جوهر الثيوصوفية

لھیةسلسلة الحكمة اإل

}١{

جوھر الحكمة اإللھیة

) الثیوصوفیة(

لیدبیتر تشارلس ویبستر :تألیف

ةــة اإللھیـراھب الحكم

حكیم رشید: ترجمة وتقدیم

٢٠١٤ نسخة منقحة

[email protected] :البرید اإللكتروني

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

) An Outline of Theosophy( عنوان الكتاب باللغة االنكلیزیة

.١٩٦٣؛ وأعید طبعھ ثمان مرات حتى عام ١٩٠٢ عام وقد صدرت أول طبعة لھ في لندن



المحتویات

مقدمة المترجم

ما ھي الحكمة اإللھیة؟ -١

كیف عرفت الحكمة اإللھیة ؟ -٢

.اكتشاف حقائق الحكمة اإللھیةطریقة -٣

.عامة ئمباد -٤

.الحقائق العظمى الثالث -٥

.ھذه المعرفةالفوائد المكتسبة من -٦

.العقل المدبر -٧

.مخطط العقل المدبر -٨

.تركیب اإلنسان -٩

.اإلنسان الحقیقي -١٠

.التقمص -١١

.نظرة شاملة -١٢

.الموت -١٣

.ماضي اإلنسان ومستقبلھ -١٤

.السبب والنتیجة: قانون السببیة -١٥

. فوائد الحكمة اإللھیة -١٦

ھوامش المترجم *

قائمة بالمصطلحات اإلنكلیزیة مع مقابالتھا العربیة *



مقدمة المترجم

الھدف من ترجمة الكتاب

جاد عن الباحث ال إلى اإللھیةمشروعي العام، وترجمة ھذا الكتاب جزء منھ، ھو تقدیم الحكمة إن أنومن البدیھي . غایة الشخصیةالخرافات السطحیة ومبحث الذات، ھي العمیقة مفاھیمفال. الحقائق العلیا

،الفكر الثاقب كالسیفف .الشك فیھاو لحقائق السائدةیكون الدافع وراء مثل ھذا البحث ھو عدم القناعة بالكن مصارحة النفس بالشكوك قد تنذر بتحطیم .عدو الخرافات والنمیمة العقلیةانھ ؛ ال یعرف الرحمة

عندئذ فحسب یرتقي وعي اإلنسان من مرحلة الزحف .الشخصیة ، كاشفة عن تفوق الذات علىاألصنامال یمكن الثقافة البسیطة إن . اكبرإلى مرحلة الطیران، حیث مدى الرؤیة أوسع والقدرة على االستیعاب

وبینما . وصانع األسئلة الصغیرة ال یتحمل عبء األجوبة الكبیرة. ھذا مستحیلفأن تطرح أسئلة عمیقة، .ظلمات الوحلتفضل الدودة التمرغ في مستنیرة الالي یحلق الصقر في األع

)الثیوصوفیة(الحكمة اإللھیة

والثیوصوفیة أو الحكمة اإللھیة . فثیوس تعني الھ وصوفي تعني حكمة -ثیوصوفي ھي كلمة إغریقیة شكال أبكل من الذرة األصلیة، مرورا ابتداء ،تعني معرفة أسرار الخلق والتدبیر والتطور في كل العوالم

. الحیاة والكائنات والبشر، وانتھاء بالمجموعة الشمسیة؛ التي تشكل بدورھا ذرة في منظومة كونیة اكبربوعینا إلى من خالل االرتقاء بأنھا ممكنة التحصیل بالتجربة المباشرة، وذلك ھذه المعرفة توصفو

؛ مما یقودنا إلى إدراك الحقائق مع جوھرناثم االتحاد الجزء الروحي من طبیعتنا، - مستوى الذات إن الحكمة اإللھیة ھي جذر . ضمن حدود قدراتنا اإللھيالمخطط والمشاركة في إدارة شؤون ،لعمیقةا

وأساس كل أدیان وفلسفات وعلوم ومعارف العالم، ویتم دراستھا وممارسة أسرارھا وتعلیمھا لآلخرین . السریة والتراث الباطنيالعقیدة علیھا أیضا أسماء مثل طلقمن قبل نخبة صغیرة من العارفین؛ وقد أ



وتعالیمھا محفوظة بعنایة، حیث یقوم كل جیل جدید من الحكماء بتعلمھا من الجیل السابق وإتقان .شكال الحیاةأس البشري وبقیة أنواع الكائنات وأسرارھا كي یصبحوا أوصیاء علیھا وعلى الجن

عند اإلغریق في القرن الثالث المیالدي مع الفیلسوف امونیوس متداوالمصطلح الثیوصوفیة أصبحساكاس وجماعة أفلوطین في اإلسكندریة؛ الذین نشروا نظریة الفیض اإللھي؛ والتي تكشف أن الكون

كما أطلق لقب الثیوصوفي . بأكملھ، وكذلك البشر وكل الكائنات األخرى، إنما صدرت من الذات اإللھیةوھما من المتصوفة األلمان في القرن [ ى المتصوفة في الفترات الالحقة مثل ایكھارت وبوھمة كذلك عل

تم تبنیھا من قبل السیدة بالفاتسكي عند تأسیس ١٨٧٥وفي عام . ، وكذلك باراسیلیوس] الخامس عشر. الحكمة األزلیة كاسم للصیغة الحدیثة التي تدعو إلیھا من) الجمعیة الثیوصوفیة(جمعیة الحكمة اإللھیة

وقد سبقت . تم حفظھا بعنایة الفیصل في المعرفة اإلنسانیة، لذكانت دائما واحدة، وھي ا"وھذه الحكمة بعصور طویلة ثیوصوفیي اإلسكندریة، ثم بلغت العصر الحدیث، وستبقى بعد زوال كل األدیان

). ٧. ص] مفتاح الحكمة اإللھیة[اب من كت" ( والفلسفات

ة اإللھیة وجوھر األدیان السماویةالحكم

فھي تؤكد أوال على وجود . تتفق الحكمة اإللھیة في الجوھر مع المبادئ األساسیة لألدیان السماویةفمن الذات اإللھیة . الواحد المطلق، وانھ الوحید المستحق للتقدیس؛ وعلى ھذا األساس تبني بقیة مبادئھا

تطورت األكوان فمن المادة .والروح المادة األصلیة ومنھ فاضت ؛األولالعقل القدسي المطلقة انبثقھذه األكوان، ثم توالى تكوین بقیة لة عن تدبیركة المسؤوالمالئالروح نشأت من والمجرات والنجوم، و

وقد اقتضت المشیئة إرسال األنبیاء والرسل والحكماء والمرشدین، من . الموجودات والكائنات والبشرأجل تعلیم البشر النوامیس والشرائع التي تنظم حیاتھم، وإرشادھم إلى حقائق الحیاة والتطور والموت

إن الحكمة اإللھیة ھي أم الكتاب، ومنھا صدرت . رھم فیھوالبعث، وكشف أسرار المخطط اإللھي وأدوا .كل األدیان والكتب المقدسة؛ وفیھا بیان شامل وتفسیر كامل لكل حقائق الالھوت والملكوت والناسوت



)الجمعیة الثیوصوفیة(جمعیة الحكمة اإللھیة

، من ١٨٧٥تشرین الثاني عام في مدینة نیویورك، في السابع عشر من جمعیة الحكمة اإللھیة تأسست وكان من ضمن أوائل األعضاء فیھا؛ الطبیب المعروف . قبل السیدة بالفاتسكي، والعقید اولكت، وآخرین

اكبر معارك الحرب -ألیكساندر وایلدر، والقائد العسكري الذي ذاع صیتھ في معركة جتسبیرغ . دوتؤكد الوثیقة األصلیة للجمعیة . شھیر توماس أدیسوناللواء آبنر دبلدي، والمخترع ال -األھلیة األمریكیة وبمرور الزمن توسعت ". جمع ونشر المعارف الخاصة بالنوامیس التي تنظم الكون"على أن أھدافھا

:أھدافھا لتشمل

.نشر حقائق النوامیس األصلیة المنظمة للكون بین البشر -١

. الكائنات والبشرنشر الوعي بالوحدة الجوھریة لكل الموجودات و -٢

.نشر مبدأ أألخوة بین البشر، دون تمییز على أساس العرق والعقیدة والقومیة والطبقة واللون -٣

