22
ﻋﻦ ﻣﺎﺧﻮﺫ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﳎﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﺎﺭﺱ1998 ﺗﺮﲨﺔ: ﺍﻟﺒﺎﺯ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ: ﺍﳊﻤﻮﻱ ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻋﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻐﻴ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺗﻘﺎﻧﺔ ﺇﻥ. ﻏﺪﺍ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻞ ﺍﳊﻔﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ، ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻤﻮﺭﺓ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻄﺢ ﲢﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﺩﻭﻥ. > ﺍﻟﺒﺎﺯ ﻓﺎﺭﻭﻕ< ﻘﺪﺭ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻳﻐﻄﻲ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻬﺠﻮﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺷﺒﻪ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﳋﺎﱄ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﻳﻘﻊ ﺑﻨﺤﻮ777 ﻛﻢ ﺃﻟﻒ2 ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻣﻦ. ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺗﺴﻤﺤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻣﻌﺘﺪﻝ ﲟﻨﺎﺥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻛﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻊ ﺍﳋﺎﱄ، ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﻓﻘﺪ ﻭﻯ ﺑﺄ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺻﻔﺖ ﺍﻟﱵ ﺇﺭﻡ، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﻟﻠﺮﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﺎﱄ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺑﺪﻭ» ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺫﺍﺕ« ﻛﺎﻧﺖ، ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﻌﺎ» ﺍﻟﻠﺒﺎﻥ ﻃﺮﻳﻖ« . ﺃﻣﻨﻴﺎﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﻛﺎﻧﺖ> E.T . ﻟﻮﺭﺍﻧﺲ< ) ﻟﻮﺭﺍﻧﺲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ( ﲰﺎﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﺍﳌﻨﺪﺛﺮﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻫﻲ» ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺃﻃﻼﻧﺘﺲ« ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻨﻴﺘﻪ ﻭﻟﻜﻦ، ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺯﺍﻝ ﻣﺎ ﻟﺬﻟﻚﺘﺤﻘﻖ،. ﻋﻦ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﺯﺩﺍﺩ» ﺍﻟﻌﻤﺎﺩ ﺫﺍﺕ« ﺻﻮﺭ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﳋﺎﱄ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺭﻣﺎﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻨﻌﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻣﻜﻮﻙ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻘﻄﻬﺎ» ﻻﻧﺪﺳﺎﺕ« ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﺧﻄﻮﻁ ﻋﺪﺓ ﺍﻟﻜﺜﺒﺎﻥ ﺑﲔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﱵ ﺮﻣﻠﻴﺔ200 ﻤﺎﻥ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻏﺮﺏ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺘﺮ. ﻟﻘﺪ

elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

مؤسسة الكويت للتقدم العلمياليت تصدر عنجملة العلومهذا املقال ماخوذ عن 1998 مارس العدد

عدنان احلموي :مراجعة فاروق الباز :ترمجة

علم اآلثار في عصر الفضاء

فقد غدا . إن تقانة االستشعار عن بعد تغير وسائل الكشف عن اآلثار

الستكشاف املواقع األثرية، وأصبح باإلمكان أمهيةاحلفر أقل

.دون استخراجها من حتت سطح األرض دراسة اآلثار املطمورة من

>فاروق الباز<

يقع الربع اخلايل يف جنوب شبه اجلزيرة العربية، وهو مكان مهجور متاما يغطي مساحة تقدرواحلرارة العالية والبيئة القاسية ال تسمحان بوجود. من الصحراء العربية 2ألف كم 777بنحو

وىفقد ر. احلياة يف الربع اخلايل، ومع ذلك يقال إنه كان يتمتع يف املاضي القريب مبناخ معتدل، كانت»ذات العماد«بدو الربع اخلايل للرحالة أن مدينة إرم، اليت وصفت يف القرآن الكرمي بأهنا

املعروف باسم لورانس(> لورانس. E.T<كانت إحدى أمنيات . »طريق اللبان«منتجعا على مل ، ولكن أمنيته هذه»أطالنتس الرمال«هي الكشف عن هذه املدينة املندثرة اليت مساها ) العرب

.تتحقق، لذلك ما زال البحث عن هذه املدينة التارخيية مستمرا إىل يومنا هذا

بني رمال الربع اخلايل عندما أوضحت صور» ذات العماد«ازداد االهتمام بالبحث عن عدة خطوط مبهمة تتقاطع يف نقطة» الندسات«التقطها كل من مكوك الفضاء والقمر الصنعي

لقد. متر يف جنوب غرب سلطنة عمان 200رملية اليت يصل ارتفاعها إىل واحدة بني الكثبان ال

Page 2: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

اعتقد العلماء أن هذه اخلطوط توصل يف غالب األمر إىل موقع مقابر أو مدينة، وبدأ البحث منومع أهنما. قامت بعثتان بالبحث عن هذه املدينة 1991و 1990ففي عامي . جديد عن إرم

ذا، فإن الدراسات اليت قام هبا اخلرباء على أحد الطرق أبرزت آثارامل تصال إىل موقع التقاطع ه .ملوقع حييط به سور له أبراج، أي عماد

وعلى الطرف اآلخر من العالم ويف السنوات القليلة املاضية، ساعدت معدات التقانة احلديثةساطة الرادار املخترقففي هذه املرة أمكن حل اللغز بو. على تقصي آثار من عصور خمتلفة متاما

لألرض، وهو جهاز يبث املوجات الرادارية حتت سطح األرض ويستقبل صداها املنعكس عنفبانعكاس املوجات نتيجة االختالف يف نوعية طبقات التربة والصخور،. سطح الطبقات املختلفة

بقايا أحد يف هذه احلالة، مت رصد صدى من طبقة حتتوي على. يتبني مسك هذه الطبقات وعمقهاهذه البقايا حيث اتضح) احلفريات(أنواع الدينوصورات املتحجرة، فاستخرج علماء املستحاثات

أهنا متثل حيوانا ضخما كان يعيش يف منطقة تسمى اآلن صحراء نيومكسيكو، وقد أطلق علىآلة؛ ألن األرض كانت تز حتت حافريه أثناء سريه، وكأنه »السايزموصور«هذا احليوان اسم

.زلزالية

لقد غدت أجهزة االستشعار عن بعد معدات أساسية يف الكشف عن اآلثار سواء استخدمتومبا أن معظم علماء اآلثار اعتادوا يف. على منت أقمار صنعية يف الفضاء أو على سطح األرض

