- 3- جامعة الجزائر الدولية كلية العلوم السياسية والعالقات

العالقات الدولية : قسم

اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب 1999- 2014

لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية مذكرة مقدمة

دراسات إستراتيجية و أمنية: تخصص

:إشراف : بةإعداد الطال

برقوق سالم .د.أ باسط سميرة

:لجنة المناقشة رئيسا .........................................عبد الحفيظ ديب . د.أ

مقررا ......................................... ســـالـــم بـرقـــــوق . د.أ

عضوا مناقشا .......................................... تيغـــــــزة زهــــــــــرة. د

عضوا مناقشا ........................................... شــاذليقـويـدري ال. د

ه 1435-م 2014أفريل

5 ﴿

﴾ .] 126: البقرة، اآلية[.

خطة البحث

مقدمة المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب: الفصل األول

.في مفهوم اإلستراتيجية وتطورها: المبحث األول .تعريف اإلستراتيجية وتطورها: المطلب األول .أهداف اإلستراتيجية ووسائلها : المطلب الثاني .أنواع اإلستراتيجية : المطلب الثالث في مفهوم الظاهرة اإلرهابية : المبحث الثاني .تعريف اإلرهاب: المطلب األول .أسباب اإلرهاب: المطلب الثاني

.أشكال اإلرهاب وصوره: طلب الثالثالم .اإلرهاب والمفاهيم ذات الصلة: بعالمطلب الرا

إستراتيجية األمم المتحدة لمكافحة اإلرهاب : المبحث الثالث .ألمم المتحدةاإلرهاب من منظور ا: المطلب األول .معالم اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : المطلب الثاني .إشكالية تطبيق اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب: المطلب الثالث

اإلرهاب في الجزائر: الفصل الثاني

جذور الصراع في الجزائر : المبحث األول .لحة في الجزائرتطور الحركات اإلسالمية المس: المطلب األول .أسباب اإلرهاب في الجزائر: المطلب الثاني .نتائج اإلرهاب في الجزائر : المطلب الثالث مواقف الدول والمنظمات من اإلرهاب في الجزائر: المبحث الثاني .العربية والمنظمات دولمواقف ال: المطلب األول

.مواقف الدول األوربية: المطلب الثاني .مواقف الواليات المتحدة األمريكية والمنظمات الدولية: المطلب الثالث .وتهديداته على األمن الوطني الفضاء الجيوسياسي لإلرهاب: المبحث الثالث . على الجزائر )الساحل(طبيعة وانعكاسات الفضاء االقليمي: المطلب األولفي القاعدة (اإلقليمي من التنظيم المحلي إلى جماعة السلفية للدعوة والقتالال: المطلب الثاني

).بالد المغرب اإلسالمي

2014-1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب : الفصل الثالث

.الجزائر لمكافحة اإلرهاب تراتيجيةإلساألبعاد الوطنية : المبحث األول .البعد السياسي: المطلب األول .االجتماعي–البعد االقتصادي : المطلب الثاني .البعد العسكري: ثالمطلب الثال

.ر في مكافحة اإلرهابإستراتيجية الجزائاألبعاد اإلقليمية والدولية في : المبحث الثاني .البعد الدبلوماسي: المطلب األول .البعد العسكري: المطلب الثاني .تقييم اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب: المبحث الثالث .يعلى المستوى المحل: المطلب األول .الدوليوعلى المستوى اإلقليمي : المطلب الثاني

.خاتمة

ةـــــــدمـــمق

مقدمة

8

:مقدمة

ستقرار الدول والعالم دد أمن اإلنسان وإدينامية خطيرة، تهيعتبر اإلرهاب ظاهرة ستفحلت في السنوات األخيرة وا ،على السواء، وقد عرفت هذه الظاهرة تطورا عبر الزمن

إنعكست على فاعلية أساليبها ووسائلها، وتوسعت يدة من التقدم العلمي والتكنولوجي، مستفبذلك مجاالت وجغرافية أهدافها، فأصبحت تأتي على الدول الغنية المتطورة منها،

حيث ، عالمية نسلخ اإلرهاب بذلك من الصفة المحلية أو اإلقليمية إلى الإوالفقيرة النامية، ولم يعد مرتبطا بحضارة وثقافة أو بدولة ما، بل أصبحت هذه الظاهرة تتجاوز كل األوطان

، كما أنها قبل ستراتيجيا يهدد أمن جميع األمم، ات والهويات، وباتت تمثل تهديدا إوالديانوفقا لذلك تعالت أصوات الدول ونتهاكا صارخا لحقوق اإلنسان، كل شيء تمثل إ

ها المدنية، المنظمات األممية وغيرها، في محاولة لوضع حد أمام تنامي مثل ومجتمعاتتخاذ إستراتيجية موحدة لمواجهة مسبباتها والتقليص من حدة إهذه الظاهرة السلبية، و

. نتائجها

لقد كانت الجزائر من أولى الدول التي عانت من ويالت الظاهرة اإلرهابية طيلة ير العالم من هذه اآلفة العابرة لألوطان، وقد ذحانت السباقة لتعقد من الزمن وأكثر، كما ك

بين المحلية اإلقليمية والدولية، ومع نموه ،تعددت أسباب اإلرهاب في الجزائر وأبعادهخاصة خالل السنوات ،وأصبحت أكثر وحشية ، وتطوره نمت وتطورت أساليبه ووسائله

نساء، أطفال، (ت كل شرائح المجتمع حيث طال ،)1999-1997(األخيرة من التسعينات جتماعية، ورموز الدولة إستهدفت البنى اإلقتصادية واإلكما ،...)الرضعتى شيوخ وح

.، وكان كل ذلك تحت غطاء أو مسمى الدين أو اإلسالم)عناصر الجيش خاصة(

لم يشهد لها تاريخ ، لقد أدخلت األزمة الجزائر في دوامة من العنف المسلح مثيال ، حيث تحولت الجزائر إلى مسرح للدماء واألشالء البشرية، الحديث اإلنسانية

تخذت تلك الفترة نظرا ، وإنتيجة حدة المجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائريوطيلة هذه الفترة عمدت ، " العشرية السوداء"لضراوتها تسمية إعالمية عرفت بـ

مقدمة

9

لحد من تداعيات اإلرهاب، كما حاولت بلورة إستراتيجية لحصر واالجزائر إلى محاولة لكن ،الجهود الدولية تضافرجاهدة التعريف باإلرهاب كظاهرة مرضية يتوجب لمكافحتها

عترفت إ، حيث 2001سبتمبر 11بعد أحداث الجزائر لم تعرف صدى لنداءاتها إالزائر قبل المجموعة الدولية بخطورة اإلرهاب على األمن والسلم الدوليين، وقد انتهجت الج

دة س" عبد العزيز بوتفليقة"هذا إستراتيجية لمكافحة اإلرهاب بداية من فترة تولي الرئيس . 1999سنة الحكم

:أهمية الموضوع -1

ن جميع أنظار المجتمع ا فإذل ،لقد بات اإلرهاب من بين أولى مهددات الحياة البشريةلقضاء على مثل هذه لعليها الدولي موجهة في محاولة لوضع أسس وقواعد قانونية متفق

الظاهرة المرضية، وفي تخصيص الجزائر بالدراسة فإن هذه األخيرة كانت من أولى الدول في ظل ما تشهده خاصة المنطقة ،التي عانت من اإلرهاب وال زال خطره يتربص بها

التوتر األمني والسياسي الذي تعيشه المنطقة الجنوبية و العربية من حراك، من جهة، العمل جاهدة من ضرورة يحتم على الجزائر ما ،من جهة أخرى )مالي(المحاذية للبالد

. الجماعات اإلرهابية و عودة أجل توظيف إستراتيجية حازمة لحماية أمنها من تسرب

:أسباب اختيار الموضوع -2

اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة "ختيار موضوع هناك دوافع متداخلة من وراء إمنها ما هو موضوعي متعلق باإلطار العلمي، وآخر ذاتي ، "2014-1999 "رهاباإل

الخطورة المتنامية للظاهرة فإن الموضوعية األسبابيعبر عن تطلعات الباحثة، فمن يحتم غير مسبوق، دولياإلرهابية على األمن الوطني الجزائري، في ظل حراك إقليمي و

جديدة تتواءم والتطورات الراهنة في تراتيجيةعلى الجزائر ضرورة مراجعة وتطوير إس . والعسكرية ، اإلجتماعية قتصاديةشتى المجاالت السياسية منها واإل

مقدمة

10

لدى الباحثة لمعرفة الفضول الكبير ، فقد كان من وراء إختيار الموضوع ، ذاتياأما كما أن األسباب الحقيقية التي أدت إلى قتل الجزائري ألخيه الجزائري ، دون مباالة،

،...)بطالة فساد سياسي،(بروز وإستفحال بعض الظواهر السلبية في المجتمع الجزائري إضافة إلى التطورات اإلقليمية و الدولية، تثير في نفس الباحثة الخوف من مزاولة

.لم ولن تنس و تعاود الجزائر مأساتها التي ،اإلرهاب نشاطاته على أرض الوطن

:أدبيات الدراسة -3

نظرا إلدراك خطورة ،الدراسات حول موضوع اإلرهاب بصفة عامة تتهافتد لقتهديد هذه الظاهرة على اإلنسانية قاطبة، كما أن التجربة الجزائرية التي عاشتها في فترة

ساعد على إثراء ، لمكافحتها ها إستراتيجيةيالتسعينات من القرن الماضي، وتبن :ذات الصلة بموضوع بحثنا العلمية عمال والجهودالدراسات حول الجزائر ومن بين األ

لحضاري لألستاذ ،"إستراتيجية األمن الوطني في الجزائر: "رسالة دكتواره بعنوان . 3منصور بجامعة الجزائر

1992اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اّإلرهاب " :مذكرة الماجستير بعنوان- .3للطالب عبد الغني شرقي جامعة الجزائر " 2007

المصالحة الوطنية في الجزائر من منظور األمن " :مذكرة الماجستير بعنوان .الحاج لخضر باتنةللطالب عبد النور منصوري، جامعة " نسانياإل

ع هذه الدراسات السابقة في التنويه بخطورة الظاهرة اإلرهابية على المستوى وتتقاطالمحلي واإلقليمي، والدولي، ومحاولة بلورة إستراتيجية تشمل كل األبعاد، كما تؤكد على

من أجل محاصرة الظاهرة اإلرهابية ،..)دول، منظمات دولية(ضرورة العمل الجماعي .التي تخطت بفعل عوامل تكنولوجية وعلمية جميع الحدود

مقدمة

11

: اإلشكالية -4

وتتنوع فيه أنماطها وأشكالها بازديـاد ، رتفاع نسبة الجريمة في عصر يزداد فيه إرهـاب جتماعية واإلنسانية، تشهد جرائم اإلوابتعادهم عن القيم الدينية، اإل انفالت األفرادتساعها وسرعة انتشارها، وهو ما فرض ضرورة كافة مناطق العالم بفعل إبعدا مقلقا في

بإمكان للحد والقضاء على هذه الظاهرة، حيث أنه لم يعد ةالتعاون وتنسيق الجهود الدوليناها ومستوى تطورها مجابهة هذا الخطر منفـردة، وتعـد أي دولة مهما كانت درجة غ

التي عانت من ويالت اإلرهاب والزالت خطورته تتـربص بأمنهـا الجزائر أولى الدولفرازته المتسارعة، وهو ما يدعو الجزائـر قليمي والدولي وإخاصة في خضم الحراك اإل

خطر ءلدر على جميع المستويات ، إلى ضرورة بلورة إستراتيجية شاملة متكاملة األبعاداته ، وستحاول الدراسة تحديد معالم حتماالت مزاولة نشاطإاإلرهاب وقطع الطريق أمام

: نطالقا من اإلشكالية المركزية التاليةإإستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب

لمكافحة اإلرهاب؟ شاملة إستراتيجية ما هي أبعاد السياسة الجزائرية ونجاعتها في بلورة

ـ ل فصـل ويتفرع عن اإلشكالية الرئيسية جملة من األسئلة الفرعية بحسب محتـوى ك :كالتالي

ما هي محددات ومعالم اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب؟ -1ما هي األسباب الحقيقية الكامنة وراء تطور نشـاط الحركـات اإلرهابيـة فـي -2

نعكاساتها محليا ، إقليميا، ودوليا؟إالجزائر؟ وما هي

اب؟كيف وظفت الجزائر مقدراتها لبناء إستراتيجية شاملة لمكافحة اإلره -3

: حدود اإلشكالية

تضرب جذور اإلرهاب في الجزائر إلى بداية الثمانينات من القرن : البعد الزماني - أوانتهت باغتياله سـنة ،األب المؤسس لها ، " بويعلي"ركة حالعشرين، مجسدة في

مقدمة

12

، وتدور الدراسة حول إستراتيجية الجزائر في مكافحة اإلرهاب بدءا مـن 1987هذه الفترة منعرجا هاما فـي مسـار بداية وتعتبر، 2014إلى غاية 1999 عام

. الجزائر مع الظاهرة اإلرهابية :يتحدد اإلطار المكاني للدراسة على مستويين: البعد المكاني - ب

من خالل دراسة تطور النشاط اإلرهابي في الجزائـر، أسـبابه، :مستوى محليرة علـى المسـتوى نعكاساته، وكذا ضبط إستراتيجية الجزائر لمكافحـة الظـاه إ

.المحلي تخذ بذلك إالطابع المحلي و عن نسلخ إرهاب الجزائرإلقد : دولي -يمستوى إقليم

ولمواجهة مثل هذا التهديد فإنه ،بعدا إقليميا ودوليا، وأصبح يهدد أمن جميع الدول ،و هو ما عملت الجزائر على تجسيدهشاملة ةبلورة إستراتيجية إقليمية دولي يتعين

. مكافحة اإلرهاب من خالل تعاونها إقليميا و دوليا لكبح جماح الظاهرةفي سياق

: فرضيات الدراسة -5

:يتم االنطالق في الدراسة من الفرضية المركزية التالية تقتضي مـن ،كذا التحوالت الدولية المتسارعة ،واإلرهاب ،إن طبيعة وخصائص

ة وعلـى جميـع ضرورة إعادة صياغة وبلـورة إسـتراتيجية شـامل الجزائر . المستويات

:وتتفرع عن هذه الفرضية فرضيات جزئية كالتاليوكذا تغليب المصالح اإلنسانية على السياسية ، كلما تم تبني مفهوم موحد لإلرهاب -

. للدول، كلما انعكس ذلك على نجاعة اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهابنعكسـت إ ،فاعلها بشـكل سـلبي إن تداخل عوامل ومسببات داخلية وخارجية وت -

.وفجرت الوضع األمني في الجزائر

مقدمة

13

إن القضاء على اإلرهاب في الجزائر وحماية األمن الوطني يتطلب إسـتراتيجية -مع تفعيل ، مبنية أساسا على تفعيل مضامين األمن اإلنساني للقضاء على مسبباته

. ي العابر لألوطانبحكم طبيعة التهديد اإلرهاب، دولية –إستراتيجية إقليمية

:اإلطار النظري للدراسة -6

:تم اإلعتماد في الدراسة على المقاربات النظرية التالية

في ظل ما يشهده المحيط اإلقليمي للجزائر من أزمات حادة توحي : المقاربة الواقعية - فإنه بات على الجزائر تفعيل دور الدولة كفاعل ، ختراق الحدود الوطنيةإبإمكانية

أولى )حماية الحدود(وأصبح حماية األمن الوطني بالمعنى التقليدي وري وعقالني، محوكما تقول الواقعية فإنه لحماية األمن الوطني من أوليات السياسة العليا للدولة الجزائرية،

خاصة العسكرية، فإنه يستوجب وبالضرورة تفاعل بين مختلف عناصر القوة، د،أي تهديستراتيجية الجزائرية حاجة ملحة من أجل حماية حدودها في ي اإلهذه األخيرة فوتجد

. ظل نظام إقليمي ودولي حافل بالمخاطر والتهديدات الصلبة منها واللينة

تركز هذه المقاربة على عملية التنسيق العسكري لردع أي : مقاربة األمن اإلقليمي -أكثر نالدفاعية بني تهدف إلى تنسيق السياسات ، تخاذ خطوات متدرجةإعبر ،تهديد

تقوم على تقدير موحد لمصادر ، من طرف، وصوال إلى تبني سياسة دفاعية موحدةالتهديد وسبل مواجهتها، كما أنها تعبر عن سياسة مجموعة من الدول تنتمي إلى إقليم

تسعى إلى الدخول في تنظيم وتعاون عسكري لدول اإلقليم لمنع أي قوة أجنبية ، واحد 1.في هذا اإلقليممن التدخل

وقد أطلـق بـاري ، فإن أمن الدول يكون مرتبطا بالدرجة األولى بأمن اإلقليم ، وعليهلتسـهيل Security Complexبوزان على هذا األخير مصطلح المجمـع األمنـي

: ، فيالعربية للعلوم السياسية المجلة، "همستوياته وصيغه وتهديدات: مفهوم األمن "سليمان عبد اهللا الحربي، 1

http://arab-unity.net/forums*index.php.pdf.p19

مقدمة

14

مجموعة من الدول ترتبط فيه اهتماماتهـا " عتبره إحيث ،التحليل األمني في نطاق اإلقليمن أوضاعها األمنية الوطنية ال يمكـن أبحيث ، اسية مع بعضها بدرجة وثيقة األمنية األس

وقد سعت الجزائر إلى توظيـف هـذه . 1"النظر إليها واقعيا بمعزل عن بعضها البعضالمقاربة في إستراتيجيتها قصد قطع الطريق أمام أي تدخل عسكري بأفريقيا وخصوصـا

.منطقة الساحل، عن مقاربة جديدة لكيفية تحقيق اإلحساس بالطمأنينة"هي :مقاربة األمن اإلنساني -

نتفاع منها، وتستوجب هذه المقاربة طريق اإلعتراف بحقوق اإلنسان وتمكينه اإلو قد وظفت الدراسة ، 2"التركيز على الفرد بدال من الدولة في كل إستراتيجية أمنية

ستراتيجية الجزائر هذه المقاربة من خالل جعل الفرد الجزائري محل إهتمام في إالسياسية والثقافية، ذلك اإلجتماعية، ،من حيث متطلباته اإلقصاديةلمكافحة اإلرهاب ،

، التي تساعد على تجاوز مسببات اإلرهاب تفعيل مضامين وأبعاد األمن اإلنساني أن . تعود في أصلها إلى غياب أمن الفرد بالمعنى الشامل

:مناهج الدراسة -7

إضافة إلـى منـاهج على المنهج الوصفي التحليلي كمنهج رئيسي للدراسة،تم اإلعتماد :أخرى كالتالي

منذ نشأته بدراسة المشكالت المتعلقـة بالمجـاالت إرتبط": المنهج الوصفي التحليلي -أبشكل علمي مـنظم مـن أجـل ،اإلنسانية، وهو طريقة من طرق التحليل والتفسير

ستعانت إوقد ،3 "جتماعية أو مشكلة اجتماعيةإالوصول إلى أغراض محددة لوضعية رة معينة ووصف وتحليل األوضاع لدراسة واقع الجزائر خالل فت ،بهذا المنهج ةالباحث

.20.، صالمرجع السابق 1 www.berkouk-mhand.yolasite.com :في " معرفية-األمن اإلنساني مقاربة إيتو"أمحند برقوق، 2ديوان : الجزائر( ق إعداد البحوث العلميةمناهج البحث العلمي وطرعمار بوحوش، محمد محمود الذنيبات، 3

. 138.ص ،)1999المطبوعات الجامعية

مقدمة

15

التي أدخلت البالد في دوامـة ،للجزائر اسية والثقافيةالسي تماعية ،جتصادية، اإلقاإل .من العنف

دراسة المعلومـات والحقـائق التـي يشير المنهج التاريخي إلى : المنهج التاريخي -بكما يهتم بدراسـة الظـواهر واألحـداث الماضـية أو ،تتضمنها الوثائق والسجالت

وقـد ،1وعوامل تكوينها ،الحاضرة بالرجوع إلى نشأتها والتطورات التي مرت عليها : وظف المنهج التاريخي في الدراسة من خالل

.1982بدءا من سنة تتبع تطورات الحركات اإلسالمية في الجزائر --1999تتبع مسارات اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب بـين الفتـرة -

2014 التمييز بين أو وصف الخصائص والصفات المشتركة "المقارنة هي : المنهج المقارن -ج

أو المختلفة لشيئين أو أكثر، ويعتبر المنهج المقارن وسيلة لبحث وتعليـل الظـواهر خـتالف فـي ،عن طريق التحقق من التماثل واإلصي الجذور التاريخية وتق ،المختلفة

:ستعمل المنهج المقارن في مواطن عدة من الدراسة منهاإو، 2النمط واألسلوب

.مقارنة الظاهرة اإلرهابية بغيرها من الظواهر المشابهة لها - .الحركات اإلرهابية في الجزائر بتطور نشاط وأسالي مقارنة مسارات -

ويقصد بـه التقـدير ،يستخدم في جمع البيانات بولهو أس: "تحليل المضمون منهج -دوقـد ،3...) خطاب، نص(تصال ير المنظم لمحتوى وهيكل وسائل اإلوالتقييم، والتفس

ستعانة بهذا المنهج في دراسة الوثائق والتصـريحات وإخضـاعها للتفسـير تمت اإل . يميوالتق

.183.، ص)1977، 3وكالة المطبوعات ،ط : الكويت( مناهج البحث العلميعبد الرحمن بدوي، 1 .52.، ص) د س ن:جامعة الكویت(، محمد محمود ربیع ، إسماعیل صبري السیاسیة موسوعة العلوم 2 . 69.، صمرجع سابقیع صبري، محمود رب 3

مقدمة

16

: تحديد المصطلحات -8

:لحات التي تعتبرها الباحثة مفتاحية في الدراسة هيمن أهم المصطلجدل، وهناك إجماع على أنـه ليتفق معظم المؤلفين أن األمن هو مفهوم مثير :األمن -أ

سواء كانت قيما تتعلق بالفرد أو المجتمـع ، لكـن ، يخلو من وجود تهديد للقيم الرئيسية أو الدول ،ينصب على أمن األفراد هو حول ما إذا كان التركيز يجب أن يالخالف الرئيسالبعـد علـى -فترة الحرب البـاردة - ،وقد تم التركيز في فترات سابقة. أو العالم ككل

وانحصر االهتمام على تطـوير ،فة العسكرية عليهحيث تم تغليب الص ،العسكري لألمن .1اجههـا القدرات العسكرية التي يتعين على الدول تطويرها للتصدي للتهديدات التي تو

الجوانب العسكرية جوانب إلى ومع نهاية الحرب الباردة تم توسيع المفهوم ليشمل إضافةوقد ميز باري بوزان بين خمسـة أبعـاد و ثقافية، جتماعيةإ ،قتصاديةإ ،أخرى سياسية :أساسية لألمن

يخص قدرات الدول الدفاعية والمستوى الهجـومي لهـا، كـذلك :األمن العسكري - . ول لنوايا أو مقاصد بعضها تجاه البعض اآلخرمدركات الد

.يعني االستقرار السياسي، نظام الحكم ومدى شرعيته :األمن السياسي -وقدرة الدولة على الوصول ،مدى توفر مستوى مقبول من الرفاه :األمن االقتصادي -

. إلى الموارد المالية واألسواقوإعادة إنتـاج ، تحقيق تجانس يعني مدى قدرة المجتمعات على :األمن االجتماعي -

. أنماط خصوصيتها في اللغة الثقافية الهوية الوطنية والدينية، العادات والتقاليد .2ي والعالمي ليعني المحافظة على المحيط الحيوي المح :األمن البيئي -

:وعموما فقد عرف األمن عدة تعريفات من عدة مفكرين من بينهم

.412.، ص) 2004، 1ط: دبي( مركز الخلیج لألبحاث: ،ترجمة عولمة السیاسة العالمیةجون بیلس، ستیف سمیث، 1المكتبة العصرية : الجزائر( البعد المتوسطي لألمن الجزائري، الجزائر، أوربا والحلف األطلسيعبد النور بن عنتر، 2

.16.، ص)2005للطباعة والنشر،

مقدمة

17

وولتر ليبمانWalter Lippman: " الدولة اآلمنة هي الدولة التي يغيب فيها خطرالتضحية بقيمها األساسية، والتي بمقدورها أن تواجه التحـدي مـن خـالل الفـوز

."بالحرب أرنولد وولفرArnold Wolfers: " األمن يعني غياب التهديدات التي تمس القيم

.1" هجوموبالتالي غياب الخوف من أن تكون تلك القيم محل ،المركزية للدولة

باري بوزان Barry Buzzan: "على السعي افي حالة األمن يكون النقاش دائرللتحرر من التهديد، أما إذا كان هذا النقاش في إطار النظام الدولي، فـإن األمـن

".يتعلق بقدرة الدول والمجتمعات على صون هويتها المستقلة وتماسكها العملي بوث وويلرBooth and Wheeler: " يمكن لألفراد والمجموعات تحقيق األمن ال

متنعوا عن حرمان اآلخرين منه، ويتحقق ذلك إذا نظر إلـى األمـن إإال إذا ،المستقر .2" على أنه عملية تحرر

: د والتحديالتهدي -بهو بلوغ تعارض المصالح والغايات القومية مرحلة ، ستراتيجيالتهديد في مفهومه اإل

إلقتصـادي اياسـي و يوفر للدول الحد األدنى من أمنها الس ،لمييتعذر معها إيجاد حل ساألمر الـذي ،مقابل قصور قدراتها لمواجهة الضغوط الخارجية ،جتماعي والعسكري واإل

معرضـة األمـن ، يضطر األطراف المتسارعة إلى اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية .القومي ألطراف أخرى للخطر

وتحد أو ، ر أو الصعوبات التي تواجه الدولةاكل أو المخاطفهي المش، التحدياتأما ستقرارها ومصالحها الحيوية ثر أمام تحقيق أمنها و إوتشكل حجر ع، تعوق من تقدمها

عب تجنبها أو تجاهلها، وقد تبدأ أو تنقضي بزوال أسباب بلـوغ صالذاتية والمشتركة، ويوالتحـديات يمكـن أن ،لتهديداتلى مستوى اإدون الوصول ، المفروض عليه التحدي

1 Arnold wolfers," national security as ambiguous symbol" , political scien quenterty, n 4 (1952)، p.485.

. 414.، صمرجع سابقبيليس، سميث، 2

مقدمة

18

ق أما التهديدات فإنها تدخل ضمن نطا، تدخل في نطاق األمن الناعم ، تتخذ صورا عديدةالقـوة مستخدايكون مباشرا بإ دثنين يكمن في أن التهدياألمن الخشن ، أي الفرق بين اإل

التحدي فإنه يؤدي ، أما ة أو التهديد بها، ويكون تأثيره تأثيرا مباشرا على األمنيالعسكر 1. و البعيد إلى أضرار مباشرة على األمن القومي أو اإلقليميعلى المدى المتوسط أ

: تفصيل الدراسة -9

:إجماال يمكن شرح خطة الدراسة فيما يلي

تم البدء في : المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب :الفصل األولوفيه تم التطرق راتيجية األممية لمكافحة اإلرهاب ،العام، وهو اإلستالدراسة من اإلطار

وأنواعها، وفي مبحث أهدافها تبيان وسائلها لكإلى مفهوم اإلستراتيجية وتطورها، كذكذلك تمييزه عن ، تم فيه دراسة اإلرهاب بشكل من التفصيل في مفهومه وأسبابه ثاني،

تم التطرق إلى إستراتيجية ، فقدث أخير في الفصلالمفاهيم المشابهة وذات الصلة، وكمبح .ومشكالت تطبيقها على الواقع اوأهم معالمه، 2006األمم المتحدة التي تبنتها سنة

.اإلرهاب في الجزائر : الفصل الثاني

في وتطرقنا ،الظاهرة اإلرهابية في الجزائر دراسةخصصنا في هذا الفصل نعكاسات األزمة إ إلى وفي مبحث ثاني، ك نتائجها إلى جذورها أسبابها كذلمبحث أول

و الجيوسياسي لإلرهاب وكانت دراسة الفضاءعلى مواقف دول العالم من الجزائر، .للفصل كمبحث نهائي إنعكاساته على األمن الوطني

2014-1999اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب : الفصل الثالث

على جميع األصعدة السياسية، رج إستراتيجية الجزائوفيه تطرقنا إلى مختلف مناهوعلى جميع المستويات المحلية، اإلقليمية والدولية ، العسكريةاإلقتصادية، اإلجتماعية، و

.52.، صمرجع سابقالحربي، 1

مقدمة

19

إبداء نظرة تقييمية لمدى نجاعتها إلى الوقت الراهن، كما حاولنا 1999ءا من سنة بد .ات التي تتخللهاوالصعوب

كما حاولت لت الباحثة إلى مجموعة من اإلستنتاجات،وكخاتمة للدراسة فقد توصإستراتيجية إبداء رأيها من خالل جملة من التوصيات التي ترى أنها ضرورية لتفعيل

ا التهديدات األخرى ذجزائرية، تضمن بها حماية أمنها و شعبها من التهديد اإلرهابي، وك .التي تتربص بها

: الفصل األول

فاهيمية لإلستراتيجية العالمية المقاربة الم

لمكافحة اإلرهاب

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

21

عرفت البشرية منذ عصور صور مختلفة لإلرهاب، إال أن ما تتعرض إليه اليـوم

تشيعه مـن رعـب ايفوق كل تصور، فقد أصبحت هذه الظاهرة هاجسا تقلق األفراد لمكاسات سلبية رة من انعا تؤرق كاهل الدول لما لهذه الظاهوخوف وذعر في نفوسهم، وكذ

على اقتصاديات الدول وسياساتها، وقد اسـتفاد اإلرهـاب فـي اآلونـة األخيـرة مـن التكنولوجيات الحديثة وسهولة المواصالت وانفتاح الحدود بين الـدول، فتوسـعت بـذلك نشاطاته ليصبح الكل مستهدفا، وازدادت درجات وحجم األعمال التخريبية وعدد الضحايا

لت أصوات الضمائر دوال وشعوبا في محاولة لبلـورة إسـتراتيجية أمام هذا الوضع تعا،دولية تعبر عن آمال وتطلعات جميع الشعوب والدول في األمـن واالسـتقرار، وعليـه

إستراتيجية عالمية سعت من خاللهـا ) األمم المتحدة(صيغت وفي إطار المنظمة العالمية وكذا حث ، وراء استفحال هذه الظاهرة إلى محاولة التعرف على األسباب الحقيقية الكامنة

جميع الدول على ضرورة تظافر الجهود الدولية وتسخير كافة إمكانياتهـا إلنجـاح هـذه . اإلستراتيجية بعيدا عن المصالح الضيفة للدول

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

22

: المبحث األول

في مفهوم اإلستراتيجية وتطورها

مفهوم اإلستراتيجية : المطلب األول

وعليه ،بعا لتطورها عبر المراحل الزمنيةت اإلستراتيجيةعدد مفهوم ين وتالقد تب :على أنها اإلستراتيجيةتعرف

في مختلف اللغات األوربية أو اللغات موجود إن مصطلح اإلستراتيجية :لغة - أوالوفي " Strategija"وفي الروسية " Strategle"اإلغريقية الالتينية ، ففي األلمانية نجد

وعموما فإن لفظ اإلستراتيجية مشتق أساسا من اللغة اإلغريقية، ، Strategi "1"ارية الهنغوتشير إلى ،تعني فن القيادة Strategosتعني الجيش، وكمفردة Stratoوهي كمفردة

وقد نقلها الرومان من اإلغريق ،Strategemالخدعة القتالية عندما تشتق من المصطلح عام "Strategmoten": ر كتابه المعنون بـبع" ستوسسيك"بواسطة القائد الروماني

والذي لخص فيه وعبر مراحل تاريخية متعاقبة العديد من عمليات ، قبل الميالد 100المخادعة والمراوغة العسكرية التي استخدمتها قادة الجيوش في معاركهم، وفي اللغة

م، وفي اللغة الفرنسية 1688اإلنجليزية فإن لفظ اإلستراتيجية أستخدم ألول مرة سنة ،القتتطلح الفروسية واإلأما العرب والمسلمون فقد وظفوا مص ،م 1789أستخدمت عام

ودول ، " اإلستراتيجية"كما عربت دول أخرى أصل المصطلح باللغة األجنبية ليصبح لتعني فن تحريك الجيوش وإدارة المعارك، ومصطلح " السوق"ستخدمت مصطلح إأخرى

2. بل مصطلح التكتيكالتعبئة ليقا

. س. د(كلية العلوم السياسية، األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك،( مدخل إلى الفكر االستراتيجيوف، صالح ني 1 .09.، ص))ن .06 .، ص)2010القاهرة، المنظمة العربية للتنمية اإلدارية، ( مدخل لدراسة االستراتيجياتعامر خضير الكبيسي، 2

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

23

، باين تعريف اإلستراتيجية عبر المراحل الزمنية والعوامل المكانيةت :صطالحاإ - ثانياوفيما يلي سنحاول عرض بعض التعريفات ، 1ووفقا لتطورها لم تستقر على حال واحدة

لمفكرين سياسيين وعسكريين من المدرستين الشرقية والغربية وكذلك لمفكرين عرب :2كالتالي

: ربيةغالمدرسة ال -1

ستخدام في المعارك، كما أنه وسيلة فن اإل:" Clausewitzتعريف كالزويتر - . 3"ب أو الوصول إلى هدف الحربسللك

هي التدابير الواسعة التي تستخدم في تحريك القوات إلى الجهة : "فون درغولتز - . 4" الحاسمة في أكثر الظروف مالءمة ويمكن أن يسمى علم القيادة

توظيف المعارك كوسيلة لتحقيق الهدف من فن" B.H Liddel Hartليدل هارت - .5" الحرب

أما ،هي قيادة وتوجيه مجمل العمليات العسكرية" "Arron"ريمون آرون -على أن تكون اإلستراتيجية ،الدبلوماسية فهي توجيه العالقات مع الدول األخرى

6". والدبلوماسية تابعين للسياسية

فقد عرفته هيئة أركان الحرب للقوات المسلحة ،فهوم األمريكي لإلستراتيجيةأما المبغرض تحقيق ،ستخدام القوات المسلحة للدولةإفن وعلم : "بأنها 1959األمريكية سنة

". أهداف السياسة القومية عن طريق القول أو التهديد باستخدامه

.9.، صمرجع سابق نيوف، 1 :ي، ف"في اإلستراتيجية المفهوم والنظرية بحث" ،عبد الحكيم وادي، نصيرة الزهواني وآخرون 2

http://rachelcenter. Ps/search-php. ،) 22 2013نوفمبر .( 3 Fred Nickols, "strategy definitions and meanings" , in: www.nikolos.us pdf, p.02.

. مرجع سابقوادي وآخرون، 4، )2013، 1والتوزيع، ط ابن النديم للنشر : الجزائر( بليةمقدمة إلى علم الدراسات المستقرحيم الساعدي، 5

. 112.ص . مرجع سابقوادي وآخرون، 6

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

24

ستخدام القوى إن ف: "سنوات عادت لتعرفها 10أي بعد مضي 1969وفي عام السياسية واالقتصادية والنفسية والعسكرية والدعائية، كلما كان ذلك ضروريا، وخالل السلم والحرب، لتقديم أقصى مساعدة لسياسات الدولة بغرض زيادة اإلمكانات والنتائج

. 1" المرغوبة أو لتقليل احتماالت الهزيمة

2."القوة لحل الخالفاتفن حوار اإلرادات التي تستخدم " :أندريه بوفر -

:المدرسة الشرقية -2

ليات إلى الوقت الذي اإلستراتيجية الصحيحة هي التي تتضمن تأخير العم" :لينين - ". تكون سهلة وممكنة ،نهيار المعنوي للخصم للضربة المميتة بأنيسمح فيه اإل

.3"هي دراسة قوانين الوضع الكلي للحرب: "ماوتسي تونع -

:المدرسة العربية -3

هي أعلى مجال في فن الحرب، وتدرس طبيعة وتخطيط وإعداد وإدارة " :المدرسة المصريةفي مسائل إعداد القوات المسلحة ثالصراع المسلح، وهي أسلوب علمي نظري، وعملي يبح

للدولة، واستخدامها في الحرب، معتمدا على أسس السياسة العسكرية، كما أنها تشمل نشاط ." عليا بهدف تحقيق المهام اإلستراتيجية للصراع المسلح لهزيمة العدوالقيادة العسكرية ال

هي فن إعداد وتوزيع القوات المسلحة واستخدامها أو التهديد " :المدرسة العراقية 4".باستخدامها ضمن إطار اإلستراتيجية العامة لتحقيق السياسة

بالحروب والحقل رتبط منذ البدء إوعموما ومن المالحظ أن مصطلح اإلستراتيجية قتصادية، الديمغرافية، االجتماعية والعلمية لكن سرعة التغيرات السياسية، اإل ،5العسكري

.09.، صمرجع سابقالكبيسي، 1 .42.ص ،المرجع السابق 2 .مرجع سابقوادي وآخرون، 3 .المرجع السابق 4، )2010 ،1دار الكتاب الحديث، ط :هرةالقا( نظريات التحليل االستراتيجي واألمني للعالقات الدوليةعامر مصباح، 5

.119.ص

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

25

يدات جديدة منها الجريمة وكذلك التكنولوجية والتي فرضت بروز مواضيع أو تهدكل ذلك فرض من جهته ، ...، اإلرهاب الدولي، مشاكل البيئة، الصراعات اإلثنيةالمنظمة

ستراتيجيات ، من خالل بلورة إرد أو االستجابة السريعة لمثل هذه التحدياتضرورة التتواءم وطبيعة التعقيد والتركيب للظواهر الجديدة والمتفاقمة، وعليه برزت تعريفات أو

ندو ،وكذلك حسب المجاالت المتخصصة ،مفاهيم جديدة لإلستراتيجية تتواءم والظروفللوصول إلى ، سياسة طويلة المدى " :من عرفها بأنهافنجد ،1تنكر للمجال العسكريتأن

علم وفن تحقيق ": كذلك ،"أهداف محددة باستخدام أفضل الوسائل فاعلية لتحقيق الهدفحقيق الغايات فن ت" :، كذلك"ات المتاحةيإلمكانلخدام األمثل باالست، الغايات األمنية العليا

في سبيل ، ت السياسية واالقتصادية واالجتماعية ستخدام األمثل لإلمكانااألمنية العليا باإل 2".جتماعية أو الظواهر االنحرافيةإستيعاب اآلفات اإل

: فهذا األخير يعرف على أنه،التفرقة بين مصطلحي اإلستراتيجية والتكتيك إنه يجب م ستخداإمجمل العمليات التي تقوم بها الدولة للوصول إلى الهدف االستراتيجي، وعندما يؤدي "

تشكل ،ستعدادات التي تتخذ إلعداد مثل هذا العمل وتنفيذهة الحرب إلى معركة حقيقية فإن اإلأدابينما يتعذر ،ن الفصل بين اإلستراتيجية والتكتيك نظريا أثناء الحديثكويم،" بالتكتيك"من يسمى

3".ذلك في األمثلة العملية نظرا لتشابكهما وتأثير كل واحد منهما على اآلخر

أهداف ووسائل اإلستراتيجية: طلب الثانيالمالعلم أو هي الفن في : "أشارت الموسوعة اإلستراتيجية إلى أن هذه األخيرة هي

وهي بذلك ال تهتم إال بالعمل البشري القاصد إلنساني الهادف واإلرادي والصعب،العمل اوهو ،ةة بدقتهدف للوصول إلى نتائج محدد فاإلستراتيجية ،4"الهادف اإلرادي والصعب

1 Nickols, op.cit., p.05.

.119.، صمرجع سابقمصباح، 2، )2004، 1دار الشروق، ط :األردن( الدبلوماسية واإلستراتيجية-الدولية، الظاهرة والعلم العالقاتعالء أبو عامر، 3

. 87.صمجد المؤسسة الجامعية :بيروت(علي محمود مقلد، : ترجمة لين،تيري دي مونبريال،جان ك ،ستراتيجياموسوعة اإل 4

.106.، ص)2011 ،1ط ،للدراسات والنشر والتوزيع

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

26

المقصود بالعمل الهادف، أما اإلرادي فيقصد به وجود إرادة فعلية لدى الوحدة الفاعلة والمرتبطة بمدة زمنية محددة، وفي الحديث عن الصعب فإنه ألي إستراتيجية وألجل

ذلك مستمرة من أجل كسر الحواجز ك ،تحقيقها يجب توفر جهود ملموسة وحقيقية .1تهافكن جدا مصادوالعوائق التي من المم

وعموما فإن الهدف من اإلستراتيجية هو تحقيق هدف السياسة عن طريق االستخدام وفي اإلستراتيجية تكون األهداف والموارد ،2األمثل لكافة اإلمكانات والوسائل المتاحة

مترابطة، وتتوزع هذه األخيرة عبر ثالث فئات بشرية منها، معنوية ومادية، أما األولى م بحجم وكثافة السكان لدى الوحدة المعنية بالبحث، والفئة الثانية تضم التنوع الثقافي فتترج

واأليديولوجي، وتعكس مدى تماسكه أما المجموعة الثالثة مرتبطة باألرض ويقصد بها هنا مال االقتصادي رأس ال(أرض الوحدة المعنية بالبحث، كذلك المنابع أو القوى المنتجة حجم

، وتتداخل هذه الموارد فيما بينها، وتغطي بعضها بعضا، وكمثال على ذلك )والتكنولوجيفإن الموارد المعنوية التي تشكل أساس الشعور القومي أو الوطني والتي تظهر خصوصا عند الحاجة إلى الدفاع عن الوحدة الوطنية، ففي اإلستراتيجية العسكرية مثال يقول

البارع في الجيش، كما هو حاصل في عصرنا في إذا شكل التنظيم والتماسك: " كلوزيترفن الحرب، الشروط الرئيسية التي بها يتحقق النصر بفضل شجاعة الجيش فإن تدمير هذا

3". التنظيم هو الذي يشكل القراركما أن ،...) االقتصاد، االجتماع، السياسة(ويمكن نقل هذا الوضع إلى أوضاع أشمل

أو في ،ل عدم توفر اإلمكانات والموارد التي تسمح له بالعملهذا التنظيم ينهار بسهولة حاالوصول إلى : "والشيء نفسه عند بوفر حيث يقول ،4حال انهيار وانقطاع الرابط المعنوي

القرار وذلك بخلق واستغالل وضع يؤدي إلى تفكك العدو معنويا، وبشكل كاف من أجل إجباره ولنجاح إستراتيجية معينة يجب أن تكون جميع ، " على قبول الشروط التي يراد إمالؤها عليه

.المكان نفسه 1 .مرجع سابقوادي وآخرون، 2 .109.، صمرجع سابقين، لمونبريال، ك 3 .المكان نفسه 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

27

دروسة من قبل وفي ذلك يشير كما يجب تحريكها في أوضاع م ،الموارد نشطة أو مهيئةالمبدأ الذي يقضي دائما "، ويؤكد على "اقتصاد القوات"و" اإلستراتيجية" الموارد"كلوزيتز إلى

يب عن الذهن أن مطلق جزء من هذه بالسهر على تعاون كل القوات، ويقول آخر يجب أال يغولتنشيط الموارد أو اإلمكانيات المتوفرة والمتاحة فإنه ،"القوات يجب أال يبقى غير ناشط

يشترط توفر قيادة فعالة تربط تبعا لحساباتها اإلستراتيجية بين األهداف المتوخاة، والموارد ا، يشوبه الاليقين فهذا األخير فالنجاح والوصول إلى هدف استراتيجي م ،1الالزمة لتحقيقها

من أجل هدف مستحيل التحقق، إذ يفترض مالزم لإلستراتيجية ، كما أنه ال توجد إستراتيجية يد لمنسوب الموارد التي ستوظف للهدف تيجية معينة وجود وعي كاف وجاسترإلنجاح

ن ال يعني ذلك االستراتيجي، كما أنه وكما ذكر أعاله فإن هدف اإلستراتيجية يكون صعبا ولكتحققه من وجهة الوحدة الفاعلة عليه، بل يجب الثبات والعزم من أجل كسر الحواجز استحالة

2.وبلوغ الهدف المحدد، وكل ذلك يجري في فترة زمنية وسيكولوجية محددة

وعموما فإن الهدف من اإلستراتيجية هو االنتقال من الوضع الراهن إلى الوضع شامال منصبا حول مشكلة ما ويحاول الخروج من أزمة، وضع المرغوب، يعني أن فكرا

والبحث عن التغيير، والعالج، النجاح وذلك بتوظيف ... حالة سيئة أو فشل متكرر، جمودهذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تكون الموارد . 3مجموعة من الوسائل الموائمة للهدف

لنازية التي سعت إلى االستيالء على في حد ذاتها هدفا استراتيجيا ومثال ذلك ألمانيا اأراضي وتملك ثرواتها، كما أن الموارد يمكن أن توظف كوسائل لتحقيق الهدف االستراتيجي والواليات المتحدة األمريكية خير مثال على ذلك حيث تسعى إلى توظيف

4.كافة مواردها وإمكاناتها من أجل تثبيت تفوقها المادي على مستوى السياسة الدولية

.113-110.ص.ص، المرجع السابق 1 .106،107.ص.، صالمرجع السابق 2 .113.، صمرجع سابقالساعدي، 3 .111.، صمرجع سابقمونبريال، كلين، 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

28

*أنواع اإلستراتيجية : المطلب الثالث :هناك تقسيمات عدة لإلستراتيجية كالتالي

:إن تقسيم اإلستراتيجية على أعلى وأوسع مستوى يعطينا: التقسيم األول -1

:القومية أو الشاملة أو العظمى أو الكبرى أو العامة أو الوطنية أو الكلية اإلستراتيجية - أ

فن السيطرة على ":بأن اإلستراتيجية العامة هي " استيهل كراو"كتب 1937في عام في الحرب، إنها تمزج بينها وتجعلها وحدة متجانسة وجموع الكلي لقوى األمة في السلم مال

ة والبرية ستراتيجيات المتخصصة السياسيدة واحدة، إنها ترقى وتنظم كل اإللخدمة إرا 1."والمعنوية وإلى غير ذلكقتصادية والكولينيالية، والبحرية والجوية، واإل

بأن " رواد اإلستراتيجية الحديثة"في " إدوارد ميد ايرال"تب ك 1944وفي عام سمى أحيانا، اإلستراتيجية أعلى نوع من اإلستراتيجية وت":اإلستراتيجية العظمى هي

وهي التي تعمل على تكامل السياسات والتسلح لألمة والتي تجعل اللجوء إلى العظمى 2".أمر غير ضروري أو أن تدخل الحرب ولديها أكبر فرصة لنيل النصر الحرب

السياسة التي تقود سير الحرب، ويمكن التفرقة بينها " :بأنها" ليدل هارت"ويعرفها وبين السياسة األساسية التي تحدد هدف الحرب، ويستخدم تعبير اإلستراتيجية العليا لشرح

أن دورها الحقيقي هو توجيه وتنسيق كل إمكانيات فكرة السياسة خالل التنفيذ وإيضاح واإلستراتيجية ، ...البالد أو أعضاء الحلف بغية الحصول على الهدف السياسي للحرب

