قصص سياسية ذات مغزي..

تعلم الحكمة من رأس الذئب الطائر.... حكايات لها معنى .. ! (1

من علمك الحكمة يا ثعلب، قال: رأس الذئب الطائر.. قصص لها مغزي. (2

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

تعلم الحكمة من رأس الذئب الطائر.... حكايات لها معنى .. !

، على الرابط : 2015/ 4/ 14تم النشر بتاريخ

1. https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/863530467051867

2. http://www.theworld-

now.com/main/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-

%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%B7-

%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-

%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-

%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%BA%D8%B2%D9%89-1 /

ربما يجدر إدراج أقوال عدد من المستفيدين من الحياة، أولئك الذين يختصرون "قوانين الحياة"، بجمل قصيرة،

سهل تأثيرها في النفس والوجدان اإلنساني، ويسهل حفرها في الذاكرة وتعلمها عبر االستذكار المتكرر، لكي يعتاد ي

" وزير مالية Nicolas Fouquetالذهن استحضارها من عالم الالوعي إلى عالم الوعي؛ كان " نيقوال فوكيه

وكان " نيقوال"، رجال معروفا بكرمه، ويحب "، في السنوات األولى من عهده، Louis XIV"لويس الرابع عشر

إقامة الحفالت الباذخة، ويعشق النساء الجميالت، وكان يحب الفن والشعر، فضال عن حبه الكبير للمال والشهرة،

وألنه كان يعيش حياة في غاية التبذير كان "نيقوال"، يتمتع بالكثير من المهارات الفكرية والثقافية، وبارعا وذكيا

في التعامل مع القيادات، لذا اكتسب حظوة كبيرة لدى الملك "لويس الرابع عشر"، وال يستغنى عنه، بل كان يحتاج

الملك إليه كثيرا.

م، توقع وزير المالية "نيقوال 1661"، عام Cardinal Mazarinولما توفي رئيس الوزراء " جون مازاران

وزراء فرنسا، وبدال من ذلك ، قرر الملك إلغاء المنصب، فأدى ذلك وغيره فوكيه"، أن يتم تعيينه خلفا له، رئيسا ل

من اإلشارات التي جعلت " نيقوال فوكيه " يشك في أنه قد فقد ما كان يتمتع به لدى "الملك" من قرب وحظوة،

؛ وكان طالق آنذاكفقرر أن " يتملق الملك"، لعله يستعيد تلك الحظوة لدية بإقامة أروع حفلة شهدها العالم على اإل

"الغرض الظاهري"، من تلك الحفلة، هو االحتفال باكتمال بناء " نيقوال فوكيه " لقصره الريفي الضخم " فوكس

"، وتكريم الملك كـ" ضيف شرف"، ولكن الهدف الحقيقي، كان التملق للملك. Fu Le Vicomteلوفيكونت

مع نبالء أوروبا، وأعظم عقولها في ذلك الوقت، مثل: الفونتين ووجه " نيقوال فوكيه " الدعوة لحضور الحفل إلى أل

Lafontaine والروشفوكو ،Rochwoko La ومدام سيفيني ،Mme Seveni حتى أن الكاتب المسرحي ،

"، مسرحية لهذه المناسبة، بل وقد أدى فيها دورا بنفسه عند نهاية األمسية، Molièreالفرنسي العظيم " موليير

فلة بعشاء سخي البذخ من سبعة أدوار قدمت فيها أطعمة من الشرق لم يسبق أن تذوقه أحد في فرنسا، وبدأت الح

وكذلك أطباق جديدة صنعت خصيصا لتلك الليلة، ورافقت العشاء معزوفات موسيقية بطلب من "نيقوال فوكيه"

رتيبات يه " الملك الشاب عبر التلتكريم الملك، وتبعت حفلة العشاء نزهة في حدائق القصر، وصحب " نيقوال فوك

الهندسية ألحواض الزهور والشجيرات، وعند وصولهما إلى قنوات الحدائق شهدا عرضا لأللعاب النارية، تبعه

عرض مسرحية " موليير"، واستمر الحفل ساهرا إلى ساعة متأخرة من الليل، واتفق الجميع على أنه كان أشد ما

Fu Leللذهول على اإلطالق. وصارت أراضي قصر "فوكس لو فيكونت شهده "الملك والحضور" إثارة

Vicomte .ونوافيره مصدر إلهام عند الشروع في بناء "قصر فرساي"، األشهر فيما بعد ،"

"، بألقاء القبض على فوكيه، وبعد ثالثة أشهر Dartineanوفي اليوم التالي، قام قائد الحرس الملكي " دارتانيان

اكمة إلختالسه من خزانه البلد، والواقع أن معظم االختالسات التي أتهم فيها" نيقوال فوكيه "، قد تمت قدم إلى المح

لحساب الملك، ونيابة عنه، وبإذنه، فوجد " نيقوال فوكيه "، نفسه مذنبا، وأرسل إلى أكثر السجون الفرنسية عزلة

ضى األعوام العشرين األخيرة من حياته في الحبس "، حيث أم Alberanisفي فرنسا، في أعالي جبال " البيرانيس

االنفرادي.