شكاهلا وألواهنا،حيام املهنية على استخدام املعول وارفة الستخراج اآلثار وملسها والتمعن يف ألكن أولئك الذين تعرفوا. لذا فإن بعضهم مل يقتنع بعد بأمهية الوسائل اليت جلبها عصر الفضاء

.إمكانات التقانة احلديثة بدءوا باستخالص الكثري من املعلومات اليت توفرها األجهزة املتقدمةترميم اآلثار واحلفاظ على البيئةوهلذا األمر أمهية خاصة يف هذا العصر الذي يدعو فيه اجلميع إىل

فاستخدام هذه األجهزة يمكن من احلفاظ على املواقع األثرية من. وعلى املواقع األثرية ومكوناا .دون اإلضرار ببيئتها

صورةرادارية

The linked image cannot be displayed. The file may have been moved, renamed, or deleted. Verify that the link points to the correct file and location.

Page 3: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

توضحتفاصيل

منطقة يفجنوب شبه

اجلزيرةالعربيةعلى تشتمل

موقع يعتقدالبعض أنهموقع مدينة

ذات( إرمالعماد، كماجاء ذكرهايف القرآن

). الكرمي واملوقعاملذكور

صغري جداوال ميكنرؤيته يف هذه الصورةاليت تغطي

منطقةشاسعة؛

ولكنه يقعقريبا من

مركزهاحيث تلتقيعدة خطوطمحراء يعتقدأهنا طرقأو صحراوية. مدقات

تغطي هذهالصورةمساحة50x85

Page 4: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

كيلومترامربعا، وقد

التقطهاجهاز

التصوير الراداري

SIR-Cمن مكوك

.الفضاء

تظهر *الطرق

الصحراويةعلى شكل

خطوطوعلى. محراءمن أن الرغم

بعض هذهالطرق ما

زاليستخدم

حىت اآلن،الدراسة فإن

امليدانيةأثبتت أنبعضها كان يستخدم قبل

آالف .السنني

واد شاسع*هنر مسار(

يبدو) قدميباللون

األبيض؛ ألنجالميديف الصخور

باطن الوادي

Page 5: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

تعكسموجاتالرادار

بشدة فتبدو.باهرة اللون

تعرض * املساحاتاخلضراءصخوراحلجراجلريي

الصلدة اليت تشكل أرضاصحراوية .صخرية

كثبان * رملية هائلة

احلجماللون (

) القرمزيتغطي معظم

سطح الصحراء يف

اجلزءاألسفل من

الصورة هذه

.الرادارية

تاريخ حديث جدامع أن التصوير اجلوي كان مستخدما منذ أوائل هذا القرن، فقد بدأ االستشعار عن بعد

أول صورة لألرض أثناء 8 عندما بث رواد رحلة أبولو 1968/ 12لألرض يف الشهر من لون(وقد راقب الناس بإعجاب شديد الكرة األرضية اجلميلة الزرقاء . دوراهنم حول القمر

.وهي تعلو فوق أفق القمر يف مسائه السوداء الداكنة) منها% 75احمليطات اليت تغطي أكثر منيز بعض مظاهر األنشطةوقد أعلن رواد الرحالت الفضائية يف مدار األرض أهنم استطاعوا متي

Page 6: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

فلقد تعرفوا مثال سور الصني العظيم فوق اجلبال واهلضاب، واألهرامات املصرية القدمية. البشريةوهذه املالحظات حثتنا على البدء باستخدام. اليت تعتلي هضبة اجليزة يف جنوب غرب القاهرة

يه سطحها من بعيد،وسائل متخصصة لدراسة سطح األرض وتعرف تضاريسها والكشف عما خيف .وذلك باالعتماد على تقانة عصر الفضاء املتقدمة

برنامج الندسات) ناسا(، بدأت وكالة الطريان والفضاء األمريكية 1972ففي عام كان الغرض األساسي من هذا الربنامج هو مسح الغطاء النبايت لألرض وخباصة. لتصوير األرض

بقياس انعكاس األشعة حتت احلمراء، اليت تعكسها املادةوقد مت ذلك . املناطق املزروعة منها.اخلضراء يف النباتات، فشدة انعكاس هذه األشعة تتناسب مع صحة النبات وجودة احملصولوهكذا أخذت صور أقمار الندسات توضح لنا معامل سطح األرض من خالل األطياف

ود الغطاء النبايت أو عدمه وعلىالكهرمغنطيسية املختلفة اليت تدل ألواهنا وشداا على وجوتدرجييا، اتضحت أمهية الصور. االختالفات يف التركيب املعدين والكيميائي للتربة والصخور

وقد بدأ. ليس فقط يف متابعة الزراعة واحملاصيل، ولكن أيضا يف اجليولوجيا واجلغرافيا وعلم اآلثارالندسات يف حتديد مواقع آثار حضارةعدد من العلماء يف أواخر السبعينات باستخدام صور

.يف أمريكا الوسطى والبىن القدمية يف السهل الواقع بني هنري دجلة والفرات بالعراق» املايا«

Page 7: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

وتعرض الصور باللونني األبيض واألسود). األسفل يف(جزءا من سور الصني العظيم كعصابة برتقالية تعرض هذه الصورةيسار الشكل الصورتان يف كما تعرض .SIR-C الرادارية األربع من اجلهاز طار واليت متثل القنواتاملساحة اليت حددت باإل

سنة؛ واخلط 600األحدث، الذي بين قبل حنو السور، حيث اخلط املتصل والفاتح اللون هو السور أوضح منظر جليلني من هذاميكن بسهولة .(سنة 1500عمرها حنو (لبقايا نسخة أقدم للسور املتقطع، الذي يظهر فوق اخلط األول مباشرة، هو الفاتح

سطحا بارزا من أجل انعكاس أشعة الرادار؛ ألن أطرافه الناعمة الشديدة امليالن توفر الكشف عن السور من الفضاء بوساطةللبناء يقتفوا أثر املوقع السابق للباحثني الصينيني بأن والكشف عن السور القدمي بوساطة الرادار يسمح. عليه الرادار اليت تسقط

السفلى مساحة تقدر من مكوك الفضاء إنديڤر، وتعرض الصورة 1994عام أخذت هذه الصورة. عرب مساحات واسعة بعيدة .مترا مربعا 25x75بنحو

بعد أن تدرب علماء اآلثار على استخدام صور الندسات استطاعوا استخدام الصور األكثركان أحد. ريس واملأخوذة من أقمار أخرى أو من طائرات خمصصة هلذا الغرضتوضيحا للتضا

، الذي)التابع لناسا يف والية ميسيسيب» ستينس«، يعمل يف مركز >سيڤر. L.T<هؤالء هولقد طلب هذان). أستاذ اآلثار يف جامعة كولورادو(> شيتس. D.P<تدرب على يد أستاذه

ألشعة حتت احلمراء من إحدى الطائرات التابعة لناسا، حيثالباحثان استخدام جهاز للتصوير با . بشمال غرب كوستاريكا» تالران«أظهرت الصور خطا ملتويا غريبا يف منطقة

األرض سطحاستخدام األجهزة على

Page 8: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

أو تقيس هذه األجهزة الفروق بني الصفات الكهرمغنطيسية:أجهزة قياس الكهرمغنطيسيةاملغنطيسية للطبقات القريبة من سطح األرض، مما ميكن من الكشف عما حتويه من آثار اإلنسان

يستخدم الباحثون هذه املعدات لتعرف طبقات التربة وما. القدمي، ويف عمق يصل إىل ستة أمتار .قد ختفيه من فجوات أو كهوف

ما هو حتت سطح» رؤية«التتابع تستطيع موجات الرادار البطيئة: الرادار املخترق لألرضوهي ختتلف عن املوجات املكروية اليت تستخدم يف الرادار العادي وختترق سطح التربة. األرض

يستخدم هذا الرادار موجات يقترب طوهلا من تلك اليت تبثها حمطات. عدة سنتيمترات فقطينجم عن بث املوجات يف. أمتار 10الراديو والتلفزيون، وميكنها اختراق سطح التربة إىل

األرض انعكاسها على شكل صدى من كل فاصل بني الطبقات املختلفة مثل الرمال والطفلوكلما ازداد عمق الطبقة ازداد الوقت الالزم. والصخور أو املواد اليت صنعها اإلنسان القدمي

.لوصول الصدى، وهكذا يتم حتديد عمق اآلثار املطمورة

تستطيع هذه األجهزة حتديد األشياء اليت ختتلف يف صفاا: نطيسيةأجهزة قياس املغوهو الصنف الذي يستخدم بكثرة يف -حيدد املغنطيس الربوتوين . املغنطيسية عما حوهلا من تربة

وعلى وجه اخلصوص. االختالفات البسيطة جدا يف اال املغنطيسي للمواد -البحث عن اآلثار تغريات يف املغنطيسية اليت تنجم عن وجود أفران كانت تحرق فيهايكشف هذا اجلهاز عن ال .األخشاب يف العصور القدمية

يف التربة وقياس مقاومة» إلكترود«يتم استخدام هذه األجهزة بدفن : أجهزة قياس املقاومةاملواد بينه وبني إلكترود يف موقع آخر، ومع نقل واحد منهما من مكان إىل آخر ميكن حتديد

.التغريات يف املقاومة اليت تشري إىل وجود مواد خمتلفة ومنها آثار اإلنسان القدمي

يستخدم علماء اآلثار أجهزة الرصد الزلزايل متاما كما يستخدمها: أجهزة الرصد الزلزايللكن أجهزة الرصد الزلزايل اليت يستخدمها علماء اآلثار. علماء اجليولوجيا يف رصد الزالزل

ذبذبات اليت تنتج من موجات صوتية صنعية، ويتم رسم حركة وشكل صدى املوجاتتقيس الوحيدد زمن وصوهلا عمق طبقات سطح األرض. الصوتية هذه على ورق يسجل سرعة وصوهلا

Page 9: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

وهناك عدة أصناف من هذه األجهزة ميكنها رصد أعماق خمتلفة حتت.اليت ينبعث منها الصدى .سطح األرض

أول ثالثة أقمار من النوع) ناسا(أطلقت وكالة الطريان والفضاء األمريكية : أقمار الندساتوقاست أجهزا الضوء املنعكس. 1972الندسات يف مدار قطيب تقريبا، وذلك ابتداء من عام

.عن سطح األرض يف أربعة أطياف، مث بثتها إىل حمطات استقبال أرضية لتحليلها

4يف منتصف الثمانينات، محل الندسات : Thematic Mapperاملاسح املتخصص وتوضح صوره أي. هذا اجلهاز، وهو جهاز أكثر تقدما من أجهزة األقمار األوىل 5والندسات

spectralمترا وذلك يف سبعة نطاقات طيفية 30شيء على سطح األرض ال يقل قياسه عن

bands : بالقرب من األشعة حتت، واحد )أخضر -أمحر - أزرق (ثالثة يف الضوء املرئيلذلك ميكن. احلمراء، اثنان يف منتصف األشعة حتت احلمراء، وواحد يف الطيف احلراري

.باستخدام هذه الصور حتديد مدار سطح األرض بدقة وتفصيل

وبدال من مرآة املسح الطيفي. أقمار جتارية وليست حبثية مثل أقمار الندسات: Spotسپوت الندسات، يتم التصوير من أقمار سپوت من خالل اجلهاز احلساس مباشرةاليت تستخدمها أقمار

وتزيد هذه الوسيلة من دقة حتديد مواقع التضاريس. إىل ضوء الشمس املنعكس عن سطح األرض .إضافة إىل ذلك ميكن تغيري زاوية التصوير لدراسة الصور بطريقة جمسمة. جغرافيا

ي من الفضاء موجات باجتاه األرض ويقيس ما ينعكسيبث جهاز التصوير الرادار: الرادارومن سطح الصخور الصلدة يتولد صدى شديد فتظهر يف الصورة باللون. منها وكأنه صدى

أما التربة املستوية اليت تتكون من حبيبات دقيقة وغري متماسكة، فإن صدى املوجات. األبيضمن املمكن توضيح الفارق بني شدةو. الرادارية منها ضعيف، فتظهر يف الصورة بلون داكن

صدى املوجات املنعكسة عن املواد املختلفة على سطح األرض باأللوان، وذلك بدمج موجاتوإحدى خصائص الصور الرادارية هي توضيح الفوالق والشقوق. الرادار املتذبذبة رأسيا وأفقيا

العظيم مل تظهرها وسائلوالنتوءات األرضية، فمثال أظهرت تلك الصور أجزاء من سور الصني وأهم خصائصها بالنسبة للعامل العريب أهنا تبني مسارات الوديان القدمية املغطاة. التصوير األخرى

Page 10: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

.حاليا برمال الصحراء

يف اآلونة األخرية مسحت حكومة الواليات املتحدة األمريكية للمدنيني: أقمار التجسسجسس العسكرية من النوع كورونا يف الفترة ما بنيباستخدام الصور اليت التقطتها أقمار الت

)أسود -األبيض (هذه الصور resolution) قدرة متييز(ويسمح ميز . 1972و 1960كما أهنا متكن من قياس ارتفاع التضاريس ألهنا. يف بعض األحيان بتوضيح ما قياسه متر واحد

وقد قامت روسيا بعد ذلك ببيع صور .تؤخذ بطريقة جمسمة، وهذه خاصية مهمة يف أحباث اآلثارإضافة إىل هذا، فإن أقمارا تقوم بإعدادها. أقمارها اليت كانت خمصصة للتجسس العسكري

، فهناك أربع شركات تعد)الدقة التعبريية(شركات القطاع اخلاص سوف تأخذ صورا بنفس امليزى زيادة استخدام الصورويف املستقبل القريب ستساعد مثل هذه املعلومات عل. لذلك حاليا

.الفضائية يف دراسة اآلثار

Page 11: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

إن). أعلى اليسار(مصب هنر األمازون يف الربازيل عند <روزفلت .A> التالل، اليت قامت بدراستها ازدهرت حضارة بناء.وأشكال التالل مواقعأتاحت لروزفلت حتديد ) يف اليمني ثالثة منها توضح الصور(أجهزة االستشعار عن بعد املمكن محلها .(أسفل اليسار) كانت عليه جمموعات التالل قبل اندثارها حتت التربة وأمكن بذلك إعداد رسم توضيحي ملا

فاستخلص الباحثان أن. وقد أوضحت هذه الصور أن اخلط يعلو التالل ويسري يف الوديانوقد بينت. ريمها صحيحااخلط ال ميثل تضاريس طبيعية ولكنه من عمل اإلنسان، وكان تفس

- سنة 2000أو 1000قبل -الدراسة امليدانية أن ذلك اخلط ميثل طريقا قدميا كان يربط .بني مقابر وقرى ومقالع أحجار

Page 12: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

ومع أن الصور الفضائية تمكن من مالحظة الطرق القدمية، ملا سبق ذكره يف حالة الربعحلمراء توضح الكثري من التفاصيل ألهنا تلتقط مناخلايل، إال أن الصور اجلوية باألشعة حتت ا

ارتفاعات أقل؛ لذا فقد متكن كل من سيڤر وشيتس من اكتشاف بقايا املنشآت على نفس الطريقومن هذه اخلربة استطاع سيڤر أن حيدد آثارا للطرق اليت ترجع إىل. القدمي أثناء الدراسة امليدانية

ية نيومكسيكو، موضحا أن حضارة تشاكو مل تكن منفصلةما قبل التاريخ يف وادي تشاكو بوالعما حوهلا، فقد كانت متصلة حبضارة أجناس أخرى من خالل شبكة طرق تشعبت يف جنوب

وهبذه الوسيلة أصبح تعرف مسارات الطرق ومواقع املدن القدمية ممكنا. غرب أمريكا الشمالية .بالنسبة لعلماء اآلثار

كز القومي لدراسات الفضاء يف فرنسا اخلطوة التالية يف التصويرخطا املر 1986يف عام ؛ الذي تتميز صوره املتعددة األطياف بأهنا توضح األجسام»سپوت«الفضائي عندما أطلق القمر

كما أن صوره املأخوذة باللونني. مترا 20واملساحات على سطح األرض إذا كان قدها أكرب منوباملقابل، فإن صور األقمار. (أمتار أو أكثر 10ما قده األبيض واألسود تستطيع توضيح

)دقة متييز(مترا أو أكثر، أما ميز 80الندسات الثالثة األوىل كانت توضح ما قياسهresolution 170مترا يف مساحة 30فهو 5و 4القمرين الندساتx185 كيلومترا مربعا.(

سپوت التفاصيل اليت تظهرها الصور اجلوية ولكن وبطبيعة احلال، ال توضح صور القمر الصنعيمتكن من دراسة منطقة شاسعة ، لذا فإهنا)كيلومترا مربعا 60x60حنو (األوىل تغطي مساحة أكرب

من أوائل علماء اآلثار الذين) من جامعة بوسطن(> وايزمان. J<وكان . يف الصورة الواحدةدرست جمموعته العلمية صورا تغطي مشال غربوقد . استخدموا صور القمر سپوت يف أحباثهم

الذي كان موقعا مليناء هام يف العصور» أموديه«اليونان واكتشفت فيها حدود ساحل خليجواستطاعت اموعة العلمية هذه أن حتدد التغيرات اليت طرأت على احلد الفاصل بني. القدمية

.يعية يف مستوى سطح البحراليابسة واملياه نتيجة للمد واجلزر والتغريات الطب

المصريةاكتشاف فريد وعالقته بالحضارة رمبا ميثل التصوير الراداري يف يومنا هذا أكثر الوسائل الواعدة بالنسبة لدراسة آثار اإلنسان

تنفرد موجات الرادار خباصية متكنها من اختراق رمال الصحراء وتوضيح التضاريس. القدميوهذه اخلاصية مل يتوقعها أحد مبن يف ذلك أصحاب فكرة جهاز. املطمورة منذ العصور القدمية

Page 13: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

وزمالؤه يف خمترب الدفع النفاث التابع لناسا>العشي.Ch<التصوير الراداري من الفضاء،وقد استخدم أول جهاز للتصوير الراداري من الفضاء ألول مرة. بباسادينا يف والية كاليفورنيا

وإحدى املناطق اليت غطتها هذه. 11/1981خالل أوىل رحالت مكوك الفضاء يف الشهرناء على طليب، مشلت اجلزء الشرقي من الصحراء الكربى، وخصوصا منطقة جنوبالصور، ب

، وقد أوضح تضاريس1984واستخدم اجلهاز الثاين يف عام . غرب الصحراء الغربية يف مصربعد عشر سنوات استخدم اجلهاز الثالث واألكثر تقدما. يف أماكن عدة منها شبه اجلزيرة العربية

تبث أجهزة. 1994/ 10و 4نية، يف رحلتني ملكوك الفضاء يف الشهرين من الناحية التقاكما تقوم أجهزة على األرض باستقبال املعلومات الرقمية. digitalالرادار املعلومات رقميا

.امعة أفقيا ورأسيا ليتم مباشرة حتليلها حاسوبيا

ولة يف منطقة أقوملقد أوضحت صور اجلهاز الراداري األول تضاريس مهمة كانت جمهوتقع هذه. بدراستها يف شرق الصحراء الكربى بالقرب من احلدود املشتركة بني مصر والسودان

املنطقة مشال غرب واحة سليمة يف أقصى مشال غرب السودان، وتغطيها طبقة مستوية من الرمالقدمية مطمورة أمههالكن الرادار أوضح تضاريس . ال يظهر فيها إال بعض التالل القليلة االرتفاع

وقد اتضح من هذه الصور. كيلومترا تقريبا 20و 8مسارات لعدة أهنار يتراوح عرضها بنيالفريدة أن التالل اليت تظهر على سطح الصحراء كانت جزرا يف أهنار تكونت بفعل التحات

سطحية بعمق مخسةوقد أثبت املسح امليداين أن أشعة الرادار اخترقت طبقة الرمال ال. واالجنراف واستخرج علماء اآلثار من حتت األرض فؤوسا. أمتار لتكشف ضفاف مسارات الوديان املطمورة

من الصخر، مما يدل على أن اإلنسان القدمي قد عاش يف هذه املنطقة يف حقب مطرية قبل حنو .سنة 200 000

Page 14: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ
Page 15: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

بناه امللك مفكك مدفون يف خمزن بالقرب من اهلرم األكرب الذي ة مبركباالستشعار عن بعد يف دراسة البيئة احمليط استخدام تقانةاألخشاب املفككة لقد استخرجت. 1954مت الكشف عن املركب األول عام .(الصورة العليا(خوفو على هضبة اجليزة

.1982للزوار عام االكتشاف وافتتح الذي أنشئ فوق موقع) الصورة السفلى(املركب وأعيد تركيبها، مث وضعت يف متحف كان ذلك هو السبب. بدأت األخشاب باالنكماش قليال بيئة املتحف غري مناسبة للحفاظ على املركب، حيث واتضح الحقا أن

دراسته باستخدام تقنيات يف مكانه األصلي من دون أي تغيري يف بيئته، ومتت األساسي لدراسة بيئة املركب اآلخر الذي أبقي عليه العلمية وهو يعد سطح غطاء املخزن املكون من كتل من أحد أفراد اموعة) يف أعلى اليمني(الصورة توضح. عن بعداالستشعار

اهلواء الداخلي الذي أتاح إدخال معدات البحث من دون أن خيتلط احلجر اجلريي، وذلك لتثبيت اجلهاز احلابس للهواءركبت حلقة ثانية فوقها تسمح بدورة الصلب على سطح الغطاء احلجري، مثحلقة من احلديد لقد مت تثبيت. واخلارجي للمخزن

وبالعكس، أثناء أمكن منع تسرب اهلواء من اخلارج إىل الداخل درجة؛ وذلك لتغطية الفتحة باحللقة السفلى، وبذا 90مبقدار آلة تصوير مت إدخاهلا يف احلفرة، وقد عرضت الصور اليت التقطتها. معدات االستكشاف عمليات احلفر أو إدخال وإخراج

.(أسفل اليسار يف(سنة 4600اآلخر كما وضعها قدماء املصريني قبل أخشاب املركب

لقد أضاف هذا االكتشاف معلومات قيمة لعلماء اآلثار واجليولوجيا والنبات عززت نظريةاملعروف أن أكثرومن . أصل وتاريخ تطور هذا اجلزء من الصحراء الكربى غرب وادي النيل

مناطق العامل جفافا يف الوقت احلايل هي الصحراء يف مصر وليبيا والسودان؛ فطاقة الشمس اليتإال أن احلال مل تكن هكذا يف. مرة كمية األمطار اليت طل عليها 200تصلها قادرة على تبخري

أمطار غزيرة يف الفترة ما بنياملاضي، فالدالالت العلمية تشري إىل أن املنطقة كانت معرضة هلطول وقبل هذه الفترة طغت على املنطقة حقبة جافة، سبقتها. عام مضت 11000و 5000

000حقبة عاشت فيها املنطقة حتت ظروف ممطرة، وتوالت احلقب اجلافة واملمطرة إىل ما قبل طقة؛لقد أكدت الصور الرادارية وجود املياه حتت سطح الصحراء يف تلك املن. سنة 320

.وذلك بكشفها عن مسارات واسعة ألهنار كانت جتري فيها

إن تعرف تاريخ تطور املنطقة أضاف الكثري إىل علم اآلثار وخصوصا إىل احلقبة ما قبلعلى سبيل املثال، فإن. احلضارة املصرية القدمية، وخاصة ما يتعلق ببيئة تلك املنطقة يف قدمي الزمن

>F .ذرن ميثودست يف تكساس، والذي قام بأحباث مستفيضة يفمن جامعة سا(> وندورفقدر أن معدل كمية األمطار اليت كانت طل على تلك املنطقة، يتراوح بني) غرب وادي النيل

عام، علما بأن 11000مليمتر يف العام أثناء احلقبة املطرية اليت بدأت قبل 200و 100نتج من املناخ املمطر آنذاك منو احلشائش. من األمطار هذه املنطقة ال طل عليها حاليا أية كمية

يعتقد وندورف أن االهتمام. يف والية كاليفورنيا» وادي املوت«واألشجار يف بيئة تشبه ما يسمى .األساسي إلنسان تلك احلقبة كان يتركز على تربية احليوانات األليفة مثل األبقار

Page 16: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

م حيث بدأ القحط الذي ما زال يسيطر علىعا 5000لقد انتهت آخر حقبة مطرية منذ ومن املعروف أن هذا التاريخ يتزامن مع بزوغ احلضارة املصرية القدمية، ويف نظري إن. املنطقة

للحدثني عالقة وطيدة؛ إذ إين أعتقد أن التغيري املناخي قلل كمية األمطار رويدا رويدا قبل أنبيعي أن تبدأ هجرة اإلنسان من املكان الذي أصابهومع بدء اجلفاف من الط. يسود القحط املنطقة

اجلفاف إىل مكان آخر تتوافر فيه املياه العذبة، ويف هذه احلالة كان وادي النيل، الذي كانتويف. ضفافه تكتظ بسكان ال رغبة لديهم يف التنقل، وساعدم الظروف البيئية على التكاثر

ني هؤالء وبني الوافدين من الصحراء غريب النيل كاننظري مثة احتمال بأن االختالط والتفاعل ب .عامال أساسيا يف بزوغ احلضارة املصرية القدمية

وهي خربة أزلية يف التعامل مع املياه يف» تقانة النهر«لقد متتع سكان وادي النيل مبا أمسيه اخنفاضفقد كانت حيام تعتمد على فهم مستفيض للبيئة وخصوصا ارتفاع و. جمرى النهركما أهنم كانوا على معرفة دقيقة مبوعد الفيضان السنوي، وقد اخترعوا سبال. مستوى النهر

ذكية لرفع منسوب النيل ليصل إىل سطح التربة على ضفتيه، مما مكنهم من زرع ما لذ وطابلذلك كانت أفكارهم تتركز على األرض وزراعتها اليت. بعد حفر قنوات للري وأخرى للصرف

وقد كان لدى الذين نزحوا شرقا من املناطق اليت أصاهبا. متثل أساس احلياة بالنسبة هلمكانت فقد تعلموا التعايش مع بيئة متغرية، حيث طل األمطار يف. »حكمة الصحراء«اجلفاف، ما أمسيه

آونة وتشح يف آونة تليها، وكان عليهم واحلالة هذه الترحال والتنقل من مكان إىل آخر سعياولكي ال تؤذيهم حرارة الشمس احلارقة أثناء النهار كان ترحاهلم يتم ليال،. راء املاء والكألو

لذلك تعرفوا مواقع النجوم وأوقات ظهور القمر وصعود الكواكب السيارة وبزوغ الشمس يفلذا تكونت لديهم خربة فريدة يف علوم الفلك، فأنظارهم كانت تتجه دائما إىل السماء،. األفق

وهم يتفكرون يف موقع اإلنسان يف هذا الكون وعظمة اخللق وسر احلياة وماذا حيدث بعد املمات .وهذا التوجه الفلسفي هو إحدى الصفات املميزة للحضارة املصرية القدمية املعروفة -

عالوة على ذلك فإن هجرة مجوع غفرية من بدو الصحراء إىل ضفاف النيل أدت إىل، األمر الذي استوجب إنتاج ما يكفي اجلميع من الغذاء، واستوجب بالتايلاكتظاظها بالسكان

ميثل هذا التنظيم أحد أسس احلضارة، لذا فإين أعتقد أن التفاعل بني. تنظيما كامال للمجتمع

Page 17: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

اموعتني، أهل النيل وأبناء الصحراء، أنتج خامة إنسانية مبدعة كانت مبعثا للحضارة املصرية .القدمية

يخفيهدة إلى سطح األرض وما عوأجهزة االستشعار عن بعد لكشف ما هو -كما ينبغي - مل يستخدم علماء اآلثار بكثرة

ومنذ. مطمور حتت سطح األرض، تلك األجهزة اليت جيب استعماهلا قبيل التنقيب عن اآلثارحث إىل مربعات لتحديدمطلع القرن احلايل، يقوم علماء اآلثار بتقسيم املوقع املختار للدراسة والب

أما أجهزة االستشعار عن بعد، فتمكن. أماكن احلفر، ويف هذه الطريقة يلعب احلظ دورا كبرياوهذا يقلل اجلهد واملال. من حتديد األماكن اليت ختتفي فيها اآلثار من دون احلاجة إىل احلفركان ألن بيئة املوقع ال تقلالالزمني للكشف عن اآلثار؛ واألهم من ذلك أنه حيافظ على بيئة امل

.أمهية يف بعض األحيان عما حيويه من آثار

جدارا يف) مبدينة شيكاغو» فيلد«اليت تعمل يف متحف (> روزفلت. A<لقد أثبتت استخدام هذه األجهزة؛ وألهنا تستخدم العديد منها يف الوقت نفسه، فقد أصبحت روزفلت من

هكذا استطاعت مع جمموعتها العلمية. مة يف البحث عن اآلثاررواد التعامل مع التقانة املتقد .اكتشاف الكثري عن طرق معيشة إنسان ما قبل التاريخ يف غابات األمازون بالربازيل

درست هذه اموعة آثارا لقبيلة متيزت ببناء القباب وكانت تعيش على الصيد ومجعاستخدمت اموعة يف هذه الدراسة معدات. مبصب هنر األمازون» ماراخو«النباتات يف جزيرة

وقد مشلت. يسهل محلها ونقلها من موقع إىل آخر للكشف عن مواقع القباب وشكلها وعمقهااملعدات جهازا يقيس املغنطيسية يف حقل للقباب مساحته قرابة ثالثة أفدنة، حيث يتراوح ارتفاع

لقد أثبت اجلهاز املغنطيسي وجود عدة أفران مغلفة بالطني. متارالقباب ما بني سبعة إىل عشرة أكما كشف جهاز آخر يبث املوجات الرادارية إىل باطن األرض عن آثار يف طبقات. بني املنازل

كذلك كشف جهاز كهرمغنطيسي توزع طبقات التربة املختلفة نتيجة للتغريات يف. التربةإضافة إىل هذا، فإن اجلهاز الذي يقيس نفاذية املوجات. طبقةالنفاذية اليت تتصف هبا مواد كلكشف مواقع مصطبات وأكوام قمامة وأفران -أفقيا ورأسيا-الكهربائية يف التربة والصخوركاألجهزة اليت(كما أن معدات أخرى تقيس املوجات الزلزالية . مطمورة حتت سطح األرض

Page 18: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

لقباب وحددت األرض األصلية اليت مت البناءأوضحت مراحل بناء ا)تستخدم يف رصد الزالزل .عليها

أدجمت روزفلت نتائج استخدام هذه األجهزة مع ما توافر لديها من معلومات مستقاة منإىل 500احلفائر، لتوضح لنا صورة حلياة اإلنسان على ضفاف األمازون يف الفترة من حنو

وتبين من ذلك أن من نعرفهم. املنطقةميالدية وهي تاريخ قدوم األوروبيني إىل هذه 1500هم أناس من فصائل خمتلفة حتاربوا فيما بينهم وعاشوا على مجع الفواكه» مراخوران«باسم

