غزة-الجامعة الإسـلامية

عمـادة الدراسـات العليـا كليــة أصــول الديــن قسم التفسير وعلوم القرآن

المناسبة بين الفواصل القرآنية وآياتها

دراسة تطبيقية من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم

إعداد الطالب عامر علان الوحيدي

إشراف الأستاذ الدكتور السلام حمدان اللوحعبد

قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التفسير

وعلوم القرآن

م٢٠١١- هـ١٤٣٢

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها[ .}٢٤:محمد{] أفلا يتدبرون القرآن ولو[ كان من عند غير االله لوجدوا

فيه اختلافا كثيرا . }٨٢:النساء{]

-أ -

داءـإه

ن وقفا بجانبي بالدعم المادي والمعنوي حتى وصلت إلـى ذيلإلى ال ...

.هذه المرحلة والدي الكريمين .إلى شقيقي العزيز محمد الذي وقف معي بالدعم المادى ... روح الإمام الحبر ابن القيم الجوزية رحمه االله الذي جعلـه االله إلى ...

.سببا في هدايتي إلى حقيقة التوحيد وشريعة الحق .إلى عائلتي الكريمة... .إلى كل من ساعدني في الحصول على هذا الشرف والفضل...

-ب -

شكر وتقديروإذ تأذن ربكم لئن شكرت[ :قال تعالى م لأزيدنكم . }٧:إبراهيم{ ]

ثم أتقدم ، أن أعانني ووفقني لإنجاز هذه الدراسة االله بداية أشكر

عبد السلام حمدان اللوح : بالشكر الجزيل إلى والدي ومشرفي الأستاذ الدكتور ، وعون وإمداد ، فقد كان معي على الدوام ما بين توجيه وإرشاد ، حفظه االله

.فجزاه االله خير الجزاء ، ي يليق رسالتي على الوجه الذحتى خرجت جزيل لأستاذي اللذين أكرماني بموافقتهم على مناقشة كما أتقدم بالشكر ال

:الرسالة وهم ،رياض محمود قاسم نائب عميد كلية أصول الدين/ فضيلة الدكتور

فضلا علي ، اللذين توليد محمد العامودي عميد المكتبات/ وفضيلة الدكتور .بمناقشة هذه الرسالة

إلى كل أحبتي الذين وقفوا بجانبي ومدوا لي يد العون كما أتقدم بالشكروكلية ، أشكر الجامعة الإسلامية : وفي الختام ، والمساعدة من أقرباء وأصدقاء

وكذلك الشكر موصول إلى العاملين ، أصول الدين عميدا وأكاديميين وإداريين في إنجاز هذه الدراسة معيساهم، وكل من معة الإسلامية العامرة بمكتبة الجا

فبارك االله في الجميع وجزاهم ، إن شاء االلهللحصول على درجة الماجستير .الخير الكثير

-ج -

المقدمةونعوذ باالله من شرور أنفسنا وسيئات ، إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره

وأشهد أن لا إله إلا االله وحـده ، ومن يضلل فلا هادي له ، الله فلا مضل له من يهده ا ، أعمالنـا ، صلوات االله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، لا شريك له

:أما بعد ويـأتون ، ويـأكلون الميتـة ، يعبدون الأصـنام ، فقـد كان العرب في جاهلية وشر

أحيـوا معـالم ، ويأكل القوي منهم الضعيف ، ويسيئون الجوار ، لأرحام ويقطعون ا ، الفواحش فبينما هم في الضلالة يتسكعون والشيطان بين أظهرهم متكئا آمنـا ، وأماتوا سنن العدل ، الجور

وأنزل معه هذا القرآن نورا مـن االله وكتابـا ، مطمئنا إذ بعـث االله لهم من أنفسهم نبيا رحيما إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعـلاه لمثمـر ، وأنار به الأكوان ، بدد به الظلام مبينا ،

رائع النظم رائق ، بديع الرصع لذيذ في السمع ، وإن أسفله لمغدق متين الرصف فائق الوصف أمـن ، أتحـف وأطـرف ، أمتع وأقنع ، كتاب االله نفع ونفع ، جزيل اللفظ سهل الحفظ ، الرسم

تحدى االله به أمراء الكلام وفرسان البلاغة ، لما سمعوه ردوا أيـديهم ، عدل وأنصف ، خوف وففتحـوا بـه ، آمنت به العرب فصدقت به ، قالوا ما هذا كلام بشر ، إلى أفواههم حيرة وعجبا

االله فنصروا كتاب ، وقام علماء الملة قومة رجل واحد ، مشارق الأرض ومغاربها وأسلم الناس من بديع نظمـه وحـلاوة ، فبذلـوا ما أمكن في استثارة كنوزه وعجيب أسراره ، مبلغ طاقتهم

مما يبهج النفس ويفرح الروح فأحببت أن ألزم غرزهم وأن أصيب الغنم ضـاربا معهـم ، لفظه المناسبة (فكان هذا العمل المتواضع وهو بحث بعنوان ، بسهم ، بنوع مشاركة وشيء من الجهد

وأخيـرا ) الفواصل القرآنية وآياتها دراسة تطبيقية من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم بين .فأسأل االله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم

:أهمية الموضوع : أولا :من أهمها ، تنبع أهمية هذا الموضوع من خلال اعتبارات كثيرة

.هو أشرف العلوم وأجلها تعلق هذا الموضوع بكلام االله الذي .١وظـواهر ، يرسخ الإيمان في القلب وذلك لما ينكشف للعبد من معان كامنة وجوانب بيانية .٢

.بلاغية يزيد تعلق قلبه باالله وهذا هو السر في أمر االله لنا بتدبره

.يثبت أن القرآن من عند االله وذلك ؛ لأنه يظهر قضية الإعجاز البياني في أبهى صورة .٣

.نـه يتعلـق بالوجـه الذي تحدى االله به الخلق وهو الإعجاز البيانيأ. ٤

-د -

:أسباب اختيار الموضوع : ثانيا :دفعني لاختيار هذا الموضوع عدة أسباب أذكر منها

.هذا العلم يخدم كتاب االله وأحب أن أكون في خدمته .١كتاب أنزلناه إل[: الحرص على تنفيذ أمر االله لقوله .٢ يك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو

الألباب . }٢٩:ص{]

.الرغبة في إظهار عجائب القرآن في براعة نظمه ، وحلاوة لفظه على قدر الطاقة .٣

.النفيسة الجوهر ، الرغبة في إفادة طلاب العلم بهذه الدراسة العظيمة النفع .٤

:ة والغاية منها أهداف الدراس: ثالثا :إن لهذه الدراسة أهدافا وغايات متعددة أذكر بعضا منها

.الطمع في الأجر والثواب من االله لتحقيق السعادتين في الدنيا والآخرة .١بيان مناسبة الفواصل القرآنية بآياتها لسورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم في إطار دراسة .٢

.تفسيرية تطبيقية

.هداف والمقاصد المتعلقة بسور الدراسة إبراز الأ .٣

.إظهار الإعجاز البياني في الفاصلة القرآنية .٤

.إثراء المكتبة الإسلامية بدراسة علمية تساهم في مشروع يتناول القرآن كله .٥

وذلك من خلال النتائج والتوصيات ، فتح آفاق جديدة أمام الدارسين وطلبة العلم الشرعي .٦ .احث في الخاتمة ، بفضل االله وتوفيقه التي انتهي إليها الب

:الدراسات السابقة : رابعا بعد الإطلاع على ما كتب حول موضوع دراستي وذلك في العديد من المكتبات والمواقع •

فلم أعثر على رسالة علمية تكلمت عن هذا الموضوع وأن البحث في موضوع ، الإلكترونية دراسة تطبيقية من سورة الواقعة إلى نهاية سورة " ا المناسبة بين الفاصلة القرآنية وآياته

.إنما هو بحث جديد " التحريم

وجدت دراسات سابقة تكلمت في موضوع الفواصل القرآنية منها ما يتعلق بالجانب النظري • :ومنها ما يتعلق بالجانب التطبيقي ومنها

.عبد الفتاح لاشين / الفاصلة القرآنية للدكتور .١ .عبد الجواد طبق / في السجع والفاصلة القرآنية للدكتور دراسة بلاغية .٢

.أبو الحسن الندوي / تأملات في سورة الكهف للشيخ .٣

-ه -

سلسلة رسائل الماجستير التي أشرف عليها قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين .٤ يمثل وتتبع لمشروع بحثي هذا ، الذى، بالجامعة الإسـلامية بغزة وهي رسائل محكمة

.حلقة من حلقاته :منهج الباحث : خامسا :اعتمدت على المنهج الاستقرائي فى عملي للبحث ، وذلك على النحو التالي

. رجعت إلى المصادر الأصلية قديمها وحديثها وعزوت المنقول منها .١ية حفص عن ومشكلة بروا، نقلت كتابة الآيات القرآنية مدار البحث كاملة بالرسم العثماني .٢

.عاصم ورقم الآية مع ذكر ، عـزوت الآيات المستشهد بها إلى سورها وذلك بذكر اسم السورة .٣

.ذلك في المتن نفسه وقفت على مناسبة معنى الفاصلة القرآنية وعلاقتها بالآية ، وأظهرت شخصيتى كباحث فى .٤

.معظم فواصل آيات البحث ديمة والحديثة للوقوف على معنى الآيات فسرت الآيات القرآنية من كتب التفسير الق .٥

.الإجمالى .وضحت معاني المفردات الغريبة التي تحتاج إلى بيان من خلال المعاجم اللغوية .٦ . ذكرت فقط ما صح من أسباب النزول للآيات ، ونقلت حكم العلماء عليها .٧ .ترجمت للأعلام غير المشهورين .٨والصفحة ، والمؤلف ، دئا بذكر اسم المرجع أثبت المراجع في الحاشية دون تفصيل مبت .٩

.وتركت التفاصيل في فهرس المراجع للآيات ، والأحاديث ، والأعلام ، والمراجع :أعددت الفهارس اللازمة فى نهاية البحث .١٠

.والموضوعات خطة البحث

، وتمهيد ، فقـد جعلـت بحثي في مقدمة ، وتحقيقـا لهـذه الأهـداف والغايـات .وخاتمة ، ة فصول وثلاث

:أما المقدمة فقد اشتملت على .أهمية البحث .١ .أسباب اختيار الموضوع .٢ .أهداف الدراسة والغاية منها .٣ .الدراسات السابقة .٤ .منهج الباحث .٥ .خطة البحث .٦

-و -

التمهيد علم المناسبات والفواصل في القرآن الكريم

:وفيه مبحثان .قرآن الكريم علم المناسبات في ال: المبحث الأول

:وفيه ثلاثة مطالب .تعريف المناسبة لغة واصطلاحا : المطلب الأول .أهمية علم المناسبات وأقوال العلماء فيه : المطلب الثاني .وأهم المؤلفات فيه ، أنواع المناسبات في القرآن الكريم : المطلب الثالث

.علم الفواصل في القرآن الكريم : المبحث الثاني : وفيه ثلاثة مطالب

.اصطلاحتعريف الفاصلة لغة وا: مطلب الأول ال .أنواع الفواصل في القرآن الكريم : المطلب الثاني .طرق معرفة الفواصل القرآنية وفوائدها : المطلب الثالث

الفصل الأول

تعريف عام لسور الدراسة )من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم(

: مباحث وفيه أربعة .وعدد آياتها ، ونزولها وفضلها ، تسمية السور : المبحث الأول .الجو الذي نزلت فيه السور : المبحث الثاني .مناسبة السور لما قبلها ولما بعدها : المبحث الثالث .أهداف ومقاصد سور الدراسة : المبحث الرابع

الفصل الثاني

الجانب التطبيقي لسور الدراسة )رة الواقعة إلى نهاية سورة التحريممن سو(

:وفيه أحد عشر مبحثا .دراسة تطبيقية لسورة الواقعة : المبحث الأول

-ز -

.دراسة تطبيقية لسورة الحديد : المبحث الثاني .دراسة تطبيقية لسورة المجادلة : المبحث الثالث .دراسة تطبيقية لسورة الحشر : المبحث الرابع

.راسة تطبيقية لسورة الممتحنة د: المبحث الخامس .دراسة تطبيقية لسورة الصف : المبحث السادس .دراسة تطبيقية لسورة الجمعة : المبحث السابع .دراسة تطبيقية لسورة المنافقون : المبحث الثامن .دراسة تطبيقية لسورة التغابن : المبحث التاسع .دراسة تطبيقية لسورة الطلاق : المبحث العاشر

.دراسة تطبيقية لسورة التحريم : المبحث الحادي عشر

الفصل الثالث الإعجاز البياني في الفاصلة القرآنية

:وفيه مبحثان .أقوال العلماء فيه وأهم ، تعريف الإعجاز البياني وأهميته : المبحث الأول

:وفيه ثلاثة مطالب .ا تعريف الإعجاز البياني لغة واصطلاح: المطلب الأول .أهمية الإعجاز البياني : المطلب الثاني .أهم أقوال العلماء في الإعجاز البياني : المطلب الثالث

.فى البحث الظواهر البلاغية في فواصل الآيات القرآنية أهم : المبحث الثاني :ويشتمل على سبعة مطالب

.التقديم والتأخير: المطلب الأول .د التوكي:المطلب الثاني .النفى : المطلب الثالث .المدح : المطلب الرابع

.الذم : المطلب الخامس .الإظهار فى موضع الإضمار : المطلب السادس

. الفواصل التى تشتمل على أسماء االله الحسنى : السابع المطلب

-ح -

:الخاتمة هـا مـن خـلال هـذه اشتملت على أهـم النتائـج والتوصيـات التـي تم التوصل إلي

.الدراسة :الفهارس

.فهرس الآيات القرآنية : أولا .فهرس الأحاديث النبوية : ثانيا .فهرس الأعلام المترجم لهم : ثالثا .فهرس المصادر والمراجع : رابعا

.فهرس الموضوعات : خامسا

-٩-

تمهيــــد المناسبات والفواصل في القرآن الكريمعلم

:ه مبحثان وفي

.علم المناسبات في القرآن الكريم : المبحث الأول .علم الفواصل في القرآن الكريم : المبحث الثاني

-١٠-

المبحث الأول علم المناسبات في القرآن الكريم

:وفيه ثلاثة مطالب

اتعريف المناسبة لغة واصطلاح: المطلب الأول ت وأقوال العلماء فيهأهمية علم المناسبا: المطلب الثاني رآن الكريم ـي القـبات فـأنواع المناس: المطلب الثالث وأهم المؤلفات فيه

-١١-

المبحث الأول علم المناسبات في القرآن الكريم

اتعريف المناسبة لغة واصطلاح: المطلب الأول

:لغة تعريف المناسبة: أولا وهي من الفعل نسب يعنـي اتـصال الـشيء " )١( "لمقاربة المشاكلة وا ":المناسبة لغة والأنـسب اسـم " )٣(" والمصدر نسبا والجمع مناسبات ")٢( "يعني المقاربة : بالشيء ومنه النسب

قريبه فبينهما :ب فلان أي يوفلان نس " )٥(" والنسب القرابة ")٤( "عر أنسب ـذا الش ـتفضيل بقول ه .)٦(" مشاركة :مناسبة أي"مناسـبة فـي المعـاني : والمناسبة تكون على ضربين ")٧( "ابة العالم بالأنساب والنس ،

المتكلم بمعنى ثم يتم كلامه بما يناسبه أن يبتدىء :أما مناسبة المعاني فهي ،ومناسبة في الألفاظ وتناسب الـشيئان أي " )٨( " السجع والازدواج و وأما مناسبة الألفاظ تكون في الصيغ ، من معنى

ويقال في المجاز بين الشيئين مناسـبة ")١٠(" مشاكلة :وتقول ليس بينهما مناسبة أي " )٩( "اكلاتش .)١٢( " النسبة وهي مقادير الشيءت ومن مادة نسب استعير")١١("وتناسب

: تعريف المناسبة إصطلاحا: ثانيا :منها عدة تعريفات صطلاحمناسبة في الاالعرف العلماء

.)١٣(" علم تعرف منه علل الترتيب : " قاعي بقوله عرفها الإمام الب -

.١٢٧ ص،بادي ، محمد الفيروز آالقاموس المحيط ) ١(

.١ ص، أحمد بن فارس ،معجم مقاييس اللغة ) ٢(

ة من كبار اللغويين بتكليف مـن المنظمـة العربيـة للثقافـة ، تأليف وإعداد جماعلمعجم العربي الأساسي ا) ٣( .١١٨٨ ص،والعلوم

.١٠٨٦ ص،جرجس الشويري ، معجم الطالب ) ٤(

.٨٤٤ ص، مؤنس رشاد الدين ،المرام في المعاني والكلام ) ٥( .٣٥٢ ص، أبو بكر الرازي ،مختار الصحاح ) ٦(

.٨٠٣ ص،المنجد في اللغة ) ٧(

.١/١٣٩٩ ، ، أبو البقاء الكفوىكتاب الكليات ) ٨(

.٢/٩١٦، إبراهيم مصطفى وآخرون ، المعجم الوسيط ) ٩(

.١/٧٥٥ ، ابن منظور ،لسان العرب )١٠( .٤٥٤ ص،الزمخشري ، أساس البلاغة )١١( .٣٥٧ ص، أحمد الفيومي ،المصباح المنير )١٢( .١/٥ ، برهان الدين البقاعي ، تناسب الآيات والسور نظم الدرر في )١٣(

-١٢-

ومرجعها في الآيات ونحوها إلى معنى رابـط بينهمـا : " ا الإمام السيوطي بقوله ـوعرفه -أو غير ذلك من أنواع العلاقات أو الـتلازم ،أو خيالي ، أو حسي ، أو خاص عقلي ،عام

.)١(" ين والضدين ونحوه والنظير ، والعلة والمعلول ، الذهني كالسبب والمسبب

،هي الرابطة بين شيئين بأي وجه مـن الوجـوه : " وعرفها الدكتور مصطفى مسلم بقوله - .)٢(" كل آية بما قبلها وما بعدها وفي كتاب االله تعني ارتباط

علم يبحث عن سبب ارتباط الـسورة بمـا : لعلم المناسبة وهو وقد جاء الباحث بتعريف على التأمل بعيدا عـن معتمدا ، بما قبلها وما بعدها مع فاصلتها والآية والآية ، قبلها وما بعدها

.التكلف :أهمية علم المناسبات وأقوال العلماء فيه : المطلب الثاني

ونـستخرج بـه ، رار النظم من ناحية التركيـب والترتيـب ـيئا من أس ـ نعرف به ش فيأتي إلى ذهـن المفـسر " ر يقذفه االله في القلب وهو نو ، ل اللطائف ـ وجمي ، وز المعارف ـكن

متـيقظ ، فيحتاج صاحبه أن يكون مجتمـع القلـب )٣(" على شاكلة إشراقات فكرية أو روحية لماذا وضعت هذه الآية هنـا ؟ ، وأن يكون كثير السؤال ، د كتاب االله ـفاهما لمقاص ، البصيرة

ويـرد علـم ، وإن انغلق عليه فالتكلف مذموم ، ولم توضع تلك ؟ فإن انفتح له سرها فليحمد االله .ذلك إلى قائله

:بعض أقوال العلماء في أهمية علم المناسبات ارتبـاط آي ": قوله بكر بن العربي في سراج المريدين القاضي أبي وقد نقل الزركشي عن -

اني دة متسقة المعاني منتظمة المب ـة الواح ـون كالكلم ـحتى تك ، بعض الا ـالقرآن ببعضه فلمـا لـم ، لنا فيه م واحد عمل فيه سورة البقرة ثم فتح االله ـه إلا عال ـرض ل ـلم يتع

نجد له حه وجعلنـاه بيننـا وبـين االله ـا علي ـة ختمن ـاف البطل ـة ورأينا الخلق بأوص لم .)٤(" ورددناه إليه

لبيان مـن علـم كنسبة علم ا،م التفسيرـم من علـذا العلـبة ه ـنس: " قال الإمام البقاعي - .)٥(" النحو

.٢/٣٠١ ، جلال الدين السيوطي ،الإتقان في علوم القرآن )١( .٥٨ص، مصطفى مسلم : الدكتور ،مباحث في التفسير الموضوعي )٢( .٥٨ ص، المصدر السابق )٣( .١/٣٦ ، بدر الدين محمد الزركشي ،البرهان في علوم القرآن )٤( .١/٥ ، برهان الدين البقاعي ،نظم الدرر في تناسب الآيات والسور )٥(

-١٣-

المناسبة علم حسن ولكن يشترط في حـسن ارتبـاط : " )١(قال عـز الدين بن عبد السلام - .)٢(" الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره

:أنواع المناسبات في القرآن الكريم وأهم المؤلفات فيه: المطلب الثالث : رة الواحدةأنواع المناسبات في السو: أولا :المناسبة بين الآيات في السورة -١

يوصيكم االله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء [: تعالى ك قولهـل ذلـمثا فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن

كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دي ن آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من االله إن االله كان عليما حكيما [

. }١١:النساء{ الإرثفي الآية الأولى ذكر الإرث بالقرابة مناسب أن يذكر في الآية التالية "

بة الأخوة ولكنه قدمها على الإرث بقرا، رث في القرابةوالتي هي أضعف من الإ بالمصاهرة .)٣(" ولأنه بلا واسطة تعريفا بالاهتمام به

:المناسبة بين فاتحة السورة وخاتمتها -٢ قال تعالى في ، حيث افتتحت سورة الحشر بالتسبيح وأيضا ختمت بالتسبيح: مثال ذلك

سبح الله ما في [ :مطلع السورة وما في الأرض وهو العزيز الحكيمتالسموا وقال تعالى }١:الحشر{ ]هو االله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في [: في ختام السورة والأرض السموات

وهو العزيز الحكيم . }٢٤:الحشر{ ] :ن الآية وفاصلتها المناسبة بي-٣

قد سمع االله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى االله واالله يسمع [: قوله تعالى :مثال ذلك تحاوركما إن االله سميع بصير . }١:المجادلة{ ]

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةوتألمها من فعل زوجها لما ، سماع االله لشكوى هذه المرأة لما كانت الآية تتحدث عن

إن االله [ : فقال ، وبصره بحالها ، ناسب أن تختم الآية بصفة سمع االله لدعائها ، ظاهر منها

، الإمام عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن الـسلمي الدمـشقي : العز بن عبد السلام هو ) ١(

ير التفـس : من تصانيفه ، هـ ٦٦٠وتوفي سنة ، هـ ٥٧٧ولد سنة ، لقب بسلطان العلماء ، المشهور بالعز .٤/٢١، الزركلي ،الأعلام : انظر ، والنجوم الزاهرة ، ومقاصد الرعاية ، الكبير

.١/٣٧ ، بدر الدين محمد الزركشي ،البرهان في علوم القرآن )٢( .١/٥ ، برهان الدين البقاعي ،نظم الدرر في تناسب الآيات والسور )٣(

-١٤-

سميع بصير يسمع]يعمس[على تفنن الحاجات ، في جميع الأوقات ، لجميع الأصوات : أي ]وهذا إخبار عن كمال سمعه ، ى الصخرة الصماء في الليلة الظلماء دبيب النملة السوداء عل

.)١(وبصره وإحاطته بالأمور الدقيقة والجليلة :أنواع المناسبات بين السور : ثانيا

:المناسبة بين أول السورة وخاتمة ما قبلها -١اقعة ه مناسب لختام سورة الوـد بالتسبيح فإنـورة الحديـاح سـكافتت" :مثال ذلك

. "للأمر به سبح الله ما في [ :قال تعالى في مطلع سورة الحديد والأرض وهو العزيز الحكيمالسموات [

فسبح باسم ربك العظيم[ :قال تعالى، وختمت سورة الواقعة بالأمر بالتسبيح }١:الحديد{ [ . }٩٦:الواقعة{ :ا قبلها ممناسبة مضمون كل سورة ل -٢

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى * الم[ :كافتتاح سورة البقرة بقوله تعالى" :مثال ذلك للمتقين اهدنا الصراط المستقيم[ :فإنه إشارة إلى الصراط في قوله }٢-١:البقرة{ ] }٦:الفاتحة{ ]

لتم الهداية إليه قيم قيل لهم ذلك الصراط الذي سأى الصراط المستـة إلـكأنهم لما سألوا الهداي .)٢( "الكتاب هو :المناسبة بين خاتمتي السورتين -٣

فقد ، الباحث بالوقوف على خاتمتي سورة المنافقون والتغابن وقد اجتهد: مثال ذلك وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل [:بقوله تعالى ختمت سورة المنافقين أن يأتي أحدكم الموت فيقول

رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر االله نفسا إذا جاء أجلها واالله * خبير بما تعملون . }١١-١٠ :المنافقون{ ]

ت ـثم حض، ر االله ـوال والأولاد عن ذكـم الأمـ تلهه المؤمنين بألاذر االلهـيح ثم مدحت االله بصفة ، ذ لا ينفع الندمـفحينئ ،وت ـاعة المـيء سـل مجـى الإنفاق قبـعل

، ه متصف بالعلم ـة أنـذه الصفـع هـ ومرج، ونـا يعملـر بمـه خبيـه أنـمن صفاتإنما أموالكم وأولادكم فتنة واالله عنده أجر عظيم[:قوله تعالى سورة التغابن وكان أواخر [

. }١٥:التغابن{ ورغبت ، ثم حضت على الإنفاق، حذرت الآيات المؤمنين من فتنة الأموال والأولاد

هذه ومرد، ثم ختمت بصفة من صفات االله بأنه عالم الغيب والشهادة، فيه بأنه تكفير للخطايا

. من هذا البحث ٥٧-٥٦ص : انظر )١(

.١/٣٨ ،بدر الدين محمد الزركشي ، برهان في علوم القرآن ال: انظر ) ٢(

-١٥-

.الصفة أن االله متصف بالعلم :أهم المؤلفات في علم المناسبات : ا لثثا

العلم على اعتبار أنه علم يتعلق بدقة النظم في عض المؤلفات اهتماما كبيرا بهذااهتمت ب :وترتيب السور والمناسبة بينهما ومن هذه المؤلفات ، الآيات

وهو كتاب ،لإمام برهان الدين بن عمر البقاعي ل :ظم الدرر في تناسب الآيات والسورن -١مام ألفه الإ، وهو يقع في ثمان مجلدات، فرد في هذا الفنوهو أول كتاب أ ،عظيم النفع

. وهو من علماء القرن التاسع الهجري،البقاعي للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي وهو من :تناسق الدرر في تناسب السور -٢

عن مناسبة السورة لما قبلها وما تكلم السيوطي في كتابه هذا ، لقرن التاسع الهجريعلماء امجلد فلذلك جاء كتابه في ، ولم يتطرق إلى مناسبة الآيات لما قبلها وما بعدها، بعدها فقط لأنه تطرق ؛ بخلاف ما فعله الإمام البقاعي فقد جاء كتابه كبيرا في ثماني مجلداتصغير، .بة كل آية في القرآن الكريم لما قبلها وما بعدها وكذلك السور إلى مناس

-١٦-

المبحث الثاني علم الفواصل في القرآن الكريم

:وفيه ثلاثة مطالب .اصطلاحتعريف الفاصلة لغة وا: لمطلب الأول ا

.أنواع الفواصل في القرآن الكريم: المطلب الثاني .لفواصل القرآنية وفوائدهاطرق معرفة ا: المطلب الثالث

-١٧-

المبحث الثاني علم الفواصل في القرآن الكريم

: اصطلاحتعريف الفاصلة لغة وا: مطلب الأول ال

:لغةتعريف الفاصلة : أولا والفصل الحاجز بين " )١( "مؤنث الفاصل، من الفعل فصل وجمعها فواصل " :الفاصلة لغة

وكلمة " )٣( "هعطوفصل الشيء فانفصل إلى ق" )٢( " فانفصلا يفصل فصلاـالشيئين فصل بينهموفصل الخطاب الفصل بين الحق " )٤( "تدل على تمييز الشيء من الشيء وإبانته منه" فصل

والفصل كل ملتقى عظمين ")٦("ومنه فصلت المرأة رضيعها فصلا يعني فطمته " )٥( "والباطلهي النخلة المنقولة ": والفصلة )٨( "نتزع من مجلةبحث أو مقال م، وفصلة " )٧( "دـمن الجس

خرزة خاصة تفصل بين الخرزتين في العقد : والفاصلة " )٩( "ا عن موضعهاـوقد افتصله .)١٠("ونحوه :إصطلاحاتعريف الفاصلة : ثانيا

١- عرفها الإمام الرتوجب حسن ، الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع: " بقوله )١١( انيم .)١٢(" إفهام المعاني

.٥٨٥ ص،المنجد في اللغة )١( .١١/٦٢٢ ،ابن منظور ، لسان العرب )٢( .٢٧٥ ص، أبو بكر الرازي ،مختار الصحاح )٣( .٨٤٧ ص، أحمد بن فارس ،معجم مقاييس اللغة )٤( .٦٣٧ ص،ين مؤنس رشاد الد،المرام في المعاني والكلام )٥( ٢٨٢ ص، أحمد الفيومي ،المصباح المنير )٦( .٧٩٤ ص، جرجس الشويري ،معجم الطالب )٧( تأليف وإعداد جماعة من كبار اللغويين بتكليف مـن المنظمـة العربيـة للثقافـة ،المعجم العربي الأساسي )٨(

.٩٣٨ ص،والعلوم .٩٣٩ ص،بادي ، محمد الفيروز آالقاموس المحيط )٩( .٢/٦٩١ إبراهيم مصطفى وآخرون ، ،المعجم الوسيط )١٠(من كبار ، باحث معتزلي مفسر : أبو الحسن الرماني ، علي بن عيسى بن علي بن عبد االله : الرماني هو ) ١١(

: مـن تـصانيفه ، هـ ٣٨٤ سنة هاوأقام فيها حتى توفي في، هـ ٢٩٦داد سنة ـي بغ ـد ف ـول، اة ـالنح ، ٣/٢٩٩ ، ابن خلكـان ،وفيات الأعيان : انظر ، معاني الحروف ، ماء والصفات الأس، كتاب التفسير

.٤/٣١٧ ، الزركلي ،الأعلام .٩٧ ص،وعبد القاهر الجرجاني ، والخطابي ، القرآن للرماني ثلاث رسائل في إعجاز )١٢(

-١٨-

يقصد بالفاصلة القرآنية ذلك اللفظ الذي ختمت به : " وعرفها الدكتور فضل عباس بقوله -٢أطلقوا على ما ختمت به الآية الكريمة ، وا ما ختم به بيت الشعر قافية فكما سم، الآية

.)١(" فاصلة

الكلام المنفصل مما بعده ة ـي بالفاصلـونعن: " ه ـان بقولـاع القطـا الشيخ منـوعرفه -٣ وسميت ، وتقع الفاصلة عند نهاية المقطع الخطابي، ة وقد لا يكون ـون رأس آيـقد يك ؛وقد اختار الباحث تعريف الشيخ مناع القطان ، )٢( "ينفصل عندها ؛ لأن الكلام ، بذلك

. لأنه أجمع من غيره

: )٣(أنواع الفواصل في القرآن الكريم : المطلب الثاني :الفواصل المتماثلة : أولا

فلا أقسم بالشفق[: ه تعالى ـقولومن أمثلتها في القرآن الكريم والليل وما وسق * * والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق * ، وما وسق ، فالكلمات الشفق ، }١٩-١٦:الانشقاق{]

.تنتهي كلها بفاصلة واحدة وهي القاف ، طبق ، اتسق :الفواصل المتقاربة في الحروف : ثانيا

الرحمن الرحيم[ : ىـه تعالـقول، م ـرآن الكريـي القـا فـومن أمثلته مالك يوم * الدين ق والقرآن[ :ى ـه تعالـوقولون ، ـم والنـارب بين الميـللتق }٤-٣:الفاتحة{ ] المجيد *

بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب ن ـارب بيـللتق، }٢-١:ق{ ] .اء والدال ـالب

:المتوازي : ثالثا فيها سرر مرفوعة[: كقوله تعالى ، وهو أن تتفق في الوزن وحروف السجع وأكواب *

موضوعة . }١٤-١٣:الغاشية{] :المطرف : رابعا

ما لكم لا ترجون الله وقارا[: كقوله تعالى ، في حروف السجع لا في الوزن أن يتفقا * وقد خلقكم أطوارا . }١٤-١٣:نوح{]

:التوازن : خامسا ونمارق مصفوفة[: له تعالى كقو، وهو أن يراعى في مقاطع الكلام الوزن فقط وزرابي *

مبثوثة . }١٦-١٥:الغاشية{ ]

.٢٢٥إعجاز القرآن الكريم ، ص )١( .١٣٦مباحث في علوم القرآن ، ص )٢( .٧٦ ، ١/٧٣ البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين محمد الزركشي ، :انظر) ٣(

-١٩-

:طرق معرفة الفواصل القرآنية وفوائدها : المطلب الثالث :طرق معرفة الفواصل القرآنية : أولا

.توقيفي وقياسي: ان آن الكريم طريقلمعرفة الفواصل في القر" وما وصله دائما ، وقف عليه دائما تحققنا أنه فاصلة أن النبي الذي ثبت : التوقيفي -١

.تحققنا أنه ليس بفاصلة :وما وقف عليه مرة ووصله مرة أخرى فيحتمل فيه ثلاثة أمور

.تعريف الفاصلة لأن يكون الوقف - أ .أن يكون الوقف لتعريف الوقف التام - ب

.أن يكون الوقف للاستراحة - ت

لحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب ولا محذور في وهو ما أ :ي القياس-٢ .)١("أو وصل ،وإنما غايته أنه محل فصل ،لأنه لا زيادة فيه ولا نقصان ؛ذلك

:فوائد معرفة علم الفواصل : ثانيا ١- فيمن لم يحفظ الفاتحة يأتي ، فقد قال الفقهاء ، حتاج لمعرفة علم الفواصل لصحة الصلاة ي

.ا بسبع آيات بدله٢- الآياتلأجر الموعود به على قراءة عدد معين من م ااغتنحتاج لمعرفة علم الفواصل لاي ،

.الصلاة فى

٣- ل الأجر الموعود به على تعلم عدد مخصوص من الآياتـببا لنيـم به سـر العلـعتبي ، .أو قراءته قبل النوم مثلا

فقد نص ، قراءته بعد الفاتحة في الصلاة حتياج إلى علم الفواصل في معرفة ما يسن الا -٤ومن يرى ، العلماء على أنه لا تحصل السنة إلا بقراءة ثلاث آيات قصار أو آية طويلة

.منهم وجوب القراءة بعد الفاتحة لا يكتفي بأقل من هذا العدد

٥- حتاج لمعرفته لصحة الخطبة فقد أوجبوا فيها قراءة آية تامة ي.

٦- فإن من ال، ي باب الإمالةعتبر علم الفواصل في اء من يوجب إمالة رؤوس آي سور قرلضحى إلى وا، والشمس، هـوط ،م ـور النجـمخصوصة في القرآن كرؤوس آي س

و لم يعلم القارئ رؤوس الآي لا يستطيع ـفل، ك ـ ذلللقء من ي ومن القرا ،ر ذلكغي .)٢(معرفة ما يمال أو يقلل

.٢/١٨٩الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، )١( .)بتصرف(،١٧،١٨، ص تأليف عبد الفتاح القاضي ، الشاطبي ،بشير اليسر شرح ناظمة الزهر :انظر)٢(

-٢٠-

الفصل الأول ريف عام لسور الدراسةتع

)من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم(

:وفيه أربعة مباحث ، وفضلها ، ونزولها ، تسمية السور : المبحث الأول

.وعدد آياتها .الجو الذي نزلت فيه السور : المبحث الثاني .مناسبة السور لما قبلها ولما بعدها : المبحث الثالث .أهداف ومقاصد سور الدراسة : المبحث الرابع

-٢١-

المبحث الأول وعدد آياتها، وفضلها ، ونزولها ، تسمية السور

:سورة الواقعة : أولا إذا وقعت الواقعة[" : سميت بسورة الواقعة ؛ لافتتاحها بقوله تعالى" :اسمها [ )١(. .)٢(تفاق نزلت في مكة المكرمة بالا:نزولها شيبتني هود والواقعة : يا رسول االله قد شبت قال (: قال ما رواه أبو بكر :فضلها

.)٣( ) والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت .)٤( عند البصري إحدى عشرة آية وهي عند الباقين اثنتا عشرة آية :عدد آياتها

:سورة الحديد : ثانيا في الجهاد فنزل منزلة الآيات الناصرة الله نه ناصر الله ولرسوله ؛ لأسميت بالحديد " :اسمها

.)٥( " ولرسولهوقيل إن ، مدنية : وفي كون هذه السورة مكية أو مدنية اختلاف قوي فقال الجمهور " :نزولها

ما كان بين : " أنه قال صدرها مكي لما رواه مسلم في صحيحه عن عبد االله بن مسعود ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر االله وما نزل من الحق [أن عاتبنا االله بهذه الآية إسلامنا وبين

ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم ف اسقون [فتكون هذه ، وعبد االله بن مسعود من أول الناس إسلاما ، )٦(" إلا أربع سنين ، }١٦:الحديد{

بن مسعود السابقة وذلك ؛ باحث أن هذه السورة مكية لرواية والذي يظهر لل ، )٧(" الآية مكية .مسلم لأنها في صحيح ؛ والرواية تعتبر أصح الروايات سندا ، لأنه أقدم إسلاما

: حيث قال )٨( بن الأسقعصل الذي ذكر فضله من حديث واثلة إنها من جملة المف:فضلها أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان : "(قال رسول االله

.٢٧/٢٣٧ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )١( .٥/٢٣٨ ، ابن عطية الأندلسي ،لمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ا: انظر )٢(صحيح : قال الشيخ الألبانى ٣٢٩٧: حديث رقم ، رة الواقعة باب ومن سو ، كتاب التفسير ،سنن الترمذي )٣(

٥/٤٠٢ .١٦٥ ص ،عبد الفتاح القاضي : تأليف ، الشاطبي ،بشير اليسر شرح ناظمة الزهر : انظر )٤( .١٦/٣٠ ، محمد جمال الدين القاسمي ،محاسن التأويل )٥( لـوبهم لـذكر االله ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع ق : باب في قوله تعالى ، كتاب التفسير ، صحيح مسلم )٦(

٣٩٧، ص٧٤٤٤:،حديث رقم} ١٦:الحديد{ .٢٧/٣٥٣ ،ن عاشور ب، الطاهر التحرير والتنوير : انظر )٧(صحابي من أهل الصفة شهد المغازي : واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد يا ليل ، الليثي الكناني : هو ) ٨(

.٨/١٠٧هـ ، الأعلام ، الزركلي ، ٨٣الشامية وأقام ببيت المقدس إلى أن مات فيها عام

-٢٢-

.)١() " الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصلعشرون آية ، وهي عند الكوفي والبصري عنـد الحجازييـن والشامي ثمان و:عدد آياتها

.)٢(تسع وعشرون آية :سورة المجادلة : ثالثا

سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة سورة المجادلة بكسر ":اسمها ، بي بن كعب سورة الظهار وسميت في مصحف أ، وتسمى سورة قد سمع، الدال أو بفتحها

لأنها افتتحت بقضية مجادلة امرأة أوس بن الصامت لدى النبي ؛رة المجادلةووجه تسميتها سو٣(" في شأن مظاهرة زوجها(.

.)٤( تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها . أنها من جملة المفصل المتقدم ذكر فضله :فضلها

نـد غيرهمـا عند المدنـي والمكـي إحـدى وعشـرون آيـة ، وهـي ع " :عدد آياتها .)٥(" اثنتـان وعشرون آية

:سورة الحشر : رابعا هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل [: ه تعالى ـ لقولر ؛ـورة الحشـميت سـس" :اسمها

الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من االله فأتاهم االله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار [

لاء يهود بني ـة إجـى قصـتمالها علـلنضير لاشوتسمى أيضا سورة بني ا، }٢:الحشر{ .)٦("النضير .)٧(تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها

.)٨( أربع وعشرون آية باتفاق العادين :عدد آياتها

: ، قال شـعيب الأرنـؤوط ١٦٩٨٢: حديث رقم ، مسند الشاميين ، حديث واثلة بن الأسقع ، مسند أحمد )١( .٢٨/١٨٨إسناده صحيح ،

.١٦٢ ص ،عبد الفتاح القاضي : تأليف ، الشاطبي ،بشير اليسر شرح ناظمة الزهر : انظر )٢( .٢٨/٥ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير )٣( .٨/٤٧ ، البغوي ،معالم التنزيل : انظر )٤( .٥١ ص، عبد الرحمن الجمل ، الدكتور آي القرآن التبيان في عد )٥( .٢٨/٦٢ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )٦( .٧/٥٥ ، الخازن ،لباب التأويل في معاني التنزيل : انظر )٧(عبد الرحمن الدكتور ، التبيان في عد آي القرآن ، ٢٨/٦٣، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير : انظر )٨(

.٥١ ص،الجمل

-٢٣-

:سورة الممتحنة : خامسا ، ر الأدلة بظواه، متحان على أنه لا يكتفي في باب الصحة ت بها ؛ لدلالة آية الا سمي:اسمها

وهذا من أعظم مقاصد ، عتقادات أولى بذلك د من اختبار البواطن ، فدلائل الاكالهجرة بل لا ب .)١(القرآن .)٢(تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها .نها من جملة المفصل المتقدم ذكر فضله إ:فضلها

.)٣( ثلاث عشرة آية باتفاق العادين :عدد آياتها :سورة الصف : سا ساد

ووجه ، وكذلك سميت في عصر الصحابة ) سورة الصف(اشتهرت هذه السورة باسم " :اسمها .)٤("فيها وهو صف القتال }٤:الصف{ ] صفا[التسمية وقوع لفظ

.)٥(تفاق بالا نزلت في المدينة النبوية:نزولها فيسأله أي الأعمال أحب يأتي رسول االله تذاكرنا أيكم:" عن عبد االله بن سلام قال :فضلها

رجلا فجمعنا فقرأ علينا هذه السورة فأرسل إلينا رسول االله ، إلى االله تعالى ؟ فلم يقم أحد منا .)٦("سورة الصف كلها : يعني

.)٧( أربع عشرة آية باتفاق العادين :عدد آياتها :سورة الجمعة : سابعا جمعـة ؛ لاشتمالها علـى الأمـر بإجابة النداء لصلاة الجمعة في سميت سـورة ال ":اسمها

يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر االله وذروا البيع ذلكم [: قوله تعالى خير لكم إن كنتم تعلمون .)٨(" }٩:معةالج{ ]

.)٩(تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها

.١٦/١١٧ ، محمد جمال الدين القاسمي ،محاسن التأويل : انظر )١( .٤/٢٧٦ ، محمد الشربيني ،السراج المنير : انظر )٢(، الـشاطبي ، بشير اليسر شـرح ناظمـة الزهـر ،١٨/٤٩، القرطبى، الجامع لأحـكام القرآن : انظر )٣(

.١٦٣ ص، عبد الفتاح القاضي : تأليف .٢٨/١٧١ ، الطاهر بن عاشور ،حرير والتنوير الت )٤( .٥/٥٢٧ ، الماوردي ، والعيون النكت: انظر )٥( قال شعيب الأرنؤوط ٢٣٧٨٩: ، حديث رقمباب حديث عبد االله بن سلام مسـند المدنيين ، ، مسند أحمد )٦(

.٣٩/٢٠٦، إسناده صحيح على شرط الشيخين : عبـد الدكتور ، التبيان في عد آي القرآن ،١٩/٤٣، ابن عادل الدمشقى ب ، اللباب في علوم الكتا : انظر )٧(

.٥٢ ص،الرحمن الجمل .٢٨/١٨١ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )٨( .٤/١٩٩ ، تفسير النسفى : انظر )٩(

-٢٤-

.)١( كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين ن النبي إ:فضلها .)٢( إحدى عشرة آية باتفاق العادين :عدد آياتها

:سورة المنافقون : ثامنا ، ورة المنافقين ؛ لأنها تناولت ذكرهم بس، أن تسمية هذه السورة ، يظهر للباحث :اسمها

.وتحليل نفسيتهم ، وفضحهم وهتك سترهم .)٣( نزلت في المدينة النبوية :نزولها .)٤( كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين ن النبي إ:فضلها

.)٥( إحدى عشرة آية باتفاق العادين :عدد آياتها :سورة التغابن : تاسعا ووجه التسمية وقوع ، ولا تعرف بغير هذا الاسم ) سورة التغابن(سميت هذه السورة " :اسمها

التغابن[لفظ .)٦("فيها ولم يقع في غيرها من القرآن }٩:التغابن{ ]والذي يظهر ، وعـن الضحـاك أنها مكية ، وهـي مدنيـة فـي قـول الجمهـور :نزولها

يا أيها الذين [بن عباس أن رجلا سأله عن هذه الآية ارواه عكرمة عن ث أنها مدنية لما للباح آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن االله غفور

رحيم فأبى وأرادوا أن يأتوا النبي ، جال أسلموا من أهل مكة هؤلاء ر: " قال }١٤:التغابن{ ] رأوا الناس قد فقهوا فلما أتوا رسول االله أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول االله

يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولا[ " : االلهفي الدين هموا أن يعاقبوهم فأنزل دكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن االله غفور رحيم .)٧( }١٤:التغابن{ ]

.نها من جملة المفصل المتقدم ذكر فضله إ:فضلها

.٣٩٦، ص ١٩١٠:جمعة ، حديث رقم اليقرأ في صلاة ، باب ما كتاب الصلاة ، صحيح مسلم: انظر )١( ، الـشاطبي ، بشير اليسر شرح ناظمة الزهر ،٩/٣٠٥، أبو إسحاق النيسابوري ،الكشف والبيان : انظر )٢(

.١٦٤ ص،عبد الفتاح القاضي : تأليف .٤/٣١٣ ، محمد الشربيني ،السراج المنير : انظر )٣( الشيخ قال،١٠٧٤:، حديث رقم باب ما يقرأ في الصبح يوم الجمعة ، كتاب الصلاة ،سنن أبي داود : انظر )٤(

.١٦٩ ، ص صحيح:الألباني ،عبد الـرحمن الجمـل الدكتور ، التبيان في عد آي القرآن ،٣/٤٢٨، السمر قندي ،بحر العلوم : انظر )٥(

.٥٢ص .٢٨/٢٥٨ ،بن عاشور الطاهر،التحرير والتنوير )٦( : الـشيخ الألبـاني قـال ، ٣٣١٧:ابن ، حديث رقم سنن الترمذى ، كتاب القراءات ، باب ومن سورة التغ )٧(

.٧٥١ صحسن

-٢٥-

.)١( آية باتفاق العادين ة ثماني عشر:عدد آياتها : سورة الطلاق : عاشرا : وافتتاحها بقوله تعالى ، ورة الطلاق ؛ لبيان أحكام الطلاق والعدة فيها ـسميت س " :اسمها

يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا االله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن [ ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود االله ومن يتعد حدود االله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل االله

يحدث بعد ذلك أمرا .)٢(" }١:الطلاق{ ] .)٣(تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها .نها من جملة المفصل المتقدم ذكر فضله إ:فضلها

.)٤( عند البصري إحدى عشرة آية ، وهي عند الباقين اثنتا عشرة آية :عدد آياتها :سورة التحريم : الحادي عشر

حرم على نفسه أكل ويظهر للباحث أن هذه السورة سميت بالتحريم ؛ لأن النبي :اسمها .)٥(فعاتبه االله على ذلك ، لطيبات التي أحلها االله العسل ، وهو من ا

.)٦(تفاق نزلت في المدينة النبوية بالا:نزولها .نها من جملة المفصل المتقدم ذكر فضله إ:فضلها

.)٧( اثنتا عشرة آية باتفاق العادين :عدد آياتها

الـشاطبي بشير اليسر شرح ناظمة الزهـر، ، ٧/١٠٢، الخازن ،لباب التأويل في معاني التنزيل : انظر ) ١(

.١٦٤ ص،عبد الفتاح القاضي : تأليف .٢٨/٢٣٣ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )٢( .٣/٤٣٧ ،قندي السمر، بحر العلوم : انظر )٣( .١٦٥ ص،عبد الفتاح القاضي : تأليف ، الشاطبي ،بشير اليسر شرح ناظمة الزهر : انظر )٤(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لـك تبتغـي مرضـاة باب ، كتاب التفسير ، صحيح البخاري : انظر )٥(

.٩٧٦، ص٤٩١١:،حديث رقم} ١:التحريم{ فور رحيمأزواجك واالله غ .١٨/١٧٨ ، القرطبي ،الجامع لأحكام القرآن : انظر )٦( .٥٣ ص،عبد الرحمن الجمل الدكتور ،التبيان في عد آيات القرآن : انظر )٧(

-٢٦-

المبحث الثاني الجو الذي نزلت فيه السور

:سورة الواقعة: أولا ن من قبل المشركين ، حيـث إ نزلت هذه السورة في جو مشحون بتكذيب رسول االله

قد أتى بعقيدة البعث واليوم الآخر والحساب ، فهذا لا يؤمن به المـشركون ، فقـاموا النبيبمـا أبدعـه االله مـن " ستدلال ككين فأخذت بالا بتكذيبه فجاءت هذه السورة ردا على قول المش

ولقـد [: خرى فقـال ستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الأ والا" ،)١(" ت بعد أن لم تكن الموجودا علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون .)٢("أي القادر على ابتداء خلقكم قادر على إعادتكم }٦٢:الواقعة{]

:سورة الحديد : ثانيا دعائم الدولة الإسلامية في المدينة النبوية ، فكـان مـن هذه السورة مدنية بعد أن قامت

الضروري أن تقوى هذه الدعائم وتعزز، فجاءت هذه السورة لتقوى هذه الدعائم بالتأكيـد علـى ، والإنفاق في سبيل االله ، والتصدي لكيد المنـافقين ، وبينـت قضية الإيمان باالله والرسول

حيث أمر االله تعـالى بالإيمـان بـه " من كيد الكائدين كيف يحافظ المسلمون على هذه الدعائم . )٣("ستمرار كمل والدوام والثبات على ذلك الاعلى الوجه الأ وبرسوله

:سورة المجادلة : ثالثا نزلت هذه السورة في جو يستفسر فيه المسلمون عن قضايا ديـنهم والمـشكلات التـي

هذه القضية قرآن يجيبهم إما حديثا ، أو يتنزل في حل فيسألونه ، ف تواجههم فيأتون إلى النبي الجماعة المسلمة عن قضايا دينها في شتى الميـادين فكـان إذا نزلت هذه السورة في جو تساؤل

مـن سؤال هذه المرأة ، وهي خولة بنت ثعلبة رضي االله عنها ، حيث اشتكت إلى رسول االله وكان هو رجلا شيخا كبيرا ، والأولاد ، بعد الصحبة الطويلة ، ا على نفسه همرا ح لم" زوجها

.)٤(" ،وكررت ذلك ، وأبدت فيه وأعادت فشكت حالها وحاله إلى االله وإلى رسول االله :سورة الحشر : رابعا

نزلت هذه السورة في جو مشحون بإيذاء اليهود والنصارى للمـسلمين ، حيـث كـانوا وسـائل المنـافقين " دعائم التي قامت عليها الدولة ، فجاءت السورة لتبـين يهدفون إلى خلخلة ال

.٢٧/٢٨٠ ،بن عاشور ، الطاهر التحرير والتنوير )١( .٨٣٥ ص، عبد الرحمن السعدي ،كلام المنان فسير تيسير الكريم الرحمن من ت )٢( .٨/١١ ،بن كثير ا ،تفسير القرآن العظيم )٣( .٨٤٣ ص، عبد الرحمن السعدى ،كلام المنان تيسير الكريم الرحمن من تفسير )٤(

-٢٧-

وبينت أيضا أنه لا بد مـن " ،)١(" ومواعيدهم لبني النضير أن ينصروهم ، وكيف كذبوا وعدهم )٢(" المواجهة العسكرية ؛ لأجل تربية تلك الجماعة تربية حية بالأحداث والتوجيهات والتعقيبـات

. :رة الممتحنة سو: خامسا

ن المسلمين لهم آباء لصراع بين الكفر والإسلام ، حيث إ نزلت هذه السورة في جو من ا .، فبعضهم كان يميل إليهم بالمودةوإخوان ما زالوا على الكفر

لأن الموالاة بهذا المعنى قد تجره إلى استحـسان طريقتـه، " فكانت هذه قضية خطيرة وأنه لا يكـون العبـد "ه السورة لتؤكد على عقيدة الولاء والبراء فجاءت هذ ، )٣("والرضا بدينه

مؤمنا باالله واليوم الآخر حقيقة إلا إذا كان عاملا على مقتضى الإيمان ولوازمه من محبة من قام ض من لم يقم به ومعاداته ، ولو كان أقرب النـاس إليـه ، وهـذا هـو وموالاته ، وبغ بالإيمان

.)٤(" الإيمان على الحقيقة :سورة الصف : سادسا

نزلت هذه السورة المباركة في جو التعبئة العسكرية والجهاد ، حيث كان النبييرسل السرايا ، ويوجه الكتائب ، ويقوم بالغزوات ، أو كان ينيب فيها غيره ، فجاءت هذه

إن االله يحب الذين [: بقوله تعالى )٥(السورة في بيان ما يحمل أهل الإيمان ، ويحثهم على الجهاد يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص يكرهون القتال " حتى أنه كان الصحابة }٤:الصف{]

إن االله يحب الذين يقاتلون في سبيله ص[: على الخيل ويستحبون القتال على الأرض لقول االله فا كأنهم بنيان مرصوص .)٦(" }٤:الصف{]

:سورة الجمعة : سابعا نزلت هذه السورة في جو من الجدل بين اليهود المقيمين في المدينة ، وبين المسلمين في

ويجب عليهم أن يؤمنوا به ، هو الحق قضيـة أن الإسلام هو الدين الحق ، وأن الرسول ولكن لا ينتفعون بهذا العلم فبينت السورة أنهم ، ان اليهود يعلمون ذلك حق العلم فكـ، ويتبعـوه

.)٧("كمثل الحمار إذا حمل كتبا ، لا يدري ما فيها ، فهو يحملها حملا حسيا ولا يدري ما عليه"

.٢٨/٦٣ ،بن عاشور ، الطاهر التحرير والتنوير )١( .٧/١٥٦ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٢( . ٨/١٨٥، فخر الدين الرازى ، مفاتيح الغيب )٣( .٨٤٨ ص، عبد الرحمن السعدى ،كلام المنان تيسير الكريم الرحمن من تفسير )٤( .٢٩/٥٢٨، فخر الدين الرازي ،مفاتيح الغيب : انظر)٥( .٢٣/٣٥٨ ، الطبري ، القرآن آى تأويلجامع البيان عن )٦( .٨/١١٧ ، كثير ابن، تفسير القرآن العظيم )٧(

-٢٨-

:سورة المنافقون : ثامنا ثارة القلاقل في بالشغب ، وإرة في جو كثرت فيه حركة المنافقيننزلت هذه السو

يحذرها المسلمون ، ويعرفوا المجتمع المدني فجاءت هذه السورة لفضحهم ، وتحليل نفسيتهم ؛ ل١( معها العلم بهذه النفسية كيف يتعاملون على هذابناء(.