" لخالفة " نيقوال فوكيه " في Baptiste Colbertوقد أختار "الملك لويس الرابع عشر" السيد " بابتيست كوليير

رر حوزارة المالية، وهو رجل مشهور ببخله وحرصه الشديد، وراح " بابتيست كوليير " يتأكد من أن أية أموال تت

châteauمن الخزينة تصب مباشرة في يد الملك " لويس"، وبهذه األموال بني " الملك لويس"، "قصر فرساي

de Versailles الشهير، فاستخدم المعماريين والمهندسين والمزخرفين ومصممي الحدائق أنفسهم الذي "

فرساي"، راح "لويس"، يستضيفاستخدمهم " فوكية" في بناء قصره الذي كان سببا في سجنه، وفي " قصر

حفالت أكثر بزخا حتى من تلك التي كلفت " فوكيه"، حريته.

ترى، ما الدروس التي يمكن أن نكتسبها من هذه القصة!؟، "ال تكون ملكا أكثر من الملك"، او بمعنى أخر، " ال

تؤذي كبرياء الملك، حتى ال تشعره بعدم األمان".

ومة لـ "فوكيه"، وبينما كان يقدم نفسه إلى "الملك"، منظرا ومشهدا تلو األخر ، وكل ففي مساء تلك الحفلة المشؤ

منهما أروع مما سبقه، تخيل "فوكيه"، أنه بذلك األمر يستعرض والئه وإخالصه وحفاوته بالملك، ولم يكتف بظنه،

ته ت حسن ذوقه وسعة اتصاالأن الحفلة ستعيده إلى مكانته وحظوته لدي الملك فقط، بل ظن كذلك أنها سوف تثب

ونفوذ شعبيته وتجعله ممن ال يستغني عنهم الملك، وتدل على أنه سيكون رئيس وزراء لفرنسا، غير أنه لم يدرك

أن كل مشهد جديد مر أمام أعين الملك والحضور، وكل ابتسامة تقدير ابداها الضيوف له، قد جعلت األمر يبدو لـ"

اه أنفسهم قد سحرهم وزير ماليته أكثر من الملك نفسه، وكأن "فوكيه"، كان في الملك"، وكأن أصدقاؤه و رعاي

الواقع يستعرض ثروته وسلطته ونفوذه، وبدال من التملق إلى الملك، فإن حفلته المتقنة قد آذت كبرياء الملك، ولم

–ص من الرجل الذي جعله يشاء الملك أن يعترف بذلك ألي أحد بالطبع، وبدال من ذلك وجد عذرا مناسبا ليتخل

يشعر بانعدام اآلمن. –وبدون قصد

هو مصير وقدر جميع الذين يفقدون "الملك"، شعوره المتوازن بنفسه، ويحدثون ثقوبا في –وبشكل أو بأخر -وهذا

م "، Voltaire" 1694 – 1778غروره، أو يجعلونه يشك في بروز وصفاء مكانته. وفي هذا يقول " فولتير

بدأت األمسية، كان " فوكيه"، على قمة الدنيا، وعند انتهائها كان في الحضيض"، وأعتقد أن األمر لم يختلف عندما

ذه وهم كثيرا ه -كثيرا، منذ زمن " فوكيه"، وحتى يومنا هذا؛ فقد كان" لويس الرابع عشر"،، من نوعية البشر

التي تبدو معتدة بنفسهم، ومتعجرفة يريدون أن -يوم األيام، ونقابل من هذه النوعية القادة والوزراء والنخب كل

يكونوا محط االنتباه في كل وقت وحين، فلم يكن يطيق " الملك" أن يتفوق عليه أحد من وزرائه أو اعوانه، ومن

هذه القصة" جاءت فكرة هدم القيادة البديلة" في الفكر اإلداري والسياسي على حد سواء، وقد حجبت تلك النظرة

