االسم المنسوب إليه على ثالثة أحرف ثانيه مكسور، فإذا نسبت إليه. فتحت ثانيه. تقول في

النسب إلى "نمر": "نمري"، وإلى "شقرة":". ولو سميت رجال� بـ "شقري"، وإلي "الدئل": "دؤلي". ولو نسبت "ضرب"، ثم نسبت إليه، لقلت: "ضربي" بالفتح. وإنما فتحوا العين إلى "إبل"، لقلت: "إبلي

استثقاال� لتوالي الكسرتين والياءين في اسم ليس"، أي: فيه حرف غير مكسور إال واحد. وقوله: "متلئبمستقيم. يقال: "طريق متلئب"، أي: ممتد مستقيم.

فأما مثل "تغلب"، و"يثرب" مما هو على أربعة أحرف، فالباب أن تأتي به على لفظه من غير تغيير،

"؛ ألن فيه "، و"مغربي "، و"يثربي فتقول: "تغلبي حرفين غير مكسورين: التاء من "تغلب" مفتوحة، والغين ساكنة. ومنهم من يفتح ويقول: "تغلبي"،

Page 153: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"يثربي"، و"مغربي". ويشبهون المكسور منه بالمكسور في "شقرة"، و"نمر"، ولم يحفلوا

بالساكن، كأنهم نسبوا إلى "تلب" من "تغلب"، وأهملوا الغين لسكونها، وكذلك ما كان مثله. وليس

(، وهو عند أبي1ذلك بقياس عند سيبويه والخليل ) (،2العباس المبرد قياس مطرد، فأما نحو: "علبط" )

(، فال مقال في بقائه على لفظه من غير3و"هدبد" )ك الحرف الثاني منه، فاعرفه. تغيير؛ لتحر

فصل ]النسبة إلي "فعيلة" و"فعولة" و"فعيلة"[ قال صاحب الكتاب: وتحذف الياء والواو من كل

"فعيلة", و"فعولة"، فيقال__________

.341، 340/ 3( الكتاب 1) ( العلبط: القطيع من الغنم، ورجل علبط: عريض.2)

355/ 7ولبن علبط: ضخم عظيم. )لسان العرب )علبط((.

( الهدبد: اللبن الخاثر جدا، ورجل هدبد: ضعيف3) )هدبد((.435/ 3البصر. )لسان العرب

(3/444)

( " ( , نحو قولك: "حنفي", و"شنئي"،1فيهما: "فعلي إال ما كان مضاعفا� أو معتل العين, نحو: "شديدة",

و"طويلة"، فإنك تقول فيهما: "شديدي", و"طويلي". ومن كل "فعيلة", فيقال فيها: "فعلي", نحو:

"جهني", و"غفلي".* * *

قال الشارح: ومن التغيير الالزم حذف الياء والواو من "فعيلة"، و"فعيلة"، و"فعولة" وذلك إذا نسبت إلى مثل "حنيفة"، و"ربيعة"، و"جهينة"، فتقول:

" وتعمل ثالثة أشياء: "، و"جهني "، و"ربعي "حنفي تحذف تاء التأنيث، ثم ياء "فعيلة"، وتنقله من "فعل" مكسور العين إلى "فعل" مفتوح العين. أما حذف تاء

التأنيث، فعلى الجادة، وأما حذف الياء فألنها في نفسها مستثقلة مع كونها زائدة�، وقد حصل في

الكلمة أسباب أوجبت ثقلها، وهو أنه اجتمع فيها ياء "فعيلة" أو"فعيلة"، مع كسر ما قبل علم النسبة،

Page 154: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ويائي النسبة. وكل ذلك من جنس واحد، فاستثقلا. اجتماعها. والنسب باب تغيير، فحذفوا الياء تخفيف� وذلك ألنهم قد حذفوها من "فعيل"، و"فعيل"، نحو:

"، و"سلمي"، وليس في االسم إال تغيير واحد، "ثقفي وهو تغيير حركة آخره بالكسر للحاق يائي النسبة،

(.2وإن لم يكن ذلك بالقياس عند سيبويه )ا، كان فيما فيه وإذا كان حذفها فيما ال هاء فيه جائز�

ا؛ ألن فيه تغييرين: تغيير حركة، وحذف الهاء الزم� حرف. والكلمة كلما ازداد التغيير فيها، كان الحذف

فيها ألزم. ولما حذفت الياء، بقيت الحروف التي كانت قبل الياء مكسورات، وهن ثوان، فبقي بعد

ا"، و"ربع�ا" مثل "نمر"، ففتح حذف الياء والتاء "حنف�"، كما تقول في "، و"ربعي في النسب، قيل: "حنفيا أو معتل العين، "نمر": "نمري"، إال أن يكون مضاعف� فإنك ال تحذف الياء منهما، نحو النسب إلى "شديدة",،" و"طويلة"، و"جليلة"، فتقول: "شديدي"، و"طويلي

"؛ ألنك لو حذفت الياء، لوجب أن يقال: و"جليلي "شددي"، فيجتمع حرفان من جنس واحد، وهو مما

يستثقلونه. وكذلك لو نسبت إلى بني طويلة، وبني حويزة، وهم

"، و"حويزي". والتصريف في التيم، قلت: "طويلي يوجب أن الواو إذا تحركت وانفتح ما قبلها، قلبت

ا، كقولهم: "دار"، و"مال". وحذف التاء إنما هو ألف� لضرب من التخفيف، فلما آل الحال إلى ما هو أبلغ منه في الثقل، أو إلى إعالل الحرف، احتمل ثقله،

وأقر على حاله. وقد جاء فيما فيه التاء أسماء قليلة بإثبات الياء، وال يقاس عليها. فمما جاء منه بإثبات

الياء فما__________

( أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة إثبات الياء.1) ؛ والعيد الذهبي86، 85/ 2انظر: في أصول اللغة

.305لمجمع اللغة العربية. ص .335/ 3( الكتاب 2)

(3/445)

"1حكاه سيبويه ) (، قالوا في "سليمة": "سليمي وفي "عميرة" كلب: "عميري". قال يونس: وهذا

Page 155: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(، وقالوا في "خريبة": "خريبي" وقالوا في2قليل )"، والسليقة: الطبيعة. النسب إلى "سليقة": "سليقي

وقالوا: "رماح ردينية"، وهي منسوبة إلى "ردينة". (3وأما "فعولة" فحكمها في النسب عند سيبويه ) حكم "فعيلة"، فتسقط الواو كما سقطت الياء،

ويفتح عين الفعل المضمومة كما فتح المكسورة، وحجته في ذلك أنه قد وجد في "فعولة" من الثقل ما وجد في "فعيلة"، فكانت مثلها، مع أن العرب قد

." قالت في النسب إلى "شنوءة": "شنئي وأما أبو العباس المبرد فإنه كان يخالفه في هذا

األصل، ويجعل "شنئيا" من الشاذ، فال يجيز القياس عليه، وفرق بين الواو والياء بأشياء، منها: أنه قال ال

خالف بينهم أنه ينسب إلى "عدي": "عدوي"، وإلى "عدو": "عدوي"، ففصلوا بين الواو والياء، فأقروا

الواو على حالها، وغيروا الياء. ومن ذلك أنهم يقولون في النسبة إلى "سمرة": "سمري"، وإلى

"نمر": "نمري"، فغيروا في "نمر" من أجل الكسرة، ولم يغيروا في "سمري"؛ ألن المستثقل اجتماع

الياءات والكسرات. فلما خالفت الضمة الكسرة في "نمر"، و"سمرة"، والواو الياء في "عدي"، و"عدو"،

وجب أن تخالف الياء في "فعيلة" الواو في "فعولة". وقول أبي العباس متين من جهة القياس. وقول

،" سيبويه أشد من جهة السماع، وهو قولهم: "شنئيوهذا نص في محل النزاع.

فصل ]النسبة إلي االسم الذي قبل آخره ياء مشددة[ قال صاحب الكتاب: وتحذف الياء المتحركة من كل مثال, قبل آخره ياءان مدغمة إحداهما في األخرى,

نحو قولك في "أسيد", و"حمير", و"سيد", و"ميت":"أسيدي", و"حميري", و"سيدي", و"ميتي".

* * * قال الشارح: الباب في كل اسم قبل آخره ياء

مشددة أن تفك االدغام، وتحذف الياء المتحركة، فتقول في "أسيد"، و"حمير"، تصغير "أسود"،

و"حمار": "أسيدي"، و"حميري". ومثله في النسب إلى "سيد"، و"هين": "سيدي"، و"هيني". وإنما

حذفوا الياء؛ لثقل االسم باجتماع ياءين وكسرتين بعدهما ياء اإلضافة، فثقل عليهم اجتماع هذه

ا، وخصوا المتحركة المتجانسات، فحذفوا الياء تخفيف�

Page 156: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالحذف؛ ألنه أبلغ في التخفيف،__________

.339/ 3( الكتاب 1). وفيه: "هذا قليل خبيث".339/ 3( الكتاب 2).345، 339/ 3( الكتاب 3)

(3/446)

ألن االسم ينقص ياء فيخف. ولو حذفوا الياء الساكنة، لبقيت الياء المكسورة، فتتوالى الكسرتان،

وألنهم يقولون قبل النسبة: "ميت"، و"ميت"،فون بحذف الياء المتحركة و"هين"، و"هين"، فيخف

، فإذا نسبوا وجاؤوا بياء النسبة، لزموا استثقاال�التخفيف على ذلك المنهاج، فاعرفه.

* * * (: "وال أظنهم1قال صاحب الكتاب: قال سيبويه )

قالوا: "طائي", إال فرارا� من "طيئى"، وكان القياس", ولكنهم جعلوا األلف مكان الياء؛ وأما "طيئي

" "مهيم" تصغير "مهوم" فال يقال فيه إال "مهييمي على التعويض، والقياس في "مهيم" من "هيمه":

" بالحذف. "مهيمي* * *

قال الشارح: القياس في النسبة إلى "طيىء" بوزنا "، لكنهم جعلوا مكان الياء ألف� "طيع": "طيئي

. وله نظائر، وإن كان الجميع شاذا ا؛ ألنه أخف تخفيف� غير مقيس عليه. فمن ذلك قولهم في النسب إلى

". وقالوا في "يوجل": "يا جل" "زبينة": "زبانيا، كأنهم اجتزؤوا بأحد الشرطين في قلب الياء ألف�

وهو انفتاح ما قبلها. وقول سيبويه: "ال أظنهم قالواا من اجتماع "، يريد: فرار� ا من طيئي طائي إال فرار�األمثال واألشباه، وهو الياء والكسرة، وياءا النسب.

وأما "مهيم" فهو على ضربين: يكون تصغير "مهوم" من قولهم: "هوم"، "يهوم" إذا نام، وذلك ألنك لما صغرته، حذفت إحدى الواوين؛ ألنها زائدة يخرج بها

االسم عن بناء التصغير، كما تحذف إحدى الدالين من "مقدم"، فيصير "مهيوم"، فتقلب الواو ياء� الجتماعها مع ياء التصغير قبلها، كما قلبتها في "أسيد"، ثم لك وجهان: إن شئت أن تعوض، وإن شئت ال. فإذا نسبت

Page 157: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إليه، لزم التعويض لتفصل الياء الساكنة بين الياءين الثقيلتين، ولم يحذفوا الياء الخفيفة؛ لئال يصير إلى

مثال "حميري"، فيلزم فيه حذف يائين، فتقول: "مهيمي" خفيفة. والذي فيه عندي أنك لما صغرت

ا"، لم تحذف منه شيئ�ا, ألن الواو الثانية وقعت "مهوم� رابعة� موضع العوض، ولم تحذف، وقلت: "مهييم"، كما تقول في "كديون": "كديين" فإذا نسبت إليه؛

." " فكذلك تقول: "مهييمي قلت: "كدييني"، فهو اسم فاعل عى وأما "مهيم" من "هيمه الحب

زنة "مفعل"، وليس بمصغر، فتحتاج فيه إلى تعويض،"، فتعمل فيه ما فإذا نسبت إليه؛ قلت: "مهيمي

عملت بـ "حميري"، فاعرفه.__________

.371/ 3( الكتاب 1)

(3/447)

فصل ]النسبة إلي المعتل الالم من "فعيل" و"فعيلة"و"فعيل" و"فعيلة"[

قال صاحب الكتاب: وتقول في "فعيل" و"فعيلة"," و"فعيل" و"فعيلة" من المعتل الالم: "فعلي

و"فعلي", كقولك: "غنوي", و"ضروي", وقصوي",", وقالوا في "تحية": و"أموي". وقال بعضهم: "أميي

"تحوي"* * *

قال الشارح: اعلم أن ما كان من هذا النوع فإنه يستوي في النسب إليه ما كان فيه تاء التأنيث، وما

": "غنوي". ليست فيه، فتقول في النسب إلى "غني" حي من غطفان، وإلى "ضرية": "ضروي". و"غني

و"ضرية": قرية لبني كالب على طريق البصرة بالقرب من مكة، وإلى "عدي": "عدوي". وقالوا في

": "قصوي"، وإلى "أمية": النسب إلى "قصي "أموي"، ال فرق بين ما فيه التاء وغيره. وذلك أن

"غنيا" آخره ياء مشددة، وهما ياءان في الحكم. والياء األولى زائدة، وهي ياء "فعيل"، والثانية الم الكلمة،

فإذا نسبت إليه، ألحقته ياء النسبة، وهي مشددة بيائين، فيتوالى في آخر الكلمة أربع ياءات، فتثقل،

فعمدوا إلى الياء الزائدة، فحذفوها، فبقي بعد

Page 158: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الحذف "غني" مكسور النون بمنزلة "نمر"، ففتحوا النون كما فتحوا الميم في "نمري". ولما انفتحت،

كها وانفتاح ما قبلها, فصارت ا؛ لتحر انقلبت الياء ألف� في التقدير "غن�ى" مثل "رحى"، ثم قلبت األلف

واو�ا، كما تقلب في النسب إلى "رحى"، و"فت�ى"،فتقول: "غنوي"، كما تقول: "رحوي"، و"فتوي".

وكذلك إذا كان فيه تاء التأنيث؛ ألن التاء تحذف في النسب، فيصير بمنزلة ما ال تاء فيه. وحكم "فعيل"

"، و"أمية"، كذلك و"فعيلة" من ذلك نحو: "قصي تحذف ياء التصغير، والعين مفتوحة، فتنقلب الالم

ا سواء كانت من ذوات الياء، أو من ذوات الواو، ألف� فتقول في النسب إلى "قصي": "قصوي"، كان

"، بحذف الياء للنسب كراهية اجتماع أربع ياءات "فعال�ا، فصار "قص�ى" على ما تقدم، ثم قلبت الالم ألف�

ا"، فقلبت ألفه واو�ا في ا" كـ "هد�ى"، و"رش� مقصور� النسب، فقالوا: "قصوي"، كما قالوا: "هدوي"،

و"رشوي". وما كان فيه تاء التأنيث فكذلك؛ ألن التاء تحذف في النسب، فيقولون في "أمية": "أموي". ومن العرب

". ووجه "، و"قصيي من يحتمل الثقل، ويقول: "أميي ذلك أنه لما كان يدخل الياء المشددة اإلعراب،

فيقال: "هذا صبي وعدي"، و"رأيت صبيا وعديا"، و"مررت بصبي وعدي"، شبهوه بالصحيح، فنسبوا

إليه كما ينسب إلى الصحيح. وقالوا في النسب إلى تحية: "تحوي"، وأصله "تحيية"

على "تفعلة�"؛ ألنه مصدر "حيى يحيي"، على زنة "فعل"، "يفعل"، ومصدره يأتي على "تفعلة" كـ"

التحلية"، و"التروية"، فنقلت كسرة الياء إلى الحاءقبلها، فسكنت الياء، وأدغمت فيما بعدها،

(3/448)

فصار لفظها كلفظ "فعيلة"؛ ألن ثالثها ياء ساكنة قبلها كسرة، فنسبوا إليها كما ينسبون إلى "فعيلة"

بحذف الياء الثانية، فبقي "تحية" مثل "عمية" في اللفظ، فنقلوه إلى "تحاة" على ما وصفنا، ثم ينسب

إليها "تحوي"، كما يقال: "عموي"، شبهوا الياءالزائدة باألصل، والياء األصلية بالزائدة، فاعرفه.

Page 159: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

]النسبة إلي المعتل الالم من "فعول" و"فعولة"[", كقولك قال صاحب الكتاب: وفي "فعول", "فعولي

( بينه وبين1في "عدو": "عدوي". وفرق سيبويه ) "فعولة", فقال في "عدوة": "عدوي"، كما قالوا في "شنوءة": "شنئي". ولم يفرق المبرد, وقال فيهما:

"فعولي".* * *

قال الشارح: تقول في النسبة إلى "عدو": "عدوي"، فال تغيره؛ ألنه لم يجتمع فيه الياءات التي اجتمعت

في "عدي". وإنما يقع الحذف والتغيير لكثرة الياءات. أال ترى أنه لما اجتمع في "عدي" أربع ياءات،

استثقلوا ذلك، فحذفوا إحدى الياءات، وقلبوا الثانيةا لتخفيف اللفظ باالختالف؛ ألن المستثقل عندهم واو�

اجتماع المتجانسات. أال ترى أنك تقول في النسب إلى "فت�ى" و"رح�ى": "فتوي"، و"رحوي"، فقلبتا من اجتماع ا، وإن كان أصلها الياء فرار� األلف واو�

الياءات. فإذا قدروا على الواو، فقد حصل غرضهمعلى المخالفة، فلم يغيروا اللفظ.

فإن دخلت تاء التأنيث في ذلك، فنسبت إلى مثل "عدوة"، قلت: "عدوي"، فتغيره ألجل تاء التأنيث،

وكثرة التغيير فيه، والتغيير مؤنس بالتغيير، فتحذف الواو الزائدة، فتبدل من الضمة فتحة. فسيبويه يجري

في ذلك على أصله في "فعولة"، ويقيسة على"، والمبرد ال يرى ذلك، قولهم في "شنوءة": "شنئية": "عدوي" كالمذكر، فاعرف ذلك ويقول في "عدو

إن شاء الله.

فصل ]النسبة إلي االسم المقصور الذي ألفهمنقلبة[

قال صاحب الكتاب: واأللف في اآلخر ال يخلو من أن تقع ثالثة، أو رابعة منقلبة, أو زائدة، أو خامسة

�. فالثالثة والرابعة المنقلبة تقلبان واوا�, فصاعدا كقولك: "عصوي", و"رحوي", و"ملهوي" و"مرموي",

و"أعشوي".* * *

__________.345/ 3( الكتاب 1)

(3/449)

Page 160: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال الشارح: اعلم أن األلف ال تكون أصال� فيا، إنما تكون األسماء المتمكنة، وال في األفعال أيض�

ا؛ فال تخلو من أن تكون بدال� وزائدة�، فإذا وقعت آخر� ثالثة� أو رابعة� فصاعد�ا، فما كان على ثالثة أحرف،

والثالث منها ألف، فال تكون إال منقلبة كاأللف فيا"، و"رح�ى" و"من�ا"، و"حص�ى"، فإن األلف في "عص� هذه األسماء كلها بدل من الم الكلمة، فاأللف فيا"، و"من�ا" بدل من الواو؛ لقولك: "عصوان"، "عص� و"منوان"، وفي "رح�ى"، و"حص�ى" بدل من ياء؛

لقولك: "رحيان"، و"حصيان"، و"حصيات". فإذا نسبت إلى شيء من ذلك. كان كله بالواو سواء كانت من

ا"، و"من�ا": الواو أو من الياء. تقول في "عص� "عصوي�"، و"منوي"، وفي "رح�ى"، و"فت�ى":

"رحوي"، و" فتوي"، وذلك ألنك أدخلت ياء النسبة،ا، واأللف ال تكون إال وال يكون ما قبلها إال مكسور� ساكنة، فاحتاجوا إلى حرف يكسر، فقلبوها واو�ا، وكرهوا الياء في ذوات الياء؛ ألنهم لو قلبوها ياء�؛

"، فكانت تجتمع ثالث ياءات "، و"فتيي لقالوا: "رحيي وكسرة في الياء األولى، وذلك مما يستثقل؛ ألنه

" , ولم يحذفوا األلف؛ ألن المنسوب قرب من "أمييا. إليه أقل األسماء حروف�

فإن قيل: فالثقل في "أميي" أبلغ؛ ألنك تجمع فيه بين أربع ياءات، و"فتى"، و"رح�ى" إنما يجتمع فيه

ثالث ياءات، وبعض العرب يستعمل "أميي" وال نعلم"؟ فالجواب أن مثل "أمي"، أحد�ا يقول: "رحيي

و"عدي" قد استعمل قبل النسبة، وأما مثل "رحي"ا؛ فغير مستعمل إال في النسبة, ألنه يلزمه قلبها ألف� لتحركها وانفتاح ما قبلها، فكرهوا أن يتحملوا الثقل

في لفظ غير مستعمل. فإن قيل: فأنت إذا قلت: "حوي"، و"منوي"، فـ

"رحو"، و"منو" غير مستعمل إال في النسب، قيل:؛ األمر، وإن كان على ما ذكرت، فإن الثقل فيه أقل الختالف الحرفين، إذ الثقل في الواو ويائي النسب

أقل من الثقل في الياءات مع ياء النسب. فإن كان المقصور على أربعة أحرف، والحرف الثاني ساكن، فال تخلو األلف في آخره من أن تكون منقلبة،

أو زائدة للتأنيث، نحو: "حبلى"، و"سكرى"، و"عطشى"، و"حزوى". فاألجود في هذا حذف األلف،

Page 161: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"، و"سكري"، و"عطشي". وذلك أنهم فيقال: "حبلي شبهوا ألف التأنيث بتاء التأنيث في الحذف، فحذفوها كحذفها. ويجوز مدها، فيقال: "حبالوي"، و"سكراوي"ا بالمؤنث الممدود، نحو: "حمراء"، و"صفراء". تشبيه�

ويجوز قلب األلف واو�ا، فيقال: "حبلوي"، و"سكروي"، كما يقال "كسروي". شبهوها بالمنقلبة

في نحو: "ملهوي"، و"مغزوي". فهذه ثالثة أوجه: أحدها "حبلي" بحذف األلف، وهو أجودها، ثم

"حبالوي"، ثم "حبلوي". فإن كانت األلف لغير التأنيث، وهو على أربعة أحرف،

والرابع ألف مقصورة،

(3/450)

وثانيها ساكن، ففي المنقلبة نحو: "مله�ى"،ى"، و"محي�ا"، و"أعشى" ثالثة أوجه: و"مغز�

أجودها أن تقلب األلف واو�ا؛ فيقال في النسب إلىى": "مغزوي"، وإلى "مله�ى": "ملهوي"، وإلى "مغز� "محي�ا": "محيوي". وذلك ألنها بدل من الالم، فكان

ا"، و"رح�ى"، فكما تقول: "عصوي"، حكمها حكم "عص�و"فتوي"، كذلك تقول: "ملهوي"، و"أعشوي".

والثاني: أن تمد ذلك، وهو ضعيف، فتقول:ا بالزائدة الممدودة "ملهاوي"، و"مغزاوي"، تشبيه�

للتأنيث.،" والثالث: أن تحذف األلف، فتقول: "ملهي

ا بألف التأنيث المقصورة، نحو: و"مغزي"، تشبيه�ى"، و"مدارى"، "حبلى"، و"سكرى"، كما قالوا: "مدر� فجمعوه جمع "حبلى"، و"حبالى"، وإن لم يكن مثله؛ ألن ألف "مدرى" الم، وألف "حبلى" زائدة، فشبهوا

ا به من الزائد، األصل بالزائد. وكذلك ما كان ملحق�ى"، و"معزوي" فيه نحو: "أرط�ى"، و"أرطوي"، و"مغز�

الوجوه الثالثة.

]النسبة إلي االسم المقصور الذي ألفه زائدة[ قال صاحب الكتاب: وفي الزائدة ثالثة أوجه: الحذف,

وهو أحسنها كقولك: "حبلي", و"دنيي", والقلب, نحو: "حبلوي" و"دنيوي"، وأن يفصل بين الواو والياء

بألف, كقولك: "دنياوي". وليس فيما وراء ذلك إال

Page 162: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الحذف كقولك: "مرامي", و"حباري" و"قبعثري",و"جمزي" في حكم "حباري".

* * * قال الشارح: فإن كانت األلف زائدة، نظرت، فإن

كانت للتأنيث مثل "حبلى"، و"سكرى"، فاألجود حذفها كما تحذف تاء التأنيث، ألنها زائدة مثلها، وفي

معناها، فيقال: "حبلي"، و"سكري". ويجوز من بعدا لها ذلك وجهان آخران: أحدهما قلبها واو�ا تشبيه�

باألصل، فيقال: "حبلوي"، و"سكروي"، واآلخر:"حبالوي"، و"سكراوي"، وتشبهها بالممدودة.

ى"؛ كنت وإن كانت لإللحاق، مثل: "أرط�ى"، و"معز�ا: إن شئت قلبت، وإن شئت حذفت، إال أن مخير�

القلب هنا أحسن منه في "حبلوي"؛ ألنها في حكم األصل إذ كانت ملحقة، فتقول: "أرط�ى"، و"أرطوي"،

ى"، و"معزوي". و"معز� فأما إذا كانت األلف خامسة فصاعد�ا، أو كانت على

أربعة أحرف، والحروف الثالثة التي قبل األلف متحركات، فال يجوز إال حذف األلف سواء كانت للتأنيث. أو لغير التأنيث، وذلك قولك إذا كانت

كاعى": نبت ". و"الش "، و"سماني للتأنيث: "شكاعيمانى": طائر. وفيما كان لغير يتداوى به، و"الس

التأنيث، وهو على ضربين: أصلية،

(3/451)

وزائدة، فاألصلية، نحو: "مرام�ى"، و"مسامى" تقولفيه: "مرامي"، و"مسامي".

وإنما وجب الحذف؛ ألن األلف ساكنة والياء األولىا، وقد طال االسم، من ياءي النسبة ساكنة أيض�

وكثرت حروفه، فوجب باجتماع ذلك الحذف، وإذا كانوا قد حذفوا فيما قلت حروفه، نحو: "حبلى"،

و"مله�ى"؛ ففيما كثرت أولى. وأما الزائدة لغير التأنيث، نحو: "حبنط�ى"،

ى"، فإنك تقول فيه: "حبنطي"، و"دلنط�ى"، و"قبعثر� و"دلنظي"، و"قبعثري"، و"الحبنطى": القصير

البطين، و"الدلنظى": الصلب الشديد، األلف فيهما لإللحاق بـ "سفرجل"، و"القبعثرى": العظيم الخلق،

واأللف فيه لتكثير الكلمة، وليست للتأنيث، وال

Page 163: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لإللحاق؛ ألنه ليس في األصول ما هو على هذه العدة،ا به. وتقول في "جمزى" ) (، و"بشكى"1فيكون ملحق�

( وما كان مثلهما: "جمزي"، و"بشكي"؛ ألن األلف2) في حكم الخامسة؛ ألن الحركة في الثاني بمنزلة الحرف، أال ترى أن من يصرف "هند�ا"، و"دعد�ا" ال يصرف "سقر"، و"قدم" علمين؛ ألن الحركة فيه

صيرته في حكم "زينب"، و"سعاد"، فلذلك قال: هو في حكم "حبارى"، يعني تصير األلف في آخره في

ك حرف ما هي فيه. حكم الخامسة؛ لتحر

فصل ]النسبة إلي االسم المنقوص[ قال صاحب الكتاب: والياء المسكورة ما قبلها في

اآلخر ال تخلو من أن تكون ثالثة, أو رابعة, أو خامسة,�. فالثالثة تقلب واوا�, كقولك: "عموي", فصاعدا

و"شجوي". وفي الرابعة وجهان: الحذف وهو أحسنهما، والقلب, كقولك: "قاضي", و"حاني",

و"قاضوي" و"حانوي"، قال ]من الطويل[: - وكيف لنا بالشرب إن لم يكن لنا ... دراهم عند832

الحانوي وال نقد__________

323/ 5( الجمزى: الوثاب السريع. )لسان العرب 1))جمز((.

( البشكى: السريع، الخفيف العمل. )لسان العرب2) )بشكل((.401/ 10

- التخريج: البيت لتميم بن مقبل في ملحق832 ؛ وأساس البالغة )عين(؛ ولذي الرمة362ديوانه ص

298/ 3؛ ولسان العرب 1862في ملحق ديوانه ص ؛ وللفرزدق في236/ 2، 134/ 1)عون(؛ والمحتسب

؛ وبال نسبة في شرح538/ 4المقاصد النحوية ؛ ولسان العرب341/ 3؛ والكتاب 329/ 2التصريح

)حنا((.205/ 14 اإلعراب: "وكيف": الواو: بحسب ما قبلها، و"كيف": اسم استفهام مبني في محل نصب حال. "لنا": خبر

. لمبتدأ محذوف، تقديره: "االستمتاع" مثال� "بالشرب": جار ومجرور متعلقان بالمصدر المقدر.

"إن": حرف شرط جازم. "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "يكن": فعل مضارع ناقص مجزوم. "لنا": جار

ومجرور متعلقان بـ "يكن". "دراهم": اسم "يكن" مرفوع "عند": ظرف مكان متعلق بخبر "يكن"

Page 164: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المحذوف، وهو مضاف "الحانوي": مضاف إليهمجرور. "وال": الواو: حرف =

(3/452)

وليس فيما وراء ذلك إال الحذف, كقولك: "مشتري",": محوي" و"محيي"، و"مستسقي", وقالوا في "محي

كقولهم: "أموي", و"أميي".* * *

قال الشارح: اعلم أن ما كان في آخره ياء من األسماء المنسوبة، فإن كانت الياء ثالثة� قبلها كسرة،

نحو: "عم"، "وشج"، فإنك تبدل من الكسرة فتحة�، كما فعلت في "نمر"، و"شقرة"؛ لثقل تواليا؛ الكسرات مع ياء اإلضافة، ثم تقلب الياء ألف�

لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيصير في حكم التقديرا"، ثم تقلب األلف واو�ا، كقولك: ا"، و"شج� "عم�

ا"، "عموي"، و"شجوي"، كما فعلت في "عص�و"رح�ى"، فقلت: "عصوي" و"رحوي".

(1فأما إذا كانت رابعة؛ فإن الباب فيه عند سيبويه ) حذف الياء اللتقاء الساكنين، تقول في "قاض"،

،" "، و"رامي و"رام"، ورجل يسمى "يرمي": "قاضي،" ". وكان األصل أن تقول: "قاضيي و"يرمي

"، كما تقول في النسب إلى "، و"يرميي و"راميي حاكم: "حاكمي"، وإلى "يضرب": "يضربي"، غير أنهم

استثقلوا الكسرة على الياء؛ المكسور ما قبلها فحذفوها، ثم حذفوا الياء لسكونها وسكون الياء

األولى من يائي النسب. فإن قيل: فإنه يجوز الجمع بين ساكنين إذا كان

ا، مثل: "دابة"، األول حرف مد ولين والثاني مدغم� و"شابة" و"حيب بكر"، قيل: األمر كذلك، غير أن الياء ال يمكن إسكانها؛ ألن ياء النسبة ال يكون ما قبلها إال

ا، وكان في الجملة ثم ساكنان، فحذف اللتقاء مكسور�الساكنين عند تعذر اإلسكان.

وقالوا في النسب إلى "عرقوة"، و"ترقوة":". وذلك أنهم لما حذفوا التاء "، و"ترقي "عرقي للنسبة على القاعدة، بقي "عرقو"، و"ترقو"،

ا، وقبلها ضمة، وليس ذلك في فوقعت الواو طرف� األسماء، فقلبوها ياء� كما قالوا: "أدل"، و"أجر"،

Page 165: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

واألصل: "أدلو"، و"أجرو"، ثم نسبوا إليه بحذف الياء،". ويجوز: "عرقوي" بإثبات "، و"ترقي فقالوا: "عرقي

الواو, ألن يائي النسب يجريان مجرى تاء التأنيث. وقد تقدم ذكر المشابهة بينهما. فكما ثبتت مع تاء التأنيث، فكذلك مع يائي النسبة؛ ألنها تصير حشو�ا

في الكلمة. وقد حكي عنهم أنهم يقولون في النسب إلى "قرنوة": "قرنوي". وهذا نص على جوازه، ومن قال في "تغلب"، و"يثرب": "تغلبي"، و"يثربي"، قال

في "القاضي"،__________

= عطف، و"ال": زائدة لتأكيد النفي. "نقد": معطوفعلى "دراهم" مرفوع.

وجملة "كيف لنا بالشرب": بحسب ما قبلها. وجملة"إن لم يكن لنا دراهم": حالية محلها النصب.

والشاهد فيه قوله: "الحانوي" حيث نسبه إلى "حانة"على غير قياس. والقياس فيه: "الحاني".

.340/ 3( الكتاب 1)

(3/453)

و"يرمي": "قاضوي"، و"يرموي"، فيفتح المكسور،ا، ثم ينسب إليه، ويقلب األلف واو�ا, ويقلب الياء ألف�

وال يحذف منه شيئ�ا. (: "حانوي" في النسب إلى1وحكى سيبويه )

"، وهو الموضع يباع فيه الخمر، "الحانة"، و"حاني وأصل "حانة": "حانية"؛ ألنه من "الحنو"، كأنها تحنو

على من فيها الجتماعهم فيها على اللذاذة. و"الحانوت" مقلوب منه وأصله "حنووت"، فقدمت

ا؛ لتحركها الالم إلى موضع العين، ثم قلبت ألف� وانفتاح ما قبلها، فهو على وزان "رحموت"، و"رهبوت"، فوزنه اآلن "فعلوت" مقلوب من

"فعلوت". وأنشد ]من الطويل[:وكيف لنا بالشرب ... إلخ

البيت لعمارة ويروى:وكيف لنا بالشرب فيها وما لنا دوانيق ...

وبعده:يف أنعتان أم ندان أم ينبري لنا ... أغر كنصل الس

أبرزه الغمد

Page 166: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والمراد أنه يريد شرب الخمر، لو كان له عند الخمار ما يصرفه في ثمنها، وقوله: "أنعتان"، أي: نشتري

لعة"، أي: بنسيئة من قولهم: "اعتان الرجل الس اشتراها بنسيئة، من العينة، وادان: إذا أخذه بدين.

ا، ويتعرض لمعروفه، ، أي: نطلب كريم� وينبري لنا أغرخاء، يشتري لنا كنصل السيف أي: ماض في الس

الخمر. والحاني أجود؛ ألن الحذف عنده أجود اللغتين،وأنشد في الحذف ]من البسيط[:

- كأس عزيز من األعناب عتقها ... لبعض أربابها833حانية حوم__________

.341/ 3( الكتاب 1) - التخريج: البيت لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص833 /6؛ ولسان العرب 670/ 2؛ وسر صناعة اإلعراب 68

276 )حنا(، 205/ 14 )حوم(، 162/ 12 )كأس(، 189 ؛ وبال نسبة في جمهرة134/ 1)دوا(؛ والمحتسب

.65/ 2؛ والمقرب 574اللغة ص اللغة: كأس عزيز: كأس مستحق عزيز؛ والكأس:

اإلناء فيه الخمر. حانية: مأخوذة من الحانة وهي دكانالخمر. الحوم: جمع حائم وهو النادل.

المعنى: إنها كأس يستحقها رجل عزيز، فهي قد عتقها نادل من حانة مشهورة، للسادة الذين

يحسنون اختيار ما يشربون. اإلعراب: "كأس": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة. "عزيز": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "من األعناب":

جار وجرور متعلقان بحال من "كأس عزيز". "عتقها": فعل ماض مبني على الفتح، و"ها": ضمير

متصل في محل نصب مفعول به. "لبعض": جار ومجرور متعلقان بـ "عتقها". "أربابها": مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"ها": ضمير متصل في محل جر

باإلضافة. "حانية": فاعل "عتق" مرفوع بالضمة."حوم": صفة لـ "حانية" مرفوعة بالضم. =

(3/454)

وقيل: الموضع الذي يباع فيه الخمر"حانية" مثل "ناحية". ونسب إليه على حد النسب إلى "قاض"،

و"يرمي". والمشهور أن الموضع الذي يباع فيه

Page 167: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الخمر حانة. قال األخطل ]من البسيط[:وم جاء بها ... ذو حانة834 - وخمرة من جبال الر

تاجر أعظم بها حانافجعل الموضع حانة�، والخمار حان�ا.

"، فالنسبة إليه. "محوي"، الفاعل فأما "محي والمفعول فيه سواء، وذلك أن "محيي�ا" اسم فاعل

، والمفعول "محيى"، من "حيى" "يحيي"، فهو محي ففيه ثالث ياءات، فيجب حذف اآلخرة؛ ألنها خامسة

كألف "مرامى". فإذا نسبت إليه، اجتمع فيه أربع"، فيبقى ياءات، فيحذفون الياء األولى من "محي

ا لتحركها وانفتاح ما قبلها، "محي"، فتقلب الياء ألف� فيصير "مح�ى" كـ "هد�ى"، فيقولون: "محوي" كـ"، فجمع بين أربع "هدوي". وأما من قال: "أميي

ا، واسم المفعول في " أيض� ياءات، فإنه يقول: "محيي ذلك كالفاعل، وهو محيى، تحذف األلف الخامسة

على القاعدة، ثم تفعل ما ذكرناه في اسم الفاعل.

فصل ]النسبة إلي االسم الثالثي المنتهي بياء أو واوقبلهما ساكن[

قال صاحب الكتاب: وتقول في "غزو", و"ظبي","غزوي", و"ظبيي". واختلف

__________ = وجملة "هي كأس عزيز": صفة للفاعل "صهباء" في بيت سابق محلها الرفع. وجملة "عتقها حانية

حوم": في محل رفع صفة لـ"كأس". والشاهد فيه قوله: "كأس حانية" حيث جعل النسبة

إلى "الحانة": "حاني" ومؤنثها: "حانية" على القياس. - التخريج: لم أقع عليه في ديوانه وال فيما عدت834

إليه من مصادر.اللغه والمعنى: الحان والحانة: دكان الخمر.

ربما جيء بهذه الخمرة من جبال بالد الروم، وقد جاءبها تاجر وصاحب حانة كبيرة، يا لها من حانة.

اإلعراب: "وخمرة": الواو: واو رب، "خمرة": اسم مجرور لفظ�ا مرفوع محال على أنه مبتدأ. "من جبال":

جار ومجرور متعلقان بـ"جاء". "الروم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "جاء": فعل ماض مبني على الفتح.

"بها": جار ومجرور متعلقان بـ "جاء". "ذو": فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة، وهو مضاف.

"حانة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "تاجر": بدل من

Page 168: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"ذو حانة" مرفوع بالضمة. "أعظم": فعل أمر إلنشاء التعجب، مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ "أعظم". "حانا": اسم منصوب بنزع الخافض، على

تقدير: أعظم بها من حان. واأللف: لإلطالق. وجملة "وخمرة ... ": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "جاء ذو حانة": في محل جر صفة )على اللفظ( أو رفع صفة )على المحل( للخمرة.

وجملة "أعظم بها": في محل جر صفة للحانة. والشاهد فيه قوله: "ذو حانة" و"حانا" حيث جمع بين

اللفظين: حان وحانة.

(3/455)

(1فيما لحقته التاء من ذلك, فعند الخليل وسيبويه ) ( في "ظبية", و"دمية",2ال فضل, وقال يونس )

و"قنية": "ظبوي", و"دموي", و"قنوي"، وكذلك بناتالواو كـ "غزوة", و"عروة" و"رشوة". وكان الخليل )

( يعذره في بنات الياء دون بنات الواو.3* * *

قال الشارح: إذا كان االسم على زنة "فعل" ساكن العين معتل الالم بالياء، أو الواو، وليس في آخره تاء

التأنيث، نحو: "غزو"، و"نحو"، و"ظبي"، و"رمي"، فالنسبة إليه على لفظه من غير تغيير، نحو:

"غزوي"، و"نحوي"، و"ظبيي"، و"رميي". ال خالف في ذلك؛ ألن ما قبلها ساكن، فهي لذلك في حكم الصحيح، تتصرف بوجوه اإلعراب قبل النسب، فلم تتغير كما لم يتغير الصحيح، وإذا جاز أن يقال في

"، فيجمع بين أربع ياءات، كان ما نحن "أمية": "أمييفيه أسهل؛ ألنه لم يجتمع فيه إال ثالث ياءات.

فإن لحقت تاء التأنيث شيئ�ا من ذلك، نحو: "غزوة"، و"رمية"، و"دمية"، و"قنية"، فالخليل وسيبويه

يجريان في ذلك على قاعدة ما ال تاء فيه، فيقوالن في "غزوة": "غزوي"، وفي "رمية": "رميي"، وفي "دمية": "دميي"، وفي "قنية": " قنيي". وهو قياس

عندهما. وحكى يونس عن أبي عمرو مثل ذلك، وقالوا في بني جروة: "جروي"، وهو جروة بن نضلة مكسور الجيم. وكان يونس يغير ما فيه تاء التأنيث،

Page 169: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فيفتح الحرف الساكن، وهو الثاني، فيقول في "ظبية": "ظبوي"، وفي "رمية": "رموي"، وفي

"قنية": "قنوي"، وقالوا في "عروة": "عروي". الفرق عنده بين ذوات الياء والواو.

وكان الزجاج يميل إلى هذا القول، ويحتج بأن تاء التأنيث قوة التغيير فيها. وأما يونس فلم يرد عنه احتجاج لذلك. وكان الخليل يعذره في ذوات الياء،

ويحتج له بأنه شبه "فعلة" بـ"فعلة" مكسور العين. (: ألن اللفظ "بفعلة" و"فعلة" إذا سكنت4قال )

العين سواء. والمراد بذلك أن "ظبية�"، كـ"ظبية"، و"رمية�" كـ"رمية"، و"قنية�" كـ"قنية"، ثم أسكنوا

للتخفيف، كما يقال في "كتف": "كتف"، وفي "إبل": "إبل"، فصار لفظ ما كان على "فعلة" بكسر العين في األصل بوزن "فعلة" فـ"عمية" على وزن لفظ

"عمية"، و"رمية" على لفظ "رمية" في األصل بإسكان. فإذا نسبنا إلى ذلك، رددناه إلى األصل؛ ألنه بالحركة يفيدنا خفة�. وذلك ألنا إذا نسبنا إلى "عمية"، و"قنية"، وثوانيها مكسورة، وجب فتحها وقلب الياء

ا على حد قولك في "عم": ا بعد قلبها ألف� واو� "عموي"، وفي "شج": "شجوي". فيصير في اللفظ

"، قال: وكذلك لو بنت "، و"قنيي أخف من "عميى__________

.347، 346/ 3( الكتاب 1).347/ 3( الكتاب 2).347/ 3( الكتاب 3).347/ 3( الكتاب 4)

(3/456)

من ذوات الواو "فعلة"، لصارت بهذه المنزلة تقولبو": في "فعلة" من "الغزو": "غزية"، ومن "الر

"ربية"، فيصير كذوات الياء، فيصير المسكن منها عن الكسر بمنزلة ما أصله اإلسكان. فلما رأوا آخر "فعلة" المكسور يشبه إذا يخفف آخر "فعلة"

المسكن العين في األصل، جعلوا إضافتها شيئ�اواحد�ا. هذا احتجاج الخليل ليونس.

* * * قال صاحب الكتاب: وعلى مذهب يونس جاء قولهم:

Page 170: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"قروي", و"زنوي", في "قرية", و"بني زنية". وتقول", و"لية": "طووي", و"لووي", وفي "حية": في "طي

"حيوي"، وفي "دو", و"كوة": "دوي", و"كوي".* * *

قال الشارح: قد جاء عن العرب "قروي" في النسبة إلى "قرية"، و"زنوي" في النسبة إلى "بني زنية"،

(،1وهم حي من العرب، وهو شاذ عند سيبويه ) (2والقياس: "قريي"، و"زنيي". وهو عند يونس )

": "طووي"، وفي "لية": قياس. وتقول في "طي" فمصدر "لووي"، وفي "حية": "حيوي"؛ أما "طي "طوى يطوي"، و"لية" مصدر "لوى يلوي"، فالعين

واو، والالم ياء. واألصل فيه "طوي"، و"لوية". فلما اجتمعت الواو والياء، والسابق منهما ساكن، قلبوا الواو ياء�. وهذه قاعدة في التصريف، فلما نسبوا

إليه، استثقلوا اجتماع أربع ياءات، وأرادوا التخلص" منها، فبنوا الكلمة على "فعل"، وقد كان "فعال� ساكن العين، فانفك االدغام، وعادت العين إلى

ا أصلها، وهو الواو، ثم انقلبت الياء التي هي الم ألف� لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم نسبوا إليها، وقلبوها

واو�ا على القاعدة، فقالوا: "طووي"، و"لووي". وأما "حية"، فالعين والالم ياء، ولما بنوه على

ا؛ ألن الالم أقبل للتغيير، ثم "فعل"، انقلبت الالم ألف�ا على قاعدة النسب، وقالوا: قلبوا األلف واو�

،" "، قال: "طيي"، و"حيي "حيوي"، ومن قال: "أمييولم يبال الثقل.

وأما النسب إلى "دو"، و"كوة"، فإنك ال تغيره، بل تنسب إليه على لفظه، فتقول: "دوي"، و"كوي"؛ ألن التغيير إنما كان ألجل اجتماع أربع ياءات، ففروا إلى الواو. فأما إذا وقع االختالف بحصول الواو. لم تكن

مة ]من البسيط[: حاجة إلى التغيير، فأما قول ذي الر - داوية ودجى ليل كأنهما ... يم تراطن في835

وم حافاته الر__________

.347/ 3( الكتاب 1).347/ 3( الكتاب 2)

؛410 - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص 835؛ وشرح شواهد =670/ 2وسر صناعة اإلعراب

(3/457)

Page 171: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ية"، وإنما أبدل من الواو األولى قال بعضهم: أراد "دوا؛ النفتاح ما قبلها، وإن كانت ساكنة في نفسها، ألف� كأنه استغنى بأحد الشرطين كما قال عليه السالم:

(، واألصل1"ارجعن مأزورات غير مأجورات" ) "موزورات". وقال سيبويه، في "آية": إنه "فعلة"

كـ"شربة"، وإنما أبدل من الياء األولى ألف، فيكون حينئذ "داوية" من الشاذ. والمحققون يذهبون إلى أنه

ا على زنة "فاعلة"، فصار في بني من "الدو" اسم� التقدير "داووة�", فقلبت الواو الثانية ياء� النكسار ما قبلها، فصارت داوية�، ثم نسب إليها على حد نسبهم

". فاعرفه. إلى "حانية": "حاني

فصل ]النسبة إلي "مرمي"[" قال صاحب الكتاب: وتقول في "مرمى": "مرمي

ا بقولهم في "تميمي" و"هجري" و"شافعي": تشبيه�", و"هجري", و"شافعي", ومنهم من قال: "تميمي

." " اسم رجل: "بخاتي "مرموي", وفي "بخاتي* * *

قال الشارح: هذا الفصل يشتمل على مسألة واحدة،،" "، والنسب إليه "مرمي وهي النسبة إلى "مرمي فيكون لفظه بعد النسب مثل لفظه قبل النسب،

كأنهم شبهوا لفظه بالمنسوب. وأنت إذا نسبت إلى منسوب، بقيته على لفظه، نحو النسب إلى

"تميمي"، و"هجري"، و"شافعي"، فإنك تقول فيها: "تميمي"، و"هجري"، و"شافعي"، فيكون أيض�

__________ ؛ وبال413/ 1؛ والمقاصد النحوية 435= اإليضاح ص

/13؛ ولسان العرب 760نسبة في جمهرة اللغة ص )رطن(.181

اللغة والمعنى: الداوية والدوية: الفالة الواسعة. دجى الليل: ظالمه. اليم: البحر. تراطنوا: تكلموا بكالم

أعجمي ال يفهم. الروم: سكان روما وما حولهاا. قديم�

ا تشبه هذه الصحراء الواسعة في الليل الحالك، بحر� يتحدث حول شواطئه من ال نفهم لغتهم، وأراد

همهمات الوحش والبوم وغيرها. اإلعراب: "داوية": خبر لمبتدأ مرفوع بالضمة، بتقدير: هي داوية. "ودجى": الواو: للعطف، "دجى": معطوف

Page 172: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على "داوية" مرفوع بالضمة المقدرة على األلف للتعذر، وهو مضاف. "ليل": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "كأنهما": حرف مشبه بالفعل، و"هما": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "كأن". "يم":

خبر "كأن" مرفوع بالضمة. "تراطن": فعل ماض مبني على الفتح. "في حافاته": جار ومجرور

متعلقان بـ"تراطن"، والهاء: ضمير متصل مبني فيمحل جر مضاف إليه. "الروم": فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة "وداوية ... ": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "كأنهما يم": في محل رفع صفة.

وجملة "تراطن": في محل رفع صفة لليم. والشاهد فيه قوله: "داوية" بمعنى دوية، نسبة إلى

الدو. ( ورد الحديث في النهاية في غريب الحديث واألثر1)5 /179.

(3/458)

اللفظ واحد�ا، إال أن التقدير مختلف، وذلك أنك إذا حذفت الياء األولى التي للنسب، أحدثت ياء� أخرى

غيرها؛ ألنه ال يجمع بين عالمتي النسب، كما ال يجمع بين عالمتي التأنيث مع ما في ذلك من ثقل اجتماع

أربع ياءات." مشبه بالمنسوب من حيث أن آخره ياء و"مرمي

مشددة قبلها مكسور، ويجوز أن تقول فيه: "مرموي"، وذلك أن أصله "مرموي" على زنة

"مفعول" من "رميت". ولما اجتمعت الواو والياء، وقد سبق األولى منهما بالسكون؛ قلبوا الواو ياء�، وادغموا الياء األولى في الثانية على القاعدة، ثم كسروا ما قبل الياء لتصح الياء. فلما نسبوا إليه،

استثقلوا اجتماع أربع ياءات، فحذفوا الياء األولى المبدلة من واو "مفعول" لكونها زائدة�، فصار اللفظ

"مرمي" مثل "يرمي"، فقياسه في النسب قياس "يرمي"، و"تغلب"، فتبدل من الكسرة فتحة، ثم من

:" ا، كما قالوا في "حاني ا بعد أن قلبوها ألف� الياء واو�"حانوي"، فاعرفه.

فصل ]النسبة إلي الممدود[

Page 173: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: ومما في آخره ألف ممدودة. إن كان منصرفا� كـ "كساء", و"رداء", و"علباء",

", و"علبائي": والقلب جائز، و"حرباء", قيل: "كسائي كقولك: "كساوي". وإن لم ينصرف, فالقلب,

كـ"حمراوي", و"خنفساوي", و"معيوراوي",و"زكرياوي".

* * * قال الشارح: اعلم أن الممدود كل اسم في آخره همزة قبلها ألف زائدة، وذلك على أربعة أضرب:

ضرب همزته أصلية، نحو: "قراء"، و"وضاء"، وهو من"قرأت"، و"وضؤت"، والوضاء: الجميل.

وضرب همزته منقلبة عن حرف أصلي، نحو: "كساء"، و"رداء"، وأصله "كساو"، و"رداي". والواو والياء إذا

ا، وقبلهما ألف زائدة، قلبتا همزتين، وقعتا طرف� والواو والياء في "كساء"، و"رداء" الم الكلمة؛ ألنه

دية". دية، كقولهم: "فالن حسن الر من الكسوة والر وضرب ثالث همزته منقلبة عن ياء زائدة، نحو:

"علباء"، و"حرباء"، ويدل على أن الهمزة فيه من الياء قولهم: "درحاية" و"دعكاية"، لما اتصل بها تاء التأنيث، ظهرت الياء؛ ألنها إنما كانت انقلبت همزة�

ا، فلما اتصلت بها تاء التأنيث، وبنيت لكونها طرف�ا. على التأنيث؛ خرجت عن أن تكون طرف�

(3/459)

والضرب الرابع ما كانت همزته منقلبة عن ألف التأنيث، نحو: "حمراء"، و"صفراء"، ولذلك ال ينصرف،

وينصرف الضروب الثالثة.ا من ذلك؛ فالباب فيه فإذا نسبت إلى ما كان منصرف�

إقرار الهمزة، نحو: "وضائي"، و"قرائي"، و"كسائي"، و"ردائي"، و"علبائي"، و"حربائي"، بإثبات الهمزة،

واألصل من ذلك "قراء"، و"وضاء"؛ ألن الهمزة فيهما أصل بمنزلة الضاد من "حماض"، والقاف من

"سماق" فكما تقول: "حماضي"، و"سماقي"، فكذلك تقول: "وضائي"، و"قرائي" و"كسائي" و"ردائي" محمول عليه؛ ألن الهمزة فيهما منقلبة عن أصل،

فهي الم كما أنها الم، و"علبائي" محمول على"؛ ألن الهمزة فيه ليست أصال� إنما هي "كسائي

Page 174: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منقلبة عن حرف ليس للتأنيث، كما أن "كساء�" كذلك، فعومل في النسب معاملته، فإذا األصل في "قراء"،

و"وضاء" أقوى منه في "كساء"؛ ألن الهمزة فيه أصل، وفي "كساء" بدل، وهي في "كسائي" أقوى

منها في "علبائي"؛ ألنها في "كساء" الم، وفي"علباء" زائدة.

فإن نسبت إلى ما ال ينصرف، نحو: "حمراء"، و"صحراء"، فالباب أن تقلب الهمزة واو�ا فيه،

فتقول: "حمراوي"، و"صحراوي". وإنما قلبت الهمزة فيه واو�ا، ولم تقر بحالها؛ لئال تقع عالمة التأنيث

حشو�ا، ولم تكن لتحذف؛ ألنها الزمة تتحرك بحركات اإلعراب، فهي حمية بالحركة. ولما لم يجز حذفها،

ا، ثم قالوا في اإلضافة إلى وجب تغييرها، فقلبت واو� "علباء"، و"حرباء": "علباوي"، و"حرباوي"، فأبدلوا

هذه الهمزة، وإن لم تكن للتأنيث، لكنها شابهت "حمراء"، و"صحراء" بالزيادة، فحملوها عليها، وإن لم

تكن همزة "حمراء" قلبت في "حمراوي"؛ لكونها زائدة�، ثم تجاوزوا ذلك إلى أن قالوا في "كساء": "كساوي"، وفي "رداء": "رداوي"، فأبدلوا الهمزة

واو�ا حمال� لها على همزة "علباء" من حيث كانت همزة "كساء"، و"رداء" مبدلة� من حرف ليس للتأنيث.اوي"، فشبهوا همزته ثم قالوا في همزة "قراء"، "قر

بهمزة "كساء" من حيث كانت أصال� غير زائدة. فكل واحد من هذه األسماء محمول في القلب على ما، قبله، وإن لم يشركه في العلة، لكن لشبه لفظي

فإذا القلب في "حمراوي" أقوى منه في "علباوي"، وهو في "علباوي" أقوى منه في "كساوي"، وهو في

"كساوي" أقوى منه في "قراوي"؛ فلذلك قال:ا إقرار الهمزة على حالها، فالباب فيما كان منصرف�

نحو: "قرائي"، و"كسائي"، و"علبائي"، والقلب جائز، وإن لم ينصرف؛ فالقلب نحو: "حمراوي"،

و"صحراوي". وإنما مثل بهذه األسماء، نحو: "خنفساوي"، و"معيوراوي". والمعيوراء: جماعة

الحمر، و"زكرياوي"؛ ليريك الفصل بين المقصور والممدود، وأن الطويل من األسماء الممدودة

والقصير منها

(3/460)

Page 175: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

حكمهما واحد، وأن كثرة حروف "خنفساء"، و"معيوراء" وما أشبههما ال يوجب إسقاط شيء منه،

كما كان ذلك في المقصور؛ لسكون آخره إذ الحرف يقوى بحركته، ويمتنع حذفه في المكان الذي يسقط

فيه الساكن. أال ترى أن من قال: "ثقفي"، و"قرشي"، و"هذلي"، فحذف الياء الساكنة؛ لم يقل

في النسب إلى "عثير" وهو التراب، و"حئيل" وهوكها، نبت: "عثري"، و"حثلي"، فيحذف الياء؛ لتحر

فاعرفه.

فصل ]النسبة إلي المختوم بتاء التأنيث والمه واو أوياء[

قال صاحب الكتاب: وتقول في "سقاية", و"عظاية":", و"عظائي"، وفي "شقاوة": "شقاوي"، "سقائي

", و"راوي". وكذلك في ", "رايي وفي "راية": "رايي"آية", و"ثاية", ونحوهما.

* * * قال الشارح: اعلم أن ما كان من نحو: "سقاية"،

و"عظاية" ونحوهما مما في آخره تاء التأنيث، والمه واو أو ياء، وقبلها ألف زائدة، فإنه قبل النسب تصح الالم، وال تقلب همزة�؛ ألن االسم بني على التأنيث،ا، فلم يلزم قلبهما همزة. فلم تقع الياء والواو طرف�

فإذا نسبت إلى شيء من ذلك، أسقطت التاء، ثم قلبت الالم همزة�، فصارت النسبة كأنها إلى "سقاء"، و"عظاء" بمنزلة "كساء"، و"رداء"؛ فلذلك تقول في

النسب: "سقائي"، و"عظائي"، أي كما تقول: "كسائي"، و"ردائي". ومن قال: "كساوي"،

و"رداوي"، قال هاهنا: "سقاوي"، و"عظاوي"، وكذلك قيل في النسب إلى "شاء": "شاوي". قال

الشاعر ]من الرجز[: - ال ينفع الشاوي فيها شاته ... وال حماراة وال836عالته

__________ - التخريج: الرجز لمبشر بن هذيل الشمخي في836

)شوا(.448/ 14لسان العرب اللغة والمعنى: الشاوي: صاحب الشياه. العالة: الناقة

المشرفة الجسيمة. اإلعراب: "ال ينفع": حرف نفي، وفعل مضارع مرفوع

بالضمة. "الشاوي": مفعول به منصوب بالفتحة.

Page 176: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"فيها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "الشاوي". "شاته": فاعل مرفوع بالضمة، والهاء:

ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وال": الواو: للعطف، و"ال": زائدة لتوكيد النفي. "حماراه": معطوف على "شاته" مرفوع باأللف ألنه مثنى، وهو

مضاف، والهاء: ضمير متصل مبنى في محل جر مضاف إليه. "وال عالته": الواو: للعطف، "ال": زائدة

لتوكيد النفي، "عالته": معطوف على "حماراه" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل

مبني في محل جر مضاف إليه. وجملة "ال ينفع الشاوي شأته": ابتدائية ال محل لها

من اإلعراب. =

(3/461)

فإن كانت الالم واو�ا، نحو: "شقاوة"، و"غباوة"، فإنك ال تغيرها في النسب، وتقرها على حالها، فتقول فيه: "شقاوي"، و"غباوي"؛ ألنا كنا نفر إلى الواو

فيما كان همزة�، وإذا ظفرنا بما قد لفظ به واو�ا، لمنعدل عنها إلى لفظ آخر. قال جرير ]من البسيط[:

- إذا هبطن سماويا موارده ... من نحو دومة837خبت قل تعريسي

نسبة إلى "سماوة". وأما نحو: "راية"، و"آية"،و"ثاية"، و"طاية"، فلك في النسب إليه ثالثة أوجه:

أقيسها ترك الياء على حالها ولم تغيرها؛ ألنك لو أفردته بعد طرح الهاء؛ ألثبت الياء، وقلت: "آي"، و"راي"، و"ثاي"، و"طاي"، وال تلزم الهمزة؛ ألن

األلف قبل الياء، والواو أصل غير زائدة، والواو والياء إنما تهمزان إذا كان قبلهما ألف زائدة، نحو: "كساء"،

و"رداء".ا بـ"كساء" و"رداء"؛ لوقوعها والثاني الهمز تشبيه�ا بعد ألف ساكنة، والفرق بينها وبين األصل طرف�

الذي هو "كساء" و"رداء" أن باب كساء ورداء أن تقع الياء والواو بعد ألف زائدة، وما نحن فيه وقعتا بعد

ألف غير زائدة.الثالث إبدالها واو�ا على حد "كساوي" و"رداوي".

__________= والشاهد فيه قوله: "الشاوي" نسبة إلى "الشاء".

Page 177: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛126 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 837.228/ 2وشرح أبيات سيبويه

اللغة: السماوي: مكان منسوب إلى السماوة، وهي أرض بعينها. ودومة خبت: موضع بعينه. والتعريس:

نزول المسافر في آخر الليل. المعنى: إذا هبطت اإلبل مكان�ا من السماوة، ووردت

ا ا إلى أهلي، وحرص� ماءه، لم أقم فيه طويال� شوق�على اللحاق بهم.

اإلعراب: "إذا": اسم يتضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب، مفعول فيه ظرف زمان

". "هبطن": فعل ماض مبني على متعلق بـ"قل السكون، والنون: ضمير مبني على الفتح في محل

رفع فاعل. "سماوي�ا": مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل )هبط(. "موارده": مبتدأ مرفوع، والهاء: مضاف إليه محله الجر. "من نحو": جار

ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ )موارد(، والتقدير: موارده منتشرة أو ممتدة من نحو. "دومة": مضاف

": فعل إليه مجرور. "خبت": مضاف إليه مجرور. "قل ماض مبني على الضم. "تعريسي": فاعل مرفوع،

وعالمة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل يا المتكلم،والياء: مضاف إليه محله الجر.

": ابتدائية ال محل لها من وجملة "إذا هبطن ... قل اإلعراب. وجملة "هبطن": مضاف إليها محلها الجر.

وجملة "موارده من نحو": صفة لـ"سماوي" محلها": جواب شرط غير جازم ال محل النصب. وجملة "قل

لها. والشاهد فيه قوله: "السماوي" في النسبة إلى

السماوة.

(3/462)

فصل ]النسبة إلي ما كان علي حرفين[ قال صاحب الكتاب: وما كان على حرفين, فعلى ثالثة

أضرب: ما يرد ساقطه، وما ال يرد، وما يسوغ فيه األمران. فاألول نحو: "أبوي", و"أخوي", و"ضعوي".

" في "است", والثاني نحو: "عدي", ومنه "ستهي و"زني", وكذا الباب إال ما اعتل المه, نحو "شية",

فإنك تقول فيه: "وشوي"، وقال أبو الحسن:

Page 178: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"وشيي" على األصل، وعن ناس من العرب:" في "سه". والثالث نحو "عدوي", ومنه "سهي

"غدي", و"غدوي" و"دمي", و"دموي" و"يدي" و"يدوي", و"حري", و"حرحي". وأبو الحسن يسكن ما

أصله السكون، فيقول: "غدوي", و"يديي". ومنه "ابني", و"بنوي", و"اسمي", و"سموي" بتحريك

الميم, وقياس قول األخفش إسكانها.* * *

قال الشارح: اعلم أن ما كان على حرفين من األسماء التي يلحقها التصغير والجمع واإلعراب، فإنه

على ثالثة أضرب: أحدها ما كان أصله على ثالثة أحرف، وأسقط منها

ا، أو لعلة توجب ذلك، وذلك الحذف يكون واحد تخفيف� من موضع الالم، وهو أكثره، ويكون من موضع الفاء،

ويكون من العين، وهو أقله. فإذا نسبت إلى شيء من ذلك، فهو على ثالثة أضرب كما ذكر. أحدها: أن ترد الساقط. والثاني: أن ال ترد. والثالث: يجوز فيه

األمران، فأما األول، فهو ما كان الساقط منه من موضع الالم، ويرجع في التثنية والجمع باأللف والتاء،

وذلك قولك في النسبة إلى "أب": "أبوي"، وإلى "أخ": "أخوي"، وإلى "ضعة": "ضعوي"، وإلى "هنت": "هنوي"؛ ألنك إذا ثنيت "األب" و"األخ"، قلت: أبوان، وأخوان، وإذا جمعت "ضعة"، وهو ضرب من الشجر،

قلت: ضعوات، قال جرير ]من الرجز[: - متخذ�ا من ضعوات تولجا838

__________ ؛187 - التخريج: الرجز لجرير في ديوانه ص 838

)ولج(؛ وتاج العروس )ولج(؛401/ 2ولسان العرب .223/ 1والتنبيه واإليضاح

عة وهو نوع من اللغة والمعنى: الضعوات: جمع الض الشجر. التولج: كناس الوحش أي بيته. أي أن هذا

الظبي قد اتخذ من هذه الشجيرات مأوى له. اإلعراب: "متخذ�ا": حال منصوبة بالفتحة. "من

ا": ضعوات": جار ومجرور متعلقان بالحال. "تولج�مفعول به منصوب السم الفاعل )متخذا(.

والشاهد فيه قوله: "ضعوات" جمع�ا لـ"ضعة".

(3/463)

Page 179: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وتقول من "هن": هنوات. ومنه قول الشاعر ]منالطويل[:

أرى ابن نزار قد جفاني وملني ... على هنوات شأنها(1متتابع )

ومنهم من يقول: "هنان" في التثنية، و"هنات" في الجمع. فمن قال: "هنوات"، لزمه أن يقول في النسب: "هنوي". ومن قال: "هنان" في التثنية،

ا فيه: إن شاء رد، وإن و"هنات" في الجمع، كان مخير� شاء لم يرد، وإنما لزم رد الذاهب هنا، ألنا رأينا

النسب قد يرد الذاهب الذي ال يعود في تثنية، وال جمع، كقولك في "يد": "يدوي"، وفي "دم": "دموي". وأنت تقول في التثنية "يدان"، و"دمان"، فلما قويت

النسبة على رد ما لم ترده التثنية، صار أقوى من التثنية في باب الرد، فلما ردت التثنية الحرف

الذاهب؛ كانت النسبة أولى بذلك. وأما الضرب الثاني: وهو ما ال يرد الساقط فيه، فهو

ما كان الساقط منه فاء� أو عين�ا، وذلك نحو النسب إلى "عدة"، و"زنة"، ونحوهما كـ"صلة"، و"ثقة"، فإنك إذا نسبت إلى شيء من ذلك، حذفت تاء التأنيث، وال

تعيد المحذوف إال لضرورة. وذلك قولك: "عدي"، و"زني". فالذاهب منه واو هي فاء، وأصله: "وعدة"،

و"وزنة". وإنما لم يردوا الذاهب منه؛ ألنه في أول الكلمة، فهو

بعيد من ياء النسب، فلو ظهر؛ لم يكن يتغير بدخول ياء النسب، كما تتغير الم الكلمة بالكسر من أجل

الياء. ويؤيد ذلك أن العرب لم ترد المحذوف إذا كان فاء� في شيء من كالمها، ال في تثنية، وال جمع

باأللف والتاء، كما ردوا فيما ذهبت المه، فلم يقولوا في مثل "عدة"، و"زنة": "وعدتان"، و"وزنتان"، وال:

"وعدات"، و"وزنات"، كما قالوا في "سنة": "سنوات"، وفي تثنية "أخ"، و"أب": "أخوان"،

و"أبوان"، وفي جمع "أخت": "أخوات". ال نعلم فيا. ذلك خالف�

وقولنا: "إال لضرورة" تحرز مما إذا كانت الالم ياء�، نحو: "شية"، و"دية"، فإنك تعيد المحذوف، وإن كانت

فاء� ضرورة أن يبقى االسم على حرفين، الثاني منهما حرف مد ولين، وذلك ال يكون في اسم متمكن،

( في "شية":2فتقول، على مذهب سيبويه ) "وشوي"، وفي "دية": "ودوي". وذلك أن أصله

Page 180: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"وشية"، و"ودية"، فألقيت كسرة الواو على ما بعدها، وحذفت الواو ألن الفعل قد اعتل بحذفها في

"يشي"، و"يدي"، فبقي "شية"، و"دية" كما ترى.فلما نسبت إليهما،

__________.93( تقدم بالرقم 1).369/ 3( راجع: الكتاب 2)

(3/464)

حذفت منهما تاء التأنيث على القاعدة، فبقي الشين والياء، وال عهد لنا باسم على حرفين الثاني منهما

حرف مد ولين. ووجب زيادة حرف؛ ليصير إلى ما عليه األسماء المتمكنة، فكان رد المحذوف أولى من

زيادة حرف غريب؛ فردت الواو مكسورة� على أصلها،ا، ثم أبدل من الكسرة وبقيت العين مكسورة� أيض�

فتحة، ومن الياء ألف، ثم قلبت األلف واو�ا كما فعلتفي "عم"، و"شج"، فقلت: "عموي"، و"شجوي". وإنما أبقوا الكسرة في العين؛ ألن قاعدة مذهب

( أن االسم إذا دخله حذف، ولزم الحرف1سيبويه ) المجاور الحركة، ثم رد المحذوف لعلة أو ضرورة؛

فإنه يبقي الحركة فيه، وال يزيلها، فتقول في "غد": "غدوي"، وفي "يد": "يدوي"، فتفتح العين منهما، وإن كان أصلها السكون. والذي يدل أن األصل في "غد" "غدو"، بسكون العين، قول الشاعر، وهو لبيد

]من الطويل[: - وما الناس إال كالديار وأهلها ... بها يوم حلوها839

ا بالقع وغدو�__________

.370/ 3( انظر: الكتاب 1) ؛169 - التخريج: البيت للبيد في ديوانه ص 839

؛284/ 1؛ والشعر والشعراء 453/ 1وأمالي المرتضى )غدا(؛ ولذي الرمة في ملحق116/ 15ولسان العرب

؛479/ 7؛ وبال نسبة في خزانة األدب 1887ديوانه ص .149/ 2، 64/ 1والمنصف

اللغة: الغدو: الغد، اليوم التالي لليوم الذي نكون فيه.البالقع: القفار.

المعنى: تشبه الناس ديارها، فهي حية إن نزل الناس

Page 181: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بها، وميتة إن هجروها في الغد، وكذلك الناس أحياءاليوم، وأموات غد�ا.

اإلعراب: "وما": الواو: حسب ما قبلها، "ما": حرف نفي مهمل. "الناس": مبتدأ مرفوع بالضمة. "إال":

حرف حصر. "كالديار": الكاف: حرف تشبيه وجر، "الديار": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور

متعلقان بالخبر المحذوف. "وأهلها": الواو: حالية، "أهل": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل

في محل جر مضاف إليه. "بها": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، بتقدير )وأهلها موجودون

بها(. "يوم": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالخبر المحذوف. "حلوها": فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل في

محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "وغدو�ا": الواو: حرف عطف، "غدو�ا": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق

بـ"بالقع". "بالقع": خبر مرفوع بالضمة لمبتدأمحذوف بتقدير )وهي بالقع غدو�ا(.

وجملة "وما الناس إال كالديار": حسب ما قبلها، أو ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "وأهلها بها":

حالية محلها النصب. وجملة "حلوها": في محل جر مضاف إليه. وجملة "وهي بالقع غدو�ا": معطوفة

على جملة "وأهلها بها". والشاهد فيه قوله: "غدو�ا" حيث أعاد كلمة "غد" إلى

أصلها )غدو(، وقال: إن هذا فاسد، على اعتبار أنهالغة في "غد" وليس ردا إلى األصل.

(3/465)

لما اضطر إلى رد الالم، أتى به ساكن العين. ويدل على أن األصل في "يد": "يدي" بالسكون تكسيرهم

إياها على "أفعل"؛ نحو: "أيد"، و"أفعل" بابه "فعل"،نحو: "كلب"، و"أكلب"، و"فلس"، و"أفلس".

وأما أبو الحسن األخفش، فإنه يرد الكلمة إلى أصلها عند رد ما سقط منها، فكأنه ينسب إلى "وشية"،

"، كما تقول في "ظبية": "ظبيي". فيقول: "وشيي وحجته أن العين أصلها السكون، وإنما تحركت عند

حذف الفاء منها، فإذا أعيد ما سقط منها، عادت إلى

Page 182: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أصلها، وهو السكون. والمذهب ما قاله سيبويه, ألن الشين متحركة،

والضرورة ال توجب أكثر من رد الحرف الذاهب، فلم تحتج إلى تغيير البناء. ومثل ذلك لو نسبت إلى "شاة"

بعد التسمية؛ لقلت: "شاهي"؛ ألنك تحذف تاء التأنيث، فبقي االسم على حرفين، الثاني منهما

حرف مد ولين، وذلك ال نظير له، فردوا الساقط منه،وهو الهاء.

وقوله: وعن ناس من العرب: "عدوي"، يريد أن قوم�ا من العرب يردون المحذوف، وإن كان فاء�، ويؤخرونه

ا، فيصير "عد�ا"، إلى موضع الالم، فكأنه ينقلب ألف� و"زن�ا"، فإذا نسبت إليه، قلبت األلف واو�ا على القاعدة، فتقول: "عدوي"، و"زنوي"، وهو رأي

حاح ) (.1الفراء، حكى ذلك صاحب الص ومما ال يرد فيه الساقط: ما حذفت عينه، نحو: "سه" في معنى االست، وذلك أن فيه ثالث لغات: "است"،

و"ست"، و"سه"، وأصلها "ستة"؛ وذلك ألنك تقول في التصغير: "ستيهة"، وفي التكسير: "أستاة".

فالذي قال: "است" و"ست"، حذف الالم، وهو الهاء، والذي قال: "سه"، حذف عين الفعل، وهو التاء. فإذا نسبت إليه على قول من قال. "است" أو"ست"، فهو

بمنزلة "ابن"، فإن شئت قلت: "استي"، وإن شئت قلت: "ستهي"؛ ألن الساقط ال يظهر في التثنية، وال

في الجمع باأللف والتاء، ومن قال "سه"، لم يقل"، كما لم يقل في "عدة"، و"زنة" إال: إال: "سهي"عدي"، و"زني"، لبعد المحذوف من ياء النسبة.

وأما الضرب الثالث: وهو ما يسوغ فيه األمران، فهو ما حذف منه المه، وال يظهر ذلك في تثنية، وال جمع

باأللف والتاء، وذلك قولك في النسب إلى "يد":،" "يدي"، وإن شئت: "يدوي"، وفي "دم": "دمي

و"دموي"، وفي "غد": "غدي"، وإن شئت "غدوي"، فمن نسب إلى الحرفين فعلى اللفظ؛ ألن األصل قد

رفض، فلم يظهر في تثنية وال جمع، ومن ردالمحذوف؛ فألن النسبة قوية في الرد على ما تقدم.

__________( الصحاح، مادة )زنى(.1)

(3/466)

Page 183: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فإن قيل: فقد ردوا المحذوف من "دم" و"يد" فيقوله ]من الوافر[:

فلو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر(1اليقين )

وقول اآلخر ]من الكامل[: يديان بيضاوان عند محلم ... قد تمنعانك أن تضام

(2وتضهدا ) فهال لزم لذلك رد المحذوف في النسب إليهما؟ قيل:

ال اعتداد بذلك, ألن ذلك من ضرورات الشعر، ومن ذلك النسب إلى "حر": "حري"، وإن شئت "حرحي"؛

ألنك تقول في التثنية: "حران"، وال تظهر المحذوف. ومن ذلك ما كان في أوله همزة الوصل، فتقول في"، وإن شئت: "بنوي"؛ النك النسب إلى "ابن": "ابني

تقول في التثنية: "ابنان". وتقول في النسب إلى"، وإن شئت: "سموي" بكسر السين "اسم": "اسمي

وفتح الميم. أما كسر السين، فألن األصل "سمو"؛ لقولهم في تكسيره: "أسماء"، نحو: "عدل"،

و"أعدال"، وأما فتح الميم، فعلى قاعدة مذهب سيبويه، وأما قياس قول األخفش؛ فأن يقال:

"سموي" بسكون الميم؛ ألنه األصل.

فصل ]النسبة إلي "بنت" و"أخت" و"كلتا"[ قال صاحب الكتاب: وتقول في "بنت", و"أخت":

(، وعند3"بنوي", و"أخوي" عند الخليل وسيبويه ) (: "بنتي", و"أختي". وتقول في "كلتا":4يونس )

"كلتي", و"كلتوي" على المذهبين.* * *

قال الشارح: اعلم أن التاء في "بنت" و"أخت" بدل من الالم فيهما، واألصل: "أخوة" و"بنوة"، فنقلوا

"بنوة�" و"أخوة�"، ووزنهما "فعل" إلي "فعل" و"فعل"، فألحقوهما بالتاء المبدلة من المها بوزن "جذع"، و"قفل"، فقالوا: "بنت"، و"أخت". وليست التاء فيهما على الحقيقة للتأنيث لسكون ما قبلها.

هذا مذهب سيبويه، وقد نص عليه في باب ما ال ينصرف، فقال: لو سميت بهما رجال� لصرفتهما

(، وهذا نص منه، ولو كانت للتأنيث، لما5معرفة ) انصرفا، إال أنها، وإن لم تكن للتأنيث، فإنها في

مذهب عالمة التأنيث إذ كانت لم تقع إال على مؤنث.فإذا نسبت إلى واحد منهما، حذفت التاء؛ النها

Page 184: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________.685( تقدم بالرقم 1).684( تقدم بالرقم 2).363، 362/ 3( الكتاب 3).363/ 3( الكتاب 4) ، وفيه: "وإن سميت رجال� بـ"بنت"221/ 3( الكتاب 5)

أو "أخت" صرفته.

(3/467)

مشبهة بتاء التأنيث، وفي حكمها، فحذفوها كحذف التاء في "ربعي"، و"جهني". ولما حذفوها، أعادوا

الالم المحذوفة؛ ألن التاء كانت بدال� منها. فلما زال البدل، عاد المبدل منه، فلذلك تقول في "بنت":

"بنوي" كالمذكر، وفي "أخت": "أخوي"، فقد صار في التاء مذهبان: مذهب الحروف األصلية لما ذكرناه من سكون ما قبلها، ومذهب تاء التأنيث لحذفها في

النسب. ويونس يقول: "بنتي"، و"أختي"، ويجري التاء فيهما مجرى األصل، فكان يلزمه أن يقول في

النسب إلى "هنت"، و"منت": "هنتي"، و"منتي"، ولميقل ذلك أحد.

وأما "كلتا"، فالتاء فيها بدل من المها، واأللف فيها للتأنيث على حد إبدالها في "بنت"، و"أخت". وأصلها

"كلوى" كـ"ذكرى". والذي يدل على أن الالم معتلة قولهم في مذكرها: "كال"، و"كال" فعل، والمه معتلة

ا". وأن تكون الالم واو�ا أمثل ا"، و"رض� بمنزلة الم "حج� من أن تكون ياء�, ألن إبدال التاء من الواو أضعاف

إبدالها من الياء، والعمل إنما هو على األكثر، فعلى هذا ينسب إليه كما ينسب إلى "بنت"، و"أخت"، فتقول: "كلوي". فمن حيث وجب رد "بنت" في النسب إلى األصل، وجب رد "كلتا" إلى األصل،

وحذفت التاء، ثم حذفت ألف التأنيث، فقيل: "كلوي". والالم متحركة؛ ألنه قد صح تحريكها في

"كال". وقياس مذهب يونس أن يقول: "كلتوي"؛ ألنالتاء بدل من الالم، فهي كتاء "بنت"، و"أخت".

وقوله: "تقول كلتي وكلتوي على المذهبين" يعني يونس وسيبويه، وليس بصحيح؛ ألن سيبويه يقول:

"كلوي"، وكان أبو عمر الجرمي يذهب إلى أنها

Page 185: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"فعتل" وأن التاء علم تأنيثها، والنسبة إليها: "كلوي"، كما يقال في "ملهى": "ملهوي". ويشهد

بفساد هذا القول أن التاء ال تكون عالمة تأنيث الواحد إال وقبلها فتحة، نحو: "طلحة"، و"قائمة"، أو

يكون قبلها ألف، نحو: "سعالة"، و"عزهاة". والالم في "كلتا" ساكنة كما ترى. ووجه ثان: أن عالمة

ا ال محالة، ا، إنما تكون آخر� التأنيث ال تكون أبد�ا حشو� و"كلتا" اسم مفرد يفيد معنى التثنية، بإجماع من

البصريين، فال يجوز أن تكون التاء فيه للتأنيث، وما�" مثال ال يوجد قبلها ساكن. ووجه ثالث: أن "فعتال

في الكالم أصال�، فيحمل هذا عليه، فعلى هذا، لو سميت رجال� بـ"كلتا"؛ لم تصرفه على قول سيبويه

( بمنزلة ألف1معرفة� وال نكرة�, ألن ألفها للتأنيث ) "ذكرى"، وتصرفه نكرة في قول الجرمي, ألن أقصى

أحواله أن يكون كـ"قائمة" و"قاعدة"، فاعرفه.__________

.317/ 4( انظر الكتاب 1)

(3/468)

فصل ]النسبة إلي المركب[ قال صاحب الكتاب: وينسب إلى الصدر من المركبة,

فتقول: "معدي", و"حضري", و"خمسي", فيا، وكذلك: "اثني" أو "ثنوي" في "خمسة عشر" اسم�

ا، وال ينسب إليه وهو عدد، ومنه "اثني عشر" إسم�ا", و"برق نحره", تقول: "تأبطي", "تأبط شر�

و"برقي".* * *

ا قال الشارح: إذا كان االسمان قد ركبا، وجعال اسم�ا على المسمى، فالوجه والقياس حذف واحد�ا علم�

( بمنزلة تاء التأنيث،1الثاني منهما، يجعله الخليل ) فـ"حضرموت" بمنزلة "طلحة"، وتقع النسبة إلى

األول، فتقول في النسب إلى "معدي كرب": "معدي"، وفي "حضرموت": "حضري"، وفي "خمسة

عشر": "خمسي". وذلك ألن التركيب لم يجعلهماا واحد�ا على الحقيقة، أال ترى أن من جملة اسم�

المركبات نحو: "شغر بغر"، وليس في األسماء ما يتوالى فيه ستة متحركات، فعلم أن منزلة الثاني من

Page 186: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

األول منزلة عالمة التأنيث ضمت إلى الصدر، فحذفت في النسب، ووقعت النسبة إلى الصدر، ولو كانا شيئ�ا

واحد�ا على التحقيق، لوقعت النسبة إليهما كما تقع (، ونحوهما مما3(، و"عنتريس" )2في "عيضموز" )

ا. جعل على الزيادة اسم� ومن ذلك "اثنا عشر" إذا نسبت إليه، وهو علم، قلت:

"ثنوي" في قول من قال في "ابن": "بنوي"؛ ألن مجراهما واحد. وتقول: "اثني" في قول من قال "ابني". وذلك أنهم شبهوا "عشر" من "اثنا عشر"

بالنون في "اثنين"، كما شبهوا "عشر" من "خمسة عشر" بتاء التأنيث؛ ألنها واقعة موقع النون في

"اثنان"، و"اثنين"، ولذلك ال تجامعهما. فكما تحذف النون إذا نسبت إليها، كذلك تحذف الثاني منهما،

وهو"عشر"، فتقول: "اثني"، و"ثنوي". فأما إذا كان عدد�ا، فال يضاف إليهما؛ ألنك لو نسبت إليهما، وجب

أن تقول: "اثني"، أو "ثنوي"، فكان يلبس بالنسب إلى االثنين، وكذلك سائر األعداد المركبة من نحو

"خمسة عشر" ال ينسب إليها، وهي عدد.ا، فال ا أيض� فإن قيل: فالنسبة إلى العلم قد توقع لبس� يعلم هل هو مسمى بـ"اثنين" أو بـ"اثني عشر"؛ قيل:

اللبس في األعالم ال يعتد به؛ لعلم المخاطب بالمنسوب إليه. وقد أجاز أبو حاتم السجستاني

النسب في مثل هذا إليهما مفردين__________

.374/ 3( الكتاب 1) 380/ 5( العيضموز: العجوز الكبيرة. )لسان العرب 2)

)غضمز((. ( العنتريس: الداهية، والناقة الصلبة الجريئة.3)

)عترس((.130/ 6)لسان العرب

(3/469)

ا من اللبس، فيقول: "ثوب إحدوي عشري"، فرار� و"إحدوي". ومن قال: "إحدى عشرة" بكسر الشين،

قال: "إحدوي عشري"، بفتح الشين في النسب، كماتقول في النسب، إلي "النمر": "نمري".

ومن ذلك: الجمل المحكية المسمى بها من نحوا"، و"برق نحره"، فإنك إذا نسبت إلى شيء "تأبط شر

Page 187: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

من ذلك، نسبت إلى األول، وحذفت الثاني، فتقول:ى حبا". حذفت وي" في "ذر "تأبطي"، و"برقي"، و"ذرا" المفعول، ونزعت الفاعل من الفعل، من "تأبط شر

ليخرج من أن يكون جملة�، وما علمنا أحد�ا نسب إلىا"، والباقي قياس. شيء من ذلك إال إلى "تأبط شر

وإنما وجب النسب إلى األول؛ ألن الحكاية في معنى المركب والمضاف من حيث كان أكثر من اسم واحد،

بل هو في الحكاية أبلغ, ألنه قد يكون أكثر من اسمين، فكما تقول: "حضري" في "حضرموت"،

" و"عبدي" في "عبد القيس"، كذلك تقول: "تأبطيا" وبابه، وقد قالوا: "كوني" في في "تأبط شر

النسب إلى "كنت" إذا كان يكثر من قول "كنت". وذلك أنهم حذفوا التاء الفاعلة، ثم نسبوا إلى "كن"،

ك النون وأعادوا الواو التى هي عين الفعل؛ لتحر بالكسر الجتماعها مع ياء النسب. ومنهم من قال:

"كنتي"، فنسب إلى "كنت"، لما اختلط ضمير الفاعل بالفعل وال يوجد فصله من الفعل؛ صارا كالكلمة

الواحدة، فجازت النسبة إليهما لذلك. وهذا أحد ما يدل على شدة امتزاج الفاعل واختالطه به. قال

الشاعر ]من الطويل[: فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجن�ا ... وشر خصال المرء

(1كنت وعاجن ) ومنهم من قال: "كنتني"، فزاد نون الوقاية مع ضمير

الفاعل، كأنه حافظ على لفظ "كنت" فأدخل نون الوقاية، ليسلم لفظ "كنت" من الكسر، قال الشاعر-

أنشده ثعلب ]من الطويل[:جال840 - وما أنت كنتي وما أنا عاجن ... وشر الر

الكنتني وعاجن__________

.19( تقدم بالرقم 1) ؛284/ 6 - التخريج: البيت لألعشى في الدرر 840

؛ وليس في ديوانه؛ وبال نسبة193/ 2وهمع الهوامع ؛539؛ وتذكرة النحاة ص 82في أسرار العربية ص .224/ 1وسر صناعة اإلعراب

اللغة: العاجن: المسن، والمعتمد على األرض بجمعهإذا أراد النهوض من كبر أو بدن.

اإلعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "أنت": ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ.

"كنتي": خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. "وما أنا

Page 188: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عاجن": تعرب إعراب "وما أنت كنتي". "وشر": الواو: حرف استئناف، و"شر": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الرجال": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "الكنتني":

خبر مرفوع. "وعاجن": الواو: حرف عطف،و"عاجن": اسم معطوف مرفوع. =

(3/470)

وقد عاب أبو العباس "كنتنيا"، وقال: "هو خطأ"،فاعرفه.

فصل ]النسبة إلي المركب تركيب�ا إضافيا[ قال صاحب الكتاب: والمضاف على ضربين: مضاف

إلى اسم معروف يتناول مسمى على حياله, كـ "ابن الزبير", و"ابن كراع", ومنه الكنى كأبي مسلم وأبي

بكر، ومضاف إلى ما ال ينفصل في المعنى عن االول كامرئ القيس وعبد القيس. فالنسب إلى الضرب

األول زبيري وكراعي ومسلمي وبكري, وإلى الثانيعبدي ومرئي قال ذو الرمة ]من الوافر[:

� ... ]كما ألغيت بالدية841 - ويذهب بينها المرئي لغواالحوارا[

وقد يصاغ منهما اسم فينسب إليه كعبدري وعبقسيوعبشمي.

* * * قال الشارح: اعلم أن القياس في الباب أن تقع

النسبة إلى االسم األول, ألن االسم الثاني بمنزلة تمام االسم، وواقع موقع التنوين، فكانت اإلضافة

إلى األول لذلك، فقالوا في "عبد القيس": "عبدي"". إن شئت "، و"مرئي وفي "امرئ القيس": "امرئي هذا مقتضى القياس، إال أن يعرض ما يوجب العدول

إلى الثاني، وذلك إما للبس يقع،__________

= وجملة "وما أنت كنتي": بحسب الواو، وجملة "وما أنا عاجن" معطوفة، وجملة "وشر الرجال ... "

استئنافية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "الكنتني" في النسبة إلى

"كنت"، وهذا شاذ، وقيل: خطأ. - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص841

Page 189: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

1379.. اللغة: المرئي: نسبة إلى امرئ القيس. لغو�ا: باطال�

الغيت: أهملت. الدية: ثمن دم القتيل. الحوار: ولدالناقة ساعة يولد.

اإلعراب: "ويذهب": الواو: بحسب ما قبلها، و"يذهب": فعل مضارع مرفوع. "بينها": ظرف مكان منصوب متعلق بـ"يذهب"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "المرئي": فاعل

ا": حال منصوبة. "كما": الكاف: اسم مرفوع. "لغو� بمعنى "مثل" مبني على الفتح في محل نصب

مفعول مطلق، وهو مضاف، و"ما": مصدرية. والمصدر المؤول من "ما" والفعل "ألغيت" في محل

جر مضاف إليه. "ألغيت": فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "بالدية": جار

ومجرور متعلقان بـ"ألغى". "الحوارا": مفعول بهمنصوب، واأللف. لإلطالق.

وجملة "يذهب": بحسب ما قبلها. والشاهد فيه قوله: "المرئي" نسبة إلى "امرئ

القيس"، حيث نسبه إلى الجزء األول من المركباإلضافي، وهذا جائز.

(3/471)

ا إلى آخر أو لزيادة بيان يتوقع، وذلك إذا كان مضاف� من الكنى، وما جرى مجراها، كقولك في النسب إلى

"أبي بكر": "بكري" وإلى "أبي مسلم": "مسلمي". وقالوا في النسبة إلى رجل يعرف بابن كراع:

"كراعي"، وإلى ابن دعلج: "دعلجي". وإنما كان كذلك في "ابن فالن"، و"أبي فالن"؛ ألن الكنى كلها

متشابهة في االسم المضاف ومختلفة في المضاف إليه، وباختالف األسماء المضاف إليها يتميز بعض من

بعض، كقولك: "أبو زيد"، و"أبو جعفر"، فلو أضفنا إلى األول، لصارت النسبة إليه كله "أبوي"، فكان ال يتميز بعض من بعض، وكذلك لو نسبنا إلى "االبن"،

لوقع اللبس، ولم يتميز، فعدلوا إلى الثاني لذلك، والذي ذكره صاحب الكتاب مذهب المبرد، فإنه كان

ف بالثاني، وكان يقول: ما كان في المضاف يعرا، فالقياس إضافته إلى الثاني، نحو: الثاني معروف�

Page 190: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بير"، و"ابن كراع". وما كان الثاني منه غير "ابن الز معروف؛ فالقياس اإلضافة إلى األول، مثل: "عبد

القيس"، و"امرئ القيس"؛ ألن "القيس" ليس بشيء معروف أضيف "عبد" و"امرؤ" إليه. ويرد عليه الكنى؛

ألن الثاني غير معروف كـ"أبي مسلم"، و"أبي بكر"ا" ليسا اسمين معروفين ا"، و"بكر� أال ترى أن "مسلم� أضيف األول إليهما، فإنه قد يكنى الصغير المولود،

ولم يكن له ولد، فبان أن القياس النسبة إلى األول، وإنما عدل إلى الثاني للبس، فأما قول الشاعر ]من

الوافر[:ويذهب بينها ... إلخ

مة يهجو امرأ القيس، وليس الشاعر، البيت لذي الر بل آخر اسمه ذلك، فرآه جرير بن الخطفى، وهو

ينشئ، فقال: هل أغنيك ببيت أو بيتين، وأنشأ ]منالوافر[:

يعد الناسبون إلى تميم ... بيوت المجد أربعة� كباراا ثم حنظلة الخيارا باب وآل بكر ... وعمر� يعدون الر

ا ... كما ألغيت بالدية الحوارا ويذهب بينها المرئي لغو� وقد يصوغون من حروف االسمين ما ينسبون إليه،

فقالوا: "عبشمي" في "عبد شمس"، و"عبدري" في "عبد الدار"، و"عبقسي" في "عبد القيس"، كأنهم

أضافوا إلى "عبشم"، و"عبدر"، و"عبقس" وذلك ليسبقياس، وإنما يسمع ما قالوه، وال يقاس عليه لقلته.

فصل ]النسبة إلي الجمع[ قال صاحب الكتاب: وإذا نسب إلى الجمع, رد إلى

الواحد كقولك مسمعي ومهلبي وفرضي وصحفي, وأما األنصاري واألنباري واألعرابي فلجريها مجرى القبائل كأنماري وضبابي وكالبي، ومنه المعافري

والمدائني.* * *

(3/472)

قال الشارح: إذا نسب الشيء إلى جمع، فهو علىا عليه ر� ا مكس ضربين: أحدهما أن يكون جمع�ا صحيح�

ا لواحد أو لجمع. الواحد، واآلخر أن يكون الجمع اسم� فما كان من األول ونسبت إليه من يلزمه ويمارسه،

Page 191: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فالباب أن تنسب إلى واحده، كرجل يلزم المساجد،حف، ويكثر االستعمال بالفرائض، والنظر في الص

فإذا نسبت إلى شيء من ذلك؛ قيل فيه: "مسجدي"، و"فرضي"، و"صحفي". تردها إلى "مسجد"، و"فريضة"، و"صحيفة". وقالوا: "مسمعي"،

و"مهلبي" في النسبة إلى "المسامعة"، و"المهالبة"؛ ألنه جمع، والواحد مسمعي ومهلبي، فحذفت من

الواحد ياء النسبة، ثم أحدثت ياء� للنسبة غيرها على القاعدة. والمسامعة قوم نزلوا البصرة، فنسبت إليهم المحلة، ومن المحدثين المعروفين بها أبو

يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، كان أحد المتكلمين على مذهب العدل والتوحيد، والواحد من المسامعة "مسمعي"، بكسر الميم األولى، منسوب

إلى "مسمع"، ومنه قوله ]من الطويل[: - ]لقد علمت أولى المغيرة أنني[ ... كررت ولم842

أنكل عن الضرب مسمعا و"المهالبة" جمع "المهلبي"، و"المهلبي" منسوب

إلى المهلب بن أبي صفرة أبي__________

- التخريج: البيت للمرار األسدي في ديوانه ص842 ؛193/ 1؛ والكتاب 60/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 464

وللمرار األسدي أو لزغبة الباهلي في شرح شواهد ؛501، 40/ 3؛ والمقاصد النحوية 136اإليضاح ص

؛129، 128/ 8ولمالك بن زغبة في خزانة األدب /1؛ وبال نسبة في شرح األشموني 255/ 5والدرر

؛ وهمع14/ 1؛ والمقتضب 271؛ واللمع ص 202.93/ 2الهوامع

اللغة: أولى: أول. المغيرة: الخيل تخرج للغارة، وهنا الفرسان. أنكل: أنكص، أرجع من الخوف. مسمع: هو

مسمع بن شيبان. المعنى: لقد علم أول من لقيت من المغيرين أني هزمتهم، ولحقت عميدهم، فلم أتراجع عن ضربه

بالسيف. اإلعراب: "لقد": الالم: رابطة لجواب القسم

المحذوف، و"قد": حرف تحقيق. "علمت": فعل ماض، والتاء: للتأنيث. "أولى": فاعل مرفوع، وهو

مضاف. "المغيرة": مضاف إليه مجرور. "أنني": حرف مشبه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل

مبني في محل نصب اسم "أن". "كررت": فعل

Page 192: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد

مفعولي "علم". "ولم": الواو: حرف عطف، و"لم": حرف جزم. "أنكل": فعل مضارع مجزوم، وفاعله

ضمير مستتر تقديره: أنا. "عن الضرب": جار ومجرور متعلقان بـ"أنكل". "مسمعا": مفعول به للمصدر

"الضرب". وجملة القسم المحذوفة: ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "لقد علمت ... ": جواب القسم ال محل لها من اإلعراب. وجملة "كررت": في محل رفعخبر "أن". وجملة "لم أنكل": معطوفة على سابقتها. والشاهد فيه قوله: "مسمعا"، وهو مسمع بن شيبان

الذي نسب إليه المسامعة.

(3/473)

المهالبة، نسب بنوه إليه، وقالوا في النسب إلى "العبالت"، وهم حي من قريش: "عبلي"؛ ألن واحده "عبلي"، كأنهم نسبوا إلى أمهم عبلة. وإنما اختاروا

النسب إلى الواحد دون لفظ الجمع، كأنهم فرقواا لشيء واحد، وبينه إذا لم يرد به إال بين ما كان اسم�

الجمع، وساغ لهم ذلك؛ ألن المنسوب مالبس لكل، فنسبوا إليه، واحى من آحاد ذلك، ولفظ الواحد أخف

لذلك قالوا: "بنوي"، و"أبناوي"؛ فأما "بنوي" فمنسوب إلى "أبناء فارس"، وهم الذين استصحبهم

سيف بن ذي يزن إلى اليمن، وأما "األبناوي"فمنسوب إلى قبائل سعد بن زيد مناة.

ا لواحد أو لجمع؛ وأما الضرب الثاني، وهو ما كان اسم� فإنك تنسب إليه على لفظه من غير تغيير، فتقول في "أنمار": "أنماري"؛ ألنه اسم لواحد. وقالوا فيباب": "ضبابي"؛ "كالب" "كالبي"، وقالوا في "الض ألنه اسم قبيلة. وقالوا "معافري"، وهو اسم رجل

يقال له: معافر بن مر أخو تميم. وقالوا: "أنصاري"؛ ألن "األنصار" اسم وقع لجماعتهم، ومن ذلك

"مدائني"، و"أنباري". و"المدائن"، و"األنبار" علمان على بلدين معروفين بالعراق. وتقول في النسب

إلى "نفر": "نفري"، وإلى "رهط": "رهطي"؛ ألنه اسم للجمع، ال واحد له من لفظه. وتقول في النسب

Page 193: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إلى نسوة: "نسوي"؛ ألنه اسم للجمع. فلو جمعت شيئ�ا من أسماء الجمع، نحو: "أراهط"، و"أنفار"،

و"نساء"؛ لقلت في النسب إليه: "رهطي"، و"نفري"، و"نسوي"؛ ألن قولك: "نفر"، و"رهط"

جمع ال واحد له، وقولك: "أراهط"، و"أنفار"، و"نساء" لها واحد من لفظها، وهو "نفر"، و"رهط"،

و"نسوة". وتقول في النسب إلى "محاسن": "محاسني"؛ ألنه ال واحد له من لفظه؛ ألنه ال يقال

"محسن". وعلى هذا تقول في النسب إلى "مشابه"، و"مذاكير": "مشابهي"، و"مذاكيري" ألنه ال يقال في

واحدهما: "مشبه"، وال "مذكار". وتقول في "األعراب": "أعرابي"؛ ألنه ال واحد له من لفظه،

وليس بتكسير "عرب"، إذ ليس معنى العرب معنىا له؛ ألن العرب من كان من األعراب، فيكون تكسير� هذا الجيل من سكان البلدان والبادية، واألعراب من

كان منهم من سكان البادية، فاعرفه.

فصل ]ما شذ في النسبة عن القياس[ قال صاحب الكتاب: ومن المعدولة عن القياس

قولهم بدوي وبصري وعلوي وطائي وسهلي ودهري وأموي وثقفي وبحراني وصنعاني وقرشي وهذلي

قال ]من الطويل[: - هذيلية تدعو إذا هي فاخرت ... أبا� هذليا� من843

غطارفة نجد__________

.351/ 1 - التخريج: البيت بال نسبة في اإلنصاف 843

(3/474)

وفقمي وملحي وزباني وعبدي وجذمي، في فقيم كنانة، ومليح خزاعة، وزبينة وبني عبيدة، وجذيمة, وخراسي وخرسي ونتاج خرفي وجلولي وحروري في جلوالء وحروراء. وبهراني وروحاني في بهاء,

وروحاء, وخريبي في خريبة, وسليمي, وعميري, في سليمة من األزد وفي عميرة كلب, وسيلقي لرجل

يكون من أهل السليقة.* * *

قال الشارح: اعلم أن العرب قد نسبت إلى أشياء،

Page 194: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فغيروا لفظ المنسوب إليه، فاستعمل ذلك كما استعملته العرب، وال يقاس عليه غيره، فما جاء مما

( القياس،1ال نعلم مذهب العرب فيه، فهو على غير ) وهذا الشذوذ يجيء على ضروب: منها العدول عن

ثقيل إلى ما هو أخف منه، ومنها الفرق بين شيئين على لفظ واحد، ومنها التشبيه بشيء في معناه. فمن ذلك قولهم في النسبة إلى البادية: "بدوي"،

والقياس: "بادي" أو "بادوي" على حد "قاض"، و"قاضية"، و"غاز"، و"غازية"، كأنهم بنوا من لفظه

ا على "فعل" حملوه على ضده، وهو الحضر، اسم�فقالوا: "بدوي" كما قالوا: "حضري".

وقالوا: "بصري" بكسر الباء، والقياس فتحها، وذلك ألن البصرة سميت بهذا االسم لحجارة بيض في المربد، يتخذ منها الجص، يقال لها بصرة وبصر،

فنسبوا إلى معناه. وقالوا في النسب إلى العالية: "علوي"، والعالية

مواضع في بالد العرب، وهي__________

= اللغة: فاخرت: عارضت بالفخر. الغطارفة: جمع غطريف وهو السيد الشريف. والنجد: جمع النجدوالنجيد، وهو الشجاع الماضي فيما يعجز غيره.

المعنى: هي امرأة من هذيل يكفيها أن تنتسب ألبيها الهذلي، لتكون قد غلبت من تعارضه بالفخر، فقومها

سادة شرفاء، وشجعان ال يبارون. اإلعراب: "هذيلية": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي، مرفوع بالضمة. "تدعو": فعل مضارع مرفوع بالضمة

ا المقدرة على الواو، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز� تقديره: هي. "إذا": ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"تدعو". "هي":

ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور تقديره "إذا فاخرت هي فاخرت". "فاخرت": فعل ماض مبني على الفتح،ا والتاء: للتأنيث، والفاعل: ضمير مستتر فيه جواز�

تقديره: هي. "أب�ا": مفعول به منصوب بالفتحة. "هذليا": صفة منصوبة بالفتحة. "من غطارفة": جار

ومجرور متعلقان بـ"هذليا". "نجد": صفة مجرورةبالكسرة.

وجملة "هي هذيلية": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تدعو": في محل رفع صفة

Page 195: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لـ"هذيلية". وجملة "فاخرت" المحذوفة: في محل جر با إلضافة. وجملة "فاخرت" الثانية: تفسيرية ال محل

لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "هذليا" حيث عدل عن القياس،

في النسبة إلى "هذيل"، الذي يستوجب قوله"هذيليا".

( في الطبعتين: "على القياس"، وهذا خطأ.1)

(3/475)

الحجاز، وما واالها، كأنهم بنوه على "فعل"، ونسبوافل. إليه حمال� على ضده، وهو الس

ا، والقياس "طيئي"، " وهو شاذ أيض� وقالوا: "طائي فحذفوا إحدى الياءين على حد حذفها في "أسيد"،

ا، كما قالوا: "آية" و"أسيدي"، ثم أبدلوا من الياء ألف�وهو عند سيبويه "فعلة".

وقالوا: "داوي" في النسبة إلى "دو"، فقلبوا الياءا النفتاح ما قبلهما، وإن كانتا ساكنتين. والواو ألف�

هلي منسوب إلى وقالوا: "سهلي"، و"دهري"، فالسهل الذي هو خالف الحزن. وإذا نسبوا إلى رجل الس

اسمه سهل قالوا: "سهلي" بالفتح، كأنهم أرادوا الفرق بينهما، وأما الدهر، فإذا نسبوا إليه رجال� قد أتي عليه الدهر، وطال عمره؛ قالوا: "دهري". وإذا

كان رجال� يقول بقدم الدهر، وال يؤمن بالمعاد؛ قالوا:"دهري" بالفتح، فصلوا بينهما بذلك.

وقالوا في النسب إلى "أمية": "أموي" بالضم، وهو القياس، ومن العرب من يقول: "أموي" بفتح

الهمزة، كأنه رده إلى المكبر؛ ألن "أمية" تصغيرا. "أمة"، وأصل "أمة" "أموة" فحذفت الالم تخفيف�

وستقف عليه في التصريف إن شاء الله تعالى. وقالوا: "ثقفي" في النسبة إلى "ثقيف"، وهو أبو

(،1قبيلة من هوازن، وهو شاذ عند سيبويه ) والقياس: "ثقيفي"، وهو لغة قوم من العرب بتهامة

وما يقرب منها، وقد كثر ذلك عنهم حتى كاد يكونا. قياس�

وقالوا: "هذلي" في النسب إلى "هذيل"، وهو حيمن مضر بن مدركة بن إلياس، وقوله ]من الطويل[:

هذيلية تدعو ... إلخ

Page 196: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الشاهد فيه قوله: "هذيلية" في النسبة إلى "هذيل" أنشده شاهد�ا على صحة االستعمال، والقياس عند

(: "هذيلي". ومنه قوله: "هذيلية".2سيبويه ) وقالوا: "قرشي"، والقياس: "قريشي" نحو قوله

]من الطويل[: - بكل قريشي عليه مهابة ... سريع إلى داعي844

م الندى والتكر__________

.335/ 3( الكتاب 1).335/ 3( الكتاب 2)

- التخريج: البيت بال نسبة في شرح أبيات844 /6؛ ولسان العرب 337/ 3؛ والكتاب 325/ 2سيبويه

. =287 )قريش(؛ واللمع ص 336

(3/476)

وقالوا: "فقمي" في "فقيم"، وفقيم حي من كنانة، (، وفي "مليح خزاعة":1وهم نسأة المشهور )

"ملحي". وقولنا: "فقيم كنانة"؛ ألن في بني تميم فقيم بن جرير بن دارم، والنسبة إليه "فقيمي"،

وقولنا: "مليح خزاعة"؛ ألن فيهم مليح بن الهون،والنسبة إليه: "مليحي".

وقالوا في "سليم": "سلمي"، وفي "خثيم": "خثمي"، والداعي إلى هذا الشذوذ طلب الخفة؛

الجتماع الياء مع الكسرة وياءي النسب. ومن الشاذ قولهم: "بحراني" في النسب إلى

"البحرين"، و"صنعاني" في النسب إلى "صنعاء"؛ فأما بحراني فشاذ، والقياس: "بحري"، تحذف عالمة

التثنية في النسبة، كما تحذف تاء التأنيث، لكنهم كرهوا اللبس، ففرقوا بين النسب إلى "البحر", ألن النسبة إليه "بحري"، وبين ما ينسب إلى "البحرين"،

و"البحرين": موضع بعينه، والذي يقول: "بحراني" نسبه إلى "فعالن"، كانهم سموا به على مثال

"سعدان"، و"سكران"، فنسبوا إليه للفرق. وأما "صنعاني" في النسب إلى "صنعاء"، فمثله

"بهراني" في النسب إلى "بهراء"، وهي قبيلة من قضاعة، فهو شاذ، والقياس: "صنعاوي"، و"بهراوي"، ومن العرب من يقوله، ووجهه أنهم أبدلوا من الهمزة

Page 197: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

النون, ألن األلف والنون يجريان مجرى ألفي التأنيث،ا في النسب إلى "روحاء"، وهو بلد: وقالوا أيض�

. "روحاني"، والقياس: "روحاوي"، وهو أكثر استعماال�__________

= اللغة: قريشي: رجل من قريش؛ واألشهر: قرشي.الندى: السخاء من أندى وتندى إذا تسخى وتفضل. المعنى: أغدو مع كل قريشي ذي وقار، كريم جواد

يلبي من يدعوه مسرع�ا. اإلعراب: "بكل": الباء: حرف جر، "كل": اسم مجرور بحرف الجر، متعلقان بالفعل )أغدو( في بيت سابق. "قريشي": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عليه": جار

ومجرور متعلقان بخبر مقدم. "مهابة": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "سريع": صفة لـ"قريشي" مجرورة

بالكسرة. "إلى داعي": جار ومجرور متعلقان بـ"سريع". "الندى": مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة

على األلف. "والتكرم": الواو: للعطف، "التكرم":معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة.

وجملة "عليه مهابة": في محل جر صفة لـ"قريشي". والشاهد فيه قوله: "قولي، حيث أجراه في النسب

على أصله دون أن يحذف ياءه، وهو القياس، والحذف أكثر شيوع�ا مع شذوذه، فالعرب تقول: هذلي، نسبة إلى هذيل، وثقفي، نسبة إلى ثقيف، وقرشي نسبة

إلى قريش. ( كان العرب "إذا صدروا عن مني، يقوم رجل1)

منهم من كنانة، فيقول: أنا الذي ال أعاب وال أجابا، وال يرد لي قضاء، فيقولون: صدقت! أنسئنا شهر�

م، واجعلها في صفر، وأحل ر عنا حرمة المحر أي: أخم, ألنهم كانوا يكرهون أن يتوالى عليهم ثالثة المحر

أشهر حرم ال يغيرون فيها؛ ألن معاشهم كان من 167/ 1الغارة، فيحل لهم المحرم". )لسان العرب

)نسأ((.

(3/477)

وقالوا في النسبة إلى "زبينة"، وهي قبيلة من باهلة: "زباني"، والقياس: "زبيني"، وتحتمل هذه

األلف أمرين: أحدهما أئه لما كان القياس حذف الياء مع تاء التأنيث؛ توهموا سقوطها، وفتحوا الباء، ثم

Page 198: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا للفتحة قبلها على حد "طائي"، فصار قلبوا الياء ألف� "زبانيا". واألمر الثاني أنهم قالوا: "زبني" على

القياس، ثم أشبعوا فتحة الياء، فنشأت األلف بعدها على حد "بينا" من قولهم: "بينا زيد قائم أقبل

عمرو". ومنه بيت الكتاب ]من الوافر[:(1بينا نحن نرقبه أتانا ... معلق وفضة وزناد راع )

ومنه قولهم: "آمين" في لغة من مد، إنما هو"أمين"، زيدت األلف إشباع�ا للفتحة، وهو كثير.

ومن ذلك: "عبدي"، و"جذمي" في بني "عبيدة"، و"جذيمة". وبنو عبيدة حي من عدي، وجذيمة من عبد

القيس، والقياس عندي: "عبدي" و"جذمي" بفتح العين والجيم، كما تقول في "حنيفة": "حنفي"،

لكنهم ضموا كأنهم راموا الفرق بينه وبين غيره ممن اسمه عبيدة، وجذيمة. والذي يقول: "عبدي"،

و"جذمي" بالضم قليل، كأنهم صغروه، والكثير الفتح. وقالوا في النسب إلى خراسان: "خراساني"، وهو القياس. وقالوا: "خراسي"، و"خرسي"، وهو خارج

عن القياس، فمن قال "خراسي"، شبه األلف والنون في آخره بزيادة التثنية، أو بتاء التأنيث فحذفهما،

ومن قال: "خرسي"، فإنه حذف الزوائد أجمع، وبناه على "فعل"؛ ألنه أحد األبنية، ولم يغير الضمة من أوله، والقائد الذي ينسب إليه "الخرسي" من هذا

منسوب إلى "خراسان". وقالوا: "نتاج خرفي" إذا نتج زمن الخريف، والشذوذ

فيه كالشذوذ في "ثقفي"، و"هذلي". وقد قالواا: "خرفي" بسكون الراء، وهو أكثر في الكالم من أيض�

" هو القياس. ومن "خريفي". و"خرفي". و"خريفي قال: "خرفي" بالسكون، فإنه نسب إلى المصدر،

طب" إذا اجتنيته وهو الخرف من قولك: "خرفت الر في هذا الزمان، والمصادر تستعمل بمعنى الفاعلين،

كقولهم: "رجل عدل"، و"ماء غور"، والمراد: عادل،ا، ألنه يكون فيه، وغائر، كأنه جعل نفس الزمان خارف�

وكذلك كل ما ينسب إلى الخريف، كقولنا: "مطرخرفي"، و"فاكهة خرفية".

وقالوا: "جلولي"، و"حروري" في النسب إلى "جلوالء" قرية بناحية فارس، و"حروراء" وهو

الم الموضع الذي كان فيه القتال بين علي عليه السراة، فنسب والش

Page 199: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________.638( تقدم بالرقم 1)

(3/478)

الشراة إلى هذا الموضع الذي كان فيه القتال، فقيل لهم: "حرورية"، والواحد حروري، والقياس:

"حروراوي"، و"جلوالوي", ألن ما كان في آخره ألف ممدودة ال تحذف في النسب، كقولنا: "حمراوي"،

و"سمراوي"، وما أشبه ذلك، غير أنهم أسقطوا ألفي التأنيث لطول االسم، فشبهوهما بتاء التأنيث.

وقالوا: "خريبي" في النسب إلى "خريبة"، وهي قبيلة، والقياس: "خربي"، وقالوا: "سليمي"،

و"عميري" في "سليمة" من األزد، و"عميرة كلب"،ا: و"سليقي" للذي يتكلم بطبعه معرب�ا، وقد جاء أيض�

"رماح ردينية"، وهي منسوبة إلى "ردينة"، وهي زوجة سمهر، كانا يقومان الرماح، وهذا الشذوذ

خالف "ثقفي"، و"هذلي"؛ ألن هناك حذفت الياء، والدليل يقتضي إثباتها، وههنا أثبت الياء، والدليل

يقتضي حذفها. ووجهه أنه حمل كل واحد منهما علىا. اآلخر تشبيه�

وقد جاء عنهم من الشاذ أكثر مما ذكر. قالوا في،" النسب إلى "األفق": "أفقي" بالفتح, ألن "فعال�

ا كـ"عجم"، و"عجم"، و"عرب"، و"فعال�" يجتمعان كثير� و"عرب". وقد قالوا: "أفقي" بالضم في الهمزة" يجوز أن وسكون الفاء، وهو قياس؛ ألن "فعال�

ا مطرد�ا. يسكن ثانيه قياس� وقال بعضهم: "إبل حمضية" بفتح الميم، وذلك إذا أكلت الحمض، و"حمضية" أجود. قال المبرد: يقال: حمض وحمض، فإن صح ما قال؛ فيكون "حمضية"

ا. وقالوا في "بني الحبلى" وهم حي من قياس� األنصار: "حبلي" كأنهم فتحوا الباء للفرق بينهم

وبين غيرهم، وإنما سموا بني الحبلى لكبر بطنه.تاء": "شتوي"، كأنهم وقالوا في النسب إلى "الش

نسبوا إلى "شتوة"، وقيل: إن "شتاء�" جمع "شتوة" كـ"قصعة"، و"قصاع"، و"صحفة"، و"صحاف"، وأنت

إذا نسبت إلى جمع؛ رددته إلى واحده، فعلى هذاا. يكون قياس�

Page 200: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عر: "جماني"، وقالوا في الطويل الجمة، وهو الش وفي الطويل اللحية: "لحياني". ولو كانت "لحية"

: "لحيي" عند اسم بلد أو رجل؛ لم يقل فيه إال سيبويه، وعند يونس: "لحوي"، وقالوا في الغليظ

الرقبة: "رقباني"، زادوا األلف والنون للمبالغة داللة� على هذا المعنى، وهو خارج عن قياس النسبة، ولذلك ال يستعمل إال فيما استعملته العرب، ولو

قبة، لم تقل فيه إال "رقبي". نسبت إلى نفس الر واعلم أن هذه األسماء التي ذكرنا شذوذها، إذا نسبت

إليها في غير هذا الموضع الذي شذت فيه، أجريتها على القياس، ولم تستعمل فيه الشذوذ، كرجل

سميته بـ"زبينة"، فإنك تقول فيه: "زبني"، ولم يجز فيه "زباني"؛ ألنهم تكلموا بالشذوذ في اسم القبيلةا؛ التي يقال لها: "زبينة"، وكذلك إذا كان اسمه دهر�

لم يجز في النسب إليه إال

(3/479)

"دهري"، بفتح الدال, ألن "دهري�ا"، بضم الدهر، إنما تكلموا به في الرجل الذي يطول عمره، وتمضي عليه

الدهور، وكذلك سائرها.

فصل ]بناء علي "فعال" و"فاعل" ما فيه معنيالنسب من غير إلحاق اليائين[

قال صاحب الكتاب: وقد يبنى على "فعال", و"فاعل" ما فيه معنى النسب من غير إلحاق الياءين, كقولهم "بتات" و"عواج" و"ثواب" و"جمال" و"البن" و"تامر" و"دارع" و"نابل". والفرق بينهما أن فعاال� لذي صنعة

يزاولها ويديمها، وعليه أسماء المحترفين, وفاعل ( إنما1لمن يالبس الشيء في الجملة. وقال الخليل )

قالوا عيشة راضية أي ذات رضى، و"رجل طاعمكاس" على ذا.

* * * قال الشارح: اعلم أنهم قد نسبوا على غير المنهاج

المذكور، وذلك ألن لم يأتوا بياء النسبة، لكنهم يبنون بناء� يدل على نحو ما دل عليه ياء النسبة، وهو قولهم

: "بتات"، لصاحب البتوت وهي األكسية، واحدها بت ولصاحب الثياب: "ثواب"، و"لصاحب" البز: "بزار"،

Page 201: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولصاحب العاج: "عواج"، ولصاحب الجمال التي ينقل عليها: "جمال"، ولصاحب الحمير التي ينقل عليها:

يرفي: "صراف"، وهو أكثر من أن "حمار"، وللص يحصى، كـ"العطار"، و"النقاش". وهذا النحو إنما

يعملونه فيما كان صنعة� ومعالجة�، لتكثير الفعل، إذ صاحب الصنعة مداوم لصنعته، فجعل له البناء الدال

على التكثير، وهو "فعال"، بتضعيف العين؛ ألنالتضعيف للتكثير.

