استراتيجي كخيار الشراكة

بني العالقة لبناء

األوقاف واألهلي العمل مؤسسات

دكتورال إعداد

مال منصوريك

التسيري التجارية و علومالكلية العلوم االقتصادية و

جامعة حممد خيضر

اجلزائر – بسكرة

١

هذا البحث طرح الشراآة آخيار استراتيجي يمكن تبنيه ألجل بناء عالقة يتناول

وطبيعتها، بين مؤسسات العمل األهلي واألوقاف، وذلك من خالل تحديد هوية األوقاف

ثم تتبع تطور عالقة المؤسسات األهلية بقطاع األوقاف وآذلك فحص عالقة الدولة

ثم النظر في ،بمؤسسات القطاع األهلي، على اعتبار أن األوقاف تقع تحت وصاية الدولة

مبررات موضوعية تتعلق بهوية تبني هذا خيار الشراآة، من خالل االستناد إلى إمكانية

ها في المجتمع وأهدافها اإلستراتيجية وما يطرحه المحيط الخارجي من المؤسسة ورسالت

ط الضعف التي تتوفر لدى آل من مؤسسات فرص وتهديدات، إضافة إلى نقاط القوة ونقا

األوقاف ومؤسسات العمل األهلي، ليصل البحث في النهاية إلى طرح نموذج يمكن

.بناء شراآة وقفية أهلية فعالةعند االسترشاد به

٢

:مقدمةيعتبر العمل الخيري والتطوعي مجاال مشترآا تتضافر فيه جهود وإسهامات

قطاعات المجتمع، إما بشكل مبار أو بشكل غير مباشر، فإضافة إلى مؤسسات العمل

في تولي مسؤولية النشاط الخيري والتطوعي الخيري والتطوعي آطرف أساسي وفاعل

قطاع الحكومي والقطاع الخاص في دعم وترقية العمل الخيري يساهم آل من ال

.والتطوعي في المجتمع لتفعيل دوره في التنمية الشاملة

إن زيادة فرص نجاح العمل الخيري والتطوعي وتحسين مستوى األداء التنموي

لمؤسسات القطاع األهلي يعتمد بشكل أساسي آما دلت الدراسات في هذا المجال على

قات تقوم على أساس مبدأ الشراآة واالعتماد المتبادل وتبادل المنافع بين بناء عال

القطاع الحكومي -مؤسسات العمل الخيري والتطوعي والقطاعات الفاعلة األخرى

من جهة، ومن جهة ثانية تبني مبدأ الشراآة لبناء العالقات بين -والقطاع الخاص

المبدأ آمنهجية عمل وتوجه استراتيجي، مكونات ومؤسسات القطاع األهلي، واعتماد هذا

على اعتبار أن ذلك سوف يساعد على فتح قنوات االتصال بين أقطاب القطاع الفاعلة

من أجل تبادل الخبرات وتدفق المعلومات وتسويق العالقات، وإتاحة فرص أآبر للتعاون

.والتميز والنجاح

:إشكالية البحثأحد مكونات القطاع األهلي وأحد مظاهر باعتبار أن الوقف ومؤسساته يشكل

، قرون طويلة التطوع وأآثر أساليب الممارسة االجتماعية للعمل الخيري األهلي عبر

وبالنظر إلى أن طبيعة ونوعية العالقة بين مؤسسات الوقف و مؤسسات العمل الخيري

األهلي تعتبر مؤشرا لقوة وضعف النشاط الخيري والتطوعي في المجتمع ، فإن

:هوهنا اإلشكال الذي يطرح

هل يمكن أن تكون الشراآة بين مؤسسات العمل الخيري والتطوعي ومؤسسات

الوقف إستراتيجية متاحة وممكنة لتعظيم المردود االقتصادي واإلسهام االجتماعي للقطاع

وماهو نموذج الشراآة الفعال والذي يمكنه طرحه لتحقيق أهداف األهلي في التنمية ؟

.ل بين مؤسسة الوقف ومؤسسات العمل األهليالتواص

٣

: فرضية البحث

يقوم البحث على فرضية جوهرية مفادها أن الشراآة بين مؤسسات األوقاف

ومؤسسات العمل الخيري والتطوعي تمثل أحد الخيارات اإلستراتيجية والمقاربات

األهلي في التنمية المهمة لدعم وتفعيل اإلسهام االقتصادي واالجتماعي للقطاع الخيري

.المستدامة

: منهجية البحث

الموضوع وحل اإلشكال المطروح يقتضي االستعانة بالعناصر جوانب تحليل ل

:المنهجية التالية

.الخيري التنمويوالنشاط المجتمعية والهوية المدني المضمون :مؤسسات األوقاف: أوال

.في البلدان العربية ري والتطوعيتطور عالقة األوقاف بمؤسسات العمل الخي: ثانيا

خيار : الشراآة بين مؤسسات األوقاف ومؤسسات العمل الخيري األهليبناء : ثالثا

.استراتيجي

.الخصائص نموذج الشراآة الوقفية األهلية الفعالة: رابعا

٤

الخيري والنشاط المجتمعية والهوية المدني المضمون :األوقافمؤسسات : أوال التنموي

د هوية المؤسسة انطالقا من مجال نشاطها وترآيزها وطبيعة النشاط التي تتحد

، ولتحديد هوية المؤسسة الوقفية البد تحليل مضمون النشاط الوقفي وتحديد تمارسه

.ومجاله الحيوي، ثم تحديد طبيعة النشاط الوقفي

المضمون المدني للوقف -١إن شئت حبست أصلها (يستفاد من النص الشريف للحديث النبوي الشرف

من أن الوقف يستند في تأسيسه إلي اإلرادة الحرة للواقف، وهذا ما يتيح ١)وتصدقت بها

للواقف حرية اإلنفاق في آل ما فيه قربة للواقف وأجر لفاعله، يستوي في ذلك الوقف

على النفس أو الذرية أو الصالح العام أو حتى الوقف لرعاية الحيوان، وبالقياس يستدل

على صحة الوقف في جميع األعمال التي ثبت فيها األجر لفاعلها، وعليه فإن عملية

االجتهادية في احتواء تالوقف سوف تتسع لتطورات الحياة الراهنة، وتتسق مع اإلمكانيا

٢القضايا المستجدة واألعمال التي تنطلق من دوافع البر واإلحسان وآل أعمال الخير،

عبارة عن ترجمة لمفهوم السياسة المدنية بمضمونها الذي وبذلك يصبح العمل الوقفي

يعني التدبر في شؤون المعاش على قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد وتحقيق قيم

، وبهذا المعنى تكتسب المؤسسة الوقفية التي تنتظم وتمارس العمل ٣التضامن االجتماعي

هلية تلقائية ودون ارتباط الوقفي صفة المؤسسة المدنية، تقوم على أساس مبادرات أ

.٤ بالجهاز اإلداري للحكومة

.في صحيحه يالبخارحديث صحيح رواه ١حالة (ياسر عبد الكريم الحوراني، الوقف و العمل األهلي في المجتمع اإلسالمي المعاصر ٢

..٤٣٤٣، ص، ص.٢٠٠١، األمانة العامة لألوقاف الكويت، )األردن .٥٣ص ،١٩٩٨دار الشروق، القاهرة، صر، إبراهيم البيومي غانم، األوقاف والسياسة في م ٣٣، أطروحة - دراسة حالة الجزائر –آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف ٤٤

آلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية والتسيير، جامعة الجزائر، ،)غير منشورة( دآتوراه .١٤٨، ص ٢٠٠٩

٥

هوية المجتمعيةمؤسسة الوقفية والال -٢إن فكرة األوقاف تقوم على إيجاد بنية تحتية مؤسسية ألعمال البر االجتماعية

وال هي تقوم على مبدأ ، ال تنخرط تحت الدولة آجزء من اإلدارة العامة، واالقتصادية

تؤآد الممارسة االجتماعية ، ة اللذين يحكمان أسواق المعامالت بين األفرادالربح والمنافس

لنظام الوقف وآذا األحكام والقواعد الفقهية التي ضبطت شؤون الوقف تأسيسا وإدارة

، وانتفاعا أن نشوء األوقاف اإلسالمية آان إيذانا بقيام قطاع ثالث اقتصادي اجتماعي

قتصادية واالجتماعية ذات الطابع الخيري عن نطاق يخرج بحيز آبير من الفعاليات اال

١.السلطة الحكومية من جهة آما يخرج بها عن نطاق الحوافز والدوافع الربحية لألفراد

جهود التنميةفي األهلي إلسهام ل مؤسسي الوقف آإطار -٣على تقسيم وناالقتصادي بالنظر إلى التصنيف االقتصادي الحديث، حيث دأب

القطاع العام بشقيه الربحي تتمثل في ات الحديثة إلى ثالثة قطاعات رئيسية ياالقتصاد

القطاع الثالث وهو ، وأخيرا القطاع الخاص وهو قطاع ربحي باألساس، ثم وغير الربحي

القطاع الخيري الذي يختلف عن القطاعين السابقين ألنه ال يهدف نظريا إلى تحقيق

اإلحسان من و البر ع من قبل المتبرعين وذويآما أنه يقوم على سبيل التطو ،الربح

، فإن الوقف يدخل ال محالة ضمن القطاع الثالث، ألنه في أصله عمل أفراد المجتمع

خيري يقوم على التطوع في صورة صدقة جارية يسعى صاحبها إلى حبس األصل

٢ .وتسبيل الثمرة، ال رغبة في تحصيل الربح بل رغبة في تحصيل الثواب واألجر

د شكل الوقف الوعاء التنظيمي األآثر استخداما في التنمية الشاملة وحشد لق

آما أن استعراض ، الطاقات األهلية لدعم الجهود التنموية على مستوى المجتمع المحلي

إسهامات الوقف التاريخية في مجاالت التنمية تظهر دوره آأهم إطار مؤسسي في تعبئة

راته الرامية إلى تلبية االحتياجات التنموية في جهود المجتمع األهلي واستيعاب مباد

ف في بلدان الهالل الخصيب، ندوة الوقف والمجتمع المدني منذر القحف، التكوين االقتصادي للوق ١في الوطن العربي، تحرير إبراهيم البيومي غانم، مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة العامة

.٤٢٩، ص٢٠٠٣لألوقاف، بيروت، التجربة -.في العمل الخيري" Trust"آمال منصوري، التطبيقات الحديثة لصيغة الترست ٢

قراءة للواقع :ترشيد العمل الخيري في الجزائر: ، أبحاث لملتقى الدولي األول حول-يكية نموذجااألمر .١٨، ص٢٠٠٨ماي ١٤/١٥ما بين -تيارت -واستشراف للمستقبل، جامعة ابن خلدون

٦

التعليم والصحة والثقافة والتكافل االجتماعي والبنية التحتية، حيث آانت مؤسسات الوقف

يا في منظومة أعمال التكافل والتضامن االجتماعي وأهم دعائم أساسعبر التاريخ رآنا

١.العمل الخيري والتطوعي وبذل الخدمات للمجتمع

ة الحديثة للعمل الخيري والتطوعيوقف والصيغ المؤسسيال -٤في الدول المتقدمة اليوم تكشف ةإن معاينة صيغ العمل الخيري والتطوعي المنتشر

لنا مدى اقترابها من فكرة الوقف اإلسالمي إن لم تطابقها، ففكرة الترست أو عقد األمانة

نسب الذي تندرج تحته سائر األشكال في النظام الخيري األمريكي تعتبر اإلطار العام األ

، حيث فكرة الترست ٢الوقفية الغربية، وهو المصطلح األقرب لمفهوم الوقف والحبس

تدور حول تخصيص أموال يتحول بعضها إلى أصول غير منقولة تدر عائدا وبعضها

غير هادفة -نقود معدة لالستثمار مع تحديد مستفيد معين أو جهات ذات أغراض معنوية

، وتحت هذا المعنى تنتظم مجموعة واسعة ٣للصرف عليها من عائدات الترست -لربحل

من األشكال والصور التنظيمية للعمل الخيري آاألمانات الخيرية والمؤسسات الخيرية

والجمعيات، والتي تشكل في مجموعها اإلطار التنظيمي للقطاع الثالث في الغرب، ومما

الوقف جزءا من مكونات القطاع األهلي أو القطاع يدل على إمكانية اعتبار مؤسسة

٤:الثالث االعتبارات التالية

آان اإلشراف على الوقف في ، قبل التدخل الحكومي المباشر في إدارة األوقاف -أ

استثماره أو صرف ريعه في أيدي نظار الوقف من نخبة المجتمع آالقضاة والعلماء

حيث آانت مؤسسات الوقف ومرافقه تدار من ، وأوفر الناس حظا من الكفاءة واألمانة

قبل جهات أهلية تمثل مختلف فئات المجتمع المحلي فقد آان منصب النظارة من نصيب

أفاضل الناس ونخبة المجتمع المحلي آالقضاة والعلماء والوزراء والزهاد، فقد تولى آل

إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، األمانة العامة لألوقاف،فؤاد عبد اهللا العمر، ١

.٨١، ص٢٠٠٠الكويت، ، )دراسة حالة( أسامة عمر األشقر، تطوير المؤسسة الوقفية في ضوء التجربة الخيرية الغربية، ٢

.١٠، ص٢٠٠٧األمانة العامة لألوقاف، الكويت، الترست، مجلة حولية عبد الستار أبوغدة، صيغة االرصاد وتطبيقاتها المعاصرة في ضوء صور ٣

.٢٣، مجموعة دلة البرآة ، جدة ، ص٢٠٠١نوفمبر البرآة،العدد الثالث، .٨٩فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، المرجع سابق، ص ٤

٧

" ابن خلدون"منصب إدارة الوقف، وتولى أيضا " ابن رجب"والحافظ " المقريزي"من

١".خانقاه بيبرس"إدارة وقف

يشترك الوقف ومؤسسات القطاع الثالث أو الخيري في آونه ممارسة دافعها -ب

الرغبة في حصول األجر والثواب من خالل عمل الخير وتقديم المساعدة لآلخرين،

نيل فالواقفون وهم يؤسسون أوقافهم آان دافعهم اإلحسان و، والشعور بالمسؤولية نحوهم

ات ن بدايأأدبيات العمل الخيري في الغرب إلى آذلك تشير ثواب المتصل، األجر وال

٢ .رجع أساسا إلى عوامل دينية و ثقافيةيوتقديم المساعدة االجتماعية العمل الخيري

تقوم مؤسسات القطاع الثالث التطوعي على فكرة التطوع والتي تشير إلى -ج

مع ... عن طريق بذل الوقت والجهد من أجل مصلحة المجتمعااللتزام بتقديم المساعدة (

٣ .)األخذ بعين االعتبار أن هذه المساعدة ال تتطلب ربحا ماليا مقابل التطوع

حر من قبل األفراد والمجموعات والمنظمات بتنفيذ التزامآما يعبر التطوع عن

فكرة الصدقة حيث تمثل ،، فالوقف من أبرز صيغ العمل التطوعي٤أنشطة مختلفة

، فالواقف يتصدق بماله على وجه التطوع رغبة في جريان ٥الجارية جوهر الوقف

فوفقا لما ، الصدقة والثواب ففكرة الوقف بهذا المعنى تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي

نصت عليه النصوص التشريعية واجتهادات الفقهاء جاءت الدعوة للوقف على سبيل

وليس ، طوع والبذل والتقرب، وإلى فضائل األعمال واألخالقالترغيب والندب إلى الت

.على سبيل الجبر واإللزام

، الجزء األول، )النسخة اإللكترونية(محمد بن عبد العزيز بنعبدله، الوقف في الفكر اإلسالمي، ١

.٢٦٨ص ،١٩٩٦فضالة، الرباط، مطبعةنعمت عبد اللطيف مشهور، دراسة المؤسسات الوقفية األجنبية وإمكانيات اإلفادة من تجاربها، ٢

.١٤١، مكة المكرمة، ، ص٢٠٠٧ديسمبر : أبحاث المؤتمر الثاني لألوقاف، جامعة أم القرى، بتاريخالتطوعي في المملكة اإلستراتيجية العامة للعمل : وزارة الداخلية في المملكة المتحدة ، فريق التميز٣٣

.٩، ص٢٠٠٣المتحدة، ترجمة األمانة العامة لألوقاف،الكويت ،٤٤JJeeffffrreeyy LL..BBrruuddnneeyy,, VVoolluunnttaarriissmm..iinn TThhee NNaattuurree ooff NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr.. eeddiitteedd bbyy

JJ..SStteevveenn OOtttt UUnniivveerrssiittyy ooff uuttaahh..22000011 pp5577. ولى، وزارة األوقاف والشؤون الطبعة األ، ٤٤مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية ، الجزء ٥٥

. ١١٠ص ،٢٠٠٦الكويت، ،اإلسالمية الكويتية

٨

تشابه الصيغ الحديثة للعمل التطوعي والتي تنتمي إلى القطاع الثالث المستقل -د

إلى حد بعيد مع الوقف في آونه قائما على أساس مبادرات مجتمعة ومحلية والتمتع

الذي يخرجه من دائرة التأثير الحكومي، فالقطاع الثالث يقع باالستقالل المالي واإلداري

، فالوقف سواء آان ١بين السوق وقطاع األعمال والقطاع العام وخارج القطاع العائلي

آما ال يمكن للدولة أن تتدخل في ، ذريا أو خيريا عاما يكون تحت سلطة الناظر الوقفي

.لفقه الوقفي إدارته إال من خالل توفر قرائن معينة حددها ا

يمكن اعتبار الوقف جزءا من القطاع الثالث الموصوف بقطاع االقتصاد -هـ

االجتماعي وذلك نظرا لتعدد األنشطة واألعمال والمشروعات ذات الطابع االجتماعي

الحقوق المدنية، حماية البيئة، األمن في أماآن العمل، رعاية الطفولة وغيرها من (

التي تنجز من خالل هذا القطاع، والتي يمكن أن تتم من خالل ٢ )األنشطة االجتماعية

مؤسسات الوقف والتي تشمل مجاالت التعليم والرعاية الصحية ونشر الثقافة وغيرها من

فقد مول الوقف ولقرون متالحقة أنشطة اجتماعية في مجاالت ٣ ،األنشطة االجتماعية

ة األمومة والطفولة، رعاية المرضى رعاي( مهمة آالصحة والتعليم والرعاية االجتماعية

حتى عدت األنشطة والخدمات االجتماعية المجال ...) والمقعدين، رعاية المساجين

. الحيوي لعمل المؤسسة الوقفية

ذات هوية مجتمعية السابق أن المؤسسة الوقفية هي مؤسسة مدنية ليشير التحلي

نتمي لقطاع العمل الخيري توهي إطار مؤسسي لإلسهام األهلي في جهود التنمية،

لح العام، اا باألساس، هدفه خدمة المجتمع والصيوالتطوعي تمارس نشاطا خيريا وتطوع

.باتجاه تحقيق التنمية الشاملة

1 LLaasstteerr MM..SSaallaammoonn,,WWhhaatt iiss tthhee NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr aanndd wwhhyy ddoo wwee hhaavvee iitt??.. iinn TThhee NNaattuurree ooff NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr.. eeddiitteedd bbyy JJ..SStteevveenn OOtttt UUnniivveerrssiittyy ooff uuttaahh..22000011 pp116655.. 22 JJeeffffrreeyy LL..BBrruuddnneeyy,, VVoolluunnttaarriissmm.. iinn TThhee NNaattuurree ooff NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr.. eeddiitteedd bbyy JJ..SStteevveenn OOtttt UUnniivveerrssiittyy ooff uuttaahh..22000011..yyoorrkk..22000022,,pp5588.. 33 KKAANNDDIILL AAmmaannii ,, CCiivviill SSoocciieettyy iinn tthhee AArraabb wwoorrlldd,, AArraabb NNeettwwoorrkk FFoorr NNGGEEOO,,CCaaiirroo..22000044 pp2288..

