99
ﺟﺎﻣﻌــــﺔ ﻗﺎﺻــــﺪي ﻣﺮﺑــ ـــ ــﺎح ورﻗﻠــ ـــــ ــــــــــﺔ ﻛﻠﻴــــﺔ اﻟﺤﻘــــﻮق و اﻟﻌﻠــــــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴــــﺔ ﻗﺴــــﻢ اﻟﺤﻘــــــــــــﻮق ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﺷﻬ ــــ ﺎدة ﻣﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﻳﻤ ـــــ اﻟﻤﻴــــــــﺪان: اﻟﺤﻘــــ ﻮق و اﻟﻌﻠـــــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒـ ـــﺔ: اﻟﺤﻘـــــــــﻮق ﺨﺼﺺ: ﻗﺎﻧـــــــــﻮن ﺷﺮﻛﺎت ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺎﻟﺒ ـــــ: اﻟﺰاﻳــــــﺮ أﺣـــــــﻼم اﻟﻌﻨ ـــــــ ﻮان: ﺑﻌﻨــــﻮان: ﻧﻮﻗﺸـــــﺖ وأﺟﻴــــــﺰت ﺑﺘﺎرﻳـــــــــﺦ............... ................ ........... أﻣ ـــ ﺎم اﻟﻠﺠﻨ ـــــ ﺔ اﻟﻤﻜﻮﻧ ــ ﺔ ﻣ ــ ــــ ﻦ اﻟﺴ ــــ ﺎدة: اﻟﺪﻛﺘﻮر: ﻗﺮﻳﺸ ــــ ﻲ ﻣﺤﻤ ــــ رﺋﻴﺴـــــــــــــــــــــــﺎ ورﻗﻠــــــﺔ ﺟﺎﻣﻌـــــﺔ ﻗﺎﺻــــﺪي ﻣﺮﺑـــﺎح اﻟ ﻛﺘ ــ ﻮر: ا ﻷﺧﻀﺮي ﻧﺼﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺸـــــﺮﻓﺎ وﻣﻘـــــﺮر ورﻗﻠــــــــﺔ ﺟﺎﻣﻌــــﺔ ﻗﺎﺻـــﺪي ﻣﺮﺑــﺎح ا اﻷﺳﺘﺎذ: ﻗﺎدري ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸــــــــــﺎ ورﻗﻠـــــــﺔ ﺟﺎﻣﻌــــﺔ ﻗﺎﺻــــﺪي ﻣﺮﺑـــﺎح

ﺔـــــــــــــــــﻠﻗرو – حﺎـــــــﺑﺮﻣ يﺪــــﺻﺎﻗ ﺔــــﻌﻣﺎﺟ ... · ﺔــــﻣﺪﻘﻤﻟا: ﺔــــــــﻣﺪﻘﻣ

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

–ــــــــــة ـــــورقلــ –ــاح ـــجامعــــة قاصــــدي مربــ

كليــــة الحقــــوق و العلــــــوم السياسيــــة

قســــم الحقــــــــــــوق

يـــــأكاديم ماسترادة ــــمذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شه

العلـــــوم السياسيةوق و الحقــــ: الميــــــــدان

الحقـــــــــوق: ـــةالشعبـ

قانـــــــــون شركات: خصص ت

الزايــــــر أحـــــــالم: ة ـــــالطالب مقدمة من قبل

:وانـــــــالعن

:بعنــــوان

..........................................بتاريـــــــــخنوقشـــــت وأجيــــــزت

:ادة ــــن الســــــة مــة المكونـــــام اللجنـــأم

جامعـــــة قاصــــدي مربـــاح ورقلــــــة رئيســـــــــــــــــــــــا د ــــي محمــــقريش : الدكتور

اجامعــــة قاصـــدي مربــاح ورقلــــــــة مشـــــرفا ومقـــــرر الدين ألخضري نصرا: ور ــكتد ال

جامعــــة قاصــــدي مربـــاح ورقلـــــــة مناقشــــــــــا قادري محمد لطفي :األستاذ

: ذاــــــــع هــي المتواضــــدي و عملــــــــرة جهـــــدي ثمــــأه

ــــى جانبــــ غــــاليوالــــدي الحبیبــــي وفخــــري إلــــى ــــذي یــــدعمني و یقــــف إال ي دائمــــا ـال

. بتشجیعه لي و حرصه علي

ـــــــــــــحبیبت و والــــــــــــدتي ى روحــــــــــــــإل إلــــــــــــى جنــــــــــــة األرض ، ، وملكــــــــــــة وجــــــــــــداني يــ

.ا عدت أراها ــــالتي م

ــــــــــــــــــرا و الغالیة أدامهم اهللا لي ذخـــــــإلــــــى كل أفـــــراد أســــــرتي الكریمــــــــــــة

ـــــاح ـــــة قاصـــــدي مرب ـــــى عمـــــال مكتب ـــــى كـــــل صـــــدیقاتي و إل ـــــل ،إل أشـــــكرهم جزی

.الشكــــــر على تعاونهم

أحــــــالم

الدكتور،األخضري نصر الدین اذيــــــري و إمتناني ألستــــــدم بشكـــقـــأت

على إشرافه على مذكرتي ، كل التقدیر و اإلحترام لشخصــــه الكریــــــــــــــــــم

و علــــــى دعمه لــــي ، وتوجیهاتـــــه القیمــــة ، حتـــى أصــــــــل بعمـــــل

مثمــــر في األخیر

كما أتقـــــدم بشكـــــري و عظیـــــم إمتناني لألستاذ عبد الكریــــــم عیــــــادي

على كل ما قدمھ لي من مساعدة ، تحیة تقدیر و إجالل لشخصھ أیضا

أحـــــالم

المقدمــــة

: ةــــــــمقدم

مسـتعملي الطـائرات يفضـلون مزيـة حيـث أن الوقت واحد مـن العناصـر الـيت ال يسـتقيم النقـل اجلـوي بـدو�ا إستغالليعد عامل

.السرعة اليت تنفرد �ا الطائرات دون غريها من وسائل النقل األخرى

و تعـد مسـؤولية الناقـل اجلـوي ا، هـذ حيث يعد النقل اجلوي حديث النشأة سريع التكوين ، مقارنة مع غريه من فروع القانون اخلـاص

، لذلك يعترب حتديد هذه املسؤولية يعد حجر ءامن أهم موضوعات القانون اجلوي و أكثرها إثارة للمشاكل و اإلختالف فقها و قضا

فيهــا ، و ألمهيــة هــذا املوضــوع مل تكتــف الــدول مبعاجلــة مســؤولية الناقــل اجلــوي الــدويل مبــا فيــه حتديــد هــذه املســؤولية يف قوانينهــا الزاويــة

.ديدها على املستوى الدويل الداخلية ، بل و ان هذه األمهية فرضت ا�تمع الدويل اللجوء إىل تنظيم هذه املسؤولية و حت

للدول بوضع نظام قانوين للمسؤولية املدنية للناقل اجلوي ، و إختلفت حول األحكام املطبقـة و لقد إهتمت التشريعات الداخلية

ة يف قانو�ا هلذه املسؤولية ، فبعض الدول طبقت قواعد النقل البحري على مسؤولية الناقل اجلوي ، و دول أخرى طبقت القواعد العام

مــن القــانون املــدين 1147، حــني طبــق نــص املــادة 1922و هــو مــا ذهــب إليــه القضــاء الفرنســي يف حكــم حملكمــة الســني ، لعــام

)) يلزم املدين التعاقدي بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ إلتزامــــــــه((الفرنسي على مسؤولية الناقل اجلوي ، حيث جاء فيها أنه

ـــادر و كانـــت ــــدويل ، هـــي مب ــــل اجلـــــــــوي علـــى املستـــــــــوى الــ ـــة توحـــد قواعـــد مسؤوليــــــــة الناقــــــــــ ة فرنســـية اخلطـــوة األوىل لعقـــد اتفاقيـــة دولي

، قــدمت يف نفــس الوقــت الــذي قــدم فيــه إىل الربملــان الفرنســي مشــروع 1924مــن رئــيس الــوزراء الفرنســي بوانكاريــه كــان ذلــك ســنة

، مشـروع اتفاقيـة ، حيـث شـكل 1925انون اجلوي الداخلي لفرنسا، و قدمت فرنسا إىل املؤمتر الدويل الذي عقد هلذا الغرض عام الق

املــــــؤمتر جلنــــــة مــــــن أجــــــل دراســــــته ، مكونــــــة مــــــن خــــــرباء قــــــانونيني جــــــويني ، و أســــــفرت هــــــذه الدراســــــة عــــــن إبــــــرام اتفاقيــــــة فارســــــوفيا

. 1933، و دخلت هذه اإلتفاقية حيز التطبيق عام 1929أكتوبر 12لدويل يف للنقل اجلوي ا

و أحكــام املســؤولية املدنيــة للناقــل اجلــوي ، هــذا اإلســتقرار مل يــدم ، جــراء و لقــد حــاول واضــعوا اتفاقيــة فارســوفيا توحيــد بعــض قواعــد

ت ـــــة اليت حلقـــــذا التعديالت اجلذريــــ، وك 1955اي ـــــــول الهـــــالقا من بروتوكـــــرأت فيما بعد على االتفاقية إنطــــــديالت اليت طــــــــالتع

مـارس 8، وبروتوكـول جواتيماالسـييت املوقـع يف 1961مـاي 4يف �ذه االتفاقية ، واليت جتسدت يف كل من اتفـاق مونرتيـال املوقـع

مبـادئ املسـؤولية املدنيـة للناقـل اجلـوي ، خاصـة حالـة مسـؤولية الناقـل اجلـوي عـن األضـرار علـى ورةــــه الثــــــ، حيث أعلـن واضعي 1971

احلاصـــلة بالركـــاب ، ونتيجـــة التضـــارب لـــذي كــــان حاصـــل دعـــي لضـــرورة وجـــود تشــــريع جـــوي دويل موحـــد ألحكـــام مســـؤولية الناقــــل

و كــان البحــث مســتمر حــول حتقيــق أكــرب قــدر مــن احلمايــة 1999 مــاي28و هــو مــا ســعت لــه اتفاقيــة مونرتيــال اجلديــدة املوقعــة يف

المقدمــــة

للركــاب ، ســواء محــايتهم مــن املخــاطر التلقليديــة للطــريان ، مــن ســقوط الطــائرات نتيجــة عطــب تقــين أو بســبب الظــروف البيئيــة اجلويــة

.الصعبة ، و محاية الركاب

د�ا أحكـام مسـؤولية الناقـل اجلـوي علـى السـاحة الدوليـة ، كـان لزامـا التحوالت اليت شهو تتجلى أمهية هذه الدراسة هو أنه و أمام -

البحـث يف مضـمون هـذه التغـريات احلاصـلة علـى نظـام مسـؤولية الناقــل اجلـوي الـدويل ، و توضـيح مـدى تـأثر التشـريعات الداخليـة �ــا

: اجلويــة الداخليــة ، ومــن بــني هــذه القــوانني خصوصــا أ�ــا إعتمــدت التشــريع اجلــوي الــدويل كمصــدر تســتلهم منــه أحكامــا لقوانينهــا ،

1981الصادر عام 28/81، وفانون الطريان املصري رقم 380/03املعدل بالقانون رقم 1957القاون اجلوي الفرنسي لعام

ي القـانون اجلـوي ، والذي ألغى مبقتضاه املشرع اجلزائر 1998جوان 27الصادر يف 98/06ريان املدين اجلزائري رقم طو كذا قانون ال

. .املتعلق باملصاحل اجلوية 1964دوان 8الصادر يف 64/166الصادر

احملاوالت اجلادة من أجل وضع نظام للمسؤولية املدنية للناقل اجلوي عن األضرار احلاصلة للركاب ، إال أنه متيز بوجـود فراغـات مغو ر

، مما جعل املواقف ختتلف حول أحكام هذه املسـؤولية و جعلهـا موضـوعا و ثغرات فتحت الباب أمام الفقه و القضاء إلجياد حل هلا

متضاربا يكثر فيه اجلدل ، و هو ما حاولت دراسته يف هذا املوضوع ،إلسـتبيان هـذا التضـارب الفقهـي و القضـائي احلاصـل للمسـؤولية

نظر لتعرض الركاب ليس فقط لألضرار و املخاطر ... املدنية للناقل اجلوي ، خاصة األضرار الالحقة بالركاب من أضرار بدنية ، ووفاة

... من إختطاف و إعتداءات إرهابية ، اليت نشهدها يف وقتنا احلاضر التقليدية فحسب بل أيضا هناك خماطر حديثة

: باإلضافة أنه هناك أسباب ذاتية و أخرى موضوعية دفعتنا إلختيار املوضوع

طبيعة التخصص العلمي الذي هو قانون الشركات ، وصلته الوطيدة مبوضوع الدراسة ، كما تعود أيضا فتعود ل االسباب الذاتيةفأما

معرفـة هـذه األحكـام الـيت تنـتظم بـداخلها مسـؤولية الناقـل اجلـوي عـن األضـرار ، و مـن أجـل يف هـذا املوضـوعمليولنا الشخصية للبحـث

وي عـن األضـرار البدنيـة الالحقـة بالركـاب أو يف حالـة التـأخري يف النقـل أو حالـة اليت تلحق بالراكب سواءا يف حالة مسؤولية الناقـل اجلـ

مــع تبيــان مــدى تــأثر التشــريعات الداخليــة الوطنيــة �ــذا التطــور القــانوين و املســؤولية عــن الضــرر الــذي يلحــق باملتــاع الــذي يأخــذه معــه،

1998جوان28املؤرخ يف 98/06ريان املدين اجلزائري رقم احلاصل يف نظام مسؤولية الناقل اجلوي للركاب مبا فيها قانون الط

عتـــرب أســـرع و أخطـــر وســـيلة عرفهـــا اإلنســـان لنقـــل األشخــــــــاص الـــيت تالنقـــل بالطـــائرة فتمثلـــت يف مـــدى أمهيـــة األســـباب املوضـــوعيةأمـــا

ي البحث قـي مضـمون قتصادية ، كان من الضرور عملية النقل اجلوي أمهية من الناحية اال ما تكتسيهو البضائع عرب الدول املختلفة و

.عات الداخلية �ا ، و مدى تأثر التشريهذه التغريات احلاصلة على هذه املسؤولية

المقدمــــة

: و تثري املعاجلة القانونية هلذا املوضوع إشكالية رئيسية

ضرار اليت تلحق بالركاب ؟ ما مدى التطورات احلاصلة يف النظام القانوين للمسؤولية املدنية للناقل اجلوي عن األ

:و تساؤالت فرعية تتمثل يف

زائــــــــــــري توضــيح مــدى تــأثر القــوانني اجلويـــة الداخليــة �ــذه التطــورات التشـــريعية اجلويــة الدوليــة ؟ مــن بينهـــا قــانون الطــــــــــريان املـــــدين اجل

06/ 98رقــــــم

حلاصـل يف أحكــام مسـؤولية الناقـل علـى أسـاس مســؤولية الناقـل اجلـوي للركـاب ؟ و ضـرورة توضــيح مـدى إنعكـاس التطـور التشـريعي او

كيفية قيام هذه املسؤولية ، وفيما تتمثل شروط قيامها ؟

وهل للناقل اجلوي فرصا إلعفاءه من املسؤولية ، كمـا أنـه و إن كـان كـل ضـرر تقـوم ةراءه املطالبـة بـالتعويض ، فكيـف يقـدر التعـويض

ن الضرر الذي حلق بالراكب ؟ ع

.ب ، للتخفيف من ضخامة التعويض ؟ و هل للناقل اجلوي احلق يف توقيع تأمني من مسؤوليته عن األضرار الالحقة بالركا

لقد واجهت صعوبات يف املوضوع ألنين كنت يف موضوع و اضطررت لتغيـريه يف آخـر حلظـة و الوقـت مل يسـعفين مـع ذلـك حاولـت و

.التوفيق و امتامها قصارى جهدي

ملـــنهج إعتمــاد او لإلحاطــة بكــل جوانــب املوضـــوع و اإلجابــة علــى اإلشـــكالية ال ميكــن اإلعتمــاد علـــى مــنهج واحــد يف الدراســـة ، بــل

الوصفي و التحليلي ، حيث مت اعتماد املنهج الوصفي الذي يعـد أول خطـوة يقـوم �ـا الباحـث عنـد دراسـة موضـوع عـن طريـق وصـف

يف العديــد همت اعتمــاد الــذي لومــات الدقيقــة ، و املــنهج التحليلــي يهــدف لــرد حمتــوى الفكــرة لعناصــرها األوليــة البســيطة وو مجــع املع

.من املواضيع اليت حتتاج للتحليل العميق

للركــاب و إحتــوى األحكــام املوضــوعية ملســؤولية الناقــل اجلــوياألول جــاء حتــت عنــوان : و لقــد مت تقســيم موضــوع البحــث إىل فصــلني

قيام مسؤولية الناقل اجلوي للركاب : األول تكييف مسؤولية الناقل اجلوي و املبحث الثاين :على مبحثني

نظام التعويض يف مسؤولية الناقل اجلوي : األحكام اإلجرائية ملسؤولية الناقل اجلوي ، و تناولنا يف املبحث األول فيه :أما الفصل الثااين

. دعوى املسؤولية : ثاين و املبحث ال

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

5

األحكـــام الموضوعية لمسؤولية الناقل الجوي للركاب :الفصل األول

هلذه املسؤولية اد موضوع مسؤولية الناقــل اجلوي للركاب ، جدل و تضارب فقهي و قانوين ، من حيث األحكام املوضوعية ـــس

بالنقل اجلوي ، و ما ميكن أن ترتبه هذه املخاطر ، من خسائر تلحق بالركاب و من أجل ما يتخلل الطريان من خماطر تلحق

ــــــى مســــــتوى التشــــــريع اجلــــــوي و قــــــد ــــــل اجلــــــوي للركاب،ســــــواء عل كــــــان مــــــرد هــــــذا اخلــــــالف يف مضــــــمون أحكــــــام مســــــؤولية الناق

. ، هو البحث عن كيفية حتقيق أكرب محاية ممكنة للركابأو اخلارجي الدويل

ا موضــــــوعيا ، تنــــــتظم داخلــــــه مســــــؤولية الناقــــــل اجلــــــوي أمهيــــــة دراســــــة هــــــذه األحكــــــام املوضــــــوعية ، و الــــــيت تشــــــكل إطــــــار و أمــــــام

. و ستتم دراسة هذا الفصل من خالل مبحثني يربز من خالهلما التضارب و التطورات التشريعية احلاصلة على هذه األحكام

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

6

تكييف المسؤولية المدنية للناقل الجوي: لمبحث األول ا

ى ـــالف فقهي أفضــد ثار خـــفإننا جند أنه ق دية أم تقصريية،ـــكانت عق ما إذاؤولية املدنية فيــــــتحديد طبيعة املسلد التطرق ــعن

قدية أم تقصريية ، أما الفريق الثاين فكان ينادي بوحدة األول ينادي بضرورة التفرقة بني املسؤولية هل هي ع: إىل ظهور إجتاهني

و سنحاول التطرق لتوضيح حمل مسؤولية الناقل للركاب ؟.املسؤولية املدنية

تحديد طبيعة مسؤولية الناقل الجوي : المطلب األول

عـــل القــــانون األملـــاين الصــــادر تضـــاربت التشـــريعات اجلويــــة الداخليـــة يف نظر�ــــا حـــول حتديـــد مســــؤولية الناقـــل اجلــــوي فلقـــد ج

1924إىل القــانون الفرنســي للمالحــة اجلويــة ســنة نســبة فبال،مســؤولية تقصــريية علــى العكــس متامــا ، مســؤولية الناقــل ،1922يف

. )1(إعتربها عقدية فقد

المسؤولية العقدية للناقل الجوي للركاب: الفرع األول

رسوفيا من أجــــــل توحيد بعض فواعد النقل اجلوي الدويل ، و إكسابه الصفة العقدية ، حيث تقوم جاءت اتفاقية فا لقدو

النقل اجلـــوي ، الذي مت إبرامـــــــه املسؤوليــــــــة العقدية ، عندما يقــــــوم الناقل باإلخالل بإلتزاماته التعـــــــــاقدية ، اليت فرضهــــــــا عليه عقـــــد

، أيضــــــــا ا ـوفيــــــفارسلـــى مــــــا جـــــــاءت به اتفاقيـــــــــة بيــــــن الراكب و الناقــــــــل ، ولقـــــــــــد ســـــــــــــارت التشريعـــــــــــات اجلـــــــــــوية الداخليـــــة ع

. 98/06جلزائــــــري رقـــــم قانــــــــــون الطريان اجلـــــــــوي ا

و لقد إعترب القضاء يف فرنسـا و سويسـرا مسـؤولية الناقـل مسـؤولية ذات طبيعـة عقديـة ، و لقـد قـررت احملكمـة اإلحتاديـة السويسـرية

ها لــيس املخــاطر أن املسـؤولية الــيت تنظمهــا اتفاقيـة فارســوفيا ذات طبيعـة عقديــة أساسـ( 1957مــارس 12يف حكـم صــادر هلـا يف

، و هو ما جاءت به أيضا حمكمة )الالحقة باملالحة اجلوية، بل عدم التنفيذ املنطوي على خطأ اإللتزامات اليت يولدها عقد النقل

) .2(بإعتبار مسؤولية الناقل اجلوي ، مسؤولية عقدية 1963جوان 25إستئناف القاهرة يف حكم هلا الصادر يف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

26،25، ص 1966ثروت أنيس األسيوطي ، مسؤولية الناقل اجلوي يف القانون املقارن، دار النهضة العربية، ط – 1

219األسيوطي ، املرجع السابق، ص ثروت أنيس - 2

: اإللتزام بالسالمة في نقل الركاب: أوال

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

7

إن أهــم اإللتزامــات الــيت يفرضــها عقــد النقــل علــى الناقــل ، هــو إلتــزام عــام تشــتمل عليــه مجيــع عقــود النقــل ســواء كــان نقــل بــري

عــىن يكــون ملتزمـا بتوصــيل الراكــب إىل املكـان املتفــق عليــه ســليما أو حبـري أو جــوي ، حيــث يلتـزم الناقــل بضــمان سـالمة الركــاب مب

يف عقــد النقــل وجيــد هــذا اإللتــزام مصــدر يف عقــد النقــل وذلــك يف كــل مــن القــانون الفرنســي و املصــري ،بينمــا ينشــأ معافــا ، هــذا

صـدر اإللتـزام إىل اإلخـتالف يف حتديـد عن القانون مباشرة يف كل من القانون األمريكـي و األجنليـزي و لقـد أدى عـدم وحـدة م

)1(طبيعته و يف النظام القانوين الذي ختضع له مسؤولية الناقل اجلوي

ـــــزام ـــــد قامــــت حمكمــــة الــــنقض الفرنســــية بتعريــــف اإللتــ ـــــالمة يف حكــــم هلــــا صــــادر و لقــــــ : جــــاء فيــــه 1911نــــوفمرب 21يف بالســــ

)إىل جهة الوصول " Sain et sauf" زام توصيـــــــل املسافـــــــر سليما ــــــذ عقـــــد النقل يتضمن بالنسبة للناقـــل اإللتــــــــأن تنفي(

إللتـزام الـذي أن تسـليم التـذكرة للمسـافر يتضـمن و مـن غـري احلاجـة إىل إشـرتاط صـريح خبصوصـه ، ا( و قد أكدت احملكمة أيضا

و �ــذا احلكــم إســتقر علـــى عــاتق الناقــل التزامــا أساســـيا ) .يقــع علــى شــركة النقــل بإيصـــال املسافرســليما معــاىف إىل جهــة الوصـــول

.و هو االلنزام بالسالمة يف نقل الركاب

ذل عنايـة ، جنـد أن الفقـه قـد إهـتم �ـذا و وضـع وحىت يتم حتديد طبيعة التزام الناقـل مـا إذا كـان إلتزامـا بنحقيـق نتيجـة أو إلتزامـا ببـ

علــى إرادة املتعاقــدين يف حتديــد طبيعــة اإللتــزام ، فعنــدما تنصــرف :المعيــار األول ثالثــة معــايري لتحديــد طبيعــة االلتــزام فلقــد إعتمــد

: المعيــــــــــــــــــــــار الثـــــــــــــــــــــاني ـــــــــــــذل عنـــــــــــــاية ، أمــــــا ة و إال كـــــــان إلتـــــــــــــزاما ببــــــإىل حتقيــق نتيجــة يكــون اإللتــزام بتحقيــق نتيج اإلرادة

مــــــــــن بـــــــــني الفقهـــــــــاء الــــــــــذين إعتمـــــــــدو هـــــــــذا املعيــــــــــار )Tanc(تانـــــــــك فهــــــــــــــــــــــــو معيـــــــــــــــــــــــار اإلحتمــــــــــــــــــــال و كــــــــــان األســـــــــتاذ

حيث كان يرى ،أنه إذا كانت مؤكدة كان اإللتزام بتحقيق النتيجة ، أما إذا كانت النتيجة حمتملة فإنه ال يصـح أن يوصـف اإللتـزام

.ةــــذل عنايـــــــزام ببــــــــــإلت بتحقيق نتيجة ال ميكن إعتبار امللتزم خمطئا �رد عدم حتقيق النتيجة ، بل جيب إعتبار هذا اإللتزام هو جمرد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

467،ص 2005، ،سنة 1وي ، منشورات احلليب احلقوقيةة، بريوت ، ط حممد السيد الفقي ، القانون البحري و اجل/ حممد فريد العريين،و د/د – 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

8

ـــ يــارين األول و الثــاين ، حيــث يــرىو الــذي إنتقــد املع) Frossard(و الــذي نــادى بــه الفقيــه فروســارد :المعيــار الثالــث أمــاـــ

ما يلتـزم املـدين بتحقيـق هـذا األداء املعـني كـان إلتزامـه أن املعيار املناسب و األصلح هو مدى إلتـزام املـدين بتحقيـق أداء معـني فعنـد

.إلتزاما بتحيق نتيجة أما إذا كان غري ذلك كان إلتزامه إلتزاما ببذل عناية

و تظهــر أمهيــة حتديــد هــذا اإللتــزام يف مــا إذا كــان اإللتــزام بالســالمة كونــه إلتزامــا بتحقيــق نتيجــة أو إلتزامــا ببــذل عنايــة حيــث تظهــر

ذه األمهية يف حتديد عبء اإلثبات ه)1(

إللتــزام و أنــه تعــرض و أصــيب بضــررففــي حالــة كــان اإللتــزام بتحقيــق نتيجــة و هنــا يقــع علــى الراكــب عــبء إثبــات عــدم تنفيــذ ا

هنــا ميكــن للناقــل نفــي و ال ميكــن للناقــل الــتملص و دفــع املســؤولية إال بإثبــات الســبب األجنــيب ، أمــا إن كــان اإللتــزام ببــذل عنايــة ف

