الـجـمـهـوريـة الـجـزائـريـة الـديـمـقـراطـية الشـعـبـيـة

وزارة الـتـعـلـيـم العـالـي و الـبـحـث الـعـلـمـي

جامعـــــــة قاصـــــــــــدي مربــــــــاح ورقلــــــة

كلية األدب واللغات

األدب العربي:قسم

نقد أدبي و مصطلحاته: تخصص

ادة الماستر في األدب العربيمذكرة مكملة لنيل شه

: تحت إشراف األستاذ لبة اإعــداد الط

أحمد حاجي - بالطيب فتيحة -

2015/2014: السنة الجامعية

يةبديعية عائشة الباعونفي مصطلح البالغي ال

ير،ثم أستاذي الفاضل أحمد حاجي الذي أوحى لي بفكرة هذا الشكر أوال وأخيرا هللا العلي القد

.البحث وأشرف عليه ولم يبخل عليا بالنصح واإلرشاد والتوجيه إلى ما يخدم البحث ويثريه

.والشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر موصول لكل من مد لي يد المساعدة في إنجاز هذا البحث

مقدمةمقدمةمقدمةمقدمة

مقدمة

أ

البالغي مكانة مرموقة عند علماء البالغة مسايرا بذلك التطورات الحاصلة يتبوأ المصطلح

يستعين بها الباحثون لفهم واستيعاب الظواهر البالغية التيفي جميع المستويات،فكان األداة

محالة أنه ذا عناية استثنائية منذ القدم ،ونظرا ألهميته فقد حظي والمتتبع لمساره يدرك ال

بيرة من قبل الباحثين والعلماء والدارسين العرب الذين بذلوا جهدا كبيرا في بدراسات أدبية ك

إرسائه، فكان وال يزال بمثابة الركيزة التي يتكئ عليها الباحث فأخذ بذلك المصطلح البالغي

االهتمامالنصيب الوافر من جهود المهتمين بالتراث العربي على مر العصور ونتج عن هذا

ه جهابذة العلم والنقاد من المؤلفات هذه األخيرة، التي كانت زاخرة غنية المتزايد ما أفرز

بالمصطلحات البالغية ،التي كانت وال تزال منهل للعلم والمعرفة التي خلفها السلف للخلف،

المصطلحات التراثية،هذا التراث الدفين الذي يحتاج إلىإعادة الحياة إلىجلها جهود تسعى

ت كلها جهود تسعى لتطوير المصطلح البالغي والعناية به والمحافظة للبحث والتنقيب فكان

.عليه

إن التأليف في المصطلح البالغي قد أكثر منه العلماء قديما وحديثا نال عناية واسعة في

البحث والدراسة والحديث عنه أسال الكثير من الحبر،واستطاع من خالله الباحث أن يؤرخ

ومهما قيل فأنه من نافلة القول أن نتحدث عن المصطلح البالغي للظواهر الفنية ويؤصل لها،

وفضله،وعمق مادته كيف ال وهو الذي ترعرع في رحاب البالغة وعمق مادتها ونهل من معينها

.فشرف بذلك

االهتمامتستدعي التيوالباحث في تراثنا البالغي يجد أنه حافل بالمؤلفات البالغية القيمة

تواإلسهاماعلى سر جمال هذا التراث وكشف النقاب عن تلك الروائع والدراسة و الوقوف

خلفها أصحابها سواء كانت شعرا أو نثرا، انتباه المتخصصين لما فيها من جدة التياألدبية

تميزا في ميدان باعتبارهاوابتكار وخروجا عن المألوف ، وتعد البديعيات شأن هذه الروائع

هو ) المصطلح البالغي في بديعية عائشة الباعونية(لك جاء الشعر وخروجا عن القصيدة لذ

.العنوان الموسوم به بحثنا

:وقد كان من دواعي البحث أسباب نوجزها في اآلتي

مقدمة

ب

.المنزلة التي تحتلها المؤلفة بين علماء عصرها وقد غمط حقها من الدراسة -

باعونية وان وجدت هذه قلة الدراسات التي تناولت البديعيات وخصوصا بديعية عائشة ال-

الدراسات فإنها اتجهت نحو المدونات النقدية والبالغية لكبار النقاد الذين احتلوا مكانة مرموقة

.في التأصيل النقدي

قيمة هذه البديعيات من الناحية التعليمية لكونها تسهم بقدر كبير في تسهيل مصطلحات -

.يمة فنية وجمالية البديعيات وتقديمها للمتعلمين كونها تتميز بق

. عزوف الدارسين عن دراسة هذا الموروث الذي يمثل حلقة مهمة في تراثنا العربي المتميز-

:كلها أسباب تؤدي بنا إلى طرح إشكالية جوهرية البد من معالجتها في هذا البحث وهي

ذي يرتبط هل قدمت المؤلفة مصطلحات البديعية بصورة فنية راقية تجاوزت الجانب النظمي ال-

عادة بالشعر التعليمي؟

هل أسهمت المؤلفة في تقريب هذه المفاهيم بجمعها والتمثيل لها بصورة أرقى وأقرب إلى -

النفس البشرية القترانها بمدح الرسول صلى اهللا عليه وسلم؟

:وعلى ضوء هذه اإلشكالية نفترض أن

.تقديم مصطلحات البديعية بصورة فنية مميزة-

.يالئم موضوعها من العناصر البديعية اعتمدت ما أن المؤلفة-

أما المنهج المتبع فإن طبيعة الموضوع هي التي تحدد المنهج الواجب إتباعه وذلك لإلحاطة

بأهم جوانبه ،وعليه فالمنهج المتبع في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي إذ لم يقتصر

لبالغي واستخراجه ومناقشته وتقصي شواهده على رصد المادة البالغية بل تتبع المصطلح ا

وتحليلها ونقدها في سياق الموروث البالغي ،والتعريف بهذه المصطلحات لدى البالغيين

.والوقوف عند جمالياتها وقيمتها الفنية والبالغية

وقد استعنت في تحقيق هذا البحث واإللمام بجوانبه على جملة من المصادر والمراجع التي

:ضوع المصطلح أبرزها تعنى بمو

)نشأتها ،تطورها ،أثرها (البديعيات في األدب العربي -لقدامة بن جعفر "نقد الشعر"-

مقدمة

ج

جواهر البالغة : الفن ومذاهبه والبالغة تطور وتاريخ لشوقي ضيف إلى جانب الكتب الحديثة-

.أحمد الهاشمي ،علم البديع لعبد العزيز عتيق

فهي قليلة جدا نذكر منها دراسة قدمت لنيل درجة الماجستير أما الدارسات السابقة لدراستنا

لطالبة نورة بن سعد اهللا،وتجدر " البديعيات مضمونها ونظامها البالغي"والتي تحمل عنوان

اإلشارة إلى أن هذه الدراسة لم تتعرض إلى المصطلح البالغي كما تروم إليه هذه الدراسة في

.بحثنا

من تمهيد وفصلين،تكلمت في -تكون باإلضافة إلى هذه المقدمة وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن

التمهيد عن مفهوم المصطلح واستعراض ألهم مراحله ثم كان الفصل األول بعنوان البديعيات

النشأة والتطور وتم قسميه إلى مبحثين المبحث األول تناولنا فيه نشأة وعصر البديعيات

.غة والنقدوالمبحث الثاني أثر البديعيات في البال

أما الفصل الثاني فكان بعنوان المصطلحات البالغية في بديعية الباعونية وقسمناه إلى مبحثين

كذلك فكان المبحث األول عبارة عن قراءة نقدية ألهم المصطلحات البالغية والمبحث الثاني

.تناولت فيه منهج الباعونية في البديعية

ات أهمها قلة الدارسات و المؤلفات التي تعنى بفن وقد وجهتنا في البحث مجموعة من الصعوب

البديعيات ولطبيعة الموضوع وتشعبه ، إال أنني استصغرت تلك الصعاب لقيمة وأهمية هذه

.البديعية ومؤلفتها خاصة وأن موضوعها شخصية الرسول صلى اهللا عليه وسلم مدحه

.ره من االهتمام إلى جانب ذلك الخوف من الفشل وعدم إعطاء الموضوع حقه وقد

على توفيقه لي في تمام هذا العمل،وأن أتوجه -أوال وقبل كل شيء-وفي األخير أشكر اهللا

بالشكر الجزيل ألستاذي المحترم أحمد حاجي الذي شرفني بقبوله اإلشراف على هذا العمل فله

.مني جزيل الشكر واالحترام

ةبالطيب فتيح: الطالبة

2015ماي 21:ورقلة

تمهيد مفهوم المصطلح -

مراحل تطور المصطلح البالغي -

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

5

دها عناية بالمصطلح ويتجلى لنا ذلك من علقد كان للنقاد والبالغيين العرب عناية ما ب

هؤالء ي أبدعهاخالل تلك النظرة المتأملة للنتاجات والنصوص والمؤلفات البالغية المختلفة الت

حيث كانت الخصب فكان بذلك المصطلح جزء من التاريخ األدبي ومعلم من معالم تراثنا

هي أبجدية التواصل المعرفي ، المصطلحات خالصات العلوم رحاق المعارف ورحيقها المختوم"

ا لحاتها، ومطر عن مفاهيمها إال عبر مصيتعبعاجزة عن الذلك أن العلوم 1"ومفاتيحه األولي

فالمصطلح أحد بها خبايا العلوم والنصوص ،لم إال وله منظومته المصطلحية التى يصل من ع

مقاييس تطور العلوم والفنون والمفاتيح التي من خاللها يتم دخول النصوص دون استثناء

.و فهم محتويتها

ت عبر وتمكن األسالف من استيعاب العلوم المختلفة عبر العصور المختلفة بوضع المصطلحا

الخاصة به لحاتهطمصكل علم من العلوم العربية فكان لوضع القواعد لها و العصور المختلفة ،

مهم في تحصيل العلوم،ألنه يحدد قصد الباحث أو المتحدث وكان السلف الصالح يعنون "فكان

2."به كثيرا

التي األداة ثل ويبدو مما سبق أن المصطلح لغة للعلم والمعرفة والفكر، حيث كان وال يزال يم

ذا صلة حيث كان العلوم والمعارف ،قصد التمكن من خبايا يتكئ عليها العلماء والباحثين

بمختلف الحقول المعرفية وأداة الزدهار و تقدم العلوم ،وأبجدية من أبجديات التواصل واالنسجام

واألمم بعضها ت له في ربط الحضارا الوفير األثرذلك اق الثقافي في الحياة ،إلى جانب واالتف

التعامل ورسم معالم الدارسات،وحفظ المنجزات العلمية لتنتقل عبر ببعض،فعمل على تيسر

بات جليا أن المصطلح يجسد قضية حضارية،وأن االهتمام به وبصياغته وتحريره "فقد.األجيال

،وأنه ماثل في كل األصعدة أصل من أصول الفكر،ومظهر من مظاهر الثقافة األصيلة

العربية للعلوم ناشرون،الجزائر سف وغليسي ،الداريو إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، - 1 9،ص1،2008ط 9،ص1989،ط1رون الثقافية العامة، بغداد،جمعجم مصطلحات النقد العربي القديم،دار ناش - 2

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

6

كان البد لهذا المصطلح أن يشكل ظاهرة الفتة لالنتباه تستحق الجمع "لذلك 1."توياتوالمس

وتكشف جهود أسالفنا في إرساء قواعده حتى أستقر على الشكل الذي 2."والدرس والتحليل

.وصل إلينا

قديما بعناية خاصة على اعتبار قضية المصطلح قضية قديمة لدى وقد حظي المصطلح

العناية هذه األخيرة التى بلغ بفضلها توسعا نضجا لم بهذههذا إلى يومنا يحظى وال يزالالعرب

فخصوه بالتتبع والدراسة ،الباحثين والدارسين ذلك فكان محط أنظار واهتمام يبغله علم أخر

وتقديمه للناس من خالل إعادة قراءته انطالقا من تلك البيئة الخصبة الواعدة وانتقاء من التراث

فهناك تراث عربي ضخم يتمثل في أكثر من ألف وخمسمائة مصطلح أدبي " فيه خير ما

فكان االهتمام به وبصياغته واالرتقاء به مستخدمين كل ما يملكون من 3" وبالغي ونقدي

4"لتفكير قبل أن يصبح وسيلة للتحليللأداة "مهارات في ظل التغيرات التي صاحبت تطوره فكان

ومن ثمة كانت دراسة "عرفة وتوحيد الفكر ونشر الثقافة،ووسيلة من وسائل تسهيل الم

ال المصطلحات من أوجب الواجبات وأسبقها وأكدها على كل باحث في أي فن من فنون التراث

عليها تاريخ وال مقارنة وال حكم عام وال موازنة، ألنها الخطوة األولى -وال ينبغي أن يقدم-يقدم

5."يم السليمللفهم السليم الذي عليه ينبني التقو

أن نتطرق إلى مفهوم المصطلح لغة وقبل الخوض في نشأة المصطلح البالغي يجدر بنا

:منظور ابنواصطالحا من خالل تحديد مدلوله ووروده في المعاجم العربية ومنها ما يقول

13،ص1،2011المصطلح النقدي والبالغي عند اآلمدي،نوح أحمد عبكل، دار ومكتبة الحامد للنشر،عمان،ط - 1المصطلح النقدي عند حازم القرطاجني، عباس عبد الحليم عباس،دار جليس الزمان للنشر التوزيع ،عمان، - 2 6-5،ص1،2012،ط1ط 27مصطلحات النقدالعربي القديم، أحمد مطلوب ،ص معجم - 3 32المصطلح النقدي عند حازم القرطاجي،عباس عبدالحليم عباس،ص-4مصطلحات نقدية وبالغية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ ،الشاهدالبوشيخي،دار العلم للنشر والتوزيع، -5 13،ص2،1995ط

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

7

الشئ بعد ) واصالح....(نقيض اإلفساد) اإلصالح....(وهو ضد الفساد:"الصالح:صلح

.أحسن إليها فصلحت:أصلح الدابةأقامه،و :فساده

1."السلم،وقد اصطلحوا وصالحوا وأصلحوا وتصالحوا) :الصلح(تصالح القوم بينهم و):الصلح(و

.أي زال مابين المتخاصمين من خالف وساد االتفاق والوفاق لديهم

سنحاول رصد وتتبع مفهوم المصطلح والبداية عند القدامى على اعتبار أن :أما في االصطالح

.ضية المصطلح قضية قديمة قدم العلوم والمعارف،وكان السبق لهم في تدقيقه وضبط مفهومهق

إذ بذل العرب جهدا كبير في وضع المصطلح بعد أن اتسعت العلوم وتنوعت الفنون وتقدمت "

2"وأول المصطلحات العربية ما جاء في القرآن الكريم. الحياة

مصطلحات ليست غاية في ذاتها تختلف من علم ال" أما ابن خلدون فيعرف المصطلح بقوله

3"آلخر،وهدفها تقريب العلوم من طالبها

ونلمس من هذا التعريف انه بفضل المصطلح نمت اللغة وفتحت أبواب التطور وتنوع

مواكبة بذالك متطلبات الحياة الجديدة وظل أداة للمرء ال غنى له عنها فبه تكتسب العلوم الفنون

. كل التطورات الحاصل في الحياة والمعارف مواكبة

بأنه أدة من أدوات التفكير ووسيلة من وسائل التقدم العلمي واألدبي "ويعرف كذلك المصطلح

،وهو لغة مشتركة بها يتم التفاهم والتواصل بين الناس عامة أو على األقل بين طبقة أو فئة

4."خاصة في مجال محدد من مجاالت المعرفة والحياة

. 267،ص 8،مج )دت(،)دط(لسان العرب ،ابن منظور،دار صادر،بيروت، - 1 11-9معجم مصطلحات النقد العربي القديم،أحمد مطلوب،ص - 2 1240، ص3،1979،دار النهضة مصر،ط3عبد الواحد وافي،ج:المقدمة، عبد الرحمان بن خلدون ،تح - 3 8،ص1982)دط(المصطلح النقدي في نقد الشعر ، الناقوري إدريس، دار النشر المغربية ،الدار البيضاء، - 4

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

8

:لمصطلح البالغي وتطورهنشأة ا-في أولى ،وال محددا ،وال مستقرا غير واضحا بالغي علما يكاد يكولقد وصل إلينا المصطلح ال

فالحديث عن اد قبل استقراره وتحديد مفاهيمه ،واالختالف الذي سبدايته وذلك لكثرة النقد

علوم األخرى المصطلح البالغي كعلم نشأ في أحضان البالغة التي نشأت مثل غيرها من ال

فلما جاء اإلسالم وكان أهم حدث في حياة العرب ،ونزل القرآن وكان أبلغ "خدمة للقرآن الكريم ،

ضه ومعانيه ،وأفصحه في ألفاظه ومبانيه ،كان لذلك أثر بعيد المدى في أغراض اكتاب في أغر

كالمه ،واعجابهم اللغة ومعانيها وألفاظها وأساليبها،لتشرب قرائح المسلمين روح القرآن وحفظهم

به ، وانما تتكيف ملكة الشاعر أو الخطيب أو الكاتب بمحفوظه فال غرو إذا ظهرت أغراض

دفعت "وقد 1"القرآن ومعانيه ورقة ألفاظه واحكام أساليبه في لغة المسلمين شعرا وخطابة وكتابة

ا ويعمقون البحث العرب دفعا قويا نحو البالغة يدرسونه–التي امتاز بها القرآن –عجاز صفة اإل

هذا األخير الذي دفعهم إلى التأمل 2"فيها لتكون وسيلة تساعدهم على فهم ذلك اإلعجاز

فيه من إعجاز وما خصه اهللا به من حسن التأليف والبحث عن مكنونه البالغي الجميل و ما

نه اللطيف مع سهولة كلمه وجزالتها،وعذوبتها وسالستها،إلى غير ذلك من محاس واختصارها

فجاء القرآن بذلك بأسلوبه المعجز فكان وحي منزل تحيرت العقول فيهالتي عجز الخلق عنها،

نس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون ﴿ :يقول اهللا تعالى قل لئن اجتمعت اإلحيث كانت لغة القرآن الكريم منهال عذبا يرده كثير 3"﴾ ظهيرابمثله ولو كان بعضهم لبعض

قاتها الداللية أو يعدلون بها إلي سيقات أخرى امن الشعراء وينهلون من ألفاظه يوردونها في سي

قيام الدراسات البالغية،وصاحبها األثر في"ظاهرة كان لها 4"تجري مع مضمون ما يضمنون

23،ص 1969) دط( الصبغ البديعي في اللغة العربية ،أحمد إبرهيم موسى ،دارالكتاب العربي،للطباعة والنشر القاهرة، - 1 المصطلح البالغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، عبد الرحيم العباسي،دار الكتاب العالمي للنشر التوزيع - 2

. 23،ص1،2006عمان،جوهر القدس،ط 88سورة اإلسراء آية - 3

81،ص3،ج)دت(،)دط(األدب في العصر المملوكي ،محمد زغلول سالم ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، - 4

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

9

البالغة استنبطت من البيئة العربية أومن ثقافات األمم حاجة كبيرة لمصطلحات جديدة في

أخذت الفنون واالصطالحات البالغية"وبالتالي 1"األخرى نقال

جوانب الجمال في األسلوب،وتداخلت الدراسات وامتزجت،فكانت دراسة أسلوب تظهر وتسجل

ن به في توضيح القرآن تعتمد على البالغة وكانت البالغة تعمد إلى الشاهد القرآني،لتستعي

فالمصطلحات العربية بذلك تكون قد تطورت بتقدم علومها "2"االصطالحات وتثبيتها في الذهن

ى ،وخضعت لسنة النشوء واالرتقاء ،وقد اجتمعت عوامل عدة هيأت لهذا العلم االزدهار واحتف

التعريفات البالغية أول ما نشأت لم تكن واضحة المعالم دقيقة فالمصطلحات "كثيرا المهتمون به

وانما كانت مجرد مالحظات عابرة يدركها العرب بحكم ذوقهم وسليقتهم في التمييز بين الكالم

3"البليغ وبين ما هو أقل درجة منه

نشأة فطرية متواضعة على شكل مالحظات متفرقة ال "فنشأة المصطلح البالغي إذن كانت

،وغير مضبوطة ضبطا ،فجاءت ساذجةإطار فكري محدد ،وعرف فني خاص تجتمع في

علميا وعلى الرغم من معرفة العرب بالنقد منذ العصر الجاهلي ،إال أنهم لم يعرفوه ولكنهم

4."عرفوه مفهوما وممارسة جاءت على شكل مفاضالت شعرية

وحين تتبع المصطلح البالغي في التراث فإنه ال نكاد نعثر فيه على أمر ذي بال نستطيع من

الحال لم يوجد له استخدام صريح كما هو ر هذا المصطلح كعلم محدد و خالله تحديد متى ظه

يكاد يجمع الدارسون الذين تحدثوا عن بداية ظهور المصطلحات " بعد ذلك ولفترة طويل، إذ

القرآن للفراء معاني"كتاب " البالغية أن بعضها ظهر في كتب الدراسات القرآنية األولى مثل

لكن المعنى االصطالحي البالغي لم يكد يتميز بعد ألن البالغة ألبي عبيدة،و "ومجاز القرآن"

.20المصطلح البالغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، عبد الرحيم العباسي ،ص -1 . 34المصطلح النقدي والبالغي عند اآلمدي، نوح أحمد عبكل ،ص -2 .7،ص2001،)دط(المختصر في تاريخ البالغة، عبد القادر حسين،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ، -3 .32عند اآلمدي، نوح احمدعبكل ،ص المصطلح النقدي والبالغي- 4

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

10

،إال أن القرنين األول 1"كانت ما تزال في طور نشأتها األولى ولم تصل مرحلة التحديد والتقسيم

إرهاصا ومخاضا انتهى بحلول القرن الثالث الذي شهد الميالد الحقيقي "والثاني يشكالن

قة التأليف في هذين الحقلين الذي نحى يهما منحى لغوي فيللمصطلح النقدي والبالغي وانطال

بعض المؤلفات فطغت الداللة اللغوية في هذا القرن على المعنى االصطالحي الذي أخذت

التعابير التي كان يتداولها الشعراء ورواة الشعر واللغويون "ذلك أن 2"عنه فيما بعد تنفصل

،فبلغ 3"بع األول للمصطلح النقدي و البالغي في اللغةوالنحاة حتى نهاية القرن الثاني هي المن

المصطلح في القرن الثالث الهجري مرحلة من مراحل تطوره تتناسب ما بلغه العرب في هذا

وظل التقدم الفكري "العهد من نضج ثقافي وأدبي كبير وما أفرزه من مباحث ودراسات جليلة

4"دارسات نحو الكمال المنشود بخطوات كبيرةوالنضوج األدبي والعلمي يسير بهذه البحوث وال

بمجئ القرن "،ليأخذ المصطلح البالغي استقاللية البحث والتأليف على أيدي العلماء والنقاد و

الرابع شهدت المصطلحات النقدية و البالغية تطورا ملحوظا كما ونوعا ،حيث ظهر عدد من

ة، وبالتالي أثروا في مسيرة المصطلحات النقاد الذين أثروا في مسيرة النقد والبالغة العربي

5"وتطورها

ولعل تتبع هذه المراحل يكشف لنا وبوضوح أولئك الصفوة المختارة من العلماء النابهين الذين

.ن اكتمل نضجهه وليدا وحملوه إلى األجيال إلى أعكفوا علي

مجاز "تابه الذي وضع ك) "ه288(هؤالء العلماء واألدباء واألعالم نجد أبو عبيدة فمن

ليأتي الجاحظ 6"وهو وان كانت عنايته لغوية ،فقد كانت له بعض الملحوظات البيانية"القرآن

أوائل الذين التفتوا إلى المصطلحات "رائد النقد العربي الذي يعد من) ه255(المتوفى سنة

24المصطلح البالغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، عبد الرحيم العباسي،ص - 1 35والبالغي عند اآلمدي،نوح أحمد عبكل، ، صالمصطلح النقدي - 2 10،ص1995مصطلحات نقدية وبالغية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ،الشاهد البوشيخي ، - 3 28،ص)دت(،)دط(محمد عبد المنعم خفاجي،دار الكتب العلمية،بيرت ، :نقد الشعر ،قدامة بن جعفر، ، تح - 4 36دي، أحمد عبكل،صالمصطلح النقدي والبالغي عند اآلم - 5 71،ص) د ت(، 2البالغة فنونها وأفنانها ،فضل حسين عباس، ،دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزيع،ط -6

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

11

اللذان " الحيوانو " "البيان والتبيين"وأطلقوا العديد منها بمعان متطورة نسبيا عن سابقيه في كتابيه

ويقول في ،1"يعدان غاية في األهمية حيث أشار الجاحظ للمصطلح عند حديثه عن المتكلمين

وهم تخير تلك األلفاظ لتلك المعاني،وهم اشتقوا لها من كالم العرب تلك األسماء،وهم "المقامهذا

خلف،وقدوة اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم،فصاروا في ذلك سلفا لكل

للمصطلح شكل خطوة متقدمة،في هذا المجال إال أنه لم "وبذلك يكون الجاحظ قد طرح2"لكل تابع

لتحين المرحلة التي اهتمت 3"يعن بتحديد المفاهيم،كما انه لم يبرز القيمة الفنية لكثير منها

ا عدد من بوضع األبحاث و الدراسات التي تحمل الطابع األدبي والعلمي التي برز في رحابه

الذين انصب اهتمامهم بدراسة )ه388(والخطابي)ه403(النقاد والدارسين أمثال الباقالني

فوضع "اإلعجاز القرآني ليأتي الدور على الذين اعتنوا بدراسة األدب مثل ابن المعتز،

فزاد على ما جاء قدامة،"ثم 4"وذكر فيه أنواعا مما بنيت عليه البالغة فيما بعد" البديع"كتاب

إلى جانب هؤالء نجد أبى هالل العسكري المتوفى سنة 5"كره ابن المعتز من أنواع البديعذ

" الذي يهتم بالبيان بعامة هذا فياحب كتاب الصناعتين و الذي يمثل االتجاه ص) ه395(

كلها جهود 6"ظل بقاء القواعد البالغية متداخلة بمسائل النقد األدبي حتى القرن الرابع الهجري

مهدت الطريق لدراسة الكثير من المصطلحات النقدية"لنقاد وعلماء بارزين داتواجتها

هذه الدراسات 7"والبالغية في القرن الخامس الهجري،الذي يعد بحق مرحلة النضج و االزدهار

ومن أهم نقاد هذا العصر الذين كانت لهم جهود بارزة في تأصيل "التي حوت الكثير منها

35ينظر، المصطلح االنقدي والبالغي عند اآلمدي ،أحمد عبكل،ص- 1 139م،ص3،1968،ط1عبد السالم محمد هارون،مكتبة الخانجي ،القاهرة،ج:الجاحظ،البيان والتبيين،تح- 2 .37،المصطلح النقدي والبالغي عند اآلمدي ، نوح أحمد عبكل ،ص - 3 72البالغة فنونها وأفنانها، فضل حسين عباس، ص - 4 72المرجع نفسه،ص- 5 132م،ص7،1988البيان العربي، طبانة بدوي،دار المنارة،جدة،ط -6 37المصطلح البالغ والنقدي عند اآلمدي، أحمد عبكل، ص - 7

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

12

غي وتطوره ،ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة،و ابن سنان الخفاجي المصطلح النقدي والبال

'ودالئل اإلعجاز''أسرار البالغة "في كتابه سر الفصاحة،وعبد القاهر الجرجاني في كتابه فكان للمصطلح عنده خصوصية بارزة فقد ظهرت على يديه العديد من المصطلحات والمفاهيم

لقد نظر هؤالء ،1"ي علم المعاني أو ما يسمى بنظرية النظمالجديدة التي لم يسبق إليها ف

العلماء إلى المصطلح بوصفه علم له خصائصه وأهميته التي أصلها سابقيهم وحاول بدورهم أن

يقدموا مالمحه كما انتهت إليه في عصور االزدهار وهو القرن الخامس الهجري،أما القرن

واضحا في ظهور المصطلحات النقديةالسادس فإنه على ما يبدو لم يشهد نشاطا

،ووصوال إلى القرن "البديع في نقد الشعر"والبالغية،سوى عند أسامة بن منقذ من خالل كتابه

مفتاح ''السابع فإن النشاط المصطلحي األبرز في هذا القرن تمثل عند السكاكي في كتابه

لتبدأ بعد ذلك ،2"ستقرارحينها كانت المصطلحات آخذة بالرسوخ والثبات واال.....''العلوم

التلخيص والشروح واالختصارات كشرح ابن األثير الجزري لمصطلحات سابقيه من النقاد "مرحلة

هذه المرحلة التي عرفت إضافات وأفكار من 3"والبالغيين ، وابن اإلصبع والخطيب القز ويني

لة القرن السابع إال أنه مع إطال,قبل علماء وصفو من المجددين ال يمكن غض النظر عنها

الهجري الذي بدا بالغيا ،اختلف الباحثون والنقاد في تحديد تسمية هذه المرحلة وتباينت أراهم

حولها ذلك ناجم على ما يبدو من ظن أغلبهم أنها حقبة زمنية وصفت بقليلة العطاء ،األمر

م آخر من الذي دعى قسم من الباحثين إلى أن يصف أدب هذا العصر بالتقليد والجمود وقس

النقاد والدارسين من أشادوا بتلك العطاءت الفريدة المميزة لهذه المرحلة العلمية واألدبية وما

حوته من عبقرية وابداع ومنهم من وقف وقفة المتأمل المنصف عند النتاج األدبي لهذه الفترة

يستند إليها لتيابالرأي الموضوعي العادل علما إن لكل منهم أدلته براهينه ومنطقاته النقدية

.لتعزيز ما يذهب إليه

37،ص السابقمرجع ال- 1 37،ص نفسهالمرجع - 2 37المرجع نفسه ،ص - 3

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

13

رأينا من خالل النظر في جهود النقاد العرب سواء القدامى منهم أوالمحدثين أنهم نظروا إلى

المصطلح عامة والمصطلح البالغي بصفة خاصة نظرة مميزة ذلك أن جعلوا له أبواب هامة

يتهم الشئ الكثير على تعدد مشاربهم، منذ في كتبهم األدبية أو النقدية منها وأولوه اهتمامهم وعنا

أن تبلور إلى أن أصبح العلم القائم بذاته فاتجهوا إلى تأصيله واستقرأ مالمحه ووضع الشروط

عبر مراحل أقل ما.لصياغته وتطوره ووضع القواعد له

يقال عنها زاخرة بالعطاء متمثلة في تراث ضخم خلفته تلك العصور المتعاقبة من كتب

.عات وتخصيص وافراد دواوين بكاملها لهذا العلموموسو

:الباعونية نشأتها وحياتها-

هي السيدة الفاضلة الناسكة عائشة بنت يوسف ابن أحمد الباعوني،ولدت بالصالحية بدمشق ''

،فقد كان أبوها وعمها وولدها وأخواها من نوابغ العلماء في الفقه الورعفي بيت عريق في العلم و

صوف والتاريخ واألدب ،فنهلت من حياضهم ،ثم تلقت الفقه والنحو والعروض على والحديث والت

طائفة من شيوخ عصرها،ثم عكفت على التدريس والتأليف فانتفع بعلمها وفضلها خلق

) ــه 922(تتفق جميع مصادر ترجمتها على أن وفاتها كانت في دمشق عام "أما وفاتها .1"كثير

العربي تراثناكانت لها يد كريمة أغنت "حيث ،2"يد سنة الوفاة مع أن بعضهم مال إلى عدم تحد

:نذكر منها على سبيل المثال مؤلفاتها المخطوطة 3"األصيل بمؤلفات

في المولد األمنيديوانها المسمى فيض الفضل وهو ديوان شعر في المدائح النبوية،والمورد "-

4"والنظم لى رقائق النثر األسنى ،وهو مولد النبي صلى اهللا عليه وسلم اشتمل ع

لها ديوان شعر بديع في المدائح النبوية " أما نتاجها الشعري فتذكر صاحبة الدر المنثور أن-

كله لطائف،ومن تأليفها مولد جليل للنبي صلى اهللا عليه وسلم اشتمل على فرائد النظم

.304- 303، ص 2009، 13تاريخ األدب العربي ، أحمد حسن الزيات،دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ،لبنان،ط -1 .11م، ص 2009 ،1عادل العزاوي، عباس ثابت،دار كنان للنشر والتوزيع،ط: البديعية وشرحها ، عائشة الباعونية ،تح - 2 .5المصدر السابق،ص - 3 .304تاريخ األدب العربي، أحمد حسن الزيات ،ص - 4

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

14

لكنها عات شتى، مرست فيه ،فنظمت في موضو حازت الشعر،وت"هذه العالمة الجليلة ،1"والنثر

الفتح (و)الشفيعبديع البديع في مدح (بزت غيرها من شعراء عصرها بمدائحها النبوية وببديعياتها

2)"المبين في مدح األمين

فكانت الباعونية بذلك من اللواتي تشربن ثقافة مشايخة عصرها و استفادتها من اإلطالع على

بفضل اكتسبتهفي أثارها،هذا التنوع الذي كتب السابقين،ذلك الذي ترك أثرا يظهر واضح جليا

العلم والثقافة من اكتسبتتنوع أساتذتها وشيوخها، فلم تكتفي باألخذ من منهل علمي واحد بل

منابع وروافد متعددة من فقه وتصوف مما يدل على أنها صاحبة منزلة علمية ودينية

غيرها من العلوم التي وصلت رفيعة،وتاريخ وأدب ناهيك عن العلوم األخرى من نحو وعروض و

إليها العبقرية العربية ،وقد تأثرت بأساليب عصرها التي تبدو فيها الصناعة اللفظية واضحة

جلية فكان لديها فن القول وبالغة التعبير،عالمة بالشعر وتنظيمه،فكانت بحق واسعة اإلطالع

.للتطورعلى علوم اللغة العربية عالمة فاضلة فأبدعت وأعطت عناصر مميزة

:بديعيتها ومكانتها-

وشرحها حيث ) الفتح المبين في مدح األمين(ينفرد عبد اهللا الحمص في ذكر سنة نظم بديعيتها"

التحديد،ومهما دم لنا سندا تاريخيا عن أسباب هذام غير أنه لم يق1513ه919يحدد لذلك سنة

أي قبل ثالث -سنيها يكن من أمر،فإن معنى ذلك أن هذه البديعية قد نظمتها في أخريات

،لذلك استحقت هذه 3"ومن خاللها جسدت نضجها الفني والفكري وعمقه وافىتهاسنوات من

البديعية ومؤلفاتها منزلة خاصة بين البديعيات،وقد جاءت هذه البديعية في مائة وثالثة وثالثين

)براعة المطلع:(بيتا فيها غنية زاخرة بأنواع البديع تبتدئها ب

طلع أقمار بذي سلم أصبحت في زمرة العشاق كالعلمفي حسن م )حسن الختام(لتنهيها ب

10البديعية وشرحها،عائشة الباعونية، ص - 1 .5المصدر نفسه،ص - 2 18- 17ينظر، المصدر السابق، ،ص - 3

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

15

فيه وحسن رجائي فيك مختتمي مدحت مجدك واإلخالص ملتزمي هذه البديعية التي جمعت فيها إلى جانب غزارة المادة وعمق التفكير حسن التفصيل وسهولة

.واال يجازالعبارة

:النقاد في الشاعرةآراء العلماء و -

إن الذين ترجموا لها كلهم قد رفعوا من مكانتها الشعرية فهي عندهم شاعرة مطبوعة وأديبة "

1"لبيبة

صفها و عبد الغنى النابلسي بأنها فاضلة الزمان وحليفة األدب في كل مكان ،و افقد وصفه-

.لنسبغيره من العلماء ،واألعالم بأنها ربة الفضل واألدب وصاحبة الشرف وا

أما صاحب أعالم النساء فيقول عنها عالمة جليلة ،وأديبة عظيمة القدر وشاعرة كبيرة مع -

.صيانة وصالح في دين

يثير عاطفة اإلعجاب في المرء أن يرى في هذا العصر المظلم "أما أحمد حسن الزيات فيقول -

بالسجع ،وتتكلف البديع ال يعيبها أي تكلف تبذ الرجال في العلم واآلداب ،و امرأة كالباعونية

ولما لها من .2"وتغرى باللفظ ،وتقصر إلهامها على المدائح النبوية فإن المرء صنيع بيئته

شهد لها العلماء و خصائص تعبيرية جعلتهم يكثرون من مالحظتهم على خصائصها وأساليبها

.ببراعتها وخصب خيالها في تعبيراتها

ن بقدرتها الشاعرة في تلون معجبو "اعونية نالحظ أنهماء من البمن خالل استعراض مواقف العلم

موضوعاتها وحسن سبكها وصياغتها مع روح شفيفة تجلت بارعة في مدائحها النبوية مع ما

من تكلف محث عن الصنعة البديعية التي كانت سمة غالبة في -وشعر زمانها-يشوب شعرها

3."عصر الباعونية

10،11،صالمصدر نفسه - 1 .304أحمد حسن الزيات ،تاريخ األدب العربي ،ص 2 .11ية وشرحها، عائشة الباعونية ،صالبديع- 3

المصطلح البالغي و مراحل تطوره تمهيد

16

من تراث لما خلفتهيشهد بنبوغها التيتقية عائشة الباعونية كانت إذن هذه الشاعرة واألديبة ال

.خالد واألكيد أنها ذات ثقافة علمية وأدبية واسعة متفننة في العلوم المختلفة

فيها تمتدح وكانت قد ذكرت أن حب الرسول هو الذي دفعها إلى نظم بديعيتها الفريدة ،

خصاله وشمائله بامتداحعرفها العرب،وذلك يالتالمصطفي صلى اهللا عليه وسلم بألوان البديع

يمحى ينسى واألثر الكريم الذي ال الشريفة وأخالقه المنيفة ،صاحب الفضل الكبير الذي ال

ذلك أن 1﴾ وانك لعلى خلق عظيم ﴿ الكريم والخلق العظيم الذي مدح اهللا تعالى به في القرآن

.هأوصاف بلغت معشر ما ات واللهجاتوكتبت بمختلف اللغ تألقتاألقالم قد

4:، اآليةسورة القلم - 1

البديعيات البديعيات البديعيات البديعيات ::::الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

التطورالتطورالتطورالتطور النشأة والنشأة والنشأة والنشأة و

النشأة و العصر:المبحث األول -

أثر البديعيات :المبحث الثاني -

في البالغة و النقد

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

18

النشأة والتطورالبديعيات : األول فصلال العصر والنشأة: المبحث األول

لقد مرت البالغة في جميع علومها بمراحل متعددة إلى أن وصلت إلى درجة من النضج

ذا األخير عصر والكمال ، ولعل أبرز مرحلة تلك التي ارتبطت بالعصر العباسي إذ يمثل ه

البالغة العربية في أوج ازدهارها حامال بذلك راية العلم والفكر والتجديد ،حيث اتضحت فيه

مناهج أدبية مختلفة وذلك بظهور األدباء و الكتاب والمنشئين الذين أغنوا األدب العربي ووسعوا

ة تنهل منها العلوم مسالكه وتركوا في تراثنا األدبي ثروة عظيمة ال تزال إلى اليوم مادة خصب

فهذا العصر لم يكن أقل من غيره عطاء فقد تعددت نتاجاته وتنوعت حتى شملت "المختلفة

، إلى جانب هؤالء 1"وغيرها من العلوم...فنون المعرفة كلها ،من أدب وشعر وفلسفة وتاريخ

جدون الشعر الكتاب برز النقاد والشعراء من ذوي القدرة على الكتابة والتنميق في األساليب ي

ويتذوقونه ويتخيرون لمفرداته،فلم يغفلوا رقة األلفاظ وعذوبتها وجاءت أشعارهم زاخرة باأللفاظ

العذبة الرقيقة والذوق الرفيع الذي يؤثر في السمع والنفس معا،فكانت اللغة الساحرة الفصيحة

الجمال وروعة األداء ب"الراقية عنوان دواوين ومؤلفات الشعراء والنقاد هذه اللغة التي تتميز

،وتمثل قمة اإلبداع اللغوي لما تحويه من فصاحة وبالغة تتمثل في مفرداتها و إتقان تراكيبها

و قد عرف العرب بخيالهم وغزارة إنتاجهم . 2"وزخرف أشكالها وجمال موسيقى في جرسها

يتواله العجب حقا والدارس لهذا األدب شعره ونثره "،فبلغوا بذلك أروع النصوص الشعرية والنثرية

من تملك العرب لناصية القول أومن تفننهم في طرق التعبير عن أفكارهم وخواطرهم إلى درجة

، فحرصوا على إقامة األوزان وتخيروا 3"شهد لهم بعلو المكانة في عالم الفصاحة والبالغة

وانشائه فكان و أحسنوه ،فكانت لديهم القدرة على تذوق الكالم الجميلاأللفاظ وقد أتقنوا ذلك

الحق أنهم كدحوا طويال في معانيهم وصياغاتهم وأخيلتهم "الشعر لذلك بغيتهم ووسيلتهم ، و

.6-5،ص1،1983،ط)سوريا(، علي أبو زيد، عالم الكتب ،دمشق )نشأتها،تطورها،أثرها(البديعيات في األدب العربي، - 1 9ص، 1977، 1،عائشة حسين فريد، دار قباء ،القاهرة ،ط) في ضوءاالساليب (وشي الربيع بألوان البديع - 2 .7،ص)ت.د(،)ط.د(،)لبنان(علم البديع، عبد العزيز عتيق، ،دار النهضة ،بيروت ، 3

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

19

وصوروها،حتى يحققوا ما يريدون من تفوق وبراعة وقد أكبوا على ينابيع اللغة العذبة ينهلون

طريف في حيث استبق الشعراء يحاول كل منهم أن يأتي بالنادر ال1"منها ويستمدون أساليبهم

الصناعة والعبارة فملؤ بذلك آذن العصور المختلفة بألحان عذبة جميلة،وقد تميزت أشعارهم

2"ببعض سمات الصنعة وخلف بعضهم أشعار ودواوين أدرجت إلي جانب المبدعين

أو ما أطلق عليه بمذهب الصنعة أو المذهب رة التأنق والصنعة في هذا العصر فبرزت ظاه

هرة بارزة، فراح الشعراء يوشون به شعرهم ويطرزون به قصائدهم البديعي حتى بات ظا

،وقد تنوعت الغايات من استخدام 3"تلك الكسوة اللفظية البديعية التي كسوا بها أساليبهم "فكان

من الفنون البديعية لدى الشعراء فكان هدفهم إما اإلمتاع أو بيان األفضلية على غيرهم، و

وان جاز أن نقول أنهم تفرغوا له وجفت "علم البديع عناية خاصة وا المعروف أن القدماء قد أول

.هو فن البديعيات االذي بلغه البديع أثمر فنا جديد أن النضج و يبدو 4"قرائحهم إال منه

وقبل الحديث عن نشأة فن البديعيات والخوض في غمارها حري بنا،وباألهمية بمكان أن نقف

.لهذا الفنعلى المفهوم اللغوي واالصطالحي

:المفهوم اللغوي للبديعيات-1وأصولها نحاول البحث عن اشتقاقاتها وذلك بالعودة إلى )بديعية(للوقوف على دالالت كلمة

بدع الشئ : "مادة بدع في المعاجم وقد جاء في معجم لسان العرب المحيط للعالمة ابن منظور

.ا وأحدثها أستنبطه:أنشأه وابدأه وبدع الركية:يبدعه بدعا وابتداعا

المبتدع وأبدعت الشئ اخترعته ال على مثال والبديع من أسماء :والبديع.والبديع المحدث العجيب

اهللا تعالى إلبداعه األشياء واحداثه إياها وهو البديع األول قبل كل شئ،ويجوز أن يكون بمعنى

:مبدع أو يكون من بدع الخلق ،أي بدأه واهللا تعالى كما قال جل شأنه

.147ص)د ت(،7الفن ومذاهبه في الشعر العربي،شوقي ضيف،دار المعارف بمصر، ط - 1 .147المرجع نفسه،،ص - 2 .118:سورة البقرة ،اآلية - 3 .230،ص1،مج لسان العرب ، ابن منظور، دار المعارف،القاهرة - 4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

20

أي خالقها ومهدئها ، 1﴾ ديع السماوات واألرض واذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ب ﴿

.فهو سبحانه الخالق المخترع ال عن مثال سابق

تهامة كبديع :والبديع الزق الجديد والسقاء الجديد وفي الحديث أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال

2"وحلو أخره شبهها بزق العسل ألنه ال يتغير هواؤها فأوله طيب وأخره طيب , و أوله العسل حل

3"﴾ أي ما كنت أولقل ما كنت بدعا من الرسل ﴿:وفالن بدع في هذا األمر،قال تعالى"

باط االستنإلى البدع و ئنا للمادة اللغوية للفظة البديع نجد أنها تعود اإن المالحظ عند استقر

.الجدة واالختراع المتميزراعة و ال يخرج معناه عن معنى البو االبتداءواإلحداث و

:المفهوم االصطالحي للبديعيات-2نظرا للعالقة الوطيدة بين البديع البديعيات وجب في هذا المقام أن نعرج لو بصورة يسيرة

لباحثون والدارسون ا اختالفمختصرة على تتبع أهم مراحل تطور هذا العلم خاصة في ظل

.حول أسبقية النظم البديعي

في استعماله اتسعإن البديع وهو أحد علوم البالغة العربية لم ينشأ في العصر العباسي،ولكن

هذا العصر بعد احتكاك العرب بالثقافات الوافدة بل كانت له مقدمات واضحة في األدب وأن

لكل مدرسة منها "يجسد هذا العلم مدارس وأصوله ضاربة بجذورها في العصر الجاهلي حيث

وهذا مسلم بن الوليد األنصاري الشاعر العباسي 4"طابعها الخاص ورجالها الذين يمثلونها

المعروف بصريع الغواني أحد المجددين الذين أغرم بهذا الفن الذي كانت البداية ) ه 208ت(

ه مذهبا شعريا غدا تجسيد فنيا على يديه،ولع البديع واتخذه نهجا في معظم شعره فكون لنفس

أخذ من "راقيا للذوق الذي كان يسود البيئة العباسية خالل القرن الثاني للهجرة هذا األخير الذي

خالله الشعر العربي يلبس رويدا ثوبا من الزخرف والتنسيق قصد توشيته بحلي وزخارف ال عهد

8:سورة األحقاف،اآلية - 1

،دار 1معجم مقاييس اللغة ، أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء، ،تحقيق وضبط عبد السالم محمد بن هارون،مج - 2 209،ص1،1991،ط)لبنان(الجيل،بيروت

14م،ص 2004-ه 2،1425، طعلم البديع، بسيوني عبد الفتاح فيود،دار المعالم الثقافية للنشر والتوزيع ،اإلحساء - 3

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

21

بعض الصور البيانية وضع مصطلحات ل"حيث،1"له بها في قديم عصره وغابر زمانه

ومن "فهو المسرف المبالغ في التكلف، 2"والمحسنات اللفظية والمعنوية من مثل الجناس والطباق

بل هي الشعر العربي في أقدم نماذجه يرى صعوبة هذه الصناعة ،وانها ليست عمال غفال ، يرجع إلى

3.. "توفر فيها قيود ومراسيم متنوعةوتلك هي آثار الشعر الجاهلي ت. عمل مرسوم بتقاليد ومصطلحات كثيرة

الشعر الجاهلي ما يفسر بعض هذه الجهود فالقصيدة تتألف من وحدات موسيقية )موسيقى (وفي دراسة"

ويلتزم الشاعر في جميع هذه األبيات وزنا ...يسمونها األبيات ،هي تبلغ عادة أربعين بيتا ،قد تزيد إلى مائة

يعتمد أصحابه على فن الموسيقى فقط وما يحدثون فيه من قواعد واحدا فالشعر الجاهلي إذن كان ال

تلك التقاليد "إال أن ،4"بل هم يعتمدون على فن أخر لعله أكثر تعقيدا ،وهو فن التصوير دقيقة ، التزامات

فالشعراء القدماء 5"الفنية في الشعر الجاهلي ظلت مسيطرة على فن الشعر إلى مدى بعيد وأزمنة متطاولة

وقول ينبعث عن وحى الفطرة،ومعاني تمليها ، كالم يسيل عن فيض السليقة"هدفهم األسمى للشعركان

عليهم حياتهم وما فيها من صور ومشاهد،أبرز مميزاتها الوضوح،وأجلى خصائصها السهولة دون مجهود

ليب البيانية التي الخصائص الفنية واألسا"فيكون الشعراء العرب في أشعارهم قد تمكنوا وامتلكوا تلك6"عميق

تخلع عليه صفة الجمال واإلبداع وكان الشاعر ملهم بحسه الفطري وعلى غير دراية منه بأنواع هذه

مصطلحاتها البالغية يستخدمها تلقائيا كما جاش بنفسه خاطر وأراد أن يعبر عنه تعبيرا األساليب البيانية و

7."بليغا

اهليون بطبيعتهم الشعرية الفذة يستحسنون بعض األساليب إن المالحظ من خالل ما سبق أن الشعراء الج

.البالغية و يستخدمونها عن سليقة في أشعارهم دون دراية أو علم بمصطلحاتها

فأوفى بهذا البديع على الغاية المرتقبة من اإلكثار والتفنن،بل من "تمام ن الوليد األنصاري أباوخلف مسلم ب

رة البديعية بن الوليد،فبلغت الصو احلف أن ال يصلى حتى يحفظ ديوان مسلم الذي ، 8اإلفراط واإلسراف البعيد

16الصبغ البديعي،أحمد إبراهيم موسى،ص- 1 .7ص، 2،1991،ط1ج) لبنان(،دار مكتبة الهالل،بيروت )ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب،تقي الدين أبي بكر - 2 .14الفن ومذاهبه في الشعر العربي،شوقي ضيف ،ص3- .15- 14ينظر،المرجع نفسه ص- 4 11،ص)دت(،)دط(،3في العصر المملوكي، محمد زغلول سالم ،منشأة المعارف ،ج األدب - 5 54الصبغ البديعي في اللغة العربية، أحمد إبراهيم موسى ،ص - 6 8علم البديع،عبد العزيز عتيق، ص - 7 28،ص12البالغة تطور وتاريخ،شوقي ضيف،دار المعارف،ط - 8

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

22

بحار الفلسفةت الواسعة والخوض في والتأنق والتكلف والتعقيد والمزج بألوان الثقافا على يديه من التنميق

أبا "المقام لتتواصل مسيرة التجديد والتوسع ونذكر في هذابذالك ما لم تبلغه يد شاعر غيره ،فبلغ 1"والمنطق

تعريفات " البيان والتبيين"عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ليتوسع قليال في ذكر البديع،دون أن يضع في كتابه

مبيننا من خالل كتابه 2"بل بقى عنده يعنى الصور والمحسنات اللفظية والمعنوية معنا أو مصطلحات ،

.مفهوم البديع

بن المعتز أحد أعيان القرن الثالث خر أيام الخليفة البعض اآلبالغة باستقالل بعضها عن اوتبدأ علوم ال"

3"فكان بحق مؤسسا لما يعرف اليوم بالبديع)ه274سنة" (البديع"الهجري الشاعر المطبوع ،الذي ألف كتابه

،التجنيس والمطابقة االستعارة:جعل فنون البديع التي بني عليها الشطر األكبر من كتابه خمسة وهي "وقد

ثم اتبع هذه الفنون بثالثة عشر فنا ممثال بذلك ، 4"اق ورد اإلعجاز على ما تقدمها والمذهب الكالمي والطب

.مرحلة من مراحل التأليف البالغي

المعتز بأنه اقتصر في البديع على هذه األبواب الخمسة والتي تمثل أصول البديع الكبرى عنده ابنويقول

ديع على ما رسمنا فليفعل ومن أضاف إلى ما ذكرناه من المحاسن شيئا يقتدي بنا ويقتصر بالب"ومن أحب أن

المعتز من األوائل الذين حاولوا استغالل هذا العلم البالغي وتحديد مباحثه ابنوعليه نجد أن ، 5" اختيارهفله

.التي كانت ممزوجة بمباحث علم المعاني وعلم البيان

.الشعراء في إضافة فنون بديعية أخرى وقد كان لهذه الدعوة صدى واسع النطاق لدى

ليزيد علم البديع توضيحا ،و ليضيف إلى )نقد الشعر (قدامة بن جعفر في كتابه " وبرز في مقدمة هؤالء

المعتز في خمسة محسنات بديعية ،وكان هذا األخير قد عرفها مع ابنمصطلحا ته وفنونه جديدا ،فيلتقي مع

اذا كان ابن المعتز و ، 6المعتز ابنإليها تسعة محسنات جديدة لم يذكرها اختالف في التسمية ،ويزيد قدامة

قد توصل إلى معرفة ثمانية عشر نوعا من أنواعا البديع ،زاد عليها قدامة تسعة أنواع ،فإن أبا هالل

ين فالبالغ ، 7"العسكري قد بلغ بها واحد وأربعين نوعا ،أي بزيادة أربعة عشر نوعا على ما كان عرف قبله

العرب حتى نهاية القرن الرابع الهجري كانوا ينظرون إلى البديع نظرة شاملة التي تعني الجديد العجيب

.14علم البديع،بسيوني عبد الفتاح فيود،ص - 1 .8،ص1،ج) ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية اآلرب، تقي الدين ابي بكر - 2 .9ينظر ،المرجع السابق نفسه ،ص - 3 .68البالغة تطور وتاريخ ،شوقي ضيف ،ص -4 .358المرجع نفسه،ص -5 .7،ص)ابن حجة الحموي( خزانة األدب وغاية اآلرب ،تقي الدين أبي بكر -6 .8،ص السابقالمرجع -7

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

23

المخترع وظلت على هذا النحو حتى القرن الخامس الهجري الذي ازادات فيه علوم البالغة استقالال وبدأ

قدمة علماء هذا القرن ابن رشيق البديع يستقر في األذهان وأصبح البيان شئ والبديع شئ أخر،ونجد في م

وقد خصص فيه أبواب لمباحث خاصة إحداها لعلم البيان"العمدة " ومن خالل كتابه الشهير)ه463(

وأخرى تهتم بدراسة علم البديع ،وقد أتى بأبواب في البديع لم يسبقه إليها غيره خالل تطور مسيرة البديع عند

.سين نوعاالقدماء ليبلغ عدد األنواع البديعية خم

غير أنه "دالئل اإلعجاز "في هذا القرن واضع علم المعاني في كتابه )ه471(ويعتبر عبد القاهر الجرجاني

.لم يحاول وضع نظرية لعلم البديع

يحمل الراية بعد ذلك "والوطواط وأسامة بن منقذ و) ه538ت(أما القرن السادس الهجري فنلتقي بالزمخشري

الرازي والسكاكي وضياء الدين بن األثير والتيفاشي المغربي :سابع الهجري األفذاذ منهمنفر من علماء القرن ال

1. "وزكي الدين بن أبي األصبع وعلي بن عثمان األربلي وبدر الدين بن مالك

واذا ما انتقلنا إلى القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن الهجري نجد أن علم البديع قد بلغ ذروة نضجه

المتزايد بفنون البديع شعراء العصور المتأخرة الذين تأثروا لما أنتجه البالغيون من االهتمامد فتن بهذا ق"و

أنواع البديع حتى إذا قرب القرن السابع الهجري على االنتهاء تمخض عنه ظهور فن جديد هو فن

ة العربية ،في ظل ما وصف فلقد كانت األوضاع حينئذ توحي بتصدع و انكسار في كيان األم" ،2"البديعيات

فبروز شئ ما يؤول إلى جذور –رغم أن الكثير من النقاد ال يوافقون على هذه التسمية - بعصور االنحطاط

3"الزنبقةهذه معينة إلى منبت معين فهو األصل الذي أنبت

هوم ومن الصعوبة فالبديعيات فن من الفنون التي اختلفت اآلراء وتضاربات المفاهيم بشأنه ولم تستقر على مف

الباحثين والنقاد واهتمامإطالق تعريف واحد يخص جميع البديعيات ، هذا ما جعل البديعيات محط أنظار

على فنون الشعر العربي فترة طويلة ما يفاجأ بأن هذا الفن الذي طرأ يدهش المرء عند"كل بحسب ثقافته ،و

اإلسالمية لم يوضع له تعريف دقيق ،ولم تحدد له وانتشر بين الشعراء على مختلف أرجاء الدولة العربية

أنما بقي متجاذبا بين كل من أراد أن يلقى على هذا الفن نظرة ،و أن يدلي برأيه فيه " 4"أسس دقيقة يلتزم بها

8المرجع نفسه،ص -1البديع في القرآن الكرم عند المتأخرين وأثره في الدراسات البالغية، دخيل اهللا بن محمد الصحفي ، رسالة ماجستير،جامعة -2

.40،ص1990أم القرى ، 2008- 2007،البديعيات مضمونها و نظامها البالغي ، نورة بن سعد اهللا ،رسالة ماجستير ،جامعة الحاج لخضرباتنة -3

.28،ص 40علي أبو زيد،ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها( البديعيات في األدب العربي - 4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

24

،وعليه سنحاول الوقوف على 1"وحسبما يراه ويخمنه هو وليس حسبما يقتضيه هذا الفن و قوامه البديعيات

البديعيات صناعة "د ومواقفهم من هذا الفن والبداية مع زرق محمود سليم الذي يذهب إلى أن أهم آراء النقا

ذلك ألنه في جملة ما نظم فيه "شعر حقائق العلوم "فكرية أكثر منها صناعة أدبية وهي ضرب من ضروب

نبوية وال ننكر أن من القصائد يدور حول ذكر لونين من الحقائق،حقائق األصباغ البديعية ،وحقائق السيرة ال

2"النزعة الدينية لها صلة ما بوجد هذا الفن

مس من خالل هذا التعريف أن هذه القصائد البديعية قد زاوجت بين أنواع البديع ومضمون ديني وهو مدح نل

مد خير البرية من خالل استرجاع سيرته النبوية واستذكرها والتغني بها وبالشمائل المحمدية الشريفة وابراز محا

عراء العصر على أثر البردة،فاحتذ هاوسار كثير من ش:"زغلول سالم محمد النبي وفضله،وهذا ما ذهب إليه

جماعة من الشعراء وتناول معاينها وأسلوبها جملة ممن اهتموا بالمديح من بعده كالخيمي،وصفي واعراضها

الحلي ومن تبعه انتهجوا نهجا جديد الدين الحلي وابن جابر األندلسي،وابن حجة الحموي ،ولكن صفي الدين

إذ طرزوها بالبديع،وأسموها البديعيات،ضمنوا كل بيت فيها نوعا من البديع فجعلوها مديحا ومتنا ائحهمفي مد

3"في علم البديع معا

نستشف من التعريفين السابقين أنهما يتفقان حول أن البديعيات قصائد غرضها المديح النبوي و غايتها جمع

.البديع المختلفة ألوان

البديعية قصيدة تحتوي على كل "البديعيات عبارة على إلمام بأنواع البديع إذ يقول اعتبراأما منير سلطان فقد

الفنون التي أدرجت تحت علم البديع وهى في الوقت ذاته في المديح وبخاصة مدح الرسول صلى اهللا عليه

.يفه هذا لم يتعدى من المديح النبوي و ألوان البديعفالمالحظ أن منير سلطان من خالل تعر 4"وسلم

أما أحمد موسى إبراهيم ومن خالل كتابه الصبغ البديعي قد خالف ما ذهب إليه سابقيه في تعريفه للبديعية

نافيا ومجردا هذا الفن اللطيف الظريف من كل مميزاته وكل صور اإلشراق في أداءه يظهر ذلك من خالل

ال يروق ها الخليل ميزانا للشعروالتفاعيل التي وضع أجد له شبيها إال تلك الموازين جاؤا بشئ ال" قوله

لفظها و ال يفهم معناها تلك هي القصائد التي اشتمل كل بيت منها على لون أو أكثر من ألون البديع تمثيال

5"تالبديعيا اسمفقط أو مضموما إليه التزام التورية بإسمه وهذه هي التي وقع عليها

41المرجع نفسه ،ص - 1 .177،ص1،1965،ط)مصر (،مكتبة القاهرة 8عصر سالطين الممالك ونتاجه األدبي والعلمي ،محمود رزق سليم ،م - 2 .328،ص1،ج)د ت(،)دط(المعارف،اإلسكندرية،األدب في العصر المملوكي ،محمد زغلول سالم،منشأة - 3 22،ص1986،) د ط(،)مصر(البديع تأصيل وتجديد،منير سلطان،منشأة المعارف ، اإلسكندرية ، - 4 .372الصبغ البديعي في اللغة العربية ،أحمد إبراهيم موسى،ص - 5

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

25

في مقابل ذلك نجد علي أبو زيد ومن خالل تحديد مفهوم البديعيات كان من منطلقين أحدهما عام واألخر

يتضمن كل –غيرهنادرا –قصيدة طويلة في مدح نبي صلى اهللا عليه وسلم "خاص فالتعريف العام للبديعية هو

وربما وري بإسم النوع البديعي في بيت من أبياتها نوعا من أنواع البديع ،يكون هذا البيت شاهدا عليه ،

1".البيت نفسه في بعض القصائد

وعليه يمكن القول أن البديعيات كلمة حربائية المعنى لذا كان من الصعوبة على الباحثين تحديد معناها

اللمسة الجمالية فالبديعية إذن قصيدة في المديح تتضمن لون من ألوان البديع الذي من شأنه أن يضفي

.ية عليها، فالبديعية إذن قصيدة مديح تتضمن لونا من ألوان البديعوالفن

قصيدة طويلة في مدح النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم على بحر "فالبديعية:أما التعريف الخاص

يكون هذا البيت شاهدا من أبياتها نوعا من أنواع من أنواع البديع يتضمن كل البسيط وروي الميم المكسورة،

يحتضن"فهذا كما يقول زكي مبارك 2"في بعض القصائد النوع البديعي في البيت نفسه ، مباس عليه

اثنينعصور األدب العربي منذ نشأتها إلى يومنا هذا ما حملني على وضع حدين اختالفعلى )البديعيات(

3."للبديعيات

:أما أسسها ومقوماتها فهي كاألتي

.البحر البسيط -1

.روي الميم المكسورة -2

.أن يكون في كل البيت من أبياتها نوع بديعي ،أن يكون البيت شاهدا له-3

.أن تكون فوق ذلك كله قصيدة طويلة جدا ال تقل عن مئة بيت-4

وبالرغم من أن البديعيات أخذت شهرة واسعة ،وقبوال لدى الجماهير لم يكن لها الحظ الوافر في ميدان

شارات ضمن هذه الدراسات حيث نجد من المحدثين الذين لم يبخلوا الدراسات الحديثة إال أننا نجد بعض اإل

،قصيدة مديح"برأيهم في هذا الفن كتاب البديع في علم البديع هناك إشارة إلى تعريف البديعية على أنها

غالبا ما تكون في مدح النبي صلى اهللا عليه وسلم،غالبا ما تكون على بحر البسيط ،من قافية المتراكب

بعض هذه التزامالميم المكسورة ،ويقوم كل بيت منها شاهدا على الفن البديعي الذي يمثله مع وروي

4"البديعيات بالتورية بإسم الفن البديعي في لفظ البيت الذي يتضمن معناه

.40علي أبو زيد، ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها( البديعيات في األدب بالعرب -1 .46،صالمرجع نفسه - 2 .47المرجع نفسه ،ص -3 .40ص2003، 1،ط اإلسكندريةمحمد مصطفى أبو شوارب ،دار الوفاء ،: البديع في علم البديع ليحي بن معطي ، تح - 4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

26

من خالل هذا التعريف نالحظ انه يبين شروط البديعية عند نظمها أنه يجوز ضم قصائد في غير مدح النبي

. عليه وسلم كما يمكن نظمها على غير البحر البسيط صلى اهللا

قصائد من البحر "كذلك من المحدثين الذين أشاور إلي البديعيات بدقة عبد الواحد حسن الشيخ في قوله

1"البسيط ميمية القافية غالبا تعارض أصال بردة البوصيري التي أنشأها في مدح الرسول صلى اهللا عليه وسلم

ذه التعريف أن هناك أوجه لتشابه وأخر لالختالف هذا إن دل على شيء فإنه يدل على نخلص من خالل ه

محدود لدى الباحثين واألدباء والشعراء فكان ألال األهمية التي يحتلها فن البديعيات ويتربع عليها ، وتأثيره

.الخارجين عن التزامات هذا الفن ومنهم المحافظ عنها منهم

:نشأة البديعيات ذلك أنها لم تدرس في بحث مستقل ولم تحظ بعناية كاملة "ختلف الباحثون حول نشأة البديعيات لقد ا

غير أنه كان لبعض المحدثين توقفات عندها في سياق بحوثهم وعليه لم تشهد البديعيات حكما في معظم

2"جوانبها وخاصة فيما يخص بدايتها

ت ونشأتها مختلفين حول مبتكر هذا الفن في تحديد أول ذلك أن الباحثون الذين تعرضوا للحديث في البديعيا

نرى أن األولية يتنازعها ثالثة من الشعراء وهم علي " بديعية والسابق في وضعها وعليه كما يقول زكي مبارك

وعبد العزيز بن سرايا وصفي الدين الحلي الصوفي ) ه670(بن عثمان أمين الدين األربلي المتوفي سنة

.3)"ه779(بن أحمد بن جابر األندلسي المتوفي سنة ،ومحمد)ه750(سنة

جابر األندلسي ابنويرى زكي مبارك أن البديعيات إن هي إال من أثار البردة تمثل أول من يكون عند

ولكن أي معارضة ؟ لقد أبتكر فن جديدا "الضرير الذي أحب البردة وشغف بها،وقد شغل نفس بمعارضتها

ون القصيدة في مدح الرسول ولكن كل بيت من أبياتها يشير إلى فن من فنون هو البديعيات ، وذلك أن تك

:وهي بديعية تقع في سبعة وعشرون ومائة بيتا ومطلع هذه البديعة 4"البديع

ثر أطيب الكلموأنشر له المدح أن بطيبة أنزل ويمم سيد األممفي سرد المحسنات البديعية اتبع"بر األندلسي جا ابنوتختلف هذه البديعية عن غيرها من البديعيات حيث أن

5 ."الخطيب القز ويني في كتابه التلخيص واإليضاح

10،ص2000- 1990،)ط د(دراسات في علم البديع ،عبد الواحد حسن الشيخ ، - 1 .55،علي أبو زيد ،ص)ا ،أثرهانشأتها ،تطوره(البديعيات في األدب العربي 2 .55ينظر المرجع نفسه،ص- 3 205م،ص 1935، )دط(المدائح النبوية في األدب العربي ، زكي مبارك ،صيدا ،بيروت ،- 4 ،361ـالبالغة تطور وتاريخ ،شوقي ضيف ،ص 5

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

27

شرحها لأبو جعفر األلبيري قائهصدألقيمة هذا الفن الجديد تقدم أحد وعند رؤية معاصري ابن جابر األندلسي

نها ،فريدة في حسنها ،تجني ثمر نادرة في ف"وكان قد أعترف له بالسبق من خالل وصف هذه البديعية بأنها

قريحة وال سمحت، من مزنها ، لم ينسخ على منوالها البالغة من غصنها ، وتنهل سواكب اإلجادة

2"لعله الدافع الذي حمله على الموقف هذا "وهذا الشرح الذي وحده زكي مبارك في مقدمة البديعة 1"بمثالها

أول "ه750يذهب إلى أن صفي الدين الحلي المتوفي سنة نجد ابن معصوم المدني كما يقول علي أبو زيد

من نظم البديعيات لكنه تراجع في موقفه وقال كنت أظن أنه أول من نظم أنواع البديع على هذا األسلوب

البديع ،فضمن كل بيت نوعا بديعيا،حتى وقفت في ترجمة الشيخ علي بن عثمان بن علي بن سليمان أمين

ي الصوفي على قصيدة المية له تظم فيها جملة من أنواع البديع وضمن كل بيت منها الدين السليماني األربل

فعلمت أن الشيخ صفي الدين لم يكن أبا عذر هذا المرام،واألول من نظم جواهر هذا العقد في ...نوعا منه

حقق أيضا أن نظام ،وأما نظم أنواع البديع على هذا الوزن والروي الذي نظم عليه الشيخ صفي الدين، فال أت

الشيخ صفي الدين هو أول من نظم عليه فإنه كان معاصر البن جابر األندلسي، وال أعلم من السابق منهما

إلى نظم بديعيته على هذا األسلوب ،وان كان صفي الدين قد حاز قصبات السبق في مضمار براعة هذا

ي بل أخل بنحو سيعين نوعا من أنواع المطلوب فإن جابر لم يستوفي األنواع التي نظمها صفي الدين الحل

. 3"وكالهما لم يلتزم التورية بإسم البديعي

جابر رائد أول للبديعيين البن اختيارهوحيد في " ويذهب علي أبو زيد إلى أن زكي مبارك ربما كان

وصاحب السبق في وضع أول بديعة في حين وضع الصفي الحلي في المرتبة الثانية ، كما يفهم من

.4بهترتي

ورشح للمكان فقد توقف عند قضية األولية )لحموي شاعروناقداحجة ا ابن(الربداوي في بحثهأما محمود

جابر في ابنالصفي الحلي معترضا على زكي مبارك،بأنه أميل إلى اعتبار صفي الدين الحلي أسيق من

تأليف كتاب في البالغة ،وهذا فالحلي يذكر في مقدمة شرحه لبديعيته بأنه اعتزم على 5"ئل البديعياتنظم أوا

فعرضت "االعتزام ينسجم مع الحركة الناشطة في التأليف البالغي في عصره لوال أن علة الزمته حيث يقول

يت في المنام رسالة من النبي عليه السالم ،تتقاضي المدح ،وتدني ألي علة ،طالت ،مدتها واتفق لي أني ر

206ـالمدائح النبوية في األدب العربي ،زكي مبارك،ص 1 56، علي أبو زيد ، ص) شأتها ،تطور، أثرهان(ـالبديعيات في األدب العربي 2 42ـ41ـالبديع في القرآن الكريم عند المتأخرين وأثره في الدراسة تم البالغة دخيل اهللا بن محمد الصحفي ،ص -3 57،علي أبو زيد ،ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها(البديعيات في األدب العربي -4 58المرجع نفسه،ص - 5

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

28

تطرز بمجده الرفيع ، فنضمت نظم قصيدة تجمع شتات البديع وت البرء من األسقام فعدلت عن الكتاب إلي

فيذهب علي أبو زيد 1"يشمل مئة وواحد وخمسين نوعا من محاسنه مئة وخمسة وأربعين بيتا من بحر البسيط

ولم يكن "مسوغات السبق البديعي نظم البديعيات أكثر وأرجح مما لدى ابن جابر في نظم البديعية"إلي أن

حجر في الدرر ابن:دكتور الربداوي فحسب ،بل سبقه وشاركه فيه كثير من الباحثين ،منهم هذا موقف ال

ونظم الحلة السيرة في مدح خير الورى ،على قافية الميم :"جابر البنإذا قال في ترجمة )ه852ت(الكامنة

كان يقدم بيت إذا "يعيته في شرحه لبد) ه837ت(ابن حجة كذلك فعل 2"بديعية على طريقة الصفي الحلي

3."جابر ،ثم بيت الموصلي ابنالصفي الحلي في االستشهاد ،ثم بيت

على تقديم صفي الدين الحلي "ومن خالل استعراض هذه اآلراء والحجج نالحظ أنها تجمع في أغلبها

4."وضعه مكان الريادة

رق اآلراء كلها ،ظنا ولعل أول من نظمها األديب المصري ويقف هذا الموقف صاحب الصبغ البديعي ليخ

جابر األندلسي ذهب الدكتور زكي مبارك وليس صفي الدين الحلي ابنفليس "منه أنه أتى بجديد حيث يقول

عثمان بن علي ابنعلي 5"كما جزم الجمهور بأول سابق إلي هذا الفن ،بل كالهما مسبوق بشاعر مصري

معصوم ابنالذي أشار أليه ) ه764(ي في سنة بن سليمان أمين الدين السليماني األربلي الصوفي المتوف

المدني وعده أول من نظم هذا اللون وبديعيته تقع في ستة وثالثين بيتا اشتملت على فنون بالغية مختلفة

وهي ليست في مدح النبي صلي اهللا عليه وسلم،وال من البسيط بل من الخفيف ،وليست على روي الميم بل

7."وغيره االلتزامء نزعة البديعيات وارهاصا بميالد فن جديد فيه هذا وقد تكون بد6"على روي الالم

أبي األصبغي حتى نجد علي ابنوال تكاد نمضي بعد "هذا الموقف شوقي ضيف من خالل قوله ديمما يؤ

من ينظم قصيدة في مديح بعض معاصريه مضمنا كل بيت منها محسنا) ه670(بن عثمان المتوفي سنة

هل عد فيها جميع المحسنات التي يبيت المحسن الذي يشير إليه وال ندر عية ،وبإزاء كلالمحسنات البدي

على طائفة منها فقط ،فإن صاحب فوات الوفيات لم يذكر اقتصركانت معروفة في عصره أو أنه

نسيب نشاوى ،دار صادر :عية في علوم البالغة ومحاسن الشعر ،صفي الدين الحلي ،تحشرح الكافية البدي - 1 1،ص2،1992،ط)بيروت( 58ـالمرجع السابق نفسه،ص -2 59ـالمرجع نفسه ،ص -3 59ـالمرجع نفسه ،ص -4 59ـالمرجع نفسه ،ص -5 43دخيل اهللا بن محمد الصحفي ،صالبديع في القرآن الكريم عند المتأخرين وأثره في الدراسات البالغية ، -6 180عصر سالطين المماليك ، نتاجه األدبي العلمي ،محمد رزق سليم ،ص -7

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

29

من قصيدته سوى ستة وثالثين بيتا على كل حال تعد هذه القصيدة أول قصيدة عن ناظمها بأن يودع كل

)ه750(من أبياتها محسنا بديعيا ، واذا تقدمنا إلى القرن الثامن وجدنا صفي الدين الحلي المتوفي سنة بيت

1"ينظم قصيدة في مديح الرسول صلى اهللا غليه وسلم على غرار بردة البوصيري

السادس يعود إلي أواخر القرن"وخالصة القول أن فكرة نظم أنواع البديع كما يرى علي أبو زيد في القصيدة

ولم تفك أسر وأوائل القرن السابع ،وأنه وجد محاولة قبل األربلي ،ولكن كل تلك المحاوالت لم تجد نفعا ،

الفكرة وتطلقها إلى حريتها المنشودة لتصبح خلقا في أحسن تقويم إال على يد صفي الدين الحلي ،وبعد

أولى،ولكن لمسات و من شارك يوضع لمحات حمل لقب الريادة إلى كلاته لذلك ، وعليه ال يمكننا أن نمعان

مناظرين، ال يعرفونه غدا قبلة للمعارضين ومحطا للووضع القواعد من البيت،حتى مستحق لمن شيد البناء

2.إال من خالل بانيه صفي الدين الحلي و بديعيته الكافية البديعية في المدائح النبوية

وزاد االفتنان بفنون الشعراء ر منثيتاريخ فشغف به الكبجذوره في أعماق البالصنعة ضارب االهتمامإن

القرن السابع وأوائل أواخرنضجه ة المتأخرة منها وقد بلغ البديع ذروةالمختلفة خاص البديع عبر العصور

أحد فنون الشعر المبتكرة في عصر المماليك "البديعيات وهو فن القرن الثامن هذا النضج الذي تمخض عنه

لمذكور لم يتجه نحوه خواطر هم ومنذ ابتكاره وله سيطرة كبيرة في دولة الشعراء امتدت إلى وقبل العصر ا

الذروة التي بلغها الولوع بصناعة البديع وقد تم تشبيه هذه القصائد "فكانت بحق هذه القصائد، 3"زمن قريب

4."بمقامات الحريري في النثر وكلتهما القمة التي بلغتها صناعة البديع

360ـالبالغة تطور وتاريخ ،شوقي ضيف ،ص -1 69ـ68،علي أبو زبد ،ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها (ـالبديعيات في األدب ا لعربي -2 178،محمود رزق سليم ،ص عصر سالطين المماليك نتاجه األدبي العلمي - 3 178ـالمرجع نفسه،ص - 4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

30

:والنقدثر البديعيات في البالغة أ:لمبحث الثاني ا :البالغةفي - 1

كثيرا ما تتداخل العلوم والمعارف فتتبادل التأثر والتأثير ويغذي بعضها بعض،و ذلك ما وقع بين فن

البديعيات والبالغة طوال العهد العباسي ،هذا الفن الذي صاغه شعراء العصر العباسي ترجمة لمخزونهم

نفسي وتنفيسا عن مكبوتاتهم ،ذلك أن فن الزينة والزخرفة و التصنع عم الكثير من جوانب الحياة العقلي وال

أصحاب البديع قد إندفعوا المجددون أو العباسية فشكل البديع جانب عظيم من حياتهم ،ومعروف أن الشعراء

البديع فن كبقية علوم نحو البديع ووفروا له خصائص فنية جعلته يختلف عما كان عليه من قبل، وبما أن

نشأت في كنف التيالبالغة األخرى فإن نشأته كانت موغلة في القدم ، ولما كانت البالغة العربية من العلوم

القرآن وكان الهدف في النص القرآني واظهار النواحى الجمالية فيه كان علم البديع أحد فروعها وسيلة وغاية

أساسية يعين على جمال تصوير المعن البديع دعامة بالغيةة لتعبير،فكان في األهمية ووسيلة مهم

وقد كثر في أشعار وأحاديث المتقدمين في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم والعصر األموي وصوال .ودقته

.إلى العصر العباسي الذي أزدهر فيه

ن اإلبداع في معتقدين أ"ومعروف أن شعراء العصر العباسي قد أكثر وأسرف في صور البديع ومسائله

ووفروا له خصائص فنية التي جعلته يختلف عما كان علية من قبل ،وقد خالف 1"اإلكثار من تلك الفنون

.هؤالء الشعراء القدماء في طريقة تركيبه

دقته ويمثل فرعا من فروعها وربما تميز البديع أحد دعائم البالغة الذي يعين على جمال تصوير المعنى و

خرا وقد تبارى الشعراء فيه وطغى على فرعي البالغة األساسيين البيان والمعاني ،وظلت بها مؤ ألحقالذي

البالغة صلة وثيقة التنفصم عراها وال يفصل أحدهما عن األخر شيء فنجد أشعارهم الصلة بين البديع و

2"ظهرت كقطع من الكالم الموشى بزخرف اللفظ يعكس اهتمامهم بالنمنمة والزخرفة "وقد

فمن المعروف أن العماد الذي قامت عليه البديعيات منذ نشأتها هو فن البديع ومن شروطها الملتزمة أن "

إن هذا التداخل الثنائي الحاصل بين البديعيات والبالغة غرس في 3"يتضمن كل بيت نوعا من أنواعه

زخرف اللفظي والتفنن فيه بل النفوس الميل إلى حب البالغة وتعلمها ومن جانب البديع انتقال الشعراء بال

البديهي أن يكون لهذا الفن الشعري الظريف أثر في البالغة، وهو "اإلفراط واإلسراف البعدين له ،كان من

.13علم البديع ،بسيوني عبد الفتاح فيود،ص-1 .88، ص3األدب في العصر المملوكي ،محمد زغلول سالم ،ج -2 .201،علي أبو زيد، ص)نشأتها،تطورها ،أثرها(البديعيات في االدب العربي -3

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

31

أحد أفنانها وذلك أنه انبثق بادئ ذي بدء من فكرة بالغية محضة ،تبلورت في ذهن منشئها ثم شاءت عوامل

. 1)"ص(ح النبيالزمن أن تلبسها لبوس الشعر وتضمنها مد

البديع "واذا استعرضنا تأثير البديعيات في البالغة فإننا نجد أن هذا التأثير كان قويا واسع المدى فصلة

فكان للبديعيات 2"ونتيجة تستند استنادا كبير إلى الفنون البديعية بل هي قائمة عليها وشيجة بالبديعيات صلة

:صورة ومظاهره نذكر منهااألثر الموفور في البالغة ولهذا التأثير

من ذلك في أمدت البديعيات البالغة بفيض زاخر من المصطلحات أثناء نموها وتكوينها بحيث استفادت

لتستقر البالغة بعد ذلك علما له موضوعاته 3"كانت تتجاذبها جهات متعددة"ها وذلك أن البالغة وضع أسس

.ومسائله

لى هذه المدة المتراخية من القرون إنما يعني شيئا في حياة البالغة فإن تطور هذا الفن واستمراره ع"ومن هنا

فالعالقة التي تربط هذا الفن بالبالغة العربية وثيقة تظهر واضحة جلية 4"العربية وعلم البديع على األخص

:من خالل ما تركه هذا الفن من أثار منها

كثار الشعراء منذ بداية العصر العباسي من لئن كان إ : "تعميم البالغة ونشرها بين جمهور الناس-1

أدى هذا إلى ظهور مؤيد ومعارض إلى ما ذهب ما ذهب 5 "المحسنات البديعية أثار ضجة على فاعليها

الشعراء من تصنع وزخرف لفظي في ذلك العصر،مما ذهب ببعض األدباء يخطون بخطواتهم إلى التأليف

م والحديث الشريف وشعر القدماء أدلة لالحتجاج ،إال أن التأليف في هذا الميادان متخذا من القرآن الكري

البالغة بقيت تتربع " البالغي منذ ذلك الوقت غير جعل من البالغة فنا يرغب الناس في اإلقبال عليه،ذك أن

في برجها يقتربون منها أحيانا ويبتعدون عنها أحيانا أخرى يتوددون إليها وينفرون،بحسب الظروف و

ولكن المراد أن قواعد هذا الفن واستخدامه "إال أن البالغة لم تكن غريبة لديهم ويغض عنها النظر 6"األذواق

واإلكثار منه هو الذي لم يكن مألوف لديهم معرو عندهم ،حالتهم هذه مع البالغة وقواعدها كحالتهم مع

حتى -البالغيين"وعليه كان ، 7"رالنحو وقواعده ذلك أنهم ألفوا الفصاحة وسالمة النطق سليقة كابر عن كاب

.251، صالسابقالمرجع -1 .13ة الباعونية ، صالبديعية وشرحها ،عائش -2 .55البالغة فنونها وأفنانها ،فضل حسن عباس ،ص -3 .251،علي أبو زيد ،ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها(البديعيات في األدب العربي -4 250المرجع نفسه ،ص- 5 252المرجع نفسه،ص - 6 252المرجع نفسه،ص -7

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

32

فظهور البديعيات تلك القصائد الدينية 1"لم يستطيعوا أن يجعلوا من البالغة فنا شعبيا-)البديعيات(عصر

التى نظمها الشعراء وأدخال فيها فنون البديع أحتضنها الناس وتسابق الشعراء في نظمها وشرحها ،فكانت

استطاعوا إليه سبيال وكان س وتحريك عواطفهم وامتالك قلوبهم ماسبيال ينال الشعراء به رضي وقبو النا

.خير ما يتقدم به الشاعر لجمهوره وذلك لما لهذا الفن من مكانة وتأثير في النفوس

ليتمكن هذا الفن 2"ولعل في هذا الفن بعض اإلشارات إلى سيطرة طابع الصنعة البديعية على الحياة األدبية"

3."البالغة وفن البديع خاصةمن ربط جمهور الناس ب

:ترسيخ أسس البديع وتأكيد انفصاله عن البيان والبديع- 2من المعروف أن البالغة تجمع ثالثة علوم ،علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع ،لو أمعن وتدبرنا النظر في

بالغة عند السكاكي الذي كانت بديات هذا التقسيم والتفرقة بين صفوف ال"هذه العلوم ألدركنا هذا التداخل و

ويعد القرن السابع الهجري القرن الحقيقي الذي تم 4 "علوم البالغة وفصلها إلى علمين المعاني والبيان شطر

انفصال البديع و استقالله عن العلوم األخرى ،يحي ذلك إلى أن هذا االنفصال كان حديث العهد لدى الناس

على يد صفي الدين الحلي ،فكانت بذلك البداية لظهور هذا الفن لظهور أول بديعية إلى الوجود رأت النور

انتشاره لدى الناس ،وما خلفته هذه البديعية و غيرها من شروح ودراسات كانت اكبر معين على استقالل و

.البديع بنفسه واتضاح معالمه وتقيد فنونه وتحديدها فكان وسيلة تسهل للمتعلمين لحفظ العلوم المختلفة

:نباط أنواع بديعية جديدة است-3 كان ذلك بدعوة من المعتز إلى معاصريه من العلماء و غيرهم إلى انه من أحب أن يقتدي به لنظم البديع

فعال كانت دعوة ابن المعتز هذه ذات صدى لدى العلماء و الشعراء من خالل البحث في أنواع بديعية و

الل الكم الهائل من أنواع البديعية الجديدة التي لم يسبق جديدة و يجرون وراء استنباطها ، تجسد ذلك من خ

.لها أن عرفت ذلك أنها قد تفرعت عن أنواع شائعة من قبل ومعروفة أو مخترعة

: العودة بالبديع إلى المدرسة األدبية - 4 اهدالمنثورة والكشف عن كل ما يستملح من تلك الشو ذلك من خالل استحضار الشواهد المنظومة كانت أو

.فالكشف عن مواطن الجمال فيها إنما يعد ذلك من خصائص المدرسة األدبية

253،ص السابقالمرجع - 1 252نفسه،صالمرجع - 2 255جع نفسه، صالمر - 3 256المرجع نفسه،ص -4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

33

وبما أن البديع فرع من فروع البالغة العربية الذي ألحق بها مؤخرا وقد تبارى الشعراء في هذا الميدان وطغى

البديع بغض على أنصبعلى فرعي البالغة األساسيين علم المعاني وعلم البيان ذلك أن اهتمام الشعراء

.النظر غن أنواع البديع األخرى

الكتاب وجد في البديعيات بناء قويا متكامال يضم مختلف أنواع البديع وعليه "فالمالحظ مم سبق بعض

عناء ذلك بل اتخذوا من البديعيات وسيلة يكلف وأنفسهمعندما أراد هؤالء أن يؤلفوا كتبا في البديع لم

هكذا فإن فن البديعيات لم يقتصر على النظم الشعري وحده،وانما كان فنا شعريا 1"للتفصيل في فنون البديع

ضمت بين صفاحاتها فنون مختلفة ،وفوائد التيبالغيا وأدبيا قانت حوله حركة من الشروح والمؤلفات

2."متنوعة،وموضوعات متعددة

العربي ،كما كثرت شروحها للنظر،مشكلة بذل ظاهرة أدبية في الشعر الفتلقد كثرت البديعيات كثرة

المرفقة لها والمنبثقة عنها وذاعت ،هذه الشروح مؤدية دور مهما في تسليط الضوء على ما في اللغة العربية

من محسنات ذلك ان علم البديع في أساسه علم من اللغة فضال على أنه من علوم البالغة ،وقد أدى هذا

لقائم على االختصار وذلك عن طريق صياغة الصور نظما االتجاه بالبالغة العربية إلي ذلك المنهج ا

واإلطالة في الشرح ذلك يؤدى والتسابق في النظم والعمل على جمع األلوان البديعية ومهما كانت تافهة ،

وواضح أن هذه البديعيات كانت تأخذ شكل مختصرات "بالبالغة الضعف والتعقيد هذا ما ذهب شوقي ضيف

كأننا وصلنا في البديع منذ و تكون رموزا،ولذلك كان ناظمها يعمد توا إلى شرحها مجملة إلى درجة تشبه أن

عصر صفي الدين الحلى إلى ما وصلنا إليه في البالغة بعلومها المختلفة عند السكاكي ومن بعده، فالمؤلف

ة وقد تحول وقلما يظفر البديع نفسه بدراسة غنية،وكيف يظفر بهذه الدراس....الشديد االختصاريعمد إلى

أصحابه يسمون كل صيغة بهاشيء من الغرابة محسنا بديعيا،مضفين عليها األسماء،كأن المسألة أصبحت

أحال الكالم في البديع ومحسناته إلى صورة غثة،ضررها أكبر من "كل ذلك 3"إحصاء لصور التعبير األدبي

لبيع المزيف هو الذي كان يستأثر نفعها،ألنها خلطت بديعا مزيفا كثيرا بالبديع الحقيقي،بل إن هذا ا

بصياغة الصور البديعية أو البالغية نظما والتسابق واإلسراع في جمع االختصار،إن عملية 4"باهتمامهم

خوف من العلميألوان البديع كان له مايبرره، ذلك أن القرن الثامن الهجري بدأ مايسمى بعصر التجمع

كل ذلك يعني بأننا "،االختصارادفع العلماء إلى سلك مسلك ضياع الثقافة اإلسالمية ،ولعل ذلك هو م

197المرجع السابق،ص - 1 198المرجع نفسه،ص - 2 366البالغة تطور وتاريخ،شوقي ضيف،ص - 3 366المرجع نفسه،ص- 4

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

34

السابع الهجري في عصر التعقيد والجمود، وهو عصر أهم ما يميزه في البالغة التلخيص منذ القرنأصبحنا

فالنظر في ذلك الزخم من ، 1 إلى حد اإللغاز ثم اإلطالة في غير جدوى حقيقية تنفع البالغة نفعا مذكورا

وثائق تكشف تطور البالغة العربية وبنظرات صائبة وفن يستحق اعتبارهاتراثنا العربي على البديعيات في

.الوقوف والتأمل

:أثر البديعيات في النقد- بكونها فنا شعريا متميزا وارتباطها الوثيق،باألدب،فال نعدم البديعيات، أن نجد هذا االمتزاجليس غريب

لشعرية التي لم يشهدها التاريخ األدبي ،وقد عاشت نحو سبعة قرون من لها أثر في النقد وأن هذه النماذج ا

فحيثما وجد األدب ال بد من "عمر التراث األدبي وقد عاشت نحوا من سبعة قرون من عمر التراث األدبي

د وجود النقد إلى جانبه ،واال فسنعدم التطور في النتاج األدبي ذلك أن فقدان النقد هو فقدان الهادي والمرش

فالبديعيات عذر النقد ومدته بأسباب .2"إلى الطريق السليم ،والمحذر المنبه على الطريق المعوج السقيم

وشروحها مادة غنية متنوعة تشكل دافعا قويا للحركة النقدية في البديعيات "التطور والتجديد فكانت البديعيات

عند "اسي لدراسات النقدية ،ولم يبق البديعيات ،وقد شكلت البديعيات العامل الرئيسي والمحرك األس3"وحولها

حدود الفنون الشعرية المعهودة ،بزيادة التكلف فيها،والشعراء وراء منهكات النفس من أنواع البديع ،انما

أصبحت فنا سعوديا وجد قبوال عند الخاصة والعامة ذا غرض محدد وربما استخدم في أمور سياسية وسيلة

4."لى األمرللتقرب من الشعب ومن أو

ومن هذا كله يتبدى لنا موقف من البديعيات وتمثل في هذا القبول لها من الخاصة والعامة واألقبال "

أعطت تصورات عديدة في هذا المجال "، فالبديعيات قد 5"عليها وان هذا الموقف هو من النقد بشكل أو بآخر

وذلك من يطلب مجموعة من المبتكرةلجديدة وأصبحت البديعيات مجال واسع أمام الشعراء والنقاد المعاني ا

داللته أيضامن شاعر معين أن ينظم بديعية ،او أن يشرحها فإن لهذا الموقف ....العلماء أو األصحاب

6."النقدية

376المرجع نفسه،ص- 1 .217،علي أبو زيد،ص) نشأتها ،تطورها ،أثرها(البديعيات في األدب العربي- 2 .218-217المرجع نفسه،ص- 3 .222المرجع نفسه،ص- 4 .222المرجع نفسه ،ص- 5 .223المرجع نفسه،ص- 6

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

35

على واالعتماد بالسليقةإلى ما قبل العصر العباسي بقليل تطورا مرحليا في أدبهم امتازوا منه "فالعرب عرفوا

يعة بعيد عن التكلف والتصنع كان والبالغة أيضا يغرفان من ذلك اللون الذوقي في التقييم والحكم الذوق والطب

على األثر األدبي وعندما خطا األدب والشعر بالخصوص بعد نص القرآن المعجز كافهم موضوع للدرس

يتبع تلك الخطوات النقد" فكان. 1"النقدي البالغي تطوراته الجديدة وهو ملون باللون الحضاري والثقافي

لهذا اهتم النقاد بدراسة 2"فيرصد عناصرها ويتعارك الدارسون من أجل وضع اتجاهاتها كل فيما يراه الصواب

األساسية في الروافدالبديعيات فقد اتخذوا من البديعيات جانب الهام في دراساتهم النقدية و بعلوا منها احدى

ا فيها من قيم جمالية حتى كان من مجموع ما كتبوا ذلك توضيح غامض النصوص وفهمها واستنباط كل م

مصطلحاتكما سمي بالغة وفصاحة وهي ألقاب ) بديعا(وسمي احيانا )بيانا(التراث الخالد الذي سمي حينا

فكان للبديعيات األثر األكبر في توجيه قضايا 3"ال تبتعد تعني في مدلولها كما ال تبتعد كثير عن موضوعها

.ينا يمد الشعراء والكتاب والنقاد بالمعاني واألفكار واألساليب ويحثهم إلى تقليدها وتمثلها النقد ومثل مع

على الموقف التذوقي الذي تمثل في قبول )البديعبات(ولم تقتصر الحركة النقدية التي نشأت حول البديعيات "

التألف في نقد هذا ستوىمهذا الفن واإلقبال عليه ،وانما تخطته وقطعت مرحلة هامة عندما وصلت إلى

:نذكر منها"النقدية - الفن أثار هذاظاهرة وأثر من - قلتها"هذه المؤلفات على .4"الفن

.الحجة في سرقات ابن حجة للنواجي-

.الحجة على من زاد على ابن حجة في علم البديع -

هذا الفن ومنه بديعية ابن ثارت حولها حركة نقدية كنا افتقدناها لوال ظهور"فالبديعية ابن الحجة الحموي

5."الحجة الحموي

.99ص1980- 1الرباط ،ط–عالل الغازي ،مكتبة المعارف :المنزع البديع ، في تجنيس أساليب البديع ،السجلماسي،تح- 1 .99علي أبو زيد،ص)نشأتها ،تطورها ،أثرها(البديعيات في األدب العربي- 2 .99س أساليب البديع،السجلماسي،صالمنزع البديع تجني- 3 .224علي أبو زيد،ص)أثرها ،تطورها ،أثرها(البديعيات في األدب العربي- 4 .232المرجع نفسه،ص- 5

البديعيات النشأة والتطور الفصل ا�ول

36

ويظهر أثر البديعيات جاليا في اإلكثار من شواهد البديعيات في كتب النقد تمثيال ونقدا ذلك لسهولة حفظها

وتداولها فكان هذا الفن وسيلة لتعلم مجموعة من الخصائص التي تتوفر في فن القول الجيد وتكون البديعيات

قها يعرف جيد الكالم وتكون بذلك البديعيات وسيلة عن طريقها يعرف جيد القول من بذاك وسيلة عن طري

لم يقتصر على أثر البديعيات"قبيحه ومتكلفه ،فكان األثر في توجيه قضايا النقد،إلى جانب ذلك كله فإن

خالل الشروح ال يستهان به من وأراء ومواقف،بل كان لها دور أخرالحركة النقدية على ما حولها من قضايا

.تلك الشروح المجسدة لعدة مالمح1"التي قامت على معظمها

أخذت - بحكم هذا التطور الذي أصاب الشعر- والذي نريد أن نخلص إليه من ذلك هو أن أبحاث النقد"

وبذلك .تعمى بالبحث في معاني الشعراء وصورهم البيانية والبديعية تريد أن تردها إلى أصولها الموروثة

ومن هنا امتزجت كتب النقد بالمباحث ...حاث النقد بالبالغة وحقا قد تضاف إلى ذلك أخبارااختلطت أب

فنون البيان استخدامالبالغية إذا دارت في جملتها على البحث في معاني الشعراء وألفاظهم ومهارتهم في

2"والبديع

،كما أنه لم يقتصر في شروحه على الفن لم يقتصر على نظم القصائد وتضمينها الفنون البديعية " وعليه فهذا

تلك األنواع وشروحها على تعريف تلك األنواع وشرح أبياتها لم أسهم في نشأت حركة نقدية واضحة،تمثلت

. 3"في شروح البديعيات شكال ومضمونا كما تمثلت في مجموعة من الكتب النقدية التي انبثقت عن هذا الفن

.233-232المرجع السابق نفسه،ص- 1 .222-221البالغة تطور وتاريخ،شوقي ضيف ،ص - 2 .233-232د،صعلي أبو زي)نشأتها ،تطورها،أثرها(البديعيات في األدب العربي- 3

المصطلحات البالغية في المصطلحات البالغية في المصطلحات البالغية في المصطلحات البالغية في ::::الفصل الثاني الفصل الثاني الفصل الثاني الفصل الثاني

بديعية في عائشة الباعونيةبديعية في عائشة الباعونيةبديعية في عائشة الباعونيةبديعية في عائشة الباعونية

المصطلحات قراء نقديةالمصطلحات قراء نقديةالمصطلحات قراء نقديةالمصطلحات قراء نقدية::::المبحث األول المبحث األول المبحث األول المبحث األول

المفهوم - 1

الشاهد - 2

التحليل - 3

منهج عائشة الباعونية في منهج عائشة الباعونية في منهج عائشة الباعونية في منهج عائشة الباعونية في ::::المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني -

بديعية بديعية بديعية بديعية الالالال

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

38

طلحات البالغية في بديعية الباعونيةالمص:ثانيالفصل الللتعبير عما يختلج األدباء والشعراء ، أللوان الجمالية التي يستعين بهاالبديعية من ا المحسنات تعد

من جمال وحسنا ا تضفيه تلك الفنون على المعاني ،و ذلك لمالمحسنات اللفظية منها نفوسهم نخص بالذكر

قد و من القدر و القيمة والمكانة التي التقل شأنا عن علمي المعاني والبيان ،األلوان البديعية لهذه فكانوبهاء ،

عن ،هذه المجموعة التي سنكشف المختلفةمن المحسنات اللفظية والمعنوية جمعت الباعونية في بديعيتها

، ولما كان للمصطلحات اللفظية دور في تحسين الكالم واكسابه الزينة المنبعثة، منها و التنميق و التناغم

التي حوتها هذه البديعية هذه المصطلحات البالغية وعليه فقد تعرضت ألهم ،السحرو خصوصية الجمال

.عية في االصطالحوذلك بالتعرض لجانبها اللغوي ثم الوقوف على مفهوم كل مصطلح من مصطلحات البدي

لحات قراءة نقديةالمصط:المبحث األول

:الجناس المذيل التام-1ورد الجناس في بديعية الباعونية وبشكل ملفت لالنتباه وبالتحديد في مطلع هذه القصيدة حيث ورد

يعد «الجناس المحرف والمركب والملفق وكذلك المصحف المطلق الى غير ذلك من ألوان البديع األخرى إذ

اهتم بها العلماء القدماء ،ومن فطنوا إليه عبد اهللا بن المعتز فقد عده الجناس من فنون البديع اللفظية التي

1.»في كتابه ثاني أبواب البديع الخمسة الكبرى عنده وقد مثل للحسن منه والمعيب بأمثلة شتى

هذا يجانس :" الجنس أعم من النوع ومنه المجانسة ،والتجنيس ويقال"والجناس مصطلح مشتق من الجنس و

ورد الجناس كثيرا في النظم الكريم ،وفي الحديث الشريف كما ورد في الشعر والنثر " وقد2"لههذا أي يشاك

ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا ﴿ :فمن شواهده في القرآن الكريم قوله تعالى 3"قديمه وحديثهيقول العالمة الشهاب " اللهم استر عوراتنا وآمن روعتنا"الحديث وفي 4﴾ غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون

أن يجيء بكلمتين متجانستي :المذيل يقال له التجنيس الزائد والناقص أيضا وهو:" محمود في حسن التوسل

5"اللفظ متفقتي الحركات غير أنهما يختلفان بحرف من آخرهما وهو الجناس المذيل

.125ينظر، علم البديع ،عبد العزيز عتيق،ص، - 1 .12،مج2011)د،ط(لسان العرب ،ابن منظور،دار صادر،بيروت، -2 . 233علم البديع،بسيوني عبد الفتاح فيود،ص -3 .55سورة الروم اآلية -4 29البديعية وشرحها،عائشة الباعونية،ص-5

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

39

:ناس المذيل من خالل قولها في صدر البيت وقد جسدت الباعونية مصطلح الج

1والجار جار بعذل فيه متهم أقول والدمع جار جارح مقليوكانت الزيادة في هذا الجناس المذيل بحرف واحد )جارح(ولفظة )جار(فالجناس المذيل حاصل بين لفظة

:كقول حسان بن ثابت 2"قد تأتي في آخر المذيل بحرفين أو أكثر" ،و

نصل جانبيه بالقنا والقنابا وكنا متى يغزو النبي قبيلة أن يجيء المتكلم بكلمتين متفقتي لفظا مختلفتين معنى ال "أما الجناس التام فيقول العالمة الشهاب محمود

واتفقا لفظا ما تماثل ركناه "، وهو عند ابن حجة الحموي 3"تفاوت في تركبيهما ،وال اختالف في حركتهما

واختلفا معنى ،من غير تفاوت في تصحيح تركيبهما،واختالف حركتهما،سواء كانا من اسمين أو من فعلين،أو

إذا انتظم ركناه من نوع واحد ،كإسمين أو فعلين ، سمي مماثال،وأن انتظما من " :من اسم وفعل فإنهم قالوا

4."نوعين كاسم وفعل سمي مستوفيا

،فالمالحظ أن اللفظتان قد اتفقت في األمور )جار(أو )والجار(تام جليا من خالل لفظي ويظهر لنا الجناس ال

األربعة نوع الحروف وعددها وهيئاتها الحاصلة من الحركات وترتيبها إال أنهما اختلفتا في المعنى ولم تكونان

عليه بالجناس "طلق الثانية فهي فعل مضارع وهذا ما ي)جار(أما األولى اسما) فالجار(من نوع واحد

وفي هذا الصدد تذهب عائشة حسين فريد إلى ) ال(،إلى جانب ذلك أن لفظة الجار احتوت على 5"المستوفي

إن يكون العدد في اللفظين المتجانسين واحد ،ال :"إذا طرأت على الكلمتين حيث تقول ) ال(عدم حساب

تجانستان في الشكل وفي اللفظ وأن يكون الترتيب زيادة طارئة على الكلمة لتعريفها ،وأن تتفق الكلمتان الم

6" .فيها واحد ،وأن تكون الحروف فيها من نوع واحد

22لخمس،ص،ينظر البديعيات ا 29المرجع نفسه،ص - 1 .71،ص1ج)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب، -2 .30البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية،ص 3- .74، ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب، - 4 السيد أحمد ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع :جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع،الهاشمي -5

.293،ص2009)د،ط(،لبنان،بيروت .162،عائشة حسين فريد ،ص) في ضوء األساليب (وشي الربيع بألون البديع -6

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

40

:الجناس المحرف -2هو ما اتفق ركناه في عدد الحروف وترتيبها واختلفا في "يقول العالمة ابن حجة الحموي الجناس المحرف

فعل أومن غير ذلك ،فإن القصد اختالف الحركات الحركات ،سواء كان من اسمين أو فعلين أو من اسم و

فانظر كيف ) 72(ولقد أرسلنا فيهم منذرين ﴿ :ومن أمثلة الجناس المحرف في القرآن الكريم قوله تعالى 1"،هم )المنذرين (ثاني الفاعلون وهم الرسل واللفظ ال)منذرين (فالمراد باللفظ األول 2.﴾ كان عاقبة المنذرين

.الذين وقع عليهم اإلنذار

ما اختلف ركناه في هيئات الحروف الحاصلة من حركاتها "ويعرف أحمد الهاشمي الجناس المحرف بأنه

.3"وسكناتها ،نحو جبة البرد جنة البرد

4ولم أجد روح بشرى منهم بهم يا للهوى في الهوى روح سمحت بهافاألول بالراء المضمومة والحاء )وروح )(روح (ل البيت المتقدم هو في لفظتي والجناس المحرف من خال

.المفتوحة والثاني بالراء الساكنة والحاء المضمومة، فتحريفه االختالف الراء والحاء

فهو ما تماثل ركناه في الحروف،وتخالف في الحركات ،فيكون الشكل "أما المحرف عند صفي الدين الحلي

.﴿اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ﴾:كقول النبي صلى اهللا عليه وسلم 5" فارقا بينهما

:الجناس المركب- 3 فحد المركب أن يكون أحد الركنين كلمة مفردة، واألخرى مركبة من «يقول العالمة ابن حجة الحموي

6.» كلمتين

نيه كلمة واحدة واألخرى مركبة أحد رك" في حين يذهب عبد العزيز عتيق إلى جناس التركيب إال أنه ما كان

7″من كلمتين

:وهذا الجناس له أضرب ثالثة تأتي على النحو التالي

.87،ص)إبن حجة الحموي (خزانة األدب وغاية األرب،تقي الدين أبي بكر -1 .73-72سورة الصفات اآلية -2 .296جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع ،أحمد الهاشمي ،ص-3 . 22،و ينظر البديعيات الخمس ص30ديعية وشرحها،عائشة الباعونية ،صالب-4 .65شرح الكافية البديعية في علوم البالغة محاسن البديع،صفي الدين الحلي ، ،ص -5 .58،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب ،تقي الدين أبي بكر -6 .202علم البديع ،عبد العزيز عتيق،ص -7

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

41

1″.وهو ما تشابه ركناه،أي الكلمة المفردة واألخرى المركبة لفظا وخطا″:المتشابه -أ

2.″الجناس قول البهاء السبكي″ومن أمثلة هذا

.لي الحياة وأنت هيحتى تعود كن كيف شئت عن الهوى ال أنتهي وهي كلمة مركبة من الضمير )وأنت هي(وهي كلمة مفردة وبين )انتهى(فالجناس في هذا البيت بين

