األول المبحثوبالغتها الكريم القرآن أساليب

خطابه، ووجوه توجيهاته، في متنوعة الكريم القرآن جاء نظرا قصد التي األغراض ومستوياتهم. وتعدد أحوالهم في المخاطبين الختالف

عنها. لهم كشف التي المختلفة والحقائق عالجها، التي والمواضيع إليها طابعه الكريم للقرآن بأن القول يمكن أنه البحث، خالل من وسنرى

من حواه بما العربيـة، األسـاليب جميـع عن المتميز وأسلوبه الخاص،الكالم. أنواع كل عن به سمت جمة خصائص

سر عن والكشف أمكن، ما الخصائص تلك استجالء من نتمكن وحتى تعريف على النظر إلقاء من بد ال إعجازه وسبب رآنيقال األسلوب جمال

التوفيق: وبالله فنقول وتنوعه، تعدده سبب وبينان األسلوب أسلوب، فهو ممتد طريق وكل النخيل، من السطر:اللغة في األسلوب أي كذا في فالن أسلوب سلكت:يقال والمذهب والوجه الطريق واألسلوب

أي القول من أساليب في أخذنا يقال واألسلوب: الفن ومذهبه، طريقته .(1) أساليب على ويجمع منه، متنوعة فنون عرف قد أنه نرى االصطالح وفي األساليب أنواع كل يشمل بما أحيانا .(2) التغبير طريقة فقيل: هو وتعددها اختالفها على

في خاصة طريقة الفنون من وفن العلوم، من علم لكل أن ذلك وبيان متميز وأسلوب به خاص منهج وكاتب متكلم لكل وكذلك وتوضيحه، التعبير

غيره. عن به يختلف وأغراضه، مقاصده عن التعبير في األساليب، من واحد نوع على تعريفه في اقتصر قد األحيان أكثر وفي

والباحثون العربي، لألدب الدارسون به يهتم الذي وهو األدبي األسلوب هو األلفاظ اختيار طريقة " هو األسلوب قالوا وأنواعها، العربية البالعة في

.(3) والتأثير اإليضاح قصد المعاني عن بها للتعبير وتأليفها شأن ألن القرآني، األسلوب تعريف على ينطبقان ال التعريفين وكال

يكون أن التعريف جامعا . مانعا كان وإنواألول: من مانع غير أنه إال وغيره القرآن ألسلوب جامعاالمعروفة. األساليب كل عن بذاته متميز القرآن أسلوب أن مع االشتراك

القرآن، األسلوب حقيقة مع يتناسب وال جامع، غير فألنهالثاني: وأما األسلوب خصائص من الكثير وجمع األدبي، بطابعه تميز وإن الكريم فالقرآن

هذا ضمن حوي قد كذلك فإنه المختلفة، بأنواعه العرب عند المعروف األدبي هذا تناسب وإذا وغيره، العلمي كاألسلوب األساليب من غيره الطابع

تشتبه فقد علمهم، وقلة نظرهم لقصور البشر بني من األدباء مع التعريف

المعجم ،86 ص ،1 ج المحيط، القاموس ،456 ص ،1ج العرب، لسان انظر (?)1 .154 ص ،1 ج المنير، المصباح ،443 ص ،1ج الوسيط،

.32 ص الشايب، أحمد األسلوب( ?)2.56 ص الزيات، حسن أحمد البالغة عن دفاع ،31 ص السابق( ?)3

-1-

فيلزمهم بالمقام، واألليق األولى أيها عليهم ويخفي المتقاربة، األلفاظ عليه العليم بأسلوب يليق وال يتناسب ال أنه إال اإلخيتار، وحسن النظر تدقيق

أن يتصور ال إذ صنعا، شيء كل وأتقن علما، شيء بكل أحط الذي الحكيم الكالم بأليف في المثل الطريق عليه يخفي أو يختار، حتى األمر عليه يشتبهقال. فيما النظر ويعيد الحيرة في يقع حتى

هذا تبع ومعانية األديب أفكار أن من التعريف به يشعر عما فضال قد اإللهية المعاني أن مع المعروفة، تأليفها وطرق المحصورة اللغة أللفاظ

التأليف وجاء تسخيرا، األلفاظ لها سخرت ركابها. في يسير لها تابعاأنه: القرآن أسلوب تعريف في قيل ما وأنسب

المعاني إفادة في القرآن بها انفرد التي الخاصة الطريقة "هو عن يفرده ألنه القرآني األسلوب على ينطبق التعريف هذا . إن(1) باأللفاظ

أسلوب يماثله فال والتحدي اإلعجاز درجة إلى وصل ألنه ؛ األساليب من غيره.

: األسلوب واختالف تنوع إلى دعت التي األسباب من يختلف األسلوب أن الناحية هذه في نجدالموضوع: ناحية-1

متعددة الكتاب يطرقها التي الموضوعات دامت ألخر. وما موضوع موضوع لكل إذ ألخر، موضوع من تختلف فيها أساليبهم فإن ومختلفة،

له أن كما الموضوعات، من غيره عن تميزه التي به الخاصة طبيعته للنثر، مخالف بطبيعته فالشعر ومراعاتها، التزامها يجب وقوانين أصوال

السجع فإن وكذلك سواه، كالم كل عن تميزه التي وأصوله قوانينه وله لطبيعة مخالفة المقالة أو الرسالة وطبيعة والقصص، للخطابة مخالف لطبيعة ومتطلباته، بطبيعته مخالف هذا وكل واألمثال، الحكم أو المقامة من وتقريبها خفاياها، حوتوضي عنها، التعبير في ومتطلباتها األخرى العلوم

به، الخاص أسلوبه األنواع هذه من نوع لكل كان إذا جرم فال اإلفهام،. (2) عداه ما كل عن وطبيعته بشكله المتميز

كتابته من إلها قصد التي وغايته المتكلم أو الكاتب ناحية-2 اختالف إلى راجع الناحية لهذه بالنسبة األساليب واختالفكالمه: أو

انفعالهم، ودرجة العقلية، مومواهبه أذواقهم، حيث من الكتاب شخصيات توجيههم في وأثرها بها يدينون التي ومذاهبهم الحياة إلي نظرتهم ونوع

من األزهر جامعة الدين أصول لكلية معدمة القرآن إعجاز في مخطوطة رسالة( ?)1 .89 ص ،1945 سنة الحكيم السيد محمد السيد قبل

.39 ص الشايب أحمد األسلوب:انظر( ?)2

-2-

وغيره لهذا أن شك فدونما وسلوكهم، ونوع التفكير طبيعة في أثرا حتى غيره كتاب من األسلوب اختالف عله يترتب الذي األمر اإلنتاج،

من جماعة يتناوله حين الواحد الكاتب. فالموضوع هو قالوا: األسلوب الكتابة في الخاص بطابعه امتاز قد منهم واحد كل أن ىنر الكتاب، تبعا

:ميزتان لألسلوب يتحقق وبذلك وخلقه وشعوره عقله في به يمتاز ما وخطابة العامة، األسلوبية خواصها لها خطابة هو حيث من عامة ميزة

وخلقه، مزاجه في الحجاج به يمتاز ما العامة الخواص فوق لها الحجاجوعباراته. وكلماته الحكم، في ومذهبه

وغيرها، والموسيقي والقافية بالوزن مميز أسلوب ذو كذلك والشعر المتنبي ولكن والتعبير التفكير في خواص ذلك على زيادة أسلوبه في له مثال

.(1) والمعري والبحتري تمام أبي عن تفرقة والسلوك أن تبينا شيء، كمثله ليس الذي اله كالم هو الكريم القرآن كان وإذا

المعروفة. األساليب أنواع جميع بين من شيء كمثله ليس القرآن أسلوبالرافعي: صادق مصطفى المرحوم يقول المعنى هذا وحول

ليس ألنه بأسلوبه، ينفرد إنما الكريم القرآن إن وضعا ألبته، إنسانيا تشبه طريقة على لجاء إنسان وضع من كان ولو أو العرب أساليب م أسلوبا

واستبقنه المعني بهذا العرب أحسن .ولقد.العهد هذا إلى بعدهم جاء م رأوا ألنهم دونه، من انقطعوا وال أفحموا ما ولوالء بلغاؤهم، الكالم م جنسا

.(2) ؟ مخلوقة غير بطبيعة معارضته في لهم وكيف طابعهم، تؤديه ما غير كالمه من ومقصده الكاتب لغاية أن أما أن فواضح األسلوب، اختالف في أثرا

ومن المشاعر، وإلهاب النفوس في الحماس بث إلى يقصد من أسلوب من أسلوب غير له، السامعين إعجاب وإظهار العواطف إثارة إلى يقصد بأجل جاء قد الكريم والقرآن وخفاياه، العلم دقائق وشرح اإلقناع إلي يقصد

ذلك على فترتب سواه، آخر كتاب في تجتمع لم التي تلك وأسماها المقاصد أسلوبه يكون أن سواه. كالم أي ألسلوب مخالفا في مختلفون الناس أن ضرورة المعلوم فمنالمخاطبين: ناحية- 3

والمتعلم، واألمي والعالم، الجاهل فمنهم ومذاهبهم، وثقافتهم طبقاتهم، هذا وعلى.ذلك غير إلى والمتحضر، البدائي ومنهم والكافر، والمؤمن

على يجب فإنه لذا ألخرى، يحسن ال قد طائفة لمخاطبة يحسن فالذي مستوياتهم، على وينزله كالمه، في المخاطبين حال يراعي أن متكلم كل البالغة العلماء عرف وقد ومقبولة، الكالم جيد م به يعتد ال فأنه وأال

.(3) الحال لمقتضى الكالم مطابقة فقالوا: هي يكون أن الكالم لبالغة واشترطوا فيه يقال الذي للمواطن مالئما

.(4) به يخاطبون الذين واألشخاص القرآن إلى نظرت فإذا األساليب، اختالف في كبير أثر الناحية ولهذه

المكي العهد في يمتاز فبينما نزوله عهدي في أسلوبه تنوع ترى الكريم، العبارة بقصد في واشتدوا بربهم، كفروا قوما يخاطب كان ألنه وقوتها، غالبا

الساطعة، والبراهين القوية الحجج إيراد فيه وكثر لنبيهم، ومحاربتهم عنادهم

.99- 98 ص الشايب، أحمد األسلوب( ?)1السادسة. الطبعة ،332 ص النبوية والبالغة القرآن إعجاز( ?)2 .9 ص1ج الفزويني، للخطيب البالغة علوم في اإليضاح( ?)3.8 ص ، الثانية الطبعة أمين ومصطفى الجارم على بتأليف الواضحة البالغة( ?)4

-3-

يضيء ما والعذوبة، الرقة م فيه للمؤمنين مخاطبته في أسلوبه أ نجد بهجة ويملؤها النفس، وجوانح بسالسة المدني العهد في امتاز وقد وسرورا قيام بعد المخاطبين حاجة أن إذ والشدة، القبو من وخلوها ونعومتها، العبارة ذلك، كل استدعت وتفصيلها األحكام وتقرير التنظيم، إلى اإلسالمية الدول أسلوبه، تنوع قد السيئة نواياهم وكشف للمنافقين خطابه في وحتى

الذي األسلوب فإن وكذلك بالنزول، العهد أول عليه كان عما لهجته واختلفت نلسا استدعاه خاص بطابع تميز قد وغيرهم، اليهود ن الكتاب أثل به خاطب الناحية هذه عل األدباء بعض نص وقد وتفكيرهم، علمهم وطبيعة حالهم عن الرافعي صادق مصطفى المرحوم نقلفيها. الحكمة وجه وبينوا

قوله: الجاحظ الكالم أخرج واألعراب، العرب خاطب إذا وتعالى تبارك الله "ورأينا

عنهم حكي أو إسرائيل بني خاطب وإذا والحذف، والوحي اإلشارة مخرج جعله القرآن بأن ذلك في الحكمة وجه بين الكالم" ثم في وزاد مبسوطا

جرى وقد العبراني، األدب أسلوب من قري هو بما خاطبهم قد الكريم وليحسوا إنساني، غير وضع أنه ليعلموا خاصة خطابهم أكثر في عليه القرآن م هو فيما العرب أحس كما بسبيله، هم فيما إعجازه معاني من معنى

رشاقة له تجتمع أن القديم، العبراني الشعر في البالغة أبلغ كان إذ أمرهم، وبأنة التركيب، وفصاحة نم اللفظ، ووضوح المعرض وحسن العبارة، التكرار، يفيده ما لكل الكالم وتكرار المعني، ونحوها، وإبانة ومبالغة، وتوكيدا

في هو غيرها.مما األضداد ومقابلة والمعني اللفظ في الترادف استعمال ثم .(1) المعني للتكرار وتحسين اللفظية، للمحسنات آخر تكرار نفسه

ينزل لم المختلفة، خطاباته وجوه في الكريم القرآن أن والمالحظ االعتراض من أحد يتمكن ولم والبالغة، الفصاحة في الرفيع مستواه عن

أنه الفئات، من فئة أو الطبقات، من طبقة أي من نحوه اللوم توجيه وأ عليه، من شيء في نفسه مع اختلف أو لها، تعرض التي النواحي من بناحية أخل

من وخاصية إعجازه، وجوه من وجه نفسه حد في وهذا عرضها، التي األموروأسلوبه. القرآن لغة خواص

متباعدتين غايتين عن دراز الله عبد محمد المرحوم يحدثنافيقول: القرآن أسلوب في اجتمعتا كيف

أنك فلو الناس، عند متباعدتان غايتان الخاصة وخطاب العمة خطاب بهم لنزلت األغبياء، به تخاطب الذي المكشوف بالواضح األذكياء خاطبت

العامة خاطبت أنك ولو الخطاب، في ألنفسهم هيرضون ال مستوى إلى تطيقه ال بما ذلك م لجئتهم األذكياء بها تخاطب التي واإلشارة باللمحة حقها الطائفتين كلتا تعطي أن أردت إن ـ لك غنى فال عقولهم من كامال

تخاطب كما األخرى، به تخاطب ما بغير منهما واحد كل تخاطب أن ـ بيانك العلماء إلى تلقي واحدة جملة أن فأما.الرجال به تخاطب ما بغير األطفال

منهم كل فيراها والملوك، ةالسوقي وإلى واألغبياء، األذكياء وإلى والجهالء، ال أمه على تجده ال ما فذلك حاجته، وفق وعلى عقلـه، مقياس علـى مقـدرة

التعبير، بلطائف كالم أوفي البلغاء يراه واحد قرآن فهو الكريم، القرآن في وال إفهامهم، على يلتوي ال عقولهم، إلى وأقربه كالم أحسن العامة ويراه

على والخاصة العامة متعة فهو اللغة، وضع وراء تترجمان إلى فيه يحتاجون.222 – 221 ص ، النبوية والبالغة القرآن إعجاز( ?)1

-4-

حتى أراد من لكل ميسر القرآن هذا أن سبحانه الحق . وأوضح(1) السواء واالنجذاب المتعة فيه ويجد يفهمه أن يستطيع الجميع إن حيث أسلوبه في

رنا ولقد : تعالى قال ، قراءته عند نحوه من فهل للذكر القرآن يس .(17)القمر: مدكر: األساليب أنواع

أنواع نجمل أن نستطيع األساليب اختالف سبب عن تقدم ما خالل من: وهي أنواع ثالثة في األساليب

تنضري الذي المقولة، أو المكتوبة لآلثار العام النمط هواألول: النوع عن بها يتميز خاصة صفات في منها نوع كل يشترك أخرى، أنواع لوائه تحت تميزها عامة بصفات بينها فيما تشترك التي األخرى، األنواع من غيره جميعا فالنثر غيره، عن كثيرة، أنواع تحته ينضوي الذي الكتابة، أنماط من نمط مثال

له منها نوع ول وغيره، عوالسج والمقامة، والمقالة، والقصة، كالرسالة، للكل كان إن غيره، عن تميزه خاصة صفات عن تميزه عامة صفات مجموعا النثر في تتوفر ال والقافية كالوزن عامة بصفات يختص الذي مثال، الشعر

من نوع كل بين أنواع، على يشمل قد كذلك هو كان وإن أنواعه، بمجموع عن نفسه، الشعر في كقولنا وذلك غيره، عن يميزه ما الخاصة الصفات ملحمة، أنها طويلة، واحدة قصيدة أو الطوال، القصائد من مجموعة

مع الواحدة الملحمة وتتفق الشعر، أنواع باقي عن مميزة صفات فللملحمة بمعنى فهي كبير، حد إلى والحجم والمضمون الشكل في األخرى الملحمة العامة. النثر أنماط م نمط ولكنها نثر، هي العام النمط هو الذي األسلوب

(.form) كلمة اإلنجليزية في عليه يطلق ما هو لألسلوب المعنى وهذا األسلوب كان إذا ما نتساءل النوع هذا في فإننا وباإلجمال أو نظما

أم ملحمي أدبي، أم علمي هو فهل خالفهما، أو االثنين أحد كان إذا ثم نثرا؟.ذلك غير إلى كهاني أم حكمي خطابي أم تحليلي قصصي ن التركيب كيفية يإل فيه األساليب اختالف يرجع ما وهوالثاني: النوع مقاصد إلظهار التركيب، قوانين في التخير نحس وإلى فيه، اإلبداع ومدى

معانيه، وتوضيح الكاتب تفيده ما غير السمية الجملة تفيده ما أن نجد فمثال يترتب والذي التنكير، يفيده عما يختلف التعريف يفيده وما الفعلية، الجملة

يفيده ال م التقديم يفيد وقد والطلب النفي على يترتب ما غير القسم، على ال بعينه تراه ثم موضع، في يصلح قد منها البعض أن الواضح ومن التأخير،

أثره تجد ثم ومن آخر، موضع في يصلح وجمال األسلوب، قوة في واضحا الفرق به يلحظ الذي األمر العبارة، يطلق ما وآخر. وهذا أسلوب بين جليا

(.structure) اإلنكليزية في عليه هذا في األساليب واختالف والمرسلة، البليغة األساليبالثالث: النوع والسمعية والمعنوية، الحسية والصور البالغة، ناحية يإل راجع النوع

إليها، الحاجة ومدي استعمالها نسبة في واالستعارات، والتشابيه والبصرية، وهذا تصويرها، وحسن المعاني، تقريب في استعمالها على المترتب والثر جمال بها يظهر التي اآلخرة الزينة وأنواع كالحلي لسابقيه بالنسبة النوع

.(2)( styleاإلنجليزية) في به يعني ما وهو ورونقه الثوب.1969 سنة السعادة مطبعة-106 ص ، العظيم النبأ( ?)1النقد: وطرق والنثرية الشعرية األساليب في التاليين الكتابين إلى الرجوع يمكن( ?)2

1. Form and style in poetry. By, W.P. kerns. London 1996.

-5-

التقسيم هذا يكون وقد إليه لجأت ولكن كتابنا، عليه تواضع لما مخالفا الدراسات في المتبع المنهج اآلن وهو أوضح، ويجعله البحث يبسط ألنه

العالمية. أسلوب وبين بينها وقارنا األساليب من األول النوع إلى نظرنا فإذا

األساليب، تلك أنواع كل مع بطبيعته اختلف قد أنه نجد الكريم، القرآن نوإ المعروفة، بأنواعه النثر قبيل من كذلك وال الشعر، قبيل من هو فليس

كثير في ووجد تأثيره، وبالغ قدره بجالل يليق ما منها كل خصائص من جمع وحقيقته بجوهره تميز قد لكنه وبينها، بينه الشكلي التشابه بعض األحيان من

ما كل عن ميزته جمة بخصائص انفرد قد المثيل، عن جل أسلوب فهو عنها، بينه المقارنة أثناء منها كبيـر قسـم عن سنكشف التي الخصائص هذه عداه،المعروفة. المختلفة األساليب وبين: الشعر يشبه بأنه القائلة الشبهة على العلمي الرد: الكريم القرآن : من أوال

قول ذلك على والدليل حقيقته، في للشعر مباين الكريم القـرآن إن وال* ونـتؤمن ما الـقلي اعرـش ولـبق وـه وما : وتعالى تبارك الله

كاهن بقول رون ما قليال .(42-41 ( )الحاقة:تذك : العرب فصحاء : اعتراف ثانيا

بالشعر العداء، ناصبوه الذين العرب، مشركي من وصفه من وأما وتعنتهم حيلتهم، وقلة حيرتهم فلفرط أخرى، تارة والكهانة وبالسحر تارة، القوم أن يثبت وفصحائهم، زعمائهم بعض عن روي وما الكفر في كانوا فعال

معروف هو ما وبقية والسجع الشعر غير آخر شيء القرآن أن من متأكدينلديهم. سن ذا وكان قريش، من نفر إله اجتمع المغيرة بن الوليد أن ذلك أ- فمن وفود وعن الموسم، حضر قد إنه:لهم فقال الموسم، حضر وقد فيهم

فيه فأجمعـوا هـذا، صاحبكـم بأمر سمعوا وقد فيه، عليكـم ستقدم العرب بعضا. بعضه قولكم ويرد بعضا، بعضكم فيكذب تختلفوا وال واحدا، رأيا

لنا وأقم فقل شمس عبد أبا يا قالوا: فأنت أنتم بل:قال به، نقل رأيا رأينا لقد بكاهن، هو ما والله قال: ال كاهن، قالوا: نقول.اسمع فقولوا ما لقا شاعر، فنقول:قالوا سجعه، وال الكاهن(1) بزمزمة هو فما الكهان

ومقبوضه، بضه، وقر وهزجه، رجزه كله الشعر عرفنا لقد بشاعر وه.(3) بالشعر هو فما ،(2) ومبسوطة ومقبوضه

قال سيدا، نوكا ربيعة، بن عتبة أن روي ما ذلك ب- ومن جالس وهو يوما قريش: معشر يا ـ وحده المسجد في جالس يوالنب قريش، نادي في عليه وأعرض فأكلمه، محمد إلى أقوم أال فنعطيه بعضها يقبل لعله أمورا

الله رسول أصحـاب ورأوا حمـزة أسلم حين وذلك عنا، ويكف شاء أيها عتبة إليه فقام فكلمه، إليه فقم الوليد أبا يا بلي فقالوا ـ ويزيدون يكثرون

علمت، قد حيث منا انك أخي ابن يا:فقال الله رسول إلى جلس حتى قومك أتيت قد وأنك النسب، في والمكان العشيرة، في السلطة من

2. A handbook of critical approaches to literature. By .w. l. guevin and others. N.y. & London 1996.

يفهم. ال خفي الكاهن: كالم ( زمزم?)1الشعر. من أنواع كلها هذه( ?)2.101ص ،1ج الثر، عيون ،283 ص ،1ج هشام، ابن سيرة( ?)3

-6-

آلهتهم به وعبت أحالمهم، به وسفهت جاعلتهم، به فرقت عظيم، بأمر عليك أعرض مني فاسمع إبائهم، من مضى من به وكفرت ودينهم،

يا قل ، الله رسول له فقال:قال بعضها، منا تقبل لعلك فيها تنظر أمورا األمر هذا من به جئت بما تريد كنت إن أخي ابن يا:قال اسمع، الوليد أبا

به تريد كنت وإن ماال، أكثرنا تكون حتى أموالنا من لك جمعنا ماال شرفا نقطع ال حتى علينا سودناك تريد كنت وإن دونك، أمرا علينا، ملكناك ملكا

يأتيك الذي هذا كان وإن لك طلبنا نفسك، عن رده تستطيع ال تراه رئيا على التابع غلب ربما فإنه منه، نبرئك حتى أموالنا فيه وبذلنا الطب الله ورسول عتبة منه فرغ إذا حتى له قال كما أو منه، يداوي حتى لالرج

مني فاسمع:قال نعم، قال الوليد، أبا يا فرغت أقد:قال منه يسمع قال:.قال: افعل

حمن الله بسم حيم الر حمن من تنزيل* * حم الر الرحيم لت كتاب* الر آياته فص قرآنا بشيرا* يعلمون لقوم عربيا.(4-1)فصلت: يسمعون ال فهم أكثرهم فأعرض ونذيرا

أنصت منه، عتبة سمع فما عليه يقرأها فيها الله رسول مضى ثم ظهره خلف يديه وألفى لها، الله رسول انتهى ثم منه، ليسمع عليها معتمدا فأنت سمعت ما الوليد أبا يا سمعت قال: قد ثم فسجد منها السجدة إلى

جاءكم لقد بالله، نحلف لبعض بعضهم فقال أصحابه إلى عتبة فقام وذلك، أبا يا وراءك ما قالوا إليهم جلس فلما به ذهب الذي الوجه بغير الوليد أبو

سمعت أني قال: وراثي الوليد هو ما والله قط، مثله سمعت ما والله قوال .(1) بالكهانة وال بالسحر وال بالشعر

: العرب شعراء : اعتراف ثالثا القبيل هذا ومن على رده في الشعراء، أحد وكان ـ أنيس قول أيضا

الشعر أقراء على قوله وضعت لقد تالله:كهانة أو رسح أو شعر أنه ليقو والله بقولهم، هو فما الكهنة، قول سمعت ولقد أحد، لسان على يلتئم فلم

.(2) لكاذبون وإنهم لصادق من شبهة ينفي وفصاحئهم سادتهم بعض من القول هذا كان وإذا

الشعر، قبيل من أنه منهم ويدلل يثيرها، من وجدت قد الشبهة هذه أن إال الشيء على حوي قد الكريم القرآن بأن يجزم من األقل على أو إمكانها ثم الشعر، إلى نظرتهم اختالف هذا إلى دعاهم والذي.الشعر من الكثير

هذه فمن المعروفة، الشعر أوزان بعض مع تتفق منها كثيرة آيات مصادفة أنه يزعمون ما ومنها بحوره، من بحر تحت يندرج الشعر من يؤلـف ما اآليات

: القائل كقول مصراع، لما هيهات هيهاتسلوني حاولوا لما قلت قد

توعدون وقدور كالجواب وجفان : تعالـى قولـه بيـت أنـه يزعمون ومما

.(13)سـبأ: راسيات

.106 – 105 ص ،1 ج األثر، عيون ،314 ص ،1 ج هشام ابن سيرة( ?)1 القاهر عبد اإلعجاز في الصافية الرسالة إسالمه، في ذر أبي عن روي ما انظر( ?)2

.125 ـ124 ص اإلعجاز، في رسائل ثالث ضمن الجرجني

-7-

يتزكى فإنما تزكى ومن : الرمـل. وقالـوه بحـر من هـو قالوا آخر، مقام في النثر وبين وبينها مقام، الخفيف . من(18)فاطر: لنفسه

ليست أنها كما شعرا، ليست فهي كليهما عن منزهة ذاتها حد في وهي سنبينه. كما العب عند المعروف بالمعنى سجعا

المعاني في النظر أمعنا وإن حتى ولكننا والقافية، للوزن بالنسبة هذا فإننا اإلسالم، زمن كان الذي الشعر وخاصة العربي، الشعر عنها يعبر التي تختلف الشعر أغراض أن نرى وجود رغم الكريم، القرآن أغراض عن كثيرا

والفخر والهجاء المدح مواضيع أن فالمعروف الجزئيات، في المتشابه بعض ولعل العربي، الشعر عالجها التي عالمواضي أهم من هي والغزل والوصف

المشركين، أصنام يهجو حين الهجاء أساليب بعض يستعمل الكريم القرآن أساليب بعض ويستعمل.الناس من والملحدين المجرمين، أوصاف ويورد

علقة، إلي مضغة إلى نطفه من وتطوره اإلنسان خلق يصف حين الوصف منه، بدأ الذي التراب إلى ثم عجوز، شيخ إلى ثم شاب، إلى ثم وليد، إلى ثم كالغيبة المجتمع آفات لبعض كوصفه أو والنار، الجنة ألحوال كوصفه أو

لحمه بآكل ألخيه المغتاب وتشبيه والنميمة، ذلك. وغير ميتا اختالفا وأساليبه الشعر صناعة عن يختلف ذلك، كل في القرآن ولكن

الغالب في تمدح أنها العرب عند المدح أساليب عرفت فقد.جوهريا سبحانه الله على الكريم القرآن ثناء أما والكرم، هما: الشجاعة خصلتين والسمع، والعلم، واإلرادة، الوحدانية: كالقدرة، صفات جميع فيشمل النعم أنواع وجميع أعدائهم، من واالنتقام ألولياء، والتأييد والكالم، والبصر،

فشتان واألخروية، الدنيوية ةوالجسدي والروحية، والحسية العقلية، اإلنسانيةاألسلوبين. بين

ليس المدح شعر أن يعرف الكريم القارئ أن شك وال منطبقا دوما الواقع، على الذين الشعر نقاد من ونجد أكذبه، الشعر قالوا: أعذب وقديما

ويعده الشعر، في والغلو المبالغة يفضل أمرهم. من اشتهر إلى أقرب شيئا الوصف من المعروف المألوف على االقتصار م الجيد، الشعر طبيعة

قوله: ثابت بن حسان على يأخذ جعفر بن ةمقدام فهذا الحقيقي يقطرن وأسيافنابالضحى يلمعن الغر الجفنات لنا

دما نجدة من

-8-

الغرة، أكثر ذلك عند البياض لكون البيض، قال: الجفنات أنه لو فيفض شيء كل ألن بالدجى، يلمعن قال أنه لو ويفضل بالضحى يلمع تقريبا من أكثر الجـري ألن دما، نجـدة من يجرين قال: وأسيافنا أنه لو ويفضل وهـو المذهبيـن، أجود عندي الغلو بقوله: " إن ذلك على . ويعقب(1) القطر

أنه بعضهم عن بلغني وقد قديما، والشعراء بالشعر الفهم أصل إليه بذه ما

على الشعر، في اليونانيين فالسفة يرى وكذا أكذبه، الشعر قال: أحسن ذكره المقدم قولهم نواس وأبي والنمر لمهله على أنكر ومن لغتهم، مذهب

المبالغة، به أرادوا إنما ـ الغلو إلى ذهب ممن ـ وغيرهم ألنهم مخطئ فهو في لويدخ الموجود، عن يخرج بما والغلو المبالغة من أتى إذا فريق وكل من أحسن اوهذ النعت، في النهاية وبلوغ المثل به يريد فإنما المعـدوم، باب

. (2)اآلخر" المذهب الجيد الشعر كان فإذا الشعر، نقاد من كثيرون به يتمسك الرأي وهذا

فإن الكذب، إلى والميل والغلو، المبالغة منحي ينحو الذي هو نظرهم، في صفة وهي غيره، عن معانية ضروب في الشعر تميز التي هي الصفة هذه

ف ينفصل ال هو إذ الكريم، القرآن أسلوب صفات من صفة ألول مناقضة أثواب استعمال رغم والحق، والصدق الحقيقة عن واحدة لحظة تعبيره المبالغة أو المجاز بالغية : تعالى قوله ذلك الواقع. من حيز في كلها أنها إال

.(5)القارعة: المنفوش كالعهن الجبال وتكون بل المبالغة، على مبنية تشبيه كاف بالضرورة ليست الكاف فهذه

بإنكدار ناهيك أيضا، المادية حدوده في األمر هذا وقوع المقصود كان ربما له يجعل الله يتق ومن : وقوله الشمس من ويرزقه* مخرجا

عليهم ودانية : وقوله المتقارب من(3-2)الطالق: يحتسب ال حيث قطوفها وذللت ظاللها الميم حركة ويشبعون(14نسان:إل)ا تذليال

ذلك ضمن أنه نواس أبي عن وذكر الرجز، من أنه فيزعمون وهو شعراقوله:

عدموا قد ريحانهم وجوههم مجلس في وفتيةالتثقيال

.63 ص قدامة، بن جعفر الشعر نقد أنظر( ?)1.66 – 65 ص الشعر نقد( ?)2

-9-

قطوفها وذللت ظـاللها عليـهم ودانـية (1) تذليال

صدور ويشف عليهم مـوينصرك مـويخزه : وجل عز وقوله.(2) الوافر من أنه زعموا(14)التوبة: (مؤمنين قوم

فليكفر شاء ومن فليؤمن شاء فمن :من أنه(29)الكهف أنه(37)هود: بأعيننا الفلك واصنع : وقولــه الرمـل، بحـر صحيح

الله ليقضي : المديد. وقوله من كان أمرا أنه(44ألنفال: ا) مفعوال علمي الصدفة. وكرد طريق على يجيء مما ذلك غي إلى ،(3) البسيط من

كان إذا ما لنرى الشعر، حقيقة على الوقوف من لنا بد ال الشبهة هذه علىفنقول: ال أم حقيقته مع يتفق القرآن

نقد كتابه في جعفر بن قدامة له فذكر الشعر، األقدمون عرف لقد الشعر تعريفا جامعا .(4)معني" على يدل مقفى موزون قول " أنه هو مانعا من يحذف لذلك شعرا، العرب عند موزون كالم كل ليس المعنى فبهذا

فرادي وجدت ألنها شعري، وزن لها صدف التي اآليات تلك الشعر، طائفة لسوقها هدف أي األصل من وليس واحدة، بقافية غيها مع تتفق وال وحدها،

لو صدفة منثور كالم كل في الشعر هذا يجيء وإنما الشعر، طريقة على .(5) وقديمة حديثه الكالم من كثير في النظر محصنا

في المعني هذا حول الجاحظ هذكر ما هنا لك ننقل أن ويحسن وتب لهب أبي يدا تبت : تعالى قوله أن زعم نم على رده معرض

الله: رحمة قال مفاعلن، مستفعلن تقدير في ألنه الشعر من(1)المسد: مثل فيها ورسائلهم: لوجدت وخطبهم الناس اعترضت لو أنك "اعلم

ذلك يجعل األرض في أحد وليس مفاعلن، مستفعلن مستفعلن، مستفعلن المقدار أن ولو شعرا باذنجان؟ يشتري صاح: من الباعة من رجال

هذا يكون وكيف مفعوالت، مستفعلن وزن في بكالم تكلم كان لقد في يتهيأ قد الوزن من المقدر هذا ومثل.الشعر إلي يقصد لم وصاحبه شعرا

.53 ص ،2 ج نواس، أبي أخبار انظر( ?)1.52- 51 ص للباقالني، القرآن إعجاز انظر( ?)2.35 ص شرف، حنفي القرآن نظم انظر( ?)3 ومكتبة بمصر، الخانجي مكتبة ،15 ص مصطفى، كمال تحقيق الشعر نقد( ?)4

األميرية. الطبعة563 ص خلدون، ابن مقدمة وانظر ،1963 سنة ببغداد المثني -35 ص شرف، حنفي القرآن نظم ،55-53 ص للباقالني، القرآن إعجاز انظر( ?)5

36.

-10-

والمعرفة الشعر نتاج من أنه يعلم الذي المقدار جاء وإذا الكالم، جميعشعرا. ذلك كان إليها، والقصد باألوان

تنتهي التي اآليات الشعر طائفة من يخرج أيضا، المعنى وبهذا يختلف موسيقى رنين لها كان وأن موزونة، ليست ألنها متشابهة، بفواصل

بينها تجمع صفات لها الكريم القرآن آيات أن نعلم الشعر. وبهذا صناعة عن ذاتها حد في وهي ، آخر مقام في النثر وبين وبينها مقام في الشعر وبين

ليست فهي ، كليهما عن منزهة وليست شعرا عند المعروف بالمعنى سجعا .(1) العرب : األغراض : ناحية رابعا

التشابه بعض وجود رغم القرآن أغراض عن تختلف الشعر أغراض إن وهي والوصف والفخر والهجاء المدح استعمل فالشعر ، الجزئيات بعض في استعمل الكريم والقرآن ، العربي الشعر عالجها التي المواضيع أهم من

والملحدين المجرمين ووصف المشركين أصنام عن تكلم حينما الهجاء على أو رسوله على أو الله على الثناء عند المدح أسلوب واستعمل تراب من اإلنسان خلق وصف عند الوصف أسلوب واستعمل ، المؤمنين

مضغة إلى نطفة من وتطوره كالفخار وصلصال مسنون وحمأ الزب وطين�ن : تعالى قال ، عجوز إلى ثم شاب إلى طفل إلى جنين إلى علقة إلى إ

ا البعث� م�ن ريب ف�ي كنتم �ن ثم علقة م�ن ثم نطفة م�ن ثم تراب م�ن خلقناكم فإقة مضغة م�ن قة وغير� مخل ن مخل �نبي � ف�ي ونق�ر لكم ل �لى نشاء ما األرحام أجل إ

نخر�جكم ثم مسمى �تبلغوا ثم ط�فال يرد من وم�نكم يتوفى من وم�نكم أشدكم ل�لى �كيال العمر� أرذل� إ بعد� من يعلم ل لم ع� �ذا هام�دة األرض وترى شيئا أنزلنا فإ

ت الماء عليها .(5)الحج: به�يج زوج كل م�ن وأنبتت وربت اهتز: الهجاء - ناحية1

الصوف هو الذي,بالعهن الجبال شبه وتعالى سبحانه الله أن آية في المالحظ( ?)1 المصبوغ أقوال إلى رجعنا وإذا وغيره، باألصابع المفرق هو والمنفوش ألوانا

بينهما التشبيه كان إذا ما لنرى المفسرين أو معنويا أنه على ينص جلهم أن نجد ماديا المصبوغ بالصوف الجبال شبه حمر، ومنها= = بيض، جدد منها إذ ألوان ألنها ألوانا

بينهما التشابه يكون هذا وعلى أجزائها، لتفرق منه وبالمنفوش سود، غرابيب أو اآلية هذه تفسير في البصري الحسن عن ينقل األلويس نجد بينما فقط، معنويا

وهذا هباء فتصير تنسف ثم كالعهن، تصير ثم تنهد، ثم الرياح مع الجبال " تسير:قوله التشابه يكون أن يمنع ال شكله في الجبال أمر إليه يؤول ما يشبه بحيث أيضا، ماديا

هي عبارته في الظاهرة المبالغة على التشبيه أن نرى بل المنفوش، بالعهن ومادته ،279 ص4 ج:الكشاف أنظر.محالة ال واقعة أنها شك ال التي الحقيقة من درجة أقل

المنيرة. الطابعة ،59 ص9 ج اآللوسي

-11-

تنصب معظمها في الهجاء موضوعات كانت فقد للهجاء وبالنسبة ضد وهو المدح. والبخل في الشجاعة ضد وهو التالية: الجبن األمور على

أقسى كان فقد فيه، النقص ونواحي اإلنسان عاهات المدح. ثم في الكرم الخطيئة فيه هجا بيت عنه، الله رضي عمر سيدنا زمن الهجاء في بيت

قال: حين بدر بن الزبرقان الطاعم أنت فإنك وأقعدلبغيتها ترحل ال المكارم دع

الكاسي فجعله مفعول، بمعنى فاعل وزن وكاسي( على ) طاعم بلفظي وجاء

الرزق، عن قاعدا وماله، بنفسه، بخيال أقذع ذلك فكان شيء، كل في جباناالهجاء.