تيقة نور كثير من المبدعين، وهجرت العقول النيرة أوطانها، وتوارت األفكار مبدعة، وظهرت "الرويبضة" الع

ير في أن فال تخدعن نفسك بالتفك في كل مجاالت الحياة السياسية والثقافية واالجتماعية للدول النامية المعاصرة،

ان أولئك الذين إلى مناصب عليا في الحياة يشبهون الحياة قد تغيرت كثيرا منذ أيام " لويس الرابع عشر، ذلك

الملوك، أي أنهم يريدون ان يشعروا بأنهم آمنون في مراكزهم ومناصبهم، وأنهم متفوقون على جميع من حولهم

في الذكاء، والحصافة، والجاذبية، وإن من سوء الفهم القاتل، إعتقادك بأنك عند إستعراض مواهبك وإمكاناتك

ا تكسب عواطف وإحترام رئيسك في العمل، فقد يتظاهر بتقديرها، ولكنه عند أول فرصة سيستبدل بك والمباهاة به

شخصا أخر، أقل ذكاء، واقل جاذبية، واقل تهديدا تماما مثلما إستبدل "لويس الرابع عشر"، " كولبيير" الباهت،

ما هو الحال مع " لويس الرابع عشر"، فإنه لن والبخيل واألقل جاذبية، على " فوكييه"، البراق الكريم الجذاب، وك

يعترف بالحقيقة، بل سيجد منها ذريعة للتخلص من حضورك... لكي اهلل يا مصر.

من علمك الحكمة يا ثعلب، قال: رأس الذئب الطائر.. قصص لها مغزي.

باحث في العلوم األمنية واإلدارية. بقلم / يحيى الزنط ..

، على الرابط : 2015/ 4/ 17تم النشر بتاريخ

1. http://elkhabarnow.com/News-55625355.html#.VTJSa8n59oM.facebook

2. https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/864767126928201:0

Mikaelفي منصف القرن التاسع للميالد، إعتلى عرش "اإلمبراطورية البيزنطية"، شاب يدعى " ميكائيل الثالث

IIIإلمبراطورة" ثيودورا "، وكانت أمه اTheodora قد نفيت إلى دير للراهبات، أما عشيقها " ثيوكريتوس ،"

Théocrite فقد تم إغتياله، وكان على رأس المؤامرة إلزاحة الملكة" ثيودورا" عن عرشها، وتنصيب إبنها ،"

هو رجل ذو ذكاء وخبرات في "، و Bardasالملك الشاب" ميكائيل"، بدال عنها، عم "ميكائيل"، المدعو "بارداس

شئون الحكم وإدارة الدولة، فضال عن أنه كان يتمتع بطموح جارف نحو تقلد مقاليد السلطة في اإلمبراطورية

البيزنطية، آنذاك.

وكان "ميكائيل الثالث"، ملكا وحاكما شابا، وبال خبرة بشؤون السياسة والحكم وإدارة مصالح اإلمبراطورية، أو

على تحقيق تطلعات شعوبها، وكان الملك الشاب محاطا بالمتآمرين، والقتلة، والمتهتكين والمتهكمين القدرة

وفي وقت الخطر وحدوث األزمات، كان الملك الشاب" -كما هو الحال في عصور الظالم األوربية -والمسرفين

"، وكان األخير أعز Basilicيوس ميكائيل "، بحاجة إلى شخص يثق به كمستشار، فاتجهت أفكاره إلى "باسيل

أصدقاء الملك الشاب، إال أنه لم يكن لدية أي خبرات في شؤون الحكم والسياسة مثل الملك ذاته، فكان يشغل"

باسيليوس " رئيس اإلصطبالت الملكية، غير أنه قد أثبت "حبه، ووالئه، وعرفانه" للملك، مرة بعد أخرى، فقد كان

ة الملك"." باسيليوس " من "أهل ثق

وترجع العالقة بين "الملك الشاب"، وبين " رئيس اإلصطبالت"، إلى قبل ذلك ببضع سنين، عندما كان" الملك

الشاب"، في زيارة إلى اإلصطبالت، بعد أن أفلت منها حصان متوحش، وكان " باسيليوس " سائس الخيل الشاب

-عدوالذي لم يكن قد أصبح ملكا ب -ياة الملك المنحدر من ساللة فالحين مقاطعة "مقدونيا"، وقد انقذ" باسيليوس" ح

ئيس إلى منصب " ر –مروض للخيل –والذي اعجبته قوة السائس وشجاعته فرفعه في الحال من وظيفته المغمورة

اإلصطبالت"، وأغدق "الملك" صديقه بالهدايا، وأنواع من القرب والصداقة والحظوة، حتى صارا لصيقين ال

باسيليوس " إلى أحسن مدارس بيزنطة ليتعلم ويتهذب ويليق بحظوة اإلمبراطور الشاب، يفترقان، وتم إرسال"

وتحول "الفالح الخشن" باسيليوس، إلى رجل "الحاشية المثقف والمهذب والمصقول".