:سورة التغابن : تاسعا نزلت هذه السورة في جو يحتاج فيه المسلمون إلى زيادة عناية واهتمام في مسائل العقيدة والتربية الإيمانية ، فجاءت بآياتها لتقرر وتؤكد على مسألة البعث والنشور، وعدم التعلق

مشتملة على جملة "ستعداد ليوم المعاد ، فلذلك جاءت احية المال والأولاد ، وإنما بالابالدنيا من ناه ، وافتقار كثيرة واسعة من أوصاف الباري العظيمة ، فذكر كمال ألوهيته تعالى ، وسعة غن

.)٢(" الخلائق إليه :سورة الطلاق : عاشرا

نزلت هذه السورة المباركة في جو كانت العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة بحاجة إلى كأن يراجع زوجته قبيل انتهاء العدة ، ثم "فقد كان يقع من الرجل ، بعض التوجيهات القرآنية

أو أن يراجعها ليبقيها كالمعلقة ! ؛ ليطيل مدة بقائها بلا زوج يعود فيطلقها الثانية ، ثم الثالثة .)٣("ويكايدها ، لتفتدي منه نفسها ، وكان كلاهما يقع عند نزول هذه السورة

:سورة التحريم : الحادي عشر تفتقر ، سرية في المجتمع المدني نزلت هذه السورة المباركة في جو كانت العلاقات الأ

ات القرآنية في كيفية التعامل بين الرجل وزوجته ، فجاءت الآيات بصدد ذلك إلى بعض الإرشادكان : " وكان سبب نزولها ما روته عائشة رضي االله عنها ، حيث قالت ، فكانت سورة التحريم

بنـت جحش ، ويمكـث عندهـا ، فواطيت أنا يشرب عسلا عند زينـبرسول االله : إني أجد منك ريح مغافير قال )٤(أكلت مغافير : تقل له ل عليها فلـا دخـى أيتنـوحفصة عل

لا تخبري بذلك ، بنت جحش ، فلن أعود له وقد حلفت ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب لا ،يا أيها النبي لم تحرم [: حرم على نفسه أكل العسل عاتبه االله بقوله وبسبب أن النبي ، )٥(" أحدا ما أح ل االله لك تبتغي مرضاة أزواجك واالله غفور رحيم . }١:التحريم{]

.٦/٣٥٧٢، سيد قطب ، في ظلال القرآن : انظر )١( .٨٦٦ص عبد الرحمن السعدى ، ،كلام المنان تيسير الكريم الرحمن من تفسير )٢( .) بتصرف (٧/٢٣٧، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٣( ،هاية في غريب الحـديث الن: انظر ، ه حلو ـ طعم هو سائل ينضحه نوع من الشجر رائحتـه كريهـة و )٤(

.٤/٣٧٤ ،أبو السعادات بن محمد الجزري يا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لك تبتغي مرضـاة أزواجـك واالله [ باب ، كتاب التفسير ،صحيح البخاري )٥(

حيمر ٩٦٧، ص٤٩١١:، حديث رقم} ١:التحريم{] غفور.

-٢٩-

المبحث الثالث ما بعدهال لما قبلها ومناسبة السور

:سورة الواقعة : أولا

ابقين مقصودها شرح أحوال الأقسام الثلاثة المذكورة في سورة الرحمن للأولياء من الس "لالة علـى تمـام القـدرة دين من المصارحين والمنافقين من الثقلين لل عداء المشاق واللاحقين والأ

ختبار، الذي دل عليه آخر سورة الرحمن بإثبات الكمال ، ودل عليه آخر هذه بالتنزيـه بالفعل بالا ات بوصف العظمة بجميع الكمال من الجمـال والجـلال ، ـبالنفي لكل شيء به نقص ، ثم الإثب

.)١("اس لم يكن ذلك من بليغ الحكمة ولو استوى الن :سورة الحديد : ثانيا

وقد اجتهد الباحث في إيجاد علاقة لهذه السورة بما قبلها ، وذلك أنه لما ذكـر االله فـي ناسب في سورة الحديد أن يدعو إلى المـسابقة ، سورة الواقعة الجنة ، وفصل ما فيها من النعيم

وصلة إليها ، فذكر الإنفاق والجهاد في سبيل االله ، فهمـا مـن إليها عن طريق ذكر الأسباب الم أعظم الأسباب الموجبة لدخول الجنة ؛ لأن بالإنفاق تذهب الأموال ، وبالجهاد تزهق فيه النفوس

.والتضحية بالمال والنفس سبب قوي لدخول الجنة :سورة المجادلة : ثالثا

وأن ا[: ختمت سورة الحديد بقوله تعالى لفضل بيد االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم قد سمع االله قول التي تجادلك في [: وبدأت سورة المجادلة بعدها بقوله تعالى }٢٩:الحديد{ ]

زوجها وتشتكي إلى االله واالله يسمع تحاوركما إن االله سميع بصير . }١:المجادلة{ ]إذ قد سمع قول هذه ، ي هذا البدء فضـل من هذا الفضل العظيم الذي بيد االله ـوف

، في هذا الظهار الذي أوقعه زوجها عليها التي تشتكي إليه في مجادلتها مع النبي ، المرأة وأنكر فعل ، مع أطفالها وأمسك بالمرأة في بيتها ، ا بأن استجاب دعاءها ـفتفضل االله عليه

.)٢(زوجها :سورة الحشر : رابعا

افتتح هذه السورة بقهره لما ختم االله سورة المجادلة بذكر حزب الشيطان ، وحزب االله ، " .)٣(" ونصرة حزبه من أهل الإيمان، حزب الشيطان ، وما نالهم بالجلاء من الخزي والهوان

.٧/٤٠٢ ، برهان الدين البقاعي ،نظم الدرر في تناسب الآيات والسور )١( .) بتصرف ( ،٧/٨٠٧ ، عبد الكريم الخطيب ، للقرآن يالتفسير القرآن )٢( .٦/٢١ ، أبو علي الطبرسي ،مجمع البيان في تفسير القرآن )٣(

-٣٠-

:سورة الممتحنة : خامسا : اسبة هذه السورة لما قبلها من سورة الحشر من وجهين تظهر من"

ثم موالاة الذين نافقوا للكفـار مـن أهـل ، ذكر في الحشر موالاة المؤمنين بعضهم بعضا -١لـئلا يـشابهوا ، وافتتحت هذه السورة بنهي المؤمنين عن اتخاذ الكفـار أوليـاء ، الكتاب

.تمت به وكرر النهي في السورة ثم خ، المنافقين في ذلك وهذه السورة للمعاهدين من المشركين ؛ ، كانت سورة الحشر في المعاهدين من أهل الكتاب -٢

.)١("لأنها نزلت في صلح الحديبية فالسورتان تشتركان في بيان علاقات المسلمين مع غيرهم

:سورة الصف : سادسا الـسورة أبلـغ االله الجهاد في سبيله مجملا ، وفصله فى هـذه سورة الممتحنة ذكر فى

.)٢(تفصيل :سورة الجمعة : سابعا

:ومناسبتها لما قبلها من وجوه وذكر في هذه السورة حال ، له مع قومه وإيذاءهمأنه ذكر في السورة قبلها حال موسى -١

. وفضل أمته تشريفا لهم ؛ ليعلم الفرق بين الاثنين رسول االله ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد[ : أنه حكى في السورة قبلها قول عيسى -٢ [

هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم[: وذكر هنا ، }٦:الصف{ إشارة إلى أنه ، }٢:الجمعة{ ] .هو الذي بشر به عيسى

وأخبر أن ذلك ، بالأمر بالجمعة ختم هذه السورة ، لما ختم السورة قبلها بالجهاد وسماه تجارة -٣ .)٣(خير من التجارة الدنيوية

:سورة المنافقون : ثامنا وجه تعلـق هـذه السـورة بما قبلها هو أن تلك السورة مشتملة على ذكر بعثة "مثل الذين حملوا التو[: وذكر من كان يكذبه قلبا ولسانا بضرب المثل كما قال ، الرسول راة [

)٤("وهذه السورة على ذكر من كان يكذبه قلبا دون اللسان ويصدقه لسانا دون القلب ، }٥:الجمعة{ :سورة التغابن : تاسعا .

وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت[: لما وقع في آخر سورة المنافقون [ـب بسورة التغابن ؛ لأنه قيل في معناه إن الإنسان يأتي يوم القيامة وقد جمع عق، }١٠:المنافقون{

.٢٨/١١٥ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )١( .) بتصرف( ١٢٣ ص، جلال الدين السيوطي ،لقرآن أسرار ترتيب ا )٢( ) .بتصرف( ، ٢٨/٩٣ تفسير المراغي ، )٣(

.٣٠/١٢ ، فخر الدين الرازي ،مفاتيح الغيب )٤(

-٣١-

بسهولة من غير مشقة مما جمعه فأنفقه في وجوه وراءه منفأخذه مالا ، ولم يعمل فيه خيرا ،ع محاسب معذب مع تعبه في جمعه ، والوارث منعم مثاب مع سهولة وصوله ـالخير، فالجام .)١(هو التغابن بارتباطه بآخر السورة المذكورة في غاية الوضوح إليه ، وذلك

:سورة الطلاق : عاشرا يسبح الله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير[ }١:التغابن{ ]

منه نظام الملك ، والحمد يفتقر إلى أن ذلك والملك يفتقر إلى التصرف على وجه يحصل التصرف بطريق العدل والإحسان في حق المتصرف فيه وبالقدرة على من يمنعه عن التصرف ، وتقدير الأحكام في هذه السورة متضمن لهذه الأمور المفتقرة إليها تضمنا لا يفتقر إلى التأمل

.)٢(" فيه ، فيكون لهذه السورة نسبة إلى تلك السورة :سورة التحريم : الحادي عشر

هذه السورة دم في تلك السورة أحكام النساء في الطلاق وغيره افتتح ـلما تق" .)٣("بأحكامهن أيضا

.١٢٦ ص، جلال الدين السيوطي ،أسرار ترتيب القرآن : انظر )١( .٣٠/٢٧ ، فخر الدين الرازي ،مفاتيح الغيب )٢( .٦/١١٦ ، أبو علي الطبرسي ،ير القرآن مجمع البيان في تفس )٣(

-٣٢-

المبحث الرابع أهداف ومقاصد سور الدراسة أهم

:أهداف ومقاصد سورة الواقعة أهم :أولا

وهي القيامة التي لا شك فيهـا ؛ لأنـه قـد أخبرت بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها ، " -١ .)١("تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية ، ودلت عليها حكمته

تكلمت عن أصحاب الميمنة ، الذين يعطون كتبهم بأيمانهم ، وأصـحاب المـشأمة ، الـذين -٢ .)٢(يعطون كتبهم بشمائلهم

وسـابقين ولاحقـين ، و شـرح الناس في تلك السورة إلى ثلاثة أصناف مجرمين قسم " -٣ .)٣("أحوالهم في هذه السورة

وذلك أن االله تعالى وصف أهل ، )٤(" ذكر الجزاء بالخير لمن شكر، وبالشر لمن كذب وكفر " -٤ .الجنة وأهل النار

مم المسلمة ، وتقرير قاعدة أن الجزاء مـن جـنس بيـان أن السابقين يكونون من سائر الأ " -٥ .)٥(" العمل

ل بنزع االله الأرواح من الأجساد والناس كارهون ، لا يستطيع أحـد منعهـا مـن ستدلاالا" -٦ .الخروج

.)٦(" تأكيد أن القرآن منزل من عند االله ، وأنه نعمة أنعم االله بها عليهم ، فلم يشكروها -٧ : أهداف ومقاصد سورة الحديد أهم:ثانيا

كل نقص ، فتجاوب أرجاء الوجود وبمدحه وتنزيهه عن افتتحت السورة بالكلام من االله " -١ .)٧("كله بالتسبيح ، فيسمعه كل قلب مفتوح غير محجوب

، والمعنى زيدوا في إيمانكم ، وبـالغوا فـي تـضحياتكم، الأمر بالإيمان باالله وبرسوله " -٢ .)٨("، وأخلصوا النية والتزموا طاعة أوامر االله ورسوله

.٨٣٢ ص، عبد الرحمن السعدي ،كلام المنان تيسير الكريم الرحمن من تفسير )١( .١/٣١٠ ، شهاب الدين بن عماد ،التبيان في تفسير غريب القرآن : انظر )٢( .٤/١٨٤ ، محمد الشربيني ،السراج المنير )٣( .٢٩/١٢٢ ،الرازي فخر الدين ،مفاتيح الغيب )٤( .٥/٢٤٢ ، أبو بكر الجزائري ،أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير )٥( .٢٧/٢٨٠ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير )٦( .٧٧٣٤١٦ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٧( .١٤/٥٦٤٢ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم )٨(

-٣٣-

لإعلاء كلمته ، وإعزاز الإسـلام ، ورفـع مجـده ي سبيل االله ـاق ف ـى الإنف ـث عل ـالح" -٣ .)١("وشأنه

تصوير أحداث من اليوم الآخر، بذكر حال المؤمنين، وحال المنافقين ، فـالمؤمنون يـسعى " -٤نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ، والمنافقون يتخبطون في الظلمات كما كانوا في الدنيا يعيـشون

.)٢(" لكالبهائم في ظلمات الجهل والغي والضلا

.غترار بالحياة الدنيا الاالتحذير من -٥

فضال االله وإنعامه على الناس ، بإرسال الرسل ، وإنزال الكتب والميـزان ، وإنـزال أبيان -٦ .)٣(الحديد بما فيه منافع للناس وبأس شديد

:أهداف ومقاصد سورة المجادلة أهم : ثالثا وقـد لعلي القدير لشكوى امرأة فقيرة مغمورة ، تبدأ السورة بداية كريمة ، وهي سماع االله ا " -١

مـن يجلـس عاستمع إليها االله من فوق سبع سموات ، وكان صوتها ضعيفا لا يكـاد يـسم .)٤(بجوارها

، وبينـت كفارتـه ـار، وأنـه منكـر من القول وزورتحدثـت السـورة عن حكـم الظه -٢ .)٥(على قائله

وذكرت ، وهي الخزي والذلة في الدنيا والآخرة ، هقررت عقوبة المحادين الله ورسول " -٣ .)٦(" مظهرا من مظاهر خزيهم في اليوم الآخر

حضت على أدب التناجي في المجالس ، وهو الكلام سرا بين اثنين فأكثر أمـام الآخـرين، " -٤ .)٧("وحرمته إذا كان تناجيا بالإثم والعدوان كما كان يفعل اليهود

العبد لا يكون مؤمنا باالله وباليوم الآخر حقيقة إلا إذا كان عـاملا علـى ختمت السورة بأن " -٥مقتضى إيمانه ولوازمه من محبة من قام بالإيمان وموالاته ، وبغض من لم يقم به ومعاداته،

.)٨(" ولو كان أقرب الناس إليه

.٢٨/٢٨٨ ،حيلي وهبة الز،التفسير المنير )١( .٣/٣١٨ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير )٢( .٢٧٧-٥/٢٧٤ ، أبو بكر الجزائري ،أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير : انظر )٣( .١٤/٥٧٢٠ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم )٤( .٣/٣٣٣ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير : انظر )٥( .١٠/٥٧٨٨ ، سعيد حوى ،لتفسير الأساس في ا )٦( .٢٨/٦ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )٧( .٨٤٨ ص، عبد الرحمن السعدي ،تيسير الكريم الرحمن من تفسير الكلام المنان )٨(

-٣٤-

:أهداف ومقاصد سورة الحشرأهم : رابعا .في الأرض دال على تنزيه االله ، وأنه الغالب المدبر وما السمواتاشتملت على أن ما في -١٢- ذكرت نعمة االله على ما يسجلاء لبني النضير مع ما كانوا عليه من المنعة والحصون من إ ر

.)١( ، وغلبته على أعدائه والعدة ، وتلك آية من آيات تأييد رسول االله

وأحكامه ، ووضـحت الحكمـة تناولت السورة موضوع الفيء والغنيمة ، فبينت شروطـه " -٣من تخصيص الفيء ؛ لئلا يستأثر به الأغنيـاء ؛ وليكون بعـض التعـادل بـين طبقـات

.)٢(" المجتمع .حملت السورة على المنافقين ، وكشف نفاقهم وكيدهم -٤

لليهود ضرب " حيث)٣(بينت قصة الشيطان مع الإنسان أنه عدو له مبين يغويه ثم يخذله -٥كمثل الشيطان[ : ، فقالوالمنافقين مثلا مثل المنافقين في غرورهم لبني : أي }١٦:الحشر{ ]

.)٤(" النضير وخذلانهم إياهم

ثم ختمت السورة بتسبيح االله كمـا بدأت بالتسبيح ، وهـو مشـهد يتوقعه القلب بعد ذكر " -٦ه المطلع والختام في تلك الأسـماء ، ويشـارك فيـه مـع الأشياء والأحياء كما يتلاقـى في

.)٥(" تناسق والتئام

:أهداف ومقاصد سورة الممتحنة أهم : خامسا إبراز عقيدة الولاء والبراء بهدف تنظيم علاقة المسلمين بالمشركين ، وتدعو إلى تقوية -١

.)٦(أواصر المحبة بين المسلمين .)٧(قومهم ضربت السورة مثلا في إبراهيم والذين آمنوا معه حين تبرأوا من -٢

وضعت أصول العلاقات بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب في حالتي السلم والحرب -٣ .في الموالاة والمعاداة

ق بالنساء المؤمنات ، وضرورة ـا يتعلـركين فيمـات مع المشـم العلاقـذكر حك -٤ن ن عند الهجرة لدار الإسلام ، وعدم ردهن إلى دار الكفر، وإيتاء أزواجهـامتحانه

.)٨(مهورهن

.٢٨/٦٣ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير : انظر )١( .٣/٣٤٦ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير )٢( .١٤/٥٧٥٨،٥٧٥٩، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم : ر انظ )٣( .٦/٣٦ ، ، أبو علي الطبرسىمجمع البيان في تفسير القرآن )٤( .٦/٣٥٣٤ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٥( .١٤/٥٧٩١ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم : انظر )٦( .٥/٢١٣ ، الشوكاني ، فتح القدير: انظر )٧( .٢٨/١٦ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير : انظر )٨(

-٣٥-

ذكرت حرمة الشرك ، وما ذكر معه من السرقة ، والزنا ، وقتل الأولاد ، والكذب ، " -٥ .)١(" والبهتان، وإلحاق الولد بغير أبيه

.)٢(" تأكيد النهي عن موالاة المشركين حرصا على شئون الرسالة ونشر الدعوة" -٦

:أهداف ومقاصد سورة الصف أهم : سادسا .لتزام بواجبات الدين خلاف الوعد ، والاالتحذير من إ" -١ .)٣("التحريض على الجهاد في سبيل االله ، والثبات فيه بصدق وإيمان -٢

مصدقا للتوراة ، ، ليقرر أنه جاء امتدادا لرسالة موسىالتذكير برسالة عيسى " -٣ .)٤( " وممهدا للرسالة الأخيرة ، ومبشرا برسولها

.بالحق الواضح كفروا به لما جاءهم النبي ، و بعيسى كفر اليهودبينت السورة -٤

وردوها ولم يؤمنوا بالمبشر به ى ـارة عيسـبيان كفـر النصـارى إذ رفضوا بش -٥ فيما أصابه من الكفار من قومه وغيرهم وأمر وفي هذا تسلية لرسول االله " ، )٥( محمد

.)٦(" له بالصبر

.الإيمان والجهاد في سبيله التجارة الرابحة عند االله ، هي " -٦

.)٧("الأمر بنصرة الدين كما نصر الحواريون دينهم -٧

:أهداف ومقاصد سورة الجمعة أهم : سابعا المضارع ليدل ذلك على وجاءت بصيغة ")٨(" تبدأ سورة الجمعة بما بدأت به المسبحات" -١

.)٩(" ستمرار لملكه تعالىالتجدد والاحكام التوراة ، وتشبيههم بالحمار الذي يحمل على ظهره الكتب ذم اليهود لتركهم العمل بأ -٢

.النافعة، ولكنه لا يفهمها ، ولا ينال بذلك إلا التعب

.)١٠(طلب مباهلة اليهود إن كانوا أولياء االله بتمني الموت إن كانوا صادقين -٣

.٥/٣٣٤ ، أبو بكر الجزائري ،أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير )١( .١٠/٧٨ ،تفسير المراغي )٢( .٢٨/١٧٣ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير )٣( .٦/٣٥٥٠ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٤( .) بتصرف(، ٥/٣٣٨ ،ير لكلام العلي الكبير أيسر التفاس )٥( .٨/٧٠ ، ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم )٦( .١٠/٩٢ ، تفسير المراغي )٧( .١٠/٨٥٩٨ ، سعيد حوى ،الأساس في التفسير )٨( .٧/٥٩٠ ، برهان الدين البقاعي ،نظم الدرر في تناسب الآيات والسور : انظر )٩( .) بتصرف ( ،٢٨/١٨٢ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير )١٠(

-٣٦-

قى في المقطع الأخير تتحدث السورة عن صلاة الجمعة ، وهي فريضة أسبوعية يتلا" -٤ .)١(" المسلمون فيها ؛ لتعلم أمور دينهم ، وتنظيم حياتهم

نشغال عن الصلاة بالتجارة واللهو كحال المنافقين الذين إذا قاموا إلى التحذير من الا" -٥ .)٢(الصلاة قاموا كسالى متثاقلين

:أهداف ومقاصد سورة المنافقون أهم : ثامنا .)٣(عتقاد ، وإن طابق الواقع الارة خطورة الكذب ، وهو ما خالفبينت السو -١التحذير مما يثلم الإيمان من الأعمال الباطنة ، والترهيب مما يقدح في الإسلام من الأحوال -٢

الظاهرة بمخالفة الفعل للقول ، فإنه نفاق في الجملة ، فيوشك أن يجر إلى كمال النفاق ، .)٤(فيخرج من الدين ، ويدخل الهاوية

تولد بعضها عن بعض من كذب ، ونقضافقين بعد كثير من دخائلهم ، وفضح أحوال المن" -٣ . " لعهد االله ، واضطراب في العقيدة

.)٥(" حلول الأجل دخار للآخرة قبل لمؤمنين ، وحثهم على الإنفاق والاوختمت بموعظة ا" -٤ :أهداف ومقاصد سورة التغابن أهم : تاسعا

له في السموات والأرض ، إنه في صلاة دائمة ابتدأت بالتسبيح هذا هو دأب الوجود ك -١ . )٦( مستغرقة ، وعلى وجه قائم بين يدي االله في خشوع

الذي يؤول أمره المتصلة بجلال االله وقدرته وخلقه للإنسانبيان بعض صفات االله الحسنى -٢ . )٧( مؤمن وكافر: إلى أحد القسمين

ث يغبن الكافرون المكذبون ، ويربح بيوم القيامة ، وما يكون فيه من تغابن ، حيذكرت -٣ . )٨( المؤمنون العاملون

نشغال بالزوجات والأولاد عن طاعة االله ، وأن تكون أسرته وسيلة ومعينة له حذرت من الا -٤ . )٩( على الصلاح والإصلاح

.١٤/٥٨٣٩ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم )١( .٣/٣٧٧ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير )٢( ).بتصرف ( ٥/٣٥٥ ، أبو بكر الجزائري ،أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير )٣( .٧/٦٠٥ ،ن البقاعي برهان الدي،نظم الدرر في تناسب الآيات والسور )٤( .٢٨/٢٣٣ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير ) ٥( .٧/٩٧٢ ، عبد الكريم الخطيب ،التفسير القرآني للقرآن ) ٦( .٢٨/٢٣٣ ، وهبة الزحيلي ، التفسير المنير_انظر)٧( ) .بتصرف( ، ٢٨/٥٩٥٤ ، سعيد حوى ،الأساس في التفسير ) ٨( ) .بتصرف ( ١٤/٥٨٨٤ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم ) ٩(

-٣٧-

والبخل ، فإن من صفات حعلاء دينه ، وحذرت من الشختمت السورة بالأمر بالإنفاق لإ -٥ . )١( في سبيل االله ابتغاء مرضاته ، وهو شطر الجهاد في سبيل االلهنفاقالمؤمن الإ

:أهداف ومقاصد سورة الطلاق أهم : عاشرا تحديد أحكام الطلاق ، وما يعقبه من العدة والإرضاع والإنفاق والإسكان تتميما للأحكام " -١

.)٢("المذكورة في سورة البقرة نظام البيت على أساس قوامة أحد إقامةدة ، وطات الزوجية بشريعة محدتنظيم الارتبا" -٢

.)٣("الشريكين ، وهو الأقدر على القوامة منعا للفوضى والاضطراب والنزاع

على مقدار الطاقة ، ثم أردف ذلك ببيان أن ما يجب للمعتدة من النفقة والسكنأرشدت إلى " -٣ .)٤("الحوامل لهن النفقة والسكنى مدة الحمل بالغة ما بلغت

.حذرت من ترك الأحكام الشرعية وإهمالها والعبث بها " -٤

وأوجب " )٥(" إليها مة بإنزال القرآن عليها وإرسال الرسولبيان منة االله على هذه الأ -٥ . )٦(" التسليم بما تفرد به من العلم كما أوجب التسليم بما تفرد به من القدرة

:أهداف ومقاصد سورة التحريم أهم : الحادي عشر ،وصورة من هذه السورة تعرض في صدرها صفحة من الحياة البيتية لرسول االله " -١

نعكاس هذه ، وبينهن وبينه ، وابات الإنسانية بين بعض نسائه البعضالانفعالات والاستجا .)٧(" ، وفي حياة الجماعة المسلمة الانفعالات والاستجابات في حياته

لبعضهن ، واطلاع االله رضاء ألا يشرب العسل ا ، وحلفه عرضت أخبار نساء النبي -٢ .)٨( أمرهن بكتمه ما أفشين من سرله على

حين حدث ما حدث بينهن على أزواج النبي حملت السورة الكريمة حملا شديدا عنيفا" -٣ من التنافس وغيرة بعضهن من بعض لأمور يسيرة ، وتوعدتهن بإبدال االله لرسوله

.)٩(" انتصارا لرسول االله بنساء خير منهن

.٣/٣٩٠ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير ) ١( .٢٨/٢٩٣ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير )٢( .٦/٣٥٩٧ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٣( .١٠/١٤٥ ، تفسير المراغي )٤( .٥/٣٨٣ ، أبو بكر الجزائري ،أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير )٥( .٦/٣٧ ، الماوردي ،النكت والعيون )٦( .٦/٣٦١٠ ، سيد قطب ،في ظلال القرآن )٧( .) بتصرف( ،١٠/١٧٠ ، تفسير المراغي )٨( .٣/٤٠٥ ، محمد الصابوني ،صفوة التفاسير )٩(

-٣٨-

الدعوة إلى التوبة النصوح ، وتصور له الجنة التي تنتظر التائبين ، ثم تدعو النبي تجدد" -٤ .)١("إلى جهاد الكفار والمنافقين ، وحماية المجتمع الإسلامي من الداخل والخارج

لمؤمنين ، والأول مثل رة بضرب مثلين عظيمين ، أحدهما للكافرين ، والثاني لختمت السو" -٥الزوجة الكافرة امرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام عند الرجل المؤمن ، والثاني الزوجة المؤمنة امرأة فرعون عند الرجل الكافر، مثل المرأة الحرة التقية البتول تنبيها على وجوب

.)٢("اعتماد الإنسان على نفسه ، وأنه لا ينفع حسب ولا نسب إذا ساء العمل

.١٤/٥٩٣٩ ، عبد االله شحادة ،تفسير القرآن الكريم )١( .٢٨/٣٠٧ ،ي وهبة الزحيل،التفسير المنير )٢(

-٣٩-

الفصل الثاني الجانب التطبيقي

"دراسة تطبيقية من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم" : على أحد عشر مبحثا شتملوي

.دراسة تطبيقية لسورة الواقعة : المبحث الأول .دراسة تطبيقية لسورة الحديد : المبحث الثاني .لة دراسة تطبيقية لسورة المجاد: المبحث الثالث .دراسة تطبيقية لسورة الحشر : المبحث الرابع

.دراسة تطبيقية لسورة الممتحنة : المبحث الخامس

.دراسة تطبيقية لسورة الصف : المبحث السادس .دراسة تطبيقية لسورة الجمعة : المبحث السابع

.دراسة تطبيقية لسورة المنافقون : المبحث الثامن .بيقية لسورة التغابن دراسة تط: المبحث التاسع

.دراسة تطبيقية لسورة الطلاق : المبحث العاشر .دراسة تطبيقية لسورة التحريم : المبحث الحادي عشر

-٤٠-

المبحث الأول سورة الواقعةدراسة تطبيقية ل

بسم االله الرحمن الرحيمإذا وقعت الواقعة[ ليس لوقعتها كاذبة) ١( خافضة) ٢( رافعة إذا رجت الأرض رجا) ٣( )٤ (

وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا) ٥( وكنتم أزواجا ثلاثة) ٦( فأصحاب الميمنة ما أصحاب ) ٧( الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة) ٨( السابقون السابقونو) ٩( أولئك المقربون) ١٠( في ) ١١(

جنات النعيم ثلة من الأولين) ١٢( وقليل من الآخرين) ١٣( على سرر موضونة) ١٤( متكئين عليها ) ١٥( متقابلين يطوف عليهم ولدان مخل) ١٦( دون بأكواب وأباريق وكأس من معين) ١٧( لا يصدعون عنها ) ١٨(

ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون) ١٩( ولحم طير مما يشتهون) ٢٠( وحور عين) ٢١( كأمثال اللؤلؤ ) ٢٢( المكنون جزاء بما) ٢٣( كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) ٢٤( إلا قيلا سلاما سلاما) ٢٥( )٢٦ (

وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود) ٢٧( وطلح منضود) ٢٨( وظل ممدود) ٢٩( )٣٠ (وماء مسكوب وفاكهة كثيرة) ٣١( لا مقطوعة ولا ممنوعة) ٣٢( وفرش مرفوعة) ٣٣( إنا أنشأناهن ) ٣٤(

إنشاء فجعلناهن أبكارا) ٣٥( عربا أترابا) ٣٦( لأصحاب اليمين) ٣٧( ثلة من الأولين) ٣٨( وثلة من ) ٣٩( خرينالآ وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) ٤٠( في سموم وحميم) ٤١( وظل من يحموم) ٤٢( لا ) ٤٣(

بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين) ٤٤( وكانوا يصرون على الحنث العظيم) ٤٥( وكانوا ) ٤٦( يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون) ٤٧( قل إن الأولين والآخرين) ٤٨( )٤٩ (

لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ثم إنكم أيها الضالون المكذ) ٥٠( بون لآكلون من شجر من ) ٥١( زقوم فمالئون منها البطون) ٥٢( فشاربون عليه من الحميم) ٥٣( فشاربون شرب الهيم) ٥٤( هذا نزلهم ) ٥٥(

يوم الدين نحن خلقناكم فلولا تصدقون) ٥٦( أفرأيت) ٥٧( م ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن ) ٥٨( الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين) ٥٩( على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا ) ٦٠( تعلمون ولقد علمتم النشأة ) ٦١( الأولى فلولا تذكرون أفرأيتم ما تحرثون) ٦٢( أأنتم تزرعونه أم نحن ) ٦٣(

الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون) ٦٤( إنا لمغرمون) ٦٥( بل نحن محرومون) ٦٦( )٦٧ (أفرأيت م الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) ٦٨( لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا ) ٦٩(

تشكرون أفرأيتم النار التي تورون) ٧٠( أأنتم أنشأتم شجرتها أم نح) ٧١( ن المنشئون نحن جعلناها ) ٧٢( تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم) ٧٣( فلا أقسم بمواقع النجوم) ٧٤( وإنه لقسم لو ) ٧٥(

تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم) ٧٦( في كتاب م) ٧٧( كنون لا يمسه إلا المطهرون) ٧٨( تنزيل من رب ) ٧٩(

-٤١-

العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) ٨٠( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) ٨١( فلولا إذا بلغت ) ٨٢( الحلقوم وأنتم حينئذ تنظ) ٨٣( رون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) ٨٤( فلولا إن كنتم غير ) ٨٥( مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين) ٨٦( فأما إن كان من المقربين) ٨٧( فروح وريحان وجنة نعيم) ٨٨( )٨٩ (

وأ ما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) ٩٠( وأما إن كان من المكذبين ) ٩١( الضالين فنزل من حميم) ٩٢( وتصلية جحيم) ٩٣( إن هذا لهو حق اليقين) ٩٤( فسبح باسم ر) ٩٥( بك العظيم .}الواقعة{] ) ٩٦(

عـلى سرر موضـونة[: قوله تعـالى -١ متكئـين عليهـا متقـابلين * يطـوف علـيهم ولـدان مخلـدون * * بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما *

يشتهون وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون * جزاء بما كانوا يعملون * . }٢٤-١٥ :الواقعة{] :التفسير الإجمالي

على سـرر منـسوجة نونيات أن الذين يدخلون الجنة يكو ذه الآ ـ في ه يخبـر االله وتون أبدا ، يحملون لهم بالذهب ، متكئين عليها يقابل بعضهم بعضا ، ويطوف عليهم ولدان لا يم

وكأسا من عين خمر جارية في الجنة لا تذهب بعقولهم ، وأيضا يطوفـون علـيهم بمـا أباريقة العيون كأمثال اللؤلـؤ يتخيرون من الفواكه ، وبلحم طير مما تشتهيه الأنفس ، ولهم نساء واسع

.)١(المصون في أصدافه جزاء لهم بما كانوا يعملون من الصالحات :يات بيان مناسبة الفاصلة للآ

جزاء بما كـانوا يعملـون[: قوله تعالى لما كانت الآيات تتحدث عن الجنة . }٢٤ :الواقعـة{] ب أن تختم بذكر السبب الموجب لهم بدخولهــا ، عد لهؤلاء السابقين ناس وما فيها من نعيم قد أ

جـزاء بـما كـانوا يعملـون[: وهـو العمـل الصالح ، فلذلك كان قوله تعـالى أي"، }٢٤ :الواقعـة{] .)٢( "جزاهم ربهـم بمـا كانوا يعملونه من الصالحات بعد الإيمان والتوحيد وترك المعاصي

وأصحاب [: قوله تعالى -٢ اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود * وطلح منضود * وظل * ممدود وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * إنا أنشأناهن * إنشاء فجعلناهن * أبكارا عربا أترابا * لأصحاب اليمين * . }٣٨-٢٧ : الواقعة{ ]

، فتح القدير ، الـشوكاني ٧/٤٠٦نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، : انظر )١(

٥/٢١٣. .٥/٥٤٢أيسر التفاسير لكلام العلي القدير ، أبو بكر الجزائري ، )٢(

-٤٢-

:التفسير الإجمالي فهم في ظل ، هم عظيم وجزاء، ليمين بأن مكانتهم عالية ا عن أصحاب يخبر االله

وماء جار ، وظل دائم لا يزول ، وموز قد تراكب بعضه على بعض ، شجر سدر لا شوك فيه وهم يجلسون على فرش ، ولا يمنعهم من التمتع بها أحد ، وفاكهة كثيرة لا تنقطع ، ينقطع لا

رروهن ، وأنشأ االله لهم من الحور العين أبكارا متحببات إلى أزواجهن ، مرفوعة فوق الس .)١(قد خلق االله ذلك كله وأعده لأصحاب اليمين ، متساويات في السن

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآناسب أن تختم الآية بأن هذا النعيم ، لما كانت الآية تتحدث عن الجنة وما فيها من نعيم

حتى يجتهد في أن يكون من ، قد أعد لفئة من الناس هم أصحاب اليمين ترغيبا وتشويقا للسامع لأص[: فلذلك كان قوله تعالى ، والراحة الكبرى ، وز بالسعادة العظمى ـؤلاء فيفـه حاب

اليمين .)٣(" تفيد توكيد الاعتناء بأصحاب اليمين ) لأصحاب اليمين(واللام في ")٢( ]

وأصحاب الشمال ما أصحاب الش[: قولـه تعالـى -٣ مالـ في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا * بارد ولا كريم إنهم كانوا * قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحن * ث العظيـ وكانوا يقولون أئذا * مـ

متنا وكنا ترابا وعظاما أئنـا لمبعوثـون أوآباؤنـا الأولـون * قـل إن الأولـين والآخـرين * لمجموعـون إ * لى ميقات يوم معلوم ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطـون *

فشاربون عليه من الحميم* فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم ال * دين . }٥٦-٤٤ :الواقعة{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآيات عن أصحاب الشمال أن عذابهم في جهنم يكون بريح حـارة يخبر االله من حر جهنم تأخذ بأنفاسهم ، وماء حار يغلي ، وظل من دخان شديد السواد لا بارد المنـزل ،

الحرام ، مكذبين لما جاء به الرسل مـن االله ولا كريم المنظر ، فإنهم كانوا في الدنيا يقعون بأكل أإذا متنا وأصـبحنا رميمـا : ، وكانوا يصرون على الشرك باالله والكفر به ، وكانوا يقولون

يا محمـد : فقل لهم لأولون الذين صاروا الآن ترابا ؟ فهل سنبعـث من قبورنا نحن وآباؤنا ا الله ليوم الحساب في وقت محدد ، ثـم إنكـم أيهـا إن الأولين والآخرين من ذرية آدم سيجمعهم ا

وم البعث لآكلون من شجر من زقوم خبيث الطعم ، فمالئون منـه البطـون لـشدة ـالمكذبون لي الجوع ، فشاربون عليه من الماء الحار الذي لا يروي كشرب الإبل العطاش التي لا تروى لداء

.٢٧/٢٥٤ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير ، ٢٧/١٣٩ ،تفسير المراغي : انظر ) ١(

.٤/١٩١ ، محمد الشربيني ،السراج المنير : انظر ) ٢(

.٢٧/٣٠٣ ، الطاهر بن عاشور ،التحرير والتنوير ) ٣(

-٤٣-

.)١(مة قد أصابها ، فهذا ما سيجدونه من العذاب يوم القيا :ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآيات تتحدث عن تعذيب أصحاب الشمال ، وهم الكفار المكذبون بما جـاءت به الرسـل ، والمستهزئون بقضية البعث ناسب أن تختم بالاستهزاء والتهكم بهم ردا عليهم ،

هذا نزلهم يوم الدين[: فلذلك قال االله .. }٥٦ :اقعةالو{ ]ن أنواع العذاب نزلهـم يوم الجزاء ، فإذا كان هذا نزلهم وهـو ـر م ـذي ذك ـفهذا ال "

ما يعد للنازل إذا حضـر ، فما ظنـك بحالهـم بعدما استقر لهم القرار في النار ، وفـي هـذا .)٢(" تهكم بهم

نحـن خلقنـاكم فلـولا تـصدقون[: قولـه تعالــى -٤ أفـرأيتم مـا تمنـون * أأنـتم تخلقونـه أم نحـن * الخـالقون نحـن قـدرنا بيـنكم المــوت ومـا نحـن بمـسبوقين * عــلى أن نبـدل أمثـالكم وننـشئكم في مــا لا * تعلمون ولقد علمتم النشأ * ة الأولى فلولا تذكرون . }٦٢-٥٧ :الواقعة{ ]

:التفسير الإجمالي يصدقون بالبعث ، أفرأيتم هذه العباد أنه هو الذي خلقهم فهلا في هذه الآيات يخبر االله

النطفة التي يخلق منها البشر ، أأنتم تخلقونها أم نحن الخالقون ؟ فنحن قدرنا بينكم المـوت ومـا عاجزين على أن نغير خلقكم يوم القيامة في صور وصفات مختلفة ، وأنتم تعلمون أصـل نحن ب

.)٣(نشأتكم كيف كانت لا شيء ، فهلا تذكرون قدرة االله على بعثكم مرة أخرى :ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

ان لما كانت الآيات تجادل الكفار في قضية البعث ، فبدأت بقضية الخلق حيث كان الإنس : نطفة ، ثم أصبح مكتمل الخلق ، فإعادة الخلق أهون من ابتدائه ، فلذلك ناسب أن تختم بقولـه

ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون[ . }٦٢ :الواقعة{ ] تذكرتم نشأتكم الأولى حيث كانت من نطفة ، ثم اكتمل الخلق ، فهـذا أصـعب هلا:أي

وجيء بالمـضارع فـي "ر من قضية البعث والنشور ، فاتركوا هذا الكفر وهذا الجحود ، ـبكثيتـذكرون[: قوله ى أن باب التذكر مفتوح ، فإن فـاتهم التـذكر فيمـا مـضى ـه عل ـ للتنبي ]

.)٤(" فليداركوه الآن

، تيسير الكريم الرحمن من تفسير كـلام ٢٣/١٣٠جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، : انظر )١(

.٨٢٤المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص .٨/١٩٦ل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، إرشاد العق )٢( ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجـوه ٤/١٩٨السراج المنير، محمد الشربينى ، : انظر )٣(

.٤/٤٦٣التأويل ، الزمخشري ، .٢٧/٣١٩ التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، )٤(

-٤٤-

أفرأيتم ما تحرثون[: قوله تعالى -٥ أأنتم تزرعونه * أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم * تفكهون . }٦٥-٦٣ :الواقعة{]

:التفسير الإجمالي في هذه الآيات يا عبادي هل رأيتم ما تحرثون في الأرض من زرع فهـل يخبر االله

اما فلا ينتفـع بـه فتـصبحوا خاسـرين أنتم تنبتونه أم نحن الذين ننبته ، فلو نشاء لجعلناه حط .)١(محرومين

:ياتبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآيات تتحدث عن قدرة االله لخلق الزرع وإنباته ناسب أن تختم بقدرة االله على

لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكه[: تحطيمه وإهلاكه ، فلذلك كان قوله تعالى . }٦٥:الواقعة{] ونلو شاء االله لجعل الزرع المحروث ، وما فيـه من ثمار فتاتا متحطما لا نفـع فيـه : أي

رور به ؛ لأنكم تعبتـم عليـه ـن الفـرح والسـم مـم الندم على ما فاتكـولا رزق ، فيصيبك )٢(بالنفقات الكثيرة

أفرأيتم المـاء الـذي[: قوله تعالى -٦ تـشربون أأنـتم أنزلتمـوه مـن المـزن أم نحـن المنزلـون * لـو نـشاء * جعلناه أجاجا فلولا تشكرون . }٧٠-٦٨ :الواقعة{]

:التفسير الإجمالي ع به فـي في هذه الآيات أن لو نشاء لجعلنا هذا الماء شديد الملوحة ، لا ينتفيخبر االله .)٣(ولا في زرع ، فهلا تشكرون ربكم على هذه النعمة شرب ،

:ياتبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن التذكير بنعمة الماء ، وقدرة خلق االله لها ، ناسـب أن تخـتم

لـو نـشاء [: بقدرة االله على إفساده ، وجعله غير صالح فلا ينتفع به أبدا ، فلذلك كان قوله تعالى جعلناه أجاجا فلولا تشكرون . }٧٠ :الواقعة{]

أي لو شـاء االله لجعلـه ملحـا شـديد الملوحـة ، فلولا تشكرون الذي صـنع بكـم " .)٤(" ذلك

.٨/٢٠ ، معالم التنزيل ، البغوي ، ٧/٢٣ في معاني التنزيل ، الخازن ، لباب التأويـل: انظر )١( .٨٣٥تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص : انظر )٢( ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكـريم ، ٧/٥٤١تفسـير القـرآن العظيـم ، ابن كثيـر ، : انظر )٣(

.٨/١٩٨لسعود ، أبو ا .١٧/٢٢١الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، )٤(

-٤٥-

أفرأيتم النار التي تورون[: قوله تعالى -٧ أأنتم أنشأتم شـجرته * ا أم نحـن المنـشئون نحـن جعلناهـا * تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم * . }٧٤-٧١ :الواقعة{ ]

:التفسير الإجمالي أرأيتم يا عبادي هذه النار التي توقدون أأنـتم : في هذه الآيات عباده فيقول يخبر االله

جرتها التي تخرج النار منها أم نحن الموجدون لها ؟ فهذه النار التي توقدونها جعلناهـا أوجدتم ش ه ربك نز موعظة لكم تذكركم بنار السعير ، وهي أيضا منفعة لكم في السفر ، فيا أيها الرسول

.)١(العظيم ذا الجلال والإكرام :ياتسبة الفاصلة للآن منابيا

ت تتحدث عن قدرة االله لخلق الإنسان من ماء ، وتـذكير العبـاد لما كانت الآيات السابقا ة الزرع والماء والنار ، فهذه الأشياء لا يقدر أحد على خلقها إلا لمن كانت لـه صـفات ـبنعم

فسبح [: ب أن تختم بالأمر بتنزيه االله عن كل صفات النقص ، فلذلك قال االله ـالكمال ، فناس باسم ربك العظي . }٧٤ :الواقعة{ ]م

إذا علمتم ما أنزلنا من الدلائل الدالة على كمال قدرته في الخلق ، وتذكرتم ما فـي : أي ذلك من النعم العظيمة ، والعناية الإلهية الدالة على رحمته بكم ، فنزهوا االله وعظموه بقـصارى

.)٢(ما تستطيعون إنـه لقـرآن كـريم[: قوله تعـالى -٨ في كتـاب مكنـون * لا يمـسه إلا المطهـرون * تنزيـل مـن رب *

العالمين . }٨٠-٧٧ :الواقعة{] :التفسير الإجمالي

في هذه الآيات الكريمة أن هذا القرآن الذي أنزله االله على قلـب محمـد يخبر االله فهو طاهر مـصون لا يمـسه إلا الملائكـة المقربـون فيه المنافع العظيمة ، والعلوم الغزيرة ،

ا إلا المتطهرون من الشرك والجنابـة ، والحـدث ، ـه أيض ـالمطهرون من الذنوب ، ولا يمس ، فهو حق لا يأتيه الباطل من بـين يديـه ، فهذا القرآن العظيم منزل من عند االله على محمد

.)٣(ولا من خلفه : ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآيات تتحدث عن وصف القرآن الكريم وقداسته ناسب أن تختم ببيان مـصدر أنه تنزيل من عند االله شرعة للعالمين ، وأي تـشريع يكـون هذا الكتاب من أين جاء ؟ فأفادت

و الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، ولذلك ـد االله ، فهـمصدره من عن

.٣/٣٧٥ ، بحر العلوم ، السمرقندي ، ١٨/٤٢٥اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، : انظر )١( .٢٧/٣٢٨التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، : انظر )٢( ، الكشف والبيان ، أبواسـحاق النيـسابوري ، ١٧/٢٢٤،٢٢٥ي ، الجامع لأحكام القرآن ، القرطب : انظر )٣(

٩/٢١٩.

