201

ﺔـ - theses.univ-oran1.dz · ﺔــﻣﺪﻘﻣ أ ،ﻥﺍﻮﻨﻌﻠﻟ ﺓﲑﺒﻛ ﺔﻴﳘﺃ ﺓﺮﺻﺎﻌﳌﺍ ﺔﻳﺪﻘﻨﻟﺍ ﺕﺎﻳﺮﻈﻨﻟﺍﻭ ﺔﻴﺑﺩﻷﺍ

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

� ��

ة ـمقدمـ

أ

والنظريات النقدية املعاصرة أمهية كبرية للعنوان، األدبيةلقد أولت الدراسات

مقاربة النصوص من أجل إىلسياق نظري وتطبيقي يهدف ضمن فصار درسه يندرج

من هنا جاء االهتمام أساسية من مقاصدها الداللية، جوانب فهم خصوصياا وحتديد

مبوضوع (شعرية العنوان يف الشعر اجلزائري املعاصر).

الوعي بأمهية العنوان على الصعيدين إىل ب اختيار هذا املوضوع وترجع أسبا

لصياغة أسئلة دقيقةمام أضحى يف الوقت الراهن مصدرا ، هذا االهتواإلبداعيالنقدي

هلا.اتغوفا عند ما مييزها ويعني طرائق اشتعيد االعتبار هلذه العتبة النصية وق

حاول هذه الدراسة املنت الشعري الذي ست إىلويشري الشعر اجلزائري املعاصر

ارها على ذلك يف ضوء نصوص مل يتم اختيو اختبار فاعلية الشعرية يف منظومة عناوينه،

إحدى، وإمنا مت اختيارها وفقا لقدرا على بلورة هذا املنت لأساس أا أجود ما ميث

املرصودة يف عناوينها. الشعرية السمات

وتتحدد املعاصرة يف هذا البحث من منطلق زمين يستقطب االهتمام بالشعر

الشعر الذي يدرج منطيا ضمن املنتج منذ بداية اخلمسينيات من القرن العشرين، وهو

هذا الشعر إىلاحلر، لذلك فإن أغلب النصوص الشعرية اليت مت اختيارها تنتمي الشعر

الذي يقوم على أساس التفعيلة.

األدب نفسه، فإن البحث يف وإذا كانت نشأة اخلطاب األديب مرتبطة بنشوء

هذا اخلطاب من خالل اللفظ بنية مكونات يفتضي البحث الشعرية يق موضوع

والداللة.والتركيب

عناوين الشعر اجلزائري مظاهر الشعرية يف ليستنبطجاء هذا البحث ولذلك فقد

وفقا ملنهج وصفي من خالل البنية الصرفية والتركيبية والداللية هلذه العناوين، املعاصر،

:حنو عنوان وبآلية اشتغال الشعرية فيهبال ةعلقمتتساؤالت عدةحتليلي، جميبا على

ة ـمقدمـ

ب

؟ العنوانضع من ي -

؟ األديبمن عملية اخللق ما موقع العنوان -

؟ ما مدى تعالق العنوان مع نصه -

؟ كيب العنواناة بنية وترغشروط معينة لصيا هل هناك -

؟ ؟ وكيف تتم عملية تأويله ما نوع الدالالت اليت حيملها العنوان -

الل مدخل وأربعة فصول، خ عنها من اإلجابةوأخرى حاولت األسئلةهذه

تتصدرهم مقدمة ويعقبهم ملحق وخامتة.

خصص املدخل لدراسة مركزة للتعريف بالشعرية بغية إعطاء فكرة عامة

، وبعدها مت احلديث عن العنوان اإلجرائيةعنها، من خالل املقاربة التارخيية واملقاربة

وعالقته بأمناط التعايل النصي.

وفيه مت عرض حماور : (يف نظرية العنوان)ـما الفصل األول فقد عنون بأ

يف: مفهوم العنوان، واضع العنوان، متلقي تتعلق كلها باجلانب النظري للعنوان متثلت

العنوان، أنواع العناوين، وظائف العنوان.

بإجراء تطبيقي : (البنية الصرفية للعناوين) ـوتكفل الفصل الثاين املوسوم ب

ة األفعال وبنية املشتقات، ويف بنية األفعال تطرقت إىل الفعل الثالثي حاولت فيه إبراز بني

بكثرة وجبميع صيغه اردة واملزيدة، أما الفعل الرباعي فقد مت جتاهلهده وفقط نظرا لور

كاد ينعدم يف العناوين اليت هي قيد الدراسة. ألنه

بنية املشتقات فقد استعرضت فيها الصيغ اآلتية: اسم الفاعل، اسم أما

ة يـعلى بناملفعول، الصفة املشبهة، اسم الزمان واسم املكان، وهي الصيغ الغالبة

.العناوين

ة ـمقدمـ

ج

كل صيغة من صيغ أبنية األفعال وأبنية املشتقات وقد اجتهدت يف استنباط داللة

بداللة العنوان ونصه. ربطهاحاولت و

هو اآلخر الفصل الثالث املعنون بـ: (البنية التركيبية للعناوين) موكوالويأيت

بإجراء تطبيقي حاولت فيه إبراز األمناط الغالبة على تراكيب العناوين الواردة مجال امسية

والعناوين الواردة مجال فعلية، وقد اجتهدت أيضا يف استنباط داللة هذه التراكيب

.ها بالداللة العامة للعنوان ونصهبطرحاولت و

: (البنية الداللية للعناوين) فقد حاولت ـأما الفصل الرابع واألخري واملوسوم ب

باعتبار العنوان عالمة هلا عالقات فيه الكشف عن طبيعة العالقة بني العنوان ونصه،

.اتصال وانفصال مع النص سواء من حيث املبىن أو من حيث املعىن

وبعدها استعرضت أهم مظاهر االنزياح الواقعة يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر من

خالل اجلزئيات اآلتية: تراسل احلواس، التنافر الداليل، تشخيص املوجودات، جتسيد

اردات، جماز األلوان.

قت لنتائج املتوصل إليها، مث أحلوأيت البحث خبامتة أمجلت فيها أهم ا

لبحث ما أحسبه مكمال له، وهو ترمجة حلياة الشعراء الذين تناول البحث أشعارهم أو با

وفقا ملقتضيات الدراسة. إليهم اإلشارةمتت

إىل اإلشارةوكأي حبث أكادميي صادف هذا العمل بعض الصعوبات، تكفي

البحث، فشعرية العنوان خاصة إذا تعلقت بالشعر املعاصر عملية معقدة، ألا ال إشكالية

أن التجربة الشعرية ختتلف من شاعر آلخر. إىلموضوعي واضح، إضافة إطارحتدد يف

ولكن املساعدة اليت وجدا عند بعض الباحثني ممن درسوا العنوان تنظريا

هذه الدراسات:وتطبيقا هونت الصعوبات، من

يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية) لـ: خالد حسني حسني. -

ة ـمقدمـ

د

العريب (النشأة والتطور) لـ: عويس حممد. األدبالعنوان يف -

لـ: اجلزار حممد فكري. األديبالعنوان وسيميوطيقا االتصال -

سيمياء العنوان لـ: بسام قطوس. -

- Seuils .لـ: جريار جينيت

.لـ: بلعابد عبد احلق )من النص إىل املناص عتبات (جريار جينيت -

: مجيل محداوي.لـ السيميوطيقا والعنونة -

: احلميداين محيد.لـ براعة االستهالل يف صناعة العنوان -

ال يسعين وأنا أرى مثرة جهدي قد أينعت، إال أن أتقدم خبالص األخرييف

د حممد) الذي حتمل مسؤولية اإلشراف على الدكتور (داو لعرفان إىل األستاذواالشكر

، وإىل كل الزمالء واألصدقاء الذين سامهوا بشكل ما يف إجناز هذا العمل. هذا البحث

لــدخمـ

- 7 -

ة العنوان يف الشعر اجلزائري املعاصر) يف موضوع (شعرييقتضي البحث

.ة والعنونةواملتمثلة يف: الشعري األساسيةمبحاوره اإلملامحتديده من خالل

:واشكالية املصطلح ةمفهوم الشعري -أوال

كتاب إىل الباحثون يرجعه يف النقد الغريب ة تارخيا عريقاشعريكان لل لقد

1.يف هذا اال الذي اعترب أول عمل منهجي ،سطو"ر"أل الشعر)(فن

نصوص قرن العشرين من خاللريب يف الللتطور الذي عرفه النقد الغ وفقاو

)، 1955- 1925رفولوجية (و، ونشاط املدرسة امل)1930 - 1915(ني الروس الشكالني

لتحليل البنيوي الذي واجنلترا، ويف ا بأمريكا اجلديد ساكسوينجنلووفيما شهده النقد األ

اهتماما وتطورا األخرىالشعرية هي عرفتات يف التطور بفرنسا، فقد يستينشرع منذ ال

و اخلصائص اجلمالية اليت تتفاضل مات أموع السجم« اأن صارت توصف نظريا بأ إىل

2.»خرىمن مرحلة أل وعرية من نص آلخر، أقتضاها األساليب الشمب

اللفظ ثنائية إىلة يف النقد العريب يرعالش أصولسني ارويرجع بعض الد

ا مع نضج أكثر أصبحتو اليت نادى ا "اجلاحظ" يف القرن الثالث اهلجري،واملعىن

3.ةية النقديلمني الذين أسهموا يف بناء النظراملسالفالسفة

الذي يب احلديثق األمر بالشعرية يف النقد العرويزداد األمر صعوبة إذا تعل

ألن الباحث يف هذا اال سيواجه أزمة ترمجة للمصطلح قد الغريب،سار على خطى الن

نشائية واإل عر وفن النظمالشوالشاعرية وفن فهناك: الشعرية )Poétique( العريب

1 - Oswald Ducrot et tezvitan Todorov : Dictionnaire encyclopédique des sciences du

langage, Ed du Seuil, Paris, 1972, p108. 2 .2ص ،2010 ،1عامل الكتاب احلديث، األردن، ط (دراسة أسلوبية)، شعرية القصيدة العربية املعاصرة :حممد العياشي كنوين -

3 .71، ص1987القاهرة، ،3،ع 7ة يف الشعر، جملة فصول، مجينظر: قاسم مومين، الشعري -

لــدخمـ

- 8 -

االصطالح اليت يعاين منها أزمةتصعيد ذلك مما يزيد يف األدب إىل غري والبويطيقا وعلم

1النقد العريب احلديث.

العالقات نشبكة ملجتسد يف النص «الشعرية " أنديبأبو "كمال ويرى

أندون خرآيف سياق يقع أنمنها ميكن كال نأمستها األساسية أوليةتنمو بني مكونات

املتواشجة مع هيتحركياق الذي تنشأ فيه هذه العالقات ويف ، لكنه يف السايكون شعري

على اخلق للشعر ومؤشر ألساسية ذاا يتحول إىل فاعليةمة اهلا الس أخرىمكونات

2.»وجودها

، األدبيةالبنيوي يف مقاربته لشعرية النصوص اإلرث النقديهذا املفهوم خيتزل يظهر أن

ة له جماور أخرىمن خالل عالقته بدوال إالتظهر دال الالقيمة الشعرية لل أنعلى أساس

من املميزة للشعرية إال اخلصائص ، لذلك فال ميكن استنباطنفسها ضمن البنية اللغوية

. وتركيبية وداللية من مستويات صوتيةالل ما تفرزه هذه البنية خ

ا على وصف ا قادرباعتبارها علم اإلجرائيةوقد اكتسبت الشعرية فعاليتها

إذا كانت اللسانيات علما ذلك أنهوحتليل النصوص األدبية بفضل عالقتها باللسانيات،

"رومان عد الشعرية علم حمايث للغة األدب، وعلى هذا األساس فقد ة فإنللغة عاما حمايث

الشعرية تم بقضية البنية إن«ا من فروع اللسانيات، يقول: جاكبسون" الشعرية فرع

هي العلم الشامل اللسانيات سم بالبنيات الرمسية، ومبا أناللسانية، متاما مثل ما يهتم الر

3».سانياتار الشعرية جزاء ال يتجزأ من اللللبنيات اللسانية، فإنه ميكن اعتب

استعصاء حتديد مفهوم الشعرية ويرى "حممد العياشي كنوين" أنه من بني أسباب

بتارخيه الطويل حيث يكتسب هذاما هو غين« ح الشعرية نفسه، فبقدرغىن مصطلهو

1 .12، ص199بريوت، املركز الثقايف العريب، ،)دراسة مقارنة يف األصول واملنهج واملفاهيم( مفاهيم الشعرية ن ناظم،حس ينظر: -

2 .53، ص1987، 1ط كمال أبو ديب: يف الشعرية، مؤسسة األحباث العربية، بريوت، -

3 . 24ص ،1988، 1توبقال للنشر، املغرب، ط: قضايا الشعرية، ترمجة حممد الويل ومبارك حنون، دار رومان جاكبسون -

لــدخمـ

- 9 -

ج يف الوعي الشعري، فهو غين ارخيية مفهوما جديدا تبعا للتدراملصطلح يف كل حقبة ت

ستمرار على صعيد املمارسة اإلبداعية من جهة، بأنساقه اجلمالية اليت تتطور با أيضا

اإلجرائية الواصفة لكيفية تشكيل تلك األنساق وتفاعلها حلظة االجناز النصي، ومبفاهيمه

حلظة التأويل السياقي للنص على صعيد النظرية النقدية من جهة وأثرها يف املتلقي

1.»أخرى

مفاهيم الشعرية اليت ختدم الغرض املنهجي برز االقتصار على أ سيتم فيما يليو

من خالل ثالثة تصورات هي: يف هذا البحث،

شعرية النظم. -

الشعرية الشكالنية. -

.ويةبنيالالشعرية -

:مالنظشعرية -أ

يعين القول غياب مصطلح الشعرية يف املعاجم واملؤلفات العربية القدمية ال إن

ا احلديث هو هاملصطلحات قربا من مدلول الشعرية مبفهوم أكثرل بانعدام مدلوله، ولع

حركة واعية « -حسب اجلرجاين-، فالنظم "اجلرجاين قاهرعبد ال"صطلح النظم عند م

املعجم باالعتماد على خط املعجم والنحو، حيث يسقط خط األدبيةداخل الصياغة

يف األدبية إىل، ويكون من وراء ذلك ناتج داليل ينتمي األفقيعموديا على خط النحو

2.»عمومها

حدود االصطالح الـذي كـان «"اجلرجاين" ظم عندجتاوز الن وبذلك فقد

عمـل إىلوجه اخلصوص، ليتحـول علىالقرن الثاين اهلجري يف بيئة النحاة سائدا منذ

1 .11ص حممد العياشي كنوين: شعرية القصيدة العربية املعاصرة، -

(بني أفق النقد األديب وأفق النظرية الشعرية)، دار رسالن للطباعة والنشر والتوزيع، سوريا، د ت: الشعرية واحلداثةبشري تاوريري -2

. 12، ص2010 ط،

لــدخمـ

- 10 -

ما يتوخى دراسة البالغة يف ضوء جديد يقوم على دعامة ومنظم بقدر مدروسهجي من

مواطن حىت يستقرأ أدواتهحو وتطويع الن قتوسيع أف أيضايتوخى ،وأحكامهمن النحو

يقتصر يف ذلك على بيان العالقـة أنغري شعرية، دون أواحلسن يف اللغة شعرية كانت

ل اجلملة داخاجلملة وإىل العالقة القائمة بني بل ميتد الواحدة، اجلملة أجزاءوية بني بنيال

" حينما قال:"عبد القاهر اجلرجاين أشار إليهما وهذا ،1»نفس اخلطاب

النظم، إىلكان خطأ نإكان صوابا وخطؤه إنفلست بواجد شيئا يرجع صوابه «

موضعه يف حقه، أوبه أصيبوهو معىن من معاين النحو، قد إالويدخل حتت هذا االسم

فال ترى ما ينبغي له، استعمل يف غريوعه، عومل خبالف هذه املعاملة فأزيل عن موض

فيـه، إال ووجدته يزة وفضلـوصف مب أو، فساده أوكالما قد وصف بصحة نظم

.2»أبوابهمن ويتصل بباب صولهمن أ ل يف أصليدخ

، وليس إحكامهالنظم يف جوهره هو النحو يف أن إىلغري مباشرة إشارةويف هذا

، ولكن و الفساد على الكالمالوقوف عند حدود احلكم باجلودة أ املقصود بالنحو

جراء الكالم، تلك أي مراعاة العالقة بني أ املعىن يف هذا الكالم،يضا مراعاة املقصود أ

حقق حبسن ، واملزية يف الكالم تتة النظم بدرجات متفاوتةالعالقة اليت ا تظهر مزي

3.ليفملواضع املناسبة يف عملية التأاالختيار ومعرفة ا

مل يسمع لكان البدوي الذي «حكام النحو الوقوف عند قواعده فقط بأ كان املقصود ولو

له نظم كالم، وإنا لنراه يذكرونه ال يتأتى ارف املبتدأ واخلرب وشيئا ممبالنحو قط ومل يع

4.»النحو ال حيسنه املتقدم يف علم يت يف كالمه بنظميأ

1 .23ص حممد العياشي كنوين: شعرية القصيدة العربية املعاصرة، -

2 .67ص ،1ط ، القاهرة،اخلاجنييق عبد السالم هارون، مكتبة عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، حتق -

3 .304ص ينظر: املرجع نفسه، -

4 .266ص ، م ن -

لــدخمـ

- 11 -

قدم للدرس النقدي منهجا لغويا ر اجلرجاين" قديكون "عبد القاه التصورذا

عند حدود احلكم بالصحة والفساد، بل ميتد يف فقي ال منهج النحو الذي« ا هونيرص

كشفو الء معانيها،تجا وإىل بني الكلمات، اليت تقيمها اللغة البحث عن العالقات

على أن يشمل النحو علم املعاين، ،مث فإن األساس عنده هو النحو ومن.) .(.... غامضها

1.»قواعد النحوية إىل اجلودة الفنيةيتجاوز ال وأن

احلدود الفاصلة بني النحو والبالغة وجعلها ردم قد القاهر اجلرجاين" عبد"يكون وبذلك

.األديبلقيام الشعرية يف اخلطاب اواحد أساسا

ضوء هذا الطرح املعريف الذي يهدف إىل بيان نظرية النظم يف عن احلديثو

ة.ني مها: مبدأ النظام ومبدأ املزيمتالزم تها يستلزم مراعاة مبدأينشعري

: النظام مبدأ -1

ضم« يعين جمرد يف الكالم حسب "عبد القاهر اجلرجاين" ال إن مبدأ النظام

الكلم بعضه خمصوصة يف نسقيعين طريقة وإمنا، 2»كيفما جاء واتفق شيء إىل الشيء

ديته.بتأ عنه املعىن من اجلهة اليت هي أصحبثق على بعض، تنتج نظما ين

فهو يرتبط سلوب ووظيفته، ولذلكية هذا املبدأ يف حتديد طبيعة األوتظهر أمه

ساس العالقة بني اللغة ومنجز فهومي االختيار واملوقع، أما االختيار فإنه ينبين على أمب

اللغة كلها تاإمكانالكالم، هذه العالقة متنح منجز الكالم صفة املبدع احلاذق، مادامت

صورة لنسق نفسي وعقلي، اللفظي قسالن أنالذي يعين األمر، وهو تياراتهمرشحة الخ

أي نظم املعىن، إىل ظقل مبوجبه من نظم اللفتننأي أن بناء الكالم واختياره هو بناء فكر

3س.املعاين املرتبة يف النف يوه أصوهلا إىل قاملرتبة يف النط األلفاظمن

1 .149، ص1987الكويت، ،46م، جملة الفكر العريب، عونظرية النظاجلرجاين : عبد القاهر حسني عبد القادر -

2 .40يف علم املعاين، صاجلرجاين: دالئل اإلعجاز عبد القاهر -

3 .63ص ،1998موسى، مدخل إىل كتايب عبد القاهر اجلرجاين، مكتبة وهبة، القاهرة، حممد أبو ينظر: -

لــدخمـ

- 12 -

هم اختيار رغم مقوالت منجزي الكالمنه يظهر من خالل االختالف بني ا املوقع فإأمو

موقعها ال من خالل أو شعريتها إ سب قيمتهاتتك أنميكن ، فاللفظة الظاأللفا لنفس

يدع ال ضاحاات فقد اتضح«قوله: ب"اجلرجاين" ذلك حد وضينة، وقضمن بنية لغوية مع

من حيث هي كلم ال تتفاضل من حيث هي ألفاظ جمردة وال األلفاظللشك جماال أن

أو ملعىن اليت تليها فظةضيلة وخالفها يف مالءمة معىن اللاأللفاظ تثبت هلا الف وأن مفردة،

ا يشهد لذلك أنك ترى الكلمة تروقك يف اللفظ، وممتعلق له بصريح ما شابه ذلك مما ال

خارج أللفاظ فا ولذلك، 1» تراها بعينها تثقل عليك وتوحشك يف موضع آخرموضع، مث

إىلعمدنا النظام، وحىت ولوهذا جمردة وال تصري ناطقة إال حبكم موقعها من النظام تظل

ة بعدما كانت مناسبة ومؤنس املتلقيموقعها ضمن نفس النظام فقد تصبح ثقيلة على رييتغ

العكس. أو

ية:زامل مبدأ -2

ن جتمع بني اللغة وفاعل الكالم، فإالعالقة اليت أساسظام يقوم على الن مبدأكان إذا

واملتلقي بوصفه فاعال جنازا نصيا إباعتباره املزية يتم وفقا للعالقة القائمة بني الكالم مبدأ

النظام عن طريق مبدأ مبدأيتحقق ويؤهله لتقدير صورة املعىن، ما اإلدراكميتلك من

ثر، عليه النظام وما يترتب عليه من أ مزيتها تنبثق مما يدل أو األلفاظن شعرية أل، ةاملزي

إىللص فيها العدول بالغية للغة، اليت يتقالوظيفة اإلوهذا ما يستدعي ضرورة جتاوز

املعىن بداللة اللفظ إىل، ويكتفي يف ظلها القارئ للوصول قتربي أوفر درجة الص

إىلواالنزياح من بنية لعدول درجة ا هاالوظيفة الشعرية للغة اليت تتفاوت في، حنو 2وحده

ميكن الشعر، حيث الل يف لغة جتد منوذجها املفض عادة ما ، وهذه الوظيفةأخرى

1 .46ص عبد القاهر اجلرجاين: دالئل اإلعجاز يف علم املعاين، -

2ط، دت، ، دار املطبوعات اجلامعية، ديد حممد رشيد رضاحتقيق السأسرار البالغة يف علم البيان، عبد القاهر اجلرجاين: -

.174ص

لــدخمـ

- 13 -

يقتضيه اللفظ على معناه الذي كولكن يدلوحده، اللفظرض بداللة الغ« إىلالوصول

املعىن داللة ثانية تصل ا إىل الغرض ومدار هذا األمر موضوعه يف اللغة، مث جتد لذلك

الظواهروالغموض واحلذف وغريها من والرمز ،1»والتمثيل لى الكناية واالستعارةع

.بصفة الشعرية األدبية اللغوية اليت تسهم يف إصباغ النصوص

ل إىل تعيني مبدأ املزية من خالالقاهر اجلرجاين" "عبد لذلك فقد دعا

تفاوت من نص آلخر، يقول:النصوص، ألن قيمتها الشعرية ت

سج النسج، والصياغة النظم، والتأليف التأليف، والن وأنه كما يفضل هناك النظم«

نس له درجات الصياغة، مث يعظم الفضل، وتكثر املزية حىت يفوق الشيء نظريه، واا

كثرية، وحىت تتفاوت القيم التفاوت الشديد، كذلك يفضل بعض الكالم بعضا، ويتقدم

.2»مرتلة فوق مرتلةمنه الشيء، مث يزداد من فضله ذلك ويترقى

على القدرةيكون املتلقي حاذقا حىت تكون له أناشترط "اجلرجاين" وقد

ن أل ظم يف النص،الن ألسرارها وفقا لاملزية وتعليكشف وحتديد اجلهة اليت تنبثق منها

يا يف امواطن احملاسن واملز إلدراكاملتلقني ليسوا على درجة واحدة من املعرفة واإلحساس

ما واإلحساسق الذي ميلك من القدرة للمتلقي احلاذ إال ىأتيت ال األمرهذا ف ،3النصوص

املزايا الظاهرة واخلفية يف النصوص. إلدراكله خيو

من حماور مهما هكذا شكلت نظرية النظم عند "عبد القاهر اجلرجاين" حمورا

نوفوجئ بأ إالنه متثل بعض مالحمه، أ دارسالكلما ظن الشعرية العربية، وهو حمور

1 .175، صاملرجع نفسه -

2 . 40: ص السابقاملرجع - .344ص نفسه،ينظر: املرجع -3

لــدخمـ

- 14 -

نص يثري التساؤالت واملشاكل فقد جدته،ينص مل إىل هي عودة رجايناجل إىلالعودة «

1.»يفتح باب االجتهاد ويتركه كذلكقاطعة، نص أجوبةمما يقدم أكثر

يف الشعرية العربية نظرية النظم بلغ املفاهيم والنظريات ولذلك فقد كان من أ

ضرب ما انفكت تثبت جدارا كلما هذه األخرية اليت ،اجلرجاين"عبد القاهر " عند

اللغة والنقد األديب يف التطور بسهم.علم

الشعرية الشكالنية: -ب

،2مدرسة الشكالنيني الروس إىلالفضل يف تأسيس الشعرية احلديثة يرجع

املدرسة اليت تشكلت بني حلقة موسكو اللسانية ومجعية دراسة اللغة الشعرية وحلقة تلك

يف الدرس النقدي إىل حماولتهم تقدمي مشروع أثر الشكالنيني يظهربراغ اللسانية، و

ملبدأ ملعاجلة الظاهرة األدبية بطريقة علمية ودراستها بعيدا عن أي ظرف خارجي وفقا

، وهذا ما أشار إليه "إخينباوم" عندما قال أن هدفهم الوحيد هو احملايثة يف دراسة النصوص

3.»وهرية للمادة األدبيةيف خلق علم أديب مستقل انطالقا من اخلصائص اجل الرغبة«

معتربا من اللسانيات، توقد أشار "جاكبسون" إىل أن الشعرية كعلم انبثق

ذلك الفرع من اللسانيات الذي يعاجل الوظيفة الشعرية يف عالقتها بالوظائف « ياهاإ

ما هذا ، على أن القاسم املشترك بني الشعرية واللسانيات هو اللغة، ولعل 4»األخرى للغة

كان تعامل الشعرية مع اللسانيات مسألة حتمية، «أشار إليه "حسن ناظم" حينما قال:

ذلك أن الشعرية حقل معريف يقارب النصوص اللغوية، األمر الذي جيعلها أكثر متاسا مع

. 66، ص1990الصورة الشعرية يف اخلطاب البالغي والنقدي، املركز الثقايف العريب، بريوت، الويل:حممد -1

2 تسمية أحلقت ؤالء الباحثني العتبارات إيديولوجية ال يسمح اال ملناقشتها يف هذا املقام. واحلقيقة أن الشكالنية -

3 .31، ص1982، 1، ترمجة إبراهيم اخلطيب، مؤسسة األحباث العربية، بريوت، طج الشكلي: نظرية املنهالشكالنيون الروس -

4 .35سون: قضايا الشعرية، صرومان جاكب -

لــدخمـ

- 15 -

ة واللسانيات، شكلت التقاطع احلاصل بني الشعري، وتبعا هلذا 1»منهجية اللسانيات

إزاء نيالشكالني الشعرية واللغة النفعية منطلقا أساسيا لتحديد تصورات اللغةاملفارقة بني

.األديب باإلبداعة تعلقاملالعديد من القضايا

مفهوم الوظيفة ومن أبلغ املفاهيم اليت تقع يف مركز اهتمام الشعرية الشكالنية

منوذجا تواصليا الشعرية، وقد عمد "جاكبسون" إىل بيان أمهية هذه الوظيفة عندما اقترح

.السنن والسياق الرسالة، القناة، املرسل، املرسل إليه، ة عناصر هي:قوامه ست

استهداف الرسالة بوصفها رسالة والتركيز عليها حلساا اخلاص مشريا إىل أن

يشكل الوظيفة الشعرية للغة، مؤكدا أن كل رسالة أدبية مهما كانت تتضمن هذه هو ما

2الوظيفة الشعرية.

الشعرية البنيوية: -ج

اللغوية كان له أثر كبري إن التطور الذي شهده الدرس اللساين عرب حلقة براغ

األديبأخذت على عاتقها االكتفاء بالنص «اليت األخريةالشعرية البنيوية، هذه يف تطور

ختلف ـجتسيدا لبنية هي مبثابة كل عضوي مركب من عالقات قائمة بني م بوصفه

ضمن نفس له حيث ال ميتلك الدال قيمته إال يف ظل عالقته بالدوال ااورة الدوال،

.العضويةما حيدد مصطلح البنية هو توفر شرط الوحدة فإن ولذلك 3،»النظام اللساين

إن «:حينما قال )Claud Leve Strauss"كلود ليفي ستراوس" ( وهذا ما أشار إليه

البنية ذات طابع عضوي ألن العناصر املكونة هلا تقتضي أن يكون تغيري أي عنصر مفضيا

4.»العناصر بذاته إىل تغيري بقية

1 .66ص ،واملنهج واملفاهيم) مفاهيم الشعرية (دراسة مقارنة يف األصولحسن ناظم: - . 28، 27ص.ص: ينظر: رومان جاكبسون، قضايا الشعرية، -2 . 31ص ،نفسهاملرجع ينظر: -3 .28، ص1ي لومتان: حتليل النص الشعري (بنية القصيدة)، ترمجة أمحد فتوح، دار املعارف، القاهرة، طوري -4

لــدخمـ

- 16 -

املهتمني ذا النوع من ) يف طليعة T.Todorovويأيت "تزفطان تودورف" (

الدراسة، ويتضح ذلك من خالل نتاجه يف النقد التنظريي والتطبيقي، ألن دراسته

ملوضوع الشعرية كانت ناجتة عن مفهومه ومقاربته اإلجرائية للخطاب األديب ومكوناته

البنيوية.

والشعرية حسب "تودوروف" مقاربة باطنية وجمردة لألدب، تبحث عن

ة وحمدثة ثياألدبية، معتمدة على منطق احملا اخلصائص الداخلية اليت تصنع فرادة النصوص

القطيعة مع ما حييط ذه النصوص خارج بنيتها اللغوية.

هلذا السبب فإن هذا العلم ال يهتم باألدب الكائن بل باألدب املمكن، بعبارة أخرى يهتم

1اخلاصية اردة اليت حتدد خصوصية الواقعة األدبية أي األدبية. بتلك

ولذلك فإن ما حتاول أن تؤسس له الشعرية ليس األدب احلقيقي املتمثل يف

عن تلك اخلصائص باحثةبل األدب املمكن الذي مل يتحقق بالفعل، اآلثار املنجزة،

مناألدبية تتولد مما يقع يف نظام اللغة «اردة اليت متيز احلدث األديب، أي األدبية، وهذه

انزياحات تتحقق مبوجبها اضطراب يصبح هو نفسه نظاما جديدا ملا فيه من و خلخلة

ليته األدبية، وبالتايل خترج األدبية عن نطاقها السطحي إىل خطاب يتميز بنفسه، له استقال

2.»اخلاصة

الشعرية حسب "تودوروف" إىل جانب البحث عن اخلصائص النوعية ودف

اليت تصنع فرادة وأدبية اخلطاب األديب إىل تأسيس نظرية لألدب، ما دام جمال حبث

إىل إقامة الشعرية ال يقتصر على ما هو موجود من األعمال األدبية بل يتجاوز ذلك

احملتملة.تصور لألعمال

1 -

، 3تودوروف تزفيطان، الشعرية، ترمجة شكري املبخوت ورجاء بن سالمة، دار توبقال للنشر والتوزيع، املغرب، طينظر:

. 30، ص19902 . 36بشري تاوريريت: الشعرية واحلداثة (بني أفق النقد األديب وأفق النظرية الشعرية)، ص -

لــدخمـ

- 17 -

ومثل ل واملفترض،األدب احملتبمى سإىل تأسيس ما ي وهذه دعوة صرحية من "تودوروف"

لذا يدعو ،البث املعمق يف مستقبل األدبية تفتح آفاقا جديدة للنظر وحتثها على هذه الرؤية

1.»تودوروف إىل شحن الشعرية برؤية مستقبلية تتنبأ باملمكن واآليت «

هلذا التصور الذي جيعل مدار اهتمام الشعرية األدب املمكن ال األدب ووفقا

) علما لألدب، Roland Barthesشكلت الشعرية يف نظر "روالن بارت" ( الكائن،

العلم املساعدة على وضع منوذج افتراضي لبنية لغوية حبثا عن مقبولية املعىن ووظيفة هذا

2يف التحوالت الالمنتهية للجمل.

علم األسلوب «) فقد عرف الشعرية بأا John Cohenون كوهني" (أما "ج

لكن هذا التداخل بني حقلي الشعرية واألسلوبية ال يعين التماثل الكلي ، 3»الشعري

نص أديب ما (....) واننيقاألسلوبية تعىن بدراسة خصائص أو «بينهما، فثمة فرق ألن

بدراسة القوانني لشعرية فهي نظرية األدب اليت تعىنما هو متعني وغري جتريدي، أما ا أي

..) وغري متجسد يف نص بعينه .العامة للصوغ األديب أو بدراسة ما هو متعال (.

4.»تراكم النصوص األدبية عرب التاريخ ومستخلص من

األسلوبية من خالل ويرى "كوهني" أن االنزياح هو الذي حيدد الواقعة

5.االنزياحواملعيار :املتمثلة يف الثنائيات البنيوية

ليست مسألة وزن أو إيقاع أن مسألة الفرق بني الشعر والنثر إىل " كوهني"وهنا يشري

مسألة لغة أيضا، تتمثل يف منط العالقات اليت يقيمها الشعر بني الدال هي فقط، بل

1 . 37املرجع نفسه، ص -

2 . 61، ص1984قة، ترمجة إبراهيم اخلطيب، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، املغرب، النقد واحلقي ينظر: روالن بارت، -

3 .15، ص1986 ،1، ط ، دار توبقال للنشر، املغرب جون كوهن: بنية اللغة الشعرية، ترمجة حممد الويل وحممد العماري -

4 ، السعودية، جوان40ع، 10بشرى موسى صاحل: املنهج األسلويب يف النقد العريب احلديث، جملة عالمات يف النقد ، مج -

.287، ص20015 .48، ص1987، 1نظرية االنزياح عند جون كوهني، دراسات سال، ع يت،ينظر : نزار التجدي -

لــدخمـ

- 18 -

فالشعر انزياح وخرق لقانون ولذلك واملدلول من جهة وبني املدلوالت من جهة أخرى،

رق اخل، بل هو وجتاوزمها جمافاة قواعد النحو والتركيب وليس املقصود باخلرق اللغة،

.إىل اإلحياء وااز التقرير واملباشرة منط بعادها عنبإ عن لغة النثر مييز لغة الشعرالذي

ولذلك فقد عرض " كوهني " مفهومه لالنزياح يف كتابه املوسوم (بنية اللغة

على موقفه القاضي بأن بناء - Structure du langage poétique - الشعرية)

1.»الشعرية علم موضوعه الشعر«

وهلذا فقد حظيت اللغة الشعرية عند "كوهني" بقدر كبري من العناية، ألن فيها يستثمر

احلد األقصى من االنزياح، على عكس لغة النثر العلمي اليت يتراجع فيها االنزياح إىل

األسلوبميكن أن نشخص ظاهرة «درجة الصفر أو يقترب، يقول يف ذلك "كوهني":

خبط مستقيم ميثل طرفاه قطبني، القطب النثري اخلايل من االنزياح والقطب الشعري الذي

أقصى درجة، وبني القطبني يتوزع خمتلف أمناط اللغة املستعلمة إىليصل فيه االنزياح

فعليا، فقرب القطب األقصى تقع القصيدة، وقرب القطب اآلخر تقع لغة العلماء، حيث

، وهذا دليل على أن االنزياح خاصية 2»دما وإمنا يدنو من الصفراالنزياح منع ال يكون

مالزمة للشعر، أين يمن الوظيفة الشعرية على حساب الوظائف األخرى.

ال ال يعين أن لغة الشعر اعتباطية وولكن هيمنة الوظيفة الشعرية يف الشعر

ال ميكن يوجهه املؤلف إىل قارئه، و شأن النثر، خطاب«يرجى منها، فالشعر شأنه تواصل

عن اخلطاب إذا مل يكن هناك تواصل، ولكي تكون القصيدة قصيدة، ينبغي هلا احلديث

حتافظ على مربر وجودها من خالل فهي، 3»توجه إليهمن مفهومة من طرف أن تكون

كثافتها اجلمالية. تواصل بينها وبني املتلقي بعد حتقيق أكرب قدر من التأثري الناتج عنعقد

1 .22، صنفسهاملرجع -

2 - John Cohen : Structure du langage poétique, Flammarion, Paris, 1996, P07.

3 .171نفسه ، ص املرجع -

لــدخمـ

- 19 -

يشوا بعض النقص، ألا اقتصرت يف «اإلشارة إىل أن نظرية "كوهني" روجتد

متثيل االنزياح على تصور بالغي، وهذا التصور مهما كان جديدا بالقياس إىل البالغة

مقاربة ح إال يف ضوء هو اآلخر عن التقليد الذي ال يعترب االنزياالتقليدية، إال أنه مل خيرج

، 1»يف ظل وحدات اسنادية تراعي العالقة اازية بني املسند واملسند إليه تركيبية، أي

تصلح لفك الغموض الذي تزخر به لغة الشعر السريايل وبذلك فنظرية "كوهني" قد ال

مثال، ألن الغموض يف هذا النوع من الشعر ال يقتصر على الوحدات اللسانية بل يشمل

النص ككل.

) بديال ملفهوم املعيار اللساين يف M .Rifatereولذلك فقد اقترح "ريفايتر" (

–حتديده للظواهر األسلوبية املرتاحة أمساه بـ:(السياق األسلويب)، والسبب يف ذلك

املعيار اللساين إىلتعريف األسلوب األديب باعتباره انزياحا بالقياس « أن -حسب ريفايتر

ضرورة [افترض] ..) هلذا(.ندما يتعلق األمر بتحليل األسلوبتطبيقية ع صعوباتيثري

راءات األسلوبية بالقياس السياق األسلويب ودراسة اإلج مبفهوم العاميار استبدال مفهوم املع

2.»السياقإىل هذا

وجهة النظر هذه صحيحة، فالسياق األسلويب هو الذي وميكن أن تكون

التوصل إىل أسباب افتقار بعض الوحدات اللسانية إىل أثرها األسلويب يف يسعفنا يف «

إجراء أسلويب يف موقع آخر بفعل التضاد الناتج عن ، بينما تتحول إىلما موقع سياقي

وذا املوقف سيكون مبقدور الناقد التخلص من تلك الرؤية ، 3»االنقطاع داخل السياق

ولغة الشعر احنرافا. الضيقة اليت جتعل لغة النثر معيارا

1 . 57شعرية القصيدة العربية املعاصرة، ص حممد العياشي كنوين: -

2 - M. Rifatere :Essais de Stylistique Structurale, Flammarion, Paris, 1971, P64.

3 .57العربية املعاصرة، ص حممد العياشي كنوين: شعرية القصيدة -

لــدخمـ

- 20 -

1:مفهوم العنونة - ثانيا

لقد أولت الدراسات األدبية والنظريات النقدية املعاصرة أمهية كبرية للعتبات

ـ النصية، فصار درسها يندرج ضمن سياق ن وص، ظري وحتليلي يهدف إىل مقاربة النص

الداللية.أجل فهم خصوصياا وحتديد جوانب أساسية من مقاصدها من

وإذا كان "رومان جاكبسون" قد تساءل عن العناصر اليت جتعل من نص ما

نصا أدبيا من خالل طرحه إلشكالية: ما الذي حيقق أدبية األدب؟ النصعن جمموع العناصر اليت جتعل من «فإن "جريار جينيت" أكد على ضرورة التساؤل

د النص وتصاحبه يف رحلة اكتساب احلضور واهلويةاليت تسان كتابا، أي [تلك] العناصر

، وهذه العناصر هي ما تعرف بالعتبات النصية.2»الثقافية النوعية

يتوسع «النصية أي اهتمام قبل توسع مفهوم النص، ومل ومل تثر العتبات

وتفاصيله، ولقد مفهوم النص إال بعد أن مت الوعي والتقدم يف التعرف على خمتلف جزئياته

مفهوم التفاعل النصي وحتقق اإلمساك مبجمل العالقات اليت تصل أدى هذا إىل تبلور

أي ،3»النصوص بعضها البعض، واليت صارت حتتل حيزا هاما يف الفكر النقدي املعاصر

ا يف التعرف على خمتلف جزئياته، فضائه كان سببمبفهوم النص والتطور الذي حلق أن

العتبات إضافة نوعية يف مقاربة النصوص وحتليلها. مبوضوعمن مث كان االهتمام و

وقد صنف "جريار جينيت" العنوان ضمن فضاء النص املوازي أو ما يعرف

5:) واملتمثلة يفTranstextualité( 4باملناص يف إطار حديثه عن أمناط التعايل النصي

1 ص الفصل األول من هذا البحث لدراسة نظرية العنوان، لذلك سيتم التطرق للعنوان يف هذا املقام من منطلق عالقتهصلقد خ -

بأمناط التعايل النصي.2 .21، ص2007، 1نبيل منصر: اخلطاب املوازي للقصيدة العربية املعاصرة، دار توبقال للنشر، املغرب، ط -

3 .14ص ، 2008، 1، منشورات االختالف، اجلزائر، طعبد احلق بلعابد: عتبات (جريار جينيت من النص إىل املناص) -

4 مع نصوص أخرى. التعايل النصي هو كل ما يضع النص يف عالقة ظاهرة أو خفية - .96، ص1989، 1السياق)، املركز الثقايف العريب، بريوت، ط –ينظر: سعيد يقطني: انفتاح النص الروائي (النص -5

لــدخمـ

- 21 -

.Intertextualité: التناص -1

.Paratexte املناص: -2

. Métatextualitéامليتانصية : -3

.Hypertexte النص الالحق: -4

.Architextualitéمعمارية النص: -5

من هذه املتعاليات النصية هو منط املناص، ألنه - يف هذا املقام –وما يهم

حيدده "جينيت" بقوله:العنونة، حيتضن فعاليات

ة هي عموما أقل وضوحا وأكثر بعدايتكون من عالقParatexte إن النمط الثاين«

املشتركة، املدخل، امللحق، (...) اوينالعن غري،العنوان الص ويقيمها النص يف العنوان،

غريها، اليت توفر للنص وسطا (متنوعا)، وأنواع أخرى من اإلشارات الكمالية الكتابية أو

أكثر القراء نزوعا للصفاء، رمسي ال يستطيعويف بعض األحيان شرحا رمسيا أو شبه

بالسهولة اليت يريدها وال وأقلهم اهتماما باملعرفة اخلارجية أن يتصرف به على الدوام

1.»ميكن أن يزعم ذلك

نيت" عناصر املناص بشكل مفصل، "مجيل محداوي" عن "جريار جي وينقل

) هو العنوان األساسي، Genetteجينيت (لدى 2بالنص املوازي إن املقصود « يقول:

، ، املقدمات، امللحقات أو الذيول)Intertitres(الفرعي، العناوين الداخلية العنوان

، النهايات، الصفحات، املالحظات اهلامشية حتت التوطئة، التقدمي، الفاحتة التنبيهات،

الكتابية، العبارات التوجيهية، فكرة الكتاب (وهي عبارة توضع يف صدر املنقوشات

حممد خري البقاعي، مركز اإلمناء جريار جينيت: طروس (األدب على األب)، ضمن كتاب دراسات يف النص والتناصية، ترمجة -1

.127، ص1998، 1احلضاري، حلب، طأكثر من غريه من املصطلحات اليت النقدي العريبيف اخلطاب النص املوازي هو نفسه املناص، وقد شاع مصطلح (النص املوازي) -2

تؤدي نفس املعىن.