اعة، وعلينا ر والقوى بين مختلف المرافق والصنالعليا تتولى أيضا تنظيم وتوزيع األدوا اوامل اإلستراتيجية العليأن ندرك عالوة على ذلك أن القدرة الحربية عامل واحد من ع

هناك أنواع عدة لإلستراتيجية وكل دولة توظف إستراتيجية معينة بما يتوافق ومقدرتها وستحاول الدراسة حصر أنواع *

.االستراتيجيات التي تخدم موضوع البحثأكاديمية الدراسات العليا والبحوث االقتصادية، طبعة موسعة، :بلسطرا(، الوجيز في اإلستراتيجيةكاظم هاشم نعمة، 1

.150.، ص)2000 . المكان نفسه 2

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

29

التي يدخل في حسابها قوة الضغط المالي أو السياسي أو الدبلوماسي أو التجاري أو 1".المعنوي، وكلها عوامل هامة إلضعاف إرادة الخصم

:اإلستراتيجية العسكرية -ب

البحث في المعركة التي يتحقق فيها النصر، : "تفهم اإلستراتيجية العسكرية على أنها، وتختص اإلستراتيجية العسكرية 2ك بعد أن تنزع إرادة الخصم بتدمير آلته الحربية وذل

بمرحلة الصراع المسلح أي أن مداها ونطاقها محدود بالحرب، وتنحصر مهمتها في اإلستراتيجية ل واإلمكانات العسكرية لتحقيق هدفمعالجة قضايا توزيع واستخدام الوسائ

3.لتقدير السليم والمواءمة بين وسائلها إمكاناتها وبين غاياتهامعتمدة في ذلك على ا ،العليا

ن ليس ألية دولة ذات إستراتيجية عنف أو التهديد به قبل كل شيء، لككما تهتم بالوتعمل اإلستراتيجية 4تهدد به عدوها وعسكرية إذا لم تتوفر لها األسباب أن تنفذ العنف أ

النصر كما أنها تعتبر أداة لها إلحراز عليا ومنهجها،العسكرية وفقا لمخطط اإلستراتيجية الفي ميدان القتال، وتحقيق هدف السياسية، وعموما تعتبر اإلستراتيجية العسكرية الوجه

5. التنفيذي لسياسة القوة

: اإلستراتيجية السياسيةج

مدها الدولة في تصريف شؤونها في تمجموعة المبادئ والخطط التي تع"يعنى بها ل وقد كان الرأي السائد قب" لخارجيةاحة الداخلية، وفي ميدان العالقات الدولية االس

مل السياسة يتعطل، لكن سرعان أنه ما إن تنشب الحروب بين الدول فإن ع" ركالوزفيت" .ند هذا الرأي واتضح أن الحرب ما هي إال امتداد للسياسةما ف

. 276.، ص)1978دار الطليعة، (هيثم األيوبي، : ترجمة، اإلستراتيجية وتاريخها في العالمليدل هارت، 1 .153.، صمرجع سابقنعمة ، 2 ).2013ديسمبر http://ar.wikipedia.org/wiki/ ، )13 :في ،"إستراتيجية" 3 .154.، صمرجع سابقنعمة، 4 .مرجع سابق ،"إستراتيجية" 5

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

30

يجية القومية ، والدولة التي تتبنى إن اإلستراتيجية السياسية هي من أركان اإلستراتهذا النوع من اإلستراتيجية في عالقاتها الخارجية ال يعني أنها قد عدلت عن القوة، بل إنها فقط أعطت األولوية لمثل هذه اإلستراتيجية دول إغفال منها على الدور الذي تلعبه

. 1اإلستراتيجية العسكرية

من مهمة اإلستراتيجية السياسية بلوغ أهداف أما على نطاق السياسة الداخلية فيكونادي واالجتماعي السياسة الداخلية على جميع األصعدة وتحقيق األمن واالستقرار والرخاء االقتص

2.الصيغة المثلى للمواطن في مناخ سياسي اقتصادي، اجتماعي مالئم وتنمية الفرد وبلوغ

:اإلستراتيجية االقتصادية -ج

ات في القوى اإلنتاجية والبنى االقتصادية أوضحت وبصورة إن التطورات والتغيرمباشرة العالقة الوثقى بين االقتصاد واإلستراتيجية الشاملة للدولة، فاإلستراتيجية العسكرية قديما والتي كانت تعتمد في تسليح جيوش على موارد محدودة ومعدات بسيطة كان في

تي تسيطر عليها ولكن قابلية حشد القوات وسع الجيوش أن تعيش على إمدادات البلدان الكانت مقيدة، وبعدها وبفعل التقدم الذي طرأ على اقتصاديات الدول األوربية، وانتشار سكك الحديد، والتحول إلى اقتصاد أمة، أصبحت الحرب حرب أمة واقتصاد دولة،

3.وأصبحت الجيوش توظف قدرات اقتصادية ضخمة في أوقات السلم والحرب

تصر تأثير االقتصاد، في وقتنا الراهن على اإلستراتيجية العسكرية فحسب، إذ وال يق فاختياربقابلية االقتصاد الوطني، كبيرالشاملة للدولة تتحدد بقدر اإلستراتيجيةأن

يتقيد بالقدرات على حسم الصراع بالطرق المباشرة والتي قد شاملةمباشرة إستراتيجيةلالقتصاد على تحملها، كما أن األخذ بإستراتيجية غير تكون صراعات طويلة ال طاقة

كما أن التعويل على إستراتيجية تقليدية أو . مباشرة هو انعكاس لضعف االقتصاد وعجزه

. 157.، صمرجع سابقنعمة، 1 .المكان نفسه 2 .158.ص ،المرجع السابق 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

31

نووية مرهون بالواقع االقتصادي للدولة، حتى إن اإلستراتيجية الدفاع يتعين عليها أن 1. ة وشبكة المواصالتتكون مالئمة لقدرات الدولة من حيث منظومات األسلح

النشاط الذي يعني بإدارة وتطوير وتوزيع "وعليه فاإلستراتيجية االقتصادية هي مجمل القدرات االقتصادية لغرض خدمة تحقيق المهمات الوطنية والقومية ، فتقوم بتعبئة الصناعة والزراعة وتطوير الصناعات الحربية، وتوزيع القوة العاملة، وتكييف التجارة

2" ويل الجيش واإلشراف على الشؤون المالية والسيطرة على جوانب االقتصادوتم

:الثقافية –االجتماعية –اإلستراتيجية النفسية - د

اإلستراتيجية التي ترعى العوامل النفسية للمواطن والجندي في الحرب، "وهي مبادئ والتقاليد وكذلك تعني بتطور الحالة االجتماعية والثقافية لألمة مهتدية بالقيم وال

الحضارية، وتنشد االرتقاء بالمضمون الحضاري لحياة الشعب أو األمة إلى المستوى الذي ويكون لمثل هذه اإلستراتيجية تأثير كبير على الفرد ومختلف ، 3"تجسده األيديولوجية

الفئات داخل المجتمع في حالتي الحرب والسلم، فالفاعل المعنوي يقرر إلى قدر كبير الشعب في المحن وتقبله التحديات والتهيؤ لمجابهتها بقوة وعزم وكل هذا نابع من تماسك

.إيمانه بقيمة وقفته بقيادته وشرعية حقوقه

ويعتبر العامل المعنوي السياسي من أكثر العناصر تقريرا أو حسما للنصر، وقد كان "مريمونتغ"ل إن نه على تحقيق النصر، بنابليون يرى في معنويات جنده أداة ماديو تعي

4يسبق العامل المعنوي على العوامل المادية في أية مواجهة حربية

. المكان نفسه 1 .159.، صالسابق المرجع 2 .160.، صالمرجع السابق 3 .المكان نفسه 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

32

على مستوى الدولة: التقسيم الثاني

:تكون على ثالثة أنواع

بغض النظر عن حجم الدولة من حيث سكانها ومساحتها : الوطنية اإلستراتيجية -أه ال دولة في الوقت الراهن تستطيع وثرواتها ومنزلتها الدولية في السياسة العالمية، فإن

ة من دون إستراتيجية ما، والفارق بين شؤونها الداخلية والخارجي التصرف فيإن التحديات التي . هو الفارق في المدى والتأثير والمقاصد والسبلالدول تاستراتجيا

ان تعيشها دولة ما وما لديها من قدرات على درء التحديات وبلوغ الطموحات هي األرك .1األساسية لتحديد اإلستراتيجية الوطنية، وهي في الغالب إستراتيجية وطنية شاملة

:اإلستراتيجية القومية -ب

تلك اإلستراتيجية التي تتسم بها مجموعة من الكيانات السياسية ذات "نعني بها لكنها في الوقت نفسه تجد نفسها أمام تحديات" القطرية"االستقالل والسيادة الوطنية

هناك عالقة بين اإلستراتيجية . 2"وتجمعها طموحات تملي عليها اعتماد إستراتيجية قوميةالقومية واإلستراتيجية القطرية أو الوطنية، فكما هو معروف أن كل دولة ومهما توفرت لها إمكانات القوة إال أنها تقف عاجزة في بعض المواقف وال تستطيع بموجبه التحرك من

.3"إستراتيجية قومية دول التعويل على

: اإلستراتيجية الحليفة -ج

إن ما يميز الحروب بين األهم عند نشوبها هو وجود تحالفات ثنائية أو جماعية ضد مالزمة للحرب، طرف أو مجموعة من األطراف وكانت االستراتيجيات العسكرية المتحالفة

قامت إلى اليوم 18، ومنذ القرن ي هذا النوع من التحالفات بانتهاء الحربنتهولكن سرعان ما ي 4.وال زالت سلسلة من األحالف الدولية التقليدية والنووية ألغراض تحقيق توازن في القوة

.163،164.ص.، صالمرجع السابق 1 .165.، صسابقالمرجع ال 2 .المكان نفسه 3 .166.، صالمرجع السابق 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

33

: المبحث الثاني :في مفهوم الظاهرة اإلرهابية وتطورها

مفهوم اإلرهاب: المطلب األول

د يعكس ومن شخص آلخر، وهذا التعد، تعددت تعاريف اإلرهاب من جهة ألخري في ظل ، حقيقة مدى غموض الظاهرة التي الزالت تلقى العديد من الصعوبات والعوائق

تأويالت ومصالح الدول، وسنحاول في هذه الدراسة عرض بعض التعريفات المختلفة :لإلرهاب وعلى مستويات متعددة كالتالي

:على المستوى اللغوي - أوال

:اإلرهاب لغة

لفعل أرهب مشتق من الجذر لالخوف والفزع، وهو مصدر يعني ،في اللغة العربيةوقد ذكرت المصادر اللغوية معنى اإلرهاب فجاء في تلك المصادر أن رهب " رهب"

بالكسر يرهب رهبة ورهبا، ورهبا بالتحريك أي خاف، ورهب الشيء رهبا ورهبة خافه، 1.به الناسفالرهبة هي الخوف، والفزع وأرهبه واسترهبه، استدعى رهبته حتى ره

فهو الفعل Terreurوفي األدب الفرنسي فإن األصل اللغوي لكلمة إرهاب 2.ي معنى رجفني يعذال Trasتي يالستسكر

وهي األكثر شيوعا، ويرجع terrorوفي اللغة اإلنجليزية فالمرادف لكلمة اإلرهاب هي 3.الهول أيضا وتعني الترويع أو الرعب أو terserأصلها إلى الكلمة الالتينية

دار الثقافة للنشر : عمان( مكافحة اإلرهاب في اإلستراتيجية األمريكية رؤية قانونية وتحليليةياسين طاهر الياسري، 1

.23.ص ،)2011، 1، طوالتوزيع، )2009الدار الجامعية، : اإلسكندرية( اإلرهاب الدولي أصوله الفكرية وكيفية مواجهتهميس بسيوني، اهللا أحمد خ هبة 2

.67.ص .24.، صمرجع سابقالياسري، 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

34

:على المستوى االصطالحي - ثانيا

: القواميس والموسوعات

يعود مصطلح اإلرهاب إلى أصل الديمقراطيات الحديثة، وهو " :قاموس أكسفورد -، وذلك بعد حكم الرعب 1794كلمة فرنسية األصل، دخلت اللغة اإلنجليزية في العام

Reignofterron ،1" ستعملوهإضد من واإلرهاب هنا هو سياسة الرد بالعنف ستعمال العنف إ ":يعرف اإلرهاب بأنه La Rousse" :الروس القاموس الفرنسي -

2."ألغراض سياسية

3."وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية " :معجم الوسيط -

غتياللفة كاإلالتهديد به بأشكاله المختستخدام العنف غير القانوني أو إ": موسوعة السياسة - معين، مثل كسر روح بغية تحقيق هدف سياسي ،والتشويه والتعذيب والتخريب والنسف

أو مال، ،أو كوسيلة من وسائل الحصول على المعلومات ،لتزام عند األفرادالمقاومة واإل 4. ستخدام اإلكراه إلخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجهة اإلرهابيةإوبشكل عام

هو كل عمل أو وسيلة يستخدم القوة المادية والنفسية " :موسوعة علم السياسة -أرواح الناس األبرياء، وتجريدهم من أرضهم قإلشاعة الذعر والهلع، وإزها

وممتلكاتهم، ويعرضهم لإلبادة الجماعية بدون وجه حق، أو أي مسوغ قانوني أو ية أو غير شريعة سماوية يقوم به فرد أو جماعة أو دولة، بهدف تحقيق أغراض سياس

5".سياسية

1 Oxford world power dictionary (china: of Oscford university press, 2006), p.416. 2 Dictionnaire de la pensée stratégique,Gére Francoi (Paris : la Rousse Bords/her,2000), pp.22،23.

.182،183.ص.،ص" إرهاب"، مادة )1994دار النهضة، : القاهرة( منير البعلبكي ،المعجم الوسيط 3، 3والنشر، ط تالمؤسسة العربية للدارسا :بيروت( ،عبد الوهاب الكيالني)من أ إلى ث( 1، جموسوعة السياسة 4

.153.، ص)1990، ))ن.س.د(، 1دار مجدالوي للنشر والتوزيع، ط :األردن( ، ناظم عبد الواحد الجاسور موسوعة علم السياسة 5

.47.ص

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

35

1."، إنه خوف مستثار، عندما يتحول اإلرهاب إلى عملهو حالة":موسوعة اإلستراتيجية - :على مستوى بعض الهيئات والمنظمات - ثالثا

لغرض خلق ،عمل إجرامي موجه ضد حكومة معينة" :1937عصبة األمم تعريف -1الساكنين في تلك أو عند مجموع من األشخاص ،حالة من الرعب في نفوس أشخاص

2."الدولةتضمنت المادة األولى من :1977تعريف االتفاقية األوربية لمنع وقمع اإلرهاب لعام -2

االتفاقية تعريفا حصريا لإلرهاب بمعنى أنها حصرت أفعاال بعينها وأوردتها من قبيل :األعمال اإلرهابية كالتالي

الء على يستالخاصة بقمع اإل، و1970" الهاي"تفاقية إالجرائم المنصوص عليها في - .الطائرات

والخاصة بقمع األعمال ، 1971" مونتريال"تفاقية إالجرائم المنصوص عليها في - . غير المشروعة والموجهة ضد الطيران المدني

عتداء على الحياة والسالمة الجسدية أو الحرية الجرائم الخطيرة ، التي تتضمن اإل -والجرائم التي تضمن الخطف وأخذ ،الدولية لألشخاص الذين يتمتعون بالحماية . الرهائن واحتجازهم غير المشروع

ستعمال المفرقعات والقنابل واألسلحة النارية والمتفجرات والرسائل إجرائم -ومحاولة ،ستخدام تعريض األشخاص للخطر، إذ ترتب على هذا اإلالمفخخة

3 .رتكاب أي من هذه الجرائم السابقة أو االشتراك فيهاإ

.106.، صمرجع سابقكلين، ،مونبريال 1ديسمبر www.pydrojava.net/ara/index:php/option=com ،)10 :في ،"ظاهرة اإلرهاب"حسين سيتو، 2

2013.( ف العربية للعلوم أكاديمية ناي :الرياض( الجريمة المنظمة واألنماط واالتجاهاتاح مصطفى الصيفي وآخرون، عبد الفت 3

.147.ص، )1999األمنية،

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

36

كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به " : 1998االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب -3أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، يهدف إلى إبقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم إليذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو

أو الخاصة أو لبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامةأمنهم أو إلحاق الضرر با 1".ستيالء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطراحتاللها أو اإل

رسالة " :2001خارجية دول العالم اإلسالمي الدوحة أكتوبر تعريف مؤتمر وزراء -4خالف للشرائع عنف عشوائية من مجهول بغير هدف مشروع أو قضية عادلة، وهو بهذا مالذي يراد به ،السماوية واألعراف الدولية ، كما ال يجوز الخلط الذريع بين الكفاح المسلح

2". كما يحدث في فلسطين ولبنان ،لقضايا العادلة ومجابهة الظلم واإلحتاللاخدمة

) :مفكرين و سياسيين(على المستوى الشخصي - رابعا

ستخدام أو التهديد باستخدام إاب هو اإلره " : Walter Laqueurالكير ولتر -العنف، وهو أسلوب من القتال أو إستراتيجية لتحقيق أهداف معينة، ال تتفق مع القواعد اإلنسانية، يهدف إلى إحداث حالة من الخوف في الضحية، وهو عامل أساسيا

3".في اإلستراتيجية اإلرهابيةاستخدام العنف ضد أهداف اإلرهاب هو " : Yonah Alescander يونا ألكسندر -

من أجل تخويف أو إلنشاء الخوف المتفشي المعمم لغرض تحقيق ،مدنية عشوائية 4."أهداف سياسية

من قبل أي فرد أو ،ستعمال القلق أو التهديد باستعمالهإ " : Mickoulusميكوالس - ."أية جماعة

.2.،القاهرة، صاإلتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب ،، مجلس وزراء الداخلية و العدل العرب جامعة الدول العربية 1، )2005، 1رات الحلي الحقوقية ، طمنشو :بيروت( الدولي في ظل المتغيرات الدولية اإلرهابأحمد حسين سويدان، 2

.40.ص3 transnational terrorism, security and rule of law, “Concepts of terrorism: analysis of the rise, decline, trends and risk” in : www.transnationalterrorism.eu.pdf , p.12. 4 Ibid, p.13.

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

37

من قبل ، ماله ستعمال العنف أو التهديد باستعإاإلرهاب هو ": Wardlawووردلو - ."فرد أو جماعة ما

هو فرد أو عضو في جماعة ما ترغب في تحقيق أهداف سياسية ": Adamsأدامز - 1."باستعمال وسائل عنيفة

نتشار بأساليب أو صيغ مختلفة التعابير والتوضيحات،هو تهديد عالمي اإل" :أمحند برقوق" -الوجود تفوقت على الثقافة، باإلضافة إلى كونه حادثة كلية ،وهو ظاهرة تاريخية

ستقرار و السياق السياسي، وهو بذلك تهديد لإلالديانات، االقتصاد، وكذلك المحيط أ 2."كذلك تهديد لحقوق اإلنسان الفردية والجماعية،واألمن الدولي واإلنساني ،السياسي

اجمة يرمي الفاعل بمقتضاه بواسطة الرهبة الن، منهج نزاع عنيف : " أودنيس العكرة -، عن العنف إلى تغليب رأيه السياسي أو إلى فرض سيطرته على المجتمع أو الدولة

3". أو من أجل تغييرها أو تدميرها ،جتماعيةمن أجل المحافظة على العالقات اإلهو إعتداء على األرواح، واألموال والممتلكات العامة " : عبد العزيز محمد سرحان -

.4" ون الدولوالخاصة بالمخالفة ألحكام قانزمنة المعاصرة لإلشارة إلى صطالح يستخدم في األإهو : "صالح الدين عامر -

خاصة جميع أعمال العنف ستخدام المنظم للعنف لتحقيق هدف سياسي، وبصفة اإلالتي تقوم منظمة سياسية ) أو التخريب ،أو الجماعية ،عتداء الفرديةحوادث اإل(

5". ن عدم األمنبممارستها على المواطنين وخلق جو م

.107،108.ص ،)1991دار العلم للماليين، ط ، : بيروت( اإلرهاب الدولي دراسة قانونية نافذةمحمد عزيز شكري، 1

2 M’hand Berkouk “An etymo-Epistemolgical analysis” in (Wafula Orumu and Anneli Botha)، terrorism in Africa, Building Bridges and over coming the gaps (printed by Business print center, 2007), p.3.

، )1993، 2ط ،دار الطليعة :بيروت( بحث في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية، اإلرهاب السياسيأودنيس العكرة، 3 .24.ص

واإلرهاب المضاد، دراسة في مفهوم اإلرهاب وأنواعه وأسبابه والكفاح المسلح ضد اإلرهاب ،سهيل حسين الفتالوي 4 .99.، ص)2005، 1دار الفكر العربي، ط: بيروت( االحتالل

.45.، ص)2007دار الفكر الجامعي، :اإلسكندرية( العالم بين اإلرهاب والديمقراطيةحسين المحمدي بوادي، 5

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

38

أسباب الظاهرة اإلرهابية: المطلب الثاني

بل أن ،وال يخرج عن هذه القاعدة اإلرهاب، لكل ظاهرة من الظواهر أسبابها هاأن كماعتباره ظاهرة قديمة حديثة أسبابا عديدة، جديرة بالبحث والدراسة، إاإلرهاب ببشكل مضطرد حتى طالت الدول قد تفاقمت هذه الظاهرة األبرز لهذا القرن، والجريمة

اإلسالمية وغير ، بأشكالها وأنظمتها الديمقراطية والدكتاتورية، المتقدمة منها والمتخلفة . اإلسالمية

: وسنحاول حصر وتشخيص الظاهرة اإلرهابية في األسباب التالية

عتبارها واحدة من أبرز أسباب الظاهرة اإلرهابية إيمكن :األسباب السياسية -1 : بدورها إلى قسمين داخلية وخارجيةوتقسم ،يهاوتنام

ضطهاد األفراد والطوائف إر السياسي الداخلي، نتيجة تكمن في ظاهرة القه :داخلية -أالتي ال تجد سبيال للتعبير عن آرائها، فيكون العنف سبيلها للثأر لنفسها والنيل من

ى حق تقرير المصير لشعب كما قد تكون األعمال اإلرهابية بغرض الحصول عل ،1عدوها اأو برعايا نظر،وقد يكون الدافع إنزال الضرر بمصالح دولة معينة ،من الشعوب

ة، كما أن ضعف األحزاب السياسية والتنظيمات للمواقفها السياسية المنحازة أو غير العادينتج ،وإشراكهم في العمل الوطني ، النقابية وعدم فاعليتها في التعبير عن آراء األفراد

وما ينتج عنه من انعدام أو ضعف ،عنه عزوف أبناء الشعب عن العمل السياسي بالدولة الشعور باالنتماء، كما توجد هناك دوافع تتعلق بعدم الشرعية وافتقاد ممارسة الديمقراطية

بدائل للتعبير عن أيضا حيث أن غياب الحوار الديمقراطي وعدم المشاركة وعدم وجود يؤدي إلى قيام بدائل غير مشروعة للقيام بذلك، وهذه البدائل تتجلى في ،اراآلراء واألفك

2. صور اإلرهابمختلف

.49.، صمرجع سابق الشكري، 1 .132،133.ص.ص، مرجع سابق ،بسيوني 2

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

39

وردود الفعل التي تتجسد في المقاومة ، كما أن السيطرة االستعمارية لبعض الدول ومحاولة بعض المجموعات تنبيه الرأي العام ،والتفرقة العنصرية والتحوالت السياسية

أو محاولة اإلفراج عن مجموعة من السجناء كلها من ،إلى قضية سياسية ولفت أنظاره 1. الدوافع السياسية التي تؤدي إلى ردود فعل إرهابية

: فيمكن حصرها في بعض النقاط كالتالي :خارجيا -ب

ت التعسفية والعنصرية في محاولة األوضاع الدولية غير العادية، واستمرار السياسا - . ر واألجناسإلبادة بعض العناص

، والحد من كل أشكال عدم قدرة األمم المتحدة على تحقيق أهدافها ومبادئها -وهو ما انعكس سلبا على حقوق اإلنسان، ،ستعمار والظلم واالضطهاد السيطرة واإل

. وأعطى الشرعية لبعض الحركات التي تمارس اإلرهاب

لحل المشكالت االقتصادية عدم قدرة األمم المتحدة على إيجاد سبيل التعاون الدولي - . واالجتماعية، وتحقيق مستوى أفضل من النمو لدى الشعوب

عدم قدرة األمم المتحدة على تطبيق الحلول التي تتوصل إليها من خالل قراراتها -مما شجع تلك الدول ، بشأن فرض عقوبات ضد الدول المعتدية على دول أخرى

2.)ئيل نموذجاإسرا(على التمادي في أعمالها العدوانية

تساع نطاق إرعاية بعض الدول واألنظمة السياسية لإلرهاب مما نتج عنه -الممارسات اإلرهابية على المستوى العالمي، وهو ما أدى بدوره إلى ظهور العديد

. من المنظمات اإلرهابية التي تنفذ أهداف الدولة المستفيدة وتحقق مصالحها

،ستعماريةإلعالم الناتج بعضها عن رواسب وجود بؤر التوتر في مختلف مناطق ا -أدى إلى ظهور جماعات ونشاطات إرهابية في محاولة التخلص من المشاكل

3. ووضع نهاية للمعاناة المرتبطة بها

1 Morris Eris et al, Terrorism: threat and response, (Hound Mills: MC Milan press, 1987), p.p.31،32.

.85،86.ص.، ص)2003: بيروت( اإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي العامحماد، كمال 2 .141.ص ،مرجع سابقبسيوني، 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

40

: يمكن تقسيمها إلى قسمين: األسباب االقتصادية -2

، تيعابا كامال سإستيعاب جميع فئات المجتمع إإن عجز الدولة وعدم قدرتها على : داخليا - أوكرد فعل على ،يؤدي بهذه األخيرة إلى شعورها باالغتراب وتقوقعها في أماكن محددة

الوضع المعاش تلجأ هذه الفئات إلى تشكيل المجموعات اإلرهابية سعيا نحو تغيير تلك كما أن البطالة والتضخم ، تصاديقالتخلص منها، كالفقر والحرمان اإلاألوضاع المتردية و

ني مستوى المعيشة أو عدم التناسب في األجور واألسعار وتفاقم مشكالت اإلنسان والصحة وتدوالمواصالت قد تدفع قطاعات من الشباب إلى الدخول في عصابات الجريمة واإلرهاب، وهذا

1.كله ناتج عن عدم المساواة في توزيع الموارد والثروة توزيعا عادال بين فئات المجتمع

قتصاد الدولي تنعكس سلبا على المجتمعات والتغيرات التي تمس اإلالتقلبات إن -تعتبر من األسباب القوية المحركة لموجات اإلرهاب في وخاصة الفقيرة منها،

العالم، إذ تبشر العولمة بمزيد من األزمات االقتصادية العالمية مما يؤدي إلى زيادة 2.الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة

خاصة أن ، امج التنموية وسيطرة السلطة على مفاصل النظام االقتصاديإخفاق البر - 3. قتصاديات دول العالم الثالث ريعية مما يجعلها في عرضة دائمة لالنهيارإجل

:فيمكن فيما يلي :خارجيا -ب

أو ،رغبة الدول الرأسمالية في السيطرة والتحكم في الموارد الطبيعية للدول الصغرى - . لثالثدول العالم ا

قتصادي في إطار السعي الحثيث من قبل الدول الكبرى نحو اقتسام يأتي اإلرهاب اإل - 4.ستهالكية فقطإوجعلها أسواق ،أسواق دول العالم الثالث

.133،134.ص.، صع نفسهالمرج 1

2 Eric , al, op.cit., p.39. .34.ص ،)2006، دار الخلدونية للنشر والتوزيع :الجزائر( مكافحة اإلرهاب بين السياسة والقانونالعياشي وقاف، 3جامعة (، رسالة ماجستير غير منشورة، دراسة في الظاهرة وآليات مواجهتها: اإلرهاب في إفريقياإدريس عطية، 4

.56.ص، )2011كلية العلوم السياسية و اإلعالم، : 3الجزائر

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

41

األسباب االجتماعية والنفسية -3

كلما زادت سلبيات المجتمع ومشكالته من غياب روح العدالة، وعدم المساواة، إلنسان وإهدار حقوقه العامة والخاصة ، زادت إمكانية وقوع الجرائم واإلخالل بكرامة ا

غتراب وتشعر بعدم هشة تعيش حالة اإل، وكل ذلك يولد قوى 1اإلرهابية في ذلك المجتمع 2. د أزمة مواطنةولكتراث السلطة لها، مما يإ

تمعنتماء للمجوغياب الحوار وضعف اإل تماعيكما أن التفكك األسري واإلحباط االجاألسباب وتتوحد الظروف و، 3كلها أسباب تشكل أرضية لصناعة إرهابي ،وظروف الفقر

لديهم ميول إجرامية تجعلهم أفرادنجد مع النفسية في هذه الصناعة، حيث ةتماعيجاإلوالجرائم اإلرهابية بصفة خاصة، وقد ترجع هذه ،رتكاب الجرائم بصفة عامة إيستحسنون

م منذ وين النفسي أو العقلي لهؤالء األفراد، وهي موجودة معهالميول إلى خلل في التكبالوراثة، وقد يكتسب الطفل هذه الصفات النفسية من البيئة لها منتيجة اكتسابه الميالد

لكثير من البحوث العلمية على أهمية اصة في فترة الطفولة ، وقد شددت اخ ،المحيطة به هي التي تحرك اإلرهابيين"...حيث يقول " جيرولد" الدوافع النفسية لألعمال اإلرهابية منهم

شيد لترشيد أعمال مضطرون ...رتكاب أعمال العنف نتيجة لقوى نفسية إل ،ينالسياسيلكثير من العلماء يرون أن نشوء الظاهرة اإلرهابية تعود في اكما أن .4"نفسيا الرتكابها

إذ يرجع ذلك ، اإلرهاب واالنتقامكثير من الحاالت إلى الدوافع النفسية لممارسة العنف و 5. إلى غريزة الموت والميل العدواني المتأصل والضارب في جذور التكوين اإلنساني

.136.، صمرجع سابقبسيوني، 1 .37.، صمرجع سابقوقاف، 2 .136.، صمرجع سابقبسيوني، 3

4 United States Institute of peace "Teaching Guide International Terrorisme : definition causes and responses" in : www.usip.org

عين مليلة، دار :الجزائر( إدارة النزاعات الدولية في التصورات السيكولوجية المتضاربة للحكاممحمد بوعشة، 5 .115.ص ،))ن.س.د(الهدى للنشر والتوزيع

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

42

:األسباب الدينية -4

تؤثر العقيدة والمذهب والدين تأثيرا كبيرا على حياة األفراد، وهذا التأثير يولد مع والتعصب الديني لدى بعض تلتعن، وحيث يسود ا1والدة اإلنسان وال ينتهي إال بوفاته

تبرز األنشطة اإلرهابية في محاولة للدفاع عن كيانها ووجودها في ، األفراد أو األقليات . 2ظل مفاهيمها الخاصة لما يجب أن يكون عليه المجتمع وقيمه وسلوكه

،ستعمارية على العامل الديني كسبيل للنيل من الدول والشعوبلقد ركزت السياسة اإلالواليات المتحدة حيث حاولت ، 2003عل أبرزها ما أعقب حرب الخليج الثالثة ول

مما أدى إلى ،الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة ءوباقي الدول االستعمارية إذكا األمريكيةالت حتى أبناء ط،بروز عنف واغتياالت دائمة لم يسبق لها مثيل في بالد الرافدين

3. بادتهمالديانات األخرى وأماكن ع

ستعداد للتضحية إكما أن اإلرهابيين المنسوبين إلى اإلرهاب العقائدي هم على أتم وأنه سمة ، ستشهاد الجماعي واجبا مقدساب الناس إليهم، ويعتبرون اإلبحياتهم وحياة أقر

4. أساسية لردع ومنع العقل الغربي والقيم الغربية عما يقومون به

اب وصوره أشكال اإلره: المطلب الثالث ،لى وضع تعريف محدد وشامل اإلرهابمن أبرز الصعوبات التي تواجه القائمين ع

،األعمال اإلرهابية اشكال والصور التي ينتهجها مرتكبوهي تعدد وسائل العنف وتباين األ إذ ،المستحيلة ولذا فمحاولة اإلحاطة بجميع األشكال يعتبر من األمور الصعبة وإن لم نقل

. تتغير بتغير التطور العلمي، والتكنولوجيوالصور شكالهذه األأن

.58.ص، مرجع سابقالشكري، 1 .138.ص، مرجع سابقبسيوني، 2 .59،60ص .ص، مرجع سابقالشكري، 3 .135.ص ،مرجع سابقبسيوني، 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

43

أشكال اإلرهاب - أوال : اإلرهاب من حيث الموضوع والغاية التي تهدف إليها -1

إلى اإلرهاب العام، ينقسم اإلرهاب حسب موضوعه والغاية التي يهدف إليها .جتماعي، اإلرهاب السياسياإلرهاب اإل

،غاية هي في حقيقتها جريمة من جرائم القانون العام يهدف إلى :اإلرهاب العام -أكالخطف واحتجاز األشخاص، والقتل والتهديد وغيرها من األعمال التي يجني من ورائها اإلرهابيون مغنم أو فدية، أو مكاسب مادية أخرى، ويتميز هذا الشكل من

ومن أمثلته ،نون العاماإلرهاب بالعداء الشديد للسياسة العامة في المجتمع ومخالفته للقا 1. أعمال عصابات المافيا وغيرها

يشمل األعمال اإلرهابية الموجهة ضد نظام الحكم أو رموز :اإلرهاب السياسي -بالدولة، ويستهدف عادة هذا النوع من اإلرهاب الزعماء السياسيين أو رؤساء الدول

يتصف بالعداء التام بهدف إثارة الخوف والهلع في المجتمع وتحويل نظام الحكم، وللسياسة، كما يوجه أنشطته العدائية ضد الدولة مباشرة سواء في شكلها الدستوري أو

2. مؤسساتها السياسية والقانونية

لتي يسعى مرتكبيها إلى التغير يقصد به مجموعة األعمال ا :اإلرهاب االجتماعي -جتغيير نظام الحكم بل أيضا ستخدام القوة، وهو ال يسعى فقط إلىإجتماعي بالعنف واإل

3.خلق إيديولوجية جديدة في المجتمع على مستوى جميع مؤسساته

:اإلرهاب من حيث النطاق -2

اإلرهاب الذي تكون جميع عناصره محلية سواء من "وهو ذلك :اإلرهاب المحلي -أل وكذلك حيث المنفذين أو مكان التنفيذ أو التخطيط واإلعداد للعمل اإلرهابي، أو التموي

.122،123.ص.ص )2006دار الجامعة الجديدة :اإلسكندرية( اإلرهاب الدوليمنتصر سعيد حمودة، 1د س ديوان المطبوعات الجماعية، :الجزائر( المقدمات األساسية في القانون الدولي الجنائيعبد اهللا سليمان سليمان، 2

.222.ص، )ن .المكان نفسه 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

44

الضحايا واألهداف، والنتائج المترتبة عليه، ويستهدف هذا الشكل من اإلرهاب تغيير نظام الحكم، كما قد تمارس الدولة هذا النوع من اإلرهاب ضد معارضيها أو حتى

1)". اإلرهاب القمعي(بإرهاب الدولة الداخلي فمواطنيها، ويعر

سياسي المسلح، وهو أحد األعمال الخطيرة هو أبرز صور العنف ال :اإلرهاب الدولي -بالعنف السياسي المسلح " الموجهة ضد الدولة ويمكن أن نعرف اإلرهاب الدولي بأنه

. 2" الذي ينفذه األفراد، ويتضمن عنصرا أجنبيا

ختصاصات ممارسة اإلمن حيث ، عن اإلرهاب المحلياإلرهاب الدولي وال يختلف ية، ذلك أن بمعاقبة األشخاص الذين يقومون باألعمال اإلرهابالتي تقوم بها الدولة، الخاصة

3.ختصاص المحاكم الداخلية للدول التي تتخذ ضدها أعمال اإلرهابكل من النوعين يخضع إل

،ختالف جنسيات المشاركين في العمل اإلرهابيإأنه يأخذ طابعا دوليا من حيث كماو تعدد جنسيات الضحايا، كما قد يكون أو تباين جنسية الضحايا عن جنسية اإلرهابي، أ

نتمي إليها تليست هي الدولة التي ،رتكاب الفعل اإلرهابي يخضع لسيادة دولةإإقليم طائرات أو اللمجموعة اإلرهابية، كذلك وقوع الفعل اإلرهابي ضد وسيلة نقل دولية كا

، كأن يكون لدولة الواحدةالسفن أو تجاوز األثر المترتب عن الفعل اإلرهابي نطاق ا 4.و دولة أخرى أو تجمع دوليموجها نح

:ولعل أشهرهاتتعدد وتختلف صور اإلرهاب :اإلرهاب صور - ثانيا

وبصورة المقصود بها قيام شخص أو أكثر وهو على متن الطائرة :خطف الطائرات -1 5. ستيالء عليها عن طريق القوة أو التهديد باستعمالهاغير قانونية بالسيطرة واإل

إشكالية التحرر والتحديات :حول، الملتقى الدولي األول "ير والمقاومة في مواجهة اإلرهابالتحر" ،جمال علي زهران 1

.4.ص، )2005فيفري 8-7- 6األوراسي ( ،الدولية الراهنة .194.ص ،مرجع سابقتالوي، فال 2 . المكان نفسه 3 .4،5.ص.، ص مرجع سابق ،زهران 4منشورات أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية، :الرياض( واقع اإلرهاب في الوطن العربي، محمد فتحي عيد 5

.71.، ص)2004

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

45

ختطاف بهذا المعنى تبدأ أو تنتهي في إقليم أو دولة واحدة، كما قد تمتد عملية اإلووقد شكلت جريمة خطف الطائرات وتغيير مسارها عالمة ة ،1لتشمل أقاليم عدة دول

حيث بدت شبحا يهدد أمن المسافرين، وعليه طالب الفقه ، ميزت ستينات القرن المنصرم الطائرة قرصنة جوية، وسعت المنظمات الدولية من عتبار جريمة خطف إالدولي إلى

جانبها كاألمم المتحدة إلى وضع تشريع دولي يعاقب على هذه الجريمة واتخاذ التدابير اإلرهابيين إن خطف الطائرات من قبل .2وقائية للتصدي لها والتخفيف من آثارها ونتائجها

: حاولة تحقيق األهداف التاليةوتفضيلها عن غيرها من وسائل النقل األخرى يرجع إلى م

. ننتباه الرأي العام للقضية أو الهدف التي يهدف إليها الخاطفين أو اإلرهابييإشد -

ختطاف إمما يجعل من .التقدم الفني الذي لحق بوسائل االتصال ووسائل اإلعالم - 3.الطائرات وسيلة لنشر القضية باإلعالم على أوسع نطاق

جرائم الريمة خطف وحجز الرهائن من أخطر صور تعتبر ج: أخذ الرهائن -2اإلرهابية، ويكون الهدف منها سياسيا، وفي هذه الحالة يكون الضحايا من بين الشخصيات

، وقد 4التي تشغل مناصب هامة في السياسة الحكومية أو البنكية أو المؤسسات الدوليةرهينة تنتمي إلى طبقة ال تبتزاز أو الحصول على المال إذا كانيكون الحجز بقصد اإل

ختطاف الطائرات بفعل اإلجراءات األمنية المتبعة إجتماعية مميزة، ومع تراجع حوادث إ، برزت هذه الجريمة 2011سبتمبر 11في أغلب المطارات العالمية السيما في أعقاب

شهد سيما في الدول التي تد من تفشيها هو سهولة تنفيذها الوما زا، بشكل ملحوظ غير مستقرة، والمشهد العراقي بعد سقوط نظام صدام حسين خير مثال أمنيةأوضاعا شهريا، وكانت أغلب حالة 25إذ تجاوزت حاالت خطف المواطنين واألجانب ، على ذلك

.29.ص ،مرجع سابقبوادي، 1 .86.، صمرجع سابق ،الشكري 2 :لبنان( جريمة اختطاف الطائرات المدنية في القانون الدولي والفقه اإلسالميأسامة مصطفى إبراهيم ماضوي، 3

.11.، ص)2003منشورات الجلي الحقوقي، .30.، صمرجع سابقبوادي، 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

46

من ذلك قتل السكرتير األول في ،ي بقتل الرهينة أو أخذ فدية مالية هختطاف تنتحاالت اإل . لوماسي جزائري وسائقهوقتل دب" إيهاب الشريف"سفارة مصر

قتصادية م مثل هذا الفعل نظرا لألضرار اإلتجهت التشريعات الوطنية إلى تجريإوقد قتصادها على مورد السياحة إخاصة الدول التي تعتمد في ،التي تلحق باالقتصاد الوطني

وفي هذه الحالة نجد أن العصابات اإلرهابية تكثف من عملياتها في المواسم السياحية، 1.بقصد ضرب االقتصاد الوطني وإلحاق األذى به

غتيال هو حادث االت من أبرز وأبشع الجرائم، واإلغتيتعتبر جريمة اإل :االغتياالت -3غتيال على اإليذهب ضحيته شخص أو أشخاص من قبل القائم ، عتداء بصورة مفاجئة إ

وسائل تنفيذ بعض الدولطورت المجتمعات هذا األسلوب منذ القدم، كماوقد عرفت وهو ما تلجأ إليه إسرائيل في خدام الطائرات والصواريخ الموجهة،غتيال باستعمليات اإل

2. األراضي الفلسطينية المحتلة

وتختلف كذلك ، ولإلغتياالت بصفة عامة أسباب عديدة متنوعة تختلف تبعا للدوافع :األسبابمن حادث آلخر، ويمكن أن نذكر على سبيل المثال ال الحصر بعض

غتيال اإلرهابي، وهو ما تنفذه الجماعات اإلرهابية ضد السلطة الحاكمة إلظهار اإل - . عجزها عن تحقيق األمن

.غتيال السياسي الذي غالبا ما يهدف إلى إزاحة خصم سياسياإل -

. غتيال الطغاة وهو ما يقوم به أحد أفراد الشعبإ -

.ولد منظمة أو إلى م،غتيال من أجل لفت النظر إلى قضية اإل -

.3كأن يكون بسبب ثأر شخص أو عائلي ، غتيال بدافع شخصي اإل -

.95،96.ص.، صمرجع سابقالشكري، 1 .7.، ص)1998، 1دار أسامة ط : بيروت( أشهر االغتياالت السياسية في العالملخير، اهاني 2 .34.، ص))س.ن.د(،دار الكتاب الحديث :الكويت( اإلرهاب الدولي المتفجراتفكري عطا اهللا عبد اهللا المهدي، 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

47

" جون كنيدي"غتيال الرئيس األمريكي إغتياالت في الجانب السياسي ومن أشهر اإلغتيال إ ،1981أنور السادات غتيال الرئيس المصريإفي الستينات من القرن الماضي، 1993.1الرئيس الجزائري محمد بوضياف

ل المنشآت طات ،من بين األساليب الشائعة لإلرهاب عمليات التخريب التي :لتخريبا -4، وقد 2سواء من الناحية السياسية أو االقتصادية ،العامة والمؤسسات ذات األهمية

العسكري أو األمني، ولكن يستهدف اإلرهاب مواقع مدنية آمنة ال عالقة لها بالجانب واطنين أو اإليحاء لهم بأن السلطة غير قادرة على توفير نتقام أو اإلضرار بالمبقصد اإل

األمن أو الخدمات لهم، وقد تطول العمليات التخريبية منشآت الدولة داخل إقليمها أو ويكون الهدف من وراء مثل هذه العمليات ،خارجه كالسفارات، ومقر البعثات األجنبية

دول األجنبية سحب سفرائها و حتى تضطر ال ،خلق نوع من العزلة للدولة المستهدفة . ممثليها أو تخفيض بعثاتها

ستهداف مقر إمن ذلك ، بل إن التخريب يمتد ليشمل المنظمات الدولية واإلقليمية ، راح ضحيته المبعوث الشخصي 2003األمم المتحدة في بغداد بسيارة مفخخة سنة

األمم المتحدة إلى إغالق األمر الذي اضطر ،)سيرجيو دي ميلو(لألمين العام البرازيلي 3.مكتبها في بغداد عدة أشهر

وعموما فإنه غالبا ما يكون الهدف من العمليات التخريبية زعزعة الكيان األساسي أو قراراتها ،لتأثير عليها لتغيير اتجاه الدولة زع بين مواطنيها لوإثارة الرعب والف، للدولة

4.في موضوع معين

.07.، صمرجع سابق الخير، 1 .31.، صمرجع سابقبوادي، 2 .104.ص ،مرجع سابقالشكري، 3 .31.ص ،مرجع سابقبوادي 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

48

والمفاهيم ذات الصلةاإلرهاب : المطلب الرابع

من حيث األسباب والنتائج ،هناك مجموعة من المفاهيم المتقاربة للظاهرة اإلرهابيةثر صلة كواآلثار وغيرها، لكنها تختلف في الجوهر عن اإلرهاب ومن بين المفاهيم األ

: بالظاهرة اإلرهابية ما يلي

عتدال، والتطرف اإل اوز حداللغة هو المغاالة، أي تج التطرف في :اإلرهاب والتطرف -1جتماعي وجد يخلق نوعا من الالستقرار اإل قد يطول السياسة والفكر والدين، وهو أينما

ا بالرصاص فقط وإنما األفكار معكس صورتهتإن اإلرهاب والتطرف ال .1والسياسيفتفكير المجتمع أو المفكرين أو ، أيضا التي يتبناها مجتمع ما تؤدي إلى اإلرهاب

دعين والنخبة بصفة عامة يكون خطره أشد من الرصاص، فالتطرف يسبق اإلرهاب، المبواستفحل قبل معالجته، وكثر هزاد عن حد وهو المرحلة األولى له، ذلك أن التطرف لو

فإنه في ،ة لعناصره من حيث القوة والدعم من جهات أخرى أأتباعه وأصبحت البيئة مهيعتبار أن التطرف إلذلك فإن العالقة وثيقة بينهما ب، ب هذه الحالة يتحول التطرف إلى إرها

إذا كان شعور الكراهية لغير هيعد المرحلة األولى لإلرهاب، وكمثال على ذلك فإنهذا يعني أن التطرف مرحلة سابقة ،المسلمين مجرد تطرف، فإن التعدي عليهم يعد إرهابا

2. على اإلرهاب وقبل تطوره

بين اإلرهاب ،خلط الكثير من الكتاب الغربيين وربما عن قصدي :اإلرهاب والمقاومة -2من جهة والمقاومة المشروعة من جهة أخرى، فالمقاومة هي نضال الشعوب من أجل نيل

، 3حريتها واستقاللها، أما اإلرهاب فهو عمل يمارسه الخارجون عن الشرعية والقانونالتي تقوم بها عناصر وطنية من غير عمليات القتال": وعليه يمكن تعريف المقاومة بأنها

،دفاعا عن المصالح الوطنية أو القومية ضد قوى أجنبية ،أفراد القوات المسلحة النظامية

مؤسسة شباب الجامعة، :اإلسكندرية( اإلرهاب والتطرف من منظور علم االجتماعحسين عبد الحميد أحمد رشوان، 1 .15.، ص)2002

.119،120.ص.، صمرجع سابقبسيوني، 2 .98.، صمرجع سابق، بسيوني 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