-٤٦-

تنزيل من رب العالمين[: قال االله . }٨٠ :الواقعة{] إنه سحر وكهانة : هذا القرآن منزل من االله رب العالمين ، وليس هو كما يقولون : أي "

.)١(" حق الذي لا مرية فيه أو شعر ، بل هو الفلولا إذا بلغت الحلقوم[: ى ـه تعال ـ قول -٩ وأنتم حين * ئذ تنظرون ونحن أقرب إليه مـنكم ولكـن *

لا تبصرون . }٨٥-٨٣ :الواقعة{] :التفسير الإجمالي

في هذه الآيات الكريمة عن ابن آدم في حالة الاحتضار ، وأهله عنده فهـل يخبر االله أن تمسكوا روحه في جسده ؟ لن تستطيعون إذا بلغـت نفس أحدكم الحلقوم ، وأنتم تنظرون إليه

.)٢(تستطيعوا ذلك ، ونحن أقرب إليه منكم بملائكتنا ولكنكم لا ترونهم :ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

ولما كانت الآيات تتحدث عن ساعة احتضار الميت ، والذين حوله لا يـرون الملائكـة نحن أقـرب إليـه علمـا ، : " ، أي الذين جاءوا لقبض روحه ناسب أن تختم بقدرة االله على ذلك

وقـدرة وتصرفا منكم حيـث لا تعرفون حاله إلا ما تشاهدونه من آثار الشدة من غير أن تقفوا على كنهها ، وكيفيتها ، وأسـبابها ، ولا أن تقدروا على دفـع أي شيء منها ، ونحن المتولـون

.)٣(" تدركـون ذلـك لجهلكم بشئوننالتفاصيل ذلك بعلمنا وقدرتنا ، أو بملائكة الموت ، ولكن لافأما إن كان من المقربين[: قوله تعالى -١٠ فروح وريحان وجنة نعيم * . }٨٩-٨٨ :الواقعة{]

:التفسير الإجمالي في هذه الآية عن الميت إن كان من السابقين المقربين ، فلـه عنـد موتـه يخبر االله

.)٤(ارة ، والفرح ، وقرة العين ، وله جنات النعيم البش :ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

خراج الروح من عالم الدنيا إلى عالم البـرزخ ناسـب أن لما كانت الآيات تتحدث عن إ م الآيات بذكر الجزاء على الأعمال ، فإن كان من المقربين عند االله كان جاره فـي جنـة ـتخت

فروح وريحان وجنة نعيم[: ال االله النعيم ، فلذلك ق . }٨٩:الواقعة{]

.٧/٥٤٥تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، )١( ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثـاني ، ٩/٣١٦روح البيان ، إسماعيل حقي ، : انظر )٢(

.١٤/١٧٣الألوسي ، .٨/٢٠١ايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، إرشاد العقل الكريم إلى مز )٣( ، السراج المنيـر ، ٨٣٦تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص : انظر )٤(

.٤/٢٠٦محمد الشربيني ،

-٤٧-

أي فرح ورحمة ومغفرة له من االله ، وله ريحان تتلقاه الملائكة به بشارة له بالجنة ، وله .)١(بستان نعيم يتنعم فيه

ــ-١١ ــه تع وأمــا إن كــان مــن أصــحاب اليمــين[: الى ـ قول فــسلام لــ * ك مــن أصــحاب اليمــين [ . }٩١:الواقعة{

:التفسير الإجمالي السلام : في هذه الآيات عن الميت أنه إن كان من أصحاب اليمين فيقال له يخبر االله

.)٢(والأمن لك ؛ لأنك من أصحاب اليمين :يةاسبة الفاصلة للآبيان منأن تختم الآية التـي بعـدها بـذكر ة تتحدث عن أصحاب اليمين ناسب ـلما كانت الآي

جزائهم ، وهو البشارة بالجنة من إخوانه أهل اليمين ، حيث يسلمون عليهم فـي دار الـسلام ، فسلام لك من أصحاب اليمـين[ : تعالي فلذلك قال االله فسلام لك يا صاحب : " ، أي }٩١:الواقعـة{ ]

مون عليك بعد الموت فيكون السلام إشارة له بأنه لـك يس ـاليمين من أصحاب اليمين من إخوان .)٣(" من أهل الجنة

وأمـ[: قولـه تعالـى -١٢ ا إن كــ ان مـن المكـذبين الـضالينـ فنـزل مـن حمـيم * وتـصلية جحـيم * [ . }٩٤-٩٢ :الواقعة{

:التفسير الإجمالي حال الميت الذي يكون من المكذبين بالبعث الضالين عـن في هذه الآية عن يخبر االله

.)٤(الهدى ، فله ضيافة من شراب جهنم المغلي الشديد الحرارة ، والنار يعذب فيها :ياتبيان مناسبة الفاصلة للآ

بعدها تانل الهدى ناسب أن تختم الآيتان ال لما ذكرت الآيات المكذبين بالبعث الضالين عن فنـزل مـن [: ، فلذلك كان قوله تعالى ي ، والحرق بالنار وهو شرب الماء المغل بذكر عقابهـم ،

حميم وتصلية جحيم * . }٩٤-٩٣ :الواقعة{] ، المنكـرين للبعـث ورسـوله تعـالى ن الله ـإن كـان المحتضر من المكذبي : أي

اء الحار ، هـذه ـ على الم الضالين عن الهدى ، ودين الحق فنـزل من حميـم ، أي ضيافتـه . ، وهذا فيه من التهكم ما فيه احتقارا له وإهانة ، جزاء على أعماله الخبيثة )٥(ضيافته في جهنم

.٢٣/٦١جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، : انظر )١( .٨/٢٦ ، معالم التنزيل ، البغوي ، ٧/٢٨التنزيـل ، الخازن ، لباب التأويل في معاني : انظر )٢( .٩/٣١٦روح البيان ، إسماعيل حقي ، )٣( .٣/٣٧٧،٣٧٨ ، بحر العلوم ، السمرقندي ، ٧/٥٥١تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر )٤( .٥/٢٥٦أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، : انظر )٥(

-٤٨-

إن هذا لهو حق اليقين[: قوله تعالى -١٣ فسبح باسم ربك العظيم * . }٩٦-٩٥ :الواقعة{] :التفسير الإجمالي

لهو حق اليقين في هاتين الآيتين أن هذا الذي قصصناه عليك يا محمد يخبر االله ـ ـالذي لا ش ى االله عمـا ـك فيه فسبح باسم ربك العظيم ، ونزهه عما يقـول الكـافرون تعال

.)١(ون علوا كبيرا ـيقول :يةلة للآبيان مناسبة الفاص

الأخبار لهـو الحـق الـذي لا ا من أن ما ذكر فيهبالسورة لما كانت الآيـة تتحدث عن عن كل نقص ، وتمجيده بكل تعالى فيه ، ناسب أن تختم الآية التي بعدها بالأمر بتنزيه االله ريب

عاشـور عـن هـذه بنيتحدث الطاهر ، فسبح باسم ربك العظيم : تعالى كمال، فلذلك قال االله معاني المثبتة ، والإشـارة إلـى نها تذييل لجميع ما اشتملت عليه السورة من الإ: "الفاصلة فيقول

والمعلوم جزما الـذي لا " الثابت : ور من تحقيق حق ، وإبطال باطل والحق ـذلك بتأويل المذك .)٢("يقبل التشكيك

، السراج المنيـر ٧٧٤تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص : انظر )١(

.٤/٢٠٦محمد الشربيني ، .٢٧/٣٥٠التحرير والتنوير ، ) ٢(

-٤٩-

المبحث الثاني سورة الحديدل دراسة تطبيقية

بسم االله الرحمن الرحيمسبح الله ما في [ والأرض وهو العزيزالسموات الحكيم له ملك ) ١( والأرض يحيي السموات

ويميت وهو على كل شيء قدير هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) ٢( هو الذي ) ٣( خلق والأرض في ستة أيام ثم استالسموات وى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل

من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم واالله بما تعملون بصير له ملك ) ٤( والأرض وإلى السموات االله ترجع ا لأمور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور) ٥( آمنوا باالله ) ٦(

ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير وما لكم لا تؤمنون ) ٧( باالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين هو الذي ينزل على عبده آيات ) ٨(

بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النو ر وإن االله بكم لرءوف رحيم وما لكم ألا تنفقوا في سبيل االله والله ) ٩( ميراث والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين السموات

أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد االله الحسنى واالله بما تعملون خبير من ذا الذي يقرض االله قرضا حسنا ) ١٠( فيضاعفه له وله أجر كريم يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيد) ١١( يهم وبأيمانهم بشراكم

اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات ) ١٢( للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ار جعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه

فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم ) ١٣( رتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر االله وغركم باالله الغروروا فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من ) ١٤(

الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ألم يأن للذين ) ١٥( آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر االله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم

فاسقون اعلموا أن االله يحيي الأرض ) ١٦( بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون إن المصدقين ) ١٧( والمصدقات وأقرضوا االله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم والذين آمنوا باالله ورسله أولئك ) ١٨(

هم الص ديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في) ١٩( الأموال والأولاد كمثل غيث

أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من االله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض )٢٠(

-٥٠-

أعدت للذين آمنوا باالله ورسله ذلك فضل االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم ما أصاب من ) ٢١( مصيبة في الأ رض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على االله يسير لكي لا تأسوا ) ٢٢(

على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم واالله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون) ٢٣( ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن االله هو الغني الحميد لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ) ٢٤(

ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شد يد ومنافع للناس وليعلم االله من ينصره ورسله بالغيب إن االله قوي عزيز ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم ) ٢٥(

اسقونف ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين ) ٢٦( اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ا بتغاء رضوان االله فما رعوها حق رعايتها فآتينا

الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون يا أيها الذين آمنوا اتقوا االله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين ) ٢٧( من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم واالله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون ) ٢٨(

على شيء من فضل االله وأن الفضل بيد االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم .}الحديد{ ] )٢٩(سبح الله ما في [: قوله تعالى -١ والأرض وهو العزيز الحكيمالسموات }١:الحديد{ ]

:التفسير الإجمالي في هذه الآية أن مخلوقاته تسبحه وتمجده على الـدوام ، فجميـع مـا فـي يخبر االله

لأرض مـن مـؤمنين وجمـادات السموات من نجوم وكواكب وشمس وقمر وملائكة ، وما في ا .)١(تسبح االله تنزيها عن كل نقص ، وتمجيدا له في كماله وجماله

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآوهو العزيـز الحكـيم[... : قوله تعالى هو العزيز القـادر الغالـب : " أي ، }١:الحديـد{ ]

قتـضيه الحكمـة والمـصلحة، ل إلا مـا ت الذي لا يمانعه ولا ينازعه شيء ، الحكيم الذي لا يفع )٢(" عتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله مشعر بعلة الحكم والجملة ا

له ملك [: قوله تعالى -٢ والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قديرالسموات }٢:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي والأرض وحده ، وهو المالك المتصرف السمواتبأن له ملك في هذه الآية يخبر االله

ي الأموات للبعث يوم القيامة ، وهو على كل ـويحي ا ،ـاء الدنيـاء من أحيـت من يشـفيمي

، ، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبـو بكـر الجزائـري ٣/٣٨٩بحر العلوم ، السمرقندي ، : انظر ) ١(

٥/٢٥٨. .٨/٢٠٣إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، ) ٢(

-٥١-

.)١(شيء قدير لا يعجزه شيء :يةاصلة للآمناسبة الفبيان

شمول القدرة على ولما كانت الآية تتحدث عن قدرة االله على الإحياء والإماتة ، وفي هذا وهو على كل شيء قـدير[ :التجديد والإعادة فناسب أن تختم بتعميم الحكم بقوله الإحياء من :أي ]

.)٢(بالغ القدرة إلى حد لا يمكن الزيادة عليه : والإماتة وغيرهما ، على كل شيء قدير أيهو الأول والآخر والظا[: قوله تعالى -٣ هر والباطن وهو بكل شيء عليم . }٣:الحديد{ ]

:التفسير الإجمالي الفرد السابق لكل شيء ، وهو الآخـر قبـل :ه الأول أي ـه بأن ـ عن نفس ر االله ـيخب

وهو الباطن العالم بما بطـن مـن يء ؛ لعلوه ـل شـوق كـر فـو الظاهـيء وهـل ش ـك .)٣(كل شيء

:يةالفاصلة للآبيان مناسبة نـه هـو الأول والآخـر بكل شيء من حيث إ لما كانت الآية تتحدث عن إحاطة االله

والظاهر والباطن ، ناسب أن تختم بإحاطة علم االله بكل شيء ، فالجزيئات ظاهرة عنده والكليات وهـو بكـل شيء علـيم[ : فلذلك قال االله تعالى ء البـاطن منهـا لكون الأشياء كلها ظاهرة سـوا ]

فلا باطن عنده بل هو في غاية الظهور والظاهر، فهي بالنسبة للخلق باطنة وظاهرة أما عنده .)٤(كالظاهر

هو الذي خلق [: قوله تعالى -٤ والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم مـا يلـج في السموات الأرض و ما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيهـا وهـو معكـم أيـن مـا كنـتم واالله بـما تعملـون

بصير . }٤:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي م في هذه الآية عن نفسه أنه هو الذي أنشأ السموات والأرض في ستة أيام ث يخبر االله علوا يليق بجلاله وعظمته ، وهو فوق عرشه يعلم ما يدخل في الأرض من علا على عرشه

ا من نبات ومعادن ، وما يتنزل من الـسماء مـن غيـث ورزق ـغيث وغيره ، وما يخرج منه وحيثما ااد ، وما يصعد فيها من ملائكة وأعمال ، وهو مع عباده بعلمه وقدرته حيثما حلوـللعب

اللباب في علوم الكتاب ، ابن عـادل الدمـشقى ، ، ١٧/٢٣٦الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ١(

٨/٤٥٤. ).بتصرف ( ، ٧/٤٣٥نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، ) ٢( .٨/٢٩ ، ومعالم التنزيل ، البغوي ، ٥/٤٦٩النكت والعيون ، الماوردي ، : انظر ) ٣( ) .بتصرف( ،٤/٢١٠السراج المنير ، محمد الشربيني ، ) ٤(

-٥٢-

.)١(واالله مطلع على أعمال العباد نزلوا ، :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآية تتحدث عن خلقه للسموات والأرض ، وعلمه تعالى بما يدخل في الأرض والسموات وما يخرج منها ناسب أن تختم بعلمه تعالى بأحوال القلوب التي هي محـل الأعمـال

القلوب وما يخرج منها وما ينزل فيها من خواطر وما ومصدرها ، فهو بصير بما يدخل في هذه والعمـل الـصالح [يصعد منها من أعمال إلى السماء ، فمن كان عمله خالصا لوجهه رفعه إليـه

يرفعه واالله بـما تعملـون [: وإذا كان غير خالص فيرده االله ولا يقبله فلذلك قـال االله ، }١٠:فاطر{ ] بـصير صدرت عنه تلك الأعمال من ر بما يصدر منكم من الأعمال ، ومن هو تعالى بصي : "أي ] . )٢("كم فجور، فمجازيكم عليها وحافظها عليبر أو

له ملك [: قوله تعالى -٥ والأرض وإلى االله ترجع الأمورالسموات . }٥:يدالحد{ ] :التفسير الإجمالي في هذه الآية بأن له ملك السموات والأرض وإلى االله مصير أمور الخلائـق يخبر االله

.)٣( والمسيء على إساءته ، المحسن على إحسانه ،في الآخرة ، وسيجازيهم على أعمالهم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

والأرض ، ناسب أن تختم الآيـة بـأن إليـه لما كانت الآية تتكلم عن ملك االله للسموات ترجع أمور تدبيرها ، فإن من يملك الشيء ، هو الذي يتولى أمره ويرجع إليه ، فلذلك كان قوله

له ملك [: تعالى والأرض وإلى االله ترجع الأمورالسموات لـه ملـك الـسموات والأرض : " أي ]وإلى االله ترجع الأمور[: تعالى تكرير للتأكيد ، وتمهيد لقوله إليـه وحـده لا إلـى غيـره : أي ]

.)٤(" استقلالا واشتراكا ترجع إليه جميع الأمور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور[: قوله تعالى -٦ . }٦:الحديد{ ] :فسير الإجمالي الت

عن عظيم قدرته بأنه يصرف الليل والنهار من حيث في هذه الآية الكريمة يخبر االله الزمان ، فيدخل جزءا من ساعات الليل في النهار ، وذلك في فصل الـصيف ، فيقـصر الليـل

.١٧/٢٣٧الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : وانظر ،٨/٩تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر ) ١( .٩٣٧يم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، صتيسير الكر) ٢(الجامع لأحكام القرآن القرطبـي ، ٥/٢٥٩أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، : انظر ) ٣(

١٧/٢٣٧. .٧/٢١٠البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ٤(

-٥٣-

ويطول النهار ، ويدخل جزءا من ساعات النهار في الليل ، وذلك في فـصل الـشتاء ، فيطـول .)١(لليل ويقصر النهار ا

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآ عن قدرته بأنه يدخل في الليل ما يشاء من ساعاته ، ويخرج منهـا مـا لما أخبر االله

يشاء ، وكذلك النهار، وهو الإدخال والإخراج المادي ، ناسب أن تخـتم الآيـة بعلمـه تعـالى أن االله يعلم ما يدخل في الليل والنهـار ومـا بالدخول والخروج المعنوي لما في الصدور، فكما

يخرج منهما كذلك يعلم ما يدخل في الصدور وما يخرج منها من أعمال الخير والشر، فيحاسـب وهـو علـيم بـذات الـصدور[:عباده بناء على كمال علمه بها ، فلذلك كان قوله تعالى فجـاءت ]

هو : قبله من شمول علمه تعالى لسرهم وعلنهم ، أي اعتراض تذييلي مقرر لما "الفاصلة هنا محيط بجميع المضمرات المستكنة في صدور الناس بحيث لا تفارقها أصلا ، فكيف يخفى عليـه

.)٢("تعالى ما يسرونه وما يعلنونه ، وإظهار الجلالة للإشعار بعلة الحكم متأكد استقلال الجملة وما لكم لا[: قوله تعالى -٧ تؤمنون باالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخـذ ميثـاقكم إن كنـتم

مؤمنين . }٨:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي

وتطبقـوا االله تـصدقوا المؤمنين ، فأي عذر لكم في ألـا يعاتب االله في هذه الآية عباده ميثاقكم على ذلك ، إن كنتم مصدقين ، وقد أخذ االله الخير يدعوكم إلى ذلك شرعه، والرسول

.)٣( باالله بارئكم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

، ولما كان لا يستجيب لنداء الإيمـان إلى الإيمان باالله ورسولهلما كانت الآية تدعوإن كنتم مـؤمنين[ :إلا الذي سكن في قلبه الإيمان ، ناسب أن تختم بقوله تعالى يتحدث الطـاهر ]

، وجملة إن كنتم مؤمنين مستأنفة وجواب الشرط محذوف : " بن عاشور عن هذه الفاصلة فيقول اإن كنتم : والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم واسم الفاعل في قوله : دل عليه قوله

فقد حصل ما يقتضي أن : في سياق الشرط ، أية وقوعه ـمؤمنين مستعمل في المستقبل بقرين .)٤(" تؤمنوا من السبب الظاهر الخفي المرتكز في الجبلة

.٣/٣٨٠بحر العلوم ، السمرقندي ، ، ٧/١٤طي ، الدر المنثور ، جلال الدين السيو: انظر ) ١( .٢٨/١٢١روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، الألوسي ، ) ٢( .٣/٣٨١بحر العلوم ، السمرقندي ، ، ٩/٢٣١الكشف والبيان ، أبو إسحاق النيسابوري ، : انظر ) ٣( .٢٧/٣٧٠التحرير والتنوير ، ) ٤(

-٥٤-

هو الذي ينزل على عبده آيات بينـات ليخـرجكم مـن الظلـمات إلى النـور وإن االله بكـم [: قوله تعالى -٨ لرءوف رحيم . }٩:الحديد{ ]

:التفسير الإجمالي آيات القرآن مفصـلات بأنه ينزل على عبده محمد في هذه الآية الكريمة يخبر االله

ى نور التوحيد ، واالله يفصل لكم هذا ؛ لرحمتـه بكـم ـرك إلـليخرجكم بالقرآن من ظلمات الش .)١(أشد الرحمة

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآ ؛ ليخرج الناس من ظلمات تحدث عن إنزال هذا القرآن على الرسول لما كانت الآية ت

وإن [: ناسب أن تختم بذكر رحمة االله بعباده ، فلذلك كان قوله تعـالى الشرك إلى نور التوحيد ، االله بكـم لـرءوف رحـيم ، وتنزيل الآيـات ، حيث يهديكم إلى سعادة الدارين بإرسال الرسول "]

.)٢(" الحجج العقليةبعد نصبوما لكم ألا تنفقوا في سبيل االله والله مـيراث [: قوله تعالى -٩ والأرض لا يـستوي مـنكم مـن الـسموات

أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعـد االله الحـسنى واالله بما تعملون خبير . }١٠:الحديد{ ]

:التفسير الإجمالي عباده على الإنفاق في سبيله ؛ لنصرة دينـه ودعـوة في هذه الآية الكريمة يحث االله

ي لما فـي أيـديكم ، رسوله ، وأخبر بأن له ميراث ملك السموات والأرض ، فهو المالك الحقيق وأن ملككم له ملكا نسبيا وأخبر أنه لا يستوي في الفضل والدرجة من أنفق مالـه ، وقاتـل مـع

قبل فتح مكة مع من أنفق ماله وقاتل بعد الفتح ؛ لأن المسلمين كانوا فـي ضـيق رسول االله .)٣(ى وبحاجة إلى من يساندهم ، وقد وعد االله كلا من المنفقين المثوبة بالحسن

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن درجات المؤمنين ، وتفاضلهم في الثواب والدرجة ، ناسب أن

واالله بما تعملون خبـير[:تختم بمتعلق يتعلق بهذا التفاوت ، فلذلك قال تعالى نـه بخبرتـه حيث إ]وقاتل ، ومن فعل هذه القربات بعد الفـتح ، ومـا تعالى فاوت بين ثواب من أنفق من قبل الفتح

.)٤( التام ، وإنفاقه في حال الجهد والضيق هذلك إلا لكمال علمه تعالى بقصد الأول ، وإخلاص

.٢٣/١٧٣جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، ، ٨/٣٣معالم التنزيل ، البغوي ، : انظر ) ١( .٤/٢١٢البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ٢(أنوار التنزيل وأسرار التأويـل ، البيـضاوي ، ، ٧/٣٢لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخازن ، : انظر ) ٣(

١/٢٩٧. ) .بتصرف( ،٨/١٤ظيم ، ابن كثير ، تفسير القرآن الع) ٤(

-٥٥-

يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراك[: قوله تعالى -١٠ م اليوم جنـات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم . }١٢:الحديد{ ]

:التفسير الإجمالي في هذه الآية الكريمة عن حال المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة ، بأن نورهم يخبر االله

بشراكم اليوم دخول جنات تجري من : م ر أعمالهم ، ويقال له يسعى بين أيديهم وبأيمانهم على قد .)١( اء هو الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه ، ذلك الجزتحتها الأنهار، لا تموتون فيها أبدا

:ية الفاصلة للآبيان مناسبةيسعى نورهم بـين أيـديهم وأن لما كانت الآية تتحدث عن المؤمنين يوم القيامة ، حيث

ذلـك [:الجنة ، ناسب أن تختم بوصف قدر هذا الجزاء بأنه فوز عظيم فلذلك قـال االله جزاءهم هـو الفـوز العظـيم ، إذ هو خلاص عن جميع المكاره ك الفوز العظيم الذي لا فوز وراءه ذل:" أي ]

.)٢(" ونيل لكل المطالبفاليوم لا يؤخذ منكم فدية[: قوله تعالى -١١ ولا من الـذين كفـروا مـأواكم النـار هـي مـولاكم وبـئس

المصير . }١٥:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي ـعوهم في هذه الآية عن حال المنافقين يوم القيامة بأنه لا يقبـل مـن يخبر االله ، اض

ومـآلهم جميعـا ، باالله ورسوله دوا، ولا يقبل من الذين جح ليفتدوا به من العقاب النازل بهم .)٣( وبئس المصير مصيرهم، هي أولى بهم ، إلى النار

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن حال الذين كفروا يوم القيامة ، ناسب أن تختم بذكر جـزائهم

مأواكم ال[: س المصـير، فلذلك كان قوله تعالى ـوهي النار وبئ نـار هـي مـولاكم وبـئس المـصير [ .)٤(بئس المرجع النار يعني للكافرين والمنافقين ، جزاء على كفرهم وفساد عقيدتهم : أي ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر االله وما نزل مـن الحـق ولا ي[: قوله تعالى -١٢ كونـوا كالـذين

أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون . }١٦:الحديد{ ]

، أيسر التفاسير لكـلام العلـي الكبيـر ، أبـو بكـر ١٧/٢٤٣الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ١(

.٥/٢٦٧الجزائري ، .٨/٦٦إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، ) ٢(البحر المحـيط ، ، ٢٠/٣٢٤، ن العظيم والسبع المثاني ، الألوسي روح المعاني في تفسـير القرآ : انظر ) ٣(

.٨/٢٢١أبو حيان الأندلسي ، .٣/٣٨٤بحر العلوم ، السمرقندي ، : انظر ) ٤(

-٥٦-

:التفسير الإجمالي ـ في هـذه الآيـة الكريمة يدعو االله ألـم يحـن : ول عباده المؤمنين إلى التوبة ، فيق

كالذين أوتـوا ولا يكونوا ، قلوبهم بالخشوع من االله أن تلين االله ورسوله ب نواالوقت للذين آم فقـست ، االله الذين طال عليهم الدهر فحرفوا كتاب –النصارى من اليهود و –الكتاب من قبلهم

.)١( ر منهم خارجون عن طاعة االله وأمرهوكثي، قلوبهم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

تتحدث عن قسوة قلوب أهل الكتاب ناسب أن تختم بذكر الـسبب الـذي لما كانت الآية وكثير مـنهم [:أوجب هذه القسوة ، وهو الفسق الذي يعني الخروج عن طاعة االله ، فلذلك قال االله

فاسـقون أنهم قست قلوبهم بسبب عدم الانقياد التام لما أنزله االله عليهم من الكتاب ، فلـم :" أي ]ا ويثبتوا عليه ، واستمرت بهم الغفلة ، فقست قلوبهم ، فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن يدوموبالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فإن ذلك سبب لقـسوة القلـب بما أنزله االله ، وتناطق تذكر

.)٢("وجمود العين اعلمـوا أن االله يحيـي الأرض ب[: قوله تعـالى -١٣ عـد موتهـا قـد بينـا لكـم الآيـات لعلكـم تعقلـون [

. }١٧:الحديد{ :التفسير الإجمالي

، فتخـرج النبـات الآية الكريمة أنه يحيي الأرض الميتة بالغيث في هذه ر االله ـيخبضح ، لعلكـم تعقلونـه الميتة بالإيمان ، قد بينا لكم الحق الوا فكذلك االله قادر على إحياء القلوب

.)٣( فتعملون به :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

هذه الآية الكريمة تدعو إلى التوبة والرجوع إلى االله ، وتأتي ببرهان واضح الدلالة بـأن يحييها بماء السماء فتحيـا الأرض الهامدة الميتة التي لا نبات فيها ولا زرع ، فإنه حيياالله كما ي

ي االله القلوب الميتة بماء وحي السماء ، فلذلك ناسب أن تخـتم الآيـة يك يح وتطهر فكذل وتزكوقـد بينـا لكـم الآيـات لعلكـم تعقلـون[: بتدبر هذا المثل الذي ضرب حق التدبر، فلذلك قال االله [ "

لهم ، والـذي فالذي أحيا الأرض بعد موتها قادر أن يحيي الأموات بعد موتهم ، فيجازيهم بأعما أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر، قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق علـى

.)٤(" بآيات االله ولم ينقد لشرائع االله تدل على أنه لا عقل لمن لم يهتدرسوله ، وهذه الآية

.٤/٢١٥السراج المنير ، محمد الشربيني ، ، ١٨/٢٠تفسيـر القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر ) ١( .٨٤٠ير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، صتيسير الكريم الرحمن من تفس) ٢( .١٧/٢٤٩الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٣( .٨٤٠تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص) ٤(

-٥٧-

إن المصدقين والمصدقات وأقرضو[: قوله تعالى -١٤ ا االله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجـر كـريم [ . }١٨:الحديد{

:التفسير الإجمالي ، ل االلهفي هذه الآية يخبر االله عن المتصدقين بأموالهم والمتصدقات ، وأنفقوا فـي سـبي

.)١(لجنة وهو االعظيمثواب ال االله لهم ثواب ذلك ، ولهم أيضا ، يضاعفبتغاء رضوانها :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

ناسب أن تختم بـذكر لما كانت الآية تتحدث عن المؤمنين والمؤمنات من أهل الصدقة ، لا كـدر فيـه " ولهم أجر كبير، وهو الجنة أي : نفاق في سبيله ، فلذلك قال االله لإجزائهم على ا

.)٢(" بانقطاع ، ولا قلة بوجه من الوجوه أصلا والذين آمنوا باالله ورسله أولئـك هـم الـصديقون والـشهداء عنـد ربهـم لهـم أجـرهم [: وله تعالى ق -١٥

ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم . }١٩:الحديد{ ] : التفسير الإجمالي في هذه الآية عن الذين آمنوا باالله ورسله ، ولم يفرقوا بـين أحـد مـنهم ، يخبر االله

، والشهداء عنـد ربهـم أولئك هم الصديقون ، الذين صدقوا بما جاءت به الرسل جملة وتفصيلا .)٣( والذين كذبوا بآياتنا أولئك مأواهم النار يوم القيامة ،لهم عظيم الثواب والنور

:ية مناسبة الفاصلة للآبيانلما كانت الآية تتحدث عن الذين آمنوا باالله ورسله ، أتبعت ذلك بوعـدهم بـالأجر، ثـم

وا بآيات االله فناسب أن تختم بذكر عقابهم وجزائهم ، فلـذلك كـان قولـه ـن كذب ـرت الذي ـذكوالذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصح[:تعالى اب الجحيم [ )٤(.

اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بيـنكم وتكـاثر في الأمـوال والأولاد [: قوله تعالى -١٦ كمثل غيث أعجب الكفار نباتـه ثـم يهـيج فـتراه مـصفرا ثـم يكـون حطامـا وفي الآخـرة عـذاب شـديد

ومغفرة من االله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . }٢٠:الحديد{ ]

تفسير كـلام تفسير الكريم الرحمن من ، ٢٣/١٩٠جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، : انظر ) ١(

.٨٤٠المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص .٧/٤٥٠نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، ) ٢(الـسراج المنيـر ، محمـد الـشربيني ، : ، ١/٣٠١أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، : انظر ) ٣(

٤/٢١٩. .٢٩/٢٠٢ الرازي ، مفاتيح الغيب ، فخر الدين: انظر ) ٤(

-٥٨-

:التفسير الإجمالي موزينة وتفاخر بينه ، أن يعلموا الدنيا على حقيقتها بأنها لعب ولهو – عباده يعظ االله

ثـم ، أعجب الزراع نباته فمثل الدنيا كمثل غيث ، د في الأموال والأولا وتكاثر، الزائل بمتاعها وفي الآخرة عذاب شديد لمـن ، ثم يتحطم ويفنى ، خضرته مصفرا بعد يهيج هذا النبات فيصبح

.)١(إلا متاع الغرور الدنياوما الحياة ، كفر باالله ، ومغفرة من االله ورضوان لمن آمن به :بيان مناسبة الآية بالفاصلة

لت في ذلك أحسن التفصيل ، ثم ذكرت جزاء لما كانت الآية تتحدث عن ذم الدنيا ، وفصة الدنيا بأنها متاع مـا يلبـث ، ناسب أن تختم الآية بذكر حقيقمن يتلهف عليها ، ومن يزهد فيها

هي المتاع الحقيقي الـذي لا يـزول أن ينقطع ، حتى يزهد فيها المؤمنون ويتجهوا إلى آخرتهم ف وما الحياة الدنيا إلا متاع الغـرور[: ولا يحول ، فلذلك كان قوله تعالى أن الـدنيا فمـراد االله ]

مور، وهي اللعب واللهو والزينة والتفاخر والتكاثر، وأما الآخـرة فمـا ليست إلا محقرات من الأ لعذاب الشديد والمغفرة ورضوان االله ، وشبه حال الدنيا وسرعة ي اـام، وهـمور عظهي إلا أ

.)٢( نبات أنبته الغيث فاستوى ثم تحطمنقضائها مع قلة جدواها باسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنـة عرضـها كعـرض الـسماء والأرض أعـدت للـذين [: قوله تعالى -١٧

منوا باالله ورسله ذلك فضل االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيمآ . }٢١:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي

عباده إلى المسارعة في الأعمال الـصالحة ؛ لأنهـا في هذه الآية الكريمة يدعو االله " والأرض الـسموات تي عرضـها كعـرض سبب في حصول المغفرة الموجبة لدخول الجنة ال

وليس المقصود في الآية تحديد عرض الجنة ، وإنما هو تقريب المشبه بأقـصى مـا يتـصوره عباده إلى المـسارعة فـي فيدعو االله ، )٣(" الناس في الاتساع ، فلا يقال ماذا بقي لجهنم ؟

واحد إلا بحصول مغفرة االله ول المغفرة ؛ لأنه لا يدخل الجنة رجل وعليه ذنب ـة وحص ـالتوبا خالصا من شوائب الـذنوب ؛ لقولـه ـل إلا طيب ـة لا تقب ـة طيب ـب فالجن ـله على هذا الذن

سلام عليكم طبتم فادخلوها خالـدين[: تعالى فهذه الجنة جعلت للذين صـدقوا االله ، }٧٣:الزمـر{] .)٤(ورسوله

، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبـو بكـر الجزائـري ، ٥/٢٤٧فتح القدير ، الشـوكاني ، : انظر ) ١(

٥/٢٧٣. .٦/٤٩الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، الزمخشري ، : انظر ) ٢( .٢٧/٤٠٨التحرير التنوير ، الطاهر بن عاشور ، ) ٣(البحر المحيط ، أبـو حيـان الأندلـسي ، ، ١/٣٠٢أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، : انظر ) ٤(

٨/٢٢٣.

-٥٩-

:ية للآبيان مناسبة الفاصلةولما كانت الآية تخبر أن دخول الجنة مترتب على حصول المغفرة وحصول المغفرة لا يكون إلا من محض كرمه وفضله ، ولذلك ناسب أن تختم الآية بذكر فضل االله ، والفـضل فـي

إنما هذه زيادة من االله خارجة عن جهد العبد ، وهذه الزيـادة : أي ، )١(لغة العرب بمعنى الزيادة توفيق االله العبد إلى طاعته ولا يمكن للعبـد أن يطيـع االله إلا بعـد : كون في ثلاثة أمور أولا ت

قبـول هـذه : ثانيـا ، توفيقه وانشراح صدره بالطاعة ، وهذا لا يكون إلا بيد االله لا بيد العبـد صول المغفـرة ح: ثالثا ، نسان ، وليس بيد أحد إلا االله لإة وهذا أمر زائد خارج عن قدرة ا الطاع

هي مـن : ثةالمترتبة على قبول هذه الطاعة ، وهذا لا يكون إلا من عند االله ، فهذه الأمور الثلا نسان فيها عمل ، وهذا هو محض الفضل العظيم الذي يعطيه االله لمن يشاء عند االله زائدة ليس للإ

واالله ذو الفـضل العظـيم[: من عباده ولذلك كان قوله تعالى ، وحدهاالله من فضل أن هذا ال : أي]ه على عبده ، فالجملة تذييل لإثبـات ـ وإنما هو من محض جوده ، وصدقة من غير واجب عليه

.)٢(ما ذيل لها ما أصاب من مـصيبة في الأرض ولا في أنفـسكم إلا في كتـاب مـن قبـل أن نبرأهـ[: قوله تعالى -١٨ ا إن

ذلك على االله يسير . }٢٢:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي

من مصيبة فـي الأرض ، ولا فـي عباده أن ما أصابهم في هذه الآية ر االله ـيخبلق الخليقة فإن ذلـك علـى االله وظ من قبل أن تخ ـوح المحف ـ في الل و مسجل ـأنفسهم ، إلا ه

.)٣( هين سهل :يةلة للآبيان مناسبة الفاص

لما كانت الآية تتحدث عن كتابة االله لكل شيء حاصل في الأرض ، وفي نفس ابـن آدم ولأن الـنفس ن هذا الشيء يتعجب منه الإنـسان ، ولأه مسجل ومكتوب في اللوح المحفوظ ، بأن

إن[: مولعة بالتكذيب ، ناسب أن تختم الآية بقطع هذه الظنون وحسم هذه الشكوك بقوله تعـالى ذلك على االله يسير .)٤( فهو سهل على االله هين ؛ لأن االله عالم الغيب والشهادة ]

لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بـما آتـاكم واالله لا يحـب كـل مختـال فخـور[: قوله تعالى -١٩ [ . }٢٣:الحديد{

.٢/٦٩٣المعجم الوسيط ، إبراهيم مصطفى وآخرون ، : انظر ) ١( .٢٧/١٨٦روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، الألوسي ، : انظر ) ٢( .١٧/٢٥٧الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ، ٤/٢٢٢البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، : انظر) ٣( .٢٣/١٩٧جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، : انظر ) ٤(

-٦٠-

:التفسير الإجمالي عباده بأنا قدرنا كل شـيء ، وكتبنـاه فـي اللـوح في هذه الآية الكريمة يخبر االله

كم إلى الـسخط تكم من المحبوبات الدنيوية ، فيجرالمحفوظ حتى لا تحزنوا حزنا كبيرا على ما فا طـر وعدم الرضا بقضـاء االله ، وحتـى لا تفرحوا بما آتاكم االله من الدنيا ، فيوصلكم إلـى الب

.)١(والكبر :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كان من طبع ابن آدم الحزن على ما فاته ، ويتمنى ويقول أما إنه لو كان كـذا مـا حصل لي كذا من المكاره ، فرحمة من االله به قطع عنه هذه الوساوس ، وحسم عنه داء الطمـع

ا أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطـأه لـم ؛ ليعلم أن م بأن قدر ذلك ، وكتبه في اللوح المحفوظ ذه المعرفة في قلبه استراحت نفـسه ، واطمـأن ـيكن ليصيبه ، فإذا آمن العبد بهذا ، وسكنت ه

، وقرت عينه ، ولما كان العطاء لابن آدم يوجب له الفخر والكبر إلا من رحم االله ، ناسـب قلبهواالله لا يحب كل[: أن تختم الآية بقوله مختـال فخـور ينسب مختالا في مشيته، فخورا بقوله ،: أي]

.)٢(نعم االله إلى نفسه ولا ينسب الفضل إلى صاحب الفضل الـذين يبخلـون ويـأمرون النـاس بالبخـل ومـن يتـول فـإن االله هـو الغنـي الحميـد[: قوله تعالى -٢٠ [

. }٢٤:الحديد{ :التفسير الإجمالي

تتحدث الآية الكريمة عن الذين يبخلون بأموالهم وأفعالهم الحسنة ، ويأمرون الناس بذلك والـدعوة إليـه؛ ، لقوة باعث الشر عندهم ، فيجمعون بين الأمرين الذميمين البخل ، والأمر به

.)٣(ليكونوا من حزبهم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

ية تتحدث عن بخل أعداء االله ودعوتهم إلى البخل ، ناسب أن تختم بذكر أن لما كانت الآ وإنما ثمرة أعمالهم راجعة إليه ، بل هم مفتقرون إليـه االله غني عن عباده وعن عبادة كل عابد ،

على الدوام لا غنى لهم عنه طرفة عين ، وأنه حميد إلى أوليائه ، يتكلم ابن عاشور عن مناسـبة فإن االله هو الغنـي الحميـد[ وجملة من يتول : بالآية فيقول ة هذه الفاصل تذييل ؛ لأن من يتـولى ]

تيسـير الكريم الرحمن من تفسير كـلام المنـان ، ، ٤/٢٢٢السراج المنير ، محمـد الشربيني ، : انظر ) ١(

.٨٤٢لسعدي ، صعبد الرحمن ا .١/٣٠٣أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، : انظر ) ٢(فتح القدير، الـشوكاني ، ٥/٢٦٩المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ابن عطية الأندلسي ، : انظر ) ٣(

٥/٢٥.

-٦١-

يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، أي في سبيل االله وفـي نيعم الذين يبخلون وغيرهم ، فإن الذي فإن االله ه[الشرطية ، وجملة ) ومن(النفقات الواجبة قد تولوا عن أمر االله و الغني الحميـد قائمـة ]

لأن مقام جواب الشرط ؛ لأن مضمونها علة للجواب فالتقدير ومن يتـول فلا يضر االله شـيئا ؛ ن مال المتـولين ؛ ولأن عباده يطيعـون أمره فهو حميد لهم أي كثيـر الحمـد ـي ع نـغاالله

.)١(للمنفقين لقد أرسـلنا رسـلن[: قوله تعالى -٢١ ا بالبينـات وأنزلنـا معهـم الكتـاب والميـزان ليقـوم النـاس بالقـسط

وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم االله من ينصره ورسله بالغيب إن االله قوي عزيـز [ . }٢٥:الحديد{

:التفسير الإجمالي عباده بأنا بعثنا رسلنا بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة ، وأنزلنـا معهـم يخبر االله

الكتب الحاوية للشرائع والأحكام المتضمنة للميزان ، وهو العدل الذي نزلت به الكتـب ؛ ليقـوم زلنا الحديد فيه بأس وقـوة الناس بالعدل في حياتهم ، ومن أعرض عن هذا الحق المنزل ، فإنا أن

، يحارب بها حتى يستقيم على أمر االله ؛ ليعلم االله من يقوم لنصرة دينه ، ومـن يتخـاذل عنـه ، ويؤمـن بهم بالغيب من غير معاصرة لهـم ولا رؤيـة ، وقولـه وليعلم االله من يوقر رسـله

ولـيعلم االله[تعالى ولكن قال ذلك محاكاة لأسلوب البـشر؛ فإن االله يعلم ما كان ، وما لم يكن ، ] .)٢(ليكون أعمق في الفهم وتبليغ الحق

:بيان مناسبة الفاصلة للآية لما كانت الآية تتحـدث عن إعزاز االله لدينه ونصرته ، والجهاد ضد مـن يكـذب بمـا

معنى جاءت به الرسل ويعاديه ، فإنما جزاؤه يكون العقاب والعذاب ، ولما كانت الآية متضمنة ل إن االله قوي عزيـز[العذاب ناسب أن تختم الآية بما يحمل هذا المعنى ، فقال تعالى بخلاف آيـة ]

إن االله غفور رحيم ، فجاءت الفاصـلة :تحمل معنى الرحمة ، فإنها تختم برحمة ، كأن يقول االله الجهاد وتعريضهم للقتـال اعتراض تذييلي جيء به تحقيقا للحق ، وتنبيها على أن تكليفهم " هنا

ليس لحاجته في إعلاء كلمته وإظهار دينه إلى نصرتهم ، بل إنما هو لينتفعـوا بـه ، ويـصلوا .)٣(" بامتثال الأمر فيه إلى الثواب ، وإلا فهوغنى عنهم في كل ما يريد

يا أيها الذين آمنوا اتقوا االله وآمنوا بر[: قوله تعالى -٢٢ سوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعـل لكـم نـورا تمشون به ويغفر لكم واالله غفور رحيم . }٢٨:الحديد{ ]

) .بتصرف( ، ١٤١ ،٢٧/٤١٣التحرير والتنوير ، ) ١(الجـامع لأحكـام القـرآن ، ، ٥/٢٧٥كـلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائـري ، أيسر التفاسير ل : انظر ) ٢(

.١٧/٢٦٠القرطبي ، .٨/٢١٢إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، ) ٣(

-٦٢-

:التفسير الإجمالي أهل الكتاب ويأمرهم بتقوى االله ومخافتـه ولـزوم في هذه الآية الكريمة يخاطب االله

المذكور فـي كتـابهم ، بما جاءت به الرسل المتقدمة ، وبما جاء به محمد أمره وأن يؤمنوا على ذلك نصيبين من رحمته ، ويجعل لهم نورا يمشون به يوم القيامـة ، ويغفـر يهم جزاء فيؤت

.)١(لهم ما سلف من الكفر والعصيان :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

، أتبعت ذلك بـذكر الجـزاء ، باالله ورسوله لما كانت الآية تأمر بتقوى االله والإيمان وهو نور يمشون به يوم القيامة ومغفرة من االله ، فناسب أن تختم الآية بذكر مغفرته ورحمتـه ؛

واالله غفـور رحـيم[:لأنهما السبب في حصول كل خير ودفع كل شر فلذلك جاء قوله تعالى : أي]كبرياء والعظمة ، بليغ المحو للذنب لمن عمل بمقتـضى أن االله المحيط بجميع صفات الكمال وال

به بالغ الرحمة فيوفقه إلى العمل لما يرضيه ) رحيم (هذه الآية من تقوى ومتابعة الله والرسول ، ٢( له على القيام بما أمرت به الآية جزاء(. لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون[: قوله تعالى -٢٣ على شيء من فضل االله وأن الفـضل بيـد االله يؤتيـه

من يشاء واالله ذو الفضل العظيم . }٢٩:الحديد{ ] :التفسير الإجمالي اب ـ يعلم أهل الكت حتى ؛ أنه تفضل على عباده المؤمنين بالهداية لهذا الدين يخبر االله

أنهم لا يقدرون على شيء من فضل االله ورحمته ، وأنهم لا يملكون ارى ، ـود والنص ـمن اليه فضل االله ، ولا يدخل تحت قدرتهم ، وإنما هو بيده وحده ، وأنهم لن ينالوا فضله ، ولن يتمكنـوا

.ورسوله ، فتحصيل فضل االله مشروط بالإيمان به وبرسوله ، منه ؛ لأنهم لم يؤمنوا باالله :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لا شريك له في ذلك ، ناسـب أن هلما كانت الآية تتحدث عن فضل االله ، وأنه بيده وحد وأنه يختار من يشاء من عباده فيعطيـه ، وفـضله " تختم بأن ينسب الفضل إلى صاحب الفضل

.)٣(" ؛ لأن االله عظيم ، فإحسانه لا يكون إلا عظيما عظيم

اللباب في علوم الكتـاب ، ابـن عـادل الدمـشقي ، ، ٤/٢٢٥البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، : انظر ) ١(

١٨/٨،٥. .٧/٤٧٠نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، : انظر ) ٢( .٢٩/٢١٦مفاتيح الغيب ، فخر الدين الرازي ، ) ٣(

-٦٣-

المبحث الثالث رة المجادلةدراسة تطبيقية لسو

بسم االله الرحمن الرحيمقد سمع االله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى االله واالله يسمع تحاوركما إن االله سميع [

بصير الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ) ١( إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن االله لعفو غفور والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير ) ٢(

رقبة من قبل أن ي تماسا ذلكم توعظون به واالله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من ) ٣( قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا باالله ورسوله وت لك حدود االله وللكافرين

عذاب أليم إن الذين يحادون االله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات ) ٤( وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم االله جميع) ٥( ا فينبئهم بما عملوا أحصاه االله ونسوه واالله على كل شيء

شهيد ألم تر أن االله يعلم ما في ) ٦( وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة السموات إلا هو ساد سهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن االله

بكل شيء عليم ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نه) ٧( وا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به االله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا االله بما نقول حسبهم

جهنم يصلونها فبئس المص يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ) ٨(ير وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا االله الذي إليه تحشرون إنما النجوى من الشيطان ليح) ٩( زن الذين آمنوا وليس

بضارهم شيئا إلا بإذن االله وعلى االله فليتوكل المؤمنون يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في ) ١٠( المجالس فافسحوا يفسح االله لكم وإذا قيل انش زوا فانشزوا يرفع االله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم

درجات واالله بما تعملون خبير يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) ١١( ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن االله غفور رحيم أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ) ١٢(

فإذ لم تفعلوا وتاب االله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا االله و رسوله واالله خبير بما تعملون )١٣ (ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب االله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون )١٤ (

أعد االله لهم عذابا شديدا إنهم سا ء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل االله فلهم ) ١٥( عذاب مهين لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من االله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها ) ١٦(

خالدون وم يبعثهم االله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم ي) ١٧( الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر االله أولئك حزب الشيطان ألا إن) ١٨( حزب الشيطان هم

الخاسرون إن الذين يحادون االله ورسوله أولئك في الأذلين) ١٩( كتب االله لأغلبن أنا ورسلي إن االله قوي ) ٢٠(

-٦٤-

عزيز لا تجد قوما يؤمنون باالله واليوم الآخر ي) ٢١( وادون من حاد االله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها

الأنهار خالدين فيها رضي االله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب االله ألا إن حزب االله هم المفلحون )٢٢ [ ( .} المجادلة{

قد سمع االله قول التي تجادلك في زوجهـا وتـشتكي إلى االله واالله يـسم[: قوله تعالى -١ ع تحـاوركما إن االله سميع بصير . }١:المجادلة{ ]

: النزول سبب لمـا ظـاهر منهـا لصحابية الجليلة ، خولة بنت ثعلبة نزلت هذه الآية المباركة في ا

أنت علي كظهر أمي ، كناية عن الطلاق فجـاءت : زوجها والظهار هو أن يقول الرجل لزوجته تبارك الذي وسع سـمعه : " فتقول تروي لنا قصتها عائشة االله تشتكي زوجها إلى رسول

كل شيء، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى علي بعضه ، وهي تشتكي إلى رسـول االله ، ي ، حتـى إذا كبـرت سـني ، ـه بطن ـوهي تقول يا رسول االله ، أكل شبابي ، ونثرت ل

كو إليك ، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيـات وانقطع ولدي، ظاهر مني ، اللهم إني أش قــد ســمع االله قــول التــي تجادلــك في زوجهــا وتــشتكي إلى االله واالله يــسمع تحــاوركما إن االله ســميع بــصير[ [

.)١( }١:المجادلة{ : التفسير الإجمالي

التـي أن االله قد أجاب دعاء المرأة ، وهي خولة بنـت ثعلبـة هذه الآية الكريمة تبين بشأن زوجها الذي ظاهر منها ، وتتضرع إلى االله وتشكو إليـه سـوء حالهـا تكلمك يا محمد

فسمعها الحق سبحانه من فوق سبع سموات ، الذي يسمع كل الأصوات البـصير بحـال أهـل .)٢(الدعوات

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآ كانت الآية تتحدث عن سماع االله لشكوى هذه المرأة ، وتألمها مـن فعـل زوجهـا، لما

إن االله سـميع بـصير[ ناسب أن تختم الآية بصفة سمع االله لدعائها ، وبصره بحالها ، فقـال [ لجميع الأصوات ، في جميع الأوقات ، على تفنن الحاجات ، وهذا إخبار عن كمال سـمعه :أي

صـحيح ، : ، قال الشيخ الألبانى ٢٠٦٣:سـنن ابـن ماجـه ، كتاب النكاح ، باب الظهار ، حديث رقم ) ١(

.٣٥٦ص ، أيسر التفاسير لكـلام العلـي ٨/٢١٥سليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، إرشاد العقل ال : انظر ) ٢(

.٥/٢٨٤، الكبير ، أبو بكر الجزائري

-٦٥-

حاطته بالأمور الدقيقة والجليلة ، و في ضمن ذلك الإشارة بـأن االله تعـالى سـيزيل وبصره وإ الـذين [ : )١(كم غيرها على وجه العمـوم ، فقـال شكواها ويرفع بلواها، ولهذا ذكر حكمها وح

يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللا ئـي ولـدنهم وإنهـم ليقولـون منكـرا مـن القـول وزورا وإن االله لعفو غفور . }٢:المجادلة{ ]

الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي و[: قوله تعالى -٢ لـدنهم وإنهـم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن االله لعفو غفور . }٢:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي أنت علي كظهر أمـي :في هذه الآية الكريمة ذم االله الظهار ، وهو قول الرجل لزوجته

؛ لأن هذا القول في الجاهلية كان يوجب فرقة مؤبدة ، يريد بذلك الطلاق وهو كناية عن الجماع مه ، إنمـا أمـه فالذين يقولون هذا إنما يقولون كذبا وباطلا ؛ لأنه بهذا القول لا تصبح زوجته أ

.)٢(التي ولدته من بطنها :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

، جاءت الآية لتحـرم ولما كانت هذه الآية تتحدث عن عادة من عادات الجاهلية الباطلة ذلك فناسب أن تختم الآية بعد هذا التحريم ، بأن تذكر عفو االله ومغفرته لمن فعل ذلك قبل نزول

وإن االله لعفو غفور[: الحكم ، فلذلك قال االله عما كان منكم في حال الجاهليـة " أي }٢:المجادلة{ ] .)٣(" قصد إليه المتكلم وهكذا أيضا عما خرج من سبق اللسان ، ولم ي

والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكـم [: قوله تعالى -٣ توعظون به واالله بما تعملون خبير . }٣:المجادلة{ ]

:ي التفسير الإجمالفي هذه الآية الكريمة يبين االله سبحانه وتعالى ، أن الذي يتلفظ بلفـظ الظهـار ثـم أراد العزم على الجماع ، فعليه تحرير رقبة مؤمنة ، سواء كان ذكرا أو أنثى وذلـك مـن قبـل أن

.)٤(يجامعها ، ذلك الحكم يبينه االله لكم ، فالتزموا به ، واخشوا عقابه

).بتصرف( ، ٨٤٣تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص) ١(سب الآيات والسور ، برهان الدين البقـاعي ، نظم الدرر في تنا ، ٨/٥٠معالم التنزيل ، البغوي ، : انظر ) ٢(

٧/٤٧٢. .٨/٣٩تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ) ٣( ، لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخـازن ٢٣/٢٣١جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري، : انظر ) ٤(

٧/١٤٤.