لــدخمـ

- 22 -

الكتاب وتلخص فكرة املؤلف)، األمثلة والشروح، االهداءات، الرباطات امللفوفة، وأيضا

األخرى من العالمات، واإلشارات الثانوية مثل املخطوطات املنسوخة، أي األمناط

1.»توقيعات املؤلف وكتابته األصلية

وقد قسم "جينيت" هذه املوازيات النصية إىل نوعني من النصوص: نص

خارجي فوقي وآخر حميطي.

عناصر تتعلق بالنص ولكنهـا منشورة «) إىل Epitexteحييل النص اخلارجي الفوقي (

2.»خارج الكتاب: مثل املقابالت واملذكرات اخلاصة

كل ما يتعلق بالنص وينشر معه (يف زواياه «) فإنه يضم Péritexteأما النص احمليطي (

وقد قسمه "جينيت" هو اآلخر إىل 3.»مثل عنوانات الفصول) وما يوجد داخل الكتاب

) ويندرج حتته الغالف،Péritexte éditorialقسمني مها: النص احمليطي النشري (

احمليطي بالنشر، والنص املتعلقة التجليد، كلمة الناشر وغريها من املعلومات

العناوين ) ويضم اسم الكاتب، العنوان، العنوان الفرعي،Péritexte Autorial(التأليفي

عالقة باملنت وال ينفصل اإلهداء، اهلوامش وغريها مما له التمهيد، االستهالل، الداخلية،

:5هي وبذلك يكون املتلقي أمام ثالثة مستويات نصية ،4عن الكتاب

.Texte principalالنص الرئيسي: -1

.Epitexteالنص اخلارجي الفوقي: -2

.Péritexteالنص احمليطي: -3

1 .105، ص1997، الكويت،3،ع25مج مجيل محداوي: السيميوطيقا والعنونة، جملة عامل الفكر، - ،2001، 1بركات، دار الرحاب، ط ائلغسان السيد ووترمجة : جريار جينيت (حنو شعرية منفتحة)، مونتالبييت كريستني-2

.108ص3 .103املرجع نفسه، ص -

4 .49ينظر: عبد احلق بلعابد، عتبات (جريار جينيت من النص إىل املناص)، ص -

5 - Voir : Gérard Genette , seuils , P 346.

لــدخمـ

- 23 -

احلد األول منها بوصـفه «يشغل النص الرئيسي من هذه املستويات الثالثة

األصل، يف حني ميثل كل من النصني احمليطي واخلارجي احلد الثاين بوصفهما التكملة أو

حلية، وهذا ما جيعل املقاربات النقدية حتتفي باألصـل أو اإلضافة، ويف أحسن األحوال

األساس أو ما يسمى بـ (املنت)، وعلى هذا مت استبعاد (النص املوازي) مع كل ما يتمتع

1.»به من أدوار ثرية بنية وداللة وتفكيكا يف نشاط القراءة النقدي

) Seuilsخالل كتابه ( ريار جينيت" املؤسس الفعلي لعلم العنونة منوحىت "ج

النص املوازي بشىت أصنافه، «جعل النص املوازي عنصرا تابعا وخادما للنص حينما قال:

يكون على حنو أساسي عنصرا تابعا، إضافيا، وخطابا مكرسا خلدمة شيء آخر، هلذا

، ورمبا هلذا السبب ظل النص املوازي 2»الشيء الذي يشرع حقه يف الوجود، أي النص

رة الشعريات النقدية إىل وقت متأخر.خارج دائ

ال ميكن اعتبار النص املوازي بديال للنص األصلي، كما ال ميكن اعتباره لكن و

صر مكتفيا بذاته ملا احتاج لعنا األصلكان هذا تابعا ميكن االستغناء عنه، فلو عنصرا

لعامل إال من خالل ايفاألصل ال ينجز حضوره «فهذا خارجية تكسبه اهلوية والتميز،

وهكذا يتموقع .إذ به يكتسب اهلوية واالختالف، ويعلن عن كينونته... النص املوازي،

الراهنة اختيارها من اشتغاالت القراءة النقدية، ويسوغ للقراءة البؤرةاملوازي يف النص

ترسانة بوصفها املكون األخطر يف العنونة تراتيجي من مكونات النص املوازي:ملكون اس

3.»النص املوازي

إن النظر إىل العنوان بوصفه أحد مكونات النص مينحه على صعيد التلقي

يتأسس التفاوض بني اخلارج (القارئ) والداخل (النص)، «استثنائية، فمن خالله أمهية

1 .38، صتأويلية يف شؤون العتبة النصية) حسني: يف نظرية العنوان (مغامرةخالد حسني -

2تأويلية ، نقال عن: خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة(Introduction to the paratexte)جريار جينيت -

.39يف شؤون العتبة النصية)، ص3 . 40، يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، ص خالد حسني حسني -

لــدخمـ

- 24 -

تقع بينهما، فتفكك احلدود حيث يذوب القارئ يف أمران: إما حالة أيروسيةوهنا مثة

والنص يف القارئ هياما، وإما القطيعة فيحل النكوص وينهار فضاء النص شوقا

1.»التفاوض

، 2»ستنصب أول ما تنصب على العنوان«وهنا تربز أمهية العنوان يف عملية التلقي ألا

إما يغري املتلقي بقراءة النص فيقبل أو يصده فيدبر. فهو

ومحولته الداللية املتنوعة عنوان يف استدراج املتلقي من جهةونظرا لكفاءة ال

أولت الدراسات النقدية األدبية املعاصرة أمهية بالغة لدراسة العنوان فقد ،من جهة ثانية

عن شعرية النصوص احلديث عن شعرية العنوان كاحلديث صارذلك فقد وب وحتليله،

3.»العنوان أكثر شعرية من عمله«املعروضة بعده، ورمبا كان

1 . 41، صنفسهاملرجع -

2 . 10، ص1998اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، اهليئة املصرية العامة للكتاب، -

3 . 46، صنفسهاملرجع -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 25 -

مفهوم العنوان: -1

لقد احتل العنوان مكانة متميزة يف األعمال اإلبداعية األدبية والدراسات النقدية املعاصرة، باعتباره عتبة هلا عالقات مجالية ووظيفية مع النص، نظرا ملوقعه

هلذه األمهية اليت حظي ا ، وتبعا االستراتيجي يف كونه مدخال أساسيا لقراءة العمل األديب العنوان وجب الوقوف عنده وحتديد مفهومه املعجمي واالصطالحي.

الفضاء املعجمي: -أ

وحدتني -بضم العني وكسرها –يقدم الفضاء املعجمي ملفردة عنوان معجميتني مها: (عنن) و (عنا)، يستفاد من مادة (عنن) ما جاء يف معجم لسان العرب:

عن الشيء ويعن عننا وعنوانا: ظهر أمامك، وعن يعن عنا وعنونا، واعتن واعتن: ظهر«

.1»واعترضوعننت الكتاب وأعننته لكذا أي عرضته له وصرفته «ظور ويضيف ابن من

إليه. وعن الكتاب يعنه عنا وعننه: كعنونه، و عنونته مبعىن واحد، مشتق من املعىن. وقال ي عنوانا ألنه يعن الكتاب اللحياين: عننت الكتاب تعنينا وعنيته تعنية إذا عنونته (...) ومس

من ناحيته (...) ويقال للرجل الذي يعرض وال يصرح: قد جعل كذا وكذا عنوانا وتعرف يف عنوانها بعض حلنها ويف جوفها صمعاء حتكي حلاجته وأنشد:

الدواهيا. قال ابن بري: والعنوان األثر، قال سوار بن املضرب:

ة دون أخرى قد سنحت ا جعلتها لليت أخفيت عنوانا.وحاج ابت ثقال: وكلما استدللت بشيء تظهره على غريه فهو عنوان له كما قال حسان بن

يرثي عثمان (...):

1،طبعة جديدة حمققة، دار صادر، 11الد ،: لسان العرب، مادة (عنن)(أبو الفضل مجال الدين حممد ابن مكروم)ابن منظور -

.2000 بريوت،

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 26 -

1.»يقطع الليل تسبيحا وقرآنا ضحوا بأشمط عنوان السجود به ومعىن كل شيء: منحته وحاله اليت « مادة (عنا) فتربز الدالالت اآلتية: أما

قال: املعىن والتفسري والتأويل واحد. ره. وروى األزهري عن أمحد بن حيييصري إليها أموعنيت بالقول كذا أردت. ومعىن كل كالم ومعناته ومعنيته: مقصده، واالسم العناء. يقال: عرفت ذلك يف معىن كالمه ومعناة كالمه ويف معين كالمه (...) وعنوان

نونوقال األخفش: الكتاب: مشتق فيما ذكروا من املعىن، وفيه لغات: ع .تننوع ت عنوت الكتاب واعنه، وأنشد يونس:

فطن الكتاب إذا أردت جوابه واعن الكتاب لكي يسر ويكتما قال ابن سيده: العنوان والعنوان سمة الكتاب : وعنونه عنونة وعنوانا وعناه، كالمها:

مبالعنوان.وس ه

وقال أيضا: والعنيان مسة الكتاب، وقد عناه وأعناه، وعنونت الكتاب وعلونته (...) قال وأنشد: ابن سيده: ويف جبهته عنوان من كثرة السجود أي أثر، حكاه اللحياين،

.2»عنوز بين نصروأمشط عنوان به من سجوده كركبة عرت من ترجع إىل -حسب معجم لسان العرب–يظهر مما سبق أن كلمة (عنوان)

إىل معاين - عنن –تذهب املادة األوىل «مادتني خمتلفتني مها: (عنن) و(عنا)، ويف حني حتيل إىل معاين القصد واإلرادة، وكال -عنا –الظهور واالعتراض، جند املادة الثانية

3.»يف الوسم واألثر -أيضا –املادتني تشتركان يف داللتهما على املعىن، كما تشتركان

وفيما يلي سيتم الوقوف عند هذه املعاين من أجل استنطاقها واستنباط العالقة بينها وبني العنوان بوصفه حدثا لغويا.

1 .نفسهاملرجع -

2 ابن منظور: لسان العرب، مادة (عنا). -

3 .16ص االتصال األديب، اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 27 -

ظهور واالعتراض):معىن (ال -1

واالعتراض، يكشف الفضاء املعجمي ملادة (عن) عن التماسك بني دالليت الظهور

1.»عن الشيء: ظهر أمامك، وعن (...) واعنت: اعترض وعرض«فـ: العنوان أي «وبذلك فالعنوان ظهور واعتراض، ألن الظهور هو الذي ميرئي

جيعله قابال للرؤية، عرب منحة مسة مكانية أو فضائية، وبذلك يغدو متمايزا وخمتلفا عما (سيميوطيقا املرئي)، أي يهب حوله، وهو ذا التمرئي يسمطق الفراغ ويؤسس لـ

.2»الفراغ معىن، فالظهور بوصفه والدة وديدا للفراغ، وجود يف مواجهة العدمالعنوان هو ما يظهر «اللة االعتراض فإا متعلقة باملتلقي على أساس أن أما د

، فالعنوان هو الذي خيلق فرصة اللقاء األول بني املتلقي والنص،3»له ويعترضه من العملهذه االستباقة يتأسس بروتوكول القراءة، اليت سوف حتمل (النص) على القول يف «و

ع القارئ (...) ومن هنا تنبثق استراتيجية العنوان يف والظهور، ليبدأ كينونة جديدة مممارسة الغواية واإلغراء على املتلقي ألسره يف شباك النص، وحىت يكون له ذلك ينبغي أن حيقق أقصى درجات الشعرية، بوصفه رسوال لبدايات اللذة املرتقبة، وهلذا فالعنوان إذ

4.»د إطاللة النص على العامل خيلق فرصة التلقـي األوىل، فإنه يؤسس يف الوجو معىن (القصد واإلرادة): -2

عنيت «يشري الفضاء املعجمي للجذر (عنا) إىل معىن القصد واإلرادة، يقال: أي يقصدك يقال: عنيت فالنا عينا أي قصدته، الشيء إذا كنت قاصدا له (...) يعنيك

ومن تعين بقولك أي من تقصد، وعناين أمرك أي قصدين (...) وعنيت بالقول كذا:

1 - .(عن) ابن منظور، لسان العرب، مادة

.59خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، ص - 2

.22اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -3

.60يف شؤون العتبة النصية)، صخالد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية - 4

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 28 -

.1»كل كالم (...) مقصده، واالسم العناء أردت، ومعىن

يغدو العنوان بوصفه فعال من أفعال الكتابة وإنتاجا هلا، حدثا «ذه الدالالت قصديا أي أنه ينتج حتت قوة اإلرادة من حيث هي مشيئة وعزم، وما خياجل هذه املشيئة من معاناة يف إخراج العالمة اليت تتحرك وفق استراتيجية قصدية من املرسل إىل املرسل

2.»وعةإليه، لتبليغ مقصديات متن

كل فعل « وهذا ما أشار إليه "اجلزار" يف معرض حديثه عن قصدية العنوان، يقول: اتصال ينطوي على "قصد" من طرفيه جيمع بينهما على قاعدة املرسلة، مثة إذن قصد للبث من طرف املرسل، وقصد لتلقي هذا البث من طرف املستقبل، هذا يف املرسلة ذاا

ذو وضعية أكثر -بالنظر خلصوصية وظيفته -العمل فإنه أي العمل، أما عنوان هذاهو - حتديدا –تعقيدا، إذ إنه يتوجه إىل املستقبل حامال مرسلته يف دالليته، وهذا احلمل

"قصد " املرسل و"إرادته" إبالغ املستقبل جبماع املرسلة، إن على مستوى اجلنس أو على 3.»ة من خطاا الذي تتأسس داخلهمستوى املوضوع أو حىت على مستوى موقف املرسل

وإذا كان العنوان خطاب له قوانينه وشعريته حسب املقاربة النقدية املعاصرة فإنه قد يتحرر أحيانا من سلطة مؤلفه ومقاصده بوصفه عالمة كتابية هلا مجاليتهـا

اخلطاب على عني - العنوان –بتمثيله ملقاصد اخلطاب وإرادته بوصفه « اخلاصة، ويكتفيالعامل، من خالهلا يندلق النص إىل العامل، والقارئ إىل النص، وما بني الداخل واخلارج تصطدم املقصديات وحيدث فعل القراءة الذي يطارد عبثا املعىن املرجأ أبدا للعالمة

4.»الكتابية

ابن منظور: لسان العرب، مادة (عنا). -1

2 .61الد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، صخ -

3 .21اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

4 .64(مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، صخالد حسني حسني: يف نظرية العنوان -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 29 -

معىن (األثر والوسم): -3

إن اجلذرين اللغويني (عنن) و(عنا) يشتركان يف داللة الوسم واألثر، فما عالقة . العنوان ذه الداللة؟ وكيف يكون العنوان أثرا وومسا؟

قبل اإلجابة عن هذه التساؤالت جيب اإلشارة إىل أن (األثر) و(الوسم) يشتبكان معجميا بقية الشيء (...) وخرجت يف إثره ويف أثره أي بعده «معىن (العالمة)، فاألثر هو يف

(...) واألثر بالتحريك: ما بقي من رسم الشيء، والتأثري : إبقاء األثر يف الشيء، وأثر يف الشيء: ترك فيه أثرا (...) واألثر: مسة يف باطن خف البعري يقتفر ا أثره (...) وأثر

1.»أثره يبقى بعدما يربأاجلرح: الوسم: أثر الكي (...) وقد ومسه ومسا إذ « وهي الدالالت اليت يوحي ا الوسم، فـ

والسمة (...) أثر فيه بسمة وكي (...) واتسم الرجل إذا جعل لنفسه مسية يعرف اعالمة : ما وسم به البعري من ضروب الصور (...) الوسم أثر كية (...) تكون والوسام

2.»لهواملتمعن يف هذه املعطيات املعجمية جيد نوعني من الداللة مها: (العالمة)

و(التأثري)، أما العالمة فهي اليت حتدد العالقة بني العنوان والنص، والعنوان تبعا هلذه العالقة النص يعد عالمة للنص، أي مسة له وأمارة عليه ودليال إليه، وهذا يعين أن إجناز«

اسم «ألنطولوجيته واختالفه ال يتحقق إال بالعنونة من حيث هي عملية إنتاج لـب3.»النص(...) فالعنوان للنص مبرتلة االسم للكائن، لكونه يسمي ويصف ما قد كت

العنوان بوصفه "تأثري" يقع «وأما التأثري فريسم حدود العالقة بني العنوان والقارئ، ألن تلقي من حيث أدائه جلملة من الوظائف اليت تأسر القارئ يف لذة قراءة فعله هنا على امل

1 ابن منظور: لسان العرب، مادة (أثر). -

2 ، مادة (وسم).املرجع نفسه -

3 .65، ص(مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية) خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 30 -

النص، وهذا األسر واالستغراق يف لذة القراءة يتوقف إىل حد كبري على اخلصيصة األدبية 1.»اليت يستند إليها يف بنائه

وكون العنوان "عالمة" ترسم حدود العالقة بني النص وعنوانه وفقا لوظيفة إحالية ال يعين افتقاد العنوان الستقالله الذايت، وهذا ما أكد عليه "اجلزار حممد فكري" حينما

استقالل الوسم انطولوجيا عما يسمه، واألثر عن حامله، فهذا ليس ذاك، وال «أشار إىل إذن، حنن يف «، ويضيف قائال: 2»ختدش نسبة أي منها إىل اآلخر ذلك االستقالل إطالقا

دودتني للعنوان أوهلما: خصيصة أنطولوجية هي استقالله، مواجهة خصيصتني حم 3.»وثانيهما: خصيصة وظيفية تنسبه إىل عمله أو تنسب العمل إليه

ولذلك فمهما بلغت درجة ارتباط العنوان بالنص، إال أنه يظل مستقال عنه للعنوان املتمثلة يف طباعيا لوجود مسافة تفصله عن النص، وهذا ما تؤكده الداللة اللغوية

(الوسم واألثر). الفضاء االصطالحي: -ب

يعترب "جريار جينيت" من الرواد املهتمني مببحث العنونة، فقد أفرد هذا )، حاول فيه تدارس Seuilsمصنفا كامال حيمل عنوان "عتبات" ( 1987الباحث عام

عند قرائنه الزمنية واملكانية وقرائن كافة العناصر النصية مبا يف ذلك العنوان، متوقفا اإلرسال واالستقبال، وعند وظائفه وأنواعه، واعتربه من أهم عناصر النص، مشريا إىل

صعوبة تعريفه نظرا لتركيبته املعقدة والعويصة عن التنظري، يقول:رمبا كان التعريف نفسه للعنوان يطرح أكثر من أي عنصر آخر للنص املوازي بعض «

، ويتطلب جمهودا يف التحليل، ذلك أن اجلهاز العنواين، كما نعرفه منذ النهضة ... ايالقضا

1 .66، صنفسهاملرجع -

2 . 23اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

3 . 24ص املرجع نفسه، -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 31 -

من وذات تركيبة ال هو يف الغالب جمموعة شبه مركبة، أكثر من كوا عنصرا حقيقيا1متس بالضرورة طوهلا.

هذا يعين أن تعريف العنوان يطرح أكثر من سؤال، ليس ألنه بنية لغويـة طويلة أو وهذا ،ميزة على حتليلهبل ألنه محولة داللية مكثفة تتطلب وعيا خاصا وقدرة مت قصرية،

جيعله مع صغر حجمه نصا موازيا ونوعا من أنواع التعايل النصي الذي حيدد مسار ما القراءة والتأويل.

"جينيت" يف هذا اال من خالل مؤلفه (عتبات) تعترب تتوجيا إن جهود 2ية سابقة له حنو: إلرهاصات نظر

1- M. Hélin : les livres et leurs titres, marche romane, 1956.

2- Ch. Moncelet : Essai sur le titre 1972.

3- Leo. Hoek : pour une sémiotique du titre, 1973.

4- Leo. Hoek : la marque du titre, 1981.

5- C. Grivel : production de l’intérêt romanesque, 1973.

6- C. Duchet : la fille abandonnée et la bête humaine, éléments de titrologie romanesque, 1973.

7- J. Molino : sur les titres de Jean Bruce, 1974.

8- H. Mitterand :les titres des romans de Guy des cars,1979.

توالت الدراسات املتخصصة يف علم العنونة بعد ذلك، ورمبا يعد وقد

) أحد أشهر املؤسسني املعاصرين للعنوان من خالل كتابه Leo Hoek"ليوهوك" (الذي حدد فيه اجلهاز املفاهيمي ) du titre la marqueمسة العنوان ( : املوسوم ب

للعنوان ومعامله التحليلية.

1 - Gérard Genette : Seuils, Collection poétique aux Ed du Seuil, Paris, 1987 ,P54.

2 .66. 65 :ص. ص ينظر: عبد احلق بلعابد: عتبات (جريار جينيت من النص إىل املناص)، -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 32 -

ام بدراسة العنوان من منظور يستند إىل العمق املنهجي واالطالع فـ "ليوهوك" ق ووظائفها، اللسانيات ونتائج السيميوطيقا من خالل التركيز على بناها ودالالا على

العناوين اليت نستعملها اليوم ليست هي العناوين اليت استعملت يف احلقبة «ورأى أن)، هلا وقع بالغ objet artificielأصبحت العناوين موضوعا صناعيا ( فقد الكالسيكية،

1.»يف تلقي كل من القارئ واجلمهور والنقد واملكتبيني .

)، الذي تعامل Jean Ricardouومن املهتمني أيضا بدراسة العنوان "جون ريكاردو" (معه من منطلقني تنظريي وتطبيقي، واعتربه أداة كتابية مناسبة لزعزعة أسس النص

سيكي، وذلك خبلق حالة من الشقاق ما بني النص والعنوان، هذا األخري الذي الكال .L’onomatexteوتارة بـ : le sur texteيدعوه "ريكاردو" تارة بـ:

) حاول وضع prise de constantinopleفهو مثال يف تشكيله ألحد أعماله الروائية ( ة يضلل القارئ إن روعي الترتيب بعض تصوراته موضع التنفيذ، فقراءة عنوان هذه الرواي

) ليكون o) باحلرف (iاخلطي املعهود للحروف، إذ البد من استبدال احلرف الالتيين ()، وهنا يتضح أن داللة العنوان تتعلق بالنثر prose de constantinopleحاصل العنوان (

معناه يف صياغته عموما وال عالقة هلذا املكتوب بواقعة سقوط القسطنطينية كما يظهر من األصلية اليت تعمد وضعها "ريكاردو".

فهذا التحايل على التشكيل احلريف يف صياغة العنوان أسلوب من األساليب احلداثية يف 2العنوان، نادى ا "ريكاردو" وطبقها يف أعماله اإلبداعية.

يل هلا مبقاربة "اجلزار أما املسامهة العربية يف حتديد مفهوم العنوان فيمكن التمث العنوان للكتاب كاالسم للشيء، به يعرف وبفضله يتداول، يشار«حممد فكري" اآلتية:

1 .66، صاملرجع نفسه -

2اصة مبؤمتر النقد األديب السادس، مداخلة خ ينظر: ابن عبد اهللا األخضر، يف البدء كان العنوان وكان... فهل يف غد سيكون؟ -

جامعة الريموك، األردن.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 33 -

بإجياز –به إليه، ويدل به عليه، حيمل وسم كتابه، ويف الوقت نفسه يسمه، العنوان 1.»عالمة ليست من الكتاب جعلت لكي تدل عليه -يناسب البداية

من خالل هذا التعريف تظهر الطبيعة اللغوية للعنوان، فضال عن مجلة من الوظائف االستراتيجية اليت يؤديها، وهذه املقاربة ال ختتلف كثريا عن املقاربة اليت قدمها "خالد

العنوان عالمة لغوية، تتموقع يف واجهة «حسني حسني" يف تعريفه للعنوان، مفادها أنظائف ختص أنطولوجية النص وحمتواه، وتداوليته يف إطار سوسيو النص، لتؤدي جمموعة و

، وهنا تظهر ثالثة حماور تتعلق كلها بالعنوان هي: الطبيعة 2»ثقايف خاصا باملكتوب – اللغوية للعنوان، موقعه الكتايب، ووظائفه اليت يؤديها.

منوذجا للصفحة «ة وجتدر اإلشارة إىل أن لفظ (عنوان) عىن فيما عنى أول مر األوىل مكفولة اال الطباعي للتعريف مبادة الكتاب ومؤلفه، وغري ذلك من املعلومات املتعلقة باملؤلف، ليتبلور املعىن فيوقف الحقا على عبارة تصدرت الكتلة النصية وتوسطت

3.»جماله الكتايببلغت درجة ارتباط العنوان والوقوف على املعىن الثاين يشري إىل أنه مهما

بالنص، إال أنه يظل مستقال عنه باعتباره نصا مثله مثل العمل الذي يعنونه، ميلك القدرة على قراءته من جوانب مجالية وداللية، وقد يكون أكثر شعرية مما يعنونه يف بعض

نوان احلاالت، لكن هذا االستقالل ال ينفي العالقة النوعية بني العنوان ونصه، فكل عيرتبط بالنص الذي يليه برابط ما، يتجلى يف قول العنوان شيئا ما عن هذا النص إن

بصورة مباشرة واضحة أو بصورة رمزية غري مباشرة.

1 . 15اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

2 . 77: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، صخالد حسني حسني -

3 . 08اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 34 -

وإضافة إىل أن العنوان يتصدر فضاء النص، فإنه توجد قواعد يف العنونة تصدر وتوسط العنوان املقام ضرورة « أكثر من لغة وثقافة، من مثل بني مشتركة ما

يفوق حجما وشكال ذاك املوظف يف بطانة النص كشكل من الكتايب ونسخه خبطالعناصر املؤسسة للمكتوب، وقد يظهر املداد بلونه املغاير أشكال التمييز له عن سائر

1.»ليضيف إىل سلم العناية مستوى آخرإن التشكيل اهلندسي للعنوان وموقعه املتصدر لفضاء النص قد ال يكون القصد

التنميق والتزويق واستدراج القارئ كما حيلو ألصحاب املطابع أن يقولوا، وإمنا قد «منه حيمل العنوان رسالة النص الكبري، ختتزل يف شكل عبارة فتكون حروفا أو أرقاما أو

بياضا، وقد تتسع احلروف وتضيق، وقد تشكل ألوانا خمتلفات وتتصل عالمات مطبعية أووتنفصل وتكون كوفية أو نسخية أو رقعية، مستقيمة أو معوجة، وقد ترسم مرتعشة... فههنا تلتقي بالغة العنوان بصناعته، ويتم التوافق بني التشكل واملقصد فإذا العنوان طاقة

2.»شعرية ورسم بالكلماتوجتدر اإلشارة يف هذا املقام إىل أن انطالقة العنوان يف األدب كانت انطالقة

موسومة مبحدودية الكم املفردايت اليت قلما جتاوزت إطار املسند واملسند إليه، مع مالحظة نسبية ختص املكتوب العريب الذي متيز بطول اجلملة رغبة يف التسجيع، أما راهنا فالعنوان

تقدمها اللغة إمكانات التراكيب اليت «يا ال حيدد بكم مفردايت، أي أنعربيا كان أم غربكافة قابلة لتشكيل العنوان دون أي حمظورات، فيكون كلمة ومركبا وصفيا ومركبا

، حىت أنه ميكن 3»إضافيا، كما يكون مجلة فعلية أو امسية وأيضا قد يكون أكثر من مجلةالتركيب ا مينح الكاتب احلرية الواسعة يف اختيارأن يكون رقما أو رمزا أو بياضا، وهذا م

1 ابن عبد اهللا األخضر: يف البدء كان العنوان وكان... فهل يف غد سيكون؟ -

2 . 115ص، 1997، دمشق، 313ة املوقف األديب ،عجملحممود اهلميسى: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، -

3 .02اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 35 -

الذي يفضله، ووفقا هلذا ال ميكن تفضيل تركيب عن آخر يف صياغة العنوان، ألن كل تركيب يضعه الكاتب من الكلمة املفردة إىل اجلملة املركبة، خيدم أغراضا معينة أرادها

يعين أنه يريد التحدث عن أشياء له، فمثال عندما يستخدم مجلة امسية يف العنوان، فهذا قدثابتة تتجاوز حدود الزمن، وهذا راجع لطبيعة االسم الثابتة خبالف الفعل الذي يدل على

التحول وعدم الثبات.وإذا كان العنوان مبظهره اخلارجي يدل على وضعية لغوية شديدة االفتقار

ملتمثلة يف اإلجياز واالختصار، وإذا كان مقارنة بالنص الذي يعنونه، فهذا راجع خلاصيته ال البحث عن املعىن وكشف األمر كذلك، فهدا يفترض كفاءة عالية يف التلقي من أج

العنوان مبثابة رأس للجسد والنص متطيط له، وحتوير «املخبوءة فيه، وهنا يكون الدالالت 1.»إما بالزيادة أو االستبدال أو النقصان أو التحويل

بنية العنوان دائما ما «ئ حينما يتوجه إىل العمل األديب يبدأ بالعنوان ألن لذلك فالقارمتتلك القدرة على احلكم اجلمايل على النص، إذ تشبه القطرة اليت تلخص كل صفات

فيقترح له عدة تأويالت تتعزز أو ، 2»احمليط، والشجرة اليت ختتزن مجيع صفات الغابة نوان متجها إىل النص.تنتفي عندما يتخطى هذا القارئ الع

إن األمهية اليت حظي ا العنوان يف الدارسات النقدية املعاصرة، جعلته د حىت البنية وى البناء اخلارجي للعمل، بل ميتمفتاحا منتجا ذا داللة، ليس على مست«

إعادة إنتاج املتلقي) إىل -النص -العميقة، ويستفز فواصله ويدفع السلطة الثالثية (املبدع 3.»تتيح لعوامل النص االنفتاح على أكثر من قراءة

.107ص، 1997، الكويت، 3ع،25جملة عامل الفكر، جملدمجيل محداوي: السيمويطيقا والعنونة، -1

HTTP//WWW.ADAB :املوقع أمنوذجا)، (شعر الشرقيةإبراهيم تعيلب: شعرية العنوان يف اخلطاب الشعري املعاصر -2 .18، ص1992، 1ط تونس، ب، الدار التونسية للنشر،الرع مدار حممد لطفي اليوسفي: حلظة املكاشفة الشعرية واإلطاللة على -3

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 36 -

وال تنحصر أمهية العنوان يف كونه عالمة لغوية تعلو النص لتسمه وتصفه هل على القارئ عملية االنتقاء ته فقط، بل قد تفوق ذلك ألا تسوتغري القارئ بقراء

ألمهية أن نتصور للحظة غياب فعل واالختيار وتكسبه الوقت، ويكفي لتحسس هذه االكتب املوجودة يف رفوف املكتبات، كم من الوقت سيستغرق العنونة عن

غاه، بتالقارئ ليختار أو ليبحث عما هو حباجة إليه، رمبا سيتعب وينهار قبل أن جيد ماب كان كما أنه لوال العناوين لظلت الكثري من الكتب مكدسة يف املتاجر، فكم من كت

عنوانه سببا يف ذيوعه وانتشاره، وكم من كتاب كان عنوانه وباال عليه وعلى صاحبه. والعنوان على أمهيته هذه أمهل من قبل الدارسني واملبدعني قدميا وحديثا،

واعترب هامشا ال قيمة له وملفوظا ال يقدم شيئا إىل حتليل النصوص، ومل يول من العناية مبا فيه الكفاية إال مع مقدم املوجة النقدية املعاصرة، حينما التفت إليه بعض الدراسني يف

1حلقات البناء االستراتيجي للنص، واألجنبية بوصفه حلقة أساسية ضمنة الثقافتني العربينونة ـم جديد هو علم العـرت بعلـات معمقة بشـزه يف دراسـوحرصوا على متيي

)la titrologie.( واستحداث هذا املبحث النقدي الذي يعىن بدراسة فعل العنونة كعنصر ال

انعدام الظاهرة قبلئذ، فلقد لقنتنا «البناء النصي ال يعين يقل أمهية عن سواه من عناصرالتواريخ بأشكاهلا: أدبية، فكرية، عملية كانت أو سواها، أن الظاهرة سابقة كينونة لتاريخ وعيها واستيعاا االصطالحي، ومن مث فاستحداث هذا املبحث ال يقول أكثر من

وقوع عليه، ففعل االصطالح والتخصيص حلظة حامسة لتنبه الوعي النقدي لواقع سابق ال

1 .110ص الشعر العريب احلديث (دراسة يف املنجز النصي)، ينظر: رشيد حيياوي، -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 37 -

فعل ترسيمي يف أساسه ملا هو مؤسس من قبل، يف شكل ظاهرة تنتظر الوعي النقدي 1.»حصر جمال اختصاصها وضبط أو على األقل اقتراح أسلوب لتناوهلا والتعامل معها

الغريب، هذا يعين أن علم العنونة ليس جديدا كل اجلدة كما يعتقد يف الدرس النقدي ذ هم يقرنون بدايته االهتمام بالعنوان من األمور احلادثة عندهم، إ«اعترب أن الذي

النهضة األوروبية وخاصة ما تعلق منه بنشاط احلركة األدبية والفكرية احلقيقية بعصر وبدء التنافس بينها، إذ انصرف أصحاا إىل كسب ود القراء املطابع والفنية وانتشار

دهم فلم يكتفوا من الصناعة بتجويد البضاعة بل زادوا فشاركوا املؤلف يف ختري املتزايد عد، حنو مؤلف "هنري 2»املؤلفات العنوان واشترطوا الشروط ووضعوا يف ذلك

Traite de la - (حبث يف فن الطباعة) بـ: ) املوسومHenri Fournierفورنـيي"(

Typographie - ملا كان العنوان إمنا يقدم إىل «، يقول فيه: م1825الذي نشره سنةالقارئ اللمحة األوىل عن املؤلف، وملا كان هذا اإلحساس الفطري الذي قد يستحسنه

يستهجنانه هو الذي خيلف انطباعا شبه دائم، فإن من واجب املؤلف الفكر أو العني وقد فكرة يقدم عن فحوى كتابه واملطبعي أن يوحدا جهودمها حتسبا لذلك، فعلى األول أن

أقرب ما تكون إىل الشمول مع احلرص على إثارة فضول القارئ مبا يلتزمه يف حتريراخلبري العنوان من البساطة واإلجياز، أما الثاين فيجب عليه أن يضع أمام عيين (القارئ)

حبسن تنضيد احلروف وبراعة بالكتب مظهرا منتظما ممتع التنوع ال رتابة فيه، وذلكذ غالبا ما تكتسب هذه الصفحة أمهية كربى مبا هلا من سلطان على ترتيب السطور ...إ

مجهرة القراء الطائشني الذي ال يشترون الكتب إال إرضاء لرغبات العني أو خضوعا 3.»لسحر العنوان

1 اهللا األخضر: يف البدء كان العنوان وكان...فهل يف غد سيكون؟ ابن عبد - .111حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص -2 .111براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص حممود اهلميسي، (حبث يف فن الطباعة)، نقال عن: هنري فورنيي -3

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 38 -

مبحث العنونة مل جيد الطريق سهال ذلوال «ويظهر من خالل كتابات الرواد أن لقي معارضة من قبل بعض الدارسني الذين رأوا فيه إحياء كما قد يقع يف الوهم بل

1.»قد سدت عليها املنافذ منذ أمد ، وهي مسألة انفتاح النص وانغالقه لقضيـة ظن أنذلك "جينيت" حينما نبه إىل أنه عند دراسة العنوان جيب أال يقتصر البحث وقد رد عن

الكبري، حىت ال نقع فيما وقع فيه دعاة النص على العنوان وحده منقطعا عن النص 2املغلق.

واضع العنوان: -2هو فعالية هلا شروطها ومالبساا املستقلة عن كتابة إن كتابة عنوان عمل ما

من التأمل والتدبر لتوليده وحتويله إىل بنية ع العنوان وقتاضالعمل نفسه، وتتطلب من وايعنونه بطريقة داللية معينة، ألن العنوان يف أغلب احلاالت يقدم ملخصا للنص الذي

.رمزية مباشرة أو إحيائيةتقريرية عنوان يلصقه الكتاب على ظهر روايته أو يعلقه كالثريا يف رأس «لذلك فإن كل

أو قسم الشك أن املؤلف أفرغ فيه جهدا وتطلب الصفحة أو ميوقعه يف وسط كل فصل 3.»منه اختياره، ألن صياغة أي عمل إبداعي هي جزء من الكتابة الفنية

هذا يعين أن العنوان يف أي نص ال يأيت جمانيا أو اعتباطيا، ألن املبدع يعطيو عنونة العمل أكثر مما بل رمبا كانت «لكتابة عنوانه ما يعطيه للعمل من عناية واهتمام،

وتتنازعهما فمقاصد املرسل منها ختتلف جذريا عن مقاصده من عمله، نظن إشكاال،

.112املرجع نفسه، ص -1

2 -voir : Gérard Genette : Seuils, p376.

.WWW.Djdar.net// HTTPنوان يف الرواية العربية املوقع: مجيل محداوي: صورة الع - 3

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 39 -

عوامل أدبية، وأخرى ذرائعية برمجاتية، ورمبا أضفنا العامل االقتصادي (التسويقي) إىل 1هذين النوعني من العوامل.

دت صعوبة بالغة يف العثور ال طاملا وج «" حينما قال:وهذا ما أشار إليه "شوقي بزيغ على عناوين مالئمة موعايت الشعرية اليت سبق أن أصدرا خالل ربع قرن من الزمن،

جاذبية فائقة نفس القارئ، ومن من أثر عميق يف ذلك أنين أعلم متام العلم ما للعنوان تسهم أغلب األحيان يف تسويق الكتاب ووضعه على طريق النجاح، كثريا ما حدث أن

استغرقت شهورا عدة يف البحث عن العنوان الذي أريد والذي يشع بريقه الغامض يف على أن هذه املعاناة ال ختص أن يبلغ مرتبة الوضوح واإلفصاح....باطن الروح دون

معظم الكتاب والشعراء بوجه خاص، يواجهون هذا كتابا أو شاعرا بعينه، بل لعل 2.»ويعانون من وطأته املرهقة اليت ال ميلكون جتنبها االستحقاق املضين

واألحباث اليت تطرقت إىل واضع العنوان عاجلت اإلشكالية اآلتية: هل كاتب العنوان هو نفسه كاتب النص؟

اإلجابة عن هذا السؤال كانت متضاربة، فقد رأى "جريار جينيت" أن واضع العنوان 3حب النص، إذ ميكن حمليط النشر أن يلعب هذا الدور.ليس بالضرورة أن يكون صا

فعادة ما تضع بعض دور النشر رزنامة من العناوين ذات طابع جتاري واجتماعي حىت عقد «العنوان أنأساس على 4حتقق األرباح، ولو على حساب قيمة النص وحمتواه،

وقرائه من جهة، شعري بني الكاتب والكتابة من جهة، وعقد قرائي بينه وبني مجهوره وعقد جتاري/ إشهاري بينه وبني الناشر من جهة أخرى، هلذا ميكن للناشر التدخل يف اختيار العنوان مبقتضى هذا التعاقد، إذا ما وجد هذا العنوان غري جذاب للقراء

1 .07يوطقيا االتصال األديب، صوسيماجلزار حممد فكري: العنوان -

2 .226، ص2005، 565شوقي بزيغ: حمنة العناوين، جملة العريب، العدد -

3 - voir : Gérard Genette : Seuils, p71.