وما كان من هذا ذا شيء، وليس بصنعة يعالجها، أتوا" هو األصل، وإنما بها على "فاعل"، وذلك ألن "فاعال� يعدل عنه إلى "فعال" للمبالغة؛ فإذا لم ترد المبالغة؛ جيء به على األصل, ألنه ليس فيه تكثير. قالوا لذي الدرع: "دارع"، ولذي النبل: "نابل"، ولذي النشاب: "ناشب"، ولذي اللبن والتمر: "البن"، و"تامر". قال

الحطيئة ]من مجزوء الكامل[يف تامر845 - وغررتني وزعمت أنـ ... ـنك البن بالص

__________.382/ 3( الكتاب 1)

؛33 - التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص 845 ؛ وشرح282/ 3؛ والخصائص 327وأدب الكاتب ص

؛ ولسان381/ 3؛ والكتاب 230/ 2أبيات سيبويه )لبن(؛ وبال نسبة في رصف المباني374/ 13العرب

.181؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 72ص اللغة: غر: خدع. البن وتامر: صاحب لبن وتمر. اإلعراب: "وغررتني": الواو: بحسب ما قبلها،

"غررتني": فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب

مفعول به. "وزعمت": الواو: حرف عطف، =

(3/480)

الح: "سالح"، أي: ذو لبن، وذو تمر. وقالوا لذي الس ولصاحب الفرس، "فارس". و"فاعل" هاهنا ليس

بجار على الفعل، إنما هو اسم صيغ لذي الشيء، أالترى أنك ال تقول: "درع يدرع"، وال "لبن يلبن". وقالوا لصاحب النعل: "ناعل" ولصاحب الحذاء:

حم: "حاذ"، ولصاحب اللحم: "الحم"، ولصاحب الش "شاحم". وإن كان شيء من هذه األشياء صنعة�

Page 202: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا يداومها صاحبها؛ نسب على "فعال"، فيقال ومعاش� لمن يبيع اللبن والتمر: "لبان"، و"تمار"، ولمن يرمي

بالنبل: "نبال". قال امرؤ القيس ]من الطويل[: - وليس بذي رمح فيطعنني به ... وليس بذي846

سيف وليس بنبال وربما جمعوا اللفظين في شيء واحد، قالوا: "رجل

سائف، وسياف"، وقالوا: "رجل__________

= "زعمت": فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. "أنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير

في محل نصب اسم "إن". "البن": خبر "أن" مرفوع.يف": جار ومجرور متعلقان بـ"البن". "تامر": "بالص

." خبر ثان لـ"أن وجملة "غررتني": بحسب ما قبلها. وجملة "زعمت":

معطوفة على سابقتها. والمصدر المؤول من "أن"وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به لـ"زعم".

والشاهد فيه قوله: "البن" و"تامر" حيث استغنى عن ياء النسب بصوغ الفاعل بمعنى "صاحب لبن"

و"صاحب تمر". - التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص846 ؛ وشرح شواهد221/ 3؛ وشرح أبيات سيبويه 33

/11؛ ولسان العرب 383/ 2؛ والكتاب 341/ 1المغني ؛ وبال نسبة540/ 4 )نبل(؛ والمقاصد النحوية 642

؛111/ 1؛ ومغني اللبيب 745/ 3في شرح األشموني .162/ 3والمقتضب

اإلعراب: "وليس": الواو: بحسب ما قبلها، "ليس":ا فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جواز� تقديره: "هو". "بذي": الباء حرف جر زائد، "ذي":

اسم مجرور لفظ�ا منصوب محال على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف. "رمح": مضاف إليه مجرور. "فيطعنني":

الفاء السببية: حرف عطف "يطعنني": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله

ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على مصدر منتزع من الكالم

السابق. "به": جار ومجرور متعلقان بـ "يطعن". "وليس": الواو: حرف عطف، "ليس": فعل ماض

ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "بذي": الباء حرف جر زائد، و"ذي": اسم مجرور لفظ�ا

Page 203: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منصوب محال� على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف. "سيف": مضاف إليه مجرور. "وليس": حرف عطف،

"ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "بنبال": الباء حرف جر زائد، "نبال":

اسم مجرور لفظ�ا، منصوب محال� على أنه خبر"ليس".

وجملة "ليس بذي رمح": بحسب ما قبلها. وجملة "يطعنني": صلة الموصول الحرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ليس بذي سيف" معطوفة على

الجملة األولى. وجملة "ليس بنبال": معطوفة علىا. الجملة األولى أيض�

والشاهد فيه قوله: "نبال" حيث بناه على "فعال"، والقياس "نابل" أي: ذو نبل، ولكنه أجراه مجرى

صاحب الصفة، كما قيل: بغال وسياف.

(3/481)

تارس، وتراس"، أي: معه ترس. وقالوا: هو مالزم،فأجروه مجرى الصنعة والعالج.

وقالوا: "هم ناصب"، أي: ذو نصب، وليس على الفعل، فهو كالدارع، والناشب، وقالوا: "رجل كاس"؛ أي: ذو كسوة، و"طاعم"، أي: ذو طعم، أي: آكل، وهو مما يذم به، أي ليس له فضل، غير أنه يأكل ويشرب.

قال الحطيئة ]من البسيط[: - دع المكارم ال ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك847

أنت الطاعم الكاسي ومن ذلك قولهم: "حائض"، و"طالق"، و"طامث"، أي:

ذات حيض وطالق وطمث في أصح األقوال. ( فقد قال1فأما قوله تعالى: }عيشة راضية{ )

الخليل: إنه من قبيل النسب، إال أنه يشكل عليه دخول التاء، ألنهم قالوا: إنما سقطت التاء من

"حائض"، و"طالق"؛ ألنه ليس بجار على الفعل، وقد ذكروا أن "عيشة� راضية" لم تجر على الفعل ألن

العيشة مرضية، وفعلها "رضيت"، فحملوها على أنها ذات رضى من أهلها بها، ثم أثبتت الهاء فيها، فيجوز

أن تكون الهاء للمبالغة على حدها في "عالمة"،ابة". و"نس

ا واسع�ا، فليس بقياس، وهذا القبيل، وإن كان كثير�

Page 204: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بل يتبع فيه ما قالوه، وال يتجاوز، فال يقال لبائع البر: "برار"، وال لصاحب الفاكهة: "فكاه"، وال لصاحب الشعير: "شعار"، وال لبائع الدقيق: "دقاق"، وإنما

يقال: "دقيقي"، وقد قيل: "دقاق". ومثل ذلك" نسب على قياس النسب، والفراء على "الكسائي

قياس "البزاز" و"العطار".__________

؛108 - التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص 847 /6؛ وخزانة األدب 155/ 2؛ واألغاني 175واألزهية ص

؛ وشرح شواهد120؛ وشرح شواهد الشافية ص 299 ؛ ولسان334؛ والشعر والشعراء ص 916/ 2المغني 224/ 15 )طعم(، 364/ 12 )ذرق(، 108/ 10العرب

؛418)كسا(؛ وبال نسبة في تخلمص الشواهد ص /2؛ وشرح شافية ابن الحاجب 115/ 5وخزانة األدب

88. اللغة: البغية: الطلب. الطاعم والكاسي: أي صاحب

طعام وكسوة. المعنى: اترك مكارم األخالق فلست أهال� لها، واجلس

في دارك كالعاجز يأتيك الطعام والكساء. اإلعراب: "دع": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه

وجوب�ا تقديره: "أنت": "المكارم": مفعول به منصوبا": فعل مضارع بالفتحة، "ال": ناهية جازمة، "ترح�

مجزوم بـ"ال"، والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: "أنت": "لبغيتها": جار ومجرور متعلقان بـ"ترحل"،

وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "واقعد": الواو: حرف عطف، "اقعد": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: "أنت".

"فإنك": الفاء: استئنافية، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير في محل نصب اسم "إن". "أنت": حرف فصل. "الطاعم": خبر "إن" مرفوع.

"الكاسي": خبر "إن" مرفوع. وجملة "دع المكارم": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "ال ترحل": تفسيرية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "اقعد": معطوفة على "دع". وجملة

"إنك الطاعم الكاسي": استئنافية ال محل لها مناإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "الطاعم الكاسي" حيث استغنى عن ياء النسب بصوغ الفاعل بمعنى "صاحب طعام"

Page 205: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"صاحب كساء"..7، والقارعة: 21( الحاقة: 1)

(3/482)

ل للزمخشري شرح المفصتأليف

موفق الدين أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيشهـ643الموصلي المتوفي سنة

قدم له ووضع هوامشه وفهارسه الدكتور إميل بديعيعقوب

الجزء الرابعمنشورات

محمد علي بيضونلنشر كتب السنة والجماعة

دار الكتب العلميةبيروت- لبنان

(4/1)

جميع الحقوق محفوظة جميع حقوق الملكية األدبية والفنية محفوظة لدار

الكتب العلمية بيروت -لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو إعادة تنضيد

الكتاب كامال أو مجزأ أو تسجيله علي أشرطة كاسيت أو إدخاله علي الكمبيوتر أو برمجته علي اسطوانات

ضوئية إال بموافقة الناشر خطيا.

الطبعة األولي م2001 هـ - 1422

دار الكتب العلميةبيروت - لبنان

رمل الظريف. شارع البحتري, بناية ملكارت )378542 - 366135 - 364398هاتف وفاكس:

9611) بيروت - لبنان11 - 9424صندوق بريد:

Page 206: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/2)

بسم الله الرحمن الرحيمومن أصناف االسم

أسماء العددفصل

قال صاحب الكتاب: هذه األسماء أصولها اثنتا عشرة كلمة, وهي الواحد إلى العشرة، والمائة إلى األلف،

وما عداها من أسامي العدد فمتشعب منها, وعامتها تشفع بأسماء المعدودات؛ لتدل على األجناس

ومقاديرها كقولك ثالثة أبواب، وعشرة دراهم، وأحد عشر دينارا�، وعشرون رجال�، ومائة درهم، وألف ثوب،

ما خال الواحد واالثنين؛ فإنك ال تقول فيهما واحد رجال وال اثنا دراهم بل تلفظ باسم الجنس مفردا�

وبه مثنى كقولك رجل ورجالن، فتحصل لك الداللتان معا� بلفظة واحدة. وقد عمل على القياس المرفوض

من قال ]من الرجز[:(1ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل )

* * * قال الشارح: اعلم أن العدد مصدر عددت الشيء أعده

عدا إذا أحصيته، والعدد االسم، وأسماؤه اثنا عشرا كما ذكر: الواحد فما فوقه إلى التسعة، اسم�

والعشرة، والمائة، واأللف؛ ألن كل مرتبة فيها تسعة عقود، فاآلحاد تسعة عقود، والعشرات تسعة عقود،

والمئات تسعة عقود، واأللوف متشعبة منها، أي: مأخوذة من المراتب الثالثة، فهي آحاد ألوف،

وعشرات ألوف، ومئات ألوف، وألوف ألوف إلى ما النهاية له.

فأما قوله: "الواحد"، فاسم واقع في الكالم علىا علما على هذا ضربين: أحدهما أن يكون اسم�

المقدار، كما أن سائر أسماء العدد كذلك، وال يجرىا على ما قبله جري الصفة المشتقة، وإنما وصف�

حكمه إذا قلت: "مررت برجال ثالثة أو أربعة" ونحوهما من أسماء العدد، حكم أسماء األجناس من

نحو: "مررت بقاع عرفج كله"، أي: خشن، وكذلك "مررت برجال ثالثة"، أي: معدودة، و"بثوب خمسين

ذراع�ا"، أي: طويل.

Page 207: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا؛ فهو أن يكون مأخوذ�ا وأما الثاني، وهو ما كان وصف�ا من الوحدة، ويجري وصف�

__________.679( تقدم بالرقم 1)

(4/3)

ا، نحو: "مررت برجل واحد". قال الله تعالى: صريح� ( وإذا جرى على مؤنث، أنث،1}إنما الله إله واحد{ )

نحو: "مررت بامرأة واحدة". قال الله تعالى: }إال (. وقد استعملوا "أحد�ا" بمعنى2كنفس واحدة{ )

"واحد" الذي هو اسم. قالوا: "أحد وعشرون"، و"أحد عشر" بمعنى "واحد وعشرين"، و"واحد وعشرة".

وألف "أحد" هنا بدل من واو، ألنه من الوحدة، واألصل: "وحد". يقال: "واحد"، و"أحد"، و"وحد"

بمعنى واحد. ومنه قول النابغة ]من البسيط[: - كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل848

على مستأنس وحد وقد انثوا "أحد�ا" على غير بنائه، قالوا: "إحدى"، وال

ا إلى غيره، قال أبو عمرو: وال يستعملونه إال مضموم� تقول: "جاءني إحدى"، وال "رأيت إحدى". وليست

"أحد" هذه التي في النفي من نحو "ما جاءني أحد"؛ ألن معنى تلك العموم والكثرة بمعنى عريب وديار، ولذلك ال تستعمل في الواجب، وهمزتها أصل، وال

تثنى، وال تجمع، ألن معناها يدل على الكثرة، فاستغني به عن التثنية والجمع بخالف "أحد" التي

في العدد، فإنها تجمع على "آحاد". وأما "حادي" من قولهم: "حادي عشر"، و"حادي

عشرين"، فكأنه مقلوب من "واحد"، أخروا الفاء إلى موضع الالم، وجعلوا الزيادة بعد العين, ألن األلف ال

يمكن االبتداء بها، فصار وزن "حادي": "عالف"،الح"، والقلب كثير في كالمهم من نحو: "شاكي الس

وك وكة شبه الحديد بالش وأصله "شائك"؛ ألنه من الشلخشونته.

__________.171( النساء:1).28( لقمان: 2)

- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص848

Page 208: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛187/ 3؛ وخزانة األدب 285؛ واألزهية ص 17 /6 )نهر(، 237/ 5؛ ولسان العرب 262/ 3والخصائص

)زول(.315/ 11 )أنس(، 15 اللغة والمعنى: الرحل: أداة ركوب اإلبل. زال النهار:

صار في وقت الزوال، قبيل الغروب. ذو الجليل:موضع. الوحد: الواحد.

شبه رحله عند المغيب في هذا الموضع بأنه علىمستأنس واحد.

اإلعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "رحلي": اسم "كأن" منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء،

والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وقد": الواو: حالية، "قد": حرف تحقيق وتقريب.

"زال": فعل ماض مبني على الفتح. "النهار": فاعل مرفوع بالضمة. "بنا": جار ومجرور متعلقان بـ"زال". "بذي": جار ومجرور بالياء ألنه من األسماء الخمسة،

متعلقان بخبر "كأن" المحذوف. "الجليل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على مستأنس": جار ومجرور

متعلقان بحال محذوف. "وحد": نعت لمستأنسمجرور بالكسرة.

وجملة "كأن رحلي": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.والشاهد فيه قوله: "وحد" بمعنى واحد وأحد.

(4/4)

وأما "اثنان"، فمحذوف الالم كـ"ابنين" والمه ياء؛ ألنه من "ثنيت" الشيء إذا عطفته، وصارت الهمزة في

أوله كالعوض من المحذوف، والمؤنث "اثنتان"، ألحقوا التاء للتأنيث، كما قالوا: "ابنتان"، وإن شئت

قلت: "ثنتين"، كـ"بنتين". فإذا عددت نوع�ا من األنواع، فال بد أن تضم إلى اسم العدد ما يدل على نوع المعدود ليفيد المقدار والنوع، لكنهم قالوا في الواحد: "رجل"، و"فرس" ونحوهما

فاجتمع فيه معرفة النوع والعدد. وكذلك إذا ثنيت، قلت: "رجالن"، و"فرسان"، فقد اجتمع فيه العدد

والنوع؛ ألن التثنية ال تكون إال مع سالمة اللفظ بالواحد، فاستغنوا بداللته على المراد عن أن

يشفعوه بغيره من أسماء األجناس. فأما إذا قلت: "ثالثة أفراس"؛ لم يجتمع في "ثالثة" العدد والنوع،

Page 209: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فافتقر الحال إلى أن يضم إليه ما يدل على نوعا له. وذلك على ضربين: منه المعدود، ويكون تفسير�ا، ر بالنكرة المنصوبة، نحو: "أحد عشر درهم� ما يفس

ا"، وقد تقدم شرحه في باب التمييز. وعشرون دينار�ر باإلضافة، وهو ما كان فيه تنوين, ألن ومنه ما يفس

ا لسكونه، جاز أن يعاقبه التنوين، لما كان ضعيف� المضاف إليه، وذلك من الثالثة إلى العشرة، نحو:

"ثالثة أثواب"، و"أربعة غلمان"، و"خمسة أرغفة"، ومن ذلك "مائة درهم"، و"ألف دينار". وكان قياس

الواحد واالثنين أن يضاف كل واحد منهما إلى ما بعده من األنواع المعدودة، فيقال: "واحد رجال"،

و"اثنا رجال"، لكن لما أمكن أن يذكر النوع باسمه، فيجتمع فيه األمران، وكان التثنية كالواحد، إذ كانت

ا فقيل فيها: لضرب واحد؛ أمكن فيها ذلك أيض� "رجالن" و"غالمان"، ولم يسغ ذلك في الجمع, ألنه غير محصور، وال موقوف على عدة معينة، فلو أراد مريد في التثنية ما يريده في الجمع، لجاز ذلك في

الشعر, ألنه كان األصل, ألن التثنية جمع من حيث هوضم شيء إلى شيء مثله. قال الشاعر ]من الرجز[:

كأن خصييه من التدلدل ... ظرف عجوز فيه ثنتا(1حنظل )

فجاء به على أصل القياس ضرورة، وكان قياس ماعليه االستعمال: "حنظلتان"، فاعرفه.

فصل ]حكم العدد من الواحد إلي العشرة في التذكيروالتأنيث[

قال صاحب الكتاب: وقد سلك سبيل قياس التذكير والتأنيث في الواحد واالثنين, فقيل: واحدة, واثنتان,

وخولف عنه في الثالثة إلى العشرة, فألحقت التاء بالمذكر, وطرحت عن المؤنث، فقيل ثمانية رجال

وثماني نسوة وعشرة رجال وعشر نسوة.* * *

__________.679( تقدم بالرقم 1)

(4/5)

Page 210: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال الشارح: اعلم أن عدد المؤنث من ثالثة إلى عشرة بغير هاء، كقولك: "ثالث نسوة"، و"أربع

جوار"، و"عشر ليال"، وعدد المذكر بالهاء، نحو: "خمسة أبيات"، و"سبعة دراهم"، و"عشرة دنانير". وهذا عكس القاعدة؛ ألن القاعدة إثبات العالمة مع

المؤنث، وحذفها مع المذكر. وإنما كان األمر في العدد على ما ذكر للفرق بين المذكر والمؤنث. وإنما اختص المذكر بالتاء؛ ألن أصل العدد قبل تعليقه على

معدوده أن يكون مؤنث�ا بالتاء من نحو "ثالثة"، و"أربعة"، ونحوهما من أسماء العدد، فإذا أردت تعليقه على معدود هو أصل وفرع؛ جعل األصل

لألصل، فأثبتت العالمة؛ والفرع للفرع، فأسقطت العالمة. فمن أجل هذا قلت: "ثالثة رجال"، وأربعرها عليهم سبع ليال نسوة. قال الله تعالى: }سخ

(، وقال: }في أربعة أيام سواء�{ )1وثمانية أيام{ ) (، وقال: }فصيام ثالثة أيام في الحج وسبعة إذا2

(، وقال الله تعالى:3رجعتم تلك عشرة كاملة{ )ا فمن }على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشر�

(.4عندك{ ) واالعتبار في التذكير والتأنيث بالواحد، فإذا أضيف إلى ما واحده مذكر، ألحق فيه الهاء، نحو: "ثمانية

أيام"؛ ألن الواحد "يوم"، وهو مذكر، وإن أضيف إلى ما واحده مؤنث، أسقط منه الهاء، نحو: "ثماني حجج"ة"، وهو مؤنث، وقيل: لما أريد الفرق ألن الواحد "حج بين المذكر والمؤنث، وكان المذكر أخف من المؤنث،

أسقطوا الهاء من المؤنث ليعتدال. وإنما كان أصل العدد التأنيث للمبالغة باإلشعار بقوة التضعيف، وذلك ألنه ال شيء فيه من قوة التضعيف ما في العدد فيما يظهر للعقل، فأشعر بالعالمة أن

له المنزلة هذه، وجرت عالمة التأنيث في العدد مجراها في مثل "عالمة"، و"نسابة"، لإلشعار بقوة المبالغة في الصفة، وتضاعفها في المعنى. وقيل: إنما كان أصل العدد التأنيث من قبل أن كل اسم ال

يخلو مسماه من أن يكون عاقال� أو غير عاقل، ومسمى قولنا: "ثالثة"، و"أربعة" ونحوهما من

األعداد إنما هو شيء في الذهن مجهول، فصار بمنزلة ما ال يعقل، واإلخبار عن جماعة ما ال يعقل

كاإلخبار عن المؤنث المفرد، فلذلك أنث. وأما "واحد" و"اثنان"، فقد اعتمد فيهما قاعدة

Page 211: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

القياس، فألحقتا عالمة التأنيث إذا وقعتا على مؤنث، وأسقطت مع المذكر، فتقول: "واحد" في المذكر،

و"واحدة" في المؤنث، و"اثنان" في المذكر، و"اثنتان" في المؤنث، وإن شئت: "ثنتان". فمن

قال: "اثنتان"، كانت التاء فيه للتأنيث بمنزلة "ابنتان". ومن قال: "ثنتان"، كانت التاء فيه لإللحاق،

كأنه تثنية "ثنت"، ملحق بـ"جذع"، فهو كـ"بنتين".وإنما كان كذلك؛ ألنه

__________.7( الحاقة: 1).10( فصلت:2).196( البقرة: 3).27( القصص: 4)

(4/6)

ليس أصلهما التأنيث، كما كان في "ثالثة" و"أربعة"، وذلك ألنه لم يوجد فيهما من قوة التضعيف ما وجد في سائر األعداد، فيحتاج إلى عالمة تدل على قوة

التضعيف والمبالغة فيه، فاعرفه.

فصل ]حكم مميز العدد[ قال صاحب الكتاب: والمميز على ضربين: مجرور ومنصوب, فالمجرور على ضربين: مفرد ومجموع,

فالمفرد مميز المائة واأللف، والمجموع مميز الثالثة إلى العشرة, والمنصوب مميز أحد عشر إلى تسعة

وتسعين, وال يكون إال مفردا�.* * *

ر قال الشارح: تفسير العدد على ضربين: منه ما يفس باإلضافة، ومنه ما يفسر بنكرة منصوبة، فالذي

يستحق التفسير باإلضافة هو ما فيه تنوين, ألن التنوين ضعيف لسكونه، فجاز أن يعاقبه المضاف

إليه. والمضاف إليه على ضربين: مفرد ومجموع، فما كان ألدنى العدد، أضيف إلى ما بني لجمع أدنى العدد،

وأدنى العدد من "الثالثة" إلى "العشرة"، وأدنى المجموع "أفعال"، و"أفعل"، و"أفعلة"، و"فعلة" والجمع السالم المذكر والمؤنث، فتقول: "عندي

ثالثة أجمال، وأربعة أفرخ، وخمسة أرغفة، وتسعة

Page 212: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

غلمة، وعشرة أحمدين، وست مسلمات". فإن قيل: فكيف جازت اإلضافة هنا، واألول هو

الثاني، أال ترى أنك إذا قلت: "ثالثة أكلب"؛ فـ"الثالثة" هي "األكلب"، فيكون من قبيل إضافة الشيء إلى نفسه؟ فالجواب إنما جازت اإلضافة هنا ألن الثاني

ليس األول من كل وجه, ألن األول عدد، والثاني معدود، والعدد غير المعدود، كما أن األجزاء غير

زأ، فجازت اإلضافة في مثل "ثالثة أثواب" كما المججازت في مثل "كل القوم".

وأما الضرب الثاني، وهو ما يضاف إلى مفرد، فـ"المائة" تقول: "عندي مائة درهم"، والقياس أن

تضاف إلى جمع الكثرة، النها عدد كثير، غير أنها شابهت "العشرة" التي حكمها أن تضاف إلى جماعة،

و"العشرين" التي حكمها أن تميز بواحد منكور،به، فأضيفت ا بالش فأخذت من كل واحد منهما حكم� بشبه "العشرة"، وجعل ما تضاف إليه واحد�ا بشبه

"العشرين", ألن ما تضاف إليه نوع يبينها، كما يبينالنوع المميز "العشرين". ووجه الشبه بينهما:

أما شبهها بـ"العشرة"، فالنها عقد "العشرة"، كما أن "العشرة" عقد "الواحد", ألن "المائة" عشر مرات

"عشرة"، كما أن "العشرة" عشر مرات "واحد". وأما شبهها بـ"العشرين"، فألنها تلى "التسعين"،

فكان حكمها حكم التسعين، كما

(4/7)

كان حكم عشرة حكم تسعة، النها تليها. أال ترى أنك تقول: "عشرة دراهم"، كما تقول: "تسعة دراهم"،

فتضيف "العشرة" كما تضيف "التسعة" كذلك ينبغي في "المائة" أن يكون حكمها حكم "التسعين"، ألنهاا من شيئين، أعطي حكم�ا تليها؛ إال أنه لما أخذ شبه�

يتجاذبانه، فأضيف بحكم شبه "العشرة"، وفسر بالواحد بحكم شبه "التسعين"، فاجتمع فيه ما افترق في "العشرة" و"التسعين"، وهو أحسن ما يكون من

التفريع على األصول، ليشعر الفرع بمعنى األصلفي البناءين جميع�ا.

فإن ثنيت "المائة"، أضفت كإضافة "المائة"، فتقول: "مائتا درهم"، و"مائتا ثوب"، فتحذف النون لإلضافة

Page 213: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إلى مميزها, ألن النون فيه عوض من الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد، فحذفت لإلضافة كحذفها في "ضاربي زيد"، بخالف النون في نحو

"عشرين" و"ثالثين", ألنه ليس لها تمكن هذه، ألنهاا من الحركة والتنوين على الحقيقة، ليست عوض� ألنها أسماء جارية على منهاج المجموع، وليست

بجموع على الحقيقة، وقد تقدم نحو ذلك. وكذلك "األلف" يضاف إلى الواحد، فيقال: "ألف درهم"، كما يقال: "مائة درهم". والعلة في ذلك كالعلة في "المائة"، وذلك الن "األلف" على غير

قياس ما قبله، ألنك ال تقول: "عشر مائة" كما قلت: "تسع مائة"، بل تأتي بلفظ آخر مرتجل يدل على

العقد، كما فعلت في "المائة" لما وضعت بعدالتسعين لفظ�ا غير مأخوذ مما قبله، وهو "المائة". و"األلف" مذكر يدل على ذلك قوله تعالى: }بثالثة

(، فإثبات التاء في العدد يدل1آالف من المالئكة{ )على تذكيرها، كما قلت: "ثالثة غلمان".

وأما ما يفسر بنكرة منصوبة، فبعد المركبات، وذلك من "أحد عشر" إلى "تسعة عشر" وبعد "العشرين"

ا، إلى "التسعين"، نحو قولك: "عندي أحد عشر درهم�ا، وعشرون عبد�ا، وثالثون جارية�"، واثنا عشر دينار�

ونحو ذلك. فأما نصب االسم بعد "أحد عشر"، و"خمسة عشر"

إلى "تسعة عشر"؛ فألنه عدد فيه نية التنوين، إال أنه، فكان بناؤه مانع�ا من ظهور التنوين، كمنع ما مبني

ال ينصرف، نحو قولك: "هؤالء حواج بيت الله، وضوارب زيد�ا". فلما كان في نية منون؛ امتنعت لذلك

إضافته، ووجب نصب مميزه. فإن قيل: فهال حذف التنوين منه، وأضيف إلى ما

بعده، نحو قولك: "هذا حضرموت زيد، وبعلبك األمير"، فالجواب أن إضافة "حضرموت" ونظائره ليست

الزمة،__________

.124( آل عمران: 1)

(4/8)

Page 214: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إنما تقع عند تنكيره، وإرادة تعريفه باإلضافة، وأما "أحد عشر" و"خمسة عشر" ونحوهما من األعداد

المركبة، فإنها مبهمة الزم لها التفسير، فكانت تكون اإلضافة الزمة، وكان يؤدي إلى جعل "ثالثة أشياء"ا واحد�ا، وذلك مما ال نظير له، فإن أضفته إلى اسم� مالكه، وقلت: "هذا أحد عشرك، وخمسة عشرك"، جاز؛ ألن اإلضافة إلى المالك ليست الزمة كلزوم المميز، فكان كقولك: "هذا حضرموت زيد"، فإذا

أضفته، أبقيته علي بنائه؛ ألن العلة الموجبة باقية، ومنهم من يعربه، فيقول: "هذا خمسة عشرك"،

و"مررت بخمسة عشرك"، و"رأيت خمسة عشرك"، ويحتج بأن اإلضافة ترد األشياء إلى أصولها، ومن

يقول: "هذه خمسة عشرك" فيضيف، ال يقول: "هذه اثنا عشرك" فيضيف, ألن "عشر" فيه قد قام مقام النون، واإلضافة تحذف النون، فلم يجز أن تجامع ما

قام مقامها، وال يجوز حذف "عشر"، فيقال: "اثناك"؛ النه يلبس بإضافة "االثنين"، فال يعلم أمركب�ا أضفت،

أم مفرد�ا.ا، وهال كان ر واحد�ا منكور� فإن قيل: فلم كان المفس

جمع�ا، فيقال: "عندي خمسة عشر غلمان�ا"، كما تقول: "هو أفره الناس عبد�ا"، وإن شئت: "عبيد�ا"؟ قيل: الفرق بينهما أنك إذا قلت: "زيد أفره الناس عبد�ا"، فإنما تعني عبد�ا واحد�ا، وإذا قلت: "عبيد�ا"،ر؛ لما عرف فإنما تعني جماعة، فلوال جمع المفس

مرادك. ومنه قوله تعالى: }قل هل ننبئكم( } (، جمع المميز لإليذان بأن1باألخسرين أعماال�

خسرانهم إنما كان من جهات شتى ال من جهة واحدة. وأما إذا قلت: "عندي خمسة عشر عبد�ا"،

فالعدة معلومة من العدد، ولم يبق إال بيان الجنس، فأغني فيه الواحد عن الجمع. وإنما كان نكرة� ألنه

، وبه يحصل الغرض، فلم يعدل عنه إلى ما هو أخفأثقل منه.

وكذلك "العشرون"، و"الثالثون" إلى "التسعين"، فإنهر بالواحد المنكور، نحو قولك: "عندي عشرون يفسا، وثالثون عمامة�" لما ذكرناه في المركبات، درهم� نحو: "أحد عشر"، وهاهنا أولى لوقوعه بعد النون.

ولعدم تمكنه، لم يجز حذف نونه وإضافته إلى الجنس المميز، فلم يقولوا: "عشرو درهم"، كما قالوا:

"ضاربون زيد�ا"، و"ضاربو زيد"، وفي الصفة

Page 215: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا"، و"حسنو وجوه"؛ المشبهة، نحو: "حسنون وجوه� ألن "العشرين" وأخواتها لم تقو قوة اسم الفاعل

وال الصفة، فألزمت طريقة� واحدة�، وتحذف إذا أضيف إلى المالك، نحو قولك: "عشرو زيد"، فلذلك لم يكن

التفسير إال واحد�ا, ألن الواحد دال على نوعه، فإن"؛ كنت قد أخبرت أن قلت: "عندي عشرون رجاال� عندك عشرين، كل واحد منهم جماعة رجال، كما

قالوا: "جماالن"، و"إبالن"، فاعرفه.__________

.103( الكهف:1)

(4/9)

فصل ]ما شذ عن الحكم السابق[ قال صاحب الكتاب: ومما شذ عن ذلك قولهم:

"ثالثمائة" إلى "تسعمائة"، اجتزؤوا بلفظ الواحد عنالجمع كقوله ]من الوافر[:

كلوا في بعض بطنكم تعفوا ... فإن زمانكم زمن(1خميص )

وقد رجع إلى القياس من قال ]من الطويل[: - ثالث مئين للملوك وفي بها ... ردائي وجلت849

عن وجوه األهاتم وقد قالوا: "ثالثة أثوابا�": وأنشد صاحب الكتاب ]من

الوافر[:� ... فقد ذهب850 - إذا عاش الفتى مئتين عاما

اللذاذة والفتاء__________

.699( تقدم بالرقم 1) ؛310/ 2 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 849

/2؛ وشرح التصريح 373 - 370/ 7وخزانة األدب )ردى(؛ والمقاصد317/ 14؛ ولسان العرب 272

/2؛ وبال نسبة في شرح األشموني 480/ 4النحوية /2؛ والمقتضب 518؛ وشرح عمدة الحافظ ص 622170.

اللغة: الرداء: الثوب. جلت: كشفت. األهاتم: بنواألهتم.

المعنى: إنه وفي للملوك بثالثمئة بعير، وكشف عنوجوه بني األهتم.

Page 216: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب: "ثالث": مبتدأ مرفوع، وهو ضاف. "مئين": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر

السالم. "للملوك": جار ومجرور متعلقان بـ "وفى". "وفى": فعل ماض. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ

"وفي". "ردائي": فاعل "وفي" مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر

باإلضافة."وجلت": الواو: حرف استئناف، و"جلت": فعل ماض، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه

ا تقديره: هي. "عن وجوه": جار ومجرور جواز� متعلقان بـ "جلت"، و"وجوه" مضاف. "األهاتم":

مضاف إليه مجرور. وجملة "ثالث مئين ... ": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "وفي بها": في محل رفع خبر

المبتدأ. وجملة "جلت": استئنافية ال محل لها مناإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "ثالث مئين" حيث جمع "مئة" على "مئين". واضافة "ثالث" إلى الجمع، وإن كان

ا. ا، غير مستعمل إال نادر� قياس� - التخريج: البيت للربيع بن ضبع في أمالي850

،381، 380، 379/ 7؛ وخزانة األدب 254/ 1المرتضى ؛ وشرح273/ 2؛ وشرح التصريح 41/ 4؛ والدرر 385

؛162/ 2، 208/ 1؛ والكتاب 525عمدة الحافظ ص ؛ وجمهرة اللغة299وبال نسبة في أدب الكاتب ص

؛ ومجالس ثعلب623/ 3؛ وشرح األشموني 1032ص ؛ والمنقوص والممدود169/ 2؛ والمقتضب 333ص .17ص

اللغة: الفتاء: الفتوة. المعنى: إذا كبر اإلنسان في السن، ذهبت لذاذته

وفتوته. =

(4/10)

( على1وقوله عز من قائل: }ثالث مائة سنين{ ) البدل، وكذلك قوله عز وجل: }اثنتي عشرة أسباطا�{

(. قال أبو إسحاق: ولو انتصب "سنين" على2)التمييز؛ لوجب أن يكونوا قد لبثوا تسعمائة سنة.

* * * قال الشارح: القياس في "ثالثمائة"، و"أربعمائة"

Page 217: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

إلى "تسعمائة" أن تجمع "المائة"، فيقال: "ثالث مئين"، أو"ثالث مئات", ألن العدد من "الثالثة" إلى

"العشرة" يضاف إلى الجمع، نحو: "ثالثة أقفزة، وأربعة دراهم". وقوله: "ومما شذ عن ذلك قولهم:

ثالثمائة" يريد أنه شذ عن القياس، وأما من جهة (: شبهوه3االستعمال، فكثير مطرد. قال سيبويه )

بـ"عشرين"، و"أحد عشر"، يريد أنهم يبينونه بواحد كما بينوا "عشرين"، و"أحد عشر" بواحد لما بينهما

من المشابهة والمناسبة، وذلك أنك إذا قلت: "ثالثين"، و"أربعين" إلى "التسعين"؛ صرت إلى عقد

ليس لفظه من لفظ قبله، فكذلك "ثالثمائة"، و"سبعمائة" إذا جاوزت "تسعمائة"، صرت إلى عقد يخالف لفظه لفظ ما قبله، وهو قولك: "ألف"، فال

تقول: "عشر مائة"، فأشبهت "ثالثمائة" "العشرين"، فبينت بالواحد، وأشبهت "الثالث" في اآلحاد، فجعل بيانها باإلضافة. ويدل على صحة هذا أنهم يقولون: "ثالثة آالف درهم"، فيضيفون "الثالث" إلى الجمع؛

ألنهم يقولون: "عشرة آالف"، فلما كان "عشرة" على منهاج "ثالثة"، أجروه مجرى "ثالثة أثواب"؛ ألنك

(: وليس4تقول: "عشرة أثواب". قال سيبويه ) بمستنكر في كالمهم أن يكون اللفظ واحد�ا، والمعنى

جمع�ا. وهذا إنما يكون عند عدم اللبس. وعليه قوله،أنشده سبيويه ]من الوافر[:كلوا في بعض بطنكم ... إلخ

__________ = اإلعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط

خافض شرطه متعلق بجوابه. "عاش": فعل ماض. "الفتى": فاعل مرفوع. "مئتين": مفعول فيه ظرف

زمان منصوب بالياء ألنه مثنى متعلق بالفعل "عاش".ا": تمييز منصوب. "فقد": الفاء: واقعة في "عام�

جواب الشرط، و"قد": حرف تحقيق. "ذهب": فعل ماض. "اللذاذة": فاعل مرفوع. "والفتاء": الواو: حرف عطف، و"الفتاء": معطوف على "اللذاذة"

مرفوع. وجملة "إذا عاش ... ": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "عاش ... ": في محل جر باإلضافة. وجملة "ذهب": جواب شرط غير جازم ال محل لها من

اإلعراب.ا" حيث أفرد االسم والشاهد فيه قوله: "مئتين عام�

Page 218: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المميز "عاما" ونصبه بعد "مئتين"، وكان الوجه حذف نون "مئتين" وخفض ما بعدها، إال أنها شبهت

للضرورة بالعشرين ونحوها مما تثبت نونه، وينصبما بعده.

.25( الكهف: 1).160( األعراف: 2).209/ 1( الكتاب 3) ، وفيه: "وليس بمستنكر في209/ 1( الكتاب 4)

كالمهم أن يكون اللفظ واحد�ا والمعنى جميع".

(4/11)

والشاهد فيه وضع "البطن" موضع "البطون"، ألنه اسم جنس ينوب واحده عن جمعه، فأفرد اجتزاء�

بلفظ الواحد عن الجمع؛ ألنه لما أضاف "البطن" إلى ضمير الجماعة؛ علم أنه أراد الجمع، إذ ال يكون

للجماعة بطن واحد. يصف شدة الزمان وكلبه، يقول: "كلوا في بعض بطونكم"، أي: ال تلمؤوها حتى

وا عن كثرة األكل، وتقنعوا تعتادوا ذلك، وتعف باليسير، فإن الزمان ذو مخمصة وجدب. وقوله:

"زمانكم زمن خميص" كقولهم: "نهاره صائم، وليله قائم". فكما اجتزؤوا بالواحد عن الجمع، كذلك إذا

رة ا" ونحوه من األعداد المفس قلت: "عشرون درهم� بالواحد، قد علم من العدد الجماعة، فجاز أن يستغنى

بلفظ الواحد في التفسير عن الجمع. ومثله قوله]من الرجز[:

- ال تنكروا القتل وقد سبينا ... في حلقكم851عظم وقد شجينا

أفرد "الحلق"، والمراد: حلوقكم؛ ألمن اللبس. فأماا{ ) قوله تعالى: }فإن طبن لكم عن شيء منه نفس�

1( } (، فإنما2(، وقوله تعالى: }ثم نخرجكم طفال�أفرد ألنهما أخرجا مخرج التمييز.

وقد جاء في الشعر على القياس، فقالوا: "ثالث مئين"، و"ثالث مئات"؛ ألن الشعراء يفسح لهم في

مراجعة األصول المرفوضة. قال الشاعر ]منالطويل[:

ثالث مئين للملوك ... إلخ__________

Page 219: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

- التخريج: الرجز لطفيل في جمهرة اللغة ص851 ؛ وللمسيب بن زيد مناة في87/ 2؛ والمحتسب 1041

423/ 14؛ ولسان العرب 212/ 1شرح أبيات سيبويه ؛562، 559/ 7)شجا(؛ وبال نسبة في خزانة األدب

/12 )سمع(، 164/ 8 )نهر(، 237/ 5ولسان العرب )مأى(؛ والمقتضب270/ 15 )عظم(، 411 )أمم(، 262 /172.

ه. اللغة: شجي بالعظم: إذا اعترض في حلقه وأغصا، المعنى: ال تنكروا قتلنا إياكم، وقد سبيتم منا خلق�

وقد شجيتم بقتلنا إياكم كما شجينا بسبيكم إيانا منقبل.

اإلعراب: "ال": ناهية جازمة. "تنكروا": فعل مضارع مجزوم بـ"ال" وعالمة جزمه حذف النون ألنه من

األفعال الخمسة، والواو: واو الجماعة فاعل، واأللف: فارقة. "القتل": مفعول به منصوب بالفتحة. "وقد":

الواو: حالية، و"قد": حرف تحقيق. "سبينا": فعل ماض مبني للمجهول ونا: نائب فاعل. "في حلقكم": جار ومجرور متعلقان بالخبر المقدم، و"كم": مضافر. "وقد": الواو: إليه محلها الجر. "عظم": مبتدأ مؤخ استئنافية، "قد": حرف تحقيق. "شجينا": فعل ماضك ونا: مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحر

فاعل. وجملة "ال تنكروا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "سبينا": حالية محلها النصب. وجملة "في حلقكم عظم": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "شجينا": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه: استعمال )حلقكم( مفرد�ا مراد به

الحلوق..4( النساء: 1).5( الحج: 2)

(4/12)

وقال اآلخر ]من الطويل[: - ثالث مئين قد مررن كوامال� ... وها أنا هذا852

أشتهي مر أربع وهذا- وإن كان القياس- إال أنه شاذ في االستعمال، وقد يجوز قطعه عن اإلضافة وتنوينه، ويجوز حينئذ

Page 220: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في التفسير وجهان: أحدهما اإلتباع على البدل، نحو: "ثالثة أثواب"، والنصب على التمييز، نحو: "ثالثة

أثواب�ا". وهو من قبيل ضرورة الشعر. فأما قوله ]منالوافر[:

ا ... إلخ إذا عاش الفتى مائتين عام� فالشاهد فيه إثبات النون في "مائتين" ضرورة�، ونصب ما بعدها على التمييز، وهو "عام"، شبهه

بـ"عشرين"، و"ثالثين"، وكان الوجه حذفها، وخفضبيع بن ضبع الفزاري، والمعنى ما بعدها، والبيت للر

أنه يصف هرمه وذهاب لذاته، وكان نيف علىا"، فعلى هذا ال يكون المائتين، ويروى: "تسعين عام�

فيه شاهد. ومثله قوله ]من الرجز[:ا من حمير خنزره ... في كل عير853 - أنعت عير�

مائتان كمره__________

- التخريج: البيت لعامر بن الظرب في مجمع852.39/ 1األمثال

المعنى: يريد أنه عاش ثالثمئة سنة، ويرجو أن يعيشمئة سنة أخرى.

اإلعراب: "ثالث": مبتدأ. "مئين": مضاف إليه مجرور بالياء، ألنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون: عوض

عن التنوين في االسم المفرد. "قد": حرف تحقيق.": حال "مررن": فعل ماض، والنون: فاعل. "كوامال�

منصوب بالفتحة، ونون للضرورة. "وها": الواو: حالية، "ها": حرف تنبيه. "أنا": مبتدأ. "هذا": اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع بدل من

"أنا". "أشتهي": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة:" على الياء، والفاعل مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "مر

مفعول به. "أربع": مضاف إليه. وجملة "ثالث مئين قد مررن": ابتدائية. وجملة

"مررن": خبر للمبتدأ )ثالث( محلها الرفع. وجملة "أنذا أشتهي": حالية محلها النصب. وجملة "أشتهي":

خبر المبتدأ )أنا( محلها الرفع. والشاهد فيه قوله: "ثالث مئين" حيث جاء تمييز

ا للضرورة، "ثالث" وهو "مئة" مجموع�ا جمع�ا سالم� واألصل أن يجمع مميز األعداء من ثالثة إلى عشرة

جمع تكسير. - التخريج: الرجز لألعور بن براء الكلبي في853

)خنزرة(؛ وبال نسبة في لسان393/ 2معجم البلدان

Page 221: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

)خنزر(.260/ 4العرب اللغة والمعنى: العير: حمار الوحش. الخنزرة: فأس

غليظة يكسر بها الحجارة، وهنا اسم موضع. الكمرة:رأس الذكر.

ا وحشية من هذا الموضع، ويصفها يصف حمر�لفحولتها بأن لكل منها مئة رأس.

اإلعراب: "أنعت": فعل مضارع مرفوع بالضمة،ا": وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "عير�

مفعول به منصوب بالفتحة. "من حمير": جار ومجرورمتعلقان بصفة محذوفة. "خنزرة": مضاف =

(4/13)

لما أثبت النون، نصب "كمرة�" على التمييز. وأما قوله (، فإن "سنين" نصب1تعالى: }ثالث مائة سنين{ )

على البدل من "ثالثمائة"، وليس بتمييز، وكذلك ( نصب2قوله: }اثنتي عشرة أسباط�ا أمم�ا{ )

"أسباط�ا" على البدل، هذا رأي أبي إسحاق الزجاج،ا، ا؛ ألنه لو كان تمييز� قال: وال يجوز أن يكون تمييز�

لوجب أن يكون أقل ما لبثوا تسعمائة سنة؛ ألنر يكون لكل واحد من العدد، وكل واحد المفس

"سنون"، وهو جمع، والجمع أقل ما يكون ثالثة، فيكونون قد لبثوا تسعمائة سنة. وأجاز الفراء أنا على حد قوله ]من الكامل[: يكون "سنين" تمييز�

فيها اثنتان وأربعون حلوبة� ... سود�ا كخافية الغراب(3األسحم )

وذلك أنه جاء في التمييز "سود�ا"، وهو جمع؛ ألن الصفة والموصوف شيء واحد. والمذهب األول؛ ألن

الثواني يجوز فيها ما ال يجوز في األوائل، أال ترى أنك تقول: "يا زيد الطويل"، ولو قلت: "يا الطويل"،

لم يجز، فاعرفه.

فصل ]حكم مميز العشرة فما دونها[ قال صاحب الكتاب: وحق مميز العشرة فما دونها أن

يكون جمع قلة, ليطابق عدد القلة، تقول: "ثالثة أفلس"، و"خمسة أثواب"، و"ثمانية أجربة"، و"عشرة

غلمة", إال عند إعواز جمع القلة كقولهم: "ثالثة شسوع"، لفقد السماع في أشسع وأشساع, وقد

Page 222: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

روي عن األخفش أنه أثبت أشسعا�. وقد يستعار جمع الكثرة في موضع جمع القلة, كقوله تعالي: }ثالثة

(.4قروء{ )* * *

قال الشارح: قد تقدم أن "العشرة" فما دونها جمع قلة، فوجب أن تضاف إلى بناء من أبنية القلة، وذلك

من قبل أن العدد عددان: قليل وكثير، فالقليل"العشرة" فما دونها

__________ = إليه مجرور بكسرة مقدرة على التاء المنقلبة هاء�

للوقف. "في كل": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "عير": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

"مائتان": مبتدأ مؤخر مرفوع باأللف ألنه مثنى، وهو مضاف: "كمرة": تمييز منصوب بفتحة على التاء

المقلوبة هاء� للوقف. وجملة "أنعت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "مائتان موجودة في كل عير": استئنافية المحل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "مائتان كمرة" حيث أثبت نون "مائتين" مع إضافتها، ثم نصب "كمرة" على التمييز

ا بتسعين ومثيالتها. تشبيه�.25( الكهف: 1).160( األعراف: 2).419( تقدم بالرقم 3).228( البقرة: 4)

(4/14)

ا: جمع قليل، وجمع إلى "الثالثة". والجمع جمعان أيض� كثير، فلما أريد "إضافة أدنى العدد إلى نوع المعدود تبيين�ا له؛ أضيف إلى الجمع القليل ليشاكله، ويطابق

معناه في العدد؛ ألن التفسير يكون على حسبالمفسر.

فإن لم يكن له بناء قلة، أضيف إلى بناء الكثير ضرورة�، فتقول: "عندي ثالثة كتب، وخمسة شسوع"،

و"رأيت عشرة مساجد"؛ ألنه لم يسمع "أكتبة"، وال "أشساع". فأما ما حكاه عن أبي الحسن من

؛ فأما االستعمال ا واستعماال� "أشسع"، فهو شاذ قياس�

Page 223: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فما أقله! وأما القياس، فإن الباب في "فعل" بكسر الفاء، أن يجمع على "أفعال"، نحو: "عدل"،

و"أعدال"، فمجيئه على "أفعل" على خالف القياس، فلما لم يكن له بناء قلة، أضافوه إلى الكثير، وكان

هذا من المواضع التي قد اتسع فيها، فاستغني ببناء الكثير. وإذا جاز أن يستغنى بلفظ الجمع القليل عن الكثير، نحو قولهم: "رسن"، و"أرسان"، ولم يقولوا:

"رسون"، و"قلم"، و"أقالم"، ولم يقولوا: "قلوم"؛ فأحرى وأولى أن يستغنى بجمع الكثير عن القليل,

ألنه داخل في معناه. فعلى هذا ال تقول: "عندي ثالثة كالب"؛ ألن له بناء

قلة، وهو "أكلب"، إال في ضرورة الشعر. قال الخليل: شبهوه بـ"ثالثة قروء"، يريد بذلك أنهم

شبهوا ما يستعمل فيه القليل بما اليستعمل فيهالقليل.

واعلم أنك إذا قلت: "ثالثة كالب"، كان على غير وجه "ثالثة أكلب"، وذلك أنك إذا أضفته إلى بناء من أبنية

القلة، كان على إضافته من المميز على حد "مائة دينار"، وإذا أضفته إلى الكثير، كان على حد إضافة

،" البعض إلى الجنس على ما تقدم من نحو: "ثوب خز و"باب ساج"، فالمراد بـ "ثالثة كالب" ثالثة من

الكالب، كما أن المراد: ثوب من خز، وباب من ساج، فأما قوله تعالى: }والمطلقات يتربصن بأنفسهن

( فمما استعير فيه جمع الكثرة لجمع1ثالثة قروء{ ) القلة، وذلك الشتراكهما في الجمعية، ولعل "القروء"

كانت أكثر استعماال� في جمع "القرء" من "األقراء"، فأوثر عليه، كأنهم نزلوا ما قل استعماله منزلة

المهمل، فيكون مثل "شسوع".

فصل ]حكم األعداد المركبة في البناء واإلعراب[ قال صاحب الكتاب: وأحد عشر إلى تسعة عشر

مبني، إال "اثني عشر". وحكم آخر شطريه حكم نون التثنية، ولذلك ال يضاف إضافة أخواته, فال يقال:"هذه اثنا عشرك", كما قيل: "هذه أحد عشرك".

* * *__________

.228( البقرة: 1)

(4/15)

Page 224: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال الشارح: قد تقدم الكالم في بناء ما ركب من األعداد من "أحد عشر" إلى "تسعة عشر" في

نه معنى واو العطف، إذ األصل: المبنيات، وذلك لتضما أحد وعشرة، فحذفت الواو، وجعل االسمان اسم�

ا، ما خال "اثنا عشر"، فإن االسم األول واحد�ا اختصار� معرب؛ ألن االسم الثاني حل منه محل النون، فجرى

التغيير على األلف مع االسم الذي بني معه، كما جرى التغيير عليها مع النون، ويكون ذلك االسم على حاله،

كما كانت النون على حالها، وليست النون محذوفة على جهة اإلضافة، ويدل على أنه غير مضاف أن

الحكم المنسوب إلى المضاف غير منسوب إلى المضاف إليه، أال ترى أنك إذا قلت: "قبضت درهم

زيد"، كان القبض واقع�ا بالدرهم دون زيد، وإذا قلت:ا"؛ فالقبض واقع باالثنين "قبضت اثني عشر درهم�

والعشرة مع�ا. والذي يدل أن العشرة واقعة موقع النون أنك ال

تضيفه إلى المالك على حد إضافة "خمسة عشر" وأخواته، فال تقول: "اثني عشرك" كما تقول:

"خمسة عشرك" ألن "عشر"؛ قد قام مقام النون واإلضافة بحذف النون، فال يجوز أن يثبت معها ما

قام مقام النون، ولو أسقطنا "عشر" لإلضافة؛ لم يعلم أأضيفت إلى "اثنين"، أم إلى "اثني عشر"،

فاعرفه.

فصل ]حكم األعداد المركبة التي للمؤنث, وحركةشين "عشرة"[

قال صاحب الكتاب: وتقول في تأنيث هذه المركبات: إحدى عشرة، واثتنا عشرة، أو ثنتا عشرة، وثالث

عشرة، وثماني عشرة، تثبت عالمة التأنيث في أحد الشطرين؛ لتنزلهما منزلة شيء واحد، وتعرب الثنتين

كما أعربت االثنين. وشين العشرة، يسكنها أهل الحجاز ويكسرها بنو تميم وأكثر العرب على فتح الياء

في ثماني عشرة، ومنهم من يسكنها.* * *

قال الشارح: تأنيث المركبات من العدد يجري على منهاج المفرد، فيثبت الهاء في "الثالثة" و"األربعة"

إذا كان مركب�ا مع "العشرة" في المذكر، فتقول:ا". تثبت الهاء "ثالثة عشر رجال�"، و"أربعة عشر غالم�

Page 225: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، وتنزعها من في النيف كما تثبتها إذا لم يكن نيف� "العشرة" كراهية أن يجمعوا بين تأنيثين من جنس

واحد في كلمة واحدة، فإذا أردت المؤنث، نزعتها من االسم األول وأثبتها في آخر االسم الثاني، فكان

نزعها من االسم األول دليال� على الفصل بين المذكر والمؤنث، وتثبت التاء في االسم الثاني بحكم األصل،

ولم يوجد ما يوجب حذفها، فتثبت لذلك. فإن قيل: فلم قلتم: إن نزع التاء من االسم األول

علم التأنيث، وهال كان ثبوتها

(4/16)

في االسم الثاني هو الفارق بين المذكر والمؤنث على القاعدة في كل مؤنث؟ قيل: القاعدة في العدد

ا ما من "الثالثة" إلى "العشرة" قبل أن يصير نيف� ذكرناه، ولم يوجد ما يوجب العدول عنه. ويؤيد ذلك

ا مع المؤنث أنك تؤنث االسم األول، فإذا كان نيف� فيما ليس أصله التأنيث، نحو: "إحدى عشرة جارية�"،

و"اثنتا عشرة عمامة�"، و"ثنتا عشرة جبة�"، فتأنيث االسم األول، إذا علق على مؤنث، دليل على ما

قلناه، ألنه لم يكن فيه تاء، فتحذف إذا وقعت علىمؤنث، كما كان في "ثالثة" و"أربعة".

فإن قال قائل: فما بالكم قلتم: "إحدى عشرة"، و"إحدى" مؤنثة و"عشرة" فيها تاء التأنيث، وكذلك "اثنتا عشرة"؟ فالجواب في ذلك أن تأنيث "إحدى"

باأللف، وليس بالتأنيث الذي على جهة المذكر، نحو: "قائم"، و"قائمة". وإذا كان كذلك، لم يمتنع دخول

التاء عليها, ألن ألف التأنيث بمنزلة ما هو من نفس الحرف، أال ترى أنهم قالوا: "حبلى"، و"حبالى"، فلم

يسقطوا األلف في التكسير كما أسقطوا التاء في "قصعة"، و"قصاع"، و"جفنة"، و"جفان". وقالوا:

"حبليات"، فلم يسقطوا ألف التأنيث الجتماعها مع التاء كما حذفوها في "مسلمات" الجتماعها مع التاء،

فلذلك يسقطونها مع "ثالثة" من "العشرة"، وال يسقطونها من "عشرة" مع "إحدى". وأما "اثنتان"، و"ثنتان"، فليس تأنيث "االثنين"، ولكنه تأنيث بني

االسم عليه، فال ينفرد له واحد من لفظه، فالتاء فيه ثابتة، وإن كان أصلها أن تكون فيما واحده بالهاء، أال

Page 226: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

( ال ينفرد له واحد، ولو1ترى أنهم قالوا: "مذروان" ) كان مما ينفرد له واحد، لم يكن إال "مذريان"، وكذلك

(، ولو كان فيما ينفرد الواحد منه،2"عقلته بثنايين" )لم يكن إال "بثنائين" بالهمزة.

ووجه "ثان" أن "اثنتين" في معنى "ثنتين"، وليست التاء في "ثنتين" لمحض التأنيث، إنما هي لإللحاق

كتاء "بنت"، فحملت في الثبات على أختها. فأما، "عشرة" من "اثنتي عشرة"، ففي شينها

لغتان: كسر الشين وإسكانها، فبنو تميم يفتحون العين ويكسرون الشين، ويجعلونها بمنزلة "كلمة"،

و"ثفنة"، وأهل الحجاز يسكنون الشين ويجعلونها بمنزلة "ضربة". وهذا عكس ما عليه لغة أهل الحجاز وبني تميم؛ ألن أهل الحجاز في غير العدد يكسرون

الثاني، وبنو تميم يسكنون، فيقول الحجازيون: "نبقة"، و"ثفنة"، ويقول التميميون: "نبقة"، و"ثفنة"

بالسكون، فلما ركب االسمان في العدد؛ استحال الوضع، فقال بنو تميم: "إحدى عشرة، وثنتا عشرة"،

إلى "تسع عشرة"، وقال أهل الحجاز: "عشرة" بسكونها. وذلك أن العدد قد نقضت في كثير منه العادات، من ذلك قولهم في "الواحد": "واحد"،

و"أحد"، فلما صاروا منه إلى__________

/14( المذروان: أطراف األليتين. )لسان العرب 1) )ذرا((.285

( أي: عقلت يديه جميع�ا بحبل أو بطرفي حبل2) )ثني((.121/ 14)لسان العرب

(4/17)

العدد؛ قالوا: "إحدى عشرة"، فبنوه على "فعلى". ومنه قولهم: "عشر"، و"عشرة"، فلما صاغوا منه

ا للعدد بمنزلة "ثالثين"، و"أربعين"؛ قالوا اسم� "عشرون" بكسر أوله. ومنه اقتصارهم من "ثالثمائة"

إلى "تسعمائة" على أن أضافوه إلى الواحد، ولميقولوا: "ثالثمئات"، وال "أربعمئين" إال شاذا.

فإن قيل: فمن أين جاءت الكسرة في الشين حين قلت: "ثالث عشرة"؟ فالجواب إن "عشر" من قولك:

"عشر نسوة" مؤنثة الصيغة، فلم يصح دخول الهاء

Page 227: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عليها، فاختاروا لفظة� أخرى يصح دخول الهاء عليها، فقالوا: "عشرة" بكسر الشين، فخفف أهل الحجاز

ذلك على ما قلناه، وقرأ األعمش }فانفجرت منه (، ففتح الشين على األصل،1اثنتا عشرة عين�ا{ )

والقياس عليه الجماعة، وهو المسموع. فأما "ثماني عشرة" ففيها لغتان: فتح الياء، وهو األكثر، وتسكينها. فمن فتحها، فإنه أجراها مجرى أخواتها من نحو "ثالثة عشر"، و"أربعة عشر": ألن

العلة واحدة، ومن أسكن، فإنه شبهها بالياء في"معدي كرب"، و"قالي قال".

فصل ]حكم العقود في التذكير والتأنيث[ قال صاحب الكتاب: ما لحق بآخره الواو والنون, نحو

العشرين والثالثين يستوي فيه المذكر والمؤنث وذلكعلى سبيل التغليب كقوله ]من الطويل[:

- دعتني أخاها بعد ما كان بيننا ... من األمر ما ال854يفعل األخوان

* * *__________

؛229/ 1. وانظر: البحر المحيط 60( البقرة: 1) ؛ ومعجم85/ 1؛ والمحتسب 71/ 1والكشاف

.62/ 1القراءات القرآنية .161 - التخريج: البيت بال نسبة في الكامل ص 854

اإلعراب: "دعتني": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف المحذوفة، والتاء: للتأنيث ال محل لها من اإلعراب، والنون: حرف وقاية ال محل لها من اإلعراب، والياء: ضمير متصل مبني، في محل نصب

ا تقديره: مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز� هي. "أخاها": مفعول به ثان منصوب باأللف ألنه من األسماء الستة، و"ها": ضمير متصل مبني، في محل

جر باإلضافة. "بعد": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. "ما": مصدرية. "كان": إما فعل

ماض ناقص، أو ماض تام. والمصدر المؤول من "ما" والفعل بعدها في محل جر باإلضافة. "بيننا": مفعول

فيه ظرف زمان منصوب متعلق بخبر "كان" )الناقصة( المحذوف، أو متعلق بـ "كان" )التامة(. "من األمر": جار ومجرور متعلقان بـ"كان". "ما":

اسم موصول مبني في محل رفع اسم "كان" )الناقصة( أو فاعل "كان" )التامة(. "ال": نافية ال

Page 228: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عمل لها. "يفعل": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. "األخوان": فاعل مرفوع باأللف ألنه مثنى.

=

(4/18)

قال الشارح: اعلم أن "عشرين" وبابه من نحو "ثالثين" و"أربعين" إلى "التسعين" مما هو بلفظ الجمع، يستوي فيه المذكر والمؤنث، كأنهم غلبوا جانب المذكر لما علق عليهما. وهذه قاعدة أنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث؛ غلب المذكر؛ ألنه األصل.

فأما البيت الذي أنشده وهو ]من الطويل[:دعتني أخاها ... إلخ

وقبله: دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن ... أخاها ولم أرضع

لها بلبان أنشدهما أبو العباس المبرد في "الكامل"، ولم يذكر

قائلهما، والشاهد فيه أنه غلب المذكر، أال ترى أنه عبر عن نفسه وعنها باألخوين، ولم يقل: "األختان".ا بعد ما كان بينهما ما ال يريد أن هذه المرأة سمته أخ�

يكون بين األخوين، يريد ما يكون بين المحبين. وقال قوم: إنما كسروا العين من "عشرين"؛ ألنها

لما كانت واقعة على المذكر والمؤنث، كسروا أولها للداللة على التأنيث، وجمعوا بالواو والنون للداللة

على المذكر، فيكون أخذه من كل واحد منهما بتأثير. وهو ضعيف؛ ألنه يلزم عليه أن يكسروا أول

"الثالثين"، و"األربعين" إلى "التسعين" للداللة على التأنيث. ويمكن أن يقال: إنهم اكتفوا بالداللة على

"العشرين"، وكان في ذلك داللة على غيره من "الثالثين" و"التسعين"، فجرى على ما جرى عليه

"العشرون"، فإذا وقع "العشرون" على المذكر والمؤنث، وظهر فيه الفرق، كان "الثالثون" مثله، واكتفي بعالمة التأنيث في "العشرين" عن عالمته

في الثالثين. وقال قوم: إن "ثالثا�" من "ثالثين" هي "ثالث" التي

للمؤنث، ويكون الواو والنون لوقوعه على الذكر، فيكون قد جمع لفظ التذكير والتأنيث، وأخذ من كل

واحد بنصيب.

Page 229: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقال قوم: إنما كسروا األول من "عشرين", ألنهم قالوا في "ثالث عشرات": "ثالثون"، وفي "أربع

عشرات": "أربعون"، فكأنهم جعلوا "ثالثين" عشر مرار "ثالثة"، و"أربعين" عشر مرار "أربعة"، إلى

"التسعين"، فاشتقوا من اآلحاد ما يكون لعشر مرار ذلك العدد، فكان قياس "العشرين" أن يقال:

"اثنون"، و"اثنين" لعشر مرار "اثنين"، فكنا ننزع "اثن" من "اثنين"، ونجمعه بالواو والنون، و"إثن" ال

يستعمل إال مثنى، فاشتقوه من لفظ "العشرة"،ا بإرادة لفظ "اثنين" فاعرفه. وكسروا عينه إشعار�

__________ = وجملة "دعتني أخاها": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "يفعل األخوان": صلة الموصول المحل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "األخوان" حيث غلب المذكر علىالمؤنث فقال: أخوان، ولم يقل: أختان.

(4/19)

فصل ]حكم العدد في التعداد وغيره[ قال صاحب الكتاب: والعدد موضوع على الوقف،

تقول واحد, اثنان, ثالثة، ألن المعاني الموجبة لإلعراب مفقودة, وكذلك أسماء حروف التهجي, وما

�, فإذا قلت هذا واحد شاكل ذلك, إذا عددت تعديدا ورأيت ثالثة, فاإلعراب كما تقول هذه كاف، وكتبت

جيما�.* * *

قال الشارح: اعلم أن أسماء العدد إذا عددتها؛ فإنها تكون مبنية على الوقف؛ ألنها لم تقع موقع األسماء،

فتكون فاعلة ومفعولة ومبتدأة�؛ ألن اإلعراب في أصله إنما هو للفرق بين اسمين لكل واحد منهما

معنى يخالف معنى اآلخر، فلما لم تكن هذه األسماء على الحد الذي يستوجب اإلعراب، سكنت، وصارت

بمنزلة صوت تصوته، نحو: "صه"، و"مه" فتقول: "واحد، اثنان، ثالثه، أربعه"، باإلسكان من غير إعراب.

ويؤيد ذلك عندك ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: "ثالثهربعه"، فيترك الهاء من "ثالثة" بحالها غير

مردودة إلى التاء، وإن كانت قد تحركت بفتحة همزة

Page 230: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"أربعه" داللة على أن وضعها أن تكون ساكنة في العدد، حتى إنه لما ألقى عليها حركة الهمزة التي بعدها؛ أقرها في اللفظ بحالها على ما كانت عليه

قبل إلقاء الحركة عليها. ولو كانت كاألسماء المعربة؛ لوجب أن تردها متى تحركت تاء، فتقول: "ثالثتربعه"،

كما تقول: "رأيت طلحة يا فتى". فإن أوقعتها موقع األسماء، أعربتها، وذلك نحو

قولك: "تفضل ثالثة أربعة بواحد"، أعربتها ألن "ثالثة" هاهنا مفعولة، و"أربعة" فاعلة، وتقول: "ثمانية

ضعف أربعة" أعربتها ألنها مبتدأ، ولم تصرف للتأنيثوالتعريف.

وكذلك حروف المعجم إذا كانت حروف هجاء غير معطوفة، وال واقعة موقع األسماء، فإنها سواكن

األواخر في الدرج والوقف، وذلك قولك: ألف ب ت ث ج ح خ د ذ ر، وفي الزاي لغتان: منهم من يقول:

"زاي" بياء بعد ألف كما تقول: واو، بواو بعد ألف، ومنهم من يقول: "زي" بوزن "كي"، و"أي"، وقد

حكي فيها "زاء" ممدودة� ومقصورة�. وكذلك سائرها تبنى أواخرها على الوقف, ألنها أسماء الحروف الملفوظ بها في صيغ الكلم، فهي بمنزلة أسماء

األعداد، نحو: "ثالثه"، و"أربعه"، و"خمسه"، فال تجدا؛ ألنك لم تحدث عنها، لها رافع�ا، وال ناصب�ا، وال جار

وال جعلت لها حالة� تستحق اإلعراب بها كما قلنا في العدد، فكانت كالحروف، نحو: "هل"، و"بل"، وغيرهما

من الحروف فلم يجز لذلك تصريفها، وال اشتقاقها،وال تثنيتها، وال جمعها، كما أن الحروف كذلك.

(4/20)

ويدل على أنها بمنزلة "هل"، و"بل" أنك تجد فيها ما هو على حرفين، الثاني منهما حرف مد ولين، وذلك

نحو "با"، "تا"، "ثا"، "طا"، "ظا"، "فا"، "ها"، "يا"، وال تجد في األسماء المعربة ما هو على حرفين

الثاني منهما حرف مد ولين، إنما ذلك في الحروف، نحو: "ما"، و"ال"، و"يا"، و"أو"، و"أي "، و"كي"، فال

تزال هذه الحروف مبنية غير معربة, ألنها أصوات بمنزلة "صه"، و"مه"، و"إيه"، حتى توقعها موقع

األسماء، فترفعها حينئذ، وتجزها وتنصبها كما تفعل

Page 231: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ذلك باألسماء، وذلك قولك: "أول الجيم جيم، وآخرا الصاد دال"، و"كتبت جيم�ا حسنة�"، و"حفظت قاف�

صحيحة�". وكذلك العطف؛ ألنه نظير التثنية، فتقول: "ما هجاء بكر"، فيقول المجيب: "باء، وكاف، وراء"، فيعربها ألنه قد عطف، فإن لم يعطف بناها، وقال:

"با كاف را". قال الشاعر ]من الرجز[:ا وميمين وسين�ا طاسما855 - كاف�

وقال اآلخر ]من الطويل[: - ]أهاجتك آيات أبان قديمها[ ... كما بينت كاف856

تلوح وميمها__________

- التخريج: الرجز بال نسبة في سر صناعة855 )موم(.566/ 12؛ ولسان العرب 782اإلعراب ص

اللغة: الطاسم: الدارس، الغائب المعالم. المعنى: شبه آثار الديار المطموسة بحروف كتاب

غير واضحة المعالم.ا": مفعول به للفعل )تخال( المذكور اإلعراب: "كاف�

في بيت سابق. "وميمين": الواو: حرف عطف،ا" منصوب بالياء ألنه "ميمين": معطوف على "كاف�

مثنى، والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد. "وسين�ا": الواو: حرف عطف، "سين�ا": معطوف على

ا": صفة لـ"سين�ا" منصوبة. ا". "طاسم� "كاف�والشاهد فيه: عطفه الحروف على بعضها وإعرابها.

- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص856 /9؛ ولسان العرب 318/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 259 /2 )كوف(؛ وبال نسبة في سر صناعة اإلعراب 311 . اللغة: أبان: أظهر،40/ 4، 237/ 1؛ والمقتضب 782

كشف. المعنى: شبه ما ظهر من آثار الديار التي خلت من

أهلها بالحروف المكتوبة. اإلعراب: "أهاجتك": فعل ماض مبني على الفتح،

والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به. "آيات": فاعل مرفوع بالضمة. "أبان":

فعل ماض مبني على الفتح. "قديمها": فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف

إليه. "كما": الكاف: اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق، و"ما": مصدرية. "بينت": فعل ماض مبني للمجهول مبني

على الفتح، والتاء: للتأنيث ال محل لها، والمصدر

Page 232: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر باالضافة. "كاف": نائب فاعل. "تلوح": فعل مضارع مرفوع،

ا تقديره: هي. "وميمها": الواو: فاعله مستتر جواز� حرف عطف، "ميمها": معطوف على "كاف"، و"ها": مضاف إليه محله الجر، يعود على "الكاف"، ويبدو أنه

أضاف "الميم" إلى "الكاف" ألنها تتبعها، وهذا منقبيل اإلضافة ألدنى مالبسة. =

(4/21)

وقال يزيد بن الحكم يهجو النحويين ]من الوافر[: - إذا اجتمعوا على ألف وياء ... وواو هاج بينهم857

جدال وإذا جعلت هذه الحروف أسماء، وأخبرت عنها،

وعطفت بعضها على بعض؛ أعربتها على ما ذكرنا،ا، وشددت الياء من "زي" ومددت ما كان منها مقصور�

في قول من ال يثبت األلف، وذلك من قبل أنها إذا صيرت أسماء�، ونقلت إلى مذهب االسمية؛ فال بد من

أن تجرى مجراها، وتعطى حكمها، فيجوز تصريفها وتثنيتها وجمعها وتمثيلها بالفاء والعين والالم،

والقضاء على ألفاتها بأنها غير أصل، إذ قد صارت إلى حكم ما ذلك واجب فيه، ولكون أنه ليس في األسماء المفردة التي يدخلها اإلعراب اسم على

حرفين الثاني من حروف المد واللين، زدت على ألفا أخرى لتصير ثالثية�، ثم تقلب األلف "ب، ت، ث" ألف� همزة لسكونها وسكون األلف األولى كما تقلب في

"كساء"، و"رداء" وزدت على ياء "زي" ياء� أخرى، وادغمتها فيها، كما تفعل ذلك في الحروف إذا نقلتها

إلى االسمية، نحو قول زبيد ]من الخفيف[: - ليت شعري وأين مني ليت ... إن ليت�ا وإن لوا858عناء

__________ = وجملة "أهاجتك": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "أبان": في محل رفع صفة لـ"آيات". وجملة "بنيت كاف": صلة الموصول الحرفي ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "تلوح": صفة لـ "كاف" محلها الرفع.والشاهد فيه: عطف الميم على الكاف، وإعرابهما.

- التخريج: البيت ليزيد بن الحكم في خزانة857

Page 233: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ وبال نسبة في سر صناعة112، 110/ 1األدب .782/ 2اإلعراب

اللغة: الواو في "اجتمعوا" عائدة على النحويين. المعنى: يريد أن النحاة يختلفون على كل شيء

يدرسونه. اإلعراب: "إذا:": ظرف زمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، مبني على السكون في محل نصب.

"اجتمعوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: للجماعة فاعل، واأللف: للتفريق. "على ألف": جار ومجرور متعلقان بـ"اجتمعوا". "وياء": الواو: حرف عطف، "ياء": معطوف على )ألف(، وكذلك "وواو".

"هاج": فعل ماض مبني على الفتح. "بينهم": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بـ "هاج"، و"هم":

مضاف إليه. "جدال": فاعل. وجملة "إذا اجتمعوا ... هاج بينهم جدال": ابتدائية ال

محل لها من اإلعراب. وجملة "اجتمعوا": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "هاج جدال": جواب شرط غير

جازم ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه: إعرابه أحرف الهجاء في قوله: على

ألف وياء وواو. - التخريج: البيت ألبي زبيد الطائي في ديوانه858 /7، 388، 275/ 6، 111/ 1؛ وخزانة األدب 24ص

؛211/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 321، 320، 319 ؛ ولسان261/ 3؛ والكتاب 310/ 1والشعر والشعراء

)أوا(.54/ 14العرب اللغة: ليت شعري: استفهام بقصد التعجب. ليت ولو:

حرفان للتمني، قصد الشاعر بهما التمني نفسه. =

(4/22)

أال ترى أنه ضعف الواو في "لو" لما جعلها اسم�ا حيثأخبر عنها. ومثله قول اآلخر ]من الطويل[:

ا ... بأذناب لو لم859 - أالم على لو ولو كنت عالم�تفتني أوائله

فكذلك حروف المعجم؛ ألنها في معناها، وإنما لم يكن في األسماء المعربة ما هو على حرفين الثاني

منهما حرف مد ولين, ألن التنوين إذا وجد، حذف اللتقاء الساكنين، فيبقى االسم الظاهر على حرف

Page 234: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

واحد، فلذلك يلزم أن تزيد على حرف المد مثلهليصير ثالثي�ا، فاعرفه.

__________ = المعنى: يا لشدة عجبي، فما أبعد األماني عني،

واألمنيات كلها تعب. اإلعراب: "ليت شعري": "ليت": حرف تمن ال محل

له، "شعري": اسم "ليت" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير مبني في محل جر

مضاف إليه، والخبر محذوف تقديره: "كائن". "وأين": الواو: حرف استئناف، "أين": اسم استفهام مبني

في محل نصب مفعول فيه متعلق بخبر مقدم محذوف. "مني": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم

محذوف. "ليت": مبتدأ مرفوع بالضمة، وخبرها محذوف، بتقدير: "أين ليت حاصلة مني". "إن": حرف

مشبه بالفعل. "ليت�ا": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "وإن": الواو: حرف عطف. "إن": حرف مشبه

ا": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "عناء": بالفعل. "لوخبر "إن" مرفوع بالضمة.

جملة "ليت شعري ... ": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "أين مني ليت": استئنافية ال محل

ا ال لها من اإلعراب. وجملة "إن ليت�ا": استئنافية أيض� محل لها من اإلعراب. وجملة "إن لوا عناء": معطوفة

على سابقتها ال محل لها من اإلعراب. وخبر "إن" األولى محذوف فسره الخبر الثاني، على تقدير: "إن

ليت�ا عناء وإن لوا عناء". والشاهد فيه قوله: "ليت" و"ليت�ا" و"لوا" حيث أعربهابالحركات ألنها صارت أسماء لكلماتها بمعنى التمني.

/7 - التخريج: البيت بال نسبة في خزانة األدب 859 ؛609؛ وشرح عمدة الحافظ ص 72/ 1؛ والدرر 320

/1؛ وهمع الهوامع 66وما ينصرف وما ال ينصرف ص 5.

اللغة: أذناب لو: أواخرها، وعواقبها.ا المعنى: أالم على التمني، فأتركه لذلك، مع أن كثير�

من األماني ما يصدق، فلو أيقنت بصدق ما أتمناهألخذت بأوائله، وتعلقت بأسبابه.

اإلعراب: "أالم": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل مستتر وجوب�ا تقديره: "أنا" "على لو":

جار ومجرور متعلقان بالفعل )أالم(. "ولو": الواو: استئنافية، "لو": حرف شرط غير جازم. "كنت": فعل

Page 235: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ماض ناقص مبني على الفتح، والتاء: اسم "كان"ا": خبر "كان" منصوب. "بأذناب": محله الرفع. "عالم�

ا". "لو": مضاف إليه جار ومجرور متعلقان بـ"عالم� مجرور. "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تفتني":

فعل مضارع مجزوم، وعالمة جزمه السكون، والنون: للوقاية، والياء: مفعول به محله النصب. "أوائله":

فاعل مرفوع، والهاء: مضاف إليه محله الجر. وجملة "أالم": ابتدائية ال محل لها. وجملة "لو كنت

ا ... لم تفتني أوائله": استئنافية ال محل لها من عالم�ا": جملة الشرط غير اإلعراب. وجملة "كنت عالم�

الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "لم تفتنيأوائله": جواب شرط غير جازم ال محل لها.

والشاهد فيه: تضعيف )لو( لتلحق باألسماء، وإعرابها،وتذكيرها حمال� على معنى الحرف.

(4/23)

فصل ]همزة "أحد" و"إحدي" واستعمالهما[ قال صاحب الكتاب: والهمزة في "أحد", و"إحدى"

منقلبة عن واو, وال يستعمل أحد وإحدى في األعدادإال في المنيفة.

* * * قال الشارح: اعلم أن "أحد�ا" كلمة قد استعملت على

ضربين: أحدهما أن يراد بها العموم والكثرة، وال تقع إال في

النفي وغير اإليجاب، نحو: "ما جاءني من أحد"، و"ال أحد فيها"، وال يقال: "فيها أحد". والذي يدل على

وقوعه على الجمع قوله تعالى: }فما منكم من أحد ( فـ"حاجزين" نعت "أحد"، وجمع1عنه حاجزين{ )

الصفة مؤذن بإرادة الجمع في الموصوف، وعلى هذا الهمزة في أوله أصل، وليست بدال� من واو، وال

غيره، وذلك ألن اللفظ على الهمزة، ولم تقم داللةبما يخالف الظاهر واللفظ.

وأما الضرب اآلخر من ضربي "أحد" فأن يراد به معنى "واحد" في العدد، نحو قولك: "أحد وعشرون" والمراد: واحد وعشرون، والهمزة فيه بدل من الفاء

التي هي واو، واألصل: وحد يقال: "وحد"، و"أحد"، و"أحد" بمعنى "واحد" حكى ذلك ابن األعرابي،

Page 236: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وكذلك الهمزة في "إحدى" بدل من الواو, ألنها تأنيث األحد، والهمزة في "أحد" بدل من الواو، فكذلك هي في مؤنثه, ألنه من لفظه ومعناه. والهمزة تبدل من

الواو المفتوحة والمكسورة والمضمومة، وإبدالها من المفتوحة قليل يؤخذ سماع�ا، ومن المضمومة كثير

ا مطرد�ا، وفي المكسورة خالف، وسنوضح ذلك قياس�في موضعه من هذا الكتاب.

فإن قيل: ولم كان المؤنث باأللف، ولم يكن بالتاء كأخواته من "ثالثة" و"أربعة" وشبههما؟ فالجواب أن

"أحد�ا" اسم استعمل على ضربين: وصف، واسم للعدد غير وصف. فأما الصفة، فجارية على الفعل

على نحو "قائم"، و"قاعد"، وتتبع الموصوف، وتذكر وتؤنث، نحو: "مررت برجل واحد"، و }إلهكم إله

(. وتقول في المؤنث: "مررت بامرأة2واحد{ )ور واحدة"، وقال الله تعالى: }فإذا نفخ في الص

(، فهذا وصف جار على الفعل3نفخة واحدة{ ) ويعمل عمله من نحو "مررت برجل واحد درهمه"،

ويثنى ويجمع كما تفعل سائر الصفات. قال الشاعر]من الوافر[:

- فقد رجعوا كحي واحدينا860__________

.47( الحاقة: 1).163( البقرة: 2).13( الحاقة: 3)

/2 - التخريج: الشطر للكميت بن زيد في ديوانه 860؛ =580، 301؛ وشرح شواهد اإليضاح ص 122

(4/24)

فأما الضرب الثاني الذي هو اسم، فقولهم في العدد: "واحد، اثنان" فـ"واحد" ههنا غير صفة، وإنما

قلت ذلك ألمور؛ منها: أنه لو كان صفة؛ لوجب أن يكون له موصوف، وال موصوف، ومنها أنهم قد

كسروه على "أحدان" من نحو قول الهذلي ]منالبسيط[:

ريمة[ أحدان الرجال ]له ... صيد861 - ]يحمي الصومستمع بالليل هجاس[

وهذا الضرب من التكسير في "فاعل" إذا كان اسم�ا

Page 237: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

دون الصفة، نحو قولك: "حاجر"، و"حجران"،"، و"غالن". فأما قولهم: "راع"، و"رعيان"، و"غال

و"صاحب"، و"صحبان"، فإنما كسر على ذلك؛ الستعمالهما استعمال األسماء، ولم يذكر معهما

موصوف. فإن قيل: وقد قيل: "مررت برجل واحد، وبقوم

ثالثة"، فتصف بالعدد، وتجري إعرابه على االسم الذي قبله؟ فالجواب أن حقيقة هذا أنه اسم وعطف بيان

ال صفة، كما تقول: "مررت بأبي عبد الله زيد". والدليل على أن "واحد�ا" اسم، وإن جرى إعرابه على

ما قبله، قولهم: "مررت بنسوة أربع" بالتنوينوالصرف، ولو كان

__________ )وحد(.448/ 3= ولسان العرب

المعنى: لقد آبوا مجتمعين كحي واحد. اإلعراب: "فقد": الفاء: بحسب ما قبلها، "قد": حرف

تحقيق وتقريب. "رجعوا": فعل ماض مبني على الضم التصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل، واأللف: فارقة. "كحي": جار ومجرور متعلقان بـ )رجعوا(. "واحدينا": صفة

"حي" مجرورة بالياء ألنها جمع مذكر سالم، واأللفلإلطالق.

وجملة "فقد رجعوا": بحسب الفاء. والشاهد فيه قوله: "واحدينا" حيث جمع "واحد" صفة

جمع مذكر سالم. - التخريج: البيت ألبي ذؤيب الهذلي، أو لمالك861

،227بن خالد الخناعي في شرح أشعار الهذليين ص 443.

اللغة: الصريمة: موضع. إحدان الرجال: ما انفرد من الرجال. وهجاس: يهجس، ويفكر في نفسه. ويروى البيت بنصب "أحدان" والمعنى: يحمي الصريمة من أحدان الرجال، كقولك: حميت الدار اللص، وبالرفع،

على معنى: أحدان الرجال صيد له. اإلعراب: "يحمي": فعل مضارع مرفوع بالضمة

المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيها تقديره: هو. "الصريمة": مفعول به منصوب جواز�

بالفتحة. "أحدان": )بالرفع(: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الرجال": مضاف إليه مجرور. "له": جار

ومجرور متعلقان بـ"صيد". "صيد": خبر مرفوع

Page 238: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالضمة. "ومستمع": الواو حرف استئناف، و"مستمع": مبتدأ مرفوع بالضمة. "بالليل": جار

ومجرور متعلقان بـ"هجاس". "هجاس": خبر مرفوع. وجملة "يحمي الصريمة": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب، وكذلك جملة "أحدان الرجال له صيد"،وجملة "مستمع بالليل هجاس".

والشاهد فيه: جمع "واحد" على "أحدان".

(4/25)

صفة، لم ينصرف كما ال ينصرف "أوحد". و"واحد"مثله في باب العدد.

وهذا الضرب ال يثنى، وال يجمع من لفظه، فإذا أردت التثنية قلت: "اثنان"، وإذا أردت الجمع، قلت: "ثالثة،

أربعة"، فتصوغ للتثنية والجمع لفظ�ا من غير لفظالواحد.

وكما لم تثنه من لفظه، كذلك ال تؤنثه من لفظه, ألنه لو أنث من لفظه؛ لزم أن يقال: "واحدة"، فيخرج

إلى مشابهة الصفات الجارية على أفعالها، و"واحد" ليس بصفة، فكره فيه ما يكون في الصفات. فلما

امتنع منه هذا الضرب من التأنيث، واحتيج إلى عالمةا، قد يقع فاصلة بين المذكر والمؤنث إذ كان اسم� على المؤنث كما يقع على المذكر؛ عدل إلى لفظ

آخر بمعناه. ولما كان "أحد" بمعنى "واحد" في العدد،ا غير صفة كما أن "واحد�ا" كذلك، وأريد وكان اسم�

إثبات العالمة؛ لم تكن بالتاء، كراهية أن تكون على حد الصفة، نحو: "حسن"، و"حسنة"، كما كره ذلك

في "فاعل"؛ ألن الصفة في الموضعين واحدة، فعدل عن العالمة التي هي التاء إلى غيرها، فلم يجز مع

العدول عن هذه العالمة إال تغيير البناء؛ ألن العالمة التي غير التاء تغير البناء، وتصاغ معه على غير لفظ

المذكر، فلفا أنث باأللف؛ قلب عن "فعل" إلى "فعلى"؛ فقالوا: "إحدى" في المؤنث، و"أحد" في المذكر، فاستغنى بتأنيث "أحد" عن تأنيث "واحد"؛

ألنه في معناه.ا فإن قيل: ولم لم يستعمل "أحد" وال "إحدى" إال نيف� معه شيء؟ فالجواب: أما "إحدى" فال يستعمل إال إذا

ا واحد�ا، أو استعمل ضم إلى غيره، وجعل معه اسم�

Page 239: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فيما جاوز ذلك، فأما في باب اآلحاد وأوائل األعداد، فال؛ ألنه ليس إلى تأنيث الواحد وتذكيره كثير حاجة، ألنه ال يضاف إلى المعدود كما يضاف سائر األعداد, ألن لفظ المعدود يغني عن ذلك، فداللته على العدة

والنوع جميع�ا، وأما "أحد" فهو، وإن كان بمعنى "واحد"، فله نحو ليس لـ"واحد" من اإلبهام، وعدم التعيين، أال ترى أنك إذا قلت: "جاءني أحدهما، أو

أحدهم" إنما المراد: واحد من هذه العدة غير متعين؟ وإذا كانت موضوعة على أن تكون مضافة ومعها

غيرها، ألزموها في العدد إذا وقعت موقع "واحد" أنا، نحو: "أحد عشر"، و"احد وعشرون"؛ تكون نيف�

ليكون ما بعدها بمنزلة المضاف إليه، وال تخرج عنمنهاج استعمالها وموضوعها، فاعرفه.

فصل ]تعريف األعداد[ قال صاحب الكتاب: وتقول في تعريف األعداد ثالثة

األثواب، وعشرة الغلمة، وأربع األدؤر وعشر الجواري، واألحد عشر درهما�، والتسعة عشر دينارا�،

واإلحدى عشرة واألحد والعشرون ومائة الدرهم،ومائتا الدينار،

(4/26)

وثالثمائة الدارهم، وألف الرجل. وروى الكسائي الخمسة األثواب. وعن أبي يزيد أن قوما� من العرب

يقولونه غير فصحاء.* * *

ا أو قال الشارح: ال يخلو العدد من أن يكون مضاف�ا، مركب�ا أو مفرد�ا، فإذا أريد تعريفه؛ فإن كان مضاف�

نحو: "ثالثة أثواب"، و"عشرة غلمة"؛ فالطريق فيه أن تعرف المضاف إليه بأن تدخل فيه األلف والالم، ثم

تضيف إليه العدد، فيتعرف باإلضافة على قياس: "غالم الرجل"، و"باب الدار"، فتقول: "ثالثة

األثواب"، و"أربعة الغلمة"، و"عشر الجواري"؛ ألن المضاف يكتسي من المضاف إليه التعريف

والتخصيص، كما يكتسي منه الجزاء واالستفهام، نحو قولك: "غالم من تضرب أضرب"، و"غالم من أنت".

قال الشاعر ]من الطويل[:

Page 240: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أمنزلتي مي سالم عليكما ... هل األزمن الالتيمضين رواجع

وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى ... ثالث األثافيسوم البالقع ) (1والر

وقال الفرزدق ]من الكامل[: ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... يسمو فأدرك خمسة

(2األشبار ) لما أراد التعريف، عرف الثاني باأللف والالم، ثم

أضاف إليه، فتعرف المضاف. قال أبو العباس المبرد: هذا الذي ال يجوز غيره، وقد تقدم الكالم عليه، وعلى

الخالف فيه بحججه وعلله، في فصل اإلضافة بماأغنى عن إعادة.

وأما المركب فهو من "أحد عشر" إلى "تسعة عشر"،ففيه ثالثة مذاهب:

أحدها: مذهب أكثر البصريين: أن تدخل األلف والالم على االسم األول منها، فتقول: "عندي األحد عشر

ا"؛ ألنهما قد جعال بالتركيب ا، والثالثة عشر غالم� درهم� كالشيء الواحد، فكان تعريفهما بإدخال الالم في

أولهما. ( واألخفش من3الثاني: وهو مذهب الكوفيين )

البصريين، تعريف االسمين األولين، نحو: "عنديا"؛ ألنهما في الحقيقة اسمان، األحد العشر درهم�

والعطف مراد فيهما، ولذلك وجب بناؤهما. ولو صرحت بالعطف، لم يكن بد من تعريفهما، فكذلك إذا

ن�ا معنى العطف. كان مضم الثالث: مذهب قوم من الكتاب أنهم يدخلون األلف

والالم على األسماء الثالثة.__________

؛ والبيت الثاني715( تقدم البيت األول بالرقم 1).347بالرقم

.346( تقدم بالرقم 2) ( انظر المسألة الثالثة واألربعين في كتاب3)

"اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين.322 - 312والكوفيين" ص

(4/27)

Page 241: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وهو فاسد لما ذكرناه من أن التمييز ال يكون إال نكرة،ا" فالعدد معلوم؛ ألنك إذا قلت: "الخمسة عشر درهم�� التي عرفت. كأنك قلت: أخذت الخمسة عشر درهما و"الدرهم" غير معلوم مقصود إليه، وإنما هو بمنزلة قولك "كل رجل يأتيني فله درهم"، فالمراد: كل من يأتيني من الرجال واحد�ا واحد�ا فله درهم، ولو قلت:

"كل الرجل"، استحال المعنى. وأما العدد المفرد، نحو: "عشرين"، و"ثالثين" فما

فوقهما إلى "تسعين"، فتعريفه بإدخال األلف والالم على العدد، نحو: "العشرين" و"الثالثين"، كما تقول:

"الضاربون زيد�ا"، وال يجوز "العشرون الدرهم" إال على المذهب الضعيف، ووجه ضعفه ما ذكرناه فيا". ووجه آخر أن ما بعد النون "الخمسة عشر درهم�

ا" بعد "عشرين" منفصل مما قبله؛ ألن "درهم� منفصل من "العشرين"، فال يتعرف العدد بتعريفه، وليس كذلك "ثالثة"، و"أربعة" ونحوهما مما يضاف،

ف المضاف فإن الثاني متصل باألول من تمامه، فيعر بتعريف المضاف إليه، فلذلك إذا أريد تعريف العدد

المفرد، عرف نفسه بخالف المضاف. فأما "المائة" و"األلف" فحكمهما حكم العقد األول، نحو: "مائة درهم"، و"مائة الدرهم"، و"ألف درهم"،ا لـ"المائة" و"ألف الدرهم"؛ ألن التنوين ليس الزم�ا لـ"الثالثة" و"األربعة" و"األلف"، كما لم يكن الزم�

ونحوهما من العقد األول. وهذا حكم كل إضافة طالت أو قصرت، فإنك تعرف االسم األخير، ويسري

تعريفه إلى االسم األول، فتقول: "ما فعلت مائةألف الدرهم"، وعلى ذلك فقس.

فصل ]العدد الترتيبي[ قال صاحب الكتاب: وتقول األول والثاني والثالث،

واألولى والثانية والثالثة إلى العاشر والعاشرة والحادي عشر والثاني عشر، بفتح الياء وسكونها،

والحادية عشرة والثانية عشرة والحادي قلب الواحد والثالث عشر إلى التاسع عشر، تبني االسمين على

الفتح كما بنيتهما في أحد عشر.* * *

قال الشارح: اعلم أن هذا الفصل يشتمل على اسم الفاعل المشتق من أسماء العدد، واألول ليس من ذلك، وإنما ذكره ألنه يكون صفة كما يكون "ثان"،

Page 242: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"ثالث" ونحوهما صفات. فـ"األول" فهو من مضاعف الفاء والعين، ولم يشتق منه فعل، وإنما جاء

من ذلك أسماء يسيرة. قالوا: "كوكب"، و"ددن". والذي يدل أنه "أفعل" أنه قد جاء مؤنثه على

"الفعلى"، نحو "األولى"، كـ"األكبر"، و"الكبرى"، و"األطول"، و"الطولى" فالهمزة في "أول" زائدة

بإزائها في

(4/28)

"أفضل". وهي في "األولى" فاء بدل من واو، كانذلك الجتماع الواوين على حد "واقية"، "وأواق".

ا. فإذا كان صفة وهو على ضربين: يكون صفة واسم� لم ينصرف، نحو قولك: "هذا رجل أول"، أي: أول من

ا، وهما في غيره فتحذف الجار والمجرور تخفيف� تقدير الثبات، ولذلك لم تلزمه األلف والالم, ألن

الشيء إذا كان مراد�ا، كان في حكم المنطوق، ولو لفظت بالجار والمجرور، لم تأت باأللف والالم. قال

ر وأخفى{ ) (، ولم يقل:1الله تعالى: }يعلم الس و"األخفى"؛ ألن المراد: وأخفى من السر. قال

الشاعر ]من الرجز[: - يا ليتها كانت ألهلي إبال ... أوهزلت في جدب862

ال عام أو فلم يصرف ألنه صفة، ومعناه: أول من عامك. وحذف الجار والمجرور من نحو هذا في الصفة ضعيف، وهو

في الخبر أكثر؛ ألن الغرض من الصفة اإليضاحا كانت والبيان، وذلك ينافي الحذف. وإذا كانت اسم�

ا"، أي: ال منصرفة، فتقول: "ما تركت له أوال� وال آخر�ا، وال حديث�ا. قديم�

وأما "الثاني" و"الثالث" ونحوهما إلى "العاشر"، فإن العرب تشتقها من العدد على حسب اشتقاق اسم

الفاعل من الفعل في نحو "ضارب"، و"آكل"،و"شارب"، فيصير

__________.7( طه:1)

- التخريج: الرجز ألبي النجم العجلي في شرح862 ؛ وبال نسبة في خزانة418، 351شواهد اإليضاح ص

)وأل(؛ وما711/ 11؛ ولسان العرب 234/ 10األدب

Page 243: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.289/ 3؛ والكتاب 93ينصرف وما ال ينصرف ص اللغة: واضحة.

المعنى: يا ليت هذه اإلبل كانت ألهلي، وإال فأتمنىأن لو كانت قد هزلت منذ العام الماضي.

اإلعراب: "يا": حرف تنبيه. "ليتها": حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير متصل مبني على السكون في

محل نصب اسم "ليت". "كانت": فعل ماض ناقص مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، واسم "كان" ضمير

ا تقديره: "هي". "ألهلي": جار مستتر فيه جواز�"، والياء: ضمير ومجرور متعلقان بحال من "إبال�

متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "إبال�": خبر "كان" منصوب. "أو": حرف عطف. "هزلت": فعل

ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء:ا للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

تقديره: هي. "في جدب": جار ومجرور متعلقان بـ"هزلت". "عام": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

": صفة لـ "عام" مجرورة بالفتحة ألنها ممنوعة "أوال�من الصرف.

": ابتدائية ال محل لها وجملة "ليتها كانت ألهلي إبال�": خبر "ليت" من اإلعراب. وجملة "كانت ألهلي إبال�

محلها الرفع، وعطفت عليها جملة "هزلت". والشاهد في قوله: "عام أول" حيث حذف "من" من

أفعل التفضيل، وهي مقدرة. والتقدير: "عام أولمن هذا العام".

(4/29)

حكمها حكم اسم الفاعل، فتجري صفة� على ماا، ذكرتها، وإن كان مؤنث�ا، قبلها، فإن كان مذكر�

أنثتها. فتقول للرجل إذا كان معه رجالن: "هذا ثالث ثالثة"، وللمرأة: "هذه ثالثة ثالث": أسقطت التاء من "ثالث"؛ ألنه اسم فاعل جرى على مذكر، كـ"ضارب"،

وأثبتها في "ثالثة", ألنه عدد مضاف إلى مذكر في التقدير، إذ المعنى: ثالث ثالثة رجال، وأثبتها في

"ثالثة"، إذ جرت على مؤنث، كما تقول: "ضاربة". وأسقطتها من "ثالث"؛ ألنه عدد في تقدير المضاف

إلى مؤنث. وتقول: "هذا رابع أربعة" إذا كان هو وثالث نسوة؛ ألنه قد دخل معهن، فقلت: "أربعة"

Page 244: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالتذكير ألنه إذا اجتمع مذكر ومؤنث، حمل الكالم على التذكير, ألنه األصل، فإذا تجاوزت "العشرة"،

فلك فيه ثالثة أوجه: أحدها: أن تأتي بأربعة أسماء، فتقول: "هذا حادي

عشر أحد عشر"، و"ثاني عشر اثني عشر"، و"ثالث عشر ثالثة عشر"، فاالسمان األوالن من هذا نظير االسم األول من "ثالث ثالثة"، واالسمان األخيران نظير االسم الثاني منه. وإذا كان نظيره، وجب أن يعتقد أن االسمين الثانيين في موضع جر بإضافة

االسمين األولين، وبذلك خرج من أن تكون قد جعلت أربعة أسماء بمنزلة شيء واحد. وإنما بنيت االسمين

األولين وجعلتهما كاسم واحد، وبنيت االسمين الثانيين، وجعلتهما كاسم واحد، ثم أضفت األول إلى الثاني، ولم يمنع البناء اإلضافة. أال ترى أنك تقول: "كم رجل جاءك"؟ فتضيف "كم" إلى "رجل"، وقال

(، فأضاف "لدن"1سبحانه: }من لدن حكيم خبير{ )وهو مبني.

والثاني: أن تأتي بثالثة أسماء، فتقول: "هذا حادي أحد عشر"، و"ثاني اثني عشر"، و"ثالث ثالثة عشر"،

كأنهم استثقلوا أن يأتوا بأربعة أسماء، فحذفواا. وعلى هذا الوجه االسم الثاني من األول تخفيف�

يكون االسم األول معرب�ا يجرى بوجوه اإلعراب؛ ألن التركيب قد زال عنه بحذف االسم الثاني، فبقي

االسمان الثانيان علي بنائهما؛ ألنه لم يحذف منهما شيء، وهما في موضع جر بإضافة االسم األول

إليهما، وال يجوز في األول إال اإلعراب؛ ألنها ثالثةأسماء، فال يجوز أن تجعل في موضع اسم واحد.

والوجه الثالث: أن تقول: "هذا حادي عشر"، و"ثاني عشر" بتسكين الياء، وفتحها. فمن سكن الياء من

"حادي"، و"ثاني"؛ جعله معرب�ا في موضع رفع، وعلى هذا تقول: "هذا ثالث عشر، ورابع عشر"؛ ألن

ا، تقديره: "حادي أحد عشر" فحذف "أحد�ا" تخفيف� وهو مراد، فصار كقولك: "هذا قاضي بغداد"، ومن

فتح، بناهما على الفتح حين حذف "أحد�ا"، فجعلا مقامه. "حادي" قائم�

وتقول في المؤنث منه على الوجه األول: "هذهحادية عشرة إحدى عشرة"، وعلى

__________.1( هود: 1)

Page 245: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/30)

الوجه الثاني: "هذه حادية إحدى عشر" بالضم ال غير، وعلى الوجه الثالث: "هذه حادية عشر" بالضم،

والفتح على ما تقدم. وأما "حادي" فهو مقلوب من "واحد"، أخرت الفاء

فها وانكسار إلى موضع الالم، ثم قلبت الواو ياء� لتطرا"، وأصلها "فاعل" من ما قبلها، فصار وزنها "عالف�

الوحدة، وقد تقدم نحو من ذلك، فاعرفه.

فصل ]إضافة اسم الفاعل المشتق من العدد[ قال صاحب الكتاب: وإذا أضفت اسم الفاعل المشتق

من العدد؛ لم يخل من أن تضيفه إلى ما هو منه,( , و }ثالث ثالثة{ )1كقوله تعالى: }ثاني اثنين{ )

(، أو إلى ما هو دونه كقوله عز وجل: }ما يكون من2 (، وقوله: }خمسة3نجوى ثالثة إال هو رابعهم{ )

( , فهو في األول بمعنى واحد من4سادسهم{ ) الجماعة المضاف هو إليها، وفي الثاني بمعنى

جاعلها على العدد الذي هو منه, وهو من قولهم: "ربعتهم", و"خمستهم". فإذا جاوزت العشرة لم يكن

إال الوجه األول، تقول: "هو حادي إحدى عشر"، و"ثاني اثني عشر"، و"ثالث ثالثة عشر" إلى "تاسع

تسعة عشر". ومنهم من يقول: "حادي عشر أحدعشر", و"ثالث عشر ثالثة عشر".

* * * قال الشارح: قد استعمل اسم الفاعل المشتق من

العدد على معنيين: أحدهما: أن يكون المراد به واحد�ا من جماعة، واآلخر أن يكون فاعال� كسائر أسماء الفاعلين، فاألول، نحو: }ثاني اثنين{، و }ثالث ثالثة{. قال الله تعالى: }لقد

(، وقال عز5كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثالثة{ ): }إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين{ ) (. فما6وجل

كان من هذا الضرب فإضافته محضة, ألن معناه أحد ثالثة، وبعض ثالثة، فكما أن إضافة هذا صحيحة، فكذلك ما هو في معناه، وال يجوز فيه أن ينون

وينصب في قول أكثر النحويين، ألنه ليس مأخوذ�ا منفعل عامل.

وأما الثانى: وهو ما يكون فاعال� كسائر أسماء

Page 246: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الفاعلين، نحو: "ثالث اثنين"، و"رابع ثالثة"، و"خامس أربعة"، فهذا غير الوجه األول، إنما معناه هو الذي

جعل االثنين ثالثة� بنفسه، فمعناه الفعل، كأنه قال:"الذي ثلثهم، وربعهم، وخمسهم"، وعلى هذا

__________.40( التوبة: 1).73( المائدة: 2).7( المجادلة: 3) . وفي الطبعتين:7؛ والمجادلة: 22( الكهف: 4)

"خامسهم سادسهم"، وهذا تحريف..73( المائدة: 5).40( التوبة: 6)

(4/31)

قوله تعالى: }ما يكون من نجوى ثالثة إال هو رابعهم (، ومثله: }سيقولون1وال خمسة إال هو سادسهم{ )

ا بالغيب ويقولون سبعة ثالثة رابعهم كلبهم .... رجم� (. وعلى هذا الوجه يجوز أن ينون2وثامنهم كلبهم{ )

وينصب ما بعده، فتقول: "هذا ثالث اثنين"، و"رابع ثالثة�"؛ النه مأخوذ من "ثلثهم"، و"ربعهم" فهو

بمنزلة: "هذا ضارب زيد�ا". واألول أكثر. قال سيبويه (: قل ما تريد العرب هذا، يعني: "خامس أربعة"،3)

فإن أضفته، فهو بمنزلة "ضارب زيد"، فتكون اإلضافة غير محضة. هذا إذا أريد به الحال أو

االستقبال، فإن أريد به الماضي، لم يجز فيه إال حذف التنوين واإلضافة، كما كان كذلك في قولك:

"هذا ضارب زيد أمس". فإذا تجاوزت "العشرة" على قياس من قال: "هذا

رابع ثالثة"، و"خامس أربعة"، ففيه خالف: منهم من أجازه، فقال: "هذا خامس أربعة عشر" إذا كانوا، و"هذه خامسة أربع عشرة" إذا كن نساء، رجاال�

فصرن بها خمس عشرة، ويقيسون ذلك أجمع، وهو ( والمتقدمين من النحويين، وكان4مذهب سيبويه )

أبو الحسن األخفش ال يرى ذلك، ويأباه، وهو رأي أبي عثمان المازني، وأبي العباس المبرد، وقد اختاره

صاحب هذا الكتاب. وهو المذهب، وذلك ألنك إذا قلت: "رابع ثالثة"، فإنما تجريه مجرى "ضارب" ونحوه من

Page 247: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أسماء الفاعلين، ويكون المعنى: كانوا ثالثة� فربعهم، ثم قلت منه: "رابع". وال يجوز أن تبني من اسمين

مختلفي اللفظ، نحو: "خمسة"، و"عشرة" اسم فاعل؛ ألن األصل "خامس عشر أربعة عشر"،

فاعرفه.__________

.7( المجادله: 1).22( الكهف: 2).559/ 3( الكتاب 3).560/ 3( الكتاب 4)

(4/32)

ومن أصناف االسم

المقصور والممدودفصل ]تعريف االسم المقصور واالسم الممدود[

قال صاحب الكتاب: المقصور ما في أخره ألف نحو العصا والرحي, والممدود ما في آخره, همزة قبلها

ألف كالرداء والكساء, وكالهما منه ما طريق معرفته القياس، ومنه ما ال يعرف إال بالسماع. فالقياسي

طريق معرفته أن ينظر إلى نظيره من الصحيح, فإن انفتح ما قبل آخره فهو مقصور، وإن وقعت قبل

آخره ألف فهو ممدود.* * *

قال الشارح: المقصور والممدود ضربان من ضروب األسماء المتمكنة، إذ األفعال والحروف ال يقال فيهما

مقصور وال ممدود، وكذلك األسماء غير المتمكنة، نحو: "ما" و"ذا"، فإنه ال يقال فيهما: "مقصور"،

لعدم التمكن، وشبه الحروف؛ فأما قولهم في "هؤالء"، و"هؤال": "ممدود، ومقصور"، فتسمح في

العبارة، كأنه لما تقابل اللفظان فيهما، قالوا: "مقصور"، و"ممدود" مع ما في أسماء اإلشارة من

شبه الظاهر، من جهة وصفها، والوصف بها،وتصغيرها.

والمراد بالمقصور ما وقع في آخره ألف، وقال بعضهم: "ما وقعت في آخره ألف لفظ�ا"، واحترز

بقوله: "لفظ�ا" عن مثل "رشإ"، و"خطإ"، فإن في

Page 248: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، لكن في الخط وأما في آخر كل واحد منهما ألف� اللفظ فهي همزة. قال بعضهم: "ألف ساكنة"، ومن المعلوم أن األلف ال تكون إال ساكنة لكن احترز عن الهمزة المتحركة، نحو ما ذكرناه من قولنا: "رشأ"، و"خطأ". وقال بعضهم: "ألف مفردة"، كأنه احترز

عن الممدود من نحو: "حمراء"، و"صفراء"، فإن في آخر هذا القبيل ألفين، إحداهما للتأنيث زائدةبمنزلتها في "سكرى"، واألخرى قبلها للمد.

وهذا كله ال حاجة إليه ألن قولنا: "ألف" كاف فيتعريف المقصور, ألن مثل

(4/33)

ا، إنما هي همزة، "خطإ" و"حمراء" ليس آخرهما ألف�وليس االعتبار بالخط، إنما االعتبار باللفظ.

ا على ضربين: تكون وهذه األلف التي تقع آخر� منقلبة، وزائدة وال تكون أصال� ألبتة في اسم متمكن. فأما المنقلبة فال يخلو انقالبها من أن يكون من واو،

أو ياء، وقد جاءت منقلبة عن همزة، وذلك قولهم:"أيدي سبا"، و"أيادي سبا".

ا"، فأما المنقلبة عن الواو والياء، فنحو: "رج�ا"، من ا"، و"قف� و"قف�ى"، و"فت�ى"، و"رح�ى"؛ فـ"رج�

الواو لقولهم في التثنية: "رجوان"، و"قفوان".جا" واحد أرجاء البئر؛ و"فت�ى"، و"رح�ى" من و"الر

الياء، لقولهم: "فتيان"، و"رحيان". وإنما قلبا ألفينلتحركهما وانفتاح ما قبلهما.

وأما المزيدة، فتأتي على ثالثة أضرب: أحدها: أن تأتي ملحقة، واآلخر: أن تأتي للتأنيث، والثالث: أن تكون زائدة لغير إلحاق وال تأنيث بل لتكثير الكلمة،

وتوفير لفظها من غير إرادة إلحاق. فمثال الملحقة "أرطى"، و"معزى". والمراد باإللحاق أن تزيد على

ا زائد�ا ليس من أصل البناء؛ لتبلغ بناء� من الكلمة حرف� أبنية األصول أزيد منها، وذلك كزيادتهم الياء في

"حيدر"، وكزيادتهم الواو في "حوقل"، والنون في "رعشن". وال تكون األلف لإللحاق إال في آخر

األسماء، فـ"أرطى" ملحق باأللف في آخره بوزن "جعفر"، و"معزى" ملحق بوزن "درهم". والذي يدل

أن األلف هنا لإللحاق ال للتأنيث تنوينها، ولحاق الهاء

Page 249: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بها في قولهم: "أرطاة"، و"معزاة". وأما زيادتها للتأنيث، فكل ما لم ينون، نحو: "حبلى"، و"جمادى"، فهذه وما يجري مجراها للتأنيث، ولذلك

لم تنون، ولم تدخل عليها تاء التأنيث. وزيادتها لغير إلحاق، وال تأنيث، فنحوها في

(، فليست هذه األلف2( و"كمثرى" )1"قبعثرى" ) للتأنيث ألنها منونة، وال لإللحاق ألنه ليس لنا أصل

ا به. فإذا وقعت ألف من هذه سداسي، فيكون ملحق�ا، ولم األلفات في آخر االسم المتمكن؛ سمي مقصور�

، بل يكون في يدخله لفظ رفع وال نصب وال جر األحوال الثالث بلفظ واحد، وال يدخله تنوين إذا كانت األلف للتأنيث، نحو: "حبلى"، و"سكرى"، ويدخله إذا

ثرى". كانت غير تأنيث، نحو: "أرطى"، و"كما ألحد أمرين، وهو إما وإنما سمي هذا الضرب مقصور�: أن يكون من القصر، وهو الحبس من قوله عز وجل

(. ومنه قول الشاعر3}حور مقصورات في الخيام{ )]من الخفيف[:

__________ ( القبعثرى: الجمل العظيم، والفصيل المهزول.1)

)قبعثر((.70/ 5)لسان العرب ( الكمثرى: نوع من الفواكه تسقيه العامة2)

)كمثر((.152/ 5"اإلجاص". )لسان العرب .72( الرحمن: 3)

(4/34)

- قد قصرنا السناء بعد عليه ... ]وهو للذود أن863من جار[ يقس

ومنه قول اآلخر ]من الطويل[: - وأنت التي حببت كل قصيرة ... إلى وإن لم864

تدر ذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطى شر

النساء البحاتر__________

- التخريج: البيت ألبي دؤاد اإليادي في ديوانه863 /1؛ وشرح أبيات سيبويه 265/ 2، والخصائص 318ص

؛ وليس219/ 1؛ ولعدى بن الرقاع في الكتاب 181في ديوانه.

Page 250: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اللغة والمعنى: قصرنا: حبسنا. السناء: الرفعة والعلو. أراد أن الرفعة والعلو محبوسين عليه ال

يتعديانه إلى غيره. اإلعراب: "قد": حرف تحقيق وتقريب. "قصرنا": فعل

ماض مبنى على السكون التصاله بضمير رفع و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "السناء":

مفعول به منصوب بالفتحة. "بعد": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه. "عليه": جار ومجرور

متعلقان بـ "قصرنا". "وهو": حرف استئناف، و"وهو" مبتدأ. "للذود": جار ومجرور متعلقان بـ"جار". "أن ": حرف نصب. "يقسمن": فعل مضارع مبني للمجهول

مبني على السكون، والنون نائب فاعل. والمصدرالمؤول مجرور بحرف جر مقدر. "جار": خبر مرفوع. وجملة "قد قصرنا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "وهو جار" استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "قصرنا" بمعنى حبسنا. - التخريج: البيتان لكثير عزة في ديوانه ص864 ؛ وإصالح المنطق ص180/ 5؛ واألشباه والنظائر 369 ،282/ 1؛ والدرر 743؛ وجمهرة اللغة ص 274، 184

)قصر(،99/ 5 )بهتر(، 85/ 4؛ ولسان العرب 25/ 2 ، وبال نسبة في أسرار505والمعاني الكبير ص

.86/ 1؛ وهمع الهوامع 41العربية ص اللغة والمعنة: الحجال: الخالخيل. البحاتر: جمع

البحتر وهو القصير المجتمع الخلق. لقد جعلت- كرمى لك- كل القصيرات محبوبات لدي، وان لم تعلم القصيرات بذلك. طبع�ا قصدت قصرات

الخالخيل، ولم أقصد المترددات قصيرات الخطى. اإلعراب: "وأنت": الواو: بحسب ما قبلها، "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "التي":

اسم موصول مبني في محل رفع خبر. "حببت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك،

والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "كل": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف.

"قصيرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلى": جار ومجرور متعلقان بـ"حببت". "وإن": الواو: حرف

استئناف، "إن": حرف شرط جازم. "لم": حرف نفى وقلب وجزم. "تدر": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف

العلة. "ذاك": اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به. "القصائر": فاعل مرفوع بالضمة.

Page 251: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"عنيت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "قصيرات": مفعول به منصوب بالكسرة

ا عن الفتحة ألنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. عوض� "الحجال": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ولم": الواو:

حرف عطف، "لم": حرف جزم وقلب ونفي. "أرد": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر

وجوب�ا تقديره: أنا. "قصار": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الخطى": مضاف إليه مجرور

بالكسرة المقدرة على األلف للتعذر. "شر": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "النساء": مضاف إليهمجرور بالكسرة. "البحاتر": خبر مرفوع بالضمة. =

(4/35)

أو يكون من "قصرته"، أي: نقصته من قصر الصالةالة إن خفتم{ ) من قوله تعالى: }أن تقصروا من الص

(، أي: تنقصوا من عدد ركعاتها، أو هيأتها، وإن كانا1 يؤوالن إلى أصل واحد. أال ترى أن قصر الصالة إنما هو حبسها عن التمام في األفعال، وذلك أن االسم المقصور كأنه حبس عما استحقه من اإلعراب، أو

نقص عن الممدود الذي هو أزيد لفظ�ا؟ وأما الممدود، فكل اسم وقعت في آخره همزة قبلها ألف، وقد احتاط بعضهم، فقال: كل اسم وقعت في

آخره همزة قبلها ألف زائدة، وذلك قيد زائد في الحقيقة، فإن األلف التي تكون قبل الهمزة في

الممدود على ضربين: أحدهما أن تكون منقلبة عن واو أو ياء، وهو عين، واآلخر أن تكون زائدة غير

منقلبة. فاألول - وهو قليل- قولهم: "ماء"، و"شاء"، و"آء"، و"راء"، لضربين من النبت، الواحدة "آءة"، و"راءة". وقال بعضهم في "رؤية": "راءة". فهذا

أجرى األلف األصلية مجرى الزائدة، فقلب الياء بعدها همزة، كما قلب في "رداء" الجتماعهما في أنهما

ليسا من األصل. وأما كونها زائدة -وهو األكثر- فهو على ثالثة أضرب،اء" منه ما همزته أصلية، نحو: "قثاء"، و"حناء"، و"قر الهمزة في هذه ونحوها أصل، واأللف قبلها زائدة،

لقولهم: "أقثأت األرض"، و"أرض مقثأة، ومقثؤة" إذا

Page 252: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كثر القثاء فيها، وقولهم: "حنأت يدي"، و"قرأت القرآن". ومنه ما همزته منقلبة، وذلك على ضربين:

أحدهما أن تكون منقلبة عن حرف أصلي، فالهمزة في "كساء" بدل من الواو؛ ألنه من "الكسوة"، وهي

في "رداء" من الياء لقولهم: "هو حسن الردية". (، وهو على2والثاني: أن تكون منقلبة عن زائدة )

ضربين: منصرف، وغير منصرف، فالمنصرف: ما كانت همزته لإللحاق، نحو: "حرباء"، و"زيزاء"، وهذا ونحوه ملحق بـ"سرداح"، و"شمالل"، وأصل الهمزة

فيه الياء. أال ترى أنهم لما أنثوا نحو هذا بالهاء؛ ظهرت الياء التي هي األصل. وغير المنصرف نحو:

"حمراء"، و"صفراء"، وبابه الهمزة فيه بدل من ألفالتأنيث في نحو"حبلى"، و"عطشى".

