للشاعر إبراهيم العريضقصائد مختارة

وقـــــــــــــدم لـــــه

د.ثــــــــريـــــــــــا الـــــــعــــــــريـض

قـــام بـاالخـتـيــار

مـــنـــصـــور مـــحـــمـــد ســـرحــان

حقوق الطبع محفوظة للمؤسسة

تلفون: 2430514 فاكس: 2455039 (00965)

E-mail < babtainprize@hotmail.com >

2 0 0 2

أشرف على طباعة هذا الكتاب وراجعه الباحثؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابط لإلبداع الشعري

مـــــاجــــــد احلـــــكــــــواتي

الصف واإلخراج والتنفيذw‡‡K‡‡‡F « b‡‡L‡×‡

rÝU??????ł b??????L??????Š√ w u??????²?????? b??????L??????Š√

W��RLK� W�UF�« W�U�_« w� d�uO�LJ�« r��

تصدير ..«احلياة في الشعر»

مع إبـراهيم الـعريض وجـيله من الـشـعراء الـذين بدأت أصـواتهم الـشعـرية تـبرز فيـاضي يأخـذ الـشعـر مـنحى جـديدا بـعـد فتح الـنـوافد لـرياح مـطلع الـثالثـينـات من القـرن اـناسـبات التي كـانت تثـقل كاهـله وجتعله الـعالم الثـقافـية وعواصـفه يتـحرر الـشعر من اخاضـعـا لألعراف االجـتمـاعـية والـثقـافـية ومن كـونه حرفـة ومـهنـة ليـصـبح موقـفا منالذات والـعالم وهوسا يتـلبس نفس الشاعـر ويتغلغل فـي كيانه لم يعد الـشعر وثيقةلغوية فـقط وال وثيقة تـاريخيـة فقط وال وثيقـة اجتماعـية فقط بل أصـبح مرآة لنفسالشـاعر أوال في مـواجهتـها لـلعـالم أصبح صـورة للحـياة وقـد حتولت إلى حـلم احلياةألـوفة واجلاهزة ومن هـنا تكتـسب اللغة قـيمتها في أسـرارها وجذورها الفي صـورتها اودورها وبـعد أن كـان الـشعـر يقف خـارج النـفس ويسـتدعى عـند احلـاجة ألداء واجباجتـماعي وفق مقاييس معـينة ويسير هـادئا متزنا نحـو هدفه أصبح الشعـر حالة نفسيةوعـاصفة تـهدم في طريقـها كل عالمات الـطريق وتنطـلق في رحاب جديـدة قد تفاجئ

الشاعر نفسه أصبح الشعر هو الشاعر بعد أن كان الشعر رديفا للشاعر.عـاش إبـراهــيم الـعــريض طـفــولـته وفــتـوته في الــهـنــد بـعـيــدا عن لـغــته األم وتـراثهـرحلة اكـتسب إبراهيم انـفتاحا الـشعري وهنـاك تأسس وعيه الـثقافي أوال ومن هذه اعـلى ثـقـافـات الـعـالم وحـ استـقـر في وطـنه بـدأت رحـلـته مع الـلـغة الـعـربـيـة والـتراثاألدبي القـومي وتمـكن في فتـرة قصيـرة أن يتـجذر في الـلغة والـتراث وأن يـسيـطر على

األدوات الالزمة للقول الشعري.ـشهد الشعري وبهـذا االنفتاح الذي عرفـه إبراهيم على اآلخر الـثقافي لم يكرر اـسـتوى جـديد وحتـريـر الشـعر من رواسب في الـبحـرين بل حـاول أن يتـجـاوزه ويؤسس اخلطـاب الشـعري يـخرج بالـشعـر من عبـاءة التـراث والنـسج على منـواله أي من كونهحـالـة لـغـويـة بيـانـيـة ويـدخل إلى الـنـفس الـبـشـريـة بـكل أغـوارهـا وأحالمـهـا وصـبـواتـها

ـعادلـة الشـعريـة رأسا على ـناسـبة وبذلـك قلبت ا ليصـبح حالـة إنسـانيـة تقتـنص اللـغة اعـقب وبـعـد أن كـان تـقف عـلى رأسـها أصـبـحت تـقف عـلى قـدمـيـها الـلـغـة والـعـبارةتـخـضع ألحـوال النـفس وال تـصب الـنفس فـي قوالب الـلـغـة اجلاهـزة وبـذلك أحدثإبـراهـيم الـعـريض وجيـله انـطالقـة في الـروح الـشـعريـة وفي الـعـبـارة الشـعـريـة وكـانوا

تمهيدا النطالقة أوسع قام بها اجليل التالي لهم من الشعراء.وظل إبراهيم العريض خالل ثمانية عـقود يعيش للشعر وفي الشعر وخالل هذهـسـرحـيــات الـشـعـريـة وقـدم ـدة الــطـويـلـة أخـرج الــعـديـد من الـدواوين والــقـصص وا اؤسسة تكر هذه النخلة الشعرية إضاءات نقدية مهمة للتراث الشعـري وح قررت اا كـانت تكرم فيه هذا اإلخالص لفن الشامخـة (إبراهيم العريض) قبل وفـاته بقليل فإ

وقف الشجاع في محراب الشعر. الشعر وهذا الدأب الصبور على تسجيل اه فـإن ما خـلفه وإذا كان إبـراهيم الـعـريض قد غـادرنا قـبل أسابـيع من حفل تـكرلنـا من إبداع يبـقيه معـنا عـلى الدوام وهذه اخملـتارات الشـعريـة التي أخذت من مـختلفراحل الـتي مر بها الشـاعر ليست مجـرد أقوال شعرية بل هي أقـباس من روح الشاعر اتع ـعـانـاة التي عـاشـهـا الشـاعـر لـكي وفـلـذ من نفـسه وهي جتـعـلـنا عـلى الـدوام نـقدر ا

لتوية. نفوسنا ويضيء لها مسالك احلياة اه الــعـلــوي ودعــاء له من الــقـلب حتــيـة لــلــشـاعــر إبــراهـيم الــعــريض في عــا

بالرحمة والغفران.واحلمد لله من قبل ومن بعد

رئيس مجلس األمناء

عبدالعزيز سعود البابط

الكويت في ٧ من رجب ١٤٢٣ هـ.

وافق ١٤ من سبتمبر ٢٠٠٢م. ا

- ٥ -

شهادة في األستاذ

شـعرت بـالـكثـير من الـتردد حـ طـلب مني األسـتاذ عـبد الـعـزيز سـعود الـبابـط أنناسـبة االحـتفال » إصـداره أكـتب دراسة تـتصدر الـكتـاب الذي قررت « مـؤسسـة البابـط

ية. بنيل األستاذ إبراهيم العريض جلائزتها التكر

و شعرت أيضا بالكثير من الفخر.

. رأيت في ذلك الطلب امتحانا وشهادة لي شخصيا

ـسؤولية أمام مؤسسة الـبابط وأمام القار وأمام وهي شهادة حتـملني الكثير من امحبي «األستاذ» ...

واحلق يـقال هي شـهـادة تـاريـخـيـة في رجل غـير اعـتـيـادي ولـذلك تـدخل في تـصـنيفسؤولية األدبية جتاهه وجتاه احلقيقة. ا

فـاألسـتـاذ عـمالق في كل أبـعـاده و تـفـاصـيـله كـنت حـظـيـظـة أن عـرفـته عن قـرب فيأخص خصوصياته وحميمياته فتحت عيني على الدنيا ألجد حضوره شاهقا حولي.

. و لم يكن حضوره عابرا في حياتي بل متجذرا في كياني ماديا ومعنويا

رجل شاركـني طفـولتي فـعانق في بـعض أحالمه وبارك بعـض طموحـاتي الصـغيرةوسعد معي بتحقق بعضها.

رجل كان يـسمـيني في طـفولتـي شمعـته وفي صبـاي تمـيمته وفي أيـام تعذر حـركتهنافذته على عالم األدب و تفاعالته.

- ٦ -

رجل شاركـني بـعض ذكـريـاته احلمـيـمـة عن طفـولـته وصـباه وبـعض أحالمه وبعضإحباطاته.

لؤني ه اخلاص و رجل ظل يثيرني اتساع آفاقه اخلاصة ويذهلني ثراء مكونات عالـؤني فخرا إعجـاب اآلخرين به وحبهم لـه ويضحكنـي عجز البعض طمأنـينة حبه لـلغير و

عن فهم هذا احلب وهذا اإلعجاب.

.. رجل أعرفه جيدا

رجل أحببته كثيرا بكل خصوصياته و تفرده.

عرفة ازداد حبي واحترامي له ألنه رجل يستحق احلب واالحترام. ومع ا

رجل أجبرني تميزه أن أكون متحيزة له..

و أن أومن أنني على حق في هذا التحيز..

هكذا جاء قراري بقبول الطلب.

أشكر عبد العزيز البابط على هذه الثقة التي أوالني إياها.

و البد أن أعتـرف أنني وأنا أشـرع في كتـابة هذه الشـهادة ال أعرف بـعد كيـف ستبدأوال كيف ستنتهي.

فـاألستـاذ هـو االسم الـذي عرف به أبـنـاء البـحـرين و اخلـليج إبـراهـيم الـعريض خاللعمر حافل بالعطاء امتد لسبعة عقود.

و«األستاذ» هو أيضا والدي ..

ا يضعني في موقف متعدد الضغوط.

و بقدر عـمق عالقتي مع والدي رحـمه الله وتعـدد روافدها ومـساراتهـا إال أنني أجدـساحات نـفسي عـاجزة عن إجـابة السـؤال البـسيط: مـاذا أقول وهل سأسـتطـيع أن أغطي ا

ترامية األطراف لعالم هذا الرجل الفذ ? . ا

- ٧ -

ثم بعد هذا جاء إدراك ما هو أصعب..

تساؤالت ذاتية تولد الشك حول قدرة حتقيق ما طلب مني.

. و عن مسؤوليتي أمام القار

وضـوعـية والـدقة أن تـكـتب عن الغـير ليس من الـسـهل ومع توخي أقـصى حـد من امختزال إياه ومنجزاته في إطار الكلمات.

فكيف حـ ذاك الغيـر هو قريب حـميم بل قريب غـال تود أال تغمـطه حقه في إضاءةـا يـجـعل مـنـجــزاته وتـمـيـزاته وإبـرازهـا بـأقـصـى مـا تـسـتـطـيع من اإلخالص و الـصـدق عرفة احلميمة وضوعيـة التزاما عسيرا; ألن تتضـاعف خيانة االختزال بخيانـة تداخالت ا ا

والعواطف الفردية?

ثم .. ح ذاك الذي تـكتب عنه ليس حالة عـادية يكفي فيهـا استعراض أفعاله بل هوـيزة وريـادة مشـهود لـها عـلى أكـثر من جـبهـة كيـف ستـقيم إجنـازات من إجنازاته حالـة

تأتي فوق مقاييسك للتقييم العام ?

رجل مـثل إبـراهـيم الـعـريـض أصـبح رمـزا من رمـوز الـتـجـديـد واإلضـافـة في احلـركـةتـميز ورمـزا من رموز التـطوير اجملـتمعي.. األدبيـة العربـية خالل قرن من الـعطاء الـفردي ا

كيف حقق ذلك ?

كيف وهو يرفع لواء الدعوة إلى جتنيد الـطاقات الذاتية في البناء ال الهدم.. والتحفيزال البكاء عـلى األطالل.. والتحلـيق إلى آفاق الريادة الـعلميـة والثقافـية ال تثبـيت النظرة علىما كان ; كيف استطاع أن يوصل رسالته تلك إلى مجال استيعاب مجتمعه? كيف لم ير فينصـرم ح كان اجملتمع اخلليـجي ال يزال مجتمعا ذلك مهـمة مستحيلـة في بدايات القرن اـطالـبـ بالـتفـكـير ويـحارب الـتـغيـير ويـطالب يتـوجس من اجملـددين ويشـكك في مـرجعـية ا

ثالية الوفاء للماضي إلى حد التحجر? رموزه

ثقف العربي بـصفتي أحد نتـاجات هذا القرن بكل مـاذا أقول عن إبراهيم العـريض اتالبساته ? و كيف أرى دور إبراهيم العريض فيه?

- ٨ -

ـلتـبسة فـي عمر ماذا أقـول عن إبراهـيم العـريض بصـفتي امـرأة عاشت هـذه الفـترة اـسلم مـتخـبطـا ب راحـة اجلهل وحتـديات الـتنـوير و ادعاءات مـجتـمعنـا العـربي اخللـيجي ا

العرف وصراعات التقييد واالنعتاق.

وماذا أقـول عن إبراهـيم العـريض بصفـتي إحدى بـناته وعن دوره في بـنائي الـعاطفيوالثقافي?

و لو لم أكن ابـنته بل مجرد إنسانـة تقاطعت خطاها مـع خطاه في دروب احلياة فماذاـعرفته في مـحيطه سأقـول عن إبراهـيم العريض الـذي يعتـز أصدقاؤه بـصداقـته ومعارفه احلميم والبـعيد القصي? وعن إبـراهيم العريض الـذي ظل محتفـظا بصفاء روحه الـطفولية

ووفيا لكل من أحب ?

و لـو كنت مـجرد متـذوقة لإلبـداع ماذا أقـول عن إبراهـيم العـريض الفـنان الذي أحبوسيقى وعشق الرسم? ا

ماذا أقول عن إبراهيم العريض الشاعر الذي لم تـشغله قشور اللغة و قيود شكلياتهاعن روح الشعر حتى كتب الشعر بعدة لغات وأحسن في كل منها?

ـسـرحيـة التـاريـخيـة والـدراميـة شـعرا فـأبدع في و عن إبـراهـيم العـريض الـذي كتب ا? احلالت

وعن إبراهيم العـريض الناقد الذي لم يشد اهتـمامه غير إجنازات من بلغت شواردهمتنبي ? القمة وأثارت عواصف التساؤل والرفض مثل اخليام و ا

ثم .. مـاذا عن ذلك اجلــانب مـنـه الـذي ال يـقــاس بـعــدد الـقــصـائـد والــدواوين مـنه أوطبوعات واألطروحات عنه ? ا

ماذا سـأقـول عن إبـراهيم الـعـريض الـفنـان األعـمق تواصال مـع آيات اخلـلق الـربانيوروائع إلهامه للفن اإلنساني?

- ٩ -

و عن إبراهيم العريض اإلنسان الذي سبر وشائج اإلنسانية واحترم جوهره ?

ثقف الذي عبر برازخ احلضارة اإلنسانية? وعن إبراهيم العريض ا

ان بالله واالنتماء إلى اإلسالم وتعاليمه? وعن إبراهيم العريض الذي فهم جوهر اإل

ؤمن باألمة والقومية? وعن إبراهيم العريض العربي ا

هل أستطيع أن أجمع هذا كله في كلمة أو دراسة محدودة?

ـوضـوعـيـة الـتي فـرضـتـهـا عـلى نـفـسي وجتـنب شـراك ثم.. هل أسـتـطـيع االلـتـزام بـايول الفردية و إغراءات التحيز لرجل أحبه? االنفعالية وا

مؤسسة البابط مؤسسة محترمة أحمل لها الكثير من التقدير لتميز مشاريعها الثقافية.

وأبو سعود رجل له معزته واحترامه اخلاص

والطلب منه غال ..

ثم هو طلب يختص بوالدي .. و أنا فتاة بأبيها معجبة.. فهل أستطيع أن أعتذر عن هذا الطلب?

بدع شاهد على عصره ». كان والدي يقول دائما : « إن ا

. ـسؤولية; مسؤولـية الشهادة على واقع الـعصر كانت تمثـل له التزاما غير ه وتلك ا. ما كان يلقي الكلمات و ال يعلن الشهادات جزافا

و ها أنا أتذكر ذلك وأنا أقف في موقف الشاهد ليس على العصر فقط بل وعلى األستاذ.

ليس من الـسهل أن تـكون موضع ثـقة أن باسـتطـاعتك الكـتابة وبـأمانة عن موضوعشـاسع األطـراف حول رجل له مـوقعه وأهـميـته في تـاريخـنا الـثقـافي واألدبي وأن تكـتب مايـشـد القـار لـلمـتـابعـة في خـضم مـا ازدحمت به الـسـاحة من عـروض وتـغطـيـات إلجنازات

إبراهيم العريض.

. موقف غير ه

- ١٠ -

لـست كاتـبـة مـحـترفـة بل عـاشـقـة للـكـتـابة. ولـو طـلب أبـو سـعود نـاقـدا مـحتـرفـا لـوجدوضوع. الكثيرين يتسابقون لالستجابة لطلبه ولهم الفخر. نعم الطالب وا

قلت :

ألبي الطلب على أن يكون ما أقدم مادة ذاتـية تستمد محتواها من ذاكرتي الشخصيةوحواراتي مع الوالد على مدى العمر وأن تكون انطباعية ال تستمد قيمتها من انتمائها إلىـتوقعـة من أي ناقد ـتوفرة أو ا مدرسة حتـليـلية بـعينـها وستـكون بـالتالي مـتفردة بـ تلك ا

. أدبي لشاعر أو مبدع أو أي رصد سابق عن إجنازات والدي شعرا أو نثرا

شعلة اإلبداع وشموع التذوق:

لنضع األمور في نصابها الصحيح ..

لست ناقدة أدبية بل متذوقة للفن واألدب.

ا ولـست هنا ألقـيم شعر « األستـاذ» بل األقرب أنني أرسم مـعالم تأثيـره في حياتي في ذلك بـنـائي األدبي وذائـقـتي في الـفن واإلبـداع . فـمـنه جـاءت مـنـابع روافـدي األولى. والا هو الفن وما هو اإلبداع وما هي الريادة شكلت نظرتي أشك أن رؤيته العميقة والشمولية انه بـقـدرتهـا شـكلت في ـرأة وإ ـتحـضـرة إلى ا إلى هـذه األبـعاد. كـمـا ال أشك أن نظـرته ا

النهاية كل ما أنا اليوم.

ولـقـد بـدأت رحلـة الـتـذوق هذه طـفـلـة تتـشـبث بـكف والـدها وهـو يـصـطحـبـهـا معه فيـثقف داخـل البالد أو في أسفاره في مشاويـره ح يلتـقي بأصحـابه ورفاقه من األدباء وااخلارج وتـنصت صـامتة حلـواره معـهم . وكم كانت مـحاورات غـنيـة ومثـرية حـول ما يـعنيه

اإلبداع والفن. تلك كانت مؤشرات أضاءت لي كصبية درب تقدير اإلبداع وتذوق الفن.

ناقشات كل ما أعرفه عن عالم اإلبداع : تعلمت من اإلصغاء لتلك ا

أن الفن الصادق يحمل رسالة هي جزء ال يتجزأ منه ..

- ١١ -

بررات الداعمة.. وأن اإلبداع احلقيقي يفرض نفسه دون جلوء للمقويات وا

وأن أهم امتحان هو امتحان الزمن.

رحلـية والبقاء عـلى تواصل حيوي مع تغـيرات ا وامتحان الـزمن يفرض قدرة عـبور ارحلة. احتياجات ا

أي أن الـفنان احلـقيقي ال تمـوت قدرته على اإلبـداع ألنه في تواصل مستـمر مع تطورالوجود من حوله منذ األزل وحتى األبد.

ا صقل ذائـقتي فيمـا بعد عبـوري في تطورات القـصيدة العـربية من مرحـلة سيادة رالعـمود اخللـيلي إلى مـرحلـة كفاح قـصيـدة النثـر للـتجذر بـالرغم من أعـاصيـر رياح الرفض

اجملتمعي.

ولكن ذلك ال يـرفعني من مـستوى الـتذوق تقـبال أو رفضا إلى مـستوى إلـقاء األحكامبأفضلية هذا أو تلك.

اآلن كـشـاهـدة أسـتـطـيع أن أقـول إن «األسـتـاذ» في فـنه ورؤيـته لإلبـداع تـآخى معاستمرارية الوجود ومتغيرات الزمن ولم يخضع لعوامل الركود حتى في آخر أيامه.

عمالق في أرجوحة الظالل :

اكـتـشـفت ذات يـوم طـفـولي أن ذلـك الـرجل الـعـمالق - الـذي يـعـيش مـعـنـا في الـبـيتنـزل- يغمغم بـهمهمات ا يدخل ا وتطالبـنا أمي بالهـدوء والتوقف عن العـبث والشقاوة حـا

موسيقية ح يكتب .

سألت أمي عن ذلك..

سألتها إن كان يغني بصوت منخفض فضحكت وهي جتيب « ال ».

وأضـافت بصـوت يحـمل الكـثيـر من الفـخـر أنه يكـتب «الشـعر». لـكنـها ال تـستـطيع أنتعرف لي ما هو « الشعر ».

- ١٢ -

نـزل وكـان لـها أمي نـفـسهـا كـانت تـدنـدن باألغـنـيـات اخللـيـجـية وهي تـؤدي أعـمـال اصوت جميل وضحكة أجمل تذكرني برن أجراس موسيقية ولكنها لم تكن تعرف إجابات

كل األسئلة التي كونت أراجيح طفولتي .

هو كان ال يعرف اإلجابات كلها فقط بل ويشاركني متعة الوصول إليها.

ا لو اختصرت مالي التـفاصيل في ذاكرتي عن والدي لرسمته طفال عمالقا اآلن ر. في أرجـوحة التأمل ب اللـغة والفكر ينـسق بينهما بإيـقاع عاطفي ليأتي الـناجت فنا خالصاا اختـزلته إلى روح شـاعر وأنامـل فنان تـعود قـصائده لـوحات مـلونة مـضيـئة بحـيوية أو ر

الوجود في عالم شاسع التفاعالت.

كانت الـلـغـة أي لغـة يـقـاربهـا خـامـة فنـيـة غنـيـة يـصوغ مـنـهـا تلك االـلـوحـات. وكانتـشاعر واإلجنازات اإلنسـانية محور اهـتمامه سواء كان ذلـك اإلجناز فنا مرئـيا أومسموعا ا

. أو فكرا علميا

ولـست في تـصوري هـذا بـعـيـدة عن حـقـيـقته اجلـذريـة أو أشط في اخلـيـال فـهـو فـنانورسـام فـعال .. بـدأ في طـفـولته بـالـرسم وأبـدع فـيه حـتى نال الـرتـبـة األولى عـلى دفـعته في

القارة الهندية كلها . ثم حتول عن الرسم إلى الشعر فأصبح يرسم بالكلمات.

بل ويتقن عدة لغات تعرف إليها قبل أن يعود إلى لغته األم ليتعلمها وهو صبي يافع.

يل للرسم وللغة . وقد ورثنا عنه أنا وأخي وأخواتي هذا ا

ـاذا كـان يـدرس في الـهـنــد وهـو الـعـربي من اخلـلـيـج أصال وفـرعـا فـهي حـكـايـة أمـا سأعود إلى تفاصيلها في ما بعد.

ــا كــان وجـود ظـل أبي شــامـخــا في كـل مـوقـع أجـد نــفــسي فــيه هــو أول وعي لي ربـانتمـائي العائـلي بعد حـنان أمي ورقة الـوجود األخوي لـشقيـقاتي كرفـيف أجنحـة فراشاتفي سرب. أمـا ظل أبي فكـان شيئـا آخر له إحسـاس الصالبة والـثقة ويـحمل معه الـطمأنـينة

واألمن وشعور غامض بالعز واالفتخار .

- ١٣ -

ا يعـلمون أن اسـمي العائلـي هو العريض : فتـحت عيني عـلى سؤال يتـكرر أينـما ذهبت حـاهل تقرب للشاعر إبراهيم العريض?

ولم أكن في الـبدايـة أعـرف ماذا تـعـني كلـمـة « الشـاعـر» ولكـني كـنت أعرف اسم أبياذا يـسألـونني عن أبي وال يـسألـون رفيـقاتي فأرد بـاإليجـاب. وأستـغرب بـيني وبـ نفـسي

عن أقربائهن.

كـان أول ما نشـر والدي من الـشعـر العـربي ديوان « الذكـرى» عام ١٩٣١ وتاله «وا مـعتـصماه»سرح ـواضيع تـاريخيـة كتـبهـما ليـمثـلهـما عـلى ا » وهـما مـسرحـيتان شـعريـتان و« ب الدولـت

تطور الذي اختاره للمدرسة. نهج الدراسي ا طالب مدرسته اخلاصة كجزء من ا

وقـد أسف فيـمـا بعـد عـلى التـسـرع في نشـره ديـوان « الذكـرى» حـيث لم يـر قصـائدهارتقت إلى مستوى يؤهلها للنشر.

هكذا مـنذ البدء كان الشاعر والنـاقد يتعايشان في إبراهـيم العريض وكان كناقد مثلهكمعلم شديد التدقيق ال يتقبل اخلطأ أو الضعف.

ـا ذلك مـا أخـافنـي من النـشـر فـظـلـلت أحـتفظ ولم يـكن يـجـامل في تـقيـيـمه أحـدا وربشـعري إلطالع صديـقاتي احلمـيمات فـقط هذا ما نـصحني أال أتـعجل النـشر لكي ال أندمعـلى قرار مـتسـرع يـستـبق نـضج التـجربـة وهي نـصيـحـة شكـرته عـليـها كـثـيرا حـ وعيت

. أبعادها الحقا

وظل دائما مصرا على حسن اإلجناز ال جني الثمار الفجة.

بعد « الذكرى» تتابعت مجموعاته الشعرية : «العرائس» ٤٦ و« قبلتان» ٥٠ و«أرضالشهـداء» ٥٢ و«شموع»٥٦ وآخـرها « يا أنت» ٩٨. ولـه أيضا تـرجمة اخلـيام وديوان بـاللغةاألرديـة «جـلـبـهاري» وقـصائـد بـالـلغـة اإلجنـلـيزيـة. أمـا طـروحـاته النـقـديـة فأهـمـهـا دراستهـتنـبي بعـد ألف عـام» و« اللـمـسات الـفـنيـة لدى اخلـيـام» ثم دراسته ـتنـبي «ا تـعـمقـة عن ا اا كـان أهمهـا « كلمة آن قـارنة لترجـمات اخليـام . كما أذكر دراسـاته للشـعر احلديث ور ا

لها أن تقال» التي تناول فيها حركة احلداثة الشعرية وقصيدة النثر .

- ١٤ -

أبي من شـعـراء الـقـصـيــدة الـعـمـوديـة وقـد ظل وفـيـا لــهـا وإن كـانت له في قـصـائـدهنـعه ذلك من تذوق بصـمـته اخلاصـة التي تـفرد بـهـا شعـره عن مجـايلـيه ومن سـبقـوه. ولم األجنـاس واألساليب األخرى لـلشعـر فقد تعـدى مستـوى تقبل ما يـجد هو نـفسه راحته فيهـيز أينـما جاء . وقـد مررت ببـعض ما عايـشه أبي من تطورات إلى مسـتوى أرقى يتـقبل أي فن هـجـري حـتى تأثـيرات «تي أس إلـيوت» بـعد حتـدي نازك الشـعـر العـربي احلديث من مـنعـطف اـعتـمد وجتديـدات بدر شـاكر الـسياب وانـتقـلت إلى مرحـلة االنـبهار الئـكة لـلعـمود الشـعري ا ا

قاومة وتوجعات أمل دنقل وتفرد محمود درويش. بنزار قباني وظهور شعر ا

وقـد ظل لوالدي منذ الـبداية اطالع على الـشعراء اجملددين وإبداعـاتهم وعلى اتصالمباشر بل وصداقة شخصية مع كثيرين منهم وصل بعضهم إلى التميز بصيغهم اخلاصة

الئكة وبلند احليدري ونزار قباني ال بسبيل احلصر بل مثاال فقط. منهم: نازك ا

وقـد كنت فـي البدايـة أقرب إلى تـذوق الشـعر مـني إلى تفـهم رؤيـته النـقدية وطـروحاتهحول الشعر وعالقته باللغة التعـبيرية والفن بشكل عام. وقد حفظت بعض قصائده عن ظهرقـلب على الرغم من طولـها. وأستطيع اآلن أن أرسـم صورة لتطور الـتعبير الـفني عنده وهوانه اجلذري أن الـفن ال يأتي افتـعاال شكلـيا وال انشـغاال بالصـنعة بل هو تطور ظل وفـيا إل

دائما تعبير صادق عن احلياة واحتفاء بها .

وأنـا كــشـاعـرة أنـتـمـي إلى جـيل غـيــر جـيل أبي ولـكـنــني تـعـلــمت مـنه احلـوار مع كلاألجيـال إال الـتي ال حتـاور إال من مـنـطـلق تـرسيـخ نفـسـهـا وإلـغـاء اآلخـرين .. أو تلـك التي

تعيش حالة هذيان منغلق على ذات منحصرة األفق والوجود.

ـفضلة من وأقول إنـني تعلمت مـنه تقبل الـتطورات األسـلوبية والـتعدديـة في الصيغ اهذا الشاعـر أو ذاك. ابتدأت معرفـتي بالشعر بـاللغة الشـفاهية للـشعر وتأثرت كـثيرا بقراءةا قدمـته لي في الطفـولة األولى تلك الدواوين القرآن الكـر مؤسسـة جذوري اللغـوية ثم

ية التي اكتشفت فضوليتي الطفولية عشرات منها في مكتبة أبي الشاسعة. العا

وزونـة وتعلـمت تذوقه مع ذائقـتي في الشـعر العـربي نبـتت مع القـصيـدة العـموديـة اعلقات العصماء: حكم زهير بن أبي سلمى وتفاخرات طرفة وعنترة البالغة التقليدية في ا

- ١٥ -

تـنـبي وأشـواق ابن زيدون. ولـكـني أنـتمي بـالـطبـيـعـة روحيـا إلى عـصر الحق وطمـوحـات اهجري والـشواعر جاءت وقفات وتعبيريـا إلى اإليقاع التفـعيلي احلر. وبعـد تأثري ذاتيا بـاـتـمـردة ووقـفـات تـأمـلــيـة طـويـلـة مع كــوابـيس بـلـنـد انــبـهـار مـراهـقي مع نــسـائـيـات نـزار انيات احليدري وحسب الشيخ جعفر وتغريبات البياتي وحجازي ومحمد عفيفي مطر والبـردوني ومـحـمـد عـبـده غـا ثم .. وقـفـات أطـول في حـيرتـي مع تـغرب أدونـيس وعـالقتهلتـبسة باجلـذور وذوباني أمام محـمود درويش وهو يبـلور فنا أدبـيا لغويا مـؤثرا يخرج به اجـراحات األمـة من حـصاراتـها الـسيـاسيـة احلـضاريـة منـقوشـة بـنزيـفه الذاتي في حـصاره

. جغرافيا.. دون أن ينعزل في برج عاجي بعيدا عن فهم أو ذائقة أو مواجع القار

وجـدتني في معـايشـتي لوالـدي في عالم الـشعر والـفن واألدب أدخل في متـاهة طـويلةـا عن مـوقع الـفن واإلبداع من متـعـددة االلـتـفافـات أبـحث عن إجـابـات لـتسـاؤالت أزلـيـة رجراحـاتنا اخلاصة والعامـة وطموحاتنا لتدجـ اللغة واألسلوب في خدمـة تفاعالتنا الفرديةبدع فـينا وتـهجـينه لئال يـنطلق بـعيدا وروثـة لتدجـ ا بـدال من اخلضـوع لضغـوط اجلذور اـبـدع بـ تـشـوقه لـلـوقوف حتت ـطـلـوب في ا ـوروث.. ثم تـساؤالت الـتـوازن ا عن سـيـطـرة اـطـلـوب ب ـلمـعـة له وبـ الـصـدق مع ذاته ومـثـيـرات إبداعه والـتـوازن ا شالالت الـبـريق اـفـتعـلـة واالبـتـذال.. وكالهـما مـرفـوض من الـذائـقة الـسـلـيـمة ولـكـنـهـما : الـصنـعـة ا تـطـرفـ

بدع الضعيف أمام شهوة البروز واالشتهار. يفرضان إغراءاتهما على ا

كل ذلك يـجعل الفن واإلبداع بـصعوبة الرقص عـلى حبل دقيق مشـدود فوق هوت ماأسهل السقوط إلى هذه أوتلك منهما .

ثم أين من هــذا كـله مــوقع مـا قـرأته فـي مـكـتــبـة والـدي أيـضــا من تـرجــمـات أشـعـارـي تـتـفاوت اخلـلـفيـات والـبيـئـات احلضـاريـة والتـاريـخيـة والـلغـوية الـتي نـشأوا مبـدعـ عاوأبـدعوا فـيهـا. مبـدع مـثل: طـاغور وبـودليـر وشيـلي وبـايرون وسـنغـور وناظم حـكمت

وسافو وإليزابث براوننج ?

فضلة لصيغة خاصة ناجت بيئة بعينها? هل الفن والنظرة ا

واصفاتها? هل الشعر موروث لغة بعينها? أم حضارة

- ١٦ -

أم هو موهبة فردية تتأثر بهذا وهذا وأي أفق إنساني ننفتح على متراكماته?

وقـفـات وتـسـاؤالت اسـتـدعت حـوارات طـويـلـة مع والـدي نـتـنـاول فـيـهـا جـوهـر اإلبداعوعالقة الشـكل النهائي بـاإلطار التـاريخي واحلضاري ومـؤثرات البيـئة والعصـر وما تفرزه

بدع ذاته في الصيغة النهائية للغة الفنية اخملتارة . تفردات شخصية ا

وأعـتـرف أنني لم أتـوقف بـفـكر نـاضج الـوعي أمـام شعـر والـدي ألتأمـل خصـوصـياتهـية بـل اكتـفيت بـلذة االسـتمـتاع عـمعـة الـعربـية والـروافد الـعا األسلـوبـية والـفنـية في هـذه اا ألنني تعرفت إلى قصـائده مثل: «التمثـال احلي» و« حديث دمية» في مرحلة باهـجه رـا هـو اهتـمام مـتأمـل للـجانب األسـلوبي شغـفي الطـفـولي باجلـانب القـصصـي فيـها أكـثر

والصور والصياغة الشعرية.

كنت إذن منذ البداية من أولئك احملتف عفويا باإلبداع الشعري بالذات .. وح كنتـلحـميـة الطـول أو قصـيدة أستـرجع عن ظـهر قـلب قصـيدة إيـليـا أبي مـاضي « الطالسم » اـائة ودون دافع خارجي يـفرض علي ذلك شارفـة على ا والدي «الـتمثـال احلي» بأبـياتهـا اـطلـوب حـفظـها في بـرنامج الـدراسة كـنت أمارس كأن تـكون جـزءا من واجب النـصوص ا

االنفعال العفوي بالشعر كظاهرة يومية في حياتي.

أدرك اآلن أن تذوقي لـلـشعـر لم يأت من عـيـنات الـنصـوص التي طـولـبت بأن أحـفظـهادرسـة االبتدائية متغـنية بالفراشة عن ظهـر قلب في مقررات مادة النـصوص واحملفوظات بامرضة الظريفة بل جاء من انطالق خيالي مشرعا أجنحته محلقا مع القصائد اللطيفة واالـقصـصيـة وللـصور الـتي يرسـمهـا والدي مـشرعـا مسـرحا يحـمل لي احلـياة بـكل نزعـاتها

عقدة. اإلنسانية ا

اآلن أعي أن شــعـره كــان يــحـمل من الــثــراء الـفــني مـا رفــعه فــوق مـســتـوى إدراكيبـاشر وأن أبعاد تـأثيراته في - رغم أنـها لم تكن بـذلك الوضوح لي كـمتلـقية آنذاك - البـسيط اقـدر للعـمق اإلنساني كانت فـي احلقيقـة أبعد وأعـمق تأثيـرا في القار الـواعي لتلـك الروافد واا كـان ذلك ألن شـعـره جـاء بـلـغـة عـربـيـة واضـحة ي فـيـهـا . ور ـوروث احلـضـاري الـعـا وا

- ١٧ -

ـنا الـعـربي جغـرافـيا الـبالغة ولكن مـنـطـلقـا من انـتمـاء جلـذور ثقـافـية أوسـع من حدود عـاوتاريخيا متـيحا له أن ينفرد خارج كل هذا التزاحم واالنحـصار طائرا يغرد ويحلق بإيقاع

. أجنحة سرب بعيد جدا يحمله هو في الذاكرة وال نعرف له نحن مرجعا محليا

وعن هذه النـاحية يقول األستـاذ حسن جواد اجلشي الذي كان صـديقا وزميال للوالدمنذ البدايات األولى :

ــثل مـرحــلـة « أصــدر الـعــريض ديــوانه األول (الـذكــرى) في عــام ١٩٣١ ورغم أنه ا تـنطوي عليه هذه الـبداية من وهن في الصياغة احملاولـة والبداية الشعـرية لشاعر ناشئ وضـيق في الـرؤيـة واخلـيـال أحـيـانـا إال أنه كـان بـدون شك انـطالقـة جـديـدة رائـدة في أدبـتأثـرة بـشـعـراء الـرومانـسـيـة في أدب الـلـغة ـنـحـاه وموضـوعـاته غـيـر الـتقـلـيـديـة ا اخلـلـيج اإلجنليـزية تلك الـلغة الـتي يتقـنها الـعريض كمـا يتقـنها أعـرق أبنائـها ثقافـة واطالعا. وكانفروض أن يـحدث هذا الـديوان صداه ب شـعراء اخللـيج فتتسع الـدوائر حوله ولـكنه كما ايـبدو ألـقي في بركـة راكدة. ولم يـكن هو من الثـقل بحـيث يسـتطيـع أن يحرك سـطحـها علىأقل تـقـديـر. ولــعل ذلك يـرجع إلى أن الـذوق األدبي الـســائـد في اخلـلـيج آنـئـذ كـان مـا يـزالفـاهيم الكالسيـكية التقـليدية في تقـييم الشعـر فكانت الرصانـة واجلزالة أو الظرف أسير اعـاييـر التي يـوزن بهـا األثر فـيقبل أو يـرفض. ولم يكن حـظ « الذكرى» من ذلك والـرقة هي اكـبيرا. فإذا أضفـنا إلى ذلك أن اجلزء األكبـر من الديوان رغم سذاجته كـان هياما بالـطبيعةا لـم يألفـه الذوق البـدوي أدركنـا سر اجلـفاء بـ الديـوان وقراء الـشعر فـاتنـها وغنـاء

في اخلليج حينذاك».

وأقول :لم يكن شـعره بسـيطا شعـبي اجلذور والهـوية ليحـرك اإلحساس بـالطرب لدىي . كان شعرا تراكم احلـضاري العـا ـتواصل مع ا الغـالبية بـقدر ما كـان شعرا للـمثقف اباشر قادرا على حتريك ذائقة عميق اإليحاءات غنـيا بالرموز والصور خارج إطار محـيطه ا

التأمل والتفكير.

سـتـخـدمة ـفـردات ا ـنطـلق حـديث الـتـركيـز يـدقق في ا ثم في تـأمـلي الحـقا لـشـعـره فـردات التي تدفع الـقار إلى إيقاظ مـرجعية يل إلى اخـتيار ا وتفاصـيلها أجـد أنه كان

- ١٨ -

فردات ا يقـرأ فيعبر من ا حواسه اخلـمس كلها واستخـدامها في التواصل يبـني انفعاله نتقاة بتخير عفوي إلى مستوى التذوق احلسي وكأنه يقود سامع شعره ليقف أمام لوحة امرئيـة مثل وصف الطفـلة وهي تنام مـحتضنـة دميتهـا في قصيدته « حـديث دمية» أو حتىمجسمة ثالثية األبعاد كوصف الشبـاب يتلصصون على الغادة احلسناء تغسل شعرها في . اء في الع عان ا البستان فيكاد القار يتلمس نعومة شعرها وبرودة ماء الع ويرى

فـمثال في قـصيـدة « التـمـثال احلي» حـ يصـور انفـعاالت الـفـنان الـذي ينـحت تمـثالـتـضـورة يـوغل في نـحت الـتفـاصـيل الـدقـيـقـة لـلـمشـهـد فـتـكـاد تـسـمع طـرقات احلـسـنـاء اـعة العرق على جب الـفنان وحتس بضوء الفجـر يتسرب مع ارتفاع صوت اإلزميل وترى

الديك في اخلارج..