٩

في البلدان العربية تطور عالقة األوقاف بمؤسسات العمل الخيري والتطوعي: ثانيابلدان العربية إلى بدايات القرن تعود عالقة األوقاف بمؤسسات العمل الخيري في ال

التاسع عشر حيث بدأ اتصال الوقف بالجمعيات األهلية منذ نشأتها في هذا الفترة من

في تطورها عبر الزمن مراحل مختلفة من القوة التاريخ، وقد عرفت هذه العالقة

األداء التنموي للقطاع هذه العالقة ، تحدد من خاللواالنقطاع لوالضعف واالتصا

.وإسهامه في التنميةهلي األ

عمل الخيريللاألوقاف التاريخية آإطار متفرد -١القرن تىفي البلدان العربية وحقبل ظهور الجمعيات األهلية والمؤسسات الخيرية

المتفرد مؤسسي الطار اإلوالصيغة التنظيمية الوحيدة شكل الوقف الخيري ،التاسع عشر

عبر عدة قرون من الممارسة االجتماعية، حيث آان و ذلك للنشاط الخيري في المجتمع،

شبكة واسعة من المشاريع الخيرية ومرافق النفع ظهورإسهام آبير في لنظام لوقف

العام، وتمويل الكثير من األنشطة الخيرية واألعمال التطوعية، ودعم التكافل والتضامن

من خالل تكفل المجتمع الوقفي مفهوم السياسة المدنية، طاالجتماعي، حيث جسد النشا

لعبادة والتعليم والثقافة آابتدبير وإدارة شؤون الحياة المدنية والتي شملت مجاالت عديدة

آانت األوقاف تتجاوز هذه المجاالت لتمتد إلى بل١،والصحة والبنية التحتية والفنون

دين والمسنين تفاصيل ودقائق الحياة االجتماعية آالعناية بالفئات الخاصة آاأليتام والمقع

والسجناء واألسرى والمدانين والموهوبين، والقاصرين آالمعاقين والمتسولين

٢.والمشردين

الجمع بين تقاليد األصالة ومميزات : توظيف فكرة الوقف في العمل الخيري -٢ المعاصرة

إلى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي يشير تاريخ العمل األهلي

حيث تقوم الجمعية توقفيااذج تاريخية ومعاصرة لجمعيات خيرية أسست لها وجود نم

عمارات، أطيان زراعية (الخيرية ومن خالل رئيس مجلس إدارتها، بتولي إدارة الوقف

..٢٧٢٧إبراهيم البيومي غانم، الوقف والسياسة في مصر، مرجع سابق،ص ١١، نوفمبر ١٣داد العيدوني، حماية القصر في نظم الوقف بالمغرب واألندلس، مجلة أوقاف، العدد و ٢٢

.٣٦، ، األمانة العامة لألوقاف، الكويت، ص٢٠٠٧

١٠

طبقا لما تنص عليه حجة الوقف وله اتخاذ آل ما يراه مناسبا والزما ) وشهادات استثمار

وقد عملت هذه الجمعيات على ١ .إدارة الجمعيةلحسن التنفيذ بعد أخذ موافقة مجلس

استجالب التمويل الالزم ألنشطتها من خالل قدرتها على تسويق الصيغة الوقفية على

٢ .أغراضها بين منتسبيها والجمهور والشرآات والممولين بشكل عام

لقد مثلت الجمعيات األهلية أو المؤسسات الخاصة نمطا مؤسسيا بين اإلدارة

ة الذرية واإلدارة الحكومية لألوقاف، وعلى نحو أدى إلى إيجاد نمط مؤسسي الوقفي

يجمع بين األصول الموروثة ممثلة في الوقف واإلنجازات الحديثة في مجال العمل

ظهرت أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، فقد٣الخيري المؤسسي

مجالس إدارة خاصة ينص الواقف أوقاف تدار بواسطة مجالس إدارات، أو عن طريق

على تشكيلها وال تختلف عن مجلس إدارة الشرآة أو الجمعية إال اختالفا محدودا، أو

تشكيل لجان تشمل أهل الحل والعقد وذلك إلدارة المرافق الوقفية واإلشراف على إدارة

وعلى. أوقافها، بحيث تشمل هذه اللجان عددا من الكوادر المتخصصة في المجتمع

مستوى اإلدارة تكون ما تقرره اللجنة باتحاد اآلراء أو بأغلبية األصوات وأن من يكون

ناظر على هذه األوقاف، ولو آان أحد الواقفين يكون تحت مراقبة لجنة اإلدارة في آافة

األعمال المتعلقة بإدارة شؤون المرفق الوقفي وما أرصد له من أوقاف، وأنه ال تسلط

.٤ال ألي وصاية على أخرى على المرفق الوقفي و أوقافهلديوان األوقاف و

م حيث شهدت تأسيس ثالث جمعيات أهلية ١٨٩٢وقد آانت البداية في مصر سنة

جمعية "و " جمعية العروة الوثقى"و " الجمعية الخيرية اإلسالمية"خيرية آبرى هي

الوطن العربي، ،ثم بدأ التوجه نحو تأسيس مثل هذه الجمعيات في "المساعي المشكورة

محمد شوقي الفنجري، تجربة الوقف الخيري، أبحاث ندوة عرض التجارب الوقفية في الدول ١١ .٢صالح آامل، جامعة األزهر ، القاهرة، ص، مرآز ٢٠٠٢ديسمبر ١٨-١٥اإلسالمية، في الفترة

بدر ناصر المطيري، مستقبل الوقف في الوطن العربي، ندوة الوقف والمجتمع المدني في الوطن ٢العربي، تحرير إبراهيم البيومي غانم، مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة العامة لألوقاف،

.٨١٣، ص٢٠٠٣بيروت، التكوين التاريخي لوظيفة الوقف في المجتمع العربي، ندوة الوقف والمجتمع إبراهيم البيومي غانم، ٣

المدني في الوطن العربي، تحرير إبراهيم البيومي غانم، مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة .١٠٠ص .،٢٠٠٣العامة لألوقاف، بيروت،

.٢٥٢إبراهيم البيومي غانم، الوقف والسياسة في مصر، مرجع سابق، ص ٤٤

١١

م لها وقف على ١٩١٣آالجمعية الخيرية العربية التي تأسست في الكويت عام

هذه الجمعيات ورد النص في وثائقها التأسيسية على أنها ذات أهداف ١أغراضها،

إصالحية اجتماعية وخيرية، آوسيلة لتحقيق أهداف اجتماعية وضمان التمويل الالزم

بعيدا عن تدخل الدولة، وقد جسدت األوقاف الخيرية تحت للمرافق الخدمية االجتماعية،

إدارة الجمعيات الخيرية من خالل مجالس إدارية جماعية مساهمة المجتمع األهلي في

.إدارة وتنمية قطاع األوقاف

قد قامت األوقاف بدور رئيسي في توفير الدعم المالي بشكل منتظم لهذه لو

رة الوقف ذاتها، بما لها من تراث فقهي وإداري الجمعيات الخيرية، حيث تم توظيف فك

وتنظيمي في خدمة هذا النمط المستحدث من العمل الخيري الذي تم على أساسه الجمع

:بين تقاليد األصالة ومميزات المعاصرة وذلك من حيث اآلتي

من اإلدارة الفردية –النسبي -تعديل نمط إدارة المؤسسة الوقفية بالخروج -أ

إلى اإلدارة المتخصصة والتي تشبه اإلدارة الحكومية مع مراعاة شروط ) العائلية(

الواقف، آإخضاع شؤون الوقف للرقابة والمحاسبة السنوية من جانب مجالس إدارة هذه

.الجمعيات

الجمع بين رغبات الواقف وبين القواعد الرسمية الحكومية للتوظيف في -ب

٢.ةالمؤسسة الوقفية وشغل مناصبها اإلداري

ورغم وجود نماذج تاريخية ومعاصرة ناجحة ورائدة لجمعيات أسست وقفيات أو

أدارت وقفيات، إال أنها تعتبر استثناء على القاعدة العامة وهي إهمال الجمعيات الخيرية

للصيغة الوقفية تمويال وإدارة، حيث لم تلتفت أغلبيتها نحو الصيغة الوقفية آأحد الموارد

ضعف التمويل والحصول على الموارد أصبح، وهكذا ٣لتمويل أنشطتها المالية المستقرة

. من أهم المشاآل التي واجهت إدارة هذه الجمعيات

.٨١٣بدر ناصر المطيري، مستقبل الوقف في الوطن العربي، مرجع سابق، ص ١ .٢٤٢إبراهيم البيومي غانم، الوقف والسياسة في مصر، مرجع سابق، ص ٢٢ .٨١٥بدر ناصر المطيري، مستقبل الوقف في الوطن العربي، مرجع سابق، ص ٣٣

١٢

صلة بمؤسسات العمل األهليالف اضعإاألوقاف الحكومية وإدارة -٣سيطرت على ،الستعمارالتي خضعت فيها معظم البالد العربية لفي الفترة

جمعيات األهلية نزعة قوية للتعاون وإلى اتخاذ موقف مشترك في العالقات فيما بين ال

مواجهة األخطار السياسية واالجتماعية، وقد تميزت هذه الفترة بظاهرة ملحوظة هي

التضامن والتعاون بين منظمات القطاع األهلي في مواجهة األخطار المشترآة، وقد

لي الذي ساد بدايات القرن استمر هذا النمط من التفاعل بين منظمات القطاع األه

ظهور الدولة آطرف ب؛ حيث بدأت مرحلة جديدة، الماضي العشرين حتى منتصف القرن

فاعل بمقدوره أن يؤثر على طبيعة العالقات بين منظمات القطاع األهلي والعالقات بين

١. هذه المنظمات والقطاعات االجتماعية األخرى بشكل عام

، الذي نشأت فيه في )١٨٢١(منطقة العربية إلى عام يعود النشاط األهلي في الو

بواسطة أبناء الجالية اليونانية باإلسكندرية ثم توالي " الجمعية الخيرية اليونانية"مصر

) ١٨٧٥(وجمعية الجغرافية ) ١٨٦١(جمعية المعارف : تأسيس الجمعيات األهلية مثل

لجمعيات بكثافة مع نهاية وتسارع إنشاء هذه ا) ١٨٧٨(والجمعية الخيرية اإلسالمية

، خاصة بعد صدور قانون الجمعيات العثماني القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين

وقد وجهت هذه ٢ .وانتشر هذا القانون في مختلف أقطار السلطة العثمانية) ١٩٠٩(عام

ة الجمعيات نشاطها إلى آل أوجه النشاط المجتمعي بال استثناء فشملت الرعاية الصحي

. والتعليم والثقافة والفنون وشؤون المرأة والريف

، )م١٩١٠(النادي اإلسالمي في المنامة عام أنشئففي البحرين ،في دول الخليجو

وفي المملكة العربية السعودية تشكلت الجمعيات األهلية في الستينيات من القرن

دعم المجتمع المدني في العالم، دار ، مواطنون، -سيفيكوس -التحالف العلمي لمشارآة المواطنين ١

.١٧٩، ص ١٩٩٥المستقبل العربي، القاهرة، محي الدين خير اهللا العوير، الجمعيات الخيرية اإلسالمية ودورها في التكافل االجتماعي، الطبعة ٢

.٢٠٠، ص٢٠٠٦األولى ، دار النهضة ،

١٣

بية المتحدة وسلطنة اإلمارات العر الماضي، وفي بعض البلدان الخليجية األخرى ومنها

١.عمان وقطر تأخرت نشأة المؤسسات األهلية إلى السبعينيات والثمانينات القرن الماضيوفي إطار بناء الدولة الوطنية الحديثة منتصف القرن الماضي في المنطقة العربية

تمت عملية احتواء القطاع الوقفي ودمجه ضمن الجهاز الحكومي، حيث هيمنت الدولة

أدى التنظيم الحكومي اتها على آل أنشطة العمل األهلي في المجتمع، حيث ومؤسس

إلدارة األوقاف إلى إضعاف صلة األوقاف بمؤسسات المجتمع والعمل األهلي

فقد عمدت وزارة األوقاف إلى تحويل مصارف األوقاف المخصصة لدعم المؤسسات

سات األهلية لصالح اإلنفاق الخيرية األهلية آالمستشفيات والمدارس وغيرها من المؤس

الجاري لوزارة األوقاف أو أنشطتها المختلفة وإلى مصارف أخرى، هذه المصارف ال

تمثل حاجات المجتمع المحلي التي تعبر عنها مؤسسات العمل األهلي ولكن في الغالب

تمثل التوجهات التنموية للدولة، إضافة إلى ذلك سعي معظم القوانين الحديثة لألوقاف

إلى إلغاء الوقف األهلي أو التضييق عليه، فقد آان الوقف األهلي مصدرا لتغذية األوقاف

الخيرية، ومن ثم انخفض عدد األوقاف األهلية التي آانت تدار في أغلب األحيان من قبل

مؤسسات العمل األهلي، األمر الذي أضعف دور الوقف وقلص من إنفاقه على مجاالت

٢.خرى بما فيها مؤسسات العمل األهليالخير والبر العام األ

لعالقة بين منظمات القطاع األهلي والحكومات في البلدان العربيةا -٤ بين تتراوح العالقة بين المنظمات غير الحكومية والحكومة في البلدان العربية ما

التعاون والتنافس والصراع تبعا لمواقف الحكومة من نشاط منظمات العمل األهلي ومدى

قامت آمصر وتونس واألردن في بعض البلدانفاقترابه أو ابتعاده عن سياساتها العامة،

في إطار السياسة العامة بعض منظمات العمل األهلي بتأدية خدمات ومنافع للمجتمع

، وقد ٣وذلك في مجاالت عدة آالصحة والتعليم والبيئة والرعاية االجتماعية للدولة،

اعي والمواطنة ودور المنظمات غير اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، النوع االجتم ١١ الحكومية في دول خليجية مختارة، دراسة حالة مملكة البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية،

.١٢ص ،٢٠٠٣رك، يونيو ،األمم المتحدة ..٨٥٨٥فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق ،ص ٢٢العربية في تنفيذ االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، دور المنظمات غير الحكومية اللجنة ٣٣

.٣١، ص٢٠٠٠رك، يونيو ،األمم المتحدة توصيات المؤتمرات العالمية وفي المتابعة المتكاملة لها،

١٤

الحكومة المباشر عن طريق جهازها اإلداري في إدارة شؤون تميزت هذه العالقة بتدخل

١ :وآان من نتائج اإلشراف الحكومي المباشر والمتزايد ما يليالقطاع الخيري

.تحول القطاع األهلي إلى صورة موازية وتابعة للجهاز الحكومي

نوعية على الزيادة في عدد الجمعيات األهلية؛ إال أن هذه الزيادة لم يواآبها زيادة

.مستوى عدد المتطوعين وفعالية أدائهمالنظرة الدونية للمؤسسات األهلية من جانب اإلدارة العليا في األجهزة -

.الحكوميةيحددها فإن العالقة بين منظمات القطاع األهلي والحكومات في البلدان العربية

٢ :عدد من العوامل من أهمها ما يلي

بما في ذلك قوانين تأسيس األهليين التي تنظم القطاع الحكومات تسن القوان -أ

الحكومية، وفي بعض الحاالت حل واإلشرافالجمعيات وعمليات الرقابة

المنظمات أو تجميد نشاطها فالحكومة تستطيع من خالل إعادة القوانين والتنظيمات

.أن توسع وتنمي نطاق عمل المنظمات األهلية والعمل المشترك بينهماتعمل الحكومات على مساعدة المنظمات غير الحكومية في عملية تحديث وتطوير -ب

،٣التدريب لهذه الكوادر األعضاء المكونين لهذه الجمعيات من خالل إعداد برامج

آذلك تعد الحكومة مصدرا من مصادر تمويل الجمعيات األهلية، وهي بذلك غاليا

حتياجات االجتماعية والتنموية إلحاح اال ىما تحدد أولويات التمويل وفقا لمد

وذلك من منظور السياسة . وأهمية المشروعات المقرر أن تنفذها هذه المنظمات

.الحكومية وأولوياتها

بتنفيذ بعض األهليةيشيع في البلدان العربية أن تكلف الحكومة المنظمات -ج

لمنظمات المشروعات والبرامج االجتماعية وهو ما يعرف باالندماج الوظيفي ل

سعد الدين إبراهيم،حول إنعاش المجتمع المدني وتنشيط العمل األهلي التنموي في مصر، أبحاث ١١وة التقييم االقتصادي واالجتماعي للجمعيات الخيرية األهلية في جمهورية مصر العربية، مرآز ند

. ٨٨، ص ١٩٩٧أآتوبر ٣٠- ٢٩صالح آامل لالقتصاد اإلسالمي، جامعة األزهر،القاهرة في ..١٨٢١٨٢--١٨١١٨١، مواطنون، ص ص ، مواطنون، ص ص --سيفيكوسسيفيكوس --التحالف العلمي لمشارآة المواطنين التحالف العلمي لمشارآة المواطنين ٢هلي والتنمية االقتصادية في مصر، مرآز دراسات وبحوث الدول النامية، نجوى سمك ، القطاع األ ٣

.١٠٢ ، ص١٩٩٩القاهرة،

١٥

تقوم بجزء من وظائف الحكومة خاصة أنهافي النظام الحكومي على أساس األهلية

في الجانب االجتماعي والخدمات العامة؛ فالبند السابع للوثيقة التخطيطية للجنة

يؤآد على دور المنظمات غير الحكومية في مصر األهليةالقومية للمنظمات

احل عملية التنمية آما تؤآد نشرة منتدى آشريك آامل للمنظمات الحكومية في مر

المنظمات غير الحكومية أن مشروع مساندة تلك المنظمات يلقى مبارآة رسمية من

قبل الحكومة ممثلة في بعض الوزارات آوزارة الصحة ووزارة الشؤون

١ .االجتماعية

حيث ؛األهليةالرقابية لمراقبة ورصد عمل المنظمات األجهزةتعين الحكومة -د

.تخولها الحكومة الصالحيات الالزمة للقيام بمهمتها الرقابية

وهو يظهر فيما ،العالقة المباشرة بين المنظمات األهلية والحكومية يميزها التعاون -ه

تقدمه الحكومة من دعم فني ومالي، وفي مراقبة ورصد المشروعات التي تتولى

أشكاال للتعاون خالل األهليقطاع آما جسدت منظمات ال ،هذه المنظمات تنفيذها

حدث ذلك فيسنوات تطبيق سياسات اإلصالح االقتصادي وبرامج الخصخصة

تونس ومصر، فقد نفذت بعض المنظمات األهلية مشروعات بتمويل أجنبي في

مجال الصناعات الصغيرة وتأهيل العمال المتصاص أعداد العاطلين وتخفيض

ب تطبيق هذه البلدان برامج اإلصالح وسياسات معدالت البطالة التي ارتفعت بسب

.التكييف االقتصادي

والحكومة؛ قد تكون صريحة أو ضمنية، األهليةالعالقة المتوترة بين المنظمات -و

٢: وهي ترجع لعدة أسباب منها

o اإلشراف على أنشطة الحكومة حقالمنظمة للقطاع األهلي والتي تعطي القوانين

تشكل عائقا في طريق األداء الجيد ألداء هذه الجمعيات، نظرا األهليةالجمعيات

ألنها تشكل ممارسات بيروقراطية تضعف استقاللية المنظمات وتحاصر

.نشاطها

، ١٩٩٨سناء المصري، تمويل و تطبيع قصة الجمعيات غير الحكومية، سينا للنشر، القاهرة، ١ .٢٢ص . ١٨٣ص . ، مواطنون، مرجع سابق- سيفيكوس -التحالف العلمي لمشارآة المواطنين ٢٢

١٦

o األهليالنشاط انسيابيةمستويات الرقابة واإلشراف الحكوميين مما يعيق دتعد

.ويعيق حرآة المنظمات األهلية

o تبادلة والعالقات المتوترة بسبب الصالحيات التي تخول جو انعدام الثقة الم ادةيس

ات ها أو إدماجها، أو استخدام الصالحيأو حل األهليةللحكومة مالحقة الجمعيات

.األهليةفي تهديد الجمعيات

o حد مسببات التوتر بين الحكومة أ أجنبيةيشكل توزيع األموال من مصادر

لمؤسسات العمل األهلي تحضر قبول التشريعات المنظمة ف ١األهليةوالجمعيات

، هذه المؤسسات للتبرعات أو الهبات إال بعد موافقة الجهات الوصية المختصة

من قبل الجهات المانحة أو من المنظمات الدولية وصناديق الخارجيالتمويل ف

أحد أهم مصادر يشكل التمويل التي تمنحها الدول المتقدمة لبلدان العالم الثالث

التي تم تحويلها إلى األموالارتفع مجموع وقدنظمات العمل األهلي؛ التمويل لم

إلى ما يقارب ١٩٧٠في العالم من مليار دوالر إلى في عام قطاع العمل األهلي

٢. هذا العقد من القرن الحاليخالل مليار ١٤

عندما تقوم األهلييكون التعاون أقوى وامتن بين الحكومات ومنظمات القطاع -ز

أو عندما يعهد لهذه ،ه المنظمات بسد الفجوات الموجودة في أداء السياسة العامةهذ

تسوء عندما تشعر العالقة بينها المنظمات بتنفيذ برامج ومشروعات حكومية، لكن

سياسيا أو تحديا من جانب أنشطة المنظمات اتواجه تهديد أنشطتهاالحكومة أن

. األهلية

الوقفي في المجتمع هو بمثابة نهر الخير االجتماعي باعتبار أن النشاط الخيري وو

. ، فإن تدخل الدولة في توجيهه والتأثير عليه آان بمثابة تغيير لمجرى النهر٣المتدفق

رغم أن األصل في العمل األهلي والنشاط الوقفي هو الحرية واالستقاللية المنطلقة من ف

.١٩صمرجع سابق ، المصري، سناء ١العربية في تنفيذ اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، دور المنظمات غير الحكومية ٢٢

.٣٧، ص٢٠٠٠رك، يونيو ،األمم المتحدة توصيات المؤتمرات العالمية وفي المتابعة المتكاملة لها، تور إبراهيم البيومي غانم، أنظرمصطلح استعاره الباحث من بحث للدآ: نهر الخير االجتماعي ٣

.٥١٤إبراهيم البيومي غانم، الوقف والسياسة في مصر، مرجع سابق، ص

١٧

الدولة في البلدان العربية آطرف وجودأن اإلرادة الحرة للمجتمع المحلي األهلي، إال

أثر في طبيعة العالقة ،فاعل فيهامهيمن ودخيل في معادلة العمل الخيري والتطوعي و

بين مؤسسات العمل األهلي والوقفو، من جهة ين مؤسسات القطاع الخيري والدولةب

.من جهة أخرى

١٨

خيار : يري األهليالشراآة بين مؤسسات األوقاف ومؤسسات العمل الخبناء : ثالثا استراتيجي

إن القول بأهمية الشراآة الوقفية األهلية آخيار استراتيجي يجب أن يستند إلى

مبررات موضوعية لها صلة بالتخطيط االستراتيجي، وهي تتعلق بهوية المؤسسة

ورسالتها في المجتمع وأهدافها اإلستراتيجية وما يطرحه المحيط الخارجي من فرص

.افة إلى نقاط القوة ونقاط الضعف التي تتوفر لدى آل مؤسسةوتهديدات، إض

المشترآةوالجذور الفكرية الدينية الخلفية : األهليالنشاط الوقفي والعمل الخيري -١ -سواء في نشأتها أو في تطورها-تمتد جذور المنظمات األهلية في البلدان العربية

ا هذه المنظمات أفكارها ومبادئها إلى مصادر دينية ومشارب أخالقية استلهمت منه

وقيمها؛ فالمنطقة العربية تشترك في ثقافة يحتل فيها الدين مكان الصدارة، وعلى هذا

م اتخذت المنظمات األهلية طابعا دينيا؛ إال أن هذه الجذور ١٩األساس ومنذ القرن الـ

حيث ،طة مدنيةالدينية والمنطلقات األخالقية لم تحل بين هذه المنظمات وممارسة أنش

.نشطت في مجال الرعاية الصحية والتعليم والرعاية االجتماعية

لقد آان للدين دور مهم في تطور منظمات العمل األهلي في آل البلدان العربية وقد

تجاز هذه الدور نطاق الدعوة الدينية فامتد إلى توفير الخدمات االجتماعية والصحية؛

على امتداد تاريخها دورا سياسيا في األهلياع فضال عن ذلك لعبت منظمات القط

١ .التصدي للتحديات االجتماعية والسياسية

تأثير آبير على توجهات وأهداف ودور آان لها لقيم الروحية والدينية هذه اأن آما

اعتبرت الجمعيات الخيرية آأقدم أشكال فقدالعمل األهلي في مراحل تاريخية مختلفة؛

لقيم التكافل االجتماعي وآانعكاسؤسسي امتداد النظام الوقف والزآاة العمل الخيري الم

٢ .التي حث عليها الدين الحنيف

.١٦٤ -١٥٩ص ، مواطنون، ص- سيفيكوس - التحالف العلمي لمشارآة المواطنين ١

.٣٥مرجع سابق، صشهيدة الباز، ٢

١٩

وتوجه عالمي الشراآة آإستراتيجية تنموية وسياسة عامة -٢تعتبر التحالفات اإلستراتيجية وتعميق الشراآة بين الفاعلين وأرآان التغيير في

واإلسهام الفعال لكل مكونات المجتمع المحلي في وضمان المشارآة المحلي المجتمع

١ .النهوض بالجهد التنموي، أساس التوجهات الحديثة في إدارة النشاط الوقفيأن المنظمات التطوعية و غير الحكومية مرت تشيرالدراسات الدولية و المقارنة ف

ة في توجهاتها أجياال ثالثة مختلف " David Kortenآورتن"بثالث مراحل شكلت وقفا لـ

. العمل الخيري والتطوعي إلدارة اإلستراتيجية

تقديم خدمات الرعاية للفقراء والمحرومين، على فقد رآزت منظمات الجيل األول

ع الالجئين المتصلة و تقديم الخدمات عند الكوارث الطبيعية إضافة إلى االهتمام بأوضا

يتم تمويلها من التبرعات الخاصة الحروب، وآل هذه األعمال بالفيضانات والمجاعات و

.و األسر الراعية لهذه المنظمات

جيل ثاني من منظمات العمل ظهر وفي أواخر السبعينيات من القرن الماضي

الخيري، يقوم بتنفيذ مشاريع وفق أسلوب تنمية المجتمع المحلي في مجاالت متنوعة

ة أساسية، وهي تأآيد االعتماد حيث تميز هذا األسلوب عن أعمال اإلغاثة و الرعاية بميز

مع تعمد أن تستمر منافع المشروع لما بعد فترة تقديم المنظمة غير الحكومية على الذات،

.للمساعدة

عتمد إستراتيجية تقوم على الجيل الثالث من منظمات العمل الخيري فقد ا أما

ت الحكومية استقطاب مشارآة المنظمات العامة والخاصة، حيث بدأت أعداد من المنظما

تدرك أنها تحتاج إلى بذل جهد قيادي في معالجة جوانب الفشل التشغيلي في بيئة

فإن " Korten David آورتن"فحسب .المؤسسات في المناطق التي تعمل فيها

اإلنمائية التي محورها األفراد تقوم على احتياجات األفراد وحقوق األفراد اإلستراتيجية

تتطلب ديمقراطية صنع اإلستراتيجيةل حظا في المجتمع وهذه وخاصة األآثر فقرا واألق

ة الجزائر، مرجع سابق، آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حال ١

.٢٠٩ص

٢٠

آان وهكذا ١تهم اإلنمائيةاالقرار والمشارآة الكاملة من جانب األفراد في صياغة إحتياجصنع في الحكومية غير المنظمات مشارآة ضرورة فكرة طرح في الفضل الجيل لهذا

وليس وشبكات تحالفات إقامة على رةبالقد مرهون األمر هذا نجاح أن أدرك السياسة،آما

٢ .الفردي بالعمل

أن تطوير شراآة فاعلة وبناء الثقة بين إلى مجال هذا التشير الدراسات في آما

) ، القطاع الخاصاألهلي المجتمعالدولة، (األطراف االجتماعية الفاعلة وشرآاء التنمية

.لقطاع األهلي في الدول العربيةتشكل أحد التحديات التي تواجه تفعيل الدور التنموي ل

وبالرغم من أن بعض الدول العربية الزالت ترى أن مسالة التنمية هي مسؤولية

إال أن هناك ،الحكومة وحدها، وأن مؤسسات العمل األهلي ال يمكن أن تكون شريكا لها

نظرة هذه الحكومات غير مؤشرات إيجابية من طرف الحكومات العربية حول ت

بحيث طرفا فاعال ومشارآا في تحقيق التنمية الشاملة باعتبارهاالعمل األهلي للمنظمات

،٣احتياج قوي للقطاع األهلي خاصة فيما يتعلق بسد ثغرات السياسة العامةأصبح هناك

وهذا ما سوف يشكل حافزا ودافعا قويا لمؤسسات األوقاف لعقد شرآات مع مؤسسات

مصر، اليمن، فلسطين، لبنان، األردن، (لدان العربية واتجاه العديد من الب األهليالعمل

من خالل األهلينحو تهيئة المناخ لتنظيم العالقة مع مؤسسات العمل ) المغرب، الجزائر

العمل على مراجعة وتعديل القوانين التي تتعلق بالمنظمات غير الحكومة التي أصبحت

ة التأسيس أو توسيع أوجه تؤآد على مبادئ جديدة للعمل الخيري والتطوعي مثل حري

يتم حل الجمعيات األهليةفي حالة والنشاط دون قيود قانونية ووقفا الحتياجات اجتماعية،

.اللجوء إلى القضاءاألمر ب

ديفيد آورتن ، العمل الخيري التطوعي و التنمية، استراتيجيات الجيل الثالث من المنظمات غير ١

.١٣-١٢، ص ص ٢٠٠١الحكومية، ترجمة بدر ناصر المطيري، األمانة العامة لألوقاف، الكويت،

بلورة سياسة إنفاق للخدمات هويدا عدلي، فعالية مؤسسات المجتمع المدني وتأثيره على ٢ .٥، ص٢٠٠٥االجتماعية، مرآز دراسات الوحدة العربية، القاهرة،

أماني قنديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعي للمنظمات األهلية في الدول العربية، دراسة حالة ٣ .٢٧٩، ص١٩٩٩األردن لبنان مصر تونس، الشبكة العربية للمنظمات األهلية، القاهرة،

٢١

ي هناك توجه من قبل المؤسسات الدولية والدول المانحة نحو معلى المستوى العالو

:يظهر من خالل ما يلي هذا التوجه األهليإعطاء دورا اآبر لمؤسسات العمل

ضمن –معظم المؤسسات الدولية أو الدول المانحة للعون اإلنمائي تشترط -

أن تطلب من الحكومات المعنية أن تستعين بمؤسسات العمل األهلي في -سياستها العامة

.تقديم الخدمات والمنافع العامة واألنشطة التنموية

ء شبكات أمان اجتماعي للحفاظ على توجه عام لدى المؤسسات الدولية نحو إنشا -

١ .مستوى معيشي مناسب للفئات الفقيرة

المجتمع لتحقيق رسالة الخير والنفع العام في ةاألهليية الشراآة الوقفإستراتيجية -٣المجال الحيوي لعمل مؤسسات هو النشاط االجتماعي و يعتبر العمل الخيري

حيث تقترب طبيعة الخدمات المقدمة التي ،األهلية األوقاف والمؤسسات والجمعيات

أسسالعمل األهلي آما مؤسسات فالوقف ،تبذلها آل من مؤسستي الوقف والعمل األهلي

،الخيرية ذات الطابع االجتماعي األنشطةللقيام بسد الحاجات التنموية والقيام بكثير من

العام الصالحخدمة آما أنهما يتميزان بعدم السعي نحو الربحية من خالل نشاطهما

رسالة يشترك فيها آل من مؤسستي .التنميةو يالتغيير االجتماعوالمساهمة في تحقيق

مما يعني إمكانية التواصل وبناء عالقة الشراآة بين ،األهليةالوقف والجمعيات

والجدول التالي يشير بوضوح إلى مدى التشابه والتقارب في مجاالت ٢ .المؤسستين

والتطوعي بين مؤسسات العمل األهلي واألوقاف، بما يوحي أن بذل العمل الخيري

الخير ونفع المجتمع هي رسالة مشترآة بين منظمات العمل األهلي والتطوعي

. ومؤسسات األوقاف

للجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، دور المنظمات غير الحكومية العربية في تنفيذ ا ١

.٣٢-٢٨ صص توصيات المؤتمرات العالمية وفي المتابعة المتكاملة لها، مرجع سابق،

ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ص ٢٢١١٥-١١٢.