49

تلك العناصر تعمل في إطار تنظيم يخضع إلشراف وتوجيه سلطة قانونية أو كانت سواء النشاط فوق اإلقليم أم كانت تعمل بناءا على مبادراتها الخاصة، سواء باشرت هذا ،واقعية

1."الوطني أم قواعد خارج هذا اإلقليم

:تفاق بين الظاهرتين في التاليوعموما يمكن حصر أوجه اإل

ستخدام القوة هي الوسيلة لكل من اإلرهاب والمقاومة من أجل تحقيق الغاية أو إ - . الهدف المنشود

مثلة في هالك النفس عالوة على األضرار المادية التي تلحق بأفراد الظاهرتين المت -فإن هناك أيضا أضرارا معنوية تتمثل في الفزع والخوف الناتج عن ،والمال

. ستخدام القوة أو التهديد باستخدامهاإ

: فتبرز كاآلتي هماختالف بينأما مظاهر اإل

،فهي قد تكون سلمية وقد تكون مسلحة ،المقاومة أعم في وسائلها من اإلرهاب -المصلحة العليا لألمة، أما اإلرهاب فال ققحال وبما يحوذلك حسب مقتضيات ال

الهدف منه زعزعة األمن واالستقرار في المجتمع عن طريق ويكون إال مسلحا، . ستخدام القوة أو التهديد بهماإ

ألنها تسعى للدفاع عن النفس واألموال واألعراض ،إن المقاومة مشروعة قانونيا -في كل القوانين والتشريعات واألديان، ةة محرمأما اإلرهاب فهو جريم،واألوطان

. وهو جريمة بشعة تهدد األمن والسلم الدوليين

أما ،المقاومة تمثل قطاعا عريضا من الشعب بمختلف طبقاته واتجاهاته وفئاته -اإلرهابيون فهم أفراد خارجون عن القانون ناقمون عن األوضاع في مجتمعاتهم،

2. وال يمثلون سوى أنفسهم

.91،92.ص.، صمرجع سابقالشكري، 1، )2006، 1دار األسرة للنشر والتوزيع، ط: عمان( المقاومة واإلرهاب من منظور إسالمي، علي عبد القادر القرالة 2

.152،153.ص.ص

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

50

حول معنى تعريف الجريمة ختلفت اآلراء الفقهية إلقد :اإلرهاب والجريمة السياسية -3أنه نادرا ما توجد هناك ،ومما ضاعف من صعوبة وضع مثل هذا التعريف السياسية ،

جريمة سياسية خالصة، أي تقع على حق سياسي فقط، بل الغالب أن تكون الجريمة عتداءا على حقين في وقت واحد، إها إنما أن تقع السياسية مركبة أو نسبية، بمعنى أن

ا على حق غير سياسي، ولكنهاعتداءإأحدهما سياسي واآلخر غير سياسي، وإما أن تقع وعليه فإن الجريمة السياسية ، 1في نفس الوقت تتصل على نحو وثيق باضطراب سياسي

2رتكابها سياسيا إهي التي يكون الباعث على

رهاب والجريمة السياسية يعد مسألة محسوسة في المجتمع الدولي، إن التفرقة بين اإلفإن الجريمة السياسية ،فإذا كان اإلرهاب هو العنف المنظم المتصل لتحقيق أهداف سياسية

ال يشترط فيها دائما أن تكون عنفا، وحتى لو كانت عنفا فإنه ليس متصال أو منظما، ويعد ريمة سياسية ما دامت تهدد سالمتها الداخلية أو البعض كل جريمة ترتكب في الدولة ج

3. ضطرابات السياسيةية، وهي جرائم عادة ما ترتبط باإلالخارج

من وراء القيام دإن المعيار األساسي للتفرقة بين الظاهرتين يكمن في الهدف والقصل بأن وعليه كان جائزا القو ،باألعمال اإلرهابية وارتكاب الجرائم ذات الطابع السياسي

كل عمل إرهابي ينطوي على فعل أو عمل من أعمال العنف له طابع سياسي، بينما ال 4.يمكن القول بأن كل جريمة سياسية تنطوي على عمل إرهابي

:اإلرهاب والجريمة المنظمة -4

الجرائم التي ترتكبها مجموعات أو منظمات أو عصابات إجرامية منظمة "هي تلك تية ومنافع مادية، وتعمل في سرية تامة، ولها قانون داخلي ينظم بهدف تحقيق مكاسب ذا،

.110.، ص)1986دار النهضة العربية، : بيروت( اإلرهاب الدوليعبد العزيز عبد الهادي مخيمر، 1 . 103.، صمرجع سابقبسيوني، 2 .المكان نفسه 3 .39.، ص)1997مكتبة مديولي، :القاهرة( النظام السياسي اإلرهابي اإلسرائيليعبد الناصر حريز، 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

51

ستمرارها لفترة طويلة إوذلك لضمان ،ل ويضع عقوبات مادية للمخالفين من أعضائهمالعوألجل زيادة التمويه، وقد تمتد عبر الدول وأحيانا تستهدف الموظفين وكبار شخصيات

1.الدولة لها تختلف عن الجرائم العادية وهذهعوتمتاز الجريمة المنظمة بخصائص تج

:الخصائص تتجسد فيما يلي وهو يضمن ويكفل لها يعتبر الخاصية المنظمة واألساس في الجريمة :التخطيط ،

. ستمرار، ويتطلب أفراد مؤهلين وذوي خبرةالنجاح واإل إن الهدف من الجريمة المنظمة هو تحقيق الكسب المالي السريع وفي :حترافاإل

. حتراف في التعاملقصير، وهو ما يتطلب عنصر اإلوقت ستمرار إإن األمر البسيط ينكشف أمره بوضوح أسبابه، لذلك فمن شروط :دالتعقي

. من أهم خصائصها دالجريمة المنظمة أن يكون التعقي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فإن عناصر :بتزازالقدرة على التوظيف واإل

بذكاء وتكون له القدرة على شراء ضمائر األشخاص أو قىنتاإلجرام المنظمة تأنواع وتعد كل من الجريمة المنظمة واإلرهاب أكثر ،الضغط عليهم وتخويفهم

، ستقرار األمني في مختلف الدول في الوقت الحاضرالجرائم الحديثة تهديدا لإلد ليس مجرد نشاط إجرامي يهدف إلى إيقاع األذى ببعض الضحايا من أفرا فهي

ستقرار الدولة، إجتماعي ونظام اإلالالمجتمع فقط، بل لكل منهما خطورته على جتماعيا، وتتعدى هذه الخطورة إلى دول أخرى مجاورة إقتصاديا وإوأمنها سياسيا و 2.أو غير مجاورة

تجار في األشخاص ، تهريب لجريمة المنظمة صور نذكر منها اإلتجار بالمخدرات، اإلول 3 ...لشرعيين، غسيل األموالالمهاجرين غير ا

.110.ص ،مرجع سابقبسيوني، 1 www.berkouk-mhand.yolasite.com: ، في"الجريمة المنظمة عبر الساحل اإلفريقي"د برقوق، نأمح 2 .58.، ص))ن.س.د( للنشر دار الجامعة الجديدة: اإلسكندرية( الجريمة اإلرهابيةعصام عبد الفتاح عبد السميع مطر، 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

52

:ختالفاهرتين فال بد من تبيان أوجه اإلتفاق واإلكي يتسنى لنا التفرقة بين الظ

: أوجه التوافق -أ

كلتا الظاهرتين تعتمدان على تنظيمات سرية معقدة، ومجموعة :من حيث التنظيمعاملين قواعد ومبادئ داخلية صارمة تطبق على من يخالفها من األعضاء أو المت

. معها

ووسائلها ،كل من اإلرهاب والجريمة المنظمة عابر الحدود - :من حيث الطبيعة .ر مشروعةغي

كلتا الظاهرتين تعتبران من التهديدات األمنية الخطيرة على األمن واالستقرار - . 1الوطني والدولي

هان إلى فهما قد يوج ،نتهاكا للقيم اإلنسانيةإنتهاكا لحقوق اإلنسان، وإيتضمنان -هدف الترويع والتخويف للوصول إلى األهداف بمدنيين شيوخا ونساء وأطفاال،

.المقصودة

ن جتماعية والبشرية، حيث تحدان عائقا للديمقراطية والتنمية اإلقتصادية واإلكالهما يعدا - 2. نشغال الدولة بتوجيه طاقتها إلى مقاومتهاإستثمار الداخلي والخارجي بسبب من اإل

ل ذلك فإن هناك عالقة تكاملية بين الظاهرتين تكمن أساسا في تبادل وفوق ك -الخبرات اإلجرامية، فعصابات اإلجرام المنظم تقدم خبرات فنية إجرامية تفتقد إليها

وال يقتصر األمر على هذا فحسب بل إن الجماعات ،3المنظمات اإلرهابيةكما توفر لهم من خالل اإلجرامية تساعد المنظمات اإلرهابية بالمال والسالح،

لمنظمات اإلرهابية السالح األسلحة المطلوبة، وفي المقابل ترد ا قتدخلها في سو 4.لجماعات اإلجرام الحماية المسلحة ألنشطتهاالجميل فتوفر

. مرجع سابقبرقوق ، 1 .112،113.ص.ص ،مرجع سابقبسيوني، 2

3 Mahmoud Mourad, the world and terrorism, (Caira: Alahram, 2000), p.35. 4 Ibid, p.p.86,87.

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

53

: تتجلى في : أوجه التباين -ب

إن الجريمة المنظمة ليست نشاطا إجراميا واحدا بل هي مشروع إجرامي يمتد على - . أما اإلرهاب فيتكون من نشاط إجرامي واحد،أنشطة إجرامية عدة

أما هدف ،هدف الجريمة هو الحصول على المال واألرباح الطائلة غير المشروعة - .اإلرهاب غالبا ما يكون سياسيا كاالستيالء على السلطة وما نحو ذلك

فساد والرشوة الوسيلة التي تستخدمها الجريمة المنظمة لتحقيق أهدافها هي وسائل ال -عن طريق ،وأصحاب النفوذ ورجال القانون، أما اإلرهاب فيفرض آراءه بالقوة

1. العنف والقتل والترويع

. 113،114.، صمرجع سابقبسيوني، 1

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

54

: المبحث الثالث إستراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب

مفهوم اإلرهاب من منظور األمم المتحدة :المطلب األولإن كل الجهود الرامية إلى محاولة تعريف ظاهرة بسبب الحرب العالمية الثانية ف

لكن ما لبثت أن ،أو محاولة الوصول إلى سبل لمكافحته تراجعت ،اإلرهاب تعريفا موحداتحت رعاية لجنة القانون الدولي التابعة لألمم المتحدة، فقد 1950ستعادت نشاطها بعد عام إ

عتبار قيام إعلى 06الفقرة 02ي المادة ها فتوافقت اللجنة تقنين الجرائم الدولية، التي نصأو حتى تسامحها ،سلطات دولة بإعداد وتشجيع العمليات اإلرهابية لترتكب ضد دولة أخرى

رتكاب أعمال إرهابية في دول أخرى جريمة ضد أمن إتجاه تلك األعمال التي تهدف إلى 1".رية جمعاءعتبار اإلرهاب الدولي جريمة سلم وأمن البشإوسالمة البشرية، وتم

أزهرت الحاجة إلى ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى ،ومع أواخر الستيناتبفعل تزايد جرائم اإلرهاب في مناطق ،محاولة إيجاد تعريف موحد لجريمة اإلرهاب

2.متعددة ومتفرقة من العالم

أدرج بند اإلرهاب الدولي ، 1989إلى غاية 1972منذ بداية السبعينات أي من والتدابير الرامية إلى "نعقادها تحت عنوان إي جدول أعمال الجمعية العامة في دورات ف

أو يودي بها أو يهدد ،منع اإلرهاب الدولي الذي يعرض للخطر أرواحا بشرية بريئة الحريات األساسية، دراسة األسباب الكامنة وراء أشكال اإلرهاب وأعمال العنف الناجمة

الضيم، والقنوط والتي تحمل بعض الناس على التضحية عن البؤس وخيبة األمل و .3"باألرواح البشرية بما في ذلك أرواحهم في محاولة إلحداث تغييرات جذرية

دار الجامعة :اإلسكندرية( تعريف اإلرهاب الدولي بين االعتبارات السياسية والموضوعيةمحمد عبد المطلب الخشن، 1

.50،51.ص.، ص)2007الجديدة، .المكان نفسه 2، ممارسات الدولية اإلنفراديةآليات مكافحة اإلرهاب الدولي بين فاعلية القانون الدولي وواقع اللونيسي علي ، 3

.321.،ص) ،2012كلية الحقوق والعلوم السياسية، :جامعة مولود معمري تيزي وزو( رسالة دكتوراه غير منشورة

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

55

، وفي سياق هذا العنوان وفي الدورة األربعين للجمعية العامة ، خالل هذه الفترة ريف محدد دارت مناقشات حول موضوع اإلرهاب مع التركيز على ضرورة التوصل لتع

1.ختالف التشريعات الوطنية بين الدولإمع ،له وتحديد نطاقه

نددت ، )61/40(قرار رقم 1985ديسمبر 2وفي هذا أصدرت الجمعية العامة في كان ابغض النظر عن الفاعل فرد ،فيه باإلرهاب بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه وممارساته

األعمال اإلرهابية بأنها أعمال إجرامية، بما رتكابه، ووصفتإأم دولة، وأينما كان محل قتناعا منها بأن توسيع إفي ذلك تلك التي تهدد العالقات الودية بين الدول، وتهدد أمنها، و

بين الدول سيساهم في القضاء على أعمال اإلرهاب الدولي اوتحسين التعاون الدولي فيمنفيذ القانون المنصوص عليه تدابير تالدول على أال تسمح بعرقلة توأسبابه الكامنة، وحث

تفاقات المعنية باإلرهاب الدولي على مرتكبي هذه األعمال واعتقالهم ومحاكمتهم أو في اإل حيث من خالل الجمعية العامة ،بمثابة تتويج لآلراء المختلفة هذا القرار يعدو ،2تسليمهم

ك عدواني كسلو ،ة لإلرهابقدم أساسا مقبوال بوجه عام لفهم المعاني والدالالت الضمني، كما أكد القرار على العالقة العنصرية بين ظاهرة اإلرهاب يتميز بالتضاد والتغاير

3.واألسباب الكامنة تحت أشكالها المختلفة

التي تناولت ،الدولية القائمة تتفاقاعلى اإل ما دعت مختلف الدول إلى المصادقةك ،جميع التدابير المناسبة على الصعيد الوطنيتخاذ إ على وحثتهامشكلة اإلرهاب الدولي

وقررت إنشاء لجنة خاصة لإلرهاب تتألف ،بغرض القضاء السريع والنهائي على المشكلةمع مراعاة مبدأ التمثيل ،لألمم المتحدة ةعضوا يعينهم رئيس الجمعية العام 35من

قدم تقريرها إلى الجمعية وأن ت، الجغرافي العادل لدراسة المالحظات التي تتقدم بها الدول بحث موضوع -العامة، وقد كلفت اللجنة الخاصة باإلرهاب البحث في ثالث مواضيع

.اإلرهاب ومدى إمكانية وضع تعريف محدد له

.54.، صمرجع سابقالخشن، 1 .324.، صمرجع سابقلونيسي، 2 .167،168.ص.، صمرجع سابقشكري، ال 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

56

.دراسة األسباب الكامنة وراء اإلرهاب - . 1قتراح تدابير القضاء على اإلرهاب إ -

دول والكتاب المهتمين بشكل لدى كل ال اهتماما خاصإأثارت فقرة تمهيدية أخرى عترفت الجمعية العامة على أهمية إموضوع بمكافحة ظاهرة اإلرهاب الدولي، حيث

وضرورة إيجاد تعريف موحد للظاهرة اإلرهابية من أجل دعم الكفاح ضدها، وتؤكد هذه :الفقرة صورتين

حتى يعاني اإلرهاب من عدم وجود أي تعريف أو فهم متفق عليه بصورة كلية أو - . شبه كلية

إن الظاهرة اإلرهابية ما دامت تفتقر إلى تعريف محدد مقبول، فإن أي خطوة أو -محاولة كفاحه على الساحة الدولية سيصاب بضعف شديد، ولذلك فإن أي محاولة

رهابا قد يكون هو نفسه إ ،للقضاء على اإلرهاب في ظل غياب تعريف متفق عليه 2. م، أو الدفاع عن النفس، أو الدفاع االستباقينتقامضادا كعمليات الثأر أو اإل

ستمرت المنظمة العالمية من خالل الندوات والقرارات التي تصدرها الجمعية إلقد والبحث عن سبل ستنكار جميع األعمال اإلرهابية بكل صورها وأشكالهاإالعامة بالتنديد و

والذي ، 2000سمبر دي 12الصادر بتاريخ 158/55قد صدر القرار رقم مكافحتها، و 210/51قررت أن تواصل اللجنة المخصصة التي أنشأتها الجمعية العامة بموجب القرار

وقد زاد إصرار األمم المتحدة على ضرورة ،تفاقية شاملة بشأن اإلرهاب الدوليإوضع سبتمبر 11إيجاد وتكثيف التعاون الدولي من أجل القضاء على اإلرهاب بعد أحداث

إدانة "بعنوان 01/56الهجمات أصدرت الجمعية العامة قرارا رقم هذه سياق ، وفي 2001 3". الهجمات اإلرهابية في الواليات المتحدة األمريكية

.333-330 .ص.ص، مرجع سابقحمودة، 1

2 Georg Nolte, le droit international farce au défi américain, cours et travaux (6), (Paris : université Pnathéon – Assas, paris II, institut des hautes études internationales de Paris, les presses de la nouvelle imprimerie Laballery, 2005), p.p.23-25.

. 284،285.ص.ص، مرجع سابق ،لونيسي 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

57

تفاقية شاملة بشأن اإلرهاب الدولي كمسألة إلوضع وواصلت سعيها في محاولة التدابير "في بند 80/59أصدرت الجمعية العامة القرار 2004وفي ديسمبر ،عاجلة

عضاء على دعم ناشدت فيه جميع الدول األ ،"القضاء على اإلرهاب الدولي الرامية إلىوقد توصلت من خالل ،1اإلرهابيين من حيازة أسلحة الدمار الشامل الجهود الدولية لمنع

أي عمل يراد به التسبب في وفاة : "ع المستوى إلى تعريف اإلرهاب بأنهيفريقها الرفعندما يكون الغرض ،أو إلحاق إصابات جسمانية خطيرة بهم ،ر محاربينمدنيين أو غي

أو إرغام حكومة أو ،من هذا العمل بحكم طابعه أو سياقه هو ترويع مجموعة سكانية 2 ."متناع عنهدولية على القيام بأي عمل أو اإل منظمة

رهاب األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإل ةإستراتيجيمعالم : المطلب الثاني

حاولت منظمة األمم المتحدة وضع حلوال جدية لمحاصرة ظاهرة اإلرهاب والقضاء ه الظاهرة تفاقيات الدولية للحد من هذلك من خالل إبرامها العديد من اإلعليها، وتأكد ذ

ستطاعت أن تؤكد خطر إإال أنها ،لل تلك الجهود من نقائصخت والقضاء عليها، ورغم مامع ضرورة العمل المكثف ،السلبية على السلم واألمن الدولييننعكاساته إاإلرهاب و

3.والموحد للتصدي لهذه الظاهرة وبجميع الوسائل

القرار رقم 2006سبتمبر 20أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ "خارج بند التدابير الرامية إلى القضاء على اإلرهاب الدولي تحت عنوان ، ) 288/60(

تخذت الجمعية العامة هذا إوقد ،4"جية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهابإستراتيالمساس وقررت دون ،عالمية لمكافحة اإلرهابالقرار ومرفقه بوصفها إستراتيجية

. 286.، صالمرجع السابق 1 .المكان نفسه 2، المجلة المصرية للقانون الدولي، "بعض المالحظات حول اآلثار القانونية لقرارات الجمعية العامة" عبد اهللا العربي، 3 .281.، ص)1975 ( 31.م .541.، صمرجع سابقلونيسي، 4

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

58

،بمواصلة لجانها المختصة مناقشة جميع بنود جداول أعمالها المتعلقة باإلرهاب ومكافحته :كفالة متابعة اإلستراتيجية على نحو فعالأن تتخذ الخطوات التالية ل

. إعالن اإلستراتيجية في جزء رفيع المستوي في دورتها الحادية والستون )أ في حين ،عتبار العديد من التدابير الواردة في اإلستراتيجية أهدافا قصيرة األجلإ )ب

م حث لمعرفة التقدببال نمع القيام كل سنتي ،عتبار بعضها أهدافا طويلة األجلإ . المحرز في اإلستراتيجية والنظر في تحديثها

تشجيع الدول األعضاء في منظمة األمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية )ج .العالمية واإلقليمية على دعم وتنفيذ اإلستراتيجية المقترحة بالوسائل المتاحة

ع المنظمات من خالل مواصلة تشجي،تعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ اإلستراتيجية )د 1. غير الحكومية والمجتمع المدني على ذلك

عتمدت من األمم المتحدة لمكافحة اإلرهاب، قد ُأيمكن القول أن إستراتيجية منظمة تفقت فيها جميع دول العالم على إقبل الدول األعضاء جميعها، وهذه المرة األولى التي

ة يمثل تجسيدا لسنوات الجهود عتماد هذه اإلستراتيجيإنهج موحد لمكافحة اإلرهاب، و 2. الدولية من أجل مكافحة اإلرهاب

: اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب ثوابت عدة أهمها تلقد تضمن

لتزام زعماء العالم بمؤازرة جميع الجهود الرامية إلى دعم المساواة في السيادة بين إ - كذلك تخدام القوة في العالقات الدولية،ستخدام أو التهديد باسإمتناع عن جميع الدول، واإل

حترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، إوتسوية المنازعات بالوسائل السلمية، ودعم دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو ، حترام المساواة في الحقوق بين الجميع إو

ولة التعاون عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومحا إضافة إلىاللغة أو الدين،

.242،243.ص.، صمرجع سابقلونيسي، 1 .المكان نفسه 2

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

59

وبصفة عامة ،جتماعية أو الثقافية أو اإلنسانية المشاكل اإلقتصادية أو اإلالدولي في حل . حترام مبادئ الميثاقإلتزام الدول بالعهود التي قطعتها على نفسها وإ

.عدم ربط اإلرهاب بأي دين أو جنس أو حضارة أو جماعة عرقية -وجعلها مسائل مترابطة تعزز كل ،حقوق اإلنسان ربط كل من التنمية والسالم واألمن و -

. منها األخرى . 1التأكيد على ضرورة معالجة األسباب المؤدية إلى انتشار اإلرهاب -

: ل تقوم على المحاور التاليةعمعتمدت الجمعية العامة لتنفيذ هذه اإلستراتيجية خطة إوقد

هقاطعة أيا كان مرتكبوإدانة مستمرة و،إدانة اإلرهاب بجميع أشكاله وصوره -عتباره أشد األخطار التي باتت تهدد السلم إوأيا كانت أغراضه و،رتكب أوأينما

.واألمن الدوليينالتسليم بأن التعاون الدولي وأي تدابير تضطلع بها الدول من أجل مكافحة -

. لتزامات المنوطة بها، بموجب القانون الدولي، يجب أن تتماشى مع اإلاإلرهاب

: منت خطة العمل التدابير التاليةوتض

.تخاذ تدابير رامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى اإلرهاب إ -والسيما من خالل حرمان اإلرهابيين ،تخاذ تدابير رامية لمنع اإلرهاب ومكافحتهإ -

واعتبار ،من الوصول إلى الوسائل التي تمكنهم من تنفيذ عملياتهم وبلوغ أهدافهمكز دولي لمكافحة اإلرهاب جزء من الجهود الدولية الرامية إلى مسألة إنشاء مر .مكافحة اإلرهاب

وتعزيز ،تخاذ تدابير رامية إلى بناء قدرات الدول على منع اإلرهاب ومكافحتهإ -وتعزيز التنسيق داخل المنظومة من ،دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد

. أجل دعم التعاون الدولي لمكافحة اإلرهاب

وثيقة عمل دراسة حول تشريعات مكافحة اإلرهاب في دول الخليج العربية و فرع منع اإلرهاب، األمم المتحدة، 1 .07.، ص2009 ،اليمن

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

60

بوصفه ،تخاذ تدابير ترمي إلى ضمان حقوق اإلنسان للجميع وسيادة القانونإ -على ضرورة تعزيز حقوق اإلنسان الركيزة األساسية لمكافحة اإلرهاب مع التشديد

1حمايتها و

إشكالية تطبيق اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : المطلب الثالث

نتهاء الحرب إيثاق األمم المتحدة على إثر لقد كان الهدف األساسي من صياغة م، مبادئ عدة أهمها مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها تكريس هو،العالمية الثانية

اية مصادر الثروة الطبيعية قتصادي، حمتحقيق المساواة في السيادة واإلستقالل، التحرر اإلحة اإلرهاب الدولي الحديث عن مكاف ل من قبل الدول االستعمارية، وفيستغالمن اإل

فإنه ال بد من العودة إلى المبادئ المثالية إن صح التعبير التي صاغتها ،بكيفية قانونية المنظمة العالمية لنفسها، لكن كل ذلك أنتهك من قبل الدول الكبرى وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية، وحلفائها، حين اإلعالن عن الحرب ضد اإلرهاب كرد فعل على

2. وسيناريو أفغانستان والعراق خير مثال على ذلك 2001سبتمبر 11هجمات

في مكافحة إن المشكل األساسي لمبادرة منظمة األمم المتحدة بأي عمل قانوني دولي يكمن أوال وقبل كل شيء في ميثاقها بحد ذاته، وفيما يخص مسألة المطالبة اإلرهاب

شارة إلى الصعوبات التي تعترض هذا الطرح، فالمادة بتعديل ميثاق األمم المتحدة تجدر اإل : صعوبات للتعديل هي ةالثامنة من الميثاق تنص صراحة على عد

.موافقة ثلثي أعضاء المنظمة على التعديل - .تصديق ثلثي الدول األعضاء الموافقين -

تعزيز و حماية جميع حقوق اإلنسانمن جدول األعمال، 3و 2بند 22األمم المتحدة، مجلس حقوق اإلنسان الدورة 1

.32،33.ص.، ص2012ديسمبر 17،السياسية و اإلجتماعية و الثقافية بما في دلك الحق في التنمية المدنية و، )1990، 1سين للنشر، ط: رةالقاه( لبنى صبري: جمة، تراإلرهاب الدولي األسطورة والواقع شومسكي، ناعوم 2

.94.ص

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

61

1 .ال بد أن يكون األعضاء الخمسة من بين الثلثين -

لعظمى أعاق تطبيق مبادئ المنظمة العالمية، ولو لم إن المصالح السياسية للقوى اتكن كذلك لساد األمن والسلم العالميين، إذ أنه من المبالغة اليوم تصور إخراج المنظمة من

وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية في ظل التغيرات ، دائرة سيطرة مثل هذه القوى فالحرب على اإلرهاب الذي أعلنته ،2األخيرة الدولية واألحادية القطبية التي تتزعمها هذه

أثبت أن المصلحة القومية لهذه األخيرة تتقدم على أي دور ،الواليات المتحدة األمريكية 3.يمكن أن تقوم به األمم المتحدة في معالجة القضايا الدولية

مم وفي خضم الصراعات الدولية المتميزة بالمصلحة الوطنية أو الخاصة، تعجز األإجماع الجميع، وفي هذا السياق تكتفي األمم المتحدة بتحديد المتحدة على إيجاد تعريف يلقى

ياغة تعريف وفي ظل عجز األمم المتحدة عن ص، 4بعض السمات العامة للظاهرة اإلرهابية من السهل الخلط بين الظاهرة اإلرهابية وصور أخرى قد تتشابه أو موحد لإلرهاب فإنه بات

حيث أعطت هذه األخيرة ، 2001أحداث سبتمبر 11، وما زاد من ذلك هو تختلف معهافي غير محله، وبدأت بالتصفية و لتوظيف المصطلح للواليات المتحدة األمريكيةالفرصة

لهجوم والدفاع، وبين من ولم تفرق بين ا ،عتباطي لدول وأشخاص وجماعاتالتصنيف اإل 5.لمحتلة لتقرير المصيرعتداء ومن يكافح لتحرير أرضه ايحارب لإل

وبما أنه وفي ظل تطور التقنيات العالية التي تعتمد عليها الجماعات اإلرهابية في تنفيذ هجماتها العدوانية، فإنه بات على األمم المتحدة بالمقابل إنشاء قواعد قانونية جديدة

.555.ص ،مرجع سابق ،لونيسي 1، )1999، 1مركز األهرام للترجمة والنشر، ط: القاهرة( من زجاجخمس سنوات في بيت الي، بطرس بطرس غ 2

.385.ص3 Butros Butros Gali : "Peut on reformer les nations – unies, pouvoir", 2004/2, No 109, p.514. sur : www.cairm.info

. 530.ص ،مرجع سابق ،لونيسي 4لطباعة والنشر والتوزيع، تراك لإي :مصر( والقانون الدولي ريتحالفات العولمة العسكمصطفى أحمد أبو الخير، 5 . 168،169 .ص.ص، )2005، 1ط

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

62

المنظمة تعتمد من جهتها على تقنيات وطرق عالية، إذ أن اآلليات التي تعتمد عليها ضعيفة من الناحية المادية والبشرية وهذا ما ينعكس سلبا على آراء أهدافها ومهامها في

1. ظل تطبيق إستراتيجيتها العالمية لمكافحة اإلرهاب

هذا فإن منظمة األمم المتحدة تعاني من أزمة مالية مما يجعل ،من جهة أخرىاإلرهاب الدولي بالطرق القانونية، من الموانع التي تحول دون إمكانية مكافحة المشكل

من قبل ،مر بها األمم المتحدة هي أزمة مفتعلة ى البعض أن األزمة المالية التي تويرالواليات المتحدة األمريكية التي عمدت إلى إضعاف هذه المنظمة في محاولة السيطرة

العادية للمنظمة في تمويل الميزانية الواليات المتحدة األمريكيةفحصة 2عليها سياسيا ادها في أول جانفي من كل عام، إال دمن الميزانية التي يكون من واجبها س % 25يعادل

بحيث تظل مدينة ،أنها تسدد جزء من ديونها عن األعوام السابقة في أكتوبر من كل عاماليات المتحدة من الميزانية الجارية، كما أن الو % 35إلى % 30للمنظمة بما يعادل

منظمة األمم المتحدة كلما رفض مجلس األمن لها تتهدد بتجميد سداد مساهم ريكيةاألم 3.التصديق على بعض األعمال العدوانية التي تريد القيام بها

.94.، ص مرجع سابقشومسكي، 1 ية للدراسات والنشر والتوزيع،الجزائرية للكتاب، المؤسسة الجامع :الجزائر( دمقرطة األمم المتحدةعميمر نعيمة، 2 .229.، ص) 2007 ،1ط . 281.، صالمرجع السابق 3

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب : الفصل األول

63

لقد حاولت الدول في إطار األمم المتحدة وضع حلول جدية لمحاصرة ظاهرة

،دولية لمكافحة اإلرهابتفاقيات إاإلرهاب والقضاء عليها، وذلك بعد نجاحها في إبرام كما ،ة وخطورة التهديد اإلرهابي على المصالح الحيوية لألفراد والدولاووكذا تبيان ضر

أكدت منظمة األمم المتحدة أن القضاء على اإلرهاب شرط ضروري لحفظ السلم واألمن الدوليين، لكن الحديث عن إستراتيجية عالمية لمكافحة اإلرهاب في عالم تتضارب فيه ،المصالح، ويصعب في ظلها إيجاد تعريف محدد للظاهرة يحدد أسبابها صورها وأبعادها

ويضع إطارا قانونيا ملزما لجميع الدول لهو ضرب من الخيال، بل األكثر من ذلك أن لعل ،تعاني من مشاكل عدةط لها حفظ األمن والسلم الدوليين ، المنظمة الدولية، المنو

فكيف لها أن تقود إستراتيجية بهذا المستوى من ،وى الكبرى أهمها خضوعها لمصالح القوعليه فإن ،الضخامة وهي غير مستقلة في قراراتها وال حتى ميزانيتها لتدعيم مشاريعها

وتضاربها في ظل ،القضاء على اإلرهاب تقوضه بالدرجة األولى مصالح القوى العظمى .نظام عالمي البقاء فيه يكون لألقوى

:ل الثاني ــــفصال زائرـــاب في الجـــاإلره

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

65

وتـداخلت ،نتخـابي على إثر توقيف المسار اإل ،1992جتاح اإلرهاب الجزائر سنة إ التي أدخلت البالد في دوامة من العنف المسلح، ،والخارجية ةاألسباب والدوافع بين الداخلي

الصراع الدموي في الجزائر إستمرركائز المجتمع واألمة الجزائرية، وقد رنهياإهددت بطال أرواح الشعب الجزائري وأعراضه وممتلكاته، وظلت الجزائر ،طيلة عقد من الزمن

ورغم نداءاتها المتكررة إال أنها لم . ة عن مجتمعها وقيمها ودينهاذه الظاهرة الغريبتقاوم همئات اآلالف مـن أرواح أبنائها ما يفوق عشرات بل ودفعت من دم و ،تجد آذانا صاغية

سـبتمبر 11وظل العالم ال مبالي متجاهال ما يحدث في الجزائر، إال أن أحـداث ، القتلىقظ العالم فجأة على أصوات أمريكيا و هي أثبتت حقيقة ما كانت تحذر منه الجزائر، واستي

.تدعو لضرورة التعاون الدولي في إطار إستراتيجية الحرب على اإلرهابو ،تجند العالم

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

66

: لمبحث األولا جذور اإلرهاب في الجزائر

تطور الحركات اإلسالمية المسلحة في الجزائر: المطلب األول

: قبل وقف المسار االنتخابي: أوال

تعتبر أول حركة إسالمية مسلحة في الجزائر، :MIAالحركة اإلسالمية المسلحة -1الحركة اإلسالمية "سم إتحت 1986ديسمبر 29في 1"مصطفى بويعلي"تأسست على يد

النهي عن "ررت الحركة بيانها األول بعنوان ح، وعليه "اجتماعيةشرور إللمكافحة الين، وتعالت على بخلق جماعة ضد كل ما هو مخالف للد" بويعلي"، وقام مؤسسها 2"المنكر

عتداءات على النساء اللواتي يرتدين اللباس الغربي وعلى كل من إثرها موجة من اإلن المطالب األخالقية إلى ن سرعان ما تحول بويعلي وجماعته علكحول، لكيتعاطى ا

ستحواذ على األسلحة بتكوين جماعة مسلحة ، سعت إلى اإلالمطالب السياسية حيث باشر : كما يلي" بويعلي"والذخائر لتطبيق برنامجها المسلح الذي رسمه لها مؤسسها

،لعسكريين من بينهم الرئيس الشاذلي بن جديدغتيال مجموعة من المسؤولين السياسيين واإ - . ومصطفى شلوفي، الوزير األول أحمد بن عبد الغاني ،واللواء عطايلية، شريف مساعديه

تفجير بعض المباني العمومية مثل فندق األوراسي، مطار هواري بومدين، مقر - . جريدة المجاهد، وحزب جبهة التحرير الوطني

ستحواذ على كميات معتبرة من رامي قامت الحركة باإلنامجها اإلجولتنفيذ براألسلحة والمتفجرات بعد عمليات إرهابية منها مهاجمة مدرسة الشرطة بالصومعة عام

أعضاء 4وهي أهم عملية بالنسبة للحركة، إلى جانب عمليات أخرى كاغتيال ، 1985

)2003، 1، طANEP: بيروت، الجزائر(خليل أحمد خليل : ، ترجمةالجزائر الرعب المقدس إلياس بوكراع، 1

.274.صكلية : 3جامعة الجزائر( ه غير منشورة، رسالة دكتوراإستراتيجية األمن الوطني في الجزائر، لخضاري رمنصو 2

. 300.ص ،)2013- 2012 ،العلوم السياسية واإلعالم

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

67

وعلى الرغم من أن ة من نفس العام،دبوالية البلي األربعاءة قرب الدرك في واد جمعستطاعت بسط خليات في مختلف مناطق إالحركة لم تستطيع تطبيق برنامجها إال أنها

1 .العاصمة والمدن الساحلية وتجنب عمليات البحث لمصالح األمن

تأسست كحزب سياسي ، وتم اإلعالن الرسمي عن قيامها في : *الجبهة اإلسالمية لإلنقاذعباس مدني، بلحاج، سحنون، بن عزور، فقيه، : سيس، ضمت هيئة التأ1989مارس 07

تجاه اإل: ذ تأسيسها تيارات مختلفة وهي، وقد شملت الجبهة من2مراني، إمام عبد الباقيتجاه الغالب في الجبهة هو ، وقد كان اإل3تجاه الجزأرةإتجاه التكفير والهجرة، وإالسلفي،

ديني الجبهة وفي ظروف ما، المسوغ ال ستغلتإالتيار المتشدد الذي تزعمه علي بلحاج، وقد قتصادية والسياسية التي تعانيها الجماهير، كما سعت للتعبير عن المظالم اإلجتماعية واإل

،)الديمقراطية(األخرى الجبهة إلى تقديم برنامج يدعو إلى إحالل اإلسالم محل األيديولوجياتالعمل من أجل وحدة الصف كن تؤمن بهذه األخيرة بالمفهوم الغربي، كذلك حيث لم ت

، وقد 4وتخليص اإلنسان من نزعته األنانية حتى لو كلفها ذلك الصدام بعنف مع الدولةإلى الجهاد حضرت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ مسبقا للعمل المسلح ولم تخف نيتها في اللجوء

،ى األفغاننتخابات، وقد أبدت بعض التيارات في الجبهة منها قدامفي حال إخفاقها في اإلقيام دولة تحت مسمى ليس ،بعض أشكال العنف ،وعناصر التكفير والهجرة ،والبويعليون

5. وإنما للتحضير مسبقا ماديا وبشريا النطالقة العمل المسلح ،إسالمية فحسب

1Abdelhamid Boumez, Azine Djamila, L'islamisme Algérien de la genèse au terrorisme (Algerie: Chihab éditions, 2002), p.65.

إنها جبهة ألنها تجابه، وألنها ذات مروحية واسعة من األعمال والمجاالت، إنها جبهة ’: "عرفها مؤسسها عباس مدني كاآلتي *ته، وعلى مدى أراضيه الواسعة وهي منفتحة على النزعات واألفكار التي تحقق وحدة متماسكة من خالل الشعب الجزائري بكل فئا

إنها وحدة، المصير المشترك، وهي إسالمية التسمية ألنها ذات مضمون إسالمي، ومنهاج إسالمي ووظيفة تاريخية ... غني التنوعح، وننهل منه علة وجودنا، وأما اإلنفاذ فهو متمثل في الوظيفة الرسالية، إسالمية، فاإلسالم هدف نتخذه أنموذجا للتعبير واإلصال

بوصفها إنقاذ لإليمان، اإلنقاذ الذي يقود إلى الصراط المستقيم، ويمنع الضالل، كما هو متمثل في الوظيفة التاريخية، االقتصادية، ...". االجتماعية، الثقافية والحضارية، إنه إنقاذ للجميع

.150.، ص)2006مكتبة مدبولي، : القاهرة( الحركات األصولية اإلسالمية في العالم العربيمد شمسان الشيباني، رضوان أح 2 . 219.، ص)1992جانفي ( 107.، عالسياسة الدولية، "خريطة حركات اإلسالم السياسي في الجزائر"خليفة أدهم، 3األزمة الجزائرية الخلفيات السياسية ، )11(تب المستقبل العربي سلسلة ك :في، "الجزائر والتعددية المكلفة" منعم العمار 4

.68.، ص)1999، 1مركز دراسات الوحدة العربية، ط: بيروت( واالقتصادية والثقافية واالجتماعية، 1دار الفرابي، ط :بيروت(ترجمة غازي البيطار ،المأساة الجزائرية: اإلسالموية السياسيةزهرة بن عروس وآخرون، 5

.112،113 .ص.، ص)2002

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

68

بعد وقف المسار االنتخابي : ثانيا

لقديم، سنة ، البويعلي ا"مخلوفي"أسسها : MEIالحركة ألجل الدولة اإلسالمية -1لي سفوح الغرب، ا، كان نشاطها متمركزا في منطقة الجزائر والقبائل، وفي أع1991نضمت هذه الحركة إلى إتحاد والجهاد واحترام الكتاب والسنة تم نشر بيان حول اإل ماوبعد

لكن ونظرا للسياسة الدموية المتبعة من قبل ، GIA (1(الجماعة اإلسالمية المسلحة GIA بعد ،، ونظرا لضعف تهلكيها تم تفكيكها من قبل قوى األمن 2لحركة عنهاستقلت اإ

3. 1995نوفمبر في عمليات التطهير التي قامت بها هذه األخيرة

أسامة " "قمر الدين خربان"، " سعيد مخلوفي"تأسست بمبادرة من : الباقون على العهد -2، نشطت 1992المعلنة في فيفري ، كانت أولى عملياتها اإلرهابية 1991في جويلية " مدني

بصورة مكثفة في العاصمة وضواحيها، واستفادت بشريا من المتطوعين الفارين من سجن رفضت دائما مبدأ الهدنة وشجعت إرهاب الجماعة ، 1994باتنة جانفي ب" ولتزتا"

4. 1997حلت هذه المنظمة سنة ،اإلسالمية المسلحة

من قبل 1993تأسست سنة ):FIDA(ح الجبهة اإلسالمية للجهاد المسل -3فة وذات تكوين جامعي، وجهت نشاطها ضد قالجزائريين، ضمت عناصر إرهابية مث

5. الشخصيات السياسية، الفنانين، المثقفين والصحافيين

تأسس ،6هو نتاج حركات التمرد التي شهدتها الجبهة :AISالجيش اإلسالمي لإلنقاذ -4، عمل هذا التيار على محاولة حصر 7ه تيار الجزأرةمثل" ح كبيربرا"تأسس بتزكية من

. 274.، صمرجع سابقبوكراع 1 . 306.، صمرجع سابقلخضاري، 2 . 274.، صمرجع سابقبوكراع، 3 . 274،275.، ص صالمرجع السابق 4 . 275.، صالمرجع السابق 5

6 Boumezbar, Djamila, op.cit., p.188. .305.، صمرجع سابقلخضاري، 7

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

69

، 1تهامات بشأن المجازر التي ترتكب بحق المواطنينإووجه له ، المواجهة مع النظام ، ليستفيدوا من إجراءات قانون 1997وضع أعضاؤه السالح وقرروا وقف القتال سنة

2.الرحمة

ات اإلرهابية تطرفا، تعمل هي أكثر الجماع: GIAالجماعة اإلسالمية المسلحة -5، شعارها الدموي 3حدود موجهة ضد جميع فئات المجتمع حرب شاملة، ودونبنظام

ادة ي، أسسها عبد الحق ع"ال صلح –ال هدنة -ال حوار " الثالث الالءاتبشعار المعروف ، وضمت الجزائريين األفغان وقدامى الحركة 1992المدعو أبو عدالن في أكتوبر

وأنصار جماعة الهجرة والتكفير، تناوب عليها أربع أمراء من بعد المسلحة، اإلسالميةجمال زيتوني نوفمبر ،1996إلى سبتمبر 1994الشريف قوسمي فيفري :مؤسسها وهم

، سيد أحمد 2002إلى فيفري ،1996، عنتر الزوابري جويلية 1996إلى جويلية 1994الجماعة من العمليات اإلرهابية خاصة ، وقد صعدت 1994إلى فيفري 1993مراد جوان

في فترة إمارة عنتر الزوابري، حيث شهدت الجزائر أبشع صور التقتيل والمجازر التي ، كما أن فشلها في توحيد 19984-1997راح ضحيتها بالعشرات والمئات بين سنتي

عنف، وكان جبهة الجهاد تحت رايتها زاد من حدة الوسائل اإلرهابية المستعملة وأساليب التجاه الجماعات المسلحة من طرف الشعب الذي الكرهمشاعر بثمن نتائج من ذلك

وبدأ في تكوين جماعات الدفاع عن النفس ،دعم الحركات اإلسالمية عنتوقف 5. والجماعات الوطنية

1 Boumezbar, Djamila, op.cit., p.189.

.305.، صمرجع سابقلخضاري، 23 Boumezbar, Djamila, op.cit., p.188.