4 . 77املرجع نفسه، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 40 -

وللمبيعات، من مثة يعمل على مشاورة الكاتب يف إمكانية تعديله أو تغيريه لتحقيق 1.»ة اجلمالية والشعرية للكاتب والقيمة التجارية واإلشهارية للناشرالقيمتني: القيم

العنوان احلقيقي هو ذلك العنوان األصلي الذي «ي" فترى أن أما "نزميان املاض اختاره كاتب النص نفسه، وذلك ألن هذا العنوان هو الوحيد الذي يضيف معاين إىل

، ألن وضع أي عنوان لقصيدة مل يعنوا 2»التأويلالنص، ويرشد القارئ يف عملية نفسه يعترب أمرا يف غاية اخلطورة، فالعنوان املوضوع قد يؤدي إىل تضليل القارئ الشاعر

ال يوجد احلاالتيف أغلب ألنه 3جيعله يقرأ النص قراءة غري كاملة،القراءة، و يف عملية يف النص الذي يعنونه. رات املوجودةعنوان إال ويتبع بطريقة ما إىل املعلومات واإلشا

وباختصار ميكن القول أن العنوان هو توجيه ملقاصد الكاتب، ألنه حينما يضع يكون واقعا حتت تأثري العمل نفسه بشكل ما من األشكال، وكأن املرسل «عنوانا لنصه

يتلقى عمله ليتمكن من عنونته، غري أن هذا التلقي ال يستهدف إنتاج معىن العمل أو قواعد إنتاج هذا العمل، كما هو األمر يف تلقي املتلقي، إذ أن املرسل ال يتحرر مطلقا من

ن مث ال يتمكن من اإلفالت ائيا من مؤثرات وظيفته كمرسل يف مواجهة عمله، ومأي أن ،4»عملية البث وحمفزاا، بل ينضاف إليها العمل مؤثرا وحمفزا إلنتاج العنوان

الكاتب يؤول عمله فيتعرف منه على مقاصده وعلى ضوء هذه املقاصد يضع عنوانه.، وعلى ضوء هذه وإذا كان واضع العنوان يؤول عمله فيتعرف منه على مقاصده

املؤلفني ال يفلحون «املقاصد يضع عنوانا هلذا العمل بعد تفكر عميق وجهد جهيد، فإندائما يف اختيار العناوين املعربة عن حمتويات كتبهم، أو الدالة على كل ما أرادوا قوله

1 . 71عبد احلق بلعابد: عتبات، (جريار جينيت من النص إىل املناص)، ص -

2 . Http//www.ELAPH.com ) نرميان املاضي: العنوان يف شعر عبد القادر اجلنايب، (املوقع -

3 . نفسه املرجع -

4 .61اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 41 -

ألن كل نص قابل ألن حيمل عنوانا مغايرا أو تسمية أخرى غري اليت وضعت له 1،»فيهااألصل، وهنا يرى "جينيت" أن املشكل الذي تطرحه العناوين هو حني تشكلها يف يف

ذهن الكتاب، يقول يف ذلك: هل بإمكاننا القبض على تلك الترددات اليت كانت حتيط 2بالكاتب وهو يقوم باختيار عناوينه؟

La bête) مع كتابه(Emile Zolaومن أمثلة ذلك قصة الكاتب "إميل زوال" (

humaine ( مبحثا مستقال تشهد عليه مسودات الرواية، فقد شكل اختيار العنوان عنده 3فقد ظل زوال يراكم العناوين ويعدل فيها حىت بلغت مئة وثالثة وثالثني عنوانا.

الذي تردد يف اختيار عنوان أحد أعماله ) Brost(واألمر نفسه ينطبق على "بروست" الضائع)، فقبل هذه الصياغة النهائية كان قد اقترح عدة واملتمثلة يف (البحث عن الزمن

) أو احلمائم اجلرحية les intermittents du cœurتفطرات القلب ( :عناوين من مثل)les colombes poignardées (.

ويرى "جينيت" أن تغيري العنوان ميكن أن حيدث حىت بعد النشر، مثلما ) باسم البطل La rouge)، حينما فضل تسمية ( Stendhalحدث مع "استندال" (

)Julien) أو مثلما حدث مع عنوان ،(Monsieur l’amiral "لـ: "بوست ()Bost ،( –فبعد وفاة "بوست"، قام الناشر بإخراج طبعة أخرى حيث محل الغالف نفس العنوان

Un dimanche à(هو نوانا آخر مغايرا متاما لألوللكن السترة محلت ع -عنوان الرواية

la compagne.(4

1 (املوقع). مجيل محداوي: العنوان يف الرواية العربية -

2 - voir : Gérard Genette : Seuils, p70.

3املؤسسة العربية للدراسات والنشر، بريوت، )، 2000 -1970( الرواية العربية يفاللغة الشعرية وجتلياا ينظر: ناصر يعقوب، - .101ص .2004ط، د

4 - voir: Gérard Genette : Seuils, p67.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 42 -

وهذا ما حدث أيضا مع الروائيني العرب، فرواية (زمن األخطاء) لـ: "حممد الساقي بعنوان شكري" الصادرة عن دار اآلداب مت تغيريها يف طبعة الحقة عن دار

وهي على ، وهذا جيعل العنوان عبارة عن تسمية من تسميات كثرية ممكنة، 1(الشطار)الرغم من اختيار املؤلف ليست ملزمة للقارئ الذي من حقه أن يقترح للكتاب املقروء

مالءمة وأصدق تعبريا عما يرغب املؤلف عنوانا بديال أو تسمية جديدة، قد تكون أكثر يف إبالغه للمتلقي.

ولكن التأكيد على أصالة العنوان أمر البد منه، ألن العنوان الذي يضعه هو الوحيد الذي يعترب جزءا ال يتجزأ من عملية اإلبداع الفين للعمل، أما «كاتب العمل

عدا ذلك من العناوين واليت يضعها أشخاص آخرون، فإا جمرد اقتراحات عناوين تنبع شأن التوقيع الشخصي لصاحب النص «وان شأنه ن، فالع2»تأول أصحاا للعمل من

3.»وضعه وتعديله وحده أحقيةوإذا كان واضع العنوان احلقيقي هو كاتب النص نفسه، البد من طرح

اإلشكالية اآلتية: مىت يضع الكاتب عنوانا لنصه؟لعربة بالنص ال بالعنوان، وهنا قد يتبادر إىل الذهن أن هذا السؤال ثانوي وغري مهم، وأن ا

ولكن احلقيقة أنه كلما عرف موقع العنوان من عملية اخللق األديب إال وعرف معه الوجه الصحيح يف قراءة النص وتأويله.

إن انتقاء املبدعني لعناوين أعماهلم شكل قضية خالفية، فهناك من يرى أن هم املؤلف األغلب «الكاتب يضع العنوان بعد االنتهاء من عمله، ويف هذه احلالة يصبح

أن خيتزل نصه يف أداة أو لفظ أو تركيب أو مجلة وينحصر دور الباحث يف البحث عن

1 . 71 ينظر: عبد احلق بلعابد، عتبات (جريار جينيت من النص إىل املناص)، ص -

2 نرميان املاضي: العنوان يف شعر عبد القادر اجلنايب (املوقع). -

3 ابن عبد اهللا األخضر: يف البدء كان العنوان وكان... فهل يف غد سيكون؟ -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 43 -

وهناك من يرى 1،»الواسع من املعاين يف اليسري من اللفظمدى توفق املؤلف إىل أداء س ذلك، أي وضع العنوان قبل النص.عك

ترى "نرميان املاضي" أن األحباث اليت تطرقت إىل هذه القضية تفترض فرضية العنوان يصنع ويضاف إىل العمل بعد االنتهاء من «مماثلة فيما خيص هذه املسألة، وهي أن

2ذا العمل.تأليف هإن اختيار العنوان « وهذا مذهب مييل إليه "ناصر يعقوب" يقول يف ذلك:

يكون بعد كتابة النص واالنتهاء منه، ألن العنوان فرع والنص أصل، فالكاتب بعد كتابة ته أو لفظه، ليؤدي العنوان الكثري من بعنوانه القادر على اختزال نصه يف تركي نصه خيتار

3.»املعاين يف اليسري من اللفظ، مع صعوبة االختيار والتأويل من جهة املبدعأما الرأي املخالف فإن أصحابه يرون أفضلية وضع العنوان قبل النص، أي

توليد النص من العنوان، ويف هذه احلالة جيد املؤلف نفسه جمربا على كتابة نص يالئم . والنص فرعا. فتصري العنونة أصال عنوانه،

يغدو العنوان الذرة البدائية أو البيضة الكونية املخزنة بقوة داللية «مبوجب هذه العالقة و، 4»قصوى، سرعان ما [تقوم] برسم االنفجار بفعل عوامل متنوعة فيتشكل النص

وبذلك يكون النص نتيجة حتمية لوجود العنوان. حدث معي «ما تؤكده بعض الشهادات، يقول "عز الدين املناصرة": وهذا

5.»وحيدث دائما أن عنوان القصيدة يولد قبل كتابة القصيدة

1 . 117حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص -

2 نرميان املاضي: العنوان يف شعر عبد القادر اجلنايب . -

3 .99ناصر يعقوب: اللغة الشعرية وجتلياا يف الرواية العربية، ص -

4 . 45خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، ص -

5، تاب العربعز الدين املناصرة: مجرة النص الشعري (مقدمات نظرية يف الفاعلية واحلداثة)، منشورات االحتاد العام لألدباء والك -

. 358، ص 1995، 1عمان، ط

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 44 -

) حينما رأى أن لوضع Jean Giono"جون جيونو" (الرأي نفسه أكده و قبل النص دور يف تنشيط الكاتب وحثه، معربا عن عجزه عن التأليف يف غياب العنوان

العنوان املسبق، يقول:غالبا ما جتهض القصة إذا ما ألفتها قبل عنواا، البد من عنوان ألن العنوان مثل الراية

1.صوا نتجه، إن اهلدف املراد بلوغه من النص إمنا هو تفسري العنوانعنوان أصل والنص فرع أو فروع داللية جلملة العنوان املركزة، أي أن على أساس أن ال

وكأن 2،»الدالالت املتكونة يف النص هي امتداد لتمطيط فكرة ومفردات العنوان« مشروعية وجود النص مرهونة بوجود العنوان مسبقا.

متلقي العنوان: -3

إذا كان العنوان هو آخر أعمال املبدع فإنه أوىل عتبات القارئ، وهذا يعين أن وجود العنوان يفترض وجود مرسل ومتلق له، ألنه ال ميكن حبال من األحوال أن ينحصر العمل املوجه من املرسل إىل املتلقي يف النص وحده، بل هو العنوان والنص متكافئني

احلد الذي جيعل االهتمام بواحد منهما دون اآلخر إهدارا ليس ملا تكافؤا سيميوطيقيا إىل، ألن العنوان على الرغم من افتقاره اللغوي 3أمهل فقط وإمنا ملا مت االهتمام به أيضا

ينجح يف إقامة اتصال نوعي بني املرسل واملتلقي.تلقي ينطلق من وإذا كان املرسل ينطلق من مقاصده يف بثه للعنوان فإن امل

يدخل إىل العمل من بوابة «معارفه اخللفية وثقافته اخلاصة يف تقبله هلذا العنوان، فهو العنوان متأوال له، وموظفا خلفيته املعرفية يف استنطاق دواله الفقرية عددا وقواعد تركيب

كذلك وسياقا، وكثريا ما كانت داللية العمل هي ناتج تأويل عنوانه أو ميكن اعتبارها

1 - voir : Gérard Genette : Seuils, p66.

2 77.3، ص2004، 1أمحد ناهم: التناص يف شعر الرواد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط -

3 . 08ينظر: اجلزار حممد فكري، العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 45 -

، أي أن املتلقي حينما يقرأ العنوان يطرح له عدة تأويالت، ومن مت يتوجه 1»دون إطالقإىل النص ويف ذهنه قد علقت هذه التأويالت اليت قد تنتفي أو تتعزز عند قراءته لنص

هذا العنوان. وفيما يلي حماولة لتحديد هوية قارئ العنوان، على الرغم من أن هذا يبدو

للبعض أمرا مفروغا منه، خاصة للذي يعتقد بأن قارئ العنوان هو قارئ العنوان فقط، متناسيا أن قارئ العنوان احلقيقي هو قارئ العنوان والنص معا.

وهنا مييز "جريار جينيت" بني متلقي عنوان الكتاب ومتلقي الكتاب نفسه، فمتلقي هي أخرى وع القراء وإمنا هو جمموعة العنوان عنده هو اجلمهور، وهذا اجلمهور ليس جمم

الزبائن الذين يقرؤون الكتاب الذي يبتاعونه أو يقرؤونه بشكل جزئي، ألن قارئ النص .قراءة تامة والعنوان النص اتب هو ذلك الشخص الذي يقرأيستهدفه الك الذي

نفسه "جينيت" يف اية حديثه عن هذه القضية إىل أن العنوان يرسل وخيلص إىل عدد من األشخاص يفوق عددهم عدد األشخاص الذي يرسل إليهم النص، ألن النص عبارة عن غرض للقراءة أما العنوان فهو كاسم الكاتب عبارة عن غرض

تلقي العنوان دون قراءة النص «وترى "نرميان املاضي" أن 2لالتصال.ألن قارئ العنوان الفعلي ليس ذلك الذي مير على ، 3»بشكل تام يعترب تلقيا قاصرا

العنوان مرورا سريعا دون قراءة النص الذي يعنونه، وإمنا هو الذي يقرأ العنوان قراءة تامة، وهذه القراءة التامة تكون من خالل قراءة العنوان والنص معا وحبث العالقة بينهما،

بالنص الذي يعنونه، فيكمله وال ارتباطا عضويا«ألن العنوان عادة ما يكون مرتبطا

1 .19 ص املرجع نفسه، -

2 - Voir : Gérard Genette, Seuils, p73.

3 نرميان املاضي: العنوان يف شعر عبد القادر اجلنايب.(املوقع). -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 46 -

، إال إذا كان مراوغا، فحينها ال حلية للقارئ إال أن 1»خيتلف معه ويعكسه بأمانة ودقةالقارئ نفسه يف هذه احلالة أمام مشكلة «يتكئ على النص لتفسري العنوان، وقد جيد

على املتلقي ، ويف هذه احلالة ليس2»عويصة الستحالة حتقيق التوافق بني النص والعنوان .هماإال االستعانة مبخزونه الثقايف يف البحث عن العالقة بين

أنواع العناوين: - 4لقد قسم النقاد والدارسون العناوين من حيث داللتها وعالقتها بالنصوص إىل

والثانية أنواع متعددة، ميكن تصنيفها إىل جمموعتني، األوىل هي جمموعة العناوين اإلخبارية هي جمموعة العناوين املوضوعاتية.

دف العناوين اإلخبارية إىل مساعدة القارئ على إجياد العمل املطلوب ومتييزه عن األعمال األخرى، وعادة ما تكون هذه العناوين قصرية بصورة عامة، حبيث

يادي دون تتألف من كلمة أو عبارة وتعرض املوضوع املعاجل بشكل موضوعي وح 3اإلفصاح عن رسالة النص.

فإا تتعلق مبوضوع النص وتصفه بعدة طرق، ومن أما العناوين املوضوعاتية هذه العناوين ما يعني املوضوع املركزي يف النص دون متويه أو استخدام للمجاز، ومنها

ة.يما يرتبط بالغرض املركزي للنصوص بطريقة أقل وضوح وذلك باستخدام ااز والكنا

املوضوعاتية والنصوص التابعة هلا تكون ويشري "جينيت" إىل أن العالقة بني العناوين 4غامضة على الغالب ومفتوحة على التأويل.

1قاق املدق، ديوان املطبوعات زحتليل اخلطاب السردي، معاجلة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية :ضعبد امللك مرتا -

.277ص ،19995 ،1اجلزائر،طعية،ماجلا2 الطيب بودربالة: قراءة يف كتاب سيمياء العنوان لبسام قطوس، حماضرات امللتقى الوطين الثاين (السيمياء والنص األديب)، منشورات -

.24، ص2000اجلامعة، قسم األدب العريب، بسكرة ، أفريل 3 - Voir : Gérard Genette, seuils, p85.

4 . 79، ص السابقاملرجع -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 47 -

وميكن تقسيم العنوان منهجيا حسب "جريار جينيت" إىل: العنوان الرئيسي. -1

العنوان الفرعي. -2

1املؤشر اجلنسي. -3

املؤسس يرى "جينيت" أن ما يهم يف هذا التقسيم هو العنوان الرئيسي ألنه هو لنظام العنونة يف ثقافتنا احلالية، ومع ذلك فقلما يوجد عنوانا رئيسيا وحده، فهو كثريا ما

(عنوان رئيسي + عنوان فرعي) أو (عنوان رئيسي + مؤشر ذه املعادلة: ـخيضع هل 2جنسي).

ما يكتب العنوان الرئيسي بأحرف كبرية وبارزة داللة على أمهيته وبعده املركزي وعادة، أما العنوان الفرعي 3»األس والركيزة يف عملية العنونة ذاا «عمل الذي يعنونه، فهولل

فإنه يكتب بأحرف صغرية، ألنه عبارة عن تتمة تلحق بالعنوان الرئيسي قد حتضر أو وظيفة تأويلية - على األرجح –حال احلضور يؤدي العنوان الفرعي «تغيب، ويف

للعنوان الرئيسي، فضال عن أدائه لوظيفة إعالمية ختص مضمون النص أيضا، ويكتسب شرعيته يف كونه يسد الفجوة اليت تتخلل العنوان الرئيسي من حيث عدم استيفائه

بنية موازية لبنية العنوان «، ولذلك فقد اعتربه "اجلزار حممد فكري"4»ملضمون النصئيسي، تكافؤها وختتلف عنها اختالفا جيعل األوىل ضرورية للثانية، على الرغم من الر

5.»الدائرة الداللية الواحدة اليت تقع االثنتان فيهما

1 .37.97 صص .ن م ، -

2 . 63.62ص ص. ، ن م -

3 .79 ، ص(مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية) خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان -

4 .78 ، صاملرجع نفسه -

5 .56 اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 48 -

وإذا كان العنوان الفرعي عنوانا شارحا ومفسرا للعنوان الرئيسي، فإن ما صفه قصة أو رواية أو قصيدة يظهر كمؤشر جنسي هو حمدد لطبيعة ونوع هذا العمل، بو

ناس األدبية األخرى.أو ما إىل ذلك من األجولذلك فهو يظهر يف فضاء غالف العنوان ليؤسس خبفاء بروتوكوال للقراءة وتوجيها

النص إذ يتجنس، فإنه يغدو مؤهال للدخول يف «، ألن 1للقارئ يف عملية القراءة ذاا العالمة التجنيسية حبضورها ختتلق أصول لعبة عقد للقراءة مع املتلقي (...) أي أن

2.»موضعتها للنص يف شبكة أعراف النوع وتقاليده القراءة، عربوجتدر اإلشارة إىل أن هذه األجزاء الثالثة (العنوان الرئيسي، العنوان الفرعي،

العناوين اجلنسي) ختص منظومة العناوين املتعلقة بكتاب واحد، لكن ماذا عن املؤشر الداخلية؟

تلك اليت مبقتضاها ميفصل الكاتب الشريط اللغوي (أو مساحة«يقصد بالعناوين الداخلية النص اللغوية) بعضه عن بعض لغايات خمتلفة مبؤشرات لغوية أو طباعية، وهي يف العموم

العام الذي ، ولكن خالفا للعنوان 3»تؤدي وظائفا مشاة ومتماثلة ملا يؤديه العنوان العامالعناوين الداخلية قلما « يتوجه إىل عامة الناس وينتشر يف دائرة أوسع عند القراء، فإن

يفهمها غري القراء أو على األقل اجلمهور احملدد باملتصفحني وقراء الفهارس، وبعض هذه 4.»العناوين ال حيمل معىن إال ملتلق وقد التزم بقراءة النص

"خالد حسني حسني" أن جهاز العنوان الذي اقترحه ولذلك فقد رأى إن اجلهاز ذه املكونات ال يتمتع بصفة«"جينيت" بأقسامه الثالثة غري مكتمل، يقول:

1 .40 ص، 2002، جدة، 46، ع12جملة عالمات يف النقد، مج: عتبات النص األديب (حبث نظري)، حلميدايناينظر: محيد -

2 . 82خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان (مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، ص -

3 . 82، صنفسه املرجع -

4- Voir : Gérard Genette, Seuils, p 271.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 49 -

استغراقية، ويبقى مكون آخر خارج املنظومة، أي العنوان الداخلي الذي يتجلى داخل 1.»النص، سواء أكان على شكل مؤشرات لغوية أو هندسية

بإضافة العنوان الداخلي، –جينيت -ولذلك فقد عدل الصيغة السابقة اليت اقترحها 2على النحو التايل:

)±(العنوان الفرعي

العنوان اخلارجي

)±(املؤشر اجلنسي جهاز العنوان

العنوان الداخلي

هذه الترسيمة ال تعين حضور العنوان الداخلي بشكل قطعي ودائم، ذلك

ختتلف باختالف الكتاب والعصور واالجتاهات واألجناس األدبية، بنية العنوان«ألن املؤلفني الولوع بالعناوين رئيسها وفرعيها وداخليها، ومنهم الضنني الذي ال فمن

3.»يكاد يفصل بني باب من الكتاب وآخرولكن إذا كانت الكتب تفترض عنوانا رئيسيا حيددها ومينحها الكينونة،

ينطبق على العناوين الداخلية للنصوص، وتلك مسة أنطولوجية أشار إليها فذلك ال

1 . 78: يف نظرية العنوان ( مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، صخالد حسني حسني -

2 .78صاملرجع نفسه، ينظر: -

3 .117حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص -

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 50 -

على نقيض العنوان العام الذي أصبح عنصرا ال غىن له، إن مل يكن «"جينيت" بقوله: للوجود املادي، فللوجود االجتماعي على أقل تقدير، فإن العناوين الفرعية ليست وال

1.»بوجه من الوجوه شرطا مطلقا لذلك

وظائف العنوان:-5

وظائفية املوقع االستراتيجي الذي يتمتع به العنوان خوله ألداء أدوارإن متنوعة، حىت صار استقالل العنوان عن نصه استقالل ال ينفي عالقته به، بقدر ما هو ناف الختزال هذه العالقة يف وظيفة أحادية االجتاه من العنوان إىل العمل فيما يشبه

اإلحالة اآللية، لذلك حدد النقاد والباحثون وظائفا خمتلفة للعنوان. ا اختصار وظائف العنوان يف اإلرشاد أو اإلغراء أو اإليضاح، وقد يسهل أحيان

وتزداد هذه السهولة إذا تعلق األمر بأعمال نثرية وفكرية ، لكنها سهولة خادعة خاصة يف جمال اإلبداع الشعري، ألن الشعر يعتمد على اإلحياء والترميز، ولذلك فقد توجد

ى قد ال متثل يف القصيدة سوى مقطعا بعض العناوين ليست هلا صلة ظاهرة بالنص، وأخر حنويا. غري املكتملة واحدا فقط، هذا دون العناوين

ة يف لفهل ميكن القول يف هذه احلالة أن ذلك العنوان املقتطع من مج ، وال يوضح إال ذلك املوضع أو السطر فقط القصيدة يرشد للقصيدة أم ال ميثل إال ذاته

الذي انتزع منه؟اإلجابة عن هذا السؤال غري قطعية، ألن هذا األمر راجع إىل مسألة التعقيد

والترميز يف عالقة العنوان بنصه، وهذه املسألة ال تكون متحققة يف كل احلاالت ألن الشعراء متفاوتون يف اإلبداع، وهذا التفاوت حييل بال شك إىل تنوع أساليب اإلبداع

ان وتعددها.وتالف وظائف العناألديب، وبالتايل اخ

1 - Voir : Gérard Genette, seuils, p 271.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 51 -

ونظرا لتعدد وظائف العنوان وتداخلها، اجته بعض الباحثني إىل حتديدها متخذين من الوظائف اللغوية التواصلية لـ"رومان جاكبسون" سبيال للمقاربة، على

ثقايف بنية تواصلية –بوصفه مرسلة تتداول يف إطار سوسيو «أساس أن العنوان يؤسس 1.»قائمة على املرتكزات والعوامل اآلتية: الكاتب، القارئ، النص

يتبادهلا املرسل واملرسل إليه، يسامهان يف التواصل املعريف واجلمايل، مسننة «وهذه املرسلة بشفرة لغوية، يفككها املستقبل ويؤوهلا بلغته الواصفة أو املاورالغوية، هذه الرسالة ذات

، من هنا 2»ظيفة الشاعرية أو اجلمالية ترسل عرب قناة وظيفتها احلفاظ على االتصالالو يتبني أن للعنوان وظيفة مرجعية، انفعالية، انتباهية، مجالية، ميتالغوية وإفهامية.

وميكن استخالص هذه الوظائف جمتمعة أو منفردة من أي عنوان، فهي قد واحد ولكن بشكل متفاوت على حسب منط االتصال، غري تكون موجودة يف العنوان ال

أن خصوصية وطبيعة العنوان األديب جعلت الباحثني يفردون له وظائفا خاصة.وهنا ذكر"جريار جينيت" أن "شارل غريفل" و"ليوهوك" حددا ثالثة وظائف

:3للعنوان هي وظيفة تعيني العمل. -1

وظيفة تعيني حمتوى العمل. -2

جذب اجلمهور. وظيفة -3

ويرى "جينيت" أنه ما من ضرورة ألن جتتمع هذه الوظائف كلها يف العنوان الواحد، فالوظيفة األوىل تعد ضرورية وإلزامية يف أي عنوان، أما الوظيفة الثانية والثالثة

فهما اختياريتني.

1 .97، ص(مغامرة تأويلية يف شؤون العتبة النصية) خالد حسني حسني: يف نظرية العنوان -

2 .100مجيل محداوي: السيميوطيقا واالتصال األديب، ص -

3- Voir : Gérard Genette, seuils, p : 73 .

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 52 -

لذلك فقد وضع "جينيت" هذه الوظائف موضع مساءلة وتشكيك، وأبدى حوهلا جمموعة من املالحظات، إذ ميكن للوظيفة األوىل أن تعوض بعنوان مفرغ دالليا حبيث ال

حيدد وال يعني مضمون عمله، كما أن هذه الوظيفة ال تتحقق بشكل قاطع، إذ ميكن أن روايتني حتمالن نفس العنوان فيقع املتلقي يف حرية من أمره، فيستعني ببعض توجد مثال

ؤشرات النصية األخرى كاسم الكاتب.املولذلك فال ميكن بناء على هذه الوظيفة الفصل بني عمل وآخر، كما أن هذه الوظائف

.غري مكتملة، ألن العنوان ميكن أن يعني يف النص شيئا آخر غري حمتواه وهو الشكلويؤكد "جينيت" يف مالحظته هذه على ضرورة مراعاة وظيفة حتديد الشكل لكي ال

1تبقى وظيفة حتديد احملتوى مفتقرة لوظيفة حتديد الشكل.وقد اقترح "جينيت" تقسيما لوظائف العنوان خيتلف عن التقسيم الذي

اقترحه "ليوهوك" و"غريفل" يتضمن الوظائف اآلتية:

ة:الوظيفة التعييني -1

وتعرف أيضا بوظيفة التسمية ألا تتكفل بتسمية العمل الذي تسمه، وفيها األسامي أمجع وتصبح مبقتضاها جمرد ملفوظات تفرق بني املؤلفات واألعمال«تشترك

يف استعماهلا املؤلف والباحث وبياع يشتركالكتاب... هي رواسم دي إىل الفنية، بلتب والقارئ، كما أا وظيفة تستوي عندها األسامي مجيعا فال فرق فيها بني قدمي الك

2.»وحديث وبني عنوان صنعه املؤلف وآخر انتقاه الناشر

هذه الوظيفة إلزامية وضرورية ومبوجبها يعني العنوان نصه وحيدد هويته، إال أا وتـعترب 3ال تنفصل عن باقي الوظائف ألا دائمة احلضور وحميطة باملعىن.

1 . 74املرجع السابق، ص -

2 .118صناعة العنوان، ص حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف -

3 - Voir : Gérard Genette, seuils, p 88.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 53 -

الوظيفة الوصفية: -2

وهي الوظيفة نفسها اليت عناها "ليوهوك" عندما عرف العنوان على أنه اللسانية، ترد طالع النص لتعينه وتعلن عن فحواه وترغب القراء جمموعة من العالمات «

، فموجب هذه الوظيفة يصف العنوان النص ويقول شيئا عن موضوعه ونوعه أو 1»فيه 2كالمها معا، ولذلك فهي دائمة احلضور وال غىن عنها. جنسه األديب أو

اإلحيائية: الوظيفة -3

شديدا بالوظيفة الوصفية بقصد من الكاتب أو ترتبط هذه الوظيفة ارتباطا بغري قصد، وهي أيضا ضرورية ألن كل عنوان مثل أي ملفوظ له طريقته يف الوجود وأسلوبه اخلاص، كما أا تعتمد على مدى قدرة املؤلف على اإلحياء والتلميح من خالل

ينيت" يف بادئ تراكيب لغة العنوان، إال أا ليست دائما قصدية، لذلك فقد دجمها "ج، على أساس أن العنوان الذي يقوم بالوظيفة 3األمر مع الوظيفة الوصفية مث فصلها عنها

كشافا للمعىن وإمنا هو له كثاف، إذ يقوم على توليده يف ذهن القارئ «اإلحيائية ليس أكثر من قيامه على توضيحه، فليست غايته البيان والتبيني وإمنا توليد املعىن من رحم

4.»صالن

الوظيفة االغرائية: -4

وتسمى أيضا بالوظيفة االشهارية، وهي الوظيفة اليت تغري القارئ وحتدث له تشويقا وتثري فضوله، وهي وظيفة مشكوك يف جناعتها حسب "جينيت"، وترتبط إن

ولكن حضورها أو غياا عادة ما يرتبط 5كانت حاضرة بالوظيفة الوصفية واإلحيائية،

1 - Leo heok: la marque du titre, Paris, Mouton, 1982, P17.

2 - Voir : Gérard Genette, Seuils, p 89.

3 - Voir : ibid, p 90.

4 .120حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص -

5 - Voir : Gérard Genette, Seuils, p 89.

يف نظرية العنوان الفصل األول

- 54 -

مبستقبليها اللذين ال تتطابق أفكارهم وقناعتهم دائما مع واضع العنوان، ألن هذا األخري ثقافة وملكات، ويستعمل من اللغة خياطب من القارئ« عندما يضع عنوانا لعمله إمنا

ما تعنيه مفاجأة الشكل بقدرطاقتها يف الترميز، وليس مهه التوصل إىل املضمون أو 1.»القارئ

لو أردنا أن نرصدها «ووظائف العنوان ال تقف عند هذا احلد، ألنه نظرا لتشابكها وكذا متازجها مع وظائف النص املتعددة. 2،»لوجدناها جتل عن احلصر

عن اهتمام "جريار جينيت" بالعنوان كان عبارة جيدر يف األخري اإلشارة إىل أن مشروع حبث يف معايري وقوانني خطاب العنوان بصفة عامة، لذلك فالعنوان يف الشعر مل حيض يف هذا املشروع باالهتمام الكايف، ألن العنوان يف الشعر خيتلف عن العنوان يف

األشكال األدبية واألمناط الفكرية األخرى، ألن هذه األخرية تتطلب من أصحاا التدقيق كون مناسبة إلفادة احملتوى، أما العنوان يف الشعر فإن عالقته بالنص والتمحيص لكي ت

بالغة التعقيد، ولذلك وجب على القارئ مراعاة وظيفة العنوان يف الشعر، ليس فقط ألنه مكمل ودال على القصيدة، ولكن من حيث هو عالمة هلا عالقة اتصال وانفصال معها،

فصال باعتباره عالمة هلا مقوماا الذاتية اتصال ألنه وضع أصال ألجل نص معني، واناألخرى املنتجة للمسار الداليل الذي يكونه القارئ وهو يؤول كغريها من العالمات

العنوان والنص معا.

1 .44حممود اهلميسي: براعة االستهالل يف صناعة العنوان، ص -

2 .107ث (دراسة يف املنجز النصي)، صرشيد حيياوي: الشعر العريب احلدي -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 55 -

يف ضبط صيغ عليه املعول «ألن اللغة العربية، علوم علم الصرف من أهم يعد علم باموع القياسية والسماعية الشاذة، ومعرفة ومعرفة تصغريها والنسبة إليها والالكلم،

يت جيب على من إعالل أو إدغام أو إبدال، وغري ذلك من األصول الما يعتري الكلمات الذين بني، أخطاء يقع فيها كثري من املتأدفها، خشية الوقوع يفكل أديب وعامل أن يعر

1.»هلم من هذا العلم اجلليل النافع الحظ ة،غة األبنية العربياية صالعلم الذي تعرف به كيفي«بأنه ف الصرفويعر

2.»هنا (هيئة) الكلمة (باألبنية) بناء، واملقصودهذه األبنية اليت ليست إعرابا وال وأحوال معرفة هذه الكلمات مل يكن لغرض علماء اللغة العربية بأشكال وبىن واحلقيقة أن اهتمام

حىت 3،»صريف يفيد خدمة اجلمل والعبارات رض داليل أو لغرضغل« األبنية فحسب، وإمنااالهتمام من حيث الترتيب من الدرس العلماء عد الدرس الصريف أوىل بأن بعض

.حويالنورأيت ،أال ترى أنك إذا قلت: قام بكر «" حينما قال:وهذا ما أشار إليه "ابن جين

ا خالفت بني حركات حروف اإلعراب الختالف العامل، ، فإنك إمن، ومررت ببكربكراذلك كذلك، فقد كان من الواجب على من أراد كان ومل تعرض لباقي الكلمة، وإذا

بغي أن يكون الثابت ين ة ذات الشيءمعرف حو أن يبدأ مبعرفة التصريف، ألنمعرفة الن 4.»أصال ملعرفة حاله املنتقلة

1 .10، ص2oo5، 1مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، املكتبة العصرية للطباعة والنشر، بريوت،ط -

2 .17ص، 2008، 1عبده الراجحي: التطبيق الصريف ،دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان،ط -

3 .83ص ،1993، 1، طديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر رابح خبوش: البنية اللغوية لربدة البوصريي، -

4 .18أبو الفتح عثمان بن جين: املصنف يف الشرح كتاب التصريف للمازىن، نقال عن: عبده الراججي، التطبيق الصريف، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 56 -

ة على مدونات راسة الصرفيالدوإذا كان بعض الباحثني قد مالوا إىل تطبيق األفعال بنيةة ينيلي حماولة ملعا مكامن اجلمالية فيها، ففي مااستنطاقها واستنباط ، بغية ىتش .قات يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصرشتاملبنية و

األفعال: بنية- أ

أصلية هي: (الفاء والعني للفعل ثالثة حروف يقرر علماء اللغة العربية أن معىن إذا سقط منه حرف واحد يف ال ميكن أن يكون للفعل « همعىن ذلك أن )،والالم

على معىن ما إال ذه احلروف الثالثة فإنه ال يدل ،بتك فإذا قلنا مثال: صيغة املاضي،أو باتأما إذا قلنا: ك ستطيع أن حنذف الكاف أو التاء أو الباء،ن حنن الوجمتمعة،

األول، وألف الوصل والتاء فإننا نستطيع أن حنذف األلف من الفعل أو أستكتب ،بتكتاويبقى مع ذلك للفعل والتاء من الفعل الثالث،وألف الوصل والسني من الفعل الثاين،

أما )، بتهي احلروف األصلية اليت تكون منها الفعل (كت، ب) فاحلروف (ك، معىن،لتؤدي ا، بل تزادتزاد اعتباط املعلوم أا المن ا زائدة، وحروفرى فتسمى احلروف األخ

1.»معينة اوظائف ونهف، ويعرون فعال جمرداأحرفه األصلية يسميه الصرفين من والفعل الذي يتكو

أما الفعل 2،لعلة تصريفية يف أحد التصاريف إالال تسقط وبأنه كل فعل حروفه أصلية زيد على حروفه كل فعل «، وهو مزيدا ونه فعالزيد على حروفه األصلية فيسمالذي

تصريفية، أو حرفان أو ثالثة ألصلية حرفا يسقط يف بعض تصاريف الفعل لغري علةا 3.»أحرف

1 .31الراجحي: التطبيق الصريف، ص هعبد -

2 .31ينظر: املرجع نفسه، ص -

3 .32م ن، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 57 -

لشكل الكلمة أو «رفية لدراسة األفعال عادة ما تتعرض ولذلك فاملقاربة الص أصلية أم يت عليها حروفها سواء أكانت بنوهيئتها اليت مادا األصلية اليت تتكون منها،

رفية اليت متتاز ا وهي داللتها على احلدث املقترن بزمن وإحياءاا ووظائفها الص، ةزائداليت واملتنوعةفة بنيت عليها وعن استعماالا املختلناجتة عن مادا وهيئتها اليت ال الداللية

1.»عها دالالت عديدةيبتنو أكسبتها

ن الثي يف منظومة عناويوحتليل حاالت ورود الفعل الثوفيما يلي حماولة لرصد ه بكثرة ودطرق إىل الفعل الثالثي فقط نظرا لورالت الشعر اجلزائري املعاصر، وسيتم

جتاهله نظرا لقلة وجوده، فهو وجبميع صيغه (اردة واملزيدة )، أما الفعل الرباعي فسيتم راسة.ة العناوين اليت هي قيد الديكاد ينعدم يف منظوم

2د:صيغ الفعل الثالثي ار-1

املاضي، وذلك ألن فاءه والمه متحركةد الثالثي ثالثة أوزان يف صيغة للفعل ار

حرك بالفتح أو الضم أو الكسر، فتكون أوزانه علىه اليت تتينع ىوتبق دائما،بالفتح ايل: الت النحو

- (بكت،رصل: نفع). ).كرم، حسنفعل: ( - .)فعل : فرح، ورث( -

ن ع ضارع للفعل ارد الثالثي فسينتجا إذا نظر إىل صيغة املاضي مع املأم على قياس معني، أي ال تبىن ألا مساعية، ذلك ستة أوزان يفيض يف شرحها الصرفيون

1حو التايل:وهي على الن

1 .43، ص2003صفية مطهري: الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، منشورات احتاد الكاتب العرب، دمشق، -

(فوعل)، (فعول)، هو (فعلل) حنو: بعثر، غربل، وهناك أوزان ملحقة ذا الوزن األصلي هي: للفعل الرباعي ارد بناء واحدا - 2 (فيعل)، (فعيل)، (فعلى).

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 58 -

.، قال يقولمدي دم ،نصري رص: نلفعي لعف - .بيعي اع، بدعي دع، وبريض بر: ض لعفي لعف - .أأ يقررق ،عقي عقو ،حتفي حت: فلعفي لعف - .بقىي قي، بافخي اف، خحفري رح: فلعفي لعف -

.فرشي فر، شنسحي نس، حمركي مر: كلعفي لعف - .ثري ثر، وبسحي بس: حلفعي لعف -

ضي للفعل ارد الثالثي على ثبوت وقوع احلدث وانقضاء صيغ املا وتدل هناك من ، غري أنمينعلى وجه التحديد معىن تذهب إليه إال املعىن الز ، وليس هلازمنه

وضبطها يف دالالت ال خترج يف أغلبيغ ء من اجتهد يف حصر معاين هذه الصالعلماع أو الغلبة أو القهر أو االمتنااملنع أو داللة اجلمع أو التفريق أو اإلعطاء أو « عناألحيان

2.»حويل....الت يلي: اصر ماعر اجلزائري املعارد الثالثي يف عناوين الش ومن أمثلة صيغ الفعل

1 .33ينظر: عبده الراجحي، التطبيق الصريف، ص -

2 .600ص ،2ط دار إحياء التراث العريب، ابن عقيل : شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك، حتقيق حممد حمي الذين عبد احلميد، -

صيغ الفعل عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

محري حبريذنب املسمار ما

؟بةشخ يا

أمنحكم أمنحكم وعدا تنقر ؟ملاذا العصافري تنقر كفي

جتنس النورأمي تنسج خيوط ميت سيزيف مل ميت

يأيت هو يأيت مطرا ها

أحالم

وجدته وجدته أخريا

أصنعنا لو أضعنا الطريق

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 59 -

أم سهام (عمارية بالل)

الدم حكاية قتلوك قتلوك واقفا

أعود أعود إليك يا وهران اقرئي اقرئي فاحتة احلزن

مربوكة بوساحة

براعم

ستأيت هل ستأيت اسألوه اسألوه

أمسعك ال أمسعك تسلين ال تسلين سألقاك سألقاك سكت سكت سنعرف سنعرف

مصطفى حممد الغماري

قراءة يف آية السيف

سل األمريوسل ينام لن ينام احلق

نعشق قرر أن نعشق الشمس ثوى -قالوا قالوا ثوى العشق

متوت لن متوت احلقيقة أسرار الغربة

مستغامني

مرفأ األيام على

اهجريين اهجريين تعود العصافري تعود للسماء

من وحي الذي قال كلمتني مث سقط

سقط–قال

أنام–دعيين دعين أنام غاب إذا غاب وجهك

لتمنحيين ةلتمنحيين فرصة أخري

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 60 -

أملك ال أملك إالك قرأت لو قرأت كتايب

حديث الشمس والذاكرة

حيرقوا لن حيرقوا الضياء ليدع ليدع ناديه

يرد من يرد التتار

عمر أزراج نفتح لتفتح الصندوق الطريق أمثليكشاجلميلة تقتل

الوحش اذكريين اذكريين

تقتل اجلميلة تقتل الوحش تغضبوا ال تغضبوا أبدا... صفاء األزمنة علي مالحي

عثمان لوصيف

أعراس امللح

أسائلها أسائلها... ال جتيب

أرحتل –أمحلكم لحتوأر أمحلكم

حتترقي أن حتترقي أعطيك

يل اعبد الع رزاقي

احلب يف درجة الصفر

تبحثان صورتان تبحثان عن إطار

قتل مرثية الرجل الذي قتل امللك

حممد زتيلي

ومضات احلزن والذهول وظالل

املراثي

ترفعوا ال ترفعوا أيديكم

تعود مرثية األيام اليت قد تعود

ا لست حزين األفعى لرحيل

ورقة صفراء تسقط على رصيف

تسقط

اكرهيين اكرهيين ال شعر بعدكسليمان

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 61 -

تغب ال تغب جوادي

ثي يف هذه العناوين د الثالصيغ الفعل ار أن يالحظ من خالل اجلدول

ينام، ثان،) واملضارع (تبحابغ ،طقس قالوا، ،لتبني املاضي (ق دت مااختلفت وتعد

دعيين). اذكريين، إقرائي، ل،واألمر (س تسقط) ترفعوا، تنقر،) يف هذه لعلبحث عن دالالت صيغة الوزن (فاالقارئ ما حاولوإذا

) على لتلفعل (ق ، دلجل الذي قتل امللك)عنوان (مرثية الر مثال أنه يف العناوين، لوجدهنا مل يقتل امللك، ومن هلذا الرجل مرثية لوثبوتا قطعيا، إذ مل تكن احلدث ثبوت وقوع

ا بصيغة املاضي.وقوعه، ولذلك جاء هذا احلدث مؤكدثبت قد يظهر أن فعل القتل) نفس داللة العنوان لتويف عنوان (قتلوك واقفا) محلت صيغة الفعل (ق

أخرى هي داللة ق واملتمثلة يف حكاية احلدث وثبوت وقوعه، مع إضافة داللة ـابالستوحي ماعة حسب ماـاملقتول واحد والقاتلون ج على أساس أن القوة والغلبة والقهر،

.اجلماعة تعين الكثرة والكثرة دليل على القوة والغلبة ألن به بنية الفعل (قتلوك)، ) مها: لعففقد ورد فيه فعلني بصيغة املاضي (أما عنوان (قالوا ثوى العشق)

، أما الفعل املعتل األجوف (قالوا) على ثبوت وقوع فعل القول)، دل (قالوا) و(ثوىألن الشاعر عمل على نفي ذلك يف ا،تحقق فعليفهو أمر غري م مضمون هذا القول

) فهذا الفعل يوحي بأن داللة الفعل املعتل اللفيف (ثوى القصيدة، وهو األمر الذي تؤكده قول الشاعر: اهده، والشـينت و وملـيث اخلرب غري صحيح وأن العشق مل

قالوا ثوى العشق قلت العشق يف دمنا 1...يف خاليانا لياليهأيامه...........