والمراد ههنا معرفة الممدود والمقصور، والفرق بينهما، دون أحكامهما في اإلعراب. وذلك على

ا، وضرب منه يدرك ضربين: ضرب منه يدرك قياس�ا فهو ما له نظير من سماع�ا، فأما الذي يدرك قياس�

الصحيح يعتبر به. فإن كان قبل آخره ألف زائدة، كان في المعتل

ممدود�ا. وإن كان قبل آخره فتحة. كان__________

= وجملة "أنت التي": بحسب الواو. وجملة "حببت": صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب. وجملة "لم

تدر" جملة الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "عنيت": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "لم أرد": معطوفة عليها. وجملة "شر النساء البحاتر": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "قصيرة" بمعنى مقصورة على

الحجال..101( النساء: 1)( أي: عن حرف زائد.2)

(4/36)

ا. مثال ذلك أنك تقول: "أعطى في المعتل مقصور� إعطاء�"، و"زيد معط�ى"، فتمد المقصور، ألن نظيره من الصحيح "أحسن إحسان�ا" وتقصر المفعول؛ ألن

Page 253: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نظيره من الصحيح "محسن إليه"، فهذا وأشباهه هو األصل المعتمد عليه، وما لم يكن له نظير، فهو من

باب المسموع.

فصل ]األسماء المقصورة[ قال صاحب الكتاب: فأسماء المفاعيل مما اعتل آخره

من الثالثي المزيد فيه والرباعي, نحو معطى ومشترى ومستلقى, مقصورات لكون نظائرهن

مفتوحات ما قبل األواخر, كمخرج ومشترك ومدحرج، ومن ذلك نحو مغزى وملهى كقولك مخرج ومدخل، ونحو العشا والصدى والطوى؛ ألن نظائرها الحول

والفرق والعطش.* * *

قال الشارح: إنما قدم الكالم على المقصور من حيث كان أصال�، والممدود فرع، ولذلك يجوز قصر الممدود

في الشعر، وال يجوز مد المقصور عندنا, ألن في قصر الممدود حذف زائد وردا إلى أصله، وليس في مد المقصور رد إلى أصل. فمما يعرف به المقصور

من جهة القياس ما كان من أسماء المفعول الذي زاد فعله على ثالثة أحرف، وكان الالم منه ياء أو واو�ا،

ى" فهذا نظير "مكرم"، وذلك، نحو: "معط�ى"، و"مرس� و"مخرج"، فكما أن الراء من "مكرم" تلي الميم التي

هي أخر الكلمة، والم الفعل، كذا السين من "مرسى" تلي آخر الكلمة، وهي في موضع حركة، وقبلها

ا، ومثل ذلك قولهم: "جعبيته"، فتحة، فتقلب ألف�ى"، فكما أن و"سلقيته"، فهو"مجعبى"، و"مسلق�

"جعبيته" بمنزلة "دحرجته"،، فكذلك "مسلقي"بمنزلة "مدحرج".

ومن ذلك أسماء الزمان والمكان والمصادر، نحو: "المغنى"، و"المغزى"، و"الملهى"، و"المرمى"،

و"المرسى"، فهذا بمنزلة "المذهب"، و"المدخل"، و"المضرب"، ولفظ المكان والمصدر مما كان ماضيه

على أربعة أحرف كلفظ المفعول به، وذلك نحو:ى"، كقولك: "دحرجت "أرسى الله الجبل فهو مرس�

الحجر فهو مدحرج"، وقوله تعالى: }اركبوا فيها بسم ( وهما مصدران بمنزلة1الله مجراها ومرساها{ )"إجرائها"، و"إرسائها".

ا لـ"فعل يفعل" والحرف ومن ذلك ما كان مصدر� الثالث منه ياء أو واو، واسم الفاعل منه على

Page 254: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"فعل"، أو "أفعل"، أو"فعالن" وذلك نحو: "العشا"،دى"، و"الص__________

.41( هود:1)

(4/37)

و"الطوى"، فـ "العشا" مصدر "عشي يعشى عشا فهو أعشى"، وهو الذي ال يبصر في الليل، ويبصر

دى" مصدر "صدي يصدى صد�ا، فهو في النهار، و"الص صد، وصاد"، إذا عطش، و"الطوى" مصدر "طوى

يطوى طو�ى فهو طيان"، إذا جاع. قال ]من الكامل[:ه ... وغدا بأسمر865 - بات الحويرث والكالب تشم

كالهالل من الطوى ومثله "الغوى" مصدر "غوي الفصيل يغوي غوى"،

و"كرى" و"هوى"، فهذه المصادركـ"الكسل" في مصدر "كسل كسال� فهو كسل"، و"الفرق" في مصدر

ا"، و"حول ا فهو فرق" و"عطش عطش� "فرق فرق�." حوال�

والمراد بقوله: "لكون نظائرهن مفتوحات ما قبل األواخر" يريد أن يكون الفعل على عدة أفعال هذه

المصادر ووزانها، فكما أن "الفرق" ونحوها على ثالثة أحرف، كلهما أصول، فكذلك "الكرى"،

و"الطوى"، ونحوهما مما ذكر على هذه العدة والزنة، إال أنه يقع الحرف الثالث الذي هو ياء أو واو في

ا. موضع حركة، وقبلها فتحة، فتنقلب ألف�* * *

قال صاحب الكتاب: "والغراء" في مصدر "غري فهو (، وعن الفراء مثله،1غر" شاذ، هكذا أثبته سيبويه )

واألصمعي يقصره. ومن ذلك جمع "فعلة" و"فعلة" ,نحو: عري وجزي في عروة وجزية.

* * * قال الشارح: قالوا: "غري بالشيء يغرى به" إذا أولع

ا وغراء�"، به، فهو"غر غر�__________

- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من865مصادر.

اللغة والمعنى: الحويرث: تصغير للحارث. األسمر:

Page 255: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الرمح، ولعله أراد به حصان�ا. الطوى: الجوع. أراد أن الحارث قد بات جريحا تشمه الكالب، ثم صار على

فرس جائع ضامر البطن كالهالل. اإلعراب: "بات": فعل ماض مبني على الفتح.

"الحويرث": فاعل مرفوع بالضمة. "والكالب": الواو: حالية، "الكالب": مبتدأ مرفوع بالضمة. "تشمه": فعل

ا مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر جواز� تقديره: هي، والهاء: ضمير متصل مبني في محل

نصب مفعول به."وغدا": الواو: حرف عطف، "غدا": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف

ا تقديره: هو. للتعذر، وفاعله ضمير مستتر جواز� "بأسمر": جار ومجرور متعلقان بـ"غدا"، و"أسمر"

مجرور بالفتحة ألنه ممنوع من الصرف. "كالهالل": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ألسمر. "من

الطوى": جار ومجرور متعلقان بـ "غدا". وجملة "بات الحويرث": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب، وعطف عليها جملة "غدا". وجملة "الكالب تشمه": في محل نصب حال. وجملة "تشمه": في

محل رفع خبر "الكالب".والشاهد فيه قوله: "من الطوى"، أي: من الجوع.

.538/ 3( الكتاب 1)

(4/38)

مقصور وممدود. فأما "الغراء" فممدود، فهو شاذ بمنزلة "الظماء" من قولهم: "سنة ظمياء"، بينة

الظماء، جاء على "فعال" بمنزلة "الذهاب" و"البداء"، والقياس فيهما القصر على حد نظائرهما. هكذا نقله

سيبويه ممدود�ا، وعليه الفراء، وخالف في ذلكا. والقياس مع األصمعي مع األصمعى، ورواه مقصور�

الرواية, فأما قول كثير ]من الطويل[: - إذا قيل مهال� فاضت العين بالبكا ... غراء�866

ل ومدتها مدامع نه بكسر الغين، كأنه جعله مصدر "غارى، يغاري غراء�"،

وهو "فاعل"، ومصدر "فاعل" يأتي على "فعال"، مثل: "رامى يرامي رماء�"، ومثله من الصحيح: "قاتل

." قتاال� ومما يعرف به المقصور أن يكون جمع�ا، وواحده على

Page 256: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"فعلة" مضموم األول، أو "فعلة" مكسور األول، فإنه إذا كان على هذا البناء، وأريد جمعه على التكسير؛ فما كان منه على "فعلة"، فإن جمعه على "فعل"

وما كان على "فعلة" بالكسر؛ فجمعه على "فعل"، نحو: "عروة"، و"عرى"، و"جزية"، و"جزى"؛ ألن

نظيرهما من الصحيح "ظلمة"، و"ظلم"، و"كسرة"،ا؛ و"كسر"، ولذلك كان نظيرهما من المعتل مقصور�

ا، ا كان آخره حرف علة وقبله فتحة، انقلب ألف� ألنه لمفاعرفه.

فصل ]األسماء الممدودة[ قال صاحب الكتاب: واإلعطاء والرماء واالشتراء واالحبنطاء وما شاكلهن من المصادر ممدودات؛

لوقوع األلف قبل األواخر في نظائرهن الصحاح,__________

؛255 - التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص866 ؛ وشرح223؛ وسمط الآللي ص 60/ 1وأمالي القالي

؛ وشرح509/ 4؛ والمقاصد النحوية 292/ 2التصريح .655/ 3األشموني

ا. نهل: غزيرة الدمع. اللغة: غراء: إلحاح� المعنى: يقول: إذا دعوت نفسي للتجلد فاضت دموعا في تعذيبي، تساعدها المدامع بغزارة. العين إلحاح�

اإلعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "قيل": فعل ماض مبني للمجهول

مبني على الفتح. "مهال": مفعول مطلق لفعل محذوف. "فاضت": فعل ماض، والتاء للتأنيث.

"العين": فاعل مرفوع بالضمة. "بالبكا": جار ومجرور متعلقان بـ "فاض"."غراء": مفعول مطلق منصوب. "ومدتها": الواو حرف عطف، "مدتها": فعل ماض، والتاء للتأنيث، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول

به. "مدامع": فاعل مرفوع. "نهل": نعت "مدامع"مرفوع بالضمة.

وجملة "إذا قيل ... ": الشرطية ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة: "قيل": في محل جر باإلضافة.

وجملة "مهال": في محل رفع نائب فاعل. وجملة "فاضت العين": جواب شرط غير جازم ال محل لها من اإلعراب. وجملة "مدتها مدامع": معطوفة على

"فاضت". والشاهد فيه قوله: "غراء" حيث زعم ابن عصفور أنه

Page 257: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مصدر "غري بالشيء" وأن مده شاذ وقياسه القصر، والرواية بكسر الغين، فهو من الفعل "غارى"، ولذلك

. ا، مثل: قاتل قتاال� يكون مده قياس�

(4/39)

كقولك: "اإلكرام", و"الطالب", و"االفتتاح",و"االحرنجام".

* * * قال الشارح: ومما يعلم أنه ممدود من جهة القياس

ا بعد ألف زائدة، وذلك ما وقعت ياؤه أو واوه طرف�ماء"، فـ "اإلعطاء" مصدر نحو: "اإلعطاء"، و"الر

ماء" مصدر "راميت"، و"أعطيت" "أعطيت"، و"الر بمنزلة "أكرمت"، و"راميت" بمنزلة "طالبت"، فكما

تقول في مصدر الصحيح: "اإلكرام"، و"الطالب"،ا فتقع الميم من "اإلكرام" والباء من "الطالب" طرف� بعد ألف زائدة، كذلك تقع الياء التي هي الم الكلمة

في "أعطيت"، و"راميت" بعد ألف زائدة، فتنقلب همزة، وكذلك "االشتراء"، و"االرتماء", ألنهما بمنزلة

"احتقار"، و"افتتاح". ومن ذلك "االحبنطاء"،و"االسلنقاء"؛ النهما بمنزلة "االحرنجام".

* * * قال صاحب الكتاب: وكذلك العواء والثغاء والرغاء وما

كان صوتا� كقولك النباح والصراخ والصياح. وقال (: مدوا البكاء على ذا، والذين قصروه1الخليل )

جعلوه كالحزن والعالج كالصوت نحو النزاء ونظيره القماص. ومن ذلك ما جمع على أفعلة نحو قباء

وأقبية وكساء وأكسية، كقولك قذال وأقذلة وحماروأحمرة وقوله ]من البسيط[:

- في ليلة من جمادى ذات أندية ... ]ال يبصر867الكلب من ظلمائها الطنبا[

في الشذوذ كأنجدة في جمع نجد.__________

.540/ 3( الكتاب 1) /3 - التخريج: البيت لمرة بن محكان في األغاني 867 ؛ وسر صناعة237/ 3، 52/ 3؛ والخصائص 318

؛ وشرح293/ 2؛ وشرح التصريح 620اإلعراب ص ؛ ولسان العرب1563ديوان الحماسة للمرزوقي ص

Page 258: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛510/ 4 )ندى(؛ والمقاصد النحوية 318/ 15 ؛ وبال نسبة في شرح شافية ابن81/ 3والمقتضب )رجل(.268/ 11؛ ولسان العرب 329الحاجب ص

اللغة: جمادى: من األشهر العربية. األندية: ج الندى، وهو البلل. الطنب: ج األطناب، وهو الحبل الذي تشد

به الخيمة. اإلعراب: "في ليلة": جار ومجرور متعلقان بـ

"ضمي" في بيت سابق. "من جمادى": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ "ليلة". "ذات": نعت "ليلة"

مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "أندية": مضاف إليه مجرور. "ال": حرف نفي. "يبصر": فعل مضارع

مرفوع بالضمة. "الكلب": فاعل مرفوع بالضمة. "من ظلمائها": جار ومجرور متعلقان بـ "يبصر"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "الطنبا": مفعول به منصوب بالفتحة،

واأللف: لإلطالق.وجملة "ال يبصر ... ": في محل جر نعت "ليلة".

والشاهد فيه قوله: "أندية"، فإنه جمع "ندى" علىغير قياس، والجمع القياسي لـ "ندى" هو"أنداء".

(4/40)

قال الشارح: ومما يعلم به أنه ممدود أن تجد المصدر مضموم األول، ويكون للصوت، نحو: "العواء" وهو

مصدر "عوى الكلب عواء�"، و"الثغاء" وهو صوت الشاء والمعز، يقال: "ثغت تثغو ثغاء�" إذا صاحت، و"الدعاء"

غاء"، وهو صوت مصدر "دعا يدعو دعاء�". ومنه "الر ذات الخف، يقال: "رغا البعير يرغو رغاء�"، إذا ضج.

ياح، وقياسه من الصحيح قاء"، وهو الص و"الزراخ"، و"النباح" و"البغام"، و"الضباح"، وهو كثير. "الص

و"البكاء" يمد ويقصر، فمن مده ذهب به مذهب األصوات، ومن قصر جعله كالحزن، ولم يذهب به

مذهب الصوت، وقياس القصر ضعيف, ألنه لم يأترى". من المصادر على "فعل" إال "الهدى"، و"الس

ويكون العالج كذلك، نحو: "النزاء"؛ ألن نظيره "القماص"، والنزاء كالوثوب، و"القماص" من "قمص

البعير"، وهو كالجمز. ومما يعلم به أن واحده ممدود، ما كان في الجمع

Page 259: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على مثال " أفعلة"، نحو: "قباء"، و"أقبية"، و"رشاء"، و"أرشية"، كما أن واحد "األقذلة" "قذال"، فدل

"أفعلة" على مد الواحد؛ ألن "أفعلة" إنما هو جمع "فعال" أو"فعال"، أو"فعال"، كقولك: "قذال"،

و"أقذلة"، و"حمار"، و"أحمرة"، و"غراب"، و"أغربة". (،1فأما "ندى"، و"أندية" فشاذ فيما ذكره سيبويه )

كأنهم جمعوا ما لم يستعمل واحده، كما أن "حرائر"،ة"، و"كنة" كذلك. ومثله و"كنائن"، في جمع "حر

"مالمح"، و"مشابه"، و"مذاكير". وقيل: إنهم نزلوا الفتحة منزلة األلف، فصار "نداء" كـ"قذال"، فجمعوه

جمعه، كما نزلوا األلف في "كساء"، و"رداء" منزلة الفتحة، فأعلوا الواو والياء ألفين، كما يفعلون في

"باب"، و"ناب". وقال بعضهم: جمع "ندى" على "نداء" كما قالوا: "جمل"، و"جمال"، و"جبل"،

و"جبال"، ثم جمع "فعال"، على "أفعلة"، فيكون "أندية" جمع جمع. وقول صاحب الكتاب هو في

الشذوذ كـ"أنجدة" في جمع "نجد"، والنجد ما ارتفعمن األرض. ومنه قوله ]من البسيط[:

- يغدو أمامهم في كل مربأة ... طالع أنجدة في868كشحه هضم

__________.541/ 3( الكتاب 1)

- التخريج: البيت لزياد بن منقذ في لسان العرب868 )نجد(؛ وبال نسبة في شرح ديوان الحماسة414/ 3

.819للمرزوقي ص اللغة والمعنى: المربأة: مكان عال تراقب األعداء

منه. األنجدة: جمع نجد وهو المكان المرتفع. الكشح:الجانب ما بين الخاصرة والضلوع. الهضم: الخفة.

أراد: إنه طليعتهم في مراقبة األعداء والخصوم، ال يهاب اقتحام المخاطر، وهو خفيف الخصر ال مترهل

البطن. اإلعراب: "يغدو": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة

ا = على الواو للثقل، وفاعله ضمير مستتر جواز�

(4/41)

فقال بعضهم: هو من الجموع الشاذة التي جاءت على غير لفظ الواحد، وقال بعضهم: جمع "نجد"

Page 260: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على "نجود"، ثم جمع الجمع على "أنجدة" نحو: "عمود"، و"أعمدة". فأما البيت الذي أنشده، وهو

]من البسيط[:في ليلة من جمادى ... الخ

وقبله: يا ربة البيت قومي غير صاغرة ... ضمي إليك رحال

القوم والقرباة بن محكان التميمي من شعراء الحماسة، الشعر لمر والشاهد فيه جمع "ندى"، على "أندية"، يصف إكرامه الضيف وأمره من عنده بالقيام بأمر الضيف، وإحراز رحالهم ومتاعهم. والقراب: وعاء يكون فيه السيف

بغالفه وحمائله. ويصف برد تلك الليلة، وخص "جمادى" ألن الشتاء عندهم "جمادى"، لجمود الماء

فيه. وفي درعيات أبي العالء ]من الطويل[: - كمغتسل أعلى جمادى ببارد ... ]وماسجل ماء869

حين يفرغ سائح[__________

= تقديره: هو. "أمامهم": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "يغدو"، و"هم":

ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "في كل": جار ومجرور متعلقان بـ )يغدو(. "مربأة":

مضاف إليه مجرور بالكسرة. "طالع": خبر لمبتدأ محذوف، بتقدير: هو طالع، مرفوع بالضمة، وهو

مضاف. "أنجدة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "في كشحه": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف،

أو هما الخبر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جرمضاف إليه. "هضم": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "يغدو": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "هو طالع": استئنافية ال محل لها مناإلعراب، وكذلك جملة "في كشحه هضم".

والشاهد فيه قوله: "طالع أنجدة" جمع تكسير للنجد وهو ما ارتفع من األرض، وقيل بل هو جمع الجمع،

وأن جمع "نجد": نجود. - التخريج: البيت ألبي العالء المعري في سقط869

.306الزند ص اللغة والمعنى: أعلى جمادى: أول شهر جمادى.

السجل: الدلو الكبير. السائح: الصائم المالزمللمساجد، والمتنقل في البالد.

ا من شبهه بمغتسل في أول البرد، أراق دلوا كبير�

Page 261: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الماء بعد ما أنهى صيامه. اإلعراب: "كمغتسل": الكاف: اسم بمعنى "مثل"

مبني في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف، "مغتسل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أعلى": مفعول فيه

ظرف زمان منصوب بفتحة مقدرة على األلف للتعذر، وهو مضاف متعلق بـ "مغتسل". "جمادى": مضاف

إليه مجرور بكسرة مقدرة على األلف للتعذر. "ببارد": جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل

"مغتسل". "وما": الواو: حرف استئناف، "ما": حرف استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. "سجل": خبر

مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "ماء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "حين": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ"سجل". "يفرغ": فعل

مضارع مرفوع بالضمة. "سائح": فاعل مرفوعبالضمة. =

(4/42)

ومن الممدود ما كان جمع�ا لـ"فعلة"، و"فعلة"، و"فعلة". قالوا: "صعوة"، و"صعاء" بالمد، والصعوة: طائر صغير، ويجمع على "صعو"، و"صعاء"، وقالوا:

"ركوة"، و"ركاء" وهي التي للماء، وفي المثل: (. وروى أبو إسحاق الزيادي1"صارت القوس ركوة" )

أن أبا الحسن كان يقول في "كوة"، وهي ثقب في البيت: "كوى" بالقصر. قال: وهو شاذ كـ "بدرة"

و"بدر".ا بالمد بمنزلة "قصعة"، و"قصاع". وقالوا: "كواء" أيض�

فكما أن العين التي هي الم في "قصعة" واقعة بعد ألف، كذلك الواو والياء إذا وقعتا بعد مدة األلف،

انقلبتا همزة، فصارت الكلمة ممدودة، ومثل ذلك: "لهاة"، و"لهاء"، واللهاة: الهنة المطبقة في أقصى

الفم، يقال: "لهاة"، و"لهاء"، كـ"أضاة"، و"أضاء"، و"لهاء" كـ"رقبة"، و"رقاب". وقيل: "اللهاء" بالمد جمع "لهاء" كـ"أضاء"، و"إضاء". قال الشاعر ]من

الرجز[: - يالك من تمر ومن شيشاء ... ينشب في870

المسعل واللهاءا، والمد ضرورة، ذكره وقيل: القياس "لهى" مقصور�

Page 262: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الجوهري. فاعرفه.__________

= وجملة "كمغتسل": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ما سجل": استئنافية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "يفرغ سائح": في محل جرمضاف إليه.

والشاهد فيه قوله:"أعلى جمادى" أي أول شهرجمادى، وهو شهر البرد عندهم.

؛ واللسان470/ 2( ورد المثل في تمثال األمثال 1) )ركا(. وهو يضرب في اإلدبار وانقالب234/ 14

األمور. - التخريج: الرجز ألبي مقدام الراجز في سمط870

، وله أو659/ 3؛ وشرح األشموني 874الآللي ص ؛222/ 6ألعرابي من أهل البادية في الدرر

؛ وبال نسبة في اإلنصاف507/ 4والمقاصد النحوبة /3، ولسان العرب 318، 231/ 2؛ والخصائص 746/ 2

)لها(؛ وهمع262/ 2 )شيش(، 311/ 6 )حدد(، 141.157/ 2الهوامع

اللغة: الشيشاء: نوع من التمر ال يشتد نواه. ينشب: يعلق. اللهاء: ج اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على

الحلق في أقصى سقف الفم. اإلعراب: "يا" حرف تنبيه. "لك": جار ومجرور

متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره "شيء". "من تمر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الكاف

في "لك"، أو "من": حرف جر زائد، "تمر": اسم مجرور لفظ�ا مرفوع محال� على أنه مبتدأ مؤخر وخبره

شبه الجملة من الجار والمجرور "لك". "ومن شيشاء": الواو حرف عطف، "من شيشاء": معطوف

على "من تمر". "ينشب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "في المسعل":

جار ومجرور متعلقان بـ "ينشب". "واللهاء": معطوفعلى "المسعل".

وجملة المبتدأ والخبر ال محل لها من اإلعراب ألتها ابتدائية. وجملة: "ينشب" في محل جر نعت

"شيشاء". والشاهد فيه قوله: "واللهاء" حيث مده للضرورة

الشعرية، واألصل "اللها".

(4/43)

Page 263: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]المقصور والممدود السماعى[جا" قال صاحب الكتاب: وأما السماعي, فنحو: "الر و"الرحي" و"الخفاء" و"اإلباء", وما أشبه ذلك مما

ليس فيه إلى القياس سبيل. قال الشارح: قد تقدم الكالم على ما يعلم قصره

ومده من جهة القياس؛ وأما ما يعلم من جهةجا"، ماع، وال يعلم بالمقاييس، فنحو: "الر الس

حى"، و"الطوى"، و"النوى"، وكذلك "الخفاء" و"الر ممدود من قولهم: "خفي األمر عليه خفاء"، ومنه

ا. فهذه "برح الخفاء"، أي: وضح. و"اإلباء" ممدود أيض� مسموع فيها القصر والمد، وليس للرأي فيها مساغ, ألنها ليست بأن تكون كـ"حجر" و"جمل" أولى من أن

تكون كـ"حمار"، و"قذال"، فاعرفه.

(4/44)

ومن أصناف االسم

األسماء المتصلة باألفعالفصل ]تعداد األسماء المتصلة باألسماء[

قال صاحب الكتاب: هي ثمانية أسماء: المصدر, اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة، اسم

التفضيل، اسما الزمان والمكان، اسم اآللة.* * *

قال الشارح:: يريد بقوله: "المتصلة باألفعال" تعلقها بها من جهة االشتقاق، وأن فيها حروف الفعل،

فكان بينهما تعلق واتصال من جهة اللفظ، إذ كانت تنزع إلى أصل واحد، وليس المراد أنها مشتقة من

األفعال، وهذا االتصال والتعلق على ضربين: أحدهما: أن ال يطرد كـ"القربة" من "القرب"، أال ترى

أنه ال يقال لكل ما يقرب "قربة"، وكـ"الخابئة" من "الخبء"، وال يقال لكل ما يخبأ: "خابئة"، بل اختصت

ببعض المسمين للفرق؟ ومثل ذلك قولهم: "عدل" لما يعادل من المتاع، و"عديل": ال يقال إال لما يعادل من األناسي، فرقوا بين البناءين ليفرقوا بين المتاع

وغيره، فاألصل واحد، والبناءان مختلفان، وذلك كثير. والثاني: ما هو المطرد، وهو ما ذكره من األسماء

Page 264: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا لكل موصوف، وكل زمان الثمانية، أال تراه عام�ومكان، ونحوها.

(4/45)

المصدرفصل ]أبنية مصدر الفعل الثالثي المجرد[

قال صاحب الكتاب: أبنيته في الثالثي المجرد كثيرة مختلفة يرتقي ما ذكره سيبويه منها إلى اثنين

وثالثين بناء, وهي "فعل"، "فعل"، "فعل"، "فعلة"، "فعلة"، "فعلة", "فعلى", "فعلى"، "فعلي"،

"فعالن"، "فعالن"، "فعالن"، فعالن، فعل, فعل، فعل فعل، فعلة، فعلة، فعال، فعال، فعال، فعول، فعالة، فعول، فعيل، فعولة، مفعل، مفعل، مفعل، ومفعلة،

ومفعلة, وذلك نحو: قتل وفسق وشغل ورحمة ونشدة وكدرة ودعوة وذكرى وبشرى وليان وحرمان

وغفران ونزوان وطلب وخنق وصغر وهدى وغلبة وسرقة وذهاب وصراف وسؤال وزهادة ودراية

ودخول وقبول ووجيف وصهوبة ومدخل ومرجعومسعاة ومحمدة.

* * *ا قال الشارح: من ذلك المصدر، وإنما سمي مصدر�

ألن األفعال صدرت عنه، أي: أخذت منه، كمصدر اإلبل للمكان الذي ترده ثم تصدر عنه، وذلك أحد ما يحتج به أهل البصرة في كون المصدر أصال� للفعل، وقد تقدم

الكالم عليه والخالف فيه. وإنما نذكر أبنية المصادر المقيس منها، وغير المقيس. وإنما قدم الكالم عليه ألنه األصل، وما عداه من األمثلة مأخوذ منه، ولذلك

لم تجر المصادر على سنن واحد، كمجيء أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين ونحوهما من

المشتقات، بل اختلفت اختالف سائر أسماء األجناس. ولما جرت مجرى األسماء؛ كان حكمها حكم اللغة التي تحفظ حفظ�ا، وال يقاس عليها، فمن ذلك

أبنية مصادر األفعال الثالثية المجردة من الزيادة،وهي كثيرة مختلفة.

واألفعال ثالثة أبنية: "فعل"، "يفعل"، كـ"ضرب"، "يضرب"، و"فعل"، "يفعل"، كـ "قتل"، "يقتل"، و"فعل"، "يفعل"، كـ "علم"، "يعلم"، و"فعل"،

Page 265: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"يفعل" كـ" شرف"، "يشرف". ولم يأت "فعل"،ا من "يفعل" بالفتح إال فيما كان عينه أو المه حرف�

حروف الحلق، نحو: "ذهب"، "يذهب"، و"جبه"، "يجبه". وقد استوفينا الكالم على أبنية األفعال في

كتابنا شرح تصريف الملوكي.

(4/46)

والغالب على ما كان من هذه األفعال متعديا أن يكون"؛ فأما "فعل" "، واالسم منه "فاعال� مصدره "فعال� "يفعل"، فنحو: "ضرب يضرب ضرب�ا فهو ضارب"،

ا فهو حابس"، و"فعل يفعل"، و"حبس يحبس حبس�ا، فهو الحس، ولقمه يلقمه نحو: لحسه يلحسه لحس�

ا، فهو القم. األصل في جميعها هذا، لكنها لقم� اختلفت أبنيتها كما تختلف أبنية سائر األسماء، ونحن

نذكر ما جاء من ذلك في كل ضرب منها. الضرب األول من األفعال: ما كان على "فعل"،

"يفعل"، ويجيء على أربعة عشر بناء�: "فعل"، نحو: ضرب يضرب ضرب�ا، وهو األصل، وعليه القياس،

" إذا ماثله؛ و"فعل" قالوا: "عدل الشيء يعدله عدال� و"فعل" بفتح الفاء والعين، قالوا: "سرق يسرق

ا" بالتحريك، كأنهم حملوه على "العمل"، وقالوا سرق� فيه: "سرقة"، جاءوا به على "فعلة" كـ"القطنة"،

رق"، وقالوا: "غلب يغلب غلب�ا" جعلوه كـ"السا، قال ]من الكامل[: و"غلبة"، و"غلبة" أيض�

- أخذوا المخاض من الفصيل غلبة� ... ظلم�ا871ويكتب لألمير أفيال

ا بكسر العين، قالوا: "كذب وجاء على "فعل" أيض� يكذب كذب�ا". وقالوا فيه: "الكذاب". قال الشاعر ]من

مجزوء الكامل[: - فصدقته وكذبته ... والمرء ينفعه كذابه872

__________ - التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص871 ؛ وشرح شواهد اإليضاح311؛ وتذكرة النحاة ص 242

؛ وبال نسبة736/ 2؛ وشرح شواهد المغني 607ص.288/ 2؛ وشرح األشموني 283في جواهر األدب ص

اللغة: المخاض: النوق الحوامل. الفصيل: ولد الناقة فطم عن أمه. الغلبة: مصدر غلبه. أفيل: ولد الناقة

Page 266: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ابن سبعة أشهر. المعنى: يظلم الجباة، فيأخذون اإلبل الحوامل،

ويكتبون لألمير بأنهم عدلوا، وأخذوا صغارها. اإلعراب: "أخذوا": فعل ماض مبني على الضم

التصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، واأللف: للتفريق. "المخاض": مفعول به

منصوب بالفتحة الظاهرة. "من الفصيل": جار ومجرور متعلقان بالفعل أخذوا. "غلبة": مفعول

مطلق لفعل محذوف، منصوب بالفتحة الظاهرة، أوا": حال منصوبة. "ويكتب": الواو: عاطفة، حال. "ظلم� و"يكتب": فعل مضارع مبني للمجهول. "لألمير": جار ومجرور متعلقان بالفعل يكتب، ونائب الفاعل جملة

مقدرة، والتقدير )يكتب ما أخذ أفيال( فهذه الجملة نائب فاعل للفعل )يكتب(. "أفيال": قيل إنه مفعول

به لفعل محذوف، والتقدير: يكتب أخذوا أفيال. وجملة "أخذوا المخاض": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "يكتب" معطوفة على ابتدائية المحل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "غلبة" حيث جاءت مصدر "غلب". - التخريج: البيت لألعشى في شرح شواهد872

)صدق(؛193/ 10؛ ولسان العرب 606اإليضاح صولم أقع عليه في ديوانه.

(4/47)

ومثله: "ضرب الفحل الناقة ضراب�ا"، كما قالوا:ا"، والقياس "ضرب�ا"، وال يقولونه، كما ال "نكحها نكاح�ا"؛ فأما "الكذاب" بالتشديد فهو مصدر يقولون: "نكح�

"كذب" "يكذب". قال الله تعالى: }وكذبوا بآياتنا (؛ وقد جاء على "فعلة"، قالوا: "حميت1كذاب�ا{ )

المريض حمية"، وقالوا: "حميت المكان حماية"، وقالوا: "دريته درية" مثل "حميته حمية"، و"دراية"

مثل "حماية"؛ ومنها ما جاء على "فعالن"، قالوا: "حرمه حرمان�ا"، و"وجد الشيء يجده وجدان�ا"،

ا على "فعالن" و"عرفته عرفان�ا"؛ وقد جاء أيض� مضموم الفاء، قالوا: "غفر الله ذنبه غفرانا"؛ وقد جاء على "فعالن" بفتح الفاء، قالوا: "لويته بدينه

ليان�ا". قال الشاعر ]من الطويل[:

Page 267: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تطيلين لياني وأنت مليئة ... وأحسن ياذات الوشاح(2التقاضيا )

ا، قال أبو العباس: "فعالن" بفتح الفاء ال يكون مصدر� إنما يجيء على "فعالن"، و"فعالن"، وهذا كثير في المصادر، نحو: "العرفان"، و"الوجدان"، فكان أصله

"ليان�ا" أو "ليان�ا"، فاستثقلوا الكسرة والضمة مع الياء المشددة، فعدلوا إلى الفتحة. وقد حكى أبو زيد عن

بعض العرب: "لويته ليان�ا" بالكسر، وهو شاهد لما قلناه. وقالوا: "هديته للدين هدى"؛ وأما قولهم:

ا"، فاصله: "ولجت فيه"، فهو غير متعد، "ولجته ولوج�فلذلك جاء مصدره على "فعول".

وأما الضرب الثاني: وهو"فعل"، "يفعل" بضم العين، فهو قريب من األول في االختالف، من ذلك ما جاء

على "فعل"، وهو األصل على ما تقدم، قالوا: "قتلها"؛ وعلى "فعل"، "، و"خلق يخلق خلق� يقتله قتال� قالوا: "جلب يجلب جلبا"، و"طلب يطلب طلبا"؛ وعلى "فعل" بكسر العين، قالوا: "خنقه يخنقها"؛ وعلى "فعل" بضم الفاء وسكون العين، خنق�

ا"؛ وعلى ا"، و"شكر يشكر شكر� قالوا: "كفر يكفر كفر�فعل، نحو:__________

ا مرات، وكذب�ا مرات، وقد = الشرح: قلت له صدق�ينفع اإلنسان أن يكذب أحيان�ا.

اإلعراب: "فصدقته": الفاء: بحسب ما قبلها. "صدقته": فعل ماض مبني على السكون التصاله

بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل

نصب مفعول به. "وكذبته": الواو: حرف عطف، "كذبته": يعرب إعراب "صدقته". "والمرء": الواو:

استئنافية، و"المرء": مبتدأ مرفوع بالضمة. "ينفعه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل

مبني في محل نصب مفعول به. "كذابه": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل

مبني في محل جر مضاف إليه. وجملة "فصدقته": بحسب الفاء، وعطف عليها جملة "كذبته". وجملة "المرء ينفعه": استئنافية ال محل لها

من اإلعراب، وجملة "ينفعه": في محل رفع خبر.ا للفعل كذب والشاهد فيه قوله: "كذابه" مصدر�

يكذب.

Page 268: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.28( النبأ: 1).533( تقدم بالرقم 2)

(4/48)

ا"، و"قال "القيل"، و"الذكر"، مصدرى "ذكر ذكر� قيال�". وجاء على "فعلة"، قالوا: "نشدت الضالة

نشدة"، أي: طلبتها؛ وعلى "فعال"، قالوا: "كتب يكتب كتاب�ا"، و"حجب يحجب حجاب�ا"، وقالوا: "كتب�ا"

على القياس؛ وعلى "فعالن"، قالوا: "شكر شكران�ا"، و"كفر كفران�ا". قال الله تعالى: }فال كفران لسعيه{

(1.)ا الضرب الثالث: وهو "فعل" "يفعل"، قد جاء أيض� على أبنية، منها "فعل" وهو األصل، قالوا: "حمدها"، ومنها "فعل"، ه يشمه شم يحمده حمد�ا"، و"شما"، و"حفظ حفظا"؛ ومنها "فعل" نحو: "علم علم�"؛ بضم الفاء، نحو: "شربه شرب�ا"، و"شغله شغال�

". قال سيبويه ) (:2ومنها "فعل"، قالوا: "عمل عمال� أجروه مجرى "الفزع", ألن بناء فعليهما واحد، فشبه به، وذلك أن الباب في "فعل" الذي ال يتعدى إذا كان

ا" فهو فاعله يأتي على "فعل" كـ"فرق يفرق فرق� "فرق"، و"فزع يفزع فزع�ا" فهو "فزع". شبهوا ما

يتعدى بما ال يتعدى, ألن بناءهما في الماضيوالمضارع واحد.

ومنها "فعلة" كـ"رحمة"، و"زحمة"، و"لقيته لقية"، وال يراد به المرة الواحدة، وقالوا فيه: "رحمة" جعلوه

كـ"الغلبة"؛ ومنها "فعلة"، قالوا: "خلته إخاله خيلة"، و"خفته خيفة"؛ ومنها "فعال" بكسر الفاء، قالوا:

"سفد الذكر األنثى سفاد�ا": نزا عليها. ومنها "فعال"، قالوا: "سمعته سماع�ا"، جاء فيه

"فعال" كما جاء فيه "فعول"، وبابهما غير المتعدي؛ ومنها "فعالن"، قالوا: "غشيته غشيان�ا"؛ ومنها

ا"، و"نهكه نهوك�ا". فأما "فعول"، قالوا: "لزمه لزوم� "فعل يفعل" مما فيه حرف من حروف الحلق، فعلى

ثالثة أبنية: منها "فعالة"، نحو: "نصح نصاحة"؛ و"فعالة"، قالوا: "نكأت القرحة نكاية"؛ ومنها

"فعال"، قالوا: "ذهب ذهاب�ا"؛ و"فعال"، قالوا: "سأل سؤاال�". وقد جاءت مصادر فيما يتعدى فعله مؤنثة

Page 269: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

باأللف، نحو: "رجعته رجعى"، و"ذكرته ذكرى"،جعى" بمعنى "الرجوع"، وقالوا: "الدعوى"، فـ "الر

و"الذكرى" بمعنى "الذكر"، و"الدعوى" بمعنىا "الدعاء"، أنثوا هذه المصادر باأللف كما أنثوا كثير�

منها بالهاء، نحو: "العدة"، و"الزنة"، و"الجلسة"، و"القعدة". وقد يطلقون " الدعوى" بمعنى ما يدعى

به، واألصل المصدر، وإنما جاء ما ذكرناه على حد قولهم: "ضرب األمير" بمعنى مضروبه، و"نسج

اليمن" بمعنى منسوجه، ومثل "الدعوى": "الحذيا"و"البقيا"، أصلهما المصدر، وأوقعا على المفعول. الضرب الثاني: من الثالثي غير المتعدي، وتنقسم

أبنية فعله إلى انقسام أبنية المتعدي، ويخصه "فعل"، "يفعل". وهذا البناء ال يكون في المتعدي

البتة، ومن ذلك "فعل" "يفعل"، ولمصدره أربعةا"، وهو أبنية: "فعول"، قالوا: "جلس يجلس جلوس�

__________.94( األنبياء: 1).6/ 4( الكتاب 2)

(4/49)

الكثير، وعليه القياس. وقد شبهوه بالمتعدي، فجاءت بعض مصادره على مصادر المتعدي. قالوا: "حلف

ا"، جاءوا به على "فعل" حملوه على يحلف حلف�ا"، رق" في المتعدي. وقالوا: "عجز يعجز عجز� "الس

رب في المتعدي، وقالوا: "سرى حملوه على الض يسري سرى"، كما قالوا: "هدى"، وليس في المصادر

ما هو على "فعل" إال "الهدى"، و"السرى".هيل"، وقد كثر في األصوات "فعيل"، قالوا: "الص

و"النهيق"، و"الضجيج". وقد يتعاور "فعيل"،ا"، ا وشحاج� و"فعال"، قالوا: "شحج البغل شحيج�

ا"، وهو كثير. اتفقا في ا ونهاق� و"نهق البعير نهيق� المصدر كما اتفقا في الصفة من نحو "عجيب"،

و"عجاب"، و"خفيف"، و"خفاف". وأما "فعل يفعل" بالضم، فهو في غير المتعدي أكثر من "فعل" "يفعل"، بالكسر، وله أبنية، منها "فعول"،

وهو الكثير والذي عليه القياس، نحو: "قعد يقعدا"، ومنها "فعال"، وهو قعود�ا"، و"خرج يخرج خروج�

Page 270: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في الكثرة بعد "فعول"، نحو: "نبت نبات�ا"، و"ثبت ثبات�اا "الفعال" وثبوت�ا"، على القياس. وقد جاء فيه أيض�

بالضم، كما جاء "الفعول" و"الفعال"، قالوا: "عطسا". وكثر "الفعال" فيما كان ا"، و"نعس نعاس� عطاس�

راخ"، و"النباح". صوت�ا، نحو: "الص وقالوا: "سكت يسكت سكت�ا"، جاءوا به على "فعل"،

ا: جعلوه كـ "القتل" في المتعدي، وقالوا فيه أيض� "سكوت�ا" على القياس، وقالوا: "المكث"، جاءوا به

على "فعل"، جعلوه كـ "القبح" في المتعدي. وقالوا:ا"، جعلوه كـ "الذكر" في "فسق يفسق فسق�

المتعدي. وقالوا: "عمر المنزل عمارة�" جعلوه كـ" "الشكاية" و"القصارة" في المتعدي. وأما "الحج

( في المصادر، جعله كـ"الذكر" في1فذكره سيبويه ) المتعدي، وعن أبي زيد أن "الحج"، بالفتح المصدر،و"الحج"، بالكسر اسم الحاج، وأنشد ]من الكامل[:

- وكأن عاقبة النشور عليهم ... حج بأسفل ذي873المجاز نزول

__________.10/ 4( الكتاب 1)

؛104 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص873 ؛ وشرح86؛ وجمهرة اللغة ص 123واالشتقاق ص

226/ 2؛ ولسان العرب 609شواهد اإليضاح ص )حجج(.

اللغة والمعنى: النشور: العودة أحياء من القبور. الحج: الحاج. ذو المجاز: موضع. أراد أنهم سيحجون

بعد مماتهم وعودتهم من القبور يوم القيامة. اإلعراب: "وكأن": الواو: بحسب ما قبلها، "كأن":

حرف مشبه بالفعل. "عاقبة": اسم "كأن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "النشور": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "عليهم": جار ومجرور متعلقان باسم المفعول "النشور". "حج": خبر "كأن" مرفوع

بالضمة. "بأسفل": جار ومجرور متعلقان بالمصدر "نزول". "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه من

األسماء الخمسة، وهو مضاف. =

(4/50)

Page 271: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

" بالضم، جعله جمع "حاج"1ورواه الجوهري ) (: "حج كـ"عائذ"، و"عوذ". وأما "فعل يفعل" في الالزم؛ فالباب فيه "فعل"، قالوا: "غضب غضب�ا"، و"بطر

ا"، هذا هو الكثير والمقيس، وقد ا"، و"أشر أشر� بطر� يخالف كما خالف ما قبله، قالوا: "ضحك ضحك�ا"، و"لعب لعب�ا"، كما قالوا: "الخلف"، وقالوا: "شبع

بع" باإلسكان اسم ما يشبع، ونظير شبع�ا"، و"الشبع " قولهم: "رويت من الماء ري�ا، وريا، وروى"، "الش

و"رضيت عنه رضى". وقالوا: "حرد يحرد حرد�ا"، وقولهم في االسم منه: "حارد" يدل أنه مسكن خرج عن باب "غضب غضب�ا،

فهو غضبان" بقولهم: "حارد".ا ببناء ال يشركه فيه وأما ما كان مما ال يتعدى مختص

المتعدي، فهو "فعل"، وذلك لما يكون خصلة في الشيء غير عمل، وال عالج. ولمصدره أبنية ثالثة يكثر

فيها، وهي: "فعال"، و"فعالة"، و"فعل". فاألول"، و"بهو بهاء�". والثاني: "قبح قباحة�"، "جمل جماال�

و"بهو بهاءة�"، و"شنع شناعة�"، و"وسم وسامة�".." والثالث: "حسن حسن�ا"، و"نبل نبال�

و"فعالة" أكثر. وقد يجيء مصدره على "فعل"، قالوا:كت"، وعلى "فعل"، ا" جعلوه كـ"الس "ظرف ظرف�

ا"، شبهوه بالـ "غضب"، و"البطر" قالوا: "شرف شرف� الشتراكها في عدم التعدي، وقد جاء عل "فعل"،

ا"، ا"، و"كبر كبر� ا"، و"صغر صغر� قالوا: "عظم عظم�بع". وقالوا: "قبح قبوحة�"، و "سهل جعلوه كـ"الش

سهولة�"، بنوه على "فعولة"، كما بنوه على "فعالة" كـ"القباحة"؛ وربما جاء على "فعلة" قالوا: "كثر كثرة�

وكثارة�" على القياس. وقالوا: "كدر الماء كدورة�"،ا"، و"كدر الطائر كدرة�": صار لونه كدرة�، و"كدر كدر�

وهي غبرة. وقد جاءت مصادر على مثال واحد في الالزم، وإن

اختلفت أبنية أفعالها لتقارب معانيها، وذلك، نحو: " الغليان"، و"النزوان"، فـ "الغليان" مصدر "غلى

يغلي" مثل "جلس يجلس" في الصحيح، و"النزوان" مصدر "نزا ينزو" مثل "قعد يقعد". فأبنية األفعال

مختلفة، ومصادرها متفقة على "فعالن"؛ وذلك لتقارب معانيها. وإنما يكون ذلك لما فيه اضطراب

وحركة في ارتفاع، نحو: "النقزان"، و"النقزان"، ومثله "العسالن"، و"الرتكان"، وهما ضربان من

Page 272: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العدو.__________

= "المجاز": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "نزول": صفة "حج" مرفوعة بالضمة. وجملة "كأن ... ":

بحسب الواو.والشاهد فيه قوله: "حج" أراد بها اسم الحاج.

( الصحاح )حجج(.1)

(4/51)

وأكثر ما يكون "الفعالن" في هذا الضرب مما فيه حركة واضطراب، وال يجيء فعله متعدي الفاعل إال أن يشذ شيء، نحو: "شنئته شنآنا"، وال نعلمه جاء

متعدي�ا إال في هذا الفعل، ال غير، فجميع مصادرا، وجميع أبنيتها اثنان الثالثي اثنان وسبعون مصدر�

وثالئون بناء� على ما ذكر. واألصل منها فيما كان متعدي�ا "فعل" بفتح الفاء

وسكون العين، نحو: "ضرب"، و"قتل"، وعليه مدار الباب، وما عداه ليس بأصل الختالفه، وطريقه أن

يحفظ حفظ�ا، وإنما قلنا ذلك: لكثرة "فعل" في الثالثي، واطراده فيما كان متعدي�ا منه، والذي يدل على ذلك أنك إذا أردت المرة الواحدة، فإنما ترجع إلى "فعلة" على أي بناء كان الثالثي، وذلك قولك:

"ذهبت ذهاب�ا"، ثم تقول: "ذهبت ذهبة واحدة". واألصل في غير المتعدي "فعول"، و"فعال"، نحو:ا"، و"ثبت ثبات�ا"، و"نبت "قعد قعود�ا"، و"خرج خروج�

نبات�ا"، وما عداهما فليس بأصل، بل يحفظ، وذلك لكثرته، وكأنهم جعلوا الزيادة في المصدر كالعوضا"، من التعدي؛ فأما "دخلته دخوال�"، و"ولجته ولوج�

فهما في الحقيقة غير متعديين، والمراد "دخلت فيه"، و"ولجت فيه" فحذف حرف الجر لكثرة

االستعمال، فاعرفه.

فصل ]أوزان المصدر من الثالثي المزيد فيهوالرباعي[

قال صاحب الكتاب: ويجري في أكثر الثالثي المزيد فيه والرباعي على سنن واحد, وذلك قولك في

أفعل: إفعال، وفي "افتعل": "افتعال"، وفي انفعل

Page 273: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

انفعال، وفي استفعل استفعال، وفي افعل وافعال افعالل وافعيالل، وفي افعول افعوال، وفي افعوعل افعيعال، وفي افعنلل افعنالل، وفي تفاعل تفاعل، وفي افعلل افعالل. وقالوا في فعل تفعيل وتفعلة،

وعن ناس من العرب فعال. وقالوا كلمته كالما�، وفي ( , وفي فاعل1التنزيل: }وكذبوا بآياتنا كذابا{ )

مفاعلة وفعال، ومن قال كالم قال قيتال. وقال ( في فعال كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها2سيبويه )

أولئك في "قيتال" ونحوها, وقد قالوا ماريته مراء وقاتلته قتاال, وفي تفعل تفعل وتفعال فيمن قال

كالم. قالوا تحملته تحماال�. وقال ]من الطويل[: - ثالثة أحباب فحب عالقة ... وحب تمالق وحب874

هو القتل__________

.28( النبأ: 1).81/ 4( الكتاب 2)

/10 - التخريج: البيت بال نسبة في لسان العرب 874. =29/ 1 )ملق(؛ ومجالس ثعلب 347

(4/52)

وفي فعلل فعللة وفعالل. قال رؤبة ]من الرجز[: - أيما سرهاف875

وقالوا في المضاعف قلقال وزلزال بالكسر والفتح،وفي تفعلل تفعلل.

* * * قال الشارح: اعلم ان ما جاوز من األفعال الماضية ثالثة أحرف، سواء كانت بزيادة، أو بغير زيادة، فإن مصادرها تجري على سنن ال يختلف، وقياس واحد

مطرد في غالب األمر وأكثره. وذلك ألن الفعل بها ال يختلف، والثالثية مختلفة أفعالها الماضية

والمضارعة، فالختالف الثالثية اختلفت مصادرها، ولعدم اختالف ما زاد منها على الثالثة، جرت على

منهاج واحد لم يختلف، وجملة األمر أن ما زاد علىالثالثة من األفعال على ضربين:

__________ = اللغة: أحباب: ج حب. حب عالقة: حب مالزم

للقلب. حب تمالق: حب تودد وتضرع فوق ما ينبغي.

Page 274: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المعنى: الحب ثالثة أنواع: حب مالزم للقلب، وآخر فيه تودد وتضرع فوق ما ينبغي، وثالث يودي بصاحبه

لشدته. اإلعراب: "ثالثة": خبر لمبتدأ محذوف، تقديره:

"الحب"، مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. "أحباب": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "فحب": الفاء: استننافية، و"حب": خبر لمبتدأ محذوف. "عالقة": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "وحب": الواو: حرف عطف، و"حب":

معطوف على "حب" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "تمالق": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

"وحب": الواو: حرف عطف، "حب": معطوف على "حب" مرفوع بالضمة الظاهرة. "هو": ضمير منفصل

مبني في محل رفع مبتدأ. "القتل": خبر مرفوعبالضمة الظاهرة.

وجملة "الحب ثالثة أحباب": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فحب ... ": استئنافية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "هو القتل": في محل رفع خبرلـ "حب".

ا، على والشاهد فيه قوله: "تمالق" حيث جاء مصدر�وزن "تفعال"، للفعل "تملق".

- التخريج: الرجز برواية:875سرعفته ما شئت من سرعاف

/1؛ واألشباه والنظائر 169/ 1للعجاج في ديوانه ؛ ولرؤبة في خزانة788؛ وسمط الآللي ص 289

؛ ولم957/ 2؛ وشرح شواهد المغني 47، 45/ 2األدب أقع عليه في ديوانه. وهو برواية:

قد سرهفوها أيما سرهاف.1151بال نسبة في جمهرة اللغة ص

اللغة: سرعفته وسرهفته: أحسنت غذاءه. والراجزيعني ابنه.

اإلعراب:"أيما": مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ما": حرف زائد. "سرهاف": مضاف إليه

مجرور بالكسرة.ا، على والشاهد فيه قوله: "سرهاف" حيث جاء مصدر�

وزن "فعالل"، للفعل "سرهف".

(4/53)

Page 275: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أحدهما: بحروف كلها أصول، وال يكون إال على أربعةأحرف ال غير.

والثاني: بزيادة عليه، وذلك على ثالثة أضرب: موازن للرباعي على سبيل اإللحاق به، وموازن له من غير

إلحاق، وغير موازن له. فأما الملحق بالرباعي فحكمه حكم الرباعي في

الماضي والمضارع والمصدر، نحو: "شملل يشملل شمللة"، و "حوقل يحوقل حوقلة"، و"بيطر يبيطر

بيطرة" كما تقول: "دحرج يدحرج دحرجة". وأما الموازن من غير إلحاق، فثالثة أبنية: "أفعل"،

و"فعل"، و"فاعل"، فهذه األبنية وإن كانت على وزن "دحرج" في حركاته وسكناته، فذلك شيء كان بحكم

االتفاق من غير أن يكون مقصود�ا إليه، فلذلك لم يأت مصدره على نحو"الدحرجة"، بل قالوا في "أفعل":

"إفعال"، نحو: "أعطى يعطي إعطاء"، و"أكرم يكرما"، وذلك أن الرباعي له مصدران: إكرام�

أحدهما: "الفعللة"، نحو: "الدحرجة"، و"السرهفة"،لزال". رهاف"، و"الز واآلخر: "الفعالل"، نحو: "الس

واألؤل أغلب وألزم، وربما لم يأت منه "فعالل"، أال ترى أنهم قالوا: "دحرجته دحرجة"، ولم يسمع فيه

"دحراج"، فجاء مصدر الملحق على األغلب، نحو: "البيطرة"، و"الجهورة"، ومصدر ما وازن من غير

إلحاق على "فعالل"، نحو: "اإلكرام"؛ ليكون قد أخذبه والموازنة من الرباعي بنصيب. بحكم الش

وأما "فعل"، فإن مصدره يأتي على "التفعيل"، نحو:ا"، و"عذبته تعذيب�ا". قال الله تعالى: "كسرته تكسير�

(، كأنهم جعلوا التاء1}وكلم الله موسى تكليم�ا{ ) في أوله بدال� من العين المزيدة في "فعل"، وجعلوا

الياء قبل اآلخر بمنزلة األلف التي في "اإلفعال"، غيروا أوله كما غيروا آخره كما فعلوا في "اإلفعال".". قال الله ا"، و"حملته حماال� وقال قوم: "كلمته كالم�

( كأنهم نحوا2تعالى: }وكذبوا بآياتنا كذاب�ا{ )"، فكسروا األول، وزادوا قبل اآلخر نحو"أفعل إفعاال�

ا. ألف� وأما "فاعل"، فإن المصدر منه الذي ال ينكسر أبد�ا

"مفاعلة"، نحو: "قاتلته مقاتلة�"، و"جالسته مجالسة�". جاء لفظه كالمفعول؛ ألن المصدر مفعول.

ا من األلف التي3قال سيبويه ) (: جعلوا الميم عوض�ا من األلف التي قبل بعد أول حرف منه، والهاء عوض�

Page 276: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

آخر حرف منه. يعني أن في "فعال" قد حذفت األلف التي كانت بعد الفاء، وفي "مفاعلة" حذفت األلف

التي قبل اآلخر، فعوض منها. وفي الجملة: "المقاتلة"، و"المخالفة" هنا كـ"المضرب"،

و"المقتل" في مصدر "ضرب"، و"قتل"، جاءا علىغير قياس أفعالهما.

__________.164( النساء: 1).28( النبأ: 2).80/ 4( الكتاب 3)

(4/54)

"، و"ضاربته ضيراب�ا"، ومنهم من يقول:"قاتلته قيتاال� كأنهم يستوفون حروف "فاعل"، ويزيدون األلف قبل

آخره، ويكسرون أول المصدر على حد "إكرام"،و"إخراج"، وإذا كسروا األول، انقلبت األلف ياء.

ا، فيقول: "قاتلته ومنهم من يحذف هذه الياء تخفيف�"، و"ماريته مراء"، والمصدر الالزم في قتاال�

"فاعلت": "المفاعلة". وقد يدعون "الفعال"، و"الفيعال"، وال يدعون "المفاعلة"، قالوا: "جالسته

ا"، وال ا"، وال "جيالس� مجالسة�"، ولم يسمع: "جالس�"قعاد�ا"، وال "قيعاد�ا".

وأما غير الموازن فأبنيته عشرة، منها اثنتان ليس في أولهما همزة، وهما "تفعل"، و"تفاعل"، وثمانية

قد لزمت أولها همزة الوصل، ثالثة خماسية، وهي"، وخمسة سداسية، "انفعل"، و"افتعل"، و"افعل

"، و"افعوعل"، و"افعول"، وهي "استفعل"، و"افعالو"افعنلل".

ا"، فأما "تفعل"، فبابه "التفعل"، نحو: "تكلمت تكلم�". جاءوا في المصدر بجميع حروف و"تقولت تقوال� الفعل، وضموا العين، ألنه ليس في األسماء ما هو

على "تفعل" بفتح العين، وفيها "تفعل" بضم العين،ا قبل آخره، نحو "تنوط" لطائر، ولم يزيدوا ياء وال ألف�

ألنهم جعلوا التاء في أوله، وتشديد العين عوضا ممايزاد في المصدر.

لت وأما الذين قالوا: "كذاب�ا"، فإنهم يقولون: "تحم تحماال"، أرادوا أن يدخلوا األلف قبل آخره، كما

Page 277: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أدخلوها في "أفعلت"، وكسروا الحرف األول كما كسروا أول "إفعال"، وإنما يزيدون في المصدر ما

ا بينهما، وخصوا المصدر بذلك؛ ليس في الفعل فرق� ألنه اسم، واألسماء أخف من األفعال، وأحمل

للزيادة. فأما البيت الذي أنشده ]من الطويل[:وهو ثالثة أحباب ... إلخ

فإن البيت أنشده ثعلب في أماليه عن األعرابي، والشاهد فيه قوله: "تمآلق"، جاء به على "تملق"

مطاوع "ملق". ويروى: "فحب عالقة" بالتنوين وبغيرا من تنوين، واإلضافة في الموضعين، جعله منقوص�

األجزاء الخماسية. يريد أنه قد جمع أنواع المحبة: حب عالقة، وهو أصفى المودة، وحب تمالق، وهو التودد.

(: كأنه يحمله على أمر تخيله عنه،1قال سيبويه )ا"، وحب هو القتل، يريد ا وتمالق� يقال: "ملق له ملق�

الغلو في ذلك. وأما "تفاعل"، فمصدره "التفاعل" كما كان مصدر

"تفعل" "التفعل", ألن الزنة،__________

( لم أقع على هذا القول في كتاب سيبويه.1)

(4/55)

وعدة الحروف واحدة، و"تفاعلت" من "فاعلت"، بمنزلة "تفعلت" من "فعلت". وضموا العين ألنهم لو كسروا، ألشبه الجمع، نحو: "تنضب"، و"تناضب"، ولم

يفتحوه, ألنه ليس في األسماء "تفاعل". وأما ما في أوله همزة الوصل، فمصدره أن تأتي به

ا قبل آخره، على منهاج "إكرام"، و"إخراج"، فتزيد ألف� وتستوفي حروف الفعل، وتثبت الهمزة موصولة� في

أوله كما تثبت كذلك في أول الفعل, ألن العلة الموجبة الجتالبها في الفعل موجودة في المصدر،

وهو سكون أوله، فتقول في الخماسي: "انطلقا". ا"، و"احتسب احتساب�ا"، و"احمر احمرار� انطالق�

ا"، وتقول في السداسي: "استخرج استخراج� و"اشهاب اشهيباب�ا" و"اغدودن اغديدان�ا" و"اجلوذا". وأما " افعل"، اجلواذ�ا"، و"اقعنسس اقعنساس�ا"، فهو مقصور من "احمار". نحو: "احمر احمرار�

وأما "فعلل"، فهو بناء يختص به بنات األربعة

Page 278: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

األصول، نحو: "دحرج يدحرج"، و"سرهف يسرهف". وله مصدران: "الفعللة"، و"الفعالل"، وذلك: نحو:

"دحرجته دحرجة�"، و"سرهفته سرهفة"، جعلوا التاءا من األلف التي تزاد قبل اآلخر في مثل عوض�

رهاف"، والغالب "اإلعطاء"، و"اإلكرام". وقالوا: "الس األول؛ ألنه الزم لجميعها، وربما لم يأت "فعالل"،

تقول: "دحرجته دحرجة�"، ولم يسمع: "دحراج". وقالوا: "زلزلته زلزلة�"، و"قلقلته قلقلة"، وقالوا:

رهاف"، وربما فتحوا "الزلزال"، و"القلقال" كـ"السلزال"، و"القلقال" األول في المضاعف، فقالوا: "الز

رهاف"، وال يقولونه في غيره، فال يقولون: "الس بفتح السين، كأنهم لثقل التضعيف لم يكسروا األول.

ا وإنما حذفوا التاء، وأتوا باأللف قبل اآلخر عوض� عنها، وفتحوا األول كما فتحوا أول التفعيل من نحو

ا"، ومن كسر، جعله كـ "الكالم"، "كلمته تكليم�و"الكذاب"؛ فأما قوله ]من الرجز[:

سرهفته ما شئت من سرهاففإن صاحب الكتاب أنشده لرؤبة، وهو للعجاج، وقبله:

والنسر قد يركض وهو هاف ... بدل بعد ريشهالغداف

قنازع�ا من زغب خواف ... سرهفته ماشئت منسرهاف

عر حول الرأس. القنازع: جمع قنزعة، وهو الشغب: الشعرات الصغر على ريش الفرخ، والز

والخوافي: ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح، وسرهف الصبي: أحسن غذاؤه. يقال:"سرهفه"، و"سرعفه". والشاهد فيه قوله: "سرهاف"، جاء

بالمصدر على "فعالل". وما لحقته الزيادة من بنات األربعة، وجاء على مثال

"استفعلت"، فإن مصدره يجيء على "استفعال"،ا"، و"اطمأننت اطمئنان�ا"، نحو: "احرنجمت احرنجام�

(4/56)

ا"؛ فأما "الطمأنينة" و"اقشعررت اقشعرار� و"القشعريرة" فاسمان، وليسا مصدرين جاريين على"، وإنما هما بمنزلة "النبات" من "اطمأن"، و"اقشعر

"أنبت".

Page 279: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]المصدر على وزني اسم الفاعل واسمالمفعول[

قال صاحب الكتاب: وقد يرد المصدر على وزن اسمي الفاعل والمفعول، كقولك قمت قائما�، وقوله

]من الطويل[:(1وال خارجا� من في زور كالم )

وقوله ]من الوافر[: - كفى بالنأي من أسماء كاف ... ]وليس لحبها876

إن طال شافي[ ومنه الفاضلة والعافية والكافية والدالة والميسور

والمعسور,__________

.277( تقدم بالرقم 1) - التخريج: البيت لبشر بن أبي خازم في ديوانه876 ؛482، 477/ 10، 439/ 4؛ وخزانة األدب 142ص

؛ وألبي294وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص )قفا(؛ وبال195/ 15حية النميري في لسان العرب

؛ وتخليص112، 48/ 8نسبة في األشباه والنظائر ؛397/ 6، 443/ 3؛ وخزانة األدب 299الشواهد ص ؛ وشرح ديوان الحماسة268/ 2والخصائص

،35؛ والصاحبي في فقه اللغة ص970للمرزوقي ص .115/ 2؛ والمنصف 22/ 4والمقتضب

اللغة: النأي: البعد والفراق. المعنى: لتكف عن مباعدتها عني، فليس لي ما

يشفيني مما خلفه في نفسي حبها من الضعف. اإلعراب: "كفى": فعل ماض مبني على الفتح المقدر

على األلف للتعذر. "بالنأي": الباء: حرف جز زائد، و"النأي": اسم مجرور لفط�ا مرفوع محال� على أنه

فاعل لـ "كفى". "من أسماء": جار ومجرور بالفتحة، ألنه ممنوع من الصرف، والجار والمجرور متعلقان بحال من "النأي". "كافى": مفعول مطلق منصوب

بفتحة مقدرة للضرورة )كما سنرى بعد قليل(. "وليس": الواو: حالية، "ليس": فعل ماض ناقص

مبني على الفتح. "لحبها": جار ومجرور متعلقان بـ "شافي". "إن": حرف شرط جازم. "طال": فعل

ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيها تقديره: هو. "شافي": اسم "ليس"، مرفوع جواز�

بضمة مقدرة، وخبرها محذوف، والتقدير: وليس

Page 280: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

شاف لحبها كائن�ا عندي. وروي "لنأيها"، مكان"لحبها".

وجملة "كفى بالنأي": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ليس لحبها شاف": في محل نصب

حال. وجملة "إن طال ... ": اعتراضية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "طال" جملة الشرط غير الظرفي ال

محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه: أن "كافي" مصدر للفعل "كفى" على

وزن اسم الفاعل. والوقف على االسم المنصوب بالسكون لغة، فإن "كافي�ا" مفعول مطلق، وهو مصدر

مؤكد لقوله: "كفى"، وكان القياس أن يقول: "كافي�ا" بالنصب، لكنه حذف التنوين ووقف بالسكون،

ا في الوقف. والمنصوب حقه أن يبدل تنوينه ألف�

(4/57)

والمرفوع والموضوع والمعقول والمجلود والمفتون ( , ومنه1في قوله تعالى: }بأيكم المفتون{ )

المكروهة والمصدوقة والمأوية, ولم يثبت سيبويه ) ( الوارد على وزن مفعول والمصبح والممسي2

والمجرب والمقاتل والمتحامل والمدحرج. قال ]منالبسيط[:

- الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... بالخير صبحنا877ربي ومسانا

وقال ]من الطويل[: - ]وقد ذقتمونا مرة بعد مرة[ ... وعلم بيان878

المرء عند المجرب__________

.6( القلم: 1).81/ 4( الكتاب 2)

- التخريج: البيت ألمية بن أبي الصلت في ديوانه877 ،132/ 4، واألغاني 166؛ وإصالح المنطق ص 62ص

/2؛ وشرح أبيات سيبويه 249، 248/ 1وخزانة األدب )مسا(.280/ 15؛ ولسان العرب 95/ 4؛ والكتاب 392

اللغة: الممسى: اإلمساء، أي الدخول في المساء.المصبح: اإلصباح، أي الدخول في الصباح.

اإلعراب: "الحمد": مبتدأ مرفوع. "لله": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "ممسانا": ظرف

Page 281: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

زمان منصوب متعلق بـ "الحمد" أو بالخبر المحذوف، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر

باإلضافة. "ومصبحنا": الواو: حرف عطف، و"مصبحنا": معطوف على "ممسانا"، وهو مضاف،

و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "بالخير": جار ومجرور متعلقان بـ"صبح". "صبحنا":

فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "ربي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "ومسانا":

الواو: حرف عطف، و"مسانا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبنى في محل نصب مفعول به،ا تقديره: هو. والفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

وجملة "الحمد لله": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "بالخير صبحنا": اسئنافية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "مسانا": معطوفة على سابقتها. والشاهد فيه قوله: "ممسانا ومصبحنا" حيث ورد االسمان دالين على زمان الحدث بمعنى اإلمساء

واإلصباح، وهما على وزن اسم المفعول من الفعل الثالثي المزيد. وقد يكونان دالين على مصدرين أو

موضعين لإلمساء واإلصباح، فيكونان اسمين للمكان. - التخريج: البيت بال نسبة في شرح األشموني878

2 /351.اللغة: ذقتمونا: رأيتم بأسنا وقوتنا. البيان: الكشف.

ا، وبالتجربة المعنى: لقد رأيتم بأسنا وقوتنا مرار� واالختبار يقف اإلنسان على حقيقة األمور، ويكشف

مكنوناتها. اإلعراب: "وقد": الواو بحسب ما قبلها، و"قد": حرف

تحقيق. "ذقتمونا": فعل ماض، و"تم": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبنى

في محل نصب مفعول به. "مرة": ظرف زمان منصوب متعلق بـ "ذقتم". "بعد": ظرف زمان منصوب

متعلق بـ "ذقتم"، وهو مضاف. "مرة": مضاف إليه مجرور. "وعلم": الواو استننافية، و"علم": مبتدأ

مرفوع، وهو مضاف. "بيان": =

(4/58)

Page 282: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقال ]من الطويل[: - ]ترادي علي دمن الحياض فإن تعف[ ... فإن879

المندي رحلة فركوبوقال ]من الرجز[:

- إن الموقي مثل ما وقيت880__________

= مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "المرء": مضاف إليه مجرور. "عند": ظرف زمان منصوب متعلق

بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف. "المجرب": مضافإليه مجرور.

وجملة "قد ذقتمونا": بحسب ما قبلها. وجملة "علمبيان المرء ... ": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.ا على والشاهد فيه قوله: "المجرب" حيث ورد مصدر�

وزن اسم المفعول، والمراد به المصدر، أي: التجربة،وهذا جائز.

- التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص879 /2، وشرح أبيات سيبويه 254، وسمط الآللي ص42 ؛ ولسان1589؛ وشرح اختيارات المفضل ص71

318/ 15 )دمن(، 158/ 13 )ركب(، 434/ 1العرب ؛ وشرح368/ 1)ندى(؛ وبال نسبة في الخصائص

؛ ولسان العرب726ديوان الحماسة للمرزوقي ص .39/ 2 )رحل(؛ والمقتضب 28011

اللغة: ترادى: تراود، أي: يعرض عليها الماء مرة بعد مرة. والدمن: جمع دمنة، وهي البعر والتراب

والقذى، والسرجين، ويسمى الماء المملوء بهذها. وتعاف: أي تأبى نفسها أن تشرب األشياء دمنة أيض�

من هذا الماء، المندى: أن ترعى اإلبل قليال� حولالماء، لم ترد ثانية� للشرب.

المعنى: يصف المشقة ومواصلته المسير في رحلته، فهو يعرض على إبله الماء اآلسن مرة تلو أخرى، فإن

أنفت الشرب منه، فليس له إال مواصلة السير بدال�من التندية.

اإلعراب: "ترادى": فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع بالضمة المقدرة على األلف للتعذر، ونائب

ا، تقديره: هي. "على الفاعل ضمير مستتر فيه جواز� دمن": جار ومجرور متعلقان بالفعل "ترادى".

"الحياض": مضاف إليه مجرور. "فإن": الفاء: حرف استئناف، و"إن": حرف شرط جازم. "تعف": فعل

ا مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جواز�

Page 283: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

": الفاء: رابطة لجواب الشرط، تقديره: هي. "فإن" و"إن": حرف مشبه بالفعل. "المندى": اسم "إن

منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "رحلة": خبر "إن" مرفوع. "فركوب": الفاء: حرف عطف،

و"ركوب": اسم معطوف على "رحلة" مرفوع. وجملة "ترادى": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إن تعف فإن المندى رحلة": استئنافية ال

محل لها من اإلعراب. وجملة "تعف": جملة الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إن

المندى رحلة": جواب شرط جازم مقترن بالفاءمحلها الجزم.

ا على والشاهد فيه قوله: "المندى" حيث ورد مصدر�وزن اسم المفعول. وهو بمعنى "التندية".

؛25 - التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص880.97/ 4والكتاب

اللغة: الموقى: التوقية، الحفظ والصون. وقيت:حفظت وصنت.

المعنى: أن الحفظ مثل حفظي. اإلعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "الموقى": اسم

"إن " منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "مثلما": "مثل": خبر "إن" مرفوع بالضمة الظاهرة،

و"ما": مصدرية، والمصدر المؤول من =

(4/59)

وقال ]من الطويل[: - أقاتل حتى ال أرى لي مقاتال ... ]وأنجو إذا حم881

الجبان من الكرب[وما فيه متحامل وقال ]من الرجز[:

- كأن صوت الصنج في مصلصله882* * *

__________ = "ما" والفعل "وقيت" في محل جر باإلضافة. "وقيت": فعل ماض مبني للمجهول مبني على

السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفعنائب فاعل.

وجملة "إن الموقى مثلما وقيت": ابتدائية ال محل لهامن اإلعراب.

Page 284: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا على والشاهد فيه قوله: "الموقى" حيث ورد مصدر� وزن اسم المفعول من الفعل "وقي". وهو بمعنى

"التوقية". - التخريج: البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص881 )قتل(؛ ولوالده مالك549/ 11؛ ولسان العرب 184

/4؛ والكتاب 42بن أبي كعب في حماسة البحتري ص ؛ وأمالي291/ 1؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 96

؛304/ 2، 367/ 1؛ والخصائص 375ابن الحاجب ص . وهو لزيد75/ 1؛ والمقتضب 64/ 2والمحتسب

برواية:132الخيل في ديوانه ص أقاتل حتى ال أرى لي مقاتال� ... وأنجو إذا لم ينج إال

المكيس اللغة: أقاتل: أحارب. المقاتل: القتال. حم: أصابته

الحمى. الكرب: الحزن. المعنى: يصف الشاعر حسن تصرفه في المعارك، فإنه يخوضها بشجاعة، مغالب�ا األقران، حتى إذا ما

رأى أن ترك المعركة أحزم والفرار أحكم، نفض يده منها غير خوار العزيمة، وهذا وقت يأخذ الخوف فيه

الجبان، فال يتمكن من الفرار، فيقع في قبضة عدوه. اإلعراب: "أقاتل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير

مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنا. "حتى": حرف غاية وجر. "ال": حرف نفي. "أرى": فعل مضارع منصوب،

وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنا. والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور

متعلقان بـ"أقاتل". "لي": جار ومجرور متعلقان": مفعول به منصوب. "وأنجو": بـ"أرى". "مقاتال�

الواو: حرف عطف، و"أنجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنا. "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه.

": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. "حم "الجبان": نائب فاعل مرفوع. "من الكرب": جار

ومجرور متعلقان بـ"حم". وجملة "أقاتل": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "أنجو .... ": معطوفة على جملة "أقاتل".

وجملة "حم الجبان": في محل جر باإلضافة. والشاهد فيه قوله: "مقاتال" حيث جاء على وزن اسم

المفعول من الفعل "قوتل". وهو مصدر معناه:"القتال"، وهذا جائز.

/1 - التخريج: الرجز بال نسبة في الخصائص 882

Page 285: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

/3 )صلل(؛ والمنصف 381/ 11؛ ولسان العرب36827.

اللغة: الصنج: آلة تتخذ من نحاس، وهما صنجانيضرب بأحدهما اآلخر. المصلصل: صوت اللجام.

(4/60)

قال الشارح: اعلم أن المصدر قد يجيء بلفظ اسم الفاعل والمفعول كما قد يجيء المصدر، ويراد به

الفاعل والمفعول من نحو قولهم: "ماء غور"، أي: غائر، و"رجل عدل"، أي: عادل. وقالوا: "درهم ضرب األمير"، أي: مضروبه، و"هذا خلق الله" واإلشارة إلىا، و"قتلته ا"، أي: راكض� المخلوق. وقالوا: "أتيته ركض�

ا" ا. كذلك قالوا: "قم قائم� ا"، أي: مصبور� صبر� فانتصب انتصاب المصدر المؤكد، ال انتصاب الحال،

ا، فأما قوله ]من الطويل[: والمراد: قم قيام� ألم ترني عاهدت ربي وإنني ... لبين رتاج قائم

ومقاما من في ا ... والخارج� على حلف ال أشتم الدهر مسلم�

(1زور كالم )ا"، فإئهما للفرزدق. والشاهد فيه قوله: "وال خارج�

ا، وال ا"، والتقدير: ال أشتم شتم� وضعه موضع "خروج�ا"؛ ألنه ا" موضع "خروج� ا. وموضع "خارج� يخرج خروج�

على ذلك أقسم, ألن "عاهدت" بمعنى "أقسمت". (. وكان عيسى بن عمر يذهب2هذا مذهب سيبويه )

، فال بد أن يكون ا" حال، وإذا كان حاال� إلى أن "خارج� الفعل قبله في موضع الحال، النه معطوف عليه،

والعامل فيهما "عاهدت"، والتقدير: عاهدت ربي الا من في زور كالم، أي: في هذه ا وال خارج� شاتم�

الحال، ولم يذكر ما عاهد عليه، وأما قول اآلخر ]منالوافر[:

كفى بالنأي من أسماء كافي ... وليس لحبها إذ طالشافي

فيا لك حاجة� ومطال شوق ... وقطع قرينة بعدائتالف

الشعر لبشر، والشاهد فيه نصب "كاف" على المصدر، وإن كان لفظه لفظ اسم الفاعل، والمراد: "كافي�ا"، وإنما أسكن الياء ضرورة�، جعله في األحوال

Page 286: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا. الثالث بلفظ واحد كالمقصور، وقد جاء ذلك كثير�ومنه قوله ]من الطويل[:

- ولو أن واش باليمامة داره ... وداري بأعلى883حضر موت اهتدى ليا

__________ = المعنى: صوت لجامه كصوت الصنوج يضرب بعضها

ببعض. اإلعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "صوت": اسم

"كأن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الصنج": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "في مصلصله": جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" المحذوف، والهاء:

ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. وجملة "كأن صوت ... " ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب.ا على والشاهد فيه قوله: "مصلصله" حيث ورد مصدر�

وزن اسم المفعول. وهو بمعنى "الصلصلة"..277( تقدم بالرقم 1).346/ 1( الكتاب 2)

؛233 - التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص 883 ؛ وشرح شواهد الشافعية ص484/ 10وخزانة األدب

؛ وبال نسبة698/ 2؛ وشرح شواهد المغني 405، 71 ؛ وشرح166/ 1؛ والدرر 289/ 1في بغية الوعاة

،177/ 1؛ وشرح شافية ابن الحاجب 44/ 1األشموني . =53/ 1؛ وهمع الهوامع 183/ 3

(4/61)

وفاعل "كفى" ما بعد الباء ومثله }وكفى بالله(.1شهيد�ا{ )

ومما جاء من المصادر على "فاعل" قولهم: "الفاضلة" بمعنى الفضل واإلفضال، و"العافية"

بمعنى المعافاة، يقال: "عافاه الله، وأعفاه معافاة�وعافية�".

و"العاقبة" من قولهم: "عقب فالن مكان أبيه"، أي:يد خلفه، وعاقبة كل شيء: آخره، وفي الحديث: "الس

(، فالعاقب: من يخلف السيد، وقول2والعاقب" ) (، أي3النبي - صلى الله عليه وسلم -:"أنا العاقب" )

آخر األنبياء.

Page 287: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"الدالة": الدل من قولهم: "فالنة حسنة الداللوالدل والدالة"، وهو كالغنج.

و"الكاذبة" من قوله تعالى: }ليس لوقعتها كاذبة{ ) ( بمعنى الكذب، ونحوه قوله تعالى: }فهل ترى لهم4

(، أي: من بقاء، والحق أنها أسماء5من باقية{ )ؤضعت موضع المصادر.

وأما ما جاء بلفظ المفعول، قولهم: "الميسور"، و"المعسور"، و"المرفوع"، و"الموضوع"،

و"المعقول"، و"المجلود"، فأكثر النحويين يذهبونإلى أنها مصادر جاءت

__________ = المعنى: لحظي السيىء فإن كل وشاة العرب

يتقصدون اإليقاع بيني وبين ليلى، وال أدري لماذا؟! اإلعراب: "ولو أن واش": الواو: حسب ما قبلها، و"لو": حرف امتناع المتناع، و"أن": حرف مشبه

بالفعل، و"واش": اسمها منصوب بالفتحة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة شذوذ�ا لعلة تنوين

المنقوص. "باليمامة": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "داره": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة

الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "وداري": الواو: حالية، و"داري": مبتدأ

مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء الشتغال المحل بالحركة المناسبة، و"دار": مضاف. والياء:

ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "بأعلى": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، و"أعلى": مجرور

بالفتحة ألنه ممنوع من الصرف ألنه على وزن أفعل. "حضرموت": مضاف إليه مجرور بالفتحة ألنه مركب

مزجي ممنوع من الصرف. "اهتدى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على األلف للتعذر، والفاعل

ا تقديره هو. "ليا": جار ومجرور ضمير مستتر جواز�متعلقان بالفعل اهتدى، واأللف: لإلطالق.

وجملة "لو أن واش اهتدى": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "باليمامة داره": في محل نصب

صفة السم )إن( والخبر محذوف والتقدير: قصدني. وجملة "داري بأعلى حضرموت": حالية محلها النصب.

وجملة "اهتدى ليا": جواب شرط غير جازم ال محل لها. والمصدر المؤول من "أن واش ... " في محل

رفع فاعل لفعل محذوف بعد لو تقديره "ثبت" وجملته فعل الشرط ال محل لها من اإلعراب ألنها

Page 288: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جملة الشرط غير الظرفي. والشاهد فيه قوله: "لو أن واش" فقد نون اسمها

ا والتقدير "لو أن بالكسر والصواب التنوين فتح�واشي�ا".

.43( الرعد:1) ؛ وصحيح72( انظر: صحيح البخاري، المغازي 2)

.32الترمذي، مناقب ؛ وصحيح17( انظر: صحيح البخاري، مناقب 3)

.67الترمذي، أدب .2( الواقعة: 4).8( الحاقة: 5)

(4/62)

على "مفعول"؛ ألن المصدر "مفعول"، فالميسور بمعنى اليسر، والمعسور بمعنى العسر، يقال: "يسر،

ويسر، ويسر"، و"عسر، وعسر"، و"ميسور"، و"معسور"، وهما نقيضان في المعنى. يقال: "دعه

إلى ميسوره، وإلى معسوره" أي: إلى زمن يسره، وخفوق النجم". وعسره، كما يقال: "مقدم الحاج

فع والوضع، و"المرفوع" و"الموضوع" بمعنى الر وهما ضربان من السير. يقال: "رفع البعير في

السير" إذا بالغ، قال طرفة ]من السريع[:صوب لجب884 - موضوعها زول ومرفوعها ... كمر

وسط ريحا: "وضعت" الشيء من يدي موضوع�ا، ويقال أيض�

ووضع�ا". ومثله "المعقول" بمعنى "العقل"، يقال: "ما له

معقول"، أي: عقل. و"المجلود" بمعنى الجالدة، يقال: "رجل جلد بين

الجالدة، والمجلود"، وبه قالوا في قوله تعالى: (، أي: بأيكم الفتنة، وكان1}بأيكم المفتون{ )

ا،2سيبويه ) ( ال يرى أن يكون "مفعول" مصدر� ويحمل هذه األشياء على ظاهرها، ويجعل

"الميسور"، و"المعسور" زمان�ا يوسر، ويعسر فيه، كما تقول: "هذا وقت مضروب"؛ ألن الضرب يقع

فيه. ومثله قوله ]من الكامل[:ا وعقد885 - حملت به في ليلة مزؤودة ... ]كره�

Page 289: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نطاقها لم يخلل[__________

- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص884 /2 )رفع(؛ ومقاييس اللغة 130/ 8؛ ولسان العرب 16

؛ وأساس407، 207/ 2؛ ومجمل اللغة 118/ 6، 424 /21 )خفض(، 319/ 18البالغة )رفع(؛ وتاج العروس

)وضع(؛ وبال نسبة في لسان345/ 22 )رفع(، 109 )خفض(.146/ 7العرب

اللغة والمعنى: الموضوع والمرفوع: نوعان منالسير. الزول: الخفيف الحركات، والعجيب.

الصوب: المطر المنهمر بحيث ينفع وال يؤذي. اللجب:المضطرب الحركات.

يصف ناقته بخفة الحركات وسالستها، وشبه سيرهابهطول المطر مع اشتداد الريح.

اإلعراب:"موضوعها": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. "زول": خبر مرفوع بالضمة. "ومرفوعها": الواو: حرف عطف، "مرفوعها": تعرب

إعراب "موضوعها". "كمر": الكاف: اسم بمعنى "مثل" مبني في محل رفع خبر، وهو مضاف، "مر": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "صوب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لجب": نعت "صوب" مجرور بالكسرة. "وسط": مفعول فيه ظرف مكان

منصوب بالفتحة، وهو مضاف متعلق بالمصدر: "مر". "ريح": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن لضرورة

الشعر. وجملة "موضوعها زول": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب، وعطف عليها جملة "مرفوعها كمر". والشاهد فيه قوله: "موضوعها زول ومرفوعها كمر

السحاب" بمعنى وضعها ورفعها..6( القلم: 1).97/ 4( الكتاب 2)

- التخريج: البيت ألبي كبير الهذلى في شرح885؛ وشرح ديوان الحماسة =1072/ 3أشعار الهذليين

(4/63)

Page 290: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في رواية من خفض، جعل الليلة مزؤودة من حيثؤد فيها، فإذا قال: "دعه إلى ميسوره كان الز

ومعسوره"؛ فكأنه قال: "إلى زمان يوسر فيه، ويعسر فيه"، وجعل المرفوع والموضوع ما ترفعه

وما تضعه، وجعل المعقول من "عقلت الشيء" أي: حبسته وشددته كأنه عقل له لبه، وشد، وقيل في

قوله: }بأيكم المفتون{: إن الباء زائدة على حد ( في أصح القولين،1زيادتها في }تنبت بالدهن{ )

والمراد: فستبصر ويبصرون أيكم المفتون، واستغنيا، ألن بهذه المفعوالت عن الفعل الذي يكون مصدر�

فيها دليال� على الفعل، وقيل: المراد بالمفتون الجني, ألن الجني مفتون، وذلك أن الكفار قالوا: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مجنون، وأن به جني�ا، فقال سبحانه: }فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون{

( يعني الجني.2) ومن ذلك "المكروهة"، و"المصدوقة"، و"المأوية"

على التفسير المتقدم. فأما "المصبح"، و"الممسى" ونحوهما، فمصادر غير

ذي شك، وذلك أن المصدر إذا كان لفعل زائد على الثالثة، كان على مثال المفعول؛ ألن المصدر

ا" "، و"أخرجته مخرج� مفعول، تقول: "أدخلته مدخال� (، وقال3كما قال تعالى: }أنزلني منزال� مبارك�ا{ )

(، والمفعول به4الله: }مجراها ومرساها{ )ا "مدخل"، و"مخرج". وكذلك لو بنيت من الفعل اسم�

للمكان والزمان، كان كل واحد منهما على مثال المفعول، ألن الزمان والمكان مفعول فيهما،

والفعل يعمل فيها كلها عمال� واحد�ا، فلما اشتركت في وصول الفعل إليها ونصبها، اشتركت في اللفظ،

فقالوا في المكان والزمان: "ممسى"، و"مصبح"،وكذلك إذا أرادوا المصدر.

__________ )حمل(؛176/ 11، ولسان العرب 87= للمرزوقى ص

،226/ 1وله أو البن جمرة في شرح شواهد المغنى )شمل(.267/ 11؛ ولسان العرب 964/ 2

اللغة: مزؤودة: مذعورة، خائفة. النطاق: شقةتلبسها المرأة فتشد وسطها.

المعنى: إن الشاعر يقول: إنه ممن حملته أمه وهي مذعورة غير مستعدة للفراش، فنشأ محمود�ا مرضي�ا،

وقد كانت العرب تستحسن إتيان المرأة وهي

Page 291: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مذعورة لياتى الولد نجيب�ا. اإلعراب: "حملت": فعل ماض مبني على الفتح،

والتاء: للتأنيث، والفاعل: مستتر تقديره هى. "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل حملت. "فى ليلة": جار

ومجرور متعلقان بالفعل حملت. "مزؤودة": صفةا": حال منصوب. "وعقد": ليلة مجرورة منها. "كره� الواو: واو الحال، "عقد": مبتدأ مرفوع. "نطاقها":

مضاف إليه مجرور، و"ها": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "لم": حرف جازم. "يحلل": فعل مضارع

مبني للمجهول مجزوم بلم، وحرك بالكسر للضرورة،ا تقديره ونائب الفاعل: ضمير مستتر جواز�

هو"نطاقها". وجملة "حملت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "لم يحلل": في محل رفع خبر المبتدأ، عقد.وجملة "عقد .. لم يحلل": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "ليلة مزؤودة" حيث جاءت

ؤد فيها. مفعولة بمعنى المفعول فيها، أي حيث الز.20( المؤمنون: 1).6 - 5( القلم: 2).29( المؤمنون: 3).41( هود: 4)

(4/64)

ب"، و"المقاتل"، و"المتحامل"، ومنه " المجر و"المدحرج"، فـ"المفعل" في هذا كالمفعول في

الثالثي، إال أنهم يضمون األول فيما زاد على الثالثة، كما ضموا أول الفعل منه، فـ"مدخل" كـ"يدخل"،

و"منزل" كـ"ينزل"، فأما قوله ]من البسيط[:( ... إلخ1الحمد لله ممسانا ومصبحنا )

لت، والشاهد فيه استعمال فالبيت ألمية بن أبي الص "الممسى"، و"المصبح" بمعنى اإلمساء واإلصباح، والمراد وقت اإلمساء، ووقت اإلصباح، كما يقال:

"أتيته مقدم الحاج، وخفوق النجم"، أي: وقته؛ا فالممسى هاهنا، والمصبح نصب على الظرف، وأم

قول اآلخر ]من الطويل[:ب ) (2وعلم بيان المرء عند المجر

فالبيت لرجل من بني مازن، وقد أوقعت بنو مازن

Page 292: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بقوم من بني عجل، فقتلوهم، فغدت بنو عجل علىجار من بني مازن، فقتلوه، وصدر البيت:

ة� بعد مرة وقد ذقتمونا مرب" موضع "التجربة"، يريد والشاهد فيه وضع "المجر

أن بالتجربة يعرف ما يحسنه المرء، وقوله ]منالطويل[:

(3فإن المندى رحلة فركوب )الشعر لعلقمة بن عبدة، وصدره:

ترادى على دمن الحياض فإن تعفوقبله:

فأوردتها ماء� كأن جمامه ... من األجن حناء مع�اوصبيب

والشاهد فيه وضع "المندى" موضع "التندية". يقال: "ندت اإلبل" إذا رعت بين النهل والعلل، تندو ندو�ا،

وأنديتها أنا، وتندية، والمكان المندى، وكذلك المصدر؛عي، يصف إبال� ترعى على دمن المياه، فإن عافت الر

استعملت في الرحيل والركوب، فهو كقوله ]منالكامل[:

- ]بسواهم لحق األياطل شزب[ ... فعليقها886اإلسراج واإللجام

__________.875( تقدم بالرقم 1).876( تقدم بالرقم 2).877( تقدم بالرقم 3)

.75/ 2 - التخريج: البيت ألبي تمام في ديوانه 886 اللغة: السواهم: المتغيرات الوجوه. لحق: جمع لحوق.

األياطل: جمع أيطل، وهو الكشح.=

(4/65)

وإنما عطف "الركوب" بالفاء دون الواو، ليؤذن بأن ذلك متصل ال ينقطع، كما يقال: "مطرنا ما بين زبالة

فالثعلبية"، إذا أردت أن المطر انتظم األماكن التي بين هاتين القريتين، يقروها شيئ�ا فشيئا بال فرجة،

ولو قلت: "مطرنا ما بين زبالة والثعلبية"، فإنما أفدت بهذا القول أن المطر وقع بينهما، ولم ترد أنه

اتصل في هذه األماكن من أولها إلى آخرها. وأماقول الراجز:

Page 293: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يت ) (1إن الموقى مثل ما وقفهو لرؤبة بن العجاج، وقبله:

يارب إن أخطأت أو نسيت ... فأنت ال تنسى والتموت

الشاهد فيه استعمال "الموقى" بمعنى "التوقية"، أي: أن التوقية مثل توقيتي، وكان قد وقع في أيدي

الحرورية، وأما قول اآلخر ]من الطويل[:أقاتل حتى ال أرى لي مقاتال�

فإن هذا المصراع قد استعمله شاعران أحدهما مالكبن أبي كعب، وتمامه:

(2وأنجو إذا حم الجبان من الكرب ) والشاهد فيه استعمال "مقاتل" بمعنى القتال، أي:

حتى ال تبقى لي قدرة على القتال، وأنجو عند الغلبة بالفرار إذا هلك الجبان، وأحيط به لعجزه عن الدفع

والنجاة، واآلخر زيد الخيل، وتمامه ]من الطويل[:وأنجو إذا لم ينج إال المكيس

أي: الكيس العاقل؛ ألنه يعرف وجه التخلص، وأماقوله ]من الرجز[:

نج في مصلصله ) (3كأن صوت الص__________

= شزب: ضوامر. اإلعراب: "بسواهم": جار ومجرور متعلقان بالفعل "مأل" في البيت السابق، وصرف الشاعر "سواهم" للضرورة الشعرية. "لحق": نعت مجرور بالكسرة،

وهو مضاف. "األياطل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "شزب": نعت ثان مجرور بالكسرة الظاهرة.

"فعليقها": الفاء حرف استئناف، و"عليق": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل

مبني في محل جر باإلضافة. "اإلسراج": خبر مرفوع بالضمة. "وااللجام": حرف عطف واسم معطوف

مرفوع بالضمة. وجملة "فعليقها اإلسراج واإللجام" استئنافية ال محل

لها من اإلعراب. وليس في البيت شاهد نحوي، ولكنه أتى به توكيد�ا

على كثرة سفر الرواحل..880( تقدم بالرقم 1).881( تقدم بالرقم 2).882( تقدم بالرقم 3)

(4/66)

Page 294: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الشعر، فالشاهد فيه استعمال "المصلصل" بمعنىلصلة". شبه صهيل الفرس بصوت الصنج، "الص

والصنج الذي تعرفه العرب، فهو الذي يتخذ من صفر يضرب أحدهما باآلخر، وأما ذو األوتار فهو للعجم.

والصلصلة: الصوت، يقال: "تصلصل الحلي على صدر المرأة"، أي: صوت. ويجوز أن يكون شبه علك اللجام

لجريه بصوت الصنج، وصلصلة اللجام: صوته.

فصل ]المصدر على "تفعال"[ قال صاحب الكتاب: و"التفعال" كالتهدار والتلعاب

والترداد والتجوال والتقتال والتسيار، بمعنى الهدر واللعب والرد والجوالن والقتل والسير، مما بني

لتكثير الفعل والمبالغة فيه.* * *

قال الشارح: هذا الفصل قد اشتمل على ما جاء مصدر "فعلت" فيه على غير ما يجب له، بأن زيد فيه

زوائد لإليذان بكثرة المصدر وتكريره، كما جاءت "فعلت" بتضعيف العين لتكثير الفعل وتكريره، وذلك

راب قولك في "الهدر": "التهدار". يقال: "هدر الشا" إذا غلى، فالتهدار: الهدر الكثير. ا وتهدار� يهدر هدر�

فق": وقالوا في اللعب: "التلعاب" وفي "الصد": "الترداد"، وفي "الجوالن": "التصفاق" وفي "الر "التجوال"، وفي "القتل": "التقتال" وفي "السير" "التسيار"، فليس في هذه المصادر ما هو جار على "فعل" لكن لما أردت التكثير؛ عدلت عن مصادرها،

وزدت فيها ما يدل على التكثير؛ ألن قوة اللفظ تؤذن بقوة المعنى، أال ترى أنهم يقولون: "خشن الشيء"،

وإذا أرادوا الكثرة والمبالغة، قالوا: "اخشوشن"، وقالوا: "عشبت األرض"، وإذا أرادوا الكثرة، قا لوا:"اعشوشبت"، فهي مصادر جرت على غير أفعالها. وقال الكوفيون: "التفعال" هنا بمنزلة التفعيل، وال بأس به ألن "التفعيل" مصدر "فعل"، وهو بناء كثرة

فلم يأتوا بلفظه؛ لئال يتوهم أنه منه، فغيروا الياء باأللف، وبقوا التاء مفتوحة�. فأما "التبيان"، فلم ترد

التاء فيه للتكثير، ولو كانت كذلك، لفتحت، لكنها زيدت لغير علة، و"البيان" و"التبيان" واحد، وكذلك

"التلقاء" و"اللقاء" واحد، وليس في المصادر "تفعال" بكسر التاء إال هذين المصدرين، وما عداهما

Page 295: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"تفعال" بالفتح. وقد جاءت أسماء يسيرة غير مصادر على "تفعال"

ا، قالوا: "تهواء"، و"تبراك"، تبلغ نحو ستة عشر اسم� و"تعشار"، و"ترباع" لمواضع، و"تمساح" للدابة

المعروفة، و"تمساح" للرجل الكذاب، و"تجفاف" لما يلبس الفرس عند الحرب، والجمع تجافيف، و"تمثال" للصورة، و"تمراد" بيت صغير للحمام، والجمع تماريد،

و"تلفاق" ثوبان

(4/67)

يلفقان، و"تلقام" سريع اللقم، و"تضراب" لوقت الضراب، و"تلعاب" كثير اللعب، و"تقصار"، و"تنبال"

للقصير.* * *

فصل ]المصدر على "فعيلى"[ قال صاحب الكتاب: والفعيلي كذلك، تقول كان بينهم رميا وهي الترامي الكثير، والحجيزي والحثيثي كثيرة الحجز والحث، والدليلي كثرة العلم بالداللة والرسوخ

فيها، والقتيتي كثرة النميمة.* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه المصادر جاءت على "فعيلى" مضعفة العين للمبالغة والتكثير، يقال: "كان

مي، بل بينهم رميا"، أي: ترام، وال يريد مطلق الريزى"، و"الحثيثى" المراد كثرة الكثرة، وكذلك "الحج

ميا كذلك، وال يكون من الحجز، والحث، كما أن الر واحد؛ ألن المراد الترامي والتحاجز والتحاثث، وقد

يجيء هذا الوزن لواحد، قالوا: "الدليلى" والمراد بها كثرة العلم بالداللة، وقالوا: "القتيتى" بمعنى

يرى" كثرة الكالم السيىء. وعن عمر، النميمة، و"الهج رضي الله عنه: "لوال الخليفى ألذنت"، أي: لوال

د أوقات األذان، الخالفة واالشتغال بأمرها عن تعهألذنت، يشير بذلك إلى فضل األذان.

وهذه األلفاظ من المصادر جاءت مؤنثة باأللف، ولمه جعى" و"خص تات إال مقصورة، نحو: "الدعوى" و"الر

يصى"، وحكى ا، وخصوصية�، وخص بالشيء خصوص� الكسائي: "خصيصاء" بالمد، و"األمر بينهم

Page 296: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فيضوضى"، والفيضوضى: األمر المشترك، وأجازا، وخالفه جميع البصريين المد في جميع الباب قياس�

في ذلك، والفراء من أصحابه.

فصل ]صياغة مصدر المرة[ قال صاحب الكتاب: وبناء المرة من المجرد على

فعلة تقول قمت قومة وشربت شربة, وقد جاء على المصدر المستعمل في قولهم أتيته إتيانة، ولقيته

لقاءة, وهو مما عداه على المصدر المستعمل كاإلعطاءة واالنطالقة واالبتسامة والترويحة والتقلبة

والتغافلة؛ وأما ما في آخره تاء, فال يتجاوز به المستعمل بعينه تقول قاتلته مقاتلة واحدة، وكذلك

االستعانة والدحرجة.* * *

قال الشارح: قد تقدم أن أصل مصدر الفعل الثالثيالمجرد من الزيادة أن يأتي على

(4/68)

"فعل"، فإذا أرادوا المرة الواحدة، ألحقوه التاء، وجاؤوا به على "فعلة"، قالوا: "ضربته ضربة"،

و"قتلته قتلة"، و"أتيته أتية"، و"لقيته لقية�"، وكذلكا"، لو كان في المصدر زيادة، نحو "جلس جلوس�

و"قعد قعود�ا"، فإنك تسقط الزيادة إذا أردت المرة الواحدة، وتأتي به على "فعلة"، نحو: "جلس جلسة�"، و"قعد قعدة�"؛ ألن األصل "جلس"، و"قعد". وقولهم:

"الجلوس"، و"الذهاب" ونحوهما ليست الزيادة فيه من األصل, ألنها لم تكن في الفعل، ولم تلزم الزيادة

فيه لزومها ما كانت موجودة في فعله، نحو: "اإلفعال" في باب "أفعل"، و"االستفعال" في بابرب والقتل ونحوهما جمع "فعلة"، "استفعل"، فالض

نحو: "تمرة"، و"تمر"، و"نخلة"، و"نخل"؛ ألن المصدر يدل على الجنس، كما أن "النخل" و"التمر" يدالن

على الجنس، فـ"ضربة" نظير "تمرة"، و"ضرب" نظير"تمر".

وقد يزيدون التاء على المصدر المزيد فيه، فيريدون به المرة الواحدة، قالوا: "أتيته إتيانة�"، و"لقيته

لقاءة�"، جاؤوا به على المصدر المستعمل، كأنهم

Page 297: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نزلوا الزيادة غير الالزمة منزلة الالزمة، فكما يقولون: "أعطيته إعطاءة�"، و"استغفرته استغفارة�"،

كذلك قالوا: "أتيته إتيانة�"، و"لقيته لقاءة�". "وهو فيما عداه على المصدر المستعمل"، يعني ما

عدا الفعل الثالثى المجرد من الزيادة، والمراد أن ما كان من الفعل زائد�ا على الثالثة، فإن المرة الواحدة

تكون بزيادة الهاء على مصدره المستعمل، نحو قولك: "استغاث استغاثة"، و"أعطاه إعطاءة�"،

و"كسره تكسيرة�" يراد بذلك كله المرة الواحدة، وسواء ما كان زائدا على الثالثة بحروف كلها أصول،

رهفة" أو بزيادة علي بنات نحو: "الدحرجة"، و"السالثالثة، نحو: "أعطيته إعطاءة�"، و"انطلق انطالقة�".

فإن كان فيه هاء، لم يجتلب للمرة هاء، واكتفي بالهاء التي فيه عن هاء تجتلبها، وذلك قولك: "قاتلته

مقاتلة�"، وال تقول في المرة: "قتالة�"؛ ألن أصل المصدر في "فاعل" "المفاعلة" ال "الفعال"؛ ألنه

على وزن "الدحرجة"، ومثله "أقلته إقالة�"،و"استعنت به استعانة�".

ولو قيل- في قولك إذا قلت: "استعنت به استعانة�"، وأراد المصدر، ثم قال: "استعانة�" وأراد المرة

الواحدة- إن هذه التاء غير تلك التاء األولى، كما أنك إذا قلت: "يا منص" في لغة من قال: "يا حار"، فإن

الضمة فيه غير ضمة الصاد التي كانت فيه؛ لكان قوال�قوي�ا.

]مصدر النوع[فصل قال صاحب الكتاب: وتقول في الضرب من الفعل هو

حسن الطعمة والركبة,

(4/69)

والجلسة والقعدة، وقتلته قتلة سوء، وبئست الميتة،والعذرة ضرب من االعتذار.

* * * قال الشارح: إنما قال: "في الضرب من الفعل"؛ ألن

المصدر يدل على جنس الفعل، فإذا قلت: "ضرب"، أو "قتل"، دل على الضرب والقتل الذي يتناول جميع أنواع الضرب والقتل، وأنت هنا لم ترد به الجنس وال

Page 298: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العدد، إنما أردت نوع�ا من الجنس، فإذا قلت:كبة"، و"الجلسة" ونحوها، فإنما تريد "الطعمة"، و"الر الحالة التي عليها الفاعل، والمراد أنه إذا ركب؛ كان ركوبه حسن�ا، أي: ذلك عادته في الركوب والجلوس. وكذلك "هو حسن الطعمة"، المراد أن ذلك لما كان موجود�ا فيه ال يفارقه؛ صار حالة له. والقعدة حالة

وقت قعوده، ومثله "القتلة" للحالة التي قتل عليها. و"بئست الميتة"، أي: أنه مات ميتة سؤء، أي: حالة

وقت الموت كانت سيئة�. و"العذرة": حالة وقت االعتذار، وهذا البناء يكون على ضربين: أحدهما

ا ال يراد للحالة على ما ذكرنا، واآلخر أن يكون مصدر� به الحالة، وذلك نحو: "دريت درية"، و"لفالن شدة وباس"، و"شعرت باألمر شعرة�"، وقولهم: "ليت

شعري"، المراد: "ليت شعرتي" أي: علمي ومعرفتي،ا لكثرة االستعمال. وإنما حذفوا التاء تخفيف�

فصل ]بناء المصدر من المعتل العين من "أفعل"والمعتل الالم من "فعل"[

قال صاحب الكتاب: وقالوا فيما اعتلت عينه من "أفعل", واعتلت المه من "فعل": إجازة وإطاقة وتعزية وتسلية، معوضين التاء من العين والالم

الساقطتين, ويجوز ترك التعويض في أفعل دون ( , وتقول1فعل قال الله تعالى: }وإقام الصالة{ )

أريته إراء، وال تقول تسليا وال تعزيا, وقد جاءالتفعيل فيه في الشعر، قال ]من الرجز[:

- فهي تنزي دلوها تنزيا� ... كما تنزي شهلة صبيا887* * *

__________.37( النور: 1)

- التخريج: الرجز بال نسبة في األشباه والنظائر887 ؛76/ 2؛ وشرح التصريح 302/ 2؛ والخصائص 228/ 1

؛ وشرح شافية ابن67وشرح شواهد الشافية ص )شهل(،373/ 11؛ ولسان العرب 165/ 1الحاجب

؛ والمقرب571/ 3 )نزا(؛ والمقاصد النحوية 320/ 15.195/ 2؛ والمنصف 134/ 2

اللغة: تنزي: توثب، تحرك. الشهلة: العجوز. المعنى: إنها تحرك دلوها الستخراج الماء تحريك�ا

ا بتحريك المرأة العجوز لصبي ترقصه.= ا شبيه� ضعيف�

(4/70)

Page 299: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال الشارح: أما ما كان من األفعال على "أفعل" معتل العين، نحو: "أجاز يجيز"، و"أطاق يطيق"

ونظائرهما من نحو "أقام"، و"أقال"، فإن المصدر منها على "إجازة"، و"إطاقة"، و"إقامة"، و"إقالة"، واألصل: "إجواز"، و"إطواق"؛ ألنه من "أجاز يجيز"،

ا"، إال و"أطاق يطيق"، فهو كقولك: "أكرم يكرم إكرام� أنه لما اعتلت العين من "أجاز يجيز"، و"أطاق يطيق"

ا؛ أعلوا المصدر حمال� على الفعل بنقل بقلبها ألف�كها ا؛ لتحر حركتها إلى ما قبلها، ثم قلبت العين ألف�

في األصل وانفتاح ما قبلها اآلن، وكانت األلف بعدها ساكنة�، فحذفت األلف اللتقاء الساكنين، وعوض من

المحذوف التاء. فالخليل وسيبويه يذهبان إلى أن المحذوف ألف "إفعال" ألنها زائدة، فهي أولى

بالحذف، وأبو الحسن األخفش والفراء يذهبان إلى أن المحذوف األلف المبدلة من العين، وهو القياس،

ولذلك اختاره صاحب الكتاب، فقال: "معوضين من العين والالم"، يريد العين من "إطاقة"، والالم من

"تعزية" وسيأتي الكالم على ذلك في موضعه، ومن ذلك "استعنته استعانة�"، و"استخار استخارة�"،

ا". واألصل: "استعوان�ا"، و"استخيار� فأما قولهم: "أريته إراءة�" فإنه، وإن لم يكن معتل العين ألن األصل "أرأيته"، عينه همزة ألنه "أفعل"

من "رأيت"، فالهمزة حرف صحيح، لكنه دخله نقص بتخفيف الهمزة، ولزوم ذلك حتى صار األصل

ا، وذلك أنهم ألقوا حركة الهمزة على الراء، مرفوض�ا من ذلك وأسقطت الهمزة، فأتوا بالهاء عوض�

النقص. والذي يدل على أن الهاء عوض من المحذوفا"، و"انقاد إنقياد�ا"، فال أنك تقول: "اخترت اختيار�

تلحق الهاء, ألنه لم يسقط من المصدر شيء؛ ألنه لم ( أن ال يأتوا1يلتق فيه ساكنان. وأجاز سيبويه )

الة وإيتاء بالعوض، واحتج بقوله تعالى: }وإقام الصكاة{ ) ا،2الز (. والفراء يجيز حذفها فيما كان مضاف�

نحو اآلية؛ فكأن اإلضافة عوض من التاء، وسيبويه لما وغير مضاف، فهو يجيز يفصل بين ما كان مضاف�

ا"، والفراء ال يجيزه. "أقام إقام�__________

= اإلعراب: "فهي": الفاء: بحسب ما قبلها، و"هي": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "تنزي":

Page 300: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياءا تقديره: هي. للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جواز�

"دلوها": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "تنزيا":

مفعول مطلق منصوب. "كما": الكاف: حرف جر، و"ما": مصدرية. والمصدر المؤول من "ما" والفعل

في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بصفة لـ"تنزيا" محذوفة. "تنزي": فعل مضارع مرفوع

بالضمة المقدرة على الياء للثقل. "شهلة": فاعلمرفوع. "صبيا": مفعول به منصوب.

وجملة "هي تنزي ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "تنزي دلوها": في محل رفع خبر المبتدأ "هي".

والشاهد فيه قوله: "تنزيا" حيث ورد مصدر الفعل الذي على وزن "فعل" المعتل الالم على "تفعيل"

كما جيء في الصحيح الالم، وهذا شاذ، وقياسه:"تفعلة"، نحو: "تسمية"، و"ترضية".

.83/ 4( الكتاب 1).37( النور: 2)

(4/71)

وأما "فعل"، فله في الصحيح مصدران: "التفعيل"،ا وتكرمة�"، و"عظمته و"التفعلة"، نحو: "كرمته تكريم�

ا وتعظمة"، و"التفعيل"، هو األصل, ألنه هو تعظيم� الالزم، فأما إذا كان معتل الالم بالياء أو الواو؛

ألزموه "تفعلة" ولم يأتوا بالمصدر اآلخر، لئال يجتمع في آخره ياءان قبلهما كسرة، فيحتمل ثقل، وعنه

مندوحة إلى المصدر اآلخر، وذلك قولك: "عزيته تعزية"، و"غذيته تغذية". قال أبو بكر بن السراج:

األصل "تعزيا"، و"تغذيا"، فحذفت ياء من الياءا من المحذوف. المشددة، ودخلت التاء عوض�

ح فيه بأن المحذوف الالم، وأن وكالم الشيخ يصر يكون المحذوف الياء الزائدة أوجه عندي, ألن الالم

باقية في الصحيح من نحو "تكرمة"، فكذلك يكون في المعتل، وال يجوز إسقاط التاء من هذا، فيقال في

"تغزية": "تغز"، كما جاز في "إقامة"، فقالوا: "إقام"، والفرق بينهما أن نحو "أقام"، و"أقال"

و"استحاذ" قد استعمل على األصل، فقالوا: "أطولت

Page 301: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"، و"استحوذت استحواذ�ا". فلما كان قد ورد إطواال�ا على األصل، جاز أن ال يعوض منه؛ فأما تام

نحو"تعزية"، و"تغذية"، فلم يرد األصل البتة، فلزم العوض لذلك، وقد جاء "التفعيل" فيه في الشعر،

قال ]من الرجز[:فهي تنزي دلوها تنزيا ... إلخ

والشاهد فيه قوله: "تنزيا"، والقياس: "تنزية�"، لكنه راجع األصل ضرورة, ألن الشاعر له مراجعة األصول

ا، المرفوضة، يقال: "امرأة شهلة" إذا كانت نصف� وصار كاالسم لها بالغلبة، وال يقال ذلك للرجل. يصف امرأة تستقي ماء، والمراد أنها ترفع دلوها كما ترفع

المرأة الصبى عند ترقيصه.

]إعمال المصدر[فصل قال صاحب الكتاب: ويعمل المصدر أعمال الفعل

�، ومن ضرب مفردا�، كقولك عجبت من ضرب زيد عمرا� زيد، ومضافا� إلى الفاعل أو إلى المفعول عمرا كقولك أعجبني ضرب األمير اللص، ودق القصار الثوب، وضرب اللص األمير، ودق الثوب القصار,

ويجوز ترك ذكر الفاعل والمفعول في اإلفراد واإلضافة, كقولك عجبت من ضرب زيدا�، ونحو قوله

(1تعالى: }أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما�{ ) ومن ضرب عمرو ومن ضرب زيد أي من ضرب زيد أو

ضرب, ونحوه قوله تعالى: }وهم من بعد غلبهم� بالالم كقوله ]من2سيغلبون{ ) ( , ومعرفاالمتقارب[:

- ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي888األجل

__________.15 - 14( البلد: 1).3( الروم: 2)

/3 - التخريج: البيت بال نسبة في أوضح المسالك 888؛ والدرر =127/ 8؛ وخزانة األدب 208

(4/72)

وقوله ]من الطويل[: ]لقد علمت أولي المغيرة أنني[ ... كررت فلم أنكل

Page 302: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(1عن الضرب مسمعا )* * *

قال الشارح: والمصدر يعمل عمل الفعل المأخوذ منه: إن كان الفعل غير متعد، كان المصدر غير متعد،

فكما تقول: "قام زيد"، وال تجاوز الفاعل، كذلك تقول: "أعجبني قيام زيد". وإن كان يتعدى إلى

واحد، يتعدى مصدره إلى واحد، فتقول: "أعجبنيا ا". وتقول: "أعجبني إعطاء زيد عمر� ضرب زيد عمر�

ا"، فتعديه إلى مفعولين كما يفعل ذلك الفعل، درهم�ا". وإن كان يتعدى فعله نحو:"أعطيت زيد�ا درهم� بحرف جر؛ كان المصدر كذلك، فتقول: "أعجبني

مرورك بزيد".ا بـ"أن" وإنما يعمل من المصادر ما كان مقدر�

ا"، والفعل، نحو قولك: "أعجبني ضرب زيد عمر�ا. فأما إذا كان مؤكد�ا وتقديره: أن ضرب زيد عمر�

لفعله، أو عامال� فيه الفعل الذي أخذ منه على وجه من الوجوه، لم يعمل؛ ألنه ال يقدر بـ"أن" والفعل،

وذلك نحو قولك: "ضربت زيد�ا ضرب�ا والضرب الشديد"؛ ألنه ال يحسن أن تقول فيه: "ضربت زيد�ا أن

ضربت زيد�ا". فأما قولهم في األمر: "ضرب�ا زيد�ا"، فكثير من النحويين يقولون: العامل في "زيد":

"ضرب�ا". والذي عليه المحققون أن العامل فيه الفعل الذي

نصب المصدر، وتقديره: اضرب__________

؛ وشرح394/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 252/ 5= ؛ وشرح63/ 2؛ وشرح التصريح 333/ 1األشموني

؛411؛ وشرح ابن عقيل ص136شواهد اإليضاح ص /3؛ والمنصف 131/ 1؛ والمقرب 192/ 1والكتاب

.93/ 2؛ وهمع الهوامع 71 اللغة: النكاية: إغضاب الغير وقهره. الفرار: الهرب.

يراخي األجل: يبعد الموت. المعنى: أنه جبان، ال يقهر األعداء، ويعتمد على

الهرب ظنا منه بأنه يبعد الموت. اإلعراب: "ضعيف": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو،

وهو مضاف. "النكاية": مضاف إليه مجرور. "أعداءه": مفعول به للمصدر "النكاية" منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة.

"يخال": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر

Page 303: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا تقديره: هو. "الفرار": مفعول به منصوب. فيه جواز� "يراخي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على

ا الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز� تقديره: هو. "األجل": مفعول به منصوب، وسكن

للضرورة الشعرية. وجملة " ... ضعيف النكاية": ال محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائية. وجملة "يخال الفرار": في محل رفع

خبر ثان. وجملة "يراخي األجل": في محل نصبمفعول به ثاني لـ"يخال".

والشاهد فيه قوله: "النكاية أعداءه" حيث نصب المصدر المقترن بـ"أل"، وهو قوله: "النكاية"،

مفعوال� به، وهو قوله: "أعداءه"..842( تقدم بالرقم 1)

(4/73)

ضرب�ا زيد�ا، وال يبعد عندي أن يكون هذا المصدر عامال� في "زيد" لنيابته عن الفعل، ال بحكم أنه مصدر، وجاء

ا"، فالعامل في الحال كقولك: "زيد في الدار قائم� الظرف الموجود ال الفعل العامل فيه، وذلك لنيابته

عن الفعل؛ كذلك هاهنا، ويكون فيه ضمير فاعل نقل إليه من الفعل، وهو ضمير المخاطب، كما نقل

الضمير من الفعل إلى الظرف في "زيد في الدارا". ولو أظهر الفعل، وقلت: "اضرب ضرب�ا زيد�ا"، قائم�

لم يكن العامل في "زيد�ا" إال الفعل دون المصدر، كما أنك لو أظهرت العامل في الظرف، وقلت: "زيدا"، لم يكن العامل في الحال إال استقر في الدار قائم�

الفعل دون الظرف، وكان خالي�ا من الضمير، ولو قلت: "أنكرت ضربك زيد�ا"، لكان في معنى "أن"

والفعل, ألنه يحسن أن تقول: "أنكرت أن تضرب"، إذ العامل فيه من غير لفظه. ولك أن تقدره بـ "أن" والفعل المسند إلى الفاعل، نحو قولك: "أعجبني ضربك زيد�ا"، والتقدير: "أن ضربت زيد�ا". ولك أن تقدره بالفعل الذي لم يسم فاعله، نحو: "ساءني

ضربك"، والتقدير: "أن ضربت"، والفرق بينهمابالقرائن.