.خطأه بإثبات تنفيذه لإللتزام املكلف به أو بإثبات السبب األجنيب

: موقف التشريعات الجوية الداخلية من اإللتزام بالسالمة –1

تــزام لقــد تضــاربت التشــريعات اجلويــة الداخليــة يف موقفهــا حــول إلتــزام الناقــل اجلــوي بالشــالمة ، يف مــا إذا كــان طبيعــة هــذا األل

ـــذه األنظمــة )2(.عقديــة أم قانونيــة ، فهنــاك مــن األنظمــة القانونيــة الــيت إعتــربت اإللتــزام بالســالمة إلتــزام عقــدي ـــن بــني هــ ، و مــــــــــــ

لنقـــلالقانــــــــون اجلـــوي الفرتســـي و القانــــــــــون اجلـــوي املصـــري و الـــيت إعتـــربت أن اإللتـــزام بالســـالمة يف النقـــل اجلـــوي مصـــدره عقـــد ا

الذي يرتب يف ذمة الناقل إلتزامـا بكفالـة سـالمة الراكـب و بالتـايل هـو إلتـزام بتحقيـق نتيجـة ، و تكـون هـذه النتيجـة مؤكـدة الوقـوع

بقـــى ال حمتملــة ، ففـــي حالـــة عــــدم حتقـــق النتيجـــة املرجــــــــــوة مـــن عقـــد النقــل ، مـــن إيصـــال الراكــب سليمــــــــــا معـــاىف ، فــاإللتزام هنـــا ي

. دفع هذه املسؤولية إأل يف حال أثبت السبب األجنيب م اإلخالل به فال يستطيع الناقل و إذا قا غري منفذ

و لقد إجتهت أنظمة قانونية أخرى ـــــزام عقدي حمله حتقيق نتيجة و على عكس األنظمة اليت قضت أن إلتزام الناقل اجلوي هو إلتـــــــ

) .3(.لسالمة هو إلتزام قانوين إىل إعتبار اإللتزام با

أن الناقل اجلوي جيب أن يبذل النظم األجنلوساكسونية اليت ترى مصدره القانون و حمله االلتزام ببذل عناية ، وهي النظم ممثلة يف

. ما يف وسعه و أم يكون على قدر جيد من احليطة و احلذر من أجل محاية الراكب و احلفاظ على سالمته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

677،675عبد الرزاق أمحد السنهوري ، الوسيط يف شرح القانون املدين ، ص – 1

160، 159، املرجع السابق ، ص ثروت أنيس األسيوطي – 2

. 161ثروت أنيس األسيوطي ،املرجع السابق ، ص – 3

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

9

ــــــ و أمــــــن الراكــــــب إال أن النتيجــــــة تبقــــــى حمتملــــــة ال ترقــــــى ةو جنــــــد ان الناقــــــل اجلــــــوي حــــــىت و إن بــــــذل العنايــــــة املســــــتحقة حلماي

.إىل حالة الوقوع دائما

ـــ رق القضــاء األمريكــي إىل وجــوب بــذل الناقـــــــــــــــل أقصــى مــا لديــه مـــــن العنايــة لســالمة الراكــب و ربــط هــذه العنايــة و لقــــد تطـــــــــ

الناقل العام و الناقل اخلاص : بنظرية املخاطر اليت تعرفها املالحة اجلوية ، ولقحلة د فرق القضاء األمريكي بني نوعني من الناقلني

و ذلـك الشـخص الـدي يتعهـد إزاء مقابـل بتلبيـة مجيـع طلبـات الناقـل الـيت دزن متييـز منـه بـني بعضـها و الـبعض ه فالناقل العام

.اآلخر ، فالناقل جيب عليه بذل كل ما لديه من العناية الالزمة بإعتباره املسؤوول ولو عن أتفه األخطاء

ية و اليت تقــــــــدر مبعيار الرجل املتوســـط العناية هو ملزم ببذل عناية تعتــــــــــــرب عادالناقل الخاص أما

، و الناقل )1(فلو وضع يف نفس الظروف أو يف ظروف مشا�ة فيجب عليه أن يبذل عناية الناقل العادي يف النقل اجلوي بالذات

و إختياره ألفضل طاقم يتضمن أحسن العادي هو من يقوم بتجهيز و صيانة الطائرة قبل كل رحلة و إتباعه لقواعد املالحة اجلوية

. املالحني و توفري كل ما من شأنه حتقيق رحلة جيدة للراكب

و بناء على إعتبار أن السـالمة يف القـانون األمريكـي هـي بـذل عنايـة ، فهنـا سيصـعب علـى الراكـب الـدفاع و املطالبـة حبقهـو ذلـك

بء إثبات مدى قيام وبذل الناقل مـن عنايـة لتـوفري السـالمة للراكـب إلجحاف اإلثبات يف هذه احلالة ، حبيث يلقى على عاتقه ع

.و جتنب وقوع الضرر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

190،186سابق، ص، ثروت أنيس األسيوطي ، املرجع ال – 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

10

و حىت ميكن حتقيق املوازنة بني مصاحل كل من الراكب و الناقل، قام القضاء األمريكي بتخفيف عبء اإلثبات امللقى على الراكب

) Res ipsa loquitur(بإحداثة لقاعدة يف اإلثبات أطلق عليها

ت سيطرة املـدعي عليـه وحـده ، حبيـث تلـزم الناقـل بتقـدمي و هي قاعدة تلزم املضرور بإثبات أن الشيء و الذي هو الطائرة كان حت

)1(.إيضاحات دون تكليفه بإثبات السبب األجنيب ، و إقامة الدليل أنه قام بكل ما يلزم لتجنب وقوع ضرر

موقف إتفاقية فارسوفيا من اإللتزام بالسالمة – 2

بتوحيــد 1929ســنة ) فارســوفيا(قــام واضــعو اتفاقيــة ، إللتــزام إزاء التضــارب بــني االنظمــة القانويــة حــول حتديــد طبيعــة و مصــدر ا

بـــني املصـــاحل املتعارضــة يف النقـــل اجلـــوي، و قـــد وضـــعت اتفاقيـــة ، و أقامـــت التـــوازن املوقــف و قـــد وحـــدت االتفاقيـــة بـــني النظــامني

ــــى ســــالمة الركــــاب، و يف حــــال مل ينفــــذ )فارســــوفيا ( ــــزام باحملافظــــة عل ــــزام عــــد مســــؤوال علــــى عــــاتق الناقــــل اجلــــوي االلت هــــذا االلت

يكــون الناقــل مســؤوال عــن الضــرر الــذي يقــع يف حالــة وفــاة املســافر أو جرحــه:(ذه االتفاقيــة هــ مــن 17يف املــادة و هــذا مــا جــاء

) لركـاب أو نـزوهلممىت وقع احلادث الذي جنم عنه الضرر على منت الطـائرة أو أثنـاء عميلـة صـعود ا أو إصابته بأي أذى بدين آخر

عقد و إن مل تشر هذه املادة اىل االلتزام بالسالمة صراحة اال ا�ا متثل تنظيما قانونيا هلذا االلتزام بضمان سالمة الركاب املتولد عن

فوجـــب ، مـــن قبـــل الناقـــل ، و تقـــاس هـــذه العنايـــة مبقيـــاس موضـــوعي أال و هـــو الناقـــل احلـــريص النقـــل ، الـــذي حملـــه بـــذل عنايـــة

ــــه الناقـــل علـــى الناقـــل املســـؤول قـــد ســـلك نفـــس ســـلوك و العـــربة بـــالظروف اخلارجيـــة ، احلـــريص، يف نفـــس الظـــــــــروف الـــيت واجهتــــــ

.للحادث و ليس الظروف الشخصية للناقل اجلوي

اإللتزام بالســــالمة و للقاضـــي ســــلطة تقــــدير ســـلوك الناقــــل ، لــــوتبني ان هنـــاك احنــــراف عــــن الســـلوك العــــادي عــــد ذلـــك إخــــالال بــــ

و بنـاءا علـى هـذا االلتـزام بالسـالمة يف نقـل الركـاب إلتـزام عقـدي ،مرتبـا ملسـؤولية الناقـل ) فارسـوفيا(أي خطأ عقدي مبفهوم اتفاقية

.حمله بذل عناية عاية الناقل العادي )2(

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ

176ثروت أنيس األسيوطي ، املرجع السابق ،ص، – 1

–SISSILI Jacque – La notoin de faute dans la convention de Varsovie – Thése de doctorat Lausanne 1960 –p 125

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

11

:من اإللتزام بالسالمة 06-98لمدني الجزائري رقم موقف قانون الطيران ا

لقد أقر املشـرع اجلزائـري بـااللتزام بالسـالمة و ألقـاه علـى عـاتق الناقـل مهمـا كـان نـوع النقـل الـذي يقـوم بـه سـواء كـان النقـل اجلـوي

مــن القــانون 63: راحة، حســب املــادة او البحــري او الــربي ، و جنــد أن يف النقــل الــربي قــد ورد التــزام الناقــل بســالمة الركــاب صــ

االشــــــــخاص أن يضــــــــمن أثنــــــــاء مــــــــدة النقــــــــل جيــــــــب علــــــــى ناقــــــــل : (و الــــــــيت نصــــــــت علــــــــى 58-75التجــــــــاري اجلزائــــــــري رقــــــــم

...... )سالمة املسافر

: منــــه 145يف املــــادة الــــذي مل يصــــرح علــــى عبــــارة االلتــــزام بالســــالمة 98/06علــــى عكــــس قــــانون الطــــريان املــــدين اجلزائــــري رقــــم

.لكنه يفهم ضمنيا ...) الناقل اجلوي مسؤوال عن اخلسائر و األضرار اليت يصاب �ا شخص منقول (حيث جاء فيها

و املشـــرع اجلزائـــري مـــن خـــالل هـــذه املـــادة يكـــون قـــد أشـــار ضـــمنيا علـــى وجـــوب ان حيـــافظ الناقـــل علـــى ســـالمة و حيـــاة املســـافر

98/06مــن قــانون الطــريان املــدين اجلزائــري 131رر قــد يلحفــه ، و هــو التــزام عقــدي حســب مــا جــاء قــي نــص املــادة مــن أي ضــ

،أي العقـد هـو مصـدر أي إلتـزام يقـع علـى عـاتق الناقـل ....) ينبغي أن يتم أي نقل جوي عمومي طبقا لعقد يلتـزم مبوجبـه الناقـل(

بالنسبة حملل االلتزام بالسالمة ،و مبا يف ذلك إلتزامه بسالمة الركاب)1(

مــن قــانون الطـريان املــدين اجلزائــري ، أن الناقـل يلتــزم ببــذل العنايـة الالزمــة لتفــادي الضـرر ، حيــث يفهــم 148و قـد أشــارت املـادة

ضــرر أو خســار مــن شــأ�ا أنــه و يف حالــة إختــاذ الناقــل جلميــع اإلحتياطــات الضــرورية لتفــادي أي ( مــن خلفيــة هــذه املــادة مــايلي

لتوحيـد بعـض قواعــد ) فارسـوفيا (مــن اتفاقيـة 20،و يطــابق نـص هـذه املـادة نـص املـادة ) أن تلحـق بالراكـب غـري مسـؤول عنهـا

و يعود هذا التطابق ملصادقة اجلزائر على هذه اإلتفاقية 1929النقل اجلوي الدويل سنة )2(

اجلزائري من إلتزام الناقل بسالمة الركاب ، إلتزام عقدي ببذل عناية الرجل العـادي ، ويتفـق و يستخلص أن موقف املشرع اجلوي

) .فارسوفيا (موقف املشرع اجلزائري مع موقف اتفاقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

31، ص ، 2008،2009لنيل شهادة ماجستري يف احلقوق ، فرع العقود و املسؤولية ، كسؤولية الناقل اجلوي للركاب، ،سنة، ص، ،مذكرة خترج بشار يامسينة – 1

ث جـاء يف هـذه املـادة من قانون الطريان املـدين اجلزائـري علـى إعتمـاد املشـرع اجلزائـري إلتفاقيـة فارسـوفيا كمصـدر لتنظـيم مسـؤولية الناقـل اجلـوي للركـاب ، حيـ 156/1نصت املادة - 2

والـــيت 1955ســـبتمرب 28و بروتوكـــول الهـــاي 1929اكتـــوبر 12متـــارس مســـؤولية الناقـــل اجلـــوي إزاء كـــل شـــخص و هـــذا الـــنص منقـــول طبقـــا لقواعـــد إتفاقيـــة فارســـوفيا املؤرخـــة يف : "

"صادقت عليهما اجلزائر

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

12

:اإللتزام بالنقل في الميعاد :ا ــــــــثاني

اجـــــة ملحـــــة إلســـــتعمال الطـــــائرة كوســـــيلة للنقـــــل اجلـــــوي ، و اإلنتقـــــال مـــــن مكـــــان ملكـــــان يف أســـــرع وقـــــت لقـــــد أصـــــبحت احل

و هــو اإللتــزام بالنقــل يف امليعــاد احملــدد ممكــن ، و لضــمان ذلــك ألقــى علــى عــاتق الناقــل اجلــوي إلتزامــا يضــمن هــذا التنقــل الســريع

كب ، أو املعلن عنه يف نشرات أو جداول الناقل للجمهور ،يعلق فيها مواعيد النقل و لقد إختلفت أو املتفق عليه بني الناقل و الرا

:اإلجتاهات يف تفسري مدى إلزامية املواعيد الواردة يف هذه اجلداول إىل إجتاهني

فعنــــدما يقــــوم املســــافر أن عــــرض تلــــك اجلــــدوال يعــــد إجيابــــا مــــن الناقــــل لتنفيــــذ النقــــل يف امليعــــاد اإلتجــــاه األولو يــــرى أصــــحاب

عـاد بالصعود على منت الطائرة فهـذا قبـول منـه للقيـام بالنقـل يف امليعـاد احملـدد مـن قبـل الناقـل ، و بالتـايل يعتـرب االلتـزام بالنقـل يف املي

أصـحابه أن جــدول فــريىلثـاني لإلتجــاه او بالنسـبة . جـزء ال يتجـزأ مــن عقـد النقـل و يف حالــة اإلخـالل بــه تقـوم مسـؤولية الناقــل

املواعيد يعترب مبثابة املرشد للمسافر ، حىت يتمكن من معرفة عدد الرحالت و االماكن اليت سيتم التنقل إليها، وتعترب هـذه املواعيـد

عقــــد النقــــل ال تقــــوم فيهــــا مســــؤولية الناقــــل عنــــد التــــأخر يف تنفيــــذها، و بالتــــايل فــــإن إلتــــزام الناقــــل إلتــــزام عقــــدي مصــــدره تقريبييــــة

م بتحقيق نتيجة ؟ و يطرح التساؤل حول حمل هذا اإللتزام و مضمونه هل هو إلتزام ببذل عناية أم إلتزا

جيعل 1957- 1924فهناك بعض القوانني اجلوية كالقانون املصري و الفرنسي مابني سنة ،حوله القوانني و هو ما تضارب

مــن قــانون 639النقــل يف امليعــاد هــو إلتــزام بتحقيــق غايــة و هــو مــا إجتــه إليــه القــانون الفرنســي يف املــادة حمــل إلتــزام الناقــل بتنفيــذ

مــن القــانون املــدين التونســي ، فعــدم حتقــق النتيجــة ،أي عــدم الوصــول يف امليعــاد يقــيم املســؤولية العقديــة 277و املــادة التجــاري

.، يبقى أمامه سوى إثبات السبب األجنيب لدفع املسؤولية عنه يف النقلناقل عن الضرر الناجم عن التأخري لل

أنه يف حال تعهد الناقل بنقل الراكب يف ميعاد معني و متفق عليه ، حينها يكون : األولى : و القانون األمريكي فرق بني حالتني

فـإن إن مل يتعهـد الناقـل بالنقـل يف ميعـاد متفـق عليـه أنـه: الحالـة الثانيـةألتزام الناقل بالنقل باملعياد هـو التـزام بتحقيـق نتيجـة أمـا

إلتزامــــه بالنقــــل يف امليعــــاد يقــــع هنــــا إلتزامــــا ببــــذل عنايــــة و علــــى املــــدعى املضــــرور إثبــــات خطــــأ الناقــــل ألن هــــذا األخــــري ال يســــأل

.إال عن إمهاله )1 (

فـإن اتفاقيـة اد التزاما عقديا بتحقيق نتيجةو لو أن بعض القوانني قد اتفقت على ان االلتزام بالنقل يف امليع،

1929لسنة ) فارسوفيا(

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ

.1974ناقل الجوي ، رسالة ماجستير ، الجزائر، التليل عبد الستار ،األسباب القانونية لدفع مسؤولية ال – 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

13

من نفس االتفاقية 20منها و قضت أن الناقل ملتزم بالنقل يف امليعاد ، كما أضافت املادة 19نصت أن املسؤولية يف نص املادة

ما يؤكد ذلك التـزام الناقـل على أن الناقل يلتزم بالتقل يف امليعاد و ذلك ببذل العناية الالزمة لتجنب أي ضرر ناجم عن التأخري ز

يف تذكرة السفر ببذل عنايته لنقل الراكب يف الوقت احملدد و هو ما أشار إليه البند التاسع من شروط العقد الواردة)1(

.

ل بالنقـلالـذي جيعـل التـزام الناقـ) فارسـوفيا(نفس موقف اتفاقية 98/06و لقد اتبع املشرع اجلزائري يف قانون الطريان املدين

ــــيف امليعـــاد التـــزام عقـــدي حملـــه ببـــذل عنايـــة و ه ــــو مـــا يســـتنتج مــــ ــــالـــيت ج 131ن نـــص املـــادة ـــ أن النقـــل يـــتم مبوجـــب ( : اء فيهـــا ــــ

ن هدما يـرب الناقل اجلوي غري مسؤول عن: (على 148ذلك أن عقد النقل هو مصدر االلتزام و، و نصت املادة ....)عقد يلتزم

...) رورية لتفادي اخلسارة ــــــراءات الضـــــكل مندوبيه االج أنه إختذ صحبة )2.(

و أنـــه يف حــــال كــــان هنــــاك إخــــالل مــــن قبــــل التاقــــل بـــااإللتزام بالســــالمة أو اإللتــــزام بالنقــــل يف امليعــــاد ، يشــــكل أكثــــر اإللتزامــــات

يداناوى الركاب يف املــــــال لدعــــحم )3 (

.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.أنظر شروط العقد الواردة يف تذكرة السفر التابعة للخطوط اجلوية اجلزائرية املادة التاسعة منها – 1

98/06، من قانون الطريان املدين اجلزائري 131املادة –2

. 33،املرجع السابق ، ص، بشار يامسينة– 3

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

14

المسؤولية التقصيرية للناقل الجوي للركاب : رع الثاني ــــــالف

خترجـان عـن اإلطـار و ملا كان األصل يف مسؤولية الناقل اجلـوي أ�ـا عقديـة ، فهنـاك إسـتثناءات تـرد علـى هـذا األصـل حـالتني

. 1929لتوحيد بعض قواعد النقل اجلوي الدويل لعام ) فارسوفيا(العقدي للمسؤولية ، و من مث عن تطبيق أحكام اتفاقية

(Transport gratuit) ة التقــــــل بالمجـــانلـــــــحا: أوال

الـــذي يدفعـــه الراكـــب و مـــن هـــذه امليـــزة فإنـــه ميكـــنمبــا أن عقـــد النقـــل هـــو عقـــد معاوضـــة مبعـــىن يـــتم مبقابـــل نقـــدي ، و هـــو األجـــر

النقل الذي يتم دون أن حيصل الناقل على مقابل نقدي : أن حيدث نقل دون مقابل و هو النقل با�ان والذي يعرف أنه على أنه

:و يشتمل على نوعني

خر غري النقود أي كأن يكون املقابل مصلحة ، و قد يتم و له صورتان ، فقد حيصل النقل مبقابل بطريق آ: النقل بالمجان – 1

.بدزن مقابل على سبيل ا�املة

لشرائها حيث يعترب النقل الذي يسعى من وراءه الناقل حتقيق مصلحة ما ، كركوب شخص الطائرة متهيدا: النقل المصلحي –أ

.وم بتجربتها ــــفيق

الذي ال ينوي فيه الناقل احلصول على مقابل مثال كأن يأخذ شـخص صـديقني و هو النقل: النقل على سبيل المجاملة –ب

له يف سيارته للقيام بنزهة ، و كأن يدعو الناقل أحد أقاربه الركوب

هــو أن نيــة الناقــل ركــوب قريبــه يف الطــائرة جماملــة معنــويو الثــاين مــادي : األول يف الطــائرة ، فهنــا يتــوفر عنصــران )1(

ة و العــرب ،

.يف ا�املة يف النقل تبدأ و تتحدد عند بداية النقل ، فأي مقابل يدفع تنتفي نعه صفة ا�انية

:طبيعة المسؤولية في النقل بالمجان

ا بعقد تظهر طبيعة املسؤولية يف النقل با�ان ،إنطالقا من تكييف العالقة بني أطرافه ، فالناقل و الراكب مل ينويا اإلرتباط قانوني

و من مث ال وجود لفكرة العقد نظرا إلنعدام الثقة يف التعاقد )2( .

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ـ

123، ص 1986، دار الكتب، الكويت ، ط يعقوب يوسف صرخو، العقود التجارية – 1

عبد احلميد الشواريب، القانون التجاري، العقود التجارية، دار املعارف ، اإلسكندرية ، مصر - 2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

15

و لقد إسـتبعد الفقـه و القضـاء فكـرة املسـؤولية العقديـة يف النقـل ا�ـاين ، علـى سـبيل ا�املـة ، و كمـا إسـتقر علـى مسـؤولية الناقـل

ي مسؤولية تقصريية ، فالناقل حني جيامل أحد أقاربه ال ينوي احلصول علـى مقابـل ، ومـىت أراد التنحـي عـن رغبتـه يف النقـل دون ه

ـــــد عــــدم وجــــود ـــــوة أنــــه مل يقــــم بدعوتــــه للركــــوب ، و هــــذا يفيــ أدىن مســــؤولية و حينهــــا الميكــــن للمســــافر أن يقاضــــي الناقــــل بدعـــــــ

فيمــا يتعلــق بالنقــل ا�ــاين القــائم علــى مصــلحة و يف حالــة إصــابة الراكــب خاللــه حبــادث حكــم القضــاء، ونبــة تربطهمــا عالقــة قان

1384فيه باملسؤولية التقصريية ، بعما كان يعتربها عقدية و قد طبق القضاء الفرنسي على مسؤولية الناقل التقصريية حكم املادة

و مكن الراكب من إثبات خطأ الناقل أو أحد تابعيه ، و العالقة السببية ما بني اخلطأ و الضرر الـذي أصـابهمن القانون الفرنسي

ب قبــل وحســب القضــاء أـــن النقــل علــى ســبيل ا�املــة ال يطبــق عليــه حكــم حراســة الشــيء ، مــادام الراكــ، )1(و إال رفضــت دعــواه

ولية إفــرتاض خطــأ الناقـــل أمــا النقــل ا�ـــاين املصــلحي فــال تســـتبعد فيــه قواعــد املســـؤ وهــذا مــا يســـتبعد مقــدما خمــاطر الرحلــة اجلويـــة

هنــا يكــون قــدي دعــي مــن قبــل الناقــل للركــوب �ــدف حتقيــق مصــلحة شخصــية للراكــب لتجربــة عــن األشــياء و ذلــك أن الراكــب

راكـب طبقـا حلكـم حـارس الشـيء الـوارد يف املـادة الطائرة من أجل شرائها و يف هـذه احلالـة يسـأل الناقـل عـن الضـرر الـذي حلـق بال

، فيفرتض خطأ الناقل .من القانون املدين اجلزائري 138من القانون املصري و كذا املادة 178املادة و املدين الفرنسي 1384

.الراكب املضرور إستعمل الشيء تلبية لرغبة الناقل أنو ذلك )الطائرة(يف حراسة الشيء

النقــل اجلــوي با�ــان الــذي تقــوم بــه مؤسســات النقــل اجلــوي مــن املســؤولية 1929لعــام ) فارســوفيا(ثنت إتفاقيــة و لقــد إســت

، فالنقل اجلوي الذي تقوم به ) فارسوفيا(التقصريية و أدخلته نطاق املسؤولية العقدية ، وهذا ما نصت عله املادة األوىل من اتفاقية

اين لغــرض جتــاري كالدعايــة و نقلهــا لشخصــيات سياســية ، و هنــا ارادت االتفاقيــة توحيــد مؤسســة النقــل و الــيت كثــريا مــا يكــون جمــ

. قواعده منعا للتهرب من احكام االتفاقية، عن طريق اإلعتقاد أن النقل هو با�ان

'' ة قانونيـة ال تصـرفا قانونيـا واقعـ''و يعترب النقل با�ان بصورتيه علـى سـبيل ا�املـة أو القـائم علـى املصـلحة ال يغـدو أن يكـون إال

ألن عالقـــة النقـــل بـــني الراكـــب و الناقـــل إن كانـــت ال تتـــوفر علـــى عقـــد )2(

) فارســـوفيا(، فهـــي ختـــرج عـــن نطـــاق تطبيـــق أحكـــام

.ذات اإلطار العقدي

ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ

31ص - 4ع -6س -265-أبو زيد علي املتيت ، التكييف القانوين ملسؤولية الناقل على سبيل ا�املة ، جملة قضايا حكومية - 1

455عبد الحميد الشواربي ، المرجع السابق ، ص – 2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

16

ويــــــل الجـــــة الناقــــــاس مسؤوليــــأس: المطلب الثاني

املســــؤولية املدنيــــة ميكــــن ان تقــــوم علــــى أساســــني ،إمــــا ان تقــــوم علــــى أســــاس اخلطــــأ و يتجســــد يف نظــــام املســــؤولية الشخصــــية

أو أن تقوم على حتمل التبعة أو املخاطر فتصبح املسؤولية موضوعية )1(

ألساس اجلديد للمسؤولية املدنية ، حيث أصبحت ، وهو ا

.مسؤولية الشخص تقوم مبجرد وقوع الضرر

ثبـــات اخلطـــأ و هـــو األســاس اجلديـــد الـــذي يـــدافع عنـــه الفقــه اليـــوم ملـــا تبـــيم ان االعتمــاد علـــى فكـــرة اخلطـــأ كأســـاس دون اخلاجــة إل

ولية املوضـوعية الـيت أساسـها املخـاطر ،الـيت ال يلتـزم فيهـا للمسؤولية يصعب فيه على املضرور إثبـات خطـأ املسـؤول علـى غـرار املسـؤ

املضرور بإثبات اخلطأ، و يطلق على هذه املسؤولية باملسؤولية املطلقة أو بقوة القانون )2(

1929ا ــــــــــــــــأســــــــــــاس مســــــــــــؤولية الناقــــــــــــل الجــــــــــــوي للركــــــــــــاب فــــــــــــي إتفاقيــــــــــــة فارسوفي: الفــــــــــــرع األول

1955اي ـــــل الهو ــــــو بوتوك

.إعتمدت كل من اتفاقية فارسوفيا و اتفاقية الهاي نظام املسؤولية الشخصية القائمة على اخلطأ املفرتض و لقد

Varsovie( 1929(يا ــــة فارسوفـــوي في اتفاقيـــل الجــــؤولية الناقــاس المســـأس: أوال

هاج فكرة اخلطأ املفرتض كأساس ملسـؤولية الناقـل اجلـوي حبيـث يتعهـد الناقـل التزامـا بوسـيلة لقد قام واضعو اتفاقية فارسوفيا يإنت

حملــه بــذل العنايــة الالزمــة لضــمان ســالمة الراكــب مــع قلــب عــبء اإلثبــات و نقلــه علــى عــاتق الناقــل اجلــوي ، إذ تفــرتض االتفاقيــة

مــن االتفاقيــة 20الــدليل علــى غــري ذلــك و هــذا طبقــا للمــادة أن الناقــل مل يبــذل قصــارى جهــده للعنايــة حــىت يقــيم ) فارســوفيا(

...) ال يعد الناقل مسؤوال إذا أثبت أنه و تابعوه اختذوا كل التدابري الضرورية لتوقي الضرر : (اليت نصت

ذ التـدابري الالزمـة ، ذهـب الفقـه خـل مل يتمـن االتفاقيـة هـو اخلطـأ املفـرتض و ان الناقـ 20و ملا كان أساس املسـؤولية حسـب املـادة

:و القضاء لتتفسري هذا املعىن ، وهو ما سنحاول التطرق إليه

ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

1 –SISSILI Jacque – La notoin de faute dans la convention de Varsovie – Thése de doctorat - 1961-p95

2- Phillipe Malaurie – Les obligations –Paris 1998 –p 32

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

17

من اتفاقية فارسوفيا 20التفسير الضيق لمعنى الخطأ طبقا للمادة –1

يف إثبات أنه و تابعوه اختذوا التدابري الضرورية ذات العالقة املباشرة باحلادث املتسبب يعترب اخلطأ هنا واقعا مىت فشل الناقل و

وقـوع يف الضرر مثال كوقـوع حـادث بسـبب تسـاقط الثلـوج ، فعلـى الناقـــــل إثبـات أنـه اختــــــــذ و تـابعوه كـل التـدابري الالزمـة لتفـــــــادي

على مجيع احلوادث سواء املعروف سببها أو اليت جيهل سببها ، لكن هناك جانب و التفسري الضيق حسب أنصاره يسري احلادث

مـــن االتفاقيـــة 20مـــن الفقـــه إعتـــرب أن إشـــرتاط أن تكـــون التـــدابري ذات عالقـــة مبـــارة باحلـــادث هـــو شـــرط مضـــاف ملـــا ورد يف املـــادة

ســب اإلتفاقيــة قابــل إلثبــات العكــس ،فالتفسـري الضــيق جيعلــه خطــأ مفرتضــا غــري قابــل إلثبــات العكــس و إذا كـان اخلطــأ مفــرتض ح

.من الناحية التطبيقية

: من اتفاقية قارسوفيا 20التفسير الواسع للخطأ الوارد في المادة – -2

قل عن سلوك الرجل العادي يف إختاذ التـدابري الضـرورية يتمثل كونه إحنراف النا حسب التفسري الواسع للناقل و اخلطأ املفرتض

لتفادي الضرر ، و حسب هذا التفسـري أن الناقـل يلتـزم ببـذل عنايـة الرجـل ، فالناقـل يكـون مسـؤوال إذا أثبـت أنـه مل يتخـذ التـدابري

الالزمة اليت كان ميكن للرجل العادي أن يقوم �ا لتفادي وقوع الضرر

: مـــــاذا علينـــــا أن نطلـــــب مـــــن الناقـــــل اجلـــــوي ؟ فيجيـــــب : (الناقـــــل اجلـــــوي العـــــادي بـــــــ) Pittard(رد و قـــــد وضـــــح األســـــتاذ بيتـــــا

.....)نطلب منه تنظيما طبيعيا لنشاطه و استثماره والعناية الالزمة يف اختيار تابعيه)1(

Lahaye( 1955(اي ل الجوي في برونوكول الهــــــــة الناقــــــــاس مسؤوليــــــــأس: ثانيا

مل يقــــم هــــذا الربوتوكــــول بتعــــديل أســــاس املســــؤولية الــــذي ورد يف اتفاقيــــة فارســــوفيا ، فبقيــــت مســــؤولية الناقــــل اجلــــوي مبنيــــة

) الهــاي(مــن االتفاقيــة إال أن األعمــال التحضــريية لربوتوكــول 20علــى اخلطــأ املفــرتض القابــل إلثبــات العكــس املنصــوص يف املــادة

ال يكـون الناقـل مسـؤوال إذا مل حيصـل الضـرر بسـبب (و أصـبحت تـنص علـى 20تقدم الوفد اهلولندي بصيغة جديدة لـنص املـادة

)خطأه أو خطأ أحد تابعيه )2(

.

ــــــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ ـــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ ـــــــــــ

1 –SISSILI Jacque – La notoin de faute dans la convention de Varsovie – Thése de doctorat - 1961-p 61-60

319، ص 1997تبة دار الثقافة للنشر ، و التوزيع ، عمان ، األردن ، ط طالب موسى حسن ، القانون اجلوي ، الدويل، مك – 2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

18

فى الناقل أو أحد تابعيه إال بإثبات عد إرتكا�م ألي خطأ ، ومل تلقى هذه الصيغة تأييدا عو حجتهم ان اخلطأ أصبح واضح فال ي

اي اتفاقيــة فارســوفيا يف جعــل مســؤولية الناقــل كمــا هــي ، و إن أيــد بروتوكــول الهــ 20مــن أغلبيــة الوفــود فبقيــت صــيغة نــص املــادة

الدويل مسؤولية شخصية قوامها اخلطأ املفرتض القابل إلثبات العكس إال أنه و نظرا لصعوبة إثبات فكرة اخلطأ عمليا ، رأت بعض

. ب الدول ضرورة إعادة النظر يف أساس مسؤولية الناقل اجلوي حبثا لضمان أكرب قدر من احلماية املمكنة للركا

ل مــــــن اتفــــــاق مونتريــــــال ناقــــــل الجــــــوي للركــــــاب فــــــي كــــــاألســــــاس الجديــــــد لمســــــؤولية ال: ثــــــاني لالفــــــرع ا

:و بروتوكول جواتيماال سيتي

1999-1966لسنة (Accord de Montréal) أساس المسؤولية في اتفاق مونتريال:أوال

النقـــل اجلـــوي و ألن اخلطـــأ كأســاس للمســـؤولية ال ميكـــن إثباتـــه عمليـــا ، فقـــد توجـــه جممـــوع ونظــرا للمخـــاطر الـــيت يتعـــرض هلـــا -

الناقليني اجلويني إىل ضرورة إعادة النظر يف أساس املسؤولية و أحكامها الواردة يف اتفاقية فارسوفيا ، و لذلك وقعت املنظمة الدولية

بــــني ثالثــــة عشــــر شــــركة طــــريان أمريكيــــة 1966مــــاي 04ا يف مبونرتيــــال الكنديــــة إتفاقــــ )ICAO( إليكــــوللطــــريان املــــدين ا

ة ـــــريان دوليــــركة طـــش و ثالثة و عشرون)1(

و أهم ما جاء فيها، هو جعل مسؤولية الناقل اجلوي للركاب أساسها املخـاطر و حتمـل التبعـة ، فأصـبح الناقـل يسـأل بقـوة القـانون

)2(فة مطلقة و ال يستطيع دفع املسؤولية إال إذا قام الدليل على رجوع الضرر إىل خطأ املضرور مبجرد وقوع الضرر للركاب بص

ــــــــــــد ملســــــــــــؤولية الناقــــــــــــل اجلــــــــــــوي يكــــــــــــون اتفــــــــــــاق مونرتيــــــــــــال قــــــــــــد غــــــــــــري أحكــــــــــــام املســــــــــــؤولية و علــــــــــــى هــــــــــــذا األســــــــــــاس اجلدي

يعـــــــــة و أســـــــــاس مســـــــــؤولية الناقـــــــــل اجلـــــــــوي للركـــــــــاب ختتلـــــــــف بـــــــــإختالف مســـــــــار يف إتفاقيـــــــــة فارســـــــــوفيا ، حبيـــــــــث أصـــــــــبحت طب

أو وجــود مرســى جــوي يف أحــد نقــاط الواليــات املتحــدة األمريكيــة الرحلــة اجلويــة ، أنــه إذا وقعــت نقطــة قيــام الطــائرة أو وصــوهلا

الـة وقـوع الضـرر ، و هـي مسـؤولية عقديـة شخصـية قوامهـا اخلطـأ فهنا يسري نظام املسؤولية املوضـوعية الـيت أساسـها املخـاطر يف ح

املفرتض طبقا إلتفاقية فارسوفيا، إذا مل يكن من حظ الراكب ان تلمس عجالت الطائرة الرتاب األمريكي )3(

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

319،، ص 1966أبو زيد رضوان ،قانون الطريان التجاري ، ط – 1

183، ص املرجع السابقحممد فريد العريين ، القانون اجلوي ، النقل اجلوي الداخلي و الدويل ، - 2

331أبو زيد رضوان ، املرجع السابق ، ص – 3

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

19

و فرنسا فهنا مسؤولية الناقل اجلوي مسؤولية شخصية قوامها اخلطأ املفرتض طبقا إلتفاقية ففي حالة قيام الطائرة مثال من اجلزائر حن

فارســـوفيا ، أمـــا إذا قامـــت الطـــائرة مـــن فرنســـا إىل الواليـــات املتحـــدة األمريكيـــة فهنـــا مســـؤولية الناقـــل اجلـــوي للركـــاب ختضـــع لنظـــام

. 1966ل املسؤولية املوضوعية أساسها املخاطر طبقا إلتفاقية مونرتيا

ــــــــــــأس: ثانيـــــــــــا ــــــــــــاس مســـــــ ــــــــــــؤولية النــــــــــ ــــــــــــاقل الجــــــ ــــــــــــوي للــــــــ ــــــــــــركاب طبقــــــ ــــــــــــروتوكــــا لبـــــ ــــــــــــول جواتيمــ ــــــــــــاال سيتــــــــــ ي ــــــ

)Protocole de Guatemala City ( 1971لسنة .

لــذلك إسـتمر التطــور التشـريعي و التغيــري اجلــذري 1966مبـا جــاء يف إتفـاق مونرتيــال لعـام ) جواتيمـاال ســييت(تـأثر برونوكــول

أساســا جديــدا ملســؤولية الناقــل اجلـــوي ) جواتيمــاال ســييت (ألحكــام اتفاقيــة فارســوفيا الدوليــة ، فقــد أقـــــــــر املؤمتـــــــــــــرون يف بروتوكــول

: و قد أصبح كالتـــــايل

فـي حالـة المسـؤولية عـن ضـرر الوفـاة و األضـرار البدنيـة الحاصـلة للراكـب و كـذلك المسـؤولية عـن تلـف ــأ ـــ

أن أســـاس مســـؤولية الناقــــــــل ) جواتيمـــاال ســـييت (مـــن بروتوكـــول 4ة قـــد نصـــت يف هـــذه احلالـــة املـــادة : وضـــياع أمتعـــة الراكـــب

رر للراكب و أمتعته تقوم مسؤولية الناقل اجلوي بقوة القانون و ال ميكن له دفعها هو املخاطرو فكرة التبعة أي أنه مبجرد وقوع ض

.من الربوتوكول 4/1إال بإثبات أن الضرر يعود إىل سوء احلالة الصحية للراكب طبقا ملا ورد يف املادة

ؤولية قائمـة علـى اخلطـأ املفـرتض القابـل ضـلت املسـ :أما بالنسبة لحالة المسؤولية عـن تـأخير الراكـب و أمتعتـه و ب ــــــ

،أي أن يثبـت التاقـل أنـه إختـذ التـدابري الضـرورية لتفـادي الضـرر 1929من اتفاقية فارسوفيا 20إلثبات العكس طبقا لنص املادة

املسـؤولية فيهـا أو إستحال عليه ذلك حىت يدفع املسؤولية عنه ، و هو نفس األسـاس الـذي بقـى سـاريا علـى نقـل البضـائع فضـلت

عقديــة شخصــية أساســها اخلطــأ املفــرتض القابــل إلثبــات العكــس ،و أمــام اإلخــتالف و عــدم اإلســتقرا يف مســؤولية الناقــل اجلـــوي

عـــال املشـــرعني اجلـــويني فللركـــاب إســـتدعى البحـــث جمـــددا لتحقيـــق التوافـــق بـــني االتفاقيـــة و الربوتوكـــول املعـــدل هلـــا و هـــو مـــا قـــام بـــه

. 1999يف اتفاقية مونرتيال لعام

1999أساس مسؤولية الناقل الجوي في اتفاقية مونتريال لعام :ثالثا

ة ـــــوي صعبـــــة الناقل اجلــــــــق أحكام مسؤوليــــــــــل تطبيــــــلقد إنعكس اإلختالف احلاصل على التشريعات اجلوية للدول مما جع

اب املتبىن ـــــــل اجلوي للركـــــــــــام املسؤولية الشخصية للناقـــــق من الناحية الدولية ، لقد إعتمدت جمموعة من الدول نظـــــالتطبي

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

20

ام ـــــــــو أم ،ة ـــــــــــــــعية املوضو ــــــــــام املسؤوليــــــ، و دول أخرى سايرت نظ 1955و بروتوكول الهاي 1929ا ـــــــة فارسوفيــــــيف إتفاقي

ةــــــــختالف يف أحكام مسؤولياإلذا ــــــــه

ألحكام اتفاقية 1999ماي 28الناقل اجلوي الدويل ،إجتمعت الدول يف مونرتيال الكندية ، ووقعوا اتفاقية بصيغة جديدة بتاريخ

بأحكام فارسوفيا ، هدفهم األساسي هو توحيد قواعد النقل اجلوي الدويلعلى االختالف الذي كان قائم بني الدول تقضي ، )2(

حـــول مســـؤولية الناقـــل اجلـــوي الـــدويل ، و بـــني مصـــاحل كـــل مـــن الناقـــل و الراكـــب، و الوقـــوف موقـــف وســـط بـــني اتفاقيـــة فارســـوفيا

.و الربوتوكول املعدل هلا

:لة من حاالت مسؤولية الناقل اجلوي على الشكل التايل و قد حددت إتفاقية مونرتيال اساس املسؤولية يف كل حا

:و قد حددت طبيعة أساس هذه املسؤولية على مستويني :حالة الوفاة و الضرر البدني الحاصل للراكب ـــ 1

)DTS(ألف وحدة سحب خاصة 100ــــــ أذا كانت األضرر الالحقة بالراكب و اليت يطالب بإصالحه ال تتجاوز أو تساوي

.طر وإثبات الضرر يقع على الراكب فهنا تكون مسؤولية الناقل موضوعية أساسها املخا

هنا تكون مسؤولية الناقل )DTS(ألف وحدة سحب خاصة 100ــــ أما إذا بلغت األضرار قيمة التعويض املطالب أكثر من

لـه أن ينفـي ذلـك بإثبـات إنتفـاء اخلطـأ و أنـه بـذل عن الضرر مسؤولية شخصية تقوم على خطأ أو إمهال أو إمتناع من الناقـل ، و

.العناية الالزمة لتفادي اخلطأ

:ة ــــحالة ضياع أو تلف األمتع - 2

أســـــاس مســـــؤولية األمتعـــــة املنقولـــــة حبســـــب نوعهـــــا فـــــإذا كانـــــت حمـــــل ضـــــياع 1999اتفاقيـــــة مونرتيـــــال لســـــنة ميـــــزت أو تلـــــف )1(

أمتعة مسجلة

ــــــــــل 17/7ة و طبقــــــــــا للمــــــــــاد ــــــــــة جتعــــــــــل مســــــــــولية الناقــــــــــل موضــــــــــوعية أساســــــــــها الضــــــــــرر ، تقــــــــــوم مســــــــــؤولية الناق مــــــــــن االتفاقي

بقوة القانون ،و إن مل تكن مسجلة وحلق �ا ضرر تكون مسؤولية شخصية تقوم على اخلطأ وادب إثبتها من الراكب طبقا للمـادة

. 99اتفاقية مونرتيال 17/2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

21

:حالة المسؤولية عن التأخير - 3

أبقت إتفاقية مونرتيال على نفس النظام القائم يف إتفاقية فارسـوفيا كـون مسـؤولية الناقـل اجلـوي عـن التـأخري احلاصـل بالراكـب

طبقــا هــي مســؤولية شخصــية تقــوم علــى أســاس اخلطــأ املفــرتض الــذي ال ميكــن لناقــل نفيــه إال بإثبــات اختــاذه التــدابري الضــرورية

. 1999من اتفاقية مونرتيال 19للمادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 317ص حممد فريد العريين ، املرجع السابق ،– 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

22

98/06أســـــــــاس مسؤوليــــة الناقـــــل الجــــــــوي للركـــــــاب في قانــــــون الطيران المدني الجزائري رقم : رابعـــــا

ة املتعلقــة باألضــرار البدنيــ 145يف املــواد 98/06و يظهــر أســاس املســؤولية املدنيــة للناقــل يف ظــل قــانون الطــريان املــدين رقــم

يف نقل الركاب املتعلقة باملسؤولية عن التأخري 147ة داملاو )1 (

الناقل مسؤول عن اخلسائر : (على أن 145، وقد نصت املادة

و األضرار اليت يصاب �ا شخص منقول و اليت تؤدي إىل وفاته أو تسبب له جرحا أو ضرر شريطة أن يكون سبب تلك اخلسارة

، و هذا النص جيعل من مسؤولية الناقل اجلوي مسؤولية ) ح قد حدث على منت الطائرة أو خالل أي عملية إركاب أو نزولأو اجلر

148شخصـــية ، حيـــث يفـــرتض أنـــه مســـؤول عـــن الضـــرر مبجـــرد وقوعـــه ، و مـــا يثبـــت صـــفة اإلفـــرتاض يف اخلطـــأ هـــو نـــص املـــادة

ل إىل حني إثبـات بـراءة ذمتـه ،بإثبـات أنـه إختـذ صـحبة تابعيـه كـل اإلجـراءات و التـدابري من قانون الطريان ، حبيث أن الناقل مسؤو

الضــرورية لتفــادي اخلســارة او أنــه اســتحال علــيهم ذلــك ، فقــد أقيمــت مســؤولية الناقــل اجلــوي علــى أســاس اخلطــأ العقــدي املفــرتض

.القابل بإثبات العكس

مسؤولية الناقل اجلوي عن الضرر احلاصل عن التأخري يف نقـل الركـاب ، وذلـك يف املـادة و هذا األساس هو نفسه الذي تقوم عليه

...).الناقل اجلوي مسؤول عن اخلسائر الناجتة عن تأخر يف النقل اجلوي لألشخاص أو األمتعة أو الشحن (واليت نصت 147

، واملشــرع اجلزائــري 1929اتفاقيــة فارســوفيا هلــام و هــذا األســاس أي اخلطــأ املفــرتض القابــل إلثبــات العكــس هــو نفســه املتبــع يف

مل يتأثر بتعديل التشريع الدويل احلاصل يف أساس املسؤولية الواردة يف اتفاقية فارسوفيا 98/06من خالل قانون الطريان املدين رقم

اجلـوي مســؤولية مطلقــة قوامهــا الضــرر لتوحيـد بعــض قواعــد النقــل اجلـوي ، علــى غــرار التشــريع املصــري الـذي جعــل مســؤولية الناقــل

بفكـرة املسـؤولية املطلقـــــــة ، فيفـرتض مسـؤولية الناقـل مبجـرد 17رقـم 1999و لقـــــد أخذ املشرع املصري يف قانونه التجـاري لعـام

.من قانون التجاري املصري اجلديد 290/1حدوث ضرر للركاب و هذا طبفا لنص املـــــادة )2(

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - Abdelaziz boudjellel-La responsabilité du transporteur aérien -1et forum des transports –revue le phare MARS

2001- P 52,56

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

23

:اب ـــــكـــر وي للـــل الجــــــؤولية الناقــــــام مســـــــقي: ي ــــــالمبحث الثان

يف حــال إخــالل الناقــل بإلتزاماتــه تقــوم مســؤوليته ، والــيت فرضــها عليــه عقــد النقــل اجلــوي الــذي يربطــه بالراكــب ، وأهــم هــذه

.اإللتزامات ، التزام الناقل بسالمة ركابه ، و التزامه بالنقل يف امليعاد

اإلخــالل و مــا يــؤدي إليــه مــن أضــرار تلحــق بالركــاب أقــرت اتفاقيــة فارســوفيا لتوحبــد بعــض قواعــد النقــل اجلــوي لعــام و إزاء هــذا

17مبدأ مسؤولية الناقل اجلوي عن كل ضرر يصيب الراكب ، ففرضت اإلتفاقية شروط قيام هذه املسؤولية يف املادة 1929

ـــــــة احلاصـــــــلة للركـــــــاب و املـــــــادة اخلاصـــــــة مبســـــــؤولية الناقـــــــل اجلـــــــوي عـــــــن األضـــــــرار البد اخلاصـــــــة باملســـــــؤولية عـــــــن ضـــــــــــــــــرر 19ني

يف النقــــــــــل التأخيـــــــر

.و أمام قيام مسؤولية الناقل اجلوي ، فقد منحت اتفاقية فارسوفيا فرصة إلستبعاد هذه املسؤولية

ـــــــذا املبحــــــث مط ـــــــي هــــ ـــــــاول فــــــ ـــــــاينو سنتنـــ ـــــــة و املطلــــــب الثـــــ ـــــــذه املســـــؤوليـــــ ـــــــام هـــــــ ـــــــروط قيــــــ ـــــــرض يف األول إىل شــــــــــ ـــــــني سنتعـــ لبـــــــ

.طــــــــرق إستبعــــــــاد مسؤولية الناقل اجلوي للركاب

اب ــــوي للركـــل الجــــــة الناقـــــاد مسؤوليــــــقنعروط إـــــش: المطلب األول

يلتــزم الناقــل بضــمان ســالمة الركــاب ، مبعــىن أنــه يكــون ملتزمــا بتوصــيل الراكــب إىل املكــان املتفــق عليــه ســليما ، و قــد نصــت

ضــه يكــون الناقــل مســؤوال عــن الضــرر الــذي ينشــأ يف حالــة وفــاة الراكــب أو تعر (علــى أنــه 1999مــن اتفاقيــة مونرتيــال 17املــادة

إلصابة جسدية بشرط أن تكون احلادثة اليت سببت الوفاة أو اإلصابة قد وقعت على منت الطائرة أو أثناء أي عمليـة مـن عمليـات

) صعــــــود الركـــــاب أو نزوهلــــــــم )1(

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــ 1 ،دار اجلامعــة اجلديــدة 2005، 1و قــانون التجــارة اجلديــد ، ط 1999هشــام فضــلى ، مســؤولية الناقــل اجلــوي ، علــى الصــعيدين الــدويل و الــداخلي ، دراســة يف اتفاقيــة مونرتيــال ـ

16للنشر ، االسكندرية، ص

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

24

.وي ـــــــــــــــــــل اجلـــــــــــاد مسؤولية الناقـــــــــــــروط إلنعقــــــر ثالثة شــــــرورة توفــــــــــــن خالل نص هذه املادة ضـــــمو يتضـــــــــح

وع الحادثــــــوق : الفـــرع األول

عـن الضـرر احلاصـل بالراكـب و اكتفـت املـادة اشرتطت اتفاقية فارسوفيا ضرورة وقوع حادث حىت تقوم مسؤولية الناقـل اجلـوي

.من اإلتفاقية باإلشارة لعبارة حادث واملدى الزمين الذي جيب أن يقع خالله هذا احلادث 17

مــن اتفاقيــة فارســوفيا عــن معــىن احلــادث قــام الفقــه و القضــاء بتقــدمي تعريــف لــه و اختلفــا يف تفســري معنــاه 17أمــام ســكوت املــادة

.فسري الضيق ملعىن احلادث و التفسري الواسع للحادثبني الت

:التفسير الضيق لمعنى الحادث : أوال

كـل واقعـة فجائيـة نامجـة " مت يف هذا االجتاه الربط بـني احلـادث و بـني مـا يـنجم عـن اإلسـتغالل اجلـوي ، فيعتـرب حادثـا جويـا

ل اجلوي عن عملية النقل و مرتبطة من حيث أصلها باإلستغال)1(

، وايضـا 2/1يف املـادة 1981سـنة 28و من التشريعات اليت اخذت �ذا التعريف ، التشريع املصري يف قانون الطريان املدين رقم

يقصـد يف مفهـوم هـذا القـانون (و جـاء فيهـا 98/06مـن قـانون الطـريان رقـم 93/2املشرع اجلزائري عند تعريفه للحـادث يف املـادة

ملادة يكـون ا، و من خالل هذه .....) اختفاء أو حتطم طائرة: واقعة مرتبطة بإستغالل الطائرة حيدث هالهلا كل: بعبارة حادث

.ل ما ينجم عن خماطر املالحة اجلوية و اإلستغالل اجلويــــــره يف كـــــــــــع املفهوم الضيق ملعىن احلادث ، وحصـــــــــد اتبـــاملشرع ق

لمعنى الحادث اسعالو التفسير :ثانيا

لقـــد جـــاء التفســـري الواســـع ملعـــىن احلـــادث بعـــد التســـاؤل الســـائد يف الفقـــه والقضـــاء حـــول اذا مـــا كانـــت املخـــاطر اجلديـــدة للطـــريان

من اعتداءات و اختطاف تعترب من قبيل احلادث يف مفهوم فارسوفيا لقد كان للقضاء الفضل الكبري يف اعطـاء تعريـف واسـع ، )2(

ىن احلادث ، ولقد أثريت أول قضية �تم هلذا التفسري أمـام القضـاء الفرنسـي يف قضـية الـزوجني حـداد ضـد شـركة اخلطـوط اجلويـة ملع

و املـــدعيني علــــى متنهـــا ، وقــــد أســـفرت بوقــــوع أضــــرار الفرنســـية و ملخــــص هـــذه القضــــبة أن الطـــائرة تعرضــــت لعمليـــة إختطــــاف

ان عدم مسؤوليتها ،ألن عملية اإلختطاف ال تعترب حادثا هلما ، و قد إدعت شركة الطري

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ

51 السابق ، ص رجعبشار يامسينة ، مذكرة ماجستري ، امل – 1

124، ص، المرجع السابقأحمد البنا ، يحي – 2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

25

، ولقــد رفضــت "حــداد"ؤولة عــن األضــرار الــيت حلقــت بــالزوجني ســمــن اتفاقيــة فارســوفيا ، وبالتــايل هــي ليســت م 17حســب املــادة

ـــة ـــه محكمـــة الســـين الفرنســـية اإلبتدائي رف إىل كـــل واقعـــة فجائيـــة أن احلـــادث ينصـــ:هـــذا اإلدعـــاء ،و أصـــدرت حكمـــا جـــاء في

أن لفــظ احلــادث جيــب أن ينصــرف (مســتقلة عــن إرادة النــاقلني أو تابعيــه ، وقــد أيــدت حمكمــة اإلســتئاف ببــاريس ذلــك التفســري و

،و هـذا املوقـف يف تفسـري احلـادث هـو املتبـع ) كما هو احلـال إىل حتويـل إجرامـي للطـائرة.....إىل كل ما خيــــــل بالسري املعتاد للرحلة

كـل واقعـة ختـل : ا يف القضاء األمريكي يف العديد من القضايا ، و من خالل هذه األحكام أصبح ينصرف معـىن احلـادث إىل ايض

بالسري العادي لألمور يرتتب عليها املساس بشخص الراكـب نامجـة عـن عمليـة التنقـل، حـدثت أثنـاء فـرتة التنقـل، راجعـة إىل عامـل

ادث مرتبط فقط مبخاطر املالحة اجلوية و اإلستغالل اجلــــــــــوي خارجي عن شخص املضرور، وومل يعد احل)1 .(

و لقــــــــــــــــــــد أصـــــــــــــبح املفهــــــــــــــوم الواســـــــــــــع األكثـــــــــــــر نطبيقــــــــــــــا ، نظـــــــــــــرا ملــــــــــــــا يشـــــــــــــهده الطـــــــــــــريان مــــــــــــــن تطـــــــــــــور تكنولــــــــــــــوجي

.ومن عمليات اإلختطاف و اإلعتداء

ــــــــاع املفهــــــــوم الواســــــــع فضــــــــال عــــــــن املفهــــــــوم الضــــــــيق املعتمــــــــد يف املــــــــادة و هلــــــــذا كــــــــا مــــــــن األجــــــــدر للمشــــــــرع ــــــــري إتب 93اجلزائ

98/06مــن قــــانون الطــــــريان املـــــدين اجلــــزائـــــــري )2(

وقوع الحادث أثناء فترة زمنية معينة-

أنــــــه إلضــــــفاء صــــــفة احلــــــادث علــــــى الواقعــــــة املســــــببية 1929يا لعــــــام لقــــــد إشــــــرتطت املــــــادة الســــــابعة مــــــن اتفاقيــــــة فارســــــوق

للضرر ، هو أن تقع خالل فرتة النقـل اجلـوي ، و حـددت هـذه الفـرتة بـالفرتة الـيت يقـع فيهـا احلـادث إمـا علـى مـنت الطـائرة أو أثنـاء

اكـب قوم مسؤولية الناقل اجلوي عن الضـرر الالحـق بالر فالبد للحادث أن يقع خالل هذه الفرتة حىت ت،عملية الصعود أو اهلبوط

ي حتديـد نطـاق تطبيـق أحكـام املسـؤولية الـواردة يف اتفاقيـة فارسـوفيا مـن أحكـام اإلعفـاء و التخفيـفـــــف ، وهلذا الشـرط أمهيـة كبـرية

رجها فتخضـع املسـؤولية افارسوفيا ،أما خ من املسؤولية و األحكام اخلاصة بالتعويض ، ففي خالل هذه الفرتة تطبق أحكام اتفاقية

ألحكام مسؤولية الناقل اجلوي يف القانون الوطين )3( .