1 . 45السبف، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، ص مصطفى حممد الغماري: قراءة يف آية -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 62 -

وزن املضارع للفعل ارد الثالثي فقد ورد بكثرة يف هذه العناوين أما

املاضي أو األمر، والالفت للنظر أن وزن املضارع ورد وفق صيغتني، يف مقارنة مع أوزانهصيغة بسيطة حنو: (تبحثان، تسقط، تعود، نعشق، تنسج)، وصيغة مركبة مكونة من أداة

جزم أو ي أو نفي+ فعل مضارع حنو: (لن ينام احلق، ال ترفعوا أيديكم، ال أمسعك).(ال تفعلوا) املكونة من (ال) الناهية + فعل فعنوان (ال ترفعوا أيديكم) ورد على صيغة

تأيت (ال) لطلب الترك أو رد الطلب فإن الفعل املضارع بعدها «مضارع، وعندما 1.»ويتخلص لالستقبال ينجزم

ولذلك ففي عنوان (ال ترفعوا أيديكم) داللة صرحية على أن الشاعر ى مل يوضحه العنوان، ولكن ميكن خاطب (أنتم) عن رفع أيديهم لسبب ضمري اجلمع امل

استنباطه من خالل منت القصيدة، فهنا (ال) جاءت لطلب الترك وبذلك دل احلدث يف هذا العنوان على الزمن املستقبلي.

نوان والداللة نفسها ميكن إسقاطها على عناوين مماثلة كعنوان (ال تسلين) أو ع (ال تغضبوا أبدا...)، ففي هذا العنوان األخري نصب الشاعر نفسه يف موضع الناهي الذي

يروم تقدمي النصيحة لضمري اجلمع املخاطب (أنتم)، يقول: ال تغضبوا أبدا... قلت اطربوا لصالبة اإلنذار واختلفوا مع البحار ... شربا أو شبريا، 1كي أمسيكم مالذا أو مسارا.

1 .09ص ،1999، مصر، ل الواردة فيه)، دار الفجر للنشربكري عبد الكرمي: الزمن يف القرآن الكرمي (دراسة داللية لألفعا -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 63 -

اء) فقد ورد على أما عنوان (لن ينام احلق، لن متوت احلقيقة، لن حيرقوا الضي ركبة من أداة اجلزم (لن) + فعل مضارع، وقد استعمل الشعراء هذهاملصيغة (لن يفعل)

، فاحلق الذي عناه الشاعر يف عنوان 2»الزمن املستقبل االستمراري«الصيغة للداللة على (لن ينام احلق) هو تاريخ األمة العربية املسلمة حسب ما جاء يف القصيدة، فرموز التاريخ

(عقبة بن نافع) و(طارق بن زياد) ستظل خالدة وحاضرة، ولذلك فقد دلت هذه كـ الصيغة املركبـة على الزمن املستقبل االستمراري، مبعىن أن احلق سيظل مستيقظا اليوم

وغدا إىل أن يرث اهللا األرض ومن عليها. املتبقية يف قلب أما الضياء الذي يعنيه الشاعر يف عنوان (لن حيرقوا الضياء) فهو اجلذوة

الشاعر من حب للوطن، ولذلك فإن قام األعداء باستعمار هذا الوطن وتدمريه، فهم لن يفلحوا أبدا يف إمخاد نار احلب املتبقية هلذا الوطن يف نفس الشاعر وهذا ما يؤكده املنت:

اهللا أكرب يا قنابل يا مدافع يا دماء متتد ملء كياننا... فيزدهر اللواء ............................. لن يسرقوا منك اجلزائر، يا فواصل يا مساء

3إن حيرقوا صحف الضياء فليس حيترق الضياء.

) جاءت صيغة الفعل على وزن (ال ويف عنوان (ال أمسعك، ال أملك إالك تفيد «أفعل) املتكونة من (ال) النافية + فعل مضارع، وتسمى (ال) هذه (ال التربئة) ألا

4.»تربئة املتكلم للجنس وترتيهه إياه عن االتصاف باخلرب

1 . 55ص، 1989علي مالحي: صفاء األزمنة اخلانقة، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر، -

2 . 242ص، 1998، 3متام حسن: اللغة العربية معناها ومبناها، عامل الكتاب، القاهرة، ط -

3 .39، 38، ص، ص: 1986حممد مصطفى الغماري: حديث الشمس والذاكرة، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر، - .400ص،2005، 1املكتبة العصرية، بريوت، ط، مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية -4

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 64 -

فهذه الصيغة حتمل داللة النفي والسلب، ففي عنوان (ال أمسعك) تنفي الشاعرة ولذلكيف (الكاف)، ويف هذا إحياء بأن العملية التواصلية يف هذا مساعها هلذا املخاطب املتمثل

العنوان بني الشاعرة ومن ختاطبه يف حالة سلبية. فمن أمثلتها ما أورده اجلدول السابق حنو: أما صيغ األمر للفعل ارد الثالثي،

(اذكريين، اقرئي فاحتة احلزن، وسل األمري، دعيين أنام، أسألوه، اهجريين)، واملالحظ يفهذه العناوين أن أفعاهلا إما صحيحة ساملة حنو: (اذكريين، اهجريين) اليت ماضيها (ذكر،

(سأل، قرأ)، أما الفعل هجر)، أو صحيحة مهموزة حنو: (سل، اقرئي) اليت ماضيها (دعيين) فماضيه (دعا) وهو فعل معتل ناقص.

ويف حالة ما يكون الفعل صحيحا ساملا فصيغة فعل األمر فيه تكون على وزن (افعل) حنو: (اذكريين، اهجريين)، أما صيغة فعل األمر (فل) فهي من صيغ فعل األمر

)، فماضي الفعل (سل) هو (سأل)، وعند صياغة املهموز وقد مثلها عنوان (وسل األمريفعل األمر منه حتذف اهلمزة فيحذف معها احلرف املقابل هلا يف الوزن، فيصري الفعل

(سل) مقابال للوزن (فل) و(دع) مقابال للوزن (فع) يف عنوان ( دعيين أنام).، 1»التكلم ما يطلب به حدوث شيء بعد زمن «وإذا كان فعل األمر هو

فإن داللة هذه األفعال تشري إىل الطلب، حنو عنوان (وسل األمري)، ففي هذا العنوان رغم أن هوية هذا األمري غري حمددة، إال أن املتلقي سيفهم ال حمالة داللة الطلب املتمثلة يف

السؤال. وإذا كانت داللة العنوان غامضة ألا مل حتدد هوية األمري وطبيعة األسئلة، فال

جمال أمام القارئ إال العودة إىل منت القصيدة، وفيها سيجد أن صاحب هذا اللقب هو

1 .28، ص1996، 1زين كامل اخلويسكي: الصرف العريب (صياغة جديدة)، دار املعرفة اجلامعية، مصر،ط -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 65 -

األمري عبد القادر اجلزائري، وموضوع األسئلة متعلق حبياته اليت كانت رمزا لتاريخ بطويل عدهم األبناء يف مسرية حترير اجلزائر، يقول الشاعر: عاشه األسالف ومن ب

وسل األمري جيبك تاريخ تدجى بالقضب بعمائم األحرار يف لغة اجلهاد احملتسب

عن فارس بالكرب توج ال أكاليل الذهب 1اهللا أكـرب يف اللقاء تثـور تبيع تلتهب.

2صيغ الفعل الثالثي املزيد: -2

: ثالثة للمزيد فيه حرف واحد، ومخسة اثنا عشر وزنا«للفعل الثالثي املزيد فيه 4:وميكن تفصيلها على النحو اآليت 3،»للمزيد فيه حرفان، وأربعة للمزيد فيه ثالثة أحرف

واحد، وهو ثالثة أوزان هي:حبرف مزيد الفعل الثالثي - 1 زيادة مهزة القطع يف أوله ليصري على وزن (أفعل) مثل: أخرج.-أ كبر. مثل: زيادة حرف من جنس عينيه، أي تضعيفها ليصري على وزن (فعل) - ب زيادة ألف بني الفاء والعني ليصري على وزن (فاعل) مثل : دافع. -ج مزيد الفعل الثالثي حبرفني، وهو مخسة أوزان هي: -2

زيادة األلف والنون ليصري على وزن (انفعل) مثل: انكسر. -أ وزن افتعل) مثل: افتتح. على زيادة األلف والتاء ليصري - ب

1 . 14مصطفى حممد الغماري: قراءة يف آية السيف، ص -

2 ني: (افعنلل)، للفعل املزيد الرباعي حالتني: حالة يزاد فيها حبرف وصيغتها (تفعلل)، وحالة أخرى يزاد فيها حبرفني وهلا صيغت -

(افعلل). 3 . 161مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، ص -

4 . 43، 40، 35 :ينظر: عبده الراجحي، التطبيق الصريف، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 66 -

زيادة التاء وتضعيف العني ليصري على وزن (تفعل) مثل: تكبر. -جـ زيادة األلف وتضعيف الالم ليصري على وزن (افعل ) مثل: امحر. -د تثاقل. زيادة التاء واأللف ليصري الوزن (تفاعل) مثل: - هـ ويأيت على أربعة أوزان هي:مزيد الفعل الثالثي بثالثة أحرف، -3

زيادة األلف والسني والتاء ليصري على وزن (استفعل) مثل: استغفر.-أ زيادة األلف والواو وتكرير العني ليصري على وزن (افعوعل) مثل: اخشوشن.- ب اخضار. زيادة ألف الوصل مث األلف وتكرير الالم ليصري الوزن (افعال) مثل:-جـ زيادة األلف وتضعيف الواو ليصري على وزن (أفعول) مثل: اجلوز. -د

معاين صيغ الفعل الثالثي املزيد: التعدية، املشاركة والتكلف، الكثرة ومن واملبالغة، الطلب والسؤال، الداللة على األلوان والعيوب، الدخول إىل الزمان واملكان،

1املطاوعة وغريها من املعاين اليت ال ميكن حصرها يف هذا املقام.) املزيد حبرف واحد واملتمثل يف مهزة فالتعدية مثال هي من معاين وزن (أفعل

القطع، وهذا الوزن جيعل الفعل الالزم متعديا، فالفعل (خرج ) مثال، فعل الزم ال يأخذ مفعوال به حنو: خرج زيد، ولكن إذا زيدت اهلمزة جعلته متعديا، فيقال: أخرجت زيدا.

بزيادة اهلمزة متعديا ملفعولني، وإذا كان الفعل ارد متعديا ملفعول واحد صار فالفعل (لبس) يتعدى ملفعول واحد، فيقال: لبس زيد ثوبا ، ولكن إذا زيدت فيه اهلمزة

جعلته متعديا ملفعولني حنو: ألبست زيدا ثوبا.أما إذا كان الفعل متعديا ملفعولني صار بزيادة اهلمزة متعديا إىل ثالثة مفاعيل،

ذا كان مبعىن (أيقن) يتعدى إىل مفعولني حنو: علمت زيدا كرميا، ولكن فالفعل (علم) إ

1 ينظر : باب األفعال واملشتقات، عبده الراجحي، امليزان الصريف. -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 67 -

، 1اهلمزة جعلته متعديا إىل ثالثة مفاعيل حنو: أعلمت عمرا زيدا كرميا إذا زيدت فيه 2ولذلك فإن كل زيادة يف املبىن تؤدي حتما إىل تغيري يف املعىن.

املعاصر: يد يف عناوين الشعر اجلزائريوفيما يلي بعض النماذج لصيغ الفعل الثالثي املز

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

صيغ الفعل الثالثي املزيد

املزيد

حبرف

املزيد

حبرفني

املزيد

بثالثة

احلرف

حممد األخضر عبد

القادر السائحي

أغنيات أوراسية / / أغين سأغين يف احلديقة

أستغفر / / هل أستغفرألوان من

اجلزائر / ابتسم / ابتسم يا قلب

من عمق اجلرح يا فلسطني

/ تتفتح / براعم الثورة تتفتح

استأذنك / / استأذنك يا وهران حكاية الدم عمارية بالل

ال شعر بعدك / / أنصفوين لو أنصفوين / / جريب جريب حظك / تعترف / ال تعترف

1 .36، 35ينظر: عبده الراجحي، امليزان الصريف، ص.ص: -

2 . 59صفية مطهري: الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 68 -

سليمان جوادي

/ / نظفي دريك نظفي

/ / خلص خلص حديثك

/ تشخصت / تشخصت فيك

يوميات متسكع

حمظوظ

أغنية يلحنها الشيخ إمام

/ / يلحنها

أتفرج و أصفق حبرارة

/ أتفرج أصفق

جبرحي أضمد جرحك

/ / أضمد

حممد

مصطفى الغماري

قراءة يف آية السيف

/ / قرر قرر أن نعشق الطاغوت زمن ولى

/ / ولى

/ / لبيك لبيك / / أغليت أغليت حبك

حديث الشمس والذاكرة

/ / غنيت غنيت يف أعراسكلسنا بغري الضاد

نلتئم / نلتئم /

محري حبري ما ذنب املسمار

يا خشبة؟ / تتعرى / حبيبيت تتعرى

مربوكة براعم

أحب أحب / / / / تناديين تناديين ال

/ تعودت / ظالمي تعودت

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 69 -

بوساحة

تعايل نستتر خلف الوجود

/ نستتر /

كيف احلال؟ ربيعة جلطي / / ضيعت بالد ضيعت ظلها

من يعيد للكمنجة جتها

/ / يعيد

شهد حليمة مرابط

ذاكرة السماء / / أحبك ممنوع أن أحبك

/ أشتاقه / أشتاقه / / أصبح ال أصبح مملة كي

التوايت عبد اهللا

من القلب

إين رشحتكرشحت

ك/ /

/ انتصرت / وانتصرتعندما يقابل احلب

باخليانة / / يقابل

عثمان لوصيف

أعراس امللح

/ / جتيب بأسائلها...ال جتي

/ حتترقي أعطيك أعطيك أن حتترقي

/ / خلين خلين للحجر

/ ابتعدي / ابتعدي ربيعي اجلريح حممد مخار

وحرسين الظل عمر أزراجيوميات مغترب

ميزق اخلريطة / / ميزق

أبو بكر قانةخطاب عاجل إىل نزار قباين

/ / صليت صليت قربك

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 70 -

يالحظ من خالل اجلدول أن الصيغة الغالبة على هذه العناوين هي صيغة الفعل الثالثي املزيد حبرف واحد، وقد وردت صيغة هذا الفعل بأوزانه الثالثة حنو: (أنصفوين، أغليت، أحبك، أصبح، جتيب) اليت هي على وزن (أفعل )، ألن ماضي هذه

أصبح، أجاب). األفعال هو (أنصف، أغلى، أحب ، أما (جريب، نظفي، يلحنها، أصفق، قرر، غنيت) واليت ماضيها (جرب،

نظف، حلن، صفق، قرر، غنى) فهي على وزن (فعل )، أما وزن (فاعل) فقد مثله الفعل (يقابل) الذي ماضية (قابل).

ين الفعل الثالثي املزيد معىن الدخول إىل وقد متت اإلشارة إىل أنه من معا الزمان واملكان، أي دخول الفاعل يف الوقت أو املكان املشتق منه الفعل الذي على وزن (أفعل)، حنو: (أصبح) الذي يعين الدخول يف فترة زمنية هي فترة الصباح، أو (أجبل)

1الذي يعين الدخول إىل مكان هو اجلبل.ففي عنوان (كي ال أصبح مملة) أشار الفعل (أصبح) املسبوق حبرف النفي (ال) ولذلك

رغبة الشاعرة يف عدم دخوهلا إىل هذا الوقت الذي ستصري فيه مملة. إىلأما صيغة (فعل) فهي عادة ما تدل على معىن التكثري واملبالغة، وهذا ما

اسك )، فصيغة الفعل (غنى) دلت على املبالغة يف فعل يوحي به عنوان (غنيت يف أعرالغناء، فكأمنا الشاعر يف هذا العنوان أراد أن يقول: (غنيت كثريا يف أعراسك )، وهو ما

يف كلمة (أعراسك)، فالشاعر مل يغن يف عرس واحد بل غىن يف 2تؤكده صيغة اجلمع أعراس كثرية.

ريت فيها صيغة (فعل) من املاضي إىل األمر حنو: (خلص أما العناوين اليت تغ موقف حديثك)، (نظفي ديرك)، واليت كان فيها الشاعر يف موقف أمر وطلب وليس يف

1 . 68،70ينظر: صفية مطهري، الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، ص،ص: -

2 اجلمع عند فقهاء اللغة يدل على الكثرة. -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 71 -

احلديث وإزالة األطناب عنه، السلب واإلزالة، مبعىن تلخيص إخبار، فقد جاءت دالة على (خلص) و(نظفي).مر األ ، استجابة لفعلينهامير وإزالة األوساخ الد وتنظيف

ن يصدر الفعل من فاعلني ، أي أما صيغة (فاعل) فمن معانيها املشاركةأ يف حلظة واحدة، وهذا 1»خرواحد منهما يفعل بصاحبه مثل ما يفعل به اآل كل«اثنني،

) الذي فالفعل (يقابل ما يوحي به الفعل (يقابل) يف عنوان (عندما يقابل احلب باخليانة )،ن ، أي أهذا الفعل دل على مشاركة احلب واخليانة يفعلى وزن (فاعل) )لاب(ق ماضيه

اركا يف فعل واحد هو فعل التقابل. خمتلفني تش فاعلني فهو من صيغ الفعل الثالثي املزيد حبرفني، وهذا الوزن عادة )أما وزن (افتعل كثرة «وذلك راجع إىل يف مكون داليل واحد هو املطاوعة، فعل) أنيشترك مع ( ما متميم، حنو: أل واو أو نون أو وأ راء فاؤه الم أو عن انفعل يف مطاوعة ماافتعل ناء ـغإ

وال تقول أنرمى، انألم، وكذا رميت به فارمتى تقول م، والفالتأ أصلحته أي: اجلرحه إذا أنناء يعود إىل اإلغوسبب 2.»فىناه فانتفي وال نفيتو، لصل وال أنوصفات ووصلته

يف هذه النون أو امليم تدغم اء أو الواو أوالنون الساكنة مع الالم أو الراجتمعت 3احلروف.ما أورده اجلدول –ومن أمثلة صيغة (افتعل) يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر

الوجود)، (لسنا بغري تعترف)، (تعايل نستتر خلف قلب)، (ال حنو: (ابتسم يا - أعاله ترقي).حت (أعطيك أن ،)الضاد نلتئم

أن الغالب على صيغة (افتعل) ورودها بزمن املضارع (تعترف، واملالحظ يف هذه العناوين دل ما« هو واملضارعها (اعترف، استتر، التأم، احترق)، ترقي) اليت ماضينستتر، نلتئم، حت

1 . 73ص، 1973، 1ابن يعيش: شرح امللوكي يف التصريف، حتقيق فخر الدين قباوة، سوريا، ط -

2 . 97ص شرح الشافية للرضي، نقال عن: صيفة مطهري ، الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، -

3 .97ينظر: صفية مطهري، الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية ، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 72 -

على حدوث الفعل يف الزمن دل على حدوث الشيء يف زمن املتكلم أو بعده، أو ما 1.»احلاضر أو املستقبل

ان (تعايل نستتر ي عنو، ففوقد جاءت معظم هذه األفعال دالة على املطاوعة املتمثل يف الضمري املستتر (أنت) سيطاوع هذا خلف الوجود) إحياء بأن هذا املخاطب

ن يف الزمن احلاضر أو يف الزمن املستقبلي وفقا السم فعل األمر (تعايل) إم ويأتيه املتكل يستترا خلف الوجود.سوقل مقارنة مع فقد وردت بنسبة أ أما صيغ الفعل الثالثي املزيد بثالثة أحرف

ألن ،صيغ الفعل املزيد حبرف أو حرفني، ومن أمثلتها صيغة (استفعل) الدالة على الطلبوهران) ستأذنك يا(ا عنوان ، حنو2»عمومها على الطلبيف األلف والسني والتاء تدل«

طلب املغفرة.حنو عنوان (هل استغفر) مبعىن هل أ وهران، أو طلب اإلذن منك ياأي أ

بنية املشتقات: -ب

يف الداللة على احلدث، ولذا فعالاألمساء اليت تشبه األ«يقصد باملشتقات 3.»املتصلة باألفعالاملشبهة باألفعال واألمساء األمساء تسمى:

فة املشبهة، صيغ املبالغة، اسم فعول، الصاسم امل ،اسم الفاعل وهي تسعة أنواع: املصدر، .كان واسم اآللةامل اسم اسم الزمان، ضيل،التف اسم الفاعل: -1جاء «يشتق اسم الفاعل من الفعل للداللة على وصف من قام بالفعل، وقد

ه يدلحمشيا بألف زائدة بني فائه وعينه وزيادما خلصته لينفرد بداللة خاصة به هي أن

. 27زين كامل اخلويسكي: الصرف العريب (صياغه جديدة)، ص -12 .101صفية مطهري: الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، ص -

3 . 119مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية ،ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 73 -

فكلمة (كاتب) مثال اسم فاعل تدل على وصف القائم بفعل 1،»قام بالفعل على من الكتابة، ومن أمثلة اسم الفاعل يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر ما يلي:

أمحد محدي

تائه تائه يف مملكة القلق انفجارات

خارج هاملت خارج املسرح

حترير ماال حيرر

فاحتة يتفاحتة آال

واقفة أقوال وافقة

خانق هواء خانق

حافل حلم مغدورتدوين حافل

علي مالحيصفاء األزمنة

اخلانقة اخلانقة صفاء األزمنة اخلانقة

الناتئ مذكرة العشق الناتئ

1 . 71ص صفية مطهري: الداللة اإلحيائية يف الصيغة االفرادية، -

اسم الفاعل عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

حقول البنفسج األخضر فلوس

املراكب و الكلمات الضائعة

الضائعة

سفر من ضائعة صفحة أيوب

ضائعة

أغنية إىل عشاقها فاحتة للعام القادم

فاحتة

القادم هواجس الربيد القادم

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 74 -

الساطع مراسيم اهليام الساطع

محري حبريما ذنب املسمار

يا خشبة؟

احلامل السنبلة احلامل القادمة الثورة القادمةواجلوع

.... عائد من منجم مغترب "لوران"

عائد

األعوجزينب يا أنت من منا يكره الشمس

–الشاعر خرافة احلياة للشاعر املسافر املسافر

وتريات شاعر مل يعد يتقن الشعر

شاعر

لييحممد زتومضات احلزن

والذهول وظالل املرائي

القادم القادم الشاعر الشاعر شاعر شاعر

مربوكة بوساحة

براعم حائرة حائرة تائهة تائهة

مصطفى حممد

الغماري

قصائد جماهد

جماهدة قصائد جماهدة مهاجر رسالة من مهاجر

جماهد قصة جماهد ثائرة أغنية ثائرة

مذكرة إىل جماهد يف ليلة أول نوفمرب

جماهد

ثائر أغنية ثائر إىل مسرية الرفض املهاجر احلب املهاجر

رافض رافض موال عاجل خطاب عاجل إىل نزار قباينخطاب عاجل بوبكر قانة

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 75 -

مسافر مسافر إىل نزار قباين طاغية طاغية

عزا لدين ميهويب

منايف الروح فارس فارس السلم الفارس قافية للفارس

عمارية بالل (أم سهام)

محكاية الد قتلوك واقفا

واقفا

فاحتة اقرئي فاحتة احلزن

عل احلدث واحلدوث وفاعله، ويقصد - حسب النحاة –يدل اسم الفاعل اسم فاعل يدل -مثال -باحلدث معىن املصدر، وباحلدوث ما يقابل الثبوت فـ (قائم)«

على القيام وهو احلدث، وعلى احلدوث أي التغيري، فالقيام ليس مالزما لصاحبه، ويدل 1.»الفاعل أي صاحب القيامعلى ذات

ذلك راجع إىل أا ليست غيري، فصيغة اسم الفاعل حاملة لصفة الت وإذا كانت على وجه احلدوث ال « وإمنا تعتريه مالزمة دائمة، صفوف ا وال تالزمهة يف املتبسجية ثا

2.»بوتالث

وت الصفة من الفعل ولكنه ال يرقي إىل ثب أدوم واثبت«اسم الفاعل ومع ذلك فإنولكن ليس ثبوا مثل ثبوت م) أو (يقوم)من (قا وأثبت ) أدوماملشبهة، فكلمة (قائم

عن القيام إىل اجللوس أو غريه ولكن نه ميكن االنفكاك(طويل) أو (دميم) أو (قصري)، فإ حتويل الصفة متنه إذا ولذلك فإ 3،»الطول أو الدمامة أو القصرميكن االنفكاك عن ال

1 . 41يف العربية، ص صاحل السمرائي: معاين األبنية فاضل -

2 . 132دروس العربية، صمصطفى الغالبيين: جامع ال -

3 . 41،42فاضل صاحل السمرائي: معاين األبنية يف العربية، ص.ص : -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 76 -

لت إىل اسم فاعل، فيقال واملشبهة من الداللة على الثبوت إىل الداللة على احلدوث حت وصف ثابتا و(حاسن) إذا كان حمدثا.(حسن) إذا كان ال

أن بعضها بني اردة يف اجلدول أعاله، يتوعند مقاربة بعض أمساء الفواعل الو هو عنوان لقصيدة ثائرة رافضة ، فعنوان (موال رافض) لداللة الثورة والتغيريمالاجاء ح

.والتغيريللذل واهلوان، ساعية إىل احلرية س الديوان، حنو عنوان بعناوين أخرى من نفريوقد تعززت داللة الثورة والتغي

على معىن ثري من التأمل، فإحالة (ااهد)هذا العنوان إىل ك ج)، وال حيتا(قصة جماهد .ها إال ااهدينيصنع ألن الثورة ال، ن واضحبي الثورة

بتوظيفها السم ىن الثورة، وذلككما جاءت بعض العناوين مصرحة مبع ر هو الرافض للوضع القائم ة ثائر إىل مسرية الرفض)، فالثائ(أغنيعنوان ) حنوالفاعل (ثائر

ريه.يواهلادف إىل تغبية لشعوب العراحتريض يدور موضوعها حولذلك فقد كان هذا العنوان لقصيدة لو

على الثورة ضد الظلم والذل واهلوان.أيضا هفمن معانيأما اسم الفاعل (مهاجر) يف عنوان (رسالة من مهاجر)

من إىل أرض، وكل رضاخلروج من أ« ينلغة تع اهلجرة ن، أما التغيري فألرييالثورة والتغ 1.»فهو مهاجر آخر فارق بلده من بدوي أو حضري وسكن بلدا

ة غريب هاجر من بلده إىل بلد آخر، فأرسل إىل قصلتروي ةالقصيد هوقد جاءت هذ ن من دواعي اهلجرة رفض الواقع، فيكون الثورة فأل ته، وأمابأمه يشكو إليها وحشته وغر

من ترك أرضه كمن ثار عليها.

1 . 23ابن منظور: لسان العرب، مادة (هجر)، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 77 -

رادفة يف معناها ملعىن (مهاجر)، قد وظف الشعراء بعض أمساء الفواعل املو احلياة للشاعر املسافر)، (خرافةيف عنوان (مسافر)أوحت هي األخرى مبعاين التغيري مثل

ري من يفكالمها ترك األهل والديار سعيا للتغ يف املعىن للمهاجر،وذلك ألن املسافر رديف حال إىل حال.

رع، ب إىل الشيء، كقوهلم لذي الدرع: داوقد يدل اسم الفاعل على النس جل : (رنقولفل)، ولذلك فمن كان صاحب شيء بين على وزن (فاع نابل، بل:ولذي الناين (قافية للفارس) و(فارس السلم)، جاء يف عنو على حنو ما، 1 صاحب فرسي: فارس أ

.)فاسم الفاعل (فارس) نسب الفرس إىل صاحبها فكان (فارسااليت ختتص الصفات «جيئ من ة باسم الفاعل ماوتشمل داللة النسب املنوط

إذ قد يأيت (فاعل) وصفا للمؤنث حنو: حائض وطالق ومرضع،باملؤنث بغري هاء التأنيث : (امرأة فيقال مثال ،2 »املعىن فخر الختالمن اآل يني فتثبت اهلاء يف أحدمها وتسقطنمبع

ظهرها شيئا ظاهرا، اليت حتمل بني يديها أو على أي حامل) من احلبل و(امرأة حامله)ولكنه ،) بصيغة املذكر(السنبلة احلامل ولذلك فقد جاء اسم الفاعل (احلامل) يف عنوان

واملعىن سنبلة ذات نسب احلمل إىل السنبلة أي ب،ؤنث ليدل على النساختص بوصف امل محل.

اسم املفعول: -2

للمجهول للداللة على حدث 〕املبين 〔صفة تؤخذ من الفعل «اسم املفعول ورال الثبوت والدوام كمكتوب ومر جددوقع على املوصوف ا على وجه احلدوث والت

3.»به ومكرم ومنطلق به

1 . 46ينظر: فاضل صاحل السمرائي، معاين األبنية يف العربية، ص -

2 . 47، صنفسهاملرجع -

3 . 135: جامع الدروس العربية، صمصطفى الغالبيين -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 78 -

ض عناوين الشعر اجلزائري عرض لصيغ اسم املفعول الواردة يف بع يوفيما يل :املعاصر

زينب األعوج

أنت من منا يكره يا الشمس

منفية للوجه اكر تذ املنسي

يسمن –منفية

ن أرفض أن يدج األطفال

مرفوعة ضد تاحتجاجا املوت

مرفوعة

زراجأعمر املكسورة مرآة البحر املكسورة الوحش اجلميلة تقتل املطهر املطهر امثليكش الطريق إىل

عبد العايل زراقي

الصفر احلب يف درجة يةمرث الذي قتل مرثية الرجل

ممنوعة رباعية ممنوع التداول

حمظوظ يوميات متسكع خمطوط خمطوط يوميات متسكع سليمان جوادي

مفجوع فرح مفجوع ىباألس قصائد معتقة سامية زقاي

اسم املفعول عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

أحالم مستغامني

على مرفأ األيام

اهول رسائل إىل احلبيب اهول

مغرور مغرور

مرفوضة تأشرية خروج مرفوضة

مهجورة مهجورة ةأحزان طائر أكاذيب مسكة

موزونة كلمات غري موزونة الكتابة يف حلظة عري

مغرور تدوين حافل حلم مغرور حترير ماال حيرر أمحد محدي

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 79 -

ممنوع حبكأممنوع أن ذاكرة السماء حليمة مرابط

معزوفة معزوفة األمل أسرار الغربة مصطفى الغماري

ال يفترق عن «احلدوث وذات املفعول، وهو احلدث ول اسم املفعول على يد

نه يف اسم الفاعل يدل على ذات الفاعل الداللة على املوصوف، فإاسم الفاعل إال يف 1 .»كقائم، ويف اسم املفعول يدل على ذات املفعول كمنصور

يل يف اسم الفاعلق واحلدوث، فيقال فيه ما أما من حيث داللته على الثبوت ع قورن مع الفعل وعلى احلدوث إذا ما قورن م ثبوت إذا ماالفهو يدل على -سابقا–

الصفة املشبهةحنو: (مغدور) ،2 ويصاغ اسم املفعول من الفعل الثالثي املتعدي على وزن (مفعول)

،حبك)أيف عنوان (تدوين حافل حلم مغدور)، و(ممنوع) يف عنوان (ممنوع أن .مفجوع ) ) يف عنوان (فرحو(مفجوع

باملضارع من الفعل مث يوضع بأن يؤتى اسم املفعول من الفعل الناقص ويصاغ ة حنو: مفتوحة ويضعف احلرف األخري الذي هو حرف عل مكان حرف املضارعة ميما

منسي)يف عنوان (تذاكر منفية للوجه املنسي).) و(منفي (

اسم املفعول من غري الفعل الثالثي على صيغة املضارع مبيم مضمومة غاصوي ر).ر) يف عنوان (املطهو: (مطها قبل اآلخر حنوفتح م 3.ل)عف ولة،ع، فليعأبنية أخرى تستعمل مبعىن اسم املفعول، من أشهرها: (ف وهناك

1 . 52فاضل صاحل السمرائي: معاين األبنية يف العربية، ص -

2 ويصاغ من الفعل الالزم بواسطة تتمثل يف شبه اجلملة مثل: مذهوب به، مأسوف عليه، منطلق به . -

3 . 80، وعبده الراجحي (التطبيق الصريف)، ص58(معاين األبنية يف العربية)،ص ينظر: فاضل صاحل السمرائي -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 80 -

أشهرها الداللة على التجدد من والسم املفعول معاين عديدة املعىن جاء اسم املفعول معزوفة يف عنوان (معزوفة األمل)، وعلى هذا1واالستمرار،

سيتجدد كلما تكرر األمل، كما أن هذا العزف أيو(مرثية) يف عنوان (مرثية اللقاء)، .دد فعل الرثاء كلما جتددت أسبابهسيتج

الصفة الشبهة:-3

للداللة على معىن قائم باملوصوف 2تؤخذ من الفعل الالزم «الصفة املشبهة ،3»سود وأكحلأعلى وجه احلدوث: كحسن وكرمي وصعب و ا على وجه الثبوت، ال

، ولكنها ختتلف عنه كوا ال تقرن 4ومسيت باملشبهة ألا تشبه اسم الفاعل يف املعىن، 5»والذي يتطلب الزمان إمنا هو الصفات العارضةعلى صفات ثابتة، «ألا تدل بزمان،

كاسم الفاعل واسم املفعول. ي:ين الشعر اجلزائري املعاصر ما يلومن أمثلة الصفة املشبهة يف عناو

الصفة املشبهة عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

لي يتحممد ز

لست حزينا لرحيل األفعى

تسقط ورقة صفراء على رصيف

صفراء

احلزن ومضات والذهول وظالل املرائي

صغرية أشياء صغرية

احلمراء ةأطفال الساقي حنن األطفال يتحدثون

احلمراء

1 . 52، صاملرجع نفسهينظر: -

2 رحيم، عليم. وقد تصاغ من الفعل املتعدي صوغا مساعيا مثل: -

3 . 137مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، ص -

4 .76ينظر: عبده الراجحي، التطبيق الصريف، ص -

5 .137مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 81 -

حممد األخضر عبد القادر السائحي

مسراء مسراء حلان من قليبأ

ىواحة اهلو مجيلة انتظار مجيلة

األخضر اب األخضرالسخ البيضاء البيضاء الدار

األبكم األبكم من عمق اجلرح يا فلسطني

زينب األعوج

كره ا أنت من مناي

الشمس

وطين يف غنيك ياسأ عرسك األليم

األليم

البحث عن لغة جديدة للحجاج

جديدة

األطفال أرفض أن يدجن

سعداء ولد ألطفال ليعشوا سعداءاجلنازة كبرية وامليت

فار كبرية

حممد مصطفى الغماري

ب الرحيمأغنية الله أسرار الغربة الرحيم

حقوق البنفسج األخضر فلوس

األخري ر األخريعزف على الوتأغنية إىل

عشاقها...فاحتة للعامل اجلديد

اجلديد

أمحد محدي

اتانفجار

فقري فقري على صليب لوكا احلزينة احلزينة

الفقراء أحاديث الفقراء

ب املسمار يا نا ذم محري حبري خشبة

سعيدة سعيدة جديد احلب بقلب جديد

أمحر ورق الزيتون صار أمحر

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 82 -

أحالم مستغامني

على مرفأ األيام

رقصة على أنغام الليلة األخرية األخرية

قدمي جرع قدمي

صالة إىل العام اجلديد

اجلديد

أخرية لتمنحيين فرصة أخرية سعيد األرضعيد سعيد أيتها الكتابة يف حلظة عري

عزالدين ميهويب

الكبري الفرح الكبري منايف الروح

األى زبانا : الرجل األى كيف احلال؟ ربيعة جلطي

مشري بن خليفة

الطريد اجلسد الطريد سني

اجلميلة تقتل اجلملة تقتل الوحش عمر أزراج الوحش

اجلميلة

عبد العايل رزاقي

احلب يف درجة الصفر

الرحيل خلف العيون السوداء

السوداء

رد قياسا على أربعة أوزان هي: تصاغ الصفة املشبهة من الفعل الثالثي ا

نثه (فعالء) للداللة على اللون ) الذي مؤفعلوزن (أ، ويأيت 1فعيلفعل، ،فعالن ،فعلأ(أمحر) يف عنوان (ورق الزيتون إىل خضراء الظالل)، و(خضراء) يف عنوان (حنني :وحن

هذا الوزن ورقة صفراء تسقط على رصيف)،كما يأيتمحر)، و(صفراء) يف عنوان (صار أ

1 .137ينظر: مصطفى الغالييين، جامع الدروس العربية، ص -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 83 -

)، وللداللة أيضا على (أبكم) يف عنوان (األبكم للداللة على العيوب الظاهرة حنو: جل األى).انا: الرلظاهرة حنو: (أى) يف عنوان (زبالصفات احملمودة ا

ة) فيدل على الثبوت مما هو خلقة أو يلأما وزن (فعيل) الذي مؤنثه (فع ة) يف عنوان (اجلميلة تقتل (كبري) يف عنوان (الفرح الكبري)، و(مجيلحنو:1مكتسبهذا الفعل يدل على ن) املضموم العني، أللوزن (فعيل) من الفعل (فع ، ويبىن)الوحش

أردنا أن«فإذا /كبري)،رب/مجيل) و(ك لمحنو: (ج 2التحول يف الصفاتع وعلى ئابالط حممد هقفنقول: ف م) الالزلعأن يكون سجية يف صاحبه جعلناه على (ف الفعل إىل لحنو

صار أيحممد) هقإذا أردنا أن الفقه أصبح سجية فيه قلنا (ف]أما[ ها،فهم أياملسالة 3.»فقيها

الفعل املتعدي صوغا مساعيا حنو:(رحيم) يف فة املشبهة منوقد تصاغ الص ) من كون الشاعر يف )، وتأيت داللة الثبوت يف صفة (الرحيمعنوان (أغنية اللهب الرحيم

هذه فاألغنية هيالذي ومسه باللهب ووصفه بالرمحة، يتكلم عن شعره هذه القصيدةا إ ،ءتبكي حلال اليتامى وتأن ألنني الفقرا رحيمةاليت عربت عن نفس الثائرة القصيدة

مصطفى حممد لقب"صفت بالرمحة اتصافا ثابتا، كيف ال وقد اتنفس الشاعر اليت 4.»بشاعر العقيدة اإلسالمية« "الغماري

اسم الزمان واملكان: -4

1 .83ينظر: فاضل صاحل السمرائي، معاين األبنية يف العربية، ص -

2 .83، صرجع نفسهامل -

3 . 86، صم ن -

4 . 2003، 1شاعر العقيد اإلسالمية، دار مدين، مؤسسة األخوة مدين، ط شلتاغ عبود: الغماري -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 84 -

فعل) على وزن واحد هو (متق اسم الزمان واملكان من الفعل الثالثي، شي ا يدالن مه، وعلى وزن اسم املفعول من غري الثالثي، و -بكسر العني وفتحها- ل)و(مفع

1.ويشتركان يف أبنيتهما مع بعض املشتقات مكانه، على زمن وقوع الفعل أو

جئتك :املطر، فاملعىن بكنسفإذا قلت: جئتك م« ولكن ميكن التفريق بينهم بالقرينة،فيه الذي يرتقى يف املكان :املعىنانتظرتك يف مرتقى اجلبل، انسكابه، وإذا قلت:وقت

ااسم مفعول، وإذ واألمر منتظر، فاملعىن أن الناس ينتظرونه، فه اهذ: إليه. وإذا قلتمعتق قلت: اعتقد2.»مصدر ميمي مبعىن االعتقاد :دقلف، فمعتالس د

يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري املعاصر الزمان واملكان المسيوميكن التمثيل من خالل اجلدول التايل:

1 . 80عبده الراجحي: التطبيق الصريف، ص -

2 .150الدروس العربية، ص مصطفى الغالييين: جامع -

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 85 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر الصيغة

اسم املكان لزمانا اسم

سليمان جوادي

عيوميات متسك خمطوط

صالة يف مبعد الكلمات

معبد /

/ املوعد غابت فكان املوعد

زةبخم / األحالم زةخمب

مصطفى حممد الغماري

معاهد / معاهد أحبائي أسرار الغربة

مدرسة / مدرسة اجلرت الشاعر مكسار زكريا

األخضر فلوسحقول البنفسجي

كب االكلمات واملر الضائعة

املراكب /

جتليات بعد منتصف الليل

/ منتصف

املكتبة / يف املكتبة

حممد األخضر عبد القادر السائحي

الكهوف املضيئة

أغنية إىل املرسى الكبري

املرسى /

/ مواعيد مواعيد احلصاد حنن األطفالصرخات املسجد عبكاء بالد مو

األقصى املسجد /

ألوان من اجلزائر

منابع / منابع قربص

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 86 -

األوفر من العنونة يف ل اجلدول أنه كان السم املكان احلظيالحظ من خال

) لعالقة اجلدلية بني (املكانا وميكن إرجاع ذلك إىلقصائد الشعر اجلزائري املعاصر، ، ولذلك باألمكنة ثحداراء إىل ربط األتدفع الشععادة ما العالقة هفهذ )،احلدثو(

موضوع القصيدة فتكون عنوانا أن ختتصركن مكنة ونتيجة حلمولتها الداللية ميفبعض األ هلا.بكسر – فعل)كان من الفعل الثالثي على وزن (مويشتق اسم الزمان وامل

:1حاالت ثالثة هي يف -العني

1 -

. 80ينظر: عبده الراجحي، التطبيق الصريف، ص

مالعب / بامالعب الص واحة اهلوى املعبد / راقصة املبعد املعبد راقصة زينب األعوجومضات احلزن حممد زتيلي

والذهول / منتصف مرئية منتصف الليل

ما ذنب املسمار محري حبري ؟يا خشبة

/ املاضي يترباعيات املاضي اآل

عبد العايل رزاقي

احلب يف درجة الصفر

/ مرحلة ومرحلة ةثالثة أزمن

شهد حليمة مرابط

/ موعدا موعدااضرب يل ذاكرة السماء

الطريق إىل عمر أزراج كشيلامث

مرتل / مرتل ليس للحب

حممد أبو القاسم مخار

امللتقى / إىل امللتقى ربيعي اجلريح

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 87 -

فاملوعد عدا)،و(موعد) يف عنوان (اضرب يل مكون الفعل مثاال وفاؤه واوا حنو:ن يأ -1 .ل)على وزن (مفع) اسم زمان للفعل (وعد هو) يف عنوان (مرتل ل: (مرتضارع حنو يف املمكسور العني أن يكون الفعل صحيحا -2

) الذي مضارعة لزفعل الصحيح (نمشتق من الاملرتل هو اسم مكان ليس للحب)، و .)(يرتل

بيع هو اسم مكان مشتق من م، ف)عبيم( و:ألفا حن هأن يكون الفعل أجوفا وعيني -3الفعل األجوف (باع(.

