١ نقد املواقف يف علم الكالم لعضد الدين اإلجيي حبث

حمكم ومقبول للنشر يف املؤمتر الدوىل التاسع للفلسفة يف كلية دار العلوم القاهرة إبريل مناهج العلوم اإلسالمية بني التقليد والتجديد ـ احللقة األوىل : ، عنوان املؤمتر٢٠٠٤

.علم الكالم نص البحث كامالً

متهيد إن احلمد هللا، نستعينه ونستغفره، ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده اهللا فال مضل له، ومن يضلل فال هادي له، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له،

.لم تسليماً كثرياوأشهد أن حممداً عبده ورسوله صلى اهللا عليه وعلى آله وأصحابه وس

فإن مذهب األشاعرة أكرب املذاهب الكالمية املعاصرة، وقد تطور هذا املـذهب : أما بعد " املواقف يف علم الكالم"على أيدي شيوخه، وكانت الصياغة النهائية عندهم متثلت يف كتاب

عن أن يزيد هـ، ومل يأت من األشاعرة من جياريه فضال٧٥٦ًلعضد الدين اإلجيي املتوىف سنة عليه، فهو الشكل األخري لعلم الكالم عندهم، وقد حظى الكتاب بشروح وحواشٍ كثرية جدا،

.مل حتصل ملؤلف قبله، وقد أصبح مرجعاً دراسياً يف جامعات ومعاهد يف أحناء العامل اإلسالمي عاً جديداً من فهو ميثل نو" املواقف"كما اختلطت موضوعات الكالم بالفلسفة واملنطق يف

. علم الكالم، مل يعرف عند كثري ممن سبقه هلذه األسباب وغريها اخترت نقد هذا الكتاب، بوصفه ممثالً جلميع املؤلفات الكالميـة

والفلسفية واملنطقية املتأخرة، ونقداً متخصصاً يف كتاب مهم للغايـة للدارسـني للمـذهب .األشعري ودعوة للتجديد يف التأليف يف العقائد، علـى منـهج ان احلق، ولعله يسهم حبظ يف بي

السلف الصاحل، واإلفادة من جتارب املتكلمني، وتقييمها وأخذ الدروس والعرب منها، ومحاية عقائد املسلمني الصحيحة مما يكون دخلها من مذاهب خمالفة لعقيدة السلف قد يسر مثـل

. نيهذا الكتاب انتشارها بني طوائف من املسلمأو منوذج أو اثنني فقط، واختصر مبثالوالكالم عن هذا الكتاب يطول، لذلك سأكتفي

. يف العرض، مع الرد اإلمجايل، واذكر معلومات املرجع يف الفهرس

":املواقف يف علم الكالم"التعريف بكتاب: أوالً

م جياره أشـعري بعـده يعد كتاب املواقف ذروة ما بلغة علم الكالم عند األشاعرة، فل

٢ .)١(فضالً عن أن يزيد عليه، وقد غلبت عليه املادة الفلسفية واملنطقية، وله شهرة كبرية

وصف بعض الباحثني أسلوبه وعبارته بالقوة والسالسة، مع البعـد عـن التطويـل يف .فة، خاصة مباحث الفلس)٣(، وبعض املواضع ألغازوهو ذو أسلوب جاف عسر ،)٢(املناقشات

.وينقسم املوقف إىل مراصد وينقسم كل مرصد إىل مقاصد: ينقسم الكتاب إىل ستة مواقف

يف املقدمات، وذكر فيه تعريف علم الكالم وموضوعه وفائدته، والنظر وما : املوقف األول .يتعلق به، مث ذكر مسائل منطقية حبته مثل التصور والتصديق، والقياس املنطقي وغريها

يف األمور العامة، وهي األصول امليتافيزقية األوىل، ويذكر مسـائل الوجـود : ف الثاين املوق .والعدم، واملسائل املتعلقة باملاهية، وأحباث الواجب لذاته

يف األعراض وما يتعلق ا عند الفالسفة واملتكلمني ويتوسع فيها ، حىت ذكر : املوقف الثالث .اليبوسة يف الكيفيات احلرارة والرطوبة و

.يف اجلوهر وأقسامه، واألفالك والبحوث الطبيعية، والنفس والعقل : املوقف الرابع

. وهذه املواقف األربعة كلها يف مسائل كالمية ومنطقية وفلسفية يف اإلهليات زعم فيه إثبات الصانع سبحانه، ونفى فيه الصفات الواردة يف : املوقف اخلامس

.ر فيه القدر ومسائله الكتاب والسنة، وذك

وذكر فيه النبوة ، واملعاد واإلمامة، واألمساء واألحكام : يف السمعيات: املوقف السادس .وما يتعلق بذلك، وختمه بذكر الفرق

فهذه أقسام الكتاب ميثل فيها ما يتعلق بالعقيدة اإلسالمية مباشرة الثلث وفيها ما خيالف نفي صفات الرب تعاىل، نفي تعليل أفعال الرب : ة كثرية، من ذلك عقيدة سلف األمة أمثل

.تعاىل، جعل املعجزة الدليل الوحيد للنبوة، وغري ذلك ويهتم اإلجيي كثريا بأقوال الفرق املخالفة لألشاعرة، مثل املعتزلة والفالسفة، مع ذكـره

وإذا ذكره فإمنا يذكره للفرق األخرى، لكنه يتجاهل أو جيهل مذهب أهل السنة واجلماعة، .على سبيل الذم والتنفري، كما سيأيت

تابع الرازي يف كثري من قضايا الكتاب، وتقيد بأفكـاره إىل حـد " املواقف" وهو يف .)٥(وقد بلغت شروح الكتاب واحداً وأربعني ما بني شرح وتعليق واختصار، )٤(كبري

. ٣/١٨٧، ودائرة املعارف اإلسالمية جـ٣٥٧أمحد صبحي ص. د -االشاعرة – علم الكالم يف )١(

.٢/٦٨٩عبد الرمحن احملمود جـ. موقف ابن تيمية من االشاعرة د )٢(

.١٥، ١٠أمحد الطيب ص. مباحث الوجود واملاهية من كتاب املواقف د )٣( . ١٢-١١مباحث الوجود واملاهية من كتاب املواقف ص )٤(

.١٥، ومباحث الوجود واملاهية ص٨٥يوسف املرعشلي ص. مقدمة ختريج أحاديث شرح املواقف حملققه د )٥(

٣ :التعريف باملؤلف : ثانياً ، ولـد *أبو الفضل، عبدالرمحن بن أمحد بن عبد الغفار اإلجيي، )٦(أو امللة هو عضد الدين

.هـ ٧٥٦بإيج من نواحي شرياز ويل القضاء، وتويف مسجونا يف قلعة قرب إيج سنة . )٧(كان كثري املال والنفقة على الطلبة كرمي النفس، أبرز شيوخه زين الدين اهلنكي

والفلسفة واملعاين والعربية، وليس له خربة باحلـديث وال برز عضد الدين يف علم الكالم .وبه يعرف أحياناً " املواقف يف علم الكالم"بأقوال السلف، أشهر كتبه

.وغريه )٨(اشتهر تالميذه وبلغت شهرم اآلفاق، مثل التفتازاين

":املواقف"أسباب اختيار كتاب : ثالثاًالنهاية ملذهب األشاعرة الذي يعد أكرب املذاهب الكالمية ميثل كتاب املواقف الصياغة ـ ١

.)٩(منذ عصر املؤلف حىت الوقت احلاضرهو املقرر الدراسي يف العصور املتأخرة لدى جامعات ومعاهد يف بعض " املواقف"ـ كتاب٢

.)١٠(أحناء العامل اإلسالمي

ختلطت املوضوعات الكالميـة ـ ميثل املواقف طابع علم الكالم عند املتأخرين، حيث ا٣ كتب فلسفة ممزوجة بعلم الكالم، ال كتب كالم « : والفلسفية واملنطقية، حىت قيل عنه وأمثاله

.)١١( »تتعرض ألقوال الفالسفة

ـ هذا الكتاب وغريه من الكتب الكالمية املتأخرة يلحظ فيها اإلعراض التام عـن آثـار ٤ التصوف كانوا خيلطون ذلك بأصول من الكتاب والسـنة املتقدمون من أهل الكالم والنبوة، ف

ـ : مصادر الترمجة منها* ، والـدرر الكامنـة البـن حجـر ٤٧-٤٦/ ١طبقات الشافعية الكربى للسبكي جـ

الطـالع للشـوكاين ، والبدر ١/٢٩٨، وشذرات الذهب البن العماد جـ٢٢٧٨رقم الترمجة ٤٣٠-٢/٤٢٩جـ . ١/٣٢٦جـ

دار عامل الكتب عضد اهللا والدين، وهذه العبارة تنسب إىل الرب تعـاىل / طبعة" املواقف"جاء على طرة كتاب )٦( . واملصادر مل تذكر يف ألقابه عضد اهللا، ولعل املراد امللة. احلاجة إىل املعني واملساعد

.١٧ مقدمة الفوائد الغياثية يف علوم البالغة صمل أجد له ترمجة ، وكذا قال عاشق حسني يف )٧(بن عمر التفتازاين، من علماء الكالم واللغة،على املذهب األشعري، له ) حممود( هو سعد الدين مسعود ويقال )٨(

. ٧/٢١٩، واألعالم جـ٥٤٩ -٨/٥٤٧شذرات الذهب جـ: انظر. هـ٧٩٣، تويف سنة "شرح املقاصد"

. ٢/٦٨٩، وموقف ابن تيمية من األشاعرة جـ٣٥٧أمحد صبحي ص. اعرة د األش –يف علم الكالم )٩( .١/٩٢عبدالرمحن عمريه جـ/ ، ومقدمة شرح املقاصد للدكتور ٢/٦٩٠موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ )١٠(

.٦١١فخر الدين الرازي وآراؤه الكالمية والفلسفية تأليف حممد الزركان ص )١١(

٤واآلثار، وأما املصنف وأمثاله من املتأخرين فلم يذكروا إالّ األصول املبتدعة وأعرضـوا عـن

.)١٢(الكتاب والسنة، ومتقدمو املتكلمني خري من متأخريهم، كما يقوله شيخ اإلسالم ابن تيميةتتجارى م األهواء كمـا يتجـارى الكلـب «: لفقا �وهذا ما أخرب عنه املعصوم

.)١٤(، أي يتواقعون يف األهواء الفاسدة ويتداعون إليها تشبيها جبري الفرس)١٣(»بصاحبه

: ـ كتاب املواقف له شروح وحوا شٍ كثرية جداً، مل حيصل لكتاب أشعري قبله، قيل٥ .إا تصل إىل واحد وأربعني شرحاً وحاشية وخمتصراً

ليقدموا لدينهم وأمتـهم " املواقف"تنمية الوعي يف الدارسني الذين يقرر عليهم كتاب -٦ .ضة األمة واستعادة مكانتها –بإذن اهللا -منهجاً صحيحاً، ليحقق

فكان نقد هذا الكتاب نقداً للصياغة النهائية ألكرب املذاهب الكالمية املعاصرة، ونقداً أيضاً واملنطقية، ودعوةً للعودة للمصادر األصلية الكتاب والسنة، والـتخلص للموضوعات الفلسفية .من التبعية ألقوال البشر