تفوق تحصي، ال كثيرة أنواع هجائه أساليب في فله الكريم القرآن أما الدنيا، غرور موضع من أكثر في يبين فهو الهجاء، في الشعر موضوعات

الكافرين عند الشديد المعنوي والضعف وفتنته، الشيطان كيد وضعف عند الشديد المعنوي والضعف وفتنته، وبذاءتهم، خستهم أو والمنافقين

بالعجز ويصفها أصنامهم يهجو أو وبذاءتهم، خستهم أو والمنافقين الكافرين حقيقته عن الشيء يخرج وال األمور، واقع عن يخرج ال كله ذلك وفي الكامل،

حين حتى كله ذلك وفي ذلك، إلى ما واالستعارات للتشبيهات استعماله رغم يصف نرى بينما ذلك، على يزيد وال فيهم، بما يذكرهم فإنه معينين، أشخاصا

بنفسه. امرئ كل وإعجاب كبيرة ووقاحة عمياء عصبية الشعر فيذكرناه. ما صدق فيها يتبين القرآني الهجاء من أمثلة وإليك يخلقون ال آلهة دونه من واتخذوا : وتعالى تبـارك الله يقـول

ألنفسهم يملكون وال يخلقون وهم شيئا وال ضرا وال نفعا يملكون وال حياة وال موتا .(3)الفرقان: نشورا

تعرية وعراها آلهتهم، الكفار على عاب قد اآلية هذه في أنه كيف أنظر وبين عبادتها، على وبكتهم والضرر، النفع من فيها توهموا ما كل من تامة غير يبين الحقيقة. ولم عن يخرج لم ذلك مع وهو فيها، معتقدهم سخف لهم

ال مخلوقة، ألنها الضعف، منتهى في الحقيقة في فهي الملموس الواقع لنفسها تملك اول ضرا، وال نفعا عاجزة كانت اوإذ نشورا، اول حياة، وال موتا

لغيرها ذلك تحقيق عن عاجزة فهي عنها، ضرر دفع أو لنفسها نفع جلب عن أو يملكه، ال ممن النفع يطلب من عقـل من أسخف وهـل أولى باب من

شيء على له قدرة ال ممن الضرر دفع يرجو وضرب الله، نبههم وقد أصال

-12-

يا : تعالى قال يعترفوا فلم الحق هو بما وذكرهم ينتبهوا، فلم األمثال لهم الله دون من تدعون الذين إن له فاستمعوا مثل ضرب الناس أيها يخلقوا لن الذباب يسلبهم وإن له اجتمعوا ولو ذبابا ال شيئا

حق الله قدروا ما* والمطلوب الطالب ضعف منه يستنقذوه .(74-73 )الحج: عزيز لقوي الله إن قدره

الحقيقـة عن يخـرج ال بمـا ووصفهـم يستحقون بما ذمهـم فقـد لـذا إال هم إن يعقلون أو يسمعون أكثرهم أن تحسب أم قال: حين

أضل هم بل كاألنعام صاف أو عنهم، نفي . فقد(44)الفرقان: سبيال والبصر، والسمع العقل من به الله خصهم ما قيمة أهدروا حين اإلنسانية، حتى العقل توهب لم التي األنعام منزلة من أحط هي منزلة في ووضعهم

أنهم شك فال هؤالء أما الباطل، وبين بينه تميز و الحق، تدرك لم إذا تالم االهتداء في بها ينتفعوا أن يحاولوا ولم النعم، هذه عطلوا قد ألنهم مالمون،

له. والذعان الحق إلى وتراه ال المنحرفين، من طائفة يذم أو الكفار، أحد يهجو حين أيضا

أنزل فقد الملموس، الواقع عن بأمرهم وتشهيره لعيوبهم، وصفه في يخرجف كل تطع وال : اآليات هذه المغيرة ابن الوليد حق في * مهين حال

از اء هم * زنيم ذلك بعد عتل* أثيم معتد للخير مناع* بنميم مشلين أساطير قال آياتنا عليه تتلى إذا وبنين مال ذا كان أن * األو

.(16-10 )القلم: الخرطوم على سنسمه وتجعله المرء، قيمة من تحط التي الشنيعة األوصاف بهذه فوصفه

نقال بنميم، ومشاء والطعن، العتب كثير فالهماز اآلخرين، نظر في سخرية الخير: بينهم. ومناع واإلفساد السعاية وجه على قوم إلى قوم من للحديث

اآلثم، كثير وأثيم حدوده، الظلم في مجاوز ومعتد اإلسالم، من أهله مناع فيه، موجودة بشاعتها على األوصاف فهذه وزنيم: دعي جاف، وعتل: غليظ

وأهله، اإلسالم في الطعن كثير كان فقد لدين بمحاربته األرض في مفسدا الله عباد على رحمة قلبه في ليس فيه، الدخول من الناس ومنع الله، متكبرا

عليهم في دعاي كان إذا الناس أحقر من أنه مع وولده، بماله مفتخرا ولم أمه به بغت وقيل مولده من سنة عشرة ثماني بعد أبوه أدعاه قريش، أعداء على الشديدة حملتـه مع الكريم فالقرآن اآلية، هذه نزلت حتى يعرف

تخرجه مبالغة يذكرها التي األمور في يبالغ وال الواقع، عن يخرج ال نراه الله " قوله في به توعده ما أن فنرى وقوعه، المستبعد الخيال إلي الحقيقة عن

بالسيف خطم حيث بدر يوم قيل كما وقع قد الخرطوم، على سنسمه حدذاته في كان وإن خرطومه، على سمة فبقيت المعاني من ه غير محتمال

.(1)الراجحة" الصحيحة: الفخر - ناحية2

كان وسلم عليه الله صلى النبي فإن الفخر، لموضوع وبالنسبة فخر وال الحمد لواء وبيدي ،(2) فخر وال القيامة يوم آدم ولد سيد يقول:"أنا

.143 – 142 ص ، 4 ج ، للزمحشري الكشاف تفسير أنظر( ?)1 ماجة وابن المناقب في والترمذي مسنده في حنبل بن أحمد الحديث هذا أخرج( ?)2

فيض أنظر صحيح حسن الترمذي وقال الخدري، سعيد أبي عن رووه قد وكلهم .43 – 42 ص ،3 ج القدير

-13-

سواه فمن آدم يؤمئذ نبي من ،وما وأول ، شـافع أول وأنا لوائـي، تحت إال االفتخار فنفي فخر وال مشفع الله. من حقيقة يقرر هو إذا أصال

ليس فهو العربي الشعر لدى المعروف الفخر أما في للواقع تقريرا وأحكمهم وأحلمهـم الناس أشجع أنه يدعي كان الشعر فإن الحاالت، متعظم

والفخر. المدح ذلك في ويستوي كفا وأكرمهم مادية معاني معظمها في وجدناها الفخر، معاني في النظر أطلنا ولو

حسية كلثوم: بن عمرو كقول الواقع على ينطبق ال منها وكثير فيها مبالغاسفينا نملؤه البحر وظهر عنا ضاق حتى البر مألنا

قبيلة أية أو قبيلته ولكن رآه، ولربما بعينه، السفينة ير لم أنه ونظنسفن. صناعة لديها يكن لم عربية،

الوحيد النوع وهو ،هنفس على سبحانه الله ثناء إلى انظرن لو أما الشبيه الله وهبه بما إال نفسه على يثن لم الرسـول أن إذا بالفخر، ظاهرياقليلة. مواضع وفي سبحانه

العالم، وعن الناس عن بالغني نفسه على سبحانه الله فثناء الله ألن الفخر، ليس منه والمقصود حقيقي، شيء هو وقدرته، وبوحدانيته

قلوب إلى الهداية تحبيب هو المقصود ولكن ذلك، عن منزه وتعالى سبحانه نعمة، أي أو صنم أو جاه أو مال من:الله غير عبادة عن وصرفهم المؤمنين،

الشكور وهو نعمه على الله يشكرون وبذلك وآخرا. أوال: الوصف - ناحية3

بغرض يصف ال الكريم القرآن في سبحانه الله فإن للوصف وبالنسبة الهداية مقاصد عن للتعبير وسيلة ذلك يتخذ وإنما قبحه، أو وجماله الوصف، ووصف وعيبها اآللهة وصف ذلك من جميعها، الضاللة شؤون وكبح بأنواعها

والنار، الجنة ووصف المقربين، والسابقين الشمال وأثل اليمين أهل ..الخ.الشقاء أهل النعيم وأهل والجهل، موالعل والضالل، والهداية والظلمة تشغل كثيرة ذلك على واألمثلة حيزا القرآن. من كبيرا

به والمباهاة وصناعته، الوصف مجرد منه فالمقصود الشعر وصف أماالدنيوية. المتع من اإلنسان حظ وصف في المبالغة أو الشعراء بين

القصيدة في يتخذ العرب شعر معظم أن حين وفي أسلوبا في واحدا مجموعة األساليب هذه جميع يتخذ القرآن فإن الغالب، الغاية حسب معا

في تتجمع كالتي كثيرة أغراض تجتمع أن الشعر في وندر يريدها، التي فأن القصائد، بعض في كثيرة أغراض اجتمعت لو وحتى الكريم، القرآن وينحط يرتفع فهو منها، كل عن التعبير في المستوى بنفس ليس الشاعر

آلخر. غرض أو آلخر، أسلوب من: الغزل - ناحية4

ويكثر الشيوع، الشديدة الشائعة، الشعر أغراض أحد فهو الغزل أما الكريم القرآن أما وغيره، القيس امرئ كشعر الماجن الغزل الشعر في روغي العين، والحور الجنة، أحوال عن تعبيره في الوصف على يقتصر فإنه

نفسه الوصف وليس النعيم، ذلك عن صورة إعطاء به يراد شيء وهو ذلك، غاية وفي البيان، روعة منتهى في الكريم القرآن آيات بأن ناهيك الغاية، هو

اإلنسان يزداد حيث ، والسمو والرقة األدب أدبا وخلقا . قراءته عند وسموا: الوظيفة - ناحية5

-14-

شرقيهم النقاد معظم أقوال في الشعر وظيفة إلى نظرنا فإذاهما: هامين بغرضين حددت قد الشعر وظيفة أن وجدنا وغربيهم

واللذة، المتعة ـ أوال .(1) التعليم ـ وثانيا التي األهم، الركيزة هي المتعة أن على متفقون النقاد معظم ولكن

قالوا وإن أنهم حتى الحاضر، العصر في وخاصة الشعر، وظيفة عليها ترتكز الجمالية الغاية فإن انفعالية، تجربـة عن تعبير هو للشاعر بالنسبة الشعر بأن

العظمى الغاية هي حزينة، كانت وإن بالمتعة المتعلقةدنيوي. أذب كل ومن بل شعر، كل من

تقول التي األفكار نفس على مبني أصيل، واضح شيء لنا يتبين وهنا هو: أن الشيء اوهذ الجمال، ونقد الشعر نقد في الحديثة المدرسة بها

اآلراء فيه تختلف قد الذي البسيط، التعليم مستوى عن ترتقي األصلية الغاية الخير وبث كالتشريع أخـرى غائية أغراض الغاية هذه عن وتتفرع والوجوه،

والعمل والتقوى اإليمان مظاهره من الذي الخير، ذلك وتقوية النفس، فيالصالح.

ذلك، على برهنا وقد بشعر، وليس القرآن هو القرآن أن نرى وبذلك يعبر اللتان والغاية الوظيفة حيث ومن المعاني، حيث ومن الشكل حيث من

من أن بلغنا ألنه المحتملة، الشبه كل وأوردنا فيه، الحديث أطلنا اوإنم عنه، درجة لنيل الموضوع هذا في رسالة يعد من األلمان المستشرقين

سبعة قرابة ومكث العربية، تعلم أن بعد منها يفرغ أن وأوشك الدكتوراه،عدته. له ويعد للموضوع يحضر وهو أعوام

في الكريم فالقرآن النثر، على ينطبق الشعر عن ذكرناه الذي وهذا معنوية، مخالفة العرب لدى المعروفة النثر أسليب أنواع كل يخالف أسلوبه

لكالم يتهيأ ولم به انفرد الذي الخاص طابعه له أن إذ أيضا، شكلية وحتى بل والنثر"أن الشعر حديث كتابه في حسين طه الدكتور يقول هذا وفي سواه، ليس القرآن بغير يسمى أن يمكن وال قرآن، هو إنما بشعر، ليس أنه كما نثرا

ليس االسم، هذا سولي الشعر، بقيود يقيد لم فهو واضح، وهذا شعرا نثرا يتمثل التي القيود هذه وهي غيره، في توجد ال به، خاصة بقيود مقيد ألنه

.(2) الخاصة الموسيقية النغمة بتلك وبعضها اآليات، بأواخر بعضها : الفاصلة : ناحية سادسا

العلماء عليها أطلق التي هي اآليات، بأواخر تتصل التي القيود وهذه القرآنية، الفواصل فقد السجع، وبين بينها الشكلي التشابه لوجود ونظرا

فريقين: إلى السجع من اعتبارها جواز في العلماء اختلف السجع أعتبر فريق القرآن عن نفاه وبالتالي ذاته، حد في مذموما نفيا

الباقالني. الرماني الفريق هذا رأس وعلى باتا إعجاز في " النكت رسالته، في ذلك على نص فقد الرماني أما

تابعة الفواصل أن وذلك عيب، واألسجاع بالغة، القرآن" فقال: "الفواصل في الحكمة توجبه ما قلب وهو لها، تابعة فالمعاني السجاع وأما للمعاني، التي المعاني عن اإلبانة هو اإنم حكمة، هو الذي الغرض كان ذإ الداللة، كانت وإن بالغة، فهو إليه وصلة المشاكلة كانت فإذا ماسة، إليها الحاجة

باإلنجليزية. وغيره سبني فيليب السير كتاب إلى أرجع( ?)1 المعارف. العاشرة.دار الطبعة ،25 ص والشعر النثر( ?)2

-15-

الذي الوجه غير من تكلف ألنه ولكنة، عيب فهو ذلك خالف على المشاكلة. الحكمة توجبه

والغراب السماء، الكهان: واألرض بعض عن يحكي ما ذلك فمنالشعراء. إلى المجد نفر لقد بعنقاء الواقعة

ال تنفي كما نفي ضفـدع " يا الكـذاب مسيلمة عن يحكـى ما ومنها علته، بينا وقد وأسخفه، ككالم أغث فهذا تفارقين، النهر وال تكدرين، الماء ما بها المتكلم يبالي أن غير من له تابعة وعلها أجله، من المعاني تكلف وهو

المعاني إفهام إلى طريق ألنها وحكمة، بالغة كلها القرآن وفواصل كانت،.(1)عليها" بها يدل صورة أحسن في إليها يحتاج التي

وعلى األشاعرة إلى القرآن عن السجع نفي عزا فقد الباقالني وأما حد على كتبه من موضع غير في عليه نص الذي األشعري الحسن أبو رأسهم

حاول لكنه الرماني، عليه سار الذي المنهج نفس على سار وقد ،(2) قولهفقال: المخالفين علي الرد مع رأيه على االستدالل

مثال على الكالم يكون قد ألنه وهم فهو سجع أنه يقدرون "والذين الكالم به يكون ما ألن سجعا، يكن لم وإن السجع ببعض يختص سجعا ألن القرآن، من السجع تقدير في هو مما اتفق ما كذلك وليس الوجوه يقع فيه اللفظ بألفاظه نفسه في الكالم ينتظم أن بين وفصل للمعني، تابعا

المعني يكون أن وبين فيه، المقصود المعني تؤدي التي اللفظ، دون منتظما انتظم ومتى غيره، كإفادة السجع إفادة كانت بالسجع، المعني ارتبط ومتى

كان السجع، دون بنفسه المعني تصحيح دون الكالم لتحسين مستجابا.(3)المعني"

قوله: منها بأدلة رأيه على استند وقد القرآن كان "لو كان وول كالمهم، أساليب عن خارج غير لكان سجعا

لهم زلجا معجز، سجع يقولوا: هو أن جاز ولو إعجاز بذلك يقع لم فيها، داخال العرب، من الكهان بألفه كان مما والسجع وكيف معجز، يقولوا: شعر أن

تنافي الكهانة نأل الشعر، نفس من حجة يكون بأن أجدر القرآن من ونفيهالشعر. كذلك وليس النبوات،

كيف:الجنين شأن في وكلموه جاءوه للذين قال النبي أن روي وقد ؟(5) بطل قد دمه أليس فاستهل، صاح اول أكل، وال شرب ال من(4) ندي

"اسجاعة:فقال:بعضها الجاهلية؟"وفي كسجاعة ذلك "فرأي الكهان؟ كسجع " أسجعا.(6)مذموما"

تحيروا لما منه السجع صورة في هو الذي الكالم كان لو" وقوله: بل عليهم، ممتنع غير السجع ألن المعارضة، إلـى تدعو الطباع وكانت فيه، ووه العادة، تنقض فكيف عادتهم هو

-97 ص سالم زغلول ومحمد الله خلف محمد تحقيق اإلعجاز في رسائل ثالث( ?)198.

صقر. أحمد السيد حقيق ،57 ص الباقالني القرآن إعجاز أنظر( ?)2 .58 ص السابق( ?)3 دية. ندي: نقدم( ?)4 يهدر.:( بطل?)5 . 58 – 57 ص القرآن إعجاز( ?)6

-16-

. (1) منا؟ متميز وال عنها خارج غير اتفاق المعارض: من الفريق به يستدل ما على الباقالني رد وفي

ولمكان السالم، عليه هارون من أفضل السـالم عليـه موسى أن على الكل موضع في الفواصل كانت ولما( 2)وموسى" " هرون موضع في قيل السجع

وهارون". "موسى قيل والنون بالواو آخر في السالم عليهما هارون على موسى تقديم م ذكروه يقول:" وما

الكالم، مقاطع وتسـاوى السجع، لمكـان موضـع في عنه وتأخيره موضع، القصة ذكر إعادة أن:وهي ذكروه، ما غير عندنا الفائدة ألن بصحيح فليس

به تظهر الذي الصعب المر من واحدا، معني تؤدي مختلفة، بألفاظ الواحدة كثيرة مواضع في القصص من كثير وأعيد البالغة، به نوتتبي الفصاحة،

بمثله اإلتيان عن عجزهم على بذلك ونبهوا متفاوتة، ترتيبات على مختلفة.(3)ومكررا" به مبتدأ

نفي في عليها اعتمدوا التي واألدلة األول الفريق نظر وجهة هي هذهالكريم. القرآن عن السجع

بأن وصرح هذه، نظرهم وجهة في خالفهم فقد الثاني الفريق أما ليس السجع كان ما منه المذموم لب ذاته، حد في مذموما يتبع متكلفا يأتي أن أما اللفظ، في المعني طوعا سهال به يبين ما فهذا لمعاني، وتابعا

أشبهـه وما االلتفات، كالجناس، البيان في التفاضل به ويقع الكالم، فضل من مانع فال كذلك األمر كان ذوإ الفصاحة، بها تعرف التي الوجـوه من

القرآن به جاء ما اعتبروا وإن سجعا، الحد هـذا على القرآن به جاء ما تسمية والنظير. المشابهة عن جل نوعه من فريدا

ذهبوا فيما وعارضوهم األول، الفريق ناقشوا الذين هؤالء رأس وعلى القدامى من كثير وغيرهما العسكري هالل وأبو لخفاجي سنان ابن إليه

سنان: ابن والمحدثين: يقول يسموها ولم فواصل، سموها فإنهم القرآن في التي الفواصل "وأما

يحمل ثم نفسه في يقصد الذي هو السجع فقالوا: أن وفرقوا أسجاعا، أنفسها، في مقصودة تكون وال المعاني تتبع التي والفواصل عليه، المعني

ذلك وعلل عيب، والسجع بالغة، الفواصل الرماني: أن عيس بن علي وقال .(4) المعاني تتبع لوالفواص المعاني، تتبعه السجع أن من ذكرناه بما

السجع عن دافع الذي الجاحظ ولكن دفاعا البيان كتابه في كبيرا وأبى عنه، الكريم القرآن نزه الصحابة، وكالم النبي حالم ووصف والتبيين

الفواصل من فيه ما يسمي أن فقال: أسجاعا

.60 – 59 ص السابق( ?)1 قوله هو كله القرآن في واحد موضع في إال موسى على هارون تقديم يرد لم( ?)2

السحرة ))فألقي طه سورة في تعالى ) وموسى(( آية هروب برب آمنا/ قالوا سجدا70) .

.61 ص الباقالني القرآن إعجاز( ?)3 .187 ص ، اإلعجاز في رسائل ( ثالث?)4

-17-

غير منثور وهو والنثور، الموزون الكالم جميع الكريم القرآن "خالف .(5)واألسجاع" األشعار مخارج على مقفى

علي السجع إطالق أبى من أول هو ـ قيل ما عل ـ الجاحظ كـان وإذا علماء فجمهور القضية، هذه في احتدم قد بعده الخالف أن إال الفواصل، العلماء من وجماعة الجاحظ، منعها كما التسمية هذه يمنعون المسلمين

. (2) أجازوها قد واألدباء الكريم القرآن أن هو المجيزون به يستدل ما وأقوى يراعي ما كثيرا

في كثرته على عالوة يغير، أن له شاء ما ويغير ويؤخر، لها فيقدم الفاصلةمقصود. أنه تبين كثرة القرآن

في األفراد موضع في يثني القرآن أن من الفراء إليه ذهب ما ذلك من قال: إنما(46)الرحمن: جنتان ربه مقام خاف ولمن : تعالى قوله قوله في كما اآلي رؤوس بين للمناسبة المفعول ويحذف واحدة، جنة هي

قلى وما ربك ودعك ما* سجى إذا والليل* والضحى : تعالى

.(3-1 )الضحى: قراءة على قراءة الفراء ويرجح نتي قرءا روي فقد لمناسبة، خضوعا

كنا أإذا : تعالى قوله من ناخرة كلمة في تلك قالوا* نخرة عظاما إذاة اهرة هم فإذا* واحدة زجرة هي فإنما* خاسرة كر بالس

.(14-11 )النازعـات: قرأوا والحسن المدينة أهل ) ناخرة( وأن قرأ أنه عباس ابن عن روي

أال.باأللف اآليات ألن القراءة، في الوجهين أجود وناخرة:قال ( ثم ) نخرة والناخرة التنزيل، بمجيء ( و) الساهرة( أشبه ) الحفرة مع ناخرة أن ترى

. (3) المعني في سواء والنخرة الصائغ بن الدين شمس الشيخ ألف وقد الرأي " أحكام سماه كتابا

مراعاة اآلي آخر في جاءت التي األحكـام فيـه اآلي" تتبع أحكام في في السوطي عنه نقلها حكما، وأربعين نيف على منها فعثر المناسبة،

اإلتقان. كانوا إياكم أهؤالء : نحو العامـل علـى المعمـول منها: تقديـم

.(5)الفاتحة: نستعين وإياك : منه(40)سـبأ: يعبدون

الوعي مجادلة في القرآن فواصل عن حسن محمد علي للدكتور بحث من( ?)5 .23ص ،1970 سنة ،68 عدد اإلسالمي

الصفحة. ونفس السابق العدد أنظر( ?)2 ،1ج القرآن، علوم في البرهان وانظر17 ص ،68 عدد اإلسالمي الوعي مجلة( ?)3

.65 ـ64 ص

-18-

نفسه في فأوجس : نحو يفسره ما على الضمير تقديم:ومنها .(67)طـه: موسى خيفة

ومنه والسبيال، "الظنون" والرسوال، فـي المـد حرف ومنهـا: زيـادة تخاف ال : نحو الجازم مع إبقاؤه ،(77)طـه: تخشى وال دركا

. (1) نهي بأنه القول على(6)األعلى: تنسى فال سنقرئك مقاطع في المناسبة إيقاع أن البرهان: أعلم في الزركشي وقال

وحسن الكالم نسق اعتدال في رومؤث جدا، متأكد تطرد حيث الفواصل النفس من موقعه في ألجلها الكالم نظم عن خرج وذلك عظيما، تأثيرا

المعارضين آلراء يعرض كان أنه إال موضعا، عشر أثني منها وذكر مواضع،موضع. كل عند ردودهم ويذكر

في كما الفاصلة، ألجل حرف زيادة هو الذي األول الموضع في فذكر تزد لم:وقال ذلك أنكر قـد المغاربـة بعض أن الرسوال، السبيال، الظنون،

الحق يقول والله : األحـزاب سـورة في كما اآلي رؤوس لتناسب األلفبيل يهدي وهو بيال فأضلونا : وفيها(4)األحزاب: الس الس

دون الثاني في األلف وثبتت آية، رأس منها واحد وكل ،(67)األحزاب: .(2) الجميع من لثبت اآلي رؤوس لتناسب كان فلو األول،

: تعالى كقوله يقدم أن أصله ما تأخير هو الذي الرابع الموضع وفي أن الكالم أصل ألن(67)طـه: موسى خيفة نفسه في فأوجس

""موسى" ألجل وهو الفاعل أخر لكن المفعول ويؤخر بفاعله الفعل يتصلالفاصلة. رعاية

النفس أن وهي أخرى، حكمة للتأخير " قلت:بقوله هذا علـى عقـب .(3)بموقع" وقع أخر أن بعد جاء فإذا جس أو لفاعل تتشوق

قال:" أن الذي الفراء على قتيبة ابن إنكار ينقل السابع الموضع وفي واحدة: فيقول: هي وإنما اآلي رأس مناسبة أجل من كان الجنتين تثنية

هاء زيادة اآلي رؤوس في يجوز وقال: إنما وأغلظ عليه قتيبة ابن ذلك وأنكر جنتين وعد الله يكون أن فأما حرف، أو همزة حذف أو األلف أو السكن

يصفها وهو هذا فوكي الله، فمعاذ اآلي رؤوس أجل من واحدة جنة فنجعلهما)) قال االثنين بصفات فيها قال ثم48 : آية الرحمن (( سورةأفنان ذواتا

.(4)"فيهما" الدليل هذا أن لنا يتضح ذكره الذي هذا فمن من لهم يسلم لم أيضا

دون الفاصلة، مراعاة مجرد أن على البعض نص بل العلماء، من كثير قبلشيء. في البالغة من ليس المعني، سداد في أثر لها يكون أن

تحسن ال أنه القديم كشافة في الزمخشري البرهان: ذكر صاحب قال على سداداها، على المعاني بقاء مع إال لمجردها الفواصل على المحافظة

الموثقة األلفاظ تخير يحسن ال كما والتئامه، النظم حسن يقتضيه الذي النهج الصحيحة للمعاني منقادة مجيئها مع إال اللسان على السلة السمع، في

منظور غير وحده، اللفظ بتحسين ويهتم المعاني تهمل أن فأما.المنتظمة يكون ذلك ومع نقير، أو فتيل في البالغة من فليس بال، على مؤداه إلى فيه

الحسني. المشهد طبعة ،297 ص ،3 ج القرآن، علوم في اإلتقان( ?)1.61 ص ،1 د القرآن، علوم في البرهان( ?)2.62 ص ،1 ج القرآن، علوم في البرهان( ?)3.65 ص ،1 ج:( البرهان?)4

-19-

ومما)) وقوله ،4 : آية البقرة (( سورةيوقنون هم وباآلخرةقوله)) العطف التناسب رعاية ترك فيه يتأتى ال3 : آية البقرة (( سورةرزقناهم

وإنما تحته طائل ال لفظي أمر ذلـك ألن ـ الفاصلـة إيثـار الفعليـة الجمـل بين.(1) االختصاص لقصد هذا إلى عدل

يتعلق القرآني البيان نرى الرحمن: "ال عبد عائشة الدكتورة وتقول فواصله تأتي وإنما اللفظي، للرونق شكلية رعاية بمجرد منها فاصلة أي في

فوائتال الفواصل، بهذه اإليقاع نسق مع بيانية معنوية لمقتضيات جميعاالبلغاء". طاقة دونه تتقاصر نحو على الجرس

ذلك على وتضرب سجى إذا والليل والضحىتعالى)) قوله مثاال قول وتذكر ،3-1 : آية الضحى (( سورةقلي وما ربك ودعك ما

فأغني، فآوي، ومن قالك، من الكاف طرح على فيها جري القرآن الفراء: إن وتذكر اآلي، رؤوس ةالمشاكل حذف وجوه من عد الرازي الفخر أن أيضا

بقولها: تعلق ثم النيسابوري، ومثله الفاصلة رعاية الكاف لما اللفظي، النسق لمجرد الحذف بهذا يتعلق القرآني البيان كان "لو

تقهر، فال اليتيم فإمابعدها:)) اآليات في الفاصلة رعاية عن عدل في سولي ((،فحدث ربك بنعمة اوأمتنهر، فال السائل وأما

اإلطالق. على ثاء فيها ليس بل فاصلة، ثاء كلها السورة داللة قلي" مع "وما لفظ بمثل تراعي الفواصل كانت مذهبهم وعلى

هي.واللطف الدقة بالغة.مرهفة معنوية حساسية تقتضيه عليها السياق قالك" لما "وما اإليناس موقف في المصطفى حبيبه تعالى خطابه تحاشي

فيه شيء فال التوديع أما البغض، وشدة واألبعاد الطرد حسن من القلي في األحباب، بين إال وداع يكون ال بأنه يؤذن فيه اللغوي الحسن لعل لب ذلك، من

لن ذلك بعد الخطاب كاف وحذف العودة، رجاء ومع كره على فيه والفارق.(2)عنها" أعني السياق

هذه جاء ام على وحمهم السجع، إلى الثاني الفريق نظرة هي إجماالقبيلة. من أنها المتماثلة الفواصل من القرآن في

اختالفهما من الرغم على أنهما ىنر الفريقين، آلراء العرض هذا ومن حيث من نمتفقا القرآن، في عدمه أو السجع لوجود بالنسبة الظاهر

ما يفصـل لم الذي األول، الفريق غاية جهل الثاني الفريق ولكن األساس،عليه. يدل السياق كان "السجع" وإن كلمة من واضح بشكل به يقصد

أن شك دون لنا يتضح عليه، الثاني الفريق ورد األول للفريق فبالنسبة الكالم نهايات مجرد هو سلي السجع، كلمة من األول الفريق عناه ما

مثال على الكالم يكون الباقالني: قد قول من واضح اوهذ المتشابهة،.72 ص ،1ج:( البرهان?)1 العربية أسرار "من بعنوان بحث م ،32 ص1ج ،8 مجلد العربي، البيان ( مجلة?)2

القرآني". البيان في

-20-

يكن لم وإن السجع، الذي السجع من اآلخر للنوع إيراده من ثم(1) سجعا جيد من اعتبروه عن ونفيه مجراه، يجري وما الكهان لسجع الكالم. مخالفاقال: إذ القرآن

يزن: ذي بن لسيق طالب أبي قول عندهم، المعتاد السجع جنس ومن أنبتك ونبت فرعه، وبسق أصله، وثبت جرثومته، وعزت أرومته، طابت منبتا

الكالم. من المجري هذا يجري وما معدن، وأطيب موطن، أكرم في زرعه، كالمهم أصناف وسائر للشعر مخالفته الطريقة، لهذه مخالف والقرآن

.(2) بينهم الدائر أسلوبه يكون أن هو القرآن عن للسجع نفيه في عناه الذي ولكن

العام، السجع عن الكريم القرآن ينزه ال فهو وغيرهم، الكهان كسجع أسلوبا هذه استعمال يكون أن عن ينزهه وإنما المتشابهة، النهايات وجود بمعني

بالكالم يفيضون الكهان كان إذ الكالم، من الرئيسية الغاية هو النهايات ناصعة، معاني فيه ليس كالمهم كان وغالبا الغمضة، األفكار يذ المسجوع،

في التأثير قصدهم جل كان وإنما األصلية الغاية هي المعاني تكن مول احترام النهاية في توجب كالمهم حول غامضة هالة بإيجاد الناس،

تلك بمثـل يقـول أن غيرهـم يستطيع ال ما يقولون أنهم على أشخاصهم، يجوز ال المعني فبهذا يتوهمون، كانوا "البالغة" كما تلك ومثل السهولة أبدا

هنالك أن نقول أن القرآن. في سجعا أننا "على تأدية على يقوم أنه البلغاء الكتاب سجع في نالحظ ما كثيرا

وهذا واحد، لمعني الفقرتين التطويل من نوع فهو القرآن، عنه تنزه قد أيضا الله، كتاب في له أثر ال وحسن الدقة من الكريم القرآن به امتاز عما فضال

وجه على الناحية هذه من المعروفة السجع أنواع كل عن ميزته التخير، .(3)الخصوص"

أن من األول، الفريق على الثاني الفريق بها رد التي الثانية الناحية أما ليغير يكن لم ذلك فإن النهايات تشابه أو السجع يتوخى قد الكريم القرآن

الفرق فما ليؤكده، كان بل جزءا، منه يبتر أو األصلي، المعني في من مثال قالك، وما قولنا (( أوقلى وما ربك ودعك ما)) بين ما المعني حيث األولى للوهلة ظنلح ال قد فإننا فرقا مسألة في وكذلك.المعني في بينا

أن إذ الداللة، كبير المعني في فرق هناك فليس موسى على هارون تقديم كانت وإن معا، اإلرشادي وعملهما الرسولين صحبة يتوخى أصله في العني

.58 ص القرآن، ( إعجاز?)1.61 ص السابق، (?)2بعدها. وما83 ص الحوفي، أحمد الكريم القرآن مع أنظر (?)3

-21-

الكاف ذكر عدم في نعلمها ال أو نعلمها خاصة حكمة الكريم للقرآن هنالك موضع في وهي موسى، كلمة عل هارون كلمة تقديم يوف قلى، وما في

يدعي ما بأن القائل الرأي من تزيد الحكمة تلك فإن القرآن، من فقط واحدعكس. وال المعني اللفظ فيه يتبع القرآن في بسجع

الفريق علماء عليها اصطلح كما السجع كلمة على اصطلحنا إذا وبهذا باإلضافة هو فقط. وإنما المتشابهة النهايات هو ليس السجع أن م األول،

بهذا القرآن في سجع ال فإنه ذلك عن الكالم هذا يميز عام أسلوب ذلك إلى.(1) المعنى

بالسجع يقولن الذين الثاني الفريق علماء أن القول هذا من يتبين وقد ذلك غير الحقيقة ولكن واضح، خطأ على هم تفهم في أخطأوا فهم أيضا

معني أخذت ألنها السجع، كلمة تعنيه مما األول الفريق قصد مشت تاريخيا االصطالح تصحيح القبيح ومن الشكل، بهذا إلينا وص حتى التطور سنة عليه

معين. بمفهوم التاريخ عبر فهم قد كان إذا وداللته، معناه وتغيير ولكننا الثاني، الفريق فيهما وقع اللذين الخطأين أحد هو األمر هذا إن

يخطئ لم الثاني الفريق الكالم: أن هذا وقبل اآلن قلنا إذا مفهومه في كثيرا اتخذ الثاني الفريق ألن صحيح فهو الكريم، بالقرآن وعالقته السجع، بمعنىي

معني السجع كلمة اصطالح من جديدا الصطالح األمور م كثير في مغايرااألول. الفريق

الذي األول الفريق م أكثر دقيقة علمية بروح تمتع الفريق هذا فإن ورود على السجع كلمة يعمم الثاني فالفريق عواهنه، على االصطالح أخذ

سميناه فإن للكالم، العام األسلوب إلي النظر دون المتشابهة النهايتان سجعا، الكتاب، من وغيرهم الكهان سجع عن وميزناه كذلك عليه واصطالحا

مفهومنا شيء كل قبل نبين أن علينا ولكن سواء، فاألمر فواصل سميناه أوسجع. كلمة على اصطالحنا معني من الواضح

نفسه هو الكهان سجع يكون أن الثاني الفريق نفي فقد لما مشابها عن ونفس بل متشابهة، بنهايات تنتهي آيات من الكريم القرآن في ورد

المعني تبعية مسألة حول أوهام في الثاني الفريق علماء جميع القرآن أن يريدون األول. فهم الفريق علماء أورده ما حسب للمعني، واللفظ للفظ،

تكون أن توخي أو السجع من بنوع عني الكريم القرآن أن على يبرهنوا هذا في نرى اول أحيانا، متشابهة النهايات في وأ القرآن، بالغة في قدحا

معاني بث هي الكريم القرآن من األصلية الغاية نأل عامة، السجع عن تميزه وموسيقى، بالغة المؤثرة: من الطرق بشتى اإلنسانية النفس في الهداية

وجوهره، بحقيقته بل فقط، الظاهر بالشكل ليس الكالم به يتميزوا ما أن ( ذلك?)1 األمر كان ولو إليه، يقصد الذي والهدف يصوره، الذي والمعني يحملها، التي وبالفكرة

وغيرهم القول سخف م القرآن معارضة اادعو من به جاء ما لكان فحسب شكليا الكالم في الشكلية الناحية بإجادة اشتهر ممن كالم كان لما ولكن بالقرآن، شبيها هؤالء به جاء عما الكالم، ونظم التركيب في وينحط والهدف، بالفكرة يسمو ال جميعا

القبيل هذا في القرآن به جاء الذي األسلوب كان إذا غرو فال القرآن، عن متميزا السجع كلمة إطالق جوزوا الذين العلماء اعترف وقد العرب عند المعروف السجع

القرآن به جاء ما على لدى المعروف السجع عن متميز الحقيقة في هو به شبيها التميز هذا ويكفي العرب، أجل نم عليه، التسمية هذه إطالق صحة عدم على دليال

بالمقامة عالسج من نوع تسمية على العلماء اصطلح فقد هـذا ذات ألنها نظرا عليها. المصطلح التسمية هذه في إال التميز هذا يظهر ال السجع، عن متميز أسلوب

-22-

الضعيف الخيال أصحاب على األمر فيه يتشابه دق وتصويري، لفظي روتأثيسجعا. فيسمونه

تنزيه على مجمعون الثاني، الفريق علماء معظم أن الحقيقة وفي اتفاقهم نرى وبذلك المألوف، السجع من وغيره الكهان سجع عن القرآنآرائهم. عن التغبير أسلوب اختلف نوإ األول، الفريق مع األصلي

معني التاريخ عبر لنفسها اتخذت قد السجع، كلمة دامت ما أنه ونرى جديدة معاني لها فنورد نأتي أن الجهد، وعبث الكالم عبث فمن مخصوصا،

إذ واألدب، اللغة تطور مسيرة خط على إطالعنا عدم من ذلك يكون وإنما لونفض معينة، أزمان في معينة، أشياء تعني ألنها االصطالحات، احترام يجب يجنبنا وذلك الكريم، للقرآن بالنسبة الفواصل كلمة استعمال السبب بهذا

عند بها نعني ما تبين ينبغي أنه على المغالطة، أو الفهم، سوء في الوقوع ذكرها تبينا واضحا مانعا. جامعا

الكريم القرآن كان وإذا واسجع، الشعر عن به الخاص بأسلوبه متميزا النثرية األساليب وبقية.والخطابة القصص، أسلوب عن متميز كذلك فإنه

ليس أنه إال الخطابة، وفن القصص فن حوي وإن الكريم فالقرآن النتبعة، بها جاء قد القرآنية القصة أن ذلك ورسائل، خطب كتاب وال قصص كتاب

به تمتاز ما على فهي المثيل، أو النظير عن جل معجز، أسلوب في القرآن ولم لذاتها، تقصد لم فإنها التأثير، وقوة التعبير، وجمال التصوير، دقة من

القرآن أسلوب ضمن ـ مشاهد هو وكما ـ جاءت بل عين، بموضوع تفرد وأهدافه أغراضه نطاق وفي العام، المقصود، للغرض تأكيدا للهدف وتوضيحا

حينما موضع، من أكثر في تتكرر القرآنية القصة رأينا فإننا لذا المنشود، لها فيكون مغزى، م وأكثر هدف، من أكثر على واضحة داللة ذات تكون بالمعني المالئ.الجديد الثوب في لنا تظهر حين موضع، كل في األثر أعظم الرقة من غاية في هذا كل مع وهي إليه، تهدف الذي والغرض تفيده، الذي

أنظر والبالغة، الفصاحة من العليا الدرجة عن تنزل ال والجزالة، إلى مثال سورة في السالم عليه صالح سيدنا عن حديثة معرض في تعالى قوله

آية لكم الله ناقة هذه ربكم من بينة جاءتكم قد)) األعراف فيأخذكم بسوء تمسوها وال الله أرض في تأكل فذروها

.73 : آية األعراف (( سورةأليم عذاب شأنه جل فقال االختالف، من بشيء هود سورة في ذكره أعيد كيف

أرض في تأكل فذروها آية لكم الله ناقة هذه قوم ويا)) : آية هود (( سورةقريب عذاب فيأخذكم يسوء تمسوها وال الله،

64. لها ناقة هذه قال)) بقوله الشعراء سورة في كذلك أعيد ثم

فيأخذكم بسوء تمسوها اولمعلوم، يوم شرب ولكم شرب.156-155 : آية الشعراء (( سورةعظيم يوم عذاب

لقومه السالم عله صالح قاله ما حكاي فيها تكررت مواطن ثالثة هذه قد الواحد الخبر حكاية أن المالحظ لكن للناقة، التعرض من حذرهم لما

األمر أن أو االختالف، هذا يستدعي ما هناك فهل الثالثة المواضع في اختلفت

-23-

بألفاظ الواحد المعني عن التعبير مجرد على مقصور البعض يظن كمافائدة. أو حكمة دون مختلفة، بألفاظ الواحدة القصة إعادة أو متقاربة،

أصل أفادت وإن الصور، من صورة كل أن فيه شك ال مما نقولغيرها. عليه يدل ال أخرى، بداللة تنفرد أنها إال المقصود، والغرض المعنينقول: أن هذا وبيان

فسأل ناقة ملساء هضبة من لهم يخرج أن سألوه قد صالح قوم إن والناقة المرآة، تمخض تمخضت ما بعد ناقة عن فانفرجت تعالى، الله

مسألة عن ال اآلية بهذه بدرهم أنه لوقي فصيال، ذلك بعد تفأنجب عشراء، جبلين بين لهم ماء ترد فكانت منهم، بدله، اللبن وتسقيهم كله فتشربه يوما

الماء وانقطاع شربها، أمر عليهم فثقل يخصهم، يوم شرب وللقوم عن يوما عقرها أن إلى لها التعرض من السالم عليه صالح وحذرهم بسببها، مواشيهم

في عامة األعراف سورة من األولي هالكهم.فاآلية سبب فصار ثمود أحمر آية أي ربكم، من بينة جاءتكم قد:قال ألنه لهم وعظه من كان ما جمل ثم غيره، بفعل ال بفعلة المختصة الله، قدرة من أنها نفوسكم بصحتها تشهد

لله هي وإنما منكم أحد ملك ليست ناقة هي أي آية، لكم اله ناقة هذه قال لتؤمنوا السالم عليه نبيه صدق عل إمارة الهضبة، أو الصخرة من استخرجها

الذي الكـأل من الله، أرض هـي التـي الصحـاري في ترعى فاركوها عندها،ويؤلمكم. منكم ينال عذاب فيأخذكم بسوء لها تتعرضوا وال الله، نعمة من هو

زيدت األولى اآلية في المجملة المعاني وهذه فاآلية اآليتين، في بيانا " الثاني في تعالى قوله أما العموم، طريق على للقوم تحذير األولى

المكان هذا اختص أليم" فإن" األولى في لقا ما عم قريب، عذاب فيأخذكم ثالثة داركم في اتمتعوفقال)) فعقروها، قوله من بعده لما بقريب

ما وقرب هالكهم وبين بينهم التي المدة فذكر ،65 : آية هود (( سورة أيام أشد هو بل األليم ينافي ال والقريب لهم، الله عذاب من به توعدهم إذا ألما

قرب من ذكرنا لما أليم دون بقريب الثانية اآلية صفاختصا مهل، بعد يكن لمذكره". إلى ذكره المقرون الميعاد

فالن عظيم، يوم عذاب فيأخذكم بقوله واختصاصها الثالثة اآلية وأما منعتموها لهم:إن قال طأنه وبينهم الناقة بين المقسومين اليومين ذكر قبلها به يكون فيه تؤلمونا فيوم ن عظيم يوم عذاب أخذكم بها تنزلونه بعقر يومها

ذلك وكل عليكم، عظيم يوم وهو االستئصال، بعذاب فيه الله يؤلمكم يوم

-24-

هذا على دائرة المختلفة فاأللفاظ عوقبوا، عقروها إن أنهم وهو واحد بمعني .(1) فيها األلفاظ تغيير المقتضية مواضعها الختالف واختالفها المعني

األسلوب في المألوف عن كذلك، تميزت قد القرآنية، القصة إن ثم تصوير عن تخرج فلم الفائدة، وإتمام التشويق ألجل المبالغة م القصصي

الذي الخيال إلى تلجأ مول إطالقا، الواقع في القصاص عليه يعتمد ما كثيرا حريته القاص يأخذ أن أجل م أدوارها، وتوزيع القصة، شخصيات انتقاء

تصويرها، يريد التي واألفكار المعاني وبث غرضه، خدمة في الكاملة هو الذي والواقع، الحق عن يخرجها الذي األمر الوجود، حيز إلى وإبرازها

هذه عل موضع من أكثر في آياته نصت وقد الكريم للقرآن خاصية أخصالخاصية.