وأشـيـر هـنا إلى مـيـزة أخـرى تـفـرد بهـا شـعـره هي تـوخي دقـة التـخـيـر في اسـتـخدامـوائمة للـحالة الـنفسيـة. وقد ذكرت لي الـباحثة الـدكتورة سـلمى اخلضراء الـنبرة الشـعرية اتـحدة حيث تقيم أنها اجليوسي شخـصيا في لقاء بـيننا في مديـنة كمبـردج بالواليات اكانت أول من رصد ذلك في شعره وأنها أشارت إلى هذه الناحية في تناولها خلصوصيات

يزة وشواهد لها. شعر إبراهيم العريض فذكرت هذه ا

وسـواء جـاء ذلك بــوعي مـنه أو بــصـورة عـفــويـة فـقــد أضـاف بـعــدا نـفـســيـا إلى جـوـؤثرات اخللـفية الصـوتية واإلنـارة في اإلخراج السـينمـائي لتؤثر الـقصيدة يـشبه ما تـفعله ايل لـلجـانب العـلمي في الـوالد ال يـقل قوة عن ـشهـد.. ولعل كـون ا شـاهد مع ا في تفـاعل ا

يل للجانب الفني هو ما أدخل هذه اخلصوصية في شعره. ا

وحيث كـانت العالقات الرياضيـة وما ينبني عليـها من استنتاجات ونـتائج تشده كثيرافـقد تـوصل إلى أن هـناك مـشـتركـا في اخلـصوصـية بـ عـالم األرقام والـريـاضيـات وعالمنـتظمة حيث االنتـظام والتكـرار وتردد النـغمات اخملتـلفة وجـمعها الفن والـشعر بـتردداته افي تنويعات مختلفة تتكرر بانتظام يوصل بالنتيجة إلى صيغة فنية في لوحة خامتها األنواروالـظالل أوقــصـيـدة خـامــتـهـا الــكـلـمـات وإيــقـاعـاتـهــا أو نص مـوسـيــقي خـامـته الــنـغـمـات

وسيقية. ا

- ١٩ -

: أن طبـيعـة الوجود هي ا جـاء ذلك التـعبيـر اآلخر الـذي كرره أيضـا مرارا من هـنا راالنـتظام. وإذا كـنا أو بعـضنا ال نـستطـيع إدراك قواعد انـتظامه فألنـنا لم نسـتوعبـها بعد.وإذا كان هناك ما يبدو وكأنه فوضى ظـاهرية فهو احلالة العابرة والبد أن يعود الوضع إلىاالنتظام في إيقـاع ما. والتجديد أو اخلروج عن اإليقاع ال يـكون بالتراجع إلى حالة التوقفوال إلى حالـة الفـوضى بل إلى إيقاع جـديد هـو األفضل من حـيث تواؤمه مع اإلطـار الزمني

والنفسي للتعبير الفني.

لغات حلوار النجوم:

ن أتـصـور أنـني أدركـت مـنـذ الـبــدء وبـصـورة بـدهــيـة أن أبي يـخـتــلف عن اآلخـرين أعرفهم من الرجال في محيطنا احمللي.

ـنـكبـ هـاد الصـوت ال يـرفعه إال حـ يـغضب ويـتـكلم كـان فارع الـطـول عريض اعـدة لـغـات كـثـيـرا مـا سـمـعـته يـتـحـاور مع أصـدقـائه من اجلـالـيـات األجـنـبـيـة في الـبـحـرينوبـلـغـاتـهم األم . ال أفـهم مــنـهـا إال الـعـربـيـة الـتي كـان يــصـر أن أنـطـقـهـا وأقـرأهـا بـصـورةصحـيحـة حتى قـبل أن أبلـغ اخلامسـة. تعـلمـت القراءة مـبكـرا قبـيل اخلامـسة مـن عمري..ـارسه ـتــواضع كـان يـفــيض بـالــكـتب في كل زوايــاه والـقـراءة فـيـه فـعل ـا ألن بـيـتــنـا ا راجلميع. وكـان والدي مـعلمي األول لـلغـة العربـية والريـاضيـات ثم .. ثم ابتدأ بـتعـليمي الـلغة

اإلجنليزية في سن العاشرة.

ومـثـلـمـا كان وهـو يـعـلم شـقـيـقـاتي قـبـلي كـان ال يـتـسـامح في أخـطـاء الـلغـة حـتى معاألطـفال حتى كـدت أعلن الـتمرد وأرفض مـواصلـة الدراسـة معه لوال تـدخل أمي وشقـيقتيالـكـبــرى الـتي أقـنـعـتـني أن تـشــدده مـعي وعـدم تـهـاونه مع أخـطــائي هـودلـيل حب واهـتـمـام

درس. بتعليمي فخضعت مخفية متعتي بتلك الدروس رغم اعتراضي على حدة ا

والـدي مـعـلم بـالـسلـيـقـة ولـكـنه كـان شديـدا ال يـتـحـمل الـبالدة وال يـطـيق بطء الـفهم أودرسة األهلية اخلاصة تكرار اخلطأ. وقد سمعت فيما بعد من طـلبة الوالد الذين التحقوا باالتي أسـسها في شبـابه أنه كان شديـدا معهم ال يقـبل في التطـبيق الصحـيح للعـلم انحرافا

أو تساهال. وقد كان العقاب جادا بقدر ما كانت رغبة التعليم جادة.

- ٢٠ -

كـان الـرجـل الـشـامخ احلـضــور يـثـيــر اهـتـمـامـي الـطـفـولي أرقــبه عن كـثب مــتـشـربـةتـفاصـيل حضوره في حـياتنـا اليـومية: حـ ينصـرف مبكـرا إلى عمـله مبادرا سـائق سيارةالـشركـة البسـيط بدعـابة مـرحة لـتنـفرج أسـارير « غـلوم» عن ابـتسـامة شـاكرة وحـ يعودالرابعة عصرا ليدخن األرجيلة وح يتأكد شـخصيا من أننا كلنا أخـذنا جرعتنا الوقائيةـغـرب بعـد عـودته مـن مـشواره من زيت الـسـمك والـفـيـتـامـيـنـات وحـ يـوزع عـلـيـنـا عـنـد االـيـومـي عـصـرا مـا اشـتـراه لــنـا من اخملـبـز الــقـريب من حـلـويــات وكـعك سـاخن . وفي يـوماخلـمـيس بـالذات كـان احـتفـال أسـبوعـي للـجـميع إذ يـعـود من الـسوق يـحـمل رزمة اجملالت

األدبية التي عودنا على توفيرها لنا بانتظام من مكتبة « الهالل» .

وكم كان يسعده تلهفنا على قراءتها والنقاش حول ما جاء فيها.

شـكلة الفراغ الـذي يواجه الصغـار- والفتيات بـالذات- في مجتمع كان متفهـما جدا ال يـوفر نـشـاطـا ثـقـافيـا خـارج جـلـسـات الطـرب الـبـدائي واالحـتـفاالت الـديـنـيـة . ولـذلك كانحـريصا عـلى أن يوفر لـنا احتـياجات أي هـواية نبـدي اهتمـاما بهـا كالرسم الـذي شغفت بهفي سـنواتي األولى. أحـيانا أثـناء اإلجازة الـصيفـية كـان يصطـحبني مـعه إلى مقـر عمله فيشـركة النـفط ويسمح لي أن أرسم عـلى أوراقه أو أجرب اآللة الكـاتبة أو أخـرج إلى احلديقة

راقبة النباتات والطيور. العامة اجملاورة ألتسلى

كـان كثـير السـفر في تـأدية متـطلبـات واجبـات وظيفـته الحقا فـي شركة الـنفط ولذلككـنت أفـتقـد وجوده حـ يـغيب أليـام متـوالـية وأحـيانـا ألكـثر من شـهـر .. ولكن في حـضوره

كان التعويض مضاعفا

ـقابالت وكان يـحـرص حـ يـسـافـر أن يبـقى عـلى اتـصـال بـنـا وأن يـبلـغـنـا لـنـسـمع اـوعد وكأن اإلذاعـية الـتي جتريـها مـعه إذاعة «هـنا لـندن» فـنتـجمع وقـتهـا عنـد اجلهاز قـبل ا

صوته عن بعد نبع ارتواء يعيد لنا قدرة االنتظار حتى يعود.

وح يعود يكون الفرح مضاعفا إذ يعود محمال بالهدايا ..

كان والدي حيويا جدا في عالقته بنا من حيث أشبعنا تواصال عاطفيا وإثراء معرفياونا الذهني .. يالعبنا ويستثير

- ٢١ -

وكـان منـظمـا جدا في إدارة حيـاته يطـالبـنا بـاحتـرام رغبته فـي االنصراف إلى أوراقهح يشاء ثم علمنا أن نستمتع بوجودنا معا في أي وقت آخر.

وهكذا نظم مسيرة عالقاتنا وتفاعالتنا معا ..

كـانت اللـيـالي هي األجـمل إذ حتـمل لـنـا سويـعـات تـواصل حـميـم معه يـتـداخل فـيـهاـدفأة مـلتـحفـ باألغـطية دوره كـأب بدوره كـفنان عـاشق للـكلـمات. في الـشتـاء نلـتف حول اـيـة والـقـصص وحـ يـغيـب تنـوب عـنه أمي الـصـوفـيـة نصـغي لـه يروي لـنـا األسـاطـيـر الـعـا

بحكايات وسوالف اخلليج.

وفي قـيظ الـصيف حـ ننتـقل للـمبـيت فوق سـطح البـيت حتت ومـيض جنوم الـسماءـشـاركـتـنا سـهـراتـنـا فيـأخـذنـا مـعه في رحالت مـثيـرة لـلـخـيال وهـو يـحـكي لـنا يسـتـدعـيـها يـثولـوجيا الـيونـانية عن مـغامـرات األبطال الـذين حتولـوا لنجـوم تدور في صـفحة أساطـير ا

السماء أبدا في تكوينات األبراج مشيرا إلى تشكيالتها في السماء.

ـسـلـسـلة ـرأة ا تـلك الـسـهـرات عـرفـتـني عـلى عـالم الـنـسر الـطـائـر والـنـسـر الـواقع واكسـيوبـيا وأنـدرومـيدا واجلـبار وسـيفـيوس والـثـريا وسـهيل . وهـكذا أورثـني عـشقه لـلنـجوموجتاوبا مع وميـضها الغـامض. وما زلت أميز هـذه التشكـيالت السماويـة حتى اآلن وأتذكر

تلك الليالي اخلليجية السعيدة.

ولم أعرف إال فـيـما بـعـد أن اهتـمـامه بالـنـجوم كـان عـلمـيـا وأنه كان مـتـعمـقـا في علمالفلك حتى اخترع معادلة حسابية فلكية مسجلة باسمه.

ـمتعة أشرع شـرفات األفق الوجودي األكـبر أمامنا وأرى اآلن أنه في تـلك السهرات افـعلـمنـا احتـرام إبداع الله فـي كل مكان وبـأي صورة جـاء مثـلمـا قدر في تـفاعالته األخرىمـعنا أن يستثـير اهتمامنـا بظواهر اإلبداع األخرى. كـان اهتمامه شديدا أن نـحتفي بالفنوناخملتـلفـة تشـكـيلـية وتـعبـيريـة في أي مـوقع جغـرافي ويصـر أن يأخـذنـا في زيارات تـثقـيفـية

مطولة للمتاحف التاريخية والطبيعية والفنية في كل بلد نزوره

- ٢٢ -

كـان فعال مـعلمـا قادرا على تـقد احلقـائق الطبـيعيـة حتى العـلميـة اجلافة مـنها فيتعة الذهنـية. هكذا أورثنا اسـتمتاعه بتفهم صيغة شاعريـة الرؤية قابلة السـتثارة التفكيـر واعادالت الرياضية وكان حقا عاشقا للحقائق في مجال الرياضيات واحلساب. العلوم وا

شارب ولـكنه أيـضا علـمنـا ما هـو أهم : تقـبل مبـدأ شمـولية الـوجود. عـلمـنا تـعدديـة اـانه الذاتي أن تفهم الوجود ومالمـسة أبعاده ومعانيه وموسـوعية االهتمامـات وحفر فينا إفي احلـياة ال يأتي إال من منطـلق رؤية جوانبه وتفاصـيله بكامل تداخالتـها وتقبلهـا بشموليةتـكـامـلـهـا كـحـقـائق عـلـمـية وتـفـاعالت إبـداعـيـة تـعـبـيـريـة; وأن اخـتالف الـتـفـاصـيل الـبـشـريةوروث اإلنـساني الذي يـجمع البـشرية كـلها شـترك الوجـودي وا اجملـتمـعية ال يـعني انتـفاء ا

من حيث هم خلق الله.

وفي حيـاتنا اخلـاصة كـانت خلطـة أصدقائه ومـعارفه تـشمل أفرادا من كل اجلـالياتالمح ولم يكن غريبا علينا أن نسمعه يتحاور مع أصدقائه بلغات متعددة وكأنها واللغات وا

كلها لغته األم.

وح علمـنا تقبل التعددية كان يعـيش معنا ما عرف فيما بعـد بعقلية ما بعد احلداثةعتادة في فترة البدائية احلضارية. في ح يحيط بنا عالم التفاعالت ا

ولـكن الـذي كان يـثـير اهـتمـامي بـصفـة خـاصة هـوارتبـاطه احلـميم بـالـكتب والـقراءة.كتوبة حروفا غريبة غير تلك التي وكتبه أيضا كانت تأتي بلغات متعددة وتشدني رموزها ا

درسة. أتعلمها في ا

تـواضع هومـكتـبة والـدي التي جتـاوزت محـتويـاتها ا كـان أكبـر ما احـتواه بـيتـنا ا رـطبخ بل وعودنـا أن تكون آالف الكـتب بلـغات متـعددة واحتـلت كل زوايا البـيت فيـما عدا ا

لكل منا مكتبتها الصغيرة ركن خاص بها يحوي كتبها.

ال أذكـر أبي إال وفي يده كـتب أو أوراق يكتب فـيها وكـانت أمي تمنـعني وأخواتي من.. ونا جسديا وعلميا إزعاجه ح ينصرف إلى أوراقه ولكنه كان يجد الـوقت لنا ومتابعة

وما شعرت أبدا أننا خارج عالم اهتمامه الشخصي.

- ٢٣ -

ولم يـكن يسـمح ألحـد منـا بالـعبث بـكـتبه أو الـشخـبطـة عـلى كتـبنـا اخلاصـة وإن كانتـوفرة من مطـبوعات طبـوعات ا يـشجعـنا على الـقراءة ويحـرص على إمدادنـا باجلديـد من ااألطـفـال في الـصـغـر كـمـجـلـة «الـطـالب» و«الـسـنـدبـاد» في عـنـفـوانـهـا األول حـتـى تـرجـمات

ية مثل «روايات الهالل» و«مطبوعات كتابي» في الصبا. الروايات العا

ـارس الـقـراءة مـثله كـان يـقـرأ دائـمـا وإلى سـاعـة مـتـأخرة مـن اللـيل ويـشـجـعـنـا أن بشغف وعشق.

ا أفسر ذلك االهتـمام الشديد بالقراءة أنه في طفـولته وجد في عالم الكتب ملجأه ورـهـا السـحـرية ؤلـفـات عوا من شعـوره بـالغـربـة وكان يـهـرب من وحدته إلـى حيث تـفـتح له ا

ليجد مسرحا واسعا لالنتماء والنشاط الذهني ينسى فيه حصار الواقع.

وفي حـ ظل اإلحـسـاس بـالـغـربــة مـعـانـاته األولى ظل الـكـتــاب رفـيـقه احلـمـيم حـتىتعسرت عليه القراءة ح ضعف بصره مع تقدم العمر.

.. ولنترك تفاصيل ذلك الى ح

اإلبداع احلي والريادة البانية:

تـأثير جـوهري آخـر وعيته مـؤخرا في غـمرة التـحديق بـذكريـات عالقتي مع والدي فيإطار شمولي إذ توقفت عند التساؤل :

ان أن اإلبـداع احلقيـقي غيـر قابل للـركود أو االنـحصار في من أين جاءني هـذا اإلـوروث بصـورته السـائدة أو الـتجمـد في الذاكـرة العـامة? وأن الـدور األهم للـمبدع مـخزون اـاضي فقط ? وأن له دور الـريادة ـسـتقـبل ال التـشبث بـا هو الـبنـاء ال الـهدم والـتواصل مع ا

ستقبل اخلاص ? ستقبل العام قبل أن يكون تركيزه على بناء ا في بناء ا

ـبـدع احلـقــيـقي البـد أن يـقف مــوقف الـفـرد غـيـر ومن أين جـاءني هـذا االقـتــنـاع أن استسلم للتدج والقولبة? ا

وأين من هذا ما يتطلبه االنتماء من مشترك يصبح مرجع تعريف واعتراف?

. وال أشك في اجلواب: من والدي شخصيا

- ٢٤ -

ـان بـحـرية في مـعـايشـتي له وهـو يـطـبق يـوميـا في حـيـاته احلـقيـقـيـة وإبـداعه هذا اإلـبـدع إلى مـسـتـوى الريـادة الـتي تـفـرض عـلى اآلخرين ـبـدع ومسـؤلـيـته ثم يـحـمل موقع ا ابدع إلى إمـعة يتقبل وقع إلى هوة تبريـر انحدار ا االحـترام والتقبل حـ ال ينحرف بهـذا اعايير ومقاييس متـلق ال يعترف بضرورة التطور أو يتطرف إلى الرفض في سبيل اخلنوع الرفض والـبروز باالخـتالف عن السـائد ولـو تبـجيل الـفوضى وكالهمـا في احلقـيقـة يسـتمدفهومه ألبعاد مرجعيته كليا من السائد بل عايشت في والدي أيضا كيف يتصاعد الرائد مسؤوليـته اإلبداعية الـريادية ليصـبح رمزا مرتبطـا باالحترام حـيث يتحمل مسـؤولية الريادة

ثاليات من الشخص العادي. اإلبداعية بصورة أكثر إلزاما والتزاما با

هـكذا قبل وبعد تـأثير كل اآلخرين في تكـويني الفني واألدبي تـعلمت من موقف والديمن اإلبداع ما هو أعمق إدراكا لروح الفن ورسالة األدب وماهية اإلبداع:

أن الفن هوتآخ مع احلياة ولكنه ليس تكريسا لظواهرها كمعطيات أبدية.

وأن الـفن مـا هو إال مـحـاولة مـسـتمـرة لـلتـعـبيـر عن مـظاهـر احلـياة ومـعـانيـهـا وبلـغاتمـتـعـددة الـوسـائل واخلـامـات .. ولذلـك فـالـفن مـتـطور بـالـسـلـيـقـة ولـيس لإلبـداع قـالب أزلي

بدع في تفضيالت ذائقة زمن بعينه. يحصر ا

: أن بدع باحلياة سمعته منه مرارا وكان له في هذا السياق تفسير عن رؤيته لعالقة االفن - والشعر أحد وجوهه - هوفي جوهره تعبير عن احلياة واحتفاء بها.

بـدع عن الـتواصل مع الـذائـقة األسـمى الـتي قد تـكون ولـكن ذلك ال يلـغي مـسؤولـيـة اتلقي العام أو خارج محتواه احملدد . عتمد من ا فوق مستوى السائد ا

ـبدع رائـد في صقل الـذائـقة الـعامـة وتوجـيـههـا إلى حيث يـظل تـوجهـها نـحو أي أن اـتجدد األكـثر حـيوية واألجـدر بالـبقاء في ذاكـرة الزمن وحـتى لو عانـى في حتقيق ذلك من ا

االغتراب والرفض.

قولـة أن الفن هو احتـفال باحلياة واحـتفاء بهـا يعني أن اإلبداع األدبي هو ومـا كان ـبدع ال قـصود أن ا نـاسـبات رسـميـة; بل ا بـهرجـة طرب رخـيص أو احـتفـاليـات سطـحيـة

- ٢٥ -

يستطيع أن ينفصل عن تأثيرات احلياة حزنا أو فرحا أو تأمال وتفاعال وح يتفاعل معهاـلتصق بحـقائق احلياة بالـسليقة الـعفوية تمـاما كتفاعل يفعل بـها ما يفعل الـكائن الفطري االفـراش والـنـحل مع النـقـوش واألريج ونـكهـة األزهـار .. تـتحـول عـنـد هذا رقـصـات وحتـليقبأجـنحة شفـافة ملونـة وتتحـول عند ذاك إلى إنتـاج عسل مصفـى وكالهما ناجت يـنجذب إليه

تعة فوق متعة الذائقة احملكومة فقط بالتفاعالت اليومية العامة. ويحتفي به اآلخرون طلبا

ي منذ بـدع والفن والشعـر انفتحت قـنواته في عا أسـتطيع أن أقول إن عـالم اخليال اـكـوناتـه األسـاسـية: حتـلـيق فـي اخلـيال الـطـفـولـة بـدخولـي أنـا في عـالم والـدي واكـتـشـافي وإيـقاع في أرجـوحـة الكـلمـات يـثيـران الـتفـكـير لـتنـفـتح شرفـات تـواصل عفـوي مع احلـقائقاخملتفـية عن النظرة الـبسيطة لـلمظاهر الـسطحية لـينتهي ذلك التـفاعل اجلميل بتـخليدها في

صورة فنية قد يستطيع اآلخرون الدخول إلى أسرارها ومعناها وكنهها األعمق.

كـنت إذن مـنذ الـبدايـة من أولـئك احملتـفـ عفـويا بـتـأثيـر اإلبداع الـشـعري بـالذات فيوسق ومنـتظم اإليقاع ومن الـناحية الذهنـية من حيث يولد الـذائقة احلسيـة من حيث هو صـورا خارج حـدود الوضـوح الـسردي . وحـ كنـت أستـرجع عن ظـهر قـلب قصـيـدة إيلـياـلـحـمــيـة الـطـول أو قـصـيـدة والـدي « الـتــمـثـال احلي» بـأبـيـاتـهـا أبي مــاضي « الـطالسم » اــائـة ودون دافع خــارجي يــفــرض عـلي ذلـك كـأن تــكــون جـزءا من واجب ــشــارفـة عــلى ا اـطـلوب حـفـظهـا في بـرنـامج الدراسـة كـنت بـصورة غـريـزيـة أمارس االنـفـعال الـنصـوص االـعفـوي بـالشـعـر كمـتـعة يـومـيـة في حيـاتي. اآلن أدرك أن تـذوقي الـطفـولي لـلشـعـر جاء منانطالق خيالي مشرعا أجنحته محلقا مع القصائد القصصية وللعوالم التي يرسمها والديـعـقـدة ولم يـأت من الـشـعر مـشـرعـا مـسرحـا يـحـمل لي احلـيـاة بـكل نـزعـاتـهـا اإلنسـانـيـة اــادة الـنــصـوص ـدرســة االبــتـدائــيـة ــنـظــوم الـذي طــولـبـت مع زمـيالتـي عـبــر مـقــررات ا امـرضة الظريفة دون أن واحملفوظات أن نحـفظه كالببغـاوات متغنيـات بالفراشة اللـطيفة واـنـاهج كم كـان ذلك يخـتـزل عـالم اإلبداع الـلـغوي ويـسـتـه بـقـابـليـة الـطفل يـدرك واضـعو ا

للتذوق الفني

ذلك إذن كان أول تأثير للوالد في بدايات تكويني األدبي والثقافي .

- ٢٦ -

ومع هذا أقول: يـخطئ من يظن أن كـون والدي شاعرا ونـاقدا متـميزا كـان أهم تأثيرا. ولـكـنـنـي كـنت حـظـيـظـة بـ قـريـنـاتي فـعال ألنه أتـاح لي في حـيـاتي األدبـيـة من كـونه والـدافرصة ال تتاح للغالبية أن يكون والـدا محبا وفنانا أديبا ومثقفا واسع الثقافة في آن ولذلككنت أستطيع أن أتناقش معه بحميمية في خصوصيات األشياء التي تهمني أدبيا وفنيا بلحـتى عـاطفـيـا وأطلـعه عـلى أعـمق مكـنـونـاتي وتأتـيـني إجابـاته مـحـملـة بـصدق مـشـاعر األبـتمرس بالـساحة وبـتداخالت العمـلية اإلبـداعية وهو مـا لم يتيـسر لكل واعد ورؤية األديب ا

أو واعدة من أترابي. ولكن عالقتي به كطفلته التي يحبها ظلت هي األصل.

وح جتاوزت مرحلة الطفـولة األولى إلى الصبا والتساؤل عن دوري في احلياة كنتحظـيظـة مـرة أخرى بـأن والـدي لم يكن مـتـقبال لـلـسائـد العـام في الـنظـرة لـلمـرأة في صورةمسطحة ال حتمل غير دور اإلمتاع واإلجناب. ونـظرة والدي للمرأة كإنسانة مكتملة القدرات

وقابلة للحوار كانت أهم ما أسس حياتي الالحقة

والدي واألنثى :

ما الذي تعنيه األنثى في حياة الفنان ? .

ا اإللهام قبل أي شيء آخر .. ولكنها كزوجة وأم تصبح العش الذي يحمي الفنان رمن الفوضى.

األنثى األولى واألساسية في حياتنا هي أمي.

هي العش الذي احتفظ بدفئه حتى النهاية.

أمي ابـنـة عم أبي وقـد تزوجـهـا بعـد عـودته من الهـنـد بـقرار من عـمه األكـبر - أبـيـها-جدي احلاج محمد عميد العائلة واحلاكم فيها بأمره متحكما في شؤون كل أفرادها.

هكـذا أن والـدي الـذي كـان قـد عـاد من الـهـنـد حـيث ولـد وتـرعـرع وأكـمل الـدراسةـعروفـة بـ «الوردة» لتـورد لون خديـها وتلك الـثانويـة تزوج والدتـي فاطمـة محمـد العريض ا

يزة في مجتمع يغلب على بشرة أفراده السمرة . عالمة جمال

- ٢٧ -

وما كانا عنـد اقترانهمـا قد تعديا الـطفولة بكثـير هي في مطلع الـرابعة عشر وهو فيالـثامـنـة عـشر من الـعـمر وظـلت زوجـته الـوحيـدة طـوال حيـاتـها مـعه ثم بـعـد أن توفـيت بـعد

خمس عاما لم يتزوج غيرها وكان ذلك باختياره.

عـاشا معا عـلى السراء والضراء خـمس عاما أجنـبت له خاللها ثمـانية ; ولد وسبعبنـات أنـا بيـنـهن الـسادسـة . وحـ توفـيت رحـمهـا الـله عـام ٧٩ ميالديـة بـكاهـا رحـمه اللهبكـاء واضح احلرقة فكـانت أول مرة أراه فـيهـا يبـكي وما أشـد وقع بكـاء الرجـال. أما هيفقد تعاطفت مع دموعـها وأحزانها األنثوية مرارا وبصورة تلـقائية خاصة ح يغضبها منه

انشغاله عنها بكتبه أو مصادر إلهامه الغامضة.

أمي رحمها الله كانت امرأة بسيطة جمعت جمال الوجه بنقاء العاطفة وعفوية التعبيروكانت تعيش احلياة محتفية بها تماما رغم قسوة مجتمعنا في معاملة األنثى.

عـرفة ومـتابعـة كل كتـاب جديـد ينزل وفي ح كـان أبي مثقـفا شـغوفـا بالبـحث عن افي السـوق بأي لغـة يتقـنها لم تـتعـد أمي مهارة الـقراءة البـسيطـة إلى مهـارة الكتـابة بالـلغة

العربية.

امـرأة بـسيـطـة تعـلـمت قراءة الـقـرآن ولم تتـعلـم الكـتابـة رغم مـحاوالت أبـي معـها.. ثمتوقف عن اإلحلاح. وفضل أن يـشجع هواياتهـا الذاتية. كـانت فنانة بـطريقتهـا اخلاصة لهامـيـولهـا في فن الـتطـريز ووجد أن مـتـعتـها إبـداع قطـع فنـية مـنقـوشـة فأهـداها آلـة خيـاطةحديثـة ورتب لهـا أن تعلـمهـا شركة سـنجـر مهارات اسـتخـدام اآللة في النـقش والتـطريز. .قـاساته الـثقـافية وقد أحـبهـا كثـيرا بـطريـقته اخلـاصة .. ولم يـطالـبهـا بأن تـتقـولب لتـتمـدد

اخلاصة متجنبا ظلم بيجماليون ح فرض على أنثاه أن تعكس مشاعره وذائقته .

ه الـثـقافي ـتـكـافئـة بـ موهـبـة أبي واتـساع عـا شـخـصـيا لم تـشـغـلني الـعالقـة غـير اا ومـحدودية ثقافة أمي إال بـعد أن قطعت شوطـا في الدراسة ولعل ذلك أخـافني حينا إذ ر

- ٢٨ -

رأيت فيه بـصـورة غيـر واعـية تـهـديدا السـتـقـرار العش الـذي يـحتـضـننـا ولـكن ذلك اخلوفسـرعـان مـا تـبـدد مع إدراكي مـدى قوة األنـثى حـ تـصـبح هي الـنـسـيج الـذي يـسـتـمـد منه

الرجل شعوره باحلنان.

ـلجأ الـعاطفي لـنا جمـيعا واحـتفظ لنـفسه بأن بدع تـرك أبي ألمي أن تكون ا وبذكـاء اعلومة العلمية. رجع األخير في صنع القرار وأن يكون هو مصدر ا يكون ا

وكـان يـحب أمي بـتـفـاصـيـلـهـا اخلـاصـة وال يـرى في عـدم تـعـلـيـمـهـا نـقـيـصـة تـتحـملجـريـرتـهـا ولم تـكن إال مـثل كل أتـرابـهـا إذ لم تـكن هـنـاك مـدارس رسـمـيـة بل كـان الـسبـيلـطـوع الذي يـعـلم الـقـرآن للـفـتـيان ن يـرغب في الـتـعـلم هـو الكـتـاتـيب أو ا ـتـيـسر الـوحيـد اـطوعة مـعلمة الـفتيـات. ولكن أولياء قابل هـناك عصا ا مشـفوعا بـلذعات من عصـاه وفي اهتـم كانوا يـجدون طرقا فرديـة لتعلـيم أبنائهم بالـلجوء إلى مدرسـ خصوصي األمور اـطوعـة ويتـدربن على ـعلـمة ا تـعلـمة. وأمـا الفـتيـات فيـتعـلمن قـراءة الـقرآن عـند ا من القـلـة ا

نزل في أفياء البيت. مهارات تدبير ا

أسـتطـيع أن أقـول إن أبي وأمي أحب كل مـنهـمـا اآلخر وبـأعـمق ما يـسـتطـيع شـابانخليجـيان أن يفعال عـبر الفروق الفـردية واحلضارية وإن جـمعتهـما وشائج القربى الـعائلية;هو مثقف غارق في الكتب فنان يحمل غربته وتعطش روحه مصادر اإللهام محاوال التوازنثـالـيات وهي صـبيـة خـليـجيـة بـسيـطة ال تـعرف ب إغـراءات مالمـسة احلـقيـقـة وصرامـة الألنثى دورا سـوى التفـاني في توفـير الراحـة. أضف إلى ذلك تعقـيدات أن كلـيهمـا يتيم األما يـعني تعـطشا مسـتمرا لـلحنـان ومع هذا ظلت سـندا له في كفاحه منـذ الطفـولة األولى ه احليوي. احلياتي وظل متـفهما حـدود قدرتها عـلى االستجابـة حملاوالته إدخالهـا إلى عاوكثيرا ما اصطحبها معه في أسفاره خارج الوطن هو يفتح لها شرفات عالم لم تعرفه ولم

تعتد عليه.

كثيرا ما تساءلت :

هل أحب أبي امرأة غير أمي?

ال أظن .

- ٢٩ -

ومع هذا فـبـعض قـصـائـده يدل بـوضـوح عـلى تـأثـير إلـهـام نـسـاء أخـريات واضح فيإبداعه.

سؤولية العائلية.. هل يعتبر ذلك تقصيرا ? ما أعرفه أنه كان مثاليا في شعوره با

ولكن من يضمن مشاعر الفنان أمام جاذبية األنثى?

ومن يدري كيف يتفاعل الفنان مع دوافع اإللهام ومغرياته?

وهل هناك إبداع فني دون مصدر إلهام ما?

بدع أدبيا وفنيـا دون تفرقة في النظرة التقييمية بناء على انتماء كان أبي يحتفي باـا أقول إنه كان مـتعاطـفا مع محـاولة أي امرأة لـلخروج عن جلنس الـذكور أو اإلناث بل ر

قيود التجهيل والتجاهل التي اعتادها اجملتمع حتى فرضها عليها .

رأة عن قدراتها جتاوز للمفروض بل هو ما يجب أن يكون. لم يكن يجد أن تعبير ا

الئكة التي أعلم أنـه عاصر بداياتها ـبدعات أدبيا خاصـة نازك ا كان يـحترم النساء ابهرة وكان معـجبا جدا بتفرد قصائدها وجرأتـها في حتدي السائد األسلوبي وكثيرا ما اـاذا ? « رد بها على قال لي إنني فـي شعري أذكره بـها. وله قصـيدة رقيـقة بعـنوان « ولكن قـصيـدة لها بـعنـوان « لنـفتـرق» ما أظن قـصيـدتهـا كانت أصال مـوجهـة له شخـصيـا ولكنهانفعل بـها كمبـدع متذوق فتـجاوب معهـا شعرا . وقد قـال لي يوما ح شـكوت إليه ما أراهـبدع إلى حـد التفـاعل معه هـو أكبر تـقدير من تأثـر اآلخرين بقـصائدي إن التـأثر بـإنتاج ا

وشهادة فعلية بتميز ذلك اإلبداع.

ثل يـبدو في قصـائد ديوانه « شـموع» يتـوجه باحلوار في شـعره إلى امرأة أخرى وباكـانت زمـيـلـة مـذيـعـة أوحـت إلـيه بـقـصـائـد قـد تـكـون األرق واألكـثـر عـذوبـة بـ كل مـا أبـدع

واألقرب إلى التعبير الذاتي عن مشاعره من قصائده األخرى.

ـقـصـود ذلك اجلـمـال ــرأة مـصـدر اجلـمـال في الـوجـود ولــيس ا كـان أبي يـرى في اـرأة وحـنـانـها ـتـمـثل في جـسـد أنـثوي لـدن بل كـان شـديـد احلـسـاسـيـة لـرقـة ا اجلـسـدي اوعـاطفتها الـدافئة . ولعل افتـقاده حلنان األم منـذ الطفولة األولى هـو ما شكل األساس لهذا

- ٣٠ -

ـوهبـة حتى لو لم الـتعـلق بدفء األنثـى والتحـيز لـها كـإنسانـة مكـتمـلة الـعاطفـة والشـعور واحتظ بصقل فكري من حيث التعليم العلمي.

ـنطق لم يكن والـدي مـقتـنـعا بـفـكرة انـفـصال الـعـالم جـذريا إلى عـالم رجـال يسـوده اكنه أن يسعى وعالم نـساء تسوده العاطـفة . كان يرى أن كليهـما إنسان حتكمه العـاطفة وـتلك عقـال ومواهب هي هـبة الله عـرفة. كالهـما ـنطق واحلـكمة وعـبر اكـتسـاب ا لسـيادة ا

للكائن اإلنساني بغض النظر عن جنس ذلك الكائن.

ان منه. ثل هذا اإل وكنت وشقيقاتي محظوظات

هكذا في حـالتي اخلاصة وجدتني أتفـرد ب قريناتي منذ الـطفولة بأنه أشرع لي بابـمتنع عـلى كل أترابي فـقد كان ال يـجد غضـاضة أن يـصطحـبني معه إلى «عالـم الرجال» ا

مشاويره والرحالت الرجالية والسينما والنادي.

النـادي هذا كان «نـادي العروبة» الـعتيـد وكان ضمن بـرامجه أن يسـتضيف «بـهلوانا»إيـرانـيـا أو«سـاحرا» هـنـديـا في مـناسـبـات مـتـبـاعدة. مـا زلت أتـذكـر نـكهـة مـتـعـة تفـاصـيـلـهاالـطـفولـية بـسـعادة ولـكنـني أتـذكر أيـضا تـفـاصيل أخـرى حلضـور والـدي في النـادي حيثـراقـبـته يـلعـب الشـطـرجن وقـد كـان بـارعـا في هذه الـلـعـبـة أو يـتـحاور مع كنت أسـتـمـتع ـا ذاك مــا عـلــمـني أن احلــوار فن ومـتــعـة. وقــد وهب الــوالـد نـادي األعــضـاء اآلخــرين ورالـعروبة فـيما بعـد محتويـات مكتبـته الشخـصية لتـكون مكتـبة عامـة في حرم النادي مـفتوحة

الستخدام اجلميع .

وهكذا ابـتدأت في ظل وجوده احلـاني رحلة اكـتشاف الـتفاعالت االجـتماعـية والتذوقلإلبــداع والـفـن واألدب . أتـذكــر تـلــهــفي عـلى مــرافــقـته طــفــلـة تــتـشــبث بــكف والـدهــا حـشـاهدة األفالم الهـندية والغـربية أو في مشـاويره عصرا إلى يصطـحبهـا معه إلى السيـنما ـنــامـة» حـيـث كـان يـلــتـقي بــأصـحـابه ورفــاقه من األدبـاء احلـدائق الـعــامـة في ضــواحي « اا هم أقرب ألن يكونوا من تالمذته من حيث فارق السن أذكر منهم: أحمد ثقف بل ر وامحـمد اخلليـفة وعبـد الله الطـائي وناصر بوحـيمد وأصـغي صامتـة حلواراته معهم . وكم

- ٣١ -

كـانت حوارات غـنيـة ومـثريـة حول مـا يعـنـيه اإلبداع والـفن وما يـدور في الـعواصم الـعربـيةالـبـعــيـدة ومـراكـزهـا الـثـقـافـيـة من تـيـارات سـتـشـكـل فـيـمـا بـعـد عالقـتي بـاألسـالـيب األدبـيـة

ستجدة تلك كانت مؤشرات أضاءت للصبية درب تقدير اإلبداع وتذوق الفن. ا

تلك احلوارات لم يكن هناك ما يضاهيها في مجتمع النساء.

ـدرسـة عن إعجـابهن به وغـبطـتهن لي لـكوني ابـنته وكثـيرا مـا عبـرت رفيـقاتي في اوقد يتمن لو كانت لهن مثل تلك الـعالقة مع آبائهن ولعلني اآلن أكثر فهما ألبعاد مثل تلكـثقـفـات والرائـدات في احلركـة النـسـائيـة في البـحرين األمـنـية مـنهن وأعـلم أن الكـثـير من ا

رأة. يعتبرنه أبا روحيا لتعليم ا

ـرأة مــا يـجـعـلـهـا قــاصـرة عن الـنـجـاح في أي وفـعال لم يـكن والــدي يـرى في كـيـان امـجـال بل كـان يـؤمن أن اجملـتمع بـحـرمـان الـفـتـاة من بـناء قـدرتـهـا في أي مـجـال وحتـجيمسـاهمة مجاالت مـساهمـتها هـو ما يجـعلهـا عاجـزة عن حتقيق ذاتـها وإثبـات قدرتهـا على اوالـعطاء ولذلك آمن بـضرورة تعـليمهـا ومصيـرية تشجـيعهـا وبناء قدراتـها ودعم طمـوحاتهاومـواهـبـهـا دون تـفرقـة بـيـنـهـا وبـ أخيـهـا وإن كـانت لـهـا أيـضـا مسـؤولـيـة دورهـا الـعـائلي

األمومي كبانية لألجيال القادمة.