مثل (معبد) )لعفالثالثة، فأما يشتقان على وزن (موفيما عدا هذه احلاالت وان ـو(مرسى) يف عن د)، و(ملعب) يف عنوان (مالعب الصبا)،عبيف عنوان (راقصة امل

رسى الكبري).امل(أغنية إىل حبرف ةوقد استعملت العرب بعض الكلمات من أمساء الزمان واملكان مزيد

رب)، (خمبزة) سة اخل)، (مدرسة ) يف عنوان (مدر تبة) يف عنوان (يف املكتبة: (مكحنو 1التاء .بزة األحالم)يف عنوان (خم

أي ويشتق اسم الزمان واملكان من غري الفعل الثالثي على وزن اسم املفعول، ل األخر،ا قبعلى وزن الفعل املضارع مع إبدال حرف املضارعة ميما مضمومة وفتح م

) الذي مشتق من الفعل (التقىقى اسم مكان تلفم )،حنو: (ملتقى) يف عنوان (إىل امللتقىفمنتصف اسم زمان )،لو(منتصف) يف عنوان (مرئية منتصف اللي (يلتقي)، همضارع

و يف هذا العنوان قيد بوحدة الذي مضارعة (ينتصف)، وه مشتق من الفعل (انتصف) .زمانية حمددة هي (الليل) داللةذات

1 -

.81، صينظر: املرجع السابق

البنية الصرفية للعناوين الفصل الثاين

- 88 -

فوقد وردت بعض أمساء املكان على وزن (مإذ 1العني شذوذا ةملكسورل) اع ، وهي كلمات مساعية ) املفتوحة العني،لعفوزن (م القاعدة تقتضي أن يكون على

د) وليس جاملس(أن يقال لفاألصعنوان (صرخات املسجد األقصى)، مسجد) يف:(وحن ).سجد(امل

1 -

. 82، صنفسهينظر: املرجع

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 88 -

يستدعي احلديث عن البنية التركيبية احلديث عن النحو، والنحو كما عرفه

علم بقوانني يعرف ا أحوال التراكيب العربية من اإلعراب «"الشريف اجلرجاين" هو

فهم وحتليل بناء اجلملة حتليال «وبذلك فالغاية من دراسة النحو هي ،1»والبناء وغريها

ويوضح عناصر تركيبها وترابط هذه العناصر بعضها مع لغويا يكشف عن أجزائها،

البعض اآلخر، حبيث تؤدي معىن مفيدا، وتبني عالئق هذا البناء...مث تعيني النموذج

2.»لالذي ينتمي إليه كل نوع من أنواع اجلم التركييب

وعليه فقيمة اجلملة يف املستوى التركييب كقيمة الكلمة يف املستوى الصريف ال يستقيم

ولذلك فمهمة الباحث النحوي هي تصنيف اجلمل وشرح طريقة بنائها التحليل إال ا،

وإيضاح العالقة بني عناصرها.

التركيبية "رومان جاكبسون" أن املقوالت النحوية وكذلك الوظائف ويرى

هي اليت تشكل هيكل اللغة، وهلذا يشكل النسيج النحوي للغة الشعرية جزءا كبريا من

وصف تراكيب اجلملة ال ميتد إىل اجلانب «، وعلى هذا األساس فإن 3قيمتها الداخلية

التركييب للجملة فحسب، بل يضم املعىن الذي جيب أن يكون اهلدف احلقيقي للوصف

املستوى التركييب أن يعرب عن الفكرة أي املستوى الداليل... ذلك اللغوي، ولذلك فمهمة

أن التشكيل الشعري ليس تركيبا لغويا فحسب وإمنا إنتاجية داللية ال تتطابق مع التركيب

اللغوي بقدر تتكئ على خصوصية إلطالق الطاقات اإلحيائية اليت لعناصره، وكلما زادت

4.»اصره لتمارس فعلها اإلحيائيثغرات التركيب اللغوي كلما حتررت عن

صحة التركيب النحوي ليست شرطا مىت توفر «وجتدر اإلشارة هنا إىل أن

للمكون الداليل مقدرته على تعطيل أداء النظام النحوي جلملة اتضح معناها، إذ أن

1 .259، ص2000، 1الشريف اجلرجاين: التعريفات، حتقيق حممد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بريوت، ط -

2 .19، ص2003حممد محاسة عبد اللطيف: بناء اجلملة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، -

3 . 70ينظر: رومان جاكبسون، قضايا الشعرية، ص -

4 .204لسانيات االختالف، صاجلزار حممد فكري: -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 89 -

اللغوية لالرتباط الوثيق بني النحو والداللة حىت يف أحدث املدارس للمعىن، نظرا

كالتوليدية التحويلية اليت تعرف القواعد النحوية باعتباره أا ختتص بتحديد معىن

1.»اجلملة

العالقة بني البنية النحوية والبنية الداللية: -1

إن اجلمل اليت يتعطل فيها النحو عن األداء املباشر للمعىن تكون مؤجلة

التأجيل ميثل أحد أهم التباينات بني االستعمال العادي للغة اتصاليا وبني «الداللة، وهذا

2.»شعرية التنفيذ اللغوي أو مجاليته

العالمة اللغوية حىت يف املستوى النفعي تتمتع بقدرة فائقة على توفيق «واحلقيقة أن

أوضاعها الداخلية حسب التركيب الداخلة فيه، وكذلك حسب متطلبات سياق

، فهذا الدال تتنوع مداليله إىل حد التضاد يف املشترك اللفظي، وهذا املدلول ورودها

ميتلك عدة دوال متنوعة كما يف الترادف، وإن كانت احلال هكذا يف النظام اللغوي

نفسه، فباإلمكان تصور مقدار احلرية املتاحة للتنفيذ الفردي للغة، خاصة حني يكون

3.»إبداعيا

، ولكن هذا 4س" أن الشعر يسعى باستمرار إىل خرق النحوولذلك فقد رأى "غرميا

تقتضيها القواعداخلرق ال يعين اإللغاء املطلق لقواعد اللغة العادية، بل هو إغناء هلذه

خصوصية التركيب يف اللغة الشعرية، فيما يعرف حسب األسلوبية احلديثة باالحنراف

عىن تقريري مألوف، وإمنا يتعامل مع ال يركب اجلملة ليعرب ا عن م«اللغوي، فالشاعر

.54، ص1985، 1ليونز: نظرية تشومسكي اللغوية، ترمجة حلمي خليل، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، ط - 12 .98ص اجلزار حممد فكري: لسانيات االختالف، -

3 .96نفسه، ص املرجع -

4 - A. Greimas : Sémantique, Larousse, Paris, 1966, P148.

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 90 -

قوة واجلمل اللغة بطريقة تفجر فيها خواص التعبري األديب، وجتعل للعبارات واألنساق

1.»الفن يف التعبري والتصوير لتفي حباجة تتعدى الداللة املباشرة، وتنقل األصل إىل ااز،

أمثلة العناوين اليت يتعطل فيها النحو عن األداء املباشر للمعىن ما يلي: ومن

1 . 25، ص1989، 2طه وادي: مجاليات القصيدة املعاصرة، مطبعة املعارف، مصر، ط -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

أحالم مستغامني

أكاذيب مسكة

األحالم احلافية

وجبة حب باردة

أحزان طائرة مهجورة

ربيعة جلطي متشي األرض على الغيم كيف احلال؟

احلامضأريكة الوقت

حممد زتيليومضات احلزن والذهول وظالل

املرائي

حوار النهر الغاضب

حديث النهر

حدائق السلم منايف الروح عز الدين ميهويب

فرح مفجوع قصائد معتقة باألسى سامية زقاي

شهد حليمة مرابط

ذاكرة السماء

صقيع اخلوف

صفعة ر

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 91 -

يالحظ من خالل هذه النماذج أن التجاوز واالحنراف وقع على عناوين

بسيطة ومركبة، إن إسنادا أو إضافة أو وصفا، ففي عنوان (األحالم احلافية) هناك عالقة

بني معطى جمرد (األحالم) وآخر حسي (احلافية)، وهنا مكمن االنزياح، أين مت إسنادية

اللغوي، حينما مت اجلمع بني مفهومني يف بنية عنوانية واحدة. اختراق منطقية التنفيذ

القدرة الشعرية كفيلة بالتفكري فيما هو متناقض والعمل على مزجه «وهذا دليل على أن

: النحو والداللة يف هذا العنوانواملخطط املوايل يبني العالقة بني 1،»وتوحيده

مجلة بسيطة : العنوان

: مسند إليه مسندبنية حنوية حمددة

: األحالم احلافية بنية داللية مؤجلة

يظهر من خالل هذا املخطط أن البنية النحوية هلذا العنوان سليمة، ألا

مسند إليه، ولكن سالمة هذه البنية ال يعين وضوح داللتها، ألنه ليس تكونت من مسند و

منطقيا أن يسند إىل (األحالم) صفة من صفات اإلنسان واملتمثلة يف (احلافية).

1 .55ص ،1992ط، الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، د صالح فضل: بالغة اخلطاب وعلم النص، -

ثأر الكلمات

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 92 -

ويف عنوان (حدائق السلم) تضفر اإلضافة عالقتها بني مكان حمدد (حدائق)

التركيبية هلذا العنوان مجعت بني شيء مادي ومعىن جمرد (السلم)، وهذا يعين أن البنية

حمسوس وآخر جمرد معنوي، ويف هذا جتاوز أللفة العالقة بني النحو والداللة، ألن السلم

ليس معطى مادي حىت يتم غرسه يف احلدائق.

ويأيت عنوان (فرح مفجوع) هو اآلخر على شاكلة سابقيه، فهو ال يدخل يف

عية رغم سالمة البنية النحوية، ألن طريف هذا املركب الوصفي صنف الداللة الواق

متناقضني، فالشاعرة يف هذا العنوان مجعت بني متناقضني وجعلتهما يف قوالب إسنادية

فالفرح عكس الفاجعة، فكيف له أن يكون فرحا مفجوعا؟ خترب عن ذواا بنقائضها،

ه من العناوين املركبة، واليت هي دليل أما عنوان (متشي األرض على الغيم) فإن

آخر على أن صحة التركيب ليست شرطا مىت توفرت يف أي عنوان اتضح معناه، وذلك

راجع لعدم تالؤم بنيته النحوية مع بنيته الداللية، واملخطط املوايل يوضح تركيب هذا

العنوان:

العنوان/ مجلة مركبة

ركن اإلسناد ركن التكملة

ركن فعلي ركن امسي شبه مجلة

متشي األرض على الغيم

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 93 -

يالحظ يف هذا العنوان أنه جاء عبارة عن مجلة مركبة من ركنني: ركن

إسنادي وآخر تكميلي، والعالقة بينها اتسمت بشيء من الغرابة والتجاوز ملعطيات

الواقع، فكيف لألرض أن متشي على الغيم؟ وهل الغيم بساط مادي حىت يتم عليه فعل

املشي؟ وهل حقا أن من مسات األرض املشي؟

كل هذه األسئلة وأخرى قد تتبادر إىل ذهن متلقي هذا العنوان، وذلك راجع

إىل السمة االستعارية املهيمنة عليه، واملتمثلة يف تشخيص املسند إليه (األرض) وإضفاء

الفاعلية واحلياة عليه عرب قرينة فعل (املشي) من جهة، ومكان حدوث هذا الفعل (على

من جهة أخرى.الغيم)

ولذلك ففي هذا العنوان احنراف داليل، ومنشأ هذا االحنراف والتجاوز راجع إىل فك

التالحم والتوافق بني بنييت النحو والداللة، فبينما تفصح البنية النحوية عن سالمة تركيبها

توحي البنية الداللية بشذوذ معناها.

للعناوين: النحويةالتراكيب - 2

نظم الشعراء اجلزائريون املعاصرون قصائدهم وعنونوها بعناوين تنوعت لقد

وتعددت أشكال صياغتها، لذلك سيسعى هذا البحث إىل حتديد هذه التراكيب، وذلك

ة بتصنيفها إىل مجل امسية وأخرى فعلية، وحتت كل صنف سيتم إدراج أمناط خمتلفة لبني

1العناوين.هذه

امسية: العناوين الواردة مجال-أ

1ر، ولكن سيتم عرض األمناط األكثر املعاصكيب عناوين الشعر اجلزائري اة كل األمناط الواردة يف تربال يزعم هذا البحث مقار -

شيوعا، واليت تكررت عند أكثر من شاعر.

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 94 -

ما كانت مؤلفة من املبتدأ واخلرب حنو: احلق منصور، أو مما «اجلملة االمسية هي

، 1»أصله مبتدأ أو خرب حنو: إن الباطل خمذول ال ريب فيه، ما أحد مسافر، ال رجل قائما

2.»كل مجلة صدرها اسم «وبعبارة أخرى هي

اليت ية يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر وفقا لألمناط مساال وقد وردت اجلمل

:يوضحها اجلدول اآليت

النمط األول: مبتدأ + خرب .

:يليوميكن التمثيل هلذا النمط من العناوين حبسب ما

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

أنت أنا خطاب عاجل إىل نزار قباين بوبكر قانة

احلب كذب براعم مربوكة بوساحة

الصباح فوق اجلبال انفجارات أمحد محدي

عبد العايل رزاقي

احلب يف درجة الصفر

اخلروج من املدينة

الوقوف أمام اجلنازة

السفر يف املنايف

املشي أمام اجلنازة

1 .284ين: جامع الدروس العربية، صيمصطفى الغالي -

2 .157فاضل صاحل السمرائي: اجلملة العربية تأليفها وأقسامها، ص -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 95 -

املوت يف احلب اجلميلة تقتل الوحش عمر أزراج

اجلميلة تقتل الوحش

اهلبوط إىل القصبة لوحرسين الظ

الطريق إىل غرناطة العودة إىل تيزي راشد

العودة إىل تيزي راشد

تتشكل البنية التركيبية هلذه العناوين من مبتدأ وخرب، وما يالحظ عليها أا

تشترك مجيعا يف حالة وجود املبتدأ ولكنها ختتلف يف حاالت وروده فهو قد ورد إما

مفردا حنو: (أنا) يف عنوان (أنت أنا) و(كذب) يف عنوان (احلب كذب)، أو مجلة فعلية

عنوان (اجلميلة تقتل الوحش)،أو شبه مجلة: (من املدينة)، (يف حنو:(تقتل الوحش) يف

املنايف)، (إىل القصبة) يف عناوين (اخلروج من املدينة)، (السفر يف املنايف)، (اهلبوط إىل

القصبة)، أو شبه مجلة ظرفية حنو: (فوق اجلبال) يف عنوان (الصباح فوق اجلبال)، و(أمام

م اجلنازة)، ويف كل هذه العناوين احترم اخلرب موقعه يف اجلنازة) يف عنوان (الوقوف أما

تبعيته للمبتدأ.

ويظهر من خالل اجلدول التماثل الذي مجع بني عنوان الديوان وعناوين

القصائد من حيث البنية التركيبية والداللية، حنو عنوان (اجلميلة تقتل الوحش) الذي جاء

نوان الديوان، وحنوه عنوان (العودة إىل تيزي راشد). حماكيا حماكاة حرفية وحنوية لع

بنية داللية مكتملة، لكن هذا االكتمال ال «ولذلك فإن القصيدة داخل الديوان عبارة عن

مينع أا مهيأة للدخول يف بنية داللية أكرب ختص الديوان، هنا ميثل عنوان القصيدة عالمة

فعالمة على تلك البنية األكرب اليت تنتظم فيها على اكتماهلا دالليا، أما عنوان الديوان

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 96 -

البنيات الداللية لكافة القصائد، ومن مث كان البد أن خيترق عنوان الديوان كافة القصائد

ليتمكن من رد اختالف عناوينها إليه، بتعبري آخر إن عنوان الديوان يتردد ذا الشكل أو

1.»أولية للبنية الداللية األكربذاك داخل مجيع القصائد، األمر الذي خيلق نواة

+ خرب + جار وجمرور + مضاف إليه.مط الثاين: مبتدأ حمذوف الن

سيتم ،نظرا لورود هذا النمط بكثرة يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري املعاصر

التمثيل له بعناوين شاعر واحد فقط كما يلي:

إذا أخذ املتلقي منوذجا من هذه العناوين وليكن مثال عنوان (حفل على شرف

النسيان)، لوجد أن (حفل) خرب ملبتدأ حمذوف تقديره (هذا حفل) وما بعده شبه مجلة

(على شرف النسيان) متعلق باخلرب ومتمم ملعناه، ألن األصل يف هذا العنوان أن يبدأ جبملة

امسية ال باسم مفرد.

1 .85اجلزار حممد فكري: العنوان وسيميوطيقا االتصال األديب، ص -

القصيدةعنوان الديوان عنوان اسم الشاعر

أحالم مستغامني

على مرفأ األيام

مذكرات يف مدائن السبات

صالة إىل العام اجلديد

رسائل إىل احلبيب اهول

عودة إىل مدينة املدافن

حفل على شرف النسيان أكاذيب مسكة

سؤال يف حدود الذاكرة الكتابة يف حلظة عري

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 97 -

مكمن الفرق بني البنية السطحية والبنية العميقة، فإذا كان املبتدأ ال يظهر يف البنية وذاك

عميقة كما سيوضحه املخطط التايل:السطحية للعنوان فهو موجود بالقوة يف بنيته ال

العنوان من خالل البنية السطحية: - أ

حفل على شرف النسيان العنوان /

اسم شبه مجلة

خرب حرف جر اسم جمرور مضاف إليه

حفل على شرف النسيان

العنوان من خالل البنية العميقة: -ب

حفل على شرف النسيانالعنوان /

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 98 -

مجلة امسية شبه مجلة

مبتدأ خرب حرف جر اسم جمرور مضاف إليه

حفل على شرف النسيان هذا

يظهر من خالل هذا املخطط كيف غري حضور املبتدأ شكل اجلملة، وحوهلا

من حالة االبتداء باسم مفرد يف (البنية السطحية)، إىل حالة االبتداء جبملة امسية يف (البنية

رجع حذف املبتدأ يف هذه احلالة إىل خاصية العنوان اليت تدعو إىل العميقة)، وميكن أن ي

1.»اإلجياز واالختصار يف جمال جيمل فيه االختصار«

مبتدأ حمذوف + مضاف إليه + حرف عطف + اسم معطوف. مط الثالث:الن

ميكن التمثيل هلذا النمط من العناوين مبعطيات اجلدول اآليت:

1 .42ص، 1984، 1مكتبة األجنلو املصرية، مصر، ط ،)النشأة والتطورعويس: العنوان يف األدب العريب ( مدحم -

عنوان القصيدة الديوانعنوان اسم الشاعر

مقطع الرقص والنشوة ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري

رحيل اجلسر واملنار ذاكرة السماء شهد حليمة مرابط

حممد عبد القادر األخضر

السائحي

معركة الصحراء والبترول معلقة اجلزائر

تغريبة العشق واالنتماء متفرقات

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 99 -

اجلمل االمسية يف هذه العناوين تبدأ باسم نكرة يعرب خربا ملبتدأ حمذوف إن

تقديره (هذا) أو (هذه) حنو: (هذا مقطع الرقص والنشوة)، (هذه معركة الصحراء

والبترول)،

(هدا حديث الشمس والذاكرة).

وإذا كان االسم النكرة قد تصدر معظم هذه العناوين (مقطع، رحيل،

مسة لشيء ما «تغريبة، أغنيات، حديث)، فذلك راجع إىل أن االسم إذا كان كة،معر

فإنه إىل التنكري أقرب، إذ يدلنا االسم على شيء يكتنفه نوع من اإلام، مث يكون

الكشف والتعريف بعد ذلك بذكر اخلصائص والسمات، ومن مث كانت النكرة أخف

ذلك مال إليها الكثري من الشعراء يف صياغة ، ول1»على الذوق العريب السليم من املعرفة

عناوين قصائدهم.

هو قلة االهتمام به مقارنة باخلرب، ومثل هذا ما -رمبا –وقد يكون سبب حذف املبتدأ

يورده عنوان (أغنيات الورد والنار)، فالشاعر حذف املبتدأ املقدر بـ (هذه) ألن

ن ما عناه الشاعر باألغنيات إمنا هي مشدودا إىل اخلرب الذي وسم الديوان، أل كان ذهنه

القصائد.

1 .26صحممد عويس: العنوان يف األدب العريب (النشأة والتطور)، -

أغنيات الورد والنار أغنيات الورد والنار مصطفى حممد الغماري

حديث الشمس والذاكرة حديث الشمس والذاكرة

رحلة املوت وامليالد أعراس امللح عثمان الوصيف

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 100 -

وقد خص الشاعر هذا اخلرب النكرة (أغنيات) باسم مضاف إليه جمرور

(الورد) ليفك عنه اإلام، وكأن اإلضافة حيلة تركيبية من حيل اللغة لتعويض حمدودية

الداللة يف هذا اخلرب.

ومل يكتف الشاعر ذا التخصيص بل عطف عليه امسا آخر (والنار)، حىت

يكون العنوان شامال لكل األغنيات، فنتج عن ذلك بنية عنوانية مجعت بني شيئني

متناقضني (الورد/ النار)، فالورد دليل على احلب واحلياة واالستمرار والنار رمز لالحتراق

والثورة.

شاعر حاول اختصار مضمون الديوان يف عنوان واحد، وقد يكون تفسري ذلك أن ال

فـ(الورد) مثل قصائد احلب حنو: (أغنية العاشق اهول)، (جنوى العشق والنار)، (رفض

يف مسافة العشق)، و(النار) مثلت قصائد الثورة والتغيري حنو: (براءة... إىل شهداء الرفض

والثورة).واجلهاد يف مصر)، (لبنان الرافض)، (مرثية األمل

وبذلك فقد اجتمعت يف هذا الديوان قصائد للحب وأخرى للثورة، كىن عنها الشاعر

برموز أحالت عليها، وكان بإمكانه أن يسم هذا الديوان بعنوان (قصائد احلب والثورة).

ما يثري انتباه القارئ يف هذا النمط من العناوين هو حرف العطف وأول

اجلمع بني «املعطوف واملعطوف عليه، وإذا كانت وظيفة حرف العطف هي (الواو) بني

، فإن ما حدث يف بعض 1»املعطوف واملعطوف عليه يف احلكم واإلعراب مجعا مطلقا

هذه العناوين أا مجعت بني امسني ال ميكن اجلمع بينهما وفقا ملا يتطلبه العقل واملنطق

ف عليه (املوت) ينتمي إىل حقل داليل يشري إىل حنو: (رحلة املوت وامليالد)، فاملعطو

النهاية، أما املعطوف (امليالد) فهو يدل على البداية، كما لو أن الشاعر أراد أن حيكي عن

1 . 245، ص3مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، ج -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 101 -

حياة اإلنسان من بدايتها إىل ايتها، ولكنه أوجز هذه القصة يف بنية حمددة هي (رحلة

املوت وامليالد).

+خرب + مضاف إليه +صفة.مبتدأ حمذوف : النمط الرابع

ومن أمثلة هذا النمط يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر ما يوضحه اجلدول اآليت:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

حممد زتيليومضات احلزن والذهول

وظالل املرائي

حوار النهر الغاضب

مرثية املرأة احلزينة

مرثية الرجل الوحيد

ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري رباعيات املاضي اآليت

أغنية الزمن اآليت

صفاء األزمنة احلانقة علي مالحي

صفاء األزمنة اخلانقة

توجعات الشحر القاحل

مراسيم اهليام الساطع

مذكرة العشق الناتئ

هواجس الربيد القادم حقول البنفسج األخضر فلوس

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 102 -

تتشكل البنية التركيبية هلذا النمط من العناوين من مركب إضايف ومركب

الوصف واإلضافة عالقة تسمو عن املوقعية النحوية وتقف على عتبة « وصفي، وبني

الداللة حاملة مضموا إمكانا متاحا أمام استثمار السياق هلا..... والتخصيص الذي

املفردة األساسية يف التركيب هيوم به "املضاف"، فبينما تقوم به الصفة هو عينه ما يق

1.»والصفة تعمل على ختصيصه، جند" املضاف إليه" هو املقصود يف التركيب املوصوف""

والظاهر أن العالقة بني طريف هذه العناوين اتسمت بشيء من التعقيد، وذلك

القدرة الكامنة املتمثلة يف البنية العميقة مع ألن التركيب اإلضايف مل يتطابق على مستوى

األدائية املتمثلة يف البنية السطحية ، وإمنا مر عرب قاعدة حتويلية أسقطت حرف اجلر القدرة

املقدر بني طريف هذا التركيب اإلضايف، واملشجر اآليت سيوضح عناصر احلضور والغياب

يف بنية مثل هذه العناوين:

النهر الغاصبالعنوان / حوار

حوار النهر النهر الغاضب

مركب إضايف مركب وصفي

1 .146اجلزار حممد فكري: لسانيات االختالف، ص -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 103 -

إليه موصوف صفة مضاف مضاف

مجلة امسية شبه مجلة

مبتدأ خرب حرف جر اسم جمرور

النهر الغاضب لـ هذا حوار

هر من خالل هذا املشجر أن البنية السطحية أسقطت املبتدأ الذي ميكن يظ

تقديره بـ (هذا)، وأسقطت أيضا حرف اجلر الذي ميكن تقديره هو اآلخر بـ (لـ)

ألن األصل يف صياغة هذا العنوان أن يقال (هذا حوار للنهر الغاضب)، وهذا جيري على

مط.النماذج األخرى للعناوين اليت هي من نفس الن

: مبتدأ حمذوف + خرب + مضاف إليه.النمط اخلامس

ازائري املعاصر ميكن التمثيل له مبهلذا النمط من العناوين انتشار واسع يف الشعر اجل

يلي:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

السماء ذاكرة حليمة مرابط دشه سطح القمر

أمانة السماء

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 104 -

ثأر الكلمات

قضبان الشعر

صقيع اخلوف

طفلة الشعر

سني مشري بن خليفة

مطر الغواية

كوابيس السراب

جنازات اخلروج

أغنية املنفى

أبواب اجلسد

ملعاشق الر

الروحيفمنا عز الدين ميهويب

فارس السلم

اخلضراء فىت

حدائق السلم

جزائر الكربياء

تاج اليامسني

حديث املنفى

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 105 -

طفل القصيد

على مرفأ األيام أحالم مستغامني

ساعة الصفر

مسرية األقزام

مهزلة الزمن

البنية التركيبية هلذا النمط من العناوين من امسني بينهما عالقة إضافة، تتشكل

يعرب األول منهما خربا مضافا ملبتدأ حمذوف تقديره (هذا) على شاكلة (هذا سطح، هذا

صقيع، هذا فارس...)، أو ميكن تقديره بـ (هذه) على حنو: (هذه أمانة، هذه قضبان،

فا إليه جمرورا.هذه كوابيس...)، ويعرب الثاين مضا

ضم اسم إىل آخر مع ترتيل الثاين من األول مرتلة «واإلضافة لدى النحاة هي

تنوينه، أو ما يقوم مقام تنوينه، وحبيث ال يتم املعىن املقصود إال بالكلمتني املركبتني

، ولذلك كان للمضاف إليه وظيفة تعريف املضاف وختصيصه، وكأنه ما جيء به 1»معا

ال لينوب عن (الـ) التعريف اليت حذفت من االسم الذي أضيفت إليه، ولكن (الـ) إ

ال تفيد بنفسها حتديدا للمعرف ا، على عكس التعريف باإلضافة، ألن لالسمالتعريفية

التعريف باإلضافة يف اللغة خاص بإنتاج داللة أكثر حتديدا كما يتضح من (القمة) و(قمة

2اجلبل)، مث يفتح بابا ازات كثرية حنو (قمة الروح).

وردت يف هذا النمط من وعلى هذا األساس فإن معظم األمساء املضافة اليت

العناوين، استمدت تعريفها من األمساء اليت تلتها ال من ذاا، األمر الذي يلفت إىل عدم

متام املعىن املقصود إال بالكلمتني املركبتني معا، حنو (ساعة الصفر)، فلوال كلمة (الصفر)

1 .545، ص1992حممد عبده: النحو املصفى، مكتبة الشباب، القاهرة، -

2 .282صينظر: اجلزار حممد فكري، لسانيات االختالف، -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 106 -

) اليت وردت يف ملا استطاع املتلقي حتديد احلقل الداليل الذي تنتمي إليه كلمة (ساعة

سياق النكرة، وقد يتبادر إىل ذهنه مباشرة سؤال: أي ساعة هذه؟ هل هي الساعة املادية

اليت حتدد الوقت، أم هي الساعة اليت تعين مقدارا من الوقت؟ أم هي شيئا آخر؟

ولذلك فقد جاء التركيب اإلضايف يف هذا العنوان ليحدد املعىن وخيصصه، فكانت الساعة

الصفر) وتعين فترة زمنية تشري إىل منتصف الليل.(ساعة

غري أن بعض العناوين شذت عن هذه القاعدة، حبيث صار املضاف إليه عبأ

على املضاف، ألنه مل يفده يف التخصيص والتعريف وإمنا منحه صفة الغموض واإلام،

استنطاقه من أجل وحماولة ومل يعد للمتلقي من حيلة لفهم العنوان إال بالعودة إىل النص

فهمه وفك غموضه.

(كوابيس السراب)، (صقيع اخلوف)، (ثأر الكلمات)، فالقراءة أمثلة هذه العناوين: ومن

) أنه ال عالقة بني املضاف (كوابيساألوىل لعنوان (كوابيس السراب) تقدم انطباعا

زادت املضاف غموضا واملضاف إليه (السراب)، فعالقة اإلضافة هنا مل توضح املعىن بل

وإاما، فكيف يكون للسراب الذي هو وهم ال حقيقة كوابيسا؟

سراب وهذه الكوابيس، ولذلك فعلى املتلقي الولوج إىل عامل النص ليكتشف هذا ال

:يقول الشاعر

عرب،

اخلليجمن احمليط إىل

ينعمون بالغنائم،

والنساء احلسان

يفاوضون أنفسهم،

يرقصون يف كوابيس السراب

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 107 -

هم األغراب

هم األعراب

من املاء إىل حد املاء

ميوت الذين حنبهم

وحيدين كالصفصاف

حتترق "جنني"

تسقط "رام اهللا"

تأيت القيامة

من بيت "حلم"

.................

..................

1أموت من أجلك يا قدس.

فهذا النص يوضح للمتلقي أن السراب الذي قصده الشاعر هو ذلك السلم

احمليط إىل اخلليج وينعمون فيه رغم ظلم وتعسف الطغاة من املزعوم الذي يعيشه العرب

ورغم ما يكابده الشعب الفلسطيين من ألوان العذاب واألحزان.

هذا األساس فاملضاف إليه ليس دائما أداة تعريف تسقط الغموض وعلى

واإلام عن املضاف، ولكنه مع ذلك يبقى ركنا أساسيا تقوم عليه البنية التركيبية هلذا

النمط من العناوين.

مبتدأ حمذوف + خرب+ صفة.: النمط السادس

ميكن التمثيل هلذا النمط من العناوين مبعطيات اجلدول اآليت:

1 .14، ص2002، 1مشري بن خليفة: سني، منشورات احتاد الكتاب اجلزائريني، ط -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 108 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

مصطفى حممد

الغماري قصائد جماهدة

أغنية ثائرة

قصائد جماهدة

أشياء صغرية ومضات احلزن والذهول وظالل املراثي حممد زتيلي

حممد عبد القادر

األخضر السائحي

أحزان غامضة ألوان من اجلزائر

بطاقة تعريف أحلان من قليب

أحلان مغربية واحة اهلوى

بطولة جديدة أغنيات أوراسية

جرح قدمي على مرفأ األيام أحالم مستغامني

فرح مفجوع قصائد معتقة باألسى سامية زقاي

هواء خانق حترير ما ال حيرر أمحد محدي

أقوال واقفة

حماكمة علنية يوميات متسع حمظوظ جوادي سليمان

والدة قيصرية أرفض أن جين األطفال زينب األعوج

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 109 -

ال وجود للمبتدأ إال يظهر من خالل اجلدول أن يف هذه التراكيب العنوانية

تقديرا، أما اخلرب فقد اقترن بالصفة، ولذلك ميكن القول أن مركز العنونة يف هذه

ة ال للخرب، التراكيب انتقل من اخلرب إىل الصفة، ألن مواضيع القصائد حتددت تبعا للصف

هي بأحد عناوين هذا النمط مثل عنوان (أغنية ثائرة)، فـ (أغنية) وميكن التمثيل لذلك

خرب ملبتدأ حمذوف تقديره (هذه أغنية) و(ثائرة) صفة هلذا اخلرب، ودليل سيطرة الصفة يف

هذا العنوان هو خلو اخلرب من أي داللة، ألن تسمية القصيدة باألغنية أمر مألوف يف لغة

العرب، فقد مسوا الشعر غناء وقالوا:

1.»لغناء ذا الشعر مضمارتغن بالشعر إما كنت قائله إن ا

وبذلك فتسمية الشاعر للقصيدة باألغنية ال مينحها دالالت جديدة غري معناها احلقيقي

يف كوا قصيدة، ولكن وصفه هلذه (القصيدة/ األغنية) بالثائرة فيه ما حيدد دالالت

ناه، خاصة حينما ورد العنوان والنص معا، وكأن هذا االسم اخلرب كان حباجة ملا حيدد مع

نكرة، فكانت هذه (األغنية / القصيدة) ثائرة، وثورا كانت على األوضاع العربية

املتأزمة.

مبتدأ حمذوف + خرب. النمط السابع:

لالنتشار الواسع هلذا النمط من العناوين يف الشعر اجلزائري املعاصر، سيتم نظرا

التمثيل له بأعمال شاعر واحد فقط، على النحو التايل:

1 .95، ص11العرب، مادة، (غنا)، جابن منظور: لسان -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 110 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

حممد زتيلي

حب فصول احلب والتحول

حلم

سياحات لست حزينا لرحيل األفعى

احلزن والذهول وظالل ومضات

املراثي.

شهادة

موسيقى

سعادة

رحلة

أنانية

قصيدتان

رحلة

تعقيب

أسفار

حلظة

مشعة

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 111 -

(هذا) أو (هذه) يعرب كل اسم يف هذه العناوين خربا ملبتدأ حمذوف تقديره

عن كل أجزاء أن الشاعر اكتفى باخلرب واستغىن حنو: (هذا حلم)، (هذه مشعة)، ويالحظ

اجلملة، فجاء العنوان كلمة مفردة، وإذا كان األمر كذلك فإن هذه الكلمة تسمى الكلمة

النص يتخلق يف أا ختلق النص ومبعىن أدق: إن «املفتاح اليت تدور حوهلا القصيدة، أي

1.»إطارها، وهكذا فإن الكلمة املفتاح تولد القصيدةمحها، ويتشكل يف ر

وميكن التمثيل لذلك بعنوان (حلم)، فالشاعر يف هذا القصيدة يسعى إىل

تصوير حالة نفسية حيلم فيها منذ زمن بعيد أن يقول كلمة أو مجلة تطرب كل الناس

وتنسيهم آالمهم ومآسي هذا العامل، يقول:

من زمن بعيد

يا ساديت أحلم أن أقول،

كلمة أو مجلة تطرب كل الناس

ز يف أعماقهم مأساة هذا العامل

تشدهم بقوة إليه

1 .188ص ،1987دار توبقال، الدار البيضاء، املغرب، د ط، : يف القول الشعري،العيد ميىن -

احتال

شاعر

أقوال

اية

عصفورة

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 112 -

حتزنـهم

تبهجهم

تضيء درب الفرح املهجور يف أعماقهم

يا ساديت أحلم أن أقول

كلمة، بسيطة، عميقة

يفهمها أناس هذا الوطن الكبري

1يعشقها أناس هذا الوطن اجلميل.

فاحللم يف هذا العنوان مل يسند إىل كلمة حمددة حتمل معىن معني، ولكنها رغم

الشاعر املتمثل يف إسعاد الناس بأشكال خمتلفة، فهي مرة تطرم ذلك أشارت إىل حلم

ومرة ز يف أعماقهم مأساة هذا العامل، ومرات أخرى تشدهم بقوة وتضيء هلم درب

الفرح املهجور يف أعماقهم.

ولذلك فحلم الشاعر "زتيلي" وإن كان يدور حول فكرة واحدة هي إسعاد

عددت، ولذلك ما كان ليجعل الشاعر لكل مظهر من مظاهر هذا الناس فإن متظهراته ت

احللم عنوانا خاصا ومنفردا بل وضع هلا امسا خمتصرا ، فجاء على شاكلة العنوان املفرد

(حلم).

ومن خصائص الكلمة املفردة أا حتمل املعاين بصفة مطلقة ألا غري حمددة بسياق أو

اء عنوان (حلم) ليختصر املعاين املتعددة اليت نسق تركييب معني، وعلى هذا األساس ج

احتضنها النص.

1 .44، ص1982ط، فصول احلب والتحول، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، دحممد زتيلي: -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 113 -

وكونه جاء على شكل نكرة فذلك راجع خلاصية التنكري، ألن النكرة كما عرفها النحاة

، وبذلك هذا تكون النكرة يف عنوان (حلم) قد أدت 1»اسم دل على غري معني«هي

داللة الشيوع وعدم التعيني.