":املواقف" نقد تعريف علم الكالم يف : رابعاًحيدد اإلجيي منهجه يف الكتاب يف املوقف األول بأن منهجه كالمي ويبـدأ الكتـاب

يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد احلجج بأنه علم «: بتعريف علم الكالم فيقول عنهبأنه مايقصد به نفس اإلعتقـاد دون العمـل، : ، مث يشرح األجيي املراد بالعقائد»ودفع الشبه

: ، مث يتوسع يف إضفاء وصف الكالم على من خيالفه فيقول �وبالدينية املنسوبة إىل دين حممد . )١٥(ء الكالمإن اخلصم وإن خطأناه ال خنرجه من علما

فإن اخلصم كاملعتزلة مثالً وإن خطأناه يف اعتقاده وما يتمسك به « قال اجلرجاين يف شرحه يف إثباته، الخنرجه من علماء الكالم، وال خيرج علمه الذي يقتدر معه على إثبات عقائده الباطلة

: ، وهنا وقفات )١٦(»من علم الكالميثبت ويدافع عن العقائد الصحيحة والباطلة، فعلى هذا ال أ ـ علم الكالم يف زعم أهله

.٣٦٧-١٠/٣٦٦ة جـجمموع فتاوى ابن تيمي )١٢(له، واإلمام أمحد واللفظ ٤٥٩٧رقم احلديث ٥/٥حـ) كتاب السنة، باب شرح السنة(أخرجه أبو داود يف )١٣(

حديث ): امشها(، قال األلباين يف ظالل السنة ١/٧، وابن أيب عاصم يف السنة حـ ٤/١٠٢يف املسند جـلسان العرب البن منظور . لب فمن عضه قتلهبالتحريك ، داء معروف يعرض للك: صحيح، والكَلَب

لسان . ، ويعرض لإلنسان من عض الكلب فيصيبه شبه اجلنون، وميتنع عن املاء حىت ميوت عطشا١٤/١٤١جـ .١/٧٢٣العرب جـ

).جرا(مادة ١٤/١٤١لسان العرب جـ )١٤(

.٧املواقف يف علم الكالم ص )١٥( .٢٤عبد الرمحن عمريه ص.مة شرح املقاصد للتفتازاين دمقد: ، وانظر١/٣٤املواقف بشرح اجلرجاين جـ )١٦(

٥ .مييز هذا املنهج بني احلق والباطل، وهو يف حقيقته يوصل للعقائد الباطلة

الفرق الكالمية اآلخـرى، وهـي كـذلك تكفـر )١٧("املواقف"ب ـ كفر اإلجيي يف .األشاعرة، مع أن منهج اجلميع كالمي، فأيهم املصيب؟

يذكر اإلجيي اآلرآ املخالفة له يف ذم الكالم، مع أنه يف كثري من األبواب يذكر من مل ج ـ خيالفه من الفالسفة واملعتزلة، وخيالفه أهل السنة واجلماعة يف تعريف علم الكالم وحكمه،

. فلماذا هذا التجاهل؟إىل طائفة أخرى وسلفه األشاعرة حاولوا تأويل األقوال الواردة عن السلف يف ذم الكالم

. )١٨(غريهم، مع أنه الزم هلم

:و يف هذا التعريف أوهام

قال اإلجيي ظن أهل الكالم أن القرآن الكرمي والسنة النبوية خاليان من األدلة العقلية، د ـ وزعم يف ، )١٩(»دالئله يقينية حيكم ا صريح العقل، وقد تأبدت بالنقل «: عن علم الكالم

.)٢٠(ى أن الدالئل النقلية ال تفيد اليقنيمواضع أخر

يف القرآن الداللة على الطرق العقلية؛ والتنبيه عليها والبيان «:والصواب خالف ذلك، فإن هلا واإلرشاد إليها، والقرآن مآلن من ذلك، فتكون شرعية مبعىن أن الشرع هدى إليها، عقلية

.)٢١( »الكمالمبعىن أنه يعرف صحتها بالعقل فقد مجعت وصفي القرآن جاء بالطريقة اخلطابية وعرى عـن «: كما توهم بعض أهل الكالم والفالسفة أن

الربهانية أو اشتمل على قليل منها، بل مجيع ما اشتمل عليه القرآن هو الطريقة الربهانية وتكون العقلية النقليـة ، وقد أُفرد مصنف يف األدلة)٢٢( »تارة خطابية وتارة جدلية مع كوا برهانية

.)٢٣(على أصول االعتقاد عند أهل السنة للرد على هذه األقوال الباطلةن أعظم أسباب رواج البـدع هـ ـ طغيان اجلدل واملراء على العقائد الكالمية، وهو م

واألهواء واالفتراق، وقد جاء النهي عن اجلدال واخلصومات يف الكتاب العزيز والسـنة

.٣٩٤-٣٩٢املواقف ص )١٧( .٧٨٢ -٧٧٧/ ٢موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ )١٨( .٨املواقف يف علم الكالم ص )١٩( .٤٠املواقف يف علم الكالم ص )٢٠( .٩/٣٩درء التعارض جـ )٢١( . ٤٧– ٢/٤٦جمموع الفتاوى جـ )٢٢( . سعود العريفي. لية النقلية على أصول االعتقاد تأليف دمثل األدلة العق )٢٣(

٦ zÏΒ:، وعن الصحابة والتابعني وأئمة اهلدى، قال تعاىلالنبوية الشريفة uρ Ĩ$̈Ζ9 $# tΒ ãΑ ω≈ pgä†

’ Îû «! $# Î� ö� tóÎ/ 5Ο ù= Ïæ Ÿωuρ “ W‰ èδ Ÿωuρ 5=≈ tG Ï. 9�� ÏΖ •Β ∩∇∪ ⟨ ) أبغـض «:�، وقـال )٨:احلج اآليةسورةذم اجلـدال عقد املؤلفون يف عقائد السلف بابـاً يف ، وقد)٢٤( »الرجال إىل اهللا األلد اخلَصم

.)٢٥(واخلصومات يف الدين .)٢٦(واجلدال واملراء سبب تسليم األشاعرة بأصول خصومهم العقلية من املعتزلة وغريهم أما التعامل مع أهل البدع فقد رمسه السلف ـ رمحهم اهللا ـ بالسكوت عنهم وهجرهم،

الصاحل من علماء املسلمني، كما نقله عنهم فهو أشد عليهم من املناظرة هلم، كذا قال السلف .)٢٨(، وأما املناظرة والذب عن الدين فتكون عند االضطرار)٢٧(اآلجري الشافعي اإلمام

يعرفه بعض املعاصرين مثل ي ـ اختلفت تعريفات علم الكالم بني املؤيدين له واملعارضني، ف يهدف إىل إبالغ حقائق الدين بنفس أداة مساعدة للدعوه اإلسالمية« :وحيد الدين خان بأنه

.فهو يرى أنه علم وقىت انتهى وقته ، )٢٩(»اللغة واملصطلحات اليت يأنس ا املدعو يف عصره

والصواب أنه منهج لدراسة العقيدة، ال زال باقيا إىل اليوم، ومن يعارضه يرى أنه غري صاحل .يف كل األوقات

حقيقة عرفية فيمن يتكلم يف الدين بغري «: الكالم بأنهوقد عرفه شيخ اإلسالم ابن تيمية .)٣٠( »طريقة املرسلني

:وهذا التعريف هو أفضل التعريفات اليت أطلقت على علم الكالم، وقد تضمن ثالث نقاط .ـ أنه حقيقة عرفية، وليس له أصل يف اللغة أو الشرع، وهذا صحيح ١

على عدة أقوال ذكرها اإلجيي، ومل جيـزم بـأي فقد اختلف أهل الكالم يف سبب تسميته هي اللفظ الذي وضع : واحلقيقة العرفية،ومل يذكر األصل اللغوي أو الشرعي إلطالقه، )٣١(منها

كتاب (، ومسلم يف ٤٥٢٣رقم ٣/١٣٦٨جـ)" وهو ألد اخلصام(كتاب التفسري، باب"أخرجه البخاري يف )٢٤(

شديد اخلصومة، ألد أفعل : واللفظ للبخاري، واأللد ٢٦٦٨رقم ٤/٢٠٥٤جـ) العلم، باب األلد اخلصمفتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقالين . ة اخلصومةتفضيل من اللدد، وهو شد

.٨/٢٣٨جـ . وغريمها ٢/٤٨٣، وابن بطة يف اإلبانة الكتاب األول اإلميان جـ١/١٨٥مثل اآلجري يف الشريعة جـ )٢٥( . ١٢/١٩٣جمموع فتاوى ابن تيمية جـ )٢٦( .وما بعدها ١/٨٨نفس املرجع جـ: انظر. ، وقد ورد هذا عن مجع من السلف١/١٩٦الشريعة جـ )٢٧( . ٥٣٩-٢/٥٣١، واإلبانة الكتاب األول اإلميان جـ١/١٩٧الشريعة جـ )٢٨( .٥٩جتديد علوم الدين تأليف وحيد الدين خان ترمجة ظفر اإلسالم خان ص )٢٩( . ١٢/٤٦١جمموع الفتاوى جـ )٣٠( . ٩-٨املواقف ص )٣١(

٧، )٣٢(لغة ملعىن، ولكن استعمله أهل العرف يف غري هذا املعىن حىت صار ال يفهم منه إال هذا املعىن

هل االصطالح على أنه إذا أطلق فإنه يراد به هـذا والكالم يف اللغة هو النطق، لكن تعارف أ .املنهج

.ـ أنه يتعلق بالدين٢ .ـ أنه بغري طريقة املرسلني٣ وهذه النقاط يتفق عليها املؤيدون للكالم واملعارضون له، فهو منهج يطبق على الدين، وهذا

حابة والسلف وال األئمة وال الص �باتفاق أهل السنة وأهل الكالم، ومل بعرف يف زمن النيب .املعروفني، وقد ورد عمن ظهر يف زمنه التحذير منه

:للعقيد ة بالطرق الكالمية "املواقف"نقد إثبات : خامسا إثبات العقائد اإلميانية، كما بأنه علم يقتدر معه على : جاء يف تعريف الكالم عند اإلجيي

وكما تقدم يف التعريف بالكتاب ،)٣٣(ا شبه املبطلنيعن العقائد أن تزلزهلالدفاع : ذكر يف فوائدهفإن ثلثيه يف مقدمات عقليه غالبها باطل، والكالم يف العقيدة يف موقفني من سته، وهذا هو

.الغالب على مصنفات أهل الكالم املتأخرين

عمدة الكالم ومعظمه هو القضايا واملقدمات الىت يسميها العقليات، وهى أصـل الـدين ف السـمعيات ، وأما كالمه يف ، وقد بناها على مقاييس تستلزم رد كثري مما جاءت به السنةعنده

.)٣٤(من املعاد والثواب والعقاب واخلالفة والتفضيل واإلميان فهو بطريق جمملقال اإلجيي وأكرب القضايا اليت اجتهد أهل الكالم يف إثباا قضيتان، مها الربوبية والرسالة،

وإثبات النبوة اليت هي أسـاس ....علم الكالم املتكفل بإثبات الصانع « :لكالميف مدح علم ا . )٣٥(»اإلسالم

":املواقف"أ ـ إثبات الربوبية يف ذكر اإلجيي إثبات الصانع يف املوقف اخلامس، وذكر لذلك مخسة مسالك وذكر بعض

كر ههنا شبهات كثرية، قد ذ «:االعتراضات عليها وأجاب باختصار شديد عنها، مث قال أن يوجد ههنا ويف كل مسألة تراد مذهبان متقابالن، : حاصلها عائد إىل أمر واحد، وهو

....فريدد بينهما ترديداً مانعاً من اخللو، مث يبطل كل واحد منهما بدليل اآلخر

ن، إذ قد هو القدح يف دليل الطرف الضعيف يف املذهبني، أو يف دليلهما إن أمك: وحلها إمجاالً

. ٤٤/ ٢لنور زهريجـحممود أبو ا. أصول الفقه تأليف د )٣٢( .٨ -٧املواقف ص )٣٣( . ٢/٧جمموع الفتاوى جـ )٣٤( .٤املواقف ص )٣٥(

٨، وعلى هذايبقى األخر )٣٦( »يكون دليل الطرفني ضعيفاً، وال يلزم من بطالن دليلهما بطالا

.ضعيفا، أال يوجد دليل سامل من املعارضة؟

ولنقتصر على هذا القـدر «:وذكر بعض هذه االعتراضات وحاول اإلجابة عنها، مث قال ، فـال حـول )٣٧(»وعد ذلك تبصراً يف العلومفإن هذا منشأ الشبهات اليت طول ا الكتب ،

’ والقوة إال باهللا، Îûr& «! $# A7 x© Ì� ÏÛ$sù ÏN≡uθ≈ yϑ ¡¡9 $# ÇÚö‘ F{ $# uρ ( ⟨ )هل بلغ احلال مبن ،)١٠:إبراهيم اآليةينتسب لإلسالم أن يشك يف خالقه سبحانه، أو يعجز عن رد الشبهات يف إثبات وجوده، هل

: ات إمنا هي يف مناهجهم وأقواهلم، كما قال العالمة ابن القيمهذا هو الدين احلق ؟ إن الشبه وجنوا على اإلسالم كل جناية إذ سلطوا األعداء بالعدوان«

……… .)٣٨(»يا حمنة اإلسالم والقرآن من جهل الصديق وبغي ذي طغيان

:وقفات والتفصل يف بيان بطالن هذه األقوال يطيل البحث، لكن هناـ اإلقرار باخلالق سبحانه وتعاىل واالعتراف به مركوز يف الفطرة، مستقر يف القلوب ١

أال ترى أن الناس يعرفون من أحوال من تتعلق بـه منـافعهم ، )٣٩(فرباهينه وأدلته متعددة جداه، وال ومضارهم كوالة أمورهم وأصدقائهم وأعدائهم ما ال يعلمونه من أحوال من الصلة هلم ب

شيء أحوج إىل شيء من املخلوق إىل خالقه فهم حيتاجون إليه من جهة ربوبيته ومـن جهـة * ôM اخلالق إنكار ادعوا ملا أقوامهم من ولذا تعجب األنبياء، )٤٠(ألوهيته s9$s% óΟ ßγè= ߙ①’ Îûr& «! $#

A7 x© Ì� ÏÛ$sù ÏN≡uθ≈ yϑ ¡¡9 $# ÇÚö‘ F{ $# uρ ⟨ )رد يف القرآن الكرمي االستدالل على م يل ، لذلك)١٠:إبراهيم اآليةوجود اخلالق ـ سبحانه ـ، ومن تاب من أهل الكالم أنكر عليهم إقامة الرباهني على وجـود اهللا

.)٤٢(، وبني أن الرسل جاءت بالتوحيد، ومل يرد التكليف مبعرفة الصانع سبحانه)٤١(هذه املسالك اليت ذكر، ـ طرق إثبات اخلالق سبحانه كثرية جدا، اليصح حصرها يف ٢

ليعرف «: يف درء التعارض طرق الناس يف املعرفة باهللا،مث قال شيخ اإلسالم ابن تيميةوقد ذكر أن األمر يف ذلك واسع، وأن ما حيتاج الناس إىل معرفته مثل اإلميان باهللا ورسوله فإن اهللا يوسع

.٢٦٨املواقف ص )٣٦( .٢٦٩املواقف ص )٣٧( .٩٧البن القيم ص" القصيدة النونية" الكافية الشافية يف االنتصار للفرقة الناجية )٣٨( . ٢/٧٢جمموع الفتاوى جـ )٣٩( .١٣٦ – ١٣٥/ ٣درء التعارض جـ )٤٠( . ٧٩، وشرح العقيدة الطحاوية ص١٨-١٦أول واجب على املكلف تأليف الشيخ عبد اهللا الغنيمان ص )٤١( .١٢٤-١٢٣اية اإلقدام يف علم الكالم للشهرستاين ص )٤٢(

٩، وليس األمر كما يظنه كثري طرقه وييسرها، وإن كان الناس متفاضلني يف ذلك تفاضال عظيماً

من أهل الكالم من أن اإلميان باهللا ورسوله ال حيصل إال بطريق يعينوا وقـد يكـون اخلطـأ .)٤٤(، وقد ذكر غريه بعض الطرق احلديثة)٤٣( »احلاصل ا يناقض حقيقة اإلميان

ال حيصـل ـ الطرق اليت ذكر اإلجيي إما أن تكون طويلة ال حيتاج إليهـا أو ناقصـة ٣ املقصود ا، ويف الفطرة املكملة بالشرعة املرتلة ما يغين عن هذه األمور احملدثة، وهذه الطـرق سالكها يفوته من كمال املعرفة بصفات اهللا تعاىل وأفعاله ما ينقص به عن أهل اإلميان نقصـا

ت عليه به عظيما إذا عذر باجلهل، وإال كان من املستحقني للعذاب إذ خالف النص الذي قام .)٤٥(احلجة فهو بني حمروم ومأثوم

، قـال )٤٦(ـ ليس كل من أقر أن اهللا رب كل شيء وخالقه يكون عابداً له دون ما سـواه ٤ ö≅è% tΒ �>§‘ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# Æìö7¡¡9$# �>u‘uρ Äتعــاىل ö̧�yèø9$# ËΛÏàyèø9$# ∩∇∉∪ šχθä9θà)u‹y™ ¬! 4 ö≅è% Ÿξsùr& šχθà)−Gs?

∩∇∠∪ ö≅è% .tΒ Íνωu‹Î/ ßNθä3w=tΒ Èe≅à2 &óx« uθèδuρ ç��Ågä† Ÿωuρ â‘$pgä† Ïµø‹n=tã χÎ) óΟçFΖä. tβθçΗs>÷ès? ∩∇∇∪ šχθä9θà)u‹y™ ¬! 4 ö≅è% 4’‾Τr'sù šχρã�ysó¡è@ ∩∇∪ ⟨ ) واآليات الدالة على هذا املعىن كـثرية )٨٩- ٨٦: املؤمنون اآليات سورة ، . جدا

وغريه من األشاعرة هى بعينها تأويالت " املواقف"كرها اإلجيي يف ـ التأويالت الىت ذ٥ ، وإنكار الصـفات )٤٧(بشر املريسى املعتزيل الذي رد عليه أهل السنة يف زمنه، وكفره اإلجيي

الثبوتية الواردة يف الكتاب والسنة، هو إنكار لوجود اخلالق سبحانه، شعر النايف بـذلك أم مل .)٤٨(ات أحد أسباب اإلحلاد يف العصر احلديثيشعر، لذلك إنكار كل الصف

": املواقف"ب ـ إثبات النبوة يف العمدة : وفيه مسالك ، املسلك األول وهو : إثبات نبوة حممد« :يف السمعيات قال اإلجيي ـ

مث ذكر املعجزات وذكر، مسالك أخرى يف ،)٤٩( »أنه ادعى النبوة وظهرت املعجزة على يده – .إثبات النبوة

: والكالم هنا يف مسألتني

.٩/٦٦درء التعارض جـ )٤٣( .٥٧ - ٤١جعفر شيخ أدريس ص. الفيزياء ووجود اخلالق تاليف د )٤٤( .٨/٢٣٨درء التعارض جـ )٤٥( . ٢٢٧-١/٢٢٦درء التعارض جـ )٤٦( .٢٩٣املواقف ص )٤٧( . ٤٠جعفر شيخ أدريس ص. الفيزياء ووجود اخلالق تاليف د )٤٨( .٣٤٩املواقف ص )٤٩(

١٠ :أقوال الفرق يف دالئل النبوة، وللناس يف دالئل النبوة قوالنـ ١ حصر دالئل النبوة يف املعجزات فقط، وقال به مجهور املعتزلة واألشاعرة وبعـض :األول

.الساملية ومن وافقهم .)٥٠(أن دالئل ثبوت نبوة األنبياء كثرية، منها املعجزات :الثاين .)٥١(وقد ذكر اإلجيي أربعة مسالك يف إثبات النبوة، لكن العمدة عنده هو املعجزة :أن دالئل النبوة كثرية جداً، منها: والصواب

استدل كثري من العقالء على النبوة بنفس الشريعة، واستغنوا ا عن طلب املعجزة، وهذا «ـ »د صدقهممن أحسن االستدالل فإن دعوة الرسل من أكرب شواه

)٥٢(. مث �يف أسئلته أليب سـفيان �استدل القيصر ـ عظيم الروم ـ على صدق النيب - قد كنت أعلم أنه خارج، مل أكن أظن أنه منكم، فلو أين أعلم أين أخلـص إليـه « :قال

»لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه )٥٣(.

من الغار بعد نزول الوحي عليه، �وكذلك خدجية ـ رضي اهللا عنها ـ ملا جاء النيب ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العـزى ابـن وكذلك �وأخربها اخلرب، صدقت بنبوته

.ومل يروا معجزة وال طلبوها � فهؤالء استدلوا على صدق نبوة نبينا حممد، )٥٤(عمهاحيام، ومنها ـ األدلة على صدق األنبياء منها ما سبق والدم ونبوءم، ومنها ما يكون يف

.)٥٥(ما يكون بعد وفامكالمهم يف هذا الباب منتهاه التعطيل، وهلذا عدل الغزايل وغريه عن طريقهم «واخلالصة أن

»يف االستدالل باملعجزات لكون املعجزات على أصلهم ال تدل على نبوة نيب)٥٦(.