وقد اعتمدت حضارم على بناء القباب لريفعوا مأواهم فوق. واحملاصيل الغذائية األخرىاستنتجت. ق أنقاض القباب القدميةمنسوب مياه املستنقعات، ومبرور مئات السنني بنوا منازل فووهبذا االستنتاج غيرت روزفلت. روزفلت أن حضارة املراخوران انبثقت عن البيئة احمللية البدائية

النظرية السائدة بني علماء اآلثار املتخصصني يف هذه املنطقة، حيث كانوا يعتقدون أن الغابات .زون القدماءالكثيفة حالت دون التطور االجتماعي لسكان األما

يف مشال الربازيل يتعارض» سانتارمي«كما اكتشفت روزفلت معلومات أخرى بالقرب من فقد ساد االعتقاد. تفسريها مع فكر علماء اآلثار السائد عن تواجد اإلنسان يف وادي األمازون

لكن .بأن من أدخل صناعة اخلزف إىل منطقة األمازون هم هنود جاءوا من املكسيك أو البريوروزفلت وجمموعتها العلمية استنتجت وجود فصيلة من أهل األمازون كانت تصنع اخلزف

وقد أوضح جهاز الرادار املخترق لألرض. عام 7000وتعيش على صيد األمساك وذلك قبلمعامل كثرية عن معيشة اإلنسان، كما كشف جهازا قياس املقاومة وذبذبات األرض، السطح

يف املستوطنات، حيث مت الكشف عن بقايا اخلزف اليت مت حتديد عمرها بقياساألصلي لبدء البناء وألن عينات اخلزف هذه أقدم بآالف السنوات من. كل من الكربون املشع واللمعان احلراري

مثيالا يف أماكن أخرى يف كل من أمريكا الشمالية واجلنوبية، فقد غريت نتائج هذه األحباث من .إلنسان باألمريكتني يف قدمي الزمنصورة تطور معيشة ا

البيئةالترميم والحفاظ على تتدهور املواقع األثرية بشكل ملحوظ بعد تعرضها إىل عوامل التعرية الطبيعية، مثل املطر.والرياح، وعوامل أخرى مثل كثرة الزوار، ويف بعض األحيان تتعرض اآلثار للسرقة والتخريب

Page 19: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

بعض مواقع اآلثار الفريدة اليت بدأت تتداعى، ويشمل ذلكلقد اتضحت خطورة املوقف يفوجيب أن يضع الباحثون عن اآلثار يف اعتبارهم. يف البريو» ماتشو بيتشو«يف كامبوديا و» أنكور«

أمهية احلفاظ على املواقع األثرية ومحايتها من تأثريات العوامل املؤذية بعد كشفها، أو حماولة مجع .ا من دون إخراج اآلثار من موقعها أو حىت ملسهااملعلومات اهلامة عنه

لقد واتتين فرصة فريدة الستخدام االستشعار عن بعد هبذه الطريقة، وكان ذلك أثناء دراسة.بالقرب من اهلرم األكرب على هضبة اجليزة جنوب غرب القاهرة 1987موقع أثري يف عام

1954يف عام . سنة 4600يزة قبل حنو من املعروف أن امللك خوفو أنشأ أكرب أهرامات اجلبدأ علماء اآلثار بإزالة تل من الركام الذي كان قد جتمع مع مرور الزمن على سفح اهلرم اجلنويب

18واتضح بعد إزالة الركام وجود جمموعتني من األحجار املستوية على بعد . مترا 60بارتفاع )حجرا 40وعددها (شرقية من هذه األحجار وعندما أزيلت اموعة ال. مترا من جدار اهلرم

مترا استخدمها قدماء املصريني خلزن أخشاب مركب 30كشفت عن مقربة شاسعة طوهلاعاما إلعادة بناء 18وقد استمر العمل . متر 5.9متر وعرض وسطه 43.4مفكك طوله

، ومسح للجمهورالذي أقيم يف موقع االكتشاف نفسه» متحف املركب«هذا املركب مث وضعه يفمنذ ذلك التاريخ أصبح هذا املتحف مزارا مشهورا بني السائحني، فهو. 1982بزيارته يف عام

؛ ألن»مركب الشمس«تعرف هذه السفينة عامة باسم . حيتوي على أقدم سفينة عرفها العاملإىل االعتقاد السائد هو أن غرضها األساسي كان نقل جثمان امللك من شرق النيل حيث عاش،

.غرب النيل حيث دفن، ممثال ذلك رحلة الشمس يف السماء

ترتب على عرض املركب باملتحف أن أخذت أخشابه بالتقلص قليال، وقد قدر بعض اخلرباءتبني أن هذا التقلص كان نتيجة للظروف البيئية داخل املتحف. أهنا انكمشت حنو نصف متر

وأهم. خشاب يف خمزهنا األصلي حنو مخسة آالف عامواختالفها عن البيئة اليت حافظت على األدليل على أن أخشاب املركب كانت حمفوظة يف بيئة حمكمة هو انتشار رائحة خشب الصنوبر فور

وكان. إزالة أول حجر من أحجار املخزن، األمر الذي أذهل علماء اآلثار أثناء الكشف األصليبا مفككا آخر؛ ألن هذه اموعة تقع بالقرب منمتوقعا أن تغطي جمموعة األحجار الغربية مرك

لذا طلب. حجرا بنفس احلجم اهلائل للمجموعة الشرقية 40اموعة األوىل وتتكون أيضا منإيل الزمالء يف هيئة اآلثار املصرية أن أعد خطة الستخدام تقانة االستشعار عن بعد يف دراسة

Page 20: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

وكان اهلدف األساسي للدراسة هو.ار مبحتوياتهاملخزن من دون أي تغيري يف بيئته أو اإلضرتعرف مواصفات البيئة يف داخل املخزن الذي ما زال مغلقا لتحديد ما يلزم من تغيري يف بيئة

.متحف املركب للحفاظ على أخشابه مع عدم املساس باملركب اآلخر

برنامج حبثي على استخدام تقنيات االستشعار عن بعد يف 1987وقد مت االتفاق يف عام مشترك بني هيئة اآلثار املصرية واجلمعية اجلغرافية األمريكية ومركز االستشعار عن بعد يف جامعة

وألننا نعتقد أن خمزن املركب األول كان مغلقا بإحكام تام، فقد اقترحت أن خنطط. بوسطننسبة املكوناتواهلدف من هذا كان الكشف عن . ألخذ عينة من اهلواء املوجود داخله لتحليله