.دراسة األدیان والعلوم والفلسفات القدیمة والحدیثة -٤

.البحث في القدرات العرفانیة عند اإلنسان -٥

.السامیة لدیاناتھم وتطبیقھا في حیاتھم الیومیة مساعدة أتباع الدیانات كافة على اكتشاف المثل -٦

.احترام جمیع األدیان والمذاھب، وعدم تشجیع أتباعھا على التخلي عن معتقداتھم -٧

.نشر مبادئ وحقائق ودراسات الحكمة اإللھیة -٨

وتشكل جمعیات الحكمة اإللھیة المعروفة والمجھولة، المتواجدة في العالم حالیا، جانبا من حركة روحیة وقد برزت ھذه الحركة مع النشأة األولى لإلنسانیة الواعیة، لكنھا . وفكریة ظلت نشیطة في كل العصور

اطھا ظل متواصال، رغم توارت عن األنظار خالل فترات القحط الروحي في بعض العصور؛ بید أن نشوللجمعیة أھداف ومقاصد إیمانیة وفلسفیة وعلمیة، إضافة إلى إنھا . ھبانھ لم یكن معروفا وال معترفا معرفة حقائق -فھي تبغي أن تعید لإلنسانیة تراثھا القدیم من الحكمة : إنسانیة وإحسانیة بشكل متمیز

القیمة العظیمة والجمال األصیل لنظامھا األخالقي وان تغرس في القلوب والعقول البشریة -الحیاة والجمعیة لیست سیاسیة وال طائفیة؛ فھي تضم أعضاء ینتمون ألعراق مختلفة؛ وقد یكونون، أو. الرفیع

ولیس لھا مذھب أو عقیدة بالمعنى المعاصر . ال یكونون، أعضاء في جماعات دینیة أو فلسفیة أخرى .حثون عن الحقیقة ومحبون لھاللكلمة، وأعضائھا في األساس با



وقد أعلنت بالفاتسكي منذ انطالق نشاطھا العلني تقریبا بأنھ تم تكلیفھا من قبل الحكیمین موریا وكوثومي بتشكیل نواة لإلخوة العالمیة للجنس البشري، وكان تأسیس الجمعیة أول ثمرة لجھودھا في سبیل تحقیق

فقد كتب الحكیم كوثومي للسید. مة اإللھیة الغایة األساسیة للجمعیةویعد نشر تعالیم الحك. ھذا الھدففردیة بل إن الھدف الرئیس للجمعیة لیس إرضاء التطلعات ال: "قائال )١٩٢١-١٨٤٠( سینت ألفرید

ال بد أن تشرق شمس الحكمة : "؛ وكتب الحكیم موریا) ٨ -٧رسائل الحكماء ( "خدمة أقراننا من البشرإن نشاطات ھذه الحركة تفوق ما تناھى لعلمكم، فعمل . اإللھیة على الجمیع ولیس على فئة واحدة

". الجمعیة مرتبط بتدابیر باطنیة مماثلة تجري في كل أنحاء العالم

الحكیم كوثومي ****************

وساھم في انتشاره تخلف الفكر الدیني . لقد اكتسح اإللحاد المادي أوروبة والعالم في القرن التاسع عشرودعمھ لألنظمة واإلنساني وانحطاط كھنتھ ومؤسساتھ؛ حیث تجلى ذلك في معاداتھ للتطور العلمي

عقالني كل تیار فكرياضطھاد و ،االستبدادیة، وتحالفھ معھا، ومحاربة كل حركة إصالحیة أو ثوریةالجھل والتخلف، ومن مستنیر یدعو إلى احترام حقوق اإلنسان وصیانة كرامتھ من خالل تحریره من



سین مستوى معیشة البشر من لمساھمة التطور العلمي والتقني في تح ونتیجة. االستعباد واالستغاللالنواحي الصحیة واالقتصادیة، وزیادة وسائل الراحة والترفیھ، فقد اصطف الناس بالتدریج مع العلم ضد

ودفع التطلع للحریة والعدالة بالبشریة إلى مناصرة الحركات اإلصالحیة . الدین في ھذا الصراعتزمتة ة السیاسیة ذات الصبغة العقائدیة الموالتوجھات الثوریة ضد المؤسسات الكھنوتیة واألنظم

كل ذلك أدى في نھایة المطاف إلى فراق بین المجتمع والدین، . االستغالليوالمنھج والطبیعة االستبدادیة بان الدین، ومعھ اإلیمان، ھو ركن الخاطئة لذا انتشرت في العالم كلھ الفكرة . ومیل متزاید نحو اإللحاد

.دعامة رئیسیة لالستبداد واالستغاللالتخلف واالنحطاط و

الحكیم موریا

********************



ظھرت الحاجة لتجدید اإلیمان على أسس عقالنیة علمیة وإنسانیة، والعودة إلى منبع الدین وھكذا إلحیاء ونشر روح اإلیمان العقالني فكانت الجمعیة مركزا. إلى الحكمة اإللھیة -والفلسفة والعلم وكذلك ،الھندفي والجمعیات التبشیریة ،لذا تحالفت ضدھا المؤسسات الدینیة الغربیة. والعلمي والروحي

المنتفعین من ظاھرة استحضار باإلضافة إلى، العقلیة الضیقةبعض أدعیاء العلم من ذوي األفاق ضروس قوامھا التشنیع والدسائس على فوا جمیعا وبادروا إلى شن حرب تحال. األرواح والطارئین علیھا

.الجمعیة وعلى مؤسسیھا، وبالذات السیدة بالفاتسكي

مؤسسي جمعیة الحكمة اإللھیة

)١٨٩١-١٨٣١(ھیلینا بتروفنا بالفاتسكي

في جنوب ) بتروفسك وتسمى اآلن دنایبرو( الحكمة اإللھیة في مقاطعة ایكاترینسلوف مبعوثة ولدت . كان والدھا بیتر فون ھاھن عقیدا في الجیش الروسي. روسیا؛ وھي حالیا ثالث اكبر مدینة في أوكرانیا

ویصل نسبھا العریق من جھة والدتھا إلى ساللة من النبالء واألمراء الروس؛ ومن جھة والدھا إلى .ساللة من النبالء األلمان

روائیة شھیرة في روسیا، حیث نشرت أول روایة لھا في ) ١٨٤٢ - ١٨١٤(كانت والدتھا ھیلینا اندریفنا وقد طبعت أعمالھا الكاملة ضمن أربعة مجلدات في . اسن الثالثة والعشرین باالسم المستعار زینایدا آرف

وكان الناقد الروسي المعروف بیلینسكي قد امتدح . ١٩٠٥، وأعید طبعھا عام ١٨٤٣بطرسبرغ عام وقد اعتبرت روایاتھا في . إنھا تمثل بالنسبة لروسیا ما تمثلھ الروائیة جورج صاند لفرنسا: موھبتھا قائال

.ألدب الروسي؛ كما تم وصفھا بأنھا النظیر النسائي للكاتب الكبیر لیرمنتوفوقتھا منجزا بارزا في ا



وكانت جدتھا المھا، األمیرة ھیلینا بافلوفنا دولكوركي، باحثة في العلوم الطبیعیة وعلم اآلثار وعلم ي وكان جدھا المھا، دیفادییف، الحاكم المدني لمقاطعة ساراتوف، ف. النبات، وكانت تجید خمس لغات

حین كان خالھا، اللواء روستسالف دیفادییف، كاتبا في الشؤون العسكریة، وشخصیة عسكریة بارزة باإلضافة إلى أن شقیقتھا فیرا، التي تصغرھا بأربع سنوات، قد أصبحت كاتبة . على مستوى أوروبة

، رئیسا )١٩١٥- ١٨٤٩(كما أصبح ابن خالتھا كاثرین، الكونت سیرجي یولیفتش دیوایت . معروفة كذلكفلم تكن السیدة بالفاتسكي من نسب عریق فحسب، بل من عائلة . ١٩٠٥للوزراء في روسیا في عام

العاصمة ومن طرف والدھا، فقد كان احد أعمامھا مدیرا للبرید في . مرموقة على كل مستویات اإلبداع مدینة ة الجنائیة في؛ كما كان عمھا اآلخر، جوستافو ھاھن، رئیسا للمحكمبطرسبرغ، ویحمل لقب كونت