: ـ يف تعريف املعجزة عند اإلجيي ٢ما قصد به إظهار صدق من ادعى أنـه : حقيقة املعجزة : عجزة فيقول يعرف اإلجيي امل

،)٥٧(خارقة للعادة، ومقرونة بالتحدي، وعدم املعارضة: رسول اهللا، مث ذكر شروطها واليت منها

. ٩/٤٠درء التعارض جـ) ٥٠( .٣٥٧-٣٥٦املواقف ص) ٥١( . ٢/١٦٤شفاء العليل جـ) ٥٢( . ٧رقم ٢٥-١/٢٤جـ) ء الوحيكيف كان بد: كتاب بدء الوحي، باب(احلديث أخرجه البخاري يف ) ٥٣(

. ٣رقم ١/٢٢احلديث أخرجه البخاري يف نفس الكتاب والباب جـ) ٥٤( . ١٥٦-١٥٠، وشرح العقيدة الطحاوية ص ٤١-٣٧النبوات ص) ٥٥( .٣٥٦، وقد ذكر اإلجيي قول الغزايل يف املواقف ص ٢٩٧النبوات ص ) ٥٦( . ٣٣٩املواقف ص )٥٧(

١١ .)٥٨(وقد تابعه من جاء بعده من أهل الكالم يف تعريف املعجزة

:وهنا وقفات

الصواب أن يسمى ما يدل على لصدر األول، ووا �ـ لفظ املعجزة مل يرد عن النيب .)٥٩(النبوة آية أو برهاناً كما جاء ت يف القرآن الكرمي

هي األدلة والعالمات املستلزم لصدقهم، : آيات األنبياء وبراهينهم: وميكن تعريفها بأا .)٦٠(واليت ليست معتادة لغريهم من الناس

دليل من الكتاب أو السنة، ومعجزات الـنيب ـ الشروط اليت وضعها اإلجيي ليس هلا :ال جتتمع فيها هذه الشروط، فمثالً �

وهو عدمي التأثري، فإن نفس النبوة ،وصف ال ينضبط... كون اآلية خارقة للعادة «أ ــ الكهانة والسحر هـو معتـاد للسـحرة «، و»معتادة لألنبياء خارقة للعادة بالنسبة إىل غريهم

، وهو خارق بالنسبة إىل غريهم، كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو والكهان ...هو معتاد لنظرائهم، وهو خارق بالنسبة إىل غريهم

له نظري يف العامل فهذا باطل، فإن آيات األنبياء بعضـها نظـري إن أريد به أنه مل يوجدمن األنبياء، وإن قيل إن بعض األنبيـاء بعض، بل النوع منه كإحياء املوتى هو آية لغري واحد

»كانت آيته ال نظري هلا كالقرآن والعصا والناقة، مل يلزم ذلك يف سائر اآليات )٦١(.

ـ مل يكن يتحدى ا، ويقول ائتوا مبثلها، والقرآن إمنـا �عامة معجزات الرسول ب عجزات مل يتحد ا، وليس فيما نقـل حتداهم ملا قالوا إنه افتراه مل يتحدهم به ابتداء، وسائر امل

حتد إال بالقرآن، ومن آيات األنبياء ما كان قبل والدم، وقبل إنبـائهم ومـا يكـون بعـد .)٦٢(مومقوله خاصة املعجز عدم املعارضة؟ فهذا باطل، وإن كان ال يستطيع أحد املعارضة، فـإن ج ــ�

هناك، إذا كان مما يعلم أنه معتاد مثل خوارق السحرة هذا العدم ال يعلم إذ ميكن أن يعارضه من ليس

. ٢١٩التعريفات للجرجاين ص) ٥٨(� š:اهللا ـ تعاىل ـ مساها برهاناً يف قوله ملوسى «، و ١٩، ٨النبوات ص) ٥٩( ÏΡ≡ x‹sù Èβ$ uΖ≈ yδ ö� ç/ ÏΒ š� Îi/ سورة ( ⟩ ‘¢

. ٢٨٧ص النبوات»وهي العصا واليد، ومساها برهاناً وآيات يف مواضع كثرية من القرآن) ٣٢: القصص اآلية

. ٦٩، ٤٤النبوات ص) ٦٠( . ٢١-١٩النبوات ص) ٦١( . ٢٩٣النبوات ص) ٦٢(

١٢والكهان، فإنه وإن مل ميكن أن يعارض يف هذا املوضع ففي السحرة والكهان من يفعل مثلها مع أنـه

.)٦٣(ليس بنيب، ومعلوم أن مسيلمة الكذاب والعنسي مل يكن عندمها من يعارضهماسحرة والكهان، وزعم أنه لو ادعى السـاحر ـ مل يفرق بني آيات األنبياء وال عجائب ال

فال بد من أال خيلقه اهللا على يده، أو أن يقدر غريه على معارضته، وإال كان « والكاهن النبوة، ، ويف هذه األقوال من الفساد عقالً وشرعاً، ومن املناقضة لدين )٦٤(»تصديقا للكاذب وأنه حمال

.)٦٥(اإلسالم وللحق ما يطول وصفهيأيت به السحرة والكهان ميتنع أن يكون آية لنيب بل هو آية على الكفر، فكيف يكون وما «

»آية للنبوة، وهو مقصود للشياطني، وآيات األنبياء ال يقدر عليها جن وال إنس)٦٦(.

وهلذا يقيم أكابر فضالئهم مدة يطلبون الفرق بني املعجزات والسحر فال جيدون فرقاً، إذ « »يف نفس األمر ال فرق عندهم

)٦٧(. تتميز بالتحدي « :وكرامات األولياء، وزعم أن معجزة األنبياء ـ مل يفرق بني آيات األنبياء

، وقد تبني بطالن هذا الشرط، وكرامات األولياء من آيات األنبياء، )٦٨(»مع ادعاء النبوة وعدمههلم بالنبوة، وهي معتادة مـن وإمنا تكون ملن شهد هلم بالرسالة، فهي دليل على صدق الشاهد

.)٦٩(الصاحلني ومعجزات األنبياء فوق ذلكأن القوم مل يعرفوا دالئل النبوة، وال أقاموا دليالً على نبوة األنبياء، كما مل يقيموا دليالً «واخلالصة

على وجود الرب، فليس يف كتبهم ما يدل على الرب تعاىل، وال على رسوله، مـع أن هـذا هـو .)٧٠(»ود من أصول الديناملقص

:عن اإلسالم " املواقف"نقد دفاع االجيي يف: سادساً ودفع الشـبه، : لقد تضمن علم الكالم هذه الدعوى، فقال اإلجيي يف تعريف علم الكالم

وكثري مـن ،)٧١( »حفظ قواعد الدين عن أن تزلزهلا شبه املبطلني« :وذكر من ضمن فوائده إلجيي يف املواقف ـ مثل كثري من أهل الكالم ـ قضايا خاطئـة، مثـل القضايا اليت أوردها ا

. ٢٩٣النبوات ص) ٦٣( . ٣٤١ص : ، وانظر٣٤٦املواقف ص )٦٤( . ٢٩٥ص النبوات) ٦٥( . ٢٩٦النبوات ص ) ٦٦( . ٢٩٥النبوات ص ) ٦٧( .٣٧٠املواقف ص ) ٦٨( . ٢٩٦النبوات ص ) ٦٩( . ٢٩٣النبوات ص) ٧٠( . ٨املواقف ص )٧١(

١٣طريقته يف إثبات الربوبية ويف إثبات النبوة كما تقدم، فضالً عن القضايا اليت ال دليل له علـى

:إثباا مثل اجلوهر والعرض، واألحاديث املوضوعة وغري ذلك، وهنا وقفات ، فإن كان فيه ما يوافق خرب � ما ثبت عن الرسول جيب أن يكون الدفاع عن نفس ـ ١

وفيه ما خيالفه كان متييزه قبل الدفاع عنه أوىل من الذب عنه،ومن زعم أنه يـذب � الرسول واعتقد نقيضه كان مبتدعاً مبطالً، متكلماً � عن السنة وقد كذب بكثري مما أخرب به الرسول

دق والعدل، ورد البدعة ببدعة والباطـل بباطـل الدفاع عن السنة باحلق والص و ،)٧٢(بالباطل βr&uρ (#θمذموم، قال تعاىل فيما حرمه ä9θ à)s? ’ n? tã «!$# $ tΒ Ÿω tβθ çΗ s> ÷è s? ∩⊂⊂∪ ⟨ )٣٣: األعراف اآلية( ،

.فعطف سبحانه القول عليه بغري علم على الشرك فالسفة ويسميهم الثناء على أعداء اهللا مثل ال "املواقف"ـ يالحظ على اإلجيي يف ٢

بل ينقل أعظم أقواهلم بطالناً ويذكرها ضمن أقوال املسلمني، مثل قوهلم يف إثبات ، )٧٣(احلكماءوعند حديثه عن أهل السـنة واجلماعـة ، )٧٤(الصانع، وقوهلم يف النبوة، وال يرد عليها بشيء

قوال اخلاطئة، بل ينسب إليهم األ، )٧٥(يسميهم املشبهة، وال يذكرهم إال على سبيل الذم والرداألشعرية فإن املالحظ على كثري مـن متأخري ظاهره عند ةوهذه مس، )٧٦(مثل مسألة الكالم

الكتب األشعرية يف العصور املتأخرة التسامح والتهوين من خمالفات املعتزلة والفالسـفة، بـل ـ مـع باالستخفاف والتحقري ةقرونمعهم، وتتسم باحلدة امل رفع اخلالفحماولة نة أهـل الس

.)٧٧(وإطالق األلفاظ املنفرة عليهم كاملشبهة واحلشوية واسمةواجلماعة،

. ٧/١٨٢درء التعارض )٧٢(

، ونقل عن ابن سينا خصوصا يف ٢٤٤ـ ٣٦٨،٢٠٠، ٢٦٦، ٩٧املواقف صانظر على سبيل املثال )٧٣( .، وغريها كثري جدا١٣٢،١٣٧، ١٢١،١٢ص

.٣٣٨ -٣٣٧املواقف ص )٧٤( . ٣٦٣،٣٩٤، ٢٧٣، ٢٧٠املواقف ص )٧٥(االرشاد : انظر .وهو يف هذا يتابع من تقدمه من شيوخ األشاعرة مثل اجلويين والشهرستاين، ٢٩٣املواقف ص )٧٦(

.٣١٦ -٣١٣، واية اإلقدام يف علم الكالم للشهرستاين ص ١٢٥ىل قواطع األدلة للجويين ص إ، ٩٥ي صيدعبد الرمحن الزن. ،ومناهج البحث يف العقيدة د١/٢٢٤جـخليل هراس . ديدة النونية صشرح الق) ٧٧(

احداً، ولفظ احلشوية أول مـا اخللط بني لفظ اسمة واحلشوية واملشبهة كثري جداً، بل قد يعدهم بعضهم شيئاً وله حشوياً، وليس �عبد اهللا بن عمر � عرف الذم به من كالم املعتزلة وحنوهم، زعموا إن صاحب رسول اهللا

مسمى معروف، أما لفظا اسمة واملشبهة فكل فرقة تغايل يف نفي األمساء والصفات تسمى من أثبت شيئاً منـها املعطلة احملضة الباطنية نفاة األمساء يسمون من مسى اهللا بأمسائه احلسىن مشبهاً مشبهاً ـ كمتأخرى األشاعرة ـ بل

ظناً منهم أن إثبات األمساء الصفات يلزم منه التجسيم والتشبيه، وقد تطور هذا عند األشعرية حىت صار ما مدح به الربهان يف معرفة عقائد : انظر. شويةاألشعري وأئمة أصحابه من السنة واملتابعة النبوية عندهم من أقوال اسمة احل

.٢/٥٢٣، ومنهاج السنة جـ٧/١٠٦، وجـ٧/٣٥١، ودرء التعارض جـ ٣٨أهل األديان للسكسي ص

١٤ : وهذه بعض املواضع اليت ذكر شبه الفالسفة وغريهم، ومل جيب عنها بشيء

أ ـ ملا عرف النيب، ذكر تعريف أهل احلق يف رأيه يف سطرين، مث ذكر قول الفالسفة يف النيب من مجع ثالث صفات، حقيقتها إنكار النبوة اليت يعتقدها أكثر من صفحة ونصف يف أن

فهـذه ،)٧٨(املسلمون، ولذا على زعم الفالسفة النبوة مل تنقطع، وكثري منهم يقول إا مكتسبة .األقوال الشنيعة مل يرد عليها حبرف واحد

وكلـها يف عند كالمه يف التفضيل بني األنبياء واملالئكة، ذكر حجج الفالسـفة، ب ـ مث ذكرها » بوجوه عقلية ونقلية، أما العقلية فستةاحتج اخلصم «: تفضيل الروحانيات، فقالأن ذلك كله مبين على القواعد الفلسفية اليت ال نسلمها وال نقول « :كاملة، مث قال واجلواب

.، فهل يف هذا الرد مقنع؟)٧٩( »اوذكر األحاديث اليت وضعوها وأقـواهلم يف �أطال يف شبه الشيعة يف إمامة علي ج ـ

مث ، »أنه يدل على الفضيلة، وأما األفضلية فـال : واجلواب عن الكل « :أربع صفحات مث قالبأن األفضل أبو : زعم أنه ال مطمع يف اجلزم واليقني يف مسألة األفضلية، لكنه وجد السلف قالوا

حسن ظننا م يقضي بأم لو مل يعرفوا بكر مث عمر مث عثمان مث علي ـ رضي اهللا عنهم ـ و ، )٨٠( ذلك ملا اطبقوا عليه فوجب علينا اتباعهم يف ذلك، وتفويض ما هو فيه احلق فيـه إىل اهللا

.فهل هذا قول من يدافع عن اعتقاد أهل السنة أمام الشيعة؟

لـها يورد الشبهات نقـداً، وحي « : فكان حال اإلجيي كمثل شيخه الرازي الذي قيل عنه وهم وإن كان هلم من نصر بعض اإلسالم أقوال صحيحة، فهم فيما خالفوا بـه ، )٨١(»نسيئة

السنة سلطوا عليهم وعلى املسلمني أعداء اإلسالم، فـال لإلسـالم نصـروا وال للفالسـفة . )٨٢(كسروا

ة مثل رجل كان ملدينته أسوار متداخل « وما دفاع أهل الكالم عموماً واإلجيي خصوصاً إال

واسمة هم من يطلق على وأما املشبهة عند السلف هم من يقول له يد كيدي، وبصري كبصري، وقدم كقدمي،

فضي، وأول من أظهر يف اإلسالم نفي اجلسم هو اجلهم بـن الرب ـ تعاىل ـ لفظ اجلسم، كهشام بن احلكم الرا وقد رد السلف على من زعم أن ، ١٣/١٥٤ـجموع فتاوى ابن تيمية ، وجم ٢٩تلبيس إبليس ص: انظر. صفوان

، ذم الكالم ٤/٥٣٢انظر على سبيل املثال شرح أصول اعتقاد أهل السنة لأللكائي جـ.اًيف إثبات الصفات تشبيه .٩٣٩رقم ٤/٥٣٣، وجـ١١٧٧رقم ٤/٣١٣للهروي جـ

.وما بعدها ١/٥الرد عليهم يف الصفدية لشيخ اإلسالم ابن تيمية جـ: ، وانظر٣٣٩ -٣٣٧املواقف ص )٧٨( .٣٦٨-٣٦٧املواقف ص )٧٩( .٤١٢-٤٠٩املواقف ص )٨٠( . ٤/٤٢٧لسان امليزان جـ )٨١( . ١٠٧/ ٧درء التعارض جـ )٨٢(

١٥سور خلف سور، كل سور منها حيفظ املدينة فعمد املتوىل فهدم تلك األسوار كلها، وتـرك سورا هو أضعفها وأطوهلا وأصعبها حفظا، مث إنه مع ذلك خرق منه ناحية يدخل منها العدو،

.)٨٣(»فلم يبق للمدينة سور حيفظها ":املواقف"نقد أهم العوامل املؤثرة يف: سابعاً

العوامل املؤثرة يف شخصية أو كتاب إىل عامل واحد، أو عوامل حمددة، لكن ال ميكن رد يظهر فيه أثر املنهج الكالمـي عمومـاً، " املواقف"ميكن معرفة أكثر هذه العوامل أثراً، وكتاب

، ومتابعـة شـيوخ املـذهب �فيتضح فيه األعراض عن كتاب اهللا تعاىل وعن سنة الرسولحيث خلط ،كان له األثر األكرب يف املذهب األشعري نفسه األشعري، خاصة الرازي، والذي

ووافق الفالسفة وحسن الظـن بعلـومهم، ، املذهب بالفلسفة، واحنرف عن أسالفه األشاعرةمتكلم متفلسف خلط هذا ذا، وقـد «:وكان يعتقد أا ال ختالف علم الكالم، حىت قيل عنه

.)٨٤(»اقتدى به كثري ممن أتى بعده

وليحذر املبتدئ جهده «: ر من الرازي بعض متأخري األشعرية، قال السنوسيولذا حذ أن يأخذ أصول دينه من الكتب الىت حشيت بكالم الفالسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم، وما

وذلك ككتب اإلمام الفخر يف علـم الكـالم وطوالـع .. …هو كفر صراح من عقائدهم، مع أن ، و)٨٥(»قل أن يفلح من أولع بصحبة الفالسفةالبيضاوي، ومن حذا حذومها يف ذلك، و

وكان يف املرحلة األخرية من حياته يرى الرجوع إىل طريقة القـرآن ، )٨٦(الرازي تاب من هذاوالبعد ، )٨٧(الكرمي، وعدم اخلوض وترك التعمق يف املباحث الكالمية والفلسفية الدقيقة املشتبه

لكن بقيت املشكلة يف مؤلفاتـه ،)٨٨(اطة والوضوحعن التعقيد وكثرة التفريعات واألخذ بالبس .)٨٩(الكالمية والفلسفية اليت انتشرت وتلقفها املهتمون ذه األمور

":املواقف"وخشية اإلطالة أكتفي ببيان تأثري الرازي على اإلجيي يف

ثون ـ تابع اإلجيي الرازي يف منهجه الكالمي الذي اختلط باملنطق والفلسفة، ويشري الباح١ :إىل كتابني من كتب الرازي استفاد منها اإلجيي

. ٣/٩٨درء التعارض )٨٣( .٢/٧١٧جـ ، و٢/٦٥٤جـ، و ٢/٦٦٦جـ تيمية من األشاعرةموقف ابن )٨٤( .٧١-٧٠أم الرباهني للسنوسي، مع حاشية الدسوقي عليها ص )٨٥( . وما بعدها ٦٣٨ص فخر الدين الرازي حممد الزركان )٨٦( . ٢٠٦نفس املرجع ص )٨٧( . ٢٠١صنفس املرجع )٨٨( . ٢/٦٥٤موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ )٨٩(

١٦والـذي ،)٩٠("حمصل أفكار املتقدمني واملتأخرين من العلماء واحلكماء واملـتكلمني "أـ

يف : األول: يشابه كثرياً املواقف يف ترتيبه وحمتواه، حيث قسم الرازي احملصل إىل أربعة أقسـام يف السـمعيات، وزاد : يف واجب الوجود، والرابع: الثالثيف املوجودات، و: املبادئ، والثاين

،اإلجيي فجعل املقدمات أربعة مواقف بدالً من اثنني، كما يتابعه يف األخذ بفلسـفة املشـائني : واحملصل قيل فيه

حمصل يف أصول الدين حاصله من بعد حتصيله جهل بال دين .)٩١(ني فما فيه فأكثره من وحي الشياطنيأصل الضالالت واإلفك املب وهو كتاب فلسفي خالص، واألهليات فيه جزء صغري، مجع )٩٢("املباحث املشرقية"ب ـ

فيه الرازي أقوال الفالسفة ونقحها وهذا، وتابع مايراه منها، وهو يتابع فيه املشائني، خاصـة . )٩٣(ابن سينا

من النقل عن الرازي صراحة، ونقل أقواله يف مواضع كـثرية " واقفامل"وقد أكثر اإلجيي يف مل يرد يف تراجم اإلجيي الشيوخ الذين تتلمذ عليهم ، ومما يبني عظيم أثرالرازي عليه، أنه )٩٤(جداً

، وقد أكثـر )٩٥(سوى زين الدين اهلنكي أحد تالمذة البيضاوي، الذي ميثل األشاعرة املتأخرينونقل عنهم بعض املوضوعات كاملة، مثل ما ذكره يف املوقف ،لفالسفةمن النقل عن ااإلجيي

ملخص ما ذكرناه كله من آراء « :الرابع املرصد األول الفصل الثاين يف الفلك ، قال يف آخره وقد أثبت العلم احلديث بطالنه كما سيأيت مناذج منه، بل نقل عن السهروردي ،)٩٦(»الفالسفة

.)٩٨(يف إثبات اخلالق سبحانه، )٩٧(هـ٥٨٧وائل سنة يف أاملقتول على الزندقة " :املواقف"نقد مصادر التلقي يف : ثامناً هي الطريقة اليت يستمد منها الدين عموماً، والعقيدة على وجه اخلصوص : مصادر التلقي

، وانظر ٩٠، ومقدمة ختريج أحاديث شرح املواقف ص ١٣-١٢حسني أتاي ص . صل للرازي د مقدمة احمل )٩٠(

.٩٣احملصل يف كتاب الزركان فخر الدين الرازي صالكالم على . ٥/٤٣٣منهاج السنة النبوية البن تيمية جـ )٩١( .٨٨، وفخر الدين الرازي للزركان ص ١١مباحث الوجود واملاهية ص )٩٢( .٧٦-٧٣حممد املعتصم باهللا ص/، ومقدمة املباحث املشرقية للدكتور٨٩ـ ٨٦ين الرازي صفخر الد )٩٣( . وغريها كثري جدا٣١٤-٢٩٢-٣٠٥- ١٤٧-١٤٦-١٠٩-٩٧املواقف ص )٩٤( . ٢/٦٨٨موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ )٩٥( .٢٤٤املواقف ص )٩٦( .٩/١٨ ـجموع فتاوى ابن تيمية جم) ٩٧( . ٣/١٤ـشرح املواقف للجرجاين ج )٩٨(

١٧، ومصادر التلقي كثرية، لكن اكتفي هنا بذكر مصدرين اعتمدمها اإلجيي )٩٩(من حيث املصادر

:ومها" املواقف" يف : أ ـ العقل

وقد ذهب اإلجيي إىل أن الدالئل النقلية ال تفيد اليقني، إذ تقدمي النقل على العقل إبطـال ما يتوقـف : الثاين. . . املطالب ثالثة أقسام « :قال، )١٠٠(لألصل بالفرع، وفيه إبطال للفرع