مجال فعلية:ب) العناوين الواردة

الفعل والفاعل، حنو: (سبق السيف «الفعلية هي اليت تتألف من اجلملة

العدل)، أو الفعل ونائب الفاعل، حنو (ينصر احلق)، أو الفعل الناقص وامسه وخربه، حنو:

، وقد وردت عدة 3»صدرها فعل«وباختصار هي كل مجلة ،2»يكون اتهد سعيدا

الفعلية يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري املعاصر.أمناط للجملة

فعل + فاعل.: النمط األول

وميكن التمثيل هلذا النمط من العناوين مبا يلي:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

ارحل ذاكرة السماء شهد حليمة مرابط

ابتعدي ربيعي اجلريح حممد أبو القاسم مخار

ستأيت الفرحة أرفض أن يدجن األطفال األعوج زينب

سنعرف براعم مربوكة بوساحة

أحب

1 .147، 3مصطفى الغالييين: جامع الدروس العربية، ج -

2 .174، املرجع نفسه -

3 .157صاحل السمرائي: اجلملة العربية تأليفها وأقسامها، صفاضل -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 114 -

وانتصرت من القلب التوايت عبد اهللا

ويقترب اللقاء نقش على ذاكرة الزمن مصطفى حممد الغماري

حتيا كوريا اقرأ كتابك أيها العريب حممد األخضر عبد القادر السائحي

تتركب بنية العناوين يف هذا النمط من فعل متبوع بفاعل، وقد تعددت أزمنة

هذا الفعل وتنوعت ما بني املضارع (يقترب، حتيا)، واملاضي (انتصرت)، واألمر(ارحل،

ابتعدي)، مثلما تعددت حاالت ورود الفاعل، فهو إما صريح منفصل حنو (الفرحة،

يف عنوان (وانتصرت)، وقد ورد أيضا ضمريا مستترا اللقاء، كوريا)، أو متصل مثل التاء

حنو: (أنا) يف عنوان (أحب)، وأنت يف عنوان (ارحل)، وحنن يف عنوان (سنعرف).

وإذا كان املاضي يدل على انقضاء زمن احلدث، فإن املضارع يدل على زمن

ضي يف عنوان الفعل، لذلك فقد اختار الشاعر "عبد اهللا التوايت" زمن املا وقوع

(وانتصرت)، وكأن االنتصار خروج من معركة ال يريد الشاعر أن يعيشها أو يتذكرها،

فجعلها حدثا انقضى يف زمن ماض، وقد احتفظ الشاعر من هذا احلدث بذكرى

االنتصار فقط.

أما الشاعر "مصطفى حممد الغماري" فقد اختار زمن املضارع يف صياغته لعنوان

ألنه أراد أن يعيش هذا احلدث املتمثل يف لقائه حببيبته. (ويقترب اللقاء)،

فعل + فاعل+ مفعول به. النمط الثاين:

ومن أمثلة هذا النمط من العناوين يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري ما يلي:

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 115 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

حممد عبد القادر األخضر

السائحي

حنن األطفال أحب الزهور

أحب الضياء

أحبك واحة اهلوى

اسألوه براعم مربوكة بوساحة

سألقاك

مصطفى حممد الغماري

سل األمري قراءة يف آية السيف

حطم القيد قصائد منتفضة

قتلوك عرس يف مأمت احلجاج

لنفتح الصندوق الطريق إىل امثيلكش عمر أزراج

اقبضوا الريح يوميات متسكع حمظوظ جوادي سليمان

تراوحت بنية األفعال يف هذه العناوين ما بني أفعال أمر مبنية على السكون

حنو: (حطم، سل) أو مبنية على الضم التصاهلا بواو اجلماعة حنو: (اقبضوا، اسألوا)

وأفعال ماضية مبنية هي األخرى على الضم التصاهلا بواو اجلماعة مثل (قتلوك)، وأفعال

مضارعة حنو: (أحب).

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 116 -

والفواعل يف معظم هذه العناوين وردت مستترة وجوبا، ففي عنوان (أحبك)

استتر الفاعل املقدر بـ (أنا) وجوبا، ألنه أسند إىل فعل مضارع، والنحاة يذكرون أن

1.»مضارع مسند إىل متكلم «الفاعل يستتر يف مواضع عدة، منها أن يكون فاعال لفعل

عنوان (حطم القيد) ميكن تقدير فاعله املستتر بـ (أنت)، أما يف عنواين (قتلوك، ويف

أسألوه) فإن الفاعل فيهما هو (واو) اجلماعة.

وإذا كان الفاعل يف هذه العناوين غري حمدد وخاصة يف أفعال األمر، فسيكون

لعنوان (وسل األمري) جيد كل متلق هلذه العناوين معين ذه األوامر، ولذلك فأي قارئ

نفسه معين بسؤال األمري عبد القادر اجلزائري عن نضاله وجهاده ضد االستعمار، ومعين

أيضا بفعل القبض والتحطيم وما إىل ذلك حبسب معاين أفعال األمر.

وإذا غاب الفاعل يف معظم هذه العناوين فإن حضور املفعول به طغى عليها

ر، الضياء، الصندوق، الريح، القيد) والكاف من (سألقاك، قتلوك، متثل يف (الزهو

أحبك)، وكأن الشاعر ما صاغ هذه العناوين إال طلبا للمفعول به.

فعل + فاعل+ مفعول به + مضاف إليه. النمط الثالث:

ومن أمثلة هذا النمط من العناوين يف الشعر اجلزائري املعاصر ما يورده اجلدول

يت:اآل

1 . 244، ص3ين: جامع الدروس العربية، جيمصطفى الغالي -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 117 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

أرفض معادلة العصر الكتابة يف حلظة عري أحالم مستغامني

اقرئي فاحتة احلزن حكاية الدم عمارية بالل

ال شعر بعدك سليمان جوادي

جريب حظك

نظفي ديرك

خلص حديثك

خضراء تشرق من طهران مصطفى حممد الغماري أهوى صباحك

غنيت جرحك

يتميز هذا النمط من العناوين عن سابقيه بإضافة املضاف إليه، أما األفعال

فقد تعددت هي األخرى ما بني ماض (غنيت) وفاعلها ضمري متصل كما هو ظاهر،

ومضارع (أرفض، أهوى) وفاعلها ضمري مستتر وجوبا تقديره (أنا)، وأمر (اقرئي،

با تقديره (أنت).جريب، نظفي، خلص) وفاعلها ضمري مستتر وجو

أما املفعول به فقد ورد إما منفصال حنو: (معادلة، فاحتة) وهو مضاف وما بعده

مضاف إليه، وإما ملحقا بضمري متصل يف حمل جر مضاف إليه (حظك، ديرك، حديثك،

صباحك، جرحك).

اف إليه، أي وتظهر عناية الشعراء يف هذا النمط من العناوين بالفاعل واملض

بالذوات ال باألفعال، واملقصود بالذوات هنا هو ذات الشاعر (األنا) وذات اآلخر

املخاطب (األنت)، واليت مثلتها احملبوبة كموضوع قيمة يف معظم احلاالت، ولذلك فقد

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 118 -

تقاسم الفاعل واملضاف إليه الدور الرئيسي يف هذا النوع من التراكيب، ألن كالمها ظفر

يف بنية العنوان حىت مل يعد لألفعال واملفعوالت من دور غري أما وسيلة إلظهار باملركزية

الفاعل (أنا/ الشاعر) واملضاف إليه (أنت/ املخاطب).

وتتجلى مركزية الفاعل (الشاعر) يف هيمنته على جل األفعال الواردة يف بنية

بفعل الرفض واهلوى، وهو وحده العناوين حنو: (أرفض، أهوى) فالشاعر هنا هو املعين

املتحمل للفاعلية اليت قصرها على نفسه منذ أن استعمل اهلمزة يف الفعلني (أرفض،

أهوى) فكانت هذه اهلمزة مبثابة من ناب عن (أنا) الشاعر املتكلمة.

كما جتلت مركزية الفاعل من خالل أفعال األمر (اقرئي، جريب، نضفي، خلص)

مر كانت موجهة من الشاعر إىل املخاطب. فهذه األوا

أما املضاف إليه فتتجلى مركزيته من خالل سيطرته على متون القصائد، ففي

عنوان (جريب حظك) يعود املضاف إليه واملتمثل يف (الكاف) إىل احلبيبة اليت متحورت

حوهلا القصيدة، يقول الشاعر:

ئسيتبجريب حظك ال

حاويل ثانية ال تيأسي

لبسي يف كل لقيا حلةا

حبسن امللبس غررمبا أ

الشعر فكمغريي تسرحية

قد نسي ض الشعر شعوراأيق

ضحكة واضحكي يف كل يوم

1.يعيش املفلس حبيب املفلس

1 .59، ص2007، 1سليمان جوادي: ال شعر بعدك، منشورات أرتيستيك، اجلزائر، ط -

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 119 -

فعل + فاعل+ جار وجرور. النمط الرابع: ميكن التمثيل هلذا النمط بالعناوين اآلتية:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

متشي األرض على الغيم كيف احلال؟ ربيعة جلطي

للحجر خلين أعراس امللح عثمان لوصيف

حممد األخضر عبد القادر

السائحي

حنن األطفال سأغين يف احلديقة

سر بنا

أحلم بالطريق متفرقات

تتشكل بنية هذه العناوين من أفعال أمر أو مضارعة فواعلها، إما صرحية

حنو:(األرض) يف عنوان (متشي األرض على الغيم)، أو مستترة وجوبا تقديرها (أنا) أو

(أنت) حنو: (أحلم بالطريق)، (سر بنا).

ارور، ففي عنوان وتظهر مركزية العنوان يف هذه البىن من خالل اجلار و

(سأغين يف احلديقة) حدد حرف اجلر (يف) ظرف املكان الذي سيقع فيه فعل الغناء وهو

(احلديقة )، وحدد حرف اجلر (على) الغيم مكانا لفعل املشي يف عنوان (متشي األرض

على الغيم).

أداة (ي/ نفي/ نصب) + فعل + فاعل. النمط اخلامس:

: من أمثلة هدا النمط يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر ما يليو

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 120 -

تتشكل عناوين هذا النمط من أداة نفي وي (ال) أو أداة نفي ونصب

واستقبال (لن) + فعل مضارع (تسلين، تنادي، تعترف، تغب، متوت ، تسأل، تعود،

أكذب)+ فاعل ظاهر متصل حنو: (تسألين، تناديين)، أو ظاهر منفصل حنو: (احلق،

(أنا).مستتر حنو: (أكذب) تقديره احلقيقة) أو

ويستفاد من هذه الصيغ (لن تعود، لن ينام احلق، لن متوت احلقيقـة) نفـي

املسـتقبل « ن) نفيا أبديا حينمـا صـرفته إىل لاألفعال نفيا جعلته أداة النفي والنصب (

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

براعم مربوكة بوساحة ال تسلين

ال تناديين

ال شعر بعدك سليمان جوادي ال تعترف

ال تغب

مصطفى حممد الغماري لن ينام احلق قراءة يف آية السيف

لن متوت احلقيقة أسرار الغربة

ال تسلين ربيعي اجلريح حممد أبو القاسم مخار

حممد األخضر عبد القادر

السائحي

لن تعود الكهوف املضيئة

ال أكذب أغنيات أوراسية

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 121 -

ففي قصيدة (لن تعود) حيكي الشاعر قصة فتاة غيب املوت عنها والديها 1،»االستمراري

تائهة، فهما حتما لن يعودا ليتقامسا معها األحزان واألحالم، يقول:وحيدة وتركها

أمي... أيب

مايل أعيش وحيدة؟

وحدي أتيه بسبب األحالم،

أعاين ضربة األقدار، وحدي

وحدي مع األشرار،

وحدي أذوق مصائب األيام،

وحدي مع األحزان،

أمشي إىل أين املسري؟

أين املصري؟

2أين املفر؟

أداة (نفي /ي/نصب) + فعل+ فاعل+ مفعول به. النمط السادس:

ومن أمثلة هذا النمط من العناوين ما يلي:

1 .248، ص1998، 3اللغة العربية، معناها ومبناها، عامل الكتاب، مصر، ط متام حسن: -

2، 2007، 1ات السائحي، اجلزائر، طمنشور الد األول، عبد القادر السائحي: األعمال الشعرية الكاملة، حممد األخضر -

.497ص

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 122 -

يكمن الفرق بني هذا النمط والنمط الذي سبقه يف إدراج عنصر جديد هو

املفعول به يف بنية هذه العناوين، وميكن القول أن إضافة املفعول به يف هذا النمط ليس

اعتباطا، وإمنا لكونه احملور الذي يدور حوله موضوع القصائد، وكأن نص القصيدة ما

نظم إال ألجله.

فعول به يف هذه العناوين هو (الكاف) يف (ال أمسعك، لن يقتلوك) وامل

أما بقية عناصر بنية العنوان ) والضياء يف (لن حيرقوا الضياء)،واليـاء يف (تناديين، تسأليين

مضارع (أمسع) أو أداة ي(ال) + فعل مضارع د تشكلت من أداة نفي (ال) + فعل فق

فعل مضارع (تقتلوا) متبوعة بفاعل ظاهر كواو أو أداة ي ونصب (لن) +، (تنادي)

اجلماعة يف (حيرقوا) أو مستتر وجوبا تقديره (أنا) يف (أمسعك) أو (أنت) يف (تسأليين).

وتظهر مركزية املفعول به يف هذه العناوين من خالل نصوصها، فعنوان (لن

، 1اهللا حممد باقر الصدر"يقتلوك) هو عنوان لقصيدة يرثي فيها الشاعر الزعيم "آية

1 .1980إسالمي وسياسي إيراين، رئيس احلزب اجلمهوري اإلسالمي، اغتيل سنة مفكر -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

براعم مربوكة بوساحة ال أمسعك

ال تناديين

لن يقتلوك لن يقتلوك مصطفى حممد الغماري

لن حيرقوا الضياء حديث الشمس والذاكرة

ال تسأليين ربيعي اجلريح حممد أبو القاسم مخار

البنية التركيبية للعناوين الفصل الثالث

- 123 -

واملفعول به الذي مثله حرف (الكاف) يف بنية العنوان يعود عليه، ويف هذه القصيدة

حتدى الشاعر من قتلوه حبضوره الدائم، فهم وإن قتلوه جسدا:

غالتك يا كرب احلسني عصابة البعث اهلجني

1.الفكر األصيل وحامل األمل احلزين يا باقر

فإن تعاليمه وروحه ستبقى خالدة:

ان العبرييف شفاه اجليل ريما زال حرفك

لت تورق يف دمي أيها الفكر الكبريماز

2ء ارتقب النقي.بعادك اخلضراألت يف ماز

عنوان (لن يقتلوك) شاهدا على موت القاتل ال املقتول، فقد منح املوت لذلك فقد جاء

هذا املفعول به حضورا وخلودا ومنح قاتليه اخلزي والغياب:

قتلوك إذ كانوا الغياب وكنت يف دمنا احلضورا

ريبجيهض األمل الكتيالك أن اغوتومهوا

ويرمد الرؤيا ضباب ينجب العقم املثريا

3ورا.وتومهوا... لكنهم حفروا لبعثهم القب

1 .09، ص1980، 1مصطفى حممد الغماري: لن يقتلوك، مطبعة البعث، قسنطينة، اجلزائر، ط -

2 .12، صاملرجع نفسه -

3 .16، صم ن -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 124 -

صميم احلديث عن التواصل الذي يتحقق «عن البنية الداللية من يعترب احلديث

يف الشعر بطرق تتجاوز حدود اإلخبار واإلفهام إىل حتقيق أكرب قدر من اإلثارة اجلمالية

يف استمرار إىل تكثيف دواهلا اللسانية، ما دامت معانيها ال توجد للغة الشعر، اليت تسعى

على خط كلماا، األمر الذي جيعل من الدال الشعري ممثال للمدلول أكثر مما يدل

، ألن الداللة يف الشعر ال تتحقق بالتقرير املباشر للمعىن، بل باإلحياء والرمز. 1»عليه

م العناصر احمليطة بالنص، فإن موقعه االستراتيجي وإذا كان العنوان أحد أه

عنصرا رئيسيا ومهما، إذ ال ميكن جتاهله أو إغفاله، فقد حيمل يف طياته «خوله ألن يكون

وثناياه دالالت إضافية من املمكن أن تنري لنا عتمة النص وتكشف لنا عن دالالته، فهو

عنها يف الولوج إىل مغالق ت ال غىنجزء رئيسي من البناء الكلي للقصيدة ويعطينا إضاءا

2.»النص، فالعنوانات توجه املعىن وتكشف بعض مالمح الغموض يف العمل الشعري

الرسالة «وتبعا هلذا الطرح تظهر أمهية العنوان يف تشكيل شعرية القصيدة، فهو

فيه شحنات داللية اليت يسعى املؤلف الضمين لنقلها إىل القارئ، ومن مث فال بد أن تتوافر

3.»مكثفة، جتعله قادرا على أن يتحمل اجلينات الوراثية الكامنة يف النص

وهذه العالقة املتميزة اليت أضحت بني النص وعنوانه جعلت من العنوان بنية داللية

لغة العنوان تضيف إىل دالالا املعجمية والكامنة يف «موازية لبنية النص، وأصبحت

ة دالالت جديدة من خالل تعالقها مع سياق النص اللغوي واجلمايل، عن الذاكرة اجلمعي

1 ،2010، 1الكتاب احلديث، األردن، ط(دراسة أسلوبية)، عامل كنوين حممد العياشي: شعرية القصيدة العربية املعاصرة -

.197ص2 .134ص ،2005، 1عاصم حممد أمني بين عامر: لغة التضاد يف شعر أمل دنقل، دار الصفاء للنشر والتوزيع، عمان، ط -

3علي حسن ولد خايل)، عني للدراسات يف الرواية، دراسة يف ثالثية خريي شليب (األمايل أليب عبد املنعم القاضي: البنية السردية -

.174، ص2009، 1ط، والبحوث اإلنسانية واالجتماعية

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 125 -

والتأمل املباشرة والتسطيح، مما ولد حافزا لدى املتلقي يف البحث طريق اإلحياء والترميز ال

1.»املعىن وخلخلة التصورات والدالالت اجلامدة والسطحية للغة العنوان لكشف

املبدعني يف تصورهم لدور العنوان يف تشكيل وهذا ما انعكس على وعي

اللغة الشعرية من خالل عالقات االتصال واالنفصال اليت يقيمها مع النص، فصار

كاحلديث عن شعرية العنوان، وهي شعرية رمبا بدت «احلديث عن شعرية النصوص

وتكثيفها موازية لشعرية النص، من حيث يقوم العنوان بدور فعال يف جتسيد شعرية النص

2.»أو اإلحالة إليها

نصه:والعنوان بني عالقة ال -1

مرجعا بداخله العالمة والرمز «يصبح العنوان رغم فقرة اللغوي عادة ما

وتكثيف املعىن، حبيث حياول املؤلف أن يبث فيه قصده برمته، أي أنه النواة املتحركة اليت

3.»[خييط] املؤلف عليها نسيج النص

هذا يعين أن بنية وداللة العنوان ال تنفصل عن بنية وداللة العمل الذي يعنونه،

، وهذا 4»يوحي إما جبزئية متثيله للنص أو مشوليته، وهو خيتزل النص مبىن ومعىن«فالعنوان

يف الشعر اجلزائري املعاصر، حنو عناوين ديوان متاما ما تؤكده بعض املنظومات العنوانية

عراس امللح) للشاعر "عثمان لوصيف".(أ

ديوان مقدار التعالق بني العنوان ال هدا إذ يتبني من خالل الفحص الظاهري للعناوين يف

فقد افتتح ،ونصه، فعنوان (أسائلها ... ال جتيب) مثال اختزل نص القصيدة معىن ومبىن

1 .156ناصر يعقوب: اللغة الشعرية وجتلياا يف الرواية العربية، ص -

2 .57ص بسام قطوس: سيمياء العنوان، -

3 .115ة وجتلياا يف الرواية العربية، صيالشعرناصر يعقوب: اللغة -

) //www.altavista.comHttpp( وقع:مفيد جنم: بني طريق دمشق واحلديقة الفارسية، امل -4

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 126 -

املتكلم املتمثل يف الشاعر حددت ضمري الشاعر قصيدته باجلملة الفعلية (أسائلها) اليت

وضمري املخاطب الذي مثلته احملبوبة، مث استرسل يف عرض املواضيع املتعلقة ذا السؤال:

أسائلها عن رحيل الغصون

عن املطر املر

عن زهرة تتناثر يف الريح

عن شهوة البحر يف أعني الشهداء

عن الليل واجلوع

1عن نكهة امللح يف شفة اليامسني.

ويظل الشاعر يسأل ويسأل وهي صامتة ال جتيب رغم معرفتها لكل البدايات

والنهايات:

حىت ميوت الكالموأسأل، أسأل، أسأل

ويغمر صويت الركام

وصامتة هي ...

تعرف كل البدايات

كل النهايات

2لكنها ال جتيب.

دة بدأت باجلملة الفعلية (أسائلها عن رحيل الغصون) وانتهت فهذه القصي

باجلملة االمسية: (لكنها ال جتيب)، ومن اجلملتني انتقى الشاعر دوال عنوانه (أسائلها ...

ال جتيب)، فـ(أسائلها) أول ملفوظ يف النص و(ال جتيب) آخر ملفوظ يف هذه القصيدة.

1 .10، ص1988عثمان لوصيف: أعراس امللح، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر ، -

2 .11نفسه، ص املرجع -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 127 -

واملتأمل يف هندسة كتابة هذا العنوان يالحظ أن الفضاء الطباعي ترك ثالث

نقاط بني (أسائلها) و(ال جتيب) وكأن نقاط احلذف هذه، هي ما ورد يف القصيدة

بشكل مفصل، وعلى هذا األساس ميكن القول أن هذا العنوان اختزل ما أورده املنت

الشعري مبىن ومعىن.

وان (ثالث حاالت) فإنه يظهر ذلك التعالق الذي حياكي فيه نصأما عن

املعىن الذي ال - وال شك -مضمون نص العنوان، فمتلقي هذا العنوان يفهم القصيدة

يشري صراحة إىل احلاالت الثالثة، والقصيدة وردت على شكل ثالثة مقاطع مرقمة، كل

النحو التايل: على 1مقطع ميثل حالة معينة من حاالت التأمل الصويف

1 ينفضين كالشجرة

يعجنين كاجلرح احلالة األوىل

....................

2 دائخ، دائخ، ووهج الصواري

يف عيوين حدائق من نار الثانيةاحلالة

......................

3 أسكن يف كل خلية وكل طقس

.......................... ةاحلالة الثالث

1 التأمل يف الكون واإلنسان حبثا عن اخلفي وارد.ملعاين الصوفية اليت تطيل يتميز شعر عثمان لوصيف بتوظيف الرموز ذات ا -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 128 -

1أبدع أجبدية تبثها الطيور للحقول.

ومثل هذه العناوين عادة ما تربز فيها العفوية، ألا تنشغل بالدرجة

األساس يف االستجابة ملوضوع املنت الشعري من دون احلاجة إىل االفتعال والتكلف يف

وضع عناوين جذابة قد ال تتالءم أحيانا مع حمتوى القصيدة.

عر "مشري بن خليفة"ويأيت عنوان (ليس مهما) من ديوان (سني) للشا

وكأنه جزء ال يتجزأ من املنت على النحو التايل:

أن تضعوا الدهشة يف الصناديق

وجتعلوا البحر عاريا يف الريح

وترمسوا الوطن بالطبشور

..ليس مهما..................

أن تتزين النساء بالرحيق

وتكتب العصافري األناشيد

وتسكن النار القصيد.

..ليس مهما................

أن أقول الشعر، أو ال أقول

أن أمدح نفسي، أو أهجوا اآلخرين

أن أقرأ ما بني السطور

..ليس مهما..................

ما تكتبه اليسار ومتحوه اليمني تفهمواأن

ويسقط الطري يف صمت العيون

1 . 65. 64 :صعثمان لوصيف: أعراس امللح، ص. -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 129 -

1..ليس مهما..................

فعنوان (ليس مهما) هبط إىل املنت الشعري هبوطا حضوريا تردد على شكل

األخري، وتواتر العنوان ذا الشكل جيعل القارئ الزمة شعرية من املقطع األول إىل املقطع

حيس وكأنه جزء ال يتجزأ من بنية النص وال يتمتع باستقاللية عنه.

ويقدم عنوان (رسائل شخصية إىل الشهيد الوايل مصطفى السيد) من ديوان

(احلب يف درجة الصفر) للشاعر "عبد العايل رزاقي" عتبة تزاوج بني العنونة واملراسلة،

ألا تصرح بالنوع الكتايب (رسالة) ولكن يف إطار شعري، لذا فإن العتبة العنوانية هنا

من أجل أن تباشر (الرسالة/ القصيدة) افتتاح مشروعها سرعان ما تنفتح على فضاء املنت

االرسايل حنو املرسل إليه.

وهنا يستجيب مبىن القصيدة استجابة واضحة لداللية العنوان، فالرسائل الشخصية اليت

أشار إليها العنوان عبارة عن سبعة رسائل عرضها املنت الشعري موجهة إىل قائد جبهة

الشهيد "الوايل مصطفى السيد"، كل رسالة متثل مقطعا مستقال معنونا برقم البوليزاريو

الرسالة على النحو التايل:

الرسالة األوىل:

الريح متعبة متر وسيف موالك األمري ملطخ بدم

اخلوارج .....قاومي

فالنخل ذاكرة الصحاري ال القصور..

2.ووجهك الوضاء علمين التحدي

الرسالة الثانية:

أيها الراحل يف أول صف الشهداء

1 .24، 23، ص. ص: 2002، 1مشري بن خليفة: سني، منشورات احتاد الكتاب اجلزائريني، ط -

2 . 143، دت، ص2الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، اجلزائر، طاحلب يف درجة الصفر، عبد العايل رزاقي: -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 130 -

يعجز الشاعر عن وصفك،

فاألوصاف ال حتمل يف األعماق نبض

1.الثوارث

الرسالة الثالثة:

أنت موحشة مالمح وجهك املدفون يف مقل املهاجر يا

. دمعة

العناوين اليت سرقت من غري ماغريوا

الوايل

2.شعار اإلنتماء

الرسالة الرابعـة:

ثورة الساقية احلمراء ما كانت لغري البوليزاريو

آىب الراحل يف قائمة الثوار ال يذكر غري مصطفىو

الوايل

وال يعرف غري البندقية

3.والشوارعلغة التاريخ ال تظهر يف غري الصحاري

الرسالة اخلامسة:

عاشق

ال حيتمل العزف على لقلبواحلب قيتارة هذا ا

أوتاره يف حلظة الدهشة

1 .144املرجع نفسه، ص -

2 .146املرجع السابق، ص -

.147م.ن، ص - 3

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 131 -

جرحنا يكرب أو يصغر(هدا ال يهم)

1.فاجلرح عميق

الرسالة السادسة:

احلكايات اليت تضحكنا يف حلظات السكرثلج القلب ت

حفلة الشاي أو

إمنا تبقى لطعم الشاي أو رائحة اخلمر،

بقايا صور،

2عريب. ومشا على جبهة طفل

الرسالة السابعة:

وأقف ضد أغانيك القدمية

واحلكايات اليت تنسجها جارية القصر

ملوالها األمري

وأقف ضد القرارات العقيمة

3واألساطري اليت تفرخ يف ذاكرة األطفال.

ما كان يعمد الشعراء إىل اختاذ املطلع عنوانا لقصائدهم، ورغم أن هذه وكثريا

التقنية قدمية فهي بالنسبة للشعراء اجلزائريني املعاصرين مقصودة ألا تكررت عند أكثر

من شاعـر ويف عناوين خمتلفة ومتباعدة يف تواريخ كتابتها.

ل اآليت: هل حتتاج القصيدة دائما إىل والتماثل بني بنية العنوان ومطلع القصيدة يثري التساؤ

عنوان؟ أال ميكن أن يكون مطلعها عنوانا؟

.149م.ن، ص - 1 .150، صاملرجع السابق - 23 .151املرجع نفسه، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 132 -

يؤكد "جون كوهني" أن غياب الفكرة التركيبية للقصيدة جيعلها قادرة على

النثر قائم على الوصل والقواعد املنطقية، بينما الشعر ميكن «االستغناء عن العنوان، يقول:

أن يستغين عن العنوان ما دام يستند إىل الالانسجام، ويفتقر إىل الفكرة التركيبية اليت

1.»شتات النص املبعثر، وبالتايل قد يكون مطلع القصيدة عنوانا وحدت

مراعاة وضعية النص، فقد وإذا كان األمر كذلك فاملطلع مهم، لذلك جيب

يكون

املوضوع املركزي للقصيدة يف املطلع، فتكون وجهة نظر"كوهني" على قدر كبري من

الصواب.

لكن يذهب بعض الباحثني إىل أن طريقة اختاذ املطلع عنوانا قد تسيء

يت تعج ا للقصيدة، ألن بدايتها قد ال تقول الشيء الكثري، فغالبا ما توجد األفكار ال

ميأل فضاء العنوان باقتباس «القصيدة يف وسطها أو ما يعرف بالنواة، ولذلك فعندما

يكرر سطرا أو عبارة من النص، فإنه ليس للكلمات املقتبسة خاصة إن كانت عبارة عن

السطر األول من النص أو الكلمات األوىل منه مكانة العنوان، أما إن كانت االقتباسات

خرى من النص فإن اآلمر خيتلف ألن هذه الكلمات تبدو على األقل وكأا من أماكن أ

2.»تقول شيئا ما عن القصيدة

مل يغفل عنها الشعراء اجلزائريون أن هذه اإلستراتيجية يف العنونة والظاهر

من مطلع القصائد وأخرى من أماكن غري وردت بعض العناوين جمزوءة املعاصرون، فقد

املطلع على النحو التايل:

1 .98ص ميوطيقا والعنونة،يالسمجيل محداوي، قال عن:ن -

2 - Gérard Genette, Seuils, P 292.

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 133 -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر نتـمــال

النهاية الوسط املطلع

مشري بن خليفة

سني

x x عيناك

x X مها عاشقان

x ليس مهما

عثمان لوصيف

أعراس امللح

x خلين للحجر

x بلقيس

أال إن عمري ليس خرافة

x

X أعطيك أن حتترقي

X أمحلكم وأرحتل

سليمان جوادي

ال شعر بعدك

x لو أنصفوين

x x العمر لك

X شارع احلب

أبو القاسم مخار

x ال تسأليين ربيعي اجلريح

صفاء األزمنة علي مالحي

اخلانقة

ال تغضبوا أبداx x x

عبد العايل

رزاقي

احلب يف درجة

الصفر

صورتان تبحثان عن

x إطار

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 134 -

أن العديد من العناوين هي اجلمل أو -أعاله –دولجليالحظ من خالل ا الكلمات األوىل اليت وردت يف مطلع القصائد مثل عنوان (وانتصرت..) الذي افتتح نصه

كما يلي: وانتصرت.. حني رفضت الظلم حني أبيت

حني قال الشعب:

أختار املوت

لو خريت بني بقائك

1أو مويت...

عنوان (خلين للحجر) الذي بدأ متنه مبا يلي:أو مثل

1 .12، ص2007التوايت عبد اهللا: من القلب، وزارة الثقافة، اجلزائر، -

الغماري حممد مصطفى

حرام أسرار الغربةx x

شهد حليمة مرابط

اضرب يل موعدا ذاكرة السماءx x

X زهرة اليامسني انفجارات أمحد محديخطاب عاجل إىل أبو بكر قانة

نزار قباين قبلة

X

من القلب عبد اهللا التوايت

x إين رشحتك

وانتصرت x x أريدك أن تبقى هكذا

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 135 -

خلين للحجر

إن يف شفيت زهرة تنتحر

1قادم من كهوف البدايات.

من نص القصيدة، وهذه املرة ليس من وقد وردت بعض العناوين جمزوءة

املطلع بل من أماكن أخرى من النص حنو: عنوان (صورتان تبحثان عن إطار)، فقد جاء

هذا العنوان حماكيا حماكاة حرفية للسطر الثاين من املقطع األول للقصيدة:

-1 -

ا وأنت أن

صورتان تبحثان عن إطار

يصلب يف جدار

أنت بقايا وحريق..،

وأنا ماض سحيق ..،

2قصة .. رواية قد ملها التمثيل والتصفيق.

واألمر نفسه تكرر مع عنوان (أريدك أن تبقي هكذا)، فهذا العنوان جاء

يلي: حماكيا للسطر اخلامس من قصيدة مكونة من اثنني وعشرين سطرا شعريا كما

ما أغرتين باملنصب

ما أغرتين باملال

أغرتين جبمال

فاق تصوري وخيايل

هكذا أريدك أن تبقي

1 .81عثمان لوصيف: أعراس امللح، ص -

2 .19عبد العايل رزاقي: احلب يف درجة الصفر، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 136 -

اجلمال ذا

ولو عاش فيك النذل ثريا

1وعشت فيك فقريا ... ال أبايل.

أما القصيدة اليت بعنوان (زهرة اليامسني) فقد جاء عنواا جمزوءا من سطرها

األخري على النحو التايل:

يل من احلزن

ما ميأل الوطن

..............

يف حائط السجن

2.زهرة اليامسنيقدم يل

ويأيت عنوان (أعطيك أن حتترقي) هو اآلخر حماكيا حماكاة حرفية للسطر

األخري من نص القصيدة كما يلي:

أعطيك من ناري ومن حنني

ومن غوى جنوين

أن حتتضين جراحنا وحتملي الشموع أعطيك

..................

أعطيك أن حتلقي

وتعشقي

3.يأعطيك أن حتترق

1 .13التوايت عبد اهللا: من القلب، ص -

2 .79 .75لنشر والتوزيع، اجلزائر، ص.ص: أمحد محدي: انفجارات، الشركة الوطنية ل -

3 . 39عثمان لوصيف: أعراس امللح، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 137 -

طلع وألجزاء أخرى من القصيدة مثل وقد وردت بعض العناوين حماكية للم

عنوان (مها عاشقان)، فهذا العنوان جاء حماكيا حماكاة حرفية ملطلع القصيدة وحماكيا

أيضا لسطرها األخري على النحو التايل:

مها عاشقان

ويدك:ر

إن زمان الغرام ثواين

يعربد يف عمقه احللم رحيا

.......................

خريف اجلنوب أتاين

يقول: مها عاشقان

1.مها عاشقان

أما عنوان (ال تغضبوا أبدا...) فقد جاء حماكيا ملطلع القصيدة وألجزاء من متنها

وللسطر األخري منها يف نفس الوقت كما يلي:

....ال تغضبوا أبدا

نذارقلت اطربوا لصالبة اإل

..شرباواختلفوا مع البحار

........................

...ال تغضبوا أبدا

نضم مهومنا للعاصفات

ونبتغي وطنا..

1 .79 .78ص.ص: مشري بن خليفة: سني، -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 138 -

......................

وتف يف رحاب االحتضار...

ال تغضبوا أبدا.....

1.....ال تغضبوا أبدا

:يف العناوين االنزياح مظاهر -2

تتمتع العالمة اللغوية بقدرة فائقة على توفيق أوضاعها حسب التراكيب

ل ميتلك عدة الواردة فيها، فالدال تتنوع مداليله إىل حد التضاد يف املشترك اللفظي واملدلو

دوال كما يف الترادف.

وهي ولذلك فإن أي حماولة لتوحيد داللة الدال اللغوي مل يغري أحد أهم خصائصه

تعسفية العالقة بينه وبني املدلول، األمر الذي جيعله جمرد إمكانية من إمكانات أخرى

2تصل إىل حد اخلروج عن كل تداول.

بتعبري آخر، إن الكلمات وإن وضعت يف البداية لتدل على معاين عرفية، فإن

اليت تواضع على فهمها خربات وجتارب اتمع أكرب من أن حتدها هذه املعاين العرفية

الناس، لذلك تطورت األلفاظ من داللة متعارف عليها باملواضعة إىل داللة أكثر إيفاء

تقسيم اللغة إىل حقيقة وجماز إال وعي ذه الظاهرة اليت تسببت يف وضع «باملعىن، وما

في فاصل دقيق بني لغة االستعمال ولغة اإلبداع األديب والشعري منه على اخلصوص، ف

حني تتميز األوىل خبضوعها موعة من القواعد املتعارف عليها يف التخاطب دالليا

ونظميا وصرفيا، متيل الثانية إىل خرق هذه القواعد، حماولة أن حتقق داخل كل نص لغة

3.»هلا انسجاماا وتوازا وهلا أيضا قوانينها

1 .58.55، ص.ص : 1989للكتاب، اجلزائر، صفاء األزمنة اخلانقة، املؤسسة الوطنية علي مالحي: -

2 .96اجلزار، لسانيات االختالف، صينظر: حممد فكري -

3 .21عبد اهللا راجع: القصيدة املغربية املعاصرة، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 139 -

وليس املقصود خبرق القواعد املتعارف عليها يف التخاطب جمافاة قواعد

النحو والتركيب، وإمنا هي تلك اآلليات الفنية اليت خترج اللغة عن وظيفتها النفعية

لمات بأوضاعها القاموسية ال ، ألن استخدام الكوتوجهها حنو وظيفة فنية مجالية التواصلية

1خلروج بالكلمات عن طبيعتها الراسخة إىل طبيعة جديدة.الشعرية بل ينتجها اينتج

وهنا يشري "جون كوهني" إىل أن الفارق بني لغة الشعر ولغة النثر ذو طبيعة

لغوية أي شكلية، ال تكمن يف املادة الصوتية وال يف املادة اإليديولوجية، بل يف منط «

واملدلول من جهة وبني املدلوالت من جهة خاص من العالقات يقيمها الشعر بني الدال

، هذا يعين أن الشاعر ال يقدم فكرته للقارئ دون اجتهاد منه وإال حتول عمله 2»أخرى

"بول فالريي" مشية راقصة، يف إشارة منه إىل أحادية ىل جمرد نثر، فالقصيدة كما يقول إ

ي، فإذا كان الرقص املشي يف الكتابة النثرية وازدواجيته مع الرقص يف العمل الشعر

يستخدم نفس األرجل واألعضاء اليت يستخدمها املشي فإن اخلالف بينهما ميكن يف

الطريقة اليت يتم ا كل واحد منهما.

وهذه إشارة من "كوهني" إىل أن الشعر يستخدم نفس الكلمات اليت يستعملها النثر،

ه الكلمات واأللفاظ يف ولكن وجه االختالف بينهما هو يف طريقة تناول الشعر هلذ

تراكيب خمالفة ملا يتناوله النثر، وعلى هذا األساس شبه "كوهني" املشي بالنثر ألن صاحبه

يسلك أقصر الطرق وأقلها عوجا ومنعطفات ليصل إىل مبتغاه، ولكن الرقص خبالف

ذلك ال حيلو إال إذا أكثر صاحبه من اللف والدوران واجليئة والذهاب.

من هنا نستفيد أن اخلط املستقيم هو سبيل املاشي والناثر واخلط املنحرف هو

تركيب العبارة األدبية عامة والشعرية منها على حنو «أي أن ،3سبيل الراقص والشاعر

1 .37كمال أبو ديب: يف الشعرية، ص -

2 .191ص كوهني: بنية اللغة الشعرية،جون -

3 .21. 19 :، (د.ت)، ص.ص1ترمجة حممد روحي فيصل، اليقظة، دمشق، ط حماضرة بعنوان (يف الشعر)، ينظر بول فالريي: -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 140 -

خاص، خيتلف عن تركيبها يف الكالم العادي أو يف النثر العلمي: فعلى حني تكاد ختلو

دا وتركيبا من كل ميزة أو قيمة مجالية، فإن العبارة األدبية أو هذين األخريين إفرا كلمات

التركيب األديب قابل ألن حيمل يف كل عالقة من عالقاا قيمة أو قيما مجالية، فاملبدع

، بغرض 1»هو من ميتلك القدرة على تشكيل اللغة مجاليا مبا يتجاوز إطار املألوفات احلق

عمل إبداعي ترتاح فيه اللغة عن معيارها، ألن االنزياح إثارة املتلقي وإعالمه بأنه أمام

استعمال املبدع للغة مفرداتا وتركيبا وصورا استعماال ال خيرج ا عما هو معتاد «يعين

ومألوف حبيث يؤدي ما ينبغي له أن يتصف من تفرد وإبداع وقوة جذب وأسر، وذا

، وهذا االنزياح عن قانون 2»لفينيكون االنزياح هو فيصل ما بني الكالم الفين وغري ا

اللغة املعيارية هو الذي جيعل االستخدام الشعري للغة ممكنا.

حبث فيما أمسته البالغة «البحث يف مسألة االنزياح هو وجتدر اإلشارة إىل أن

بااز، ذلك أن التعبري الشعري هنا جينح إىل أن يكون ملتويا ال عن جهل صاحبه

للمتواضع عليه من االستعماالت أو للقواعد والقوانني الالزم إتباعها حىت يكون القول

سليما، وإمنا هو تعبري ملتو عن قصد وحيمل ضمنيا معرفة صاحبه بالقواعد واملعايري اليت

3.»سيخترقها هذا القول

مسارب إن االنزياح يتغلغل يف«وليس من قبيل املبالغة يف شيء أن يقال:

األدبية عامة والشعرية على حنو خاص تغلغال يصح معه القول إنه يقع منهما موقع القلب

من اجلسد، فإذا كان القلب هو ما ميد اجلسم بالدم والغذاء، فإن االنزياح هو وحده

4.»الذي مينح الشعرية موضوعها احلقيقي

1، 1سات والنشر والتوزيع، بريوت، طجمد املؤسسة اجلامعية لدرا أمحد حممد ويس: االنزياح من منظور الدراسات األسلوبية، -

.120ص، 20052 .07، صنفسهاملرجع -

3 .27املعاصرة، صبد اهللا راجع: القصيدة املغربية ع -

4 .07األسلوبية، صأمحد حممد ويس: االنزياح من منظور الدراسات -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 141 -

حلدوث الشعرية هو ولذلك فقد رأى "جون كوهني" أن الشرط األساسي

االنزياح باعتباره خرقا للنظام اللغوي املعتاد، وإلبراز هذا التصور عمد "كوهني" إىل

ونفيه. عرض االنزياح زمنني مها: التمييز بني

األول تكون فيه عملية خرق النظام اللغوي مدمرة للمعىن، ويف الثاين يتم تقليص اإلنزياح

متعالقني الشعرية سياق ذو وجهني«من أجل إعادة معقوليته، وعلى هذا األساس اعترب أن

متزامنني: االنزياح ونفيه، دمي البنية وإعادة التبنني، وينبغي لكي تتحقق القصيدة

، عن طريق 1»يف وعي القارئ أن تكون داللتها مفقودة أوال مث يتم العثور عليها شعريتها

عملية التأويل.