وإنما عمل المصدر إن كان على هذه الصفة, ألنه في معنى الفعل على ما ذكرنا، ولفظه متضمن حروف

Page 304: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الفعل، فجرى مجرى اسم الفاعل، فعمل عمله، أال ترى أن "أن" وما بعدها من الفعل، لما كانت في

تأويل المصدر، أعطيت حكمه، فوقعت فاعلة�ا إليها، نحو قولك: "أعجبني أن ومفعولة� ومضاف� قمت"، فـ"أن" وما بعدها من الفعل في موضع مرفوع بأنه الفاعل. وتقول: "أكره أن تقوم"،

ا والمعنى: أكره قيامك، كذلك المصدر إذا كان مقدر�بـ"أن" والفعل؛ كان له حكم الفعل من العمل.

وإنما اشترط أن يكون لفظ المصدر العامل متضمن�ا حروف الفعل ليدل على الفعل، فلذلك تقول:

"مروري يزيد حسن، ومروري بعمرو قبيح"، ولو قلت: "وهو بعمرو قبيح"، لم يجز؛ لزوال حروف

الفعل من لفظه. وهذا المصدر يعمل على ثالثة أضرب: إذا كان مفرد�ا

ا باأللف ف� ا، وإذا كان معر منونا، وإذا كان مضاف�والالم.

فأما األول، وهو ما كان منون�ا، فهو أقيس الضروب الثالثة في العمل، وذلك من قبل أن المصدر إنما

عمل لشبهه بالفعل، والتنوين يدل على التنكير، فهو في المعنى موافق لمعنى الفعل، وإن كان في

اللفظ من زيادات األسماء. وأما المضاف، فإعماله في الجر بعد األول, ألن اإلضافة وإن كانت من خصائص األسماء وبابها

التعريف والتخصيص، وذلك مما ال يكون في األفعال، إال أن اإلضافة قد تقع منفصلة، فال تفيد التعريف

على حد وقوعها في اسم الفاعل، فلما كان التعريف قد يتخلف عن اإلضافة؛ لم تكن اإلضافة منافية�

لمعنى الفعل من كل وجه، إذ قد توجد غير معرفة.

(4/74)

وأما ما عمل من المصادر، وفيه األلف والالم، فهو أضعفها؛ ألن األلف والالم ال تكون في أسماء

األجناس التي هي األصول إال معرفة، فلذلك ضعفا من إعمالها. وإنما قلنا: "في أسماء األجناس" تحرز�

األعالم، فإن األلف والالم قد تدخلها ال لمعنى التعريف، نحو: "الحسن"، و"العباس"، ونحو قوله

]من الرجز[:

Page 305: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(1باعد أم العمرو من أسيرها )ن�ا قولك: "أعجبني فمثال ما عمل من المصادر منوا"، وإن شئت قلت: "أعجبنى ضرب ضرب زيد عمر�

ا زيد" فتقدم المفعول على الفاعل، وذلك قليل عمر� في االستعمال. وإنما جاز أن تأتى بعد المصدر بالفاعل والمفعول، ولم يجز أن تأتي بعد اسم

الفاعل إال بالمفعول، وذلك من قبل أن المصدر غير الفاعل والمفعول، فلم تستغن بذكره عن ذكرهما.

وليس كذلك اسم الفاعل، فإنه هو الفاعل، فلم تحتج إلى ذكره بعده، فلذلك لم تجز إضافته إلى الفاعل,

ألن الشيء ال يضاف إلى نفسه. وجملة األمر أن الفرق بين اسم الفاعل والمصدر من

وجوه ستة: أولها: أن األلف والالم في اسم الفاعل تفيد

التعريف مع كونها بمعنى "الذي"، واأللف والالم فيالمصدر تفيد التعريف ال غير.

الثاني: أن اسم الفاعل يتحمل الضمير كما يتحملا؛ ألنه الفعل؛ ألنه جار عليه، والمصدر ال يتحمل ضمير�

بمنزلة أسماء األجناس، والفاعل يكون معه منوياا غيرمستتر فيه. مقدر�

الثالث: أن المصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول،واسم الفاعل ال يضاف إال إلى

المفعول ال غير، وقد ذكر. الرابع: أن المصدر يعمل في األزمنة الثالثة، واسمالفاعل يعمل عمل الفعل في الحال واالستقبال. الخامس: أن المصدر ال يتقدم عليه ما يعمل فيه، سواء كانت فيه األلف والالم، أو لم تكن، واسم

الفاعل يتقدم عليه ما ينصبه إذا لم تكن فيه األلفوالالم.

السادس: أن اسم الفاعل ال يعمل حتى يعتمد على كالم قبله، والمصدر يعمل معتمد�ا، وغير معتمد. فمما جاء معمال� من المصادر منون�ا قوله تعالى: }أو إطعام

ا ذا مقربة{ ) (، فـ"يتيم�ا"2في يوم ذي مسغبة يتيم� منصوب بالمصدر الذي هو "إطعام"، والتقدير: أو

ا. فإن ا محذوف� إطعام هو، فيكون الفاعل مقدر�ا، نحو صرحت بالفعل، كان الفاعل مستتر�

__________.69( تقدم بالرقم 1).15 - 14( البلد: 2)

Page 306: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/75)

ا"، ومن ذلك قول الشاعر قولك: "أو أن أطعم يتيم�]من الطويل[:

- فلوال رجاء النصر منك ورهبة ... عقابك قد889صاروا لنا كالموارد

فأعمل "رهبة" في "عقابك"، ومن ذلك قول اآلخر]من الوافر[:

يوف رؤوس قوم ... أزلنا هامهن890 - بضرب بالسعلى المقيل

فنصب "الرؤوس" بـ"ضرب". وأما إعماله وهو مضاف، فإنه يضاف إلى الفاعل،

وإلى المفعول لتعلقه بكل واحد منهما، فتعلقه بالفاعل وقوعه منه. وتعلقه بالمفعول وقوعه به،

وإضافته إلى الفاعل__________

- التخريج: البيت بال نسبة في شرح أبيات889.129؛ وشرح شواهد اإليضاح ص393/ 1سيبويه

اللغة: الموارد: الطرق المؤدية إلى الماء. المعنى: لوال أنهم يرجون أن تنصرهم علينا إن

حاربناهم، ولوال أنا نرهب عقابك إن قتلناهم، لصاروالنا أذالء، نطأهم كما توطأ الطرق المؤدية إلى المياه.

اإلعراب: "فلوال": الفاء: حسب ما قبلها، "لوال": حرف شرط غير جازم. "رجاء": مبتدأ مرفوع بالضمة،

والخبر محذوف وجوب�ا تقديره: موجود. "النصر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "منك": جار ومجرور متعلقان بحال من "النصر". "ورهبة": الواو: حرف

عطف، و"رهبة": معطوف على "رجاء" مرفوع مثله."عقابك": مفعول به منصوب بالفتحة، والكاف:

مضاف إليه محله الجر. "قد": حرف تحقيق ال محل له. "صاروا": فعل ماض ناقص مبني على الضم

التصاله بواو الجماعة، والواو: في محل رفع اسم "صار". "لنا": جار ومجرور متعلقان بحال من

"الموارد". "كالموارد": الكاف: اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب خبر "صار"، وهو مضاف،

و"الموارد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "لوال رجاء النصر منك ... قد صاروا لنا

كالموارد": بحسب الفاء، والفاء بحسب ما قبلها.

Page 307: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجملة "رجاء منك موجود": ال محل لها ألنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة "صاروا لنا كالموارد":

جواب شرط غير جازم ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "رهبة عقابك" حيث أعمل

"رهبة" في المفعول به مع تنوينها، وهي مصدر.فـ"عقابك" منصوب بـ"رهبة".

- التخريج: البيت للمرار بن منقذ التميمى في890 ؛ وبال نسبة في شرح أبيات499/ 3المقاصد النحوية

؛ واللمع333/ 2؛ وشرح األشموني 393/ 1سيبويه .219/ 1؛ والمحتسب 270ص

اللغة: الهام: ج الهامة، الرأس. المقيل: العنق،ومكان القيلولة.

اإلعراب: "بضرب": جار ومجرور متعلقان بـ"أزلنا". "بالسيوف": جار ومجرور متعلقان بـ"ضرب".

"رؤوس": مفعول به للمصدر "ضرب"، وهو مضاف. "قوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أزلنا": فعل

ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "هامهن": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"هن":

ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "علىالمقيل": جار ومجرور متعلقان بـ "أزلنا".

والشاهد فيه قوله: "بضرب ... رؤوس" حيث عملالمصدر المنون عمل فعله، فنصب مفعوال� به.

(4/76)

أحسن، ألنه له، وإضافته إلى المفعول حسنة ألنه بهني ضرب زيد ، وذلك نحو قولك: "سر اتصل، وفيه حلا"، إذا أضفته إلى الفاعل، و"ضرب زيد عمرو"، عمر�

إذا أضفته إلى المفعول تخفض ما تضيفه إليه إن، فإن أضفته إلى الفاعل، ، وإن كان مفعوال� كان فاعال�

جررت الفاعل، ونصبت المفعول؛ وإذا أضفته إلىا ورفعت الفاعل. ومما جاء من المفعول، جررته أيض�

، وهو مضاف، قوله تعالى: }ولوال دفع الله ذلك معمال� ( أضافه إلى الفاعل، ونصب1الناس بعضهم ببعض{ )

"الناس"؛ ألنه مفعول. ومنه قول الشاعر ]منالكامل[:

ق891 - عهدي بها الحى الجميع وفيهم ... قبل التفرميسر وندام

Page 308: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أضاف "العهد" إلى الياء، وهو في موضع الفاعل، ونصب، "الحي" ألنه مفعول، و"عهدى": مبتدأ،

وقوله: وفيهم إلى آخر البيت في موضع الحال، وقد سد مسد الخبر، كقولك. "قيامك ضاحك�ا"، و"ضربي

ا". زيد�ا قائم� وقد يضاف إلى الفاعل، وال يؤتى له بمفعول، وذلك،

نحو: "عجبت من ضرب زيد"، أي: من أن ضرب زيد، أو ضرب زيد. إن شئت قدرته بما سمي فاعله، وإن شئت قدرته بما لم يسم فاعله. ومنه قوله تعالى:

(، أي:2}وهم من بعد غلبهم سيغلبون{ )__________

.40، والحج: 251( البقرة: 1) - التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص891 /4، ولسان العرب 26/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 288.650 )حضر(؛ وبال نسبة في تذكرة النحاة ص 198

اللغة: الجميع: المجتمعون. الميسر: القمار على الجزور ليعود نفعه على المعوزين. وندام: من

المنادمة، والندام جمع نديم أو ندمان.ا خلت من أهلها، فذكر ما كان المعنى: وصف دار�

فيها من اجتماع الحي مع سعة الحال والقمار علىالجزور.

اإلعراب: "عهدي": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير المتكلم في

محل جر باإلضافة، وقد سد مسد الخبر الجملة الحالية )فيهم ميسر(. "بها": جار ومجرور متعلقان

بـ"عهدي". "الحي": مفعول به للمصدر )عهدي( منصوب بالفتحة. "الجميع": صفة لـ"الحي" منصوبة

بالفتحة. "وفيهم": الواو: حالية، "فيهم": جار ومجرور متعلقان بالخبر المقدم المحذوف، والتقدير:

ميسر كائن فيها. "قبل": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالخبر المحذوف السابق

الذكر. "التفرق": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ميسر": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "وندام": الواو:

حرف عطف، و"ندام": معطوف على "ميسر". وجملة "عهدي مع الخبر المقدر": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فيهم ميسر وندام": جملة حالية

محلها النصب سدت مسد الخبر. والشاهد فيه: نصب "الحي" بـ"عهدي", ألن معناه

Page 309: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

، و"عهدي" مصدر غير منون. عهدت بها الحي.3( الروم: 2)

(4/77)

من بعد أن غلبوا. ومن إضافته إلى المفعول قوله]من الطويل[:

- أمن رسم دار مربع ومصيف ... لعينيك من ماء892ؤون وكيف الش

ا مربع ومصيف. وقد يضاف والتقدير أمن أن رسم دار� إلى المفعول من غير ذكر الفاعل نحو قوله تعالى:

(، واألصل: من1}ال يسأم اإلنسان من دعاء الخير{ ) دعاء الخير هو، والتقدير: من أن يدعو الخير، ومثله

(، أي:2قوله تعالى: }لقد ظلمك بسؤال نعجتك{ ) بسؤال نعجتك هو، وحذف الفاعل للعلم به، وداللة

ا بخالف الحال عليه, ألن المصدر ال يتحمل ضمير�الصفة. فأما قوله ]من الطويل[:

- فال تكثرا لومي فإن أخاكما ... بذكراه ليلى893العامرية مولع

__________ ؛81 - التخريج: الببت للحطيئة في ديوانه ص892

،121/ 8؛ وخزانة األدب 154، 153/ 17واألغاني ؛ ولسان130؛ وشرح شواهد اإليضاح ص126، 123

)رسم(؛ وبال نسبة في أمالي241/ 12العرب .700؛ وشرح عمدة الحافظ ص 47/ 2المرتضى

اللغة: الرسم "هنا": مصدر رسم المطر الدار، أياها. الوكيف: مصدر وكف البيت ا بأن عف صيرها رسم�

بالمطر، والعين بالدمع، أي: سأل شيئ�ا فشيئ�ا.الشؤون: مجاري الدمع من الرأس إلى العين.

المعنى: ألعينيك هذه الدموع تنهال من أجل رسومدار هو موضع الحلول في الربيع والصيف؟

اإلعراب: الهمزة: حرف استفهام. "من رسم": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ "وكيف"، والتقدير:

"ألعينيك وكيف من ماء الشؤون من أجل رسم دار". "دار": مضاف إليه. "مربع": فاعل للمصدر "رسم". "ومصيف": الواو: حرف عطف، "مصيف": معطوف على "مربع". "لعينيك": جار ومجرور متعلقان بخبر

مقدم محذوف، والكاف: مضاف إليه محله الجر. "من

Page 310: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ماء": جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "الشؤون": مضاف إليه. "وكيف": مبتدأ مؤخر

مرفوع. جملة "ألعينيك من ماء الشؤون وكيف": ابتدائية ال

محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه: أن "رسم دار" مصدر مضاف إلى

مفعوله، و"مربع" فاعله..49( فصلت: 1).24( ص: 2)

.233/ 1 - التخريج: البيت بال نسبة في اإلنصاف893 اللغة: بذكراه: بتذكره. المولع: المغرى والعاشق

بشدة. المعنى: يطلب من صاحبيه أن يقلال تعنيفهما له،

فهو يتعشق تذكر ليلى العامرية. اإلعراب: "فال": الفاء: بحسب ما قبلها، "ال": ناهية

جازمة. "تكثرا": فعل مضارع مجزوم بحذف النون ألن مضارعه من األفعال الخمسة، واأللف: ضمير متصل

في محل رفع فاعل. "لومي": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء:

ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "فإن": الفاء: استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. "أخاكما": اسم "إن" منصوب باأللف ألنه من األسماء الستة، و"كما": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "بذكراه": الباء:

حرف جر، "ذكرى": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على األلف، والهاء: ضمير متصل في محل جر باإلضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ"مولع".

"ليلى": مفعول به السم المصدر "ذكرى" منصوببالفتحة =

(4/78)

ففي البيت مصدران: أحدهما: "اللوم" واآلخر "الذكرى" فـ "اللوم" مضاف

إلى المفعول، والمراد: ال تكثر لومك إياي، و"الذكرى" مضاف إلى الفاعل، وهو الهاء، و"ليلى"

المفعول في محل منصوب. وأما الضرب الثالث: وهو إعمال المصدر، وفيه األلف

ا"، والالم، فنحو قولك: "عجبت من الضرب زيد عمر�

Page 311: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، وال أعلمه جاء في أي: من أن ضرب زيد عمر�التنزيل. فأما قوله ]من المتقارب[:

( ... إلخ1ضعيف النكاية أعداءه )، ولم يذكر شاعره، والشاهد2أنشده سيبويه ) ( غفال�

فيه نصب "األعداء" بـ"النكاية"، لمنع األلف والالم اإلضافة كمنع التنوين، وبعضهم ينصبه بمصدر منكور

منون محذوف تقديره: ضعيف النكاية نكاية أعداءه، وذلك لضعف إعمال المصدر، وفيه األلف والالم. يهجو رجال� يقول: هو ضعيف عن أن ينكأ أعداءه، وجبان فال يثبت لقرنه، فيلجأ إلى الفرار، ويخاله

ا ألجله. وأما قول اآلخر ]من الطويل[: مؤخر� لقد علمت أولى المغيرة أنني ... كررت فلم أنكل عن

(3الضرب مسمعا ) ( منسوب إلى المرار األسدي،4فهو في الكتاب )

ورواه بعضهم في شعر مالك بن زغبة الباهلي،وبعده:

وإني ألعدي الخيل تعثر بالقنا ... حفاظ�ا على المولىالحديد ليمنعا

ورواية البيت في كتاب سيبويه "لحقت" مكان "كررت"، واالحتجاج على رواية من روى "كررت"، فيكون "مسمع" منصوب�ا بـ"الضرب"؛ وأما من روى

"لحقت"، يجوز أن يكون "مسمع" منصوب�ا به البالمصدر، فال يكون فيه حجة.

ا في رواية من روى "كررت" فإن قيل: وال يكون أيض� حجة؛ الحتمال أن يكون المراد: كررت على مسمع،

فلم أنكل عن ضربه، بحذف الجار؛ قيل: ال يحسن ذلك؛ ألن حذف حرف الجر وإعمال الفعل الالزم قبله باب ضرورة، وطريقه السماع، فال يحمل عليه ما وجد

عنه مندوحة.__________

= المقدرة على األلف. "العامرية": صفة منصوبةبالفتحة. "مولع": خبر "إن" مرفوع بالضمة.

وجملة "ال تكثرا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إن أخاكما مولع": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "بذكراه ليلى" حيث أضاف

"الذكرى"- وهي هنا اسم مصدر يدل على معنى المصدر ويعمل عمله- إلى فاعلها وهو ضمير الغيبة

العائد على"األخ"، ثم أتى بعدها بمفعول المصدر

Page 312: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"ليلى"..888( تقدم بالرقم 1).192/ 1( الكتاب 2).842( تقدم بالرقم 3).193/ 1( الكتاب 4)

(4/79)

يقول: قد علم أول من لقيت من المغيرين أنيا لهم، ولحقت عميدهم، صرفتهم عن وجوههم هازم� فلم أنكل عن ضربه بسيفي. والنكول: الرجوع عن

القرن جبن�ا، وكانت بنو ضبيعة قد أغارت على باهلة، فلحقتهم باهلة فهزمتهم. و"المغيرة": اسم فاعل من "أغار". و"أوالها" بضم الهمزة وهي مقدمتها،

وهي تأنيث "أول". وقد تقدم القول: إن إعمال المصدر وفيه األلف والالم ضعيف، ولذلك ذهب

بعضهم إلى أنك إذا قلت: "أردت الضرب زيد�ا"؛ فإنما تنصبه بإضمار فعل ال بـ" الضرب". وبعضهم يقدره

بمصدر ليس فيه ألف والم، كأنه قال: "ضعيف النكاية نكاية أعداءه". والصواب أنه منصوب بالمصدر

المذكور على ضعفه، وذلك ألن األلف والالم بمنزلة التنوين، فعمل وفيه األلف والالم، كما يعمل وفيه

التنوين، فاعرفه.

فصل ]شاهد على نصب المعطوف حمال� على محلالمعطوف عليه المجرور[

قال صاحب الكتاب: وبيت الكتاب ]من الرجز[: - قد كنت داينت بها حسانا� ... مخافة اإلفالس894

والليانا إنما نصب فيه المعطوف محموال� علي محل

المعطوف عليه, ألنه مفعول، كما حمل لبيد الصفةعلى محل الموصوف في قوله ]من الكامل[:

__________ - التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص894 ؛ ولزياد العنبري في192، 191/ 1؛ والكتاب 187

/6؛ وله أو لرؤبة في الدرر 65/ 2شرح التصريح ؛ وشرح شواهد131؛ وشرح شواهد اإليضاح ص190

؛ وبال520/ 3؛ والمقاصد النحوية 869/ 2المغني

Page 313: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

/2؛ وهمع الهوامع 102/ 5نسبة في خزانة األدب 145.

اللغة: داينت بها: أخذتها بدال� من دين لي عنده.الليان: المطل.

المعنى: يقول: إنه قد أخذ قينة بدال� من دين له عندا من إفالسه ومماطلته. حسان خوف�

اإلعراب: "قد": حرف تحقيق. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم

"كان". "داينت": فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "بها": جار ومجرور

متعلقان بـ"داينت". "حسان�ا": مفعول به منصوب. "مخافة": مفعول ألجله منصوب، وهو مضاف.

"اإلفالس": مضاف إليه مجرور. "والليانا": الواو: حرف عطف، و"الليانا": معطوف على "اإلفالس" تبعه محال� على أنه مفعول به لـ"مخافة" منصوب،

واأللف: لإلطالق. وجملة "قد كنت داينت": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "داينت": في محل نصب خبر "كان". والشاهد فيه قوله: "والليانا" حيث عطف "الليان" على "اإلفالس" فتبعه على المحل، وهو مفعول به للمصدر "مخافة". وقيل: "الليان" مفعول به لفعل

محذوف تقديره: "خفت". وقيل: يجوز أن يكونا على "مخافة"، والتقدير: مخافة اإلفالس معطوف� ومخافة الليان، وبحذف المضاف، "مخافة"، أقيمالمضاف إليه "الليان" مقامه، فانتصب انتصابه.

(4/80)

]حتي تهجر في الرواح وهاجه[ ... طلب المعقب حقه(1المظلوم )

أي كما يطلب المعقب المظلوم حقه.* * *

قال الشارح: إذا عطفت على ما خفض بالمصدر، جازلك في المعطوف وجهان:

أحدهما: أن تحمله على اللفظ، فتخفضه، وهو الوجه. واآلخر: أن تحمله على المعنى؛ فإن كان المخفوض

مفعوال� في المعنى، نصبت المعطوف؛ وإن كان فاعال�، رفعته، فتقول: "عجبت من ضرب زيد

Page 314: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا"، فهو بمنزلة قولك: وعمرو"، وإن شئت: و"عمر�ا". وإنما كان الوجه "هذا ضارب زيد وعمرو، وعمر�

الجر لتشاكل اللفظين واتفاق المعنيين، وإذا حملته على المعنى، كان مردود�ا على االول في معناه،

وليس مشاكال� له في لفظه. وإذ حصل اللفظ والمعنى، كان أجود من حصول المعنى وحده، وإذا نصبت؛ قدرت المصدر بالفعل، كأنك قلت: "عجبت

من أن ضرب أو من أن يضرب"، ليتحقق لفظ الفاعلوالمفعول. فأما قوله ]من الرجز[:

قد كنت داينت بها حسانا ... مخافة اإلفالس والليانايحسن بيع األصل والقيانا

الشعر لزياد العنبري، والشاهد فيه نصب "الليان" بالعطف على المعنى، وذلك كأنه قال: "وتخاف

ا على "مخافة"، الليان". ويجوز أن يكون معطوف� والتقدير: مخافة اإلفالس ومخافة الليان، ثم حذف

المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وكذلك "القيان" هو منصوب على معنى األصل, ألن المراد: يحسن أن

يبيع األصل والقيان. والقينة: األمة مغنية كانت أو غير مغنية، يريد أنه داين بها -يعني اإلبل- حسان؛

ألنه مليء ال يماطل مخافة أن يداين غيره ممن ليس بمليء، فيماطل إلفالسه. والليان: مصدر بمعنى

"اللي". ومنه قوله عليه السالم: "لي الغني ظلم" )2.)

والنعت في ذلك كالعطف في جواز العمل على اللفظ والمعنى، تقول فيه: "عجبت من ضرب زيد

الظريف" بالخفض على اللفظ، و"الظريف" بالرفععلى المعنى.

ومنه قول لبيد ]من الكامل[:ه ب حق واح وهاجه ... طلب المعق ر في الر حتى تهج

المظلوما، يقول: حتى تهجر في الرواح، أي: سار يصف عير�

في الهاجرة، وهاجه: يعني__________

.237( تقدم بالرقم 1) ( الحديث بلفظ "مطل الغني ظلم" في صحيح2)

؛ وصحيح الترمذي1564مسلم كتاب المساقاة، رقم ؛ وسنن أبي داود في1308في كتاب البيوع، رقم

؛ وسنن النسائي في كتاب3345كتاب البيوع، رقم .4695، والرقم 4692البيوع بالرقم

Page 315: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/81)

أثاره، أي: العير، و"طلب" منصوب على المصدر بما دل عليه المعنى، أي: طلب الماء طلب�ا مثل طلب المعقب حقه المظلوم، ثم حذف المضاف، وأقام

ب: الممطول بدينه، قيل المضاف إليه مقامه. والمعق له ذلك ألنه يتبع عقب المدين، و"المظلوم": نعت له

على المعنى. ولو خفض، لكان أجود، لو ساعدتالقافية.

] فصل ]عمل المصدر ماضي�ا ومستقبال� قال صاحب الكتاب: ويعمل ماضيا� كان أو مستقبال�.

تقول "أعجبني ضرب زيد�ا أمس"، و"أريد إكرام عمروأخاه غدا�".

* * * قال الشارح: يشير بذلك إلى الفرق بين اسم الفاعل والمصدر في العمل، وذلك ألن اسم الفاعل ال يعمل

إال إذا كان للحال أو االستقبال، نحو قولك: "هذاا الساعة". وال يعمل ضارب زيد�ا غد�ا، ومكرم عمر�

ا إلى ما بعده، نحو: بمعنى المضي، بل يكون مضاف� "هذا ضارب زيد أمس". وسيأتي الكالم عليه

مستوفى. وأما المصدر فإنه يعمل على كل حال،. والعلة في ا، أو مستقبال� سواء كان ماضي�ا، أو حاضر� ذلك أن اسم الفاعل إنما عمل لجريانه على الفعل المضارع في حركاته وسكناته وعدد حروفه على ما

سيوضح؛ فأما إذا كان بمعنى الماضي، فإنه ال مشابهة بينه وبين الفعل الماضي، أال ترى أن

"ضرب" ثالثة أحرف كلها متحركة، و"ضارب" أربعة أحرف، الثاني منها ساكن، فلذلك لم يعمل إذا كان

بمعنى الماضي. وأما المصدر، فإنه لم يكن عمله لما ذكرناه في اسم الفاعل، وإنما كان عمله لما فيه من

حروف الفعل، وتقديره بـ"أن" وما بعده من الفعل، وهذا المعنى موجود في كل األزمنة، فالمقتضى

لعمل المصدر موجود، سواء كان بمعنى الماضي، أو الحال، أو االستقبال، وليس اسم الفاعل كذلك،

فاعرف الفرق بينهما إن شاء الله تعالى.

فصل ]عدم تقدم معمول المصدر عليه[

Page 316: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: وال يتقدم عليه معموله, فال يقال زيدا� ضربك خير له، كما ال يقال زيدا� أن تضرب خير

له.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول: إن المصدر موصول،ا ومعموله من صلته من حيث كان المصدر مقدر�

بـ"أن" والفعل، و"أن" موصولة كـ"الذي"، فلذلك ال يتقدم عليه ما كان من صلته, ألنه من تمامه، بمنزلة

الياء والدال من "زيد"، بخالف اسم الفاعل، فإنه

(4/82)

يجوز تقديم معموله عليه, ألنه ليس موصوال�، ولم يكن مقدرا بـ"أن"، إال أن يكون فيه األلف والالم،

نحو: "الضارب"، فإنه ال يجوز تقديم شيء من معموله عليه؛ ألن األلف والالم موصولة كـ"الذي"،

فعلى هذا ال تقول: "زيدا� ضربك خير له"، فيكون "الضرب" مبتدأ، وهو مضاف إلى الفاعل، و"زيد" مفعول، و"خير له" الخبر. فإذا قدمت "زيد�ا" على المصدر، وهو من صلته إذ كان معموال له، بطلت

المسألة. وتقول: "أعجب زيد�ا ركوب الدابة عمرو" والمراد:� أن ركب الدابة عمرو، فـ"زيد" منصوب أعجب زيدا بـ"أعجب"، فهو خارج من الصلة، و"أن" وما بعدها في موضع مرفوع بأنه فاعل "أعجب"، و"الدابة"،

و"عمرو"، و"ركب" من صلة "أن"، فال يجوز تقديما, ألنه شيء منه على "أن"، وال على المصدر أيض�

مقدر بـ"أن". وكذلك ال يفصل بين المصدر، وما عمل فيه بأجنبي.

والمراد بقولنا: "أجنبي" أن ال يكون للمصدر فيه عمل، فلو قلت: "أعجب ركوب الدابة زيد�ا عمرو"، لم

�" أجنبي من المصدر الذي هو يجز, ألن "زيدا "الركوب"، إذ لم يكن فيه تعلق، وقد فصلت به بين

المصدر، وما عمل فيه، وهو"عمرو".ا اليوم عند جعفر"، وتقول: "أعجبني ضرب زيد عمر�

إن جعلت الظرفين متعلقين بالمصدر، لم يجز أنا بـ"أعجبني"، تقدمهما عليه، وإن جعلت اليوم متعلق�ا بالمصدر، لم يجز ذلك؛ وجعلت ظرف المكان متعلق�

Page 317: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ألنك قد فصلت بين الصلة والموصول بأجنبي منهما. فإن جعلت الظرفين متعلقين بالمصدر، جاز تقديم

أيهما شئت على صاحبه؛ ألئهما جميع�ا من الصلة، وال يجوز تقديمهما على المصدر؛ ألنهما من صلته، فلو

علقتهما جميع�ا بـ"أعجب"، جاز تقديمهما علىا؛ ألنهما ليسا من المصدر المصدر، وعلى الفعل أيض�

في شيء، فاعرف ذلك، وقس عليه ما كان مثله،تصب إن شاء الله تعالى.

(4/83)

اسم الفاعلفصل ]تعريفه[

قال صاحب الكتاب: هو ما يجري على "يفعل" من فعله كضارب، ومكرم، ومنطلق، ومستخرج، ومدحرج,

ويعمل عمل الفعل في التقديم والتأخير واإلظهار�، وهو عمرا� واإلضمار، كقولك زيد ضارب غالمه عمرا

مكرم، وهو ضارب زيد وعمرا�، أي وضارب عمرا�.* * *

قال الشارح: اعلم أن اسم الفاعل الذي يعمل عمل الفعل هو الجاري مجرى الفعل في اللفظ والمعنى؛

أما اللفظ فألنه جار عيه في حركاته وسكناته، ويطرد فيه، وذلك، نحو: "ضارب"، و"مكرم"، و"منطلق"، و"مستخرج"، و"مدحرج"، كله جار على فعله الذي

هو"يضرب"، و"يكرم"، و"ينطلق"، و"يستخرج"، و"يدحرج". فإذا أريد به ما أنت فيه، وهو الحال أو

االستقبال. صار مثله من جهة اللفظ والمعنى، فجرى مجراه، وحمل عليه في العمل، كما حمل فعل

المضارع على االسم في اإلعراب لما بينهما من المشاكلة، فاسم الفاعل إذا أريد به الحال أو

االستقبال، يعمل عمل الفعل إذا كان منون�ا، أو فيه األلف والالم, ألن التنوين مانع من اإلضافة، واأللف

والالم تعاقب اإلضافة، فتقول مع التنوين: "زيدا غد�ا"، فـ"زيد" مبتدأ، و"ضارب" ضارب غالمه عمر�ا" الخبر، و"غالمه" مرتفع به ارتفاع الفعل، و"عمر� منصوب على أنه مفعول؛ ألنه جار مجرى "يضربا". وتقول: "هذا الضارب زيد�ا"، ففي غالمه عمر�

"الضارب" ضمير يرجع إلى مدلول األلف والالم, ألنها

Page 318: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تدل على الذي، ولذلك كانت موصولة.ا، وإذا زال وقد يحذف التنوين من اسم الفاعل تخفيف�

التنوين عاقبته اإلضافة، والمعنى معنى ثبات التنوين، ولذلك ال يكون إال نكرة. قال الله تعالى:

(، فلو لم يرد به التنوين لم1}هدي�ا بالغ الكعبة{ ) يكن صفة لـ"هدي"، وهو نكرة. ومن ذلك قوله تعالى:

ا" وهو نكرة2}هذا عارض ممطرنا{ ) ( وصف "عارض�بقوله: "ممطرنا". ومنه قوله

__________.95( المائدة: 1).24( األحقاف: 2)

(4/84)

ماوات واألرض إال آتي تعالى: }إن كل من في السحمن عبد�ا{ ) (.2( و }كل نفس ذائقة الموت{ )1الر

وإنما قلنا: إن التنوين مراد, ألنه لو لم يكن مراد�ا؛ لكان معرفة، ولو كان معرفة؛ لكنت قد أخبرت عن

النكرة بالمعرفة، وذلك قلب القاعدة، فالتقدير: "إال آت الرحمن عبدا�"، و"كل نفس ذائقة الموت".

ا، ولو لم والتنوين هو األصل، واإلضافة دخلت تخفيف� يكن التنوين هو األصل، لما جاز دخول التنوين؛ ألنه

ثقيل. ومما يدل على إرادة التنوين وأنفصاله مما أضيف

إليه، أنك قد تجمع بين اإلضافة واأللف والالم، فتقول: "هذا الضارب الرجل والضاربا زيد"، وال

تقول: "الغالم الرجل" وال "الغالما زيد".ا، وهو األصل، كانت وإذ كان التنوين مراد�ا حكم� اإلضافة منفصلة، وكان المخفوض منصوب�ا في

الحكم, ألنه مفعول، وذلك أن اسم الفاعل ال يضاف إال إلى المفعول، وال يضاف إلى الفاعل كالمصدر، فال تقول: "هذا ضارب زيد"، و"الضارب" هو"زيد",

ألن االسم ال يضاف إلى نفسه. وقوله: "يعمل عمل الفعل في التقديم والتأخير واإلظهار واإلضمار" إشارة إلى قوة عمل اسم الفاعل لقوة مشابهته للفعل من الجهات التي

ا: "هذا ضارب زيد�ا"، ذكرناها. فمثال إعماله مقدم� فـ"هذا" مبتدأ، و"ضارب" الخبر، و"زيد" منصوب

Page 319: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا: "هو بـ"ضارب"، وقد تقدم الكالم عليه. ومثاله مؤخر�ا، فقد فسره بقوله: ا مكرم "؛ فأما إعماله مضمر� عمر�

ا" بمعنى أنك إذا عطفته على "هو ضارب زيد وعمر� المخفوض، كان بتقدير ناصب، فبعضهم يقدره فعال�،

ا, ألن اسم الفاعل في معنى أي: ويضرب عمر� الفعل، وبعضهم يقدره اسم فاعل منون�ا، يكون

الظاهر دليال� عليه. والحق أن انتصاب المعطوف على معنى األول، ألنه مفعول والتنوين مراد، فهو كقول

الشاعر في المصدر ]من الرجز[:(3مخافة اإلفالس والليانا )

وإذا كان في اللفظ ما ينصبه؛ لم تحتج إلى تقديرمحذوف، ولذلك مثله سيبويه بقوله ]من البسيط[:

- جئني بمثل بني بدر لقومهم ... أو مثل أسرة895منظور بن سيار

__________.93( مريم: 1).57، والعنكبوت: 185( آل عمران: 2).894( تقدم بالرقم 3)

؛237 - التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 895 ؛66/ 1، وشرح أبيات سيبويه170، 94/ 1والكتاب

.78/ 2؛ وبال نسبة في المحتسب153/ 4والمقتضب

(4/85)

(: ألن "جئني" في معنى "هات"؛ فحمل1قال ) النصب على معناه. والنصب في األول أقوى, ألن

اسم الفاعل أصله التنوين والنصب، و"جئني" أصله الجر؛ ألنه ال يتعدى إال بالباء، وقد تقدم الكالم عليه.

ا في نحو قولك: "أزيد�ا وينبغي أن يكون إعماله مضمر� أنت ضاربه" لما اشتغل اسم الفاعل عن مفعوله

الذي هو"زيد" بضميره، لم يعمل فيه، وكان العاملا دل عليه الظاهر، كأنك قلت: "أضارب زيد�ا أنت مقدر�

ا أنت مكرم أخاه"، والتقدير: ضاربه". ومثله "أعمر�ا أنت مكرم أخاه". "أمكرم عمر�

فإن قيل: الهاء في "زيد�ا أنت ضاربه" في موضع خفض، فكيف تنصب ما ضميره مجرور، قيل: لما كان

هذا الضمير المجرور في حكم المنصوب من حيث كان التنوين مراد�ا، و"ضارب" في معنى الفعل، صار

Page 320: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كقولك: "أزيد�ا مررت به"، الضمير مجرور، وهو فيالحكم منصوب.

]إعمال مبالغة اسم الفاعل[ (: وأجروا اسم2قال صاحب الكتاب: قال سيبويه )

الفاعل إذا أرادوا أن يبالغوا في األمر مجراه, إذا كان على بناء "فاعل"، يريد نحو: شراب وضروب ومنحار

وأنشد للقالخ ]من الطويل[:� إليها جاللها ... ]وليس بوالج896 - أخا الحرب لباسا

الخوالف أعقال[__________

= اللغة: بنو بدر: هم بيت فزارة وعدهم، وكذلكا، وهم أخوال منظور بن زبان بن سيار من فزارة أيض�

جرير. المعنى: هل في قومك مثل بني بدر، أو مثل أهل

منظور بن زبان بن سيار؟! فإن كان في قومكيماثلهم، تقدر على هجائي والوقوف أمامي.

اإلعراب: "جئني": فعل أمر مبني على السكون، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل في محل نصب

مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره )أنت(."بمثل": جار ومجرور متعلقان بـ"جئني".

"بني": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم. "بدر": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

"لقومهم": "لقوم": جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة، بتقدير )جئني بمثلهم كافين(، و"هم": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "أو": حرف عطف. "مثل": مفعول به منصوب بالفتحة لفعل

محذوف تقديره )هات(. "أسرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "منظور": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

"ابن": صفة )منظور( أو )بدل منه( مجرورةبالكسرة. "سيار": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "جئني": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "هات مثل" )المقدرة( معطوفة عليها ال محل

لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "جئني بمثل .. أو مثل" حيث

عطف االسم المنصوب )مثل( على االسم المجرورا، وفي الحقيقة هو عطف جمل. )بمثل( ظاهر�

.170/ 1( أي: سيبويه؛ وانظر: الكتاب 1).110/ 1( الكتاب 2)

Page 321: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

- التخريج: البيت للقالخ بن حزن في خزانة896؛ وشرح أبيات =270/ 5؛ والدرر 157/ 8األدب

(4/86)

وألبي طالب ]من الطويل[: - ضروب بنصل السيف سوق سمانها ... ]إذا897

عدموا زاد�ا فإنك عاقر[__________ ؛ والكتاب68/ 2؛ وشرح التصريح 363/ 1= سيبويه

)ثعل(؛ والمقاصد83/ 11؛ ولسان العرب111/ 1 /1؛ وبال نسبة في أمالي ابن الحاجب 535/ 3النحوية

؛113/ 2؛ والمقتضب 220/ 3؛ وأوضح المسالك 319.96/ 2وهمع الهوامع

اللغة: أخو الحرب: خائض غمارها. اللباس: كثير اللبس. الجالل: هو ما يوضع على ظهر الدابة، وهنا

بمعنى الدرع. والج: كثير الولوج، أي الدخول. الخوالف: جمع الخالفة، وهي عماد البيت، أو البيت

ا، أو النساء. األعقل: الكثير الخوف. مجاز� المعنى: أنه رجل حرب، ويلبس لبوسها، ويخوض

غمارها، وليس بضعيف أو جبان يختبىء في البيوتبين النساء تالفي�ا لمقارعة األبطال.

اإلعراب: "أخا": حال من الياء في "إنني" في البيت السابق، منصوبة باأللف ألنه من األسماء الستة، وهوا": حال مضاف. "الحرب": مضاف إليه مجرور. "لباس�

ثانية منصوبة. "إليها": جار ومجرور متعلقان بـ "لباس". "جاللها": مفعول به منصوب، وهو مضاف،

و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "وليس": الواو: حرف عطف، و"ليس": فعل ماض

ا تقديره: هو، ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جواز� "بوالج": الباء: حرف جر زائد، و "والج": اسم مجرور

لفظا منصوب محال على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف. "الخوالف": مضاف إليه مجرور. "أعقال": خبر ثان لـ

"ليس" منصوب. وجملة "ليس بوالج الخوالف": معطوفة على جملة

سابقة.ا إليها جاللها" حيث أعمل والشاهد فيه قوله: "لباس�

ا" عمل الفعل، فنصب بها صيغة المبالغة "لباس�

Page 322: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المفعول به "جاللها". - التخريج: البيت ألبي طالب بن عبد المطلب897

؛157، 147، 146/ 8، 245، 242/ 4في خزانة األدب ؛ وشرح70/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 271/ 5والدرر

؛ والمقاصد النحوية111/ 1؛ والكتاب 68/ 2التصريح ؛221/ 3؛ وبال نسبة في أوضح المسالك 539/ 3

؛ وشرح قطر الندى ص342/ 2وشرح األشموني .97/ 2؛ وهمع الهوامع 114/ 2؛ والمقتضب 275

اللغة: ضروب: كثير الضرب. نصل السيف: حديدته. السوق: جمع ساق. سمان: جمع سمين. عدموا:

فقدوا.المعنى: إنه كريم ينحر لألضياف سمين النوق.

اإلعراب: "ضروب": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. "بنصل": جار ومجرور متعلقان بـ "ضروب"، وهو مضاف. "السيف": مضاف إليه مجرور. "سوق":

مفعول به لصيغة المبالغة "ضروب"، وهو مضاف. "سمانها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها":

ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "عدموا": فعل ماض، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع

فاعل. "زاد�ا": مفعول به منصوب. "فإنك": الفاء: رابطة لجواب الشرط، و"إن": حرف مشبه بالفعل،

والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم"إن". "عاقر": خبر "إن" مرفوع.

وجملة " ... ضروب": ال محل لها من اإلعراب ألنهاابتدائية، أو استئنافية. وجملة "عدموا ... ": =

(4/87)

وحكي عن بعض العرب إنه لمنحار بوائكها وأماالعسل فأنا شراب وأنشد ]من الطويل[:

- ]بكيت أخا الألواء يحمد يومه[ ... كريم رؤوس898الدارعين ضروب

وجوز: هذا ضروب رؤوس الرجال وسوق اإلبل.* * *

قال الشارح: قد ذكرنا أن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو االستقبال، إنما أعمل عمل الفعل المضارع، لجريانه عليه في حركاته وسكناته وعدد حروفه. وقد

Page 323: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أجروا ضرب�ا من أسماء الفاعلين مما فيه معنى المبالغة مجرى الفعل الذي فيه معنى المبالغة في العمل، وإن لم يكن جاري�ا عليه في اللفظ، فقالوا: "زيد ضراب عبيده، وقتال أعداءه"، كما قالوا: "زيد

يضرب عبيده، ويقتل أعداءه"، إذا كثر ذلك منه، وكان "ضراب"، و"قتال" بمنزلة "ضارب"، و"قاتل"، كما كان "يضرب"، و"يقتل" بالتشديد بمنزلة "يضرب"،

و"يقتل" من غير تشديد؛ ألنه يريد به ما أرادا بزيادة بـ"فاعل" من إيقاع الفعل، إال أن فيه إخبار�

مبالغة، وتلك األسماء "فعول"، و"فعال"، و"مفعال"، و"فعل"، و"فعيل". فجميع هذه األسماء تعمل عمل

"فاعل"، وحكمها في العمل حكم، "فاعل" من التقديم والتأخير واإلظهار واإلضمار، فتقول: "هذا

ضروب زيد�ا"، كما تقول:"هذا ضارب زيد�ا"،__________

= في محل جر باإلضافة. وجملة "إنك عاقر": ال محل لها من اإلعراب ألنها جراب شرط غير جازم. وجملة "إذا عدموا زاد�ا فإنك عاقر" الشرطية: استئنافية ال

محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "ضروب بنصل السيف سوق سمانها" حيث عملت صيغة المبالغة، وهي قوله:

"ضروب" عمل الفعل، فرفعت الفاعل، وهو الضميرالمستتر فيها، ونصبت المفعول، وهو قوله: "سوق".

- التخريج: البيت بال نسبة في شرح أبيات898 ؛679؛ وشرح عمدة الحافظ ص 412/ 1سيبويه .111/ 1والكتاب

اللغة: الألواء: الشدة. الدارعين: البسي الدروع.ا يدخر ليوم الشدة، المعنى: الشاعر يرثي رجال� عظيم� كريم، محمودة أفعاله، قوي، ماهر باستعمال السيف

والسالح، تهابه األعداء. اإلعراب: "بكيت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل. "أخا": مفعول به منصوب، وعالمة نصبه األلف ألنه من األسماء الستة.

"الألواء": مضاف إليه مجرور. "يحمد": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. "يومه": نائب فاعل

مرفوع، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "كريم": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو. "رؤوس": مفعول به منصوب مقدم لصيغة المبالغة

Page 324: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"ضروب". "الدارعين": مضاف إليه مجرور بالياء ألنهجمع مذكر سالم. "ضروب": خبر ثان مرفوع.

وجملة "بكيت أخا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "يحمد يومه": في محل نصب صفة. وجملة

"هو ضروب": في محل نصب صفة. والشاهد فيه قوله: "رؤوس الدارعين ضروب" حيث أعمل صيغة مبالغة اسم الفاعل "ضروب"، فنصبت

مفعوال� "رؤوس" مع تقدمه عليها.

(4/88)

ا، ومنحاز إبله، وحذر عدوه، ورحيم و"ضراب عمر� أباه". والتقديم في ذلك كله واإلضمار جائز، كما كان

ا"، وإن في "فاعل". وتقول: "هو ضروب زيد وعمر� شئت "وعمرو"، كما فعلت في "ضارب"، وتقول:

"أزيد�ا أنت ضروبه"، كما تقول: "أزيد�ا أنت ضاربه"،فأما قوله ]من الطويل[:

ا إليها جاللها ... وليس بوالج الخوالف أخا الحرب لباس�أعقال

فإن البيت للقالخ بن حزن التميمي، والشاهد فيه نصب "الجالل" بـ"لباس". و"لباس": تكثير "البس". يصف رجال� بالشجاعة، والمراد بالجالل الدروع، وما. والوالج: الكثير الولوج، يلبس للحرب، جعلها جالال� وأراد بالخوالف البيوت، وهو جمع خالفة، وأصلها

الشقة تكون في أسفل البيت. واألعقل: الذييضطرب رجاله من الفزع.

قال سيبويه: وسمعنا من يقول: "أما العسل فأنا شراب" فنصب العسل بـ"شراب" كما تقول: "أما

العسل فأنا شارب" فهو شاهد على اإلعمال، وجوازالتقديم. وأما قوله ]من الطويل[:

ضروب بنصل السيف سوق سمانها ... إذا عدموا زاد�افإنك عاقر

البيت ألبي طالب بن عبد المطلب، والشاهد فيه إعمال "فعول" كإعمال "فاعل"، فنصب "سوق

سمانها" بـ"ضروب" كما تنصبه بـ"ضارب"، يرثي أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله، ويصفه بالكرم، والمراد أنه يعقر اإلبل السمان لألضياف عند عدم الزاد وشدة

السنة. ومثله قول اآلخر ]من الطويل[:

Page 325: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بكيت أخا الألواء يحمد يومه ... كريم رؤوس الدارعينضروب

البيت ألبي طالب، والشاهد فيه إعمال "فعول" كـ"فاعل"، وفيه داللة على جواز تقديم معموله عليه, ألن المراد: ضروب رؤوس الدارعين، ثم قدم. وحكى

سيبويه عن العرب: "إنه لمنحار بوائكها"، نصب "البوائك" بـ"منحار"، وهذا نص على إعمال "مفعال".

والبوائك: جمع بائكة، وهي السمينة الفتية. قال الكسائي: باكت الناقة تبوك إذا سمنت. وقد أنشد

سيبويه في إعمال "فعل" ]من الكامل[:ا ال تضير وآمن ... ما ليس منجيه من899 - حذر أمور�

األقدار__________

- التخريج: البيت ألبان الالحقي في خزانة األدب899 ؛ وألبي يحيي الالحقي في المقاصد النحوية169/ 8 ؛ وشرح157/ 8؛ وبال نسبة في خزانة األدب 543/ 3

؛342/ 2؛ وشرح األشموني 409/ 1أبيات سيبويه )حذر(؛176/ 4؛ ولسان العرب 113/ 1والكتاب

.116/ 2والمقتضب اللغة: ال تضير: أي ال تضر.

المعنى: يصف الشاعر إنسان�ا جاهال� بقوله: إنه يحذرما ال ينبغي الحذر منه، ويأمن ما ال ينبغي أن يؤمن. =

(4/89)

نصب "األمور" بـ"حذر"، ألنه تكثير "حاذر" يعمل عمل الفعل؛ ألنه في معناه، وإنما غير عن بنائه للتكثير،

ومنه قول ابن أحمر ]من الكامل[: - أو مسحل شنج عضادة سمحج ... بسراته ندب900

لها وكلوم الشاهد فيه نصب عضادة بـ "شنج"، وهو تكثير

"شانج". وشانج: في معنى مالزم، وفعله: "شنجته" كـ"لزمته". وأنشد في إعمال "فعيل" لساعدة بن

جؤية ]من البسيط[: - حتى شآها كليل مؤهن�ا عمل ... باتت طراب�ا901

وبات الليل لم ينم__________

= اإلعراب: "حذر": خبر لمبتدأ محذوف تقديره:

Page 326: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا": مفعول به. "ال": نافية. "تضير": فعل "هو". "أمور� مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وآمن": الواو حرف عطف، "آمن": معطوف

على "حذر" مرفوع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"آمن". "ليس": فعل ماض ناقص،

واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "منجيه": خبر "ليس" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء

ضمير في محل جر باإلضافة. "من األقدار": جارومجرور متعلقان بـ"منجيه".

وجملة "هو حذر": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.ا". وجملة "ال تضير": في محل نصب نعت "أمور�

وجملة "ليس منجيه": صلة الموصول ال محل لها مناإلعراب.

ا" حيث عملت صيغة والشاهد فيه قوله: "حذر أمور� المبالغة "حذر" عمل فعلها، فنصبت مفعوال� به

ا". "أمور� - التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص900 /1؛ وشرح أبيات سيبويه 169/ 8؛ وخزانة األدب 125 )عمل(؛475/ 11 )عضد(، 293/ 3؛ ولسان العرب 24

؛ ولعمرو بن أحمر في513/ 3والمقاصد النحوية ؛ وليس في ديوانه.112/ 1الكتاب

اللغة: المسحل: الحمار الوحشي. الشنج: المالزم. العضاضة: الجنب. السمحج: أتان الوحش. السراة:أعلى الظهر. الندب: آثار الجروح. الكلوم: الجروح.

المعنى: يصف الشاعر ناقته التي شبهها بحمار الوحش المالزم ألتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث

ا. ا وكلوم� فيه خدوش� اإلعراب: "أو": حرف عطف. "مسحل": معطوف على

"مسدم" في البيت السابق مرفوع. "شنج": نعت "مسحل" مرفوع. "عضادة": مفعول به لـ"شنج"

منصوب، وهو مضاف. "سمحج": مضاف إليه مجرور. "بسراته": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم،

وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر باالضافة. "ندب": مبتدأ مؤخر مرفوع. "لها": جار ومجرور

متعلقان بمحذوف نعت لـ"ندب". "وكلوم": الواو:حرف عطف، و"كلوم": معطوف على "ندب" مرفوع.

وجملة "بسراته ندب ... ": في محل رفع نعت"مسحل".

والشاهد فيه قوله: "شنج عضادة سمحج" حيث عملت

Page 327: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

صيغة المبالغة "شنج" عمل اسم الفاعل، فرفعت فاعال� هو الضمير المستتر، ونصبت مفعوال� به

"عضادة". - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في901

؛ وشرح أشعار164، 158، 155/ 8خزانة األدب ؛ ولسان العرب114/ 1؛ والكتاب 1129/ 3الهذليين

)شأي(؛ والمصنف418/ 14 )عمل(، 477، 475/ 11 )أنق(؛ وبال10/ 10؛ وللهذلي في لسان العرب 76/ 3

.128/ 1؛ والمقرب 115/ 2نسبة في المقتضب

(4/90)

والشاهد فيه نصب الـ"موهن" بـ"كليل", ألنه بمعنى"مكل"، أو "كال"، وإنما غيره للتكثير والمبالغة.

وخالف سيبويه أكثر النحويين في بناءين من هذه المثل الخمسة، وهما "فعل" و"فعيل". قالوا: ألن"، بناءان موضوعان للذات والهيئة " و"فعيال� "فعال�

التي يكون اإلنسان عليها، ال ألن يجريا مجرى الفعل، فهما كقولك: "رجل كريم وظريف"، و"رجل عجل

ولقن"، إذا كان ذلك كالطبيعة، وحملوا ما احتج به من األبيات على غير ما ذكره. فأما البيت األول فقالوا: لم يصح عن العرب، وروي عن المازني أن الالحقي

قال: سألنى سيبويه عن شاهد في تعدي "فعل"،ا أن البيت البن فعملت له هذا البيت. ويروى أيض�

ع. وأما البيت الثاني. المقفأو مسحل شنج عضادة سمحج

فهو للبيد، فقالوا: انتصاب "عضادة سمحج" على الظرف ال على المفعول، ومعنى "عضادة سمحج": قوائمها، وشنج: الزم. ومسحل: هو العير. وسمحج:

األتان، كأنه قال: أو عير الزم يمنة أتان، أو يسرة أتان، فيكون المراد بالعضادة الناحية. وأما البيت

الثالث وهو:حتى شآها كليل موهن�ا عمل

__________ = اللغة: شآها: دفعها وساقها. الكليل: الضعيف

المتعب. الموهن: منتصف الليل. طراب�ا: جمع طربةوهي المشتاقة.

ا، المعنى: إن السحاب يمشي تعب�ا يدفعه الريح طور�

Page 328: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، والمطر يهطل لم يتوقف طيلة ويزجره البرق طور�الليل.

اإلعراب: "حتى": حرف غاية وجر. "شآها": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على األلف للتعذر،

و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من "أن" المضمرة والفعل بعدها

في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "كليل": فاعل مرفوع بالضمة

الظاهرة. "موهن�ا": مفعول فيه ظرف زمان متعلق باسم الفاعل "كليل". "عمل": صفة مرفوعة بالضمة

الظاهرة. "باتت": فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة، والتاء: للتأنيث، واسمها ضمير

ا تقديره: هي. "طراب�ا": خبرها منصوب مستتر جواز� بالفتحة الظاهرة. "وبات": الواو: عاطفة، "بات":

فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة، واسمها ضمير مستتر تقديره: هو. "الليل": مفعول

فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "ينم". "لم ينم": "لم": حرف نفي وقلب وجزم،

"ينم": فعل مضارع مجزوم، وحرك بالكسر لضرورةا تقديره: هو. الشعر، والفاعل ضمير مستتر جواز�

جملة "باتت طراب�ا": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "بات الليل لم ينم": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "لم ينم": في محل

نصب خبر "بات". والشاهد فيه قوله: "كليل موهن�ا" حيث عمل "كليل"

في قوله "موهن�ا"، إذ "كليل" مبالغة "كال"، وإذا حول"فاعل" إلى "فعيل" فإنه يعمل.

(4/91)

فقالوا: هو البرق الضعيف، ومنه قولهم: "رجل"، فهو فعل غير كليل"، إذا كان معيي�ا، من "كل يكل

ا"، والموهن: متعد، أال ترى أنه ال يقال: "كل زيد عمر� الساعة من الليل، فهو ال ينتصب في غير الظرف،وإذا كان انتصابه على الظرف؛ لم يكن فيه حجة. والصحيح ما ذهب إليه سيبويه، وهو القياس, ألن

صفات المبالغة إذا كانت معدولة؛ جاز أن تتعدى. فمن ذلك "فعول"، و"مفعال"، و"فعال"، فهكذا سبيل

Page 329: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

، كقولك: "رحيم" من "راحم"، "فعيل" إذا كان معدوال�ا"، كما و"عليم" من "عالم"، فيجوز: "زيد رحيم عمر�

ا"؛ ألنه معدول عنه، هذا مع تقول: "راحم عمر�السماع؛ فأما قولهم عن البيت األول، وهو:

ا ... إلخ حذر أمور� فإن سيبويه رواه عن بعض العرب وهو ثقة، ال سبيل إلى رد ما رواه. وأما البيت الثاني فإن ما ذهب إليه

سيبويه هو الظاهر، وما ذكروه تأويل، وذلك أنا" في المعنى الزم، والمراد بـ"العضادة" "شنج�

ا، فالمراد أنه الزم عضادة القوائم، وليست ظرف�ا به في ح� سمحج، وقد جاء عنهم هذا المعنى مصر

قول اآلخر ]من الرجز[: - قالت سليمى لست بالحادي المدل ... مالك ال902

تلزم أعضاد اإلبل__________

- التخريج: الرجز لحيان بن جزء في أساس902البالغة )عضد(.

اللغة والمعنى: الحادي: راعي اإلبل الذي يشدو لها لتسير. المدل: المرشد، الذي يعرف الطريق جيد�ا.

أعضاد اإلبل: قوائمها. عيرته سليمى بأنه ليس راعيا جيد�ا، وتساءلت لم ال

يترك اإلبل تسير على هواها؟! اإلعراب: "قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "سليمى": فاعل مرفوع بضمة

مقدرة على األلف للتعذر. "لست": فعل ماض ناقص مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك،

والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليست". "بالحادي": الباء: حرف جز زائد،

و"الحادي": اسم مجرور لفظ�ا، منصوب محال� على أنه خبر "ليس". "المدل": نعت الحادي منصوب بالفتحة

)على المحل( وأو مجرور بالكسرة )على اللفظ(، وسكن لضرورة الشعر. "ما": اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. "لك": جار ومجرور متعلقان

بخبر محذوف. "ال": حرف نفي. "تلزم": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقدير:

أنت. "أعضاد": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "اإلبل": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن

لضرورة الشعر. وجملة "قالت سليمى": ابتدائية ال محل لها من

Page 330: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب. وجملة "لست بالحادي": في محل نصب مفعول به )مقول القول(. وجملة "مالك": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "ال تلزم": في محل

نصب حال من الضمير "لك". والشاهد فيه قوله: "أعضاد اإلبل" حيث نصبها

بالفعل "تلزم"، وبالتالي فـ"شنج" )في قول ابنأحمر المتقدم( ينصب "عضادة سمحج" كذلك.

(4/92)

فـ"أعضاد" هنا بمعنى "عضادة سمحج"، وقد نصبها بـ "تلزم". و"شنج" في معنى ذلك على أنه قد جاء لزيد

الخيل ]من الوافر[: - أتاني أنهم مزقون عرضي ... جحاش الكرملين903

لها فديد قال: "مزقون عرضي" كما ترى، فأجراه مجرى

"ممزقين"، وهذا ال يحتمل غير هذا التأويل، وعليه معنى الشعر، ألنه وصف المسحل، وهو عير الوحش، بالنشاط والهياج، وشبه ناقته به في هذا الحال، ولو

كان المعنى على التفسير اآلخر، لقصر في وصفناقته.

"، وإنما " بمعنى "مكل وأما البيت الثالث، فإن "كليال� غير عنه للتكثير، و"فعيل" بمعنى "مفعل" كثير. قالوا: "عذاب أليم" بمعنى مؤلم، و"داع سميع"

بمعنى مسمع. قال عمرو بن معديكرب ]من الوافر[.قنى904 ميع ... ]يؤر - أمن ريحانة الداعي الس

وأصحابي هجوع[__________

؛176 - التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص 903 ؛ وشرح272/ 5؛ والدرر 169/ 8وخزانة األدب

؛680؛ وشرح عمدة الحافظ ص68/ 2التصريح ؛ وبال نسبة في أوضح545/ 3والمقاصد النحوية

؛275؛ وشرح قطر الندى ص224/ 3المسالك .128/ 1والمقرب

شرح المفردات: أتاني: بلغني. مزقون: ج المزق، وهو صيغة مبالغة من مزق، تعني: كثير الهتك.

العرض: موضع المدح والذم. جحاش: ج جحش، وهو صغير الحمار. الكرملين: اسم ماء في جبل طيىء.

Page 331: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فديد: صوت الماشية. المعنى: يقول: بلغني أن هؤالء الناس قد هتكوا عرضي، فلم أهتم ألقوالهم ألنهم بمثابة أصوات

الجحاش التي ترد ماء الكرملين للشرب. اإلعراب: "أتاني": فعل ماض مبني على الفتح

المقدر على األلف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به. "أنهم": "أن": حرف

مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "أن". "مزقون": خبر "أن" مرفوع بالواو النه جمع مذكر سالم. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها

في محل رفع فاعل لـ"أتاني" "عرضي": مفعول به السم المبالغة "مزقون"، وهو مضاف، والياء: ضمير

في محل جر باإلضافة. "جحاش": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الكرملين": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه

جمع مذكر سالم. "لها": جار ومجرور متعلقانبمحذوف خبر مقدم. "فديد": مبتدأ مرفوع.

وجملة "أتاني أنهم ... " الفعلية: ال محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائية. وجملة "جحاش ... " االسمية: ال محل لها من اإلعراب ألنها استئنافية. وجملة "لها

فديد" االسمية: في محل نصب حال، أو في محلرفع خبر المبتدأ.

والشاهد فيه قوله: "مزقون عرضي" حيث أعمل جمع صيغة المبالغة، فنصب به المفعول به، وهو

قوله: "عرضى". - التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه904

؛4/ 10؛ واألغاني 172؛ واألصمعيات ص140ص /11، 187، 182، 181، 179، 178/ 8وخزانة األدب

/1؛ والشعر والشعراء 40؛ وسمط الآللي ص119 )سمع(؛ وبال نسبة في164/ 8؛ ولسان العرب 379

)أنق(.=10/ 10لسان العرب

(4/93)

أي؛ المسمع، والمراد أنه يصف وحشيا، وأنها نظرت إلى برق مستمطر دال إلى الغيث يكل الموهن بدويه وتوالي لمعانه، كما يقال: "أتعبت ليلتك"، أي: سرتا متعب�ا، والموهن: وقت من الليل، فشآها فيها سير� ذلك البرق، أي: شاقها، وأزعجها، فباتت طربة إليه

Page 332: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منقلبة� نحوه، وهذا واضح.

فصل ]عمل اسم الفاعل المثنى والمجموع[ قال صاحب الكتاب: وما ثني من ذلك وجمع مصححا� أو مكسرا� يعمل عمل المفرد, كقولك: هما ضاربان

�، وهم ضاربون عمرا�، وهم قطان مكة، وهن زيداحواج بيت الله، و ]من الكامل[:

- ]ممن حملن به وهن[ عواقد ... حبك النطاق905]فشب غير مهبل[

__________ = اللغة والمعنى: "ريحانة": اسم محبوبته، أو اسم

موضع. يؤرقني: يجعل النوم بعيد�ا عن عيني.الهجوع: النائمون.

هل يناديني مناد من ريحانة، إنه مسموع عندي، وقدأبعد عني النوم، بينما يغط أصحابي في نومهم.

اإلعراب: "أمن ريحانة": الهمزة: حرف استفهام. "من ريحانة": جار ومجرور بالفتحة ألنه ممنوع من

الصرف، متعلقان بـ"يؤرقني". "الداعي": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء. "السميع": نعت

"الداعي" مرفوع بالضمة. "يؤرقني": فعل مضارعا تقديره: مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر جواز� هو، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في

محل نصب مفعول به. "وأصحابي": الواو: حالية، "أصحاب": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء

المتكلم، والياء: ضمير متصل مبني في محل جرمضاف إليه. "هجوع": خبر مرفوع بالضمة.

وجملة "الداعي ... ": ابتدائية ال محل لها مناإلعراب. وجملة "يؤرقني": في محل رفع خبر.وجملة "أصحابي هجوع": في محل نصب حال.والشاهد فيه قوله: "السميع" بمعنى المسمع.

- التخريج: البيت ألبي كبير الهذلي في خزانة905؛ وشرح أشعار الهذليين ص194، 193، 192/ 8األدب ؛85؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1072

؛ والشعر963/ 2، 227/ 1وشرح شواهد المغني ؛ ولسان العرب109/ 1؛ والكتاب 675/ 2والشعراء

؛ وبال558/ 3 )هبل(؛ والمقاصد النحوية 688/ 11 ؛ وشرح األشموني356نسبة في رصف المباني ص

.686/ 3؛ ومغني اللبيب 343/ 2 اللغة: حملن: الضمير يعود إلى النساء وإن لم يجر

Page 333: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لهن ذكر. الحبك: الطرائق. النطاق: اإلزار، ما تشد: قوي وترعرع. المهبل: المرأة به وسطها. شب

المدعو عليه بالهبل وهو الثكل، وقيل: هو المعتوهالذي ال يتماسك.

المعنى: إن هذا الفتى من الفتيان الذين حملت أمهاتهم بهم وهن غير مستعدات للفراش، فنشا

محمود�ا مرضيا.=

(4/94)

وقال العجاج ]من الرجز[: - أوالفا� مكة من ورق الحمي906

وقال طرفة ]من الرمل[: - ثم زادوا أنهم في قومهم ... غفر ذنبهم غير907فخر

__________ = اإلعراب: "ممن": "من": حرف جر، "من": اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "حملن": فعل ماض مبني على السكون

التصاله بنون النسوة، والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل

"حملن". "وهن": الواو. حالية "هن": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. "عواقد": خبر

مرفوع بالضمة الظاهرة. "حبك": مفعول به السم الفاعل "عواقد" منصوب بالفتحة. "النطاق": مضاف

إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "فشب": الفاء: عاطفة، "شب": فعل ماض مبني على الفتحة

الظاهرة، والفاعل: هو. "غير": حال منصوبة بالفتحة."مهبل": مفاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. جملة "حملن": صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب. وجملة "شب": معطوفة على الجملة السابقة ال محل لها من اإلعراب. وجملة "هن

عواقد": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "عواقد" حيث عملت عمل

مفردها "عاقدة" فنصبت االسم بعدها. ؛453/ 1 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 906

؛ ولسان العرب110، 26/ 1؛ والكتاب 49/ 3والدرر

Page 334: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛51 )مني(؛ وما ينصرف وما ال ينصرف ص 293/ 15 /4، 554/ 3؛ والمقاصد النحوية 78/ 1والمحتسب

؛294/ 1؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 285 /6؛ والدرر 135/ 3؛ والخصائص 519/ 2واإلنصاف

؛ وسر صناعة اإلعراب178؛ ورصف المباني ص 244 ؛ وشرح األشموني189/ 2؛ وشرح التصريح 721/ 2 .157/ 2، 181/ 1؛ وهمع الهوامع 476، 343/ 2

وقبله:والقاطنات البيت غير الريم

ا: أي التي تألف المكان وترضى العيش اللغة: أوالف� فيه. الورق: جمع الورقاء، وهي الحمامة البيضاء.

الحمي: الحمام.ا": حال من "القاطنات" في البيت اإلعراب: "أوالف�

ا" السابق، منصوبة. "مكة": مفعول به لـ"أوالف� منصوب. "من ورق": جار ومجرور متعلقان بمحذوف

ا". "الحمي": مضاف إليه مجرور. نعت "أوالف�ا مكة" حيث عمل جمع والشاهد فيه قوله: "أوالف�ا" عمل اسم الفاعل المفرد، اسم الفاعل "أوالف�

فنصب مفعوال� به "مكة". - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص907 ؛ وشرح274/ 5؛ والدرر 188/ 8؛ وخزانة األدب 55

؛ وشرح69/ 2؛ وشرح التصريح 68/ 1أبيات سيبويه ؛ والمقاصد113/ 1؛ والكتاب 682عمدة الحافظ ص

؛ وبال نسبة10؛ ونوادر أبي زيد ص 548/ 3النحوية /2؛ وشرح األشموني 357في أمالي ابن الحاجب ص

/2؛ وهمع الهوامع 426؛ وشرح ابن عقيل ص 34397=.

(4/95)

وقال الكميت ]من البسيط[: - شم مهاوين أبدان الجزور مخا ... ميص908

العشيات ال خور وال قزم* * *

__________ = اللغة: الغفر: جمع الغفور، وهو الذي يتغاض عن

الذنب، ويعفو عنه. الفخر: جمع الفخور، وهو المعتدبنفسه، المتباهي.

Page 335: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المعنى: إنهم فضال� عن قوتهم وقدرتهم يغفرون ذنوب المسيئين دون أن يتملكهم الغرور، ويعصف

بهم التكبر. اإلعراب: "ثم": حرف عطف. "زادوا": فعل ماض، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل،

واأللف: فارقة. "أنهم": حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". "في قومهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من

اسم "أن"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "كفر": خبر "أن" مرفوع.

"ذنبهم": مفعول به لـ "غفر" منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة." ومعموليها في محل جر والمصدر المؤول من "أن بحرف جر مقدر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل

"زادوا". "غير": خبر ثان لـ "أن" مرفوع، وهو مضاف. "فخر": مضاف إليه مجرور، وسكن للضرورة

الشعرية.وجملة "زادوا": معطوفة على جملة سابقة.

والشاهد فيه قوله: "غفر ذنبهم" حيث عمل جمع التكسير "غفر" عمل مفرده "غفور" الذي يعمل عمل

فعله، فنصب المفعول "ذنب". /2 - التخريج: البيت للكميت بن زيد في ديوانه 908 /13؛ ولسان العرب 158، 150/ 8؛ وخزانة األدب 104 )هون(؛ وللكميت بن معروف في المقاصد439

؛ والبن مقبل في شرح أبيات سيبويه569/ 3النحوية ؛ وللكميت بن زيد، أو للكميت بن معروف، أو215/ 1

؛ وشرح عمدة الحافظ275/ 5البن مقبل في الدرر ؛396/ 1؛ وبال نسبة في أمالي ابن الحاجب 683ص

.97/ 2؛ وهمع الهوامع 470وشرح عمدة الحافظ ص اللغة: الشم: جمع أشم وهو السيد مرتفع قصبة

األنف. المهاوين: جمع مهوان، وهو الذي يبذل النوق وينحرها. أبدان: جمع بدنة، وهي الناقة المسمنة

المعدة للنحر، وكذلك الجزور، وجمعه جزر. المخاميص: جمع مخماص، وهو الشديد الجوع. الخور:

جمع أخور وهو الضعيف. القزم: رذال الناس، يقالللمذكر والمؤنث والمفرد والجمع.

المعنى: هم سادة كرماء يقدمون للضيف أحسن ما عندهم، وقد يؤخرون العشاء حتى يجوعون في

ا وال من انتظار الضيف المحتمل، وهم ليسوا ضعاف�

Page 336: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

رذال الناس. اإلعراب: "شم": صفة "مجلس" مجرورة بالكسرة

)تقدم الموصوف في بيت سابق(. "مهاوين": صفةا من الكسرة ألنها "مجلس" مجرورة بالفتحة عوض�

ممنوعة من الصرف. "أبدان": مفعول به لـ "مهاوين" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الجزور": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "مخاميص": صفة "مجلس" مجرورة بالفتحة، وهو مضاف. "العشيات": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "ال خور": "ال": حرف نفي، و"خور": صفة "مجلس" مجرورة بالكسرة. "وال قزم": الواو:

للعطف، و"ال": زائدة لتوكيد النفي، و"قزم": صفة"مجلس" مجرورة بالكسرة. =

(4/96)

قال الشارح: قد تقدم أن اسم الفاعل محمول على الفعل في العمل، لكن اسم الفاعل يثنى ويجمع

على حسب ما يكون له من الفعل، فتكون تثنية اسم الفاعل وجمعه جاري�ا مجرى الفعل. وأولى الجموع

بذلك الجمع السالم, ألنه يسلم فيه لفظ واحده، فتكون طريقته طريقة الواحد، والواحد جار مجرى الفعل على ما ذكرناه، وزيادة التثنية والجمع تجري مجرى الزيادتين الالحقتين للفعل، فتقول: "هذان

ضاربان زيد�ا"، كما تقول: "يضربان زيد�ا"، و"همضاربون زيد�ا"، كما تقول: "يضربون زيد�ا".

ويجوز تقديم منصوبهما عليهما كما كان كذلك في الواحد، تقول: "هذان زيد�ا ضاربان"، و"هؤالء زيد�ا ضاربون"، ثم أجروا الجمع المكسر مجرى الجمع

السالم، إذ كانا جميع�ا جمعين، وإن كان التكسير فيا"، ، فقالوا: "الزيدون ضراب عمر� الصفات قليال�

ا"، ا ضراب"، و"الهندات ضوارب عمر� و"الزيدون عمر�ا ضوارب"، وقد أكثر ذلك في "فواعل" و"عمر�

الطراده في جمع "فاعلة" اطراد جمع السالمة فيه.قال أبو كبير الهذلي ]من الكامل[:

ن حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مممهبل

صرف "عواقد" ضرورة، ونصب به "حبك". وعواقد: جمع عاقدة، يريد أن أمه حملت به مكرهة، والعرب

Page 337: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تزعم أن المرأة إذا وطئت مكرهة؛ جاء الولد نجيب�ا؛فأما ما أنشده من قوله ]من الرجز[:

ا مكة من ورق الحمي أوالف� فالشعر للعجاج، وأوالف: جمع آلفة، وصرفه ضرورة�،

وصف حمام مكة بأنها قد ألفت مكة، ألمنها فيها، ويروى: "قواطن�ا" وهو جمع "قاطنة"، وهي المقيمة الساكنة. والورق: جمع ورقاء، وهي التي لونها إلى

الغبرة نحو الخضرة، ويريد بالحمي: الحمام، وإنماحذف، ويحتمل ذلك أمرين:

أحدهما: أن يكون حذف الميم على حد الترخيم في غير النداء ضرورة، ثم أبدل من األلف ياء�، كما أبدل

من الياء ألف في نحو "مدار"، و"صحار".ا لزيادتها، األمر الثاني: أن يكون حذف األلف تخفيف�

فاجتمع الميمان، فأبدل من الثانية ياء لكراهية التضعيف، على حد اإلبد الذي "تظنيت"، واألصل

"تظننت" وفي قوله ]من البسيط[:نا شالت نعامتها[ ... أيما إلى جنة909 - ]يا ليتما أم

أيما إلى النار__________

= والشاهد فيه قوله: "مهاوين أبدان ... " حيث عمل جمع صيغة المبالغة "مهاوين" عمل مفرده "مهوان"،

الذي يعمل عمل فعله، فنصب المفعول "أبدان". - التخريج: البيت لألحوص في ملحق ديوانه ص909 )أما(، ولسعد بن =46/ 14؛ ولسان العرب 221

(4/97)

ومن ذلك قولهم. "هن حواج بيت الله" جمع "حاجة"، وفيه نية التنوين، وإنما سقط ألنه ال ينصرف، فكأن

ما فيه من أسباب منع الصرف بمنزلة التنوين، فلذلك نصب ما بعدها، كأنك قلت: "حواج بيت الله"، ويجوز

"حواج بيت الله" بالخفض، وينوى سقوط التنوينلإلضافة، ال لمنع الصرف.

" على "فواعل"؛ وقالوا: "قطان مكة" حملوا "فعاال� ألنهما جميع�ا جمع "فاعل" وإن كان األول أكثر. وقد أعملوا جمع ما أريد به المبالغة والتكثير كما أعملوا

واحده، وكما أجروا "فواعل" مجرى "فاعل"، فقالوا: "هم غفر ذنب الجناة، ومهاوين األعداء"، أي:

Page 338: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يغفرون ذنب الجناة، ويهينون أعداءهم. فأما قوله]من الرمل[:

ثم زادوا أنهم ... إلخ ويروى: "فجر" بالجيم، البيت لطرفة، والشاهد فيه أنهم أجروا جمع "فعول" وما كان للمبالغة في باب المتعدي مجرى جمع "فاعل" في التعدي، فـ "غفر"

جمع "غفور"، وقد عدوه إلى "ذنبهم" كما عدواا" نفسه، مدح قومه بأن لهم فضال� في الناس "غفور� وزيادة� عليهم، وأنهم يغفرون ذنب المذنب إليهم، وال

ا لمعروفهم، ومن روى "غير يفخرون بذلك ستر� فجر" بالجيم، فالمراد أتهم يعفون عن الفواحش،

والرواية األولى أصح. وأما قوله ]من البسيط[:شم مهاوين أبدان الجزور ... إلخ

__________ ؛92، 90، 88، 87، 86/ 11= قرط في خزانة األدب

؛ وشرح146/ 2؛ وشرح التصريح 122/ 6والدرر ؛ وشرح عمدة الحافظ ص186/ 1شواهد المغني

؛ والمقاصد314/ 2، 284/ 1؛ والمحتسب 643 ؛ وبال نسبة في تذكرة النحاة ص153/ 4النحوية

؛ وجواهر األدب ص533؛ والجنى الداني ص 120 /2؛ وشرح األشمونى 102؛ ورصف المباني ص 414.135/ 2؛ وهمع الهوامع 59/ 1؛ ومغني اللبيب 425

اللغة: شالت نعامتها: أي هلكت. وأصل "شالت"بمعنى: رفعت.

المعنى: يتمنى الشاعر الموت ألمه غير مهتمبمصيرها، وسواء عنده أذهبت إلى الجنة أو إلى النار.

اإلعراب: "يا": حرف تنبيه. "ليتما": كافة ومكفوفة. "أمنا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير

متصل في محل جر باإلضافة. "شالت": فعل ماض، والتاء للتانيث. "نعامتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف،

و"ها": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. ورويتنا": بالنصب، فعليه تكون "ليت عاملة"، و"أمنا" "أم اسمها، وجملة "شالت": في محل رفع خبر "ليت".

"أيما": هي "إما" على لغة تميم، وهي حرف تقسيم. "إلى جنة": جار ومجرور متعلقان بـ "شالت". "أيما":

حرف عطف. "إلى نار": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت".

وجملة "ليتما أمنا شالت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "شالت نعامتها" في محل رفع خبر

Page 339: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المبتدأ "أمنا". والشاهد فيه قوله: "أيما إلى نار" حيث تجرد "أيما" الثانية من الواو، وهذا شاذ، وكذلك فتح همزتها مع

قلب ميمها "ياء".

(4/98)

البيت للكميت، والشاهد فيه نصب "أبدان الجزور" بقوله: "مهاوين"، وهو جمع "مهوان"، و"مهوان"

تكثير "مهين"، كما كان "منحار" تكثير "ناحر"، فعمل الجمع عمل واحده، كما كان اسم الفاعل كذلك،

مم، ا بالعز واألنفة، وكنى عن ذلك بالش وصف قوم� وهو ارتفاع األنف، كما يقال للعزيز: "شامخ األنف".

واألبدان: جمع "بدنة"، وهي الناقة المتخذة للنحر، يريد أنهم يهينون اإلبل، فينحرونها لألضياف. وقوله:

"مخاميص العشيات"، المراد أنهم يجوعون في العشايا, ألنهم يؤخرون عشاءهم رغبة� في حضور

ضيف. والخور: الضعفاء. والقزم: األرذال من الناس،وال يثنى وال يجمع وال يؤنث ألن أصله المصدر.

فصل ]شرط إعمال اسم الفاعل[ قال صاحب الكتاب: ويشترط في إعمال اسم الفاعل

أن يكون في معنى الحال أو االستقبال، فال يقال:� أمس، وال وحشي قاتل حمزة يوم زيد ضارب عمرا

أحد، بل يستعمل ذلك على اإلضافة إال إذا أريدت حكاية الحال الماضية كقوله تعالي: }وكلبهم باسط

(، أو أدخلت عليه األلف والالم كقولك1ذراعيه{ )� أمس. الضارب زيدا

* * * قال الشارح: اعلم أن اسم الفاعل يجيء على ثالثة أضرب: للماضي وللحال ولالستقبال، كما أن الفعل

كذلك، إال أن الفعل تختلف صيغته للزمان، وتتفق في اسم الفاعل؛ ألن الفعل بابه التصرف، واألسماء بابها

الجمود وعدم االختالف. وإنما يعمل من اسم الفاعل ما كان بمعنى الحال أو االستقبال، نحو: "هذا ضارب زيد�ا غد�ا، ومكرم خالد�ا الساعة"؛ ألنه على لفظ المضارع إذ كان جاري�ا عليه في حركاته وسكناته وعدد حروفه، وهو في معناه،

Page 340: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فلما اجتمع فيه ما ذكر؛ عمل عمله. فأما إذا كان بمعنى الماضي، فإنك ال تعمله، إذ ال

مضارعة بينه وبين الماضي، أال ترى أن "ضارب�ا" ليس على عدد "ضرب"، وال مثله في حركاته وسكناته،

ا أمس"، وال فلذلك ال تقول: "زيد ضارب عمر� "وحشى قاتل حمزة يوم أحد". وهذا وحشى نوبي

من سودان مكة، يكنى أبا دسمة، وهو مولى طعيمة بن عدي، وقيل مولى جبير بن مطعم. فال تنصب بـ "قاتل" هنا؛ ألنه في معنى "قتل"، وال بـ "ضارب"؛

ألنه في معنى "ضرب". وقد بينت أنه ال مضارعة بين الماضي واسم الفاعل إذا كان في معناه، فلما لم يكن بينهما مضارعة ما بينه وبين الفعل إذا أريد به

الحال أو االستقبال، لم يعملوه عمله،__________

.18( الكهف: 1)

(4/99)

ا إلى ما بعده بحكم االسمية، فتقول: بل يكون مضاف� "هذا ضارب زيد أمس"، و"وحشى قاتل حمزة يوم أحد"، باإلضافة، وال يجوز تنوينه والنصب به، فهو

كقولك: "هذا غالم زيد"، وال يجوز: "غالم زيد�ا" بالتنوين وإعماله في ما بعده، وال أن تجمع فيه بين

األلف والالم واإلضافة، فتقول: "هذا الضارب الرجل أمس"، كما تقول إذا أردت الحال أو االستقبال، كما ال تقول: "الغالم الرجل". وتقول: "هؤالء حواج بيت

الله أمس" بالخفض ال غير، وتقول: "مررت برجلضارباه الزيدان"، كما تقول: "أخواه الزيدان".

وذهب الكسائي من الكوفيين إلى جواز إعمال اسم الفاعل إذا كان بمعنى الماضي، وأن يقال: "هذا

ضارب زيد�ا أمس"، واحتج بأمور، منها قوله تعالى: (، فأعمل1}وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد{ )

"باسط" في "الذراعين"، وهو ماض. ومن ذلك ما حكاه عن العرب: "هذا مار يزيد أمس"، فأعملوه في الجار والمجرور. ومن ذلك قولهم: "هذا معطي زيد

ا أمس". ومن ذلك قوله سبحانه: }فالق اإلصباح درهم�مس والقمر حسبان�ا{ ) (.2وجعل الليل سكن�ا والش

ومن ذلك: "هذا الضارب زيد�ا أمس"، تعمله إذا كان

Page 341: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فيه األلف والالم ال محالة. والجواب؛ أما اآلية األولى، وهي قوله تعالى:

( فحكاية حال3}وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد{ ) ماضية، كقوله: }ودخل المدينة على حين غفلة من

(، ثم قال: }هذا4أهلها فوجد فيها رجلين يقتتالن{ ) (، واإلشارة بهذا إنما5من شيعته وهذا من عدوه{ )

ا وقت الخبر عنه. يقع إلى حاضر، ولم يكن ذلك حاضر� وأما قولهم: "هذا مار يزيد أمس"، وإنما أعمله في

الجار والمجرور، ولم يعمله في مفعول صريح، والجار والمجرور يجري مجرى الظرف، والظروف

يعمل فيها روائح األفعال. وأما ما فيه األلف والالم من نحو: "هذا الضارب زيد�ا

أمس"، فإنما عمل ألن األلف والالم فيه بمعنى "الذي"، واسم الفاعل المتصل بها بمعنى الفعل، فلما كان في مذهب الفعل عمل عمله، فهو اسم

. وإنما حول لفظ الفعل فيه إلى لفظ�ا، وفعل معنى� االسم؛ ألن األلف والالم ال يجوز دخولهما على لفظ

الفعل، فكان الذي أوجب نقل لفظه حكم أوجبإصالح اللفظ، ومعنى الفعل باق على حاله.

وكان األخفش يزعم أن المنصوب في قولك: "هذا الضارب زيد�ا" إذا كان ماضي�ا، إنما ينتصب كما ينتصب:

"هذا الحسن الوجه" على التشبيه بالمفعول، وليسعلى المفعول الصريح.

__________.18( الكهف:1) . وهي قراءة نافع وابن كثير وابن96( األنعام: 2)

؛ وتفسير186/ 4عامر وغيرهم. انظر: البحر المحيط /2؛ والنشر في القراءات العشر 556/ 11الطبري

.298/ 2؛ ومعجم القراءات القرآنية 260.18( الكهف: 3).15( القصص: 4).15( القصص: 5)

(4/100)

والمذهب األول، وعليه سيبويه، ولذلك استثناه صاحب الكتاب فقال: "إال إذا أردت حكايته الحال، أو

أدخلت عليه األلف والالم", ألنه إذا أريد حكايته الحال؛

Page 342: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كان في حكم الحال، ولذلك يأتي بلفظ الحال، وإذا كان فيه األلف والالم، كان في معنى الفعل إذ كان

في معنى الصلة. وأما ما يتعدى إلى مفعولين من نحو: "هذا معطي

ا من النحويين يزعمون أن ا"، فإن كثير� زيد درهم� الثاني ينتصب بإضمار فعل تقديره: "هذا معطي زيد

ا"، وليس بالحسن، أال ترى أن مما يتعدى أعطاه درهم� إلى مفعولين ما ال يجوز أن يذكر أحدهما دون اآلخر،ا أمس"، فلو كان وأنت تقول: "هذا ظان زيد منطلق�

ا الثاني ينتصب بإضمار فعل؛ لكنت في األول مقتصر� على مفعول واحد، وهو ما أضيف إليه اسم الفاعل، وذلك ال يجوز. والجيد أن يكون منصوب�ا بهذا االسم،

وذلك ألن الفعل الماضي فيه بعض المضارعة على ما سيذكر في موضعه، ولذلك بني على حركة، فكما ميز الفعل الماضي بتلك المضارعة، بأن بني على حركة،

كذلك أعمل االسم الذي في معناه عمال� دون عمل االسم الجاري على الفعل المضارع، فكما أعطوا

به، وهو بناؤه على حركة؛ الفعل الماضي حظا بالش كذلك أعطوا االسم الذي في معناه حظ�ا من العمل، وذلك بأن أعملوه في المفعول الثاني لما لم تمكن

اإلضافة إليه, ألنه ال يضاف إلى اسمين، فأضيف إلى االسم الذي يليه، وصارت إضافته إليه بمنزلة التنوين له، فعمل في الثاني بحكم أنه في معنى الفعل، وأنه

كالمنون. وأما قوله تعالى: }فالق اإلصباح وجعل الليل سكن�ا{

(، فإن أكثر النحويين يجعلون ذلك ماضي�ا, ألن1) الفلق والجعل قد كانا، فعلى هذا يكون نصب "سكن�ا"

وما بعده بإضمار فعل على القول األول، وبالفعل المذكور على الثاني تحجز اإلضافة بينهما. وكان أبو

سعيد السيرافي يجيز أن يكون ذلك للحال واالستقبال, ألن ذلك كل يوم يحدث، وعلى هذا يكون

"سكن�ا" منصوب�ا بالفعل المذكور، واالسم األول فيا على معنى منصوب، ويكون الشمس والقمر معطوف�

ا غد�ا"؛ المعنى، كما قلنا في "هذا ضارب زيد وعمر�مس والقمر وهذا القول يضغفه قوله: }والش

(؛ ألنه ماض قد كان ال محالة، ال يتجدد كل2حسبان�ا{ )يوم، فاعرفه.

فصل ]ما يعتمد عليه اسم الفاعل للعمل[

Page 343: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: ويشترط اعتماده على مبتدأ أوموصوف، أو ذي حال، أو حرف

__________.96( األنعام: 1).96( األنعام: 2)

(4/101)

استفهام، أو حرف نفي، كقولك: زيد منطلق غالمه،�، وأقائم وهذا رجل بارع أدبه، وجاءني زيد راكبا� حمارا

أخواك، وما ذاهب غالماك. فإن قلت بارع أدبه من غير أن تعمده بشيء وزعمت أنك رفعت به الظاهر؛

كذبت بامتناع قائم أخواك.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول بأن أصل العمل إنما هو لألفعال، كما أن أصل اإلعراب إنما هو لألسماء، واسم الفاعل محمول على الفعل المضارع في العمل للمشابهة التي ذكرناها، كما أن المضارع

محمول عليه في اإلعراب، وإذ علم ذلك، فليعلم أن الفروع أبد�ا تنحط عن درجات األصول، فلما كانت

أسماء الفاعلين فروع�ا على األفعال؛ كانت أضعف منها في العمل. والذي يؤيد عندك ذلك أنك تقول:

ا"، و"زيد ضارب لعمرو"، فتكون "زيد ضارب عمر�ا بين أن تعديه بنفسه، وبين أن تعديه بحرف مخير�

الجر لضعفه، وال يجوز مثل ذلك في الفعل، فال تقول: "ضربت لزيد". قال الله تعالى: }قال فعلتها

(، فعدى الفعل بنفسه، وقال تعالى: }فعال1إذ�ا{ ) ( فعدى االسم بالالم. قال الشاعر ]من2لما يريد{ )

الوافر[: - ونحن التاركون لما سخطنا ... ونحن اآلخذون910

لما رضينا ولذلك من الضعف ال يعمل حتى يعتمد على كالم قبله

من مبتدأ، أو موصوف، أو ذي حال، أو استفهام، أو نفي. وذلك من قبل أن هذه األماكن لألفعال،

واألسماء فيها في تقدير األفعال، أال ترى أن الخبر في الحقيقة إنما يكون بالفعل, ألنه هو الذي يجهله المخاطب، أو مما يجوز أن يجهل مثله, ألن األفعال

حادثة منقضية، وكذلك الصفة والحال, ألنك إنما

Page 344: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تحكيه بفعل أو ما يرجع إلى فعل.__________

20( الشعراء: 1).16( البروج: 2)

- التخريج: البيت لعمرو بن كلثوم في ديوانه ص910.70/ 4؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 83

اللغة والمعنى: سخط: غضب، وكره. أي: نحن فادرون على ترك ما يغضبنا، أو ترك ما

نكره، وقادرون على أخذ ما نرضى. اإلعراب: "ونحن": الواو: حرف استئناف. "نحن":

ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "التاركون": خبر مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم. "لما": جار ومجرور متعلقان بالخبر. "سخطنا": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع، و"نا":

ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "ونحن اآلخذون لما رضينا": الواو: حرف عطف، ويعرب

الباقي إعراب "نحن التاركون لما سخطنا". وجملة "نحن التاركون": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب، وعطف عليها جملة "نحن اآلخذون". وجملة "سخطنا": صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب،

وكذلك هي جملة "رضينا". والشاهد فيه قوله: "التاركون لما، اآلخذون لما" حيث

عدى اسم الفاعل بالالم إلى االسم الموصول، ولميعدها مباشرة.

(4/102)

وأما االستفهام فهو في موضع األفعال, ألنك إنما تسأل عما تشك فيه، وأنت إذا قلت: "أزيد قائم"؟

وإنما تشك في قيام زيد، ال في ذاته؛ ألن ذاته معلومات معروفة، وكذلك النفي إنما يكون لألفعال، فاسم الفاعل لضعفه في العمل ال يعمل أو يعتمد،

والفعل لقوته ال يفتقر إلى ذلك. وقد أجاز أبو الحسن أن يعمل من غير اعتماد، فتقول على مذهبه:

"قائم زيد"، فيكون "قائم" مبتدأ، و"زيد" مرفوع بفعله، وقد سد مسد الخبر لحصول الفائدة به، وتمامالكالم، وذلك لقوة شبه اسم الفاعل بالفعل وأنشد )

1:)

Page 345: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

..............................ا، وال ضمير في اسم الفاعل عنده؛ ألنه قد رفع ظاهر� فال يكون له فاعالن. وسيبويه يجيز المسألة على أن

ا، وعلى هذا ا مقدم� يكون "زيد" مبتدأ، و"قائم" خبر�ا. يكون فيه ضمير من "زيد" كما لو كان مؤخر�

وإلى هذا أشار صاحب الكتاب بقوله: "فإن قلت: "بارع أدبه" وزعمت أنك رفعت به الظاهر، كذبت

بامتناع "قائم أخواك"، يعني أن قولهم: "قائم زيد" جائز عند سيبويه على تقديم الخبر ال على رفعه

الظاهر، ومن ظن ذلك بطل عليه بامتناع سيبويه من جواز "قائم أخواك", ألنه ال يرفع "األخوين" بـ

ا "قائم", ألنه ال يعمله من غير اعتماد، وال يكون خبر�ا على ا؛ ألنه مفرد، والمفرد ال يكون خبر� مقدم�

المثنى.واعلم أن اسم الفاعل ينقص عن الفعل بثالثة أشياء:

أحدها: ما تقدم من قولنا: إن اسم الفاعل ال يعمل، أو يعتمد على كالم قبله، والفعل يعمل معتمد�ا، وغير

معتمد، لقوته. الثاني: أن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له،

برز ضميره، نحو قولك: "زيد هند ضاربها هو"، فـ "زيد" مبتدأ، و"هند" مبتدأ ثان، و"ضاربها" خبر "هند"،

والفعل لـ "زيد"، فقد جرى على غير من هو له، فلذلك برز ضميره، وخال اسم الفاعل من الضمير،

ويظهر أثر ذلك في التثنية والجمع، فتقول: "الزيدان الهندان ضاربهما هما"، و"الزيدون الهندات ضاربهن هم"، وال تقول: "ضارباهما" وال "ضاربوهن"؛ لخلوه

من الضمير, ألنه جار مجرى الفعل، والفعل إذا تقدم، وحد، ولو كان فعال�، لم يبرز الضمير، وكنت تقول:

"زيد هند يضربها"، فيكون في "يضربها" ضمير مستكن مرفوع، و"ها" المفعول, ألن األفعال أصل

في اتصال الضمير بها. الثالث: أن اسم الفاعل ال يعمل، إال إذا كان للحال أو

االستقبال، وال يعمل إذا كان ماضي�ا، والفعل لقوتهيعمل في األحوال الثالث.

__________ ( لم يذكر ما أنشد في الطبعتين، ولعل سقط�ا أو1)

ا وقع في المخطوطة التي أخذت عنها الطبعتان. خرم�

(4/103)

Page 346: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اسم المفعولفصل ]تعريفه[

قال صاحب الكتاب: هو الجاري على "يفعل" من فعله، نحو: "مضروب"؛ ألن أصله مفعل، ومكرم

ومنطلق به ومستخرج ومدحرج, ويعمل عمل الفعل تقول: زيد مضروب غالمه, ومكرم جاره، ومستخرج

متاعه، ومدحرج بيده الحجر", وأمره على نحو من أمر اسم الفاعل في إعمال مثناه ومجموعه واشتراط

الزمانين, واالعتماد.* * *

قال الشارح: اسم المفعول في العمل كاسم الفاعل؛ ألنه مأخوذ من الفعل، وهو جار عليه في

حركاته وسكناته وعدد حروفه، كما كان اسم الفاعل كذلك، فـ "مفعول" مثل "يفعل"، كما أن "فاعال�" مثل

"يفعل"، فالميم في "مفعول" بدل من حرف المضارعة في "يفعل"، وخالفوا بين الزيادتين للفرق

بين االسم والفعل، والواو في مفعول كالمدة التي تنشأ لإلشباع، ال اعتداد بها، فهي كالياء في

"الدراهيم" ونحوه، أتوا بها للفرق بين مفعولالثالثي ومفعول الرباعي.

وهو يعمل عمل فعله الجاري عليه، فتقول: "هذا رجل مضروب أخوه"، فـ "أخوه" مرفوع بأنه اسم ما

لم يسم فاعله، كما أنه في "يضرب أخوه" كذلك، وتقول: "محمد مستخرج متاعه"، كما تقول:

"يستخرج متاعه"، وكذلك بنات األربعة، فتقول: "زيد مدحرج بيده الحجر"، كما تقول: "يدحرج بيده الحجر"،

فـ "مدحرج" جار على "يدحرج" لفظ�ا، و"مضروب"ا، وتقول "هذا معط�ى ا وتقدير� جار على "يضرب" حكم�

ا"، تقيم المفعول األول مقام الفاعل، أخوه درهم� وتنصب الثاني على حد انتصابه قبل بنائه للمفعول،

وال يجوز أن يبنى "مفعول"، إال مما يجوز أن يبنى منه "يفعل"؛ ألنه جار عليه، فال تقول: "مقوم"، وال "مقعود"؛ ألنهما ألزمان، كما ال تقول: "يقام"، وال "يقعد"، إال أن يتصل به جار ومجرور، أو ظرف، أو

مصدر مخصص، فإنه يجوز حينئذ أن تبنيه لما لم يسمفاعله.

وشرط إعماله كشرط إعمال اسم الفاعل في أنه اليعمل حتى يعتمد على ما قبله،

Page 347: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/104)

كاسم الفاعل لضعفه عن درجة األفعال، وال يعملا إال إذا أريد به الحال أو االستقبال، نحو قولك: أيض� "هذا مضروب غالمه الساعة"، و"مررت برجل مكرم أخوه غد�ا"، كما تقول: "هذا ضارب غالمه الساعة"،

و"مررت برجل مكرم أخاه غد�ا"، وتقول في التثنية: "هذان مضروبان"، و"مررت برجلين مضروبين"،

ففي "مضروب" ضمير مستكن، وهو ضمير الفاعل، واأللف والياء عالمة التثنية على حدهما في قولك:

"رجالن"، و"رجلين" ألنه اسم كما أنه اسم، وتقول: "هذان مضروب غالمهما"، فترفع به الظاهر، وال

تلحقه عالمة التثنية, ألنه ال ضمير فيه. فإن قيل: إذا كنت إنما ثنيته وجمعته إذا كان فيه

ضمير؛ فهال قلت: إن هذه الحروف هي الضمير، كما كانت كذلك في الفعل إذا قلت: "هذان يضربان"؟

قيل: الفرق بينهما أن "يضرب" فعل، والفعل نفسه ال يثنى، وال يجمع، وإنما ذلك للضمير الذي يكون فيه؛

وأما اسم الفاعل، واسم المفعول، فهما اسمان تدخلهما التثنية والجمع. والذي يدل أن العالمة الالحقة حرف قال على التثنية والجمع، وليسا

اسمين انقالبهما وتغيرهما لإلعراب، نحو: "جاءني الضاربان". و"رأيت الضاربين"، و"مررت بالضاربين"،

كما تقول: "جاءني الرجالن"، و"رأيت الرجلين"، و"مررت بالرجلين". وإنما لم تلحقهما عالمة التثنية

ا؛ ألنهما حينئذ يكونان في والجمع إذا رفعا ظاهر� مذهب األفعال، والفعل إذا لم يكن فيه ضمير لم تلحقه عالمة، فلذلك تقول: "هذان رجالن ضارب

أخوهما، ومضروب غالمهما"، فاعرف ذلك.

(4/105)

الصفة المشبهةفصل ]تعريفها[

قال صاحب الكتاب: هي التي ليست من الصفات الجارية, وإنما هي مشبهة بها في أنها تذكر وتؤنث,

وتثنى وتجمع نحو كريم وحسن وصعب وهي لذلك

Page 348: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تعمل فعلها، فيقال: زيد كريم حسبه، وحسن وجهه،وصعب جانبه.

* * * قال الشارح: الصفة المشبهة باسم الفاعل ضرب من

الصفات تجري على الموصوفين في إعرابها جري أسماء الفاعلين، وليست مثلها في جريانها علىأفعالها في الحركات والسكنات وعدد الحروف.

وإنما لها شبه بها، وذلك من قبل أنها تذكر، وتؤئث، وتدخلها األلف والالم، وتثنى، وتجمع بالواو والنون، فإذا اجتمع في النعت هذه األشياء التي ذكرناها أو

أكثرها شبهوه بأسماء الفاعلين، فأعملوه فيما بعده، وذلك نحو: "حسن"، و"شديد"، و"صعب"، و"كريم". فـ "حسن" من "حسن يحسن"، و"شديد" من "شد، يشد"، و"صعب" من "صعب، يصعب"، وليست مثلها

في حركاتها وسكناتها كما كانت أسماء الفاعلين. وإنما لها شبة بأسماء الفاعلين من الجهات

المذكورة، فلذلك تقول: "مررت برجل حسن وجهه، وزيد كريم حسبه، وشديد ساعده، وصعب جانبه"،

فترفع ما بعد هذه الصفات من األسماء بفعلها، كما كنت صانع�ا في اسم الفاعل حيث قلت: "هذا قائم

أبوه، وقاعد أخوه", ألنك تقول: "حسن"، و"حسنة"، و"شديد" و"شديدة"، "وصعب"، و"صعبة"، و"كريم"،

و"كريمة"، فتذكر، وتؤنث. وتقول: "الحسن"، و"الشديد"، وتدخل فيهما األلف والالم. وتقول:

"حسنان"، و"حسنون"، فتثتيه باأللف والنون، وتجمعه بالواو والنون، كما تقول: "ضارب"،

و"ضاربة"، و"ضاربان"، و"ضاربون"، و"الضارب"، و"الضاربة"، فـ "حسن" مشبه بـ "ضارب"، و"ضارب"

مشبه بـ "يضرب"، و"حسنان"، مثل "ضاربان"، و"ضاربان" مثل "يضربان"، و"حسنون" مثل

"ضاربون"، و"ضاربون" مثل "يضربون"، إال أن" من أفعال متعدية حقيقة، فنصبت "ضارب�ا" و"قاتال�

كما تنصب أفعالها، و"حسن"، و"بطل"، و"كريم" منأفعال غير متعدية

(4/106)

Page 349: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على الحقيقة، فكان حكمها في عدم التعدي حكم أفعالها, ألنها فروع في العمل عليها، فأقصى

درجاتها أن تساويها، وأما أن تفوقها فال. وإنما تعديها على التشبيه ال على الحقيقة، أال ترى

ا"، فالمعنى أن الضرب أنك إذا قلت: "زيد ضارب عمر� وقع بعمرو، وإذا قلت: "زيد حسن الوجه"، فلست

تخبر أن "زيد�ا" فعل بالوجه شيئ�ا، بل "الوجه" فاعل في المعنى, ألنه هو الذي حسن، ولذلك قال سيبويه:

، وإنما أخبرت عن "زيد" وال تعني أنك أوقعت فعال� بالحسن الذي للوجه، كما قد تصفه بذلك إذا قلت: "مررت برجل حسن الوجه"، وكان األصل "مررت

برجل حسن وجهه"، وصفته بحسن وجهه، وقد يوصف الشيء بفعل غيره إذا كانت بينهما وصلة في

اللفظ بضمير يرجع إلى الموصوف، نحو: "مررت برجل قائم أبوه" حليته بقيام أبيه للعلقة التي

ذكرناها، كذلك ها هنا. واعلم أن الصفات على ثالث مراتب: صفة بالجاري

كاسم الفاعل واسم المفعول، وهي أقواها في العمل لقربها من الفعل، وصفة مشبهة باسم

الفاعل، فهي دونها في المنزلة؛ ألن المشبه بالشيء أضعف منه في ذلك الباب الذي وقع فيه الشبه، ثم المشبهة بالمشبهة، وهي المرتبة الثالثة، وستأتي

بعد. فلما كانت الصفات المشبهة في المرتبة الثانية، وهي فروع على أسماء الفاعلين إذ كانت محمولة

ف عليها؛ انحطت عنها، ونقص تصرفها عن تصر أسماء الفاعلين، كما انحطت أسماء الفاعلين عن مرتبة األفعال، فال يجوز تقديم معمولها عليها كما جاز ذلك في اسم الفاعل، فال تقول: "هذا الوجه

حسن"، كما تقول: "هذا زيد�ا ضارب"، وال تضمره، فال تقول: "هذا حسن الوجه والعين"، فتنصب "العين"

على تقدير: و"حسن العين"، كما تقول: "هذا ضاربا". ا" على تقدير، و"ضارب عمر� زيد وعمر�

وال يحسن أن تفصل بين "حسن" وما يعمل فيه، فال تقول: "هو حسن في الدار الوجه، وكريم فيها األب"،

كما تقول: "هذا ضارب في الدار زيد�ا"، فاسم الفاعل يتصرف، ويجري مجرى الفعل لقوة شبهه،

وجريانه عليه، وهذه الصفات مشبهة باسم الفاعل، والمشبه بالشيء يكون دون ذلك الشيء في الحكم،

فلذلك تعمل في شيئين ال غير؛ أحدهما: ضمير

Page 350: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الموصوف، والثاني: ما كان من سبب الموصوف. وال تعمل في األجنبي، فتقول: "مررت برجل حسن"،

فيكون في "حسن" ضمير يعود إلى الموصوف، وهو في موضع مرفوع بـ "حسن". وتقول: "مررت برجل

حسن وجهه" فترفع "الوجه" بـ "حسن"، وهو من سبب "رجل". ولوال الهاء العائدة على "رجل" من

"وجهه"، لم تجز المسألة. ولو قلت: "مررت برجل حسن عمرو"، لم يجز, ألن

الحسن لـ "عمرو"، فال

(4/107)

ا لـ "رجل" إال بعلقة، وهي الهاء يجوز أن يجعل وصف� التي وصفنا. وتقول: "مررت برجل كريم أبوه،

وبرجل حسنة جاريته"، وإنما تؤنث "حسنة"، وهي صفة لمذكر, ألنه فعل "الجارية"، وإنما وصف به "الرجل" للعلقة اللفظية التي بينهما، فإن أردت التثنية أو الجمع، لم تثن الصفة وال تجمع؛ ألنها

بمنزلة فعل متقدم، فتقول: "مررت برجل كريمأبواه، وبرجال كريم آباءهم"، فاعرفه.

فصل ]داللتها وإضافتها إلي فاعلها[ قال صاحب الكتاب: وهي تدل على معنى ثابت فإن

�، وكارم قصد الحدوث قيل هو حاسن اآلن أو غدا (1وطائل. ومنه قوله عز وجل: }وضائق به صدرك{ ) , وتضاف إلى فاعلها كقولك: كريم الحسب وحسن

الوجه، وأسماء الفاعل والمفعول يجريان مجراها في ذلك فيقال ضامر البطن، وجائلة الوشاح، ومعمور

الدار، ومؤدب الخدام.* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه الصفات وإن كانت مشبهة باسم الفاعل، فبينهما تباين وطريقهما مختلف،

وذلك أن "حسن�ا" مأخوذ من فعل ماض، وأمر مستقر، ومع ذلك فإذا أضفته إلى معموله، فال يتعرف، وإن

كان ما أضيف إليه معرفة، وتصف به النكرة، فتقول: "مررت برجل حسن الوجه"، وليس كذلك اسم

الفاعل إذا كان في مذهب "حسن" من المضي، بليكون معرفة إذا أضيف إلى معرفة.

Page 351: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فإن قيل: فهذا زعمتم أن هذه الصفات ونحوها في معنى الماضي؛ فما بالكم تعملونها، واسم الفاعل

الذي شبهت به إذا كان ماضي�ا؛ ال يجوز أن يعمل، وهل هذا إال إعطاء الفرع فوق مرتبة األصل؟ قيل: هذه

الصفات، وإن كانت من أفعال ماضية، إال أن المعنى الذي دلت عليه أمر مستقر ثابت متصل بحال اإلخبار، أال ترى أن "الحسن" و"الكرم" معنيان ثابتان، ومعنى

الحال أن يكون موجود�ا في زمن اإلخبار، فلما كان في معنى الحال، أعمل فيما بعده، ولم يخرج بذلك

عن منهاج أسماء الفاعلين. فإن قصد الحدوث في الحال، أو في ثاني الحال؛

جيء باسم الفاعل الجاري على المضارع الدال على الحال أو االستقبال، وذلك قولك: "هذا حاسن غد�ا" أي: سيحسن، و"كارم الساعة". ومنه قوله تعالى:

}فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك{ (، أي: بلغ ما أنزل إليك بصدر فسيح من غير2)

التفات إلى استكبارهم واستهزائهم. وعدل__________

.12( هود:1).12( هود:2)

(4/108)

عن "ضيق" إلى "ضائق"؛ ليدل على أنه ضيق عارض في الحال غير ثابت. وعلى هذا قوله تعالى: }إنهم

ا عمين{ ) (، عدل عن "عمين" إلى1كانوا قوم� "عامين" لهذا المعنى، وعلى هذا تقول: "زيد سيد

جواد"، تريد أن السيادة والجود ثابتان له. فإذا أردت الحدوث في الحال، أو في ثاني الحال؛ قلت: "سائد"،

و"جائد". وقد يعاملون اسم الفاعل معاملة الصفة المشبهة إذا

ا له غير متعد، وذلك أن اسم الفاعل يجوز كان الزم� أن يرفع السبب، فتقول: "هذا رجل قائم أبوه، وقاعد غالمه"، فتصفه بفعل غيره للعلقة التي

بينهما، فإذا كان غير متعد عامال� في السبب، شابه باب "الحسن الوجه"، فجاز أن تنقل الفعل إلى

الموصوف، ثم تضيفه إلى من كان فاعال� على سبيل البيان، فتقول: "هذا رجل قائم األب" فيكون في

Page 352: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"قائم" ضمير مرتفع به يعود إلى "الرجل"، كما كان كذلك في "الحسن الوجه". يدل على ذلك قولك:

"هذه امرأة قائمة األب"، فتأنيث "قائمة" دليل على ما قلناه. وقد قالوا: "هذه امرأة ضامر البطن"، والمراد ضامر بطنها، إال أنهم نقلوا الفعل إلى

الموصوف على ما ذكرناه. فإن قيل: فكان ينبغي أن يقال: "ضامرة البطن"،

ا مؤنث�ا يعود إلى المرأة؛ قيل: فيؤنث؛ ألن فيه ضمير� جاء ذلك على سبيل النسب، كقولهم: "تامر"،

و"البن"، ومنه قولهم: "امرأة حائض"، و"طاهر". قالالشاعر ]من السريع[:

عهدي بها في الحي قد سربلت ... هيفاء مثل المهرة(2الضامر )

وقالوا: "امرأة جائلة الوشاح"، والمراد: جائل وشاحها، أي: يضطرب لوفوره. والوشاح: كالقالدة

من أدم فيه جوهر. وقالوا: "طاهر الذيل" إذا وصفوه بالعفة، وقالوا في المفعول: "فالن معمور الدار"،

والمراد: معمورة داره، و"مؤدب الخدام"، أي: مؤدبخدامه، أجروه مجرى "حسن الوجه".

فصل ]أوجه إعراب عبارة "حسن وجهه"[ قال صاحب الكتاب: وفي مسألة حسن وجهه سبعة

أوجه: حسن وجهه، وحسن الوجه، وحسن وجها� قالأبو زبيد ]من البسيط[:

- هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... مخطوطة جدلت911شنباء أنيابا__________

.64( األعراف: 1).808( تقدم بالرقم 2)

- التخريج: البيت ألبي زبيد الطائي في ديوانه911 ؛4/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 198/ 1؛ والكتاب 36ص )هلب(؛ والمقاصد النحوية787/ 1؛ ولسان العرب 843 /593.

اللغة: الهيفاء: الضامرة الخصر. والعجزاء: العظيمة العجيزة، والمحطوطة: مستوية القد. جدلت: ألطف خلقها، أي: إن لحمها ليس بمسترخ. وشنب الثغر:

بريقه وبرده. =

(4/109)

Page 353: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وحسن الوجه قال النابغة ]من الوافر[: - ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس912

له سناموحسن وجه قال حميد ]من الرجز[:

- الحق بطن بقرا� سمين913__________

= المعنى: يصف امرأة بأنها جمعت من صفات الحسن ضمور الخصر وكبر العجيزة، وحسن الخلقة

وبرد الفم. اإلعراب: "هيفاء": خبر لمبتدأ محذوف، مرفوع

بالضمة. "مقبلة": حال منصوبة بالفتحة. "عجزاء": خبر ثان، مرفوع بالضمة. "مدبرة": حال منصوبة

بالفتحة. "محطوطة": خبر ثالث مرفوع بالضمة."جدلت": فعل ماض مبني للمجهول، ونائب

ا تقديره: "هي" الفاعل ضمير مستتر فيه جواز� والتاء: للتأنيث ال محل لها. "شنباء": خبر خامس مرفوع بالضمة. "أنياب�ا": اسم منصوب بـ "شنباء"

على التشبيه بالمفعول به أو تمييز منصوب. وجملة "هي هيفاء عجزاء ... ": ابتدائية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "جدلت": في محل رفع خبررابع.

والشاهد فيه قوله: "شنباء أنياب�ا" حيث نصب "أنياب�ا"ا" بالصفة المشبهة "شنباء"، كلما نصب "وجه�

ا". بـ "حسن" في "حسن وجه� - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص9

/9، 511/ 7؛ وخزانة األدب 26/ 11؛ واألغاني 106 ؛196/ 1؛ والكتاب 28/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 363

؛ وبال نسبة في434/ 4، 579/ 3والمقاصد النحوية ؛11/ 6؛ واألشباه والنظائر 200أسرار العربية ص

؛458/ 1؛ وأمالي ابن الحاجب 105واالشتقاق ص ؛ وشرح591/ 3؛ وشرح األشموني 134/ 1واإلنصاف

249/ 1؛ ولسان العرب 358عمدة الحافظ ص .179/ 2 )ذنب(؛ والمقتضب 390)حبب(،

اللغة: الذناب: األطراف. أجب الظهر: بدون سنام،كناية عن الحاجة التي تعقب موته.

المعنى: إن هلك أبو قابوس، أجدب الجر وانقطع الرخاء عن الناس، وغدوا في عسرة من أمرهم وكدر

في عيشهم.

Page 354: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب: "ونأخذ": الواو: حرف عطف، و"نأخذ": فعل مضارع معطوف على فعل مضارع مجزوم في بيت

سابق، مجزوم مثله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن. ويجوز أن يكون مرفوع�ا، فتكون الواو

استئنافية، ومنصوب�ا فتكون الواو للمعية."بعده": ظرف زمان منصوب متعلق بـ "نأخذ"، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة.

"بذناب": جار ومجرور متعلقان بـ "نأخذ"، وهو مضاف. "عيش": مضاف إليه مجرور. "أجب": حال

منصوبة بالفتحة، أو مفعول به لفعل محذوف. "الظهر": اسم منصوب على التشبيه بالمفعول به.

"ليس": فعل ماض ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس" المحذوف. "سنام": اسم

"ليس" مرفوع. وجملة "نأخذ" ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "ليس له سنام": في محل جر نعت لـ "عيش". والشاهد فيه قوله: "أجب الظهر" حيث نصب

"الظهر" بـ "أجب" على الشبيه بالمفعول به في"حسن الوجة".

/1 - التخريج: الرجز لحميد األرقط في الكتاب 9؛ ولسان =174/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 197

(4/110)

وحسن وجهه قال الشماخ ]من الطويل[:� ... كميتا914 - أقامت على ربعيهما حارتا صفا

األعالي جونتا مصطالهماوحسن وجهه قال ]من الرجز[:

- ]أنعتها إني من نعاتها[ ... كوم الذري وادقة915سراتها

* * *__________ )وقى(.400/ 15 )رزن(، 179/ 13= العرب

اللغة: الالحق: الضامر. القرا: الظهر.ا بضمور البطن، ثم نفى أن المعنى: وصف فرس�ا عن الهزال بدليل أن ظهره يكون ضموره ناجم�

سمين. اإلعراب: "الحق": صفة مجرورة لموصوف مجرور

Page 355: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في بيت سابق، وهو مضاف. "بطن": مضاف إليها": جار ومجرور متعلقان بـ مجرور بالكسرة. "بقر�ا" مجرور بالكسرة المقدرة على "الحق"، فـ "قر�ا" األلف المحذوفة لفظ�ا. "سمين": صفة لـ "قر�

مجرورة بالكسرة. والشاهد فيه قوله: "الحق بطن" حيث أضاف "الحق"،

وهي الصفة المشبهة، إلى "بطن"، كما أضيف"حسن" إلى "وجه".

-307 - التخريج: البيت للشماخ في ديوانه ص 914 ؛ وشرح281/ 5؛ والدرر 293/ 4؛ وخزانة األدب 308

؛ والصاحبي في فقه اللغه ص7/ 1أبيات سيبويه ؛587/ 3؛ والمقاصد النحوية 199/ 1؛ والكتاب 210

/8؛ وبال نسبة في خزانة األدب 99/ 2وهمع الهوامع .141/ 1؛ والمقرب 222، 220

اللغة: الربعان: الدار والمنزل. الصفا: الصخر األملس، والجارتان هما األثفيتان. الكميت: اللون بين

األسود واألحمر. الجونة: السواد. المصطلى: موضعاحتراق النار.

