اتبعوا اللطف مع الجمیع

).33: 4(أف + "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض" + "... كونوا جمیعا متحدي الرأي، بحس واحد، ذوي محبة أخویة، مشفقین، لطفاء... مباركین،

).9و8: 3بط 1(عالمین أنكم لھذا دعیتم لكي ترثوا بركة" ن اللطف في واقعھ یعلن عن قوة عظیمة وعن قدرة اللطف، كثیرا ما یظنھ البعض أنھ ضعف. ولك -

جبارة إلعطاء البركة للناس، حتى لألعداء ومخالفي الرأي. والروح القدس واھب النعم والمواھب ھو الذي یستطیع أن یعلم كل مؤمن كیف یتعامل بحسب الوصیتین اللتین ذكرھما القدیس بطرس

والقدیس بولس (أعاله).نعمة یھبھا الروح لمن لم یقتن ھذه الصفة طبیعیا ألن بعض الناس خلقوا لطفاء فاللطف ھو -

بطبیعتھم (ولألسف مثل ھؤالء الناس، یتخلون أحیانا عن ھذه الصفة جریا وراء تقمص نمط مختلف ھا لشخصیة غریبة عن طبیعتھم). أما الذین لم یوھبوا بالطبیعة ھذه الصفة، فھم یستطیعون أن یقتنو

ل والصالة إلى الروح القدس لیھبھم إیاھا. بالتوساسا لمشاعر اآلخرین واھتماماتھم. - وأول سمة لنعمة اللطف، ھي أن یكون الشخص حس

وبھذا یدرك أن تشجیع اآلخرین ولو بالكلمات الرقیقة ھو أمر یحتاجھ الجمیع. وھنا نذكر قصة دما في الطریق، فبدون أیة معرفة سابقة بھ، وبالرغم حینما التقى بكاھن وثني قا مكاریوسالقدیس

ابتدره مكاریوسمن مشاعر العداوة التي كانت سائدة في ذلك العصر تجاه الوثنیین، إال أن القدیس تقابل مع نفس ھذا الكاھن مكاریوسبالقول: السالم لك أیھا الرجل النشیط، وألن تلمیذ القدیس

ھ بخشونة وتعاركا معا؛ فقد اندھش ھذا الكاھن من كلمات اللطف من الوثني قبل ذلك بقلیل وكلمالشیخ القدیس، وتبادال معا الحدیث، وفي النھایة آمن ھذا الكاھن بالمسیح وانضم إلى جماعة القدیس

الرھبانیة. مكاریوسار أو ومن أسوأ مظاھر السلوك المضاد للطف، الكالم الجاف أو الخشن ولو كان مختفیا وراء ھز

مزاح، فإنھ یؤذي اآلخرین، ویثمر حقدا وعداوة، وأحیانا إحباطا قد یصل إلى حد الیأس، وذلك في حالة وجود عالقة تلمذة بین الطرفین.

بت إلى خدمة الرعایة والتعلیم لدینا، االستھزاء باالبن أو بالمخدوم إذا فمن أسوأ العادات التي تسرم یخلف وراءه سأل والده أو معلمھ أو ر اعیھ سؤاال شخصیا صعبا، فتكون اإلجابة نوعا من التھك

رة لدى السامع. ......... مشاعر سلبیة مدمأي الحكمة والتریث في انتقاء الردود أثناء - لذلك، وكما علمنا القدیس أنطونیوس، فإن اإلفراز -

یة ناجحة للكرازة باسم المسیح وفي التربیة الروحیة ھو الذي یجعل من اللطف أداة إیجاب - األحادیث السلیمة.

وھذا األسلوب نافع جدا لألصدقاء معا، كما ھو نافع للوالدین وللراعي وأب االعتراف، وكذلك لخادم مدارس األحد، وتجاه كل مستویات األعمار التي نرعاھا ونعلمھا ونربیھا.

لھزار. اللطف ھو صفة المسیح التي دعانا أن نتعلمھا منھ: واللطف أبعد ما یكون عن المزاح وا - ). وكما نجد نحن 29: 11"تعلموا مني، ألني ودیع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت

الراحة لنفوسنا بالوداعة وتواضع القلب، ھكذا اآلخرون سیجدون الراحة لنفوسھم من لطفنا معھم.رھا بالدفاع عن الحق واإلیمان) أن یظن ومن حیل النفس (التي - ننسبھا أحیانا للشیطان أو نبر

م على الشخص أن اللطف یتنافى مع المجاھرة بالحق. وأن الدفاع عن الحق یستلزم العنف والتھجاآلخرین، وما یتبعھ من تشھیر وطعن وفضح ما یظنھ ھو خطأ في اآلخرین. وھذه الحیلة تحدث لنا

ام ألحد فصول إذا كنا غیر روحانیین، وإذا كنا ذوي مسئولیة كآباء وأمھات في العائلة، أو خد مدارس األحد، أو رعاة في الكنائس.