٢٢

في في العديد من البلدان العربيةمجاالت العمل الخيري والوق: ١الجدول رقم

مجاالت العمل

الخيري في األردن

العمل مجاالت

الخيري في مصر

مجاالت العمل

الخيري في البحرين

النشاط الوقفي مجاالت

الكويت في

مجاالت العمل -١

اط والنش

الخيري

ة -٢ رعاية الطفول

. واألمومة

ة -٣ رعاي

.المعوقين

دور المرأة في -٤

.التنمية

o يم تنظ

.األسرة

o ة العناي

.الصحية

o ة التربي

.والتعليم

o ات الفئ

. الخاصة

ار -٥ يعالمش

.المدرة للدخل

ة -١ رعاية الطفول

واألمومة

رعاية األسرة -٢

ة -٣ الرعاي

.االجتماعية

ع -٤ ة المجتم تنمي

المحلي

الفئات الخاصة -٥

.والمعاقين

.تنظيم األسرة -٦

ة -٧ رعاي

.المسجونين

اط -٨ النش

.األدبي

.المسنون -٩

المجتمع المحلي -١

األيتامرعاية -٢

العائالت الفقيرة -٣

لطلبةا -٤

المعاقون -٥

المرأة -٦

األطفال -٧

الشباب -٨

.المسنون - -٩

رعاية المساجد -١

ديني -٢ يم ال التعل

.والقرآن الكريم

ة -٣ ات الخاص الفئ

.والمعاقين

التوعية الصحية -٤

حماية البيئة -٥

م -٦ م العل دع

والمبدعين

رابط -٧ رة وت األس

المجتمع

التنمية الثقافية -٨

التجديد الفكري -٩

٢٣

أماني قنديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعي للمنظمات األهلية في أنظر :المصدر

الدول العربية، دراسة حالة األردن لبنان مصر تونس، الشبكة العربية للمنظمات األهلية،

عبد الغفار شكر، الجمعيات األهلية وأزمة التنمية االقتصادية و،٥٦، ص١٩٩٩القاهرة،

، ٥٧ ص ،١٩٩٨لبحوث العربية، دار األمين ، القاهرة، واالجتماعية في مصر، مرآز ا

فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق،

عبد المحسن محمد السهيل،إدارة العمل الخيري في دولة الكويت، دراسة و .١١٢ص

ورة،جامعة القاهرة، ، رسالة ماجستير غير منش١٩٩٨-١٩٩٢تجربة الصناديق الوقفية،

٩٠ص .٢٠٠٠ونظرا ألن النشاط الوقفي للمؤسسة الوقفية ينطلق من فلسفة السياسة المدنية

تدبير شؤون المعاش على قاعدة جلب المصالح ودرء يعني الواسع الذي ابمفهومه

المؤسسة الوقفية التي تنتظم وتمارس فإن ، ١المفاسد وتحقيق قيم التضامن االجتماعي

صفة المؤسسة المدنية، تقوم على أساس مبادرات أهلية تلقائيةتكتسب وقفي العمل ال

وهي بدلك تشبه الجمعية األهلية أو المنظمة غير الحكومية ذات الطبيعة المدنية، حيث

العمل االجتماعي والنشاط الخيري مساحة مجاال واسعا من يستوعب نشاطها الخيري

ق ذات النفع العام، وهذا ما يجعل التواصل ويغطي شبكة واسعة من األنشطة والمراف

يزيد ، و٢وقيام الشراآة بين مؤسسات الوقف ومؤسسات العمل األهلي احتماال آبيرا

:ألسباب التاليةاحتمال التواصل والشراآة ا

بين واتصاالطبيعة تنفيذ األنشطة والمشاريع الخيرية والتطوعية تتطلب شراآة

.وجيهها وترشيد أعمالهاتلالوقف وجمعيات العمل األهلي

مساحة العمل الخيري وتنوعه واتساع الحاجات االجتماعية المستجدة، اتساع

يستدعي التخصص في غدارة وتنفيذ المشروعات الخيرية؛ فمثال مشروع بناء

وإدارة مستشفى وقفي فهذا المشروع يحتاج إلى عمل متخصص يصعب على

..٥٣٥٣ص مرجع سابق،إبراهيم البيومي غانم، األوقاف والسياسة في مصر، ١١آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ٢

.١٦٧ص

٢٤

وتشغيله؛ مما يستدعي احتياجها إلى اإللمام بحسن إدارته األوقافمؤسسة

١ .لتقوم بتنفيذه ومتابعة إدارته) المستشفيات الخيرية( األهليمؤسسات العمل

وهي تتنوع ومتنوعة،في الدول العربية متعددة األهليةالمنظمات أنشطةفمكونات

بشكل أساسي ما بين الرعاية االجتماعية والخدمات الصحية واالجتماعية

ت الصحية مكونا أساسيا خاصة في اع التنموية؛ حيث تشكل الخداموالمشاري

٢ .مصر ولبنان واألردن وتونس

العديد من الجمعيات األهلية لتتجاوز مجرد العمل اهتمامتساع نشاط ومجال ا-

اإلنسانوحقوق البيئة: الخيري وتقديم العون إلى االضطالع بمهام نوعية مثل

. هذا ما يناسب طبيعة النشاط الوقفيو ٣والثقافة والفكر والفنون،

احد المحاور األساسية ضمن السياسة العامة األهليشكلت الشراآة مع القطاع

للبنك الدولي وأدرجت ضمن حوار البنك مع الحكومات المقترضة عند شروط

منع القروض؛ يعمل البنك على مد مؤسسات العمل األهلي بالدعم المالي الالزم

.ألنشطتها

٤ .في تنفيذ مشاريع البنك الدولي األهليزيادة استخدام مؤسسات العمل

.١٢٢فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ص ١١للمنظمات األهلية في الدول العربية، دراسة حالة ديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعيأماني قن ٢٢

.٢٦٢األردن لبنان مصر تونس، مرجع سابق، صصابر نايل، حول مستقبل العمل األهلي في مصر، أعمال الورشة الخاصة بقانون الجمعيات ٣٣

.١٢٠، ص٢٠٠٠أآتوبر ٤-٣والمؤسسات األهلية، القاهرة في .١٢٣فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ص ٤

٢٥

األولوياتالشراآة من خالل رؤية واضحة وترتيب -٤صيغتها المستقبلية آمرشد ومعيار اتخاذمن الفوائد المترتبة على الرؤية هو

مثلما يقدم تستخدمه المؤسسات لقياس مدى نجاحها وهي تتحرك نحو المستقبل، تماما

آما أن وضوح ١،بيان رسالة المؤسسة معيار يستخدم في مقياس العمل الحالي للمؤسسة

٢.يساعد على معرفة الخطوات والوسائل لتحقيق الهدف الرؤية

ونجاحها يستعدي األهليإن بناء الشراآة بين مؤسسات الوقف ومؤسسات العمل

لويات تعكس اهتمامات وأهداف من طرفي الشراآة العمل من خالل تحديد واضح لألو

مشترآة، وهذا يتطلب من المؤسسة الوقفية في سعيها لعقد شراآة مع مؤسسات العمل

.اختيار انسبها من حيث تجانس أنشطتها ومجال اهتمامها وتقارب رؤاها األهلي

العمل الخيري يكون من قبل المجتمعات المحلية ممثلة في أولوياتتحديد آما أن

لمؤسسات الخيرية إضافة إلى جمهور الواقفين، ويمكن للوقف من خالل الجمعيات وا

النشاط الخيري أولوياتالحوار والتفاعل مع هذه التنظيمات المحلية أن يتعرف على

والتطوعي على المستوى المحلي؛ بحيث تعمل الشراآة تكامل أنشطة الوقف والعمل

. األهلي

شترآة يمكن للوقف أن يتعرف على ولتشكيل رؤية واضحة حول المشاريع الم

التي تنشط في مجال أولوياته بتحديد قائمة بالمؤسسات األهليمؤسسات العمل

ذات العالقة بناء على نشاطاتها المعلنة واستجابتها، آما يمكن األهليةوالمنظمات

بالوسائل اإلعالمية المتاحة، وطلب من مؤسسات أولوياتهالمؤسسة الوقف أن تعلن عن

المهتمة إرسال طلباتها وإبداء رغبتها في العمل المشترك، آما يمكن األهليعمل ال

لمؤسسة الوقف إنشاء وحدة إدارية فنية مهمتها تنشيط التعاون والشراآة مؤسسات العمل

٣ .األهلي

عبد المنعم، الهادفة للربح، ترجمة عال بيروت م ليكي و آخرون، إدارة الجمعيات الخيرية غير ١ .١٧٠ص . ٢٠٠٠ولية للنشر و التوزيع، القاهرة، دالدار ال

هلية العربية على مشارف القرن الحادي و العشرين، محددات الواقع شهيدة الباز، المنظمات األ ٢٢ .٢٤٧ص.١٩٩٧آفاق المستقبل، لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات األهلية العربية، القاهرة، وص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ص ٣٣

١٧٠-١٥٢.

٢٦

الشراآة لتحقيق األهداف المشترآة لمؤسسات العمل األهلي ومؤسسات الوقف -٥عي توسيع عملية االتصال والشراآة بين الوقف ومؤسسات إن الحافز الذي يستد

القطاع األهلي يكمن في وجود حاجة مستمرة للتعاون بين الطرفين من خالل وجود

مشاريع تخصص ، حيث أن ١أهداف مشترآة و نشاطات متبادلة، واالستفادة المتبادلة

قف عليه قدرتها على افية عملها يتوفشو ،بأهداف معلنة واضحةالشراآة الوقفية الخيرية

٢ .والدولة المجتمعالحرآة واالستقطاب والقدرة على بناء الثقة والمصداقية تجاه

آما أصبحت ، ٣واليوم أصبح القطاع األهلي أحد الفاعلين في إدارة الحكم المحلي

الجمعيات الخيرية تمثل أهم أشكال العمل األهلي المؤسسي وهي ذات أهداف متنوعة

اجتماعية مختلفة، حيث أن أهداف الوقف تلتقي ضمن تقاطعات مشترآة وتغطي مجاالت

القائم من خالل جمعيات ومنظمات القطاع األهلي آبيرة ومهمة مع أهداف العمل الخيري

األهلي، فالمصلحة العامة وظروف التنمية ودواعي التخصص وتقليل التكلفة المالية

ة توآيلها أو تفويضها بتوزيع ريع الوقف تتطلب استعانة الوقف بهذه المؤسسات وإمكاني

٥ .وأنظمتها في تأطير العمل الخيري ٤واالستفادة من خبراتها

، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، آمال منصوري ١

.١٧٧ص اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، مجموعة دراسات عن دور المنظمات غير الحكومية ٢

، العربية في تنفيذ توصيات المؤتمرات العالمية وفي متابعتها خالل عقد التسعينات من القرن العشرين .١٩٨، ص ٢٠٠٣م المتحدة نيويورك، نحو مدونة سلوك، األم

33 SSaarraahh BBeenn NNééffiissssaa eett aauuttrreess ,, OONNGG eett GGoouuvveerrnnaannccee ddaannss llee MMoonnddee AArraabb,, KKaarrtthhaallaa,, PPaarriiss,, 22000044,, pp5544..

ياسر عبد الكريم الحوراني، الوقف والعمل األهلي في المجتمع اإلسالمي المعاصر،حالة األردن، ٤ .٧٩-٤٧ مرجع سابق، ص ص

آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ٥ .١٧٧ص

٢٧

الشراآة الوقفية األهلية وتحديات البيئة الداخلية والخارجية -٦تسعى يوفرها المحيط ال يخلو تنفيذ أي مشروع من قبل أي منظمة من فرص

يطرحها المحيط الخارجي معيقةوتهديدات ومخاطر المنظمة الستغاللها وجني منافعها

تسعى المنظمة لتجنبها والتقليل من آثارها، ومشروع الشراآة الوقفية األهلية ال يخلو من

آما أن مؤسسات العمل األهلي والمؤسسات الوقفية تمتلك فرص متاحة ومخاطر معيقة،

بين هاتين لذا فان الشراآة ، الكثير من نقاط القوة آما يعتريها الكثير من جوانب الضعف

تتجنب التهديدايجب أن تقوم على مبدأ استغالل الفرص واالستفادة منها والمؤسستين

وتوقيها، في نفس الوقت العمل على االستفادة من نقاط القوة واستغاللها وتقوية ومعالجة

.جوانب الضعف والقصور

متاحة وتهديدات معيقةالرص فال .الشراآة بين الوقف ومؤسسات العمل األهلي -١-٦

تتيح مشاريع الشراآة بين األوقاف ومؤسسات العمل األهلي مجموعة متنوعة من

المزايا والفرص التي تعمل على تعظيم المردود االقتصادي واالجتماعي للمشاريع

جملةفي نفس السياق تطرح بيئة العمل الخيري والتطوعي الوقفية واألهلية المشترآة،

.تعيق إدارة وتنفيذ مشاريع الشراآة وتقلل من نسب نجاحها تديداالتهمن

لتمويل النشاط األهلي الخيري فرص: التمويل بالوقف -أ في هم في العمل األهلي لعنصر األتشير الدراسات أن التمويل يشكل باعتباره ا

، % ٨٠قد تصل إلى هاجسا لشريحة واسعة من منظمات القطاع األهلي البلدان العربية

الدراسات بالنسبة لمصادر التمويل ارتفاع المصادر الذاتية للمنظمات نفس آما تبرز

التاريخية للعمل األهلي لنشأةوذلك بسبب ابشكل عام خاصة التبرعات والهبات، األهلية

األجر والثواب، ويرتفع هذا المكون رجاء التكافل والتضامن وأخالق المنطلق من قيم

الدينية التي تعتمد بشكل آبير على األوقاف والهبات وأموال الزآاة؛ تبالنسبة للمنظما

انخفاض تذبذب وحيث أثبتت هذه المنظمات قدرتها على تعبئة الموارد، آما يالحظ أيضا

، حيث تصل نسبة مساهمة القطاع الخاص في العمل ١ مساهمة القطاع الخاص بشكل عام

اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، النوع االجتماعي والمواطنة ودور المنظمات غير ١١

.٢٩ص،٢٠٠٣، مرجع سابقالحكومية في دول خليجية مختارة،

٢٨

در التمويل األجنبية فيالحظ التزايد المستمر ، أما بالنسبة لمصا١ . %٠٫٨ إلىالخيري

لحجم التمويل الممنوح من قبل مؤسسات التمويل األجنبية للمنظمات غير الحكومية

٢ .في الدول النامية العاملة

حاجة منظمات العمل األهلي للوقف تنبع من حاجتها لموارد مستديمة لتمويل إن

العديد من المجتمع، فالخيري والتطوعي في أنشطتها وتحقيق أهدافها في ترقية العمل

تجد صعوبة في الحصول على االئتمان من البنوك المحلية أو األهليالعمل مؤسسات

المعيشيالمانحة لتمويل المشاريع المنتجة الموجهة لتحسين المستوى الدولية المؤسسات

ت لتسديد هذه القروض؛ للفقراء أو تلك التي تملكهم أدوات اإلنتاج إذا لم تكن هناك ضمانا

آذلك ارتفاع تكلفة رأس المال المتمثلة في نسب الفائدة التي يدفعها أصحاب المشاريع

مما يتسبب في العجز عن )%٢٥(على األموال المقترضة والتي قد تصل إلى أآثر من

وبالتالي يستطيع الوقف أن يمكن مؤسسة وعدم القدرة على مواصلة المشروع، السداد

في مجاالت تنموية ٣ألهلي من النشاط المتزايد في مجال إقراض المحتاجينالعمل ا

تحددها أولويات المؤسسة الوقفية، فقد تتم الشراآة على أن تقوم المؤسسة األهلية بدراسة

أو تقديم الجدوى االقتصادية للمشاريع التي يراد تمويلها ثم متابعتها والرقابة عليها؛ في

٤.يل الالزم للمشروع أو تقديم ضمانات لتسديد هذه القروضحين يتكفل الوقف التمو

اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، دور المنظمات و . ٢٨٢جع سابق، صمرشهيدة الباز، ١

غير الحكومية العربية في تنفيذ توصيات المؤتمرات العالمية وفي المتابعة المتكاملة لها، مرجع نجوى سمك ، القطاع األهلي والتنمية االقتصادية في مصر، مرجع سابق، و. ٣٦سابق، ص

.١٨١صسن الترآي، الدور االقتصادي للمنظمات غير الحكومية في تنمية الصناعات الحرفية هشام حسن ح ٢

قسم االقتصاد ،جامعة ،، آلية التجارة)غير منشورة(في مصر، دراسة اقتصادية، رسالة ماجستير .٢٤، ص ٢٠٠٣اإلسكندرية ،

١٧٦ ، مرجع سابق، صفؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية ٣٣أنظر على وجه الخصوص محمد عبد الحليم عمر وآمال منصوري، الوقف المؤقت للمنافع ٤

والنقود لتلبية احتياجات الفقراء وتمويل مشروعاتهم الصغيرة، مجلة علوم وتكنولوجيا وتنمية، الوآالة .٥٩ص .٢٠٠٨، مارس ٣البحث الجامعي، الجزائر، العدد رقم الوطنية لتنمية

٢٩

ور الرعائي لمنظمات العمل األهليلتجاوز محدودية الدالوقف مرونة -ب ولم تصل إلى ما، العربية ذات فعالية محدودة إلى حد األهليةالزالت المنظمات

ها لم تتجاوز بعد حيث أن فعاليت ،مسار المجتمع والتغيير االجتماعيفي درجة التأثير

منظمات مساعدة للفئات المستفيدة المتمثلة أساسا في آحدود دورها الرعائي والخدمية

الفئات الفقيرة والمعاقين وتقديم مساعدات آنية لهم؛ حيث طغى المفهوم الرعائي والخدمي

على رؤية المنظمات األهلية على حساب المفهوم التعبوي الذي يعتمد في فعاليته على

.١ مبادرات اإلبداعية الحرة المستوعبة للحاجات النوعية للمواطنينال

دور الوقف في بناء ) UNDP(لقد أآدت دراسة لبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي و