اإلعراب: "أقامت": فعل ماض، والتاء: للتأنيث. "على ربعيهما": جار ومجرور متعلقان بـ "أقامت"، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر

باإلضافة. "جارتا": فاعل مرفوع باأللف ألنه مثنى،ا": مضاف إليه مجرور. "كميتا": وهو مضاف. "صف�

نعت "جارتا" مرفوع باأللف ألنه مثنى، وهو مضاف. "األعالي": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل. "جونتا": نعت "جارتا" مرفوع باأللف ألنه مثنى، وهو مضاف. "مصطالهما": مضاف إليه مجرور

بالكسرة المقدرة على األلف للتعذر، وهو مضاف،و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة.ا": ابتدائية ال محل لها وجملة "أقامت ... جارتا صف�

من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "جونتا مصطالهما" حيث أضاف الصفة المشبهة إلى اسم ظاهر مضاف إلى ضمير

صاحبها كما في "حسن وجهه". - التخريج: الرجز لعمر بن لجأ التيمي في915

/5؛ والدرر 221/ 8؛ وخزانة األدب 34األصمعيات ص .583/ 3؛ والمقاصد النحوية 289

اللغة: الضمير في "أنعتها" قال على اإلبل، وأنعتها: أصفها، ونعات: جمع ناعت. الكوم: جمع كوماء، مثل

Page 356: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نام. خضر جمع خضراء، والكوماء: الناقة العظيمة السالذرى: بضم الذال جمع ذروة، =

(4/111)

قال الشارح: اعلم أن هذه المسألة يجوز فيها عدة أوجه: فأولها "هذا رجل حسن وجهه، وكثير ماله"،

فهذا هو األصل, ألن الحسن إنما هو للوجه، والكثرة إنما هي للمال، ولذلك ارتفعا بفعلهما, وليس فيه

نقل، وال تغيير. والهاء في "وجهه"، و"ماله" هوالعائد إلى الموصوف الذي هو رجل.

الثاني: "مررت برجل حسن الوجه" باإلضافة وإدخال األلف والالم في المضاف إليه، وهو المختار بعد األول. وإنما كان المختار من قبل أنك لما نقلت

الفعل عن "الوجه"، وأسندته إلى ضمير الموصوف الذي كان متصال� بالوجه للمبالغة، ووجه المبالغة أنك

ا على جعلته حسن العامة بعد أن كان الحسن مقصور� الوجه؛ كان المختار اإلضافة وإدخال األلف والالم في

المضاف إليه. أما اختيار اإلضافة؛ فألن هذه الصفات المشبهة

بأسماء الفاعلين غير معتد بفعلها، ألن أفعالها غير مؤثرة كـ "ضارب" و"قاتل"، وإنما حدث لها هذابه بأسماء الفاعلين بعد أن صارت المعنى والش

أسماء�، وكانت غير مستغنية عن االسم الذي بعدها، فأضيفت إلى ما بعدها كسائر األسماء إذا اتصلت

بأسماء، نحو: "غالم زيد"، و"دار عمرو"، فلذلك اختير فيها اإلضافة؛ وأما اختيار األلف والالم في "الوجه"؛

فألنه إنما كان معرفة بإضافته إلى الهاء التي هي ضمير األول، فلما نزعوا ذلك الضمير، وجعلوه فاعال�

مستكنا، عوضوا عنه األلف والالم، لئال يخرج عنمنهاج األصل في التعريف.

ا"، فيحتمل وأما الثالث: وهو "هذا رجل حسن وجه�نصب "وجه" أمرين:

أحدهما: أنه منصوب بـ "حسن" على حد المفعول،كما يعمل "ضارب" في "زيد"

__________ = وهي أعلى السنام هنا. وادقة: من ودق: أي: دنا,

ألن اإلبل إذا سمنت دنت إلى األرض من سمنها،

Page 357: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يقال بعير وديق السرة أي: سمينها.افيها العارفين بها المعنى: يصف اإلبل، وهو من وص

جيد�ا. اإلعراب: "أنعتها": فعل مضارع مرفوع، و"ها": ضمير

متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "إني": حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل

نصب اسم "إن". "من نعاتها": جار ومجرور متعلقان بخبر "إن"، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر

مضاف إليه. "كوم": مفعول به لفعل محذوف تقديره: أخص، وهو مضاف. "الذرى": مضاف إليه

مجرور بكسرة مقدرة على األلف للتعذر. "وادقة�": حال منصوبة "سراتها": امم منصوب على التشبيه

بالمفعول به، وهو مضاف. و"ها": ضمير متصل مبنيفي محل جر مضاف إليه.

وجملة "أنعتها": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إني من نعاتها": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب، وكذلك جملة "أخص كوم الذرى". والشاهد فيه قوله: "وادقة� سراتها" حيث نصب "سراتها" بالصفة المشبهة "وادقة"، كما نصب

"وجهه" بـ "حسن" في "حسن وجهه".

(4/112)

إذا قلت: "هذا ضارب زيد�ا" على التشبيه به، كما رفع"الوجه" في قولك: "حسن وجهه" على التشبيه به. والثاني: أن يكون منصوب�ا على التمييز، كما تقول:

ا"، و"ما في السماء موضع "هذا أحسن منك وجه� راحة سحاب�ا"؛ ألنك بينت بـ "الوجه" موضع الحسن، كما بين "السحاب" نوع المقدار، وهو نكرة كما أنه

نكرة. فأما قوله ]من البسيط[:هيفاء مقبلة ... إلخ

البيت ألبي زبيد الطائي، والشاهد فيه نصب "أنياب�ا" بـ "شنباء" لما فيه من نية التنوين، إال أنه ال ينصرف،

فامتناع التنوين منه لعدم الصرف، ال لإلضافة، فهو كقولك: "هؤالء حواج بيت الله". وصف امرأة، قال:

ا أهيف- والهيف: ضمر إذا أقبلت رأيت لها خصر� البطن والخصر- وإذا أدبرت رأيت لها عجيزة مشرفة.

Page 358: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والمحطوطة: الملساء الظهر، يريد أنها غير متغضنة الجلد من كبر، وجدلت: أحكم خلقها من الجديل، وهو

زمام من أدم. الرابع: قولهم: "هذا حسن وجه". ومنه قولهم: "هو

حديث عهد بالنعمة". وهو مثل "حسن الوجه"، إالا، وألنه موضع أمن أنهم حذفوا األلف والالم تخفيف� فيه اللبس لعلم السامع أنه ال يعني من الوجوه إال

ف حسن�ا ألنه في نية وجهه، وألن الوجه ال يعر االنفصال. ويدل على تنكيره مع إضافته إلى المعرفة

جواز دخول األلف والالم عليه في قولهم: "مررتبالرجل الحسن الوجه". فأما قوله ]من الرجز[:

ا سمين الحق بطن بقر� البيت لحميد األرقط، والشاهد فيه إضافة "الحق" إلى "البطن" مع حذف األلف والالم، فهو بمنزلة

"حسن وجه". واعلم أن قوله "الحق بطن" وإن كان أصله اسم فاعل كـ "ضارب" و"خارج"، فإنما ذكر في هذا الباب النه أجري مجرى الصفة المشبهة، فقدر بـ "الحق بطنه"، كما قدر "حسن وجه" بـ "حسن وجهه" فـ "البطن" فاعل في المعنى كما أن "الوجه" فاعل في المعنى، واسم الفاعل ال يضاف إلى الفاعل. ال

تقول: "هذا ضارب زيد"، و"زيد" فاعل؛ ألن الشيء ال يضاف إلى نفسه، وليس كذلك الصفة, ألنها نقلتا النقل الذي ال يكون في اسم الفاعل. وصف فرس� بضمر البطن. والالحق: الضامر، وحقيقته أن يلحق

ا، ثم نفى أن يكون ضمره من بطنه ظهره ضمر�ا سمين". والقرا: الظهر. هزال، فقال: "بقر�

الخامس: قولهم: "هو حسن الوجه"، وذلك على رأيا"، فانتصاب "الوجه" هنا من يقول: "هو حسن وجه�

على التشبيه بالمفعول، وذلك ألنه لما أضمر الفاعل في الصفة؛ جعل الثاني كالمفعول، فصار بمنزلة

قولك: "هذا الضارب الرجل"، و"القائل

(4/113)

الحق". حملوا هنا الصفة على اسم الفاعل، فنصبوا بها، وإن كانت غير متعدية، كما حملوا اسم الفاعل على الصفة المشبهة، حيث قالوا: "مررت بالضارب الرجل". وإنما قلنا ذلك ألنه معرفة ال يحسن نصبه

Page 359: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على التمييز. وقد أجاز أبو علي، ومن وافقه، أن يكون منصوب�ا على التمييز، وإن كان فيه األلف

والالم، وذلك أنه قال: ال فرق بين دخول األلف والالما"، وإذا قد جاء وعدمها، لو قال: "هو حسن وجه�

"، و"أرسلها العراك"، "الجماء الغفير"، و"فاه إلى في فلم يمتنع من كون مثل هذا منصوب�ا على الحال؛ ألن

فائدته فائدة النكرة، فلم يمتنع أن يكون هذا منه، وهو وجة حسن لوال شناعة في اللفظ. فاقا قوله

]من الوافر[:ونأخذ بعده ... إلخ

فإن الشاهد فيه نصب "الظهر" مع األلف والالم بـ", ألنه في نية التنوين، ولو كان في غير نية "أجب التنوين النجر ما بعده باإلضافة. وصف النغمان بن

المنذر، وأنه إن هلك صار الناس بعده في أسوأ حال،، وهو كوا بمثل ذنب بعير أجب وأضيق عيش، وتمس الذي ال سنام له من الهزال، والذناب والذنابى: هو

الذنب. السادس: وهو قولك: "مررت برجل حسن وجهه"،

بإضافة "حسن" إلى "وجهه"، كما تقول: "حسن (، قال: شبهوه بـ "حسن1الوجه" أجازه سيبويه )

الوجه"، يعني جعلوا اإلضافة معاقبة لأللف والالم. قال: وهو رديء، يعني أنه قد جاء عن العرب مع رداءته، وذلك أن األصل "كان زيد حسن وجهه"،

فالهاء تعود إلى "زيد"، فنقلت الهاء إلى الصفة، وصارت الصفة مسندة إلى عامة بعد أن كانت مسندة

إلى خاصة، واستكن الضمير في الصفة، وصار مرفوع الموضع بفعله، بعد أن كان مجرور الموضع باإلضافة، فال يحسن إعادتها مع إسناد الصفة إليها؛ ألن أحدهما

كاف، فلذلك كان رديئ�ا. ووجه جوازه جعل الضمير مكان األلف والالم, ألنهما يتعاقبان، وبقي الضمير األول على حاله، فعاد إلى

األول ضميران: أحدهما مرفوع، واآلخر مجرور بمنزلة قولك: "زيد ضارب غالمه"، ففي "ضارب" ضمير يعود

إلى "زيد" مرفوع، وفي "الغالم" ضمير يعود إليهمجرور. وأنشد ]من الطويل[:

خامى قد كب فيهما ... بحقل الر ج الر أمن دمنتين عرعفا طلالهما

ا ... كميتا األعالي أقامت على ربعيهما جارتا صف�جونتا مصطالهما

Page 360: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

البيتان للشماخ، والشاهد في البيت الثاني في قوله: "جونتا مصطالهما" فـ "جونتا" مثنى بمنزلة "حسنا"،

وقد أضيف إلى "مصطالهما"، فـ "مصطالهما" بمنزلة"وجوههما"__________

.199/ 1( الكتاب: 1)

(4/114)

إذا قلت: "جاءني رجالن حسن�ا وجوههما"، فالضمير الذي في "مصطالهما" يعود إلى قوله "جارتا صفا".

أعاده بعد وإسناد الصفة إليه، فلذلك كان رديئ�ا. يصففا: الجبل؛ ألن األثفيتين تبنى في أصل األثافي، والص

الجبل في موضعين، والجبل الثالث. وقوله: "كميتا األعالي" يعني أن أعالي األثفيتين لم تسود لبعدها

عن مباشرة النار، فهي على لون الخيل. وقوله: "جونتا مصطالهما" يعني مسودتا المصطلى، وهو

موضع الوقود منهما. وقد أنكر بعض النحويين هذا االستدالل، وزعم أن

الضمير من "مصطالهما" غير عائد إلى "الجارتين"، إنما يعود إلى "األعالي"، كأنه قال: "كميتا األعالي جونتا مصطلى األعالي"، فهو بمنزلة: "زيد حسن

وجه األخ جميل وجه األخ". وذلك جيد بال خالف. ويجوز أن تكني عن "األخ"، فتقول: "زيد حسن وجه

االخ جميل وجهه"، والهاء تعود إلى "األخ" ال إلى "زيد"، فإن أعدته إلى "زيد"، لم يجز، وإن أعدته إلى

"األخ"؛ جاز. كذلك قوله: "كميتا األعالي جونتا مصطالهما" إن أعدته إلى "األعالي" جاز، وإن أعدته

إلى "الجارتين"، لم يجز. فإن قلت: كيف يجوز أن يعود الضمير إلى "األعالي" وهو جمع، والمضمر مثنى، والضمير إنما يكون على حسب ما يرجع إليه؟ قيل: "األعالي" هنا في موضع

"األعليين"، وذلك أن الجمع في هذا النحو معناه ( والحقيقة1التثنية، كقوله تعالى: }صغت قلوبكما{ )

قلبان, ألنه ال يكون لكل واحد إال قلب واحد، فجاز أن يعود إليه الضمير مثنى على األصل، ونحوه قول

الشاعر ]من الوافر[: متى ما تلقني فردين ترجف ... روانف أليتيك

Page 361: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(2وتستطارا ) فرد الضمير في "تستطارا" إلى "الرانفتين" على

األصل. واألول: مذهب سيبويه، واستدالله صواب؛ ألنه

الظاهر، وما ذكرناه تأويل على خالف الظاهر، واألخذبالظاهر هو الوجه.

السابع: قولهم: "مررت برجل حسن وجهه"، بنصب "الوجه" مع إضافته إلى ضمير الموصوف وانتصابه

على التشبيه بالمفعول به، ومن نصب الوجه في قولهم: "مررت برجل حسن الوجه" على التمييز

نصب هذا على التمييز، فلم يعتد بتعريفه, ألنه قد علم أنهم ال يعنون من الوجوه إال وجه المذكور،

وأنشد قولهم ]من الرجز[:أنعتها إني من نغاتها ... كوم الذرى وادقة� سراتها )

3)__________

.4( التحريم: 1).275( تقدم بالرقم 2)( تقدم منذ قليل.3)

(4/115)

هكذا أنشده أبو عمر الزاهد بكسر التاء من "سراتها"، جعله منصوب�ا بـ "وادقة"، فهو مثل "زيد حسن

وجهه". ويجوز إدخال األلف والالم على الصفة، ويجوز فيها بعد أكثر الوجوه المتقدمة، فتقول: "مررت بالرجل

الحسن وجهه" برفع "الوجه" هنا كما كنت ترفعهقبل، و"مررت بالرجل الحسن الوجه". قال سيبويه )

(: وليس في العربية مضاف تدخل عليه األلف1 والالم غير المضاف إلى المعرفة في هذا الباب،

ا والعلة في جواز ذلك أن اإلضافة ال تكسوها تعريف�ا إذ كانت في تقدير االنفصال، وإن لم وال تخصيص�ا؛ لم تمنعها من دخول األلف تكسها اإلضافة تعريف�

والالم عليها إذا احتيج إلى التعريف. وتقول: "مررتا" على التمييز، ا"، فتنصب "وجه� بالرجل الحسن وجه� أو التشبيه بالمفعول به، كما كان ينصب قبل دخول

األلف والالم مع التنوين. وال يجوز أن تقول: "مررت

Page 362: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالرجل الحسن وجه"، كما جاز "حسن وجه"، كرهوا أن تضاف المعرفة في اللفظ إلى نكرة، إذ كان في ذلك تناقض في الظاهر مع أنه مخالف لسائر أبواب

العربية. وتقول: "مررت بالرجل الحسن الوجه" (: وهي عربية جيدة،2بنصب الوجه. قال سيبويه )

تنصبه مع األلف والالم كما كنت تنصبه مع التنوين إذا قلت: "حسن الوجه"؛ ألن األلف والالم بدل من

التنوين. قال الشاعر ]من الوافر[: - فما قومي بثعلبة بن سعد ... وال بفزارة916

الشعر الرقابا__________

.199/ 1( الكتاب 1).201/ 1( الكتاب 2)

- التخريج: البيت لحارث بن ظالم في األغاني916 ؛ وشرح258/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 119/ 11

؛201/ 1؛ والكتاب 1335/ 3اختيارات المفضل ؛ وبال161/ 4؛ والمقتضب 609/ 3والمقاصد النحوية

.492/ 7نسبة في خزانة األدب اللغة: ثعلبة بن بكر: األشهر هو ثعلبة بن سعد بنعر: جمع ذبيان، وفزارة: هو فزارة بن ذبيان. الش

أشعر وهو الكثير الشعر. المعنى: يتنصل الشاعر من أن يكون قومه من نسب

سعد بن ذبيان، فهم ليسوا من بني ثعلبة بن سعد، وال من بني فزارة بن سعد، ويصف بني فزارة بغزارة

الشعر في رقابهم وهذا دليل غباء، كما كانوايعتقدون.

اإلعراب: "فما": بحسب ما قبلها، "ما": نافية تعمل عمل "ليس". "قومي": اسم "ليس": مرفوع بالضمة

المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "بثعلبة": الباء: حرفا جر زائد، "ثعلبة": اسم مجرور لفظ�ا بالفتحة عوض� عن الكسرة ألنه ممنوع من الصرف، منصوب محال�

على أنه خبر "ما". "ابن": صفة مجرورة بالكسرة."سعد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وال":

الواو: حرف عطف، "ال": زائدة لتوكيد النفي. "بفزارة": الباء: حرف جر زائد، "فزارة": اسم مجرور

لفظ�ا بالفتحة نيابة عن الكسرة ألنه ممنوع منالصرف، منصوب محال� =

(4/116)

Page 363: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يروى: "الشعرى" بألف، وهو مؤنث "األشعر" كـ "الكبرى". ويروى: "الشعر" بغير ألف، وهو جمع

"أشعر"، كـ "أحمر وحمر". فمن أنث أراد القبيلة، ومن جمع أراد كل واحد منهم هذه صفته. وكانت

عر؛ كأنه يهجوهم بكثرة العرب تمدح الجلى وخفة الشعرى رقابا" من غير شعر القفا والوجه. وينشد: "الش

ألف والم، و"الرقابا" باأللف والالم. فمن قال: "الرقابا" باأللف والالم، كان كـ "الحسن الوجه"، ومن

ا". قال: "رقابا" كان كـ "الحسن وجه� وتقول: "مررت بالرجل الحسن الوجه" برفع

"الوجه"، وفيه نظر لخلوه من العائد، وهذه الصفات إنما عملها في ضمير الموصوف، أو فيما كان من

سببه، وجوازه عند الكوفيين على تنزيل األلف والالم منزلة الضمير، فيكون قولهم: "الحسن الوجه" بمنزلة

ا من "الحسن وجهه". ويتأولون قوله تعالى: }فأما طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأم

من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن ( على أن المراد: مأواه، والذي1الجنة هي المأوى{ )

عليه األكثر أنه على حذف العائد للعلم بموضعه. والمراد: "مررت بالرجل الحسن الوجه منه"، وكذلك

ا اآلية، أي: "المأوى له"، والعائد قد يحذف تخفيف� للعلم به، وموضع حذفه الصلة للطول، نحو: }أهذا

( } ( وقد يحذف من الصفة من2الذي بعث الله رسوال� (: "الناس رجالن؛3نحو ما حكاه سيبويه من قولهم )

رجل أكرمت، ورجل أهنت"، والمراد: أكرمته، وأهنته،وأنشد ]من الوافر[:

- فما أدري أغيرهم تناء ... وطول العهد أم مال917أصابوا

__________ = ألنه معطوف على "ثعلبة". "الشعر": صفة مجرورة

بالكسرة. "الرقابا": مفعول به منصوب بالفتحة للصفة المشبهة بالفعل "الشعر"، ويمكن إعرابه

ا على رأي من يجيز أن يكون التمييز معرفة. تمييز� والشاهد فيه قوله: "الشعر الرقابا" حيث نصب بجمع "أفعل" التفضيل مفعوال� به، مستدال� على أنه إذا كان

الجمع "الشعر" قد نصب، فالمفرد "األشعر" أولىبالعمل ألن الجمع يباعده عن مشابهة الفعل.

.41 - 37( النازعات: 1)

Page 364: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.41( الفرقان: 2).87/ 1( انظر: الكتاب 3)

- التخريج: البيت للحارث بن كلدة في األزهية917؛ ولجرير365/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 137ص

؛ وليس في ديوانه؛ وبال60/ 4في المقاصد النحوية .121نسبة في الرد على النحاة ص

اللغة: التنائي: التباعد. اإلعراب: "فما": الفاء: بحسب ما قبلها، "ما": حرف

نفي. "أدري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "أغيرهم": الهمزة: لالستفهام.

"غير": فعل ماض، و"هم ": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "تناء": فاعل مرفوع.

"وطول": الواو: حرف عطف، "طول": معطوف على "تناء" مرفوع، وهو مضاف. "العهد": مضاف إليه

مجرور. "أم": حرف عطف. "مال": معطوف على "طول"."أصابوا": فعل ماض، والواو: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل، واأللف: فارقة. =

(4/117)

أراد أصابوه، فحذف الهاء وهو يريدها. وقد يحذف منا، وهو قليل. قال الشاعر ]من الرجز[: الخبر أيض�

قد أصبحث أم الخيار تدعي ... على ذنب�ا كله لم أصنع(1)

أراد: أصنعه، والكثير حذفه من الصلة للطول، ثم حذفه من الصفة في الحسن بعد األول، تشبه الصفة

بالصلة من حيث كانت الصفة والموصوف كالشيء الواحد، وهو في الخبر قليل. فأما قوله تعالى.

(، فقال بعضهم:2}جنات عدن مفتحة� لهم األبواب{ ) إن األلف والالم أغنت عن المضمر العائد، إذ كانت

معاقبة لإلضافة، والمراد: أبوابها. وهو ضعيف، إذ لو جاز مثل هذا، لجاز "جاءني الذي قام الغالم" على

إرادة "غالمه". وذلك ال يجوز بال خالف. وقال قوم - وهو رأي أكثر البصريين- إن العائد محذوف، والمراد: مفتحة� لهم األبواب منها. واختيار أبي علي أن تكون

الصفة مسندة إلى ضمير الموصوف، فيكون على هذا في "مفتحة" ضمير "الجنات", ألنه يقال: "فتحت

الجنات"، إذا فتحت أبوابها. وفي التنزيل: }وفتحت

Page 365: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ماء فكانت أبواب�ا{ ) (، وتكون "األبواب" مرتفعة3الس على البدل من الضمير في "مفتحة" بدل البعض من

الكل، بمنزلة قوله تعالى: }ولله على الناس حج( } (. وقد أنشدوا بيت4البيت من استطاع إليه سبيال�

امرئ القيس ]من الطويل[: - كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير918

الماء غير محلل__________

= وجملة "ما أدري" بحسب ما قبلها. وجملة "أغيرهم تناء": سدت مسد مفعولي "أدري". وجملة "أصابوا":

في محل رفع نعت "مال". والشاهد فيه قوله: "مال أصابوا" حيث حذفت الهاء من الفعل لوقوع الجملة نعت�ا "أصابوا". وهذا جائز،

والتقدير: "مال أصابوه"..245( تقدم بالرقم 1).50( ص:2) . وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر19( النبأ: 3)

؛ والنشر412/ 8ونافع وغيرهم. انظر: البحر المحيط ؛ ومعجم القراءات364/ 2في القراءات العشر

.47 - 46/ 8القرآنية .97( آل عمران: 4)

- التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص918 )حلل(،169/ 11 )نمر(، 236/ 5؛ ولسان العرب 16 )قنا(.205/ 15

اللغة والمعنى: المقاناة والمقناة: الموضع الظليل ال تطلع الشمس عليه. نمير الماء: طيبه. أراد. إنها

عذراء يضاء مصفرة ال تراها الشمس، يقدم لها الماءالطيب.

اإلعراب: "كبكر": جار ومجرور متعلقان مما تقدم، وهو مضاف: "المقاناة": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

"البياض": نعت مجرور بالكسرة. "بصفرة": جار ومجرور متعلقان بما تقدم. "غذاها": فعل ماض

مبني على الفتح المقدر على األلف للتعذر، و"ها":ضمير متصل مبني في محل نصب =

(4/118)

Page 366: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على ثالثة أوجه: الجر، والنصب، والرفع، فالجر كقولك: "الحسن الوجه"، والنصب كقولك: "الحسن الوجه " على التشبيه بالمفعول به، والرفع كقولك:

"الحسن الوجه" على ما ذكرناه من إرادة العائد.فاعرفه.

__________ = مفعول به. "نمير": فاعل مرفوع بالضمة، وهو

مضاف. "الماء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "غير": حال منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "محلل": مضاف

إليه مجرور بالكسرة.وجملة "غذاها": في محل جر صفة لبكر.

والشاهد فيه قوله: "المقاناة البياض" على أنه يروى بثالثة أوجه: الجر، كقولك: "الحسن الوجه" كما رأينا

في اإلعراب، والنصب، كقولك: "الحسن الوجه" على التشبيه بالمفعول به، والرفع، كقولك: "الحسن

الوجه".

(4/119)

أفعل التفضيلفصل ]صياغته[

قال صاحب الكتاب: قياسه أن يصاغ من ثالثي غير مزيد فيه ليس مما ليس بلون وال عيب, ال يقال في

"أجاب", و"انطلق", وال في "سمر" و"عور": هو أجوب منه وأطلق وال أسمر منه وأعور، ولكن يتوصل

إلى التفضيل في نحو هذه األفعال بأن يصاغ أفعل مما يصاغ منه ثم يميز بمصادرها كقولك: هو أجود

.� منه جوابا�، وأسرع انطالقا�، وأشد سمرة وأقبح عورا* * *

قال الشارح: اعلم أن هذا البناء ال يكون إال من فعل ثالثي دون ما زاد عليه، وكذلك بناء "أفعل" التعجب،

نحو: "ما أفعله! " و"أفعل به! " فكل ما ال يجوز فيه، "ما أفعله" ال يجوز فيه: "هذا أفعل من هذا". وإنما

جرى "هذا أفعل من هذا" مجرى التعجب؛ التفاقهما في اللفظ وتقاربهما في المعنى. أما اللفظ

فبناؤهما على "أفعل"، فكما ال يكون "أفعل" في التعجب مما زاد على الثالثة، فكذلك ال يكون هذا في

باب "أفعل من هذا"؛ الستحالة أن يكون هذا البناء

Page 367: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مما زاد على الثالثة؛ ألن ذلك إنما يكون بهمزة زائدة أوال� وثالثة أحرف أصول بعدها، فلو رمت بناء مثل

ذلك مما زاد على الثالثة، لزمك أن تحذف منه شيئ�ا،ا ال بناء�؛ وأما المعنى فألنه تفضيل فيكون حينئذ هدم� كما أنه تفضيل، أال ترى أنك إذا قلت: "ما أعلم زيد�ا!ا بأنه فاق أشكاله، وإذا قلت: "زيد أعلم " كنت مخبر�

مو عليه. بق والس من عمرو"؛ فقد قضيت له بالس ( اعتل للمنع1فأما األلوان والعيوب، فإن الخليل )

منه بأن األلوان والعيوب تجري مجرى الخلق، نحو:جل"، فكما ال تقول: "ما أيداه! " وال "ما "اليد" و"الر

أرجله! " لبعده عن الفعل، فكذلك ال تقول: "ما أسوده! "، وال "ما أعوره! "؛ ألنهما معان الزمة تجري

مجرى الخلق، وكما ال يجوز: "ما أسوده! " وال "ما أعوره! " ال يجوز "هذا أسود من هذا" وال "هذا أعور".

وبعضهم احتج بأن أصلها يرجع إلى ما زاد علىالثالثة، نحو:

__________.98/ 4( الكتاب 1)

(4/120)

"اسواد"، و"اسود"، و"اعوار"، و"اعور"، وأما "حول"،،" و"عور"، و"صيد البعير" فمنقوصات من "احوال و"اعوار"، فهي في الحكم زائدة على الثالثة يدل

على ذلك صحة الواو والياء فيها. ولوال مالحظة األصل، لقلت: "عار"، و"حال"، و"صاد". أال ترى أن في هذه األفعال ما في "خاف"، و"هاب"، ونحوهما من موجب القلب واإلعالل. فعلى هذا ال تقول من

"أجاب"، و"انطلق": "هذا أجوب من هذا"، وال "أطلق منه"؛ ألن فعليهما زائدان على الثالثة، أال ترى أن

الهمزة في أول "أجاب" زائدة، والهمزة والنون من "انطلق" زائدتان. فإذا أردت التفضيل من ذلك أو

التعجب، جئت بفعل ثالثي يفيد شدة ذلك األمر وثباته، وتنصب مصادر تلك األفعال المقصودة

بالتفضيل أو التعجب بوقوع تلك األفعال عليها، وذلكا من غيره، وأجود جواب�ا"، نحو: "هذا أسرع انطالق�

وهذا معنى قوله: "يتوصل إلى التفضيل بأن يصاغ أفعل مما يصاغ منه"، أي من األفعال الثالثية، "ثم

Page 368: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تميز بمصادرها"، أي: تبين المعنى المراد تفضيله،ا"، ومن الكرم: فتقول من اإلكرام: "هو أشد إكرام�

"هو أكرم ". وكذلك تقول: "هو أشد سمرة منه"، وال تقول: "هو أسمر من فالن"، إال إذا أردت معنى

ا"، وال تقول: "هو أعور المسامرة، "وهو أقبح عور� من هذا"، وكذلك األلوان، ال تقول: "هو أحمر من هذا"، وأنت تريد الحمرة، فإن أردت معنى البالدة،

جاز، وال تقول "هو أبيض من البياض"، فإن وصفتا بكثرة البيض، جاز، وعلى ذلك فقس. طائر�

فصل ]ما شذ منه[ قال صاحب الكتاب: ومما شذ من ذلك: "هو أعطاهم

للدينار والدرهم، وأوالهم للمعروف"، و"أنت أكرم لي من زيد", أي أشد إكراما�، و"هذا المكان أقفر من

�، و"هذا الكالم أخصر", وفي غيره" أي: أشد إقفارا ( , و"أحمق من1أمثالهم "أفلس من ابن المذلق" )

(.2هبنقة" )* * *

__________ ؛ والدرة107/ 2( ورد المثل في جمهرة األمثال 1)

؛ ومجمع277؛ والمرصع ص 332، 327/ 1الفاخرة . وابن المذلق:275/ 1؛ والمستقصى 83/ 2األمثال

رجل من عبد شمس بن سعد بن زيد مناة لم يكن يجد بيتة ليلة واحدة، وآباؤه وأجداده كانوا معروفين

باإلفالس. ؛ وثمار280( ورد المثل في األلفاظ الكتابية ص 2)

؛ والدرة385/ 1؛ وجمهرة األمثال 143القلوب ص ؛ والعقد الفريد138/ 2؛ وزهر األكم 135/ 1الفاخرة

)هبنق(؛ ومجمع365/ 10؛ ولسان العرب 71/ 3.85/ 1؛ والمستقصى 217/ 1األمثال

وهبنقة: هو يزيد بن ثروان أحد بني قيس بن ثعلبة.

(4/121)

قال الشارح: اعلم أن سيبويه يجيز بناء "أفعل" منا، نحو: "ما أكرم زيد�ا! " من كل فعل ثالثي قياس�

"كرم" و"ما أضرب محمد�ا! " من "ضرب"، و"ما أعلما مما كان ا! " من "علم". وبعضهم يجيزه أيض� جعفر�

Page 369: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

من "أفعل"، وهو مذهب سيبويه، وذلك قولهم: "هو أعطاهم للدينار والدرهم، وأوالهم للمعروف"، و"أنت

ا، و"المكان أقفر أكرم لي من زيد"، أي: أشد إكرام� من غيره"، إنما هو من "أقفر". ومن ذلك المثل

السائر: "هو أفلس من ابن المذلق"، وهو رجل من بني عبد شمس فقير مدقع ما كان يحصل على بيت

ليلة�، وآباؤه وأجداده كذلك، قال الشاعر ]منالطويل[:

ا ونصرها ... كراجي الندى919 - فإنك إذ ترجو تميم�والعرف عند المذلق

ومنه المثل اآلخر: "أحمق من هبنقة". وهبنقة: لقب ذي الودعات، واسمه يزيد بن ثروان بن قيس بن

ثعلبة، وكان يضرب به المثل في الحمق. قال الشاعر]من الخفيف[:

- عش بجد وكن هبنقة القيـ ... ـسي أو مثل920شيبة بن الوليد

__________ /25 - التخريج: البيت بال نسبة فى تاج العروس 919 ؛ والدرة الفاخرة107/ 2 )ذلق(؛ وجمهرة األمثال 324

/1؛ والمستقصى 277؛ والمرصع ص 332، 327/ 1.83/ 2؛ ومجمع األمثال 275

اللغة والمعنى: تميم: قبيلة عربية، الندى: المعروف.العرف: العطية. المذلق: اسم شخص.

ا إن من يرجو نصر تميم، كمن يرجر عطاء ومعروف�من هذا الفقير المدقع.

اإلعراب: "فإنك": الفاء: بحسب ما قبلها، "إن": حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير متصل مبني في محل

نصب اسم "إن"."إذ": ظرف زمان لما مضى مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق باسم الفاعل

"راجي". "ترجو": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا

ا": مفعول به منصوب بالفتحة. تقديره: أنت. "تميم� "ونصرها": الواو: واو المعية، "نصر": مفعول معه

منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "كراجي": الكاف:

اسم بمعنى مثل مبني في محل رفع خبر "إن"، وهو مضاف، "راجي": مضاف إليه مجرور بالكسرة

المقدرة على الياء للثقل، وهو مضاف. "الندى": مضاف إليه مجرور بالكسرة مقدرة على األلف

Page 370: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

للتعذر. "والعرف": الواو: للعطف، "العرف": اسم معطوف على "الندى" مجرور بالكسرة. "عند": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو

مضاف. "المذلق": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "إنك كراجي": بحسب الفاء. وجملة "ترجو":

في محل جر مضاف إليه. والشاهد فيه قوله: "عند المذلق" حيث أكد أن المذلق

معروف بالفقر.د يحيي بن المبارك920 - التخريج: البيت ألبي محم

)عجه(؛ وتاج513/ 13اليزيدي في لسان العرب العروس )هبنق( )عجه(؛ وبال نسبة في لسان العرب

)هبنق(.536/ 10اللغة والمعنى: هبنقة وشيبة: رجالن أحمقان.

يسخر الشاعر من مهجوه، فيطلب إليه أن يحيا أحمقكهذين الرجين.

اإلعراب: "عش": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "بجد": جار ومجرور متعلقان بـ "عش"، أو بمفعول مطلق مقدر.

"وكن": الواو: حرف عطف، "كن": فعل =

(4/122)

وكان أبو الحسن األخفش يجيز بناء "أفعل من كذا" من كل فعل ثالثي لحقته زوائد قلت أو كثرت، كـ "استفعل"، و"افتعل"، و"انفعل"؛ ألن أصلها ثالثة أحرف. قال: وإنما قالوا: "ما أعطاه للمال، وأواله للخير"؛ ألنه ثالثي األصل، وهذا المعنى موجود في "انطلق"، ونحوه مما فيه زيادة، وتابعه أبو العباس المبرد. وهو فاسد، وذلك من قبل أن ما في أوله

همزة يجوز استعماله بغير همزة، ثم تدخل الهمزةللنقل وغيره، نحو قول امرئ القيس ]من الطويل[:

- وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي921أو مساويك إسحل

وإذا كان أصله أن يستعمل بغير همزة، وإنما الهمزة داخلة عليه، فجاز أن يعتقد عدم دخولها، وتقدر

الهمزة محذوفة غير موجودة، وليس كذلك "استخرج"، و"انطلق"، فإن الكلمة منهما صيغت على

هذا البناء، فافترق أمرهما، فلم يجز أن يقاس على

Page 371: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________ = أمر ناقص مبني على السكون، واسمه ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "هبنقة": خبر "كان"

منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "القيسي": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أو": حرف عطف. "مثل": اسم معطوف على "هبنقة" منصوب بالفتحة، وهو مضاف.

ا عن "شيبة": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوض� الكسرة ألنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.

"ابن": صفة مجرورة بالكسرة، وهي مضافة "الوليد":مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "عش": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب،وعطف عليها جملة "كن".

والشاهد فيه قوله: "كن هبنقة القيسي" توكيد�اللمثل في حمقه.

- التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص921 /2؛ وحاشية يس 543، 363؛ وجمهرة اللغة ص 17 )سحل(،331/ 11 )سرع(، 153/ 8؛ ولسان العرب 85.58/ 3 )ظبا(؛ والمنصف 24/ 15 )شئن(، 232/ 13

اللغة والمعنى: تعطو: تتناول، وتعطو إليه يدها: ترفعها إليه. الرخص: اللين الناعم. الشثن: الغليظ

الخشن. األساريع: جمع األسروع وهو دود أبيض لها رؤوس حمر تشبه بها أصابع النساء. المساويك: جمع

مسواك وهو عود لتنظيف األسنان. اإلسحل: شجريستاك بفروعه.

يصفها بالليونة والدعة، فهي تمد إليه يد�ا لينة ناعمة تشبه ساق الغزال الناعمة، أو أغصان شجرة اإلسحل

الناعمة الطرية. اإلعراب: "وتعطو": الواو: بحسب ما قبلها، "تعطو": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو للثقل،ا تقديره: هي: "برخص": وفاعله ضمير مستتر جواز�

جار ومجرور متعلقان بـ "تعطو". "غير": صفة مجرورة بالكسرة، وهي مضافة."شثن": مضاف إليه

مجرور بالكسرة."كأنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "كأن"

"أساريع": خبر "كأن" مرفوع بالضمة، وهو مضاف "ظبي": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أو": حرف

عطف. "مساويك": كمعطوف على "أساريع" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "إسحل": مضاف إليه مجرور

بالكسرة.

Page 372: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجملة "تعطو": بحسب الواو. وجملة "كأنه أساريع":في محل جر صفة لـ "رخص".

والشاهد فيه قوله: "وتعطو"، حيث استعمل الفعل"أعطى" بدون همزة.

(4/123)

"أعطى" و"أولى"، وبابه. فعلى هذا يكون قولهم: "هو أعطاهم للدينار، والدرهم، وأوالهم للخير" شاذا

من جهة االستعمال ال القياس. فأما قول الشاعر]من الرجز[:

- جارية في درعها الفضفاض ... أبيض من أخت922بني إباض

وقول اآلخر ]من البسيط[: - إذا الرجال شتوا واشتد أكلهم ... فأنت923

أبيضهم سربال طباخ__________

- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص922 ؛ وبال نسبة في األشباه233/ 8؛ وخزانة األدب 176

)بيض(،122/ 7؛ ولسان العرب 81/ 2والنظائر .691/ 2ومغني اللبيب

اللغة: الجارية: الفتية من النساء. درعها: قميصها. الفضفاض: الواسع. بنو أباض: قوم اشتهروا ببياض

بشرتهم.ا المعنى: هذه المرأة البيضاء الفتية، تلبس قميص�

ا من بني أباض. واسع�ا، أكثر بياض� اإلعراب. "جارية": خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هى" مرفوع بالضمة. "في درعها": جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ "جارية"، و"ها": ضمير متصل في

محل جر باإلضافة. "الفضفاض": صفة مجرورة بالكسرة. "أبيص": خبر ثان مرفوع بالضمة. "من

أخت": جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أبيض"."بني": مضاف إليه مجرور بالياء ألنه ملحق

بجمع المذكر السالم. "أباض": مضاف إليه مجروربالكسرة.

وجملة "هي جارية": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "أبيض" حيث جاء بأفعل التفضيل

من البياض، وهذا ما يجيزه الكوفيون في البياض

Page 373: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والسواد، ويأباه البصريون. - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص923 )بيض(؛ وبال نسبة في124/ 7؛ ولسان العرب 18

؛92/ 1؛ وأمالى المرتضى 139/ 8األشباه والنظائر )بيض(،123/ 7؛ ولسان العرب 230/ 8وخزانة األدب

.73/ 1 )عمى(؛ والمقرب 96/ 15 اللغة: شتوا: دخلوا في الشتاء. اشتد: صار شديد�ا

ا. السربال: القميص، أو كل ما لبس. عسير�ا إياه بالبخيل الشحيح، المعنى: يهجو أحدهم واصف�

فيقول: عندما يدخل الناس في فصل الشتاء، ويعسرا، عليهم إيجاد ما يأكلونه، تكون أنت أكثر الناس شح�

فطباخك ال يعمل، بل تبقى مالبسه بيضاء؛ ألنك التولم ألحد، وال تطبخ شيئ�ا.

اإلعراب: "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان، يتضمن معنى الشرط، متعلق بالجواب. "الرجال":

فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف تقديره )شتا(. )شتوا(: فعل ماض مبنى على الضم المقدر على األلف المحذوفة اللتقاء الساكنين، والواو: ضمير

متصل في محل رفع فاعل. "واشتد": الواو: حرف عطف، "اشتد": فعل ماض مبني على الفتح.

"أكلهم": فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "فأنت": الفاء: رابطة لجواب الشرط، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

"أبيضهم": خبر مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "سربال": تمييز منصوببالفتحة. "طباخ": مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة "إذا الرجال شتوا ... ": الشرطية ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "شتا الرجال": في

محل جر =

(4/124)

فمن اعتل بأن المانع من التعجب من األلوان أنهاجل"، معان الزمة كالخلق الثابت، نحو: "اليد"، و"الرا واستعماال� عنده، ومن فهذان البيتان شاذان قياس�

علل بأن المانع من التعجب كون أفعالها زائدة على ( وأصحابه من1الثالثة، فهما شاذان عند سيبويه )

ا القياس فإن أفعالها جهة القياس واالستعمال؛ أم

Page 374: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ليست ثالثية على "فعل"، وال على "أفعل"، إنما هو "افعل"، و"افعال"، وأما االستعمال فأمره ظاهر.

وأما عند أبي الحسن األخفش والمبرد، فإنهما ونحوهما شاذان من جهة االستعمال صحيحان من

جهة القياس؛ ألن أفعالها ثالثية بزيادة، فجاز تقديرحذف الزوائد.

فصل ]اسم التفضيل مما ال فعل له[ قال صاحب الكتاب: وقد جاء "أفعل" وال فعل له،

قالوا: أحنك الشاتين, وأحنك البعيرين، وفي أمثالهم(.2آبل من حنيف الحناتم )

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن "أفعل من كذا" ال

يصاغ إال مما يصاغ منه فعال التعجب، وقد قالوا: "أحنك الشاتين"، و"أحنك البعيرين" مشتق من

"الحنك"، وهو ما تحت الذقن، والقياس يأبى ذلك، والذي سوغه أن المراد بقولهم: "أحنك الشاتين"

، فكأنهم قالوا: "آكل الشاتين" ألن اآلكل أكثرهما أكال�ك حنكه، فلما كان المراد به حركته عند األكل ال يحر

عظمهما؛ استعملوه استعمال ما هو في معناه. وأما قولهم: "آبل من حنيف الحناتم"، فـ "حنيف" هذا رجل من بني تيم الالت بن ثعلبة، فالمراد به الحذق في رعي اإلبل، والعلم بذلك. ومن كالمه

رف، وتربع الدال على أبالته قوله: "من قاظ الشمان، فقد أصاب المرعى". الحزن، وتشتى الص

والشرف: في بالد بني عامر، والحزن: من زبالةمصعد�ا في بالد نجد، والصمان: في

__________ = باإلضافة. وجملة "شتوا": تفسيرية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "اشتد": معطوفة على جملة "شتوا" ال محل لها. وجملة "فأنت أبيضهم": جواب شرط غير

جازم ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "أبيضهم" حيث اشتق أفعل

التفضيل من اللون األبيض، واأللوان عادة ال تستخدما، أو أشد، في التفضيل مباشرة بل يقال )أكثر بياض�

أو أنصع ...(..97/ 1( الكتاب 1) ؛ وجمهرة107( ورد المثل في ثمار القلوب ص 2)

؛ ومجمع70/ 1، والدرة الفاخرة 200/ 1األمثال

Page 375: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.1/ 1؛ والمستقصى 86/ 1األمثال وآبل: بين اإلبالة، وهو البصير باإلبل ومعالجتها.

وحنيف الحناتم رجل من بني تيم الالت بن ثعلبة كانشديد الكبر والفخر.

(4/125)

(: الصمان موضع1بالد بني تميم. قال الجوهري ) إلى جنب رمل عالج. وبناء "أفعل" من هذا أسهل

ا مما قبله, ألنه مأخوذ من قولهم: "أبل الرجل" أمر� بالكسر "يأبل" "أبالة" مثل "شكس شكاسة�"، فهو

آبل، أي: حاذق بمصلحة اإلبل، فهو مأخوذ من فعل، وتصرفوا ثالثي، كأنهم اشتقوا من لفظ اإلبل فعال�

فيه كسائر األفعال، وأصل هذا المثل.

فصل ]قياسه وشذوذه[ قال صاحب الكتاب: والقياس أن يفضل على الفاعل

دون المفعول وقد شذ نحو قولهم أشغل من ذات (، وهو أعذر منه3(، وأزهى من ديك )2النحيين )

وألوم وأشهر وأعرف وأنكر وأرجى وأخوف وأهيب وأحمد، وأنا أسر بهذا منك". قال سيبويه وهم ببيانه

أعنى.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول: إنه ال يبنى "أفعل من كذا" إال مما يقال فيه: "ما أفعله"، و"أفعل به"، فلما ال يتعجب من فعل ما بني للمفعول من األفعال، نحو:

"ضرب"، و"شتم"، فال يقال: "ما أضربه! " وال "أضرب به! " وقد وقع به الضرب، فكذلك ال يقال:

"هو أضرب من فالن"، ويكون مضروب�ا؛ ألنهم لو فعلوا ذلك، لوقع لبس بين التعجب من الفاعل، وبين

التعجب من المفعول، وألن التعجب إنما يكون مما يكثر حتى صار كالغريزة له، والضرب ونحوه إذا وقع بالمحل؛ فليس من فعل المفعول، إنما هو للفاعل،

فال يصير فعل غيره غريزة� له, ألن الغريزة ما كان خلقة في المحل كالسواد والبياض، فإذا تكرر الفعل من الفاعل، جعل كالغريزة. والموجود من المضروب

إنما هو االحتمال والتمرن ال نفس الضرب. فإنتعجبت من االحتمال والتمرن، جاز

Page 376: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________( انظر: الصحاح، مادة )صمم(.1) ( هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في ثمار2)

/2، 564/ 1؛ وجمهرة األمثال 293، 235القلوب ص ؛ وزهر األكم405/ 2، 260/ 1؛ والدرة الفاخرة 322

؛374؛ وكتاب األمثال ص 86؛ والفاخر ص 232/ 3 ؛298 )نحا(؛ والمرصع ص 312/ 15ولسان العرب

/1؛ والمستقصى 388، 376، 258/ 1ومجمع األمثال .44؛ والوسيط في األمثال ص 196

وذات النحيين امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خوات بن جبير

ا(، فنظر إليه، األنصاري، وساومها، فحلت نحي�ا )زق� ثم قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، فقالت: حل

نحي�ا آخر، ففعل، فنظر إليه، فقال: أريد غير هذا فأمسكيه، ففعلت، فلما شغل يديها ساورها، فلم

تقدر على دفعه ألنها كانت ممسكة بفمي النحيين. ( هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في3)

؛213/ 1؛ والدرة الفاخرة 135األلفاظ الكتابية ص ؛ ومجمع األمثال10/ 7؛ 305، 304/ 3وكتاب الحيوان

.151/ 1؛ والمستقصى 327/ 1

(4/126)

ألنهما من فعله، وإن تعجبت من الضرب؛ لم يجز ألنهليس له، ولذلك ال يبنى منه "أفعل من كذا".

وقد جاء من ذلك ألفاط يسيرة تحفظ حفظ�ا، وال يقاس عليها، ولذلك قال: "القياس أن يفضل على

الفاعل دون المفعول"، وقد شذت ألفاط يسيرة متأولة؛ من ذلك قولهم في المثل: "أشغل من ذات

النحيين"، وهي قصة خوات بن جبير األنصاري مع امرأة من العرب، أتت سوق عكاظ، ومعها نحيا سمن،

فاعترضها خوات، وفتح فم أحد النحيين، وذاقه، ودفعه إليها، فأمسكته بيدها الواحدة، ثم فتح فم

اآلخر، ودفعه إليها، فأمسكته بيدها األخرى، فاشتغلتك فمي النحيين، ثم واقعها، فضرب المثل يداها بتمس

بها في االشتغال. والذي سهل ذلك أنها وإن كانت مشغولة، فهي ذات شغل، ويجوز أن يكون المراد:

أشغل من ذات النحيين ليديها، فال يكون حينئذ شاذ�ا،

Page 377: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وكذلك سائر ما ذكر من قوله: "أزهى من ديك"، و"هو أعذر منه"، و"ألوم"، و"أشهر"، أال ترى أنه ذو

زهو، وذو عذر، وذو لوم، وذو اشتهار؟ وكذلك البقية،فاعرفه.

فصل ]تعريفه بـ "أل" وتجرده منها[ قال صاحب الكتاب: وتعتوره حالتان متضادتان: لزوم

التنكير عند مصاحبة "من"، ولزوم التعريف عند مفارقتها, فال يقال: "زيد األفضل من عمرو", وال "زيد أفضل", وكذلك مؤنثه وتثنيتهما وجمعهما، ال

يقال فضلى وال أفضالن وال فضليان وال أفاضل وال فضليات وال فضل، بل الواجب تعريف ذلك بالالم أو باإلضافة، كقولك األفضل والفضلى وأفضل الرجال

وفضلى النساء.* * *

قال الشارح: هذا الضرب من الصفات موضوع للتفضيل، وأصله أن يكون موصوال� بـ "من"، و"من"

فيه البتداء الغاية، فإذا قلت: "زيد أفضل من عمرو"، فالمراد أن فضله ابتدأ راقي�ا من فضل عمرو، وكل

من كان مقدار فضله كفضل عمرو، فكأنك قلت: "عال فضله على هذا المقدار"، فعلم المخاطب أنه عال عن هذا االبتداء، ولم يعلم موضع االنتهاء، فصار كقولك: "سار زيد من بغداد"، فعلم الموضع الذي ابتدأ سيره منه، وتجاوزه، ولم يعلم أين انتهى، فلما كان معنى

الباب الداللة على ابتداء التفضيل؛ لم يكن بد من "من" ظاهرة، أو مضمرة، إلفادة المعنى المذكور، وال

يجوز تعريفه - والحالة هذه- ال باأللف والالم، وال باإلضافة, ألنه بمنزلة الفعل، والفعل ال يكون إال

نكرة، ألنه موضوع للخبر، والمراد من الخبر الفائدة،فلو عرف لم يبق مفيد�ا.

(4/127)

وإنما قلنا إنه في معنى الفعل ألمرين: أحدهما: أنك إذا قلت: "زيد أفضل منك" فإنما المراد

أن فضله يزيد على فضلك، فهو عبارة عن الفعل.ن المصدر وزيادة�، فكان واألمر الثاني: أنه متضم

كالفعل الدال على الحدث والزمان، فلما كان الفعل

Page 378: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ال يضاف، وال تدخله الم التعريف؛ لم تدخل على ما هو في معناه، فلذلك ال تقول: "زيد األفضل من عمرو"، وال "األحسن من خالد" لما ذكرناه، وألن

ا "من" تكسب ما تتصل به من "أفعل" هذه تخصيص�ا بابتداء التفضيل وزيادة ما. أال ترى أن فيه إخبار� الفضل من المفضول؟ وهذا اختصاص الموصوف

بهذه الصفة، و"من" ها هنا وقع بعد الفضل من قوله (. فلما كانت "من"1تعالى: }إن ترن أنا أقل منك{ )

للتخصيص، والالم إذا دخلت عليه استوعبت من التعريف أكثر مما تفيده "من" من التخصيص، كرهوا

ا لغرضهم وتراجع�ا عما الجمع بينهما، فيكون نقض� حكموا به من قوة التعريف إلى ما هو دونه، فلما لم

يجز الجمع بين الالم و"من" لما ذكرناه، عاقبوا بينهما؛ فإذا وجد أحدهما، سقط اآلخر، ولم يجز أن

يسقطا مع�ا، لئال يذهب ذلك القدر من التخصيص المفاد من "من" والتعريف المفاد من األلف والالم، ال يقال: "زيد األفضل من عمرو"، وال "األحسن من

خالد"، وال يقال: "زيد أفضل". وكذلك مؤنثه وتثنيتهما وجمعهما، ال يقال: "فضلى"، وال

"أفضالن"، وال "فضليان"، وال "أفاضل"، وال "فضليات"، وال "فضل". ال بد من "من" أو التعريف

باأللف والالم، أو اإلضافة، لما ذكرناه.فصل ]أحكامه مع "من" وبدونها[

قال صاحب الكتاب: وما دام مصحوبا� بـ "من" استوى فيه الذكر واألنثى واالثنان والجمع, فإذا عرف بالالم, أنث وثني وجمع، وإذا أضيف ساغ فيه األمران, قال

( , وقال: }ولتجدنهم2الله تعالى: }أكابر مجرميها{ ) ( , وقال ذو الرمة ]من3أحرص الناس على حياة{ )

الوافر[:� ... وسالفة وأحسنه924 - ومية أحسن الثقلين جيداقذاال* * *

__________.39( الكهف: 1).123( األنعام: 2).96( البقرة: 3)

- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص924 /9؛ وخزانة األدب 106/ 2؛ واألشباه والنظائر 1521

Page 379: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ ولسان183/ 1؛ والدرر 419/ 2؛ والخصائص 393 )ثقل(؛ وبال نسبة في أمالي. =88/ 11العرب

(4/128)

قال الشارح: قد تقدم القول: إن "أفعل منك" موضوع للتفضيل، وهو بمنزلة الفعل، إذ كان عبارة عنه وداال على المصدر والزيادة، كداللة الفعل على المصدر والزمان، فمنع التعريف كما ال يكون الفعل

ا، ومنع التثنية والجمع كما ال يكون الفعل مثنى ف� معر وال مجموع�ا، وكذلك ال يجوز تأنيثه، إنما تقول: "هند أفضل منك" من غير تأنيث، وذلك ألن التقدير: "هند

يزيد فضلها على فضلك"، فكأن "أفعل" ينتظم معنى الفعل والمصدر، وكل واحد من الفعل والمصدر

مذكر، ال طريق إلى تأنيثه. فإن قيل: فأنت تقول: "قامت المرأة"، و"انطلقت

الجارية"، فتلحق الفعل علم التأنيث، فما بالك ال تفعل ذلك فيما كان في معناه؟ فالجواب أن الفعل

نفسه ال يؤنث، فإذا قلت: "قامت هند"، فالعالمة إنما لحقته لتأنيث الفاعل، بدليل أنها ال تلحقه إال إذا كان

الفاعل مؤنث�ا لإليذان بأن الفعل مسند إلى مؤنث، ولو كان ذلك التأنيث للفعل نفسه، لجاز تأنيثه مع الفاعل المذكر، نحو: "قامت زيد"، وذلك ال يقوله أحد، وهذا أحد ما يدل على اتحاد الفاعل والفعل،

وأنهما كالشيء الواحد. فأما إذا أدخلت األلف والالم، نحو: "زيد األفضل"،

خرج عن أن يكون بمعنى الفعل، وصار بمعنى الفاعل، واستغنى عن "من" واإلضافة، وعلم أنه قد بأن بالفضل، فحينئذ يؤئث إذا أريد المؤنث، ويثنى،

ويجمع، فتقول: "زيد األفضل"، و"الزيدان األفضالن"، و"الزيدون األفضلون، واألفاضل"، و"هند

الفضلى"، و"الهندان الفضليان"، و"الهندات الفضليات"، و"الفضل" إن شئت تثني، وتجمع،

وتؤنث، كما تفعل بالفاعل، ألنه في معناه. فأما إذا أضيف، ساغ فيه األمران: اإلفراد في كل حال، تقول: "زيد أفضلكم"، و"الزيدان أفضلكم"،

و"الزيدون أفضلكم"، وتقول في المؤنث: "هندأفضلكم"،

Page 380: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________ ؛168؛ ورصف المباني ص 349/ 1= ابن الحاجب .59/ 1وهمع الهوامع

اللغة: الثقالن: اإلنس والجن. الجيد: العنق. السالفة: صفحة العنق، أو الشعر المالصق لها. القذال: ما بين

األذنين من مؤخر الرأس.ا ا وشعر� المعنى: إن مية أحسن اإلنس والجن عنق�

ا. ورأس� اإلعراب: "ومية": الواو: بحسب ما قبلها، و"مية": مبتدأ مرفوع. "أحسن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو

مضاف. "الثقلين": مضاف مجرور بالياء ألنه مثنى. "جيد�ا": تمييز منصوب. "وسالفة": الواو: حرف

عطف، و"سالفة": معطوف على "جيد�ا" منصوب. "وأحسنه": الواو: حرف عطف، و"أحسنه": معطوف

على "أحسن" مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير": تمييز متصل مبني في محل جر باإلضافة. "قذاال�

منصوب. وجملة "مية أحسن ... ": ال محل لها من اإلعراب

ألنها ابتدائية، أو معطوفة على جملة سابقة. والشاهد فيه قوله: "أحسن الثقلين"، وقوله:

"وأحسنه" حيث إن أفعل التفضيل إذا أضيف جاز فيالمضاف إليه الوجهان: الجمع واإلفراد.

(4/129)

و"الهندان أفضلكم"، و"الهندات أفضلكم"، والتثنية والجمع إذا وقع على مثنى أو مجموع، نحو قوله

(، والمعنى بقولنا: "زيد1تعالى: }أكابر مجرميها{ ) أفضل منكم"، و"زيد أفضلكم" واحد، إال إنك إذا أتيت

بـ "من"؛ فـ "زيد" منفصل ممن فضلته عليه، وإذاأضفته، كان واحد�ا منهم.

وإنما جاز األمران فيما أضيف, ألن اإلضافة تعاقب األلف والالم، وتجري مجراها، فكما أنك تؤنث وتثني

وتجمع مع األلف والالم، كذلك تفعل مع اإلضافة التيهي بمنزلة ما فيه األلف والالم.

وأما علة اإلفراد، فألنك إذا أضفته، كان بعض ما تضيفه إليه، تقول: "حمارك خير الحمير"؛ ألن الحمار

بعض الحمير، ولو قلت: "حمارك أفضل الناس"، لم

Page 381: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يجز؛ ألنه ليس منهم, ألن الغرض تفضيل الشيء على جنسه، وإذا كان كذلك، فهو مضارع للبعض الذي يقع

للمذكر والمؤنث والتثنية والجمع بلفظ واحد، فلم، ولم يجمع، ولم يؤنث كما أن البعض كذلك، فأما يثن

قوله ]من الوافر[:ومية أحسن ... إلخ

فالشاهد فيه تذكير "أفعل" وإن كان جاري�ا على مؤنث، أال ترى أنه قال: "أحسن الثقلين"، وهو خبر

عن "مية"؛ فأما اإلفراد الراجع في قوله: "أحسنه قذاال"، وإن كان ما تقدم تثنية� في معنى جمع؛ فذلك

من قبل أنه موضع يكثر فيه استعمال الواحد، كقولهم: "هو أحسن فتى في الناس"، وإن كان

األصل الجمع، والواحد واقع موقعه، فترك األصل، فوجب الوضع على اإلفراد، ألنه مما يؤلف، وعلى

ذلك يقولون: "هو أحسن الرجال، وأجمله". واعلم أنه متى أضيف "أفعل" على معنى "من"؛ فهو نكرة عند بعضهم، وعليه الكوفيون، وإذا أضيف على

معنى الالم؛ فهو معرفة. وفي قول البصريين المتقدمين إنه معرفة على كل حال، إال إذا أضيف

إلى نكرة، والمتأخرون يجعلونه نكرة؛ ألن المضاف إليه مرفوع في المعنى، واألول القياس. مية: اسم

امرأة يشبب بها. والثقالن: الجن واإلنس، والجيد: العنق، والجيد: بالتحريك طول العنق وحسنه،

والسالفة: مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى الترقوة، والقذال: مؤخر الرأس، وهو معقد العذار

من الفرس، يصف المرأة بحسن التفصيل، فاعرفه.

فصل ]ما حذفت منه "من" وهي مقدرة[ قال صاحب الكتاب: ومما حذفت منه "من", وهي

مقدرة قوله عز وجل: }يعلم__________

.123( األنعام: 1)

(4/130)

( , أي: وأخفي من السر, وقول1السر وأخفى{ )الشاعر ]من الرجز[:

يا ليتها كانت ألهلي إبال ... أو هزلت في جدب عام

Page 382: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(2أوال ) أي: أول من هذا العام, و"أول" من "أفعل" الذي ال

فعل له كـ "آبل", ومما يدل على أنه "أفعل": األولى واألول. ومما حذفت منه "من" قولك: الله أكبر

وقول الفرزدق ]من الكامل[: - إن الذي سمك السماء بني لنا ... بيتا� دعائمه925

أعز وأطول* * *

قال الشارح: اعلم أنهم قد يحذفون "من" من "أفعل" إذا أريد به التفضيل، ومعنى الفعل، وهم يريدونها، فتكون كالمنطوق بها، نحو: "زيد أكرم

وأفضل"، فلم تأت بألف والم، كما لم تأت بها معا كالموجود لفظ�ا، ومنه قوله "من"؛ ألن الموجود حكم�

ر عز وجل: }وإن تجهر بالقول فإنه يعلم الس ( أي: أخفى منه، أي: من السر، وهو3وأخفى{ )

حديث النفس.__________

.7( طه:1).862( تقدم بالرقم 2)

؛155/ 2 - التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 925 /8، 539/ 6؛ وخزانة األدب 50/ 6واألشباه والنظائر

؛ والصاحبي في فقه اللغة ص278، 276، 243، 242 )عزز(؛374/ 5 )كبر(، 127/ 5؛ ولسان العرب 257

؛ وبال نسبة في شرح42/ 4والمقاصد النحوية .388/ 2األشموني

اللغة: سمك: رفع.ا طويل الدعائم. المعنى: إن الله بني لهم بيت�ا عزير� اإلعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "الذي": اسم موصول مبني في محل نصب اسم "إن". "سمك":

ا تقديره: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جواز� هو. "السماء": مفعول به منصوب. "بني": فعل

ا تقديره: هو. ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جواز� "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ "بني". "بيت�ا": مفعول

به منصوب. "دعائمه": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "أعز": خبر المبتدأ مرفوع. "وأطول": الواو: حرف

عطف، و"أطول": معطوت على "أعز" مرفوع. وجملة "إن الذي .... ": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "سمك": صلة الموصول ال محل لها

Page 383: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

من اإلعراب. وجملة "بني": في محل رفع خبر "إن".وجملة "دعائمه أعز": في محل نصب نعت "بيت�ا".

والشاهد فيه قوله: "أعز وأطول" حيث حذف المفضول. وقيل: إنه استخدمهما هنا في غير

التفضيل، إذ لو فاضل بين عز بيته وعز بيت مهجوه، العترف بأن للمهجو بيت�ا عزيز الجانب، وطويل

الدعائم، وهذا ما ال يريده..7( طه: 3)

(4/131)

والذي يدل على إرادة "من" أن "أخفى" ال ينصرف، كما ال ينصرف "آخر" من قولك: "مررت برجل آخر"،

إذا أردت "من" معه، وإن لم تذكره، وهذا الحذف يكثر في الخبر، ويقل في الصفة، وذلك من قبل أن

الغرض من الخبر إنما هو الفائدة، وقد يكتفى فيحصولها بقرينة.

فأما الصفة فإنها في الكالم على ضربين: إما التخليص والتخصيص، وإما المدح والثناء، وكالهما من

مقامات اإلسهاب واإلطناب، ال من مظان اإليجاز واالختصار، وإذا كان كذلك لم يلق الحذف بها. ومن ذلك "أول" من قولك: "ما رأيته مذ عام أول"، أي:

"أول من هذا العام"، فـ "أول" وصف على زنة "أفعل" فاؤه وعينه واو، ولم يستعملوا منه فعال�.

والذي يدل على ما قلناه قولهم في المؤنث: "أولى"، واألصل: "وولى" بواوين، فقلبت األولى

التي هي فاء همزة؛ الجتماع الواوين على حد "وقية"، و"أواق"، وجمع المؤنث "أول" على حد

غر"، و"األكبر"، غرى"، و"الص "األصغر"، و"الص و"الكبرى"، و"الكبر"، قال الله تعالى: }إنها إلحدى

( فـ "أول" "أفعل"، و"أولى" "فعلى"،1الكبر{ ) و"أول" "فعل"، وهو وإن كان صفة، فإنهم قد

اتسعوا فيه، واستعملوه استعمال األسماء، فقالوا: "مررت بأول منه"، ولم يقولوا: "رجل أول". ولم

ا، أال ترى أن يخرجه هذا االتساع عن كونه وصف� "األبطح"، و"األجرع"، وإن كانا قد استعمال استعمال

األسماء حتى يسري إليهما تكسيرها، فقالوا: "األباطح"، و"األجارع"؛ لم يخرجهما ذلك عن

Page 384: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الوصفية، فلذلك ال ينصرفان كما لم ينصرف نحو"أبيض" و"أصفر"؟

فأما رفضهم استعمال الفعل منه؛ فألن الفعل يتصرف بالماضي والمستقبل، واألمر والنهي، فلو

استعملوا منه فعال�، لكان يتكرر فيه حرف العلة. وإذا كانوا قد تركوا تصريف ما ال يتكرر فيه هذه الحروف كاستعمال ماضي "يدع"، ومضارع "عسى"، وقالوا: "رجل آبل الناس"، ولم يلفظوا منه بفعل، فإذا جاء هذا النحو من الصحيح غير متصرف؛ فأن ال يصرفوا

نحو: "أول" كان أولى. وإذا ثبت أنه "أفعل" صفة�؛ فالوجه أن يكون متصال� بـ

"من"، كما أن سائر ما كان مثله كذلك. فإذا حذفت "من" وأنت تريده، لم تصرف االسم؛ ألنه يكون في حكم الموجود، وإن حذفته -وأنت ال تريده- صرفته، وكان كسائر األسماء، نحو: "أفكل" ألنه إنما يكون

صفة إذا كان معه "من". وعلى هذا لو سميت رجال� بـ "أفضل"، كان كـ "أحمر"، فلو نكرته، النصرف بال خالف، وال يكون كـ "أحمر" إذا سمي به, ألنه إنما

يكون صفة إذا كان معه "من" وقد استعمل "أول"ا. قال سيبويه ) (:2الذي هو صفة ظرف�

__________.35( المدثر: 1).288/ 3( الكتاب 2)

(4/132)

سألته، يعني الخليل، عن قولهم: "مذ عام أول"،ا في هذا المكان، فكأنه: "مذ عام فقال: جعلوه ظرف�

قبل عامك". وقد استعملت أشياء من الصفاتا من قوله ا، نحو استعمالهم "أسفل" ظرف� ظروف�

كب أسفل منكم{ ) (، وكاستعمالهم1تعالى: }والر "قريب�ا" في قولهم: "إن قريب�ا منك زيد�ا"، و"مليا" من "النهار". فيحصل من ذلك أن "أول" على ثالثة

ا، أضرب: تكون صفة على تقدير "من"، وتكون ظرف�ا، وذلك إذا حذفت منها "من" وأنت ال وتكون اسم� تريدها، فعلى هذا يجوز أن تكون "أول" من قوله

]من الرجز[:يا ليتها كانت ... إلخ

Page 385: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا على الصفة لـ "عام" إال أنه ال ينصرف، مخفوض� ويجوز أن يكون منصوب�ا على الظرف، وهذا

ا هو المبني على الغاية من قولهم: المستعمل ظرف�"ابدأ به أول"، وقوله ]من الطويل[:

لعمرك ما أدري وإني ألوجل ... على أينا تغدو المنية(2أول )

إذا قدرت فيه حذف اإلضافة، أال ترى أن معظم هذا القبيل الذي هو غاية إنما هو ظروف، وأن ما ليس

بظرف مما قد حذف منه المضاف إليه، لم يبن، وذلكا". وقال تعالى: }وكل أتوه قولهم: "جاءني كل قائم�

(. وذهب أبو الحسن األخفش في3داخرين{ ) قولهم: "ليس غير" على أنه على حذف المضاف إليه،

وكذلك قال في قول العجاج ]من الرجز[ - خالط من سلمى خياشيم وفا926

__________.42( األنفال: 1).623( تقدم بالرقم 2).87( النمل: 3)

؛225/ 2 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 926 ؛444، 442/ 3؛ وخزانة األدب 84وإصالح المنطق ص

؛204/ 1؛ وشرح أبيات سيبويه 113/ 1والدرر ؛240/ 1؛ والمقتضب 152/ 1والمقاصد النحوية

؛ وبال نسبة في خزانة408والممتع في التصريف ص .246، 244/ 7، 510/ 6، 437/ 4األدب

اللغة: الخياشيم: جمع خيشوم، وهو أقصى األنف. المعنى: يريد أن طعم خياشيم سلمى، وطعم فمها

مثل طعم الخمرة التي يصفها فيما بعد. اإلعراب: "خالط": فعل ماض مبني على الفتح. "من سلمى": جار ومجرور متعلقان بحال من "خياشيم". و"خياشيم": مفعول به. "وفا": الواو: حرف عطف.

"فا": معطوف على "خياشيم، منصوب، وعالمة نصبه األلف ألنه من األسماء الخمسة، والتقدير عند

األخفش: "وفاها" فحذف المضاف إليه، وهذا موطن الشاهد. وفاعل "خالط" هو "صهباء" المذكورة في

بيت الحق.وجملة "خالط": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب

والشاهد فيه قوله: "فا" إذ األصل: "فاها": فحذف المضاف إليه كما يقول األخفش، وفي البيت

توجيهات أخرى ذكرها البغدادي في "الخزانة".

Page 386: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/133)

وزعم أن منهم من ينون، فيقول: "ليس غير"، وإذاا، وجب أن تكون "أول" كانت هذه المبنية ظرف�

ا حتى تكون صفة�، ا، وال تكون ظرف� ا أيض� المبنية ظرف� وال تكون صفة حتى تكون "من" معها مرادة، أو

مضافة� إلى ما يعاقب اإلضافة؛ وأما االسم، فهو ما حذف منه "من" وليست مرادة، نحو قولهم: "ما

ا وال حديث�ا؛ فأما ا"، أي: قديم� ، وال آخر� تركت له أوال�قوله:

يا ليتها كانت .... إلخ فالشاهد فيه حذف "من" من الصفة، وهو يريدها،

ولذلك لم يصرف "أول"، وهو مخفوض على الصفة لـ "عام"، ويجوز أن يكون منصوب�ا على الظرف، أي: في جدب عام قبل هذا العام، يتحسر على ذهاب إبله في

أخصب سنة، ويتمنى لو أنها غنمها أهله، أو هلكتفي عام الجدب.

وقالوا: "الله أكبر"، والمراد أكبر من كل شيء، يدل على ذلك أنه لو لم تكن "من" مرادة؛ لوجب صرف

االسم كما وجب صرف "أفكل" ونحوه مما هو على "أفعل"، وال معنى للوصف فيه، وإذا لم ينصرف، دل

على أن "من" مرادة، وأنها كانت محذوفة من اللفظ،فهي في حكم المثبت.

(، ويجوز أن1ومنه قوله تعالى: }وهو أهون عليه{ ) يكون "أهون" ها هنا بمعنى "هين"؛ ألنه سبحانه ليس

عليه شيء أهون من شيء. فأما قول الفردزق:إن الذي سمك السماء ... إلخ

ا، أي أعز من غيره، فالشاهد فيه حذف "من" أيض� وأطول من غيره، "وأطول" ها هنا من "الطول"

الذي هو الفضل، ال من "الطول" الذي هو ضد القصر، ودل على إرادة "من" امتناعه من الصرف.

يصف قومه وبيته، وأن دعائم بيته أعز دعامةوأكرمها، فاعرفه.

فصل ]حكم "آخر"[ قال صاحب الكتاب: وآلخر شأن ليس ألخواته, وهو أنه التزم فيه حذف "من" في حال التنكير، تقول:

"جاءني زيد آخر"، و"مررت به وبآخر", ولم يستو فيه

Page 387: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ما استوى في أخواته حيث قالوا: "مررت بآخرين,وآخرين, وأخرى, وأخريين, وأخر وأخريات".

* * * قال الشارح: "آخر": "أفعل" صفة�، و"من" محذوفة

منه مرادة في التقدير، ولذلك__________

.27( الروم: 1)

(4/134)

ال ينصرف، وقضية الدليل أن يستوي فيه المذكر والمؤنث والتثنية والجمع، كما لو كانت "من" ملفوظ�ا

بها، إال أنهم لما كثر حذف "من" معها، وكثر استعمالها مفردة� من الموصوف، نحو: "مررت برجل

كذا وبآخر كذا"، أجروها مجرى األسماء، فثنوها، وجمعوها، وأنثوها، فقالوا: "مررت بآخرين،

وبآخرين". قال الله تعالى: }وآخرون اعترفوا (. وفي المؤنث: "أخرى"، وفي التثنية1بذنوبهم{ )

"أخريان"، وفي الجمع "أخر". قال الله تعالى: }وأخرا، قال ]من2متشابهات{ ) (. وقالوا: "أخريات" أيض�

البسيط[: - ]حتى إذا ما جال عن وجهه فلق ... هاديه[ في927

أخريات الليل منتصب فصار لها حكمان: حكم الصفة في منع الصرف،

وحكم األسماء في التأنيث والتثنية والجمع، وهذا معنى قوله: "وآلخر شأن ليس ألخواته"، أي: إن

أخواته إذا حذفت منها "من" وهي مرادة؛ استوى فيها المذكر والمؤنث والمثنى والمجموع، وإذا حذفت

منها "من" ولم يريدوها؛ أجروها مجرى األسماء في التثنية والجمع، و"آخر" قد أخذ حظا من الطرفين،

فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى.

فصل ]استخدام "دنيا" و"جلي" بغير "أل"[ قال صاحب الكتاب: وقد استعملت "دنيا" بغير ألف

والم, قال العجاج ]من الرجز[: - في سعي دنيا طالما قد مدت928

__________.102( التوبة: 1)

Page 388: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.7( آل عمران: 2) ؛92 - التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص 927

/10؛ ولسان العرب 240وشرح شواهد اإليضاح ص 303/ 10 )فلق(؛ وبال نسبة في لسان العرب 310

)فرق(. اللغة: وجهه: وجه الثور. الفلق: الصبح. هاديه: أوله.

منتصب: مرتفع. اإلعراب: "حتى": حرف ابتداء. "إذا": ظرف زمان

مبني متعلق بالفعل "عدا"، الذي في بيت بعد البيت الشاهد. "ما": حرف زائد. "جال": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف .. "عن": حرف جر.

"وجهه": اسم مجرور، وهو مضاف، والجار والمجرور متعلقان بـ "جال"، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "فلق": فاعل مرفوع بالضمة. "هاديه": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وهو

مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "في أخريات": جار وجرور متعلقان بـ

"منتصب"، و"أخريات": مضاف."الليل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "منتصب": خبر المبتدأ مرفوع

بالضمة الظاهرة. وجملة "إذا ما جال ... ": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "هاديه في أخريات الليل منتصب":في محل رفع نعت لـ "فلق".

والشاهد فيه قوله: "أخريات" جمع�ا لـ "أخرى". ؛410 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه ص 928

؛ وشرح =299، 298، 296/ 8وخزانة األدب

(4/135)

ألنها غلبت, فاختلطت باألسماء, ونحوها جلى فيقوله ]من البسيط[:

- وإن دعوت إلى جلى ومكرمة ... ]يوم�ا سراة929كرام الناس فادعينا

وأما "حسنى" فيمن قرأ }وقولوا للناس حسنا{ )( , و"سوءى" فيمن أنشد ]من الوافر[:1

- وال يجزون من حسن بسوءى ... ]وال يجزون930من غلط بلين[

__________

Page 389: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ وبال نسبة في خزانة350= شواهد اإليضاح ص .316/ 8األدب

اللغة: مدت: تطاولت وامتدت. المعنى: إن النفوس سترى حصيلة أمورها الي أخذت

أبعادها ومداها في هذه الدنيا المديدة. اإلعراب: "في سعي": جار ومجرور متعلقان بالفعل

"غبت" المذكور في بيت سابق. "دنيا": مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على األلف للتعذر. "طالما":

كافة. مكفوفة "قد": حرف تحقيق. "مدت": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء:

للتأنيث ال محل لها، وحركت لضرورة القافية، ونائبا تقديره: هي. الفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

وجملة "مدت": صفة لـ "دنيا" محلها الجر.دت من األلف الالم والشاهد فيه: أن "دنيا" قد جر

واإلضافة لكونها بمعى العاجلة. - التخريج: البيت لبشامة بن حزن النهشلي في929

؛ وشرح ديوان الحماسة301/ 8خزانة األدب ؛ ولسان287/ 1؛ وعيون األخبار 101للمرزوقي ص

/2 )جلل(؛ وبال نسبة في المحتسب 117/ 11العرب 363.

اللغة: الجلى: الجليلة، أي: األمر الهام. المكرمة: فعلراة: اسم مفرد بمعنى الرئيس، وقيل: الخير. الس

اسم جمع، وقيل: جمع سري، وهو الشريف. المعنى: يطلب إليها، إن دعت كرام الناس إلى أمر

خطير، أو إلى ملمة ألمت، أن تدعوهم ألنهم منهؤالء الكرام.

اإلعراب: "وإن": الواو: حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم. "دعوت": فعل ماض مبني على

السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "إلى جلى": جار ومجرور متعلقان بالفعل

"دعوت". "ومكرمة": الواو: حرف عطف، و"مكرمة":ا": مفعول معطوفة على "جلى" مجرورة مثلها. "يوم�

فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "دعوت". "سراة": مفعول به منصوب. "كرام": مضاف إليه مجرور، وكذلك "الناس". "فادعينا": الفاء: رابطة

لجواب الشرط، و"ادعينا": فعل أمر مبني على حذف النون, ألن مضارعه من األفعال الخمسة، وياء

المؤنثة المخاطبة: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب

Page 390: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مفعول به. وجملة "إن دعوت ... فادعينا": معطوفة على جملة

استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "دعوت" جملة الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب، وجملة "ادعينا" جواب الشرط في

محل جزم. والشاهد فيه: أن "الجلى" قد جردت من األلف الالم

واإلضافة، لكونها بمعنى الخطة العظيمة، إذ ليسفيها معنى التفضيل.

؛ وهذه قراءة الجمهور، وقرأ حمزة،83( البقرة: 1) والكسائي، واألعمش، وغيرهم: "حسن�ا". انظر: البحر

؛ والنشر294/ 2؛ وتفسير الطبري 284/ 1المحيط ؛ ومعجم القراءات218/ 2في القراءات العشر

.80/ 1القرآنية - التخريج: البيت ألبي الغول الطهوي في930

؛ وشرح ديوان314/ 8؛ وخزانة األدب 106/ 3الحيوان =

(4/136)

فليستا بتأنيثي أحسن وأسوأ بل هما مصدران كالرجعى والبشرى. وقد خطيء ابن هانيء في قوله

]من البسيط[: - كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... ]حصباء در931

علي أرض من الذهب[وقول األعشى ]من السريع[:

ولست باألكثر منهم حصى ... ]وإنما العزة للكاثر[ )1)

ليست "من" فيه بالتي نحن بصددها, هي نحو "من" في قولك: "أنت منهم الفارس الشجاع" أي: من

بينهم.* * *

__________ /1؛ والشعر والشعراء 40= الحماسة للمرزوقي ص

)سوا(.96/ 1؛ وللطهوي في لسان العرب 436جعى. يجزون: يحاسبون وءى: مصدر كالر اللغة: الس

عقاب�ا أو مكافأة. المعنى: إنهم قوم يحسنون إلى من يحسن إليهم،

Page 391: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ويردون على المسيء بمثل صنيعه. اإلعراب: "وال": الواو: بحسب ما قبلها، و"ال": نافية. "يجزون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ألنه من األفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متصل مبني

في محل رفع فاعل. "من حسن": جار ومجرور متعلقان بـ "يجزون". "بسوءى": كإعراب "من

حسن". "وال": الواو: حرف عطف، و"ال": نافية. "يجزون": كإعراب السابق. "من غلظ": جار ومجر ور

متعلقان بـ "يجزون"، وكذلك "بلين". وجملة "يجزون" األولى: بحسب ما قبلها، وعطف

عليها جملة "يجزون" الثانية.جعى" والشاهد فيه: أن "سوءى" مصدر كـ "الر

و"البشرى"، وليست مؤنث "أسوأ". ؛34 - التخريج: البيت ألبي نواس في ديوانه ص 931

؛ وبال نسبة في318، 315، 277/ 8وخزانة األدب .380/ 2؛ ومغني اللبيب 386/ 2شرح األشموني

اللغة: الفواقع: ما يعلو الماء أو غيره من النفاخات،ويروى: "فقاقعها". الحصباء: الحجارة الصغيرة.

المعنى: إن الفقاقيع التي علت الكأس شبيهة بالحجارة الصغيرة من الدر منثورة على أرض ذهبية

اللون. اإلعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "صغرى": اسم

"كأن" منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "وكبرى": الواو: حرف عطف، و"كبرى": معطوف

على "صغرى" منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "من": حرف جر. "فواقعها": اسم مجرور

بالكسرة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "حصباء": خبر "كأن" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "در": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "على": حرف جر. "أرض": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال

من خبر "كأن". "من": حرف جر. "الذهب" اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف

نعت لـ "أرض". وجملة "كأن صغرى ... حصباء" ابتدائية ال محل لها

من اإلعراب. والتمثيل به قوله: "صغرى وكبرى" حيث جاء بأفعل

التفضيل مجرد�ا من "أل" واإلضافة ومؤنث�ا، وكانا مفرد�ا، ولذلك لحن النحاة أبا حقه أن يأتي به مذكر�

Page 392: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نواس في هذا القول وقيل: إن الشاعر لم يرد معنىالتفضيل، وإنما أراد معنى الصفة المشبهة.

.364( تقدم بالرقم 1)

(4/137)

قال الشارح: القياس في "دنيا" أن يكون باأللف والالم, ألنه صفة في األصل على زنة "فعلى"

ومذكره "األدنى"، مثل "األكبر" و"الكبرى"، وهو منا؛ لتحركها "دنوت"، فقلبت الواو في "األدنى" ألف�

وانفتاح ما قبلها، وذلك بعد قلبها ياء لوقوعها رابعة. وقد تقدم أن األلف والالم تلزم هذه الصفة، إال أنهم

استعملوا "دنيا" استعمال األسماء، فال يكادون يذكرون معه الموصوف، ولذلك قلبوا الالم منه ياء

لضرب من التعادل والعوض، كأنهم أرادوا بذلك الفرق بين االسم والصفة، فلما غلب عليها حكم

األسماء؛ أجروها مجرى األسماء، وكانت األلف والالم ال تلزم االسم، فاستعملوها بغير ألف والم كسائر

األسماء. فأما قول العجاج ]من الرجز[: يوم ترى النفوس ما أعدت ... في سعي دنيا طالما

قد مدت فالشاهد استعمالها نكرة من غير ألف والم، إجراء لها مجرى األسماء؛ لكثرة استعمالها من غير تقدم

موصوف. يصف أمر اآلخرة، ويرغب في السعي لها،عاية في الشر؛ والسعي يستعمل في الخير، والس

فأما "جلى" من قوله ]من البسيط[:ا سراة كرام وإن دعوت إلى جلى ومكرمة ... يوم�

الناس فادعينا البيت من شعر الحماسة لبعض بني قيس بن ثعلبة، وقيل: إنه لبشامة بن حزن النهشلي. والشاهد فيه قوله: "جلى" من غير ألف والم، وال إضافه، فالجيد

جعى" بمعنى الرجوع، ا، كـ "الر أن يكون مصدر� و"البشرى" بمعنى البشارة، وليس بتأنيث "األجل"ا، على حد "األكبر"، و"الكبرى"؛ ألنه إذا كان مصدر�

جاز تعريفه وتنكيره، فتقول: "بشرته بشرىجعى"، فلذلك حملناه والبشرى"، و"رجعته رجعى والر

على المصدر، ولم نحمله على الصفة. يقول إن أشدت بذكر خيار الناس لجليلة نابت، أو مكرمة

Page 393: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عرضت؛ فأشيدي بذكرنا. وظاهر هذا الكالم استعطاف لها. وسراة القوم: سادتهم، والجمع

رو، والكرام هنا: روات، ورجل سري: بين الس السيم، ومثله ما حكى أن الذين يحمون، ويدفعون الض

( فإن حمل1بعضهم قرأ: }وقولوا للناس حسن�ا{ ) على الصفة؛ كان شاذا، والجيد أن يحمل على المصدر لما ذكرناه من أن المصدر يكون معرفة ونكرة، وكذلك

"سوءى" من قول أبي الغول الطهوي ]من الوافر[: وال يجزون من حسن بسوءى ... وال يجزون من غلظ

بلين الشاهد فيه قوله: "بسوءى"، ويروى على ثالثة أوجه:

بسوء، وبسيء، وبسوءى، فمن رواه: "بسوء" فهو مصدر "ساءه يسوؤه سوء�ا، وسوء�ا"، وهو نقيض

ا" ومن قال: "بسيء" جعله صفة، ه سرور� ه يسر "سر وأصله "سيىء" بالتشديد على حد "جيد"، و"سيد"

وإنما خففه__________

. وهي قراءة الحسن واألخفش83( البقرة: 1) ؛ وتفسير285/ 1وغيرهما. انظر: البحر المحيط

.79/ 1؛ والكشاف 293/ 2الطبري

(4/138)

بحذف إحدى الياءين كما يقولون: "هين"، و"لين" ومن قال: "سوءي" ففيه نظر: إن جعلته صفة، كان

ا على ما تقدم. شاذا، وصحة محله أن تجعله مصدر�ا فخير، وإن والمعنى أنهم يجزون كال بفعله، إن خير�، وهو خالف قول العنبري ]من البسيط[: ا فشر شر�

- يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن932إساءة أهل السوء إحسانا

فأما قول ابن هانيء ]من البسيط[: كان صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على

أرض من الذهب فقد عابه بعضهم؛ لكونه استعملها نكرة، وهذا

ا. واالعتذار الضرب من الصفات ال يستعمل إال معرف� عنه أنه استعمله استعمال األسماء؛ لكثرة ما يجيء منه بغير تقدم موصوف، نحو: "صغيرة"، و"كبيرة"،

فصار كـ "الصاحب"، و"األجرع"، و"األبطح"،

Page 394: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فاستعمله لذلك نكرة�. ويجوز أن يكون لم يرد فيه التفضيل، بل معنى الفاعل، كأنه قال: "كأن صغيرة

وكبيرة من فواقعها" على حد قوله تعالى: }وهو ( في أحد القولين. يقال: "فاقعة1أهون عليه{ )

وفقاعة"، وجمع "الفقاعة": "الفقاقيع" وهيا، النفاخات التي تكون على وجه الماء. يصف خمر�

وما عليه من الحبب، شبه الحبب بالدر، وهو اللؤئؤ، والخمر تحته بأرض من ذهب، ولقد أحسن. وأما قول

األعشى ]من السريع[:(2ولست باألكثر منهم حصى ... وإنما العزة للكاثر )

ا فقد تعلق بظاهره الجاحظ، وزعم أن في ذلك نقض� لما أصله النحويون من امتناع الجمع بين األلف والالم و"من" في هذا الضرب من الصفات. والوجه في ذلك

أن يكون "منهم" في موضع الحال من تاء "لست"،"، و"ما أنت كقولك: "لست منهم بالكثير ماال�

__________ - التخريج: البيت لقريط بن أنيف العنبري في932

؛ وشرح ديوان الحماسة72/ 3المقاصد النحوية ، ولبعض شعراء بلعنبر في شرح10/ 1للتبريزي

.31/ 1ديوان الحماسة للمرزوقي اللغة والمعنى: إنهم كرماء قادرون، فيغفرون ظلم

الظالمين، ويحسنون لمن أساء إليهم. اإلعراب: "يجزون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ألنه من األفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني

في محل رفع فاعل. "من ظلم": جار ومجرور متعلقان بـ )يجزون(. "أهل": مضاف إليه مجرور

بالكسرة، وهو مضاف. "الظلم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "مغفرة": مفعول به منصوب بالفتحة.

أ"ومن إساءة": الواو: حرف عطف، "من إساءة": جار ومجرور متعلقان بـ "يجزون" المقدر. "أهل": مضاف

إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "السوء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إحسان�ا": مفعول به منصوب

لفعل محذوف يفسره المذكور في أول البيت. وجملة "يجزون": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب،

وعطف عليها جملة "ويجزون من إساءة": المقدرة. وليس في البيت شاهد نحوي، فالشاعر مدح قوم�ا

بأنهم يجازون الظالم بالمغفرة، ويجازون المسيء باإلحسان إليه، وقد أثبته ابن يعيش هنا إلظهار ما

يخالف معنى البيت السابق له.

Page 395: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.27( الروم: 1).364( تقدم بالرقم 2)

(4/139)

منهم بالحسن وجها"، أي: لست من بينهم، وفي جملتهم بهذه الصفة، وليست "من" التي تصحب

"أفعل" هذه لتخصيص, ألن الم المعرفة تغني عنها، أال ترى أن "من" إنما تخصص ما يخصص بالالم،

فتقول: "زيد أفضل من عمرو"، فإذا قلت: "األفضل"، دخل فيه "عمرو" وغيره؟ فـ "من"

تقتضي تفضيله على المجرور بها ال غير، والالم تقتضي تفضيله عليه وعلى غيره، فعلى هذا يكون

العامل في "منهم" نفس "ليس" ال األكثر، والحروف الجارة تعمل فيها المعاني، وما ليس بفعل، وإذا كان

يعمل فيها ما هو أبعد شبها من "ليس"، كان عمل"ليس" فيها أولى.

ونظير هذا تعلق الظرف بـ "كان" في قوله تعالى: (. فقوله: "للناس"1}أكان للناس عجب�ا أن أوحينا{ )

ا متعلق بـ "كان"، وذلك أنه ال يخلو إما أن يكون متعلق� بـ "عجب�ا"، أو بـ "أوحينا"، أو بـ "كان"، فال يجوز أن يتعلق بـ "عجب�ا" نفسها, ألنه مصدر، ومعموله من

صلته، فال يتقدم عليه، وال يكون صفة لـ "عجب�ا" على أنه يتعلق بمحذوف لتقدمه عليه، والصفة ال تتقدم

على الموصوف، وال يجوز أن يتعلق بـ "أوحينا"؛ ألنه في صلته، وال يجوز تقديمه عليه، وإذا بطل تعلقها بـ "كان" نفسها، مما ذكرنا؛ تعين أن يكون متعلق� تعلق الظرف بالفعل، وكذلك الظرف في البيت،

ا بـ "األكثر" على حد ما يتعلق ويجوز أن يكون متعلق� به الظرف ال على حد "هو أفضل من زيد"، كأنه قال:

"ولست باألكثر فيهم"؛ ألن "أفعل" بمعنى الفعل أظهر منه في "ليس"، يدل على ذلك نصبه الظرف

في قوله ]من الطويل[:ون من ريط فإنا رأينا العرض أحوج ساعة ... إلى الص

م ) (2يمان مسه أال ترى أن الظرف هنا ال يتعلق إال بـ "أحوج"، وتعليق

الظرف بـ "ليس" ليس بالسهل؛ لجريه مجرى الحروف، بداللة قوله تعالى: }وأن ليس لإلنسان إال

Page 396: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(. ولو كان كالفعل، لدخل بينه وبين3ما سعى{ ) "أن" حاجز كالذي في قوله: علم }علم أن سيكون

(، ونظائره كثيرة. و"الحصا" من4منكم مرضى{ )قوله ]من السريع[:

ا ) (5ولست باألكثر منهم حص� العدد الكثير، قال يعقوب: وأصله مثل الحصا،

وموضعه نصب على التمييز.

فصل ]عدم إعمال أفعل التفضيل[ قال صاحب الكتاب: وال يعمل عمل الفعل, لم

يجيزوا: "مررت برجل أفضل منه__________

.2( يونس:1).279( تقدم بالرقم 2).39( النجم: 3).20( المزمل: 4).364( تقدم بالرقم 5)

(4/140)

أبوه، وال خير منه أبوه، بل رفعوا "أفضل" وخيرا�باإلبتداء وقوله ]من الطويل[:

- ]أكر وأحمي للحقيقة منهم[ ... وأضرب منا933بالسيوف القوانسا

العامل فيه مضمر, وهو يضرب المدلول عليه بأضرب.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول إن مقتضى هذه الصفات أن ال تعمل من حيث كانت أسماء، واألسماء

ال تعمل في أسماء مثلها؛ فأما الصفة المشبهة فإنها لما جرت على الموصوف، ثم نقل الضمير إلى األول،

فجعل عامال� في اللفظ؛ ثني، وجمع، وأنث على مقدار ما فيه من الضمير من نحو: "مررت برجل حسن الوجه، وبرجلين حسني الوجهين، وبرجال

حسني الوجوه، وبامرأة حسنة الوجه"، أشبهت اسم الفاعل، فعملت عمله، كما أن اسم الفاعل الجاري

على فعله في تثنيته وجمعه وتأنيثه وتذكيره صارمحله محل الفعل، فعمل عمله.

فأما "أفعل" هذه وبابها، فإنه ال يثنى وال يجمع وال

Page 397: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يؤنث، فبعد من شبه اسم الفاعل، وصار كاألسماء الجوامد التي لم تؤخذ من األفعال، كقولك: "مررت

برجل قطن جبته، وبرجل كتان ثوبه". أال ترى أن "القطن" ال يثنى وال يجمع، وكذلك "الكتان"، وجعال

ا في موضع النعت، كقولك: "مررت برجل مبتدأ� وخبر�أخوك أبوه".

وإنما لم يثن "أفعل"، ولم يجمع، ولم يؤنث؛ لما تقدم من أنه قد تضمن معنى الفعل والمصدر، وكل

واحد منهما ال تصح تثنيته، وال جمعه، وال تأنيثه؛ كذلكما كان

__________ - التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه933 ؛ وحماسة البحتري ص205؛ واألصمعيات ص 69ص /1؛ وشرح التصريح 321، 319/ 8؛ وخزانة األدب 48

،441؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 339 )قنس(؛ ونوادر أبي184/ 6؛ ولسان العرب 1700

،334/ 1؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 59زيد ص /7؛ وخزانة األدب 460/ 1؛ وأمالي ابن الحاجب 79/ 4

10.اللغة: قوانس: جمع قونس، وهو مقدمة الرأس.

المعنى: لم أر أكثر منهم حماية للحقيقة، ولم أر مثل كرمهم، ولكن كنا أفضل منهم بضربنا الرؤوس

بسيوفنا. اإلعراب: "أكر": صفة لـ "حيا" في بيت سابق،

منصوبة بالفتحة الظاهرة. "وأحمى": الواو: عاطفة، "أحمى": اسم معطوف على "أكر" منصوب مثله

بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "للحقيقة": جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أحمى". "منهم":

جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أحمى". "وأضرب": الواو: عاطفة، و"أضرب": صفة لـ

ا" في البيت السابق."منا": جار ومجرور "فوارس� متعلقان باسم التفضيل "أضرب". "بالسيوف": جار

ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أضرب". "القوانسا": مفعول به لفعل محذوف، منصوب

بالفتحة الظاهرة، واأللف: لإلطالق. وجملة "نضرب القوانسا": في محل نصب حال من

الضمير في "منا". والشاهد فيه قوله: "القوانسا"، فقد نصبه بفعل

محذوف مقدر، ال باسم التفضيل "أضرب".

Page 398: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/141)

في معناهما، أو متضمن�ا معناهما. وقد أجاز قوم من العرب: "مررت برجل أفضل منه أبوه، وخير منه

ه". وذلك أنه مأخوذ من الفعل، وإن بعد شبهه عم (: وهو قليل رديء1بأسماء الفاعلين. قال سيبويه )

لما ذكرناه. فأما قوله ]من الطويل[:وف أكر وأحمى للحقيقة منهم ... وأضرب منا بالس

القوانسا فالبيت للعباس بن مرداس، والشاهد فيه نصب

"القوانس" بـ "أضرب". وحقيقته نصبه بإضمار فعل دل عليه "أضرب"، وتقديره: ضربنا بالسيوف، أو

نضرب القوانس، وال يجوز أن تتناوله "أفعل" هذهالتي للتفضيل والمبالغة لما ذكرناه.

ومثله قوله تعالى: }الله أعلم حيث يجعل رسالته{ ) ( فـ "حيث" ها هنا في موضع نصب بأنه مفعول به،2

ال ظرف؛ ألنه ال تخلو حيث هذه من أن تكون مجرورة أو منصوبة، فال يجوز أن تكون مجرورة, ألنه يلزم أنا إليه، و"أفعل" إنما يضاف إلى يكون "أفعل" مضاف�

ما هو بعض له، وذلك هنا ال يجوز، وإذا لم يكنا؛ كان منصوب�ا بفعل مضمر دل عليه "أعلم"، مجرور�

كأنه قال: يعلم مكان رسالته، وال يكون انتصابه على الظرف؛ ألن علمه سبحانه ال يتفاوت بتفاوت األمكنة.

يصف قومه بالحفاظ والشهامة، والحقيقة: ما يلزم اإلنسان أن يحميه، ويقال: الحقيقة: الراية، ومنه

قول عامر بن الطفيل ]من الطويل[: - ]لقد علمت عليا هوازن أنني[ ... أنا الفارس934

الحامي حقيقة جعفر__________

.30 - 29/ 2( انظر: الكتاب 1).124( األنعام: 2)

- التخريج: البيت لعامر بن الطفيل في ديوانه934 )حقق(؛ وتاج العروس52/ 10؛ ولسان العرب 61ص )حقق(.172/ 25

اللغة والمعنى: هوازن: قبيلة عربية، وعليا هوازن: أشرافها وسادتها. الجعفر: النهر، والناقة الغزيرة

اللبن، وأراد أنه كريم كالنهر. علم سادة هوازن أنني الفارس الكريم المغوار الذي

Page 399: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أحمي راياتهم. اإلعراب: "لقد": الالم: موطئة لجواب القسم، "قد": حرف تحقيق. "علمت": فعل ماض مبني على الفتح،

والتاء: للتانيث. "عليا": فاعل مرفوع بضمة مقدرة على األلف للتعذر، وهو مضاف. "هوازن": مضاف

ا عن الكسرة ألنه ممنوع من إليه مجرور بالفتحة عوض� الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي. "أنني": حرف

مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". "أنا": ضمير فصل مبني ال محل له من اإلعراب. "الفارس": خبر "أن"

مرفوع بالضمة، ويجوز إعراب "أنا" مبتدأ،ا لـ و"الفارس" خبره، والجملة "أنا الفارس" خبر�

"أن". "الحامي": خبر ثان مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل. "حقيقة": مفعول به منصوب السم الفاعل "الحامي". "جعفر": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. وجملة "علمت" جواب القسم ال محل لها من

اإلعراب. والمصدر المؤول من "أنني الفارس":سدت مسد مفعولي "علم".

والشاهد فيه قوله: "الحامى حقيقة" حيث نصب "حقيقة" باسم الفاعل، وجاء بها في معنى الراية، أو

ما يجب على المرء حمايته.

(4/142)

والقوانس: جمع قونس، وهو أعلى بيضة الحديد، قالالشاعر ]من الطويل[:

- بمطرد لدن صحاح كعوبه ... وذي رونق عضب935يقد القوانسا

ا: العظم الناتىء بين أذني الفرس، والقونس أيض�قال طرفة ]من المنسرح[:

- ]اضرب عنك الهموم طارقها[ ... ضربك936بالسيف قونس الفرس

__________ - التخريج: البيت لحسيل بن شحيح )أو: سحيح935

)قنس(؛184/ 6أو: سجيح( الضبي في لسان العرب 405/ 16؛ وتاج العروس 295/ 2والتنبيه واإليضاح

)قنس(.

Page 400: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اللغة والمعنى: المطرد: المتتابع. اللدن: اللين. الكعوب: جمع كعب وهو أسفل الرمح. الرونق:

الصفاء والحسن. العضب: السيف القاطع. يقد:يقطع.

ا المع�ا قاطع�ا ا )أو نفسه( متقلد�ا سيف� يصف فارس�ا يتتابع اهتزازه وهو طري خوذ األعداء، وحامال� رمح�

ومستقيم. اإلعراب: "بمطرد": جار ومجرور متعلقان بما تقدم.

"لدن": نعت مجرور بالكسرة. "صحاح": نعت ثان مجرور بالكسرة. "كعوبه": فاعل للصفة المشبهة

"صحاح" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "وذي": الواو:

حرف عطف، "ذي": اسم معطوف على "مطرد" مجرور بالياء ألنه من األسماء الخمسة، وهو مضاف. "رونق": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عضب": نعت

مجرور بالكسرة. "يقد": فعل مضارع مرفوع بالضمة،ا تقديره: هو. "القوانسا": وفاعله ضمير مستتر جواز�

مفعول به منصوب بالفتحة، واأللف لإلطالق.وجملة "يقد": وصفية محلها الجر.

والشاهد فيه قوله: "يقد القوانسا" حيث جاء بهابمعنى أعلى بيضة الحديد في خوذ الفرسان.

- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ملحق936 /5؛ والدرر 450/ 11؛ وخزانة األدب 155ديوانه ص

؛ ولسان العرب933/ 2؛ وشرح شواهد المغني 174 )نون(؛ والمقاصد النحوية429/ 13 )قنس(، 183/ 6 ؛ وبال نسبة في13؛ ونوادر أبي زيد ص 337/ 4

؛126/ 1؛ والخصائص 1176، 852جمهرة اللغة ص 711/ 11؛ ولسان العرب 82/ 1وسر صناعة اإلعراب /2؛ وشرح األشموني 367/ 2)هول(؛ والمحتسب

؛ والممتع في التصريف643/ 2؛ ومغي اللبيب 5051 /323.

اللغة: طارقها: اسم الفاعل من "طرق يطرق" إذا. قونس الفرس: العظم الناتىء بين أذني أتى ليال�

الفرس. المعنى: اصرف عن نفسك هموم الحياة وكدرتهابسهولة، كما تضرب نتوء أذني الفرس ليستقيم.

اإلعراب:"اضرب": فعل أمر مبني على الفتح التصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة الشعرية،

والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا تقديره أنت. "عنك":

Page 401: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جار ومجرور متعلقان بالفعل اضرب. "الهموم": مفعول به منصوب وعالمة نصبه الفتحة. "طارقها": "طارق": بدل من الهموم منصوب بالفتحة، و"ها":

ضمير متصل في محل جر باإلضافة. "ضربك": مفعول مطلق منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف

ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر باإلضافة. "بالسيف": جار ومجرور متعلقان بالمصدر ضربك. "قونس": مفعول به للمصدر )ضربك(. "الفرس":

مضاف إليه مجرور وعالمة جره الكسرة.وجملة "اضرب": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه: استعماله كلمة "القونس" بمعنىالعظم الناتىء بني أذني الفرس.

(4/143)

أسماء الزمان والمكانفصل ]صياغتهما[

قال صاحب الكتاب: ما بني منهما من الثالثي المجرد على ضربين: مفتوح العين ومكسورها, فاألول بناؤه من كل فعل كانت عين مضارعة مفتوحة كالمشرب والملبس والمذهب، أو مضمومة كالمصدر والمقتل والمقام، إال أحد عشر إسما� وهي المنسك والمجزر

والمنبت والمطلع والمشرق والمغرب والمفرقوالمسقط والمسكن والمرفق والمسجد.

* * * قال الشارح: الغرض من اإلتيان بهذه األبنية ضرب

من اإليجاز واالختصار، وذلك أنك تفيد منها مكان الفعل وزمانه؛ ولوالها لزمك أن تأتي بالفعل ولفظ

المكان والزمان، فاشتقوا المكان والزمان من الثالثي، وال يكاد يكون من الرباعي، وذلك يجيء على

مثال الفعل المضارع على "يفعل"، إال أنك توقع الميم موقع حرف المضارعة للفصل بين االسم

والفعل، فهذا كان المضارع منه على "يفعل" مفتوح العين؛ فـ "المفعل" منه كذلك، نحو: "الملبس"،

و"المشرب"، و"المذهب"، وكان يلزم على هذا أن يقال فيما المستقبل منه "يفعل" بالضم: "مفعل"، فيقال فى المكان من "قتل يقتل": "مقتل"، ومن "قعد يقعد": "مقعد" غير أنهم عدلوا عن هذا؛ ألنه

Page 402: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ليس في الكالم "مفعل" إال بالهاء، كقولك: "مكرمة"، و"مقبرة" ونحوهما، فعدلوا إلى أحد اللفظين

اآلخرين، وهو "مفعل" بالفتح؛ ألن الفتح أخف.ا على "مفعل" وقد جاءت عن العرب أحد عشر اسم�

في المكان مما فعله على "يفعل" بالضم، وذلك "منسك" لمكان النسك، وهو العبادة، وهو من "نسك

ينسك"، إذا عبد، و"المجزر" لمكان جزر اإلبل، وهو نحرها، يقال: "جزرت الجزور أجزرها" بالضم إذا

نحرتها، وجلدتها، و"المنبت" لموضع النبات، يقال: "نبت البقل ينبت" إذا طلع، و"المطلع" مكان الطلوع،

ا بمعنى الطلوع، وعليه قراءة من وقد يكون مصدر�(.1قرأ: }حتى مطلع الفجر{ )

__________ . وهذه قراءة الكسائي، واألعمش، وابن5( القدر: 1)

محيصن، وغيرهم. انظر: البحر المحيط =

(4/144)

ومن ذلك "المشرق"، و"المغرب" لمكان الشروق والغروب، وقالوا: "المفرق" لوسط الرأس؛ ألنه

موضع فرق الشعر، وكذلك "مفرق": الطريق للموضع الذي يتشعب منه طريق آخر، و"المسقط" موضع السقوط، يقال: "هذا مسقط رأسي"، أي: حيثولدت، و"أنا في مسقط رأسي" أي حيث سقط.

كنى، يقال: "سكنت داري و"المسكن": موضع الس أسكنها". والمسكن: الموضع، والمصدر: "المسكن"

بالفتح. و"المرفق": موضع الرفق، والرفق: ضد العنف، يقال: "رفقت به أرفق"، والمكان "المرفق"،

وقالوا: "المسجد"، وهو اسم للبيت، وليس المراد موضع السجود، أي: موضع جبهتك، إذ لو أريد ذلك؛

لقيل: "المسجد" بالفتح، كسروا هذه األلفاظ، والباب فيها الفتح، أدخلوا الكسر فيها؛ ألنه أحد البناءين،

كما أدخلوا الفتح فيها.* * *

قال صاحب الكتاب: والثاني بناؤه من كل فعل كانت عين مضارعة مكسورة كالمحبس والمجلس والمبيت

والمصيف ومضرب الناقة ومنتجها، إال ما كان منه معتل الفاء أو الالم، فإن معتل الفاء مكسور أبدا�

Page 403: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كالموعد والمورد والموضع والموجل والموجل،� كالمأتى والمرمى والمأوى والمعتل الالم مفتوح أبدا

والمثوى، وذكر الفراء أنه قد جاء: مأوى اإلبلبالكسر.

* * * قال الشارح: أما ما كان عين المضارع منه "يفعل" بالكسر، فالمكان والزمان منه "مفعل" بالكسر، كـ "المحبس" و"المجلس"، و"المبيت"، و"المصيف"،

و"مضرب الناقة"، و"منتجها". فـ "المحبس" موضع الحبس، يقال: "حبسته أحبسه"، أي: منعته االنبعاث.

و"المجلس": موضع الجلوس؛ ألنه من "جلس يجلس"، وقالوا: "المبيت" للمكان يبات فيه؛ ألن بات

يبيت كـ "جلس يجلس"، وأما "المصيف" فالمراد به الزمان، وهو من "صاف يصيف" وكذلك "مضرب

ول"، الناقة" لزمن ضرابها، يقال: "أتى مضرب الش و"انقضى مضربها"، أي: أتى زمانه، وانقضى زمانه،

وكذلك "المنتج" لزمان النتاج، يقال: "أتت الناقة علىمنتجها"، أي: الوقت الذي تنتج فيه.

وأما المعتل من هذا الضرب، فإنه ال يخلو من أن يكون معتل الفاء أو العين أو السالم، فما كان منه معتل الفاء، فإنه يجري على منهاج واحد، ال يختلف

باختالف حركة عين المضارع منه، كما كان كذلك فيالصحيح، فيجيء مكسور العين على كل حال،

__________ /4؛ والكشاف 168/ 30؛ وتفسير الطبري 497/ 8=

؛ ومعجم403/ 2؛ والنشر في القراءات العشر 2387.204/ 8القراءات القرآنية

(4/145)

سواء كان مفتوح العين، أو مكسوره في المضارع، ولذلك استثناه؛ ألنه مخالف لما تقدمه، وذلك، نحو: "الموعد"، و"المورد"، وهما من "وعد يعد"، و"ورد

يرد" بالكسر، وقالوا: "الموجل"، و"الموحل":ا، وهو من "وجل يوجل"، و"وحل يوحل" فكسروا أيض�

بالفتح. والعلة في ذلك أن ما كان على "فعل"، وأوله واو، فإنه يلزم مستقبله "يفعل"، ويلزمه اإلعالل بحذف

Page 404: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

واوه في المستقبل، نحو: "يعد"، و"يرد"، فكسروا المفعل منه على القاعدة، ثم حملوا ما كان منه على "فعل يفعل" على ذلك، فقالوا: "موجل"، و"موحل"، وذلك ألن "يوجل"، و"يوحل" في هذا الباب قد يعتل، فتقلب الواو ياء مرة�، نحو: "ييجل"، و"ييحل"، وألفا

أخرى، نحو: "ياجل"، و"ياحل"، فلما كان كذلك، شبهوها باألول, ألنها في حال اعتالل، وألن الواو

ا ما فيها في موضع الواو من األول، وهم كثير� يشتهون الشيء بالشيء، فيحملونه عليه إذا كان بينهما موافقة في شيء، وإن اختلفا من جهات

(1اخرى. وقد حكى يونس وغيره فيما حكاه سيبويه )ا من العرب يقولون: "موجل"، و"موحل" أن ناس�ا في "يوجل"، بالفتح حيث كان المضارع مفتوح� و"يوحل"، فجروا فيه على األصل، وهذا القول

أقيس، واألول أفصح. وأما ما كان معتل العين، فإنه يجري على قياس

الصحيح فما كان منه مضموم العين، فإن "المفعل" منه مفتوح، نحو: "المقام"، و"المقال", ألنه من

"قال يقول"، و"قام يقوم"، فهوكـ "المقتل"، و"المخرج"، من "قتل يقتل"، و"خرج يخرج". وما كان

مكسور العين فـ "المفعل" منه مكسور، نحو: "المقيل"، و"المبيت"؛ ألنه من "بات يبيت"، و"قال

يقيل"، كـ "ضرب يضرب"، و"جلس يجلس". وأما المعتل الالم، فإنه يأتي "مفعل" منه على منهاج واحد كالمعتل الفاء إال أن المعتل الفاء "مفعل" منه

مكسور، والمعتل الالم "مفعل" منه مفتوح، وذلك، نحو: "المأتى"، و"المرمى"، و"المأوى"، و"المثوى". وذلك ألنه معتل، فكان األلف والفتح أخف عليهم من

الكسر مع الياء، ففروا إلى "مفعل" بالفتح، إذ كان مما يبنى عليه المكان والزمان، فإذا كان ذلك فيما

المه ياء؛ كان في ذوات الواو أولى، نحو: "المغزى"، و"المدعى"؛ ألنه على "فعل يفعل" بالضم، مثل "دعا يدعو" و"غزا يغزو"، وفيه ما في ذوات الياء، لم يخرج من ذلك إال "مأوي اإلبل"، فإنه قد جاء مكسورا فيما حكاه الفراء، وذكر غيره: "مأوى اإلبل" بالفتح على

القياس، فاعرفه.__________

.92/ 4( الكتاب 1)

(4/146)

Page 405: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]مجيئهما علي "مفعلة" و"مفعلة", و"مفعلة"[ قال صاحب الكتاب: وقد يدخل على بعضها تاء التأنيث كالمزلة والمظنة والمقبرة والمشرقة

وموقعة الطائر, وأما ما جاء على مفعلة بالضم كالمقبرة والمشرقة والمسربة فأسماء غير مذهوب

بها مذهب الفعل.* * *

قال الشارح: وقد أنثوا بعض هذه األسماء، كأنهملل، أرادوا البقعة، فقالوا: "المزلة" لموضع الز

وكسروه ألن المضارع منه مكسور، وقالوا: "المظنة" لموضع الظن، ومألفه، وهو مفتوح ألنه من "ظن

يظن" بالضم، و"المقبرة" لموضع القبر، و"المشرقة" لموضع شروق الشمس، وهو موضع

القعود فيها، وقالوا: "موقعة الطائر"، وهو الموضع الذي يقع عليه، وهو مفتوح القاف من "وقع يقع"

مفتوح لمكان حرف الحلق.ا، نحو: "المقبرة"، و"المشرقة"، فأما ما جاء مضموم�

و"المشربة"، للغرفة، فهي أسماء فالمقبرة: اسم لموضع القبور، وليس لمكان الفعل، والمشرقة: اسم

للموضع الذي يقع فيه التشريق، وكذلك المشربة: اسم للغرفة، ولو أريد مكان الفعل، لقيل:

"المقبرة"، و"المشرقة"، و"المشربة" بالفتح.

فصل ]اشتقاقهما من الثالثي المزيد فيه والرباعي[ قال صاحب الكتاب: وما بني من الثالثي المزيد فيه

والرباعي, فعلى لفظ اسم المفعول كالمدخلوالمخرج والمغار في قوله ]من الطويل[:

- ]وما هي إال في إزار وعلقة[ ... مغار ابن937همام على حي خثعما

__________ - التخريج: البيت لحميد بن ثور الهاللي في937

/1؛ وشرح أبيات سيبويه 394/ 2األشباه والنظائر ؛ وليس في ديوانه؛ وللطماح بن عامر في347

؛ وبال نسبة في أمالي ابن208/ 2حاشية الخصائص ؛ ولسان العرب208/ 2؛ والخصائص 351الحاجب ص

)علق(؛ والمحتسب268، 262/ 10 )لحس(، 205/ 62 /121.

اللغة: اإلزار: المئزر. والعلقة: ثوب إلى الفخذين بال

Page 406: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كمين تلبسه الجارية. المعنى: وصف امرأة بصغر السن، كانت تلبس ثياب�ا

خاصة بالصغار، عندما أغار ابن همام على حي خثعم. اإلعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، و"ما": نافية

ال محل لها. "هي": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. "إال": حرف حصر. "في إزار": جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "وعلقة":

الواو: حرف عطف، و"علقة": معطوفة على "إزار"."مغار": مفعول فيه =

(4/147)

وقولهم فالن كريم المركب والمقاتل والمضطرب والمتقلب والمتحامل والمتدحرج والمحرنجم قال

العجاج ]من الرجز[: - محرنجم الجامل والنؤي938* * *

قال الشارح: اعلم أن أسماء المكان والزمان مما زاد على الثالثة بزيادة أو غيرها فإنهما يكونان على زنة

مفعولهما، وذلك كـ "المدخل"، و"المخرج"، و"المغار". ويشمل هذا اللفظ المكان والزمان

والمصدر والمفعول. وإنما اشتركت هذه األشياء في لفظ واحد؛ الشتراكها في وصول الفعل إليها، ونصبه

إياها، فلما اشتركت في ذلك، اشتركت في اللفظ.ا فإن اسم المكان جار على المضارع في وأيض�

حركاته وسكناته، ولذلك ضموا الميم منه، كما أن أولا؛ لئال يلبس المضارع مضموم، وكانت الزيادة ميم�

بالفعل، وفتح ما قبل آخره, ألنه جار على زنة المفعول به، نحو: "المدخل"، والمفعول على زنة ما لم يسم فاعله؛ نحو: "يخرج"، وكان فعل ما لم يسم فاعله أولى به؛ ألنه مبني للمفعول به، فهذا اللفظ

يشمل اسم الزمان والمكان والمصدر، وهو علىمنهاج واحد ال يختلف.