تعالى: قوله شئت إن اقرأ .105 : آية اإلسراء (( سورةنزل وبالحق أنزلناه وبالحق)) 31 : آية فاطر (( سورةالحق هو الكتاب من إليك أوحينا والذي))

. .29 : آية الجاثية (( سورةبالحق عليكم ينطق كتابنا هذا)) .62 : آية عمران آل (( سورةالحق القصص لهو هذا إن)). 13 : آية الكهف (( سورةبالحق نبأهم عليك نقص نحن))

وجدنا أننا وإال القرآنية، القصة خواص أهم من الخاصية هذه كانت وإذا واالجتماعي، الخلفي روالتحر والعقلي، الفكري التقدم بريق خدعهم قوما

لمعارفهم الكريم القرآن إخضاع يحاولون ويقرئه، التجديد يدافع فراحواالمصطنعة. ومقاييسهم المحدودة

كونه يعدو ال.القرآني القصص أن أناس فزعم عمال لما يخضع فنيا أن غير ومن التاريخ، لصدق التزام غير من وابتكار، خلق م الفن له يخضع صحة عدم هذا علي يترتب والذي جود، أو حقيقة الواقع في له يكون

القصصي تصويره في يهتم ال أنه دام ما تاريخيا، القرآن على االعتماد تعرض التي األمور م كثي في عليه يستدرك أن ويمكن التاريخية، بالحقيقة

الباطل يأتيه ال الذي الله، لكتاب وتهمة الله علـى فريـة أعظمهـا ما أال لها،خلفه. من وال يديه بين من

شبه ذب على الحرص يدعي مسلم، الفكرة هذه صاحب أن والغريب جامعية، رسالة في بها تقدم أنه ثم الله، كتاب عن نوالمستشرقي الملحدين

وقف حين ظنه، خيب الله وكلن شهادات، من الجامعة تعطيه ما أرفع لينال عليه فردوها الفاحشة، المغالطات هذه مثل على الجامعة في المسئولون

.(2) وصاحبها الفكرة على العلماء حملة واشتدت الثائرة ثارت أن بعد أخطاء من فيه وقع ما فتدارك رشده، إلي وثاب غيه، عن ارتدع وليته

غوايته، على شجعه من األعوان من ووجد رأسه، متن ركب لكنه فأصلحها، عليه، الحملة وطأ وخف الثورة هدأت أن بعد عليه هي ما على أرسالة فطبع الردود هذه عليه، تتوالى زالت ما الحق على الغيورين العلماء ردود ولكن

الزائفة. هوادعاءات شبهه، بجميع أطاحت قد العلمية الطبعة االسكافي، الخطيب اله عبد بن محمد التأويل وغرة التنزيل ( دورة?)1

.134 – 132 ص األولى، محمد الدكتور هو وصاحبها القرآن، في الفني القصص بعنوان هي الرسالة ( هذه?)2

الله. خلف أحمد

-25-

الرسالة: صاحب على رده في اليومي رجب الدكتور يقول جعل الذي هو المعاصرة، للقصة الجديدة بالمقاييس ولوعنا "إن باحثا

في يصطنع إذ التاريخي، بالواقع يتقيد ال القرآني القصص أن يعلن جامعيا األحداث رواية أسلوبا ال الكريم القرآن أن نسى وقد.الفن حرية تقتضيه فنيا الخيال إلى يلجأ البشري القاص وأن خلفه، من وال يديه بين من الباطل يأتيه الله ولكن ويروق، يمتع بما له يسمح ال محدودا، الواقع يجد حين فنه، في هذا إنكتابه)) في القائل ووه بديله، عن فيبحث شيء يعجزه ال شأنه جل في كان لقد)) ،62 : آية عمران آل (( سورةالحق القصص لهو

كان ما األلباب ألولي عبرة قصصهم (( سورةيفترى حديثا.111 : آية يوسف

بعض أن فأتهم فقد ويكمله، الواقع يزين الخيال أن قوم لدى صح وإذ أعرق يتصوره ما يفوق بل وتأثيرا، روعة الخيال يفوق الحياة حقائق

الخياالت. في الموغلين هذا وجود نتحل ثم خيال، ذات تكون أن القصة في هذا بعد فيشترط

القرآني القصص في الخيال .(1) اشتراطه من أمليناه لما ليخضع تمحال اهتمام م القت قد الفكرة هذه أن إليه النظر لفت أريد والذي

وجعلتهم صاحبها، شأن فخموا وقد الكثير، الشيء والملحدين المستشرقين بدراسة مهتمين المستشرقون فيه يصبح لزمن مبدأ األطروحة هذه يعتبرون

فـي أشـده على المستشرقين من االهتمام نجد فإننا ولذا(2) القرآن تغيير اإلسالمية الكتب في المنحرفة، األفكار هذه مثل عن والتنقيب البحث أجل م الكثير وينفوقون مخطوطا، منها كان ما فيطبعون وحديثها قديمها في القرآن منزلة م والحط األذهان، في الصحيحة اإلسالم صورة تشويه يكونوا أن وباحثيهم المسلمين علماء م يتطلب الذي األمر المؤمنين، قلوب

ال أو يشعرون حيث م األعداء غرض يخدموا ال حتى وحذر، حيطة فييشعرون.

شبهات عنه ويرد القرآن، عن يدافع أن زعمه حد على أراد الذي فهذا به التصريح عن كانوا ما لهم وحقق الشبهات، باب لهم فتح قد الملحدين،

وجلين. القصصي أسلوبه في الكريم القرآن كان وإذا ألساليب مخالفا

عند المعروف الخطابة ألسلوب مخالف كذلك فإنه المعروفة القصص الحجة، بوضوح واشتهر والترهيب، الترغيب على حوي وإن فإنه العرب،

يدي بين الماثلة الحقائق يترك تأثيه في أنه إال التأثير، وشدة البرهان، وقوة تأخذ التي هي االئقة، الصحيحة صورتها في يضعها أن بعد ـ والسامع القارئ األبصار عن وتزيل شبهاتها، النفس من تبدد أن بعد القلوب، في مكانها

بين الترادف أو غايته، باأللفاظ التفنن يكون وال رانها، القلوب وعن غشاوتها بين الترادف أو غايته، باأللفاظ التفنن يكون وال يقذف بل وسيلته، العبارات

وانظر البحوث، مجمع سلسلة ،204- 203 ص البيومي، رجب القرآني البيان (?)1.105 -94 ص القرآن، بالغة كتابه في عليه حسين الخضر محمد الشيخ رد

ص الكريم، للقرآن الحديث اإلسالمي " التفسير بليون المستشرق كتاب ( أنظر?)26.modern mislim doran interpretation, by J.M.S. bayton.

.1961 سنة أليدن مدينة في والنشر الطباعة دار

-26-

كذلك زاهق، هو فإذا فيدمغه الباطل على بالحق يقذف بل وسيلته، العباراتالكافرين. دابر ويقطع بكلماته، الحق الله يحق

خطب كتاب أو قصص كتاب يكون أن عن الكريم القرآن تنزه وإذا كذلك، يكون أن منه يطلب وال دنيوي، عليم بكتاب ليس كذلك فإنه ورسائل،

قد أنه إ والكونية، العليمة الحقائق من كثير على شمل قد أنه ينفي ال وهذاالمعروف. العلمي لألسلوب مخالف أسلوب في بها جاء

واضحة صورة في الحقائق بإبراز يهتم إنما العلمي، األسلوب أن ذلك يلزم ثم يقصد، شيء ذلك وراء يكون أن دون مباشرة، العقل إلى بها ليصل

تؤلف وأن االشتراك، من الخالية معناها، في الصريحة األلفاظ اختيار فيه تكون ال حتى وجاء، سهولة في األلفاظ هذه للظنون مثارا لتوجيه ومجاال

.(1) بعيد أو قريب من بالبالغة يعني ال أنه ثم والتأويل، وكونية عليمة حقائق م له تعرض بما جاء فقد الكريم القرآن أما

مقصده تكن لم ألنها العليمة، الكتب ألساليب مخالف أسلوب في مختلفة األنظار ولفت قدرته، عظيم على االستدالل معرض في ساقها بل بالذات،

أن ويجب مسلمة، واضحة حقائق أنها عل بها جاء لذلك حكمته، بديع إلى وال لها، والمسير لها المبدع هو عنها، المتحدث ألن مسلمة كذلك تكون يتصور أن سليم، عقل لذي يمكن ولهذا صانعها، من اآللة بحقيقة أعلم أحدا

القرآن عنه كشف ما مع تتصادم أن يمكن عليمة، حقيقة توجد ولن توجد، لمالكريم.

بديع أسلوب في القرآن بها جاء قد والكونية العلمية الحقائق هذه من للعقل يفتح بما جميعا، الروح بل والقلب الفكر حظ فيه ينس لم محكم، عنه ويزول حقائقها، له تنكشف حتى بالتدبر ويأمره صحيح، للفكر منطلق

الصدور، له تثلج إيمان م القلب على يدخل يكتنفها. ويما الذي الغموض بارئها، إلى منها اإلنسان يصل حين لحقيقتها المتعطشة األرواح وتنتعش

عظمته. لجبروت ساجدة تخر أن بعد رحمته، ظالل في فتتفيأ هذا .والنظير الشبيه عن جلت عالية بالغة من تتضمنه عما فضال

ظن التي تلك الشمس، جريان هي كونية حقيقة عن يتحدث وهو إليه استمع لديـه تقـرر ثم الزمن، من ةفتر ثباتها البشري العلم ال متحركة أنها أخيرا تقدير ذلك لها لمستقر تجري والشمسشأنه:)) جل يقول ثابتة،

كالعرجون عاد حتى منازل قدرناه والقمر العليم، العزيـز ..29-28 : آية يس (( سورةالقديم

والقمر ضياء الشمس جعـل الذي هـوعاله)) جل وقول خلق ما والحساب، السنين عدد لتعلموا منازل وقدره نورا،

. 12 ص ، الجارم على الواضحة البالغة أنظر (?)1

-27-

: يونس (( سورةيعلمون لقوم اآليات يفصل بالحق إال ذلـك الله .5 آية

بالصانع الصنعة يربط ساقها التي الحقائق هذه ف تراه كيف فانظر يتكبرون وال ألمره، فيخضعون حكمته، وبديع عضمته مقدار الناس ليعرف

لنفسه يملك ماال به يشركون أو عبادته عن أو نفعا وال ضرا وأال حياة وال موتا فضله وسعة وحدانيته، على االستدالل معرض في يسوقها نشورا. فهو

لآلية تفسيره في اآللوسي ومعادهم. يقول معاشهم ألمور بتدبيره عليهم عل (( تنبيهضياء الشمس جعل الذي هو)) تعالى قوله:الثانية

في صنيعه بآثار وحكمته وقدرته وعلمه ووحدته تعالى وجوده على االستدالل الذي التدبير أفراد لبعض وبيان مر، بما االستدالل على التنبيه بعد النيرين،

المتعلقة أمورهم دبر حين سبحانه أنه إلى وإرشاد إجمالية، إشارة إليه أشير بإرسال بمعادهم المتعلقة مصالحهم يدبر فألن البديع، التدبر هذا بمعاشهم

.(1) وأخرى أولى الكتب وإنزال الرسل ودالالت رائعة حكم م وأشباهها اآليات هذه في مما ذلك غير إلى

بها، اإلحاطة عن البشر يعجز لطيفة وأشارت سامية من به تمتاز عما فضال يتبين قدمنها الذي هذا وبكل.والفصاحة بالبالغة يفيض الذي التركيب، أحكام

ليس الكريم القرآن قولوا: إن من صدق لنا اول مرسال، نظما مصنوعا، نثرا ليس أنه كما شيء ولكنه السجع، تشبه فواصل فيه وليس مسجوعا، نثرا.(2)ذلك" وغير هذا غير

أساليب من شيء عليه ينطبق ال الكريم القرآن أسلوب كان وإذا نراه ىتر يا الذي فما ونثرهم، شعرهم في المعروفة العرب م به جديرا؟ تسمية أو وصف

نزول قبل العرب عن يعرف لم أنه دام نقول: ما هذا على ولإلجابة م أحد يستطع ولم القرآن، طريقة تحاكي طريقة نزوله زمن في وال القرآن شأن من أن مع نزوله بعد حتى القرآن، أسلوب يقلد أن غيرهم م وال العرب ويتبع يقلد أن المخترع شأن ومن يحاكي، أن الغريب األمر وحبا، به شغفا أن واستفزهـم معارضته، إلى واستنفرهم محاكاته، إلي القرآن دعاهم وقد

وقلة بعجزهم أقروا بل سبيال، ذلك إلي استطاعوا وما فعجـزوا بمثلـه، يأتـواحيلتهم.

موعجزه األسلوب، هذا معارضة عن إحجامهم أن فيه شك ال والذي سائر عن وتفرده األسلوب، هذا إعجاز على واضح دليل محاكاته، عن

األساليب.المنيرية. الطبعة ،27 ص ،11 ج (?)1 ،563 ص خلدون، ابن مقدمه ،301 ص زهرة أبو محمد الكبرى المعجزة ( أنظر?)2

لكلية مقدمة القرآن إعجاز في رسالة هـ1320 سنة الثالثة الطابعة األميرية المطبعة .90 ص1945 سنة الحكيم السيد محمد السيد من األزهر جامعة الدين أصول

-28-

ويبقى عليه، ينطبق الذي فاالسم كذلك، األمر دام وما هو به، جديرا لها يسبق لم األسلوب هذا حقيقة ألن القرآن، أسلوب غير عليه يطلق ال أن

وجودها في تابعة واألسماء االسم، هذا بغير هتسميت على يصطلح حتى وجود على اصطلح أسلوبه، يضاهي أسلوب الزمن الحق في يوجد ولم للمسمي،

األساليب عدة رغم القرآن، أسلوب على إطالقه يمكن عله، اسم إطالقوكثرتها.

وبهذا الشرقيين االبحثين من كثير فيه وقع الذي الخطأ لنا يتبين أيضا أنماط من نمط إلى الكريم القرآن أسلوب إرجاع حاولوا حين والغربيين،

أحوال في وبينها بينه ظاهر سطحي تشابه لوجود المعروفين، النثر أو الشعر أغفلوا أو عنها تغاضوا التي الحقيقية، األساسية االختالفات رغم كثيرة، هذه م نمط بأنه القرآن، أسلوب على حكمهم في هؤالء أشبه وما جانبها،

النطق جانب ويغفل حيوان، بأنه اإلنسان على يحكم بمن المتنوعة، األنماط اإلنسان دخول رغم الحكم، في وأخطأ الحقيقة حقر قد بذلك فيكون عنه، الحيوان باقي تعن تميزه ال أنها إال له، وشمولها الكلمة هذه مضمون تحتويخالفها. حقيقته يباين الذي

غير. ال القرآن أسلوب هو القرآن أسلوب يقال: أن فالحق

الكريم القرآن ألسلوب البيانية الخصائص

اإلنسان يقف إعجازه ومدى الكريم القرآن أسلوب أمام مذهوال " فهو أسلوبه في " اإلعجاز الكريم القرآن إعجاز في قيلت كلمة وأجمع

األمور حتى أو بينها فيما تباعد على كلها الفضائل نهايات عنده تلتقي أسلوب. أدائه في ويذللها بها الكريم القرآن يحيط المتقابلة

البشر أساليب رأينا إذا ذلك في القرآني األسلوب زخامة مدى وندرك في الكالم يجيدون ال قد مناسبة في أو فضيلة في تكلموا إن أنهم وكيف

. السياق بنفس لها المقابلة الفضيلة:- اآلتي الكريم القرآن في المتقبالت هذه ومن

: المعنى بحق والوفاء اللفظ في القصد ـ1 بحق الوفاء وهما بينهما يوفق إنسان نجد قلما فضيلتان أو نهايتان

أن إما الناس بعض فتجد الطرق بأقرب تريده ما بيان أو األلفاظ بأقل المعنى اإلنسان أن إال عليه السـامع يفهـم ال اختصر إذا والبعض الكالم في يسهب ، الموضوع حساب على ليس لكن األلفاظ بأقل المعنى ينقل الذي هو البليغ

يعرف فال ، سمعه مما حيرة في السامع فيجعل األلفاظ في يفرط الذي أما هيريد ما عليه السامع يفهم فال األلفاظ في يبخس الذي وكذلك ، المقصود

المعنى. إخالل فهذا مخل الغير الوقت في مكثر غيـر كالمه في كـان كلمـا فاإلنسـان

. البالغة ملك قد يكون بالمعنى القرآن فبيان الفضيلتين بهاتين يحيط أن استطاع وحده والقرآن

المعنى في تقتير وال األلفاظ في إسراف فال اإلنسان حاجة على قدر الكريم ..... زائدة كلمة القرآن في واحدة كلمة اعتبار يمكن وال ، معينة لدرجة يخل تعوض أن يمكن ال القرآن إلى تضاف كلمة أن كما . معلومات تضيف أو نقصا

-29-

أقطاب من وهو عطيـة ابن قاله ما الكريم القرآن في قيل ما وأبلغ أحسن لفظة على العرب لسان أدير ثم لفظه منه نزعت )لو والتفسير اللغة )) تعالى قـال الخبير الحكيـم الله من أحكمت آياته ألن ( وذلك توجد لم منها

. هود سورة(( خبير حكيم لدن من فصلت ثم آياته أحكمت كتاب وأنه وأبكى أضحك هو )) وأنه تعالى قوله الناحية هذه على مثال

النجم. سورة(( وأحيا أمات هو أو لتدل االختصار غاية في وجاءت متقبالت وأبكى أضحك فالكلمات

. وأحيا أمات في الحال وكذلك متعددة معان تحمل أولي يا حياة القصاص في ))ولكم: تعالى : قوله آخر مثال

لتتضمن نكرة جاءت حياة فكلمةاأللباب(( حياة تكون فقد كثيرة أنواعا ألوان تكون وقد والتآخي التكافل حياة أو واالطمئنان األمن حياة أو الغنى الحياة من أخرى

أعجزت اآلية أن فأوضح واأللوسي الرازي عن المنار صاحب ونقل الضد جعل أن البالغة دقائق من فيها ألن والبيان البالغة فرسان متضمنا

للقتل" أو أنفى العرب"القتل قاله ما بعكس اإلماتة في الحياة وهو لضده وجوه عدة القتل" في ليقل القتل "أكثروا " أو للجميع إحياء البعض "قتل

:- كاألتي أشد اآلية ـ1 أحرف عشرة " اآلية للقتل أنفى " القتل قولهم من اختصارا

عشر أربعة قولهم بينما . حرفا الشيء تجعل كونها تناقض " فيها للقتل أنفى " القتل قولهم ـ2 النتفاء سببا

تذكر اآلية بينما محال وهذا نفسه هو الذي القصاص وهو القتل من نوعا. الحياة أنواع من لنوع سبب

قبيلة اعتداء عليه يصدق فهو قولهم أما العقوبة في المساواة تفيد اآلية ـ3 فقولهم الثأر أخذ على تقدر فال لتضعف القتل في وتسـرف أخرى على

إيانا". لقتله أنفى أو لنا إحياء لعدونا قتلنا يعني" أنالقتل. للفظ تكرار فيه قولهم بينما التكرار من خالية اآلية ـ4 وعن القتل عن الردع تفيد اآلية بينما فقط القتل عن الردع يفيد قولهم ـ5

البيانية. الفوائد في أجمع فهي وغيرها الجرح حصول على تدل اآلية بينما ، الحياة يتضمن قولهم في القتل نفي إن ـ6

. بالقصاص الحياة. قولهم بعكس اللسان على اآلية سهولة ـ7

بالغة أشد هي التي اآلية من قالوه ما وأين ولن أسلوبهم في وإعجازا أهل العرب وتحدى أسلوبه في معجز القرآن ألن إليها البشري القول يتوصل

والبيان الفصاحة أمام فهزموا بمثله اإلتيان عن فعجزوا زال وما قديما. القرآني األسلوب

: الخاصة وخطاب العامة خطاب ـ2 المكشوف بالواضح األذكياء خاطبت فإذا الناس عند متباعدتان غايتان

في ألنفسهم يرضونه ال مستوى إلى بهم لنزلت األغبياء به تخاطب الذي لما األذكياء بها تخاطب التي واإلشارة باللمحة العامة خاطبت وإذا الخطاب

. تطيقه أن عقولهم استطاعت

-30-

واألغبياء واألذكياء والجهالء العلماء على تلقى واحدة جملة أن أما وفق وعلى عقله مقياس على مقدرة يراها منهم فكل والملوك السوقة وإلى

الكريم. القرآن في إال يكون ال فهذا حاجته أحسن العامة ويراه التعبير بلطائف يفي البلغاء يراه واحد قرآن فهـو

عقولهم. إلى وأقربه الكالم أراد من لكل ميسر السواء على والخاصة العامة متعة فالقرآن بذلك

من فهل لذكر القرآن يسرنا )) ولقد: تعال قال حيث اله وسبحان. القمر سورة((رمدك

: العاطفة وإمتاع العقل إقناع ـ3 الذي الوقت في وتفكيره عقله في اإلنسان ظمأ يروي الكريم القرآن

لم فهو ، إليه يشير الذي بالجمال فيتمتع اإلنسان عاطفة مع فيه يتفاعل العاطفـة تنمو وال العقـل ينمـو بحيـث ، فقط العاطفة أو فقط العقل يخاطب

. العاطفة وإمتاع بإقناعه العقل بين جمع إنه بل ، العكـس أو إلى منهما كل وحاجة الوجدان قوة قوتان فيها البشرية فالنفس

وكذلك الوجدان أو للعاطفة يصلح ال للعقل فما األخرى حاجة غير الغذاء. العكس

وهم بجفاف اإلنساني العقل يخاطب أن إما البشري فاألسلوب يخاطب فالشعر ، الشعراء وهم والوجدان العواطف يثير أن وإما الفالسفة القرآن أما جاف بكالم العقل يخاطب الفيلسوف بينما العقل ويلغي العاطفة شيء أثمن اإلنسان عقل ألن اإلنسان في العقل جانب يغفل لم الكريم نفسه الوقت وفي اإليمان إلى الوصول اإلنسان يستطيع طريقة وعن يملكه

وقيم ومشاعر وسلوك معاملة فاإلسالم ، والعاطفة الوجدان جانب يهمل لم هاتين بين تجمع القرآن آيات أن نجد لذلك اإلنسان معها يتعامل أن ينبغي

. المتعتين بنيناها كيف فوقهم السماء إلى ينظروا )) أفلم: تعالى قال

رواسي فيها وألقينا مددناها واألرض فروج من لها وما وزيناها منيب عبد لكل وذكرى تبصرة بهيج زوج كل من فيها وأنبتنا ماء السماء من ونزلنا الحصيد وحب جنات به فأنبتنا مباركا

نضيد طلع لها باسقات والنخل ميتا بلدة به وأحيينا للعباد رزقا.....((. الخروج كذلك

عملية أثبت حيث الموت بعد البعث وهي عقلية تغذية فيها اآليات فهذه النباتات خروج ثم الماء إنزال وهي مظاهر خالل من والبعث الخروج العقلية القضية على يبرهن ثم وجمالها الطبيعة يتذوق حيث عاطفية لمسات

. من البالغة المواعظ ساق وكيف السالم عليه يوسف قصة : فيآخر مثال واألخالق بالعفاف والتمسك سبحانه بالله االعتصام أهمية على التدليل أجل وغلقت نفسه عن بيتها في هو التي ) وراودتهتعالى: ) قوله فنجد

إنه مثواي أحسن ربي إنه الله معاذ قال لك هيت وقالت األبوابالظالمون((. حيفل ال

بدواعي وقابلتها الثالث الغواية دواعي بين جمعت الكريمـة اآليـات ...... قوبلت التهيؤ ـ3 األبواب تغليق ـ2 المراودة ـ1 الثالث العفاف

-31-

ـ2الله( إلى )اللجوء ربي إنه الله معاذ ـ1: وهي للفضيلة ثالث بدواعي. الظالمون يفلح ال إنه ـ3 مثواي أحسن كتب أمنوا الذين )) يأيهاتعالى: قال العقوبات في : نجده ثالث مثال

واألنثى بالعبد والعبد بالحر الحر القتلى في القصاص عليكم إليه وأداء بمعرف فإتباع شيء أخيه من له عفي فمن باألنثى

في يستثير القصاص عقوبة القرآن فيه يقرر الذي الوقت ففي (،( بإحسان تتعلق وحدود عقوبات سياق فهو واإلحسان والمعروف األخوة روح النفوس

المعروف من أخرى وأمور واإلحسان األخوة مشاعر ليستثير يأتي ثم بالقتل بأنهم الناس بين المحبة روح استثارة وإنما ذاتها العقوبة ليس ... فالمقصود

ليس فالعفو القاتل لذلك أخوة . عنهم بعيداواإلجمال: - البيان4

ما إذا الناس أن ذلك الكريم القرآن في إال تجدهما ال الغايتان هاتان اإلبهام إلى ذهبوا اإلجمال أرادوا وإذا لتأويل، تتسع ال أغراضهم تحديد أرادوا

يبين الذي الوقت ففي البروز إلى الغايتان فيه تتسابق نجده القرآن ... بينما يترك معناه عن فيه يجمل أن أراد .... وإذا الفهم في الناس الجتهاد متسعا أن حيث إجمال فيها الميراث قضايا مثل فيها لبس ال واضحة تكون آياته في

فيها ليس ذلك ومع الضيقة المسافة هذه في الفرائض علم حددت آيات ثالث وغير والشورى كاالقتصاد العملية العبادات نصوص في بينما اإلبهام من نوع والقواعد الشريعة روح عن تخرج ال بحيث الفقهاء الجتهادات األمر ترك ذلك في الذي واالجتهاد النص دائرة عن يخرجون فال المجال هذا في رسمها التي. خطأ يكون الدائرة غير

فقضية(( حساب بغير يشاء من يرزق ) واللهتعالى: ) قال: مثال األمور من وهي حساب بغير فهي وسيلة من أكثر لها يكون قد الرزق

إذ سبحانه الله بحق تفسيرها في يجتهد أو تستبدل أن يمكن ال التي المجملة. ذلك يعلم الذي وحده هو: يريده الذي للتعبير الكثيرة الصيغ استعمال في القول براعة ـ5

كونهـا عن تخرج ال التعابير أو ألفعال طلبـا إباحة أو أفعال عن نهيا. األلوان هذه من لون كل في تفنن الكريم والقرآن ألفعال

:- اآلتي في تتمثل متعددة بصور جاء الطلبي األسلوب يأتي-1 ..... (( . الصلوات على )) حافظوا األمر فعل بصيغة أحيانا إصالح قل اليتامى عن )) ويسألونك كقوله خير فعل عن - اإلخبار2

....(( خير لهم .(( الصيام عليكم )) كتب الماضي - بصيغة3 تؤدوا أن يأمركم الله )) إن تعالى كقوله األمر فعل بصيغة - يأتي4

(( . أهلها إلى األمانات .(( البيت حج الناس على )) ولله الناس على بكونه - اإلخبار5

: اآلتي في تتمثل كثيرة فهي النهي أساليب أما .(( الدين في قاتلوكم الذين عن الله ينهاكم )) إنما النهي فعل ـ أ

بطن وما منها ظهر ما الفواحش ربي حرم )) إنما التحريم فعل ـ ب)). .(( كرها النساء ترثوا أن لكم ليح )) ال الحل نفي بصيغة جاء ـ ج

-32-

من الله آتاهم بما يبخلون الذين يحسبن )) وال شر أنه بصيغة ـ د هو فضله (( . لهم شر هو بل لهم خيرا

تنظيم األسلوب في بالتناسق يقصد: الكريم القرآن في التناسق ـ6 ، واحد ونظام واحدة طريقة على متالئمة تكون بحيث والعبارات الكلمات. الموسيقي جرسها في اإليقاع حسنة ، الفقرات متناسبة النظم متناسقة

وآفاقه ودرجاته ألوانه في اإلعجاز ذروة بلغ القرآن في والتناسق نسق في المترابط والمعنى العذب والسرد الفصيح النظم يشمل ألنه وذلك

في ومجسمة ومخيلة شاخصة مصورة تعبيرات تعطي وألفاظ متسلسل ، اإلبداع يتم كله وبهذا ، الموسيقي اإليقاع في التوافق إلى إضافة األذهان الفن هذا تذوقت إذا النفوس على للقرآن التأثيري اإلعجاز يقع وبالتالي. الكريم القرآن في المصور

وهي نقاط أربع إلى المطلب هذا بتقسيم قمت الغرض هذا ولبيان: - كالتالي

: موضوعها مع السورة إطار رسم في : التناسق أوال الحنان جو هو العام السورة فجو الضحى لسورة العام باإلطار لذلك أ- نمثل

نجد لذلك ، الكاملة والشفافية الشامل والرضا الوديعة والرحمة اللطيف فالليل ، النفوس في السكينة تشيع استرخائها في السورة كلمات

جاءت الذي الموضوع مع يتناسب الرائق والضحى الهاديء الساجي ال ربه بأن وسلم عليه الله صلى الرسول تطمين وهو لتؤكده السورة

يتيما كان عندما حياته بداية من معه هو بل ، يجفاه أو يتركه أن يمكن إذا والليل )والضحى: ) تعالى قال ، القرآن بهذا فهداه وضاال وعائال

* األولى من لك خير * ولآلخرة قلى وما ربك ودعك * ما سجى * ووجدك فأوى يتيما يجدك ألم فترضي ربك يعطيك ولسوف

. الضحى سورة(( فأغنى عائال * ووجدك فهدى ضاال لذلك ب- ونمثل إذا )) والليل: تعالى قال ، الليل سورة بمطلع أيضا * إن واألنثى الذكر خلق * وما تجلى إذا * والنهار يغشى

(( . لشتى سعيكم الناس سعي اختالف هو اآليات هذه لتقرره جاءت الذي الموضوع إن

لله عاص وفريق ، مشكور سعيه لله متق فريق ، فريقين إلى وانقسامهم عن تتحدث التي السابقة باآليات الموضوع لهذا قدم لذلك ، مبتور وسعيه

. باألنثى الذكر وقابل ، للنهار المغاير الليل نمط على ليس الناس قلوب أن يقرر أن يريد وتعالى سبحانه الله إن

غير على قائم ومنهم ، التقوى على قائم ألنه مشكور سعيه فمنهم ، واحد واختالف والنهار الليل بذكر السورة إطار في قدم لذلك ، الله من تقوى السورة محور يأتي حينما أحد يستغرب فال وبالتالي ، واألنثى الذكر

. الناس سعي اختالف عن بالحديث: عرضه ومدة المشهد بين : التناسق ثانيا

، فيه المشاهد لتقصير مختلفة وسائل الكريم القرآن في ورد لقد. اآليات عنه تتحدث الذي المشهد لتطويل أخرى مختلفة وسائل وأيضا

: تعالى قوله العرض القصيرة المشاهد على األمثلة ومن فاختلط السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل لهم )) واضرب

كل على الله وكان الرياح تذروه هشيما فأصبح األرض نبات به

-33-

يتحدث ألنه وخاطف قصير المشهد . هذا الكهف سورة(( مقتدرا شيء وال بالنبات يختلط بل يسيل وال يجري فال السماء من ينزل الذي الماء عن الجمـل وبهـذه ، الرياح تذروه هشيما يصبح لكنـه ، مخضرا والينضج ينمو

المشهد عرض تقصير في استخدم ثم ، الحياة شريط ينتهي القصيرة الثـالث. والتعقيب الترتيب على الدال الفاء حرف

: مطول مشهد قال ، الموضوع نفس عن يتحدث األول المشهد يقابل مشهد نختار

بينكم وتفاخر وزينة ولهو لعب الدنيا الحياة أنما )) اعلموا: تعالى ثم نباته الكفار أعجب غيث كمثل واألوالد األموال في وتكاثر

شديد عذاب اآلخرة وفي حطاما يكون ثم مصفرا فتراه يهيج (( الغرور متاع إال الدنيا الحياة وما ورضوان الله من ومغفرة

ألوان في لنتفكر التراخي تفيد " التي "ثم . استخدم20 آية الحديد سورة فكان ، حطاما " يجعله "ثم مصفرا فتراه " يهيج "ثم المختلفة الزروع

بطيئا عرضها يكون أن فتناسب فيها والتبصر الله نعم البيان هذا في التطويل في والتفكر فيها التبصر يتم الزمن من مدة األنظار أمام الصور هذه لتثبت

حقيقتها. : وموضوعها اآليات فاصلة بين : التناسق ثالثا

:- كاآلتي وهو مريم سورة من بمثال ذلك على نستدل بينما ، الممدودة الفاصلة تستوجب القرآني القصص موضوعات إن

، اآلية فاصلة على السكون فتستعمل لإلطالة فيه مجال ال موضوع يكون قد من انتبذت إذ مريم الكتاب في ))واذكر: تعالى قوله ذلك على ومثال إليها فأرسلنا حجابا دونهم من * فاتخذت شرقيا مكانا أهلها تنتهي أنها اآليات لهذه القاري . يالحظ(( سويا بشرا لها فتمثل روحا وطبيعة ـ السالم عليها ـ مريم قصة عن تتحدث ألنها الممدودة باأللف

فاصلتها في تغيرت قد اآليات نجد ما وسرعان ، الطول تقتضي القصص بن عيسى عن تحدثت عندما والقصر الجزم فاستخدمت وأسلوبها ونمطها

: ))ذلك تعالى قوله فجاء ذلك يقتضي المقـام ألن ـ السالم عليه ـ مريم أن لله كان * ما يمترون فيه الذي الحق قول مريم ابن عيسى

.(( فيكون كن له يقول فإنما أمرا قضى إذا سبحانه ولد من يتحذ في ) واذكر: ) تعالى قال ، الممدودة الفاصلة إلى ثانيـة مرة يعـود ثم

تعبد لم أبت يا ألبيه قال * إذ نبيا صديقا كان إنه إبراهيم الكتاب .(( شيئا عنك يغني وال يبصر وال يسمع ال ما

ألن اإلطالة أسلوب استعمل مريم قصة عن الحديث بداية ففي اآليات نهاية يكون أن اقتضى ولهذا ، ذلك إلى بحاجة القصصي األسلوب

عليه إبراهيم قصة عن تحدث عندما وكذلك ، الطويلة الممدودة واأللف بالياء. القصة وفاصلة األسلوب نفس أخذ السالم

فيها اختلف التي وقصته السالم عليه عيسى عن تحدث وعندما إلى فاحتاج ، فادح خطأ وهذا الله ابن أو ، إله أنه قال من فمنهم النصارى بالقطع وامتازت اإلطالة من خالية الفواصل فجاءت ، القضية في الحسم

. والسكون: آخر مثال

-34-

إال الليل قم المزمل )) يأيها: تعالى قوله إلى ننظر عندما أيضا إنا ترتيال القرآن ورتل عليه زد أو قليال منه انقص أو نصفه قليال

تنتهي السورة من األولى اآليات أن . نجد(( ثقيال قوال عليك سنلقي ، مهيال ، أليما جميال ، وكيال ، تبتيال ، قليال ، : ثقيال مثل الممدودة واأللف بالالم به أمرت الذي التكليف طول مع الطول هذا يتناسب لكي ، رسوال ، وبيال

وسلم عليه الله صلى فقام المسلمين على فريضة الليل قيام أن وهو اآليات أو الليل نصف المكرمة مكة فـي األمـر بدايـة في المسلمة والجماعة هو

. القيام شدة من أقدامهم تورمت حتى ثلثه سنة الليل قيام فأصبح السورة من األخيرة اآلية في التخفيف وجاء

والميم بالياء تنتهي اآلية نجد لذا ، القرآن من تيسر ما المصلي يقرأ مستحبة فيهم يوجد حيث بالمؤمنين والرحمة التخفيف جو مع تتناسب التي

األمن تحفظ الدولة حدود على الساهرة العيون ، الوطن حماة المجاهدون من يسعون الوطن بناة والمربون والفالحون العمال وأيضا المجتمع وسالمة

التخفيف كان هذا لكل ، المرضى لوجود وأيضا ، الطيب الحالل الكسب أجل ونصفه الليل ثلثي من أدنى تقوم أنك يعلم ربك ))إن تعالى قال

لن أن علم والنهار الليل يقدر والله معك الذين من وطائفة وثلثه سيكون أن علم القرآن من تيسر ما فاقرأوا عليكم فتاب تحصوه

الله فضل من يبتغون األرض في يضربون وآخرون مرضى منكم وأقيموا منه تيسر ما فاقرأوا الله سبيل في يقاتلون وآخرون

تقدموا وما حسنا قرضا الله وأقرضوا الزكاة وآتوا الصالة أجرا وأعظم خيرا هو الله عند تجدوه خير من ألنفسكم

.20 آية المزمل سورة(( رحيم غفور الله إن الله واستغفروا: اآلية سياق مع الكلمات : تناسق رابعا

في فيه وردت الذي والسياق الكلمات بين البديع التناسق هذا جاء لقد مرة األرض عن الكريم القرآن عبر فقد ، القرآنية السور من عديدة مواطن