نزل ان في حيـاتنا اخلاصة فقد تولى تعـليم شقيقاتي األكبر في ا وقد طبق ذلك اإلـدارس الـرسـمـيـة لـتعـلـيم الـفـتـيـات وكـان من أول من أرسـلـوا بـناتـهم إلى حتـى افتـتـحت ادرسـة ح افتتـحت مدارس البنـات احلكومـية وكان ذلك في مواجـهة معـارضة مجتـمعية ابل وأسـريـة حادة. ثـم سمح لـهن بـالـعـمل كمـدرسـات بـعـد أن نلن الـشـهـادة االبـتدائـيـة كـماتفوقات إلى تفوق وا سمح للتـاليات منهن بالسفر ضـمن أول البعثات احلكومية إلرسـال ا

تابعة الدراسة. اخلارج في بعثات حكومية

تقـدمة على عصرها ومحيطها تطبيقا حيث رأة بهذه الرؤية ا كيف كان والدي يرى اسؤوليات ومطالبة يراها كيانا أساسـيا في الوجود العام قادرة أن تكون مكتمـلة احلقوق واشاركـة والبـناء .. ثم يـتناولـها في شـعره بـصورة األنثى ببـناء ذاتـها وحتقـيق إمكـانيـاتهـا وا

لهمة جسدا وعاطفة? ا

- ٣٢ -

ـصـلح ـرأة بـ جـانـبـ في شـخـصـيـته :ا ــوقف من ا هل كـان هـنـاك ازدواجـيـة في ااالجتماعي والفنان ?

رأة ووجودها ال أظن .. بل كـان بإمكانه بتـكوينه الثقـافي استيعاب كل جـوانب كيان االشامل.

وهذه هي رؤيـة والدي لألنثى كمـا عبرعـنها شخـصيا بكـلماته أسـتعيدهـا بتصرف منالذاكرة:

«جئت صبيا يحمل شعوره بالغربة إلى وطن واقعي شديد اجلفاف لم أعرف تفاصيلهفي طـفـولـتي .. وكـنـت مـتعـطـشـا لـدفء حـنـان األمـومـة الـذي حـرمت مـنه بـحـرمـاني من أميـرأة ورقـة وجـود األنـثى خـيـاال ألـوذ به من جـفـاف احملـيط الـقـريب.. رضـيـعـا ولـذلك ظـلت اولكنـها ظـلت في نظري ذلك الـكيـان الذي يسـتحق االحـترام واألقرب شـفافـية بعـاطفـتها إلىـنـزل احلجـري البـارد إلى سكن دافئ الكـمال اإلنـساني. هي الـكـيان الـروحي الذي يـحيل اـعـنى األعـمـق لـلـوجـود حـيـث جتـعل من االسـتــقـرار هـدفـا لــتـكـون احلـيـاة بـاحلـنـان وهـي ا

اإلنسانية استمرارا ال التقاء بشريا عابرا.

وزاد من حدة الشعـور بجوهرية وجود األنثى في مـعادلة الوجود أنني جئت من عالممختـلف مغرق في اخليال واألساطير يـحتفي باألنثى كجزء جوهـري في اخلارطة الشموليةـعبودة الطاهرة ـطالبة بدور ا للوجود الطـبيعي والروحاني ويـرفعها إلى مستـوى التبجيل وافجرة لإللهـام ووجدتني قد انتقلت في حرمـان مضاعف مباشر وغير ان وا ستـحقة لإل اكن مـباشـر مجـتمع اخللـيج الذي ال يـسمح فـيه لألنثى بـالتعـبيـر عن وجودهـا اخلاص ال

أن تراها أو تسمعها إال في اخليال.

ـكن أن يــسـمح به اخلـيــال من األنـوثـة ولـذلك حــمـلـتــهـا في خـيــالي إلى أقـصى مــا ثالية األخالقية». وا

ـرأة فيـها طـاغـيا ومـلـيئـا بـالتـحـيز لـها وحـ أتأمل في قـصـائد والـدي أجـد حضـور اككائن قادر على وصول أقصى درجات الكمـال; فهي بتكوينها اجلسدي تمثل أوج اجلمال

- ٣٣ -

وهي بتكوينها الـعاطفي تمثل العطاء والتضحيـة والطهارة واحلكمة األزلية. ولعله أسبغ علىـرأة من رؤاه اخلـاصـة وتـعطـشه لـلـحـنـان مـا هـوفـوق مـا عايـشه فـعال في واقـعه مـن حيث ا

وجودها حوله كحقيقة بشرية بعيدة مثل الرجل عن مثاليات اخليال.

طـولة «إليها» حيث وظل يـقاربها بالـكثير من االحتـرام والتبتل كما نـرى في قصيدته ايناديها: « يا ابنة النور» و« يا ابنة الفن ».

وحـتى حـ يـوغل في رسم تـضـاريـسـهـا اجلـسـديـة في قـصـيـدة «الـتـمثـال احلي» أوقصـيدة « تامارا» فهـوال يفعل ذلك بشبق شخـصي بل يحاول تسجـيل مدى انفعال الرجل

عموما باكتمال اجلمال في جاذبية جسد األنثى.

رأة فـي احلرية ولكـنها حرية ؤمـن بحق ا كان والدي حتى قـبل عصر التـنوير من االفـكر واحلضـور والتـعبـير عن الـشعور وهي حريـة مختـلفـة عن تلك الـتي طالب بـها نزار. لم يـكن إطالق اجلسد لـغرائزه هـوما تمـناه والدي للـمرأة بل حتريـر العقل من قبـاني الحقا

ظلمات اجلهل وكوابيس قيود بعض األعراف .

ـرأة من عـبـارات تـرتبط وكـان يـسـعدني فـعال أن ال أجـد في شـعـره ما يـهـ كـرامة اـبـاشـر الـذي كـان سـائـدا عـنـد بـعض مــجـايـلـيه مـثل فـؤاد اخلـشن ومـحـمـد عـلي بـالـشـبق ا

احلوماني حتى قبل سطوع مرئيات نزار.

الفن ب الريادة واالنتماء:

كـثيرون رجاال ونـساء من الذين شاركـوني والعائلـة أحزاننا في وفـاة الوالد شملتتعزيتهم لـنا هذه العبارة « هو والد اجلمـيع» ولم يكن هذا يأتي من فئة األدباء فقط بل حتىا لـم يـسـتوعـبـوا من تـفـاصـيل ريـادتـه ومسـيـرته ـعـارف اآلخـرين والـبـسـطاء الـذيـن ر من ا

تفردة سوى أنه معروف جدا ومشهور حتى خارج حدود وطنه الوادع. األدبية ا

أي قــدر مـن اإلعــزاز والـــتــقـــديــر هـــذا الــذي يـــجــعـل « األســتـــاذ» « والــد اجلـــمــيع»وباختيارهم?

- ٣٤ -

حيـاة ابـراهيم الـعريض - الـتي توغـلت تفـاصيـلـها في كـياني بـحكم كـوني االبنـة التيورثت منه حسـاسية الشعر وخصوصيـة االحتفاء باحلياة- كانت مـليئة بالتوهج حتى خارجوسوعي نطـاق عالم العائلة وساحـة الشعر واألدب والنقد فـقد كان مثاال لشخـصية الفرد اـراوحة بـ الرغـبة في دفـعه إلى األمام ـتفـاعل مع مـجتـمعه بـعالقة حب عـفويـة ا الـثقـافة واوالضيق بـقصوره عن التحرك بحركـة سريعة متحررا من قـيود التخوف والتوجس من ما الـتـميـزين ال تنـحـصر في تـقبل يعـرف وما لم يـعـتده. عالقـة خاصـة ال يـعرفـها إال نـخـبة من امعطـيات مـا سبق من أعـراف ومتـقبالت مجـتمـعيـة دون تساؤل وال تـنبع من الـنرجـسية أوحب الـظهـور الفـردي وقد ظـلت تلك اخلـاصيـة اخملتـلفـة طابع تـفاعـله مع محـيطه عـبر قـرابةـنهج حـتى قبل أن ـتفـرد بدءا بـتأسـيس مدرسـة أهلـية مـتطورة ا القـرن من التـفاعل احلي اتكون هنـاك مدارس رسمية وحـتى ترؤسه للمـجلس التأسـيسي الذي أعد مـسودة الدستورعتاد محليا من البداية حتى النهاية. البحريني كما هي طابع إبداعه اخلارج عن اإلطار ا

كل ذلك يثير في ذهني تساؤالت جوهرية في معني االنتماء والريادة والبناء.

وهل كل من يعتبر نفسه مثقفا يفهم أبعاد هذه العالقة ?

ـعـايـشـة شـخـصـيـة أو عـبـر مـتـابـعـة في الـســنـوات الـعـشـرين األخـيـرة وأنـا أتـابع - الـتـغـطـيـات اإلعالمـيـة تـلـفـزيـونـيـا وصـحـفـيـا - تـوالي احـتـفـاءات الـسـاحـة الـثـقـافـيـة عـربـياوالرسـمية والشـعبيـة في البحـرين واخلليج بشـاعر البـحرين يتـردد في ذهني سؤال جذري:«من الـذي يـزرع االنـتـماء ? اإلنـسـان? أم اجملـتـمع ?». وهل كل من حـلم بـالـوصـول الى رتـبة

واصفاته اخلاصة? الرمز يستحقها ألنه يود احلصول عليها أم ألنه يستحقها

ـيـز الـتوهـج أم يصـقل ذاته أم تـصـنـعه أصـداء التـصـفـيق وتـسـليط بـدع هل يـبـدأ ااألضواء?

بدع الرائد أم تخنق هل فروض االنتماء كما يتفهمها ويـتقبلها اجملتمع السائد تبني اجذوته واحتماالت ريادته?

- ٣٥ -

تعـود إلى ذهني تـفاصـيل حيـاة هذا الـشاعـر الذي قـال عنه مـارون عبـود: « ما عـرفناالبحرين إال ح عرفنا إبراهيم العريض»;

كـيف ابتـدأ أول تواصل له مع احلـياة غـريبـا محـروما من كل انـتمـاء حتى أصـبح بعدعمر مديد رمزا لالنتماء األجمل بكل معانيه وتطبيقاته.

ـعـروف الـرائـد الذي كيـف أضحـى الرضـيع الـيـتـيم والـصـبي الـغـريب ذلك الـرجل ايـحترم تـميزه اجلـميع ويخـرج في توديع جـثمانه األعـيان والبـسطاء ويـخلد اسـمه في الئحة

الشرف في وطنه اإلقليمي الصغير والقومي الكبير?

ألعد إلى البدء..

مع مطـلع الـربـيع في عـام ١٩٠٨ ولـد في ضـاحيـة « بـونـة» من مـديـنة بـومـبـاي مـولودجلـدي عبد احلـس إبراهـيم العريض تاجـر اللؤلـؤ البحـريني الـذي استقـرت به متطـلباتجتـارة العائـلة في تلك الـبالد البعـيدة من زوجته الـثانيـة جدتي «نائـلة» من عائـلة النـائلة فيكـربالء. وقـد توفـيت أمه بعـد والدته بـشهـر متـأثرة بـحـمى النـفاس فـاحتـضـنته جـارة هنـديةطـيبـة ثم تـولت أمور رعـايـته سـيدة هـنـدية أخـرى بـينـمـا انشـغل أبـوه بـأمور جتـارته وحـياتهوتزوج سيدة أخرى. تربى إبراهيم الصغير يتيما في غربة عاطفية ولغوية وجغرافية تبلورتإلى شعور محتدم بالغربة احلضارية وكـان الصغير متوقد الذكاء وموهوبا في التعبير وقداسـتـطـاع أن يـدجن الـلغـات ويـخـضـعـهـا لـفنـه ولكـنه ظل يـعـاني من شـعـوره بـالـيـتم والـغـربة

عنوية مدى حياته العامرة. ا

تعلم الصبي العربي في مدرسة « أجنمن إسالم» اإلسالمية اخلاصة حيث كان يتعلمـسـلـمــة وكـان مـتـفـوقـا في دراســته مـوهـوبـا في الـفن أبـنـاء الــطـبـقـة الـقـادرة من اجلــالـيـة اـتابعة العلم في البدء كـان ميله الفطري للرسم واالستعـداد العلمي واألدبي وظل مشغوفا كما عشق القراءة وأغـرم بالرياضيات ونظرياتها وقد فـهمت منه وهو يستعيد معي ذكرياتهعن فــتـرة الــطــفـولــة والـصــبــا تـلك أنـه كـان األول عــلى دفــعـته فـي سـائــر أرجـاء الــهــنـد في

- ٣٦ -

االختبـارات النهـائية. وظل يـعشق القـراءة بنهم حـيث اللغـة وقدراتهـا كوسيـلة للـتعبـير تشدهـيزا حـيث أتقن اإلجنـليـزية والـفارسـية واألردية بصـورة خاصـة وكان اسـتعـداده اللـغوي إلى جـانب عدد من الـلغـات الـهنـدية احملـليـة األخـرى ومن ثم بدأ اهـتمـامه يـتركـز في جانب

ارسة الكتابة األدبية.

أما اللـغة الـعربـية فـلم يعـرفها إال حـ زار وطنه الـبحـرين وهو في الـرابعـة عشرة منعمـره وح عاد نـهائيـا عام ١٩٢٦ بعـد التخـرج من الثانـوية اتخـذ قراره بدراسـة لغته األمبصورة جادة وفعل ذلك حتت إشـراف معلم قدير هوالسيد عـبد احملسن التاجر الذي علمه

اللغة العربية على أصولها وسرعان ما أتقنها إلى حد نظم الشعر بها .

ا كـان من آثـار حـيـاته دون ضغـوط عـائـليـة في مـطـلع حـياتـه في الهـنـد أنه اعـتاد ورا رونة ذهنيـة وفكرية ولم يكن قابال للقولبة صيـرية بنفسه وأنه يتمتع اتخاذ قراراته اجـعل شخـصيـته تتسم بـاالستـقاللية وميلـه الطبـيعي في اتـخاذ قـرارته في حيـاته اخلاصةوالـعامـة كـان دائمـا للـعودة إلى قـناعـته الذاتـية ال إلى سـلـطة خـارجيـة تمـلي علـيه تصـرفاته

ولذلك كان رائدا بالسليقة يشق الطريق التي يعبرها بعده اآلخرون بسهولة .

تعددة معه حول مـرحلة طفولته وصـباه األول في الهند أنها وال أشك من محـاوراتي اكانت مرحلة ذات أثر جـوهري في نشأته وانفتاح أفقه.; أوال لشعـوره الغامر بالغربة وثانياتلك مخزونا ألنه فتح عينـيه على معطيـات مجتمع متـعدد الروافد الثقـافية والدينـية والفنيـة

حضاريا هائال.

وقـتـها في بـداية الـقرن الـعـشرين كـانت الهـنـد جوهـرة التـاج البـريـطاني ومـوقع التـقاءحــضـارات شـاهــقـة; احلــضـارة الــشـرقـيــة بـجــذورهـا اآلسـيــويـة واإلسالمــيـة الــعـمــيـقـة فيسـتعمر بتأكـيدها التفوق ثلهـا النظام ا نجزات الفنـية واحلضارة الغـربية الروحانيـات واالـتـجـاري والـسيـاسي. ثـم كانـت فـترة الـصـراع الـداخـلي لـلـتـخـلص من قـبـضـة االسـتـعـمارالبـريطـاني بكل احـتشادهـا السـياسي والـعاطفي مـسبـبا حـالة من الغـليـان الداخـلي موحدةاجلهـود من كل الـفئـات الـهنـديـة مسـلمـة وهـندوسـيـة حتى حتـقق االسـتقالل قـبل أن تـتفـجر

- ٣٧ -

األوضـاع احملـلـيـة بـعـد االسـتـقالل إلى صـراع ديـني وأحـداث دامـيـة بـ الفـئـات. ولـعل فيمعايشة هذه التجربة من الوحـدة العاطفية والتعايش وااللتفاف حول هدف أعلى من األفراد

ذاهب. ان والدي بشكلية الفروق ب الفئات وا والفئات ما أسس إ

وح غادر والدي الـهند في العشرينيـات عائدا إلى موطن آبائه وأجداده األصلي ظلادي عـالم طفـولته وصـباه وربـمـا فكـر في ساعـات الضـيق ا جـانب منه مـلتـصقـا روحيـا ـنـعه عن ذلك ارتـبـاطـاته واالغـتـراب الـعـاطـفي أن يـعـود إلى حـيث درجـت خـطـاه األولى ثم

اجلديدة عائليا ووشائجه مع مجتمعه اجلديد.

ولم تـكن اللـغة هي الـصعـوبة األكـبر في اسـتقـرار والـدي بالـبحـرين بل كانت الـنقـلة منـتطـلبات تـحضـرة نسبـيا إلى أجـواء اخللـيج البسـيطـة نقـلة حضـارية ضـاغطة ا أجـواء الهـند اعلى اليافع العائد إلى أحضان أسرة ال يعرفها إال عن بعد ومجتمع لم يعتد أعرافه ومتقبالته

سؤولية االجتماعية. ا أيقظت هذه النقلة احلضارية حسا مبكرا بالنضج وا وكأ

ا يـتوفر لـلفرد وكانت أول قنـاعة تـوصل إليهـا أن هذا الـوطن اجلديـد يفتـقد الـكثيـر في بالد الله األخـرى وأن الغـالبيـة العـظمى من مـواطنـيه الغـارق في ضـغوط مـجتـمع غيرـستـوى شبه بدائي ال مـتطور يـراوح في إطار الـغوص وصيـد السمـك والزراعة والـتجارة يـدركون مـا يفـتقـدون وأنه وهـوالقـادم من مـجتـمع أكثـر تـطورا عـلمـيا لن يـستـطيع تـبنيموقعهم ذاك وتـقبل االختزال الضمني فيه ولكـنه يستطيع محاولة تغـيير مفاهيمهم وتوسيع

مدى أفقهم .

وكان أول مـا رآه أن وطنه اجلديـد بحـاجة إلى نظـام تعلـيم حديث ومـؤسسات تـربويةوريادة جريئة.

من هنا جاء قراره أن يؤسس مدرسة توفر مثل هذا التعليم

مدرسة تشمل مسرحا..

ـعـلم فـي أعـمـاقه أن يـأتي أول قـرار لـم يـكن غـريـبـا وابــراهـيم الـعـريض يــحـمل روح ااتـخذه أن يـحمل عـلى عاتـقه مسـؤوليـة إنشـاء مدرسة أهـليـة حديـثة تـقدم بـرنامـجا تـربويا ال

- ٣٨ -

شـروع اهتمـام ودعم النخـبة القـليلـة من أولياء األمـور واألعيان مـعتادا وقـد استـنفر لـهذا امن ذوي الوعي وحـاول أن يستقطب مسـاعدة الشباب من مواطـنيه الذين أتاحت لهم فرصشـاركة أفـراد اجلاليـات العـربية فرديـة أن يحظـوا بالـتعـليم في دول مجـاورة أكثـر تقـدما و

وجودين في البحرين. تعلم ا ا

ـدرسة يلـبي أكثر من حاجـة ماسة ويـجذر وشائج الـرائد القادم هكذا جـاء مشروع اغريبا بتربة وطن أجداده.

وقتها لم يـكن هناك في البـحرين وال غيرهـا من دول اخلليج أية مـدرسة غير الـكتاتيبـستوى بدائي ولـم يكن تأسيس مـدرسة مشروعا احملليـة لتعليـم القرآن تتيـح تعلم القراءة طلوبة الية ا سهال في مواجهة صعوبات وعقبات متعددة لم يكن أقلها عدم توفر السيولة اـادي من تـبـرعـات بـعض الـقـادرين من أولـيـاء أمـور الـطالب هـذه وجـد حال لـهـا في الـدعم اتعـاون معه من ـتطوعـ ا ـعنوي في ا الـذين اقتنـعوا بأهـمية مـشروعه وكمـا وجد الدعم اتعلم من اجلـاليات العربية األخـرى سوري وعراقي أما الـعقبات األصعب فكانت فئـة اجتاوز رفض اجملتمع للتغيير ليتقبل إرسال أبنائه ليتعلموا من األمور ما لم يكونوا يرونه ذا

أهمية في حياتهم.

ـنـاهج حيث شـمل مـقررهـا عدا تـعـليم الـلغـة الـعربـية كانت مـدرسة مـتـطورة الـرؤية واواإلجنليزية والرياضيات والعلوم الطبيعية واإلنسانية تنمية تذوق الفن والروح الوطنية.

ـتـمـيــزة الـتي انـتــهى أمـرهـا في أوائل ـدرســة ا ويـذكـر األسـتــاذ تـقي الـبــحـارنـة : « االــثالثـيــنـات ويــتـذكــر إخـواني واآلخــرون األكـبــر مـنـي سـنــا من تالمـذة مــدرسـة الــعـريضألوف وتمتزج درسـة الفذة وعن أسلوبها غـير ا ومدرسـيها أخبارا غريبـة ومثيرة عن هذه اتـلك الـذكريـات بـأحـداث رائـعة كـلـهـا من صـنع األسـتاذ الـعـريض وعن مـعـانـاته وصـبره في

مجال تنوير العقول».

كـمـا يـشـيـر الـدكتـور إبـراهـيم غـلـوم في كـتـابه: « مـسـرح الـعـريض» إلى قـيـام الطالببتـمثيل وإخراج مـسرحيـات تاريخيـة صاغها األسـتاذ شعـرا ملحمـيا مثل: « وا معـتصماه»

سرح الشعري العربي. » وبذلك كان رائدا في ا و«ب الدولت

- ٣٩ -

ا يكفي ألن تعطي نـتاجها الطيب وتقنع اجملتمع درسة لم تدم طويال ولـكنها دامت ابـتـغـيـيـر مـوقـفه من الـتـعـلـيم احلـديث حـيث تـخـرج مـنـهـا الـعـديـد من أبـنـاء أعـيـان البـحـرينـقيـم فـيهـا من أبنـاء اجليـرة اخللـيجـية وقـادة نهـضتـها االقـتصـادية مـستقـبال وما زال واـارسة كـثـيـرون منـهم يـدينـون إلبـراهـيم العـريض بـنجـاحـهم بـامتـنـان . ولكـنـهـا جتربـة في عاناة إذ لم الريادة والقـيام بحقوق االنتماء فعـليا وهي جتربة مليئة بـالعقبات والصراع واسـاهمة في يـكن كل اجملتـمع يؤمن بالـتعـليم احلـديث ولم يكن كل من يـؤمن به قادرا عـلى ا

درسة القائمة بجهود تطوعية . دفع تكاليف انضمام أبنائه إلى ا

وحتى ح ترك والدي مـجال التعلـيم ليلتحق بوظـيفة تؤمن متـطلبات عائـلته النامية دارس والتعليم في كل خطوة من حياته. ظل مؤمنا بأهمية ا

الغريب الذي أصبح والد اجلميع:

ــدى الـذي وصل إلـيه في ـهم لــفـهم ظـاهــرة « إبـراهـيم الــعـريض» واسـتــيـعـاب ا من اجنـاحه الـشخـصي مـتـغـلـبا عـلى حـصـار زمـنه - إلى احلـد الذي جـعل الـبـحـرين تـخرج منثـقفة عـلى أنهـا وطن الشاعـر إبراهـيم العريض ـعرفي لـتعرف عـند الـنخبـة ا دائرة الـغياب اكاني وهو إطار قبل أن يعرف الشاعر بأنه ابن الـبحرين - أن نراه ضمن إطاره الزمني واسـاحة وشـديد االنـحصـار حضـاريا في شديـد االنحـصـار جغـرافيـا في جزيـرة محـدودة ااقتـصاديات عالم الـبحر من صيـد وغوص يتـيح للقلـة أن يذوقوا الـثراء ويخرجـوا من الفقر

عاناة. دقع ويبقي األغلبية في إسار شبكة الفقر واجلهل وا ا

لم يكن إبـراهيم العريض ح عاد صـبيا يافعا إلى الـبحرين مصلحـا اجتماعيا بوعيكامل وال كان أيضا مغامرا طموحا يطلب الظهور الشخصي بأية طريقة.

ا كـان مجـرد إنـسان صـادق يعـيش توقـد جذوة الـفن في أعمـاقه ويؤمن أن هـناك عـاثاليات هي ما يؤمن به ويتمسك به اجلميع. كن الوصول إليه متى ما أصبحت ا أفضل

- ٤٠ -

وكـان يـحــمل من االحـتـرام إلنـســانـيـة اإلنـســان مـا يـجـعــله ال يـرى في أي فـرد سـوىعرفة واإلدراك. إنسانيته وهي ما يؤهل ذلك الفرد ألن يستحق حياة أفضل مبنية على ا

تقبـلة اجتماعيا في تعارف عـليها وا مارسات ا ولذلك جـاهد إبراهيم العريض ضـد اذلك اإلطار الضيق ليكسر طوق اجلهل الذي يبقي الفرد في قبضة الواقع الضاغط .

لم يــكن خــروج الــوالـد عن مــتــقــبالت اجملـتــمع تــمــردا جملـرد إعـالن الـتــمــرد وإبـرازعتقدات ضرورية للرقي العام والتطور. االختالف بل كان يرى أن تلك ا

هكذا كان والدي عامال مـهما في إدخال التطور والتغيـر االجتماعي في النظرة العامةإلى الـتعـلـيم احلـديث بـحـيث حـمـله خـارج نـطـاق الـتـعـلـيم الـدينـي إلى حـيث هـو شامـل لكلا في ذلك العلـوم والفنون وكل ما يتعلق بشمـولية ارتباط احتياجات اإلنسان إلى هارات ا

عقد جسدا وعقال وروحا. كل ما يتطلبه وجوده ا

ومثـلمـا كان له تـأثيـره في تغـييـر النـظـرة اجملتـمعـية بـالنـسبـة إلى التـعلـيم كان له دوررأة ودورها ومساهمتها في اجملتمع بصورة خاصة. كبير في تغيير النظرة اجملتمعية إلى ا

ـرســخـة لـلـفـروق بـ الـفـئـات وكـان له دوره الـريـادي في عــدم اخلـضـوع لـلـضـغـوط اـواطـنة حتـتم االنـتـماء إلـى وطن هونـفـسه جـزء من أمة ذهـبـيـة ح جـعل ا االجـتمـاعـيـة واـواطـن رؤيـة غـير مـعـتادة في تـلك الـبدايـات الـقبـلـية أن يـكون ولـيس إلى فئـة بـعيـنـها من ا

نجزات. االنتماء إلى أمة شاسعة اآلفاق وا

وقف الـصادق منه وحـبه للـوطن بصورة تـتعدى مـا اعتادوه وقد أدرك مـواطنوه هـذا اواطنـة احلقـيقـية ومـطالـبة االنـتماء ارسـة ا ـتغـنيـة بالـوطن إلى من التـعبيـرات السـطحـية اا في ذلك القائم ـثالية في التصـرفات الفردية ولذلك أحبه اجلـميع - بعـدم التضحية باا هـواالنتـماء وكان باألمـور وصنـاع القـرار الرسـمي- وقدروا تـميـزه في مفـهومه اخلـاص التعـبير عن هذا التقدير واالحـترام هو اختياره عام ١٩٧٣ لرئـاسة اجمللس التأسيسي الذي

قام بوضع وصياغة الدستور األول في تاريخ البحرين.

- ٤١ -

ـا أحبه الناس عـلى اختالف فئاتهم ألنه ابـتدأ بحب اآلخرين و تـقبلهم بكل مـا يتميزون و ربه من اختالفات.

. و ألنه كان صادقا و واثقا من مبادئه فقد بدأ بنفسه و األقرب

شـتـرك اإلنـسـاني الذي عـودنا والـدي تـقـبل الـتـعدديـة في هـذا الـوجـود والـبحث عـن ايجمعنـا و اآلخرين بدال من االختالف الذي يـفصلنا في فـئة مكتفـية بخصوصـيتها ورافضةحلــقـوق اآلخــرين في الــتـعــبـيــر. وعـلــمـنــا تـقــبل اخـتالفــات الـذائــقـة وتــذوق فـنــون اآلخـرينن وخـصـوصيـتـهم فـهـو يـحـاور أصـدقـاءه بـلـغـاتـهم وال حتـاصـره لـغتـه في االكـتفـاء فـقط

يشاركونه قدرة احلوار بها .

اللغة عنده مفتاح للتقارب و التفاهم وليست جدرانا عازلة تفصل من يتكلم بهذه اللغةعمن يتكلم بأخرى.

كان بصدق يؤمن بالتعايش و أن االختالف هو ما يعطي للحياة نكهتها األجمل .

و أرى اآلن أنه من فتح األفق الـوجـودي األكبـر أمـامنـا فعـلـمنـا احـترام إبـداع الله فيكل مكـان و بـأي صـورة جاء و هـو قـدر أن يسـتـثيـر اهـتـمامـنـا بالـفـنون اخملـتـلـفة تـشـكيـلـيةتاحف التاريخية والطـبيعية والفنية وتعبيـرية في أي موقع جغرافي وأصر أن يأخذنـا إلى افي كل بلد نزوره. . كان قادرا على تقد احلقائق العلمية اجلافة في صيغة شاعرية الرؤيةعادالت الـرياضية تعة الـذهنيـة هكذا أورثنـا استمـتاعه بتفـهم ا قـابلة السـتثارة التـفكيـر و ا

وكان حقا عاشقا للحقائق في مجال الرياضيات واحلساب.

وح عـلمـنا أن حـقيـقة احلـياة هي في الـتعـددية و لـيس في الرأي الـواحد واحـترممـبـدأ أن تـفـهم الـوجـود ومالمـسـة أبـعـاده ومــعـانـيه في احلـيـاة ال يـأتي إال من مـنـطـلق رؤيـةجـوانبه وتفاصيله و تقـبلها بشموليـة تكاملها كحـقائق علمية وتفاعالت إبـداعية تعبيرية; وأنوروث اإلنساني شترك الوجودي و ا اختالف التفاصيل البشرية اجملتمعية ال يعني انتفاء ا

- ٤٢ -

الذي يـجمع البشرية كلـها من حيث هم خلق الله كان يعـيش معنا ما عرف فيمـا بعد بعقليةعتادة في فترة البدائية احلضارية. ما بعد احلداثة في ح يحيط بنا عالم التفاعالت ا

هكذا كان رجال ذا أفق واسع في كل بعد من أبعاد حياته .

لم يؤمن باالنـتماء الـضيق سياسـيا في حدود حـزبية أو مذهـبية و لـكنه آمن بضرورةواطنة الواعية وااللتزام بالقانون الساري حلفظ النظام. ا

ـسؤولية احملـافظة على أمـجادها وليس آمن باالنتـماء األوسع باألمة الـعربية الـواعية فـهـوم سيـاسـيا فـقط : و اعـتـز باحلـضـارة اإلسالميـة بـكل جوانـبـها بـالـشعـارات الـضيـقـة ا

ستمرة. ية ا الفنية واألدبية و افتخر بها و بتميز منجزاتها في إطار احلضارة العا

و لم يخـضع لـفرضـيات االنـتمـاء الضـيق فنـيا في حـدود الذائـقة احملـليـة وإبداعـيا فيـتـعـارف عـلـيه. في تـذوقه لـلـفن شـجع حـركـة الـتالقح واإلثـراء و تـقـبل كـونه وريـثا حـدود ا

شرعيا لكل الفن اإلنساني في عالم أكبر جدا من األرض التي ينتمي إليها.

و في منـهجه التـعليمي مـارس بصدق شـمولية الـعالقة ب الفـنون و اللـغات التعـبيريةهارات احلرفية; و ب العلوم و اآلداب و الفنون. اخملتلفة و ب الفنون التشكيلية و ا

. في استخدام الوسائل الفنية كان مجددا ال مقلدا و ال منحصرا

يـل إلى التـعـبـيـر عن طمـوحـات الـطـهارة و مـثـالـيات في مـواضـيـعه كـان رومانـسـيـا ـشاعر األزلـية الـدائمة ال الـفئـوية العـابرة. لم يـحاول أن يخـلد مـا يكره وأحالم اإلنسانـية واـعـانـاة الـطـبـقـية في الـواقع بل مـا يـود أن يـكون فـي اإلطار األجـمل ولـذلك ال جنـد مـآسي اعـتادة في أدب اخلليج بل جند رصدا جلدلـية الصراع األزلي في نفس اإلنسان واألسرية ا

ب اخلير و الشر و البحث عن احلقائق اخلالدة.

ـتاح مـن خلـفيـته الـتاريـخـية ويـستـمـد روافد مـحيـط إبداعه من حـركة و اسـتـطاع أن التاريخ العربي و اإلسالمي في األندلس و فلسط و آسيا و الشرق.

- ٤٣ -

حـتى في عالقــاته الـثــقـافـيــة و الـشـخــصـيــة كـان أوسع مـجــاال من انـحــصـار احملـيطاخلاص.

ـديـدة يـحـارب الـغربـة ويـردم الـفـجـوة بـ الـنـاس ويـرفض مـبدأ ظل طـيـلـة حـيـاته ابـاد الفئـوية فقـد عانى من الغـربة في الطـفولة والـصبا والـشباب األسـوار التي تـقيمـها اوهـو الذي في كل موقع من احمليط اخلـاص عاش فيه كان مـطاردا بالغـربة حيث هو الذي الـا يــتـمـيـز به عن اجملـمــوع .. هـو الـعـربي في الــهـنـد بـ الـهـنـود يـنـتـمي بــسـبب اخـتالفه ـثـقف خـارج إطـار الـثقـافـة احملـلـيـة وفي حـركة ـسـلم بـ الـهـندوس. و فـي اخللـيج هـو ا وا

. بدع د التعليمي الذي حمل بدايات ا األدب في البحرين جاء قبل ا

بدع واطن وا و مع هذا استـطاع أن يطوع شعوره بالـغربة ليوضح للقـادم من ارجاال و نساء وطنا يتقبل اجلميع و يعتز به اجلميع.

وفي كل موقف مارس فيه رفض السائد كان على حق حيث ما يراه هو األمثل وظلحتى في رفضه إيجابيا يؤكد على البناء ال الهدم.

هـذا إذن ملخص شـهادتي لـ «األستـاذ» الشاعـر الذي فتح لي أبـواب الوجود والذيعرفته جيدا و أحببت تميز رؤيته الفذة :

هو رجـل عاش بـصدق مـدفوعـا لتـحـقيق حـلم ال يدرك تـفاصـيـله متـجذر في قـلب طفلـان مصـلـح اجتـمـاعي يـتـيم صـقـله اإلحـسـاس بـالـغـربـة و بحـس فـنان و عـقـل مثـقـف و إة الذي يتقبل تعايش استطاع أن يقفز برؤيته إلى مجتمع « ما بعد احلداثة» مجتمع العواجلـميع بكل فروقـهم و اختالفاتـهم وأن يتجرأ أن يضـع حجر األساس الفـكري في اخلليج

لذلك اجملتمع القادم ال محالة.

الدعاء األخير:

حتى كتابة هذه الكلمات مر أكثر من شهر على وفاة الوالد ولم أعتد غيابه بعد.

وما أظنني سأفعل فقد كان دائما رجال ذا حضور طاغ .

- ٤٤ -

سئـول في البـحرين ورجال حبـيه ومعارفـه من ا الـبارحة كـان حفل تأبـينه مـكتظـا العلم واألدب في العالم العربي عامة والساحة اخلليجية بالذات. و كان احتفاال مهيبا ألقيتة.. وأقل ما أقول فيها إنها شهادات يتشرف أبناؤه أن يسمعوها.. شهادات فيه كلمات كرملـيئة باحلب واالحتـرام والتقدير من رجال عـرفوه عن قرب ووجدوا فيه مـا يذكرونه باخلير.

ة. و وزع وقتها كتاب ضم بعض هذه الشهادات الكر

ال يجد من عرفوا والدي صعوبة في احلديث عنه.

أما أنـا فأجد في ذلك صعوبات جـمة ليس بينها مـشكلة القدرة على صـياغة الكلماتواهب تورث لألبناء. تلك قدرة جاءتني بالوراثة و إن كان الوالد يعترض على فكرة أن ا

ـوروثـات ـسـألـة ا الـصـعـوبـة األكـبــر أن لي مع والـدي عالقـة أخـرى غـيـر مــا يـتـعـلق اجلينـية عالقة ال أراهـا تدخل حتت أي تصـنيف بسـيط .. فهي مـتداخلة اجلـوانب والروافد

تستعصي على التبسيط واالختزال.

في البـدء كانت عالقـة عفويـة تلقـائية ال تـختلف كـثيرا عن عالقـة أي وليدة بـوالدها ثمتنـامت الوشائج مع مـسيرة الـعمر وتـداخل منعـطفات الـتجربـة إلى عالقة فرديـة جتمع اثن

. بينهما تكامل اجلذر بالفرع ماديا وذهنيا وعاطفيا

ـعرفـة أباهـا الذي تراه عـبرت مـعه مرحـلة األسـئلـة الطفـوليـة تالحق بهـا طفـلة تـفتـقد اعرفة وعلى الصبية أن ا بكل شيء إلى مرحلة اختزاله لإلجـابات في اقتراح مصادر ا عاتـكـافئ بـ اثنـ مـتفـقـ عـلى ضرورة تبـحث عـنـها بـنـفـسهـا حـتى مـرحلـة احلـوار شبـه ا

تداخلة . البحث عن حقائق األمور وأبعادها ا

ــرحـلــة األخـيــرة في زيــاراتي له كــانت مـحــاوراتــنـا حتــمل تــنـاوالت أدبــيـة ثم .. في اوانفـعاالت وعنفـوانا فكريـا وأبعادا تاريـخية و سيـاسية تبـدو في سرعة حركـتها وشمـوليتهاتواضع. متناقـضة جدا مع واقع انـحصار حركـته اجلسدية فـي كرسي ب جدران الـبيت استقبلية ومع ترامي آفاق تـفاعالته الذهنية السريعـة ب مخزون ذاكرته الشاسعة ونـظرته اـدى كان تـقبل فـكرة أنه مـاض حتـما إلى غـياب البـد منه فـكرة مـتعـبة جـدا مرة الـبعـيدة ا

الطعم و صعبة االبتالع.

- ٤٥ -

وبـعـد انـتـقـالـه إلى بـارئه كـان من الـصـعب بـالـنـسـبـة لي شـخـصـيـا تـقـبل فـكـرة غـيـابهكن نقضها. كحقيقة ال

ـطـبوعـات الـصحـفـية وفي حـ نـزفت وقـتهـا أقالم مـعارفه ومـحـبيه وفـاضت أحـبار اواألدبية كتابة عنه وجدتني في حرقة توجعي عاجزة عن التعبير.

القليل الذي اسـتطعت كتابته وقتها جاء بـصورة قصيدة قصيرة من وحي آخر حواروقفه ومشاعره في آخر أيامه أكثر ا جاءت تسجيال لي معه سميتها: « الدعاء األخير». را هي تعبـير عن مشاعـري اخلاصة التي كانت أشـد شجنا من أن أسـتطيع تسـجيلها في

كلمات.

اآلن بعد أن تـهادنت مع فكـرة غيابـه أدرك أن حزننا عـلى فراق األحـبة هو في الـنهايةتعبير عن أنانيتنا وحبنا ألنفسنا إذ نود االحتفاظ بهم أبدا رغم علمنا بأن ذلك مستحيل.

✸✸✸✸

- ٤٦ -

الدعاء األخير

:- قلت لي - إذ تمنيت أن يطول بك العمر« ال يا ابنتي ..

سوى أنه أجل بقضاء من الله ال رغبة أن أؤجل يومي عن موعد مسبق

و انتظر االرحتال األخير إلى رحمة و فضاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

قلت لي يومها: « أمتي وجعي يا ابنتيقارب العمر قرنا و ماشارفت أمتي وعدها

دربها انحدار عن العنفوانو ال أمل واعد بارتقاء

و ينعقد الدرب حتى ثمالة علمي بهو حلمي يرتد في احللق ال يتحقق نصر وال أمتي

تتوضح رؤيتها تستعيد الرجاء» .

✸✸✸✸✸✸✸✸

قلت لي: « يا ابنتي سأموت وقلبي منفطر

- ٤٧ -

يحاصرني االحتشاد بأحزانهاوما زلت في حسرتي

أمتي تتناوبها صفعات الرياح حاصرت أفقها الرازحات ولم نستو بعد

كل الصفوف فلول.« و غضبتنا خارج االحتواء

✸✸✸✸✸✸✸✸

قلت لي:« هو درب يسير إلى حتمه

ال يعود إلى بدئه الغض ال يترفق بالواقف

ال يتسامح و الغائب عن الوعين يكتفي باختيار الوراء» ال خيار

✸✸✸✸✸✸✸✸

قلت لي:« قد تعبتة عند الكالم األخير ستد من الوقفة ا

. وال شيء ب السطور واعد باجنالء✸✸✸✸✸✸✸✸

يتساوى هنا وجع الليل أو وجع في النهارال جسد يتحامل كي يتجملو ال الروح راضية بالبقاء.