فإن قلت: فلم اختلف المكان في الثالثي، نحو: "المضرب"، و"المقتل"، و"المقبرة"، ولم يختلف فيما زاد عليه؟ فالجواب أن ما يشتق للمكان فهو مبني على لفظ المضارع، والمضارع من الثالثي مختلف يأتي على "يفعل" بالفتح، وعلى "يفعل"

Page 407: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالكسر، وعلى "يفعل" بالضم، فلما اختلف المضارع، اختلف المفعل التي على زنته، ولما كان مضارع ما

زاد على الثالثة على منهاج واحد ال يختلف وهوالكسر، لم يختلف اسم المكان فيه.

__________ = ظرف زمان على تقدير مضاف محذوف، والتقدير:

وقت مغار، والظرف متعلق بالخبر المحذوف، منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "ابن": مضاف إليه

مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "همام": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على حي": جار ومجرور متعلقان

بالمصدر "مغار"، و"حي" مضاف. "خثعما": مضافا من الكسرة, ألنه ممنوع إليه مجرور بالفتحة عوض�

من الصرف، واأللف: لإلطالق.وجملة "ما هي إال في إزار": بحسب الواو.

والشاهد فيه: نصب "مغار" على الظرفية الزمانية. ؛484/ 1 - التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 938

.275/ 11وخزانة األدب اللغة: المحرنجم: المكان الذي تحرنجم، أي: تجتمع

فيه اإلبل. الجامل: القطيع من اإلبل. النؤي: مجرىيحفر حول الخيمة ليقيها السيل.

اإلعراب: "محرنجم": اسم معطوف على اسم معطوف في البيت السابق، وحرف العطف محذوف،

ة الظاهرة، وهو مضاف. "الجامل": مرفوع بالضم مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "والنؤي"

الواو: حرف عطف، و"النؤي": اسم معطوف على"محرنجم" مرفوع مثله بالضمة الظاهرة.

والشاهد فيه قوله: "محرنجم"حيث جاء اسم مكانعلى وزن اسم المفعول.

(4/148)

فأما األبيات التي أنشدها فقد تقدم الكالم عليها فيالمصادر.

فأما "المغار" فهو موضع اإلغارة، ويستعمل فيالمكان والزمان والمفعول به.

و"المركب": األصل والمنبت، يقال: "فالن كريم المركب" أي: كريم األصل والمنصب. و"المتقلب"

بالتاء والالم المشددة بمعنى التقلب، ويكون موضع

Page 408: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الفعل وزمانه. و"المقاتل" الموضع من قاتل. وكذلك"المضطرب" موضع االضطراب، فاعرفه.

فصل ]صيغة "مفعلة" للمكان الذي يكثر فيه الشيء[ قال صاحب الكتاب: وإذا كثر الشيء بالمكان قيل فيه "مفعلة" بالفتح. يقال: "أرض مسبعة ومأسدة ومذأبة

(:1ومحياة ومفعاة ومقثأة ومطبخة". قال سيبويه ) ولم يجيؤا بنظير هذا فيما جاوز ثالثة أحرف من نحو

الضفدع والثعلب كراهة أن يثقل عليهم؛ ألنهم قديستغنون بأن يقولوا كثيرة الثعالب.

* * * قال الشارح: اعلم أن هذا الضرب من األسماء مما لزمت فيه الهاء, ألنه ليس أسماء للمكان الذي يقع فيه الفعل، وإنما هي صفة األرض التي يكثر فيها ذلك الشيء، واألرض مؤنثة، فكانت صفتها كذلك،

ولم يأت ذلك عنهم في كل شيء إال أن تقيس، وتعلم أن العرب لم تستعمله، ولم يجيؤوا بمثل هذا في الرباعي من نحو "الضفدع"، و"الثعلب"، كراهية أن يثقل عليهم، وكان لهم عنه مندوحة أن يقولوا:

"كثيرة الثعالب". وإنما اختضوا بذلك بنات الثالثة لخفتها، ولو قالوا من بنات األربعة، نحو: "مأسدة"،

لقيل: "مثعلبة"؛ ألن ما جاوز الثالثة يكون نظيره المفعل بزنة المفعول، ويستوي فيه المصدر والمكان

والزمان الذي في أوله الميم زائدة، ويكون بلفظ المفعول وليس كذوات الثالثة، فتقول في الثالثة:

ا، و"المضرب" بالكسر "المضرب" في المصدر مفتوح� في المكان والزمان، وفي المفعول: "مضروب"،

فلفظ المفعول غير لفظ المكان والزمان، وتقولح"، فيما جاوز الثالثة: "المقاتل"، و"المسر

و"الموقى" في معنى القتال والتسريح والتوقية، وكذلك المكان والزمان، ولفظ المفعول كذلك،

فقالوا على ذلك: "أرض معقربة ومثعلبة"، فيأتي على لفظ المفعول لمجاوزة الثالثة، ومن قال:

"ثعالة" قال: "أرض مثعلة"؛ ألنه ثالثي كـ "مأسدة". وقالوا: "أرض محياة" إذا أكثر فيها الحيات، و"أرض

( أن2مفعاة" إذا كثر فيها األفاعي، ومذهب سيبويه ) عين "حية" ياء، فهو من لفظ "حييت". وقال غيره:

العين واو،__________

Page 409: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

.94/ 4( الكتاب: 1).94/ 5، 345/ 3( الكتاب 2)

(4/149)

واألصل: حوية، فقلبت ياء على حد قلبها في "طويته طيا"، و"لويته ليا"، فيكون من لفظ "حويت"، وحكى

(: "أرض محواة"، ويشهد لهذا القول1صاحب العين ) قولهم: "حواء" لصاحب الحيات، وسيبويه يجعل

"حواء�" من معنى "الحية"، ال من لفظها، فاعرفه.

فصل ]عدم إعمال اسم الزمان واسم المكان[ قال صاحب الكتاب: وال يعمل شيء منها, والمجر في

قول النابغة ]من الطويل[: - كأن مجر الرامسات ذيولها ... عليه قضيم939

نمقته الصوانع مصدر بمعنى الجر، وقبله مضاف محذوف تقديره:

كأن أثر جر الرامسات.* * *

قال الشارح: قوله: "وال يعمل منها شيء"، أي: ال يعمل اسم المكان والزمان عمل المصدر, ألنه ليسفي معنى الفعل؛ فأما قول النابغة ]من الطويل[:

كأن مجر ... إلخ فال يجوز حمله على ظاهره, ألنه ال يخلو إما أن يكون

ا بمعنى الجر، أو اسم مكان؛ فإن جعلته اسم مصدر� مكان، فسد إعماله ونصبه "ذيولها", ألنك ال تقول:

"جلست__________

)حيو(.317/ 3( كتاب العين 1) - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص939 ؛453/ 2؛ وخزانة األدب 977؛ وجمهرة اللغة ص 31

؛ وشرح شواهد174وشرح شواهد اإليضاح ص )نمق(،361/ 10؛ ولسان العرب 106الشافعية ص

)قضم(؛ وبال نسبة في488/ 12 )ذيل(، 260/ 11 ؛ وشرح عمدة الحافظ16/ 2شرح شافية ابن الحاجب

.733ص اللغة: المجر: مصدر بمعنى "الجر". الرامسات: الرياح

التي تثير التراب. القضيم: جلد يكتب عليه. نمقتة:

Page 410: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

كتبته. الصوانع: الكتاب. المعنى: يصف الشاعر ربع�ا عفا بعد أهله، فأصبح

بفعل الرياح كقطعة جلد عليها آثار كتابة. اإلعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "مجر": اسم

"كأن" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. "الرامسات": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

"ذيولها": مفعول به للمصدر "مجر"، منصوب بالفتحة الظاهرة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "عليه": جار ومجرور متعلقان بالمصدر

"مجر". "قضيم": خبر "كأن" مرفوع بالضمة الظاهرة. "نمقته": فعل ماض مبني على الفتح

الظاهر، والتاء: للتأنيث، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "الصوانع": فاعل مرفوع

بالضمة الظاهرة. وجملة "كان مجر ... قضيم .. ": ابتدائية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "نمقته الصوانع": في محل رفعصفة لـ "قضيم".

والشاهد فيه: أن "مجر" مصدر بمعنى "الجر"، عامل عمل فعله، ناصب "ذيولها" على المفعولية، وليس

اسم مكان, ألنه ال يعمل شيئ�ا.

(4/150)

في مجر زيد ذيله"، وأنت تريد المكان، وإنما تقول "في مجر ذيل زيد" كما تقول: "في مكان زيد"، وإن

ا، فسد من جهة المعنى؛ ألنه شبهه بـ جعلته مصدر� "قضيم"، والقضيم: جلد أبيض يكتب فيه، وقيل: نطع منقوش. وطريق صحته على تقدير مضاف محذوف،

كأنه قال: كان أثر مجر الرامسات، أو موضع مجر الرامسات، على معنى موضع جر الرامسات.

والرامسات: الرياح، فيكون منصوب�ا بالمصدر، يصفا عفا بعد أهله، ولعبت به الرياح، فصار ما أبقت رسم�

منه بمنزلة نطع حال عن جدته، وبقي أثر صنعته، وهو القضيم، فلذلك كان محموال� على حذف المضاف

دون ظاهره، فاعرفه.

(4/151)

Page 411: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اسم اآللةفصل ]تعريفه[

قال صاحب الكتاب: هو اسم ما يعالج به وينقل, ويجيء على "مفعل", و"مفعلة", و"مفعال",

كالمقص والمحلب والمكسحة, والمصفاة والمقراضوالمفتاح.

* * * قال الشارح: كل اسم كان في أوله ميم زائدة من اآلالت التي يعالج بها وينقل، وكان من فعل ثالثي، فإن ميمه تكون مكسورة، كأنهم أرادوا الفرق بينه

" بالكسر ا أو مكان�ا، فـ "المقص وبين ما يكون مصدر� ما يقص به، و"المقص" بالفتح المصدر والمكان،

(: "مفعل"، و"مفعلة"، و"مفعال"،1وأبنيته ثالثة ) وذلك، نحو: "المحلب"، لما يحلب فيه، و"المنجل"طبة والقت، وقالوا: "مكسحة" الذي يقطع به الر

وهي كالمكنسة. يقال: "كسحت البيت"، أي: كنسته، و"مسلة" لواحدة المسال، وهي اإلبر العظام، وقالوا.

"مطرقة"، و"مطرق"، وهو القضيب يضرب بها"، و"مصفاة"، الصوف، وآلة الحداد والصائغ، و"مصف�

،" ى بها الشراب وغيره، أنثوا "مفعال� وهي آلة يصف كما أنثوا المكان، ألنه آلة، وقد يجيء "مفعال"،

قالوا: "مقراض"، و"مفتاح"، و"مصباح". وقيل: إن" مقصور عن "مفعال"، وإن كان "مفعل" أكثر "مفعال�. ويؤيد ذلك أن كل ما جاز فيه "مفعل"، جاز استعماال� فيه "مفعال" نحو: "مقرض"، و"مقراض"، و"مفتح"،

و"مفتاح"، وليس كل ما جاز فيه "مفعال" جاز فيه "مفعل". قالوا: ولذلك صحت العين في "مخيط"،

و"مجول"، ولم تقلب كما قلبت في "مقال"،و"مقام"، قالوا: ألنها مقصورة عما تلزم

__________ ( وذهب مجمع اللغة العربية في القاهرة إلى1)

قياسية األوزان األربعة التالية:- فاعله، نحو: "قاطرة"، و"كاسحة"، و"رافعة".

- فاعول، نحو: "ساطور"، و"حاسوب"، و"ناقور".- فعال، نحو: "قطار"، و"لجام"، و"لثام".

- فعاله، نحو: "غساله"، و"ثالجة"، و"كسارة"..19/ 1انظر: كتاب "في أصول اللغة"

(4/152)

Page 412: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

صحته، وهو "مخياط"، و"مجوال"؛ لوقوع األلف بعدها، ونظير ذلك: "العواور"، ولم يقلبوا الواو همزة كما قلبوها في "أوائل"، وذلك أن "العواور" مقصور عن "العواوير"، فكما ال يلزم القلب في "العواوير"

لبعد الواو عن الطرف، كذلك ها هنا، فاعرفه.

فصل ]المضموم الميم والعين من أسماء اآللة[ قال صاحب الكتاب: وما جاء مضموم الميم والعين

من نحو المسعط والمنخل والمدق والمدهن (: لم1والمكحلة والمحرضة، فقد قال سيبويه )

يذهبوا بها مذهب الفعل ولكنها جعلت أسماء لهذهاألوعية.

* * * قال الشارح: هذه األحرف شذت عن مقتضى

القياس، وما عليه االستعمال بأن جاءت مضمومة، وهي ما يعالج به وينقل، كأنهم جعلوها أسماء� لما

يوعى فيه، ولم يراعوا فيها معنى الفعل واالشتقاق،مغ يقع على كما قالوا: "المغفور" لضرب من الص

( لضرب من الكمأة، فهذه2الشجر حلو، و"المغرود" ) على زنة "مفعول"، وهي أسماء أشياء لم يرد فيها معنى الفعل، كذلك هذه األحرف وهي "المسعط"عوط من دواء، أو من دهن وهو ما يجعل فيه الس

فيسعط به العليل أو الصبي في أنفه، أي يجعل فيه. و"المنخل": ما ينخل به الدقيق ونحوه، وجمعه:

مناخل، و"المدق" وهو اسم ما يدق به الشيء كفهر العطار، ويد الهاون، و"المدهن" بضم الميم والهاء لما يجعل فيه الدهن من زجاج وغيره، و"المكحلة"

ا كان، أو غيره، هذه الخمسة حكاها لوعاء الكحل زجاج� (؛ فأما "المحرضة" فوعاء الحرض وهو3سيبويه )

األشنان، والكسر هو المشهور، وال أعرف الضم فيها.__________

.91/ 4( الكتاب 1) ( في الطبعتين: "المغرور" بالراء. وهذا تصحيف،2)

وقد صوبته طبعة ليبزغ في جدول التصويبات الملحق.909بها ص

.273/ 4( الكتاب 3)

(4/153)

Page 413: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومن أصناف االسم

الثالثي

المجرد والمزيد[الثالثيفصل ]أبنية االسم قال صاحب الكتاب: للمجرد منه عشرة أبنية أمثلتها

صقر وعلم وبرد وجمل وإبل وطنب وكتف ورجل وضلع وصرد, وللمزيد فيه أبنية كثيرة, ولعل األمثلة

التي أنا ذاكرها تحيط بها أو بأكثرها.* * *

قال الشارح: األسماء المتمكنة على ثالثة أضرب: ثالثي ورباعي وخماسي ال تكون أصال� على أكثر من

الخمسة لثقله، ولئال يتوهم أنه مركب من ثالثيين، وكذلك ما زاد. وذهب الفراء والكسائي إلى أن األصل الثالثي، وأن الرباعي فيه زيادة حرف، وأن الخماسي فيه زيادة حرفين. والمذهب األول وهو رأي سيبويه، ولذلك نزنه بالفاء والعين والالم، ولو كان األمر على

ما ذكر لقوبل الزائد بمثله البتة.وللثالثي عشرة أبنية كما ذكر تكون أسماء وصفات.

د"، أي: للمجرد من الزيادة، فمن ذلك وقوله: "للمجرا "فعل" بفتح األول وسكون الثاني، يكون اسم�

وصفة، فاالسم: "صقر"، و"كلب"، والصفة: "صعب"،و"ضخم".

و"فعل" بكسر األول وسكون الثاني، يكون اسم�ا وصفة، فاالسم منه "عدل"، و"علم"، والصفة:

"نقض"، و"نضو".ا و"فعل" بضم األول وسكون الثاني يكون اسم�

وصفة، فاالسم: "برد"، و"ققل"، والصفة: "عبر"،"، يقال: "ناقة عبر أسفار"، أي: يسافر عليها. و"مر

ا وصفة، و"فعل" بفتح األول والثاني يكون اسم�فاالسم "جبل"، و"جمل"، والصفة "بطل"، و"حسن".ا وصفة، و"فعل" بفتح األول وكسر الثاني يكون اسم�فاالسم: "كبد"، و"كتف"، والصفة: "حذر"، و"وجع".

(4/154)

Page 414: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا وصفة، و"فعل"، بفتح األول وضم الثاني يكون اسم� فاالسم: "عضد"، و"رجل"، والصفة: "حدث"، و"حذر"،

يقال: "رجل حدث"، أي: حسن الحديث، و"حذر" أي:ظ. متيق

ا وصفة، و"فعل" بكسر األول وفتح الثاني يكون اسم� فاالسم: "ضلع"، و"عنب"، والصفة: قالوا: "قوم

عدى"، وال نعلمه جاء صفة في غير هذا وحده منفر" المعتل، وهو اسم جنس وصف به الجمع كـ "السكب"، وليس بتكسير لعدم نظيره في المجموع. و"الر

ا وصفة، قالوا: و"فعل" بكسر الفاء والعين يكون اسم� (: وهو قليل ليس في األسماء1"إبل"، قال سيبويه )

غيره، وقال أبو الحسن: يقال للخاصرة "إطل"،و"أيطل". قال ]من الطويل[:

- لها أيطال ظبى وساقا نعامه ... ]وإرخاء940سرحان وتقريب تتفل[

وقالوا في الصفة: "امرأة بلز"، وهي العظيمة، وقيلالقصيرة.

ا وصفة، و"فعل" بضم الفاء والعين يكون اسم� فاالسم: "طنب"، و"عنق"، والصفة: "ناقة سرح

وطلق".ا وصفة، و"فعل" بضم األول وفتح الثاني يكون اسم�

فاالسم "خزز" و"ربع"، والصفة "حطم" و"كسع".قال ]من الرجز[:

ها الليل بسواق حطم ) (2قد لف فهذه األمثلة يجمعها كلها كونها ثالثية�، وإن كانت

مختلفة األبنية؛ ألن وزن كل مثال منها غير اآلخر، وليس في األسماء "فعل" إال "دئل" معرفة فيما

حكاه األخفش، ولم__________

.235/ 3( الكتاب 1) - التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص940.783/ 3؛ وشرح األشموني 21

اللغة: األيطل أو اإلطل: الخاصرة. اإلرخاء: ضرب من العدو. السرحان: الذئب. التقريب: وضع الرجلين

مكان اليدين في العدو. التتفل: ولد الثعلب. المعنى: يشبه الشاعر خاصرتي فرسه بخاصرتي الظبي في الضمر، وساقيه بساقي النعامة في الطول واالنتصاب، وعدوه بإرخاء الذئب، وسيره

بتقريب ولد الثعلب.

Page 415: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب: "لها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. "أيطال": مبتدأ مرفوع باأللف ألنه مثنى، وهو

مضاف. "ظبي": مضاف إليه مجرور. وساقا نعامة، وارخاء سرحان، وتقريب تتفل: تعرب إعراب "إطال

ظبي". وجملة "إله أيطال ظبي": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "إطل" استدراك�ا لما ذكره

سيبويه من أسماء على وزن "فعل"..105( تقدم بالرقم 2)

(4/155)

يذكره سيبويه، والمعارف غير معول عليها في األبنية؛ ألنه يجوز أن يسمى الشخص بالفعل والحرف والجملة، وليس في الكالم "فعل" بكسر الفاء وضم

العين؛ النهم كرهوا الخروج من الكسر الذي هو ثقيل إلى الضم الذي هو أثقل منه، والثالثي أعدل األبنية ألنه حرف يبتدأ به ال يكون إال متحرك�ا، وحرف يوقف

عليه ال يكون إال ساكنا وحرف يكون حشوا فاصال� بينهما، وليس المراد باالعتدال قلة الحروف، أال ترى

أن في الكالم نحو "من"، و"كم" ولسنا نقول إنهاأعدل األبنية؟

فأما المزيد فيه، فهي كثيرة جدا تقارب.

فصل ]نوعا الزيادة[ قال صاحب الكتاب: والزيادة إما أن تكون من جنس حروف الكلمة كالدال الثانية في "قعدد", و"مهدد"،

أو من غير جنسها كهمزة أفكل وأحمر، ولإللحاق كواو جوهر وجدول، أو لغير اإللحاق كألف كاهل

وغالم.* * *

قال الشارح: معنى الزيادة أن يضاف إلى الحروف األصول ما ليس منها مما قد يسقط في بعض

تصاريف الكلمة، وال يقابل بفاء وال عين وال الم، وذلك يكون إما بتكرير حرف من نفس الكلمة، نحو

الباء من "جلبب"، والدال من "قعدد"، أو بزيادة حرف من غير جنسها من حروف "اليوم تنساه"، نحو

Page 416: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

واو"جوهر" وياء "صيرف"،، وهمزة "أفكل"، و"أحمر"، والغرض من ذلك: إما إفادة معنى لم يكن، وإما إلحاق بناء ببناء غيره، وإما المد وتكثير البناء ال

غير، كألف "غالم"، وواو "عجوز"، وياء "صحيفة"،و"سعيد" ونحوها.

فأما األول، فنحو ألف "ضارب" وميم "مضروب"، أال ترى أن األلف في "ضارب" يفيد أنه فاعل، والميم في "مضروب" يفيد معنى المفعولية، ونحو حروف

المضارعة يختلف اللفظ بها الختالف المعنى، وأشباهذلك كثيرة.

وأما الثاني، وهو المزيد لإللحاق، فنحو الدال في "قعدد"، و"مهدد". فـ "قعدد" ملحق بـ "برثن"، ولذلك

"، و"ود"، لم يدغم المثالن فيه كما ادغما في "حب و"القعدد": القريب اآلباء من الجد األعلى، و"مهدد" ملحق بـ "جعفر"، وهو اسم امرأة، وكذلك "جوهر"،و"صيرف" ألحقا بالواو والياء بـ "جعفر" و"دحرج". وأما الزيادة للمد وتكثير البناء، فنحو واو "عجوز"، وألف "غالم" وياء "سعيد"، لم يرد بهذه الزيادة إال

ا ما امتداد الصوت وتكثير اللفظ, ألنهم كثير�

(4/156)

ا من شيء قد حذف، أو للين يحتاجون إلى المد عوض� الصوت به. أال ترى أن الضرب الثالث من الطويل نحو

قوله ]من الطويل[: - أقيموا بني النعمان عنا صدوركم ... وإال941

ؤوسا تقيموا صاغرين الرونحو قول اآلخر ]من الطويل[:

- لعمرك إني في الحياة لزاهد ... وفي العيش942ما لم ألق أم حكيم

ا من السبب المحذوف دف ليكون عوض� إنما لزم الرمن "مفاعيلن"؟ فاعرفه.

__________ - التخريج: البيت ليزيد بن الخذاق في شرح941

؛ وبال نسبة في لسان1286اختيارات المفضل ص )قوم(؛ وتاج العروس )قوم(.499/ 12العرب

اللغة: أقيموا عنا: أزيلوا أو أبعدوا ونحوا. صاغرين:مرغمين، كارهين.

Page 417: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المعنى: ابتعدوا عنا يا بني النعمان، فإن لم تفعلوابرضى ابتعدتم مرغمين.

اإلعراب: "أقيموا": فعل أمر مبنى على حذف النون التصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل

رفع فاعل، واأللف: للتفريق. "بني": منادى مضاف منصوب بالياء ألنه ملحق بجمع المذكر السالم.

"النعمان": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عنا": جار ومجرور متعلقان بـ"أقيموا". "صدوركم": مفعول به منصوب بالفتحة، و"كم": ضمر محصل في محل جر باإلضافة. "وإال": الواو: استئنافية، "إال": مركبة من

"إن": الشرطية، و"ال": النافية. "تقيموا": فعل مضارع مجزوم )جواب الشرط( بحذف النون التصاله

بواو الجماعة، والواو: ضمر متصل في محل رفع فاعل، واأللف: للتفريق. "صاغرين": حال منصوبة

بالياء والنون ألنه جمع مذكر سالم. "الرؤوسا":مفعول به منصوب بالفتحة، واأللف: لإلطالق.

وجملة "أقيموا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تقيموا": جواب شرط جازم غير مقترن

بالفاء، ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إال تقيموا": جملة استئنافية ال محل لها من اإلعراب، وجملة

"تفعلوا" المقدرة جملة فعل الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب، وجملة "بني النعمان":

اعتراضية ال محل لها من اإلعراب.ا من السبب والشاهد فيه: لزوم الردف ليكون عوض�

المحذوف من "مفاعيلن". - التخريج: البيت لقطرى بن الفجاءة في الكامل942 ؛ وله أو لصالح بن عبد الله العبشمي، أو1226ص

لعبيدة بن هالل اليشكري، أو لعمرو القنا، أو لحبيب.157، 149، 148/ 6بن سهم التميمى في األغانى

المعنى: يحلو الزهد في الحياة إن لم تكن أم حكيممعى، فال طعم للعيش بدون لقائها.

اإلعراب: "لعمرك" الالم: حرف ابتداء، "عمر": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل

مبني في محل جر مضاف إليه، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: قسمي. "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "في

الحياة": جار ومجرور متعلقان بـ"زاهد". "لزاهد": الالم: مزحلقة للوكيد، "زاهد": خبر "إن" مرفوع

ة. "وفي العيش": الواو: حرف عطف، "في بالضم

Page 418: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العيش": جار ومجرور متعلقان بـ"زاهد". "ما": حرف نفي. "لم": حرف نفي وقلب وجزم. "ألق": فعل

مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: أنا. "أم": مفعول به

منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "حكيم": مضاف إليهمجرور بالكسرة.=

(4/157)

فصل ]الزيادة المجانسة[ قال صاحب الكتاب: والزيادة المجانسة ال تخلو من أن

� للعين, كخفيفد وقنب؛ أو لالم كخفيدد تكون تكريرا وخدب أو للفاء والعين كمرمريس ومرمريت أو للعين

والالم كصمحمح وبرهرهة وما عداها من الزوائدحروف سألتمونيها.

* * * قال الشارح: المراد بالزيادة المجانسة أن يكون

الحرف المزيد من جنس حروف أصول الكلمة، كأنهم كرروا ما هو من نفس الكلمة، وذلك يكون بتكرير

العين، قالوا: "خفيفد"، وهو الظليم السريع، وهو من قولهم: "خفد الظليم" إذا أسرع، ألحقوه بزيادة الياء

وتكرير العين بـ"سفرجل". وقالوا: "قنب" النون الثانية زائدة مكررة من غير فصل، ووزنه "فعل"

ملحق بـ"درهم".ا، زادوا روا الالم، قالوا: "خفيدد" للظليم أيض� وقد كرا، إال أن الياء وكرروا الالم لإللحاق بـ"سفرجل" أيض�

ر ها هنا الالم من "خفيدد"، والعين من المكر" "، أي: ضخم، ومثله "هجف "خفيفد". وقالوا: "خدب

ا روا الالم من غير فصل لإللحاق بـ"قمطر"، وأم كر الفاء، فلم تأت مكررة� في شيء من كالم العرب، إال

في حرف واحد، وهو"مرمريس" للداهية الشديدة فيقول الراجز:

- جدباء مرمريس943 وزنته "فعفعيل" ألنه من "المراسة" وهي الشدة،

فكررت الفاء والعين. فأما "مرمريت"، فلم يحكه سيبويه، وهو األرض

الملساء التي ال نبات بها من قولهم: "مكان مرت بينالمروتة".

Page 419: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقد كرروا العين والالم، قالوا: "صمحمح" للعظيمروا العين والالم لإللحاق بـ"سفرجل"، الضخم، كر

ومثله قالوا: "برهرهة" للصافية اللون، كررت فيهالعين والالم.

__________ = وجملة "لعمرك": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "إني لزاهد": جواب القسم ال محل لها مناإلعراب. وجملة "لم ألق": في محل نصب حال.

والشاهد فيه: كالذي قبله. - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من943

مصادر. وفي الطبعتين: "حدباء" بالحاء، وهذا تحريف صوبته طبعة ليبزغ في جدول التصويبات الملحق بها

.909ص اإلعراب: تعرب "جدباء" بحسب ما قبلها، وكذلك

"مرمريس". والشاهد فيه قوله: "مرمريس" على وزن "فعفعيل"،

بتكرير الفاء والعين.

(4/158)

وما عداها من الزوائد فمن حروف "سألتمونيها"، أي: ما عدا ما ذكر من التكرير، فال تكون الزيادة إال بحروف "سألتمونيها". واألول قياس، والثاني

مسموع غير قياس، فتقول في "حرج" إذا شئت:ا على "جلبب"، و"قنب" وال ج" قياس� "حرجج"، و"حر

ا على "جوهر"، تقول: "حروج"، وال "حيرج" قياس�و"صيرف"، فاعرفه إن شاء الله تعالى.

فصل ]عدد األحرف الزائدة ومواضعها[ قال صاحب الكتاب: والزيادة تكون واحدة وثنتين

وثالثا� وأربعا� ومواقعها أربعة: ما قبل الفاء وما بين الفاء والعين وما بين العين والالم وما بعد الالم وال

تخلو من أن تقع مفترقة أو مجتمعة.* * *

قال الشارح: الزيادة في الكلمة قد تكون واحدة، نحو الهمزة في "أحمر"، وثنتين في نحو "منطلق"، وثالث�ا

في نحو "مستخرج"، وأربعة في نحو "اشهيباب". وذلك أكثر ما تنتهي إليه الزيادة، وتبلغ بنات الثالثة

Page 420: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بالزيادة سبعة�، فتكون الزيادة فيها أربعة أحرف، نحو: ( و"اشهيباب"، ويبلغ ذلك بنات األربعة،1"اغريراق" )

نحو: "عبوثران"، وهو نبت طيب الريح، و"احرنجام"، فتكون الزيادة فيه ثالثة أحرف، وأكثر ما تبلغ بنات

(2الخمسة بالزيادة ستة أحرف، نحو: "عضرفوط" ) (، لم يتصرفوا فيها أكثر من زيادة3و"قبعثرى" )

واحدة. وإنما كثر التصرف في الثالثي بالزيادة لكثرته، وقل

في الخماسي لقلته، وإذا لم تكثر الكلمة، لم يكثر التصرف فيها، أال ترى أن كل مثال من أمثلة الثالثي

له أبنية كثيرة في التكسير للقلة والكثرة، وليس للرباعي إال مثال واحد، القليل والكثير فيه سواء، وهو "فعالل"، نحو: "حناجر"، و"براثن"؛ ولم يكن

للخماسي مثال في التكسير، النحطاطه عن درجة الرباعي في التصرف، وكان محموال� على الرباعي، نحو: "فرازد"، و"سفارج"، ولذلك كثرت الزيادة في

الثالثي، وتوسطت في الرباعي، وقلت فيالخماسي.

ا مظان الزيادة، فما قبل الفاء، وبعد الفاء، وبين وأم العين والالم، وبعد الالم، فسيأتي الكالم على ذلك

مفصال� إن شاء الله.__________

( في الطبعتين: "عرفان"، وهذا تحريف.1) ( العضرفوط: دويبة بيضاء ناعمة، وقيل: ذكر2)

)عضرفط((.351/ 7العظاء. )لسان العرب ( القبعثرى: الجمل العظيم، وقيل: الفصيل3)

)قبعثر((.70/ 5المهزول، )لسان العرب

(4/159)

فصل ]الزيادة الواحدة قبل الفاء[ قال صاحب الكتاب: والزيادة الواحدة قبل الفاء في نحو أجدل وإثمد وإصبع وأصبع وأبلم وأكلب وتنضب وتدراء وتتفل وتحلىء ويرمع ومقتل ومنبر ومجلس

ومنخل ومصحف ومنخر وهبلع عند األخفش.* * *

قال الشارح: لما قدم الكالم على مواقع الزيادةا، فمن الزيادة ؛ لزمه بيان ذلك مفصال� مشروح� مجمال�

Page 421: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أوال� الهمزة، نحو. "أجدل"، وهو الصقر، الهمزة فيه زائدة؛ لوقوعها في أول بنات الثالثة، وألنه من

الجدل، وهو الفتل، كأنه يفتل الضريبة ليصيدها. وهذاا وصفة، فاالسم ما ذكرناه من البناء يكون اسم�

"أجدل"، و"أفكل" وهو الرعدة، والصفة: "أبيض"، "وأحمر". و"إثمد"، بكسر الهمزة والميم، وهو حجر يتكحل به، الهمزة زائدة في أوله لوقوعها في أول

بنات الثالثة.ا من حروف الزيادة، قيل: فإن قيل: فالميم أيض�

الميم إذا وقعت حشو�ا ال يحكم بزيادتها، إال إذا قامت الداللة على ذلك، فلذلك قضي بزيادة الهمزة دون

الميم. ومثله "إجرد" وهو نبت، وال نعلمه جاء صفة�، وأما "إصبع" فالهمزة في أولها زائدة؛ لوقوعها في أول بنات الثالثة، وتذكر وتؤنث، وفيها خمس لغات:

إصبع، بكسر الهمزة وفتح الباء، وهي أشهرها، ومثله "إبين" وهو موضع بعدن، و"إشفى"، الذي لإلسكاف،

وهو المخرز ولم يأت صفة�. وقالوا: "أصبع" بضم الهمزة وفتح الباء، وقالوا: "إصبع" بكسر الهمزة

والباء، كأنهم أتبعوا الباء الهمزة، في الكسر، وقالوا:ا ضم "أصبع" بضم الهمزة والباء، أتبعوا الباء أيض�

الهمزة، وقالوا: "أصبع" بفتح الهمزة وكسر الباء. ومن ذلك "أبلم"، و"أكلب"، الهمزة فيهما زائدة لما ذكرناه، و"األبلم" خوص المقل، وفيه لغات. قالوا:

"أبلم" بضم الهمزة والالم، وال نعلمه جاء صفة، وقالوا: "أبلم" بفتحهما، و"إبلم" بكسرهما, والواحدة بالتاء. وأما "أكلب" فجمع "كلب" وليس في األسماء

المفردة ما هو على "أفعل" إنما ذلك في الجمع،نحو: "أعبد"، و"أفلس".

ومن ذلك "تنضب" وهو شجر كالنبع، والنبع: شجر يتخد منه القسي، والتنضب يتخذ منه السهام، والتاء

فيه زائدة؛ ألنه ليس في الكالم "فعلل" مثل "جعفر" بضم الفاء، و"تدرأ"، التاء فيه زائدة, ألنه ليس في الكالم مثل "جعفر" بضم الجيم، وهي عند األخفش

ا زائدة من جهة االشتقاق, ألنه من "الدرء" وهو أيض� الدفع، و"التدرأ"، من معنى الدفع. يقال: "رجل ذو

تدرأ"، أي: صاحب قوة على دفع األعداء، وقد جاء في

(4/160)

Page 422: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، األسماء، قالوا: "ترتب"، وبعضهم يجعله وصف�فيقول: "أمر ترتب"، أي: راتب، وقال ]من الطويل[:

- ]ملكنا ولم نملك وقدنا ولم نقد[ ... وكان لنا944فضل على الناس ترتب

وقالوا: "ناقة تحلبة"، أي: تحلب قبل أن يضربهاا. ومن ذلك "تتفل"، الفحل، و"تحلبة"، و"تحلبة" أيض�

وهو من أسماء الثعلب بفتح التاء األولى وسكون الثانية وضم الفاء، وفيه أربع لغات: قالوا: "تتفل"

على ما تقدم، و"تتفل"، كأنه ملحق بـ"برثن"، و"تتفل"، كـ "تدرأ"، كأنه بـ"جندب"، و"تتفل"، مثل

"جعفر" والتاء فيه زائدة, ألنه ليس في الكالم "فعلل" مثل "جعفر"، فهو مثل "تنضب". وإذا ثبت

أنها زائدة في هذه اللغة؛ كانت في لغة من قالا زائدة، وإن كانت على زنة "تتفل"، بالضم أيض�

برثن"؛ ألنه قد ثبت زيادتها على لغة من فتح التاء، وال تكون أصال� في لغة، زائدة� في لغة أخرى، ألن

اللفظ واحد، والمعنى واحد. وأما "تحلىء" فإنه "تفعل" بكسر التاء والعين، وهو

مهموز من "حلىء األديم" إذا فسد، وال يكون إالا، وهو قليل والتحلىء: فساد يلحق الجلد من اسم�

لح، وقيل: إنه بشارة األديم، يقال. السكين عند الس"حألت األديم" إذا بشرته، فالتاء فيه زائدة لالشتقاق.

و"اليرمع": حجارة بيض تلمع، والياء في أوله زائدة، ألنها ال تكون أصال� مع بنات الثالثة، ولم يأت هذا البناء إال في األسماء دون الصفات. ومثل "يرمع" "يلمق"،

وهو القباء، فارسى معرب.__________

- التخريج: البيت لزيادة بن زيد العذرى فى944 418/ 2 )رتب(؛ وتاج العروس 410/ 1لسان العرب

)رتب(.ورواية العجز فيهما:ا على الناس ترتبا* *وكان لنا حق

ا والتقدير في هذه الرواية: "وكان ذلك فينا حق�راتب�ا"، أي بتقدير ضمير في "كان".

اإلعراب: "ملكنا": فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك، و"نا": ضمير متصل مبنى في محل رفع فاعل. "ولم": حرف عطف.

وحرف جزم. "نملك": فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع بالضمة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه

وجوب�ا تقديره: نحن. "وقدنا ولم تقد": تعرب إعراب

Page 423: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"ملكنا ولم نملك". "وكان": الواو: حرف استئناف، و"كان": فعل ماض ناقص. "لنا": جار ومجرور

متعلقات بمحذوف خبر مقدم لـ"كان". "فضل: اسم "كان" مرفوع بالضمة. "على الناس": جار ومجرور

متعلقان بـ"فضل". "ترتب": نعت "فضل" مرفوعبالضمة.

وجملة "ملكنا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب، وجملة "ولم نملك": معطوفة ال محل لها من

اإلعراب، وكذلك جملة "قدنا" وجملة "لم نقد".وجملة "وكان لنا فضل على الناس ترتب":

استئنافية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "فضل ترتب" بمعنى: فضل

راتب.

(4/161)

ولم يأت في األسماء وال الصفات "يفعل" بضم الياء وكسر العين، وقد وقعت الميم زائدة أوال� في بنات

الثالثة، نحو: "مقتل"، و"منبر"، و"مجلس"، فـ"المقتل" يقع على المصدر والزمان والمكان، وقد

تقدم الكالم عليه، وقالوا: "منبر" لآللة التي ينبر عليها الخطيب، أي: يرفع صوته من "نبر ينبر"، أي:

رفع صوته. و"المجلس" مكان الجلوس، وإذا أريدالمصدر، قالوا: "المجلس" بالفتح، وقد ذكر.

ومنه "منخل" اسم آللة النخل، فهو كـ"المدهن" و"المسعط"، وقد تقدم شرح ذلك. ومنه "المصحف" من لفظ الصحيفة، تقول: "أصحفته فهو مصحف"،

أي: جعلته صحيفة، وربما كسروا أوله، وقالوا:"مصحف" يشبهونه باآللة.

وقالوا: "منخر" لموضع النخير، فهو كـ"المسجد"، و"المنبت"، وهو في الصفة قليل. وقالوا: "هبلع"،

و"هجرع" الهاء فيهما زائدة عند األخفش، ألن "هبلعا" مشتق من "البلع"، و"الهجرع" من "الجرع"، وهو المكان السهل المنقاد، فهو من معنى الطول،

،1وسيبويه ) ( يجعل الهاء أصال� لقلة زيادة الهاء أوال� فهو كـ"درهم". فهذه األلفاظ في أولها زائد واحد

لما ذكرناه.

Page 424: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]الزيادة الواحدة بين الفاء والعين[ قال صاحب الكتاب: وما بين الفاء والعين في نحو

كاهل وخاتم وشأمل وضيغم وقنبر وجندب وعنسلوعوسج.

* * * قال الشارح: هذه األسماء مما وقعت الزيادة فيه

ثاني�ا بعد الفاء، من ذلك األلف، وهو موضع زيادتها؛ ألنه ال يمكن زيادتها أوال� ألنها ساكنة، والساكن ال

يمكن االبتداء به، قالوا: "كاهل"، وهو الحارك، فاأللف فيه زائدة، ألنها ال تكون مع بنات الثالثة إال

زائدة، ومثله "حاتم"، وهو القاضي من "حتم األمر"ا، قالوا: ألنه إذا أحكمه، وقضاه، وهو الغراب أيض�

يحتم بالفراق. وقالوا في الصفات: "ضارب"، و"قاتل"، األلف فيهما زائدة، ألنه من "الضرب"

و"القتل". وقد زيدت الهمزة ثانية. قالوا: "شأمل" للريح،

فالهمزة زائدة، ووزنه "فأعل"؛ لقولهم: "شملت، وال نعلمه جاء صفة، وفيه الريح" إذا هبت شماال�

لغات: قالوا: "شمل" بسكون الميم، و"شمل"، بفتحها، و"شمال"، و"شمأل"، و"شأمل" على ما

ذكرنا. ومن ذلك الياء، زيدت ثانية في االسم والصفة،لحفاة، فاالسم "زينب"، و"غيلم"، والغيلم: الس

غم: والصفة: "ضيغم" لألسد، قيل له ذلك لعضه، والضالعض،

__________.326، 303، 289/ 4( الكتاب 1)

(4/162)

راف. قال سيبويه ) (: وال نعلم1وقالوا: "صيرف" للص في الكالم "فيعل" بالضم، وال "فيعل" بالكسر في

غير المعتل.ا، قالوا: "قنبر"، وهو طائر وقد زادوا النون ثانية أيض�

ا: "القنبراء"، و"القبرة"، معروف، ويقال له أيض� والجمع: قبر، النون في "القنبر" زائدة؛ ألنه ليس

في األسماء "جعفر" بفتح الفاء، ولقولهم فيه: "قبرة" بغير نون. وقالوا: "جندب" لذكر الجراد،

Page 425: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقالوا: "عنسل" وهي الناقة السريعة، والنون فيهزائدة؛ ألنه من "عسل" الذئب إذا أسرع.

ا، قالوا: "كوكب"، وقد زادوا الواو ثانية أيض�وك، فالواو فيه زائدة؛ و"عوسج"، لضرب من الش

ألنها ال تكون مع بنات الثالثة إال كذلك.

فصل ]الزيادة الواحدة بين العين والالم[ قال صاحب الكتاب: وما بين العين والالم في نحو شمأل , وغزال وحمار وغالم وبعير وعثير وعليب

وعرند وقعود وجدول وخروع وسدوس وسلم وقنب.* * *

قال الشارح: قد وقعت الزيادة في هذه األسماء ثالثة بعد العين، قالوا: "شمأل" للريح في إحدى لغاتها،

وقد ذكرت. ومن ذلك األلف، قالوا: "غزال"، و"حمار"، و"غالم"، فاأللف زائدة؛ ألنها ال تكون مع

الثالثة إال كذلك، فـ"غزال" "فعال"، و"غالم"، "فعال" من "الغلمة"، وهي شهوة النكاح، وإنما قيل للصغير:

"غالم" على سبيل التفاؤل بالسالمة وبلوغ سن االحتالم، و"حمار"، "فعال" من "الحمرة"؛ ألن الغالب

على حمر الوحش التي هي أصلها الحمرة. وقد زادوا الياء ثالثة في االسم والصفة، فاالسم:

"بعير"، و"قضيب"، فـ"البعير" الياء فيه زائدة لوقوعها مع بنات الثالثة، وهو يقع على الذكر

واألثنى. وحكي عن بعض العرب: "صرعتني بعيري" أي: ناقتي، ويقال "شربت من لبن بعيري" فهو

كاإلنسان في وقوعه على الذكر واألثنى، والناقة كالجارية، والجمل كالرجل، قال الفراء: "الجمل زوج الناقة"، و"القضيب" واحد القضبان. والصفة قالوا:

"طويل"، و"ظريف".ا وصفة�، فاالسم "عثير"، وقد جاء على "فعيل" اسم�

وهو الغبار، و"حمير" قبيلة، والصفة قالوا: "رجل، و"الطريم": السحاب الكثيف؛ طريم" إذا كان طويال� وأما "عليب" وهو اسم واد، فبناء نادر لم يأت اسم

مضموم الفاء ساكن العين مفتوح الياء غيره.__________

.266/ 4( الكتاب 1)

(4/163)

Page 426: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقالوا: "عرند" النون فيه زائدة لمخالفته األصول، إذ ليس في األصول مثل "جعفر"، بضم الجيم والعين

(: "وتر عرند"، أي:1وسكون الفاء. وحكى سيبويه )ا: "عرندد"، أي: صلب، كأنه ألحق غليظ. وقالوا أيض�

بـ"سفرجل". وقد جاءت الواو زائدة ثالثة في "فعول"، و"فعول"،

ا و"فعول"، و"فعول"، وأما "فعول" فيكون اسم� وصفة، فاالسم: "قعود"، و"خروف"، والصفة:

"صدوق"، و"صبور"، فـ"القعود" من اإلبل البكر حين يركب، كأنه أمكن من اقتعاد ظهره، و"الخروف":

ا. الحمل، وربما سمي المهر خروف�ا وصفة، فاالسم: "جدول"، ا "فعول" فيكون اسم� وأم

و"جرول"، والصفة: "جهور"، و"حشور"، يقال: "رجل جهور، وجهوري الصوت"، أي رفيعه، والحشور:

المنتفخ الجنبين، يقال: "فرس حشور". والجدول:النهر الصغير" والجرول: الحجارة.

أما "فعول" بكسر الفاء وفتح الواو فهو قليل، قالوا: "خروع"، و"عتور". فالخروع نبت معروف، وكل نبت ضعيف يثني فهو خروع، والعتور: اسم واد، لم يأت

منه إال هذان الحرفان من األسماء، وال نعلمه جاءصفة.

،" ا وصفة، فاالسم: "أتي وأما "فعول" فقد جاء اسم� و"سدوس"، فاألتي: مسيل الماء، وبعضهم يفتح

الهمزة، وأنكر الضم األصمعي. فمن ضم، فهو عنده "فعول" ال محالة، واألصل "أتوي"، فقلبت الواو ياء الجتماعها مع الياء على حد "طويته طيا"؛ ألنه ليس في األسماء "فعيل" بضم الفاء. ومن فتح الهمزة،"، وقلبت الواو فيه ياء� على ما جاز أن يكون "فعوال�". وأما "سدوس" بالضم قلنا، وجاز أن يكون "فعيال�

فضرب من الطيالسة الملونة، و"سدوس" بالفتح قبيلة، هذا قول أكثر أهل اللغة، وذهب األصمعي إلى

ا" بالفتح الطيلسان، و"سدوس"، بالضم أن "سدوس� القبيلة، فالواو في ذلك كله زائدة؛ ألنها ال تكون مع

الثالثة إال كذلك.ا وأما "سلم" منه و"فعل"، وقد جاء هذا البناء اسم�

ر"، اللم، و"حم وصفة، فاالسم: "سلم" وهو واحد السح"، رة"، وهو طائر، والصفة قالوا: "زم جمع "حم

و"زمل"، فالزمح بالزاي المعجمة والحاء غير المعجمة فهو اللئيم، وقيل: القصير الدميم، والزمل: الجبان.

Page 427: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال ]من الرجز[: - خلقت غير زمل وال وكل945

__________.322/ 4( انظر الكتاب 1)

- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من945مصادر.

اللغة: الوكل: العاجز. اإلعراب: "خلقت": فعل ماض مبني للمجهول مبني

على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في=

(4/164)

ا وصفة، وأما "قنب" فهو "فعل"، ويكون اسم�ر" فهو ولد فاالسم: "قنب" وهو نبت معروف، و"إمعة"، و"هيخ"، فاإلمعة الذي ال الضأن، والصفة: "إم

رأي له ويتبع كل قول، والهيخ: الهائخ. فاعرفه.

فصل ]الزيادة الواحدة بعد الالم[ قال صاحب الكتاب: وما بعد الالم في نحو علقى

ومعزى وبهمى وسلمى وذكرى وحبلى ودقرى وشعبى ورعشن وفرسن وبلغن وقردد وشربب

وعندد ورمدد ومعد وخدب وجبن وفلز.* * *

ا. ا كثير� قال الشارح: قد جاءت الزيادة منفردة� آخر� من ذلك األلف، وقد جاءت رابعة ال زيادة في الكلمة غيرها، وذلك على ضربين: أحدهما أن تكون ملحقة،

واآلخر أن تكون للتأنيث، وذلك؛ نحو "علقى"، و"معزى"، األلف فيهما زائدة لإللحاق، فـ"علقى"

ملحق بـ"جعفر"، "ومعزي"، ملحق بـ"درهم". والعلقى: نبت، والواحدة علقاة. ومثله "أرط�ى"، وهو

ا. و"بهمى"، و"سلمى"، و"ذكرى" األلف نبت أيض� فيها زائدة للتأنيث، والبهمى: نبت، وسلمى: أحد جبلي طيىء، وذكرى: بمعنى الذكر مصدر، وألفه

للتأنيث. وأما "ذفرى" بالذال المعجمة، فهو من القفا حيث يعرق من خلف األذن، وألفه زائدة للتأنيث،

ولذلك ال ينصرف، وبعضهم ينونه، ويلحقه بـ"درهم"، واألول الكثير. ومن ذلك "شعبى"، بضم الشين وفتحالعين، وهو موضع، وألفه للتأنيث، ولذلك ال ينصرف.

Page 428: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا مفردة�، قالوا: "رعشن" للذي وقد زادوا النون آخر� يرتعش، يقال: "رجل رعشن"، و"جمل رعشن"

الهتزازه في السير، فنونه زائدة لإللحاق بـ "جعفر"؛عش. ومثله "ضيفن"، وهو من لفظ ألنه من الر

"الضيف" ومعناه. وقالوا: "فرسن"، والفرسن للبعير كالحافر للدابة، ونونه زائدة لإللحاق بـ"زبرج"؛ ألنه

من "فرست". وقالوا: "بلغن" أي: بليغ من البالغة، بكسر الفاء وفتح العين. ومثله قولهم: "عرضن"للفرس تعرض في عدوها نشاط�ا، وناقة عرضنة.

وقالوا: "قردد" لألرض الغليظة، ويقال لها:ا، كررت فيها الدال لإللحاف بـ"جعفر"، "القردود" أيض�

ولذلك لم يدغم المثالن فيها، ومثله "مهدد" اسمامرأة. وقالوا:

__________ = محل رفع نائب فاعل. "غير": حال منصوبة

بالفتحة، وهو مضاف. "زمل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وال": الواو: حرف عطف، و"ال": حرف

نفي. "وكل": اسم معطوف مجرور بالكسرةالمقدرة، منع من ظهورها حركة القافية.

وجملة "خلقت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "زمل" على وزن "فعل"، بمعنى:

الجبان.

(4/165)

"سردد"، و"شربب"، بضم الفاء والالم فـ"سردد" اسم موضع، و"شربب"، شجر، وقيل: موضع، والدال

والباء زائدتان لإللحاق بـ"برثن". وقالوا في الصفة: "قعدد"، وهو أقرب القبيلة إلى

جده، ومنهم من يفتحه، وذلك مما يقوي بناء"جخدب"، إذ لوال إرادة اإللحاق به لما فك االدغام.

وقد جاء من ذلك "فعلل" بكسر الفاء والالم، قالوا: "رماد رمدد"، أي: هالك، ألحقوه بتكرير الالم

بـ"زبرج"، وهو قليل لم يأت إال صفة. وأما "معد" اسم قبيلة فإن ميمه أصل، والدال الثانية زائدة،

لقولهم: "تمعدد"، إذا صار على خلق معد، ولم يرد بالزيادة اإللحاق، ولذلك ادغما. ومثله "شربة" وهو

مكان.

Page 429: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

خم الجافي. " مثل "هجف" وهو الض وقالوا: "خدب وقالوا: "جبنة، وجبنة" لهذا المأكول، يقال: "جبن"،

و"جبن"، وقد يضعفونه. قال ]من الرجز[: - جبنة من أطيب الجبن946

"، والواحد "دجنة"، وهو الغيم، وقالوا ومثله "دجن"، أي شديدان. وقالوا: في الصفة: "قمد"، و"صمل" لما ينفيه الكير من خبث ما يذاب من جواهر "فلز

األرض، فالزاي الثانية زائدة. فهذه األسماء كلهاا بعد الالم، فاعرفه. وقعت الزيادة فيها آخر�

فصل ]زيادة حرفين بينهما فاء الكلمة[ قال صاحب الكتاب: والزيادتان المفترقتان بينهما

الفاء في نحو "أدابر" وأجادل وألنجج وألندد وزنهماأفنعل ومقاتل ومقاتل ومساجد وتناضب ويرامع.

* * * قال الشارح: قد وقع في األسماء ما فيه زيادتان فرق بينهما الفاء، وذلك في أسماء صالحة العدة. منها ما هو جمع، ومنها ما هو مفرد، فأما الجمع، فنحو "أجادل"، و"مساجد"، و"تناضب"، و"يرامع"،

فـ"أجادل" جمع "أجدل"، وهو الصقر، فالهمزة في أوله زائدة؛ ألنها كانت في أول واحدد مزيدة، واأللف

مزيدة للجمع، والجيم التي هي فاء قد فصلت بينالزيادتين.__________

- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من946مصادر.

اإلعراب: "جبنة": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة، بتقدير: هي جبنة."من أطيب":جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة للجبنة. "الجبن": مضاف إليه مجرور

بالكسرة.وجملة "هي جنبة" ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "جبنة" و"الجبن" بتشديد النون

لغة في "الجبن" بتخفيفها.

(4/166)

وكذلك "مساجد" في جمع "مسجد"، فالميم زائدة,جود"، واأللف للجمع، والسين فاء ألنه من "الس

Page 430: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فاصلة بينهما. و"تناضب"، جمع "تنضب"، وهو ضرب من الشجر، فالتاء فيه زائدة لما تقدم من مخالفة

بنائه لألصول، واأللف مزيدة للجمع، والنون التي هيا. و"يرامع" جمع فاء، قد فصلت بين الزيادتين أيض� "يرمع"، وهو الحجارة الرقاق، فالياء زائدة فيه لما

تقدم من أنها ال تكون أصال� مع الثالثة، واأللف زائدةللجمع، والراء فاصلة بينهما.

وأما المفرد فقد جاء على "أفاعل" بضم الهمزة، قالوا: "أجارد" وهو موضع، والصفة "أدابر"، و"أباتر".

( "أدابر" في األسماء، والصواب أنه1وذكر سيبويه ) صفة، يقال: "رجل أدابر" للذي يقطع رحمه، وال

يلوي على أحد، كأنه يعرض عنهم، ويوليهم دبره. ومثله: "أباتر" للذي يقطع رحمه، فاأللف فيه زائدة؛ ألنها ال تكون في بنات الثالثة فصاعد�ا إال زائدة. وإذا ثبت زيادة األلف، كانت الهمزة في أوله زائدة؛ ألنها

ال تكون أصال� في أول بنات الثالثة، مع أن "أدابر"، و"أباتر" من "الدبر" و"البتر"، وقد فصلت الفاء بين

الزيادتين.ا على "أفنعل"، قالوا في االسم: "ألنجج"، وجاء أيض�

وهو العود يتبخر به، ويقال فيه: "يلنجج"، و"ألنجوج"، وكذلك "ألندد" الالم فاصلة بين الزيادتين التي هي

الهمزة والنون، و"األلندد" بمعنى "األلد"، يقال:"خصم ألندد"، أي: خصيم، قال ]من الكامل[:

- ]يوفي على جذم الجذول كأنه[ ... خصم أبر947على الخصوم ألندد

__________.246/ 4( الكتاب 1)

؛139 - التخريج: البيت للطرماح في ديوانه ص 947 391/ 3؛ ولسان العرب 407/ 2وشرح أبيات سيبويه

.605)لدد(؛ وبال نسبة في جمهرة اللغة ص اللغة: يوفي: يشرف. والجذم: أصل الشجرة.

ا األصل من الشجرة. والجذول: جمع جذل، وهو أيض�: غلب. وألندد: الشديد الخصومة. وأبر

المعنى: وصف حرباء، فشبهه في تحريك يديه عند استقبال الشمس لما يجد من أذى الحر، بخصم ظهر

ا على الكالم على خصمه، فظل يحرك يديه حرض�ا بالغلبة. وسرور�

اإلعراب: "يوفي": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. "على

Page 431: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جذم": جار ومجرور متعلقان بـ"يوفي"، والمجرور مضاف."الجذول": مضاف إليه مجرور. "كأنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب

": فعل اسمه. "خصم": خبر لـ"كأن" مرفوع. "أبرا تقديره ماض مبني على الفتح، فاعله مستتر جواز�

." "هو". "على الخصوم": جار ومجرور متعلقان بـ"أبر"ألندد": صفة لـ"خصم" مرفوع بالضمة.

وجملة "يوفي": ابتدائية ال محل لها. وجملة "كأنه": صفة خصم": في محل نصب حال. وجملة "أبر

لـ"خصم" محلها الرفع. والشاهد فيه: مجيء "ألندد" صفة بمعنى "ألد"،

و"األلد" من "اللدد"، وهو شدة الخصام.

(4/167)

فالنون فيهما زائدة؛ ألنها قد وقعت ثالثة ساكنة في بنات الخمسة، وال تكون إذا كانت كذلك إال زائدة،

( و"غضنفر"، وإذا ثبت زيادة النون؛1نحو: "شرنبث" ) لم تكن الهمزة إال زائدة, ألنها ال تكون في أول بنات الثالثة إال زائدة، وقد فصل بين الزيادتين بالفاء التي

هي الالم. وأما "مقاتل"، فهو اسم فاعل من "قاتل"،

و"مقاتل"، مفعول منه، والميم واأللف فيه زائدتان، والقاف التي هي فاء قد فصلت بينهما، وال نعلمه

ا. جاء اسم�

فصل ]زيادة حرفين بينهما عين الكلمة[ قال صاحب الكتاب: وبينهما العين في نحو عاقول

وساباط وطومار وخيتام وديماس وتوراب وقيصوم.* * *

قال الشارح: يريد أنه قد وقع في األسماء ما فيه زيادتان، والعين فاصلة بينهما، فإحدى الزيادتين بعد

الفاء، واألخرى بعد العين، وذلك سبعة أبنية، منهاا وصفة، فاالسم: نحو"عاقول"، "فاعول" يكون اسم�

و"ناموس"، فالعاقول: ما اعوج من نهر أو واد. والناموس: قترة الصائد التي يقعد فيها، والناموس

صاحب سر اإلنسان، وموسى كان يأتيه الناموس،وهو جبرائل عليه السالم.

Page 432: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وقالوا في الصفة: "حاطوم" و"جاروف"، والحاطوم: الممرىء، يقال: "ماء حاطوم" أي: ممرىء،

والجاروف: الموت العام، كأنه يجترف األنفس والمال، وسيل جاروف: ما يمر عليه، واأللف والواو فيهما زائدتان؛ ألنهما ال تكونان في بنات الثالثة إال كذلك، وقد وقعت األولى التي هي األلف بعد الفاء

التي هي العين، والزيادة الثانية بعد العين التي هيالقاف، ففصلت العين بينهما.

ومن ذلك "فاعال" قالوا: "ساباط"، وهو كل سقيفة بين حائطين تحتها طريق، و"خاتام" لغة في

ا، فاأللف فيهما زائدة، "الخاتم"، وال نعلمه جاء وصف�والباء والتاء اللتان هما عينان قد فصلتا بينهما.

ومن ذلك "فوعال"، قالوا: "طومار"، و"سوالف"،جالت، فـ"طومار": واحد الطوامير وهي الس

ا. و"سوالف": أرض، ولم يأت وصف�ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فيعال"، ويكون اسم�

"خيتام"، و"ديماس"، و"شيطان"، والصفة "بيطار"،و"غيداق"؛ فالخيتام: واحد "الخواتيم"، يقال: "خاتم"،

__________رابث: القبيح الشديد، وقيل: هو1) رنبث والش ( الش

ين. )لسان العرب )شربث"(.160/ 2الغليظ الكف

(4/168)

و"خاتم"، بالفتح والكسر، و"خاتام"، و"خيتام"، كله بمعنى واحد، وقد فصلت التاء بين الزيادتين، وهما الياء واأللف فيمن قال: "خيتام" وبين األلفين في

"خاتام". وقالوا "ديماس"، و"ديماس"، بالفتح والكسر،

والديماس: سجن كان للحجاج، وقد يقال للقبر: "ديماس"، كأنه من "دمسته"، أي: دفنته، فالياء

واأللف زائدتان لذلك، وقد وقعت الميم التي هي عين فاصلة بينهما. وقد قالوا في جمعه: "دياميس"، و"دماميس". فمن قال: "دياميس" بالياء كانت الياء

عنده غير منقلبة عن غيرها، واألقيس أن يكون جمع "ديماس" بالفتح. ومن قال: "دماميس" كانت الياء في "ديماس" منقلبة من الميم األولى، إذ األصل

اط" لقولهم: "دماس" كما قالوا: "قيراط" في "قر

Page 433: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يطان" معروف، والياء واأللف "قراريط". و"الش زائدتان، وقد فصلت بينهما العين التي هي الطاء،

وذلك على رأي من يأخذه من "شطن"، أي: بعد. و"البيطار" معروف، وهو مأخوذ من "بطرت"، أي: شققت، فالياء واأللف زائدتان، وقد وقعت العين التي هي الطاء فاصلة بينهما. و"الغيداق": الرجل

ب. ا من ولد الض الكريم، وهو أيض� وقالوا: "توراب" بمعنى التراب، ففصلوا بالراء التي هي عين بين الزائدتين، وفي "التراب" لغات، قالوا:

"تراب"، و"توراب"، و"تورب"، و"تيرب"، و"ترب"،و"تربة"، و"ترباء".

ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فيعول"، وقد جاء اسم� "قيصوم"، و"حيزوم"، والصفة "قيوم، و"ديموم"،

فالقيصوم: نبت؛ والحيزوم: الصدر, ألنه موضع الحزام؛ والقيوم: "فيعول" من "قام باألمر يقوم"،

إذا تكفل به، وهو من صفات الله عز وجل، ألنهل بأرزاق العباد؛ و"الديموم": المفازة التي ال المتكف

ماء فيها. قال ]من الرجز[:ية ديموم948 - قد عرضت دو

فاعرفه.__________

.266/ 4 - التخريج: الرجز بال نسبة في الكتاب 948 اللغة: الدوية: الفالة، نسبت إلى الدو، وهي الصحراء. الديمومة: الطامسة األعالم، والتي ال يرى بها شخص

ما، وأصله من دممت الشيء أدمه إذا طليته، فكأنالدوية طليت آثارها فطمست معالمها.

المعنى: يقول: لقد دخلنا صحراء ليس فيها ما يهتدىبه.

اإلعراب: "قد": حرف تحقيق. "عرضت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث حرف ال محل له من

اإلعراب. "دوية": فاعل مرفوع بالضمة. "ديموم":صفة لـ )دوية( مرفوعة بالضمة.

وجملة "عرضت دوية" ابتدائية ال محل لها مناإلعراب.

والشاهد فيه: مجيء الصفة على وزن )فيعول( فـ)ديموم( وزنها )فيعول(، وهي صفة كما الحظنا.

(4/169)

Page 434: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فصل ]زيادة حرفين بينهما الم الكلمة[ قال صاحب الكتاب: وبينهما الالم في نحو "قصيري",

و"قرنبي", و"الجلندي", و"بلنصي", و"حباري",و"خفيدد", و"جرنبة".

* * * قال الشارح: يريد أنه قد وقع الزائدان في الكلمة، وفصل بينهما الالم، فكان أحد الزائدين قبل الالم، واآلخر بعده. فمن ذلك "القصيرى" للضلع اآلخرة

الواهنة، وهو تصغير "القصرى" مؤنث "األقصر"، وقد فصل بين الزيادتين بالالم التي هي الراء، وهو بناء

تصغير يكون في األسماء والصفات، فاألسماء: "القصيرى"، و"العليقى"، والصفة: "حبيلى"،

و"سكيرى". و"القرنبى" دويبة طويلة الرجلين شبيهة بالخنفساء أعظم منها، والنون فيه واأللف زائدتان، فالنون فيه زائدة؛ ألنها وقعت ثالثة ساكنة فيما هو خمسة أحرف، واأللف زائدة؛ ألنها ال تكون أصال� معالثالثة فصاعد�ا، واالسم ملحق فيهما بـ"سفرجل".

وهذا البناء كثير في الصفة، نحو: "سبنتى"، و"سبندى"، وهو الجريء المقدم من كل شيء،

و"عفرنى" الشديد القوي، األلف في ذلك كله زائدة لإللحاق، يدل على ذلك لحاق الهاء لها إذا أريد

المؤنث، نحو: "قرنباة"، و"سبنتاة"، و"عفرناة". وقداكتنف الالم في ذلك الزائدان النون واأللف.

وأما "الجلندى"، بضم الجيم وفتح الالم، فاسم ملك عمان، النون فيه زائدة؛ ألنه ليس في األصول ما هو

على زنة "سفرجل" بضم السين، واأللف في آخره زائدة؛ ألنها ال تكون مع الثالثة إال كذلك. وقد فرقت

بين الزائدين الدال التي هي الم. و"البلنصى": طير، واحده "بلصوص"، جاء الجمع على غير قياس، فالنون زائدة لسقوطها في "بلصوص"،ا؛ ألنها ال تكون مع بنات واأللف في آخره زائدة أيض�

الثالثة فصاعد�ا أصال�. وقد فرقت الالم التي هي الصادبينهما.

و"حبارى": طائر، واأللفان شيه زائدتان، وقد فصل بينهما الراء التي هي الم الكلمة، وهذا البناء في

االسم كثير، نحو: "سمانى" وهو طائر، و"شكاعى"، وهو نبت، واأللف في آخره للتأنيث، ولذلك ال ينصرف

في النكرة. وحكى أبو الحسن "شكاعاة"، وحكى البغداديون: "سماناة"، فعلى هذا يكون األلف لغير

Page 435: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا إال تأنيث، بل لتكثير الكلمة. وال يكون هذا البناء وصف�أن يكون جمع�ا، نحو: "كسالى"، و"سكارى".

وأما "خفيدد" فاسم الظليم، ووزنه "فعيلل"، وهوا، الياء فيه زائدة، وكذلك السريع، وال نعلمه جاء اسم� الدال اآلخرة مكررة لإللحاق. و"الجرنبة"، العانة من

حمر

(4/170)

ا، ويقال فيه: "جربة"، وقد الوحش، والكثير أيض� فصلت الالم بين الزيادتين، وهما النون والتاء،

فاعرفه.

فصل ]زيادة حرفين بينهما فاء الكلمة وعينها[ قال صاحب الكتاب: وبينهما الفاء والعين في نحو

إعصار, وإخريط, وأسلوب, وإدرون, ومفتاح, ومضروب, ومنديل, ومغرود, وتمثال, وترداد, ويربوع,

ر, وتهبط. ويعضيد, وتنبيت, وتذنوب, وتنوط, وتبش* * *

قال الشارح: يريد أنه قد يزاد في الكلمة زائدان: أحدهما أوال� قبل الفاء، واآلخر قبل الالم، فيفرق بينالزائدين الفاء والعين، وذلك نحو من أربعة عشر بناء.

ا وصفة، فاالسم: األول: "إفعال" وذلك يكون اسم� "إعصار"، و"إمحاض"، والصفة: "إسكاف". فاإلعصار:ا إلى السماء، كأنه عمود ريح شديدة الهبوب تثير غبار�

ا، نار، وقيل إن لم يكن فيها نار، فليست إعصار� واأللف زائدة؛ ألنها مع ثالثة أحرف أصول. وإذا ثبت زيادة األلف، كانت الهمزة زائدة؛ ألنها ال تكون في أول بنات الثالثة إال كذلك، وقد فصل بين الزيادتين بالفاء والعين، و"اإلمحاض" مصدر "أمحضته الحديثا"، إذا صدقته، واأللف والهمزة زائدتان فيه؛ إمحاض�

ألنه من "المحض"، وهو الخالص، و"اإلسكاف":النجار، وكل صانع عند العرب إسكاف.

ا وصفة، فاالسم: الثاني: "إفعيل"، ويكون اسم� "إخريط"، وهو ضرب من الحمض، و"إكليل"، وهو تاج

الملك، ومنزل من منازل القمر. والصفة "إصليت"، و"إجفيل". يقال: "سيف إصليت"، أي: صقيل،

و"إجفيل": جبان. و"ظليم إجفيل": يهرب من كل

Page 436: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

شيء.ا وصفة، فاالسم: الثالث: "أفعول" يكون اسم�

"أسلوب"، و"أخدود"، والصفة: "أملود"، و"أسكوب"، فاألسلوب: واحد األساليب، وهو الفنون. واألخدود:

الشق في األرض، والجمع: أخاديد. واألملود: الناعم. يقال: "غصن أملود"، أي: ناعم. واألسكوب:

المنسكب، يقال: "ماء أسكوب" أي منسكب. قالالشاعر ]من البسيط[:

- الطاعن الطعنة النجالء يتبعها ... مثعنجر من949دم األجواف أسكوب

__________ - التخريج: البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب949

؛ ولسان580الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ؛96/ 1 )سكب(؛ والتنبيه واإليضاح 470/ 1العرب

)سكب(؛ وأساس البالغة65/ 3وتاج العروس )سكب(؛ ولريطة أخت عمرو ذي الكلب في األغاني

؛ ولعمرة أخت ذي الكلب الهذلي في حماسة356/ 22 ؛ وللهذلية في جمهرة اللغة ص273البحتري ص

. ويروى "أثعوب". =1194

(4/171)

الرابع: "إفعول" بكسر الهمزة وفتح العين، جاء اسم�ا وصفة، فاالسم: "إدرون" وهو الدرن والدنس، يقال: "فالن يرجع إلى إدرونه"، أى: إلى أصله النجس. وأما

الصفة فـ"اإلسحوف"، و"اإلزمول". واإلسحوف: الواسع مخرج اإلحليل، وهو مخرج البول، ومخرجرع؛ واإلزمول: الذي يزمل، أي: يتبع اللبن من الض

غيره لضعفه.ا وصفة، فاالسم: الخامس: "مفعال" يكون اسم�

"منقار"، و"مفتاح"، والصفة: "مضحاك"، و"مصالح". والمنقار: للطائر والنجار. والمفتاح: واحد المفاتيح،

حك. والمصالح: الكثير الصالح، والمضحاك: الكثير الض فاأللف زائدة فيها؛ ألنها ال تكون أصال� مع ذوات

الثالثة. وإذا ثبت زيادة األلف، كانت الميم زائدة؛ ألنها ال تكون أصال� في أول بنات الثالثة، وقد فرق بينهما

بالفاء والعين.ا وصفة، فاالسم: السادس: "مفعول"، ويكون اسم�

Page 437: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"معقول" بمعنى العقل، و"محصول"، بمعنى الحاصل، وهو البقية، والصفة: "معرور"،

، و"مضروب". والمعرور من اإلبل: الذي أصابه العر وهو قروح كالقوباء تخرج باإلبل في مشافرها،

حاح لئال وقوائمها يسيل منها ماء أصفر، فتكوى الصتعديها المراض. و"مضروب": مفعول من الضرب.

السابع: "مفعيل" قد جاء اسما وصفة، فاالسم: "منديل"، والصفة "مسكين". فالمنديل معروف، يقال

منه: "تندل الرجل" إذا حمل المنديل، فالميم زائدة، والياء زائدة، وفصل بينهما بالنون والدال، وهما الفاء

والعين.ا وصفة، الثامن: "تفعال" بكسر التاء، وقد جاء اسم�

ورة، ويجمع على "تماثيل". فاالسم "تمثال" للص وقالوا: "تجفاف"، و"تبيان". والتجفاف: واحد

تجافيف الفرس، وهو ما يلبس عند الحرب والزينة.ا من وتبيان: بمعنى البيان، فمنهم من يجعله مصدر� قبيل الشاذ؛ ألن المصادر إنما تجيء على "تفعال"

بالفتح، نحو:__________

= اللغة: النجالء: الواسعة. المثعنجر: السائل يتبعا. األسكوب: المنسكب. بعضه بعض�

اإلعراب: "الطاعن": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة تقديره: هو؛ أو بحسب ما قبلها. "الطعنة":

مفعول مطلق منصوب بالفتحة. "النجالء": نعت منصوب بالفتحة. "يتبعها": فعل مضارع مرفوع

بالضمة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "مثعنجر": فاعل مرفوع بالضمة. "من

دم": جاز ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لمثعنجر. "األجواف": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أسكوب":

نعت لـ"مثعنجر" مرفوع بالضمة. وجملة "هو الطاعن": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "يتبعها مثعنجر": في محل نصبحال.

والشاهد فيه قوله: "دم أسكوب" بمعنى منسكب.

(4/172)

Page 438: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"التلعاب"، و"التهدار". ولم يجىء بالكسر إال حرفان، ( يجعلهما من1وهما "تبيان"، و"تلقاء". وسيبويه )

األسماء التي وضعت موضع المصادر كـ"الغارة" وضعت موضع "اإلغارة". وقد حكى السيرافي منها

ألفاظ�ا متعددة. وقالوا في الصفة من ذلك: "تضراب"، و"ضارب"، وهي التي تضرب حالبها، فالتاء

فيهن زائدة لالشتقاق، ألنه من المثل والجفاف والضرب، واأللف زائدة لما ذكرناه من وقوعها مع

ثالثة أحرف أصول، وقد فصل بينهما بالفاء والعين. التاسع: "تفعال" بفتح األول، نحو: "الترداد"،

و"التهدار" بمعنى الرد والهدر، وقد تقدم الكالم عليهفي المصادر.

ا وصفة، فاالسم: "يربوع"، العاشر: "يفعول" جاء اسم� و"يعقوب"، و"يسروع"، والصفة: "يحموم"،

و"يرقوع". واليربوع: دويبة شبيهة بالفأرة تستطيبها العرب، واليعقوب: ذكر القبج، واليسروع: دويبة

حمراء تكون في البقل، ثم تسلخ، فتكون كالفراشة. واليحموم لون كالكمتة، يقال: "فرس يحموم"، إذا

كانت كمتته إلى السواد، مأخوذ من الحمة، وهي السواد؛ واليرقوع: من صفات الجوع، يقال: "جوع

يرقوع"، أي: شديد. والحادي عشر: "يفعيل"، قالوا: "يعضيد"، و"يقطين"، فاليعضيد: بقلة، وأحسبها الطرخون؛ واليقطين: كل ما ليس له ساق من النبات كالبطيخ ونحوه، وفيهما

زائدان، وهما الياءان، وقد فصل بينهما الفاء والعين. الثاني عشر: "تفعيل" بالتاء المعجمة من فوق، قالوا

في االسم: "تمييز"، و"تنبيت"، ولم يأت صفة، وقد يكسر أوله، والتاء والياء فيهما زائدتان، وقد فصل

بينهما الفاء والعين. الثالث عشر: "تفعول" بالتاء المعجمة من فوق،

قالوا: "تعضوض"، وهو ضرب من التمر أسود شديد الحالوة يكثر بهجر، وقالوا: "تذنوب" للبسر يبدو به

اإلرطاب من قبل ذنبه، يقال منه: "ذنب البسر تذنيب�ا"، فالتاء في أوله زائدة، وكذلك الواو، وقد

فصلت الفاء والعين بينهما.ر"، و"تنوط"، و"تهبط"، الرابع عشر: قالوا: "تبش

ر: على بناء ما لم يسم فاعله، ولم يأت صفة، فتبشا طائر. قال طائر كأنه سمي بالفعل، وتنوط أيض�

األصمعي: سمي بذلك ألنه يدلي خيوط�ا من شجرة ثم

Page 439: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

خ فيها؛ وأما "تهبط"، فقيل إنه أرض، وقال أبو يفر عبيدة: هو طائر، فالتاء فيه زائدة، والشين الثانية منا زائدة، وقد فصلت الباء والشين األولى ر" أيض� "تبش

بينهما، وكذلك أختاها، فاعرفه.__________

.84/ 4( الكتاب 1)

(4/173)

فصل ]زيادة حرفين بينهما عين الكلمة والمها[ قال صاحب الكتاب: وبينهما العين والالم في نحو:

"خيزلي", و"خيزري", و"حنطأو".* * *

قال الشارح: قد فصل بالعين والالم بين الزيادتين، فمن ذلك "فيعلى"، قالوا: "خيزلى" وهو ضرب من

المشي فيه تفكك كمشي النسوان. يقال: "خيزلى"،و"خيزرى"، ومثله "الخوزرى"، قال ]من الرجز[:

- والناشئات الماشيات الحوزرى950 وال نعلمه جاء صفة، فالخيزلى فيه زائدان: الياء،

واأللف، وقد فصل بينهما العين والالم، ومثله "الخوزرى" الواو زائدة واأللف، ألنهما ال تكونان أصال�

مع ثالثة أحرف أصول. وأما "حنطأو" فهو القصير، وقيل: العظيم البطن،

ا، و"الكنثأو" العظيم اللحية، وال نعلمه جاء اسم� فالنون فيهما زائدة؛ لقولهم في تصغيره: "حطية"،

و"كثأت لحيته" إذا كثرت، قال ]من الطويل[: - وأنت امرؤ قد كثأت لك لحية ... كأنك منها951

قاعد جوالق__________

- التخريج: الرجز لعروة بن الورد في لسان950 ؛114/ 1 )خزر(؛ والتنبيه واإليضاح 237/ 4العرب

؛185/ 2 )خزر(؛ ومجمل اللغة 158/ 11وتاج العروس وليس في ديوانه؛ وبال نسبة في أساس البالغة

)خزر(. المعنى: لعله يصف فتيات صغيرات يمشين مشية

فيها تفكك. اإلعراب: "والناشئات": الواو: بحسب ما قبلها،ا، أو مبتدأ ا معطوف� "الناشئات": قد تكون اسم�

Page 440: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا على اللفظ بواو رب. مرفوع�ا على المحل ومجرور� "الماشيات": صفة للناشثات منها بحركة اإلعراب.

"الخوزرى": مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة علىاأللف للتعذر.

والشاهد فيه قوله: "الخوزرى" لغة في الخيزلىوالخيزرى.

/1 - التخريج: البيت بال نسبة في لسان العرب 951 )كثأ(.384/ 1 )كثأ(؛ وتاج العروس 137

اللغة والمعنى: الجوالق: الكيس من الخيش ونحوه.شبه لحيته الطويلة بكيس خشن اختبأ فيه صاحبها.

اإلعراب: "وأنت": الواو: بحسب ما قبلها، "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "امرؤ": خبر مرفوع بالضمة. "قد": حرف تحقيق. "كثأت":

فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "لك": جار ومجرور متعلقان بالفعل. "لحية": فاعل مرفوع

بالضمة. "كأنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير متصل مبنى في محل نصب اسم "كأن"."منها": جار ومجرور متعلقان بالخبر بعدهما. "قاعد": خبر "كأن" مرفوع بالضمة. "في جوالق": جار ومجرور متعلقان

بالخبر "قاعد". =

(4/174)

فصل ]زيادة حرفين بينهما الفاء والعين والالم[ قال صاحب الكتاب: وبينهما الفاء والعين والالم في

نحو: "أجفلي", و"أترج", و"إرزب".* * *

قال الشارح: يريد أن الزيادتين قد تقعان في الكلمة على تباعد بينهما، إحداهما في أول الكلمة قبل

ا بعد الالم، فيفصل بينهما بالفاء الفاء، واألخرى آخر� والعين والالم، وذلك "أفعلى". قالوا: "أجفلى"، ولم يأت منه غيره، وهو اسم، وهو الدعوة العامة، يقال: "دعي فالن في النقرى ال في الجفلى واألجفلى"،

أي: في الخاصة. قال األصمعي: ال أعرف "األجفلى" وحكاه غيره، فاأللف األخيرة في "األجفلى" زائدة

غير ذي شك؛ ألنها ال تكون أصال� في بنات الثالثةا، كانت الهمزة فصاعد�ا، وإذا ثبتت زيادة األلف آخر�ا؛ ألنها ال تكون في أول بنات في أولها زائدة أيض�

Page 441: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الثالثة إال زائدة.ا ولم يأت صفة، وذلك، ومن ذلك "أفعل" يكون اسم�: الجيم الثانية زائدة ة"، فأترج نحو: "أترج"، و"أسكف لقولهم في معناه: "ترنج". وإذا كانت الجيم زائدة،

ا زائدة في أوله؛ ألنها ال تكون في كانت الهمزة أيض� أول بنات الثالثة إال كذلك. واألسكفة معروفة، وهي عتبة الباب، والهمزة في أولها زائدة، والفاء الثانية.

فأما تاء التأنيث فال اعتداد بها في البناء، ألنها بمنزلةاسم ضم إلى اسم.

و"اإلرزب" القصير، والباء األخيرة زائدة فيه، كأنها ألحقته بـ"جردحل"، وكذلك "اإلرزبة" من الحديد، الباء

فيه زائدة لقولهم فيه: "مرزبة" بالتخفيف.

فصل ]زيادة حرفين مجتمعين قبل الفاء[ قال صاحب الكتاب: والمجتمعتان قبل الفاء في نحو

منطلق ومسطيع ومهراق وإنقحل وإنقحر.* * *

قال الشارح: قد تكون الزيادتان مجتمعتين أوال� قبلا؛ فأما اجتماعهما قبل الفاء، الفاء وحشو�ا، وآخر� فيكون ذلك فيما كان جاري�ا على الفعل من نحو

"منطلق"،__________

= وجملة "أنت امرؤ": بحسب الواو. وجملة "كثأت": في محل نصب حال. وجملة "كأنك قاعد": في محل

رفع صفة للحية. والشاهد فيه قوله: "كثأت لك لحية" بمعنى كثرت

وطالت.

(4/175)

و"منكسر"، الميم والنون في أولهما زائدتان. وقالوا: "مسطيع" من "اسطاع، يسطيع"، فالميم والسين

زائدتان، فهو جار على الفعل. وقالوا: "مهراق" الميم والهاء زائدتان، ألنه من

"أهراق، يهريق". ومن قال: "هراق، يهريق" كانتالهاء عنده بدال� من همزة "أراق".

وقد جاءت الزيادتان في أول غير الجاري على الفعل، وهو قليل جد�ا في لفظتين، أو ثالث ال غير،

Page 442: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قالوا: "رجل إنقحل"، أي: مسن يابس الجلد على العظم من قولهم: "قحل الشيء يقحل" إذا يبس،

فالهمزة والنون في أوله زائدتان لما ذكرناه من االشتقاق، ولقولهم في معناه: "قحل" بفتح القاف،

وسكون الحاء. وقالوا رجل: "إنزهو"، للمزدهى،هو"، فالهمزة والنون في أوله زائدتان, ألنه من "الز

وهو الفخر. وقالوا: "إنفخر" وهو في معنى "إنزهو"،فاعرفه.

فصل ]زيادة حرفين مجتمعين بين الفاء والعين[ قال صاحب الكتاب: وبين الفاء والعين في نحو

حواجز وغيالم وجنادب ودواسر وصيهم.* * *

قال الشارح: قد تقدم قولنا: إن الزيادتين قد تقعا، وذلك بعد الفاء فيما كان جمع�ا، نحو: "فواعل" حشو�

في االسم والصفة، فاالسم: "حاجز"، و"حواجر"، و"حائط"، و"حوائط"، والصفة: "دوسر"، و"دواسر"،

خم، و"ضاربة"، و"ضوارب". وهو الجمل الضا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فناعل" يكون اسم�

"جندب" و"جنادب"، و"خنفس"، و"خنافس"، والصفة: "عنبس"، و"عنابس" وهو من صفات األسد، كأنه

وصف بالعبوس. و"عنسل"، و"عناسل" للناقةالسريعة، وهو من "العسالن" لضرب من العدو.

ومن ذلك "فياعل" فيهما، فاالسم "غيلم"، و"غيالم" وهو السلحفاة، و"عيطل"، و"عياطل"، وعيطل اسم

ناقة معروفة، والصفة: "صيرف"، و"صيارف"، و"عيطل"، و"عياطل"، وهي الطويلة العنق من

النساء والنوق والخيل. فأما "فواعل" فإن الواو فيه زائدة؛ ألنها بدل من

ألف "فاعل"، وهي زائدة، واأللف بعدها مزيدةللجمع.

وأما "فناعل"، نحو: "جنادب"، و"عنابس"، فالنون فيه زائدة، كأنها ألحقته بـ "جخدب"، واأللف مزيدة

للجمع.

(4/176)

Page 443: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وأما "فياعل"، فالياء فيه زائدة؛ ألنها زائدة في الواحد، نحو: "غيلم"، و"عيطل"، و"صيرف"، ألن الياء

ال تكون أصال� في بنات الثالثة، فهي زائدة لإللحاق بـ"جحفر"، واأللف مزيدة للجمع، وأما "صيهم"،

ا، وهو الرافع رأسه، والياءان فصفة ولم يأت اسم�زائدتان بعد الفاء وقبل العين.

فصل ]زيادة حرفين مجتمعين بين العين والالم[ قال صاحب الكتاب: وبين العين والالم في نحو كالء

وخطاف وحناء وجلواخ وجريال وعضواد وهبيخ وكديون وبطيخ وقبيط وقيام وصوام وعقنقل

وعثوثل وعجول وسبوح ومريق وحطائط ودالمص.* * *

قال الشارح: قد فصل بالزيادة بين العين والالم،ا وذلك في عدة أبنية، منها: "فعال" يكون اسم�

وصفة، فاالسم: "كالء"، والصفة: "شراب"، و"لباس". فالكالء مشدد ممدود موضع بالبصرة، كأنهم يكلؤون

(1سفنهم هناك، أي: يحفظونها. قال سيبويه ) هو"فعال" من كأل، والمعنى أن الموضع يدفع الريح

عن السفن ويحفظها. ومنهم من يجعلها "فعالء"، فال" إذا أعيا، ألنها ترفأ فيها السفن، يصرفها من "كل

كأنها تكل فيها من الجري. ونحوه "الميناء" بالمد والقصر، وهو"مفعال" أو"مفعل" من "الوني" وهو

الفتور، وصاحب هذا الكتاب اختار األول، فاأللف زائدة والعين الثانية، وهي الالم، ألن التضعيف يكون

بتكرير الحرف األول. ومن ذلك "فعال" بضم الفاء وتضعيف العين، ويكونا وصفة، فاالسم: "خطاف"، و"كالب"، والصفة: اسم� "حسان"، و"عوار"، فالخطاف: طائر صغير، والكالب والكلوب: المنشال، فالطاء األخيرة من "الخطاف"

واأللف زائدتان, ألنه من الخطف، وكذلك الالم الثانية واأللف في "كالب" زائدتان، وقد فصل بهما بين

العين والالم. ومن ذلك "فعال" بكسر الفاء وتضعيف العين، قالوا:

"حناء" و"قثاء"، وال نعلمه صفة�، فالحناء النون الثانية واأللف زائدتان؛ ألنه من التحنئة، وهو خضاب اليد،

وكذلك الثاء الثانية من "قثاء"؛ لقولهم: "أرضمقثأة".

ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعوال" جاء اسم�

Page 444: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"قرواش"، و"عصواد"، والصفة: "جلواخ"، و"قرواح"، فالقرواش والعصواد بالصاد غير المعجمة: األمر

العظيم، هكذا__________

.256/ 4( الكتاب 1)

(4/177)

جاء في ديوان األدب بالكسر. وذكر السيرافى أنه جاء بالضم والكسر، وكيف ما كان فالواو واأللف زائدتان. والجلواخ: الوادي الواسع، والقرواح: الناقة الطويلة القوائم. وقيل لبعض العرب: ما القرواح: قال التي

ا الفضاء البارز كأنها تمشي على أرماح، وهو أيض�للشمس الذي ال ساتر له.

ومن ذلك "فعيال" في االسم، نحو: "جريال"،ا صبغ أحمر، و"كرياس"، فالجريال الذهب، وهو أيض�

وال نعلمه صفة. والكرياس: واحد الكراييس، وهوالكنيف في أعلى السطح.

ومن ذلك "فعيل"، قالوا: "هبيخ" بفتح الهاء والباء والياء المشددة، وهو صفة، يقال: "غالم هبيخ"، أي:

سمين، مأخوذ من "الهبخ"، وهو الورم.ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعيول" يكون اسم�

"كديون" وهو عكر الزيت، والصفة: "عذيوط" وهوالذي يحدث عند الجماع.

ومن ذلك "فعيل" بكسر الفاء وتشديد العين، يكونا وصفة، فاالسم: "بطيخ" لهذا المعروف، اسم�

يت"، بمعنى الدليل. والصفة:"سكير"، و"خرير"، فالياء والطاء الثانية زائدتان يب"، و"خم و"شر

لقولهم: "مبطخة" لموضع البطيخ، وكذلك الياء والراء الثانية من "خريت" زائدتان؛ ألنه مأخوذ من "خرت

األرض" إذا عرفها، وكذلك هي في "السكير"،رب كر والش و"الشريب"، و"الخمير"؛ ألنه من الس

والخمر. ومن ذلك "فعيل" بضم الفاء وتشديد العين وفتحها،

ا وصفة، فاالسم: "عليق"، و"قبيط"، جاء اسم�يل"، و"سكيت"، فالعليق: شجر له شوك والصفة: "زم

وثمر يشبه الفرصاد، والقبيط: ضرب من الحلوى،كيت: الذي يجيء من الخيل يل: الضعيف، والس م والز

Page 445: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، وقد يخفف، في الحلبة من العشر المعدودات آخر� فيقال: "سكيت" مثل "كميت"، وهو الفسكل. وما

جاء بعد ذلك فال يعتد به.و"القيام" بمعنى "القيوم" وقرىء: }الحي القيام{ )

(.وذكره في هذا الفصل كالغلط، ألن هذا الفصل1 يتضمن اجتماع الزائدين، وأن يفصال بين العين

والالم. و"القيام": "فيعال"، أصله: "قيوام"، فلما اجتمعت الواو والياء، وسبق األول منهما بالسكون؛ قلبوا الواو ياء�، وادغموا الياء في الياء. والصواب:

"القوام" بواو مشددة على زنة "فعال"، إال أنه كانيصيركـ "الكالء"، وقد ذكر هذا البناء.

ا، قالوا: ومن ذلك "فعال" وقد جاء مفرد�ا اسم�"حماض"، و"سماق"، وفي

__________ . وهذه قراءة ابن مسعود،2( آل عمران: 1)

واألعمش، وجعفر الصادق، وغيرهم. /6؛ وتفسير الطبري 377/ 2انظر: البحر المحيط

؛ ومعجم القراءات1/ 4؛ وتفسير القرطبي 155.5 - 4/ 2القرآنية

(4/178)

الصفات، نحو: "صوام"، و"قوام"، وقد فصل الزائدانبين العين والالم.

ومن ذلك "فعنعل" قالوا: "عقنقل"، و"سجنجل"، والعقنقل: رمل متراكب كالجبل، والنون فيه زائدة لوقوعها ثالثة في الخماسي، والقاف بعدها زائدة

مكررة لإللحاق بـ"سفرجل"، وكذلك "سجنجل" وهيالمرآة.

ومن ذلك "فعوعل"، قالوا: "رجل عثوثل وعثول"، الواو والثاء الثانية زائدتان، والعثوثل: الفدم العيي

المسترخي.ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعول"، يكون اسم�

ول"، و"عجاجيل"، ومثله "سنور"، و"قلوب"، "عجوط"، للذئب، والصفة: "خنوص" لولد الخنزير، و"سر

فالجيم الثانية والواو هما الزائدتان لقولهم فيمعناه "عجل".

ومن ذلك "فعول"، قالوا: "سبوح"، و"قدوس"، وهما

Page 446: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اسمان من أسماء الله تعالى، والفتح جائر فيهما وليس في األسماء ما هو على "فعول" بالضم، إال "سبوح"، و"قدوس"، فإن الضم فيهما أكثر، وما

عداهما فمفتوح.يق" بضم الميم وكسر ومن ذلك "فعيل"، قالوا: "مر

الراء وتشديدها، وهو اإلحريض، أي: العصفر. وقالوا في الصفة: "كوكبيء"، والضم أضعف اللغات، وهو"فعيل" يء ودر درا" اسم، و"دريء"، صفة، يق"،إال أن "مريق� مثل "مر

وهو مأخوذ من "الدرء"، وهو الدفع، كأن ضوءه متتابعا. يدفع بعضه بعض�

ومن ذلك "فعائل"، قالوا: "حطائط"، وهو صفة بمعنى الصغير، كأنه من الشيء المحطوط، ومثله: "جرائض"، للثقيل، كأنه من "الجرض"، وهو الغص

يغص به كل من يراه، فاأللف والهمزة زائدتان، وقدفصلتا بين العين والالم.

ومن ذلك: "فعامل"، قالوا: "درع دالمص"، فهو صفة بمعنى البراق، فالميم زائدة لقولهم في معناه:

"دالص"، فسقوط الميم دليل على أنها زائدة هناك، واأللف زائدة غير ذي شك؛ لكونها مع ثالثة أحرف

أصول، وقد فصلت الزيادتان بين العين والالم. وقد، ويكون "دالص" أجاز المازني أن تكون الميم أصال�

من معنى "دالمص"، كـ"سبط"، و"سبطر" وذلك لقلةزيادة الميم غير أول، فاعرفه.

فصل ]زيادة حرفين مجتمعين بعد الالم[ قال صاحب الكتاب: وبعد الالم في نحو صهباء

وطرفاء وقوباء وعلباء ورحضاء وسيراء وجفناء وسعدان وكروان وعثمان وسرحان وظربان

والسبعان والسلطان وعرضني ودفقي وهبرية,

(4/179)

وسنبتة وقرنوة وعنصوة وجبروت وفسطاط وجلبابوحلتيت وصمحمح وذرحرح.

* * * قال الشارح: قد وقعت الزيادتان مجتمعتين بعد الالم، وذلك في أبنية. منها "فعالء" وذلك اسم

Page 447: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وصفة، فاالسم: "ضهياء"، و"طرفاء"، والصفة: "حمراء"، و"صفراء"؛ والضهياء: األرض التي ال نبات

فيها، وقد تكون صفة بمعنى المرأة التي ال ينبت لها ثدي، وقيل: التي ال تحيض. وفيها لغتان: القصر

والمد، قالوا: "ضهيأ" مقصور، و"ضهياء"، ممدود، فمن مد كانت الهمزة عنده زائدة للتأنيث، ال محالة، ولذلك ال تنصرف، ووزنها عنده "فعالء". وعلى ذلك

يكون قد وقع في آخرها زائدان بعد الالم، وهما الهمزة للتأنيث، واأللف للمد قبلها. ومن قصر،

ا زائدة، والياء وقال: "ضهيأة" فالهمزة عنده أيض� أصل، والكلمة مصروفة، ووزنها "فعألة"؛ ألنها قد

انحذفت في لغة من مد، فكانت زائدة لذلك. وأجاز أبو إسحاق أن تكون هذه الهمزة أصال� والياء زائدة، وأن وزن الكلمة "فعيلة"، كأنه اشتقها من

قولهم: "ضاهأت"، وذلك أنه يقال: "ضاهأت" بالهمزة، و"ضاهيت" غير مهموز، أي: ماثلت. قال:

هياء التي ال تحيض، وقيل: التي ال ثدي لها، والض وفي كال الحالين ضاهت الرجال، وهو مذهب حسن من االشتقاق، إال أنه ليس في الكالم "فعيل" بفتح

الفاء، إنما هو"فعيل" بكسرها. والطرفاء: ضرب من الشجر، الواحدة طرفة، وليس

بتكسير، إنما هو اسم جنس كـ"قصباء". قال األصمعي: هو جمع، واأللف والهمزة بعده زائدتان،

ولذلك ال ينصرف. ومنها "فعالء". قالوا: "القوباء": و"الخشاء"،

فالقوباء: داء معروف، ويداوى بالريق، وفيه لغتان: "قوباء" بالفتح، و"قوباء" بإسكان الواو، فمن فتح

حضاء"، فهمزته للتأنيث، ولذلك ال ينصرف، فهو كـ"الر و"العشراء". ومن أسكن الواو صرفه، وكانت الهمزة

عنده زائدة لإللحاق بـ"قرطاس". والخشاء: العظم الناتىء وراء األذن، قال ابنكيت: وليس في الكالم "فعالء" بضم الفاء الس

وسكون العين إال هذان الحرفان. ومن ذلك "فعالء"، نحو: "علباء" و"حرباء" وال نعلمه

ا، فالعلباء عصب العنق، وهما علباوان جاء وصف� بينهما منبت العرف، وهو ملحق بـ"سرداح"،

والسرداح: الناقة الكثيرة اللحم، وحرباء: دويبةمعروفة.

Page 448: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومن ذلك "فعالء" بضم الفاء وفتح العين، ويكونا وصفة، فاالسم: اسم�

(4/180)

"رحضاء"، و"قوباء"، والصفة: "عشراء"، و"نفساء". والرحضاء: العرق في أثر الحمى، وهذا البناء في

الجمع كثير، نحو: "خلفاء"، و"ظرفاء"، و"شرفاء". ومن ذلك "فعالء" بكسر الفاء وفتح العين، قالوا في

يراء"، و"الخيالء"، ولم يأت صفة، االسم: "السوالسيراء: برد فيه خطوط.

ومن ذلك "فعالء" بفتح الفاء والعين، قالوا: "جنفاء"، و"قرماء"، فالجنفاء: ماء لمعاوية بن عامر. قال

الشاعر ]من الوافر[: - رحلت إليك من جنفاء حتى ... أنخت فناء بيتك952

بالمطالوقرماء: بالقاف وتحريك العين موضع. والجوهري )

ف، إنما هو بالقاف، وقالوا1 ( ذكره بالفاء، وهو مصح في الصفة: "الثأداء" بمعنى األمة، يقال: "ثأداء"،

و"دأثاء"، مقلوب منه. قال ابن السكيت: ليس في الكالم "فعالء" بالتحريك إال حرف واحد وهو "الدأثاء" يعني في الصفات، فهذه األسماء األلفان في آخرها

زائدان. ومما زيد في آخرها زائدان "فعالن" بفتح الفاء

وسكون العين في االسم والصفة، فاالسم:يان" مران"، والصفة: "الر عدان"، و"الض "الس

و"العطشان"، فالسعدان: نبت له شوك، وهو من أفضل مراعي اإلبل، وفي المثل: "مرعى وال

عدان" ) ا.2كالس (، وضمران: بالضاد المعجمة نبت أيض� ومن ذلك "فعالن" بفتح الفاء والعين فيهما، فاالسم:

"كروان"، و"ورشان"،__________

- التخريج: البيت البن مقبل في ملحق ديوانه952 ؛ ولزبان بن398؛ ومعجم ما استعجم ص 392ص

؛412/ 2سيار الفزاري في شرح أبيات سيبويه )طال(؛ وبال15/ 15 )جنف(، 34/ 9ولسان العرب

؛ وجمهرة اللغة ص591نسبة في أدب الكاتب ص )فرم(.452/ 12 )تأد(، 102/ 3؛ ولسان العرب 1233

Page 449: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اللغة: جنفاء: اسم موضع في بالد بني فزارة. والمطالي: مناقع المياه، واحدها مطالء، وقيل: جمع مطلى، وهو واد في بالد بني بكر، وجمعه الشاعر بما

حوله، فجعله مطالي. المعنى: لقد رحلت إليك من بلدي جنفاء إلى أنحططت رحالي في فناء بيتك الكائن بالمطالي.

اإلعراب: "رحلت": فعل ماض مبني على السكون التصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على

الضم في محل رفع فاعل. "إليك": جار ومجرور متعلقان بالفعل )رحلت(. "من جنفاء": جار ومجرور متعلقان بالفعل )رحلت(، وعالمة جر "جنفاء" الفتح ألنه ممنوع من الصرف. "حتى": حرف غاية وابتداء.

"أنخت": مثل )رحلت(."فناء": اسم منصوب بنزع الخافض، واألصل: بفناء بيتك. "بيتك": مضاف إليه

مجرور بالكسرة، والكاف: ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. "بالمطال": جار ومجرور

متعلقان بحال من "بيتك". وجملة "رحلت"،: ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "أنخت": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.ا لموضع. والشاهد فيه قوله: "جنفاء"، اسم�

( انظر: الصحاح، مادة )فرم(.1) ؛55/ 3؛ وزهر األكم 254/ 2( جمهرة األمثال 2)

؛199؛ وكتاب األمثال ص 108/ 3والعقد الفريد .277/ 2؛ ومجمع األمثال 244/ 2والمستقصى

(4/181)

والصفة: "صميان"، و"قطوان". فالكروان، والورشان: طائران؛ والصميان: الشجاع الجريء،

يقال: "رجل صميان"، أي: شجاع جريء، والقطوان: البطيء في مشيه مع نشاط، يقال: "قطا يقطو فهو

قطوان". ومن ذلك "فعالن" بضم الفاء وسكون العين في

االسم والصفة، فاالسم نحو: "عثمان"، و"ذبيان"، وهو كثير في الجمع، نحو "جربان"، و"قضبان" تكسير

"جريب"، و"قضيب". والصفة، نحو: "عريان"، و"خمصان".يقال: "رجل خمصان"، و"امرأة

خمصانة".

Page 450: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومن ذلك "فعالن" بفتح الفاء وكسر العين، نحو: "ظربان"، وهي في دويبة منتنة الريح؛ و"القطران"،

ولم يأت صفة�. ومن ذلك "فعالن" بفتح الفاء وضم العين، وذلك

بهان"، بعان" اسم مكان، و"الش قليل، قالوا: "الس وهو شجر من العضاه، فهو اسم، وقيل: الثمام منياحين، فعلى هذا يكون صفة، والفتح فيه أكثر. الر

ومن ذلك "فعالن" بتضعيف الالم، قالوا: "سلطان" ولم يأت غيره، فهذا قد اجتمع في آخره ثالث زوائد:

الطاء الثانية المضاعفة، واأللف، والنون. ومن ذلك "فعلنى". قالوا: "ناقة عرضنى" للتي من

عادتها أن تمشي معارضة� للنشاط. يقال: "عرضنى"، و"عرضنة"، وهو اسم، والنون واأللف فيه زائدة, ألنه

من اإلعراض، فالنون لإللحاق بـ"سبطر" واأللف للبناء، ولذلك تقول في التصغير: "عريضن"، فتثبت

النون وتحذف األلف؛ ألنها ليست لإللحاق. ومن ذلك "فعلى" بكسر الفاء والعين فيهما،

فاالسم: "زمكى"، و"زمجى" لذنب الطائر، والصفة:ى"، وهو: العظيم الكمرة. "كمر

ومن ذلك "فعلى" بكسر الفاء وفتح العين، قالوا:ى"، وهو ضرب من المشي بسرعة، يقال: "دفق

"مشى الدفقى"، وهو اسم، وال نعلمه صفة. ومن ذلك "فعلية" بكسر الفاء وسكون العين، قالوا: "هبرية"، و"حذرية"، في االسم، وقالوا في الصفة: "عفرية"، و"زبنية". والهبرية: شيء يقع في الشعر كالنخالة، يقال: "في رأسه هبرية". والحذرية: مكان غليظ. والعفرية: الداهية. يقال: "شيطان عفرية".

بانية، وهو الشديد، وفي آخرها والزبنية: واحد الز زائدان، وهما الياء والتاء، فالياء زائدة ألنها مع ثالثة

أحرف أصول، والتاء زائدة للتأنيث. وإنما اعتد بتاء التأنيث، وإن كانت تاء التأنيث ليست من البناء في

شيء, ألن التاء الزمة لـ"فعلية" كما لزمت"فعالية"،كـ"كراهية"، و"رفاهية".

ومن ذلك "فعلتة". قالوا: "مضت سنبتة من الدهر"،أي: قطعة منه، فهو اسم،

(4/182)

Page 451: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولم يأت صفة، وفي آخره زائدان، وهما التاءان: األولى من بناء الكلمة، والثانية للتأنيث. والذي يدل

على زيادة األولى قولهم في معناه: "سنب"، و"سنبة"، مثل "تمر"، و"تمرة"، فسقوط التاء من

"سنب"، و"سنبة"، قاطع على زيادتها في "سنبتة". ومن ذلك "فعلوة". قالوا: "ترقوة"، و"قرنوة"، فالترقوة: العظم الناتىء بين ثغرة النحر وبين

العاتق. والقرنوة: نبت له ورق أغبر شبيه بالحندقوق يدبغ به، يقال منه: "سقاء قرنوي" إذا دبغ بالقرنوة،

فالواو زائدة, ألنها ال تكون أصال� مع بنات الثالثة، وتاءالتأنيث زائدة، ال محالة.

ومن ذلك "فعلوة". قالوا: "عنصوة"، و"عنفوة"، ولمعر، والجمع: يأت صفة. فالعنصوة: الخصلة من الش

عناص، يقال: "في رياض بني فالن عناص من النبت" أي: قليل متفرق، والهاء الزمة لهذه الواو، ال تفارقها

كما كانت الزمة للياء في "حذرية".ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعلوت" يكون اسم�

"جبروت"، و"رهبوت"، و"رحموت". والصفة "الحلبوت"، و"التربوت"، فالرحموت والرهبوت

هبة. والجبروت: التجبر. حمة والر مصدران بمعنى الر والحلبوت: األسود، يقال: "أسود حلبوت"، أي: حالك.

والتربوت: الذلول، يقال: "جمل تربوت"، و"ناقة تربوت" الذكر واألنثى فيه سواء، والواو والتاء في

ذلك كله زائدة. أما الرحموت والرهبوت فلالشتقاق؛ وأما قولهم: "أسود حلبوت"، فالتاء زائدة لقولهم

في معناه: "حلبوب"، أي: حالك، وهذا ثبت في زيادةا زائدة؛ ألنها ال تكون أصال� في بنات التاء، والواو أيض�

الثالثة فصاعد�ا. ومن ذلك "فعالل"، قالوا: "قرطاط"، و"فسطاط".

(: وهو قليل في الكالم، وال نعلمه جاء1قال سيبويه )حل، صفة، فالقرطاط: البردعة التي تكون تحت الرا. والفسطاط: البيت ويقال: "قرطان" بالنون أيض�

عر، يقال: "فسطاط"، و"فسطاط"، والطاء من الش زائدة مكررة، وكذلك األلف قبلها، وهو ملحق

بـ"قرطاس"، و"حمالق". ومن ذلك "فعالل" في االسم والصفة، فاالسم:

"جلباب"، وهو الملحفة. والصفة: "شمالل" للناقةالسريعة، يقال: "ناقة شمالل، وشمليل" أي: سريعة.

ومن ذلك "فعليل" في االسم والصفة، فاالسم

Page 452: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"حلتيت" والصفة "صنديد" و"شمليل"، فالحلتيت:مغ. ضرب من الص

ومن ذلك "فعلعل" في االسم والصفة، فاالسم: "الحبربر"، و"التبربر"، وهما بمعنى واحد. حكى

ا" ا والحورور� ا، وال تبربر� سيبويه: "ما أصاب منه حبربر�(،أي:2)

__________.256/ 4( الكتاب 1) ( لم أقع على هذا القول في كتاب سيبويه، وهو2)

)حبر( منسوب�ا إلى سيبويه.161/ 4في اللسان

(4/183)

شيئ�ا. ويقال: "ما في الذي تحدثنا به حبربر"، أي: شيء. والصفة: "صمحمح"، و"دمكمك". فالصمحمح: الشديد، وقيل: القصير الغليظ؛ والدمكمك: الشديد، كرر فيهما العين والالم، وأنكر الفراء أن يكون على

"فعلعل"، وقال: هو فعلل، مثل "سفرجل"، قال: ولو جاز أن يقال: إنه "فعلعل" بتكرير لفظ العين

والالم؛ لجاز أن يكون وزن "صرصر"، "فعفع" بتكرير لفظ الفاء والعين. والصواب األول، وهو رأي

سيبويه، وذلك أن الحرف ال يحكم بزيادته إال بزيادته بعد إحراز ثالثة أحرف أصول، و"صرصر" وأشابهه لم

يوجد فيه ذلك. ومن ذلك "فعلعل" في االسم، قالوا: "ذرحرح"،

و"جلعلع"، وال نعلمه صفة، فالذرحرح: واحد الذاراريح، والجلعلع: الجعل، فهذه األسماء كلها في

آخرها زائدان، فاعرفه.

فصل ]زيادة ثالثة أحرف مفترقة[ قال صاحب الكتاب: والثالث المتفرقة في نحو:"إهجيري", و"مخاريق", و"تماثيل", و"يرابيع".

* * * قال الشارح: قد زيد في االسم ثالث زوائد، فيكون

االسم بها على ستة أحرف، وتلك الزوائد تكون مفترقة ومجتمعة. فالمفترقة تكون في الجمع

والمفرد، فالمفرد: "إفعيلى". قالوا: "إهجيرى"، و"إهجيراه": دأبه وعادته، و"اإلجرياء" كذلك العادة،

Page 453: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وهو من "الجري"، فالهمزة زائدة، والياء األولىالمدغمة واأللف األخيرة.

ا وصفة، وأما الجمع، فمن ذلك "مفاعيل" يكون اسم� فاالسم: "مفاتيح"، و"مخاريق"، والمخاريق: جمع

مخراق، وهو المنديل يلف ليضرب به، وفي الحديث: (. وقالوا في الصفة:1"البرق مخاريق المالئكة" )

"محاضير"، و"مناسيب". والمحاضير: جمع محضير، وهو الشديد العدو من الخيل، والمناسيب: جمع

منسوب، فالميم في أولها زائدة؛ ألنها في الواحد كذلك، واأللف مزيدة للجمع، والياء األخيرة زائدة,

ألنها بدل من ألف زائدة.ا، قالوا في ومن ذلك "تفاعيل"، وهو بناء جمع أيض� االسم: "تجافيف"، و"تماثيل"، في جمع "تجفاف"،

و"تمثال" بمعنى الصورة، ويكون على "يفاعيل" في االسم والصفة، فاالسم: "يرابيع" جمع "يربوع"، وهي

دويبة، و"يعاقيب" جمع__________

( ورد الحديث في كتاب "النهاية في غريب الحديث1).26/ 2واألثر"

(4/184)

"يعقوب"، وهو ذكر القبج. والصفة: "يحاميم"، و"يخاضير". فاليحاميم: جمع يحموم، وهو الدخان

يصفون به إذا أرادوا الحلكة. واليخاضير: جمع يخضور، وهو األخضر، وصفوا به كما وصفوا

باليحموم.

فصل ]زيادة ثالثة أحرف مجتمعة قبل الفاء[ قال صاحب الكتاب: والمجتمعة قبل الفاء في

"مستفعل".* * *

قال الشارح: ال يكون هذا المثال إال صفة فيما كان جاري�ا على الفعل، نحو: "مستخرج"، و"مستعلم"

فالميم والسين والتاء زوائد, ألنها تسقط في"خرج"، و"علم".

فصل ]زيادة ثالثة أحرف بين العين والالم[

Page 454: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: وبين العين والالم في "سالليم",و"قراويح".

* * * قال الشارح: قد فصلوا بهذه الزيادات الثالث بين العين والالم، وذلك في "فعاليل" نحو: "سالليم". وذلك أن واحده "سلم"، فالالم الثانية زائدة. وإذا كسر للجمع، زيدت ألف الجمع بعد الالم األولى،

وبعدها الالم الزائدة، وبعد الالم الياء لإلشباع، كأنهما"، فكانت ثالث زوائد بين العين والالم. كسروا "سالم� ومن ذلك "فعاويل"، نحو: "قرواح"، و"قراويح"، معك في الواحد الواو واأللف زائدتان، وزيدت ألف الجمع

قبل الواو، فاجتمع ثالث زوائد قبل الالم.

فصل ]زيادة ثالثة أحرف بعد الالم[ قال صاحب الكتاب: وبعد الالم في "صليان",

و"عنفوان", و"عرفان", و"تئفان", و"كبرياء",و"سيمياء", و"مرحيا".

* * *ا بعد قال الشارح: قد جاءت هذه الزيادات الثالث آخر�

ا الالم. من ذلك "فعليان" بكسر الفاء، جاء اسم� وصفة، فاالسم: "صليان"، و"بليان"، والصفة:

بان"؛ فـ"الصليان" نبت؛ والبليان: "العنظيان"، و"الخر قالوا: بلد، ويقال: "ذهب بذي بليان"، أي: حيث ال

يدري، والعنظيان: الجافي، وقيل: "الشاب الطرى"؛بان: الجبان. والخر

(4/185)

ومن ذلك "فعلوان"، قالوا: "عنظوان"، و"عنفوان"، ولم يأت صفة. فالعنظوان: شجر، والعنفوان: أول

الشباب. ومن ذلك "فعالن" بكسر الفاء والعين وتشديد الالم في االسم، قالوا: "فركان"، و"عربان"؛ فالفركان:

البغض من "فركت المرأة زوجها"، وهو اسم؛ وعرفان: مصدر بمعنى المعرفة، وهو اسم رجل

ا. أيض� ومن ذلك "فعالن". قالوا: "تئفان" وهو اسم، ومعناه

أول الشيء، يقال: "جاءنا على تئفان ذلك"، أي:

Page 455: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أوله، فاأللف والنون والحرف األخير من المضاعفزوائد.

ا وصفة، ومن ذلك "فعلياء" يكون اسم� فاالسم"كبرياء" و"سيمياء"، والصفة: "جربياء".

فالكبرياء: مصدر بمعنى الكبر، وفي آخره ثالث زوائد، وهي الياء والهمزة واأللف قبلها والسيمياء: العالمة.

مال والجربياء: النكيباء من الرياح، وهي بين الشوالدبور.

ومن ذلك "فعليا". قالوا: "مرحيا" وهو زجر يقال عندمي؛ و"برديا" وهو نهر بالشام، هكذا في كتاب الر

(، والمعروف "بردى"، قال الشاعر ]من1سيبويه )الكامل[:

ق يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفلسل ) حيق الس (2بالر

فصل ]زيادة ثالثة أحرف: اثنان منها مجتمعانوالثالث منفرد[

قال صاحب الكتاب: وقد اجتمعت ثنتان وانفردت واحدة في نحو "أفعوان", وإضحيان وأرونان وأربعاء

وأربعاء وقاصعاء وفساطيط وسراحين وثالثاء وسالمان وقراسية وقلنسوة وخنفساء وتيحان

وعمدان وملكعان.* * *

قال الشارح: هذا الفصل موافق للفصل الذي قبله من جهة، ومخالف من جهة أخرى؛ فالموافقة أن في

كل واحد من هذه األسماء ثالث زوائد كالفصل المتقدم؛ وأما جهة المخالفة، فإن الزوائد في هذه

األسماء متفرقة�، منها اثنتان مجتمعتان، وواحدةا، فمنها منفردة، وذلك في أسماء مختلفة البناء أيض�

ما هو على زنة "أفعالن"، بضم الهمزة والعين،ا وصفة. فاالسم: "أفعوان"، و"أقحوان"، ويكون اسم�

والصفة: "أسحالن"، و"ألعبان"؛ فاألفعوان: ذكراألفاعي، والهمزة في أوله زائدة، واأللف والنون

__________.265/ 4( الكتاب 1).396( تقدم بالرقم 2)

(4/186)

Page 456: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في آخره زائدتان، يدل على ذلك قولهم: "فعوة السم". وهذا قاطع على أن الفاء والعين أصالن دون

الباقي. واألقحوان: نبت طيب الريح، حواليه ورق أبيض، وسطه أصفر، وهو البابونج، الهمزة في أوله

زائدة، واأللف والنون في آخره زائدتان، لقولهم: "دواء مقحو"، إذا كان فيه األقحوان. واإلسحالن:

التام. واأللعبان: اللعاب. ومن ذلك "إفعالن" بكسر العين وكسر الهمزة، وهو

قليل يكون في االسم والصفة، فاالسم: "إسحمان"، والصفة "ليلة إضحيانة". فاإلسحمان: جبيل بعينه؛

واإلضحيانة: المضيئة. ومن ذلك "أفعالن" بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح العين، ولم يأت إال صفة، قالوا: "عجين أنبجان"، إذا

ا وأجيد عجنه. و"أرونان"، يقال: "يوم سقي كثير�أرونان": أي: شديد.

(: وال نعلمه جاء1ومن ذلك "أفعالء". قال سيبويه ) إال في "األربعاء"، وقد يفتح الباء كأنه جمع "ربيع"،

" و"أشقياء"، وهو من أبنية التكسير، نحو: "شقىو"صفي" و"أصفياء"، و"نبي" و"أنبياء".

ومن ذلك "فاعالء"، نحو: "القاصعاء"، و"النافقاء"،وهما من جحرة اليربوع، وال نعلمه جاء صفة.

ومن ذلك "فعاليل"، وهو من أبنية التكسير جاء اسم�ا وصفة، فاالسم: "ظنابيب"، و"فساطيط"، والصفة: "شماليل"، و"بهاليل". فـ"ظنابيب": جمع ظنبوب،

وهو عظم الساق، واأللف زائدة للجمع، والياء المبدلةا، ألنها بدل من زائد. من واو "ظنبوب" زائدة أيض�

وإنما صارت ياء النكسار ما قبلها. والباء مكررة لإللحاق بـ"جرموق". والفساطيط: جمع فسطاط،

وهو ضرب من األبنية، والطاء زائدة مكررة لإللحاق بـ"قرطاس"، وكذلك الالم في "شمالل" لإللحاق

ا لإللحاق بـ"حمالق". والالم في "بهلول" مكررة أيض�ماليل: جمع شمالل، وهي الناقة بـ"جرموق". والش السريعة، والبهاليل: جمع بهلول، وهو من الرجال

حاك. الض ومن ذلك "فعالين". قالوا في االسم: "سراحين"، و"فرازين"، وال نعلمه جاء صفة. فالسراحين: جمع

سرحان، وهو الذئب، وقد يستعمل في األسد.والفرازين: جمع فرزان.