د سلوكنا اإلنجیل، حینما یخاطب المسئولین عن التعلیم والنظام والتربیة بقولھ على لسان وھنا یحدفأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانیین مثل ھذا بروح الرسول: "أیھا اإلخوة، إن انسبق إنسان

ب أنت أیضا" (غل ).1: 6الوداعة، ناظرا إلى نفسك لئال تجروقد ثبت فعال أن وصیة الرسول بولس نجحت في تفادي انقسامات وشرور كثیرة في الكنیسة -

ان المسئول عنھم إنسان روحاني أو حینما اتخذت مع أناس كان لھم أخطاء وزالت في الكنیسة، وك

أناس روحانیون. وھنا العبرة بالمسئول حینما یكون روحانیا، فاللطف أو الوداعة عنده وسائل سھلة وناجحة لحل مشاكل كثیرة

وما ال یعرفھ الكثیرون (وبخالف ما یشاع عنھم، ویعلمونھ أحیانا)، أن آباءنا القدیسین العظام - عن اإلیمان بكل مجاھرة وقوة، كانوا أكثر الناس لطفا ووداعة. ومن یدرس جیدا سیرة الذین دافعوا

الالھوتي وغیرھم، فسیجد أن غریغوریوسوویوحنا ذھبي الفم رلسیوك كبیرالقدیسین أثناسیوس ال حیاتھم كانت منیرة بنعمة اللطف والوداعة والتواضع تجاه مخالفیھم في الرأي.

القدیسین عانوا من االضطھاد والنفي والسجن الشيء الكثیر، ألنھم كانوا ولذلك نجد أن ھؤالءكون باللطف والوداعة في جھادھم. ولكنھم مقابل ذلك ربحوا خالصا لنفوسھم، ووحدة وسالما یتمس

للنفوس وللكنیسة عموما. كا وسط الروح القدس الذي سیھبك اللطف والوداعة سوف یرشدك إلى كیف تكون إنجیال م - تحر

ل بھا غیر المسیحیین في المكان الذي تعمل بھ أو تدرس فیھ أو تسكن فیھ. اعلم أن الرسالة التي یحمالروح القدس مسیحیي ھذه األیام التي نعیشھا ھي: كیف یرى المجتمع غیر المؤمن بالمسیح في

سلوكك تجاھھم بكل محبة.شخصك نور المسیح یشع من لطفك ومحبتك التي تتسم بھا معامالتك وواسأل هللا في صلواتك دائما أن یھبك الحكمة والمعرفة عن كیف تتصرف في كل موقف یقابلك (یع

1 :5.( ولیتك ال تتأخر عن االعتراف بأیة مرارة أو سحابة كراھیة تخیم على قلبك، أو أي طموح أناني -

ي أو الدین أو العقیدة. واطلب من هللا أوال، ومن أو عدائي یجوز في قلبك تجاه المخالفین لك في الرأأبیك الروحي في االعتراف، أن یصلي إلى هللا لكي یعطیك هللا كیف تستبدل ھذه المشاعر السلبیة

.باللطف والمحبة تجاه ھؤالءط بما ال یمج - ر أو تخط د هللا، بل التفت إلى المسیح بأفكارك وقلبك دائما، حتى إذا وجدت نفسك تفك

د ذھنك وقلبك. بما یھینھ. وصل إلى الروح القدس لكي یجدآباؤنا القدیسون یذكروننا دائما بأن نتأمل في محبة هللا الغافرة لنا بالرغم من عظم خطایانا الخفیة -

والظاھرة، وفي محبتھ لآلخرین مھما كانوا، ألنھ قد خلقھم لنفسھ على صورتھ ومثالھ. فلیس لك وال علیك إال أن تحترمھم وتحترم كرامتھم كأبناء هللا، بتعاملك معھم باللطف.

من لھ اذنان للسمع فلیسمع

اتبعوا اللطف مع الجمیعالمصدر: