وؤنثن ب�سيغة الث : التديلثاف�سل ا المد الطوزي

Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

Embed Size (px)

DESCRIPTION

Les analyses présentées dans ce livre sont une interprétation des matériaux réunis grâce à une enquête sociologique réalisée au cours de l’année 2006 auprès d’un échantillon représentatif d’une population répartie sur les seize régions du Maroc. Il s’agit de la première enquête empirique de cette envergure dont l’objectif, par delà une collecte de données quantifiables, est de présenter une analyse fine, assurée par des chercheurs connus de par leur longue expérience en matière d’étude des faits religieux. Mais cette analyse doit être approchée à la lumière de la donne structurante suivante : Le Maroc, à l’instar d’autres pays, est confronté à la réalité d’une époque qui se caractérise globalement par une remise en question du monopole de L’Etat sur la religion et par une fragmentation des ressorts de la socialisation religieuse. En s’appuyant sur des éléments empiriques, la présente études se démarque des thèses du « retour du religieux », to

Citation preview

Page 1: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

الف�سل الثالث : التدين ب�سيغة املوؤنث

حممد الطوزي

Page 2: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

199

Page 3: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

199

التدين ب�سيغة املوؤنث

مقدمــة

تاأثري مو�شة »درا�شات ان�شياق وراء املوؤنث، جمرد لي�س اختيار تخ�شي�س ف�شل للتدين ب�شيغة

النوع الجتماعي« » gender studies «، بل هو نابع من الرغبة يف اختبار بع�س النماذج النمطية،

التي ي�شف اأكرُثها رواجًا املراأًة على اأنها قليلة اللتزام مبمار�شة �شعائرها الدينية واأقرب ما تكون

واجلانب الهرطقات اإىل وتنجذب ال�شرعية اللتزامات اإىل منها الأ�شرحة وعبادة ال�شحر اإىل

اإنتاج تعيد حمافظة، امراأة بالأحرى هي التي املراأة، هذه ومثل للدين. والالعقالين العاطفي

املوروث من دون اأن تناق�س اأ�ش�شه وترف�س التجديد بهاج�س احلفاظ على ن�شق املعتقدات واإعادة

اإنتاجه بكيفية مطابقة لالأ�شل.

براديغم باإعداد قامت دينية ل�شو�شيولوجيا را�شخ تقليد مب�شاءلة كذلك، الختيار هذا ي�شمح

خا�س لعالقة املراأة بالدين )اأرجيل، هالمي، 1975(. وبالتاأكيد فاإن الأبحاث امليدانية القليلة التي

مت تخ�شي�شها لتدين الن�شاء، اهتمت اإىل حد كبري بالن�شاء امللتزمات بالدين عرب التنظيمات الدينية

الن�شاء( غالبا الدينية )لدى اإن املمار�شات ال�شوفيات. الن�شاء اإ�شالم اأو )1984 الن�شوية )لنغلوا،

الأولياء. عبادة اأو ال�شعوذة ال�شحرية، املمار�شات : الديانات هوام�س خالل من تناولها مت ما

وح�شب ما ورد يف تلك الأبحاث، فاإن التفاوتات بني الن�شاء والرجال يف هذا املجال قد ل تتعلق

بنوع التدين املعلن عنه فقط �شواء اأكان موؤ�ش�شاتيا اأو مل يكن كذلك. وهناك تف�شري يحيل على

�شيطرة نزعة ذكورية يعززها تق�شيم الفعل الديني حيث يحتل الرجال اجلزء الأعلى من الهرم

1981(. وقد اهتمت هذه الدرا�شات كذلك بكثافة اإتيان، الثانوية )برينو الن�شاء الأدوار وتتوىل

اأكرث قوة الن�شاء تدين الدين، يظهر الإح�شائية حول الدرا�شات اأغلب الدينية؛ ففي املمار�شات

من تدين الرجال. و لأول مرة، يبني حتليل الأدبيات املتعلقة بهذا املو�شوع، اأنه بالإمكان مالحظة

التفاوت املذكور يف كافة موؤ�شرات التدين كيفما كانت ال�شروط ال�شو�شيو- اقت�شادية للذين اأدلوا

بت�شريحاتهم يف هذا املو�شوع ويف كل الفرتات )كامّبي�س، 1996(.

جنزت لأول مرة �شنة 1981، ُانطالقا من معطيات حول درا�شة القيم الأوروبية ل�شنة 1996 التي اأ

تربز حتليالت ب. ْبري�شون )1996( تفاوتا وا�شحا بني درجة تدين الن�شاء ودرجة تدين الرجال؛

Page 4: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

201 200

الإ�سالم يف احلياة اليومية

فهي ل تتغري ب�شكل ملمو�س ل ح�شب عقيدة الأ�شخا�س )بروت�شتانت اأو كاثوليك( ول ح�شب

التباين بني �شمال اأوروبا وجنوبها الذي ي�شمل يف جزء كبري منه الختالف الطائفي بني هذين

اجلن�شني؛ بني الفرق يف ذلك مع يوؤثر ل وجنوبها اأوروبا �شمال بني التمايز هذا اإن الطرفني.

فحتى ولو كانت الن�شاء الإ�شبانيات اأوفر عددا بكثري من الرنويجيات اأو ال�شويديات يف ح�شور

الدينية لل�شعائر املمار�شني املئويتني للرجال والن�شاء الن�شبتني العالقة بني فاإن الدينية، القدا�شات

عام بقبول التي حظيت الظاهرة لهذه املف�شرة الفر�شية تكمن الثالثة. البلدان يف متكافئة تظل

من طرف علماء اجتماع الأديان، يف ربط عالقة التفاوت بني درجة تدين الرجال ودرجة تدين

الن�شاء، بطرق التن�شئة الجتماعية. وهناك كتاب اآخرون ي�شككون يف وجاهة التف�شريات التي حتيل

على و�شع املراأة واإىل التعيني الجتماعي لالأدوار ويقرتحون اإرجاع ربط املواقف الدينية للن�شاء

بنوع من الطبع امل�شرتك؛ اإذ من �شاأنهن املحافظة على املوقف الديني انطالقا من رهان با�شكايل

يرتجم النفور من التعر�س للخطر. اإن املوقف الالديني قد يكون بالن�شبة للن�شاء مغامرة عدمية

الفائدة )ميلر وهوفمان، 1995(. لقد بينت بع�س الدرا�شات يف علوم الأديان اأن من �شاأن الن�شاء

الجنذاب اإىل الدين واخلوارق اأكرث مما هو عليه الأمر بالن�شبة للرجال )فران�شي�س، 1997(. ومهما

كانت املوؤ�شرات التي وقع عليها الختيار؛ الإميان باهلل، املمار�شة الدينية، ال�شالة، ال�شعور الديني

من اأكرب تدينا دائما يظهرن الن�شاء فاإن باخلوارق، الإميان املوت، بعد باحلياة الإميان الداخلي،

.الرجال بحيث يبلغ التفاوت املتو�شط حوايل 10 % 23

التي تربط الن�شاء خ�شو�شا املوا�شيع يف املغرب، وبا�شتثناء املراجع املرتبطة مبا�شرة مب�شاألة تدين

املراأة باخلرافة وباملمار�شات ال�شحرية املتعلقة باخل�شوبة، فاإن املراجع بهذا اخل�شو�س تكاد تكون

ببع�س تهتم اأن اإما الدينية املمار�شات حول فالأبحاث و1999(؛ 1993 زيراري، )ح. منعدمة

الفئات من ال�شكان كال�شباب والطلبة )اآدم، 1962، الطوزي، 1984، بورقية، 2000(، اأو ل ميكن

مقارنتها ب�شبب اختالفها الن�شبي مع الختيارات املنهجية لهذا البحث )اإتيان، الطوزي، 1981(.

الثقايف- للم�شهد بعدا ي�شكل اإنه تاريخ مت جتاوزه. بالدين ل ميكن اختزاله يف اأكرب اهتمام اإبداء الن�شاء اىل اإن ميل « يلي: 23 - كتب كامبيت�س ما الجتماعي املعا�شر كما تدل على ذلك معطيات البحث الأوروبي حول القيم؛ فهذه املعطيات تربز دائما تفاوتا بني الن�شاء والرجال كيفما كان البلد

املعني، وب�شفة خا�شة كيفما كان املوقف اأو ال�شلوك الذي مت اأخذه بعني العتبار. وكونية هذه املالحظة، التي يتبني اأنها م�شتقلة عن املوروث الديني

)املذهبي( الذي ينخرط فيه كل بلد، هي كونية تتجه نحو التبلور... وبعر�شه على اختبار املقارنة، فاإن هذا القانون ل زال م�شتمرا« مرجع �شابق، �س.

.75

Page 5: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

201

التدين ب�سيغة املوؤنث

200

بناء موؤ�شر اإىل العمل اأن تف�شي يف هذا ينبغي التي الدينية املمار�شات عالوة على قيا�س كثافة

للكثافة واإىل ت�شنيف علمي لأنواع املتدينني، فاإن هدفنا هو فح�س بع�س املالحظات الإمربيقية

النوعية واملتعلقة بتطور التدين يف املغرب. وقد اأبرزنا بالفعل يف اأعمال اأخرى اأن املالِحظ احلذر

للتغريات الجتماعية والثقافية التي حدثت يف املجتمع املغربي خالل اخلم�شني �شنة الأخرية، ل

بد واأن يالحظ مقدمات بداية حتول جارية للعالقة مع الدين؛ ويتعلق الأمر بالنتقال اإىل الدنيوية

اأخذه 71-69( والذي 1962، �س. العري�شة )جاك بريك، الذي حتدث جاك بريك عن خطوطه

العامليتني احلربني بني بكيفية حد�شية ال�شو�شي واملختار العتبار كل من حممد احلجوي بعني

ومبا�شرة بعد ال�شتقالل. فقد دار ال�شراع الثنائي بني عقليتني؛ بني منطني يف التفكري، بني نظامني

للقيم اأحدهما ع�شري والآخر تقليدي، ل�شالح النظام الثاين. وبالتاأكيد فاإن هذا التطور ح�شل

يف نف�س الوقت الذي تقوت فيه املقاومة اأكرث فاأكرث على م�شتوى اخلطاب بوا�شطة الهوية واإ�شفاء

القدا�شة على املوروث.

ل تقت�شي فر�شية النتقال اإىل الدنيوية، تخلي�س العامل من الأوهام ول اختفاء اأو اأفول الدين،

واإمنا تقت�شي بالأحرى اإعادة انت�شاره يف اأماكن غري اعتيادية من املهم حتديد موقعها وحتليلها. اإنها

املحدد واخلال�س والأولويات. للقيم جديدة تراتبية اإطار يف الديني تاأويل اإعادة فقط ت�شتلزم

لالأفق الذي يجب بلوغه وطرق حتقيقه هو ما ي�شم معايري تدين جديد معقَلن على نحو اأكرب.

لقد حاولت م�شارات احلداثة الق�شرية التي ت�شتعمل اإطارا لالنتقال اإىل الدنيوية، اأن تنهج طريقا

للتغيريات القا�شية والعنيفة اأحيانا على �شاكلة ال�شتعمار والدولة املغربية التي جاءت من بعده،

واعتمدت تارة اأخرى م�شل�شال لن�شر احلداثة باملوهبة ال�شعرية واملحاكاة بل وا�شرتاتيجية لال�شتمرار

يف احلياة حملها فاعلون كانوا يعتقدون اأنهم يدافعون عن تقليد دائم. وقد اأبانت احلركة الوطنية

�شلفا عن ازدواجية يف م�شطلحات لغتها من دون اأن تخدع مع ذلك عاملها بالكامل. وقد حمل

الإ�شالم الوطني الذي ا�شتقى من القراآن اأكرث مما ا�شتقى من املوروث ال�شفهي جيال جديدا اإىل

ال�شلطة حافظ على خطاب خال من الأوهام واخلرافات مع العتماد يف نف�س الوقت على قراءة

الأمة التعاي�س لفرتة معينة بني الدنيوية وظل اإىل النتقال بداأ للدين. ومنذ ذلك احلني عقالنية

Page 6: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

203 202

الإ�سالم يف احلياة اليومية

والوطن، ال�شلطان وامللك، املواطن والرعية، الطربو�س والعمامة؛ يحيل على تالعب بالكلمات

وبامل�شاهد اأكرث مما كان يحيل على اجلوهر. و�شيتوقف الدين الذي متت املطالبة به يف كل حني،

عن �شبط الزمان واحلياة حيث كان ملزما �شاأنه يف ذلك �شاأن رجال الدين، بالتعاطي مع زمن

جديد مهيمن؛ فهناك تدخل قوي لزمكان الدولة املحددة ترابيا يتم فيه ا�شتخدام الإ�شالم اليعقوبي

املوؤطر بامل�شلحة العليا للدولة.

اإن امل�شجد الذي كان يحتل و�شط املدينة يف املا�شي، مت حتويله اإىل �شاحيتها لفائدة مقر العمالة

�شوى الو�شيط الف�شاء يعد ميالأ املوؤمنني، مل الدولة وتدين دين فما بني اجلامعة؛ اأو الثانوية اأو

فاعلة تعد الأهلية مل املبادرة اأن �شلفا. كما بقواعد حمددة لهم موؤطرين دين مرخ�س علماء

اإل يف الهوام�س القروية. وقد يكون من غري املجدي القيام بجرد للممار�شات املرتبطة بالإ�شالم

الأ�شيل والبدع التي متت حماربتها وحققت انت�شارا خالل خم�شني �شنة : انت�شار ال�شعر امل�شفف

على »الكرن« )راأ�س حليق مع اإعفاء خ�شالت تكون عند ا�شتطالتها ما ي�شبه ذيل الفر�س(، انت�شار

اأو من ال�شوف الناعم يلف ج�شد املراأة(، اأبي�س من القطن جالبة تطوان على »احلايك« )ثوب

والنعل على احلذاء والبال�شتيك على الدوم والق�شب؛ وانت�شار ال�شينما امل�شرية وارتياد املقاهي.

ليف�شح املجال لأمناط جديدة من احلياة احل�شرية العي�س الفالحي - اأدى تراجع بل اختفاء منط

اأن ال�شناعية والدنيوية - اإىل قلب معنى الأ�شياء وم�شري الأ�شخا�س راأ�شا على عقب من دون

تف�شي مع ذلك اإىل عامل خال متاما من الأوهام واخلرافات.

التنظيمات من النمطني هذين جت�شد التي ال�شلوكات وبني الكلمات بني التوليف لعبة اإن

ال�شلطة. اإىل الو�شول اأجل امل�شروعية من بناء الفاعلني يف مرحلة الجتماعية، هي نف�شها لعبة

م كحقول متجان�شة بل ومت�شابهة. وهي اإنها تف�شح املجال لإنتاج مكثف حلقول من الدللت تقدنَّ

حالة اجلمع بني مفهومي املوروث والدين يف تعار�س مع مفهومي احلداثة/العلمانية والدميقراطية.

م الثقافة التقليدية كنظام من القيم واملعايري واملعتقدات اأكرث جتان�شا مما قد تكون عليه الثقافة وتقدنَّ

املعا�شرة؛ حيث ميكن اأن تكون هذه الأخرية متميزة بالتنافر وبتعدد القيم والختيارات الثقافية

ال�شعوبة؛ غاية يف اأمر هو التاريخانية، تق�شيها التي الزدواجية هذه وظهور لالأفراد. مة املقدنَّ

Page 7: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

203

التدين ب�سيغة املوؤنث

202

فالعلوم الجتماعية ل تتوفر �شوى على عدد قليل من الأدوات لتاأويل عمليات اجلمع املفارِقة

اأو احلديثة القيم من نظام على مبنية �شلوكات من خالل املاأثور باملوروث املطالبة يف املتمثلة

متفردات، اأطر �شابات طرف من احلجاب و�شع : عديدة اخل�شو�س بهذا والأمثلة العك�س.

مطمِئنة لزدواجية الظهور هذا تاأويل اأمناط وحتيل والقيم... التكنولوجيات عن النف�شال

ال�شياقات ب�شبب ولل�شخ�س، ال�شتيالب. اإىل كانت حتيل بعدما بالرتميق تتعلق تف�شريات اإىل

الجتماعية املختلفة التي يعمل فيها، اإمكانية تبني قيم خمتلفة بل ومتعار�شة. وهو اأمر يتناق�س

اأنه يتوفر على معايري مع روؤية جمتمع تقليدي يتم تقدميه بكثري من احلنني اإىل املا�شي باعتبار

وقيم اأكرث متا�شكا ومناذج ال�شلوك البديلة فيه حمدودة والتعلق باملوروث اأمر يتم تثمينه عموما.

وما يو�شع يف الوقت الراهن مو�شع �شوؤال يف بع�س الأحيان، لي�س هو املوروث باعتباره كذلك

يتم متنوعة؛ حيث معايري وفق التقييم يتم و املوروث. عنا�شر من ذاك اأو العن�شر هذا واإمنا

ا�شتبعاد بع�س املوروثات لتبنيُّ هرطقتها ورف�س اأخرى با�شم العلم والتقدم. بيد اأن املوقف الأكرث

متنوعة ي�شدق على عدة جمالت جد اأمر املوروث واحلداثة؛ وهو توليف اإىل يهدف تواترا

مثل ال�شيا�شة والأعياد واللبا�س وفنون الطبخ واملعمار والأثاث، الخ. وامل�شكل يطرح عندما يتم

جتاوز امل�شتوى العام للمبداإ من اأجل معاجلة ق�شايا خا�شة. والبحث حول القيم الذي مت اإجنازه

يف اإطار هذا العمل يوؤكد يف نف�س الوقت التاأزم الذي تعاين منه العلوم الجتماعية فيما يخ�س

تاأويل هذه التغريات املفارقة، لكنه يوؤكد اأي�شا الطابع العادي واملبتذل للمجتمع املغربي بالن�شبة

لعمليات املقارنة مع جمتمعات اأخرى و�شلت فيها هذه ال�شريورات درجة جد متقدمة. وال�شوؤال

الذي نطرحه هو معرفة ما اإذا كانت موؤ�شرات النتقال اإىل الدنيوية التي نعتقد اأنها جد متقدمة

ن من اإثبات مثل هذا التطور مع اإبراز التفاوت على م�شتوى املمار�شات، متقاربة وما اإذا كانت متكِّ

القائم بني خطاب النُّخب حول املوروث و�شلوك الفاعلني.

على حتيل اأبعاد خم�شة بدرا�شة الأمر يتعلق الن�شاء، تدين يتمحور حول الذي العمل هذا يف

املعلومات وم�شادر الديني اجلانب معرفة على حتيل كما ال�شوم(، )ال�شالة، دينية ممار�شات

وعالقات بع�س الآراء التي حتيل على ال�شيا�شة والأخالق واجلانب الديني وعالقات ال�شلوكات

الدنيوية بالدين. وحتيل اأخريا على مكانة التدين التقليدي ال�شعبي يف املعي�س الديني لأيامنا هذه.

Page 8: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

205 204

الإ�سالم يف احلياة اليومية

بناء على عينة تتكون من 1156 �شخ�شا، متكننا من اإجراء مقابلة مع 609 امراأة. وتعترب ال�شاكنة

اأقل الن�شاء امل�شتجوبات % من اإن عمر 54 الن�شائية التي �شملها البحث يف غالبيتها �شابة؛ حيث

% مقيمات يف املدينة، وتبلغ ن�شبة الأمية من 34 �شنة و10 % اأكرث من 60 �شنة. كما اأن ن�شبة 47،1

% من ال�شاكنة %، بينما الفئة املهنية الأكرث اأهمية هي فئة الن�شاء ربات البيوت اإذ ميثلن 46،1 51،2

الن�شائية التي �شملها البحث.

ال�صكل 44

ال�صكل 45

Page 9: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

205

التدين ب�سيغة املوؤنث

204

ال�صكل 46

ال�صكل 47

-1 املمار�سات الدينية: اللتزام ال�رصعي وتاأثري العقلنة

ال�صـــــالة

تعد ق�شية ممار�شة ال�شالة م�شاألة �شائكة بل وملتب�شة؛ فمن بني كل املمار�شات الدينية، تعترب ال�شالة

اأكرث اأهمية. والنا�س ي�شرحون على الدوام باأن الإ�شالم يتمثل اأول وقبل كل �شيء يف ال�شالة؛

ومن املقولت ال�شائعة كذلك »حذاري ملن ل ي�شلون هم يف جهنم خالدون ولن تطالهم �شفاعة

Page 10: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

207 206

الإ�سالم يف احلياة اليومية

م�شتوى على الأقل على ال�شالة اإقامة اأهمية على كثريا تلح ال�شعبية الثقافة اإن النبي حممد«.

اخلطاب، حيث نالحظ بالن�شبة لهذه املمار�شة بالذات تفاوتا اأكرب ما بني اخلطاب والواقع؛ على

لإقامة اإىل ركن منهم وينزوي جزء بع�شا بع�شهم يلتقي يتذمرون عندما النا�س ل اأن اعتبار

ال�شالة يف حني يوا�شل اجلزء الآخر تبادل اأطراف احلديث. ومن جهة اأخرى، فاإن رقابة اجلماعة

يف اأ�شغر قرى الأطل�س الكبري اأكرب والذهاب اإىل امل�شجد هو التزام اجتماعي اأكرث مما هو ديني.

وقد اأدخل احل�شن الثاين ال�شالة اإىل املدار�س، واأ�شبحت ال�شالة يف الثمانينات مطلبا من املطالب

النقابية الأكرث ت�شددا حيث اأ�شروا على �شرورة توفري اأماكن لل�شالة يف اأماكن العمل.

عن النا�س ينقطع اأن يحدث عليه؛ حيث املحافظة ي�شعب حتد ال�شالة اإقامة على املواظبة اإن

ال�شالة يف حلظة معينة من حياتهم ثم يعودون اإىل اإقامتها يف وقت لحق. وي�شدر اخلطاب ال�شعبي

يقال: »�شلي قا�شيا، حيث الذين ي�شلون بكيفية متقطعة حكما الأ�شخا�س الفئة من على هذه

واقطع، من جهنم ما يطلع«.

ل تتوفر لدينا مرجعية متكننا من قيا�س تقدم اأو تراجع ممار�شة الن�شاء لل�شالة؛ فذكريات الطفولة

تعيد اإلينا �شلوكا حمت�شما ل ي�شبح مرئيا وموؤكدا اإل مع التقدم يف ال�شن. واملعرفة بال�شالة مل تكن

اأبدا اإلزامية ومل يتم تعميم مناذج التدين املثايل اإل بعد بث التلفزة ل�شريط رابعة العدوية امل�شري

وهي امراأة مثالية من حيث الورع والتقوى. والنموذج النمطي الأكرث ا�شتقرارا يف الأذهان، يقدم

لنا »امراأة جاهلة باأمور الدين، امراأة بال عقل ول دين ت�شتمر يف الدفاع عن اخلطاب الذكوري

ما دام دم احلي�س والنفا�س يق�شيانها من دوائر الطهر«. هذه ال�شورة التي يرعاها الفقهاء الأكرث

حمافظة هي �شورة بالكاد مت التلطيف منها بنوع من الفكر املتعاطف الذي ين�شد تعدد �شبل حتقيق

التقوى املثالية؛ فاملثل ال�شعبي يقول : »ميمونة كتعرف ربي وربي كيعرف ميمونة« لإدراك هذه

الفورة الروحية التي ل ت�شيق على نف�شها بال�شكليات.

كتبت فقد الفقهاء«. »امراأة مقابل يف املت�شوفة« »امراأة فكرة بلورة الكتابات بع�س حاولت

م�شدرا املثرية املراأة تعد »مل : يلي ما عربي، ابن على الإحالة كثرية مغربية، اأنرثوبولوجية

املتفاين الع�شق يف يُحتدى اأن يجب مثال املت�شوفة لدى فهي »الفقهاء« لبع�س وخالفا للفتنة،

Page 11: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

207

التدين ب�سيغة املوؤنث

206

والباهر« )نعيمة ال�شيخاوي، 1999، �س. 33(. »من كان باإمكانه غري رابعة العدوية، تلك الكلمة

والمتثال الجتماعي ال�شبط حواجز وراء ما اإىل بذاتيته يدفع اأن بامتياز، ال�شوفية الن�شائية

املده�س ولي�س من لأنني عا�شق. )احليلة( القيد التمرد، ل على قادر على »اأنا« الأخالقي؛ ف

يغتني فتئ ما مذهب الإلهي وهو الع�شق مذهب لفل�شفة املد�شنة مبثابة املت�شوفة هذه تعترَب اأن

اخلالقة« الن�شوية منظر عربي، ابن مع الأق�شى بهاءه و�شيعرف اأخريات مت�شوفات بن�شاء

)نعيمة ال�شيخاوي، 1999، �س. 27(.

اإذا كانت هناك خا�شية للممار�شات الن�شائية لل�شالة والتي ل ت�شتعيد النماذج النمطية املبنية على

عدم املعرفة و�شرعة الت�شديق، فهي بالذات الطابع اخل�شو�شي ل�شالة الن�شاء. وبالفعل فاإن ال�شالة

لدى املراأة ا�شتدارت نحو الداخل؛ فالن�شاء ل ميار�شنها يف امل�شاجد لأن ولوجهن للم�شاجد، ولو باأعداد

�شغرية )7،6 % من الن�شاء امل�شليات( يعود اإىل عهد قريب ويتم ر�شده ب�شفة خا�شة خالل اأم�شيات

�شهر رم�شان. ذلك اأن الإعفاء املخول للن�شاء يف املتخيل ال�شعبي لرتياد الأماكن العمومية مل يكن

ي�شمل امل�شاجد؛ اإذ اإن احلمام وال�شوق من بعده كانا اإىل وقت قريب املكانني الوحيدين املرخ�شنْي

ال�شتيهامات لتحريك باعثا ذلك وكان املحارم، دائرة للن�شاء ح�شورهما خارج اللذين ميكن

واإثارة املتخيل.

ل تخ�ش�س الهند�شة املعمارية للم�شاجد بال�شرورة جناحا خا�شا للن�شاء، وعندما يتم ذلك فاإن

الأمر يتعلق مب�شطبة تف�شلها عن اأعني الرجال بحاجز خ�شبي )مو�شارابي( وذات مدخل خا�س.

به، م�شموح اجلن�شني بني فالقرب مكة. م�شجد هو املختلط الوحيد امل�شجد اأن هي واملفارقة

خ�شو�شا بعد اأن ي�شبح الزوج وزوجته يوؤديان منا�شك احلج معا.

عموما ت�شرح الن�شاء باأنهن ي�شلني اأكرث من الرجال. وامل�شكلة التي يطرحها الت�شريح يف عالقة

مع م�شاألة حتيل على قاعدة اجتماعية هي نف�س امل�شكلة بالن�شبة لل�شوم. والأمر املهم هو مالحظة

الفرق بني اللتزامني اللذين يقدمان معلومات عن تراتبيتهما. وتتمثل الو�شيلة الأخرى امل�شتخدمة

يف قيا�س �شدة املمار�شة وحتديد معامل التمييز بني الأفراد يف مالحظة ممار�شات النوافل. ويتعلق

الأمر بالتزامات اختيارية تقدم معلومات حول اختيار املوؤمن يف �شعيه اإىل الأداء الروحي الذي

مييزه عن عموم املوؤمنني.

Page 12: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

209 208

الإ�سالم يف احلياة اليومية

اجلدول 7:

بكيفية منتظمة

بكيفية غير منتظمة

في المجموعأبــــداالماضي

%100%13،6%7،6%8%70النساء%100%15،7%16،3%8%60الرجال

%100%14،6%11،7%8%65،7المعدل

%9،3%3،9%7،5%79،4النساء ربات البيوت

ي�شتدعي هذا اجلدول مالحظتني : من جهة نالحظ تفاوتا ب 10 نقط بني الرجال والن�شاء ؛ وهو

ما مييل اإىل تاأكيد التوافقية )الر�شائية( اأو المتثالية الن�شائية، لكنه ل ميكن من ا�شتخال�س نتائج

حول �شدة الورع اأو التدين. ومن جهة اأخرى ميكن اأن نالحظ اأن ن�شبة الن�شاء الالئي ينقطعن عن

ال�شالة اأقل من ن�شبة الرجال بعالقة واحد اإىل اإثنني. وهو ما يجعلنا نفرت�س باأن التزامهن الديني

يكاد يكون نهائيا وباأن ال�شالة اندجمت لديهن يف اآليات احلياة اليومية : نوع من النظافة البدنية التي

متدد اللتزامات الطبيعية للفرد. وباإمكاننا اأن نفرت�س اأن الن�شاء يتعر�شن لعدد اأقل من اإكراهات

الزمني. لتنظيم جدولهن اأكرب يتوفرن على مرونة واأنهن ال�شغل يفر�شه الذي الزمني اجلدول

و�شنالحظ من جهة اأخرى اأن الن�شاء ربات البيوت الالئي ميثلن 24% من العينة الإجمالية للبحث

% مل ي�شلني 10 املتو�شط. وهناك اأكرث من الرجل و15 نقطة تقريبا اأكرث من 20 نقطة ي�شجلن

اأبدا مقابل 14 % من بني جمموع الن�شاء. ون�شبة 3٫9 % من هوؤلء الن�شاء كن يواظنب على ال�شالة

وانقطعن عن اأدائها مقابل متو�شط يبلغ 12 %.

Page 13: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

209

التدين ب�سيغة املوؤنث

208

ال�صكل 48: ممار�صات ال�صالة

النوافـــل

اإن اإ�شرار هذا البحث على تناول النوافل بالدرا�شة، ي�شعى اإىل حتقيق هدفني :

التمايز من قيا�س كثافة اإدراج متايز يف املمار�شات الدينية. وميكن مثل هذا يتعلق الأمر مبحاولة

يوؤدي الكفاية فيه مبا مميز ديني اأداء حتقيق عن البحث على بال�شتدلل ت�شمح التي املمار�شة

ال�شدارة على غريه من نف�شه يف مرتبة متنحه حق يعترب اأن الدينية لل�شعائر املمار�س بال�شخ�س

ن اإذن من بناء فئة من املمار�شني لواجباتهم الدينية )على درجة عالية من املوؤمنني. فهو اأمر ميكِّ

التقوى والورع، وبارعون ح�شب تعبري ماك�س فيرب( باإ�شافة اأبعاد اأخرى للتدين اأو للممار�شات

الجتماعية التي تكت�شي طابعا دينيا اإىل حد كبري، مثل عدم �شماع املو�شيقى ورف�س القرو�س

بالربا وقراءة القراآن بكيفية منتظمة ورف�س الختالط.

ويتعلق الأمر كذلك بالف�شل بني ما هو يف م�شتوى املمار�شة املفرو�شة - املدرجة تبعا لذلك يف

�شجل التزام املوؤمن وامل�شكلة للعهد الذي يقطعه على نف�شه لينتمي اإىل جمموعة املوؤمنني - وبني

ما مت اختياره �شراحة ويعود اإىل اللتزام الديني.

Page 14: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

211 210

الإ�سالم يف احلياة اليومية

وميكن اأن منيز يف جمموعة النوافل بني ال�شلوات تبعا مل�شتوى ال�شعوبة واملجهود املبذول على

اأو من اجل�شد قهر القريبة من ال�شلوات ت�شمل اأوىل فئة فهناك : البدين والجتماعي امل�شتوى

اإىل اأ�شبوع ت�شتمر مدة اأن الرفيعة خالل فرتة زمنية م�شبوطة ميكن الدنيا �شهوات التخلي عن

�شهر، بل ومدة اأربعني يوما - »العتكاف« )العتزال يف م�شجد اأو زاوية( - اأو تلك التي ت�شتلزم

جمهودا بدنيا مكثفا ومتوا�شال - »املجاهدة« )�شالة مكثفة ومتوا�شلة(، و »القيام« ال�شالة طوال

الليل(. وحتيل هذه ال�شلوات و�شلوات ال�شحى اإىل ثقافة قريبة من ال�شوفية.

اأما الفئة الثانية من النوافل، فتتكون من ممار�شات لتح�شني الواجبات اليومية املعتادة. ويتعلق الأمر

بال�شلوات املنمطة واملعممة يف اإطار م�شار الورع املتو�شط. وتوؤدي الن�شاء النوافل اإجمال بن�شبة

تقل عما يوؤديه الرجال من �شاكنة ل توؤدي النوافل عموما بكيفية مكثفة. وبالفعل فاإن مغربيا من

بني اأربعة مغاربة يوؤدي �شالة الفجر يف ميقاتها املحدد ، وتبلغ ن�شبة اأولئك الذين يوؤدونها من حني

%، لكن ن�شبة اللواتي يرتدن امل�شاجد %. ومتثل الن�شاء الالئي يوؤدين �شالة الفجر 21 اإىل اآخر 40

.% لل�شالة فيها يف تلك ال�شاعة ل تتجاوز 2

النوافل هي فئة من ال�شلوات التي ت�شاف اإىل ال�شلوات الواجبة، وهي الدوائر الثالث )الركعات(

نافلة )مفرد اإىل كل دورة واجبة املت�شددون اليوم. وي�شيف التي تختم �شلوات ال�شفع والوتر

والدي وكان له. تُ�شلى الذي اهلل لدن من الواجبة ال�شلوات قبول تي�شر اأنها يفرت�س نوافل(

النوافل، لي�شرح يل مزيتها، بالطوابع الربيدية وامل�شاريف ال�شرورية لإر�شال رزمة يقارن هذه

اإىل ال�شماء.24

عمليا تُدَمج امل�شاء ف�شلوات للموؤمنني؛ بالن�شبة الأهمية نف�س الختيارية ال�شلوات لهذه لي�س

ومتثل يوؤدونها. باأنهم الدينية واجباتهم يوؤدون ممن % 50 ي�شرح حيث اليومية، ال�شلوات يف

%، اأي 13 نقطة اأقل من الرجال. والأ�شكال الأخرى من النوافل التي تتطلب التزاما الن�شاء 43

خا�شا من لدن املمار�س وت�شتلزم تفرغا ملمار�شة مكثفة، متاَر�س اإجمال بن�شبة �شعيفة. فممار�شة

»القيام« - الذي ماأ�ش�شه تقريبا اأتباع جمعية ال�شيخ يا�شني الإ�شالمية »العدل والإح�شان« كل خمي�س

24 - هناك �شلوات اأخرى تعترب نوافل مثل �شالة حتية امل�شجد.

Page 15: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

211

التدين ب�سيغة املوؤنث

210

% ممن �شملهم البحث. واملتمثل يف ال�شهر لل�شالة طوال ليلة كاملة - ل يواظب عليها �شوى 4،3

ممار�شة »العتكاف« وميثل دللة. ذات غري تبقى ال�شدد بهذا والرجال الن�شاء بني والتفاوتات

اأخرى اأكرث كثافة تتمثل يف النعزال جماعة خالل ب�شعة اأيام، ومن الأف�شل اأن يتم ذلك يف م�شجد

اأو زاوية اأو يف مكان منزو بعيد عن النا�س. ويقوم بذلك بع�س احلجاج مبكة اأو باملدينة، خارج

�شعائر احلج. وعمليا، لي�شت هنالك ن�شاء �شرحن باأنهن مار�شن »العتكاف«.

هناك جانب اآخر مييز ممار�شة الن�شاء لل�شالة، ويتعلق الأمر بعدم ارتياد امل�شجد. ونحن ل نتوفر،

بو�شعيات احلالية الو�شعية ملقارنة مرجعية معطيات على اآنفا، ذلك اإىل الإ�شارة �شبقت كما

�شابقة. والفرق يف اأيامنا هذه بني ممار�شات الإناث وممار�شات الذكور وا�شح متاما، لأن 2 % من

امل�شاجد بارتياد يقومون الذين الرجال ن�شبة تبلغ منتظمة يف حني بكيفية امل�شجد يرتدن الن�شاء

% بالكاد بالن�شبة للرجال. فامل�شجد هو % من الن�شاء مل يرتدن امل�شجد اأبدا مقابل 10 %؛ و78 16

اأيامنا هذه، بارتياد بالتايل ف�شاء عمومي ل تدخله الن�شاء عادة. اإن �شغف الن�شاء احل�شريات يف

ا�شتدعاء اعترب وقد للغاية. ظاهرة حديثة هو مرموقون بها خطباء يوجد التي امل�شاجد بع�س

ومنذ عهده. يف ثورة مبثابة امللك اأمام ق�شيدة لإن�شاد الثاين احل�شن م�شجد تد�شني عند امراأة

ذلك احلني تغ�س امل�شطبة املخ�ش�شة للن�شاء، املزينة باملو�شارابيا يف امل�شاجد التاريخية الكربى اأو

عندما ل يتوفر ذلك، الف�شاء املال�شق للم�شجد الذي يخفيه عن اأعني املتطفلني �شتار م�شدود،

وزيارة الأ�شرة خروج فيها اأ�شبح التي القدر«، »ليلة وخالل الإناث. من الوفرية بالأعداد

احتواء على قادرة امل�شاجد تعد مل عالية، قيمة ذات وروحية احتفالية ممار�شة املدينة م�شاجد

% من بانتظام، و44 الرجال يحيونها % من الن�شاء و83 % من 50 الن�شاء؛ الغفرية من الأعداد

الن�شاء يرتدن امل�شجد لأداء �شالة الرتاويح طيلة �شهر رم�شان، يف حني تبلغ ن�شبة الرجال الذين

.% يقومون بذلك 64

ميكن حتديد الورع »العادي« من خالل اختيار اللبا�س الذي يرتديه امل�شلي اأو و�شع ج�شمه الذي

بني من فواحدة الن�شاء؛ من املتدينات ذلك يف مبا امل�شرقي النموذج وا�شع نطاق على يخرتقه

اثنتني من الن�شاء تعتقد اأن و�شع اليدين فوق ال�شدر هو الو�شع الأكرث مطابقة لل�شنة. يف حني مل

Page 16: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

213 212

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ي�شتقطب الو�شع املحلي الذي ياأتي يف قمة موؤ�شر مغربية الإ�شالم، كما هو ال�شاأن بالن�شبة للقراءات

% من الآراء املحبذة لذلك؛ اأي خم�س نقط ال�شبع املحددة للكيفية املغربية لتالوة ال�شور، �شوى 10

اأقل مما هو عليه الأمر لدى الرجال. كما ميكن القيام بتعيني هذه احلدود بوا�شطة اختيار النمط

اجلماعي اأو الفردي لل�شالة. ففي املحا�شبة امل�شددة التي يقوم بها املوؤمنون بخ�شو�س عالقتهم

اأجر �شالة اجلماعة يتجاوز بكثري ال�شالة التي يوؤديها ال�شخ�س مبفرده، مبا اأن مع اهلل، يعتربون

التي يوؤديها يف بيته. والإ�شالميون يجعلون منها عالمة على اللتزام والن�شباط، يف ذلك تلك

بل وعلى اإم�شاك املرء بزمام اأمور البيت اأو املجموعة عندما يتعلق الأمر مبقر العمل. وتبلغ ن�شبة

% بالن�شبة للرجال %، يف حني تبلغ 62 الن�شاء الالئي مل يوؤدين ال�شالة جماعة اأبدا يف بيوتهن 73

يف نف�س الو�شعية.

ال�صكل 49

ال�صكل 50

Page 17: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

213

التدين ب�سيغة املوؤنث

212

ال�صيـــام

اإن �شهر رم�شان الذي هو �شهر ال�شيام، ميكن حتديده ب�شعوبة يف بعد من اأبعاد الظاهرة الدينية.

ذلك اأن ال�شيام هو فعل اجتماعي �شامل ي�شكل منعطفا يف اجلدول الزمني لل�شنة؛ فال�شيام معياري

اإىل درجة مل نتجراأ معها على اإدراجه مبثابة �شوؤال يتعني علينا طرحه. ويبدو لنا من قبيل املجازفة

اأن ن�شاأل املغاربة عما اإذا كانوا ي�شومون اأم ل ما دام ال�شوم يعترب مبثابة ال�شمة الأ�شا�شية لإ�شالم

الفرد. وقد بلغت ن�شبة امل�شتجوبني الذين يعتربون اأن ال�شخ�س الذي ي�شاركهم نف�س الدين ول

% ممن يعتقدون العك�س. ويعتقد %44،1 من الذين % مقابل 27 ي�شوم رم�شان لي�س م�شلما 59،9

�شملهم البحث، اأن عدم ال�شيام هو من اأ�شواأ التجاوزات الدينية ويجب معاقبة الآثم اإىل اأن يعود

اإىل جادة ال�شواب. وهكذا يجد موقف ال�شلطات العمومية املتمثل يف اعتبار �شيام رم�شان مبثابة

اأمر غري قابل للنقا�س واأكله عالنية مبثابة م�س بالنظام العام، �شداه لدى غالبية من �شملهم البحث

مبا يف ذلك ما وقع عليه اختيارنا باأل نطرح ال�شوؤال مبا�شرة واأن نكتفي بقيا�س �شدة ال�شوم الإ�شايف

تقربا من اهلل. لكن ال�شغط الذي ميار�شه املجتمع وال�شلطة ل يف�شر هذا املوقف اإزاء ال�شيام اإل

جزئيا. فعندما خ�ش�شت جملة »تيل كيل« �شنة 2006 ملفا عن ازدواجية �شلوك املوؤمنني خالل

�شهر رم�شان وو�شفت مبهارة احلياة الزدواجية )الورع واملجون( التي يعي�شها املغربي املتو�شط،

كان رد فعل جريدة »التوحيد«، ل�شان حركة التوحيد والإ�شالح، �شريعا وكان اأعنف من ردود

الفعل التي مت اعتمادها بالن�شبة مللفات اأخرى مثل امللف املخ�ش�س للحجاب.

متت اإعادة تاأويل الإمكانيات القانونية لالإفطار يف رم�شان اأثناء ال�شفر اأو املر�س اأو املحي�س لدى

% ممن �شملهم البحث، ن�شاء ورجال الن�شاء، يف اجتاه الت�شدد والتزمت النتقائي؛ بحيث يعتقد 95

على حد �شواء، اأنه من املمكن اإفطار رم�شان يف حالة املر�س. اأما ال�شفر الذي مت تقدميه مع ذلك

% من الرجال هي التي اعتربته رخ�شة % من الن�شاء و30 كعذر �شرعي لالإفطار، فاإن ن�شبة 23

التي كان من ت�شمح لل�شائم بالإفطار. ول ي�شكل العط�س وق�شاوة العمل وحت�شري المتحانات

�شاأنها، بناء على مبداإ القيا�س الذي اعتمدته املالكية، اأن متكن من تاأجيل ال�شوم اأو ق�شائه، عذرا

مقبول بالن�شبة للغالبية ال�شاحقة من الن�شاء ومن الرجال على حد �شواء. والن�شاء دائما هن اأكرث

% من الن�شاء اأن العمل ال�شاق ل يبيح الإفطار، فما بالك ت�شددا من الرجال؛ اإذ يعترب اأزيد من 98

بالعط�س اأو التح�شري لالمتحانات.

Page 18: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

215 214

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ترُبز اأهمية �شهر رم�شان عندما يتعلق الأمر بالقبول اأو الرف�س للذنب الذي يرتكبه الآخر �شواء

% من الن�شاء اأن ال�شخ�س الذي يفطر اأكان من ذوي القربى اأو جمرد مواطن عادي؛ اإذ يعتقد 47

اأثناء النهار يف رم�شان، يجب اأن يتوارى عن الأنظار ليتناول طعامه. ونحن هنا بعيدون كل البعد

فالن�شاء بالأمر؛ للمعني نبذ حقيقي الإجراء هو فهذا لل�شائمني، احرتاما الت�شرت الرغبة يف عن

والرجال يعتربون مرتني اأكرث، اأن الإفطار يف رم�شان اأ�شد خطورة من عدم اأداء ال�شالة، و40 %

من بينهم ي�شنفون ال�شيام يف املقام الأول، يف حني اأن ن�شبة الذين ي�شنفون ال�شالة يف املقام الأول

.% ل تتجاوز 19

توؤول �شرامة الن�شاء اإىل اأبعد من الورع املتقوقع على ذاته؛ فهي تتجه نحو اإدانة الآخر. وبالفعل

% من الن�شاء، مقابل 54 % فقط من الرجال، يعتربون اأن ال�شخ�س الذي يفطر يف رم�شان فاإن 64

ل يعد م�شلما. ول يرى عك�س ذلك �شوى امراأة من بني اأربع من الن�شاء ورجل واحد من بني ثالثة

من الرجال. ويجب الوقوف عند تلوينات موقف الإق�شاء هذا عندما ن�شتح�شر اإمكانية القمع

% من الن�شاء يعتقدن بوجوب معاقبة الآثم اإىل اأن يعود اإىل جادة ال�شواب، الجتماعي؛ اإذ اأن 40

ومع ذلك فاإن نف�س الن�شبة املئوية من الن�شاء يعتقدن باأن ال�شخ�س حر يف اأن يفعل ما ي�شاء.

اأقل من اأولده؛ فاإذا كان ال�شخ�س جتاه التعلق اخلا�س ب�شيام رم�شان يف درجة ت�شامح يتجلى

% ل مانع لديهن من 1 % من الن�شاء ميكن اأن يوافقن على حت�شري الطعام لأبنائهن املفطرين و11

% من بينهن يرف�شن اأية فكرة حت�شري الأكل باأنف�شهن داخل املنزل خالل �شهر رم�شان، فاإن 70

للتواطوؤ الإيجابي اأو ال�شلبي مع اأبنائهن. جند �شدى لهذه ال�شعوبة يف التعاطي مع حرية املعتقد

خ�شو�شا عندما يتعلق الأمر ب�شيام رم�شان يف نقا�شات �شجالية بني القراء داخل ال�شحافة احلاملة

لإ�شكالية الف�شل بني املجالني العام واخلا�س؛ ردا على قارئة اأجنبية كانت قد كتبت يف عدد �شابق

يعرب عن اأنه املرجح قارئ من باأنها ل حتب رم�شان، كتب ،)243 »تيل كيل«، عدد )اأ�شبوعية

ت�شور امل�شلم املعتدل، ما يلي :

لعدة الإ�شالم حتب ل اأنها اأكدت والتي ا�شمها تذكر مل م�شلمة غري قارئة بريد على »جوابا

اأ�شباب )»تيل كيل«، عدد 243(، اأود اأن اأجيب اأول بطرح �شوؤال : هل ميكن التعميم بالعتماد

Page 19: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

215

التدين ب�سيغة املوؤنث

214

على حالة واحدة؟ اأكيد اأنه ل ميكننا ذلك. ومن هنا اأقول اأنه يجب على املرء يف روما اأن يعي�س

كما يعي�س اأهلها. ما الذي تطلبه هذه ال�شيدة؟ هل يتوجب علينا اأن نتوقف عن ال�شوم اإر�شاء

بربجمة تقوم اأن �شوى عليها وما بها. تتعلق م�شكلة فتلك رم�شان، حتب ل كانت اإذا لها؟

الذين املغاربة من العديد ذلك يفعل كما رم�شان! �شهر كلما حل املغرب تغادر واأن عطلتها

واأذكركم ديني. وعن وهويتي ثقافتي عن اأدافع واإمنا عن�شريا، ل�شت اأنا رم�شان«. »ياأكلون

الأخرى! العبادات الإ�شالم مع �شمان ممار�شة دينها هو اأن د�شتورها يوؤكد دولة نعي�س يف اأننا

بكيفية وحار�شها و�شائقها خادمتها اأجر توؤدي ال�شيدة هذه كانت اإذا ما اأعرف اأن اأود واأنا

الكثري اأعرف لأين الجتماعي؟ لل�شمان الوطني لل�شندوق بهم �شرحت هل م�شبوطة.

الأ�شياء تر مل ال�شيدة هذه فاإن ولالأ�شف امللتب�س! القت�شاد يع�شقون الذين الأوروبيني من

املثلجة!« الق�شدة من قطعة على احل�شول من يتمكنوا مل اأطفالها لأن تهمهم فهي احل�شنة.

)»تيل كيل«، عدد 245(

اإن هذا الالت�شامح اخلا�س توؤكده املعطيات املرتبطة برم�شان، ف 9 % من الن�شاء و15 % من الرجال

يرون اأنه يجب اأن تظل املطاعم مفتوحة نهارا خالل �شهر رم�شان. والأغلبية ال�شاحقة، اأي 84 %

من الن�شاء ترى �شرورة اإغالق املطاعم بكافة اأ�شنافها. وعندما نذكر من �شملهم البحث بفر�شية

وجود اأجانب غري م�شلمني واحلاجة اإىل الإبقاء على املطاعم مفتوحة تكون الإجابات اأقل اإثارة

10 ماليني �شائح ويكون مالذا للمتقاعدين اإىل ا�شتقبال لكنها تظل مرتفعة بالن�شبة لبلد يطمح

الأوروبيني اجلدد الباحثني عن ال�شم�س؛ فامراأة من بني اثنتني ترف�س منح امتياز تناول الطعام يف

اأماكن عمومية، يف حني ل ي�شاركها نف�س الراأي �شوى رجل واحد من بني ثالثة.

Page 20: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

217 216

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ال�صكل 51

معرفـة الدينـي

ي�شعى هذا البحث اإىل فح�س الفر�شية التالية : حتظى الن�شاء يف الف�شاء العمومي للتعبري الديني،

بقبول �شعيف ن�شبيا، فهن يرتدن امل�شاجد اأقل مما يفعله الرجال، والأمية يف �شفوفهن اأعلى ن�شبيا

الكتب. تروجها التي املعلومات من اأكرب ب�شعوبة ي�شتفدن لذلك ونتيجة الرجال؛ مع مقارنة

ومن �شاأن التن�شئة الجتماعية للن�شاء اأن تكون اأقل جناعة، اإذ من املفرت�س اأن يكن من حيث املبداإ،

اأقل فهما للق�شايا الدينية واأقل قدرة على �شياغة اآراء وا�شحة حول ق�شايا الراأي املتعلقة باأن�شطة

الف�شاء اخلارجي خا�شة منها العالقات بني الدين وال�شيا�شة. املالحظة الأوىل التي متكن من تدقيق

ما قلناه �شابقا على �شبيل الفرتا�س، هي اأن الن�شاء ل يعانني من نف�س العجز يف كل مكان؛ فهن

ميثلن جزءا مهما من الفئة التي ل تتمكن من �شياغة اآراء حول كل �شيء ومتوقعهن انتقائي ويرتبط

بعدة متغريات، خ�شو�شا منها متغري اإمكانية اأو عدم اإمكانية ولوجهن اإىل الف�شاء العمومي.

Page 21: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

217

التدين ب�سيغة املوؤنث

216

اجلدول 8: م�صادر املعلومات الدينية

م�شدر

املعلومات

الأتراب امل�شجداملدر�شةالتلفزةالوالدانالكتاب

والأ�شدقاء

الرجال18،9%% 6،829،4%2،8%39،8%24،4%

الن�شاء12،0%15،6%39،2%1،8%11،2%23،2%

ال�صكل 52: مقارنة م�صادر املعلومات بني الرجال والن�صاء

الن�ســـاء : مع اأو �سد النتقال اإىل الدنيوية

ما هو تاأثري املعتقدات والتعاليم الدينية على ال�شلوك الدنيوي واملمار�شات القت�شادية يف احلياة

اليومية؟ اإن اخلطاب الإيديولوجي للفقهاء الأكرث اعتدال يقدم الإ�شالم كدين ينظم يف الآن ذاته

تخ�س التي - الإ�شكالية هذه للموؤمنني. )املعامالت( التجارية العالقات وكذا ال�شعائر ممار�شة

العالقة بني احلالل واحلرام وتدبري الإكراه الذي متثله املمنوعات ال�شريحة املتعلقة ببع�س اأ�شناف

املعامالت يف اقت�شاد خا�شع للتعامل النقدي - متت مقاربتها يف هذا العمل انطالقا من جمموعة

من الأ�شئلة حول القر�س بفائدة وحول اللجوء اإىل البنك؛ فم�شتوى تعامل الن�شاء مع البنوك اأقل

% % مقابل 20 %، متثل الن�شاء 8 من تعامل الرجال معها ب 12 نقطة؛ فعلى م�شتوى معدل 13

Page 22: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

219 218

الإ�سالم يف احلياة اليومية

%، اأي 6 نقط اأقل من بالن�شبة للرجال؛ وتبلغ ن�شبة اللواتي يعتقدن اأن القر�س بالفائدة حرام 48

% من الن�شاء %. يف مقابل ذلك، فاإن 39 الرجال الذين ي�شاطرونهن نف�س الراأي والذين ميثلون 52

ل يعرفن ما اإذا كان القر�س بالفائدة حالل اأم حراما.

كيف ميكن قراءة هذه النتيجة؟ ماذا تعني اإجابة »ل اأدرى«؟ هل يتعلق الأمر بجهل اأم تردد حول

م�شاألة مثرية للجدل؟ يف جميع الأحوال، فاإن اأغلبية النتائج متيل اإىل تاأكيد مالحظتنا حول تفاوت

ن من حتديد الفروق املت�شمنة لها. العجز يف جمال املعرفة بني الرجال والن�شاء لكنها متكِّ

اأو الالهوت من القريبة الدينية املعرفة حول الرجال مع مقارنة ال�شعف بع�س الن�شاء تُظهر

من تاريخ الإ�شالم اللذين يتم تلقينهما يف املدر�شة، وحول ق�شايا الراأي التي تُلزم امل�شتجَوبات

اتخاذ موقف والتعبري عن وجهة نظر. ويف ي�شتطعن اأنهن ل اعتبار الإجابة على بالمتناع عن

% من امل�شتجوبات اأي واحد من املذاهب الأربعة؛ فعدم جمال املعرفة بالالهوت ل تعرف 73

% الذين املعرفة هذه جلية خا�شة لدى الن�شاء حيث تف�شلهن عن الرجال 25 نقطة. ومن بني 26

% من 16 اأي % من ذكرهم جميعا، 62 ن�شبة الأربعة، متكنت املذاهب يعرفون باأنهم يقولون

جمموع امل�شتجَوبني والفرق بني الن�شاء والرجال يف هذا امل�شتوى هو فرق �شئيل. ويالحظ نف�س

العجز بخ�شو�س املعارف التاريخية عن الأعمال البطولية امل�شكلة للمتخينَّـل الإ�شالمي، بل وحتى

% من امل�شتجوبني الإ�شالموي، ونق�شد بذلك الع�شر الذهبي لبداية الإ�شالم. كما يالَحظ اأن 60

ل يعرفون اخللفاء الأربعة؛ اإذ اأن امراأة واحدة من بني اأربع، مقابل رجل من بني اثنني، يوؤكدان

معرفتهما بهم.

بالن�شبة مل�شائل ب�شيطة امل�شتجوبني اتخاذ موقف حا�شم % من 35 ويف جمال الآراء، ل ي�شتطيع

توفر لعدم الإجابة القدرة على تعني موقفا بل هي عدم اأدرى« ل »ل�شت ن�شبيا؛ والإجابة ب

اإذا % من الن�شاء الذي يعادل �شعف الرجال تقريبا، ما املعلومات. ففي املتو�شط، ل يعرف 40

كان يتوجب عليهن املوافقة على ما تقوم به احلركات اجلهادية اأم ل وما اإن كان الإ�شالم املغربي

خمتلفا عن الإ�شالم ال�شعودي اأو الإيراين اأو اجلزائري اأو حتى عن الإ�شالم الذي ميار�شه املغاربة

املقيمون يف اأوروبا.

Page 23: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

219

التدين ب�سيغة املوؤنث

218

ينقلب هذا العجز يف املعرفة اأو عدم القدرة على اتخاذ موقف، لفائدة الن�شاء بخ�شو�س الق�شايا

التي حتيل على معرفة مكت�شبة يف اإطار التن�شئة الجتماعية العائلية اأو يف اإطار املجموعات العمرية؛

% من اتخاذ موقف حا�شم بخ�شو�س م�شاألة اإمامة ال�شالة من طرف امراأة؛ حيث اإذ تتمكن 87

% % منهن �شد مثل هذه املمار�شة؛ وهي ن�شبة مماثلة لن�شبة الرجال تقريبا. ول 80 كانت ن�شبة 84

% منهن اأن الرجال لي�شوا من الن�شاء راأي بخ�شو�س اللبا�س الإ�شالمي الذكوري، حيث تعتقد 50

% منهن تعتقدن % منهن راأي حول اللبا�س امل�شموح به للن�شاء و63 ملزمني يف هذا املجال، ول 91

الراأي يف حدود نف�س يقا�شمنهن الذين الرجال ال�شيء عن بع�س تقل ن�شبة اإلزامي، وهي باأنه

%. وفيما يخ�س م�شاألة احلجاب، عربت كل الن�شاء امل�شتجوبات عن راأيهن، حيث ترى 84 % 69

% عربن عن معار�شتهن لرتدائه. اأنه من امل�شتحب ارتداوؤه و8

عندما تكون الق�شايا املتعلقة بالدين من النوع الذي يعنيهن مبا�شرة، فاإن الن�شاء يتمكننَّ من تكوين

تتعلقان للغاية خا�شتني مب�شاألتني يتعلق ففيما الفقه؛ مبقت�شيات معرفتهن على يدل دقيق راأي

% من مب�شكلتي منع واإيقاف احلمل مل ن�شجل اأية حالة عدم اإجابة )ل اأعرف(. وقد تبني اأن 89

% من اللواتي يعار�شن الن�شاء يوؤيدن منع احلمل، اأي ع�شرة نقط اأكرث من الرجال. من بني 11

% لأ�شباب �شحية. وت�شل ن�شبة % هذا الراأي لأ�شباب دينية و25 منع اأو اإيقاف احلمل، تبنى 71

% فقط. وقد كانت الن�شاء اللواتي يعار�شن منع احلمل لأ�شباب دينية مقارنة مع العينة العامة 3

% من الن�شاء يعار�شنه النتائج معكو�شة متاما فيما يتعلق بالتوقيف الإرادي للحمل، حيث اأن 94

% من الن�شاء لأ�شباب دينية فقط يف حني ميزج وهي ن�شبة تعادل ن�شبة الرجال تقريبا وتعار�شه 87

7 % بني العتبارات ال�شحية والدينية. ويبني التمايز بني املنع والتوقيف الإرادي للحمل اأن هناك

م دينيا حيث ي�شع هذا املوقف الن�شاء املغربيات يف �شف مواقف لهوتية جمهودا لتاأويل املحرنَّ

م�شرتكة مع عدة اأديان، مبا يف ذلك امل�شيحيني.

Page 24: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

221 220

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ال�صكل 53

الدين وال�سيا�سة

تكمن اإحدى �شعوبات العمل الكربى حول ما هو ديني يف املعنى الذي يعطيه من �شملهم البحث

ملا هو �شيا�شي؛ فال�شيا�شة يتم ربطها ببع�س املوؤ�ش�شات واملمار�شات التي ل يُفرت�س فيها اإ�شراك

الأفراد. لقد �شاهمت �شنوات الر�شا�س على نطاق وا�شع يف ربط ال�شيا�شة باملمار�شات املحفوفة

اإن اتخاذ موقف معار�س. ال�شيا�شة يف �شياق مغلق كانت تكمن يف باملخاطر �شيما واأن ممار�شة

امل�شل�شالت النتخابية وال�شلوك غري املدين للمنتخبني خالل وليتهم، قد �شاهم اأي�شا يف تبخي�س

ما هو �شيا�شي؛ حيث ينظر اإىل هذا الأخري باعتباره تعبريا عن النتهازية. ولكل هذه الأ�شباب

فاإن الإعالن عن العقد ذي الدللة ال�شيا�شية - الذي يهتم باملدينة وبالظلم وبتوزيع املوارد - يتم

ت�شريفه بوا�شطة و�شائل بعيدة عن تعبريه املوؤ�ش�شاتي. وهكذا تنتقل ال�شيا�شة اإىل اأن�شطة املجتمع

املدين من خالل املنظمات غري احلكومية اأو يف اإطار اأخالق دينية معلن عنها.

ت�شرتك املجموعة الإ�شالمية بكاملها يف العتقاد باأن الإ�شالم هو احلل؛ اأي اأنه مفتاح كافة امل�شاكل.

»اإعجاز القراآنية باملعجزة امل�شرتك الإميان اإيديولوجية تقوم على امتداده يف ويجد هذا العتقاد

القراآن« وعلى الفكرة القائلة باأن الإ�شالم هو يف نف�س الوقت »دين ودنيا«، »عقيدة ومعامالت«.

د على م�شتوى اخلطابة التعميمية وامل�شاوي للت�شريح ومع ذلك، فاإن هذا الإطار املرجعي املوؤكنَّ

بالعقيدة التي هي اإعالن عن النتماء، يتداعى عندما يتعر�س ملحك و�شعيات متكن من اإظهار

التناق�شات وجتاوز اجلنوح اإىل الإجماع.

Page 25: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

221

التدين ب�سيغة املوؤنث

220

اأن عند حتليل الأجوبة اخلا�شة ب�شوؤال : »هل الإ�شالم ميثل حال لكل �شيء؟«، فوجئنا مبالحظة

اأنه ل راأي لهم، بينما ل ميثل متو�شط اأو % من امل�شتجوبني ل يعرفون اأي جواب يقدمون 27

املجيبني الن�شاء �شعف %. ومتثل 5،8 اأنهم �شد هذا القرتاح اأعلنوا بو�شوح الذين الأ�شخا�س

املرتددين الذين مل يتمكنوا من احل�شم يف هذا ال�شوؤال املعياري؛ فهن ي�شكلن ن�شف امل�شتجوبني

املعنى اأي�شا ل ميكننا ال�شتقرار على املقولة. وهنا اتفاقهم مع هذه اأعلنوا بو�شوح عدم الذين

الذي يجب منحه لهذا الو�شع املرتدد، فهل يتعلق الأمر باجلهل وعدم القدرة على اتخاذ موقف

ب�شكل �شادق بالن�شبة ل�شوؤال خطري؟ اأم اأنه يتعلق على العك�س من ذلك براأي حقيقي لأن املوقف

الذي يتحمل اأقل قدر من املخاطرة بالن�شبة لهذا ال�شوؤال كان يتمثل يف اتباع املجموعة والإعالن

باأن الإ�شالم قادر على حل كل �شيء؟

اأنها من املحتمل التي من اختيارنا على خم�شة جمالت كربى اأبعد من ذلك، وقع وللذهاب

اخت�شا�س الدين : الأول هو جمال املعامالت، واختيار تعبري »املعامالت« هو بالأحرى اختيار

معياري لأنه يحيل على قاعدة ويقرتح جوابا موؤيِّدا ولأنه يكاد يكون مرتبطا بالطبيعة العميقة

لالإ�شالم. ويف مقابل ذلك حتيل املجالت الأربعة الأخرى اإىل اأن�شطة دنيوية : القت�شاد والطب

والتكنولوجيا وال�شيا�شة. وقد كانت النقط التي مت حتقيقها بهذا اخل�شو�س مهمة للغاية حيث اأبان

% با�شتثناء ما يتعلق بالتكنولوجيا ؛ اإذ املجيبون عن اإجماع ل�شالح الدين كحل مبتو�شط بلغ 90

.% مل تبلغ ن�شبة الذين يرون اأن الإ�شالم يقدم حلول للتكنولوجيا �شوى 77

ال�صكل 54: دور الدين يف احلياة الدنيوية

Page 26: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

223 222

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ولتجاوز هذه الو�شعية املعيارية التي يلتقي فيها احرتام الدين واحرتام اأدائه املتوقع، اأولينا اهتمامنا

لق�شايا تتعلق بالراأي التي و ترتكز حول ال�شيا�شة، لكن ل ميكن اإدراكها اإل يف و�شعيات ملمو�شة

حتيل على جتربة عملية اأو على نية القيام مبثل تلك التجربة.

الدخول يف بالدين. وقبل ال�شيا�شة ترتبط بعالقة اأ�شئلة مبا�شرة �شبعة يتم طرح التفاف، وبدون

التفا�شيل من اأجل مقاربة النتائج، نطرح املالحظة التالية : اإن الن�شاء ب�شفة عامة مينحن مكانة اأكرب

للدين يف احلياة اخل�شو�شية مقارنة مع الرجال، ويعتقدن اأن على الدين اأن يلعب دورا اأكرب يف

احلياة ال�شيا�شية.

ال�شكان يف �شلوك اأن على بالتاأكيد املالحظة هذه ن�شبي على طابع اإ�شفاء املهم من ذلك، مع

للخطاب عمليا فيه وجود ل �شياق يف فكرية حالة هو اجلن�شني، عن النظر بغ�س اأغلبيتهم

العلماين، �شياق حتافظ فيه الطبقة ال�شيا�شية، ب�شيء من التعتيم، على الدور الذي تنوي تخ�شي�شه

للدين. وتوؤكد هذه املالحظة الن�شبة املئوية املرتفعة لالأ�شخا�س الذين ل يتمكنون من اتخاذ موقف

.)% حا�شم بالن�شبة لق�شايا الراأي هذه )45

بني الف�شل م�شاألة حول ال�شيا�شية الطبقة موقف مع يلتقي املعياري اخلطاب فاإن وبالفعل،

على الديني �شمو تف�شيل عن بو�شوح يعلن اأو ملتب�س املوقف وهذا وال�شيا�شي. الديني

ال�شيا�شي؛ فا�شتعمال ال�شلطة للدين ي�شمح بالعتقاد اأن من �شاأن موقف اأقل ح�شما حول امل�شاألة

اأن يجب هل املوؤمنني. اأمري و�شع �شمو بفر�س الدائرتني بني الف�شل �شمان للملك يتيح اأن

ال�شيا�شية كذلك؟ حول هذا اأن عليه توجيه احلياة اأم ال�شخ�شية فقط بتوجيه احلياة الدين يقوم

يرى حني يف �شخ�شية م�شاألة الدين اأن منهم % 26 يرى حيث امل�شتجوبون؛ انق�شم ال�شوؤال،

% اأن على الدين اأن ينظم كذلك ما هو �شيا�شي. ول تتمكن امراأة من بني اثنتني من التعبري 28،9

% من بني الن�شاء. عن وجهة نظر حمددة بخ�شو�س هذه امل�شاألة، اأي مبعدل 54

امل�شاألة الثانية التي كانت اأكرث و�شوحا واإثارة، تطرح اخلطر املحتمل الذي قد ميثله تدخل الدين يف

% بينما بلغت احلياة ال�شيا�شية؛ فقد بلغت ن�شبة الن�شاء اللواتي يعتقدن بوجود مثل هذا اخلطر 18

Page 27: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

223

التدين ب�سيغة املوؤنث

222

التي ميكن النتيجة %. لكن يجب مقارنة هذه 31 الراأي نف�س ي�شاطرونهن الذين الرجال ن�شبة

اأن توحي باأن الن�شاء ل يعرفن ما اإذا كان الدين ميثل خطرا اأم ل، مع الن�شبة املئوية للن�شاء الالئي

يعلنن باأنهن ل يعرفن كيف يجنب عن هذا ال�شوؤال، اأي 59،3 منهن ؛ فالأمر يف نظرنا يتعلق هنا،

بانزعاج وا�شطراب اأمام اختيار يبدو بديهيا؛ وهو اأمر مهم باعتبار اأن هذه النتيجة تطرح تذبذبا

يف قناعات جد را�شخة.

اأو يف بينهما الف�شل اأو املجالني التمييز بني الدين وال�شيا�شة يف منحى العالقة بني ميكن مقاربة

الدين من تدخالت اقرتاح حماية يتفقون مع املجيبني % من 38 فاإذا كانت تراتبيتهما؛ منحى

ال�شيا�شيني، فاإن العديد من الن�شاء يرغنب يف اأن يقوم الدين بتوجيه ما هو �شيا�شي بحيث ميثلن 13

نقطة اأعلى من الرجال. وبخ�شو�س هذه امل�شاألة، يالحظ اأن ن�شبة املجيبني الذين ل يتمكنون من

احل�شم اأو ل يعرفون، هي الأقل ارتفاعا بالن�شبة للم�شائل التي تتعلق بهذه املجموعة من الأ�شئلة.

البعدين من الدين وال�شيا�شة من وجهة نظر عملية ويتم جت�شيد عندما يتم تناول العالقات بني

اتخاذ موقف يتمكنون من الذين ل املجيبني فن�شبة النتائج تكون خمتلفة؛ فاإن الرجال، طرف

%. وعن ال�شوؤال : »هل يجب على رجال حمدد، تظل بو�شوح اأقل اأهمية، اإذ ت�شتقر يف حوايل 3

ال�شيا�شة عدم التدخل يف الدين؟«، يجيب العديد من الرجال والن�شاء بالإيجاب، اأي حوايل 51 %

% من الن�شاء. ويف نف�س الوقت تعلن امراأة من بني اثنتني اأنها غري مبالية بالأمر. من الرجال و30

بالن�شبة ملعرفة ما اإذا كان على رجال الدين التدخل يف ال�شيا�شة اأم ل، فاإن الأجوبة يف هذه امل�شاألة

كانت اأقل ح�شما من تلك التي راأيناها فيما يتعلق بال�شوؤال ال�شابق؛ اإذ يبدو اأن املجيبني ي�شريون

باعتدال باجتاه رفعة و�شمو رجل الدين بحيث عرب واحد من بني اأربعة من الذين �شملهم البحث

�شراحة على اأنه مع تدخل رجال الدين يف ال�شيا�شة. لكن الن�شاء الالئي اإما عربن �شراحة اأنهن

% 75 %(، ميثلن جمموع ال�شيا�شة، واإما عن ل مبالة )45 %( عن الدين )30 ابتعاد رجال مع

% بالن�شبة للرجال(. وعندما يتم طرح العالقة بني رجل الدين ورجل ممن �شملهن البحث )66

ال�شيا�شي خلطبة اجلمعة مثال، تكون ال�شيا�شة يف عالقة مع �شياق حمدد، بالإحالة على املحتوى

اأكرث ح�شما من الرجال، حيث بلغت ن�شبة الن�شاء غري اإجابات اأكرث و�شوحا. وللن�شاء الأجوبة

% من الرجال الذين ي�شاطروهن نف�س الراأي. % مقابل 28،5 املتفقات مع خطب �شيا�شية 36،7

Page 28: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

225 224

الإ�سالم يف احلياة اليومية

ال�صكل 55:

الديــن وال�صلـــوك

وحتى نتمكن بقدر الإمكان من قيا�س ما اأ�شميناه بالنزوع القوي نحو الدنيوية، اخرتنا جمموعة

�شرامة اأكرث اجتاه املمار�شة وعقلنتها يف تعميق اأن العلم مع بذلك نقوم ونحن املتغريات. من

وطهرانية باللجوء اإىل املكتوب، ل يتناق�س مع تنزيلها يف اأمكنة واأزمنة حمددة يف اليوم وال�شهر

العاملة الثقافة بني الفجوة وتقلي�س العام الثقايف للم�شتوى الن�شبي الرتفاع اأن ونعتقد وال�شنة.

م�شادر على املتو�شطة الطبقة انفتاح دعمها و�شيطة ثقافة بروز على �شاعدا ال�شعبية، والثقافة

الإعالم اجلديدة والتاأثري الذي متار�شه التلفزة؛ فهناك ثقافة دينية منطية قيد التعميم، يف حني هناك

متايزات بني املجموعات فيما يتعلق بالتقوى تتم على هوام�س الدين بالن�شبة للنوافل على وجه

له يرمز الذي بالرجال اخلا�س البدين املظهر خالل من التدين، مظاهر وتلعب اخل�شو�س.

للن�شاء، بالن�شبة ال�شجود( ولبا�س احلجاب املوؤمنني من فرط اأ�شود ينطبع يف جبهة الدينار)طابع

دور مميزات بدنية ت�شجع الن�شمام اإىل جمموعات تربز من جديد يف بيئة تتميز بالت�شرت والكتمان.

املراأة واحلجاب

الذين الدينية ال�شاحة تر�شخ اخلوف لدى خمتلف مالحظي نقطة مهمة م�شاألة احلجاب ت�شكل

خمتلف يف متواترة كم�شاألة تعود فهي الإ�شالموي؛ باملد بالإجماع اليوم ي�شمى ما يواجهون

الأبحاث حول الدين كما اأنها م�شاألة معقدة وح�شا�شة يف الوقت نف�شه؛ بالنظر للم�شطلح امل�شتعمل

يف هذا الإطار. وبالفعل فاإن احلجاب يحيل على فعل التحجب واإىل الثوب امل�شتعمل من اأجل

Page 29: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

225

التدين ب�سيغة املوؤنث

224

التحجب. وقد ورد ذكر بع�س الكلمات الدالة عليه يف �شور ل يرتدد املجادلون يف التلويح بها

كدليل على الطابع الإلزامي لرتدائه. وي�شتدل على احلجاب بكلمات تنطوي على معاين خمتلفة

ت�شتح�شر الإثارة اجلن�شية وال�شبقية والتقوى على حد �شواء، اللثام، النقاب، اخلمار. لنحاول اأن

العربي قبل الإدلء براأينا التاريخ الجتماعي والأدبي نعرف ما تدل عليه هذه امل�شطلحات يف

حول مكانتها.

اخلمار مفرد اخُلُمر، هو م�شطلح ورد ذكره يف القراآن »{...} ولي�شربن بخمرهن على جيوبهن«

)24، النور، الآية 31(، ويدل كذلك على كل ما يلف الراأ�س من اأي �شكل كان : طرحة اأو �شال

اأوو�شاح مثال. واخلمار يف الغناء العربي قطعة من الثوب توحي بعالقة �شبقية ؛

يدل النقاب على ما تلب�شه املراأة لإخفاء وجهها ؛

الن�شاء تلب�شه كانت الذي لالأنف( )غطاء اللثام ي�شتعملون الإ�شالم، جميء قبل العرب، كان

والرجال على حد �شواء يف ال�شحراء ؛

حجاب« وراء من فا�شاألوهن متاعا �شاألتموهن »واإذا : به يحتجب ما على لغة احلجاب يدل

{ال�شورة 33، الأحزاب، الآية 53} ويف قوله تعاىل : »واتخذت من دونهم حجابا« )ال�شورة 19،

مرمي، الآية 17(.

وياأتي تعقد م�شاألة احلجاب كذلك من كونه اأ�شبح نقطة ارتكاز للتقاطب بني امل�شاريِع املجتمعية

تقاطبات وهي اإ�شالمية، جاليات فيها تعي�س بلدان يف اأو الإ�شالمية البلدان اأغلب يف املتناف�شة

بني حداثيني وحمافظني، بني اإ�شالميني وعلمانيني؛ ففي �شياق حتليل احلركات الدينية، مت تناول

احلجاب كموؤ�شر رئي�شي على اأ�شلمة زاحفة حيث �شكل على هذا النحو نقطة تركيز لل�شراع بني

التقليد واحلداثة. وهكذا، يتوجب علينا من دون اأن نناق�س مدى م�شروعيته كموؤ�شر على الأ�شلمة

العديد من املالحظني ل اأن اإىل ن�شري اأن التقليد، التحرر من العك�س من ذلك( على اأو )على

يرتددون يف التنديد بالتدفق املكثف للمحجبات يف الأحياء اجلامعية ويف الف�شاء العام، يف حني اأننا

ل نتوفر �شوى على النزر الي�شري اأو ل نتوفر على الإطالق، على موؤ�شرات اإح�شائية من �شاأنها اأن

Page 30: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

227 226

الإ�سالم يف احلياة اليومية

متكن من التحقق من هذا النطباع. ويتقوى البتذال، الذي يجعل الأ�شكال التقليدية للحجاب

مرئية، بالنطباعات املتعلقة بت�شرب ظواهر يُغاىَل يف تقديرها؛ يف حني يدفعنا موقف اآخر اأكرث

اإعادة النظر يف امل�شاألة؛ فالرموز التي امتلكتها الن�شاء كموؤ�شرات على احلداثة حذرا وتيقظا اإىل

مل تكن تق�شي احلجاب والفروق التي ت�شري اإىل تدرج يف املواقف، هي عبارة اإما عن انتقال من

الف�شاء القروي اإىل ف�شاء املدينة واإما عن عالقة جديدة مع الف�شاء العمومي، هي فروق انتقلت

للرجال لبا�س اإىل اجلالبة - برن�س من قطعة واحدة »الإزار« وهو عبارة عن اأو »احلايك« من

اأخذته الن�شاء عنهم - مع نقاب و »ُقّب« )غطاء للراأ�س(، ثم بدون »قب« ول نقاب واإمنا مبنديل ل

غري يغطي الراأ�س، معربة يف نف�س الوقت عن تطور ملو�شات اللبا�س وتق�شيمات جديدة للعمل يف

اإطار تعميم العالقات التجارية. وتتم ترجمة ذلك مبيالد �شوق لالأك�ش�شوارات الن�شائية وجمموعة

من اخلدمات الأخرى مثل احلالقة )جتعيد ال�شعر، املجفف الكهربائي، الخ.( واملاكياج واخلدمات

التحلي مبزيد من احلذر يف معاجلة اإىل بنا اأن يدفع ينبغي التطور بالتجميل. ومثل هذا املتعلقة

احلجاب كاأك�ش�شوار مت اإدماجه يف جمموعة اللبا�س.

اأنه على ولو التعليم، بن�شر م�شحوبا متاأخرا وكان باملغرب الأوروبي اللبا�س تعميم لقد جاء

1947 �شنة بطنجة النا�س من حل�شد لبنته اخلام�س تقدمي حممد يعترب اآنذاك، الرمزي امل�شتوى

بتنورة مك�شوفة الوجه، مبثابة فعل حترري، ل ميت لالإ�شالم ب�شلة واإمنا بتقليد يرتبط بثقافة التعاون

مع ال�شتعمار. وقد �شاند الوطنيون الذين ا�شتوحوا تعاليمهم من ال�شلفية ذلك الفعل يف اإبانه. ومت

اأخذه كمرجع �شيتم التعبري عنه بكيفية اأكرث تدرجا واأكرث حذرا يف املمار�شة، مبا يف ذلك ما �شارت

عليه الأمور يف بالط احل�شن الثاين.

على ت�شو�س متناق�شة associations ربط عمليات على يحيل احلجاب اأن ن�شجل اأن يجب

تعدد يرتبط ول متناق�شة. نقل خطابات اإن مل اأو�شاع عن لتعرب املعامل وعلى بل الدللت،

الدللت بطبيعة احلجاب املذكور فقط واإمنا بلونه وكيفية ن�شجه حيث توجد هناك الع�شرات من

الأ�شكال التي تغذي جدال حاميا حول ما هو وطني وما هو غري وطني؛ فالرموز بني »احلايك«

الأبي�س النظيف جلدتي وو�شاح والدتي احلريري املعطر باأريج »�شانيل 5« و »الدرة« التي تكلم

Page 31: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

227

التدين ب�سيغة املوؤنث

226

»اجلالبية« اأو الأفغانية و»الربقع« فخرى �شباح ال�شوري املطرب »خمار« و الثاين احل�شن عنها

امل�شرية، هي رموز جد متغايرة. وتت�شو�س املعامل اأكرث عندما ي�شبح احلجاب اأحد اأك�ش�شوارات

الربط هذه تفاوتات ل ميلك اآخر مثل اجلينز الال�شق. وحُتدث عمليات بلبا�س املو�شة ويرتبط

املدافعون عن املراأة الأكرث حتم�شا �شوى ف�شحها والتنديد بها، م�شدومني بالنحياز املخرب لتلك

ال�شلوكات التي تُدرج تارة يف خانة املمار�شة العتيقة ل»كيد الن�شا«، وتارة اأخرى يف خانة ال�شتالب.

25

ويعزز خطاب الإدانة هذا ب�شكل مفارق اخلطاب الذكوري عن ق�شور الن�شاء.

مفارقة اأخرى، يخلق دللت واأماكن الربط بني احلجاب و�شلوكات فاإن وعالوة على ذلك،

يجب األ يتم تاأويلها فقط كتعبري عن توليف بني �شيطرة نظام اأخالقي والكيفيات العملية خلرقه،

فقراءته اخلا�شة؛ ال�شياقات لإكراهات تبعا الفاعلون يغتنمها كفر�شة اأي�شا تاأويلها ينبغي واإمنا

كوحدة دالة تخ�شع لعلم النحو يجب اأن نرجعه يف كل مرة اإىل ال�شياق، لكن يجب اأن نرجعه

اأي�شا، كما يذكر بذلك املدافعون عن قواعد النحو، اإىل كفاءات الفاعلني اأنف�شهم واإىل قدرتهم

انت�شار احلجاب اأجل حتريف معناه الأول واإلبا�شه معنى جديدا. ولعل على ال�شتيالء عليه من

يف املجتمع يرتجم كذلك الثقل املتنامي لأخالقية عمومية وازنة متنح تطمينات مادية لرجال غري

قادرين على مراقبة حرميهم، وذلك عندما يتم تاأويل احلجاب من وجهة نظر معيارية تعلي من

�شاأن �شيغة وحيدة تربط بني احلجاب والمتثال لتعاليم الإ�شالم اأو للموروث املحلي. وقد يكون

ارتداء احلجاب على هذا النحو مبثابة التقوى املعلن عنها اأو ر�شالة وا�شحة عن التحلي بالأخالق.

ومن امل�شلم به التذكري اأن احلجاب والو�شاح والزي الإ�شالمي، ل يدلون على نف�س ال�شيء بالن�شبة

للفاعلني بتعدد ممار�شته ومتلكه وتعدد طرق ارتدائه حتى واإن كان يتم حتميله يف الذاكرة اجلماعية

باأعباء دللة معيارية مل يكن يت�شمنها املفهوم املرجع.

25 - »نعم، ارتداء احلجاب لي�س متما�شكا، ول ي�شتجيب يف هذا املنحى ملعايري لبا�س �شرعي، لكن لي�س هناك بال�شرورة ما يدعو لالبتهاج بذلك. اإذ بة فوق �شروال اآخر مو�شة مثل �شروال اجلينز ة مذهنَّ كنَّ ما ع�شانا نرى يف حتريف املعنى الأ�شلي للحجاب عندما يكون ذا لون اأزرق فريوزي، مثبت ب�شِ

النازل؟ مبعنى عندما يتحول احلجاب اإىل اأحد اأك�ش�شوارات املو�شة! ماذا ميكن اأن نرى يف ذلك؟ اإن مل يكن جمرد تهافت مطلق، لأن احلجاب ي�شبح

هنا اأداة لالإغراء؛ اأداة ا�شرتاتيجية للتعارف والتالقي. باأي تغري فجائي ياأتي احلجاب ليمثل عك�س معناه الروحي، اإن مل يكن ذلك نوعا من النتهازية

البذيئة كنمط لال�شتغال. باخت�شار، ملاذا يُلب�س احلجاب مع �شروال جينز ل�شق؟ اأو مع اأحمر �شفاه؟ اأو مع حذاء بكعب عال يبلغ 10 �شم؟ ملاذا يتم

جت�شيد رمزين متناق�شني ب�شكل مطلق، املهذب املتوا�شع وال�شتعرا�شي املربنَّق حول الن�شائية؟ هنا اأي�شا من املمكن األ يتغري التقليد الأعمى لتاأثري املو�شة!

اإذ عالوة على اأن ذلك بداأ يفعل الكثري من الأ�شياء التي ل تعيها الن�شاء، فاإن مو�شة احلجاب هذه هي املو�شة الأكرث ات�شافا بالال منطق... والأكرث خطرا.

اإن ابتذال احلجاب بخلطه بدللت اأخرى متناق�شة يفقده ب�شكل مبا�شر خ�شو�شيته الروحية للقبول والإقرار ب�شفة نهائية على التمييز بني اجلن�شني« يف

Femmes du Maroc بتاريخ 01/11/2006

Page 32: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

229 228

الإ�سالم يف احلياة اليومية

يف هذا ال�شدد، ميكننا التذكري بعدة مالحظات قريبة من احل�س العام :

هناك تعدد يف طرق ارتداء احلجاب حيث يغطي ال�شعر اأو الوجه، وميكن اأن يكون لون احلجاب

اأ�شود اأو اأبي�س، لكن كذلك يكون زاهيا ومتناغما مع احلقيبة اليدوية ومع احلذاء ؛

تعدد الوظائف املرتبطة باحلجاب : اإذ ميكن اأن يوؤدي وظيفة اأحد اأك�ش�شوارات اجلمال بنف�س القدر

م�شتح�شرات و�شراء باجل�شد لالعتناء املرتفعة التكاليف عن بديال البوؤ�س مظاهر يخفي الذي

التجميل اأو موؤ�شرا على اأنوثة من بلغن �شن الياأ�س اأو التنكر لالإفالت من مراقبة الإخوة ومغادرة

ف�شاء الأ�شرة بدون اإثارة ت�شاوؤلت اأو رمزا موؤكدا لالحرتا�س اأو رمز انتماء اإىل طائفة...

عدة اأو ب�شلوك احلجاب يرتبط الرمزي، امل�شتوى على : باحلجاب املتعلقة املرتابطات تطور

�شلوكات اإ�شافة اإىل ال�شلوك النمطي للفتاة اأو للمراأة التقية )الع�شرية التي توؤدي ال�شعائر( املمار�شة

واأحد اإيديولوجية م�شايعة �شواء ي�شكل على حد فاحلجاب لل�شعائر؛ املوؤدية الأنيقة اأو امللتزمة

ب�شروال اللبا�س م�شتوى على يرتبط اأن وميكن كزينة. اأو كقناع والإثارة املو�شة اأك�ش�شوارات

دة والتي اجلينز اأو بالبذلة التقليدية لكن ميكن اأن يرتبط كذلك بالبذلة الع�شرية اأو باجلالبيب املجدنَّ

ت�شفي عليه طابعا ع�شريا، بل وباملعاطف الطويلة بالن�شبة للن�شاء املهاجرات.

التعقيد اأخذا بعني العتبار البحث اإدراجها يف هذا التي هي مثار جدال، مت اإن م�شاألة احلجاب

% يرتدين احلجاب. ويتعلق الذي يحيط بها؛ فمن عينة تتكون من 609 امراأة مت ا�شتجوابهن، 39

الأمر هنا بظاهرة تتم على نطاق وا�شع، حتى واإن كان من ال�شعب من خالل ال�شتمارة القيام

بو�شف هذا اللبا�س الذي ترتديه املراأة. ومع افرتا�س اأننا كنا اأمام زي موحد يحيل على نف�س

وعموما، املحجبات. من العينة لهذه الرئي�شية اخل�شائ�س معرفة حاولنا فقد الرمزية، الدللة

وتظهر ي�شتغلن. الالئي الن�شاء كثريا عن يختلفن البيوت ل ربات الن�شاء باأن ن�شجل اأن ميكننا

الختالفات عندما نحدد �شنف الن�شاط الذي تتم مزاولته. وهكذا فاإن املوظفات ميلن اإىل احلجاب

.)% )57 % من الفئة( اأكرث من م�شتخدمات القطاع اخلا�س )33.8

Page 33: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

229

التدين ب�سيغة املوؤنث

228

التوايل ميثلن على العازبات حيث الن�شاء من اأكرث احلجاب ارتداء اإىل املتزوجات الن�شاء متيل

% يرتدين احلجاب مقابل %. ومن بني الن�شاء الالئي ل ميار�شن اأي ن�شاط مهني، 39 "40 % و33

% مقابل 61 % من الن�شاء اللواتي ل يرتدينه. ومتثل ن�شبة املدينيات الالئي يرتدين احلجاب 44

الكربى املدن �شاكنات بني من يرتدينه الالئي الن�شاء وتُعد ثالث. بني من قروية واحدة امراأة

%( اأكرث من الالئي يع�شن يف املدن ال�شغرية حيث ل ميثلن �شوى 23 %. ويوؤثر واملدن املتو�شطة )44

%( اأو الإعدادية التعليم بالن�شبة للفئتني املتو�شطتني، اأي الن�شاء الالئي وجلن املدر�شة البتدائية )41

%(. وتقل ن�شبة الن�شاء غري املتعلمات، مثلهن مثل الن�شاء الالئي قمن بدرا�شات واإىل الثانوية )44

عليا، اللواتي يرتدين احلجاب، حيث ل ميثلن �شوى 34 %.

بالن�شبة ملعيار الدخل، هناك انت�شار قوي لرتداء احلجاب �شمن الن�شاء اللواتي ينتمني اإىل الفئة

ذات الدخل املتو�شط، حيث متثل الن�شاء الالئي ل يتجاوز دخل اأ�شرهن 1000 درهم يف ال�شهر

21 % من الفئة؛ وتتجاوز ن�شبة الالئي يرتاوح دخل اأ�شرهن بني 3000 و6000 درهم ب�شعفني.

ال�شن، املتقدمات يف لدى وا�شح بت�شارع والتدين احلجاب يرتبط ال�شن، معيار نظر من وجهة

% من فئة اأقل من 24 �شنة، فذوات الأربعني ربيعا يف�شلن اأكرث ارتداء احلجاب حيث ميثلن 34

% ممن هن دون % ممن هن دون 44 �شنة، و41 % من الن�شاء البالغات اأقل من 34 �شنة، و46 و34

59 �شنة، و40 % ممن يفوق عمرهن 60 �شنة.

قد يكون باإمكاننا اأن ن�شجل كخال�شة اأن كافة املتغريات املكونة لفئة ن�شاء الطبقة الو�شطى احل�شرية

�شنة، 45 العمر من تبلغ كبرية، مدينة يف تعي�س موظفة تكون اأن املحجبة �شاأن ومن متقاربة.

متزوجة وذات م�شتوى تعليمي متو�شط.

وبغ�س النظر عن اخل�شائ�س ال�شو�شيولوجية لهذه املجموعة التي اختارت »ارتداء احلجاب«، اهتم

البحث بوجهة النظر التي بلورها امل�شتجوبون بالن�شبة مل�شاألة احلجاب؛ وقد كان هدفنا هو معرفة

كيف يتناول الراأي العام هذه امل�شاألة. عندما يُطرح ال�شوؤال مبا�شرة حول املوقف من احلجاب،

%. وتبلغ ن�شبة الن�شاء الالئي يوافقن على ذلك تبلغ ن�شبة املجيبني الذين يوافقون على ذلك 83،2

Page 34: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

231 230

الإ�سالم يف احلياة اليومية

84 %، وهو ما ميثل فرقا �شئيال بالن�شبة للمجموع. وميثل الأ�شخا�س الذين ل يوافقون على ارتداء

احلجاب اأقلية ل تتجاوز 8 %. واحلجج املقدمة لتربير املوافقة على ارتداء احلجاب هي حجج دينية

% من املجيبني(، يف حني مل تتمكن الأقلية التي ل توافق على ذلك )8،3 %( اأ�شا�شا )بالن�شبة ل 78

من تقدمي حجج دينية ب�شبب اإغالق حقل ال�شرح الالهوتي، باعتبار اأن التاأويل حم�شور يف اإطار

قراءة حمافظة.

اإن التفاوت بني املوافقة بكيفية مكثفة على ارتداء احلجاب وكون عدد الن�شاء الالئي يرتدينه فعليا

اأقل اأهمية ن�شبيا، ياأخذ بعني العتبار الطبيعة املعيارية للحجاب كرداء مرجعي. وهذا ل مينع من

وجود بع�س هوام�س متُلك واإعادة تاأويل القواعد تبعا لتنوع ال�شياقات حيث اأ�شبح ذلك ممكنا

اإىل لالنتماء �شرطا احلجاب من يجعلون ل والرجال الن�شاء اإن باملعايري. املبدئي اللتزام عرب

املجموعة )الأمة( الإ�شالمية، ولو اأن ذلك يتم يف نطاق اأقل؛ فعن ال�شوؤال : »هل ميكن اعتبار املراأة

% من الرجال و 76،5 من الن�شاء بالإيجاب التي ل ترتدي احلجاب مبثابة امراأة م�شلمة؟« اأجاب 75

)9،9 % يرون العك�س و14،5 % ل يعرفون(.

اللواتي الن�شاء % من 48،9 اأن العام؛ ذلك للراأي املهم الثقل ن�شر احلجاب على حتيل كيفيات

للحجاب. ارتدائهن مبا�شرة يف عليهن يوؤثر �شخ�س مل اأي باأن ي�شرحن البحث هذا �شملهن

ويف هذه احلالة ميكن اأن نتحدث عن نزعة اأخالقية اجتماعية حتيل على ثقافة مغالية يف التقوى

والتي تنت�شر عرب العديد من القنوات وتعزز نوعا من الأخالق ال�شعبوية التي يحافظ عليها جهاز

خالل ومن كبري حد اإىل الوازنة ال�شحافة خالل من حا�شر لكنه الهوية جمهول اجتماعي

املدر�شة وو�شائل الإعالم. ويقرن هذا اجلهاز ما بني الأخالق املتزمتة والجتاه املحافظ.26 ل ت�شمح

حدود البحث عن طريق ال�شتمارة بالذهاب بعيدا يف التحليل، لكنها متكن مع ذلك من ت�شجيل

هات التن�شئة الجتماعية الكال�شيكية، مقارنة مع الأ�شرة التي ال�شعف يف اإحالة �شريحة اإىل موجِّ

والإر�شاد الوعظ برامج �شاأن مقدمي �شاأنهم يف ذلك بامل�شاجد اخلطباء %، ول ميثل 35،3 متثل

%(. وحا�شل الكالم %. ومل يعد لالأم ول لالأب تاأثري داخل الأ�شرة )10،5 بالتلفزة، �شوى 3،8

26 - اأحد الأمثلة الأكرث اأهمية هو مثال ظهور جنمات حمجبات يف اأفالم تلفزية )رم�شان 2006(؛ فبعد موجة املمثالت امل�شريات اللواتي انتقلن اإىل لة لهذه الأخالقية العمومية. فاملعاجلة الدرامية الفنية تعرِّي هذه ال�شخ�شيات من اأي طابع اإن�شاين ارتداء احلجاب، راأينا ظهور بطالت اأفالم تلفزية ممثِـّ

وتبوئها مكانة �شنٍف مثايل طاهٍر، ل تتمثل وظيفته الرئي�شية يف اإعطاء املثال، واإمنا يف اإ�شعار الن�شاء اللواتي ل يرتدين احلجاب بالذنب.

Page 35: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

231

التدين ب�سيغة املوؤنث

230

هو اأن الدعوة اإىل الدين من اأجل تعميم احلجاب تظل ن�شبيا متوا�شعة )31،7 % يف املتو�شط( وهي

.)% %( اأكرث مما ت�شند للذكور )25،6 مهمة ت�شند لالإناث )42،8

ت�صدعات املوروث

تتموقع النقطة الأخرى للقطيعة بخ�شو�س مو�شوع احلجاب، يف تدبري الختالط بني اجلن�شني.

اأقل تعقيدا من �شابقتها؛ فهي من جهة ت�شع، وجها لوجه معيارا اجتماعيا وهذه امل�شاألة لي�شت

يعززه خطاب ديني حول ف�شائل الف�شل بني الذكور والإناث وح�شر املراأة يف اأدوار ل تعر�شها

لالختالط باجلن�س الآخر؛ ومن جهة اأخرى، هناك حاجيات الن�شاط اليومي املعتمدة يف اختيارات

املجتمع التي تنظم ولوج املراأة اإىل الف�شاء العام بوا�شطة العمل املاأجور وممار�شة الن�شاط التجاري.

التي نظمت هذا التقاليد احل�شرية الف�شل بني اجلن�شني على املعياري حول يحيل هذا اخلطاب

عاملة يد اإىل البادية يف احلاجة لكن التكاليف. من بالتقلي�س الطبوغرافية الناحية من الف�شل

. واإىل 27

ن�شوية �شمح يف وقت مبكر من اإبداع طرق عملية لتاأطري الختالط بني اجلن�شني وماأ�ش�شته

عهد قريب، كانت الف�شاءات امل�شتثناة من الختالط يف الو�شط القروي هي ال�شوق وامل�شجد، ومل

مي�س التطور الذي هم املدن هذا الأخري بحيث ل يزال حمظورا على الن�شاء؛ ففي الو�شط املديني

متت برجمة الف�شل يف الف�شاء احل�شري وكان ي�شتلزم معمارا ي�شتدير نحو الداخل ليحمي املراأة

من نظرات الغرباء. وقد كان تنقل الن�شاء يف الف�شاء العام ا�شتثنائيا اأويف حالة تعذر ذلك، يكون

حمددا يف اإطار م�شارات معينة تقودهن اإىل احلمام اأو اإىل ال�شوق. وحاليا، فاإن الن�شاء يرتدن كافة

الف�شاءات مبا يف ذلك قاعات ال�شاي وقاعات الريا�شة واحلمامات. وبقيت احلانات مع ذلك هي

الأمكنة التي ي�شعب على املراأة دخولها باعتبارها زبونة بدون اأن تفقد فيها �شمعتها، واحلمامات

الدولة فاإن املدر�شة، احلماية بخ�شو�س اإبان الأمر ملا كان عليه فيها الختالط. وا�شتمرارا مينع

املغربية منعت الختالط لفرتة زمنية معينة مكر�شة بذلك الف�شل بني مدار�س الفتيات ومدار�س

الفتيان ومت ا�شتثناء اجلامعات يف هذا الإجراء. ويف اأيامنا هذه، تكر�س مبداأ الختالط داخل املدار�س

27 - ل ميكننا �شوى اأن ن�شتح�شر هنا موؤ�ش�شة اأمغار لعمت التي اأمكننا مالحظتها �شنة 1993 لدى اآيت عبا�س بالأطل�س الكبري. فاآيت عبا�س الذين ميار�شون الرق�س املختلط والختالط بني اجلن�شني يف حفالت الزفاف ي�شعون بنية �ُشرطة حملية يج�شدها اأمغار لعمت الذي يحدد قواعد ال�شلوك الالئق

داخل املجموعة املختلطة. ومن يخرق تلك القواعد تُفَر�س عليه غرامة اأو يُق�شى من املجموعة. واحلالة الق�شوى هي حالة الرق�شة املختلطة )اأحوا�س(

التي �شدمت »حداثتها«، يف حينه، املهدي بن بركة، اأكرث الوطنيني احلداثيني حما�شا، عندما كان منفيا يف اأغبالو نكردو�س.

Page 36: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

233 232

الإ�سالم يف احلياة اليومية

حيث يفوق عدد املدار�س املختلطة يف اخلريطة املدر�شية عدد مثيالتها »ذات اجلن�س الواحد«؛ بل

املهن بفتح كل التحول ذلك الذي واكب ال�شيا�شية الإرادة بنوع من الختالط تعزيز وحدث

تقريبا اأمام الن�شاء. اإنها حالة ق�شاء »ال�شرع« من خالل حماكم الأ�شرة التي اأ�شبح فيها عدد كبري

من الن�شاء وحالة اجلي�س وال�شرطة. ومنذ مدة فتح جمل�س العلماء اأي�شا اأبوابه مل�شاركة الن�شاء مبا

يف ذلك وظيفتي الوعظ والإر�شاد، با�شتثناء بع�س املهن املتعلقة بالعبادة )الإمام، املوؤذن، الخ.(.

اإىل عهد قريب، كان املبداأ يف حفالت الزواج واخلتان هو الف�شل بني الن�شاء والرجال وكان ذلك

الف�شل يفر�س اأجندات احتفالية متتد يومني على الأقل، يوم للن�شاء ويوم للرجال. واإذا حدث

واأن وجدوا جميعا يف الإطار العائلي ال�شيق، يتم احلفاظ على مبداإ الف�شل على م�شتوى املكان

ولي�س باإمكاننا حتديد تواريخ التغريات التي حدثت، لكن ميكن اأن نقول باأنها 28

وتقدمي الطعام.

�شاحب املتعهد، تدخل فر�س املدن. يف حمرتفني طرف من وتنظيمها احلفالت اإقامة رافقت

امل�شروع ب�شفته �شخ�شية مركزية يف تنظيم احلفالت، �شيناريو منطي يف�شل اختيار كيفية التنظيم

اأخرى، جهة من نهمل، األ ويجب احلفالت. ملتعهدي الروحية اأو املعنوية الهوية اختيار عن

م�شاكل التكلفة التي تتدخل بقوة يف اختيار تنظيم احلفلة يف اأم�شية واحدة خمتلطة.

يبدو يف خال�شة الأمر، اأن ولوج املراأة اإىل ف�شاءات الختالط ل يطرح م�شاكل خا�شة؛ فاملجتمع

اأعاد تهيئة ف�شاءات لالختالط اأ�شبحت اإلزامية بفعل منط احلياة املعا�شرة، لكنه مل ي�شطلع بذلك

من خالل اإعادة تاأويل العقيدة الدينية اأو الأخالقية؛ فاخلطاب الن�شائي ميثل اأقلية والطبقة ال�شيا�شية

وال�شلوكات القيم 29

تعاي�س ا�شتعمال يتم ولذلك امل�شاألة. هذه بخ�شو�س املجازفة حتاول مل

املتناق�شة يف تدبري الزدواجية. على م�شتوى اخلطاب، فاإن هذا الربط املتناق�س، الذي ت�شفه بع�س

م، هو على العك�س من ذلك ربط مت تثمينه باعتباره املعمنَّ30

و�شائل الإعالم بالنفاق الجتماعي

متطلبا للو�شع الإن�شاين اله�س بطبيعته؛ فاملثل ال�شعبي يقول: »�شوية لربي و�شوية لقلبي« وحتى لو

متت اإدانة نداء القلب الذي يخرق القاعدة فاإنه موجود هناك لي�شهد باحلاجة اإىل اهلل.

28- خالل مدة طويلة، كان التن�شيط يطرح م�شكال. وقد فر�س التخلي عن املو�شيقيات التقليديات )العونيات( اللجوء اإىل اأجواق ع�شرية تتكون من عميان )جوق العميني(.

"29- ما زال تدبري مرا�شيم اجلنازة يقاوم احلركة، حيث يُحظر على الن�شاء الذهاب اإىل املقربة يوم الدفن. ول ياأتي دورهن اإل يف اليوم الثالث املوايل للدفن الذي ي�شمىب »التفاريق«..

30- »ني�شان«، عدد �شهر رم�شان »النفاق«.

Page 37: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

233

التدين ب�سيغة املوؤنث

232

د �شلفا ونتيجة لذلك، ت�شاعفت مناطق التجريب الجتماعي وتدبري التناق�شات بني املعيار املحدنَّ

انطالقا من تاأويل للدين توحي به الأخالق العامة، واختيارات ال�شلوك الذي ت�شتلزمه املمار�شات

بل وتوحي واملمار�شة املعيارية ال�شوابط بني التفاوتات توؤكد البحث نتائج اأن ذلك اجلماعية.

باإعادة املتناق�شة ال�شلوكات تلك تاأهيل اإعادة حتاول الت�شكل طور يف جديدة معايري بوجود

البحث ك�شف وقد خمالفتها. لطرق جديدة تراتبية باإن�شاء ذلك، يت�شنى ل عندما اأو تاأويلها،

كذلك باأن فعل ت�شمية ال�شلوك وتاأمله وو�شفه يرفع درجة التوتر مبرجعية حمددة �شلفا تفر�شها

ب�شكل متكرر اأماكن العر�س الر�شمي مما ميكن اأن يف�شي بنا يف غالب الأحيان اإىل تاأويل مغلوط

31لهذا التوتر باإرجاعه اإىل �شلوك ف�شامي، وهو اأمر يف نظرنا تع�شفي.

ن�شبتهن ت�شل حيث املختلطة؛ احلفالت يف الرجال من اأكرث الن�شاء حْت�شر الزواج حفالت يف

طرف من و�شفه اإىل الواقع الفعل من ننتقل وعندما الرجال. من % 65 مقابل % 70 اإىل

يوافقن على الختالط يف الالئي الن�شاء ن�شبة ن�شجل تراجعا وا�شحا بحيث ت�شل امل�شتجوبني،

يتعلق فيما اأكرث ح�شما هي والختيارات الرجال(. من % 49،4( % 51،9 اإىل بالكاد احلفالت

% مع امتياز طفيف للن�شاء )78 %(. باملدر�شة حيث ت�شل ن�شبة املجيبني املوؤيدين لالختالط 76

انتقائية على ت�شهد كما العمومية ال�شلطات اختيارات ما حد اإىل املكثفة املوافقة هذه وتوؤيد

ال�شواطئ، بخ�شو�س ال�شوؤال نطرح عندما تربز اأخرى مالحظة هناك الدغمائية. الختيارات

اأخالقي للمجتمع. فن�شبة اأو انزلق ل ال�شواطئ كاإكراه يُعايَن يف يُُعا�س الختالط الذي حيث

الن�شاء تقدمها التي لالأجوبة وخالفا .% 29،8 تتجاوز ل املختلطة لل�شواطئ املوؤيدين املجيبني

ال�شواطئ يف بالختالط الأمر يتعلق عندما ترددا اأكرث اأجوبتهن كانت الأخرى، الأ�شئلة على

% من الن�شاء توافقن على ذلك(. والإ�شالميون مل يخطئوا يف ذلك عندما اأعلنوا احلرب 26،3(

كان وقد لل�شواطئ. النموذجي الرتياد يف خا�شة لكيفية بفر�شهم املختلطة ال�شواطئ على

�شعارهم يف بداية الثمانينات هو وجوب فهم احلق يف العطلة ال�شيفية بدون تنازلت على امل�شتوى

الأخالقي وم�شتوى الورع والتقوى؛ اإذ كانت املخيمات الإ�شالموية التي نظمتها جماعة »العدل

القنيطرة(، من )بالقرب واملهدية البي�شاء( الدار )جنوب بوالنعامي �شيدي من بكل والإح�شان«

31 - قمنا �شنة 1984 بهذا ال�شنف من القراءة. ونحن جمربون بعد مرور ع�شرين �شنة على مالحظة وجوب تلوين فهم هذه الزدواجية التي اعتربناها عن غري حق مبثابة باطولوجيا اجتماعية )اأنظر الطوزي، Champ politique et champ religieux، �س. 243(.

Page 38: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

235 234

الإ�سالم يف احلياة اليومية

تطمح اإىل اأن تكون اأماكن منوذجية تُعري العجز احلا�شل يف التجهيزات العمومية، لكنها ت�شجع

على وجه اخل�شو�س منوذجا اآخر يف احلياة اأكرث اهتماما بطلب من الطبقات املتو�شطة التي كانت

ترغب يف ق�شاء عطلة مع الأ�شرة دون خوف على بناتها ون�شائها.

ال�صكل 56

اجلدول 9: ق�صايا التغيــرات

قواعد الميراث غير عادلة

ضد الحجاب

مع وسائل منع الحمل

ضد الصالة بالطريق

العام

الصالة في وقتها

%29,4%30,0%5,979,5,%%7,1الرجال

%17,7%24,1%8,589,3,%%11,7النساء

اأجل ومن فيه، مبالغ تب�شيط اأي على ي�شتع�شي مفارقات جمتمع على اأكرث التاأكيد اأجل من

موقف من انطالقا تع�شفية بكيفية بناوؤه مت للتما�شك مبداإ وراء ما اإىل خا�شة ب�شفة الذهاب

Page 39: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

235

التدين ب�سيغة املوؤنث

234

من اأخرى بجوانب البحث اهتم وال�شيئة32، احل�شنة بني وا�شحا معياريا متييزا يخلق اآمر

والدنيوية. الدينية احلفالت واإحياء وال�شينما كاملو�شيقى التمييز فيها ي�شعب الدنيوية احلياة

اأن اأبدا، يف حني املو�شيقى اإىل ي�شتمعون ل وامل�شتجوبات امل�شتجوبني من % 17 اأن تبني وقد

مبثابة املو�شيقى اأن % 3 ويعترب اآخر. اإىل حني من % و49،4 كثريا اإليها ي�شتمعون % 33،6

ي�شتمعون ل الذين اأولئك باقي اأما اإطالقا. اإليها ي�شتمعون ل فاإنهم ثم ومن حرام اأمر

ذوق )م�شاألة دينية غري حججا يقدمون فاإنهم امل�شتجوبني، من % 14 اأي املو�شيقى، اإىل

واإمكانيات(؛ فعندما �ُشئلوا عن نوع املو�شيقى التي ي�شتمعون اإليها، احتل »ال�شعبي« املرتبة الأوىل

وال�شرقية الغربية املو�شيقى وراء الرابعة املرتبة يف الروحية واملو�شيقى املعنيني( من % 70(

و»ال�شعبي«.

كثريا ال�شينما ي�شاهدون % 28،5 : للده�شة اإثارة اأكرث ال�شينما بخ�شو�س النتائج كانت

ممن % 6،7( امل�شتجوبني من فقط املائة يف واحد ويربر اأبدا. ي�شاهدونها ل % 20 من واأقل

عموما الأفالم الن�شاء وت�شاِهد احلرام. من بكونها ال�شينما ا�شتهالك عدم ي�شاهدونها( ل

.% 76،9 اإىل �شوى الرجال ن�شبة ت�شل ل حني يف ،% 82،8 : الرجال ي�شاهدها مما اأكرث

مثل من ن�شائية اأفالم بالأحرى هي فئات اإىل م�شاهدتها تتم التي الأفالم اأ�شناف وحتيل

والدينية الرجال(، من % و23 الن�شاء من % 72( واملك�شيكية امل�شرية التلفزية الأفالم

% من الرجال(. من الن�شاء و16،9 25،8(

ال�صكل 57: التفاوت بني الرجال والن�صاء بخ�صو�س اأ�صناف الأفالم التي تتم م�صاهدتها

32 - ينتهي الباحث الذي يلتم�س اإيجاد معنى خطي، با�شم هذا التما�شك الذي يفقده غيابُه تواَزنه، اإىل اإق�شاء جمعيات التقوى والقمار، وجمعيات ال�شينما والقراآن، وجمعيات »�شيخات« اآ�شفي و�شيوخ القراآن.

Page 40: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

237 236

الإ�سالم يف احلياة اليومية

وفيما يتعلق بالأعياد، فقد وقع اختيارنا على مقابلة ثالثة اأعياد رمزية لكونها متثل نقاط خالف

مع الإ�شالمويني : ال�شنة امليالدية اجلديدة، املرتبطة بعيد امليالد امل�شيحي وال�شنة الهجرية اجلديدة

القروي. وهذه العامل بها يف يتم الحتفال التي الفالحية بامتياز وال�شنة اإ�شالمي التي هي عيد

)التقومي الفالحية اجلديدة ال�شنََة �شالح غري يف مت�شاو ل ماأ�ش�شة م�شتوى من ت�شتفيد احلفالت

من ب�شفة خا�شة تكري�شهما مت يومي عطلة يعتربان والثاين الأول العيد اأن الفالحي( يف حني

طرف ا�شرتاتيجيات الدعاية وعر�س �شلع مالئمة مت تطويرها من قبل املتاجر الكربى.

بالن�شبة لل�شنة امليالدية اجلديدة، التي هي مو�شع نقا�س كبري حتى داخل الأحزاب الوطنية املحافظة

مثل حزب ال�شتقالل بل وحتى التقدمية منها مثل الحتاد ال�شرتاكي للقوات ال�شعبية، فيحتفل

يتذرعون بها يحتفلون % ممن ل 44( امل�شتجوبني % من 19،6 اأي مغربي من بني خم�شة، بها

% من املغاربة بال�شنة الهجرية اجلديدة و40 % بال�شنة الفالحية باأ�شباب دينية(؛ يف حني يحتفل 45

اأن اأن ن�شجل بالن�شبة لكل هذه الأعياد. لكن يجب اجلديدة. ولي�شت كيفيات الحتفال واحدة

امليالدية اجلديدة، يعترب مبثابة بدعة ياُلم عليها لأنها حتيل على رمزية معوملة : بال�شنة الحتفال

% منهم ينظمون لقاء % تقريبا ممن �شملهم البحث والذين يحتفلون بها ي�شرتون كعكة، و48 60

عائليا، 2،2 ي�شل بهم الأمر حتى اإىل تزيني �شجرة التنوب. وبالن�شبة لل�شنة الهجرية اجلديدة، فاإن

% من امل�شتجوبني. طبق الدجاج هو الذي مييز هذه احلفلة لدى 75

Page 41: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

237

التدين ب�سيغة املوؤنث

236

اجلدول 10:

اللقاء التنوبالكعكةالنساءالرجالالحفالتالعائلي

االحتفال الوجبةالخروجالديني

السنة الميالدية

الجديدة

18،420،859،7

)f68،8(

2،238،9)5،4f(13،7

السنة الهجرية الجديدة

45،045،620،7

)25،2f(

75%4، 5

السنة الفالحية الجديدة

)%16،3( 41،7

ل اأعرف

)%20( 39،4

ل اأعرف

املراأة : تلك ال�صاحرة !

عندما ن�شتعر�س الأدب الذي يتناول تدين املراأة يف املغرب العربي، جند اأن العنا�شر املكونة له على

نحو ما �شبق ذكره تقربها من اخلوارق بوا�شطة الإجناب والأمومة التي جتعلها على ات�شال بالطبيعة

لرباديكم الإ�شارة ويتم خا�س. تدين عن لتتحدث بانزلق الن�شو�س بع�س وتقوم العميقة.

التدين ال�شعبي كتعبري عن هام�شية الن�شاء يف ت�شكيلة اجتماعية اأبوية تارة، وكا�شرتاتيجية للمقاومة

لة �شاعرية : نوع من الذاكرة اأو لتدمري النظام القائم تارة اأخرى اأو تعبريا عن ح�شا�شية خا�شة جممِّ

اجلهنمية التي ل تدخر جهدا لتك�شري �شالبة مبداأ التجريد للديانات ال�شماوية.

الإ�شالمية؛ القيم جمموعة بها، تلتحق التي اأو الإ�شالمية املجموعة يف املولودة املراأة »متتلك

لكن تنق�شها قراءة القراآن وتف�شريه. وح�شورها يف امل�شجد يف اجلزائر، كما هو ال�شاأن يف املغرب

العربي ب�شفة عامة، هو ح�شور نادر اأو اأمر يخ�س الن�شاء امل�شنات. والدين الذي ي�شلها هو دين

دائمة املراأة يف حاجة الأبوية جتعل اإن العائلية. القيم اإطار احرتام بالتقليد يف لها يلقن �شوري

�شها لدن�س ج�شدها. )...( وميثل الت�شرع اإىل اإىل الو�شاية، والإ�شالم الذي هو فكرة طاهرة، يُهمِّ

Page 42: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

239 238

الإ�سالم يف احلياة اليومية

اهلل بجاه الأ�شرحة وال�شلحاء، بالن�شبة للمراأة امل�شلمة يف منطق و�شعها، قبولها باأن تكون حتت

حماية اأو�شياء اأخيار لي�شمع اهلل دعواتها. ويتم تعوي�س هذه ال�شلبية التي تفرت�شها املمار�شة بعدة

ممار�شات �شرية. اإنها متثل غمو�شا يف ذاكرتها، ومن خالل العنا�شر التي حتركها تهتدي اإىل اهلل

املوجود يف كل مكان والعامل بكل �شيء. فمع اجلن يف املكان؛ وبالرتاب والنار واملعدن واملاء تربط

ال�شلة من جديد بجوهر الأ�شياء وبروح املادة.« )يامينة فكار، 1981(. ي�شتعيد هذا املقطع املذكور

والأ�شرحة. وهو مقطع ل 33

اأعاله تلك املعرفة ال�شطحية املتعلقة بعامل اإ�شالم ن�شائي ي�شكنه اجلن

بالت�شاوؤل دينامي التدين يف منظور اأمكننا الطالع عليها، هذا التي الن�شو�س يت�شور، كاأغلبية

حول التاأثريات املرتافقة للتمدر�س وللخطاب العقالين حول الدين الذي تنتجه املدر�شة يف اإطار

متديد لل�شلفية الوطنية.

وخالفا للق�شايا الأخرى حول تدين الن�شاء، فاإننا نتوفر على معطيات ميدانية قدمية �شيئا ما تتعلق

بارتياد امل�شاجد والزوايا والأ�شرحة وبا�شتعمال اأ�شناف العالج املتمحورة حول العرافة وال�شحر.

اأ�شتاذا بجامعة احل�شن الثاين اإتيان، الذي كان يف تلك احلقبة فبني �شنتي 1979-1978 قام برونو

)ب. اإتيان، 1981(، رفقة باحثني يف �شلك الدكتوراه من كلية احلقوق، ببحث حول التدين بالدار

)ج. ب. �شارين ج. ب. �شدى يردد كان كيفي ببحث بالأحرى يتعلق الأمر وكان البي�شاء.

�شارين، 1977( الذي نُ�شر ثالث �شنوات قبل ذلك. ومن ال�شعب مقارنة البحث اجلاري ببحث

34

1979 ما دامت الأهداف واملناهج خمتلفة.

ي�شكل اجلن جزءا من املعتقدات املندرجة يف العقيدة، مثل املالئكة والكتب املقد�شة واجَلنة والبعث. وقد جعل منهم الأدب امل�شتلهم من الدين - 33الأخيار : فئتني املرئية يف الكائنات غري املادي. وت�شننَّف هذه للعامل كاإ�شقاط ي�شتغل الذي واقعه املوؤمنون يناق�س م�شفرا ل املوازي لالهوت عاملا

والأ�شرار. وي�شل الأمر بالنا�س يف الأو�شاط التقليدية اإىل العتقاد باأن اجلن موجود يف كل مكان، ل نراهم وهم قريبون منا، يعي�شون بالأحرى ليال

اأكرث مما يعي�شون نهارا، وباإمكانهم الظهور على �شكل اآدمي اأو حيواين، وي�شتطيعون الزواج من بني الب�شر، اأ�شر قلوبهم، و اإنزال العقاب مبن يزعجهم

العفنة واملعتمة والدموية املاء، والأماكن بها التي يوجد الأماكن اأي اإقامتهم، اأماكن اأو اأو ملجرد تطاوله على جمالت اإليهم ي�شيء اأو اأو يجرحهم

كالبالوعات واملغارات وامل�شالخ... وبع�س اجلن م�شلمون، وبع�شهم الآخر م�شيحيون اأو يهود اأو وثنيون. وعاملهم معقد وخميف بالن�شبة للجاهل به،

وكل ات�شال به، خارج الطقو�س وبدون حماية، خطري، وميكن اأن يعر�س من يقوم به للويالت وامل�شائب.