فادع لي يا ابنتي أال أطيل البقاء هنا- دار حزن طويل-

أن أعود إلى رحمة الله ح يشاءيتساوى هنا وجع الليل أو وجع في النهار

ال جسد يتحامل كي يتجملو ال الروح راضية بالبقاء

كوث هنا فادع لي يا ابنتي أال أطيل ا

- ٤٨ -

- دار حزن طويل -أن أعود إلى رحمة الله ح يشاء».

✸✸✸✸✸✸✸✸

قلت لي يا أبي و ها أنا أفتقد الصوت إذ أستعيد الدعاء

إلى رحمة الله يا أبتي.. و دار البقاء.

احلمد لله على كل شيء..

اضية لقد عاش الوالد عمرا طويال حافال بالعطاء وكان خالل اخلمسة عشرة سنة ايـكــرر: « إنه الـفـصل األخــيـر يـا ابـنــتي» وكـأني به قـد ضــاق ذرعـا بـطـول امــتـداد «الـفـصل

األخير» هذا وما حمل معه من معاناة فردية و قومية عامة.

ا هذا الـفـصل األخيـر كان شـاقا جـدا عـلى الوالـد رحمه الـله جـسديـا و معـنويـا ورـشقة اجلـسديـة التي حتمـلها مـرحلة تـقدم السن. وال عـنوية أشـد عليه من ا عـاناة ا كـانت اكــان الـوالــد من أولـئك األفــراد الـقـصــيـري حـبـل الـتـحــمل الـذين يــعـلـنــون شـكـواهـم بـأعـلىاألصـوات أو يطلـبون التـعاطف من كل من يـحيط بهم فـقد ظل حتى الـنهايـة شديد الـتجمل

عاناة. تمالك لكل انفعاالته حتى في وجود ا ومحافظا على صورة «األستاذ» ا

عـاناة إال تكاثف محبـيه حوله وبقاء تواصلـهم معه مستمرا وما كـان يخفف من تلك افي زياراتهم ومهاتفاتهم .

ا مزدوجا فهو في واحلقيقة أن ضيق والدي بواقعه اخلاص وواقع األمة العام كان أأيامه األخـيرة افتـقد قدرة احلـركة اجلسديـة بحريـة ولكنه ظل مـتقد الذهن مـتابعـا لتطوراتأحـداث العالم الـعربي واإلسالمي وانعـكاسات تلك األحـداث وتأزماتـها في أصقاع األرضخـاصة بـعـد أحداث ١١ سـبتـمـبر و مـا جنت عـلى أبـناء األمـة من استـعـداء وتضـييق خـناق.تدهورين: واقعه وواقع األمة التي أحبـها ولم يكن هناك في األفق ضاق ذرعا بالواقـعـين ا

الزمني القريب ما يتطلع إليه .. سوى رحمة الله. ✸✸✸✸

شيئة الله على ما يرام - سيكون قد مر نصف عام على عودته إلى بارئه. و ح ينشر هذا الكتاب- إن كل شيء

- ٤٩ -

ــــاذج منشــــــــعـــــــره

- ٥٠ -

- ٥١ -

فدى الوطن ا

ســــــقت الــــــغــــــاديـــــــات أرضــــــا رعــــــتــــــنيــــــقـــــام طــــــاب لــــــلــــــظـــــبـي فـي ربـــــاهــــــا ا

ورعـى الـــــــــلـه تــــــــربـــــــــة أنـــــــــشـــــــــأتـــــــــنيوعــــــــهــــــــود الــــــــصــــــــبــــــــا بــــــــهــــــــا أحالم

خـــلـــعـت حـــســـنــــهـــا عـــلــــيـــهـــا الــــلـــيـــاليوازدهـت فــي ظــاللــــــــــــــــهــــــــــــــــا األيــــــــــــــــام

وعــــــلــــــيــــــهــــــا تــــــنــــــاثــــــرت درر الــــــقــــــطـــــــر انـــــتـــــشـــــارا وانــــــحل ذاك الـــــنـــــظـــــام

إن غـــــــصــــــنـــــــا أطـل في الـــــــقـــــــلب غـــــــنىــــــــــمــــــــــام فــــــــــوقـه بــــــــــلـــــــــــبـل ونــــــــــاح ح

كــــلـــــمــــا اهـــــتــــز جـــــانب الـــــقــــلـب لــــلــــذكـــــــــرى فـــــــلـــــــلـــــــوجـــــــد فــــــــوقه أنـــــــغـــــــام

سـاقــني مــوطــني عــلى الــبــعــد شــوق الـطــــــــــطــــــــيــــــــر لـــــــلــــــــظـل قــــــــد بـــــــراه األوام

ــــــهـى لــــــلــــــمــــــروج واألرض لــــــلــــــغـــــيـ واــث إذا أمــــــــحــــــــلـت ومــــــــاج الــــــــقــــــــتــــــــام

جـــــئــــتـــــهــــا واخلـــــشـــــوع ملء ضـــــلــــوعيبــــــــعــــــــد أن عـــــــــلــــــــلـت بـــــــــهــــــــا أعــــــــوام

فـــــــــــرأت مـن خـالل دمـــــــــــعـي عـــــــــــيــــــــــنـيأثــــــــرا لــــــــلــــــــذيـن فـي الــــــــربـع نــــــــامــــــــوا

- ٥٢ -

طـــــلل قــــــد ضـــــحـــــكـن فـــــيـــــهــــــا األمـــــانيفـــــــهـي بـــــــضـــــــاء لـــــــيس فـــــــيـــــــهـــــــا مالم

فــــــاخــــــلع الــــــنـــــعـل إنــــــهـــــا تــــــربــــــة بـــــورك في نـــــبـــــتـــــهـــــا ســــقـــــاهـــــا الـــــغـــــمــــام

ــــــاء من تـــــحـ تـــــربـــــة قــــــد تـــــســـــلــــــسل اــــــــــزيــــــــــنــــــــــهــــــــــا أعـالم ــت ربــــــــــاهــــــــــا ت

لـــفـــحــــتـــهــــا الـــريـــاح والــــشـــمـس حـــمـــراء كـــــلــــون الـــــزجـــــاج فـــــيــــهـــــا الــــــمــــدام

خــــضـــــرة فــــوق حـــــمــــرة قـــــد جــــلـــــتــــهــــاصــــــفـــــرة فــــــوقـــــهــــــا خـــــفــــــقن اخلــــــيـــــام

ــــــــــــهـــــــــــديـ ـــــــــــقــــــــــــود مـن الــــــــــــآللـئ ي وعـــــهـــا لــــــجــــيــــد احلــــســـان بــــحــــر طــــغـــام

عــــلــــقــــتــــهــــا نــــفــــسي شــــبــــابــــا وبـــرد الـــــــعــــيش غـض فــــطـــــاب فــــيــــهـــــا الــــغــــرام

ال أرتــــــــنـي احلـــــــيــــــــاة بـــــــعــــــــدك أرضـــــــامــــــــــــــوطـن الــــــــــــــدر ال عـالك مــــــــــــــقـــــــــــــام

تــــــــــــــــــــلــك أرض اجلــــــــــــــــــــدود أرض أوالحـل مـــــــــــغـــــــــــنـــــــــــاك نـــــــــــضــــــــــرة وسـالم

من ديوان : «الذكرى» ١٩٣١✸✸✸✸

- ٥٣ -

الغصن الذاوي(١)

لــــــــهــــــــفـي عـــــــلـى غــــــــصـن ذوى قــــــــهـــــــراــــــــــنـــــــــبـت الـــــــــزهـــــــــرا أودى ولــــــــــمـــــــــا ي

غـــــــصـن نــــــضـــــــيـــــــر كـــــــان يــــــبـــــــعـث منطــــــــــيـب الــــــــــروائـح حــــــــــولـه نــــــــــشــــــــــرا

ـــــــــــــــــد لـه كـــــــــــــــــنـــــــــــــــــا نـــــــــــــــــؤمــل أن فــــــــــرعــــــــــا فـــــــــــنــــــــــرفـع فــــــــــوقـه وكــــــــــرا

ويـــــــــرى نــــــــضــــــــارتـه إذا انـــــــــبــــــــثـــــــــقتأوراقـه وبــــــــــــدت لـــــــــــنــــــــــــا خـــــــــــضـــــــــــرا

فـــــــأتـى عـــــــلـــــــيـه الـــــــدهـــــــر فـي قـــــــصـــــــروقــــــــضى عــــــــلـى آمــــــــالــــــــنــــــــا قــــــــســـــــرا

ــــــــبـــــــــيــــــــد وال يـــــــــا دهـــــــــر ويــــــــحـك كـم تيـــــــشــــــــفــــــــيـك مـــــــا جتــــــــتــــــــزه قــــــــهـــــــرا

ـــــــــــــورقــــــــــــة كـم روضـــــــــــــة غـــــــــــــنــــــــــــاء مأســـــــدلت دون نـــــــعــــــيـــــــمــــــهـــــــا ســــــتــــــرا

وطـــــويـت غـــــصـــــنـــــا كـــــان مـــــنـــــبـــــثـــــقـــــاوعـــــــــريـت عــــــــودا كـــــــــان مــــــــخـــــــــضــــــــرا

يـــــــــــا دهـــــــــــر فـي جـــــــــــنـح الـــــــــــدجـى دررمــــــــنــــــــثـــــــورهــــــــا آيــــــــاتك الــــــــكــــــــبـــــــرى

يـــــكــــــفـــــيـك لـــــو أحـــــصــــــيـــــتــــــهـــــا عـــــدداالـــــبـــــغض مـن حــــبـــــاتـــــهــــا الـــــصـــــغــــرى

(١) في رثاء أخته الصغرى وقد توفيت في ١٩ من ربيع اآلخر ١٣٤٩ هـ.

- ٥٤ -

واحلـــــــال يــــــقـــــــضي أن تـــــــكــــــون بـــــــهــــــاـــــــضـــــــمـــــــر الـــــــشــــــرا فـي غـــــــبــــــطـــــــة ال ت

واهــــــــا فـــــــمــــــــا يـــــــدعــــــــوك تـــــــأخــــــــذ كلــــــــريـــــــــدة مـن أرضــــــــنـــــــــا قـــــــــهــــــــرا ــل خ

أتــــــــــــراك إن ســــــــــــألـــــــــــــتـك والــــــــــــهــــــــــــةعــــــــمـــــــا بــــــــدا تــــــــبـــــــدي لــــــــهــــــــا عـــــــذرا

✸✸✸✸✸✸✸✸

غــــــــــصــــــــــبـت يــــــــــد األيــــــــــام لــــــــــؤلـــــــــؤةــــــــلــــــــهـــــــا لــــــــنــــــــا ذخـــــــرا كــــــــنــــــــا نـــــــؤم

إن الــــــــتـي كــــــــانـت لــــــــنـــــــــا ســــــــكــــــــنــــــــايـــــا نــــــفس فـــــاضـت روحـــــهــــــا حـــــســـــرى

أودى بـــــــهـــــــا الــــــدهـــــــر اخلـــــــؤون ولـــــــمــــــمـــــا تــــقض مـن عــــهــــد الـــــصــــبــــا زهــــرا

عــــــاشت عــــــلى مــــــضـض احلـــــيــــــاة ولـــــوـــــــا عــــــــرفـــــــوا لـــــــهـــــــا قـــــــدرا بـــــــقــــــــيت

ـــــــا قــــــــضـــــــيـت فـــــــهل ربـي قـــــــضـــــــيـت ألــــــهــــــمت قــــــلــــــبــــــا حـــــبــــــهــــــا صــــــبـــــرا

يـــــــــــا حـب كــــــــــنـت إذا جلــــــــــأت بــــــــــنــــــــــاحتــــــنـــــو عــــــلــــــيك قــــــلـــــوبــــــنـــــا شــــــكـــــرا

لـــــو غــــــاب شــــــخـــــصــك عن نــــــواظــــــرنـــــايـــــومــــــا ســـــكـــــبـــــنـــــا الـــــدمـع مـــــحـــــمـــــرا

طـــــــابـت لـــــــنـــــــا بـــــــوجـــــــودك الـــــــذكـــــــرىوالــــــــيــــــــوم أنــــــــدب نـــــــــفــــــــسك احلــــــــرى

كــــــنـــــــا كــــــغــــــصـــــــني بـــــــانــــــة حـــــــمــــــلتـــــــــــــــــــرا مــن كــل لــــــــــــــــــــون زاهــــــــــــــــــــر زه

ــــــــــنـى رغــــــــــد والــــــــــعــــــــــيـش فـي روض افـي ظـل ســـــــــــرح يــــــــــــنـــــــــــثــــــــــــر الـــــــــــدرا

- ٥٥ -

ــــــــكــــــــاتــــــــمــــــــنـــــــا كــــــــنــــــــا زمـــــــانــــــــا ال يأمـل ألغــــــــــــــراض الـــــــــــــهــــــــــــــوى ســـــــــــــرا

ـــــــــــــنـــــــــــــذرنـــــــــــــا مـــــــــــــا زالـت األيـــــــــــــام توالــــــنــــــفس حتــــــسب عــــــرفــــــهـــــا نــــــكـــــرا

والــــشـــــهب فـي الــــظـــــلــــمـــــاء تــــرصـــــدنــــاوتـــــــــعــــــــــدنـــــــــا ونــــــــــعـــــــــدهــــــــــا دهـــــــــرا

حـــــــــتى ســـــــــكـن بـــــــــنــــــــا عـــــــــلـى جــــــــدثخــــــطـت عـــــــلــــــيـه يـــــــد الــــــردى ســـــــطــــــرا

لــــــلـــــــنــــــفس ســـــــاعــــــات تــــــســـــــر بــــــهــــــافـــــــتـــــــخــــــال أن خـــــــلـــــــودهـــــــا يـــــــشــــــرى

لــــــــكــــــــنــــــــهــــــــا واحلق قــــــــد جــــــــهــــــــلتفي الــــقــــبــــر تــــلــــقى الــــراحــــة الــــكــــبــــرى

✸✸✸✸✸✸✸✸

ال أنـس نـــــــــظــــــــــرتـك الـــــــــتـي بــــــــــعــــــــــثتفـي الـــــــــقــــــــلـب مـن آالمــــــــهـــــــــا جــــــــمــــــــرا

أأخـي قــــــــــــد أزف الــــــــــــرحــــــــــــيـل فــــــــــــهـلتـــــبـــــكـي لـــــفـــــقـــــدك أخـــــتـك الـــــصـــــغـــــرى

فـي ذمـــــــــــــــــة األيـــــــــــــــــام لـــــــــــــــــؤلـــــــــــــــــؤةمــــــكــــــنــــــونـــــــة أودعــــــتــــــهــــــا الــــــقــــــبــــــرا

ـــــــــســـــــــوم الـــــــــغـــــــــر إن نــــــــــزلت ويـح اجلبــــــــعــــــــد األحــــــــبــــــــة مــــــــنــــــــزال قــــــــفــــــــرا

يــــــــــا ســـــــــــاكـن األجــــــــــداث هـل نـــــــــــبــــــــــأيـــــجــــــلـــــو حـــــقـــــيـــــقـــــة أمـــــرنـــــا جـــــهـــــرا

ـــــــوت أنـــــــفـــــــســـــــنـــــــا حـــــــدث بـــــــســـــــر اإن كـــــــــــنـت مـــــــــــمـن يـــــــــــدرك الـــــــــــســــــــــرا

بــــــأنـ ! خــــــبـــــــرنــــــا الـــــــيــــــقـــــــ يـــــــا حـبــــــنـــــا ســــــوف نـــــحـــــيــــــا نـــــشـــــأة أخـــــرى

- ٥٦ -

واجلــــــــــــسـم إن زالــت مــــــــــــعـــــــــــــالـــــــــــــمـهفــــــــالــــــــروح تــــــــبــــــــقـى بــــــــعــــــــده دهــــــــرا

تـــــــــبــــــــقـى حتـــــــــوم كـــــــــطــــــــائـــــــــر غــــــــردحـــــــتى تـــــــقــــــيـم لــــــنـــــــفــــــســـــــهــــــا وكــــــرا

عـــــــــــــودي إذن بــــــــــــــاحلـق راضـــــــــــــيـــــــــــــةمــــــرضـــــــيـــــــة يــــــســـــــرت لـــــــلــــــيـــــــســــــرى

ــــــــــبــــــــــاك به وتــــــــــبـــــــــوئـي عــــــــــرشـــــــــا حرب ســـــــــمـــــــــا فـــــــــوق الـــــــــنـــــــــهـى قــــــــدرا

طــــــــــوبـى لـــــــــــهــــــــــا روحــــــــــا رأت كــــــــــدرافـي عــــــــالـم يــــــــعـــــــــثــــــــو بـــــــــنــــــــا غــــــــدرا

ـــــــــة فــــــــــمـــــــــضـت مـن األوصــــــــــاب ســـــــــاتـــــــشـــــــدو بـــــــنــــــعـــــــمـــــــة ربـــــــهـــــــا ذكــــــرا

عــــــــــلـي يـــــــــدا ــــــــــمـــــــــ ! ال ت يـــــــــا لــــــــــيـليـــــــا شــــــمـس! ال تـــــــفـــــــشي لـــــــنـــــــا ســــــرا

ـــــــــــمـــــــــــام جــالء غـــــــــــامـــــــــــضـــــــــــة إن احلــــــهــــــهــــــا فــــــكـــــرا ال تــــــبــــــلــــــغـــــان لــــــكــــــن

✸✸✸✸✸✸✸✸

غـــــــــمــــــــــر اإللـه بـــــــــفـــــــــيـض رحـــــــــمــــــــــتهحلـــــــــــــدا حــــــــــــــواك وعـــــــــــــظـم األجـــــــــــــرا

إن غـــــــيـــــــبـــــــتـك صـــــــحـــــــائف فـــــــلـــــــقـــــــدــــــــــحـــــــــيـي بـه ذكـــــــــرا خــــــــــلـــــــــدت مـــــــــا ي

ســــــــقـــــــيــــــــا لــــــــقــــــــبـــــــر قــــــــد نــــــــزلـت بهوســـــــــقى ثــــــــراك ســــــــحـــــــــائب تــــــــتــــــــرى

من ديوان : «الذكرى» ١٩٣١✸✸✸✸

- ٥٧ -

أرض الشهداء

فاحتة : ومـــــا كــــنـت ســــوى يــــا فـــــلــــســـــطــــ

بيعـــــــة األرضعلى كف السماء

اشـــــــهــــــدي.. أن بـــــــيــــــانـي قــــــد روىفيك ما يرضيقلوب الشهداء

هــذه الــتــربــة.. مــذ غــنى بــهــا أهل احلــداءلم يـطـهـرهـا من الـرجس سـوى تـلك الـدمـاء

ــسـجـد من أعــرافـهم بـعــد الـفـنـاء كم زكـا اكم بكى الـغيث عـلى أجداثـهم وسط العراء

كم ربــيـع مــر.. لم يـــعــرج عـــلــيـــهم بـــهــنــاءفــاســـتــمــر الـــعــود عـــودا مــا به أدنى رواء

.. طـــال حـــتـى مل من فـــرط الـــبالء وشــتـــاءوتـــمــادى الـــظـــلم فـــيـــهـــا لـــغـــزاة أدعـــيــاء

فــكـــأن الــلــيل شيء مـــا له مــعــنـى انــتــهــاءثم.. جـاء الفـجـر يـسعـى بتـبـاشـير الـضـياء

.. له ألف لــســان فـي الــفــضـاء فــإذا الــبــعثغـنـت الـبـيــد بـهــا - ثـانــيـة - حلن الــسـمـاء

هـــذه أرضـك يـــا دعـــد وأرض الـــشـــهــداء!

من: ديوان: «أرض الشهداء» ١٩٥١✸✸✸✸

- ٥٨ -

يد بيضاء

(١)بـــــــــــــــدا مــن أفـــــــــــــــقــه الـــــــــــــــبـــــــــــــــدرـــــــــــــســـــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــر جــالســه يـــــــــ

عـــــــــلـى مـــــــــهلعـــــــــلـى مـــــــــهل

✸✸✸✸✸✸✸✸

فـــــــــــحــــــــــرك جــــــــــفــــــــــنـه الــــــــــزهــــــــــرــــــــــــــــــد أنــــــــــــــــــفــــــــــــــــــاسـه ــــــــــــــــــع وص

مـن الـــــــــكـــــــــللإلـى الــــــــقـــــــــبل

✸✸✸✸✸✸✸✸

نـــــــــفـض الــــــــــبــــــــــدر عـــــــــلـى الــــــــــغـــــــــصــــــــــــــــــاه.. نــــــــــــــــوره ـــن الـــــــــــــــــذي حــــــــــــــــي

جــــــــــــــــــــاعــال مــن أصـــــــــــــــــــــغــــــــــــــــــــر األوـــــــــــــــظـــــــــــــــيــــــــــــــره راق فــي احلـــــــــــــــسـن ن

ــــــــــــيــــــــــــا لــــــــــــلــــــــــــزهـــــــــــر درا مــــــــــــلـــــــــــقــــــــــــمـــــــــــا ألـــــــــــقــى عـــــــــــبـــــــــــيـــــــــــره كـــــــــــل

ــــــــــــــــنــم الــــــــــــــــلــــــــــــــــيـ فــي ريــــــــــــــــاض ــــــــــــهــــــــــــا ســــــــــــتـــــــــــوره ــل حــــــــــــوالــــــــــــي

ـــــــــــا ــــــــــــمـــــــــــا اهــــــــــــتــــــــــــزت مــع ا كــــــــــــلـــــــــــنــــــــــيــــــــــره ء حــــــــــواشــــــــــيـــــــــــهــــــــــا ا

- ٥٩ -

ـــــــــــــــــــــــدي دا رقــــــــــــــــــــــــصــت بــــــــــــــــــــــــ يئـــــــــــــــرة أخـــــــــــــــرى صـــــــــــــــغـــــــــــــــيــــــــــــــره

وزكـــــــــــــــــا فـي الـــــــــــــــــلـــــــــــــــــيــل عــــــــــــــــزفعــــــــــلـم الـــــــــــطـــــــــــيــــــــــر صـــــــــــفـــــــــــيــــــــــره

ـــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــســي كــل شــيء كــــــــــــــــــــــاد يـــــــــــــــــــــــــــروره قـــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــبــه إال س

فــــــــــمـــــــــــضـى يــــــــــهـــــــــــتـف بــــــــــاحلــــــــــســـن ويــــــــــســــــــــتــــــــــدعـي ســــــــــمــــــــــيــــــــــره

صـــــــــــــــــيــــــــــــــــــدحــي ود لــــــــــــــــــو شـــــــــــــــــاـــــــــــــــعـــــــــــــــوره طـــــــــــــــره الـــــــــــــــبـــــــــــــــدر ش

مــــــن رأى فـــــي راحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة األوــــــــــــــريــــــــــــــره راق كـــــــــــــــالــــــــــــــطــــــــــــــفـل س

خـــــــــافـــــــــيـــــــــا يـــــــــحـــــــــســـــــــبـه الـــــــــشــــــــاعــــــــــــر فـي الـــــــــــلـــــــــــيـل ضـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــره

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٢)ـــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــــاه رأتـــه وســـط دنـــعـــــــــــــلـى الــــــــــــــغـــــــــــــصــن الـــــــــــــرطـب

ــــــمـــــنــــــيــــــهـــــا يبــــــــأنـــــــــغــــــــامه

✸✸✸✸✸✸✸✸

فــــــــــــــلــــــــــــــمــــــــــــــا قـــــــــــــــاربـت فــــــــــــــاهــــــــــــــــبـــــــــــــــــلـــــــــــــــــة احلـب طـــــــــــــــــفــت ق

عـــــلى فـــــيـــــهــــاإلكـــــــــــــــــــــــرامــه

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٦٠ -

ـــــــــــــــــــودا ـــــــــــــــــــري خ ـــــــــــــــــــم ــح الـــــــــــــــــــقـــــــــــــــراهـــــــــــــــا كـــــــــــــــتــم الـــــــــــــــلـــــــــــــــيــل س

ــــــــــــــــــــطـ وأبــي احلـــــــــــــــــــــســن بــــــــــــــــــــأن يـــــــــــــــبـــــــــــــــاهـــــــــــــــا ــــــــــــــــوي أذيـــــــــــــــال ص

يــــــــفــــــــخــــــــر الـــــــــعــــــــشب عـــــــــلى الــــــــزهـــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــاهــــــــــــــــــا ـــــــــــــــــــر إذا مــس خ

ــــــــــــاء كــــــــــــالـــــــــــــمـــــــــــسـ ويــــــــــــفـــــــــــوح افــــــــــــــــــــــــــاهــــــــــــــــــــــــــا ــــك إذا قــــــــــــــــــــــــــبـــل

ــــــــــا الـــــــــــتــــــــــقـت عــــــــــيـ جــــــــــمـــــــــــدت - ـــــــــــــنــــــــــــاهـــــــــــمــــــــــــا - حــــــــــــيـث رآهـــــــــــا

إنـه يــــــــــــــلـــــــــــــــوي لــــــــــــــهــــــــــــــا اجلــــــــــــــيــــــــــــد فـــــــــتــــــــــرعــــــــــاه انـــــــــتــــــــــبــــــــــاهـــــــــا

«لــــــــــيت شــــــــــعـــــــــري مـــــــــا الـــــــــذي تـــــــــهــــــــــــــمـس ســــــــــــرا شــــــــــــفــــــــــــتــــــــــــاهـــــــــــا?

ــــــــــــــــــــنـــي وســط دنــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــا هــل رأتـــــــــــــــــــــــــــــــــــطـــال مــــن ذراهــــــــــــــــــــــــــــــــــا ي م

أبــــــــــــــدا أبـــــــــــــتــــــــــــــكــــــــــــــر الــــــــــــــنـــــــــــــغـــــــــــــمـــــــــــة حـــــــــــبـــــــــــا فـي صـــــــــــداهــــــــــا?»

هــي تـــــــــــــــصــــــــــــــــغــي لـك يــــــــــــــــا قـــــــــــــــمــــــــــــــري فـــــــــــاصـــــــــــدح بــــــــــــهـــــــــــواهـــــــــــا!

ـــــــــــــــاذا وانــــــــــــــــشـــــــــــــــد الـــــــــــــــلــــــــــــــــيـل ســـــــــــــــمـي الـــــــــــــــبـــــــــــــــدر أخـــــــــــــــاهــــــــــــــا

ســـــــــيــــــــــلـــــــــوذ الــــــــــورد بـــــــــالــــــــــصـــــــــمـ.. وحتــــــــــــكــي وجــــــــــــنــــــــــــتــــــــــــاهـــــــــــا! ــت

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٦١ -

(٣)شـــــــــــدا الـــــــــــقـــــــــــمـــــــــــري بـــــــــــاحلـبفــــــــــــــــــــهــل بــث أشــــــــــــــــــــجــــــــــــــــــــانـي

بــــــتـــــجــــــويـــــدهعـــــــــلـى بــــــــــانه

✸✸✸✸✸✸✸✸

فـــــــــــــــقــــــــــــــــد وقـع مــن قـــــــــــــــلـــــــــــــــبـيعــــــــــــــــــــــــــلــى وتــــــــــــــــــــــــــر ثـــــــــــــــــــــــــان

بــــــتــــــغــــــريــــــدهوأحلــــــــــــــــــــــانــه

✸✸✸✸✸✸✸✸

وشـــــــــــدا الـــــــــــقــــــــــــمـــــــــــري بـــــــــــاحلـــــــــــبـــب كـــــــــــــــــمـــــــــــــــــا شـــــــــــــــــاءت وشـــــــــــــــــاء

نـــــــــــاعــــــــــمــــــــــا يــــــــــبــــــــــعـث مــــــــــوســــــــــيـــــــــــــقـــــــــــاه فـي الــــــــــــنـــــــــــفـس هـــــــــــنـــــــــــاء

ـــــــــظـــــــــا في طـــــــــرفـــــــــهـــــــــا احلــــــــا مـــــــــوقلــم أشـــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــاحـــــــــــــــــــا وضــــــــــــــــــاء

فـــــــــــــــــكـــــــــــــــــأن األرض عـــــــــــــــــطـــــــــــــــــشـىصـــــــــــــــادفــت فـي الـــــــــــــــشـــــــــــــــدو مــــــــــــــاء

واســــــــــــتــــــــــــحـــــــــــــالـت أجنـم الــــــــــــلــــــــــــيـــل جـــــــــــــمـــــــــــــيـــــــــــــعـــــــــــــا شـــــــــــــعــــــــــــراء

ـــــــــــهــــــــــا تـــــــــــخــــــــــفـق بـــــــــــاحلــــــــــبـ كـــــــــــلــــــــــــــــنـــــــــــــــاء ـــب وتـــــــــــــــهــــــــــــــــتــــــــــــــــز غ

ـــــــــــــــــــــأ فــــــــــــــــــــــأصـــــــــــــــــــــاخـــت وهــي ال تلـــــــو بــــــــعـــــــيـــــــنــــــــيـــــــهـــــــا احــــــــتـــــــفـــــــاء

فـي يـــــــــــد الـــــــــــظــــــــــــلـــــــــــمـــــــــــاء حـــــــــــتـىنــــــــــــــــشـــــــــــــــر الـــــــــــــــصــــــــــــــــبـح لـــــــــــــــواء

- ٦٢ -

صــــــــــــوتـه يــــــــــــغــــــــــــمــــــــــــرهــــــــــــا بــــــــــــالــــــــــــــاء صـــــــــــــفــــــــــــاء ــــــــــــــلــــــــــــحــن كــــــــــــا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـ ــــأل أذن تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة ـــــــــــــهـــــــــــــا وطـــــــــــــورا يــــــــــــتـــــــــــــنــــــــــــاءى

ـــــــــــــــــــديـ ويـــــــــــــــــــداهـــــــــــــــــــا فـــــــــــــــــــوق خـــن قــــــــــــــد احــــــــــــــمــــــــــــــرا حــــــــــــــيـــــــــــــاء

تـــــــــشــــــــــهـــــــــد الـــــــــظــــــــــلـــــــــمـــــــــة نـــــــــوراوتــــــــــــــــــــــــــــــــــــرى احلـــب رجــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٤)أفـــــــــاق الــــــــفـــــــــجــــــــر مـن حـــــــــلـــــــــمهفــــــــــــــــمـن عــــــــــــــــلـم الــــــــــــــــشـــــــــــــــادي

ـــــــــبـــــــــاكـــــــــره يــــــــــــــنــــــــــــــاديـه ي

✸✸✸✸✸✸✸✸

بــــــــــأن الــــــــــنـــــــــهــــــــــر مـن نــــــــــظــــــــــمهوفـي شـــــــــــــــــــطــــــــــــــــــري الــــــــــــــــــوادي

أزاهــــــــــــــــــــــــــرهقــــــــــــــوافـــــــــــــيـه

✸✸✸✸✸✸✸✸

وقـف الـــــــــــــفـــــــــــــجـــــــــــــر عــــــــــــلــى الــــــــــــواـــــــــــــــــــــضــــــــــــــــــــابــه ـــــــــــــــــــــطــال مــن ه دي م

عـــــــــــــــبـــــــــــــــقـــــــــــــــري كـــــــــــــــأمـــــــــــــــيـــــــــــــــر ـــــــــــــــــــــــســـن شـــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــابــه زانــه ح

فـــــــــاســـــــــتـــــــــفـــــــــاد الـــــــــزهــــــــــر من غـــــــــرـــــــــــــــــــضـــــــــــــــــــابـه ـــــــــــــــــــرتــه لـــــــــــــــــــون خ

وكــــــــــــــــأن الـــــــــــــــفـــــــــــــــنــن الــــــــــــــــمـــــــــــــــيــــــــــــــــا بـه ـــــــــــــــــيـــــــــــــــاد نـــــــــــــــشــــــــــــــــوان

- ٦٣ -

يـــــــــــــرفــع الـــــــــــــكـــــــــــــوب الـــــــــــــذي بـــــــــــــيـــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــابـه ـــن يــــــــــــــــــــديــه بـــــــــــــــــــح

يــــــــــحــــــــــتـــــــــسـي الــــــــــطــــــــــائــــــــــر مــــــــــنهـــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــابـه ــــــــــــــــــــضــي فــي خ ثـم

فـــــــــــــكــــــــــــــأن الــــــــــــــشـــــــــــــمــس ال تـــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابــــــه رق إال فــــــي رحـــــــــــــ

! انـــــــظـــــــري عــــــقـ يـــــــا ابـــــــنــــــة الـــــــنـــــــورــــــــــــــدك مــــــــــــنـــــــــــــثـــــــــــــورا بـــــــــــــبـــــــــــــابـه

ــــــــــثــــــــــنـي عــــــــــلــــــــــيـك الـــــــــنـ كــــــــــيـف ال يــــــــــنـــــــــهـــــــــر أثـــــــــنـــــــــاء انـــــــــصـــــــــبـــــــــابه

ـــــــــــــــــــــبـ ـــــــــــــــــــــزج اخلـــــــــــــــــــــالــص مــن ت مـــــــــــــــــــــرك ذوبــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــرابــه

وامــــــــــتــــــــــطـى الــــــــــصــــــــــبـح لــــــــــرؤيــــــــــاهـــــــــــا عـــــــــــلـى ظـــــــــــهـــــــــــر ســـــــــــحـــــــــــابـه

فــــــــاجنـــــــلـى شـــــــيــــــــئـــــــا فــــــــشـــــــيــــــــئـــــــاــــــــــــــــــــــــــــــســـن فـــي ركــــــــــــــــــــــــــــــابـــه كـــل ح

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٥)أســـــــــــــيــــــــــــر.. نــــــــــــالـه اجلــــــــــــهــــــــــــدنـــــــــــــاظـــــــــــــريـــــــــــــهــــــــــــا وأغـــــــــــــضــت

عـــــــلـى الـــــــدمعولــم تــــــــــــــــــــــدر

✸✸✸✸✸✸✸✸

فــــــــــمـن ألــــــــــهــــــــــمــــــــــهــــــــــا بــــــــــعـــــــــدــــــــــــهـــــــــــا بــــــــــــأن تـــــــــــثــــــــــــنــي يــــــــــــدي

مــن الـــــــــــــــدرععــــلى الـــصـــدر

✸✸✸✸✸✸✸✸

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـ وأراد احلـــــــب أن يـــــــــــــــيـــــــــده » بـــــــــغ ـــــــــــحـق «بـــــــــلـــــــــقــــــــــيـس

- ٦٤ -

فــــــــــــمــــــــــــشـت... داعــــــــــــيــــــــــــة لــــــــــــلــــــــــــزــــــــــزهــــــــر بـــــــــالــــــــســـــــــقــــــــيـــــــــا وعــــــــوده

ـــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــا ال وفــم حـــــــــــــــــــــولــيـــــــــــــــتــــــــــــــوانــي فـي نـــــــــــــــشــــــــــــــيــــــــــــــده

فــي ســــــــــــــــــرور وابــــــــــــــــــتــــــــــــــــــهـــــــــــــــــاجــــــــــــــــيــــــــــــــــده ــــــــــــــــرء بــــــــــــــــع ذكـــــــــــــــــرا ا

تـــــــــــــــــــــــارة مــن وســـط الـــــــــــــــــــــــغــــــــــــــــــــــاـــــــــــــــــــــــــــــدوده ـــــــــــــــــــــــــــــرى فـــي ح ب وأخ

ريـــــــــــــثـــــــــــــمــــــــــــــا تـــــــــــــأتـي إلـى قـــــــــــــصـــــــــــــنــــــــــــوده ـــــــــــــر أبـــــــــــــيــــــــــــهــــــــــــا فــي ب

فـــــــــــــتـــــــــــــرى فـي ردهـــــــــــــة الـــــــــــــقــــــــــــصــــــــــــــــيــــــــــــــوده ــــــــــــــــر أمـــــــــــــــيـــــــــــــــرا فـي ق

ــــــــــــــابـــــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــــا فــي دمــه مــن ســـــــــــــــــــــــيـــــــــــــــده أثـــــــــــــــر اجلــــــــــــــــرح بـــــــــــــــج

حــــــــــاســــــــــر الــــــــــرأس يــــــــــجــــــــــر الـــــــــســـــــــــــــســـــــــــــاق جـــــــــــــرا فـي حـــــــــــــديـــــــــــــده

أســــــــــــــــــروه بـــــــــــــــــــعــــــــــــــــــد أن فــــــــــــــــــجــــــــــــــــجـع فـي خــــــــــــــيـــــــــــــر جـــــــــــــنـــــــــــــوده

فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــإذا مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروا بـــه.. ألــــــــــــــــهــــــــــــــوده ـــــــــــــــقــت عــــــــــــــلــى دامـي ج

ــــــــــــــنـــــــــــــزل كـــــــــــــالـــــــــــــطـ نـــــــــــــظـــــــــــــرة تـــــــــــمـــــــــــيــــــــــده ــــــــــــطــل عــــــــــلــى قـــــــــــلـب ع

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٦)تـــــــــــــمــــــــــــــلـك حــــــــــــــبــه قـــــــــــــلــــــــــــــبـيفــــــــــــفــــــــــــوق الــــــــــــدمـع جــــــــــــفــــــــــــنـي

ومـن ســـــــلـــــــكهعــــــــــــــــــــــلــى در

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٦٥ -

ــــــــــــــربـي ومــــــــــــــا يــــــــــــــنـــــــــــــفــــــــــــــعـه قــــــــــــــــــــــــكـــــــــــــــــــــــــنــي ـــــــــــــــــــــــــم إذا لــم ي

عــــــــــلـى فــــــــــكهمــن األســـــــــــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

وأحــــــــــــــــــبــت «طــــــــــــــــــارقــــــــــــــــــا» بـــــــــــــــــلــــــــــــــــــيــس مــن أول نـــــــــــــــــظــــــــــــــــره ــــــــــــــــــق

ـــــــــــرفــــــــــــتـــــــــــهــــــــــــا تـــــــــــر فــــــــــــهـي مـن شقــب فـي الــــــــــــــــــبـــــــــــــــــرج مــــــــــــــــــقـــــــــــــــــره

وهـي فـي خـــــــــــــلــــــــــــوتـــــــــــــهـــــــــــــا تــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــــــــره ــــــــــــــــــــــــــــــــيـــي مـــع األجنـــم ذك

ـــــــــــــمــــــــــــا نــــــــــــاجــت أخــــــــــــاهــــــــــــا كــــــــــــلغــــــــــــــمــــــــــــــر اإلشــــــــــــــفــــــــــــــاق صـــــــــــــدره

ـــــــــــــــــــــــرا وتــــــــــــــــــــــــوارى خـــــــــــــــــــــــلـــف رق; مـن الـــــــــــــغـــــــــــــيــم بـــــــــــــحـــــــــــــســــــــــــره ق

كــــــــــــــعــــــــــــــذارى الــــــــــــــديــــــــــــــر ال يــــــــــــــمــــــــــــــضـــــــــــــره ــــــــــــــلـــــــــــــكــن دفـــــــــــــعـــــــــــــا

ـــــــــــفــــــــــــضـي بـــــــــــهـــــــــــواهـــــــــــا كـــــــــــيـف تإنــــــــــهـــــــــا تــــــــــخــــــــــشـى الـــــــــــمــــــــــعـــــــــره

ـــــــــــــــــهـــــــــــــــــا الــــــــــــــــقــس الـــــــــــــــــذي لـم «أيــــــــــــــــــــــره يــــــــــــــــــــــنــس فــي اآلحــــــــــــــــــــــاد ب

ـــــــــــــــــــدوي ــــــــــــــــنـــــــــــــــــــواقــــــــــــــــــــيــس ت الــــوالــــــــــــــــتــــــــــــــــرانــــــــــــــــيــم مــــــــــــــــســـــــــــــــره

ومـــــــــــــــــالكــــــــــــــــــي .. فـــــــــــــــــي صـــــــــــــــــالةتـــــــــــمـأل الـــــــــــعــــــــــيـــــــــــنــــــــــ عـــــــــــبــــــــــره

- ٦٦ -

لـــــــــــيــــــــــتـــــــــــهــــــــــا تـــــــــــبـــــــــــلـغ مـن شــــــــــاــــــــــــــــــــره قــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــبــي أســــــــــــــــــــره ط

ـــــــــــــــــــــــــر أفـــال تـــــــــــــــــــــــــدعـــــــــــــــــــــــــوه أن يفـع (لــــــــــــــلـــــــــــــعـــــــــــــذراء) «شـــــــــــــكـــــــــــــره»

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٧)قــــــــــــضـى فــي األســــــــــــر أيــــــــــــامـــــــــــاكـــــــــــــــأن الــــــــــــــيــــــــــــــوم شــــــــــــــهــــــــــــــر

مـن الــــــــطــــــــولبـــــــظـــــــلـــــــمــــــاء

✸✸✸✸✸✸✸✸

وال يـــــــــــــــــقــــــــــــــــــتـــــــــــــــــات إال مـــــــــــــــــاــــــــــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــونــه األس ي

مـن الـــــــــفـــــــــولــــــــــــــــــــــاء مــع ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــــــــــــــر الـــــــــــــــيـــــــــــــــوم تـــــــــــــــلــــــــــــــو الـ وـــــــــــكــــــــــاتـه ـــــــــــنـــــــــــا بـــــــــــش ــــــــــــيــــــــــوم ره

هــي فـي فــــــــــــــــردوســـــــــــــــهــــــــــــــــا تـــــــــــــــجـــــــــــــــــنـي بـــــــــــــــخــــــــــــــوف ثـــــــــــــــمــــــــــــــراتـه

والـــــــــــــفــــــــــــتــى عـن عـــــــــــــالـم الـــــــــــــفــــــــــــردوس مـــــــــــــــــشـــــــــــــــــغــــــــــــــــــول بـــــــــــــــــذاتـه

يــــــــــــــبـــــــــــــزغ الـــــــــــــنــــــــــــــور عـــــــــــــلـــــــــــــيـهـــــــــــــــمــــــــــــــاتـه ســــــــــــــارحـــــــــــــــا فـي ظــــــــــــــل

يــــــــــائــــــــــســـــــــــا فـي غــــــــــمــــــــــرات الــــــــــســـــــــــــجـــــــــــاتـه ــــــــــــســــــــــــجـن حــــــــــــتـى مـن ن

- ٦٧ -

فـــــــــــإذا اشـــــــــــتـــــــــــد عـــــــــــلــــــــــيــه الــــــــــضـــــــــــــــــضـــــــــــــــغــط مـن جـــــــــــــــور عـــــــــــــــداتـه

عـــــــــاذ بـــــــــالـــــــــفـــــــــرقـــــــــان يـــــــــســـــــــتــــــــفــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــاتــه ــــــــــــــــــــــــتــح فــي لـــم ش

: «مـــــــــــــــــا أمـ قـــــــــــــــــالـت الـــــــــــــــــغـــــــــــــــــادةــــــــــــــــــــــــــــــعـــن قـــــــــــــــــــــــــــــومـــي فـــي أذاتــه!

ـــــــــــــــــــــــاولــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــم أن ! كــــم حــــــــــــ آهــــــفـــــــــــــــــتــــــــــــــــــنـــــــــــــــــوه فــي صــالتـه تــــــــــــ

هــل رأيـــــــــــــــتـم نــــــــــــــــور مـــــــــــــــا يـــــــــــــــضــــــــــــــــــــظـــــــــــــــــــراتـه? ـــــــــــــــــــره فــي ن ــــــــــــــــــــم

ـــــــــــــــــــــــــبـ إنـــه يـــــــــــــــــــــــــؤمــن بـــــــــــــــــــــــــاحلـــب ولـــــــــــــــــــكــن فــي صــــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــاتـه

ـــــــــــــــــــــوه حلـــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــاتــي فــــــــــــــــــــدعــــــــــــــــــــــــونـــي حلــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــاتــه» ودع

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٨)ســــــلـــــــوا عن مـــــــهــــــجـــــــتي خـــــــبــــــرهــــــــــــــــــــلــم يــــــــــــــــــــخــــــــــــــــــــتــص دونــي ف

بـــــإحـــــســـــاسهـــــــــــــــــــــــــــــه وآالم

✸✸✸✸✸✸✸✸

دعـــــــــــــــونــي أقــــــــــــــتـــــــــــــــفــي أثــــــــــــــرهــــــــــــــــــــدونـي ــــــــــــــــــــع وإال أس

بــــــــأنـــــــفــــــــاسهوأحـــــــــــالمــــــــــه

✸✸✸✸✸✸✸✸

بـــــــــــددت مــــــــــحـــــــــــكـــــــــــمــــــــــة الـــــــــــتــــــــــفــــــــــــــــتــــــــــــــيـش آمــــــــــــــال احلـــــــــــــزيــــــــــــــنـه

- ٦٨ -

ـــــــــــرضــــــــــــيـــــــــــهـم ســـــــــــوى أن لــــــــــــيـس يـــــــــــــســـــــــــــلـم ديـــــــــــــنـه ـــــــــــــنـــــــــــــكــــــــــــر ا ي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـ وأبــــى طــــــــــــــــــــــــــــــــــــارق أن يـــــــــــــبـس بــــــــــــالـــــــــــــشـك يــــــــــــقــــــــــــيــــــــــــنـه

ــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــب أإذا الح صــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــرغ اجلــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــهــــــــــــــــــة دونـه?

ـــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــرك بـــــــــــــــــــالـ هـــــــــــــــــــو لــن يــــــــــــــــــنــــــــــــــــــونـه ـــــــــــــــــــلــه ولـــــــــــــــــو ذاق م

وقــــــــــــــضــــــــــــــاهــــــــــــــا لــــــــــــــيــــــــــــــلـــــــــــــة الــــــــــــفـــــــــــونـه يــــــــــــطــــــــــــرق الـــــــــــنــــــــــــوم ج

فـي اجـــــــــــــــتــالء الــــــــــــــبـــــــــــــــدر حـــــــــــــــتـىــســــــــــــــتـــــــــــــبــــــــــــــيـــــــــــــنـه كـــــــــــــاد أال يـــــــــــ

.. فـي ومــــــــــضــــــــــات الـ شـــــــــــاخــــــــــصـــــــــــاـــــــــنــــــــــيـــــــــنه ــــــــــبـــــــــرق يـــــــــجـــــــــتـــــــــاز س

ســــــــــــنـــــــــــة يــــــــــــبـــــــــــسـم مــــــــــــنـــــــــــهـــــــــــاـــــــــــبـــــــــــيــــــــــنـه ـــــــــــنـــــــــــدي ج ـــــــــــنـــــــــــة ت س

ــذكــــــــــــــــــــــــــــرهــــــــــــــــــــــــــــا اآل إنـــه يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــونـه ن وال يـــــــــــــــــنــــــــــــــــســى ف

عـــــــــــــنــــــــــــدمـــــــــــــا شــــــــــــارف قــــــــــــرص الـــــــــــــــديـــــــــــــــنـه ــــــــــــــــبــــــــــــــدر أســـــــــــــــوار ا

كــــــــــــــــيـف نــــــــــــــــاجــــــــــــــــاه مــن اخلـــــــــــــــنـــــــــــــكــــــــــــيــــــــــــنـه ـــــــــــــدق طــــــــــــيـف بـــــــــــــس

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٩)ـــــــــــــخـــــــــــــلـل ســـــــــــــجـــــــــــــنـه نـــــــــــــور تالــــــــــــــــفــــــــــــــــجــــــــــــــــر ذلـك أخــــــــــــــــيــط

عـــــــــــــلـى األفـقــــــــــــانـه كــــــــــــإ

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٦٩ -

وحــــــــــــــــدق وهـــــــــــــــو مــــــــــــــــذعـــــــــــــــورووجــه الــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــيــل حــــــــــــــــــــالـك

إلـى الــــــشـــــرقبــــــــإنـــــــســــــــانه

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــــــــا لـه صـــــــــــــوتــــــــــــا رقـــــــــــــيـــــــــــــقــــــــــــاــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــه طـــــال ذاب فــــــي أذن

قـــــــــــــبـل أن يــــــــــــــدهـــــــــــــمــه الـــــــــــــفـــــــــــــجـــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــك حـــال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــر فــــال

ـــــــــــــــــــــــــلـ إنـــه يــــــــــــــــــــــــــدعــــــــــــــــــــــــــوه أن يــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــقــط احلــــــــــــــــــبــل مــــــــــــــــــطـال

فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإذا أوثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقــــه مـــنـــــــــــــــطــــــــــــــــا تـــــــــــــــدلـى نـــــــــــــــفـــــــــــــــســه رب

ولــــــــــــــــــوى طــــــــــــــــــارق بــــــــــــــــــاحلــــــــــــــــــبـــــل عـــــــــــــــــــــــــــــــلــــى الـــــــــــــــــــــــــــــــكـــف وتـــال

ــــــــــــــــحـــــــــــــــكــم الــــــــــــــــشـــــــــــــــد فــــــــــــــــرآه مد فــــــــــــــــــســـــــــــــــــمـى واســــــــــــــــــتـــــــــــــــــقـال

ــــــــــــــــمـــــــــــــــا أمـــــــــــــــســك جـــــــــــــــزءا كـــــــــــــــلـــــــــــــــــخـــــــــــــــــلـى مـــــــــــــــــنــه عـن جــــــــــــــــــزء ت

هــــــــــالـه الــــــــــبـــــــــــعــــــــــد فــــــــــغـض الــــــــــطــــــــــــــــطـــــــــــــــرف خــــــــــــــوفــــــــــــــا أن يــــــــــــــزال

ـــــــــــــقــــــــــــرى حـــــــــــــائـــــــــــــمـــــــــــــا بــــــــــــالـ وتــــــــــــــــلــــــــــــــمــس لــــــــــــــلـــــــــــــــوطء مــــــــــــــحـال

ريـــــــــــــثـــــــــــــمـــــــــــــا أثـــــــــــــبـت خـــــــــــــفـــــــــــــيـــــــه عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــى األرض وحـــــال

ــــــــــــــــــــــيـ ثــم ألـــــــــــــــــــــــقــى طـــــــــــــــــــــــرفـــه حــــث الـــــــــــــــــــــــــــــدجــى أعـــــــــــــــــــــــــــــمـــق ظــال

- ٧٠ -

فــــــــــــــــــــإذا طـــــــــــــــــــــيــف فـــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــاةتــــــــــــبـــــــــــهــــــــــــر الـــــــــــعــــــــــــيـــــــــــنـــــــــــ دال

✸✸✸✸✸✸✸✸

(١٠)ـــــــــنـــــــــيـــــــــتـي لــــــــــمــــــــا ظـــــــــفــــــــرت ــــــــــــبــــــــــــا رمـى بـــــــــــــاحلــــــــــــبـل جـــــــــــــن

عـــــلـى حـــــيـــــرهوحـــــــــــــــــــاذانـي

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــــــــــــا ســـــــــــــمـى فـــــــــــــســـــــــــــمــى لـي وفـــــــــــــاض الــــــــــــقـــــــــــــلـب حـــــــــــــبــــــــــــا

مع الـــــنـــــظـــــرهإلـى الـــــــثـــــــاني

✸✸✸✸✸✸✸✸

ودنــــــــــــــــا مــــــــــــــــنـــــــــــــــهــــــــــــــــا بــــــــــــــــوجـهــــــــــــــــخـــــــــــــــفــي ذهــــــــــــــــولـه بــــــــــــــــاســم.. ي

ــــــــــعــــــــــنى شــــــــــاعــــــــــرا فـي الـــــــــقــــــــــلـب معـــــــــــــــــاجـــــــــــــــــزا عــن أن يـــــــــــــــــقـــــــــــــــــولـه

فــــــــــــــــــــرآهــــــــــــــــــــا فــي لــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــاسقــــــــــــــلــــــــــــــد الـــــــــــــطــــــــــــــاووس طــــــــــــــولـه

آيــــــــــــــــة الـــــــــــــــطــــــــــــــــهـــــــــــــــر إذا جـــــــــــــــرـــــــــــــــــــــرت عـــــــــــــــــــلــى األرض ذيــــــــــــــــــــولـه

والـــــــــــتـــــــــــقـت بــــــــــالـــــــــــنـــــــــــظــــــــــرة األخـــــــــــيــــــــــولـه ـــــــــــرى فــــــــــلــم تــــــــــخــــــــــطــئ م

ذكــــــــــــــرتـه ثـــــــــــــانــــــــــــــيــــــــــــــا فـي الـــــــــــــطـــــــــــــــطــــــــــــيــب أحـالم الـــــــــــــطــــــــــــفـــــــــــــولـه

ـــــــــــــــــــــــهـ ورأت فــــــــــــــــــــــــيــه فــــــــــــــــــــــــتــى مـــــــــبــــــــيـــــــــله ـــــــــهــــــــــد لــــــــلـــــــــمــــــــجــــــــد س

- ٧١ -

تـــــــــتــــــــمـــــــــنـى الـــــــــغــــــــيـــــــــد لـــــــــو تــــــــظـــــــــــــــفـــــــــــــر مــــــــــــــنـه بـــــــــــــوســــــــــــــيـــــــــــــلـه

اصـــــــــبــــــــــري! ألـــــــــهـــــــــمـت بــــــــــلـــــــــقـــــــــيــــــــــــمــــــــــيــــــــــلـه ــس مـن الـــــــــــصــــــــــبــــــــــر ج

ال يـــــــــــــــــــــــدوم الـــــــــــــــــــــــوصــل هـــــــــــــــــــــــذاغـــــــــــيــــــــــر ســـــــــــاعـــــــــــات قـــــــــــلـــــــــــيــــــــــلـه

فـــــــلــــــــســــــــان الــــــــفـــــــجــــــــر فـي الــــــــشـــــــرـــــــــــــمــــــــــــنــــــــــــيـك الــــــــــــبــــــــــــطــــــــــــولـه ق ي

كــــــــــاد أن يـــــــــطــــــــــغـى عــــــــــلـى الــــــــــلـــــــــيــــــــــــــــــزيــــــــــــــــلـه ــــــــــــــــنــــــــــــــــاه فــــــــــــــــي ـــل س

✸✸✸✸✸✸✸✸

(١١)حــــــــــــيـــــــــــاتــي فـــــــــــيـض كــــــــــــفـــــــــــيـكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ــــ فـــــــال أدري

أجــــــــــــــــــــــازيــكأفــــــــيـــــــديــــــــني

✸✸✸✸✸✸✸✸

ــــــــــــفــــــــــــيـك فــــــــــــؤداي بــــــــــــ عـــــــــــــطوحــــــــــــــســــــــــــــبــي بــــــــــــــعـض هــــــــــــــذا

بـــــــــــــنـــــــــــــاديـك إلـى حـــــــــــــــــــ

✸✸✸✸✸✸✸✸

ــــــــــــبـــــــــــــحــــــــــــان الــــــــــــذي زكـ قـــــــــــــال: «ســــــــــــــكــى وجـــــــــــــودي بـــــــــــــحـــــــــــــنـــــــــــــانـك

ـــــــــــــــــــــــريـ بـــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــد أن ذقــت األمـــن فــــــــــــــــــــلــم أحـــــــــــــــــــــفــل بــــــــــــــــــــذانــك

لــــــــــــــــيـت شــــــــــــــــعــــــــــــــــري إن مــن كـــــــــــــــانـت عـــــــــــــــــلـى رفــــــــــــــــعـــــــــــــــــة شــــــــــــــــانـك

- ٧٢ -

كـــــــــيـف تــــــــنـــــــــسـى يـــــــــدهـــــــــا الـــــــــبــــــــيــــــــــــــمــــــــــــانـك ـــــــــــــضـــــــــــــاء.. مـألى بـــــــــــــج

! أن ألـ فــــــــــاســـــــــمـــــــــحـي بــــــــــلـــــــــقــــــــــيســــــــــــــــــنـــــــــــــــــــانـك» ـــــــــــــــــــثــم أطــــــــــــــــــراف ب

بــــــــــــقــــــــــــيـت بـــــــــــعــــــــــــدك - يــــــــــــا طـــــــــــارق - حـــــــــــــــيـــــــــــــــرى فـي مـــــــــــــــكـــــــــــــــانـك

هـل ســـــــــــــــألــت األفـق عــــــــــــــــنـــــــــــــــهـــــــــــــــاــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــانــك إذ تــــــــــــــــــــــوارت عــن ع

كــــــــلــــــــمــــــــا أبــــــــعــــــــدت عــــــــنــــــــهـــــــا اضــــــــــــــــنــــــــــــــانـك ـــــــــــــــطــــــــــــــربــت مــــــــــــــثـل ع

ـــــــــــــهــــــــــــا تـــــــــــــذكـــــــــــــر بـــــــــــــاحلــــــــــــسـ إنـــــــــــــــــــنـى عــــــــــــــــــلــى در بــــــــــــــــــيــــــــــــــــــانـك

ــــــــــــلـــــــــــــة أودعــت فـــــــــــــيـــــــــــــهــــــــــــا قـــــــــــــبشـــــــــــــــاكــــــــــــــرا كــل امــــــــــــــتـــــــــــــــنــــــــــــــانـك

واســـــــــتـــــــــفـــــــــاض الــــــــصـــــــــبـح ضــــــــوءاـــــــــــصـــــــــــانـك واخـــــــــــتـــــــــــفـى صـــــــــــوت ح

وهــي تــــــــــــــــــــدعــــــــــــــــــــو: «يــــــــــــــــــــا إلــه الــــــــــــــــــــذه فــي أمــــــــــــــــــــانـك!» ــــــــــــــــــــحــب خ

من ديوان : «قبلتان» ١٩٥١

✸✸✸✸

- ٧٣ -

ذلك الصوت!!«إليها .. قبل أن أراها»

! يا ابنة احلسن... قــــــــــــد عـــــــــــشـــــــــــقــــــــــــتـك صـــــــــــوتـــــــــــا

يـــــــتــــــهـــــــادى عـــــــلـى جــــــنـــــــاح األثـــــــيــــــرأنـــــــا أصــــــغـي إلــــــيـك في كــــــلـــــــة الــــــلــــــيـ

ــل كـــــــــأنـي فـي عــــــــــالـم مـــــــــســــــــــحـــــــــورلـــــيت شــــعـــــري أيــــضــــحـك الــــبــــدر لي أم

أنــــــا في وسـط حــــــفـــــــلــــــة لــــــلــــــطــــــيــــــورلـم أكـن قـــــــــــــبـل ذلـك الــــــــــــصــــــــــــوت أدري

أن فـي األرض كـل هـــــــــــــذا الـــــــــــــســــــــــــرورمـــــــــا وعـت مـن حلـــــــــونـك األذن حلـــــــــنــــــــا

.. غــــــبـت بــــــ الــــــزهــــــور إنــــــمـــــــا غــــــبـت! عــــرج عــــلى اخلــــلـ يــــا طــــريــــد اجلـــــنــــان

ـــــد فــــمــــا ذاك غــــيــــر صــــوت الــــبــــشــــيــــرهــــــو كـــــــالــــــروح .. في ضـــــــلــــــوعـي مــــــنه

خــــــــفــــــــقــــــــة بــــــــلــــــــلـت أرق شــــــــعــــــــوريهـــــو كـــــالــــــورد.. مـــــا نـــــشــــــقت بــــــأنـــــفي

ـــــــســـــــته فـي ضـــــــمـــــــيـــــــري ريـــــــحـه بـل ... لـــــيـــــلـه مـــــر بـــــاألنـ هـــــو كـــــالــــــصـــــيـف

ــــــــجـم يـــــــزهـــــــو فـي قـــــــلــــــــبي احملـــــــرور

- ٧٤ -

... مــــــا تــــــصــــــورت إال هــــــو كــــــالـــــــنــــــجـمأنـه فـي الــــــســـــــمــــــاء بـــــــات ســــــمـــــــيــــــري

كـــــنت فـي ظـــــلــــمـــــة أعـــــيـش لـــــذكــــرى الـــــــحـــــسن حـــــتـى حــــظـــــيـت مــــنـه بـــــنــــور

هــــــو دنـــــيــــــا من الــــــشـــــعــــــور لـــــقــــــلـــــبييــــا لـــدنــــيـــا - فـي وحـــدتـي - من شــــعـــور

دلهي اجلديدة ٢٧ من أبريل ١٩٤٥من ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٧٥ -

دمية«إليها.. بعد رؤيتها»

! يا ابنة احلسن.... عــــــــــــــــشـت أهــــــــــــــــواك حلــــــــــــــــنـــــــــــــــا

فــــــــــإذا أنـت فـــــــــــتــــــــــنـــــــــــة لــــــــــلــــــــــرائـي! مـــــا كـــــا نـــــهــــــلت مـن جـــــمـــــالـك الـــــعــــــ

نـت بـه األذن - قـــــبــــــلــــــهــــــا - فـي ارتـــــواءكـــــــــنت أجـــــــــري مـع اخلــــــــيـــــــــال إلى أن

لــــــــحت فـــــــانـــــــتـــــــهـــــــيـت من خـــــــيـالئيروعـــــــــة احلــــــــسـن فـي تــــــــأمـــــــــلـه اخلــــــــا

ــــــــــغـــــــــاء لـب أضــــــــــعــــــــــاف روعــــــــــة اإلصأومـض احلـب فـي ســـــــــــمــــــــــاء وجــــــــــودي

فــــــــــإذا الــــــــــكــــــــــون ضــــــــــاحـك األرجـــــــــاءال تــــــــــمــــــــــيــــــــــلـي بــــــــــنــــــــــاظــــــــــريـك دالال

أمــــــهــــــلــــــيــــــنـي تــــــنــــــفس الــــــصــــــعــــــداءدرة أنـت - يــــــا لــــــــحــــــســـــــنك - فـي جــــــيـ

ــــــد - الــــلـــــيـــــالي احلـــــســـــان ذات بـــــهــــاءــــــــــطــــــــــهــــــــــرك - رفـت وردة أنـت - يـــــــــــا ل

حــــــمـــــرة فـي خــــــمــــــيــــــلــــــة الــــــشــــــعـــــراءجنـــــمـــــة أنت - يـــــا لـــــلـــــحـــــظـك - إذ يــــعـ

ـــــــلن مــــــعــــــنى احلــــــقــــــيـــــقــــــة الــــــغـــــراء

- ٧٦ -

حـــــيـــــة أنـت - يـــــا لـــــســـــحـــــرك - في اإلغـراء إذ تـــــــنـــــــهــــــديـن بــــــاســـــــتــــــحـــــــيــــــاء

اعـــــــذريــــــــني إذا تـــــــلــــــــمـــــــست قــــــــلـــــــبي تـــــــلك الـــــــضــــــفــــــائـــــــر الــــــســــــوداء بــــــ

دمـــــيـــــة الـــــهــــنـــــد! أبـــــدعـــــتـك يـــــد اخلــــلـــالق كي تــــــعـــــبـــــدي فــــــهـــــاك.. غــــــنـــــائي

دلهي اجلديدة ٥ من مايو ١٩٤٥من ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٧٧ -

مــالگــي(*)سلوا النور هل بث عن أمها.. وعنها حديثا رواه القمر

ــــــــــهــــــــــا تــــــــــهـش لـه ضــــــــــاحــــــــــكــــــــــا رأتفـــــــــــجــــــــــــاءت تــــــــــــزف إلـي اخلــــــــــــبـــــــــــر

وتـــــــهـــــــتـف بـي : «من رأى كـــــــابــــــــنـــــــتي?ـــــــســـــــتـــــــتـــــــر بـــــــكـــــــاء عـــــــلـى ضـــــــحـك م

حـــــوى ثـــــغــــــرهـــــا - مــــــا تـــــرى - درتـــــوفـي وجــــــنـــــتــــــيــــــهــــــا تــــــضـيء األخـــــر!»

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــــهـــــد «هـــــنـــــدا» وأقـــــبـــــلـت أنـــــظـــــر فـي اــــــــــهــــــــــا تـــــــــــنــــــــــتــــــــــظــــــــــر ومـن دونـه أم

فــــــمـــــا هــــــزهـــــا مـن مـــــعــــــاني اخلــــــلـــــودـــــرعــــــمـــــهــــــا في الــــــهـــــوى يــــــثـــــغـــــر كــــــب

ــــــــــبــــــــــغـم مـن طــــــــــرب كــــــــــالــــــــــغــــــــــزال توكــــــالـــــــطــــــيــــــر فـي خــــــفــــــة مـــــــا تــــــقــــــر

كـــــــأن يــــــــديــــــــهــــــــا - ومــــــــا هــــــــمــــــــتـــــــابــــــــشـيء - حتــــــــوشـــــــان بــــــــعـض األكـــــــر

أو ان عـــــــــــلـى قــــــــــدمـــــــــــيــــــــــهـــــــــــا يــــــــــداـــــــــــدغــــــــــــدغ فـــــــــــهـي تــــــــــــزيـح األثـــــــــــر ت

وتـــــــــضــــــــحـك .. يــــــــا مـن أحـس الــــــــورودعـــــــلـى ثـــــــغـــــــره هـــــــامـــــــســـــــات بـــــــســــــر

(١) إلى روح ابنتي الصغيرة.

- ٧٨ -

ومـــــا جــــاوز الـــــضـــــحك هـــــمـــــســــا بـــــلىصـــــــــــداه يــــــــــــرن كــــــــــــجـس الــــــــــــوتـــــــــــر

ـــــبـــــهـــــهـــــا بـــــالـــــزهــــور وتـــــبـــــكـي.. فـــــأشــــــــلــــــــهـــــــــا بــــــــالــــــــدرر ــــــــزن خـــــــــض إذا ا

ــــقـــــلــــتــــيـــــهــــا تـــــخــــال الـــــســــمــــاء وفـي مـــــــــهــــــــــا تـــــــــزدهـــــــــر بـــــــــكــــــــــامل أجنــــــــــم

✸✸✸✸✸✸✸✸

فـــــــمـــــــا غـــــــمـــــــرت حـــــــبـــــــنـــــــا نـــــــشــــــوةعـــــلى احلـــــسـن حتت شـــــعـــــاع الـــــقـــــمــــر

كـــــــجـــــــلـــــــوة «هـــــــنـــــــد» وقــــــــد أقـــــــبـــــــلتعــــلــــيــــنــــا تــــصـــــعــــد فــــيــــنــــا الــــنــــظــــر

فـــــتـــــطـــــفـــــو عـــــلـى ثـــــغـــــرهـــــا بـــــســـــمــــةنـــــــود مـــــــعـــــــا لـــــــثـــــــمـــــــهـــــــا لـــــــو قــــــدر

ــــــــــــبـــــــــــلـــــــــــة ــــــــــــهـــــــــــا ق وكـم بـــــــــــذرت أمفـــــــمــــــــلـت بـــــــفـي لـــــــقــــــــطف الــــــــثـــــــمـــــــر

✸✸✸✸✸✸✸✸

مـالكـي! حـــــــــــــوتـك يـــــــــــــدا جـــــــــــــنـــــــــــــتـيوبـــــيـــــنـــــكـــــمـــــا أنــــــا أحـــــظى الـــــبـــــشـــــر!

عيد األضحى ١٩٤٥من ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٧٩ -

ليـــالي(*)«بــــــورك للعـــــــــــروس فـــــــي زفافهاكالسوسن األبيض في عفافها»

لـــــــــــــــــــــيــالي! بــــــــــــــــــــــاألمــس كـــــــــــــــــــــنــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا «هــــي» أنـــت ـــــــــــــــــــــــأ كــــــــــــــ

ـــــــــــلــــــــــمـي... الـــــــــــتـي قــــــــــد فـــــــــــتــــــــــاة حــــــــــــــنـــــــــــــــتـي .. ب تـــــــــــــــمـــــــــــــــثـــــــــــــــلـت لــي

كـم لـــــــــــيـــــــــــلــــــــــة عـــــــــــدت فـــــــــــيـــــــــــهــــــــــاــــــــــــــــــــــدتــي فــــــــــــــــــــــأعــــــــــــــــــــــنــت فــي وح

يــــــــــــطـــــــــــــول مــــــــــــنـك انـــــــــــــتــــــــــــظــــــــــــارفــــــــــــــإن ســـــــــــــــكــــــــــــــنــت ســــــــــــــكـــــــــــــــنـت

ومــــــــــــــــــــا رأيــــــــــــــــــــتــك يــــــــــــــــــــومــــــــــــــــــــاعـــــــــــــلـى احلــــــــــــــضـــــــــــــور مــــــــــــــنـــــــــــــنـت

حـــــــــــــــــــــــــــــــــتــــى إذا الح صـــــــــــــــــــــــــــــــــبـــحســــــــــــــبــــــــــــــقــت لـي الــــــــــــــصـــــــــــــــبـح أنـت

ــــــــــــحـــــــــــات فــــــــــــيـــــــــــا لــــــــــــهــــــــــــا ســــــــــــبتـــــــــــــــمـــــــــــــــر بــي مـــــــــــــــنـــــــــــــــذ بـــــــــــــــنـت

ذكـــــــــــــراك فــــــــــــيـــــــــــــهـــــــــــــا كـــــــــــــنــــــــــــجـميـــــــــــــــــــضــيء لــي حــــــــــــــــــــيــث كــــــــــــــــــــنـت

بــــــــــوركـت لـــــــــــيـالي عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

ناسبة زفافها في ١٧ من ربيع األول ١٣٧٠ هـ. (١)

- ٨٠ -

وكــــــــــــــيـف أنـــــــــــــســــــــــــــاك بــــــــــــــنـــــــــــــتـي!ــــــــــــهــــــــــــد طــــــــــــفــــــــــــلـه إذ كــــــــــــنـت فــي ا

تـــــــــــــــرعــــــــــــــاك عـــــــــــــــيــــــــــــــنــي بــــــــــــــحـبـــــــــــــــــثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــه أرى ألمــــك مـــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــد وكـــل دنـــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــاك زنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب وكــــل زادك ق

ــــــــــــــحــــــــــــاظــــــــــــا ل ـــــــــــــبــــــــــــ ـــــــــــــقــــــــــــل تومــــــــــــا كـــــــــــــلـــــــــــــحـــــــــــــظـك مـــــــــــــقــــــــــــلـه

ـــــــــــــــبــــــــــــــــثـــــــــــــــنــي... وهـــــــــــــــواهـــــــــــــــا تيــــــــــــــــظـل يــــــــــــــــفــــــــــــــــعـل فــــــــــــــــعــــــــــــــــلـه

ـــــــــــــــــــــــسـ .. ال ن وال كــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــومـــكــــــــــــــظـــــــــــــلـه ـــــــــــــــتـــــــــــــقــــــــــــــر حــــــــــــــتـى ن

ــــــــــــــــ فــــــــــــــــنـــــــــــــــــخــــــــــــــــشـى وتــــــــــــــــأعــــــــــــــــــلـــــــــــــــــيــك مــن كــل غـــــــــــــــــفــــــــــــــــــلـه

فــــــــــــأهــــــــــــفـــــــــــو وتــــــــــــنـــــــــــطــــــــــــقــــــــــــــــــــــمـــــــــــا الـــــــــــكـــــــــــون حـــــــــــفــــــــــلـه كـــــــــــأن

بــــــــــوركـت لـــــــــــيـالي عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

ولــــــــــــــسـت أنـــــــــــــســــــــــــــاك بـــــــــــــنـــــــــــــتـي!إذ كـــــــــــــــنـت بـــــــــــــــعــــــــــــــد غـــــــــــــــريــــــــــــــره

حـــــــــــــتـى كـــــــــــــتـــــــــــــبـت مــن الـــــــــــــعــــــــــــمـــــــــــر - بـــــــــاحـــــــــتــــــــبـــــــــائـك - ســـــــــيــــــــره

ـــــــــــلـــــــــــهـــــــــــ فـي «الـــــــــــعـش» شـــــــــــدوا تــــــــــــــــصــــــــــــــــفـــــــــــــــوره كــــــــــــــــأنــك الــــــــــــــــع

عـــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــيــك ثـــــــــــــــــــوب طـــــــــــــــــــويـلـــــــــــــــــــــــوره ــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــنــك ص وفــي

- ٨١ -

ـــــــــــــــئــــــــــــــ لــــــــــــــهــــــــــــــا كـل ــــــــــــــهــــــــــــــي تــــــــــــــــنـــــــــــــــظـــــــــــــــوره ــل جــــــــــــــــلـــــــــــــــوة م

فــــــــــتـــــــــــنـــــــــــثــــــــــريـن عـــــــــــلــــــــــيـــــــــــهــــــــــامـع الــــــــــــــــــصــــــــــــــــــبــــــــــــــــــاح زهـــــــــــــــــوره

بــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــتــي كـــم ســــــــــــــــــــــرنـــي أن «كــــــــــــعــــــــــــرســــــــــــهــــــــــــا» مــــــــــــســــــــــــروره

ألـــــــــــــــــــــــــفـــي إذا غـــــــــــــــــــــــــاب بــــــــــــــــــــــــدرـــــــــــــــحـــــــــــــــيـــــــــــــــاك نـــــــــــــــوره عـــــــــــــــلــى م

بــــــــــوركـت لـــــــــــيـالي عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

ولــــــــــــــسـت أنــــــــــــــســــــــــــــاك بـــــــــــــنــــــــــــــتـيــــــــــــــــــــــــــــــــواتـــك ـــــــــــــــــــــــــــــــــدت فـــي أخ إذ ع

ـــــــــــبــــــــــرى ــــــــــغـــــــــــرى وك مـــــــــــا بـــــــــــ صـــــــــــــــــــــــــــــهــن كـــــــــــــــــــــــــــــذاتــك وكــــــــــــــــــــــــــــل

لـــــــــــــهـن مـــــــــــــنــك جـــــــــــــمـــــــــــــيـــــــــــــعـــــــــــــامـــــــــعــــــــــنـى احلــــــــــيـــــــــا مـن حــــــــــيــــــــــاتك

«ثـــــــــــــــريـــــــــــــــا» ـــــــــــــــلـــــــــــــــقـــــــــــــــنـــــــــــــــ تالــــــــــــــــتـــــــــــــــفــــــــــــــــاتـك و«مــي» حـــــــــــــــســن

ــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــــا كــل ش كــــــــــــــــــــأـــــــــــــــفـــــــــــــــاتـك عـــــــــــــــلـــــــــــــــيـه رمــــــــــــــــز ص

ــــــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــمــت ألم فــــــــــــــــــــــــــــإن بـــــــــــــــــمــــــــــــــــــاتـك جـــــــــــــــــزتــك عــن بـــــــــــــــــس

ـــــــــــــــــــا يــــــــــــــــــرد لــــــــــــــــــثــــــــــــــــــغــــــــــــــــــرــــــــــــــــــمــــــــــــــــــاتـك - أحــــــــــــــــــبــه - قــــــــــــــــــس

- ٨٢ -

ــــــــــــفـــــــــــــعـم قـــــــــــــلــــــــــــبـي حــــــــــــتـى لـــــــــــــيــــــــــــــــــحــــــــــــــــــاتـك مــــــــــــــــــا رق مــن نــــــــــــــــــف

بــــــــــوركـت لـــــــــــيـالي عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

ولــــــــــــــسـت أنــــــــــــــســــــــــــــاك بـــــــــــــنــــــــــــــتـيـــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب إذ أنــــت ذات نــــــــــــــ

ـــــــــــــايــــــــــــــلـــــــــــــ عـــــــــــــلـى مـــــــــــــد تـــــــــــــخرج الـــــــــــــــــهـــــــــــــــــدى والـــــــــــــــــصــــــــــــــــواب

ــــــــــــــعـــــــــــــــنــــــــــــــيـــــــــــــــة بــــــــــــــشــــــــــــــؤون ممــــــــــــشــــــــــــغــــــــــــوفــــــــــــة بــــــــــــكــــــــــــتـــــــــــاب

تـــــــــــــــــدرســـــــــــــــــ صـــــــــــــــــبـــــــــــــــــايــــــــــــــــاـــــــــــســـــــــــتـــــــــــطـــــــــــاب بـــــــــــلـــــــــــحـــــــــــنـك ا

ـــــــــــــــنـــــــــــــــشـــــــــــــــقـ وهـن مــــــــــــــــنـك لــــــــــــــــيـــن نـــــــــــــفـــــــــــــحــــــــــــــة مـن شــــــــــــــبـــــــــــــابـي

إذ كــــــــــــــنــت - مــــــــــــــثــــــــــــــلــك - أعــــــــــــــنـىبـــــــــــــالــــــــــــــنـشء رغـم صــــــــــــــعـــــــــــــابـي !

حــــــــــــــتـى إذا عـــــــــــــــدت لــــــــــــــلــــــــــــــبــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــــــا بــي.. ــــــــــــــــــــــــــــدت لــي.. و ـــت ع

ـــــــــــــــــــكــــــــــــــــــوى ولـــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــمــالبــس تــــــــــــــــطــــــــــــــــاب ــــــــــــــــلــــــــــــــــة أو خ حلـــــــــــــــــف

بــــــــــوركـت لـــــــــــيـالي عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

.. أمــــس وأمــــس .. لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيـــــاليــــــــــــــــلــــــــــــــــيـت فــي ثــــــــــــــــوب عـــــــــــــــرس ج

- ٨٣ -

ــــــــــيــــــــــهـــــــــا فــــــــــالــــــــــبــــــــــيـت يــــــــــرقـص توالـــــــــــــلـــــــــــــيــل مـــــــــــــشـــــــــــــرق شـــــــــــــمـس

ــــــــــــــــســــــــــــــــان لــــــــــــــــقــــــــــــــــد أتــــــــــــــــتــك حيـــــــــــــــخــــــــــــــطـــــــــــــــرن مـن كــل جــــــــــــــنـس

ــــأل أذنـــي ــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد يـــــــــــــــــتــــــــــــــــــــغـــــــــــــــــــريــــــــــــــــــــدهــن بــــــــــــــــــــأنـس

ـــــــــــــــــــــــــــيـ كـــــــــــــــــــــــــــأن أمـــك مــــــــــــــــــــــــــــا ب» أمـــــــــــــــــــــــســي ـــــــــــــــــــــــهــن «وردة ـــــــــــــــــــــــن

ـــــــــــــــــــا أبـــــــــــــــــــوك فـــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــد ظـل أمــــــــــــــــمـــــــــــــــسـي ــل وحـــــــــــــــده حـــــــــــــــيـث ي

ــــــــــــيــــــــــــبــــــــــــا حـــــــــــــتـى جــــــــــــلــــــــــــونـك طومــــــــــــــــا احلـــــــــــــــــديـث بـــــــــــــــــهــــــــــــــــمـس:

«أخــــــــــــــــــتــــــــــــــــــاه نـــــــــــــــــاديــه حــــــــــــــــــتـى.. بـــــــــنـــــــــفــــــــــسي ! يـــــــــرى الـــــــــعــــــــــروس

فـــــــــــــــــجــــــــــــــــــئــت أنـــــــــــــــــظــــــــــــــــــر فـي روــــــــــــــــــــــهــن أطــــــــــــــــــــــيــب غـــــــــــــــــــــرســي ض

ـــــــــبـــــــــلـــــــــة فـــــــــو طـــــــــبـــــــــعـــــــــتـــــــــهـــــــــا قق جـــــــــــــــــبــــــــــــــــــهــــــــــــــــــة مــــــــــــــــــثـل ورس

لــــــــــيـالي بـــــــــــوركـت عـــــــــــرســــــــــا !وطـــــــبت بـــــــالـــــــغـــــــد نـــــــفـــــــســــــا !