يثبت إال بالعقل إذ لو أثبت بالنقـل لـزم عليه النقل، مثل وجود الصانع ونبوة حممد، فهذا ال .)١٠١(»الدور

، بعد أن قدم له مبقدمة باطلة وهـي أن )١٠٢(وهذا القول مبين على أن العقل خيالف النقل أا تفيد اليقني، وأن العقل الصـريح يوافـق النقـل الدالئل النقلية ال تفيد اليقني، والصواب

كتاباً كبرياً يف رد هـذه األقـوال -رمحه اهللا –الصحيح، وقد أفرد شيخ اإلسالم ابن تيمية ، والكالم على )١٠٣(، ومساه ابن القيم الطاغوت الثاين"درء تعارض العقل والنقل"الباطلة، وهو

ة هذا الباطل، لكن بيان كيفية جعل اإلجيي له مصدراً وليس املراد مناقشهذا القول يطول جداً، .لتلقي الدين

:وهنا وقفات

’ ( ¨βÎاألدلة العقلية والسمعية متطابقة مجع اهللا تعاىل بينها يف كتابة قـال تعـاىل -١ Îû

y7 Ï9≡sŒ 3“t� ò2 Ï% s! yϑ Ï9 tβ% x. …çµ s9 ë= ù= s% ÷ρ r& ’ s+ø9r& yì ôϑ ¡¡9$# uθ èδ uρ Ó‰‹Îγx© ⟨ ) مجع هنا ، ) ٣٧: آيةق .)١٠٤(بني السمع والعقل وأقام ا حجته على عبادة، واآليات كثرية

أكمل عقول أهل األرض على اإلطالق، وقد أخرب سبحانه أنه « �عقل الرسول -٢ y7قبل الوحي مل يكن يدري ما اإلميان، وال الكتاب قال تعـاىل Ï9≡x‹ x.uρ !$ uΖ ø‹ym ÷ρ r& y7 ø‹s9Î) % [nρ â‘

ôÏiΒ $ tΡÌ� øΒ r& 4 $ tΒ |MΖ ä. “Í‘ô‰ s? $ tΒ Ü=≈ tG Å3 ø9$# Ÿωuρ ß≈ yϑƒ M} بأي عقل يوزن ، ف)٥٢:الشورى آية( ⟩ #$كالم اهللا ورسوله؟ أعقول الفالسفة على اختالف مذاهبهم، أم عقول املعتزلة على اخـتالف

ه يف كتبه أشد مذاهبهم، أم بعقول املتأخرين كالرازي فأي معقوالته تزنون وأنت ترون اضطراب

.٢٩٧دراسات يف األواء والفرق ص )٩٩( .٤٠املواقف ص )١٠٠( .٣٩املواقف ص )١٠١( .١٣٠أساس التقديس للرازي ص )١٠٢( .٣/٧٩٦الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة جـ )١٠٣( . ١/٦١خمتصر الصواعق املرسلة البن القيم اختصار املوصلي جـ )١٠٤(

١٨ .)١٠٥(االضطراب وال يثبت على قول ؟ أم أي العقول؟

وال شك أن اإلجيي رضي بعقل الرازي يف أحد كتبه فقط واعرض عن اآلخرى، وبعقل .الفالسفة املشائني املتمثلة يف آراء ابن سينا كما تقدم

لـرازي، املتضـمن رد أصل دعواه وهو قانون الكلي ا" املواقف"ـ مل يذكر اإلجيي يف٣ إذا تعارض دليالن مسعيان : ، ويقابله القانون الشرعي املستقيم وهو )١٠٦(نصوص الكتاب والسنة

أو قطعيان أو مسعاً، وعقل، فإما أن يكونا قطعيني، وإما أن يكونا ظنيني، وإما أن يكون أحدمها ب تقدمي الراجح، وبـذا ظن واآلخر عقلياً أو مسعياً، وإن كانا ظنيني حدنا إىل الترجيح، ووج

.)١٠٧(بطل قوهلم

:ب ـ األحاديث املوضوعة تطور مذهب األشاعرة مثل كثري من املذاهب الكالمية يف الرجوع إىل السـنة النبويـة؛

فكان قدماؤهم خيلطون بالكالم األحاديث الصحيحة بالضعيفة واملوضوعة، مث زاد إعراضهم عن يف «الرازي ليس ، بل )١٠٨(هل بالسنة النبوية، وآثار السلفالكتاب والسنة حىت عرف عنهم اجل

ـ يف مسائل أصول الدين الكبار القول الصحيح الذي يوافق املنقـول وكتب أمثاله ـ كتبه واملعقول، الذي بعث اهللا به الرسول، وكان عليه سلف األمة وأئمتها، بـل يـذكر حبـوث

هل السنة النبوية، وقد أورد نصوصـاً مـن واإلجيي مثل الرازي جي، )١٠٩(»املتفلسفة املالحدةالكتاب والسنة قليلة جداً بني كالم الفالسفة واملتكلمني وأباطيلهم، وتسلط عليهـا بالتأويـل الباطل، ومع قلة األحاديث اليت أوردها فقد ذكر مجلة من األحاديث املوضوعة، وهذه منـاذج

:منهاصح احلديث فاملراد التفويض واالنقياد،مث إن« :قال اإلجيي، »عليكم بدين العجائز «ـ١

.)١١١(وهذا حديث موضوع، )١١٠( »إنه خرب آحاد ال يعارض القواطع

. ٨٢ـ ١/٨١اختصار املوصلي جـ خمتصر الصواعق املرسلة البن القيم )١٠٥( .١٣٠أساس التقديس ص )١٠٦( .٢/٨٣٤، وموقف ابن تيمية من األشاعرة جـ ١/٨٣خمتصر الصواعق جـ )١٠٧(مع فرط ذكائه وإمامته ال يدري احلديث ـ كما مثل اجلويين ، ٧٩٢/ ٢موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ )١٠٨(

بضاعيت يف «: والغزايل يقول عن نفسه، ١٨/٤٧٦جـالء للذهيب سري أعالم النب. يليق به ـ ال متناً وال سنداً .، ضمن جمموعة الغزايل٧/١٣٢قانون التأويل للغزايل عناية أمحد مشس الدين جـ. »علم احلديث مزجاة

. ١٧/٢٤٧جمموع الفتاوى جـ )١٠٩( .٣١املواقف ص )١١٠( . يوطي لفظاً آخر اليصح أيضا، وقد ذكر الس ٨رقم ١٢١ختريج أحاديث شرح املواقف للسيوطي ص )١١١(

١٩ �نفسه بأحاديث اآلحـاد يف ذكـره ملعجـزات الـنيب " املواقف"وقد أخذ اإلجيي يف وهذا تناقض منه، والصواب الذي عليه مجهور أهل العلم من مجيع الطوائف قبول ،)١١٢(وغريها

وقد ذكر رد ،)١١٣(رب اآلحاد وإفادته العلم، ومل ينكره اإل طائفة من أهل الكالم من األشعريةخومل يرد عليهم جبواب �الشيعة عليه ذه املقولة فيما استدل به على خالفة أيب بكر الصديق

.)١١٤(شاف

سـنده : قال السـيوطي ، )١١٥(»خلق اهللا األرواح قبل اآلجساد بألفي عام« ـ حديث ٢ .)١١٦(ضعيف جداً

، وهو حديث موضوع )١١٧(»أول ما خلقه اهللا تعاىل العقل، كما ورد نص احلديث «ـ ٣ .)١١٨(باتفاق أهل العلم باحلديث

.)١٢٠(وهذا كذب باطل، )١١٩(»كنت نبياً وآدم بني املاء والطني « ـ ٤ .)١٢٢(وهذه القصة باطلة، تكلم عليها مجاعة من أهل العلم)١٢١(ـ تلك الغرانيق٥

وهناك أكثر من هذه األمثلة، مثل ما ذكره من حجج الشيعة غالبها أحاديث موضوعة، مل مجهور أهل الكالم من أبعد الناس عن معرفة احلديث، وأقـوال « ، و)١٢٣(يعرف أا موضوعة

الصحابة ويذكرون أحاديث يظنوا صحيحة وتكون من املوضوعات املكذوبات، وأحاديـث لقبول بل جممع على تلقيها بالقبول وصحتها عند علماء أهل احلـديث تكون صحيحة متلقاة با

.٢/٧٣٨موقف ابن تيمية جـ: انظر. مثل كثري من أعالم األشعرية ، وهو يف هذا ٣٥٨ -٣٥٦املواقف ص )١١٢( .٢/٧٤٢، و موقف ابن تيمية من األشاعرة جـ١٣/٣٥١مقدمة التفسري ضمن جمموع الفتاوى جـ )١١٣( .٤٠٧املواقف ص )١١٤( .٢٦٠املواقف ص )١١٥( .١٠رقم ١٢٢ديث شرح املواقف صختريج أحا )١١٦( .، ومل يذكره السيوطي يف خترجيه٢٦٢املواقف ص )١١٧(، والآلىل املوضوعة ٢٨ص ٤٦٠-٤٤١تأريخ اإلسالم حوادث ، و١٨/١٢٢جمموع الفتاوى البن تيمية جـ )١١٨(

.وغريهم ١/١٣٤، وتنـزيه الشريعة جـ ١/٣للسويطي جـ . ٣٤٨املواقف ص )١١٩( . ٢٥رقم ١٣٢، وختريج أحاديث شرح املواقف ص١٨/١٢٥مية جـجمموع فتاوى ابن تي )١٢٠(

٣٦٤املواقف ص )١٢١(

وما بعدها، ودالئل التحقيق إلبطال قصة الغرانيق رواية ودراية ٤٦نصب اانيق لنسف الغرانيق لأللباين ص )١٢٢( .وما بعدها ١٦٧تأليف حسن عبداحلميد ص

. ٤١٠املواقف ص )١٢٣(

٢٠ .)١٢٤(»وهم يكذبون ا أو يرتابون فيها

": املواقف"مناذج من القضايا الكالمية والفلسفية اخلاطئة يف : تاسعاً اإلعراض عن احلق سبب للوقوع يف الباطل، وقد أعرض أهل الكالم عن نصوص الكتاب

# : عد احلق إال الضالل املبني، قال تعـاىل ليس بوالسنة، و sŒ$yϑ sù y‰ ÷èt/ Èd,ysø9 $# āωÎ) ã≅≈ n= āÒ9 $# ( 4’ ‾Τ r' sù

šχθèùu� óÇ è? ∩⊂⊄∪ ⟨ )وهذه مناذج من القضايا الكالمية والفلسفية اخلاطئة عند ، )٣٢: يونس اآليةطـالن هـذه عقالء بين آدم، خاصة بعد البحوث العلمية احلديثة اليت أثبتت مبا ال شك فيه ب

قال اخلبري م شيخ اإلسالم ابـن هل الكالم من أعظم أهل األرض حشواً وباطالً،وأاألقوال، إن الفالسفة واملتكلمني من أعظم بين آدم حشوا، وقوال للباطل، وتكذيبا للحـق يف « : تيمية

