تقدير موقف

مسار السياسة والعالقات الدولية

مركز عمران للدراسات االستراتيجية

، ترقى لتكون مؤسسة بحثية مستقلة ذات دور وإنسانا

ومجتمعا

رائد في البناء العلمي واملعرفي لسوريا واملنطقة دولة

لترشيد السياسات ولرسم االستراتيجيات. مرجعا

لصناع القرار في 3102تأسس املركز في تشرين الثاني/نوفمبر ورافدا

أساسا

كمؤسسة بحثية تسعى ألن تكون مرجعا

مة التي تساند سوريا واملنطقة في املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية. ينتج املركز الدراسات املنهجية املنظ

املسيرة العملية ملؤسسات الدولة واملجتمع، وتدعم آليات اتخاذ القرار، وتحقق التكامل املعلوماتي وترسم خارطة

األولويات.

ن من وضع تعتمد أبحاث املركز على الفهم الدقيق والعميق للواقع، ينتج عنه تحديد االحتياجات والتطلعات مما يمك

الخطط التي يحقق تنفيذها تلك االحتياجات.

www.OmranDirasat.orgاملوقع اإللكتروني

info@OmranDirasat.orgالبريد اإللكتروني

3102 أيلول/سبتمبر 26تاريخ اإلصدار

3102مركز عمران للدراسات االستراتيجية ©جميع الحقوق محفوظة

والتدخل العسكري استنتاجات سياسية أولية "لتحالف ضد "اإلرهابا

على تحقيق أهداف تضمن تعطيل قدرات تنظيم "الدولة" والنصرة يركز التحالف الدولي حاليا

أوطانهم. إلىو عودتهم أومجموعات أخرى، ووقف التمويل وتنفيذ عمليات منع تدفق املقاتلين

كونه يتجاهل قضية التحرر ويتعامل مع وطنيا

يثير التأطير الدولي املنقوص للقضية السورية قلقا

بابها املتمثلة بعنف وطائفية النظام وحلفائه.التطورات الشاذة في املشهد السوري دون معالجة أس

ملزيد إن غياب االستراتيجية الواضحة من قبل التحالف الدولي حيال الصراع في سوريا سيجعله مرشحا

صعوبة القدرة على التعامل مع انعكاساته اإلقليمية. إلىمن املتغيرات التي تفض ي

وخيار تمكينإقليمي ةستقطبممناطق نفوذ كل تتراوح املآالت املتوقعة بين نموذج عراقي، وتش ، نظام األسد. ا

ملخص

، 32/9/3102" في الجغرافية السورية فجر يوم ضد "اإلرهابتحالف الدولي لل العمل العسكري بدأ الفصل األول من

أنها ومجموعات أخرى، و "النصرة"الدولة" و" على تعطيل قدرات تنظيم القائمين بها وفق تصريحات الحملةهذه رتكز تو

هذه القوى دمير ت تضمن أن إلىستسمر تدميرا

ملقاتلينالحدود ملنع تدفق ا تضبط ووقف التمويل وتنفيذ عمليات ،تاما

.بالدهم األصلية إلىومنع عودتهم

خريطة واقع العمليات العسكرية من قبل التحالف ومن قبل النظام السوري خالل األيام الثالثة األولى

وخطة ، الكردية YPG قوات الـ ثوار سوريا، حركة حزم، جبهة :التالية عسكريةال تتداول دوائر صنع القرار األمريكي دعم الفصائل

ة.عالوة على مدفعية "هاون" وبنادق متطور ،على األرجح صواريخ "مان باد" املضادة للطائرات و "الو" املضادة للدروع تحوي تسليح ال

خطة الرئيس أوباما

قصف جوي للمعدات -

واألصول الثابتة.

5,111تدريب وتسليح -

من فصائل منتقاة عنصر

السعوديةفي في معسكرات

واألردن.