-٦٦-

:يةة للآبيان مناسبة الفاصلولما كانت الآية تتحدث عن قضية الظهار ، وتشريع الحكم المناسب لهـا فهـذا الـذى يكون فيه صلاح أمور العباد ، فناسب أن تختم الآية بصفة من صفات االله ، ألا وهي الخبيـر أي

واالله بـما[: الخبير بمصالحكم ، فيشرع لكم من الأحكام ما فيه صلاحكم ، ولذلك قال االله تعملـون خبـير محيط بدقائق أعمالكم فهذه من صفات الخبير ، ثـم يـضع " أن االله سبحانه وتعالى : أي ]

دقائق أعمالكم على الميزان ، فيجازي عليها على قدر إخلاصكم ، وسرعة امتثالكم إلى التكفير ، .)١(" عن جناية الظهار وغيره

فمن لم يجد ف[: قوله تعالى -٤ صيام شـهرين متتـابعين مـن قبـل أن يتماسـا فمـن لم يـستطع فإطعـام سـتين مسكينا ذلك لتؤمنوا باالله ورسوله وتلك حدود االله وللكافرين عذاب أليم . }٤:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي االله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن حكم الظهار ، بأن من لم يجد رقبـة يعتقهـا يخبر

فعليه صيام شهرين متتابعين من قبل أن يجامع زوجه ، فمن لم يستطع صيام الـشهرين لعـذر شرعي ، فعليه إطعام ستين مسكينا ، ذلك الذي بيناه لكم من الأحكام من أجل أن تـصدقوا بـاالله

ك الأحكام المذكورة هي حدود االله فلا تتجاوزوها ، وللكافرين بهـا ـ، وتل هوا رسـول ـوتتبع .)٢(عذاب أليم

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن حكم الظهار ، وأنه حد من حدود االله ، ناسب أن تختم بـذكر

: لك كـان قولـه تعـالى عقوبة من يتعدى هذه الحدود ، بأن له عذابا شـديدا موجعـا ، ولـذ وللكـافرين عـذاب ألـيم[ ذلـك لتؤمنـوا بـاالله ) تتميم لجملـة (ة وللكافرين عذاب أليم ـوجمل "]

ذلك الحكم وهو إبطال التحريم بالظهار حكم الإسلام ، وأما ما كـانوا عليـه : أي ، ورسوله، ، وما تولـد منـه مـن الأباطيـل فهو آثار الجاهلية ، فهو سنة قوم لهم عذاب أليم على الكفر

إنـما النـسيء زيـادة في الكفـر[: فالظهار شرع الجاهلية ، وهذا كقوله تعـالى لأنـه ، }٣٧:التوبـة{ ] .)٣(" وضعه المشركون ، ولم يكن من الحنيفية

.٨/٢١٧سعود ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو ال) ١(أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيـضاوي ، ، ٩/٢٥٦الكشف والبيان ، أبو اسحاق النيسابوري ، : انظر ) ٢(

.٣٠٩ص .٢٨/٢٣التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، ) ٣(

-٦٧-

إن الذين يحادون االله ورسوله كبتوا كما[: قوله تعالى -٥ كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين . }٥:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي ، ويخالفون يخبر االله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن الذين يشاقون االله ورسوله

مم السابقة ، وقد أنزلنا آيات بينات ذل الذين من قبلهم من الأأمرهما، بأنهم خذلوا وأهينوا كما ختبين أن شـرع االله وحـدوده حق ، ومن يجحد تلك الآيات له عذاب مخزي ومذل في نار

.)١(الجحيم :يةة للآبيان مناسبة الفاصل

ب بأنهم أهينوا وعذبوا بعقا لما كانت الآية تتحدث عن الذين يحادون االله ورسولهالدنيا ناسب أن تختم الآية بذكر عقوبتهم في الآخرة بأن لهم العذاب المهين ؛ لأنهم ردوا ما

وللكافرين عذاب مهين[: جاءت به الرسل تكبرا ، ولذلك كان قوله تعالى ا في مقابلة م" أي ] .)٢(" تباع شرع االله ، والانقياد له والخضوع لديه استكبروا عن ا

يوم يبعثهم االله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه االله ونسوه واالله على كل شيء شهيد[: له تعالى قو-٦ [ . }٦:المجادلة{

:التفسير الإجمالي م في هذه الآية الكريمة يخبر االله تعالى عن يوم بعثه لعباده من قبورهم جميعا ، فيخبره

بما عملوا فـي الدنيـا ، قـد أحصـاه االله عليهم في صحائف أعمالهم وهم قد نسوه حتى .)٣(ذكرهم به

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن يوم البعث ، ومحاسبة االله لأعدائه وإحصائه لأعمالهم

، بأن االله كان شهيدا عليها صغيرها وكبيرها ، ناسب أن تختم الآية بما يدلل على ذلك فجاءتواالله على كل شيء شهيد[: في الدنيا ، ومحاسبا عليهـا في الآخرة ، ولذلك كان قوله تعالى [

جملة اعتراض تذييلي مقرر لا يغيـب عنـه أمر من الأمور قط ، وال" أي ، }٦:المجادلة{ . )٤(" حصائه تعالى لإ

م المنان ، عبد تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلا ، ٤/٢٣٦السراج المنير ، محمـد الشـربيني ، : انظر ) ١(

.٨٤٥الرحمن السعدي ، ص .٨/٤١تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، ) ٢( ، أيسر التفاسير لكـلام العلـي الكبيـر ، أبـو بكـر ١٧/٢٨٩الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٣(

.٥/٢٨٦الجزائري ، .٨/٢١٨، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ) ٤(

-٦٨-

ألم [: قوله تعالى -٧ تر أن االله يعلم ما في وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو السموات رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئه م بما

عملوا يوم القيامة إن االله بكل شيء عليم . }٧:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي في هذه الآية الكريمة أنه لا يتناجى ثلاثة فيما بينهم ، ولا يتكلمون فيما يخبر االله

، وما أقل من الاثنين وما أكثر بينهم بكلام الشر ، إلا كان االله سبحانه رابعهم ؛ لأنه يعلم ما خلقمن الستة فصاعدا إلا كان االله معهم بعلمه ، مطلعا على أحوالهم الظاهرة والباطنة أينما حلوا وحيثما نزلوا ، ثم يوم القيامة إذا جمعهم االله في صعيد واحد ، أخبرهم بما عملوا وذلك

افتتح االله الآية بالعلم " ال الإمام أحمد ق ، )١(تخصيصا لهم وتقريرا لما يستحقونه من الجزاء .)٢(" واختتمها بالعلم

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن كمال علم االله بكل شيء حادث في السموات أو في الأرض

عل منطلاع ، ثم يوم القيامة يخبر كل عبد بما فه كمال العلم ومطلع عليه كمال الافإن االله يعلم ناسب أن تختم الآية بمعنى يتعلق بكمال علمه سبحانه ، فجاءت مثقال ذرة خير أو شر فعندها

إن االله بكل شيء عليم[: فقوله تعالى ، لتدلل على كمال علمه } كل شيء{بلفظ تذييل لجملة ، ] .)٣( للاهتمام به غناء فاء السببية ، وتأكيد الجملة بإنإثم ينبؤهم بما عملوا ، فأغنت إن

ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان [: قوله تعالى -٨ ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به االله ويقول ون في أنفسهم لولا يعذبنا االله بما نقول

حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير . }٨:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

إلى اليهود الذي نهوا عن الحديث سرا ، ثم يعودون لما نهوا عنه ألم تر يا محمد هؤلاء اليهود لأمر من الأمور ، حيوك ، وإذا جاءك يا محمد ويتحدثون بما هو إثم وعدوان

فيما أي الموت لك ، ويقولون) السام عليك: (ك ، فقالواـبغير التحيـة التـي جعلهـا االله ل .)٤(، تكفيهم جهنم يصلونها ، فبئس المرجع والقرار يعاقبنا االله لما نقول لمحمدبينهم هلا

.٣/٣٩٤بحر العلوم ، السمر قندي ، ، ٣١٠أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص: انظر ) ١( .٨/٤٢تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ) ٢( .٢٨/٢٨التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور، : انظر ) ٣( .٨/٤٣تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ، ٧/٤٩لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخازن ، : انظر ) ٤(

-٦٩-

:ةيبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن الذين يأتون ما نهى االله عنه من التناجي بالإثم والعدوان ناسب أن تختم بذكر جزائه ، وهو عذاب جهنم يصلونها ، وبئس المصير ، وبئس المرجع ،

حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير[: فلذلك كان قوله تعالى لي ذلك يا محمد حسب قائ: " أي] .)١(" جهنم ، وكفاهم بما يصلونها يوم القيامة ، فبئس المصير جهنم

يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا [: قوله تعالى -٩ بالبر والتقوى وا تقوا االله الذي إليه تحشرون . }٩:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

يا أيها الذين صدقوا االله ورسوله ، إذا تحدثتم فيما بينكم سرا ، فلا تتحدثوا بما فيه إثم ، وتحدثوا بما فيه خير ، وخافوا االله بامتثالكم أوامره وعدوان أو مخالفة لأمر الرسول

.)٢(ابكم نواهيه ، فإليه مرجعكم ، فيجازيكم على أعمالكم وأقوالكم واجتن :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

االله ، ولكن يتناجون يتناجوا بما يغضب ألالما كانت الآية تحث المؤمنين إذا تناجوا ، لى ميزان تكون أعمالهم وأقوالهم كلها مبنية ع: بالخير والمعروف والتقوى ، وهي مخافة االله أي

الخوف من االله ؛ لذلك ناسب أن تختم الآية بالأمر بالتقوى ، وهي مخافة االله ، ثم ذكر بما يعين على التزام تقوى االله ، وهو ذكر اليوم الآخر ، يوم الحشر والحساب ، فإنه لا شيء يعين على

شيء مثل النظر في الالتزام بحفظ الأقوال والأعمال بمثل مخافة االله ، ولا يعين على مخافة االلهواتقوا االله الذي إليه تحشرون[: العاقبة يوم الحشر والحساب ؛ فلذلك جاء قوله تعالى خافوا : " أي]

يعاقبكم : االله الذي إليه مصيركم ، وعنده مجتمعكم ، في تضييع فرائضه والتقدم على معاصيه أي .)٣(" عليه عند مصيركم إليه

إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن االله وعلى [: الى قوله تع-١٠ االله فليتوكل المؤمنون .}١٠:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي لذي يزينها ؛ ليحزن المؤمنين ، إنما التحدث سرا بالإثم والعدوان من الشيطان ، هو ا

.)٤(ولن يؤذي ذلك المؤمنين إلا بمشيئة االله وحده ، فليعتمد عليه المؤمنون

.٢٣/٢٤١جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري، ) ١(الكشف والبيـان ، أبـو إسـحاق النيـسابوري ، ، ١٧/٢٩٤الجامع لأحكـام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٢(

٩/٢٥٨. .٢٣/٢٤١جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٣( .٤/٢٣٦ ، البحر المديد ، أحمد الإدريسي ،٢٣/٢٤١جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، : انظر) ٤(

-٧٠-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآت الآية تتحدث عن أذى الشيطان للإنسان ، وأنه لا يضر إلا بإذن االله ، ناسب ـلما كان

لى االله ، ويعتمدوا عليه ، فإنه لا ينجي من وا عـن بأن يتوكلـر المؤمنيـة بأمـأن تختم الآيوعلى االله فليتوكل المؤمنون[: ه تعالى ـده ؛ فلذلك كان قولـضر الشيطان إلا االله وح : أي]

ويستعيذون به من الشيطان ، ، ويفوضون جميع شؤونهم إلى عونه ، ه ـم إليـيكلون أمره" للعبد وامتحانا ، ولو شاء اوس ابتلاءـشيطان بالوسذي سلط الو الـفه، ر ـل شـومن ك

.)١(" لصرف عنه يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح االله لكم وإذا [: قوله تعالى -١١

قيل انشزوا فانشزوا يرفع االله ال ذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات واالله بما تعملون خبير [ . }١١:المجادلة{

:التفسير الإجمالي بصفة الإيمان ، الذين صدقوا به وبرسوله ، إذا هذه الآية الكريمة ينادي االله عبادـفي ه

عوا يوسع االله جلس ، ليجد غيركم مكانا بينكم ، فتوسقال لكم رسول االله أو غيره توسعوا في المخرتكم ، وإذا قيل لكم انهضوا للصلاة وللجهاد وغيرها من أعمال البر عليكم في دنياكم وآ

تاهم العلم برحمته ب آخر ، وهو أن االله يرفع الذين آوا ولا تبطئوا ، ثم ينتقل إلى خطاـفانهضا ، فيرفع المؤمن على من ليس بمؤمن ، والعالم على ات في الآخـرة والكرامة في الدنيـدرج

.)٢(من ليس بعالم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

ذه الآية ، حديث عن فضل االله في رفعة الذين آمنوا ـر هـي آخـان فـلما كم االله وخبرته بأعمال العباد ، التي ـم بعلـب أن تختـوأصحاب العلم إلى الدرجات العلا ، ناس

واالله بما تعملون خبير[ه تعالى ، يرفع هذا ويضع هذا ؛ ولذلك قال ـج عن علملا تخر : " أي]ل والشرف فيعطيه إياه ، وخبير بمن لا يستحقه ـك ، الفضـأن االله خبير بمن يستحق ذل

.)٣(فيحرمه إياه يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم ا[: قوله تعالى -١٢ لرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير

لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن االله غفور رحيم . }١٢:المجادلة{ ]

.١٧/٢٩٥الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ) ١(والجـامع لأحكـام القـرآن ، ، ٥/٢٩٣أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائـري ، : انظر ) ٢(

.١٧/١٩٩القرطبي ، .٨/٤٩تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر ) ٣(

-٧١-

:التفسير الإجمالي قدموا سرا ، فعليكم أن تيأمر االله عباده المؤمنين ، بأنكم إذا أردتم أن تحدثوا الرسول

ك التناجي بصدقة ؛ فذلك خير لكم من إمساك المال ، وأطهر لقلوبكم ، فإن لم تجدوا ـل ذلـقب .)١(ما تتصدقون به ، فلا بأس في ذلك ، فإن االله غفور رحيم

: يةالفاصلة للآناسبة بيان م أن يقدم أولا صدقة ، فذلك خير له وأطهر ، الآية تتحدث عمن يريد مناجاة الرسول

ولما كان من صفات االله أنه رحيم بالعباد ، فلا يكلف نفسا إلا وسعها ، ويوجد من الصحابة من ، فناسب أن تختم الآية بمعنى يتضمن الرحمة فقير لا يجد مالا حتى يناجي الرسول هو

فإن لم تجدوا فإن االله[:والمغفرة لمن لا يستطيع أن يقدم صدقة ، فقال رب العزة غفور رحيم فدل ]ذلك على أنه سبحانه لن يكلف عباده فوق الطاقة ، فهو يغفر ويرحم تارة بعدم العقاب للعاصي ،

.)٢(وتارة للتوسعة للضيق بأن يخفف عنهم ما يشق عليهم رحمة بهم أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدق[: قوله تعالى -١٣ ات فإذ لم تفعلوا وتاب االله عليكم

فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا االله ورسوله واالله خبير بما تعملون . }١٣:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

هم به في الآية اده الحرج ، فيما أمرـع االله عن عبـة الكريمة يرفـذه الآيـفي هي تقديم الصدقة ، إذا أرادوا أن يناجوا رسوله ، بأن يا عبادي أخفتم أن تقدموا ـالسابقة ف

ق ذلك عليكم ، فإذا لم تفعلوا ما أمرتكم به ، فإن االله ـول بأن يشـم الرسـالصدقة إذا ناجيت، فإنها أصول اة ، وداوموا على هذه الأعمال ـيتوب عليكم ، فأقيموا الصلاة وآتوا الزك

شريعتكم وأساس فلاحكم ، واالله مطلع على أعمالكم ، خبير بها فيجازيكم عليها إن خيرا فخير ، .)٣(وإن شرا فشر

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآهذه الآية الكريمة تأمر بطاعة االله والرسول ، وتأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فلما

الخبير بالعمل إذا كان خالصا ، الصالحة ، ناسب أن تختم بعلم االله كانت الآية تأمر بالأعماللوجهه فيقبله ، أو كـان غيـر ذلك فيرده ، فعليكم أيها العباد بتمحيص العمل ، وتنقيته من

.)٤(شوائب الرياء ؛ لأن االله خبير بما تعملون ليجازيكم حسب ما يكون في قلوبكم

.٧/٥٢لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخازن ، ، ٣/٣٩٧بحر العلوم ، السمر قندي ، : انظر ) ١( .٧/٤٩٩نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، : انظر ) ٢( .٨/٦١معالم التنزيل ، البغوي ، ، ٨/٢٣٥ حيان الأندلسي ، البحر المحيط ، أبو: انظر ) ٣( .٨٤٦تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص: انظر ) ٤(

-٧٢-

أعد االله[: قوله تعالى -١٤ لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون . }١٥:المجادلة{] :التفسير الإجمالي

يخبر االله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ، أنه أعد للمنافقين عذابا بليغا في الشدة .)١(إنهم ساء ما كانوا يعملون من الكذب والنفاق

:يةصلة للآبيان مناسبة الفالما تحدثت الآية عن تهديد االله للمنافقين بالعذاب الشديد ، ناسب أن تختم بذكر السبب الذي أوجب لهم العذاب ، وهو أنهم ساء ما كانوا يعملون من الأعمال الخبيثة ؛ فلذلك كان قوله

إنهم ساء ما كانوا يعملون[: تعالى اعتيادهم : ، وتمرنهم أيتمرنوا عليه وأصروا" أي ]الدالة على ) كان(واستمرارهم على ما مثل ما عملوه في الحال من العمل السوء ، مستفاد من

.)٢(" الزمن الماضي ، أي العمل السيئ دأبهم اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل االله فلهم عذاب مهين[: قوله تعالى -١٥ . }١٦:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي اتخذ المنافقون أيمانهم الكاذبة سترة من القتل ؛ بسبب ذلك صدوا أنفسهم وغيرهم عن

.)٣( ومذل في نار السعير ، وهو الإسلام ، فلهم عذاب مخزسبيل االله :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

للأيمان الكاذبة ، وصدهم عن سبيل تحدث عن الموالين للكفار وحلفهملما كانت الآية تاالله ناسب أن تختم الآية بذكر جزائهم ، وهو أنهم من أصحاب النار ، وهم فيها خالدون أبدا؛

فلهم عذاب مهين[: فلذلك كان قوله تعالى نقياد لآياته لاحيث استكبروا على الإيمان باالله وا " ] .)٤(" ر عنهم ساعة ، ولا هم ينظرون فأهانهم بالعذاب السرمدي ، لا يفت

لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من االله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها [: قوله تعالى -١٦ خالدون . }١٧:المجادلة{]

:التفسير الإجمالي من عذاب االله شيئا ، أولئك أهل النار ، يدخلونها لن تنفع المنافقين أموالهم ولا أولادهم

.)٥(فلا يخرجون منها أبدا

.١٨/٥٥٣اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، : انظر ) ١( .٩/٣٨٨روح البيان ، إسماعيل حقي ، ) ٢( .١٧/٣٠٤ع لأحكام القرآن ، القرطبي ، الجام: انظر ) ٣( .٨٤٧تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدى ، ص) ٤( .٢/٥٠٤مراح لبيد للكشف عن معنى القرآن المجيد ، محمد الجاوي ، : انظر ) ٥(

-٧٣-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن الكفار ، واعتزازهم بمالهم وأولادهم في عدائهم للدين ،

: ه تعالى ناسب أن تختم الآية بذكر عقوبتهم على هذا القبح الذي جاءوا به ، فلذلك كان قولأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون[ صوفون بما ذكر من الصفات القبيحة ، وأولئك الم: " أي]

.)١(" أصحاب النار أي ملازموها ومقارنوها ، هم فيها خالدون ، لا يخرجون منها أبدا يوم يبعثهم االله جميعا فيحل[: قوله تعالى -١٧ فون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم

هم الكاذبون . }١٨:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عن حال المنافقين يوم القيامة ، يوم يبعثهم االله إليه سبحانه ، فيحلفون له أنهم مؤمنون ، ويحسبون أنهم بتلك فيقومون من قبورهم ، ويحشرون

الأيمان الفاجرة على شيء من جلب منفعة أو دفع مضرة ، كما كانوا عليه في الدنيا حيث كانوا .)٢(يدفعون بها عن أرواحهم وأموالهم

: يةبيان مناسبة الفاصلة للآوختم هذا الكلام بقوله : " فيقولبن عاشور عن مناسبة الفاصلة بالآيةيتحدث الطاهر

ألا إنهم هم الكاذبون[: تعالى حتى قصرت صفة ، فالمراد أن كذبهم عليكم لا يماثله كذب ]إنهم هم الكاذبون[: الكاذب عليهم بضمير الفصل في قوله وهو قصر ادعائي للمبالغة لعدم ]

.)٣(" الادعائي التوكيد توكيدا لمفاد الحصر بكذب غيرهم ، وأكد ذلك بحرفعتدادالااستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر االله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب [: قوله تعالى -١٨

الشيطان هم الخاسرون . }١٩:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

، وا الإيمان والعمل الصالح ـفترك، م ـى استعبدهـم حتـب عليهـإن الشيطان تغليطان هم الخاسرون في دنياهم ـالشزب ـألا إن ح، ه ـزب الشيطان وأتباعـك حـأولئ .)٤(خرتهم وآ

.٨/٢٢٢إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، ) ١( .٣١٤أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص: انظر ) ٢( .٢٨/٥٣التحرير والتنوير ، ) ٣(التفسير المظهري ، محمد ثنـاء ، ١٤/٨٤٨التفسير القرآني للقرآن الكريم ، عبد الكريم الخطيب ، : انظر ) ٤(

.٣٨٣١االله المظهري ، ص

-٧٤-

:يةفاصلة للآبيان مناسبة اللما كانت الآية تتحدث عن الذين استغواهم الشيطان ، فأطاعوه وصاروا من جنده وحزبه

ب أن تختم الآية بوصفهم أنهم من حزبه وأنهم خاسرون ، وفي ذلك تعريض بذكر جزائهم ناسبأنهم من أهل النار ؛ لأن من اتبع الشيطان فقد أحكم الخسارة ومن كانت هذه صفته كان بلا شك

ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون[: من أصحاب الجحيم ؛ فلذلك كان قوله تعالى : أي] ، حيث فوتوا على أنفسهم النعيم المقيم وأخذوا بدله وفون بالخسر الذي لا غاية وراءهالموص"

العذاب الأليم ، وفي تصدير الجملة بحرف التنبيه والتحقيق ، وإظهار الشيطان معا وفي موضع .)١(" الإضمار ، وتوحيد ضمير الفصل من فنون التأكيد ما لا يخفى

كتب االله لأغلبن أنا ورسلي إن االله قوي عزيز[ : قوله تعالى -١٩ . }٢١:المجادلة{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة وعد ووعيد من االله لمن حاد االله ورسوله بالكفر والمعاصي ، وأنه تب كتابا وأمضاه أن االله مخذول مذلول ، لا عاقبة له حميدة ، ولا راية له منصورة ، وأن االله ك

.)٢(مهلك لكل من يعاديه ويعادي رسله ، وأنه غالب لهم لا محال :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

ولما كانت الآية تتحدث عن سند االله مع أوليائه ، أنه ناصرهم وغالب لأعدائهم ، ناسب " بالمحاربة ، فالمراد بالغلبة هنا ، التي يغلب بها من بارز أولياءهأن تختم الآية بقوة االله وعزته

القوة ؛لأن الكلام مسوق مساق التهديد، وأنها الغلبة بالحجة، وجملة إن االله قوي عزيز تعليل .)٣(" لجملة لأغلبن

لا تجد قوما يؤمنون باالله واليوم الآخر يوادون من حاد االله ورس[: قوله تعالى -٢٠ وله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات

تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي االله عن هم ورضوا عنه أولئك حزب االله ألا إن حزب االله هم المفلحون . }٢٢:المجادلة{ ]

:التفسير الإجمالي االله ورسوله ولو ىد قوما يصدقون باالله واليوم الآخر يحبون من عادـلا تجد يا محم

، االله والمعادون فيه ى أولئك الموالون ف، هم أو أقرباء، خوانهم أو إ، هم أو أبناء، هم كانوا آباء

.٤/٢٤٦البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ١(تيسير الكريم الرحمن من تفـسير كـلام ، ٢٣/٢٥٧جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، : انظر ) ٢(

.٨٤٨المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص .٢٨/٥٧التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، ) ٣(

-٧٥-

ويدخلهم يوم القيامة جنات تجري من تحتها ، قلوبهم الإيمان ، وأيدهم بنصر منهكتب فيورضوا عن ربهم بما أعطاهم من ، رضي االله عنهم فلا يسخط عليهم ، الأنهار خالدين فيها أبدا

.)١(ائزون في الدنيا والآخرة وأولئك هم الف، أولئك حزب االله وأولياؤه، كرامة :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآية تتحدث عن قضية موالاة الكفار ، ومدح أولياء االله وتبشيرهم بالجنة ، وحزب االله ر السبب الموجب لهم دخول الجنة وذلك لأنهم حزب االلهـم بذكـب أن تختـناس

نار ، الداخلين لجنة الرحمن ، فلذلك كان قوله تعالى لا يكونون إلا من الفالحين الناجين من الألا إن حزب االله هم المفلحون[ الناجون من المكروه والفائزون بالمحبوب دون غيرهم ، " : أي ]

والمقابلون لهم من حزب الشيطان ، والمخصوصون بالخذلان والخسران ، وهو بيان .)٢(" وخير الدارين لاختصاصهم بالفوز بسعادة نشأتهم

.٢٣/٢٥٩جامع البيان عن آي القرآن ، الطبري ، ، ٢٨/٣٢تفسير المراغي ، : انظر ) ١( .٩/٤٢٤روح البيان ، إسماعيل حقي ، ) ٢(

-٧٦-

المبحث الرابع دراسة تطبيقية لسورة الحشر

بسم االله الرحمن الرحيمسبح الله ما في [ وما في الأرض وهو العزيز الحكيمالسموات هو الذي أخرج الذين كفروا من ) ١(

أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من االله فأتاهم االله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي

الأبصار ولولا أن كتب االله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار) ٢( ذلك بأنهم ) ٣( شاقوا االله ورسوله ومن يشاق االله فإن االله شديد العقاب قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على ما ) ٤(

أصولها فبإذن االله وليخزي الفاسقين وما أفاء االله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) ٥( ولكن االله يسلط رسله على من يشاء واالله على كل شيء قدير ما أفاء االله على رسوله من أهل القرى فلله ) ٦(

وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آت اكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا االله إن االله شديد العقاب للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا ) ٧(

من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من االله ورضوانا وينصرون االله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين ) ٨( تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على

أنفسهم ولو كان بهم خص اصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم ) ٩( يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إ نك رءوف

رحيم ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن ) ١٠( معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم واالله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا ) ١١(

يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون لأنتم أشد رهبة ) ١٢( في صدورهم من االله ذلك ب أنهم قوم لا يفقهون لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ) ١٣(

بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون كمثل الذي) ١٤( ن من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ) ١٥(

إني أخاف االله رب العالمين فكان عاقبتهما أنه) ١٦( ما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين يا أيها ) ١٧( الذين آمنوا اتقوا االله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا االله إن االله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين ) ١٨(

نسوا االله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب ) ١٩( الجنة هم الفائزون لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ) ٢٠( االله وتلك الأمثال

نضربها للناس لعلهم يتفكرون هو االله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن ) ٢١( الرحيم هو االله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلا) ٢٢( م المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان

-٧٧-

االله عما يشركون هو االله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في ) ٢٣( والأرض السموات وهو العزيز الحكيم .}الحشر{ ) ]٢٤(

سبح الله ما في [: قوله تعالى -١ وما في الأرض وهو العزيز الحكيمالسموات . }١:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

نزه االله من كل عيب ونقص جميع مخلوقات السموات والأرض ، فهو سبحانه العزيز .)١(ره القاهر فوق عباده ، الحكيم في خلقه وتدبي المنيع الجانب ،

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآناسب أن تختم الآية تسبيح الكائنات كلها تنزيها وتعظيما الله ،لما كانت الآية تتحدث عن

وهو العزيز الحكيم[: ، فكان قوله تعالى بما يناسب هذا التعظيم القائم على الهيبة : " أي]يضع ، في صنعه وقدره وشرعه ) الحكيم( في ملكه الغالب القاهر، المنيع الجناب ) القوي(

.)٢(" الأشياء في موضعها الصحيحهو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن [: قوله تعالى -٢

يخرجوا وظنوا أنهم مانعت هم حصونهم من االله فأتاهم االله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار }٢:الحشر{ ]

:التفسير الإجمالي نه في هذه الآية الكريمة ، عن اليهود الذين كفروا باالله، حيث أخرجهم االله يخبر االله سبحا

من مساكنهم التي جاوروا بها سكان المدينة النبوية ، ما ظننتم أيها المسلمون أن يخرجوا من ، فأتاهم االله من المكان الذي لم ، وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم البأس ديارهم وذلك لقوتهم

يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، فاتعظوا بالهم ، وألقى في قلوبهم الفزع ،يخطر على .)٣(يا أهل البصائر بما حدث لهم

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن هزيمة اليهود ، وإخراجهم من ديارهم ، وتخريبهم لبيوتهم

عتبار لحالهم وسوء منقلبهم ؛ لأنهم حادوا االله لابا، ناسب أن تختم بأيديهم وأيدي المؤمنين: الحجى ، فلذلك كان قوله تعالى ا، فليعتبر أولو النهى ، وليتدبر ذوو ورسوله فكان هذا جزاءهم

فاعتبروا يا أولي الأبصار[ تفكروا في عاقبة من خالف أمر االله وخالف رسوله وكذب كتابه " أي ]

.٢٨/٣٢تفسير المراغي ، ، ٢٣/٢٥٩جامع البيان عن تأويل آى القرآن ، الطبري ، : انظر ) ١( .٣/٢٦٢٢التفسير الوسيط ، وهبة الزحيلي، ) ٢(لتنزيـل ، الخـازن ، لباب التأويل في معاني ا ، ٩/٢٦٩الكشف والبيان ، أبو اسحاق النيسابوري ، : انظر ) ٣(

٧/٥٧.

-٧٨-

.)١(" المخزى له في الدنيا ، مع ما يدخر له في الآخرة من العذاب الأليم ، كيف يحل به بأسه ولولا أن كتب االله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار[: قوله تعالى -٣ [

.}٣:الحشر{ :التفسير الإجمالي

انه وتعالى في هذه الآية الكريمة ، أنه لولا أن كتب على أهل الكتاب يخبر االله سبح بالخروج من ديارهـم لعجـل لهم العذاب في الدنيا بالقتل والسبي ، ويوم القيامة يكون لهم

.)٢(عذاب النار :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

أن كتب االله عليهم لولا أنه،انت الآية تتحدث عن إخراج اليهود من المدينة لما ك الخروج من ديارهم لعذبهم بالقتل والسبي في الدنيا ، فناسب أن تختم الآية بذكر عذابهم في

ولهم في الآخرة عذاب النار[: الآخرة لما تحدثت عن عذابهم في الدنيا ، فلذلك كان قوله تعالى [ .)٣(" من عذاب الآخرة ا ينجو، لنا من عذاب الدنيااستئناف معناه أنهم إن نجو" فهذا

ذلك بأنهم شاقوا االله ورسوله ومن يشاق االله فإن االله شديد العقاب[: قوله تعالى -٤ }٤:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

وكذبوا بما يخبر االله سبحانه وتعالى عن اليهود بأنهم عادوا رسول االله ، وخالفوا أمره ، فبين االله أنه شديد العقاب ، وفي هذا تهديد لمن بالبشارة بمحمد أنزل االله على عيسى

.)٤(خالف االله ورسوله :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآية تتحدث عن الذين شاقوا االله ورسوله ، فخالفوا أمره ، وكذبوا نبيه ، الآية بوعظهم وتحذيرهم من عقاب االله وسخطه ، لعلهم وكفروا برسالته ، ناسب أن تختم

فإن االله شديد [: يرجعون إلى رشدهم ، فينظروا إلى ما فيه صلاحهم ، فلذلك كان قوله تعالى العقاب وجاءت إن هنا شرطية فهي تقرر مضمون ما قبلها، وتحقيق للسببية بالطريق البرهاني ]

من العقاب العاجل والآجل ، بسبب مشاقتهم الله تعالى ورسوله وكل كأنه قيل ذلك الذي حاق بهم .)٥(من يشاق االله كائنا من كان فله بسبب ذلك عقاب شديد

.٨/٥٧تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، ) ١(التفسير الوسيط ، وهبة الزحيلـي، ، ٥/٣٠٣أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري، : انظر ) ٢(

٣/٢٦٢٣. .٣١٧أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص) ٣( .١٨/٥٦٩اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، ، ٣/٤٠٣ السمرقندي ، بحر العلوم ،: انظر ) ٤( .٨/٢٦٦إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، : انظر ) ٥(

-٧٩-

وما أفاء االله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن االله يسل[: قوله تعالى -٥ ط رسله على من يشاء واالله على كل شيء قدير }٦:الحشر{ ]

:التفسير الإجمالي في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه وتعالى عن الغنائم ، التي حصلها المؤمنون من

أموال وخيل ت بمشيئة االله وقدرته ، يسلط بها رسله على ما في أيدي الكفار من ـالكفار أنها تم .)١() الإبل(أو ركاب وهي

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلما كانت الآية تتحدث عن نصرة االله لعباده وتأييده لهم ، ناسب أن تختم الآية بأن يذكر

واالله على كل شيء [: فلذلك كان قوله تعالى ، كمال قدرته التي تمت بها النصرة لعباده المؤمنين قدير على كما سلط محمدا ، ولكن االله بقدرته يسلط رسله على من يشاء من أعدائه " أي ]

، يفعل ما يشاء بمن يشاء ، واالله قادر على كل شيء ، فأخذ أموالهم دون قتال ، بني النضير .)٢(" من بني النضير فإنه سبحانه هو الذي مكن رسوله

ما أفاء االله ع[: قوله تعالى -٦ لى رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه

فانتهوا واتقو ا االله إن االله شديد العقاب }٧:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عباده المؤمنين ، أن ما جاءكم من الغنائم من بني قريظة وبني النضير وخيبر وغيرهم ، فإن جزءا منها يقسم الله ولبيت المال والرسول

م وبني عبد المطلب من أهل البيت ، وعلى ابن السبيل كي لا يكون وللأقرباء، يعني بني هاش الفقراء ، كما كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية وما ه الأغنياء بينهم ويحرمههذا الفيء يتداول

وما نهاكم عن أخذه أو أعطاكم الرسول من الفيء وغيره فاقبلوه هنيئا مريئا ، فإنه حلال لكم ، .)٣( عنه ، واتقوا االله فلا تخالفوا رسوله ، فإن االله شديد العقاب لمن خالفه تيانه فانتهواعن إ

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلتزام لعدل في القضية ، وكذلك تأمر بالالما كانت الآية تأمر بتقسيم الغنائم بالسوية ، وا

لتزام حاملة على الاالآية بذكر الصفة ال وبما نهى عنه، ناسب أن تختم بما أمر به الرسول

.٨/٧٢معالم التنزيل ، البغوي ، ، ٨/٢٤٤البحر المحيط ، أبو حيان الأندلسي ، : انظر ) ١( .٢٨/٨٠ وهبة الزحيلي ، التفسير المنير ،) ٢( ، أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ٢٣/٢٧٥جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري، : انظر ) ٣(

.٣١٩ص

-٨٠-

مخافته ثم ذكر على ما يعين على التحلي بهذه الخصلة : ، أي بهذا التكليف وهي تقوى االلهى صفة من صفات االله أنه شديد العقاب لمن خالف أمره ، ـرف علـو التعـة وهـالعظيم

.)١(وتعدى حدوده للفقراء المهاجرين الذين أخ[: قوله تعالى -٧ رجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من االله ورضوانا

وينصرون االله ورسوله أولئك هم الصادقون }٨:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

يخبر االله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ، عن المهاجرين والفقراء ، الذين جهم الكفار إلى الخروج من بيوتهم ، وما ذلك إلا لأنهم يبتغون رضوانه ، فينصرون االله أحو

.)٢(بأنفسهم وأموالهم ، أولئك هم الصادقون والمؤمنون باالله حقا :يةمناسبة الفاصلة للآبيان

والثناء عليهم ؛ لأنهم من أجل لما كانت الآية تتحدث عن مدح أصحاب رسول االله ذهبت ديارهم وأموالهم ، فناسب أن تختم الآية بذكر الصفة الباعثة التي الله والرسول نصرتهم

صدق الطلب لرضوان االله هو : الصدق ، أي : حملتهم إلى فعل هذه الأعمال الشريفة ألا وهي الذي دفعهم إلى تحمل كل هذه الشدائد ، من نفي وتهجير، وذهاب للأموال ، فلذلك كان قوله

أولئك هم الصادقون[: تعالى الذين وصف صفتهم من الفقراء المهاجرين هم ) هؤلاء: (أي " ] .)٣(" الصادقون فيما يقولون

والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في [: قوله تعالى -٨ صدور هم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم

المفلحون . }٩:الحشر{ ] :سبب النزول

ما معنا إلا: فبعث إلى نسائه فقلن أن رجلا أتى إلى النبي : قال عن أبي هريرة أنا ، فانطلق : فقال رجل من الأنصال " من يضم أو يضيف هذا : "الماء ، فقال رسول االله

ما عندنا إلا قوت صبياني ، : ، فقالت أكرمي ضيف رسول االله : ال ـبه إلى امرأته ، فق، فهيأت طعامها ، هيئي طعامك ، وأشعلي سراجك ، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء ، : فقال اءت سراجها ، ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها ، فأطفأته ، فجعلا يريانه وأض

.٦/٧٨الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، الزمخشري ، : انظر ) ١( .٢٨/٨٣التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، ، ٣١٩ل ، البيضاوي ، صأنوار التنزيل وأسرار التأوي: انظر ) ٢( .٢٣/٢٨١جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٣(

-٨١-

ضحك : " فقال رسول االله كأنهما يأكلان ، فباتا جائعين ، فلما أصبح غدا إلى رسول االله ويؤثرون على أنفسهم ولو كان[ )١(فأنزل االله " االله الليلة من فعالكما بهم خصاصة ومن يوق

شح نفسه فأولئك هم المفلحون . }٩:الحشر{] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عن الأنصار الذين تبوءوا المدينة بالسكنة هاجرين المدينة ، فيحبون وتبوءوا الإيمان بأن سكن في قلوبهم ، فأحبوه وألفوه من قبل نزول الم

من هاجر إليهم من سائر المؤمنين الذين يأتون فرارا بدينهم ، ولا يجدون في صدورهم حسدا أو ولو كان غيظا مهما أعطى الرسول المهاجرين ، ويؤثرون إخوانهم المهاجرين بأموالهم وديارهم

.)٢(نة الناجون من النار إياها ، فأولئك هم الفائزون بالجبهم حاجة شديدة فيتقاسمونهم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآية تتحدث عن عباد االله المؤمنين ، بأنهم يحرمون أنفسهم ليعطوا غيرهم ناسب أن تختم الآية بذكر ما يترتب على هذا الفعل من جزاء ، ألا وهو الفلاح يعني النجاة

ومن يوق شح نفسه [: " هذه الفاصلة بالآية فيقول يتحدث الطاهر بن عاشور عن مناسبة، والفوز فأولئك هم المفلحون عتراض في آخر الكلام اعتراضية فإن التذييل من قبيل الإوالواو ، تذييل ]

ويؤثرون [: وتذييل الكلام بذكر فضل من يوقون شح أنفسهم بعد قوله ، على الرأي الصحيح على أنف سهم ولو كان بهم خصاصة يشير إلى إيثارهم على أنفسهم حتى في حالة الخصاصة ، هو ]

.)٣(" سلامة من شح الأنفس ، فكأنه قيل لسلامتهم من شح الأنفس والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا[: قوله تعالى -٩ الذين سبقونا بالإيمان ولا

تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم }١٠:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

ربنا اغفر لنا : والذين جاءوا من المؤمنين من بعد الأنصار، والمهاجرين الأولين يقولون واننا في الدين الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قلوبنا حسدا وحقدا لأحد ذنوبنا واغفر لإخ

.)٤(منهم ، ربنا إنك رءوف بعبادك رحيم بهم

،) ٩: الحشر (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة باب ، كتاب التفسير ،صحيح البخاري ) ١(

) .بتصرف( ، ٩٦١ ص ، ٤٨٨٩: حديث رقم

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبـو بكـر ، ٩/٢٧٨الكشف والبيان ، أبو إسحاق النيسابوري ، : انظر ) ٢( .٥/٣٠٩الجزائري ،

.٢٨/٩٤التحرير والتنوير ، ) ٣( .٣/٦٤٨ ، التفسير الواضح ، محمد حجازي ، ٢٨/٢٤٥تفسير المراغي ، : انظر ) ٤(

-٨٢-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآيمان ، بأن لإلذين جاءوا بعد الذين سبقوهم بالما كانت الآية تتحدث عن دعاء المؤمنين ا

ذين آمنوا ، ناسب أن تختم الآية بالثناء على االله ، بأنه الرحيم بعباده لا يجعل في قلوبهم غلا للكما رحمتنا يا رب بأن هديتنا إلى الإسلام ، فارحمنا بأن لا تجعل : يسمع دعاءهم ، وكأنهم قالوا

في قلوبنا غلا للذين آمنوا ، فإن الذي في قلبه غل على أخيه غير مرحوم ؛ لأنه في هم دائم ، وفي الآخرة معذب غير مرحوم ، فلذلك كان في هذا الدعاء الثناء على االله بصفة وحزن لازم

ربنا إنك رءوف رحيم[: الرحمة ، فلذلك كان قوله تعالى يا أيها المحسن إلينا بتعليم ما : " أي ]إنك رءو[: وأكدوا إعلاما بأنهم يعتقدون ما يقولون بقولهم ، لم نكن نعلم ف رحيم : أي ]

مكرم غاية الإكرام ) رحيم(أشد الرحمة لمن كانت له بك وصلة بفعل من أفعال الخير ) رحيم( .)١(" لمن أردت

ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجت[: قوله تعالى -١٠ م لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم واالله يشهد إنهم لكاذبون [

. }١١:الحشر{ :التفسير الإجمالي

د يا محمتريخبر االله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ، عن المنافقين فيقول ألم أخرجكم رسول االله من لئن: ي الكفر من يهود بني النضير كيف يقول المنافقون لإخوانهم ف

قاتلوكم لنكونن معكم ، واالله يشهد إن م ولا نطيع فيكم أحدا أبدا ولئنمنازلكم ، لنخرجن معك .)٢(المنافقين لكاذبون في قولهم لبني النضير

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلإخوانهم في الكفر : ت الآية تتحدث عن المنافقين ووعودهم الكاذبة حيث قالوا لما كان

: ناسب أن تختم الآية بكشف كذبهم فقال االله لئن قوتلتم لنكونن معكم ، ونقاتل في صفكم ،واالله يشهد إنهم لكاذبون[ لوا ل ، وإن قوتفي وعدهم الكاذب بأنهم سيخرجون معهم للقتا: أي ]

به صدورهم ، فهم كذبة في أقوالهم ، ليقاتلن معهم ، ولن يخذلوهم ، فإن االله عليم بما تكن .)٣(وأفعالهم واالله يشهد عليهم ، وكفى باالله شهيدا

.٤/٢٦١ير ، محمد الشربيني ، السراج المن) ١( .٢٨/٩٦التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، ، ٣٨٥٢التفسير المظهري ، محمد ثناء االله مظهر، ص: انظر) ٢( .١٨/٣٤الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٣(

-٨٣-

لأنتم أشد رهبة في صدورهم من االله ذلك بأنهم قوم لا يف[: قوله تعالى -١١ قهون . }١٣:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

يخبر االله سبحانه في هذه الآية الكريمة ، عن خوف المنافقين وخشيتهم إياكم ، أيها وذلـك لأنهـم قوم لا يفقهون المسلمون أنتم أعظم وأشد خوفا في قلوبهم من خوفهـم من االله ،

.)١(ولا يعقلون :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

ما بينت الآية خوف المنافقين من المؤمنين ، وأنه أشد من خوفهم من االله ، ناسب أن ل تختم الآية بذكر السبب الذي يحملهم على هذا الشعور، وهو أنهم لا يفقهون ، ولو كانت قلوبهم

،فلذلك كان قوله ذلك بأنهم كفروا بدينه وعادوا رسوله ، عاقلة تفقه لكان خوفهم من االله أشد ذلك بأنهم قوم لا يفقهون[: عالى ت لا يعلمون عظمة االله حتى يخشوه حق خشيته، : " أي ]

.)٢(" ويعلموا أنه الحقيق بأن يخشى لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم[: قوله تعالى -١٢ شديد تحسبهم

جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون . }١٤:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

كم بقتال إلا نيخبر االله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ، عن اليهود بأنهم لا يواجهو ف الجدران ، والعداوة بينهم شديدة ، تظن أنهم أو من خل، في قرى محصنة بالأسوار والخنادق

.)٣(مجتمعون ، ولكن قلوبهم متفرقة ، وذلك لأنهم قوم لا يعقلون أمر االله ، ولا يتدبرون آياته :يةاصلة للآاسبة الفبيان منلما كانت الآية تتحدث عن جبن اليهود ، بأنهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من

أن تختم الآيـة بذكـر السـبب الذي يحملهـم على فعل ذلك ، وهو أنهم وراء جدر، ناسب قوم لا يعقلـون ، ولو أنهم عقلوا الإيمان باالله وبرسالة نبيه ، وخالط الإيمان بشاشة قلوبهم