.)١٢٥(»مسائلهم ودالئلهم، ال يكاد واهللا أعلم ختلو هلم مسألة واحدة عن ذلك

على اخلطأ يف أعظم األمور ثبوتاً، وهـو اإلقـرار باخلـالق " املواقف"د اشتمل كتابوق سبحانه، فقد أقر بعد ذكره ملسالك إثبات الصانع عن عجزه عن رده الشبهات، فإذا كان هذا

:اخلطأ يف أعظم األشياء ثبوتاً فما بالك بغريها؟ وهذه مناذج من األقوال اخلاطئة

: وقد جعلها اإلجيي املسلك األول للمتكلمني يف إثبات الصانع، فقالـ نظرية اجلوهر، ١ ....قد علمت أن العامل إما جوهر أو عرض، وقد يستدل بكل واحد منها «

وقد أنكر أهل العلم قدمياً وحديثاً هذه النظرية، وهو ، )١٢٦(»االستدالل حبدوث اجلوهر: األول وأكثر العقالء مـن طوائـف «،)١٢٧(واألئمة قول حمدث يف اإلسالم، مل يقله أحد من السلف

املسلمني وغريهم ينكرون اجلوهر الفرد حىت الطوائف الكبار من أهـل الكـالم كالنجاريـة « :، قال ابن عقيـل )١٢٨(»والضرارية واهلشامية والكالبية وكثري من الكرامية مع أكثر الفالسفة

ضـيت أن تكـون مثلـهم أقطع أن الصحابة ماتوا ومل يعرفوا اجلوهر وال العرض، فـإن ر . )١٢٩(»فكنمث اارت نظرية اجلـوهر « الزنيدي . ويف العصر احلاضر اارت هذه النظرية متاماً، قال د

الفرد، وجتزأ اجلزء الذي ال يتجزأ إىل طاقة، حينما فجرت الذرة، وكان هذا اياراً لعلم الكالم

املواقف : انظر. قد رد اإلجيي من األحاديث الصحيحة مثل حديث اجلاريةو، ٨/٢٧٧درء التعارض جـ)١٢٤(

.٢٧٢ص .٤/٢٧جمموع فتاوي ابن تيمية جـ )١٢٥( .٢٦٦املواقف ص )١٢٦( . ١٢/٣١٨جمموع فتاوى ابن تيمية )١٢٧( .٣/٣٥٥درء التعارض جـ )١٢٨( .٨٨تلبيس إبليس ص )١٢٩(

٢١امل للواء اإلسالم حينما فجرت الـذرة القائم على هذه النظرية، ولو كان علم الكالم هو احل

.)١٣٠(»لكان ذلك سالحاً بيد أعداء اإلسالم، لتأكيد بطالنه نتيجة هذا الفساد ألساسه

نقلها اإلجيي عن الفالسفة، قال يف ايـة املوقـف " املواقف"مجيع املباحث الفلكية يف -٢ ، قال )١٣١(»ه من آراء الفالسفةملخص ما ذكرناه كل« :الرابع يف املرصد األول الفصل الثاين

المناري أن العلم احلديث املتطور قدما قد جتاوز معظم نتائج هذه األحبـاث « :أمحد الطيب. د .)١٣٢(»املدرسية يف ميدان العلوم الطبيعية، إن مل نقل كل هذه النتائج

:وهذه مناذج مما ذكره

،)١٣٣(»ألف سنة، وقيل ستة وثالثـني مث الدورة يف ثالثني« : أ ـ قال يف فلك الثوابت .)١٣٤(وهذه التقديرات على سبيل الفروض، ال على سبيل التجربة، أو القياسات الدقيقة

وهذه التسـميات أخـذها ، )١٣٥(ذكر اإلجيي األبراج وذكر أمساءها وتوسع يف ذلك ب ـ نـه عـن املـأل فالسفة اليونان من عقائدهم اخلرافية، مما خيتص بأهلتهم، ومبا كـانوا يتخيلو

.)١٣٦(األعلى

أن احلر الشـديد : يف سبب تكون اجلبال: قالوا « ج ـ قال اإلجيي يف سبب تكون اجلبال وقد أثبت البحوث العلمية احلديثة عدم صحة ، )١٣٧(»يعقد الطني اللزج حجراً، وحتقق التجربة .)١٣٨(أسباباً أخرى عزوجل ـ–هذا القول، وأن لنشأة اجلبال بتقدير اهللا

، وليسـت )١٤٠(ويف عدد األفـالك ، )١٣٩(وله أقوال كثرية باطلة مثل ما ذكره يف احلرارة املؤاخذة على اإلجيي اخلطأ يف املسائل العلمية احملضة فقط، ولكن أيضاً يف إدخاهلا يف كتـاب كهذا زعم أنه إلثبات العقيدة ودفع الشبه عنها، مما يوهم أن املسائل املذكورة من موضوعات

. ٦٣٠-١/٦٢٩وسوعة العربية العاملية جـ، وامل ١٦٧-١٦٦عبدالرمحن الزنيدي ص.مناهج البحث د )١٣٠(تنبيه هذا القسم وما بعده إىل املرصد الثاين يف عوارض االجسام غري : ، وجاء يف احلاشية.٢٤٤املواقف ص )١٣١(

املواقف بشرح حاشية عبدالرمحن عمريه يف . وقد علق على األصل دلعله مل يقرر لظهور بطالنه، : مقرر، قلت .»إن ما قالت به الفالسفة مل ينقله أقل الناس معرفة وفكراً « :هبقول ٢/٥٩٧اجلرجاين جـ

. ٨مباحث الوجود واملاهية من كتاب املواقف ص )١٣٢(

.٢٠٧املواقف ص )١٣٣( . ٢/٤٣٣املواقف بشرح اجلرجاين جـ )١٣٤( . ٢٠٥املواقف ص )١٣٥( . ٢/٤٠٩عبدالرمحن عمرية جـ. املواقف بشرح اجلرجاين دحاشية )١٣٦( . ٢٢٢قف صاملوا )١٣٧( . ٤٩٥/ ٢املواقف بشرح اجلرجاين جـحاشية وما بعدها، و ٨/١٩٣املوسوعة العربية العاملية جـ )١٣٨( .تنبه هذا الفصل غري مقرر : ، ويف حاشيته ١٢٢املواقف ص )١٣٩( .٢٠٠املواقف ص )١٤٠(

٢٢ .، واحلق خالف ذلكالعقيدة

، الذين هم أقرب إىل احلق منه، )١٤١(وأعظم منها بطالنا تكفريه لطوائف من املسلمني وذكره ألصل من أصول اإلحلاد والزندقة مثل قولـه يف ،)١٤٢(لعامة املسلمنيوتفسيقه وتأثيمه

وإن ، )١٤٣(املعدوم هل هو شيء أم ال ؟، وقد ذكر اخلالف فيه، وذكر أنه من أمهات املسـائل أصلي مقالة وحدة كان مل يرجح أن املعدوم شيء، لكنه ذكره من أقوال املسلمني، مع أنه أحد

الوجود عند ابن عريب، لذا كفر طوائف من متكلمة السنة من يقول ذا القول ـ أي من قال به من املعتزلة والرافضة ومن وافقهم ـ فهذا أصل قول ابن عريب، وزاد عليه هو وأتباعـه أن

وجودها هو عني وجود احلق، فهي متميزة بذواا الثابتة يف العدم، متحدة بوجود احلـق عني .)١٤٤(القائم ا، وعامة كالمه ينبين على هذا ملن تدبره وفهمه

اخلامتة

. �احلمد هللا رب العاملني،والصالة والسالم على رسول اهللا لوقفات السريعة، مع كتاب هو عمدة عند فقد يسر املوىل ـ جل وعال ـ هذه ا : أما بعد

لإلجيي، الذي هو عمدة عند األشعرية، " املواقف"فرقة كبرية من فرق أهل الكالم، وهو كتاب :وميكن إبراز النتائج يف النقاط التالية

املذهب الكالمي الذي اختلط باملنطق والفلسفة، ومل يذكر " املواقف"ـ تبىن اإلجيي يف ١ ر لدراسة العقيدة اإلسالمية، كما مل يذكر أي خمالف له يف هذا املنـهج، وهـذا أي منهج آخ

.تضليل لطالب احلق واملبتدئ، وكتمان للعلم الواجب بيانه للناس مجيعامنذ القرن الثامن " املواقف"ـ يعترب املذهب األشعري املتأخر يف مرحلة مجود على كتاب٢

ع الرازي، وهناك بعض اجلهود املتفرقـة غـري اجلريئـة اهلجري، وحىت هذا العصر، وهو يتابللتجديد، والتراجع عما تبني خطأه، ونأمل أن يوفق اهللا تعاىل معتنقيه للتراجع عن كل ما خيالف

. �الكتاب والسنة، ونبذها خلف ظهورهم، والتحرر من تبعية البشر، غري رسول اهلدى

.٣٩٤املواقف ص )١٤١( .٣٣املواقف ص )١٤٢( . ٥٧-٥٣املواقف ص )١٤٣( .١٤٤-٢/١٤٣ـجية موع فتاوى ابن تيمجم) ١٤٤(

٢٣إثباا والدفاع عنها، ـ وهي إثبـات " املواقف"ـ القضايا الكربى اليت زعم اإلجيي يف ٣

الربوبية والنبوة ـ تبني فشله الذريع فيها، بل أثار الشبهات فيها ويف مسائل أخرى، وعجز عن . �ردها أمام املخالفني ألهل السنة واجلماعة، وسبب ذلك اجلهل مبا جاء به الرسول

مع أعداء الدين من الفالسفة واملالحدة، بل لينا متساهال " املواقف"ـ لقد كان اإلجيي يف ٤ تابعهم، وكان قاسياً وعنيفاً على أهل السنة واجلماعة، فذكر أقواهلم حمرفة، ووصفهم بكل صفة

. منفرةمن أقوال البشر، وال ميثل عقيدة إهلية، واليصلح أن يكون مقـرراً " املواقف"ـ كتاب ٥

، وبعث ا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، بل هـو لدراسة العقيدة اليت جاءت يف كتاب اهللاخمالف لنصوصهما، وخمالف للعقل والنقل يف مواضع كثرية، وما وافق فيه احلق فإمنا هو من آثار النبوة والرسالة، وفيه من التطويل وقلة الفائدة ما اليعلمه إال اهللا، وقد حذفت منه أجزاء كبرية

.وضع مقرر بديل عند من يقرره عند من يدرسه، لذا ادعوا إىل ويف اخلتام اهللا أسال أن أكون قد وفقت ملافيه الفائدة، لألمة اإلسالمية، وأسأله نعاىل أن جيعله

.خالصاً لوجهه الكرمي، وصلى اهللا وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم المصادر والمراجع المصادر والمراجع المصادر والمراجع المصادر والمراجع

. هـ الناشر دار الراية ـ الرياض١٤١٥الثانية / ط ،رضا نعسان/ البن بطة ت) اإلميان(ة عن شريعة الفرقة الناجية اإلبان .١ .هـ النار دار علم الفوائد مكة املكرمة١٤١٩األوىل / سعود العريفي، ط. األدلة العقلية النقلية على أصول االعتقاد تأليف د .٢ .بريوت -هـ، الناشر مؤسسة الكتب الثقافية ١٤٠٥األوىل / ويين، حتقيق أسعد متيم، طجلا إىل قواطع األدلة تأليف اإلرشاد .٣ . هـ الناشر مؤسسة الكتب الثقافية بريوت١٤١٥األوىل / أساس التقديس يف علم الكالم للرازي، ط .٤