.جروندو

السیدة بالفاتسكي

********************



كما إنھا أبدت اھتماما فائقا بعرفانیة القرون . تمتعت السیدة بالفاتسكي منذ طفولتھا بقدرات روحیة فریدة، من نائب حاكم ١٨٤٨تزوجت في سن السابعة عشر، عام . الوسطى من خالل مكتبة جدھا العامرة

. ھا الشھیرمدینة ایریفان، نیكیفور بالفاتسكي، الذي كان یكبرھا في السن، ومنھ اكتسبت اسم

فقد كانت تتقن الفرنسیة واالنكلیزیة . تمیزت حیاتھا بكثرة األسفار، لذا كانت تجید العدید من اللغاتواالیطالیة؛ وتفھم بسھولة األلمانیة والھنغاریة وقلیل من التركیة؛ باإلضافة لفھمھا وتكلمھا العربیة

سافرت إلى التبت ١٨٦٨وفي عام . العالم الكثیر من بالد ١٨٤٩وقد زارت منذ . باللھجة المصریة .استنادا لنصیحة معلمھا الروحي، حیث قضت ثالث سنوات من التدریب العرفاني

ر وقد انتقل مق. جمعیة الحكمة اإللھیة في الوالیات المتحدة ١٨٧٥أسست مع العقید اولكت في عام رب مدراس، وبقي ھناك حتى الوقت ، حیث استقر في مدینة ادیار ق١٨٧٨الجمعیة إلى الھند في عام

.الحاضر

مفتاح الحكمة -٣النقاب عنھا فوكشإیزیس م -٢السریة العقیدة -١:ألفت بالفاتسكي ثالثة كتب رئیسیةباإلضافة إلى موھبتھا األدبیة عازفة بیانو من طراز كانت و. كما كتبت ما یقرب من ألف مقالة. اإللھیة

.١٨٩١وقد توفیت في لندن عام . الجمعیة الموسیقیة اللندنیة رفیع؛ حیث أصبحت من أعضاء

العقیدة (ومن الجدیر بالذكر أن العالمة اینشتاین كان یضع على مكتبھ بشكل دائم نسخة من كتاب كما أن غاندي كان من محبي الحكمة اإللھیة؛ . للسیدة بالفاتسكي، وكان یرجع إلیھ باستمرار) السریة

وقد ظل ). مفتاح الحكمة اإللھیة(، واطلع على كتابھا ١٨٩٠فاتسكي في لندن عام حیث تعرف على بال؛ وكانت ١٩٣٣إلى ١٩٠٧على صلة وثیقة بآني بیسنت، رئیسة جمعیة الحكمة اإللھیة في الھند من عام

كذلك توطدت عالقتھ مع آلن اوكتافیان ھیوم، احد . رئیسة للمؤتمر الوطني الھندي لفترة من الزمنكما كان مستشار جمعیة الحكمة . ضاء جمعیة الحكمة اإللھیة؛ ومن مؤسسي المؤتمر الوطني الھنديأع

اإللھیة في لندن البروفیسور االنكلیزي ولیم كروكس، العالم الفیزیائي الشھیر، الذي اكتشف المادة ات الذریة الحدیثة المتأینة، وھو االكتشاف الذي قاد، بفضل جھوده وجھود علماء آخرین، إلى النظری

. وعلم الفیزیاء المعاصرة



وبعدما ذاع صیتھا، وانتشرت فروع الجمعیة في كل انحاء الھند وسیالن، وكذلك في الوالیات المتحدة وبریطانیا واوروبة، وازداد تأثیرھا وكثر اعضائھا؛ انھالت علیھا اإلتھامات وحمالت التشھیر من

وكانت ابرز تلك التھم ما وجھتھ لھا جمعیة األبحاث الروحانیة عن طریق موفدھا الى الھند . اعدائھاوقد ادعى ھذا التقریر بان كل القدرات الخارقة . ١٨٨٥ھدسن، والذي صدر تقریره في نھایة عام .د

مد علیھ التقریر وكان الشاھد الوحید الذي اعت. التي نسبت الى السیدة كانت مزیفة، وانھ ال وجود للحكماءإال ان الجمعیة . ولمقر الجمعیةبالفاتسكي ھو السیدة كولومب، التي كانت تعمل مدبرة منزل للسیدة

بان تقریرھا الذي صدر قبل مائة عام بحق السیدة بالفاتسكي لم یكن دقیقا، ١٩٨٥عادت واقرت في عام .بل كان مجحفا بحقھا

ھنري ستیل اولكت

وقد عمل في الصحافة . في كلیة نیویورك، ومن ثم في جامعة كولومبیا) ١٩٠٧- ١٨٣٢(درس اولكت األمریكیة، وتمت ترقیتھ األھلیةخدم في الجیش األمریكي الشمالي أثناء الحرب . ١٨٥٨ابتداء من عام

راھامأبكان عضوا في اللجنة التي حققت في حادثة اغتیال الرئیس األمریكي . حتى وصل إلى رتبة عقیدمتخصصا في وأصبح المحاماة امتھن، ١٨٦٥عام األھلیةبعد انتھاء الحرب و). محرر العبید(كولن لن

.واصل نشاطاتھ الصحفیة ، كماقضایا التأمین

١٨٧٤، التقى في عام دياوبینما كان یكتب سلسلة مقاالت عن جلسات تحضیر األرواح لألخوین وقد ترأس الجمعیة ؛١٨٧٥جمعیة الحكمة اإللھیة عام س واشترك معھا في تأسی ،كيبالسیدة بالفاتس

. حتى وفاتھ



***************

ھنري أولكت

***************



:نبذة عن المؤلف

دفعھ وقد . ١٨٧٩قسا في الكنیسة االنكلیزیة منذ عام ) ١٩٣٤-١٨٤٧(عمل تشارلس ویبستر لیدبیتر فضولھ فیما یتعلق بغایة الحیاة البشریة وجوانبھا الروحیة إلى ارتیاد جلسات تحضیر األرواح لولیم

قاده اھتمامھ بالظواھر الروحیة إلى التعرف ثم .ایغلنتون وغیره من الوسطاء البارزین في تلك الفترة .اإللھیة في بریطانیا في حینھا نائب رئیس جمعیة الحكمة الذي كان ،سینت ألفرید على السید

وكانت نقطة التحول . ١٨٨٣انضم إلى الجمعیة في عام ) العالم العرفاني(وبعد أن قرأ كتاب السید سینت في حیاتھ عندما التقى السیدة بالفاتسكي في السنة التالیة وقرر السفر معھا إلى الھند، تاركا بریطانیا

.مع ماضیھ نھائیة قطیعةفشكل ذلك بعد الدیانة البوذیة، نق فیماوقد اعت. ومتحلال من كل التزاماتھ

في مدینة ادیار في الھند، أعطاه معلمھ الحكیم كوثومي تعلیمات وتمارین مكنتھ من أن لجمعیةوفي مقر اوقد ألف بعدھا العدید من الكتب والمقاالت التي سجلت أبحاثھ التي أجراھا مستخدما . یصبح مستبصرا

لقد نذر ھذا الرجل نفسھ، وكرس بقیة حیاتھ، لنشر الحكمة اإللھیة وحقائقھا . قدرتھ على االستبصار .المقدسة

التصرف في الترجمة

لكن على نطاق -ال بد لي من اإلشارة في خاتمة ھذه المقدمة البسیطة إلى أنني قد تصرفت بالترجمة وكان عذري في ذلك ھو . الضرورة القصوى فحسبضیق، في بعض الجمل والمفردات، وذلك عند

.تقدیم الحكمة اإللھیة بشكل أكثر سالسة للقارئ العربي

واألفكارمضافة من قبل المترجم لغرض توضیح المعاني واألشكالإن كل الرسومات : مالحظة أخیرة .الواردة في الكتاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــ



جوھر الحكمة اإللھیة

ما ھي الحكمة اإللھیة؟ -١

مثل – أساسیة عظمىبحثون في بضعة حقائق طوال عقود عدیدة ظل البشر یتناقشون ویتجادلون، ویحول ھذه حاد وألنھم اختلفوا بشكل . ماضي ومستقبل البشریةیعة اإللھ، وعالقتھ باإلنسان، ووجود وطب