مجلة األديب - بيروت - ١٩٥١من ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٨٤ -

اذا ولگن «إلى أختي نازك»

ـــاذا تـــودين قـــبل الـــتـــمــلـــمل أن نـــفـــتــرقوأال أعـــيـــر لـــعـــودك أذنــــا وإن يـــصـــطـــفقوهـذا الــغــرام الــذي كــان يــرضــعــنـا كــأسهويـبـعـث كـالـنـار فـي مـيت الـقــلب إحـسـاسه

يرف علينافنغمض عينا

ـــــــــــنـــــــــــكـــــــــــره رغـم هـــــــــــذي احلـــــــــــرق ونـــــــــخــــــــــفت فـي الــــــــــقـــــــــلـب أجــــــــــراسه ون

✸✸✸✸✸✸✸✸

أمـا ظـهرت في خـضم الوجـود بنـا موجـتانقـضى الــبـحــر أال حتــسـا الــتالطم إال ثـوانوللريح ما حـولنا - حيث طارت بنا - دمدمهوقــــيـل لــــنــــا إن تــــألق بــــرق فــــمــــا أكــــرمه

يضي الوجودألقصى احلدود

فــــــــــــــبـــــــــــــــان لــــــــــــــذاتــي وذاتـك شــــــــــــــأنفـــــــهـال لــــــــقـــــــطــــــــنــــــــا مـــــــعــــــــا أجنــــــــمه

✸✸✸✸✸✸✸✸

سلي كيف من بعـدنا الشوق يبقى على حالهـــوجـــدنـــا حـــيــرة الـــواله وقـــد ال تــطـــول

- ٨٥ -

فـقـد نــنـتـهي قـبل أن تـرفـع الـريح أنـفـاسـنـاوقـــد ال نــلـم إلى ســجـــدة غــيـــرهــا بـــاســنــا

فما ضرهوقد سره

غــــــــــداة خـــــــــــطــــــــــرنـــــــــــا عــــــــــلـى بــــــــــالـهلــــــو انـــــا جــــــمــــــعــــــنـــــا لــــــهــــــا راســــــنـــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

حتـدثـت عن نـغـم في الـشــفــاه كـوقع الــوتـرتلـمست في ظلمة الليل مـعناه حتى السحرفــمــا لـــلــيـــالي تــبـــوح وأجنــمــهـــا شــاهــدهبـــأن حــــيــــاتك مــــثـل حـــيــــاتـي بال فــــائـــده

وطرف السوادالذي ال يكاد

يــــــــحـــــــــلـم إال بــــــــعـــــــــمـــــــــر الــــــــقـــــــــمــــــــريــــــــعــــــــود بــــــــأعــــــــصــــــــره الــــــــبــــــــائـــــــده

✸✸✸✸✸✸✸✸

أبـالـبرد تـشـعر من داعـبت شـهبـا بـالبـنان ?أيغمرها اخلـوف من جاء يسعى إليها الزمان ? .. بــاعـد مـا بـيــنـنـا كل شي هــبـيـنـا غــريـبـألـــيس - فـــديـــتـك - أزهـــار فـــنك ملء يـــدي

خذي من صالتيفإن حياتي

ربـــــــــــــيــع يـــــــــــــجــــــــــــــدده طــــــــــــــائـــــــــــــرانســـــــتــــــحــــــيــــــ لــــــلـــــــدفء مــــــا أنــــــا حي

مجلة األديب - بيروت - ١٩٥٢من ديوان: «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٨٦ -

أهـگــــذا..

.... في شرقنا العربي :.. بــاعــتــداد يــعــقــد اجلــيش حـــفــلــة

كــلـــمـــا عــاد خـــاســراهـكــذا الـشــعب - غـفــلـة - في بالدي

ال يـــمـل الــــمـــظـــاهــرا✸✸✸✸✸✸✸✸

... الناس :.. ألذاهم من أتـى الــنـــاس ضـــاحـــكــا

ضــحـكــوا كــلـهـم مـعهبـــيــــنــــمـــا لــــو بـــكـى بـــكـى ألســـاهم

.. يـا لـهـا ضـعه وحــده✸✸✸✸✸✸✸✸

.... الشرق والغرب :... : إن فـي الــعـــدى كـــتــلـــتــ ال تــقل

!... مــــا عــــدو كــــآخــــرقـــد خــبـــرنـــا.. فـــمـــا عــدا حـــال ذين

صـــــاد وصــــادر بـــــ

...... الشباب :يـــا شـــبــابـــا هـــفـــا لــهـــا كـــفــراش

كــــلـــنــــا ذلـك الـــبــــطلغـــايــــة لـن تـــنــــالــــهــــا بــــارتــــعـــاش

اغـشها.. فهـي تشتعل✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٨٧ -

.... احلرب :

قـــلت لـــلــــحـــرب: أين أبـــنـــاء صـــدقصـدقـهم من غـرورها?

فــاســـتــمــرت - ولم جتــبـــني بــنــطقفـي لظى من سـعيـرها

✸✸✸✸✸✸✸✸

... احلب :

فـــجــــعت في حــــبــــيـــبــــهـــا ذات منفـهي تــذري شـئـونـهـا

أي دنـــيــا وطــيــبـــهــا.. في الـــتــمــنيأسـدل الـســتـر دونـهـا

.... الشاعر :

بث في الــــشـــعـــر وجـــده ثم نـــادى:خــنت يـا لــيل بــلــبـلك

فــــرعـى الــــلــــيـل عــــهـــــده وتــــفــــادىقـــــوله بــــالـــــذي مــــلك

✸✸✸✸✸✸✸✸

اضي : .... ا

ذكـــــريــــات.. تــــمـــــر بي مـــــنــــذ أمسلـيـت لـلــفــجــر نــورهـا

! جـــربي فـــضل كــأسي إيه يـــا نــفسفـهي تـعـطي سـرورها

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٨٨ -

.... اجلنة :: مـــا رأيــتـــهــا فــهـي مــعــنى ال تــقل

غــاب عـــنــا مــكـــانــهــاجــنــتي قــد أتــيــتـــهــا حــيث تــعــنى

بـــجــريـح حــســـانـــهــا

.... اجملديــــا ســـــرابـــــا.. بــــعـــــ رائـــــيه حق

حتت مــجــلى ســمـائهكم من احلــــر والـــــظــــمــــا رام خــــلق

عـــــبــــثـــــا بــــرد مـــــائه

صفر ١٣٧٢ هـمن ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٨٩ -

مشارگة«إلى التي تعيش هناك وحدها»

أنـــــــا لـــــــسـت وحـــــــدي فـي انـــــــتـــــــظـــــــاركــــــــــــــــبــــــــــــــــارك فـي الـــــــــــــــــروض ألـف فــم ي

لــم يـــــــــــــــــــــــــــدر إال بـــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــــبــلمـــــــــــا كـــــــــــان عـــــــــــنـك حـــــــــــديـث جــــــــــارك

ـــــــــــلــــــــــــقــــــــــــنـه اخلـــــــــــزا فــــــــــــمــــــــــــضـى يمـى فـي اخلــــــــــمــــــــــيـــــــــلــــــــــة حـــــــــول دارك

ــــــــــــشـــــــــــا كـم أنــــــــــــبــــــــــــأت طــــــــــــرفـي احلــــــــــــطــــــــــــاك فـــــــــــلــم أجـــــــــــارك ئـش عـن خ

حـــــــــــــــتــى الـــــــــــــــتــــــــــــــــفـت.. وكـــــــــــــــان أوول مـــــــــــــرة دون اخـــــــــــــتـــــــــــــيـــــــــــــارك.....

فـــــــبـــــــدت بـــــــطـــــــلــــــعـــــــتـــــــهـــــــا كـــــــشــــــمـــس األمـس تــــــــــســـــــــــطـع فـي نــــــــــهــــــــــارك

هــــــــــــــذا اجلـــــــــــــــمــــــــــــــال عـــــــــــــــهــــــــــــــدتـهمـن قــــــــــبـل يــــــــــحــــــــــرقــــــــــنـي بــــــــــنـــــــــارك

عـــــــــــــــــطـــــــــــــــــرت مـن ذكـــــــــــــــــراي مـــــــــــــــــاـــــــــشـــــــــارك ضـي حـــــــــبـــــــــهـــــــــا فـــــــــأتـى ي

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــــــــــــا ثــــــــــــــــغـــــــــــــــــر أشــــــــــــــــبــه مـن رأيـــت بــــــــهــــــــا فـــــــديــــــــتـك فـي افــــــــتـــــــرارك

أصــــــــغي لــــــــســــــــحــــــــر حــــــــديــــــــثــــــــهـــــــافـي غــــــــــــــيــــــــــــــر لــــــــــــــفـظ مــن حـــــــــــــوارك

- ٩٠ -

أنـــــــــــا الضــــــــــــطـــــــــــراري قــــــــــــد عـــــــــــرضــــــــــســــــــــلـــــــــمــــــــــا ال الضـــــــــطـــــــــرارك ــت م

ــــــــــهـــــــــا حــــــــــيــــــــــيـت فـــــــــيـك ومــــــــــيـــــــــضـــــــــــــــــثـــــــــــــــــارك فـــــــــــــــــكـــــــــــــــــأن دري مــن ن

ـــــــــجـــــــــد ـــــــــهـــــــــا يــــــــــا مـن ت يـــــــــا أخــــــــــتـــــــــــــــهــــــــــــــــا لـي فــي إطـــــــــــــــارك دد فــــــــــــــــن

فــــــــــــــلـــــــــــــو انـــــــــــــنــي أدعـــــــــــــوك حـــــــــــــبـــــــــبـــــــا بـــــــاســــــــمـــــــهـــــــا «هـي» لم أمـــــــارك

أســـــــرى عـــــــلـى الـــــــعـــــــشـب الـــــــنـــــــســـــــيـــم فــــــــمـــــــــال مــــــــيـــــــــلـك في نـــــــــفــــــــارك?

ــــــــــــــــفـــــــــــــــــجـع أن يــــــــــــــــرا حــــــــــــــــســب اـــــــــــــمــــــــــــلـــــــــــــمـل فـي جــــــــــــوارك ك وإن ت

مجلة األديب - بيروت - ١٩٥٣من ديوان : «شموع» ١٩٥٦

✸✸✸✸

- ٩١ -

حـــــواء

تــــــمـــــثـل احلـب لـــــلــــــفــــــنــــــان بــــــ يـــــديذكـــراه.. كــالـــنـــار تـــغـــشى طـــور ســـيـــنــاء

ـــــــــمـــــــــلـــــــــمـــــــــله وقـــــــــال حـــــــــ رآه فـي تـــــاء يـــــقـــــلـب الـــــطـــــرف بـــــ الـــــزهـــــر وا

«يـــا من عـــكــفـت عــلـى الــدنـــيـــا وزيــنـــتـــهــاحــــتـى صــــمـــــمت عـن األنــــغـــــام من نـــــائي

حتـــــــيـــــــا احلــــــيـــــــاة بـال إلف تـــــــلـــــــوذ بهإال ارتـــــــيـــــــادك في أفـــــــيـــــــاء فـــــــيـــــــحــــــاء

حـــــتى كــــأن ضـــــلــــوعـــــا أنت حــــامـــــلــــهــــاتـــــطــــوى عـــــلى كـــــبـــــد لــــيـــــست بـــــحــــراء

هــــــــذا الـــــــوجــــــــود إطــــــــار ال كــــــــفــــــــاء لهوغـــــــــايــــــــة الـــــــــفـن فــــــــيـه رسـم «حــــــــواء»

لــــهـــا الـــشــــبـــاب الـــذي تــــشـــفي بــــرقـــيـــتهمـــــا كــــــابــــــد الـــــقــــــلـب من صــــــد وإغـــــراء

لـــــهــــا اجلــــمــــال الـــــذي تــــعــــنـــــو لــــعــــزتهــــــشــــــاهــــــد من ظـل ومن مــــــاء فــــــيــــــمــــــا ت

لــــــهـــــا الـــــوداد الـــــذي تــــــبـــــقى أشــــــعـــــتهتـــــنـــــيـــــر خـــــطــــــوك في طـــــوفـــــان أهـــــواء

.. تــــبـــادلـــهـــا كـــأنــــهـــا الـــشـــمـس إشـــراقـــامـــــــــــــــــــــرآة قــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــبــك ألالء بــألالء

ال تـــكــــذب الـــنـــفـس في مــــجـــد حـــلــــمت بهفـــــلـــــسـت تـــــحـــــسن إال قـــــول «أهـــــواهـــــا»

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٩٢ -

شــــغــــفـت بــــاحلــــسـن ال تــــنــــفك تـــــطــــلــــبهعـــيــنـــاك .. حــتى ولـــو في كـــأس صــهـــبــاء

ولـــــيس أجـــــمـل مــــا فـي الـــــكــــون مـن أثــــرإال اقــــتــــبـــاســــا بــــدا من شــــكل حــــســــنـــاء

انـــظــــر إلى شــــفـــتــــيــــهـــا هل تــــرى زهـــرايـــــفــــــتـــــر عن نــــــقط كــــــالـــــطـل وطـــــفـــــاء ?

انـــظــر إلـى وجــنـــتــيـــهــا هل تـــرى شــفـــقــايــــلـــوح مـن شـــعـــرهــــا في وسط ظــــلـــمـــاء?

انــــظــــر إلى نــــاظــــريـــهــــا هل تــــرى ألــــقـــاكــــــــــــأنـه صـــــــــــادر عـن كــــــــــــوكـب نـــــــــــاء ?

مــا فـي الــطــبــيـــعــة من حـــسن فــمـــنــعــكسعن صــدرهـــا الــبـض في عــيـــنــيـك يــا رائي

وأطـــيب الـــطـــيـب مـــا في اخلـــلـــد من زهـــرـــــــــا غــــــــرســــــــتــــــــهــــــــا كـف «حــــــــواء» وإ

فــــكــــيف تـــــكــــبــــر من شـــــأن اجلــــمــــيل والـــــثــــيــــبـــــهــــا عـن يــــد قــــبـــــلت بـــــيــــضــــاء ت

ومـــــا تـــــؤمـل في الـــــفــــــردوس مـــــنـــــفـــــرداـــــقـــــيـــــاهــــا ? إال رجـــــاؤك أن تــــحـــــظـى بــــلمن ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ٩٣ -

في سگـون الليل

... إال مـــا يــكـــون من الـــصــبــا غـــفــا الـــكــونإذا حــــركـت مــــهـــــد الــــزهـــــور الـــــنــــواعس

تــخــالــيـــنــهــا - يــا مي - طــهــرا مــجــســمــاعــــلـى كل غــــصن فـي اخلــــمــــيــــلــــة مــــائس

ويـــحـــبس من أنـــفـــاســـهــا الـــلـــيل ريـــثـــمــاــــتــــقـــارس ــــخــــالــــطـــهــــا بــــرد الــــنــــدى ا ي

فــــتــــرسـل طــــيـــــبــــا حـــــولــــهـــــا في دوائــــرتـــدور إلى أن يــــغـــمـــر الـــطـــيـب هـــاجـــسي

ــــيـــــاه كـــــأنـــــهــــا وقــــد ســـــكـــــنت حـــــتـى اهــــنـــــالك تــــصـــــغي فـي الــــظالم لـــــهــــامس

يــــصــــقـــلــــهـــا مــــر الـــنــــســــيم فـــتــــنــــجـــليبــــــهــــــا صــــــور األشــــــيــــــاء شــــــبـه رواكس

ويــــنــــظـــر فـي مـــرآتــــهــــا الـــنــــجم حــــائـــرافــــــــــلـــــــــيس يــــــــــرى إال شـــــــــرارة قـــــــــابس

أنــــــــــــــزعـم أن الـــــــــــــــلـه أبــــــــــــــدع هــــــــــــــذهلــنـــقــضي ريـــحــان الـــصــبـــا في احملــابس?

✸✸✸✸✸✸✸✸

وال طـــــــيـــــــر إال وهـــــــو طـــــــاو جــــــــنـــــــاحه.. كــبـــائس ــنـــكـــبـــ عــلـى الـــرأس حــتـى ا

- ٩٤ -

تــــخــــالــــيــــنه مـن لــــفه اجلــــيــــد نــــاعــــســــاولـــــــكــــــنه - يـــــــا مي - لـــــــيس بـــــــنــــــاعس

فــــــــــــإن لـــــــــــذكــــــــــــرى كـل حلـن شـــــــــــدا بـهــــــغــــــالس ســــــحــــــابــــــة يــــــوم هــــــزة فـي ا

تــــــؤرقـه تــــــلـك الــــــهــــــواجـس مــــــوهــــــنــــــافــــيـــــشـــــفق مـن جــــراء تـــــلـك الــــهـــــواجس

وكم دوحــــة فـي الــــروض حــــال ســــوادهــــاـــــــغـــــــارس بـــــــأنــــــــوار بـــــــدر شـع بــــــــ ا

لـــيـــلـــبـــســـهـــا من نـــســـجـه بـــعـــد عـــريـــهــانـــقـــابـــا لــــجــــيـــني الـــســـنــــا كـــالـــعـــرائس

ــــنى وحتت شـــــعــــاع الــــبـــــدر أســــفـــــرت اوعـــــايــــنـــــتــــهــــا حتـــــنــــو حـــــنــــو األوانس

تـــعــالي هـــنــا.. نــخــلـــد من الــعـــمــر ســاعــةيــــــــدا بــــــــيــــــــد فـي جنــــــــوة وتــــــــهــــــــامسمجلة الرسالة - القاهرة - ١٩٣٧ .من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ٩٥ -

مـــــي

ــــــا تـــــــفــــــيـــــــأنـــــــا ظالل خـــــــمــــــيـــــــلــــــة وتـــــســـــاقـط مـــــثـل الـــــدر فـــــوق خــــــطـــــانـــــا

وحـــدثــــتـــهـــا بــــاحلب - وهي مــــصـــيـــخـــةعــــــلـى أمل أن تـــــــلــــــتــــــقـي شــــــفــــــتــــــانــــــا

أشــــاحت إلى األزهــــار عــــنـي بــــوجــــهــــهـــادالال وقــــــــالـت لـي : «كــــــــفى هــــــــذيــــــــانــــــــا

أتـــــــأمـل مــــــنـي أن أصـــــــدق بـــــــالـــــــهــــــوى.. وطـــــرفـي ال يـــــراه عــــــيـــــانـــــا?» جـــــزافــــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

! مــا الــروض نــاضـرا فــقــلت لــهــا : «يــا مـيوال الــــطـــيــــر أحــــلى مـــا يــــكــــون لـــســــانـــا

بـــــأحـــــسن مـن خــــد تـــــورد فـي الـــــصـــــبــــاوأعــــــذب من ثــــــغـــــر يــــــفـــــيـض بـــــيــــــانـــــا

لـــقــــد كــــان أولى أن نــــبــــيح لــــبـــعــــضــــنـــاـــــــبـــــــانــــــا عـــــــوالـم بــــــعـض فـي ربـــــــيع ص

ومـــا قـــيـــمـــة األزهـــار في جـــانـب الـــصـــبــاألــيس الـــصـــبــا - يـــا مي - أعـــظم شـــأنــا?

أنـــــــاشـــــــدك احلب الـــــــذي عـــــــهـــــــدنـــــــا بهســــويـــــا كــــأخــــفـى مــــا يـــــكــــون مـــــكــــانــــا

ألم تـــشــــعــــري شـــيــــئــــا تـــمــــثل بــــيـــنــــنـــاــــــــــقــــــــــانــــــــــا? ألول عــــــــــهــــــــــد تـم فــــــــــيـه ل

- ٩٦ -

أبــــعــــد تـــعــــاطــــيــــنــــا مـــعــــا كــــأس ألــــفـــةيـــــــجـــــــوز لــــــنـــــــا أال نـــــــحـس صـــــــدانــــــا?

فــمـــا لك تــســتـــعــدين قـــلــبي عـــلى الــهــوىكــــــأنك مــــــا شــــــاطــــــرته اخلــــــفــــــقــــــانـــــا !

✸✸✸✸✸✸✸✸

تـــــعـــــالي إلـى عــــهـــــد وثــــيـق من الـــــهــــوىنـــــعــــــيـش عــــــلــــــيه فـي احلــــــيــــــاة كـالنـــــا

فـال يــــــــزدهي قــــــــلــــــــبـي بـــــــشـيء مــــــــؤملإذا لم يــــــــصـــــــادف فـي فـــــــؤادك شـــــــانـــــــا

ونــــــفـــــرغ فـي كــــــأس األمــــــاني حــــــبــــــنـــــافــــتــــســـعـى به مــــا بــــيــــنــــنــــا شــــفــــتــــانـــا

وال نــــلـــــتـــــقي إال كـــــمـــــا لـــــفت الـــــصـــــبــــافــــــروعـــــــا تــــــفـــــــيـــــــأنــــــا بـــــــهن أمـــــــانــــــا

ونــــخـــــتـــــال في روض احملـــــبــــة وحـــــدنــــافال يــــــتــــــغــــــنى طــــــيــــــرهــــــا لــــــســــــوانـــــا

وإن تــــعــــهـــــدي يــــومــــا فـــــؤادك خــــافــــقــــاشـــــعــــرت لـــــقــــلـــــبي مـــــثـــــله خـــــفــــقـــــانــــا

كــــأن الــــذي يـــــنــــســــاب ملء كـــــلــــيــــهــــمــــاصــــبــــابــــة مــــا ســــاقي الــــغــــرام ســــقــــانـــا

وآنـــــا نـــــبـــــكـي كـــــالـــــطـــــيـــــور وجـــــودنـــــا... وكــــــاألزهــــــار نــــــضـــــحـك آنـــــا بـــــلــــــحن

فـــنــســـعـــد بـــعـــضـــا بـــاشـــتـــراك ســـرورنــاونــــســـعــــد بـــعــــضــــا بـــاشــــتـــراك أســــانـــا

كــــذلك نــــحــــيــــا بــــالـــســــواء... وهــــا فــــميضـــــمــــانـــــا لـــــعــــهـــــد لـــــو أردت لــــكـــــانــــا»

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ٩٧ -

فـــــعــــــنـــــدئـــــذ مـــــالـت إلي بــــــبـــــشـــــرهـــــا..

... وأنــــســـــيــــنـــــا الــــوجـــــود كالنــــا ومـــــلت

فـــأدنـــيـت ثـــغـــري بـــاشـــتـــيـــاق لـــثـــغـــرهـــا

فــــمـــــا افــــتـــــر حــــتـى قــــبـــــلــــتـه حــــنـــــانــــا

وطــــوق زنــــدي خـــــصــــرهــــا فــــتـــــمــــايــــلت

عــــــلــــــيـه بــــــغــــــنج ريــــــثــــــمــــــا تــــــتــــــدانى

: «بل وقــــالـت «إذن هــــذا هــــو احلـب» قــــلت

هــــو الــــراح» قــــالـت: «فــــلــــنـــــبل صــــدانــــا»مجلة الرسالة - القاهرة - ١٩٣٤من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ٩٨ -

القبــــرة

تـــــــحـــــــوم فـي أفق الـــــــســـــــمـــــــاء أصـــــــيالكــــــنـــــجم تـــــراءى لـــــلــــــعـــــيـــــون ضـــــئـــــيال

فــــيــــتـــخــــذ الــــصـــوت الــــذي تــــســـتــــجـــدهمع الـــــريح في رحـب الــــفـــــضــــاء ســـــبــــيال

يــــــدق عـــــلـى األســـــمــــــاع خــــــافق جــــــرسهفــــــإن أعــــــلــــــنــــــتـه الــــــريـح جــــــاوز مــــــيال

وتـــــدركـه شــــيـــــئـــــا فــــشـــــيـــــئــــا غـــــشــــاوةمن احلـــــزن حـــــتى يـــــســــتـــــحـــــيل عـــــويال

✸✸✸✸✸✸✸✸

أقــــــبـــــــرة! هل أنـت في اجلـــــــو قــــــطــــــعــــــةمن احلس ســــالت بــــالـــلــــحـــون مــــســـيال ?

تــــغـــالـــ فـي األحلـــان حـــتـى إذا انـــتـــشتبـــــهــــــا روحـك الـــــولــــــهى خــــــفـت قـــــلــــــيال

كـــمــــا تــــخـــفـت األوتـــار بــــعــــد رنـــيــــنــــهـــاويـــبــــقى صـــداهــــا في الــــنـــفــــوس طـــويال

فـــــقــــد بـــــرأ الـــــلـه الـــــطــــبـــــيـــــعـــــة وهي التــــــــحـس به.. حــــــــتـى بــــــــعــــــــثـت رســـــــوال

ـــا فـــأحـــســــنت في الــــتـــرتــــيل حـــتـى كـــأبــــــــآيـك ظل الـــــــــروض صــــــــار ظــــــــلـــــــــيال

- ٩٩ -

ولـــــقــــنـــــتـــــنـــــا ســـــر اجلـــــمـــــال ولم نـــــكن

لـــــنـــــدرك - لـــــوالك - الـــــوجـــــود جـــــمـــــيال

فـــمـــا زهـــرة في الـــروض تــفـــتح جـــفـــنـــهــا

عــــــلى الــــــدمـع إال وهي تــــــنــــــشــــــد ســـــوال

فـــتــغـــريــنــهـــا في شـــجــوهــا بـــابــتـــســامــة

بــــــبـــــثك مـــــعــــــنى لـــــلـــــخــــــلـــــود جـــــلـــــيالمجلة الرسالة - القاهرة - ١٩٣٧من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٠ -

ليلــــى

قـــــلـت يــــــومــــــآ ال بـــــنــــــتـي لـــــيــــــلـى وقـــــدـــــــتــــــــغــــــــنى » ت أخـــــــذت ديــــــــوان «قــــــــيـس

فــــــــــــكــــــــــــأن احلـــــــــــسـن أوالهــــــــــــا يـــــــــــدافـــــــــأرادت بــــــــاســــــــمـه أن تـــــــــتــــــــجـــــــــنى:

«طـــــبت يـــــا لــــيـالي نــــفـــــســــا فـــــافــــهـــــميلـــــيس كـــــالـــــشـــــاعـــــر في األرض مـــــعـــــنى

ــــــــــــــــــنـــــــــــــــــة هــــــــــــــــــو مـن أحــالمــه فــي جفـــــــإذا حـــــــدث عـــــــنـــــــهـــــــا قـــــــيل جـــــــنـــــــا

ـــــــــــنـــــــــــا طـــــــــــائــــــــــره فــي قــــــــــفـص كـــــــــــلــــــــا يــــــــطـــــــــلــــــــقـه اجملـــــــــدود مــــــــنــــــــا إ

لـــــــــو درى الـــــــــضــــــــاحـك فـي ســـــــــكـــــــــرتهأنـه يــــــــــشــــــــــرب دمـــــــــــعــــــــــا لــــــــــتــــــــــأنـى

والـــــــــــلــــــــــيـــــــــــالـي يــــــــــتـــــــــــطــــــــــاولـن إذاأفـل الــــــــــنـــــــــجـم الــــــــــذي نـــــــــورهــــــــــنـــــــــا

قــــــــــــمـن فـي عــــــــــــافـــــــــــيــــــــــــة مـن حـــــــــــبـه به مـــــــا بــــــيـــــــنــــــهـــــــنــــــا يــــــتـــــــبــــــاهـــــــ

يـــــــــحـــــــــسـب الـــــــــنـــــــــاس جـــــــــواه أدبــــــــاقـل مـن شـــــــــاركـه فـــــــــيـــــــــمـــــــــا أجـــــــــنـــــــــا

ثـم يـــــــــــطـــــــــــوي لـــــــــــيــــــــــلــه صــــــــــبـح فـال.. وال من حـــــــبـــــــهـــــــنـــــــا» هـــــــو لـــــــلـــــــحـب

✸✸✸✸✸✸✸✸

فــــــأجــــــابـــــتــــــني غــــــنــــــاء في الــــــصــــــبـــــابـــــــالـــــــذي حـــــــيـــــــر من أكـــــــبـــــــر ســـــــنـــــــا

- ١٠١ -

«ال تـــــــســـــــلـــــــنـي - فـــــــوجـــــــودي عـــــــدم -طــــائـــــر اخلــــلــــد هـــــنــــا كـــــيف اطـــــمــــأنــــا

هــــــــو يــــــــهــــــــفـــــــــو جلــــــــمــــــــال ربــــــــمــــــــاخـــــــفـــــــيـت آثـــــــاره في الـــــــكـــــــون عـــــــنـــــــا

فـــــــــــــــإذا شــــــــــــــــاهـــــــــــــــده فـي روضـــــــــــــــةأو ســــــحــــــاب مــــــثـل اإلحــــــســــــاس فــــــنـــــا

ــــــــــطـــــــــــربــــــــــنــــــــــا مـن نــــــــــغـم والــــــــــذي يمـــــســـــتـــــرقــــــا كـــــلـــــمـــــا الـــــلــــــيل أجـــــنـــــا

لـم يـــــــــكـن غـــــــــيـــــــــر نــــــــــيـــــــــاط احلـب فيقـــــــلـــــــبه كـــــــالــــــوتـــــــر احلــــــســـــــاس رنــــــا

هـــــــو فـي نـــــــشـــــــوتـه يـــــــفـــــــضـي بـــــــهـــــــاــــــســـــــنــــــا نــــــغـــــــمـــــــات تــــــمـأل اآلفـــــــاق ح

ال تــــــــــــــــــــقــل دنــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــاك ظــل زائـلفــــشــــعـــــاع احلب فـــــيــــهــــا لـــــيس يـــــفــــنى

ــــــــــــجــــــــــــلـت قــــــــــــدرة اخلـالق فـي لــــــــــــو تلـــفــــظـــة.. صـــاغ لـــهــــا الـــشـــاعــــر مـــعـــنى»

✸✸✸✸✸✸✸✸

وانــــــحــــــنت فــــــوق يــــــدي تـــــلــــــثــــــمــــــهـــــاخـــــــــجـال - حــــــــ رأت رأسـي يـــــــــحـــــــــنى

ثـم قـــــــــالـت وهي تـــــــــلــــــــهـــــــــو بــــــــالــــــــذيقـــــــــــلــــــــــــدتـه دون أن حتـــــــــــمـل مـــــــــــنـــــــــــا

«حــــــسب عـــــــقــــــدي إن حــــــوى واســــــطــــــةمـــــا لـــــهـــــا فـي الـــــدر صـــــنـــــو فــــــتـــــثـــــنى

عـــــــــشـت لـــــــــلــــــــشـــــــــعـــــــــر ولـي يـــــــــا أبتأنـت لـــــــلـــــــشـــــــعـــــــر ولي مـــــــا أتـــــــمـــــــنى»مجلة الرسالة - القاهرة - ١٩٣٩من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٢ -

قـــــالدة

قــــــضــــــيـت شـــــبــــــابـي بـــــهــــــا مــــــغــــــرمـــــافـــــــمـــــــا كــــــان - يـــــــاقــــــلـب - أحالهـــــــمــــــا

تـــــــــــــعــــــــــــيــش بــــــــــــأحـالمــه فـي ربــــــــــــيـعوحتـــــيــــــا بـــــأنــــــفـــــاســــــهـــــا مــــــلـــــهــــــمـــــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

أتــــــــذكـــــــــر يــــــــا قــــــــلـب ســــــــاعــــــــة قــــــــربـــت من فـــــــمـــــــهــــــــا في جـــــــنـــــــون فـــــــمـــــــا

ومن حــــــولـــــنــــــا الـــــزهــــــر في حــــــالـــــتـــــيـــه تـــــــــرقـص أيـــــــــقــــــــــاظـه الـــــــــنـــــــــومـــــــــا

لـــــقــــد كـــــنت كـــــالــــطـــــفل فـــــيــــمـــــا تــــحسوإحـــــــســــــاســـــــهــــــا كــــــان بـي أنـــــــعــــــمــــــا

فــــــــألــــــــهب مـن خــــــــدهـــــــا جــــــــمــــــــرتـــــــــــــــرعـــــــــمــــــــا وفـــــــــتـق مـن ثــــــــغـــــــــرهـــــــــا ب

✸✸✸✸✸✸✸✸

أتــــــــذكـــــــر يــــــــا قـــــــلـب ســــــــاعـــــــة أرخـــــــيـــت فـــــــوق تـــــــرائــــــبـــــــهـــــــا مـــــــنـــــــعـــــــمــــــا

كـــــــــــــــــــالــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــو قــالدة در - زهــت ع حـــــــــبــــــــــاتـه - تــــــــــوأمــــــــــا تــــــــــوأمـــــــــا

وقـــــولـي: «اقـــــبــــــلــــــيه فــــــدتك احلــــــســـــانفـــــــلـــــــو أن كـــــــفـي تـــــــطـــــــول الـــــــســـــــمــــــا

- ١٠٣ -

ــــــــــــثــــــــــــارك مــــــــــــنـه إذن جلــــــــــــعــــــــــــلــت نونــــــظــــــمـــــتــــــهــــــا ثـــــانــــــيــــــا أنـــــجــــــمـــــا»

ـــــــصــــــمــــــا فـــــــمــــــدت - أللـــــــثــــــمـه - مــــــعوألــــــوت عــــــلى ســــــمــــــطـه مــــــعــــــصــــــمـــــا

وقـــــــــالـت: «أتـــــــــنـــــــــذره هـــــــــو أيـــــــــضــــــــا? فـــــــمــــــا أشــــــأمــــــا بــــــتــــــلـك الــــــنــــــجــــــوم

مـألت بـه بــــــــــــهـــــــــــــجــــــــــــة نــــــــــــاظــــــــــــريفــــــــصــــــــدعت بـي قــــــــلــــــــبـه أعــــــــظــــــــمـــــــا

أأحـــــــقــــــر مـــــــنـــــــشـــــــأه في الـــــــبـــــــحــــــار?ــــــــــــــا ـــــــــــــــألـــــــــــــــمــه مــــــــــــــا ولــــــــــــــوال ت

أأنـــــــــــكـــــــــــر عـــــــــــبــــــــــــرتـه فـي احلـــــــــــلـي?ولـم يــــــــــــبـك إال لــــــــــــكـي أبـــــــــــســــــــــــمـــــــــــا

فــــــحـــــســــــبي بـه زاهـــــيــــــا كـــــالــــــنـــــجـــــوموإن فــــــاتــــــنـي حـــــظــــــهــــــا في الــــــســــــمـــــا

عـــــلى األرض ال يـــــخــــلـــــد احلـــــسن حـــــتىيــــــــقــــــــيم عــــــــلـى نــــــــفـــــــسـه مــــــــأتــــــــمـــــــا

فـــــيــــــا لـــــيـــــتـــــنـي إذ ســـــمـــــعـت احلـــــديثعـــــــــصــــــــرتـك - ال أدمـــــــــعـــــــــا - بـل دمــــــــا

جريدة «البحرين» - ١٩٤٠من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٤ -

توطئــــة

دنـت بـــــــالــــــــفـن صـــــــغــــــــيـــــــرا مــــــــنـــــــذ شـب الــــــــطـــــــفـل فــــــــيهلــــعـــــبـــــة تـــــرعـى مــــجـــــالـــــيـــــهـــــا الـــــعـــــيـــــون الــــنـــــرجـــــســـــيهمـن رأى اخلــــــــــالـق كــــــــــالــــــــــشــــــــــاعــــــــــر يــــــــــخــــــــــتــــــــــار رويـهـــــــــلــــــــــتـه الـــــــــبـــــــــشــــــــــريه كـــــــــلــــــــــمـــــــــا وقـع حلـــــــــنــــــــــا مـــــــــثــــــــــهـــــــــــزلــــــــــة اسـم لـــــــــــقــــــــــضــــــــــيـه ـــــــــــأســــــــــاة وا فــــــــــإذا اهـي أســــــــــــــطـــــــــــــورة حـــــــــــــواء جـــــــــــــرت فــي إثـــــــــــــر حـــــــــــــيـهإن تـــــــرجــــــعــــــهــــــا طــــــيـــــــور اخلــــــلــــــد أنــــــغــــــامــــــا شـــــــجــــــيهفــــــــــــــهـي فـي كــــــــــــــوكـــــــــــــبــــــــــــــنـــــــــــــا األرضــي أوراق نـــــــــــــديـهــــــــدنـــــــــيه ـــــــــلــــــــهــــــــا دمـع ضـــــــــحــــــــايـــــــــا ا ـــــــــا خــــــــض طــــــــاغــــــــــــيــــــــــــر أن الـــــــــــدمــع هـــــــــــذا قــــــــــــطــــــــــــرات لــــــــــــؤلـــــــــــؤيـهــــــــــــا نـــــــــــدتـه مـن زهــــــــــــر - نـــــــــــديـه عـــــــــــطــــــــــــر الـــــــــــفـن - ١٩٣٧من ديوان: «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٥ -

في الفردوس األرضي١ - نشيد آدم :

ورقــــة تــــ

... فـــــــــــــمـــــــــــــا أريـــــــــــــنــي نـــــــــــــاظـــــــــــــريـكصــــــــــــحــــــــــــا قـــــــــــلــــــــــــبـي بــــــــــــإدمـــــــــــانـه

ألســــــــــبـــــــــر فــــــــــيـــــــــهــــــــــمـــــــــا عــــــــــمق الــــــــــــــحــــــــــــــيـط وراء شــــــــــــــطـــــــــــــآنـه ـــــــــــــــم

ـــــــــــــــــــــــلــي خـــــــــــــــــــــــدك الـــــــــــــــــــــــوردي وخــــــــــــــفـــــــــــــتــــــــــــــنــــــــــــــنـي بــــــــــــــألـــــــــــــوانـه ي

ألنـــــــــــــــثــــــــــــــــر فــــــــــــــــوقـه قــــــــــــــــبــــــــــــــــلـيوأطــــــــــــــــفــئ بــــــــــــــــعـض نــــــــــــــــيــــــــــــــــرانـه

وضـــــــــــــمـي ثـــــــــــــغـــــــــــــرك احملـــــــــــــشــــــــــــوـــــــــــــــــــــرجــــــــــــــــــــانــه بــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــدر وم

ألخــــــــــــــــــــتــم فــي ثـــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــاهرحــــــــــــــــيـــــــــــــــــقـــــــــــــــــا راق مـن حـــــــــــــــــانـه

ــــــــــــــــصـــــــــــــــقـــــــــــــــول ودنـي صـــــــــــــــدرك اـــــــــــــــــــــانــه ـــــــــــــــــــــزهـــــــــــــــــــــوا بــــــــــــــــــــــرم م

أجـل شــــــــــفــــــــــتـي بـــــــــــيــــــــــنــــــــــهــــــــــمــــــــــاـــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــــــــــانـــه وآنــــس روح ريـــــــــ

ولـــــــــــــفـي شـــــــــــــعـــــــــــــرك الــــــــــــضـــــــــــــافـيعـــــــــــــــلــى مـــــــــــــــا مـــــــــــــــاس مــن بـــــــــــــــانـه

ــــــــــــــــــــر أنــــــــــــــــــــامــــــــــــــــــــلــي فــــــــــــــــــــيــه أمـــــــــعـــــــــديــــــــــنـي بـــــــــطـــــــــغـــــــــيــــــــــانه فـــــــــي

- ١٠٦ -

فــال يــــــــــــبـــــــــــقــى لــــــــــــقـــــــــــلــــــــــــبــي مـــــــــــاــج دمــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــــشــــــــــــــــــريـــــــــــــــــــانـه

عـــــــــــــــــــــــــلــى إحـــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــاســه إالوقـــــــــــــــــد بــــــــــــــــالــــــــــــــــغـت فــي شــــــــــــــــانـه

جريدة «البحرين» - ١٩٣٩من ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٧ -

في الفردوس األرضي :٢ - نشيد حـــواء :

تفاحة

غـــــادر كـــــالــــشـــــمـــــعــــة جـــــســـــمي لـــــظــــاهفــــــــــــكـن عــــــــــــلــــــــــــيـه ال لـه .. فــي هـــــــــــواه

ـــــــــمــــــــــا يـــــــــصــــــــــرعـــــــــنـي مـــــــــارد كــــــــــأنجـن فـــــــــمـــــــــا تـــــــــســـــــــكـن عـــــــــني يـــــــــداه

يــــــــصـــــــــرخ لــــــــلـــــــــشـــــــــهــــــــوة أال تـــــــــنيوفي قــــــــرار الــــــــنــــــــفـس يــــــــدوي صـــــــداه

إنـي مــن جــــــــــــراه مــــــــــــحــــــــــــمــــــــــــومـــــــــــةفـــــــاجــــــعـل مــــــداواتـك لي بــــــالـــــــشــــــفــــــاه

ثـــــــــغـــــــــرا عــــــــــلى ثـــــــــغــــــــــر.. وال أتـــــــــقيمـن مـــــــــطـــــــــرف يـــــــــخـــــــــزنـي أو ســـــــــواه

أنــــــــعـم بــــــــحــــــــســـــــــني ال بــــــــأكـــــــــفــــــــانهفـــــــاحلـب قــــــــد جـــــــردنـي لــــــــلـــــــحــــــــيـــــــاه

واخـــــتــــــر لـــــدنـــــيـــــاك ســــــبـــــيل الــــــغـــــنىـــــــرسل حــــــــتى قـــــــفـــــــاه في شــــــــعـــــــري ا

فــــــــــإن تـــــــــراخـت مــــــــــثــــــــــلـه رعــــــــــشـــــــــةأعـــــــضــــــــاء جــــــــســـــــمـي وتـالشـت قـــــــواه

وغــــــــمـــــــتـــــــا عــــــــيـــــــنـــــــاي مـن حـــــــمـــــــرةتــــلـــــظى عــــلـى وجــــهي بـــــهــــا وجــــنــــتــــاه

ضـــم إلــى وجــــــــــــــــــــــهــك صـــــــــــــــــــــدري والتــــــــــرفـق بـــــــــنــــــــــهـــــــــدي إذا المــــــــــســـــــــاه

- ١٠٨ -

ــــــهـــــمــــــا بـــــالــــــفم رشــــــفـــــا فــــــكم وارشـــــفضــــــــــــــيـق أنـــــــــــــــفــــــــــــــاسـي مــــــــــــــا زرراه

جــــــــــســــــــــمـي روض حـــــــــافـل بــــــــــالـــــــــذيتـــــــــــــراه عــــــــــــيـــــــــــــنـك ومـــــــــــــا ال تــــــــــــراه

كـــــــــــــان لـي الـــــــــــــلـه ... لـــــــــــــقــــــــــــد هـم أنيــــــــعــــــــبق «نــــــــواري» بــــــــأحـــــــلـى شـــــــذاه

وبـــــــــعــــــــضـه الــــــــتـف عــــــــلـى بــــــــعـــــــــضهفــــــكـــــــاد أن يــــــطـــــــوي عــــــلـى مــــــا طــــــواه

فـــــانـــــشـــــر جـــــنـــــاحــــــيك عـــــلـى حـــــســـــنهوبـل - فـي ظـل جــــــــــنــــــــــاحــــــــــيـك - فـــــــــاه

نــــــــجــــــــدد الــــــــعــــــــهــــــــد الــــــــذي بــــــــاركتــــــــمــــــــاه مـالئـك اخلــــــــلــــــــد لـــــــــنــــــــا فـي س

✸✸✸✸✸✸✸✸

ـــــــــطـــــــــاووس جـال ذيــــــــــله فـــــــــاعــــــــــجـب لـــــــنــــــاظـــــــري أنــــــثـــــــاه زهــــــو احلـــــــيــــــاه ل

فــــــانـــــــتـــــــشــــــرت بـــــــ يـــــــدي حــــــســـــــنهحــــــــتـى إذا افـــــــــتــــــــرا ســـــــــواء ...طــــــــواهمن ديوان : «العرائس»

✸✸✸✸

- ١٠٩ -

أسطورة اخليام(١)

في أرض إيران حيث الهضب البسة

زنــــــــــــارهـــــــــــا

مـن الــــثــــلـــوج

كـــــــــــاحلــــــــــور

تسـتقبل الشمس .. واألنـهار هامسة

أســـــــــرارهــــــــا

ــــــروج بــــــ ا

لـــــــــلـــــــــنـــــــــور

جال الـــــربــــيـع بـــــنــــيـــــســـــابـــــور مــــوكـــــبه

فــــــزاد عــــــيــــــدا إلـى أعــــــيــــــادهــــــا األخــــــر

يــــا نــــاعــــمــــا في ربــــوع اخلــــلــــد لـــيــــلــــته

مـــست خـــطــاك ثـــرى الــوادي مـع الــســـحــر

فــــلم تــــزل خــــفــــراء الــــطــــيــــر تــــهــــتف في

أفــــنــــانــــهــــا لــــنــــجــــوم األرض بــــاخلــــبــــر

حـــــتى تـألألن في ضـــــوء الـــــنـــــهـــــار ثـــــنى

وفــــزن مـــنـك فـــرادى بــــالــــشـــذى الــــعــــطـــرفـــالـــزهــــر في قـــاعــــهـــا يـــفــــتـــر مـــبــــســـمه

يـــا لــــيل هـل صــــبـــغـت فـــاه يــــد الــــقــــمـــر?