ذلك بأنهم قوم لا يعقلون[: لأنزل االله عليهـم السكينة وأصلح بالهم ، فلذلك كان قوله تعالى [ لا عقل عندهم ولا لب ، فإنهم لو كانت لهم عقول لآثروا الفاضل على المفضول ، ولما : " أي

.)٤(" رضوا لأنفسهم بأبخس الحظين ، ولكانت كلمتهم مجتمعة وقلوبهم مؤتلفة

إسـماعيل حقـي ، ، تفـسـير روح البيـان ، ٤/٣٥٥مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، النسفي ، : انظر ) ١(

٩/٤١٥. .٣٢١أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص) ٢(إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكـريم ، ، ٨/٢٤٨البحـر المحيط ، أبو حيـان الأندلسي ، : انظر ) ٣(

.٨/٢٣١أبو السعود ، .٨٥٢لسعدي ، صتيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن ا) ٤(

-٨٤-

كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إ[: قوله تعالى -١٣ ني بريء منك إني أخاف االله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين * يا أيها الذين آمنوا اتقوا االله *

ولتنظر نفس ما قدمت لغد وات قوا االله إن االله خبير بما تعملون .}١٧-١٥:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عن أهل الكتاب والمنافقين ، أن مثلهم كمثل الذين االله من قبلهم من الكفار ذاقوا عاقبة عصيانهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب شديد ، حيث مثل

المنافقين الذين أغووا اليهود من بني النضير، ووعدوهم بالنصرة ، ثم خذلوهم بالشيطان الذي النار ) الشيطان والكافر(يغوي ابن آدم ، ثم يتبرأ منه ويتخلى عنه ، فكان عاقبة هذين الصنفين

.)١(وبئس المصير :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

وتـرك إغواء الشيطان للإنسان إلى فعـل الـشرور، لما كانت هذه الآيات تتحدث عن وذلـك النار خالدين فيهـا ء ، وهى بذكر عاقبة أعمال هؤلا اتـم الآي ـالمأمور، ناسب أن تخت

ر، وإن اختلفوا في شدة العذاب وقوته ، فهذا دأب الـشيطان ـم والكف ـ اشتركوا في الظل "لأنهم ، حتى إذا وقعـوا فـي الـشباك ، رور ـهم بغ رـى ما يض ـمع أوليائه فإنه يدعوهم ويدليهم إل

فـإن االله ، واللوم كل اللوم على من أطاعه ، تبرأ منهم وتخلى عنهم ، وحاقت بهم أسباب الهلاك عاص على بصيرة ، فالمقدم على طاعته ، وأخبر بمقاصده وغايته ونهايته ، قد حذر منه وأنذر

.)٢(" لا عذر له يا أيه[: قوله تعالى -١٤ ا الذين آمنوا اتقوا االله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا االله إن االله خبير بما

تعملون . }١٨:الحشر{] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يعظ االله عباده بالنظر في عواقبهم ، وأن يمهدوا لآخرتهم بأن ل نفس ما قدمت من صالح الأعمال ، وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، ثم أمر تنظر ك

رة ثانية تأكيدا على أهمية التقوى فهي السبب القوي ، للنجاة من عذاب النار ـوى مـبالتق .)٣(والفوز بالجنة

البحر المديد ، أحمد الإدريـسي ، ٥/٣١٤أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، : انظر ) ١(

٤/٢٦٨. .٨٥٣تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص) ٢( .٣/٤٠٩علوم ، السمرقندي ، ، بحر ال٨/٧٧تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، : انظر ) ٣(

-٨٥-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآ الصالحة ، ناسب أن تختم الآية بعلم االله جتهاد في الأعماللما كانت الآية تحث على الا

فعليكم ، وإذا لم تكن خالصة ردها ، الخبير بدقائق الأعمـال ، فإذا كانـت خالصة لوجهه قبلها بتمحيص أعمالكم التي تقدمونها لآخرتكم ، فتكون نقية من شوائب الشرك ؛ لأن االله : يا عبادي

خبير بما تعملون[ م بجميع أعمالكم وأحوالكم ، لا تخفى عليه منكم ـا أنه عالاعلمو: " أي ] .)١(" ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير ، خافية

ولا تكونوا كالذين نسوا االله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون[: قوله تعالى -١٥ }١٩:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

عظ االله سبحانه عباده المؤمنين ، بألا يكونوا كالذين نسوا االله ، ولم يراعوا ما أمر وما ي كلهاالله إلى أنفسهم ، ومن و ماالله نهى عنه وزجر، ولم يقيموا حدوده ، فكان جزاؤهم أن وكله

٢( إلى ما ينفعها ، ولم يجتهد في خلاصها إلى نفسه نسيها ، ولم يسع(. :يةناسبة الفاصلة للآبيان م

لما كانت الآية تتحدث عن الذين نسوا أمر االله ووحيه ، فخرجوا من حد الذكرى إلى النسيان ، ناسب أن تختم الآية بوصفهم بالفاسقين ؛ لأن الفسق هو الخروج من حد طاعة الرحمن

: فيقول ـبة هذه الفاصلة بالآيةور عن مناسـإلى طاعة الشيطان ، يتحدث الطاهر بن عاشأولئك هم الفاسقون[وجملة " : مستأنفة استئنافا بيانيا لبيان الإبهام الذي أفاده قوله تعالى ]

فأنساهم أنفسهم[ ماذا كان أثر إنساء االله إياهم أنفسهم ؟ فأجيب بأنهم : أل ـ كأن السامع س]بأنه لا فسق : تى حق عليهم ، بأن يقال ال السيئة حـبلغوا بسبب ذلك منتهى الفسق من الأعم

.)٣(" بعد فسقهم لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية االله وتلك الأمثال [: قوله تعالى -١٦

نضربها للناس لعلهم يتفكرون }٢١:الحشر{ ] :التفسير الإجمالي

في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عن عظمة هذا القرآن ، أنه لو أنزل على جبل .)٤(لرأيت ذلك الجبل متصدعا متشققا ، قد خضع وطأطأ لعظمة القرآن وهيبته

.٨/٧٧تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، ) ١( .٨/٨٦معالم التنزيل ، البغوي ، ، ٨/٢٤٩البحر المحيط ، أبو حيان الأندلسي ، : انظر ) ٢( .٢٨/١١٤التحرير والتنوير ، ) ٣(نزيل وأسرار التأويـل ، البيـضاوي، أنوار الت ، ٧/٧١لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخازن ، : انظر ) ٤(

.٣٢٣ص

-٨٦-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآ تختم الآية بالدعوة إلى لما كانت الآية تتحدث عن عظمة القرآن بضرب المثل ناسب أن

وتلك [: التفكر بالأمثال التي يضربها االله للناس ومن جملتها هذا المثل فلذلك كان قوله تعالى الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون للإنسان وتوبيخا له على قسوة قلبه وقلة وفي هذا موعظة " ]

.)١(" وتدبر قوارعه وزواجره تخشعه عند تلاوة القرآنهو االله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار [: قوله تعالى -١٧

المتكبر سبحان االله عما يشركون . }٢٣:الحشر{] : التفسير الإجمالي

لكل شيء ، المنزه الله سبحانه وتعالى عن نفسه في هذه الآية الكريمة بأنه المالك يخبر ا الرقيب على كل شيء ، العزيز الذي لا يغالب ، والجبار قاهر كل شيء ، وعيب عن كل نقص

.)٢(المتكبر الذي له الكبرياء والعظمة ، تنزه االله عما يشركون به : يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

بأنه الملك وصفاته العلى الحسنىلما كان االله سبحانه وتعالى يثني على نفسه بأسمائه القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، ناسب أن تختم الآية بتنزيه االله عما يشرك به الكفار من الأوثان التي لا تنفع ولا تضر ، فإن من كان بمثل هذه الصفات الكاملة

سبحان االله عما يشركون[: فلذلك كان قوله تعالى ! كيف يشرك به ف نزه ذاته عما يصفه : " أي ] .)٣(" به المشركون إثر تعداد صفاته التي لا يمكن أن يشارك منها في شيء أصلا

هو االله الخالق البارئ المصور له الأسماء [: قوله تعالى -١٨ الحسنى يسبح له ما في والأرض السموات وهو العزيز الحكيم .}٢٤:الحشر{ ]

:التفسير الإجمالي في هذه الآية الكريمة عن نفسه بأنه الخالق لكل شيء والموجد لكل شيء ، يخبر االله

دسة يسبح له ما في والمصور يخلق كيف يشاء ، فله سبحانه الأسماء الحسنى ، والصفات المق .)٤(السموات والأرض ، وهو العزيز المنيع الشديد الحكيم في تدبير كل شيء

) .بتصرف( ، ٦/٨٥الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، الزمخشري ، ) ١( .٨/٨٧معالم التنزيل ، البغوي ، ، ٣/٤١٠بحر العلوم ، السمرقندي ، : انظر ) ٢( .٤/٢٧٣البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ٣( .٤/٢٧٣البحر المديد ، أحمد الإدريسي، ، ١٨/٤٨الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٤(

-٨٧-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآصفاته العلي ، وأنه لما كان االله سبحانه في هذه الآية يثني على نفسه بأسمائه الحسنى و

سب أن تختم الآية بما يناسب هذانا السموات والأرض تنزيها له وتعظيما له ، يسبحه كل أهلوهو العزيز الحكيم[: التعظيم القائم على الهيبة فكان قوله تعالى نتقام من هو الشديد الا " : أي ]

وفيه أيضا إشارة إلى ما له " )١(" وصرفهم فيما فيه صلاحهم ، في تدبيره خلقه ) الحكيم(أعدائه فلله العزة جميعا[ هذا الوجود سبحانه من عزة يخضع لها كل ما في فإن من كمال }١٠:فاطر{ ]

هي عزة ، الإله الواحد المتفرد بالسلطان أن يخضع لسلطانه كل شيء وهذه العزة القاهرة الله .)٢(" الذي يقيم كل شيء بعزته وسلطانه على ميزان الحكمة والعدل والإحسان ، حكيم

.٢٣/٣٠٥جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ١( .١٤/٨٨٧التفسير القرآني للقرآن ، عبد الكريم الخطيب ، ) ٢(

-٨٨-

المبحث الخامس لسورة الممتحنةدراسة تطبيقية

بسم االله الرحمن الرحيميا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم [

من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا باالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل إن ) ١(

يثقف وكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم ) ٢( أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم واالله بما تعملون بصير قد كانت لكم أسوة حسنة في ) ٣(

إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون االله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤ منوا باالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من االله من

شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) ٤( واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو االله واليوم الآخر ومن يتول فإن االله هو ) ٥( الغني الحميد عسى االله أن يجعل بينكم وب) ٦( ين الذين عاديتم منهم مودة واالله قدير واالله غفور رحيم لا ) ٧(

ينهاكم االله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن االله يح ب المقسطين إنما ينهاكم االله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ) ٨(

أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون يا أيها الذين آمن) ٩( وا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن االله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم

يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم االله يحكم بينكم واالله عليم حكيم وإن فاتك) ١٠( م

شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا االله الذي أنتم به مؤمنون يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن ) ١١( لا يشركن باالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا

يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن االله إن ا الله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب االله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس ) ١٢(

الكفار من أصحاب القبور . }الممتحنة{ ) ]١٣(لن تنفعكم أرحامكم ولا[: قوله تعالى -١ أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم واالله بما تعملون بصير [

. }٣:الممتحنة{

-٨٩-

:التفسير الإجمالي من أجل أرحامهم سبحانه ، أن الذين يوالون الكفار في هذه الآية الكريمة يخبر االله االله أهل طاعته الجنة ، وأهل معصيته ن تنفعهم يوم القيامة ، يوم يدخل ـا لـ، فإنه وأولادهم

.)١(النار :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لما كانت الآية تتحدث عن وعظ االله لعباده ، وتذكيرهم بيوم القيامة يوم العرض والحساب، أنه لن ينفعكم علاقاتكم و معاملاتكم مع أرحامكم ، ولا علاقاتكم مع أولادكم ، ولكن

تكم مع االله بأعمالكم الصالحة ، فلذلك ناسب أن تختم الآية بعلم االله وبصره الذي ينفعكم معاملابحال أعمالكم مع االله ، فيجازيكم عليها ، وبعلـم االله وبصره بحـال اختلافكم ، فإنه يفصل

واالله بما تعملون [: ذرة ولذلك قال االله القيامة ، فلا يظلم أحد عنده مثقالبينكم بالعدل يوم بصير [ من كل عمل في كل وقت ، بصير : واالله الذي له الإحاطة التامة بما تعملون أي : " أي

.)٢(" فيجازيكم عليه في الدنيا والآخرة ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم[: قوله تعالى-٢ . }٥:الممتحنة{ ]

:التفسير الإجمالي ،والذين آمنوا في هذه الآية الكريمة الحديث عن علم الغيب بما كان من إبراهيم

معه من دعائهم ربهم بأن لا يسلط عليهم أعداءه ، فيفتنوهم بالعذاب ، ويطلبون من االله المغفرة .)٣(بما كان منهم من سالف الذنوب

:ية للآبيان مناسبة الفاصلة ، والذين آمنوا معه وتضرعهم إلى االله لما كانت الآية تتحدث عن دعاء إبراهيم

الغالب الذي لا يذل من التجأ : " أي ) العزيز(ناسب أن تختم الآية بصفة من صفات االله وهو .)٤(" الذي لا يفعل إلا ما فيه حكمة بالغة ) الحكيم(إليه ولا يخيب

لق[: قوله تعالى -٣ د كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو االله واليوم الآخر ومن يتول فإن االله هو الغني الحميد . }٦:الممتحنة{ ]

يسير الكريم الرحمن من تفـسير كـلام ت ، ٢٣/٣١٦جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، : انظر ) ١(

.٨٥٤المنان ، عبد الرحمن السعدى ، ص .٧/٥٥٣نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، ) ٢( .٤/٣٦٠مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، النسفي ، ، ٥/٥١٨النكت والعيون ، الماوردي ، : انظر ) ٣( .٢٠/٤٦٠ القرآن العظيم والسبع المثاني ، الألوسى،روح المعاني في تفسير) ٤(

-٩٠-

:التفسير الإجمالي ي والذين آمنوا معه فبراهيم بإالى أن يقتدومة تحث المؤمنين إهذه الآية الكري

التعامل مع الكفار، بأن يتبرؤا منهم كما تبرأ الذين من قبلهم من الأنبياء وأتباعهم ، ففي هذا قدوة .)١(حسنة لمن كان يخاف االله ويحذر نقمته ، ويطمع فيما عنده من خيري الدنيا والآخرة

:بيان مناسبة الفاصلة للأية وأتباعه في براءتهم من اهيم بربأن يقتدوا بإلما كانت الآية تتحدث عن دعوة عباده

الكفار، فهذه دعوة من االله بالاقتداء ، فناسب أن تختم هذه الدعوة بأن يكون من أعرض عنها .)٢(إلى أوليائه ) حميد(عنه ) غني(وتولى الكفار فإن االله

عسى االله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم[ : قوله تعالى -٤ منهم مودة واالله قدير واالله غفور رحيم [ . }٧:الممتحنة{

:التفسير الإجمالي في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عباده ، بأن يتفاءلوا ولا يقنطوا من هداية االله

ن يجعل بينكم لبعض الكفار، فإن القلوب بين أصابعه سبحانه فهو يقلبها كيف يشاء ، فعسى االله أأيها المؤمنون وبين الذين عاديتم من مشركي مكة مودة ، بأن يسلم هؤلاء الكفار، وقد حدث هذا

.)٣(فعلا بعد فتح مكة ، حيث دخل الناس أفواجا في دين االله ، والحمد الله رب العالمين :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

على تقليب القلوب وتغيير النفوس وهدايتها لما كانت الآية تتحدث عن مشيئة االله وقدرته إليه ناسب أن تختم الآية بصفة الرحمة والمغفرة ؛ لأن االله لا يهدي العبد حتى يرحمه ويغفر له،

وإذا لم يرحمه ويغفر له أبعده عنه وأقصاه ولذلك قال ، غفر له وقربه إليه وأدناه ، فإذا رحمه واالله قدير[: االله في القدرة فيقدر على تقليب القلوب ، وتسهيل أسباب المودة مبالغ: " أي ]

واالله غفور رحيم[ .)٤(" فيغفر لمن أسلم من المشركين ويرحمهم ]لا ينهاكم االله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن [: قوله تعالى -٥ تبروهم

وتقسطوا إليهم إن االله يحب المقسطين . }٨:الممتحنة{ ] :التفسير الإجمالي

ولم ، لا ينهاكم االله أيها المؤمنون عن الذين لم يقاتلوكم من الكفار من أجل الدين يحب الذين يعدلون دل ، إن االلهـهم بالع إليهم بالخير، وتعاملوم من دياركم أن تحسنواـيخرجوك

.٥/٢٩٩ ، فتح القدير ، الشوكاني ، ١٨/٥٧الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ١( .٨/٢٣٥زاد المسير ، ابن الجوزي ، : انظر ) ٢( .٣/٤١٥سمرقندي ، بحر العلوم ، ال ، ١٩/١٩اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، : انظر ) ٣( .٨/٢٣٨إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، ) ٤(

-٩١-

.)١(في معاملاتهم :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

لام على العدل في حكم الذين لم ـا الكـون معانيهـي مضمـل فـلما كانت الآية تحم م ، ـيقاتلوا المؤمنين ، ولم يخرجوهم من ديارهم ، بأن يحسنوا إليهم في المعاملة ، ولا يظلموه

إن االله يحب [: ى ـن على العدل ، ولذلك كان قوله تعالـلمؤمنية بحض اـناسب أن تختم الآي المقسطين اس ، ـون النـن ينصفـم ، الذيـم وأحكامهـم وأفعالهـي أقوالهـالعادلين ف: " أي ] .)٢(" نون إلى من أحسن إليهم ـهم، ويحسـن أنفسـدل مـم العـويعطونه

إنما ينهاك[: قوله تعالى -٦ م االله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون . }٩:الممتحنة{ ]

:التفسير الإجمالي ن أجل الدين ، وأخرجوكم من دياركم ، وساعدوا إنما ينهاكم االله عن الذين قاتلوكم م

الكفار على إخراجكم ، أن توالوهم ، ومن يجعلهم أنصارا على المؤمنين ويحبهم ، فأولئك هم .)٣(الظالمون لأنفسهم الخارجون عن أمر االله

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآلدين ، وهو حرمة موالاتهم، لما كانت الآية تتحدث عن حكم الذين يقاتلون المؤمنين في ا

فأولئك [: ناسب أن تختم الآية بوصف من يفعلون ذلك بأنهم ظالمون ، فلذلك كان قوله تعالى هم الظالمون ووضعوا ولايتهم ، فأولئك هم الذين تولوا غير الذي يجوز لهم أن يتولوهم : " أي ]

. )٤(" وخالفوا أمر االله في ذلك ، في غير موضعها يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن االله أعلم بإيمانهن فإن [: قوله تعالى -٧

علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحل ون لهن وآتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر واسألوا ما أنفقتم

وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم االله يحكم بين كم واالله عليم حكيم }١٠:الممتحنة{]

اللباب في علوم الكتـاب ، ابـن عـادل ، ٢٣/٣٢٢جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، : انظر ) ١(

.١٩/٢١الدمشقى ، .١٤/٣٣٥التفسير الوسيط للقرآن الكريم ، محمد طنطاوي ، ) ٢(تيسير الكريم الرحمن من تفسير كـلام المنـان ، عبـد ، ٨/٩٠تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، : انظر ) ٣(

.٨٥٦الرحمن السعدي ، ص .٢٣/٣٢٤جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٤(

-٩٢-

:التفسير الإجمالي يا أيها الذين صدقوا االله ورسوله ، إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من مكة إلى

المدينة ، فامتحنوهن ، االله أعلم بما في قلوبهن ، فإذا علمتموهن مؤمنات عن طريق الأمارات فالنساء المؤمنات لا يحل لهن أن يتزوجن ، أزواجهن الكافرين والدلالات ، فلا تردوهن إلى

عطوا أزواج اللاتي أسلمن مثل ما أنفقوا عليهن من وأ، ولا يحل للكفار أن يتزوجوهن ، الكفار ولا تمسكوا ، ولا إثم ولا حرج عليكم في أن تتزوجوهن إذا أعطيتموهن مهورهن ، المهور

قين على ما أنفقتم من مهور نسائكم اللاتي ب، ا من المشركين واطلبو، بنكاح أزواجكم الكافرات ما أنفقوا من مهور نسائهم المسلمات اللاتي أسلمن وهاجرن إليكم ، وهم أيضا يطلبون، الكفر

هذا الحكم هو حكم االله يحكم به بينكم فأطيعوه ، واالله عليم لا تخفى عليه خافية ، حكيم في .)١(تشريعه

:يةالفاصلة للآبيان مناسبة لما بينت الآية حكم النساء اللاتي أسلمن وهاجرن إلى المدينة ، وحكم النساء اللاتي بقين

على الكفر، ولما كان االله هو المشرع لهذا الحكم ناسب أن تختم الآية بوصف االله لنفسه بأنه عليم حكيم[ به ، فإنه قائم على يرضفليسلم له الحكم ول، وتدبيره في قضائه ) حكيم: " ( أي ]

.)٢(" أساس المصلحة للجميع وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما [: قوله تعالى -٨

أنفقوا واتقوا االله الذي أنتم به مؤمنون . }١١:الممتحنة{ ] :التفسير الإجمالي

، وإذا ذهب بعض أزواجكم إلى الكفار، ولم يعطكم الكفار مهورهن التي أعطيتموها لهن ، فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم من المسلمين من الغنائم ، ثم بعد ذلك غنمتم من الكفار بنصر االله

.)٣(االله الذي أنتم به مؤمنون وخافوا ، أو غيرها مثل ما أعطوهن من المهور قبل ذلك :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

هذه الآية الكريمة تبين حكم النساء اللاتي بقين على الكفر، ولم يدفع الكفار مهورهن إلى نتصاركم الضائع من غنائم الكفار في حالة اأزواجهن المسلمين ، فحضت الآية على أخذ حقهم

بدفع الحق إلى أصحابه ، وتأدية الأمانة إلى أهلها ناسب أن تختم ولما كانت الآية تأمر ، عليهم بذكر الأمر بالتقوى ؛ لأنها هي الباعث القوي إلى تأدية الأمانة ، ولا يتقي االله إلا من آمن باالله

.٧٣٦صتفسير الجلالين ، ، ٣٢٨أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص: انظر ) ١( .٥/٣٣١أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، ) ٢( .٣/٤١٧بحر العلوم ، السمرقندى ، ، ٣/٣٦٣التفسير الواضح ، محمد حجازي ، : انظر ) ٣(

-٩٣-

واتقوا االله الذي أنتم به مؤمنون[: وصدق به ، فلذلك قال االله عن يتحدث الطاهر بن عاشور]واتقوا االله الذي أنتم به مؤمنون[: والتذييل بقوله تعالى : " مناسبة هذا الفاصلة بالآية فيقول [

، وأن لا يصدهم عن الوفاء ببعضه معاملة تحريض للمسلمين على الوفاء بما أمرهم االلهانهم مهور النساء اللاتي خولإفأمر بأن يؤدي المسلمون ، نصفة المشركين لهم بالجور وقلة ال

فارقوهن ، ولم يرض المشركون بإعطائهم مهورهن ، ولذلك أتبع اسم الجلالة بوصف الذي أنتم به مؤمنون ؛ لأن الإيمان يبعث على التقوى ، والمشركون لما لم يؤمنوا بما أمر االله انتهى منهم

.)١(" فلا تكونوا مثلهم : وازع الإنصاف أي يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن باالله شيئا ولا يسرقن ولا [ : قوله تعالى-٩

يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن و لا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن االله إن االله غفور رحيم . }١٢:الممتحنة{ ]

: التفسير الإجمالي إذا جاءك النساء المؤمنات ايخاطب االله سبحانه في هذه الآية الكريمة نبيه محمد

يسرقن ، ولا يزنين ، ولا يقتلن أولادهن ، ولا يلصقن يعاهدنك على ألا يشركن باالله شيئا ، ولا على نهولا يخالفنك في معروف تحضهن عليه ، فعاهد، بأزواجهن أولادا ليسوا من ظهورهم

.)٢(هذا، واطلب لهن المغفرة من االله ، إن االله يغفر ذنوب عباده التائبين الراجعين إليه :يةبيان مناسبة الفاصلة للآ

على ضلالة الكفر ن بعد أن كية الكريمة تتحدث عن مبايعة النساء للنبي هذه الآ بأن يستغفر لهن االله ، فناسب أن تختم الآية بأن يصف االله نفسه بأنه والجاهلية وتأمر النبي

واستغفر لهن[: غفور رحيم ؛ ليشعر الجميع برحمة االله، فيجتهدوا في التوبة ، فلذلك قال االله االله إن االله غفور رحيم إن االله غفور ، واطلب من االله المغفرة لهن بعد هذه المبايعة منك : " أي ]

ويجزل لهن الثواب إذا وفين ، فلا يعذبهم بما اقترفوه قبل الإسلام ، رحيم بهم ، لذنوب عباده .)٣(" بهذا العهد الذي حدث في فتح مكة

.٢٨/١٦٤التحرير والتنوير ، ) ١( كلام المنـان ، عبـد الـرحمن ، تيسير الكريم الرحمن من تفسير ٥/٣٠٣فتح القدير، الشوكاني ، : انظر ) ٢(

. ،٨٥٧السعدي ، ص .٢٨/١٥٣التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، ) ٣(

-٩٤-

المبحث السادس طبيقية لسورة الصفدراسة ت

بسم االله الرحمن الرحيمسبح الله ما في [ وما في الأرض وهو العزيز الحكيمالسموات يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا ) ١(

تفعلون كبر) ٢( مقتا عند االله أن تقولوا ما لا تفعلون إن االله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم ) ٣( بنيان مرصوص وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول ا) ٤( الله إليكم فلما زاغوا

أزاغ االله قلوبهم واالله لا يهدي القوم الفاسقين وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول االله ) ٥( إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا

هذا سحر مبين ومن أظلم ممن افترى على االله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام واالله لا يهدي القوم ) ٦( الظالمين يريدو) ٧( ن ليطفئوا نور االله بأفواههم واالله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله ) ٨(

بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون يا أيها الذين آمنوا ه) ٩( ل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون باالله ورسوله وتجاهدون في سبيل االله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير ) ١٠(

لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخل) ١١( كم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من االله وفتح قريب وبشر المؤمنين) ١٢( يا أيها ) ١٣(

الذين آمنوا كونوا أنصار االله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى االله قال الحواريون نحن أنصار االله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصب حوا

ظاهرين }الصف{ ) ]١٤(سبح الله ما في [: قوله تعالى -١ وما في الأرض وهو العزيز الحكيمالسموات . }١:الصف{ ]

:سبب نزول الآية : فقلنا ، فتذاكرنا نفر من أصحاب رسول االله معقعدنا: " م قال عن عبد االله بن سلا

سبح الله ما في [: فأنزل االله ، ال أحب إلى االله تعالى لعملناها لو نعلم أي الأعم وما في السموات الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * .)١(" حتى ختمها ]

: التفسير الإجمالي ، كل ما في السموات والأرض ، عيب ومجده بكل كمال وجلال نزه االله من كل نقص و

العزيز[وهو الحكيم[وهو ، الذي لا يغالب ] .)٢(في تدبيره وحكمه ]

إسـناده : ، قال شعيب الأرنـؤوط ٣٧٨٩:مسند أحمد ، مسند المدنيين ، حديث عبداالله بن سلام ، حديث رقم ) ١(

.٣٩/٢٠٦صحيح ، السراج المنيـر ، ، ٨٥٨بد الرحمن السعدي ، ص تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، ع : انظر )٢(

.٤/٢٩٠محمد الشربيني ،

-٩٥-

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةت الآية تتحدث عن تنزيه كل المخلوقات الله من كل عيب ونقص هيبة له ـلما كان

تتعلق بهيبته وعظمته ، فلذلك كان قوله بصفتين من صفات االله ،وتعظيما ، ناسب أن تختم الآية وهو العزيز الحكيم[: تعالى هو في سلطانه وقدرته القوي الغالب القاهر فوق عباده : " أي ]

وفي تدبيره خلقه وتصريف أمورهم وفي ، ه وأقواله ـالحكيـم في أفعال، الذي لا يغالـب .)١(" أفعاله كلها

وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول االله إليكم فلما زاغوا [: قوله تعالى -٢ أزاغ االله قلوبهم واالله لا يهدي القوم الفاسقين . }٥:الصف{ ]

:التفسير الإجمالي لقومه من بني ة الكريمة يخبر االله سبحانه وتعالى عن مقالة موسى في هذه الآي

بشتى أنواع الأذى إسرائيل ، حيث يؤنبهم فيقول لهم يا قوم لماذا تؤذونني؟ ، وقد آذوه ومع ذلك هم يعلمون أنه رسول من عند االله يوحى إليه فيجب بألسنتهم السليطة وآرائهم الشاذة ،

أن يوقر وأن يعز٢( ر(. :بيان مناسبة الفاصلة للآية

وذلك بسبب ميل قلوبهم عن اتباع ، له لما كانت الآية تتحدث عن إيذاء قوم موسى فناسب أن ، الحق ، فجزاهم االله من جنس عملهم بأن أزاغ قلوبهم عن الحق ، ولم يوفقهم للهداية

، الخروج عن منهج االله : يعنىتختم الآية بذكر العلة المانعة من هدايتهم ، وهو الفسق الذىوهم قد أصروا على الفسق، ، رة أوليائهـي زمـم فـا ، ويجعلهـدي االله قومـفكيف يه

اعتراض تذييلي مقرر " فلذلك جاءت الفاصلة ة ،ـه فهذا مما تأباه الحكمـوا عليـوداومعن الطاعة لا يهدي القوم الخارجين : ه أي ـلمضمون ما قبله من الإزاغة ، ومؤذن بعلت

.)٣(" ومنهاج الحق ومن أظلم ممن افترى على االله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام واالله لا يهدي القوم [: قوله تعالى -٣

الظالمين . }٧:الصف{ ]

.٣/٢٦٤٦التفسير الوسيط ، وهبة الزحيلي ، ) ١(أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، ١٨/٨٢الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٢(

٥/٣٣٦. .٢٨/٨٥لعظيم والسبع المثاني ، الألوسي ، روح المعاني في تفسير القرآن ا) ٣(

-٩٦-

:التفسير الإجمالي لكذب ، وهو أنه لا أحد أظلم وأجرم من فتراء على االله بافي هذه الآية وصف لجريمة الا

، الذي يوصل إلى سعادة ن محمد ـى ديـالذي يختلق على االله الكذب ، وهو يدعى إل .)١(الدارين

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةلما كانت الآية تتحدث عن الذي يفتري على دين االله الكذب ، ناسب أن تختم الآية بذكر

هو أن االله لا يوفقه للتوبة أبدا ، ما دام مصرا على الكذب ، معرضا عن عقوبة هذا الجاني ، و .)٢(التوبة

تؤمنون باالله ورسوله وتجاهدون في سبيل االله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن [: قوله تعالى -٤ كنتم تعلمون . }١١:الصف{ ]

:التفسير الإجمالي في سبيل االله لنصرة الإسلام بالمال والنفس ، ذلك ن تؤمنوا باالله ورسوله ، وتجاهدواأ

.)٣(خير لكم من متاع الدنيا ، إن كنتم تعلمون مواقع المضار والمنافع :بيان مناسبة الفاصلة للآية

له بالنفس والمال ، ناسب أن لما كانت الآية تحث على الإيمان باالله ، والجهاد في سبي تختم بذكر العلم بهذه الأمور، وعظيم أجرها ، فإنه لا يسعى لتحصيل هذا الشرف والأجر العظيم إلا من كان له علم بفضل هذه العبادات ؛ لأن العلم هو الباعث القوي للسعي وراء هذا الشرف

: بها ، فلذلك كان قوله تعالى هو من أعظم المثبطات عن الفوز والظفر ،والفضل ، والجهل بهاإن كنتم تعلمون[ إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ ؛ لأنكم إذا علمتم : " أي ]

فتخلصون ، وق ما تحبون أنفسكم وأموالكم ـذلك واعتقدتموه ، أحببتـم الإيمان والجهاد ف .)٤(" وتفلحون

يغفر ل[: قوله تعالى -٥ كم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم . }١٢:الصف{ ]

.١٩/٥٥اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، : انظر ) ١( .٧/٥٨٣نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، : انظر ) ٢( .٤/٢٩٦يسى ، البحر المديد ، أحمد الإدر ، ١٨/٨٧الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٣( .٤/٥٢٧الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، الزمخشري ، ) ٤(

-٩٧-

:التفسير الإجمالي تحتها إن استجبتم أيها المؤمنون لأمر االله ، يغفر لكم ذنوبكم ، ويدخلكم جنات تجري من

.)١(الأنهار، ومساكن طاهرة زكية ، لا ينقطع نعيمها ، ذلك هو الفوز الذي ما بعده فوز :بيان مناسبة الفاصلة للآية

لما ذكرت الآيتان السابقتان لهذه الآية عظيم أجر التجارة مع االله والإيمان به ، وبذل ذه التجارة مغفرة من االله ، ودخول جاءت هذه الآيات لتتمم المعنى ، بأن ثمرة ه، النفس والمال

ن وعبرت الآية بلفظ الفوز ؛ لأ) فوز عظيم(للجنة ، فناسب أن تختم بوصف هذا الربح ، وهو فمنهم من يخسر لتوانيه ، ومنهم من يربح للجد فيه ، فلذلك دوجميدان التجارة ميدان مسابقة

ذلك الفوز العظيم[: كان قوله تعالى ما ذكر من المغفرة ، وإدخال الجنة الموصوفة : " أي ] .)٢(" بما ذكر من الأوصاف الجليلة ، هو الفوز الذي لا فوز وراءه

وأخرى تحبونها نصر من االله وفتح قريب وبشر المؤمنين[: قوله تعالى -٦ . }١٣:الصف{ ] :التفسير الإجمالي

خرى تحبونها ، هي نصر االله لكم في الدنيا ، وفتح قريب قد أطل زمانه أونعمة من االله .)٣( بالنصر والتمكين ، وفلاح في الآخرة وبشر المؤمنين يا محمد

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةوبشرت بالنصر والفتح القريب ، ناسب لما كانت هذه الآية تحث على التجارة مع االله ،

بتخصيص البشرى فقط للمؤمنين ؛ لأنه لا ينتفع بها إلا المؤمنون ؛ لأن الإيمان أن تختم الآية باالله هو الدافع الأول والأخير للفوز العظيم ، ومن ثم فالبشرى لا تكون إلا لصاحب الإيمان،

وبشر المؤمنين[: فلذلك كان قوله تعالى ل والآجل ، كل على حسب ـبالثواب العاج: " أي ] .)٤(" انه ، وإن كانوا لا يبلغون مبلغ المجاهدين في سبيل االله إيم

.٨/٢٤٥إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، : انظر ) ١( .٤/٢٩٦البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ٢( .٤/٣٦٨مدارك التنزبل وحقائق التأويل ، النسفي ، ، ٥/٣١٢فتح القدير ، الشوكاني ، : انظر ) ٣( .٨٦٠تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص) ٤(

-٩٨-

المبحث السابع دراسة تطبيقية لسورة الجمعة

بسم االله الرحمن الرحيميسبح الله ما في [ ومـا في الأرض الملـك القـدوس العزيـز الحكـيمالسموات هـو الـذي بعـث في ) ١(

الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمـة وإن كـانوا مـن قبـل لفـي ضـلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) ٢( ذلك فضل االله يؤ) ٣( تيه من يـشاء واالله ذو الفـضل

العظيم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسـفارا بـئس مثـل القـوم الـذين كـذبوا ) ٤( بآيات االله واالله لا يهدي القوم الظالمين قل يا أيها الذين هادوا إن زعمـتم أنكـم أوليـاء الله مـن دون النـاس ) ٥(

فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قـدمت أيـديهم واالله علـيم بالظـالمين) ٦( قـل إن) ٧( المـوت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون يـا أيهـا الـذين ) ٨(

آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر االله وذروا البيع ذلكم خير لكـم إن كنـتم تعلمـون )٩ (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل االله واذكـروا االله كثـيرا لعلكـم تفلحـون وإذا ) ١٠(

رأوا تجــارة أو ــد االله خــير مــن اللهــو ومــن التجــارة واالله خــير لهــوا انفــضوا إليهــا وتركــوك قــائما قــل مــا عن الرازقين }الجمعة{ ) ]١١(

يــسبح الله مـا في [: ى ـه تعالـــ قولــ-١ ومـا في الأرض الملـك القــدوس العزيـزالــسموات الحكــيم [ . }١:الجمعة{

:التفسير الإجمالي وهو الذي يملك كل شـيء ، وما في الأرض السمواتينزه االله من كل نقص كل ما في

.)١(الحكيم في تدبيره وصنعه ، المنزه عن كل عيب العزيز الذي لا يغالب :بيان مناسبة الفاصلة للآية

لـه هيبـة مخلوقات الله من كل عيب ونقـص ، كل ال لما كانت الآية تتحدث عن تنزيه ، تتعلق بعظمته وألوهيته التـي وتعظيما ، ناسب أن تختم الآية بأربع صفات من صفات االله

.)٢(استحق بها العبادة ، والثناء عليه بالمحامد كلها وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو الع[: قوله تعالى -٢ زيز الحكيم . }٣:الجمعة{]

.٩/٣٠٥الكشف والبيان ، أبو اسحاق النيسابوري ، ، ٨/١١٥تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظـر ) ١( .٥/٣٤٥لعلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، أيسر التفاسير لكلام ا: انظر ) ٢(

-٩٩-

:التفسير الإجمالي إلى أقـوام آخريـن لم يأتوا بعد ، ولكنهم سيأتون ، ويدخلون في وقد بعث االله النبي .)١(دين االله من العرب والعجم :بيان مناسبة الفاصلة للآية

وهـو [: " فيقـول ، عن فاصلة هذه الآية ، يتحدث الشيخ أحمد المراغي العزيـز : أي ]مة المستضعفة صاحبة النفوذ والقـوة ، التـي القادر أن يجعل هذه الأ ، وهو ذو العزة والسلطان مم روح العدل والنظام بإرسال رسول من أبناءها ؛ لينقـذ النـاس مـن تنشر في غيرها من الأ

الحكـيم[وهو ، ومن الظلمات إلى النور ، الضلالة إلى الهدى مـن تـدبير أمـور فيما يفعل ] .)٢(" الخلق، لما فيه خيرهم وفلاحهم

ذلك فضل االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم[: قوله تعالى -٣ }٤:الجمعة{ ] :التفسير الإجمالي

وهـو ، فضل من االله يهبه لمن يشاء من خلقه ، في العرب والعجم ذلك البعث للنبي .)٣(طاء الجزيل الكثير ذو الع

:لة للآيةبيان مناسبة الفاصناسب أن تخـتم ، بأنه يعطيه لمن يشاء من عباده ، لما كانت الآية تتحدث عن فضل االله

فلا يكون إحسانه إلا عظيما ، فلذلك كـان ، الآية بوصف هذا الفضل بأنه عظيم ؛ لأن االله عظيم واالله ذو الفضل ال[: قوله تعالى عظيم [ )٤(.

مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين [: قوله تعالى -٤ كذبوا بآيات االله واالله لا يهدي القوم الظالمين }٥:الجمعة{ ]

: ر الإجمالي التفسيفي هذه الآية الكريمة يضرب االله سبحانه مثل الذين تركوا العمل بالتوراة ، فمثلهم كمثل

فهذا بئس المثل لهؤلاء الناس ، الحمار الذي يحمل الكتب الكبيرة من العلم وهو لا يدري ما فيها .)٥( الذين كذبوا بالآيات المصدقة للنبي

.٨/٢٤٧إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، : انظر ) ١( .٢٨/٩٦تفسير المراغي ، ) ٢( .٧/٨٧لباب التأويل في معاني التنزيل ، الخازن ، : انظر ) ٣( .٢٨/١٨٤التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، : انظر ) ٤( ، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، ٨/٩٤الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٥(

٥/٣٤٧.

-١٠٠-

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةلما كانت الآية تتحدث عن أهل الكتاب في أنهم لا ينتفعون بما أنـزل االله علـيهم مـن الوحي مع علمهم التام أن فيه نجاتهم ، فسببوا لأنفسهم بذلك الهلاك ، فكان هذا من أعظم الظلـم : للنفس ، فناسب أن تختم الآية بوصفهم بالظلم المانع من هدايتهم إلى الحق ، فكان قوله تعـالى

واالله لا يهدي القوم الظـالمين[ تذييل إخبارا عنهم بأن سوء حالهم لا يرجى لهـم مـن " وفي هذا ] بالتكـذيب لظلمهم بالاعتداء على الرسول ، انفكاك ؛ لأن االله حرمهم اللطف والعناية بإنقاذهم

.)١(" دون نظر وعلى آيات االله بالجحد دون تدبر قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء الله من دون الناس فتمنوا المـوت إن كنـتم [ : قوله تعالى -٥

صادقين . }٦:الجمعة{] :التفسير الإجمالي

ـ قل يا محمد وت إن لليهود إن كنتم تدعون أنكم أحباء االله من دون الناس ، فتمنوا الم .)٢(كنتم صادقين في هذا الادعاء

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةطالبـت اليهـود ، أوليـاء االله لما كانت الآية تتحدث عن ادعاءات اليهود الكاذبة بأنهم

فناسب أن تخـتم الآيـة بـذكر الذي يدل على صدقهم ، ، تيان بالبرهان ، وهو تمني الموت لإبافلذلك كان ، فإنهم إذا هم الكاذبون ، فإذا لم يأتوا به ، هان إلا صادق لأنه لا يأتي بالبر الصدق ؛

فتمنوا الموت إن كنتم صادقين[: قوله تعالى إن كنـتم صـادقين[ " ] جوابه محذوف لدلالة ما قبله ]أيقن بأنه من أهـل فإنه من ، إن كنتم صادقين في زعمكم واثقين بأنه حق فتمنوا الموت ، عليه :ولا يتمنونه أبدا إخبـار ، التي هي قرارة الأكدار ، أحب أن يتخلص إليها من هذه الدار ، الجنة

بما قدمت أيـديهم[: والبناء في قوله تعالى ، بما سيكون منهم متعلقة بما يدل عليـه }٧:الجمعـة{ ] .)٣(" كفر والمعاصي الموجبة لدخول النار بسبب ما عملوا من ال، يأبون التمني : النفي أي

ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم واالله عليم بالظالمين[: قوله تعالى -٦ }٧:الجمعة{ ] :التفسير الإجمالي

وخوفهم من ، ولا يتمنى هؤلاء اليهود الموت أبدا ؛ لأنهم آثروا الحياة الدنيا على الآخرة .)٤(واالله عليم بحال الظالمين ودسائسهم الخبيثة ، عقاب االله بسبب ما فعلوه من الجرائم

.٢١٥-٢٨/٢١٤التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، ) ١( .٢٣/٣٧٩جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، : انظر ) ٢( .٨/٢٤٨ مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، إرشاد العقل السليم إلى) ٣( و الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجـوه ١٨/٩٨الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، :انظر ) ٤(

.٤/٥٣٢التأويل ، الزمخشري ،

-١٠١-

:بيان مناسبة الفاصلة للآية بسبب ظلمهم ناسـب ؛لما كانت الآية تفضح نفسية اليهود الخبيثة بأنهم لن يتمنوا الموت

واالله [: فلذلك كان قوله تعـالى ، د نيتهم وفسا، أن تختم الآية بعلم االله بالظالمين وخبث طويتهم علـيم بالظـالمين ويفزعـون مـن ، بيان للعلة التي من أجلها يحرص اليهود على الحيـاة " فهذا ]

وأنهم لن يجدوا ، لما يعلمون من أنفسهم أنهم على ضلال ، وأنهم لا يتمنون الموت أبدا ، الموت .)١( "في الآخرة إلا البلاء والهوان

يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يـوم الجمعـة فاسـعوا إلى ذكـر االله وذروا البيـع [: قوله تعالى -٧ ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . }٩:الجمعة{]

:التفسير الإجمالي فانهـضوا ، إذا أذن المؤذن للصلاة في يوم الجمعة ا االله ورسوله يا أيها الذين صدقو

أنفع لكم لما ، ذلك الذي أمركم االله به ، واتركوا البيع والشراء ، إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة .)٢(إن كنتم نصحتم لأنفسكم حق النصح ، فيه من الأجر العظيم

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةوهذا من أجل الأعمال الـصالحة ، كريمة تحث على صلاة الجمعة وذكر االله هذه الآية ال

على قدم العلم ، ناسب أن تختم الآية بذكر العلم ان العمل الصالح لا يثبت إلا ـولما ك ، وأعلاها ـ ، وعظيم منفعته ، ى اغتنام هذا الأجر إلا العلم بفضله ـع إل ـ؛ لأنه لا يدف ه ـولذلك كان قول

إن كنتم تعلمـون[: ى ـتعال ـ، السعـي إلى ذكر االله خيـر لكم من المعاملة : " أي ] ع ـفإن نف" فإن علمتم أنه خير فـافعلوه ، نإن كنتم تعلمون الخير والشـر الحقيقيي ، رة خير وأبقى ـالآخ

)٣(. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض واب[: قوله تعالى -٨ تغوا من فضل االله واذكروا االله كثيرا لعلكم

تفلحون . }١٠:الجمعة{ ] :التفسير الإجمالي

بعد أن يفرغوا من الصلاة بأن ينتشروا فـي الأرض ، باحة يأمر االله عباده على وجه الإ .)٤( الفلاح فإنه من أكبر أسباب، ثم يحثهم على الإكثار من ذكر االله ، لطلب الرزق

.١٤/٩٥٠التفسير القرآني للقرآن ، عبد الكريم الخطيب ، : انظر ) ١( .٣/٦٧٥ ، التفسير الواضح ، محمد حجازي ، ٨/١٢٢رآن العظيم ، ابن كثير ، تفسير الق: انظر ) ٢( .٢٨/١٩٥التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، ) ٣( .١٩/٩١اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقي ، ، ٨/١٢٣معالم التنزيل ، البغوي ، : انظر ) ٤(

-١٠٢-

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةنتشار في الأرض لطلـب الـرزق وإصـلاح باحة بالا ذه الآية الكريمة أمر بالإ ـفي ه

أمـرت بمـا ، وهو السعي في طلب المعاش ، فالآية لما أمرت بما يصلح أمور الدنيا ، المعاش ، ؛ لأنه من أكبر أسباب الفـلاح وعلق الذكر بالفلاح ، وهو الإكثار من ذكر االله ، يصلح المعاد

واذكروا االله كثيرا لعلكم تفلحون[: فلذلك كان قوله تعالى . )١( }١٠:الجمعة{ ]وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عنـد االله خـير مـن[: قوله تعالى -٩ اللهـو ومـن

التجارة واالله خير الرازقين . }١١:الجمعة{ ] :سبب نزول الآية

إذ أقبلـت عيـر تحمـل بينما نحن نصلي مع النبي : " قال عن جابر بن عبد االله " )٢( إلا اثنا عشر رجلا ، فنزلت هذه الآية طعاما فالتفتوا إليها ، حتى ما بقي مع النبي

:التفسير الإجمالي رأى تجارة أو شيئا من متاع الدنيا ، تركك أيها كان بعض الصحابة رضى االله عنهم إذا

إن ما عند االله من الأجر أنفع لكـم مـن اللهـو : فأخبرهم ، خطب على المنبر قائما ت النبي )٣(وكلوا عليـه وت، فارجوا من االله الرزق ، واالله سبحانه هو خير من أعطى وتفضل ، والتجارة

. :بيان مناسبة الفاصلة للآي

قائما يخطب على في ترك النبي ، لما كانت الآية تتحدث عن معاتبة االله للصحابة لا بيـد ، ناسب أن تختم الآية بـأن الـرزق بيـد االله ، وذهبوا لملاقاة التجارة والرزق ، ر المنب

واالله خ[: المخلوقين ، فلذلك كان قوله تعالى ير الـرازقين فإليـه فـارغبوا فـي طلـب : " أي ] .)٤(" أرزاقكم، وإياه فاسألوا أن يوسع عليكم من فضله دون غيره

.٨٦٣المنان ، عبد الرحمن السعدي ، صتيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام : انظر ) ١(وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها[صحيح البخاري ، كتـاب التفسـير ، باب وإذا ) ٢( حديث }١١:الجمعة{]

.٩٦٤ ، ص٤٨٩٩: رقم .٣٣٩يل ، البيضاوي ، ص أنوار التنزيل وأسرار التأو ، ٨/١٢٤تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر) ٣( .٢٣/٣٨٩جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٤(

-١٠٣-

المبحث الثامن دراسة تطبيقية لسورة المنافقون

بسم االله الرحمن الرحيمإذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسـول االله واالله[ يعلـم إنـك لرسـوله واالله يـشهد إن المنـافقين

لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل االله إنهـم سـاء مـا كـانوا يعملـون) ١( ذلـك بـأنهم آمنـوا ثـم ) ٢( كفروا فطبع على قلوبه م فهم لا يفقهون وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تـسمع لقـولهم كـأنهم ) ٣(

خشب مسندة يحسبون كل صـيحة علـيهم هـم العـدو فاحـذرهم قـاتلهم االله أنـى يؤفكـون وإ) ٤( ذا قيـل لهـم تعالوا يستغفر لكم رسول االله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء علـيهم أسـتغفرت ) ٥(

لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر االله لهم إن االله لا يهد ي القوم الفاسقين هم الذين يقولـون لا تنفقـوا عـلى مـن ) ٦( عند رسـول االله حتـى ينفـضوا والله خـزائن والأرض ولكـن المنـافقين لا يفقهـونالـسموات يقولـون لـئن ) ٧(

رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل والله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمـون يـا ) ٨(أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكـم عـن ذكـر االله ومـن يفعـل ذلـك فأولئـك هـم الخـاسرون )٩ (

وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر االله نفسا إذا جاء أجل) ١٠( ها واالله خبير بما تعملون .}المنافقون{ ) ]١١(

إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول االله واالله يعلم إنـك لرسـوله واالله يـشهد إن [: قوله تعالى -١ المنافقين لكاذبون . }١:المنافقون{ ]

:النزول سبب أصاب النـاس فيـه ، في سفر خرجنا مع رسول االله : " قال ن أرقم ـعن زيد ب

حتى ينفـضوا مـن لا تنفقوا على من عند رسول االله : فقال عبد االله بن أبي لأصحابه ، شدة ـ ـن الأع ـة ليخرج ـى المدين ـا إل ـلئن رجعن : وقال ، حوله فأتيـت : قـال ، ا الأذل ـز منهكـذب : فقال ، فسأله فاجتهد يمينه ما فعل ، فأرسل إلى عبد االله بن أبي ، برته بذلك فأخ النبي

إذا [: )١( "حتى أنـزل االله تـصديقي ، فوقع في نفسي مما قالوا شدة : قال ، زيد رسول االله جـاءك المنـافقون قـالوا نــشهد إنـك لرسـول االله واالله يعلـم إنــك لرسـوله واالله يـشهد إن المنـافقين لكــاذبون [

. }١:المنافقون{

.١٣٦٧ص ، ٦٩١٨: صحيح مسلم ، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، حديث رقم )١(

-١٠٤-

:التفسير الإجمالي واالله يعلـم أنـك ، نشهد إنك لرسول االله : قالوا إذا قعد المنافقون في مجلسك يا محمد

.)١(واالله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما قالوا من الكذب ، لرسوله بالحق :يان مناسبة الفاصلة للآيةب

أنه رسول االله حقا ناسـب أن لما كانت الآية تتحدث عن شهادة المنافقين الكاذبة للنبي نهم كـاذبون فـي سبع سموات يشهد إ أن االله من فوق ، تختم الآية بالرد عليهم من جنس قولهم

فلـذلك كـان قولـه ، يان وأوضح في الب، وأتم فى الحجة ، وهذا أبلغ في الرد عليهم ، دعواهم واالله يشهد إن المنـافقين لكـاذبون[: تعالى فكما لم ، إنما كذب ضميرهم ؛ لأنهم أضمروا النفاق " ]

.)٢(" يقبل إيمانهم وقد أظهروه فكذلك جعلهم كاذبين ؛ لأنهم أضمروا غير ما أظهروا اتخذوا أيمانهم[: قوله تعالى -٢ جنة فصدوا عن سبيل االله إنهم ساء ما كانوا يعملون . }٢:المنافقون{ ]

:التفسير الإجمالي ووقفوا في طريق نـشر دعـوة ، سترة من العذاب والقتل ، إنما جعل المنافقون إيمانهم

.)٣(فإنهم بئس ما كانوا يصنعون ، الحق : بيان مناسبة الفاصلة للآية

لما كانت الآية تتحدث عن المنافقين وأيمانهم الكاذبة ليستتروا بها ، ناسب أن تختم الآيـة ساء مـا كـانوا يعملـون[: بوصف قبح أعمالهم الجبانة بأنهم حيث أظهروا الإيمان ، وأبطنـوا " ]

.)٤(" وأقسموا على ذلك ، وأوهموا صدقهم ، الكفر ذلك ب[: قوله تعالى -٣ أنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون }٣:المنافقون{ ]

:التفسير الإجمالي فبسبب ذلك ختم االله على قلوبهم ، ذلك لأنهم أظهروا الإيمان ، وأبطنوا في قلوبهم الكفر

.)٥(فهم لا يعون الحق ، ولا يهتدون إليه

أيسر التفاسير لكـلام العلـي الكبيـر ، أبـو بكـر ، ٣٠/١٢مفاتيح الغيب ، فخر الدين الرازي ، : انظر ) ١(

.٥/٣٥٣، الجزائري .٢٣/٣٩٠جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٢(مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، ٨/٢٥٢إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، : انظر ) ٣(

.٤/٣٧٧النسفي ، .٨٦٤صتيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ) ٤(بحـر العلـوم ، الـسمرقندي ، ، ١٩/١٠٦اللباب في علـوم الكتـاب ، ابن عادل الدمـشقي ، : انظـر ) ٥(

٣/٤٢٨.