، وتھجموا على معتقدات بعضھم البعض، وسخروا بشدة منھا، فقد تكون رأي شائع وراسخ یقول النقاطجتھادات إل امبھمة نشأت عن خلیط من اجات ستنتافلیس ھناك سوى -بانعدام الیقین في كل ھذه القضایا

وقد حصل ذلك رغم التصریحات الواضحة، التي لم تحظ . الخاطئة المبنیة على مقدمات ضعیفة .بالتصدیق، حول ھذه المسائل من مختلف األدیان

من وفر الكثیر إذ یت. لیس غریبا في ظل ھذه الظروف انھمع ، بالمرةغیر صحیح عھذا الرأي الشائ إنلیس بوصفھا ومواضیع للبحث كعلینا تطرحھا أنھا رغم ، اإللھیةالتي تقدمھا لنا الحكمة الحقائق المؤكدة

ھي ربطھا باألدیان ما یلكن حكمة اإللھیة لیست دینا بذاتھا، فال. ) األدیانكما تفعل ( مانیةإیقضایا وھي ترفض . ال تنكر األدیان، بل تفسرھا إنھا. بین الفلسفات والدیانات القدیمةجمعت العالقة ذاتھا التي

كل ما ھو غیر عقالني فیھا بوصفھ غیر جدیر باإللھ ال محالة ویحط من شأنھ؛ وتتبنى كل ما ھو عقالني .في أي منھا وفي كلھا، تشرحھ وتؤكد علیھ، ومن ثم تجمع كل ذلك في منظومة واحدة متكاملة

ویتوفر عنھا سلفا –بان الحقیقة حول كل ھذه النقاط البالغة األھمیة سھلة المنال تؤمن اإللھیةالحكمة وعن تلك الحقیقة من افھي تنظر إلى كل الدیانات المختلفة بوصفھا تعبیر. منظومة عظیمة من المعرفة

مان، لكنھا اإلیوأركان ینھا بشأن المصطلحات ورغم أن األدیان تباینت كثیرا فیما ب. وجھات نظر متعددة الرجل الصالحعلى جب تونوع الحیاة التي ی -الحقیقیة األھمیةلة الوحیدة ذات أاتفقت جمیعا على المس

قاط العملیة في وتتماثل التعالیم حول ھذه الن. یتجنبھا یسلكھا، والفضائل التي یكتسبھا، والرذائل التي أن .اإلسالم، الیھودیة والمسیحیة ،البوذیة، الزرادشتیة ،وسیةالھند الدیانات كل من



بالنسبة للذین لیست نظریة لكنھا .خرین بوصفھا نظریة ذكیة عن الكونآلعلى اتطرح الحكمة اإللھیة إنالبحث من خالل دراستھ، وتعالیمھ قابلة للبرھان علم مؤكد یمكن نھاألذلك ودرسوھا بل حقیقة؛

كشف عما تم معرفتھ إنھا. والتجربة ألولئك المستعدین لتحمل مشقة تأھیل أنفسھم لمثل ھذا البحث .كوكبنا ب الخاصة تطورال ةطحقائق العظمى للكون، وھي خالصة لخحتى اآلن من ال )عرفانیا (

كیف عرفت الحكمة اإللھیة؟ -٢

لجنس عند ا؟ وألنھا كانت معروفة دائما فھاكیف عرفت ھذه الحكمة، ومن اكتش: قد یسأل البعضلقد ف. ةكتشفمفال یمكن الحدیث عن كونھا للنسیان في بعض مناطق العالم، أحیانا ھاالبشري، رغم تعرض

لیس و ،المتقدمة األمممن جمیع ؛ وھم ینحدرونالرجال المتنورینمن طائفة على مر الدھورجدت اوتفي حین ظلت مبادئھا العامة معروفة و. بشكل متكاملوھؤالء احتفظوا بھذه المعرفة . بعینھامن امة

ھذه إن . بشكل خاص على ید ھؤالء المعلمین كان ھناك على الدوام تالمیذ یدرسونھا ،للعالم الخارجيالحكماء المستنیرین موجودة في الوقت الحاضر، كما وجدت في العصور القدیمة، وتعالیم الجماعة من

.الحكمة اإللھیة تنشر في العالم الغربي بإیعاز منھم، ومن خالل بعض طالبھم

تنشر منذ أنھكذا، كان یجب األمركان إذاھذه الحقائق، أنعلى أحیانالقد أصر غیر العارفین بتذمر وقد نسوا . ھذه المعرفة بالتكتم المفرط في حجبھا عن العالم بشكل عام أصحابواتھموا ظلما . زمن بعید

كل من طلب ھذه الحقائق بجد وجدھا، وبأننا في العالم الغربي لم نبدأ في البحث عنھا فعلیا إال في أن .الوقت الحاضر

وعندما انطلقت . الخرافات تخلفا أكثرتحت وطأة قانعة بالعیش لقرون عدیدة وروبةألقد ظلت غالبیة أتسمت بقدر اإللحادردة الفعل على سخف وتعصب تلك المعتقدات، فقد جلبت معھا حقبة من أخیرا



رجاالتنا تعقال أكثراآلن فحسب بعض من أوقد بد. علمانين في اتجاه ولك ،عصبمماثل من الغرور والتكان ھناك معرفة حقیقیة متیسرة إذایتساءلون عما اإلقرار حقا بأنھم ال یعرفون شیئا، وراحوا وتواضعا ب .في مكان ما

اإللھیةصغیرة، فقد تأسست جمعیة الحكمة أقلیةین ال یزالون حتى اآلن ھؤالء الباحثین العقالنی نأورغم لتجمعھم سویة؛ كما نشرت كتبھا للجمھور حتى یستطیع الراغبون االطالع على ھذه الحقائق العظمى

مھمتھا لیس فرض تعالیمھا على العقول إن . في مرحلة الحقة تمثلھا روحیاو مھا، ثم تعلوتقییمھاضحیة اإلطالقفنحن لسنا على . إلیھاالمترددة، بل عرضھا ببساطة حتى یتبناھا من یشعر بالحاجة

، الذین تجرؤا على إدانة كل من لم یؤمن شرینالوھم الذي وقع فیھ أولئك البائسون المتغطرسون من المبتماما بان األمور ستكون على أحسن ما یرام في نھایة المطاف ندرك إننا. لھم والحكم علیھ بعذاب ابدي

الحقیقة، كما ھو الحال للذین تقبلوھا برحابة لقبولبالنسبة ألولئك العاجزین حتى اآلن عن رؤیة طریقھم .صدر

وما . واجھ الموت بسالسةمحمل الحیاة بسھولة وتمن آالف غیرنا، مع ،معرفة ھذه الحقیقة لقد مكنتناھي الرغبة في إنماللكتابة وإلقاء المحاضرات عن ھذه المواضیع جھدنایحثنا ببساطة على تكریس

الخطوط العریضة للحقائق العظیمة معروفة على نطاق واسع في إن. مشاركة ھذه المنافع مع اآلخرین ظل الغربیون فحسب یجھلونھا بینما ؛كذلك في الوقت الحاضروھي معروفة العالم منذ آالف السنین،

.منھ ونسخری ھمأي شيء منھا فإن ىعلیطلعون یب، وعندما العج ھمبفعل غرور

علم آخر، تكون معلومة فحسب ألولئك أي، كما ھي الحال في اإللھيالتفاصیل الكاملة في ھذا العلم إنقد - ویطلق علیھم الحكماء -الذین یعرفونھا تمام المعرفة والرجال . الذین كرسوا حیاتھم لتحصیلھا

فثمة اختالف في ھذا المجال بین مناھج . بصبر القدرات الضروریة للكشف الكامل أنفسھمطوروا في تكرس كل جھودھا لتطویر معداتھا، األخیرةحداثة؛ فھذه األكثروأسالیب العلوم } ١{التحقیق العرفاني . ى في الغالب لتطویر الباحث نفسھبینما تسعى األول



اكتشاف حقائق الحكمة اإللھیةطریقة -٣

وستجد المنھج . تفاصیل ھذا التطویر ستأخذ مساحة اكبر مما یمكن تخصیصھ في كتیب أولي كھذا إنویكفي اآلن القول ببساطة إنھا مسالة ذبذبات . الكامل مشروحا بالتفصیل في كتب أخرى للحكمة اإللھیة

من نوع معین، فكل المعلومات التي تصل اإلنسان من العالم الخارجي، تصلھ بواسطة ذبذبات . بالكاملسان، بناء على ذلك، من جعل فإذا تمكن اإلن. سواء كانت من خالل حواس البصر والسمع أو اللمس

ضافیة فانھ سیكتسب معلومات إضافیة؛ وسیصبح ما یعرف عادة لذبذبات إحساسا نفسھ .}٢{"المستبصر"

. جال حاسة البصر العادیةوسع طفیف في متعني، في االستخدام الشائع، سوى إن ھذه الكلمة ال توبمقدور اإلنسان أن یصبح أكثر حساسیة للذبذبات العالیة، حتى یتمكن وعیھ، باستخدام العدید من

عوالم جدیدة مكونة أمامھعندئذ ستنفتح . جدیدة ومتقدمة أسالیبالقدرات المطورة، من العمل بحریة وفق .مسبقافحسب من العالم الذي یعرفھ لةأقسام مجھوفي الحقیقة أنھامن مادة دقیقة، مع

ؤثر علیھ دوما بطرق وبھذه الطریقة یعلم أن ھناك كونا خفیـا شاسـعا یتواجد من حولھ طوال حیاتھ، ویھذه العوالم، إدراكلكنھ عندما یطور قدرات یستطیع بواسطتھا . اإلطالقال یدركھ على نھ أعدیدة، رغم

یصبح بمقدوره مالحظتھا بطریقة علمیة، وتكرار مالحظاتھ عدة مرات، ومقارنتھا مع مالحظات .اآلخرین، وتصنیفھا، ثم استخالص النتائج منھا

والحكمـاء الذین تحدثت عنھم أنجزوه إلى أقصى حد ممكن، كذلك . م القیام بھ آالف المراتلك تكـل ذولم تكن . العاملین معنا اإللھیةفان العدید من الجھود قد بذلت في االتجاه ذاتھ من قبل طالب الحكمة

لنا في البدایة من قبل أولئك تأعطینتائج تحقیقاتنا مكرسة فقط إلثبات صحة غالبیة المعلومات التي .حد كبیر إلىالحكماء، بل لشرحھا كذلك وتوسیع مداھا



رؤیة ھذا الجزء الخفي عادة من عالمنا تزودنـا في الحال بكمیة ھائلة من الحقائق الجدیدة تماما إنمشاكل الحیاة صعوبة؛ وتزیح لنا أكثرنا تدریجیا العدید من وھي تحل ل. والمثیرة الھتمام عمیق

، في السابق سوى القلیل من الحقائقالغموض عما كنـا نظنھ ألغازا لفترة طویلة، وذلك لعدم إدراكنا وألننا كنا ننظر إلى المسائل المختلفة من مسافة قریبة، ونعتبرھا أجزاء منفصلـة غیر مترابطة، بدال من

.من كل عظیم أجزاءحیث نراھا مفھومة بوصفھا إلىھا فوقالتعالي

كتلك المتعلقة، على سبیل المثال، - وھي تحسم فورا العدید من القضایا التي حظیت بجدل كبیر المستحیلة عقلیا األطروحاتكما تزودنا بالتفسیر الصحیح لكل . باستمرار وجود اإلنسان بعد الموت

تبدد جھلنا وتزیل مخاوفنا من المجھول عبر إنھا. }٣{جنة والجحیم والمطھرھا الكنائس عن الثوالتي تب .وسأحاول اآلن توضیح ماھیة ھذا المنھج. تزویدنا بمنھج عقالني منظم

مبادئ عامة -٤

قدم عن كل مسألة ا، ولھذا السبب ساإلمكانأرغب في جعل ھذا الكتاب واضحا وسھل الفھم قدر إننيدراسات متخصصة إلى أوكتب اكبر حجما، إلىمبادئھا العامة فقط، محیال الراغبین بمعلومات تفصیلیة

بمثل ھذه في نھایـة كل فصل من ھذه الدراسة الموجزة قائمة أعطي نأوآمل . حول مواضیع محددة .شیقةق في ھذه المعرفة الالكتب التي یتوجب االسترشاد بھا من قبل الراغبین بمزید من التعم

. سأبدأ بعد ذلك بعرض األكثر شیوعا من المبادئ العامة التي ظھرت كحصیلة لدراسات الحكمة اإللھیةفإذا حصل . فكارھم المسبقةتماما ألوقد یجد أناس ھا ھنا مادة عصیة على التصدیق، أو مسائل مناقضة

معتقد أوكتأمالت خیالیة -سأطلب منھم أن یتذكروا بأنني ال اطرح ھذه المادة بوصفھا نظریة ذلك، بل كحقیقة علمیة مؤكدة تم إثباتھا وفحصھا مرارا وتكرارا، لیس من قبلي فحسب، بل - دیني خاص بي

. كذلك من كثیرین غیري



شخص مستعد لتكریس الوقت والجھد أيمن قبل إثباتھاعالوة على ذلك، أزعم إنھا حقیقة یمكن إنني ال اعرض على القارئ معتقدات سھلة الھضم؛ بل . مسعىلضروري لتأھیل نفسھ لمثل ھذا اال

أنا ال اسألھ إیمانا أعمى، بل اقترح . أحاول أن أضع أمامھ منھجا یدرسھ، واھم من ذلك، حیاة یعیشھاتعالیم الحكمة اإللھیة بوصفھا فرضیات، رغم أنھا بالنسبة لي لیست كذلك، بل إلىعلیھ ببساطة النظر

.ھي حقائق حیة

نھا تحل المزید من مشاكـل أخریات التي عرضت علیھ، وظھر لھ من األ فإذا وجدھا أكثر إرضاءالمفكر، عندھا سیتابع اإلنسان سئلة التي تطرح نفسھا حتمـا على عدد اكبر من األ نلحیاة، وتجیب عا

. بداأ، ذات الرضا والسرور المتنامیین دراستھا، وسیجد فیھا مثلي، كما آمل واعتقد

معتقدات جماعة فلقد تعرف على ؛أفضلیة منھج آخر، فال ضرر في ذلك، بأخرىوإذا اعتقد، من ناحیة وثقتي التامة بالحكمة اإللھیة تدفعني لالعتقاد . التوافق معھم حولھا ال یزال غیر قادر بعد علىالبشر من

وعندئذ سیدرك ھو أیضا ما سبق أن -آجال، سیحین الوقت الذي سیتفق فیھ معھم بأنھ، عاجال أم .أدركوه

الحقائق العظمى الثالث -٥

بان ھنـاك ثالث حقائق مطلقة ال یمكن أن تندثر، غیر أنھا مع اإللھیةوائل كتب الحكمة أذكر في احد سھلة وتناسب عقـل مع كونھاكالحیاة نفسھا، ظیمةإنھا ع. ذلك قد تبقى طي الكتمان النعدام الكالم عنھا

.على شكل مبادئ عامةوأفضل ما أستطیعھ ھو إعادة صیاغتھا لتكون . أكثر الناس بساطة

في المرحلة الثالثة النتائج المھمة بالغة أقدمكذلك سأورد بعض الحقائق التي تنبع منھا بشكل طبیعي، ثم وبعد تحدید المسألة على شكل نقاط، سأتناولھا واحدة بعد . األكیدةالنفع والتي تستخلص من ھذه المعرفة

.األخرى، وأحاول تقدیم شروح أولیة تتماشى مع مجال ھذا الكتاب التمھیدي الصغیر



الحقائق العظمى

انھ المانح العظیم للحیاة، الذي یسري فینا وفیما حولنا، وھو ال یفنى . اإللھ موجود، وھو خیر - أوال .كما أنھ ال یسمع وال یرى وال یلمس، ورغم ذلك یدركھ اإلنسان الذي یرغب في إدراكھ. ورحمتھ أبدیة

.لد، وال حدود لعظمة وإشراق مستقبلھاإلنسان خا -ثانیا

، یمنحھا ھلنفس ھو في الحقیقة حاكم إنسانكل أنیسیر العالم قانون إلھي مطلق العدالة، بحیث -ثالثا .التعاسة، وھو صاحب القرار في حیاتھ وثوابھ وعقابھ أوالسعادة

.فرعیة، تفسیریة ومحددة أخرىویرتبط بكل واحدة من ھذه الحقائق العظمى مسائل

:ما یلي نستنتجفمن الحقیقة األولى

رة؛ ومھما بدت كل إن كل شيء، رغم المظاھر، یتضافر معا بشكل عقالني وأكید نحو غایة خی -١ما حولنا، إن فھمناه فحسب، یعمل اتیة، فإنھا في الحقیقة ما نحتاجھ بالضبط؛ وان كل والظروف غیر م

.لمساعدتنا، ولیس إلعاقة مساعینا

. یجتھد في فھمھا أنكل المنظومة تعمل ھكذا لمنفعة اإلنسان، فمن واجبھ دون شك أنبما -٢

.وعندما یفھمھا، فان من واجبھ كذلك المشاركة فیھا -٣



:من الحقیقة العظمى الثانیة و

.إن اإلنسان الحقیقي ھو ذات، وإن ھذا الجسد مجرد مسكن -١

ع داخلي علیھ أن یدرك إن لذا فعلیھ تقدیر كل شيء من وجھة نظر الذات، وفي كل مرة ینشأ صرا -٢ .الشخصیة الدنیاولیس في الذات العلیا ھویتھ تكمن في

.ھي یوم واحد في حیاتھ الحقیقیة الشاملة إنماما نطلق علیھ عموما حیاتھ إن -٣

بكثیر مما یفترض عادة، بما انھ لیس نھایة الحیاة مطلقا، بل مجرد انتقال من أھمیةالموت اقل إن -٤ .منھا أخرى إلىمرحلة

.، ودراسة ھذا التطور ھي األكثر تشویقا ومتعة وفائدةفي الماضي بتطور ھائل اإلنسان قد مرل -٥

.ن ذلك تشویقا ومنفعةكذلك بتطور ھائل في المستقبل، ستكون دراسـتھ أكثر مسیحظى وأنھ -٦

.ھدفھا النھائي، مھما بدا أنھا قد ضلت بعیدا عن مسار التطور بكل تأكید ذات بشریة ستحقق إن كل -٧

:الثالثةالعظمى من الحقیقة و

عقابا مفروضا من الخارج، بل نتیجة أولیس ثوابا - كل فكرة، فعل، أو كلمة تحدث أثرھا المحدد إن-١ن متصالن من كل آتیجة بالسبب، وھما في الحقیقة جزمالزمة للفعل ذاتھ، ومرتبطة بھ حتما ارتباط الن

.واحد



دراسة ھذا القانون اإللھي بعنایة، حتى یتمكن من التأقلم كذلك،مصلحتھ لو ،اإلنسانمن واجب إن -٢ .ید من قوانین الطبیعة األخرىمعھ واالنتفاع بھ، كما نستف

إن من الضروري لإلنسان تحقیق السیطرة التامة على نفسھ، حتى یوجھ بتعقل حیاتھ انسجاما مع ھذا -٣ .القانون

.المعرفةالفوائد المكتسبة من ھذه -٦

المستحیل تعداد بحیث یصبح من ،ا، فإنھا ستغیر شكل الحیاة كلیاھتمامبعندما یتم استیعاب ھذه المعرفة ریضة التي یحدث ھذا التغییر ضمناذكر بعض الخطوط الع أناستطیع فقط . ة عنھامجكل المنافع النا

.بشكل حتمي التي تتفرع عنھا، وسیكتشف عقل القارئ، دون شك، بعضا من النتائج الكثیرة إطارھا

معظم الناس تجاه معتقدات أدیانھم یكنھ یمان الذي وان نوع اإل. رفة المبھمة ال تكفين المعأالبد أن نفھم مثلما اإللھیةالحكمة حقائقبأیقنا لو نالكن. حدث تأثیرات عملـیة في حیاتھمعدیـم الجدوى، بما انھ ال ی

عندھا سیكون التأثیر الذي -كما نؤمن بان النار تحرق والماء یغرق - نفعل مع قوانین الطبیعة األخرى . تحققھ في حیاتنا ھائال

فنحن نتخذ كل التدابیر . ذلك أن إیماننا بقوانین الطبیعة واقعي بما یكفي لحثنا على تنظیم حیاتنا وفقا لھا .حرق؛ وال ننزل في میاه عمیقة ما لم نكن نجید السباحةت أنھااالحتیاطیة لتجنب النار، ألننا نعرف



بالنسبة لنا إلى حـد بعـید ألنھا مؤسسة على معرفة ومدعومـة بتجارب وأكیدة إذن فھذه المعتقدات حقیقیة ھذه لذا نجد أن . بالنسبة لھ للسبب ذاتھوأكیدة ومعتقدات طالـب الحكمة اإللھیة ھي بالمثل حقیقیة . یومیة

:النتائج التي سنسردھا اآلن تحقق المعتقدات

نعیش ولماذا، ونعلم أن الحیاة أننعلم كیف یجب إذ - تكسبنا فھما عقالنیا للحیاة اإللھیةالحكمة إن -١ . تستحق العیش عندما نفھمھا حقا

.لي كیف نطورھانتعلم منھا كیف نسیطر على أنفسنا، وبالتا -٢

نتعلم كیف نساعد من نحبھم على أفضل وجھ، وكیف نجعل أنفسنا نافعین لكل من نتصل بھم، -٣ . وللجنس البشري بأكملھ في نھایة المطاف

ولیس أبدا من مجرد منظور - نتعلم كیف نرى كـل شيء من وجھة النظر الفلسفیة األكثر شموال -٤ .األفقشخصي ضیق

:على ذلك وبناء

.لن تكون مشاكل الحیاة بعد اآلن شدیدة العسر علینا -١

.الظلم فیما یخص ظروفنا وقدرنا إحساس أنفسناسینتھي من -٢

.الموت رھبةسنتحرر جمیعا من -٣

.ناأحبائحد كبیر حزننا لموت إلى سیخف -٤

.سنكتسب وجھة نظر مختلفة تماما عن الحیاة بعد الموت، وسنفھم دورھا في تطورنا -٥

. المخاوف المتعلقة بخالصنا الروحيمثل – سنتحرر جمیعا من مخاوفنا وھمومنا الدینیة -٦



.، بل سنعیش في سكینة تامة وطمأنینة كاملةالمستقبلفي وك بعد اآلن حول مصیرنا لن تقلقنا الشكو -٧

.لنتناول اآلن ھذه النقاط واحدة بعد األخرى، ونحاول شرحھا بإیجاز

}٤{ العقل المدبر -٧

بھ لھذه الذي ننس ن الضروري تحدید المعنىوجود اإللھ كأول وأعظم مبادئنا، یصبح م عندما نضعإننا نحاول أن نحررھا من الحدود الضیقة . الكلمة الجلیلة، والتي تعرضت كثیرا إلساءة االستخدام

وھو دون مستوى -المفروضة علیھا بسبب جھل الناس غیر المتطورین، وان نعید لھا التصور الرائع فنحن نمیز بین اإللھ كوجود . الذي أسبغھ علیھا مؤسسو األدیان -حقیقتھا إلى ابعد الحدود، رغم انھ رائع

.كعقل مدبر كوني متجسد، یتطور ویوجھ الكون األسمىمطلق، وبین تجلي ھذا الوجود

فاإللھ في حد ذاتھ أسمى من ذلك، وھو . وعلى ھذا التجسد المحدود فحسب ینطبق وصف العقل المدبرحدود، المطلق نقول عن ھذا الال م أننستطیع في كل شيء وفي كل مكان، وھو حقا الكل في الكل؛ وال

). ھو ذاتھ نھأ (والكلي، سوى

أنوالذي یكاد (وألسباب عملیة تماما ال نحتاج لتناول من ھو ابعد من ذلك التجسد الرائع والجلیل العظمى الموجھة لمجموعتنا الشمسیة، ویسمیھ الفالسفة انھ القوة). كلیا إدراكنایـكون فوق مستوى

كل ما ھو خیر، وال - ویصدق علیھ كل ما سمعناه من تكھنات عن روح القدس . الشمسي العقل المدبر .تنطبق علیھ األفكار التدنیسیة التي تظھر أحیانا، وتنسب إلیھ عیوبا بشریة



والحكمة، القوة والصبر والرحمة، العلم الكلي، الحضور الكلي، والقدرة المحبة غیر أن كل ما قیل عن حقا إننا نعیش ونتحرك . كل ذلك، وأكثر منھ بكثیر، ینطبق على العقل المدبر لمنظومتنا الشمسیة -الكلیة