- ١١٠ -

والـــعــشب من حـــولــهــا يـــزهــو بـــخــضــرتهيـــــا أفق! هـل هــــو مــــيــــدان إلـى الــــنــــظــــر?

والـــــطـــــيـــــر مـن فـــــوقـــــهـــــا في ظـل وارفــــةــــــطـــــر? يـــــا غــــــصن! هـل أخـــــذتـه رشـــــة ا

والـــــنـــــهــــر مـن حتــــتـــــهـــــا في مـــــوجه ألقيــــا شـــمـس هل هــــو مـــرآة إلـى الـــشــــجـــر?

إنـي ألســـــمع فـي أرجـــــائـــــهـــــا ضـــــحـــــكـــــاكـــــنــــغـــــمـــــة بــــعـــــثــــتـــــهـــــا هــــزة الـــــوتــــر

يـــــا من يـــــؤمـل في الـــــفــــردوس بـــــغــــيـــــتهقــــررت عــــيــــنــــا بــــهـــــا في هــــذه الــــصــــور

لب احلــيـــاة فــقــد عــمـت بــدعــوتــهــاومـا الــربـيـع سـوى جتــديـد ذكــراهـا

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٢)أتى الـــربـــيع إلى الـــدنـــيـــا كــعـــادته

ـــا اجــتـــنــاهمـن اجلـــــنـــــانمـلء الــــــــيــــــــد

فـــكـــاد يـــشــغـل عــنـــهـــا في عـــبــادتهـــــــــــــــــــــا رآهمـن احلــــســـانـــــعـــــبــــد فـي ا

وأقـــــبــــــلـت تــــــتـــــهــــــادى فـي غالئــــــلــــــهـــــابـــــنـت اجلــــنـــــان تـــــحــــيـــــيـــــهــــا كـــــحــــواء

لـــو حــــاول الــــلـــيـل أن يـــغــــزو غـــدائــــرهـــاـــــاج يـــــســــــأل: أين الــــــكـــــوكب الــــــنـــــائي

- ١١١ -

ــــا قــــيل «وجــــنــــتــــهـــا» تـــضــــاحـك الـــورد ــــشـــــغــــوفـــــا بــــإطــــراء? أكـــــنت يـــــا ورد م

فــــأســــفــــرت عن مــــحــــيــــا فـي بــــشــــاشــــتهــــاء يــــكـــــاد يـــــقـــــطــــر مـــــنـه احلــــسـن كـــــا

شـف احلـــــريــــر الـــــذي وارى تـــــرائـــــبـــــهــــاعن فـــــاتـــــنــــيـن.. فــــهـل هــــمـــــا بــــأشـــــيــــاء

لم تـــســـحـب الـــذيل فـــوق الـــزهـــر ســـائـــرةــــــــاء إال ومـــــــــال يـــــــــزكــــــــيـــــــــهـــــــــا بـــــــــإ

حـــتى أتـت مـــحــفـال في الـــروض مـــنـــزويــاقـــــد الذ في الـــــســــكــــر أهـــــلــــوه بـــــأفــــيــــاء

هــــذا أخـــو شــــيــــبـــة ألــــقى الــــيــــراع عـــلىمـــــا خـــــطه وانـــــثــــــنى فـي شـــــبه إغـــــفـــــاء

فـــــهـــــيـــــأت كــــــأسه... حـــــتـى إذا نـــــظـــــرتمـــا في الـــصـــحـــيـــفــــة .... غـــنت لألحـــبـــاء

- والـــشــوق في دمـــهــا والـــعــود فـي يــدهــايــــعـــيــــد نــــغــــمــــتــــهـــا األولـى بــــأصـــداء -

«يـا نــائــمـا فـي ظالل الـكــرم وابــنـتهفي احللم تؤنسه.. قم وارتشف فاها»

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٣)هـــذا اجلــمـــال الـــذي كم ود نـــاظــره

فـي مـــــيــــــعـــــةمـن صـــــــبـــــــاهلـــــــــــو نــــــــــالـه

- ١١٢ -

يـــا ورد! مـــثـــلك إن حـــيـــاه شـــاعــرهبـــــــنــــــغــــــمــــــةمــن هـــــــــــــــواهأصـــــــــــــغـى لـه

«شــيـــرين! غــنـــيت صـــوتــا كـــان يــطـــربــنيلـــــيـت األحـــــبــــــاء عـــــادوا لـي مع الــــــنـــــغم

نـــــامــــوا.. وهـــــدهـــــدت األزهـــــار بـــــعـــــدهميـــــد الـــــربــــيـع عـــــلى عـــــيـــــني.. فـــــلم تـــــنم

ذكــــــرتــــــني بــــــشــــــبــــــابي إذ تــــــطــــــوف بهفـي بـــــاحــــة اخلـــــلـــــد آمـــــال مــــدى احلـــــلم

إذ كــــنت أطـــلـق نـــفـــسـي في ســـجــــيـــتـــهـــافال تـــــني الــــســـــبق مـن جــــري عـــــلى قــــدم

أشـــــكــــــو مـــــواقـع عـــــيــــــنـي كل فــــــاتـــــنـــــةمــــفــــتــــونــــة بـــالــــذي أجــــلــــو من الــــشــــمم

بـــــاحت بــــســـــر شــــكـــــاة الــــقــــلـب رائــــعــــةتـــــلــــــوح كـــــالـــــبـــــرق في داج مـن الـــــظـــــلم

مــــا لــــلــــبـــــيــــاض - أحــــال الــــلـه جــــدته -يـفــضي إلى الــهم ... ال يــفــضي إلى الــهـمم

نــــعـــــد لــــلــــصــــبـــــر أنــــفــــاســـــا مــــحــــرقــــةحــــتى تـــــحــــول رمـــــادا فــــحـــــمــــة الـــــلــــمم

ألقـــــطــــــعن نــــــيــــــاط الــــــقـــــلـب إن وجـــــدتــــنى بـــدمي نـــفــــسي ســـبـــيـال إلى غـــرس ا

فـــــلـــــو ســـــفـــــرت عـن اآلمـــــال كـــــان بـــــهـــــاـــــوفي عــــلـى الــــهــــرم مـــــا بي مـن الــــزمن ا

- ١١٣ -

فــجــددي لي بــالـلــحن اجلــمـيل رؤىال زلت حتـت ظالل الـــكــــرم أرعـــاهـــا

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٤)يــا طــرفـهــا! إنـه قـضـى احلـيــاة إلى

مــــــــشـــــــيــــــــبهفي اكـــــتــــنــــاهالــــــــــشــــــــــهـب

وظـل مـجــمــره فـي األرض مـشــتــعالبـــــــــطــــــــيــــــــبهإللــــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــب احل

«شــيــرين! حــســنك أعــطى األرض زيــنــتــهـاحـــــتى ولـــــو لم يــــزنـــــهــــا كـف نــــيـــــســــانه

فــــكــــيف والــــطــــيــــر قــــد بـل الــــنــــدى فــــمهــــــغــــــنــــــاهــــــا بـــــــأحلــــــانه ـأل م فــــــطــــــار

هـــذا الـــربـــيـع قـــد اســـتـــلـــقـى بـــحـــاشـــيـــةمن الــــــزهـــــور عـــــلى الــــــوادي وشـــــطـــــآنه

يــصـــيخ لــلـــبــلـــبل الــعـــربــيــد.. وهـــو عــلىأرجــــوحــــة مـن نــــســــيـم الــــروض أو بــــانه

يــــــهــــــز أرجــــــاءهــــــا هــــــزا بــــــنــــــغــــــمــــــتهوال يــــفـــــيـق - كــــأن الـــــســـــكـــــر من شـــــانه

فــــــلـــــــقــــــنــــــيـه من األحلـــــــان أطــــــربــــــهــــــاإلى الــــنـــــفــــوس... وجـــــازيه بــــإحـــــســــانه

وبــــادلـي الــــروض أنـــــفـــــاســــا مـــــعـــــطــــرةفــــــمــــــا أرق الـــــصــــــبــــــا فـي ظل أفــــــنــــــانه

وضـــــاحــــــكي الــــــورد في إبـــــان حــــــمـــــرتهفـــــربــــــمـــــا عــــــاد مــــــطـــــويــــــا ألشـــــجــــــانه

- ١١٤ -

ودونك الـــــنـــــهــــر.. فـــــانـــــسي فـي تــــدفـــــقههـــذا الـــقــــمـــيص الـــذي يــــزري بـــإنـــســـانه

ـــــوت يـــــرصــــده أمـــــا كـــــفى احلـــــسـن أن افــــمـــا له فـي الـــصـــبـــا يــــســـعى بــــأكـــفـــانه

وقـبـلي الـكـأس مـا دامت مـشـعـشـعـةوال تــشـحي عــلى ثــغـري بــبـقــيـاهـا»

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٥)يـا ربـة احلــسن! إن الـســكـر مــبـعـثه

عـــــــــيــــــــنــــــــاكوحــــــدهــــــمــــــاال الــــــــكــــــــاس

وأين مـن شــفــتـيـك الــســحـر يــنــفــثهصــــــــــرعــــــــــاكبـــاســـمـــهـــمـــافي الـــــــنــــــاس

طــافـت عــلــيــهـم بــهــا كــالــشـــمس ســاطــعــةيــــــرى عــــــلى اخلــــــد مـن ألالئـــــهــــــا شــــــفق

فـــــعـب فـــــيـــــهــــــا ثالثــــــا وهي تــــــســـــنـــــدهحـــــتـى تـــــمــــــاسك فـي أحـــــشــــــائه الــــــرمق

وعـــــاود الــــــعـــــود شـيء من تــــــمــــــلـــــمــــــلهـــا غــــدا الـــعــــود بـــ اجلــــمـــر يــــحـــتـــرق

فـــــــظـل يـــــــبـــــــعـث في األســــــــمـــــــاع أنـــــــتهمــــوصـــــولـــــة دون أن يــــنـــــتــــابـــــهــــا قـــــلق

ـــا حـــمـــلت ثم اســـتـــمـــرت تـــغـــنــــيـــهم - يـــد الـــربــــيع لــــهم - والـــعــــود يـــصــــطـــفق

«يـــا عــاشـق الــورد! مـــا جــاء الـــربــيـع لــكييـــحـــيـــا حـــبـــيـــبـك مـــحـــفـــوفـــا به الـــورق»

- ١١٥ -

وصـــــوتــــــهـــــا مــــــاج بـــــحــــــرا ال هـــــدوء لهمـن كــل جنــم عـــــــــــــــــلـى أمـــــــــــــــــواجــه ألـق

يـــعــــلـــو.. فـــتـــحــــســـبه شق الــــقـــلـــوب إلىحــــبـــــاتـــــهــــا.. وطـــــوى آالمـــــهــــا الـــــغــــرق

ــــوجــــته - حــــتى إذا خـف - مــــغــــمــــورا شـــيــئــا فــشـــيــئــا ... تـــراءى حــولــهــا األفق

فـي تـــــــــــرنــــــــــحـه فـــــــــــمـــــــــــال كـل نـــــــــــدعـــلى ســـواه من الـــصــوت الـــذي عـــشـــقــوا

«فـاقطـفه في زهـوه.. وانـظر إلى دمههل مازج الكاس إذ تـسقي وتسقاها»

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٦)بــات الــهــزار بــقــرب الــورد يــعــبــده

يـــــــــــــــــــــــا طــلكن كــــاخلـــمـــررقـــــــــــــراقــــــــــــا

وقل إلى الــنـجـم إن الـفــجــر مــوعـدهيــــــــــــــــــــــــــــظــلحـــتى الــفــجــربــــــــــــــراقــــــــــــــا

وتم لـــــلـــــشــــمـس في األفـالك جــــولـــــتـــــهــــافـــجــــاوزت بـــخـــطـــاهـــا الـــغـــرب في خـــفـــر

وظل من بــــعــــدهــــا مــــا احــــمــــر من شــــفقيــــســـــائل األرض هـل غــــابت عـن الــــنــــظــــر

فــانـــفض في الـــروض حــفـل كــان مـــنــشــدهمـن الـــــطــــــيــــــور وســــــاقــــــيه مـن الــــــزهـــــر

وأقــــــبل الـــــــلــــــيل يــــــحـــــــدوه تــــــطــــــلــــــعهإلى الــــــذي خــــــلـف الــــــنــــــدمــــــان من أثــــــر

- ١١٦ -

! انــــفـــرط الــــعـــقـــد الــــذي امـــتألت يــــا لـــيلبـه يــــــداك فــــــفــــــاض الــــــكــــــون بــــــالـــــدرر?

ــــا عـــــايــــنت شـــــاعــــرهم لــــوال ســـــنــــاهــــا وقــــــد تـــــوســــــد كـــــفــــــيه عــــــلى الــــــنـــــهـــــر

.. مـــأخـــوذا بـــروعـــة مـــا بـــجـــنب شـــيــــرينتـــــدلــــيه فـي مــــائه اجلــــاري مـن الــــشــــعــــر

ووجــــهــــهــــا بـــــاسم يــــغـــــني بــــطـــــلــــعــــتهعن الــشـــمـــوع - ويــمـــنــاهـــا عــلى الـــوتــر

قــال: انــظــري كــيف يـــبــدو في الــظالم لــنــاســـر اجلــمـــال الـــذي يـــخـــفى مع الـــســـحــر

شـــيــــرين! لــــو كـــان لـي بـــعــــد الـــبــــلى أملــــــا تــــــمــــــنــــــيـت إال ثــــــانــــــيــــــا عــــــمــــــري

فـعـشت في هــذه الـدنـيـا كـعـهـدك بيللـحـسن.. يشـعل لي نـارا فـأغشـاها»

✸✸✸✸✸✸✸✸

(٧)لـلـحسن فـيـنا - كـمـا فيه لـنـا - وطر

مـن لـم يـــــــــحمبـــــــــ يـــــــــديــــــــــــــــــــــــــــوره ن

عـاش الــنـدامى وحــلى كـأســهم قـمـرعــــلى الــــنــــغممن عـرش ديـ..ـــــــــــــجــــــــــــوره

عــــاد الـــــربــــيـع لــــنــــيـــــســــابــــور ثـــــانــــيــــةوقــــــد تــــــبــــــدل زاهـي أمــــــســــــهــــــا بــــــغـــــد

- ١١٧ -

ــــوكب الـــــتــــالـي كــــســـــابــــقه فـــــكــــان فـي ا

.. يـــدا بـــيـــد ـــشي مع احلــــسن مـــخـــتـــاال

كــم ذاب قــــــــــلـب هـــــــــــزار فـي تـــــــــــرنــــــــــمـه

حــــتى تــــضــــوع هــــذا الـــزهــــر وهــــو نـــدي

عـــــاد الــــربـــــيع.. وقـــــد حـف احلــــســـــان به

إال الــــذي كــــان يــــهــــوى احلــــسن لـم يــــعـــد

سـل الــــــورود وقــــــد وارت بــــــكــــــلــــــتــــــهـــــا

ضـــــريــــــحـه لـم لم تــــــكــــــثــــــر مـن الــــــعـــــدد

ـــا طــــاب مـــحــــفــــلـــهم هــــنـــاك حــــيث قــــد

ــــاطـــــهــــا اجلــــدد حل الـــــنــــدامـى عــــلـى أ

.. فـال ردوا حتــــــــيـــــــــته عــــــــاد الـــــــــربــــــــيـع

إال بـــــــأحـــــــسن مــــــــنـــــــهـــــــا - دائم األبـــــــد

بــــشـــعــــلــــة في يــــديـــهــــا.. روح شــــاعـــرهم

مـــثـل الـــفــــراش حـــوالــــيــــهـــا مع احلــــشـــد

حـــــــتى إذا تـم دور الــــــكـــــــأس بــــــيــــــنـــــــهم

تــــهــــتــــز أوتــــاره مـن صــــوتــــهــــا الــــغــــرد:

«واضيعة الكأس يوما إن عثرت بها

عــلـى رفــاتي.. فــلم أنــعم بــرؤيــاهــا»

مجلة الرسالة - القاهرة - ١٩٤٠

من ديوان: «العرائس» .

✸✸✸✸

- ١١٨ -

اخلياميـــات

اســــتـــهل الــــصـــبـــاح أفـق يـــا نـــدالح وبـــــاكــــر صـــــبـــــوحـك نـــــخب ا الـــــنــــدامى قـــــلــــيل فــــمــــكـــــثك بــــوال رجــــــعـــــــة لـك بـــــــعـــــــد الــــــرواح

: لــقـد صــاح بي هــاتف في الـســبـات! أفـــيـــقـــوا لــرشـف الـــطال يـــا غـــفــاةفـــمـــا حــــقق احلـــلـم مـــثل احلـــبـــابوال جـــدد الـــعـــمـــر غــــيـــر الـــســـقـــاة

أال أتـــــرع الــــكـــــأس نــــخـب الــــعــــدمفــــــمـن نــــــام مـــــنــــــا كــــــمـن لم يــــــنموال أمـس ظـل وال الــــــــــــــغــــــــــــــد حـلفــــمـــا يــــمـــنع الــــيـــوم أن يـــغــــتـــنم?

فـــهــات حـــبـــيــبي لـي الــكـــأس هــاتســـــأنــــــسى لــــــهـــــا كـل مـــــاض وآت? ويـح نـــفـــسـي غـــدا قـــد أعـــود غـــداوأعــــرقــــهم فـي الــــبــــلـى من لــــداتي

- ١١٩ -

! رحــــمـــــاك أين الـــــصــــبــــاح? إلـــــهيفـــقــــلــــبي يـــكــــاد أسى يــــســـتــــبـــاح.. لــســاق ســـعت بي إلـــيــهــا وغــفـــراجــــــنـــــونـــــا وراح تـــــمـــــادت بـــــراح

وكم لـي من تـــــوبـــــة عـن جـــــنـــــاهــــافـهـل كـنت أصــحـو وقـد عــفت فـاهـا?ويــــنـــفــــحــــني الــــورد ورد الـــربــــيعفال أمــــلـك الــــنــــفس حــــتى تــــراهــــا

لــئن قـمـت في الـبــعث صـفــر الـيـدينوعــــــــــطـل ســــــــــفــــــــــري مـن كـل زيـنفـــــــــيـــــــــشـــــــــفـع لـي أنـــــــــنـي لـم أكنألشــــــرك بـــــــالــــــلـه طـــــــرفــــــة عـــــــين

! بـــئـس الـــتـــجـــني أ آلـــهـــة اخلـــمـــرــــجن قــــلــــبـــــتن لــــلـــــصب ظــــهـــــر اطـــرحـــتن في الـــكـــأس بـــرد وقـــاريـــغــــني عــــرضــــتن جــــدي لـــلــــهــــو ا

نــــذرت حلــــســــنـك نــــجــــوى صالتيوفي غـــمــرة الــعــشـق ضــيــعت ذاتيفـــــــلــــــــو خـــــــيـــــــرونـي.. لم أرض إالبـــتــــلك حــــيـــاتي - فــــأنت حــــيـــاتي

- ١٢٠ -

ـــعـــنى ســـيــــحـــيـــا حلـــبـك قـــلـــبـي الــــــجـــــورك مــــــا دام وعـــــدك مـــــنـــــالــطــرفك يــســقي مع اخلــمــر خــمــرافــــيــــبـــــدع - فــــنــــا - وأبـــــدع فــــنــــا

ويـــا لــــيت شـــعـــري أتــــلك الـــزهـــورعـرائـس نـعــمى جــلــتــهــا الــســتـور?فــمن قـــبــلــة الــشـــمس هــذا احلــيــاءومـن لـــــؤلـــــؤ الــــطـل ذاك الـــــســــرور

فـــجــــدد مع الـــكـــأس عــــهـــد غـــرامكوحل مـــــرارتـــــهـــــا بـــــابـــــتـــــســـــامكوعــــجل فـــجــــوقـــة هـــذي الــــطـــيـــورقــــد ال تــــطــــيل الــــطــــواف بـــجــــامك

ويـــــا وهج الـــــقـــــلـب كن مـــــحـــــرقــــاصــــبــــوت فــــزاد الــــصــــبــــا رونــــقـــاومــــا أضــــيـع الــــعـــــمــــر لـــــو أنــــنيحــــمـــلــــتك مـن غـــيــــر أن تــــخـــفــــقـــا

لـــــئن عــــاد عــــنـــــدك مــــدعــــاة نــــكــــربــــكـــوري لـــشـــرب ونـــومي بـــســـكـــرفــــمــــا أســــفي غــــيــــر أني ضــــيــــعتفـي الـــصــحـــو أجـــمـل أيـــام عـــمــري

من كتاب «اخلياميات» - ١٩٩٧رباعيات عمر اخليام - ترجمة ونظم: إبراهيم العريض

✸✸✸✸

- ١٢١ -

برقيـــة«إلى رفيق العمر حبيبي نزار»

الـظـهـور نـعي.. فـإذا الـرمــز عـعنى الـحضور وما «احلي» إال ومــــوكـــــبــــنــــا بـــــ نــــار ونــــورســيرنلم بأحـــــــــداثه فــــــــي ثــــــوان ونلغي القرون لبطء ا

✸✸✸✸✸✸✸✸

فــيــا راصــدا كـــونــنــا في كــيــانهوكــــــــــان لـه أثــــــــــر فـي زمــــــــــانهيـــزيــــد ويـــنــــقص حــــسب أوانهعلى زبد الـموج حب جمــــانهولم نعد عن كوننا فـــــــــــي مداه

✸✸✸✸✸✸✸✸

?.. هــا أنت حــقـا? أفي عــنــفــوانكعلى اجلنب في بعض مثواك ملقى!سالمــة عــمــرك! عـــشت لــتــبــقى!جلجل صوتك رعــدا وبرقــــا!!لكم قبلها فوق تلـــــــك الــحشود

✸✸✸✸✸✸✸✸

هـــواة? بـــغـــربـــتـــهـم في الـــوطن فـن وفن بـال ســـــــــحـــــــــره بــــــــــإزاء تــــــحـــــــركـــــــهم فـي الـــــــزمن!فقاقيـــع تشــــــــــــبه أمثــــــــالها .. كــــأن لـــم يكن تنـوء بــــدور

١٩٩٧/٩/٢٩

من ديوان: « يا أنت» ١٩٩٨✸✸✸✸

- ١٢٢ -

أتبقى گـذا

أتبقى كذا?في زمانك

ظالتعيش

بتقليد ما جاء نقالتكفر

من ينكر النقل أصالومن

فوق دنياكشاهدت جاههبنى هو أقماره

واستنار .✸✸✸✸✸✸✸✸

! - اله كما كنت قبال وها أنتوإني ألعلم

منذ متى كان ذاكأحقا - أمام خطانا?

أمام خطاك وجدت الصراططريق هدانا طريق هداك

جدارا? .✸✸✸✸✸✸✸✸

- ١٢٣ -

.. أكان مصير البشربأن يتطور لألحسن?

فطالت خطاه وأم القمرليبحث في الكون عن مأمن

فأرسى حياله? .

من ديوان : «يا أنت» ١٩٩٨

✸✸✸✸

- ١٢٤ -

ال گان أمس

وما خطبنا اليوم?ماذا يقال?

سالك! ونحن الذين سددنا اطريق الهدى لم يعد مستقيما

وال هو سالكلكثرة ما طل فيه

دم األبرياءاغتياال .. وصبرا .

✸✸✸✸✸✸✸✸

صراط أمام خطانانراه على ضوء ما كان أمس

(ال كان أمس)ستنقع في الدماء جوازا

كما لو بنينا هناكجدارا

! فيا شر حاله

من ديوان: «يا أنت» ١٩٩٨ .

✸✸✸✸

- ١٢٥ -

في الشتات

أمتنا وبقايا األمم وما من مفارقة بسوى أننا في األساس ندين بأعلى القيم

: ولكن هنا عبث العابث... رأوا هم

قد وحدوا صفهم في الصالة مصلعلى كل أرضجموعا غفيره

فهالهمو ما رأوا..فاستباحوا طريق القناة

وبثوا الوالةبدفع وقبضألقبح سيره.

✸✸✸✸✸✸✸✸

وال عند أنفسنانحن كنا سوى «فرق» في الشتات

تسر بإرهابهابل بحرب اإلبادهبعضها ضد بعض

وال من جريره.✸✸✸✸✸✸✸✸

.. أليس بفألكما زال ماضيك مرآة حالك?

- ١٢٦ -

ترى الغيب فيها بع خيالك?.... وال غد

تنأى به عن ضاللك?✸✸✸✸✸✸✸✸

وكانت كبيره بال شك واع وال من يق» الشهادة سوى أن «حرز

عنيين» «باوقف على الفرقة الناجيه

فرض ع.. فعنهم

» يثير شجوني! وعنها «احلديث✸✸✸✸✸✸✸✸

فكيف اإلقاله?ومنذ أوائل من حدثوا..

لم نزل نحن - عبر القرون -كما لو رضينا بأن نلعق السم

! حتى الثمالهمن ديوان: «يا أنت» ١٩٩٨ .

✸✸✸✸

- ١٢٧ -

قصب السبق

إلى اليأس أقرب ما ارجتيهفتلك قضايا لنا - مستحيلهوإن هي تمت وإن لم تتم

فليست سوى غاية ... ال وسيله✸✸✸✸✸✸✸✸

فسوف يظل التسامح مفتاح كل احللولفنحفل بالغد - ال بنجوم وساسه

وعهد اخلالفهفال أحسب الدين مسرح «قال وقيل»

وثلة أسماء من مثلوا باسمهلنقرن أدوارهم بالقداسه

! وننسى الرياده✸✸✸✸✸✸✸✸

فقد رضي الله عن خلقه أجمعجالال - وقدر مجلى رضاه اكتماال

« فسبحانه إذ قضى بينهم «كل تلك اخلالئققضى البن آدم وحده

» قصب السبق دوما «إلحرازه بأن يستعوأن يتعالى

وكالنيرات يشع جماالفيحيا احتفاال - إلى أبد اآلبدين

- ١٢٨ -

ويبقى سؤاالوال كاحلقيقة نعجز عنها خياال!

✸✸✸✸✸✸✸✸

فيا أنت!ما أنت في كل هذا...

حمى ومالذا?وفي عالم الغد

.... لو كنت تعلمبحرية الرأي نفي لوضع مشرذم

... «معاصيه أكثر فيما يحللال ما يحرم»

فما بالنا ال نحقق للغد فاله.✸✸✸✸✸✸✸✸

صروف الزمان رأت دورنافي السياسه

(وقد طال)ال يتعدى الرئاسه !ونفرضه في العباده

قبال «عدو» حري بنا أن نخافه! فنلقى مآله

من ديوان: «يا أنت» ١٩٩٨ .

✸✸✸✸

- ١٢٩ -

غرة الشهر

أنصدق أنفسنا باحلقائق

ونقتلع الشر من جذره

ولو قد فعلنا بدون عوائق

وأسعفنا النور في نشره:

✸✸✸✸✸✸✸✸

إذن لسألنا..

ولم نخش رد السؤال

األصاله ففي حكمة الرد (ال الرد) ع

ا قد بدا له يعقب خصم عليه

وما ليس يخطر في الشرق يوما ببال

إذن لتحسن نوع العالقات فينا

وعاملنا آمن رزقه في القطاف

يجيز له في التباحث حسم اخلالف

ويضمن إن سار في غربة الدار زاده

إذن لقضينا على كل ما يصطلينا

يثير العداء ويوري زناده .

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ١٣٠ -

وفي غرة الشهر من كل عهد

يلينا

كما وحد الناس قبلتهم

في العداله

نناجي - بحق - هالله

! ونحيا مثاله

من ديوان : «يا أنت» ١٩٩٨ .

✸✸✸✸

- ١٣١ -

من ب األشواك(*)

أيـن لــــــلـــــــبــــــلـــــــبل أن يـــــــلــــــقـي بــــــيـــــــانهوهـــــــو ال يـــــــعــــــرف فـي الـــــــظل مـــــــكـــــــانه

فـــــــــتــــــــرة مـــــــــرت عـــــــــلــــــــيـه فـي الـــــــــربىــــــشـــــــدوه في حـــــــمل األمـــــــانه كـــــــان كــــــا

فــــــــــإذا أرســــــــــلـــــــــهــــــــــا ضــــــــــاحــــــــــكـــــــــةهـــــــزت األصــــــداء بـــــــالــــــوجـــــــد كــــــيـــــــانه

وســـــرت في الـــــروض مـــــنـــــهـــــا نـــــفـــــحــــةطــــفق الــــفــــجــــر بــــهــــا يــــغــــري حــــســــانه

صـــــــوحـت تـــــــلـك الــــــــربـى من زهــــــــرهـــــــاآفـــــــة لـم تـــــــتــــــــرك الـــــــطــــــــيـــــــر وشــــــــانه

فــــــــــإذا الذ بــــــــــصـــــــــــمـت بــــــــــعــــــــــدهــــــــــافـــــــلـــــــكـي يـــــــطـــــــوي عـن اإلفـك لـــــــســـــــانه

مـــــــــا الــــــــذي قــــــــرت بـه عـــــــــيــــــــنـــــــــاه منمـــــشـــــهـــــد احلـــــسن فـــــيـــــولـــــيه حـــــنـــــانه

ال يـــــــــرى الــــــــــروض عــــــــــلـى حــــــــــالــــــــــتهـــــــبــــــصـــــــر بـــــــانه ضـــــــاحك الـــــــورد وال ي

» في وحــــــشــــــته لــــــو تــــــبــــــدى «الــــــيــــــأســــشـي عــــلى األرض.. لـــــكــــانه شــــبــــحـــــا

يـــــــــــا ابـن ودي غــــــــــــاب عـــــــــــنـه أمـــــــــــسـهال تــــــــــذكـــــــــره - وقـــــــــد فـــــــــات - زمــــــــــانه

✸✸✸✸

(*) مرفوعة لفضيلة الشيخ عبداحلس احللي.

- ١٣٢ -

إلى األستاذ أحمد صبري

يــــا عـــــبــــقــــري الـــــعــــصـــــر غــــيـــــر مــــدافعوالــــــكـــــــوكب الـــــــوقـــــــاد في ظـــــــلــــــمـــــــائه

مـــضت الـــقــوافـل وهي تــخـــبط فـي الــدجىحــــتـى اســــتــــضـــاء فــــكــــبــــرت لــــضــــيــــائه

مـــــــا ســــــــرنـي مــــــــدحـــــــيـه إال بــــــــعـــــــد أنألـــــــفــــــيـــــــتـه لــــــلـــــــشـــــــرق بــــــاب رجـــــــائه

تـــــلك الـــــقـــــرون .. كـــــأنـــــمــــا هـي لـــــيـــــلــــةلــــــيالء أســـــفـــــر صـــــبــــــحـــــهـــــا بـــــذكـــــائه

إن الــــذي بـــــرأ الـــــعـــــقـــــول ســـــمـــــا بـــــهــــاصـــــعـــــدا وخـــــصك دونـــــهـــــا بـــــســـــمـــــائه

! فــــمــــا هـــــذا الــــزمــــان ســــوى فم فـــــاســــلميــــــشـــــكــــــو وتــــــعــــــلم أنـت مـــــوضـع دائه

مــــا كــــان لــــلــــصــــحـــــراء أن تــــظــــمــــا وفيــــــائه أعــــــمــــــاقـــــهــــــا هــــــذا الــــــغـــــديــــــر

١٩٤٥/١/١٨

✸✸✸✸

- ١٣٣ -

نشيد أطفال احلضانة

ــــــــمـــــــــا مــــــــعــــــــا يـــــــــا والــــــــديــــــــا أعــــــــزكفــــــنــــــيـل رضــــــاكــــــمــــــا فــــــرض عــــــلــــــيــــــا

ــــــكـــــــمــــــا نــــــشــــــأت بـه مــــــفــــــدى حــــــنــــــانــــــــكــــــــمـــــــا رفــــــــلـت بـه هــــــــنــــــــيـــــــا وظــــــــل

ويــــــا وطـــــنـــــا رعـى مـــــهـــــدي صــــــغـــــيـــــرالـــــــيـــــــعـــــــهـــــــد لـي رعـــــــايـــــــته فـــــــتـــــــيـــــــا

ألغــــــــــــنـى مـن وجـــــــــــودي وهـــــــــــو فـــــــــــانحــــــــمـــــــاك وقــــــــد أتـــــــاح لـي الــــــــرقـــــــيـــــــا

حـــــــبــــــاك الـــــــبــــــحـــــــر أثــــــمـن مــــــا لـــــــديهورمـــــــــلـك مــــــــــنه أثــــــــــمـن مـــــــــا لـــــــــديـــــــــا

ـــــــعــــــــلى ! لـك الـــــــقــــــــدح ا أبـــــــا حــــــــمـــــــدـــــــــــــــنـــــــــــــــا زادا وريــــــــــــــا مـألت رحـــــــــــــــاب

لـــــيـــــعـــــلــــنـــــهـــــا اخلـــــلـــــيج بـــــكـل فـــــخــــرهـي الــــــبــــــحــــــريـن بــــــاســــــمــــــة احملــــــيــــــا

آللئ ضــــــــمــــــــهــــــــا عـــــــقــــــــد نــــــــضــــــــيـــــــدعـــــلـى صـــــدر الــــــعــــــروبـــــة كــــــالـــــثــــــريـــــا

فـــيــا وطـــني! تـــعـــيش لـــنـــا غـــنـــيــاويــــا وطـــني! تــــعـــيش بــــنـــا قـــويـــا

١٩٨٠/١٢/٩✸✸✸✸

- ١٣٤ -

يا خادم احلرم

حــــســـــبـك ســــؤددا يـــــا خـــــادم احلـــــرمـــــ فـي الــــــــعــــــــرب أنـك خــــــــادم احلــــــــرمــــــــ

ــــــلــــــوك صــــــغــــــارهـم لــــــكــــــبــــــارهم دأب اــــــــــين ـــــــــا هـم يــــــــــزلـــــــــفـــــــــون وكـــــــــأ

حــــتى كــــشــــفت إلى احلــــقــــيـــقــــة حــــالـــهممــــــا أكــــــفــــــر االنـــــــســــــان في احلـــــــالــــــين

آثـــــــــــــرت لـــــــــــــلـه «اجلـاللـــــــــــــة» وحـــــــــــــدهوحـــــمــــــلت عـــــبــــــئك حــــــافي الــــــقـــــدمـــــ

فـــــهـــــد وخــــالـــــد لـــــلـــــخـــــلــــود وفـــــيـــــصلمــــــا عـــــطــــــر الــــــذكــــــرى كــــــعــــــقل الــــــزين

ألـــــقـــــاك مـن ســـــبـــــقــــــوك أعـــــظم مــــــنـــــهمويــــــــراك مـن تــــــــبـــــــــعــــــــوك قــــــــرة عـــــــــين

✸✸✸✸

- ١٣٥ -

شواظ جحيم

فـــــــــــداك ســـــــــــنـــــــــــا كـل مـن ال يـــــــــــغـــــــــــارـــــــــشــــــــابـه لــــــــيــــــــلـــــــــهـم والــــــــنــــــــهــــــــار ت

ولـــــــــو قـــــــــلـت يـــــــــفـــــــــديـك ذو غـــــــــيـــــــــرةلـــــــعـــــــز الـــــــفـــــــداء وطـــــــال انـــــــتـــــــظـــــــار

? أنـك لـم تــــــــــــبـــــــــــــعــــــــــــدي بـل أأرثــــــــــــيــكســــــــعــــــــدت بــــــــقــــــــاء فــــــــأنـت الــــــــديــــــــار

حتــــــولت لــــــلــــــخــــــلــــــد فـي ومــــــضــــــتـــــكـــــــــأن حـــــــــيـــــــــاتـك ال يـــــــــســـــــــتـــــــــعـــــــــار

رآك الـــــــــــعـــــــــــدو شــــــــــــواظ جـــــــــــحـــــــــــيـمــــــــــطـــــــــار غــــــــــداة بـــــــــدا لـك مــــــــــنــــــــــهـم ق

فـــــــهـل عــــــايـــــــنـــــــوا غـــــــيــــــر إرهـــــــابـــــــهمـــــــــصـــــــــرعـــــــــهـم حـــــــــيث داروا يـــــــــدور

ـــــــــــعــــــــــا عـــــــــــجـــــــــــبـت ألنــــــــــثـى أبـت أن تــــــــمــــــــام فـــــــطــــــــاب اخلــــــــيـــــــار نـق إال احل

مــــــضـى الـــــعــــــهــــــد قـــــبــــــلـك لـــــيـل حـــــدادفـال حـق ال مــــــــــــــلـــــــــــــجــــــــــــــأ ال قـــــــــــــرار

لــــقـــــد جــــمــــد احلــــزن في الــــعــــ دمــــعــــاوعــــــــــاد إلـى الـــــــــقــــــــــلـب وهـــــــــو شـــــــــرار

بــــــطــــــول مــــــآســـــيـه حــــــتى انــــــطــــــلــــــقتشـــــهـــــابـــــا وإذ لـــــلـــــنـــــضـــــال انـــــفـــــجـــــار

- ١٣٦ -

تـــــــبـــــــاهي فـــــــمـــــــا فـي ربى اخلـــــــلـــــــد قطزان بــــــــــــجـــــــــــــلــــــــــــوة عـــــــــــــرس إطــــــــــــار

.. إذ كــــــــبـــــــر اخلــــــــالـــــــدون كــــــــجــــــــلـــــــوكومــــــــا كــــــــان أحـالك لـــــــــوال الــــــــغــــــــبــــــــار

وأفـــــــــتــــــــــنــــــــــهـم بـك كـــــــــان الــــــــــشـــــــــراةوبــــــــيـــــــــنــــــــهـم طــــــــاب مــــــــنـك احلــــــــوار?