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

. 123،127، ص، ي أمحد البنا ،املرجع السابقحي – 1

مذكرة ماجستري ، املرجع السابق ، ص -مسينةابشار ي– 2

194حممد فريد العريين ، املرجع السابق ، ص – 3

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

26

و إن كانـت هـذه العبـارة مل تثـر إشـكاالت، )Au bord de l’aéronef( علـى مـتن الطـائرة ةو المقصـود بعبـار ـــــــــ

ت الكثـــري مـــن اجلــدل ،خاصـــة امــام القضـــاء االمريكـــي حــول إن كانـــت عبـــارة مــن الناحيـــة النظريــة فإ�ـــا مـــن الناحيــة التطبيقيـــة أثــار

تصـــدق علـــى النــزول املؤقـــت أم اهلبـــوط اإلضــطراري ، وقـــد أجــاب القضـــاء األمريكـــي علــى هـــذا يف العديـــد " علــى مـــنت الطائــــــرة "

، اليت تعرضت الطائرة فيها لعملية إختطاف 1972، سنة هيسرل ضد الخطوط الجوية السويسرية: من القضايا ،منها قضية

ـــــد طالبـــــت الســـــيدة ـــــاء إحتجازهـــــا هيســـــرل و تغيـــــري وجهتهـــــا األصـــــلية إىل األردن ، وق بتعـــــويض عـــــن الضـــــر الـــــذي حلـــــق �ـــــا أثن

ارة علــى مــنت الطــائرة تشــمل الفــرتة عبــ(مــة بــرفض إداعــاء شــركة الطــريان بعــدم مســؤوليتها ،علــى أســاس كيف االردن ، وفصــلت احمل

مابني صعود الراكب للطـائرة عنـد بدايـة الرحلـة اجلويـة والنـزول منهـا مكـان الوصـول املتفـق ، وبالتـايل فـإن كـل مـا حيـدث بـني هـاتني

).الفرتتني يعترب كأنه حادث وقع على منت الطائرة

) Les opérations d’embarquement et de(ــــــ و يقصد بعمليات الصعود و الهبوط

، حبيــث تبــــــدأ لـــــــد النقـــــــــمعيــار بدايــة تنفيــذ عققــد تضــاربت املواقــف حــول إعطــاء تفســري واضــح ، فهنــاك مــن إعتمــد علــى

ــــــة ل الناقـــــل مـــــن الوقـــــت الـــــذي يبـــــدأ فيـــــه الناقـــــل بتنفيـــــذ التزاماتـــــه ،أو مـــــن الفـــــرتة الـــــيت يكـــــون الراكـــــب حتـــــت إمـــــرة الناقـــــ مسؤوليـــ

أو أحد تابعيه )1(

، ضــــــــد الشــــــــركة اخلطــــــــوط اجلويــــــــة "Machéيه شــــــــما"و هـــــــو مــــــــا ذهــــــــب إليــــــــه القضــــــــاء الفرنســــــــي يف أول حكــــــــم يف قضــــــــية

اإلطار عقد النقل ال يبدأ يف التنفيذ إال يف (جاء فيها 1960ماي27الفرنسية ، فأصدرت حمكمة مارسيليا التجارية حكما هلا يف

)الذي يتواجد فيه الراكب خاضعا لقيادة التابع لشركة املالحة اجلوية)2 (

و هو ما جاءت به معيار المخاطر الالحقة بالطيرانو هناك من إعتمد لتفسري عملية اهلبوط و الصعود على

حيصل من ضرر بداية من وضع الراكب حتت وصاية الناقل و لقد أمجع الفقه ، أن الناقل يسأل عن كل ما حمكمة النقض الفرنسية

أو أحد تابعيه ، وأن يكون الراكب يف مكان حيف مبخاطر الطريان و اإلستغالل اجلوي )3(

، وباجلمع بني املعيارين يتحقق املعيار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ. املكاين لتفسري هـــــذه الفــــــرتة ، فتــــــرة الصعــــود و النـــــــزول ـ

1 – Jean pierr Tosi –La resposabilité du transporteur aérien-JCCIV ART 1382 a 1386-Fasc460-1Ed 1995

2 – Juglart Michelle – Traite alimentaire de droit aérien français-1989-P1170-1178

3 - Juglart Michelle – Traite alimentaire de droit aérien français-1989-P-1179

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

27

ن املطــار، ويبصــعد ملــنت الطــائرة و تتحــدد عمليــة الصــعود للطــائرة بــالفرتة الــيت يغــادر فيهــا الراكــب مبــىن املطــار و تطــأ قــدماه صــح

ببنما عمليات اهلبـوط تتحـدد مـن الفـرتة الـيت يبـدأ فيهـا الراكـب يف مطـار الوصـول اهلبـوط مـن سـلم الطـائرة و إجتيـازه صـحن املطـار

حىت دخـــوله مبىن املطـــار )1(

رر بالراكبــــوع ضـــــوق:الفرع الثاني

، لــذلك حتقــق الضــرر يعــين عــدم قيــام املســؤولية، وعنصــر الضــرر مــن االركــان الــيت تقــوم عليهــا املســؤوليةإن عــدم

اتفاقية فارسوفيا عملت على توحيد بعـض قـوانني النقـل اجلـوي الـدويل ،فإشـرتطت ان ينـتج احلـادث عـن ضـرر سـواء

.كان ضرر وفــــــاة أو إصابة جبـــــــروح، أو أذى بـــــدين

طبيعة الضرر الحاصل للركاب :أوال

لقـــــــــــــــد إجتهـــــــــــــــت القـــــــــــــــوانني الالتينيـــــــــــــــة لتقســـــــــــــــيم الضـــــــــــــــرر إىل مـــــــــــــــادي و معنـــــــــــــــوي ، وســـــــــــــــنحاول يف هـــــــــــــــذا العنصـــــــــــــــر

التطرق للضرر املادي و أيضا املعنوي

الضرر المادي الحاصل للركاب 1

حة للمضــرور ذات قيمــة ماليــة و هــذه املصــلحة إمــا أن تكــون حقــا مــن حقــوق املضــرور و يعــرف الضــرر املــادي بأنــه إخــالل مبصــل

أو جمرد مصلحة مالية )2(

فلكل شخص حقوق شخصية و منها حقه يف سالمة جسده و حياته ،فاإلعتداء على حياة شخص أو إصابته جبروح كلها أضرار

.الضرر املادي من اتفاقية فارسوفيا 19و املادة 17دة ولقد تناولت املا، ختل من قدرته على الكسب

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ

150،151صاملرجع السابق ،، طالب موسى حسن – 1

856، 855، ص 1952ط /نظرية اإللتزام بوجه عام / 1، الوسيط يف شرح القانون املدين ، ج عبد الرزاق أمحد السنهوري – 2

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

28

.الوفاة و األضرار البدنية الحاصلة للراكب : أ

األضرار اليت يسأل عنها الناقل، فكل من ضرر املوت و اإلصابة جبروح متثل 1929من اتفاقية فارسوفيا لسنة 17حصرت املادة

ق الشخصـية للراكـب ، و هـذه األضـرار تعـد إخـالال حبـق الراكـب بسـالمة جسـده و حياتـه ، و يسـأل الناقـل اجلـوي مساسا باحلقو

1929من اتفاقية فارسوفيا هلام 17عن هــــــذا اإلخالل مىت وقع على منت الطائرة أة أثناء عمليات الصعود و اهلبوط طبقا للمادة

:ر ـــــــــيالضرر المادي الناجم عن التأخ: ب

و ال يعترب التأخري سببا حىت تقوم مسؤولية الناقل ، ألن التـأخري يف ذاتـه ال يعتـرب دلـيال علـى الضـرر فقـد حيصـل تـأخري يف نقـل

الراكـــــــــــب و لكنـــــــــــه ال يرتتــــــــــــب عنـــــــــــه أي ضـــــــــــرر ، و التــــــــــــأخري الـــــــــــذي يــــــــــــنجم ضـــــــــــرر للراكـــــــــــب و يقــــــــــــيم مســـــــــــؤولية الناقــــــــــــل

من اتفاقية فارسوفيا 19هو ما نصت عليــــه املادة )1(

تعطـــــــل الطائـــــــــــرة يف الطريـــــــق ممـــــــا يضـــــــطر الناقـــــــل : و عـــــــن األضـــــــرار املاديـــــــة احلاصـــــــلة للراكـــــــب نتيجـــــــة التـــــــأخري ، كحالـــــــة مثــــــــــــال

املدة هيتحمل الراكب مصاريف اإلقامة خالل هذللهبوط ، و ال يتمكن الناقل من إحضار طائرة أخرى إال بعد يوم أو يومني، ، ف

وقـد يضــطر آخــرون إســتئناف رحلــتهم بوســيلة أخــرى ، وهــذا مــا يوجــب قيــام املســؤولية ووجــوب التعــويض ، ولــذلك قضــت احملــاكم

ـــــر عليــــــــــــه القضـــــــاء يف عـــــــــدد كــــــبري مـن قضـــــــــايا الفرنسية بالتعويض عن الضـــــــرر املــــــادي الناجــــــــــم عـن التأخـــــــــــــري ، وهـو مـــــــا إستقــ

.التأخــــــــري يف النقــــــل

ويــــــرر المعنــــــــالض -

و هو الضرر الذي يقع مبصلحة غري مالية للشخص فهو ال يصيب الشخص يف ماله ، كما هو احلال يف الضرر املادي )2(

معته و كرامتــه أو يلحــق ضـررا بعاطفتــه ،أو هــو ذلــك صـالضــرر املعنـوي ، الضــرر الــذي يصـيب الشــخص يف شــرفه و ومـن حــاالت

الضرر األديب الذي يصيب اجلسم ، فالراكب مثال إذا أصـيب جبـرح كتشـويه يف الوجـه أو تلـف عضـو أثنـاء النقـل ، حلقـه مـن جـراء

ذلك ضـــــــررا أديب )3(

ـــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ

) .بضائع بطريق اجلو أن الناقل يسأل عن الضرر الذي ينشأ عن التأخري يف نقل املسافرين أو األمتعة أو ال:((من اتفاقية فارسوفيا ، اليت قضت 19املادة – 1

864، ص 1952عبد الرزاق أمحد السنهوري، الوسيط يف شرح القانون املدين ، ط – 2

250، ص 1994، مصادر االلتزام ، ط 1خليل أمحد حسن قادة ، الوجيز يف شرح القانون املدين اجلزائر ، ج – 3

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

29

إنسـاين ال يـنجم عـن خسـارة ماليـة و يشـمل آالم الضـحية يف جسـمه الضرر املعنوي أنه كل أمل( :هـــــــــاألستاذ سافاتيو لقد عرف

) كما يشمل آالمه يف شرفه و عواطفه و أمنه و سكينته و كرامته)1( .

حـىت تقـع املطالبـة بإصـالح الضـرر البـد للمضـرور إثبـات الضـرر احلاصـل فعـال ، و عـبء : إثبات الضرر الحاصل للركـاب: ثانيا

.املضرور سواء كان ماديا أو معنوياإثبات الضرر يقع على

،أو جــراء تــأخره يف النقــلعلــى الراكــب الــذي حلقــه ضــرر إثــر احلــادث كإصــابته بأضــرار بدنيــة : إثبــات الضــرر المــادي – 1

إمـــا أن يكـــون حمـــل إثبـــات ، إمـــا أن يكـــون ضـــرر حـــال حبيـــث وقـــع فعـــال و الضـــرريف النقـــل إثبـــات الضـــرر املـــادي الالحـــق بـــه ،

،أو أن يكــون ضــرر مســتقبلي أي حمقــق الوقــوع يف املســتقبل ، كإصــابة الراكــب يف حــادث نقــل رد الوقــوعوعلــى الراكــب إثباتــه مبجــ

ملعرفـة ، فـإذا رجـع الراكـب املتضـرر علـى الناقـل ملطالتـه التعـويض فوجـب الـرتبص مــــــرور فرتة من الـزمن و ال تعرف إصابته إال بعـــــد

.مدى الضرر ليتقاضى عنه تعويضا

و يعترب هذا الضرر من أهـم الـدوافع الـيت جعلـت القضـاء ميتنـع عـن التعـويض فيـه، و اإلعـرتاف : إثبات الضرر المعنوي – 2

ة لقاعـــدة البينـــ" بــه نظـــرا لصـــعوبة إثباتـــه ، و لقـــد قضـــت اتفاقيـــة فارســـوفيا بـــأن للمضـــرور حـــق إثبـــات الضـــرر الـــذي يدعيـــه ، طبقـــا

فالضرر املعنوي الالحق بالراكب من أزمـات ،و خـوف ، يف حالـة إختطـاف الطـائرة مـثال ،فهنـا يصـعب إثبـات " على من إدعــــى

االلضرر املعنوي احلاصل بالراكب ، أنه إثبات من أنواع املضاربة البحتة إن تطور الطب النفسي املسـتمر للكشـف عـن خبايـا ، )2(

نفســـية الـــيت تكـــون نتيجـــة ضـــغوط قويـــة متـــس اجلهـــاز العصـــيب أصـــبح مـــن الســـهل إثبـــات الضـــرر املعنـــوي ، حيـــث ميكـــن األمـــراض ال

علــى خبــري خمــتص يف األمــراض النفســية و تقيــيم للمضــرور تقــدمي تقــارير طبيــة مــن اجــل ذلــك ، و ميكــن للمحكمــة عــرض املضــرور

حالته النفسية و تقدمي تقرير بذلكلضرر الالحق به ، سواء كان ماديا أو معنويا ،فإنه بذلك يقيم مسؤولية و إثبات املدعي ل، )3(

الناقل اجلوي ، وتقوم املطالبة بالتعويض )4(

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

35، ص 1982ن الضرر املعنوي يف املسؤولية املدنية ، رسالة ماجستري ، اجلزائر ،السعيد مقدم ،التعويض ع - 1

. 153، ص 1997طالب موسى حسن ، القانون اجلوي الدويل ، ط –2

90، ص املرجع السابقحيي أمحد البنا ، – 3

1980مارس 12حكم حمكمة بايون الفرنسية الصادر يف – 4

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

30

لسببية العالقة ا: الفرع الثالث

ــــــة الســــــببية مــــــن خــــــالل نــــــص املــــــادة ــــــري علــــــى العالق ــــــص املشــــــرع اجلزائ 58-75مــــــن القــــــانون املــــــدين رقــــــم 182لقــــــد ن

إذا مل يكــــن التعــــويض مقــــدرا يف العقـــــد أو يف القــــانون ، فالقاضــــي هــــو الــــذي يقــــدره ، ويشــــمل التعـــــويض : (و الــــيت جــــاء فيهــــا

لدائن من خسارة و ما فاته من كسب ، يشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو التـأخر يف الوفـاء بـه ما حلق ، ا

.) ويعترب الضرر نتيجة طبيعية إذا مل يكن يف إستطاعه الدائن أن يتوقاه جبهد معقول

يف النظــام القــائم علــى فكــرة اخلطــأ الواجــب إثباتــه ، مقــل نظــام نقــل و نظهــر أمهيــة العالقــة الســببية كشــرط حــىت تقــوم املســؤولية

الركاب األمريكي ، الذي جيب فيه على املضرور أن يثبت أن خطأ الناقل هو السبب يف وقوع الضرر ، أما يف األنظمة اليت تؤسس

، والقـوانني الـيت سـاير�ا 1929سـوفيا لعـام مسؤولية الناقل اجلوي للركـاب علـى اخلطـأ املفـرتض مثـل نظـام املسـؤولية يف اتفاقيـة فار

كاقــانون املصــري و الفرنســي ، و قــانون الطــريان املــدين اجلزائــري فاملــدعي و هــو الراكــب املضــرور لــيس عليــه إثبــات العالقــة الســببية

قــل املســؤول عــبء بــني الفعــل و الضــرر ، و ذلــك ألنــه يفــرتض وجــود خطــأ يف جانــب التاقــل اجلــوي و بالتــايل يقــع علــى عــاتق النا

إثبات نفي هذا احلطأ بإثبات نفي العالقة السببية بني اخلطأ و الضرر )1(

، و ذلـك بإثباتـه أخـذه لكـل التـدابري الضـرورية لتفـادي

أو إســـــتحالة أخــــذها ، فعالقـــــة الســــببية بـــــني اخلطــــأ و الضـــــرر أمــــر مفـــــرتض إىل أن يقــــوم الـــــدليل علــــى عكـــــس ذلـــــك الضــــرر)2(

.أن ينفي هذه العالقة السببية ) الناقل(ا ال يطلب من الدائن يف النقل اجلوي إثبات وجود عالقة السببية و إمنا على املدين و هلذ

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

1 - Juglart Michelle – Traite alimentaire de droit aérien français-P1152

2 – Jean pierre Tosé- La responsabilité du transporteur aérien –JC.CIV Art 1382 a 1386-Ed 1995-P17

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

31

الناقل الجوي للركابة إستبعاد مسؤولي: المطلب الثاني

ة الواقعة عليه من االلتزام بالسالمة يف نقل الركاب و التزامـه بالنقـل مبجرد إخالله بإلتزاماته األساسي تقوم مسؤولية الناقل اجلوي

يف امليعاد ، ويتجسد هـذا االخـالل يف وقـوع حـادث أو تـأخري يف النقـل و يرتتـب عليـه إحلـاق أضـرار بالراكـب ، و بإثبــــات الضـــــرر

. تنعقـد مسؤوليــــة الناقـــــل

اقات اإلعفاء أو التخفيف من المسؤوليةاتف: الفرع األول

غــــــري الوجـــــــه الــــــذي انتظمـــــــت عليـــــــهقــــــد تتوجـــــــه نيــــــة أطـــــــراف املســــــؤولية إىل اإلتفـــــــاق علــــــى حتطـــــــيم آثـــــــار املســــــؤولية علـــــــى

ــــــيت يكــــــون اهلــــــدف منهــــــا تعــــــديل أحكــــــام ــــــه بإتفاقــــــات املســــــؤولية ال ــــــق علي لية املنبثقــــــة املســــــؤو يف القــــــانون ، وهــــــذا االتفــــــاق يطل

عن اإلخالل بالعقـد ، أو املتولـدة عـن إتيـان فعـل غـري مشـروع ، وذلـك إمـا برفـع املسـؤولية عـن املـدين ، أي بإعفائـه مـن املسـؤولية

تق املـدين فيتضـاءل أثرهـا و عليه ال يرتتب يف ذمته دفــــــع أي تعـويض للـدائن ، وإمـا بتخفيـف عـبء املسـولية ، مـع بقائهـا علـى عـا

قبله، مثال دفع تعويض جزئي ، أو إنقاص املدة اليت يتوجب فيها للدائن رفع دعوى املسؤولية )1 (

بطالن اإلعفاء و التخفيف من مسؤولية الناقل الجوي للركاب :أوال

سؤولية ، فإن مسؤولية الناقل اجلوي للركـاب إن كانت املسؤولية عقدية جتيز ألطرافها اإلتفاق على اإلعفاء او التخفيف من امل

اليت االضـرار البدنيـة و الوفـاة الالحقـة بالركـاب و الضـرر النـاجم عـن التـأخر ، فـإن كـل اتفــاق حـقديـة يف عورغـم إعتبارهـا مسـؤولية

اء و التخفيف من مسـؤولية بإعفاء الناقل من مسؤوليته أو ختفيفها يعد باطال و كأنه مل يكن ، و لقد تقرر بطالن اتفاقات االعف

إن كـــل شـــرط يهـــدف اىل اعفـــاء الناقـــل (و الـــيت جـــاء فيهـــا 23مـــن خـــالل املـــادة 1929الناقـــل اجلـــوي يف اتفاقيـــة فارســـوفيا لعـــام

.... )من مسؤوليته او إىل تقرير حد أدىن من احلد املعني يف هذه االتقاقية يكون باطال

اب ـــــوي للركـــــــل الجـــــــة الناقـــــليجواز اتفاقات تشديد مسؤو : ثانيا

قد يتم اإلتفاق بني طريف املسؤولية ، املسؤول و املضرور على وضع شروط تزيد من حّد آثار هذه املسـؤوليىة ، فالناقـل اجلـوي

، فمثـــل هـــذا الشـــــــــــــرط )فارســـوفيا (ـــــــــــوارد يف اتفاقيـــة بالتعــــــــــويض زيـــادة علـــى احلــد األقصـــى ال اعــــــــــــــرتفو الراكــب قـــد يتفقـــا علـــى اإل

جائــــــــــــز

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ

. 644، ص 1988لد األول ، مصر اجلديدة ، ط سليمان مرقس، الوايف يف شرح القانون املدين ، ا� – 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

32

أنـه جيـوز للراكـب بنـاءا علـى اتفـاق خـاص مـع الناقـل أن يضـع (( يف فقر�ـا األوىل مـن اتفاقيـة فارسـوفيا 22و هو ما أكدته املادة

األمـور النــادر جــدا و هــو مــن مســؤولية الناقــل اجلـوي و اجلــدير بالــذكر أن اتفاقـات رفــع حــد التعـويض يف )) حـدا أعلــى للمسـؤولية

يف املســؤولية عــن األضــرار احلاصــلة للركــاب ، حبيــث ميثــل التــأمني الطريــق لضــمان إصــالح مــا يزيــد مــن أضــرار يف حــال عجــز احلــد

القانوين ملسؤولية الناقل اجلوي عن تعويضها )1(

.

طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي للركاب: الفرع الثاني

طـــا وثيقـــا باألســـاس ان اجلـــوي للناقـــل اجلـــوي إمكانيـــة دفـــع املســـؤولية حـــال قيامهـــا ، وتـــرتبط هـــذه الســـبل ارتبلقـــد مكـــن القـــانو

. أو مسؤولية موضوعية قوامها اخلطر حتمل التبعة الذي تقوم عليه سواء كانت املسؤولية شخصية قوامها اخلطأ

ل من اتفاقية فارسوفيا و بروتوكول الهايطرق دفع مسؤولية الناقل الجوي للركاب في ك: أوال

علــى أســاس 1955و بروتوكــول الهــاي هلــام 1929تقــوم مســؤولية الناقــل اجلــوي للركــاب يف كــل مــن اتفاقيــة فارســوفيا لعــام

وبـذلك فيفـرتض اخلطأ املفرتض ، املتمثل يف إخـالل الناقـل اجلـوي بإلتزاماتـه يف ضـمان سـالمة الركـاب و التزامـه بالنقـل يف امليعـاد ،

خطئه و تفرتض مسؤوليته

اتخاذ الناقل و تابعوه لكافة التدابير الضرورية لتفادي الضرر و اإلسنحالة ــــــ 1

مــن اتفاقيــة فارســوفيا علــى عــدم 20و تعتــرب هــذه الطريقــة مــن أهــم طــرق دفــع مســؤولية الناقــل اجلــوي للركــاب ، إذ نصــت املــادة

.و تابعوه قد إختذوا كل التدابري الضرورية لتفادي الضــــــرر مسؤولية الناقل ،إذا أثبت أنه

مل تشـــــــرتط إثبـــات سبب 20يف املادة 1929ــــــــ و مهما يكـــــــن من تفسري لعبــــــــــارة التدابري الضـــــــــرورية فإتفاقيـــــــة فارســــــوفيا لعام

ـــــالن ـــــدابري لتفـــــادي وقـــــوع الضـــــرر أو بإثباتـــــه إلســـــتحالة الضـــــرر، و إمنـــــا اكتفـــــت ب ظر إىل مـــــدى أخـــــذ الناقـــــل اجلـــــوي و تابعيـــــه للت

.ذلك أخذه لتلك التدابري هو و تابعيه

ــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 294يد اهلريين ، املرجع السابق ، ص ، حممد فر – 1

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

33

مـن اتفاقيـة 20الناقـل مـىت أثبـت إسـتحالة اختـاذه التـدابري الضـرورية الالزمـة لتفـادي الضـرر ، وهـذا مـا نصـت عليـه املـادة ــــــــ ال يسـأل

ــــــــه كــــــــان مــــــــن املســــــــتحيل علــــــــيهم اختاذ: ( فارســــــــوفيا حيــــــــث نصــــــــت و امــــــــام ســــــــكوت هــــــــذه املــــــــادة عــــــــن تبيــــــــان ) هــــــــا أو أن

حالة اإلستحالة ، فقد قام شراح القـانون اجلـوي بصـرفها إىل حالـة السـبب األجنـيب الـذي ال ميكـن توقعـه ، مـن قبـل الناقـل اجلـوي

.و هذا يف حالة القوة القاهرة و فعل الغري

: خطأ المضرور – 2

: الــيت نصــت 21بســبيل آخــر لــدفع مســؤولية الناقــل ، وهــو مــا يتبــني مــن نــص املــادة 1929جــاءت اتفاقيــة فارســوفيا لعــام لقــد

إذا أثبت الناقل خطأ الشخص املضرور تسبب يف الضرر أو ساهم يف وقوعه ، جاز للمحكمة طبقا لقانو�ا أن تستبعد مسؤولية (

اقل اجلوي حسب مـا جـاء يف هـذه املـادة لـه احلـق يف إعفـاءه مـن املسـؤولية مـىت ثبـت أن السـبب يف وقـوع ، فالن) أو التخفيف منها

.الضرر ال يعود إليه ، و إمنا يعود إىل خطأ الضحية

. ل الجوي للركاب في اتفاق مونتريال و بروتوكول جواتيماال سيتيـــع مسؤولية الناقــــرق دفــــط: ثانيــــا

حتولـــت مســـؤولية الناقـــل اجلـــوي مـــن مســـؤولية شخصـــية تقـــوم علـــى أســـاس اخلطـــأ املفـــرتض اي طبقـــا إلتفاقيـــة فارســـوفيا و لقـــد

و بروتوكول جواتيماال 1966قائمة على املخاطر و حتمل التبعة، كأساس هلا ، يف كل من اتفاقية مونرتيال مسؤولية موضوعيةإىل

التحـول تغيــري يف ســبل دفــع املســؤولية ، فقــد توجـه اتفــاق مونرتيــال اىل جعــل مســؤولية الناقــل ، ونــتج عــن هــذا 1971سـييت لعــام

عن االضرار احلاصلة للرطـاب اساسـها املخـاطر و حتمـل التبعـة، يف حالـة اصـيب الناقـل جبـروح أو وفـاة فإنـه ال ميكـن دفـع املسـؤولية

و إن كــان جــاء بــنفس موقــف مونرتيــال مــن جعــل مســؤولية 1971ل جواتيمــاال ســييت إال بإثباتــه خلطــأ املصــاب ، أمــا عــن بروتوكــو

الناقــل اجلــوي لركابــه موضــوعية إال أنــه رغبتــه واضــحة يف تقريــر املســاواة أمــام املرافــق العامــة ،و قــد وضــع بروتوكــول جواتيمــاال ســييت

.وسائل لدفع املسؤولية

مـــن برتوكـــول 4/1وهـــي وســـيلة جديـــدة لـــدفع مســـؤولية الناقـــل اجلـــوي ، و قدأشـــارت هلـــا املـــادة : بالحالـــة الصـــحية للراكـــ – 1

) ال يعتـــرب الناقـــل مســـؤوال إذا كانـــت الوفـــاة أو األذى البـــدين قـــد نـــتج عـــن حالـــة الراكـــب الصـــحية فقـــط(......جواتيمـــاال ســـييت ،

ث الذي حلق بالراكـب هـو سـوء حالتـه الصـحية فإنـه يعفـى مـن املسـؤولية و طبقا هلذه املادة مىت أثبت الناقل اجلوي أن سبب احلاد

.بشرط ان تكون حالته الصحية هي السبب الوحيد يف حدوث الضرر

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

34

و هــذه وســيلة أخــرى متفــق عليهــا لــدفع املســؤولية يف كــل مــن اتفاقيــة فارســوفيا ،و و بروتوكــول : خطــأ الشــخص المضــرور – 2

قبل بـه ، لكنـه توسـع فيهـا بـني خطـأ الضـحية و إمهالـه 1971كان بروتوكول جواتيماال سييت لعام الهاي واتفاق مونرتيال ، وان

مــن الربوتوكــول ، ففــي حالــة ارتكــاب الراكــب خلطــأ أو إمهــال أو اإلمتنــاع كعــدم وضــعه احلــزام اآلمــن 7/1أو إمتناعــه حســب املــادة

حا رغم تذكري املضيفة ،ـ فهنا يعفى الناقل من املسؤولية عند هبوط الطائرة ما جعله يرتطم و يلحق بنفسه جرو )1(

98/06طرق دفع مسؤولية الناقل الجوي للركاب في قانون الطيران المدني الجزائري : ثالثـــــا

قـد إعتمـد جنــــد أن املشرع اجلزائري ظل يسري على نفس نظام املسؤولية الشخصية اليت تقـوم علـى أسـاس اخلطـأ املفـرتض ، و ل

من اتفاقية فارسوفيا ، من إثبات 21واملادة 20املشرع اجلزائري ، نفس طرق دفع مسؤولية الناقل اجلوي املنصوص عليها يف املادة

الناقــــل و تابعيه ، إختاذهم التدابري الضرورية لتفادي أي ضـرر )2(

، أو إسـتحالة أخـذهم �ـا ، وكـذلك خطـأ املضـرور كوسـيلة لـدفع

من قانون الطريان اجلزائري 149و 148ية وهي نفسها املنصوص عليها يف املواد املسؤول

كسـبيل لـدفع املسـؤولية 98/06مـن قـانون الطـريان املـدين اجلزائـري 148و فـد نصـت املـادة : انتقـاء خطـأ الناقـل ة تابعيـه – 1

دي أي الضـــررمـــىت أثبـــت الناقـــل أو أحـــد تابعيـــه ،بإختـــاذهم التـــدابري الضـــرورية لتفـــا)3(

، أو إســـتحالة اختـــاذهم لـــذلك ، و تتمثـــل

و الـــيت ال ميكــن دفعهــا أو توقعهـــا حبيــث الناقـــل قـــوة قــاهرة، ومــا يتضــمنه مـــن أســباب لــدفع املســـؤولية مــن الســبب األجنبـــييف

ة الناقـل إذا تبـني أنـه كـان السـبب سـببا مـن أسـباب عـدم مسـؤوليفيعتـرب فعـل الغيـر استحال عليـه اختـاذ التـدابري إلسـتبعادها ،و أمـا

. الوحيد يف وقوع الضرر

مـن قـانون الطـريان املـدين اجلزائـري 149و قد نـص عليـه صـراحة يف املـادة : خطأ المضرور – 2)4(

أنـه إذا وقـع الضـرر بفعـل

وي اليبنة عن كـون اخلسـارة صـادرة املضرور نفسه ، فهذا يعد سببا إلعفاء الناقل اجلوي من املسؤولية ، ففي حالة تقدمي الناقل اجل

عن الشخص املتضرر أو مبسامهتة ، ميكن إعفاءه مـن املسـؤولية أو التخفيـف منهـا مـن طـرف اجلهـة القضـائية املختصـة ، و هـذا مـا

. من إتفاقية فارسوفيا 20نصت عليه أيضا املادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

376، املرجع السابق ، ص أبو زيد رضوان - 1

بشار يامسينة ، مذكرة ماجستري ، املرجع السابق ، ص ، – 2

229حممد فريد العريين ، املرجع السابق ، ص ، ص –3

الضـــــــــــررســـــــــــلطة تقـــــــــــدير خطـــــــــــأ كـــــــــــل مـــــــــــن الضـــــــــــحية و الناقـــــــــــل و مـــــــــــدى مســـــــــــامهتها يف 98/06مـــــــــــن قـــــــــــانون الكـــــــــــريان املـــــــــــديت اجلزائـــــــــــري 149للمحكمـــــــــــة املختصـــــــــــة طبقـــــــــــا للمـــــــــــادة – 4

األحكام الموضوعیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب الفصل األول

35

: خالصة الفصل األول

خنلص يف �اية هذا الفصل أن مسؤولية الناقل اجلوي للركاب ، وأمام هذا التضارب التشريعي و الفقهي هي مسؤولية عقدية

يف األصــل ،إال انــه هنــاك إســـتثناءات تــرد علــى هــذا األصـــل و ختــرج عــن اإلطــار العقـــدي للمســؤولية ، و بالتــايل تكــون مســـؤولية

صــريية، ويف حالــة مــا إذا أخــل الناقــل اجلــوي للركــاب عــن أداء إلتزاماتــه األساســية تنعقــد مســؤوليته ، و باملقابــل ميكنــه دفــع هــذه تق

املســؤولية وفــق حــاالت حــددها القــانون ، وهنــاك طــرق لــدفع هــذه املســؤولية ، نصــت عليهــا كــل مــن اتفاقيــة فارســوفيا ، وبروتوكــول

ل جواتيماال سييت الهاي ، مونرتيال ، و بروتوكو

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

36

األحكام اإلجرائية لمسؤولية الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

يف إقامـة ليكون الناقـــــل اجلوي مسؤوال ، مىت أخل بإلتزاماته املرتتبة عليه ، يف عقد النقل اجلوي املربم بينـه و بـني الراكـب ، و مـىت فشـ

أو دفــع مســؤوليته ، حيــث أن دفـــع املســؤولية يعــين إنشــغال املضـــرور بإصــالح الضــرر، و إصــــالح الضـــرر الــدليل علــى إنتفــاء خطئـــه ،

.ال يكون إال بالتعويض ، الذي يلزم الناقل بدفعه إىل الراكب املضرور

ـــــا إىل نظــــــام خـــاص ، يتضــــارب بني التعويض ، والتشريعــــــات اجلويــــــة الالحقـــــة � 1929و قد أخضعت إتفاقية فارسوفيا الدولية لعام

ـــة ،ال تتــــــم املطالبــــــة بالتعويــــــض إال �ـــــا املــحــــدد و التعــــــويض الكامـــل ، كمــــا أوجبت هـــــــذه التشريعـــــــات اجلويـــــة إجــــــــراءات قضائيـــــــــ

. لتــــي تتجســــد يف دعـــــــــــوى املسؤوليـــــــةو ا

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

37

نظـــــام التعويض فـــي مسؤوليــــة الناقـــــل الجـــــوي : المبحث األول

ـــــــاق مســــــؤولية الناقــــــل اجلــــــوي عــــــن األضــــــرار الالحقــــــة بالركــــــاب ـــــــويض يف نطــــ ســــــنتناول يف هــــــذا املبحــــــث األحكــــــام اخلاصــــــة بالتعـــ

ــــم تكريســـه ــــوي قـــد تـــ ــــإن التعـــويض يف مســـؤولية الناقـــل اجلـــــ ــــدر الضـــرر ، فــــ ــــويض بقــــ ــــو التعــ ــــل هــــــ ــــاص فلـــو كـــان األصـــــ ــــام خـــــ يف نظــــــ

، نظــــــام جديــد حيــدد قيمــة التعــويض حبــد أقصــى ، و آخــر يقضــي بــالتعويض الكامــل بـــــــدون حــــــدود 1929فـــــــي إتفاقيــــــــــة فارســـــوفيـــــا

. عويـــــــضتــام الــــأحك: المطلب األول

ـــــام خــــاص للتعويض الالزم دفعه من قبل الناقل اجلـوي للضـحية، يف حـال مـا إذا كـان ، نظــ 1929لقد وضعت إتفاقية فارسوفيا لعام

الضـرر النـاجم مـن احلـادث اجلـوي ضـرر ، جـرح أو أذى بـدين الحقـا بـه ، كمـا يعـود احلـق للطالبـة بـالتعويض إىل ورثتـه أو ذوي حقوقـه

يف حالة وفاة صاحب احلق الفعلي يف التعويض )1(

عـت اإلتفاقيـة عنـد وضـعها لـذلك النظـام التمييـز بـني الناقـل حسـن النيـة ، ولقد را

. و الناقل سيء النية

المسؤولية المحدودة للناقل الجوي: الفرع األول

يكون التعويض بقدر الضرر الواقع ، و بتقدير ما حلق املضرور من خسارة ، و مافاته مـن كسـب ، )2( ،

و مـن مـربرات وضـع احلـد

األقصى للتعويض خاصة من الناحية الدولية ، هو توحيد التعويض ، و التساوي بني فرص احلصول عليه بني مجيع املتضـررين ، فوضـع

قاعدة موضوعية حتدد قيمة التعويض املستحق تلتزم بتطبيقها كافة احملاكم يف مجيع الدول األطراف )3( .

: الحد األقصى للتعويض: أوال

ــــــه وضــــــع مبــــــدأ احلــــــ ــــــده التعــــــويض ، وبالتــــــايل ال ميكــــــن التنــــــازل عن ــــــب عنــــــه وضــــــع حــــــد يتوقــــــف عن د األقصــــــى للتعــــــويض ، يرتت

و مصــــــاحل الضـــــــحايا –شــــــركات الطــــــريان –أو التخفيــــــف منــــــه ، و ذلــــــك مــــــن أجــــــل خلــــــق التــــــوازن بـــــــني مصــــــاحل الناقــــــل اجلــــــوي

أي مجهور الركاب )4 (

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 1976، 2سليمان مرقس ، تعليقات على األحكام املصرية ملسؤولية الناقل اجلوي للركاب ، جملة إدارة قضايا حكومية ، ع – 1

. 238، 236، ص املرجع السابقحممد فريد العريين ، – 2

.. 260، ص املرجع السابقحيي أمحد البنا ، – 3

381، ص املرجع السابقأبو زيد رضوان ، - 4

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

38

طور ولقد جاء هذا املبدأ نتيجة ملا تتعرض له شركات الطريان من خماطر ، ونظرا لتطور القيمة الفعلية ملبالغ التعويض ، نظرا لتأثرها بـالت

.عت الضــــرورة محــــاية الركاب املتضــــررين بتحقيق أكرب مبــــــــــلغ تعــــويض هلـــم التكنولوجي احلاصل يف جمال الطريان ، استد

. الحد األقصى للتعويض في إتفاقية فارسوفيا و بروتوكول الهاي – 1

: 1929لعام )Varsovie(الحد األقصى في إتفاقية فارسوفيا –أ

مت وضــع حــد يتوقــف عنــده التعــويض الــذي حيــق للمضــرور احلصــول عليــه جــربا لألضــرار مــن اتفاقيــة فارســوفيا 22مــن خــالل املــادة

الالحقة به :على 22و خصت كل حالة من حاالت مسؤولية النقل اجلوي حبد أقصى للتعويض ، ونصت املادة )1(

فرنـــك ، و يف احلالـــة 125ة بقـــدر ـــــــ يف حالـــة املســـؤولية عـــن األضـــرار احلاصـــلة بالركـــاب تكـــون مســـؤولية الناقـــل قبـــل كـــل راكـــب حمـــدد

. اليت جيوز فيها لقانون احملكمة املعروض عليها النزاع أن يكون التتعويض يف صورة ريع أي مرتب

فرنـك لكـل راتـب 5000ـــ و يف حالة املسؤولية عن أمتعة اليد أو األمتعة الشخصية اليت هي حتت حراسة الراكب حيدد التعـويض ب

. فرنك كحــــــــد أقصـــــــى عـــــن كــــــل كيلـــــــو غــــــــــــرام 250ؤولية عن األمتعة املسجلة حيدد التعــــويض ب ــــ أما املس

1955لسنة )Lahay(الحد األقصى في بروتوكول الهاي –ب

ى على حدود التعويض نفسها يف اتفاقية الهاي لقد حلق تعويض ضحايا النقل اجلوي تعديال جزئيا يف بروتوكول الهاي ، فقد أبق

سوى ما تعلق منها باأضرار احلاصلة بالركاب من ضرر اإلصابة جبروح أو يف حالة الوفـــــاة ، ولقـد إقتصـر بروتوكـول الهـاي علـى تعـديل

اإلنتقــال باحلــد األقصــى ، ولقــد كــان غــرض التعــديل الـذي جــاء بــه بروتوكــول الهــاي ، هــو 1929مــن اتفاقيــة فارســوفيا 22/2املـادة

ألف فرنك يف الربوتوكول ، نظرا لعدم تناسب احلد األقصى للتعويض و حجم األضـرار 250فرنك إىل 125يف إتفاقية فارسوفيا من

.احلاصلة عن ما يتعرض له النقل اجلوي من خماطر ، وكذا التطور التكنولوجي يف جمال النقل اجلوي

:في إتفاق مونتريال و بروتوكول جواتيماال سيتي الحد األقصى للتعويض – 2

لقد شهد إتفاق مونرتيال تعديال كليا ، و من ضمن التعديالت احلاصلة ، تعـديل احلـد األقصـى للتعـويض، فمشـرعي هـذا اإلتفـاق

ــــن محاية أكرب ، لذلك إستدعى األمـــــــــــــر مل يرضوا على هذا التعديل الــــــــوارد يف االتفاقية و الربوتوكول، و قد سعت لتشـــــــريع يضمـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 97، المرجع السابق ، ص بشار ياسمينةـــ 1

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

39

، لتقــرر مــن خاللــه رفــع احلــد 1966مــاي 4نقــل اجلــوي ، و هيئــة الطــريان املــدين األمريكيــة إىل عقــد إتفــاق يف مــن اإلحتــاد الــدويل لل

ألــف فرنــك عــن كــل راكــب يف حــال إصــابته بأضــرار بدنيــة أو وفــاة ، و هــو حــد يتجــاوز تســعة أضــعاف 75األقصــى للتعــويض إىل

ارسوفيا و بروتوكول الهاي احلد األقصى للتعويض احملدد يف كل من اتفاقية ف)1(

و املالحـظ علـى اتفــاق مونرتيـال ، هـو بقــاء سـريان احلــدود القصـوى الـواردة يف اتفاقيــة فارسـوفيا ، علــى كـل مـن املســؤولية علـى األمتعــة

الركــــــــاب و البضــــــــائع ، فلــــــــم تشــــــــهد املســــــــؤولية تعــــــــديال كمــــــــا هــــــــو عليــــــــه احلــــــــال يف املســــــــؤولية عــــــــن األضــــــــرار البدنيــــــــة ، احلاصــــــــلة ب

حيــث أن اإلخــتالف بــني كــل مــن حــدود التعــويض الــواردة يف اتفاقيــة فارســوفيا و اتفــاق مونرتيــال أوجــد الــدول أمــام وضــع غريــب )2(

و أمـــــــام عــــــــدم اإلســــــــتقرار يف مبلـــــــغ التعــــــــويض ألــــــــزم البحـــــــث عــــــــن نظــــــــام حيقـــــــق وحــــــــدة قواعــــــــد املســـــــؤولية املدنيــــــــة للناقــــــــل اجلــــــــوي

عن األضرار احلاصلة بالركاب

1971لعام ) (Guatemala Cityالحد األقصى في بروتوكول جواتيماال سيتي –ب

لقد إعتمد مشرعي بروتوكول جواتيماال سييت على حد أقصى يتماشى مع التقدم التكنولوجي الذي عرفته وسائل النقل اجلوي

ضـــرار ضـــخمة بالركـــاب ممـــا إســـتدعى معـــه التعـــديل ، مـــن أجـــل ضـــمان محايـــة ملســـتعملي النقـــل اجلـــوي و مـــا أفروتـــه مـــن خمـــاطر تلحـــق أ

1929مــــــــن إتفاقيــــــــة فارســــــــوفيا لعــــــــام 22 و املعدلــــــــة للمــــــــادةبروتوكــــــــول جواتيمــــــــاال ســــــــيتي مــــــــن 8/1ولقــــــــد نصــــــــت املــــــــادة

ألــف فرنــك كحــد أقصــى للتعــويض عــن الضــرر 500مــدت علــى مبلــغ مليــون فرنــك و و املالحــظ مــن خــالل هــذه املــادة هــو أ�ــا إعت

1955احلاصــــل بالركــــاب ، و هــــو حــــد مضــــاعف عــــن احلــــدود القصــــوى الــــواردة يف كــــل مــــن إتفاقيــــة فارســــوفيا و بروتوكــــول الهــــاي

ـــــه ال جيـــــوز جتـــــاوز احلـــــدود الق 9/2و لقـــــد جـــــاءت املـــــادة 15صـــــوى للتعـــــويض ، ولقـــــد نصـــــت املـــــادة مـــــن بروتوكـــــول جواتيمـــــاال أن

دوالر إضـــافته إىل احلـــد األقصـــى 12.500فرنـــك مـــا يعـــادل 187.500مـــن بروتوكـــول جواتيمـــاال ســـييت حـــول جـــواز إضـــافة مبلـــغ

لـــى املصـــاعب للتعـــويض يف كـــل �ايـــة ســـنة إىل ســـنة، و تعـــود هـــذه اإلضـــافة هـــو رغبـــة مشـــرعي بروتوكـــول جواتيماالســـييت يف التغلـــب ع

ـــــــــــــد تبعـــــــــــــا لتغيـــــــــــــري الظـــــــــــــروف ـــــــــــــع احلـــــــــــــد األقصـــــــــــــى للتعـــــــــــــويض ، وحمـــــــــــــاوالت رفعـــــــــــــه مـــــــــــــن جدي ـــــــــــــار دائمـــــــــــــا بعـــــــــــــد رف ـــــــــــــيت تث ال

و إخنفاض قيمة النقود بزيادة األسعار )3 (

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

241، ص ، املرجع السابق حممد فريد العريين ، – 1

. 168أبو زيد رضوان ، املرجع السابق، ص – 2

388، 386أبو زيد رضوان ، املرجع السابق ، ص، – 3

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

40

المسؤولية الغير محدودة للناقل الجوي: الفرع الثاني

ودة يســتفيد منهــا الناقــل اجلــوي دومنــا اإلخــالل بواجباتــه القانونيــة ، مــن بينهــا واجــب إصــداره لتــذكرة الســفر إن نظــام املســؤولية احملــد

و مشوهلا على مجيع الشروط و البيانات الالزمة ، و كما يتوجب على الناقل تنفيـذ عمليـة النقـل اجلـوي علـى هـدي مـا تسـتلزمه املبـادئ

دون إرتكاب الناقل أو أحد تابعيه ألي خطأ عمدي يقصد إحداث الضرر العامة يف تنفيذ العقود حبسن نية ،)1(

ةـــــا اإللزاميـــــوي و بياناتهـــــل الجــــق النقـــــتخلف وثائ: أوال

ة و بقصـد بـه هـو عـدم إصـدار الناقـل لتـذكرة السـفر الواجـب عليـه إصـدارها قانونـا ، وقـد تصـت املـاد: ختلف وثائق النفل اجلوي – 1

ال يؤثر على قيام عقد النقل أو على صحته عدم وجود التذكرة أو عدم صحتها أو ضياعها ، بل يضل : من اتفاقية فارسوفيا أنه 3/2

العقد خاضعا لقواعد هذه اإلتفاقيـة ، و أنـه إذا قبـل راكبـا مل تسـلم إليـه تـذكرة السـفر فلـيس للناقـل التمسـك بأحكـام اإلتفاقيـة اخلاصـة

.ؤولية أو املتعلقة بتحديدها بإعفائه من مس

، وبنــاءا علــى هــذه املــواد يكــون 132/3مــن حــالل املــادة 98/06و هــذا الــنص هــو نفســه املعتمــد يف قــانون الطــريان املــدين اجلزائــري

ب املشــرع اجلــوي قــد فــرض واجبــا قانونيــا علــى الناقــل اجلــوي وهــو وجــوب إصــدار تــذكرة الســفر و تســليمها للراكــب حــىت يســتفيد الراكــ

. من نظام املسؤولية احملدودة و أيضا اإلستفادة من اإلعفاء من املسؤولية

الييانات الالزمة على وجوب إشتمال من اتفاقية فارسوفيا 3/1نصت املادة لقد:لسفر ــــــ تحلف البيانات اإللزامية في تذكرة ا 2

ة الثانية من نفس املادة غلى حرمان الناقل من اإلسـتفادة مـن احلـدود القصـوى و أن التقل خيضع لنظام املسؤولية احملدودة وقضت الفقر

الــذي خفــف مــن الشــكلية الســائدة 1955للتعــويض يف حــال عــدم تســليم تــذكرة الســفر إىل الركــب ، علــى عكــس بروتوكــول الهــاي

م الراكـب لتــذكرة الســفر إال أن هـذا اإلتفــاق مل يــأيت إلتــزام الناقـل بتســلي 1966يف اتفاقيـة فارســوفيا ، وقـد فــرض ايضــا اتفـاق مونرتيــال

1971ه للتــــــذكرة ، عكــــــس بروتوكــــــول جوتيمــــــاال ســــــييت ر جبديــــــد و مل يبــــــني اجلــــــزاء الــــــذي بقــــــع علــــــى الناقــــــل يف حــــــال عــــــدم إصــــــدا

الذي قضى جبواز متسك الناقل بأحكام املسؤولية احملدودة حىت ولو مل التذكرة أصال للراكب )2( .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 109، املرجع السابق ، ص بشار يسمينة – 1

2 - Jean Pierre Tosi- La Responsabilité aérienne – 1978-P136,137.

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

41

شغالناقل أو الخطأ المعادل للرجوع الضرر إلى غش : ا ـــــــثاني

من البديهي أن اإلخالل باإللتزام يولد جزاء ، ومبا أن الناقل اجلوي قد حادى عن تطبيق املبادئ العامة ،يف تنفيذ العقود حبسن نية

مــن اتفاقيــة 25/1ادة يرتــب ذلــك اإلخــالل ، إلتــزام الناقــل بــالتعويض الكامــل يف ظــل نظــام املســؤولية الغــري حمــدودة ، و قــد ورد يف املــ

ليس للناقل أن يتمسك بأحكام هذه اإلتفاقية اليت تعفيه من املسؤولية ، أو حتد منها إذا كان الضرر قد تولد عن غشه : (فارسوفيا أنه

ه يسـتفيد ، ففـي الوضـع العـادي حـىت و لـو أخـل الناقـل بـاإللتزام فإنـ) أو خطأ يرى قانون احملكمـة املعـروض عليهـا النـزاع معـادال للغـش

فنصت على حالة الوضع الغري العادي للناقل اجلوي يف حالة إرتكابه للغش أو اخلطأ 25/1من احلدود القصوى للتعويض ، أما املادة

املعادل للغش و إكتفت ببيان اجلزاء بعدم استفادة الناقل من احلدود القصوى للتعويض، دون التطـرق و توضـيح معـىن الغـش أو اخلطـأ

.له بل أحالته للقوانني الوطنية املعروضة عليها النزاع املعادل

من اتفاقية فارسوفيا واضحة ملقصود عبارة الغش و اخلطأ املعادل له، و لقد إختلفت املفاهيم فيما بينها 25ـــــ مل تكن صياغة املادة

ل القانون الغري مكتوب مابني النظام الالتيين أي دول القانون املكتوب و النظام األجنلوساكسوين أي دو

، وتبنت فكرة اخلطأ اجلسيم كمقابل " اث ضرر دكل عمل يرتكب بقصد إح: "عرف الغش على أنه دول القانون المكتوبــــــ ففي

لفكرة اخلطـأ املعـادل لـه ، يف كـل مـن القضـاء الفرنسـي و األملـاين و بلجيكـا ، فالقضـاء الفرنسـي يف حكـم حملكمـة السـني عـرف اخلطـأ

ليس هو اخلطأ الذي يتم بقصد إحداث الضرر أو يرقى إىل جرمية ، إمنا يتميز ويتحدد جبسامة تنشـأ : ( 1952أفريل 24جلسيم يف ا

) بإحتمالية الضرر الذي ال يثين مرتكب اخلطأ .....بذا�ا )1( .