وتوماهوكريخ كروز اصو

طيران التحالف الدولي

النظام السوريطيران

عدد غارات

التحالف

(30-40)

عدد الصواريخ

180+

والتدخل العسكري استنتاجات سياسية أولية "لتحالف ضد "اإلرهابا

مشروع وطنيقلق

هاب. وضمن ختزلها في مسألة إر ولي القضية السورية بالحسبان، بل تال تأخذ املعالجة الجراحية التي ينتهجها التحالف الد

ح أن يكتفي التحالف بمواجهة التنظيمات "اإلرهابية" وعلى

تطاعرأسها تنظيم "الدولة" وتطويع ما اس هذا اإلطار، من املرش

من القوى املتصارعة وتوظيفها في هذه املعالجة التي ستسمر لسنين بسبب تعقيد الواقع السياس ي ومحدودية املقدرة

-لتحالفاوفق ادعاءات قادة -العسكرية والبشرية لتلك املنظمات. وبعد تحقيق الغايات املرادة من هذه املعالجة سيصار

وفق الرؤية الدولية إنهاء مصدر الخطر على األمن والسلم الدوليين لحل السياس ي في سورية. فاملطلو ل االنتقالإلى ب أوال

ثم إعادة ترتيب املشرق العربي وفق مقاربات سياسية تخفف تهديدات صراعاته الداخلية وتحصرها في إطارها املحلي

فقط.

أنه ال يمكن لتنظيم "الدولة" أن ينجو من تدخل عسكري، إذ أن مروقه عن املنظومة وعلى الرغم من التسليم سياسيا

، إال أن ساحقا

العاملية مروق مواجهة واستعداء وضربه بالحائط التوازنات الدولية أمر ال يمكن أال ترد عليه املنظومة ردا

خلة. اذلك ال يعني التسليم بنجاعة هذا الرد ما دامت العبثية العنفية لتنظيم الدولة كانت نتيجة تراكمات سياسية متد

ذهنية هذا التحالف وتجاهله ألبعادها االجتماعية سيدخل السورية منإن غياب املراد تحقيقه على مستوى القضية

لهم األصلي تناس ي ا إلىالصراع في سورية في مرحلة جديدة تقطع صالتها بما سبق. وهكذا ستؤدي ضرورات محاربة اإلرهاب

صمسة لم يفتأ إيقاعه خالل خمن نظام ديكتاتوري يعادي املجتمع وثقافته، و للمجتمع السوري الثائر، أال وهو التخل

أخرى. إن التأطير الذي انتهى إليه املجتمع الدولي للقضية السورية تأطير منقوص وإشكالي، وسيربك عقود في هالكة تلو

إرادة ك موارد بلده، ومن جهة أخرى الخيارات املجتمعية ويضعها بين فكي كماشة متمثلة من جهة بنظام فاقد للشرعية أنه

ها خارج إرادتها، ويصطف من أدواتها ألسباب جل

متغيرات جانب ذلك إلىشعبية للتحرر واالنعتاق فقدت من أيديها كثيرا

شاذة ليست من طبيعة مجتمعها فرضتها عنفية وطائفية النظام وحلفائه.

في واحد من نواتجه الجانبية العارضة من شأنه أن يقود عن قصد إن هذا التأطير املنقوص الذي يختزل اإلشكال السوري

أو غير قصد ملا يلي:

لإلرادة الشعبية الس -0ية التحرر كبرى أال وهي قض ورية، ويتجاهل قضية إنسانيةتحالف دولي ال نرى في أجندته أثرا

عن اإلها الثقافي الطبيعي بمن االستبداد ورغبة الشعوب في العيش مطمئنة وفق نمط كراهات.عيدا

لة بالبعد الطائفي الذي -3تعامل مع التطورات الشاذة في املشهد السياس ي والعسكري دون تجفيف أسبابها املتمث

أدخلته إيران وميليشياتها، والثورة املضادة ألنظمة االستبداد التي رعتها أطراف إقليمية.