وعند صار" ميكائيل" إمبراطورا، احتاج إلى شخص ذي " والء " له، فيا ترى ، " من ذا الذي يمكن أن يكون

ن ذلك الشاب " باسيليوس " الذي كان مدينا لإلمبراطور بكل شيء، ليكون في منصب رئيس الديوان أفضل م

اإلمبراطوري، والحاجب الخاص، وكبير المستشارين.؟، فاختار " اإلمبراطور الشاب" ، صديقه السيد " باسيليوس

كان أكفأ منه بكثير. على اعتبار أنه "، ليشغل هذه المناصب، متجاهال نصيحة الذين زكوا عمه " بارداس"، الذي

من "أهل الخبرة والكفاءة في شؤون الحكم والسياسة"، على أنه يمكن ترويض طموحاته نحو السلطة. إال أن

اإلمبراطور الشاب رفض رفضا باتا.

ي ر، فومن جانب أخر، أظهر " باسيليوس " ذكاؤه وسرعة تعلمه، وسرعان ما أصبح مستشارا، ينصح اإلمبراطو

كل قضايا الدولة، وكانت مشكلته الوحيدة، هي : "المال"، فلم يكن" باسيليوس " يقتع أو يكتفي، إذ أن تعرضه لبذخ

البالط اإلمبراطوري، وانبهاره بهذه الحياة، قد جعله جشعا متعطشا لطاووسيات السلطة، فضاعف "اإلمبراطور"

إلى مرتبة النبالء، وزوجه من عشيقته الخاصة " يودوكسيا راتبه، ثم أوصله إلى ثالثة أضعاف األصل، ورفعه

"، فقد كان "اإلمبراطور ميكائيل"، يشعر "إن رضاء مثل هذا الصديق والمستشار Angelina Eodoxiaإينجرينا

بيد أن المزيد من المتاعب كانت تتربص به، ذلك أن عم اإلمبراطور، الموثوق به ، شيء ال يعادله أي ثمن"،

و " بارداس"، كان قد صار قائدا للجيش، فقام " باسيليوس "، بإقناع "اإلمبراطور "، بأن ذلك الرجل شديد المدع

الطموح إلى حد ميؤوس منه إصالحه، وكان " بارداس"، قد تآمر لوضع ابن أخيه على العرش، متوهما بأنه

، للتخلص منه، وتتويج نفسه إمبراطوراسيتمكن من السيطرة على اإلمبراطور الشاب؛ وأن يتآمر عليه كرة أخرى

لبيزنطة، بدال منه؛ وهكذا ، ظل " باسيليوس"، ينفث السم في آذان "اإلمبراطور والصديق ميكائيل"، ويوغر في

صدرة الكره نحو عمه " بارداس"، حتى وافق اإلمبراطور على تدبير اغتيال عمه، وأثناء سباق كبير للخيل، إندس"

الجموع الحاشدة حتى اقترب من "بارداس"، وطعنه فأرداه قتيال؛ وبعد ذلك، بوقت قصير، طلب" باسيليوس " وسط

باسيليوس " من اإلمبراطور، أن يحل محل "بارداس"، ويتولى هو منصب قائد الجيوش البيزنطية، حتى يتمكن

اه اإلمبراطور ما سأل.من السيطرة على اإلمبراطورية، ويقمع المتمردين والخارجين على اإلمبراطور، فأعط

بعد ذلك بسنوات -وهكذا، تعاظمت سلطة" باسيليوس"، وأمواله، وعندما وقوع "اإلمبراطور" في ضائقة مالية

نتيجة تبذيره وإسرافه، طلب "ميكائيل" من صديقة وقائد جيوشه ومستشاره الخاص وأقرب المقربين وأهل –قالئل

الذي قد اقترضه اإلمبراطور على امتداد السنين من بعض األمراء، ثقته " باسيليوس " ، أن يسدد بعض المال

وأصيب "اإلمبراطور"، بصدمة وذهول عندما رفض صديق العمر، وربيب النعمة " باسيليوس "، رفضا تاما،

حتى أنه رمق "اإلمبراطور"، بنظرات شرزاء، فيها من االستقاللية واالعتداد بالنفس ما جعل اإلمبراطور يشعر

المأزق الذي تورط فيه، فــ"صبي اإلصطبل"، صار لدية مال، ولديه حلفاء في الجيش وفي مجلس الشيوخ، ب

وبالتالي، صار له " سلطة ونفوذ"، أكثر مما لدى " اإلمبراطور"، نفسه.