فعـل يقـع علـى الناقـل أو تابعيـه بقصـد إحــداث أنـه كـل فعـل أو إمتنـاع عـن : (ــــــ و عـرف القـانون العراقـي أيضـا الغـش و اخلطـأ اجلسـيم

)تنجم عنه ضرر ...ضرر و يقصد باخلطأ كل فعل او امتناع عن فعل يقع من الناقل أو تابعيه بطيش )2(

أما يفــــ ؤدي ـــأنه أن يـــــن شـــــو كل فعل مـــــــوه(رة اخلطأ اإلرادي ، ـــــتبنت فكرة مغايرة متاما و هي فك دول القانون الغير مكتوب

) أو أنه ال يعنيه أن يعلم أن هذا الفعل يؤدي لذلك....إىل اإلخالل بواجب ملقى على عاتقه أو إحتمال إحداث ضرر )3( .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

1 – Daniel Lureau –La responsabilité du transport aérien – lois national et convention de Varsovie –Ed 1961p147,148

. 177،187طالب موسى حسن ، املرجع السابق ، ص – 2

39،55، ص 1995حلاصلة للمسافرين ، دراسة يف القضاء األمريكي ، دار اجلامعة اجلديد ، األسكندرية ، ط جالل وفاء حممدين ، تشديد مسؤولية الناقل اجلوي عن األضرار ا – 3

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

42

تأمين مسؤولية الناقل الجوي: المطلب الثاني

يف جمـال النقـل يعترب التأمني من املسؤولية املدنية ، ووسيلة و تقنية يعتمد عليها يف الوصول إىل محاية حقيقية ، وتتمثل هذه احلماية

اجلوي يف محاية الناقل من املطالبات بالتعويض الضخمة املالحق �ا من قبل الضحايا من جهة و من جهة محاية الراكب يف التعـويض

. له عن األضرار اليت حلقت بـــــــه

نظام التأمين : الفرع األول

نظام تأمني املسؤولية العقديةالثاين و و مبكن تناوله يف نظامني األول نظام التأمني التلقائي الفردي

و يقصد به التأمني الذي تربمه شركات الطريان على نفقتها مع إحدى شركات التأمني ، لتأمني : نظام التأمين التلقائي الفردي -أوال

.األضرار اليت تلحق بالركاب حبيث خيوهلم ذلك التأمني حق احلصول على التعويض مباشرة من املؤمـــــن

و حــىت يســتفيد الراكــب مــن ذلــك التعــويض التلقــائي يشــرتط عليــه التنــازل كتابيــا عــن دعــوى املســؤولية الــيت ميكــن أن يثريهــا ضــد الناقــل

إذا رفـــض الراكـــب أو ورثتـــه يف حالـــة وفاتـــه التـــأمني التلقـــائي و مل يـــتم التنـــازل عـــن دعـــوى : أو تابعيـــه ، و معـــىن التلقائيـــة يفيـــد يف أنـــه

، ومن مث اللجوء إىل دعوى املسؤولية ، فإن مت التنازل عـن دعـوى املسـؤولية مـن قبـل الراكـب أو ورثتـه ، فـإن الراكـب أو ورثتـه املسؤولية

.يستفيدون من حق التأمني التلقائي ، ويتم ذلك بشكل ودي ما بني شركة التأمني و الضحية

وليـــــــــة الناقـــــــــــل عـــــــــــن األضــــــــــــرار التـــــــي تلحـــــــــق بالراكـــب ، مــــن وفـــاة و تعتـــرب مسؤ :تـــأمين المســـؤولية العقديـــة للناقـــل الجـــوي : ثانيـــا

ــــــــــــه للتخفيـــــــــــف عليـــــــــــه و أضـــــــــــــــــــرار بدنيـــــــــــة ، مســـــــــــؤولية عقديـــــــــــة تســـــــــــتدعي مـــــــــــن الناقـــــــــــل اجلـــــــــــــــــــوي اللجـــــــــــوء إىل تـــــــــــأمني مسؤوليتــــ

التعويضـات و لضـمان الـدين امللقـى يف ذمتـه حنـو الراكـب ، ويطـرح التـأمني مـن املسـؤولية العقديـة نفسـه ، و ذلـك يف حـال من عـبء

ــــل ــــي الفـــــــــردي، و تفضـــيلهم متابعــــــــــــة الناقــــــ ــــادة مـــــــن التـــأمني التلقائــــــ ــــر قضائيــــــــــــــــا ، برفـــض الراكـــب أو ورثتـــه ، اإلستفــــــ غــــــــــــرض تقريـــــــ

.مسؤوليتــــــــــــه عــــــن الضــــــرر الالحـــــق �ــــــــم

ـن األضــــــــــرارمـــــ هـــــــة نفســـــــذي يربمه الناقل ملصلحته الشخصية من أجل وقابـــأمني الــــة أنه ذلك التــــــــــن املسؤوليــــــــني مـــــــــرف التأمــــــــــو يع

ا و ليــــــس فــــــي اخلطـــــــــأــــــوي قضائيــــــل اجلــــــة الناقــــــــر متابعـــــــة أي يف خطـــــــر يف الكارثـــــالتــــــي تلحـــــــــــق بـــــــه ، كما أن معىن التأمني ينحص

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

43

ه مسـؤولية املـؤمن لــــــه ، و ال يعتـرب اخلطـر حمققـا إال إذا قامـت مطالبـة املـؤمن لـه إمـا وديـا أو قضـائيا بـالتعويض الذي تقوم على أساسـ

. عن األضرار اليت حلقت بالراكب

طـر نشـوء ديـن و هناك جانب من الفقه يرى أن حتقق اخلطر يف التأمني من املسـؤولية يتحـدد يف ضـمان الـدين ، فيكتفـي لتحقيـق اخلــــ

، و هو ينشأ مبجرد إحداث الضرر و ما احلكم بالتعويض لسبب قيام مسؤولية املؤمن لــــــه إال كاشف لتحقيق اخلطـــر ؤمن لــــه يف ذمة امل

.وليس منشىء لــــــه )1(

98/06م تأميـــــن المسؤوليــــة في قانـــــون الطيــــران الجزائــــــــري رق: ثالثــــــا

ـــاريخ ـــأمني يف النقـــل اجلـــوي مـــن خـــالل قانونـــه للطـــريان املـــدين الصـــادر بت 1998جـــوان 27لقـــد تنـــاول املشـــرع اجلزائـــري موضـــوع الت

، علــى إلزاميــة التــأمني مــن مســؤولية الناقــل اجلـوي دون توضــيح ملعنــاه أو خصائصــه ، و أمــام هــذا الفــراغ 172،173، 171يف املـواد

تـــوىل مهمـــة تعريـــف التـــأمني إنطالقـــا مـــن عقـــد التـــأمني الـــذي يعتـــرب األداة 1995جـــانفي 25املـــؤرخ يف 07-95التـــأمني فـــإن قـــانون

من القانون املدين ، فالناقل اجلوي يعقد مع شركة التأمني اتفاقا ، على أنه يدفع مبلغا ماليا لفائدة املؤمن 619القانونية له ، يف املادة

ع اخلطــر املــؤمن منــه ، وعليــه مبجــرد عقــد هــذا التــأمني خيفــف علــى الناقــل مــن جهــة حتملــه لعــبء التعــويض أي الراكــب يف حالــة وقــو

158و يضـمن الضــحية مــن جهــة أخـرى مبلــغ التعــويض و لــذلك كــان اهلـدف مــن تــأمني املســؤولية املدنيـة للناقــل اجلــوي طبقــا للمــادة

مان التعويض عــــــــن األضـــــــــــــــرار اليت تتسبب فيها املركبــــة اجلويــــــة أي الطائـــــــرة و هو ض 95/07من قانون التأمينات اجلزائري رقم

على وجوب إكتتاب كل ناقل جوي تأمينا لدى شركة تأمني جزائرية لتغطية 95/07من قانون التأمني 196ـــــو قد نصت املادة

الوفـــاة و الضـــرر النـــاجم عـــن التـــأخري ، علـــى أن ال يتجـــاوز و مســـؤوليته عـــن األضـــرار البدنيـــة مســـؤوليته املدنيـــة جتـــاه الركـــاب أي تـــأمني

ـــقيمة ألــف وحــدة حســابية و هــو لــيس مبلغــا جــزايف ، و إمنــا هــو 250احلــد األقصــى للمســؤولية املنصــوص عليهــا قانونــا ، و احملــدد بـــ

173التأمني مبوجب وثيقة يطلق عليها شـهادة التـأمني املنصـوص عليهـا طبقـا للمـادة تعويض بقدر الضرر ،و يف ا�ال العملي يثبت

، الــــــيت فرضــــــت وجــــــوب تقــــــدمي الناقــــــل هلــــــذه الشــــــهادة عنــــــد كــــــل تفتــــــيش تقــــــوم بــــــه الســــــلطة 98/06مــــــن قــــــانون الطــــــريان املــــــدين

املكلفة أو القوة العمومية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

206،207، ص 1998، التأمينات الربية ، ذ 1عبد الرزاق بن خروف ، التأمينات اخلاصة يف التشريع اجلزائري ، ج - 1

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

44

ن يف ذمــة املــؤمن و ينتهــي الضــمان بإنتهــاء ســريان تلــك الوثيقــة ، و كمــا أن الضــمان و تعتــرب وثيقــة ثبوتيــة و قرينــة علــى الوجــود ضــما

ال ينحصر فقط يف ضـمان سـالمة الناقـل لـدفع التعـويض احملـدد قانونـا بـل ينصـرف حلمايـة أخـرى أقرهـا املشـرع لفائـدة ضـحايا املصـابني

.بأضرار خطرية ، و هو الضمان اإلجتماعي

ق الضمان األضرار اليت حتصل خبطأ عمدي من الناقل أو تابعيه أي يف حـال مـا كـان وقـوع الضـرر يعـود إلمهـال و كما خيرج عن نطا

الناقل و من يف إمرته ، كذلك األضرار احلاصلة خبطأ من الضحية نفسها )1(

خترج مـن نطـاق التعـويض اجلزائـي كما خترج عن نطاق الضمان أيضا كل األمراض اليت ترتبط باحلالة الصحية املتدهورة للمسافر و اليت

.و منها خاالت الصرع و اهلذيان ، والنوبات القلبية و األمراض التنفسية اجلهد الكلوي ، السكري ، و اإلنتحار )2(

أثـــــر التأميــــن مـــن المسؤوليــــة: الفرع الثاني

قائيــا ، و تظهــر تلــك العالقــة التبادليــة بــني التــأمني و املســؤولية إن العالقــة مــا بــني التــأمني و املســؤولية هــي عالقــة تفــرض نفســها تل

يف أن النظامني متقاربان ، فلو كان اهلدف إقامة نظام املسؤولية املدنية عموما ، هو ضمان للضـحية لتعويضـها عـن الضـرر الالحـق �ـا

و أمان يف آن واحد ، أي ضمان للمسؤول عن ضرر حيميه و بذلك فاملسؤولية وظيفة وقائية ، و أما التأمني من املسؤولية هو ضمان

ة ئمـمن اآلثار السلبية اليت تلحق ذمته نتيجة مطالبة الضحية له بالتعويض الناجم عن دعوى املسؤولية ،إذ يقيها من إحتمـال عـدم مال

.ية املتسبب يف الضرر الناجم للحصول عن تعويض و هكذا يؤثر التأمني يف فعالية املسؤولية املدن)3(

.

، حبســب نظــام التــأمني عليهــا يف كــل مــن نظــام التــأمني التلقــائي الفــردي ويعكــس التــأمين آثــاره علــى مســؤولية الناقــل الجــوي – 1

ففــي نظــام التــأمني التلقــائي الفــردي الــذي يربمــه الناقــل لفائــدة الركــاب و يســري يف حــال تنــازل : و تــأمني املســؤولية العقديــة كمــا يلــي

الراكــب أو ذوي حقوقـه عــن دعـوى املســؤولية ، فهــذا التـأمني يعــدل مـن ركــائز مســؤولية الناقـل اجلــوي ، و أمـا تــأمني املســؤولية الضـحية

. العقدية للناقل اجلوي يؤكد املسؤولية وال ينفيها

ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - - Jean Pierre Tosi –Transport aérien – JC – Responsabilité civile – Fasc 460- 2 article 1382-1995-P7 .

، و التشــريعات المقارنــة ، كليــة الحقــوق ، الجزائــر رســالة 98/06الجزائــري ، رقــم طبيــب عــز الــدين ، تــأمين المســؤولية المدنيــة للناقــل الجــوي ، دراســة فــي التشــريع – 2

199، 197، ص 2003ماجستير ،

. 436،437أبو زيد رضوان ، المرجع السابق ، ص – 3

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

45

:إجبارية التأمين و إحالله محل مسؤولية الناقل الجوي – 2

بينمــــا قــــوانني أخــــرى فرضــــت إجباريــــة تــــأمني الناقــــل اجلــــوي تــــأمني علــــى مســــؤوليتهللناقــــل إختيــــار ال تركــــت احلريــــة هنــــاك قــــوانني

.ملسؤوليته ، أو إلزام الناقل الركاب بإبرام هذا التأمني كضمان ملسؤوليته كما هو احلال يف القانون األمريكي و األملاين

، فقــد كــان مؤيــد لفكــرة إجباريــة تــأمني مســؤولية الناقــل اجلــوي 98/06أمــا املشــرع اجلزائــري مبوجــب قــانون الطــريان املــدين رقــم

مـن هــذا القــانون ، والــيت تسـتوجب علــى الناقــل أو كـل مســتغل لطــائرة يف القطــر 117يف مجيـع حــاالت املســؤولية و هـذا طبقــا للمــادة

طا ملمارســـــــــة نشــــــــــاط النقـــــــــل اجلــــــــــوي اجلزائـــــــــري أن يكتتـــــــــب تأمينــــــــــا يغطـــــــــي مســـــــــؤوليته و جعــــــــــل املشـــــــــرع اجلزائـــــــــري التــــــــــأمني شـــــــــر

يف اجلزائر ، حيت أنه يفرض عقوبات على عدم التأمني )1(

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ

. 199-102إيتداءا من املواد 1995املؤرخ يف 95/07زائري رقم ن التأمني اجلالعقوبات يف قانو – 1

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

46

دعوى المسؤولية : المبحث الثاني

عنــدما خيــل الناقــل بإلتزاماتــه ، والــيت فرضــها عقــد النقــل اجلــوي ، فــإن ذلــك يرتــب ضــررا بالراكــب ، و أمــر بــديهي أن يلجــأ األخــري

.ملا حلق بــــه للقضاء ، للمطالبة حبقه يف التعويض و ذلك جربا

و الدعوى القضائية هي سلطة مبنحها القانون ، وتسمح للمضرور اللجوء إىل العدالة إلقتضاء حقوقه )1(.

و لقد إهتم التشريع اجلوي الداخلي و الدويل بدعوى املسؤولية اليت ترفع ضد الناقل اجلوي ، حيث وضع هلا نظاما و أحكامـا تنظمهـا

.ة املضرور و مصلحة الناقل اجلوي و جتعلها تتوافق مع مصلح

أحكام رفع دعوى المسؤولية: المطلب األول

و ســنتناول دراســة هــذا املبحــث مــن خــالل ، حتديــد األشــخاص الــذين هلــم احلــق يف رفــع املســؤولية و كــذا حتديــد احملكمــة املختصــة

بالنظر يف دعاوى املسؤولية

وىـــــراف الدعـــــأط: رع األول ـــــالف

ــــالمدع: أوال و األصـــل يف رفـــع الـــدعوى أنـــه حـــق مينحـــه القـــانون ، لكـــل مـــن حلقـــه ضـــرر ، فاملـــدعي األصـــلي هـــو الـــذي يرفـــع :ي ـــــ

هذه الدعوى ضـد الناقـل اجلـوي و هـو الراكـب نفسـه الـذي حلقـه ضـرر ، فـإن مل يتحقـق الضـرر أو املصـلحة يف ذلـك فـال حيـق للراكـب

" ال دعــــوى بغــــري مصــــلحة"ضــــد الناقــــل عمــــال بقاعــــدة مباشــــرة دعــــوى املســــؤولية )2(

، وقــــد حــــدد قــــانون اإلجــــراءات املدنيــــة اجلزائــــري

أنه ال جيوز ألحد أن يرفع دعوى أمام القضاء (اليت نصت 459شروط رفع دعوى املسؤولية و هذا من خالل املادة 154-66رقم

، فال بد أن يكون قد حلق الراكب ضرر ، سواءا كان جرحا أو أذى بدين حىت تتحقق فيه صفة ) ك له مصلحة يف ذل.... مامل يكن

، أنــه الجيــوز رفــع دعــوى إال يف احلــاالت املنصــوص 1929مــن اتفاقيــة فارســوفيا لعــام 24/2املــدعي و قــد قضــت بــذلك أيضــا املــادة

مـن اتفاقيــة فارسـوفيا الــيت جتيــز 24/2الراكــب علـى عكــس املــادة ، و مـن هــذه الشـروط هــو حتقــق الضـرر ب 19و 17عليهـا يف املــادة

.) 3(إال للراكب بإقامة دعوى ضد الناقل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 – Jean Larguler et philippe Conte – Procédure civile -16éme édition –Dalloz –Paris 1998 –P60,61 .

2 – Jean Larguler et philippe Conte – Procédure civile -16éme édition –Dalloz –Paris 1998 –P61,67.

. 311حيي أمحد البنا ، املرجع السابق ، ص – 3

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

47

األشخاص الذين حيق هلــــم رفــــــــــع دعـــــــــوى املسؤوليـــــــة ، واملطالبـــــــــــــة 1929مل حتدد اتفاقية فارسوفيا لعام :الة وفاة الراكب في حـــــــ

يكون لكل ست معظم القوانني كالقانون املصري و الفرنسي أن حق رفع الدعوى بالتعويض ، وأحالت ذلك للقانون الوطين ، و قد ر

مــن أصــابه ضــرر ، ســواء الراكــب أو الغــري و هــم ورثــة الراكــب ، و هلــم احلــق يف دعوتــان ،دعــوى مــورثهم كــون الراكــب مــرتبط )1(

ـــة بتعوضـــهم عـــن الضـــرر الـــذي حلقهـــم ـــة تتضـــمن املطالب ـــة بـــالتعويض، دعـــوى يرفعهـــا الورث بالناقـــل بعقـــد أساســـه املطالب

طالبة على أساس الدعوى التتقصـريية ، وحتديـد األشـخاص الـذين هلـم حـق املطالبـة يعـود بوفاة عائلهم ، و هنا تكون امل

ال جيــــوز رفــــع الــــدعوى يف حالــــة وفــــاة 24املــــادة 1929و طبقــــا إلتفاقيــــة فارســــوفيا لعــــام . )2(حملكمـــة دولــــة الراكــــب ،

ملتـويف رفـع دعـوى فـال تكـن إال دعـوى الراكب إال وفقا لألوضاع املقررة قانونا فيها ، حيث أنـه لـو كـان مبقـدور املسـافر ا

.مورثهم حيث ختضع ألحكام اتفاقية فارسوفيا من حيث أساسها التعاقدي

األصــل أن تقــام دعــوى املســؤولية علــى الناقــل نفســه ، ألنــه املــدعى عليــه يف هــذه الــدعوى الــيت حيركهــا الراكــب :المــدعي عليــه : ثانيــا

لـزم جبـرب الضـرر احلاصـل بالراكـب ، ولكـن الصـعوبة تثـار يف حالـة وفـاة الناقـل ، وكـذا النـاقلني ضده ، و املدين يف عالقة املسـؤولية ، امل

. املتتابعني ، و الناقلني املتعاقدين و الفعليني ، فضال عن الرجوع على تابعي الناقل اجلوي

يف حالـــة وفـــاة الشـــخص (قـــل اجلـــوي و نصــت مــن اتفاقيـــة مونرتيـــال يف حالـــة وفــاة النا 32واجهـــت املـــادة : حالــة وفـــاة الناقــــــــل : 1

الـــــذي تقـــــع عليـــــه املســـــؤولية ، جيـــــوز أن تقـــــام دعـــــوى التعـــــويض ، وفقـــــا ألحكـــــام هـــــذه االتفاقيـــــة ضـــــد أصـــــحاب احلقـــــوق الشـــــرعيني

...)يف تركتــهال وفاتــه كمــا هــو ســاري يف القــوانني الرومانيــة احلرمانيــة ، الــيت تقــر برفــع دعــوى ضــد ورثــة الناقــل يف حــ.)3(

. )4(بينما القوانني األجنلوا مريكية فاألصل فيها هو سقوط دعوى املسؤولية مبجرد وفاة املسؤول

يف حالــة وفـــاة املـــدين تقــام دعـــوى املســـؤولية (منهـــا أنـــه 27فقـــد حســـمت األمــر مـــن خـــالل األمــر 1929أمــا اتفاقيـــة فارســـوفيا لعــام

)ونه فية ضد من خيليف احلدود املقررة من هذه اإلتفاق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

305حممد فريد لعريين ، املرجع السابق ، ص – 1

. 313ق ، ص حيي أمحد البنا ، املرجع الساب– 2

. 264،ص املرجع السابق ،هاين دويدار ، – 3

307،308محمد فريد العريني ، المرجع السابق ، ص – 4

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

48

ن ـــــــن المتتابعيــــــــحالة الناقلي - 2

ي النقــل اجلــوي تضــمنت إتفاقيــة مونرتيــال أحكامــا خاصــة مبســؤولية النــاقلني املتتــابعني و ذلــك يف حــاالت النقــل اجلــوي املتتــابع ،أ

الذي يتم خالل خطوط جوية خمتلفة ، ويتواله مبقتضى عقد واحد أو عدة عقود ، عدد من الناقلني على طائر�م بالتتـــــابع )1( .

ل ناقــل يف عمليــات النقــل الــيت يتوالهــا علــى التعاقــب عــدد مــن النــاقلني ، خيضــع كــ(مــن اتفاقيــة فارســوفيا أنــه 3/2كمــا جــاءت املــادة

، و حسب هذه املادة فإنه حيق للراكب أو خلفه الرجوع ...) يكون قد قبل ركابا أو أمتعة أو بضائع للقواعدة املقررة يف هذه اإلتفاقية

.بدعوى املسؤولية على الناقل اجلوي الذي وقع احلادث أو التأخري يف مرحلة النقل لذي تواله

ل الفعلي ــــــاقاقد و النــل المتعـــــحالة التاق -3

عاجلت إتفاقية مونرتيال حالة النقل بواسـطة ناقـل متعاقـد و ناقـل فعلـي ، وميـزت بـني الناقـل املتعاقـد و هـو الـذي يتـوىل إبـرام عقـد

ليـه وصـف النقل ، و الناقل الفعلي هو الذي يتوىل تنفيـذ النقـل كليـا أو جزئيـا ، وذلـك بـإذن مـن الناقـل املتعاقـد ، وبشـرط أال ينطبـق ع

دعوى املسؤولية على الناقل املتعاقد أو الناقل الفعلي و يكون اخليار 45الناقل املتتابع ، وقد أجازت إتفاقية مونرتيال أن ترفع يف املادة

هــاللمــدعى ،أي الراكــب أو املرســل أو املرســل إليــه ، كمــا يكــون للناقــل الــذي ترفــع عليــه الــدعوى احلــق يف إدخــال الناقــل االخــر معــه في

على أن ختضع اإلجراءات و اآلثار املرتتبة على ذلك لقانون احملكمة اليت تتوىل نظر الدعوى )2(

.