بل التعبير في تنوع مجرد هذا وليس خاشعة بأنها أخرى ومرة هامدة بأنها كنتم إن الناس ))يأيها: تعالى . قال وإعجازي وبالغي تصويري لمعنى

من ثم نطفة من ثم تراب من خلقناكم فإنا البعث من ريب في في ونقر لكم لنبين مخلقة وغير مخلقة مضغة من ثم علقة

لتبلغوا ثم طفال نخرجكم ثم مسمى أجل إلى نشاء ما األرحام لكيال العمر أرذل إلى يرد من ومنكم يتوفى من ومنكم أشدكم

الماء عليها أنزلنا فإذا هامدة األرض وترى شيئا علم بعد من يعلم .5 آية الحج سورة(( بهيج زوج كل من وأنبتت وربت اهتزت

آياته )) ومن: تعالى قال ، بخاشعة التعبير جاء آخر سياق وفي للقمر وال للشمس تسجدوا ال والقمر والشمس والنهار الليل

استكبروا * فإن تعبدون إياه كنتم إن خلقهن الذي لله واسجدوا * يسأمون ال وهم والنهار بالليل له يسبحون ربك عند فالذين

اهتزت الماء عليها أنزلنا فإذا خاشعة األرض ترى أنك آياته ومن (( قدير شيء كل على إنه الموتى لمحيي أحياها الذي إن وربت( .39-37) آية فصلت سورة

األرض فشبه الموت جو عن تحدث الحج سورة في األول السياق السياق في بينما "هامدة" ، التعبير ،فناسبها ميتة وكأنها فيها حياة ال التي

-35-

هي وهل ، والسجود العبادة عن يتحدث كان فصلت سورة في الثاني "خاشعة" ألن كلمة يورد أن فناسب والنهار الليل أم القمر أو للشمس. العالمين رب لله والعبادة السجود جو مع يتناسق الخشوع

: تعالى قوله "فانفجرت" في بلفظة الكريم القرآن عبر وأيضا إذ موسى إلى وأوحينا أمما أسباطا عشرة اثنتي )وقطعناهم)

اثنتا منه فانفجرت الحجر بعصاك اضرب أن قومه استسقاه الله رزق من واشربوا كلوا مشربهم أناس كل علم قد عينا عشرة

.60 : آية البقرة سورة(( مفسدين األرض في تعثوا وال : تعالى "فانبجست" قال بلفظة أخرى آية في عبر ثم

إذ موسى إلى وأوحينا أمما أسباطا عشرة اثنتي )) وقطعناهم اثنتا منه فانبجست الحجر بعصاك اضرب أن قومه استسقاه

الغمام عليهم وظللنا مشربهم أناس كل علم قد عينا عشرة وما رزقناكم ما طيبات من كلوا والسلوى المن عليهم وأنزلنا .160: األعراف سورة(( يظلمون أنفسهم كانوا ولكن ظلمونا

وأن إسرائيل بني عن تتحدث كانت البقرة سورة في األولى اآلية السورة في أما ، انفجرت بكلمة فعبر للحق جحودهم في استحجرت قلوبهم فعبر يعدلون وبه بالحق تهدي وأنها أمة إحياء عن يتحدث السياق فكان الثانية والسنة القرآن تعاليم وسط من بسالم تخرج األمة "فانبجست" وكأن بلفظة. المطهرة النبوية

القرآني األسلوب في الموضوعية الوحدة

التناسق إن حيث الموضوعية الوحدة فيه تتحقق القرآني األسلوب إن يبرز الذي المحكم األسلوب زينة هو عناصرها وائتالف الواحدة السورة بين

ارتباطا مترابطة كاملة واحدة كلمات كأنها الياء إلى األلف من السورة واحدا. انفصام بدون

في مهارة إلى يحتاج كبير مطلب هو بل الهين باألمر ذلك وليس يجعل أن أحق أيهما ، واالختيار اإلبداع أو أصال أو به يبدأ أن أحق وأيهما تكميال

يتبوأ أو يختم مكانا تكون بحيث مزجها في الطرق أحسن يختار ثم وسطا جوهرها في المختلفة بالمعاني ظنك فما ، االستطراد قليلة الحشو من نقية

. ؟ بطبيعتها المنفصلة يكون ال حتى ، ؟ التأليف في تتطلب واإلبداع واالقتدار المهارة من كم

حتى والماء والمنشـار والحذاء القلم بين كالجمع الحديث في بينها الجمع. واحد واتجاه واحد مزاج لها يكون

الخطأ منهم كان معين غرض في اوأجادو أحسنوا إن البلغاء ونرى. كلها األغراض تلك نظم في واإلساءة

بها يجيئون عدة لمعاني الواحدة القصيدة في يبحثون حين فالشعراء أشتاتا في كما ، الغرض إلي الغرض من التخلص حسن إلى يهتدون ما وقليال

الثغرات تلك سد على استعانوا ربما والكتاب المدح إلى النسيب من االنتقال ، والكن هذا ، وإن : أال كقولهم النفس عن الحديث أو التنبيه أدوات باستعمال

... ولننتقل.... ونعود....قلنا....وسنقول علينا بقى

-36-

له يتسع ما بقدر أحيانا واإليجاز باإلطالة امتاز فقد القرآني األسلوب أما ـ أ إلى ، قصص إلى وصف من ينتقل فتراه بيانا الكالم أكثر فكان اللغة جمال فنون إلى يتشعب الواحد والفن ، شتى ضروب إلى ، جدل إلى ، تشريع

ورغم زمني انفصال وبينها المختلفة الوقائع حسب يتنزل كان والقرآن ـ ب بعض كالم من تأخذ أن حاول ، اإلبداع قمة في القرآني األسلوب كان ذلك

إلى انظر ثم نقص أو زيادة بدون واحدا حديثا منه لتجعل وتسرده البلغاء في والتلفيق الترقيع يبدو وكيف واإلفهام األسماع في رك والتنا التنافر. القول

... كانت بعض إلى بعضها القرآن نجوم ضم في اتبعت التي الطريقة ـ ج في توضع بأن فيؤمر وسلم عليه الله صلى الله رسول على تنزل اآليات والمعنى المتالحم الجو تعطي ذلك ورغم كذا موضع بعد كذا سورة

مدى على يبرهن وهذا بعدها وما قبلها ما مع الكامل والتناسب المتكامل. األخرى األساليب من غيره عن وتفرده القرآني األسلوب في اإلعجاز

هذه مثل على يقدر أن والبيان البالغة من بلغ مهما بشر يطيق ال بينما تساعده دعامة أو حشو أو نحت أو كسر إلى سيضطر فإنه حاول وإذا المهمة

. البيان على القدرة في القرآني األسلوب يكشف ذلك رغم أنه اإلعجاز قمة على والداللة

كبير وال صغير جزء وال لبنة وال غرفة وال قصر فيها ليس منسقة مدينه وكأنه نبدل لو حتى الصائب مكانه في نزل قد إال أو البنيان لختل غيره مكان واحدا

. البشرية للقدرة التحدي قمة وهذا النظام ساءالمدينة. بنى .....الذي البني هو الرجل ـ أ

. العزيز الكتاب فهو بنائها في شرع التي المدينة ـ ب والنجوم السور من القرآن أجزاء فهي وللبنات والغرفات المقصور وأما ـ ج

واآليات. الكونية األحداث فتلك وصخور معادن في الجبال من استرسل ما وأما ـ د

الخطة فهذه لحلها القرآن ينزل كان التي والمشاكل واإلجتماعيةلهما. ثالث ال اثنين من واحد إال عليها يجرؤ ال المصممة المفصلة

يكون أن أو الجهل حضيض في جاهال أن وهيهات العقل أطوار فوق عالما الجهل يلد نظاما جاريا باقيا. وإحكاما

وقدر بميزان موقعه جزء كل أعطى و وبصر علم على فصلها كان إن وأما ال واضعها ولكن واإلتقان الجمال في آية نظامها سيكون أنه ريب فال

من أعلى أفق من استمدها بأنه يسلم والعقل ، اإلنسان هذا هو يمكنعلمه. محيط من أوسع ومحيط نفسه أفق

يحصي أن الشعراء أو الكتاب أحد مقدور في يكون أن يمكن ال ألنه المتنوعة المناسبات في النثر أو الشعر جيد من لسانه على سيجيء ما كل. المنتظر لديوانه منهاجا يوم أول من يضع وأن بالدنيا عهده آخر إلى

العـرب عجـز لذلـك قديما ولم القرآني األسلوب مجاراة عن وحديثا يجدوا العظيم الله وصدق والسبك الجودة في غاية جاء ألنه مغمـزا أو مطعنا

)) قرآنا .28 آية الزمر سورةيتقون(( لعلهم عوج ذي غير عربيا والتاريخ واحدة جملة نزلت أنها تحسب تقرأها عندما الطوال فالسبع

نزلت أنها يحدثك كان بنيان ... وكأنها نجوما نقله أريد فلما قواعده على قائما تلبث فلم أنقاضا فرق ثم لبناته ورقمت أبعاده قدرت مكانه غير إلى بصورته

-37-

عاد حتى لها المعد مكانها عرفت أن منه لبنه كل بعضا بعضه يشد مرصوصا. مرة أول كهيئته

تلتحم فهي أشد بل البنيان في الحجرات تتناسق كما تتناسق والسور موضعي رباط وجارتها قطعة كل فبين اإلنسان جسم في األعضاء تلتحم كما شبكة تمتـد فوقهمـا ومن المفصل عند العظمان يلتقي كما أنفسهما من

اتجاه السورة فـي يجـري ذلـك وراء ومن واألعصاب والعروق الشرايين )) أفال العظيم الله وصدق الجسم فتي كمـا خـاص غـرض إلى يؤدي معيـن

فيه لوجدوا الله غير عند من كان ولو القرآن يتدبرون اختلفا .82 آية النساء سورةكثيرا((

البقرة سورة في المعاني عقد نظامثمانين في نزلت طولها مع البقرة سورة تسع نجومها في استمرت نجما

)) يسألونك اإلسالم في وقع قتال ألول وذكر للصيام ذكر فيها سنين القرآن من نزل ما آخـر فيها نزلت ثم(( الحرام الشهر عن

)) واتقوا في فهي ذلك من ( وبالرغمالله( إلى فيه ترجعون يوما. المتعددة موضوعاتها بين واحدة وحدة وتمثل والتالحم الترابط قمة

وأربعة مقدمة من وحدتها في تتألف فهي طولها على السورة فهذهكالتالي: وخاتمة مقاصد

الهداية من فيه ما أن وبيان القرآن بهذا التعريف عن : تتحدث المقدمة ـ1 بلغ قد ال من عنه يعرض وإنما سليم قلب ذو فيه يتردد ال الوضوح من حدا

الريب الكتاب ذلك ) الم: ) تعالى قال مرض قلبه في كان أو له قلب الصالة ويقيمون بالغيب يؤمنون الذين للمتقين هدي فيه

أنزل وما إليك أنزل بما يؤمنون والذين ينفقون رزقناهم ومما ربهم من هدى على أولئك يوقنون هم وباآلخرة قبلك من

الذي ربكم اعبدوا الناس )) يأيها (( ، المفلحون هم وأولئك( ........ ( خلقكم

. اإلسالم اعتناق إلى كافة الناس دعوة عن : يتحدث األول المقصد والدخول باطلهم ترك إلى خاصة دعوة الكتاب أهل : دعوة الثاني المقصد

أنعمت التي نعمتي اذكروا إسرائيل ) يابني) الحق الدين هذا في بما وآمنوا فارهبون وإياي بعهدكم أوف بعهدي وأوفوا عليكم أنزلت تشتروا وال به كافر أول تكونوا وال معكم لما مصدقا بآياتي ثمنا وتكتموا بالباطل الحق تلبسوا وال فاتقون وإياي قليال مع واركعوا الزكاة وآتوا الصالة وأقيموا تعلمون وأنتم الحق

.(( الراكعين. ذلك في والتفصيل الدين هذا لشرائع : عرض الثالث المقصد

السماء في وجهك تقلب نرى )) قد: القبلة عن * الحديث الحرام المسجد شطر وجهك فول ترضاها قبلة فلنولينك

شطره(( . وجوهكم فولوا كنتم ما وحيث ولحم والدم الميتة عليكم حرم )) إنما: المحرمات بعض * بيان

إثم فال عاد وال باغ غير اضطر فمن الله لغير به أهل وما الخنزير( .رحيم( غفر الله إن عليه في القصاص عليكم كتب آمنوا الذين ))يأيها: القصاص حد * بيان

له عفي فمن باألنثى واألنثى بالعبد والعبد بالحر الحر القتلى

-38-

تخفيف ذلك بإحسان إليه وأداء بالمعروف فإتباع شيء أخيه من .أليم(( عذاب فله ذلك بعد اعتدى فمن ورحمة ربكم من

الصيام عليكم كتب آمنوا الذين : )) يأيها الصيام فريضة * بيان((. تتقون لعلكم قبلكم من الذين على كتب كما بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا )وال ):لبالباط األموال أكل *عدم

لتأكلوا الحكام إلى بها وتدلوا باإلثم الناس أموال من فريقا .(( تعلمون وأنتم يقاتلونكم الذين الله سبيل في )) وقاتلوا : الجهاد فريضة *بيانالمعتدين(( . يحب ال الله إن اتعتدو وال

تكرهوا أن وعسى لكم كره وهو القتال عليكم )) كتب شيئا تحبوا أن وعسى لكم خير وهو يعلم والله لكم شر وهو شيئا

( .تعلمون( ال وأنتم فيهن فرض فمن معلومات أشهر :)) الحج الحج فريضـة *بيان من تفعلـوا وما الحج فـي جدال وال فسوق وال رفث فال الحج أولي يا واتقون التقوى الزاد خير فإن وتزودا الله يعلمه خير

األلباب((.:- اآلتية الموضوعات عن تحدثت السورة: باألسرة تتعلق أحكام * بيان

زوجها عنها المتوفى وحكم والرضاعة والنفاس والحيض والطالق * الزواج وبيان واآلخرة الدنيا في المتقين أجر وبيان الربا أكل تحريم * ثم

من بقي ما وذروا الله اتقوا أمنوا الذين )) يأيها: الدين أحكام(( . مؤمنين كنتم إن الربا

فاكتبوه مسمى أجل إلى بدين تداينتم إذا أمنوا الذين ))يأيها (( . بالعدل كاتب بينكم وليكتب الشرائع تلك مالزمة على يبعث الذي الديني الوازع ذكر: الرابع المقصد

. وتعالى سبحانه الله تقوى وهو مخالفتها عن ويعصم يرجى ما وبيان الشاملة الدعوة لهذه استجابوا الذين صفات : يوضحالخاتمة

. وعاجلهم آجلهم في لهم أنفسكم في ما تبدوا وإن األرض في وما السماوات في ما لله)).((الله به يحاسبكم تخفوه أو

القرآن في بالزيادة القول ذكرها كلمة وعشرون سبع أنها نبيت للزوائد اإلحصاء بعد

الزيادة ىدعو في البيان وروائع المنان لطائف" كتاب صاحب". القرآن في

من والعديد الكلمات بعض في تتمثـل الزيـادة أن البعض وذكـر الخاص معناها لهـا كلمة كل ألن القرآن في بالزيادة نقول ال ونحن ، الحروف

أن بل نستطيع ال بغيرها لنأتي العرب لسان أدير ولو ، موضعها في بها على األمثلة وإليك ، به الخاصة وداللته معناه لـه القرآنية اآلية في الحـرف

:- ذلك الموتى(( سورة يحيي أن على بقادر ذلك )) أليس: تعالى قال ـ1

.40 القيامة

-39-

الله "أليس يقل لم "بقادر" ولماذا كلمة في زائدة الباء أن ادعوا ، قادرا : تأتي وقيل األسلوب في والتقوية للتأكيد اآلية في جاءت الباء أن نقول

النغمة بيان خالل من النظم وحالوة الكالم بجرس يتعلق لفظي لغرض. القرآنية بالسورة الخاصة

(( : التهلكة إلى بأيديكم تلقوا وال)) ـ2

مستقيم غير قالوه فما ،" أيديكم تلقوا ال" ، زائدة الباء قالوا مغلولة يدك لـتجع وال)) المانعة أو المعطية بأنها رعبي اليد ألن . . ." شماله تعلم ال حتى فأخفاها بصدقة تصدق "ورجل ((عنقك إلى

. عليه متفق بي كنرعأس" أطولكن لحوقا فاليد "يدا في سبب هي إذا إلى بأيديكم أنفسكم تلقوا وال وجاهدوا أنفقوا:اآلية معنى ويكون التهلكة اليد فتكون التهلكة .ذلك يؤيد اآلية نزول وسبب ، الهالك في سببا

القسطنطينية نريد المدينة من خرجنا الـق رانـعم بن لمـأس نع صف المدينة من فخرج ـ الوليد بن خالد ابن الرحمن عبد الجماعة وعلي علي المسلمين من رجل فحمل المسلمين من عظيم صف نحن و عظيم أبو فقال التهلكة إلي بنفسه ألقى الناس فصاح عليهم دخل حتى الروم صف وشهدنا نصرناه حيث فينا نزلت ألنها اآلية بهذه نعلم نحن الناس أيها أيوب الحرب ووضعت اإلسالم فشا لما و أموالنا و أهلينا علي وآثرناه المشاهد معه

اإلقامة التهلكة فكانت فيها نقيم والبيوت أوالدناو أهلينا إلي رجعنا أوزارها. الجهاد ترك و المال و األهل في .31 : يوسف سورة ((إليهن أرسلت بمكرهن سمعت فلما)) ـ3

" مكرهن " سمعت والتقدير القرآني النص في زائدة الباء قالوا لقد)) الجر حرف بدون بنفسه يأتي سمع الفعل أن نجد اآليات وبمراجعة

قول الله سمع قد)) ((،فقير الله إن قالوا الذين ولـق الله سمعبالزيادة. القائلين أغرى وهذا (( تجادلك التي

سبحانه الله ألن واسطة بدون ةمباشر فيها السماع كان اآليات هذه شيء بكل أحاط علما . معنا التي اآلية بعكس وسمعا

. مباشرة النسوة تلك من تسمع لم العزيز فامرأة ـ أ ال رسالة تؤدي الباء جاءت هذا وعلى يسمع ال رـاهظال اهـبمعن المكر إن ـ ب

. بها إال األمر يتم عناية لبيان" " سمع الفعل واختير بمكرهن أخبرت أنها تعني وهي

أن لنا لتبين الباء فجاءت...... هاعن يقال ما لكل تسمع أن ورغبتها المرأة والمعنى الرونق يذهب بالزيادة فالقول إذن ، بواسطة كان السماع . أيضا

جالسة كانت أنها على يدل ، "مكرهن سمعت " فلما فالقول" إليهن " فأرسلت لقوله حينئذ معنى فال واحد مجلس في معهن

. المعنى مع اللفظ انسجام هو الذي النظم أساسيات من فالباء إذن. يس سورة (( العيون من فيها وفجرنا)) تعالى قال ـ4

العيون فيها " وفجرنا والمعنى زائدة"من" إن قالوا ما على " قياسا والحقيقة ((، عيونا األرض وفجرنا)) الطوفان عن القمر سورة في جاء األولى فاآلية اآليتين من كل إليه تشير ما بين فشتان هتبعيض هنا"من" أن

-40-

األرض في الماء عيون بعض تفجير من ونعمته الله كرم عن وتتحدث تشير عقوبة كان عما تتحدث والثانية . عيون كلها األرض فكانت وانتقاما

سورة البصير(( السميع وهو شيء كمثله ليس)) تعالى قال ـ5 .11 آية الشورىـف زائدة افـالك أن واـقال قـلاأل ىعل أو له لـالمث ثبوت عن رارا

. ائهفانت أو لثبوته محتملة تأملت ولو و قوته و موقعه له اآلية في الكاف حرف أن لرأيت قليال

في ذلك يتضح و أركانه من ركن سقط و لتهدم الحرف هذا سقط ولو داللته. طريقين

: األول الطريق لكان..." شيء مثله "ليس قالوا إذا المماثلةو المكافئ للمثل نفيا

من أقل رتبة هناك أن علي األوهام دبيب النفس في يدب ذلك ىوعل أي الجن أو الكواكب أو األنبياء أو المالئكة تكون فقد تليها اـلكنه و ةـاأللوهيوعلمه. قدرته في شبه لهم يكون قد بمعنى

يشبه وعما المماثلة عن كله للعلم إقصاء الكاف وضع فجاء إذن. منها يدنو وما المماثلة: الثاني الطريق

الكاف فجاءت وتعالى سبحانه لله شبيه أي نفي باآلية المقصود وزيد كعمرو، زيد تقول فأنت يكون ما كدوأ التشبيه فأصبح للتشبيه مؤكدة

و".عمر مثلك "زيد قلت التامة المبالغة أردت إذا أما.. عمرو مثل" شيء كمثله "وليس بأي يمكن ال أنه البشري العقل يقتنع لكي المبالغة على قائم ألمراف

. أجمعين الخلق خالق يماثل حال

-41-

الثاني المبحثالقرآني الخطاب في البيان مظاهر

الكالم يكون ، وسامع متكلم أو متحدث بين كالم عقد هو الخطاب إن الخطاب كان وكلما ، اآلخرين إلى األول من صادرا أحوال ويراعي بليغا

كان المخاطبين إلى تعالى الله خطاب هو القرآني والخطاب ، فيهم مؤثرا ألقي فعندما ، الدين يوم إلى وأزمانهم أجناسهم اختالف على أجمعين الخلق فأحبوه والجاذبية المتعة فيه ووجدوا المؤمنون علمه ، الناس مسامع على

من الحق أنه فعلموا ، عليه يعلى وال الكالم سائر على يعلو ألنه ؛ به وآمنوا عن الدين هذا في للدخول فسارعوا ، ربهم السر ادركوا عندما ، ويقين علم

لهذا يخضعون جعلهم وهذا البيانية القرآن اساليب في التناسق و الجمالي الغرض هذا ولتحقيق ، الدين يوم إلى الخالدة المعجزة أنه ويدركون القرآن

الباحث استعرض بالشرح القرآن في الخطاب ألسلوب متعددة أنواعا. والتأويل والتحليل

القرآن في الخطاب أنواع : الجنس : خطاب أوال

على الدال اللفظ عليهم يصدق األشياء من مجموعة بالجنس المراد إن ربكم اتقوا الناس أيها يا : تعالى قوله مثل تحته ويدخلون ، الجنساعة زلزلة وهي الناس لفظة ذكرت ( اآليـة1)الحج: عظيم شيء الس فهم والمنافق والكافر المؤمن تحتها يندرج ألنه ؛ العموم تفيد جنس جميعا

. الناس من موجه ألنه ؛ المكي القرآن خصائص من اللفظ بهذا والخطاب

البعث أنكرت التي الكافرة األغلبية على التركيز مع والكافرين للمؤمنين وكل والصبيان المجانين وهم أقسام النداء هذا من ويخرج آنذاك والنشور ، عذر صاحب : عنه الله رضى على عن الحديث في الله رسول بقول عمال

النائم و ، يفيق حتى المجنون : عن ثالثة عن القلم : ) رفع قال النبي أن .(1)( يحتلم حتى الصبى وعن ، يستيقظ حتى

األساسية النداء أداة باستعمال الكريم القرآن في الخطاب وامتاز "أيا" أو "وآ" أو "هيا" أو "الهمزة" أو "أي" أو يستخدم "يا" وقلما وهي

"وآ" . للمنادى وآ" تستعمل وهيا "أيا و القريب والهمزة" للمنادى – "فأي

.(2) منادى لكل و"يا" تستخدم البعيد أن وهي بيانية لحكمة القرآني الخطاب في استعمالها كثر لذلك: اآلتية الخصائص لوجود األدوات باقي من "الياء" أبلغ

الخطاب مستويات لجميع تصلح أن يمكن التي الوحيدة األداة هي - الياء1. والقريب البعيد

فيشعر والمخاطب المخاط�ب بين بالفارق الشعور يوجد بالياء - النداء2. المخاطبين والبشر وتعالى سبحانه الله بين والبعد بالمكانة

ما لتنفيذ السامع يهيئ الذي الصوت في الطول من "يا" فيهـا بـ - النـداء3". "الهمزة " أو " أى في يوجد ال وهذا ، نهي أو أمر من بعدها جاء

.1292 ،1258/ أحمد ( مسند? )1 .247: األساسية والقواعد ( الهاشمي? )2

-42-

من خلقناكم انا الناس أيها يا)) تعالى بـقوله الخطاب أن كما (13: (( )الحجرات لتعارفوا وقبائل شعوبا وجعلناكم وانثى ذكر

كأبي والكافر وعمر بكر كأبي المؤمن الناس اصناف جميع يعني هنا الخطاب والمعرفة العقل وهي باإلنسانية يتصفون من ويعني لهب وابي جهل

ذلك على والدليل الخطاب هذا في يدخل النبي إن قيل ولذلك والفضيلة كما أنؤمن قالوا الناس آمن كما آمنوا لهم قيل وإذا : تعالى قولهفهاء آمن السفهاء عكس وهي العقالء تعني ( فالناس13)البقرة: الس

(1). قال الذين : تعالى قال ، واحد فرد الناس لفظ معنى يكون وقد

فزادهم فاخشوهم لكم جمعوا قد الناس إن الناس لهم إيمانا الكريمة اآلية ( هذه173عمران: )آل الوكيل ونعم الله حسبنا وقالوا حيث عنه الله رضي الخزاعي معبد أبي بن معبد وهو صحابي عن تتحدث

اإلسالمي المجتمع إلى جاء سفيان أبا أن النبي أخبر أحد غزوة بعد سرا (2). للحرب الناس يجمع

بذلك عنه وعبر الصحابي ذلك تعني اآلية في األولى الناس لفظة إن: لآلتي

جاء - ألنه1 سرا . االسم إخفاء يقتضي والسر متخفيا بها كلف التي بمهمته القيام يستطيع حتى الصحابي ذلك اسم يذكر - لم2

. المسلمين عن التخذيل وهي بعموم العبرة تكون عندما ومكان زمان لكل صالحة اآلية تكون - لكي3

. السبب بخصوص ال اللفظ: لآلتي بها عبر فقد الثانية الناس كلمة أما

والكفار آنذاك الكفار يمثل كان ألنـه ؛ حـرب بن سـفيان أبو منهـا - المراد1. الناس لهم لفظ أنسب

يذكر فلم اإلسالم سيدخل سفيان أبا أن يعلم وتعالى سبحانه الله - إن2 إسالمه ويحسن سيسلم أنه سبحانه يعلم وهو الشرك مقام في اسمه يذكر لم حيث الكريم القرآن في الغيبي اإلعجاز جانب عن يكشف وهذا

الشـرك موطن في لهب أبا ذكر بينما ، الشرك مقام في سفيان ابا اإلسالم في يدخل لن انه يعلم الله النا ، المسد سورة فـي والكفـر

الكفر. على وسيموت الناس فلفظ ، للحرب واالستعداد الخبر تفخيم أجل من الناس بلفظ - جاء3

. لكم جمع سفيان أبا بأن القول من وأبلغ أجود : النوع : خطاب ثانيا

إسرائيل بني يا : تعالى قوله نحو الجنس من طائفة النوع ألن ؛ بالله تذكرة فيه الذي االسم بهذا الله " خصهميعقوب بنو" والمراد

أنعمها التي بالنعمة ليذكرهم وذلك ، سبحانه الله إلى مضاف اسم إسرائيل لهم تذكير أيضا الخطاب هذا في والنواهي باألوامر التزامهم مقابل عليهم موعظة و وفيه ، أسالفهم بدين ما إلى يرجعون لعلهم غفلتهم من وتنبيها

.1/26 ( السعدي? )1 .1/465 العظيم القرآن تفسير ، كثير ( ابن? )2

-43-

التي القرآنية اآليـات من كثيـر فـي الخطـاب هذا وتمثـل ، الحـق من نزل.(3) عليهم الله بنعم القوم تذكر كانت

أنعمت التي نعمتي اذكروا إسرائيل بني يا : تعالى قال ( ،40)البقرة: فارهبون وإياي بعهدكم أوف بعهدي وأوفوا عليكم

ومن بينـة آية من آتيناهم كم إسرائيل بني سل : تعالى وقال)البقرة: العقاب شديد الله فإن جاءته ما بعد من الله نعمة يبدل وبعثنا إسرائيل بني ميثاق الله أخذ ولقد : تعالى وقال ( ،211

عشر اثني منهم الة أقمتم لئن معكم إني الله وقال نقيبا الصكاة وآتيتم رتموهم برسلي وآمنتم الز ( .12)المائدة: وعز

نهى ،وعندما لله بنعمة جحودهم " عند " اليهود بـ القرآن خاطبهم وقد يا : تعالى قال ، أولياء الكتاب أهل يتخذوا أن المؤمنين وتعالى سبحانه الله أولياء بعضهم أولياء والنصارى اليهود تتخـذوا ال آمنوا الذين أيها

القوم يهدي ال الله إن منهم فإنه منكم يتولهم ومن بعض( .51)المائدة: الظالمين وأحباؤه الله أبناء نحن والنصارى اليهود وقالت : تعالى قال

( .18)المائدة: خلق ممن بشر أنتم بل بذنوبكم يعذبكم فلم قل شيء على النصارى ليست اليهود وقالت : تعالى قال

... الكتاب يتلون وهم شيء على اليهود ليست النصارى وقالت( .113)البقرة:

تتبع حتى النصارى وال اليهود عنك ترضى ولن : تعالى قال : تعالى وقال ( ،120)البقرة: الهدى هو الله هدى إن قل ملتهم

الناس دون من لله أولياء أنكم زعمتم إن هادوا الذين أيها يا قل( .6)الجمعة: صادقين كنتم إن الموت فتمنوا

: العين : خطاب ثالثا نوح يا : تعالى قوله نحو نفسه الشخص خطاب هو العين خطاب

يا : تعالى وقوله ( ،48)هود: عليك وبركات منا بسالم اهبطؤيا صدقت قد إبراهيم آدم يا : تعالى ( وقولـه105)الصافات: الر

قال وإذ : تعالى وقوله ( ،35)البقرة: الجنة وزوجك أنت اسكن إلهين وأمي اتخذوني للناس قلت أأنت مريم ابن عيسى يا الله( .116)المائدة: سبحانك قال الله دون من

الناس على اصطفيتك إني موسى يا : تعالى وقولـه سبحانه الله خاطب وهكذا ( ،144)األعراف: وبكالمي برساالتي

األنبياء وقع محمد" وإنما "يا بـ النداء يقع فلم محمد أما ، بأسمائهم جميعا: اآلتية البيانية للفوائد الرسول" وذلك أيها "يا النبي" و أيها "يا بـ الخطاب

قيمة من التقليل يعني ال وهذا ، األنبياء سائر على محمد بأفضلية - تشعر1 له والتخصيص والتبجيل والتعظيم لمحمد التكريم باب من بل ، األنبياء بها الله خص التي الرفيعة والدرجة المكانة بيان وإنما ، سواه عن بذلك

. رسوله خاتم سيكون بأنه الرسول" يشعر أيها "يا النبي" و أيها "يا بـ - الخطاب2

. نبي وال رسول بعده وليس اكتملت قد الرساالت وأن الرسل

.1/207 ( الزركشي? )3

-44-

الرسالة وكمال التعظيم "النبي" و"الرسول" تعني في الموجودة - الالم3 الرسالة به تحققت الذي الخاتم الرسول" أي هو : "محمد تقول كأن. وجه أكمل على

عن الكالم يكون عندما القرآنية اآليات في النبي" جاء أيها "يا بـ - الخطاب4 أيها يا : تعالى قوله مثل اإلسالمي المجتمع ألبناء الفقهي التشريع

من عليهن يدنين المؤمنين ونساء وبناتك ألزواجك قل النبي أحللنا إنا النبي أيها يا : تعالى ( وقوله59)األحزاب: جالبيبهن

م لم النبي أيها يا : تعالى ( وقوله50)األحزاب: أزواجك لك تحر رحيم غفور والله أزواجك مرضات تبتغي لك الله أحل ما

( .1)التحريم: للتأسيس يمهد الرسول" فالكالم أيها "يا بـ لمحمد الخطاب جاء وإذا

سول أيها يا : تعالى قال ، النبوة من أكمـل الرسالـة ألن ؛ اإليماني الر الرسالة بعنوان نودي ( فقد67)المائدة: ربك من إليك أنزل ما بلغ

له تشريفا الناس إلى الرسالة تبليغ بمهمة القيام موجبات من بأنها وإيذانا .(1) الحافظين خير وهو ، لرسوله عاصم والله ، التضحيات كانـت مهمـا

سول أيها يا : تعالـى وقولـه يسارعون الذين يحزنك ال الر النبي" أكثر أيها "يا بـ الخطاب ( وجاء41 )المائدة: ... الكفر في

التشريعية األمور الرسول" ألن أيها "يا من الكريم القرآن في استعماال في حصرها ممكن األخيرة إن حيث ، اإليمانية األمور من أوسع والفقهية

. العقيدة قضايا من عنها يتفرع وما اإليمان أركان : الذم : خطاب رابعا

: تعالى وقال ( ،1)الكافرون: الكافرون أيها يا قل : تعالى قال كنتم ما تجزون إنما اليوم تعتذروا ال كفروا الذين أيها يا

( .7)التحريم: تعملون وذلك اآليتين هاتين في إال النداء بياء الكافرين سبحانه الله يخاطب لم

التحقير ختم في المبالغة أراد وإنما التكريم يقصد فلم شأنهم من للتقليل الخطاب فكان والتقليل التقريع في أبلغ فهو بأنفسهم يغتروا فال ضروريا

. الكافرين عاقبة لبيان منه بد ال خطاب وهو ، واإلهمال الغيبة بلفظ فكـان الكفـار جانـب في الخطـاب جـاء وإذا إعراضا

ألنهم ؛ العالمين رب الله من المباشر الخطاب يستحقون ال ألنهم ؛ عنهم يغفر ينتهوا إن كفروا للذين قل : تعالى قال ، ورسوله بالله كفروالين سنت مضت فقد يعودوا وإن سلف قد ما لهم )األنفال: األو38. )

، للكافرين المباشر الخطاب عن فأعرض للنبي الخطاب موجها عاتب إذا فكان استخدمه األسلوب وهذا لمخاطبتهم بلفظ عنهم عبر أقواما

الغيبة .(2)" كذا يفعلون رجال بال ما: " يقول وكان ، إعراضا : التهكم : خطاب خامسا

.4/283 ، التأويل : محاسن ( القاسمي? )1 .4/2202 مسلم ( صحيح? )2

-45-

أنه يعني ، بآخر رجل وتهكم ، والهدم : االستهزاء اللغة في التهكم : تقول العـرب وكانـت ، اإلنسان ذلـك شخصية من الجوانب بعض هدم

.(3) تهدمت البئر" إذا "تهكم منها ، الكافرين من التهكم خطاب تحوي كثيرة قرآنية آيات وجاءت

: التالي ( الخطاب49)الدخان: الكريم العزيز أنت إنك ذق : تعالى قالأ-

لإلسالم والعداء الكفر رأس جهل ألبي موجه الكريمة اآلية في. والمسلمين

: اآلية نزول سبب الله : إن فقال ، جهل أبا الله رسول : "لقي قال أنه عكرمة عن جاء

من يده فأولى" فنزع لك أولـى ثم ، فأولـى لـك : "أولى لك أقول أن أمرني أني علمـت لقـد ، شيء من صاحبك وال أنت لي تستطيع : ما وقال ، يده

وعيره وأذله ، بدر يوم الله فقتله ، الحكيم العزيز وأنا ، البطحاء أهـل أمنع. (2) الكريم العزيز أنت إنك ذق : فيه ونزل بكلمته

أنه يدعي الذي بهذا والتوبيخ والتقريع التهكم أسلوب االية تحتوى الفاجر هذا يخاطب فعندما ، الدنيا في زعمه حسب الكريم المنيع العزيز األثيم توبيخا وتقريعا أنك تزعم وكنت العذاب هذا ذق ، واستهزاء وتهكما

التهكم سبيل على المهان الذليل أنت أنك بهذا والمراد ، المتكرم المتعزز.(3) والتقريع

رهم : تعالى ب- وقوله ( .34)التوبة: أليم بعذاب فبش ينفقونها وال الفضة و للذهب الكانزين من التهكم النص هذا يتضمن

العذاب وجعل ، الجحيم دار في األليم بالعذاب أخبرهم حيث الله، سبيل في البشارة هو هذا كان فإذا ، المفرح السار للخبر تكون والبشارة به مبشرا من نوع وهذا ، ذلك من وأنكى أشد فهي ؟ بالنذارة فكيف ، االليم العذاب. فيهم التهكم

وبين والفضة للذهب الكانزين بين وقرن الكشاف صاحب وساوى والنصارى اليهود ومن ، السحت منهم يأكل من أن على وداللة عليهم تغليظا

استحقاق في سواء فهم ، الحالل ماله طيب من المسلمين من يعطي ال.(4) األليم بالعذاب البشارة( .56)الواقعة: الدين يوم نزلهم هذا : تعالى ج- قال

مباشرة نزوله بعد للضيف يقدم شيء أول على يطلق اللغة في النزل الزقوم شجرة من األكل في المتمثل العذاب هـذا كـان فإذا ، اآلخرين على بما فكيف ، لهم يقدم ما أول هو ، فيها تنبت ألنها ؛ جهنم بنار تحترق ال التي.(5) وأنكى وأدهى أشد فهو العذاب من بعده يأتي

.6/817 ، العرب لسان ، منظور ( ابن? )3 .212 ، النزول : أسباب ( الواحدي? )2 .25/238 ، المنير : التفسير1998 ( الزحيلي? )3 .2/187 ، : الكشاف ( الزمخشري? )4 .3/311 التفاسير صفوة ، ( الصابوني? )5

-46-

: تعالى ( وقوله43)الواقعة: يحموم من وظل : تعالى د- قال من يغني وال ظليل * ال شعب ثالث ذي ظل إلى انطلقوا

( .31-30)المرسالت: اللهب ألسنة يشاهدون جهنم نار في الكافرين بأن وتعالى سبحانه أخبر

فيحسبونها المتصاعدة الدخان ظال هم وإذا عنهم الحر لدفع فيهرعون ظليال. كريم وال بارد ال يحموم من حار أسود دخان من ظل في

جهنم أهل وظل المنعش للهــواء يكــون الظل ألن تهكم أســلوب وهذا.(1) للتعذيب فهو ذلك بخالف هو ومن به جهر ومن القول أسر من منكم سواء : تعالى هـ- قال

بات * لـه بالنهار وسارب بالليل مستخف يديه بين من معق( .11-10)الرعد: الله أمر من يحفظونه خلفه ومن

النهـار أو بالليـل كان سواء للناس الله تعذيب أن القرآني النص يوضح يعني وهـذا ، ذلـك منع على حراسهم يقـدر ولن ، محالة ال بهم واقع فهو

أحد ينفعهم ولن األرض في والطغاة الجبـارة بحراس والتهكم االستخفاف إذا أمره إنما : تعالى قال ، بهم وواقع نافذ الله أمر ألن ؛ القيامة يوم

أراد فسر حيث ( ،82)يـس: فيكون كن له يقول أن شيئا الله أمر من يحفظونه السلطان حول "المعقبات" بالحرس الزمخشري

التهكم سبيل على وهذا الله أمر من يحفظونه ال فإنهم ، زعمه حسب على.(2) وحراسهم بالطغاة

قين الله يعلم قد : تعالى وقولـه والقائلين منكم المعو إال البأس يأتون وال إلينا هلم إلخوانهم ( .18)األحزاب: قليال

يفيد بينما ، التشكيك يفيد المضارع بالفعل اتصل "قد" إذا حرف إن الله سمع قد : تعالى قوله في كما الماضي بالفعل اتصل إذا التحقيق

، التحقيق تفيد هنا ( فقد1)المجادلة: زوجها في تجادلك التي قول بن أوس زوجها ظاهرها عندما ثعلبة بنت خولة شكوى سمع الله أن أي

القيامة يوم إلى تتلى زوجها وفي فيها الظهار آيات الله فأنزل الصامت. أنفسهم على زوجاتهم يحرمون من حكم توضح

الظن تفيد المضارع بالفعل قد اتصلت عندما األول النص في بينما فهو يعلم ال الله أن تظنون كنتم إذا حتى اآلية تفسير يكون وعليه والشك