.305.ص مرجع سابق،لخضاري، 45 Boumezbar, Djamila, op.cit., p.190.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

70

اإلرهاب في الجزائرأسباب : المطلب الثاني :نفجار األوضاع في الجزائر بين إلى لقد تفاعلت وتداخلت األسباب والظروف التي أدت إ

على إثر انتهاء حرب التحرير الجزائرية المدمرة :المتغير االقتصادي واالجتماعي - أوال) في مرحلة هواري بومدين(نتهجت الجزائر إستراتيجية تنموية سريعة وفعالة إالعنيفة،

ى اإلنتاج ، األمر الذي نعكست الظروف المثالية التي جسدتها الحقبة النفطية على قوإد قو، . نعكس بدوره على األوضاع المعيشية للشعب الجزائريإ

خلفته نخبة سياسية جديدة برئاسة " هواري بومدين"وعقب وفاة الرئيس الراحل رتفاع أسعار النفط التي ضاعفت من إستمرار إوعلى الرغم من ،الراحل الشاذلي بن جديد ستمرار ي اإلالنخبة السياسية الجديدة وجدت صعوبة فإال أن ،الموارد المالية بشكل كبير

في النموذج التنموي البومديني، وتحولت هذه النخبة من نخبة تنموية إلى ريعية ومن نخبة 1. بيروقراطية إلى مرتشية

إلى تعميق تشوه وتبعية البنية اإلقتصادية قتصادية الجديدة المتبعة لقد أدت السياسة اإلواإلهمال ،)من قيمة الصادرات % 98(الكامل على الريع النفطي عتماد شبهبسبب اإل

،وقد تزامن الفشل شبه الكامل لقطاعات حيوية أخرى مثل الفالحة والري والخدمات ، وهو ما انعكس سلبا 1986 ق الدولية منذاسومع انهيار أسعار النفط في األ تصاديقاإل

محسوس في الموارد المالية، في ظل وأدى إلى تقلص ،قتصاد الوطني الجزائريعلى اإلسلسلة من اإلجراءات ىستهالكي غير رشيد، معتمد من طرف النظام الذي تبنإنمط حياة

المعتمدة على االستيراد، المكثف للسلع، التي جاءت تجسيد " برامج مكافحة الندرة: "أهمها .2بداية الثمانيناتل التي خطها الحزب الحاكم في ضمن أجل حياة أف :الشعارات سياسية مثل

وحدة مركز دراسات ال :بيروت( تجربة الجزائر ،إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربيةميس حزام والي، خ 1

.158.، ص)2003، 1ة، طالعربي، 1والتوزيع، طدار األمين للطباعة والنشر :القاهرة( سوسيولوجيا الديمقراطية والتمرد بالجزائرعنصر العياشي، 2

.41،42.ص.، ص)1999

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

71

جتماعي على الوضع اإلقتصادي واإل" بن جديد"نعكست سوء إدارة الرئيس إوبدورها ،دوالر 4000- 2500للمجتمع الجزائري، حيث تراوح دخل الفرد قبل األزمة ما بين

قتصاد الجزائري ضربة أودت تلقى اإلدوالر فقط، كما 1500ووصل في عقد التسعينات إلى . مليار دوالر خالل السنوات العشرة األخيرة 60حة خالل األزمة تجاوزت بخسائر فاد

الرسمية فحسب البيانات ا،كما عرفت نسبة البطالة بين أواسط الشعب تناميا كبير 2,4من إجمالي قوة العمل لـ % 30نسبة البطالة للحكومة الجزائرية أوائل ذلك العقد بلغت

-13على الشريحة العمرية ما بين % 40تصل إلى قرابة مليون عاطل، وتزداد هذه النسبة لجتماعي، التفاوت الطبقي اإلقتصادي واإلتدهور القدرة الشرائية، وظهور كذلك ، 1"عاما 35

نهيار الخدمات االجتماعية، تطورت معها ممارسات الرشوة إنتشار الفقر وإالذي رافقه ة المتبعة من طرف الدولة غداة التنمويب، كما أن السياسات االقتصادية هومختلف أشكال الن

ضخمة، إضافة إلى تأثير أدت إلى نتائج سلبية بسبب ما تطلبته من موارد مالية ،ستقاللاإلاستهالك في اإلنفاق الحكومي أولها سياسات اإلنفتاح اإلقتصادي في الخارج وتأثير تشجيع إل

ففي ، 2رتفاع حجم خدمة الديون إه قابل ،رتفاع حجم المديونية الخارجية في الثمانيناتإكان والذي تناول التطورات السياسية ،1993مؤتمر الجزائر في التسعينات المنعقد في لندن

أبعاد أزمة المديونية إلى Jhon Marksاألستاذ تطرقللجزائر ، ةتماعيواإلج ةتصاديواإلقيين دوالر أخرى في الب 9و ،)أصل الدين(مليون دوالر 26للجزائر التي قدرت بحوالي

فوائد مستحقة على الدين، وازدادت حدة المديونية في الفترة وشكل سداد ألصل الدين بسبب تأثر البالد بانخفاض أسعار النفط في األسواق الدولية وهو المصدر 1990- 1986

3. األول والرئيسي المعول عليه للعمالت الصعبة في الجزائر

، )2002أفريل ( 148.ع، السياسة الدولية، "؟الجزائر ماذا بعد مرور أكثر من عقد على األزمة"بدر حسن شافعي، 1

. 104.صمركز دراسات الوحدة :بيروت( ظاهرة الفساد السياسي في الجزائر األسباب واآلثار واإلصالحمحمد حليم اليمام، 2

. 163،164.ص.، ص)2011، 1العربية، طالسياسة ،"مؤتمر الجزائر في التسعينات التطورات السياسية واالقتصادية، االجتماعية"سامح محمود أبو العينين، 3

. 246.، ص)1993أكتوبر ( 114.، عالدولية

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

72

الجزائري عن عبر الشعب ،التي تشهدها البالد قتصاديةفي ظل األزمة اإلإنه وأو فيما ،1988نتفاضة أكتوبر وضاع والظروف المعاشة فيما عرف بإه لألغضبه ونقم : أو الجوع والتي من أهم أسبابها نتفاضة الخبزإيطلق عليه

.رتفاع أسعار المواد االستهالكية والغذائيةإ - .العالمية ل األزمة البتروليةنخفاض دخل الجزائر من العملة الصعبة في ظإ -

.تنامي أزمة المديونية في البالد -

1 .رتفاع نسبة البطالة بين الفئات الشبابية الذي يمثل ثلث عدد السكانإ -

والمالئمة لنمو األزمة في الجزائر، الرخوة البنية يقتصادوعليه فقد مثل العامل اإلسبيال دمتها جبهة اإلنقاذ اإلسالميةوفيها وجدت الحركات والتنظيمات اإلسالمية وفي مق

نفصل وابتعد أكثر فأكثر عن الدولة إالذي للتغلغل بين أواسط الشعب الجزائري 2.جتماعية المتزايدة باستمرار، في ظل عجزها عن تلبية مطالبه اإلالبيروقراطية

مع تبدو أزمة الهوية من أخطر األزمات التي واجهها المجت :المتغير الثقافي - ثانيانقسم على نفسه إلى تيار عروبي داعي إلى إالجزائري في حقبة ما بعد االستقالل، فقد

ستنادا إلى القوى السياسية إ ،وتيار متفرنس يدعو إلى أفريكانية الجزائر ،الهوية اإلسالميةمن إجمالي السكان، ويزيد عددهم عن خمسة ماليين نسمة % 35للبربر والذين يشكلون

زيغية، وقد أضرمت في جامعات الجزائر وتيزي وزو منطقة القبائل يتحدثون األمام للضغط على الدولة الجزائرية لإلعتراف إضرابات ومظاهرات عارمة في محاولة منه

. عتراف الرسمي بإحياء الثقافة البربرية داخل البالدبكيانهم الثقافي، واإل

ركات اإلسالمية معتبرة تصاعدت الح ،ولمواجهة هذا التصدع في المجتمع الجزائري 3.ت الذي تشهده الجزائرتنقسام والتشسماوية يمكنه فض وحسم مثل هذا اإليدة قاإلسالم كع

، )1992جانفي (، 107.، عالسياسة الدولية، "الجزائر على أبواب االنتخابات البرلمانية"رمضان قرني محمد، 1

. 212،213.ص.ص .159.، صمرجع سابقوالي، 2أكتوبر ( 106.، عالسياسة الدولية، "ربيزائر وانعكاساتها على المغرب المغأحداث الج"أحمد مصطفى العملة، 3

.116، 115.ص.، ص)1991

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

73

برز التوجه أو المشروع اإلسالمي السلفي في الجزائر في ظل أوضاع داخلية ماكمتردية وشيوع الفساد اإلداري، كذلك تآكل حزب جبهة التحرير الوطني، ونشوب

الداخلية بين كوادره وقياداته وصراعاتهم على الحكم، وتراجع أيديولوجية الصراعات الجزائرية دولية متسارعة، وعليه قامت السلطاتالحزب والنظام في ظروف إقليمية و

على تشجيع وصياغة نمط إسالمي إخواني معتدل لمواجهة أزمة الهوية، وبالفعل وجد الفساد، (مو في أواسط المجتمع الجزائري المفتت مشروع الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ مالذ الن

وي الساحق، تآكل الشرعية القديمة وعجز جهاز الحكم عن إدارة غالتغريب الثقافي واللمن عدالة اتهحتياجإوالذي كان متلهفا لمشروع بديل يلبي ،1...) البالد، األزمة الثقافية

2. في الجزائروهذا ما ركز عليه األصوليون ، ...اجتماعية ومساواة

ستقالل قائما على شرعية لقد كان النظام الجزائري غداة اإل: المتغير السياسي - ثالثاحتكار للسلطة إوما صاحب ذلك من ،) جبهة التحرير ببحز ممثال(الحزب الواحد

أدت إلى غياب المشاركة السياسية في إطار ،عسكرية – وحصرها في نخبة سياسيةحزاب وكانت األ، 4"لمفهوم السائد هو التعبئة وليس المشاركةحيث كان ا ،3شرعي مؤسسي

، إذا كان الجزائريون 1988ستقالل ممنوعة حتى عام السياسية في فترة ما بعد اإلومع مرور ، 5ملزمون باختيار لوائح وأعضاء ينتمون إلى حزب جبهة التحرير الوطني

يرية بسبب الركود والترهل ستمرار في التعبئة الجماهفشلت الجبهة حتى في اإل الوقتنقطاعها عن الجماهير حيث باتت هذه األخيرة تشكك إمما أدى إلى ،والفساد الذي أصابها

، كل ذلك أدى إلى زيادة وتوسيع الفجوة بين الدولة ونظامها السياسي بكل 6في مصداقيتها

أفريل ( 108.، ع السياسة الدولية، "األزمة السياسية في الجزائر المكونات والصراعات والمسارات"نبيل عبد الفتاح، 1 .190.- 187.ص.، ص)1992

. 117.، صمرجع سابقالعملة، 2 . 159.، صمرجع سابقوالي، 3 . 117.ص ،مرجع سابقالعملة، 4، )1991جانفي ( 103.، عالسياسة الدولية، "الجزائر بين اإلسالم السياسي والتغيير الديمقراطي"لي المداح، محمد ع 5

. 199.ص . 117.، صمرجع سابقالعملة، 6

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

74

نعكس جتماعية من جهة أخرى، واجتمع وقواه السياسية واإلعناصره من جهة، وبين المتسمت بالطابع العدائي المتبادل، إحيث نذلك على طبيعة العالقة بين الدولة والمجتمع

. تحول فيما بعد إلى قانون فاعل في الحياة السياسية الجزائرية

كما سعى النظام الجزائري في محاولة منه للحفاظ على الوضع القائم والذي يسيطر قرابة لتحقيق مصالحها وأهدافها، أدى إلى عليه عناصر غير مسؤولة كرست الجهوية وال ،ة على الممارسة السياسية المؤسسيةمرنتهميش النخبات والقوى السياسية والفكرية المت 1.المصالح العامة للدولة والمجتمع والخاضعة لضوابط وشروط موضوعية تحددها

ى بإعالن مشروع إصالح على المستو" بن جديد"في ظل هذه الظروف قام الرئيس 40وكان من أهم بنوده ما حوته المادة ،*1989تم فيه المصادقة على دستور ،السياسي

حيث أقرت التعددية الحزبية، وهو ما زاد من تفاقم حدة الصراع، حيث أصبح فيه ، 2الصراع السياسي أو الصراع على السلطة المحور الرئيسي لما يحدث في الجزائر

أبرزها من حيث نعدد كبير من األحزاب السياسية كا وبالفعل ظهر على الساحة السياسية .3قوة األحزاب اإلسالمية مجسدة في جبهة اإلنقاذ اإلسالمية

.159،160.ص. ، صمرجع سابقوالي، 1ولها إلى صراع على أن اإلجراءات األساسية التي شكلت أبعاد التحول في طبيعة األزمة الجزائرية وح ليمكن القو *

:السلطة هي 1989فيفري 13إجراء اإلصالحات السياسية التي بدأت مع المصادقة على الدستور في -ذات التوجهات األيديولوجية المتباينة بشأن الهوية الجزائرية، األمر 40ظهور التنظيمات السياسية المتعددة وفق المادة -

. ت نظر متباينة بشأن طبيعة ومستقبل الدولة والنظام السياسي الجزائريالذي انسحب بدوره على اتخاذ مواقف ووجها

انحسار دور وفاعلية حزب جبهة التحرير الوطني بإلغاء النص على الواحدية الحزبية حيث أصبح مستقبلها رهينا - .بما ستؤول إليه تطورات الوضع السياسي في الجزائر

ة، بعدما ألغي أو حجم الدور السياسي للجيش الوطني الشعبي، الصراع بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكري - . وقد حسم األمر بسيطرة المؤسسة العسكرية

.المكان نفسه 2، )1993 جويلية( 113.، عالسياسة الدولية، "اإلسالميون والعنف المسلح في الجزائر" ،محمد سعد أبو عامود 3

.119.ص

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

75

، وقانون 1989، وإقرار دستور جديد للبالد 1988وعلى إثر انتفاضة أكتوبر ستفتاء طية في الجزائر وألول مرة منذ اإلاالنتخابات الجديدة، خضعت التجربة الديمقرا

انتخابات بلدية ومحلية، تمت في إجسدته ،اربخت، لإل1962عبي على اإلستقالل عام لشا 60لإلنقاذ في هذه االنتخابات بنسبة *وقد عكس نجاح الجبهة اإلسالمية، 1990جويلية

حيث لم ،" بن جديد"وهو ما لم يكن بحسبان ، 1تغلغل الظاهرة األصولية في الجزائر %وهو منذ البداية، وأعتقد أن للقوى الديمقراطية ثقال أكبر منها، يعط وزنا كبيرا لإلسالميين

. 2نتخابات األولىما أثبتت عدم صحته نتائج اإل

ث شهد منذ حي ،على الشارع الجزائري" الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ"نعكس نجاح إلقد ن مست عددا من شوارع المد،حتجاجات والمظاهرات والمسيرات تلك الفترة عددا من اإل

تشريعية والكبرى وكانت موجهة للنظام والمحاولة للضغط عليه للتعجيل بانتخابات رئاسية بين مواجهة مسلحة بين قوات األمن والجيش و(وبالفعل توالت األحداث ،3مسبقة

وحققت جبهة اإلنقاذ 1991نتخابات النيابية في ديسمبر إلى أن أجريت اإل) اإلسالميين

:سالمية لإلنقاذلقد كان من بين أسباب نجاح الجبهة اإل *، والتي تتمثل مكوناته في لدى الشعب الجزائري جتماعي والسياسي في المدناإلستفادة من بنية نمو الغضب اإل -

في الجزائر العاصمة وفي شعبيا وسياسيا البطالة، التضخم وأزمة اإلسكان، وهو ما جعلها تمتلك زمام السيطرة . األرياف

ر تضحيات الزعامات التاريخية أمام يب الجزائري لم يعايش تجربة االستقالل، ولم االستفادة من أن أجيال الشبا -االستعمار الفرنسي، وفقدانها الثقة في قيادات النظام من خالل فجوة المصداقية السياسية التي تكرست من خالل

يديولوجيا، وتعبئتها سياسيا عجز النظام وأجهزته األيديولوجية والقمعية، ومن ثمة سهلت عملية تجنيدها وإعدادها أ . ضد نظام الحكم في المدارس والجامعات واألحياء ومن خالل االنتشار داخل النظام التعليمي

ستغالل وتوظيف الخطاب الديني الذي تسانده الدولة عبر وسائل اإلعالم، والتعليم في البناء عليه، وتطويعه نحو إ - . خطاب الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ

آالف مسجد 8الل المساجد في التعبئة والتنشئة الدينية العقيدية، وتجنيد الكوادر حيث استطاعت السيطرة على ستغإ - . آالف مسجد في الجزائر 10ن بين م

، )1991جانفي ( 103.ع، السياسة الدولية، "الجزائر بين اإلسالم السياسي والتغيير الديمقراطي"محمد علي المداح، 1 . 199.ص

.114.، صمرجع سابقامود، أبو ع 2 . 50.ص مرجع سابقالعياشي، 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

76

صوتا، جبهة القوى 3260222مقعدا 188= سالمية لإلنقاذالجبهة اإل( 1نصرا كبيرا 1612947 = مقعدا 16 جبهة التحرير الوطنيصوتا، 510551 = مقعد 25االشتراكية

.2)صوتا

لكن تم تدخل من قبل الجيش بإلغاء تلك النتائج وتوقيف المسار االنتخابي في جانفي الجبهة ومنهم قادتها عباس مدني عتقاالت واسعة ألعضاء إوتلى ذلك حملة ، 3 1992

على إثر ذلكو .4ستقالته إتقديم "بن جديد"وعلي بلحاج، وأجبرت المؤسسة العسكرية ، كما عرفت لح شملت تدريجيا كل مناطق البالدفي دوامة من العنف المس دخلت البالد

تصعيدا تدريجيا له، خالل مرحلته ووفقا للظروف السائدة، ومتطلبات المجموعات .5لمسلحة ا

نتائج اإلرهاب في الجزائر: المطلب الثالث

:لقد ترتب عن األزمة الجزائرية آثارا عدة مستالصراع المسلح واألعمال اإلرهابية في الجزائر ومنذ فلقد خل : الخسائر البشرية - أوال

وحسب المعطيات الرسمية التي قدمها رئيس ،6آالف األرواح البشرية 1992بداية ستجواب التي تعرضت له حكومته حول مام مجلس النواب خالل جلسة اإلة أالحكوم

رغم تحفظها عن ،، عبرت هذه اإلحصائيات1998جانفي 21الوضع األمني بتاريخ ". 1996-1994" اشها الشعب الجزائري، في ظرف زمني قصيرعحقيقة المأساة التي

:حيث رصدت اإلحصائيات النتائج التالية

. 120.، صمرجع سابقأبو عامود، 1 . 262.، صمرجع سابق ،بوكراع 2 . 114.ص ،مرجع سابقأبو عامود، 3 . 198.، صمرجع سابقعبد الفتاح، 4 . 62،63.ص.، صمرجع سابقالعياشي، 5مذكرة ،ب في الوطن العربي دراسة مقارنة بين الجزائر ومصرسياسات مكافحة اإلرهاليطة بوعلي، جدي بويأحم 6

.109.، ص) 2009- 2008، كلية العلوم السياسية واإلعالم : 3جامعة الجزائر (غير منشورة ماجستير

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

77

ختلفت إقد أما عدد المفقودين ف، 21.137، عدد الجرحى 26.536عدد القتلى كما يشير، لمرصد الوطني لحقوق 600التقديرات حسب الجهات التي تقدمها ما بين

معية عائالت المفقودين، وهناك من يرفع حسب ج 6000، و )منظمة حكومية(سان اإلنوإجماال ،1)صحيفة الوطن(حسب تقديرات بعض الصحف المستقلة 10.000الرقم إلى

أو ما 100.000ووفقا لمصادر حقوق اإلنسان الدولية فإن الخسائر البشرية قدرت بـ ختلفت عليه إشخص، بحسب السجالت الرسمية، وهو ما فآال 7يزيد، أما المفقودين

شخص، 20.000و 10.000مصادر أخرى وأقرت بأن العدد قد يرتفع أو قد يتراوح بين ي لحقوق اإلنسان بالجزائر عدد القتلى من األبرياء ما يقدر كما نشر المركز اإلعالم

2. شخص، خالفا للقتلى من رجال السلطة والجماعات اإلرهابية 4600بحوالي

أبشع ه، وكما وصفه بعض المراقبين على أن1997وتجدر اإلشارة إلى أنه وفي عام ة ضد سكان األعوام، حيث أعمدت أساليب جديدة وتوسعت المجازر الجماعية خاص

الريف، بعد سحبهم مساعداتهم للجماعات المسلحة التي بدورها وظفت أبشع الطرق .3وأكثرها وحشية لخلق رعب ووقع أكبر في نفوس الشعب

:1997عتداءات اإلرهابية على كامل التراب الجزائري لسنة ويبين الجدول التالي مجموع اإل

. 65،66 .ص.، صمرجع سابقالعياشي، 1 . 110.، صمرجع سابقبوعلي، 2 .197.، صمرجع سابقبن عروس وآخرون، 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

78

.1997رهابية لسنة يوضح مجموع اإلعتداءات اإل) : 01(جدول رقم

1997مجموع النصف األول من عام -

980 الضحايا 73 عدد اإلعتداءات مجازر جماعية 37 الضحايا 61 عدد اإلعتداءات آليات مفخخة

37 الضحايا 31 عدد اإلعتداءات إعتداءات فردية 2212 الضحايا 165 عدد اإلعتداءات المجموع

1997 مجموع النصف الثاني من عام -

3163 الضحايا 226 عدد اإلعتداءات مجازر جماعية 217 الضحايا 12.5 عدد اإلعتداءات آليات مفخخة

51 الضحايا 48 عدد اإلعتداءات إعتداءات فردية 3431 الضحايا 389 عدد اإلعتداءات المجموع

1997: مجموع العام لـ :

1997مجموع النصف األول من عام -

4143 الضحايا 299 عدد اإلعتداءات عية مجازر جما 412 الضحايا 176 عدد اإلعتداءات آليات مفخخة

88 الضحايا 79 عدد اإلعتداءات إعتداءات فردية 6443 عدد الضحايا 554 مجموع عدد العمليات اإلرهابية

غازي :رجمةت ،المأساة الجزائرية: اإلسالموية السياسيةزهرة بن عروس وآخرون، : المصدر .197،198. ص .، ص)2002، 1دار الفرابي، ط: بيروت(البيطار

الخسائر االقتصادية : ثانيا

قدر بمئات ،لقد تعرضت البنية القاعدية بمختلف منشآتها إلى مستوى تخريب عاليوحسب مصادر رسمية جزائرية فإن حصيلة الخسائر المادية في ،1الماليين بل الدوالرات

.66.، صرجع سابقمالعياشي، 1

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

79

وهو ما يعني وصول خدمة الدين وخسائر دوالر، مليار 22,4زت نحو الجزائر تجاومليار دوالر سنويا، وهو رقم يزيد عن قيمة صادرات البالد من النفط 10الصراع نحو لقد شهدت البالد خالل ، 1" دوالر مليار 9.75والتي لم تتجاوز مبلغ ، 1998والغاز لعام

من وتيرة الفعاليات اإلجتماعية ومن تب حدتلك الفترة موجة عالية من عمليات التخريستهدفت إقتصادية بين المناطق مما أثر على العمليات التنموية سلبا، كما المبادالت اإل

وكذلك ،العمليات التخريبية أماكن شتى وأهداف متفرقة للضغط على السكان من جهةتعرضت المجالس كما تجاهات مختلفة، إتشتيت قوات األمن، وإجبارهم على التحرك في

وهو ما سهل ،لحرائق تحطمت على إثرها المحفوظات اإلدارية ووثائق األحوال الشخصية عملية تزوير أوراق الهوية ألشخاص هم أصال ال ينتمون إلى المجتمع الجزائري، كما

مطار هواري بومدين، ثانويات، األسواق، (طالت عمليات التخريب أماكن حساسة قطاع النقل من الجرائم حيث عانى هذا األخير من ويالت حتى م لم يسلو، ...)قطارات

تستخدم الحواجز المزيفة من قبل الجماعات المسلحة حيث كانتاألعمال اإلجرامية البشعة لمقاطعة المسافرين، ونهبهم ...) أسلحة نارية، سكاكين، سيوف(وتوظف مختلف األسلحة

يتم قتلهم بطرق شتى ولعل أكثرها قطع أوراقهم وهوياتهم وكل ما يمتلكون ، كما كانمكان الحادث، وعليه فقد في ستعمال إنفجار عند أول الرؤوس وتفخيخها لتكون مجهزة لإل

سلب وكما ذكر آنفا على نعكست بالإشهد قطاع نقل البضائع والمسافرين معاناة كبيرة 2. قتصاد أيضاالنشاط اإلجتماعي وعلى اإل

بما يفوق المليار من 1996-1991قتصادي بين سنتي إلوقد قدرت عمليات التخريب ا : ، وهو ما يوضحه الجدول التالي3يماتتالسن

. 114.، صمرجع سابق بوعلي، 1 . 321،322.ص .ص ،مرجع سابقبوكراع، 2 .198.، صمرجع سابقبن عروس وآخرون، 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

80

1996- 1991يوضح نسبة الخسائر االقتصادية بين سنتي ):02(رقم جدول

630 مصانع عامة أو خاصة مهدمة

550 آليات أشغال عام

700 ناقالت

1930 شاحنات، باصات، باصات صغيرة

22 رات قاط

230 حافالت

2526 أعمدة هاتف وأبراج أسالك كهربائية

غازي :ترجمة ،المأساة الجزائرية: اإلسالموية السياسيةزهرة بن عروس وآخرون، : المصدر .198. ص .، ص)2002، 1دار الفرابي، ط: بيروت(البيطار

األعمال لفتها وعموما هناك جملة مؤشرات تدل على فضاعة أو اآلثار السلبية التي خ : قتصادي العام منه أو الخاص نوجزها كاآلتياإلرهابية على القطاع اإل

،من الناتج المحلي اإلجمالي %6.3إلى نحو 2000رتفاع عجز الميزانية لعام إ - . مليار دوالر 53والذي بلغ

أي بمقدار ، % 32بنسبة 1999حتياطي البالد من العملة الصعبة سنة إنخفاض إ - . 1998ر دوالر من عام مليا 2.2

مليار 28.5نحو 1999رتفاع نسبة الديون، وفوائدها، حيث بلغت نهاية عام إ -مليار دوالر من 33دوالر، وكما أكد بعض المسؤولون أن الجزائر ألزمت بدفع

. 1998-1993فوائد الديون في الفترة ما بين

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

81

إحصائيات رسمية، ماليين جزائري أمي حسب 07حيث بلغت رتفاع نسبة األمية إ -ديد كذلك الته ،وذلك نتيجة األعمال التخريبية التي مست المؤسسات التربوية

ما نتج عنه عزوف أولياء هو ستمرار بالتعليم، وبالتصفيات الجسدية في حال اإل . التالميذ واألساتذة عن الدراسة والتدريس

30% 2000رتفاع نسبة البطالة بين أواسط الشباب، حيث بلغت بحلول عام إ --1987فخالل الفترة الممتدة بين ، نتشار الفقر في األسر الجزائرية إكذلك ،

دوالر 1كما قل دخل الفرد فيها عن ، % 36، تراجع دخل األسرة بمقدار 1995 1. يوميا

رتكبتها الجماعات اإلرهابية في حق السكان ال تميز بين ذكر إلقد كانت الجرائم التي ة إلى تهام موجهيخ طاعن في السن، وكانت أصابع اإلع أو شوبين طفل رضي، وأنثى

يد من المذابح عترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن العدإالتي ،الجماعة اإلسالمية المسلحة، فكل جزائري ال يقاتل ستعملته الجماعةإ، وكان التكفير هو المبرر الذي المجازرو

لمسلحة أعمالها ضد الفئات أو كما وجهت الجماعات ا، 2الحكومة كان في نظرهم كافر .3الطبقات المثقفة من الشعب الجزائر والجدول التالي يبين اإلحصائيات

.116،117.ص.ص ،مرجع سابقبوعلي، 1 ).2014جانفي org/wiki/http://an,wikipedia. ،)13 :، في"حرب العشرية السوداء في الجزائر" 2 . 277.، صمرجع سابقبوكراع، 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

82

يوضح مجموع الفئات المثقفة التي استهدفتها الجماعات المسلحة): 03(جدول رقم

المجموع مخطوفون جرحى قتلى فئات اجتماعية

5 - - 5 محامون

45 5 15 25 أطباء

137 - 36 101 معلمون

34 3 8 23 قضاة

110 - 69 41 طالب

74 - 10 61 صحافيون

4 1 1 2 رجال آداب

63 4 7 52 رجال الدين

11 4 2 5 فنانون

13 6 2 7 أساتذة

11 - 4 7 موظفون كبار

996 - 314 682 موظفون

1503 24 468 1011 المجموع

: بيروت، الجزائر(خليل أحمد خليل : ، ترجمةلمقدسالجزائر الرعب اإلياس بوكراع، :المصدرANEP277.ص )2003، 1، ط.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

83

: المبحث الثاني

مواقف الدول والمنظمات من األزمة في الجزائر

مواقف الدول والمنظمات العربية : المطلب األولعتبارها إوأشاروا إلى بعض الدول العربية ، ب لقد صرح بعض الساسة الجزائريون

. ية لدعم ومساندة التيارات اإلسالمية في الجزائر أهمها السودان والمغربقواعد خارج

السلطة سعى هذا النظام " حسن الترابي"و " عمر البشير"ففي السودان ومنذ إعتالء هذا الممثل ل" حسن الترابي"، وقد كان إلى محاولة نشر تجربته في باقي الدول العربية

، وقد أبدى "مية إسالميةمأ"ن خالل رغبته في تأسيس تجاه وسعى إلى لعب دور قيادي ماإلهتمام لترسيخ النظام الجديد على مساندة الحركات اإلسالمية، مما أدى أولوية اإل" الترابي"

إلى تراجع هذه السياسة تدريجيا، وطغت مصلحة الدولة الوطنية على مصلحة تصدير ستنزاف دامية في إحرب شهد يفقد كان السودان ،هذا من جهة ومن جهة أخرى،الثورة

وخصوصا الحركات اإلسالمية ،جنوبه مما حال بينه وبين تقديم مساعدات مادية إلى غيره 1. في الجزائر حتى وإن وجد فإن ذلك كان محدودا نسبيا

والذي كانت ،)الجزائر والمغرب(وفي المغرب فإن الرصيد التاريخي بين الدولتين نعكست على العالقة بين البلدين، ورجح إالصحراء الغربية، وال تزال تجسده دائما قضية

إمكانية وجود دعم حقيقي للحركة اإلسالمية في الجزائر من قبل النظام السياسي المغربي، قال العنف في الجزائر إلى نتإتخذ المغرب إجراءات وقائية في التسعينات تخوفا من إكما

التأشيرة على كل الجزائريين الذين 1994، حيث فرضت الحكومة المغربية سنة أراضيهبمحاولة تهام الجزائر إيدخلون أراضيها، كما قامت بعض الشخصيات السياسية المغربية ب

الجزائر التي أبدت بدورها عن قلقها إزاء ما أزعج تصدير العنف إلى المغرب، وهو

، )1999مركز الحضارة للدراسات السياسية، :القاهرة( أمتي في العالم، األزمة الجزائرية عبد الرحمن،شريف 1

.255،256 .ص.ص

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

84

وجدت دالئل قدل. والمخدرات من المغرب عبر الحدود إلى الجزائر السالح عمليات تهريبعلى دعم مغربي لنشاط الجماعات المسلحة في الجزائر كعدم فرض رقابة على الناشطين

في مقابلة " إدريس البصري" المغربي أكده وزير الداخلية السابق وهو ماعلى أراضيها، اإلسبانية حيث كانت إجابته مباشرة على سؤال وجهته إليه ) ABC(أجرتها معه صحيفة

نوا ل حقا كان المغرب يترك اإلرهابين يدخلون إلى ترابه، ليرجعوا بعد ذلك ويشه: "الصحيفةكن بوسعنا فعل ينعم ، لقد كنا نعلم بذلك، ولكن لم : "مجيبا، "هجمات في التراب الجزائري؟

كن نعرف دائما من هم، عون الحدود ليزورا أقاربهم، ولم نشيء، كان هؤالء المحاربون يقط ". لما علينا أن نتدخل تهم، فإنهم إذا لم يرتكبوا جرما في بالدنافنا هويوحتى لو عر

وفي الحديث عن باقي الدول العربية وباألخص المجاورة، وعالقتها أو إمكانية تقديم ذلك نظرا لمحدودية لم يكن بوسعها تقديم همساعدات للجزائر من أجل تجاوز أزمتها، فإن

األمنية وعدم تمتعها بالمناعة الكافية التي تحد من كذلك هشاشة أنظمتهاإمكاناتها من جهة، نشاط مختلف الجماعات المسلحة عبر حدودها الممتدة من جهة ثانية، لذلك تراوح الموقف

وبين ، خلية تخص الشأن الجزائريعتبار المسألة مسألة داإالعربي حيال األزمة الجزائرية بين الكفاءة بام الجزائري على مواجهة أزماته الداخلية بالثقة الكاملة في قدرة النظ تصريحات تقول

المطلوبة، عالوة على ذلك فإن الدول العربية كانت تعاني كذلك من الظاهرة اإلرهابية لكن . بوتيرة وشدة أقل مما تعانيه الجزائر، ولم تكن بذلك تملك عالجا شافيا من الظاهرة

حيث ،ربية غخصوصا ضد الدول ال، فتونس كانت دائما إلى جانب الجزائر في محنتها حاولت هذه األخيرة تدويل القضية الجزائرية، كما ثبت موقفها على أن ما يحدث في الجزائر هو شأن داخلي، أما بالنسبة للموقف الليبي فقد كان غامضا في بداية التسعينات لكنه سرعان

إلى فتح الحوار مع " فيالقذا"ما تغير في نهايتها وأصبح إيجابيا حيث دعى الرئيس الليبي ن، كما بدأ اإلعالم الليبي شن حملة وساطة بين الطرفي قترحإالجبهة اإلسالمية لإلنقاذ و

1. أي الجماعات المسلحة" الزنادقة"إعالمية مضادة على من أسماهم

.المكان نفسه 1

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

85

ال ،عتبرت دائما أن ما يجري في الجزائر هو شأن داخليإأما مصر وحكومتها فقد بأي حال من األحوال ، كما ساندت الجزائر في مطالبها الموجهة إلى يجوز التدخل فيه

الدول األوربية ، بشأن ضرورة عدم قيام هذه الدول بدعم الجماعات المسلحة العاملة من تفاقية العربية لمكافحة ومصر بالتنسيق األمني، وتوقيع اإلأراضيها، كما قامت الجزائر

1.اإلرهاب

جهة المنظمات العربية فقد أبدت هذه األخيرة تضامنا مع ومن الدول ، هذا من جهة اطي فترة لمين التطور الديمقر(خاصة بعد التطورات اإليجابية الداخلية للجزائر ،الجزائرعتبرته شأنا داخليا للجزائر، كما إها في رفض التدخل األجنبي، فيما ، وتجسد موقف)زروال

ستقرار ب، ومساعدة الجزائر على تحقيق اإلطالبت الدول الغربية بتجفيف منابع اإلرهاإتحاد الوسائل المناسبة، كما تجسد هذا الدعم من خالل زيارة وفود عربية للجزائر منها ب

تحاد البرلماني العربي الذي مثله الدكتور عبد األحد جمال الدين المحامين، العرب واإلأعلن أن الهدف من والذي ،)رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري(

بي إلقناع حكومته وتصاالت مع البرلمان األورإوضع برنامج عمل إلجراء "زيارته هو نأوربا، بوقف إعطاء اإلرهابيي منع جذوره تجاه موقف حاسم ضد اإلرهاب، واقتالبا

مالجئ سياسية وعدم إتاحة الفرصة للجماعات اإلرهابية لجمع األموال أو تلقي التبرعات، يتخذوا من ال حتى ، العناصر اإلرهابية أمنيا ومراقبتهم وتضييق الخناق عليهم وتحجيم

من التحدث عن البعض الدول مأوى لهم يخططون منه للعمليات اإلرهابية، وذلك بد ". حقوق اإلنسان ونزاعات التدخل بحجة التحقيق في الوضع في الجزائر

مع الجزائر لمقاومة اإلرهاب ستعدادها للتعاونإكما عبرت الجامعة العربية عن 2. على النحو الذي تراه الحكومة الجزائرية مناسبا

. 256،257.ص.ص ،المرجع السابقعبد الرحمن، 1 .190.، ص)1998أفريل ( 132.ع، السياسة الدولية، " أوربا وشهادة بالبراءةالجزائر و"ابة، هأحمد م 2

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

86

مواقف الدول األوروبية من األزمة في الجزائر : المطلب الثاني

) دولة(حيث عبر كل طرف ، لقد تبنت الدول األوروبية حلوال لألزمة الجزائرية نعقاد مؤتمر روما إجليا على إثر تضح ذلكإعنها بما يخدم أهدافه ويناسب مصالحه، وقد

عتبره الرئيس السابق زروال إ، وهو ما )سانت أجيدو(الذي تم برعاية المنظمة الكاثوليكية 1.ومؤيدوه من العسكريين تدخال خارجيا في الشؤون الداخلية للجزائر

بة ففرنسا وبحكم عالقاتها التاريخية العميقة بالجزائر وامتالكها معرفة بطبيعة وتركيموقف فرنسا من األزمة في الجزائر جزء من العالقات فقد كانالمجتمع الجزائري،

نزعجت فرنسا من وصول األصوليون إلقد . 2التعاونية بين الدولتين –المتوترة الجزائريون إلى الحكم ألسباب متعددة، ولم يكن خيار أمام فرنسا سوى دعم نظام الحكم

على قتصادية والفنية للجزائرفرسا على تقديم المعونة اإلكما أصرت القائم في الجزائر، عبرت فرنسا عن خطورة الوضع في الجزائر لكنها كما. الصعيدين األوربي والدولي

فضلت التريث والتهدئة، وحرصت باريس آنذاك على عدم التدخل في المشاكل الداخلية قتصاديا حين إساعدة الجزائر للجزائر حتى ال يزيد ذلك األمور تعقيدا، وعمدت فقط إلى م

عتمادات مالية لفائدة الجزائر بقيمة ستة مليارات فرنك فرنسي، كما حثت دول إفتحت مليار 26تحاد أوربا على مساعدة الجزائر في إعادة جدولة ديونها التي تصل إلى نحو إ

. دوالر

نزعاجها من الموقف الفرنسيإومن جهتها فإن الجماعات المسلحة عبرت عن ستهداف مواطنيها في الجزائر، حيث وقع حادث إجسدته في ،الداعم للنظام الجزائري

وانتقل العنف السياسي حتى األراضي ، 3غتيال خمس فرنسيين في مجمع سكني بالجزائرإ

، )1997أفريل ( 128.، عالسياسة الدولية، "الجزائر بين المشكالت الداخلية والتدخالت الخارجية" أحمد مهابة، 1 .138.ص

.241.، صمرجع سابقعبد الرحمن، 2 .127.، ص)1994أكتوبر ( 118.ع، السياسة الدولية، "الفرنسي - الجزائر تحت المجهر األمريكي" ،أحمد مهابة 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

87

وبلغ عدد الرعايا الذين ، 1994موظفين في السفارة الفرنسية سنة 5غتيال إالفرنسية، وتم 1. رعية 21لسنة ستهدافهم من نفس اإتم

وعلى الرغم من ذلك فإن فرنسا لم تتراجع عن دعمها للجزائر، وأكدت أنها ستدافع وقد تحدت،اتها الثقافية والقنصلية عن وجودها في الجزائر من خالل رعاياها ومؤسس

بذلك فرنسا كل دولة تريد مزاحمتها على الجزائر، ووجه المسؤولون الفرنسيون في أكثر نتقادية وعلنا إلى كل من الواليات المتحدة األمريكية، وإنجلترا وألمانيا إائل من فرصة رس

متهمة إياهم بمأوى عناصر إسالمية مسلحة، والسماح لهم بالنشاط ضد الحكومة زداد الموقف الفرنسي تصليا وإصرارا، عندما إنطالقا من أراضيها، وقد إالجزائرية

ستجابة ح الفرنسية مالم تبادر فرنسا باإلوغ المصالهددت الجماعة اإلسالمية المسلحة ببل 2*.لشروطها

قررت فرنسا تغيير ،لكن ومع تزايد نشاط الجماعات المسلحة ضد الفرنسيين سياستها تجاه األزمة في الجزائر، وعبرت عن ذلك رسميا في خطاب لرئيسها السابق

هي وحدها ،نب إرادة التطبيق السياسة الحاسمة في الجزائر إلى جاإن : " قائال " "شيراك" نم، ...حترام حقوق اإلنسانإالوطني، وتجاه الحوار والتفاهم إم في دالتي تسمح بإحراز تق

إن فرنسا مستعدة "، وشدد القول " الصعب للغاية التدخل من الخارج في شؤون الجزائر

. 241.، صمرجع سابقعبد الرحمن، 1 : كانت شروط الجماعة كالتالي *

.رحيل جميع الفرنسيين من الجزائر - .الحفاظ على كرامة المسلمين وحقوقهم في فرنسا - .التوقف عن مساندة النظام الحاكم في الجزائر اآلن -

، بتقديم الجزية والشروط المعروفة )أهل الذمة(موافقة على التعامل مع الجماعة اإلسالمية وفق أحكام الرضا وال - .في كتب الفقه

.كشف العناصر الفرنسية التي شاركت في الحمالت ضد األصولية الجزائرية -

.أن تدفع فرنسا نصف التعويضات للمتضررين من هذه الحمالت - . 127.، صمرجع سابق، "الفرنسي - المجهر، األمريكيالجزائر تحت " ،أحمد مهابة 2

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

88

ية التي تقع لتقديم المساعدة، ولكن في اإلطار والشكل الذي ترغب فيه السلطات الجزائر، وفي نفس .." عليها وحدها مسؤولية إعادة األوضاع إلى حالتها األولى في تحقيق األمن

السلطات " ليونيل جوسبان"شتراكي التوجه اإل وذتهم رئيس الوزراء الفرنسي إالوقت إننا نقف أمام معارضة تتسم بالتعصب والعنف وتقاتل : "الجزائرية باستخدام العنف قائال

1. "تستخدم هي نفسها العنف وقوة الدولة ضد سلطة

عموما فإن الموقف الفرنسي حيال األزمة في الجزائر حكمته عوامل القلق والخوف خاصة في ظل المنافسة األمريكية ،من مستقبل المصالح التاريخية لفرنسا في الجزائر

جزائر وأصبحت تناقش مشاكل ال" جرح فرنسا الدامي"واعتبرت الجزائر لدى البعض ،رأت فرنسا أن ،) 1997(كإحدى مشاكل فرنسا الداخلية، ومع تطور األحداث في الجزائر

ستفز الحكومة الجزائرية وعبر عنه وزير خارجيتها إهذا الوضع يستعدي تدخلها وهو ما بأن الجزائر لم ولن تطلب أي دعم من فرنسا والتي يجب عليها أن تهتم بشؤونها الخاصة

2. الجزائر الداخلية وال تدخل في شؤون

أما بريطانيا فقد تميز موقفها دائما بالغموض والضبابية، فقد منحت الحكومة على أراضيها، وهو الحركات المسلحة البريطانية التسهيالت والحرية لممارسة نشاط

مع ستاءت منه الجزائر، وعموما فإن بريطانيا غالبا ما تساهلت وتسامحتإالموقف الذي في وصول في ذلك هو طمع الحكومة البريطانيةوالسبب ،العربية واإلسالميةالجماعات

قتصادية وذلك جزءا من اإلمتيازات اإل نحهاهذه الجماعات إلى هرم السلطة يوما ما، فتم . في إطار المنافسة مع فرنسا

وفي الحديث عن ألمانيا فقد تساهلت هي األخرى مع الجماعة المسلحة الجزائرية حق اللجوء والسماح لها بالنشاط من على أراضيها، وبنسبة أقل في كل من بلجيكا ومنحتها،

في بداية األزمة الجزائرية أبدت بيةووإيطاليا، وسويسرا وعموما فإن معظم الدول األور

.242.، صمرجع سابق ،عبد الرحمن 1 .138،139.ص.، صمرجع سابق، "الجزائر بين المشكالت الداخلية والتدخالت الخارجية"مهابة، 2

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

89

قوى وزاد من عزيمة هذه األخيرة للعمل ضد وهو ما ،تساهال مع الجماعات المسلحة ،ان ما تبدلت مواقف الدول األوربية تجاه األزمة الجزائريةلكن سرع 1الحكومة الجزائرية

ستعمال الجزائر لمؤسساتها الديمقراطية إالعربية، وحسن و وذلك بفعل التطورات الداخلية با عن مطالبها التي طالما رفضتها الحكومة ووقواها الحزبية والسياسية، حيث تراجعت أور

وزيارة األماكن التي وقعت فيها المجازر، كذلك وهي تشكيل لجنة تحقيق دولية،الجزائرية وغيرها من المطالب األوربية ، كما نجحت الجزائر أثناء زيارة ...تقديم معونات إنسانيةتحاد البرلمان األوربي في فرض شروطها عليهما من بينها أن يكون إمجموعة الترويكا و

كذلك لن تقبل الجزائر ،ظفين الوفد الزائر على المستوى الوزاري وليس على مستوى الموبزيارة ممثل دولي لحقوق اإلنسان وبالفعل فقد تمت الزيارة حسب شروط الجزائر، كما

" أندريه سولييه"أهمها ما أولى به ،نتزاع شهادات لصالحها من هذه الوفود إنجحت في وفد ال" الفرنسي الجنسية والمتحدث باسم البرلمان األوربي ورئيس وفده حين صرح بأن

ستماع فقط ليس إال دولية، وإنما تتركز مهمته في اإل ستجوابإاألوربي ليس هيئة تحقيق أو الترويكا، فإنها خرجت بموقف"ومن جهة ،" إلى الجزائريين وتقديم المساعدات إذا طلبوها

تهامات التي تنسب إليه وأكدت أن هدف الزيارة هو يبرئ تورط الجيش من المذابح واإلتحاد األوربي، وهكذا تحول الموقف األوربي تجاه ئر واإلوار بين الجزاستمرار الحإ

إلى محاولة البحث ،الجزائر من محاولة فرض الوصاية والتدخل في الشأن الداخلي للجزائر 2.عن وسائل التعاون وتحسين العالقات بين الطرفين

ية موقف الواليات المتحدة األمريكية والمنظمات الدول: المطلب الثالث

قفا تميز حيث أبدت منذ بداية األزمة مو، اليات المتحدة األمريكيةبداية بموقف الووبمساندة فوز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ تارة أخرى، وقد كان هذا ما ميز تارة بالتحفظ،

تجاه الجزائر والتي امتدت بين سنة الواليات المتحدة األمريكيةالمرحلة األولى من موقف

.243.، صمرجع سابقعبد الرحمن، 1 .192،193.ص.، صمرجع سابق، "الجزائر وأوربا وشهادة بالبراءة"مهابة، 2

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

90

فخالل هذه الفترة عملت الحكومة األمريكية على حث الجزائر على ، 19941إلى 1991إلى باريس " لينتونكبيل "ضرورة الحوار مع الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ وهو ما أكدته زيارة

عتبرته إنتقدت اإلدارة األمريكية الحل العسكري لألزمة وإ، كما 2 1993في شهر جوان التي حملتها ،متعاقبة للمؤسسة العسكرية الجزائرية اتهاماتها الإغير مجدي في ظل

كما إنهالت وسائل اإلعالم األمريكية المسموعة ،3مسؤولية تدهور الحالة األمنية في البالدمنها والمرئية والمقروءة خالل هذه المرحلة، وشنت حملة إعالمية وضعت فيها الجزائر

ه القضية أو األزمة الجزائرية، تحت المجهر في برنامج صوت أمريكا، حللت من خاللعن مناصبهم، واعتبر بعض المحللون أن الحل لألزمة يكمن في تنحي العسكريين

نتخابية من جديد والسماح للناخبين باإلدالء بأصواتهم حسب ما تمليه واستئناف العملية اإل .نتخاباتركة اإلسالمية في هذه اإلإرادتهم، ومشاركة الح

لجزائرية بانتهاكات لحقوق اإلنسان وأكد المتحدثون باسم الحكومة تهمت الحكومة اإكما األمريكية أن ما يحدث في الجزائر ليس إال صراعا على السلطة، وال عالقة له باإلسالم،

ومن جهة أخرى فقد أبدت ،الذي يتخذه البعض كذريعة لتبرير وإضفاء الشرعية على أعمالهمواعتبرتها مؤهلة للوصول إلى ،ا المطلق لجبهة اإلنقاذ تأييده اليات المتحدة األمريكيةالو

، وقدرتها على إثبات تفوقها 1992نتخابات الملغاة في الجزائر باعتبار فوزها في اإل السلطةد على قوات الجيش واألمن من خالل سيطرتها الكاملة على أحد السجون بالجزائر، كذلك أك

سالميون الجزائريون لديهم معرفة جيدة بقواعد أن اإل" ديمأمون ح"متحدث في نفس البرنامج المتكامل، كما أكد متحدث آخر تصاديالسوق الحرة حتى وإن لم يتوفر لهم البرنامج االق

بأن الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ قد نجحت في تسيير شؤون عدد من المجالس البلدية " مايكل ران" 4.الد بشكل كفؤ كذلكبشكل جيد، وهو ما يعني أنها قادرة على إدارة الب

.249.ص ،مرجع سابقعبد الرحمن 1 .123.، صمرجع سابق، "الفرنسي - المجهر األمريكي الجزائر تحت" مهابة، 2 .138.، صمرجع سابق، "الجزائريين المشكالت الداخلية والتدخالت الخارجية"مهابة، 3 .124،125.، صمرجع سابق، "الفرنسي - الجزائر تحت المجهر األمريكي"مهابة، 4

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

91

الواليات المتحدة األمريكية، وفيها أبدت 1994أما المرحلة الثانية فكانت بعد سنة مساندة إلى مغايرا تجاه األزمة الجزائرية من مساندة للجبهة اإلسالمية لإلنقاذ، اموقف

جزائر وذلك بفعل التطورات اإليجابية الحاصلة على المستوى الداخلي لل، النظام السياسي كتساب إلى الحكم عن طريق اإلنتخابات وإ" مين زرواليال"خاصة بعد وصول الرئيس

كي حكمته عوامل زمة، كما أن تغير الموقف األمرياللشرعية االالنظام الجزائري باستحالة وصول الحركة اإلسالمية إلى الواليات المتحدة األمريكيةقتناع براغماتية أهمها إ

بين تشتت الحركة وانقسامها على نفسها، وضعف تماسكها، وكذلك الحكم، وذلك بعدما تمن صالبة وقوة تماسك ووحدة المؤسسة العسكرية، الواليات المتحدة األمريكيةتأكدت

ذت على إثره واتخ ،وعليه سعت إلى كسب ود النظام القائم وربط عالقات تعاونية معهي الجبهة والمقيم على أراضيها وهو القبض على أحد القادة البارزين ف :إجراءات أهمها

دعت الدول األوربية إلى ضرورة التنسيق من أجل محاصرة نشاط و ،"أنور هدام" 1. الجماعات على أراضيها

اع محاور أهمها الدعوة لتحرير كما دعت الحكومة الجزائرية إلى ضرورة إتبحترام حقوق إحكم القانون، وعتماد التعددية الحزبية، ودعم المؤسسات النيابية وإقتصاد، واإل

عتبرت أن العمل على هذه المحاور هو الطريق إلى حل األزمة، كما دعت إلى إاإلنسان، و 2. ستقرار الداخليوحدة الجيش من أجل الحفاظ على اإلضرورة المحافظة على

يقول حيث ،في الجزائر األمريكية مصلحةالعكس يوعموما فإن الموقف األمريكي نحن نذهب إلى حيث يوجد " :حدى شركات البترول األمريكيةن األمريكيين إلأحد المديري

، والجزائر دولة نفطية، لذلك عملت أمريكا على من أجل الفوز ببترول الجزائر "البترول 3. خالل عقود ما بعد األزمة

. 250،251.ص.، صمرجع سابق ،عبد الرحمن 1 . المكان نفسه 2 . 138.، صمرجع سابق، "الجزائر بين المشكالت الداخلية والتدخالت الخارجية"مهابة، 3

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

92

و الدولية، الفيدرالية الدولية لحقوق فمنظمة الع(في الحديث عن المنظمات الدولية وقد عبرت جميع ف، ) سان، ومنظمة هيومان رايت ووتش ومنظمة مراسلين بال حدوداإلن

ور وضع حقوق اإلنسان في الجزائر، ودعت المجتمع الدولي ههذه المنظمات عن خطر تداإلنسان في األمم إلى ضرورة التحرك، كما طلبت في بيان مشترك من لجنة حقوق

اإلنسان في الجزائر، كما حملت المجتمع لجنة طارئة تخصص لدراسة حقوق المتحدة عقدألف 80.000المدني وتماطله أو تجاهله للقتل الجماعي في الجزائر الذي راح ضحيته

شخص، كما أدان السكرتير العام لألمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق اإلنسانوطالبت ،جزائربالوالمفوضية العليا لالجئين واليونيسف المذابح وانتهاكات حقوق اإلنسان

بفتح تحقيق عالمي للبحث عن مسؤولية هذه الخروقات والمذابح التي يقف وراءها أطراف هذا ينبغي أن تحظى هذه وحتى يتم : "نظمات بيانها بالقولختمت هذه الموالصراع

هتمام المصادر المهمة بشرية ومادية، كما يجب أن تستهدف هذه التحقيقات إالتحقيقات بوالشهادات بما فيها شهادات الضحايا أنفسهم، وشهادات الشهود والمسؤولين جمع القرائن

1.الرسمين، للكشف عن هذه الحقائق

، )1998جانفي ( 131.، عالسياسة الدولية، "أزمة الجزائر بين التدويل والوفاق الوطني"أحمد مهابة، 1

. 229،230.ص.ص

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

93

: المبحث الثالث

للتهديد اإلرهابي في الجزائرالفضاء الجيوسياسي

)الساحل(طبيعة وانعكاسات الفضاء اإلقليمي للجزائر : المطلب األول

لتشـمل ،محيط األطلسـي غربـا حمر شرقا إلى التمتد منطقة الساحل من البحر األعرف الساحل األفريقـي بقـوس يور، مالي، موريتانيا والسينغال، ، التشاد، النيجالسودان

،1معظم دولهـا خر أجسادلما يحتويه من أزمات مستعصية وتهديدات أمنية تن، األزمات ة عن خلـيط مع الساحلي عبارفالمجت، 2جتماعية المفككة إثنيا قبليا وعرقيامنها الطبيعة اإل

تنتشر المجموعة ، مختلفة عربية، أمازيغية، وزنجية من األجناس تنتمي إلى فئات مختلفةأما جنوبـا فتتـوطن فيـه ، األولى والثانية في الناحية الشمالية والشرقية لمنطقة الساحل

ائل لنيل موالة تعميق الهوة بين مختلف القبعلى وقد عمل المستعمر ، 3لمجموعة الثالثة افزرع بذلك النواة األولى للصراعات اإلثنية في المنطقة، والتي حالت ، قبيلة على أخرى

ثنيـة فـي من أهم القبائل اإل .4حتى بعد االستقالل ةمن توحدها وتشكيل هوياتها الوطنييـا، نالجزائر، مالي، موريتا(التي تتواجد في أكثر من دولة " التارقية"الساحل نجد القبائل

قبائل ) مالي، بوركينافاسو، النيجر، موريتانيا(في كل من " مباراالبا"كذلك قبائل ...) النيجر، كـذلك وجـود 5)مالي، النيجر، بوريكنافسو، نيجيريا، السيغال، تشاد، غينيا" (الفوالني"

جانفي ( 01.، ع م االستراتيجيلالعا ،"الساحل األفريقي بين التهديدات الداخلية والحسابات الخارجية" أمحند برقوق، 1

.12.، ص)2008 . www.berkouk-mhand.yolasite.com: في" منطقة األمنية في ساحل األزمات"أمحند برقوق، 2 غير منشورةذكرة ماجستير ، م اربة جيو أمنيةالتهديدات الالتماثلية في منطقة الساحل األفريقي، مقعمورة أعمر، 3 .52.، ص )و اإلعالم كلية العلوم السياسية :3جامعة الجزائر (

4 François thural, les conflits identitaires( Paris ellipses, 1995), p.155. 5 Mehdi taje, securite et strabilité dans le sahel Africain ,( academic reseach Branch, Rome december 2006), p. 2

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

94

وفي ظل هـذا التعـدد ،1السودان يحية في كل من التشاد، موريتانيا وإثنيات مسلمة ومسيضـمن ،ستقاللها في بناء كيان موحدإهذه الدول ومنذ فشلت ثني، العرقي والديني فقد اال

ختالفهم عرقيا، والسبب الرئيسي في ذلك وكما ذكر آنفا هو إحياة مستقرة للمواطنين رغم ، كمـا أن ضـعف 2يخدم مصالحهالذي كان يخدم مصالحه ستعمار،وائي لإلالتقسيم العش

المقسمة أنـتج حالـة مـن اإلثنيات قتصاديا وسياسيا بين اعيا ، إالعدالة التوزيعية إجتماخلقت حالة أو جملة حركيات من التمرد والعنف السياسي كرد فعل عن ،اإلحباط السياسي

كما أن ضعف فلسفة المواطنة في هذه الـدول وضـعف ، 3التهميش واألوضاع المزريةة الخالفات أو الصراعات الداخليـة األداء المؤسساتي وتراجع معدالت التنمية زاد من حد

، ما جعل من هذه الدول مصـدرا معظم الدول المجاورة على نعكست بالضرورة إاإلثنية :في دول الساحل و الجدول التالي يوضح معدالت التنمية ،4تهديدات إقليميةل

1 Thual, op.cit.p .156.

أكتوبر 20مركز الجزيرة للدراسات، (، المستقبل الجيو سياسي للمغرب العربي والساحل اإلفريقي ،مهدي تاج 2 .9.، ص) 2011

.12.ص مرجع سابق"الساحل األفريقي بين التهديدات الداخلية والحسابات الخارجية "برقوق 3 .9.، صمرجع سابقتاج، 4

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

95

يوضح معدالت التنمية في دول الساحل اإلفريقي) : 04(جدول رقم

الدول الهشة البنك(

)الدولي

البلدان الفقيرة البنك الدولي (

)وصندوق النقد

التنمية البشرية 169-128 المرتبة

السالم والصراع

مؤشر الدول )60-1(الفاشلة الدولة

x 134 16 بنين x 161 35 بوركينافاسو x x 159 17,6 8 ج إفريقيا الوسطى x x 163 16,6 2 تشاد x x 149 19,5 12 ساحل العاج جيبوتي 28,2 147 مصر 49 x x 30 إريتيريا x x جامبيا x x 130 غانا x x 164 20,2 22 غينيا بيساو x x 162 22,7 33 ليبيريا ليبيا x 160 25,9 مالي المغرب x 167 33,1 20 النيجر x 142 25,6 14 نيجيريا x 144 السينغال x x 158 23,3 29 سيرا ليون x x 16,9 1 الصومال x x 154 3 السودان x x 139 47 توجو x 136 21,4 39 ال يشمل : المصدر

موريتانيا وتونس

مجلة ،"تنظيم القاعدة في الساحل اإلفريقي، وربيع الثورات العربية" أميرة محمد عبد الحليم، :المصدر .123.، ص)2013( 38. ،ع11.، مآفاق إفريقية

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

96

إسـتدانة كبيـرة، تبعيـة (طقة الساحل أزمات إقتصادية حـادة كما تشهد بلدان من % 80أدخلتها في بوتقة من الفقر والمجاعة، حيث أن أكثر مـن ،وبيئية أيضا ) قتصاديةإ

من سكان التشاد يعيشون تحت خط الفقر، ويعرف سكان مالي والنيجر نفس الحالة، إضافة وما زاد من حدة ، 1سريعة التنقل مثل المالريا السل واإليدز نتشار أمراض خطيرة وإإلى

خاصة ، 2قتصادية والسياسية الكبرى إهتمام القوى اإلزدياد إتأزم الوضع في الساحل هو كتشاف مؤشرات ثروة نفطية هامة في اإلقليم الساحلي، أصبحت واقعا ملموسـا إفي ظل

في حين أعطت عمليات الحفر الجاريـة ألف برميل يوميا، 20في تشاد التي تصدر حاليا يورانيـوم بعـد كما تعتبر النيجر ثالث مصدر لمعادن ال، في صحراء مالي نتائج مشجعة

تشير تقارير أمريكية إلى أن غرب أفريقيا قد يتحول في المدى القريب و. أستراليا وكنداام القوى الدولية به هتممن حيث الموارد النفطية، وهو ما عزز إإلى منافس للخليج العربي

قالقل داخلية ، أزمات اقتصـادية واجتماعيـة، أمـراض، (كل هذه الحركيات السلبية ،3المتاجرة (أنتجت بدورها حركيات أزموية أخرى منها الجريمة المنظمة ..) تدخالت أجنبية

عليهـا كذلك الهجرة السرية أو كما أطلق ،)البالمخدرات، المتاجرة بالبشر، تبييض األمولمتزايـدة، هجرة الموت التي أفرزتها خاصة نسـبة الفقـر ا " أمحند برقوق"البروفيسور

الهشاشة األمنية لهذه الـدول سـاعدت "فإن " برقوق"األستاذ والخطر األكثر كما أكد عليه 4". نمو وبقاء الخاليا اإلرهابية بعيدا عن الرقابة األمنيةعلى كثيرا

و ما ه،ن تهديد أمني للجزائر من منطقة الساحل إن أكثر ما يحسب على ما يتأتى مصطلح على تسمية الربيع العربي، حيـث أفـرز هـذا ما أ أو تشهده المنطقة من ثورات

. 12.ص مرجع سابق "الساحل األفريقي بين التهديدات الداخلية والحسابات الخارجية،" برقوق 1 . مرجع سابق، "منطقة األمننة في ساحل األزمات"برقوق ، 2 www.awast.com/leader.asp?section=3article=45863:، في"لمعادلة الجديدة في الساجل األقريقي"ا 3

issuen=10671 ،)01 2013مارس.( ، مجلة الجيش، "المعضالت األمنية في الساحل األفريقي، وتداعياتها على األمن الوطني الجزائري"أمحند برقوق ، 4 .52.، ص)2008جانفي ( 534 .ع

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

97

،جماعات نتشار الفوضى أو الجدل بين القوى السياسية المختلفة إونتيجة ،المعطى الجديد سقوط نظام القـذافي ستفادت أكثر من الوضع المنهار لبعض الدول، خاصة بعدإرهابية إ

ستفحلت على إثرها تحركـات الجماعـات ى في القارة، إوخروج األسلحة إلى دول أخراإلرهابية وعملياتها، وأصبحت تصنف هذه التحركات بالموجة الثالثة من تهديدات تنظـيم

نـدالع إيم الساحل على األمن الجزائري هـو من جهة وما زاد من خطورة إقل، 1القاعدةستطاعت الجماعات اإلرهابية وبالتحـالف إ و، 2012مالي غير المتوقعة سنة الحرب في

من الرقعة الترابية لمالي، كما أن% 60التهريب أن تسيطر على ما مساحته مع جماعات الجماعات المسلحة التي كانت تتخفى في الصحاري الشاسعة للمنطقة خوفا من المطارات

وكذلك من ،)دفع الفدية(ن تجنيه باختطاف الرهائن األمنية، والتي كانت تعيش من وراء متتحكم في فضاء جغرافي واسـع يعـادل بذلك أصبحت ،إتاوات حماية مسالك التهريب

يـد على حقيقـة وواقـع التهد لقد أجمع عدد من الخبراء األمنيين. 2مساحة دولة كفرنسامنطقة لعبور المخدرات مالي كونها أكبر(اإلرهابي للجزائر المتأتي من المنطقة السوداء

، خاصة )الصلبة ومنبعا للفكر الجهادي واالنفصالي، وأكبر فضاء لتنامي الجريمة المنظمة، 3نفصالية للتوارق تدعو لتطبيق الشريعة اإلسالمية شمال مـالي مع ظهور أول جماعة إ

فقر، مجاعـة، (خاصة واألوضاع العامة في الساحل عامة في مالي وبذلك تكون األزمة قد دعمت وقوت من شوكة الجماعـات اإلرهابيـة التـي تهـدد ) حروب، جريمة منظمة

. الجغرافي في صلب أمنها بحكم تقاسم اإلقليموتضرب الجزائر

، )11.(م، آفاق أفريقيةمجلة ، "تنظيم القاعدة في الساحل األفريقي، وربيع الثورات العربية"أميرة محمد عبد الحليم، 1 .117.، ص)2013( 38 .ع، )2012أوت 29مركز الجزيرة للدراسات ، ( آفاق الوضع األمني والسياسي في شمال مالي ،باه عبد اهللا مما دو 2

.2.3 .ص.ص، "األمن القومي في خطر وال بد من استباق المخاطر خارج حدودنا: "نجيم حكتيتن 3

).2014ماري www.elmassa.com/ar/content/view/8653 ،)27:في

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

98

الجماعة السلفية للدعوة والقتال من التنظـيم المحلـي إلـى : المطلب الثاني )القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي(اإلقليمي

ألعمال اإلجرامية ومنطق اإلبادة الجماعية في حق الشـعب تشكلت نتيجة رفضها لبثـت ، 1عنتر الزوابري"نتهجته الجماعة اإلسالمية المسلحة تحت إمرة إالجزائري الذي

، 19982سبتمبر 14وصادف ذلك تاريخ تأسيسها يوم " بيان التوحيد"أول بيان لها بعنوان عامة للتنظيم قبل توسيع نشاطها ليشمل وأصبحت المنطقة مركز القيادة ال، بجبال بومرداس

ويقول ميثاقها ألنهـا جماعـة ، وفي بعض مناطق الصحراء ،غالبية مناطق شرق البالدوهي تسعى إلقامة الشريعة عبـر قتـال الحـاكم المرتـد فـي ،3سلفية العقيدة والمنهج

إلـى ،"الجماعـة اإلسـالمية المسـلحة "سمها من إعمدت الجماعة إلى تغيير ،4الجزائر GIAهـا ترتكبإة التي عنفسها من المجازر المرو ئةلتبر" الجماعة السلفية للدعوة والقتال"

5. ضد المدنيين

ونتيجة لخالفـات " أبو حمزة"كان أول من تزعم هذه الجماعة حسان حطاب المدعو عبد الحميد ديشو الملقب: ليتناوب على إمارتها 1999في أفريل هستبعادإداخلية أدت إلى

ستعاد ،إ 6 1999وقد كانت فترة إمارته قصيرة على إثر مقتله في جوان ،" بأبي مصعب"ستمر فيها إلـى غايـة أشهر من تنحيته إ 3إمارة الجماعة أي بعد " حسان حطاب"ده بع

لما رآه ، " تنظيم القاعدة في بالد الرافدين" متحفظا حيال" حطاب"، وقد كان 2003أكتوبر

1 Mathieu Guider, Al-qaida à la conquete du Meghreb, le terrorisme aux portes de l'europe ( France: Editions du Rocher, 2007), p. 63. 2 Ibid, p. 61.

ماجستير غير مذكرة مشاريع األجنبيةاألمن في منطقة الصحراء الكبرى بين المقاربة الجزائرية وال، بويبيةنبيل 3 .63.، ص)2009قسم البحوث والدراسات السياسية، ، :جامعة الدول العربيةمنشورة

4 Guider, op.cit ،. p.62. .64.، صمرجع سابقبويبية، 5 .311،312 .ص.، صمرجع سابقبوكراع، 6

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

99

رية في حين أن تنظيمه الجديد بحاجة إلى مزيد من القدرات ما أدى من هدر للقدرات البشعتزاله العمل المسلح إستبعاده من اإلمارة مرة أخرى، وإعالن مقتله قبل أن تبين إبه إلى

ستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنيـة الدخول في محادثات مع السلطات لإلو . 2007سبتمبر 22وتسليم نفسه لمصالح األمن يوم

عبد الحميد " . 2004إلى جوان 2003عتلى إمارة الجماعة من أكتوبر إ: "نبيل صحراوي"عتلـى أبـو من مصالح األمن إ" صحراوي"سابقه غتيالإالمدعو أبو الهيثم بعد "سعداوي

" كـال دعبد الملـك درو " ،آلت بعدها إلىالهيثم اإلمارة، لكن إمارته لم تتجاوز مدة شهر إلى جـانفي 2004متدت إمارته من جوان إ ،عتالهاإوهو آخر من ،عبد الودود المدعو تاريخ تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة فـي بـالد هو ، و2007

بتوسيع مجـال إمارة التنظيم بدأ" دروكال"عتالء وقبل ذلك وفور إ، 1المغرب اإلسالميأي أقلمة نشاط الجماعة لتشمل دول مجاورة تضرب في نشاطه ليتعدى الحدود الجزائرية

تخذت الجماعـة مـن وبية للبالد، النيجر، مالي، وقد إعمق الصحراء وخلف الحدود الجنكمـا لتزود بما تحتاجه من سالح وغـذاء ، وقاعدة خلفية ل ،الذا آمنامالصحراء الكبرى

. 2سكريامن دول المنطقة وتدريبهم ع ةديستقطاب عناصر جدإعملت على

الحـرب علـى ، وما تالها مـن إسـتراتيجية 2001سبتمبر 11لقد شكلت أحداث ،بصمة تحول للعمل المسلح في الجزائـر 2003ستهدفت النظام العراقي سنة إاإلرهاب

عتبرتـه إالـذي ،حيث رفعت الجماعة من وتيرة وحدة هجوماتها ضد النظام الجزائريستمرت الجماعـة هكـذا إو، 3حلفائها في غزو العراقعميال للواليات المتحدة األمريكية و

.310،311.ص.، صمرجع سابقلخضاري، 1: ، في"العربي ت السلفية في المغربالحركا"ين ولد شفاع، نالد 2

/html-www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008 ،)11 2014جانفي.( 3 Guidére, op.cit.,p.72.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

100

، سبتمبر بيعته لتنظـيم القاعـدة 11في " أبو مصعب عبد الودود"إلى أن صرح أميرها ، والذي كان بداية 2007وأعلن عن ميالد قاعدة الجهاد في بالد المغرب اإلسالمي جانفي

سـتطاع إو) ضاء السـاحل ف(تحول جغرافية اإلرهاب الجزائري من المحلي إلى اإلقليمي مختار بلمختار، ثم عبد الرزاق البارا، جعل المنطقة مركـز الثقـل فـي (بعض أمرائها

. 1جغرافية الجماعة

تخاذها من القاعدة ورموزها القيادية مرجعيـة إإن التحول في إستراتيجية الجماعة ولفضاءات ا"حيث أصبحت ،كذلك نقل جزء من مجالها الحيوي إلى جنوب الصحراء ،لهم

هي المناطق المفضلة في بـالد "الواسعة لمنطقة الصحراء الكبرى وساحل غربي أفريقيا تحول مجال إسـتراتيجية الجماعـة هـو وقد كان السبب الرئيسي ل، المغرب اإلسالمي

. 2تعرضها لضربات موجعة، خالل المواجهات مع الجيش الجزائري واألجهزة األمنيـة زدادت مي من طبيعة منطقة الساحل، حيـث إ بالد المغرب اإلسال ستفادت القاعدة فيإلقد

فاعلية نشاطها بحكم الخصائص والميزات التي قدمتها المنطقة من حيث شساعة الحـدود قتصادي، التي يصعب مراقبتها، كذلك عدم اإلستقرار السياسي، التخلف اإلالغير المحسوسة، و

توفير فضاء واسـع لتحـرك الجماعـة، ىكلها عوامل ساعدت عل، 3رتفاع مستوى الفسادإمساحة جغرافية تمتد من موريتانيا حتى منطقة دارفور بالسودان مارة بستة أقطـار إفريقيـة

بوركينافاسو، مالي، النيجر، الجزائر، تشاد، ليبيا، وصوال إلى السـودان، وتقـدر هـذه :هيـ ماليـين كيلـومتر 4 المساحة الصحراوية التي توظفها تلك العصابات مسرحا لحركتها بـ

:كما توضحه الخريطة التالية ،"مربع

.مرجع سابقولد شفاع، ، 1 ، )2010فيفري 17 (5.، عمجلة المغرب الموحد "بالد المغرب العربي وهم أم حقيقة؟ القاعدة في: "المحرر السياسي 2

. 10.ص3 Dario cristiani, Riccardo Fabiani , Al qaeda in the Islamic Meghreb (AQIM): Implication for Algeria’s regional and international relations,( istituto affari internazionali, 11/07,April 2011) , p.6.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

101

مناطق تواجد ونشاط القاعدة في الساحل اإلفريقي توضح ):01(رقم خريطة

Source : http://studies.aljazeera.net/reports/2013/07/201372485916721308.htm

ا أدى إلـى خلـق الجارة مالي، مكما نجحت الجماعة في إقامة معسكرات تدريب في ب العربـي، وتصـدير األطر المحلية لدول المغـر هحالة من التوتر األمني تجاوزت تداعيات

.1إقليمي أصبح يشغل كل دول النصف الشمالي من القارة اإلفريقية اإلرهاب إلى صعيد

ويهدف تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي إلعادة اإلسالم إلى القدم بشكل أنقى كما مورس من طرف الرسول صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه، كمـا أن هـدفها ، جردوم

كذلك تأسيس حكم شـرعي علـى ،األساسي هو تأسيس حالة وضع إسالمي في الجزائر 2.طول المغرب والساحل

فـإن القاعـدة قسـمت " فيليو. ب.ج"وللوصول إلى أهدافها فإنه وكما يرى الباحث :أعداءها إلى صنفين

.10.ص ،مرجع سابق ،المحرر السياسي 1

2 Yonah Alexander , Maghreb and Sahel Terrorism: Addressing the rising threat from al-qaeda and other terrorists in north and west,( central Africa manufactured in the united states of America , january 2010), p.22.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

102

.للصنف الثانيعميلة يتمثل في األنظمة العربية واإلسالمية والتي هي :ريبالعدو الق - أ إن . 1يتمثل في الواليات المتحدة األمريكية والدول الغربية الحليفة لها :العدو البعيد -ب

زاد من خطورة القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي هو تحالفهـا مـع جماعـات ما في المنطقـة قتصاد األسود ، حيث أصبح اإلالتهريب ومنظمات األعمال اإلجرامية

الممول الرئيسي لدخل القاعدة، كما أن هذه األخيرة تورطت في خطـف األجانـب حيث بدأت باستهداف األجانب وبدأت بإصـدار ،والعمال في الساحل وفي الجزائر

فيفـري ( 2التهديدات ضد فرنسا، الواليات المتحدة األمريكية، وعدة بلدان أخـرى هم إلى مالي، وفـي أوت أوربي في الجزائر ونقل 32عة على ستولت الجماا 2003

ماليـين 5ألمانية حررت بعد دفع ألمانيا لمبلغ مالي قيمته رهينة 14من نفس السنة ومحطـة ، باستهداف مكتب الـوزير األول 2007كما باشرت سنة ، )أورو نقدية

ين، الهجـوم علـى آخر 118شخص وجرح 12شرطة في الجزائر العاصمة، قتل ويوضح المخطط التالي الهجمات التي ،20083في مارس " مقرن"مسجد في قرية

:2009إلى 2001ستهدفتها القاعدة في المغرب العربي ومنطقة الساحل من إ

.116.، ص، مرجع سابقلخضاري 1

2 Cristiani, fabiani, op. cit. , p. p 6,4. 3 Alexander: Maghreb and Sahel Terrorism: Addressing the rising threat from al-

qaueda and other terrorists in north and west , op. cit., p.24.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

103

الهجمات التي إستهدفتها القاعدة في المغرب العربي ومنطقة ): 02(الشكل رقم .2009إلى 2001الساحل من

Source: Yonah Alexander , Maghreb and Sahel Terrorism: Addressing the rising threat from al-qaeda and other terrorists in north and west,( central Africa manufactured in the united states of America , january 2010), p.22

، 2013جانفي 16الجزائر تلك التي جرت في من أحدث الهجومات المأساوية في في عين أميناس، وتعتبر منطقة قريبة من الحـدود الليبيـة تبعـد " تقنتورين"حقل الغاز ب

" المسـالمين "كلم، عن الجزائر العاصمة، فيها سيطرت الكتيبة اإلسـالمية 1300بحوالي ين، نيجـريين، جزائـريين، تـونييس، مـالي (مهاجم من جنسيات مختلفة 32تتكون من

وكمـا تقـول ،رهينة أجنبيـة 134جزائري و 700أمسكت بـ ، ...)يينمصريين، كندالتقارير فإن أعضاء هذه الجماعة كانوا على مستوى تدريب عالي ومحملين بأسلحة ثقيلة،

كذلك إطالق سراح ، وطالبت هذه الجماعة اإلرهابية بانسحاب القوات الفرنسية من مالي 1".عافية صديقي"وكذلك العالم العراقي "عمر عبد الرحمن"القائد المصري

1Yonah Alexander , terrorism in noth Africa and the sahel in 2012 Global reach and

implication ,( inter university center for terrorism studies, 2013), p.12.

اإلرهاب في الجزائر : لفصل الثاني ا

104

ألكثر من عقد من الزمن نتيجة تراكم أسـباب ، لقد مرت الجزائر بأحداث أليمة

نحرافات عن توجهات الشعب الجزائري ومصادرة حقوقه وتطلعاته، وكـان كذا إ و جمة،إضافة إلى أضرار ،شخص 200.000الثمن غاليا، وراح ضحية سياسات فاسدة أكثر من

الد تتخبط فـي جملـة مـن بليون دوالر أمريكي ، جعلت الب 30جانبية تجاوزت قيمتها وما زاد الوضع تعقيدا هو التواطؤ الدولي لبعض الدول ،جتماعيةالمشاكل اإلقتصادية واإل

جزائر، التي جعلت من أراضيها منطلقا لعمل الشبكات اإلرهابية وأعمالها التخريبية ضد الواستمر الوضع إلى ،بل محاولة إيجاد األعذار لتبرير جرائمهم في حق الشعب الجزائري

جدية للحـد مـن و جاءت بحلول جديدة ،غاية نهاية التسعينات أين حلت حكومة جديدة ،و على إثرها التي عولمت اإلرهاب سبتمبر 11وتزامن هذا تقريبا مع أحداث ، الظاهرة

ر الريادي للجزائر في مكافحة اإلرهاب و تثمين التجربة الجزائرية في تم اإلعتراف بالدو .ذلك

: الفصل الثالث

إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب 1999 -2014

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

106

دعواتها من أجل تعاون دولي آذانا إذ لم تلق ،لجزائر تكافح اإلرهاب بصمتكانت ااب أمنها، والحد من ظاهرة ظلـت ستتبإ يف ذا لم يثبط، ويزعزع عزيمتهاصاغية، لكن ه

وباشرت مع نهاية القرن المنصرم بجملة مـن السياسـات ،تنخر جسمها لعقد من الزمنسياسـتها مسـت كما بدل األمني في معالجة األزمة ، منطلقة من الحل السياسي ،المحلية

ل سياسـتها جتماعية الستئصال أسباب الظاهرة، إضافة إلى تفعيالجوانب اإلقتصادية واإلالعسكرية وتطوير جيشها، ولتكون إستراتيجية متكاملة األبعاد وشاملة، فقد عملت الجزائر

إدراكا منها بطبيعة الظاهرة اإلرهابية التـي ال تعتـرف ،على المستوى اإلقليمي والدوليدبلوماسـيا وعسـكريا، وكـذا ) فريقيـا أ(بالحدود، فكثفت جهودها على المستوى القاري

واتها لضرورة وضع أسلوب عمل دولي من شأنه حماية البشرية من خطـر واصلت دع . التهديد اإلرهابي

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

107

: المبحث األول

الجزائر لمكافحة اإلرهاب اإلستراتيجيةاألبعاد الوطنية

البعد السياسي: المطلب األول

سـتدعى تفكيـرا إلظاهرة اإلرهابية في الجزائر، فـإن ذلـك نظرا لتفاقم همجية اوقد تمثلت أولـى ، 1 ،ا جديدا لتفكيك الجماعات اإلرهابية والشبكات الداعمة لهاستراتيجيإ

سنة " سياسة أو قانون الرحمة ":" مين زرواليل"التدابير في المقترح الذي جاء به الرئيس 25الصادر يـوم ( 12-95جاء هذا األخير بموجب األمر الرئاسي رقم حيث، 2 1995نتماء إلى الجماعات اإلرهابية التـي تورطة باإلفئات المال ، خاطب بموجبه)1995فيفري

مستغلة المبادئ الدينية ، وأعلنت الحرب على الدولة والمجتمع ، خرجت عن النظام العام لتكفيرها، واعتبر القانون هذه الفئات مرتزقة، مجرمون خارجون عـن الحـق والـدين

الرحمة، والذي كان من بنوده التعهـد ستفادة من قانونقانون، وما عليهم إال التوبة واإلوالرف، تفجيرات جماعيـة، دم، ش لقضائية لألشخاص الذين لم يرتكبو جرائم بعدم المتابعة ا .3سيرتكبونها واعتراف وإعالن التوبة النهائية والعودة عن الجرائم التي كانوذلك بعد اإل

هذا القانون تحولـت ل الجماعات الرافضة لكنحقق هذا القانون نتائج إيجابية نسبيا، ازر البشعة التي لـم يسـلم منهـا نعكست على المجإ ،إجرامي أكثر عنفا وتطرفا لمنحى

عبـد لبالد ترشح السيد لحتقان الداخلي ، وقد صادق اإل4األجنة حتى النساء واألطفال والحمل برنامجه السياسـي ترقيـة تـدابير الذيو، 1999لرئاسيات أفريل بوتفليقة العزيز

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية، ( مفهوم اإلرهاب بين الواقع األمتي والعوامل السياسية ،يميهاألخضر عمر الد 1 .12.، ص)2011سمبر دي

2 Centre D'information Géopolitique , la sitation sécuritair en algérie,( 07 avril 2004), p.2. ، )2007مارس ( 2.ع مجلة المفكر، "ن المقاربة األمنية للحل السياسيمكافحة اإلرهاب في الجزائر م" ،رقوقبأمحند 3

.49،50.ص.ص .13.ص مرجع سابقالدهيمي، 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

108

حمة إلى سياسة الوئام المدني التي تم تفعيلها مباشرة إثر تقلده الحكم، وفـي خطـاب الراإلسـالميين المتشـددين 1 1999مـاي 29رسمي لألمة وجهه رئيس الجمهورية يوم

التسامح، وحب الخير، أتوجه فما لشعبنا من إيمان عميق بقيم ، : "الراغبين في التوبة بقولهوأؤكد بصفة قاطعة أني مستعد تمـام ، والوطن وسواء السبيلإلى من عاد إلى اهللا رسميا

تخاذ كل التدابير التي تخولهم العودة الكريمة إلى أحضـان إاالستعداد لإلقبال عاجال على 2 ".حترام قوانين الجمهورية،في كنف إأمتهم

من المشـاريع ،عبد العزيز بوتفليقةلقد كان قانون الوئام المدني الذي جاء به السيد ستقرار كمرحلة أولى، ثم تحسين صـورة ستعادة األمن واإلإراد من ورائها الكبرى التي أ

1999جويلية 13فيذ يوم أدخل القانون حيز التن ، 3مكانتها ،و إعادة الجزائر في الخارج بعدما أصر رئيس الجمهورية على إعطـاء غطـاء سياسـي ،ستفتاء الشعبيليوضع لإل، رغبة الشـعب 1999سبتمبر 16ستفتاء إلمسعاه، وقد عكست نتائج ) نونيقا(ودستوري

) % 98,03(، حيث ضاهت نتائج هذا االستفتاء ئري إلنهاء سنوات العنف واإلرهابالجزا، وقد وجه هذا القانون ألفراد الجماعات 4)% 99جويلية أكثر من 3ستقالل في إستفتاء اإلغتصاب، التسبب في أضـرار دائمـة ووضـع تل، اإلجرائم الق يرتكبوالذين لم المسلحة

المتفجرات في األماكن العامة، وقد حددت مدة تسليم هؤالء األفراد أنفسهم بستة أشـهر، كبوا مثـل هـذه الجـرائم فيمكـنهم مقابل اإلعفاء من المحاكمة، أما األشخاص الذين ارت

5.بالسجن المؤبد ستفادة من عقوبات مخففة، كما تستعبد عقوبة اإلعدام والحكماإل

.51.، صمرجع سابق، " المقاربة األمنية للحل السياسي مكافحة اإلرهاب في الجزائر من"أمحند رقوق 1 .المكان نفسه 2أكتوبر (145.، عالسياسة الدولية، "الجزائر بين مستقبل الرئاسة ومستقبل االنفتاح السياسي"محمد عبد الحليم، أميرة 3

.196.، ص)2003 .51،52.ص .ص مرجع سابق، "رهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياسيمكافحة اإل"برقوق ، 4

5 Luis Martinez "el qaida au Maghreb Islamique", revue securité Mondiale, québec, No.33 (Mars –avril 2008), p.4.

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

109

:وعموما فقد تضمن هذا القانون ثالث مجموعات من التدابير لصالح هذه الفئات

فقد أعفى قانون الوئام المـدني مـن ، 5، 4، 3بموجب المادة : اإلعفاء من المتابعة -1 :المتابعة فئتين من األشخاص

. المنتمون لجماعة أو منظمة إرهابية داخل أو خارج الوطن - 1. ئزون على أسلحة أو متفجرات أو وسائل مادية أخرىالحا -

ويشترط في هذه الفئة أال يكون األشخاص المنتمون إليها قـد ارتكبـوا جـرائم دم ال بد ،التدبير ستفادة من هذا النوع مننه لإلوشرف، وأعلنوا صراحة عن توبتهم، كذلك فإ

بمعنى تخفيف العقوبة يكون ،امات لتزمن القانون بمجموعة من اإل 5مادة من التقيد وفقا للقانون العقوبات لمـدة من 2بند 8مقابل الحرمان من ممارسة بعض الحقوق وفقا للمادة

:بتداءا من صدور قرار اإلعفاء من المتابعة على النحو التاليعشر سنوات إ

.نتخاب والترشحالحرمان من حق اإل - .الحرمان من كل الحقوق المدنية والسياسية -

.2ان من حمل أي وسامالحرم -

جيل المؤقت للمتابعات خالل فتـرة واإلرجاء هنا يقصد به التأ: الوضع رهن اإلرجاء -2سـتقامة الكاملـة ، للتأكد من اإلتتراوح بين ثالث وعشر سنوات كحد أقصى ،محددة

للشخص الخاضع له ، وقد قسم هذا النوع من التدابير الفئات المعنية به إلى مجموعتين :كالتالي 8و 7مواد حسب ال

الدراسات السياسية، واإلستراتجية، مركز :القاهرة(، التحول الديمقراطي في دول المغرب العربيأحمد منيسي، 1

.145.، ص)2004 .52.ص ،، مرجع سابق"مكافحة اإلرهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياسي"برقوق، 2

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

110

اإلرهابيـة، تضم األفراد الذين سبق لهم وانتموا إلى إحدى المنظمـات : الفئة األولى -في القتل الفردي أو الجماعي، ولم يستعملو متفجرات في أماكن كذلك الذين لم يشاركو

) 7المادة (غتصاب، وعبروا عن توبتهم فرديا أو جماعيا إعمومية، ولم يرتكبو جرائم

تضم األشخاص الذين انتموا سابقا إلـى إحـدى المنظمـات اإلرهابيـة :الفئة الثانية -رتكـاب جـرائم القتـل إغتصاب مـن دون وا جرائم القتل الفردي وجرائم اإلوارتكب

1). 8المادة (وال المتفجرات في األماكن العمومية وأعلنوا توبتهم جماعيا ،الجماعي

ون الوئام المدني صراحة ظروف التأكد والتحقـق مـن لقد قنن قان: تحقيق العقوبات -3، 28، 27وخصهم بمراقبة ثبوت الفعل والنطق في المـواد ،ستقامة األشخاص المعنيين إ

:ويشمل هذا النوع من التدابير ثالث فئات، 2من القانون 29

إحدى المنظمات اإلرهابية والذين إرتكبـوا جـرائم نتموا إلى إاألشخاص الذين سبق وأن - ). 27المادة (م اإلجراء ن لم يسمح لهم باإلستفادة من نظاوالذي ،غتصابالقتل الفردي أو اإل

رتكبوا جرائم والذين ا ،األشخاص الذين سبق وأن انتمو إلى إحدى المنظمات اإلرهابية -واجتـازوه ، غتصاب واستفادوا من تدابير الوضع رهن اإلرجـاء القتل الفردي أو اإل

).28مادة (بنجاح رتكبـوا جـرائم إنتموا إلى إحدى المنظمات اإلرهابية والذين إاألشخاص الذين سبق وأن -

ونتيجـة لمـا ، 3القتل المتكرر والقتل الجماعي واستعملوا المتفجرات في األماكن العموميةمسـتوى عمدت الجزائر على ترقية القانون إلى حققه قانون الوئام المدني من إيجابيات فقد

. 53.، صالمرجع السابق 1 .145.، ص، مرجع سابقمنيسي 2 .56.ص مرجع سابق، "يمكافحة اإلرهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياس"برقوق ، 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

111

والتفرغ للجماعـات الرافضـة ،)ينالمفقود(لوطنية إلنهاء كل الملفات العالقة المصالحة ا 1.متثال للقانونلإل

أتت وثيقة المصالحة الوطنية كمبادرة تكميلية لمسعى الوئام المدني، عبر عنها في ميثـاق ، الذي تم االستفتاء عليه من قبـل 2005أوت 14السلم والمصالحة الوطنية الصادرة في

: وقد جاء في ديباجة الميثاق، 2 2005سبتمبر 29يوم ) % 97.38(بأغلبية مطلقة الشعب إن الشعب الجزائري يعلم علم اليقين أن المصالحة الوطنية تعد بكل خير، وأنهـا كفيلـة "

بتعزيز ما في يد الجزائر الديمقراطية والجمهوريـة مـن مكاسـب بمـا يخـدم جميـع إن ...ين منذ اعتنق عن بكرة أبيه ، سياسية الوئام المدنيإنه يعلم ذلك علم اليق...مواطنيها،

ها، مكنت من تثبـيط المسـعى تسياسة الوئام المدني على غرار سياسة الرحمة التي سبقستقرار كما مكن من حقن الدماء واستعادة إالشيطاني، الذي كان يروم تشتيت شمل األمة،

بسياسة إقامة السلم، المصالحة ستستكمل جتماعيا ومؤسساتيا، ، اقتصاديا، إالجزائر سياسيالقد تيقن ...الجهود المبذولة من قبل جميع مكونات الشعب الجزائري من أجل بقاء الجزائر

هـا الجزائريون من مساعي التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية بالثمار التي يتوخونأن نخوض اليـوم مسـعى السلم واألمن، ال مناص من وحتى يتسنى نهائيا تعزيز...منه

ألنه ال سبيل إلى اندمال الجـروح التـي خلفتهـا ،جديدا قصد تحقيق المصالحة الوطنية 3.من دون المصالحة الوطنية ،المأساة الوطنية

وتبرأته من الـتهم ،مؤسسات الدولة األمنية والجيشعتبار لكما جاء الميثاق لرد اإلها فيما يخـص المجـازر الجماعيـة كية تجاه، التي خاضتها الحملة التشكيالموجهة إليه

: حيث قال نص الميثاق ،المرتكبة في حق الشعب الجزائري

.15.، صمرجع سابقيمي، الده 1 .58.ص مرجع سابق، "مكافحة اإلرهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياسي"برقوق ، 2 :في"مشروع الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية"الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 3

www.elmouradia.dz

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

112

ستشهدوا من أجـل ن إلى األبد ألرواح أولئك الذين إالشعب الجزائري مدين بالعرفا" 1". بقاء الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

األمن تحـت ستتبابزية إلالتدابير التحفي لى بعضوقد نص الميثاق في القسم الثاني منه ع :وهي" الرامية الستتاب األمن تاإلجراءا"عنوان

: بعض الفئات وهي هستفادة منلقد خص هذا التدبير لإل: إبطال المتابعات القضائية -1

نقضـاء إ، تاريخ 2000جانفي 13األفراد الذين سلموا أنفسهم للسلطات بدءا من - .مفعول قانون الوئام المدني

الذين يمثلون من محـض اإلرادة أمـام ،األفراد المطلوبين داخل الوطن وخارجه - .الهيئات الجزائرية المختصة

.األفراد الذين يمتنعون عن النشاط المسلح ويسلمون ما لديهم من سالح -

.األفراد المحكوم عليهم غيابيا -

لهـم يـد فـي ن كانـت األفراد الذي ،يستثنى من هذا النوع من التدبير ، فإنهوفي المقابل .ستعمال المتفجرات في األماكن العموميةإأو ،نتهاك الحرمات المجازر الجماعية أو إ

أولئك األفراد الذين تمت محـاكمتهم ،خص التدبير الثاني من مشروع الميثاق : العفو -2بصورة نهائية، والموجودين رهن الحبس، وخص هذا اإلجراء أو التدبير صـنفين مـن

:وهماالمحبوسين قترافهم نشـاطات داعمـة ، نتيجة إاألفراد المحكوم عليهم والموجودين رهن الحبس -أ

.لإلرهابقترافهم أعمال عنف، من غير أن تكون لهم يد ، نتيجة إاألفراد المحكوم عليهم بالحبس -ب

عتداءات على أو إستعمال المتفجرات واإل إنتهاك الحرمات،أو في المجازر الجماعية .األماكن العامة

.58.ص مرجع سابق، "مكافحة اإلرهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياسي"، برقوق 1

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

113

:يستفيد منه: اإلبدال من العقوبات أو اإلعفاء من جزء منها -3أو المطلوبين الذين ال تشملهم إجـراءات ،نهائية أحكام األفراد الذين صدرت في حقهم -

1.إبطال المتابعات أو إجراءات العفو السالفة الذكر

ستصـدار عـدد مـن إفقد تم ، ومن أجل تحقيق وتكريس روح المصالحة الوطنية فيفـري 27( 01-06بتداءا من األمر الحكـومي ، إ2006لنصوص التنفيذية في فيفري ا

.2) السلم واألمن ابإلستتببتنفيذ اإلجراءات الرامية والتي تقضي ،)2006

االجتماعي -البعد االقتصادي : المطلب الثاني قتصـادية أو فإن جملة اإلصـالحات اإل ،وكما ذكر في الفصل السابق من الدراسة

والتي صـادفت األزمـة ،" الشادلي بن جديد"البرامج التنموية التي نفذت في عهد الرئيس ،،أدخلت البالد في دوامة من العنف طيلة عقد مـن الـزمن 1986العالمية النفطية سنة

مديونية، تضخم، بطالة، فقر، (جتماعية قتصادية واإلجملة من المشاكل اإل جعلها تتخبط فيمقاليد الحكـم عبد العزيز بوتفليقةوعلى إثر تقلد السيد ، 3...) خلفأزمة سكن، أمية، ت

نتهاج جملة من اإلصالحات الوطنية الشاملة إلنهاء أسباب وآثـار إعهد إلى ، 1999سنة سـائر جمـة فـي األرواح والمـوارد التي كبدت الجزائر خ، األزمة والمأساة الوطنية

قد أدركـت ل . 4 جتماعي للمجتمع الجزائريإل، وفي روابط النسيج اقتصادية والماديةاإلرتباطا وثيقـا بالمشـاكل التنمويـة لمسائل األمنية ترتبط إالجزائر من خالل تجربتها أن ا

278-05رقم قرار " مشروع الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية"، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية 1

.10.ص ،2005أوت55،14.،عالجريدة الرسمية، 2005أوت 14هـ، الموافق لـ 1426رجب 9مؤرخ في .60.ص مرجع سابق، "مكافحة اإلرهاب في الجزائر من المقاربة األمنية للحل السياسي"برقوق ، 2دار الفجر للنشر والتوزيع، ط :القاهرة(، الدولة الجزائرية الحديثة، االقتصاد والمجتمع والسياسةعبد العالي دبلة، 3 .129.، ص) 2004، 1 مجلة الفكر" ادرة تعزيز سياسية اإلصالحات الوطنية الشاملة، وتعميق المسار الديمقراطيمب" ،مجلس األمة رسالة 4

.14-13.ص.ص،) 2011أفريل ( 27 .، عالبرلماني

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

114

وعليـه شـرعت ، 1وتجعل منه طرفا فاعال في إحالل األمن واالسـتقرار ، للمواطن ك التي طبقت سابقا، قتصادية جديدة تختلف عن تلة في تنفيذ سياسة أو إستراتيجية إالحكوم

هدف أساسا إلى رفـع قتصادي والتي تيمكن تسميتها بسياسة اإلنعاش اإل هذه السياسة التيستثماري، وقد تم تجسيد يق زيادة حجم اإلنفاق الحكومي اإلقتصادي عن طرمعدل النمو اإل

:هذه السياسة من خالل تنفيذ ثالثة برامج تنموية

خصص :2004-2001عاش االقتصادي المطبق برنامج دعم اإلن: البرنامج األول . مليار دوالر أمريكي 7مليار دينار جزائري أي حوالي 525له مبلغ