أتاحها الفقه الوقفي التيالمجتمع المدني، لما يتميز به من فاعلية ومرونة؛ فالمرونة

ب مزيدا من الحاجات المستجدة في الوقف تتسع لتستوع أنشطةللوقف جعلت مجال

تحديد مجال الوقف أو صرف الريع بيرة في آالفقه الوقفي أضفى مرونة ف ،٢المجتمع

، وهذه المرونة سوف إلرادة الحرة للواقفينلوفقا وهذا وتوجيه الموارد الوقفية الوقفي

ئف تطوير الوظامن من خالل اإلبداع والتفكير واالبتكار المؤسسة الوقفيةتمكن

األهلياالجتماعية للوقف لتستجيب لحاجات نوعية من خالل مشاريع مشترآة مع القطاع

والمرأة والطفل وغيرها من المجاالت والبحث العلمي في مجاالت البيئة والتدريب

محدودية األهليةالمشترآة سوف تتجاوز بها المنظمات عالمشاريالمدنية المستحدثة هذه

والذي ينحصر في مشروعات العون الذاتي والخدمي ائيعالرور التقليدي؛ أي الددورها

مستدامة التي تضع فكرة التنمية الشاملة وال والمشروعات المدرة للدخل وال يقترب من

الصناديق الوقفية فكرة ومن األمثلة في هذا السياق يمكن الحديث عنمحورها، اإلنسان

الصناديق الوقفية على لألوقاف بالكويت، ومة األمانة العاوالمشاريع الوقفية التي ابتكرتها

فكرة إنشاء إدارات يتخصص آل منها برعاية وخدمة غرض مجتمعي خدمي حيث يتم

إنشاء صندوق وقفي لكل مجال من مجاالت العمل الحضاري والثقافي واالجتماعي

٢٤٨مرجع سابق، صشهيدة الباز، ١١ .١٨٨ فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ص ٢٢

٣٠

جمع ي، ١والصندوق الوقفي هو قالب تنظيمي يتمتع باإلدارة الذاتية ،لتمويل مشروعاته

بين التسويق لفكرة الوقف وتطوير مجاالت إنفاقه وتعزيز المشارآة الشعبية في إدارة

.قطاع األوقاف

وقد حرصت األمانة العامة لألوقاف على مشارآة مؤسسات القطاع األهلي في

آل صندوق إضافة إلى المؤسسات الحكومية، األمر الذي ساهم في قبول هذه القوالب

العام وأعاد الثقة إلى نظام األوقاف آشريك في التنمية، آما أن منح التنظيمية لدى الرأي

حرية اتخاذ القرار لمجلس إدارة الصندوق في إدارة موارده المالية لخدمة أغراض

٢الصندوق مع إعطائه الذمة المالية المستقلة قد زاد من المرونة التنظيمية للصناديق

ل ديمقراطية اتخاذ القرار التنموي والمشارآة وقدرتها على سد الحاجات التنموية من خال

. األهلية في صنع القرارات التنموية

في اإلدارة وتعزيز المشارآة االستقاللية -ج منظمات العمل األهلي العربية وفي دول النامية عموما من األسلوب عاني ت

دارة بالمشارآة، في إدارة أعمالها وأنشطتها واالفتقار إلى أسلوب اإلوالوصاية السلطوي

رغم من أن المشارآة تعتبر حيث يسود االعتقاد بأن المشارآة في اإلدارة غير مهمة بال

سوف ينعكس ، هذه النظرة ٣في إدارة العمل الخيري والتطوعي المهمة أحد المحاور

وباعتبار أن إدارة األوقاف تتيح مساحة واسعة على أداء المؤسسة األهلية الشريكة، سلبا

، فإن إدارة المشاريع المشترآة من قبل حرية المبادرة واستقاللية اتخاذ القرارمن

أسلوب وهنا يمكن اعتماد المؤسسات األهلية سوف يتمتع بقدر مناسب من االستقاللية

هو أحد أبرز النماذج الناجحة التي قدمتها ، واإلدارة الجماعية عبر الهيئات المستقلة

عبد المحسن محمد السهيل،إدارة العمل الخيري في دولة الكويت، دراسة تجربة الصناديق ١١

.١٢٩، ص٢٠٠٠لقاهرة، ، رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة ا١٩٩٨- ١٩٩٢الوقفية،فؤاد عبد اهللا العمر، البناء المؤسسي للوقف في بلدان شبه الجزيرة العربية، ندوة الوقف والمجتمع ٢

المدني في الوطن العربي، تحرير إبراهيم البيومي غانم، مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة .٥٩٧، ص٢٠٠٣العامة لألوقاف، بيروت،

، استراتيجيات البناء المؤسسي للمنظمات غير الحكومية في جمهورية مصر عطية حسين أفندي ٣٣، آلية االقتصاد والعلوم السياسية، جامعة )غير منشورة( العربية، دراسة تقويمية، رسالة دآتوراه

.٥٠ص ،٢٠٠٣القاهرة، ،

٣١

ألمالك الوقفية، حيث تم من خالل هذا األسلوب اإلداري تجاوز التجربة الغربية إلدارة ا

األساليب الموروثة والمتعارف عليها في إدارة األوقاف مثل نمط اإلدارة الفردي،أو

اإلدارة الحكومية، هذين النمطين اللذين يشكك الكثيرون في مدى صالحيتهما،

يفرد لكل الشراآة يمكن أن مشاريعوبالنسبة ل١ .ومواءمتهما إلدارة األمالك الوقفية

مجلس إداري محلي مستقل يتمتع بالمرونة والضوابط في آن واحد، مما يساعد مشروع

عمليا على إدارة فعالة لشؤون الوقف من خالل تقليل احتمال الفساد و تقليل الخطأ في

يرة اتخاذ القرار اإلداري، إضافة إلى أن مجالس اإلدارة المحلية سوف تتمتع بمعرفة آب

٢ .بظروف البيئة المحلية و الحاجات التنموية الملحة

يةبعشوتفعيل المشارآة ال االتصالالقدرة على -د دورا مهما في تنمية النشاط الخيري ودعم التطوع في يماهيرلجا اإليصاليلعب

قف الخيري خالل العقود الماضية بسبب والمجتمع؛ ولعل هذا ما يفسر لنا تراجع ال

الجماهيري ووسائل اإلعالم واالتصالعموما، واالتصالوسائل اإلعالم قصور في

وأن العمل على تفعيل دور وسائل ،٣الخيري في البلدان العربية واإلسالمية خصوصا

حد أالجماهيري هو االتصالالجماهيري للوقف بحد ذاته؛ بحيث يصبح االتصال

٤ :هلي، وتشير الدراسات إلى أنالرئيسية لمؤسسات الوقف ومنظمات العمل األ األهداف

ليها إبأهمية الفئات المستفيدة والوصول األهليإن وعي منظمات العمل •

والتواصل معها باعتبارها أساس شرعية وجود هذه المنظمات، وأن هذا الوعي

المتزايد من قبل منظمات العمل األهلي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من المشارآة

.االجتماعيعلى التغيير للمستفيدين ورفع قدرتهم

دراسة ( الغربية أسامة عمر األشقر، تطوير المؤسسة الوقفية اإلسالمية في ضوء التجربة الخيرية ١

.١١٩، مرجع سابق، ص )حالةآمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ٢

.٢٠٦ص دور وسائل االتصال الجماهيري في دعم وتطوير أداء ( سامي الصالحات، اإلعالم الوقفي ٣

.٦٨ص .٢٠٠٦، الكويت،، ، األمانة العامة لألوقاف)المؤسسات الوقفية .١٥٣-١٥٧مرجع سابق، ص صشهيدة الباز، ٤٤

٣٢

مازالت قاصرة عن تقديم مبادرات إبداعية تعبر رغم أن منظمات العمل األهلي •

عن قربها من المواطنين ووعيها باحتياجاتهم وقدراتهم؛ بحيث يمكن أن تصبح

فالدراسات في هذه المجاالت تشير دور األفراد في التنمية الشاملة آلية لتفعيل

المستفيدين وتوعيتهم بحقوقهم بالعربي األهليت العمل إلى زيادة وعي منظما

وتدريبهم على المشارآة في صنع القرارات في المشاريع التطوعية باعتبارهم

، حجر الزاوية في شبكة العالقات والتفاعالت في مجال العمل الخيري

الفئات على معرفة أشرآتفي العالم والتي األهليأثبتت تجارب العمل قد ل •

جاتها الحقيقة وتطوير قدراتها وتعظم مشارآتها تجسد للتوجه التنموي احتيا

. المعروف بالتنمية بالمشارآة

أهدافالمستهدفة وإشراآها في تحديد الفئاتمع واالتصالعملية االرتباط و

تعتبرعلى أساس احتياجاتهم وفي اختيار الوسائل لتحقيق هذه األهداف األهليةالمنظمة

في عملها؛ حيث أن ذلك يزيد من قدرة األهليةاسية لنجاح المنظمات من الشروط األس

المنظمة على اختيار األنشطة المناسبة، وعلى تعبئة الجماهير المستفيدة مما يؤدي في

النهاية إلى تحول المستفيدين من متلقين للمساعدة إلى فاعلين من خالل تنمية قدراتهم عن

.الخيري والتطوعي وتغيير أوضاعهمطريق المشارآة الفعلية في النشاط

في المشاريع الخيرية المصداقية وتعزيز الثقة -ه حيث ١،الدراسات إلى وجود أزمة في المتطوعين في منظمات العمل األهلير تشي

يعتبر نقص المتطوعين مشكلة رئيسية للجمعيات العاملة في المجال الخيري والتطوعي،

من الجمعيات تعاني مشكلة نقص % ٤٩٫٧ية تشير إلى أن فالدراسات في البلدان العرب

فاإلقبال على التطوع ٢ ،منها ال يوجد بها متطوعون% ٥٫١المتطوعين، إضافة إلى أن

قليل نتيجة لضغوط الحياة اليومية وظروف العمل التطوعي؛ فضال عن عدم الرغبة في

للمنظمات األهلية في الدول العربية، دراسة حالة أماني قنديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعي ١١

.٢٦٦ن لبنان مصر تونس، مرجع سابق، صاألردعشرين، محددات الواقع و شهيدة الباز، المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي و ال ٢٢

.٢١٨آفاق المستقبل، مرجع سابق، ص

٣٣

١سية والتنشئة االجتماعية على الدولة والقصور قصور في الثقافة السيا واالتكالالتطوع

وعدم الوعي بأهمية العمل الخيري والتطوعي وضعف الثقة في مؤسسات العمل الخيري

. ٢والتطوعي ونقص قيمة العمل التطوعي

إن عمل الوقف مع مؤسسات العمل األهلي في إطار الشراآة سيجعلها محال للثقة

نظرا لما يتمتع به ،األخرىكومية الح الجهاتوسيعزز من قبولها وانفتاحها وتعاونها مع

بعد روحي وقداسة رمزية وسلطة معنوية لدى شرائح واسعة من المجتمع، الوقف من

مما يساعد على آسب ثقة الجمهور والفئات المستفيدة ودعمهم للمشروع موضوع

اآذلك فإن قيام مؤسسات العمل األهلي بعملية توزيع الريع الوقفي يضفي عليهالشراآة،

مما يعطي الوقف مزيدا من المصداقية في المؤسسة الوقفية واإلقبال ،دا من الشفافيةمزي

٣ .على الوقف

من الفئات المستهدفة والمستفيدة التخصص والقرب -و يقوم النشاط الوقفي على االلتزام بشروط الواقفين في توزيع ريع الوقف على

ي حاالت استثنائية، وهذا يساير المستحقين وال يجوز تغيير مصارف الوقف؛ إال ف

لكونها تميل إلى التخصص من حيث أنها تنشأ لغاية محددة األهليمؤسسات العمل

وتستهدف فئة معينة وذلك في رقعة جغرافية محددة؛ مما يجعلها قريبة من الفئات

العمل األهلي مؤسساتالمستهدفة وقادرة على استيعاب احتياجاتهم وتطلعاتهم، آما أن

مكان فردية ليس في إ بأنشطةا لتعاملها المباشر مع الفئات المستهدفة، فهي تتخصص نظر

مؤسسة الوقف القيام بها، آالمشاريع الدقيقة مثال، ونظرا لقربها من الفئات المستهدفة

أن توفر المعرفة المحلية بظروف مشاريع الشراآة مما يمكن األهليةيمكن للمؤسسات

المشترآة المناسبة الحتياجات المجتمع المحلي وحسب الوقف من تصميم المشاريع

٤.ظروف البيئة المحلية

. ١٩١، مواطنون، ، مرجع سابق، ص - سيفيكوس -التحالف العلمي لمشارآة المواطنين ١١ .٢٢٥مرجع سابق، ص شهيدة الباز، ٢٢ص ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ٣٣

١٣١-١٣٠. .١٣٢ص مرجع سابق، الفؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، ٤٤

٣٤

.جوانب الضعف ومكامن القوة: الوقفية األهلية الشراآة -٢-٦

للمؤسستين الداخلي يطرحها المحيط مشاآل تواجه مشاريع وبرامج الوقفية األهلية

آل من المؤسستين، يجب تتمثل في جوانب الضعف التي تعاني منها الوقفية واألهلية

، آما تتوفر آل معالجتها والتعامل معها بحذر، وذلك من أجل إنجاح الشراآة بينها

.مؤسسة على نقاط قوة يجب االستفادة منها لدفع مشروع الشراآة نحو النجاح

ضعف القدرات اإلدارية والمؤسسية -أ لضعف تتصل بقدراتها تعاني معظم المنظمات غير الحكومية العربية من مواطن ا

اإلدارية، من أهمها العجز والقصور في البحث والتخطيط وإعداد برامج الرقابة وبرامج

١ .التقييم وعدم القدرة على االستمرارية وذلك لضعف القدرات اإلدارية والمؤسسة

لدى العاملين فيها، على الرغم من أهميتها ها عدم توفر إن غياب هذه القدرات و

تياجات المجتمع المحلي، والسبل المالئمة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا للتعامل لمعرفة اح

يؤدي إلى القيام سوف معها بالشكل الذي يضمن تعاون مؤسسات الوقف المشارآة لها؛

عاطفية ونظرة سطحية للمشاآل االجتماعية مما يحد من آفاءة عمل أسسبمبادرات على

فعادة تنفيذ المشاريع يواجه ، ٢أعمال ومشاريع مشترآةوأهليتها لقيام األهليةالمنظمة

مل أو صعوبات بسبب نقص الخبرة المعرفة الخاصة بإعداد الميزانية أو وضع خطط الع

.مهارات اإلنتاج أو التسويق

ضعف قدرات االتصال والتسويق -ب ات وآذا اإلعالم والعالق ،والتواصل لالتصالتتطلب عملية الشراآة توافر قدرات

العامة ألجل التعبئة والتوعية ألهمية النشاط الخيري في المجتمع ودعمه جماهيريا،

. بالجهاز الحكومي البيروقراطي العضوي األوقافوقطاع األهليونظرا الرتباط القطاع

االعتماد عليها في هذا النوع من و) األوقافوزارة الشؤون االجتماعية ووزارة (

فالحاجة تكون مرتفعة لدى ، ل العمل األهلي وتقييد حرآتهالخبرات مما يؤدي إلى تعطي

والتسويق والتعاون واإلعالم االتصالوالمؤسسات الوقفية لخبرات األهليةالمنظمات

.١٧٨ص ، مرجع سابق،نجوى سمك ١ .٢٠٣مرجع سابق، ص شهيدة الباز، ٢٢

٣٥

والعالقات العامة والتعبئة مما يجعل المشارآة في ظل هذا الوضع وهذه المعطيات عملية

:يانا حول هذا الوضعتحفها الكثير من المخاطر؛ والجدول التالي يقدم ب

بيان لنسب احتاج الخبرات لدى منظمات العمل األهلي العربي: ٢الجدول رقم

نسبة االحتياج للخبرات نوع الخبرة

% ٢٨٫٨ االتصال

% ٤٢ التسويق

%٥٤٫١ التعاون

% ٤٢ اإلعالم

%٢٨ التعبئة

شهيدة الباز، المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي و العشرين، :المصدر

محددات الواقع و آفاق المستقبل، لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات األهلية العربية،

.٢٠٦ص .١٩٩٧القاهرة،

ضعف آفاءة مؤسسات العمل األهلي -ج تعاني التطوعي و األهليل نظرا لغلبة الطابع التطوعي والرعائي في مؤسسات العم

في األقطار العربية من ضعف آفاءتها في تنظيم العمل؛ حيث األهليةمعظم المنظمات

من )%٤٠(إلى أهدافهاوصلت نسبة فشل المنظمات في نجاح خططها وتحقيق

أسباب هذا أهممحدودية التمويل هي نوقد لوحظ من نتائج دراسات ميدانية أ ،المنظمات

يليها نقص اإلمكانيات البشرية آسبب ثاني مهم من أسباب ضعف ) %٨١(الفشل بنسبة

األهليةآفاءة المنظمات البشرية آسبب ثاني مهم من أسباب ضعف آفاءة المنظمات

) %١٠٠( إلىوعمان الكويتوترتفع هذه النسبة في آل من ) %٣٥(بنسبة

٣٦

لسبب اوهذا ١،)%٧٣٫١(على التوالي وتصل النسبة في دول الخليج إلى ) %٨٤٫٦(و

٢ .مؤسسات األوقاف الحكومية في البلدان العربيةمعظم مع األهليةتشترك فيه المنظمات

في تنظيم العمل سوف األوقافومؤسسات األهليةإن ضعف آفاءة المنظمات

نظرا ألن ،يشكل أحد المعوقات والتحديات المهمة التي تواجه قيام شراآة فعالة بينها

لكال طرفي الشراآة ومستوى الكفاءة أهدافهاونجاحها مرهون بتحقيق استمرار الشراآة

.ومؤسسات األوقاف األهليالذي تبديه آل من خبرات العمل االلتزامومدى

القدرات اإلدارية وتطوير قدرات االتصال والتسوق وتحسين آفاءة ولرفع

ؤسسة األوقاف دعم يمكن لم ،مؤسسات العمل األهلي التي لها عالقة شراآة مع األوقاف

جهودها اإلدارية وبناء طاقتها المؤسسية واآتساب المهارات والخبرات الالزمة، لكي

تكون قادرة على القيام بواجب األمانة والكفاءة ولتحيق أهداف الشراآة، ويتم ذلك من

ارة خالل تنفيذ أنشطة محددة مثل بناء الهياآل التنظيمية، التدريب و رفع الكفاءة الفنية إلد

يمكن للوقف أن يؤسس صندوقا ماليا ذلك ذولتنفي تطوير نظم المعلومات، األعمال، و

م المنح لمؤسسات العمل األهلي التي ترغب في تطوير قدراتها وتحسين طاقتها يقد

٣ .المؤسسية

في إدارة العمل األهلي والتطوعي ضعف التنسيق -د جحة بين مؤسسة الوقف ومؤسسات يعتبر التنسيق حجر الزاوية في العالقة النا

وأهمية التنسيق تنبع من دوره في تفادي بعثرة الجهود وتكرارها، ،العمل األهلي

وازدواجية الخدمات وتكمن أهميته أيضا في تحقيق التكامل بين األنشطة في القطاع

ة، الواحد مما يعظم األثر التنموي على المجتمع المحلي ويقلل من تكاليف الخدمات المقدم

.٢١٥-٢١٤ص ص مرجع سابق، شهيدة الباز، ١اسة حالة الجزائر، مرجع سابق، آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، در ٢

.١٠٨ص ٩٩تماعية، مرجع سابق، صفؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االج ٣٣

.بتصرف

٣٧

ليات البد وأن تتضمن آالمشترآة ةالوقفية األهليوعليه فإن مكونات تقييم المشاريع

١ .التنسيق

حد الرآائز األساسية التي تقوم عليها برامج ومشاريع الشراآة بين أالتنسيق إن

يشير في البالد العربية ومؤسسات األوقاف، فواقع القطاع األهلي األهليمنظمات القطاع

الوطنية آاالتحاداترغم وجود أشكال عديدة ٢لتنسيق بين منظماتهإلى ضعف ا

النوعية واإلقليمية والدولية وضعف التنسيق يرجع آما تشير العديد من واالتحادات

٣ :هاأهم منيطرح محيط العمل األهلي أسبابالدراسات إلى عدة

.يئات التنسيقال تعي وجود ه األهليوجود نسبة ال بأس بها من منظمات القطاع

.وجود تنسيق هذه المنظمات غير منظم للهيئات التنسيقية بعض التنظيمات التنسيقية تتم بشكل تلقائي وجزئية تتعلق في غالب األحيان

. بأهداف وقفية عابرةالعمل الخيري والتطوعي سوف يشكل في إدارةته التنسيق وغياب ثقافإن ضعف

ألن الشراآة تتطلب األوقافوقطاع األهليالقطاع تحديا لقيام شراآة بين مؤسسات

قدرا آبيرا من التنسيق وهو آثافة وممارسة وخبرة تراآمية ال تتوفر لدى الغالبية

وبالتالي فإن قدراتها تكون ، العظمى من مؤسسات العمل األهلي في األقطار العربية

حالة تعاونها مع مشاريع نوعية واآبر مما هي معتادة عليه في محدودة على تنفيذ

خاصة في ظل توجه عالمي نحو التخصص والمهنية في مجال إدارة ٤،مؤسسات الوقف

٥ .ية والتطوعيةالمشاريع الخير

تماعية، مرجع سابق، ص ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االج ١

.بتصرف ١٧٤-١٧٣، مواطنون، دعم المجتمع المدني في العالم، -سيفيكوس -المواطنين التحالف العلمي لمشارآة ٢٢

.١٩٠مرجع سابق، ص .٢٧١مرجع سابق، صشهيدة الباز، ٣٣ ١٣٦ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ٤٤الدار ترجمة صليب بطرس صليب،، بيتر اف دراآر، اإلدارة للمستقبل ،التسعينات وما بعدها ٥

.٣٢٤ص ، ١٩٩٨، القاهرة الدولية للنشر والتوزيع،

٣٨

من فكرة اإلدارة المجتمعية المشترآة لعل حل مشكلة ضعف التنسيق يأتيو

ت في فمن بين أهم ما تميزت به تجارب الكويت والسودان واإلمارا، ١ للقطاع الخيري

إدارة وتنظيم قطاع األوقاف هو مشارآة القطاع األهلي مع القطاع الحكومي في إدارة

عن طريق صيغ تنظيمية مبتكرة استقطبت رموز وقيادات المجتمع ، ٢القطاع الوقفي

المدني، آما مكنت من المشارآة الشعبية واألهلية في إدارة المشاريع الوقفية والتنموية

عة، إضافة إلى إدارة المؤسسات األهلية ألوقافها، وبذلك تصبح تخطيطا وتنظيما ومتاب

إدارة األوقاف تجسد فكرة اإلدارة المشترآة للتنمية الوقفية حيث يشترك المجتمع والدولة

.في إدارة قطاع األوقاف آقطاع مشترك

محدودية الخبرات والمهارات -ه عاني منه معظم منظمات العمل لمتطوعين الذي ترد المالية وقلة اانظرا لقلة المو

فإن أغلبها يعاني من ٣ ،إضافة إلى ضعف التدريب وحداثة التكوين العربية،األهلي

محدودية قدراتها الفنية واإلدارية وهذا القصور في الخبرات والقدرات إضافة إلى قلة

ات الوقف لقيام شراآة فعالة بين مؤسس المناسبالموارد المالية والبشرية ال يوفر المناخ

٤ .ومنظمات العمل األهلي

االنفتاح على المؤسسات واإلدارات ولمواجهة هذه المشكلة عملت األوقاف على

والتقنية صديقة في القطاع العام والخاص وعقد اتفاقيات التعاون والحصول على الخبرةال

، حيث يقةوالتجهيزات واالستفادة من البرامج و المساعدات التي تقدمها المؤسسات الصد

، أنظر آمال .فكرة اإلدارة المجتمعية المشترآة هي أطروحة أصيلة للدآتور آمال منصوري ١

منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ص ١٤٢. محمد السهيل،إدارة العمل الخيري في دولة الكويت، دراسة تجربة الصناديق عبد المحسن ٢٢

.١٢٧، مرجع سابق، ص١٩٩٨- ١٩٩٢الوقفية،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، النوع االجتماعي والمواطنة ودور المنظمات غير ٣٣

والمملكة العربية السعودية،الحكومية في دول خليجية مختارة، دراسة حالة مملكة البحرين والكويت .٢٨ص،٢٠٠٣رك، يونيو ،األمم المتحدة

.١٣٧ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ٤٤

٣٩

يمكن اللجوء في حالة المشاريع المشترآة إلى االستفادة من مؤسسات القطاع العام أو

١ .القطاع الخاص التي تمتلك خبرات ومهارات في مجال الشراآة

محدودية العمل الجماعي -و العربية إشكالية تتعلق بالثقافة المدنية تتمثل هذه اإلشكالية األهليةتواجه الجمعيات

المنظمات الحكومية هدرآتوهذا ما أ ٢. محدودية العمل الجماعي وسيادة الفردية في

حسب المتطور للمنظمات العمل الخيري والتطوعي، فوالتي تمثل الجيل الثالث

"Kortten " أن العمل الفردي لن يحقق أي عوائد أو منافع ولن ترجى منه فائدة آبيرة

من خالل شبكات العمل المترابط بين مختلف ال إلن يتحقق موأن العمل الخيري المستدا

٣ .المنظمات غير الحكومية الخاصة والعامة والقطاع الخاص

بحكم مرونتها في االستجابة لحاجات المجتمع الذي األهليإن مؤسسات العمل

تعايشه تستطيع أن تكون لها المبادأة والمبادرة وسرعة الحرآة وذلك بحكم قربها من

٤. فيدة وفهما ألولوياتها والحتياجاتها التنمويةالفئات المست

ال بد له أن يحدد نقاط األهليإن الوقف في سعيه إلقامة شراآة مع مؤسسات العمل

ومواطن الضعف في هذه العالقة، آما عليه أن يحدد الفرص التي تتيحها هذه العالقة

ن تحقيق شراآة جارية والتهديدات التي تنشأ عنها وذلك حتى يتمكن طرفا العالقة م

.ومستدامة تحقق أهداف التنمية

بنشاط المستهدفةلقد أصبح ينظر إلى مشارآة القاعدة الشعبية وإلى الفئات

مؤسسات العمل األهلي آعامل أساسي في النجاح الفاعل للمشروع وديمومته؛ لذا فإن

ع مشارآة المهمة في توسي األدواتالعمل األهلي يمكن اعتبارها إحدى تالمؤسسا

ورفع درجة وعيها وأنشطتهاالقاعدة الشعبية وإدماج الفئات المستهدفة في برامجها

آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ١ .١٤٥صللمنظمات األهلية في الدول العربية، دراسة حالة ، اإلسهام االقتصادي و االجتماعيأماني قنديل ٢٢

.٢٨٢ن لبنان مصر تونس، مرجع سابق، صاألردديفيد آورتن ، العمل الخيري التطوعي و التنمية، استراتيجيات الجيل الثالث من المنظمات غير ٣

.١٣ص الحكومية، مرجع سابق،

.١٩٤صإسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، فؤاد عبد اهللا العمر، ٤٤

٤٠

بمنافع وفوائد مشاريعها ودفعها للمشارآة فيها والتفاعل معها بإيجابية المساهم والمشارك

.الفعلي والحقيقي

لدعم أن توفر ا األهليونظرا لقربها من الفئات المستهدفة تستطيع مؤسسات العمل

الشعبي الالزم لتنفيذ بعض المشاريع الوقفية؛ حيث تدعم هذه المشاريع التشارآية

١ .والمحافظة على المشاريع العامة باالنتماءاإلحساس

وحدة الوقفية واألهلية وتين مؤسسقيم وثقافة الإن وحدة المنطلقات الفكرية ل

في صناعة الخير، وآذلك تقاطع ن في المجتمع والمتمثلة االرسالة التي تنشدها المؤسست

،لمؤسستين، وما تملكه آل مؤسسة من امكامات مادية وبشريةاإلستراتيجية لهداف األ

المحيط االقتصادي واالجتماعي للمؤسستين من فرص، يجعل من الشراآة بين هوما يتيح

المؤسستين خيارا استراتيجيا ومطلبا حيويا لتجسيد رسالة الخير وتعظيم العائد

.قتصادي والمردود االجتماعي للنشاط الخيري في المجتمعاال

١٣٤ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ١١

٤١

الفعالة األهليةنموذج الشراآة الوقفية خصائص : رابعاانطالقا من التحليل السابق لموضوع إستراتيجية الشراآة الوقفية األهلية يمكن

لشراآة الوقفية األهلية، هذا النموذج يستفيد من نقاط القوة لطرح نموذج مقترح

: مكانات التي يحوزها آل طرف، وهو يتميز بالخصائص التاليةواإل

لنتائج ال شراآة النوايا الطيبةوا األداءشراآة : األدائية -١، بل فحسب قوم على حب الخير والرغبة فيهتفعل الخير وصناعته في المجتمع ال

لتحصيل المرغوب من النتائج وعمل منظم هو بذل و حرآة دائبة وسعي مثمر

١ ).لعلكم ترحمون فعلوا الخيراو(وهو المراد بالنص القرآني واألهداف،

أآثر إنتاجا، في الغرب منذ ثالث عقود أصبحت المنظمات غير الهادفة للربحف

ألن القطاع الثالث آان قد -دراآر. اف.بيتر –حسب عالم اإلدارة األمريكي وذلك راجع

أنها ن مؤسسات القطاع ترى في اإلدارة قبل هذا آان الكثير مفاآتشف اإلدارة،

اختصاص دوائر المال و األعمال الكبيرة، حيث ساد االعتقاد أن النوايا الطيبة واألهداف

النبيلة هي آل ما يلزم لتحقيق أهداف المؤسسات غير الهادفة للربح، غير أن الكثير من

وقراطية، وأن الواجب هيئات القطاع الثالث أصبح يدرك أن النوايا الطيبة تنشر البير

٢ .لتحقيق النتائج يقتضي عليها ممارسة اإلدارة بكفاءة وفعالية

، باعتبار الشراآة عالقة بين طرفين تتوجه لتحقيق المصالح والمنافع العامةو

على أساس مهني من خالل بين األوقاف ومؤسسات العمل األهلي يجب أن تتم التعامل ف

عة قانونية المسؤوليات ضمن عقود واضحة و ذات طبيتحديد واضح للواجبات والمهام و

تحدد التزامات آل طرف، وهنا البد من حسن اختيار المؤسسة األهلية الشريك، حيث

تعد عملية اختيار مؤسسة العمل األهلي لمشروع الشراآة مع الوقف من أهم العلميات

آما تعد .راآة فعالةالتي يجب أن تتقنها مؤسسة الوقف وتوليها عناية خاصة في بناء ش

:مرا أساسيا في إنجاح مشروع الشراآة؛ حيث يتم االختيار وفقا للمعايير التاليةأ

o موضوع الشراآة أهدافة في العمل في نفس بلديهم االهتمام والرغ.

.٧٧سورة الحج، اآلية ١١ .٣٥٠، ص ، مرجع سابق بيتر اف دراآر، اإلدارة للمستقبل ،التسعينات وما بعدها ٢

٤٢

o المحلية(التواجد في النطاق الجغرافي.(

o ات في الشرآاء توفر نقاط القوة واإلمكانيات التي تغطي جوانب النقص والثغر

.اآلخرين

o قانونية التأسيس.

o سجل حافل باإلنجازات ورصيد من التجارب في مجال مشروع الشراآة. o وجود تقاليد إدارية في مؤسسة العمل األهلي تتعلق بقدرتها على التخطيط

١. واإلدارة المالية وتوافر نظام فعال للرقابة على األداء

وتوليد المنافع والخدمات ةل الوقفيوبين حفظ األصالتوازن : جاريةشراآة -٢توازن اإلنتاج التنظيمية التي تكمن في الفعالية تقوم الشراآة الجارية على مبدأ

والقدرة على اإلنتاج فاالستخدام الفعال لإلمكانيات المادية هو الموازنة بين اإلنتاج

س على الحفاظ على توازن أن عدم قدرة النا" ستيفن آوفي "والقدرة على اإلنتاج،

اإلنتاج والقدرة على اإلنتاج في مؤسساتهم فإنهم بذلك يضعفون فعالية المؤسسة،

فمحاولة تحقيق أقصى مستويات اإلنتاج، وتخفيض التكاليف وارتفاع األرباح في وقت

قصير، سوف يكون على حساب اآلالت وعدم صيانتها، ومن ثم فقدان القدرة على

.اع تكاليف الصيانة وإيقافها عن التشغيلاإلنتاج، وارتف

الفعالية آما يراه والحفاظ على التوازن بين اإلنتاج والقدرة على اإلنتاج هو جوهر

قصيرة وطويلة األمد، وهو قابل حيث يكون التوازن بين المصلحتين ،-ستيفن آوفي –

قوم على يفهوم الذي الم وإدارة مشاريع الشراآة الوقفية األهلية، فهأن يصلح للتطبيق في

المفهوم الذي يتماشى مع مدلول نص الحديث وهو ٢ .المؤسسيتحقيق النجاح أساسه

مالحيث تكمن فعالية الوقف في تحبيس " ...بها حبس أصلها وتصدق"...الشريف

، أي التوازن بين عنصري التحبيس لمنافعوالحفاظ على هذا األصل مدرا لآأصل إنتاجي

.والتسبيل

المشاريع اإلدارة، الناشر سين جمعة، الجمعيات والمؤسسات األهلية، الجهات المانحة الدولية،ح ١١

.١٥٨ص .٢٠٠٤المؤلف نفسه، القاهرة، ، آوفي، العادات السبع للناس األآثر فعالية،دروس فعالة في عملية التغيير الشخصي. ر.ستيفن ٢

.٨١-٨٠ص ص ،٢٠٠٤ترجمة مكتبة جرير، الرياض،

٤٣

أو الفعالية التنظيمية " القدرة على اإلنتاج / اإلنتاج" سب توازن عنصري ويكت

مشاريع الشراآة بين مؤسسات العمل األهلي أهمية خاصة عند تطبيقه في إدارة

، فعلى مستوى توازن الموارد المادية أو المالية الوقفية، فإهمال صيانة األمالك واألوقاف

تساهل في بيعها أو استبدالها وعدم الذود عنها الوقفية من منشآت وأدوات إنتاج وال

يشروع الوقفي األهلوحمايتها وعدم تثمير األصول المالية والمادية، سوف يفقد الم

وظيفته األساسية وهو عنصر القدرة على اإلنتاج وتوليد المنافع، آما يفقد المؤسسة

جمهورها من الواقفين ارتباطها بمجالها المجتمعي من خالل فقد ثقة الوقفية واألهلية

على األهلي الوقفيشروع والمنتفعين ومستخدميها، بالمقابل سوف يؤدي ترآيز الم

اإلنتاج واالستثمار وتوليد الريع إلى إهمال القدرة على اإلنتاج، وعدم القدرة على تحقيق

، وهنا يمكن االعتماد على مجموعة من معايير لزيادة فعالية الخير في المجتمعرسالة

:لمشاريع الوقفية األهلية المشترآةا

o إنجاز األنشطة الوظيفية والتشغيلية.

o يالوقفالمشروع منتفعين بالفئات المستفيدة أو ال( االهتمام بالعمالء.(

o في المشاريع المشترآة والقائمين عليها من موظفين أو االهتمام بالعاملين

. متطوعين

o اهمين فيه آواقفين والمستفيدين منهوالمس العاملين تفعيل مشارآة.

o المشروع المشتركألهداف في المشروع ضرورة فهم العاملين.

o العاملة في منظمات القطاع األهلي(االرتباط بعالقات جيدة مع المنظمات المماثلة

١ ).، القطاع الحكومي، القطاع الخاصنفس المجال

o اإلجراءات اإلداريةبساطة.

o عالية لإلبداع واالبتكار والتصرف منح درجات.