بالمعوقين يعلم األمر حقيقة في سبحانه وهو ، ظنكم على حتى يعلم هذا ومثل ، السماء في وال ، األرض في خافية عليه تخفى وال والمثبطين

. بالمنافقين والتهكم اإلرعاب طابع يحمل الخطاب : الواحد بلفظ الجمع : خطاب سادسا

ما اإلنسان أيها يا : تعالى قوله في الواحد بلفظ الخطاب جاءك اإلنسان أيها يا : تعالى وقوله ( ،6)االنفطار: الكريم بربك غر ربك إلى كادح إنك اآليات هذه ( مثل6)االنشقاق: فمالقيه كدحا

الناس تخاطب "اإلنسان" ولكنها المفرد بلفظ فيها الخطاب والعـرب جميعا : خطبه في يقول كان الحجاج إن حيث الخطاب من األسلوب هذا استعملت

أيها "يا

.5/246 ، التفاسير : أيسر ( الجزائري? )1 .2/352 ( الزمخشري: الكشاف،? )2

-47-

.(3)اإلنسان" ذلك وكلكم اإلنسان آمنوا الذين * إال خسر لفي اإلنسان إن : تعالى وقولـه

الحات وعملوا بلفظ الجمع خطاب في واضحة ( اآلية3-2)العصر: الص الخطاب فيكون ، مفرد اإلنسان ولفظة الجماعة باإلنسان أراد حيث ، الواحد. المفرد بلفظ للجمع

ضيفي هؤالء إن قال : تعالى قوله حكاية لوط لسان على وجاء مصدر ضيف ألن ؛ بالمفرد عنهـم ( عبر68)الحجر: تفضحون فال

الواحد على تطلق ضيف ألن "ضيوفي" ؛ يقل لم لذلك ، تجمع ال والمصادر ألنهم ؛ بذلك وعبر الجماعة ضيف" والمراد : "جاءنا فتقول ، والجمع والمثنى

العقاب إنزال في سبحانه الله أمر تنفيذ وهو واحد وهدف واحد مساق على. المنكرات وارتكبوا وتمردوا عصوا ألنهم لوط قوم في األليم

يؤفكون أنى الله قاتلهم فاحذرهم العدو هم : تعالى قال: اآلتية البيانية للفوائد األعداء يقل ( ولم4)المنافقون:

. للمسلمين العداء في واحد وهدف واحد مساق على - ألنهم1. وحدهم العدو هم كأنهم فيهم تتحقق لعداوة ا - ألن2 األعداء بل ، األعداء أخطر فهم ، خطرهم شدة لبيان التعبير بهذا - وجاء3

على ويعملون ، داخله من اإلسالم يطعنون فهم ، لإلسالم الرئيسيونالغزوات. من الفرار و الكاذبة االشاعات خالل من االمة وحدة تفريق

شخص يحركهم كان ألنه ؛ جماعة وهم المفرد بلفظ المنافقين عن - عبر4. سلول بن أبي بن الله عبد النفاق رأس وهو واحد

الله لرسول العداوة في الكاملون األعداء هم المنافقين إن لذلك بالكفر مليئة فقلوبهم باللسان اإلسالم أظهروا وإن وللمؤمنين يؤفكون أنى الله قاتلهم الدولة أسرار من سر على تأمنوهم وال فاحذروهم

(2). أولئك وحسن : تعالى قال الكلمات ( هذه69)النساء: رفيقا

التحليل بعد إيحاءات من تحويه وبما بمعانيها كبيرة هي ، عددها في القليلة البيانية للفوائد الجمع عن بالمفرد عبرت حيث الخطاب ألسلوب والتأويل

: االتية. واحد رجل كأنهم لبعضهم مخلصون أصدقاء الصحبة في - ألنهم1 رأيت - إذا2 فال ، واحدة بصفات يتصفون ألنهم الجميع ترى كأنك منهم واحدا

. واحد نسق على ألنهم ؛ بينهم التمييز تستطيع سورة في الممدودة باأللف ينتهي وبعدها اآلية هذه قبل اآليات سياق - ألن3

اآليات فواصل في الموسيقي اإليقاع خدمة أجل من فيكون ، النساء ، جميعا ، عليما ، مستقيما ، عظيما ، تسليما ، : رحيما مثل القرآنية

بلفظ عبر لذلك ، شهيدا . القرآنية الفاصلة في واحدة لحنة لتكون ، رفيقا بلفظة عبر ولو القرآني النص في البياني اإلعجاز على برهان وهذا

. البياني باإلعجاز ولذهب المعنى الختل رفقاء عورات على يظهروا لم الذين الطفل أو : تعالى قال

"الذين قوله ذلك ودليل الجماعة وأراد مفرد ( الطفل31)النور: النساء ، الشهوة حد يبلغوا لم الذين الصغار األطفال يقول أن يظهروا" فاألصل لم

.2/250 ، : البرهان ( الزركشي? )3 .2/250 ، : البرهان ( الزركشي? )2

-48-

المرأة تظهر أن حرج فال لصغرهم وأموره الجماع مقدمات يعرفون وال.(1) لصغرهم وذلك أمامهم زينتها

وقع القرآني النص في الطفل لفظة استعمال إن يدل ألنه ؛ جنسا. الجماعة والمراد المفرد استعمال وهو بالغية فائدة لتحقيق األطفال على

: الجمع بلفظ الواحد : خطاب سابعا نختار ، القرآنية اآليات من الكثير في الجمع بصورة الواحد خطاب جاء

: كالتالي وهي ، الحصر ال المثال سبيل على منهاسل أيها يا : تعالى - قال1 واعملوا الطيبات من كلوا الر صالحا

اآلية أن المفسرون ( . ذكـر51)المؤمنون: عليم تعملون بما إني ذلك على ويبرهن بعده وال معه رسول ال ألنه ؛ محمد للرسول خطاب

حين حتى غمرتهم في فذرهم : تعالى قال ، بعدها الذي الخطاب :خطاب الواحد مخاطبة في العرب مذهب وهـو ( ،54)المؤمنون

الرسل أن هذا ويتضمن ، الجميع وعمل الحالل بأكل أمروا جميعا .(2) الصالحات البيانية للفوائد وذلك ، الرسل أيها : يا فقال بالجمع محمد خاطب

: اآلتية بالرسل أ- يعني . الجمع بلفظ خاطبه للنبي تكريم وهذا ، وحده محمدا

. النبيين خاتم هو الرسل" أنه أيها "يا النص ب- يوصي أن يظنون كانوا فقد المشركين عند الخاطئ االعتقادي التصور ج- لتصحيح البشر من الرسل أن اآلية فبينت ، آخر عالم أو المالئكة عالم من الرسل. الصالحات ويفعلون الطيبات أي الطعام يأكلون

وأنها السماوية الرساالت وحدة أصل على يدلل الصورة بهذه د- الخطاب قال ، أجمعين للخلق األخيرة الرسالة وأن ، العالمين رب الله عند من

( .107)األنبياء: للعالمين رحمة إال أرسلناك وما : تعالى ولئن به عوقبتم ما بمثل فعاقبوا عاقبتم وإن : تعالى قولـه - أما2

ابرين خير لهو صبرتم ( .126)النحل: للص: اآلية نزول سبب

شق قد حمزة الله رسول : "رأى عنه الله رضي عباس ابن قال بعدي سنة تكون أو ، النساء تحزن أن : "لوال فقال أذناه وجدعت بطنه

سبعين مكانه وألقتلن ، والطير السباع بطون من الله يبعثه حتى لتركته رجال.(3) اآلية منهم" فنزلت

ل أحد يوم حمزة عمه رأى عندما للنبي الخطاب المشركون به مث بسبعين ليمثلن فأقسم : تعالى قولـه للنبي الخطاب ودليل ، منهم واحدا الجمع بصيغة الخطاب ( جاء127)النحل: بالله إال صبرك وما واصبر: كاألتي وهي القرآني النص من البيانية الفوائد لتحقيـق وذلـك

وعدم اللفظ بعموم الشرعي الحكم سريان الخطاب هذا من أ- يؤخذ. السبب بخصوص انحصاره

يوم إلى لألمة التشريعي الهدف تحقيق أجل من البياني األسلوب ب- سخر. الدين

.2/236 ، التفاسير : صفوة ( الصابوني? )1 .5/325 المسير : زاد ( الجوزي? )2 .160 ، النزول : أسباب ( الواحدي? )3

-49-

ينفذ ال الشرعي الحكم أن لبيان الجمع بصورة الخطاب أسلوب ج- جاء فائدة ذلك وفي ، والجماعة النظام طريق عن ينفذ وإنما فردي بشكل

الدولة أفراد من تنفيذه واجب الشرعي الحكم أن وهي ، دستورية يقوم الذي هو الحاكم النظام أن واضحة بصورة يعني وهذا ، اإلسالمية

. اإلسالمي المجتمع في الحدود وإقامة األحكام بتطبيق عنه الله رضي حمزة موت فاجعة ألن ؛ الجمع بلفظ للمفرد الخطاب د- جاء

المسلمين على أثرت نساء فبكته ، بالرسول خاصة تكن ولم جميعا. المدينة

المدني المجتمع ألبناء كبرى فاجعة كان عنه الله رضي حمزة موت هـ- إن. النبوة بيت من جزء وألنه ؛ الرسول من عنه الله رضي لقربه

نفسه له تسول من لمنع المفرد بلفظ يأت ولم الجمع بلفظ الخطاب و- جاء ، فردية بصورة الشرعية األحكام بتنفيذ المترتبة والفتن للفوضى ومنعا

. اإلسالمي المجتمع في الحاكمة السلطة داخل سلطات إقامة عنا منكم ففررت : تعالى - قال3 ربي لي فوهب خفتكم لم حكما

بني عبدت أن علي تمنها نعمة * وتلك المرسلين من وجعلني( .22-21)الشعراء: إسرائيل

إلى السالم عليه موسى من موجه القرآني النص هذا في الخطاب فعلت التي فعلتي على خفتكم لما مدين أرض إلى منكم فررت ، فرعون

ربي لي فوهب ، القتل أرد ولم القبطي قتل وهي أنبيائه من وجعلني علما إسرائيل بني اتخذت وقد علي تمنها التي هذه نعمة وأي ، المرسلين عبيدا(.1) كالعبيد تشاء كما تستعملهم يخدمونك

في إفراده مع وخفتكم منكم في الضمير بجمع الخطاب أسلوب جاء ملئه ومن منه ولكن ، وحده منه يكونا لم والفرار الخوف ألن ؛ وعبدت تمنها

فمن والتعبيد االمتنان وأما السالم عليه موسى بقتل فرعون مع المؤتمرين .(2) التعبير في أبلغ ليكون المفرد بصيغة الخطاب جاء لذلك وحده فرعون

: القرآني النص من المستوحاة البيانية الفوائد بل شخصه في قائمة ليست فرعون قوة أن لبيان الجمـع بلفظ أ- خاطبه اليم في فنبذناهم وجنوده فأخذناه : تعالى قال ، بجنوده تتمثل( .40)الذاريات: مليم وهو عليه لموسى العداء في فرعون لرأي ممثلة بأسـرها فرعون دولة ب- إن

كانوا إنهم فأطاعوه قومه فاستخف : تعالى قال ، السالم قوما( .54)الزخرف: فاسقين

.3/642 ، التفاسير : أيسر ( الجزائري? )1 .3/109 ، : الكشاف ( الزمخشري? )2

-50-

ــاب ــذه ج- الخط ــورة به ــون تهكم فيه الص ــوده بفرع ــون ،فهم وجن يملك من يفـــر أن الســـالم عليه موسى اســـتطاع ذلك ومع والقـــوة الســـلطة

ووهبه معه الله رعاية ألن وذلك ، قبضتهم . المرسلين من وجعله حكما موسى عند اإليمانية القوة مدى عن يعبر الصورة بهذه الخطاب د- أسلوب

. وجنوده فرعون طاغوت أمام فوقف السالم عليه فرعون نفس في لوقع ذلك حدث ولو ، منك" بالمفرد "فررت يقل هـ- لم األليق بل ، السالم عليه موسى يخيف أن يستطيع وحده بشخصه أنه

يحمل ألنه ؛ بالجمع النص في جاء كما الخطاب يكون أن واألبلغ واألفضل من تملك دولة أنهم فرغم ، وجنوده بفرعون االستخفاف طابعه في

. قتلهم من النجاة استطاع السالم علية أنه إال البطش وسائل أحكامها في ظالمة فرعون يقودها التي الدولة هذه بأن تعريض فيها و- اآلية

في يتمثل صغيرة بصورة موجود الخير عنصر فإن ذلك ومع ، وتصوراتها فرعون آل من مؤمن رجل وقـال تعالى: قال ، المؤمن الرجل أتقتلون إيمانه يكتم (.28)غافر: الله ربي يقول أن رجال

وضرب : تعالى قال ، مؤمنة فهي فرعون زوجة في يتمثل وأيضا الله عندك لي ابن رب قالت إذ فرعون امرأت آمنوا للذين مثالني الجنة في بيتا ني وعمله فرعون من ونج القوم من ونج

( .11)التحريم: الظالمينعة منكم الفضل أولو يأتل وال : تعالى - قال4 أولي يؤتوا أن والس

وليعفوا الله سبيل في والمهاجـرين والمساكين القربى رحيم غفور والله لكم الله يغفر أن تحبون أال وليصفحوا

( .22)النور: حرم عندما عنه الله رضي الصديق بكر أبي في اآلية هذه نزلت

عائشة المؤمنين أم عن اإلفك حديث في تكلم حين عليه اإلنفاق مسطحا وكان الصديق بكر أبي خالة ابن هو ومسطح ، عنها الله رضي ومن فقيرا

الله رسول مع وشهد المهاجرين الجمع بلفظ عنه الله رضي خاطبه(1) بدرا: التالية البيانية للداللة

في تنفق جماعة كأنه ، اإلنفاق في ومنزلته الصديق بكر أبي مكانة أ- لبيان سبيل في إنفاقه كثرة على وداللة بكر ألبي تشريف فيه وهذا ، الله سبيل

. الله ليس اآلية حكم أن الجمع بصورة الخطاب ب- يوضح النزول بسبب خاصا

. الخطاب عليه يصح من كل على وينطبق العموم طابع يأخذ وإنما : االثنين بلفظ الواحد : خطاب ثامنا

ار كل جهنم في ألقيا : تعالى - قال1 األمر ( . أخرج24)ق: عنيد كف : تعالى قال ، جهنم نار لخازن موجه أنه مع االثنين خطاب بصورة)الزخرف: ماكثون إنكم قال ربك علينا ليقض مالك يا ونادوا

.9/289: الطبري ( تفسير? )1

-51-

الكفار نادى ( أي77 نستريح حتى الله : ليمتنا قائلين النار خازن مالكا .(1) العذاب من

بلفظ جاء لكنه جهنم خازن وهو الواحد خطاب علـى دليـل اآليـة الواحـد تأمـر العـرب إن حيـث ، آخـره في االثنيـن ألف لوجود "ألقيا" مثنى

.(2) االثنين به تأمر بما والجماعـة: اآلتي في تتمثل الخطاب هذا في البيانية الفوائد

ليبين المثنى بلفظ جهنم خازن وهو للواحد الكريمة اآلية في الخطاب أ- جاء قوله مع يتفق ولكي ، خازنين قـوة تساوي كأنما جهنم خازن قوة أن

قوة ( ولبيان41)الرحمن: واألقدام بالنواصي فيؤخذ : تعالى. النار خازن من المأخوذ تخيف التي األخذ ، "ألق مرتين األمر فعل يكرر كأنه توكيد ذلك "ألقيا" وفي بلفظ ب- عبر

األسلوب هذه كان وقد الرائع، البيـان سمات من ألق" وهذا عند ساريا. للواحد االثنين خطاب وهو الجاهلية شعراء

الله إال يعلمهم ال المالئكة من الصف أو الطائفة تعني قد االثنين ج- ألف. مثلها وأخرى لطائفة الخطاب فيكون ، سبحانه

ار كل جهنم في ألقيا : تعالى د- قال يصور ( كأنه24)ق: عنيد كف بالمثنى عبر لذلك ، آخر بشخص والعناد ، واحد بشخص الكفر النص في

. أعلم تعالى والله ، الصفتين هاتين ليقابل فاستقيما دعوتكما أجيبت قـد قـال : تعالـى قولـه آخـر - مثال2

( .89)يونس: يعلمون ال الذين سبيل تتبعان وال فنسبت يؤمن وهارون يدعو السالم عليه موسى : كان عباس ابن قال

.(3) ضاللهم وشدة لطغيانهم وقومه فرعون على دعا وإنما ، إليهما الدعوة للفائدة بالمثنى , وخاطبه السالم عليه موسى وهو واحد الداعي إن

: اآلتية البيانية ، هارون وأخيه السالم عليه موسى بين الهدف ووحدة الترابط شدة أ- لبيان بني إخراج في وشركاء الله إلى الدعوة في لبعضهما مخلصان فهما

. الطاغية فرعون حكم من إسرائيل ويؤمن الدعوة على موافق هارون وأخوه السالم عليه موسى ب- الداعي

قلبيهما في ما على باالستجابة سبحانه الله عبر لذلك ، أخيه دعاء على. والتقوى والصدق اإلخالص من : الواحد بلفظ االثنين : خطاب تاسعا

الذي ربنا * قال موسى يا ربكما فمن قال : تعالى قال خلقه شيء كل أعطى

( .50-49)طـه: هدى ثم بالنداء السالم عليه موسى أفرد ولكنه وهارون موسى االثنين خاطب

وزيره وهارون ، الرسالة أعباء تحمل في األساس ألنه التخصيص سبيل على .(4) وملئه فرعون إلى الدعوة توصيل "مساعده" في

.3/165 ، التفاسير : صفوة ( الصابوني?)1. 9/172: القاسمي ( تفسير?)2 .1/595 ، التفاسير : صفوة الصابوني (?)3 .2/539 ، : الكشاف الزمخشري (?)4

-52-

على أيدينا يضع الصورة بهذه القرآني النص هذا في الخطاب إن البيانية والفوائد اإليحاءات من تحمل ألنها ؛ الكريمة اآليـة في البياني اإلعجاز

كـالم أنه فيؤمن البيـان وجمـال بالمتعـة يشعر للنص السامع تجعل التي .(1) الغيوب عالم

.207 ،256 ص ، األسلوبي البحث ، م1993 ، عيد (?)1

-53-

: النص في البيانية الفوائد األصل وهو الرسالة صاحب ألنه ؛ بالنداء السالم عليه موسى خص - لقد1

. توصيلها في يرأس كان السالم عليه ألنه ؛ االثنين خطاب بعد لموسى الخطاب - جاء2

، وقومه فرعون مع الكالم إلى وتبليغها الله إلى الدعوة عاتق عليه وأيضا. الناس

هارون أخيه من فصاحة أقل كان السالم عليه موسى أن يعلم فرعون - إن3 ضائقة في فيوقعه السالم عليه موسى يتكلم لكي يستثيره أن فأراد

قوله فرعون لسان على حكايـة جاء ما ، إليه ذهبنا ما ويؤكد تعبيرية يبين يكاد وال مهين هو الذي هذا من خير أنا أم : تعالى

( .52)الزخرف: ربوبيته يرفض أحد هنالك ليس أنه يدعي فرعون أن إشعار فيه - الخطاب4

فهو هارون أما ، السالم عليه موسى الدولة" إال "في الناس على في أبلغ فكان الواحد بلفظ االثنين خطاب جاء لذا ، موسى من بتحريض

. المراد عن التعبير فقال المقصورة باأللف تنتهي اآليات أن وهي ، اإليقاعية الفائدة - لتحقيق5

بـ تنتهي إنها حيث السورة في اآليات مع اإليقـاع ليناسب موسى يا ، ينسى ، األولى ، هدى ، موسى يا ، تولى ، الهدى ، أرى ، يخشى ، "طغى

شتى" . : الجمع بعد الواحد : خطاب عاشرا

لقومكما تبوءا أن وأخيه موسى إلى وأوحينا : تعالى قال بمصر الة وأقيموا قبلة بيوتكم واجعلوا بيوتا ر الص المؤمنين وبش

:( .87)يونس بمصر يجعال بأن السالم عليهما وهارون موسى سبحانه الله أمر بيوتا

نحو متجهة قبلة بيوتهم يجعلوا وأن ، إسرائيل بنو فيها يتعبد والصالة للعبادة من خفية بيوتهم في يصلوا بأن مأمورين األمر أول في كانوا ألنهم ؛ القبلة

مع الحال كان كما دينهم عن ويفتنوهم فيؤذوهم عليهم يظهروا لئال الكفرة. المكرمة بمكة اإلسالم أول في المؤمنين

وهارون موسى االثنين خاطب حيث الخطاب في نوع لماذا قلت وإن لقومهما يتبوآ أن السالم عليهما الخطاب سيق ثم ، للعبـادة ويجعالهـا بيوتـا

السالم عليه موسى خص ثم ، القبلة واتخاذ الصالة بإقامة األمر عند عاما: اآلتي لتحقيق ،(1) لقومه بالبشارة: الصورة بهذه الخطاب تلوين من البيانية الفائدة

موسى بالخطاب المعني ألن ؛ مثنى النص بداية في الخطاب - جاء1 و بالتبليغ مفوض فهو السالم علية موسى أما السالم عليهما وهارون

. الله إلى الدعوة في ألخيه شريك فهو السالم عليه هارون وأما ، البيان ؛ فيها والصالة المساجد باتخاذ ولقومهما لهما الجمع بصورة الخطاب - جاء2

. الجمهور على واجب وهي الجميع من مطلوبة ألنها السالم عليه موسى فخص ، الثالثة في الخطاب أسلوب في أفرد - لقد3

والتعظيم التكريم على يدل وهذا ، العبادة من الغرض هي التي بالبشارة

.2/249 ، : الكشاف ( الزمخشري?)1

-54-

ر هو ألنه ؛ السالم عليه لموسى يقع وعليه ، الوحي إلى ويحتاج المبش. الرسالة تبليغ

عليه قام الذي هو ألنه ؛ بالبشارة السـالم عليـه موسى سبحانه الله - اختار4. السالم عليه هارون أخيه من أفضل وهو الرسالة أصل: غيره والمراد عين : خطاب عشر الحادي

الكافرين تطع وال الله اتق النبي أيها يا : تعالـى - قال1 كان الله إن والمنافقين عليما ( .1)األحزاب: حكيما

النبي وهو باألعلى التنبيه هو النص في الخطاب بأسلوب المقصود رسوله أمر إذا وتعالى تبارك ألنه ، المؤمنون وهم األدنى على السالم عليه

الكافرين طاعة بعدم ، األولى بطريق مأمورين المؤمنون كان بالتقوى الله "إن بقوله النص ذيل ثم ، اإلسالمية الشريعة يخالف فيما والمنافقين

أمره ويلتزم يتقيه بمن عليم الله إن أي ، اآلية جو مع حكيما" ليتناسب عليما .(1) يخلقه فيما وحكيم والمنافقين الكافرين طاعة عدم في

: للنص البياني التحليل كان ألنه ؛ المؤمنون والمراد للنبي أ- الخطاب طاعة من وحاشاه تقيا

قوله بعدها التي اآلية في جاء ما ذلك على والدليل ، والمنافقين الكافرين تعملون بما كان الله إن ربك من إليك يوحى ما واتبع : تعالى

ليفيد اآلية خاتمة في الجمع بصورة الخطاب ( جاء2)األحزاب: خبيرا. العموم

يكون الرسول الخطاب من المقصود كان : إن المفسرين بعض ب- قال كل يستغلون فهم المنافقين تطع وال عليه أنت ما على اثبت أن ، المعنى. للمسلمين العامة المصلحة في الضرر يوقع كان ولو لصالحهم موقف

ا شك في كنت فإن : تعالى قوله آخر - مثال2 إليك أنزلنا مم من الحق جاءك لقد قبلك من الكتاب يقرأون الذين فاسأل

( .94)يونس: الممترين من تكونن فال ربك أهل وهم الناس والمراد للنبي موجه النص في الخطاب أسلوب

التأويل هذا صدق ويبرهن ، السماء رسالة حول الشك منهم وقع ألنهم ؛ مكة أيها يا قل : تعالى قـال السـياق نهايـة في بعدها التي اآلية في جاء ما

الذين أعبد فال ديني من شك في كنتم إن الناس( .104)يونس: الله دون من تعبدون: الخطاب من البياني التحليل

، الكتاب أهل يسأل أن منه يطلب حتى شك لديه يحصل لم النبي أ- إن ألهل يتوجهوا بأن لهم الخطاب فكان مكة أهل عند حصل الشك وإنما

. ربهم من الحق أنه يعلموا حتى ، الكتاب الرسالة حول شك لديه ليس ألنه ؛ قط الكتاب أهل يسأل لم ب- النبي

لنا القدوة وهو علينا فيجب جميعا هدى فيه ريب ال كتاب ألنه نشك أال. للمتقين

وهذا ، األمة من إنسان كل به والمقصود للنبي أو للسامع الخطاب ج- إن لنفي الشيء في الشك افتراض أن كما ، العرب بين مألوف التعبير مألوف وقوعه احتمال حكاية جاء ما ذلك على ويدلل ، العرب لدى أيضا

.21/227 ، المنير : التفسير الزحيلي (?)1

-55-

فقد قلته كنت إن : تعالى قوله السالم عليه عيسى لسان على. منه الله لعلمه قاله ولو يقله لم أنه يعلم ( وهو116)المائدة: علمته

فالله ، االسالم الي الدعوة في الصراحة قمة في األسلوب وهذا الدين في شبهة خالجته من كل بأن الدقة ويتحرى الصراحة يفتح سبحانه

الناس يأخذ ال لكي ، العلـم أهـل إلى بالرجوع حلها في يسارع أن عليه ينبغي الدين هذا أحد على حجر وال ، النصارى كدين ليس فهو ، تبصير دون تلقينا .(1) اعتناقه في

العرب استعملته الخطاب د- هذا ، مبين عربي بلسان نزل والقرآن ، قديما معناه في يصدق جارة" وهو يا واسمعي أعني القائل: "إياك المثل بدليل

(65)الزمر: عملك ليحبطن أشركت لئن : تعالى قوله مع الكافرين تطع وال الله اتق النبي أيها يا : تعالى وقولـه

( .1)األحزاب: والمنافقين كذلك كان وإن ، النبي الخطاب في المقصود أن العلماء بعض هـ- ذهب فاسأل المستقبل في شك معك حصل إن بل ، الشك ابتداء المراد فليس ألنهم به أعلم فهم أسلموا ممن الكتاب أوتوا الذين من سبقوك الذين

احتمال ضعف مع الشرط تفيد "إن" التي بـ عبر لهذا ، كتاب أصحاب كان إن قل : تعالى قوله في كما لالستحالة أقرب وهي وقوعه

حمن : تعالى قولـه ( ومثل81)الزخرف: العابدين أول فأنا ولد للر فاسق جاءكم إن "إذا" بـ يعبر ( ولم6)الحجرات: فتبينوا بنبأ

والندرة القلة تفيد "إن" التي بعكس الشرط وقوع في التحقيق تفيد التي .(2)

: االعتبار : خطاب عشر الثاني الحي الكائن من سواء العبرة أخذ أجل من االعتبار خطاب يأتي

القرآن استخدمها التي البيان أساليب من وهو ، الجماد أو الميت أو المتحرك في القمـر وكذلـك السماء في النجوم حركة إلى األنظار يوجه عندما الكريم حركته مس ال : تعالى قال ، تنتهي وأين تبدأ كيف الشمس وأيضا الش فلك في وكل النهار سابق الليـل وال القمـر تدرك أن لها ينبغي

( ،40)يـس: يسبحون في كما الماضية األمم حياة من االعتبار وأيضا عاقبة كان كيف فينظروا األرض في يسيروا أفلم : تعالى قوله

ر قبلهم من الذين (1)محمد: أمثالها وللكافرين عليهم الله دم رسالة أبلغتكم لقد قوم يا وقال عنهم فتولى : تعالى : قال مثال( .79)األعراف: الناصحين تحبون ال ولكن لكم ونصحت ربي

: النص من البيانية الفوائد بعد خاطبهم ، قومه هلك لما السالم عليه صالح لسان على جاء - الخطاب1

بعد بدر بأهل النبي فعل كما يسمعون أنهم سبيل على بالصيحة هالكهم فالن : "يا فقال بأسمائهم فناداهم القليب في المشركين قتلى وضع أن ربنا وعدنا ما وجدنا قد فإنا ، ورسوله الله أطعتم أنكم : أيسركم فالن ابن ربكم وعد ما وجدتم فهل ، حقا أتكلم الله رسول : يا عمر فقال ؟ حقا

.11/264 ، المنير : التفسير الزحيلي (?)1 .80 ،6/81 التأويل محاسن ،1978: القاسمي (?)2

-56-

ما بيده محمد نفس : "والذي الله رسول فقال ؟ فيها أرواح ال أجسادا .(1) منهم أقول لما بأسمع أنتم

إلي يصل من وكل ، والمنافقون الكافرون يعتبر حتى االعتبار خطاب - جاء2. أسماعهم

: غيره إلى العدول ثم الشخص : خطاب عشر الثالث أنزل أنما فاعلموا لكم يستجيبوا فإلم : تعالى كقوله بعلم

( .14)هود: مسلمون أنتم فهل هو إال إله ال وأن الله: للنص البياني التحليل

الجمع بأسلوب لكم" خاطبه يستجيبوا : "لم بقوله فعبر للنبي - الخطاب1 : تعالى فقال الكفار خطاب إلى عدل ثم النبي شأن لتعظيم وذلك

أنزل أنما فاعلموا أنتم فهل : قوله ذلك على والدليل الله بعلم. القهار الواحد لله الناس أيها أسلموا بمعنى مسلمون

أنك يعني فهو بعيد وهذا للنبي الخطاب كان إن المفسرين بعض - قال2. العلم هذا على فابق الله عند من أنزل أنه تعلم

قوله قبلها التي اآلية في جاء ما للكفار اآلية في الخطاب أن يدلل - مما3 مفتريات مثله سور بعشر فأتوا قل افتراه يقولون أم : تعالى

:كانت ولو سـور بعشـر يأتوا بأن مكة ألهل خطاب فهو ( ،13)هود لن فإنهم البيان أسلوب في القرآن نسق على تكون أن بحيث مفتريات

لبعض بعضهم كان ولو يستطيعوا . الجن من أعوانهم مع ظهيرا: التلوين : خطاب عشر الرابع

التوجه يتم حيث العربية البيان أساليب من هو التلوين خطاب الحاضر مخاطبة أو غيره إلى العدول ثم شخص عن والتعبير بالخطاب ينتقل ثم المفرد يخاطب ألنه ؛ وشامل عام فهو الغائب إلى والعدول الجماعة لمخاطبة في ويسمى الواحد بلفظ االثنين خطاب فيه يدخل وأيضا

.(2) بااللتفات اللغة فطلقوهن النساء طلقتم إذا النبي أيها يا : تعالى : قوله مثال

( .1)الطالق: ربكم الله واتقوا العدة وأحصوا لعدتهن: للنص البياني التحليل

بلفظ الكريمة اآلية في عبر ذلك وفي طلقت من "طلقتم" بدال: اآلتي في ليفيدنا الخطاب في الجماعة إلى المفرد من التفات

. الشرعي الحكم عليه ينطبق حتى نسائه من واحدة يطلق لم - الرسول1 ، بالنبي خاص الحكم أن أحد يظن ال حتى الصورة بهذه الخطاب - جاء2

النبي نساء خص الكريم والقرآن العموم ليفيد الجمع صيغة إلى فعدل النبي نساء يا : تعالى قال النساء من غيرهن عن األمور ببعض لنساء تكريم الخطاب ( وهذا32)األحزاب: النساء من كأحد لستن أمهات فهن األحكام بعض في النساء سائر على لهن تخصيص وفيه النبي

. للمؤمنين الطالق وقوع حدث فإذا الطالق وهو المستقبل في شيء حدوث تفيد - إذا3

الله شرع في مبين هو كما الطالق وآداب بأحكام تلتزموا أن فعليكم. سبحانه

.1461 ،3757 رقم ، البخاري صحيح (?)1 .315 ، التفسير : أصول العك (?)2

-57-

يقع - الطالق4 تفيد التي بإذا عبر لذلك ، المعاصر مجتمعنا في وخاصة كثيرا واقع مع األسلوب ليتناسب والندرة القلة تفيد التي بإن يعبر ولم التحقيق

. المجتمع في الناس: العاقل خطاب الجمادات : خطاب عشر الخامس

الكريم القـرآن في الخطـاب هـذا أسـلوب جـاء سبحانه كقوله ، كثيرا ولألرض لها فقال دخـان وهـي السـماء إلى استوى ثم : وتعالى

ائتيا أو طوعا (.11)فصلت: طائعين أتينا قالتا كرها يسمع عاقل وكأنهن طائعين أتينا فقالتا واألرض السماء خاطب

لها الله جعل بأن حقيقة هي هل ، اإلجابة هذه حول اختلف وقد ، ويجيب منها ظهر أنه بمعنى ، المجاز سبيل على أم تنطق فجعلها واإلدراك الحياة. ذلك على المبرهن والخضوع الطاعة اختيار

أتم فيه العـــبرة ألن ؛ الحقيقة على أنه تفســـيره في عطيـة ابن رجح لقـد .(1) أظهر فيه والقدرة ، وأكمل

(10)سـبأ: والطير معه أوبي جبال يا : تعالى قوله وفي .(2) يؤمر يعقل ال ما جميع ألن ؛ المؤنثة المخاطبة الواحدة تؤمر كما أمرها

اإلعجاز أوضح قد الكريم القرآن نصوص لبعض البياني العرض هذا إن لألساليب والتأويل التحليل خالل من القرآني الخطاب نص في البياني

. الكريم القرآن صورها وكما العرب عند الخطاب ألوان في المتعددةالتأكيد أسلوب

ليصبح يقع لم ما وقوع يعني وال الماضي تأكيد يجوز ال لذلك واقعا. المستقبل يؤكد ،وإنما حاصل تحصيل يصبح ألنه الحاضر: التأكيد تعريف بأساليب ما لفظ من المفهوم المعنى وترسيخ تثبيت : يعنى لغة التوكيد قوله ذلك ويؤكد والجزم والعقد التغليظ بمعنى التوكيد ويأتي ، مختلفة

وترسيخها تغليظها بعد " أي توكيدها بعد األيمان تنقضوا " وال تعالى. وتعقيدها

لتثبيت وتراكيب وطرائق ألفاظ عدة يشمل قوي أسلوب " هو: اصطالحا" . ما معنى

: التأكيد وقوع من العلماء موقف ال وقالوا آخرون وخالف والسنة القرآن في بوقوعه قالوا العلماء جمهور ـ1

معني يفيد بأنه وقالوا اللغة في وال تأكيد والسنة القرآن في يوجد زائدا. األول علي

ال وقالوا تأكيدات من فيهما بما والسنة القرآن على المانعون واعترض ـ2 المعنى حق واستيفاء اللفظ إيجاز البالغة حق من ألن ذكرها من فائدة به جيء أنه وظنوا اإلعادة من خير واإلفادة ودل قل ما الكالم وخير

القرآن في وقوعه أنكروا لهذا تأكيد بغير المراد تأدية عن النفس لقصور.