ل ك الفضفاض "محاربة اإلرهاب"، يمكن أن يصبغالشعار في ظل ومع الغفلة عن األسباب العميقة للثورة و -2

م بجهود التحالف برغم أنه يغمر اإلبهام خطتها ويجادل تنظيم عسكري أو رافض بصبغة التطرف إذا لم يسل

د من جدواها على هذا النحوها الختالجات داخلية ينتج عنهذه الفصائل بعض وربما تتعرض. خبراؤه بعدم التأك

السالب الذي يحبط الجهود املدنية. االنعزال اختيار تنظيم الدولة أو إلىمن قواعدها انضمام أعداد

والتدخل العسكري استنتاجات سياسية أولية "لتحالف ضد "اإلرهابا

وذلك لسببين:السياس ي والديني القاعدة خطاب ةشرعن -2

."صفوي صليبي " ة القاعدة عن عدوانهذه العمليات سردي تأكيد -

)السني(عدم تعرض التحالف لإلرهاب الطائفي لألسد وحلفائه ضد املجتمع السوري -

من برغم صدور قرار مجلس األ ما زالت تجول في األرض السوريةالتي امليليشيات الشيعية عدم البت بوضع -

. الذي يقتض ي وقف تدفق املقاتلين األجانب 3102رقم

ل األوليةالغايات إخالل بالتوازن اإلقليمي، إذ أن -5طاع قدر املست األزمةضبط الحدود وحصر ب للتحالف تتمث

للتفاعالت والتبادالت السياسية لعقود، السوري املحيط داخل. وهذا ما سيجعل الجغرافية السورية مسرحا

استهداف نقاط فتجعلهاالسوري بشكل عسكري مباشر الصراع إلى وستجر هذه املعالجة املجتزأة الدول العربية

في إاألمر . وربما يحقق هذاتنظيم "الدولة"من قبل متمثال

حيويا

أمريكيا

ات بعاد الخطر القاعدي عن الواليهدفا

من، ولكنه يفتح مزيدوأوروبة املتحدة الفرص للطموح اإليراني في املنطقة مما يطيل أمد األزمة. ا

غموض وتعامي عن األسد

دافعة براغماتيها في معرض العوامل املتتكثر التحليالت التي يعلوها القلق من سلوك اإلدارة األمريكية التي قد تقودها

ي عن القضية السورية لحساب تحقيق سريع للتوازن اإلقليمي والدولي. ومما يؤكد هذه التوقعات االنتكاسات التي للتخل

طنة ذلك غياب الف إلىتحجيمها أو تخفيف مهامها. ويضاف لعسكرية املعارضة واحتمالجسام السياسية واتشهدها األ

التنسيق مع ىإلالدول النفطية الوازنة وتحولها من موضع املناكفة الطائفية الذي ساهم في تأجيج االصطفاف في سلوك

من الخطر الخارجي. وال من حركات معارضة داخلية تحسبها أشد خطرا

هذا املوقف قصير النظر شك أن إيران خوفا

عليها وعلى املصلحة العربية بأسسينقلب بالغا

رها. ضررا

ح ألن يكون وصفة فشل لجميع األطراف. وفي ظل

إن تجاوز األسباب العميقة واالكتفاء بمعالجة النتائج االرتدادية مرش

أمام النظام غياب استراتيجية واضحة من قبل التحالف الدولي حيال نظام األسد سيبقى املشهد السوري مفتوحا

في ترميم شرعيته القومية التي تد خلط األوراق والترويج للشعارات إلىوإيران عي الوقوف في وجه االستعمار أمال

لسببين: الساقطة. وبناء على ذلك سيبقى الداخل املنتفض متفجرا

ي اإلصالح السياس إلى ىإصالحي سع جمعي اكالتعامل مع حر فيوحشيته و النظام رهاباإلغفال املقصود إل .0