نجاح المشروع هدفها األساسي هو إدارة المشروع الوقفي األهلي المشترك ف

، أي العمل على إدرار "تحبيس األصل وتسبيل المنفعة " مبدأ توازن في إطار المشترك

1 Tom Peters et Robert Woterman, Le Prix de L’Excellence, les 8leviers de la performance, Dunod,Paris,1999, p1. بتصرف

٤٤

قتها المنافع والخيرات وفي نفس الوقت الحفاظ على األصول الوقفية والمحافظة على طا

ى أساس مبدأ الشراآة الجارية تسعى المؤسسة الوقفية لتأآيد على أهمية وعل١ ،ةاإلنتاجي

:تحقيق األهداف والمهام التالية

o حماية األصول الوقفية لمشروع الشراآة.

o المردود االقتصادي والمردود االجتماعي – يالتنموتعظيم وتحسين المردود-

.شترآةللمشروعات الوقفية األهلية الم

o منافع والخدمات التي يتيحها المشروع المشتركتعميق األثر التوزيعي لل.

إن تعبئة جهود فئات المجتمع من واقفين ومستفيدين من المشروع الوقفي األهلي

المشترك وقف للمشارآة في إدارة وتشغيل مشروع الشراآة يوفر زخما بشريا يمكن

أسلوبا قليل التكلفة ومتنوع الخبرات وعالي تسخيره لصالح نجاح المشروع فهو يوفر

الفعالية في تنفيذ المشاريع الوقفية، وقد تتعدد أشكال المشارآة الشعبية في إدارة

٢ :مشروعات الشراآة، حيث تتدرج على النحو اآلتي

o تقلد منصب إدارة المشروع.

o العضوية النشطة في مجلس إدارة المشاريع المشترآة.

o طوعية في أنشطة و فعاليات المشروع المشتركالمشارآة الت. o المشارآة في دعم و مساندة المشروع المشترك، والترويج له. o االهتمام العام بالنشاط الوقفي األهلي ومراقبته.

ساحة العمل االجتماعيالبدء من :شراآة رسالية -٣ن أفضل ألقد تأآد من تجارب العمل الخيري والتطوعي في البلدان الغربية،

الهيئات غير الهادفة للربح والمؤسسات هي التي تولي عناية لتحديد رسالتها حيث ترآز

بدال من النوايا الطيبة على األهداف التي لها مضامين واضحة للعمل، وهي على عكس

فالمؤسسات غير ،مؤسسات المال واألعمال التي تبدأ من الداخل ومن العوائد المالية

آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ١ .٢٠٥ص ف، دراسة حالة الجزائر، المرجع سابق، آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقا ٢

.٢١٧ص

٤٥

إن بدء ،دأ من الخارج، فتبدأ من البيئة والمجتمع وبالزبائن المرتقبينللربح تب ةالهادف

الالزمة يحدد االستراتيجياتللربح بالرسالة واحتياجاتها، سوف ةالهادف المؤسسة غير

١ .للوصول إلى األهداف األساسية للمؤسسة

مية ، إن عمل الخير وإشاعته بين الناس يعد من المقاصد األساسية للشريعة اإلسال

يدخل ضمن .حيث أن فعل الخير وحب بذله والدعوة إليه والتعاون عليه والتنافس فيه

، وباعتبار أن العمل الخيري أحد مقاصد ٢المقصد األول للشريعة وهو حفظ الدين

الشريعة، فإن مؤسسة الوقف مطالبة بأن يكون ترآيزها األساسي في مشروع الشراآة

جتمع آهدف ومقصد أساسي، وآذلك اختيار مشاريع على تحقيق رسالة الخير في الم

الشراآة ذات النفع العام، وهذا ما يقابله في الفقه الوقفي شروط الواقفين التي أآسبها

". شرط الواقف آنص الشارع" الواقفون قداسة رمزية فقالوا

تعاضد، تكامل، تعاقد، تعاون: زنةاآة متواشر -٤وتحالف بين طرفين أو أآثر لتحقيق أهداف محددة يشير مفهوم الشراآة إلى تآلف

أو مشروعات متفق عليها، في إطار من المساواة واحترام اآلخر، حيث يستفيد آل طرف

من إمكانيات الطرف الثاني لتكوين محصلة الشراآة بين الطرفين تكامل اإلمكانيات و

قاف والقطاع األهلي وبناء على هذا المفهوم تكون الشراآة بين األو ٣.تعظيم المردود

تعبر عن اتفاق بين طرفين لتحقيق أهداف ومشروعات مشترآة، بحيث يتحقق التكامل

بين هذه األطراف بتوظيف اإلمكانات المتاحة لكل طرف، دون هيمنة طرف على آخر

بحيث يتحدد عمل ومجال مساهمة آل طرف من أجل تعظيم المردود االجتماعي

٤ .اف الشراآةوتحسين األداء التنموي ألطر

مرجع ترجمة صليب بطرس صليب،.بيتر اف دراآر، اإلدارة للمستقبل ،التسعينات وما بعدها ١

.٣٥٢سابق، ص يوسف القرضاوي، أصول العمل الخيري في اإلسالم في ضوء النصوص والمقاصد الشرعية، ٢

.٢٥، ص ٢٠٠٨الطبعة الثانية ، دار الشروق، القاهرة ، .٩٥أماني قنديل، تطوير مؤسسات المجتمع المدني، مرجع سابق،ص ٣آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، ٤

.١٨٠ص

٤٦

باعتبار أن العمل الخيري هو رسالة مشترآة بين األوقاف ومؤسسات العمل و

األهلي في المجتمع ، وباعتبار أن الشراآة بينهما تقوم على مبدأ التوازن والمساواة

وعدم هيمنة طرف على آخر ألجل وتوزيع واضح للمسؤوليات واألدوار واحترام اآلخر

تتطلب قدرا تنفيذ مشاريع الشراآة وإدارتها فإن ، ١ية واالجتماعيةاالقتصاد المنافع متعظي

: على المستويات التاليةمن التوازن

عبء إقامة أحد طرفي عقد الشراآة وحده أن ال يتحمل : توزيع األعباءالتعاضد في

لمشروع الوقفي األهلي، بحيث يجب أن يكون هناك قدرا مناسبا من التوازن في ا

.والمسؤوليات توزيع المهام

فتعميق األثر التنموي للمشاريع الوقفية، يستدعي أن يكون هناك تكامل في التكامل

طبيعة المشروعات المشترآة بين المؤسسة الوقفية ومؤسسات العمل األهلي،

وقفي لتدريب العاملين في مؤسسة أهلية يجعل نشاطات المؤسسة الوقفية فمشروع

.ية لمؤسسات العمل األهليتتكامل مع الحاجيات التعليم

ومن أجل شراآة متوازنة البد لها من أن تقوم على أساس التعاقد وتوزيع المهام

التعاقد حيث تتحدد الواجبات والمسؤوليات المناطة بكل طرف، آما توضح حدود

صالحيات مؤسسات العمل األهلي في إطار مشروع الشراآة، آما يتمكن الوقف

عمل األهلي عند حدوث التقصير أو خلل في أداء المؤسسة مؤسسة ال ةمن مقاضا

األهلية، آما أن التعاقد يؤدي إلى نمو عالقة الشراآة ويوفر الشفافية والرقابة

، أيضا يجب أن تكون العالقة التعاقدية ضمن بنودها ما يتيح للوقف إنهاء ةالالزم

وذلك الناظر الوقفي آما هو الحال في عزل ،٢العقد المبرم إذا استدعى األمر ذلك

و قامت بأي تصرف أ ،في الوقف وريعهالتصرف مؤسسة العمل األهلي أساءت إذا

يخل بمضمون العقد أو خروج عن شروط الواقف أو شروط المؤسسة الوقفية،

تطوير مؤسسات المجتمع المدني، الشبكة العربية للمنظمات األهلية، القاهرة، أماني قنديل، ١

٩٥ص .٢٠٠٤ -٩٩ص صفؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ٢٢

١٥٤.

٤٧

تكلف وهذا في الحاالت التي ١،حيث نص الفقهاء على عزل الناظر عند الخيانة

إدارة المشروع حيث تعامل معامل الناظر في فيها مؤسسة العمل األهلي مسؤولية

.التولية والعزل

، لكل من ، فالتوازن يقتضي أن تكون المنافع للجميع على الجميع توزيع المنافع

سسة الوقفية ومؤسسة العمل األهلي، باعتبار أن أجرة الناظر طرفي الشراآة المؤ

ت في النظارة الوقفية وذلك من أساس نظام الحوافز والمكافآأو المدير الوقفي تعتبر

ة إلى مشروعية حيث مشروعية هذه األجرة واستحقاقها وتحديد مقدارها، إضاف

وبناء عليه يجوز للمؤسسة ٢،اوقد أثبت الفقهاء مشروعيته ،الحوافز والمكافآت

الوقفي عإمكانات للمشروخدمات واألهلية أن يكون لها أجر نظير ما تقدمه من

.األهلي المشترك

األصل فيه أن يكون مساويا ف، الذي تتلقاه المؤسسة األهلية ألجراتقدير أما

آسعر مرجعي آما أن حساب أجرة المثل هو مسألة اجتهادية يمكن أن ٣ألجر المثل

تتداخل في تحديدها عدة عوامل ومعايير بالنظر إلى الكفاءة وحسن التدبير والمقدرة

مية الوقف والحفاظ على أصوله وتحقق مقاصد اإلدارية والتأثير الميداني في تن

الواقفين، إضافة إلى الوقت المستغرق ألداء المهام، والنفع الذي يلحق الوقف جراء

مؤسسة األهلية المكلفة بالمشروع هذا العمل، والوسائل اإلدارية المتاحة لل

ال ، فال حد له شرعا، وإنما تحدده مصلحة الوقف والعرف الجاري الذي المشترك

فهو أشبه بالسعر الذي تحدده آليات السوق حيث يعتمد آسعر ، ٤ يجافي المصلحة

.مرجعي في تحديد أجر الناظر

أنظر محمد أمين ابن عابدين، حاشية رد المحتار على الدر المختار، الجزء الرابع، دار الفكر ١

.٥٧٨ص .للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، دون تاريخ نشرو محمد .٥٦٧، مرجع سابق، ابن عابدين، حاشية رد المحتار على الدر المختارمحمد أمين :راجع ٢

الطبعة الثانية، دار الفكر ، بن محمد بن عبد الرحمان الحطاب، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، .٤٠ص ،١٩٧٨دمشق،

.٨٥، مرجع سابق ،ص ٣١، المجلد شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية، مجموع الفتاوي ٣أعمال منتدى قضايا الوقف الثاني، تحديات عصرية بد اهللا بن بيه، مشموالت أجرة الناظر، ع. ٤

.٢٩٦ص .٢٠٠٥أآتوبر ١٠-٨: واجتهادات شرعية، الكويت في

٤٨

هذا األجر آمورد يساعدها على تنفيذ سوف تستخدم المؤسسة األهلية و

مشروعات الشراآة ، وذلك لتغطية مصاريفها الجارية في تنفيذ مشروعات

وبين مؤسسة المؤسسة األهلية بين جرة األى تقدير الشراآة، وقد يتم االتفاق عل

١ .األوقاف الشريكة انطالقا من الظروف المحيطة بمشروع الشراآة

التوازن يقتضي أيضا أن ال يقع عبء ترقية العمل الخيري :البيئة المتعاونة

يجب أن يكون بين أطراف التعاون ومساهمته في التنمية على طرفي الشراآة فقط ف

حيث ال يتحقق نجاح الشراآة إال في بيئة ، ذات عالقة بموضوع العمل الخيري عدة

مجتمعية متكاتفة ومتعاضدة ومتفاعلة إيجابيا فيما بين عناصرها ومكوناتها، فمهما

، لن تتمكن مؤسسة العمل األهلي اجتهادمهما آان و إدارة الوقفآان حرص

محيط معقد ومتغير يفرض في ظلاألهداف في إطار الشراآة لوحدها من بلوغ

وتجاوز هذه العقبات الخيري والتطوعي، آثيرا من القيود والعقبات على نشاط

مرتبط بتبني إستراتجية للتعاون والتعاضد والتكامل بين مختلف أطراف ومكونات

من قطاع عام وقطاع خاص، بحيث يصبح العمل محيط النشاط الخيري والتطوعي

٢ .والنشاط الخيري ونجاحه

تفعيل المشارآة الشعبية: مكينيةتشراآة تفاعلية و -٥إن اعتماد التمكين آفلسفة إلدارة وتنفيذ مشاريع الشراآة الوقفية األهلية سوف

يحقق نتائج إيجابية سواء بالنسبة للعاملين بالمشروع أو بالنسبة للمؤسستين المتعاقدتين أو

.مين فيه من الواقفين والمتبرعينبالمشروع أو المساه ةبالنسبة للفئات المستهدف

من الوقف المستفيدينإشراك أن يلقد أظهرت التجارب العالمية في العمل الخير

المشروع الخيري ، سوف يدفعهم إلى االهتمام بالمشروع والحفاظ عليه على مر في

إدارة الزمن وتقليل التكاليف الصيانة، آما أن إشراك الفئات المستفيدة من المشروع في

باالنضمام إليه وبجدواه الوقف وتوجيه المشروع الخيري ودورهم في إقناع اآلخرين

،سوف يرفع من درجة المشارآة الشعبية وتفاعلها مع النشاط الخيري في المجتمع

.١٥٣ صفؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ١١مؤسسات قطاع األوقاف، دراسة حالة الجزائر، مرجع سابق، آمال منصوري، اإلصالح اإلداري ل ٢

.١٧٧ص

٤٩

واندماج المجتمع المحلي في النشاط الخيري والوعي بأهميته من أجل التغيير االجتماعي

.دي واالجتماعي لهذه المشاريعوتعظيم المردود االقتصا

يرى بأهمية إشراك المستفيدين من الوقف في إدارة ١والتراث الفقهي للوقف

فالموقوف عليهم أحرص من غيرهم على إدارة الوقف المنتفعين به وحمايته الوقف

مشارآة الفئات المستهدفة ف ٢و أهدافهم وحفظ غالته، وفي ذلك تحقيق لمقاصد الواقفين

تحديد أهداف مشروع الشراآة على أساس احتياجاتهم فيدة من الوقف في والمست

من شروط نجاح المؤسسة عتبر الوسائل لتحقيق هذه األهداف تومشارآتهم في اختيار

الوقفية في عملها، حيث يتحول الموقوف عليهم من متلقين للمنافع إلى ممكنين وفاعلين

يؤدي أو المشروع الخيري المشترك سوف فتمكين المنتفعين بالوقف .٣وصانعين للقرار

ساهم في المحافظة يآما ٤إلى وحدة الرؤية والهدف ورفع مستويات االنتماء والدافعي

إن العمل الخيري اليوم لم يعد مجرد نوايا حسنة، أو .على األصول الوقفية وحمايتها

مل حضاري عمل خيري يقتصر على عالقة بين طرفين، مانح ومتلقي للمنحة، ولكنه ع

يسهم في التغيير االجتماعي والسياسي واالقتصادي، عمل تنموي متميز يستوعب

المفهوم الشامل للتنمية، فالعالقة إذن مع الفئات المستفيدة ينبغي أن تخرج عن مفهوم

الوصاية إلى مفهوم الشراآة الفعالة، أي شراآة الفئات المستفيدة من خالل تحديد

٥ .يد المشروعات والمشارآة فيهااحتياجاتها بنفسها وتحد

يرى المالكية أن والية الواقف على الوقف ال تصح لمنافاة ذلك شرط الحيازة الصحيحة، حيث ١

يبطل الوقف بوجود مانع للحيازة، واألرجح لديهم أن والية الواقف ال تصح مقيدة أم مطلقة، فوالية ن يشترطه الواقف أو للموقوف عليهم أو لمن يختارونهم هم، إذا آان الموقوف الوقف وإدارته تكون لم

، وهذا في حالة أن الواقف لم يبين )الرشد و الكفاءة( عليهم معنيين وآانت تتوفر فيهم شروط األهلية . في عقد وقفه لمن تكون الوالية منهم

ختصر خليل، الجزء السادس، محمد بن محمد بن عبد الرحمان الحطاب، مواهب الجليل لشرح م ٢ .٢٥مرجع سابق، ص

شهيدة الباز، المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي و العشرين، محددات الواقع و ٣٣ .١٥٤ص مرجع سابق،آفاق المستقبل،

العربية للتنمية اإلدارية، القاهرة، ةيحي سليم ملحم، التمكين آمفهوم إلداري معاصر المنضم ٤ .٢٤٧ص .٢٠٠٦

للمنظمات األهلية في الدول العربية، دراسة حالة أماني قنديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعي ٥٥ .٢٧٠ن لبنان مصر تونس، مرجع سابق، صاألرد

٥٠

نافعشاريع وجودة في الخدمات والمفي الم تميز :شراآة نوعية -٦، ةوالرياديعتبر تبني مؤسسات العمل األهلي لمشروعات متميزة معيارا للفاعلية