وإذا كان البحث يف مسألة االنزياح هو حبث فيما أمسته البالغة بااز، فذلك

عنصر االستبدال واإلحالل فيه، سواء كان يتصل «راجع خلاصية ااز املتمثلة يف وجود

بكلمة أو مجلة وسواء مسح السياق بتجاوز املعاين مع أولوية بعضها على البعض اآلخر

2.»، أم كان يقطع بقصديه أحدمها واستبعاد اآلخر كما يف االستعارةمثل الكناية

وإذا كان "رومان جاكبسون" قد صاغ نظريته يف األسلوب على أنه إسقاط

ملـحور االختيار على حمور التوزيع، فإن املبدع حيدث يف هذا اإلسقاط انزياحا يف قاعدة

لة فيحدث التجاوز واالحنراف، وهذا ما يعرف االستبدال، حبيث يتصرف يف هيكل الدال

إذا كانت املفردة شاذة يف اإلسناد «باالنتقال من حمور التوزيع إىل حمور االستبدال، ألنه

أو اإلضافة فإن شذوذها عائد بدون شك إىل عالقتها مبا جياورها من مفردات أخرى،

ما يتوخاه الشاعر من تركيبه،ولكننا أثناء البحث عن الداللة األقرب إىل املنطقية وإىل

التوزيع إىل االستبدال، أي أننا نبحث يف عالقـة املفردة املوسومة بالشذوذ ننتقل من

ببقية مرادفاا أو باحلقل الداليل الذي تنتمي إليه، لكن حبثنا لن يكون مثمرا إال وحنن

1 - Cohen Jean : Structure du langage poétique, P171

2 .215صالح فضل: بالغة اخلطاب وعلم النص، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 142 -

ألفة بني لفظتني نراعي داخل هذه العملية نفسها عنصر التجاوز، أي أننا حناول أن نعقد

1.»متنافرتني باالحتيال على أحديهما لنخفف قليال من حدا أو غلوائها

ااز ليس يف الواقع سوى حتويل للمعىن: إنه إذن مرور من حرفية «وهذا يعين أن

التركيب اليت تتجلى فيها ال معقوليته إىل تفسري أحد قطيب التضاد تفسريا ينبغي أن يكون

عليه واملفهوم من اللفظ، لكي خيرج التركيب عن انزياحه ويتالءم مع خارج املتواضع

2.»املعىن واملنطق

العودة إىل بعض عناوين الشعر اجلزائري املعاصر ستكشف جهود لعل و

الشعراء يف خرق لغة االستعمال املتواضع عليها يف صياغتهم لبنية العنوان، وفقا للمظاهر

اآلتية:

احلواس: تراسل -أ

وصف مدركات كل حاسة «يعرف "حممد غنيمي هالل" تراسل احلواس بأا

من احلواس بصفات مدركات احلاسة األخرى، فتعطى املسموعات ألوانا، وتصري

كلما ازدادت كثافة اإلحساس «ذلك أنه 3،»املشمومات أنغاما، وتصبح املرئيات عطرة

املادة فيها، وإذا نقصت كثافة املادة اقتربت إىل جوهر يف الظاهرة اخلارجية نقصت كثافة

احلقائق املعنوية، اليت يتالشى يف إطارها احلاجز بني الشيء ومعناه، فيصبح إحساسا

وانفعاال ال ميكن أن ينسكب من موضع آلخر أو من حاسة إىل أخرى، ومن أجل أن

وحمدوديتها، جلأ الرمزيون تكون احلواس أكثر قدرة على البوح واالنطالق من أسر املادة

4.»إىل نظرية العالقات أو التراسل بني احلواس

1 . 74عبد اهللا راجع: القصيدة املغربية املعاصرة، ص -

2 .56، صنفسهاملرجع -

3 .395ص، 1997حممد غنيمي هالل: النقد األديب احلديث، دار ضة مصر، مصر، -

4 .224، ص2000عدنان حسني قاسم: التصوير الشعري رؤية نقدية لبالغتنا العربية، الدار العربية للنشر والتوزيع، د.ط، -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 143 -

ولذلك فقد تناول "حممد فتوح أمحد" هذه الظاهرة بتفصيل أكثر معتمدا على .

أن االنفعاالت اليت «" الذي يرى رأي املدرسة الرمزية الغربية السيما رأي "بودلري

تعكسها احلواس قد تتشابه من حيث وقعها النفسي، فقد يترك الصوت أثرا شبيها بذلك

أو ختلفه الرائحة، ومن مت يصبح طبيعيا أن تتبادل احملسوسات، فتوصف اللون الذي يتركه

بأوصاف حاسة أخرى، بل لقد يضفي الشاعر خصائص املاديات على معطيات حاسة

1.»املعنويات أو خيلع مسات املعنويات على املاديات

وفيما يلي سيتم االقتراب من بعض العناوين إلظهار تراسل احلواس احلاصل

على مستوى بنياا الداللية، وفقا ملعطيات اجلدول اآليت:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

عوملة النارعوملة احلب عز الدين ميهويب

صهيل الوردة

رحيانة الدم

مة للصمتيغ

دوائر الصمت

ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري صوت احلجر

أمي تنسج خيوط النور

ومضات احلزن والذهول وظالل حممد زتيلي املراثي

حديث النهر

أقوال واقفة حترير ما ال حيرر أمحد محدي

1 .248، ص1978، 2حممد فتوح أمحد: الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، دار املعارف، ط -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 144 -

مصطفى حممد الغماري

حديث الشمس حديث الشمس والذاكرة والذاكرة

أريكة الوقت احلامض كيف احلال؟ ربيعة جلطي

سقوط حوار وحرسين الظل اجرعمر أز

قضبان الشعر ذاكرة السماء حليمة مرابط دشه

التراسل احلاصل بني معطيات احلواس يف هذه العناوين شديد الوضوح إن

االنزياح على الدالالت املألوفة لوظائف احلواس، فنتج عن ذلك تغييب بعض فقد هيمن

الدوال احلسية وتعويضها بدوال أخرى جماورة هلا ولكن بوظائف مغايرة.

فعنوان (صهيل الوردة) ينبين على تضاد افتراضي بني ما يسمع وما يرى، ألن

الوردة ال ميكن إدراكها إال حباسة البصر، الصهيل ال يدرك إال حباسة السمع، يف حني أن

واألمر نفسه حصل مع عنوان (أقوال واقفة)، (حديث النهر)، (دوائر الصمت)، (صوت

احلجر)، (حديث الشمس والذاكرة).

فعن طريق خاصية التشخيص والتجسيد اقتربت الصورة يف هذه العناوين من تقنية

ولت العني إىل أذن تسمع وحتولت األذن إىل التراسل بني حاسيت (السمع) و(البصر)، فتح

أمام حالة نفسية وشعورية معينة، تستقبل الكالم «عني ترى، وهنا جيد القارئ نفسه

واللفظ استقباال خاصا، هذا االستقبال يعتمد على جتسيد املعنويات وإعطائها شكال

واألقوال كلها ، فالصمت واحلوار والذاكرة 1»جديدا خيتلف عن شكلها الطبيعي املألوف

معطيات جمردة ال ميكن إدراكها حباسة اللمس، ولكنها حينما أحلقت بصفات وأفعال

معينة ختلت عن طبيعتها اردة ودخلت يف حقل احملسوسات.

1 .125، ص1،2003القاهرة، ط العريب القدم، مكتبة اآلداب،عبد الرمحن حممد الوصيفي: تراسل احلواس يف الشعر -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 145 -

ويف عنوان (أمي تنسج خيوط النور) جعل الشاعر للنور الذي هو من

ال ميكن إدراكها إال حباسة اللمس. مدركات حاسة البصر خيوطا، هذه األخرية اليت

ومل يكتف الشعراء بالتراسل املتبادل بني حاسيت اثنني فقط يف عناوينهم، بل

جعلوا هذا التراسل يتم أحيانا بني ثالثة حواس، فعنوان (أريكة الوقت احلامض) فيه

تراسل بني ثالثة حواس هي على التوايل: اللمس، البصر، الذوق.

يكة من املعطيات احلسية اليت ميكن إدراكها باللمس أو البصر والوقت من املعطيات فاألر

اليت يكون إدراكها عن طريق حاسة البصر، أما احلامض فهو من معطيات حاسة الذوق،

وبذلك فقد تعانقت هذه املعطيات الثالثة (األريكة، الوقت، احلموضة) يف بنية عنوانية

ة تعجز اللغة العادية عن التعبري عنها، ولكن عن طريق واحدة، موحية مبعاين غامض

التراسل جتردت هذه املعطيات عن أوصافها ووظائفها وحتولت إىل مشاعر وأحاسيس

إىل أي مدى ميكن أن نكتب الشعر عرب «خاصة، ويف ذلك يقول "حسني الربغوثي":

التذوق، ويصل هذا وهذا ينطبق على األذن واملوسيقى، والسمع و !عرفة ما بفن اللمسم

يكتب فيصل إىل العني ولكن عندما نقبض على معىن ما فإنه الشعر عرب األذن، الشعر

يصل إىل باقي احلواس... فالفنون ترتبط معا باحلواس، هذا احلوار بني الفنون واحلواس

، حىت حيقق لعمله مجالية خاصة.1»يتم بآلية، على الفنان أن يبحث عنها دوما

الداليل: التنافر -ب

يعترب التنافر الداليل طابقا من بناء يشمل طابقني اثنني، وهو الطابق الذي

حيقق وضعية االنزياح ألبنائه على خرق منظم لقواعد الكالم، يصبح معه التركيب شاذا

2من الناحية املنطقية، ولكنه يبقى مع ذلك حلنا مربرا على حد تعبري "تودوروف".

1 )httpwww.ALTAVITA.COMناجح املعموري: الشاعر رمي قيس كبة (املوقع -

2 .74نقال عن: عبد اهللا راجع، القصيدة العربية املعاصرة، ص -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 146 -

وجتدر اإلشارة إىل أن الشاعر هو املسؤول عن الطابق األول اخلاص بتشكيل

وإعادة التركيب االنزياح، أما املتلقي فهو موكل بالطابق الثاين اخلاص بفك هذا االنزياح

الشاعر وهو يعمد إىل خلق التنافر داخل تراكيبه، إمنا يفرض على «إىل منطقيته، ألن

التنافر ليكشف املخرج من داخله، وهو بذلك يلفت نظر القارئ أن يتحرك داخل

القارئ إىل أن التنافر هو الطريق الوحيدة اليت تؤدي الداللة املقصودة بطريقة شعرية حقا،

داخل الكتابة النثرية اليت تتميز بشفافيتها وقابليتها على أن تسمح بإبراز إذ ال جمال للتنافر

، ولذلك فإن أراد القارئ 1»احنراف عما هو منطقي مكنوناا، بعيدا عن أي التواء أو

إعادة االنسجام للتراكيب املرتاحة والالمنطقية، اللجوء إىل عملية االستبدال إلحداث

تعديل يف داللة املدلول األول، من خالل البحث عن الداللة األقرب إىل املنطقية فيما أراد

التنافر من املعاصر بصور متنوعةوقد حفلت عناوين الشعر اجلزائري قوله الشاعر،

يلي: منها الداليل،

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

رباعيات املاضي اآليت ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري

أمي تنسج خيوط النور

مسافر حنو الطفولة يوميات متسكع خمطوط سليمان جوادي

اقبضوا الريح

أغنية اللهب الرحيم أسرار الغربة مصطفى حممد الغماري

صفاء األزمنة اخلانقة صفاء األزمنة اخلانقة علي مالحي

فرح مفجوع قصائد معتقة باألسى سامية زقاي

.75املرجع السابق، ص -1

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 147 -

زينب األعوج

يا أنت من منا يكره الشمس

سأغنيك يا وطين يف عرسك األليم

املشي بابا نويل ...وشهوة أرفض أن يدجن األطفال يف جنازة األفراح

حممد األخضر عبد القادر السائحي

بكاء بال دموع

بكاء بال دموع

املشي أمام اجلنازة احلب يف درجة الصفر عبد العايل رزاقي

خالل هذه العناوين وكأن الشعراء مفتونني برغبة اجلمع بني يبدو من

املتناقضات اليت ينفي كل منها اآلخر نفيا قاطعا، حبيث لو مت الوقوف فقط عند حدود

الداللة املعجيمة للمتناقضات لترتب عن ذلك اقتراا من حدود الالمعقول، حنو عنوان

(أغنية اللهب الرحيم) أين يبدو التنافر واضحا عندما أسندت الرمحة إىل اللهب، ألنه

تكون الرمحة صفة من صفات اللهب، ولكن قد تعود الداللة إىل ليس من املعقول أن

الرحيم) إىل داللة ثانية ري هذا التركيب الالمنطقي (اللهبدرجة من املعقولية حينما يش

من نص هذا العنوان هي (الثورة). ميكن استخالصها

ولكن هذا ال يعين أنه قد مت التعبري عن املدلول الثاين بشكل دقيق، فهذه قراءة من قراءات

كثرية حمتملة، ألن ما يهم يف هذا املقام هو التأكيد على أن التركيب يف هذا العنوان

يتطلع دائما إىل مدلول ثاين، فاللهب كدال ال يشري إال ملدلول واحد قد يكون املوت أو

كما - ن عندما يسند إليه الرمحة يشري إىل معىن آخر مغاير لألول قد يكون األمل، ولك

الثورة مثال. -متت اإلشارة سابقا

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 148 -

ويظهر عنوان (اقبضوا الريح) املوحي بالسخرية والتهكم منط التنافر املبين

على املفارقة بني طرفيه، فالشاعر طلب القبض على الريح، وكأن الريح معطى حسي

ميكن اإلمساك به، وهو يعلم مسبقا استحالة حتقيق فعل القبض هذا، ألنه يف احلقيقة يرمي

إىل املعىن األعمق واملتمثل يف عدم الضفر باألمور، وبذلك فقد قدم العنوان بتركيبه هذا

ما تسميه البالغة بالكناية.

اآليت)، أين يبدو ويبدو التنافر واضحا أيضا يف عنوان (رباعيات املاضي

التنافر الداليل بني مفرداته واضحا، فكيف ملفردة مثل (اآليت) الدالة على الزمن احلاضر

االستمراري أن جتمع يف بنية واحدة مع مفردة (املاضي) الدالة على زمن ماض منته؟

«وقد حيدث التنافر الداليل يف بىن هذه العناوين عن طريق التضاد الذي

ينهض على طرفني متنافرين على مستوى السطح متضافرين على مستوى العمق، إلنتاج

داللة شعرية ذات كثافة وقوة تصل بالنص الشعري إىل قمة سحره ومتايزه، عن طريق

، كما هو جلي يف العناوين اآلتية (سأغنيك 1»حركة التفاعالت بني طريف التضاد

.وشهوة املشي يف جنازة األفراح)، (فرح ا نويل .. عرسك األليم)، (بابيا وطين يف

مفجوع).

ففي هذه العناوين يالحظ أن حضور التضاد مستمدة من واقع حيكمه التنافر

أين تفقد الدوال خواصها لتصبح على الشكل الذي مل تقدر له أصال، فيما الداليل،

2.»مفارقة األضداد«يعرف بـ

وقع فيه تضاد من خالل جزئية فعنوان (سأغنيك يا وطين يف عرسك األليم)

(عرسك األليم)، أين مجعت الشاعرة بني داللتني متضادتني مها (العرس) الذي يدل على

الفرح والسعادة و(األليم) الدال على احلزن واألسى.

1 .50حممد أمني بين عامر: لغة التضاد يف الشعر أمل نقل، ص عاصم -

2 .15، ص1999رواشدة سامح: فضاءات الشعرية ، املركز القومي للنشر، إربد، -

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 149 -

زة األفراح)، ثنائية ..وشهوة املشي يف جناكما يظهر عنوان، (بابا نويل ..

ضدية يف جزئية (جنازة األفراح)، حيث تقابلت (اجلنازة) مع (األحزان)، واألمر نفسه

ميكن إسقاطه على عنوان (فرح مفجوع).

:جوداتوتشخيص امل -ج

األفعال اإلنسانية إىل ماهر يقصد بظاهرة التشخيص إصباغ الصفات وإسناد

إنساين، أي اخللط بني الكائنات يف جمال الصفة والفعل، على حنو ما متثله العناوين غري

اآلتية:

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

لن ينام احلق قراءة يف أية السيف مصطفى حممد الغماري

لن متوت احلقيقة أسرار الغربة

حديث الشمس والذاكرة حديث الشمس والذاكرة

ومضات احلزن والذهول حممد زتيلي

وظالل املراثي

حديث النهر

النهر الغاضب حوار

احلامل السنبلة ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري

صوت احلجر

حزان طائرة مهجورةأ أكاذيب مسكة أحالم مستغامني

حالم احلافيةاأل

النار تلد الرماد حقول البنفسج األخضر فلوس

الربيد القادم هواجس

ر الكلماتثأ ذاكرة السماء شهد حليمة مرابط

ر ةصفع

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 150 -

ابتهاالت على جبني الوطن صفاء األزمنة اخلانقة علي مالحي

اغتيال الفجر حكاية الدم عمارية بالل

حديث املنفى منايف الروح عزالدين ميهويب

متشي األرض على الغيم كيف احلال ؟ ربيعة جلطي

أقوال واقفة حترير ما ال حيرر محدي أمحد

وجهان لألسى ال شعر بعدك سليمان جوادي

يالحظ املتأمل يف عنوان (حديث النهر) أنه مت إسناد (احلديث) إىل (النهر)

إنسانية، فكيف تسند ايف، واحلديث كما هو معروف خاصيةعن الطريق التركيب اإلض

هذه الصفة إىل النهر؟.

من هنا تأيت ال منطقية التركيب يف بنية هذا العنوان من خالل ما يفترضه كل من

(احلديث) و(النهر) أي بني ما هو إنساين وما هو غري إنساين، وهنا مكمن االنزياح ألنه

ال يعقل أن يكون احلديث صفة من صفات النهر.

قول، وذلك باالنتقال من ولكن ميكن أن يعود التركيب يف هذا العنوان إىل املنطق واملع

املـدلول األول إىل مدلول ثاين أكثر واقعية، عن طريق التأويل اازي هلذه الصورة

البالغية، على أساس أن (حديث النهر) مركب إضايف شبه فيه النهر باإلنسان، فحذف

هذا املشبه به وأبقي على الزمة من لوازمه هي احلديث، ويف ذلك استعاره مكنية.

ويأيت عنوان (األحالم احلافية) غري مألوف هو اآلخر، نظرا إلسناد صفة

(احلفاء) اخلاصة باإلنسان إىل (األحالم) اليت هي من املعطيات اردة، واألمر نفسه

حصل مع عناوين أخرى مثل: (أحزان طائرة مهجورة)، (هواجس الربيد القادم)،

اضب)، (أقوال واقفة)، فهذه العناوين وغريها اليت على (السنبلة احلامل)، (حوار النهر الغ

شاكلتها مت فيها إسناد صفات إنسانية إىل ما هو غري إنساين، فـ (أحزان، القادم،

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 151 -

احلامل، الغاضب، واقفة) هي صفات مالزمة لإلنسان ومع ذلك فهي قد أسندت إىل

غري إنسانية.(الطائرة، الربيد، السنبلة، النهر، األقوال) اليت هي معطيات

أما يف العناوين التالية: (متشي األرض على الغيم )، (لن ينام احلق)، (لن

املوت) اليت هي أقرب لإلنسان النوم، متوت احلقيقة)، فيالحظ فيها أن أفعال (املشي،

احلقيقة) اليت تنتمي إىل حقل املوجودات واردات ال إىل احلق، أسندت إىل (األرض،

ويف عناوين أخرى منح الوطن جبينا (ابتهاالت على جبني . نساناإل

الوطن) واحلجر صوتا (صوت احلجر)، واألسى وجها (وجهان لألسى)، وكال من

(اجلبني، الصوت، الوجه) هي أقرب ما تكون لإلنسان منها إىل شيء آخر.

جتسيد اردات : -د

لقد حفل جمال جتسيد اردات حبضور واسع داخل منظومة عناوين الشعر

اجلزائري املعاصر، فقد عمد الشعراء بالتصوير االستعاري إىل نقل عامل اردات من

:حنوالتجريد املعنوي إىل التجسيد املادي

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

شهد حليمة مرابط

ذاكرة السماء

خطوة موت

قضبان الشعر

صقيع اخلوف

أكاذيب مسكة أحالم مستغامني وجبة حب باردة

األحالم احلافية

ربيعي اجلريح ربيعي اجلريح أبو القاسم مخار

سنابل احلقيقة احلب يف درجة الصفر عبد العايل رزاقي

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 152 -

بإمكان القارئ أن جيد داخل كل هذه العناوين ذلك القاسم املشترك املتمثل

يف جتسيد اردات، فكال من (األحالم، الشعر، احلقيقة، احلب، اخلوف، املوت، احلنني)

وغريها، هي معطيات معنوية ال ميكن ملسها أو رؤيتها بالعني اردة، ولكنها عندما

خبزة والقضبان والسنابل واألزهار، ختلت عن صفة أسندت إىل معطيات مادية كامل

التجريد ودخلت يف حقل املاديات عن طريق التصوير االستعاري.

فعنوان (ربيعي اجلريح) مثال جاء على صيغة االستعارة املكنية، حيث شبه

من الربيع بالكائن احلي الذي إذا أصيب جرح، فحذف هذا املشبه به وأبقى على الزمة

لوازمه هي (اجلريح).

شبه املوت باإلنسان، فحذف املشبه به وأبقى على ويف عنوان (خطوة موت)

تبدو شعرية التشبيه «الزمة من لوازمه هي (خطوة)، على سبيل االستعارة املكنية، وهنا

بعيدا عن يف أنه ينقل املتلقي من شيء إىل شيء طريف يشبهه، وكلما كان هذا االنتقال

1.»البال، قليل اخلطورة باخليال كان التشبيه أروع للنفس وأدعى إىل إعجاا واهتزازها

القائمة على التجسيد يف هذه العناوين أسهمت يف تغيري إن بنية االستعارة

طبيعة هذه املعطيات املتعلقة بدوال العنوان من طابعها ارد إىل طابع حسي، وجعلتها

ع بدالالت موحية تعرب عن فاعلية التخييل الذي ولد الشعور بالغرابة واملفارقة، وذلك تش

1 .153ص ،2006 رابح خبوش: اللسانيات وتطبيقاا عل اخلطاب الشعري، دار العلوم للنشر والتوزيع، اجلزائر، -

حدائق السلم منايف الروح عزالدين ميهويب

أزهار احلنني أسرار الغربة مصطفى حممد الغماري

وجهان لألسى ال شعر بعدك سليمان جوادي

خمربة األحالم يوميات متسكع خمطوط

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 153 -

بإحداث خرق منهجي لقانون اللغة عن طريق االبتعاد عن التقرير والوضوح وامليل إىل

اإلحياء والغموض ولو على حساب منطقية التركيب، من أجل حتقيق اإلثارة والدهشة اليت

و يعرب من العنوان إىل النص.تشد انتباه القارئ وه

جماز األلوان: -ه

يستخدم اللون كمقوم تعبريي لتوصيل رسالة معينة إىل متلق ما وداللته ال

ختفى على أفراد اجلماعة اليت تستخدمه،كاألصفر للغرية واألخضر للبعث والتجدد،

.1معنياللون مصدرا إليصال رسالة أو حالة أو موقف وبذلك يصري

بغري ألواا احلقيقية املعطياتولذلك فقد لون الشعراء اجلزائريون املعاصرون

ليكسبوها ألوانا انفعالية ناجتة عن جتارم الشعورية، وهذا ما تؤكده العناوين اآلتية:

1 .10ص،1986 املغرب، منشورات عيون الدار البيضاء، ،1وطيقيا،جيقاسم ونصر حامد أبو زيد، مدخل إىل السيم ينظر: سيزا -

عنوان القصيدة عنوان الديوان اسم الشاعر

احللم األمسر عوملة احلب عوملة النار عزالدين ميهويب

فىت اخلضراء

خضراء إىل حنني قراءة يف أية السيف مصطفى حممد الغماري

الظالل

دعوة اخلضر أسرار الغربة

صار أمحر الزيتون ورق ما ذنب املسمار يا خشبة محري حبري

ورقة صفراء تسقط على لست حزينا لرحيل األفعى حممد زتيلي

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 154 -

يالحظ يف عنوان (احللم األمسر) أن الشاعر لون (احللم) وهو معطى جمرد

هذا ال لون له يف األصل ألنه غري مرئي وغري مادي، فلو قيل (احللم اجلميل) لكان

التركيب قريبا من املنطق واملعقول، ألن األحالم يف العادة ال ميكن أن تكون إال مجيلة،

لكن الشاعر أبا إال أن جيعل هلذا احللم لونا أمسرا، وهو أمر ممكن يف لغة الشعر.

ورمبا كان هذا اللون مقصودا لكي يترجم حالة شعورية معينة، فاإلشارة هنـا إىل اللون

اللون، أو بتعبري أصح ال حتيل إليه إال يف اللحظة األوىل، ويف اللحظة الثانية الحتيل على «

1.»يصبح اللون نفسه داال ملدلول ثان له طبيعة انفعالية

أما عنوان (ورقة صفراء تسقط على رصيف) فهو أكثر منطقية من العنوان

ق حال سقوطها يف فصل األول، على أساس أن اللون األصفر هو من صفات األورا

اخلريف، ولكن ما يهم هنا هو اللون كمؤشر داليل، فهو وإن كان قد تواضع عليه الناس

على أنه لون الغرية، فهو يف هذا العنوان دل على الذبول والنهاية.

أما يف عنوان (ورق الزيتون صار أمحر) فكان من املنطق أن يقال (ورق

) وذلك ألن اللون األصفر من صفات أوراق األشجار بعدما تكون الزيتون صار أصفر

خضراء، ولكن أن تتحول أوراق الزيتون هذه من لوا األخضر إىل لون أمحر فتلك هي

املفارقة، نظرا الستبعاد إمكانية أن حتمر أوراق الزيتون.

1 .206جون كوهني: بنية اللغة الشعرية، ص -

رصيف

خلف العيون الرحيل احلب يف درجة الصفر حممد العايل رزاقي

السود

األخضر حممد عبد القادر

السائحي

السخاب األخضر واحة اهلوى

البنية الداللية للعناوين الفصل الرابع

- 155 -

يدل على -وهو األصل يف لون أوراق الزيتون–وإذاكان اللون األخضر

بداللة الدم أن يرتبط، فإن اللون األمحر ميكن 1»والتحديد والعطاء النماء واخلصوبة«

والثورة، وكأن بالشاعر أراد أن يقول: انتهى وقت السلم والسالم وبدأ وقت الثورة

أن الزيتون يرمز يف العرف إىل السالم. ، هووالكفاح، ومما يؤكد وجهة النظر هذه

تكرر اللون األخضر يف أكثر من عنوان حنو: (حنني إىل خضراء الظالل)، وقد

(عودة اخلضر)، (فىت اخلضراء)، (السخاب األخضر).

واستعمال اللون األخضر يف بنية هذه العناوين ال يدل على اللون يف حد

خلري والنماء ذاته، بل استعمل كدال ملدلول ثاين ذو طبيعة شعورية متعلقة مبعاين ا

نفهم من اللون حقيقتيه الكيميائية، بل نفهم منه إحساسا «والعطاء، ولذلك فال جيب أن

يركز على املعىن الثاين الذي ال ميكن العبور إليه إال باالحنراف باللون، أي أن الشاعر إمنا

منطقيته االحنراف يفقد التركيب ذ واملتنافر والالمنطقي، ويف هذاعن املعىن األول الشا

، مثلما حصل يف عنوان (احللم األمسر ). 2»مقابل أن حيصل على قدرة أكرب يف اإلثارة

1 .124ص ،1994 ،4جملة التواصل، العدد -ابن املعتز منوذجا -عبد الفتاح نافع: مجاليات اللون يف الشعر -

2 .71: القصيدة املغربية املعاصرة، صعبد اهللا راجع -

ـةامتـخ

- 157 -

لقد أفرز البحث يف موضوع (شعرية العنوان يف الشعر اجلزائري املعاصر)

جمموعة من النتائج، من أمهها ما يلي:

قدم الفضاء املعجمي ملفردة (عنوان) مادتني معجميتني مها: (عنن) لقد -

و(عنا)، يستفاد من مادة (عنن) معاين الظهور واالعتراض، ومن مادة (عنا) معاين القصد

، ويستفاد منهما معا معاين الوسم واألثر.واإلرادة

- يتتصدر كتلة النص، لتؤدي جمموعة ف العنوان األديب بأنه عالمة لغوية عر

بنوايا املبدع. تتعلقلوظائف تتعلق بالنص وأخرى من ا

بنية العنوان ال حيدها أي شرط مسبق، ولذلك فإن إن التراكيب النحوية ل -

لمة املفردة وانتهاء كافة التراكيب اليت تقدمها اللغة قابلة لتشكيل العنوان بدءا من الك

ة.بكرباجلملة امل

البناء والداللة، فإن ل يفإذا كان النص األديب بعالماته اجلمالية املتعددة مستق -

على قراءته من جوانب القدرةالعنوان هو اآلخر يعد نصا موازيا للنص األصلي، ميتلك

مجالية وتركيبية وداللية متعددة.

إجراءاتالبد للمنهج الذي ينصب على حتليل النصوص األدبية أن يفرد -

العنوان باعتباره بنية إىليني، املستوى األول ينظر فيه وخاصة لدراسة العنوان وفق مست

ة نتاجيفيه اإل الثاين تتخطىواملستوى مستقلة هلا اشتغاالا وانشغاالا الداللية اخلاصة،

النص ومتشابكة معه. إىلة متجه دودهاالداللية لبنية العنوان ح

الذي يرسل األشخاصيفوق عدد األشخاصعدد من إىليرسل العنوان -

اسم الكاتب غرض لالتصال. مثل أما العنوان فهون النص غرض للقراءة أل ،النصإليهم

ـةامتـخ

- 158 -

راسات النقدية العناوين من حيث داللتها وعالقتها والد األحباثقد صنفت ل -

والثانية هي اإلخباريةهي جمموعة العناوين األوىلجمموعتني، إىلمبضمون النصوص

جمموعة العناوين املوضوعاتية.

" يتتلك اليت اقترحها "جريار جين أمههالعل للعناوين وظائف كثرية، -

.غرائيةائية والوظيفة اإلاإلحي الوظيفية ،الوصفيةنية، الوظيفة ييواملتمثلة يف: الوظيفة التع

لقد تعددت صيغ الفعل ارد الثالثي يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري -

(مرثية الرجل الدي قتل (قتل) يف عنوان املعاصر ما بني املاضي واملضارع واألمر، حنو

(تنقر) يف ، وامللك) للشاعر "عبد العايل رزاقي"، من جمموعته (احلب يف درجة الصفر)

عنوان (ملادا العصافري تنقر كفي؟) للشاعرة "محري حبري" من ديواا (ما دنب املسمار يا

موعتها عنوان (دعيين أنام) للشاعرة "أحالم مستغامني"، من جمي) يف ع(دخشبة؟)، و

(على مرفأ األيام).

لقد تنوعت دالالت صيغ الفعل ارد الثالثي يف عناوين الشعر اجلزائري -

، فصيغة املضارع اليت على وزن (فعل) دلت على حكاية احلدث وثبوت وقوعه، املعاصر

حلدث، ألن ) يف عنوان (مرثية الرجل الدي قتل امللك) دل على ثبوت وقوع التفالفعل (ق

هدا الرجل مل تكن له مرثية لو مل يقتل امللك، ولدلك ففعل القتل يف هدا العنوان دل على

ثبوت وقوع احلدث ثبوتا قطعيا.

ة (عمارية بالل) من ديواا (حكاية الدم)، محلت صيغة ويف عنوان (قتلوك واقفا) للشاعر

داللة القوة والقهر والغلبة، حكاية احلدث وثبوت وقوعه مع إضافة) داللة لتالفعل (ق

على أساس أن املقتول واحد والقاتلون مجاعة حسب ما توحي به اجلملة الفعلية (قتلوك).

يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر لقد ورد وزن املضارع للفعل ارد الثالثي -

إطار) للشاعر حنو (تبحثان) يف عنوان (صورتان تبحثان عن وفق صيغتني، صيغة بسيطة

ـةامتـخ

- 159 -

، و(تسقط) يف عنوان (ورقة من ديوانه (احلب يف درجة الصفر) "عبد العايل رزاقي"

صفراء تسقط على رصيف) للشاعر "حممد زتيلي" من جمموعته (لست حزينا لرحيل

األفعى).

حنو: (لن ينام) يف عنوان وصيغة مركبة مكونة من أداة جزم أو ي أو نفي+ فعل مضارع

(لن ينام احلق) للشاعر "مصطفى حممد الغماري" من ديوانه (قراءة يف آية السيف)، و(ال

ترفعوا) يف عنوان (ال ترفعوا أيديكم) للشاعر "حممد زتيلي" من ديوانه (ومضات احلزن

ساحة" ، و(ال أمسع) يف عنوان (ال أمسعك) للشاعرة "مربوكة بووالذهول وضالل املراثي)

من جمموعتها (براعم).

لقد وردت صيغ األمر للفعل ارد الثالثي يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري -

(اكره) الدي ماضيه (كره) يف الفعل الصحيح السامل :أو معتلة حنو املعاصر إما صحيحة

الفعل أومن ديوانه (ال شعر بعدك)، يمان جوادي""سل عنوان (اكرهيين) للشاعر

(سل) الدي ماضيه (سأل) يف عنوان (وسل األمري) للشاعر "مصطفى املهموز الصحيح

.حممد الغماري" من ديوانه (قراءة يف آية السيف)

أما الفعل (دعي) الدي ماضيه (دعا) يف عنوان (دعيين أنام) للشاعرة "أحالم مستغامني"

معتل ناقص.من ديواا (على مرفأ األيام)، فهو فعل

لقد ورد الفعل الثالثي املزيد جبميع صيغه يف عناوين الشعر اجلزائري املعاصر، -

(أنصف) يف عنوان (لو أنصفوين) للشاعر "سليمان جوادي" من ديوانه (ال مثل الفعل

.املزيد حبرف واحد فقط شعر بعدك)، فالفعل (أنصف) جاء على وزن (أفعل)

حممد ) للشاعر "ابتسم يا قلبيف عنوان ( يد حبرفني كما جاءاملز )وزن (افتعل وحنو

) ابتسمالفعل (ماضي )، فألوان من اجلزائر" من ديوانه (األخضر عبد القادر السائحي

.املزيد حبرفني )افتعل) على وزن (ابتسم( هو ورد بصيغة األمر الدي

ـةامتـخ

- 160 -

مقارنة مع أوزانه املزيدة حبرف أما صيغ الفعل املزيد بثالثة أحرف فقد وردت بنسبة أقل

الفعل (استأذن) يف عنوان (أستأذنك يا وهران) للشاعرة "عمارية أو حرفني، ومن أمثلته

بالل" من ديواا (حكاية الدم)، فالفعل (أستأذن) الدي ماضيه (استأذن) جاءت على

وزن (استفعل) املزيد بثالثة أحرف.

على الصيغ فاعل) يف بنية األفعال - علافت - (فعلالبسيطة يغ لصترجع غلبة ا -

يف منظومة عناوين الشعر اجلزائري لل)فع-علل(تف تفعل) واملضاعفة-(فعل املشددة،

إيصالالطبيعة اإلخبارية ملواضيع القصائد، وذلك حىت تكون قادرة على إىلاملعاصر

القراء. إىلرسالة الشعراء

لقد وظف الشعراء اجلزائريون املعاصرون اسم الفاعل للداللة على الثورة -

(موال رافض) للشاعر "مصطفى حممد الغماري" من والتغيري، حنو (رافض) يف عنوان

ديوان (قصائد جماهدة)، فهدا العنوان وسم قصيدة ثائرة رافضة للدل واهلوان، ساعية إىل

ري.ياحلرية والتغ

ززت داللة الثورة والتغيري بعناوين أخرى من نفس الديوان مثل عنوان (قصة وقد تع

جماهد)، فإحالة ااهد على معىن الثورة واضح، ألن الثورة ال يصنعها إال ااهدين.

السم املفعول معاين عديدة من أشهرها الداللة على التجدد واالستمرار، -

ل (معزوفة) يف راء اجلزائريني املعاصرين عناوينهم، مثوعلى هدا املعىن صاغ بعض الشع

من جمموعته (أسرار الغربة)، "مصطفى حممد الغماري" مل) للشاعرعنوان (معزوفة األ

و(مرثية) يف عنوان (مرثية الرجل الدي قتل امللك) للشاعر "عبد العايل رزاقي" من ديوان

ما تكرر األمل، كما سيتجدد (احلب يف درجة الصفر)، أي أن هدا العزف سيتجدد كل

فعل الرثاء كلما جتددت أسبابه.

ـةامتـخ

- 161 -

لقد كان السم املكان احلظ األوفر من العنونة يف قصائد الشعر اجلزائري -

، ويرجع دلك إىل العالقة اجلدلية بني املكان واحلدث، فهده العالقة عادة ما تدفع املعاصر

ل عنوان (راقصة املعبد) للشاعرة "زينب األعوج" الشعراء إىل ربط األحداث باألمكنة، مث

من ديوان (راقصة املعبد).

إن صحة التراكيب النحوية ليست شرطا مىت توفرت يف العنوان اتضح -

مؤجلة الداللة رغم الشعر اجلزائري املعاصر بعض عناوين فقد وردت معناه، ولذلك

مثل عنوان (متشي األرض على الغيم) من ديوان (كيف احلال؟) سالمة بنيتها النحوية،

وهذا التأجيل هو الذي خيلق الفرق بني لغة الشعر اجلمالية ولغة للشاعرة "ربيعة جلطي"،

النثر التواصلية.

لقد نظم الشعراء اجلزائريون املعاصرون قصائدهم وعنونوها بعناوين تعددت -

ا ما بني مجل امسية وفعلية مركبة وبسيطة.وتنوعت أمناط صياغته

طبيعة إىلعناوين ال هده اجلمل االمسية على اجلمل الفعلية يف تراكيب أمناطتعود غلبة و

مواضيعاالسم الثابتة، فالوسم باالسم خاصية يف العنونة وذلك حىت يتطابق املسمى مع

اليت حترك ، وغريها من املسميات أماكن أوشخصيات أمساءون قد تك القصائد اليت

بالسلب. أو باإلجياب الشاعر مشاعر

ن بنية وداللة العنوان ال تنفصل عن بنية وداللة العمل الذي يعنونه، إ -

فالعنوان يوحي إما جبزئية متثيله للنص أو مشوليته، وهو خيتزل النص مبىن ومعىن، وهذا

الشعر اجلزائري املعاصر، حنو (أسائلها...ال نوانية يفمتاما ما تؤكده بعض املنظومات الع

راس امللح) للشاعر "عثمان لوصيف"، فالعنوان ديوان (أع جتيب)، (ثالث حاالت) من

األول اختزل ما أورده املنت الشعري شكال ومضمونا، أما العنوان الثاين فقد حاكى فيه

حاالت من التأمل الصويف.نص العنوان وجاء على شكل ثالثة نص القصيدة مضمون

ـةامتـخ

- 162 -

أساليب إىلعن قصد ؤونلجيالشعراء اجلزائريني املعاصرين كانوا أنيبدو -

انتباه املتلقي شد رغبة يفاملتنوعة يف صياغتهم لبنية عناوين قصائدهم، ااز وصوره

الداللة حدود عند فقط الوقوف مت لو حبيث ،ولو على حساب منطقية التركيب وإثارته

أغنية( عنوان حنو الالمعقول، حدود من اقتراا ذلك عن لترتب للمتناقضات ةاملعجمي

يبدو أين للشاعر "مصطفى حممد الغماري" من ديوان (أسرار الغربة)، )الرحيم اللهب

تكون أن املعقول من ليس ألنه اللهب، إىل الرمحة يف اإلسناد الدي مت بني واضحا التنافر

يشري حينما املعقولية من درجة إىل الداللة تعود قد ولكن اللهب، صفات من صفة الرمحة

هذا نص من استخالصها ميكن ثانية داللة إىل) الرحيم اللهب( الالمنطقي التركيب هذا

).الثورة( هي العنوان

يفة العنوان، ليس فقط من حيث هو مكمل ودال على ظمراعاة وعلى املتلقي -

معه، اتصال باعتباره وضع وانفصالالنص ولكن من حيث هو عالمة هلا عالقات اتصال

الذاتية والداللية، وعليه مقومااباعتباره عالمة هلا انفصالونص معني، ألجل أصال

ومحولته الداللية، ةيالتركيبه يتنيوازيه وفقا لب أويف حالة اختزال النصفالعنوان قد يضم

.د تفوق شعرية العنوان شعرية النصوهنا ق

هذا البحث من خالل املقاربة إليهان النتائج اليت توصل أميكن القول ب وأخريا -

ظرا ، نائري املعاصر جتعلها قطرة من حبرالنظرية والتطبيقية لشعرية العنوان يف الشعر اجلز

نقدي املعاصر.عرية العنوان يف الدرس التطرحها ش حلجم املشكالت اليت

راءــملحق الشع

- 164 -

مدين يف هذه البحث:تعالسرية الذاتية للشعراء امل

أزراح عمر: ألدبيةا ، برز يف األوساط1949ولد الشاعر أزراج عمر بتيزي راشد عام

الستينيات وأوائل السبعينيات.اجلزائرية عندما بدأ يتألق يف الصحف واالت يف أواخر

اشتغل يف التعليم ويف الصحافة مبجلة ااهد األسبوعي، نشر العديد من

، آثر أن يفرغ شعره يف القالب احلر، من مؤلفاته الشعرية: 1القصائد مبجلة (آمال)

.1985 اجلميلة تقتل الوحش -

.1975 وحرسين الظل -

.1983احلضور -

. 1985العودة إىل تيزي راشد -

:زينب األعوج

بني ن، تعد م1954عام مغنيةولدت الشاعرة زينب األعوج مبدينة

يف الساحة األدبية بعد االستقالل. اجلزائريات الالئي برزن راتالشاع

أستاذة وباحثة وشاعرة، هلا جمموعة من الدارسات والبحوث األكادميية،

مشرفة على إعداد جملة (دفاتر نسائية) وهي جملة تم بعامل املرأة وبقضايا الكتابة واإلبداع

املغاريب.