ن مفال يتصور حدوث استقرار ،من أسباب الضعف واالستالب والفسادوتحصين سورية والعدالة االجتماعية

ل نظام األسد.دون زوا

.االعتداء على ذاته الثقافيةالكبرى للشعب السوري وتجاهل صالحباملستخفاف اال .3

والتدخل العسكري استنتاجات سياسية أولية "لتحالف ضد "اإلرهابا

توقعةاملآالت امل

حة ملزيد من التعقيد، فالفصل األول من خطة

التحالف هي إتمام تدمير ما حدده بنكليس مبالغة التأكيد أن األمور مرش

األهداف، مما قد يترافق مع أخطاء وأثمان بشرية ومادية. أما املرحلة البرية التي تهدف االستئصال الكامل لتنظيم "الدولة"

بسبب هفإن أركانها لم تكتمل وتكتنفها صعوبات أكبر، وال سيما مع احتمال تكون حواضن شعبية للتنظيم شبه مساندة ل

ما سبق من حقن طائفي ووجود شاخص للميليشيات الشيعية التي يعزى إليها إزهاق الثورة أو منع ترجيح كفتها.

املآل األول: النموذج العراقي توقع العمل األمريكية الرسمية ومنها يمكن وينطلق من الرؤية

توافق ل حمناخ لتوفيرعلى تكريس الظروف سياسيا

استمرار الضربات العسكرية تجاه قواعد وموارد تنظيم وذلك من خالل جهد عسكري متمثل في لعراق،أسوة با سياس ي

م توجيه ضربات ثناء يت. وفي هذه األمقاتلين في عباب الصحراء )أفغان بال جبال( تحجيم قوته وتحوله إلىو الدولة اإلسالمية

ودعم بعض الفصائل الثورية وتقوية حكومة معارضة محكمة ضد باقي التنظيمات اإلسالمية ذات األصول القاعدية

قبول التخلي عن رأس النظام في إطار صفقة كاملة بدأت مالمحها باليمن ولن إلىثناء اإليرانيين ، وتدفع في هذه األعسكرية

تنتهي في سورية ضمن بنود الصفقة األكبر املتمثلة بامللف النووي اإليراني.

املآل الثاني: مناطق نفوذ واستقطاب إقليمي خواتها أتنظيمات القاعدة و سحقتفق على ضرورة توالتي األمن اإلقليمي والدولي،دات من تقاطع محد هذا املآل وينطلق

رسيخ االستقطابات الطائفية والفئوية يحقق بعض مصالحها من جهة أخرى، تترى أن و من جهة، الجغرافية السورية في

لغياب الهياكل السياسية القادرة ولتوازن القوى العسكرية التي ذلك ضمن افتراض أن واقع التجزئة يصعب تجاوزهو

قوى دولية ذات توجهات متعارضة. إلىتستند قوتها قوى ساندهاتم بها قوى داخلية وهكذا يتم تقاسم مناطق نفوذ تتحك

التقاسمات غير مستقرة، ولكن ربما تصبح أكثر صالدة مع مرور الزمن أو . وستكون حدود هذه إقليمية ودولية متناحرة

نموذج سياس ي لم تنضج مالمحه بعد. إلىترجمتها إلىيصار

املآل الثالث: تمكين نظام األسدله لنظر عن ترديه ووصو الواقع القائم بغض ا ترسيخ إعادة تسويقه من خالل ولة حلفاء األسداهذا املآل من محوينطلق

رية جسام السياسية والعسكميد األ وتجالتغيير الساخطة، ضرب قوى وحركات يتضمن ذلك ضرورة و . عودة إلى نقطة الال

طويلة ات مصالح وتكريس واقع الهدن وتحويلها إلى ،ودمج املتبقي بعربة النظام بعد ضمان بضعة إصالحات ،املعارضة

.األمد

والتدخل العسكري استنتاجات سياسية أولية "لتحالف ضد "اإلرهابا