).هي(والضمير المؤنث الغائب )أنت(المخاطب المذكر

3″.وهو ما تشبه ركناها أي الكلمة المفردة واألخرى المركبة لفظا ال خطا″:المفروق - ب

:الجناس قول الشاعرومن أمثلة هذا النوع من

واجرائه على الخد نيال قلت للعاذل الملح على الدمع 4.عيوني يجرى لهم سلسبيال سل سبيال إلى النجاة ودع دمع

وهما متشابهان لفظا ال خطا مع اختالف ) وسلسبيال) (سل سبيال(ورد الجناس المفروق في هذا البيت بين

.المعنى

″أحد الركنين كلمة واآلخر مركبا من كلمة وجزء من كلمة وهو ما كان فيه ″:المرفو-ج

أن يكون أحد الركنين جزء مستقال واآلخر مجزأ من كلمة "ويعرف هذا النوع من الجناس ابن حجة الحموي

:و مثال ذلك 5"أخرى

.لتقتني السودد والمكرمة والمكر مهما استطعت ال تأتهوالثاني ″مهما ″والميم والهاء من″المكر ″وجزء من كلمة هما لفظة فالجناس هنا ركنه األول مركب من كلمة

6″المكرمة″مفرد هو

:و مثال هذا الجناس في بديعية الباعونية

7وجئت سلعا فسل عن أهلها القدم يا سعد إن أبصرت عيناك كاظمة

.202ه ،صالمرجع نفس-1 .33البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية،ص.-2 .203علم البديع ،عبد العزيز عتيق،ص -3 203، المرجع السابق نفسه - 4 .60،ص)بكر ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب، -5 .204المرجع نفسه،ص-6 .22،وينظر البديعيات الخمس ص32البديعية وشرحها،عائشة الباعونية ،ص -7

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

42

فعل أمر مسند إلى )سلف(و )سلعا(ومركب من صفة )سعد(فالجناس المركب في البيت المقدم بين اسم مفرد

.المخاطب، وقد تشابه الركنان لفظا ال خطا مع اختالف المعنى

:الجناس الملفق - 4 :يعرفه ابن الحجة الحموي بقوله

حد الملفق أن يكون كل من الركنين مركبا من كلمتين وهذا هو الفرق بينه وبين المركب وقل من افرده ″

المؤلفين ما فرقوا بينهما،بل عدوا كل واحد منهما مركبا إال عنه،ويذهب ابن حجة الحموي إلى أن غالب

1″الحاتمي وابن رشيق والقيرواني وأمثالهما

الجناس الملفق ما ألم به أحد من أصحاب البديعيات غير الشيخ صفي الدين "ويذهب ابن حجة الحموي إلى

2"ا الفن الحلي،وما إال أنه قال في خطبة بديعية أنها نتيجة سبعين كتابا من هذ

:و مثال هذا الجناس في بديعية الباعونية قولها

.3لفقت صبرا فلم يجدي لمنع دمي وفي بكائي لحال حال من عدممن الركنين في بيت بديعيتي هذا مركب "وفي البيت السابق ذكره يتضح لنا الجناس الملفق إذ تقول الباعونية

،وكسرها من األول ) حال(تح الالم من الركن الثاني من كلمتين على الشرط ،لكن التحريف حمل في ف

، وسمية الجناس الملفق 4) "دمي (وفتحها من الركن الثاني ) عدم(،وفي كسر الميم من الركن األول ) لحال(

هو كل جنس تجذبه كل طرفان من :"حجة الحموي حيث يقول أن المشوش ابنبالمشوش هذا ما ذهب إليه

.وبيت الباعونية تجاذبه المحرف والملفق 5"دهما على األخرالصنعة فال يمكن إطالق أح

حد الملفق أن يكون كل من الركنين مركبا من كلمتين ،و هذا هو الفرق بينه "ويذهب عبد العتيق إلى أن

،ومثال الجناس الملفق 6"الذي أحد ركنيه كلمة مفردة و الثاني مركب من كلمتين) جناس التركيب (وبين

:ول الشاعر في النظم ق

.مجال سجود في مجالس جود وكم لجباه الراغبين إليه من

.67،ص)ابن الحجة الحموي (ينظر خزانة األدب وغاية األرب ،تقي الدين أبي بكر -1 .68المرجع نفسه ،ص -2 . 22،ينظر البديعيات الخمس ص31البديعية وشرحها،عائشة الباعونية ،ص -3 .32المرجع نفسه ،ص -4 .69،ص)ابن حجة الحموي(ينظر خزانة األدب وغاية األرب، -5 .215العزيز عتيق ،صعلم البديع عبد -6

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

43

1"فالسين في الركن األول مرفوعة بينما السين الثانية جاءت مكسورة "

:الجناس المصحف المطلق - 5جناس التصحيف ومنهم من يسميه جناس الخط ،وهو تماثل ركناه خطا واختلف "الحجة الحموي ابنويسميه

الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ﴿ :مثال ذلك قول اهللا تعالىو 2"لفظافالمالحظة أن اللفظان متماثالن في ) يحسبون ويحسنون(،فالجناس المصحف في هذه اآلية من لفظي 3﴾

فلو أزلنا النقطتين لم يتميز " ن إال في النقاط الباء والنون كل شيء رسما وخطا و ال اختالف بين اللفظي

5"من ناحية النقاط سمي الجناس جناس مصحفا"وعليه إذا كان االختالف 4"أحدهما عن األخر

بجناس التصحيف ،ويدرجه تحت تجنيس المضارعة ،ويتمثل لديه في صورة ) البناء ابن(وذلك يسمى عند

.6"اختالف اللفظين المتجانسين في النقط"ائشة حسين فريد الخط ويعني التصحيف عند ع

هو ما اتفق فيه ركنا الجناس ،أي لفظاه في عدد الحروف :"بينما الجناس المصحف عند عبد العزيز عتيق

7"وترتيبها واختلفا في النقط فقط

قصر ثوبك فإنه « وجه ومن شواهد هذا النوع قول النبي صلى اهللا عليه وسلم لعلي بن أبي طالب كرم اهللا

.وهي مفردات متشابهة في الترتيب والوزن والهيئة وتختلف في النقاط الحرف الثاني » أبقى و أتقىو أنقى

8.طويلع حيهم وأنزل بحيهم فثم أقمار تم طالعين علىحظ أنه ال إختالف فالمال)تم(أقمار ) فثم(وعليه فالجناس المصحف في بيت البديعية يتمثل في قول الباعونية

.بين اللفظتين السابقتين إال في النقط الثاء والتاء

:أما الجناس المطلق

.32ينظر ،البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية ،-1 .86،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب ، -2 .104سورة الكهف اآلية -3 .176وشي الربيع بألوان البديع ،عائشة حسين فريد ،ص-4 .176ينظر المرجع نفسه ،ص -5 .175شة حسين فريد ،صينظر وشي الربيع بألوان البديع ،عائ -6 .210علم البديع عبد العزيز عتيق ،ص-7 .22،وينظر البديعيات الخمس،ص33البديعة وشرحها،عائشة الباعونية، -8

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

44

أن للناس، في الفرق بينه وبين المشتق معارك وسمه السكاكي وغيره المتشابه "فقد قال إبن حجة الحموي

ولكن الفرق بينهما والمتقارب لشدة مشابهته وقربه من المشتق ،وكل منهما يختلف في الحروف والحركات

.1"دقيق

،ومثال 2"هو توافق ركنيه في الحروف وترتيبهما بدون أن يجمعمهما اشتقاق "وقال عنه أحمد الهاشمي

فالجناس المطلق في هذه اآلية بين 3﴾ وان يردك بخير فال راد لفضله الجناس المطلق قول اهللا تعالى ﴿

وقد توافقت اللفظتان في الحروف وترتيبها ولكن دون أن يجمعها اشتقاق أو أصل )راد(ولفظة ) يردك ( لفظة

.واحد ).طويلع طالعين و(بينما الجناس المطلق في بيت البديعية كان بين لفظتي

الجناس اللفظي- 6خر الذي تماثل ركناه وتجانسا خطا خالف أحدهما األ"يذهب ابن حجة الحموي إلى أن الجناس اللفظي هو

ومن أمثلة هذا الجناس في القرآن الكريم قوله 4"بإبدال حرف منه فيه مناسبة لفظية ،كما يكتب بالضاد والظاء

فاألول من النظارة ،والثاني من النظر ويعرف أحمد 5﴾ إلى ربها ناظرة ) 22(وجوه يومئذ ناضرة تعالى﴿

ركناه لفظا ،واختلف أحد ركنيه عن األخر خطا أما االختالف في ما تماثل "الهاشمي الجناس اللفظي بأنه

:ومثال ذلك6"الكتابة بالنون والتنوين

)فمن ( إن لم يكن أحق بالحسن )وفما(أعذب خلق اهللا نقطا ذا رآه مقبال وال أفتتن مـــــــــــــــــــــــــــن الغزال نظرة ولفتةمثـــــــــــــــــــــــل

:مثال الجناس اللفظي قول الباعونيةو

7ونم سر وظني فيه من شيمي ظني وان هم حالوا اتلفيأحسنت حيث كتبت األولى بالظاء والثانية ) ظني وضني(والجناس اللفظي في البيت المتقدم يتمثل في لفظتي

.بالضاد

.63،ص)الحموي إبن حجة(خزانة األدب وغاية األرب ،تقي الدين أبي بكر -1 .294جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع ،أحمد الهاشمي ،ص -2 .107سورة يونس اآلية -3 .90،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب، -4 .23- 21:سورة القيامة اآلية -5 .296جواهر البالغة ، أحمد الهاشمي،ص -6 22،ينظر البديعيات الخمس ،ص 36البديعية وشرحها،عائشة الباعونية ،ص -7

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

45

:الجناس المعنوي- 7إشارة ،ومنهم من سمي تجنيس اإلشارة ،تجنيس الكناية تجنيس إضمار وتجنيس :ضربان " :الجناس المعنوي

1."وكل منهما مطابق التسمية

أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظا آخر وذلك اللفظ المحضر براد به غير معناه "أما الجناس المضمر هو

ر هذا ويذهب العالمة ابن حجة الحموي إلى أنه أصعب مسلكا من جناس اإلشارة ولم يذك2"بداللة السياق

إن يضمر الناظم ركني "النوع أي اإلضمار في بديعية غير بديعية صفي الدين الحلي،فالمعنوي المضمر هو

التجنيس،ويأتي في الظاهر بما يرادف المضمر للداللة عليه ،فإن تعذر المرادف أتى بلفظ فيه كناية لطيفة

:، ومثال الجناس المضمر قول الشاعر3"تدل على المضمر بالمعنى

يحكي أبا أوس)قسوة(وقلبه الجسم تحكي الماء رقته)نعم م(وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب ،واسم أبيه حجر،فلفظ أبي أوس يحضر في الذهن اسمه ،وهو حجر

.4،وهو غير مراد وانما المراد الحجر المعلوم ،وكان هذا النوع في مبدئه مستنكرا ،ولكن المتأخرين ولعوا به

ما ذكر فيه أحد الركنين،أشير لألخر بما يدل عليه "ني من المعنوي هو جناس اإلشارة وهو والضرب الثا

:ومثال جناس اإلشارة شعرا قول دعبل في امرأته سلمى5"،وذلك إذا لم يساعده الشعر على التصريح به

سلمى سميك ذاك الشاهق الراسي أني أحبك حبا لو تضمنه"المضمر في سلمى يظهر منه جناس اإلشارة بين الركن ألنها أ شعرت أن الركنفالكناية اللطيفة في سميك ،"

. 6"الظاهر والمضمر ،في سلمى وسلمى الذي هو الجبل

7.عانى الغرام إلى قلبي ألجلهم اليحمدي وأبو تمام كل شبعواسمه الخليل فإن اليحمدي هو منشئ العروض "والضرب الجناس المعنوي من بديعية الباعونية ظاهر جليا

8"،أبو تمام أسس حبيب ،وقد ظهر في هذا البيت جناسان مضمران وهما خليل وخليل وحبيب و حبيب

.95،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب ، -1 .298جواهر البالغة ،أحمد الهاشمي ،ص -2 .96،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب ، -3 .298جواهر البالغة ،أحمد الهاشمي، ص-4 .298المرجع نفسه،ص-5 .98،ص)ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب ، -6 . 22خمس،ص،وينظر البديعيات ال 37البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية،ص7- .39المرجع نفسه ،ص -8

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

46

:الجناس الالحق - 8 1".ما أبد من أحد ركنيه حرف من غير مخرجه"حجة الحموي الجناس الالحق يقوله ابنعرف

ان المتجانسين في حرفين متباعدين في بأنه الجناس الذي يختلف فيه اللفظ"كما عرفته عائشة حسين فريد

ويقع هذا االختالف في أول اللفظة أو الوسط أو اآلخر ومن األمثلة التي أوردتها عائشة حسين 2"المخرج

فحرف ) لمزة و همزة (فالجناس الالحق في لفظة 3﴾ ويل لكل همزة لمزة ﴿ :فريد لهذا الضرب قوله تعالى

4"متباعدان في المخرج،فالهاء تخرج من أقصى الحلق والالم من طرف اللسان "م مختلفا الهاء والال

أو في 5﴾ ذلكم بما كنتم تفرحون في األرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ﴿:أما في الوسط نحو قوله تعالى

6﴾ أمر من األمن أو الخوف أذاعوا به واذا جاءهم ﴿ :الوسط نحو قوله تعالى :قول الباعونية للحقو مثال الجناس ا

7.زادوا دالال فني صبري فشا سقمي علوا كماال جلوا حسنا سوا أمما

فحرف العين والجيم مختلفان ) جلوا وعلوا(والجناس الالحق يظهر في صدر البيت المتقدم بين لفظة

.متباعدان ولم يكونا من مخرج واحد،فالعين من أقصى الحلق والجيم من طرف اللسان المخرجان

.71،ص) ابن حجة الحموي(خزانة األدب وغاية األرب -1 .181وشي الربيع بألون البديع ، عائشة حسين فريد،ص -2 .1:سورة الهمزة اآلية -3 .181وشي الربيع، بألوان البديع، عائشة حسين فريد، ص -4 . 75- 74: سورة غافر اآلية -5 .82:سورة النساء اآلية -6 . 22،وينظر البديعيات الخمس ،ص35البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية ،ص -7

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

47

السجع- 9استوي واستقام وأشبه بعضه بعضا ،والسجع الكالم المقفى ،والجمع أسجاع :يسجع سجعا:سجع :"السجع لغة

الشعر من وسجع يسجع سجعا ،سجع تسجيعا ،تكلم بكالم له فواصل كفواصل وكالم مسجع ، ، وأساجيع

1".غير وزن

هو تواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف واحد أو على حرفين متقاربين أو حروف متقاربة، :اصطالحا

اإليقاع الصوتي والحرفي الناتج عن تقسيم الكالم إلى وحدات "أو هو 2"ويقع في الشعر كما يقع في النثر

رف واحد قول اهللا تعالى طأت في الفواصل على ح،ومما توا3" وفواصل مختومة موحدة أو متشابهة النظم

ويعبر عنه أحمد الهاشمي ، 4﴾ والبيت المعمور ) 3333(في رق منشور ) 2222(وكتاب مسطور ) 1111(والطور ﴿:

يقول أما السكاكي فيعبر عنه بالقوافي في الشعر إذ 5"توافق الفاصلتين في الحرف األخير من النثر "بأنه

6"األسجاع في النثر كالقوافي في الشعر"

7"إتخاد الفاصلين في النثر في الحرف األخير منهما "أما مفهوم السجع عند عائشة حسين فريد هو

صار إلى هذا الفن انتشر في العصر العباسي و جاهليا و في صدر اإلسالم ، و " غير أن هذا الفن عرف

8."لفظية عند القزويني البديعي ضمن المحسنات ال

.128،ص7لسان العرب ،إبن منظور ،مجلد -1 .250علم البديع بسيوني عبد الفتاح فيود ،ص -2،نقال عن عبد القاهر 200،ص2010المصطلح النقدي في التراث األدبي ،محمد عزام ،دار الشرق العربي بيروت ، -3 .10لجرجاني ،أسرار البالغة ،صا .4-1: سورة الطور اآلية -4 .299جواهر البالغة ،أحمد الهاشمي ،ص-5 .240نعيم زرزور،دار الكتب ،بيروت ،لبنان ،ص :مفتاح العلوم ،السكاكي ،تح -6 .202وشي الربيع بألوان البديع ،عائشة حسين فريد ،ص -7 . 224هد التلخيص ،عبد الرحيم العباسي ،صالمصطلح البالغي في معاهد التنصيص على شوا -8

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

48

كثير الدوران على ألسنة البلغاء واألدباء،وقد اهتم به علماء البالغة لوروده في "وكان هذا اللون البديعي

1"وسنة نبينا محمد ولو كان مستكرها لما ورد في ذلك الكالم الفصيح البليغ "كتاب اهللا تعالى

عر وبعضها يختص بالشعر و األنواع المشتركة بين النثر بعضها يكون في النثر والش:والسجع ثالثة أقسام

.والشعر

يعني ذلك أن هناك تشابه 2"أن تختلف فيه الفاصلتان في الوزن مع االتفاق في التقفية "وهو : المطرف-أ

فالمطرف 3﴾ والجبال أوتادا مهدا﴿ألم نجعل األرض :الكلمات في الحرف األخير دون الوزن نحو قوله تعالى

وقد خلقكم ) 13131313(ما لكم ال ترجون لله وقارا ﴿ :وكذلك قوله تعالى) مهادا و أوتادا(آلية بين لفظتي في ا،اال ان الروي كان واحد هو حرف الراء، وكذلك قوله تعالى )أطوار(يختلف عن وزن )وقارا(،فوزن 4﴾ أطوارا

نسان ) 2222( علم القرآن ) 1111(الرحمن ﴿ : .5﴾ علمه البيان ) 3333(خلق اإل

كلها قرائن متفقة في الحرف األخير

ومختلفة في الوزن،ففي هذه اآلية نالحظ أن السجع وقع في نهايات الفواصل، و اختتمت بحرف النون

.الذي خلق أنغام موسيقى تطرب لها األذان و تهش لها النفوس

وقد مثل له أحمد 6"فيه ألفاظ إحدى الفقرتين أو أكثرها في الوزن والتقفية ما اتفقت"وهو :المرصع -ب

ما "إن بعد الكدر صفوا ،وبعد المطر صحوا،والمرصع عند عائشة حسين فريد هو :الهاشمي بقول الهمذاني

إن إلينا إيابهم ﴿ :ومن أمثلة هذا اللون البديعي قوله تعالى 7"اتفقت فيه ألفاظ الفقرتين أو أكثرها وزنا وتقفية 8.﴾ ثم إن علينا حسابهم ) 25(

،فاألبرار مثل الفجار في الوزن ، ونعيم 9وكذلك قوله تعالى ﴿إن األبرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم﴾

.الميم مثل جحيم وزنا و قافية ، فقد أضفى هذا الترصيع على النص نغم وايقاع أسهمت فيه صفة حرف

.202وشي الربيع بألوان البديع ،عائشة حسين فريد،ص -1 .204المرجع نفسه ،ص-2 .7-6اآلية ،سورة النبأ -3 .14-13 اآلية ،سورة نوح 4- .4-1سورة الرحمان ،اآلية -5 .299جواهر البالغة ،أحمد الهاشمي ،ص -6 .202ع ،عائشة حسين فريد ،صوشي الربيع بألوان البدي -7 .26-25سورة الغاشية ،اآلية -8

13 - 12:اآلية نفطار،سورة اإل -9

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

49

أن تتفق اللفظة األخير من المقطع األول ،مع نظيرتها في المقطع الثاني في الوزن "وهو :المتوازي–ج

تتفق فاصلتان في الوزن " وهذا ما ذهبت إليه عائشة حسين فريد هو السجع الذي ، 1"والحرف األخير

أ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم اللهم إني أدر « :ومثال ذلك قوله صلى اهللا عليه وسلم ، 2"والتقفية

وأكواب ) 13(فيها سرر مرفوعة ﴿:متفقتان وزنا وتقفية ،و كذلك قوله تعالى) فنحورهم وشرورهم (، » .الكلمتين وزنا ورويا التفاقو وذلك )موضوعة(و) مرفوعة (،فالسجع بين 3﴾ )14(موضوعة

يكون لكل شطرين من البيت قافيتين مغايرتان لقافية الشطر أنوهو التشطير أيضاويسمى :المشطور-د

.الثاني

:أما أنواع السجع الخاصة بالشعر فهي

:مثل قول أبي تمام :التشطير –أ

. هللا مرتقب في اهللا مرتعب تدبير معتصم باهللا منتقم

)مرتقب ومرتعب (جع بين وفي السطر الثاني س)معتصم ومنتقم (ففي الشطر األول سجع بين لفظتي

ورويهما الراء، فالتشطير إذن هو احتواء البيت على سجعتين مختلفتين عن بعضهما ،أما التصريع فهو جعل

الشاعر من أخر تفعيلة في الشطر األول موافقة للتفعيلة في الشطر الثاني ومثال ذلك قول البوصيري في

:مدح الرسول صلى اهللا عليه وسلم

يا سماء ما طاولتها سماء ك األنبياءكيف ترقى رقي .وهما متوافقان في الوزن) األنبياء ،سماء(فالتصريع بين لفظتي في

4يسمو بمبتسم كالدر منتظم للبذل مغتنم بالبشر متسم،وقافيتا المصرع )منتظم)(مبتسم(وفي المصرع الثاني ) متسم) (مغتنم:(والشاهد في البيت من مصرعه األول