من 2 ،متيل إىل كتابة قصيدة الشعر احلر ذات املنحى الواقعي امللتزم بقضايا اتمع والوطن

:مؤلفاا الشعرية

.1983يا أنت من منا يكره الشمس؟ -

1الد األول، شركة دار اهلدى للطابعة والنشر والتوزيع، عني مليلة، موسوعة الشعر اجلزائري، وآخرون، بن سالمة الربعيينظر: -

. 136، ص2009اجلزائر 2 .34ص نفسه: املرجع -

راءــملحق الشع

- 165 -

.1981أرفض أن يدجن األطفال -

:ر عبد القادرضائحي حممد األخالس

الشيخ السائحي الكبري مبدينة د ابن عمه ، تتملذ على ي1933ولد بتقرت عام

اجلزائر بعد االستقالل، ، وبعدها التحق جبامعة1949باتنة، التحق جبامع الزيتونة عام

.1969ونال شهادة الليسانس يف األدب عام

بدأت موهبته الشعرية بعد االستقالل ولكنه اشتهر يف فترة السبعينيات، كتب

من مؤلفاته الشعرية: ،يف الشعر العمودي ويف الشعر احلر

.1970حلان من قليب أ -

.1972واحة اهلوى -

.1979أغنيات أوراسية -

.1982فلسطني من عمق اجلرح يا -1

:الغماري مصطفى حممد

بعد االستقالل، من بني الشعراء اجلزائريني الشباب الذين برزوا الغماري يعد

شاعر موهوب يسيطر إىل حد كبري على أدواته اللغوية والفنية، مستوعب لآلثار الشعرية،

وهو من أكثر الشعراء استخدما للمجاز ،واملعاصر حميط بقواعد وتقنيات الشعر احلديث

2يف الشعر، كتب يف الشعر العمودي واحلر.

ذلك بأنه على الرغم وقد يشكل وحده اجتاها شعريا قائما بنفسه يف اجلزائر،

من إصراره على كتابة القصيدة العمودية، إال أن حرارة عاطفته وصدق جلهته، وإشراق

أدواته الشعرية، كل ذلك مما قد يغطي على تقليديته اليت نشر ا اجليد يف لغته وحتكمه

1 ،2007النشر والتوزيع، اجلزائر،ني يف القرن العشرين، دار هومة للطباعة يينظر: عبد امللك مرتاض، معجم الشعراء اجلزائر -

.232ص2 .260ص الد الثاين،زيع اجلزائري، عة الشعر والتووخرون، موسالربعي بن سالمة وآينظر: -

راءــملحق الشع

- 166 -

، من 1دواوين، وقد عاجل يف شعره املواضيع املتعلقة باإلسالم والعروبة قريبا حنو عشرة

:مؤلفاته

.1982أسرار الغربة -

.1980 والنار أغنيات الورد -

.1982قصائد جماهدة -

.1980 خضراء تشرق من طهران -

بالل عمارية:

بوجدة باملغرب، مث 1939 بالل (أم سهام) سنة ولدت الشاعرة عمارية

.1973انتقلت إىل اجلزائر والتحقت جبامعة وهران، أين خترجت بشهادة الليسانس عام

النقدية والكتابة ، بدأت إسهاماا يف جمال املتابعةفيةحشاعرة وصة وبيأد

السبعينيات، من خالل النادي األديب جبريدة اجلمهورية بوهران، ة منذ أواخر فيحالص

، 2وأيضا من خالل برناجمها الثقايف األسبوعي لإلذاعة اجلزائرية (حمطة وهران اجلهوية)

:الشعرية من مؤلفاا

.2003 حكاية الدم -

زمن الوالدة اجلديدة.و من احلصارز -

بوساحة مربوكة:

عهد تيارت، وهي من بني شعراءب 1943ولدت الشاعرة مربوكة عام

االستقالل الذين مارسوا الكتابة الشعرية العمودية احلرة، هلا شرف الصدارة التارخيية يف

1 .260، صيني يف القرن العشرينمعجم الشعراء اجلزائر مرتاض،ينظر: عبد امللك -

2 .136الد األول، ص ،شعر اجلزائريموسوعة ال ،خرونالربعي بن سالمة وآينظر: -

راءــملحق الشع

- 167 -

در هلا ديوان شعر بعنوان صفهي أول شاعرة جزائرية كتابة الشعرية النسوية باجلزائر، ال

1.(براعم)

تعرب عن اآلالم وامليول شعرها بالرتعة الوجدانية وباملشاهد الرومانسية اليت يتميز

الذاتية.

واحد نشرت العديد من جتارا الشعرية يف الصحف واالت الوطنية، هلا ديوان شعر

1969.2هو (براعم) صدر سـنة فقط

:جلطي ربيعة

دمشق قت جبامعةوهران مت التح دينةصرة، تلقت تعليمها األول مباشاعرة مع

اشتغلت بالتدريس يف وقد أين نالت درجة املاجستري والدكتوراه يف األدب احلديث،

3جامعة وهران مث التحقت بوزارة الثقافة يف وظيفة سامية.

الساحة ابة الشعرية بعد مرحلة االستقالل، وبرزت على بدأت متارس الكت

متمردة على الواقع ، زمة بقضايا اتمع والوطنتلعينيات، شاعرة مبية يف فترة السباألد

الطبقي ورافضة ملظاهر البؤس.

وضوعات متعددة، منها املوضوعات الوطنية ملشعرها بالوصف الواقعي يتميز

رت العديد من جتارا الشعرية يف الصحف واالت نشنسانية، واملوضوعات القومية واال

:4أعماهلا الشعرية الوطنية، من

.1980التهمة -

. 1981تضاريس وجه غري باريسي -

.1991شجر الكالم -

1 .305، صراء اجلزائريني يف القرن العشرينمعجم الشع ض،عبد امللك مرتا ينظر: -

2 . 211، الد األول ،صاجلزائريموسوعة الشعر ،ينظر: الربعي بن سالمة وآخرون -

3 .332صالعشرين، جم الشعراء اجلزائريني يف القرن ، معضينظر: عبد امللك مرتا -

4 . 384ص ول،ينظر: الربعي بن سالمة وآخرون، موسوعة الشعر اجلزائري، الد األ -

راءــملحق الشع

- 168 -

.1996 كيف احلال؟ -

:جوادي سليمان

ملعت ببسكرة، يعترب من الشعراء اجلزائريني الشباب الذين 1953من مواليد

بعينيات.بدأ ينشر جتاربه الشعرية يف الس أمساؤهم بعد االستقالل،

مييل شعره حنو جتسيد الواقع املؤمل للمجتمع العريب عن طريق السخرية

اهري املسحوقة، كما جند والفكاهة، يستلهمها من واقع الشعب البسيط، ومن عمق اجلم

، من دواوينه الشعرية:1ما لبث أن طوره إىل ميل رمزي واقعييف شعره ميال رومانسيا

.1981وظ يوميات متسكع حمظ -

.1983أغاين الزمن اهلادئ -

.1985قصائد للحزن وأخرى للحزن أيضا -

.2007ال شعر بعدك -

:محادي عبد اهللا

الثقافية ، يعد أحد الوجوه 1947محادي بقسنطينة عام ولد الشاعر عبد اهللا

هو إىل واجلديد، والقدمي ف متفتح على قة يف اجلزائر، جامعي باحث، ومثقاملشرواألدبية

ذلك شاعر من الطراز األول.

صدر له مخسة دواوين، واحد منها باللغة االسبانية هي:

.1981اهلجرة إىل مدن اجلنوب -

.2001الربزخ والسكني -

.1982حتزب العشق يا ليلى -

1983.2 قصائد غجرية -

.390ص ،السابقينظر: املرجع -1

2 .352معجم الشعراء اجلزائريني يف القرن العشرين، ص ينظر: عبد امللك مرتاض، -

راءــملحق الشع

- 169 -

:محدي أمحد

اجلزائريني الوادي، وهو من بني الشعراءمبدينة 1948ولد الشاعر محدي عام

الشباب الذين برزوا بعد االستقالل واشتهروا يف بداية السبعينيات، وكونوا جيال يدعو

التفعيلة. وحدة إىل توظيف تقنيات الشعر احلر واستثمار السطر الشعري املعتمد على

طنية، اتسم شعره جتاربه الشعرية يف العديد من الصحف واالت الو نشر

من أبرز مؤلفاته الشعرية :، 1والوعي الوطينج الفين بالنض

.1977انفجارات -

.1980قائمة املغضوب عليهم -

.1985حترير ما ال حيرر -

:محري حبري

الذين بسور الغزالن، من بني الشعراء اجلزائريني الشباب 1947 ولد عام

ظهروا على الساحة األدبية بعد االستقالل، مارس الكتابة الشعرية يف وقت مبكر، نشرت

أعماله يف العديد من الصحف واالت الوطنية مثل جملة (آمال) وجملة (الشعب الثقايف)

و(الشعب األسبوعي) وغريها.

املنحى الواقعي، مستعينا ببعض التقنيات املعاصرة يكتب القصيدة الشعرية ذات

اليت تنسجم مع منو التجربة الشعرية وال تعرضها للتكليف أو االفتعال.

و جتسيد الواقع ومعايشته بلغة احلياة اليومية، ذات اإلحياءات ره بامليل حنيتميز شع

، من دواوينه الشعرية:2الفنية والرمزية

.1981ما ذنب املسمار يا خشبة -

.1986أجراس القرنفل -

1 .457ص الد األول،عر اجلزائري، خرون، موسوعة الشالربعي بن سالمة وآينظر: -

2 .100ص بعي بن سالمة وآخرون، موسوعة الشعر اجلزائري، الد األول،الرينظر: -

راءــملحق الشع

- 170 -

:خليفة مشري

على هـبالوادي، نشأ وتعلم مبسقط رأسه حىت حصول 1960من مواليد

، بعدها التحق جبامعة اجلزائر املركزية أين حصل على 1982شهادة البكالوريا عام

على شهاديت املاجستري ، وحصل من اجلامعة نفسها 1984شهادة الليسانس سنة

والدكتوراه.

اجلامعة مارس العديد من األنشطة الثقافية واألدبية والبحث العلمي داخل

يف اجلمعيات مؤسس عضوتقيات األدبية، لخمتلف الندوات واملوخارجها، وشارك يف

: واالت اآلتية

.مجعية املبدعني اجلزائريني -

.احتاد الكتاب اجلزائريني -

ة.مجعية (حممد األمني العمودي) الثقافيـة الوطني -

ورقلة. جمليت (العلوم اإلنسانية) و(األمة) جبامعة -

1له ديوان بعنوان: (سني).

:مخار أبو القاسم

الشعر رواد مبدينة بسكرة، يعد من 1931ولد الشاعر أبو القاسم مخار عام

احلر يف اجلزائر.

ودرس مبعهد عبد احلميد قسنطينة تعليمه األول مبسقط رأسه مث انتقل إىلتلقى

نال شهادة الليسانس يف الفلسفة، بن باديس، مث سافر إىل تونس مث إىل سوريا وهناك

شغل منصب أمني عام الحتاد الكتاب اجلزائريني، وترأس حترير جملة (ألوان).

1 .516، صالسابقاملرجع ينظر: -

راءــملحق الشع

- 171 -

لقصيدة الشعرية العمودية واحلرة، له عدة يكتب ا ،1أغلب إنتاجه األديب شعرا

جمموعات شعرية منها :

.1970ربيعي اجلريح -

.1970ظالل وأصداء -

.1986رابية من زمن االحتراق س اتإرهاص -

.2003بني وطن الغربة وهوية االغتراب -

:رزاقي عبد العايل

الشباب راء اجلزائريني ، وهو من الشعبعزابة والية سكيكدة 1949من مواليد

الشعر احلر. الكتابة يفإىل الذين برزوا يف بداية السبعينيات، وكانوا ميثلون فئة تدعو

مارس الكتابة الشعرية يف وقت مبكر، نشر جتاربه الشعرية ومقاالته النقدية يف

العديد من الصحف الوطنية ، من دواوينه الشعرية:

.1980احلب يف درجة الصفر -

.1983أطفال بور سعيد يهاجرون إىل ساحة أول ماي -

1985.2من يوميات احلسن بن الصباح -

:لي حممديزت

من واحلرة، دة العموديةإىل جيل السبعينيات، كتب يف القصيشاعر ينتمي

الشعرية:مؤلفاته

فصول احلب والتحول. -

لست حزينا لرحيل األفعى. -

1 .521ص ،ينظر: م ن -

2 . 650، موسوعة الشعر اجلزائري، اجللد األول، صالربعي بن سالمة وآخروننظر: ي -

راءــملحق الشع

- 172 -

1ومضات احلزن والذهول وظالل املرائي. -

زقاي سامية:

شاعرة جزائرية معاصرة، هلا ديوان بعنوان (قصائد معتقة باألسى) صدر عن

دار هومة اجلزائرية.

:عبد اهللا التوايت

ميارس ، 1963مبنطقة مسعد بوالية اجللفة عام ولد الشاعر عبد اهللا التوايت

مهنة التدريس، له أربعة جمموعات شعرية هي:

من القلب. -

أوجاع. -

وطنيات. -

2بوح يف زمن الالبوح. -

:فلوس األخضر

يف الشعر كتب األخضر فلوس شاعر معاصر، كتب يف شعر التفعيلة أكثر مما

نشرت أشعاره يف اجلرائد والدوريات الوطنية مثل جملة (آمال). العمودي ،

ينحو إىل كتابة الشعر احلداثي بإصرار واقتناع، شعره يقترب من الشعر

ي من حيث رسم صوره وتنويع العمودي من حيث رصانة إيقاعه ومن الشعر احلداث

من مؤلفاته الشعرية: تشكليه،

.1986عراجني احلنني -

1 .426اجلزائريني يف القرن العشرين، صينظر: عبد امللك مرتاض، معجم الشعراء -

2 . )http//www.ALADABIA.net( سرية الشاعر عبد هللا التوايت، املوقع:ينظر: -

راءــملحق الشع

- 173 -

.1986أحبك ليس اعترافا أخريا -

1990.1حقول البنفسج -

بوبكر:قانة

شاعر جزائري معاصر، له ديوان موسوم بـ (خطاب عاجل إىل نزار قباين)

صادر عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع.

:لوصيف عثمان

بعد الثمانينيات فترةات، وتألق يف يبرز الشاعر عثمان لوصيف يف فترة السبعين

أن عرف إنتاجه الشعري طريقه إىل النشر.

من الشعراء املعاصرين الذين كتبوا القصيدة اجلديدة بأدوات وتقنيات الشعر

ات ذ الصويف يف كثرية من قصائده، ولذلك فقد متيزت جمموعاته الشعرية بتوظيف الرموز

الشعرية التجديدية اليت تطيل النظر والتأمل يف الكون املعاين الصوفية واستخدام الصور

اخل املتلهف إىل الدالوجدان و ىواإلنسان من أجل التعبري عن شوق النفس العطش

، من مؤلفاته الشعرية :2والباطن

.1988امللح أعراس -

.1982الكتابة بالنار -

.1997منش وهديل -

أجبديات. -

مرابط شهد حليمة:

معاصرة من الغرب اجلزائري، بدأت موهبتها يف نظم الشعر يف سن شاعرة

.مبكرة

1 .514صالقرن العشرين، ، معجم الشعراء اجلزائريني يفعبد امللك مرتاض ينظر: -

2 .514الثاين، ص، الد اجلزائريسالمة وآخرون ، موسوعة الشعر الربعي بن ينظر: -

راءــملحق الشع

- 174 -

طبيبة نفسانية وأستاذة جامعية، هلا العديد من اإلسهامات يف جمال الشعر واألدب، هلا

22أكثر من مثانني قصيدة تدور مواضيعها حول احلب والعنف واألخالق، اختارت منها

1بـ(ذاكرة السماء).ونشرا يف ديوان ومسته قصيدة

مستغامني أحالم:

من بني تعترب ،1953والروائية أحالم مستغامني بتونس عام ولدت الشاعرة

. الشاعرات الالئي برزن بعد االستقالل وشكلن جيال شعريا متميزا

كتب القصيدة الواقعية امللتزمة مع االعتماد على مجاليات القصيدة احلديثة ت

واملعاصرة.

نشرت جتارا الشعرية يف العديد من الصحف واالت، متيل إىل االجتاه

الوجداين الرومانسي يف كثري من قصائدها، وعلى الرغم من نزعتها الذاتية فإن قضايا

، من مؤلفاا 2ياة والكون كانت تشكل حماورا أساسية يف شعرهااتمع وقضايا احل

الشعرية:

.1972على مرفأ األيام -

.1976الكتابة يف حلظة عري -

.1993أكاذيب مسكة -

مكسار زكريا:

عن الشركة 2003شاعر جزائري معاصر، صدر له ديوان (الشاعر) عام

الوطنية للنشر والتوزيع اجلزائرية.

1 .18/05/2008يومية وطنية مستقلة جزائرية بتاريخ ينظر: جريدة الفجر، -

2 .571ص ينظر: الربعي بن سالمة وآخرون، موسوعة الشعر اجلزائري، الد الثاين، -

راءــملحق الشع

- 175 -

مالحي علي: الشعراء ، وهو أحد أملع1961ولد الشاعر علي مالحي بعني الدفلى عام

الذي يعتمد على التفعيلة الذين برزوا باجلزائر يف فترة الثمانينيات، اختار منط الشعر احلر

ته لتجاربه الشعرية.يف صياغ

أما املواضيع املعاجلة يف شعره فقد كانت متنوعة فبعضها عاطفي وبعضها وطين

، من أعماله الشعرية:1وآخر اجتماعي

.1986أشواق مزمنة -

.1989صفاء األزمنة اخلانقة -

ميهويب عز الدين:

يف برز شاعر معاصر ووجه من وجوه احلركة الشعرية اجلديدة يف اجلزائر،

إنتاجه ف األدبية يف بداية السبعينيات، وتألق شعره يف فترة الثمانينيات بعد أن عر الساحة

الشعري طريقه إىل النشر.

عاجل يف شعره الكثري من املواضيع منها: القضايا الوطنية، التارخيية، األدبية

من مؤلفاته الشعرية: ،2كتاب املسرحية الشعرية يف اجلزائر يعترب من أهمواالجتماعية،

.1986يف البدء كان أوراس -

.1997اللعنة والغفران -

.2007منايف الروح -

.2002عوملة احلب ، عوملة النار -

1 .578، ص القرن العشرينمعجم الشعراء اجلزائريني يفعبد امللك مرتاض، ينظر: -

2 .640، الد الثاين، صاجلزائريموسوعة الشعر بن سالمة وآخرون، الربعيينظر: -

واملراجع قائمة املصادر

- 177 -

مكتبة البحث:

املصادر العربية:

أزراج عمر: -1 ت. د، ط د ،الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائرتقتل الوحش، الشركة ةلياجلم -

.1985 ط، د تيزي راشد، الفوميك، اجلزائر، إىلالعودة -

.1975ط، د ،الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائرل، الشركة وحرسين الظ -

ت. ط، د الطريق إىل امثيليكش، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، د -

األعوج زينب: -2

.1979مشق، د ط، د يكره الشمس؟ احتاد الكتاب العرب، نت من مناأ يا -

دمشق، ط، القومي، د واإلرشادوزارة الثقافة ،األطفاليدجن أنرفض أ -

1981.

عبد القادر : األخضرالسائحي حممد -3

د، منشورات السائحي، اجلزائري، األولالشعرية الكاملة، الد األعمال -

. 2007ط،

ط، د ،لثاين، منشورات السائحي، اجلزائرالكاملة، الد االشعرية األعمال -

2007.

الغماري حممد مصطفى: -4

.1982، 2ط ، اجلزائر،والتوزيع للنشرالوطنية الغربة، الشركة أسرار -

ط، د ،اجلزائر للكتاب، حديث الشمس والذاكرة، املؤسسة الوطنية -

1986.

واملراجع قائمة املصادر

- 178 -

ط، د اجلزائر، قصائد جماهدة، الشركة الوطنية للنشرة والتوزيع، -

. 1،1982ط

.1980 ،1لن يقتلوك، مطبعة البعث، قسنطنية، اجلزائر،ط -

،1طمت احلجاج، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، يف مأ عرس -

1982.

.1980، 1ط هران، مطبعة البعث، قسنطينة، اجلزائر،خضراء تشرق من ط -

ت. ط، د د ،الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائرالشركة الورد والنار، أغنيات -

.ت ط، د د ،الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر الشركة ية السيف، آقراءة يف -

، 1نقش على ذاكرة الزمن، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، ط -

1978.

.2002، ط د اجلزائريني، اجلزائر،احتاد الكتاب ، منتفضةقصائد -

:بالل عمارية -5

.2003، 1، اجلزائر، طالكتاب اجلزائريني ، احتادحكاية الدم -

:بوساحة مربوكة -6

.1996 ط، د ،والتوزيع، اجلزائر الوطنية للنشربراعم، الشركة -

جلطي ربيعة: -7

.1996 ،1ط دار حوران للطباعة والنشر والتوزيع، سوريا، كيف احلال؟ -

جوادي سليمان: -8

.2007 ،1رتستيك، طشعر بعدك، منشورات أ ال -

ط، د الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، يوميات متسكع خمطوط، -

1981.

واملراجع قائمة املصادر

- 179 -

:عبد هللامحادي -9

.2002 ،3والنشر والتوزيع، اجلزائر،طللطباعة الربزخ والسكني، دار هومة -

محد:محدي أ -10

.1977 ط، نفجارات، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، دا -

.1985 ط، د حترير ما ال حيرر، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر، -

محري حبري: -11

.1981 ط، د جملة أمال، اجلزائر،خشبة، منشورات ذنب املسمار يا ما -

خلفية مشري: -12

.2002 ،1ط اجلزائر، سني، احتاد الكتاب اجلزائريني، -

بو القاسم:مخار أ -13

.1970 ط، دربيعي اجلريح، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر -

رزاقي عبد العايل: -14

،2ط اجلزائر،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، احلب يف درجة الصفر، -

1980.

لي حممد:يزت -15

ط، د فصول احلب والتحول، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، -

1982.

والتوزيع، رالشركة الوطنية للنش رائي،ومضات احلزن والذهول وظالل امل -

ت. د ط، اجلزائر، د

د الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، ،األفعىلست حزينا لرحيل -

دت.ط،

واملراجع قائمة املصادر

- 180 -

زقاي سامية: -16

ط. د ت، د ، مطبعة دار هومة، اجلزائر،باألسىقة تعقصائد م -

عبد هللا التوايت: -17

.2007 ط، د من القلب، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، -

: األخضرفلوس -18

.1990ط، د حقول البنفسج، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر، -

قانة بوبكر: -19

ت. د ط، نزار قباين، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، د إىلخطاب عاجل -

لوصيف عثمان: -20

.1988 ط، د سة الوطنية للكتاب، اجلزائر،امللح، املؤس أعراس -

مرابط شهد حليمة: -21

.2008 ط، د ،دار الغرب للنشر والتوزيع، اجلزائر ذاكرة السماء، -

:أحالممستغامني -22

.1972 ط، ، داجلزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، األيامعلى مرفأ -

.1976 ط، د ، بريوت،اآلداب، دار حلظة عريالكتابة يف -

.1993 ط، د مسكة، املؤسسة الوطنية للنشر، اجلزائر،يب ذكاأ -

مكسار زكريا: -23

.2003ط، الشاعر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، د -

مالحي علي: -24

.1989ط، د اخلانقة، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجلزائر، األزمةصفاء -

ميهويب عز الدين: -25

واملراجع قائمة املصادر

- 181 -

1997دط، والفين، اجلزائر،اللغة الغفران، مؤسسة أصالة لإلنتاج اإلعالمي -

.1،2007ط منايف الروح، منشورات ثالة، اجلزائر، -

.2002 ،1منشورات أصالة، اجلزائر، ط ،عوملة احلب عوملة النار -

املراجع العربية:

عقيل: ابن -26

ابن مالك، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد، أليفهشرح ابن عقيل على -

ت. د ،2ط العريب، التراثدار

ابن يعيش: -27

.1973 ،1ط ين قباوة، سوريا،لوكي يف التصريف، حتقيق فخر الدشرح امل -

ديب كمال: أبو -28

.1987 ،1العربية، بريوت، ط األحباثيف الشعرية، مؤسسة -

موسى حممد: أبو -29

ط، كتايب عبد القاهر اجلرجاين، مكتبة وهبة، القاهرة، د إىلمدخل -

1998.

اجلرجاين الشريف: -30

، دار الكتب العلمية، ودريفات، حتقيق حممد باسل عيون السالتع -

.2000 ،1بريوت،ط

اجلرجاين عبد القاهر: -31

جني،عبد السالم هارون، مكتبة اخلا ، حتقيق يف علم املعاين عجازاإلدالئل -

.ت د ،1ط ، مصر،قاهرةال

واملراجع قائمة املصادر

- 182 -

أسرار البالغة يف علم البيان، حتقيق حممد رشيد رضا، دار املطبوعات -

ت. د ط، اجلامعية، د

اجلزار حممد فكري: -32

ط، د ،اهليئة املصرية العامة للكتاب ،األديبقا االتصال يوطيوسيمالعنوان -

1998.

اخلصائص اجلمالية ملستويات بناء النص يف شعر ( لسانيات االختالف -

.2001 ،1ط مصر، احلداثة)، ايتراك للطباعة والنشر،

اخلويسكي زين كامل: -33

، 1، طمصر جديدة)، دار املعارف اجلامعية، الصرف العريب (صياغة -

1996.

الراجحي عبده: -34

.2008 ،1ط، الصريف، دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان التطبيق -

السمرائي فاضل صاحل: -35

اجلملة العربية (تأليفها وأقسامها)، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، -

.2002، 1األردن، ط

.2007، 2العربية، دار عمار، األردن، ط ية يفنبمعاين األ -

العيد ميىن: -36

.1987 ط، د يف القول الشعري، دار توبقال، الدار البيضاء، املغرب، -

الغذامي عبد اهللا: -37

.2006 ،3ط الدار البيضاء، املغرب، املرأة واللغة، املركز الثقايف العريب، -

واملراجع قائمة املصادر

- 183 -

الغالييين مصطفى: -38

.2005 ،1جامع الدروس العربية، املكتبة العصرية، بريوت، ط -

القاضي عبد املنعم: -39

يب علي ألمايل األ –ليب(دراسة يف ثالثية خريي ش الرواية ية السردية يفنبال -

، 1ط واالجتماعية، اإلنسانيةسات والبحوث اعني للدر خايل)، حسن ولد

2009.

املناصرة عز الدين: -40

داثة)، منشورات مجرة النص الشعري (مقدمات نظرية يف الفاعلية واحل -

.1995 ،1دباء والكتاب العرب، عمان، طالعام لألاالحتاد

الوصفي حممد عبد الرمحن: -41

،1ط تراسل احلواس يف الشعر العريب القدمي، مكتبة األدب، القاهرة، -

2003.

الويل حممد : -42

الصورة الشعرية يف اخلطاب البالغي والنقدي، املركزي الثقايف العريب، -

. 1990 ط، د ،بريوت

اليوسفي حممد لطفي : -43

التونسية للنشر، دارالعلى مدار الرعب، واإلطاللةحلظة املكاشفة الشعرية -

.1992 ،1ط تونس،

خبوش رابح: -44

اللسانيات وتطبيقاا على اخلطاب الشعري، دار العلوم للنشر والتوزيع -

.2006 ط، د ،اجلزائر

واملراجع قائمة املصادر

- 184 -

املطبوعات اجلامعية، بن عكنون، ي، ديوان ريصاللغوية لربدة البو البنية -

.1993، 1اجلزائر، ط

بكري عبد الكرمي: -45

الزمن يف القرآن الكرمي (دراسة داللية لألفعال الواردة فيه)، دار الفجر للنشر -

.1999، 2والتوزيع، مصر ط

بلعابد عبد احلق: -46

املناص)، الدار العربية للعلوم ناشرون، إىلعتبات (جريار جينيت من النص -

.2008، 1منشورات االختالف، اجلزائر، ط

بين عامر عاصم حممد أمني: -47

،1ط دار الصفاء للنشر والتوزيع، عمان، لغة التضاد يف شعر أمل نقل، -

2005.

ت بشري:يتاورير -48

الشعرية واحلداثة (بني أفق النقد األديب وأفق النظرية الشعرية)، دار رسالن -

.2010للطباعة والنشر والتوزيع، سوريا، د ط،

متام حسن: -49

.1998، 3اللغة العربية (معناها ومبناها)، عامل الكتاب، مصر، ط -

خالد حسني حسني: -50

تأويلية يف شؤون العتبة النصية)، التكوين للتأليف مغامرةيف نظرية العنوان ( -

.2007ط، والترمجة والنشر، دمشق، د

محاسة حممد عبد اللطيف: -51

.2003بناء اجلملة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، د ط، -

واملراجع قائمة املصادر

- 185 -

راجع عبد اهللا: -52

البيضاء، املعاصرة (بنية الشهادة واالستشهاد)، الدار غربيةالقصيدة امل -

.1987، 1املغرب، ط

رواشدة سامح: -53

.1999ط، ، داألردنربد، افضاءات الشعرية، املركز القومي للنشر، -

عبود: شلتاغ -54

.2003، 1ط ، دار مدين، اجلزائر،اإلسالميةالغماري شاعر العقيدة -

عبده حممد: -55

.1992 ط، دالنحو املصفى، مكتبة الشباب، القاهرة، -

حممد:عويس -56

.1984، 1ط ،جنلو املصريةعريب (النشأة والتطور)، مكتبة األال األدبالعنوان يف

نيمي هالل:غ -57

.1997ط، احلديث، دار ضة مصر، مصر، د األديبالنقد -

فتوح أمحد حممد: -58

.1978، 2الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، دار املعارف، مصر، ط -

:فضل صالح -59

بالغة اخلطاب وعلم النص، الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، -

.1992ط، الكويت، د

قاسم سيزا ونصر حامد أبوزيد: -60

دغرب، ، منشورات عيون الدار البيضاء، امل1السيميوطيقا، ج إىلمدخل -

.1986ط،

واملراجع قائمة املصادر

- 186 -

قاسم عدنان حسني: -61

التصوير الشعري (رؤية نقدية لبالغتنا العربية)، الدار العربية للنشر والتوزيع، -

.2000ط، د

البنيوي يف نقد الشعر العريب، الدار العربية للنشر والتوزيع، األسلويباالجتاه -

.2000، 1مصر، ط

:قطوس بسام -62

النقدي)، مؤسسة محادة ودار الكندي واإلجراءالقراءة (التأصيل استراتيجية -

.1998ط، للنشر والتوزيع، أربد، األردن، د

.2001، د ط، األردنسيمياء العنوان، وزارة الثقافة، -

كنوين حممد العياشي: -63

شعرية القصيدة العربية املعاصرة (دراسة أسلوبية)، عامل الكتاب احلديث، -

.2010، 1، طاألردن

حممد ويس أمحد: -64

، جمد املؤسسة اجلامعية لدراسات األسلوبيةاالنزياح من منظور الدراسات -

.2005، 1والنشر والتوزيع، بريوت، ط

مرتاض عبد امللك: -65

قحتليل اخلطاب السردي (معاجلة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية زقا -

.1995، 1اجلزائر، ط املدق)، ديوان املطبوعات اجلامعية،

مطهري صفية: -66

فرادية، منشورات احتاد الكتاب العرب، اإليف الصيغة اإلحيائيةالداللة -

.2003دمشق، د ط،

واملراجع قائمة املصادر

- 187 -

منصر نبيل: -67

، 1ط املغرب، لنشر،لدار توبقال عاصرة،للقصيدة العربية املاخلطاب املوازي -

2007.

ناظم حسن: -68

واملفاهيم)، املركز الثقايف واملنهج األصولمفاهيم الشعرية (دراسة مقارنة يف -

.1994العريب، بريوت، د ط،

ناهم أمحد: -69

.2004، 1التناص يف شعر الرواد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط -

وادي طه: -70

.1989، 2مجاليات القصيدة املعاصرة، مطبعة املعارف، مصر، ط -

حيياوي رشيد: -71

الشرق، املغرب إفريقياالشعر العريب احلديث (دراسة يف املنجز لنصي)، -

.1998، 1لبنان، ط

يعقوب ناصر: -72

)، املؤسسة العربية 2000 - 1970اللغة الشعرية وجتلياا يف الرواية العربية( -

.2004ط، للدراسات والنشر، بريوت، د

ني سعيد: طيق -73

، 2الثقايف العريب، املغرب، طالنص الروائي (النص والسياق)، املركز انفتاح -

2001.

املراجع املترمجة:

الشكالنيون الروس: -74

واملراجع قائمة املصادر

- 188 -

اخلطيب، مؤسسة األحباث العربية، إبراهيماملنهج الشكلي، ترمجة نظرية -

.1982، 1بريوت، ط

بول فالريي: -75

ة، دمشق، فيصل، اليقظد روحي حماضرة بعنوان (يف الشعر)، ترمجة حمم -

.1ط

تزفيطان: روفوتود -76

ة، ترمجة شكري املبخوث ورجاء سالمة، دار توبقال للنشر، الدار ريالشع -

.1990، 3البيضاء، املغرب، ط

:جون كوهني -77

بنية اللغة الشعرية، ترمجة حممد الويل وحممد العمري، دار توبقال للنشر، -

.1986 ،1الدار البيضاء، املغرب، ط

نز:ليوجون -78

مصر، ،حلمي خليل، دار املعارف اجلامعيةاللغوية، ترمجة تشومسكينظرية -

.1985 ،1ط

نيت:يج جريار -79

ضمن كتاب دراسات يف النص والتناصية، ، )األدب على األدب(طروس -

.1998 ،1ط البقاعي، مركز اإلمناء احلضاري، سوريا،خريي ترمجة حممد

:ن بارتورال -80

الدار ترمجة إبراهيم اخلطيب، مطبعة النجاح اجلديدة، ،واحلقيقةالنقد -

.1984 ط، د البيضاء، املغرب،

:نوسرومان جاكب -81

واملراجع قائمة املصادر

- 189 -

،قضايا الشعرية، ترمجة حممد الويل ومبارك حنون، دار توبقال للنشر -

.1988 ،1ط املغرب،

مونتالبييت كريستني: -82

السيد ووائل بركات، دار (حنو شعرية منفتحة)، ترمجة غسان جريار جنيت -

.2001 ،1ط الرحاب،

يوري لومتان: -83

حتليل النص الشعري (بنية القصيدة)، ترمجة أمحد فتوح، دار املعارف، -

ت. د ،1القاهرة، ط

املراجع األجنبية:

84- Gérard Genette :

- Seuils, Collection poétique aux éditions de seuil, paris, 1987.

85- John Cohen :

- Structure du langage poétique, Flammarion, Paris, 1966.

86- Leo Heok :

- La marque du titre, dispositif sémiotique d’une pratique

textuelle, édition la Haye mouton, Paris, 1981.

87- M. Rifater :

- Essais de stylistique structurale, Flammarion, Paris, 1971.

العربية: املعاجم واملوسوعات

ابن منظور (أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكروم): -88

. 2000 دار صادر، بريوت، ،، طبعة جديدة حمققة، 11الد لسان العرب، -

بعي بن سالمة وآخرون:الر -89

واملراجع قائمة املصادر

- 190 -

(أ) إىل (ز)، دار اهلدى للطباعة موسوعة الشعر اجلزائري، الد األول من -

.2009 ،2ط عني امللية، اجلزائر، والنشر والتوزيع،

(ي)، دار اهلدى للطباعة إىل (س) موسوعة الشعر اجلزائري الد الثاين من -

.2009، 2ط والنشر والتوزيع، عني مليلة، اجلزائر،

مرتاض عبد امللك: -90

ار هومة للنشر والتوزيع، العشرين، دمعجم الشعراء اجلزائريني يف القرن -

.2007 ط، د ،اجلزائر

:األجنبيةاملعاجم واملوسوعات

91- A. Greimas:

- Sémantique, Larousse, Paris, 1966.

92-Oswald Ducrot et Tezvritan Todorov :

- Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage, édition

seuil, Paris, 1972.

وريات واالت:الد

التجدييت نزار: -93

أدبية، ميائية،ي، جملة دراسات ساالنزياح عند جون كوهنينظرية -

.1987 ،1لسانية،ع

محيد:يدايناحلم -94

،46ع ،12ديب (حبث نظري)، جملة عالمات يف النقد، مجعتبات النص األ -

.2002 جدة،

اهلميسي حممود: -95

واملراجع قائمة املصادر

- 191 -

دمشق، ،313ديب،عالعنوان، جملة املوقف األراعة االستهالل يف صناعة ب -

1997.

بزيغ شوقي: -96

.2005، 565حمنة العناوين، جملة العريب، العدد -

:محداوي مجيل -97

الكويت، ،3العدد ،25لداوالعنونة، جملة عامل الفكر، ايقوطيالسيم -

1997.

عبد القادر حسني : -98

الكويت، ،46،عالفكر العريبونظرية النظم، جملة عبد القاهر اجلرجاين -

1987 .

موسى صاحل بشري: -99

،ع10 يف النقد العريب احلديث، جملة عالمات يف النقد، مج األسلويباملنهج -

.2001 ، السعودية،40

:قاسم مومين -100

.1987 القاهرة، ، 3 ،ع7مج الشعرية يف الشعر، جملة فصول، -

نافع عبد الفتاح: -101

جامعة ،4جملة التواصل، ع ،-ابن املعتز منوذجا -الشعرمجاليات اللون يف -

.1994 عنابة، اجلزائر،

قيات:تلامل

:خضرابن عبد هللا األ -102

واملراجع قائمة املصادر

- 192 -

اخلة خاصة مبؤمتر . فهل يف عند سيكون ؟، مديف البدء كان العنوان وكان.. -

ردن.ألديب السادس، جامعة الريموك، ااألالنقد

ودربالة:ب الطيبب -103

الوطين قىتاملل حماضرات كتاب سيمياء العنوان لبسام قطوس،يف قراءة -

العريب، األدب، قسم ديب)، منشورات اجلامعةألمياء والنص اي( الس الثاين

.2000 ،أفريل بسكرة،

املواقع اإللكترونية:

املعموري ناجح: -104

( Http//www.ALTAVISTA.com):املوقع الشاعر رمي قيس كبة، -

:إبراهيمب يلتع -105

:املوقع )،أمنوذجا (شعر الشرقية العريب املعاصر، الشعر شعرية العنوان يف -

HTTP//WWW.ADAB.com

:محداوي مجيل -106

WWW.Djdar.net// (HTTP( :صورة العنوان يف الراوية، املوقع -

:جنم مفيد -107

)HTTP//www.ALTAVISTA.com( :املوقع الفارسية،بني طريق دمشق واحلديقة

األدبية: دجنة -108

)http//www.ALADABIA.net( سرية الشاعر عبد هللا التوايت، املوقع: -

نرميان املاضي: -109

(حياة ما بعد املاء أمنوذجا)، املوقع:العنوان يف الشعر القادر اجلنايب -

)Http//www.ELAPH.com(

الفهرس

أ ...................................................................مقدمة

7 ..................................................................مدخل

25 ..........................................العنوانالفصل األول: يف نظرية

25 .................................................العنوانمفهوم -1

25 ..........................................الفضاء املعجمي -أ

30 ......................................الفضاء االصطالحي - ب

37 ..................................................واضع العنوان -2

43 ..................................................متلقي العنوان -3

45 ..................................................أنواع العناوين -4

49 ................................................وظائف العنوان -5

55 .....................................الفصل الثاين: البنية الصرفية للعناوين

56 .................................................بنية األفعال -1

57 ...............................صيغ الفعل الثالثي ارد -أ

65 ..............................صيغ الفعل الثالثي املزيد - ب

72 ..............................................بنية املشتقات -2

72 ........................................اسم الفاعل - أ

77 .......................................اسم املفعول -ب

79 .....................................الصفة املشبهة -ج

83 .................................الزمان واملكان اسم-د

88 ...................................التركيبية للعناوين البنيةالفصل الثالث:

89 .........................العالقة بني البنية النحوية والبنية الداللية -1

93 ....................................... للعنوان النحويةالتراكيب -2

93 ............................ة العناوين الواردة مجال امسي - أ

112 ............................العناوين الواردة مجال فعلية - ب

124 .....................................الفصل الرابع: البنية الداللية للعناوين

125 .......................................العالقة بني العنوان ونصه -1

138 .................................... يف العناوين مظاهر االنزياح -2

142 ........................................تراسل احلواس-أ

145 ......................................التنافر الداليل-ب

148 ................................تشخيص املوجودات -ج

151 .....................................جتسيد اردات -د

153 .......................................جماز األلوان -هـ

157 ...................................................................خامتـة

164 ...................................................................ملحـق

177 .................................................مة املصادر واملراجعقائ

194 .................................................................الفهـرس