-١٠٥-

:الفاصلة للآيةبيان مناسبة لما كانت الآية تتحدث عن باطن المنافقين الخبيث ، وعقاب االله لهم بالطبع على قلـوبهم

وهو أن االله طبع علـى ، فلا يهتدون ، ناسب أن تختم الآية بذكر السبب الذي جعلهم لا يفقهون فطبع على قلوبهم فهـم لا يف[: ك كان قوله تعالى ـقلوبهم فلذل قهـون فلا يصـل إلـى قلـوبهم " ]

.)١(" فلا تعي ولا تهتدي ، ولا يخلص إليها خير ، هدى وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحـسبون [: قوله تعالى -٤

كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم االله أنى يؤفكون . }٤:المنافقون{ ] :التفسير الإجمالي

وإن يتحدثوا بكلام ، إلـى هـؤلاء المنافقيـن تعجبك هيئاتهم وإذا نظـرت يا محمد حائط ميتة كالأخشاب التي في ال ، ولكن قلوبهم فارغة من الحق والخير ، تسـمع لبلاغة حديثهم

فهم الأعـداء ، ظنوه غضبا عليهم ، وذلك لجبنهم ، وإذا ما سـمعوا صوتا عاليا ، لا حياة فيها .)٢(!كيف يتركون الحق؟ ويذهبون إلى الباطل المهلك ، أخزاهم االله ، الحقيقيون فاحذرهم

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةناسب أن تختم الآيـة ، وفضح باطنهم لما كانت الآية تتحدث عن تحليل نفسية المنافقين

فلـذلك ، على الحق ، وأن الرسول مع علمهم اليقين أنهم على الباطل ، بالتعجب من حالهم قاتلهم االله أنى يؤفكون[: كان قوله تعالى يعدلون عن الحق ، تعجبـا مـن : أي " }٤:المنافقون{]

.)٣(" م على حق وضلالتهم وظنهم الفاسد أنه، جهلهم سواء عليهم أسـتغفرت لهـم أم لم تـستغفر لهـم لـن يغفـر االله لهـم إن االله لا يهـدي القـوم [: قوله تعالى -٥

الفاسقين . }٦:المنافقون{ ] :التفسير الإجمالي

سواء اسـتغفرت ، عن حقيقة المنافقين ه ذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه نبي ـفي ه فإن الأمـر سـيان ؛ لأن االله لا ، ع معهم ولا فيهم ـك لا ينفـم ، فإن ذلـلهم أم لم تستغفـر له واالله سبحانه لا يهدي القوم المستمرين علـى ، ى الكفر والنفاق ـرون عل ـيغفر لهم لأنهم مص

.)٤(الفسق والكفر

.٨/١٢٦تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ) ١( .١٨/١٢٦الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ، ٤/٣١٣البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، : انظر ) ٢( .٣٠/١٥غيب ، فخر الدين الرازي ، مفاتيح ال) ٣( .١٩/١١٤اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، ، ٣/٤٢٩بحر العلوم ، السمر قندي ، : انظر ) ٤(

-١٠٦-

:يةبيان مناسبة الفاصلة للآستغفرت لهـم ، أن هؤلاء المنافقين سواء أ لما كانت الآية تتحدث عن إخبار االله لنبيه

أم لم تستغفر لهم فلن يهديهم االله ، ناسب أن تختم الآية بذكر العلة المانعة من هـدايتهم ، وهـي االله فـي فكيف يدخل، والهداية هي الدخول في طاعة االله ، أنهم فاسقون خارجون عن طاعة االله إن االله [: فلذلك كان قوله تعالى ، فهذا مما تأباه حكمة االله ! طاعته من أصر على الخروج منها

لا يهـدي القـوم الفاسـقين والمراد ، وذلك لإصرارهم على الفسق ، ورسوخهم في الكفر والنفاق " ] غلوهم في الفسق ، أو الجـنس وهـم بذلك إما هم بعينهم والإظهار في موضع الإضمار ؛ لبيان

.)١(" داخلون في زمرة المنافقين دخولا أوليا هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول االله حتى ينفضوا والله خزائن [: قوله تعالى -٦ الـسموات

والأرض ولكن المنافقين لا يف قهون . }٧:المنافقون{ ] :التفسير الإجمالي

لا تنفقوا على أصـحاب رسـول االله مـن : هؤلاء المنافقون هم الذين يقولون للمؤمنين والله خزائن السموات والأرض ، وما فيها من رزق ، يهبها لمن يـشاء ، المهاجرين حتى يتركوه

.)٢(ون ذلك ولكن المنافقين لفرط جهلهم لا يعلم، ويمنعها عمن يشاء :بيان مناسبة الفاصلة للآية

لما كانت الآية تتحدث عن تحريض المنافقين بعدم الإنفاق على من عند رسـول االله ويتركونه ، فناسـب ظنا منهم أنهم إن لم يجدوا نفقة فإنهم سيتفرقون عن النبي ، من الفقراء

حوله لا من أجل المال ، وإنما النبي نما التف أصحاب هم ، إ ختم الآية بذكر جهلهم وغبائ أن ت من أجـل الإيمـان الذي خالط بشاشة قلوبهم ، فلا يتفرقون عنه من أجل حطام الـدنيا ، إنمـا

ولكن المنـافقين لا يفقهـون[يريدون االله والدار الآخرة وأن ، أما علموا أن الرزق في الـسماء " ]ولكـن المنافقــين لا ، أنه هو الرزاق ذو القــوة المتـين الله خزائن السـموات والأرض ، و

.)٣(" يفقهون ذلك يقولــون لــئن رجعنــا إلى المدينــة ليخــرجن الأعــز منهــا الأذل والله العــزة ولرســوله [: قولــه تعــالى -٧

وللمؤمنين ولكن المنافقين لا ي علمون . }٨:المنافقون{ ]

.٤/٣١٣البحر المديد ، أحمد الإدريسي ، ) ١( .٧/١٠١لخازن ، لباب التأويل في معاني التنزيل ، ا ، ٤/٣١٣السراج المنير ، محمد الشربيني ، : انظر ) ٢( .٣/٦٨١التفسير الواضح ، محمد حجازي ، ) ٣(

-١٠٧-

: التفسير الإجمالي ليخرجن فريقنا الأعـز منهـا فريـق ، لئن رجعنا إلى المدينة : يقول المنافقون ولكن المنـافقين ، والمؤمنون لهم العزة وحدهم ليست لغيرهم واالله ورسوله ، المؤمنين الأذل

.)١(لا يعرفون ذلك ، لجهلهم وضلالهم :لفاصلة للآيةبيان مناسبة ا

إن الله وحـده : أي : " يتحدث الدكتور وهبة الزحيلي عن فاصلة هذه الآية فيقول ولكن المنـافقين لا ، لا لغيرهم ، ولمن منحها من رسله وصالحي عباده المؤمنين ، القوة والغلبة ر مـن فاالله هو الذي ينـص ، وشدة حيرتهم وقلقهم ، وعدم إيمانهم ، لفرط جهلهم ، يدرون ذلك

كتب االله لأغلبن أنا ورسـلي إن االله قـوي عزيـز[: كما قال ، يشاء من عباده والعـزة }٢١:المجادلـة{ ] )٢(" خلافا لما توهموا أن العزة بكثرة الأموال والأتباع، والمنعة والقوة الله

يـا أيهـا الـذين آمنـوا لا ت[: قوله تعالى -٨ لهكـم أمـوالكم ولا أولادكـم عـن ذكـر االله ومـن يفعـل ذلـك فأولئك هم الخاسرون . }٩:المنافقون{ ]

:التفسير الإجمالي وينهـاهم ، ثار من ذكر االله كبالإ، الله سبحانه عباده المؤمنين في هذه الآية الكريمة يأمر ا

وأخبر أن الذي يلهيه متاع الدنيا وزينتها عن طاعة ربه وعـن ، ل والأولاد شتغال بالأموا عن الا .)٣(فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم يوم القيامة ، ذكره

:اصلة للآيةبيان مناسبة الفهم أموالهم وأولادهم عـن ذكـر بأن لا تله ، عن وعظ االله لعباده لما كانت الآية تتحدث

وهو الخسران المبـين فـي الـدنيا ، الآية بذكر عاقبة اللاهين عن ذكر االله االله، ناسب أن تختم أفاد ضمير الفـصل فـي : " دث الطاهر بن عاشور عن فاصلة هذه الآية فيقول ـيتح، والآخرة

فأولئك هم الخاسرون[: قوله وهـو ، عنـه الذي نهوا قصر صفة الخاسر على الذين يفعلون ]بالغة في اتصافهم بالخسران ، كأن خسران غيرهم لا يعد خسرانا بالنسبة إلـى قصر ادعائي للم

لا تنفقـوا عـلى مـن عنـد رسـول االله [: للتنبيه حين قـالوا ) أولئك(خسرانهم والإشارة إليهم بـ ...[ ، فكانـت والإنفاق على غيـرهم وهو يعم الإنفاق على الملتفين حول رسول االله }٧:المنـافقون{

.)٤(" الجملة كالتذييل

أنوار التنزيـل وأسـرار التأويـل ، البيـضاوي ، ، ٨/١٢٩تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظـر) ١( .٧٤٤ص

.٢٨/٢٢٦التفسير المنير ، ) ٢(تفسير القرآن العظـيم ، ، ٢١/٣٣ روح المعانـي فـي تفسير القرآن والسبع المثاني ، الألوسي ، : انظر ) ٣(

.٨/١٣٣ابن كثير ، .٢٨/٢٥٢التحرير والتنوير ، ) ٤(

-١٠٨-

ولن يؤخر االله نفسا إذا جاء أجلها واالله خبير بما تعملون[: قوله تعالى -٩ . }١١:المنافقون{ ] :التفسير الإجمالي

واالله سبحانه خبيـر بكـل شـيء ، وانتهى أجلها ، ولن يؤخر االله نفسا حان وقت وفاتها .)١(والمسيء على إساءته ، فيجازي المحسن على إحسانه ، ونه تعمل

:لآية بيان مناسبة الفاصلة لوما بعد ، لما كانت الآية تتحدث عن الموت ، وأن االله لن يؤخر نفسا حانت ساعة وفاتها

الموت يكون الحساب على الأعمال ، ناسب أن تختم الآية بذكر كمال خبرته تعالى بهذه الأعمال طلاعه عليها ، فيجازي المحسن على إحسانه ، والمسيء على إساءته ، فلـذلك كـان قولـه وا

واالله خبير بما تعملون[: تعالى .)٢( }١١:المنافقون{ ]

تيسير الكريم الرحمن من تفـسير كـلام ، ٣٤٣أنوار التنزيل وأسـرار التأويل ، البيضاوي ، ص : انظر ) ١(

.٨٦٥المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص .٢٣/٤١٢ الطبري ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،: انظر ) ٢(

-١٠٩-

المبحث التاسع دراسة تطبيقية لسورة التغابن

بسم االله الرحمن الرحيميسبح الله ما في [ وما في الأرالسموات ض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير هو الذي ) ١(

خلقكم فمنكم كافر ومنكم مـؤمن واالله بـما تعملـون بـصير خلـق ) ٢( والأرض بـالحق وصـوركم الـسموات فأحسن صوركم وإليه الم صير يعلم ما في ) ٣( والأرض ويعلـم مـا تـسرون ومـا تعلنـون واالله علـيم السموات

بذات الصدور ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبـل فـذاقوا وبـال أمـرهم ولهـم عـذاب ألـيم) ٤( ذلـك بأنـ) ٥( ه كانت تأتيهم رسلهم بالبينـات فقـالوا أبـشر يهـدوننا فكفـروا وتولـوا واسـتغنى االله واالله غنـي حميـد زعـم ) ٦(

الذين كفروا أن لن يبعثـوا قـل بـلى وربي لتبعـثن ثـم لتنبـؤن بـما عملـتم وذلـك عـلى االله يـسير فـآمنوا بـاالله ) ٧( ورسوله والنور الذي أنزلنا واالله بما تعملون خبير يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغـابن ومـن يـؤمن ) ٨(

باالله ويعمل صالحا ي كفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجـري مـن تحتهـا الأنهـار خالـدين فيهـا أبـدا ذلـك الفـوز العظيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيهـا وبـئس المـصير) ٩( مـا أصـاب ) ١٠(

من مصيبة إلا بإذن االله ومن يؤمن باالله يهد قلبه واالله بكل شيء عليم وأطيعوا االله وأطيعوا الرسـول فـإن ) ١١( توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين االله لا إلـه إ) ١٢( لا هـو وعـلى االله فليتوكـل المؤمنـون يـا أيهـا الـذين ) ١٣(

آمنــوا إن مــن أزواجكــم وأولادكــم عــدوا لكــم فاحــذروهم وإن تعفــوا وتــصفحوا وتغفــروا فــإن االله غفــور رحيم إنما أموال) ١٤( كم وأولادكم فتنة واالله عنده أجر عظيم فاتقوا االله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا ) ١٥(

وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون إن تقرضوا االله قرضا ح) ١٦( سنا يـضاعفه لكم ويغفر لكم واالله شكور حليم عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) ١٧( . }التغابن{ ) ]١٨(

يسبح الله ما في [: قوله تعالى -١ وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كلالسموات شيء قـدير [ . }١:التغابن{

:التفسير الإجمالي تمجـد االله ، أن جميع العوالم السفلية والعلويـة ، في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه

ولـه ، الذي له الملك الدائم ،الذي لا يزول ولا يحول ، سبحانه وتنزهـه عن كل صفات النقص .)١(ي الجنة ، فيحمده المؤمنون في الدنيا وف الحمد

.٨/١٣٥تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، ، ٣/٤٣٢بحر العلوم ، السمر قندي ، : انظر ) ١(

-١١٠-

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةلما كانت الآية تتحدث عن تسبيح وتحميد كل الكائنات له سبحانه ؛ لأن االله هـو مالـك الملك على كماله ، وكمال ملكه يستلزم كمال قدرته ، فلذلك ناسب أن تختم الآية بـذكر كمــال

وهو على كل شيء[: قدرته فكان قوله تعالى قـدير أن االله ذو قدرة ، فيخلق مـا يـشاء : " أي ]ويميت ما يشاء ، ويغني من أراد ، ويفقر من يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل مـن يـشاء ، ولا

.)١(" يتعذر عليه شيء أراده ؛ لأنه ذو القدرة التامة لا يعجزه معها شيء هو الذي خلقكم فمنكم ك[: قوله تعالى -٢ افر ومنكم مؤمن واالله بما تعملون بصير . }٢:التغابن{ ]

:التفسير الإجمالي بأنه هو الذي أنشأكم بالخلق ، فمـنكم ، في هذه الآية الكريمة يخاطب االله سبحانه عباده

كمـا ف، فهذا من كمال حكمته تعالى فى خلق الأضـداد ، ومنكم مؤمن راسخ في الإيمان ، كافر قـدر االله بحكمتـه أن ، وكما خلق المؤمن ، وكما خلق الحر خلق البرد ، خلق الليل خلق النهار

.)٢(يكون هناك كافر :لآية سبة الفاصلة لبيان منا

لما كانت الآية تتحدث عن قضية الخلق ، ناسب أن تذكر بعد صفة الخلق صفة التـدبير، فلـذلك ختمـت الآيـة ، االله المحيطة بأعمال العبـاد فإن الخلق يتبعه التدبير القائم على بصيرة

ببصيرة االله بالأعمال ، واطلاعه عليها ، فيجزي المحسن على إحسانه ، والمسيء على إسـاءته واالله بما تعملون بـصير[: فلذلك كان قوله تعالى بصير بأعمالكم عالم بما لا يخفى عليـه : " أي ]

.)٣(" فاتقوه أن تخالفوه في أمره أو نهيه ، ا منها شيء وهو مجازيكم به ـ-٣ خلـق [: ه تعـالى ـ قول والأرض بـالحق وصـوركم فأحـسن صـوركم وإليـه المـصيرالـسموات [

. }٣:التغابن{ :التفسير الإجمالي

حيـث ، رض يخبر االله سبحانه عن قضية الخلق للـسموات والأ ، في هذه الآية الكريمة لحكمة البالغة ، وصور الإنسان ودبرها أحسن تدبير با ، خلقهما فأحسـن خلقتهمـا وقدر أقواتها

.)٤(فأحسن تصويره

.٢٣/٤١٥جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ١(يل الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاو ، ٣٤٤أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص : انظر ) ٢(

.٦/١٣١في وجوه التأويل ، الزمخشري ، .٢٣/٤١٦جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، ) ٣( .٤/٧١٠ ، فتح القدير ، الشوكاني ، ٤/٣٨٢مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، النسفي ، : انظر ) ٤(

-١١١-

:لآية بيان مناسبة الفاصلة للما كانت الآية تتحدث عن خلق االله للسموات والأرض وتصوير الإنـسان فـي أبـدع

بأن مرجعه في النهاية إلـى االله يـوم القيامـة صورة ناسب أن تختم الآية بمصير هذا الخلق ، وإليه المصير[: فلذلك كان قوله تعالى ، للحساب المرجع يوم القيامـة فيجـازيكم علـى : أي ]

.)١( متم بشكره أم لا ؟ هل ق، إيمانكم وكفركم، ويسألـكم عن النعم والنعيم الذي أولاكموه يعلـم مـا في[: قوله تعـالى -٤ والأرض ويعلـم مـا تـسرون ومـا تعلنـون واالله علـيم بـذات الـسموات

الصدور . }٤:التغابن{ ] :التفسير الإجمالي

أنه يعلم ما يسرون به وما يعلنون به من ، في هذه الآية الكريمة يخبر االله سبحانه عباده فتبـارك االله الـذي ، وقات في ساعة من ليل أو نهـار على دوام الأ، الأقوال والأعمال والنيات

.)٢(وهو العليم الخبير ، وسع علمه الأشياء كلها :لآية ة الفاصلة لبيان مناسب

جاءت الفاصلة هنا تعليلا للكلام الذي قبله ، فاالله سبحانه وتعالى يعلم ما تـسرون ومـا لإمام البقاعي عن هذه الفاصـلة فيقـول يتحدث ا ، تعلنون ؛ لأنه عليم بذات الصدور التي خلقها

علـيم[، الذي له الإحاطة التامة لكل كمال : " أي ]واالله[ بـذات[ بالغ العلـم : أي ] : أي ]سـواء كـان صـاحب ، رار والخواطر ، التي لم تبرز إلى الخارج ـصاحبة الصدور من الأس

تفاوت فيه بين علم الخفـي وعلـم الصدر قد علمها أو لا ، وعلمه لكل ذلك على حد سواء ، لا .)٣(" الجلي

ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم[: قوله تعالى -٥ }٥:التغابن{ ] :التفسير الإجمالي

ان عاقبتهم فـي الـدنيا بـسبب ألـم يأتكم أيها المشركون أخبار الأمم السابقة ، كيف ك .)٤(كفرهم ولهم في الآخرة أشد العذاب

) .بتصرف( ، ٨٦٦تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص ) ١(، أيسر التفاسـير لكـلام العلـي ٨/٢٠٦إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، أبو السعود ، : انظر ) ٢(

.٥/٣٦١الكبير ، أبو بكر الجزائري ، .٨/٨،٩نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، ) ٣(تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنـان ، عبـد ، ٤/٣٢٥لشربيني ، السراج المنير ، محمد ا : انظر ) ٤(

.٨٦٦الرحمن السعدي ، ص

-١١٢-

:لآية بيان مناسبة الفاصلة للما كانت الآية تتحدث عن إعراض الكفار عن الحق الذي جاءت به الرسل ، ناسـب أن

فلذلك كـان قولـه ، ن إعراضهم وتكذيبهم للحق لما جـاءهم ـتختم الآية بذكر عقابهم الناتج ع ولهم عذاب ألـيم[: لى تعا في الدار الآخرة مضاف إلى هذا العذاب الدنيوي ، ثـم علـل : أي ]

ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات[: ذلك العذاب فقال فذلك بسبب كفـرهم بمـا }٦:التغـابن{] تعظوا بذلك يا كفار قريش أن يـصيبكم مـا فا، جاءت به الرسل تكبرا، فجزاهم االله بأشد العذاب

.)١(أصاب الذين من قبلكم لما كفروا بالحق ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفـروا وتولـوا واسـتغنى [: قوله تعالى -٦

االله واالله غني حم . }٦:التغابن{ ]يد :التفسير الإجمالي

أنه لما كانـت ، مم الغابرة التي أهلكها االله عن الأ ، في هذه الآية الكريمة إخبار من االله والبراهين الساطعات ، الدالة على صدق ما جاءوا به عـن ، هم بالآيات الواضحات تأتيهم أنبياؤ

ن يكون رسول االله من جنس البشر حيث اسـتبعدوا وأنكروا أ ، قابلوا ذلك بالكفر والتكذيب ، االله .)٢(أن يرسل االله بشرا من جنسهم

:لآية بيان مناسبة الفاصلة ل لحق ، فيـستكبرون هم كانـت تـأتيهم بـا لآية تتحدث عن الكفار، بأن أنبياء لما كانت ا

، حمـة بهـم عنهم ؛ لأن االله بعث لهم الأنبيـاء ر سب أن تختم الآية بأن االله مستغن معرضين نا فلذلك كـان قولـه ، ي عن إيمان كل مؤمن ، ولا يضره كفر كافر نـغليؤمنوا به فهو سبحانه

واستغنى االله واالله غنـي حميـد[: تعالى وعن طـاعتهم ، ر سبحانه غناه عن إيمانهم ـأظه: " أي ]غنـي[ لما فعـل ذلك ، واالله عنهم حيث أهلكهم ، وقطع دابرهم ، ولولا غناه عن العالمين ]

حميـد[فضلا عن إيمانهم وطاعتهم يحمـده كل مخلوق بلسان الحال ، الذي هو أفصـح مـن ] .)٣(" لسان المقال

زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عم[: قوله تعالى -٧ لتم وذلـك عـلى االله يسير . }٧:التغابن{ ]

.٨/١٣٦تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير ، : انظر ) ١(اللباب في علوم الكتاب ، ابـن عـادل الدمـشقى ، ، ١٨/١٣٥الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر ) ٢(

١٩/١٢٧. .٢٨/١٢٢عاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ، الألوسي ، روح الم) ٣(

-١١٣-

:التفسير الإجمالي بلـى يا محمد : فقل لهم ، بأن االله لن يبعثهم من قبورهم أبدا ، لقد ادعى الكفار باطلا

وذلك سهل علـى ، ن قبوركم أحياء ، ولتنبؤن بما كنتم تعملون في الدنيا ـن م ـي لتخرج ـورب .)١(االله هين

:لآية ن مناسبة الفاصلة لبيا، لاستبعاد عقـولهم الـضعيفة ذلـك ، لما كانت الآية تتحدث عن تكذيب الكفار بالبعث

وذلـك عـلى االله يـسير[: ناسب أن تختم الآية بأن ذلك سهل على االله يسير فلذلك كان قوله تعالى [ قواهم كلها لو اجتمعت علـى إحيـاء فإنه وإن كان عسيرا بل متعذرا بالنسبة للخلق فإن : " أي

.)٢(" وأما االله تعالى فإنه إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، ميت واحد ما قدروا على ذلك فآمنوا باالله ورسوله والنور الذي أنزلنا واالله بما تعملون خبير[: قوله تعالى -٨ . }٨:التغابن{ ] :تفسير الإجمالي ال

والنور ، يأمر االله سبحانه عباده بالإيمان باالله وبرسوله محمد ، في هذه الآية الكريمة فهـو الـشافع ، ويطبقوا شـرائعه ، بأن يعملوا بأحكامه ، نزل عليه ، وهو القرآن العظيم الذي أ

.)٣(ونجاة لمن تبعه ، عصمة لمن تمسك به ، والنافع :لآية لة لبيان مناسبة الفاص

، وبـالقرآن الكـريم اد بالإيمان باالله وبالرسول ـر العب ـة تأم ـة الكريم ـذه الآي ـهناسب أن تختم الآيـة ، ه عمل وتطبيق له ـيتبع، ة ـياء الثلاث ـذه الأش ـان الإيمان به ـولما ك

واالله بـما[: فلذلك كان قوله تعالى ، بأن االله هو الخبير بهذه الأعمال مطلع عليها تعملـون خبـير [ : ار لزيـادة التأكيـد بمـا تعملـون أي ـدم الج ـوق، درة ـم علما وق ـواالله المحيط بك : " أي

خبـير[ه في أي وقت من الأوقات بليل أو نهار بالسر أو بالخفـاء ـتعملون بـالغ العلـم : أي ] .)٤(" بباطنه وظاهره

يوم يجمعكم لي[: قوله تعالى -٩ وم الجمع ذلك يوم التغابن ومـن يـؤمن بـاالله ويعمـل صـالحا يكفـر عنـه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم . }٩:التغابن{]

الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه ، ١٨/١٣٥الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، : انظر) ١(

.٤/٥٥٠التأويل ، الزمخشري ، .٨٦٦تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص) ٢( .٣٤٥أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص ، ٨/١٤١معالم التنزيل ، البغوي ، : انظر ) ٣( .٨/١٢نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، برهان الدين البقاعي ، ) ٤(

-١١٤-

:التفسير الإجماليذلك اليوم يتبين فيـه الغـبن والخـسر ، وم يحشر االله كل الخلق ـأذكروا يا عباد االله ي

وأهل الكفر يدخلون النار بعـدل االله ، فأهل الإيمان يدخلون الجنة بفضل االله ورحمته ، للكفـار ويدخله جنـات تجـري مـن ، يتجاوز االله عن خطاياه ، ومن يصدق باالله ويعمل صالحا ، فيهم

.)١(وذلك هو الفوز العظيم ، الذي لا فوز بعده ، ها الأنهار خالدا فيها أبدا تحت :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

ورغبت فيه بذكر ، وحضت على العمل الصالح ، لما كانت الآية تتحدث عن يوم القيامة نجاة من أعظـم ناسب أن تختم بأن دخولها هو الفوز العظيم ، الذي لا فوز وراءه ؛ لأنه ، الجنة

.)٢(وأجل المخاطر ، المهالك والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئـك أصـحاب النـار خالـدين فيهـا وبـئس المـصير[: قوله تعالى -١٠ [

. }١٠:التغابن{ :التفسير الإجمالي

أولئك جزاؤهم جهنم ملازموهـا ،والذين كفروا ، وكذبوا بالحق الذي جاءت به الرسل .)٣(أبدا وبئس المرجع والقرار

:لآية بيان مناسبة الفاصلة لناسـب أن تخـتم بـذكر ، دث عن الذين كفروا وكذبوا بآيـات االله ـلما كانت الآية تتح

أولئـك أصـحاب النـار خ[: وهي النار هم فيها مخلدون ، ولذلك كان قوله تعالى ، عقوبتهم الـدين فيها وبئس المصير وبئس المصير[ وجملة ] لهم بـئس اعتراض تذييلي لزيادة تهويل الوعيد ، بأن ] .)٤( على كفرهم وتكذيبهم بالحق لما جاءهم جزاء، المرجع والقرار

ما أصاب من مصيبة إلا بإذن االله ومـن يـؤم[: قوله تعالى -١١ ن بـاالله يهـد قلبـه واالله بكـل شيء علـيم [ . }١١:التغابن{

:التفسير الإجمالي فإنه لا ، بأن ما يصيب الإنسان من المكاره ، يخبر االله سبحانه وتعالـى فـي هذه الآية

والتسليم ومن يؤمن باالله فإن االله يهديه للرضا بقضاء االله، دره ـه وقـيكون إلا بإذن االله وقضائ

م المنان تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلا ، ٣٤٦أنوار التنزيل وأسرار التأويل ، البيضاوي ، ص : انظر ) ١(

.٨٦٧عبد الرحمن السعدي ، ص .٢٨/١٢٥تفسير المراغي ، : انظر ) ٢( .١٩/١٣٢اللباب في علوم الكتاب ، ابن عادل الدمشقى ، ، ٣/٤٣٤بحر العلوم ، السمر قندي ، : انظر) ٣( .٢٨/٢٧٨التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، : انظر ) ٤(

-١١٥-

.)١(، لا تخفى عليه خافية ، واالله بكل شيء عليم لقدره :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

وأنه ، هذه الآية الكريمة تتحدث عما يحدث من مصائب ، فلا يكون ذلك إلا بإذنه تعالى الآية بعلـم ناسب أن تختم ، داية ـفلما كان الحديث عن اله ، قلبه إلى الحق باالله يهد من يصدق

.)٢(ومن لا تؤثر فيه فيمنعها عنه ، بمن تؤثر في قلبه الهداية فيمنحها إياه ، االله ــه تعــالى -١٢ وأطيعــوا االله وأطيعــوا الرســول فــإن تــوليتم فــإنما عــلى رســولنا الــبلاغ المبــين[: قول [

. }١٢:التغابن{ :التفسير الإجمالي

كـل في بأن يطيعوا االله ورسوله، لمؤمنين ة يأمر االله عباده ا ـذه الآية الكريم ـفي ه فليس على الرسـول ، فإن لم يستجيبوا لطاعة االله والرسول ، وما نهى عنه وزجر ، ما أمر ين٣( إلا البلاغ الواضح الب(.

:لآية بيان مناسبة الفاصلة لفمن شاء فليؤمن، ومن شـاء فليكفـر، ، ة الرسول لما أمرت الآية بطاعة االله وطاع

إقامة الحجة علـى العبـاد ؛ ، وهي ناسب أن تختم الآية بالغاية التي من أجلها بعث الرسول فـإنما عـلى رسـولنا الـبلاغ المبـين[: ، فلذلك كـان قولـه تعـالى من رسول لئلا يقولوا ما جاءنا [

المظهر لكل أحد أنه أوضح له غاية الإيضاح ، ولم يـدع ، لظاهر في نفسه ا: " أي }١٢:التغـابن{ .)٤(" وليس إليه خلق الهداية في القلوب ، لبسا

االله لا إله إلا هو وعلى االله فليتوكل المؤمنون[: قوله تعالى -١٣ . }١٣:التغابن{ ] :التفسير الإجمالي

وعلى االله فليعتمد المؤمنون في كـل أمـورهم الدينيـة ، ود بحق غيره االله الذي لا معب .)٥(والدنيوية

:لآية ة لبيان مناسبة الفاصللما كانت الآية تدعو إلى وحدانية االله والإيمان به ، ناسب أن تختم الآية بدعوة المؤمنين

، يعين علـى الإيمـان إلا االله عتماد عليه فإنه لا لاوا بالوحدانية إلى التوكل عليه ، وا ـالذين آمن

أنوار التنزيـل وأسـرار التأويـل ، البيـضاوي ، ، ٨/١٣٧، ابن كثير ، تفسير القرآن العظيـم : انظر ) ١(

.٣٤٦ص .٦/١٣٤الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، الزمخشري ، : انظر ) ٢( .١٠/١٠روح البيان ، إسماعيل حقي ، ، ٥/٣٣٣فتح القدير ، الشوكاني ، : انظر ) ٣( .٤/٣٢٥محمد الشربيني ، السراج المنير ، ) ٤( .٩/٣١٤التفسير المظهري ، محمد ثناء االله مظهر ، : انظر ) ٥(

-١١٦-

، فلذلك كان الأمر للمؤمنين بالتوكل على االله ، ولا يعين على حصول الخير ودفع الضر إلا االله وعلى االله فليتوكل المؤمنـون[: ى ـه تعال ـفكان قول وجيء في ذلك بـصيغة أمـر المـؤمنين " ]

وبهم وتثبيتا لنفوسهم كـيلا يأسـفوا مـن إعـراض دون غيره ربطا على قل ، بالتوكل على االله فـإن المـؤمنين لا يعتـزون بهـم ، ولا ، وأن ذلك لن يضرهم ، المشركين وما يصيبهم منهم

وفيه إيذان بأنهم يخـالفون أمـر االله ، يتقوون بأمثالهم ؛ لأن االله أمرهم بأن لا يتوكلوا إلا عليه وعلى االله فليتوكل المؤمنون[ : تعالىة في قولهوذلك يغيظ الكافرين والإتيان باسم الجلال إظهـار ]

ولذلك كـان إظهـار اللفـظ ، رى المثل ـفي مقام الإضمار؛ لتكون الجملة مستقلة ، فتسير مس المؤمنون[ مـن العمـوم الـشامل ، ولمـا فـي المؤمنيــن ، وعلى االله فليتوكلوا : ولم يقل ]

.)١(" كون معنى التمثيل للمخاطبيـن وغيرهم لييا أيها الذين آمنـوا إن مـن أزواجكـم وأولادكـم عـدوا لكـم فاحـذروهم وإن تعفـوا [: قوله تعالى -١٤

وتصفحوا وتغفروا فإن االله غفور رحيم . }١٤:التغابن{ ] :سبب النزول

هؤلاء رجال أسـلموا : " عن سبب نزول هذه الآية ، فقال سأل ابن عباس إن رجلا بى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتون إلـى ، فأ من أهل مكة ، وأرادوا أن يأتوا رسول االله

رأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فهموا أن يعاقبوهم فـأنزل فلما أتوا رسول االله رسول االله يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكـم فاحـذروهم وإن تعفـوا وتـصفحوا [ )٢( " االله

وتغفروا فإن االله غفور رحيم [. :التفسير الإجمالي

كم عن نلادكم أعداء لكم يفتنو إن من أزواجكم وأو ، يا أيها الذين صدقوا باالله ورسوله فإن قـدرتم ، ويضلونكم عن الصراط المستقيم فاحذروهم واعصوهم في طاعة االله ، اتباع الحق

فإن االله سيجازيكم من جنس عملكم ، وقابلتم إساءتهم بالإحسان لهم ، عليهم بعد ذلك فعفوتم عنهم .)٣(فيغفر لكم ويرحمكم

:بيان مناسبة الفاصلة للآية كانت الآية تحث على العفو والصفح في حق من أساء إلى المؤمنين ، ناسب أن تختم لما

الآية بالدعوة إلى التخلق بصفتين من صفات االله ، وهما المغفرة والرحمة ، ومن تخلـق بهـاتين

.٢٨/٢٨٢التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور ، ) ١(: ، قـال الـشيخ الألبـانى ٣٣١٧:سنن الترمذي ، كتاب القراءات ، باب ومن سورة التغابن ، حديث رقم ) ٢(

.٧٥١حسن صأنوار التنزيـل وأسـرار التأويـل ، البيـضاوي ، ، ٢٨/٢٥٤ر المنير ، وهبة الزحيلي ، التفسـي: انظر )٣(

.٣٤٧ص

-١١٧-

فلذلك كان قولـه ، )١(الصفتين يجازيه االله من جنس عمله ، فيغفر له ،ويتجاوز عنه ، ويرحمه يا أيهـا الـذين آمنـوا إن مـن أزواجكـم وأولادكـم عـدوا لكـم فاحـذروهم وإن تعفـوا وتـصفحوا [ : تعالى

وتغفروا فإن االله غفور رحيم [. إنما أموالكم وأولادكم فتنة واالله[: قوله تعالى -١٥ عنده أجر عظيم . }١٥:التغابن{ ]

:التفسير الإجمالي واالله عنده أجر عظيم لمـن تـرك ، إنما جعل االله أموالكم وأولادكم اختبارا وامتحانا لكم

.)٢(وآثر رضا االله ، هذه الفتنة :ية بيان مناسبة الفاصلة للآ

ن تختم بالترغيب في تركها بذكر لما كانت الآية تحذر من فتنة الأموال والأولاد ناسب أ وذلك يكون للذي لم يعلق قلبه بهذه الفتنة فلذلك ، الأجر العظيم الذي عند االله الباقي الذي لا يفنى

إنما أموالكم وأولادكم فتنة واالله عنده أجر عظـيم[: كان قوله تعالى واالله عنده ثواب لكـم : " أي ]وأديتم حـق االله ، وأطعتم االله ، إذا أنتم خالفتم أولادكم وأزواجكم في طاعة االله ربكم ، عظيم

.)٣(" والأجر العظيم الذي عند االله الجنة ، في أموالكم

فاتقوا االله ما استطعتم واسـمعوا وأطيعـوا وأنفقـوا خـيرا لأنفـسكم و[: قوله تعالى -١٦ مـن يـوق شـح نفسه فأولئك هم المفلحون . }١٦:التغابن{ ]

:التفسير الإجمالي ، وأطيعـوه فاجتهدوا أيها المؤمنون في تقوى االله ما استطعتم ، واسمعوا أمر رسوله

فأولئك هم ، االله من بخل نفسه همومن سل ، ذلك أنفع لكم في الدنيا والآخرة ، وأنفقوا من أموالكم .)٤(الفائزون الغانمون

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةب أن تختم الآية بـذكر لما دعت الآية إلى تقوى االله وطاعته ، والإنفاق في سبيله ، ناس

: ص نفسه من الشح المانع من هذه الكماليات ، وهو أن يكون مـن المفلحـين أي جزاء من يخل ومـن يـوق شـح نفـسه فأولئـك [: فلذلك كان قوله تعالى ، ن بجنة االله الناجين من عذاب االله الفائزي

هم المفلحون ، ولا يمنعه ذلـك منـه ، ومن يوق شح نفسه فيفعل ما أمر به من الإنفاق : " أي ] .)٥(" فأولئك هم الظافرون بكل خير، الفائزون بكل مطلب

.٨٦٨تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن السعدي ، ص: انظر ) ١( .١١/٣٣٤الموسوعة القرآنية ، إبراهيم الإبياري ، ، ٢٨/١٣٠تفسير المراغي ، : انظر ) ٢( .٢٣/٤٢٦ع البيان عن تأويل آي القرآن ، الطبري ، جام) ٣( .٤/٣٨٦مدارك التنزيل وحقائق التأويل ، النسفي ، ، ١٠/١٠روح البيان ، إسماعيل حقي ، : انظر ) ٤( .٥/٣٣٥فتح القدير ، الشوكاني ، ) ٥(

-١١٨-

إن تقرضــ[: قولــه تعــالى -١٧ وا االله قرضــا حــسنا يــضاعفه لكــم ويغفــر لكــم واالله شــكور حلــيم [ . }١٧:التغابن{

:التفسير الإجمالي بأنكم إذا أنفقتم أموالكم في سبيل االله فـإن ، في هذه الآية الكريمة يخاطب االله الذين آمنوا بعظيم الثواب لمن ) شكور(م ذنوبكم ، واالله جزاء ذلك أن يضاعف االله لكم في الثواب ، ويغفر لك

.)١(لا يعجل بالعقوبة للمذنب فيمهله حتى يتوب ) حليم( ينفق لوجه االله مخلصا :ان مناسبة الفاصلة للآيةبي

لما كانت الآية تدعو إلى الإنفاق في سبيل االله ، ناسب أن تختم الآية بأن من يفعل ذلـك ، ويغفر له وينجيـه االله بأن يعافيه من ذنوبه ويقيه والحلم من ، ه يقابل بالشكر من االله بأن يجازي

واالله شكور حليم[: فلذلك كان قوله تعالى ، أنه سبحانه عظيم الـشكر لمـن يقرضـه : " أي ]حلـيم[وهو سبحانه ، فيجزيه الجزاء الحسن على ما أنفق ، وينفق في سبيله لا يعجل بعقـاب ]

ـ ، ون بما آتاهم االله من فضله الذين يضنون ويبخل ذه ـفلا يقطع عنهم إمداد نعمه وإحسانه في هوحتـى ، ولا يعجل لهم المـوت حتى يـستوفوا آجـالهم ، م في العطـاء ـبل يمد له ، ا ـالدني

.)٢(" تكون بين أيديهم فرصة للمراجعة والمصالحة مع االله عالم الغيب والشهادة [: قوله تعالى -١٨ العزيز الحكيم . }١٨:التغابن{ ]

:التفسير الإجمالي .)٣(الحكيم في تدبير شئون خلقه ،العزيز الجانب ،هو سبحانه العالم بما ظهر وما بطن

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةجاءت هذه الآية في نفـس سـياق موضـوع ، لما كانت الآية السابقة تدعو إلى الإنفاق

وقدر ، فهو يعلم نوايا المنفقين ، فة من صفات االله ، وهو أنه عالم الغيب الإنفاق حيث جاءت بص الآية بذكر عزة فناسب أن تختم ، هو من علوم الغيب ، إخلاصهم ؛ لأن علم النوايا على حقيقتها

الحكيم[وعون المعينين وهو ، بعزته عن إنفاق المنفقين مستغن" االله فهو الذي يقيم مـوازين ] .)٤(" ويضع كل إنسان بمكانه الذي هو أهل له ، س بالحكمة والعدل النا

لتأويـل ، البيـضاوي ، أنوار التنزيل وأسرار ا ، ٨/١٤١تفسـير القرآن العظيـم ، ابن كثير ، : انظـر ) ١(

.٣٤٧ص .١٤/٩٩٨التفسير القرآني للقرآن ، عبد الكريم الخطيب ، ) ٢( .٥/٣٧١أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير ، أبو بكر الجزائري ، : انظر ) ٣( .١٤/٩٩٩التفسير القرآني للقرآن ، عبد الكريم الخطيب ، ) ٤(

-١١٩-

المبحث العاشر دراسة تطبيقية لسورة الطلاق

بسم االله الرحمن الرحيميا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا االله ر[ بكم لا تخرجوهن

من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود االله ومن يتعد حدود االله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل االله يحدث بعد ذلك أمرا فإذا بل) ١( غن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف

وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة الله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن باالله واليوم الآخر ومن يتق االله يجعل له مخرج ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على االله فهو حسبه إن االله بالغ أمره قد جعل االله ) ٢(ا

لكل شيء قدرا واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلا) ٣( ثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق االله يجعل له من أمره يسرا ذلك أمر االله أنزله إليكم ) ٤(

ومن يتق االله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن ) ٥( لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن

وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه ) ٦( فلينفق مما آتاه االله لا يكلف االله نفسا إلا ما آتاها سيجعل االله بعد عسر يسرا وكأين من قرية عتت عن أمر ) ٧(

ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها ) ٨( خسرا أعد االله لهم عذابا) ٩( شديدا فاتقوا االله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل االله إليكم ذكرا )١٠ (

رسولا يتلو عليكم آيات االله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور و من يؤمن باالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن االله له رزقا االله ) ١١(

الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينه ن لتعلموا أن االله على كل شيء قدير وأن االله قد أحاط بكل شيء علما }الطلاق{) ] ١٢(

فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل[: قوله تعالى -١ منكم وأقيموا الشهادة الله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن باالله واليوم الآخر ومن يتق االله يجعل له

مخرجا }٢:الطلاق{ ] :التفسير الإجمالي

ء حقوقهن فإذا اقتربت نهاية العدة فراجعوهن مع حسن المعاملة ، أو طلقوهن مع أداوأشهدوا على الرجعة والمفارقة رجلين ذوي عدل منكم ، وعلى الشهود أن يؤدوا الشهادة

-١٢٠-

ذلك الذي أمركم االله به يتعظ به من كان يؤمن باالله واليوم الآخر ، ومن ، خالصة لوجه االله .)١( االله يجعل له من كل ضائقة مخرجا يخف

:بيان مناسبة الفاصلة للآية ، ناسب أن تختم ة عدة الطلاق وأمرت بالإلتزام بهية تتحدث عن حكم نهايلما كانت الآ

الآية بما يعين على الالتزام بهذه الأحكام ، وهو تقوى االله سبحانه وتعالى بأن يجعل له االله من ومن يتق االله يجعل له مخرجا[: كل ضيق مخرجا فلذلك كان قوله تعالى االله فيما ومن يتق : " أي ]

: أي ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجا ، أمره به .)٢(" من جهة لا تخطر بباله

ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على االله فهو حسبه إن االله بالغ أمره قد[: قوله تعالى -٢ جعل االله لكل شيء قدرا . }٣:الطلاق{ ]

:التفسير الإجمالي االله ييسر له الرزق من حيث لا يظن ، ومن يعتمد على االله فإن االله فوإن من يخ

قد جعل االله لكل شيء ، سيكفيه من كل شيء ، إن االله بالغ أمره لا يفوته شيء ولا يعجزه شيء .)٣(داه حدا ينتهي إليه لا يتع

:بيان مناسبة الفاصلة للآيةت هذه الآية الكريمة تابعة لموضوع الآية التي تسبقها في حكم العدة ومدة ـلما كان

فهو الذي جعل مقادير ، ناسب أن تختم الآية بأن االله جعل لكـل شيء حد ونهاية وقدر ، نهايتها قد جعل ا[: كل شيء بميزان وحكمة ، ولذلك قال االله الله لكل شيء قدرا لكل (جعل االله : " أي ]

داره وزمانه وجميع عوارضه ـرا لا يتعـداه في مقـتقدي: أي ) دراـق(كرخاء وشـدة ) شيء .)٤(" وأحواله

واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاث[: قوله تعالى -٣ ة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق االله يجعل له من أمره يسرا . }٤:الطلاق{ ]

محمد حجـازي ،تفسير الواضح ال ، ١٤/١٠٠٧ ،د الكـريم الخطيب عب،التفسيـر القرآني للقرآن : انظر ) ١(

، ٣/٦٩٤. .٨/١٤٦ ، ابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ) ٢( ، الـشوكاني، فـتح القـدير ، ٨/٣٠ ، برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور :انظر ) ٣(

٥/٣٤٠. .٤/٣٣٥ ، محمد الشربيني ،السراج المنير ) ٤(

-١٢١-

:التفسير الإجمالي ن شككتم فإ ، سنهنقطع عنهن دم المحيض ، وذلك لكبروالنساء اللاتي طلقن ، وان

فجهلتم حالهن فعدتهن ثلاثة أشهر ، والصغيرات اللاتي لم يحضن فعدتهن كذلك ثلاثة أشهر، .)١(ومن يخف االله فيطيعه ييسر أمره في الدنيا والآخرة ، والحامل عدتها أن تضع حملها

:ية بيان مناسبة الفاصلة للآل النساء ، ناسب أن لما كانت الآية تتحدث عن أحكام عدة الطلاق على مختلف أحوا

لتزام بهذه الأحكام ، وهو الأمر بالتقوى بأن ييسر االله عليه أمور تم الآية بما يعين على الاتخومن يتق االله يجعل له من أمره يسرا[: دنياه وآخرته ، ولذلك كان قوله تعالى ومن يخف : " أي ]

فإنه يجعل االله ، ولم يخالف إذنه في طلاق امرأته ، ائضه وأدى فر، االله فرهبه فاجتنب معاصيه تباع نفسه إياها ما دامت في و أن يسهل عليه إن أراد الرخصة لاوه، له من طلاقه ذلك يسرا