ومن ذلك "فعاالء". قالوا في االسم: "ثالثاء"،

Page 457: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"براكاء"، وفي الصفة "عياياء"، و"طباقاء". فالثالثاء من األيام معروف، الثاء والالم فيه أصل، وما عداه

زائد. وبراكاء:_________

.248/ 4( الكتاب 1)

(4/187)

اسم الثبات في الحرب، وهو من "البروك". ويقال: "رجل عياياء"، أي: ذو عي في األمر والمنطق، ومثلهراب، وقد "طباقاء"، وهو من اإلبل الذي ال يحسن الض

يوصف به الرجل األحمق. ومن ذلك "فعاالن". قالوا: "سالمان"، و"حماطان"، ولم يأت صفة. فالسالمان: شجر. وحماطان: موضع

في قول الجرمي، وأنشد ]من الرجز[: - يا دار سلمى في حماطان اسلمي953

وقال ثعلب: هو نبت. ومن ذلك "فعالية" بضم الفاء في االسم والصفة،

فاالسم: "هبارية"، و"صراحية"، والصفة، نحو: "العفارية"، و"القراسية". فالهبارية كالحزاز في الرأس. والصراحية: كالتصريح والتلخيص للشيء.

والعفارية: الشديد. والقراسية: الفحل العظيم، فاأللف زائدة في هذه األسماء؛ ألنها ال تكون مع

الثالثة األصول إال زائدة، والياء كذلك، وتاء التأنيث،وهي الزمة في هذا البناء.

ومن ذلك "فعنلوة". قالوا: "قلنسوة"، فالنون زائدة, ألنه ليس في األسماء مثل "سفرجلة" بضم الجيم،

ا زائدة؛ ألنها ال تكون مع الثالثة إال كذلك، والواو أيض�والتاء الزمة لهذه الواو.

ومن ذلك "فنعالء" بضم الفاء وفتح العين، نحو: "خنفساء" ولم يأت صفة، فالخنفساء: دويبة وهي

، فقال: ا. وقد حكى فيها الغوري الضم الخنفس أيض� "خنفساء"، و"خنفس" بضم الفاء والعين، ووزنه

فنعل، فالنون زائدة, ألنه ليس في الكالم "فعلل"، وال "فعلل"، مثل: "جخدب". وإذا كانت زائدة في لغة من فتح؛ فهي زائدة في لغة من ضم, ألنها ال تكون

زائدة في لغة، أصال� في أخرى.ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فيعالن" جاء اسم�

Page 458: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"قيقبان"، و"سيسبان"، والصفة:__________

/7 - التخريج: الرجز بال نسبة في لسان العرب 953 )حمط(.213/ 19 )حمط(؛ وتاج العروس 277

المعنى: يدعو لدار حبيبته سلمى بالسالمة في هذاالموضع.

اإلعراب "يا": حرف نداء. "دار": منادى مضاف منصوب بالفتحة. "سلمى": مضاف إليه مجرور

بكسرة مقدرة على األلف للتعذر. "في حماطان": جار ومجرور )ممنوع من الصرف( متعلقان بمحذوف

حال. "اسلمي": فعل أمر مبني على حذف النون التصاله بياء المخاطبة المؤنثة، والياء: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل. وجملة النداء: ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "اسلمي": استئنافية ال محل لها كذلك. والشاهد فيه قوله: "في حماطان" حيث جاءت اسم موضع لذا لما عن يجرها بالياء والنون كالمثنى، بل بالفتحة عوض�

الكسرة كالممنوع من الصرف.

(4/188)

"هيبان"، و"تيحان". فالقيقبان: شجر يتخذ منا. والهيبان: الجبان، يسبان: شجر أيض� روج، والس الس

وهو من الهيبة، يقال: "هيبان" بالفتح والكسر. وكذلك "تيحان"، يقال: "رجل متيح وتيحان"، إذا

تعرض لما ال يعنيه، و"فرس متيح وتيحان" إذا اعترض في مشيه نشاط�ا. و"فيعالن" بالكسر من أبنية

(:1المعتل، وال يكون منه في الصحيح، قال سيبويه )وال نعلم في الكالم: "فيعالن" بالكسر غير المعتل.

ومن ذلك "فعالن" فيهما، فاالسم: "حومان"،و"الصفة" "عمدان"، و"جلبان".

ومن ذلك "مفعالن"، نحو: "ملكعان"، و"مألمان"، وهما اسمان معرفتان ال يستعمالن إال في النداء، فمألمان: من اللؤم، الميم في أوله زائدة، واأللف والنون في آخره زائدتان؛ و"ملكعان" كقولك: "يا

لكع"، وهو بمعنى الهجنة.

فصل ]زيادة أربعة أحرف[

Page 459: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قال صاحب الكتاب: واألربعة في نحو اشهيبابواحميرار.

* * * قال الشارح: هذه غاية ما ينتهي إليه بنات الثالثة في

الزيادة، فيصير االسم الثالثي على سبعة أحرف،،" وذلك نحو: "اشهيباب"، و"احميرار" مصدر "اشهاب

هبة في األلوان: بياض يغلب على و"احمار"، والش" مقصور منه. " و"اشهب السواد، يقال: "اشهاب

وكذلك "احمار" و"احمر". و"االحميرار": مصدر" واالحمرار: مصدر: "احمر"، فالزائد في "احمارال� إلى "اشهيباب" الهمزة األولى، جيء بها توص

ا، النطق بالساكن، والياء التي بعد الهاء زائدة أيض� وهي بدل من ألف "اشهاب"، قلبت ياء النكسار ما

ا قبلها، واأللف بعد الباء األولى والباء الثانية أيض� زائدة, ألنها مكررة، أال ترى أنها ليست موجودة في

"الشهبة"؟ وكذلك "احميرار", ألن الراء الثانية ليستموجودة في "الحمرة"، فاعرفه.

__________.289/ 4( الكتاب 1)

(4/189)

ومن أصناف االسمباعي الر

المجرد[الرباعيفصل ]أبنية االسم قال صاحب الكتاب: للمجرد منه خمسة أبنية أمثلها جعفر ودرهم وبرثن وزبرج وفطحل. وتحيط بأبنية

المزيد فيه األمثلة التي أذكرها, والزيادة فيه ترتقيإلى الثالث.

* * * قال الشارح: قوله: "للمجرد منه" احتراز من المزيد

فيه من الرباعي، وأبنيته خمسة. من ذلك "فعلل"ا وصفة، فاالسم: "جعفر"، و"عنتر"، يكون اسم�

والصفة "سلهب" و"خلجم". فجعفر نهر، وقد سمي به. والعنتر: الذباب األزرق، ونونه أصل، ألن األصل

عدم الزيادة، والسلهب من الخيل: الطويل. والخلجم:الطويل.

Page 460: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا ومن ذلك "فعلل" بكسر الفاء وفتح الالم، يكون اسم� وصفة. فاالسم: "درهم"، و"قلعم"، والصفة:

(. فالدرهم معروف،1"هجرع"، و"هبلع" عند سيبويه ) وهو فارسي معرب. والقلعم: الشيخ الكبير.

(1والهجرع: الطويل. والهبلع: األكول. وسيبويه ) يرى أن الهاء فيهما أصل، وذلك لقلة زيادة الهاء،

وأبو الحسن كان يذهب إلى أن الهاء في "هجرع"، و"هبلع" زائدة, ألنه كان يأخذه من "الجرع"، وهو

المكان السهل المنقاد، فهو من معنى الطول، وهبلعمن البلع.

ومن ذلك "فعلل" بضم الفاء والالم فيهما، فاالسم "برثن"، و"حبرج"، والصفة "جرشع"، و"كندر". فالبرثن: واحد البراثن، وهو من السباع والطير

بمنزلة األصابع من اإلنسان، والمخلب كالظفر منه. والحبرج: هو الخرب، وهو ذكر الحبارى عن أبي

سعيد؛ والجرشع: من اإلبل العظيم، والكندر القصير.__________

.289/ 4( الكتاب 1)

(4/190)

ومن ذلك "فعلل". فاالسم: "زبرج"، و"زئبر"، والصفة: "عنفص"، و"خرمل". فالزبرج: الزينة،

ويقال هو الذهب؛ والزئبر: ما يعلو الفرخ والثوب الجديد كالخز. والعنفص: المرأة البذيئة القليلة

الحياء. والخرمل بالخاء المعجمة: المرأة الحمقاء. ومن ذلك "فعل" في االسم والصفة، فاالسم:

"فطحل"، و"قمطر"، والصفة: "هزبر"، و"سبطر". والفطحل: زمن من قبل خلق الناس. والقمطر: وعاء

يجعل فيه الكتب. والهزبر: الجريء، وهو من صفاتاألسد. والسبطر: الممتد، يقال: "سبط"، و"سبطر".ا، وهو "فعلل" وحكى: وأضاف أبو الحسن بناء� سادس�

( لم يثبت هذا1"جخدب" بفتح الدال، وسيبويه ) الوزن، ويرويه: "جخدب�ا" بالضم كـ"برثن"، وحمل

رواية األخفش على أنهم أرادوا "جخادب"، ثم حذفوا، وذلك ألنهم يقولون: "جخدب�ا"، و"جخادب�ا"، كما قالوا:

"علبط"، و"عالبط"، و"هدبد"، و"هدابد". قال سيبويه: والدليل على ذلك أنه ليس شيء من هذا المثال إال

Page 461: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ومثال "فعالل" جائز فيه، فكما قالوا في "علبط"، و"هدبد": أنه مخفف من "عالبط"، و"هدابد"، فكذلك "جخدب" مخفف من "جخادب"،إال أن جخدب�ا مخفف من جهتين: بحذف األلف، وسكون الخاء، وجميع ما تقدم مخفف بحذف األلف ال غير. وأرى القول ما

قاله أبو الحسن, ألن الفراء قد حكى: "برقع"، و"برقع"، و"طحلب"، و"طحلب"، و"قعدد"، و"قعدد"،

و"دخلل"، و"دخلل"، وهذا وإن كان المشهور فيه الضم، إال أن الفتح قد جاء عن الثقة، وال سبيل إلى رده. ويؤيد ذلك أنهم قد قالوا: "سودد"، و"عوطط"،

فـ"سودد" من لفظ "سيد"، و"عوطط" من لفظ "عائط"، فإظهار التضعيف فيهما دليل على إرادة اإللحاق، كما قالوا: "مهدد"، و"قردد" حين أرادوا

اإللحاق بـ"جعفر"، وعلى هذا يكون األلف في "بهماة"، و"دنياة" فيما حكاه ابن األعرابي لإللحاق

بـ"جخدب". وقوله: "وتحيط بأبنية المزيد فيه األمثلة التي

أذكرها"، يريد أنه قد يزاد على الرباعي كما قد زيدفي الثالثي، وسنذكر أبنية المزيد فيه مفصال� بعد. وقوله: "والزيادة فيه ترتقي إلى الثالث"، يريد أنفهم بالزيادة في الرباعي ليس كتصرفهم في تصر

الثالثي، وإنما قل تصرفهم في الرباعي لقلته، وإذالم تكثر الكلمة، لم يكثر التصرف فيها.

فصل ]زيادة حرف واحد قبل الفاء[ قال صاحب الكتاب: فالزيادة الواحدة قبل الفاء ال

تكون إال في نحو "مدحرج".* * *

__________.289/ 4( الكتاب 1)

(4/191)

قال الشارح: الزيادة في بنات األربعة تكون على ضربين: لإللحاق ولغير اإللحاق، فإذا كان على خمسة أحرف منها حرف زائد، وكان نظم متحركاته وسواكنه

على نظم الخمسة؛ كان ملحقا، نحو: "عميثل" الياءا فيه زائدة، وهما فيه زائدة، و"جحنفل" النون أيض�

Page 462: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ملحقان بالياء والنون بمثال "سفرجل". أال ترى أنهما مثله في عدده وحركاته وسكناته؟ وما كان لغير

إلحاق فهو ما كان فيه زائد، وخالف فيه أبنيةاألصول.

وقد تكون الزيادة واحدة، وتكون اثنتين، وتكون ثالث�ا، وأكثر ما ينتهي إليه االسم الرباعي بالزيادة سبعة

أحرف، فيكون المزيد فيه ثالثة أحرف، نحو: "احرنجام". وال يلحق ذوات األربعة شيء من الزوائد، وذلك لقلة التصرف في الرباعي، وأن الزيادة أوال�ا، أال ترى أن الواو أوال� ال تتمكن تمكنها حشو�ا وآخر�

الواحدة ال تزاد أوال� البتة، وتزاد حشو�ا مضاعفة وغيرد"، مضاعفة، فالمضاعفة، نحو: "كروس"، و"عطو و"اجلوذ"، و"اخروط"، وغير المضاعفة، نحو: واو "عجوز"، وواو"جرموق"، فلذلك إذا رأيت همزة أو

ا وبعدها أربعة أحرف أصول؛ حكمت على الهمزة ميم� والميم بأنهما أصالن، إال أن يكون االسم جاري�ا على

الفعل، نحو: "دحرج"، و"سرهف"، و"مدحرج"، و"مسرهف"، فتلحق الميم اسم الفاعل، كما تلحق

"أفعلت" من "أكرمت، فأنا مكرم". ولو كان ثالثيا وفي أوله همزة، أو ميم، لم تكونا إال زائدتين، نحو: "أكرم"، و"أفكل"، فلذلك قلنا: إن الهمزة في أول "إبراهيم"، و"إسماعيل" أصل, ألنها في أول بنات

األربعة، وذلك ألن الباء والراء والهاء والميم أصول، واأللف والياء زائدتان, ألنهما ال تكونان مع الثالثة

فصاعد�ا، إال كذلك، ومثله "إسماعيل" السين والميم والعين والالم أصول، فالهمزة إذ�ا أصل كذلك،

فاعرفه.

فصل ]زيادة حرف واحد بعد الفاء[ قال صاحب الكتاب: وهي بعد الفاء قنفخر وكنتأل

(.1وكنهبل )* * *

قال الشارح: قد وقعت الزيادة في الرباعي على ضروب نحن نذكرها، فمن ذلك وقوعها ثانية على

ا وصفة، فاالسم: "خنثعبة" وهي نعل" ويكون اسم� "ف الناقة، والصفة "قنفخر"، و"كنتأل". فالقنفخر:

الفائق في نوعه، والنون فيه زائدة لالشتقاق، أال ترى أنهم قالوا في معناه: "قفاخر"، و"قفاخري"،

فسقوط النون في "قفاخر"، و"قفاخري" دليل على

Page 463: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

زيادتها في "قنفخر". ولو خلينا والقياس، لكانت, ألنها بإزاء الراء من أصال�

__________( بفتح الباء وضمها.1)

(4/192)

(، لكن ورد من السماع2(، و"قرطعب" )1"جردحل" ) ما أرغب عن القياس، على أنه حكي السيرافي:

"قنفخر" بضم القاف، فعلى هذا تكون النون زائدةللمثال, ألنه ليس في الكالم "جردحل" بضم الجيم. ومن ذلك "كنتأل" وهو القصير، والنون زائدة, ألنه ليس في الكالم "فعلل". ومن ذلك "فنعلل" قالوا: "كنهبل"، وهو شجر، فالنون زائدة, ألنه ليس في

األصول "سفرجل" بضم الجيم، وهو قليل.

فصل ]زيادة حرف واحد بعد العين[ قال صاحب الكتاب: وبعد العين في نحو عذافر

وسميدع وفدوكس وحبارج وحزنبل وقرنفل وعلكدوهمقع وشمخر.

* * * قال الشارح: وقد جاءت الزيادة بعد العين في تسعة

ا وصفة، أبنية، من ذلك "فعالل"، وقد جاء اسم� فاالسم: "جخادب"، و"برائل"، والصفة: "فرافص"،

و"عذافر"، فالجخادب والجخدب: ضرب من الجنادب، وهو األخضر الطويل الرجلين، وألفه زائدة. وبرائل

الديك: هو ريش رقبته، يقال: "برأل الديك"، إذا نفش برائله ليقاتل، واأللف فيه زائدة. والفرافص: األسد.

والعذافر: الجمل الشديد. ومن ذلك "فعيلل"، وال يكون إال صفة، وذلك نحو: "سميدع"، وهو السيد، و"عميثل"، وهو "الذيال"

بذنبه، ويقال: "ناقة عميثلة"، أي: جسيمة.ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعولل"، يكون اسم�

"حبوكر" و"فدوكس"، والصفة: "سرومط"، و"عشوزن". فالحبوكر: الداهية. والفدوكس: األسد. والسرومط: الطويل من اإلبل وغيرها. والعشوزن:

الصلب الشديد، والمؤنث عشوزنة.ا ومن ذلك "فعالل"، وهو بناء تكسير يكون اسم�

Page 464: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وصفة، فاالسم: "حبارج" تكسير "خبرج"، والصفة: "قراشب"، وهو تكسير "قرشب" بكسر القاف، وهو

المسن، وقد وقعت الزيادة فيهما بعد العين. فمن ذلك "فعنلل" بفتح الفاء والعين والالم، وال

يكون إال صفة، قالوا: "جحنفل"__________

/11( الجردحل من اإلبل: الضخم. )لسان العرب 1) )جردحل((. وسيشرحها المؤلف في الفصل109

التالي. ( القرطعب: السحاب كما سيشرحها المؤلف في2)

)قرطعب(:671/ 1الفصل التالي. وفي لسان العرب "ما عليه قرطعبة، أي: قطعة خرقة".

(4/193)

للغليظ الشفة، و"حزنبل" للقصير الموثوق الخلق، والنون زائدة فيه بعد العين، ألحقته بـ"شمردل"؛ ألنها ال تكون ثالثة ساكنة في الخمسة إال زائدة، وذلك لكثرة ما ظهر من ذلك باالشتقاق من نحو:

"حبنطى"، و"دلنظى"، ثم حمل غير المشتق علىالمشتق.

ومن ذلك "فعنلل" بضم الالم في االسم، وهو قليل، قالوا: "عرنتن"، و"قرنفل". فالعرنتن: نبت يدبغ به.

والقرنفل: نبت وهو من طيب العرب، والنون فيه زائدة لما ذكرناه، وألنه ليس في األصول ما هو على

مثال "سفرجل" بضم الجيم. ومن ذلك "فعل" بكسر الفاء وفتح العين مضاعفة، وال نعلمه جاء إال صفة، قالوا: "علكد"، و"هلقس".

فالعلكد: الغليظ، وقال المبرد: العجوز المسنة. والهلقس: الشديد من الجمال والناس، والالم الثانية

التي هي عين مضاعفة زائدة. ومن ذلك "فعلل" بضم الفاء، وفتح العين مضاعفة

قع"، وفي وكسر الالم األولى، قالوا في االسم: "هملق". الهمقع: نبت. قال الجرمي: هو ثمر الصفة: "زم

التنضب، فعلى هذا هو اسم. قال الفراء: قال لي شبيل: هو األحمق، فعلى هذا يكون صفة، واألول

لق: الذي ينزل قبل1مضمون كالم سيبويه ) م (. والز أن يجامع، وقيل: الذي ينسك، ويخرج من بين القوم،

Page 465: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لق"، و"زملق"، مثل "هدبد". يقال: "زم" بضم الفاء وتشديد العين وإسكان ومن ذلك "فعل

خز"؛ فالشمخر: خر"، و"ضم الالم األولى، قالوا: "شم العظيم من اإلبل والناس، والضمخز: المتعظم، قال

رؤبة ]من الرجز[: - أنا ابن كل مصعب شمخز ... سام على رغم954

خز العدى ضميا أيها الجاهل ذو التنزي ... ال توعدن حية� بالنكز

_________.298/ 4( الكتاب1)

؛64، 63 - التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص 954ا أبيات سيبويه /4؛ والمقاصد النحوية 471/ 1شرح�

؛169/ 5؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 219.218/ 4؛ والمقتضب 825وجمهرة اللغة ص

اللغة: التنزي هنا خفة الجهل، وأصل التنزي الوثب. اإلعراب: "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع

مبتدأ. "ابن": خبر مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "كل": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو

مضاف."مصعب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "شمخر": نعت مجرور بالكسرة."سام": نعت ثان

مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة. "على": حرف جر. "رغم": اسم مجرور بالكسرة، وهو

مضاف، والجار والمجرور متعلقان بـ"سام"، وهو مضاف. "العدى": مضاف إليه مجرور بالكسرة

المقدرة على األلف للتعذر. "ضمخز": نعت مجرور بالكسرة. "يا": حرف للنداء. "أيها": "أي": منادى

مبني على الضم في محل نصب، وها: حرف للتنبيه. "الجاهل": صفة لـ"رأي" مرفوعة. "ذو": صفة لـ "الجاهل" مرفوع بالواو ألنه من األسماء الستة.

"التنزي": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة علىالياء للثقل. "ال": =

(4/194)

والزيادة في ذلك كله وقعت ثالثة بعد العين.

فصل ]زيادة حرف واحد بعد الالم األولي[ قال صاحب الكتاب: وبعد الالم األولى في نحو قنديل

Page 466: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وزنبور وغرنيق وفردوس وقربوس وكنهور وصلصالوسرداح وشفلح وصفرق.

* * * قال الشارح: قد جاءت الزيادة رابعة بعد الالم األولى في أسماء صالحة العدة، تقارب عشرة أبنية، من ذلك

"فعليل" وذلك في االسم والصفة، فاالسم: "قنديل"، و"برطيل". والصفة: " شنظير"،

و"همهيم". فالقنديل: معروف، والبرطيل: حجر طويل قدر الذراع. والشنظير: السيىء الخلق. والهمهيم: الذي يردد ويهمهم، ويقال: "حمار

همهيم"، أي: في صوته ترديد من الهمهمة. ومن ذلك "فعلول" في االسم والصفة، فاالسم:

"عصفور"، و"زنبور"، والصفة: "سرحوب"، و"قرضوب". فالعصفور والزنبور معروفان،

والسرحوب: الطويل. والقرضوب: السيف القاطع. والقرضوب: الفقير، وهو من أسماء السيف، وربما

قيل للص قرضوب. ومن ذلك "فعليل" بضم الفاء وسكون العين وفتح

الالم األولى، قالوا في الصفة: "غرنيق"، وهو الرفيع السيد، والغرنيق من طيور الماء طويل العنق. قال

ا ]من الطويل[: الهذلي يصف غواص�ة[ ... أزل كغرنيق955 ة بعد لج - ]أجاز إليها لج

حول عموج الض__________

": فعل مضارع مبني في محل = حرف نهي. "توعدن جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره أنت،

والنون حرف توكيد. "حية": مفعول به منصوب." بالفتحة. "بالنكز": جار ومجرور متعلقان بـ"توعدن

وجملة "أنا ابن ... ": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "يا أيها الجاهل": استئنافية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "ال توعدن": جواب النداء ال محل لهامن اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "شمخر" و"ضمخز" على وزن"فعل".

- التخريج: البيت ألبي ذؤيب الهذلي في شرح955 287/ 10؛ ولسان العرب 134/ 1أشعار الهذليين

)غرنق(؛ وتاج العروس )غرنق(. اللغة والمعنى: أجاز: عبر. اللجة: معظم الماء. األزل:

الغائص.

Page 467: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا كغرنيق يتلوى في مياه يقول: عبر إليها غائص�ضحلة.

اإلعراب: "أجاز": فعل ماض مبني على الفتح،ا تقديره: هو. "إليها": جار وفاعله ضمير مستتر جواز� ومجرور متعلقان بالفعل. "لجة": مفعول به منصوب

بالفتحة "بعد": مفعول فيه ظرف مكان =

(4/195)

الضحول: جمع ضحل، وهو الماء القليل، والعموج: االعوجاج، يقال: "سهم عموج": يلتوي. قال

(: وإذا وصف به الرجال؛ قالوا: "غرنيق"1الجوهري ) بكسر الفاء، و"غرنيق" بالضم، والجمع: غرانق

بالفتح، وغرانيق. ومن ذلك "فعلول" جاء في االسم والصفة، فاالسم

"فردوس"، و"حرذون"، والصفة "علطوس". فالفردوس: هو البستان، ويقال هو حديقة في

الجنة، والحرذون: دويبة كالقطاة. والعلطوس: الناقةالفارهة.

ومن ذلك: "فعلول" في االسم والصفة، فاالسم: "قربوس"، و"زرجون"، والصفة: "قرقوس"

رج معروف، و"حلكوك". فالقربوس: للسرجون": الخمر، سميت بذلك للونها، وأصلها و"الز

بالفارسية "زركون": الزر: الذهب، والكون: اللون،وقال أبو عمر الجرمي: هو صبغ أحمر.

ومن ذلك "فعلول" بفتح الفاء والعين وسكون الالم وفتح الواو، قالوا: "كنهور"، و"بلهور"، والكنهور: السحاب العظيم، والبلهور: من ملوك الهند، يقال

ا. لكل ملك عظيم منهم: بلهور، وال نعلمه اسم� ومن ذلك "فعالل"، وال يكون في الكالم إال في

ا وصفة، المضاعف من ذوات األربعة، يكون اسم�لزال"، و"الحثحاث"، والصفة: فاالسم: "الز

لزال: مصدر "الصلصال"، و"القسقاس". فالزلزلة، والحثحاث: بمعنى الحثحثة، يقال: "حثثته"، كالز

و"حثحثته". والصلصال: الطين الحر، خلط بالرمل، فصار يتصلصل إذا جف، فإن طبخ، فهو الفخار.

والقسقاس: الدليل الهادي. وقد جاء حرف واحد على "فعالل" غير مضاعف،

Page 468: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قالوا: "ناقة بها خزعال"، وهو سوء مشي من داء.ا وصفة، ومن ذلك "فعالل" بكسر الفاء يكون اسم�

فاالسم، نحو: "سربال"، و"حمالق"، والصفة:ربال: القميص، والحمالق: "سرداح"، و"هلباج".والس

رداح: األرض ما تغطيه األجفان من العين، والسالواسعة، والهلباج: الكثير العيوب.

__________ = منصوب بالفتحة، وهو مضاف متعلق بالفعل

"أجاز". "لجة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أزل": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو أزل. "كغرنيق": جار

ومجرور متعلقان بـ"أزل" "الضحول": مضاف إليهمجرور بالكسرة "عموج": خبر ثان مرفوع بالضمة.

وجملة "أجاز": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.وجملة "هو أزل": في محل نصب حال.

ا لطير والشاهد فيه قوله: "كغرنيق" حيث جاءت اسم� طويل العنق من طيور الماء. ولم تأت صفة بمعنى

السيد.( الصحاح )غرق(.1)

(4/196)

ومن ذلك "فعلل" بفتح الفاء والعين، وتضعيف الالما وصفة، فاالسم: "شفلح"، األولى، يكون اسم�جة"، والصفة: "العدبس"، و"العملس" و"همر

فالشفلح: هنا ثمر الكبر، وقد يكون صفة بمعنى الغليظ الشفة. والهمرجة: االختالط، يقال: "همرجت

خم، عليه الخبر"، أي: خلطته. والعدبس: الضوالعملس: الخفيف، وقيل للذئب: عملس.

ومن ذلك "فعلل" بضم الفاء والعين، وسكون الالم،مرد" وهما ق"، و"الز فر وهو قليل، قالوا: "الص اسمان. فالصفرق: نبت، والزمرد: من الجوهو

ر. معروف، والصعر

فصل ]زيادة حرف واحد بعد الالم األخيرة[ قال صاحب الكتاب: وبعد الالم األخيرة في نحو:

"حبركي", و"جحجبي", و"هربذي", و"هندبي",و"سبطري", و"سبهلل", وقرشب", و"طرطب".

* * *

Page 469: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا بعد ا أيض� قال الشارح: قد وقعت الزيادة الواحدة آخر� الالم، فمن ذلك "فعلى" بفتح الفاء والعين وسكون الالم األولى، قالوا: "حبركى"، و"جلعبى"، وال نعلمه

إال صفة، فالحبركى: الطويل الظهر القصير الرجلين، فهو صفة، وقد يكون القراد، الواحدة: حبركاة، وألفه لإللحاق بـ"سفرجل"، يدل على ذلك دخول تاء التأنيث

عليه، ولو كانت للتأنيث، لم يدخل عليها عالمة التأنيث. والجلعبى: هو الغليظ الشديد، يقال: "رجل

جلعبى العين"، أي: شديد البصر. ومن ذلك "فعللى" بفتح الفاء وسكون العين وفتح

الالم األولى، وذلك في األسماء دون الصفات، قالوا: "جحجبى"، و"قرقرى". فجحجبى: حى من األنصار، وقرقرى: موضع، واأللف في آخره زائدة للتأنيث،

ولذلك ال ينصرف. ومن ذلك "فعللى" بالكسر، قالوا: "هربذى" وهيمشية. ومن ذلك "هندبى" وهو اسم هذه البقلة. ومن ذلك "فعلى"، وهو قليل، قالوا: "سبطرى"،بغطى" وهو شيء وهي مشية فيها تبختر، و"الض

ع به الصبيان، ولم يأت صفة. يفز ومن ذلك "فعلل" قالوا: "سبهلل"، و"قفعدد"، ولم

يأت صفة. فالسبهلل: الفارغ، وفي الحديث قال عمر رضي الله عنه: "إني ألكره أن أرى أحدكم سبهلال� ال

(. والقفعدد:1في عمل دنيا وال في عمل آخرة" )القصير.

ومن ذلك "فعلل" في االسم والصفة، فاالسم:"عربد"، والصفة: "قرشب".

__________ ( ورد الحديث في كتاب "النهاية في غريب الحديث1)

)سبهل(.340/ 2واألثر"

(4/197)

فالعربد: حية تنفخ، وال تضر، ومنه اشتقاق "المعربد". والقرشب: المسن، والباء األخيرة زائدة

مكررة لإللحاق بـ"قرطعب"."، و"قسقب"، وال ومن ذل "فعلل". قالوا: "طرطب

: الثدي الطويل، و"امرأة ا. فالطرطب نعلمه اسم� طرطبة"، أي: ذات ثدي كبير. والقسقب: الضخم،

Page 470: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

رها، وليس المراد بذلك والباء في آخره زائدة لتكر اإللحاق, ألنه ليس في األصول ما هو على هذه الزنة،

ا به. فيكون ملحق�

فصل ]زيادة حرفين مفترقين[ قال صاحب الكتاب: والزيادتان المفترقتان في نحو

"حبوكري", و"خيتعور", و"منجنون" و"كنابيل",و"جحنبار".

* * * قال الشارح: وقد وقع في األسماء الرباعية زيادتان

مفترقتان، كما كان ذلك في الثالثية، فمن ذلكا وال يكون صفة، "فعوللى"، وال يكون إال اسم�

فاالسم: "حبوكرى"، كأنهم أنثوا "حبوكرا" بمعنى الداهية، فالواو زائدة لإللحاق بـ"سفرجل"، واأللف

للتأنيث، وقد فصل بين الزيادتين الالمان. ومن ذلك "فيعلول" في االسم والصفة، فاالسم:

"خيتعور"، و"خيسفوج"، والصفة: "عيسجور"،ا الداهية، وقيل: كل ما و"عيطموس". فالخيتعور: أيض�

راب ونحوه، والدنيا خيتعور, ألنها ال يغر ويخدع كالس تدوم. والخيسفوج: قيل شجر، قال ابن فارس:

الخيسفوجة سكان السفينة. والعيسجور من النوق: الصلبة. والعيطموس من النساء: التامة الخلق،

وكذلك من اإلبل، وجمعه "عطاميس". ومن ذلك "فنعلول"، وهو قليل، قالوا في االسم: "منجنون"، وفي الصفة: "حندقوق". فالمنجنون: الدوالب الذي يستقى عليه. والحندقوق: الطويل

المضطرب، وقيل: هو شبيه بالمنجنون إلفراط طوله واضطرابه. وأما هذا النبت الذي تسميه العامة

ا، فهو الذرق عند العرب. وأما المنجنون، فال حندقوق� أرى هذا الفصل موضع ذكره، وذلك ألنه ضمنه أن

يذكر فيه ذوات الزيادتين المفترقتين من الرباعي،و"منجنون" فيه قوالن:

أحدهما: أنه من ذوات الثالثة، والنون األولى فيه زائدة، والواو وإحدي النونين االخيرتين زائدتان،

ويجمع على هذا على "مجانين"، ويكون من الثالثة،وفيه ثالث زوائد، وموضعه ما تقدم.

والثاني: أنه رباعي، والنون األولى أصل، والواو زائدة، وإحدى النونين، ويجمع حينئذ على "مناجين"،

وهو المسموع من العرب، فعلى هذا، وإن كان

Page 471: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/198)

رباعيا، وفيه زيادتان؛ فليستا مفترقتين على ماشرط في هذا الفصل.

ومن ذلك "فعاليل" بضم الفاء، وهو قليل لم يأت إال في اسم واحد، قالوا: "كنابيل"، وهو اسم أرض

معروفة، واأللف والياء زائدتان، وهما مفترقتان علىما ترى.

ومن ذلك "فعنالل" بكسر الفاء والعين، وهو قليل لم يأت إال صفة، قالوا: "جحنبار"، و"جعنبار". والجحنبار:

الضخم العظيم الخلق، والجعنبار كذلك.

فصل ]زيادة حرفين مجتمعين[ قال صاحب الكتاب: والمجتمعتان في نحو "قندويل", و"قمحدوة", و"سلحفية", و"عنكبوت", و"عرطليل",

و"طرماح", و"عقرباء", و"هندباء", و"شعشعان",و"عقربان" و"حندمان".

* * * قال الشارح: هذا الفصل يشتمل على ما فيه زيادتان مجتمعتان من الرباعي، فمن ذلك "فعلويل" جاء في

أسماء قليلة، قالوا: "قندويل"، و"هندويل"، فالواو والياء فيهما زائدتان, ألنهما ال تكونان في ذوات

الثالثة فصاعد�ا إال كذلك، ولم يأت صفة، فالقندويل: العظيم الرأس مأخوذ من القندل، وهو العظيم

الرأس. والهندويل: الضخم. ومن ذلك "فعلوة". قالوا: "قمحدوة"، ونظيره من

الثالثي "قلنسوة". فالقمحدوة من الرأس: مؤخره،ا زائدة إال بثبت من والميم أصل؛ ألنها ال تكون حشو�

االشتقاق، والواو زائدة, ألنها ال تكون مع الثالثة فصاعد�ا إال كذلك، والتاء الزمة هنا، ولذلك اعتد بها

في البناء، فقد توالى فيها زائدان: الواو والتاء. ومن ذلك "فعلية". قالوا: في االسم "سلحفية"،

و"سحفنية"، ونظيره من الثالثي "بلهنية". فالسلحفية: دابة تكون في الماء جلدها عظام، وقد

توالى فيها زائدان: الياء وتاء التأنيث، فهي الزمة لهذه الياء، كما لزمت واو "قمحدوة". والبلهنية:

عيش ال كدر فيه. ومن ذلك "فعللوت". قالوا: "عنكبوت"، و"تخربوت"،

Page 472: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ولم يأت صفة. فالعنكبوت: معروفة، وهي دويبة تنسج لها بيت�ا من خيوط واهية. والتخربوت: الناقة

الفارهة، والواو والتاء في آخرهما زائدان، زيدا في آخر الرباعي كما زيدا في آخر الثالثي من نحو

"ملكوت"، و"رهبوت".ا صفة�. قالوا: ومن ذلك "فعلليل"، مضاعف�

ا. "عرطليل"، و"قمطرير"، وال نعلمه جاء اسم� العرطليل: الطويل، وقيل: "الغليظ". والقمطرير:

الشديد، والالم في آخره مكررة زائدة، والياء قبلها.

(4/199)

ومن ذلك "فعالل" في االسم والصفة، فاالسم: "جنبار"، والصفة: "الطرماح". ونظيره من الثالثي

"الجلباب". فالجنبار: فرخ الحبارى. والطرماح: الطويل. والجلباب: القميص، فاأللف فيها وما قبلها

من الالم المضاعفة زوائد. ومن ذلك "فعلالء" بفتح األول وسكون الثاني. قالوا:

"برنساء"، و"عقرباء"، وال نعلمه جاء صفة. فالبرنساء: الناس، وفيه لغتان: برنساء مثل عقرباء،

وبرناساء. قال ابن السكيت: يقال: "ما أدري أي البرنساء هو"، و"أي البرناساء هو"، أي: أي الناس.

والعقرباء: األنثى من العقارب، وفي آخرها زائدان، وهما األلفان: ألف التأنيث المبدلة همزة، وألف المد

قبلها، ولذلك ال تنصرف كـ"صحراء" و"طرفاء". ومن ذلك "فعلالء" بكسر الفاء وإسكان العين. قالوا

في االسم: "هندباء,"، ولم يأت صفة. والهندباء بفتح الدال ممدود: اسم لهذه البقلة، وفي آخره ألف التأنيث، كما ترى، ولذلك ال ينصرف، وقد يقصر،

فيقال: "هندبا". قال أبو زيد: "الهندبا" بكسر الداليمد ويقصر.

ومن ذلك "فعلالن"، وهو قليل. قالوا: "شعشعان"، وهو صفة، وفي االسم: "زعفران". يقال: "رجل شعشعان، وشعشاع"، أي: حسن طويل، فاأللف

والنون في آخره زائدتان لقولهم في معناه"شعشاع".

ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك، فعلالن" جاء اسم� "عقربان"، و"عرقصان"، والصفة: "قردمان"،

Page 473: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

و"رقرقان". فالعقربان: ذكر العقارب، وقيل: هو دخال األذن. والعرقصان: الحندقوق. والقردمان:قرقان: البراق القباء المحشو كالكبر للحرب. والر

الذي يترقرق، ففي آخر كل واحد من هذه األسماءزيادتان، وهما األلف والنون.

ا وصفة، وهو قليل في ومن ذلك "فعلالن" يكون اسم� الكالم؛ فاالسم: "حندمان"، والصفة: "حدرجان".

فالحندمان: اسم قبيلة. والحدرجان: القصير، واأللفا. والنون فيهما زائدتان أيض�

فصل ]زيادة ثالثة أحرف[قال صاحب الكتاب: والثالث في نحو: "عبوثران" )

( , و"عريقصان", و"جخادباء", و"برنساء",1و"عقربان".

* * * قال الشارح: هذا الفصل يشتمل على ما اجتمع فيه

ثالث زوائد من الرباعي، وهو__________

( بضم الثاء وفتحها.1)

(4/200)

غاية ما ينتهي إليه زيادته، فيكون على سبعة أحرف،فه عن تصرف الثالثي، فزيد في كأن ذلك لنقص تصر

الثالثي أربع زوائد، نحو: "اشهيباب" ولم يزد في الرباعي إال ثالث زوائد، فمن ذلك "فعولالن" يكون

ا، قالوا: "عبوثران" وهو نبت، وال نعلمه جاء اسم� صفة، وقد اجتمع فيه ثالث زوائد: الواو بعد العين

ا. واأللف والنون آخر� ومن ذلك "فعيلالن". قالوا: "عريقصان"، و"عبيثران"

وال نعلمه جاء صفة. فالعريقصان: لغة في "العرقصان" وهو الحندقوق. والعبيثران: لغة في

"العبوثران"، وهو نبت، وفيه ثالث زوائد: الياء بعدا. ا، ويقال: عبيثران أيض� العين واأللف والنون آخر� ومن ذلك "فعالالء"، وهو قليل. قالوا: "جخادباء"،

وهو ضرب من الجنادب، ويقال: إنه دابة شبيهةالحرباء، يقال: "جخادباء"، و"جخادب"، و"جخدب".

ومن ذلك "فعالالء". قالوا: "برناساء"، وهو لغة في

Page 474: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"البرنساء"، بمعنى الناس. ومن ذلك "فعلالن" بضم الفاء، وإسكان العين، وضم الالم األولى، وتضعيف الالم الثانية. قالوا: "عقربان"

لغة في "العقربان" بالتخفيف، وفي "العقربان" ثالثزوائد: الباء الثانية المضاعفة واأللف والنون.

(4/201)

ومن أصناف االسم

الخماسي

د[الخماسيفصل ]أبنية االسم المجر قال صاحب الكتاب: للمجرد منه أربعة أبنية, أمثلتها"سفرجل", و"جحمرش", و"قذعمل", و"جردحل".

* * * قال الشارح: هذا الفصل جامع ألصول الخماسي، كما

كان ما قبله جامع�ا ألصول الرباعي، ووزن كل واحد من هذه األبنية غير وزن اآلخر، لكنها يجمعها كونها

ا وصفة، خماسية، فمن ذلك "فعلل" يكون اسم� فاالسم: "سفرجل"، و"فرزدق"، والصفة: "شمردل"، و"همرجل". فالشمردل بالدال المهملة: السريع من

اإلبل وغيره، والناقة: همرجلة. ومن ذلك "فعلل" في االسم والصفة، فاالسم:

"قذعمل"، والصفة: "خبعثن". فالقذعمل: الشيء التافه، يقال: "ما عنده قذعملة"، أي: شيء، وال

يستعمل إال منفيا، ويكون صفة بمعنى المرأةالقصيرة الخسيسة، ويقال للناقة الشديدة: قذعملة.

ومن ذلك "فعللل" قالوا: "جحمرش"، و"صهصلق" ولم يأت صفة. فالجحمرش: العجوز المسنة.

خابة. والصهصلق: الصوت، والصهصلق: العجوز الصا وصفة، فاالسم " يكون اسم� ومن ذلك "فعلل

"قرطعب"، و"حنبتر"، والصفة: "جردحل"، و"حنزقر". فالقرطعب: السحاب. يقال: "ما في السماء

قرطعب، وال قرطعبة"، أي: سحابة. وقال ثعلب: قرطعب دابة. والحنبتر: الشدة. والجردحل: الضخم

الشديد. والحنزقر: القصير الدميم.ا، وهو "هندلع" ري بناء خامس� د بن الس وقد ذكر محم

Page 475: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لبقلة، وأحسبه رباعي�ا، والنون فيه زائدة. ولو جاز أنا، لجاز أن يجعل "كنهبل" يجعل "هندلع" بناء خامس�

ا، وهذا يؤدي إلى خرق متسع. فهذه أصول بناء سادس�األسماء المجردة من الزيادة.

(4/202)

وقد ذهب الفراء والكسائي إلى أن األصل في األسماء كلها الثالثي، وأن الرباعي فيه زيادة حرف،

والخماسي فيه زيادة حرفين. والمذهب األول، ولذلك نزنه بالفاء والعين والالم، ولو كان األمر على ما

ذكرا، لقوبل الزائد بمثله، وإنما لم يكن للسداسي أصل, ألنه ضعف األصل األول، فيصير كالمركب من

ثالثيين، مثل "حضرموت"، فافهمه.

فصل ]أبنية االسم الخماسي المزيد[ قال صاحب الكتاب: وللمزيد فيه خمسة وال تتجاوز

الزيادة فيه واحدة وأمثلتها خندريس وخزعبيلوعضرفوط ومنه يستعور وقرطبوس وقبعثري.

* * * قال الشارح: لم يتصرفوا في االسم الخماسي بأكثر

من زيادة واحدة، كأن ذلك لقلتها في نفسها، فلما قلت؛ قل التصرف فيها، فكأنهم تنكبوا كثرة الزوائد

لكثرة حروفها، فمن ذلك "فعلليل" في االسم والصفة، فاالسم: "سلسبيل"، و"خندريس"، والصفة: "دردبيس"، و"علطميس". فالسلسبيل: اللين الذي ال

خشونة فيه. والخندريس: من أسماء الخمر. والدردبيس: الداهية، وهي العجوز المسنة، وخرزة

تحبب المرأة إلى زوجها. والعلطميس: المرأة الشابة.ا وصفة، فاالسم: ومن ذلك "فعليل" يكون اسم�

"خزعبيل"، والصفة "قذعميل" فالخزعبيل: الباطل من كالم ومزاح. والقذعميل: في معنى "قذعمل"،

وقد فسرناه. ومن ذلك "فعللول"، نحو: "عضرفوط"،

و"قرطبوس"، و"يستعور". فأما عضرفوط فالواو فيه زائدة، وهو دابة، قيل: هو ذكر العظاء، وكذلك

الواو في "قرطبوس". والقرطبوس: الداهية. ويستعور: بلد بالحجاز، والياء في أوله أصل, ألن

Page 476: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الزيادة ال تقع في أول بنات األربعة إال ما كان جاري�ا على فعله، نحو: "مدحرج"، فـ"يستعور" بمنزلة

"عضرفوط". ومن ذلك "فعللى"، وهو قليل قالوا: "قبعثرى"، و"ضبغطرى"، وهما صفتان، فالقبعثرى: الجمل

الضخم؛ والضبغطرى: الشديد، واأللف في آخرهماى"، وليست ثر� زائدة لتكثير الكلمة على حدها في "كم

للتأنيث, ألنه قد سمع فيهما التنوين، ولو كانت للتأنيث؛ لم يجز صرفهما، وال لإللحاق؛ ألنه ليس في

األصول ما هو على هذه العدة، فتلحق به، فاعرفذلك إن شاء الله تعالى.

(4/203)

بسم الله الرحمن الرحيم

القسم الثاني في األفعالفصل ]تعريف الفعل[

قال صاحب الكتاب: الفعل ما دل على اقتران حدث بزمان, ومن خصائصه صحة دخول "قد"، وحرفي االستقبال، والجوازم، ولحوق المتصل البارز من

الضمائر، وتاء التأنيث الساكنة؛ نحو قولك: "قد فعل", و"قد يفعل", و"سيفعل", و"سوف يفعل",

و"لم يفعل", و"فعلت" و"يفعلن" و"افعلي"و"فعلت".

* * * قال الشارح: لما فرغ من الكالم على القسم األول

في األسماء، وجب أن ينتقل إلى الكالم على القسم الثاني في األفعال. وهذا الفصل يشتمل منه على

شيئين: ما هو في نفسه، وما عالماته. فأما الفعل فكل كلمة تدل على معنى في نفسها

مقترنة بزمان، وقد يضيف قوم إلى هذا الحد زيادةل، ويرومون بذلك الفرق قيد، فيقولون: بزمان محص بينه وبين المصدر، وذلك أن المصدر يدل على زمان،

إذ الحدث ال يكون إال في زمان، لكن زمانه غير متعين كما كان في الفعل. والحق أنه ال يحتاج إلى هذا

القيد، وذلك من قبل أن الفعل وضع للداللة على الحدث وزمان وجوده، ولوال ذلك، لكان المصدر كافي�ا،

Page 477: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فداللته عليهما من جهة اللفظ، وهي داللة مطابقة. وقولنا: "مقترن بزمان" إشارة إلى أن اللفظ وضع

بإزائهما دفعة واحدة وليست داللة المصدر على الزمان كذلك، بل هي من خارح؛ ألن المصدر تعقل

حقيقته بدون الزمان، وإنما الزمان من لوازمه، وليس من مقوماته بخالف الفعل، فصارت داللة

ا، وليست من اللفظ، فال المصدر على الزمان التزام�اعتداد بها، فلذلك ال يحتاج إلى االحتراز عنه.

وقول صاحب الكتاب في حده: "ما دل على اقترانحدث بزمان" رديء من وجهين:

أحدهما: أن الحد ينبغي أن يؤتى فيه بالجنسالقريب، ثم بالفصل الذاتي، وقوله:

(4/204)

"ما دل" فـ"ما" من ألفاظ العموم، فهو جنس بعيد، والجيد أن يقال: "كلمة"، أو "لفظة"، أو نحوهما؛

ألنهما أقرب إلى الفعل من "ما".ا؛ فالمراد به فإن قلت: "ما" ها هنا وإن كان عام الخصوص، ووضع العام موضع الخاص جائز، قيل: حاصل ما ذكرتم المجاز، والحد المطلوب به إثبات

حقيقة الشيء، فال يستعمل فيه مجاز وال استعارة. واآلخر: قوله "على اقتران حدث بزمان", ألن الفعل لم يوضع دليال� على االقتران نفسه، وإنما وضع دليال�

على الحدث المقترن بالزمان، واالقتران وجد تبع�ا، فال يؤخذ في الحد على ما تقدم. ثم هذا يبطل

بقولهم: "القتال اليوم"، فهذا حدث مقترن بزمان، وليس فعال�، فوجب أن يؤخذ في الحد "كلمة" حتى

يندفع هذا اإلشكال. وأما "خصائصه" فجمع "خصيصة"، وهي لوازمه المختصة به دون غيره، فهي لذلك من عالماته.

والفرق بين العالمة والحد أن العالمة تكون باألمور الالزمة، والحد بالذاتية. والفرق بين الذاتي والالزم أن الذاتي ال تفهم حقيقة الشيء بدونه، ولو قدرنا

انعدامه في الذهن، بطلت حقيقة ذلك الشىء، وليس الالزم كذلك، أال ترى أنا لو قدرنا انتفاء الحدث أو

الزمان، لبطلت حقيقة الفعل؟ وليس كذلك العالمات من نحو"قد" والسين، وسوف، فإن عدم صحة جواز

Page 478: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

دخول هذه األشياء عليها ال يقدح في فعليتها، أال ترى أن فعل األمر والنهي ال يحسن دخول شيء مما

ذكرنا عليهما، وهما مع ذلك أفعال؟ فمن خصائص الفعل صحة دخول "قد" عليه، نحو: "قد قام"، و"قد قعد"، و"قد يقوم"، و"قد يقعد"،

وحرفي االستقبال، وهما السين وسوف، نحو: "سيقوم"، و"سوف يقوم". وإنما اختصت هذه

األشياء باألفعال؛ ألن معانيها في األفعال، فـ"قد" لتقريب الماضي من الحال، والسين وسوف لتخليص

الفعل للمستقبل بعينه، فهي في األفعال بمنزلة األلف والالم في األسماء، وكذلك حروف الجزاء، نحو:

"إن تقم أقم"؛ ألن معنى تعليق الشيء على شرط إنما هو وقوف دخوله في الوجود، على دخول غيره

في الوجود، واألسماء ثابتة موجودة، فال يصح هذا المعنى فيها؛ ألنها موجودة، ولذلك ال يكون الشرط إال بالمستقبل من األفعال، وال يكون بالماضي، وال

الحاضر؛ ألنهما موجودان. وقوله: "ولحوق المتصل البارز من الضمائر" إنما قيد

ا من الصفات، نحو: "ضارب"، ز� بالبارز تحر و"مضروب"، و"حسن"، و"شديد"، فإن هذه األسماء

تتحمل الضمائر كتحمل األفعال، إال أن الضمير ال تبرز له صورة كما يكون في األفعال، نحو: "ضربت"،

فالتاء فاعلة، وهو ضمير المتكلم، و"يفعلن" ضمير جماعة المؤنث، و"افعلي" ضمير المؤنثة المخاطبة،

وهو بارز غير مستتر، كما يكون في "ضارب" منقولك: "زيد

(4/205)

ا يرجع إلى ضارب". أال ترى أن في "ضارب" ضمير� "زيد"، إال أنه ليس له صورة بارزة، وذلك لقوة

األفعال الذي اتصالها بالفاعلين، وكونها األصل في تحمل الضمير. وهذه األسماء إنما تحملت الضمير

بحكم جريانها على األفعال، وكونها من لفظها. وأما تاء التأنيث، فنحو: "قامت"، و"ضربت"، وإنما

قيد ذلك بكونها ساكنة؛ للفرق بين التاء الالحقة لألفعال، وبين التاء الالحقة لألسماء، وذلك أن التاء

إذا لحقت الفعل، فهي لتأنيث الفاعل ال لتأنيث

Page 479: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الفعل، فهي في حكم المنفصلة من الفعل، ولذلك كانت ساكنة، وبناء الفعل قبلها على ما كان، والتاء الالحقة باألسماء لتأنيثها في نفسها، فهي كحرف

من حروف االسم، فلذلك امتزجت بها، وصارت حرف إعراب االسم، تتحرك بحركات اإلعراب، فلذلك جعلها

إذا كانت ساكنة من خصائص األفعال.، وقد علمنا أن فإن قيل: ولم لقب هذا النوع فعال�

األشياء كلها أفعال الله تعالى؟ قيل: إنما لقب هذا القبيل من الكلم بالفعل؛ للفصل بينه وبين االسم

والحرف، وخص بهذا اللقب؛ ألنه دال على المصدر،والمصدر هو الفعل الحقيقي، فلقب بما دل عليه.

ا، فهال لقب به. فإن قيل: فإنه يدل على الزمان أيض�ا قيل: الفعل مشتق من لفظ المصدر، وليس مشتق

من لفظ الزمان، فلما اجتمع فيه الداللة علىالمصدر، وأنه من لفظه؛ كان أخص به من الزمان.

(4/206)

ومن أصناف الفعلالماضي

فصل ]تعريفه[ قال صاحب الكتاب: وهو الدال على اقتران حدث بزمان قبل زمانك, وهو مبني على الفتح, إال أن

يعترضه ما يوجب سكونه, أو ضمه, فالسكون عند اإلعالل ولحوق بعض الضمائر, والضم مع واو

الضمير.* * *

قال الشارح: لما كانت األفعال مساوقة للزمان، والزمان من مقومات األفعال توجد عند وجوده

وتنعدم عند عدمه؛ انقسمت بأقسام الزمان. ولما كان الزمان ثالثة�: ماض وحاضر ومستقبل، وذلك من

قبل أن األزمنة حركات الفلك، فمنها حركة مضت، ومنها حركة لم تأت بعد، ومنها حركة تفصل بين

الماضية واآلتية؛ كانت األفعال كذلك: ماض، ومستقبل، وحاضر. فالماضي ما عدم بعد وجوده، فيقع اإلخبار عنه في زمان بعد زمان وجوده، وهو المراد بقوله: "الدال على اقتران حدث بزمان قبل

زمانك"، أي: قبل زمان إخبارك. ويريد باالقتران وقت

Page 480: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجود الحدث ال وقت الحديث عنه، ولوال ذلك؛ لكان الحد فاسد�ا. والمستقبل ما لم يكن له وجود بعد، بل

يكون زمان اإلخبار عنه قبل زمان وجوده؛ وأما الحاضر فهو الذي يصل إليه المستقبل، ويسري منه الماضي، فيكون زمان اإلخبار عنه هو زمان وجوده.

وقد أنكر بعض المتكلمين فعل الحال، وقال: إن كان قد وجد، فيكون ماضي�ا، وإال فهو مستقبل، وليس ثم

ثالث. والحق ما ذكرناه، وإن لطف زمان الحال لماذكرناه.

وقال: "وهو مبني على الفتح". وللسائل أن يسأل، فيقول: لم بني الفعل الماضي على الفتح؟ فالجواب

أن أصل األفعال كلها أن تكون ساكنة اآلخر، وذلك من قبل أن العلة التي من أجلها وجب إعراب

األسماء غير موجودة فيها, ألن العلة الموجبة إلعراب األسماء الفصل بين فاعلها ومفعولها، وليس ذلك

في األفعال إال أن األفعال انقسمت

(4/207)

ثالثة أقسام: قسم ضارع األسماء مضارعة تامة، فاستحق به أن يكون معرب�ا، وهو الفعل المضارع الذي في أوله الزوائد األربع، وسيوضح أمر ذلك.

والضرب الثاني من األفعال ما ضارع األسماء مضارعة ناقصة، وهو الفعل الماضي. والضرب الثالث

ما لم يضارع األسماء بوجه من الوجوه، وهو فعلاألمر.

فإذا قد ترتبت األفعال ثالث مراتب: أولها: الفعل المضارع، وحقه أن يكون معرب�ا، وآخرها فعل األمر

الذي ليس في أوله حرف المضارعة الذي لم يضارع االسم ألبتة، فبقي على أصله، ومقتضى القياس فيه

السكون. وتوسط حال الماضي، فنقص عن درجة الفعل المضارع، وزاد على فعل األمر؛ ألن فيه بعض ما في المضارع، وذلك أنه يقع موقع االسم، فيكون

ا، نحو قولك: "زيد قام"، فيقع موقع "قائم"، خبر� ويكون صفة نحو: "مررت برجل قام"، فيقع موقع

ا موقع الفعل "مررت برجل قائم". وقد وقع أيض� المضارع في الجزاء، نحو قولك: "إن قمت قمت"، والمراد "إن تقم أقم"، فلما كان فيه ما ذكرنا من

Page 481: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المضارعة لألسماء واألفعال المضارعة، ميز بالحركة على فعل األمر لفضله عليه، إذ كان المتحرك أمكن

من الساكن، ولم يعرب كالمضارع لقصوره عنمرتبته، فصار له حكم بين حكم المضارع وحكم األمر.

فإن قيل: ولم كانت الحركة فتحة؟ فالجواب أنكه أن يجعل له مزية على فعل األمر، الغرض بتحر

وبالفتح تصل إلى هذا الغرض كما تصل بالضم، والكسر. والفتح أخف، فوجب استعماله. ووجه ثان وهو أن الجر لما منع من الفعل، وهو كسر عارض،

فالكسر الالزم أولى أن يمنع، فلهذا لم يجز أن يبنى على الكسر، ولم يجز أن يبنى على الضم؛ ألن بعض

العرب يجتزىء بالضمة عن الواو، فيقول في"قاموا": "قام"، كما قال ]من الوافر[:

- فلو أن األطبا كان حولي ... وكان مع األطباء956األساة

__________ - التخريج: البيت بال نسبة في األشباه والنظائر956

،229/ 5؛ وخزانة األدب 297/ 5؛ والحيوان 19/ 7 ؛109؛ ومجالس ثعلب ص 178/ 1؛ والدرر 231

.58/ 1؛ وهمع الهوامع 551/ 4والمقاصد النحوية اللغة: االطبا: جمع طبيب. األساة: جمع آس وهو

الطبيب الذي يعالج الجرح حتى يبرأ. المعنى: حتى لو كان األطباء والمشافون والمداوون حولي لما أراحوني مما يؤلم قلبي من العشق، حتى

لو قالوا إن المشافين هم الذين يداوون الجروح. اإلعراب: "فلو": الفاء: بحسب ما قبلها، "لو": حرف

شرط غير جازم. "أن":حرف مشبه بالفعل. "األطبا": اسم "أن" منصوب بالفتحة المقدرة على االلف )أو على الهمزة المحذوفة(. "كان": فعل ماض ناقص،

والواو المحذوفة: ضمير متصل في محل رفع اسمها. "حولي": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بفتحة

مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل فيمحل جر باإلضافة، والظرف =

(4/208)

فلو بني على الضم، اللتبس بالجمع في بعض اللغات، فعدل عن الضم مخافة اإللباس والكسر لما ذكرناه،

Page 482: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فلم يبق إال الفتح، فبني عليه. وقوله: "إال أن يعترضه ما يوجب سكونه أو ضمه"،

فالسكون عند اإلعالل أو لحوق بعض الضمائر"؛ أما عند اإلعالل فنحو "غزا"، و"رمى" ونحوهما مما

اعتلت المه من األفعام الماضية. واألصل: "غزو"، و"رمي" فتحركت الواو والياء، وقبلهما مفتوح،

فقلبتا ألفين، واأللف ال تكون إال ساكنة، فهذا معنىقوله: "عند اإلعالل".

وأما "لحوق بعض الضمائر" فيريد ضمير الفاعل البارز، نحو: "ضربت"، و"ضربنا"، و"ضربت"،

و"ضربتما"، و"ضربتم"، فإن الم الفعل تسكن عند اتصاله به، وذلك لئال يتوالى في الكلمة الواحدة أربع

حركات لوازم، نحو قولك: "ضربت" لو لم تسكن. وقولنا: "لوازم" تحرز من ضمير المفعول، نحو:

"ضربك"، و"ضربه"؛ ألن ضمير المفعول يقع كالمنفصل من الفعل، وقد تقدم الكالم على ذلك

وعلة اختصاص السكون باآلخر. وأما ضمه، فعند اتصاله بالواو التي هي ضمير جماعة الفاعلين

المذكرين، نحو: "ضربوا"، و"كتبوا"؛ ألن الواو هناا. حرف مد، ال يكون ما قبلها إال مضموم�

فإن قيل: وقد يقال: "رموا"، و"غزوا"، فيكون ماا، قيل: األصل "رميوا"، و"غزووا"، قبلها مفتوح�

فتحركت الياء والواو، وانفتح ما قبلهما، فقلبا ألفين، ثم وقعت الواو التي هي ضمير الفعل بعدها، فحذفت

األلف اللتقاء الساكنين، وبقيت الفتحة قبلها تدل على األلف المحذوفة. فالفتح في األفعال الماضية هو األصل، واإلسكان والضم عارض فيها لما ذكرنا،

فاعرفه.__________

= متعلق بخبر"كانوا"، أو هو الخبر على رأي ثان، والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "ثبت". "وكان": الواو:

حرف عطف، "كان": فعل ماض ناقص. "مع": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، متعلق بمحذوف خبر "كان" المقدم. "األطباء": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "األساة": اسم "كان" مرفوع

بالضمة. وجملة "لو أن األساة كانوا حولي ما أذهبوا"

الشرطية: بحسب ما قبلها. وجملة "ثبت": جملة

Page 483: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة"كانوا حولي": في محل رفع خبر"أن".

وجملة "كان األساة مع األطباء": معطوفة علىسابقتها في محل رفع.

والشاهد فيه قوله: "كان" حيث حذف الشاعر واوالجماعة، واكتفى بالضمة داللة عليها.

(4/209)

ومن أصناف الفعل

المضارعفصل ]تعريفه[

قال صاحب الكتاب: وهو ما يعتقب في صدره الهمزة والنون والتاء والياء, وذلك قولك للمخاطب أو الغائبة: "تفعل"، وللغائب: "يفعل", وللمتكلم:� أو جماعة: "أفعل", وله إذا كان مع غيره واحدا

"نفعل", وتسمى الزوائد األربع. ويشترك فيه الحاضر والمستقبل. والالم في قولك: "إن زيدا� ليفعل"

مخلصة للحال كالسين أو سوف لالستقبال, وبدخولهما عليه قد ضارع االسم, فأعرب بالرفع

والنصب, والجزم مكان الجر.* * *

قال الشارح: هذا القبيل من األفعال يسميه النحويون المضارع، ومعنى المضارع: المشابه، يقال:

"ضارعته، وشابهته، وشاكلته، وحاكيته" إذا صرتخلين على ضرع مثله. وأصل المضارعة تقابل الس

الشاة عند الرضاع، يقال: "تضارع السخالن"، إذا أخذ كل واحد بحلمة من الضرع، ثم اتسع، فقيل لكل

مشتبهين: متضارعان، فاشتقاقه إذا من "الضرع" ال من "الرضع". والمراد أنه ضارع األسماء، أي: شابهها بما في أوله من الزوائد األربع، وهي الهمزة والنون

والتاء والياء، نحو: "أقوم" و"نقوم"، و"تقوم"، و"يقوم"، فأعرب لذلك، وليست الزوائد هي التي

أوجبت له اإلعراب، وإنما لما دخلت عليه، جعلته علىا لالسم، والمشابهة أوجبت له صيغة صار بها مشابه�

اإلعراب. فإن قيل: فمن أين أشبه االسم؟ فالجواب من

Page 484: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جهات: أحدها: أنا إذا قلنا: "زيد يقوم"، فهو يصلح لزماني الحال واالستقبال، وهو مبهم فيهما، كما أنك

"، فهو لواحد من هذا الجنس إذا قلت: "رأيت رجال� مبهم فيهم، ثم يدخل على الفعل ما يخلصه لواحد

بعينه، ويقصره عليه، نحو قولك: "زيد سيقوم، وسوف يقوم"، فيصير مستقبال� ال غير بدخول السين

وسوف، كما أنك إذا قلت: "رأيت الرجل"، فأدخلتعلى الواحد

(4/210)

المبهم من األسماء األلف والالم، قصراه على واحد بعينه، فاشتبها بتعيينهما ما دخل عليهما من الحروف

بعد وقوعهما أوال� مبهمين. ومنها أنه يقع في مواقع األسماء، ويؤدي معانيها، نحو قولك: "زيد يضرب"، كما تقول: "زيد ضارب"، وتقول في الصفة: "هذا رجل يضرب" كما تقول:

"هذا رجل ضارب"، فقد وقع الفعل هنا موقع االسم،والمعنى فيهما واحد.

والثالث: أنها تدخل عليه الم التأكيد التي هي في األصل لالسم؛ ألنها في الحقيقة الم االبتداء، نحو

قولك: "إن زيد�ا ليقوم"، كما تقول: "إن زيد�ا لقائم". وال يجوز دخولها على الماضي لبعد ما بينه وبين

االسم، فال يقال: "إن زيد�ا لقام" على معنى هذه الالم. فلما ضارع االسم من هذه األوجه؛ أعرب

لمضارعة المعرب. وإعرابه بالرفع والنصب والجزم، وال جر فيه كما ال جزم في األسماء، وهذا معنى قوله: "والجزم مكان

الجر". وسنذكر علة ذلك بعد، فاعرفه.

فصل ]إعراب الفعل المضارع الذي من األفعالالخمسة[

قال صاحب الكتاب: وهو إذا كان فاعله ضمير اثنين, أو جماعة, أو مخاطب مؤنث, لحقته معه في حال

الرفع نون مكسورة بعد األلف, مفتوحة بعد أختيها, كقولك: هما يفعالن، وأنتما تفعالن، وهم يفعلون،

وأنتم تفعلون، وأنت تفعلين. وجعل في حال النصب كغير المتحرك، فقيل "لن يفعال"، و"لن يفعلوا"، كما

Page 485: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

قيل "لم يفعال", و"لم يفعلوا".* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه األمثلة أعني "يفعالن"، و"تفعالن"، و"يفعلون"، و"تفعلون"، و"تفعلين"

ليست تثنية للفعل، وال جمع�ا له في الحقيقة, ألن األفعال ال تثنى، وال تجمع, ألن الغرض من التثنية

والجمع الداللة على الكثرة، ولفظ الفعل يعبر به عن القليل والكثير، فلم تكن حاجة إلى التثنية والجمع.

ا"، وذلك نحو قولك: "قام زيد"، و"ضرب زيد عمر� فيجوز أن يكون قد قام مرة، ويجوز أن يكون قد قام

ا، وكذلك الضرب. ولو وجبت تثنية الفعل أو مرار� جمعه إذا أسند إلى فاعلين أو جماعة، لجازت تثنيته إذا أسند إلى واحد، وتكرر الفعل منه، فكان يقال:

"قاما زيد" وذلك فاسد. فإذا كان الفعل نفسه ال يثنى وال يجمع؛ فالتثنية في

قولك: "يفعالن"، والجمع في قولك: "يفعلون" إنما هي للفاعل ال للفعل، واأللف في قولك: "يضربان"

اسم، وهي

(4/211)

ضمير الفاعل، وليست كاأللف في "الزيدان"؛ ألن األلف في "الزيدان" حرف، وهي في "يضربان"

اسم. وكذلك الواو في "يضربون" ونحوه إنما هي ضمير الفاعل، وليست كالواو في "الزيدون"؛ ألن

الواو في "الزيدون" حرف، وهي في "يضربون"اسم. وكذلك الياء في "تضربين".

( يذهب إلى أن هذه الحروف لها1وكان سيبويه ) حالتان: حال تكون فيها أسماء، وذلك إذا تقدمها

ظاهر، نحو قولك: "الزيدان قاما"، و"الزيدون قاموا"، فاأللف في "قاما" اسم، وهو ضمير، والواو في

"قاموا" اسم، وهو ضمير، وإذا قلت: "قاما الزيدان"، فاأللف في "قاما" عالمة مؤذنة بأن الفعل الثنين، وكذلك الواو في "الزيدون قاموا" اسم؛ ألنه ضمير الفاعل، وإذا قلت: "قاموا الزيدون"، فالواو حرف، وعالمة مؤذنة بأن الفعل لجماعة، وعلى ذلك يحمل

قولهم: "أكلوني البراغيث"، ومنه قوله ]منالمتقارب[:

Page 486: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

يلومونني في اشتراء النخيـ ... ـل قومي فكلهم(2يعذل )

ونظير ذلك نون جماعة المؤنث إذا قلت: "الهندات قمن"، فالنون ضمير، فإذا قلت: "قمن الهندات"، فالنون حرف مؤذن بأن الفعل لمؤنث بمنزلة التاء

في "قامت هند". ومنه قول الفرزدق ]من الطويل[:ليط ولكن ديافي أبوه وأمه ... بحوران يعصرن الس

(3أقاربه ) وكان أبو عثمان المازني وجماعة من النحويين

يذهبون إلى أن األلف في "قاما"، و"يقومان" حرف مؤذن بأن الفعل الثنين، والواو في "قاموا"،

و"يقومون" حرف مؤذن بأن الفعل لجماعة، وأنك إذا قلت: "الزيدان قاما"، و"الزيدون قاموا"، فالفاعل ضمير مستتر في الفعل كما كان كذلك في الواحد من نحو: "زيد قام"، إال أن مع الواحد ال يحتاج إلى

عالمة، إذ قد علم أن الفعل ال يخلو من فاعل؛ فأما إذا كان الثنين أو جماعة، افتقر إلى عالمة، إذ ليس

من الضرورة أن يكون الفعل ألكثر من واحد. والصحيح المذهب األول، وهو رأي سيبويه؛ ألنك إذا

قلت: "الزيدان قاما"، فقد حلت هذه األلف محل "غالمهما" إذا قلت: "الزيدان قام غالمهما"، فلماا، قضي بأنها اسم. حلت محل ما ال يكون إال اسم�

فأما الياء في "اضربي"، و"اخرجي" ونحو ذلك، فإنهاا، وهو ضمير فاعل مؤنث. وكثير من اسم أيض� النحويين يذهبون إلى أنها حرف عالمة تأنيث،

والفاعل مستكن كما كان في المذكر كذلك، نحو: "قم"، و"اذهب". والصحيح المذهب األول؛ ألنها

تسقط__________

.319/ 1( الكتاب 1).442( تقدم بالرقم 2).444( تقدم بالرقم 3)

(4/212)

في حال التثنية، نحو: "اضربا"، و"اخرجا". ولو كانت عالمة، لم تسقط بضمير التثنية كما لم تسقط في

"قامتا"، و"ضربتا".

Page 487: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والنون لحقت عالمة للرفع في هذه األمثلة الخمسة، وجعلوا سقوطها عالمة� للجزم. والنصب محمول عليه

كما حمل النصب على الجر في تثنية األسماء وجمعها, ألن الجر والجزم نظيران، وهذا معنى قوله:

"وجعل في حال النصب كغير المتحرك" يريد بغيرالمتحرك: المجزوم.

فإن قيل: ولم كان إعراب هذه األفعال بالحروف؟ قيل: المقتضي إلعراب هذه األفعال قبل اتصال هذه الضمائر بها موجود قائم، فوجب إعرابها لذلك، وكان

حرف اإلعراب من هذه األفعال قد تعذر تحمله حركات اإلعراب الشتغاله بالحركات التي يقتضيها ما بعده. أال ترى أن األلف في نحو "يضربان" ال يكون ما

ا، فال يمكن إعرابه؛ ألنك لو أعربته، قبلها إال مفتوح� ومن جملة اإلعراب الجزم الذي هو سكون، فكان

يلتقي ساكنان، فكان يؤدي إلى حذف األلف التي هيا تنقلب واو�ا في ضمير الفاعل، فكانت األلف أيض�

حال الرفع النضمام ما قبلها، وكذلك الواو كان يلزم أن تسقط في الجزم. فلما نبا حرف اإلعراب عن

تحمل حركات اإلعراب، ولم يمكن أن تكون في هذه الحروف التي هي ضمائر, ألنها أجنبية في الحقيقة

من الفعل، فجعل ما بعدها وهو النون، إذ كان الفاعل يتنزل منزلة الجزء من الفعل، وإذا كان

، اشتد اتصاله بالفعل وامتزاجه به، فلم ا متصال� ضمير�. يعتد به فاصال�

وإنما خصت النون بذلك, ألنها أقرب الحروف إلى حروف المد واللين، وكانت مكسورة مع ضمير

االثنين، نحو: "يضربان"، و"تضربان"، وذلك اللتقاء الساكنين كما كان كذلك في ثنية األسماء، ال فرق

بينها. وكانت مع الواو والياء في مثل "يضربون"،

و"تضربين" مفتوحة؛ لثقل الكسرة بعد الياء والواو، كما كان كذلك في الجمع، نحو: "الزيدون"،

و"العمرين". فإذا قلت: "يضربان"، و"تضربان"، و"يضربون" و"تضربون"، و"تضربين"، كان مرفوع�ا ال

محالة، وال تحذف هذه النون إال لجزم ونصب، وال تثبت إال لرفع. فأما ما أنشده أبو الحسن من قول

الشاعر ]من البسيط[: - لوال فوارس من نعم وأسرتهم ... يوم957

ليعاء لم يوفون بالجار الص

Page 488: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

__________ - التخريج: البيت بال نسبة في الجنى الداني ص957 ؛431/ 11، 103/ 9، 205/ 1؛ وخزانة األدب 266

؛ وشرح448/ 1؛ وسر صناعة اإلعراب 68/ 5والدرر ؛674/ 2؛ وشرح شواهد المغني 576/ 3األشموني

198/ 9؛ ولسان العرب 376وشرح عمدة الحافظ ص /4؛ والمقاصد النحوية 42/ 2)صلف(، والمحتسب

.56/ 2؛ وهمع الهوامع 446

(4/213)

فشاذ، فسبيله عندنا على تشبيه "لم" بـ"ال". ومثلهقول اآلخر ]من مجزوء الكامل[:

- أن تهبطين بالد قو ... م يرتعون من الطالح958 فهذا على تشبيه "أن" بـ"ما" المصدرية. وهذا طريق

الكوفيين؛ فأما البصريون فيحملونه وأشباهه على أنها المخففة من الثقيلة، وتخفيفها ضرورة،

والضمير فيها ضمير الشأن والحديث، والمراد: أنهتهبطين، فاعرفه.

__________ = اللغة: نعم: قبيلة من قبائل العرب. صليعاء: تصغير

"صلعاء" ويوم الصلعاء: موقعة الصليعاء. وتروى)الصليغاء( وهي موقعة كذلك.

المعنى: إن رجال نعم هم الذين جعلوهم يحافظونعلى عهد الجوار.

اإلعراب: "لوال فوارس": "لوال": حرف امتناع لوجود، و"فوارس": مبتدأ مرفوع بالضمة. "من نعم": جار

ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"فوارس". "وأسرتهم": الواو: عاطفة، "أسرة": اسم معطوف

على "نعم" مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر باإلضافة، و"الميم": للجماعة. "يوم": ظرف

زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل )يوفي(. "الصليعاء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لم

يوفون": "لم" حرف جزم مهمل بمعنى ما، و"يوفون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ألنه من األفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع

فاعل. "بالجار": جار ومجرور متعلقان بالفعل)يوفون(.

Page 489: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

وجملة "لوال فوارس لم يوفوا": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فوارس موجودون": جملة

الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "لم يوفون بالجار": جواب شرط غير جازم ال محل

لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "لم يوفون" حيث جاءت "لم"

نافية غير جازمة، وقيل: ضرورة شعرية. - التخريج: البيت للقاسم بن معن في المقاصد958

؛ وبال نسبة421/ 8؛ وخزانة األدب 297/ 2النحوية ؛ وسر113؛ ورصف المباني ص65في األزهية ص 532/ 2؛ ولسان العرب 448/ 2صناعة اإلعراب

)أنن(.36/ 13 )صلف(، 198/ 9)طلح(، اللغة: زعيم: كفيل. نويقة: تصغير ناقة، وهي أنثى

الجمل. الرزاح: السقوط من اإلعياء والهزال.المنون: الموت. الطالح: نوع من الشجر.

اإلعراب: "أن": مخففة من "أن" الثقيلة، واسمها ضمير محذوف تقديره: "أنك" أو ضمير شأن محذوف. "تهبطين": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والياء:

ضمير في محل رفع فاعل. "بالد": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "قوم": مضاف إليه مجرور

بالكسرة. "يرتعون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: ضمير في محل رفع فاعل. "من

الطالح": جار ومجرور متعلقان بـ"يرتعون". وجملة "تهبطين": في محل رفع خبر "أن". وجملة

"يرتعون": في محل جر نعت "قوم". والشاهد فيه قوله: "أن تهبطين" حيث أعمل "أن"ا لها وهو المخففة عمل "أن" الثقيلة فرفعت اسم�

كاف الخطاب المحذوف، أو ضمير الشأن، ولم يفصلبين "أن" وخبرها أي فاصل.

(4/214)

فصل ]بناء المضارع[ قال صاحب الكتاب: وإذا اتصلت به نون جماعة

المؤنث, رجع مبني�ا، فلم تعمل فيه العوامل لفظا�، ولم تسقط كما ال تسقط األلف والواو والياء التي هي ضمائر, ألنها منها, وذلك قولك: "لم يضربن",

و"لن يضربن". ويبنى أيضا� مع النون المؤكدة,

Page 490: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

" و"ال تضربن". كقولك: "ال تضربن* * *

قال الشارح: اعلم أن هذه النون تلحق آخر الفعل عالمة� للجمع والضمير في نحو قولك: "الهندات قمن،

ويقمن"، وعالمة للجمع مجردة من الضمير في نحو "قمن الهندات" على ما تقدم شرحه. فإذا تقدم

ا. وإذا تقدم الفعل، ا وضمير� الظاهر، كانت النون اسم�ا مؤذن�ا بأنه لجماعة مؤنثة، إال أنها إذا كانت حرف�

اتصلت بفعل مضارع، أعادته مبني�ا على حاله األول من البناء على السكون، وإن كانت العلة الموجبة لإلعراب، وهي المضارعة قائمة موجودة، حمال� له

على الفعل الماضي من نحو: "جلست"، و"ضربت". فكما أسكن ما قبل الضمير، وهو الم الفعل، كذلكا له به، ألنه فعل كما أنه أسكن في المضارع تشبيه�

فعل، وآخره متحرك كما أن آخر "فعل" متحرك. قال (:وليس ذلك فيها بأبعد إذ كانت هي1سيبويه )

و"فعل" شيئ�ا واحد�ا من "يفعل"، إذ جاز فيها اإلعراب حين ضارعت األسماء، وليست بأسماء. يعني أنه ليس حمل المضارع في تسكين آخره على الماضي، وهما

حقيقة واحدة من جهة الفعلية، بأبعد من حمل األفعال المضارعة على األسماء في اإلعراب، وهما

حقيقتان مختلفان. وتفتح هذه النون؛ ألنها نون جمع كما تفتح نون

الجمع في قولك: "الزيدون"، و"العمرون". فإذا قلت: "هن يضربن"، كان الفعل في محل رفع، وإذا قلت: "لن يضربن"، كان في موضع نصب، وإذا قلت: "لم

يضربن"، كان في محل مجزوم، وذلك ألن موجب اإلعراب موجود، وذلك ألن المضارعة قائمة، وإنما

وجد مانع منه، فحكم على محله باإلعراب. وال تسقط هذه النون لجزم وال لنصب كما سقطت

تلك النون, ألنها ضمير كالواو في "يضربون"، واأللف في "يضربان". فكما ال تسقط الواو واأللف هناك،

كذلك ال تسقط ها هنا. قال الله تعالى: }إال أن (، فأثبت2يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح{ )

النون ألنها ضمير، وليست عالمة رفع كالتي في "لميضربوا"، و"لن يضربوا".

__________.20/ 1( الكتاب 1).237( البقرة: 2)

Page 491: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/215)

ونظير هذه النون في بناء الفعل عند اتصالها به نون، التأكيد الخفيفة والثقيلة في نحو: "والله ليقومن، وليقومن، وليضربن". وذلك من قبل أن وليضربن

األصل في األفعال أن تكون مبنية، وإنما أعرب منهابه باالسم. فإذا دخلت عليها نون ما أعرب للش

التأكيد، أكدت معنى الفعلية، ومكنته، فغلب جانبالفعل، وبعد من االسم، فعاد إلى أصله.

ونحوه ما ال ينصرف، إنما منع من الصرف لشبه الفعل، فإذا دخلت عليه األلف والالم، أو أضيف، بعد

من الفعل، وتمكنت فيه االسمية، فعاد إلى أصله من دخول الجر والتنوين اللذين كانا له في األصل، هذا

مع ما في التركيب من الخروج عن التمكن، وسيوضحأمر ذلك في الحروف، إن شاء الله.

(4/216)

ذكر وجوه إعراب المضارعفصل ]وجوه إعراب الفعل المضارع[

قال صاحب الكتاب: هي الرفع والنصب والجزم, وليست هذه الوجوه بأعالم على معان كوجوه إعراب

اإلسم، ألن الفعل في اإلعراب غير أصيل, بل هو فيه من االسم بمنزلة األلف والنون من األلفين في منع

الصرف, وما ارتفع به الفعل وانتصب وانجزم, غير مااستوجب به اإلعراب, وهذا بيان ذلك.

* * * قال الشارح: لما وجب لألفعال المضارعة أن تكون

معربة بالحمل على األسماء والشبه لها، وكانا تحته أنواع؛ كان القياس أن يدخلها اإلعراب جنس�

جميع أنواعه من الرفع والنصب والجر كما كان فياالسم كذلك، إال أن الجر امتنع من األفعال ألمرين: أحدهما: أن الجر يكون بأدوات يستحيل دخولها على

الفعل، وهي حروف الجر واإلضافة، فحروف الجر لها معان من التبعيض والغاية والملك وغير ذلك مما ال

معنى له في األفعال؛ وأما اإلضافة فالغرض بها التعريف أو التخصيص، واألفعال في غاية اإلبهام

Page 492: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والتنكير، فال يحصل باإلضافة إليها تعريف، والتخصيص، فلم يكن في اإلضافة إليها فائدة.

األمر الثاني: أن الفعل يلزمه الفاعل، وال يفارقه، والمضاف إليه داخل في المضاف ومن تمامه، وواقع موقع التنوين منه، وال يبلغ من قوة التنوين أن يقوم

مقامه شيئان قويان. فإن قيل على الوجه األول: كما أن الجر ال يكون إال بأدوات يستحيل دخولها على األفعال، فكذلك الرفع والنصب في األسماء، إنما هما للفاعل والمفعول،

وال يكونان إال باألفعال وحروف يستحيل دخولها على األفعال، ومع ذلك فقد دخال األفعال على غير ذينك الحدين بأدوات غير أدواتهما في األسماء، فهال كان

الجر كذلك يدخل األفعال على غير منهاجه فياألسماء وبأدوات غير أدواته في األسماء؟

فالجواب: أن الرفع والنصب في األسماء، األصلفيهما أن يكونا للفاعلين

(4/217)

والمفعولين، وقد يكونان لغيرهما على سبيل الشبه بهما، ويكون لهما أدوات مجازية، وال يصير المرفوع

بها فاعال� حقيقة�، وال المنصوب مفعوال� حقيقة، وذلكا"، أال ترى أن "زيد�ا" ها هنا في نحو: "كان زيد قائم�ا" مفعول وقع ليس بفاعل وقع منه فعل، وال "قائم�

به فعل، وإنما ذلك على سبيل التشبيه اللفظي؟ وكذلك "إن زيد�ا قائم" مشبهان بالفاعل والمفعول، وكذلك المبتدأ والخبر يرفعان على التشبيه بالفاعل، وعاملهما معنى غير لفظ، وليس كذلك الجر، فإنه ال

يكون إال بحروف الجر أو باإلضافة. فلما كان الرفع والنصب قد توسع فيهما في

األسماء، وجاءا على غير منهاج الفاعل والمفعول على سبيل التشبية؛ جاز أن يكونا في األفعال

المشابهة لألسماء، وجعل لهما أدوات غير أدوات األسماء، ولم يكن الجر كذلك, ألن أدواته في األسماء

على منهاج واحد ال تختلف، فلما لم يتسعوا فيه اتساعهم في الرفع والنصب، امتنع دخوله في

األفعال، ولم يجعل له أدوات غير تلك األدوات، فجعلا الجزم فيها مكانه، وساغ دخوله عليها إذ كان حذف�

Page 493: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا، إذ األفعال ثقيلة، فلذلك صار إعراب وتخفيف�ا. األفعال ثالثة: رفع�ا ونصب�ا وجزم�

وقوله: "وليست هذه الوجوه بأعالم على معان كوجوه إعراب االسم" يعني أن اإلعراب في االسم

إنما كان للفصل بين المعاني، فكل واحد من أنواعه أمارة على معنى، فالرفع علم الفاعلية، والنصب علم

المفعولية، والجر علم اإلضافة، وليس في األفعال كذلك، وإنما دخل فيها لضرب من االستحسان

ومضارعة االسم، ولم يدل الرفع فيها على معنى الفاعلية، وال النصب على معنى المفعولية، كما كان

في األسماء كذلك. وقوله: "بل هو فيه من االسم بمنزلة األلف والنون من األلفين في منع الصرف" يعني أن منزلة دخول

اإلعراب في األفعال المضارعة بمنزلة األلف والنون في "سكران"، و"عطشان"؛ ألن األلف والنون إنما

منعتا الصرف لشبههما بألفي التأنيث في نحو: "بيضاء"، و"حمراء"، وإن كان منع الصرف في ألفي التأنيث إنما هو للتأنيث ولزومه، وليس منع الصرف

في نحو "سكران"، و"عطشان" كذلك، بل بالحمل على ألفي التأنيث، كما كان دخول اإلعراب في

األسماء لحاجة األسماء إليه في الفصل بين المعاني،وفي األفعال على غير هذا المنهاج.

وقوله: "وما ارتفع به الفعل وانتصب وانجزم غير ما استوجب به اإلعراب"، يريد أن الرفع فيه بعامل، وهو

وقوعه مع االسم، والنصب بالنواصب، والجزم بالجوازم؛ فأما اإلعراب فيه، وهو استحقاقه لدخول هذه األنواع عليه، فبالمضارعة، فاعرف الفرق بين

موجب الرفع وغيره من أنواع اإلعراب، وبين موجب اإلعراب نفسه، وال تغلط، وسيوضح أمر العوامل بعد،

إن شاء الله تعالى.

(4/218)

]المضارع[ المرفوعفصل ]عامل رفع المضارع[

قال صاحب الكتاب: هو في اإلرتفاع بعامل معنوي نظير المبتدأ وخبره, وذلك المعنى وقوعه بحيث يصح وقوع االسم كقولك: "زيد يضرب" رفعته, ألن ما بعد

Page 494: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المبتدأ من مظان صحة وقوع األسماء, وكذلك إذا قلت: "يضرب الزيدان", ألن من ابتدأ كالما� منتقال�

إلى النطق عن الصمت, لم يلزمه أن يكون أول كلمة� أو فعال�، بل مبدأ كالمه موضع خبره تفوه بها إسما

في أي قبيل شاء.* * *

قال الشارح: قد تقدم القول: إن عامل الرفع في الفعل المضارع المرفوع إنما هو وقوعه موقع االسم، وموجب اإلعراب مضارعة االسم فيهما

غيران، والمعنى بوقوعه موقع االسم أنه يقع حيث يصح وقوع االسم، أال ترى أنه يجوز أن تقول:

"يضرب زيد"، فترفع الفعل إذ يجوز أن تقول: "أخوك زيد", ألنه موضع ابتداء كالم، وليس من شرط من

ا، بل ا أن يكون أول ما ينطق به فعال� أو اسم� أراد كالم� يجوز أن يأتي فيه بأيهما شاء. ولذلك قال: "هو

موضع خيرة"، أي كان المتكلم بالخيار إن شاء أتىباالسم، وإن شاء أتى بالفعل، هذا مذهب سيبويه )

1.) وقد توهم أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب أن مذهب

سيبويه؛ أن ارتفاعه بمضارعة االسم، ولم يعرف حقيقة مذهبه، وتبعه على ذلك جماعة من أصحابه. والصحيح من مذهبه أن إعرابه بالمضارعة، ورفعه

بوقوعه موقع االسم على ما ذكرنا. وذهب جماعة من البصريين إلى أن العامل في الفعل المضارع الرفع

ا. وذلك إنما هو تعريه من العوامل اللفظية مطلق� ضعيف؛ ألن التعزي عدم العامل، والعامل ينبغي أن

يكون له اختصاص بالمعمول، والعدم نسبته إلى األشياء كلها نسبة� واحدة�، ال اختصاص له بشيء دون

. وزعم الفراء من شيء، فال يصح أن يكون عامل�__________

.10 - 9/ 3( الكتاب 1)

(4/219)

( أن العامل فيه الرفع إنما هو تجرده من1الكوفيين )ا ضعيف ألمرين: النواصب والجوازم خاصة، وهو أيض�

أحدهما: أنه تعليل بالعلم المحض، وقد أفسدناه. والثاني: أن ما قاله يقضى بأن أول أحوال الفعل

Page 495: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المضارع النصب والجزم، واألمر بعكسه. وذهبا إلى أن العامل فيه الرفع ما في الكسائي منهم أيض�

أوله من الزوائد األربع. قال: ألنه قبلها كان مبنيا، وبها صار مرفوع�ا، فأضيف العمل إليها ضرورة، إذ ال

ا, ألن حرف حادث سواها. وهو قول واه أيض� المضارعة إذا دخل الفعل، صار من نفس الفعل

كحرف من حروفه، وجزء الشيء ال يعمل في باقيه, ألنه يكون عامال� في نفسه. ووجه ثان أن الناصب

يدخل عليه، فينصبه، والجازم يجزمه، وحروف المضارعة موجودة فيه، فلو كانت هي العاملة الرفع؛

لم يجز أن يدخل عليها عامل آخر، كما لم يدخلناصب على جازم، وال جازم على ناصب.

فإن قيل: فأنت قد تقول: "إن لم يفعل فالن كذا وكذا، فعلت كذا وكذا" فتدخل حرف الشرط على "لم" وهى جازمة مثله، وغلب أحدهما على اآلخر،

فكذلك حرف المضارعة يعمل الرفع في الفعل، فإذا دخل عليه ناصب أو جازم؛ غلب فصار العمل له؟

فالجواب أن الفرق بينهما أن "إن" الشرطية بطل عملها بعامل بعدها لقربه من المعمول، وفيما نحن

فيه يبطل بعامل قبله، وكالهما لفظي، فبان الفرقبينهما.

فإن قيل: فإذا قلتم: إنه يرتفع بوقوعه موقع االسم، فما بالكم ترفعونه بوقوعه موقع مرفوع ومنصوب ومخفوض في قولك: "زيد يضرب"، و"ظننت زيد�ا

يضرب"، و"مررت يزيد يضرب"، وهال اختلف إعراب الفعل بحسب اختالف إعراب االسم الواقع موقعه؟ فالجواب أن عامل الرفع في الفعل إنما هو وقوعه

بحيث يصح وقوع االسم، وذلك شيء واحد ال يختلف؛ وأما اختالف إعراب االسم، فبحسب اختالف عوامله،

وعوامل االسم ال تأثير لها في الفعل، فال يختلفإعراب الفعل باختالفها.

فإن قيل: ولم كان وقوعه موقع االسم يوجب له الرفع دون غيره من نصب أو جزم؟ قيل: من قبل أن وقوعه موقع االسم ليس عامال� لفظيا، فأشبه االبتداء

الذي ليس بعامل لفظي، فعمل مثل عمله، فاعرفه.__________

( انظر المسألة الرابعة والسبعين في كتاب1) "اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين

.555 - 550والكوفيين". ص

Page 496: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

(4/220)

فصل ]استعمال الفعل المضارع في مواضع اليستعمل االسم فيها[

قال صاحب الكتاب: وقولهم: "كاد زيد يقوم", و"جعل يضرب", و"طفق يأكل"، األصل فيه أن يقال قائما�

وضاربا� وآكال� ولكن عدل عن االسم إلى الفعل لغرض, وقد استعمل األصل فيمن روى بيت الحماسة

]من الطويل[: - فأبت إلى فهم وما كدت آئب�ا ... ]وكم مثلها959

فارقتها وهي تصفر[* * *

قال الشارح: كان صاحب الكتاب لما قرر أن الفعل يرتفع بوقوعه موقع االسم، اعترض على نفسه

بقولهم: "كاد زيد يقوم"، و"جعل يضرب"، و"طفق يأكل"، فإن هذه األفعال مرتفعة في هذه المواضع،ا"، وال يستعمل االسم فيها، فال يقال: "كاد زيد قائم�

"، وال "جعل ضارب�ا"، ثم أجاب عن ذلك و"طفق آكال�بأن قال: األصل في "كاد زيد

__________ا في ديوانه ص 959 ؛91 - التخريج: البيت لتأبط شر�

؛309؛ وتخليص الشواهد ص 159/ 21واألغاني /1؛ والخصائص 376، 375، 374/ 8وخزانة األدب

؛ وشرح203/ 1؛ وشرح التصريح 150/ 2؛ والدرر 391 ؛ وشرح شواهد83ديوان الحماسة للمرزوقي ص

)كيد(؛383/ 3؛ ولسان العرب 629اإليضاح ص ؛ وبال نسبة في اإلنصاف165/ 2والمقاصد النحوية

؛ ورصف المباني ص347/ 9؛ وخزانة األدب 544/ 2 ؛ وشرح عمدة164؛ وشرح ابن عقيل ص 190

.130/ 1؛ وهمع الهوامع 822الحافظ ص اللغة: أبت: عدت. فهم: اسم قبيلة الشاعر. تصفر:

تتأسف. المعنى: عدت إلى قبيلتي بعد أن عز الرجوع إليهم

لمشارفتي على التلف، وكم مثلها فارقتها وهيتتأسف.

اإلعراب: "فأبت": الفاء: بحسب ما قبلها، و"أبت": فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "إلى فهم": جار ومجرور متعلقان بـ "أبت".

Page 497: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"وما": الواو حالية، و"ما": حرف نفي. "كدت": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، والتاء: ضمير متصل

مبني في محل رفع اسم "كاد"."آئب�ا": خبر "كاد" منصوب. "وكم": الواو: حرف استئناف، و"كم":

خبرية تكثيرية مبنية في محل رفع مبتدأ. "مثلها": مضاف إليه مجرور، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "فارقتها": فعل ماض، والتاء:

ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

"وهي": الواو حالية، و"هي": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "تصفر": فعل مضارع مرفوع

ا تقديره: بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جواز�هي.

وجملة "أبت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "وما كدت آيب�ا": في محل نصب حال. وجملة "كم محلها فارقتها

... ": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فارقتها": في محل رفع خبر المبتدأ "كم". وجملة

"هي تصفر": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله "كدت آيب�ا" حيث جاء خبر "كاد"،ا مفرد�ا على األصل، وإنما القياس وهو"آيب�ا"، اسم�

استعمال الفعل.

(4/221)

ا" وفي "جعل يضرب": يقوم" أن يقال: "قائم�"، وإنما عدل عن "ضارب�ا"، وفي "طلق يأكل": "آكال� االسم إلى لفظ الفعل لغرض. وذلك الغرض إرادة الداللة على قرب زمن وقوعه وااللتباس به، فإذا

قلت: "كدت أفعل"، كأنك قلت: "مقارب�ا لفعله آخذ�ا في أسباب الوقوع فيه"، ولست بمنزلة من لم

يتعاطه، بل قربت من زمنه حتى لم يبق بينك وبينه شيء إال مواقعته. وهذا معنى ال يستفاد من لفظ

االسم. والذي يدل على صحة ذلك أنك تحكم على موضع هذه

األفعال باإلعراب، فتقول هي في محل نصب، والمراد أنها واقعة موقع مفرد حقه أن يكون

منصوب�ا، ونظير ذلك "عسى"، نحو قولك: "عسى زيد أن يقوم"، والتقدير: عسى زيد القيام، وإن كان

Page 498: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المصدر غير مستعمل. ونظائر ذلك كثيرة، فأما بيتالحماسة ]من الطويل[:

فأبت إلى فهم وما كدت آئب�ا ... وكم مثلها فارقتهاوهي تصفر

ا، ويروى: "ولم أك آئب�ا". فمن قال: فالبيت لتأبط شر� "ولم أك آئب�ا"، لم يكن فيه شاهد وال شذوذ، والمراد:

ولم أك آئب�ا في نظرهم, ألنهم كانوا قد أحاطوا به. ومن روى: "وما كدت آئب�ا"، وهي الرواية الصحيحة

المختارة، فالشاهد أنه استعمل االسم الذي هو األصل المرفوض االستعمال موضع الفعل الذي هو

فرع، وذلك أن قولك: "كدت أقوم"، أصله: "كدتا"، والمعنى: وما كدت أؤوب إلى أهلي، وهم بنو قائم�

فهم, ألنه أحيط بي، وأشفيت على التلف، وقاربت أن ال أرجع إليهم. ومثله في مراجعة األصل

المرفوض قوله ]من الرجز[:ا دائما ... ال تكثرن إني960 - أكثرت في العذل ملح

عسيت صائما__________

- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص960 ؛ والخصائص322، 317، 316/ 9؛ وخزانة األدب 185

؛ وشرح ديوان الحماسة149/ 2؛ والدرر 83/ 1 ؛ وبال161/ 2؛ والمقاصد النحوية 83للمرزوقي ص

؛ وتخليص175/ 2نسبة في األشباه والنظائر ؛376، 374/ 8؛ وخزانة األدب 309الشواهد ص

؛128/ 1؛ وشرح األشموني 463والجنى الداني ص /1؛ ومغني اللبيب 444وشرح شواهد المغني ص

.130/ 1؛ وهمع الهوامع 152ا. ا: ملج اللغة: العذل: اللوم. ملح

اإلعراب: "أكثرت": فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. "في العذل": جار ومجرور متعلقان

ا": نعت ا": حال منصوبة. "دائم� بـ"أكثرت". "ملح�ا" منصوب. "ال": ناهية جازمة. "تكثرن": فعل "ملح�

مضارع مبني على الفتح التصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون: للتوكيد، وهو في محل جزم،

وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت. "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم "إن". "عسيت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير

ا": متصل مبني في محل رفع اسم "عسى"."صائم�خبر "عسى" منصوب.

Page 499: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جملة "أكثرت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.وجملة "ال تكثرن": استئنافية ال محل لها من =

(4/222)

ا" ) (، فاستعمل1ومن ذلك: "عسى الغوير أبؤس�االسم موضع الفعل.

ووجه ثان في ارتفاع الفعل بعد "كاد" أن األصل في "كاد زيد يقوم": "زيد يقوم"، فارتفع الفعل بوقوعه

موقع االسم في خبر المبتدأ، ثم دخلت "كاد" لمقاربة الفعل، ولم يكن لها عمل في الفعل، فبقي على

حاله من الرفع.__________

= اإلعراب. وجملة "إني عسيت ... ": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "عسيت": في محل

رفع خبر "إن".ا" حيث استعمل والشاهد فيه قوله: "عسيت صائم�

ا( موضع الفعل. الشاعر االسم )صائم�( هذا مثل، وقد تقدم تخريجه.1)

(4/223)

]المضارع[ المنصوبفصل ]نصب المضارع[

قال صاحب الكتاب: انتصابه بـ "أن" وأخواته، كقولك: (،1"أرجو أن يغفر الله لي"، و }لن أبرح األرض{ )

و"جئت كي تعطيني"، و"إذن أكرمك".* * *

قال الشارح: قد تقدم الكالم في إعراب الفعل، وأنه يدخله الرفع والنصب والجزم، وقد استوفيت الكالم على رفعه؛ فأما النصب فيه فبعوامل لفظية، وهي

"أن"، و"لن"، و"كي"، و"إذن". هذه األربعة تنصب الفعل بأنفسها، وما عداها فبإضمار "أن" معها على

ما سيأتي بيانه. واألصل من هذه األربعة "أن"، وسائر النواصب محمولة عليها. وإنما عملت الختصاصها

باألفعال كما عملت حروف الجر في األسماء الختصاصها بها، وأما عمل النصب خاصة فلشبه "أن"

Page 500: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

" الثقيلة الناصبة لالسم. ووجه الخفيفة بـ"أن المشابهة من وجهين: من جهة اللفظ والمعنى: فأما

اللفظ فهما مثالن، وإن كان لفظ هذه أنقص من تلك، ولذلك يستقبحون الجمع بينهما، كما يستقبحون الجمع بين الثقيلتين، فال يحسن عندهم "إن أن تقوم خير لك"، كما يستقبحون "إن أن زيد�ا قائم يعجبني" في معنى "إن قيام زيد يعجبنى". وأما المعنى فمن

قبل أن "أن" وما بعدها من الفعل في تأويل المصدر، كما أن "إن" المشددة وما بعدها من االسم

والخبر بمنزلة اسم واحد، فكما كانت المشددة ناصبةلالسم، جعلت هذه ناصبة للفعل.

فإن قيل: فهال ينصبون بـ"ما" المصدرية في قولك: "يعجبنى ما تصنع"، وهي مع ما بعدها مصدر كما" كذلك؟ فالجواب أن الفرق بينهما من كانت "أن

وجهين:" الثقيلة بعد أحدهما: أن "أن" نصبت لمشابهة "أن

استحقاق العمل باالختصاص؛ فأما "ما" فلم تستحق به العمل, ألنه ال اختصاص لها بالفعل، أال ترى أنه يقع بعدها الفعل واالسم، فكما يقال: "يعجبني ما

تصنع" بمعنى صنيعك، فكذلك يقال: "يعجبني ما أنتا، فلما لم يكن لها صانع" في معنى صنيعك أيض�

اختصاص واستحقاق لنفس العمل، لم يؤثر فيها شبه"أن"

__________.80( يوسف: 1)

(4/224)

والوجه الثاني: أن "أن" المخففة أشبهت "أن" الثقيلة من وجهين: من جهة اللفظ، ومن جهة

المعنى على ما تقدم. وأما "ما" فإنها أشبهت منا كما أن جهة واحدة، وهي كونها مع ما بعدها مصدر� تلك كذلك، فلم تستحق العمل من جهة واحدة، على

ا بـ"ما"، " تشبيه� أن من العرب من يلغي عمل "أنضاعة{ ) (1وعلى هذا قرأ بعضهم: }أن يتم الر

بالرفع. ومنه قوله ]من البسيط[:الم961 - أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني الس

وأن ال تشعرا أحدا

Page 501: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والذي يلغي "أن" عن العمل لمشابهة "ما"، فإنه اليعمل "ما" لمشابهة "أن"، لعدم اختصاصها، فاعرفه.

(، وهو نقيض2وأما "لن" فحرف ناصب عند سيبويه ) "سوف"، وذلك أن القائل إذا قال: "سوف يقوم

زيد"؛ فنفي هذا "لن يقوم زيد". ويجوز أن يتقدم عليها ما عملت فيه من الفعل المنصوب، نحو قولك:

"زيد�ا لن أضرب" بخالف "أن", ألن "أن" وما بعدها مصدر، فال يتقدم عليه ما كان في حيزه، وليس كذلك

"لن"، ألنها إنما تنصب لشبهها بـ"أن". ووجه الشبه بينهما اختصاصها باألفعال ونقلها إياها إلى

المستقبل كما كانت "أن" كذلك.__________

. وهذه قراءة مجاهد. انظر: البحر233( البقرة: 1).213/ 13المحيط

- التخريج: البيت بال نسبة في األشباه والنظائر961 ؛220؛ والجنى الداني ص 563/ 2؛ واإلنصاف 333/ 1

،421، 420/ 8؛ وخزانة األدب 192وجواهر األدب ص ؛ ورصف المباني ص390/ 1؛ والخصائص 424، 423 ؛ وشرح األشموني549/ 2؛ وسر صناعة اإلعراب 113

؛ وشرح شواهد232/ 2؛ وشرح التصريح 553/ 3 )أنن(؛33/ 13؛ ولسان العرب 100/ 1المغني

؛30/ 1؛ ومغني اللبيب 290ومجالس ثعلب ص .380/ 4؛ والمقاصد النحوية 278/ 1والمنصف

اإلعراب: "أن": حرف نصب مهمل. "تقرآن": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، واأللف: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل. "على أسماء": جار ومجرور متعلقان بـ"تقرآن"، والمصدر المؤول من

"أن" وما بعدها بحسب ما قبلها. "ويحكما": مفعول مطلق، وقيل: مفعول به لفعل محذوف تقديره:ا"، وهو مضاف، و"كما": ضمير "ألزمكما الله ويح� متصل مبني في محل جر باإلضافة. "مني": جار

ومجرور متعلقان بـ"تقرآن". "السالم": مفعول به لـ"تقرآن"."وأن": الواو: حرف عطف، و"أن": حرف

مصدري ونصب. "ال": حرف نفي. "تشعرا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، واأللف: ضمير متصل

مبني في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على المصدر المؤولالسابق. "أحد�ا": مفعول به منصوب بالفتحة.

وجملة " ... ويحكما": اعتراضية ال محل لها من

Page 502: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلعراب. الشاهد فيه قوله: "أن تقرآن" حيث لم تعمل "أن"،

ا لها بـ"ما" المصدرية. تشبيه�.5/ 3( الكتاب 2)

(4/225)

( يذهب في إحدى الروايتين عنه إلى1وكان الخليل )"، ثم خففت لكثرة أن األصل في "لن" "ال أن

االستعمال، كما قالوا: "أيش"، واألصل: "أي شيء"، فخففت، وكما قالوا: "كينونة"، واألصل "كينونة".

وهو قول يضعف، إذ ال دليل يدل عليه، والحرف إذا كان مجموعه يدل على معنى، فإذا لم يدل دليل على التركيب؛ وجب أن يعتقد فيه اإلفراد، إذ التركيب على

خالف األصل. ورد سيبويه هذه المقالة لجواز تقدم معموله عليه، ولو كانت مركبة من "ال أن"، لكان ذلك

ممتنع�ا كامتناع "زيد�ا ال أن أضرب". وللخليل أن يقول: إنهما لما ركبا، زال حكمهما عن حال اإلفراد. وكان الفراء يذهب إلى أن األصل في "لن"، و"لم"،

"ال"، وإنما أبدل من ألف "ال" النون في "لن"، والميم في "لم". وال أدري كيف اطلع على ذلك، إذ ذلك

شيء ال يطلع عليه إال بنص من الواضع.ا الختصاصه، ونقله وأما "إذن"، فحرف ناصب أيض�

الفعل إلى االستقبال، كـ"لن"، وهي جواب وجزاء، فيقول القائل: "أنا أزورك"، فتقول: "إذن أكرمك".ا توقعه في المستقبل، وهو جواب فإنما أردت إكرام�

لكالمه وجزاء زيارته، ولها ثالثة أحوال: أحدها: أن تدخل في الفعل في ابتداء الجواب، فهذه

يجب إعمالها ال غير، نحو قولك: "إذن أكرمك" في جواب: "أنا أزورك". قال الشاعر، وهو عبد الله بن

محمد الضبي ]من البسيط[: - ازدد حمارك ال يرتع بروضتنا ... إذن يرد وقيد962

العير مكروب__________

.5/ 3( الكتاب 1) - التخريج: البيت لعبد الله بن عنمة الضبي في962

،464؛ 462/ 8؛ وخزانة األدب 228األصمعيات ص ؛ وشرح100/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 468، 465

Page 503: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ والصاحبي في586ديوان الحماسة للمرزوقي ص )كرب(،713/ 1؛ ولسان العرب 141فقه اللغة ص

؛ ولسالم بن793 )أذن(؛ والمعاني الكبير ص 14/ 13 )سوا(؛416/ 14عوية الضبي في لسان العرب

؛ وبال نسبة في جمهرة10/ 2وللضبي في المقتضب ؛ ورصف141؛ وجواهر األدب ص 321اللغة ص

.63المباني ص ض لنا. اللغة: اردد حمارك: إنه نفسك عن التعر

المكروب: المدانى المقارب، كناية عن تقييد حركة الحمار، من "كربت القيد" أي ضيقته على المقيد به.

العير: هو الحمار نفسه. المعنى: انته عنا، وازجر نفسك عن التعرض لنا، وإال

ا عليك ممنوع�ا من إرادتك. رددناك مضيق� اإلعراب: "اردد": فعل أمر مبني على السكون، والفاعل مستتر وجوب�ا تقديره: أنت. "حمارك":

مفعول به، والكاف: مضاف إليه مبني على الفتح محله الجر. "ال": ناهية جازمة، "يرتع": فعل مضارع مجزوم بـ"ال" الناهية، وفاعله ضمير مستتر تقديره:

هو. "بروضتنا": جار ومجرور متعلقان بـ"يرتع"، و"نا": مضاف إليه محله الجر. "إذن": حرف نصب

وجواب. "يرد": فعل مضارع مبني للمجهول منصوب،ا تقديره: هو. ونائب الفاعل ضمير مستتر جواز�

"وقيد": الواو: حالية، "قيد": مبتدأ مرفوع "العير":مضاف إليه مجرور. "مكروب": خبر مرفوع بالضمة.=

(4/226)

والثاني: أن يكون ما قبلها واو�ا أو فاء�، فيجوز إعمالها وإلغاؤها، وذلك قولك: "زيد يقوم، وإذن يذهب"، فيجوز ها هنا الرفع والنصب باعتبارين

مختلفين: وذلك أنك إن عطفت، "وإذن يذهب" على "يقوم" الذي هو الخبر، ألغيت "إذن" من العمل،

وصار بمنزلة الخبر، ألن ما عطف على شيء صار واقع�ا موقعه، فكأنك قلت: "زيد إذن يذهب"، فيكون

قد اعتمد ما بعدها على ما قبلها, ألنه خبر المبتدأ. وإن عطفته على الجملة األولى كانت الواو

كالمستأنفة، وصار في حكم ابتداء كالم، فأعمل لذلك، ونصب به قال الله تعالى: }وإذ�ا ال يلبثون

Page 504: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

( } (، وفي قراءة ابن مسعود "وإذ�ا ال1خالفك إال قليال� يلبثوا" بالنصب على ما ذكرنا، وقال تعالى: }فإذ�ا ال

ا{ ) (.2يؤتون الناس نقير� وأما الحالة الثالثة: فأن تقع متوسطة ال محالة،

معتمد�ا ما بعدها على ما قبلها، أو كان الفعل فعل حال غير مستقبل، وذلك في جواب من قال: "أنا أزورك": "أنا إذن أكرمك"، فترفع هنا, ألن الفعل

معتمد على المبتدأ الذي هو "أنا". وكذلك لو قلت: "إن تكرمني إذن أكرمك"، فتجزم ألن الفعل بعد

"إذن" معتمد على حرف الشرط، وإنما ألغيت في هذه األحوال؛ ألن ما بعد "إذن" معتمد على ما قبلها،

وما قبلها محتاج إلى ما بعدها، وهي ال تعمل إال مبتدأة، وال يصح أن تقدر مبتدأة� العتماد ما بعدها

على ما قبلها، وكانت مما قد يلغى في حال، فألغيتهنا، فأما قول الشاعر ]من الرجز[:

- ال تتركني فيهم شطيرا ... إني إذن أهلك أو963أطيرا

__________ = وجملة "اردد": ابتدائية ال محل لها. وجملة "ال يرتع": استئنافية ال محل لها. وجملة "قيد العير

مكروب": حالية، محلها النصب. والشاهد فيه قوله: "إذن يرد" حيث جاءت "إذن"

ا ناصب�ا، نصبت الفعل "يرد" بعدها. حرف�.76( اإلسراء: 1).53( النساء: 2)

؛177/ 1 - التخريج: الرجز بال نسبة في اإلنصاف 963 ؛460، 456/ 8؛ وخزانة األدب 362والجنى الداني ص

؛ وشرح66؛ ورصف المباني ص 72/ 4والدرر ؛ وشرح234/ 2؛ وشرح التصريح 554/ 3األشموني

408/ 4؛ ولسان العرب 70/ 1شواهد المغني /4؛ والمقاصد النحوية 22/ 1)شطر(؛ ومغني اللبيب

.7/ 2؛ وهمع الهوامع 261/ 1؛ والمقرب 383 اللغة: الشطير: البعيد والغريب. أهلك: أموت. أطير:

أذهب بعيد�ا. اإلعراب: "ال": حرف نهي. "تتركني": فعل مضارع مبني على الفتح التصاله بنون التوكيد، في محل

جزم، والنون: للتوكيد. والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره:

أنت. "فيهم": جار ومجرور متعلقان بـ"تترك"

Page 505: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا": مفعول به ثان منصوب. "إني": حرف "شطير� مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم "إن". "إذن": حرف نصب. "أهلك": فعل مضارع

منصوب، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. "أو": حرف عطف. "أطيرا": فعل مضارع منصوب معطوف

على "أهلك"، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا،واأللف: لإلطالق.

وجملة "ال تتركني": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.وجملة "إني ... ": استئنافية ال محل لها من=

(4/227)

فإنه شاذ، وإن صحت الرواية، فهو محمول على أنا، وابتدأ "إذن" بعد تمام األول يكون الخبر محذوف�

بخبره. وساغ حذف الخبر لداللة ما بعده عليه، كأنه، إذ�ا أهلك قال: "ال تتركني فيهم غريب�ا بعيد�ا إني أذل

أو أطيرا"، أو يكون شبه "إذن" هنا بـ "لن" فلم يلغها, ألنهما جميع�ا من نواصب األفعال المستقبلة، ويشبه

"إذن" من عوامل األفعال بأفعال الشك واليقين,ا تعمل وتلغى، إال أن أفعال الشك، إذا ألنها أيض� تأخرت أو توسطت، يجوز أن تعمل، و"إذن"، إذا

توسطت بين كالمين أحدهما محتاج إلى اآلخر، لم يجز أن تعمل ألنها حرف، والحروف أضعف في

العمل من األفعال، فلذلك جاز في أفعال اليقين والشك اإلعمال إذا توسطت، أو تأخرت، ولم يجز

إعمال "إذن" في الموضع الذي ذكرناه. وأما "كي" فللعرب فيها مذهبان: أحدهما: أن تكون

ناصبة للفعل بنفسها بمنزلة "أن"، وتكون مع ما بعدها بمنزلة اسم، كما كانت "أن" كذلك. واآلخر أن تكون حرف جر بمنزلة الالم، فينتصب الفعل بعدها

بإضمار "أن" كما ينتصب بعد الالم. فماذا كانت بمنزلة "أن"، جاز دخول الالم عليها. قال الله تعالى:

(، و }لكي ال يعلم1}لكيال تأسوا على ما فاتكم{ ) (. وقياس "كي" هذه أن تكون2بعد علم شيئ�ا{ )

بمنزلة "أن"، ولوال ذلك، لم يجز دخول الالم عليها، ألن حرف الجر ال يدخل على مثله، فأما قول الشاعر

]من الوافر[: - فال والله ال يلفى لما بي ... وال للما بهم أبد�ا964

Page 506: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

دواء__________

= اإلعراب. وجملة "أهلك": في محل رفع خبر "إن". وجملة "أطير": معطوفة على جملة "أهلك". والشاهد

فيه قوله: "إني إذن أهلك" حيث نصب الفعل المضارع "أهلك" بعد "إذن" مع أنها ليست مصدرة،

بل مسبوقة بـ"إني". وقيل: إنها ضرورة، وقيل: خبر"إن" محذوف، و"إن" واقعة في صدر جملة مستأنفة.

.23( الحديد: 1).70( النحل: 2)

- التخريج: البيت لمسلم بن معبد الوالبي في964 ،534، 528/ 9، 157/ 5، 312، 308/ 2خزانة األدب

/6، 147/ 5؛ والدرر 330، 287، 267/ 11، 191/ 10 ؛ وبال نسبة773؛ وشرح شواهد المغني ص 256، 53

؛345، 80؛ والجنى الداني ص 571في اإلنصاف ص ،248، 202؛ ورصف المباني ص 282/ 2والخصائص

؛332، 282؛ وسر صناعة اإلعراب ص 259، 255 ،130/ 2؛ وشرح التصريح 410/ 2وشرح األشموني

؛ والمحتسب56؛ والصاحبي في فقه اللغة ص 230 ؛ والمقاصد النحوية181؛ ومغني اللبيب ص 256/ 2 ،125/ 2؛ وهمع الهوامع 338/ 1؛ والمقرب 102/ 4

158. اللغة: يلفى: يوجد. لما بي: أي للذي عندي من الحقد

ا. عليهم. لما بهم: أي للذي عندهم من الحقد أيض�دواء عالج.

المعنى: يقول ليس هناك من عالج لما مأل قلبيوقلوبهم من حقد وضغينة.=

(4/228)

فشاذ ال يحمل عليه غيره مما كثر وفشا. وإذا كانت حرف جر، جاز دخولها على األسماء كدخول حرف الجر، من ذلك قول بعض العرب: "كيمه"، فأدخل "كي" على "ما" في االستفهام، كما يدخل عليها

" فحذف األلف حروف الجر، نحو: "لم"، و"بم"، و"عم كما يحذفها مع حروف الجر، وأدخل عليها هاء السكت

في الوقف، فقال. "كيمه"، كما يقال: "فيمه"،ه". فإذا قلت: "جئت لكي تكرمني"، لم تكن إال و"عم

Page 507: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الناصبة بنفسها لدخول الالم عليها. وإذا قلت: "جئت كي تكرمني" من نحو قوله تعالى: }كي ال يكون

(، جاز فيه األمران جميع�ا. على أنه قد حكي1دولة�{ ) عن الخليل أنه ال ينتصب بشيء إال بـ"أن" إما أن

تكون ظاهرة أو مقدرة، وهذا يقتضي أن يكونالنصب بعد "كي"، و"إذن"، بإضمار "أن"، فاعرفه.

فصل ]نصب المضارع بـ"أن" مضمرة[ قال صاحب الكتاب: وينتصب بـ "أن" المضمرة بعد خمسة أحرف وهي: "حتى"، والالم، و"أو" بمعنى

"إلى"، وواو الجمع، والفاء، في جواب األشياء الستة األمر والنهي والنفي واالستفهام والتمني والعرض. وذلك قولك: "سرت حتى أدخلها"، وجئتك لتكرمني،

وأللزمنك أو تعطيني حقي، وال تأكل السمك وتشرب اللبن، وإيتني فأكرمك، و }وال تطغوا فيه فيحل

(، و"ماتأتينا فتحدثنا"، و }فهل لنا2عليكم غضبي{ ) ( , و }يا ليتني كنت3من شفعاء فيشفعوا لنا{ )

( , و"أال تنزل فتصيب خيرا�".4معهم فأفوز{ )* * *

__________ = اإلعراب: "فال": الفاء: بحسب ما قبلها، "ال": حرف

نفي. "والله": جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. "ال": حرف نفي. "يلفى": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على األلف.