-2005برنامج تكميلي لدعم النمو االقتصادي نفذ فـي الفتـرة :البرنامج الثاني .مليار دوالر أمريكي 150، خصص له مبلغ يفوق 2009

يعد أضخم برنـامج تنمـوي : 1014-2010البرنامج الخماسي : البرنامج الثالث 2. مليار دوالر أمريكي 286يطبق في الجزائر منذ االستقالل بمبلغ يصل

رتفـاع نات وبداية األلفية الجديـدة فـإن إ وتجدر اإلشارة إلى أنه خالل نهاية التسعيمليار 11.9: 2000سنة تحتياطاتها الدولية، حيث بلغسمح للجزائر برفع إ أسعار النفط

وقد أقر نائب رئيس البنـك الـدولي ، 3 2001مليار دوالر سنة 18.0ر ليصل إلى دوالرتفاع ، من بينها إبوجود مؤشرات إيجابية لالقتصاد الجزائري 2001نهاية شهر مارس

2000سنة % 6.2إلى 1999-1998في السنتين % 4.5الناتج اإلجمالي الخام بمعدل سبق الذكر إلى ارتفاع أسعار البترول وصادرات رتفاع راجع في األساس وكما،وهذا اإل

4.مليار مكعب 60الغاز الطبيعي بـ

.03.، ص)2013ماي (598. ، ع مجلة الجيش، "افتتاحية الجيش" 1 أبحاث اقتصادية ،"2010-2000بين دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر "بوفليح نبيل، 2

.243،244. ص .، ص)2012ديسمبر (12.، عوإدارية ،)2012شتاء (01.، عمجلة اقتصاديات شمال إفريقيا" سياسات التحرير واإلصالح االقتصادي في الجزائر"بطاهر علي، 3

.202.ص .14.،ص)2005جانفي (08.،عالعلوم اإلنسانية مجلة، "نظرة عامة على التحوالت االقتصادية في الجزائر"كربالي بغداد 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

115

ليتمحـور حـول األنشـطة 2004-2001جاء برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي لتعزيـز المصـلحة حية، كما خصصلمؤسسات واألنشطة اإلنتاجية الفالالموجهة لدعم ا

حسين المستوى المعيشي، التنميـة المحليـة العامة في ميدان الري، النقل والمنشآت ولت، من خالل دفع األنشـطة على المناطق األكثر حرمانا زوتنمية الموارد البشرية، كما رك

قتصادية التي ترمي إلى خلق مناصب شغل وتحسين القدرة الشرائية، لذلك فـإن هـذه اإلة الرامية إلى التقلـيص وسياسة التهيئة العمراني ،تندرج في إطار مكافحة الفقر تاإلجراءا

1.من عدم التوازن الداخلي وما بين الجهوي

مليار دج: الوحدة التوزيع القطاعي لبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي : )05(جدول رقم سنواتنسبة "المجموع "مبالغ"المجموع 2004 2003 2002 2001 القطاع

"مئويةأشغال كبرى وهياكل قاعدية

100.7 70.2 37.2 2.0 210.5 % 40,1

تنمية محلية 38,8 % 204.2 5. 51.1 72.8 71.8 وبشرية

دعم قطاع الفالحة والصيد البحري

10,6 20,3 22,5 12,0 65,4 % 12,4

8,6 % 45,0 - - 15,0 30,0 دعم اإلصالحات 100 % 525,0 20,5 113,9 185,9 205,4 المجموع

تقرير حول الوضـعية االقتصـادية واالجتماعيـة : عيالمجلس الوطني االقتصادي واالجتما: رالمصد .87.، ص2001للجزائر خالل السداسي الثاني سنة

م ، منعطفا حاسما فـي مسـار التقـوي 2004نتخابات الرئاسية أفريل لقد شكلت اإلعبد الوطني الذي عكفت الجزائر على إنتهاجه، حيث سجل إلتزام السيد رئيس الجمهورية

د تم قتصاد الوطني، وقسار المتمثل في إعادة بناء اإلصلة وتكثيف المموا بوتفليقة العزيز

1 Services du chef du gouvernement, le plan de la relance économique 2001-2004، les composantes des programme, p.4.

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

116

من أجل تحضير ،لتزام بالتعليمة الرئاسية التي وجهها للحكومة فور تنصيبهاتأكيد هذا اإل 4202,7خصص لهذا البرنامج ما قيمتـه ،)2009-2005( 1برنامج تكميلي لدعم النمو

البرنامج إلى خمسة برامج فرعية والجدول التالي مليار دينار جزائري، وقد تم تقسيم هذا 2. يوضح ذلك

: التوزيع القطاعي للبرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي الوحدة): 06(جدول رقم مليار جزائري

نسبة مئوية من جالمبالغ المخصصة للبرنام البرنامج إجمالي البرنامج

1908,5 : برنامج تحسين ظروف معيشة السكان -1

%45,5

555 السكن

399,5 التربية، التعليم العالي، التكوين المهني

200 البرامج البلدية للتنمية

250 تنمية مناطق الهضاب العليا والمناطق الجنوبية

192,5 تزويد السكان بالماء، الكهرباء، الغاز

311,5 باقي القطاعات -

1703,1 :برنامج تطوير الهياكل القاعدية -2

1300 قطاع األشغال العمومية والنقل %40,5

393 قطاع المياه

10,15 قطاع التهيئة العمرانية

337,2 :برنامج دعم التنمية االقتصادية -3

312 الفالحة والتنمية الريفية والصيد البحري %8

18 الصناعة وترقية االستثمار

7,2 السياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرف

203,9 :برنامج تطوير الخدمة العمومية -4

99 .العدالة الداخلية - %4,8

88,6 .المالية والتجارة وباقي اإلدارات العمومية -

16,3 .البريد والتكنولوجيات الحديثة لالتصال -

1,2% 50برنامج تطوير التكنولوجيات الحديث لإلعـالم -5 .6.7.، مجلس األمة ، ص ص2005، أفريل 2009-2005تكميلي لدعم النمو البرنامج ال: المصدر

اسية و التحوالت السي:ملتقى وطني حول "جهود الجزائر في األلفية الثالثة لتحقيق التنمية المستدامة "عبو عمر، 1

).2012(جامعة حسيبة بن بوعلي،الشلف،كلية العلوم القانونية و اإلداريةإشكالية التنمية في الجزائر ، واقع و تحديات، .253.صمرجع سابق،بوفليح، ، 2

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

117

على برنـامج المخطـط الخماسـي 2010ماي 24لقد صادق مجلس الوزراء في يعمل علـى ،مليار دوالر 286والذي خصص له غالف مالي يقدر بـ ، 2010-2014وقد قسم البرنامج ،زائر جتماعية للجالتطور وتجسيد توقعات التنمية اإلقتصادية واإلتحفيز

تشمل تطوير الهياكل القاعديـة األساسـية ،على محاور أساسية في مجال التنمية البشرية تشجيع البحـث العلمـي و ،قتصادية ومكافحة البطالةحسين الخدمات العامة والتنمية اإلوت

1.تصال الجديدةوتكنولوجيات اإل .ي البرنامج الخماسييوضح أهم القطاعات التي أدرجت ف): 07(جدول رقم

ة البرنامج الغ المخصص المب % للبرنامج

: برنامج تحسین ظروف معیشة السكان -1 السكن - التربیة، التعلیم العالي، التكوین المھني - الصحة - تحسین وسائل وخدمات اإلدارات العمومیة - باقي القطاعات -

9903 3700 1898 619 1800 1886

%45,42

:تطویر الھیاكل القاعدیة برنامج -2 قطاع األشغال العمومیة والنقل - قطاع المیاه - قطاع التھیئة العمرانیة -

8400 5900 2000 500

%38,52

:برنامج دعم التنمیة االقتصادیة -3 الفالحة والتنمیة الریفیة - دعم القطاع الصناعي العمومي -ط - غیرة والمتوس ات الص م المؤسس دع

والتشغیل

3500 1000 2000 500

%16,05

:ملتقى وطنـي حـول "جهود الجزائر في األلفية الثالثة لتحقيق التنمية المستدامة "عبو عمر، : المصدر جامعـة حسـيبة بـن بـوعلي، التحوالت السياسية و إشكالية التنمية في الجزائر ، واقع و تحديات،

).2012(كلية العلوم القانونية و اإلدارية الشلف،

- 2010نامج العمومي للتنمية مليار دوالر للمخطط الخماسي الجديد، المحاور الكبرى للبر 286"مساعيد، ض 1

.49. ص ،) 2010جويلية ( 564.، عالجيشمجلة ،"2014

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

118

،ال سيما ما تعلـق عموما فقد كان هناك إجماع حول األهداف العامة للسياسات المنتهجة وحول –قتصادي والتشغيل والتنمية الشاملة، لكن السؤال الذي طرح والزال منها بالنمو اإل

مدى توافق النتائج المحققة مع تلك األهداف بعد مرور أكثر من عشر سنوات على بدايـة سـتجابة للطلـب اإلضـافي مج، ومدى قدرة اإلقتصاد الوطني على اإلفيذ مختلف البراتن

، وعـن مـدى )سـتثماري الخاص والعمومي اإلستهالكي واإل(ام والمتزايد اإلجمالي اله، في ظل عدم اليقين مـن ضـمان )على المديين المتوسط والطويل(ستدامة تلك السياسة إ 1).احتمال حدوث صدمة نفطية معاكسة(ستمرار تمويلها إ

البعد العسكري : المطلب الثالث

، بدأ الحديث عن ضرورة 1999نة مع بداية تولي السيد عبد العزيز مقاليد الحكم س .2المعدات الحربية ثحترافية وتحدياإلنتقال بالجيش الجزائري إلى اإل

الذي يرى أن المعطيات الجيوإستراتيجية ، " كمال منصاري"وفي تصريحات لألستاذ وبـروز ظـاهرة ،تسمت بظهور أحادية القرار على المسـتوى العـالمي تي إ،الالعديدة

في والدخول ،مع هذه المتغيراتالجزائر ستدعى ذلك ضرورة تعاطي اإلرهاب خاصة، إ .3مرحلة من تطوير جيشها وجعله محترفا

ار الـديمقراطي بدايـة إن الظروف السياسية الداخلية للبالد،وإنتهاجها المسكذلك ف ستدعى وجوب إعادة النظر في وضعية المؤسسة العسكرية، كما أن ضرورة إ ،ناتالتسعي

وفي ، 4عصرنة القوات المسلحة هو نتيجة للتطور التكنولوجي الحاصل في مجال األسلحةسـنة "يني مـراد "اعدة المركزية اإلمداد للق محمد العماريزيارة أجراها سيادة الفريق

، ص ) 2012( 10. ، عمجلة الباحث، "سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"محمد مسعى، 1 . 146،147.ص . :منقول عن " التسلح في الجزائر خيار استراتيجي دائم"كمال الشيرازي، 2

http://www.elph.com/web/politics/2009/4/433517.htm, pdf,p.01. .04.ص المرجع نفسه 3 .279.، صمرجع سباقلخضاري، 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

119

األولى التحكم :مرحلتين جيش الوطني الشعبي، وفقركز على محور إحترافية ال ،2002في عملية تجنيد العتاد التي كانت توكل فيما مضى إلى الخبرات األجنبيـة، أمـا الثانيـة

وألن .1فتتوجب عصرنة أو تحديث هذا العتاد وتزويده بمستوى من التكنولوجيات الحديثة التـي ية التنظيمية وطرق عملهاة من الناحالظاهرة اإلرهابية عرفت أبعادا مختلفة خاص

ستدعى على جميع الدول عامة والجزائـر خاصـة تشـكيل ذلك إأصبحت أكثر دقة فإن 2.وحدات وفرق خاصة لمكافحة اإلرهاب

في إحـدى خطاباتـه ،عبد العزيز بوتفليقةأشاد به رئيس الجمهورية السيد وهو مايش الشعبي الوطني مدعو إلى إن الج: "التي وجهها خصوصا للمؤسسة العسكرية حيث قال

بمـا ينسـجم ،حترافية العسكرية على غرار األمم السيدة في عالم اليـوم اإل إرساء أسسفي ظل شفافية الفصل بين السلطات والتكفل بالمهام المحددة ، وطابعها الجمهوري السليم

تقـدم من شأنه أن يربك حركـة النمـو وال ،قانونا تفاديا ألي تأويل أو تداخل أو غموضالتـي ال ،مؤسسة الجيش ذات المهمة السـامية شامل لألمة أو يسيء بدرجة أولى إلىال

3". تخضع في أدائها ألي طارئ أو تنحاز ألية جهة على حساب الوطنية ترابا وشعبا

1998حترافية عام أن الجيش الجزائري دخل اإل" معرافإسماعيل "ويعتقد األستاذ ، خاصة بعد ن الجزائر بعد ذلك القوة األولى في شمال أفريقيابخطى بطيئة لكن ثابتة، لتكو

تفاقيات عسكرية مع كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، واستفادتها مـن خبـرات توقيعها إلهذه الدول إلى جانب تدريب روسيا للكوادر العسكرية الجزائرية بريـا وبحريـا، وتعـد

ال سيما مع دخوله ،ى التأقلم مع الواقع الجديد دفع الجزائر إل يارئيس ااألزمة الجزائرية سببالتي صارت بعـد ،والواليات المتحدة توعلى رأسها النا،في شراكة مع المجموعة الدولية

9.10.، ص)2000مارس ( 440.، عمجلة الجيش، "زيارة سيادة الفريق للقاعدة المركزية لإلدمداد"م رشيد، بوسال 1 مجلة الجيش" وحدات مكافحة اإلرهاب في العامل، فرق متعددة والهدف واحد"عميور بشير، مساعيد ضريفة 2

.30.، ص)2002ديسمبر ( 473.،ع www.elmouradia.dz:موقع رئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

120

سبتمبر أول شريك للجزائر في مكافحة اإلرهاب في المغرب العربي وشـمال 11أحداث تمبر سارع معها الرئيس سب 11على إثر أحداث .1األبيض المتوسط كذا البحر و ،إفريقيا

على اإلرهاب خاذ الجزائر كحليف أساسي في حربهتإلى إ" بوش جورج دبليو"األمريكي تم تزويدها بمعـدات وأجهـزة ،حيث" الصديقة والشريكة"وتصنيفها ضمن قائمة البلدان

واستفادت من إنجاز برامج خاصة بالتدريب والتعاون في مجال مكافحـة ،عسكرية ثقيلة تها المسلحة، في سياق دعم جهود الجزائر لتحديث قوا" خطة دعم موسع"ب ضمن اإلرها 2007مليون دوال خالل عام 2.8قترحت واشنطن رصد مساعدات للجزائر بحدود حيث إنتعاش أسعار البترول مكنها منذ نهاية تسعينات القرن الماضي من إستفادت الجزائر ،وقد إ

ح كبيرة، بحيث تموقعت كأحـد لوفر لها إمكانية تسمن تخفيض نسبة دينها الخارجي، ما ، ما جعلها قتناء أسلحة حديثة أمرا حتميا،وجعل إ الشركاء في منطقة جنوب المتوسط أكبر

بـإبرام أضـخم 2004، توجته في مارس 2004عتبارا من العام تبدأ في حراك متصل إ .2مليارات دوالر 7.5:قدرت بصفقة أسلحة في تاريخها مع روسيا

يعكـس ، اإلحترافية نخراط الجيش الجزائري ضمن مسار العصرية ووعموما فإن إوكذا إقامة نموذج ،الذي يتميز بظهور تهديدات جديدة ،تكيفه مع الواقع الدولي الجديدمدى حترافية فقد سعت الجزائر من خـالل مؤسسـتها د للتسيير، وفي سياق العصرنة واإلجدي

نخراطـه فـي فأكثر مع الجيوش الغربية، وكذا إ ن أكثرالعسكرية إلى ربط عالقات تعاومسار الشراكة األورومتوسطية وفي الحوار مع حلف شمال األطلسي، والهدف من هذا هو

3. أهمها اإلرهاب التي من لمواجهة التحديات اآلنية العملياتية الرفع من قدرات الجيش

.08.ص ،مرجع سابق ،الشيرازي 1 .3،4.ص.ص ،مرجع السابق ،الشيرازي 2، مجلة الجيش، "طنتكثيف مسار االحترافية والعصرنة، االنفتاح واالتصال يقربان الجيش من الموا" ،ضريفة دمساعي 3 . 14،15.ص.، ص)2005نوفمبر ( 508.ع

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

121

حيث ،حترافية تحقيق اإلرات البشرية شيء أساسي لومن جهة ثانية فإن تنمية القدكل منظمة مهما لحقيقي الذي من الواجب علىستثمار ابر اإلهتمام بالموارد البشرية اإليعت

ذلك أن اإلنسان هو سر التطور والرقي والضامن لتحقيق ،كانت خصوصيتها الرهان عليهكرية نجاحه وفعالية أي سياسة أو إستراتيجية، وهي القاعدة التي ما كان للمؤسسة العس

ظهرت جلية بوادر حترافية، أينجاوزها حين رسمت لنفسها تحقيق اإلالجزائرية أن تتهتمام بالتكوين البشري لبناء جيش في مستوى التحديات الدفاعية واألمنية التي ينتظره اإل

وكذا من اإلجراءات األمنية على المستوى المحلي، التي اتخذتها الحكومة بداية .القيام بهاالزيادة في االعتمادات المالية المخصصة ألجهزة األمن، إذ 2009المالية سنة من قانون

الحكومة أغلفة مالية إضافية لتغطية تكاليف تزويد مصالح األمن بتجهيزات أمنية حديثة، وتوظيف عشرات اآلالف من المجندين الجدد، وهو ما صرح به وزير الداخلية السابق

لرفع تعداد عناصر جهاز األمن الوطني الذي يضم سنواصل خططنا : "زرهوني قائال، كما أكد 1"ألف عنصر، وتوسيع انتشارهم لتغطية كامل التراب الوطني 180حاليا نحو

أن قيادة الدرك الوطني : وفي نفس السياق اللواء أحمد بوسطيلة قائد سالح الدرك الوطني مكلفة بمكافحة اإلرهاب قامت باعتبارها مؤسسة أمنية تشكل جزءا من القوات المشتركة ال

.2بتكثيف انتشار أفرادها في الميدان وتقوية الوسائل واإلمكانيات

.115.، صمرجع سابقبويبية، 1: في " استراتيجية جديدة للدرك الوطني في مكافحة اإلرهاب ومالحقة المهربين " 2

www.djazairess.com/echourouk/15724 ،)28 2014ريل أف.(

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

122

: المبحث الثاني

.في مكافحة اإلرهاب استراتيجية الجزائر اإلقليمية والدولية

:البعد الدبلوماسي في اإلستراتيجية الجزائرية : المطلب األول

، رهاب على المستوى المحلي بوسـائل وطـرق متنوعـة لقد تعاملت الجزائر مع اإل كـبح جمـاح الجماعـات كواستطاعت بذل،قتصادية والعسكرية اإل ،بين السياسية تراوحت

مسـتغلة ظـروف ،التي لم يكن أمامها سوى نقل نشاطها خارج الحدود الجزائرية،اإلرهابية ئر بدايـة إلـى توظيـف سعت الجزا . 1...)هشاشة وانفالت أمني، فقر، صراعات(المنطقة

القانون مبادىء المصلحة الوطنية و ت وال تزال دائما تتحرك وفق منطقدبلوماسيتها التي كانوبدأت الجزائر تتحرك إقليميا على المستوى العربي قصد تطوير موقـف ، 2الدولي والسالم

ي تـوج الـذ و لصالحها، دلكفي تطوير ،وقد نجحت الجزائر الدول العربية تجاه اإلرهاب تم المصادقة عليها خالل الدورة الـ ، 3تفاقية حول التعاون العربي لمكافحة اإلرهاب بتوقيع إ

تفاقيـة اإلدخلت ، 1998أفريل 22عليها بتاريخ جلس وزراء الداخلية العرب والموقعلم 14نف العنبذ ، أهم ما تضمنته اإلتفاقية1999حيز التطبيق شهر ماي العربية لمكافحة اإلرهاب

كما دعت الدول التي تأوي عناصر إرهابية إلى الكف عن ممارسة أي ، بكل أشكاله وصوره في شطرها القضائي تضمنت ومة الدول العربية، من شأنه أن يهدد أمن وسال ،نشاط دعائي

إمكانيـات عن طريق تعزيز ،العربي في المجال األمني- تعزيز التعاون عبر التنسيق العربي 4. الخبرات والمعلومات األمنية فيما بينها التكوين وتبادل

أي موقع للجزائر في الترتيبات األمنية بالساحل في سياسات الدول الكبرى في الساحل العربي "فيندس بن بلة، 1

.02.، ص 2009، ديسمبر 15050 .، عجريدة الشعباألفريقي؟ -www. Berkouh- Mhand :نقال عن" التهديدات األمنية في المنظور الدبلوماسي الجزائر"محند برقوق أ 2

yolasite.com .31.، صمرجع سابقالدهيمي، 3 .10.، ص)1999جوان ( 413.،عمجلة الجيش" مكافحة اإلرهاب تدخل حيز التطبيقاالتفاقية العربية ل" 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

123

لتعـاون العربـي والدعوة لتكثيف ا،لقد كانت الجزائر سباقة في التنديد بالتهديد اإلرهابي طوة مشـتركة تجـاه تخاذ خإليس هذا فقط بل دعت الدول العربية إلى لمكافحة الظاهرة، للقيادات اإلرهابية، والتـي التي تجعل من أراضيها ملجأ ومأوى ،ربيةسياسات الدول الغ

أما أفريقيا فقـد كـان أول . 1كان الشعب الجزائري المتضرر األول جراء هذه السياساتهجوم دبلوماسي للجزائر في أفريقيا من خالل تنظيمها لقمة منظمة الوحدة األفريقية فـي

مـن رةيد الدور الريادي للجزائر في القاتأك و ، وقد كان ذلك قصد إعادة1999جويلية ومن جهة أخرى محاولة بعث النشاط الدبلوماسي وإصالح صورة الجزائـر فـي ، جهة

تفاقية ضد اإلرهاب على السباقة أيضا في الدعوة إلى إبرام إكانت الجزائر كما، 2الخارجلقيت الفكرة الترحيـب ،تفاقية لمكافحة اإلرهاب ،حيث أعدت مشروع إالمستوى األفريقي

3النزاعات على مستوى منظمة الوحدة األفريقية زية للوقاية وفضلجنة المركمن طرف السـم ،وحمـل إ صادق على المشروع مجلس وزراء العدل للدول األفريقية باإلجمـاع ،حيز التنفيذ خالل القمة األفريقية المنعقدة ، دخلت 4 "االتفاقية األفريقية لمكافحة اإلرهاب"

5. 1999جويلية 14بالجزائر يوم

هو ذلك العنـف مـن : "تم تبني تعريف موحد لإلرهاب حسب االتفاقية كالتاليها و خاللختالف أنظمة ، بسبب إالذي يتحرك ضمن الحدود الجغرافية للدول،أشكال الجريمة الدولية

،6"الحكم واإلجراءات القانونية عبر الحدود ووجود التجارة غير الشرعية لتمويل نشاطاته

المكان نفسه 1 .82.،صمرجع سابقعنتر، بن 2 .09.ص مرجع سابق، " المؤتمر الوزاري لمنظمة الوحدة األفريقية حول اتفاقية الوقاية ومكافحة اإلرهاب " 3 .37.، ص)2000موفم للنشر، :الجزائر (التحدي واألمل :منظمة الوحدة األفريقي ،رزيق المخادمي عبد القادر 4 مرجع سابق، "المؤتمر الوزاري لمنظمة الوحدة األفريقية حول اتفاقية حول اتفاقية الوقاية ومكافحة اإلرهاب" 5 .09.ص،

6 Kathryn sturman , "the AU plan terrorism joining the global war on leading in Afrian battle", battle", African security Review, 11 (4 ) ( 2002), p.105.

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

124

لقضائي اجانب ذلك لجملة من التدابير الواجب اتخاذها في الميدانتفاقية إلى وقد تطرقت اإل 1.وتبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بهذا الجانب

مصداقية وثقة أكبر في المشاريع والمقترحات التي 2001سبتمبر 11لقد أعطت أحداث افحة اإلرهاب وهو ما أدى إلى تثمين التجربة الجزائرية في مك ،كانت تدعو إليها الجزائر

بأهمية التنميـة فـي تحقيـق وبموجب هذه التجربة وإدرك الجزائر ، 2إقليما وحتى دوليا ،كذلك إدراكها أن الفقر والجهل من األسباب الرئيسية الداعمة والمنتجة لإلرهاب ،األمن

استغلت الجزائر لذلك و، 3فقد دعت إلى تفعيل التنمية في الدول األفريقية خصوصا الساحلقامت بإعداد خطة تنمويـة فـي أفريقيـا وفقـا ،حيث رؤسها منظمة الوحدة اإلفريقية ت

عبـد العزيـز وجاءت وبمساعدة رئيس الجمهوريـة السـيد ،للمعطيات الجديدة والسائدة ، والرئيس النيجيري مبادرة تنموية عرفـت تابومبيكيوالرئيس الجنوب أفريقي بوتفليقة

ركزت هـذه المبـادرة علـى تحديـد ، MAP 4" ريقياأف األلفية الجديدة إلنعاش"باسم وهـي قطـاع ،القطاعات التي يجب أن تعمل فيها الحكومات األفريقية بصفة مشـتركة

5. تصاالت وتعزيز األمن فيما بينهاكنولوجيا الجديدة والمعلومات واإلالت

OMEGA مخطط أوميغـا بمخطط عرف باسم واد عبد اهللاكما بادر الرئيس السينغالي PLAN، في ناونـدي جـا يالمنعقدة في ،أعلن عنها خالل مؤتمر القمة الفرنسية األفريقية

، وركزت هذه المبادرة على أهم الميادين التي يجب تحديثها من أجل خلق تنميـة 2001من شأنها تسهيل عملية االندماج فـي كـل األنشـطة ،و التي شاملة ومستدامة في القارة ها، وقد القت كلتا المبادرتين الترحيب من قبل القادة األفارقة ما العالمية خاصة التجارية من

.09.، صمرجع سابق، "المؤتمر الوزاري لمنظمة الوحدة األفريقية حول اتفاقية الوقاية ومكافحة اإلرهاب" 1 مرجع سابق" الدبلوماسي الجزائري التهديدات األمنية في المنظور"برقوق، 2 .06.ص، 2010أكتوبر 05 ،15309.، عجريدة الشعب، "التنمية لن تكون في غياب األمن "أحمد دبيلي 3 .240.، ص)2002 أفريل(149.، ع السياسة الدولية، "المبادرة الجديدة للتنمية األفريقية"عمرو علي، 4 .220.، ص)2005 ماي(159.ع السياسة الدولية" الث سنواتقمة النيباد مبادرة بعد ث"عالء جمعة 5

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

125

أدى إلى دمجها وإعادة صياغتها في مبادرة واحدة تعبر عن موقف أفريقي موحد عرفـت من أهم أهدافها العمـل ،"NEPADمبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا "بـ

كذلك تقليص الفـارق بـين أفريقيـا ،عالميعلى إيجاد طرق لدمج أفريقيا في االقتصاد الأفريقيا بتطبيق أو تكريس مبادئ الديمقراطية والحكم الراشـد تعهدو ت ،دمةوالدول المتق

كما سعت الجزائر إلـى ،1مقابل زيادة المساعدات وحجم االستثمارات من الدول المتقدمةها في إنشـاء منظمـة تمثيلها في مجموعة الثمانية ومساهمت لمسح ديون القارة من خال

2.صحاري أفريقيا

وفي مجال التنسيق األمني، الذي سعت الجزائر إلى تجسيده على الساحة األفريقيـة فقـد بالدور الريادي للجزائرفي مكافحـة توجت مساعيها وباعتراف ودعم كل الدول اإلفريقية

جزائـر مقـره ال 2004للدراسات والبحـث أكتـوبر اإلرهاب بإنشاء المركز األفريقيتى العاصمة، ويهدف هذا المركز إلى تنظيم ندوات وملتقيات مع دول القارة األفريقية وح

من أجل تبادل الخبرات والمعلومات حول الظاهرة اإلرهابيـة خارجها كاالتحاد األوربي،يسهل للجزائـر رصـد ما وهو وتحقيق تعاون إقليمي ودولي للحد منها،ودعم القدرات

3.ويين اإلقليمي والدولياإلرهاب على المست

، عقـد االتحـاد وبمقر المركز األفريقي للدراسات والبحث حول اإلرهاب في الجزائـر ديسـمبر 16و 15تحاد األفريقي يـومي األفريقي إجتماع خبراء الدول األعضاء في اإل

يهـدف هـذا ،لبحث مشروع قانون نموذجي إفريقي في مجال مكافحة اإلرهاب ،2010رقية رد شامل منسق ومنسجم على المستوى الوطني واإلقليمـي والقـاري القانون إلى ت

الماجستير ، ماجستير غير منشورة ، مذكرة الدبلوماسية الجزائرية في إطار منظمة االتحاد األفريقيالعايب سليم، 1

.117.، ص)2011- 2010، كلية الحقوق، :جامعة الحاج لخضر باتنة .06.ص، مرجع سابقدبيلي، 2ر، مؤتمر دولي في الجزائر حول اء قوات إفريقية من الدرك في داكابموازاة اإلعالن عن إنش"ة، حسين بوجمع 3

.13.، ص2008أفريل 05، جريدة العرب" اإلرهاب والتهريب في القارة السمراء

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

126

عبـد "ف بالشؤون المغاربية واألفريقية وقد شدد الوزير المنتدب المكل،لمكافحة اإلرهاب أن وضع معايير وقواعد مكافحة اإلرهاب يشكل أمرا ضروريا ":في كلمته " القادر مساهلوتنسيق عمل مختلف المؤسسات المعنيـة بمكافحـة وشرطا أساسيا لتنظيم ،لدولة القانون

وضع تحت تصـرف الـدول األفريقيـة "وحسبه أيضا فإن القانون يهدف إلى ،"اإلرهاب على المستوى التعاون يكون بمثابة مرجع لتعزيز، تطوير وتثمين ،مشروع قانون نموذجي

األفريقـي تحـاد زاء المعايير الموضـوعة مـن قبـل اإل وتطبيق االلتزامات إ ،الوطني 1. "والمجموعة الدولية في مجال مكافحة اإلرهاب

فإن وضـع قـانون نمـوذجي للـدول " لعبد القادر مساه"لوزير المنتدب وبالنسبة إلى ااألفريقية هو شهادة على إرادة األفاريقة لتبني مرجع قانون يحمل طموح وآفاق مشتركة،

2. كافحة اإلرهابوهو ما يشجع على مزيد من التعاون بينها في مجال م

تخاذهـا التـدابير لمنطقة وسيادتها في إلقد أكدت الجزائر دائما وال زالت على استقاللية اوهو ما عبر عنـه ،الالزمة التي تضمن تحقيق أمنها بعيدا عن كل أشكال التدخل األجنبي

في زيارته لمـالي فـي إطـار " قايد صالح"رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق سمحوا لي إ" :قائال 2011نوفمبر 22و 20شاورات بين دول الميدان في الفترة ما بين الم

أن أعلن لكم بكل إرتياح، بأن الموقف الصارم الذي تم اعتماده للتكفل بانشغاالتنا األمنيـة د التنمية بالمنطقة بعيدا عن كـل أشـكال التـدخل ووتهيئة الظروف المالئمة لتدعيم جه

قد أفضى إلى إقناع المجتمع الدولي بتقبل فكرة تولي ،أسبابه ومبرراته األجنبي مهما كانت 3". دول المنطقة بمفردها مهمة مكافحة اإلرهاب برؤية مشتركة

.40.، ص)2011جانفي (570 .، عمجلة الجيش، " وضع خطة أفريقية جديدة لمكافحة اإلرهاب" 1 .41.ص ،المرجع السابق 2لميدان، من أجل مكافحة فعالة ومنسقة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بمالي في إطار المشاورات بني دول ا" 3

.20.، ص)2011ديسمبر (581 .،عمجلة الجيش، "لإلرهاب والجريمة المنظمة

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

127

ة لدرء خطر الظـاهرة وفي جهود الجزائر الدبلوماسية من أجل تنمية دول القارة األفريقيـ اإلرهابية ، إ 2011سـبتمبر 8و 7ومي حتضنت الجزائر بقصر األمم نادي الصنوبر ي

، وأيضـا تتويجـا )الجزائر، مالي، مويتانيا والنيجـر (وبإيعاز من دول الميدان األربعة ي وقـت وقد جاءت هذه الندوة ف ،جتماع الوزاري لدفع الشراكة وجهود األمن والتنميةلإل

رتفاع وتيرة العمليـات عصيب تمر به المنطقة من حيث إحتدام وتسارع غير مسبوق وإب دول الميـدان أشكالها، وقد حضر الندوة إلى جانإلرهابية والجريمة المنظمة لمختلف ا

وفدا يمثلون مختلف البلدان األعضاء في األمـم المتحـدة والشـركاء 38المذكورة آنفا خلصت أشغال الندوة إلى نظرة مشتركة وموحدة في مجال مكافحة اإلرهاب ، 1اإلقليميين

:جهود التنمية ويمكن إيجازها في النقاط التالية زيوالجريمة المنظمة وتعز

) الميـدان (التكامل في وجهات النظر حول المقاربات المقدمة من قبل دول الساحل -ونظيرتها خارج اإلقليم كاالتحاد األوروبي والواليات المتحـدة األمريكيـة حـول

.مكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمةتيجية المقدمة من قبل دول الساحل األربعة من العمل والحرص على تدعيم اإلسترا -

.خالل التعاون والتنسيق المشترك

العمل على رفض تمويل اإلرهاب من خالل دفع الفدية واإلشادة بإستراتيجية دول - ).الجزائر(الساحل في ذلك

العمل على تحسين وترقية المستوى المعيشي لسكان المنطقة خاصـة المعزولـة، - 2.ية من أجل ذلكودعم الجهود الدول

نظرا لما شهدته وتشـهده 2014-2012وقد نشطت الدبلوماسية الجزائرية خالل الفترة فمع بداية الثـورات ، 3المنطقة العربية وكذا منطقة الساحل من تأزم في الوضع األمني

.22.ص،) 2011كتوبر أ( 579.، عمجلة الجيش، "ندوة الجزائر الدولية ، دفع الشراكة وجهود األمن والتنمية" 1 .26.، صالمرجع السابق 2 http://www..djazair :في" ةأزمات الساحل والهندسة الدبلوماسية الجزائري"محمد األمين بن عائشة، 3

news.info/index.php?view article.tmpl=component.id=65427)28 2012فيفري.(

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

128

ومالهما مـن 2012العسكري في مالي مارس بنقال، واإلمن جهة) لبيا خاصة(العربية حيث نشطت وبصورة أكبر الجماعـات المسـلحة ،لبية على األمن الجزائريتداعيات س

كـذلك ،مستفيدة من اإلنفالت األمني في ليبيا وما تبعه من دخول أسلحة حديثة إلى اإلقليمنضـموا إلـى ي من مواجهة قوات التوارق الـذين إ في مال" أما دو توري"فشل حكومة

واألخطر من ذلك هو ،طبيق الشريعة اإلسالمية الجماعات اإلسالمية والتي بدأت تطالب بتومن جهـة أخـرى ،هذا من جهة 1تقربها من تنظيم القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي

بوجود مخطط أجنبي يهـدف " ةدحو ولد قابلي"وكما صرح بذلك وزير الداخلية الجزائري بين نافس الواضحيقي، وهو ما يعكسه التستحواذ على ثروات منطقة الساحل األفرإلى اإل

2القوى الكبرى خاصة أمريكا وفرنسا، حيث تتخذ كالهما اإلرهاب وسبل مقاومته للتدخل وهو األمر الذي تفرضه الجزائر بصورة قاطعة حيث ترى أن من شأن التدخل األجنبـي

3.سيزيد من زعزعة االستقرار وتفجير األوضاع) مالي(في المنطقة ائرية تتحرك في الفضاء األفريقي وفقا للمعـايير القانونيـة وعموما فإن الدبلوماسية الجز

:التاليةوهو ما يعكسه التصريحات، ةعلى دبلوماسيدائما دبلوماسية الفعل توظف الجزائر -

. ستقرار مع دول الجوارو الإل رستقراتحركها في حاالت اإلفي إطار التحرك جماعيا،لمواجهة التحديات أو المشاكل المطروحة تحبذ الجزائر -

4. لحل األكثر كفاءة واألقوى فاعليةاالمجموعة األفريقية وهو برأيها

(218.، ع مجلة ملف األهرام االستراتيجي، "حرب على اإلرهابمالي ساحة جديدة لل"أميرة محمد عبد الحليم، 1

.20.، ص)2013فيفري جريدة العرب، "التراشف باألرقام فصل من معركة الساحل الصحراوي ،بين الغرب والجزائر" ،ميلود آيت ميموني 2

.02.،ص2010-06- 19األسبوعي، السبت مركز الجزيرة للدراسات، (،منع الحرب ومكافحة اإلرهاب: احلالجزائر والوضع المعقد في منطقة السيحيى زبير، 3

.08.، ص)2012نوفمبر 28 .11.، صمرجع سابق، قوي 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

129

لغربية سـيؤدي إلـى كما ترى الجزائر أن التدخل األجنبي الذي تدعو إليه الدول اتحت الضغط العسكري علـى سيرغمون محاصرة عسكرية للمقاتلين أو المتشددين ،الذين

إلى الجزائر والتصعيد مـن وتيـرة ضـغطهم والعودة،هم في صحراء مالي هجر مواقع ،المتواصل على األمن الجزائري، ومن أجل سعت الجزائر للحيلولة دول التدخل من جهة

وكذا للحد من المطالب االنفصالية التي تنادي بها بعض الجماعات في شمال مـالي مـن ة حيث ال تزال الجزائر متمسكة وتصـر علـى تغليـب الحلـول السياسـي ،جهة أخرى

مع إمكانية النظر في السـبل ،ماليلتجاوز األزمة في باماكو ومشكلة شمال والدبلوماسية 1.األخرى الكفيلة بتحجيم القاعدة في المنطقة عندما تسمح الظروف بذلك

باعتبارها الدولـة ) الساحل( يهكذا تحركت الجزائر دبلوماسيا في محيطها الجغرافـ ،وتها االقتصاديةالمركزية في القارة بحكم موقعها وق ر وفي كل األحوال حرصت الجزائ

ستبعاد الخيار العسكري لدرء مشاكل القارة بمـا فيهـا على تغليب الخيار الدبلوماسي وإ 2.معضلة اإلرهاب

تشابكة في دوائرها الجيوسياسـية أما مغاربيا فإن الجزائر تدرك التحديات األمنية المما أدى إلى إعادة النظر في مبـادئ ومفـاهيم لعل أهمها على اإلطالق اإلرهاب، وهو و

ومع ،اعتماد المتبادل أمنيادة األمنية المشتركة والتعاون واإلالرؤية األمنية الجماعية والعقيأوجب ذلك ضـرورة ، 3 2012سقوط شمال مالي في يد الجماعات المسلحة في أفريل

ماع بالمملكة المغربية يـوم جتإبلورة إستراتيجية موحدة بين بلدان المغرب العربي جسده تطرق فيه وزراء داخلية المغرب العربي للتهديدات األمنية التي مـن ، 2013أفريل 21

. 8- 6.ص.ص، مرجع سابقمما دوباه، 1 مرجع سابقبن عائشة ، 2 انات ، التحدياتالتهديدات األمنية للدول المغاربية في ضوء التطورات الراهنة، الره: المؤتمر المغاربي الدولي حول 3

.2013فيفري 28-27جامعة قاصدي مرباح ورقلة، يومي

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

130

تفق وزراء داخليـة ،وفي مجال مكافحة اإلرهاب إ 1شأنها زعزعة أمن واستقرار المنطقة : الدول المغاربية على

هو مـا يسـتدعي ل مكافحة اإلرهاب وف الجهود من أجالتأكيد على ضرورة تكات -والتحـديات ،وار من جهة ، بحكم عالقات اإلنتماء والجالتنسيق الجماعي والمستمر

.والتهديدات المشتركة من جهة أخرى .تكثيف التعاون بين األجهزة األمنية من خالل تبادل المعلومات والخبرات -

. اتيجيينسترالتنمية بالتنسيق مع الشركاء اإل ة تكون أساسهابالعمل على تطوير مقار -

،ودول منطقة الساحل األفريقـي ،دعم وإرساء أسس شراكة بين الدول المغاربية - .والصحراء

مويل المباشر أو عن طريق سواء التنالعمل على قطع التمويل للجماعات اإلرهابية - .ديةدفع الف

تفاق على تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ ومتابعـة توصـيات وقـرارات هـذا كما تم اإل 2. يجتمع أعضاؤها كل ثالثة أشهر كلما دعت الضرورة لذلك ،االجتماع

تحاد المغرب العربي إجتماع مجلس وزراء خارجية إ وقد تم تعزيز هذا التوجه بعقد، تم فيه تبني إستراتيجية مشـتركة لمكافحـة اإلرهـاب، 2013ماي 05في الرباط يوم

تنامي الحركات المتطرفة في خاصة في ظل التي تعرفها المنطقة" الألمن"تصدي لحالة والحيث تم التأكيد في هذه المبادرة على الحلول السلمية ،منطقة الساحل خصوصا شمال مالي

3. من خالل دعم عملية التحول الديمقراطي إلعادة بناء دولة مالي

2013أفريل 21 :تحاد المغرب العربيإجتماع داخلية دول إ" راتيجية أمنية مغاريبية مشتركةستنحو إ"بيان الرباط، 1

http://www.maghrebe.rabe.com/admin-files-09-c3/A9claration%20 UMA.doc ،)24: في )2014أفريل

المرجع السابق 2 2013ماي 18، 2301.، عجريدة األيام" الجزائر تشدد على التعاون األمني بين البلدان المغاربية"عبد الجبار تونسي 3

.04.، ص

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

131

صـرح فقد قتناع الجزائر بضرورة العمل الجماعي في إطار المغرب العربي وفي إأن سعي الجزائر : "الئقاللمؤتمر ية مراد مدلسي في الجلسة االفتتاحية وزير الخارج وأكد

إلى التركيز على موضوع التعاون األمني في منطقة المغرب العربي ينطلق من قناعتنـا ـ تضـافر الجهـود ابأن استتاب األمن في المنطقة هي مسألة الجميع، وهو ما يستلزم من

خاصة أمام تزايد اإلرهاب والجريمة المنظمة ،ال إلقامة تعاون مغاربي فعال في هذا المج 1". العابرة كل األوطان

فقد لعبت الجزائر دائمـا وباسـتمرار دورا ،أما على مستوى الفضاء المتوسطي لتـي وذلك إلدراكها األهميـة ا ،في جميع الميادين لتنشيط الشراكة األورومتوسطية فعاال

ه واستقراره ال يمكـن أن اإلتحاد األوربي أن أمنتكتسيها هذه الشراكة، ومن جهته يدرك زائـر وفي مجال مكافحة اإلرهاب فقد وقعت الج، 2عن جيرانه في الجنوب ليكون بمعز

عتبر مسألة اإلرهاب بين الطـرفين بعـدا ،وتتفاق الشراكة مع نظيرها االتحاد األوربي إعتراف بالطابع وربي في اإل،حيث تردد اإلتحاد األ 3عتبار من قبلاإلجديدا لم يؤخذ بعين

سبتمبر ليتجسد هذا 11العابر لألوطان الذي يميز الظاهرة اإلرهابية ، وقد جاءت أحداث ـ تفاق شراكة مع الجزائر خصوصا في الباالعتراف ضمن إ العدالـة "د المعنـون بــ نوبحضـور ، 4رهـاب قر ضمنيا بشرعية محاربة الجزائر لإلوالذي ي" والشؤون الداخلية

2001ديسمبر 19بتاريخ تفاق الشراكة تم توقيع إ عبد العزيز بوتفليقةالجمهورية رئيس وتعتبر الشراكة بمثابـة إرادة شـاملة ، 5 2002تفاق حيز التنفيذ سنة اإل دخلببروكسل،

المكان نفسه 1 .10.ص،) 2002فيفري ( 453.ع مجلة الجيش، "متوسطي-اتفاق جزائري أورو..العالقات الجزائرية األوربية" 2 المكان نفسه 3 .19.، ص )2004ماي (490.، عمجلة الجيش"الخيارات اإلستراتيجية للجزائر من خالل إدراك أمنها في المتوسط " 4 .10.ص ،مرجع سابق، " متوسطي-اتفاق جزائري في أورو...العالقات الجزائرية األوروبية" 5

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

132

على ،ستقرار وتنمية دول جنوب المتوسط ين الجهة الجنوبية ألوربا، وكذا إومشتركة لتأم 1. يمقراطية والرفاه بشكل دائمنحو يسمح لها ببلوغ الد

فـراد سـتقرار األ ئر من اإلرهاب كظاهرة تهدد أمـن وإ لطالما حذرت الجزاإنه وطيلة العشرية السوداء حاولت جاهدة إيجاد حلول ،كذلك األمن والسلم الدوليين والمجتمع،

ـ 11وجاءت أحداث ،لكن ما من آذان صاغية ،دولية، للظاهرة ا سبتمبر لتثبت حقيقـة موهو ما أدى إلى إعطاء مصداقية أكثـر لمقارباتهـا ورؤاهـا ،نت تحذر منه الجزائراك

اإلستراتيجية للحد من الظاهرة، فدوليا وفي خطاب لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلـى 2005دعا رؤساء الدول والحكومات خالل المؤتمر العالمي لقمة األمم المتحدة لعام

المجموعة الدولية مـدعوة : "يجية شاملة لمكافحة اإلرهاب حيث قالضرورة تبني إستراتأكثر من أي وقت مضى أن تتصدى آلفة اإلرهاب، عبر إسـتراتيجية مكافحـة شـاملة

وتبقى اإلطار األمثل لترقيـة : "...كما أكد على دور األمم المتحدة قائال" متضامنة وفعالةالوسائل القانونية متابعة مقترفيها، ومن المواتي من لتعاون دولي صادق يتوخى باستعما

وتجفيف مصادر تمويلها والقضاء على شبكات دعمها اللوجستيكي وقنوات ،يقف وراءها 2". الدعاية المدافعة عنها والمجمدة لها

ـ ع تمويـل كما سعت الجزائر في إطار دبلوماستيها إلى إقناع المجتمع الـدولي بقموفي إطار مسعاها إلقناع المجتمع الدولي إلبراز ، 3فدية دفع ال األعمال اإلرهابية وتجريم

ت مجهوداتها بمصادقة مجلس األمن لفقد كل ،مدى خطورة هذه الظاهرة على األمن الدولي، والتـي تعتبـر 2009مبر المتعلقة بتجريم دفع الفدية شهر ديس 1904على الالئحة رقم

،1267كافحتـه والالئحـة رقـم المتعلقة بتمويل اإلرهاب وم 1373ئحة رقم مكملة لال

.19.ص، مرجع سابق ،"المتوسط الخيارات اإلستراتيجية للجزائر من خالل إدراك أمنها في" 1 .21.، ص) 2008أكتوبر (543.، عمجلة الجيش، "الدولي ضد اإلرهاب، تثمين التجربةالتعاون " 2 .28.ص، مرجع سابق، مي يالده 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

133

ظمـة جتماع الثاني لمن،وبمناسبة إنعقاد اإل 1المتصلة بتمويل نشاطات الجماعات اإلرهابيةالممتدة من حول اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب بنيويورك في الفترةاألمم المتحدة

مستشـار " (اراكمال رزاق ب"حذرت الجزائر على لسان ممثلها ،2010سبتمبر 9إلى 7حتجاز الرهـائن الخطير لألمن الدولي بسبب ظاهرة إمن التهديد ) لدى رئيس الجمهورية

دعـى ، كما لتزاماتهادعى إلى إتخاذ إجراءات إلجبار الدول على إحترام إو،ودفع الفدية المجتمع الدولي إلى التكفل من جديد بهذا المشكل من خالل تعزيز كافة اإلجراءات التـي

وضع قواعد جديدة وترتيبات تنبيه "مضيفا إلى أن ،)اللوائح المذكورة آنفا(اذها قبال تم اتخلتزاما أقوى مـن ا يصبح حاسما، األمر الذي يتطلب إإزاء الدول التي ال تحترم التزاماته

استطاعت الجزائر فـي وقد ،2" قبل الدول وكذا إسهامها أكبر من منظومة األمم المتحدة، والذي يجرم دفـع 1904ار النص القانوني لقرار مجلس األمن رقم ستصدهذا المحفل إ

نتصـارا دبلوماسـيا وهو يشـكل إ الفدية للجماعات اإلرهابية نظير اإلفراج عن الرهائن 3. للجزائر في إطار إستراتيجيتها الدولية لمحاربة كل أشكال تمويل الجماعات اإلرهابية

راتيجية الجزائرية البعد العسكري في اإلست: المطلب الثاني

،حرصت على إلنجاح الجزائر إستراتيجيتها اإلقليمية والدولية في مكافحة اإلرهاب فعلى المستوى ،ستكمال التعاون السياسي والدبلوماسي بالشق العسكري واألمنيتعزيز وإ

والعربـي لتطويـق ) األفريقي(اإلقليمي تعتبر الجزائر السباقة في الدعوة للعمل الجماعي 65رهاب، وهو ما أكد عليه وزير خارجيتها مراد مدلسي أثناء أشغال الـدورة الــ اإل

أن الجزائر تعـد صـاحبة : "...قائال 2010سبتمبر 26لجمعية العامة لألمم المتحدة يوم سواء ،عديد المبادرات الحديثة من بينها تعزيز التعاون الثنائي واإلقليمي بين دول المنطقة

، شمجلة الجي ،"اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب، منظمة األمم المتحدة الجزائر ترافع على تحريم دفع الفدية" 1 .50،51.ص.، ص)2010أكتوبر (567.ع . المكان نفسه 2 .21.، ص)2011أكتوبر (579.،عمجلة الجيش، "التزام الجزائر الدائم " 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

134

تسـاع النشـاطات إأدى تطـور و لقد. 1."..أو في مجال التنمية ،ألمنفي ميدان السلم واضرورة خلق آليـات إلى" القاعدة في بالد المغرب اإلسالمي "اإلرهابية تحت ما يسمى

تمثلت أولى المبادرات العسكرية العملياتية في إنشـاء وحـدة التنسـيق عسكرية وأمنية، لدان السبعة لكل من الجزائـر ومـالي ، تطبيقا لتوصيات وزراء خارجية الب ،واالتصال

بالجزائر، 2010مارس 16موريتانيا، النيجر، بوركينافسو، ليبيا والتشاد، المجتمعين في :من مهامها

تزويد اآللية العسكرية المشكلة من قبل رؤساء أركان جيوش الدول المعنية والتـي -ية، التكتيكية والعملياتيـة تسمى لجنة األركان العمليانية المشتركة بالمعلومات األمن

جمـع ومعالجـة وتبـادل (الضرورية لقيادة العمليات المشتركة لمكافحة اإلرهاب ).المعلومات األمنية حول مختلف النشاطات اإلرهابية

وخاصة تحسيس سكان ،التخطيط ووضع إجراءات المرافقة لعمل مكافحة اإلرهاب - 2. البلدان األعضاء حول أضرار التطرف

جتماع ضم دول الميدان ،تم عقد إالجزائر للتنسيق العسكري بين بلدان الساحل وفي سعيبواليـة الجنـوب 2009أوت 13و 12بين الفترة ،)الجزائر، مالي، موريتانيا، النيجر(

وبالفعل فقـد تـم ، 3الدول المذكورة ، لتفعيل التعاون العسكري بين"تمنراست"الجزائرية جتمـاع ،التي نصبت رسميا خـالل إ CEMOCاتية المشتركة إنشاء لجنة األركان العملي

كثمرة للرؤية المشتركة لرؤساء أركان أعضاء اللجنـة 2010أفريل 21في " تمنراست" : من مهامها4واتخذت من والية تمنراست مقرا لها ،

.16.ص، )،2011أكتوبر (579.، عمجلة الجيش ،"الدبلوماسية والعسكرية تنسيق وتشاور مستمراإلستراتيجية " 1 .20.، ص)2011أكتوبر (579.، عمجلة الجيش "ماذا تعني وحدة التنسيق واالتصال؟" 2، )2001جانفي (570 .، ع، مجلة الجيش"مكافحة اإلرهاب واإلجرام في منطقة الساحل، الجهود التي تبذلها الجزائر" 3

.38.ص .ص.، ص)2011أكتوبر ( 579.، عمجلة الجيش، "إنشاء لجنة األركان العملياتية المشتركة ثمرة لرؤية مشتركة" 4

18،19.