يهما الميم والثاني رويهما الميم، ويبقى السجع من األوان البديعية واحد الحلى الجمالية ، ويبقى ذا تأثير ورو

.في جرس الشعر العربي كغيره من المحسنات البديعية ، إذ يولد إيقاعا يأسر النفوس و األسماع

2008، 1لبنان ،ط–البالغة العربية مقدمات وتطبيقات ،بن عيسى بالطاهر ،دار الكتاب الجديد المتحدة ، بيروت -1 . 324،ص .302وشي الربيع بألوان البديع ،عائشة حسين فريد ،ص -2

. 14- 13: رة الغاشية اآلية سو -3 .31،وينظر البديعيات الخمس،ص 138البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية ،ص-4

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

50

:اإلغراق- 10

،أو وصله النزع في السهم حتى يخرجه من عرف في الشيء يغرق إغراقا ،إذا تجاوز الجد فيه: اإلغراق لغة

وهو أن يباعد السهم :الطرح :كبر القوس ،ومن المجاز اإلغراق في القول ،وهو المبالغة واألطناب واإلغراق

1".من شدة النزع

:اإلغراق اصطالحااإلفراط هو:هو الوصف الممكن وقوعه عقال ال عادة ،أو بعبارة أخرى :" فاإلغراق في اصطالح البديعيين

أن يدعى المتكلم لوصف بلوغه في الشدة ″أو هو،2"في وصف الشيء بما يمكن عقال ويستبعد وقوعه عادة

3."والوصف حدا ممكن عقال ال عادة

:من أمثلة ذلك قول عمير التغلبي

.ونتبعه الكرامة حيث ماال وتكرم جارنا ما دام فيناوهم وان كانوا يحبون البيان والطالقة "الغلو في الكالم فيقول أن العرب كانوا يكرهون)ه255(ويذكر الجاحظ

،والتحبير والبالغة والتخلص والرشاقة ،فإنهم كانوا يكرهون السالطة والقدر ،والتكلف ،واإلسهاب واإلكثار ،لما

4."في ذلك من التزيد والمباهاة،واتباع الهوى والمنافسة في الغلو

.وبديع المعنى إال إذا دخل عليه أو اقترن به ما يقربه إلى الصحة ال يعد من محاسن القول"واإلغراق

5".للمقاربة وما أشبه ذلك من أدوات المقاربة"كاد"لالمتناع و"لو"لالحتمال و"قد"نحووالقبول

إنما هو تجاوز في نعت ما أن للشيء يكون :"اإلغراق بإسم الغلو وقال فيه) ه 326(ويذكر قدامة بن جعفر

6"ارقا عن طباعه إلى ما يجوز أن يقععليه،وليس خ

تجاوز الحج في المعنى واألرفاع به إلى غاية ال "فسماه الغلو وعرفه بأنه) ه358(أما أبو هالل العسكري

7"وقبح العبارة االستعارةيكاد يبلغها،ثم يذكر من عيوب هذا الباب أن تخرج فيه إلى المجال وتسويه بسوء

.80منظور، مادة غرق مج ،ص ابنلسان العرب 1- 101علم البديع ،عبد العزيز عتيق،ص-2 304جواهر البالغة في المعاني والبيان والبديع،أحمد الهاشمي،ص-3 1/191، الجاحظ،صالبيان والتبيين -4 101علم البديع،عبد العزيز عتيق،ص -5 68نقد الشعر ،قدامة بن جعفر ،ص -6 402الصناعتين ،أبو هالل العسكري،ص -7

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

51

لكونه وصفا بما يبعد وقوعه ) الغلو(ودون ) المبالغة(فوق "ن اإلغراق هوويذهب صفي الدين الحلي إلى أ

وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه ﴿ :كقوله تعالى 1"عادة 2.﴾ الجبال

3.بعضهمفي حصر أوصافه ضاقا ب ولو غدا البحر حبرا والفضا ورقاواإلغراق في البيت المتقدم من البديعية أن المعنى فيه أنه لو غد البحر حبرا والفضاء ورقا فإنه ال يكفي

لوصف المصطفى خاتم األنبياء في وصف خصاله وشمائله والثناء على رسالته التي جاء بها واإلشادة

.بمحامده

:المقابلة-11 :المقابلة لغة 4"عارضه والمقابلة المواجهة :شئ مقابلة وقباال من قابل الشئ بال"

:وفي االصطالح 5"يؤتى بما يقابل ذالك على الترتيبأن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة،ثم "هي

أن يصنع الشاعر معاني يريد التوفيق بين "يعد قدامة بن جعفر من أوائل من تكلم عنها فعرفها على أنها

في الموافقة بما يوافق ،وفي المخالفة بما يخالف على الصحة ،أو يشرط شروطا ويعدد بعضها بعض ، فيأتي

6"أحواال في أحد المعنيين ،فيجب أن يأتي فيما يوافقه بمثل الذي شرطه وعدده ،وفيما يخالف بضد ذلك

ثم مقابلتة هي إيراد الكالم"بعد قدامة بن جعفر فعرف المقابلة بقوله ) ه 395ت(وجاء أبو هالل العسكري

فليضحكوا قليال وليبكوا "ومن شواهدها قوله تعالى 7"بمثله في المعنى واللفظ على وجه الموافقة أو المخالفة )كثيرا(ب) قليال(و) يبكوا ( ب) فليضحكوا( وقد قابل 8" كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون

152شرح الكافية البديعية،صفي الدين الحلي،ص -1 46-45:سورة إبراهيم اآلية -2 . 30الصحابة الكرام،ص،ينظر البديعيات الخمس في مدح النبي المختار و 138البديعية وشرحها،ص -3 )قبل(لسان العرب ،إبن منظور،مادة -4 247جواهر البالغة ،أحمد الهاشمي،ص -5

. 141نقد الشعر ،قدامة بن جعفر،ص -6 337الصناعتين ،أبو هالل العسكري،ص -7 82اآلية :سورة التوبة -8

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

52

ول المركب من جزئين بسيطين ثانيين كل جزء منهما مركب من جزئيين تركيب القول أو الق" والمقابلة هي

أولين ،ولجزء من البسيطة األول التي من أحد الجزأين البسيطين الثانيين إلى جزء من البسيطة األول التي

أن يؤتي بمعنيين "أما عائشة حسين فريد فتذهب إلى أن المقابلة 1"من البسيطة األخرى الثاني، وضع ونسبة

متوافقين ،أو معان متوافقة ،ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب في نوع من الطباق إال أنها تختلف في العدد

فالطباق يكون بين ضدين إثنين فقط وهي تكون بين أكثر من إثنين فأقل الجمع فيها أربعة ألفاظ ،اثنان في

انعدم الترتيب انعدمت المقابلة وتبلغ المقابلة إلى األول يقابلها اثنان في اآلخر ،وال بد فيها من الترتيب فإذا

2"الجمع بين عشرة أضداد خمسة في الصدر وخمسة في العجز ،وتكون المقابلة باألضداد وغير األضداد

:أثنينوقد جعل بعض البالغيين الطباق من المقابلة لكنهم فرقوا بينهم في أمرين

،في حين أن المقابلة تكون غالبا بالجمع بين أربعة أضداد أن الطباق ال يكون إال بالجمع بين ضدين -أ

ضدين في صدر الكالم يقابلها ضدين في عجزه وقد تصل المقابلة إلي عشرة أضداد الخمسة األولى يحتويها

.صدر البيت والخمسة أضداد األخرى يحتويها عجزه

ومن يخرج الحي ﴿ :د مثل قوله تعالىإن الطباق ال يتأتى إال باألضداد في حين تكون المقابلة باألضدا-ب ت من الحيت ويخرج الميهار ﴿: وغير األضداد مثل قوله تعالى 3.﴾من المييل والنومن رحمته جعل لكم الل

4.﴾لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

:والمقابلة أنواع بحسب عدد المعاني المتضادة

أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم ﴿:مقابلة معنيين بمعنيين ومثال ذلك قوله تعالى -1 5.﴾ ن محذوراأقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كا

6﴾ ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث مقابلة ثالثة بثالثة نحو قوله تعالى ﴿-2 :ومن أمثلة ذلك شعرا فول أبى دالمة

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر واإلفالس بالرجل .فهذه مقابلة ثالثة بثالثة )اإلفالس(و )الدنيا ( و )الكفر(و )الدين(ن وبي )أقبح(و )أحسن(فقابل بين

.344المنزع البديع،السجلماسي،ص -1 .30فريد،ص وشي الربيع بألوان البديع ،عائشة حسين -2 .31:اآلية:سورة يونس -3 .73:سورة القصص اآلية -4 .57: سورة اإلسراء اآلية -5 .157:سورة األعراف اآلية -6

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

53

:مثال ذلك قوله تعالى:مقابلة أربعة بأربعة- 3) 8(وأما من بخل واستغنى ) 7(فسنيسره لليسرى ) 6(وصدق بالحسنى ) 5(فأما من أعطى واتقى ﴿

1.﴾فسنيسره للعسرى ) 9(حسنى وكذب بال

( ،وبين)كذب(و )صدق(كذلك قابل بين )استغنى(و)اتقى(وقابل بين )ابخل(و )أعطى (فقد قابل بين

).العسرى(و) اليسرى

:ومثال ذلك قول المتنبي:مقابل خمسة بخمسة-4

.وانثني وبياض الصبح يغري بي أزورهم وسواد الليل يشفع لي ).بي(بقوله )لي(،وقابل )يشفع(ب)يغري(و )الليل(ب )الصبح(،و)سواد(ب )بياض(و )انثني(ب ) أزور(قابل فقد

:كقول شرف الدين:مقابلة ستة بستة-5

على رأس عبد تاج عز يزينه وفي رجل حر قيد ذل يشينه

).نه بيشيهيزي(،و)عز بذل(،و)تاج بقيد(،و)عبد بحر(،و)رأس برجل(،و)على وفي(فقد قابل

2"بدا الصدود ببعدي عن جوارحهم فعاد وصل بقربي من محلهم

أما المقابلة من خالل البيت المتقدم للشاعرة الفاضلة تبدو واضحة وهي مقابلة خمسة بخمسة إذ قابلت بين

إال أنه إذا )جوارهم،محلهم(وبين )عن،من(وبين )ببعدي،بقربي(وكذلك بين )والصدود، بوصل (وبين)بدا، فعاد(

.نجد أن المقابلة هنا بغير األضداد)جوارهم بمحلهم(استثنينا كلمتي

:التصريع -12له : له مصرعان ،صرع الباب ،جعل له مصراعين ،وبيت من الشعر مصرع:باب مصرح :"التصريع لغة

.3"مصراعان

4. "فهو جعل العروض مقفاه تقفية الضرب :" االصطالحوفي

التصريع يجرى مجرى القافية ،وليس الفرق بينهما إال أنه في :"فاجي يقول معرفا التصريع أما ابن سنان الخ

آخر النصف األول من البيت والقافية في آخر النصف الثاني منه ،وانما شبه مع القافية بمصراعي

)10-5(سورة الليل اآلية -1 . 25،وبنظر البديعيات الخمس ، ص 77البديعية و شرحها،ص -2 110،ص) تصريع(لسان العرب ،مادة -3 .211صعائشة حسين فريد ، ،وشي الربيع بألوان البديع -4

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

54

وهو عندي "قول سنان ينبه على أنه إذا تكرر التصريع في القصيدة فلن يكون مختارا وي ابنإال أن 1"الباب

يجرى مجرى تكرر التصريع ،والتجنيس والطباق وغير ذلك ،وان هذه األشياء إنما يحسن منها ماقل وجرى

.2"مجرى اللمعة واللمحة فأما إذا توات وتكرار فليس عندي ذلك مرضيا

المخرج أن تكون عذبة الحرف سلسة "أما قدامه بن جعفر فقد جعل التصريع ضمن نعوت القوافي فيقول

قافيتها فإن الفحول والمجيدين :،وأن تقصد لتصيير مقطع المصرع األول في البيت األول من القصيدة مثل

يكدون يعدلون عنه ،وربما صرعوا أبياتا أخرى من القصيدة من الشعراء القدماء والمحدثين يتوخون ذلك وال

أكثر من كان يستعمل ذلك أمرؤ القيس لمحله الشاعر وسعة بحره ،و اقتداربعد البيت األول ،وذلك يكون من

:مثل قوله 3"من الشعر

.قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل

4."آخر جزء من صدر البيت وآخر جزء في عجزه في الوزن والروي واإلعراب استواءعبارة عن "أو هو

أيه قبل كمال البيت األول من القصيدة ،يعلم :"لشعروتذهب عائشة حسين فريد إلى أن فائدة التصريع في ا

وشبه البيت المصرع بباب له مصرعان متشكالن وقد فعل ذلك القدماء والمحدثون ،فيه داللة على قافيتها ،

5."سعة القدرة في أفانين الكالم

:والشاهد على التصريع في بديعية الباعونية قولها

.إال وبلغني فوق الذي أرم طمحت إلى شيء من الكرم وال

آخر جزء من صدر البيت وهو الكرم مع آخر جزء في استواءفالتصريع ورد بين لفظتين الكرم وأرم نالحظ

العجز وهو إرم فحرف الروي واحد وهو الميم وكذلك اإلعراب فكل من اللفظتين وقعتا إسم مجرور مسبوق

.بحرف الجر

.276صسر الفصاحة ،عبد القاهر الجرجاني، -1 .278المرجع نفسه ،ص -2 .86نقد الشعر ،قدامه بن جعفر ،ص -3 .188شرح الكافية البديعية ،عائشة الباعونية ،ص -4 .211صعائشة حسين فريد، وشي الربيع بألوان البديع ، -5

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

55

:الترصيع -13التركيب ،يقال تاج مرصع بالجواهر،وسيف مرصع أي محلى بالرصائع ،ورصع العقد بالجوهر : الترصيع لغة

1.نظمه فيه وضم بعضه بعض

عبارة عن مقابلة كل لفظة من البيت ،أو من الفقرة في النثر ،بلفظة على "فالترصيع :اما في االصطالح

2".البيت أو الفقرة غالبا في العجز بين...وزنها ورويها واعرابها

.3توازن األلفاظ مع توافق اإلعجاز أو تقاربها "أو هو

ار لفي جحيم ) 13131313(إن األبرار لفي نعيم ﴿" :قوله تعالى : ومثال التوافق الفج 4﴾ )14141414(وان. راط المستقيم ) 117117117117(ين وآتيناهما الكتاب المستب ﴿: مثال التقارب نحو قوله تعالىو 5 ﴾) 118118118118(وهديناهما الص

.فالتوازن في اآليات بين اجزائها واضح سواء كان في الوزان او في االحرف

بان يتوخى فيه تصيير "قد عرفه الترصيع عند قدامة بن جعفر من النعوت التي يوصف بها جمال الوزن ، و و

6."سجع او شبيه به او من جنس واحد في الترصيف مقاطع االجزاء في البيت على

: و من التناسب ايضا التصريع " اما بن سنان الخفجي فقد تناول الترصيع خالل كالمه عن التناسب فقال

كأن يعتمد تصيير مقاطع االجزاء في البيت المنظوم ، او الفصل من الكالم المنثور مسجوعة ، و إنهو و

ألنه توالى تكرر و إذاال يحسن " وقد نبه ابن سنان الى انه الترصيع 7"وهر في الحلى ذلك شبه بترصيع الج

8."وقع قليال غير نافر إذايحسن وانماشدة التصنع ، يدل على التكلف و

والشاهد على الترصيع في بديعية الباعونية من خالل مدح الرسول صلى اهللا عليه و سلم والثناء عليه

:ه ، من خالل قولها تعداد صفاتو

9ممجد الذكر في الفرقان بالحكم محمد االمر في التبيان من الحكم

.227،ص6،مج)رصع (لسان العرب ،مادة -1 .190شرح الكافية البديعية ،ص -2 . 300غة ، ص جواهر البال-3 14- 13سورة االنفطار، اآلية -4 . 118- 117سورة الصفات اآلية -5 80نقد الشعر ، قدامى بن جعفر ، ص -6 . 80ص يسر الفصاحة ، ابن سنان الخفاج -7 . 279، ص هالمرجع نفس-8 30،ص.،ينظر البديعيات 137البديعية و شرحها ، عائشة الباعونية ، ص -9

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

56

ان الترصيع قد وقع في الفقرتين كل لفظة من الفاظ الشطر االول مساوية لكل لفظة من الفاظ الشطر الثاني

)محمد (مقابل ) فممجد (كذلك في الوزن و القافية ، و

).من الحكم(مقابل) بالحكم(و) في التبيان (مقابل ) وفي الفرقان ( ،) األمر(ل مقاب)الذكر (و

وهو من أنواع السجع المرصع ، وهذا اللون البديعي اقل استعماال بكثير من انواع البديع اللفظية األخرى

.زيين وتأنق وبامتزاج هذه األلوان البديعية في بديعيتها حققت الشاعرة ما كانت تريده من تنسيق و ت

:التوشيع -14 لفيفة من غزل ،وتسمى القصبة التي يجعل النساج فيها لحمة الثوب للنسيج :الو شيعة : التوشيع لغة

1."وشيعة

وهي الطريقة الواحدة في البرد المطلق ،فكأن الشاعر أهمل البيت "الو شيعة "مأخوذ من "وهو : أما اصطالحا

2.يقة تعد من المحاسنكله إال آخره فإنه أتى فيه بطر

وهو عند أهل هذه الصناعة عبارة عن أن يتكلم المتكلم أو الشاعر باسم مثنى في حشو العجز، يأتي بعده

3."باسمين مفردين هما عين ذلك المثنى ،يكون األخر منهما قافية بيته أو سجعة كالمه ،كأنهما تفسير له

الحرص وطول : سلم يشيب المرد وتشب معه فصلتانومن أمثلة التو شيع قول الرسول صلى اهللا عليه و

.األمل

:ومن شواهد التو شيع عند ابن الرومي قوله

.تفاح ورمان: فيهن نوعان أجنت لك الوجد أغصان وكثبانونالحظ أن صورة التفاح تستدعي صورة الرمان لمشاتها ومماثلها )نوعان تفاح ورمان(فالتو شيع في قوله

4.ا أن التو شيع يقوم علي أسس وطيدة من تداعي المعانيومن هنا يظهر لن

:الرومي بناومنه كذلك قول

بدت ونفس: سيرا ذلة جفتني أن صددت ولي لديها

.15،مادة وشع ،مجلسان العرب -1 .139شرح الكافية البديعية،ص -2 .372خزانة األدب ،ص -3 .154ألوان البديع في شعر أبن الرومي ياسر الطيب محمد أحمد، رسالة ماجستير ،جامعة ام درمان ،ص -4

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

57

1).بدن ونفس: اسبرا ذلة(فالتو شيع في قوله

:والشاهد في بديعية عائشة الباعونية قولها

2 الدمع والسقم بحكمي الفاضحين كتمت حالي ويأبى كتمه شجني

ثم أتت بعد )الفاضحين(حيث أتت الشاعرة باسم مثنى في حشو العجز وهو )الفاضحين(والتو شيع في قولها

.فالدمع معطوف والسقم معطوف عليه وهما للتفسير)الدمع والسقم(ذلك بكلمتين مفردتين هما

:التكرار -15كررت عليه الحديث :كرة المرة والجمع الكرات ،يقال يقال كرر الشيء أي إعادة مرة أخرى و ال:"التكرار لغة

.3"إذا رددته عليه ،الكر الرجوع على الشيء ومن التكرار

:أما اصطالحا أن يكرر المتكلم اللفظة الواحدة باللفظ والمعنى ،والمراد بذلك تأكيد الوصف أو المدح أو الذم أو التهويل "هو

. 4"أو الغرض من األغراض االستبعادأو أو الوعيد أو اإلنكار أو التوبيخ

5﴾) 13131313(فبأي آالء ربكما تكذبان ﴿ :أما ما جاء لإلنكار والتوبيخ فهو تكرار قوله تعالى في سورة الرحمان .6﴾ )36363636(هيهات هيهات لما توعدون ﴿:قوله تعالى االستبعادأما ما جاء من .7﴾ ) 2222(ما الحاقة ) 1111(الحاقة ﴿:يل قوله تعالى أما ما جاء للتهو

أن يكرر المتكلم الكلمة أو الكلمتين بلفظها ومعناها لتأكيد الوصف أو المدح أو غيره من "أو هو

8."األغراض

:والشاهد في بديعية الباعونية

9.ظنون سري حديثا غير متهم نعم نعم حدثتني وهي صادقة

.155المرجع نفسه ،ص -1 .24،ينظر البديعيات الخمس ، ،ص54البديعية وشرحها عائشة الباعونية،ص -2 142ص 7،مج )كرر(العرب ،مادة لسان -3 .321،ص)إبن حجة الحموي (خزانة األدب وغاية األرب -4 .13-14سورة الرحمان اآلية -5 .35-36سورة المؤمنون اآلية -6 .1-2سورة الحاقة اآلية -7 .134شرح الكافية البديعية ،صفي الدين الحلي ،ص -8 26بديعيات الخمس ،صينظر ال98البديعية وشرحها ،عائشة الباعونية ،ص -9

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

58

لتكرار واضح في صدر البيت فلفظة نعن تكرار وهو موطن الشاهد وجاء هذا التكرار على هذا النحو لتقرير فا

.المعنى

البديعية الشائعة في اللغة العربية وقد تعرض لهذا النوع البديع لهذا اللون البديعي ويبقى التكرار من األساليب

.المعنى المراد معظم النقاد والبالغين وكانت له أهمية في تقرير

الباعونية في البديعيةامنهج :المبحث الثاني لقد ازدهرت الحركة األدبية في مصر والشام والعراق في القرن السادس الهجري وقد أشارت المصادر

يبدو فيها العقل الخصب "إلي عدد كبير من الشعراء الذين عاشوا في هذه األقطار في ذلك القرن الذي آنذاك

حيث كان نتاج 1"طيف والنظر الثاقب والرأي الصائب ،والذهن المثقف المبتكر،والتصور الدقيقوالذوق الل

نتاج ضخم ،وآالف مؤلفة من األبيات و المقطوعات والقصائد القصيرة والطويلة ،طرق بها " هذا العصر

ت في هذه الحركة ،والجدير بالذكر أن المرآة أسهم2"شعراؤها كل باب، و نظموها في شتى الفنون واألغراض

األدبية مشاركة بذلك الرجل موضوعات الشعر كالغزل و الزهد والمديح ومن ثمة نظم البديعيات التى كثر

فرسانها حيث كانت السيدة الفاضلة الشاعرة بنت يوسف إحدهن فكانت من أصحاب البديعيات وكانت

الفن ،شاعرة نوهت المصادر القديمة بشعرها أحسنهن بناء ونزاهة ، الشاعرة الوحيدة التى أدلت بدلوها في هذا

وشاعريتها ،فكانت شاعرة وناثرة مرموقة ،وذلك التراث الذي خلفته ذلك التراث الذي يؤكد بعد غورها واختالف

ثقافتها وتنوع قدرتها فهي ال تقف عند حد من حدود العلم و المعرفة ذلك أنها أسهمت في كل باب من

لفضل على بنات جنسها إذ نجد معظم من ترجم لها أشاد بفضلها سواء علماء األبواب بفضل ،فكان لها ا

عصرها أو من جاء بعدها ، فكان يضرب بها المثل في أنواع الفضائل،فهي إذن شاعرة واسعة العمل كثيرة

الفضل غاية في الذكاء ،فمخلفاتها من أثار تنطق بفضلها وخبرتها في فنون األدب والبالغة والذوق

عري ،فامتلكت الموهبة الشعرية والمقدرة الفكرية على التأليف،ذلكالش

أن لثقافة العالم أو األديب أو الشاعر األثر الواضح فيما يؤلف ،فقد أخذت العلم من رجاله ولم تكتف

ل باجترار معلومات هذا العلم بل أضفت عليه الموهبة الذاتية مما يكسب هذه العلوم الفائدة فيتضح من خال

ما سطرته من موضوعات نثرية وشعرية إذ أن الناظر في نثرها ينسى لفترة أنه يقرأ لشاعرة لعمق فكرها

كما أنها برعت في المدح براعة قلما تتأتى لشاعر،ساعدها و تذوق كبيرين باستشعارفكانت تصف اللحظة

20محمود رزق سليم ،عصر سالطين المماليك و نتاجه األدبي و العلمي ،ص- 1 24المرجع نفسه،ص- 2

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

59

ها الشاعرة الخصبة مكنتها من في ذلك الخيال الواسع و اجتماعها مع ملكة تصوير دقيقة وبفضل شخصيت

التطرق لموضوعات عصرها ،فهي تكتب بأسلوب يجمع سهولة اللفظ وقوة التركيب ورونق التعبير إضافة إلي

الو جازة والدقة والتركيز على المعنى حتى تبرز الفكرة واضحة جلية من غير حشوا أو اضطراب أو تكرار أو

دام العبارات الراقية وسعة ذخيرتها اللغوية ضف إلى ذلك قدرتها تكلف مما يدل مقدرتها الفائقة على استخ

الفائقة على إقامة عالقات متميزة بين األلفاظ كل ذلك بأسلوب منمق رشيق وممتع جذاب يشد القارئ ويجعله

.منتبها

إن الملفت كل ذلك بلغة سهلة واضحة بعيد عن التعقيد وبعدها عن األفكار الغريبة والصياغات المتكلفة ،إال

لنظر أنها قد تأثرت بسابقيها تأثر كبير،فبملكتها الشعرية و قوتها استطاعت أن تخرق مجال نظم البديعيات

.وبنفس األدوات والوسائل مضيفة إلى ذلك بصمتها من هنا كان تفردها

رج بحقيقتين األول أن فالباعونية بتأثرها بسابقيها لم تأت بالكثير الجديد إال أن المتمعن في بديعيتها يخ

الحقيقة الثانية أنها أحسنت الباعونية أاستوعبت كل كتبه سابقيها من البديعيات وسارت بدورها على خطاهم ،و

حيث أن البديعيات في بدياتها فن مبتكر ،خطى السابقين إليأجادت وكانت في الواقع خير من اهتدى و

و يعارضونهم بقوا أ، فكل الشعراء الذين كانوا يجارون سابقيهم لكن فيما بعد غلب عليه التقليد والمحاكاة

.أكثر ضمن إطار التقليد ال

لم تخالف "الباعونية كان أحد تلك المذاهب التى كانت سائد في عصرها فهى انتهجتهولعل المذهب الذي

1)"حجة الحموي على منوال بديعية إبن(نظم القصيدة البديعية األصول المراعية في ذلك فقد نظمتها

وقد التزمت في بديعيتها تضمين البيت الواحد نوع واحد أو نوعين من البديع فكانت أبياتها نماذج تحمل

المحسنات البديعية ،فالمالحظ أن الباعونية على الرغم من تضمينها كل بيت من أبيت البديعية صور بديعية

لبعض ت اختلفوا فبعضهم كان يذكر إسم الصورة فحين أن أصحاب البديعيا.لم تصرح باسمها في النظم

.األخر كان يعتمد على معرفة إسم الصورة على فطنت وذكاء القارئ

فكانت بديعيتها الفتح المبين في مدح األمين بديعية مثاال لنضوج الشاعرة العلمي من خاللها تبدو شاعرة

جسدت "اء كانت في الشعر أو النثر وقد يقال عنها ضخمة سو هاضمة للعلوم مطلعة على مجموعة أقل ما

2."فيها نضجها الفني والفكري وخبرتها األدبية والفكرية وصاغتها على هذا النحو من النظم

.20البديعية وشرحها،عائشة الباعونية ،ص - 1 .18ص نفسه،المرجع - 2

المصطلحات البالغية في بدعية عائشة الباعونية الفصل الثاني

60

وتبرز قرأتها الفاحصة المتأملة لجهود سابقيها ووقوفها على مضامينها بأسلوب العالم الذي يتعمق بتأمله

.يضفي عليها من فيض أفكاره وغريز علمه األفكار واآلراء والمفاهيم و فيتأملها ثم

التي واآلراءيمكننا أن ننكر ذلك التأثر ،إال أن المواقف فمن خالل بديعية الفتح المبين في مدح األمين ال

كانت حول الشاعرة ومؤلفاتها خير دليل على ذلك التأثير الذي أحدثته الباعونية لمن آخذو عنها أو نقدوها

وقصروه أحيانا أخرى،ولم تغفل هي بدورها رقة األلفاظ وعذوبتها فجات بديعيتها زاخرة وأبانوا فضلها أحيانا

بتلك األلفاظ والعبارات الرقيقة العذبة ،فهي بال شك كلها أدلة على قدرتها اإلبداعية في مجاالت مختلفة،وقد

ية وشرحهاقامت بشرحها شرح وافي كما فعل الكثير من األدباء قبلها حاملة عنوان البديع

:وعليه سنحاول استخالص أهم سمات منهج الباعونية بديعيتها هذه

يجري أسلوبها على النهج البديعي دون تكلف حيث نجدها شاعرة مقتدرة برزت ثقافتها الواسعة في منهجها _

.،فحملت هذه البديعية روعة المعاني وجمال التصوير ودقة انتقاء األلفاظ وبراعة نظمها

ا ببراعة المطلع وأنهتها بحسن الختامابتدأته _

الجناس المذيل التام ،الجناس المصحف ،الجناس (تجمع أحيانا في البيت الواحد أكثر لون بديعي مثل _

)المطلق ،الجناس المخالف،الجناس المركب

.أنها كانت مستدركة للكثير من المصطلحات التي أثارها أسالفها من الشعراء البالغيين _

سلوبها بشيوع الروح الدينية وذلك من خالل مدحها لخاتم األنبياء والمرسلين الرسول الكريم محمد أتسم أ _

.صلى اهللا عليه وسلم ،فتأثرها بالجملة القرآنية في كتاباتها تأثير واضح ملحوظ

الخاتمة

خاتمــــــــــــــــــة

62

خاتمةخاصة و في أدبنا العربي ذلك أنها أعطت روح جديدة لألدب تميزالم ذلك الموروث الشعري تمثل البديعيات

واالهتمام ، وال يسعنا في ختام هذا العمل الذي حمل عنوان من الرعاية الشعر ومكسب لم يلقى حظه

:المصطلح البالغي في بديعية عائشة الباعونية إال التنويه بقدراتها ذلك منها

موضوعها من يالءمعلى ما اعتمدتتمكنت من نسج هذه البديعية على طريقة السابقين لها وذلك أنها -

.لبديعيةالعناصر ا

وبشكل جلي ثقافة هذه العالمة على بديعيتها حيث كان لتلك الثقافة دور فعال في طريقة عرضها انعكست -

.أنها قدمتها على شكل لوحة متنوعة من األلوان البديعيةوتقديمها لمصطلحات البديعية ذلك

الشعري وافادتها من استطاعت أن تحقق الكثير من رسمته لنفسها مما يدل على سعة إطالعها للموروث -

جهود سابقيها في نظم البديعيات حيث تمثلتها و أضفت عليها تلك اللمسة المميزة التي تبرز مكانتها بين تلك

.حسن الصيغة وجمال األداء المتالكهاالبديعيات وبين أولئك الناظمين

ان بين الحين واألخر لكن وضفت المؤلفة جل األلوان البديعية مع أنها لم تغفل توظيفها للمعاني والبي -

.كانت لعلم البديع واألولويةالغالب

.الجمع بل تنتقي ما يفيدها في الموضوع الالئق بها ألجلالبديعية وتجمعها األلوانلم تكن ترصد الشاعرة ف -

ال يخفى علينا أن المؤلفة عائشة الباعونية لم تأتي بالجديد من المصطلحات البالغية فكانت قد تناولت -

.المصطلحات التي كان ولها سابقيها

.الذي تتمتع به األسلوبأن البديعية جاءت للمؤلفة ذات شخصية متميزة تعلن عن تفردها من خالل -

.ع وهذا الموروثيللموروث البالغي وتفنونها في المزج بين البد عابهااستيتعكس مدى مرآةكانت البديعية -

و وحسن التصوير وبراعتها لوصف األنواع البديعيةكانت البديعية مجال لتعبير عن مقدرتها وكذا موهبتها -

.وجودة التعبير

ن حكمها هذا من درها مستمديقفكان لنا أن نقدر المؤلفة عيات مصدر إللهامهايكان نتاج سابقيها من البد -

.المختلفة وقيمتها الفنية والتاريخية اإبداعاته

.الروح الدنية بأسلوب تشيع فيهأن البديعية جسدت صورة جمالية -

.صورة فنية راقيةبديعية تقديمها لمصطلحات الب -

قـائمة المصادر قـائمة المصادر قـائمة المصادر قـائمة المصادر

و المراجعو المراجعو المراجعو المراجع

قائمة المصادر و المراجع

64

برواية ورش القرآن الكريم :المصادر -أعادل العزاوي ،عباس ثابت ،دار كنان للطباعة و النشر و :عائشة الباعونية ،تحالبديعية وشرحها ، -1

. 2009، 1التوزيع ،ط

:المراجع ).دت(،)دط(، 3األدب في العصر المملوكي ، محمد زغلول سالم ،منشأة المعارف ، اإلسكندرية ،ج -2

1،ط 1العلمية ،بيروت ،لبنان ،جعبد الحميد هنداوي ،دار الكتب :أسرار البالغة عبد القاهر الجرجاني ،تح -3

،2001 .

إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث ،يوسف وغليسي،دار العربية للعلوم ناشرون ، -4

.2008، 1الجزائر،ط

. 1986) دط(البديع تأصل و تجديد ، منير سلطان ، منشأة المعارف ، اإلسكندرية ،مصر ، -5

1محمد مصطفى أبو الشوارب ،دار الوفاء ،اإلسكندرية ،ط: طي ،تحالبديع في علم البديع ليحي بن مع -6

،2003 .

).دت(،)دط(البديعيات الخمس في مدح النبي المختار والصحابة الكرام -7

، 1،علي أبو زيد ،عالم الكتب ،دمشق ،سوريا،ط)نشأتها وتطورها وأثرها(البديعيات في األدب العربي -8

1983.

.1992، 3عزيز قليقلة،دار الفكر العربي ، القاهرة ،ط، عبد ال االصطالحيةالبالغة -9

2008، 1البالغة العربية ،بن عيسى بالطاهر، دار الكتاب الجديد المتحدة،ط - 10

)دت(،لبنان ، 2البالغة فنونها و أفنانها ،فضل حسين عباس ،دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزيع،ط - 11

. 1988، 7البيان العربي ،طبانة بدوي،دار المنار،جدة،ط - 12

1،ج 1968، 3البيان و التبيين ، الجاحظ، الناشر ،مكتبة الخانجي ، القاهرة ،ط - 13

. 2009، 13تاريخ األدب العربي ،أحمد حسن الزيات،دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، لبنان ،ط - 14

التوزيع ، بيروت ، جوهر البالغة في المعاني والبيان و البديع ،أحمد الهاشمي ،دار الفكر للطباعة والنشر و - 15

. 2009، ) دط(لبنان ،

قائمة المصادر و المراجع

65

2،دار الهالل ،بيروت،لبنان ،ط)إبن حجة الحموي (خزائن األدب و غاية األرب تقي الدين إبن بكر - 16

، 1،ج 1991،

. 1990،)دط(دراسات في علم البديع ، عبد الواحد حسن الشيخ ، - 17

ياطي ،دار الكتب العلمية ،بيروت محمد عبده و محمد الشنق:دالئل اإلعجاز،عبد القاهر الجرجاني ،تح - 18

) .دت(،)دط(،لبنان،

زهر الربيع في شواهد البديع ،ناصر الدين بن قرقماس،تح مهدي أسعد عراد،دار الكتب العلمية - 19

. 2008- 1428، 1،بيروت،لبنان ،ط

. 1952عبد المتعال الصعيدي ،:سر الفصاحة،إبن سنان الخفاجي ،تح - 20

لبالغة ،محاسن البديع نصفي الدين ،تح نسيب النشاوي ،دار صادر ، شرح الكافية البديعية في علوم ا - 21

. 1992- ه1412بيروت ،

1969،)دط(،)مصر(الصبغ البديعي في اللغة العربية ، أحمد إبراهيم موسى ،دار الكتاب العربي القاهرة ، - 22

. 1981، 1دار الكتب العلمية،ط مفيد قميحة،:الصناعيتن أبو هالل العسكري،تح - 23

1،مكتبة القاهرة ،مصر،ط 8ين المماليك ونتاجه األدبي والعلمي ، محمود رزق سليم ، مجلدعصر سالط - 24

،1965 .

. 2004- 1425، 2علم البديع ،عبد الفتاح بسيوني ، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط - 25

).دت(،)دط(،)لبنان(علم البديع،عبد العزيز عتيق ، دار النهضة بيروت ، - 26

)دت(ه في الشعر العربي ، شوقي ضيف ،دار المعارف ،مصر،ط ح،الفن و مذاهب - 27

المختصر في تاريخ البالغة ، عبد القادر حسين ،دار غريب للطباعة و النشر والتوزيع ، - 28

. 2001،)دط(القاهرة،

المصطلح البالغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص ،عبد الرحيم العباسي ،دار الكتاب العالمي - 29

. 2006، 1وهرة القدس ،ط، عمان ج

.المصطلح النقدي في التراث األدبي ، محمد عزام،دار الشرق العربي بيروت - 30

. 1982،)دط(وري إدريس ،دار النشر المغربية،الدار البيضاء،قالنا ،المصطلح النقدي في نقد الشعر - 31

. 2011، 1،ط المصطلح النقدي و البالغي عند اآلمدي ،دار مكتبة حامد للنشر و التوزيع ، عمان - 32

قائمة المصادر و المراجع

66

مصطلحات نقدية وبالغية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ،الشاهد البوشيخي،دار الكتب العلمية - 33

).دت)(دط(،بيروت

.1989، 1معجم مصطلحات النقد العربي القديم ، أحمد مطلوب ،دار ناشرون ،بغداد ،ط - 34

.2000، 1،لبنان،ط مفتاح العلوم،السكاكي،عبد الحميد هنداوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت - 35

. 3،دار النهضة ،مصر،ط 3عبد الواحد وافي ،ج:خلدون ،تح ابنالمقدمة،عبد الرحمان - 36

1980، 1المنزع البديع في تجنس أساليب البديع ،السجلماسي، تح عالل الغازي ،مكتبة المعارف الرباط،ط - 37

. 1961، 1،ج2أحمد صقر،دار المعارف،ط:الموازنة بين شعر أبي تمام،البحتري ،األمد،تح - 38

)دت)(دط(كمال مصطفى ،مكتبة الخانجي ،القاهرة :نقد الشعر قدامة بن جعفر تح - 39

) .دت)(دط(محمد عبد المنعم خفاجى ،دار الكتاب العلمية،بيروت،لبنان،:نقد الشعر،قدامة بن جعفر تح - 40

سالم،دار النكت في إعجاز القرآن ضمن ثالث رسائل ،الروماني أبو الحسن بن عيسى ،تح محمد زغلول - 41

) .دت)(دط(المعارض ،

. 1977، 1،عائشة حسين فريد ن دار قباء،القاهرة ،ط) في ضوء األساليب(وشي الربيع بألوان البديع - 42

:المعاجم و القواميس ).دت) (دط(دار صادر،بيروت ،لبنان لسان العرب ،إبن منظور ، - 43

،دار 1د السالم محمد بن هارون ،معب:معجم مقاييس اللغة ،أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكرياء ،تح - 44

. 1991 1الجيل ،بيروت لبنان ،ط

:الرسائل الجامعيةالبديع في القرآن عند المتأخرين في الدراسات البالغية ،دخيل اهللا بن محمد الصحفي ،رسالة ماجستير - 45

. 1990- ه1410،جامعة أم القرى مكة المكرمة ،

ن سعد اهللا ،رسالة ماجستير، جامعة الحاج لخضر البديعيات مضمونها و نظامها البالغي،نورة ب - 46

.2008- 2007باتنة،

الفــــهرس الفــــهرس الفــــهرس الفــــهرس

فهرس المحتويات

رقم الصفحة المحتوى

أ مقدمة

6 المصطلح البالغي و مراحل تطوره : تمهيد

19 البديعيات النشأة والتطور: الفصل األول

19 النشأة و العصر: المبحث األول

41-34 ي البالغةأثر البديعيات ف: المبحث الثاني

المصطلحات البالغية في بديعية عائشة الباعونية: اني لثالفصل ا

44 مصطلحات البديعية قراءة النقدية: المبحث األول

74 .منهج عائشة الباعونية في البديعية : المبحث الثاني

79 الخاتمة

81 قائمة المصادر و المراجع

ملخص

تتناول هذه الدراسة موضوع المصطلح البالغي في بديعية عائشة الباعونية حيث ابتدأت بمقدمة يليها تمهيد

أهم مراحل تطوره والكشف عن مدى قدرة المؤلفة في تقديها هذه واستعرضتناولت فيه المصطلح البالغي

وء على نشأة البديعيات الذي يسلط الض: ثم جاءت فصول البحث والبداية بالفصل األول المصطلحات

الضوء على أهم المصطلحات البالغية تحيث ألقيوالذي يمثل الدراسة التطبيقية وتطورها أما الفصل الثاني

.في بديعية عائشة الباعونية وذلك من خالل الوقوف على مفهومها وتحليلها

.در والمراجع وأنهيت الدراسة بخاتمة وجيزة عن الحث وأهم نتائجه واستعرض الهم المصا

الباعونية ،التجنيس ،االستعارة ،البالغي المصطلح: الكلمات المفتاحية

Résumé

j’ai abordé dans cette étude le thème du terme rhétorique dans louver de « aicha albaounia ».

j’ai commencé par une introduction suivie d une préface dans la quelle j’ai élaboré les

principales étapes du développement de cette œuvre qat la suite, j’ai présenté les autres chapitres

dont le premier fait allusion a la fondation de « albadiéte » et leur développement a lors que le

deusciéme chapitre constitue la partie pratique, la au j’ai énuméré les principausc termes

rhétoriques a la fin , une conclusion qui traite les conséquences de çet escposé et lénumération

des référence et des sources.

mots clés : le terme de rhétorique, métaphore, naturalisation, Albaonip

Summary

I have addressed in this study the theme of rhetoric in terms of louver "aicha albaounia".

I started with an introduction followed by a preface in which I developed the main stages in the

development of this work qat later, I introduced the other chapters, the first refers to the

foundation of "albadiéte" and their development during the deusciéme chapter is the practical

part, the at I listed the principausc rhetorical terms at the end, a conclusion that addresses the

consequences of escposé and lénumération reference and sources.

Keywords : the rhetorical term, metaphor, naturalization, Albaonip