.)٢(" عدتها ، وإن انقضت عدتها ثم دعته نفسه إليها قدر على خطبتهالينفق ذو سعة من سعته [: قوله تعالى -٤ ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه االله لا يكلف االله نفسا إلا ما

آتاها سيجعل االله بعد عسر يسرا . }٧:الطلاق{ ] :التفسير الإجمالي

ا كان ضيق والزوج الذي طلق زوجته فلينفق على زوجته مما رزقه االله وعلى ولده ، فإذق بقدر الطاقة ، لا يكلف االله نفسا إلا وسعها ، وسيجعل االله بعد الضيق سعة ـالرزق فلينف

.)٣(ورزق :ية يان مناسبة الفاصلة للآب

لما كانت الآية تتحدث عن قضية الرزق على العباد ، وأمرت الزوج بالإنفاق على ويبث الأمل ، تختم الآية بما يطيب النفس زوجته المطلقة في حالتي السعة والضيق ، ناسب أن

سيجعل االله بعد [: بأن يجعل االله بعد العسر يسرا ، وبعد الضيق سعة ، ولذلك كان قوله تعالى عسر يسرا قريب دلالة على تعين زمان فكل آت} السين {عاجلا أو آجلا إذ ليس في: " أي ]

فإن في الإنتظار عبادة ، وفيه تطييب ، المعسر اليسر وفرج االله رفلينتظ، ولو كان فى الآخرة راء الأزواج لا لفقراء ذلك ـد لفقـوده ، ووعـذل مجهـي بـه فـب لـلقلب المعسر ، وترغي

.)٤(" الوقت عموما

مـدارك التنزيـل وحقـائق ، ٨/٢٦٢، أبو الـسعود ،إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم : انظر ) ١( .٤/٣٨٧ ، النسفي التأويل،

٢٣/٤٥٥ ، الطبري ، تأويل آي القرآن جامع البيان عن) ٢( .٨/١٥٧ ،ي البغو،معالم التنزيل ، ١٨/١٧١ ، القرطبي ،الجامع لأحكام القرآن : انظر ) ٣( .١٠/٢٤ ، إسماعيل حقي ،روح البيان ) ٤(

-١٢٢-

فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا[: قوله تعالى -٥ . }٩:الطلاق{ ] :التفسير الإجمالي

بسبب كفر هذه القرى وعصيانها ، ذاقت عاقبة جرمها بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة .)١(وكانت نهايتهم الخسران المبين

:لآية بيان مناسبة الفاصلة للما تحدثت الآية عن عاقبة أمر الذين كفروا باالله بالهلاك ، ناسب أن تختم الآية بوصف

وكان عاقبة [: بسبب تعرضهم للخسران ، فلذلك كان قوله تعالى ، النهاية بالخسر حالهم في أمرها خسرا هائلا لا خسر وراءه ، فتجارتهم خسارة لا ربح فيها ؛ لتضييعهم بضاعة : " أي ]

.)٢(" العمر والصحة والفراغ بصرفها في المخالفاتأعد االله لهم[: قوله تعالى -٦ عذابا شديدا فاتقوا االله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل االله إليكم

ذكرا . }١٠:الطلاق{] :التفسير الإجمالي

أعد االله لهؤلاء الذين كذبوا باالله ورسله عذابا بليغا ، فيا أصحاب العقول الـذين صـدقوا .)٣(خافوا سطوة االله وعقابه فقد أنزل االله عليكم قرآنا فيه صلاحكم ورشادكم ، باالله ورسوله

:لآية بيان مناسبة الفاصلة ل لعباده بما فعل بالسابقين من المكذبين ، وأمرت لما كانت الآية تتحدث عن وعظ االله

نزلـه االله ذكـرى بالتقوى ، ناسب أن تختم الآية بما يعين على التقوى وهو القرآن العظيم ، قد أ ، فلذلك كان قولـه للقلوب ، فيحييها كما يحي الغيث الأرض القحط ، فيسهل عليها تقوى االله

فاتقوا االله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل االله إلـيكم ذكـرا[: تعالى قد أنزل االله إليكم مـا : " أي ]وستجدون منـه الهـدى ، وتدبروا آياته ، وهو القرآن الكريم ، فانظروا فيه ،فيه تذكرة لعقولكم

.)٤(" والنوررسولا يتلو عليكم آيات االله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من [: قوله تعالى -٧

الظلمات إلى النور ومن يؤم ن باالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن االله له رزقا . }١١:الطلاق{ ]

.٤/٣٤٦ ، محمد الشربيني ،السراج المنير : انظر ) ١( .١٠/٢٤ ، إسماعيل حقي ،روح البيان ) ٢( .٨/١٥٥ ، تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير، ٩/٣٤٢أبو اسحاق النيسابورى ، الكشف والبيان ،: انظر) ٣( .١٤/١٠١٧ ، عبد الكريم الخطيب ،للقرآن التفسير القرآني ) ٤(

-١٢٣-

: التفسير الإجمالي لحـق مـن وأرسل االله إليكم رسولا يقرأ عليكم آيات االله الواضحات ، التي بها تميزون ا

الباطل ، وقد فعل االله لكم ذلك رحمة بكم ؛ ليخرجكم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيـد ، وإن من يصدق باالله ويعمل العمل الصالح ، يدخله االله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا

.)١(وقد أحسن االله له الرزق في الجنة :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

؛ ليخـرجهم مـن نت الآية تتحدث عن منة االله على عباده بإرسـال الرسـول لما كا ولما ذكرت الآيـة ، الظلمات إلى النور ، فمن آمن باالله وعمل صالحا جزاه االله بالجنة خالدا فيها

دخول الصالحين الجنة ، ناسب أن تختم بعد دخولهم الجنة ذكر الرزق الحسن ، المشتمل علـى قد أحـسن [: نفس ، وتلذ به الأعين ، وتفرح به القلوب ، فلذلك كان قوله تعالى كل ما تشتهيه الأ

االله له رزقـا ي لا ينقطع نعيمها وفيه تعجب وتعظيم لمـا رزقـوا مـن ـة الت ـو رزق الجن ـه "]لأن الجملة الخبرية إذا لم يحصل منها فائدة الخبر ولا لازمها تحمل على التعجـب " ؛ )٢(" ثواب

.)٣(" !ما أحسن رزقهم الذي رزقهم االله وما أعظمه: كأنه قيل االله الذي خلق سبع سـموات ومـن الأرض مـثلهن يتنـزل الأمـر بيـنهن لتعلمـوا أن االله [: قوله تعالى -٨

على كل شيء قدير وأن االله قد أحاط ب كل شيء علما . }١٢:الطلاق{ ] : التفسير الإجمالي

االله سبحانه هو الذي خلق سبع سموات وسبعا من الأرضين ، وأنزل وحيه على رسـله هداية للناس في معاشهم ومعادهم ، وذلك ؛ لتعلموا أيها الناس أن االله على كل شيء قدير ، فـلا

لما ، فلا يحدث شيء في هـذا الوجـود إلا بقدرتـه شيء يعجزه وأن االله قد أحاط بكل شيء ع .)٤(وعلمه تعالى

:لآية بيان مناسبة الفاصلة لجاءت الآية هنا لتثبت بالبرهان الساطع ، والدليل القاطع ، أن االله على كل شيء قـدير،

ناسـب أن ) وهو خلق االله للسموات والأرض (وأن علمه بكل شيء محيط ، فلما أتت بالبرهان تم الآية بالحق المثبت الذي أرادت إثباته ، وهو أن االله على كل شيء قدير ، وأن علمه بكـل تخ

تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ، ٣٥٣ ص ، البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل : انظر ) ١(

.٨٧٢ ص، عبد الرحمن السعدي ، .٢٨/٢٩٤ ، وهبة الزحيلي ،التفسير المنير ) ٢( .١٠/٢٤ ، إسماعيل حقي ،روح البيان ) ٣( .٨/١٥٧ ، ابن كثير ،تفسير القرآن العظيم ، ٩/٣٤٢ ، أبو إسحاق النيسابوري ،الكشف والبيان : انظر )٤(

-١٢٤-

لتعلموا أن االله على كل شيء قدير وأن االله قد أحـاط بكـل شيء [: شيء محيط ، فلذلك كان قوله تعالى علـما وأنـه ، كي تعلموا أيها الناس كنه قدرته وسلطانه ، ك ينزل قضاء االله وأمره بين ذل : " أي ]

ولتعلمـوا أن فهو على ما يشاء قـدير ؛ ، مر شاءه ولا يمتنع عليه أ ، لا يتعذر عليه شيء أراده االله بكل شيء من خلقه محيط علما ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في الـسماء ، ولا

، المخالفون أمر ربكم ، فإنه لا يمنعه من عقوبتكم مـانع أصغر من ذلك ولا أكبر ، فخافوا أيها وهو محصيها عليكم ليجازيكم ، ومحيط بأعمالكم لا يخفى عليه منها خاف ، وهو قادر على ذلك

.)١(" بها يوم تجزى كل نفس بما كسبت

.٢٨/١٥٢ ،تفسير المراغي ) ١(

-١٢٥-

المبحث الحادي عشر دراسة تطبيقية لسورة التحريم

بسم االله الرحمن الرحيميا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لك تبتغي مرضاة أزواجك واالله غفور رحيم[ قد فرض االله ) ١(

لكم تحلة أيمانكم واالله مولاكم وهو العليم الحكيم وإذ أسر النبي إلى ب) ٢( عض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره االله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير )٣ (

إن تتوبا إلى االله فقد صغت ق لوبكما وإن تظاهرا عليه فإن االله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات ) ٤( تائبات عابدات

سائحات ثيبات وأبكارا يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ) ٥( ملائكة غلاظ شداد لا يعصون االله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم ) ٦(

إنما تجزون ما كنتم تعملون يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى االله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم ) ٧( سيئاتكم ويدخل كم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي االله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين

أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء ق دير يا أيها النبي جاهد الكفار ) ٨( والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ضرب االله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة ) ٩(

لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من االله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين وضرب االله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجن) ١٠( ي من

فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من ) ١١( روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين }التحريم{) ] ١٢(

يا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لك تبتغي مرضاة أزواجك واالله غفور رحيم[: قوله تعالى -١ [ . }١:التحريم{

:سبب النزول يشرب عسلا عند زينب بنت كان رسول االله : "عن عائشة رضي االله عنها قالت

أكلت مغافير إني : يت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له جحش ويمكث عندها ، فواطلا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش ، فلن أعود له : أجد منك ريح مغافير قال

-١٢٦-

حرم على نفسه أكل العسل عاتبه االله وبسبب أن النبي ، )١(" وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدايا أيها النب[: بقوله ي لم تحرم ما أحل االله لك تبتغي مرضاة أزواجك واالله غفور رحيم [.

:التفسير الإجمالي في تحريمه على نفسه أكل الطعام يعاتب االله سبحانه في هذه الآية الكريمة النبي

يرضي أزواجه رضي االله عنهن ذلك ؛ لأجل أنالطيب الذي أحله االله لعباده ، وقد فعل النبي .)٢(واالله غفور لك رحيم بك :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

في تحريمه على نفسه أكل الحلال ، وإن لما كانت الآية تتحدث عن معاتبة االله للنبي بعد من شأن الأنبياء إذا عاتبهم االله في شيء فعلوه ؛ أنابوا إلى االله بالتوبة ، فناسب أن تختم الآية

واالله غفور رحيم[: بمغفرة االله له ورحمته به ، فلذلك كان قوله تعالى عتاب االله للنبي [ " ، ورفع عنه اللوم ، ورحمه ، وصار ذلك التحريم فهذا تصريح بأن االله قد غفر لرسوله

.)٣(" الصادر منه سببا لشرع حكم عام قد فرض االله ل[: قوله تعالى -٢ كم تحلة أيمانكم واالله مولاكم وهو العليم الحكيم . }٢:التحريم{]

:التفسير الإجمالي : قد شرع االله لكم أيها المؤمنون تحليل أيمانكم ، وذلك عن طريق أداء الكفارة وهي

ثلاثة أيام ، واالله هو إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ، أو تحرير رقبة ، فمن لم يجد ، فصيامالذي يتولى أموركم ، فيشـرع لكم ما فيه صلاحكم ، فهو العليـم بها ، الحكيم في تشريع

.)٤(الأحكام المناسبة لكم :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

لما أشارت الآية إلى كفارة اليمين التي شرعها االله لمن يحنث في يمينه ، ناسب أن تختم فيما يصلح العباد من أحكام ، وحكمته التي بها يضع الحكم المناسب لكل قضية الآية بعلم االله

وهو العليم الحكيم[: وأمر ، فلذلك كان قوله تعالى بما يصلحكم فيحملكم على ) العليم: "( أي ] : يجري أحكامه على الحكمة وهي : فيما يشرعه أي ) الحكيم(الصواب والرشد والسداد ، وهو

واالله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل االله لك تبتغي مرضاة أزواجـك [ باب ، كتاب التفسير ،صحيح البخاري ) ١(

حيمر ٩٦٧ص-٤٩١٢ حديث رقم]غفور. .٧/٣٧٠٣ ، عبد المنعم تعيلب ،فتح القدير في تفسير القرآن : انظر ) ٢( .٨٧٢ ص، عبد الرحمن السعدي ،تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان ) ٣(، الواحـد في تفسير القرآن المجيـد الوسيط ، ٤/١٣١ التسهيل لعلوم التنزيل ، ابن جزى الكلبي ، : انظر ) ٤(

.٤/٣١٨ النيسابوري ،

-١٢٧-

.)١(" ء الأفعال ما تقتضيه حقائقهاإعطايا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون[: قوله تعالى -٣ }٧:التحريم{ ]

: التفسير الإجمالي بالمعاذير في هذا اليوم، في يوم القيامة يقال للذين كذبوا باالله ورسله ، لا تلقوا إلى االله

.)٢(فإنما تجازون على ما كنتم تعملون في الدنيا :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

لما كانت الآية تتحدث عن حال الكفار يوم القيامة ، وتقديم أعذارهم الواهية ، ناسب أن لمن كان يجحد بالحق تختم الآية بالرد عليهم ، بأنهم لا يجزون إلا بما كسبت أيديهم ، فلا عذر

يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما [: مع تيقنه بأنه الحق الواضح ، فلذلك كان قوله تعالى تجزون ما كنتم تعملون وذلك يوم القيامة ، وتعطون جزاء ، إنما تثابون اليوم : يقال لهم : " أي ]

.)٣(" فلا تطلبوا المعاذير منها، كنتم في الدنيا تعملون أعمالكم التي يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى االله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم [: قوله تعالى -٤

ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي االله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير . }٨:التحريم{ ]

:التفسير الإجمالي ارجعوا إلى االله رجعة خالصة ، ليس فيها شائبة يها الذين صدقوا باالله ورسوله يا أ

عسى ربكم أن يغفر لكم سيئاتكم ، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ، يوم لا يخزي االله ، والذين صدقوا برسالته وعملوا بها ، يرفعهم االله إلى أعلى الدرجات ، ونور هؤلاء الرسول

ربنا أكمل لنا نورنا حتى ندخل الجنة ، وارحمنا فلا تؤاخذنا : أمامهم وبأيمانهم ، يقولون يكون .)٤(بذنوبنا ، واسترها علينا ، إنك على كل شيء قدير

:لآية بيان مناسبة الفاصلة لهم ربهم بأن يغفر لهم ذنوبهم، حال المؤمنين يوم القيامة ، ودعائالآية هنا تتحدث عن

هم نورهم ، ولما كان غفران الذنوب ، وإتمام النور يوم القيامة بيد االله وحده ، ناسب وأن يكمل لأن تختم الآية بقدرة االله على كل شيء ، فإنه وحده القادر على التعذيب ، والمغفرة ، وإتمام

.٢٨/٣٤٨ ، الطاهر بن عاشور،التحرير والتنوير ) ١( .٥/٢٧٧ ، مصطفى المنصوري ،المقتطف من عيون التفاسير : انظر ) ٢( .٢٣/٤٩٢ ، الطبري ،جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) ٣(تيسير الكريم الرحمن من تفـسير كـلام ، ٣٥٧ ص ، البيضاوي ،أويل زيل وأسرار الت ـأنوار التن : انظر ) ٤(

.٨٧٤ ص، عبد الرحمن السعدي ،المنان

-١٢٨-

إنك على كل شيء قدير[: النور، فلذلك كان قوله تعالى العفو والصفح وإن من شأن القادر" ، ] .)٢(" تمام لتفاوت أنوارهم بحسب أعمالهم ، فيسألون إتمامه تفضلاتعليل للإ" وهذا )١(" والمغفرة

يا أيها النبي جاهد الكفار والمنـافقين واغلـظ علـيهم ومـأواهم جهـنم وبـئس المـصير[: قوله تعالى -٥ [ . }٩:ريمالتح{

:التفسير الإجمالي جاهد الذين جاهروا بالكفر وأعلنوه ، وجاهـد الـذين أخفـوا الكفـر يا أيها الرسول ة ، وكن شديدا على هذين الفريقين في الدنيا ، وفي الآخـرة مـسكنهم ـوأبطنوه بالسيف والحج

.)٣(جهنم ، وبئس القرار الذي يصيرون إليه :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

بعقاب الكفار والمنافقين في الدنيا ، ناسب أن تخـتم بـذكر لما كانت الآية تأمر النبي ومأواهم جهنم وبئس المـصير[: عقابهم في الآخرة ، فلذلك كان قوله تعالى بئس المرجـع : أي ]

وبسبب صدهم عن المخزي والمذل لهم ، وذلك بسبب أنهم عرفوا الحق ، ثم كفروا به جحودا ، .)٤(سبيل االله

ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها [: قوله تعالى -٦ وكتبه وكانت من القانتين . }١٢:التحريم{ ]

:التفسير الإجمالي عمران عليها السلام التي صـانت ن صدقوا باالله ورسوله بمريم ابنة ثلا للذي ضرب االله م

أن ينفخ في جيب قميصها ، فسارت النفخـة إلـى فرجها عن الزنى ، حيث أمر االله جبريل وهي المرأة الصالحة التي صدقت بكلام ربها ، وعملـت ، رحمها فحصل لها الحمل بعيسى

.)٥( الطائعين بكتبه وكانت من عباد االله :لآية بيان مناسبة الفاصلة ل

لما كانت الآية تتحدث عن مريم عليها السلام وعفتها وطهارتها ، ناسب أن تأتي الآيـة والقانت هو المداوم على طاعـة ) القانتين(في الختام بمجمل يجمل وصف حالها بأنها كانت من

جتهـاد فـي عبادتـه ، والوقوف على حدوده ، والاوزجره ، االله في ملازمة أمره ، وترك نهيه

.١٤/١٠٣٥ ، عبد الكريم الخطيب ،التفسير القرآني للقرآن ) ١( .٩/٣٤٦ ، محمد ثناء االله مظهر ،التفسير المظهري ) ٢( .٩/٢٢٨ ، جمال الدين القاسمي ،محاسن التأويل : انظر ) ٣( .٥/٣٥٧ ، الشوكاني ،فتح القدير : انظر ) ٤( .٣/٣٥٤ ، عبد الرحمن الثعالبي ،الجواهر الحسان في تفسير القرآن : انظر ) ٥(

-١٢٩-

وكانت من القـانتين[: فلذلك كان قوله تعالى ) والتذكير(من عداد المواظبين على الطاعة : " أي ]ا لم تقتصر على طاعة الرجال الكاملين ، حتى عدت من جملـتهم ـللتغليب والإشعار بأن طاعته

المطيعين الله المـداومين : أي : "ويقول الشيخ السعدي ، )١(" ئيةابتدا) من (أو من نسلهم فتكون االله عنهـا على طاعته بخشية وخشوع ، وهذا وصف لها بكمال العلم والعمل ، فإنهـا رضـي

.)٢(" هي كمال العلم والعملوالصديقية ، صديقة

.٣٥٨ ص، البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ) ١( .٨٧٤ ص، عبد الرحمن السعدى ،تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان )٢(

-١٣٠-

الفصل الثالث الإعجاز البياني في الفاصلة القرآنية

: ن وفيه مبحثا

وأهـم أقـوال ، تعريف الإعجاز البياني وأهميته : المبحث الأول .العلماء فيه

أهم الظواهر البلاغية في فواصل الآيات القرآنية : المبحث الثاني .في البحث

-١٣١-

المبحث الأول تعريف الإعجاز البياني وأهميته

وأهم أقوال العلماء فيه

: وفيه ثلاثة مطالب

تعريف الإعجاز البياني لغة واصطلاحا: لب الأول المط أهمية الإعجاز البياني : المطلب الثاني أهم أقوال العلماء في الإعجاز البياني: المطلب الثالث

-١٣٢-

المبحث الأول أقوال العلماء فيهأهمو، وبيان أهميته ، تعريف الإعجاز البياني

:مقدمة وفرسـان تحدى االله به أمراء الكـلام ، يعود نه بدأ وإليه إن القرآن العظيم كلام االله ، م

فـائق ، عجيب التأليف ، البلاغة ليعارضوه ، فعجزوا عن الإتيان بمثله وذلك ؛ لأنه بديع النظم .)١(" ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد، لو نزعت منه لفظة "رائق ، فإنه

.لوجدنا أن آياته كلها متماثلة في الإعجاز ، إلى آخره فلو نظرنا في القرآن من أوله .تعريف الإعجاز البياني لغة واصطلاحا : المطلب الأول

:تعريف الإعجاز لغة : أولا ثم صار في العرف اسما للقـصور عـن ، دراكه والعجز عن إ ، هو التأخر عن الشيء :العجز

الفـوت والـسبق : ومعنى الإعجاز " إعجاز : جز وجمع الع )٢(درة ـوهو ضد الق ، فعل الشيء .)٣(" أعجزنى فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه: يقال :تعريف البيان لغة : ثانيا

.)٥(" إذا اتضح وانكشف: بان الشيء وأبان ")٤(هو الوضوح : البيان :تعريف الإعجاز البياني اصطلاحا : ا لثثاأن يؤدي المعنى بطريق هو أبلغ من جميع مـا عـداه مـن ": بقوله )٦( عرفـه الجرجاني -

.)٧(" الطرق .)٨(" حضار لما يظهر به تميز الشيء من غيره في الإدراكالا: "وعرفه الرماني بقوله -

.١/٥٣ ، ابن عطية الأندلسي ، في تفسير الكتاب العزيز محرر الوجيزال) ١(

.)بتصرف( ، ٤/٤٩، محمد الحسيني الزبيدي ،تاج العروس من جواهر القاموس ) ٢( .١٠/٤٣ ، ابن منظور ،لسان العرب ) ٣(

.٥١ ص ، أبو بكر الرازي ،مختار الصحاح : انظر ) ٤(

.١٦٤ ص ،ن فارس أحمد ب،معجم مقاييس اللغة ) ٥(

، المعروف بالشريف الجرجاني ، أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي : الجرجاني هو ) ٦( له نحو، هـ ٤٧١وتوفي سنة ، هـ ٤٠٠ولد سنة ، شافعي المذهب ، من كبار العلماء في اللغة العربية

.الأعلام ، الزركلي : انظر ، أسرار البلاغة ، دلائل الإعجاز ، منها المائة في النحو ، خمسين مصنفا

.٤٧ص، التعريفات ) ٧(

.١٠٦ص، ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ) ٨(

-١٣٣-

عجز الإنـس والجـن عـن : وقد اجتهد الباحث في إيجاد تعريف للإعجاز البياني وهو .أسلوبه وقوة معناه ، وتميز القرآن ، في فصاحة لفظه ، الإتيان بمثل

.أهمية الإعجاز البياني : المطلب الثاني الإعجاز البياني ؛ لأنه ينتظم كل سور القـرآن ، علـى : إن أعظم وجوه إعجاز القرآن هو -١

، أما الوجوه الأخرى من وجوه الإعجاز فليس الأمر فيها كـذلك ، اختلافها طولا وقصرا وكـذلك الإعجـاز العلمـي ، وجودة في كل سورة من القـرآن فأنباء الغيب مثلا ليست م

.)١(ومن هنا كان الإعجاز البياني أهم هذه الوجوه وأعمها ، والتشريعي والحجة الباقيـة علـى ، في رسالته الإعجاز البياني من أعظم الأدلة على صدق النبي -٢

.)٢(الناس إلى قيام الساعة فمعجزة القرآن معنوية ممتدة ، معجزات الرسل السابقين معجزة القرآن البيانية تختلف عن -٣

.)٣(بخلاف معجزات الرسل فإنها مادية قد انقضى زمانها ، إلى قيام الساعة .حفظ لنا علوم اللغة العربية من الاندثار والضياع ، الإعجاز البياني للقرآن الكريم -٤

.ي أهم أقوال العلماء في الإعجاز البيان: المطلب الثالث : بأنها تقع في سبعة أوجه : يتحدث لنـا الرماني عن وجوه الإعجاز بما مفاده : ي مانالر: أولا

وأخبـار الغيـب ، والبلاغـة ، والصرفة ، والتحدي للكافة ، ترك المعارضة مع توفر الحاجة " .)٤(" وقياسه بكل معجز، ونقض العادة ، الصادقة

.وجه السبعة ثم شرع الرماني في بيان هذه الأ : وجوه وهي ة يرى الباقلاني أن وجوه الإعجاز عنده متمثلة في ثلاث: )٥( الباقلاني: ثانيا

.ما يتضمنه القرآن من الإخبار بالغيب -أ ومع ذلك فقد أخبر بمجمل ما وقع مـن عظيمـات ، كان أميا لا يقرأ ولا يكتب أن النبي -ب

. إلى حين مبعثه آدم مم الغابرة من حين خلقالأمور في الأ

.متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه ، عجيب التأليف ، أنه بديع النظم -ج

)بتصرف( ، ١/١١٣، فضل عباس ،اتقان البرهان في علوم القرآن ) ١( ) .بتصرف( ، ١٤ ص، عبد االله الجديع ،المقدمات الأساسية في علوم القرآن ) ٢(

.١/٢٧ ، محمد متولي الشعراوي ،زة القرآن معج: انظر ) ٣(

.٦٩ص، ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ) ٤(

المعـروف بالبـاقلاني ، القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بـن القاسـم : الباقلاني هو ) ٥(في عـام وتـو ، هــ ٣٢٨ولد عام ، صنف التصانيف الكثيرة في علم الكلام ، البصري المتكلم المشهور

الإنـصاف فيمـا يجـب ولا ، تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل ، إعجاز القرآن ، من تصانيفه ، هـ ٤٠٣، الزركلـي ،الأعـلام : وانظـر ، ٤/٢٦٩ ، ابن خلكـان ،وفيات الأعيان : انظر ، يجوز فيه الخلاف

٦/١٧٥،١٧٦.

-١٣٤-

وعجيـب ، ثم شرع في تفصيل هذا الوجه إلى عشرة أوجه كلها ترجع إلى بديع نظمـه .)١(وتناهيه في البلاغة ، تأليفه ، أن البلاغـة هي أهم وجوه الإعجاز البياني فـي القـرآن يرى الخطابي : )٢(ابي طالخ: ثالثا

وربـاط لهمـا ، ومعنى به قائم ، لفظ حامل : إنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة : "حيث يقول حتى لا ترى شيئا ، وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة ، ناظم

ولا ترى نظما أحسن تأليفا وأشـد تلاؤمـا ، لا أعذب من ألفاظه من الألفاظ أفصح ولا أجزل و فلا خفاء على ذي عقل أنها هي التي تشهد لها العقول بالتقـدم وأما المعانى ، وتشاكلا من نظمه

فـتفهم الآن واعلـم أن ، والترقي إلى أعلى درجات الفضل من نعوتها وصـفاتها ، في أبوابها ومـضمنا أصـح ، ؛ لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف القرآن إنما صار معجزا

.)٣(" المعانيعجاز في القرآن الكريم إنمـا يكـون فـي الـنظم حيث يرى أن وجوه الإ :الجرجاني : رابعا

، وأكد أن هذا هو الوجه الوحيد الذي أعجز العرب وأذهلهم عنـدما سـمعوا آياتـه ، والتأليف فلم يجدوا كلمة يصلح في مكانها كلمـة أخـرى ، وجدوها في غاية الفصاحة ، وتدبروا معانيها

.)٤(حكام تقان والابل وجدوه في غاية الا، وفي اللفظ فتؤدي المعنى وتست

.٤٨،٧١إعجاز القرآن ص: انظر ) ١(

وتـوفي سـنة ، هـ ٣١٩ولد سنة ، ى براهيم الخطابي البست ان حمد بن محمد بن إ أبو سليم : الخطابي هو ) ٢(وفيـات : انظـر ، كتاب بيان إعجاز القـرآن ، غريب الحديث ، معالم السنن : ه ـمن تصانيف ، هـ ٣٨٨

.٢/٢٧٣ ، الزركلي ،الأعلام ، ٢/٢١٤ ، ابن خلكان ،لأعيان

.٢٤ص، ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ) ٣(

.٢١١ص، دلائل الإعجاز في المعاني : انظر ) ٤(

-١٣٥-

المبحث الثاني أهم الظواهر البلاغية في فواصل

الآيات القرآنية في البحث

: مطالب سبعةوفيه .م والتأخير التقدي: المطلب الأول

.التوكيد : الثانيالمطلب .النفي : الثالثالمطلب .المدح : الرابعالمطلب .الذم : الخامسالمطلب .الإظهار في موضع الإضمار : السادسالمطلب .مل على أسماء االله الحسنى تالفواصل التي تش : السابعالمطلب

-١٣٦-

المبحث الثاني الآيات القرآنية في البحثأهم الظواهر البلاغية في فواصل

بنماذج من الظواهر البلاغيـة التـي فيهـا - في هذه المطالب السبعة -الباحث وسيأتي

.وذلك من خلال الفواصل التي في سور البحث ، يظهر الإعجاز البياني :التقديم والتأخير: المطلب الأول

ظـة فلو أبـدلت لف ، ية الدقة فهي في غا ، إن ألفاظ القرآن الكريم جاءت قوالب لمعانيه يقـول شـيخ ، وانطفأ حـسنه ، ولذهب رونقه ، مت لاختل المعنى أو أخرت أو قد، مكان لفظة

، هو باب كثير الفوائـد جـم المحاسـن : عبد القاهر الجرجاني عن التقديم والتأخير : البلاغة .)١(بعيد الغايـة ، واسع التصرف

: دراسة التى تتضمن تقديما وتأخيرابعض فواصل الآيات في سور ال السورة رقمها الفاصلة موهو على كل شيء قدير[ -١ الحديد ٢ ] وهو بكل شيء عليم[ -٢ الحديد ٣ ] واالله بما تعملون بصير[ -٣ الحديد ٤ ] وإلى االله ترجع الأمور[ -٤ الحديد ٥ ] وإن االله بكم لرءوف رحيم[ -٥ الحديد ٩ ] واالله بما تعملون خبير[ -٦ الحديد ١٠ ] ولهم أجر كريم[ -٧ الحديد ١٨ ] إن ذلك على االله يسير[ -٨ الحديد ٢٢ ] واالله بما تعملون خبير[ -٩ المجادلة ٣ ]

للكافرين عذاب أليمو[ -١٠ المجادلة ٤ ] وللكافرين عذاب مهين[ -١١ المجادلة ٥ ] واالله على كل شيء شهيد[ -١٢ المجادلة ٦ ] إن االله بكل شيء عليم[ -١٣ المجادلة ٧ ]

) .بتصرف (١٠٦ص، دلائل الإعجاز ) ١(

-١٣٧-

واتقوا االله الذي إليه تحشرون[ -١٤ المجادلة ٩ ]وعلى االله فليتوكل المؤمنون[ -١٥ المجادلة ١٠ ] واالله بما تعملون خبير[ -١٦ المجادلة ١١ ]

: التقديم والتأخير بيان نموذجين علىإن االله بكل شيء عليم[ - أ بكل شي[قدم هنا الجار والمجرور }٧:المجادلة{ ] على متعلقه ]ء

عليم[ وهذا التقديم يفيد مطلق العموم ؛ لعلمه تعالى ) واالله عليم بكل شيء( وأصل الجملة ] .وهذا أبلغ وأفصح من بقاء الجملة على حالها ، بكل شيء

واالله على كل شيء شهيد[ - ب على كل شيء[قدم هنا الجار والمجرور }٦:المجادلة{ ] لى متعلقه ع ]شهيد[ فهو شهيد على كل قول وعمل، ، ليفيد كمال علم االله وإطلاعه على كل شيء ]

.وإن شرا فشر ، إن خيرا فخير ، ومحاسب عليه :التوكيد : الثانيالمطلب

وإماطة الشبهات ، إزالة الشكوك : وفائدته، هو تمكين الشيء في نفسه وتقوية أمره ": تعريفه - .)١(" ددهعما أنت بص

فإذا كان الذي تخاطبه ، فالتوكيد من الأساليب البلاغية التي تزيد المعنى شمولا وقوة خالد : فتقول له مثلا ، لا تعرف منه شكا أو ترددا في إخبارك له بأمر معين ، خالي الذهن

.)٢(إن خالد لمسافر : فإذا كان شاكا في ذلك تقول له ، مسافر :يات في سور الدراسة التى تتضمن التوكيدبعض فواصل الآ

السورة رقمها الفاصلة موإن االله بكم لرءوف رحيم[ -١ الحديد ٩ ] إن ذلك على االله يسير[ -٢ الحديد ٢٢ ] فإن االله هو الغني الحميد[ -٣ الحديد ٢٤ ] إن االله قوي عزيز[ -٤ الحديد ٢٥ ] إن االله سميع بصير[ -٥ المجادلة ١ ]وإن االله لعفو غفور[ -٦ المجادلة ٢ ]

.٢/١٧٦ ، يحيى العلوي،الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ) ١(

.١١٥ ص، فضل عباس وسناء عباس : الدكتور،إعجاز القرآن الكريم : انظر ) ٢(

-١٣٨-

فإن االله غفور رحيم[ -٧ المجادلة ١٢ ] إنهم ساء ما كانوا يعملون[ -٨ المجادلة ١٥ ] إن االله قوي عزيز[ -٩ المجادلة ٢١ ]

ألا إن حزب االله هم المفلحون[ -١٠ المجادلة ٢٢ ] فإن االله شديد العقاب[ -١١ الحشر ٤ ] وليخزي الفاسقين[ -١٢ الحشر ٥ ] إن االله شديد العقاب[ -١٣ الحشر ٧ ] أولئك هم الصادقون[ -١٤ الحشر ٨ ] إن االله لا يهدي القوم الفاسقين[ -١٥ المنافقون ٦ ]

: على التوكيدبيان نموذجينإن االله لا يهدي القوم الفاسقين[ -أ دي القوم الخارجين عن طاعة ـ لا يهفاالله }٦:المنافقون{ ]

وذلك لرسوخهم في الكفر فهؤلاء بعيدون عن رحمة االله ،، الصادين عن سبيل االله ، االله وخهم في ـدوا لرسـوالنفاق ؛ ولذلك جاء التأكيد بإن في هذه الفاصلة على أنهم لن يهت

.)١(الكفر والنفاق إن االله قوي عزيز[ -ب ه التي ـجاءت الفاصلة هنا تأكيدا على عظمة قوة االله وعزت }٢٥:الحديد{]

وتعريضهم للقتال ليس لحاجته ، يها على أن تكليفهم بالجهاد وتنب، وتحقيقا للحق ، لا تغالب ويصلوا بالامتثال ، بل إنما هو لينتفعوا به ، في إعلاء كلمته وإظهار دينه إلى نصرتهم

وإلا فهو غني عنهم بقوته وعزته ؛ فلذلك جاء التأكيد بإن في ، لأمره إلى عظيم الثواب .)٢(الفاصلة على قوة االله وعزته

:النفي : الثالثلمطلب ا .)٣(" وهو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل) بلا(هو ما لا ينجزم ": تعريفه -

: بعض فواصل الآيات في سور الدراسة التى تتضمن النفى السورة رقمها الفاصلة مولكن لا تبصرون[ -١ الواقعة ٨٥ ]

.٣٤٢ ص، البيضاوي ،سرار التأويل أنوار التنزيل وأ: انظر ) ١(

. من هذه الدراسة٥٣ص : انظر ) ٢(

.٣١٤ ص، الجرجاني ،التعريفات ) ٣(

-١٣٩-

ذلك بأنهم قوم لا يف[ -٢ قهون الحشر ١٣ ] ذلك بأنهم قوم لا يعقلون[ -٣ الحشر ١٤ ] واالله لا يهدي القوم الفاسقين[ -٤ الصف ٥ ] واالله لا يهدي القوم الظالمين[ -٥ الصف ٧ ] واالله لا يهدي القوم الظالمين[ -٦ الجمعة ٥ ] هم لا يفقهونف[ -٧ المنافقون ٣ ] إن االله لا يهدي القوم الفاسقين[ -٨ المنافقون ٦ ] ولكن المنافقين لا يفقهون[ -٩ المنافقون ٧ ]

:على النفي بيان نموذجين ولكن لا تبصرون[ - أ ، م رؤية البشر للملائكة جاء النفي هنا في الفاصلة بعد }٨٥:الواقعة{ ]

وقدرة ، أقرب علما واالله ، على الموت تأتي لقبض روح المحتضر المشرفعندما .)١(وتصرفا من هذا المحتضر

واالله لا يهدي القوم الظالمين[ - ب جاء النفي هنا في الفاصلة بأن الهداية محجوبة }٥:الجمعة{] .)٢(فالظلم من أكبر الأسباب المانعة من الهداية ، ظلم عمن يصر على ال

:المدح : الرابعالمطلب .)٣(" هو الثناء باللسان على الجميل مطلقا " :تعريفه

:بعض فواصل الآيات في سور الدراسة التى تتضمن المدح السورة رقمها الفاصلة مذلك هو الفوز العظيم[ -١ الحديد ١٢ ] ولهم أجر كريم[ -٢ الحديد ١٨ ] أولئك هم الصادقون[ -٣ الحشر ٨ ] فأولئك هم المفلحون[ -٤ الحشر ٩ ] ذلك الفوز العظيم[ -٥ الصف ١٢ ]

. من هذه الدراسة٣٨ص : انظر ) ١(

. من هذه الدراسة٩٢ص : انظر ) ٢(

.١٣٨٣ ص،ي ، أبو البقاء الكفوكتاب الكليات ) ٣(

-١٤٠-

واالله خير الرازقين[ -٦ الجمعة ١١ ] ذلك الفوز العظيم[ -٧ ابنالتغ ٩ ] فأولئك هم المفلحون[ -٨ التغابن ١٦ ] وكانت من القانتين[ -٩ التحريم ١٢ ]

: على المدح بيان نموذجينأولئك هم الصادقون[ - أ عباده المؤمنين على في هذه الفاصلة مدح االله ، }٨:الحشر{ ]

.)١(فس ونصرتهم لدين االله بالمال والن، جهادهم

فأولئك هم المفلحون[ - ب حيث مدح االله عباده ؛ لأنهم يؤثرون إخوانهم بأموالهم }٩:الحشر{ ]، ولو كان بهم حاجة شديدة لها فيقاسموها إياهم أولئك هم الفائزون بالجنة ، وديارهم

.)٢(الناجون من النار

:الذم : الخامسالمطلب هار سوء بقصد التعييب والذم ، وقد يعبر به عما يقدم عليه بقصد لا يستعمل إلا لإظ ":الذم

.)٣(" النصح :بعض فواصل الآيات في سور الدراسة التى تتضمن الذم

السورة رقمها الفاصلة مهذا نزلهم يوم الدين[ -١ الواقعة ٥٦ ] فنزل من حميم[ -٢ الواقعة ٩٣ ] وب[ -٣ ئس المصير الحديد ١٥ ] أولئك أصحاب الجحيم[ -٤ الحديد ١٩ ] وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور[ -٥ الحديد ٢٠ ] فبئس المصير[ -٦ المجادلة ٨ ] إنهم ساء ما كانوا يعملون[ -٧ المجادلة ١٥ ] فلهم ع[ -٨ ذاب مهين المجادلة ١٦ ] وبئس المصير[ -٩ التحريم ٩ ]

. من هذه الدراسة٧٢ص : ظر ان) ١(

. من هذه الدراسة ٧٣ ص : انظر )٢(

.٧١٣ ص،ي ، أبو البقاء الكفوكتاب الكليات ) ٣(

-١٤١-

: لذم بيان نموذجين على افهم لا يفقهون[ - أ حيث ، وقلة عقلهم ، لقد ذم االله المنافقين على سوء فهمهم ، }٣:المنافقون{ ]

أفرط ما في فكان هذا، وا به ظاهرا ، ولم يؤمنوا به باطنا ـأنهم عرفوا الحق ، وعمل .)١(وأشد ما في الظلم ، الجهل

وبئس المصير[ - ب ، وهي النار يصلونها ، حيث ذم االله الكفار بتبيين مصيرهم }٩:التحريم{] .)٢(وصدهم عن سبيل االله ، وذلك بسبب كفرهم ، ) بئس(وجاء بفعل الذم

:الإظهار في موضع الإضمار : السادسالمطلب وأيضا يذكرونه تحت باب ، ) أحوال المسند إليه(غيون هذا الفن تحت عنوان يذكر البلا

وحقيقة الأمر أن للمسند ضوابط وقواعد ينبغي أن لا يخرج ، خروج الكلام عن مقتضى الظاهر ومن جملة ذلك أنه حين ، ولكنه حين يخرج عن تلك القواعد إنما يخرج لفائدة بلاغية ، عنها

ليتم به ، وإنما يؤتى بضمير يعود عليه ؛د الحديث عنه لا يكررـوأرييذكر الاسم ظاهرا ولكن هناك أحوال أخرى يعاد فيها ذكر الاسم ، وهذا هو الأصل ، وتقع به الفائدة ، الكلام

م في موضع يصح فيه الإضمار ـارا للاسـظهون إـفيك، ر ـالظاهر ولا يؤتى بالضميد إتمام المعنى ، ـر فوائـة غيـلخروج إنما يكون لفائدة بلاغيوهذا ا، والإتيان بالضمير

.)٣(وإيجاز الكلام : بعض فواصل الآيات في سور الدراسة التى تتضمن الإظهار فى موضع الإضمار

السورة رقمها الفاصلة مألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون... [ -١ المجادلة ١٩ ] ألا إ[ -٢ ن حزب االله هم المفلحون المجادلة ٢٢ ] واالله لا يهدي القوم الفاسقين[ -٣ الصف ٥ ] واالله عليم بالظالمين[ -٤ الجمعة ٧ ] واالله يشهد إن المنافقين لكاذبون[ -٥ المنافقون ١ ] إن االله لا يهدي ال[ -٦ قوم الفاسقين المنافقون ٦ ]

.١٤/٩٥٩ ، عبد الكريم الخطيب ، للقرآن ىالتفسير القرآن: انظر ) ١(

. من هذه الدراسة ٩٦ص : انظر )٢(

، ١٦٦- ١٦٥ ص، طارق عقيلان ،المناسبة بين الفواصل القرآنية وآياتها دراسة تطبيقية لسورة الأنعام ) ٣( ) .بتصرف(

-١٤٢-

: على الإظهار في موضع الإضمار بيان نموذجينألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون[ - أ موصفون بالخسر الذي لا غاية ال: أي ، }١٩:المجادلة{ ]

وفي تصدير ، حيث فوتوا على أنفسهم النعيم المقيم وأخذوا بدله العذاب الأليم ، وراءهوتوحيد ضمير ، وإظهار الشيطان معا في موضع الإضمار ، الجملة بحرف التنبيه والتحقيق

ألا إن حزبه ، إلا : مكان أن يضمر فيقولن التأكيد ما لا يخفى ، وكان بالإالفصل من فنو .)١(أنه أظهر لفائدة بلاغية

وعلى االله فليتوكل المؤمنون[ - ب إظهار في ) الفاصلة(ة في تيان باسم الجلالوالإ ، }١٣:لتغابنا{] مكان أن يضمر فتسير مسرى المثل ، وكان بالإ، ة ضمار ؛ لتكون الجملة مستقلمقام الإ .)٢(وعليه فليتوكل المؤمنون ، لكنه أظهر لغرض بلاغى : فيقول

:مل على أسماء االله الحسنى تالفواصل التي تش : السابعالمطلب ما يدل على : جاءت أسماء االله الحسنى في فواصل الآيات لتدلل على أمور مختلفة منها

، إلى غير ذلك من صفات الكمال أو حكمته ، أو عزته ، أو علمه ، كمال قدرته تعالى . عما يشركون ، ونعوت الجلال للذات الإلهية

: الحسنىبعض فواصل الآيات في سور الدراسة التى تتضمن أسماء االله السورة رقمها الفاصلة متنزيل من رب العالمين[ -١ الواقعة ٨٠ ] فسبح باسم ربك العظيم[ -٢ الواقعة ٩٦ ] وهو العزيز الحكيم[ -٣ الحديد ١ ] وهو على كل شيء قدير[ -٤ الحديد ٢ ] وهو بكل شي[ -٥ ء عليم الحديد ٣ ] واالله بما تعملون بصير[ -٦ الحديد ٤ ] وإلى االله ترجع الأمور[ -٧ الحديد ٥ ] وهو عليم بذات الصدور[ -٨ الحديد ٦ ] وإن االله بكم لرءوف رحيم[ -٩ الحديد ٩ ]

واالله بما تعملون[ -١٠ خبير الحديد ١٠ ]

. من هذه الدراسة٦٦ص : انظر ) ١(

. من هذه الدراسة١٠٨ص : انظر ) ٢(

-١٤٣-

واالله ذو الفضل العظيم[ -١١ الحديد ٢١ ] فإن االله هو الغني الحميد[ -١٢ الحديد ٢٤ ] إن االله قوي عزيز[ -١٣ الحديد ٢٥ ] وهو العزيز الحكيم[ -١٤ الحشر ١ ]

: على أسماء االله الحسنى بيان نموذجينإن االله سميع بصير[ -أ في جميع الأوقات ، أن االله سميع لجميع الأصوات : أي ، }١:المجادلة{ ]

دبيب النملة السوداء ، على الصخرة الصماء في الليلة سمعي) سميع( على تفنن الحاجات ، .)١(مور الدقيقة والجليلة وهذا إخبار عن كمال سمعه وبصره وإحاطته بالأ، الظلمـاء

وهو العزيز الحكيم[ - ب الغالب القاهر في ملكه ، المنيع الجناب ) القوي(أي ، }١:الحشر{] .)٢(يضع الأشياء في موضعها الصحيح ، في صنعه وقدره وشرعه ) الحكيم(

. من هذه الدراسة٥٦،٥٧ص : انظر ) ١(

. من هذه الدراسة٦٩ص : انظر ) ٢(

-١٤٤-

الخاتمة

حيث ، نجاز هذه الدراسة لإالحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات أحمده تعالى أن وفقني فكل يوم ، وأتقلب في رياضها ، أنتقل فيها بين آيات االله ، كانت رحلتي مع كتاب االله عجيبة

فهذا البحث لم ، وجميل لطائفه ، وأصل فيه إلى عجيبة من كنوز معارفه ، تنكشف لي فيه لطيفة وإن أسأت فمن نفسي، فإن أحسنت فمن االله وبتوفيقه ، وبذلت فيه ما أمكن ، أدخر فيه جهدا

.بن آدم النقص والزلل اوقد كتب االله على ، فالكمال الله وحده ، والشيطان :وذلك فيما يلي ، وقد وصلت من خلال دراستي إلى بعض النتائج والتوصيات

:النتائج : أولا وبعد هذا الجهد المتواضع في دراستي ، ولكل جهد نتيجة ، إن لكل عمل خلاصة :وصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها ، لمناسبة فواصل السور مع آياتها

وقوة ، الفاصلة القرآنية أظهرت جانبا بارزا من جوانب الإعجاز البياني من حيث دقة النظم -١ .للألفاظ مع المعاني ، السبك

.أو قد تكون جزءا من الآية ، إن الفاصلة القرآنية في السورة قد تأتي آية كاملة -٢

ويحدث هذا خاصة في السور المكية التي ، ل المقطع القرآني ن الآية قد تأتي فاصلة لكإ -٣فقد جاءت أكثر فواصلها آيات تختم بها ، سورة الواقعة : مثل ، يكثر فيها الآيات القصيرة

.المقاطع القرآنية

يا [: قوله تعالى : فقد تأتي الآية خبرية مثل ، ليس بالضروري أن تكون لكل آية فاصلة -٤أيها الذي ن آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم فهذه الآية الكريمة}١٠:الصف{ ]

.خالية من الفاصلة

، التقديم والتأخير : مثل ، البلاغية كثير من الأساليباشتملت فواصل سور البحث على -٥إلى غير ذلك من الظواهر ، ار والإضمار في موضع الإظه، والاستفهام ، والتوكيد .البلاغية

إن البحث في مناسبة الفواصل القرآنية لآياتها يقوي الإيمان باالله ؛ لأنه يزيد التعلق بكتاب -٦ .االله من خلال تدبر آياته

أثناء ، إن البحث في مناسبة الفواصل القرآنية لآياتها يقوي الباحث من الناحية البلاغية -٧ .ته للجمل تركيبه للكلام وصياغ

إن البحث في مناسبة الفواصل القرآنية لآياتها ينمي في الباحث ملكة الاستنباط للطائف -٨ .القرآن ودقائقه

-١٤٥-

وكتابة ، وأخيرا هذا البحث بشكل عام نمى عندي القدرة على النقد العلمي الموضوعي -٩خاصة إذا اجتهد ، ية رسالة في مرحلة الماجستير كاف بأن يجعل لغة النقد عند الطالب قو

.إلى المستوى المطلوب

:التوصيات : ثانيا .أوصي نفسي وإخواني بهذا القرآن العظيم فإنه حبل النجاة في الدنيا والآخرة -١أوصى طلاب العلم الشرعي أن يصرفوا الهمم إلى الدراسات القرآنية في شتى الميادين كل -٢

.على حسب طاقته ، ومبلغ علمه

.ية بالبلاغة القرآنية في دراسات متنوعة بحيث تبرزها في أبهى صورة أوصي بالعنا -٣

.أوصي بالعمل على إعداد موسوعة شاملة يجمع فيها مشروع الفاصلة القرآنية كله -٤

وفي الختام نسأل االله أن ينفعنا بالقرآن العظيم ، وأن يغفر لنا ولوالدينا ، ولمشايخنا إنه .نا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سميع عليم ، وصلي االله على نبي

وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين

-١٤٦-

الفهارس

.فهرس الآيات القرآنية : أولا .فهرس الأحاديث النبوية الشريفة : ثانيا .فهرس الأعلام المترجم لهم : ثالثا .فهرس المصادر والمراجع : رابعا

.فهرس الموضوعات : خامسا

-١٤٧-

فهرس الآيات القرآنية: أولا سورة الفاتحة

رقم الصفحة رقم الآية الآية مالرحمن الرحيم[ -١ مالك يوم الدين * [ ١٠ ٤ اهدنا الصراط المستقيم[ -٢ [ ٦ ٦

سورة البقرة هدى للمتقين ...الم[ -٣ [ ٦ ٢-١

سورة النساءيوصيكم[ -٤ إن االله كان عليما حكيما... االله [ ٥ ١١

سورة التوبةإنما النسيء[ -٥ واالله لا يهدي القوم الكافرين ... [ ٥٨ ٣٧

سورة فاطروالعمل الصالح يرفعه[ -٦ [ ٤٤ ١٠

سورة الواقعةإذا وقعت الواقعة[ -٧ [ ١٣ ١ على سرر موضونة[ -٨ جزاء بما كانوا يعملون ... [ ٣٣ ٢٤-١٥ جزاء بما كانوا يعملون[ -٩ [ ٣٣ ٢٤

وأصحاب اليمين[ -١٠ لأصحاب اليمين ... [ ٣٣ ٣٨-٢٧ وأصحاب الشمال [ -١١ يوم الدين... [ ٣٤ ٥٦-٤٤ هذا نزلهم يوم الدين[ -١٢ [ ٣٥ ٥٦ نحن خلقناكم فلولا تصدقون[ -١٣ فلولا تذكرون ... [ ٣٥ ٦٢-٥٧ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون[ -١٤ [ ٣٥ ٦٢ أفرأيتم ما تحرثون[ -١٥ فظلت ... م تفكهون [ ٣٦ ٦٥-٦٣ لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون[ -١٦ [ ٣٦ ٦٥ أفرأيتم الماء[ -١٧ فلولا تشكرون ... [ ٣٦ ٧٠-٦٨ لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون[ -١٨ [ ٣٦ ٧٠

-١٤٨-

رقم الصفحة رقم الآية الآية مأفرأيتم النار [ -١٩ ربك العظيم... [ ٣٧ ٧٤-٧١ إنه لقرآن كريم[ -٢٠ تنزيل من رب العالمين ... [ ٣٧ ٨٠-٧٧ تنزيل من رب العالمين[ -٢١ [ ٣٨ ٨٠ فلولا إذا بلغت الحلقوم[ -٢٢ ول ... كن لا تبصرون [ ٣٨ ٨٥-٨٣ فأما إن كان من المقربين[ -٢٣ وجنة نعيم ... [ ٣٨ ٨٩-٨٨ فروح وريحان وجنة نعيم[ -٢٤ [ ٣٨ ٨٩ وأما إن كان من أصحاب اليمين[ -٢٥ أصحاب اليمين ... [ ٣٩ ٩١-٩٠ وأما إن كان من المكذبين [ -٢٦ وتصلية جحيم ... [ ٣٩ ٩٤-٩٢ إن هذا لهو حق اليقين[ -٢٧ فسبح باسم ربك العظيم * [ ٤٠ ٩٦-٩٥

سورة الحديدسبح الله [ -٢٨ وهو العزيز الحكيم... ٦ ١ }١:الحديد{ ]سب[ -٢٩ ح الله ما في والأرض وهو العزيز الحكيمالسموات [ ٤٢ ١ له ملك [ -٣٠ والأرضالسموات شيء قدير ... [ ٤٢ ٢ هو الأول والآخر [ -٣١ وهو بكل شيء عليم... [ ٤٣ ٣ هو الذي خلق [ -٣٢ واالله بما... السموات تعملون بصير [ ٤٣ ٤ له ملك [ -٣٣ والأرض وإلى االله ترجع الأمورالسموات [ ٤٤ ٥ يولج الليل في النهار [ -٣٤ بذات الصدور... [ ٤٤ ٦ وما لكم [ -٣٥ إن كنتم مؤمنين... [ ٤٥ ٨ هو الذي ينز[ -٣٦ بكم لرءوف رحيم...ل [ ٤٦ ٩ يوم ترى المؤمنين[ -٣٧ ذلك هو الفوز العظيم... [ ٤٧ ١٢ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية [ -٣٨ وبئس المصير... [ ٤٧ ١٥ ألم يأن للذين آمنوا [ -٣٩ وكثير منهم ... فاسقون [ ١٣ ١٦ ألم يأن للذين آمنوا [ -٤٠ وكثير منهم فاسقون... [ ٤٧ ١٦ اعلموا أن االله [ -٤١ لعلكم تعقلون... ٤٨ ١٧ }١٧:الحديد{] إن المصدقين والمصدقات [ -٤٢ ولهم أجر كريم... [ ٤٩ ١٨

-١٤٩-

رقم الصفحة رقم الآية الآية موالذين آمنوا[ -٤٣ أولئك أصحاب الجحيم ... [ ٤٩ ١٩ اعلموا أنما الحياة الدنيا [ -٤٤ إلا متاع الغرور... [ ٤٩ ٢٠ سابقوا إلى مغفرة[ -٤٥ واالله ذو الفضل العظيم ... [ ٥٠ ٢١ ما أصاب من مصيبة [ -٤٦ إن ذلك على االله يسير... [ ٥١ ٢٢ لكي لا تأسوا [ -٤٧ واالله لا يحب كل مختال فخور... [ ٥١ ٢٣ الذين يبخلون [ -٤٨ فإن االله هو الغني الحميد... [ ٥٢ ٢٤ لقد[ -٤٩ أرسلنا رسلنا إن االله قوي عزيز... [ ٥٣ ٢٥ إن االله قوي عزيز[ -٥٠ [ ١٣٠ ٢٥ يا أيها الذين آمنوا [ -٥١ واالله غفور رحيم... [ ٥٣ ٢٨ وأن الفضل بيد االله [ -٥٢ الفضل العظيم... [ ٢١ ٢٩ ئلا يعلم أهل الكتاب ل[ -٥٣ واالله ذو الفضل العظيم... [ ٥٤ ٢٩

سورة المجادلةقد سمع االله [ -٥٤ إن االله سميع بصير... [ ٥ ١ قد سمع االله [ -٥٥ إن االله سميع بصير... [ ٢٢ ١ قد سمع االله [ -٥٦ ألا إن ... حزب االله هم المفلحون [ ٥٦-٥٥ ٢٢-١ إن االله سميع بصير[ -٥٧ [ ١٣٥ ١ الذين يظاهرون [ -٥٨ وإن االله لعفو غفور... [ ٥٧ ٢ والذين يظاهرون [ -٥٩ واالله بما تعملون خبير... [ ٥٧ ٣ فمن لم يج[ -٦٠ وللكافرين عذاب أليم...د [ ٥٨ ٤ إن الذين يحادون [ -٦١ وللكافرين عذاب مهين... [ ٥٩ ٥ يوم يبعثهم االله جميعا [ -٦٢ واالله على كل شيء شهيد... [ ٥٩ ٦ واالله على كل شيء شهيد[ -٦٣ [ ٥٩ ٦ ألم تر أن االله يعلم [ -٦٤ إن االله بكل شيء عليم... [ ٦٠ ٧ إن االله بكل شيء عليم[ -٦٥ [ ١٢٩ ٧ ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى [ -٦٦ فبئس المصير... [ ٦٠ ٨

-١٥٠-

رقم الصفحة رقم الآية الآية ميا أيها الذين آمنوا [ -٦٧ واتقوا االله الذي إليه تحشرون... [ ٦١ ٩ إنما النجوى من الشيطان [ -٦٨ وعلى االله فليتوكل ...