عام لتعرف التغريات 46 000املختلفة هلواء الغالف اجلوي لألرض اليت كانت موجودة قبل .R<وللوصول إىل هذا اهلدف، طلبت إىل . اليت طرأت على تركيب اهلواء حىت يومنا هذا

لقتصميم حفار ألخذ عينة من هواء املخزن املغ) »بالك آند ديكر«املهندس يف مؤسسة (> مورزكان املهندس مورز قد شارك يف تصميم احلفار الذي استخدمه رواد. (من دون اإلضرار ببيئته

بناء على هذا مت تصنيع حفار حباجز هوائي ال يسمح.) رحالت أبولو ألخذ عينات من تربة القمربعد ذلك استخدمنا جهاز الرادار املخترق لألرض لتعرف. خبلط اهلواء داخل املخزن وخارجه

وأصبح. حجم املخزن وشكل حمتوياته الختيار موقع للحفر ال يؤثر يف املركب املفكك بداخلهكان احلفر يتوقف قليال بعد كل. 10/1987كل شيء جاهزا لبدء االستكشاف يف الشهر

سنتيمتر تقريبا حىت ال ينجم عنه أي تسخني للحجر اجلريي أو ازدياد درجة احلرارة داخل .نظيف موقع احلفر من فتات وبودرة احلجارةاملخزن، وكذلك لت

لقد استمرت عملية احلفر يومني ونصف اليوم الختراق احلجر املختار الذي وصلت مساكتهمث أنزلنا خرطوما يف املخزن لسحب عينات من اهلواء يف داخله من ثالثة. سنتيمترات 109إىل

صوير متطورة أظهرت عالماتبعد ذلك جاء دور التصوير، حيث أدخلنا آلة ت. مستوياتهريوغليفية على جدار املخزن الذي اتضح أنه حيتوي على مركب مفكك تشبه أجزاؤه املركب

لقد أثبت حتليل العينات أن عمر اهلواء يف املخزن. األول لكنه بدا أصغر منه بعض الشيءء الصحراءكذلك أظهرت الصور وجود آثار لرطوبة على جدار املخزن وخلنفسا. سنة 2000

فوق األخشاب، مما يدل على أن البيئة اخلارجية احلديثة وصلت إىل داخل املخزن، ورمبا مت ذلكبعد مجع املعلومات عن درجة احلرارة والضغط اجلوي. »متحف املركب«أثناء وضع أساس وبناء

Page 21: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

نفسها قبل بدء ونسبة الرطوبة بداخل املخزن، مت إغالق الفتحة وتركت حمتويات املخزن يف احلالة .هكذا أثبت املشروع إمكانية دراسة موقع أثري من دون اإلضرار ببيئته. االستكشاف

وحديثا، قامت جمموعة علمية يف اململكة املتحدة بدراسة مشاهبة، حيث استخدمت هذهاموعة أجهزة االستشعار عن بعد املتطورة يف تعرف قرية رومانية مندثرة بالقرب من بلدة

وقد أعدت اموعة خريطة للطرق واحملالت التجارية وملكان رمبا كان يستخدم. »وكسترر«ومت كل ذلك من دون حفائر أو إحلاق ضرر بطبيعة املنطقة اليت تقع عليها اآلن قرية. للعبادة

وأدخلت املعلومات يف حاسوب إلعداد رسم جمسم للمدينة املندثرة يوضح صفاا. حديثة العهد .ندما كانت تعج بالسكانع

ويف اعتقادي إن القرن القادم سيشهد استمرار استخدام االستشعار عن بعد وغريه منوسائل عصر الفضاء املتقدمة لدراسة اآلثار دراسة مستفيضة ومجع ما يهم من معلومات من دون

ا نتعلم مما توضحهوأثناء الكشف عما جنهله حتت أقدامنا، رمب. اإلخالل ببيئة املواقع األثرية .األجهزة العلمية احلديثة أكثر مما تلمسه أيدينا

املؤلف فاروق الباز

حصل على البكالوريوس يف العلوم من جامعة عني مشس وعلى املاجستري. مدير مركز االستشعار عن بعد يف جامعة بوسطندرس يف كل من قسم اجليولوجيا جبامعة أسيوط يف. بالواليات املتحدة األمريكية والدكتوراه يف اجليولوجيا من جامعة ميزوري

واملتحف القومي - اليت عملت مع الوكالة ناسا -كما شغل عدة وظائف يف مؤسسة بيلكوم . مصر وجامعة هايدلربگ يف أملانيا، ومؤسسة آيتك لتصنيع آالت)لكواكبحيث أدار مركز دراسات األرض وا(للطريان والفضاء التابع للمعهد السميثوين

وتركز أحباثه حاليا على تفسري الصور الفضائية وتطبيقات ذلك يف دراسة الصحراء واستخدام االستشعار عن. التصوير املتقدمة . بعد يف اجليولوجيا وعلم اآلثار

مراجع لالستزادةGROUND-PENETRATING RADAR SIMULATION IN ENGINEERING AND ARCHAEOLOGY. D. Goodman in Geophysics, Vol. 59, No. 2, pages 224-232; February 1994. REMOTE SENSING AND THE ARCHAEOLOGY OF THE SILK ROAD. E. Pendleton Banks in Current Anthropology; Vol. 36, No. 3, page 520; June 1995.

Page 22: elmo al aathaar fi aasri al fadaa - Petra Universityﻦﻣ ﺚﺤﺒﻟﺍ ﺃﺪﺑﻭ ،ﺔﻨﻳﺪﻣ ﻭﺃ ﺮﺑﺎﻘﻣ ﻊﻗﻮﻣ ﱃﺇ ﺮﻣﻷﺍ ﺐﻟﺎﻏ ﰲ ﻞ

HIGH-RESOLUTION SATELLITE IMAGERY IN ARCHAEOLOGICAL APPLICATION; WITH A PHOTOGRAPH OF THE STONEHENGE REGION. Martin J. F. Fowler in Antiquity, Vol. 70, No. 269, pages 667-670; September 1996. THE USE OF SATELLITE IMAGERY AND DIGITAL IMAGE PROCESSING IN LANDSCAPE ARCHAEOLOGY: A CASE STUDY FROM THE ISLAND OF MALLORCA, SPAIN. A. M. Montufo in Geonrchaeology, Vol. 12, No. 1, pages 71-92; January 1997. Scientific American, August 1997