هوبعد ذلك ببضعة أسابيع، وذات ليلة، أفرط "اإلمبراطور ميكائيل الثالث"، في الشراب، ثم إستفاق، ليجد نفس

محاطا بالجنود، وقد وقف " باسيليوس " يشاهد بينما راح الجنود يطعنون " اإلمبراطور ميكائيل الثالث"، حتى

أخمدوا أنفاسه، وبعد أن نصب "صبي اإلصطبل " باسيليوس" نفسه " إمبراطورا" على بيزنطة، ركب حصانه

ق "ميكائيل"، على رأس رمح طويل.ليتبختر عبر شوارعها، وقد رفع رأس ولي نعمته والصديق الساب

فلقد رهن "اإلمبراطور ميكائيل الثالث"، مستقبله على الشعور بالعرفان من قبل أهل الثقة أو من ظنه كذلك، حيث

ظن أن " صبي اإلصطبل "باسيليوس " البد وأن يحس به تجاهه، فلم يشك "اإلمبراطور"، في أن "باسيليوس"

نه، فقد كان األخير، مدينا لإلمبراطور بثروته وبثقافته وبعلمه، وبمنصبه، وبعد سيكون أفضل من يخدمه ويستأم

ذلك، عندما صار "باسيليوس" في السلطة، كان ميكائيل يرى أن السياسة الفضلى هي إعطاؤه كل ما يحتاج، مما

ي رأى اليوم المصيري، الذ يعزز الروابط والوالءات بين الرجلين، ولم يرك اإلمبراطور غلطته القاتلة، إال في ذلك

فيه االبتسامة الوقحة على وجه صبي اإلصطبل "باسيليوس".

لقد خلق اإلمبراطور وحشا، عندما سمح لرجل من أراذل المجتمع، بأن يرى "السلطة"، ويمارسها عن قرب،

" بأنه راطوروعندئذ تعطش" باسيليوس " صبي اإلصطبل إلى المزيد، وحصل على كل ما سأل، ولقد شعر "اإلمب

صديقه " باسيليوس " خسيس ويتمتع بالنذالة المتأصلة فيه بالصدفة، عندما حاول االقتراض منه، إال أن " باسيليوس

" فعل ببساطة ما يفعله كثيرون في هذا الوضع هذه األيام، إنهم ينسون المعروف الذي تلقوه، ويتصورن أنهم حققوا

نجاحهم بمزاياهم وقدراتهم الخاصة.

"، ملك فرنسا ، Henry II"، عشيقة "هنري الثاني Diane de Poitiersفي هذا تقول " ديان دي بواتييه و

، "للحصول على عدو جيد، اختر صديقا مقربا، فهو يعرف أين يضرب، ويضيف "لويس الرابع 1566 – 1499

وظيفة شاغرة، أخلق مائه من ،" في كل مرة أ عين فيها شخصا في نصب أو Louis XIV " 1638-1715عشر

الساخطين، وواحدا عاقا ناكرا للجميل". فإحذر عدوك مرة، وإحذر صديقك ألف مرة، فلربما انقلب الصديق، فكان

أعلم بالمضرة، وكان يقول العرب قديما، ألف عدو خارج البيت، وال عدو داخله. فلتختار معاونيك من أصحاب

ستفيد من أعدائك. الكفاءة واإلخالص، وتعلم كيف ت

ففي لحظة إدراك " ميكائيل" لهذه الخسة والنذالة من صديقة" باسيليوس "، كان مازال حيا، وكان مازال قادرا على

إنقاذ حياته، إال أن الصداقة والمحبة تعميان كل رجل عن رؤية مصالحه، فال أحد يصدق أن الصديق قد يخون، وقد

ق حتى اليوم الذي انتهى فيه رأسه على أسنة رمح صديقة، وبيب نعمته " باسيليوس استمر "ميكائيل" في عدم التصدي

.االختيار"، اللهم احفظ مصر ورئيسها، وكل من تولى فيها أمر. وأرزقهم الرشد والرشاد في