المؤمنون [ ٦١ ١٠

يا أيها الذين آمنوا [ -٦٩ واالله بما تعم... لون خبير [ ٦٢ ١١ يا أيها الذين آمنوا [ -٧٠ فإن االله غفور رحيم... [ ٦٢ ١٢ أعد االله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون[ -٧١ [ ٦٤ ١٥ لن تغني عنهم أموالهم [ -٧٢ فيها خالد... ٦٤ ١٧ ] ونيوم يبعثهم االله جميعا [ -٧٣ ألا إنهم هم الكاذبون... [ ٦٥ ١٨ استحوذ عليهم الشيطان [ -٧٤ هم الخاسرون... [ ٦٥ ١٩ ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون[ -٧٥ [ ١٣٤ ١٩ كتب االله [ -٧٦ لأغلبن أنا ورسلي إن االله قوي عزيز [ ٦٦ ٢١ لا تجد قوما [ -٧٧ ألا إن حزب االله هم المفلحون... [ ٦٦ ٢٢

سورة الحشرسبح الله [ -٧٨ وهو العزيز الحكيم ... [ ٦٩-٦٨ ٢٤-١ سبح الله [ -٧٩ وهو ال... عزيز الحكيم [ ٦٩ ١ وهو العزيز الحكيم[ -٨٠ [ ١٣٥ ١ هو الذي أخرج الذين كفروا [ -٨١ يا أولي الأبصار... [ ١٤ ٢ هو الذي أخرج الذين كفروا [ -٨٢ يا أولي الأبصار... [ ٦٩ ٢ ولولا أن كتب [ -٨٣ ولهم في الآخرة عذاب النار...االله [ ٧٠ ٣ ذلك بأنهم [ -٨٤ فإن االله شديد العقاب... [ ٧٠ ٤ وما أفاء االله [ -٨٥ واالله على كل شيء قدير... [ ٧١ ٦ ما أفاء االله على رسوله [ -٨٦ إن االله ش... ديد العقاب [ ٧١ ٧ للفقراء المهاجرين [ -٨٧ أولئك هم الصادقون... [ ٧٢ ٨ أولئك هم الصادقون[ -٨٨ [ ١٣٢ ٨ والذين تبوءوا الدار والإيمان [ -٨٩ فأولئك هم المفلحون... [ ٧٢ ٩

-١٥١-

م الصفحةرق رقم الآية الآية مفأولئك هم المفلحون[ -٩٠ [ ١٣٢ ٩ والذين جاءوا من بعدهم [ -٩١ إنك رءوف رحيم... [ ٧٣ ١٠ ألم تر إلى الذين نافقوا [ -٩٢ واالله يشهد إنهم لكاذبون... [ ٧٤ ١١ لأنتم أشد ره[ -٩٣ بة ذلك بأنهم قوم لا يفقهون... [ ٧٥ ١٣ لا يقاتلونكم جميعا [ -٩٤ ذلك بأنهم قوم لا يعقلون... [ ٧٥ ١٤ كمثل الشيطان[ -٩٥ [ ٢٦ ١٦ كمثل الشيطان [ -٩٦ إن االله خبير بما تعملون... [ ٧٦ ١٨-١٦ يا أيها الذين آمنوا [ -٩٧ إن االله خبير بما تعملون... [ ٧٦ ١٨ ولا تكونوا كالذين [ -٩٨ أولئك هم الفاسقون... [ ٧٧ ١٩ لو أنزلنا هذا القرآن [ -٩٩ لعلهم يتفكرون... [ ٧٧ ٢١

هو االله الذي [ -١٠٠ سبحان االله عما يشركون... [ ٧٨ ٢٣ هو االله الخالق البارئ المصور [ -١٠١ وهو العزيز الحكيم... [ ٧٨ ٢٤

سورة الممتحنةيا أيها الذين آمنوا [ -١٠٢ من أصحاب القبور... [ ٨٠ ١٣-١ لن تنفعكم أرحامكم [ -١٠٣ واالله بما تعملون بصير... [ ٨٠ ٣ ربنا لا تجعلنا فتنة [ -١٠٤ إنك أنت العزيز الحكيم... [ ٨١ ٥ لقد كان لكم [ -١٠٥ فإن االله هو الغني الحميد... [ ٨١ ٦ عسى ا[ -١٠٦ الله أن يجعل بينكم واالله غفور رحيم... [ ٨٢ ٧ لا ينهاكم االله [ -١٠٧ إن االله يحب المقسطين... [ ٨٢ ٨ إنما ينهاكم االله [ -١٠٨ فأولئك هم الظالمون... [ ٨٣ ٩ يا أيها الذين آمنوا [ -١٠٩ واالله عليم حكيم... [ ٨٣ ١٠ وإن فاتكم شيء [ -١١٠ واتقوا االله الذي أنتم به مؤمنون... [ ٨٤ ١١ يا أيها النبي [ -١١١ إن االله غفور رحيم... [ ٨٥ ١٢

-١٥٢-

سورة الصف رقم الصفحة رقم الآية الآية م

سبح[ -١١٢ فأصبحوا ظاهرين... الله [ ٨٦ ١٤-١ سبح الله [ -١١٣ وهو العزيز الحكيم... [ ٨٦ ١ ١٥ ٤ ] صفا[ -١١٤إن االله يحب [ -١١٥ بنيان مرصوص... [ ١٩ ٤ وإذ قال موسى[ -١١٦ واالله لا يهدي القوم الفاسقين ... [ ٨٧ ٥ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد[ -١١٧ [ ٢٢ ٦ ومن أظلم ممن افترى على االله [ -١١٨ القوم الظالمين... [ ٨٧ ٧ تؤمنون باالله ورسوله [ -١١٩ إن كنتم تعلمون... [ ٨٨ ١١ يغف[ -١٢٠ ر لكم ذنوبكم ذلك الفوز العظيم... [ ٨٨ ١٢ وأخرى تحبونها [ -١٢١ وبشر المؤمنين… [ ٨٩ ١٣

سورة الجمعةيسبح الله [ -١٢٢ واالله خير الرازقين... [ ٩٠ ١١-١ يسبح الله [ -١٢٣ الملك القدوس العزي... ز الحكيم [ ٩٠ ١ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم[ -١٢٤ [ ٢٢ ٢ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم[ -١٢٥ [ ٩٠ ٣ ذلك فضل االله يؤتيه من يشاء واالله ذو الفضل العظيم[ -١٢٦ [ ٩١ ٤ مثل الذين حملوا التوراة[ -١٢٧ [ ٢٢ ٥ مثل الذين حملوا التوراة [ -١٢٨ القوم الظالمين... [ ٩١ ٥ واالله لا يهدي القوم الظالمين[ -١٢٩ [ ١٣١ ٥ قل يا أيها الذين هادوا [ -١٣٠ إن ك... نتم صادقين [ ٩٢ ٦ ولا يتمنونه أبدا [ -١٣١ عليم بالظالمين… [ ٩٢ ٧ يا أيها الذين آمنوا [ -١٣٢ إن كنتم تعلمون... [ ٩٣ ٩ فإذا قضيت الصلاة [ -١٣٣ لعلكم تفلحون... [ ٩٣ ١٠ واذك[ -١٣٤ روا االله كثيرا لعلكم تفلحون [ ٩٤ ١٠

-١٥٣-

رقم الصفحة رقم الآية الآية موإذا رأوا تجارة [ -١٣٥ واالله خير الرازقين... [ ٩٤ ١١

سورة المنافقونإذا جاءك المنافقون [ -١٣٦ واالله خبير بما تعملون... [ ٩٥ ١١-١ إذا جاءك المنافقون [ -١٣٧ إن المنافقين لكاذبون... [ ٩٥ ١ اتخذوا أيمانهم جنة [ -١٣٨ إنهم ساء ما كانوا يعملون... [ ٩٦ ٢ ذلك بأنهم آمنوا [ -١٣٩ فهم لا يفقهون... [ ٩٦ ٣ فهم لا[ -١٤٠ يفقهون [ ١٣٣ ٣ وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم [ -١٤١ أنى يؤفكون... [ ٩٧ ٤ سواء عليهم [ -١٤٢ إن االله لا يهدي القوم الفاسقين... [ ٩٧ ٦ إن االله لا يهدي القوم الفاسقين[ -١٤٣ [ ١٣٠ ٦ هم الذين يقولون [ -١٤٤ ولكن المنافقين لا يفقهون... [ ٩٨ ٧ يقولون لئن رجعنا[ -١٤٥ ولكن المنافقين لا يعلمون ... [ ٩٨ ٨ يا أيها الذين آمنوا[ -١٤٦ فأولئك هم الخاسرون ... [ ٩٩ ٩ وأ[ -١٤٧ نفقوا من ما رزقناكم واالله خبير بما تعملون... [ ٦ ١١-١٠ وأنفقوا من ما رزقناكم [ -١٤٨ الموت… [ ٢٢ ١٠ ولن يؤخر االله نفسا [ -١٤٩ بما تعملون… [ ١٠٠ ١١ واالله خبير بما تعملون[ -١٥٠ [ ١٠٠ ١١ كتب االله لأغلبن أنا ورسلي إن االله قوي عزيز[ -١٥١ [ ٩٩ ٢١

سورة التغابنيسبح الله ما في [ -١٥٢ العزيز الحكيم ... السموات [ ١٠١ ١٨-١ يسبح الله ما في [ -١٥٣ وهو على كل شيء قدير... السموات [ ١٠١ ١ هو الذي خلقكم [ -١٥٤ واالله بما تعملون بصير... ١٠٢ ٢ خلق [ -١٥٥ والأرض السموات وإليه المصير... [ ١٠٢ ٣ يعلم ما في [ -١٥٦ واالله عليم بذات الصدور ... السموات [ ١٠٣ ٤ ألم يأتكم نبأ[ -١٥٧ الذين كفروا ولهم عذاب أليم... [ ١٠٣ ٥

-١٥٤-

رقم الصفحة رقم الآية الآية مذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات[ -١٥٨ [ ١٠٤ ٦ ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم [ -١٥٩ واالله غني حميد... [ ١٠٤ ٦ زعم الذين كفروا [ -١٦٠ وذلك على االله يسير... [ ١٠٤ ٧ فآمنوا باالله ورسوله [ -١٦١ واالله بما تعملون خبير... [ ١٠٥ ٨ يوم يجمعكم ليوم الجمع [ -١٦٢ ذلك الفوز العظيم... [ ١٠٥ ٩ والذ[ -١٦٣ ين كفروا وكذبوا بآياتنا وبئس المصير... [ ١٠٦ ١٠ ما أصاب من مصيبة [ -١٦٤ واالله بكل شيء عليم... [ ١٠٦ ١١ وأطيعوا االله [ -١٦٥ فإنما على رسولنا البلاغ المبين... [ ١٠٧ ١٢ فإنما على[ -١٦٦ رسولنا البلاغ المبين [ ١٠٧ ١٢ االله لا إله إلا هو وعلى االله فليتوكل المؤمنون[ -١٦٧ [ ١٠٧ ١٣ يا أيها الذين آمنوا [ -١٦٨ فإن االله غفور رحيم... [ ١٦ ١٤ يا أيها الذين آمنوا[ -١٦٩ فإن االله غفور رحيم ... [ ١٠٨ ١٤ إنما أموالكم وأولادكم فتنة واالله عنده أجر عظيم[ -١٧٠ [ ٦ ١٥ إنما أموالكم وأولادكم فتنة واالله عنده أجر عظيم[ -١٧١ [ ١٠٩ ١٥ فاتقوا االله ما[ -١٧٢ استطعتم فأولئك هم المفلحون... [ ١٠٩ ١٦ إن تقرضوا االله قرضا حسنا [ -١٧٣ واالله شكور حليم... [ ١١٠ ١٧ عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم[ -١٧٤ [ ١١٠ ١٨

سورة الطلاقيا أيها النبي [ -١٧٥ لعل االله يحدث بعد ذلك أمرا... [ ١٧ ١ يا أيها النبي [ -١٧٦ بكل شيء علما... [ ١١١ ١٢-١ ويرزقه من حيث لا يحتسب [ -١٧٧ لكل شيء قدرا... [ ١١٢ ٣ واللائي يئسن من المحيض [ -١٧٨ من أ... مره يسرا [ ١١٢ ٤ لينفق ذو سعة من سعته [ -١٧٩ بعد عسر يسرا... [ ١١٣ ٧ فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا[ -١٨٠ [ ١١٤ ٩ أعد االله لهم عذابا شديدا [ -١٨١ إليكم ذكرا... [ ١١٤ ١٠

-١٥٥-

رقم الصفحة رقم الآية الآية ماالله الذي خلق [ -١٨٢ وأن االله قد أحاط بكل شيء علما... [ ١١٥ ١٢

سورة التحريميا أيها النبي [ -١٨٣ واالله غفور رحيم... [ ٢٠ ١ يا أيها النبي [ -١٨٤ وكانت من الق... انتين [ ١١٧ ١٢-١ يا أيها النبي [ -١٨٥ واالله غفور رحيم... [ ١١٧ ١ قد فرض االله لكم [ -١٨٦ وهو العليم الحكيم... [ ١١٨ ٢ يا أيها الذين كفروا [ -١٨٧ ما كنتم تعملون... [ ١١٩ ٧ يا أيها ا[ -١٨٨ لذين آمنوا إنك على كل شيء قدير... [ ١١٩ ٨ يا أيها النبي جاهد الكفار[ -١٨٩ وبئس المصير ... [ ١٢٠ ٩ وبئس المصير[ -١٩٠ [ ١٣٣ ٩

سورة نوحما لكم لا ترجون الله وقارا[ -١٩١ وقد خلقكم * أطوارا [ ١٠ ١٤-١٣

سورة الانشقاقفلا أقسم بالشفق[ -١٩٢ لتركبن طبقا عن طبق ... [ ١٠ ١٩-١٦

سورة الغاشيةفيها سرر مرفوعة[ -١٩٣ وأكواب موضوعة * [ ١٠ ١٤-١٣ ونمارق مصفوفة[ -١٩٤ وزرابي مبث * وثة [ ١٠ ١٦-١٥

-١٥٦-

فهرس الأحاديث النبوية الشريفة: ثانيا

الصفحة حكمه المصنف الحديث م ١٣ صحيح الترمذي ...شيبتني هود والواقعة -١ ١٣ صحيح مسلم ...ما كان بين إسلامنا وبين أنا عاتبنا االله -٢إسناده أحمد ...أعطيت مكان التوراة السبع -٣

صحيح١٤-١٣

إسناده أحمد ... فيسألهاكرنا أيكم يأتي رسول االله تذ -٤ صحيح

١٥

١٦ حسن أبو داود ... كان يقرأ في الصبحأن النبي -٥ ١٠٨ حسن الترمذي ...هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة -٦ ـ علـى ن قصة تحريم النبي -٧ سه أكـل ف

العسل-٢٠-١٧ صحيح البخاري

١١٨ لة بنت ثعلبـة قصة الصحابية الجليلة خو -٨

رضي االله عنها ٥٦ صحيح ابن ماجه

٧٢ صحيح البخاري ... ؟من يضم أو يضيف هذا -٩ ٩٤ صحيح البخاري ... بينما نحن نصلي مع النبي -١٠ ٩٥ صحيح مسلم ... في سفرخرجنا مع رسول االله -١١

-١٥٧-

فهرس الأعلام المترجم لهم: ثالثا

رقم الصفحة العلم م

٥ بن عبد السلامالعز -١

٩ الرماني -٢

١٢٤ الجرجاني -٣

١٢٥ الباقلاني -٤

١٢٦ الخطابي -٥

-١٥٨-

المصادر والمراجع: رابعا

الطبعة الأولى ، الأردن – دار الفرقان – فضل عباس –إتقان البرهان في علوم القرآن -١ ) .م١٩٩٧-هـ١٤١٨(

الطبعة الأولى ، بيروت – دار الفكر –طي جلال الدين السيو–الإتقان في علوم القرآن -٢ ) .م٢٠٠٣-هـ١٤٢٣(

– محمد بن محمد العمادي أبو السعود –إرشاد العقـل السليم إلى مزايا القرآن الكريم -٣ . بيروت –دار إحياء التراث العربي

–عبد الرحيم محمود : تحقيق – أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري –أساس البلاغة -٤ ) .م١٩٨٢-هـ١٤٠٢( بيروت –فة دار المعر

) .م٢٠٠٣-هـ١٤٢٤( القاهرة – دار السلام – سعيد حوى –الأساس في التفسير -٥

: تحقيق – جلال الدين عبد الرحمن بن بكر بن محمد الخضيري –أسرار ترتيب القرآن -٦ – القاهرة – دار الفضيلة –عبد القـادر أحمـد عطا ، ومرزوق علي إبراهيم

.)م٢٠٠٢-هـ١٤٢٣(

المكتبة الوطنية – الدكتور فضل عباس وسناء عباس –إعجاز القرآن الكريم -٧ ) .م١٩٩١-هـ١٤١٣(

منشورات دار الكتب العربي – مصطفى صادق الرافعي –إعجاز القرآن والبلاغة النبوية -٨ ) .م١٩٧٣-هـ١٣٩٣(الطبعة التاسعة ، بيروت

دار –س الزركلي الدمشقي خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فار–الأعلام -٩ ) .م٢٠٠٢-هـ١٤٢٣(الطبعة الخامسة عشر ، العلم للملايين

ناصر الدين أبي سعيد عبد االله بن عمر بن محمد –أنوار التنزيل وأسرار التأويل -١٠ .الشيرازي البيضاوي

جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر –أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير -١١ الطبعة الخامسة – المدينـة المنـورة – مكتبـة العلـوم والحكـم –ري الجزائ

) .م٢٠٠٣-هـ١٤٢٤(

محمود : تحقيق – أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي –بحر العلوم -١٢ . بيروت – دار الفكر –مطرحي

فاسي دريسي الشاذلي المد بن المهدي بن عجيبة الحسني الا أحمد بن مح–البحر المديـد -١٣ ) .م٢٠٠٢-هـ١٤٢٣(الطبعة الثانية ، بيروت – دار الكتب العلمية –أبو العباس

-١٥٩-

محمد : تحقيق– بدر الدين محمد بن عبد االله الزركشي –البرهـان فـي علـوم القرآن -١٤ .الطبعة الثانية ، القاهرة – مكتبة دار التراث –أبو الفضل إبراهيم

المكتبة –عبد الفتاح القاضي : تأليف –م الشاطبي الإما–بشير اليسر شرح ناظمة الزهر -١٥ . مصر –المحمودية

محب الدين أبي الفيض السيد محمد مرتضى –تاج العروس من جواهر القاموس -١٦ .الحسيني الواسطي الزبيدي

أحمد بن حمد بن عماد الدين بن علي أبو العباس –التبيان فـي تفسير غريب القرآن -١٧ – دار الغرب الإسلامي – ضاحي عبد الباقي محمد : تحقيق –شهاب الديـن

).م٢٠٠٣-هـ١٤٢٤(

. الدكتور عبد الرحمن الجمل –التبيان في عد آي القرآن -١٨

– تونس – دار سحنون للنشر والتوزيع – محمد الطاهر بن عاشور –التحرير والتنوير -١٩ .م ١٩٩٧

تحقيق محمد سالم –لبي أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزى الك–التسهيل لعلوم التنزيل -٢٠ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٥(الطبعة الأولى ، بيروت – دار الكتب العلمية –هاشم

دار الكتاب -إبراهيم الإبياري: تحقيق – علي بن محمد بن علي الجرجاني –التعريفات -٢١ ) .م١٩٨٥-هـ١٤٠٥(الطبعة الأولى ، بيروت –العربي

عادل : تحقيق –بأبي حيان الأندلسي محمد بن يوسف الشهير –تفسير البحر المحيط -٢٢ ).م٢٠٠١-هـ١٤٢٢(الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية –أحمد عبد الموجود وآخرون

وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر – جلال الدين بن أحمد المحلي –تفسير الجلالين -٢٣ .الطبعة الأولى ، القاهرة – دار الحديث –السيوطي

: تحقيق – أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي –م تفسير القرآن العظي -٢٤ ) .م١٩٩٩-هـ١٤٢٠( الطبعة الثانية –سامي بن محمد سلامة

. القاهرة – دار غريب – عبد االله شحاته –تفسير القرآن الكريم -٢٥

. القاهرة – دار الفكر العربي – الدكتور عبد الكريم الخطيب –التفسير القرآني للقرآن -٢٦

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – أحمد مصطفى المراغي –تفسير المراغي -٢٧ .مصر

دار –لام نبي تونس غ: تحقيق – محمد ثناء االله العثماني المظهري –التفسير المظهري -٢٨ ) .م٢٠٠٤-هـ١٤٢٥( بيروت –إحياء التراث العربي

دار – وهبة بن مصطفى الزحيلي :كتور الد–التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج -٢٩ .هـ ١٤١٨، الطبعة الثانية ، دمشق –الفكر المعاصر

-١٦٠-

. دار الجيل الجديد - الدكتور محمد محمود حجازي–التفسير الواضح -٣٠

الطبعة – دمشق – دار الفكر – الدكتور وهبة بن مصطفى الزحيلي –التفسير الوسيط -٣١ ) .م٢٠٠١-هـ١٤٢٢(الأولى

. الدكتور محمد سيد طنطاوي –يط للقرآن الكريم التفسير الوس -٣٢

حياء دار ا–ستانبولي الحنفي الخلوقي إسماعيل حقي بن مصطفى الا–تفسير روح البيان -٣٣ . بيروت –التراث العربي

: تحقيق – عبد الرحمن بن ناصر السعدي –تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان -٣٤ ).م١٩٩٩-هـ١٤٢٠( الطبعة الأولى –مؤسسة الرسالة –عبد الرحمن بن معلا اللويحق

تحقيق – الرماني والخطابي وعبد القاهر الجرجاني –ثلاث رسائل في إعجاز القرآن -٣٥، القاهرة – دار المعارف –محمد خلف االله والدكتور محمد زغلول سلام : وتعليق

.الطبعة الثالثة

ر بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي محمد بن جري–جامع البيان عن تأويل آي القرآن -٣٦ ) .م١٩٩٩-هـ١٤٢٠(الطبعة الأولى ، أحمد محمد شاكر : تحقيق –أبو جعفر الطبري

أبو عبد االله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري –الجامع لأحكام القرآن -٣٧ – دار عالم الكتب –هشام سمير البخاري : تحقيق –الخزرجي شمس الدين القرطبي

) .م٢٠٠٣-هـ١٤٢٣(الرياض

تحقيق أبو محمد الغماري – عبد الرحمن الثعالبي –الجواهر الحسان في تفسير القرآن -٣٨ ).م١٩٩٦-هـ١٤١٦(الطبعة الأولى ، بيروت – دار الكتب العلمية –دريسي الحسني الا

: تحقيق – أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني –دلائل الإعجاز -٣٩ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٦(الطبعة الأولى ، لدكتور محمد التنجي ا

إحياء – محمد الألوسي أبو الفضل –روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني -٤٠ . بيروت –التراث العربي

المكتب – عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي –زاد المسير في علم التفسير -٤١ ) .م١٩٨٤-هـ١٤٠٤(الطبعة الثالثة ، بيروت –الإسلامي

. بيروت – دار الكتب العلمية – محمد بن أحمد الشربيني شمس الدين –السراج المنير -٤٢

حكم على – الإمام الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني –سنن أبي داود -٤٣واعتنى به أبو عبيدة ، أحاديث وعلق عليه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني

الطبعة الثانية ، الرياض –مكتبة المعارف ، بن حسـن آل سلمان مشـهور ) .م٢٠٠٧-هـ١٤٢٧(

-١٦١-

حكم على أحاديثه – الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي –سنن الترمذي -٤٤واعتنى به أبو عبيدة مشهور بن حسن ، محمد ناصر الدين الألباني : وعلق عليه العلامة

) .م٢٠٠٨-هـ١٤٢٩(الطبعة الثانية ، الرياض – مكتبة المعارف –آل سلمان

حكم على – أبو عبد االله محمد بن يزيد القزويني الشهير بابن ماجه –بن ماجه اسنن -٤٥واعتنى به أبو ، أحاديه وآثاره وعلق عليه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني

.الطبعة الأولى ، الرياض –مكتبة المعارف ، عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان

اعتنى به أبو – الإمام الحافظ أبي عبد االله محمد بن إسماعيل البخاري –صحيح البخاري -٤٦ ) .م١٩٩٨-هـ١٤١٩(الطبعة ، بيت الأفكار الدولية للنشر ، صهيب الكرمي

– محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي –بن حبان بترتيب بن بلبان اصحيح -٤٧الطبعة الثانية ، بيروت – مؤسسـة الرسـالة –الأرنؤوط شعيب : تحقيـق

) .م١٩٩٣-هـ١٤١٤(

تحقيق – أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري –صحيح مسلم -٤٨ ) .م٢٠٠٣-هـ١٤٢٤(الطبعة الأولى ، دار الفكر –صدقي جميل العطار

الطبعة الثانية ، بيروت – دار القرآن الكريم– محمد علي الصابوني –صفوة التفاسير -٤٩ ) .م١٩٨١-هـ١٤٠١(

. يحيى بن حمزة العلوي –الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز -٥٠

محمد بن علي –فتح القديـر الجامـع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير -٥١ .الشوكاني

الطبعة ، دار السلام –عيلب الدكتور عبد المنعم أحمد ت–فتح القدير في تفسير القرآن -٥٢ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٦(الأولى

الطبعة الثالثة والثلاثون ، دار الشروق – سـيد قطـب –في ظلال القـرآن -٥٣ ) .م٢٠٠٤-هـ١٤٢٥(

يوسف البقاعي : تحقيق – مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي –القاموس المحيط -٥٤ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٥ (– بيروت – دار الفكر –

عدنان درويش : تحقيق – أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي – الكليات كتاب -٥٥ ) .م١٩٩٨-هـ١٤١٩( بيروت – مؤسسة الرسالة –ومحمد المصري

أبو القاسم محمود بن –الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل -٥٦ دار إحياء التراث –عبد الرزاق المهدي : تحقيق –عمر الزمخشـري الخوارزمي

. بيروت –العربي

-١٦٢-

: تحقيق – أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري –الكشف والبيان -٥٧ ).م٢٠٠٢-هـ١٤٢٢( بيروت – دار إحياء التراث العربي –الإمام أبي محمد بن عاشور

لبغدادي الشهير علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم ا–لباب التأويل في معاني التنزيل -٥٨ ) .م١٩٧٩-هـ١٣٩٩( لبنان – بيروت – دار الفكر –الخازن

دار – أبو حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي –اللباب في علوم الكتاب -٥٩ ) .م١٩٩٨-هـ١٤١٩(الطبعة الأولى ، بيروت –الكتب العلمية

لطبعة الأولى ا، دمشق – دار القلم – مصطفى مسلم –مباحث في التفسير الموضوعي -٦٠ ) .م١٩٨٩-هـ١٤٠٩(

الطبعة الخامسة والثلاثون ، مؤسسة الرسالة – مناع القطان –مباحث في علوم القرآن -٦١ ) .م١٩٩٨-هـ١٤١٨(

دار مكتبة الحياة – الطبرسى أبو علي الفضل بن الحسن–مجمع البيان في تفسير القرآن -٦٢ .بيروت

حمد عبد الحق بن غالب بن عطية أبو م–المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز -٦٣الطبعة ، لبنان – دار الكتب العلمية –عبد السلام عبد الشافي محمد : تحقيق –الأندلسي

) .م١٩٩٣-هـ١٤١٣(الأولى

الطبعة الأولى ، دار الحديث – محمد بن أبي بكر الرازي –مختار الصحاح -٦٤ ) .م٢٠٠٠-هـ١٤٢٠(

–لبركات عبد االله بن أحمد بن محمود النسفي أبو ا–مدارك التنزيل وحقائق التأويل -٦٥ ) .م٢٠٠٥-هـ١٤٢٥( بيروت – دار النفائس –مروان محمد الشعار : تحقيق

محمد بن عمر نووي الجاوي البنتني إقليما –مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد -٦٦بعة الط، بيروت – دار الكتب العلمية –محمد أمين الصناوي : تحقيق –التناري بلدا

) .م١٩٩٦-هـ ١٤١٧(الأولى

الطبعة الأولى ، دار الراتب الجامعية – مؤنس رشاد الدين –المرام في المعنى والكلام -٦٧ ) .م٢٠٠٠-هـ١٤٢٠(

شعيب الأرنؤوط وآخرون : تحقيق – الإمام الحافظ أحمد بن حنبل الشيباني –مسند أحمد -٦٨ ) .م٢٠٠١-هـ١٤٢١(الطبعة الأولى ، مؤسسة الرسالة

الطبعة الأولى ، دار الحديث – أحمـد الفيومي المقري –صبـاح المنيـر الم -٦٩ ) .م٢٠٠٠-هـ١٤٢١(

محمد عبد االله النمر : تحقيق – أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي –معالم التنزيل -٧٠ ) .م١٩٩٧-هـ١٤١٧(الطبعة الرابعة ، دار طيبة للنشر والتوزيع –وآخرون

-١٦٣-

القاهرة – مكتبة التراث الإسلامي –راوي محمد متولي شع–معجزة القرآن -٧١ ) .م١٩٨٨-هـ١٤٠٨(

الطبعة الثانية ، مكتبة لبنان ناشرون – جرجس الشويري –معجـم الطالـب -٧٢ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٦(

المنظمة العربية للتربية والثقافة – جماعة من كبار اللغويين –المعجم العربي الأساسي -٧٣ .والعلوم

شهاب الدين أبو عمرو : تحقيق – أحمد بن فارس بن زكريا –معجم المقاييس في اللغة -٧٤ ) .م١٩٩٨-هـ١٤١٨(الطبعة الثانية ، دار الفكر

. المكتبة الإسلامية – إبراهيم مصطفى وآخرون –المعجم الوسيط -٧٥

بيروت – دار الكتب العلمية – فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي –مفاتيح الغيب -٧٦ ) .م٢٠٠٠-ـه١٤٢١(الطبعة الأولى

تحقيق محمد علي – مصطفى الخيري المنصوري –المقتطف من عيون التفاسير -٧٧ ) .م١٩٩٦-هـ١٤١٧(الطبعة الأولى ، القاهرة – دار السلام –الصابوني

نشر الجديع للبحوث – عبد االله بن يوسف الجديع –المقدمات الأساسية في علوم القرآن -٧٨ ) .م٢٠٠٦-هـ١٤٢٨(الثة الطبعة الث، بريطانيا –والاستشارات

طارق أحمد –دراسة تطبيقية لسورة الأنعام ، المناسبة بين الفواصل القرآنية وآياتها -٧٩ ) .م٢٠٠٩-هـ١٤٣٠(عقيلان

.الطبعة العشرون ، المطبعة الكاثوليكية – دار المشرق –المنجد في اللغة -٨٠

) .م١٩٨٥-هـ١٤٠٥( مؤسسة سجل العرب – إبراهيم الإبياري –الموسوعة القرآنية -٨١

براهيم بن عمر البقاعي برهان الدين أبي الحسن ا–نظم الدرر في تناسب الآيات والسور -٨٢ ) .م١٩٩٥-هـ١٤١٥( بيروت – دار الكتب العلمية –عبد الرزاق غالب المهدي : تحقيق

دار الكتب – أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري –النكت والعيون -٨٣ . بيروت–العلمية

: تحقيق – أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري –النهاية في غريب الحديث والأثر -٨٤ بيـروت – المكتبـة العلميـة –ـي ر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناجطاه

) .م١٩٧٩-هـ١٣٩٩(

– أبو الحسن علي أبي أحمد الواحدي النيسابوري –الوسيط في تفسير القرآن المجيد -٨٥الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية –عادل أحمد عبد الموجود وآخرون : تحقيق وتعليق

) .م١٩٩٤-هـ١٤١٥(

-١٦٤-

أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر –وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان -٨٦الطبعة الأولى ، بيروت – دار صادر –إحسان عباس : تحقيق –ابن خلكان

) .م١٩٧١-هـ١٣٩١(

-١٦٥-

فهرس الموضوعات: خامسا

رقم الصفحة الموضوع أ إهداء

ب شكر وتقدير ت المقدمة ١ علم المناسبات والفواصل في القرآن الكريم : تمهيد

٢ علم المناسبات في القرآن الكريم: المبحث الأول ٣ اتعريف المناسبة لغة واصطلاح: المطلب الأول

٣ تعريف المناسبة في اللغة: أولا ٣ تعريف المناسبة في الاصطلاح: ا ثاني

٤ أهمية علم المناسبات وأقوال العلماء فيه: المطلب الثاني ٤ بعض أقوال العلماء في أهمية علم المناسبات

٥ أنواع المناسبات في القرآن الكريم وأهم المؤلفات فيه: المطلب الثالث ٥ أنواع المناسبات في السورة الواحدة: أولا ٦ أنواع المناسبات بين السور: ا ثاني

٧ أهم المؤلفات في علم المناسبات: ثالثا ٨ علم الفواصل في القرآن الكريم: المبحث الثاني ٩ تعريف الفاصلة في اللغة والاصطلاح: المطلب الأول

٩ تعريف الفاصلة في اللغة: أولا ٩ تعريف الفاصلة في الاصطلاح: ثانيا

١٠ أنواع الفواصل في القرآن الكريم: ثاني المطلب ال ١٠ الفواصل المتماثلة: أولا ١٠ الفواصل المتقاربة في الحروف: ثانيا ١٠ المتوازي : ثالثا ١٠ المطرف: رابعا

١٠ التوازن: خامسا ١١ طرق معرفة الفواصل القرآنية وفوائدها: المطلب الثالث

-١٦٦-

١١ صل القرآنيةطرق معرفة الفوا: أولا ١١ فوائد معرفة علم الفواصل: ثانيا

تعريف عام لسور الدراسة من سورة الواقعة إلـى نهايـة : الفصل الأول سورة التحريم

١٢

١٣ وعدد آياتها، وفضلها ، ونزولها ، تسمية السور : المبحث الأول ١٣ سورة الواقعة: أولا ١٣ سورة الحديد: ثانيا ١٤ سورة المجادلة: ثالثا ١٤ سورة الحشر: رابعا

١٥ سورة الممتحنة: خامسا ١٥ سورة الصف: سادسا ١٥ سورة الجمعة: سابعا ١٦ سورة المنافقون: ثامنا ١٦ سورة التغابن: تاسعا ١٧ سورة الطلاق: عاشرا

١٧ سورة التحريم: الحادي عشر ١٨ فيه السورالجو الذي نزلت: المبحث الثاني

١٨ سورة الواقعة: أولا ١٨ سورة الحديد: ثانيا ١٨ سورة المجادلة: ثالثا ١٨ سورة الحشر: رابعا

١٩ سورة الممتحنة: خامسا ١٩ سورة الصف: سادسا ١٩ سورة الجمعة: سابعا ٢٠ سورة المنافقون: ثامنا ٢٠ سورة التغابن: تاسعا ٢٠ رة الطلاقسو: عاشرا

٢٠ سورة التحريم: الحادي عشر ٢١ مناسبة السور لما قبلها ولما بعدها: المبحث الثالث

-١٦٧-

٢١ سورة الواقعة: أولا ٢١ سورة الحديد: ثانيا ٢١ سورة المجادلة: ثالثا ٢١ سورة الحشر: رابعا

٢٢ سورة الممتحنة: خامسا ٢٢ سورة الصف: سادسا ٢٢ سورة الجمعة: سابعا ٢٢ سورة المنافقون: ثامنا ٢٢ سورة التغابن: تاسعا ٢٣ سورة الطلاق: عاشرا

٢٣ سورة التحريم: الحادي عشر ٢٤ أهداف ومقاصد سور الدراسة: المبحث الرابع

٢٤ أهداف ومقاصد سورة الواقعة: أولا ٢٤ أهداف ومقاصد سورة الحديد: ثانيا ٢٥ أهداف ومقاصد سورة المجادلة:ثالثا ٢٦ أهداف ومقاصد سورة الحشر: رابعا

٢٦ أهداف ومقاصد سورة الممتحنة: خامسا ٢٧ أهداف ومقاصد سورة الصف: سادسا ٢٧ أهداف ومقاصد سورة الجمعة: سابعا ٢٨ أهداف ومقاصد سورة المنافقون: ثامنا ٢٨ بنأهداف ومقاصد سورة التغا: تاسعا ٢٩ أهداف ومقاصد سورة الطلاق: عاشرا

٣٠ أهداف ومقاصد سورة التحريم: الحادي عشر ، المناسبة بين الفواصل القرآنية وآياتها (الجانب التطبيقي : الفصل الثاني

)من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريم٣١

٣٢ دراسة تطبيقية لسورة الواقعة: المبحث الأول ٤١ دراسة تطبيقية لسورة الحديد: ث الثاني المبح

٥٥ دراسة تطبيقية لسورة المجادلة: المبحث الثالث ٦٨ دراسة تطبيقية لسورة الحشر: المبحث الرابع

-١٦٨-

٨٠ دراسة تطبيقية لسورة الممتحنة: المبحث الخامس ٨٦ دراسة تطبيقية لسورة الصف: المبحث السادس ٩٠ يقية لسورة الجمعةدراسة تطب: المبحث السابع ٩٥ دراسة تطبيقية لسورة المنافقون: المبحث الثامن ١٠١ دراسة تطبيقية لسورة التغابن: المبحث التاسع ١١١ دراسة تطبيقية لسورة الطلاق: المبحث العاشر

١١٧ دراسة تطبيقية لسورة التحريم: المبحث الحادي عشر ١٢٢ الفاصلة القرآنية الإعجاز البياني في : الفصل الثالث ١٢٤ تعريف الإعجاز البياني وأهميته وأهم أقوال العلماء فيه: المبحث الأول ١٢٤ تعريف الإعجاز البياني لغة واصطلاحا: المطلب الأول

١٢٤ تعريف الإعجاز البياني لغة: أولا ١٢٤ تعريف الإعجاز البياني اصطلاحا : ثانيا

١٢٥ ية الإعجاز البياني أهم: المطلب الثاني ١٢٥ أهم أقوال العلماء في الإعجاز البياني: المطلب الثالث

١٢٥ الرماني: أولا ١٢٥ الباقلاني: ثانيا ١٢٦ الخطابي: ثالثا ١٢٦ الجرجاني: رابعا

١٢٦ الدكتور فضل عباس: خامسا القرآنيـة فـي أهم الظواهر البلاغية في فواصل الآيـات : المبحث الثاني

البحث١٢٨

١٢٨ التقديم والتأخير: المطلب الأول ١٢٩ التوكيد: المطلب الثاني ١٣٠ النفي : المطلب الثالث ١٣١ المدح: المطلب الرابع

١٣٢ الذم: المطلب الخامس ١٣٣ الإظهار في موضع الإضمار: المطلب السادس ١٣٤ أسماء االله الحسنىالفواصل التي تشتمل على : المطلب السابع

١٣٦ الخاتمة

-١٦٩-

١٣٦ النتائج: أولا ١٣٧ التوصيات: ثانيا

١٣٨ الفهارس ١٣٩ فهرس الآيات القرآنية

١٤٨ فهرس الأحاديث النبوية الشريفة ١٤٩ فهرس الأعلام المترجم لهم

١٥٠ المصادر والمراجع ١٥٧ فهرس الموضوعات

١٦٢ ملخص الرسالة باللغة العربية ١٦٣ ملخص الرسالة باللغة الإنجليزية

-١٧٠-

ملخص الرسالة باللغة العربية

: هذا البحث يظهر جانبا من جوانب الإعجاز البياني في القرآن الكريم وهو بعنوان –المناسبة بين الفواصل القرآنية وآياتها (

) .دراسة تطبيقية من سورة الواقعة إلى نهاية سورة التحريمعلى ، وخاتمة ، وثلاثة فصول ، وتمهيد ، مقدمة : ذه الدراسة من حيث تتكـون ه

: النحو التالي والدراسات ، وأهداف البحث ، وأسباب اختيار الموضوع ، وتشمل أهمية الموضوع : المقدمة .ومنهج البحث ، السابقة

ي ل فوعلم الفواص، حيث تناول فيـه الباحـث الحديـث عـن علم المناسبات :التمهيد . وذلك بشكل مختصر القرآن الكريم ، كر سبب تسمية كل سورة وذلك بذ، وفيـه تعريف عام لسور الدراسة :الفصل الأول

ة كل سورة لما قبلها ولما وبيان مناسب، والجو الذي نزلت فيه ، وعدد آياتها ، وفضلها ونزولها . وبيان الأهداف والمقاصد لسور الدراسة بعدها

وذلك بتتبع كل سورة ، وفيه الحديث عن الجانب التطبيقي لسور الدراسة : ي الفصل الثانمع ذكر المناسب ، أو مقطعها ، ثم الحديث عن مناسبة كل فاصلة بآيتها ، واستخراج فواصلها

.من كلام المفسرين على الفواصل وأهميته، فيه لعلماءوأهم أقوال ا، وفيه الحديث عن تعريف الإعجاز البياني : لفصل الثالث ا

.مع بيان بعض الظواهر البلاغية . اشتملت على أهم النتائج والتوصيات :الخاتمة

:ومن هذه النتائج وقوة ، الفاصلة القرآنية أظهرت جانبا بارزا من جوانب الإعجاز البياني من حيث دقة النظم -١

.للألفاظ مع المعاني ، السبك التقديم والتأخير : مثل ، لاغية من الظواهر الباشتملت فواصل سور البحث على كثير -٢

.إلى غير ذلك من الظواهر البلاغية ، والاستفهام ، والتوكيد

-١٧١-

Summary of the message in Arabic This research shows an aspect of the chart miracles in the Holy Qur'an, entitled: (Appropriate intervals between the verses and verses - An Empirical Study of Surat Alwageah to the end of Atahreem). This study consists of: Introduction, preface, and three chapters and a conclusion, as follows: Introduction: This includes the importance of the subject, and the reasons for selecting the topic, and objectives of the research, and previous studies, and research methodology. Boot: it dealt with the researcher to talk about science events, science Joints in the Koran, and that briefly. Chapter I: the general definition of the suras of the study, by mentioning the reason for naming each verse, and descending goodness, and the number of verses, and the reason that I got it, and indicate the appropriate each verse to it, and for the aftermath, and the statement of goals and objectives for the suras of the study. Chapter II: when talking about the practical side suras of the study, and it keeps track of every sura and extract the separators, and then talk about the suitability of each comma, or syllable, together with the appropriate words of the commentators on the commas. Chapter III: a modern miracle for the definition of graph, and the most important statements of the scholars, and its importance, with an indication of some rhetorical phenomena. Conclusion: Included on the main findings and recommendations. It is these results: ١ - Quranic interval showed a prominent feature of the aspects of the miracle of graphic systems in terms of accuracy, and the strength of the casting, with the meanings of words. ٢ - The suras breaks a lot of research on rhetorical phenomena, such as: presentation and delay, and the assertion, and the question, there are other rhetorical phenomena.