العرب لسان وفي مبين عربي بلسان نزل القرآن بأن قالوا المؤيدون ـ3 لوال إذ مكابر فهو وجوده أنكر ومن والبالغة الفصاحة وهو والتكرار التأكيد لتسميته يكن لم وجوده . سنوضحها كما كثيرة فوائد له بل فائدة تأكيدا

.5/7 ، الوجيز : المحرر عطية ابن (?)1 .2/263 ، : البرهان الزركشي (?)2

-58-

. األول المعنى أفاده ما إال يفيد ال ألنه المجاز باب من أنه قوم وزعم ـ4: الصناعي التوكيد أقسام

المعنوي. والتوكيد اللفظي : التوكيد قسمان التوكيد : اللفظي : التوكيد أوال

تعالى قوله المرادف فمن بمرادفه أو بعينه الفظ توكيد هو ) سبال وقوله( فجاجا فجاءت( سود ) غرابيب وقوله (، حرجا )ضيقا ، لألول مرادف بلفظ القرآنية اآليات في األولي الكلمة لتؤكد الثانية الكلمة

ويأخذ اللفظ لنفس تكرار فهو بعينه اللفظي التوكيد أما كاألتي متعددة صورا-:

: اللفظي الصناعي التوكيد صور " وقوله قوارير " قوارير تعالى قوله نحو باإلجماع النكرة االسم يكون

" دكا " وقوله دكا الحساب " علمته تقول صفا" كأن " صفا بابا " وليس بابا. األول غير الثاني الباب ألن التكثير به المراد

". توعدون لما هيهات " هيهات الفعل اسم في يكون اللفظي التوكيد ـ1أخي" . نجح " نجح مثل الفعل في التوكيد يقع ـ2 المنفصل بالضمير " ويؤكد رأيت من هو " هو كقولك الضمير في ويكون ـ3

بها " مررت " و أنت " " حدثتك أنا " وقفت تقول كأن المتصل الضمير" هي

أتى أخي " جاء نحو الجملة في ويكون ـ4 مع " فإن تعالى " وكقوله راكضا للتوكيد الثانية الجملة " وتكون يسرا العسر مع إن ، يسرا العسر

على العلماء أغلب وأكد قراءته في مسعود ابن مصحف من سقطت يوم ما أدراك )) وما تعالى قوله في كما ، بثم الجملتين فصل

تعلمون سوف ))كال وكقوله(( الدين يوم ما أدراك ما ثم الدين(( . تعلمون سوف كال ثم

الذين )) وأما تعالى قوله : مثل المجرور في اللفظي التأكيد ويكون ـ5. هود سورة(( فيها خالدين الجنة ففي سعدوا

: المعنوي : التوكيد ثانيا أو تخصيص من خاطـئ احتمـال كـل لدفـع المعنوي التوكيـد يأتي

:- نوعان . وهو شمول " " عين " و " نفس وهما لفظتان له النسبة : وتوكيد نسبة توكيدأ-

مثل والعدد الجنس في له مطابقين المؤكد الضمير إلى يضافان إلى الذهاب نسبة أثبت التأكيد " فهذا نفسها الفتاة "ذهبت قولك غيرها عن ونفاه الفتاه " فهي بنفسه األمير " جاء كقولك وأيضا

مجرورة ومرفوعة لفظا . لألمير تؤكد أنها على محال " " كل " و " كلتا " و " كال ألفاظه الشمول : توكيد الشمول - توكيد ب

" . " عامة " و" جميع" و " أجمع و : تعالى قوله ومثل جاءت الفتاتين وكلتا جاء الرجلين " كال تقول كأن

بها " فيؤكد " أجمع " أما أكلها" ، آتت الجنتين "كلتا " كل" المضافة بعد غالباهم التالميذ : " جاء تقول كأن المؤكد ضمير إلى " جاء " و أجمعون كل

لمنجوهم إنا لوط آل )) إال تعالى قوله " وأما أجمع كله الجيش اآلية من واحد واحد كل يرد لم " ألنه " كلهم قبله يذكر فلم(( أجمعين

-59-

قوله في االستثناء بدليل التأكيد في الزيادة تحسن لم لذلك امرأته )) إالالغابرين( لمن إنها قدرنا . حتما يموت من لوط آل من ألن ( وأيضا

: التوكيد أغراض الكالم في األصل يكون أال وعليه الكالم خالف فالتوكيد ، مؤكدا

الضرورة عند به وتأتي التعبير في قليل المؤكد فالكالم كان إذا فمثال المخاطب الكالم إليه ألقي ساذجا المخاطب كان وإن التأكيد من خاليا

كان وإن بمؤكد الكالم تقويه حسن مترددا أو بمؤكد تأكيده وجب منكرا كان فإن المخاطب مقام حسب مؤكدين مؤكد من بأكثر فتؤكد اللفظية ناكرا

إال أنتم ما )) قالوا تعالى قال المخاطب نفس من الشك إلزالة وذلك (( تكذبون إال أنتم إن شيء من الرحمن أنزل وما مثلنا بشر

على أمور بثالثة قوبلوا لذلك بالكذب الرسل اتهام وهو ،15 آية يس سورة " قوله والثاني القسم بمعنى أنه " حيث يعلم " ربنا قولهم األول األمر نظيره

البالغ إال علينا " وما قوله والثالث والالم بإن " أكد لمرسلون إليكم إنا. والبيان والتوضيح البالغ في الرسل دعوة " إثبات المبين

:- اآلتية األغراض لتحقيق بالتوكيد يؤتى لذلك خليفة األرض في جاعل )) إني تعالى قال ، به المخبر تحقيق لقصد ـ1

ال حتى الخبر في شك أدنى لديهم ليس أنه مع الفاعل وبإسم بإن أكد(( يكون ميت )) إنك تعالى قوله ومثله ذلك الله أكد أحدهم من اعتراضا

تعالى قال وعكسه، المنكر كغير المنكر ينزل وقد((. ميتون وإنهم أكد(( تبعثون القامة يوم إنكم ثم لميتون ذلك بعد إنكم ))ثم

في وتماديهم المخاطبين لتنزيل ذلك ينكروا لم وإن بتأكيدين اإلماتة. الموت ينكر من منزلة الموت عن الغفلة

أدلته ألن وذلك ألكثر يحتاج كان وإن واحدا تأكيدا البعث إثبات وأكد أدلته في النظر على لهم حثا فيه ويتردد يتكرر ال بأن جديرا كان ظاهرة

. الواضحة لمن )) إنك تعالى كقوله :ـ الخبر بذلك السامع إغاظة لتحقيق ـ2

. (( المرسلين هو إنه عليكم ))فتاب تعالى : كقوله السامع عند الترغيب لبيان ـ3

" " هو الفصل وضمير ، إن وهي تأكيدات أربع أكده ،(( الرحيم التواب ليدل( الرحيم ) التواب وتعالى تبارك له الصفتين مع وبالمبالغتين

وكذلك عفوه في طمع ذلك علم إن فإنه التوبة في العبد الله ترغيب على((. معنا الله إن تحزن )) ال قوله

تعالى قال المتكلم عند من كله به المخبر بأن لإلعالم ـ4 يأتينكم )) فإما . وتعالى تبارك الله عند من كله(( هدى منى

لما وشفاء ربكم من موعظة جاءتكم )) قد تعالى قوله وكذلك ربكم من برهان جاءكم )) قد وقوله يونس سورة(( الصدور في

. وتعالى تبارك الله عند من والبرهان الموعظة أن بيان ففيه ،((:- التعريض غرض لتحقيق التوكيد يأتي ـ5

ظلمت إني )) رب تعالى كقوله آخر بأمر التعريض يقصد أن وهو عن والتجاوز والرحمة المغفرة طلب إلى هذا عن يعرض وكأنه(( نفسي لما إني )) رب السالم عليه موسى لسان على تعالى . وقوله السيئات

-60-

وضعتها إني ربي )) قالت تعالى وقوله(( فقير خير من إلي أنزلت(( أنثى للنذر تطلب كانت أنها حيث الله عند قبولها بسؤال تعريضا . ذكرا

:- بالمصدر الفعل توكيد ، الصناعي بالتوكيد يعلق جزاء )) جزاؤكم تعالى قال )) تعالى وقوله ، اإلسراء(( موفورا

السماء تمور يوم الجبال وتسير مورا وقوله الطور(( سيرا وقوله(( زلزالها األرض زلزلت )) إذا وقوله(( واحدة دكة )) فدكتا ويأتي ، النساء(( تكليما موسى الله )) وكلم الفعل تكرار عن عوضا

لتحقيق " وذلك ضربت " ضربت بمنزلة " ضربا " ضربت قولك مثل مرتين موسى الله )) وكلم تعالى بالمصدر. وقولـه الفعل تأكيد وهي فائدة

، حقيقة الفعل وقوع ليؤكد بالمصدر جاء نفسه الله كالم المقصود(( تكليما في المعتزلة بعض على السنة أهل واستدل ، له يتعرض فلم فاعله تأكيد أما

أوله حيث يؤكد ال المجاز أن وجهة من السابقة باآلية حقيقة التكليم إثبات ومخالب المحن بأظفار موسى الله : " وجرح فقالوا المجاز على المعتزلة

تأويلهم كان ولو الجرح وهو الكلم من وأنه المعتزلة رأي " فهو الفتن صحيحا األمر أسقط وعندما نفسه الفعل أكد بالمصدر التأكيد ألن بالتأكيد جاء لما هو اللفظ أن فادعوا أخرى جهة من االستدالل دفع أرادوا المعتزلة أيدي في

موسى وجعل الجاللة لفظ بنصب( موسى الله ) وكلم كلم للفعل فاعال تعالى قوله وهو أخر بدليل السنة أهل جاء ثم المشهورة القراءة وأنكروا

الكالم أن صريحة داللة دل(( ربه وكلمه لميقاتنا موسى جاء )) ولما. ذلك عند المعتزلة فانقطع سبحانه الله كالم هو

)) فإما تعالى :- كقوله عامله حذف مع بالمصدر التأكيد يأتي * وأحيانا منا تمنوا " فإما والمعنى(( فداء وإما بعد " فهما فداء تفادوا أن وإما منا

. مضمر بفعل منصوبان مصدران أبلغ فهذهشيء( كل أحسن ) الذي:- اشتمال بدل يكون أن * ويجوز

المحاولة وهو الخلق يحسن قد الثانية في " ألن شيء كل خلق " أحسن من نفسه في الشيء يكون وال كل أن يقتضي شيء كل أحسن األولى أما حسنا

. االمتنان في أبلغ وهذا حسن خلقه شيء يكون قد المصدر :- إن سيبويه * وجعلها )) الذي تعالى قال لنفسه مؤكدا خلقه فقد شيء كل أحسن إذا معنى علىخلقه(( شيء كل أحسن خلقاحسنا. بالمصدر التأكيد العلماء بعض قال ؟ بالفعل أم بالمصدر التأكيد األولى * هل جملة فيكون الضمير يتحمل الفعل وألن ، الفعل من أخف وهو اسم ألنه أولى

. االستمرار على لداللته أولى الفعل أن يحتمل منهم القليل وقال ثقل فيزداد " قمت مثل منه المراد بالوصف ينعت أن فاألصل النوعي ربالمصد أكد * وإذا قياما )) وسرحوهن تعالى قوله " ونحو حسنا وقوله(( جميال سراحا

الله )) اذكروا فيعطي المصدر على الوصف يضاف وقد(( كثيرا ذكرا. المصدر إلى بإضافة المصدر حكم

السياق في ذكرها قبل تعلم ألنها المؤكدة بالحال : سميت المؤكدة * الحال ذكرها فيكون تعالى قوله مثل صاحبها ذكر خالل من معلومة ألنها توكيدا

اإلحياء على يدل فالبعث(( حيا أبعث )) ويوم . للبعث مؤكد تكون حيا إذا فكلمة(( مفسدين األرض في تعثوا )) وال تعالى وقولـه

إال توليتم )) ثم تعالى وقوله تعثوا للفعل مؤكدة حال مفسدين قليال

-61-

للفعل مؤكدة حال معرضون وأنتم فجملة(( معرضون وانتم منكمالضاللة. في حالهم تناهي توضح توليتم

. حال84 آية البقرة سورة(( تشهدون وأنتم )) أقررتم وقوله (( رسوال للناس )) وأرسلناك تعالى قوله أما أقررتم للفعل مؤكدة يكون ال قد المرسل الشيء ألن مؤكدة ليس . قيل79 آية النساء سورة (( العقيم الريح عليهم أرسلنا )) إذ تعالى قوله في كما رسوال

اذكروا آمنوا الذين (( ،)) يأيها حلواق الرياح ))وأرسلنا ، الذاريات عليهم فأرسلنا جنود جاءتكم إذ عليكم الله نعمة ريحا لم وجنودا

تعملون بما الله وكان تروها الريح يسكن يشأ (( ،)) إن بصيرا شكور صبار لكل آليات ذلك في إن ظهره على رواكد فيظللن

شيء من تذر * ما العقيم الريح عليهم أرسلنا إذ عاد )) وفي (( ، عذابي كان فكيف عاد ))كذبت (( ، كالرميم جعلته إال عليه آتت

عليهم أرسلنا ونذر* إنا (مستمر( نحس يوم في اصرصر ريحا. القمر سورة

" االسمية الجمل " مؤكدات السائل أن فيه نتوقع سؤال على جواب في للتأكيد بها يأتي" نإ" - 1

ما بغير يعتقد أنه نعتقد عندما أو عنها يسأل التي القضية في متشكك إن)) بالتأكيد فنجيب ؟ الساعة كيف متشكك، يسأل كأن ، نجيبه

فال السائل عند الشك عدم السؤال من فهم إن أما ،(( آتية الساعة أن الخطأ ومن ، : صالح فتقول ؟ زيد كيف ، قائل يقول كأن بالتأكيد يجاب. الشك عدم فهم ألنه ؛ صالح إنه نجيب

بالتأكيد ويأتي ما قضية ستفسارعنإلا يريد السائل أن علم إذا أيضا (( مغرقون إنهم ظلموا الذين في تخاطبني وال)) مثل القضايا من

الناس يأيها)) تعالى الله قال الكريم القرءان في كثيرة ذلك على واألمثلة تعالى وقوله(( عظيم شئ الساعة زلزلة إن(( ،)) حق الله وعد إن إبراهيم يا)) تعالى وقوله(( لهم سكن صالتك إن عليهم وصل))

من أقوى ،" ن" إ ـب والتأكيد ، (( ربك أمر جاء قد إنه هذا عن أعرض :تعالى :- قال اآلتي بالالم المؤكدة االسمية الجمل ومن بالالم التوكيد

الله رسول وقال ،(( أعجبتكم ولو مشركة من خير مؤمنة وألمة)) تعالى وقال ،..." الله سبيل في " ولغزوة وسلم عليه الله صلى

وأخوه ليوسف قالوا إذ)) (( ، مشرك من خير مؤمن ولعبد)) " دالئل كتابه في الجرجاني القاهر عبد بذلك قال ،...(( أبينا إلى أحب

السؤال جواب هي والتي للتعليل المفيدة" إن" استبدال " ويصح اإلعجاز ( ربك أمر جاء قد إنه) التوكيد معنى وتعطي للتعليل المفيدة بالفاء مقدر تعالى قوله في كما التعليلية بغير استبدالها يصح ربك" وال أمر جاء " فقد

وفي (( مبعدون عنها أولئك الحسنى منا لهم سبقت الذين إن)). ((القدر ليلة في أنزلناه إنا)) قوله

" : نإ" ب التوكيد فوائد التعظيم أو الشرط يفيد مقام في بها اتصل إذا معها الشأن ضمير تحسينأ-

.(( نوالكافر يفلح ال إنه)) " وقوله ويصبر يتق من " إنه مثل عالمة أو إشارة أو كناية " ويكون نإ" �� ـب المتصل الضمير هو الشأن فضمير. اآلية عنها تتحدث التي القضية لكل

-62-

. كما التعليل أو الشك إزالة وتفيد للعلة مبينة تأتي وقد للتأكيد إن وتأتيب- فإن ،(( لحافظون له اإن و الذكر نزلنا نحن إنا)) : تعالى قوله في

. للتعليل توكيدية والثانية ابتدائية الشك إلزالة يةتوكيد األولى فال شرطية ليست فالجملة(( أحد الله هو قل)) تعالى هـقول أما

. التوكيدية نإ لوجود داعي أن علمت" مثل المنحل للمصدر" " أن يكون التأكيد- 2 ال و " ، قائم زيدا

كان إن " أما زيد قيام " علمت مثل كالمنسب للمصدر التوكيد يكون " " أن مثل المصدر على تدخل ال فهي " المكسورة ن" إ ـب التأكيد

أن " علمت فنقول المفتوحة ال وحينئذ المزحلقة بالالم أتين ،" لقائم زيدا أسبك أن أستطيع . الالم لوجود مصدرا

" : - " كأن3 وإن واحدة كلمة كأنها - أي بسيطة تكون عندما بها يؤكد التشبيه

زيادة وفيها" أن" لـ متضمنة " فهي و" أن التشبيه كاف من مركبة كانت. سبق ما على

. كاألسد ب- إنه. أسد أ- كأنه التشبيه ألن التشبيه في أبلغ األولى ألن الثانية غير األولى الجملة

.مؤكد غير فالتشبيه الثانية أما يؤكده والتأكيد مقدم على فتدل الثانية أما صفة من بأكثر فيها التشبيه يكون األولى الجملة

. خاص تشبيه فهو واحدة صفة في شتراكالا يشك ال الرائي يكاد حتى التشبيه يقوى عندما األداة هذه وتستعمل

بلقيس لسان على تعالى قوله جاء لذلك به المشبه هو المشبه أن في .(( هو كأنه)) ستدراكإلل وقيل ستدراكإلا مع للتأكيد وقيل الجمل لتأكيد تأتي" - " لكن4

. قبلها ما يخالف حكم بعدها لما يثبت أن يوه المجرد " . أريد ما أجد لم لكنني السوق إلى " ذهبت مثل

: االبتداء - الم5 األسماء على إال تدخل وال بعدها فيما تعمل ال عاطل حرف االبتداء الم

تكون أن بشرط بتداءإلا الم سميت لذلك بالمبتدأ خاصة وهي الجملة شبه أو. عليها داخل أي من خالية سميةإال الجملة

من خير مؤمن ولعبد)) تعالى قوله مثل النكرة على تدخل أحيانا ليوسف قالوا إذ)) تعالى قوله مثل المعرفة على وتدخل...(( مشرك الالم على إن نضيف أكثر توكيد إلى تحتاج الجملة أن رأينا وإذا...(( وأخوه

لك إنو )) تعالى قوله مثل في واقعة الالم فهنا(( ممنون غير ألجرا لسميع ربي إن)) تعالى قوله في كما إن خبر إلى الالم . وتزحلق إن سمإ

.(( رحيم لغفور الله إنو))( ( الدعاء أن بين الفصل يجب وعندئذ مباشرة بصورة جاء إن اسم ألن زحلقت

. بتداءإلا والم تزحلق متصل ضمير وهي الكاف لوجود إن باسم اتصالها تعذر وإذا

زحلقوها ولهذا ، (( عظيم خلق لعلى وإنك)) تعالى قوله مثل الخبر إلى " يدل ن" إ ـب التأكيد أن وقيل بمؤكدين الكالم ابتداء كراهية إن سمإ عن

الدوال فقط التأكيد جهة على فتدل الالم ماأ- والتأكيد جهتين- العمل على

-63-

وإذا مرتين التكرير " أفادت " إن ألن ، بجهة الدال على مقدم جهتين على. اثالث صارت الالم دخلت

: للمؤنث والقصة للمذكر البيان - ضمير6 له ويقال فيه وإلطناب األمر تعظيم على للداللة الجملة قبل يأتي

قبلها يقدمون جملة ذكر أرادوا إذا العرب كعادة القصة أو الشأن ضمير الجملة وتكون الجملة تلك عن كناية يكون ضميرا وقد له ومفسره عنه خبرا (( أنا إال إله ال الله أنا إنني)) تعالى قوله في كما التعظيم لمجرد يكون ولكون (( أحد الله هو قل)) تعالى قوله نحو نفرادإلا معنى يفيد وقد

تعالى وقوله ، عليه تقديمها يجب لم األول للمبتدأ وخبر تفسيرية الجملة في األبصار وتعمي القصة ضمير الهاء(( األبصار تعمي ال فإنها))

" . " إن خبر رفع موضع: التأكيد يفيد مبتدأ بضمير الجملة - تصدير7

باآلخرة و)) تعالى قال مثال الحصر يفيد أنه كما التأكيد يفيد فهو . هم إال باآلخرة يؤمن ال بمعنى(( يوقنون هم .والحصر التوكيد يفيد مبتدأ رفع محل في منفصل ضمير: هم

والواو النون بثبوت مرفوع الخمسة األفعال من مضارع فعل: ويوقنون للمبتدأ خبر رفع محل في الفعلية والجملة فاعل رفع محل في

(( ينشرون هم األرض من آلهة اتخذوا أم)): تعالى قال ينكر أن المقصود وليس ، فيهم األلوهية حصروا ، هم إال ينشر ال بمعنى. سبحانه الله غير كائن بأي األلوهية حصر عليهم

اتخاذ عليهم أنكر ألنه واإلنكار التفظيع يـف ادةـزي اءـج اـهن والحصر .سبحانه الله غير آلهة

وما)) تعالى قال ، الفاسد مذهبه خالفت لما الزمخشري وخالف. منها بخارج ليس النار دخل من أن فمذهبه((النار من نبخارجي هم

صدر في هم ألن بالتخصيص اإلفادة فيها اآلية وجد ولما معتزلي ألنه غيرهم وأن هم إال النار في يبقى ال أنه بمعنى أي والحصر التوكيد تفيد الجملة الفرس على السرج يفرشون هم ،هنا هم أن" الكشاف صاحب فأولها يخرج

يعني وهذا غيرهم عن تمتاز بقوة يفرشون أنهم أي أمرهم قوة على للدالة" وقصد ، األوائل عند التي الصورة بنفس ليس لكن يفرش قد غيرهم أن

وأن يخرجون ال أنهم تعني وال عليهم والزيادة التوكيد يفيد أنه"هم" بالضمير. يخرج غيرهم

الحصر تفيد ال أنها االعتزالي مذهبه لتوافق الزمخشري تأويل هو وهذا والحصر التوكيد تفيد والجماعة السنة أهل عندنا ولكن التوكيد تفيد وإنما الكافرين بعكس النار من يخرجون الفساق المؤمنين أن يفيد الحصر وهذا

. جهنم نار في يخلدون الذين: الحصر إلفادة أخرى مواضع

هو بل المبتدأ الضمير تقديم الحصر إفادة تخص ال* أو الفاعل تقدم إذا أيضا هو " قل تعالى قوله مثل بالفعل والمتعلقات والمجرور الجار أو المفعول الرحمن في منحصر غير اإليمان كان لما ، الملك " سورة توكلنا وعليه به آمنا

-64-

اآلخر واليوم والكتب والمالئكة بالرسل األيمان يشمل بل بالله األيمان. الفعل عن والمجرور الجار خرأ والقدر والقضاء

الجار قدم وحده الله على إال يكون ال التوكل ألن ، التوكل في وخالف ال غيره ألن سواه دون الله على دـالعب من لـالتوك اختصاص ليؤكد والمجرور

يملك وال ضرا . عليه يتوكل حتى نفعا الجار قدم (( غول فيها ال)) الجنة خمور وصف في جاء وكذلك*

ريب ال)) والمجرور الجار بتأخير جاء فقد القرآن وصف في أما والمجرور قصر ليفيد والمجرور الجار األولى في قدم نقول ذلك في والسبب(( فيه في يفيد ولكي الجنة خمور " على العقول يغتال " الذي ولغال وجود عدم

وتخريب سكارإلا و ولغال فيها الدنيا خمور وهى الخمور سائر أن ذاته الوقت أن أراد وإنما القصر يرد لم فهو الثانية في والمجرور الجار تأخير أما ،العقول

ولو اقترح أو بمدح السماوية للكتب يتعرض أن دون القرآن عن الريب ينفي وإثباته القرآن عن الريب نفي إلى " ألدى ريب فيه " ال وقال الترتيب عكس. مراد غير وهذا الكتب من لغيره

: النداء في " التنبيه - " هاء8 تنبيها االسم وصار " مرتين " يا كررت كأنك للتوكيد " تأتي " يأيها نحو

وموصوفها الصفة بين المقحمة التنبيه " وكلمة فقال الزمخشري ذلك ووافق. معناه بتأكيد ومطابقته النداء حرف معاضدة تبين لفائدة

: الفطن القريب بها نودي إذا للبعيد " الموضوعة - " يا9 هام يتلوه الذي الخطاب أن إلى المؤدي للتأكيد إنه الزمخشري قال

. جدا

: االستفتاحية أال ـ10 ليفيد الجملة بداية في يكون حرف وهى سميةإلا الجملة على تدخل أن ناحية من التحقيق تفيد ولكونها الزمخشري وقال التوكيد أي التحقيق. التوكيد يفيد والقسم القسم به يتعين بما مصدره إال تقع ال بعدها الجملة

هم وال عليهم خوف ال الله أولياء إن أال)): تعالى قوله مثل((. يحزنون

(( . الكاذبون هم إنهم أال)): تعالى وقوله .(( حق الله وعد إن الأ )): تعالى وقوله

: الخبر في الواقعة - الباء11 إن"، عكس وهي النفي في التوكيد تفيد ، بمنطلق زيد " ما نحو زيدا

للتأكيد راجعة وهي لالم مقابلة " والباء " إن بـ مقابلة"ما" جاءت" منطلقل. النفي لتأكيد كانت بازائها الباء كانت فإذا اإليجاب لتأكيد الالم ألن ،

-65-

-66-

الكريم القرآن أمثال

والم�ثل والمثل ، أمثال شكل على يجمع اللغة علماء قال: المثل تعريفبه الشبه على يطلق والمثيل والشبيه والش� . ومعنى لفظا حكي الذي حال تشبيه به يقصد سائر محكي "قول: األدب في المثل

غير من رمية " رب مثل بمورده مضربه يشبه " أي ألجله قيل الذي بحال فيه يضرب ، الرماية في يخطئ أن شأنه رام من حصلت مصيبة رب " أي رام يصيب الذي للمخطئ المثل هذا محكي سائر قول هو فالمثل وبذلك ، أحيانا. مشابهة حادثة في الناس بين نقل ثم ما حادثة في قيل مختصر بليغ

وقعها لها موجزه رائعة صورة في المعنى إبراز " هو: القرآن في المثل كانت سواء النفس في أو تشبيها قوال القرآن أمثال أفرد " وقد مرسال

محمد بن وعلي"هجرية323 سنة توفي" طويهنف منهم كثيرون بالتصنيفمال وابن" هجرية450 سنة توفي" رديوالما 751 سنة توفي" الجوزية قي

وجدناهم المؤلفون يذكرها التي القرآن أمثال إلى نظرنا وإذا ،" هجرية هذا أورد سواء آخر أمر بحال أمر حال تمثيل على المشتملة اآليات يوردون على الدالة اتـاآلي أو ، الصريح بيهـالتش بطريق أم االستعارة بطريق التمثيل

الله فإن ، فيه وردت ما يشبه فيما استعمالها يصح التي أو بإيجاز رائع معنى. قبل من مورد لها يكون أن دون اـابتدأه ىـتعال

هو الذي اللغوي المعنى أصل على حملها يستقيم ال القرآن وأمثال من لدى اللغة كتب في يذكر ما على حملها يستقيم وال ، والنظير الشبيه

القرآن أمثال ليست إذ ، األمثال في وافأل تشبيه وجه على وردت أقواال ألن البيان علماء عند األمثال معنى على حملها يستقيم وال ، بموردها وضربها

بتعريف أليق األخير الضابط كان ولذا باستعارة ليس ما القرآن أمثال من. أوضحنا ماك القرآن في المثل: القرآن في األمثال أنواع

: - كالتالي وهي أنواع ثالثة القرآن في األمثال. المصرحة األمثال-1. الكامنة األمثال-2. المرسلة األمثال-3

-67-

: المصرحة األمثال ـ1 كثيرة وهي التشبيه ىـعل يدل ما أو لـالمث بلفظ اـفيه صرح ما يـوه

: اآلتي منها نورد استوقد الذي كمثل مثلهم)) تعالى قوله المنافقين حق في جاء- أ

في وتركهم بنورهم الله ذهب حوله ما أضاءت فلما نارا كصيب أو ، يرجعون ال فهم عمي بكم صم ، يبصرون ال ظلمات

في أصابعهم يجعلون وبرق ورعد ظلمات فيه السماء من (( بالكافرين محيط والله الموت حذر الصواعق من آذانهم

.(20 آية إلى17 آية من) البقرة سورةم ابن ذكر ة القي ، مثلين حالهم بحسب للمنافقين الله : ضرب الجوزي

. السابقة اآليات في مائي والثاني ناري األول في يكن لم ولكن استضاءوا قد اإلسالم بدخولهم أنهم الناري المثل

من النار في ما قلوبهم من الله " فأذهب اإلسالم " نور من شئ قلوبهم فهذه ، يبصرون ال ظلمات في وتركهم إحراق من فيها ما وترك ، إضاءة

في دخل من وحال ، أنكر ثم وعرف ، عنه عمي ثم الحق أبصر من حال فارقه ثم اإلسالم للمثل بالنسبة حالهم الجوزية القيم ابن ذكر ثم ، مرتداههم المائي السماء من ينزل الذي الغزير المطر وهو صيب بأصحاب فشب

زواجر عليه اشتدت وعقولهم بصائرهم ولضعف وبرق ورعد ظلمات فيه ، ، لهم كالصواعق صارت حتى ونواهيه وأوامره وتهديده ووعيده القرآن

. والهدى الحق عن أعينهم وأغمضوا آذانهم في أصابعهم فوضعوا قوله في الرعد سورة في والمائي الناري المثلين سبحانه الله وذكر-ب

فاحتمل بقدرها أودية فسالت ماء السماء من أنزل)) تعالى السيل زبدا أو حلية ابتغاء النار في عليه يوقدون ومما رابيا

الزبد فأما والباطل الحق الله يضرب كذلك مثله زبد متاع كذلك األرض في فيمكث الناس ينفع ما وأما جفاء فيذهب لحياة السماء من أنزله الذي الوحي شبه((األمثال الله يضرب باألودية القلوب وشبه ، بالنبات األرض لحياة أنزله الذي بالماء القلوب احتمل األودية في جرى إذا والسيل والعلم الهدى فكذلك ، وغثاء زبدا بعيدا بها ليذهب هواتـالش من اـفيه ما ثارأ القلوب في سرى إذا واإليمان

. المائي المثل هو وهذا ، المؤمن حياة عن النار في عليه يوقدون ومما)) تعالى قوله في الناري المثل ذكر ثم

ما النار تخرج سبكها عند حديد أو نحاس أو فضة أو ذهب من فالمعادن(( الشهوات وكذلك جفاء الخبث فيذهب الجوهر عن وتفصله الخبث من فيها

والخبث الزبد ذلك والنار السيل يطرح كما ويجفوها المؤمن قلب يطرحها.

: الكامنة األمثال ـ2 رائعة معان على تدل ولكنها التمثيل بلفظ فيها رحصي لم التي وهي

: - باآلتي له ويمثلون ، يشبهها ما إلى نقلت إذا وقعها لها يكون ، إيجاز في قوله " من الوسط األمور : " خير المثل العلماء استخلص ذلك ومن ـ 1

تعالى وقوله(( ذلك بين عوان بكر وال فارض ال)) تعالى ذلك بين وكان يقتروا ولم يسرفوا لم أنفقوا إذا والذين))

-68-

تخافت وال بصالتك تجهر وال)) الصالة في تعالى وقوله (( قواما تجعل وال)) اإلنفاق في تعالى وقوله((سبيال ذلك بين وابتغ بها

.(( البسط كل تبسطها وال عنقك إلى مغلولة يدك تؤمن أولم قال)) تعالى " قوله كالمعاينة خبرال " ليس المثل وكذلك ـ 2

.(( قلبي ليطمئن ولكن بلى قال يعمل من)) تعالى " قوله تدان تدين " كما قولهم معنى في وما ـ 3 سوءا

.(( به يجز لسان على تعالى " قوله مرتين رحج من المؤمن يلدغ " ال معنى في ماو ـ 4

أخيه على أمنتكم كما إال عليه آمنكم هل)) السالم عليه يعقوب .(( قبل من

الحية تلد " ال والمثل ـ 5 إال يلدوا وال)) تعالى قوله " من الحية إال فاجرا .(( كفارا

وما)) تعالى قوله " من إليه أحسنت نم شر " احذر المثل استخالصهم ـ 6. التوبة سورة(( فضله من ورسوله الله أغناهم أن إال نقموا التشبيه أو بالمثل يشعر بلفظ فيها حصري لم أمثال جميعها فهي

بمعانيها أمثال فهي ونظر إمعان إلى تحتاج رائعة معان على تدل ولكنها. بألفاظها وليس

: القرآن في المرسلة األمثال ـ3 فهي التشبيه بلفظ تصريح غير من رسال أرسلت جمل عن عبارة وهى

:-اآلتي ذلك أمثلة ومن، األمثال مجرى جارية آيات تعالى وقوله ، يوسف سورة((الحق حصحص اآلن)) تعالى قوله

تعالى وقوله ، النجم سورة ((كاشفة الله دون من لها ليس)) األمر ضىق)) تعالى وقوله ، هود سورة(( بقريب الصبح أليس))

المكر يحيق وال)) تعالى وقوله ، يوسف سورة(( تستفتيان فيه الذي ،(( شاكلته على يعمل كل قل)) تعالى وقوله ،(( بأهله إال السيئ

. كثير وغيره(( رهينة كسبت بما نفس كل)) تعالى وقوله فما المثل إرسال يسمونه الذي اآليات من النوع هذا في واختلفوا

؟المثل استعمال استعماله حكم العلم أهل بعض رآه في الرازي قال حيث القرآن آداب عن خروجا

بأن الناس عادة جرت(( دين ولى دينكم لكم)) تعالى لقوله تفسيره أنزل ما تعالىو تبارك ألنه جائز غير وذلك المتاركة عند اآلية بهذه يتمثلوا. بموجبه يعمل ثم فيه ليتدبر بل ، به ليتمثل القرآن الجد مقام في بالقرآن الرجل يتمثل أن يظهر فيما حرج ال أنه آخرون ورأى يأسف كان آسفا الناس عن كشفها أسباب تقطعت قد كارثة لنزول شديدا

صاحب يحاوره أو(( كاشفة الله دون من لها ليس)) تعالى الله فيقول دين ولى دينكم لكم)) فيقول باطلة إلى استدراجه يحاول فاسد مذهب

حتى القرآن فيتمثل بالبراعة التظاهر اإلنسان يقصد أن في الكبير واإلثم ، ((. والمزاح الهزل مقام في

: األمثال لبعض البياني التحليل الله سبيل في أموالهم ينفقون الذين مثل)) تعالى قال

والله حبة مائة سنبلة كل في سنابل سبع أنبت حبة كمثل. البقرة سورة(( عليم واسع والله يشاء لمن يضاعف

-69-

البقرة سورة من الله سبيل في الصدقة موضوع عن تتحدث اآلية اإلسالمي المجتمع قواعد ترسيخ المدنية السور ووظيفة النزول مدنية فهي

األخرى والمجتمعات المسلم المجتمع بين التشريعي الضبط سياسة وإظهار الربا عن فيه يتحدث الذي السورة من خرآال النصف في المثل هذا يأتي ثم

سبيل في اإلنفاق قاعدة يوضح ثم الناس رئاء أموالهم ينفقون الذين وعن. المسلم المجتمع بناء قواعد من واإلنفاق الله

: المثل دراسة أما ، تمثيلي صريح مثل وهو تشبيهي مثل )مثل( هنا" الذين " مثل

الكل عل يجب أنه منه نستفيد جماعة على يدل موصول سما ) الذين( فهي االستمرارية على يدل مضارع ( الفعل ) ينفقون ، الخير أوجه في ينفق أن

. وقت كل في وأنه للمال المستمر اإلنفاق أي والتجدد مال فهو عندك يوجد ما كل أن على لتدل الجمع بصيغة جاءت" أموالهم"

. ثم ... الخ والنقود والطعام والمالبس الخيل و اإلبل على يطلق وكان لهم محببة بل مسروقة وليست حقهم ومن لهم ملك أنها ليوضح لهم أضافها

. فينفقونها ذلك عمو عمود وهى بدونها يعقد ال والتشبيه تخصصية جملة " الله سبيل في"

ليس نفاقإ فأي الله سبيل في يكون أن يجب نفاقإلا أن أوضحت ألنها اآلية سبيل في المثل حصرت حيث له مضروبا المثل هذا يكون ال الله سبيل في. الله

قليلة الصدقة كانت فإن القلة تعني الحبة" حبة"تشبيه، أداة" كمثل" . القيامة يوم الله عند أحد جبل مثل تصبح حتى وتنمو وتكبر تزداد فهي

أهل على الغالب القوت ألنه أو المحاصيل أشرف من ألنه قمح حبة وجعلها. البلد

. للذهن أقرب فهي والحركة واالستمرار النماء على تدل" أنبتت" يفهم وال التكثير على يدل اللفظ هذا أن العرب لدى المتعارف" سبع"

لن مرة سبعين لهم تستغفر إن)) تعالى قوله مثل الحصر معنى منها .(( لهم يغفر

" لقال " سبعة رقم المقصود كان ولو الجموع ىنتهم صيغة" سنابل". الحصر وليس سبع كلمة في التكثير على تدل فهي سنبالت سبع

. العدد نهاية مائة ألن للتكثير مائة أطلق" حبة مائة سنبلة كل في" غير متنامية مفتوحة صورة في األمر أبقى" يشاء لمن يضاعف والله"

. اآلجر مضاعفة على للداللة متناهية فقال األكثر تفيد ألنها اآلية جو مع تتناسب خاتمة" عليم واسع والله"

بحقيقة المطلق علمه على تدل وعليم والعظمة السعة على تدل واسع. الشيء: األمثال فوائد

العقل فيتقبله ، الناس يلمسه الذي المحسوس صورة في المعقول تبرز ـ1 حسية صورة في صيغت إذا أكثر الذهن في تستقر المعقولة المعاني ألن

من يحصل ال حيث ، رياء المنفق الحال من ضرب كما ، الفهم قريبة وانفص كمثل فمثله)) تعالى فقال الثواب من شيء على إنفاقه

-70-

فتركه وابل فأصابه تراب عليه مما شئ على يقدرون ال صلدا .(( كسبوا

كقوله الحاضر صورة في الغائب وتعرض الحقائق عن األمثال تكشف ـ2 الذي يقوم كما إال يقومون ال الربا يأكلون الذين)) تعالى

.(( الشيطان يتخبطه واألمثال الكامنة كاألمثال موجزة عبارة في الرائع لمعنىا األمثال تجمع ـ3

أوضحنا كما المرسلة . سابقا فيه ترغب مما به الممثل يكون حيث الممثل في للترغيب المثل يضرب ـ4

الله ضرب كما النفوس عليه يعود حيث الله سبيل في المنفق لحال مثال. كثير بخير اإلنفاق

كقوله النفس تكرهه مما به الممثل يكون حيث للتنفير المثل ويضرب ـ5 بعضكم يغتب وال)) الغيبة عن النهي في تعالى أحدكم أيحب بعضا

أخيه لحم يأكل أن . الحجرات سورة (( فكرهتموه ميتا مثلهم ذلك)) الصحابة في تعالى كقوله الممثل لمدح المثل ويضرب ـ6

فآزره شطأه أخرج كزرع اإلنجيل في ومثلهم التوراة في بهم ليغيظ الزراع يعجب سوقه على فاستوى فاستغلظ

في كانوا فقد للصحابة بالنسبة الحال وكذلك ، الفتح سورة(( الكفار األمر بدء القلوب وامتألت أمرهم استحكم حتى النمو في أخذوا ثم قليال

. بعظمتهم إعجابا ضرب كما الناس يستقبحها صفة به للممثل يكون حيث المثل ويضرب ـ7

الله في وانحط به العمل عن الطريق فتنكب ، كتابه آتاه من لحال مثال فانسلخ آياتنا أتيناه الذي نبأ عليهم واتل)) تعالى قال أهوائه بها لرفعناه شئنا ولو الغاوين من فكان الشيطان فاتبعه منها

تحمل إن الكلب كمثل فمثله هواه واتبع األرض إلى أخلد ولكنه بآياتنا كذبوا الذين القوم مثل ذلك يلهث تتركه وأ يلهث عليه

. األعراف سورة(( في أوقع وألنها والعبرة للتذكرة القرآن في األمثال تعالى الله أكثر-8

اإلقناع في وأقوم الزجر في وأقوى واإلرشاد الوعظ في وأبلغ النفس وسلم عليه الله صلى النبي ضربها وقد ،(( األمثال لكم وضربنا))

وإقامة الحق لنصرة عصر كل في الله إلى اةالدع بها واستعان حديثه في ووسائل والتشويق اإليضاح وسائل من ألنها المربون بها ويستعين الحجة. والترهيب والترغيب والذم المدح في التربية

القرآن في القسم أنواع وباقي مواضع سبعة في سبحانه بالحق القرآن في القسم ورد

بلفظ فيه القسم جاء قد القرآن أن والمالحظ ، الله بمخلوقات كلها القسم. سبحانه بالله القسم فيها ورد التي السبعة المواضع في الرب

.92 آية الحجر سورة(( أجمعين لنسألهم فوربك)) تعالى الق آية الذاريات سورة(( لحق إنه واألرض السماء فورب)) تعالى قولهو

23. (( لقادرون إنا والمغارب المشارق برب أقسم فال)) تعالى وقوله .40 آية المعارج سورة

-71-

لتبعثن وربي بلى قل)) (( لحق نهإ وربي إي قل)) تعالى وقوله يؤمنون ال وربك فال)) (( والشياطين لنحشرنهم فوربك)) ((

لتأكيد تعالى الله مكال في والقسم ،(( بينهم شجر فيما يحكموك حتى ، وتوضيحه المعنى تقرير على والبراهين األدلة وسوق الحجة وتقوية الحكم

الحلف يوسم واحد واليمين والقسم ذـيأخ أحدهم كان العرب ألن يمينا. القسم تأدية عند صاحبه بيمين

: القسم تعريف القسم وصيغة واليمين الحلف يعني وهو أقسام جمعه السين بفتح: القسم

أحلف أو أقسم بالفعل يؤتي أن المقسم يأتي ثم به المقسم إلى بالباء متعديا بالله وأقسموا)) تعالى قوله مثل ، القسم بجواب المسمى وهو عليه. النحل سورة(( يموت من الله يبعث ال أيمانهم جهد

القسم ، النفس ربط بأنه ويعرف واحد واليمين القسم: اصطالحا أو حقيقة الحالف عند معظم بمعنى عليه اإلقدام أو شئ عن باالمتناع اعتقادا

.: أمور ثالثة القسم وفي

. عليه - المقسم3 ، به - المقسم2 ، القسم - أداة1 : القسم : أداة أوال

الفعل تعدي " مع " أحلف " أو " أقسم وهى للقسم األصلية الصيغة.( بالخنس أقسم فال) تعالى كقوله به المقسم إلى بالباء

ويكتفي يحذف فصار اختصر الكالم في يكثر القسم فعل كان ولما تعالى كقوله الظاهرة األسماء في بالواو الباء عن عوض ثم ، بالباء

لفظ في وبالتاء ((البروج ذات والسماء)) (( يغشى إذا والليل)) أما قليل وهذا(( أصنامكم ألكيدن وتالله)) تعالى كقوله الجاللة

. فكثيرة الواو استعمال: به : المقسم انياث

جليل أمر به المقسم نحن أما ، شاء بما يقسم أن وحده ولله دائما بن عمر عن الشريف الحديث في جاء الله بغير نقسم أن لنا فليس العباد

من والمعنى ، ( أشرك أو كفر فقد الله بغير حلف من) الخطاب الله بغير حلف الله أقسم وقد أشرك أو كفر فقد الله تعظيم له معظما

الله إن) قال الحسن عن . وجاء وبمخلوقاته بذاته القرآن في سبحانه.(1) ( بالله إال يقسم أن ألحد وليس خلقه من شاء بما يقسم

ومما (( والمغارب المشارق برب أقسم فال)) تعالى كقوله والنجوم والفجر والنهار والليل والقمر الشمس مخلوقاته من به الله أقسم

. ... الخ والعصر سينين وطور والزيتون والتين والضحى ألحد وليس خلقه من شاء بما يقسم الله " إن قال الحسن عن وجاء

" بالله إال يقسم أن : عليه : المقسم ثالثا

. حاتم أبي ابن أخرجه( ?)1

-72-

من كان إذا سيما وال وتحقيقه توكيده يراد الذي هو عليه المقسم إذا والنجم)) تعالى قوله مثل ثبوتها على أقسم إذا الخفية الغائبة األمور إن* الهوى عن ينطق وما* غوى وما صاحبكم ضل وما* هوى

. (( يوحى وحي إال هو: عليه المقسم أحوال

األمور في يكون أن فالبد وتحقيقه توكيده يراد الذي هو عليه المقسم ـ1. ثبوتها على أقسم إذا والخفية الغائبة لقول إنه ، الصدع ذات واألرض الرجع ذات والسماء)) : مثال