.ة القاهر –هـ الناشر املكتبة األزهرية للتراث ١٤١٢/ حممود أبو النور زهري ط. أصول الفقه تأليف د .٥

.بريوت–م الناشر دار العلم للماليني ١٩٩٢العاشرة / ط ،األعالم تأليف خري الدين الزركلي .٦ . دار الفكر/ أم الرباهني للسنوسي، مع حاشية الدسوقي عليها، ط .٧

.مصر -هـ الناشر مكتبة لينه دمنهور١٤١٠األوىل / أول واجب على املكلف تأليف الشيخ عبد اهللا الغنيمان ط .٨ .هـ الناشر مبطعة السعادة القاهرة ١٣٤٨/الع مبحاسن من بعد القرن السابع للشوكاين ويليه امللحق طالبدر الط .٩

.مكتبة املناراألردن/ ط ،بسام العموش. د/ت،الربهان يف معرفة عقائد أهل األديان أليب الفضل عباس السكسكي .١٠هـ الناشر دار الكتاب ١٤١٤األوىل / ط ،السالم تدمريعمر عبد . د/ ريخ اإلسالم ووفيات املشاهري واألعالم للذهيب تتأ .١١

.ـ بريوت العريب .هـ الناشر دار الصحوة القاهرة ١٤٠٦األوىل / جتديد علوم الدين تأليف وحيد الدين خان ترمجة ظفر الدين خان، ط .١٢ .املعرفة بريوتهـ الناشر دار ١٤٠٦/ يوسف املرعشلي،ط. د/ختريج أحاديث شرح املواقف يف علم الكالم للسيوطي ت .١٣ .دار الكتب العلمية بريوت ـ لبنان الناشرهـ ١٤٠٨الثالثة / ط ،علي بن حممد اجلرجاين تأليف التعريفات .١٤

.القاهرة–هـ الناشر دار احلديث ١٤١٥األوىل / ط ،أمين صاحل / ت بن اجلوزي ال تلبيس إبليس .١٥الثانية / عبد الوهاب بن عبد اللطيف وآخر، ط/ اق تتنـزيه الشريعة املرفوعة عن األخبار الشنيعة املوضوعة البن عر .١٦

. هـ الناشر دار الكتب العلمية بريوت ١٤٠١

،دائرة املعارف اإلسالمية تأليف جمموعة من املستشرقني ترمجها للعربية أمحد الشنتناوي وإبراهيم خورشيد وعبد احلميد .١٧ .الناشر دار املعرفة بريوت

٢٤ .األدبية زدار الكنو الناشر ،حممد رشاد سامل.د/يخ اإلسالم ابن تيمية تدرء تعارض العقل والنقل تأليف ش .١٨ .الرياض –هـ الناشر دار شبيليا ١٤١٨األوىل / ط ،ناصر العقل.دراسات يف األهواء والفرق والبدع تأليف د .١٩

.الكتب احلديثة القاهرةدار : هـ الناشر ١٣٨٥الثانية /جاد احلق ط/ الدرر الكامنة يف أعيان املئة الثامنة البن حجر ت .٢٠جدة –هـ الناشر مكتبة الصحابة ١٤١٢/دالئل التحقيق ألبطال قصة الغرانيق رواية ودراية تأليف حسن عبداحلميد ط .٢١

.ومكتبة التابيعن القاهرة

.ة النبويةاملدين –هـ الناشر مكتبة الغرباء األثرية١٤١٩األوىل / ط ،األنصاري /ذم الكالم وأهله أليب إمساعيل اهلروي ت .٢٢ـ الناشر املكتب اإلسالمي، ومعه ظالل اجلنة يف ختريج السنة لأللباين١٤١٣الثالثة / ، ط األلباين/ ت أيب عاصم تأليف ابن السنة .٢٣ .هـ الناشر دار املغين ١٤١٨األوىل / عناية عزت الدعاس، وعادل السيد، طسنن أيب داوود .٢٤ .الرياض–ه .بريوت–هـ الناشر مؤسسة الرسالة ١٤١٣التاسعة / ط ،شعيب األرنؤوط/ حتقيقهأشرف على أعالم النبالء للذهيب سري .٢٥ هـ الناشر دار ابن كثري بريوت١٤١٣األوىل /عبدالقادر وحممود األرناؤوط ط/شذرات الذهب البن العماد ت .٢٦/ ط ،أمحد بن محدان.د/ ت شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة من الكتاب والسنة وإمجاع الصحابة والتابعني لآللكائي .٢٧

.الرياض –هـ الناشر دار طيبة ١٤١٦الرابعة .هـ الناشر املكتب اإلسالمي بريوت١٤٠٤الثامنة/ العقيدة الطحاوية البن أيب العز احلنفي، خرج أحاديثه األلباين ط شرح .٢٨هـ الناشر دار الكتب ١٤١٥ثانية ال/ ط ،هراس حممد خليل.د املسماة الكافية الشافية تأليفبن القيم ال نونيةشرح القصيدة ال .٢٩

.بريوت –العلمية

.بريوت –هـ، الناشر عامل الكتب ١٤٠٩األوىل / عبد الرمحن عمريه، ط.د /شرح املقاصد للتفتازاين ت .٣٠ .هـ الناشر مؤسسة قرطبة ـ األردن١٤١٧األوىل / الوليد سيف النصر ط/الشريعة لالجري ت .٣١ . جدةمكتبة السوادي الناشرهـ ١٤١٢األوىل /ط ،الشليب/ قيم عنايةيف القضاء والقدر البن ال العليل شفاء .٣٢

.هـ الناشر املكتبة العصرية بريوت١٤١١/حممد على القطب ط/صحيح اإلمام البخاري ت .٣٣ .هـ الناشر دار الكتب العلمية بريوت١٤١٣/ط، حممد فؤاد عبد الباقي/ صحيح اإلمام مسلم ترقيم وعناية .٣٤ . مكتبة ابن تيمية/حممد رشاد سامل، ط. د / الم ابن تيمية ت الصفدية تأليف شيخ اإلس .٣٥هـ، الناشر دار ١٤١٢، النشرة األوىل اهللا علي الدخيل.د /ابن القيم تتأليف الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة .٣٦

.الرياض -العاصمة

.مصر –ء الكتب العربية دار احيا/عبدالفتاح احللو وحممود طناجي ط/ طبقات الشافعية الكربى للسبكي ت .٣٧ .هـ الناشر دار الكتب العلمية بريوت١٤١٠األوىل / فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقالين ط .٣٨ . دار الفكر/ فخر الدين الرازي وآراؤه الكالمية والفلسفية تأليف حممد الزركان ط .٣٩

هـ الناشر دار الكتاب ١٤١٢األوىل /عاشق حسني ط/ ت الفوائد الغياثية يف علوم البالغة تأليف عضدالدين اإلجيي .٤٠ .املصري، ودار الكتاب اللبناين

.م الناشر مؤسسة الثقافة اجلامعية ـ االسكندرية١٩٩٢/أمحد صبحي، ط. د - االشاعرة –يف علم الكالم .٤١ .األوىل الناشر املنتدى اإلسالمي/ جعفر شيخ أدريس، ط. الفيزياء ووجود اخلالق تاليف د .٤٢

.هـ الناشر الرسالة بريوت١٤١٣الثالثة/ط ،مكتب حتقيق التراث يف مؤسسة الرسالة/احمليط للفريوز آبادي ت موسالقا .٤٣ . هـ الناشر دار الكتب العلمية بريوت١٤١٨/ قانون التأويل للغزايل عناية أمحد مشس الدين ضمن جمموعة الغزايل، ط .٤٤ .هـ الناشر دار ابن خزمية الرياض ١٤١٦األوىل /العمري ط/ القيم عناية الكافية الشافية يف االنتصار للفرقة الناجية البن .٤٥ .لبنان –بريوت - هـ الناشر دار املعرفة ١٤٠١الثالثة / ط ،السيوطي الآللئ املصنوعة يف األحاديث املوضوعة .٤٦ . لبنانهـ الناشر دار بريوت ١٤١٠لسان العرب أليب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم بن منظور األوىل .٤٧ . هـ الناشر مؤسسة األعلمي بريوت١٣٩٠الثانية / لسان امليزان البن حجر العسقالين، ط .٤٨هـ الناشر دار الكتاب ١٤١٠األوىل/ حممد املعتصم باهللا، ط. د/املباحث املشرقية يف علم اإلهليات والطبيعيات للرازي ت .٤٩

. العريب بريوت

.هـ الناشر دار الطباعة احملمدية القاهرة١٤٠٢األوىل / د الطيب، طأمح. مباحث الوجود واملاهية من كتاب املواقف د .٥٠ .الرياض –هـ ١٤١٢دار عامل الكتب /شيخ اإلسالم ابن تيمية مجع عبد الرمحن بن قاسم وابنه حممد، ط جمموع فتاوى .٥١ . تراث القاهرةم الناشر مكتبة ال١٩٩١األوىل / حسني أتاي، ط. د / حمصل أفكار املتقدمني واملتأخرين للرازي ت .٥٢

٢٥ .دار الكتب العلمية بريوت ـ لبنان/ املوصلي، ط بنحممد / الصواعق املرسلة تأليف ابن القيم اختصره خمتصر .٥٣ .تونس –بدر الدين جتني آر، الناشر دار سحنون / اإلمام أمحد، ط مسند .٥٤ .بريوت –دار إحياء التراث العريب / ط ،معجم األدباء للحموى .٥٥ .الرياض –هـ الناشر دار اشبيليا ١٤١٨األوىل / ي، طيدعبد الرمحن الزن. لعقيدة تأليف دمناهج البحث يف ا .٥٦

.األوىل الناشر مؤسسة قرطبة/ ط ،حممد رشاد سامل. د/ منهاج السنة النبوية لشيخ اإلسالم ابن تيمية ت .٥٧ .ل بريوتهـ الناشر دار اجلي١٤١٧األوىل / عبدالرمحن عمرية، ط. د/ املواقف بشرح اجلرجاين ت .٥٨ .عامل الكتب بريوت/ط، املواقف يف علم الكالم تأليف عضد الدين االجيي .٥٩ .الرياض –الناشر مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر –األوىل /ط ٦٣٠-١/٦٢٩املوسوعة العربية العاملية جـ .٦٠

.رشد الرياضهـ الناشر مكتبة ال١٤١٥األوىل/ط،عبد الرمحن احملمود . د تأليفابن تيمية من األشاعرة موقف .٦١ .بريوت –هـ الناشر دار الكتب العلمية ١٤٠٥/ ط بن تيمية،النبوات ال .٦٢ بريوت –هـ الناشر املكتب اإلسالمي ١٤١٧الثالثة /نصب اانيق لنسف الغرانيق لأللباين ط .٦٣ .الفرد جيوم الناشر مكتبة املتنيب القاهرة / اية اإلقدام يف علم الكالم للشهرستاين ط .٦٤