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

135

القيام بعمليات البحث وتحديد تواجد الجماعات اإلرهابية وشبكاتها والقضاء عليهـا - .القوات والوسائل المسخرة للجانب العملياتيباستخدام

والتخطـيط ،هتمام المشترك ور الوضع األمني بالمنطقة ذات اإلضمان متابعة تط -وتنفيذ العمليات المشتركة مع سلطات البلدان أين تجري عمليات محاربة الجماعات

. 1اإلرهابية واإلجرامية

د التدخل األجنبي فـي لساحل إلى صمجهودات العسكرية في اوتهدف الجزائر من وراء الالمنطقة، وهو ما عبر عليه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح

بالفعال فقـد " :قائال 2011نوفمبر 22و 20في زيارة رسمية إلى مالي في الفترة ما بين ي بانشـغاالتنا أكدت فعالية إستراتيجيتنا في مكافحة اإلرهاب قدرتنا علـى التكفـل الـذات

أي اون والتشاور الصريح و البنـاء دون في إطار يسوده التع،وإيجاد الحلول لها ،األمنية 2". تدخل أجنبي

أعلنت ممثلـة الواليـات ،بنيويورك 2011وأثناء انعقاد أشغال ندوة الجزائر في سبتمبر الخارجية األمريكية، مساعد كاتبة الدولة للشؤون نائبة' شيرا فيالروسا"دة األمريكية المتح

ت على تجربة الجزائر ، وبعدما أثنونائب منسق الشؤون اإلقليمية بمكتب مكافحة اإلرهابسبتمبر 22عن تأسيس المنتدى العالمي لمكافحة اإلرهاب في تفي مكافحة اإلرهاب أعلن

قترحتها الواليت المتجدة األمريكيـة ودعمتهـا عـدة دول منهـا ،وهو مبادرة إ 3 2011زائر، يهدف إلى مساعدة الدول التي هي في المواقع األمامية والمتضررة من اإلرهاب الج

ى دوال مـن قـارات شـتى لمنتدللحصول على الوسائل لمواجهة هذا التهديد، يضم هذا االصين كولومبيا، كندا،،تحاد األوربي ، أستراليا المتحدةاألمريكية، اإلالجزائر، الواليات (

سا، ألمانيا، الهند، أندونيسيا، إيطاليـا، اليابـان، األردن، المغـرب، فرن الدنمارك ، مصر

.20.ص ،المرجع السابق 1 .20.، صمرجع سابق، "ة لإلرهاب والجريمة المنظمةسقمن أجل مكافحة فعالة ومن" 2 .22.، ص )2011ديسمبر (581.،عمجلة الجيش، "لبنة أخرى في جهود مكافحة اإلرهاب" 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

136

، نيجيريا ، باكستان، قطر، روسيا، المملكة العربية السـعودية، جنـوب نيوزلنداهولندا، تعد منظمة ، و)بية المتحدة والمملكة المتحدةتركيا، اإلمارات العر ،أفريقيا، إسبانيا، سويسرابمثابة آلية لتعزيز هاوبدوره يعتبر ،يقا وفعاال في المنتدى ونشاطاتهاألمم المتحدة شريكا وث

وقد تم تعيين الجزائر وكنـدا لتـرأس ، 1تطبيق االستراتيجيات العالمية لمكافحة اإلرهاب 2. مجموعة العمل الخاصة بتعزيز قدرات بلدان الساحل اإلفريقي في مكافحة اإلرهاب

يا عالم قليمية أن اإلرهاب آفة تشكل تهديداالدولية واإلأكدت الجزائر دائما في المحافل لقدفتتـاح أشـغال قة، ففي جلسة إمتعدد األوجه واألبعاد يتطلب إستجابة شاملة وجهودا منس

بـالجزائر 2014أفريـل 03األمريكـي -ار االستراتيجي الجزائريالدورة الثانية للحوأن الجزائر لـن " :ن لعمامرةرمضاأكدت الجزائر على لسان وزير خارجيتها ،العاصمة

للجزائر تعـاون أمنـي لكن هذا ال يعني أن ليس ،تشارك خارج حدودها بوحدات قتالية " حيث أنها تشارك في التكوين وفي التجهيز وفي تبادل المعلومـات ،واروعسكري مع الج

المتخصصـة فـي -سـيموك –الدليل على ذلك أن هيئة األركان : "وأضاف الوزير قائال، ،وقد أنشئت باقتراح من الجزائر ،اإلرهاب في منطقة الساحل موجودة بتمنراست محاربة

.3" وكذلك المركز األفريقي للدراسات واألبحاث حول اإلرهاب أنشئ بالجزائر العاصـمة ، بعـد دفاع 5+5مبادرة على مستوى الفضاء المتوسطي فقد شاركت الجزائر في إنشاء و

ابـة ، وتعتبـر المبـادرة بمث 2004ديسمبر 21ريس يوم توقيع إعالن النية المنعقد في باالجزائـر، (فتي الحوض الغربي للمتوسـط وهـي منتدى حوار يجمع عشر دول في ض

تهـتم هـذه ،)تونس، المغرب، ليبيا، البرتغال، إيطاليا وموريتانيا ،إسبانيا، فرنسا، مالطا : المبادرة بمجاالت أربع هي

.24.، ص)2011ديسمبر (581 .، عمجلة الجيش، "المنتدى العالمي لمكافحة اإلرهاب" 1 .22.، صمرجع سابق، "لبنة أخرى في جهود مكافحة اإلرهاب" 2: في، "تعزيز التعاون ومكافحة اإلرهاب محور الحوار االستراتيجي الجزائري األمريكي" 3

http://ww.radioalgeria.dz/ar/index.php/2010-04-72-10-44-30/2013-03-19-09-46-01/29881- .)2014أفريل 23(،2014-04-03-08-58-06

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

137

المراقبة البحرية - المسلحة في الحماية المدنيةمساهمة القوات -

األمن الجوي -

1التكوين والبحث -

الـذي أنعقـد فـي العاصـمة ،" دفـاع 5+5"جتماع وزراء الدفاع البلدان مبادرة وفي إحضور الوزير المنتدب لدى ، وبمشاركة و 2011ديسمبر 11ط يوم الموريتانية نواكشو

تطرق إلى العديد من القضايا التـي ، تم ال"عبد المالك قنايزية"وزير الدفاع الوطني السيد تنسيق الجهود بشكل أفضل في محاربة اإلرهـاب فـي منها ال سيما ،تهم شعوب المنطقة

2منطقة الساحل من خالل تعزيز القدرات العملياتية المشتركة ما بين دل ضفتي المتوسط ، 2012خطط العمل سـنة ومن جهة أخرى صادق وزراء بلدان المبادرة على برنامج م،

التي تبـذلها الـدول العشـرة، وتـم ستمرارية لدعم تلك الجهود المشتركةوالذي يمثل إستعراض وبالتفصيل مختلف النشاطات المزمع الشروع فيها كاجتماعات رؤساء أركـان إ

ومـا فتئـت ،CANALE..."3"و" SEABORDER"الجيوش وتمارين أخرى من نوع تعزيز التنسـيق العمليـاتي بـين القـوات هذه النشاطات لتعرف تزايد مستمرا ساهم في

ستجابة بشكل فعال ،وتعزيز أواصر الثقة والتفاهم بينها، قصد اإلالمسلحة للدول األعضاء وقد أخـذت المبـادرة ،للتحديات الراهنة وجعل منطقة المتوسط فضاء للسلم واالستقرار

عفت أنشـطتها حيث تضا 2012كمثال ونموذج للتعاون اإلقليمي منذ نشأتها خاصة سنة 4. أربع مرات من ذي قبل

2000مارس 14أما دوليا وفي إطار الشراكة والتعاون العسكري فقد تلقت الجزائر في لجنوب المتوسط التي تجندت في حـوار ) 06(دعوة لالنضمام إلى مجموعة الدول الست

.19.، ص) 2011ديسمبر 581.(، عمجلة الجيش، "دفاع بعد سبع سنوات 5+5مبادرة " 1 .18.ص ،)2011ديسمبر (581.،عمجلة الجيش" لمبادرةتكريس األمن واالستقرار في المنطقة في أجندة عمل ا" 2 . المكان نفسه 3 .19- 18.ص.ص )2013جانفي (594.، عمجلة الجيش، " دفاع، فضاء للتشاور والتعاون الفعال 5+5مبادرة "4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

138

ألطروحات وتعد هذه الدعوة بمثابة اإلقرار بمصداقية ا، 1سياسي مع حلق شمال األطلسي وهو ، 2الجزائرية التي لطالما حثت على ضرورة تكاثف الجهود الدولية لمكافحة اإلرهاب

خالل الزيـارة األولـى لمقـر عبد العزيز بوتفليقةما عبر عنه رئيس الجمهورية السيد إن اإلنضمام للحلف يشكل خيارا إسـتراتيجيا : "ا النوع من التعاون قائالالحلف بأهمية هذ

ا بأن التشاور والتعاون وحدهما يمكنهما أن يشجعان على التقـارب بـين قناعتن ،يأتي منل على اإلرادة ، أكد رئيس الجمهورية في نفس المحف" الدول ويضمنان السالم واالستقرار

في ..."واالستقرار في المنطقة موالمساهمة في بناء السال لدولته باإلنضمام للحلف ةالكامللعت وقد تط، 3"ديد وإقامة عالقات أحسن في الفضاء األورومتوسطيتقديم مساهمتها في تح

إلى كسب جملة من الميزات خاصة في المجال العسـكري الجزائر من وراء هذه الخطوة : منها

ة على المدى البعيد بغـرض بلـوغ تحسين مستوى أداء القوات المسلحة الجزائري - .وات حلف شمال األطلسينسجام تدريجيا مع القوات المسلحة األمريكية وقاإل

ستغالل وسائل اإلعالم ومصادر المعلومات التي تحوزها الدول المنتميـة لحلـف إ -وكذا بنشاطات شبكات دعم اإلرهـاب ،شمال األطلسي المتعلقة بمكافحة اإلرهاب

. المتواجدة في الخارج

بالحصول على التكنولوجيا العسكرية الجديدة والمتطورة في مجال مكافحة اإلرها -

4قتناء أجهزة وأنظمة التسليح تعدد إ -

إلى أن التقارب بين الجزائر والحلف األطلسي هـو حصـيلة تفـاهم تجدر اإلشارة هنا –بعيدا عن العواصم األوربية، فقد مهدت له الشراكة الجزائرية جزائري أوال –أمريكي

التسعينات مـن األمريكية، بعد التحسن الذي طرأ على العالقات بين البلدين في منتصف

.19.، ص، مرجع سابق" الخيارات اإلستراتيجية للجزائر من خالل إدراك أمنها في المتوسط" 1 .213.، صسابق، مرجع بن عنتر 2 . المكان نفسه 3 .20.ص، مرجع سابق، "الخيارات اإلستراتيجية للجزائر من خالل إدراك أمنها في المتوسط" 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

139

األطلسي هو هندسة أمريكية بالدرجـة -القرن المنصرم، وبالتالي فإن الحوار الجزائريتفاق األمنـي بـين الجزائـر على اإل 2001سبتمبر 11نعكست أحداث ،وقد إ 1األولى

زيارة رئيس الجمهورية لمقر الحلف (والحلف ترجمتها الزيارات المتكررة لكال الطرفين ، زيارة األمين العـام 2002ديسمبر 10و 2001ديسمبر 20في النسة ببروكسل مرتين

و كان الهدف من تبادل الزيارات ترقية الحوار إلـى ) 2004للحلف إلى الجزائر نوفمبر جتماع وزراء خارجيـة الحلـف مـع ة، وهو ما تم البحث فيه من خالل إمصاف الشراك

11لقد أعطـت أحـداث . 2 2004ديسمبر 08نظرائهم المتوسطيين في بروكسل يوم سبتمبر دفعا قويا للنظرة الجزائرية حول مكافحة اإلرهاب ما أدى إلى تكثيـف نشـاطات

األمريكيـة فـي مجـال –وفي العالقات الجزائرية ، 3)الثنائي اإلقليمي والدولي(التعاون الـذي عتداء اإلرهابيائر من أولى الدول التي أدانت اإلفقد كانت الجز ،مكافحة اإلرهابستراتيجي عميق تصرف إبل هو ،جرد تعاطف دبلوماسي،وال يعد ذلك مشهدته نيويورك

كتسـبت من الزمن إله مغزى أعمق، فالجزائر عانت من ويالت اإلرهاب ألكثر من عقد وكانت الواليـات ،هتمام العديد من الـدول من خالله خبرة في مجال مكافحة خبرة جلبت إ

4. ة إلبرام شراكة مع الجزائر لمكافحة اإلرهابالمتحدة األمريكية السباق

وعليه عرضت الواليات المتحدة األمريكية خطة لمكافحة اإلرهاب على عدد من الـدول من بينهم الجزائر، ويستند المخطط على رغبة أمريكية في توثيق ودعم التعاون والتنسيق

دة من التجربة الجزائريـة ستفاإلوكذلك ا ،وحتى الدبلوماسياللوجستيكي العسكري األمني في مكافحة اإلرهاب، وهو ما عبر عنه أحد كبار المسؤولين السياسيين حيث أكد على أن

.214.، صمرجع سابق، بن عنتر 1 .216- 214 .ص.، صالسابقالمرجع 2، )2002ديسمبر ( 473.، عمجلة الجيش، " وحدات مكافحة اإلرهاب في العالم، فرق متعددة والهدف واحد" 3

.29.ص، )2014(، السداسي األول 01.، عمجلة استراتيجيا، " 2010-1962السياسة األمنية الجزائرية "عبد العزيز لزهر 4

.141،142 .ص .ص

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

140

مكافحة اإلرهاب ال تتم إال من خالل تشكيل هيئات مشتركة مضادة لإلرهاب، وهـو مـا غيرها يعني تجاوز األطر السابقة المتمثلة في تبادل المعلومات حول التهديدات المستقبلية و

ستأصـال ، من أجل إإلى اإلشراك المباشر للوحدات الخاصة التي تعمل في الميدان يوميا، TSCTIجاءت مبادرة مكافحة اإلرهاب عبر الصـحراء عليه و. 1اإلرهاب من جذوره

حيث تم توسـيع هـذه ،*" بان السـاحل "متداد لمبادرة ، وتعد بمثابة إ2005ت سنة أنشئ،ـ ،إلى الواليات المتحدة األمريكية والدول األربعة األعضاءاألخيرة لتشمل باإلضافة ل ك

2. بينراقمنضمام تونس والمغرب ونيجيريا كمن الجزائر والسينغال، كما تم إ

وتهدف المبادرة إلى مساعدة الدول األعضاء لبناء القدرات المحلية وتدعيم التعاون بـين ،إلى تعزيز القـدرات اإلقليميـة دول المنطقة في مواجهة التطرف اإلسالمي، كما تهدف

وقد خصص لهذه المبـادرة ، 3وكذا التعاون بين قوات األمن في المنطقة لمكافحة اإلرهابمليون دوالر لتغطي 400و 350وما بين ،2005مليون دوائر لسنة 132و 120 ما بينر وهو ما يعني إمكانية تدريب عدد أكبر من القوات وتـوفي ،2005سنوات ما بعد خمس

تتميز هذه المبادرة عن غيرها بالرفع مـن وتيـرة . وسائل ومعدات المراقبة والحراسة ـ التعاون بين القوات األمريكية وقوات هذه الدو م ل، وبهدف تعزيز التعاون العسـكري ت

سـم ث أسابيع أطلق على هذه العمليـة إ إجراء مناورات عسكرية مشتركة على مدار ثال شملت هذه ، كانت تهدف إلى التدريب على مكافحة اإلرهاب ، 2005جويلية 6" فلينتولك"

.29.ص ،مرجع سابق، ..." وحدات مكافحة اإلرهاب في العالم، فرق متعددة والهدف واحد" 1

فيوتعزيز قدراتها ،أمن حدودها نمنطقة الساحل األفريقي على تحسيمبادرة أمريكية تهدف إلى مساعدة دول الواليات المتحدة األمريكية في المنطقة لمنع استخدام أراضيها من كافحة اإلرهاب، وتعزيز قدرة شركاءم

أ، مالي، النيجر، تشاد، موريتانيا .م.طرف الجماعات اإلرهابية ، وتضم هذه المبادرة من الو2 International Crisis Group, "Islamic terrorism in the shahle: fact or fiction? Africa report, (march 2005) , p. 31. 3 Tran-sahara counter terrosism Initiative (TSCII) in 13.04.2014 in:http://www.globlesecurity.org/military/ops/tscti.htm

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

141

وعمومـا فـإن . 1أ كل من مالي، النيجر، موريتانيا.م.المناورة إضافة إلى الجزائر، والوإطار شراكتها أو تعاونها مع الجزائـر في الواليات المتحدة األمريكية أخذت على عاتقها

نية في المـدارس الحربيـة األمريكيـة في مكافحة اإلرهاب تدريب وتجهيز القوات األموالجامعات، كما تم تزويد القوات الخاصة بأسلحة متطورة خصوصا تلك المرتبطة بعتـاد

2. الرؤية الليلية

:، في" ر األمريكي السابقوفي مالي استكمال للد يفرنسالتدخل ال" عبد العالي حور 1

http://www.lakome.com/?option=com-content.tmplt=component id=22037 )2014أفريل 15) . 142.، ص، مرجع سابقلزهر 2

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

142

: المبحث الثالث تقييم اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهاب

على المستوى المحلي : المطلب األول

،محلي لمكافحة اإلرهاب قانون الوئام المـدني مستوى الاللقد كانت أول خطوة على تاله كإجراء مكمل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وفي الحديث عن مدى نجاعـة هـذه

ستتباب األمن فإنه تجدر اإلشارة أوال إلى أن هنـاك حـدود أو إ اإلجراءات السياسية فين المراسيم التنفيذية له، م 46خطوط حمراء تحد من الكتابة النقدية، وهو ما أقرته المادة

ثاق المصالحة ضرورة لحماية مكسب كما ترى الحكومة في الطابع اإللزامي والردعي لميستمرار النزاع، وهـو مـا عبـر عنـه رئـيس إستعادة السلم المدني من دعاة الفرقة وإ

ي ال أضع مصلحة الجزائر بين أيدي مننإن: "الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بقولهت المصالحة الوطنيـة نجاحـا وقد حقق، 1"قرروا التالعب بأمن الشعب الجزائري وأماله

الشـروط السـلم ،حيث تم إسترجاع وبموجب اإلجراءات و في األهداف المتوخاة نسبيا المدني ووقف إراقة الدماء التي طالت جميع شرائح المجتمع الجزائري طيلة عقـد مـن

3.ناطق الوطنوهو ما نلمسه في معظم م2الزمن

ل النفط يهو زيادة مداخ، بين أهم أسباب النجاح النسبي للمصالحة الوطنية إنه و منل النفط فـي تمويـل يستخدم الرئيس بوتفليقة مداخ،حيث إإلى غاية اليوم 1999منذ سنة

نجاحه فـي التعويضات المادية للمتضررين،و كذامشروع المصالحة الوطنية عبر تقديم دعم رموز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ لمشروعه السياسي داخـل الجزائـر الحصول على

هدام الالجئ فـي رالقيادي البارز أنو(وحتى خارجها ،) مدني مزراق، بوعالم كرطالي(

03،جريدة العرب األسبوعي" رص والقيود، ترقية المصالحة الوطنية بالجزائر إلى عفو شاملالف"عصام بن الشيخ 1 .10.،ص2009أكتوبر

.14،15 .ص.، صمرجع سابق، "رسالة مجلس األمة" 2 .10.، ص مرجع سابق ،بن الشيخ 3

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

143

عتبـر حيـث ا " رابج كبير "باإلضافة إلى القيادي الجبهوي،) الواليات المتحدة األمريكيةسـتتباب السـلم المفقـود حضارية وضرورية إل خطوة" الوطنية المصالحة"هؤالء القادة

ووعدوا بالمساهمة في إنجاح المبادرة عبر تقديم نداءات للمتمردين في الجبـال للنـزول ،ستفادة من مراسيم السلم والمصالحة الوطنية ، وبالفعل فقد تراجعـت ،واإلوإلقاء السالح

دة الجماعة اإلسالمية المسلحة وتيرة العمليات المسلحة في البالد، كما تراجع العديد من قاستفاد بـدوره إلجرامية وإ، الذي تخلى عن األعمال ا"حسان حطاب"وفي مقدمتهم المدعو

من تدابير المصالحة الوطنية، كما ساعد السلطة على فتح قنوات حوار مع من بقي يحمل 1. االسالح في الجبال داعيا إياهم إلى التنازل والعودة إلى أحضان الجزائر وشعبه

ما ساهمت ونجـت فـي تحقيقـه هـذه الخطـوة ، وال يخفى في دراستنا التقييميةإلى حد ما في إرساء المواطنة في مجمع عرف عشرية من العنـف " المصالحة الوطنية"

ما خلف اإلرهاب أزمة ثقـة ، وبعدأدت إلى خرق وتشتت المجتمع الجزائري ،واإلرهابوالذي مازال ،ل الكبير ،خاصة في ظل الجدالسلطة وبينهم وبين ،بين أبناء الوطن الواحد

برأي الباحثة محل جدل كبير ينتابه غموض تحفظت الباحثة عن التطرق إليه في دراستها التضحيات الكبيرة والجهد األمنـي إسـتطاع الشـعب بفضل إنه و " ؟من يقتل من"وهو

لعديد من حقوقهـا رها استعادت هذه األخيرة بدوالجزائري إستعادة مواطنته المسلوبة، وإقتصادية على مختلف الفاعلين من وانفتاح الساحة السياسية واإلاب األومقوماتها، عبر إستتب

رات المصالحة الوطنيـة ،ومن ثم 2وقوت اللحمة بين مختلف شرائح المجتمع الجزائري ، كـن ل3 لمدة سنة 1992فيفري 09إلغاء قانون الطوارئ الذي فرض في الجزائر بتاريخ

.11.، صالمرجع السابق 1مركز :بيروت (معاصرة وحالة المواطنة في الجزائرمفهوم المواطنة في الدولة الديمقراطية المنير مباركية، 2

.212-210.ص.ص) 2013، 1دراسات الوحدة العربية، ط فيفري 9شعبان الموافق لـ 5مؤرخ في 44-92الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مرسوم رئاسي رقم 3

1985ص 1992فيفري 09، 10.ع الجريدة الرسميةلة الطوارئ ، إعالن حا1992

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

144

وتم رفع قانون الطـوارئ ،سنة 19هذا القانون لمدة ب ولظروف سياسية أمنية إمتد العمل 1. 2011فيفري 23يوم

هو تركيزهـا ف،هذا الجانب اإليجابي في المصالحة الوطنية، أما ما يعاب عليها بداية نعكس إ، وهو ما جتماعية لألزمة دون حل األزمة السياسية العالقة على تسوية الجوانب اإل

سلبا على مصداقيتها ومن ثمة نجاحها، كما أنه من مظاهر قصور ميثاق السلم والمصالحة فبعـدما ،ة واألخرىت اإلرهابية في الجزائر بين الفينستمرار نشاط الجماعاإالوطنية هو

نقلت الجماعة السلفية للدعوة والقتال مجال نشاطها من الجزائر إلى السـاحل األفريقـي نخراطها السلطة في الجزائر مستهدفة بحكم إأصبحت ،ئها لتنظيم القاعدة األم وإعالن وال،

وهو مـا ، 2الذي يكبح وينتهك حقوق الشعوب المستضعفة،في النظام الرأسمالي العالمي رغم : "أبرزه تقرير مجموعة األزمات الدولية حول نشاط الجماعات اإلسالمية في الجزائر

سـتمرار نشـاط ستوى العنف وبشكل كبير، غيـر أن إ مما تم في الجزائر من تخفيض لالحركات المسلحة ال يشكل معضلة أمنية فحسب، بل يعتبر قيدا على الحياة السياسية فـي

وفي هذه الحالـة فـإن ، 3"البلد لكونه عنصرا يساعد في نمو العنف الذي تمارسه القاعدةرفضـوا الـذين دع أولئكالسلطات الجزائرية ال تجد حال آخر سوى الخيار العسكري لر

4. مسعى المصالحة الوطنية واستمروا في أعمالهم اإلجرامية غير المبررة

فإن هناك من يعتبـر هـذا القـرار ،وفيما يخص إنهاء حالة الطوارئ في الجزائرحيـث يخفـي وراءه تفاقمـا للقيـود ،وقد جاء كرد فعل على الثورات العربية ،مخادعة

فيفري 23الموافق لـ 1432ربيع األول 20، مؤرخ في 01-11الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أمر رقم 1

.04.ص ،2011فيفري 23 ،12 .، عالجريدة الرسمية، يتضمن رفع حالة الطوارئ، 2011 .11.ص مرجع سابقبن الشيخ، 2 . المكان نفسه 3 . المكان نفسه 4

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

145

وهو مـا يثبتـه ،دنية والشخصية والنتهاكات حقوق اإلنسانالمفروضة على الحريات الم . 1 وانين الطوارئ في القانون العاديإدماج معظم مضمون ق

فقد تطرقنا في فصلنا الثاني والمعنـون بــ ،جتماعياإل -قتصاديانب اإلوفي الج، حيـث أن إلى األسباب الحقيقة الكامنة وراء تفجر األوضـاع " اإلرهاب في الجزائر "

قتصاد باعتباره إ -إنخفاض األسعار العالمية للنفط إنعكست بالسلب على إقتصاد الجزائر، ـ جتماعية ،ما أنعكس بدوره على األوضاع اإل –د على مداخيل النفط مريعي يعت ت أغرق

،أدت إلـى ) ...بطالة، فقر، جهـل (في جملة من المشاكل المستعصية يالمجتمع الجزائرودخلـت ،ن مجتمعه، وفقدان المجتمع برمته الثقة في دولتـه ع ينسالخ الشعب الجزائرإ

لم يعرف لها تاريخ اإلنسـانية ، الجزائر على إثر هذه األوضاع المتدنية دوامة من العنف ل ما وهو أو ،اب األمنت الجزائرية أهمية التنمية الستتبالحديث مثيال، وقد أدركت السلطا

حيـث بـادر ، حينما تولى زمام الحكـم ، يقةبوتفل عبد العزيز قام به رئيس الجمهوريةكما سـبق التطـرق (قتصادية على طول فترات عهداته الثالثة شاريع إبإحداث قوانين وم

وقد حققت ، ساعد على تمويلها تحسن في دخل قطاع المحروقات ،) إليها في مبحث سابقستوى معيشة حيث ساهمت في رفع مستوى التنمية، تحسن م، هذه المشاريع نجاحا نسبيا

،مليارات دوالر 4نخفاض مستوى المديونية بنسبة ،إنخفاض مستوى البطالة، كذلك إالفرد . 1999مليار دوالر سنة 37بعدما كانت

،ويبقى الوضع قتصادية في الجزائر غير مستقرة كن بنظر الباحثة تبقى األوضاع اإللقتصـاد ،بحكم طبيعـة اإل خرى ة واألوالشعب الجزائري مهددا بين الفين قتصادي للفرداإل

مـن صـادرات % 75(الجزائري، إذ يعتمد بصورة شبه كلية على قطاع المحروقـات قتصاد الوطني لصدمة نقطية ماذا لو تعرض اإل: والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ،)البالد

ستمرار المستقبلية في ظل عدم اليقين من إمعاكسة؟ كيف سيكون مصير المشاريع اآلنية و

.212.، صمرجع سابق، مباركية 1

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

146

قتصادية أخرى لباحثة ضرورة تطوير قطاعات إر تمويلها؟ وهو ما يستدعي بنظر امصدالتفكير في إستراتيجية وطنيـة ، ما يعني ضرورة ) زراعة، صناعة، سياحة(خارج النقط

ستغالل األمثل للثـروات ا تحريك عجلة التنمية من خالل اإلشاملة، تضع ضمن أولوياتهالتي تحول دون تنفيـذ رى الباحثة أن من بين أكبر العقباتتكما ،التي تتربع عليها البالد

هو كثرة الفساد الـذي طـال ،مشاريع تنموية ناجحة تنعكس على حياة الشعب الجزائريفالعبث بأموال الشعب أصبح واقعـا مـدركا، وضـعف ...شخصيات مرموقة في الدولة

ت فـي تسـيير األمـوال نحرافادم قدرتها على التصدي لمختلف اإلالمنظومة الرقابية وعفإننا اليوم أمام مشهد الثمانينـات ،العمومية زاد الهوة بين الشعب ودولته، وبنظر الباحثة

وراح يبحـث ،حين فقد الشعب الثقة في دولته وحكامها،والتسعينات من القرن المنصرم ـ وريما خير دليل على،عن بديل يجد له ولحاجياته أذانا صاغية ن ذلك إنسالخ الشعب ع

حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة ،2014كذلك ،2009نتخابات الرئاسية لعام دولته في اإل .الدولة زائري بكل شرائحه الثقة بما تعد بهوهو دليل على فقدان الشعب الج، 36%

تعالج ليس فقط -خاصة في اآلونة األخيرة -وفي المجال العسكري نجد أن الجزائرتو على معالجة ما تسببت فيه حماقات وسياسات خاطئة للنا بل هي مجبرة ،قضية اإلرهاب

كرية في ظل ما فرنسا وغيرها، صحيح أن الجزائر مجبرة على دعم وتقوية قواتها العس وئر أن ضطرابات أمنية تضرب العمق األمني للجزائر، لكن على الجزاتشهده المنطقة من إ

ـ عليهـا تح ويجب ،ستنزاف باهظة التكاليفتدرك جيدا أنها في ظل حرب إ رغـم ا،ملهتزويـد الجـيش الجزائـري بالوسـائل ،و النفاق الغربي الذي يرفضمحدودية الوسائل

سـتمرار وعليه ومن وجهة نظر الباحثة فإن إ ،1والتقنيات الضرورية لمواجهة التهديدات سـتنفار كلم في حالة إ 6000ية التي تقارب القوات العسكرية للجزائر على حدودنا الجنوب

ثر بطبيعـة الحـال علـى وهو ما سيؤ ،رفع من ميزانية وزارة الدفاعالسوف يؤدي إلى

ماي 24، 7442 .ع جريدة الخبر" من الضروري إعادة النظر في عقيدة عدم التدخل في شؤون اآلخرين"جمال فينش 1 .02.، ص2014

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

147

جتماعية ويأخذ من نصيبها، وهو بالفعل ما تسعى إليـه القـوى المشاريع اإلقتصادية واإل .الغربية سواء مع الجزائر أو الدول اإلفريقية

على المستوى اإلقليمي الدولي : المطلب الثاني

والجزائر في مسعى لتعبئة الجهـود ة اإلرهابية كتهديد أمنيلظاهرإنه ومنذ بروز استفحلت طيلة عقد من الزمن فـي المجتمـع ،التي عاثت وإلمكافحة هذه الظاهرة ةالدولي

،سـبتمبر 11والشعب الجزائري، ولم تلق الجزائر آذانا صاغية لنداءاتها إال بعد أحداث في -إذن أمريكي -وتجند بعدها العالم بعد ،ئرحيث أدرك العالم ما كانت تحذر منه الجزا

. حرب عشواء لمحاربة هذه اآلفة

فقد سـعت ،وفي أولى الجهود الدبلوماسية للجزائر على المستويين اإلقليمي والدولي لتحديـد العـدو ،الجزائر إلى محاولة إقناع العالم بضرورة إيجاد تعريف موحد لإلرهاب

كمـا ،وتعزيز وحدة الصف في مكافحة هذه الظاهرة ،لة المشترك وبلورة إستراتجية شامالدولي، على ضرورة التمييـز حثت الجزائر جاهدة عبر مختلف المحافل الدولية المجتمع

لكن جهود الجزائـر وعدم الخلط بين ما أصطلح على تسميته اإلرهاب وحركات التحرر، هرة وفقا لمصالحها كل دولة تتصرف وتفسر هذه الظا أنحيث ،في ذلك وجدت صعوبات

مكافحـة و باتـت وفي مقدمتها الواليات المتحدة األمريكية والـدول الغربيـة، ،الذاتية ،التي تضرب اإلرهاب على المستوى األولى تخضع للممارسات االنفرادية للدول الكبرى

رض الحائط كل اآلليات القانونية والشرعية الدولية التي تتنافى ومصلحتها، وفي إطـار بعلسـباقة لجهود الدبلوماسية دائما للجزائر إقليميا ودوليا نجد أن الجزائر كانت من الدول اا

الفدية التي تعتبر من أهم ما يمول العمل اإلرهابي وينمي من إلى إيجاد قانون دولي يجرممجهوداتهـا وبالفعل فقد القـت ،وقد كثفت الجزائر من نشاطاتها من أجل ذلك ،نشاطاته

2009من إقناع مجلس األمن لألمم المتحدة في ديسـمبر تتمكن يا ودوليا إذترحيبا إقليمالمتعلق بمكافحة مصادر تمويل اإلرهاب ،1373الذي يكمل القرار 1904بتبني القرارين

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

148

تحاد اإلفريقي ،و كذا إقناع اإلالمتعلق بتمويل نشاطات الجماعات اإلرهابية ،1267والقرار الذي يدين دفع الفدية للجماعات اإلرهابية ويطالـب ،652ار تبني القرب 2009في جويلية

1. المجتمع الدولي بتجريمها

علـى مـذكرة الجزائـر حـول ، 2014جانفي 27كما صادق مجلس األمن يوم ختطافات من أجل طلـب الفديـة للجماعـات ات الحسنة في مجال الوقاية من اإلالممارس

ى المديرية التنفيذية لمجلس مكافحة عن ذلك، وداإلرهابية والقضاء على المزايا المنجزة ع . نتصارا دبلوماسيا للجزائرو هو ما إ 2اإلرهاب إلى أخذ مذكرة الجزائر بعين االعتبار

باعتبـاره يمثـل العمـق ) الساحل(كما بدأت الجزائر بالتحرك في فضائها اإلقليمي الجزائـر بجملـة مـن ،وعليـه بـادرت ها الوطني اإلستراتيجي لها والبطن الرخو ألمن

حيث عملت على دعم مساعي التنميـة فـي دول ،ستراتيجيات على المستوى اإلقليمياإل ،حتـرام كرامـة اإلنسـان وط التنمية المستدامة والعدالة وإمن خالل توفير شر،المنطقة

والتأكيد على مشاركة أكثر إنصافا للعالم النامي حتى يعم االسـتقرار واألمـن المجتمـع نمـو اإلرهـاب لوألن الجزائر تدرك تمام اإلدراك أنه من بين األسباب الرئيسية الدولي،

وتطور نشاطاته هو غياب التنمية ، فقد حثت الدول الكبرى على ضرورة مسـاعدة دول من خالل عدة مبادرات، لكن المسـعى القارة األفريقية لتحقيق التنمية وتخفيض مديونيتها

لعل أهمها ما تفرضه الـدول الكبـرى مـن ، وبات من نجاعته عدة صع الجزائري تحدوتهدف الدول الكبرى أو ،مقابل الحصول على المساعدات والقروض،سياسات وشروط

ل الدول األفريقية دائما فـي وضـع المانحة للمساعدات من وراء هذه اإلجراءات إلى جعتضارب مصـالح أي الحفاظ على عالقة المركز والمحيط، وبالتالي فإن ،ستدانة وتبعية إ

.18.ص، )2014ري فيف( 607.، عمجلة الجيش، "التزام وصرامة" 1 ،)2014فيفري ( 607.، عمجلة الجيش، "يينمجلس األمن الدولي يشير إلى مذكرة الجزائر ضد دفع الفدية لإلرهاب" 2

.15.ص

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

149

حرلدحال دول تحقيق الجهود التي تسعى إليها الجزائر ول الكبرى في القارة اإلفريقيةالد . األسباب المؤدية إلى تفاقم اإلرهاب في المنطقة قهر و

بلورة إستراتيجية شاملة في أفريقيا ال تعنى بها سـوى الـدول إن محاولة الجزائر إلى منع التدخالت األجنبية فـي المنطقـة بحجـة أوال و قبل كل شيء تهدف،األفريقية

فالجزائر حاولت في ظل مجهوداتها سواء الدبلوماسية أو العسكرية على ،مكافحة اإلرهابألنهـا ، "أفرقة الحلـول "التأكيد على مبدأ نمحاربة ظاهرة اإلرهاباإلفريقي في المستوى

والذي سيولد الضغط علـى ،تدرك خطورة التدخل األجنبي في المنطقة على أمنها القوميللمنـاطق لصحراء الجزائر المتاخمة الجماعات اإلرهابية التي ال تجد مالذا ومأوى سوى

الساخنة في أفريقيا ، ومع ذلك فقد فشلت الدبلوماسية الجزائرية في منع الوجود العسكري الساحل بعض الحكومات األفريقية في مع حيث تدخلت فرنسا وبتواطؤ،األجنبي في القارة

وبذلك ضـربت فرنسـا عـرض الحـائط ،تحرير الرهائن الفرنسيين ة بحج ،األفريقيحـين ،73-13بما فيها القـرار ،المنظومة التشريعية الدولية الخاصة بمكافحة اإلرهاب

قامت بتحرير رهينة محتجزة ستبدال الرهينة بإرهابيين مطلوبين دوليا، كذلك إلى إعمدت ـ 19-04وهو ما يتنافى مع القرار األممي ، ية لي بواسطة دفع الفدبما رم دفـع ،الذي يج

فشل التدخل لكن ،من جهة أخرى من الجهود الجزائرية في المنطقة ،ويحدالفدية من جهة وهي أحقية دول المنطقة بمشاكلها ،إليه الجزائر نسي في المنطقة أثبت صحة ما تصبوالفر

.والتي من بينها اإلرهاب

احثة فإن قصور اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهـاب فـي ومن جهة نظر البهتمامهـا ، تكمن في عـدم إ منطقة الساحل والتي تعد الفضاء اإلقليمي لها بالدرجة األولى

عنـدما ،فالمالحظ أن الجزائر تتدخل وتفعل مـن مجهوداتهـا فقـط ،بالمنطقة ومشاكلهاما يوفر فرصا أكبر للقوى األجنبيـة وهو ،تستشعر وجود خطر حقيقي يهدد أمنها القومي

. لتغطية الفراغ الجزائري وزيادة تموقعها أكثر في المنطقة

2014- 1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب :الفصل الثالث

150

هناك تنافس كبير بين القوى الكبرى علـى المنطقـة إنه على الجزائر أن تدرك أني ترسمها هذه الـدول والتـي ستراتيجيات التا، لذلك فإن كل اإلوالثروات التي تزخر به

ستراتيجيات تعكس مصالح هذه الدول وتعمـل علـى ترسـيخ ر هي إتشارك فيها الجزائبل في حمايـة ،وجودها في المنطقة، وما الجزائر إال دولة محورية ليس في حفظ األمن

ستراتيجيات الغربية إلى تقليص وتطويق الدور الجزائري نانية، كما تهدف اإلمصالحهم األ، رها في إطار مكافحة اإلرهاب فقط حصر دوكذا و ،وجعله تابعا لمخططاتها،وتهميشه

مسـتوى علـى يوذلك إلدراكها أهمية الطرح الجزائر،عن مشاكل القارة األخرى بعيداالذي في رأيها لو نجحت ،قتصادي والتنموي والحل السياسيالقارة خاصة في الجانب اإل

،نسحابهاا وإوف يؤدي إلى إبعادهفإن ذلك س" أفرقة الحلول"الجزائر والدول األفريقية في ، وبعض خاصة في ظل االستكشافات الكبيرة للنفط في النيجر ،وهو ما ال يخدم مصالحها

ـ ومن جهة أخرى فإن إ ،هذا من جهة دول أفريقيا ي أفريقيـا ستراتيجيات الدول الغربية فبـدل ،تركز على تقوية ودعم القوات والجوانب العسكرية ،فضاء الساحل خاصةعموما و

وهو مـا ،تطويرها بقيت محصورة فقط في المساعدات دونالتي ةلتنمويدعم الجوانب ا .يحافظ على بقاء عالقات المركز بالمحيط

وعليه فإن الباحثة ترى أنه من بين العوامل األولى التي تطوق وتحد مـن فاعليـة هو التدخالت األجنبيـة سـواء بطريقـة ،ونجاح اإلستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب

كالتدخالت العسكرية أو في صيغة التعاون اإلقليمي، بل وحتى دوليا فإن الـدول مباشرةسـتقرار والسـلم ،ولـيس خدمـة لإل الغربية تتعاطى مع الظاهرة وفقا لمصالحها الذاتية

،سواء من طرف الجزائر، بحر عثر أمام كل محاولة جادة ما يقف حجر وهو ،الدوليين .لتحقيق مكاسب مختلفة وليس مسوغا ،تهديدا حقيقيااإلرهاب أو أي دولة أخرى ترى في

ةــــاتمــــخ

خاتمــــــة

152

)إستنتاجات وتوصيات(: خاتمة

التي باتت تؤرق كاهل المجتمـع ، لظاهرة اإلرهاب يشهد العالم اليوم نموا متسارعا ، بفعل عوامل ساعدت على إتساعه تخاذه أبعادا أكثر خطورة من ذي قبل، نظرا إلالدولي

وهو ما استدعى بذل جهود وطنية إقليمية ودولية للحد والقضـاء علـى هـذه ،تشارهنوإحتى أصبح التعاون والتنسيق الدولي بين مختلـف دول ومؤسسـات المجتمـع ،الظاهرة

وما ،سبتمبر 11خاصة بعد أحداث ، –المفروض –الدولي ضرورة ملحة يفرضه الواقع األجهزة والمؤسسـات من والسلم الدوليين وكذا ت على األأفرزته هذه األخيرة من تداعيا

رأسها منظمة األمم المتحدة التـي وعلى ، لها حفظ األمن والسلم الدوليين المنوط األممية التعاون الدولي افحة اإلرهاب تعمل على تطويرإستراتيجية عالمية لمك 2006تخذت عام إ

بح جماح األسباب المباشـرة من خالل دعم جهود التنمية والعمل على ك ،في هذا المجالتحقق ولو بنسبة قليلة األهداف لم لكن هذه اإلستراتيجية، التي تكون وراء خلق اإلرهاب