.(( فصل. يحذف - وتارة الغالب وهو تارة يذكر القسم جواب ـ2

بالنفس أقسم وال القيامة بيوم أقسم ال)) تعالى قوله مثل أيحسب)) تعالى قوله عليه دل محذوف القسم فجواب ،(( اللوامة. ولتحاسبن لتبعثن والتقدير(( عظامه يجمع لن أن اإلنسان

وقع إذا مفعوله يتقدم لم الذي المتصرف المثبت الماضي ـ3 للقسم جوابا مثل الكالم طول عند إال إحداهما على االقتصار يجوز ال وقد الالم تلزمه إذا والنهار تالها إذا والقمر وضحاها والشمس)) تعالى قوله

فألهما سواها وما ... ونفس يغشاها إذا والليل جالها القسم جواب من حذف(( زكاها من أفلح قد وتقواها فجورها

أفلح قد" وهو القسم جواب " في " قد ـب واكتفى الكالم لطول الالم ." زكاها من

: - اآلتي ويأخذ يتنوع قد عليه المقسم ـ4 * صفا والصافات)) تعالى قال يمانإلا أصول من أصال يكون قد ـأ

يقسم (( لواحد إلهكم إن* ذكرا فالتاليات* زجرا فالزاجرات. التوحيد حقيقة إقرار على

وإنه النجوم بمواقع أقسم فال)) حق القرآن أن على يقسم وتارة ـ ب. الواقعة سورة (( كريم لقرآن إنه عظيم تعلمون لو لقسم

والقرآن يس)) حق وسلم عليم الله صلى الرسول أن على وتارة ـ ج .(( المرسلين لمن إنك ، يمحكال

وقرا فالحامالت ذروا والذاريات)) والوعيد الجزاء على وتارة ـ د فالمقسمات يسرا فالجاريات وإن لصادق توعدون إنما أمرا

.(( لواقع دينال وما تجلى إذا والنهار يغشى إذا والليل)) اإلنسان حال على وتارة ـ ـه

(( . لشتى سعيكم إن واألنثى الذكر خلق:- خبرية جملة يكون قد عليه المقسم ـ5

إنه واألرض السماء فورب)) تعالى قوله في كما الغالب وهو فوربك)) تعالى كقوله المعنى في طلبية جملة على وإما(( لحق

. والوعيد التهديد المراد ألن(( يعملون كانوا ماع أجمعين لنسألنهم. مضمر وإما ظاهر ماإ : القسم أنواع

به بالمقسم فيه وصرح القسم بفعل فيه صرح ما : هو الظاهر - القسم1 الباء من بالجار اكتفاء الغالب في هو كما القسم فعل فيه حذف ما ومنه

. التاء أو الواو أو

-73-

به بالقسم وال القسم بفعل فيه يصرح لم ما : وهو المضمر - القسم2 تعالى كقوله القسم جواب في تدخل التي المؤكدة الالم عليه تدل وإنها

أوتوا الذين من ولتسمعن وأنفسكم أموالكم في لتبلون)).....(( . قبلكم من الكتاب

كثيرة مواضع في القسم فعل على " النافية " ال تأتي: أقسم ال معنى وقوله ،(( النجوم بمواقع أقسم الف )) تعالى كقوله الكريم القرآن من

أقسم ))فال وقوله((وسق وما والليل بالشفق أقسم فال)) تعالى ال)) وقوله (( كريم رسول لقول إنه تبصرون وماال تبصرون بما

.(( اللوامة بالنفس أقسم وال القيامة بيوم أقسم-: اآلتي منها آراء بعدة المفسرون أجاب لما صحة ال بمعنى التقدير يناسب للمحذوف " نافية " ال :- أن األول

" و" ةـالقيام ومـبي مـ أقس" الـق ثم والجزاء البعث إنكار من تزعمون. تعملون كنتم ما على وتجزون ستبعثون أنكم" اللوامة النفس السابقة اآلية في القسم وجواب التأكيد في " زيادة "ال :- أن الثاني

. ولتحاسبن لتبعثن والتقدير" " أيحسب هبعد الذي عليه دل محذوف اليوم بذلك عليك أقسم ال قال كأنه القسم لنفي " جاءت " ال : أن الثالث

إذا عظامك نجمع ال أننا أتحسب مقسم غير أسألك ولكنني ، النفس وتلك ، ذلك فعل على قادرون أننا فاعلم ذلك تحسب كنت فإن ؟ بالموت تفرقت وكأنه التأكيد إلى التوصل يالنف بهذا المراد لكن القسم نفى الكالم فظاهر

أشد الخبر يؤكد القول وهذا عليه أقسم أن إلى يحتاج فال نبي األمر إن يقول. تأكيد

: بالمخلوقات القسم وبالنبي وبالمالئكة الله مخلوقات من بكثير القرآن في القسم جاء

والبلد والشمس وبالضحى وبالعصر والقمر والليل كالشفق الكون وبمظاهر. وبالفجر ولد وما ووالد أال علينا النهي ورد وقد بمخلوقاته الله أقسم كيف البرهان صاحب وقال

؟ بمخلوق نقسم: - نواحي ثالث من ذلك على اإلجابة

" البلد " رب " و النبي " رب " و الفجر " ورب أي مضاف حذف على أنه ـ 1. اآليات باقي الليل" وكذلك " رب و

ما على القرآن فنزل بها وتقسم األشياء هذه تعظم كانت العرب نإ ـ 2. يعرفون

والله فوقه وهو يجله أو م�المقس يعظمه بما يكون إنما به المقسم أن ـ 3 تدل ألنها اتهقوخلبم وتارة بنفسه تارة فأقسم شئ فوقه ليس تعالى على تدل فهي الخالق هو وتعالى تبارك والله ، والصانع البارئ على

إذ الفاعل ذكر يستلزم بالمصنوعات والقسم ، سبحانه الله عظمة الله صلى بالنبي تعالى قسمه أما ، فاعل بغير مفعول وجود يستحيل

سكرتهم فيل إنهم لعمرك)) تعالى قوله في وسلم عليه عليه الله صلى الرسول عظمة ليبين ، الحجر سورة (( ونـيعمه إما وجهين عن يخرج ال بالشيء والقسم ، ومكانته الله عند وسلم وهذا ، سينين وطور)) تعالى كقوله فالفضيلة ، لمنفعته وإما لفضله

-74-

بعض وذهب ، (( والزيتون والتين)) والمنفعة ،(( األمين البلد فيها العظمة نواحي لبيان بمخلوقاته أقسم الله أن إلى المفسرين

فراهي يدالحم عبد الهندي العالم ولكن نفعها وعظيم قدرها وجالل فليس الله لمخلوقات كان إذا القسم أن خالصته جديدا مذهبا يذهب

بمثابة وتأتي وصدقه الكالم صحة على بها لالستشهاد وإنما لتعظيمها في صنعه بديع على والتعرف الله خلق في التأمل إلى النظر لفت

" سل وعظه في بانأ بن عيسى بن الفضل قاله األسلوب وهذا ، الكون إن هافإن ثمارك؟ وجنى أشجارك وغرس أنهارك شق : من فقل األرض

" . اعتبارا أجابتك رااحو بكجت لم: القرآن في القسم فائدة

المخاطب حسب األساليب واختالف التعبير بدقة العربية اللغة تمتاز( . - واإلنكاري - والطلبي : ) االبتدائي الثالثة الخبر بأضرب المسماة وهي

من اخالي الكالم إليه يوجه الحكم من الذهن خالي المخاطب كان - فإذا1. ابتدائيا الضرب هذا ويسمى التأكيد

ويسمى بمؤكد الكالم تقوية فيستحسن الحكم حول مترددا يكون - وقد2. طلبيا الضرب هذا

إنكاره بقدر الكالم له يؤكد أن فيجب للحكم كرانم المخاطب يكون - وقد3. إنكاريا الضرب هذا ويسمى بها المخاطب للقضية

هتقويو النفس في األمر تمكن التي المشهورة المؤكدات من والقسم ومنهم الشاك فمنهم متباينة مواقف منه ووقعوا للناس القرآن نزل وقد

ويحبط الشك إلزالة يأتي الكالم في ،والقسم األلد الخصم ومنهم المنكر وأصح وجه أكمل على الحكم ويقرر األخبار ويؤكد الحجة ويقيم الشبهات

. صورةواإلطناب اإليجاز

وبالغته القرآن إعجاز من القرآن إيجاز العلماء من العديد اعتبر لقد من اعتبره حيث الشعر نقد في وقدامة ، اإلصبع أبي وابن الرماني منهم. الكريم القرآن في البديع ألوان

: اإليجاز تعريف أو بالمعنى إخالل غير من الكالم تقليل بأنه اإليجاز البالغيون عرف

. الكثيرة المعاني القليلة األلفاظ تضمن: اإليجاز أقسام

:- نوعين إلى اإليجاز البالغة أهل قسم في كالهما ورد وقد ، الحذف ب- إيجازالقصر أ- إيجاز. القرآن

: القصر : إيجاز أوال استخدام طريق عن وذلك القاصد باللفظ الوافر المعنى بأداء يتحقق

، جمل أو كلمات عن الواحدة الكلمة وتنوب داللتها فتتسع األلفاظ إيحاءات:- القرآن في أمثلة وله

الجاهلين(( عن وأعرض بالعرف وأمر العفو ))خذ: تعالى قال-1 أخذ في فيها ألن ، األخالق لمكارم جامعة اآلية فهذه ،199 األعراف

والرفق ، اإلنسان جانب من واللين الحقوق في والتسامح التساهل العفو وما البصـر وغض األذى كف بالمعروف األمر وفي الدين إلى الدعوة في

-75-

والصفح والحلم الصبر الجاهلين عن واإلعراض المحرمات من شاكلها. الجميل

اآلية . دلت31 ( النازعاتومرعاها( ماءها منها ))أخرج: تعالى قال-2 األرض من أخرجه ما جميع على كلمتين خالل من قوتا فهي للناس ومتاعا

واللباس والحطب والعصف والثمر والشجر األخضر العشب تشمل. األخشاب من والنار ، الماء من الملح ألن والملح

. فهذه31 األعرافتسرفوا(( ال واشربوا ))وكلوا: تعالى قال-3 ويشرب اإلنسان يأكل أن وهي ، الحكمة تجمع المعدودة القليلة الكلمات

. والتبذير اإلسراف عن بعيدا "المثل زهرة أبو الجامع" والشيخ "باإليجاز السيوطي سماه ما وهذا

في سورة من جزء أو سورة منه تخلو تكاد ال الكلم" حيث لجوامع الكامل الرماني واعتبره القرآن على يعلو وأنه لأللفاظ وتصفية للكالم تهذيبا

. البيان وأنواع الكالم سائر : الحذف : إيجاز ثانيا

الكالم فحوى من عليه داللة لوجود الكالم من جزء إسقاط يعني وهو ونمثل فأكثر جملة أو جملة من جزء أو كلمة حذف . يشمل الحال مقتضى أو:- باآلتي له

سورةوسقياها(( الله ناقة الله رسول لهم ))فقال: تعالى قال-1 خلوا "ذروا" أي نقدره تحذير فيها العبارة الله" هذه "فناقة ،13 الشمس

يوم في الناقة "التزموا" سقيا بتقدير "وسقياها" إغراء وكلمة سبيلها. المعلوم شربها

الصديق(( أيها يوسف فأرسلون بتأويله أنبئكم ))أنا: تعالى قال-2 : التقدير إذ كثيرة جمل الكالم من حذف فقد ،45 يوسف سورة

: يا له فقال ، فأتاه ، ففعلوا الرؤيا ألستوضحه يوسف إلى فأرسلوني. الرؤيا هذه في أفتي يوسف

في نظيره أثبت ما األول من يحذف أن وهو ، باالحتباك سمي نوع ومنه-3 ))فئة: تعالى قوله مثل األول في نظيره أثبته ما الثاني ومن ، الثاني

مؤمنة . فئـة13 عمران ( آلكافرة( وأخرى الله سبيل في تقاتل. الطاغوت سبيل في تقاتل كافرة وأخرى ، الله سبيل في تقاتل

اإلطناب بدون كثيرة بألفاظ الكثيرة المعاني عن التعبير "هو: اإلطناب تعريف

المعاني زيادة قبيل من كله القرآن الكالم" . وإطناب في فضول أو حشو األلفـاظ زيادة إن إذ البالغـة من يعد وهذا ، األلفاظ في زيادة تتبعها التي

:- اآلتي منها كثيرة القرآن في وأمثلتها ، المعاني فـي زيـادة تبعهـا بحمد يسبحون حوله ومنح العرش يحملون )الذين: ) تعالى قال-1

به" : "يؤمنون قوله ففي ،7 آية غافر ( سورةبه( ويؤمنون ربهم شرف إلظهار ذلك ذكر وإنما معلوم العرش حملة إيمان ألن ، إطناب اإليمان . فيه ترغيبا

عصاي هي قال ، موسى يا بيمينك تلك )وما: ) تعالى قال-2 أتوكأ فيها ( . اآليةأخرى( مآرب فيها ولي غنمي على بها وأهش عليها يفهم بما تصريح فيها إذ ، إطناب وإنما ، بيان غير من الله يعلمه وبما ضمنا

-76-

إطالة في ورغبته لربه السالم عليه موسى محبة عن التعبير بقصد جاء. معه المحادثة

اإلنسان )إن: ) تعالى قوله مثل بالتفسير يسمى نوع اإلطناب ومن-3 خلق الشر مسه إذا هلوعا (منوعا( الخير مسه وإذا ، جزوعا

، الهلوع تفسير به قصد مسه" إطناب "إذا ( . قوله21-19) آية المعارج أبناءكم يذبحون ، العذاب سوء )يسومونكم: ) تعالى قوله ومثله

تفسير بعدها وما يذبحون فكلمة ،49 ( البقرةنساءكم( ويستحيون. للسوم

أجزاء جميع استيفاء وهو ، باالستقصاء يسمى ما اإلطناب في ويدخل-4 قوله مثل الذاتية أوصافه جميع استقصاء بعد ولوازمه وعوارضه الشيء تجري وأعناب نخيل من جنة له تكون أن أحدكم )أيود: ) تعالى وله الكبر وأصابه الثمرات كل من فيها له ، األنهار تحتها من

.266 ( البقرةفاحترقت( نار فيه إعصار فأصابها ضعفاء ذرية وزاد ، أعظم بها صاحبها مصاب يكون حتى واألعناب بالنخيل الجنة أتبع

، إفسادها على األسف ليشتد الثمرات كل ووجود ، األنهار جري ذلك على التي الجنة باستئصال وأتبعه ، ضعفاء ذرية وله ، بالكبر صاحبها وصف ثم

تكون أن الحتمال الجنة احتراق على ونص ، بالهالك غيرها لصاحبها ليس حيث كالم في وقع استقصاء أحسن فهذا ، باحتراقها تقي ال ضعيفة النار. وأكمله أتمه

-77-

والمجاز الحقيقة: اللغوي التعريف

هي والحق ، الحق بذلك ويقصد والقاف الحاء من مأخوذة الحقيقة حق )لقد: ) ( وقالربك( كلمة ))وحقت: تعالى قال ، الثابت الشيء. الثابت الشيء هي فالحقيقة ثبت أيأكثرهم(( على القول الشيء وجاز ، جاز من مصدر فهو المجاز أما وقد تعداه إذا جوازا

يكون وعليه سلكها مجازا( إذا الطريق )جاز قولهم من المكان اسم يعني. فيه يثبت ولم الشيء تعدي اللغة في المجاز

: االصطالحي التعريف. له وضع فيما المستعمل اللفظ هي: الحقيقة

تمنع قرينة لوجود له وضع ما غير في المستعمل اللفظ هو: المجاز الحقيقي المعنى إيراد

واسد وقمر وبحر شمس مثل الكلمات بعض في النظر نمعن وعندما كلمة فتستعمل له وضعت ما غير في الكلمات هذه تستعمل فقد ،

وتستعمل ، الشجاع الرجل في أسد كلمة وتستعمل للحسناء شمس الطلعة صاحب في القمر وكلمة الكريم الرجل في والبحر السحاب كلمة معنى مختلفين معنيين في استعملت أنها نجد الكلمات فهذه ، البهية

. مجازي ومعنى حقيقي وال الحقيقي البحر العبارة من بحرا" فالمفهوم : "رأيت قلت فإذا على الدالة القرينة وجود لعدم الجواد الرجل يدعي أن أحد يستطيع : "رأيت تقول كأن قرينة وجدت إذا أما المجازي المعنى في يسير بحرا

البحر إرادة من القافلة" تمنع في "يسير األخيرة العبارة القافلة" فإن. الحقيقي

رأيت قلت إذا وكذلك "رأيت بسيفه" أو يكر "أسدا بيدها شمسا لوجود ولألسد للشمس الحقيقي المعنى إرادة من يمنع هذا كتاب" فإن

أن تقدم مما نستنتج . وبهذا الحقيقي المعنى لذلك الصارفة القرينة:- أمور خمسة إلى يحتاج المجاز

الذي المجازي - المعنى3 للكلمة الحقيقي - المعنى2- الكلمة1 فيه استعملت

المعنيين بين الصلة : وهي العالقة-4 هو المجازي وأن وارد غير الحقيقي المعنى أن توضح التي : وهي القرينة -5

. المراد الصراط كلمة ( إنالمستقيم( الصراط ))اهدنا: تعالى قال

: تعالى . وقال الدين على لتدل القرآن واستعملها للطريق العرب وضعها فكلمة ، الحاقة ( سورةالجارية( في حملناكم الماء طغى لما ))إنا

واستعملها ، له ينبغي فيما الحد اإلنسان لتجاوز العرب وضعها الطغيان. الماء منسوب ارتفاع في القرآن

،99 الكهفبعض(( في يموج بعضهم ))وتركنا: تعالى وقال حركة بيان في القرآن واستعملها ، الماء لحركة العرب وضعها يموج فكلمة القرآن واستعملها الجلد لكشط العرب وضعها السلخ وكلمة ، ومأجوج يأجوج

في الكالم مواقع يدرك أن اإلنسان يستطيع وبذلك ، والنهار الليل شأن في

-78-

هم فإذا النهار منه نسلخ الليل لهم )وآية: ) تعالى قال ، المجاز. يوسف ( سورةمظلمون(

: والنافين المثبتين بين المجاز في تتخلص وأدلتهم والمتكلمين الفقهاء بعض المجاز أنكروا الذين

:- اآلتي. الكذب من نوع المجاز إن - قالوا1 لعدم المجاز إلى لجأ إنما فهو المتكلم عجز على يدل إنه - وقالوا2

يكون أن مستحيل هذا وقالوا مراده عن بالحقيقة يعبر أن استطاعته. الله كتاب في

من والكذب المجاز بين كبير فارق يوجد ألنه عليهم مردود القول وهذا:- جانبين

. كذلك ليس والكذب التأويل على مبني المجاز: األول الجانب المعنى إرادة من وتمنع عليه تدل قرينة له المجاز: الثاني الجانب كذلك ليس والكذب الحقيقي المجاز نعتبر أن الحكمة من ليس وأيضا دليال

، والتأخير بالتقديم يؤتى كما بالغية ألمور به يؤتى وإنما ، العجز على. والوصل والفصل ، واإلثبات والحذف

ثم المعنى لهذا وضعت الكلمة أن عرفتم كيف قالوا الثالث - ودليلهم3�م المثال سبيل على وقالوا ؟ آخر معنى في ذلك بعد استعملت تكون ال ل

أو ؟ المفترس للحيوان توضع أن قبل الشجاع للرجل وضعت أسد كلمة. واحد وقت في للمعنيين وضعت أنها

:- باآلتي هذا دليلهم على نرد أن ونستطيع فيه استعملت الذي الزمن نحدد أن يمكننا كلمات - يوجد1 استعماال ، مجازيا

أنه على أجمعوا وسلم عليه الله صلى للرسول مأثورة أقوال يوجد حيث استعملت كلمات يوجد أنه كما ، قبله أحد بها ينطق لم مرة أول مجازا

استعمالها كان األلفاظ بعض أن على يدل وهذا ، الجاهلية شعراء من المجازي الكلمات بعض على يصدق وما الحقيقي استعمالها عن متأخرا

. األخرى الكلمات على يصدق استعمال عند الكبير الفارق بيان خالل من القول هذا نرد أن - يمكن2

على ، له وضعت ما غير في استعمالها وبين له وضعت فيما الكلمة هذه وضعت السيف وكلمة واألسد والبحر الشمس كلمة المثال سبيل

في استعملت وإذا ، لمعرفتها قرينة إلى نحتاج وال نعلمها ألمور الكلمات. الجديد المعنى على تدلل قرينة إلى تحتاج فإنها له وضعت ما غير

-79-

المجاز أنواع:- نوعان المجاز

في تستعمل الكلمة ألن ، اللغة إلى مرجعه كان ما وهو: لغوي - مجاز1 مثل ذلك معرفة في الفيصل هي حيث اللغة حيث من له وضعت ما غير

حقيقة على الدالة المخصوصة واألفعال لألقوال وضعت الصالة : كلمة الصيام كلمة . وكذلك للدعاء وضعتها اللغة أن مع ، الصالة شرعية إلى الفجر طلوع من المفطرات عن المخصوص لإلمساك وضعت يعني اللغة في الصيام أن مع ، شرعية حقيقة وهذه الشمس مغيب

، الهبوب عن امتنعت إذا الريح صامت فتقول ، واالمتناع اإلمساك تطلق ولغة عرفية حقيقية قوائم أربع لها التي بأنها الدابة تعريف وكذلك

. دابة فهو األرض على يدب ما على ويسمى: العقلي - المجاز2 ليس فيه التغيير "حكميا" ألن مجازا لغويا

أبناءهم ))يذبح: تعالى . قال له هو ما لغير الشيء إسناد وإنما آية القصص سورةالمفسدين(( من كان إنه نساءهم ويستحيي

لها وضعتها فيما استعملت الكلمات أن تجد الكريمة الجملة . تأمل4 استعملنا واالستحياء التذبيح فكلمتا اللغة استعماال تبصرت . وإذا حقيقيا ليس لفرعون واالستحياء التذبيح إسناد أن تجد فإنك إسنادا ألن ، حقيقيا

فعلوا الذين جنده إنما النساء واستحيى األبناء ذبح الذي هو ليس فرعون. ذلك

صرحا(( لي ابن هامان يا فرعون ))وقال: تعالى قوله وكذلك النص في مستعملة البناء كلمة . إن36 غافر استعماال هامان ولكن حقيقيا الغيث تجد وكذلك ، بذلك العمال سيأمر وإنما الصرح سيبني الذي هو ليس مستعملة هنا السيل فكلمة الوادي سال فتقول السماء من ينزل استعماال

ليس الوادي على السيل إسناد ولكن ، له وضعت فيما حقيقيا ألن ، حقيقيا الماء أن والحقيقة ، الكأس فاض وتقول ، يسيل الذي هو الوادي في الماء

ولكن ، لغوي مجاز فيها ليس الكلمات . فهذه الكأس من فاض الذي هو ، هامان إلى والبناء ، فرعون إلى التذبيح إسناد اإلسناد في جاء المجاز

ليس هنا فالمجاز ، الكأس إلى والفيضان ، الوادي إلى والسيل وإنما لغويا هذا ويسمى اإلسناد في مجاز هو مجازا بهذه حكم الذي هو العقل ألن عقليا

. اللغة وليست القضايا

-80-

والتنكير التعريف. بعينه شيء على دل ما هو: التعريف

. بعينه ليس شيء على دل ما هو: التنكير من المراد على داللة وأكثر النكرة من أخص المعرفة تكون وبذلك

ومن بها الجديرة مواضعها في الكريم القرآن في المعارف وتستخدم النكرة األغراض هذه ومن ، القرآني السياق خالل من تتضح بالغية أغراض أجل:- اآلتي

: والتعظيم - التفخيم1 آية طه ( سورةغشيهم( ما اليم من )فغشيهم: ) تعالى قال

ألن التفخيم في عظمى غاية وتفيد فرعون غرق عن اآلية هذه . تتحدث78 معنى بوصف تحديده يستطاع ال األمر أمر ألنه الوصـف هـذا في بولغ مهما يحدد لم ألنه أشد أو أمواجه في العالية كالجبال البحر يتحول حيث عادي غير

. ويرسمها الصورة يكمل أن للعقل ترك وإنما معينة صورة: - التحقير2

عند رؤوسهم ناكسوا المجرمون إذ ترى ))ولو: تعالى قال نعمل فارجعنا وسمعنا أبصرنا ربنا ربهم (موقنون( إنا صالحا ، العموم إرادة مع الخطاب صورة على الكالم . أخرج12 آية السجدة سورة من والخجل والخزي الرؤوس تنكيس من حالهم سوء على تنبيه ذلك وفي

سوء وكأن ، المأل أمام الظهور في الغاية بلغت وقد ، القيامة يوم أحوال أصبح حالهم . واحد لكل ظاهرا

بالغية ألغراض يأتي: التنكير هذه ومن ، والقرائن السياق من تفهم أيضا: اآلتي األغراض

: - اإلفراد1 سورةيسعى(( رجل المدينة أقصى من ))وجاء: تعالى قال

إليه المسند فجاء الرجال من فرد أي . تعني20 يس قصد بعدم منكرا ومثله ، الجنس أفراد من واحد بها يراد النكرة أن هذا من ويستفاد ، المفرد

إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون المأل إن موسى ))يا: تعالى قوله . 20 آية القصص ( سورةالناصحين( من لك

خبر يصل أن هو المقصود ولكن الرجل تعيين هنا المقصود فليس. المدينة من ليخرج السالم عليه موسى إلى التآمر

: - التحقير2 سورةحياة(( على الناس أحرص )ولتجدنهم: ) تعالى كقوله

من االزدياد على بل تعرف حتى الحياة أصل على يحرصوا لم . ألنهم البقرة تكون أن يعنيهم ال ألنه والمهانة الذل حياة كانت لو حتى الحياة من نوع أي

. حقيرة أم عزيزة وضيعة أو رفيعة الحياة ، الحياة لهذه وحبه تعلقه لشدة سنة ألف يعمر لو أحدهم يود لهذا

. بالحياة تعلقهم مدى ليبين يهود في نزل وهذا: - التعظيم3

األلباب أولي يا حياة القصاص في )ولكـم: ) تعالـى قـال . 149 آية البقرة سورةتتقون(( لعلكم

-81-

يستفيده ما وهو حياة مطلق من المراد نجد وهنا عظيمة حياة أي القتل عن الناس من الكثير يرتدع حيث القصاص حكم من بأسره المجتمع

. لكليهما الحياة فتوهب بالقصاص قتلهم من خوفا: النوع - إرادة4

وعلى سمعهم وعلى قلوبهم على الله ))ختم: تعالى قال . 7 آية البقرة سورةعظيم(( عذاب ولهم غشاوة أبصارهم واحدة دفعة أبصارهم تحجب عظيمة غشاوة أي يفيد هنا التنكير إن

غطاء بهم أحاط قد ألنه عظيم عذاب ولهم اإلدراك وبين بينهم وتحول. مبصر لكل الظاهرة البينات الله آيات عن التعامي

بقي ما وذروا الله اتقوا آمنوا الذين أيها )يا: ) تعالى وقولـه الله من بحرب فأذنوا تفعلوا لم فإن مؤمنين كنتم إن الربا من

.279 البقرة سورةورسوله(( ، سبحانه الله إال يعلمها ال التي الحرب من نوع أي لتفيد نكرة جاءت

كفيلة الحرب وهذه ، بالربا التعامل في استمر لمن ووعيد شديد تهديد وهذا توعد الذي هو سبحانه الله ألن والفزع والرعب الخوف النفس في تثير بأن. بها: - التقليل5

.72 آية التوبة ( سورةأكبر( الله من )ورضوان: ) تعالى قال كان مهما رضوان أي تعني أكبر ، يتناهى ال الذي الله رضوان بحار من قليال. سعادة لكل رأس وجل عز المولى رضا ألن ، الجنات من

والجمع" "اإلفراد وعند ، الجمع صيغة على إال تأت� لم الكريم القرآن في ألفاظ يوجد

المثال سبيل على الكلمة مرادف يستعمل ، المفرد صيغة إلى االحتياج إال ترد "اللب" لم لفظة ألولي لذكرى ذلك في ))إن: تعالى قال ، جمعا

بكلمة مكانها جاء بالمفرد عنها عبر وعندما ،21 الزمر سورةاأللباب(( قلب(( له كان لمن لذكرى ذلك في ))إن: تعالى "القلب" كقوله

،37 ق سورة جمع جاءت وإنما ، مفرده تأت� "الكوب" لم لفظة وأيضا .14 ( الغاشيةموضوعة( )وأكواب)

مواضع جميع في مفردة إال تأت� لم الكريم القرآن في ألفاظ ويوجد قال ، مثال لها ليس الروعة في غاية صورة في جاءت جمعت ولما ، القرآن سموات سبع خلق الذي )الله: ) تعالى مثلهن(( األرض ومن طباقا

النظم واختالل الخشونة من ذلك في لما أرضين سبع يقل ولم ،12 الطالق.

اإلفراد بصيغة أخرى وتارة الجمع بصيغة "السماء" تارة لفظة وجاءت قال ، والكثرة العظمة سعة على الدالة الجمع بصيغة جاء العدد أريد إذا ،

،1 ( الحشراألرض( في وما السموات في ما لله )سبح: ) تعالى في من ))أأمنتم: تعالى قال ، اإلفراد بصيغة أتى الجهة أراد وعندما

.16 ( الملكاألرض( بكم يخسف أن السماء سباق في مجموعة ، ومفردة مجموعة "الريح" ذكرت كلمة وأيضا

الرحمة في فكانت ، العذاب سياق في ومفردة الرحمة في وأما ، رياحا حاتم أبي ابن أخرج وقد "ريح" ، بكلمة فعبر واحد وجه من تأتي فإنها العذاب ، الرحمة فهو الرياح من القرآن في شيء : كل قال كعب بن أبي عن وغيره

-82-

"اللهم: الشريف الحديث في جاء ولهذا ، عذاب فهو الريح من شيء وكل اجعلها لكنته فهو القاعدة هذه عن خـرج وماريحـا" تجعلهـا وال رياحـا

لتقابل بلفظين ( جاءتطيبة( بريح بهم ))وجرين: تعالى قال ، أخرىعاصف(( ريح ))جاءتها: تعالى قوله الريح وصف الرحمة أراد لما وأيضا

تعرضت وإال واحدة جهة من واحدة بريح إال تسير ال السفينة ألن بالطيبة. متعددة جهات من رياح عدة تواجهها عندما للهالك

"سبيل "الظلمات" وأفرد "النور" وجمع أفرد القرآن نجد وأيضا الشيطان وطرق ، واحدة الحق طريق الشيطان" ألن "سبل الحق" وجمع

الكافرين" "أولياء المؤمنين" وجمع "ولي وحد ولهذا ، متعددة متشعبة الظلمات من يخرجهم آمنوا الذين ولي ))الله: تعالى قال ، لتعددهم

من يخرجونهم الطاغوت أولياؤهم كفروا والذين ، النور إلى هذا )وأن: ) تعالى وقوله ،257 ( البقرةالظلمات( إلى النور

صراطي عن بكم فتفرق السبل تتبعوا وال فاتبعوه مستقيما .153 األنعامسبيله((

مثل والجمع والتثنية باإلفراد الكريم القرآن في جاءت وكلمات الشرق ناحيتي إلى واإلشارة الجهة باعتبار والمغرب" باإلفراد "المشرق

،9 المزمل ( سورةوالمغرب( المشرق : ))رب تعالى قال ، والغرب : ))رب تعالى قال ، والصيف الشتاء ومغربي مطلعي باعتبار والتثنية

باعتبار الجمع بصـورة وجاءت ،17 المغربين(( الرحمن ورب المشرقين )فال: ) تعالى قال ، ومغربه فصل كل مطلع أو ومغربه يوم كل مطلع

.40 المعارج ( سورةوالمغارب( المشارق برب أقسم

-83-

والتأخير: التقديم دقائق عن الكشف في واضح أثر لها التي البالغة األساليب من هو مراعاته بحسن يظهر الذي األمر األلفاظ، وراء منها المستور وتجلية المعاني

عن التغبير في الكالم استغالل على المتكلم مقدرة ن الحال يقتضيه ما وأشدها وأحسنها عبارة بأوجز غرضه وأبلغها. النفوس في وقعا

وإلمام غزير، علم صاحب إال المضمار هذا في السبق من يتمكن وال ما باإلشارة، يبين أن يستطيع حتى تركيبها، وأسرار اللغة بمفردات واسع الله سهل من على إال المنال صعب شيء وهذا العبارة، توضيحه عن تعجز بأثره تحس تكاد ال لذلك مغاليفه، له وفتح طريقه، عليه غير في واضحا

أو قدم ما الكاتب أو األديب كالم ثنايا في تجد أن جاز الكريم. فإذا القرآن أو فائدة إلى منه قصد دون العبارة، تنميق ألجل أو الصدفة، بطريق أخر

الغالب في به يأتي ما الشاعر كالم في تجد وأن حكمة، من إليه، مضطرا ألنه الكريم، القرآن في هكذا يأتي أن الجائز من فليس والقافية، الوزن أجل فال وحكمه، أسراره بجميع يحاط وال علمه ينقذ ال الذي الحكيم العليم كالم الواو كانت إذا المثال سبيل فعلى فائدة، أو حكمة عن شيء منه يخلو

تقتضي أن دون العربية علماء عند الجمع لمطلق فليس تعقيبا، أو ترتيبا ونظام، ترتيب غير على معطوفات بها تجمع القرآنية اآلية أن ذلك معني

بعد منها، أمثلة على سنقف جلي حكم ذلك في بل فائدة، طاو حكمة وبدون الباحثين أن فنرى الموضوع، هذا في العلماء إليه اهتدى ما لذكر نتعرض أن والتفسير القرآن علوم في العربية، علماء قاله ما حد عند يقفوا لم إجماال تعدوا بل.أعنى ببيانه وهم أهم به هم ما كالمهم في يقدمون العرب أن من والتخير التقديم من به جاء ما يتتبعون نفسه، الكريم القرآن إلى ذلك

إليه. الداعية واألسباب عليه، المترتبة الحكم فيذكرون الدين شمس العالمة أن يذكر عليه الله رحمة السيوطي اإلمام فهذا

ألف الصائغ بن فيه: قال الكريم القرآن في المقدمة األلفاظ سر في كتابا كتابه: في سيبويه قال كما االهتمام ذلك في الذائعة الشائعة "الحكمة

إجمالية الحكمة هذه:قال أعني، ببيانه وهم أهم بيانه الذي يقدمون كأنهم العزيز الكتاب في منها لي ظهر فقد وأسراره التقديم أسباب تفاصيل وأم

.(1)أنواع" عشرة ابن ذكره ما هذا:بقوله عنه نقلها أن بعد عليه السيوطي عقب وقد

غيره وذكر الصائغ .(2) ثالثة منها ذكر أخر أسبابا عن التفصيل من بشيء تحدث فقد البرهان في الزركشي أما أن أمكن ما ومقتضياته. وحاول وأسبابه أنواعه والتأخير. وذكر التقديم

وقد وتأخيـر، تقديـم فيهـا آيـات من الكريم القرآن في ورد ما كل يستقصي وعشرين خمسة على يربو ما القرآن في مقتضياته من بين .(3) سببا

فوجدته االسكافي للخطيب بكتا على وقفت وقد يلفت ما كثيرا من كتابه أفرد التي المتشابهة اآليات في والتأخير التقديم أسرار إلى النظر التي التساؤالت وإزالة بيانها أجل .(4) حولها تدور ما كثيرا

الحسين. المشهد طبعة ،35 ص ،3ج القرآن، علوم في ( اإلتقان?)1.41 – 40 ص السابق أنظر (?)2.291 – 233 ص3 ج الزركشي، القرآن علوم في البرهان (?)3

-84-

القرآن بالغة في كتبوا ممن واحد غير والتأخير التقديم عن وتحدث قيمة ذاتها حد في اولكنه مقتضبة، كتابتهم الغالب في كانت وأن وإعجازه.(5) جديد م يخلو ال منها والبعض

حوى قد الكريم القرآن أن إليه أنبه أن أريد والذي في جمة أسرارا وقد لحقيقتها، بالنسبة يسير شيء منها العلماء ذكره وما والتأخير، التقديم

فائدة. أو حكمة من أكثر الواحد الوضع في يكون من تضمنته وما الكريم القرآن في والتأخير التقديم من نماذج وإليك

.وفوائد حكم والنصارى هادوا والذين آمنوا الذين أنتعالى)) الله قال

وعمل اآلخر واليوم بالله آمن من والصابئين فلهم صالحا .62 : آية البقرة (( سورة ربهم عند أجرهم

الصابئونوالذين آمنوا الذين أنشأنه: )) جل وقال وعمل اآلخر واليوم بالله آمن من والنصارى فال صالحا

.69 : آية المائدة (( سورةيحزنون والهم عليهم خوف هادوا والذين آمنوا الذين أنالحج:)) سورة في وقال الله أن أشركوا والذين والمجوس والنصارى والصابئين

في . فالمالحظ17 : آية الحج (( سورةالقيامة يوم بينهم يفصل فيها أن الثالثة اآليات ف م قد ما بها المعطوفات من وأن بالواو، عطفا جاء قد وبعضها آخر، موضع في وأمخر موضع ثم منصوب هو بعدما مرفوعا

جاء وجه إلى تقدم فيما أشرنا وقد وتأخيره، تقديمـه حالتـي في منصوبا جاء فيما الحكمة الفصل في مرفوعا

تقدم. ما غير آخر وجه إلى هنا المتقدم. وسنشير على جاء أنه فيه فالحكمة األولى، اآلية في المعطوفات ترتيب أما

مثل المتقدمة الله بكتب آمنوا الذين اآلية: أن فمعني المنزلة، الكتب ترتيب آمنوا والذين اليهود، وهم التوراة، به نطقت بما آمنوا والذين إبراهيم صحف

علي ترتب ما حسب على ترتيب فهذا النصارى، وهم اإلنجيل به أتي بما على المنزلة التوراة قبل السالم عليه إبراهيم فصحف لكتبه الله تنزيل

السالم، عليه عيسى على المنزل اإلنجيل قبل والتوراة السالم، عيه موسى إلى ملة من وينتقلون دين على يثبتون ال الذين وهم الصابئين بذكر أتي ثم

الكتاب. أثل عن متأخرين يكونوا أن فوجب لهم كتاب وال ملة،

السعادة بمطبعة1908 سنة األولى الطبعة طبعة.التأويل وغرة التنزيل درة هو (?)4 بها قصد بل المحكمة اآليات مقابل في هي ما المتشابهة باآليات يعني ال وهو.بمصر

. الصورة في يسير اختالف مع واحد معني حول ألفاظها تدور التي اآليات تلك قيم البن الفوائد وبدائع 117 – 112 ص بـدوي، أحمـد القـرآن بالغـة من أنظر ( ?)5

القاهر عبد لإلمام اإلعجاز دالئل المنيرة، الطبعة ،81 - 61 ص ،1ج الجوزية، وعلم القرآن لعوم إلى " المشـوق الفوائـد وكتاب بعدها وما72 ص الجرجاني،

.1327 سنة األولى الطبعة ،86 -82 ص الجوزية، قيم " البن التبيان

-85-

ورفعه النصارى عل الصابئين وتقديم المائدة سورة في ترتيبهم وأما ترتيب على والثاني الكتب، ترتيب على فاألول ثان، ترتيب هناك ونصبه هنا

لهم، كتاب ال بأنهم النصارى على متأخرين كانوا وإن الصابئين ألن األزمنة، السالم عليه عيسى قبل كانوا ألنهم قبلهم، بكونهم عليهم متقدمون فإنهم أن بخبر أتى بعدما قال كأنه مكانه، عن التأخير به ونوي الصابئون، فرفع وعمل اآلخر، واليوم بالله آمن من هادوا والذين آمنوا الذين خوف فال صالحا سيبويه، مذهب هو وهذا أيضا، حالهم هذا والصابئون يحزنون، هم وال عليهم بكتبه التقدم الحقيقي التقدم ألن النية، في وأخر اللفظ في قدم وإنما

األولى، اآلية في ذلك فعل فلذا والسالم، الصالة عليهم األنبياء عل المنزلة، اآلية هذه في وجاء تدل أمارة لفظة في أقيمت ثم عنه، رأخ ما عل مقدما هذا فكان مكانه، عن تأخره على باألزمنة ترتيب الترتيب هذا أن على دليالالمنزلة. بالكتب والترتيب التأخير النية وأن

للتأخير نية ال التي األزمنة فترتيب الحج سورة في الثالث الترتيب وأما ال ممن ذكر من أكثر كان إذ الكتب، أثل المكان هذا في يقصد لم ألنه معه، ثالث فهذه أوثان، عابدة أشركوا والذين والمجوس الصابئون وهم لهم، كتب

من األغلب في القصد يكن لم فلما طائفتان، الكتاب وأثل طوائف وأن ألنهم أشركوا الذين وأخر باألزمنة، رتبوا بالكتب ترتبهم المذكورين

صلوات بعثتهم تقدمت الذين األنبياء أكثر عهد في وكانوا أزمنة، لهم تقدمت بهم وسلم عليه الله صلى الله رسول منى من أكثر كانوا فإنهم عليهم، الله

عليه الله صلى النبي عصر في موجودين كانوا لما وكأنهم بجهادهم وصلى قدم الذي الفرق أمزمنة عن متأخر الزمان وهذا زمانه، أهل كانوا وسلم

. (1) ذكرهم تقديم الكريم القرآن في والفضيلة للشرف قدم أنه ذكروا ومما

: العنكبوت بالحق(( سورة واألرض السموات ))خلق األرض عل السموات.(2) كثير وهو ،44 آية

السموات ذكر غالب أن هو ذكروه، ما غير آخر معني بعضهم وذكر وربوبيته، وحدانيته على الدالة الرب آيات سياق في يأتي إنما واألرض وعظمها، لسعتها األرض، في منها أعظم السموات في اآليات أن ومعلوم

عمد عن واستغنائها وعلوها وبروجها، وقمرها وشمسها كواكبها من فيها وما أوردناه ( ?)1 أنظر.األسكافي لخطيب التأويل وغرة التنزيل درة كتاب من ملخصا

.16 – 13 الصفحات.257 ص ،3ج القرآن، علوم في البرهان (?)2

-86-

فيها أعظم اآلية أن شك فال عجائبها، من ذلك غير إلى ترفعها عالقة أو تقلها، جليلة حكمة هذه كانت وإذا(1) األرض على تقديمها األمر فاستلزم األرض من لحكم األحيان بعض في عنها يخرج الكريم القرآن نجد أننا إال التقديم في ولطائف أخرى، دقائق من فيها يلتمس قد ما عل عالوة وأسمى، أجل أخرتخفي. ال قد

فنجد في المساء على األرض لفظ قدم وتعالى سبحانه الله أن مثال في وال األرض في ذرة مثال من ربك عن يعزب وما)) قوله

.61 : آية يونس (( سورةالسماء في ذرة مثقال عنه يعزب ال)) قوله في أخره بينما الجملتين أن . مع3 : آية سبأ (( سورة األرض في وال السموات

من فيه به جاء الذي بموضعه منهما كل إيثار أن إال وأحد، معني حول تدوران كان لما أنه ذلك.تدبر من على يخفي ال ما الجليلة والفوائد العالية، الحكم

سبحانه أنه إعالمهم للبشر، وتهديد تحذير سياق األولى اآلية في السياق األمر أقتضى شيء، منها عنه يغيب ال وأنه وجليلة، دقيقها بأعمالهم، عالمالسماء. ذكر قبل األرض وهو محلهم ذكر

قول ضمن الترتيب فجاء السياق، اختلف فقد الثانية اآلية في أما عنه يعزب ال الغيب عالم.لتأتينكم وربي بلى قل الساعة، تأتينا " ال الكفاراألرض". في وال السماوات في ذرة مثال

ألن الساعة، عن الحديث سياق في األرض على السماوات فقدم ولهـذا وتنشـأ، تبتدئ، جهتها ومن فيها غيب يوه قبلها، من تأتي إنما الساعة

)) ونفخ تعالى فقال عندها األرض أهـل عل السموات أهل صعـق قـدم (( سورةاألرض في ومن السموات منفي فصعق الصور في

.37 : آية الزمر أنه يشهد وما والعلوم واألسرار الحكم من كالمه أودع من فتبارك

وأن وحده كالمه أبدا. الكالم هذا مثل منه يصدر أن يمكن ال مخلوقا القبيل هذا ومن على المال تقديم من الكريم القرآن في جاء ما أيضا

المال ذكر جاء فقد عنه، وتأخيره الوالد وما)) تعالى قوله في مقدما : آية سبأ (( سورةزلفى عندنا تقربكم بالتي وأوالدكم أموالكم

37. أجر عنده والله فتنة وأوالدكم أموالكم إنما)) وقوله

.15 : آية التغابن (( سورةعظيم أوالدكم وال أموالكم تلهكم ال آمنوا الذين أيها يا)) وقوله

. 9 : آية المنافقون (( سورة الله ذكر عن البنين ذكر وجاء آباؤكم كان أن قلتعالى)) قوله في كما مقدما وأموال وعشيرتكم وأزواجكم وإخوانكم وأبناؤكم

أحب ترضونها ومساكن كسادها تخسون ةوتجاراقترفتموها، يأتي حتى فتربصوا سبيل في وجهاد ورسوله الله من إليكم

: آية التوبة (( سورةالفاسقين القوم يهدي ال هواللبأمره، الله24.