آما تمنح المشروعات المتميزة المنظمات األهلية خصوصياتها وهي قدرتها على التجديد

في مجال حقوق ١ أنشطتها ومواآبتها لالحتياجات التنموية المستجدة واالبتكار في

.العلمي والبحثاإلنسان والبيئة واألسرة واألمومة والطفولة والثقافة والفنون

جل شراآة نوعية تقوم مؤسسة الوقف باختيار المجال الذي تتميز فيه أومن

ص في هذا المجال والذي ، ثم يتم التحاور حول إمكانية التخصاألهليمؤسسة العمل

يشكل احتياجا لمؤسسة الوقف، يعقب ذلك التفاهم حول الخطوات العملية للتعاقد وآيفية

٢. الالزمة وطرق ووسائل تنفيذ مشروع الشراآة األموالصرف

تشكل األهليوألجل أن تكون مشاريع الشراآة بين الوقف ومؤسسات العمل

مية يجب على المؤسسة الوقفية أن توجه اهتمامها إضافة للعمل الخيري والتطوعي والتن

فتاريخ ،نحو تشجيع المشاريع المبتكرة ذات الجودة العالية والمنافع العميمة للمجتمع

الممارسة االجتماعية التاريخية لنظام الوقف يشير إلى أن الممارسة الوقفية اتسمت

يئات وقفية مهمتها تقديم أعمال ومشاريع وهت رهقرون عديدة ظ ، فعبربالجودة والتميز

خدمات خيرية تبنى واقفوها مبدأ الجودة والتميز، حيث تنافس الواقفون في إقامة مشاريع

ومرافق في محاالت اجتماعية حيوية قدمت خدمات متميزة، وقد تجاوزت هذه الخدمات

في آثير من األحيان توقعات جمهور المنتفعين بالوقف، والمست المكونات غير

٣.ة في الخدمات الوقفية المنتجةالملموس

باعتبار أن المؤسسة الوقفية من خالل موقعها آمؤسسة تتمتع بقدر من و

المبتكرة لتنمية المجتمع، لذلك والوسائلاالستقاللية النسبية يمكن أن تقوم بتقديم األفكار

دة في التمويل لمسان األولويةيجب أن يكون من أهداف الوقف في المستقبل أن يعطي

و فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية . ٢٤١شهيدة الباز، مرجع سابق، ص ١١

.١٩٢االجتماعية، مرجع سابق، ص .١٧١ص فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، مرجع سابق، ٢٢، آمال منصوري، نموذج العمارة الوقفية اإلسالمية بين نظريات العمارة ونظرية جودة الخدمات ٣ .٢٢، ص)بحث غير منشور(

٥١

حديثة أفكاراتقنية حديثة أو توظف متستخداالبتكار في المشاريع المشترآة خاصة التي

وذلك من أجل ١ .آما يمكن توفير التمويل الالزم ألي مشاريع تجريبية رائدة تخدم التنمية

الدور الخدمي الخروج بالعمل األهلي والتطوعي من دائرة المفهوم التقليدي القائم على

واالنتقال إلى مفهوم العمل الخيري الحضاري القائم على التغيير االجتماعي والرعائي،

المنطلق من المبادرة الحرة للمجتمع المحلي عن طريق تعبئة مخلف الموارد المتاحة في

.المجتمع، والتأآيد على أهمية المشارآة الشعبية الفعالة في هذا التغيير

ص ص لتنمية االجتماعية، مرجع سابق، فؤاد عبد اهللا العمر، إسهام الوقف في العمل األهلي وا ١١

١٩٤-١٩٣.

٥٢

אW :التاليةتوصل إلى النتائج التالية والتي تلخصها النقاط في ختام هذه الورقة أمكن ال

المؤسسة الوقفية هي مؤسسة مدنية ذات هوية :مدنية خيرية تنموية: مؤسسة األوقاف

مجتمعية وهي إطار مؤسسي لإلسهام األهلي في جهود التنمية، تنتمي لقطاع العمل

دفه خدمة المجتمع الخيري والتطوعي تمارس نشاطا خيريا وتطوعيا باألساس، ه

. والصالح العام، باتجاه تحقيق التنمية الشاملة

باعتبار أن النشاط الخيري :عندما يتغير مجرى النهر :الدولة وقطاع العمل الخيري

هوالوقفي في المجتمع هو بمثابة نهر الخير االجتماعي المتدفق، فإن تدخل الدولة في

. آان بمثابة تغيير لمجرى النهرا العامة،بما يخدم سياستهتوجيهه والتأثير عليه و

فرغم أن األصل في العمل األهلي والنشاط الوقفي هو الحرية واالستقاللية المنطلقة

من اإلرادة الحرة للمجتمع المحلي األهلي، إال أن وجود الدولة في البلدان العربية

ثر في أ ،آطرف دخيل في معادلة العمل الخيري والتطوعي ومهيمن وفاعل فيها

طبيعة العالقة بين مؤسسات القطاع الخيري والدولة من جهة، وبين مؤسسات العمل

. األهلي والوقف من جهة أخرى

إن وحدة المنطلقات الفكرية للمؤسسة الوقفية : خيار استراتيجي المشارآة ال المنافسة

لمتمثلة في والمؤسسة األهلية ووحدة الرسالة التي تنشدها المؤسستان في المجتمع وا

صناعة الخير، وآذلك تقاطع األهداف اإلستراتيجية للمؤسستين، وما تملكه آل

المحيط االقتصادي واالجتماعي همؤسسة من امكامات مادية وبشرية، وما يتيح

للمؤسستين من فرص، يجعل من الشراآة بين المؤسستين خيارا استراتيجيا ومطلبا

عائد االقتصادي والمردود االجتماعي للنشاط حيويا لتجسيد رسالة الخير وتعظيم ال

.الخيري في المجتمع

٥٣

لشراآة الوقفية األهلية الفعالةمقترح لنموذج من أجل الوصل إلى شراآة فعالة يمكن اعتمادها لتفعيل تواصل األوقاف مع

اإلسهام االقتصادي واالجتماعي للنشاط الوقفي والخيري تعظيم ومؤسسات العمل األهلي

المجتمع نقترح نموذج الشراآة الوقفية األهلية الفعالة والذي يتميز بالخصائص في

:التالية

o لنتائج ال شراآة النوايا الطيبةشراآة األداء وا: األدائية.

o البدء من ساحة العمل االجتماعي :شراآة رسالية.

o ماتوتوليد المنافع والخد ةل الوقفيوالتوازن بين حفظ األص: جاريةشراآة.

o تعاضد، تكامل، تعاقد، تعاون: اآة متوازنةشر.

o تفعيل المشارآة الشعبية: مكينيةتشراآة تفاعلية و.

o تميز في المشاريع وجودة في الخدمات والمنافع :شراآة نوعية.

٥٤

אא .الكريمالقرآن -١ .المصادر الفقهية -٢

حتار على الدر المختار، الجزء الرابع، دار محمد أمين ابن عابدين، حاشية رد الم -٣

.الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، دون تاريخ نشر

، الطبعة األولى، وزارة ٤٤مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية ، الجزء -٤

.٢٠٠٦األوقاف والشؤون اإلسالمية الكويتية، الكويت، الجليل لشرح مختصر خليل، محمد بن محمد بن عبد الرحمان الحطاب، مواهب -٥

.١٩٧٨الجزء السادس، الطبعة الثانية، دار الفكر ، دمشق،

.الكتب -٦

..١٩٩٨إبراهيم البيومي غانم، األوقاف والسياسة في مصر، دار الشروق، القاهرة، --٧٧

ر المؤسسة الوقفية في ضوء التجربة الخيرية الغربية، طويأسامة عمر األشقر، ت --٨٨

..٢٠٠٧العامة لألوقاف، الكويت، ، األمانة)دراسة حالة(

اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، دور المنظمات غير الحكومية العربية --٩٩

في تنفيذ توصيات المؤتمرات العالمية وفي المتابعة المتكاملة لها، األمم المتحدة،

..٢٠٠٠نيويورك، ي والمواطنة ودور اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، النوع االجتماع -١٠

المنظمات غير الحكومية في دول خليجية مختارة، دراسة حالة مملكة البحرين

.٢٠٠٣والكويت والمملكة العربية السعودية، ، األمم المتحدة، نيويورك، ، مواطنون، دعم المجتمع المدني -سيفيكوس -التحالف العلمي لمشارآة المواطنين -١١

.١٩٩٥ي، القاهرة، في العالم، دار المستقبل العرب

أماني قنديل، اإلسهام االقتصادي و االجتماعي للمنظمات األهلية في الدول العربية، --١٢١٢

دراسة حالة األردن لبنان مصر تونس، الشبكة العربية للمنظمات األهلية، القاهرة،

١٩٩٩ ،.

٥٥

تطوير مؤسسات المجتمع المدني، الشبكة العربية للمنظمات األهلية، أماني قنديل، --١٣١٣

.٢٠٠٤قاهرة، البيروت م ليكي و آخرون، إدارة الجمعيات الخيرية غير الهادفة للربح، ترجمة عال -١٤

.٢٠٠٠عبد المنعم، الدار الدولية للنشر و التوزيع، القاهرة، ترجمة صليب بطرس .بيتر اف دراآر، اإلدارة للمستقبل ،التسعينات وما بعدها -١٥

.١٩٩٨صليب،الدار الدولية للنشر والتوزيع،القاهرة،

حسين جمعة، الجمعيات والمؤسسات األهلية، الجهات المانحة الدولية، المشاريع -١٦

.٢٠٠٤اإلدارة، الناشر المؤلف نفسه، القاهرة،

ديفيد آورتن ، العمل الخيري التطوعي و التنمية، استراتيجيات الجيل الثالث من --١٧١٧

ة لألوقاف، المنظمات غير الحكومية، ترجمة بدر ناصر المطيري، األمانة العام

. ٢٠٠١الكويت،

، )النسخة اإللكترونية( محمد بن عبد العزيز بنعبدله، الوقف في الفكر اإلسالمي، --١٨١٨

..١٩٩٦فضالة، الرباط، الجزء األول، مطبعةمحي الدين خير اهللا العوير، الجمعيات الخيرية اإلسالمية ودورها في التكافل -١٩

.٢٠٠٦االجتماعي، الطبعة األولى ،دار النهضة ، نجوى سمك ، القطاع األهلي والتنمية االقتصادية في مصر، مرآز دراسات -٢٠

.١٩٩٩وبحوث الدول النامية، القاهرة،آوفي، العادات السبع للناس األآثر فعالية،دروس فعالة في عملية التغيير . ر.ستيفن -٢١

.٢٠٠٤ترجمة مكتبة جرير، الرياض، الشخصي ، وسائل االتصال الجماهيري في دعم دور( سامي الصالحات، اإلعالم الوقفي -٢٢

.٢٠٠٦، ، األمانة العامة لألوقاف، الكويت،)وتطوير أداء المؤسسات الوقفيةسناء المصري، تمويل و تطبيع قصة الجمعيات غير الحكومية، سينا للنشر، -٢٣

.١٩٩٨القاهرة،

٥٦

شهيدة الباز، المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي و العشرين، -٢٤

حددات الواقع و آفاق المستقبل، لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات األهلية العربية، م

.١٩٩٧القاهرة،

إسهام الوقف في العمل األهلي والتنمية االجتماعية، األمانة فؤاد عبد اهللا العمر، --٢٥٢٥

..٢٠٠٠العامة لألوقاف، الكويت،

ية واالجتماعية في عبد الغفار شكر، الجمعيات األهلية وأزمة التنمية االقتصاد --٢٦٢٦

،١٩٩٨مصر، مرآز البحوث العربية، دار األمين ، القاهرة،

هويدا عدلي، فعالية مؤسسات المجتمع المدني وتأثيره على بلورة سياسة إنفاق -٢٧

، ٢٠٠٥للخدمات االجتماعية، مرآز دراسات الوحدة العربية، القاهرة،

اإلستراتيجية العامة للعمل :وزارة الداخلية في المملكة المتحدة ، فريق التميز -٢٨

.٢٠٠٣التطوعي في المملكة المتحدة، ترجمة األمانة العامة لألوقاف،الكويت ،

ياسر عبد الكريم الحوراني، الوقف و العمل األهلي في المجتمع اإلسالمي --٢٩٢٩

.٢٠٠١ ، األمانة العامة لألوقاف الكويت)حالة األردن( المعاصر العربية للتنمية ةداري معاصر المنضميحي سليم ملحم، التمكين آمفهوم إل -٣٠

.٢٠٠٦اإلدارية، القاهرة،

يوسف القرضاوي، أصول العمل الخيري في اإلسالم في ضوء النصوص --٣١٣١

..٢٠٠٨والمقاصد الشرعية، الطبعة الثانية ، دار الشروق، القاهرة ، .الدوريات العلمية -٣٢ .ة البرآة ، جدة، مجموعة دل٢٠٠١مجلة حولية البرآة،العدد الثالث، نوفمبر -٣٣

.، ، األمانة العامة لألوقاف، الكويت٢٠٠٧، نوفمبر ١٣مجلة أوقاف، العدد -٣٤مجلة علوم وتكنولوجيا وتنمية، الوآالة الوطنية لتنمية البحث الجامعي، الجزائر، -٣٥

.٢٠٠٨، مارس ٣العدد رقم .المؤتمرات والندوات العلمية -٣٦ن العربي، تحرير إبراهيم البيومي ندوة الوقف والمجتمع المدني في الوط أبحاث -٣٧

.٢٠٠٣غانم، مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة العامة لألوقاف، بيروت،

٥٧

قراءة للواقع :ترشيد العمل الخيري في الجزائر: أبحاث لملتقى الدولي األول حول -٣٨

.٢٠٠٨ماي ١٤/١٥ما بين -تيارت - واستشراف للمستقبل، جامعة ابن خلدون ديسمبر : بتاريخ ،مر الثاني لألوقاف، جامعة أم القرى، مكة المكرمةأبحاث المؤت -٣٩

٢٠٠٧،. ندوة الوقف والمجتمع المدني في الوطن العربي، تحرير إبراهيم البيومي غانم، -٤٠

.٢٠٠٣مرآز دراسات الوحدة العربية واألمانة العامة لألوقاف، بيروت، ١٨-١٥لفترة ندوة عرض التجارب الوقفية في الدول اإلسالمية، في ا -٤١

.، مرآز صالح آامل، جامعة األزهر ، القاهرة٢٠٠٢ديسمبرندوة التقييم االقتصادي واالجتماعي للجمعيات الخيرية األهلية في جمهورية مصر -٤٢

- ٢٩العربية، مرآز صالح آامل لالقتصاد اإلسالمي، جامعة األزهر،القاهرة في

.١٩٩٧أآتوبر ٣٠ ٤-٣ات والمؤسسات األهلية، القاهرة في أعمال الورشة الخاصة بقانون الجمعي -٤٣

.٢٠٠٠أآتوبر أعمال منتدى قضايا الوقف الثاني، تحديات عصرية واجتهادات شرعية، الكويت -٤٤

.٢٠٠٥أآتوبر ١٠- ٨: في الرسائل الجامعية -٤٥دراسة حالة –آمال منصوري، اإلصالح اإلداري لمؤسسات قطاع األوقاف -٤٦

، آلية العلوم االقتصادية والعلوم )شورةغير من(، أطروحة دآتوراه - الجزائر

.٢٠٠٩التجارية والتسيير، جامعة الجزائر، عطية حسين أفندي، استراتيجيات البناء المؤسسي للمنظمات غير الحكومية في -٤٧

، آلية ) غير منشورة(جمهورية مصر العربية، دراسة تقويمية، رسالة دآتوراه

٢٠٠٣هرة، ، االقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهشام حسن حسن الترآي، الدور االقتصادي للمنظمات غير الحكومية في تنمية -٤٨

، )غير منشورة(الصناعات الحرفية في مصر، دراسة اقتصادية، رسالة ماجستير

.٢٠٠٣قتصاد ،جامعة اإلسكندرية ، قسم اال ،آلية التجارة

٥٨

.والفرنسية المراجع باللغة االنجليزية -٤٩٥٠- JJeeffffrreeyy LL..BBrruuddnneeyy,, VVoolluunnttaarriissmm..iinn TThhee NNaattuurree ooff NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr..

eeddiitteedd bbyy JJ..SStteevveenn OOtttt UUnniivveerrssiittyy ooff uuttaahh..22000011..

٥١٥١-- LLaasstteerr MM..SSaallaammoonn,,WWhhaatt iiss tthhee NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr aanndd wwhhyy ddoo wwee

hhaavvee iitt??.. iinn TThhee NNaattuurree ooff NNoonnpprrooffiitt SSeeccttoorr.. eeddiitteedd bbyy JJ..SStteevveenn OOtttt

UUnniivveerrssiittyy ooff uuttaahh..٢٠٢٠٠١٠١.... ٥٢- 33 -- KKAANNDDIILL AAmmaannii ,, CCiivviill SSoocciieettyy iinn tthhee AArraabb wwoorrlldd,, AArraabb NNeettwwoorrkk

FFoorr NNGGEEOO,,CCaaiirroo..22000044

٥٣- SSaarraahh BBeenn NNééffiissssaa eett aauuttrreess ,, OONNGG eett GGoouuvveerrnnaannccee ddaannss llee MMoonnddee

AArraabb,, KKaarrtthhaallaa,, PPaarriiss,, 22000044.. ٥٤- TToomm PPeetteerrss eett RRoobbeerrtt WWootteerrmmaann,, LLee PPrriixx ddee

LL’’EExxcceelllleennccee,, lleess 88lleevviieerrss ddee llaa ppeerrffoorrmmaannccee,, DDuunnoodd,,PPaarriiss,,11999999,