"لما": جار ومجرور متعلقان بـ"يلفى". "بي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول المقدر بـ"استقر". "وال": الواو: حرف عطف، "ال": حرف

نفي. "للما": الالم األولى: حرف جر، والالم الثانية: توكيد لفظي لألولى. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بحرف الجر. "بهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول المقدر بـ"استقر". "أبد�ا":

ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"يلفى": "دواء": نائبفاعل مرفوع.

وجملة "والله": ابتدائية. وجملة "ال يلفى": جواب القسم، وجملة "استقر بي" المحذوفة: صلة

الموصول. وجملة "استقر بهم": مثلها. والشاهد فيه قوله: "للما بي" حيث أكد الشاعر الالم

الجارة، وهي حرف جوابي، توكيد�ا لفظي�ا، فأعاده بنفس لفظها األول من غير أن يفصل بين المؤكد

Page 508: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والتوكيد. والتوكيد على هذا الشكل شاذ..7( الحشر:1).81( طه:2).53( األعراف: 3).73( النساء: 4)

(4/229)

قال الشارح: اعلم أن الفعل ينتصب بعد هذه األحرف التي ذكرها، وهي خمسة، منها اثنان من حروف

الجر، وثالثة من حروف العطف، وهما "حتى"، والالم، وذلك قولك: "سرت حتى أدخلها"، و"جئتك لتكرمني"، فالفعل بعد هذه الحروف ينتصب بإضمار "أن" ال بها

نفسها. فإن قيل: ولم قلتم: إن "أن" مقدرة بعد هذه

الحروف، ولم تكن مقدرة بعد "إذن"، و"لن"، و"كي"؟ قيل: إن "إذن"، و"لن"، و"كي" في أحد وجهيها تلزم

األفعال، وتحدث فيها معاني، فصارت كـ"أن" في لزومها الفعل، فحملت عليها، وعملت عملها

لمشاركتها إياها على ما وصفنا؛ فأما الالم و"حتى"، فهما حرفا جر، وعوامل األسماء ال تعمل في األفعال، فإذا وجد الفعل بعدهما منصوب�ا، كان

بغيرهما. فإذا قدرت "أن" صارت الالم، و"حتى"، عاملتين في اسم على أصلهما، ألن "أن" والفعل

في تأويل االسم. وإنما ساغ حذف "أن" والنصب بهما, ألن "حتى"،

والالم صارتا عوضين منها، فكانت كالموجودة لوجود (: النصب في قولك:1العوض منها. وقال الكوفيون )

"جئت ألكرمك"، و"سرت حتى أدخل المدينة"، إنما هو بالالم، و"حتى"، فالالم هي الناصبة لـ"أكرمك"، وهي

بمنزلة "أن"، وليست هي الم الخفض التي في األسماء، ولكنها الم تفيد الشرط، وتستعمل على

معنى "كي". وإذا أتت الالم مع "كي"؛ فالنصب بالالم، و"كي"، مؤكدة لها. وإذا انفردت "كي"،

فالعمل بها، وإن جاءت "أن" مظهرة� بعد "كي"، فهو جائز عندهم، وصحيح أن يقال: "جئتك لكي أن

تكرمني"، وال موضع لـ"أن", ألنها توكيد لـ"كي" كماأكدتها في قوله ]من الطويل[:

Page 509: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

- أردت لكيما أن تطير بقربتي ... وتتركها شنا965ببيداء بلقع__________

( انظر المسألة التاسعة والسبعين في كتاب1) "اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين

.579 - 575والكوفيين" ص ؛580/ 2 - التخريج: البيت بال نسبة في اإلنصاف 965

؛ وخزانة232؛ وجواهر األدب 265والجنى الداني ؛ ورصف487، 486، 484، 481/ 8، 16/ 1األدب

؛ وشرح549/ 3؛ وشرح األشموني 316، 216المباني ؛508/ 1؛ وشرح شواهد المغني 231/ 2التصريح

.405/ 4؛ والمقاصد النحوية 182/ 1ومغني اللبيب ن: اللغة: القربة: جلد ماعز أو نحوه يتخذ للماء. الش

القربة البالية. البلقع: الخالي. المعنى: لقد ذهبت بقربتي بعيد�ا وتركتها ممزقة

بالية في صحراء خالية من الناس. اإلعراب: "أردت": فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. "لكيما": الالم: حرف جر وتعليل، "كي":

حرف تعليل مؤكد لالم، "ما": زائدة. "أن": حرف مصدرية ونصب، وقد تكون مؤكدة لـ"كي" إذا اعتبرت حرف مصدر. "تطير": فعل مضارع منصوب، وفاعله

ضمير مستتر فيه =

(4/230)

ولذلك أجازوا ظهورها بعد "حتى" كظهورها بعد "كي"، والنصب عندهم بـ"حتى" كالنصب بـ"أن"، فإذا قلت: "ألسيرن حتى أن أصبح القادسية"، فهو جائز، والنصب بـ "حتى"، و"أن"، توكيد لـ"حتى" كما كانت

توكيد�ا لـ"كي". وقال ثعلب قوال� خالف فيه أصحابه والبصريين، وذلك

أنه قال في "جئت ألكرمك"، و"سرت حتى أدخل المدينة": إن المستقبل منصوب بالالم و"حتى"،

لقيامهما مقام "أن "، فخالف أصحابه, ألنهم يقولون: إن النصب بهما بطريق األصالة، ولم يوافق

البصريين, ألنه يقول: إن النصب بهما ال بمضمربعدهما.

وما احتج به الكوفيون أنهم قالوا: لو كانت الالم

Page 510: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

الداخلة على الفعل هي الالم الخافضة، لجاز أن تقول: "أمرت بتكرم" على معنى "أمرت بأن تكرم"،

والجواب أن حروف الجر ال تتساوى في ذلك, ألن الالم قد تدخل على المصادر التي هي أغراض

الفاعلين في أفعالهم، وهي شاملة، يجوز أن يسأل بها عن كل فعل، فيقال: "لم فعلت"؟ فيقال:

ا في فعله، وبالالم يخبر لـ"كذا"؛ ألن لكل فاعل غرض� عن جميع ذلك، و"كي"، و"حتى" في معناها، فكأنها دخلت على "أن" والفعل, ألنهما مصدر إلفادة "أن"

ذلك الغرض من إيقاع الفعل المتقدم، ثم حذفتا، فصارت هذه الحروف كالعوض منها، "أن" تخفيف� ولذلك ال يجوز ظهورها، وليس ذلك بأول ما حذف

لكثرة االستعمال. فإن قيل: ولم كانت "أن" أولى باإلضمار من سائر

الحروف؟ قيل: ألمرين: أحدهما: إن "أن" هي األصل في العمل، لما ذكرناه

من شبهها بـ"أن" المشددة، فوجب أن يكون المضمر "أن" لقوتها في بابها، وأن يكون ما حمل عليها يلزم

موضع�ا واحد�ا، وال يتصرف. واألمر اآلخر: أن لها من القوة والتصرف ما ليس

لغيرها، أال ترى أن "أن" يليها الماضي والمستقبل بخالف أخواتها، فإنها ال يليها إال المستقبل؟ فلما كان لها من التصرف ما ذكر، جعلت لها مزية على

أخواتها باإلضمار، فاعرفه.__________

= وجوب�ا تقديره: أنت، والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور

متعلقان بـ"أردت". "بقربتي": جار ومجرور متعلقان بـ"تطير"، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر

باإلضافة. "وتتركها": الواو: حرف عطف، "تتركها": فعل مضارع منصوب، ألنه معطوف على "تطير"،

وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنت، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "شنا": مفعول به

ثان منصوب. "ببيداء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شنا". "بلقع": نعت "بيداء" مجرور

بالكسرة. وجملة "أردت": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "تتركها": معطوفة على جملة "تطير".

Page 511: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والشاهد فيه قوله: "لكيما أن" حيث ظهرت "أن" بعد"كي" ضرورة. وقيل: إن "أن" زائدة. وقيل غير ذلك.

(4/231)

وأما "حتى"، فإذا نصبت الفعل بعدها؛ فهي فيه حرف جر على ما ذكرنا، فإذا قلت: "سرت حتى أدخلها"، فالفعل منتصب بـ"أن" مضمرة، و"أن"

والفعل في تأويل مصدر، والمصدر في محل مخفوض بـ "حتى"، و"حتى" وما بعدها من المصدر

في موضع نصب بالفعل، كما أن الجار والمجرور كذلك في قولك: "مررت يزيد"، و"نزلت على عمرو".

ولها في النصب معنيان: أحدهما: أن تكون غاية بمعنى "إلى أن"، والمراد

بالغاية أن يكون ما قبلها من الفعل متصال� بها حتى يقع الفعل الذي بعدها في منتهاه، كقولك: "سرت

حتى أدخلها"، فيكون السير والدخول جميع�ا، قد وقعا، كأنك قلت: "سرت إلى دخولها"، فالدخول غاية

لسيرك، والسير هو الذي يؤدي إلى الدخول، ومنهسول{ ) (1قوله تعالى: }وزلزلوا حتى يقول الر

بالنصب، أي: زلزلوا إلى أن قال الرسول. والثاني: أن تكون بمعنى "كي"، فيكون الفعل األول في زمان، والثاني في زمان آخر غير متصل باألول،

وذلك نحو قولك: "كلمته حتى يأمر لي بشيء"، والمراد: كلمته كي يأمر لي بشيء، وكذلك "أسلمت

حتى أدخل الجنة". ولـ"حتى" مواضع أخر قد ذكر بعضها في العطف، وسيذكر الباقي في موضعه، إن

شاء الله تعالى. وأما الالم، فهي من حروف الجر، ومعناها الغرض،

وأن ما قبلها من الفعل علة لوجود الفعل بعدها، كماكانت "كي" كذلك، وقد تقدم الكالم عليها.

وأما حروف العطف، فـ"أو"، و"الواو"، و"الفاء"،ا ينتصب الفعل بعدها بإضمار فهذه الحروف أيض�

(، وذلك من2"أن"، وليست هي الناصبة عند سيبويه ) قبل أنها حروف عطف، وحروف العطف تدخل على

األسماء واألفعال. وكل حرف يدخل على األسماء واألفعال ال يعمل في أحدهما، فلذلك وجب أن يقدر "أن" بعدها ليصح نصب الفعل، إذ كانت هذه الحروف

Page 512: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مما ال يجوز أن يعمل في األفعال. وذهب الجرمي إلى أنها هي الناصبة بأنفسها، وذهب الفراء من

الكوفيين إلى أن النصب في هذه األفعال ال بهذه الحروف بل هي منتصبة على الخالف, ألنها عطفت

ما بعدها على غير شكله، وذلك أنه لما قال: "ال تظلمني فتندم"، دخل النهي على الظلم، ولم يدخل على الندم. فحين عطفت فعال� على فعل ال يشاكله

في معناه، وال يدخل عليه حرف النهي كما دخل على الذي قبله، استحق النصب بالخالف، كما استحق ذلك االسم المعطوف على ما ال يشاكله في قولهم: "لو

تركت واألسد ألكلك". قال: وذلك من قبل أن األفعال فروع لألسماء، فإذا كان الخالف في األصل ناصب�ا، وجب أن يكون في الفرع كذلك. والخالف الموجب

للنصب في األسماء عندهم في__________

.214( البقرة: 1).46، 41، 30/ 3( الكتاب 2)

(4/232)

أشياء، منها نصب الظروف بعد األسماء، نحو: "زيد عندك"، و"زيد خلفك". لما خالفت هذه الظروف ما

قبلها، نصبت على الخالف. والمذهب األول؛ فأما قول الجرمي إنها هي الناصبة،

فقد أبطله المبرد بأنها لو كانت ناصبة بأنفسها؛ لكانت كـ "أن"، وكان يجوز أن تدخل عليها حروف العطف كما تدخل على "أن"، فكان يلزم أن يجوز

عنده أن يقال: "ما أنت بصاحبي فأحدثك، وفأكرمك" ألن الفاء هي الناصبة، وكان يجوز أن يقال: "ال تأكل

مك وتشرب اللبن" ألن الواو هي الناصبة، أال ترى الس أن الواو في القسم، لما كانت هي العاملة للخفض

مكان الباء، ساغ دخول حرف العطف عليها، وجاز أن" أصلها يقال: "والله ووالله". ولما كانت واو "رب

العطف، لم يجز دخول حرف العطف عليها، فال يقالفي مثل ]من الرجز[:

(1وبلدة ليس لها أنيس ) "ووبلدة". كذلك ها هنا، لو كانت هذه الحروف هي

الناصبة أنفسها؛ لجاز دخول حرف العطف عليها، كما

Page 513: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

جاز دخوله على واو القسم. ولما امتنع منها ذلك، دل". وبذلك احتج على أن أصلها العطف كواو "رب

سيبويه في دفع هذه المقالة.ا "أو" فأصلها العطف حيث كانت، وتستعمل في فأم

النصب على وجهين: أحدهما: أن يتقدم فعل منصوب بناصب من الحروف،

ثم يعطف عليه بـ"أو"، كما يعطف بسائر الحروف،ا، أو وذلك نحو: "مدحت األمير كي يهب لي دينار� يحملني على دابة"، ومعناها أحد الشيئين. وهذا

الوجه يقع فيه المرفوع والمجزوم إذا تقدم مرفوع أو مجزوم، وليس بحتم أن يقع فيه منصوب، فتقول

في المرفوع: "أنا أكرمك، أو أخرج"، وتقول في المجزوم "ليخرج زيد إلى البصرة أو يقم في مكانه". والوجه اآلخر ما نحن بصدده، وهو أن يخالف ما بعدها

ما قبلها، ويكون معناها "إال أن". والفرق بين هذا الوجه واألول أن األول ال تعلق فيه بين ما قبل "أو"

وبين ما بعدها، وإنما هي ألحد األمرين، وليس بينهما مالبسة، إنما هو إخبار بوجود أحدهما، أال ترى أنه ال

( وبين }يسلمون{2مالبسة بين قوله }تقاتلونهم{ ) (، فهو كعطف االسم على االسم بـ"أو"، نحو3)

قولك: "جاءني زيد أو عمرو". والوجه الثاني: أن يكون الفعل األول كالعام في كل زمان، والثاني كالمخرج له عن عمومه، أال ترى أنك

إذا قلت: "أللزمنك" أن ذلك عام في كل األزمنة، فإذاقلت: "أو

__________.300( تقدم بالرقم 1) }قل للمخلفين من األعراب ستدعون16( الفتح: 2)

إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون{..16( الفتح:3)

(4/233)

تقضيني حقي"؛ فقد أخرجت بعض األزمنة المستقبلة من ذلك، وجعلته ممتدا في جميع األوقاتا، وبالثاني سوى وقت القضاء، ففي األول كان مطلق� صار مقيد�ا، وهو في الوجه األول عطف ظاهر، وفي الثاني عطف متأول, ألنك في األول تعطف ما بعدها

Page 514: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

على ما قبلها، وتشركه في إعرابه وظاهر معناه. والنصب بعد "أو" هذه ليس بإضمار "أن"، إنما هو

بالناصب الذي نصب ما قبلها، ثم عطف عليه بحرف العطف المشرك بينهما في العامل، وأما العطف

المتأول فنحو: "أللزمنك، أو تعطيني حقي"، فهذا ال يريد فيه العطف الظاهر, ألنه لم يرد إيجاب أحدهما،

إنما يريد إيجاب اللزوم ممتدا إلى وقت اإلعطاء، فلما لم يرد فيه العطف الظاهر، تأولوه بـ"أن"، وتوهموا

المصدر في األول؛ ألن الفعل يدل على المصدر، ونصبوا الثاني بإضمار "أن", ألن "أن" والفعل مصدر،

وصارت "أو" قد عطفت مصدرا في التأويل على مصدر في التأويل، ولذلك ال يجوز إظهار "أن"، لئال

يصير المصدر ملفوظ�ا به، فيؤدي إلى عطف اسمعلى فعل، وذلك ال يجوز.

ومما يؤكد عندك الفرق بينهما أنك إذا قلت: "ستكلم زيد�ا، أو يقضي حاجتك"، فتنصب "يقضي" على

معنى: "إال أن يقضي"، فقد جعلت قضاء حاجتك سبب�ا لكالمه. وإذا عطفت، فإنما تخبر بأنه سيقع أحد

األمرين من غير أن يدخله هذا المعنى، ويوضح ذلك لك أن الفعلين اللذين في العطف نظيران، أيهما شئت قدمته فيصح به المعنى، فتقول: "سيقضي

حاجتك زيد أو تكلمه"، إذا عطفت، فأيهما قدمت كان المعنى واحد�ا، وإذا نصبت اختلف المعنى، فدل على

السبب كما بينت لك، وال يصح على هذا "سيقضي حاجتك زيد أو تكلمه"، إال أن تريد أن تجعل الكالم سبب�ا إلبطال قضاء حاجته، فيجوز حينئذ كأنه يكره كالمه، فهو يقضي حاجته إن سكت، وإن كلمه، لم

يقضها. فإن قيل: وأي مناسبة بين "أو" و"إال أن" حتى كانت

في معناها؟ قيل: بينهما مناسبة ظاهرة، وهو العدول عن ما أوجبه اللفظ األول، وذلك أنا إذا قلنا: "جاءني القوم إال زيد�ا"، فاللفظ األول قد أوجب دخول "زيد"

،" فيما دخل فيه القوم؛ ألنه منهم، فإذا قلت: "إال فقد أبطلت ما أوجبه األول، وإذا قلت: "جاءني زيد أو

عمرو"، فقد أوجبت المجيء لزيد في اللفظ قبل دخول "أو". فلما دخلت، بطل ذلك الوجوب، وألجل

ا، هذه المخالفة احتيج إلى تقدير الفعل األول مصدر� وعطف الثاني عليه على التقدير الذي مضى. ومن

النحويين من يقدر "أو" هذه بـ"إلى"، ويجعل ما بعد

Page 515: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"أو" غاية� لما قبلها، وإياه اختار صاحب هذا الكتاب. ( , ألن قوله:1والوجه األول، وهو اختيار سيبويه )

"أللزمنك" يقتضي التأبيد في جميع األوقات، فوجبأن يستثنى الوقت الذي يقع

__________.47/ 3( الكتاب 1)

(4/234)

"، فيكون المعنى أن فيه انتهاؤه، فلذلك قدروه بـ"إال الفعل األول يقع، ثم يرتفع بوجود الفعل الواقع بعد

"أو"، فيكون سبب�ا الرتفاعه، وعلى قيلهم يكون ممتد�ا إلى غاية وقوع الثاني، فمن ذلك قول امرئ القيس

]من الطويل[:�ا أو966 - فقلت له ال تبك عينك إنما ... نحاول ملك

نموت فنعذرا والقوافي منصوبة، والتقدير فيه ما قدمناه. ولو

رفع، لجاز على تقديرين: أحدهما على الوجه األول،ا على "نحاول"، أو يكون وهو أن يكون معطوف�

ا، كأنه قال: "أو نحن نموت، فنعذر". ومن مستأنف� ذلك قوله تعالى: }ستدعون إلى قوم أولي بأس

( بالرفع على1شديد تقاتلونهم أو يسلمون{ ) االشتراك بين الثاني واألول، أو على االستئناف، كأنه

قال: "أو هم يسلمون". وقد وجد في بعض المصاحف، "أو يسلموا" بحذف النون للنصب على

الوجه الثاني. والفرق بينهما أن من رفع كان المراد أن الواقع أحد األمرين: إما القتال، وإما اإلسالم،

وعلى الوجه الثاني يجوز أن يقع القتال، ثم يرتفعباإلسالم.

وأما الواو، فتنصب األفعال المستقبلة إذا كانتبمعنى الجمع، نحو قولهم: "ال

__________ - التخريج: البيت المرىء القيس في ديوانه ص966 /8، 212/ 4؛ وخزانة األدب 122؛ واألزهية ص 66

؛ والصاحبي59/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 547، 544 ؛ والالمات ص47/ 3؛ والكتاب 128في فقه اللغة ص

؛ وبال نسبة في أمالي ابن28/ 2؛ والمقتضب 68 ؛ والخصائص231؛ والجنى الداني ص 313/ 1الحاجب

Page 516: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

؛ وشرح عمدة133؛ ورصف المباني ص 263/ 1.211؛ واللمع ص 644الحافظ ص

المعنى: يخاطب الشاعر رفيقه عمرو بن قميئة حين استصحبه في مسيره إلى قيصر الروم ليساعده علي بني أسد، فقال له: ال تبك إنما نحاول طلب الملك، أو

نموت فيعذرنا الناس. اإلعراب: "فقلت": الفاء: بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع

فاعل. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". "ال": ناهية جازمة. "تبك": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة."عينك": فاعل مرفوع، وهو مضاف،

والكاف: ضمير متصل مبني، في محل جر باإلضافة. "إنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول "ما"

عليه. "نحاول": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن. "ملك�ا":

مفعول به منصوب. "أو": حرف عطف. "نموت": فعل مضارع منصوب بـ "أن" المضمرة، ويجوز فيه الرفع

)وهو موطن الشاهد(، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن. "فنعذرا": الفاء: حرف عطف،

و"نعذرا": فعل مضارع مبني للمجهول، منصوبا على "نموت" واأللف لإلطالق، ونائب الفاعل عطف�

ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن. وجملة "قلت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "ال

تبك ... ": في محل نصب مفعول به )مقول القول(. وجملة "نحاول ملك�ا": تعليلية ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "نموت" حيث أجاز فيه سيبويه الرفع إما بالعطف على "نحاول"، أو بالقطع، أي:

نحن نموت..16( الفتح:1)

(4/235)

تأكل السمك وتشرب اللبن" أي: ال تجمع بينهما،ومنه قول األخطل ]من الكامل[:

- ال تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا967فعلت عظيم

فالمراد: ال تجمع بين أكل السمك وشرب اللبن، وال

Page 517: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تجمع بين نهيك عن شيء وإتيانك مثله، والنصب في ذلك كله بإضمار "أن" بعد الواو عندنا، كما كان بعد

"أو"، وحمله على الفعل األول، أال ترى أنهم لم يريدوا بقولهم: "ال تأكل السمك وتشرب اللبن"

النهي عن أكل السمك منفرد�ا، وشرب اللبن منفرد�ا، وإنما المراد أن ينهاه عن الجمع بينهما، لما في ذلك

من الفساد والضرر؟ ولو جزمه بالعطف على ما تقدم، لكان داخال� في

حكم األول، وكان التقدير: ال__________

- التخريج: البيت ألبي األسود الدؤلي في ديوانه967 ؛238/ 2؛ وشرح التصريح 234؛ واألزهية ص 404ص

؛ وللمتوكل الليثي في األغاني13/ 2وهمع الهوامع ؛ والعقد الفريد117؛ وحماسة البحتري ص 156/ 12 ؛ وألبي األسود179؛ والمؤتلف والمختلف ص 311/ 2

)عظظ(؛447/ 7أو للمتوكل في لسان العرب وألحدهما أو لالخطل في شرح شواهد اإليضاح ص

؛ وألبي األسود الدؤلي أو لألخطل أو للمتوكل252 ؛393/ 4؛ والمقاصد النحوية 86/ 4الكناني في الدرر

وألحد هؤالء أو للمتوكل الليثي أو للطرماح أو ؛567 - 564/ 8للسابق البربري في خزانة األدب

/3؛ والكتاب 127ولألخطل في الرد على النحاة ص /2؛ ولحسان بن ثابت في شرح أبيات سيبويه 42

؛294/ 6؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 188 /4؛ وأوضح المسالك 864/ 2وأمالي ابن الحاجب

؛ والجنى الداني ص168؛ وجواهر األدب ص 181 /3؛ وشرح األشموني 424؛ ورصف المباني ص 157 ؛535؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 566

؛ وشرح عمدة الحافظ ص573وشرح ابن عقيل ص /15؛ ولسان العرب 77؛ وشرح قطر الندى ص 342.26/ 2؛ والمقتضب 361/ 2 )وا(؛ ومغني اللبيب 489

المعنى: احذر أن تنهى عن عمل شائن وتأتي مثله،وإال لزمك العار الكبير.

اإلعراب: "ال": ناهية. "تنه": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والفاعل: أنت. "عن خلق": جار ومجرور متعلقان بـ"تنه". "وتأتي": الواو: للمعية،

"تأتي": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد واو المعية، والفاعل: أنت، والمصدر المؤول من "أن

تأتي" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "مثله":

Page 518: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: في محل جر باإلضافة، "عار": خبر لمبتدأ محذوف

تقديره: ذلك عار. "عليك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"عار". "إذا": اسم مبني على

السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر "عار" المحذوف. "فعلت": فعل ماض.

والتاء: فاعل. "عظيم": نعت لـ"عار" مرفوع. وجواب "إذا" محذوف تقديره: "إذا فعلت ذلك فإنه عار عظيم

عليك". وجملة "ال تنه ... ": ال محل لها من اإلعراب ألنها استئنافية، أو ابتدائية. وجملة "ذلك عار عليك": ال

محل لها من اإلعراب ألنها تعليلية، أو تفسيرية.وجملة "فعلت": في محل جر باإلضافة.

والشاهد فيه قوله: "وتأتي" حيث جاءت الواو دالة على المعيه وقبلها نهي، ونصب الفعل المضارع

بعدها بـ"أن" مضمرة. وال يجوز أن نسمي ما بعدهامفعوال� معه ألنه فعل، وليس باسم.

(4/236)

تنه عن خلق، وال تأت مثله. ولو كان قال ذلك، لكان قد نهاه أن ينهى عن شيء، ونهاه أن يأتي شيئ�ا من األشياء، وهو محال. فلما استحال، حمل الثاني على

األول، كأئه تخيل مصدر األول إذ كان الفعل داال� عليه مع موافقة المعنى المراد، فصار كأنه قال: "ال يكنا منك نهي"، ثم أضمر "أن" مع الثاني، فصار مصدر�

ا متأوال� على مصدر في الحكم، ثم عطف مصدر� متأول، ولذلك ال يجوز إظهار "أن" فيه، لئال يصيرا به، ثم تعطفه، فتكون قد عطفت ح� المصدر مصر

ا ا على فعل صريح. فلو كان األول مصدر� اسم�ا صريح�ا، لجاز لك أن تظهر "أن" في الثاني، نحو قوله صريح�

]من الوافر[: - للبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلي من لبس968

الشفوف ولو قال: "وأن تقر عيني"، لجاز؛ ألن األول مصدر، فـ

"لبس عباءة" مبتدأ، و"تقر عيني" في موضع رفع بالعطف عليه، "وأحب إلي" الخبر عنهما. والمعنى أن

لبس الخشن من الثياب مع قرة العين أحب إلي من

Page 519: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

لبس الشفوف، وهو الرقيق من الملبوس، فالتفضيل لهما مجتمعين على لبس الشفوف، ولو انفرد

أحدهما، بطل المعنى الذي أراده، إذ لم يكن مراده أن لبس عباءة أحب إليه من لبس الشفوف، فلما كان

المعنى يعود إلى ضم "تقر عيني" إلى "لبس عباءة"، اضطر إلى إضمار "أن" والنصب. وقد حكي عن األصمعي أنه قال: لم أسمعه إال "وتأتي مثله"

بإسكان الياء يجعله مرفوع�ا على__________

- التخريج: البيت لميسون بنت بحدل في خزانة968 ؛ وسر صناعة90/ 4؛ والدرر 504، 503/ 8األدب

؛ وشرح244/ 2؛ وشرح التصريح 273/ 1اإلعراب /2؛ وشرح شواهد المغني 250شواهد اإليضاح ص

/1 )مسن(؛ والمحتسب 408/ 13؛ ولسان العرب 653 /4؛ والمقاصد النحوية 267/ 1؛ ومغني اللبيب 326 ؛277/ 4؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 397

؛157؛ والجنى الداني ص 192/ 4وأوضح المسالك ؛128؛ والرد على النحاة ص 523/ 8وخزانة األدب

؛571/ 3؛ وشرح األشموني 423ورصف المباني ص ؛ وشرح عمدة الحافظ ص576وشرح ابن عقيل ص

؛ والصاحبي في فقه65؛ وشرح قطر الندى ص 344 /2؛ والمقتضب 45/ 3؛ والكتاب 118، 112اللغة ص

27. اللغة: العباءة: الرداء الواسع. تقر عيني: تطمئن، أو

يرتاح بالي. الشفوف: الثوب الرقيق الناعم. المعنى: إن لبس العباءة مع راحة البال أحب إليها من

لبس الثياب الناعمة التي تلبسها المتحضرات. اإلعراب: "للبس": الالم: الم االبتداء، "لبس": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "عباءة": مضاف إليه مجرور.

"وتقر": الواو: حرف عطف، "تقر": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والمصدر المؤول من "أن تقر" معطوف على "لبس" في محل رفع."عيني":

فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر باإلضافة. "أحب":

خبر المبتدأ مرفوع. "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"أحب"، "من لبس": جار ومجرور متعلقان بـ"أحب"،

وهو مضاف. "الشفوف": مضاف إليه مجرور.

وجملة "لبس عباءة ... ": ابتدائية ال محل لها.

Page 520: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والشاهد فيه قوله: "وتقر" حيث نصب الفعلالمضارع بـ "أن" مضمرة بعد الواو التي بمعنى "مع".

(4/237)

االستئناف، أو يجعله حاال�، أي: ال تنه عن خلق وأنت تأتي مثله"، أي: في حال إتيانك مثله. وهذا قريب من

معنى النصب.ا قوله تعالى: }يا ليتنا نرد وال نكذب بآيات ربنا فأم

(، فقد قرئت على وجهين:1ونكون من المؤمنين{ ) برفع الفعلين اآلخرين، وهما "ال نكذب" و"نكون"،

وبنصبهما. وأما الرفع، فكان عيسى بن عمر يجعلهما متمنيين معطوفين على "نرد"، ويقول: إن الله

( في تمنيهم على قول من يرى2تعالى: أكذبهم )ا. وكان أبو عمرو بن العالء يرفعهما ال التمني خبر�

على هذا الوجه، بل على سبيل االستئناف، وتأويل: "ونحن ال نكذب بآيات ربنا، ونكون من المؤمنين إن

رددنا"، فالفعالن األخيران خبران غير متمنيين،ا. فأما ولذلك أكذبهم الله، ولم يكن يرى التمني خبر� النصب -وهو قراءة حمزة وابن عامر وحفص- فعلى معنى الجمع، والتقدير: يا ليتنا يجمع لنا الرد وترك

التكذيب والكون من المؤمنين، ويكون المعنى كالوجه األول في دخولهما في التمني، ويكون التكذيب على

ا، فاعرفه. رأي من يرى التمني خبر� فأما "الفاء" فينتصب الفعل بعدها على تقدير "أن"

ا، وذلك إذا وقعت جواب�ا لألشياء التي ذكرناها، أيض� وهي: األمر، والنهي، والنفي، واالستفهام، والتمني،

والعرض. ومنهم من يضيف إليها الدعاء، ويجعلها سبعة�، ومنهم من يجتزىء عن كل ذلك باألمر وحده

ألن اللفظ واحد، فاألمر، نحو قوله: "إيتني فأكرمك".ومنه ]من الرجز[:

ا فسيحا ... إلى سليمان969 - يا ناق سيري عنق�فنستريحا

__________.27( األنعام: 1)( أكذبهم: وجدهم كاذبين، أو بين كذبهم.2)

،52/ 3 - التخريج: الرجز ألبي النجم في الدرر 969 /2؛ وشرح التصريح 123؛ والرد على النحاة ص 79/ 4

Page 521: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

)نفخ(؛83/ 3؛ ولسان العرب 35/ 3؛ والكتاب 239 ؛10/ 2؛ وهمع الهوامع 387/ 4والمقاصد النحوية

؛ ورصف182/ 4وبال نسبة في أوضح المسالك ؛274، 270/ 1؛ وسر صناعة اإلعراب 381المباني ص

؛ وشرح ابن عقيل562/ 3، 302/ 2وشرح األشموني ؛ واللمع في71؛ وشرح قطر الندى ص 570ص

/1؛ وهمع الهوامع 14/ 2؛ والمقضب 210العربية ص 182.

اللغة والمعنى: ناق: ترخيم "ناقة". العنق: نوع من السير السريع. الفسيح: الواسع الخطى. سليمان: هو

سليمان بن عبد الملك بن مروان. يقول الشاعر لناقته: يا ناقتي أسرعي في سيرك

لنصل إلى سليمان بن عبد الملك، فنحظى بعطاياهونرتاح.

اإلعراب: "يا": حرف نداء. "ناق": منادى مرخم مبني على الضم المقدر في محل نصب على

النداء."سيري": فعل أمر مبني على حذف النون التصاله بياء المخاطبة، والياء: ضمير في محل رفع

ا": صفة لمفعول مطلق محذوف تقديره: فاعل. "عنق�ا" منصوب. ا": نعت "عنق� ا"."فسيح� ا عنق� "سيري سير�

"إلى": حرف جر. "سليمان": اسم مجرور بالفتحةألنه ممنوع من الصرف، =

(4/238)

ومثال النهي "ال تأت زيد�ا فيهينك". قال الله تعالى: (، وقال1}وال تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي{ )

تعالى: }ال تفتروا على الله كذب�ا فيسحتكم بعذاب{ )2.)

ومثال النفي. "ما تأتيني فتحدثني". قال زياد ]منالبسيط[:

- وما أصاحب من قوم فأذكرهم ... إال يزيدهم970حبا إلي هم__________

= والجار والمجرور متعلقان بـ"سيري". "فنستريحا": الفاء السببية: عاطفة، "نستريحا": فعل مضارع

منصوب بـ"أن" مضمرة، واأللف: لإلطالق، والمصدر المؤول من "أن نستريحا" معطوف على مصدر منتزع

Page 522: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

مما قبله، والتقدير: ليكن منك سير فاستراحة. وجملة " يا ناق ... " الفعلية: ال محل لها من اإلعراب

ألنها ابتدائية. وجملة )سيري( الفعلية: ال محل لهامن اإلعراب ألنها استئنافية.

والشاهد فيه قوله: "فنستريحا" حيث نصب الفعلالمضارع "نستريح" بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية.

.81( طه:1)61( طه:2)

- التخريج: البيت لزياد بن منقذ في خزانة األدب970 ؛ وشرح271/ 1؛ وسر صناعة اإلعراب 255، 250/ 5

؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي104/ 1التصريح ،137، 135/ 1؛ وشرح شواهد المغني 1392ص

؛ ومعجم الشعراء، ص701/ 2؛ والشعر والشعراء 428 ؛ ولبدر بن سعيد أخي256/ 1؛ والمقاصد النحوية 9

؛ وبال نسبة في330/ 10زياد )أو المرار( في األغاني ؛51/ 1؛ وشرح األشموني 83تخليص الشواهد ص

.146/ 1ومغنى اللبيب المعنى: يقول؛ ما إن تعرف إلى قوم في أسفاره،

وعاشرهم، حتى ازداد لقومه حب�ا، وتفضيال� لهم علىسواهم لمكارم أخالقهم.

اإلعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "أصاحب": فعل مضارع مرفرع، وفاعله ضمير

مستتر وجوب�ا تقديره "أنا". "من": حرف جر زائد. "قوم": اسم مجرور لفظ�ا منصوب محال� على أنه

مفعول به لـ"أصاحب". "فأذكرهم": الفاء: السببية، "أذكرهم": فعل مضارع منصوب بـ "أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر وجوب�ا تقديره "أنا"، و"هم":

ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من "أن أذكرهم" معطوف على

مصدر منتزع مما قبله. "إال": حرف حصر. "يزيدهم": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل

في محل نصب مفعول به أول. "حبا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "إلي": جار ومجرور متعلقان

بـ"يزيد"."هم": ضمير منفصل في محل رفع فاعل"يزيد".

وجملة "ما أصاحب ... ": الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "أذكرهم": صلة الموصول الحرفي ال محل لهامن اإلعراب. وجملة "يزيدهم": في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "فأذكرهم": حيث نصب الفعل

Page 523: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية، وشاهد آخر في قوله: " إال يزيدهم حب�ا إلي هم" حيث فصل الضميرا متصال� المرفوع "هم"؛ والقياس أن يجيء به ضمير�

بالعامل الذي هو "يزيد" فيقول: "إال يزيدونهم"، ولكنه فصله للضرورة. ويحتمل أن يكون فاعل "يزيد"

ا تقديره: "هو" يعود إلى المصدر ا مستتر� ضمير� المفهوم من "أذكر"؛ وكأنه قال: "ال يزيدهم ذكري

لهم حب�ا إلي"، وعلى هذا يكون الضمير البارزالمرفوع في آخر البيت توكيد�ا لذلك الضمير المستتر.

(4/239)

وأما االستفهام، فنحو قولك: "أين بيتك فأزورك".قال الله تعالى: }فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا{ )

(. وقال الشاعر ]من البسيط[:1 - هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل971

سبيل إلى نصر بن حجاج والتمني: "ليت لي ماال� فأنفقه". قال الله تعالى: }يا

ا عظيم�ا{ ) (. والعرض:2ليتني كنت معهم فأفوز فوز�"أال تنزل فتحدث".

فهذه األفعال تنصب بعد هذه الفاء بإضمار "أن" إذا كانت جواب�ا. وإنما أضمرت "أن" ها هنا، ونصب بها

من قبل أنهم تخيلوا في أول الكالم معنى المصدر، فإذا قال: "ززني فأزورك"، فكأنه قال: "لتكن منك زيارة"، فلما كان الفعل األول في تقدير المصدر،

والمصدر اسم، لم يسغ عطف الفعل الذي بعده عليه, ألن الفعل ال يعطف على االسم، فإذا أضمروا "أن"ا، فجاز لذلك عطفه على ما قبل الفعل، صار مصدر�

قبله، وكان من قبيل عطف االسم على االسم.ا لمخالفة الفعل الثاني وإنما تخيلوا في األول مصدر�

الفعل األول في المعنى، ولذلك إذا قلت: "ما تزورني فتحدثني"، لم ترد أن تنفيهما جميع�ا، إذ لو

أردت ذلك لرفعت الفعلين مع�ا، ولكنك تريد: ما تزورني محدث�ا، أي: قد تزورني وال حديث، فأثبت له الزيارة، ونفيت الحديث. فلما اختلف الفعالن، ولم

يجز العطف على ظاهر__________

.53( األعراف: 1)

Page 524: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

- التخريج: البيت لفريعة بنت همام في خزانة971 294/ 15؛ ولسان العرب 89، 88، 84، 80/ 4األدب

.271)مني(؛ وبال نسبة في سر صناعة اإلعراب ص اج هذا رجل شهر بجماله اللغة والمعنى: نصر بن حج

في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهذه الشاعرة التي تعرف بالمتمنية تتمنى الخمر لتشربها

كما تتمنى أن تلم بنصر بن حجاج هذا. اإلعراب: "هل": حرف استئناف. "من": حرف جر

زائد. "سبيل": اسم مجرور لفظ�ا، مرفوع محال� على االبتداء. "إلى خمر": جار ومجرور متعلقان بخبر

"سبيل". "فأشربها": الفاء: عاطفة وسببية. "أشربها": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد

الفاء السببية، و"ها": مفعول به محله النصب، والفاعل مستتر وجوب�ا تقديره: "أنا". "أم": حرف

عطف. "هل": حرف استفهام. "سبيل": مبتدأ مرفوع بالضمة. "إلى نصر": جار ومجرور متعلقان بخبر

"سبيل" المحذوف. "ابن": صفة لـ"نصر" مجرورة مثله. "حجاج": مضاف إليه مجرور، والمصدر المؤول

من "أن" المضمرة بعد الفاء، ومن الفعل "أشرب" معطوف على مصدر منتزع من قبل، والتقدير: هل

يكون خمر فشرب لهذه الخمر. جملة "هل من سبيل إلى خمر": ابتدائية ال محل لها

من اإلعراب. وجملة "هل سبيل إلى نصر": استئنافيةال محل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "فأشربها" حيث نصب بـ "أن" مضمرة بعد الفاء السببية. ويروى "أال سبيل" مكان

"هل من سبيل" على أن "أال" فيه للتمني. ولهذاسميت قائلة هذا الشعر بالمتمنية.

.73( النساء: 2)

(4/240)

الفعل األول، عدلوا عن الظاهر، وأضمروا مصدره، إذ الفعل يدل على المصدر، فاضطروا لذلك إلى إضمار

"أن" لما ذكرت لك. وأما مجيئه بعد غير الفعل فهو أسهل في اعتقاد

المصدر, ألنه ليس هناك فعل يجوز عطف هذا الفعل المتأخر عليه، أال ترى أنك إذا قلت: "أين بيتك؟ "

Page 525: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ليس هناك فعل يعطف عليه "أزورك"، فحمل على المعنى؛ ألن معناه "ليكن تعريف بيتك منك فزيارة

فني". مني"؛ ألن معنى "أين بيتك": "عر واعلم أن هذه الفاء التي يجاب بها تعقد الجملة

األخيرة باألولى، فتجعلهما جملة واحدة، كما يفعل حرف الشرط، ولو قلت: "ما تزورني، فتحدثني"،

فرفعت "تحدثني"، لم يكن الكالم جملة واحدة، بل جملتين, ألن التقدير: "ما تزورني، وما تحدثني"،

فقولك: "ما تزورني" جملة على حيالها، و"ما تحدثني" جملة ثانية كذلك. والكوفيون يقولون في مثل هذا وأشباهه: إنه منصوب على الصرف، وهذا الكالم، إن كان المراد به أنه لما لم يرد فيه عطف الثاني على لفظ الفعل األول، صرف عن الفعلية إلى معنى االسمية بأن أضمروا "أن"، ونصبوا بها، فهو كالم صحيح. وإن كان المراد أن نفس الصرف الذي هو المعنى عامل، فهو باطل, ألن المعاني ال تعمل في األفعال النصب، إنما المعنى يعمل فيها الرفع، وهو وقوعه موقع االسم كما كان االبتداء

الذي هو معنى عامال� في االسم، فاعرفه.

فصل ]معنيا الجملة المتضمنة فاء السببية[ قال صاحب الكتاب: ولقولك: "ما تأتينا فتحدثنا"

معنيان أحدهما "ما تأتينا فكيف تحدثنا" أي "لو أتيتنا لحدثتنا, واآلخر "ما تأتينا أبد�ا إال لم تحدثنا", أي منك

(.1إتيان كثير وال حديث منك وهذا تفسير سيبويه )* * *

قال الشارح: إذا قلت: "ما تأتينا فتحدثنا"، فيجوز في الفعل الثاني النصب والرفع، فالنصب يشتمل على

معنيين يجمعهما أن الثاني مخالف لألول. فأحد المعنيين: ما تأتينا محدث�ا، أي: ما تأتينا إال لم تحدثنا،

أي: قد يكون منك إتيان، وال يكون منك حديث. والوجه اآلخر: ما تاتينا، فكيف تحدثنا؟ فهذا معنى

غير المعنى األول, ألن معناه: لو زرتنا، لحدثتنا، فأنت اآلن ناف للزيارة، ومعلم أن الزيارة لو كانت، لكان

ا: الحديث. وأما الرفع، فعلى وجهين أيض�__________

.30/ 3( الكتاب 1)

(4/241)

Page 526: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أحدهما: أن يكون الفعل اآلخر شريك�ا لألول داخال� معه في النفي، كأنك قلت: ما تأتينا، وما تحدثنا، فهما

جملتان منفيتان. والوجه الثاني: أن يكون معنى: "ما تأتينا فتحدثنا"،

أي: ما تأتينا فأنت تحدثنا، كقولك: "ما تعطيني، فأشكرك"، أي: ما تعطيني، فأنا أشكرك على كل

حال. ومثله في الجزم: "لم تعطني فأشكرك"، أراد: لم تعطني، فيكون شكر. فإن أراد العطف على

األول؛ قال: "لم أعطك، فتشكرني" بالجزم؛ فأما (، فهو1قوله تعالى: }ال يقضى عليهم فيموتوا{ )

على قولك: "ال تأتيني، فأعطيك"، على أن تكون "ال" نافية، أي: لو أتيتني، ألعطيتك؛ فأما قوله تعالى:

( فالرفع ال غير؛ ألنه لم2}يقول له كن فيكون{ ) يجعل "فيكون" جواب�ا من هذا الباب؛ ألنه ليس ها هنا

شرط.

فصل ]ظهور "أن" مع الم "كي"[ قال صاحب الكتاب: ويمتنع إظهار "أن" مع هذه

األحرف، إال الالم إذا كانت الم "كي"، فإن اإلظهار جائز معها، وواجب إذا كان الفعل الذي تدخل عليه

داخلة عليه "ال"، كقولك: "لئال تعطيني"؛ وأماالمؤكدة فليس معها إال التزام اإلضمار.

* * * قال الشارح: قد تقدم الكالم على هذه الحروف،

وأنها ليست الناصبة بأنفسها، وإنما النصب بإضمار "أن" بعدها، وأتينا على العلة في امتناع ظهور "أن" بعدها؛ فأما الالم، فإن الفعل ينتصب بعدها بإضمار

"أن"، كقوله تعالى: }ليعلم أن قد أبلغوا رساالت (.4( و }وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم{ )3ربهم{ )

ويجوز ظهور "أن" بعدها، فتقول: "جئتك ألن تكرمني"، و"قصدتك ألن تزورني". وال خالف بين

أصحابنا في صحة استعمال ذلك، وال أعلمه جاء في التنزيل، وإنما جاز ظهور "أن" بعد الالم في الموجب,

ألن "أن" والفعل مصدر، والالم تدخل على المصادر التي هي أغراض الفاعلين، وهي قابلة أن يسأل بها عن كل فعل، فيقال: "لم فعلت"؟ فتقول: "لكذا"؛ا في فعله، وبالالم يتوصل إلى ألن لكل فاعل غرض�

ا بين حذفها وإظهارها. ذلك، ولذلك كنت مخير�

Page 527: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فأما مع "ال" النافية، فيجب ظهور "أن"، وال يحسن (.5حذفها، كقوله تعالى: }لئال يعلم أهل الكتاب{ )

والعلة في ذلك أن هذه الالم هي الالم في قوله: (، لكنها في الموجب6}ليعلم أني لم أخنه بالغيب{ )

باشرت لفظ الفعل، وأصلها أن تدخل على االسم، إذ__________

.36( فاطر: 1).117( البقرة: 2).28( الجن: 3).7( نوح:4).29( الحديد: 5).52( يوسف:6)

(4/242)

كانت حرف جر، وحروف الجر مختصة باالسم، فباشروا بالالم هنا لفظ الفعل؛ ألن "أن" حاجز مقدر

ا بينهما مع أن الفعل مشابه لالسم وخصوص� المضارع، وتال له في المرتبة، فلم يجيزوا دخوله على الحرف لبعده من االسم، بخالف لفظ الفعل.

ووجه ثان، وهو أنهم كرهوا أن يباشروا بالالم لفظ "ال"، فيتوالى المان، وذلك مستثقل، فأظهروا "أن"

ليزول ذلك الثقل, ألن حذف "أن" إنما كان لضرب من التخفيف، فلما أدى إلى ثقل من جهة أخرى؛

عادوا إلى األصل، وكان احتمال الثقل مع موافقة األصل أولى من احتمال الثقل مع مخالفة األصل

بحذف "أن" الناصبة. وأما المؤكدة، وهي الم الجحود، فهي تكون مع

النفي في باب "كان" الناقصة، كقوله تعالى: }ما (. وهذه1كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه{ )

الالم هي الالم في قولك: "جئت لتعطيني"، وهي التي أجازوا معها إظهار "أن". فلما اعترض الكالم

النفي، وطال شيئ�ا، لزم اإلضمار مع النفي؛ ألنه جواب، ونفي إليجاب فيه حرف غير عامل في الفعل،

فوجب أن يكون بإزائه حرف غير عامل، فقولك: "سيفعل زيد"، أو "سوف يفعل"، فإن نفيه "ما كان

زيد ليفعل". ومنه قوله تعالى: }وما كان الله (، فيباشر الفعل في حال2ليعذبهم وأنت فيهم{ )

Page 528: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

النفي حرف غير عامل فيه، كما كان كذلك في حالاإليجاب.

ووجه ثان، وهو أنه إنما قبح ظهور "أن" بعد الم الجحد, ألنه نقيض فعل ليس تقديره تقدير اسم، وال

لفظه لفظ اسم، وذلك أنا إذا قلنا: "ما كان زيد ليخرج"، فهو قبل الجحد كان "زيد سيخرج، وسوف

يخرج". فلو قلنا: "ما كان زيد ألن يخرج" بإظهار "أن"؛ لكنا قد جعلنا مقابل "سوف يخرج"، و"سيخرج"

ا، فكرهوا إظهار "أن" لذلك؛ ألن النفي يكون اسم� ( الم الجحد3على حسب اإلثبات. وقال الكوفيون )

هي العاملة بنفسها، وأجازوا تقديم المفعول على الفعل المنتصب بعد الالم، نحو قولك: "ما كنت زيدا�

ألضرب"، وأنشدوا ]من الطويل[: - لقد وعدتني أم عمرو ولم أكن ... مقالتها ما972

كنت حيا ألسمعا__________

.179( آل عمران: 1).33( األنفال: 2) ( انظر المسألة الثانية والثمانين في كتاب3)

"اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين.597 - 593والكوفيين". ص

/8 - التخريج: البيت بال نسبة في خزانة األدب 972.236/ 2؛ وشرح التصريح 578

اللغة: عذل: الم وعاتب.ا المعنى: لقد عاتبتني أم عمرو مع أنني لم أكن يوم�

ألسمع عتابها ولومها لي. اإلعراب: "لقد": الالم حرف ابتداء وتوكيد، "قد":

حرف تحقيق. "وعدتني": "وعد": فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، التاء: تاء التأنيث الساكنة ال محل

لها من اإلعراب، والنون للوقاية، والياء:=

(4/243)

وال دليل في ذلك؛ ألنا نقول إنه منصوب بإضمار فعل، كأنه قال: "ولم أكن ألسمع مقالتها" ثم بين ماأضمر بقوله: "ألسمع"، كما في قوله ]من الطويل[:

- ]وإني امرؤ من عصبة خندفية[ ... أبت لألعادي973أن تذل رقابها

Page 529: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التقدير: أبت أن تذل رقابها لألعادي، ثم كرر الفعلبيان�ا للمضمر، فاعرفه.

__________ = ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. "أم": فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة

الظاهرة. "عمرو": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "ولم": الواو عاطفة، "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "أكن": فعل مضارع ناقص مجزوم وعالمة جزمه السكون الظاهرة، واسمها ضمير

مستتر تقديره: "أنا". "مقالتها": مفعول به لفعل مضارع محذوف يدل عليه الفعل المذكور، وتقديره:

لم أكن أسمع مقالتها، وهو منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، والضمير "ها" مبني على السكون في محل جر باإلضافة. "ما كنت": "ما":

مصدرية، "كنت": فعل ماض ناقص مبني على السكون التصاله بضمير رفع متحرك. والتاء: ضمير

رفع متحرك مبني على الضم في محل رفع اسمها. "حي�ا": خبرها منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة

على آخره، والمصدر المؤول من ما وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل

المحذوف "أسمع". "ألسمعا": الالم الم الجحود، "أسمعا": فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوب�ا،

وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوب�ا تقديره: "أنا"، والمصدر المؤول

من أن وما بعدها صلة الموصول الحرفي. وجملة "عذلتني أم عمرو": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب، وجملة "لم أكن ... ": معطوفة على السابقة ال محل لها. وجملة "كنت ... ": صلة

الموصول الحرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "أسمع": صلة الموصول الحرفي ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "مقالتها" أراد "ولم أكن ألسمع

مقالتها" وقدم منصوب ألسمع عليه، وفيه المالجحود، فدل على جواز ذلك.

؛199/ 4 - التخريج: البيت لعمارة في المقتضب 973.596/ 2وبال نسبة في اإلنصاف

اللغة: عصبة: جماعة من الناس. خندفية: منسوبة إلى خندف، وهي امرأة الياس بن مضر بن نزار بن معد

بن عدنان، واسمها ليلى بنت حلوان. والخندفة،

Page 530: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اإلسراع في السير. ويروى: "تديخ" مكان "تذل"؛وتديخ: تخضع وتذل.

المعنى: إنني رجل من جماعة خندف القوية العظيمةالتي رفضت أن تخضع ألعدائها.

اإلعراب: "وإني": الواو: بحسب ما قبلها، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل في محل

نصب اسمها. "امرؤ": خبر مرفوع بالضمة. "من عصبة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة

لـ"امرؤ". "خندفية": صفة أولى مجرورة بالكسرة. "أبت": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على

األلف المحذوفة، التصاله بتاء التأنيث الساكنة،ا تقديره: "هي". والفاعل ضمير مستتر جواز�

"لألعادي": جار ومجرور بالكسرة المقدرة متعلقان بالفعل "تذل"."أن تذل": أن حرف مصدرية ونصب،

"تذل": فعل مضارع منصوب بالفتحة. "رقابها": فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل

جر باإلضافة، والمصدر المؤول من "أن" وما بعدهافي محل نصب مفعول به.

وجملة "إني امرؤ": بحسب ما قبلها وجملة "أبت لألعادي": في محل جر صفة ثانية. وجملة "تذل":صلة الموصول الحرفي ال محل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "أبت لألعادي أن تذل رقابها" فالالم في قوله لألعادي ال تكون من صلة "أن تذل"

بل من صلة فعل مقدر قبله، وتقديره: "أبت أن تذل"ا لذلك المقدر. وجعل هذا المظهر تفسير�

(4/244)

فصل ]النصب والرفع بعد "حتى"[ قال صاحب الكتاب: وليس بحتم أن ينصب الفعل في هذه المواضع بل للعدول به إلى غير ذلك معنى وجهة

من اإلعراب مساغ, فله بعد "حتى" حالتان هو في إحديهما مستقبل, أو في حكم المستقبل, فينصب، وفي األخرى حال أو في حكم الحال فيرفع, وذلك

قولك: "سرت حتى أدخلها"، و"حتى أدخلها". تنصب إذا كان دخولك مترقب�ا لما يوجد، كأنك قلت "سرت

كي أدخلها"، ومنه قولهم أسلمت حتى أدخل الجنة، وكلمته حتى يأمر لي بشيء". أو كان مقتضي�ا إال أنه

Page 531: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

في حكم المستقبل من حيث أنه في وقت وجودالسير المفعول من أجله كان مترقب�ا.

* * *ا في هذه األشياء قال الشارح: ليس النصب الزم�

بحيث ال يجوز غيره، بل يجوز فيها العطف على ظاهر الفعل المتقدم، فيشاركه في إعرابه، إن رفعا، وإن جزما. أال ترى أنك إذا قلت: "ال تأكل السمك وتشرب

اللبن" بجزم الثاني؛ كنت قد عطفت الثاني على األول، ويكون المعنى أنك نهيته عن كل واحد على

االنفراد حتى لو أكل السمك وحده، كان عاصي�ا، ولو شرب اللبن وحده؛ كان عاصي�ا. فإذا أريد النهي عن

الجمع ال عن كل واحد منهما، عدل إلى النصب، فهذا معنى قوله: "بل للعدول به إلى غير ذلك من معنى وجهة من اإلعراب مساغ"، أي: إذا أريد غير معنى العطف الصريح، وكان له مساغ؛ عدلوا إليه. فمن ذلك "حتى" وقد تقدم الكالم عليها والخالف فيها،

وهي إذا دخلت على الفعل كانت مذهبين: أحدهما أن يقع الفعل بعدها منصوب�ا، واآلخر أن يكون مرفوع�ا، وذلك على تقديرين: فإذا نصبت الفعل بعدها؛ كان بإضمار "أن"، وكانت "حتى" هي الجارة لالسم من (،1نحو قوله تعالى: }سالم هي حتى مطلع الفجر{ )

كما أن الالم كذلك. وظاهر أمرها الغاية، وأصل معنى الغاية لـ"إلى"، و"حتى" محمولة في ذلك عليها، فهي حرف جر

مثلها، ولذلك جرت كما جرت تلك في قوله تعالى:يام إلى الليل{ ) (، وكالهما غاية كما2}ثم أتموا الص

ترى، إال أن "حتى" تدخل الثاني فيما دخل فيه األول من المعنى، فمعناها إذا خفضت كمعناها إذا نسق

بها، فلذلك خالفت "إلى". فإذا قلت: "أكلت السمكة حتى رأسها" بالخفض، كان المعنى أنني لم أبق منها شيئ�ا كما لو كانت العاطفة، وإذا كانت الجازة على ما قررنا، فجار االسم ليس بناصب للفعل، فهذا انتصب

الفعل بعدها، فيكون بإضمار "أن"، و"أن" والفعلمصدر مجرور

__________.5( القدر: 1).178( البقرة: 2)

(4/245)

Page 532: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

بـ "حتى"، و"حتى" وما عملت فيه في موضع نصب بالفعل المتقدم، أو ما هو في حكم الفعل مما يتعلق

به "حتى". ويكون النصب بـ"حتى" هذه على وجهين: ضرب يكون

الفعل األول سبب�ا للثاني، فتكون "حتى" بمنزلة "كي"، وذلك قولك: "أطع الله حتى يدخلك الجنة"،

الة ) ( والكالم1و"كلمته حتى يأمر لي بشيء"، فالص سببان لدخول الجنة، واألمر له بالشيء، وال يلزم

امتداد السبب إلى وجود المسبب. والثاني أن ال يكون سبب�ا للثاني، فيكون التقدير "إلى أن"، وذلك قولك:

"سرت حتى تطلع الشمس"، فهذه ال تكون إال بمعنى "إلى أن"؛ ألن طلوع الشمس ال يؤديه فعلك، ومثله:

"ألنتظرنه حتى يقدم" فاالنتظار متصل بالقدوم، ألن المعنى "إلى أن يقدم"، فكل ما اعتوره هذان

المعنيان فالنصب له الزم. وقول صاحب الكتاب: "هو في إحداهما مستقبل، أو

في حكم المستقبل فينصب" يريد أن العوامل الظاهرة ال تعمل في فعل الحال, ألنه يشبه األسماء لدوامه، فلم تعمل فيه عوامل األفعال الظاهرة كما لم تعمل في األسماء، وال تعمل إال في المستقبل،

فإذا رأيت الفعل منصوب�ا، كان مستقبال�، أو في حكم المستقبل. مثال األول: "أطع الله حتى يدخلك الجنة"، فالسبب والمسبب مع�ا مستقبالن, ألن

الطاعة لم توجد بعد، ودخول الجنة لم يتحقق بعد، وإنما هو منتظر مترقب، وقوله: "كلمته حتى يأمر لي بشيء" فالسبب قد وجد، والمسبب لم يتحقق بعد إذ

قد تحقق منه الكالم، واألمر بشيء مترقب. ومثال الثاني "سرت حتى أدخلها"، فالسبب والمسبب

جميع�ا وإن كانا قد وجدا، إال أن األول هو المفعول من أجل وجود الثاني، وهو السبب، وكان مترقب�ا

ا، فهو في حكم المستقبل اآلن، فالسبب في منتظر�ا. كال الوجهين مستقبل إما حقيقة� وإما حكم�

* * * قال صاحب الكتاب: وترفع إذا كان الدخول يوجد في

الحال كأنك قلت: "حتى أنا أدخلها اآلن". ومنه قولهم "مرض حتى ال يرجونه"، و"شربت اإلبل حتى يجيء

البعير يجر بطنه", أو تقضى, إال أنك تحكي الحال الماضية, وقريء قوله تعالى: }وزلزلوا حتى يقول

Page 533: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

( منصوب�ا ومرفوع�ا.2الرسول " )* * *

__________( كذا في الطبعتين، والصواب: "فالطاعة".1) . وقراءة الفتح، هي قراءة الجمهور214( البقرة: 2)

وقرأ نافع والكسائي ومجاهد وغيرهم بالرفع. ؛130/ 1؛ والكشاف 140/ 2انظر: البحر المحيط

؛ ومعجم227/ 2والنشر في القراءات العشر .165/ 1القراءات القرآنية

(4/246)

قال الشارح: اعلم أن "حتى" يرتفع الفعل بعدها، وهي التي تكون حرف ابتداء، فيرتفع االسم بعدها

على االبتداء والخبر من نحو قوله ]من الطويل[: ]سريت بهم حتى تكل مطيهم[ ... وحتى الجياد ما

(1يقدن بأرسان ) فهي فيه بمنزلة "أما"، و"إنما"، و"إذا" وليست

الخافضة كما كانت إذا انتصب الفعل بعدها، فالرفع بعدها على وجهين يرجعان إلى وجه واحد، وإن

اختلفت مواضعها، وذلك أن يكون ما قبلها موجب�ا لما بعدها، ولكن ما يوجبه قد يجوز أن يكون عقيب�ا له ومتصال� به، وقد يجوز أن ال يكون متصال� به، ولكن

ال� بالفعل األول، وذلك نحو: "سرت � مسه يكون موطأ حتى أدخلها"، أي: كان مني سير فدخول، فليس في

هذا معنى "كي" وال معنى "إلى أن"، وإنما أخبرت بأن هذا كذا وقع منك، فالسبب والمسبب جميع�ا قد

مضيا.ا غير متصل بما والوجه اآلخر أن يكون السير متقدم�

تخبر عنه، ثم يكون مؤدي�ا إلى هذا، كقولك: "مرضحتى ال يرجونه"، أي: هو اآلن كذلك.

وقالوا: "شربت اإلبل حتى يجيء البعير يجر بطنه"، أي: وجد الشرب فيما مضى، وهو اآلن يجر بطنه،

فهو منقطع من األول، ووجوده إنما هو في الحال كما ذكرت لك بأنهما يرجعان إلى شيء واحد. فإن

قيل: فكيف يرجعان إلى شيء واحد والفعل الواقع بعد "حتى" في الوجه األول ماض، وفي الثاني حال؟

ي�ا، إال أنك تحكي الحال قيل: وإن كان ماضي�ا متقض

Page 534: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التي كان عليها، فصار وإن كان قد تقضي في حكم الحال. وقولنا: "إنهما يرجعان إلى شيء واحد" نعني

به أن الفعل الذي قبل "حتى" موجب ما بعدها، والفعل الذي بعدها حال أو في حكم الحال على ما

بينا، فإذا نصبت، كانت بمعنى الغاية، أو بمعنى "كي"،وإذا رفعت كان ما قبلها موجب�ا لما بعدها.

سول{ ) فأما قوله تعالى: }وزلزلوا حتى يقول الر (، فقد قرىء برفع الفعل الذي هو "يقول" ونصبه،2

فالنصب على وجهين؛ وهو أن يكون القول غاية للزلزال، والمعنى: وزلزلوا فإذا الرسول في حال

قول، واآلخر أن تكون "حتى" بمعنى "كي"، فتكون الزلزلة علة للقول، كأنه لما آل إلى ذلك؛ صار كأنه

ا: أحدهما: أن يكون علة له. والرفع على وجهين أيض� "الزلزال" اتصل بالقول بال مهلة بينهما, ألن القول

إنما كان عن الزلزلة غير منقطع، واآلخر أن يكون "الزلزال" قد مضى، والقول واقع اآلن، وقد انقطع

"الزلزال".* * *

قال صاحب الكتاب: وتقول: "كان سيري حتىأدخلها", بالنصب ليس إال, فإن زدت

__________.784( تقدم بالرقم 1).214( البقرة: 2)

(4/247)

ا متعب�ا", أو "أمس" وعلقته بـ "كان" أو قلت: "سير� أردت "كان" التامة؛ جاز فيه الوجهان, وتقول:

"أسرت حتى تدخلها" بالنصب, و"أيهم سار حتىيدخلها" بالنصب والرفع.

* * * قال الشارح: إذا قلت: "كان سيري حتى أدخلها"، لم

يحسن فيه إال النصب، وال يسوغ الرفع؛ ألنك إذا رفعت ما بعد "حتى"، كانت حرف ابتداء كـ"إذا�"

ا"، يقع بعدها الجملة، والجملة إذا لم يكن فيها و"أم عائد إلى األولى، وقعت منقطعة منها أجنبية، فال

ا، كما لو قلت: "كان سيري فإذا يسوغ أن يكون خبر� أنا أدخلها"، لم يجز؛ ألنك لم تأت لـ"كان" بخبر. وإذا

Page 535: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

نصبت، كانت حرف جر في موضع الخبر، كما تقول:"كان زيد من الكرام".

فإن زدت "أمس"، وقلت: "كان سيري أمس حتى أدخلها"، جاز النصب والرفع، وذلك على تقديرين: إن

ا، جاز الرفع لحصول الخبر. وهذا جعلت "أمس" خبر�ا. وإنما معنى قوله: "وعلقته بكان"، أي: جعلته خبر�

ا، وإن علقته حقيقة تعليقه بمحذوف إذا وقع خبر� بالمصدر الذي هو السير، وجب النصب، ولم يجز الرفع, ألنك لم تأت بخبر، وكذلك لو قلت: "كان

ا متعب�ا حتى أدخلها"، جاز الرفع؛ ألنك سيري سير�ا متعب�ا". جئت لـ"كان" بخبر، وهو قولك: "سير�

وكذلك إن جعلت "كان" التامة؛ جاز الرفع والنصب,ألنها ال تفتقر إلى خبر إذ كانت المكتفية بفاعلها.

وأما قولهم: "أسرت حتى تدخلها"؟ فال يجوز فيه إال النصب؟ ألنه قد تقدم من قولنا إن الرفع بعد "حتى"

يوجب أن يكون ما قبلها سبب�ا لما بعدها وموجب�ا له، فال بد أن يكون واجب�ا، وأنت إذا استفهمت، كنت غير

موجب، فال يصلح أن يكون سبب�ا، فبطل الرفع، وتعين النصب؛ ألن النصب قد يكون الثاني فيه غاية لألول غير مسبب عنه، وإن كان السبب والغاية يتقاربانفي اشتراكهما في اتصال ما قبلهما بما بعدهما.

فأما إذا قلت: "أيهم سار حتى يدخلها"، فإنه يجوز معه األمران, ألن السؤال إنما وقع عن فاعل السير

ق، فجاز أن يكون سبب�ا ا السير فمتحق وتعيينه؛ فأم وموجب�ا، فحينئذ يجوز الرفع؛ ألنه سبب، والنصب على

الغاية أو معنى "كي".

فصل ]أوجه إعراب الفعل المضارع بعد "أو"[ قال صاحب الكتاب: وقريء قوله تعالى: }تقاتلونهم

( بالنصب على1أو يسلمون{ )__________

.16( الفتح:1)

(4/248)

إضمار "أن"، والرفع على اإلشتراك بين "يسلمون" ( أو على اإلبتداء, كأنه قيل "أو هم1و"تقاتلونهم" )

يسلمون".

Page 536: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

* * * قال الشارح: قد تقدم القول: إن أصل "أو" العطف،

ومعناها أحد األمرين، وهي تكون على ضربين: أحدهما: أن تجري على مقتضى العطف، فإن كان ما

قبلها مرفوع�ا؛ رفعت ما بعدها، نحو قولك: "أنا أكرمك، أو أخرج معك"، أي: يكون مني أحد األمرين،

ا، وكذلك إن كان ما قبلها فعال� منصوب�ا أو مجزوم�ا، أو فمثال النصب قولك: "أريد أن تعطيني دينار� عشرة دراهم"، وتقول في الجزم: "ليخرج زيد أو

يقم عندنا". والثاني: أن يخالف ما قبلها ما بعدها، ويكون معناها "إال أن". والفرق بين الوجه األول والثاني أن األول

ال يعلق بين ما قبل "أو" وبين ما بعدها، وإنما هو داللة على أحد األمرين، كعطف االسم على االسم

بـ"أو"، نحو قولك: "جاءني زيد أو عمرو"، وعلى الثاني الفعل األول كالعام في كل زمان، والثاني

كالمخرج له عن عمومه، ولذلك صار معناه "إال أن". فأما قوله تعالى: }ستدعون إلى قوم أولي بأس

(، فالثاني فيه2شديد تقاتلونهم أو يسلمون{ ) عطف على األول، والذي يقع من ذلك أحد األمرين:

إما القتال، وإما اإلسالم، فهو خبر بوجود أحدهما من غير تعيين. وقال الزجاج: هو استئناف، أي: هو خبر مبتدأ محذوف، تقديره: أو هم يسلمون، فهو عطف

( أنه رأى في3جملة على جملة. وحكى سيبويه ) بعض المصاحف: "أو يسلموا"، وقيل: هي قراءة

. فـ"يسلموا" هذا ينتصب على معنى "إال أن"، ألبى فيجوز أن يقع القتال، ثم يرتفع باإلسالم. وقال

ا الكسائي: معناه: حتى يسلموا، وعلى هذا يكون خبر� بوقوع القتال واإلسالم، ويكون القتال سبب�ا لإلسالم،

أو يكون اإلسالم غاية ينتهي القتال عند وجوده. قال صاحب الكتاب: وتقول "هو قاتلي أو أفتدي

منه"، وإن شئت ابتدأته على "أو أنا أفتدي". وقال( في قول امريء القيس ]من الطويل[:4سيبويه )

فقلت له ال تبك عينك إنما ... نحاول ملكا� أو نموت(5فنعذرا )

__________ ( قراءة الرفع هي قراءة الجمهور، وقرأ أبي وزيد1)

؛94/ 8بن علي بالنصب. )انظر: البحر المحيط /6؛ ومعجم القراءات القرآنية 546/ 3والكشاف

Page 537: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

206..16( الفتح:2) /3( الحكاية للسيرافي، ال لسيبويه. انظر: الكتاب 3)

، الحاشية.47.47/ 3( الكتاب 4).966( تقدم بالرقم 5)

(4/249)

ولو رفعت لكان عربيا� جائزا� على وجهين: على أن تشرك بين األول واآلخر كأنك قلت "إنما نحاول, أو

إنما نموت"، وعلى أن يكون مبتدأ مقطوعا� من األولبمعني "أو نحن ممن يموت".

* * * قال الشارح: اعلم أن هذه المسألة على منهاج اآلية يجوز: فيها النصب والرفع، فالنصب على معنى " إال

أن"، والمعنى: "يقتلني، أو أفتدي" والمراد أن القتل قد يكون، ويرتفع بالفدية. ولو رفعت، جاز على

معنى: أو أنا ممن يقتدي. ومثله بيت امرئ القيس]من الطويل[:

فقلت له ال تبك ... إلخ يجوز فيه الوجهان: النصب على معنى "إال أن نموت،

فنعذرا" ويجوز أن يكون "أو" ها هنا بمعنى "حتى"، كأنه قال: "حتى نموت، فنعذرا". ويكون المراد

بالمحاولة على هذا طلبه قبل الظفر به، وسياسته بعد بلوغه، فيكون المعنى إننا نجد في الطلب حتى

إذا متنا على طلب معالي األمور؛ كنا معذورين. ( بين الثاني واألول. قال1والرفع على اإلشراك )

(: هو عربي جيد، والمراد: ال تبك عينك،2سيبويه ) فإنه ال بد من أحد هذين األمرين. ويجوز أن يكون

على القطع واالستئناف بمعنى: أو نحن ممن يموت، فنعذر، إال أن القوافي منصوبة. ويروى "فنعذرا"

بكسر الذال، أي: نبلغ العذر، يقال: "أعذر الرجل" إذا ( اليشكري3أتى بعذر. قال هذا لعمرو بن قميئة )حين استصحبه في سيره إلى قيصر.

* * *

فصل ]جواز النصب والجزم بعد الواو في بعض

Page 538: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

األساليب العربية[ قال صاحب الكتاب: ويجوز في قوله عز وجل: }وال

( أن يكون4تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق{ )"تكتموا" منصوبا� ومجزوما� كقوله ]من الطويل[:

- وال تشتم المولى وتبلغ أذاته ... ]فإنك إن974ه وتجهل[ تفعل تسف

__________ ( في الطبعتين: "االشتراك"، وهذا تصحيف. وقد1)

.1497صححتها طبعة ليبزغ في ذيل التصحيحات، ص .47/ 3( الكتاب 2)( في الطبعتين: "قمئة"، وهذا تصحيف.3).42( البقرة: 4)

- التخريج: البيت لجرير في ملحق ديوانه ص974 ؛ ولجحدر العكلي أو127؛ والرد على النحاة ص 1036

،134/ 2للخطيم من المالص في شرح أبيات سيبويه ؛ وبال نسبة في أمالي ابن الحاجب=188

(4/250)

وتقول زرني وأزورك بالنصب تعني لتجتمعالزيارتان. كقول ربيعة بن جشم ]من الوافر[:

- فقلت ادعي وأدعو إن أندى ... لصوت أن975ينادي داعيان

وبالرفع تعني زيارتك على علي كل حال, فلتكن منك زيارة ,كقولهم دعني وال أعود, وإن أردت األمر,

أدخلت الالم, فقلت و"ألزرك", وإال فال محمل ألنتقول: "زرني وأزرك"؛ ألن األول موقوف.

* * *__________

)أذى(.27/ 14؛ ولسان العرب 314/ 1= ههه: اللغة: المولى هنا: ابن العم. األذاة: األذى. سف

فه، وهو الجهل، وخفة الحلم. نسبه إلى الس المعنى: ينهى الشاعر عن شتم ابن العم وعن أذيته

لما في ذلك من العار على الشاتم. اإلعراب: "وال": الواو: بحسب ما قبلها، و"ال": ناهية

جازمة. "تشتم": فعل مضارع مجزوم بالسكون،ك بالكسر منع�ا اللتقاء الساكنين، والفاعل ضمير وحر مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنت. "المولى": مفعول به

Page 539: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منصوب بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر. "وتبلغ": الواو: حرف عطف، "تبلغ": فعل مضارع معطوف

على "تشتم"، مجزوم ويجوز نصبه بـ"أن" المضمرة. "أذاته": مفعول به منصوب، والهاء: ضمير متصل

مبني في محل جر مضاف إليه. "فإنك": الفاء: حرف استئناف، و"إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف: اسم

"إن" في محل رفع. "إن": حرف شرط جازم. "تفعل": فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنت. "تسفه": فعل مضارع مبني

للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنت. "وتجهل": فعل مضارع معطوفك على"تسفه" بواو العطف، مجزوم بالسكون، وحر بالكسر لضرورة القافية، والفاعل ضمير مستتر فيه

وجوب�ا تقديره: أنت. وجملة "تشتم" بحسب الواو. وجملة "تبلغ": معطوفة

على جملة "تشتم". وجملة "إنك إن تفعل تسفه": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "إن تفعل تسفه": خبر "إن محلها الرفع. وجملة "تفعل" جملة

الشرط غير الظرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "تسفه": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، ال

محل لها من اإلعراب. وجملة "تجهل": معطوفة علىه". جملة "تسف

والشاهد فيه: جواز جزم الفعل "تبلغ" بالعطف، أونصبه بـ"أن" المضمرة.

؛85/ 4 - التخريج: البيت لألعشى في الدرر 975 ؛ وليس45/ 3؛ والكتاب 128والرد على النحاة ص

؛90/ 2في ديوانه؛ وللفرزدق في أمالي القالي وليس في ديوانه؛ ولدثار بن شيبان النمري في

؛ ولسان726؛ وسمط الآللي ص 159/ 2األغاني )ندى(؛ وألحد هؤالء الثالثة أو لدثار316/ 15العرب

؛ وشرح شواهد239/ 2بن شيبان في شرح التصريح ؛ وبال392/ 4؛ والمقاصد النحوية 827/ 2المغني

/2؛ واإلنصاف 864/ 2نسبة في أمالى ابن الحاجب ؛ وجواهر األدب ص182/ 4؛ وأوضح المسالك 531 ؛ وشرح ابن عقيل392/ 1؛ وسر صناعة اإلعراب 167 ؛ ولسان341؛ وشرح عمدة الحافظ ص 573ص

؛524/ 2 )لوم(؛ ومجالس ثعلب 560/ 12العرب .13/ 2وهمع الهوامع

Page 540: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

اللغة: أندى: أفعل تفضيل من الندى. ويقال: فالنأندى صوت�ا من فالن إذا كان بعيد الصوت.=

(4/251)

قال الشارح: أما قوله تعالى: }وال تلبسوا الحق (، فيجوز أن يكون1بالباطل وتكتموا الحق{ )

ا بالعطف على لفظ "ال تلبسوا"، "تكتموا" مجزوم� فيشاركه في إعرابه، ويكون النهي عن كل واحد

منهما، وتقديره: وال تلبسوا الحق بالباطل، وال تكتموا الحق. ويجوز أن يكون منصوب�ا، وحذف النون من "تكتموا" عالمة النصب، ويكون النهي عن الجمع

بينهما على حد "ال تأكل السمك وتشرب اللبن": أي التجمع بينهما.

ا في مجلس قاضي القضاة وجرت هذه المسالة يوم� بحلب، فقال أبو الجرم الموصلي: ال يجوز النصب في

اآلية, ألنه لو كان منصوب�ا، لكان من قبيل "ال تأكل السمك وتشرب اللبن"، وكان مثله في الحكم يجوز

تناول كل واحد منهما كما يجوز ذلك في "ال تأكل السمك وتشرب اللبن"، فقلت: يجوز أن يكون

منصوب�ا ويكون النهي عن الجمع بينهما، ويكون كل واحد منهما منهيا عنه بدليل آخر. ونحن إنما قلنا في

قولهم: "ال تأكل السمك وتشرب اللبن": إنه يجوز تناول كل واحد منهما, ألنه ال دليل إال هذا، ولو قدرنا ثم دليال� آخر للنهي عن كل واحد منهما منفرد�ا، لكان

كاآلية، فانقطع عند ذلك، وأما قول الشاعر ]منالطويل[:

ه وال تشتم المولى وتبلغ أذاته ... فإنك إن تفعل تسف(2وتجهل )

فالبيت لجرير، والشاهد فيه جزم "تبلغ" لدخوله في النهي، والمعنى: ال تشتمه، وال تبلغ أذاته، والمولى

هنا ابن العم. وتقول: "زرني، وأزورك" بالنصب، وال يجوز الجزم؛ ألنه لم يتقدم ما تحمله عليه؛ ألن الذي تقدم فعل أمر مبني على السكون، فال يصح عطف المضارع

المعرب__________

= المعنى: تعالى لندعو مع�ا فيبعد صوتنا أكثر، أو:

Page 541: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

تعالى ندعو مع�ا, ألن الصوتين قد يكونان أبعد مدى. اإلعراب: "فقلت": الفاء: بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع

فاعل. "ادعي": فعل أمر مبني على حذف النون التصاله بياء المخاطبة، والياء ضمير متصل مبني في

محل رفع فاعل. "وأدعو": الواو: للمعية، و"أدعو": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والفاعل ضمير

مستتر فيه وجوب�ا تقديره أنا. والمصدر المؤول من "أن أدعو" معطوف على مصدر منتزع مما قبله.

"إن": حرف مشبه بالفعل. "أندى": اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة على األلف. ويمكن

اعتبارها: خبر مقدم لـ"إن، مرفوع بالضمة المقدرة، واسم "إن" المصدر المؤول من "أن ينادي".

"لصوت": جار ومجرور متعلقان بـ"أندى". "أن": حرف نصب ومصدري. "ينادي": فعل مضارع منصوب.

"داعيان": فاعل مرفوع باأللف ألنه مثنى. وجملة "قلت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "ادعي": في محل نصب مفعول به لـ"قلت". وجملة "إن أندى

لصوت": ال محل لها من اإلعراب ألنها استنافية. وجملة "أن ينادي داعيان" المؤولة بمصدر في محل

رفع خبر "إن"، والتقدير: "إن أندى" لصوت مناداةداعيين".

والشاهد فيه قوله: "وأدعو" حيث نصب الفعلالمضارع بـ"أن" مضمرة وجوب�ا بعد واو المعية.

.42( البقرة: 1).974( تقدم بالرقم 2)

(4/252)

عليه, ألن حرف العطف يشرك في العامل، واألول بال عامل، فلم يمكن حمله عليه. وال يصح إرادة األمر في الثاني؛ ألن المتكلم إذا أمر نفسه؛ لم يكن ذلك

إال بالالم, ألن أمر المتكلم نفسه كأمر الغائب، الا على األمر يكون إال بالالم، ولو جاز أن يكون معطوف� بغير الم؛ لجاز أن تقوله مبتدئ�ا: "أزرك"، وتريد األمر، وذلك مما ال يجوز إال في ضرورة الشعر، كقوله ]من

الوافر[: - محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من976

Page 542: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أمر تباال وإذا امتنع الجزم، نصب على تقدير "أن"، ويكون المراد الجمع، أي: لتجتمع الزيارتان: زيارة منك،

وزيارة مني، فيصح المعنى واللفظ. ويجوز الرفع، فيكون المعنى: إن زيارتك علي واجبة على كل حال،

فلتكن منك زيارة، ولم يرد معنى الجمع، وأما قوله]من الوافر[:

فقلت ادعي ... إلخ فالبيت أنشده صاحب الكتاب، وعزاه إلى ربيعة بن

جشم، وقيل هو لألعشى، وقيل: للحطيئة، والشاهد فيه أنه كالمسألة المتقدمة: لما امتنع عطف الثاني

إلى األول لما__________

- التخريج: البيت لحسان أو ألبي طالب أو976 ؛ ولألعشى أو لحسان11/ 9لألعشى في خزانة األدب

؛ وبال نسبة في أسرار61/ 5أو لمجهول في الدرر ؛ والجنى530/ 2؛ واإلنصاف 321، 319العربية ص ؛ وسر256؛ ورصف المبانى ص 113الداني ص

؛575/ 3؛ وشرح األشموني 391/ 1صناعة اإلعراب ؛8/ 3؛ والكتاب 597/ 1وشرح شواهد المغني

؛ والمقاصد224/ 1؛ ومغني اللبيب 96والالمات ص /1؛ والمقرب 132/ 2؛ والمقتضب 418/ 4النحوية

.55/ 2؛ وهمع الهوامع 272 اللعة: التبال: سوء العاقبة، وتبله الدهر: رماه

بمصائبه. المعنى: يخاطب الشاعر النبي - صلى الله عليه

وسلم - بقوله: يا محمد إن كل النفوس مستعدةا من األمور. لتفدي نفسك الغالية إذا ما خفت أمر�

اإلعراب: "محمد": منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. "تفد": فعل مضارع مجزوم بالم محذوفة بتقدير: "لتفد"، وعالمة جزمه حذف حرف العلة. "نفسك": مفعول به منصوب، وهو مضاف،

والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "كل": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "نفس": مضاف

إليه مجرور. "إذا": اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "تفد". "ما": حرف زائد. "خفت": فعل ماض، والتاء: ضمير

متصل مبني في محل رفع فاعل. "من أمر": جار ومجرور متعلقان بـ "خفت". "تباال�": مفعول به

Page 543: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منصوب. وجواب "إذا" محذوف تقديره: "إذا ما خفتمن أمر تباال� لتفد نفسك ... ".

وجملة "محمد": ال محل لها من اإلعراب ألنها ابتدائية. وجملة "تفد نفسك": ال محل لها من

اإلعراب ألنها استئنافية. وجملة "خفت من أمر": فيمحل جر باإلضافة.

والشاهد فيه قوله: "تفد" يريد: "لتفد" فحذف الماألمر، وهذا من أقبح الضرورات.

(4/253)

ذكرناه؛ نصبه بإضمار "أن"، والمعنى: ليكن منا أن تدعي، وأدعو، ويروى: و"أدع" على األمر بحذف الالم،

وأندى: أبعد صوت�ا، والندى: بعد الصوت.* * *

( في قول كعب1قال صاحب الكتاب: وذكر سيبويه )الغنوي ]من الطويل[:

- وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب977منه صاحبي بقؤول

النصب والرفع. وقال الله تعالى: }لنبين لكم ونقر( أي: ونحن نقر.2في األرحام ما نشاء{ )

* * * قال الشارح: روى سيبويه هذا البيت منصوب�ا

ا على قوله: ومرفوع�ا، فالنصب بإضمار "أن" عطف� "للشيء الذي ليس نافعي"، وتقديره: "وما أنا

بقؤول للشيء غير النافعي، وال لغضب صاحبي بقؤول". والمراد: بقؤول لما يكون سبب�ا لغضبه, ألنه

ال يقول الغضب. وأما الرفع، فبالعطف على موضع "ليس"؛ ألنها من صلة "الذي"، و"الذي" توصل بالجمل االبتدائية، وال

يكون لها موضع من اإلعراب، فإذا عطفت عليها فعال�مضارع�ا،

__________.46/ 3( الكتاب 1)

- التخريج: البيت لكعب بن سعد الغنوي في977 ؛129؛ والرد على النحاة ص 76األصمعيات ص ، ولسان46/ 3؛ والكتاب 573، 569/ 8وخزانة األدب

)قول(؛ وبال نسبة في أمالي ابن573/ 11العرب

Page 544: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

/3؛ والمنصف 19/ 2؛ والمقتضب 304/ 1الحاجب 52.

المعنى: لست ممن يقول قوال� يغضب صاحبي منه،وال سيما إذا لم يكن قولي هذا ينفعني شيئ�ا.

اإلعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي يعمل عمل "ليس". "أنا": ضمير منفصل مبني

في محل رفع اسم "ما". "للشيء": جار ومجرور متعلقان بـ "قؤول". "الذي": اسم موصول مبني في محل جر صفة "الشيء". "ليس": فعل ماض ناقص،

ا تقديره: هو. واسمه ضمير مستتر فيه جواز� "نافعي": خبر "ليس" منصوب بفتحة مقدرة على ما

قبل الياء، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "ويغضب": الواو: للعطف، و"يغضب":

فعل مضارع مرفوع بالضمة، ويجوز فيه النصب بـ"أن" المضمرة بعد الواو. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ "يغضب". "صاحبي": فاعل "يغضب"

مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "بقؤول": الباء: حرف جر زائد، و"قؤول": مجرور لفظ�ا منصوب محال�

على أنه خبر"ما". وجملة "ما أنا بقؤول": بحسب ما قبلها. وجملة

"ليس نافعي": صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب. وجملة "يغضب" )في حال الرفع(: معطوفة

على جملة "ليس نافعي" ال محل لها من اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "ويغضب" حيث جوز سيبويه فيه

الوجهين: الرفع والنصب..5( الحج: 2)

(4/254)

كان في حكم المبتدأ به، فال يكون إال مرفوع�ا. والرفع هنا أوجه الوجهين؛ ألنه ظاهر اإلعراب صحيح

المعنى، والنصب على ظاهره عير صحيح؛ ألنك تعطفه على الشيء، وليس بمصدر، فيسهل عطفه

عليه. وإذا عطفته عليه، كان في حكم المخفوض بالالم؛ ألله معطوف على ما خفض بالالم، فيصير

التقدير: وما أنا لغضب صاحبي بقؤول. والغضب ليس مقوال�، فيفتقر إلى التأويل الذي قدرناه. وقد رد أبو

Page 545: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

العباس المبرد على سيبويه تقديمه النصب على الرفع هنا، وسيبويه لم يقدم النصب, ألنه أحسن من

الرفع، وإنما قدمه لما بني عليه الباب من النصببإضمار "أن".

وقوله تعالى: }لنبين لكم ونقر في األرحام ما نشاء{ (، لم يأت "ونقر"، إال مرفوع�ا على االبتداء1)

واالستئناف، كانه قال: و"نحن نقر في األرحام". ولو نصب، الختل المعنى، إذ كان بعد إذ ذلك لنبين لكما على ابتداع القدرة على البعث, ألنه إذا كان قادر�

هذه األشياء بعد أن لم تكن، كان أقدر على إعادتها إلى ما كانت عليه من الحياة, ألن اإلعادة أسهل من

االبتداع.

فصل ]جواز الرفع بعد فاء السببية[ قال صاحب الكتاب: ويجوز ما تأتينا فتحدثنا الرفع

على اإلشراك, كأنك قلت ما تأتينا فما تحدثنا ونظيره ( , وعلى2قوله تعالى: }وال يوذن لهم فيعتذرون{ )

االبتداء كأنك قلت ما تأتينا فأنت تجهل أمرنا. ومثلهقول العنبري ]من الخفيف[:

- غير أنا لم يأتنا بيقين ... فنرجي ونكثر التأميال978__________

.5( الحج: 1).36( المرسالت: 2)

- التخريج: البيت لبعض الحارثيين في خزانة978 /3؛ والكتاب 127؛ والرد على النحاة ص 538/ 8األدب

؛872/ 2، وبال نسبة في شرح شواهد المغني 33، 31.265/ 1والمقرب

اللغة: الترجي: األمل. المعنى: إذا لم تأتنا بما يدفع الشك عن نفوسنا،

فنحن نامل خالف ذلك. اإلعراب: "غير": اسم منصوب على االستثناء. "أنا":

"أن": حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب اسمها، والمصدر المؤول من "أن"

ومعموليها في محل جر مضاف إليه "لم تأتنا": "لم": حرف نفي وقلب وجزم، و"تأت": فعل مضارع

مجزوم بحذف حرف العلة، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر

فيه وجوب�ا تقديره: أنت. "بيقين": جار ومجرور متعلقان بالفعل "تأت"."فنرجي": الفاء السببية:

Page 546: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

عاطفة، و"نرجي": فعل مضارع مرفرع بالضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن: "ونكثر": الواو: عاطفة، و"نكثر": فعل

مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: نحن. "التأميال": مفعول به منصوب

بالفتحة، واأللف: لإلطالق. =

(4/255)

أي: فنحن نرجي, وقال ]من الطويل[: - ألم تسأل الربع القواء فينطق ... وهل يخبرك979

اليوم بيداء سملق (: لم يجعل األول سبب اآلخر، ولكنه1قال سيبويه )

جعله ينطق على كل حال, كأنه قال فهو مما ينطق، كما تقول إيتني فأحدثك، أي فأنا ممن يحدثك على

كل حال, وتقول ود لوا تأتيه فتحدثه, والرفع جيدكقوله تعالى: }ودوا لو تدهن

__________ = وجملة "لم تأتنا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "نرجي": في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: نحن. وجملة "نحن نرجي": معطوفة ال محل لها من اإلعراب. وجملة "نكثر التأميال": معطوفة على جملة

"نرجي" محلها الرفع. والشاهد فيه قوله: "فنرجي" حيث رفعه بعد فاء

السببية. - التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص979 ؛525، 524/ 8؛ وخزانة األدب 146/ 8؛ واألغاني 137

؛ وشرح201/ 2؛ وشرح أبيات سيبويه 81/ 4والدرر ؛474/ 1؛ وشرح شواهد المغني 240/ 2التصريح

)سملق(؛ والمقاصد النحوية164/ 10ولسان العرب ؛185/ 4؛ وبال نسبة في أوضح المسالك 403/ 4

؛ والرد على86/ 6؛ والدرر 76والجنى الداني ص ؛385، 378؛ ورصف المباني ص 127النحاة ص

)حدب(؛300/ 1؛ ولسان العرب 37/ 3والكتاب .131، 11/ 2؛ وهمع الهوامع 168/ 1ومغني اللبيب

اللغة: الربع: مكان اإلقامة، أو الدار. القواء: األرض المقفرة التي ال أنيس فيها. البيداء: الصحراء. السملق: األرض التي ال نبات فيها، أو األرض

Page 547: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

المستوية.ا يخاطبه المعنى: جرد الشاعر من نفسه شخص� بقوله: ألم تسأل عن أحبابك الدار التي أضحت

موحشة بعد أن غادرها أهلها؟ ثم يستدرك فيقول:وهل تجيب صحراء مقفرة؟

اإلعراب: "ألم": الهمزة: حرف استفهام، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تسأل": فعل مضارع

مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منع�ا اللتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره

أنت. "الربع": مفعول به منصوب. "القواء": نعت "الربع" منصوب. "فينطق": الفاء: حرف استئناف،

و"ينطق": فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضميرا تقديره هو. "وهل": الواو: حرف مستتر فيه جواز�

عطف، و"هل": حرف استفهام. "يخبرنك": فعل مضارع مبني على الفتح التصاله بنون التوكيد،

والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "اليوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تخبرنك". "بيداء": فاعل مرفوع بالضمة. "سملق": نعت "بيداء"

مرفوع بالضمة. وجملة "ألم تسأل الربع": ال محل لها من اإلعراب

ألنها ابتدائية. وجملة "ينطق": استئنافية ال محل لها من اإلعراب، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف،

تقديره: هو، فتكون الجملة "هو ينطق": استئنافية ال محل لها من اإلعراب. وجملة "هل تخبرنك ... ": معطوفة على جملة "ألم تسأل" ال محل لها من

اإلعراب. والشاهد فيه قوله: "فينطق" حيث بقي الفعل

المضارع مرفوع�ا بعد الفاء االستئنافية، وليستالسببية كما يتوهم.

.37/ 3( الكتاب 1)

(4/256)

(2( , وفي بعض المصاحف "فيدهنوا" )1فيدهنون{ )وقال ابن أحمر ]من الوافر[:

- يعالج عاقرا� أعيت عليه ... ليلقحها فينتجها980حوارا

كأنه قال "يعالج فينتجها", وإن شئت على االبتداء.

Page 548: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

* * * قال الشارح: قد تقدم القول في نحو "ما تأتينا

فتحدثنا": إنه يجوز في الثاني النصب والرفع، فالنصب من وجهين، وقد تقدم الكالم عليهما،

ا من وجهين: والرفع أيض� أحدهما: أن تريد بالثاني ما أردت باألول، وتشرك

بينهما، فتعطف، "تحدثني" على "ما تأتيني"، ويكون النفي قد شملهما، كأنه قال: "ما تأتينا، وما تحدثنا"، فهو عطف فعل على فعل. ومثله قوله تعالى: }هذا

(،3( وال يؤذن لهم فيعتذرون{ )35يوم ال ينطقون )أي: فال يعتذرون.

__________.9( القلم:1) ؛ وتفسير الرازي309/ 8( انظر: البحر المحيط 2)

.196/ 7؛ ومعجم القراءات القرآنية 84/ 30 ؛73 - التخريج: البيت البن أحمر في ديوانه ص 980

.54/ 3؛ والكتاب 1134، 846والمعاني الكبير ص اللغة: العاقر: التي ال تلد. اإللقاح: أن يحمل عليها

الفحل حتى تلقح. والحوار بضم الحاء، وكسرها: ولد الناقة من الوضع إلى الفطام، ويقال: نتجت الناقة

أنتجها إذا أنتجت عندك وأنتجت إذا دنا نتاجها. المعنى: هذا الرجل يحاول مضرتي، وإذاللي، وهوا أو في عجزه عن ذلك كمن يحاول أن يلقح عاقر�

ينتجها. اإلعراب: "يعالج": فعل مضارع مرفوع، والفاعل

ا": ا تقديره: هو. "عاقر� ضمير مستتر فيه جواز� مفعول به منصوب. "أعيت": فعل ماض مبني على

الفتح، والتاء: حرف للتأنيث، والفاعل: ضمير مستترا تقديره: هي. "عليه": جار ومجرور فيه جواز�

متعلقان بـ"أعيت". "ليلقحها": الالم: حرف جر يفيد التعليل، و"يلقحها": فعل مضارع منصوب بـ "أن"

مضمرة بعد الم التعليل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر

ا تقديره: "هو". والمصدر الموول من "أن" فيه جواز� والفعل "يلقح" في محل جر بالالم، والجار والمجرورا إللقاحها. متعلقان بـ "يعالج"، والتقدير: يعالج عاقر�

"فينتجها": الفاء: حرف استئناف، و"ينتجها": فعل مضارع مرفوع، و"ها": ضمير متصل مبني في محلا نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

Page 549: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ا": مفعول به ثان منصوب. تقديره: "هو". "حوار� وجملة "يعالج": ابتدائية ال محل لها من اإلعراب.

ا" محلها النصب. وجملة "أعيت": صفة لـ"عاقر�وجملة "ينتجها": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

والشاهد فيه: رفع "ينتجها" على العطف على "يعالج"، أو على االبتداء، ولو نصب حمال� على

المنصوب قبله، لكان أحسن, ألن رفعه يوجب كونالنتاج ووقوعه، ونتاج العاقر ال يكون وال يقع.

.36 - 35( المرسالت: 3)

(4/257)

والوجه الثاني: أن يكون اإلتيان منفيا، والحديث موجب�ا، ويكون فيه عطف جملة على جملة، كأنه قال:

"ما تأتيني فأنت تحدثني على كل حال"، وليسا باآلخر، وال هو شرط فيه. ومثله قول أحدهما متعلق�

الشاعر ]من الخفيف[:غير أنا لم ... إلخ

البيت لبعض الحارثيين، والشاهد فيه قطع ما بعد الفاء ورفعه، ولو أمكنه النصب على الجواب، لكان

أحسن، فهذا ال يكون إال على الوجه الثاني، كأنه قال: "فنحن نرجي، ونكثر التأميال"، فهو خبر مبتدأ. ولم

يجز الوجه األول؛ ألن األول مجزوم. ومنه قول اآلخروهو جميل بن معمر ]من الطويل[:

ألم تسأل الربع ... إلخ فالشاهد فيه قطع "ينطق" مما بعده، ورفعه على

االستئناف، أي: فهو ينطق على كل حال. وال يجوز الوجه األول, ألن الفعل األول مجزوم، ولو أمكنه

النصب، لكان أحسن، لكن القوافي مرفوعة. والقواء:ا، ال ا لالعتبار، أي: يجيب اعتبار� القفر، وجعله ناطق�

ا لدروسه، وتغيره. ثم يراجع كالمنكر على نفسه حوار� بأن الربع ال يجيب حقيقة�، فقال: "وهل يخبرنك

اليوم بيداء سملق". والبيداء: القفر، والسملق: التيال شيء فيها. (: لم يجعل األول سبب�ا لآلخر، أي: لو1قال سيبويه )

أراد ذلك، لنصب، قال: ولكنه جعله ينطق على كلحال على ما ذكرنا.

(: لم2ومثله "إيتني فأحدثك" بالرفع، قال الخليل )

Page 550: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

ترد أن تجعل اإلتيان سبب�ا للحديث، ولكنك أردت: إيتني، فإنني ممن يحدثك البتة جئت أو لم تجىء.

وتقول: "ود لو تأتينا وتحدثنا" بالنصب والرفع، فالنصب على معنى التمني, ألن معناه: ليتك تأتينا، فتحدثنا، فتنصب مع "وددت" كما تنصب مع "ليت"؛

ا بالعطف على لفظ ألنها في معناها، والرفع جيد أيض� "تأتينا"؛ ألنه مرفوع، ويكون التقدير: وددت لو تأتينا،

ووددت لو تحدثنا. (،3ومثله قوله تعالى: }ودوا لو تدهن فيدهنون{ )

الثاني مرفوع بالعطف على لفظ األول, ألنه شريكه ( أنها في بعض4في معناه. وحكى سيبويه )

المصاحف، "فيدهنوا" بالنصب على معنى التمني.وأنشد ]من الوافر[:

ا ... إلخ يعالج عاقر�__________

.37/ 3( الكتاب 1).36/ 3( الكتاب 2).9( القلم:3) ، وفيه: "وزعم هارون )أي: هارون36/ 3( الكتاب 4)

بن موس النحوي البصري( أنها في بعض المصاحف"ودوا لو تدهنوا فيدهنوا".

(4/258)

البيت البن أحمر، والشاهد فيه رفعه "فينتجها" إما بالعطف على "يعالج" كأنه قال: "يعالج فينتج" أو

على القطع عما قبله واالبتداء به، كذا الرواية، ولو نصبت؛ لجاز بالعطف على المنصوب قبله، وهو أجود,

ألنه إذا رفع؛ فقد أوجب وجوده ونتاج العاقر، والمعنى أن هذا يحاول مضرته، وال يقدر على ذلك،

فهو بمنزلة من يحاول نتاج ما ال يلقح، والحوار: ولدالناقة.

فصل ]جواز العطف على المضارع المنصوب بالرفع[ قال صاحب الكتاب: وتقول: "أريد أن تأتيني ثم

( في قول1تحدثني" ويجوز الرفع. وخير الخليل )عروة العذري ]من الطويل[:

- وما هو إال أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما981

Page 551: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

أكاد أجيب__________

.54/ 3( الكتاب 1)ة في ديوانه ص 981 ؛522 - التخريج: البيت لكثير عز

؛400؛ وسمط الآللي ص 528/ 1والحماسة الشجرية ؛ ولألحوص في ملحق49وللمجنون في ديوانه ص

/2؛ وخزانة األدب 250/ 4؛ واألغاني 213ديوانه ص ؛561، 560/ 8؛ ولعروة بن حزام في خزانة األدب 17

.626والشعر والشعراء ص اللغة: فجاءة: بغتة. أبهت: أدهش وأتحير.

المعنى: إذا ما قصدت الحبيبة، لم يكن مني إال أن أفاجأ برؤيتها فيعقد لساني، وكأني غير قادر على

الكالم. اإلعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، و"ما": نافية

مهملة. "هو": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. "إال": حرف حصر. "أن": حرف ناصب ومصدري. "أراها": فعل مضارع منصوب

بالفتحة المقدرة على األلف للتعذر، و"ها": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به،

والفاعل ضمير مستتر فيه وجوب�ا تقديره: "أنا". والمصدر المؤول من "أن" والفعل "أرى" في محل

رفع خبر للمبتدأ "هو"، والتقدير: ما هو إال رؤيتي إياها. "فجاءة": حال على تأويل: "مفاجأ بها"، أو

مفعول مطلق لفعل محذوف، والتقدير: أفاجأ فجاءة. "فأبهت": الفاء: حرف عطف أو استئناف، و"أبهت":

ا على الفعل "أراها"، وروي روي بالنصب معطوف� بالرفع على االستئناف، والفاعل ضمير مستتر فيه

وجوب�ا تقديره: أنا. "حتى": حرف غاية وابتداء. "ما": نافية مهملة. "أكاد": فعل مضارع ناقص مرفوع،

واسمه مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنا. "أجيب": فعلمضارع مرفوع، وفاعله مستتر فيه وجوب�ا تقديره: أنا.

وجملة "ما هو إال رؤيتي إياها": بحسب الواو التي قبلها. وجملة "أبهت": )بالرفع( استئنافية ال محل لها

من اإلعراب وجملة "أجيب": في محل نصب خبر"أكاد".

والشاهد فيه: جواز الرفع على القطع واالستئنافا على "أراها" منصوب�ا في "أبهت"، أو النصب عطف�

بـ"أن".

(4/259)

Page 552: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

� بين النصب والرفع، في "فأبهت". ومما جاء منقطعاقول أبي اللحام التغلبي ]من الطويل[:

- على الحكم المأتي يوما� إذا قضى ... قضيته982أن ال يجوز ويقصد

أي عليه غير الجور وهو يقصد، كما تقول عليه أن ال (: ويجوز الرفع1يجوز، وينبغي له كذا. قال سيبويه )

في جميع هذه الحروف التي تشرك على هذا المثال.* * *

قال الشارح:: اعلم أن هذه الحروف من حروف العطف أعني الواو، والفاء، و"ثم"، إذا عطفت أدخلت

الثاني في حكم األول، وأشركته في معناه، فإذا قلت: "أريد أن تأتيني ثم تحدثني"، جاز النصب

بالعطف على األول، ويكون الثاني داخال� في اإلرادة كاألول، كأنك قلت: "أريد أن تأتيني ثم أريد أن

تحدثني" ويجوز الرفع على القطع واالستئناف، كأنك قلت: "أريد أن تأتيني، ثم أنت تحدثني". قال سيبويه،

وسألت الخليل عن قول الشاعر ]من الطويل[:وما هو إال أن أراها ... إلخ

__________ - التخريج: البيت ألبي اللحام التغلبي في خزانة982

/2؛ وشرح أبيات سيبويه 558، 557, 555/ 8األدب ؛56/ 3؛ ولعبد الرحمن بن أم الحكم في الكتاب 182

/3وألبي اللحام أو لعبد الرحمن في لسان العرب /2 )قصد(؛ وبال نسبة في األشباه والنظائر 353 ؛ وشرح شواهد المغني169؛ وجواهر األدب ص 243

.21/ 2، 149/ 1؛ والمحتسب 778/ 2 اللغة: الحكم: الحاكم. المأتي: اسم المفعول من

أتى. ال يجور: ال يظلم أو ال يميل إلى الحق. المعنى: يجب على الشخص الذي يتولى الحكم

والقضاء بين الناس أن ال يتجاوز الحق، بل يجب أنيعدل في حكمه.

اإلعراب: "على الحكم": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف مقدم. "المأتي": صفة لـ"الحكم" مجرورة

ا": ظرف زمان متعلق باسم المفعول مثله. "يوم� "المأتي". "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يجور"، مبني على السكون في محل نصب. "قضى": فعل

ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضميرا تقديره: هو. "قضيته": مفعول به مستتر فيه جواز�

Page 553: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

منصوب، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر باإلضافة. "أن ال يجور": "أن": حرف مصدري ونصب،

"ال": نافية، "يجور": فعل مضارع منصوب بـ"أن"،ا تقديره: هو، والفاعل ضمير مستتر فيه جواز�

والمصدر المؤول من "أن" والفعل "يجور" مبتدأ مؤخر. "ويقصد": الواو: حرف استئناف، و"يقصد":

فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيها تقديره: هو. جواز�

وجملة "قضى قضيته": في محل جر باإلضافة.وجملة "يقصد": استئنافية ال محل لها من اإلعراب.

وجملة "على الحكم أن ال يجور": ابتدائية ال محل لهامن اإلعراب.

والشاهد فيه قوله: "أن ال يجور ويقصد" حيث رفع الفعل "يقصد" على القطع الذي قد يجيء بعد الواو

غير الجمعية..52/ 3( الكتاب 1)

(4/260)

فقال: أنت في "فأبهت" بالخيار. إن شئت حملتها على "أن"، وإن شئت، لم تحملها عليها، فرفعت. البيت لعروة العذري، وقيل: هو لبعض الحارثيين.

والشاهد فيه جواز الرفع والنصب، فالنصب بالعطف على أن المراد المصدر، والتقدير: فما هو إال الرؤية

فأبهت، على نحو قوله ]من الطويل[:(1فإن المندى رحلة فركوب )

والرفع على القطع واالستئناف، والمعنى: فإذ�ا أنامبهوت، وأما قول اآلخر ]من الطويل[:

ا إذا قضى ... قضيته أن على الحكم المأتي يوم�اليجور ويقصد

البيت لعبد الرحمن بن أم الحكم، وقيل: هو ألبياللحام التغلبي، وقبله:

عمرت وأكثرت التفكر خالي�ا ... وساءلت حتى كادعمري ينفد

ا ... بما يتقى منها فأضحت أمور الناس يغشين عالم�د وما يتعم

جدير بأن ال أستكين وال أرى ... إذا حل أمر ساحتيأتبلد

Page 554: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

والشاهد فيه رفع "يقصد" وقطعه عما قبله، فههنا ال يصح النصب بالعطف على األول؛ ألنه يفسد المعنى, ألنه يصير عليه غير الجور وغير القصد، وذلك فاسد.

والوجه الرفع على االبتداء، والمراد: عليه غير الجور، وهو يقصد، والقصد: العدل، فهو خبر، ومعناه األمر

على حد قوله تعالى: }والوالدات يرضعن أوالدهن (، أي: ينبغي لهن ذلك فليفعلن2حولين كاملين{ )

ذلك. ومثله "أريد أن تأتيني، فتشتمني" ال يجوز النصب ها هنا؛ ألنك لم ترد الشتيمة، ولكن المراد: كلما أردت إتيانك تشتمني، فهو منقطع من "أن"،

ونحوه قول الراجز: - ]الشعر صعب وطويل سلمه983

__________.879( تقدم بالرقم 1)233( البقرة: 2)

؛239 - التخريج: الرجز للحطيئة في ديوانه ص 983 ؛ ولرؤبة في ملحق86/ 6؛ والدرر 242واألزهية ص

؛ وبال نسبة في خزانة53/ 3؛ والكتاب 186ديوانه ص /2؛ وهمع الهوامع 33/ 2؛ والمقتضب 149/ 6األدب

)حضض(.136/ 7؛ ولسان العرب 131 اللغة: ارتقى: صعد. الحضيض: قرار األرض عند سفح

الجبل. زلت: سقطت. اإلعراب: الوضوح؛ واألعجام:عدم اإلفصاح.

ا فعليه الجد ا مفلق� المعنى: من يريد أن يكون شاعر� واالجتهاد والدربة، فطريقه صعبة، والصعود فيه إلى عالم الشهرة طويل، فمن فعل بال تمكن سقط إلى

أسفل، واحتقره الناس, ألنه كمن أراد الشرح فأبهم. اإلعراب: "الشعر": مبتدأ مرفوع بالضمة. "صعب":

خبر مرفوع بالضمة. "وطويل": الواو:=

(4/261)

إذا ارتقى فيه الذي ال يعلمهزلت به إلى الحضيض قدمه[

يريد أن يعربه فيعجمه فإنه رفع على االستئناف وإرادة "فهو يعجمه"؛ ألنه

لو نصبه، لكان داخال� في اإلرادة، وليس المعنى عليه. قال سيبويه: ويجوز الرفع في جميع هذه الحروف

Page 555: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

التي تشرك على هذا المثال، والمراد أن الرفع جائز في كل ما يجوز أن يشركه األول من نصب أو جزم إذا تقدم ناصب أو جازم على القطع واالستئناف،

ويكون واجب�ا فيما ال يجوز حمله على األول نحو ماذكرناه.

__________ = للعطف، "طويل": معطوف على "صعب" مرفوع

بالضمة. "سلمه": فاعل للصفة المشبهة )طويل( مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر

باإلضافة. "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ارتقى": فعل

ماض مبني على الفتح المقدر على األلف. "فيه": جار ومجرور متعلقان بـ"ارتقى". "الذي": اسم

موصول في محل رفع فاعل لـ"ارتقى". "ال يعلمه": "ال": حرف نفي، "يعلمه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: "هو"، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

"زلت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"زلت". "إلى

الحضيض": جار ومجرور متعلقان بـ "زلت". "قدمه": فاعل "زلت" مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل

في محل جر باإلضافة. "يريد": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: "هو". "أن يعربه": "أن": حرف مصدرية ونصب، "يعربه": فعل مضارع منصوب بالفتحة، والهاء: ضمير متصل في

محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: "هو"، والمصدر المؤول من "أن" والفعل "يعربه" مفعول به. "فيعجمه": الفاء: لالستئناف،

"يعجمه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل: ضمير

مستتر تقديره: "هو". وجملة "الشعر صعب": ابتدائية ال محل لها من

اإلعراب. وجملة "ارتقى": في محل جر باإلضافة. وجملة "ال يعلمه": صلة الموصول ال محل لها من اإلعراب. وجملة "زلت": جواب شرط غير جازم ال محل لها من اإلعراب. وجملة "يريد": استئنافية ال

محل لها. وجملة "يعربه": صلة الموصول الحرفي ال محل لها من اإلعراب. وجملة "فيعجمه": في محل

رفع خبر لمبتدأ محذوف، بتقدير )فهو يعجمه(، وجملة

Page 556: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

"فهو يعجمه": استئنافية ال محل لها. وجملة "إذا ارتقى ... زلت": خبر ثالث للمبتدأ )الشعر( محلها

الرفع. والشاهد فيه قوله: "فيعجمه" حيث ارتفع الفعل

المضارع، ولم ينتصب على العطف.

(4/262)

]المضارع[ المجزومفصل ]جوازم المضارع[

قال صاحب الكتاب: تعمل فيه حروف وأسماء، نحو قولك لم يخرج، ولما يحضر، وليضرب، وال تفعل، وإن تكرمني أكرمك، وما تصنع أصنع, وأيا� تضرب أضرب،

وبمن تمرر أمر به.* * *

قال الشارح: اعلم أن عوامل الجزم على ضربين: حروف وأسماء كما ذكر، فالحروف خمسة، وهي

ا"، و"الم األمر"، و"ال" في النهي، "إن"، و"لم"، و"لم فهذه األصول في عمل الجزم. وإنما عملت

الختصاصها باألفعال دون األسماء. والحرف إذا اختص، عمل فيما يختص به. وهذه الحروف قد أثرت

في األفعال تأثيرين، وذلك أن "إن" نقلت الفعل إلى االستقبال والشرط، و"لم" نقلته إلى الماضي

ا" لنفي فعل معه ا" كذلك، إال أن "لم والنفي، و"لم "قد"، و"لم" لنفي فعل ليس معه "قد"، فإذا قال القائل: "قام زيد"؛ قلت في نفيه: "لم يقم"، وإذا

قال: "قد قام"، قلت في نفيه: "لما يقم". والماألمر نقلته إلى االستقبال، واألمر والنهي كذلك. فإن قيل: ولم كان عمل بعض الحروف المختصة

باألفعال الجزم، وبعضها النصب، فالجواب عن ذلك أن ما نقله إلى معنى ال يكون في االسم، عمل فيه إعراب�ا ال يكون في االسم، ولما كان الشرط واألمر والنهي ال يكون إال في األفعال، عملت أدواته فيها

الجزم الذي ال يكون إال في األفعال.ا"، فإنهما ينقالن الفعل الحاضر إلى وأما "لم"، و"لم الماضي على حد ال يكون في االسم, ألن الحد الذي يكون في االسم إنما يكون بقرينة الوقت، كقولك:

"زيد ضارب أمس"، وال يجوز "زيد يضرب أمس"،

Page 557: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

فتنقل الفعل المضارع إلى المضي بقرينة، كما فعلت في االسم، ويجوز "لم يضرب أمس"، فلما

نقلته على حد ال يجوز في االسم، عملت فيه إعراب�اال يكون في االسم، فلذلك كانت جازمة.

فإن قيل: فالحروف الناصبة، نحو: "أن"، و"لن"، و"إذن"، و"كي" قد أحدثت في الفعل ما ال يكون في

األسماء، فهال كانت جازمة؟ قيل: لعمري لقد كانالقياس فيها ما

(4/263)

" الثقيلة، ذكرت، غير أنه عرض فيها شبه من "أن فعملت عملها على ما سبق، فلذلك تقول: "لم يخرج

زيد"، فتدخلها على لفظ المضارع والمعنى معنى الماضي. أال ترى أنك تقول: "لم يقم زيد أمس"، ولو كان المعنى كاللفظ؛ لم يجز هذا كما لم يجز "يقوم

زيد أمس".ا" بمنزلة "لم" في الجزم. قال الله تعالى: وكذلك "لم

ا يعلم الله الذين جاهدوا منكم{ ) (، فجزمت1}ولم كما تجزم "لم"، إال أن الفرق بينهما أن "لم" ال

تكتفي بها في الجواب، لو قال قائل: "قام زيد"، لم يجز أن تقول في جوابه: "لم" حتى تقول: "لم يقم".

ا"؛ ألنها وإذا قال: "قد قام"، جاز أن تقول: "لم بزيادة ما عليها والتركيب قد خرجت إلى شبه

األسماء، فجاز أن تكتفي بها في الجواب، كما تكتفي باألسماء، ولذلك وقع بعدها مثال الماضي في قولك:

"لما جئت جئت".ا"، إذا وأما الم األمر، فنحو قولك: "ليضرب زيد عمر�كان للغائب. قال الله تعالى: }ثم ليقضوا تفثهم{ )

ا، لم يحتج إلى الالم2 (؛ وأما إذا كان المأمور حاضر� من قبل أن المواجهة تغني عنها، وربما جاءت الالم: مع فعل المخاطب، نحو قوله تعالى في قراءة أبى

(. وقد جاء في بعض كالم3}فبذلك فلتفرحوا{ ) النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة: "لتأخذوا

(.4مصافكم" ) وتقول في النهي: "ال تضرب"، فهذه الحروف هي

الجازمة لما بعدها بال خالف. وأما "إن" الشرطية، فتجزم ما بعدها، وهي أم

Page 558: برنامج المكتبة الشاملة - ://faculty.psau.edu.sa › filedownload › doc-11-doc-… · Web viewالخامس: أن تاتي لتأكيد التأنيث، وهو

حروف الشرط، ولها من التصرف ما ليس لغيرها، أال تراها تستعمل ظاهرة، ومضمرة مقدرة�، ويحذف

بعدها الشرط، ويقوم غيره مقامه، وتليها األسماءعلى اإلضمار؟

فأما عملها ظاهرة�، فنحو قولك: "إن تكرمني أكرمك". قال الله تعالى: }إن تنصروا الله ينصركم{

(5.) وأما عملها مقدرة، فبعد خمسة أشياء: األمر، والنهي، واالستفهام، والعرض، والتمني، وهو

كالجواب بالفاء إال الجحد، فإنه ال يجاب بالجزم،وسيوضح ذلك إن شاء الله تعالى.

واعلم أنك إذا قلت في الشرط: "إن تكرمني أكرمك"�، فالفعل األول مجزوم مثال

__________.142( آل عمران: 1).29( الحج: 2) . وهي قراءة ابن عامر وعثمان بن58( يونس: 3)

/5عفان والحسن وغيرهم. انظر: البحر المحيط ؛241/ 2؛ والكشاف 88/ 11؛ وتفسير الطبري 172

.80/ 3ومعجم القراءات القرآنية .354/ 8( ورد الحديث في تفسير القرطبي 4).7( محمد:5)

(4/264)