.74 ص ،1ج الجوزية، قيم البن الفوائد بدائع أنظر ( ?)1

-87-

والبنين النساء من الشهوات حب للناس زينوقوله)) : آية عمران آل (( سورةوالفضة الذهب من المقنطرة والقناطير

14. متعني ينتظمها فألنها الثالثة المواضع تلك في األموال تقديم فأما

يفوته حتى تحصيلها على والحرص بها، االشتغال من التحذير وهو واحد، في وأخبر بها، االلتهاء عن موضع في فنهي اآلخرة، والدار الله من حظه

وعملهم إيمانهم إليه عباده يقرب الذي أن آخر موضع في وأخبر فتنة، موضع عما بها االشتغال عن النهي هذا ضمن ففي أوالدهم، وال أموالهم ال الصالح من مأعظ بها، والتالهي بأموالهم الناس اشتغال أن ومعلوم إليه، يقرب

له بما اشتغاله ليستغرقه الرجل أن حتى الواقع هو اوهذ بأوالدهم، اشتغالهموقربه. معاشرته وعن ولده مصلحة عن

أن وهي باهرة، فلحكمة اآليتين تينك في األموال على تقديمهم وأما من إليه أحب المذكورة األشياء تلك كانت من لوعيد متضمنة األولى اآلية

وآبائه وأوالده أهله فراق المجاهد تصور أن مومعلو الله، سبيل في الجهاد فإن ماله، مفارقته يمنعه مما أكثر عنهم الخروج تمنعه وعشيرته وإخوانه

وأكثر أكثر هذه عن نفسه تنفر الدهر، فراق فيفارقهم يقتل أن هذا مع تصر األحباب بمفارقة يغيب بل ماله، مفارقة له يخطر التصور هذا عند يكاد والالمال. تقديم من أولى الجنس هذا تقديم فكان المال، مفارقة عن

بطلعك أخر ما وتأخير قدم ما تقديم في البديع الترتيب هذا وتأمل فبدأ وجاللته، الكالم هذا عظمة على آباؤه وهم العبد أصول بذكر أوال

المتقدمون طبعا عنهم ومحاماتهم بآبائهم القوم فخر وكان ورتبة، وشرفا حملتهم ولهذا أبنائهم، عن وحتى وأموالهم أنفسهم عن محاماتهم من أكثر

وسبي القتل احتملوا أن إلي عنهم ومناضلتهـم آبائهـم، عن محاماتهم في لما دينهم عن ويرغبون والنقيصة بالكفر آبائهم على يشهدون وال الذرية،

الرتبة في يتلونهم ألنهم األبناء وهم الفروع ذكر مث بهم، إزرائهم من ذلك اإلخوان من بأكبادهم وألصق بقلوبهم وأعلق إليهم، أقاربهم أقرب وهم

الفروع ثم أوال، األصول فذكر النسب، وحواشي اإلخوان ذكر ثم والعشيرة، الزواج مث ثالثا، النظراء ثم ثانيا أن ويمكن عنده، أجنبية الزوجة لن رابعا

اآلباء من األقارب . وأما(1) للشهوة تراد إنما وهي بغيرها، عنها يتعرض مقدم وذلك والدفاع، للنصرية ويرادون عنهم عوض فال واألخوان واألبناء

كل في جلية والفروق واضحة الدقائق ترى وهكذا الشهوة، مجرد على الثانية اآلية وأما الله، كالم وتدبرت النظر أمعنت إذا وأخر قدم أو مارتب

آثروها التي الشهوات من للناس زين بما األخبار سياق في كانت لما فإنها إليه والنفس أقوى به الشهوة تعلق ما قدم بها، واستغنوا الله عند ما على أشد حالت التي القيود وهي الدنيا، فتن أعظم فتنتهن التي النساء وهو توقا فاإلنسان منهن، المتولدين البنين ذكر ثم الله، إلى سيرهم وبين العبادة بين

الموال شهوة ذكر ثم لذاته، له مقصود وكالهما والولد، للذة المرآة يشتهي وهو أنواعها أشرف وقدم الوسائل، شهوة فشهوتها لغيرها تقصد ألنها

.بعده الفضة ثم الذهب

هذه ولكن فحسب، الرجل شهوة إشباع هو المرآة دور أن المقصود ليس (?)1 وفروعه أصوله مع عالقته بخالف البعض بعضهما مع عالقتهما في بارزة صفة الناحية

البتة. منفية الناحية فهذه

-88-

الجهاد في األنفس على األموال تقديم التقديم من النوع بهذا ويتعلق الله أن) تعالى:) قوله وهو واحد موضع في إال القرآن في وقع ما حيث

الجنة، لهم بأن وأموالهم أنفسهم المؤمنين من اشترى.111 : آية التوبة (( سورة الله سبيل في يقاتلون

وتجاهدونتعالى:)) قوله نحو المال فيها فقدم المواضع سائر وأما وقوله11: الصف (( سورةوأنفسكم بأموالكم الله سبيل في

: التوبة (( سورةوأنفسهم بأموالهم الله سبيل في وجاهدوا)) محبوب المال أن النفس، على المال تقديم في والحكمة.كثير وهو20 آية

وتتعرض األخطار وترتكب تحصيله، في ذلتها تبذل التي ومعشوقها النفس بذل إلى سبيله في المجاهدين محبيه تعالى الله فندب طلبه، في للموت

أحب هو الله يكون أن المقصود فإن مرضاته، في ومحبوبهم معشوقهم أكمل أخرى مرتبة إلى نقلهم حبه في محبوبهم بذلوا فإذا منه، إليهم شيء يجود أن إلنسان يمكن ما وأخر ، الحب غاية فهذا له نفوسهم بذل وهي منها،

ماله يبذل العبد فإن ، به ، نفسه بذل مال له يبق لم فإذا ، نفسه به يقي أوال الجهاد في النفس على المال تقديم فكان إن)) قوله وأما ، لواقع مطابقا : آية التوبة (( سورةوأموالهم أنفسهم المؤمنين من اشترى الله111.

وهي الحقيقة، في المشتراة هي ألنها الولي هو األنفس تقديم فكان وجعل لنفسه، شراءها وطلب ربها، استامها التي السلعة وهي العقد، مورد تبع واألموال الشراء، بعقد المقصود هي فكانت وجنته، رضاه العقد هذا ثمن فيه له ليس لسيده، يملكه وما العبد فإن مالها، ملك مشتريها ملكها فإذا لها،

تقديم فحسن ومتعلقاتها أموالها ملك النفس ملك إذا الحق فالمالك شيء، اآلية هذه في المال على النفس . (1) عليه مزيد ال حسنا

يتعدد قد إنسان كل مال ألن األنفس، على الموال تقديم وتكرير منه يطلب ال أن بغيره الله أخلفه أن ويظن يبذله قد أنه ثم نفسه، بخالف

فإنها صاحبها ملكها إذا النفس بخالف له، حبه ويزداد به آخر. فيبخل بذل تتصور أن يمكن ال ربها، ألمر وتستكين نزواتها جميع تموت غيره، محبوبا .وأعلم أعلى وتعالى سبحانه والله

المعني على الداللة من ومراعاتهما، والتأخير التقديم في ما إلى هذا يستلزم الكالم في مراعتهما وعدم عبارة، وأقصر لفظ بأوجز المقصود لفظا

أطول. وعبارة أكثر األنعام (( سورةالجن شركاء لله وجعلواتعالى)) قوله إلى أنظر

الشركاء لتقديم تجد100 : آية وروعة، حسنا في تجده ال القلوب، م ومأخذا وما العبارة بجمال لذهبت لله، شركاء الجن وجعلوا قلت لو ألنك تأخيرها، للتقديم أن هو ذلك في والسبب.ذكرت ما على زائد معني من تضمنته

ومعني شريفة فائدة التأخير. مع إليه سبيل ال جليال الجن جعلوا أنهم ومحصوله، المعني جملة نرى كان وأن أنا:وبيانه

حصوله التأخير مع يحصل المعني هذا وكان تعالى، لله مع وعبدوهم شركاء وهو آخر معني معه ويفيد المعني، هذا يفيد الشركاء تقديم فإن التقديم، مع تأخر وإذا الجن، غير وال الجن من ال شريك لله يكون أن ينبغي كان ما أنه

األخبار من أكثر شيء فيه يكن ولم ذلك يفد لم شركاء الجن فقيل: جعلوا.79 – 77 ص ،1ج الفوائد، بدائع أنظر (?)1

-89-

فال غيره، الله مع يعبد أن إنكار فأما تعالى، الله مع الجن عبدوا بأنهم عنهم التقديم أفاد كيف عليه. فانظر دليل الشركاء تأخير مع اللفظ في يكون استأنفت إذا إال بالتأخير عليها الحصول يمكنك ال المعني في زيادة آخر كالما وال الجن من ال شريك لله يكون أن ينبغي وما لله شركاء الجن جعلوا:فقلت

ويزيل رونقها، ع الجملة يذهب ما هذا في أن شك وال غيرهم، من من كثيرا.(1) بالغتها

النبوية البالغة غيره عن اللغة هذه في منفرد وسلم عليه الله صلى كالمه أسلوب إن

محكم رأيته والبيان اللغة ناحية من الشريفة أحاديثه في نظرت إذا بحيث ال ثم ، ومعناه اللفظ بين الصلة واضح األجزاء متناسب التركيب جزل الوضع

. للمعنى أداء منها أتم غيرها كلمة وال مضطربا حرفا فيه ترى جيد الجمل بين والغرض الربط حسن نراه البيانية الناحية ومن

. ضعف أو عجز دون من البيان ناصع المعنى متمكن الوصف به خص مما الغافل إال عنها يغفل وال الجاهل إال يجهلهـا ال حقيقـة هـذه

: خاصة له وكان الفصحاء دون وسلم عليه الله صلى النفس عظمة ـ1 الذهن وثقوب العقل كمال ـ2. والحكمة البيان من اللغة لسر الخالص الجمع من المتمكن اللسان ـ3

والبيان اللغة في ـ كالمه في الصنعة جهات له سلمت بليغا رأينا وما اللغة صنعه له تسلم لم الحكمة له سلمت إن غيره أما ، أتمها على والحكمة

في يخرج الكالم يجعل مما البيان أسرار إلى تخلص لم هذه له خلصت , وأن وبيانه صنعته في البلغاء من فهو . والتبليغ جميل ورونق حسنة صورة

وماء نضجا البالغة أشجار في متفاوت بعد والثمر المثمرة المورقة كالشجرة بالغة ثم القرآن في السماء بالغة أثمرته ما بالغه أثمرت وما وكثرة وحالوة. وسلم عليه الله صلى كالمه في األرض

صلى وقوله" أنفه حتف " مات وسلم عليه الله صلى بالغته فمن " الوطيس حمي " اآلن حنين يوم الحرب وصف في وسلم عليه الله

البالغة من مشبوبة نار هي وكأنما ، والوقود النار مجمع التنور هو والوطيس. أكال الكالم تأكل

الصلح هي والهدنة" دخن على " هدنة الفتنة حديث في وقوله فأفسد طبخه حالة في الدخان أصابه إذا الطعام : تغير والدخن ، والموادعة

على الصلح بني فإذا ، البياني التصوير من لون فيها العبارة فهذه ، طعمه يغلب كما تستريح فال القلوب تفسد فقد غلبة العلل من لعلة وكان فساد

. الدخن هذا رائحة إال آكله يجد فال الطعام على الدخن " الساعة نفس في " بعثت: والسالم الصالة عليه قوله ومنها

" " النفس لفظة وهي المعاني بأدق فعبر ، منه قريبة والساعة بعث أنه يريد شدة على إال ذلك يكون وال منه قريبا يكون من بأنفاسه المرء يحس كما

أنها والمراد واحدة نفخة ألنها ، الساعة أنفاس في بعثت يقل . ولم القرب . اآلخرة إنسان نفسه في يتمثل أن اإلنسان على . وأن فيها ريب ال آيته

بعيدة الساعة فكانت طويال كان األرض عمر إن يقول كأنه آخر معنى ونتمثل

.190 – 189 ص الجرجاني، القاهر عبد اإلعجاز، دالئل أنظر (?)1

-90-

كأجل حان أجلها أن يدرينا وما تتنفس الساعة فبدأت العمر هذا قصر ثم ؟ النهار

رفقا " رويدك هوادجهن في النساء تحمل التي اإلبل يخاطب. كثيرة ذلك أمثال " إلى بعده ما له يوم " هذا بدر يوم " وقوله بالقوارير مبنى فهو الفصحاء كالم من شيء يعدله ال وسلم عليه الله صلى * فكالمه

: - ثالثة على

. واإلستيفاء والقصد الخلوص من بالعتيق وأحاط وتركيبا وضعا أسرارها على وقف اللغة ناحية هي ـ1

. وسلم عليه الله صلى شأنه من كان ما على الصميم إلى وبلغ الكالم كما النبوية البالغة به امتازت مما فذلك واإلقتصار واإليجاز القصد أما ـ2

. سابقا رأينا مبسوط فهو ووجازته إحكامه على فكالمه ، المعنى بحق االستيفاء وهو ـ3

الحديث درس فمن ، اضطراب وال نقص فيه ليس بأجزائه المعنى " وسلم عليه الله صلى قال أتمه على المعنى له تمثل الشريف . " الكلم جوامع أعطيت والخطل والعي التعقيد من الكالم يسلم الثالثة الخصال تلك والجتماع

. البالغة قمة هو الذي الجامع كلمة ومن " المضعف " ، النصيحة " الدين " ، بالنيات األعمال " إنما

أمور وبينهما بين والحرام بين " الحالل " ، الركب أمير " أحب من مع " المرء " ، تراه كأنك الله تعبد " أن " ، متشابهات

دينك الله " أستودع التوديع في وقوله" األولى الصدمة عنـد الصبـر" . عملك وخواتيم وأمانتك

البالغة تعريف في صيفي بن أكثم إليه قصد الذي هو الضرب وهذا" . كثير من وقليل ، الحجة وقرع المأخذ "دنو فقال

التعبيرية الناحية من والقرآن الحديث بين مميزات اإلتيان الجن أو البشر من أحد يستطيع فال اإلعجاز منه مقصود القرآن ـ1

منه المقصود فليس الشريف الحديث أما ، سوره من بسورة أو بمثله. بشري بالغي أسلوب أعلى بأنه يمتاز كان وإنما اإلعجاز

الحديث أما ، سورة بعد سورة فهو واآليات السور مرتب الكريم القرآن ـ2 الحديث في الترتيب وجد إنما الرسول ترتيبه يقصد ولم مرسال قيل فقد. بعد فيما

تطول قد القرآنية السور بينما ، قصير موضوعها النبوية األحاديث ـ3 الحديث في الفنية الوحدة من أطول الكريم القرآن في الفنية والوحدة

. تشعر بصورة القرآن سور في يتكرر األنبياء وقصص اآلخر عن الحديث ـ4

. موجودة تكن لم الحديث في والتكرار التشابه بينما ، بالجديد درجة إلى ويصل ومقصود بارز الكريم القرآن في الموسيقي اإليقاع ـ5

درجة إلى يصل ال لكنه اإليقاع من يخلو فال الحديث في أما ، اإلعجاز. الكريم القرآن في كما اإلعجاز

-91-

الحديث في أما ، فقط ةالرئيس واألسس للمبادئ ذكر فيه الكريم القرآن ـ6 الرسول مهمة مع ينسجم وهذا وشامل الجزيئات وذكر التفصيل فيه

لتبين الذكر إليك ) وأنزلنا تعالى قال للقرآن شارحة السنة أن حيث .( إليهم أنزل ما للناس

واآلخرة الدنيا في الفائزون وسلم عليه الله صلى الله رسول أن عنه الله رضى هريرة أبي عن

: إمام ظله إال ظل ال يوم ظله في الله يظلهم " سبعة : ـ قال المساجد في معلق قلبه ورجل ، الله عبادة في نشأ وشاب عادل

دعته ورجل ، عليه وتفرقا عليه اجتمعا الله في تحابا ورجالن تصدق ورجل ، الله أخاف : إني فقال وجمال منصب ذات امرأة

ذكر ورجل ، يمينه تنفق ما شماله تعلم ال حتى فأخفاها بصدقة. " عيناه ففاضت خاليا الله

: النحوية األبحاث وجوز " ، ظله في الله " يظلهم الفعلية الجملة وخبره " مبتدأ "سبعة

. أشخاص سبعة أي اإلضافة معنى على نكرة أنها مع بها اإلبتداء صفة وعادل إمام أحدهم تقديره محذوف المبتدأ خبر : إمام" عادل " إمام

. بالضمة مرفوعة اإلمام والثاني تقديره محذوف المبتدأ خبر وشاب استئنافية الواو" نشأ " وشاب

. ناشئ شاب تقديره على للشاب " صفة الله عبادة في وجملة" نشأ ، شاب الثاني " *والمبتدأ المساجد في " معلق وخبره ثاني مبتدأ" معلق " قلبه. الرجل صفة رفع محل في وخبره

: البالغية األبحاث وكثرة للمسجد مالزمته عن كناية فيه" المساجد في " معلق قوله ـ1

قلبه بتعلق لطيفة بكناية كنى الجماعة صالة على ومحافظته عليه تردده" صنعه عن " كناية وهو المساجد في

البيان روعة من فيها" يمينه تنفق ما شماله تعلم " ال وقولـه ـ2 " استعارة فهي الخفاء في يتصدق الذي المحسن الرجل لذلك صورة وحذف آخر بإنسان واليسرى بإنسان اليمنى اليد شبه " حيث مكنية

اليد وهي لوازمه من بشيء إليه ورمز األول الشخص وهو به المشبهالمكنية" سبيل" االستعارة على

عن المراودة عن كناية فيه" امرأة " دعته وسلم عليه الله صلى قولـه ـ3" صفة عن "كناية وهي الفاحشة عمل أجل من النفس

فاضت أي مضاف حذف على مرسل مجاز" عيناه "ففاضت وقولـه ـ4 ذلك وفي فيها الدمع يفيض الذي وإنما ضتفي ال العين ألن ، عينيه دموع. القلب من وتمكنه اإليمان قوة على دليل ففاضت **** الله ذكر من اإليمان طعم "ذاق الشاعر قال

" . بالعبرات عيناه: الحديث إليه يرشد ما السعادة استحقوا الذين األبرار السعداء ألولئك لطيف تقسيم فيه الحديث ـ1

. الصالحة األعمال من قدموه ما بسبب الخلود دار في األبدية

-92-

عرشه ظل تحت الربانية والرحمة اإللهية العناية شمول يوضح الحديث ـ2. الحميدة الصفات تلك من بواحدة اتصف من لكل الكريم

شئون من شأن تولى من لكل الظلم ومجانبة العدل مراعاة إلى يدعوا ـ3 ))يا يقول حيث وتعالى تبارك الله شرع أسس من فالعدل المسلمين

بالحق الناس بين * فاحكم األرض في خليفة جعلناك إنا داود .(( الله سبيل عن فيضلك الهوى تتبع وال

نعومة منذ وعبادته الله طاعة على اإلقبال إلى الشباب الحديث يدعو ـ4 الكهف أهل على القرآن أثنى ولقد المستقبل رجال ليكونوا أظافرهم هدى((. وزدناهم بربهم آمنوا فتية )) إنهم

الجماعة صالة على يحافظ حيث بالمسجد معلق قلبه برجل الحديث يشيد ـ5 وتحقيق واالجتماع األلفة يحقق مما أوقات خمسة في بإخوانه ويلتقي له يسبح اسمه فيها ويذكر ترفع أن الله أذن بيوت )في) األخوة....... (( . واآلصال بالغدو فيها

لغرض يكن ولم وجهه وابتغـاء الله في الحب إلى الكريـم الرسـول يدعو ـ6 الحب ليكون دنيئة مصلحة أو مادي كسب أو زائل دنيوي طاهرا قائما. اإلسالم تعاليم على

من خوفا الفتنة دواعي كل على والسيطرة القلوب في الله مخافة تحقيق ـ7. الله

. اإلنفاق في االجتهاد بحيث الله مرضاة ابتغاء اإلنفاق كثرة ـ8 " عينان رسوله وصدق الله خشية من البكاء بفضل الحديث يختم ثم

سبيل في سهرت وعين الله خشية من بكت عين النار تمسهما ال" . الله

اإلنسان وفطرة اإليمان وسلم عليه الله صلى الله رسول أن عنه الله رضي هريرة أبي عن

أو ينصرانه أو يهودانه فأبواه ، الفطرة على يولد مولود كل: قال ثم ، ؟ جدعاء من فيها تحسون هل جمعاء بهيمة البهيمة تنتج كما ، يمجسانه

عليها الناس فطر التي الله ) فطرة) شئتم إن اقرؤوا هريرة أبو يقول يعلمون ال الناس أكثر ولكن القيم الدين * ذلك الله لخلق تبديل ال: اللغوية األبحاث . (1) ((

. يمجسانه ، ،ينصرانه يهودانه ، الفطرة ، مولود ، كل "أنتج". الرباعي من مشتق وهو تولد بمعنى للمجهول مبني مضارع: تنتج

. تشويه أو نقص فيها ،ليس الخلقه كاملة أي: جمعاء وهو ، نقصا فيها تجدون أو ترون هل أو بنقص تشعرون هل: تحسون هل

منها هم إذا بأسنا أحسوا )) فلما ، "أحس" الرباعي من مشتق .(( يركضون

قتل قطع" من بمعنى جدع من مشتقة األذن أو األنف مقطوعة أي: جدعاء" جدعناه عبده جدع ومن قتلناه عبده

البالغة التي السليمة العقيدة على الطيبة النشأة عن "كناية الفطرة على - "يولد1

يولد مولود فكل التوحيد عقيدة هي . وتعالى تبارك بالله موحدا. البخاري رواه (?)1

-93-

و)القمرين ، وعمر بكر أبو ( أي )العمرين مثل واألم األب "المراد - "فأبواه2 ( الكبد ،و) الدمان والماء ( التمر و)األسودين ، والقمر الشمس (أي

والجراد. ( السمك ،و)الميتتان والطحال صيغة في األفعال هذه " استعمال ،ينصرانه،يمجسانه "يهودانه - قولـه3

والثبوت. التجديد ليفيد المضارع ( ، التمثيلـي ) التشـبيه وهو بديع لطيف " تشبيه البهيمة تنتج - قولـه" كما4

،بالشاة اإليمان على يلد الذي للمولود وسلم عليه الله صلى مثل فقد أنفسهم البشر من النقص يعتريها ،ثم والخلقة األعضاء كاملة تلد التي

يولد الطفل ،كذلك ويشوهونها أنفها أو أذنها فيقطعون موحدا بالله مؤمنا. الفاسدة والبيئة السيئة بالتربية وتتلوث عقيدته تفسد ثم

وهو البديعية المحسنات من وهو لطيف "جناس وجدعاء "جمعاء - قوله5 " مثل ،الخير "الخيل مثل الكلمتين بين الحروف بعض لتغير ناقص جناس يوم إلى الخير نواصيها في معقود :" الخيل وسلم عليه الله صلى قوله

". القيامةوأثرها المجالسة

عليه هالل صلى النبي أنا عنه الله رضي األشعرى موسى أبي عن كحامل السوء، وجليس الصالح الجليس مثل "إنما: قال وسلم

تبتاع أن وإما ، يحذيك أن إما المسك فحامل الكيـر، ونافخ المسك منه تجد أن , وإما منه يحرق أن إما الكيـر ونافخ ، طيبة ريحا

منه تجد أن وإما ، ثيابك . عليه متفق" منتنة ريحا: البالغة

آخرون وقال الصفة على الموصوف بقصر إضافي "قصر مثل "إنما - قولـه1 .(( العلماء عباده من الله يخشى ))إنما مثل "للحصر "إنما

الصالح الجليس شبه حيث تمثيلي "تشبيه الصالح الجليس "مثل - قولـه2 منه يشم أو يهديه أو منه فيشتري اإلنسان عليه يدخل الذي العطور ببائع . طيبة ريحا

من وهو ، مرتب ونشر لف فيه ، الكير ونافخ ، المسك كحامل - وقوله3 الجليس و المسك حامل مثل الصالح فالجليس البديعية المحسنات

ويسمى الكير نافخ مثل السوء : تعالى قوله مرتبا" مثل ونشرا " لفافضله((. من ولتبتغوا فيه لتسكنوا والنهار الليل لكم ))جعل

التمثيل - تشبيه4 الكير بنافخ شبهه السوء الجليس " ومثل قوله في أيضا المتطاير بالشرار ثيابه يحرق أو الكريهة الرائحة اإلنسان منه يشم الذي. بالكير النفخ من

: النحوية األبحاث )) إنما مثل الحصر تفيد وهي لها عمل ال ومكفوفة : كافه إنما ـ1

((. إخوة الؤمنون رفع محل " في الكير ونافخ المسك " كحامل جملة وخبره : مبتدأ مثل ـ2

. خبر " جملة هو والخبر ، إليه مضاف والمسك مبتدأ، :حامل المسك فحامل ـ3

يحذيك". أن إما ـ4 طيبة ريحا ومثلها ، منصوبة " تجد" وطيبة: صفة لفعل به : مفعول : ريحا

. التفصيل معنى تفيد . و"إما" شرطية منتنة ريحا

-94-

بأن منصوب مضارع تجد: فعل ، ونصب حرفي : أن: مصدر تجد أن ـ5. أنت تقديره مستتر ضمير والفاعل الظاهرة، الفتحة نصبه وعالمة

المنكر" عن والنهي بالمعروف "األمر الله صلى الله رسول : "وعظنا قال سـارية بن العرباض عن

منها وذرفت ، القلوب منها وجلت ، بليغة موعظة وسلم عليه ، فأوصنا مودع موعظة : كأنها الله رسول : يا فقلنا ، العيون

عليكم تأمر وإن والطاعة والسمع الله بتقوى : "أوصيكم قال فسيرى منكم يعش من وإنه ، حبشي عبد اختالفا فعليكم ، كثيرا

، بالنواجذ عليها عضوا المهديين الراشدين الخلفاء وسنة بسنتيضاللة" . بدعة كل فإن ، األمور ومحدثات وإياكم

في النبوي البيان تأثير مدى على واضح دليل العرباض قول منها وجلت ، بليغة وسلم عليه الله صلى مواعظه كانت فلقد المخاطبين

نجاحه على يدل وهذا ، مودع موعظة كأنها حتى العيون منها وذرفت القلوب بالمعروف فاألمر النجاح أعظم التبليغ مهمة في وسلم عليه الله صلى

، والمرسلين واألنبياء والمصلحين الدعاة سبيل هو المنكر عن والنهي به للقائمين الله أعد ولقد ، والتابعين أجرا . اآلخر اليوم في يجدونه عظيما

وهي ثالثة أمور حول تدور كانت فقد ، بها أوصاهم التي الوصية أما:- كالتالي

. والبر الخير لصنوف الحميدة الخصال أجمع من وهذه الله تقوى-1 وأوضح ، واالختالف الفرقة من والتحذير ، المسلم لألمير والطاعة السمع-2

أوصاهم لذا ، األمة هذه في كثير اختالف سيكون أنه والسالم الصالة عليه األمير كان ولو ، والطاعة بالسمع عبدا . حبشيا

والفالح النجاة فيها فإن بها واالستمساك السـنة والتزام البدعـة عن البعد-3. واآلخرة الدنيا في

:- كالتالي فنية صورة الحديث وفي وإن أيحبشي" عبد عليكم تأمر "وإن: وسلم عليه الله صلى * قوله الشرع وعرف عرفهم في فالعبد ، دونكم ترونه أمير عليكم تأمر ال أيضا

سيما ال الحبشي مع يستوي ال القرشي العربي وكذلك ، الحر مع يستوي. ذلك على الدالة األحاديث بعض في جاء كما الخالفة موضوع في عن كناية فهوبالنواجذ" عليها "عضوا وسلم عليه الله صلى قوله * أما

يأمر فهو ، تطبيقها على والعمل المطهرة النبوية بالسنة التمسك شدة يحرص الذي فالشيء جميلة فنية صورة التعبير هذا وفي ، بها نتمسك بأن

على العض أن النص في جاءت والمبالغة ، بأسنانه يعضه عليه المرء. بالنواجذ يكون أن ينبغي المطهرة السنة

-95-

والمراجع المصادر أهم

، العرب لسان م( دار1988-1408) ط ، منظور البن العرب لسان-1. بيروت

الله عبد د. محمد ، الكريم القرآن في جديدة نظرات العظيم النبأ-2. القلم دار م( ،1984هـ-1404) ط ، دراز

رضا رشيد محمد لإلمام المنار بتفسير الشهير ، الحكيم القرآن تفسير-3. القلم دار ،21ط ،

ط ، السعدي ناصر بن الرحمن عبد الشيخ تأليف ، السعدي تفسير-4. األوس الصفا( مكتبة )دار

)1ط ، الخالدي صالح للدكتور قطب سيد عند الفني التصوير نظرية-5. الفرقان دار م( ،1983هـ-1403

. قطب لسيد القرآن في الفني التصوير-6. قطب لسيد الكريم القرآن ظالل في-7 للدكتور القرآن في الزيادة دعوى في البيان وروائع المنان لطائف-8

. عباس فضل. كثير البن العظيم القرآن تفسير-9

)1ط ، الزركشي محمد الدين بدر لإلمام القرآن علوم في البرهان-10. الفكر م( دار1988هـ-1408

)2ط ، القاسمي الدين جمال محمد للعالمة التأويل محاسن-11. الفكر م( دار1978هـ-1398

الدكتور/ وهبة لألستاذ والمنهج والشريعة العقيدة في المنير التفسير-12. سورية ، الفكر م( دار1991 )1ط ، الزحيلي

عمر بن محمود الله لجار األقاويل وعيون التنزيل حقائق من الكشاف-13الفكر( . )دار ط ، الزمخشري

م( دار1989هـ-1410) ط ، الصابوني علي محمد ، التفاسير صفوة-14. القاهرة ، الصابوني

)2ط ، الجزائري بكر أبو ، الكبير العلي لكالم التفاسير أيسر-15. والحكم العلوم م( مكتبة1997هـ-1418

)1ط ، الجوزي الدين جمال لإلمام التفسير علم في المسير زاد-16. بيروت ، الفكر م( دار1987هـ-1407

مكتبة ، النيسابوري الواحدي أحمد بن علي لإلمام النزول أسباب-17. القاهرة ، المتنبي

، الطبري جرير بن محمد جعفر ألبي القرآن آي تأويل في البيان جامع-18. العلمي الكتب م( دار1992هـ-1412 )1ط

م( ،1993) ط ، عيد د. رجاء ، وتراث معاصرة اإلسالمي البحث-19. االسكندرية ، المعارف منشأة الناشر

هـ-1414 )3ط ، العك خالد الشيخ ، وقواعده التفسير أصول-20. بيروت ، النفائس م( دار1994

)1ط ، األندلسي عطية البن العزيز الكتاب تفسير في الوجيز المحرر-21. بيروت ، العلمية م( الكتب1993هـ-1413

-96-

الكتب ط)دار ، الهاشمي أحمد للسيد العربية للغة األساسية القواعد-22. العلمية( بيروت

الله عوض محمود محمد تأليف ، العربية اللغة قواعد في البهية اللمع-23. األرقم م( دار1999هـ-1420 )1ط ،

النهضة دار م( ،1983) ط ، الراجحي عبده للدكتور النحوي التطبيق-24. بيروت ، العربية

هـ-1407) ط ، عباس حسن فضل للدكتور وأفنانها فنونها البالغة-25. عمان ، الفرقان م( دار1987

هـ-1408 )1ط ، معروف نايف للدكتور اإلعراب في الوسيط المعجم-26. النفائس م( دار1988

م(1993هـ-1414 )1ط ، عمر مختار أحمد للدكتور القرآن لغة-27. الكويت مؤسسة الناشر

هـ-1404 )2ط ، الزين عاطف سميح ، القرآن ألفاظ مفردات تفسير-28. م( بيروت1984

الرسالة( )مؤسسة ط ، القطان مناع للشيخ القرآن علوم في مباحث-29.

)2ط ، السيوطي الدين جالل للعالمة القرآن علوم في اإلتقان-30. بيروت ، العلمية الكتب م( دار1991هـ-1411

، علوان د. محمد تأليف البديع" ، – البيان – "المعاني القرآن بالغة من-31. والثانية األولى الطبعة ، علوان د. نعمان

)1ط ، الجوزية قيم البن التبيان وعلم القرآن علوم إلى المشوق-32هـ( .1327

. اإلعجاز دالئل-33 ، الحميد عبد الدين محيي تحقيق ، القيرواني رشيق البن العمدة-34

. بمصر السعادة مطبعة لطفي بن محمد الدكتور تأليف ، النبوي الحديث في الفني التصوير-35

. بيروت ، اإلسالمي م( المكتب1988هـ-1409 )1ط ، الصباغالكتاب محتويات

الصفحةالموضوعاألول المبحثوبالغتها القرآن أساليب

1

لغة األسلوب تعريف واصطالحا............................................

1

األسلوب تنوع إلى دعت التي األسباب......................................

2

األساليب أنواع..............................................................

5

الشعر يشبه بأنه القائلة الشبهة على العلمي الرد..............................

7

: القرآن أوال...............................................................

7

-97-

العرب فصحاء : اعتراف ثانيا..............................................

7

العرب شعراء : اعتراف ثالثا...............................................

8

األغراض : ناحية رابعا....................................................

11

الهجاء - ناحية1............................................................

12

الفخر - ناحية2............................................................

14

الوصف - ناحية3..........................................................

14

العزل - ناحية4............................................................

15

الوظيفة - ناحية5...........................................................

16

للقصص عرضه في القرآني األسلوب.......................................

26

العلمي األسلوب عن القرآن أسلوب اختالف.................................

26

الثاني المبحثالقرآني الخطاب في البيان مظاهر

26

للقصص عرضه في القرآني األسلوب - مميزات1..........................

26

العلمي األسلوب عن القرآني األسلوب - اختالف2..........................

30

القرآني لألسلوب البيانية - الخصائص3.....................................

33

القرآني األسلوب في الموضوعية - الوحدة4................................

41

البقرة سورة في الموضوعية - الوحدة5.....................................

43

القرآن في بالزيادة - القول6................................................

44

الثالث المبحثالقرآن الخطاب في البيان مظاهر

القرآني الخطاب في البيان : مظاهر أوال....................................

47

التوكيد : أسلوب ثانيا.......................................................

65

الكريم القرآن : أمثال ثالثا...................................................

75

-98-

الكريم القرآن في : القسم رابعا..............................................

80

واإلطناب : اإليجاز خامسا..................................................

84

والمجاز : الحقيقة سادسا....................................................

87

والتنكير : التعريف سابعا...................................................

90

والجمع : اإلفراد ثامنا......................................................

91

والتأخير : التقديم تاسعا.....................................................

93

الرابع المبحثالنبوية البالغة

النبوية - البالغة1..........................................................

99

التعبيرية الناحية من الحديث عن القرآني األسلوب - مميزات2..............

101

واآلخرة الدنيا في - الفائزون3..............................................

102

اإلنسانية الفطرة مع يتناسب - اإليمان4.....................................

103

الصالحة - المجالسة5......................................................

104

الحسنة - الموعظة6........................................................

106

-99-