»قررنا اأن نحاول تعداد املمار�شة الدينية التقليدية الر�شمية التي تدخل فيها ال�شالة يف امل�شاجد. وقد لحظنا ب�شرعة اأن الرقم كان متدنيا ب�شكل - 34مثري يف الأ�شبوع، حتى ل نقول معادل لل�شفر يف بع�س ال�شاعات. وعالوة على ذلك بدا لنا الرتياد العام للم�شاجد اأكرث انخفا�شا ب�شكل ل يقارن

بزيارة الأ�شرحة، لكن مع عك�س لالأرقام. وعلى �شبيل املثال فاإن حركة املرتادين ل تنقطع يف اأ�شغر اأ�شرحة املدينة حيث مت ت�شجيل خم�شني زيارة

الأ�شخا�س من اآلف الكربى الأ�شرحة قبور ويوؤم الأ�شبوع(. يف ا�شتطالع عملية ع�شرين من )انطالقا ال�شلطان* مر�س ل�شيدي �شاعة كل للن�شاء

180 اأي حوايل باملرور عليها عدة مرات؛ تقريبا... البي�شاء الدار ال�شلوات لكل م�شاجد بتعداد احل�شور يف خمتلف قمنا اأ�شبوع. وقد نهاية كل

زيارة. ومل جند �شوى مرة واحدة م�شجدا مهما ممتلئا )باحلبو�س، من األفني اإىل ثالثة اآلف �شخ�س(؛ ويف مقابل ذلك فاإن م�شاجد املعاريف ال�شغرية

ويف هناك. ال�شالة يوؤدون الذين املوؤمنني من بالعديد يغ�س الر�شيف كان واإمنا الزوال، بعد الواحدة يف اجلمعة يوم اآخرها عن مملوءة تكن مل

Page 43: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

239

التدين ب�سيغة املوؤنث

238

بيد اأن هذا العمل يقدم بع�س املوؤ�شرات حتى واإن كانت قراءة املالحظات يف بيئتها ميكن اأن تكون

امل�شاجد لرتياد بالن�شبة 1979 �شنة امل�شاغة املالحظة كانت واإذا التاريخية. امل�شافة مع خمتلفة

الدينية يف لل�شعائر املحتملني املمار�شني اإىل عدد بال�شتناد فالرتياد �شعيف تزال �شحيحة، ما

التقليدية، العالج اأ�شناف وا�شتعمال الأ�شرحة لزيارة وبالن�شبة البي�شاء الدار مثل مدينة كربى

اإذ من �شاأن ما كان يبدو لنا اأن يراعي الفروق املوجودة. اأن تاأويل املالحظات ينبغي فاإننا نرى

يف تلك الفرتة مبثابة دينامية مده�شة للتدين ال�شعبي اأن يكون نتيجة نوع من تاأثري الروؤية يرتجم

التفاوت بني اخلطاب ال�شائد يف تلك الفرتة، املتمحور حول تخلي�س العامل من الأوهام واأفول

ما هو ديني، وا�شتمرارية املمار�شات بل وديناميتها وفعاليتها يف بع�س الأحيان. ويف هذا ال�شياق

يجب و�شع هذا التعليق القا�شي اإىل حد ما لربونو اإتيان: »... لحظنا النق�شام بني املمار�شات

الدينية للرجال وللن�شاء؛ فالفاعلون هم دائما رجال ميكن و�شعهم يف اأعلى ُخطاطة فيرب/بورديو

اإذن، اأنكر اأنا الأ�شفل... اجتهنا نحو يتكاثر عددهن كلما ن�شاء اأي�شا الفقهاء...( وهم )العلماء،

يوؤكد برونو اإتيان تاأكيدات �شارين )Sociologie de l’Islam، �س. 163، 165، و176(« »لقد انت�شر

الفكر ال�شلفي على الأقل يف ن�شاله �شد عبادة الأ�شرحة واملمار�شات ال�شحرية... فالجتماعات

يف البيت ترتاجع على مر الأجيال اأمام العودة اإىل اللتزامات ال�شرعية«. »لقد ح�شرت �شخ�شيا يف

العديد من الجتماعات بالبيت لكي اأقبل هذا التاأكيد« )ب. اإتيان، 1981، �س. 275(.

ومبا اأننا غري مقتنعني بالأبحاث ال�شابقة التي تعلن اأفول التمظهرات الأكرث رمزية للتدين ال�شعبي،

يحول الذي ال�شحر عمل اجلن، : وهي بال�شعبي، امل�شمى لالإ�شالم اأ�شئلة �شبعة خ�ش�شنا فقد

الرجل اإىل عنني »الثقاف«، وعني احل�شد »الالمة«، وال�شحر، والِعرافة وزيارة الأ�شرحة. ون�شعى

من خالل ذلك اإىل التخفيف من تاأثري الراأي القبلي ل�شو�شيولوجيا التحديث التي �شادت خالل

ال�شبعينات والتي كانت تدين تلك املمار�شات بتجاهلها با�شم تخلي�س العامل من الأوهام، من

دون اأن ن�شقط مع ذلك يف الإفراط العك�شي لتحديد مكانة تلك املعتقدات ب�شكل مفرط.

البيوت بدقة...« التي تقام يف ال�شلوات اأ�شخا�س. ومل جند حال لتعداد اأزيد من حوايل ع�شرة با�شتثناء اجلمعة م�شاء، ل يكون هناك باقي الأوقات

)برونو اإتيان، Magie et thérapie à Casablanca، �س. 263(

Page 44: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

241 240

الإ�سالم يف احلياة اليومية

الآخر وبع�شها قائمة، زالت ما العرافة اأ�شناف بع�س : ن�شبيا للده�شة مثرية النتائج كانت لقد

اآيل اإىل الأفول. وهكذا فاإن تقييم زيارة الأ�شرحة والعرافة ترتجم نوعا من الرتياب يتناق�س

مع املالحظات ال�شابقة : 57،5 من املجيبني ل يوؤمنون بوجود العرافة، والن�شاء اأكرث ت�شككا من

%. وت�شجل م�شاألة الأ�شرحة الرجال بخ�شو�س هذه امل�شاألة، اإذ ت�شل ن�شبة من يعتقدن بذلك 41،9

الن�شاء. اأكرث من اأي 16 نقطة % من الرجال �شد زيارة الأ�شرحة، اأكرث و�شوحا : 64،1 ارتيابا

املتعلقة بعني احل�شد وال�شحر امل�شائل نتائج خمتلفة ب�شكل ملمو�س فيما يخ�س وقد مت ت�شجيل

ترتاوح اجلن�شني حيث بني بالت�شاوي وموزعة قائمة معتقدات اأمام فنحن وباجلن؛ و»الثقاف«

% بالن�شبة للعني ال�شريرة. % بالن�شبة ل »الثقاف« و90 ن�شبة من يوؤمنون بهذه املمار�شات بني 70

والفروق بني الرجال والن�شاء طفيفة، ما بني نقطة وخم�س نقط لفائدة الن�شاء الالئي يتم�شكن بهذه

املمار�شة على نحو اأقل بقليل من الرجال. وهو اأمر يتناق�س مع افرتا�شاتنا امل�شبقة.

اجلدول 11: املعتقدات ال�صعبية

عين الثقافالجنالحسود

األضرحةالِعرافةالسحر

%40،1%41،9%87،7%93،1%72،9%86،5النساء

%24،1%32،9%83،9%88،5%68،2%85،0الرجال

%32،5%37،6%85،9%90،9%70،7%85،08المتوسط

ال�صكل 58

Page 45: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

241

التدين ب�سيغة املوؤنث

240

اإىل عمق بالذهاب ت�شمح ل ال�شتمارة اأن باعتبار موؤقتة اإل املعطيات هذه تكون اأن ميكن ل

كما ال�شلفي للخطاب حمتمل بتقدم والعرافة الأ�شرحة م�شاألة اأفول بربط للمجازفة الأ�شياء

لحظ ذلك من قبل ج. ب. �شارين يف نهاية ال�شبعينات؛ فتم�شك امل�شتجوبني باملعتقدات الأخرى

مثل عني احل�شد وال�شحر و»الثقاف« ي�شفي طابعا ن�شبيا على وجود عامل حا�شم وحيد. وهناك

يتم ربطهما عادة اللذين املعتقدات ال�شنفني من بني هذين التباين لإدراك يتدخل اآخر عن�شر

من جمموعة جزءا واجلن ال�شحر ي�شكل : التالية الأطروحة تقدمي املمكن ومن واهم. بتدين

ال�شلفي. اخلطاب ذلك يف مبا ال�شائد، الالهوتي اخلطاب ر�شخها التي التقليدية املعتقدات

مع تتطابقان املعتقدات ل فئتني من النخراط يف ُمر�شية بكيفية تف�شر الأطروحة ل لكن هذه

من واجلن وال�شحر من جهة احل�شد »الثقاف« وعني : وهما الأرتودوك�شية من امل�شتوى نف�س

جهة اأخرى.

يتيح البحث عن الدوافع التي ل تتعلق لالأ�شف �شوى بالإميان بزيارة الأ�شرحة، تو�شيحا اأف�شل

للمفارقات التي متت مالحظتها؛ فعن ال�شوؤال : »ملاذا ل تزورون الأ�شرحة؟« يقدم امل�شتجوبون

اجتماعية روح اإىل حتيل التي وتلك للدين خا�شة بروؤية املرتبطة تلك : الدوافع من �شنفني

ما يجعلنا دينيا وهو م باملحرنَّ الأ�شرحة امل�شتجوبني زيارة % من 37،2 م�شرتكة جديدة. ويربط

ذلك يف مبا الأ�شرحة بزيارة وتكرارا مرارا ندد الذي ال�شلفي للخطاب قوي بتاأثري نعتقد

التنديد بوا�شطة املدر�شة. وقد حارب الوطنيون وحزب ال�شتقالل على وجه اخل�شو�س، تلك

احلجة لإقامة ح�شا�شية اأكرث والن�شاء .)1998 خل�شا�شي، ،BESM، 1986 )الطوزي املمار�شات

%. ويبقى اأن اأغلبية امل�شتجوبني %، يف حني ل ميثل الرجال �شوى 33،0 هذه، حيث ميثلن 42،2

يف�شرون الرتياب جتاه زيارة الأ�شرحة باعتبارات بعيدة عن الدين. وبالفعل فاإن ن�شبة 55،6 %

منهم ي�شتعملون مفهومي ال�شعوذة والتخلف لإق�شاء الأ�شرحة؛ وال�شعوذة �شفة منددة حتيل اإىل

الغ�س والالعقالنية يف حني اأن التخلف �شكل دنيوي للتنديد املوروث الذي يعترب مبثابة موروث

مهجور.

Page 46: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

243 242

الإ�سالم يف احلياة اليومية

اجلدول 12: معرفة ما هو ديني

ال يعرف أية سورةالخلفاء األربعةالمذاهب األربعة%53،07،7،%%34،7الرجال

%27،913،9،%%18،7النساء

خال�صــة

ميكن القول كخال�شة باأن تدين املراأة يتميز ببع�س ال�شمات اخلا�شة، لكنه يعرف حتول مهما. وهذا

التحول ذو طابع مت�شابه مع الت�شكالت اجلديدة للمجتمع ومع املفاو�شات اجلارية حول العالقات

بني اخل�شو�شي والعمومي وبني تق�شيم العمل وو�شع املراأة يف املجتمع. و�شنبقي على اأن املراأة اأكرث

ممار�شة لل�شعائر الدينية، لكنها ت�شوم النوافل اأكرث مما ت�شلي النوافل؛ وباأنها اأكرث حمافظة لكنها

تقبل الختالط وباأنها اأقل ح�شورا يف الف�شاء العمومي وتديُّنها اأكرث فردانية من كونه تدينا ي�شاير

ن على نحو اأف�شل التزامات احلياة الدنيوية )احلفل، ال�شينما، املو�شيقى( يف املجموعة؛ فاملراأة تكوِّ

حني يقت�شم الرجل، مثله يف ذلك مثل املراأة، نف�س الرتباط بعني احل�شد وباملمار�شات ال�شحرية.

ن�شجل بكيفية اأكرث جالء، اأن �شكل التقوى الن�شائية يتميز ببع�س اخل�شو�شيات التي ت�شري يف منحى

اخلال�شات التي قدمتها الدرا�شات حول الدين؛ فاملفاجاآت يف جزء كبري من البحث هي مفاجاآت

التي باحلدود املتعلقة املحلية املغربية للثقافة املهيِكـل التاأثري هو ذلك يكن مل اإن ن�شبيا، نادرة

يفر�شها ولوج الن�شاء اإىل الف�شاء العمومي، حتى واإن كانت تلك احلدود يف طور التاآكل بفعل

�شغط التحولت القت�شادية، خ�شو�شا منها ارتفاع ن�شبة ن�شاط الن�شاء واحلاجة التي ي�شت�شعرنها

ملغادرة ف�شاء البيت من اأجل العمل. ومن ثم فاإن املراأة، هي اأكرث فردانية واأكرث توجها نحو البيت

فيما يتعلق بكيفيات اأداء ال�شعائر الدينية؛ فهي ترتاد امل�شجد اأقل مما يفعله الرجل، لكن هذا الرتياد

الذي كاد اأن يكون خارج الإمكان اإىل عهد قريب، اأ�شبح يطرح يف نف�س الوقت م�شاكل للقيمني

على تدبري امل�شاجد باعتبار اأنه بداأ يت�شح اأكرث فاأكرث اأن الف�شاء املخ�ش�س للن�شاء ي�شيق عن الطلب

املتزايد.

Page 47: Extrait de "L’ISLAM AU QUOTIDIEN" de  Mohammed El Ayadi, Hassan Rachik, et Mohammed Tozy

243

التدين ب�سيغة املوؤنث

242

عن عمومي اإعالن يف الدين بوا�شطة التمايز اإىل احلاجة عن التعبري املمكن غري من اأنه ومبا

التقوى بامل�شجد فاإن املراأة ت�شتدير نحو ممار�شات جتعلها تنخرط يف جتارب روحية فردية، لكنها

جتارب ميكن حتويلها بانتظام اإىل راأ�س مال رمزي يف النطاق الذي تكون فيه قادرة على اإحداث

اإليها. ويف هذا املنحى �شلوكات مميزة ميكن قراءتها من طرف املجموعة الجتماعية التي تنتمي

ميكن اأن نف�شر الأمر املتمثل يف اأن املراأة عموما هي اأكرث مماَر�شة لل�شعائر الدينية بتعاطيها لل�شوم

الإ�شايف اأكرث من تعاطيها لل�شلوات النوافل.

ي�شاف اإىل ذلك اأن �شعوبة دخول الن�شاء اإىل الف�شاء العمومي يلزمهن بالرتكيز على التلفزة لتلقي

معلومات دينية ) اأكرث من الرجال(. وقد جاءت بع�س النتائج اأكرث مما نتوقع بل جاءت متناق�شة؛

فروح التقليد واملحافظة التي األ�شقتها درا�شات اأنرثوبولوجية بالو�شع الن�شائي، امل�شوؤولة عن اإعادة

تاأكدت يف بع�س املجالت، لكن مت تكذيبها يف جمالت النظام واملحافظة على املوروث اإنتاج

اأخرى. قدرة املراأة على التجديد، بل وعلى خرق ما هو �شائد هي اأكرث و�شوحا يف بع�س املجالت

التي تواكب حاجتها اإىل التحرر القت�شادي، وروح املحافظة لديها اأكرث ح�شورا بالن�شبة لكافة

املوا�شيع التي تعر�س للخطر النظاَم القائم ب�شفة عامة اأو ت�شكيلة ال�شلطة، ب�شفة خا�شة، حيث

يتناف�س و�شعا الأم واحلماة مع و�شعي الزوجة اأو البنت. ول يبدو اأن الختالط يعر�س النظام

الأخالقي للخطر، واإن كنا نالحظ نوعا من التفاوت يف قبول ذلك تبعا لالأماكن؛ فاملدر�شة التي هي

مكان للرتقي الجتماعي واحلفالت اخل�شو�شية التي هي مكان ل�شتعرا�س النجاح الجتماعي،

ل تطرح م�شاكل والن�شاء متلن اإىل الختالط اأكرث من الرجال، يف حني ن�شجل، بالن�شبة لل�شواطئ

التي تعر�س للخطر اأج�شادا جمردة من حليتها، ترددا اأكرب جتاه هذا الختالط. واملراأة يف جمال

التقليد الديني. اأكرث نزوعا من الرجل اإىل التجديد مع وجود خطر اخلروج عن املتع الدنيوية

اأو من حني اأفالما بكرثة ي�شاهدن الرجال حيث اأكرث من اأفالما ي�شتهلكن عموما الن�شاء اأن اإذ

لآخر، يف حني اأن قلة من الرجال هم من يقومون بذلك. ويف مقابل ذلك ميكن القول اإجمال،

الرجال حيث ميثلن ت�شاحما من اأقل الن�شاء اأن يت�شح اأنه بالت�شامح، املتعلقة امل�شائل بخ�شو�س

% ممن ل يت�شورون زواج قريب لهم من خطيبة يهودية مقابل 67،5 % من الرجال. والن�شاء 75

% 72،9( % 77،5 اإىل ن�شبتهن اإذ ت�شل اأكرث عددا يف عدم قبول فكرة تغيري م�شلم لدينه، اأي�شا

بالن�شبة للرجال(.