قد تبدو أنھارغم (في كیانھ ومنھ نكتسب وجودنا، ولیس ذلك تعبیرا شعریا، بل ھو حقیقة علمیة مؤكدة .وھكذا فعندما نتحدث عن المأل األعلى فان أول ما یتبادر ألذھاننا طبعا ھو العقل المدبر). غریبة

لة إیمانیة؛ بل إننا نعلم أادنا بوجوده مسموجودا، ولیس اعتقنحن ال نأمل بطریقة غامضة بأنھ ربما یكون ھذا الكائن الھائل بالنسبة للباحث المستبصر، نأذلك . وجوده بوضوح كما نعلم أن الشمس تشرق

بشري سیمكننا من رؤیـتھ علمي ن أي تقدمإوال یعني ذلك . ، ھو حقیقة مؤكدةالمدرب والمتطورالم ویتھ تحیط بنا من كل جانب خالل دراستنا للحیاة في العالجلیـة على نشاطھ وغا األدلةمباشرة، لكن

.الوجود فحسب من ھذا اقیةرء الاجزفي الحقیقة األ يي ھتالو، ةالخفی

من التصریحاتوقد تبدو العدید . تلك ھي عقیدة الثالوث -ھنا نجد تفسیرا لعقیدة شائعة في معظم األدیان حول ھذا الموضوع في مذاھبنا غیر مفھومة للقارئ العادي، إال أنھا تصبح مھمة وتلقي علیھ المزیـد من

فالعقل المدبر للنظام الشمسي، كما یكشف لنا عن نفسھ من خالل نشاطھ، . الضوء عندمـا یتم فھم الحقیقةوفي الكتب الوارد ذكرھا عما . بعیدثالثة لكنھ واحد، كما اخبرنا الدین منذ زمن -ھو بال شك ثالوث

في اإلنسانتفكیر یستوعبھا أنقریب سنجد لھذا اللغز الواضح العدید من التفسیرات التي یستطیع .مستواه الراھن

في جوھره اإلنسان كون إن، أخرىبعبارة أو، في أعماق نفوسنا وفي عالمنا الخارجي المدبروجود إن من رغمعلى الأخرى تحظى بیقین مطلق من طالب الجانب األسمى للحیاة، ىرباني، ھي حقیقة عظم

حقیقة عنسنتكلم . یجادلون فیھا نزالویال األدنىأن أولئك الذین ال یرون سوى العالم الخارجي نذكر أن فیكفي اآلنأما ؛ لحقیقة الثانیةفي الفصل المخصص ل تركیب ذات اإلنسان وأجساده المختلفةو

إلىیكمن الضمان لكل كائن بشري في العودة الختامیة ذلك ، وفياإلنسانالربانیة صفة أصیلة في أن .الرباني المستوى



.مخطط العقل المدبر -٨

المستخلصة األولىإن أیا من فرضیاتنا لن تكون في الغالب أكثر صعوبة على العقل العادي من النتیجة الیومیة فإننا نرى الكثیر من االضطرابات، تنافعندما ننظر حولنا في حیا. األولى من الحقیقة العظمى

والحزن والمعاناة، إلى الحد الذي یبدو فیھ أن الشر قد انتصر على الخیر، ویبدو من المستحیل رغم ذلك فھذه ھي . جزء من عملیة منظمةالواقع االفتراض بان كل ھذه الفوضى الظاھرة ھي في الغبار الناتجة عن كفاحنا في العالم الخارجي، ورؤیة الحقیقة، ویمكن إدراكھا حالما نتخلص من سحابة

.كل شيء من مستوى المعرفة الكاملة والسالم الداخلي

ما كان یبدو تیارات شر معاكسة أنوسنرى حینھا . عندئذ تصبح واضحة الحركة الحقیقیة لآللة المعقدة أوزیح لبرھة القلیل من الماء جانبا، تھي مجرد دوامات تافھة، یمكن أن مجرى التقدم تتغلب على

.تقلبات بسیطة على السطح، یبدو فیھا قسم من الماء وھو یسیر لوھلة عكس التیار

وعلى . لكن النھر العظیم یندفع طوال الوقت بثبات في وجھتھ المحددة، حامال معھ الدوامات السطحیةیمضي بتوازن في طریقھ تیار التطور العظیم، وما یبدو لنا أنھا عاصفة رھیبة لیس سوى ھذا النحو

. تموج بسیط على سطحھ

حقیقتنا العظمى الثالثة، وبالتالي فان أیة ظروف العدالة المطلقة تطبق على الجمیع فعال، كما تخبرنا إنیجد اإلنسان نفسھ في خضمھا، البد أن یعلم أنھ ھو وحده ولیس احد غیره من أوجدھا، ویمكنھ أن یعلم

شؤونھ في ظل نشاط قانون االرتقاء منظمة بحیث تمنحھ أن إلىوعلیھ االطمئنان . بكثیرھذا من أكثر .إلیھاكي یطور في ذاتھ الخصال التي ھو في أمس الحاجة الفرص الممكنة أفضل



إنھا . ظروفھ لیست بالضرورة تلك التي كان سیختارھا لنفسھ على اإلطالق، لكنھا ما یستحقھ بالضبط إنوھي استحقاقات تفرض علیھ (األكثر مالئمة لتطوره، وھي ال تخضع إال العتبارات متعلقة باستحقاقاتھ

المصاعب، حتى یتعلم التغلب علیھا ال غیر، وبذلك ینمي في أنواعوقد تبتلیھ بكل ). ا جدیةدوما قیودالناس یتحدثون في إن. إلیھایفتقر أخرىنفسھ الشجاعة، والعزیمة، والصبر، والمثابرة، أو أیة صفات

الغالب عن قوى الطبیعة وكأنھا تتآمر ضدھم، بینما تقضي الحقیقة، لو فھموھا فحسب، بأن كل ما یتعلق .بھم محسوب بعنایة لمساعدتھم في طریق تقدمھم

ن في محاولة فھمھا ھو أمر ال یحتاج یكم اإلنساندور أنونظرا لوجود خطة للعقل المدبر، فافتراض فحتى لو كان بدافع المصلحة الشخصیة، فان المضطرین للعیش تحت وطأة ظروف معینة . جدال إلى

في الحیاة مساعدة اآلخرین اإلنسانوعندما یصبح ھدف . تعرفوا على ھذه الظروف إذایحسنون صنعا . فاعلیة أكثرتى یتمكن من تقدیم المساعدة بشكل فان الفھم سیبقى أمرا ضروریا لھ وبدرجة اكبر، ح

فان علیھ المشاركة فیھا بذكاء حالما یكون قد طور اإلنسانوكجزء أكید من ھذه الخطة المعـدة لتطور غیر أن ھذه الخطة المقدسة ھي في . لجعلھ یرغب بمساندتھا نبیلة تكفيا الستیعابھا وأحاسیس افیكوعیا

یسعى بكل طاقتھ لیصبح أنیدركھا، سوى أن، ما اإلنسانالحقیقة رائعة وبدیعة بحیث ال یبقى لدى .الدور الذي سیؤدیھ متواضعامشاركا فیھا، مھما كان

ومات حول مواضیع ھذا الفصل یستطیع القارئ الرجوع إلى كتاب آني بیسنت وللمزید من المعلوقد تم ). العقیدة المسیحیة(، والى كتابي الصغیر حول )الحكمة العریقة(وكتابھا ) المسیحیة الباطنیة(

، )اورفیوس(في كتاب المؤلف مید إغریقیةتسلیط المزید من الضوء حول ھذه المفاھیم من وجھة نظر ). شذرات من عقیدة مندثرة(وجھة نظر المسیحیة العرفانیة في كتابھ ومن



.تركیب اإلنسان -٩

نادرا ما تتكشف بمزید من الوضوح ) انكلترة ( في ھذا البلد إلیھاإن المادیة العملیة العجیبة التي انتھینا بوصفھ یمتلك اإلنسانفنحن نتكلم بشكل عادي عن . إال من خالل التعابیر المستخدمة في الحیاة الیومیة

الجسم المادي ھو اإلنسان الحقیقي وأن أنأنفسنا، وما شابھ ذلك، معتقدین بجالء " خالص"نفسا، وعن .ملحق، شيء غامض یعد من ممتلكات ھذا الجسمالنفس مجرد