. ويـــــل الجـــــي الناقـــــلى تابعــــوع عـــــــالرج - 4

عت الدعوى على تابع إذا رف( و اليت نصت 1955من اتفاقية فارسوفيا يف بروتوكول الهاي لعام 25و من خالل تعديل املادة

الناقل بناءا على ضرر مما هو مذكور يف هذه اإلتفاقية جاز هلذا التابع ، مـىت أثبـت أنـه تصـرف يف تأديـة وظيفتـه أن يسـتفيد مـن حـدود

د ،و يكــون رجــوع املضــرور علــى أحــد تــابعي الناقــل اجلــوي علــى أســاس املســؤولية التفصــيريية ، ألنــه يــرتبط معهــم بعقــ.... ) املســؤولية

مـن إتفاقيـة ، 25/1من العقود ، و لـذلك جـاز هلـم التمسـك حبـدود املسـؤولية ، وهـو حـق مـنح هلـم بـنص خـاص ، طبقـا لـنص املـادة

، 1961لعام ) جوادا الخار ()3(

فالتابع يستفيد من أحكام املسؤولية احملدودة حـىت ولـو مل يرتكـب فعـل أو إمتنـاع عـن فعـل ، بنيـة

. ال حيــــــــق للمضرور احلصول على تعويض يزيد على تعويض احلد األقصى احملــــــــــدد يف إتفاقية فارسوفيا الدولية إحداث ضرر ، كما

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ

. 235، ص 2007، دار الفكر اجلامعي ، اإلسكندرية ،الطبعة األوىل ، سنة 1999، تطور مسؤولية الناقل اجلوي وفقا إلتفاقية مونرتيال عاطف حممد الفقي - 1

. 237، 236عاطف حممد الفقي ، املرجع السابق ، ص - 2

. 454هاين دويدار ، املرجع السابق، ص – 3

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

49

:المحكمة المختصة : لفرع الثاني ا

ــــدء ســــريان دعــــوى املســــؤولية، الــــيت يبــــادر برفعهــــا الضــــحية ) الراكــــب(حتديــــد احملكمــــة املخنصــــة يعتــــرب مــــن املعــــايري األساســــية لب

مـن اتفاقيـة فارسـوفيا علـى حتديـد احملكمـة املختصـة، كمـا منحـت للمـدعي اخليـار يف رفـع الـدعوى أمـام إحـدى 28و لقد نصت املـادة

محكمة الجهة التي يكون له فيها منشأة تولت عنه –محكمة المركز الرئيسي لنشاطه –حكمة موطن الناقل م: احملاكم التالية

شــرطا لرفــع الــدعوى أمــام إحــدى هــذه احملــاكم ، و هــو أن يكــون 28، ولقــد وضــعت املــادة محكمــة جهــة الوصــول –إبــرام العقــد

اقيــة فارســوفيا ،فــال جيــوز للمــدعي أن يقــيم دعــواه أمــام قضــاء دولــة غــري املــدعي قــد رفــع دعــوى املســؤولية أمــام قضــاء دولــة عضــوة يف إتف

منضــمة لإلتفاقيــة ، وإال أدى إىل تطبيــق القــانون الــوطين هلــذه الدولــة دون أحكــام اإلتفاقيــة ، و كمــا إنتهجــت القــوانني اجلويــة الداخليــة

اإلختصاص القضائي ، و منها قانون الطريان املـدين اجلزائـري فيما يتعلق بقواعد 28للدول املصادقة على إتفاقية فارسوفيا نص املادة

. 155من خالل املادة 98/06رقم

32من اتفاقية فارسوفيا من النظام العام ، إذ تقضـي املـادة 28/1و تعترب قواعد اإلختصاص القضائي املنصوص عليها يف املادة

..) اجلـــوي و كـــل اتفـــاق ســـابق علـــى وقـــوع الضـــرر بـــبطالن كـــل شـــرط يف عقـــد النقـــل (مـــن اإلتفاقيـــة وعليـــه يرتتـــب علـــى إعتبـــار ، )1(

،أن حتديــد احملكمــة املختصــة طبقــا لتلــك القواعــد آثــار عــدة مــن أمههــا ،أن إجــراءات التقاضــي اإلختصــاص القضــائي مــن النظــام العــام

اصــة بــأثر خطــأ املضــرور علــى مســؤولية الناقــل اجلــوي لقــانون احملكمــة املعــروض عليهــا النــزاع ، وأيضــا تتحــدد األحكــام اخل اتتحــدد وفقــ

جب قانون احملكمة املطروح عليها النزاع و يف ضوء قانون حمكمة املختصة ، وكما أن حساب مواعيد تقادم الدعوى يتحدد كذلك مب

، دون إمكانيـــة طلـــب ضـــم و جتـــب اإلشـــارة أن تـــرك اخليـــار للمـــدعي رفـــع دعـــواه أمـــام عـــدة حمـــاكم قـــد يـــؤدي إىل رفعهـــا أمامهـــا مجيعـــا

الـــدعاوى لإلرتبـــاط ، ودون إمكانيـــة فـــض التنـــازع اإلجيـــايب يف اإلختصـــاص ، والـــذي خيضـــع إختصـــاص كـــل حمكمـــة إىل ســـيادة الدولـــة

. التابعة هلا ، و هذا يعترب إجحافا بالناقل اجلوي ، والذي كان ينعني على اتفاقية وارسو تداركه

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

. 447،448هاين دويدار ، املرجع السابق ، ص - 1

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

50

ؤوليةــــــــــــوى المســـــــاء دعــــــــــإنقض: المطلب الثــــــــاني

يـــرتك عــبء دعـــاوى املســـؤولية يســتقر طـــويال علــى عـــاتق الناقـــل اجلــوي ، مبـــا يتضـــمنه تقتضــي عدالـــة و إســتقرار املعـــامالت ،أن ال

من جسامة و إرهاق ، و حىت ال ترتبك أعماله أو تتعطل ، حرصت األنظمة القانونية على مراعاة مصلحة الناقل ، فمكنت له وسائل

.فعالة ، يستطيع �ما وضع حد لتلك الدعاوى

املطلــب هــذه الوســائل الذفاعيــة الــيت مــن خالهلــا يســتطيع الناقــل ، درء عــبء دعــاوى املســؤولية عنــه مــن خــالل و ســنتناول يف هــذا

.األول الدفع بعدم قبول الدعوى و الثاين تقادم الدعوى و سقوطها : الفرعني

ــابسقــــــوط دعــــــــوى المسؤوليــــــــــة وتقادمهــــع ــــالدف :رع األول ـــــــالف

، على مدة قانونية يتوجب فيها على الراكب أن يرفع دعواه من خالهلا ، حيث ) فارسوفيا( 1929لقد أشارت إتفاقية وارسو لعام

.يشكل عدم إحرتامها من قبل الراكب ، دفعا يتمسك به الناقل يف مواجهة الراكب و ذلك بوضع حد للدعوى املرفوعة من قبـــــله

تتقادم دعوى املسؤولية يف حبر سنتني و ذلك إعتبارا من تاريـــــــخ وصول الطائـــــرة -: من هذه االتفاقية أنه 29ة لذلك جرى نص املاد

) .إىل مطار الوصول أو من تاريخ وقف النقل إال سقط احلق يف رفع الدعوى

من اتفاقية وارسو على وجوب رفع دعوى 29/1، حيث املادة و كما يعني قانون حمكمة النزاع طريقة إحتساب املدة الواردة يف النص

لاملسؤولية ، إبتداءا مــــــن تاريخ بلوغ الطائرة جهة الوصول أو من اليـوم الـذي كـان يتعـني فيـه وصـول الطـائرة ، أو مـن تـاريخ وقـف النقـ

املـــادة ، يســـتطيع الناقـــل أن يـــدفع بســـقوط احلـــق و إال ســـقط احلـــق يف رفعهـــا ، فلـــو رفعـــت الـــدعوى بعـــد هـــذه املـــدة احملـــددة وفقـــا هلـــذه

.يف رفعهـــــــا

و لقــد ثــار خــالف فقهــي حــول التكييــف القــانوين هلــذه املــدة ، هــل تعتــرب فــرتة ســقوط أو تقــادم ، فلــو مت إعتبارهــا فــرتة تقــادم ، فيســري

عليها أحكام الوقف و اإلنقطاع )1( .

هـــي مـــدة تقـــادم قابلـــة للوقـــف و اإلنقطـــاع ، وحجـــتهم أن دعـــوى املســـؤولية 29أن مـــدة ســـنتني الـــواردة يف املـــادة :فإجتـــه الـــرأي األول

يف مجيع أنواع النقل األخرى بري أو حبري كان فكلها ختضع ملدة التقادم ، و يدعمون رأيهم بـنص الفقـرة الثانيـة الـيت حتيـل علـى قـانون

، طريقة حساب السنتني ، أي مدة سنتني الواجب رفع الدعوى فيها هي مدة تقادم و ليس سقوط احملكمة املطروح عليها النزاع

ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

. 113،114 عريين ، املرجع السابق ، صحممد فريد ال - 1

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

51

ـــــاين ـــــرأي الثــــ ـــــا الــــ ) Déchéance(إعتــــربت مــــدة ســــنتني مبــــدة ســــقوط ، و ذلــــك تبعــــا للعبــــارة الفرنســــية الــــيت جــــاء �ــــا الــــنص : أمــ

.هي مدة سقوط و يعين سقوط احلق يف رفع الدعوى ، و هذا الرأي الذي سار عليه القضاء الفرنسي إعتبار مدة سنتني

أما أغلب قوانني اجلوي الداخلية ، فلقد إعتربت مدة سنتني مبدة تقادم ، خاضعة للوقف و اإلنقطاع حسب قوانيها الداخلية )1(.

156يف املـــادة 98/06و قـــانون الطـــريان املـــدين اجلزائـــري رقـــم 1999تجـــارة اجلديـــد املصـــري لعـــام الو هـــذا مـــا يالحـــظ يف قـــانون

أن دعــوى املســؤولية خاضــعة للتقــادم مبــرور ســنتني ،و يســري حســا�ا مــن يــوم وصــول الطــائرة أو اليــوم الــذي يفــرتض فيــه :(الــيت نصــت

، و املستشف من هذا أن أخذ التشريعات الداخلية بنظام التقادم ،ال السقوط يف دعـوى املسـؤولية املرفوعـة ) وصوهلا للمكان املقصود

ف و اإلنقطاع فلكل دولة نظامها ، أما بالنسبة للتشريع الدويل فإعتبار املدة مدة سقوط ، هـو رغبتـه يف توحيـد يتماشى مغ قانون الوق

. قواعد املسؤولية ،ألن إخضاعها للتقادم يعين فرض إختالف بني القوانني من حيث الوقف و اإلنقطاع

وىـــــول الدعـــــدم قبـــــع بعــــالدف: اني ـــــرع الثـــالف

ستعملها املدعى عليـه يف مواجهـة املـدعي ، ويثـار هـذا الـدفع يف أي مرحلـة يالدفع بعدم قبول الدعوى هو من الوسائل الفعالة اليت

من اتفاقية وارسو إلتزاما حمـددا علـى عـاتق املرسـل إليـه ، ترتـب علـى اإلخـالل بـه جـزاء 26فرضت املادة كانت عليها الدعوى ، ولقد

قبـــول املســؤولية املرفوعـــة ضـــد الناقــل اجلـــوي ، و هـــذا خـــاص بتلــف األمتعـــة أو البضـــائع ،و حبالــة التـــأخري يف نقـــل األمتعـــة الــدفع بعـــدم

و بالتايل ال جمـــــــال للدفـــــــع بعــــــــدم قبـــــــول الدعــــــــوى يف جمــــــال نقـــــــل الركـــــــاب )2( .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 426أبو زيد رضوان ، املرجع السابق ، ص - 1

456هاني دويدار ، المرجع السابق ، ص - 2

األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب: الفصل الثاني

52

، اليت حصرت التمسك به يف جمال مسؤولية الناقل 1929ع كان بداية من اتفاقية فارسوفيا ــــــــدويل للدفــــــوي الــاجلريع ـــــــارة التشـــــــــــــإش

ة رار البدنية و الوفاة احلاصلة بالراكب، و هذا يعود إىل رغبــــــــعن األضرار احلاصلة بالبضائع و األمتعة املسجلة دون املسؤولية عن األض

و هدف االتفاقية من أجل ضمان حقوق الركاب املتضررين ، حيث أن املوقف املتبع من اتفاقية وارسو يف عدم التمسك الناقل بالدفع

و ، خاصة بروتوكول جواتيماالسييتـة وارســـــــــتفاقيـــــــــة إليعدم قبول الدعوى يف مواجهة اركاب ، و هو ما أشارت إليه التشريعات الالحق

ة ـــــات اجلوية الداخليــــــــــــاب ، و حىت التشريعــــة جلمهور الركــــــــة كافيـــــان محايــــو ضمــــــ،حيث كان هدفهم ه 1999ال ــــــــو مونرتي1971

ل ـــــاقــوا للنـــــــم مينحـــل 1999ري ـــــــون التجاري املصـــــــه و القانــــــمن 152يف املادة 98/06ري رقم ــــــــــجزائـــدين الـــــــــريان املـــــون الطــــــكقان

اب ــــــــــــرف الركــــــــن طـــــع مــــــــــاوى اليت ترفــــــــــوى يف الدعــــــــحق التمسك بالدفع بعدم قبول الدع)1(

/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

. 141ـــ بشار یاسمینة ، المرجع السابق ، ص 1

الفصل الثاني األحكام اإلجرائیة لمسؤولیة الناقل الجوي للركاب

53

:خالصة الفصل الثاني

وكخالصة هلذا الفصل ميكن القول أن هناك أحكام إجرائية ينبغي على الناقل اجلوي للركاب القيام �ا، وهذه االحكام تتلخص

ل بدفع التعويض للضحية يف حالة ما إذا كان الضرر الناجم عن احلادث اجلوي ضرر يف التعويض والتأمني ، حيث يلتزم الناق

كان أم جرح أو أذى بدين حلق به، أما التأمني فإنه حيمي الناقل اجلوي من املطالبات بالتعويض الضخمة املالحق �ا من قبل الضحايا

.األضرار اليت أحلقت بهمن جهة ومن جهة أخرى حيمي الراكب بالتعويض له عن

وباإلضافة إىل نظام التعويض، هناك إجراء ثاين حيث ال تتم املطالبة بالتعويض إال به وهذا اإلجراء هو إجراء قضائي يتجسد

.يف دعوى املسؤولية

الــخاتمـــة

55

ــــــــــــــــة موحــــــــــــــــدة ، تــــــــــــــــنظم أحكــــــــــــــــام ال ــــــــــــــــدويل مــــــــــــــــن أجــــــــــــــــل وضــــــــــــــــع قواعــــــــــــــــد قانوني نقــــــــــــــــل اجلــــــــــــــــوي لقــــــــــــــــد إهــــــــــــــــتم ا�نمــــــــــــــــع ال

و خاصــــــــة مســــــــؤولية الناقــــــــل اجلــــــــوي ، حيــــــــث أن ا�ــــــــال اخلصــــــــب للمنازعــــــــات بــــــــني النــــــــاقلني اجلــــــــويني و العمــــــــالء مــــــــن ركــــــــاب

ســــــات النقــــــــل اجلـــــــوي مـن جهـــــــــة ،و حـىت تنمـو و تزدهــــــــرو شاحنني ، و ذلك على حنو حيقـق احلمايـة التشـريعية و اإلقتصـادية ملؤس

.و حيقـــــــق مصـــــــاحل العمــــــــالء من جهة ثانيـــــة

ـــوي للركــاب ، و ب ـــل تقتصــر علــى مســؤولية الناقــل اجلـــــ ـــوع مــن النقــــ ـــذا النـــــ ـــراض املوضــوع و مبــا أن دراســتنا بالنســبة هلــــ ـــد إستعـــــــ عــــــ

مـــــــن خـــــــالل هــــــــــــــــذه الدراســــــــــــة ، إســـــــتنتجت أن أحكــــــــام هـــــــذه املســــــــؤولية مل تعـــــــرف اإلســـــــتقرار و مل تشــــــــهد إال التعـــــــديل خاصــــــــة

وليــــة لتوحيــــد أحكــــام مســــؤولية الناقــــل اجلـــــوي علــــى املســــتوى الــــدويل ، و بــــالرغم مــــن املســــاعي احلثيثــــة لتلـــــك التشــــريعات اجلويــــة الد

ســواء األحكــام املوضــوعية و األحكــام اإلجرائــيء األحكــام املوضــوعية و األحكــام اإلجرائيــة ، إال أ�ــا مل تصــل إىل وحــدة مطلقــة لتلــك

.قل و الراكب القواعد ، فقد كانت وحدة نسبية ، ومل حتقق املوازنة الفعلية بني مصاحل كل من التا

: و أهم النتائج املتوصل إليها

ـــــر هــــذا اإلهتمــــام كانــــت معاهــــدة فارســــوفيا بشــــأن توحيــــد بعــــض القواعــــد املتعلقــــة بالنقــــل اجلــــوي الــــدويل 1929أن أول مظاهـــ

د عرفت قواعد مسؤولية الناقل اجلوي اإلستقرار و اليت حظيت بإقبال دويل كبري ، وأعتربت حبق أشهر معاهدات القانون اخلاص ، و لق

يف مبادئها األساسية ، كو�ا أ�ا مسؤولية عقدية مصدرها عقد النقل اجلوي الذي تنبثق منه إلتزامات تقع على عاتق الناقل اجلوي

أثنــاء عمليــات الصــعود و اهلبــوط و مــن أمههــا اإللتــزام بالســالمة و اإللتــزام بالنقــل يف امليعــاد ، فكــل حــادث يقــع علــى مــنت الطــائرة أو

ـــــول الراكــــب ســــليما معــــاىف إىل املكــــان املتفــــق ع ـــــرر بالراكــــب يعتــــرب إخــــالال بــــاإللتزام بالســــالمة املتمثــــل يف وصـــــ ـــــه ضــــ ليــــه و ينــــتج عنــــ

.ـــــدم العقــــد ، كمــــا هو احلال يف مسؤوليته يف النقـــــل با�ــــــــــان يف عقد النقــــل ، وتكون مسؤوليــــــــــة النــــــاقل تقصـــــــريية مىت إنعـ

كمــا أن اتفاقيــة فارســوفيا إســتقرت علــى مبــدأ آخــر ، وهــو مبــدأ احلــد األقصــى للتعــويض ، فمــىت كــان الناقــل حســن النيــة إســتفاد

ع اجلوي الدويل ،أما إن كان سيء النية فإن مسؤوليته تكون غري حمدودة مما قد من احلدود القصوى للتعوبض املنصوص عليها يف التشري

.يعرضه لتحمل مبالغ تعويض ضخمة

م رار مل يشمل مجيع أحكاــــــــــــقرار ،إال أن هذا اإلستقـــــــــدة واإلستـــــــــــا قد عرفت الوحــــرغم أن املبادئ اليت جاءت �ا اتفاقية فارسوفي

مسؤولية الناقل اجلوي

الخـــاتمــــة

56

ــــــــيت ــــــــدويل ، بدايــــــــة كــــــــان أســــــــاس مســــــــؤولية الناقــــــــل اجلــــــــوي شــــــــو أهــــــــم التعــــــــديالت ال ــــــــل اجلــــــــوي ال هد�ا أحكــــــــام مســــــــؤولية الناق

يرتكــــــــــز علــــــــــى فكــــــــــرة اخلطــــــــــأ املفــــــــــرتض يف ظــــــــــل نظــــــــــام املســــــــــؤولية الشخصــــــــــية ، هــــــــــذا األســــــــــاس 1929يف اتفاقيــــــــــة فارســــــــــوفيا

، اللذان جتاوزا فكرة اخلطأ املفرتض كأساس 1971، وبروتوكول جواتيماالسييت 1966مت تعديله ، يف كل من اتفاق مونرتيال لسنة

سـؤوليته ملسؤولية الناقل اجلوي إىل مساءلة الناقل تقوم بقوة القانون ، فالناقـل و حسـب هـذا التعـديل ضـامنا ملخـاطر اجلـو ، ممـا جيعـل م

.مطلقة مبجــــــــــرد وقـــــــوع و حتقــــــق الضــــــــــــــــرر

و شهدت أيضـا مبـالغ احلـد األقصـى للتعـويض تعـديال ، و كانـت احلجـة هـو توحيـد مبـالغ التعـويض لتحقيـق تكـافؤ الفـرص جلميـع

ـــــــالغ التعـــــــويض يف ـــــــة أكـــــــرب للركـــــــاب ، فحـــــــددت مب ـــــــق محاي املســـــــؤولية عـــــــن األضـــــــرار احلاصـــــــلةبالركاب الركـــــــاب أو مـــــــن أجـــــــل حتقي

ألـف فرنـك و الـيت ميكـن 250والذي قام مبضاعفة احلد األقصى للتعويض بــ 1955ألف فرنك ، مث كان بروتوكول الهاي 150ب

إىل تســــعة أضــــعاف دفعهـــا علــــى شــــكل إمجــــايل أو يف شــــكل ربـــع ، و جــــاء اتفــــاق مونرتيــــال و الــــذي ارتفـــع باحلــــد األقصــــى لتعــــويض

1971ألــــف دوالر أمريكــــي ، و تواصــــل التعــــديل يف بروتوكــــول جواتيمــــاال ســــييت لعــــام 75اجلــــد الــــذي قررتــــه اتفاقيــــة فارســــوفيا إىل

. ون و محسمائة ألف فرنك حىت وصـــــل احلـــــــد األقصـــــى للتعويض عن األضــــــــرار اخلاصــــلة بالركـــــاب لــــــ مليــــــــــ

ــــــــــــــــــة الدوليــــــــــــــــــة الــــــــــــــــــيت مل تصــــــــــــــــــل لألهــــــــــــــــــداف الــــــــــــــــــيت كــــــــــــــــــان مرجــــــــــــــــــو حتقيقهــــــــــــــــــا و نظــــــــــــــــــرا لتعــــــــــــــــــدد التشــــــــــــــــــريعات اجلوي

يــة ، و هكــذا وصــل األمــر مـن اتفاقيــة فارســوفيا األمــر الــذي كــان ســيؤدي إىل فوضــى تشـريعية هائلــة تشــيع اإلضــطراب يف املراكــز القانون

لنهايتـه إىل أن أصــبحت القواعـد القانونيــة املـأمول تطبيقهــا علـى مســؤولية الناقـل اجلــوي مبثابـة بنــاء تاهـت معاملــه ، ممـا إســتوجب ضــرورة

ل اجلـوي موضـوعية إعادة النظـــــــــــر و ذلك عن طريق وضع اتفاقية دولية جديدة و كانت اتفاقية مونرتيال و الـيت جعلـت مسـؤولية الناقـ

ألــــف وحــــدة ســــحب خاصــــة ، و يف حــــال كانــــت أكثــــر 100يف حــــال كانــــت قيمــــة الضــــرر الالحــــق بالراكــــب تســــاوي أو أقــــل مــــن

ـــــــــة قواعـــــــــد النقـــــــــل اجلـــــــــوي الـــــــــدويل 100مـــــــــن ـــــــــف فاملســـــــــؤولية هنـــــــــا شخصـــــــــية قوامهـــــــــا اخلطـــــــــأ ، وقـــــــــد ســـــــــعت هـــــــــذه اإلتفاقي أل

دولــة ، ورغــم حمــاوالت كــل هــذه التشــريعات اجلويــة 30بعــد مصــادقة 04/11/2003بصــياغة جديــدة ، و دخلــت حيــز التطبيــق يف

مــن أجــل إبــداء وجهــة موحــدة لقواعــد مســؤولية الناقــل اجلــوي إال لتحقــق وحــدة مطلقــة لتلــك القواعــد ، وذلــك لتلــك املفــاهيم يف نظــام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيت شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهدت فراغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا قان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا علـــــــــــــــــــــــــــــــــــــى مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــتوى اتفاقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة فارســـــــــــــــــــــــــــــــــــــوفيا املســـــــــــــــــــــــــــــــــــــؤولية ال . وني

الخـــاتمــــة

57

أمـــا بالنســـبة لتـــأثر القـــوانني الداخليـــة بتلـــك التطـــورات الدوليـــة ، جنـــد أن كثـــري مـــن الـــدول مـــايزال متمســـكا بأحكـــام و قواعـــد املســـؤولية

خـالل شـرع اجلزائـري مـناملنصوص عليها يف اتفاقية فارسوفيا ، فقد إسـتوحت أحكـام قوانينهـا اجلويـة الداخليـة منهـا ، حيـث جنـد أن امل

ظل متمسكا بنفس نظام املسؤولية يف اتفاقية فارسوفيا إىل يومنا هذا ، فاملسـؤولية يف قـانون 06-98وضعه لقانون الطريان املدين رقم

إثبات اختاذه و املدين اجلزائري قائمة على اخلطأ املفرتض اليت يتحمل فيها الناقل عبء قرينة نفي املسؤولية عنه ، وذلك ب'---الطريان

تابعيــه كافــة التــدابري الضــرورية لتفــادي وقــوع الضــرر أو إثبــات إســتحالتهم إلختــاذ تلــك التــدابري ، و هنــاك بعــض الــدول مــن جتــاوز نظــام

كـان و هـو مـا 1999املسؤولية الواردة يف اتفاقية فارسوفيا املعدلة بربوتوكول الهاي إىل التعديل الساري عليه مبوجـب اتفاقيـة مونرتيـال

.عليه احلال يف كل من قانون الطريان الفرنسي و قانون الطريان املصري

و منـه نسـتطيع القـول أن مسـؤولية الناقـل اجلـوي عرفـت وحـدة نسـبية ألحكامهـا و مل تكـن مطلقـة ، أل�ـا إسـتقرت علـى املبــادئ

القــوانني حبجــة إحالتهــا إىل القــوانني الوطنيــة أو حــىت القضــاء األساســية للمســؤولية الــواردة يف اتفاقيــة فارســوفيا ، ، فهــي مل توحــد كافــة

و الفقه إلجياد حلول هلا ، فكثرة التعـديالت أثـرت سـلبا علـى وحـدة قواعـد مسـؤولية الناقـل اجلـوي ، و كـان أمـام املشـرع اجلـوي الـدويل

: قامت بـــــــــمراعاة ما حيقق الوحدة املطلقة لقواعد مسؤولية الناقل اجلوي للركاب لذلك

.تشكيل هيئة دولية تتوىل تفسري املفاهيم اليت شهدت فراغا يف تلك التشريعات اجلوية الدولية

و كمــا قامـــت بإصـــدار تشــريع موحـــد لقواعـــد مســؤولية الناقـــل اجلـــوي ، يضــع فيـــه أحكامـــا تتوافــق مـــع كـــل املفــاهيم يف الـــنظم القانونيـــة

.ه كل التشريعات السابقة الداحلية للدول و أن يلغي ب

.حىت تتحقق للضحايا الركــــــــاب تلك التعويضات املطالب �ا تشكيل هيئة دوليـــــــة للتـــــــأمني من مسؤولية الناقــــــــــــل الـــجوي الدويل

ن مصـاحل الركـاب و مصـاحل الناقـل اجلـوي إضافة إىل أن رغبتها يف كل تلك التشـريعات اجلويـة هـو حماولـة منهـا حتقيـق املوازنـة بـني كـل مـ

حىت تضمن حسن سري مرفق النقل، لكن تلك املوازنة قلما حتققـت نظـرا هليمنـة شـركة الطـريان مـن فرضـها عقـود اإلذعـان علـى الراكـب

كانية وضع اتفاقـات و من حتديد مسؤولية الناقل اجلوي حبدود قصوى للتعويض ، و من جهة أخرى تقييد الناقل بشروط منها عدم إم

اإلعفـــاء مـــن املســـؤولية ، أو خفـــض مبـــالغ التعـــويض إىل حـــد أدىن عـــن احلـــد األقصـــى ، فكـــل ذلـــك جيعـــل املوازنـــة بـــني مصـــاحل الراكـــب

.و الناقل موازنة نسبية

ـــــــــا جديــــــــدا ملســــــــؤولية الناقــــــــل اجلــــــــوي للر ـــــــــويني ، نظامــ ـــــــــرض املشــــــــرعيني اجلـــ كــــــــاب ، ذا وحــــــــدة مطلقــــــــة و نأمــــــــل يف األخــــــــري أن يفـــــ

. لقواعده ، لضمان محاية أكرب للركاب ، خاصة و حنن اليوم يف عصر كثرت فيه اإلعتداءات اإلرهابية ، و عمليات اإلختطاف

) Varsovie ( الدولي فارسوفیا الجوي المتعلقة النقل القواعد بعض بتوحید الخاصة االتفاقیة

1929 أكتوبر 12المؤرخة في

لــــؤولیة الناقـــث المتعلق بمســل الثالـــــــــالفص

Article 17 :

Le transporteur est responsable du dommage survenu en cas de mort, de blessure ou de

toute autre lésion corporelle subie par un voyageur lorsque l'accident qui a causé le dommage

s'est produit à bord de l'aéronef ou au cours de toutes opérations d'embarquement et de

débarquement.