فـــــهـل بــــــعــــــد ســـــعــــــيـك فـــــضـل لــــــســـــاعــــــــــــــــــثــل طـالبــك ثـــــــــــــــــار? وعـــــــــــــــــاش

وهـل مـــــــثـل حــــــــنـــــــاك شــــــــاهـــــــد عـــــــرسوحــــــــــلـى كـــــــــمــــــــــثـل «يـــــــــديـك» ســـــــــوار?

وكــــــــلـل حــــــــ تـــــــــطــــــــايــــــــر شــــــــعــــــــركهــــــــامــــــــة مــــــــثــــــــلـك فـي احلــــــــرب غـــــــار?

وأنـت كــــــــــــــفــــــــــــــاك مـن اخلــــــــــــــلـــــــــــــد أنـــــــــــــنـك جــــــــــاورت ربـك نـــــــــــعـم اجلــــــــــوار

عــــــــلى الــــــــريـف بـــــــعــــــــدك أشـــــــرق بـــــــدروصــــــــــــفـق نـــــــــــهــــــــــــر وغـــــــــــنـى هـــــــــــزار

وفي احلـــــرب حـــــولك تـــــضـــــحك لـــــلـــــمــــوـــــــــــثـــــــــــار أحـــــــــــرارهــــــــــــا إذ ت ت أعـــــــــــ

تـــــــبـــــــاهـي فـــــــمـــــــا جلالل الـــــــشـــــــهـــــــادةداع وعـى كــــــــيـف يــــــــحـــــــــمـى الــــــــذمــــــــار

ـــــــــجـــــــــمـع فـي حـــــــــشـــــــــدهـم كـل لـــــــــسن تــــــــدافــــــــعـــــــــهـم فــــــــاضــــــــطــــــــرار وأمـــــــــا ت

فـــــإن وحـــــد الـــــعـــــرب يــــــومـــــا خـــــطـــــاهموشـــــايـــــعــــــهم مــــــجـــــدهم حــــــيث ســـــاروا

- ١٣٧ -

فـــــــأنـت ســـــــنــــــا قـــــــد أنـــــــرت الـــــــطـــــــريقودون الـــــــــردى ال يــــــــــتـم انـــــــــتــــــــــصـــــــــار

ـــــــلــــــوك لـــــــقـــــــد قـــــــصـــــــرت عـن مـــــــداك اــــــــــــنـــــــــــار فــــــــــــحــــــــــــســــــــــــبـك أنـك أنـت ا

نــــــــــفـــــــــــذت كــــــــــســـــــــــهـم إلـى مــــــــــا أردتـــــــطــــــــاهـم يــــــــلـج الــــــــعــــــــثـــــــار وبــــــــ خ

تـــــــراوح حـــــــيـث الـــــــتـــــــقى جـــــــمـــــــعـــــــهمــــــــــصـــــــــدر لــــــــــيـال قـــــــــرار كــــــــــأمـس لـــــــــي

فـال كــــابـــــد اخلـــــوف مـــــنـــــهم صـــــبـــــاحــــاعـــــــــــــــــــــــــــدو وال آنــس األمـــن جــــــــــــــــــــــــــار

كــــــــأن الــــــــعــــــــروبــــــــة عــــــــنــــــــدك صــــــــرحــــعــــلــــنــــون انــــهــــيـــار ومــــا بــــاســــمــــهــــا ي

إذا األرض حتـت احــــــــــــتـالل الـــــــــــغـــــــــــزاةفـــــــــــكـل سـالم مـع الـــــــــــعــــــــــجـــــــــــز عــــــــــار

✸✸✸✸

- ١٣٨ -

سعاد الصباح

ــــــــــــــــــــود أشــم طــــــــــــــــــــاولـــي كــل طمـــــــــــا عـــــــــــهـــــــــــدنـــــــــــاك إال كـــــــــــأم

يــــــــــــا ابـــــــــــــنــــــــــــة اخلـــــــــــــلــــــــــــد أي عـالءلــــــــــحـت مـــــــــنه لــــــــــصـــــــــادق حـــــــــلـــــــــمي

حـــــــزت فـي اخلــــــــلـق وحـــــــدك قــــــــلــــــــبـــــــانـــــــيـــــــرا بــــــــيـــــــنـــــــمـــــــا احلـب يـــــــعــــــــمي

تـــــــــــســـــــــــتـــــــــــظـــــــــــلـــــــــــ رايـــــــــــة عــــــــــزـــــــــــنــــــــــــــــــــــــجـــــــــــــــــــــــواك ألالء جنــم ولــــــــــــ

كــــــــــــــيـف عــــــــــــــايــــــــــــــشـت أهــل جـــــــــــــوارخــــــــــــــــــــــانــق بــــــــــــــــــــــ خــــــــــــــــــــــال وعــم

كم تــــــــنــــــــادوا لــــــــبــــــــعـض قــــــــضــــــــايـــــــاوتـــــــــــمــــــــــــادوا بــــــــــــهــــــــــــا دون حـــــــــــسـم

لـــــــقـــــــنـت ضـــــــربـــــــة الـــــــشـــــــمس درســـــــاكـل رام فــــــــــــــــمــــــــــــــــا عــــــــــــــــاد يــــــــــــــــرمـي

✸✸✸✸✸✸✸✸

يـــــــا ابـــــــنــــــــة اخلـــــــلـــــــد مــــــــحض دعـــــــاء... هــــــــــــــــمـك هــــــــــــــــمـي قـــــــــــــــدر الــــــــــــــــلـه

ــــــــلــــــــوصــــــــا مع تـــــــــلـك الــــــــنــــــــوايـــــــــا خكــــــــــاألعـــــــــــاصــــــــــيـــــــــــر وسـط اخلــــــــــضـم

أن تــــــــقــــــــري بــــــــدنـــــــــيــــــــاك عــــــــيــــــــنــــــــاـــــــــــــــــــدح وذم فــي الـــــــــــــــــــورى بـــــــــــــــــــ م

- ١٣٩ -

ــــــــــــــرقـــــــــــــة مـــــــــــــزن لـــــــــــــقــــــــــــــرار كـــــــــــــبــــــــــســــــــــمي مـن تــــــــــســــــــــمــــــــــ مـن لـم ت

في احـــــــتــــــجـــــــاز األخص ســـــــلــــــيـــــــهم:كـــــــــــــيـف ضـــــــــــــلــــــــــــــوا طـــــــــــــريـق األعـم?

حـــــــــــيـث يــــــــــــزهـــــــــــو ســـــــــــواهـم بـــــــــــآتـــــــــــــــــــــــــــــاض - لـــــــــــــــــــــــــــــدور أهــم هـــم

هـــــــــو عــــــــود عــــــــلـى الـــــــــبــــــــدء حـــــــــتىعــــــــــنــــــــــد مـن عـــــــــــاش غــــــــــيــــــــــر مــــــــــلـم

بـــــــــــعــــــــــرى أمـــــــــــة فـي انــــــــــفـــــــــــصــــــــــامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراد ألمــــــي! أي دور يــــــــ

لـــــــــــــــيـس (مـــــــــــــــا قـــــــــــــــدروه عــالجــــــــــــــاـــــــــرعـــــــــة سم شـــــــــافـــــــــيـــــــــا) غـــــــــيـــــــــر ج

إنــــــــــــــهـم أمـــــــــــــة فــي انـــــــــــــقـــــــــــــســـــــــــــامعـــــــــــــــوذ قـــــــــــــــاض وحـــــــــــــــيـــــــــــــــرة ذمـي

لـم يــــــــغـب عــــــــنك مـــــــــا غــــــــاب عــــــــنــــــــهمــــــــــفــــــــــا بــــــــــكـم بـــــــــــدل الــــــــــقــــــــــرن كــــــــــي

هـم كـــــــــــــحـــــــــــــاديـن خـــــــــــــارت قــــــــــــواهـمــــــــــــــأنــــــــــــــــــــــاخـــــــــــــــــــــوا وركــب أصــم فــــــــ

يــــــــا لـــــــــذاكــــــــراك والــــــــلـــــــــيل داجأيـن عـن مـــــــــثـــــــــلـــــــــهـــــــــا بــــــــدر

✸✸✸✸

- ١٤٠ -

مــرة $ الزمان

سـم مــــا شــــئـت صــــنـــــعــــنــــا فـي الــــربــــاطقـــــمــــــة ســــــيــــــلــــــهــــــا يــــــعم الــــــشــــــواطي

ــــــســـــيــــــرات مــــــا لــــــزخـم ســــــمـــــوق فـي اــــــغـــــــالــــــون ضــــــد كـل انــــــضــــــبــــــاط فــــــا

وحـــــــدهــــــا - لــــــقــــــطــــــة حـــــــيــــــاتك لــــــوالطــــــول عـــــــمـــــــر مـــــــدرج في الـــــــنـــــــشــــــاط

لــــــقــــــطـــــة ال تــــــجـــــاوز الــــــصـــــفــــــر قـــــدراــــــلــــــيــــــون واط مع أخــــــرى فـي الــــــقــــــدر م

مــــــــرة فـي الــــــــزمــــــــان عــــــــشـت مــــــــثــــــــااللــــــو وعى اخلــــــلـق هـــــديــــــة لــــــلــــــصـــــراط

لـــــــيـس خــــــيـــــــرا مـــــــا شـــــــبه احلـق فـــــــيهلـــــــيس شـــــــرا مـــــــا زان تــــــوبـــــــة خـــــــاطي

بـــــــــــشـــــــــــر.. عـــــــــــاجـــــــــــزون فـي كـل أرضســـــمـــــة الـــــقــــــابـــــعـــــ حتت الـــــســـــيـــــاط

ـــــعـــــنـى عـــــجــــــز الـــــريــــــادة صـــــرفـــــا ال بـل لـــــــذاك الــــــــشـــــــعـــــــور بــــــــاإلحـــــــبـــــــاط

ســــــوف تـــــرضى عــــــصـــــر األنــــــابـــــيب أم عـــــهـــــــدهـــــا بـــــالـــــرعــــــيل لـف الـــــقـــــمـــــاط

لم يـــــعــــطـل شـــــمــــولـــــهـــــا في الـــــنـــــوايــــاكــــــبــــــقـــــــاء اجلــــــنــــــســـــــ دون اخــــــتالط

مــــا أبـــــر الــــشــــهــــيــــد - مـــــات لــــيــــحــــيــــانــــقــــطـــة الــــفــــصل في اتــــســــاق الـــنــــقـــاط

٢٠٠٠/٩/١٦✸✸✸✸

- ١٤١ -

مرافعة ب العلم والدين

على لسان العلم :صــمــدنــا لـه.. ضــائــعـــا في الــزمــانجتـــــــــــاهـل فـي الــــــــــــفـن أطـــــــــــواره

تــــبـــــاح احلـــــقـــــوق فـــــيـــــدعى ضـــــمـــــيــــراوكـم حــــــولـــــــته الـــــــســــــيــــــاســـــــة نــــــيــــــرا

فــــمــــا ســـــايــــر الــــعــــصــــر حـــــتى قــــضــــاءــــــشــــــيــــــرا وال نــــــاجــــــز احلــــــكـم حــــــتـى م

... هـل تــــــــوجـت قط نــــــــصـــــــرا ــــــــدامـــــــاه قبـــــــــدون حـــــــــشـــــــــود تــــــــظـل كـــــــــأســــــــرى

لـــــــواقـــــــعـــــــهـم في انـــــــتـــــــظـــــــار اخلالصوبـــــشــــــراهم أن غـــــدا الــــــغـــــيـب بـــــشـــــرى

ــــــــعـــــــنـى الـــــــقـــــــدر جــــــــهـــــــاد رضـــــــوه تـــــــــعــــــــزز مـن حــــــــجــــــــتــــــــيـه الــــــــســــــــور

وكـــــــلــــــــوا... ومــــــــا قـط كل الــــــــلــــــــســـــــانفـال اخلــــــيـــــــر خــــــيـــــــر وال الــــــشـــــــر شــــــر

سـلي الـيـوم: مـا خـطب أهل اجلـنـانســـلـي الــــقـــدس : هـل آمـــنـت جـــاره

- ١٤٢ -

على لسان الدين :كـــفـــرنـــا به.. تـــائــهـــا في الـــفـــضــاءوقـــــــــــد حــــــــــــمـل اخلــــــــــــلـق أوزاره

ــــــعـــــاشـــــا ــــــاهـــــا ديـــــونــــــا فـــــألــــــغى اوتـــــــــنــــــــمـــــــــيـه بــــــــالـــــــــربــــــــا تـــــــــتـالشى

مــــــبـــــــطــــــنـــــــة حــــــولـــــــنــــــا النـــــــفــــــجــــــاروعـــــــدوى اجملــــــازر بـــــــ الـــــــعــــــطـــــــاشى

كــــــــــــذلـك فـي ســــــــــــعـــــــــــيـه لــــــــــــلـــــــــــسـالمهـالك األلـــــــــــــــوف بـــــــــــــــرمـــــــــــــــيــــــــــــــة رام

تال آيـــــــــة الــــــــنــــــــور ال لـــــــــلــــــــتــــــــجـــــــــليولـــــــكن لــــــطـــــــمس الـــــــقــــــرى فـي الــــــظالم

تــــــــمــــــــادى لــــــــعــــــــ اخلــــــــفــــــــاء األثــــــــربـــــفــــــضـل الــــــتـــــنــــــافـس في اخملــــــتــــــبـــــر

لـــــعـــــرض مـــــحــــــاذيـــــرهم بــــــالـــــســـــخـــــاءأفـي الـــــشـــــر خـــــيـــــر وفـي اخلـــــيـــــر شـــــر?

وتــــلك مــــحـــطـــاتــــهم في الــــســـمـــاءبــــــإرهــــــابــــــهــــــا هـل مــــــحـت ثـــــاره

قرار الـمحكمة :نــــقـــرر أنــــا نـــظـــمــــنـــا الــــصـــفـــوفمـــــــرافــــــــعـــــــة دون أن نــــــــلـــــــتـــــــزم فــــــإن لـــــــضــــــديـــــــة اجلــــــانـــــــبــــــفــــــصــــــوال تــــــطــــــول وقـــــــد التــــــهم

ــــــــكـــــــمــــــــا إذ يــــــــصح مــــــــثـــــــاال مــــــــثـــــــول ــــــــــعــــــــــانــــــــــاة بـــــــــ األ لـــــــــعــــــــــمـق ا

- ١٤٣ -

تـــــــمــــــوج نــــــظــــــائـــــــرهــــــا كــــــالــــــســــــرابلـــــــــعـــــــــ احملـــــــــقق مـــــــــنـــــــــذ الـــــــــقــــــــدم

بـــــحـــــيــــوانـــــهـــــا آمـــــنـــــا في الـــــكـــــهــــوفوإنـــــــســـــــانــــــهـــــــا عـــــــاثـــــــرا بــــــالـــــــقـــــــيم

وذاك يــــــــــــزيــــــــــــد وهــــــــــــذا حــــــــــــســــــــــــــــــــكـــــــــمـــــــــا بـــــــــ مــــــــدح وذم كـــــــــشـــــــــأن

فــــــــلـــــــيـس حملـــــــكــــــــمـــــــة قــــــــد تـــــــتــــــــالىعـــــــلـى الــــــــبـت فـي حـــــــلــــــــبــــــــة لـن تــــــــتم

ــــــآب ســـــــوى أن نــــــشـــــــيــــــد بـــــــحــــــسـن ا ونــــــــــــتـــــــــــرك ســــــــــــائــــــــــــره لــــــــــــلـــــــــــذ

ـــزدحم ومـــا عــــدتـــمـــا الـــيــــوم في احلـــــــــسم الـــــــــقــــــــرار بـال أو نـــــــــعموجـــــودكــــــمــــــا صـــــار ال بــــــد مــــــنهــــــــنــــــــا مـن عـــــــدم إلنــــــــقـــــــاذ عــــــــا

٢٠٠٠/٨/٣✸✸✸✸

- ١٤٤ -

ب يدي الزمان(*)

جـــار فـي حـــكـــمه الــــزمـــان وحـــابىعــــالـــــمـــــا في غــــبـــــائه فــــتـــــغــــابى

فـي اخـــتالف الــــلـــونـــ بــــيـــضـــا وســـوداـــــــحـــــــابــــــا كـــــــعـــــــداة طـــــــورا وطــــــورا ص

واعــــــــتـــــــــنــــــــاق احلــــــــدود إن هـي قــــــــرتفـي مـــــــــراع أو هــــــــاجـــــــــروا أســــــــرابــــــــا

فـــــــاخــــــــتـــــــراق مـــــــا كـــــــان فـي األصل إالثـــــــغـــــــرات أو لـــــــلـــــــحـــــــداثـــــــة بـــــــابـــــــا

مـــــعــــرض احلـــــلم كــــاحلـــــقــــيـــــقــــة لــــوالفــــــــاصـل اجلـــــــد فـي الـــــــتــــــــمـــــــثـل ذابـــــــا

فـــــــــإذا الـــــــــفـن لــــــــــيس بــــــــــالـــــــــفـن أصالوإذا الــــــرشــــــد بــــــان لــــــلــــــرشــــــد عــــــابـــــا

لـم يــــــــعـــــــد فــــــــيـه لـــــــلــــــــمــــــــروءة شـــــــأنـــــا الـــــشـــــأن فـــــيه عـــــاد انـــــتـــــســـــابـــــا إ

بـــــــقــــــوى األرض مـــــــوطــــــنـــــــا لــــــغـــــــلــــــوطــــــــمـس احلـــــــــسـن جــــــــذوة ورغـــــــــابــــــــا

في طــــــقـــــوس لــــــهـــــا دالئـل شـــــتىلم يــــجــــاوز قــــصــــيــــهــــا األربــــابـــا

شــــهـــدت ظــــرفــــهــــا الــــشـــعــــوب غــــيــــابـــادام بــــــ احلـــــــضــــــور ظــــــفــــــرا ونــــــابــــــا

(*) هدية إلى ابني جليل لعمق وعيه.

- ١٤٥ -

الذ في ظـــــلــــهــــا اجلـــــمــــوع انــــصـــــيــــاعــــاواســـــتـــــمـــــر الـــــوجـــــود كـــــاألمـس غـــــابــــا

لـــــقـــــضــــــاة يـــــحــــــلـــــلــــــون انـــــتــــــهـــــاكـــــالــــــــــوالة تـــــــــــصــــــــــول فـــــــــــيـه ذئــــــــــابــــــــــا

وحـــــــمـــــــاة كـم مـــــــارس الـــــــشـــــــر بـــــــعضفي حـــــمــــــاهم تـــــفــــــرغـــــا واكـــــتـــــســـــابـــــا

قــــــد قـــــــضــــــوهــــــا لــــــقــــــلــــــة فـي نــــــعــــــيمكـــــابـــــد األكـــــثـــــرون مـــــنـــــهـــــا الـــــعـــــذابــــا

بــــــديـــــون تــــــرعـى الــــــنــــــمــــــو ربــــــيــــــعـــــافـــــــإذا بـــــــالــــــشـــــــتـــــــاء أرسى اخلـــــــرابــــــا

ـــــــــســــــــود هـــــــــكـــــــــذا بـــــــــ ســـــــــيـــــــــد ومظــــــلـت الـــــــنــــــاس جتـــــــهـل األســــــبـــــــابــــــا

غـــــيــــــر أن الـــــزمــــــان كـــــان ســـــؤاالمـــــا وعــــوا رده وكـــــان اجلـــــوابــــا

١٩٩٩/٨/١١م✸✸✸✸

- ١٤٦ -

إنسان أي إنسانباقة على قبر الراحل العظيم

عــــــهـــــــدك طـــــــابــــــا بـــــــ ألــــــفـــــــيـــــــتـــــــعـــــشت لــــــلـــــخـــــلـق في مــــــداه شـــــهـــــابـــــا

هــــــنـــــــأتـك الــــــوفـــــــود أصـــــــغــــــر ســـــــنــــــاحـــــــ وافـــــــتـك شـــــــرعـــــــة وانـــــــتـــــــدابــــــا

عــــــــشـت أنـــــــدى يــــــــدا وأرحـم قــــــــلــــــــبـــــــاـــــــــمـــــــــوع أشـــــــــرع بـــــــــابـــــــــا ولـــــــــكـل اجل

ـــــــصــــــــيـــــــر كــــــــان ســـــــرابـــــــا لـــــــكــــــــأن اـــــــــآبــــــــا تـــــــــيه الـــــــــعـــــــــاثــــــــرون فـــــــــيه ا

فــــأنـــــرت الــــطــــريـق حــــتى اســـــتــــبــــانــــوارشـــــــــــدهـم فـــــــــــيـه روحـــــــــــة وإيـــــــــــابــــــــــا

ــــــــــذكــــــــــراك إذ أصـم بـك الــــــــــنــــــــــا يـــــــــــا لعـي ومـــــوت احلــــــبـــــيـب جل مــــــصـــــابـــــا

أنــــــــا فـي مــــــــحــــــــنــــــــتـي أذل لــــــــيـــــــــأسيوتــــنـــاجي نــــفـــسي الــــقـــضـــاء اكــــتـــئـــابـــا

كم رعـــــــانـي إذ كـــــــنـت أشـــــــكـــــــو زمـــــــانيفـي اغــــتــــرابي وكـم حــــبــــاني اقــــتــــرابــــا

كــــــيـف أنــــــســـــاه فـي ذهــــــولي «مــــــعــــــنى»قـــــــــد حتــــــــــدى بـه ومـــــــــا قـط خـــــــــابـــــــــا

ــــــــوت فـــــــــقـــــــــيــــــــد ال تـــــــــقـل مـــــــــات ال كـــــان غـــــوثـــــا ومـــــيـــــســـــمـــــا وخـــــطـــــابــــا

- ١٤٧ -

في شــــغــــاف الــــقــــلـــوب تــــلــــقــــاه وجــــهـــارصـــــدتـه الـــــشــــــعـــــوب دومــــــا مـــــهــــــابـــــا

أورث الـــــــنــــــــهـج بــــــــعـــــــد نــــــــشــــــــر وطيخـــــيــــــر أهـــــلــــــيه حـــــكــــــمـــــة وشــــــبـــــابـــــا

بـــــــــأخــــــــيـه كـــــــــأمس ال فـــــــــرق يــــــــلـــــــــقىحــــــمــــــدا ال يــــــغــــــيـب عــــــنـه جــــــنــــــابــــــا

فـــــهـــــمـــــا الـــــيـــــوم (مــــــا تـــــغـــــيب عـــــنـــــا)في حــــضـــــور - ال يــــفــــرضـــــان حــــجــــابــــا

ـــــــــبـــــــــا لـم يـــــــــزل عـــــــــالـم يــــــــــراوغ ســـــــــلحــــــســـــبــــــنـــــا نــــــتـــــقـي األذى إيـــــجــــــابـــــا

حــــــــســــــــبـــــــنــــــــا روحـه تـــــــكــــــــلـل طـــــــوراـــــغــــرضــــون فـــــيه الـــــصــــوابــــا أخـــــطــــأ ا

ــــــــــنــــــــــا مــــــــــوطـن لـه دور جنم حــــــــــســـــــــبــــــبــــــابــــــا نــــــوره ســــــاطـع يــــــغــــــطـي الــــــع

نـــــــحـن فـــــــيـه ونــــــهـــــــجـه غـــــــيـــــــر خــــــافلــــــــــو يـــــــــعـم الـــــــــورى لـــــــــزاد ثـــــــــوابـــــــــا

وحــــــدنـــــــا في اخلـــــــلــــــيـج أغــــــنـى إخــــــاءــــــــــيــــــــــقـه ألزكـى رحــــــــــابــــــــــا وعــــــــــلـى ض

فـــــعـــــزاء لـــــنـــــا جـــــمــــــيـــــعـــــا مـــــصـــــابـــــاوهـــــنــــــاء لـــــنــــــا جـــــمــــــيـــــعــــــا مـــــثــــــابـــــا

١٩٩٩/٦/١٠✸✸✸✸

- ١٤٨ -

اإلنسان

فـــــــــيـــــــــا من وعـى كـــــــــونـه فـي كــــــــيـــــــــانهكــــــــــــــــــــأن لــه أثــــــــــــــــــــرا فــي زمــــــــــــــــــــانــه

وأنــت كــــــــــــــظـــــــــــــــاهــــــــــــــرة فــي مــــــــــــــداهمن زبـــــــد الــــــبـــــــحـــــــر بــــــعـض جــــــمـــــــانه

الــــــــظــــــــهـــــــور هــــــــنــــــــا كـل شـيء رهـــــــــــــــــــعـــــــــــنـى احلـــــــــــضـــــــــــور وال حــي إال

نـــــــــــــــلـم بــــــــــــــــأحـــــــــــــــداثــه فـي ثـــــــــــــــوانــــــســــــيـــــر ونــــــلــــــغي الــــــقــــــرون لــــــبـطء ا

? أنــــــرثــــــيه حــــــقـــــا أنـــــنــــــعــــــاه مـــــيــــــتـــــاعــــلى اجلــــنب فـي بـــعـض مـــثــــواه مـــلــــقى

ومــــــاذا يــــــمـــــــيــــــز - وهــــــو الـــــــغــــــريق -ــــــــاء أو مــــــــات غــــــــرقـــــــا أن عــــــــاش فـي ا

أال لـــــــــيـت لـــــــــلــــــــحـي شـــــــــأنـــــــــا كـ «حي»ـــــــــمــــــــــيـــــــــزه بـــــــــعــــــــــد نـــــــــشــــــــــر وطي ي

كــــــــفــــــــقـــــــــاعــــــــة فـي مــــــــهـب الــــــــريــــــــاحتـالشــى أمـــــــــــــــام الــــــــــــــبـــــــــــــــلــى كـل شـي

١٩٩٦/٣/٣✸✸✸✸

- ١٤٩ -

مرآة عصرنا

أنت مـــــرآة عـــــصـــــرنـــــا يـــــا ابن عـــــيـــــسى

بـك في الـــــعـــــصـــــر نـــــحن أهـــــنـــــأ قـــــومــــا

إن رثى الــــنــــيــــران في الــــظــــرف عــــجــــزي

مــــنك عــــذري بــــالــــصــــمـت يــــعــــدل لــــومـــا

ـــــــــادحــــــــون أنـــــــــهـم قــــــــد يــــــــحـــــــــسـب ا

ـــــــديـح شـــــــأوك دومـــــــا بـــــــلـــــــغـــــــوا فـي ا

بــــيــــنــــمــــا احلـق - أنت مــــا زلـت تــــعــــلــــو

فـــــوق حـــــتـى الـــــذي تــــــخـــــيـــــلـت يـــــومـــــا

أنت فـي حــــلـــــكـــــة الــــدجـى الـــــيــــوم حـــــلم

إذ يــــــــغـط الــــــــرعـــــــــاة حــــــــولـك نــــــــومــــــــا

ــــيــــثــــاق فــــيــــنــــا ضــــمــــانـــا إذ حــــمــــلت ا

كــيف يـــرضى في عـــهــدك الـــنــاس ضـــيــمــا

ـــــــلــــــــوك قــــــــبـــــــلـك فـــــــردا لم أجــــــــد فـي ا

حـــــــالـف الـــــــغـــــــرب ثـم بـــــــاراه ســـــــومـــــــا

كل بــــــــاب طــــــــرقــــــــتـه كــــــــان فــــــــتــــــــحـــــــا

ومـــــــضــــــــيق عــــــــبـــــــرتـه كــــــــان عـــــــومـــــــا

إن تـــــــجــــــــدد لـــــــكـل ســـــــعـي لــــــــبـــــــاســـــــا

فألن الــــــــنـــــــشـــــــاط يـــــــفـــــــرض حـــــــومـــــــا

- ١٥٠ -

ــــــجــــــيــــــبــــــا عـش لــــــدنــــــيــــــاك ســــــائال وم

ولـــــدنــــــيـــــا ســـــواك صـــــحـــــوا وغـــــيـــــمـــــا

يــــســــنـــد «الــــعـم» في اجلــــهــــاد خــــطــــاهـــا

بـــــخــــــيـــــوط تــــــدور في الــــــكـــــون ريــــــمـــــا

ـــــــرتــــــقـى وقــــــد قــــــام فــــــيــــــنــــــا البــــــنك ا

ــــــــحــــــــتـــــــذى صـالة وصــــــــومـــــــا مـــــــثـال ي٢٠٠٢/٥/١٦

✸✸✸✸

- ١٥١ -

أمــتـــي(*)

يــــــا أمــــــة لـم جتـــــاوز أمــــــســــــهــــــا لــــــغـــــدكـــيف الـــســبـــيل لـــكي تـــنـــسي فـــتــتـــحــدي

كــــــفـى مــــــكـــــابــــــرة - مــــــا تـــــؤمــــــنــــــ بهمـا غـاب - مـثـلـك - مـعـنى الـغـيب عن أحـد

عــــــايــــــشت مــــــطــــــلـع إرهــــــاب يــــــدان بهــــــــــــــــــــدد ـــــــــــــــــــــدم أدى إلــى ب ذووك مــن ق

وال مـــــبــــــرر في تـــــكــــــفـــــيـــــر بـــــعــــــضـــــهمبــعـــضــا ســوى ذلـك اإلدمــان في «الـــســنــد»

ـــــســــاجــــد تـــــدعــــو من مـــــنــــابــــرهــــا فال اإلى احــــتـــرام حـــقــــوق الـــفـــرد فـي الـــبـــلـــد

وال «الــشـــهــادة» تـــعــنـي لــلـــجــمـــوع ســوىخــــلـف - تــــعــــاجلـه بــــالــــبــــطش والــــقــــود

هــــيـــــهـــــات يــــحـــــمــــد إنـــــســــان جـــــوارهمــــــهــــــوس فــــــيــــــهم بــــــغــــــضـه أبـــــدي إن ا

كم عـــانـت «الـــقـــلـــة الــعـــصـــمـــاء» بـــيـــنـــهمأذى وكـم لــبـــثـــوا فـي ســـجن مـــضـــطـــهــد

وعـــــشت يـــــا أمـــــتي! ال حتـــــفـــــلـــــ بـــــنــــارعى احـــــتـــــفــــالـك دومـــــا كــــثـــــرة الـــــعــــدد

وال كـــــــــعــــــــهــــــــدك إذ تــــــــمـت ســــــــيــــــــادتهفي اخلـــافـــقــيـن - وبــاسـم الــديـن لم يـــســد

(١) من وحي اإلسالم التاريخي.

- ١٥٢ -

مــــحـــــا الــــتـــــخــــلـف مــــا سـن اجلــــهـــــاد له... روحـــــــــا بـال جــــــــســــــــد فــــــــبـت والــــــــدة

حق الـــشـــعـــائــر بـــالـــتـــقــوى تـــوجـــهـــهــالـــــله خـــــالــــصـــــة - كـــــالــــطـــــائــــر الـــــغــــرد

خـــــــذي صــــــداك يـــــــدوي مـن مــــــآذنـــــــنــــــاهـل قط تــــضــــخـــــيــــمه أفــــضـى إلى رشــــد?

ظـــــــاهــــــرة أنـى لـــــــشــــــاهـــــــدهم تـــــــقــــــوكــــغــــرة الــــشــــهـــر بــــ الــــســــبـت واألحـــد

ـــــعــــــارض إذ تـــــزهـــــو بــــــثـــــروتـــــنـــــا أو امـــا قــيـــمــة اجلـــمع لـــوال فـــضل مـــقــتـــصــد

ـــــــــؤتــــــــمــــــــر أو مـــــــــا يــــــــقــــــــدره فـي كـل محــــول الــــزعـــامــــة مــــشـــوار لــــذي حــــســـد

جــــمـــيــــعــــهـــا قــــدوة مـــثــــلى لــــســـائــــرهـــاولــــيس تــــخــــفـى مــــرامـــيــــهــــا عــــلـى أحـــد

لــــــوال حـــــقــــــيـــــقــــــتــــــنـــــا وهـم نـــــلــــــوذ بهيـــــا أمـــــتي لـــــبـــــلـــــغـــــنـــــاهـــــا يـــــدا بـــــيــــد

هـم بـــــنــــــوك وقــــــد نــــــامــــــوا عــــــلى حــــــلمطــــــال الــــــنــــــهــــــار بـه دون ارتــــــيــــــاد غـــــد

كـــــــأنــــــهـم إذ يــــــرون احلـــــــال خــــــانـــــــقــــــةن شـك في دوامــــــة الــــــعــــــقــــــد تــــــلــــــقـي

ــــــمـــــمــــــة األزيــــــاء تــــــفــــــزعــــــهم وإذ مــــــصــــوقـف لـــــفــــتـــــاة الـــــعـــــصــــر مـــــنـــــفــــرد

ــــلـــــكــــون لــــهــــا عــــادوا ســــواســـــيــــة ال إرادة غـــــيــــــر فـــــتــــــوى أي مـــــجــــــتـــــهـــــد

- ١٥٣ -

هــــــــنــــــــا أعـــــــدوا مـع األيــــــــام عـــــــدتــــــــهمخلـــــوض مــــاض لــــهم بـــــالــــذكــــريــــات نــــد

... ال ســـور في الـــدنــيـــا عــلى وطن والـــيــومـــــــــــســـــــــــوره اإلرهـــــــــــاب فـي رصـــــــــــد إال ت

ســـاكـــنـــهـــا مـــا أظـــلـم الـــدار تـــعـــشي عـــعـن جـــلــــوة الـــكــــون في إســــحـــاره اجلـــدد

إن كـــــان هـــــذا هـــــو اإلسـالم مـــــعـــــتـــــمـــــرافـــيـــا لـــوحــــشـــة من يـــشــــقى مع احلـــشـــد!

١٩٩٩/٣/١٣

✸✸✸✸

- ١٥٤ -

- ١٥٥ -

قصائد نظمهاالشاعر إبراهيم العريض

باللغة اإلنكليزية

- ١٥٦ -

4. Living today, in such fray,While life to most is still a racePlaying games, having aims with an AceBreaking records, so to say,To the blessed few,(Be It ever so Gory)Be not minding who plays,But refining all his ways,As with friends new,

Rests now the case,Rests now the case,

No more life - is just gloryBut grace?

E . A (توقيع)إبراهيم العريض

Friday 15/3/2002

غرة محرم 1423 البحرين

✸✸✸✸

- ١٥٧ -

Life1. In this glorious world

To the child, as you are,Trying not to get far,With wings unfuried,

Mum is no mum till she feeds you,Dad is no dad till he heeds you,But whatever his trend,A friend is no friend,Till he begins where others end:He just speeds you!

2 - From behind the wall - daring allWho could know - in and outHow he brings this aboutIn his rally, at his first call.To quote what one wrote.(deserving a jubilant vote)

“ a bell is no bell till you ring it.A song is no song till you sing it,Love in your chest is not put there to stay,Love is not love till you give it away,And a heart in no heart till you wring it.”

3. Light rays, human faith, global space,Revealing both future and past,With time’s mystery face to face.Screening time , watching life aghast,

Some, look in, where truth is loneAs life multiplying apace,Beyond all doubtsAbove all routsOthers seek, up there, what is goneWhy totally leaving no trace

✸✸✸✸✸✸✸✸

- ١٥٨ -

IN LIFEOf life have many sung in pure delight

Others to only grief have toll’d the knell

In life’s great dome, some never could yet dwell

On life’s sad end, Good God! Be it so slight

The humblest creature shares the warmth and light

Of Thy eternal love; nor doth the well..

Whose waters never to the tempest swell

Like the deep sea... Reflect the stars less bright.

Of love bereft we never could attain

This sweet unrest, this quickening breath in life;

Our candle dimly burns in dual flames

Of red and blue; and yet, let cease the strife

With shadows of one flickering flame, the pain

Is past and.. Darkness closes on our claims.

E . A (توقيع) إبراهيم العريض

8/9/1933

✸✸✸✸

- ١٥٩ -

ULTRA - MODERNHow star - like are ye Bards of Yore! Alone,

You heard the silent music of the spheres,And gave it living voice. Through smiles and tears,

Courting all mortals in their daily drone,

The thought, The magic touch, The manly toneWith which you season’d human hopes and fears

Were closely allied, naught to us appears,In Truth, but interwoven with our own.

Alas! No more for us that inward blissWhose warmth is felt not seen, that inner glow

Akin to love; Nor dare we like them, evenDiscern a right The lovely things we miss,

An artlessness which only Art can know.No more that spark, giving a glimpse of heaven

E . A

إبراهيم العريض

10/12/1992

✸✸✸✸

- ١٦٠ -

one day in JuneHer shapely hand was raised, and waving still

To those colourful columns filing pastIn all their pageantry, the sky was cast

With clouds, and rain kept pouring over sill

And pavement , packed with not a stand to fill,No bid to jostle, with the crowd so vast.“So then, you saw the Queen, my dear.. At last?”

Said I. “you bet” she said. With what a thrill

She saw her Queen go by.. So sweet and fairFor all to see and bless . After her night

Of waiting in the open, with drenched hairAnd drooping eyes, she played a glorius part:Say not the Day was cold and not so bright,For all the warmth of summer was in her heart.

E . A

إبراهيم العريض

7/7/1953

✸✸✸✸

- ١٦١ -

قصائد نظمهاالشاعر إبراهيم العريض

باللغة األورديةوترجمها إلى العربية وهي بخط يده

- ١٦٢ -

- ١٦٣ -

- ١٦٤ -

- ١٦٥ -

الفهــــرس

٣...............................................................................................................................................................- تصدير عبدالعزيز سعود البابط

٥................................................................................................................................................................................................................- شهادة في األستاذ

اذج من شعره باللغة العربية -..............................................................................................................................................................................٤٩

١٥٥..........................................................................................................................................................................- قصائد نظمها باللغة اإلنكليزية

١٦١................................................................................................................................................................................- قصائد نظمها باللغة األوردية

١٦٤...............................................................................................................................................................................................................................................- الفهرس

✸✸✸✸