: ويرجع ذلك إلى أسباب عدة لعل أهمها، المرجوة منها

على ، تجسده إتفاقية دولية توضحغياب تعريف موضوعي موحد ومحدد لإلرهابذات الصلة كحركات التحرر والمفاهيم األخرىأساسها وتميز بين مفهوم اإلرهاب

حدد معـالم ،يغياب إطار قانوني محدد على مستوى السياسة الدولية والمقاومة ،واإلرهاب وصوره يرجع أساسا إلى تغليب المصالح السياسية الضيقة للدول التـي

ما أعطى لـبعض بما يتفق ونظرتها ومصالحها، وهو باتت تتصرف مع الظاهرةأدخـل المجتمـع الـدولي ،ق التعامل أو مكافحة اإلرهاب بشكل فـردي الدول حفرضتها سياسات الدول الكبرى التي ضربت بعرض الحائط مبادئ منظمة ،فوضى

وأصبحت علـى أساسـه قـرارات ،بل أخضعتها لمنطق الهيمنة، األمم المتحدة ت ، حيث أصـبح فس المنطق، أخضعت قرارتها كذلك لنالمنظمة مهمشة تماما بل

خاتمــــــة

153

ال قرارات تتماشى ومصلحة هذه القوى و تدين كـل مـن على تصادقتصدر و .يلتزم بها

إفتقار منظمة األمم المتحدة إلى قـوة ماديـة و بشـرية لتطبيـق إسـتراتيجيتهابالنقص الذي تعاني منـه القوى الكبرى لتذرع ح المجال أكثر ما يفسالعالمية،وهو

اية السلم واألمن الدوليين بالنيابـة عـن المنظمة والتدخل وراء غطاء ومسوغ حم . األمم المتحدة

وعليه أمام مثل هذه المعوقات وغياب إطار قانوني يعطي تعريفـا دقيقـا واضـحا تجسيد إسـتراتيجية عالميـة ، فإنه يصعبللظاهرة اإلرهابية بعيدا عن التأويل والغموض

فعلت من النهج العسكري فـي ويزيد من السياسات اإلنفرادية للدول الكبرى التي ،ناجحةن تعنت اإلرهاب نتيجة المظالم اإلقتصادية، مما زاد م،سياساتها األمنية لمواجهة الظاهرة

أدخل العالم برمته في حرب ال تحمد عقباهـا، الحـرب علـى ،السياسية و جتماعية، اإل، أثبتت 2001سبتمبر 11اإلرهاب التي نادت بها الواليات المتحدة األمريكية بعد أحداث

،كـذلك أن المصلحة القومية األمريكية تتقدم على أي دور يمكن أن تقوم به األمم المتحدة نعكاسات هذه الحرب التي كانت من بين أهم نتائجها تقسيم الدول إلى دويالت متنـاحرة إ

تخدم بالدرجة األولـى مصـلحة الواليـات المتحـدة ،...)العراق، ليبيا(مجزأة مقسمة .األمريكية

ير مثال لقد أثبت إتباع النهج العسكري لقمع العمليات اإلرهابية عدم نجاعته، ولعل خعلى ذلك الجزائر، التي تعد اآلن دولة رائدة في مجال مكافحة اإلرهاب بشهادة دولية، بعد

تعامل مـع حيث عمدت الجزائر طيلة عقد من الزمن إلى ال، النجاح النسبي الذي حققته ما زاد من تأزم الوضع الذي جعـل الـبالد قـاب ،ستأصالية عسكرية إ الظاهرة بطريقة

لكن التغير الذي حصل في إسـتراتيجية ،قوسين أو أدنى من تدخل دولي لتسوية الوضع طرق سلمية في معالجة األزمة وإنتهاجه عبد العزيز بوتفليقةالجزائر مع مجيء الرئيس

. لحلول السلمية على العسكريةكانت له نتائج إيجابية أكدت أحقية وأولوية ا

خاتمــــــة

154

ستنزفت من ، إالجزائر من أولى الدول التي عاشت تجربة مريرة مع اإلرهابتعتبر وحسب دراستنا فإنه نتيجة تظافر أسـباب وعوامـل ،قواها البشرية والمادية إلى حد بعيد

السياسـية، (ئري ومصادرة حقوقـه نحرافات عن توجهات الشعب الجزانتيجة إ عدة، بلأدخلت البالد في دوامة مـن العنـف ،وكذا تطلعاته ،...) قتصادية والثقافيةجتماعية، اإلاإل

عتمـدت السـلطات مثيال، أمام هذا الوضع المأساوي إالمسلح لم يشهد لها العالم الحديث ستراتيجيات مست جميـع ن القرن المنصرم جملة من اإلالجزائرية مع نهاية التسعينات م

وذلك بعدما تبين فشل السياسات ...جتماعيةالسياسية اإلقتصادية ، اإل الميادين والمستويات .العسكرية في إيجاد مخرج لألزمة-األمنية

مكنـت مـن عبد العزيز بوتفليقةصحيح أن السياسات المتبعة طيلة عهدة الرئيس ،من حيث تراجع نسبة العنف في البالد،استتبباب األمن تدريجيا في معظم أرجاء الوطن

وهو ما نلمسه في الوقت الحاضـر مـن خـالل تحركـات ،عودة إلى الحياة الطبيعيةوال توتفاعالت المجتمع، ومع ذلك فإن المتتبع لألزمة الجزائرية يرى ويدرك أن هذه السياسا

وانقالب 1988نتفاضة الخبز ، فأساب إالمنتهجة تعاملت مع أعراض األزمة ال مع أسبابهاوالشعب الجزائري مدرك تمامـا ،عميقة أكثر من ذي قبلالزالت واردة، بل هي 1992

.لألوضاع اآلنية التي يعيشهانعكـاس البيئـة والثقافيـة وإ جتماعية، السياسيةإن تراكم األوضاع اإلقتصادية ، اإلكذلك ضعف وبطء إدراك النخبة الحاكمة لطبيعة ،الدولية في فترة الثمانينات على الجزائر

عوامل جرت البالد إلى سلسلة من األعمال الدراميـة مـا زالـت التحوالت الدولية كلها .أثارها تطفوا على السطح رغم محاوالت إخمادها

د تـداعياتها أدى إلـى تعـدد وتنـوع وتعـد ،إن تعدد أسباب األزمة الجزائريـة ستراتيجيات لم تكن بمستوى النجاعة التي تعبر عـن ، لكن هذه اإلستراتيجيات معالجتهاإ

فالتفاوت الطبقي الفقر، البطالة، التهميش، فقدان الثقة بين ،ح الشعب الجزائريآمال وطموهر تعبر اليوم وبصمت عن هشاشـة الفساد السياسي والمالي، كلها مظا..الحاكم والمحكوم

خاتمــــــة

155

والسبب في ذلك هو التعامـل ،مرودية اإلستراتيجيات المنتهجة من قبل الحكومة وضعفج األزمة المع األسباب العميقة التـي أدت إلـى تفاقمهـا وبسطحية وبصورة آنية مع نتائ

.وتفجرهاتمكنها من الخوض فـي أي ، ائلة الجزائر بإمكانيات وموارد مادية وبشرية ه تزخر

الحـديث عـن نجاعـة الواقع أن بنجاعة، لكنإستراتيجية على المدى المتوسط أو البعيد ،يصبح ضـرب مـن كلية وغيرها أو القضاء على البطالة بصورة شبه ،مشاريع تنموية

المجتمـع، ورفضه اإلنفتاح على مختلف شرائح ،نسداد النظام السياسيالخيال، في ظل إإضافة إلى شيوع الفسـاد ،لتمويل المشاريع التنموية وغيرها مصدر واحد واعتماده على

الواقـع بحكم طبيعة النظام واالقتصاد، وعليه فإنه على الجزائر والجزائريين أن يدركوا وذلك مـن ،ومعاودة الدخول في دوامة العنف،ويلحقوا الركب قبل فوات األوان ،المعاش

: ـب بدءا، خالل العمل على التغيير الجذري في مبادئ وأسس الدولة يشارك فيه كل فئات الشعب الجزائري بمختلف توجهاته ،نظام ديمقراطي متفتح خلق

. رويفسح المجال لحرية الرأي والتعبي ، وذلك بالعمل علـى تطـوير قطاعـات قتصادية خارج قطاع النفط تحقيق التنمية اإل،

قتصادية أخرى في الزراعة والصناعة والسياحة، فاعتماد الجزائر على مداخيل النفط إكان من بين أولى األسباب التي أدخلت البالد في أزمة، بعد تأثرها بانخفاض أسـعار

يستلزم –ربما على المدى القريب -تفادي صدمة مماثلة، وعليه فإنه ل،النفط العالمية ا تحريـك عجلـة ضرورة التفكير في إستراتيجية وطنية شاملة، تضع ضمن أولوياته

. ات التي تتوفر عليها البالدالتنمية من خالل اإلستغالل األمثل للثرو وتحسين ،غايتهاوجعله أداة للتنمية و ،من خالل تنمية قدراته ،هتمام بالفرد الجزائريإ

تحقيـق -..)صحة، سكن، تعلـيم، مشـاركة (مستويات معيشته في جميع المجاالت وتكافؤ الفرص في جميع الحقـوق خالل المساواة ، منجتماعية وتجسيدها العدالة اإل

تختفي الفوارق العميقة بـين األقليـة و التي بها جتماعية والسياسيةاإلقتصادية ، اإل

خاتمــــــة

156

وعليه فإنه ال بد من تغيير جذري في المناهج والقوانين التي ،فقيرة الغنية واألغلبية ال . غترابع على التفاوت وتعميق الشعور باإلتحكم المجتمع الجزائري والتي تشج

ستفحلت ومنـذ ال بد من التصدي لظاهرة لطالما إ فإنه،لتحقيق مثل هذه التطلعات ووهي الفساد السياسي الذي بات ينخـر ) بحكم طبيعة النظام واالقتصاد(القديم في المجتمع

في ظل غياب رقابة صارمة ودائمة على جميع العناصر الفاعلة واألنشطة ،جسم الجزائرفي المجتمع، وعليه فإنه ينبغي وضع ضوابط تحد من الفساد من خـالل تعزيـز آليـات

في إطـار وما يتصل بظاهرة الفساد، وكل هذا يتم ،المساءلة والمحاسبة ومحاربة الرشوة ويعزز ،ديمقراطي يعبر عن تطلعات وآمال جميع شرائح وفئات المجتمع الجزائري نظام

الشـعب (ويبني أسس قوية تسودها الثقة بين الحاكم والمحكوم ، من آليات الحكم الراشد . اليوم ،ولألسف هذا ما تفتقد إليه جزائر) والسلطة

ركبة يتقاسم الجميع المسؤولية فيها، وعموما فقد كانت األزمة الجزائرية وال زالت محتـرام د، تنمية المجتمع، تنمية الفكـر، إ تنمية الفر: والحل يكمن قبل كل شيء في التنمية

والجزائر حوربت مـن ،هشة حقوق اإلنسان، ترسيخ الديمقراطية على أسس صحيحة المـن و اتهمألوضاع المتردية وطالت نـداء هم ونقمهم لقبل أبنائها الذين عبروا عن سخط

.غيةصاآذان فإنـه ،الدولية في مكافحة اإلرهابوالحديث عن إستراتيجية الجزائر اإلقليمية و في

بشرية، لها من اإلمكانات مـا ،قتصاديةة إلى أن الجزائر باعتبارها قوة إيجب التذكير بدايمصالحها يؤهلها للعب دور الفاعل األمني ال المنسق مع قوى إقليمية وأجنبية تريد تحقيق

خاصة ،على حساب الجزائر ، صحيح أن هناك أخطار مباشرة تتربص باألمن الجزائري بعض الدول المجاورة للجزائر، لكن هذا في ظل التطورات واإلنفالت األمني الذي تشهده

تصـويره ، ي أن الخطر موجود بالصورة أو الضخامة التي تحاول القوى الغربية ال يعنفي المنطقة، فهذه األخيرة تريد من الجزائر أن تلعب دور الدركي في هابغية تحقيق أهداف

سـتنزاف طاقـات ، وهو ما سيعمل علـى إ ، الجريمة، السالحبالمنطقة لمحاربة اإلرها

خاتمــــــة

157

وعليه فالجزائر صـراحة مجبـرة ،ويلهيها بالدرجة األولى عن التنمية الداخلية ،الجزائرات اإلرهابية وتجارة السالح والجريمـة على حماية وتأمين حدودها من تحركات الجماع

لكن ال يجب أن يكون ذلك على حساب المشاريع األخرى، فاإلنفاق العسـكري ،المنظمةفـي يتعين على الجزائر ، كما المتزايد أرهق ميزانية الدولة خاصة في السنوات األخيرة

اغةصـي و ، بلـورة ات المنطقة وتضـارب المصـالح ظل التكالب الالمتناهي على ثرويها المحافظة على مقاربـة كما يتوجب عل ،إستراتيجية متكاملة بحسب مواردها وإمكاناتها

لعقيدة أمنها القومي، مقاربة تجعلها مستقلة عن المظالت األجنبية التي تعمل علـى مستقلة وجعله يدور فقط في مدار مصالحها الضيقة، وأخيرا يجـب أن ،تطويق الدور الجزائري

واألكثر من ذلك ،ة شاملة متكاملة على المستوى المحلي اإلقليمي والدوليتكون إستراتيجيلدرء كل التهديدات والمخاطر اآلنية ،يجب أن تكون إستراتيجية جزائرية بعيون جزائرية

.والمحتملة .حرة آمنة إنشاء اهللا حفظ اهللا الجزائر

قــــالحــالم

الملحق األول

لحةميثاق السلم والمصامشروع الوطنية

الثانيالملحق

السلم والمصالحة تنفيذ ميثاق الوطنية

.

الثالثالملحق

اتفاقيات مكافحة اإلرهاب الدولية واإلقليمية التي صادقت عليها الجزائر

والمراجع قائمة المصادر

قائمة المصادر والمراجع

182

قائمة المصادر والمراجع .المصادر: أوال

:المواثيق الرسمية_ أ 5،مؤرخ يوم44-92ة الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مرسوم رئاسي رقم الجمهوري .1

9، 10.،عالرسمية الجريدة، "إعالن حالة الطوارىء"، 1992فيفري 9: شعبان الموافق ل .1992فيفري

رجب 9:، مؤرخ في 278-05الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، قرار رقم .2، " مشروع ميثاق السلم و المصالحة الوطنية" ،2005أوت 14: ه الموافق ل1426

.2005أوت 55،14.،ع الجريدة الرسميةربيع األول 20، مؤرخ يوم 01-11الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، قرار رقم .3

12،23.،عالرسمية الجريدة، "ئرفع حالة الطوار" ،2011فيفري 23:ه،الموافق ل1432 .2011فيفري

اإلرهاب في وثيقة عمل دراسة حول تشريعات مكافحةدة ، فرع منع اإلرهاب ، األمم المتح .4 .2009، دول الخليج العربي و اليمن

لمكافحة اإلتفاقية العربيةجامعة الدول العربية ، مجلس وزراء الداخلية و العدل العرب، .5 .، القاهرة اإلرهاب

:القواميس والموسوعات_ ب .1994دار النهضة، : القاهرة ، ، معجم الوسيطالبعلبكي منير .6، بيروت ، المؤسسة العربية 1.،ج موسوعة السياسةعبد الوهاب الكيالني و آخرون، .7

.ن.س.للدراسات و النشر، ددار مجدالوي للنشر األردن، ،، موسوعة علم السياسةالجاسور ناظم عبد الواحد .8

.ن.س.والتوزيع،د .ن.س.،جامعة الكويت،دم السياسيةموسوعة العلوربيع محمد محمود،صبري إسماعيل، .9

علي محمود مقلد، : ، ترجمةموسوعة اإلستراتيجيامونبريال تيري دي، كلين جان، .10 .2011بيروت المؤسسة الجامعية للدراسات و الدراسات و النشرو التوزيع ،

قائمة المصادر والمراجع

183

المراجع: ثانيا باللغة العربية -1 :فئة الكتب_ أ

إيتراك :، مصرية والقانون الدوليتحالفات العولمة العسكرأبو الخير مصطفى، .11 .2005للطباعة والنشر والتوزيع،

: ، األردن الدبلوماسية و اإلستراتجية: العالقات الدولية الظاهرة والعلمأبو عامر عالء، .12 .2004، دار الشروق

، اإلسكندرية، دار الفكر العالم بين اإلرهاب والديمقراطيةالبوادي حسين محمد، .13 .2007الجامعي،

.1988، 1دار أسامة، ط :،بيروتأشهر االغتياالت السياسية في العالم،ير هاني الخ .14 تعريف اإلرهاب الدولي بين اإلعتبارات السياسيةمحمد عبد المطلب، نالخش .15

.2007دار الجامعة الجديدة،: ، اإلسكندريةوالموضوعيةم للنشر إبن الهيث: ، الجزائرمقدمة في علم الدراسات المستقبليةالساعدي رحيم ، .16

.2013والتوزيع،: ،القاهرة الحركات األصولية اإلسالمية في العلم العربيالشيباني رضوان أحمد شمسان، .17

.2005مكتبة مدبولي،: ، الرياضالجريمة المنظمة، األنماط واإلتجاهاتالصيفي عبد الفتاح مصطفى وآخرون، .18

.1999نايف للعلوم األمنية، أكاديمية، بيروت، ب السياسي بحث في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانيةاإلرهاالعكرة أودينس، .19

.1993، 2دار الطيعة، طالخلفيات السياسية ، األزمة الجزائرية في" الجزائر التعددية المكلفة" العمار منعم، .20

مركز : ، بيروت)11(، سلسلة كتب المستقبل العربي واإلجتماعية واإلقتصادية والثقافية .1989، 2بية طدراسات الوحدة العر

دار األمين : ، القاهرةسوسيولوجيا الديمقراطية والتمرد بالجزائرالعياشي عنصر، .21 .1999، 2للطباعة والنشر والتوزيع،ط

قائمة المصادر والمراجع

184

وأنواعه دراسة في مفهوم اإلرهاب، اإلرهاب واإلرهاب المضادالفتالوي سهيل حسين، .22 .2005، 1بي، طدار الفكر العر: ،والكفاح المسلح ضد اإلحتالل، بيروتوأسبابه

دار األسرة : ، عمانالمقاومة واإلرهاب من منظور إسالميالقرالة علي عبد القادر، .23 . 2006، 1للنشر والتوزيع، ط

المنظمة العربية للتنمية : ، القاهرةمدخل لدراسة اإلستراتجيات الكبيسي عامر خيضر، .24 .2010اإلدارية،

] د،س،ن[دار الكتاب الحديث، : الكويت،اإلرهاب الدوليالمهدي فكري عطا اهللا عبد اهللا، .25، رؤية قانونية مكافحة اإلرهاب في اإلستراتجية األمريكيةالياسري ياسين طاهر، .26

.2011دار الثقافة للنشر والتوزيع، : وتحليلية ،عمان .1977وكالة المطبوعات : ، الكويت، مناهج البحث العلميبدوي عبد الرحمان .27مواجهته، إلرهاب الدولي، أصوله الفكرية وكيفيةابسيوني هبة اهللا أحمد خميس، .28

.2009الدار الجامعية،: اإلسكندرية البعد المتوسطي لألمن الجزائري، الجزائر، أوربا والحلفبن عنتر عبد النور، .29

.2005المكتبة العصرية للطباعة،والنشر والتوزيع،: ، الجزائراألطلسيغازي : ،ترجمةلمأساة الجزائريةاإلسالمية السياسية، ا بن عروس زهرة وآخرون، .30

.2002، 1دار الفرابي،ط: البيطار، بيروتالبحوث مناهج البحث العلمي وطرق إعدادش عمار، الذنيبات محمد محمود، وبوح .31

.1999ديوان المطبوعات الجامعية،: ، الجزائرالعلمية، للحكام إدارة النزاعات الدولية في التصورات السيكولوجية، المتضاربةبوعشة محمد، .32

].د،س،ن[دار الهدى للنشر و التوزيع : الجزائر، عين مليلةخليل أحمد خليل، الجزائر، : ترجمة الرعب المقدس بوكراع إلياس، الجزائر، .33

.2003، دار الفرابي، ANEP:لبنانمركز الخليج لألبحاث، : ، ترجمةعولمة السياسة العالميةبيليس جون، سميث ستيف، .34

.2004: دبي

قائمة المصادر والمراجع

185

مكتبة مدبولي، : ، القاهرةالنظام السياسي اإلرهابي اإلسرائيليالناصر، حريز عبد .351997.

.2003: ، بيروتاإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي العامحماد كمال، .36 .2006دار الجامعة الجديدة، : ، اإلرهاب الدولي اإلسكندريةحمودة منتصر سعيد .37دار : ، القاهرةثة،اإلقتصاد و المجتمع و السياسةالدولة الجزائرية الحديدبلة عبد العالي، .38

.2004الفجر للنشر و التوزيع، ،اإلجتماع اإلرهاب و التطرف من منظور علمرشوان حسين عبد الحميد أحمد، .39

.2002مؤسسة شباب الجامعة،: اإلسكندرية ديوان :، الجزائرالمقدمات األساسية في القانون الدولي الجنائيسليمان عبد اهللا سليمان، .40

).ن.س.د(المطبوعات الجامعية،منشورات : ، بيروتاإلرهاب الدولي في ظل المتغيرات الدوليةسويدان أحمد حسين، .41

.2005الحلبي الحقوقية،دار العلم للماليين : ، بيروتاإلرهاب الدولي دراسة قانونية نافذةشكري محمد عزيز ، .42

.1991،دار الطليعة،: لبنى صبري ، القاهرة : ، ترجمةسطورة و الواقع، اإلرهاب الدولي األشومسكي نعوم .43

.1990سين للنشر،مركز الحضارة : ، القاهرة أمتي في العالم األزمة الجزائريةعبد الرحمن شريف، .44

.1999 للدراسات السياسية،مركز األهرام للترجمة : ، القاهرة خمس سنوات في بيت من زجاجغالي بطرس غالي، .45

.و النشر، اإلصالح ظاهرة الفساد السياسي في الجزائر األسباب و اآلثار ويم، ليمام محمد حل .46

.1،2011مركز دراسات دراسات الوحدة العربية،ط: بيروت الدولي جريمة إختطاف الطائرات المدنية في القانونماضوي أسامة مصطفى إبراهيم، .47

. 2003منشورات الحلبي الحقوقي،: ، لبنان و الفقه اإلسالمي

قائمة المصادر والمراجع

186

المواطنة في مفهوم المواطنة في الدولة الديمقراطية المعاصرة، وحالةير، مباركية من .48 .2013مركز دراسات الوحدة العربية ،: الجزائر، بيروت

.1986دار النهضة العربية،: القاهرة اإلرهاب الدولي،مخيمر عبد العزيز عبد الهادي، .49دار : ، القاهرةالدولية، نظريات التحليل اإلستراتيجي و األمني للعالقات مصباح عامر .50

.2010الكتاب الحديث،دار الجامعة الجديدة : اإلسكندريةالجريمة اإلرهابية،مطر عصام عبد الفتاح عبد السميع، .51

.ن.س.للنشر،دأكاديمية الدراسات العليا و : ،طرابلس الوجيز في اإلستراتيجيةنعمة كاظم هاشم، .52

.2000البحوث اإلقتصادية،الجزائرية للكتاب ،المؤسسة الجامعية : ، الجزائراألمم المتحدة دمقرطةنعيمة عميمر، .53

.2007للدراسات و النشر و التوزيع ، ،ترجمة هيثم األيوبي، دار الطليعة،تاريخها في العالم، اإلستراتيجية وهارت ليدل .54

1978. إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربية تجربةوالي خميس حزام ، .55

.2003مركز دراسات الوحدة العربية ،: ،بيروتالجزائردار الخلدونية للنشر : ،الجزائر مكافحة اإلرهاب بين السياسة و القانونوقاف العياشي، .56

.2006و التوزيع، :فئة المجالت_ ب

السياسة ، "اإلسالميون و العنف المسلح في الجزائر"أبو عامود محمد سعد، .57 .120-114.ص.، ص)1993جويلية (113.،عالدولية

مؤتمر الجزائر في التسعينات،التطورات السياسية و "أبو العينين سامح محمود، .58 .246.،ص) 1993( 114.، ع، السياسة الدولية" اإلقتصادية و اإلجتماعية

السياسة، "خريطة حركات اإلسالم السياسي في الجزائر"أدهم خليفة، .59 .219.ص) 1992(107.،عالدولية

قائمة المصادر والمراجع

187

، " ت حول اآلثار القانونية لقرارات الجمعية العامةبعض المالحظا"العربي عبد اهللا، .60 .281.، ص)1975(31.، مالمجلة المصرية للقانون الدولي

، "أحداث الجزائر و إنعكاساتها على المغرب العربي"العملة أحمد مصطفى، .61 .115.117.ص.، ص)1991أكتوبر (106.، عالسياسة الدولية

المغرب ،" اإلسالمي وهم أم حقيقة؟القاعدة في بالد المغرب " المحرر السياسي، .62 .05.، ص)2010فيفري (5.، عالعربي

السياسة ، " الجزائر بين اإلسالم السياسي و التغير الديمقراطي"المداح محمد علي، .63 .199.، ص)1991جانفي (103.،ع الدولية

مجلة " مكافحة اإلرهاب في الجزائر من الحل األمني للحل السياسي" برقوق أمحند .64 .49.60.ص.، ص)2007مارس (02.ع،المفكر

، " الساحل األفريقي بين التهديدات الداخلية و الحسابات الخارجية"برقوق أمحند .65 .12.، ص)2008جانفي (01.،عمجلة العالم اإلستراتيجي

المعضالت األمنية في الساحل األفريقي ، و تداعياتها على األمن " برقوق أمحند .66 .52.، ص)2008انفي ج(534.، عالجيش" الوطني الجزائري

مجلة، "سياسات التحرير و اإلصالح اإلقتصادي في الجزائر"بطاهر علي، .67 .202.، ص)2010(01.،عإقتصاديات شمال أفريقيا

دراسة تقييمية لسياسة اإلنعاش اإلقتصادي المطبقة في الجزائر بين " بوفليح نبييل، .68، )2010 ديسمبر(02.ع ، مجلة أبحاث إقتصادية و إدارية" 2000-2010

253-243.ص.ص ، السياسة الدولية" قمة النيباد ،مبادرة بعد ثالث سنوات"جمعة عالء ، .69

.220.، ص)2005(159.ع ،الدولية السياسة، "مرور أكثر من عقد على األزمة ؟ ماذا بعد "شافعي بدر حسن .70

).2002أفريل (148. ع

قائمة المصادر والمراجع

188

" تقبل اإلنفتاح السياسي الجزائر بين مستقبل الرئاسة و مس"عبد الحليم أميرة محمد، .71 ).2003أكتوبر (154،عز ، السياسة الدولية

ملف مجلة، "مالي ساحة جديدة للحرب على اإلرهاب "عبد الحليم أميرة محمد ، .72 .104.، ص)2013فيفري (218.، ع األهرام اإلستراتيجي

تنظيم القاعدة في الساحل األفريقي و ربيع الثورات "عبد الحليم أميرة محمد، .73 .123-117.ص.،ص)2013(38.،ع11.، م ، مجلة آفاق أفريقية" ربية الع

المكونات و المسارات و : األزمة السياسية في الجزائر " عبد الفتاح نبيل ، .74 .198-187.ص.، ص)1992أفريل (108.،ع السياسة الدوليةالصراعات ،

،)2002(149.ع ،السياسة الدولية، "المبادرة الجديدة للنيباد" علي عمرو، .75 .240.ص

وحدات مكافحة اإلرهاب في العالم، فرق متعددة "عميور بشير ، مساعيد ضريفة ، .76 .30.، ص)2002ديسمبر (473.،ع ، الجيش" و الهدف واحد

العلوم مجلة، " نظرة عامة على التحوالت اإلقتصادية في الجزائر "كربالي بغداد .77 .14.، ص)2005جانفي (08.،ع اإلنسانية

مجلة، " 2010-1962السياسة األمنية الجزائرية "، لزهر عبد العزيز .78 .142-141.ص.، ص)2014(01.، عإستراتيجيا

، السياسة" الجزائر على أبواب اإلنتخابات البرلمانية"محمد رمضان قرني ، .79 .213-212.ص.، ص)1992جانفي (107.، ع الدولية

اإلتصال يقربان تكثيف مسار اإلحترافية و العصرنة ، اإلنفتاح و"مساعيد ضريفة، .80 .15-14ص .، ص)2008نوفمبر (508.،ع ، الجيش" الجيش من المواطن

، السياسة الدولية، "الفرنسي –الجزائر تحت المجهر األمريكي " مهابة أحمد ، .81 .127-123.ص.،ص)1994أكتوبر (118.ع

السياسة، " الجزائر بين المشكالت الداخلية و التدخالت الخارجية " مهابة أحمد ، .82 .139-138.ص.، ص)1997أفريل (128.،ع الدولية

قائمة المصادر والمراجع

189

السياسة الدولية، "أزمة الجزائر بين التدويل و الوفاق الوطني"مهابة احمد ، .83 .193-190.ص.،ص)1998جانفي (131.،ع

، السياسة الدولية، " الجزائر و أوربا و شهادة بالبراءة" مهابة أحمد ، .84 .230-222.ص.، ص)1998أفريل (132.ع

، )2000مارس (440.،عالجيش، " ادة الفريق للقاعدة العسكرية لإلمدادزيارة سي" .85 .20.ص

" مكافحة اإلرهاب و الجريمة في منطقة الساحل الجهود التي تبذلها الجزائر" .86 .38.، ص)2001جانفي (570.،ع الجيش

، الجيش، "إتفاق جزائري أورومتوسطي...العالقات الجزائرية األوربية" .87 .10.، ص)2004ماي (453.ع

، الجيش، "الخيارات اإلستراتيجية للجزائر من خالل إدراك أمنها في المتوسط" .88 .19.20.ص.، ص)2004ماي 4900.ع

، )2010أكتوبر(543.،ع، الجيش"تثمين التجربة : التعاون الدولي ضد اإلرهاب" .89 .21.ص

مبادرة تعزيز سياسة اإلصالحات الوطنية الشاملة وتعميق " رسالة مجلس األمة، .90 .15- 14.ص.، ص)2011أفريل (32.،ع، مجلة الفكر البرلماني"مسار الديمقراطيال

.18.، ص)2011أكتوبر (579.،عالجيش، " إلتزام الجزائر الدائم" .91، "اإلستراتيجية الدبلوماسية و العسكرية ، تنسيق و تشاور مستمر " .92

.16.، ص)2011أكتوبر (579.،عالجيش 579.ع ،، الجيش"شتركة، ثمرة لرؤية مشتركةإنشاء لجنة األركان العملياتية الم" .93

.18.19.ص.، ص)2011أكتوبر ( ).2011ديسمبر (581.،ع، الجيش" لبنة أخرى في جهود مكافحة اإلرهاب" .94 .22.، ص)2011(581.ع ،الجيش، "المنتدى العالمي لمكافحة اإلرهاب " .95 .19.، ص)2011ديسمبر (581.، عالجيش" دفاع بعد سبع سنوات 5+5مبادرة " .96

قائمة المصادر والمراجع

190

جانفي (594.، عالجيش، "دفاع ، فضاء للتشاور و التعاون الفعال 5+5مبادرة " .97 .29.،ص)2013

.03.،ص)2014ماي (598.، عالجيش، " إفتتاحية الجيش" .98 .18.، ص)2014فيفري (607.ع الجيش، "إلتزام و صرامة" .99

:فئة الجرائد_ ج

بر أكتو 05، 15309.،عالشعب، "التنمية لن تكون في غياب األمن "أحمد دبيلي ، .1002010.

من الضروري إعادة النظر في عقيدة عدم التدخل في شؤون "جمال فينش، .101 .2014ماي 7442،24.،عجريدة الخبر،"اآلخرين

بموازاة اإلعالن عن إنشاء قوات أفريقية من الدرك في داكار ،مؤتمر " حسين بوجمعة، .102أفريل 5،العرب، "دولي في الجزائر حول اإلرهاب و التهريب في القارة السمراء

2008،. .2014ماي 24، 7442.، عالخبر،"العمق األمني للجزائر على كف عفريت"حميد يس، .103الجزائر تشدد على التعاون بين الدول المغاربية "عبد الجبار تونسي، .104

.2013ماي 2301،18.،عاأليام،"الدول أي موقع للجزائر في الترتيبات األمنية بالساحل في سياسات"فيندس بن بلة، .105

.2009،ديسمبر 15050.،عالشعب، "الكبريفي الساحل األفريقي؟التراشق باألرقام فصل في معركة الساحل :بين الغرب و الجزائر"ميلود آيت ميموني، .106

.2010جوان 19،العرب األسبوعي، "الصحراوي ترقية مشروع المصالحة بالجزائر إلى عفو شامل،: الفرص القيود"عصام بن الشيخ ، .107

.2010أكتوبر 03، األسبوعي العرب

)ملتقيات دراسات، رسائل جامعية،(متفرقات - د

، مركز الدراسات السياسية و التحول الديمقراطي في المغرب العربيأحمد منيسي، .108 .2004اإلستراتيجية،

قائمة المصادر والمراجع

191

،جامعة السياسية مفهوم اإلرهاب بين الواقع األمني و العواملاألخضر عمر الدهيمي، .109 .2011وم األمنية، ديسمبر نايف العربية للعل

قسم العلوم 3،جامعة الجزائر الجريمة المنظمة عبر الساحل األفريقيأمحند برقوق، .110 www.berkouk- mhand.yolasit.com:السياسية و العالقات الدولية ، في

،جامعة الجزائر التهديدات األمنية في المنظور الدبلوماسي في الجزائرأمحند برقوق، .111السياسية و العالقات الدولية، وزارة الخارجية المعهد الدبلوماسي و ،قسم العلوم 3

www.berkouk-mhand.yolasit.com:العالقات الدولية، في قسم العلوم السياسية ،3،جامعة الجزائر منطق األمننة في ساحل األزمات ،أمحند برقوق .112

www.berkouk-mhand.yolasit.com:والعالقات الدولية، في ،قسم العلوم 3،جامعة الجزائر معرفية-األمن اإلنساني مقاربة إيتوبرقوق، أمحند .113

www.berkouk-mhand.yolasit.com:السياسية و العالقات الدولية،في،مركز الساحل اإلستراتيجية الجزائرية تجاه التطورات األمنية في منطقةبوحنية قوي ، .114

.2012جويلية 3الجزيرة للدراسات ، ،مركز الجزيرة آفاق الوضع المني و السياسي في شمال ماليباه، عبد اهللا ممادو .115

.2012أوت 29للدراسات،، منشورات أكاديمية نايف العربية واقع اإلرهاب في الوطن العربيعيد محمد فتحي، .116

. 2004للعلوم األمنية، الرياض،لجزيرة ،مركز ا ، المستقبل الجيوسياسي للمغرب العربي و الساحل األفريقيمهدي تاج .117

.2011أوت 20للدراسات،مكافحة الجزائر و الوضع المعقد في منطقة الساحل،منع الحرب ويحيى الزبير، .118

.2012نوفمبر 28، مركز الجزيرة للدراسات،اإلرهاب،من أعمال الملتقى " التحرير و المقاومة في مواجهة اإلرهاب" جمال علي زهران ، .119

، 8، 7،األوراسي، التحديات الدولية الراهنة إشكاليات التحرر و: الدولي األول حول .2005، فيفري 9

قائمة المصادر والمراجع

192

من أعمال الملتقى "جهود الجزائر في األلفية الثالثة لتحقيق التنمية المستدامة"عبو عمر .120 وتحديات واقع: التحوالت السياسية و إشكالية التنمية في الجزائر: الوطني حول

فيفري 14، 13ونية و العلوم اإلدارية ،،جامعة حسيبة بن بوعلي ، كلية العلوم القان2012 .

مقارنة ، سياسات مكافحة اإلرهاب في الوطن العربي،دراسةبوعلي أحميدي بوجليطة .121كلية العلوم :3، مذكرة ماجستير غير منشورة،جامعة الجزائر بين الجزائر و مصر

.2009-2008السياسية واإلعالم،المشاريع الكبرى بين المقاربة الجزائرية واألمن في منطقة الصحراء بويبية نبيل، .122

العربية قسم البحوث و الدراسات : ، مذكرة ماجستير غير منشورة،جامعة الدول األجنبية .2009السياسية،

، جامعة الحاج الدبلوماسية الجزائرية في إطار منظمة اإلتحاد األفريقيالعايب سليم ، .123 .2011-2010كلية الحقوق،: لخضر باتنة

آليات مكافحة اإلرهاب الدولي بين فاعلية القانون الدولي وواقعلونيسي، علي .124، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة مولود معمري الممارسات الدولية اإلنفرادية

. 2012كلية الحقوق و العلوم السياسية،: تيزي وزو

:المواقع االلكترونية

: في " هاب ومالحقة المهربين استراتيجية جديدة للدرك الوطني في مكافحة اإلر" .125www.djazairess.com/echourouk/15724 ،

إجتماع داخلية دول إتحاد المغرب " نحو إستراتيجية أمنية مغاريبية مشتركة"بيان الرباط، .126-http://www.maghrebe.rabe.com/admin-files-09: العربي في

c3/A9claration%20 UMA.doc : ،في" تعزيز التعاون ومكافحة اإلرهاب محور الحوار االستراتيجي الجزائري األمريكي .127

http://ww.radioalgeria.dz/ar/index.php/2010-04-72-10-44-30/2013-03-19-09-46-01/29881-2014-04-03-08-58-06

مشروع الميثاق من أجل السلم والمصالحة "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .128 www.elmouradia.dz: في "الوطنية

قائمة المصادر والمراجع

193

/http://an,wikipedia.org/wiki :، في"حرب العشرية السوداء في الجزائر" .129 : في ،"ظاهرة اإلرهاب"حسين سيتو، .130

www.pydrojava.net/ara/index:php/option=com العربية المجلة، "همستوياته وصيغه وتهديدات: مفهوم األمن "سليمان عبد اهللا الحربي، .131

http://arab-unity.net/forums*index.php.pdf.p19: ، فيللعلوم السياسية

بحث في اإلستراتيجية المفهوم "عبد الحكيم وادي، نصيرة الزهواني وآخرون، .132 .http://rachelcenter. Ps/search-php: ، في"والنظرية

: ، في" لدور األمريكي السابقالتدخل الفرنسي في مالي استكمال ل" عبد العالي حور .133http://www.lakome.com/?option=com-content.tmplt=component

id=22037 : منقول عن " التسلح في الجزائر خيار استراتيجي دائم"كمال الشيرازي، .134

http://www.elph.com/web/politics/2009/4/433517.htm. : في" ةأزمات الساحل والهندسة الدبلوماسية الجزائري"محمد األمين بن عائشة، .135

http://www..djazair :، في"قريقيالمعادلة الجديدة في الساجل اإل" .136

www.awast.com/leader.asp?section=3article=45863 issuen=10671 ، "ي في خطر وال بد من استباق المخاطر خارج حدودنااألمن القوم: "نجيم حكتيتن .137

www.elmassa.com/ar/content/view/8653:في

:باللغة األجنبية -2a- Dictionnaire ? Dictionnary 138. Fread Nicolas, ‘’strategy definitions and meanings’’in : www .nikolos.us-

Oxford world four dictionary (chaina: Oxford university press,2006) p.416.

139. Gére françois,dictionnaire de la pensée starligique (paris : la rousse bordas \her 2000)

b- Livres , books

140. Abdehamid Boumezlar,Azine Djamila ,l’islamismealger de la genése au

terrorisme , chihab éditions 2002. 141. François Thual, les conflits didentitaires , Paris : ellipses 1995 .

قائمة المصادر والمراجع

194

142. Mathieu Guidér, Al-quaida à la conquete du Maghreb le terrorisme aux portes de l’Europe France :Editions du Rocher , 2007 .

143. Mhand berkouk, "An etymo-epistemmological Analysis" in: (wafula Orumu and Anneli Botha ) Terrorism in Africa,building bridges and over coming the gaps(prited by busimess print centre 2007)

144. Moris Eris et Al ,terrorism :threat and response (hound mills :MCmilan press ,1987).

145. Georg Nolte, le droit international face au défi amérecia course et travaux(6), ( paris : université panthéon –assas paris 2, Institut des hautes études internationales de paris,lespress de la nouvelle inprimerielabellery, ,2005).

146. Mahmoud Mourad ‘’the world and terrorism ‘’(caira:alahram ,2000).

c- Les rapports, Les revues, les liens :

147. Butros Batrosgali , ‘’peut on reformer les nations –unies,2004 /2,no :109),p514,disponible sur :http :www.cairm.info

148. Ineternational crisis group, Islamic Terrorism in the Sahel :Fact on in Fiction ?, Africa report,March 2005 , p.31.

149. Kathryn Sturman , ‘’the AU plan on terrorism joining the global war or leading in africa battle ‘’Africa security review ,11(4),2002,p105.

150. La situation sécuritaire en Algerie, commission des recours des Refugiés,CCR –Centre d information géopolitique ,07 Avril 2004.

151. Luis Martinez ‘’El-qaida au Maghreb Islamique ‘’Revue Sécurité Mondial , québec ,No 33 ,Mars-Avril 2008 , p.04.

152. Mahdi Tage , Sécurité et stabilité dans le Sahel, Africain,academic Research (Rome december 2006 ) p2 .

153. Sario Cristiani ,Riccardo Fabiani ‘’Alqaeda in the Islamic Meghreb (APMI) Implication for ALgeria ‘s Regional and international relations ‘’, Instituto Affari Internazionali , IAI working paper, 11/07,April 2011.

154. Serrices du chef gouvernement ,le plan de la relance économique ,2001-2004, les composante des programme ,p.04.

155. United states institute of prace ‘’Tteaching Giud on International Terrorism: terrorism definitions,causes,and responses’,’on: www.usip.org.pdf.

156. Yonah Alexander, ‘’Terrorism in North Africa and the Sahel in 2012 Global reach and Implication’’ Inter university Center for Terrorism studies ,2013,

قائمة المصادر والمراجع

195

157. Yonah Alexander, “Maghreb and Sahel Terrorists : Addressing the rising Threat from al-qaeda and other Terrorists in North and West ‘’,central Africa .Manufactured in The United State of America ,January 2010.

158. Butros Butros Gali : "Peut on reformer les nations – unies, pouvoir", 2004/2, No 109 sur : www.cairm.info

159. Fred Nickols, "strategy definitions and meanings", in: www.nikolos.us.pdf

ارســـــــالفه

197

فهرس الخرائط والمنحنيات البيانية - 1 الصفحة العنوان الرقم 101 مناطق تواجد ونشاط القاعدة في الساحل اإلفريقي خريطة توضح 01إستهدفتها القاعدة في المغرب الهجمات التي منحنى بياني يوضح 02

.2009إلى 2001العربي ومنطقة الساحل من 103

فهرس الجداول - 2

الصفحة العنوان الرقم 78 .1997يوضح مجموع اإلعتداءات اإلرهابية لسنة 01 80 1996-1991يوضح نسبة الخسائر االقتصادية بين سنتي 02 82 ها الجماعات المسلحةيوضح مجموع الفئات المثقفة التي استهدفت 03 95 يوضح معدالت التنمية في دول الساحل اإلفريقي 04

مليار : التوزيع القطاعي لبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي الوحدة 05 دج

115

: التوزيع القطاعي للبرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي الوحدة 06 مليار جزائري

146

147 .أدرجت في البرنامج الخماسي يوضح أهم القطاعات التي 07

فهرس المالحق - 3

الصفحة العنوان الرقم 160 مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية 01 162 ميثاق تنفيذ السلم والمصالحة الوطنية 02

03 اتفاقيات مكافحة اإلرهاب الدولية واإلقليمية التي صادقت عليها

الجزائر179

198

فهرس المحتويات - 4 8 ................................................................................................ دمةمق

المقاربة المفاهيمية لإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب: الفصل األول

22 .......................................... في مفهوم اإلستراتيجية وتطورها: المبحث األول 22 ............................................... تعريف اإلستراتيجية وتطورها: المطلب األول

25 ................................................ أهداف اإلستراتيجية ووسائلها: نيالمطلب الثا 28 ............................................................. أنواع اإلستراتيجية: مطلب الثالثال

33 ................................................ في مفهوم الظاهرة اإلرهابية: انيبحث الثالم 33 ................................................................ تعريف اإلرهاب: المطلب األول 38 ................................................................. أسباب اإلرهاب: المطلب الثاني

42 ......................................................أشكال اإلرهاب وصوره: طلب الثالثالم 48 .............................................. اإلرهاب والمفاهيم ذات الصلة: بعالمطلب الرا

54 .............................. ة األمم المتحدة لمكافحة اإلرهابإستراتيجي: المبحث الثالث 54 .......................................... اإلرهاب من منظور األمم المتحدة: ألولالمطلب ا

57 ............................ تيجية العالمية لمكافحة اإلرهابمعالم اإلسترا: المطلب الثاني 60 ................. إشكالية تطبيق اإلستراتيجية العالمية لمكافحة اإلرهاب: المطلب الثالث

اإلرهاب في الجزائر: الفصل الثاني

66 ......................................... جذور الصراع في الجزائر: ث األولالمبح 66 ..................... تطور الحركات اإلسالمية المسلحة في الجزائر: ولالمطلب األ

70 ........................................ أسباب اإلرهاب في الجزائر: الثانيالمطلب 76 ......................................... نتائج اإلرهاب في الجزائر: لثالثالمطلب ا

83 ................. مواقف الدول والمنظمات من اإلرهاب في الجزائر: المبحث الثاني 83 ................................... العربية والمنظمات دولمواقف ال: المطلب األول 86 ............................................. مواقف الدول األوربية: يالمطلب الثان

199

89 .............. مواقف الواليات المتحدة األمريكية والمنظمات الدولية: المطلب الثالث 93 ....... وتهديداته على األمن الوطني الفضاء الجيوسياسي لإلرهاب: المبحث الثالث 93 ........... على الجزائر) الساحل(طبيعة وانعكاسات الفضاء االقليمي: المطلب األول من التنظيم المحلي إلى اإلقليمي اعة السلفية للدعوة والقتالجمال: المطلب الثاني

98 ................................................ )في بالد المغرب اإلسالميالقاعدة (

2014-1999إستراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاب : الفصل الثالث

107 .............. تراتيجية الجزائر لمكافحة اإلرهاباألبعاد الوطنية إلس: المبحث األول 107 ...................................................... البعد السياسي: المطلب األول 113 ....................................... االجتماعي–البعد االقتصادي : المطلب الثاني 118 .................................................... .البعد العسكري: المطلب الثالث 122تيجية الجزائر في مكافحة اإلرهاباألبعاد اإلقليمية والدولية في إسترا: المبحث الثاني 122 ................................................... البعد الدبلوماسي: المطلب األول 133 ..................................................... البعد العسكري: المطلب الثاني 142 .................... اإلستراتيجية الجزائرية لمكافحة اإلرهابتقييم : المبحث الثالث 142 .............................................. على المستوى المحلي: المطلب األول 147 .................................... الدوليوعلى المستوى اإلقليمي : المطلب الثاني

152 ............................................................................ .خاتمة 158 ........................................................................... المالحق

182 .......................................................... قائمة المصادر والمراجع 197 .......................................................................... رساالفه