Article 18 :

1. Le transporteur est responsable du dommage survenu en cas de destruction, perte ou

avarie de bagages enregistrés ou de marchandises lorsque l'événement qui a causé le

dommage s'est produit pendant le transport aérien.

2. Le transport aérien, au sens de l'alinéa précédent, comprend la période pendant laquelle

les bagages ou marchandises se trouvent sous la garde du transporteur, que ce soit dans un

aérodrome ou à bord d'un aéronef ou dans un lieu quelconque en cas d'atterrissage en dehors

d'un aérodrome.

3. La période du transport aérien ne couvre aucun transport terrestre, maritime ou fluvial

effectué en dehors d'un aérodrome. Toutefois lorsqu'un tel transport est effectué dans

l'exécution du contrat de transport aérien en vue du chargement, de la livraison ou du

transbordement, tout dommage est présumé, sauf preuve contraire, résulter d'un événement

survenu pendant le transport aérien.

Article 19 :

Le transporteur est responsable du dommage résultant d'un retard dans le transport aérien de

voyageurs, bagages ou marchandises.

Article 20 :

1. Le transporteur n'est pas responsable s'il prouve que lui et ses préposés ont pris toutes

les mesures nécessaires pour éviter le dommage ou qu'il leur était impossible de les prendre.

2. Dans les transports de marchandises et de bagages, le transporteur n'est pas responsable,

s'il prouve que le dommage provient d'une faute de pilotage, de conduite de l'aéronef ou de

navigation, et que, à tous autres égards, lui et ses préposés ont pris toutes les mesures

nécessaires pour éviter le dommage.

. Article 21 : le cas où le transporteur fait la preuve que la faute de la personne lésée a causé le

dommage ou y a contribué, le tribunal pourra, conformément aux dispositions de sa propre loi,

écarter ou atténuer la responsabilité du transporteur.

ل الجوي الدولـــيالنق بعض قواعــــد االتفاقیــــة الخاصـــة بتوحیــــد

مونتریــال في 1999عـــام أیــــار 28في وقعت

Article 17 :

1. Le transporteur est responsable du préjudice survenu en cas de mort ou de lésion

corporelle subie par un passager, par cela seul que l’acciden qui a causé la mort ou la lésion

s’est produit à bord de l’aéronef ou au cours de toutes opérations d’embarquement ou de

débarquement.

2. Le transporteur est responsable du dommage survenu en cas de destruction, perte ou

avarie de bagages enregistrés, par cela seul que le fait qui a causé la destruction, la perte ou

l’avarie s’est produit à bord de l’aéronef ou au cours de toute période durant laquelle le

transporteur avait la garde des bagages enregistrés. Toutefois, le transporteur n’est pas

responsable si et dans la mesure où le dommage résulte de la nature ou du vice propre des

bagages. Dans le cas des bagages non enregistrés, notamment des effets personnels, le

transporteur est responsable si le dommage résulte de sa faute ou de celle de ses préposés ou

mandataires.

3. Si le transporteur admet la perte des bagages enregistrés ou si les bagages enregistrés ne

sont pas arrivés à destination dans les vingt et un jours qui suivent la date à laquelle ils auraient

dû arriver, le passager est autorisé à faire valoir contre le transporteur les droits qui découlent

du contrat de transport. 4. Sous réserve de dispositions contraires, dans la présente convention

le terme « bagages » désigne les bagages enregistrés aussi bien que les bagages non

enregistrés.

Article 18

1. Le transporteur est responsable du dommage survenu en cas de destruction, perte ou

avarie de la marchandise par cela seul que le fait qui a causé le dommage s’est produit pendant

le transport aérien.

2. Toutefois, le transporteur n’est pas responsable s’il établit, et dans la mesure où il établit,

que la destruction, la perte ou l’avarie de la marchandise résulte de l’un ou de plusieurs des

faits suivants : a) la nature ou le vice propre de la marchandise ; b) l’emballage défectueux de la

marchandise par une personne autre que le transporteur ou ses préposés ou mandataires ; c)

un fait de guerre ou un conflit armé ; d) un acte de l’autorité publique accompli en relation avec

l’entrée, la sortie ou le transit de la marchandise.

3. Le transport aérien, au sens du paragraphe 1 du présent article, comprend la période

pendant laquelle la marchandise se trouve sous la garde du transporteur. 4. La période du

transport aérien ne couvre aucun transport terrestre, maritime ou par voie d’eau intérieure

effectué en dehors d’un aéroport. Toutefois, lorsqu’un tel transport est effectué dans

l’exécution du contrat de transport aérien en vue du chargement, de la livraison ou du

transbordement, tout dommage est présumé, sauf preuve du contraire, résulter d’un fait

survenu pendant le transport aérien. Si, sans le consentement de l’expéditeur, le transporteur

remplace en totalité ou en partie le transport convenu dans l’entente conclue entre les parties

comme étant le transport par voie aérienne, par un autre mode de transport, ce transport par

un autre mode sera considéré comme faisant partie de la période du transport aérien.

Article 19 :

Le transporteur est responsable du dommage résultant d’un retard dans le transport aérien de

passagers, de bagages ou de marchandises. Cependant, le transporteur n’est pas responsable

du dommage causé par un retard s’il prouve que lui, ses préposés et mandataires ont pris

toutes les mesures qui pouvaient raisonnablement s’imposer pour éviter le dommage, ou qu’il

leur était impossible de les prendre.

Article 20 :

Dans le cas où il fait la preuve que la négligence ou un autre acte ou omission préjudiciable de

la personne qui demande réparation ou de la personne dont elle tient ses droits a causé le

dommage ou y a contribué, le transporteur est exonéré en tout ou en partie de sa esponsabilité

à l’égard de cette personne, dans la mesure où cette négligence ou cet autre acte ou omission

préjudiciable a causé le dommage ou y a contribué. Lorsqu’une demande en réparation est

introduite par une personne autre que le passager, en raison de la mort ou d’une lésion subie

par ce dernier, le transporteur est également exonéré en tout ou en partie de sa responsabilité

dans la mesure où il prouve que la négligence ou un autre acte ou omission préjudiciable de ce

passager a causé le

Article 21 :

Article 21 - Indemnisation en cas de mort ou de lésion subie par le passager 1. Pour les

dommages visés au paragraphe 1 de l’article 17 et ne dépassant pas 100 000 droits de tirage

spéciaux par passager, le transporteur ne peut exclure ou limiter sa responsabilité. 2. Le

transporteur n’est pas responsable des dommages visés au paragraphe 1 de l’article 17 dans la

mesure où ils dépassent 100 000 droits de tirage spéciaux par passager, s’il prouve : a) que le

dommage n’est pas dû à la négligence ou à un autre acte ou omission préjudiciable du

transporteur, de ses préposés ou de ses mandataires, ou b) que ces dommages résultent

uniquement de la négligence ou d’un autre acte ou omission préjudiciable d’un tiers.

Article 22 :

- Limites de responsabilité relatives aux retards, aux bagages et aux marchandises

1. En cas de dommage subi par des passagers résultant d’un retard, aux termes de l’article

19, la responsabilité du transporteur est limitée à la somme de 4 150 droits de tirage spéciaux

par passager.

2. Dans le transport de bagages, la responsabilité du transporteur en cas de destruction,

perte, avarie ou retard est limitée à la somme de 1 000 droits de tirage spéciaux par passager,

sauf déclaration spéciale d’intérêt à la livraison faite par le passager au moment de la remise

des bagages enregistrés au transporteur et moyennant le paiement éventuel d’une somme

supplémentaire. Dans ce cas, le transporteur sera tenu de payer jusqu’à concurrence de la

somme déclarée, à moins qu’il prouve qu’elle est supérieure à l’intérêt réel du passager à la

livraison.

3. Dans le transport de marchandises, la responsabilité du transporteur, en cas de

destruction, de perte, d’avarie ou de retard, est limitée à la somme de 17 droits de tirage

spéciaux par kilogramme, sauf déclaration spéciale d’intérêt à la livraison faite par l’expéditeur

au moment de la remise du colis au transporteur et moyennant le paiement d’une somme

supplémentaire éventuelle. Dans ce cas, le transporteur sera tenu de payer jusqu’à concurrence

de la somme déclarée, à moins qu’il prouve qu’elle est supérieure à l’intérêt réel de

l’expéditeur à la livraison.

4. En cas de destruction, de perte, d’avarie ou de retard d’une partie des marchandises, ou

de tout objet qui y est contenu, seul le poids total du ou des colis dont il s’agit est pris en

considération pour déterminer la limite de responsabilité du transporteur. Toutefois, lorsque la

destruction, la perte, l’avarie ou le retard d’une partie des marchandises, ou d’un objet qui y est

contenu, affecte la valeur d’autres colis couverts par la même lettre de transport aérien ou par

le même récépissé ou, en l’absence de ces documents, par les mêmes indications consignées

par les autres moyens visés à l’article 4, paragraphe 2, le poids total de ces colis doit être pris en

considération pour déterminer la limite de responsabilité.

5. Les dispositions des paragraphes 1 et 2 du présent article ne s’appliquent pas s’il est

prouvé que le dommage résulte d’un acte ou d’une omission du transporteur, de ses préposés

ou de ses mandataires, fait soit avec l’intention de provoquer un dommage, soit témérairement

et avec conscience qu’un dommage en résultera probablement, pour autant que, dans le cas

d’un acte ou d’une omission de préposés ou de mandataires, la preuve soit également apportée

que ceux-ci ont agi dans l’exercice de leurs fonctions.

6. Les limites fixées par l’article 21 et par le présent article n’ont pas pour effet d’enlever au

tribunal la faculté d’allouer en outre, conformément à sa loi, une somme correspondant à tout

ou partie des dépens et autres frais de procès exposés par le demandeur, intérêts compris. La

disposition précédente ne s’applique pas lorsque le montant de l’indemnité allouée, non

compris les dépens et autres frais de procès, ne dépasse pas la somme que le transporteur a

offerte par écrit au demandeur dans un délai de six mois à dater du fait qui a causé le dommage

ou avant l’introduction de l’instance si celle-ci est postérieure à ce délai.

رة تمنراستـــــحكم محكمة الجزائر الصادر في قضية تحطم طائ

دــــدي أمحمــــــعن محكمة سي 2006- 06- 06الصادر في

200-737ثانية ، وقع حادث الطائرة من نوع بوينغ 52دقيقة و 14على الساعة الثانية زواال و 06/03/2003بتاريخ

راكب 79التابعة للخطوط اجلوية اجلزائرية ، عند إقالعها بلحظات من مطار متنراست ، بإجتاه اجلزائر العاصمة أدى احلادث إىل وفاة

من أعضاء الطاقم ، أحيل ملف احلادث إىل جلنة التحريات لتحرير التقرير الرمسي ، للتحقيق بعدها أحيلت القضية إىل حمكمة 6و

، سيدي أحممد من قبل عائالت الضحايا ملطالبة اخلطوط اجلوية اجلزائرية جبرب الضرر الالحق �م ، فصدر حكم حمكمة اجلزائر

:قضى يف الدعــــــــــــوى مبا يلـــــــــــي 2006-06-06سيدي أحممد بتاريخ

كائــــــــــن باجلزائـــــــــر " اخلطوط اجلوية اجلزائرية"رئيسي للمدعى عليها ــــــ أن احملكمة املختصة هي حمكمة املكان بإعتبار أن املقـــــــر ال

06-98من قانون 155و ذلك طبقا ملا تنص عليه املادة

طب ـــــــ حيث قررت احملكمة عدم سريان حدود املسؤولية على املدعى عليها كون أن السلوك الذي إختذه الطيارين عند حدوث الع

06-98ـــــــم و التحضري الالسطحي للطريان ، أخطاء ترتتب عليها عدم سريان حدود املسؤولية احملددة يف قانون الطريان املـــــــــــــــــدين رقــ

" التــــعـــويض بقـــــــــــــدر الضـــــــــــرر"ــــــــدة العامــــــــــــــة فــــــــــــي التعـــــــويض ـــــ وفيمــــا خيــــــــــــــص تعـــــــــــــــــويض الضحايـــــــا فقــــــــد إعتمـــــــــــدت القاع

.كـــــون أن املسؤوليــــــة غيــــــــر حمــــــدودة للناقــــــــل اجلــــــوي

الراكب املـــــتوىف ـمة أن التعويض املستحق للمدعني ال يعترب تركـــــة لكونـــــه مل ينشـــــــأ عنـــــــد حــــــياة املرحـــــــوم و هـــــــو ـــــــ كما قضت احملكـــــ

ــــج لكل واحد منهـــــــــــم لى كل فرد من ذوي احلقوق حسب درجة القرابة و حسب الضرر الفعلي الذي نتــــــــعفتم توزيع مبلغ التعويض

دج ، و لألخـــــــــــــــوة 1.500.000دج ، و للبـــــنت 1.500.000دج ، و لألم مبـــــلغ 2.000.000فقضـــــــــــــــــت لألرملــــــــــة مبلغ

.دج1.000.00و األخوات مبلغ

: المراجع باللغة العربیة

1966أبـــو زيـــد رضوان ،قانون الطريان التجاري ،دار الفكر العريب ، مصر طبعة ــ ـــ

. 1966ثروت أنيس األسيوطي ، مسؤولية الناقل اجلوي يف القانون املقارن، دار النهضة العربية، طبعة ، ـــــ

للمسافرين ، دراسة يف القضاء األمريكي ، دار اجلامعة جالل وفاء حممدين ، تشديد مسؤولية الناقل اجلوي عن األضرار احلاصلةـــــ

. 1995اجلديد ، األسكندرية ، ط

1994، مصادر االلتزام ، ط 1ــــ خليل أمحد حسن قادة ، الوجيز يف شرح القانون املدين اجلزائر ، ج

. 1988، ط ــــــ سليمان مرقس، الوايف يف شرح القانون املدين ، ا�لد األول ، مصر اجلديدة

. 1997ـــــ طالب موسى حسن ، القانون اجلوي الدويل ، مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع عمان ـ األردن ، طبعة

مصادر اإللتزام ، دار النشر للجامعة / 1ــ عبد الرزاق أمحد السنهوري ، الوسيط يف شرح القانون املدين ، نظرية اإللتزام بوجه عام ، ج

. 1952طبعة /صرية ، امل

.عبد احلميد الشواريب، القانون التجاري، العقود التجارية، دار املعارف ، اإلسكندرية ، مصر ـــــ

. 1998، التأمينات الربية ، مطبعة حريد ،طبعة 1عبد الرزاق بن خروف ، التأمينات اخلاصة يف التشريع اجلزائري ، ج ـــــ

ي ، اإلسكندرية ،الطبعة األوىل ، دار الفكر اجلامع 1999ر مسؤولية الناقل اجلوي وفقا إلتفاقية مونرتيال ــــ عاطف حممد الفقي ، تطو

2007سنة

1ة، بريوت ، ط ـــــــــــورات احلليب احلقوقيــــوي ، منشــــــري و اجلــــــــحممد السيد الفقي ، القانون البح/ د فريد العريين،و دــــــــحمم/ـــــ د

2005سنة

2002ـــــ حممد فريد العريين ،القانون اجلوي ، النقل اجلوي الداخلي و الدويل ، دار املطبوعات اجلامعية ، مصر، ط ،

انون التجارة و ق 1999هشام فضلى ، مسؤولية الناقل اجلوي ، على الصعيدين الدويل و الداخلي ، دراسة يف اتفاقية مونرتيال ــ

.للنشر ، االسكندرية ،دار اجلامعة اجلديدة 2005، 1اجلديد ، ط

. 2002 هاين دويدار، قانونالطريان التجاري ، دار اجلامعة اجلديدة للنشر ، مصر ، طبعةــ

. 1994حيي أمحد البنا ، اإلرهاب الدويل و مسؤولية شركة الطريان ، دار املعارف اإلسكندرية ، طبعة ــ

1986يعقوب يوسف صرخو، العقود التجارية ، دار الكتب، الكويت ، ط ـــ ـ

: الرسائـــــلـ

1974التليل عبد الستار ،األسباب القانونية لدفع مسؤولية الناقل اجلوي ، رسالة ماجستري ، اجلزائر، –ــ

سؤولية ، كسؤولية الناقل اجلوي للركاب، ،سنة بشار يامسينة ،مذكرة خترج لنيل شهادة ماجستري يف احلقوق ، فرع العقود و امل –

. 2008،2009ص،

، و التشريعات املقارنة ، كلية 98/06طبيب عز الدين ، تأمني املسؤولية املدنية للناقل اجلوي ، دراسة يف التشريع اجلزائري ، رقم ـــــ

2003ر ، ــــــرسالة ماجستي احلقوق ، اجلزائر

:االت ــــــالمق

.بو زيد علي املتيت ، التكييف القانوين ملسؤولية الناقل على سبيل ا�املة ، جملة قضايا حكومية ، العدد الرابع ، السنة السادسة أــ

:اإلتفاقيات الدولية

141تضمنة ، امل 12/10/1929ــ اتفاقية فارسوفيا الدولية ، لتوحيد بعض قواعد النقل اجلوي الدويل ، املوقعة يف فارسوفيا بتاريخ

مارس 02املؤرخ يف 74-64و املصادق عليها من قبل اجلزائر مبوجب املرسوم رقم 13/02/1933مادة دخلت حيز التطبيق يف

1964 .

املعدل لبعض مواد اتفاقية فارسوقيـــا اخلاصة بتوحيد بعض قواعد النقل اجلوي الدويل ، املوقع بتاريخ "Lahay"ــ بروتوكول الهاي ـــ

املصادق عليها من قبل اجلزائر مبوجب املرسوم رقم 10/08/1963، يف الهاي ، دخلت حيز النفاذ بتاريخ 28/09/1955

1964مارس 02املؤرخ يف 64-74

وقعة اتفاقية جواداالخار املكملة التفاقية فارسوفيا ، و املتعلقة بالنقل اجلوي الدويل الذي يقوم به شخص غري الناقل املتعاقد و امل ـــــــ

املــؤرخ 267- 65املصادق عليها من قبل اجلزائر مبوجب األمر 01/05/1964، دخلت حيز النفاذ يف 18/09/1961بتاريخ

1965أكتوبر 25يف

. 04/05/1966اتفاق مونرتيال املعدل ألحكام اتفاقية فارسوفيا املوقع يف ــــــ

. 08/03/1971ل من أحكام اتفاقية فارسوفيا و بروتوكول الهاي املوقع يف بروتوكول جواتيماالسييت سييت ، املعدل لك ــــــ

، دخلت حيز النفاذ 28/05/1999اتفاقية مونرتيال لتوحيد بعض قواعد النقل اجلوي الدويل املوقعة مبدينة مونرتيال ، بتاريخ

. 04/01/2003دولة يف 30بعد املصادقة عليها من قبل

ت الداخلية التشريعا

، و احملدد للقواعد العامة املتعلقة بالطريان املدين 1998جوان 27الصادر بتاريخ 98/06ــ قانون الطريان املدين اجلزاءري ، رقم

. 13، اجلريدة الرمسية ، ع 1998ة للطباعة و اإلعالم و النشر و التوزيع اجلزائر ، امللكي

، الديوان الوطين للمطبوعات 1975سبتمرب 26املؤرخ يف 58-75، الصادر مبوجب األمر ــ قانون التأمينات املدين اجلزائري

. 1999اجلامعية ،

، ديوان املطبوعات اجلامعية 1966جوان 8، املؤرخ يف 154-66ــ قانون االجراءات املدنية اجلزائري ، الصادر مبوجب األمر رقم

. 2008فيفري 25يف املؤرخ 09-08، املعدل مبوجب القانون 1996

. 13، اجلريدة الرمسية ، ع 1981أفريل 9الصادر بتاريخ 81-28ــ قانون املدين الطريان املصري ، رقم

المراجع باللغة الفرنسیة

Les ouvrages

– Daniel Lureau –La responsabilité du transport aérien – lois national et convention de Varsovie –E

Juglart Michelle – Traite alimentaire de droit aérien français ,1989 ـــــــ

– Jean pierr Tosi –La resposabilité du transporteur aérien-librairie technique,LITEC 1978 .

- Phillipe Malaurie – Les obligations –Paris 1998

Théses

–SISSILI Jacque – La notoin de faute dans la convention de Varsovie – Thése de doctorat Lausanne

France 1961

Articles

- Abdelaziz boudjellel-La responsabilité du transporteur aérien -1et forum des transports –revue le

phare MARS 2001

– Jean pierr Tosi –La resposabilité du transporteur aérien-JCCIV ART 1382 a 1386-Fasc460-

1,d 1995

– Jean pierr Tosi –La resposabilité du transporteur aérien-JCCIV ART 1382 a 1386-Fasc460-2, 1995

رســــــــــــــــفهال

05.....................................................................................................الفصل األول

06................................................................تكييف املسؤولية املدنية للناقل اجلوي: ملبحث األول ا

06....................................................................حتديد طبيعة مسؤولية الناقل اجلوي: املطلب األول

06.................................................................املسؤولية العقدية للناقل اجلوي للركاب: الفرع األول

14...............................................................املسؤولية التقصريية للناقل اجلوي للركاب: الفــــــرع الثاين

16....................................................................أســــاس مسؤوليــــــة الناقـــــل اجلــــــوي: طلب الثاين امل

16.............1955ايو بوتوكــــــول الهـــــ 1929أساس مسؤولية الناقل اجلوي للركاب يف إتفاقية فارسوفيــــا : الفرع األول

18.......:.األساس اجلديد ملسؤولية الناقل اجلوي للركاب يف كل من اتفاق مونرتيال و بروتوكول جواتيماال سييت : فرع الثاين ال

ــركـــــاب: املبحث الثانــــــي 23...........................................................قيـــــــام مســــــؤولية الناقــــــل اجلـــوي للـ

23....................................................شـــــروط إنعقــــــاد مسؤوليـــــة الناقــــــل اجلـــوي للركــــاب: املطلب األول

24....................................................................................وقــــــوع احلادث: الفـــرع األول

27................................................................................وقـــــوع ضــــرر بالراكب:الفرع الثاين

.30....................................................................................العالقة السببية: الفرع الثالث

31..............................................................إستبعاد مسؤولية الناقل اجلوي للركاب: ب الثاين املطل

31...........................................................اتفاقات اإلعفاء أو التخفيف من املسؤولية: الفرع األول

.32...............................................................الناقل اجلوي للركاب طرق دفع مسؤولية: الفرع الثاين

36......................................................األحكام اإلجرائية ملسؤولية الناقل اجلوي للركاب: الفصل الثاين

37........................................................الناقـــــل اجلـــــوينظـــــام التعويض فـــي مسؤوليــــة : املبحث األول

37................................................................................أحكــــام التــعويـــــــض: املطلب األول

37........................................................................املسؤولية احملدودة للناقل اجلوي: الفرع األول

40...................................................................املسؤولية الغري حمدودة للناقل اجلوي: الفرع الثاين

40........................................................................تأمني مسؤولية الناقل اجلوي: املطلب الثاين

42.......................................................................................نظام التأمني: الفرع األول

44.............................................................أثـــــر التأميــــن مـــن املسؤوليــــة: الفرع الثاين

46.................................................................دعوى املسؤولية: ملبحث الثاين ا

46....................................................................أحكام رفع دعوى املسؤولية: املطلب األول

46..............................................................................أطـــــراف الدعـــــوى: الفـــــرع األول

49...............................................................................:احملكمة املختصة : الفرع الثاين

50.................................................................ء دعـــــــوى املســــــــــــؤوليةإنقضــــــــــا: املطلب الثــــــــاين

50................................................. .الدفــــع بسقــــــوط دعــــــــوى املسؤوليــــــــــة وتقادمهــــــا: الفـــــــرع األول

51...................................................................الدفــــع بعـــــدم قبـــــول الدعـــــوى: الثـــــاين الفـــرع

57.56.55............................................................................................ اخلامتة

:ص ــــــــــلملخــا

األشخاص و البضائع ، يف عصرنا احلاضر من خالل التطرق ملدى أمهية النقل اجلوي و الذي يعترب ، الوسيلة املثلى لنقل وعلقد متت معاجلة هذا املوض

ـــورة ، غري أن هــــــذه الصفة اليت تـــــ ـالزم النقــــــــــــل اجلوي قد أدت إىل زيــــادة إحتماالت األخطار فالطائــــرة اليوم هي الوسيلة األسرع اليت تطوي بقاع املعمـ

ورغم هذه االمتيازات فإن هذه الوسيلة حمفوفة باملخاطر مما دفع با�تمع الدويل إىل التدخل من أجل تكوين ،اليت يتعرض هلا مـــرفق النقـــــــــل اجلـــوي

إىل سن تشريعات وطنية وهلذا جلأت الدول. ل الطائرة، وذلك بوضع قواعد آمرة تكفل سالمة هذه املركبة مبا فيهاقواعد خاصة تنظم حركة واستعما

رارــــــوعقد مؤمترات دولية لوضع اتفاقيات دولية �دف إىل تنظيم املالحة اجلوية واستغالل ا�ال اجلوي بشكل واسع لضمان االستق

. معاون بني األمــم والتـالسل و

:الكلمات المفتاحية

مسؤولية ، الناقل ، الراكب ، النقل اجلوي ، اتفاقيات الدولية ، التشريع الداخلي

:Résumé

Nous devons aborder cette question par le biais de l'importance du transport aérien adressée et

que, la meilleure façon est pour le transport de personnes et de marchandises, à l'époque actuelle

Vtairh aujourd'hui les moyens les plus rapides qui se plie parties du globe, mais ce trait inhérent

au transport aérien a conduit à une plus grande probabilité de dangers subi par l'installation de

transport aérien, bien que ces privilèges, cela signifie risqué, ce qui incite la communauté

internationale à intervenir pour créer des règles spéciales régissant le mouvement et l'utilisation

de l'avion, et en plaçant des règles impératives assurer la sécurité du véhicule, y compris. Voilà

pourquoi les pays ont eu recours à adopter une législation nationale et des conférences

internationales sur le développement des accords internationaux visant à réglementer la

navigation aérienne et de l'exploitation de l'espace aérien largement pour assurer la stabilité, la

paix et la coopération entre les nations.

:Mots clés

La responsabilité, le transporteur, le passager, le transport aérien, les accords internationaux, la

législation nationale

Summary: We have to address this issue through to the importance of air transport addressed and that, the best way is for the transport of persons and goods, in the present era Vtairh today is the fastest means by which folds parts of the globe, but this trait inherent in air transport has led to a greater likelihood of dangers suffered by the air transport facility, although these privileges, this means risky, prompting the international community to intervene in order to create special rules governing the movement and use of the plane, and by placing a peremptory rules ensure the safety of the vehicle including.That is why countries have resorted to enact national legislation and international conferences on the development of international agreements aimed at regulating air navigation and exploitation of airspace widely to ensure stability, peace and cooperation among nations. key words : Responsibility, the carrier, the passenger, air transport, international agreements, domestic legislation

.

الفھرس

66