لك بقلیل في االتجاه ذاتھ، ومع فكرة مھلھلة كھذه، فلیس من المدھش أن یذھب معظم الناس ابعد من ذلھ األحیان أنثیر من ك متیقن فيالعادي غیر اإلنسان أنوھكذا یبدو . أصالكون في وجود النفس ویشك

غریبا، فھناك امرأوبقائھ في ھذه الحالة المزریـة من الجھل یبدو . نفسا؛ بل ھو ال یعلم أن النفس خالدةالمتوفرة حتى في العالم الخارجي، وھي تكشف أن لإلنسان كیان منفصل تماما عن األدلةالكثیر من

.الستمرار بدونھ عندما یموتجسده، قادر على الحیاة بعیدا عنھ وھو حي، وعلى ا

تماما علینا بالكامل من ھذا الوھم الغریب بان الجسد ھو اإلنسان، فمن المستحیل أنفسنانحرر أنوالى وسیكشف لنا بحث بسیط في الحال إن الجسم مجرد وسیلة یتجلى بھا . الحقائق الفعلیة لھذه المسألة تقییم

.ل عالمنا الظاھري د من المادة الصلبة التي منھا یتشكالنوع المحداإلنسان لیتعامل بواسطتھا مع ھذا

الذي یتخلل األثیرشفافیة ـ لیس أكثرمن المادة أخرى أنواعاھناك أنذلك، سیكشف البحث إلى إضافةمن المادة تتخلل األثیر بدوره، أخرى أنواعاكل المواد المعروفة، وقد اعترف العلم الحدیث بوجوده، بل

والسؤال الذي یطرح نفسھ على القارئ . ولطافتھا بالنسبة لألثیر ھي بقدر لطافتھ بالنسبة للمادة الصلبة التركیبمادة بھذه الرھافة المذھلة، وبھذا من ال أنواعلوجود واعیا ھو كیف یمكن لإلنسان أن یصبح

أنلمادة الصلبة ـ وھي أدرك بھا ابالطریقة ذاتھا التي یدركھا أنوالجواب ھو انھ یستطیع . الدقیق .یستقبل منھا ذبذبات



مادة ھذه األنواع مكونات تماثلمكونات ذبذبات ألنھ یمتلك كجزء منھ منھایستلم أنوھو یستطیع الشفافة المكونات الشفافة ـ ومثلما یمثل جسمھ المادي وسیلتھ ألدراك العالم المادي والتواصل معھ، فإن

یستطیع من خاللھ إدراك عالم المادة الشفافة والتواصل معھ، والذي ھو غیر مرئي تشكل بداخلھ جسدا .بالنسبة للحواس المادیة

ھناك جسد "ن أقد الحظ } ٥{ن القدیس بولص أفنحن نتذكر . اإلطالق فكرة جدیدةھذه لیست على إن ، وأشار عالوة على ذلك إلى الذات والروح في اإلنسان، ولم یستخدم "، وھناك جسد روحيمادي

أكثركائن اإلنسان إن. الذي یحصل عن جھل كثیرا ھذه األیام األمرالمفردتین بالمعنى ذاتھ إطالقا، ، وانھ لیس فحسب روحا متسارعي حقیقة بدأت تتكشف بشكل تعقیدا بكثیر مما یفترضھ الناس عادة، وھ

ركبات متنوعة ذات درجات مختلفة من الكثافة، والجسم المادي ھو ھذه الذات تمتلك م أنضمن ذات بل . في الترتیب اإحداھا فقط، وأدناھ

لإلنسانالسبعة األجسادھاالت



كما. ركبات جمیعا بأنھا أجساد ضمن عالقاتھا بمستویات المادة المرتبطة معھاویمكن أن توصف ھذه المیمتلك اإلنسان، وان ) متداخلة (یمكن القول بان ھناك سلسلة من العوالم حولنا یقع احدھا ضمن اآلخر

وھو یتعلم تدریجیا . جسدا لكل واحد من ھذه العوالم، وبواسطتھ یستطیع مالحظة ھذا العالم والعیش فیھتكامال عن الكون المعقد الھائل الذي أكثركیف یستخدم ھذه األجساد المختلفة، وبھذه الطریقة یكون فكرة

.من ھذا الكون ءاجزأھي في الحقیقة األخرىیعیش فیھ؛ الن جمیع ھذه العوالم الباطنیة

التي كانت تبدو لھ غامضة من قبل؛ فتوقف عن تحدید األموربھذه الطریقة أخذ اإلنسان یفھم الكثیر من ینزعھا ویلبسھا ویغیرھا دون أن یتأثر أنیستطیع یةأغطمجرد أنھا، وعرف أجسادهھویتھ من خالل

تكھنات غیبیة أو اإلطالقكل ما ورد ذكره لیس على أننكرر مجددا أنوالبد . ھو نھائیا من جراء ذلك . الذین درسوا الحكمة اإللھیة ألولئكآراء دینیة، بل حقائق علمیة مؤكدة ومعروفة تجریبیا بشكل كامل

فنحن. وقد یبدو األمر غریبا للكثیرین أن یجدوا تأكیدات دقیقة تحل محل الفرضیات بشأن مسائل كھذه. ة المباشرة والمتكررة من قبل عدد كبیر من الطالبنتحدث ھنا عن أمور عرفت عن طریق المالحظ

وقد جرت . نعلم بالتأكید عن أي شيء نتكلم، لیس عن إیمان بل عن تجربة، ولھذا السبب نتكلم بثقة إنناالمرئي نسمیھ فالمجال. بالعوالمالمستویات المختلفة للطبیعة أوالباطنیة المجاالتنسمي ھذه أنالعادة

.األثیرنضع تحت ھذا االسم أیضا الغازات ومختلف درجات إننا، مع "المادي العالم"



األرضالعوالم المتداخلة لكوكب



في القرون } ٦{من قبل الخیمیائیین " النفسي العالم"وقد أطلق على المرحلة التالیة من الوجود اسم السابقین عالم آخر العالمینویشمل . ، ونحن تبنینا مصطلحھم) وكانوا مدركین تماما لوجوده (الوسطى . بالعقل اإلنسان، الن من مادتھ یتكون ما یعرف عادة عند "الفكري العالم"شفافیة، نسمیھ أكثرمن مادة

أننا نتعامل حالیا مع تجسدات بما ،حاجة إلرباك القارئ بأسمائھاال علیا أخرى، عوالموال یزال ھناك . اإلنسان في العوالم الدنیا فقط

في الواقع تحتل جمیعا إنھا. كل ھذه العوالم لیست بعیدة عنا مكانیا على اإلطالق أننتذكر دائما أنوالبد إن وعینا یتركز حالیا في الدماغ المادي . الفضاء ذاتھ بالضبط، وتحیط بنا على حد سواء طوال الوقت

أنوما علینا سوى . ویعمل بواسطتھ، ولھذا السبب فنحن ال ندرك سوى العالم المادي، لكن لیس بأكملھ، وسنرى أمامنافي الحال سیختفي العالم المادي من نركز ھذا الوعي في واحد من تلك األجساد العلیا، و

.بدال عنھ عالم المادة المناظرة للجسد الذي یستخدمھ الوعي

فالمادة النفسیة ال تختلف في طبیعتھا عن المادة الصلبة . تذكروا أن كل أنواع المادة متماثلة في الجوھرفالمادة الصلبة قد . إنھا المادة ذاتھا ولكن في حالة مختلفة. مثل عدم اختالف الثلج في طبیعتھ عن البخار

عن بعضھا فحسب على نحو مالئم، وتم یة، إن فصلت جزیئاتھا فكرتصبح نفسیة، والنفسیة قد تصبح .السرعة المناسبة إلىرفع مستوى ذبذباتھا



لإلنسانالجسد النفسي



.اإلنسان الحقیقي -١٠

ك الموكل بالنظام المال (عن العقل المدبر الشمسي انبثاقمن ھو إذن اإلنسان الحقیقي؟ انھ في الحقیقة ویتخذ ھذا الجوھر من وجوھر اإلنسان ھو من أصل جوھر المدبر،. ، وقبس من ناره القدسیة) الشمسي

لھ ـ رداء یحیطھ ویمنحھ فردیتھ، ویبدو لنظرنا المحدود انھ یفصلھ لفترة عن سائر الحیاة الذات رداءو قصة التشكل األصلي لذات اإلنسان، وتغلیفھا للجوھر، لطیفة وممتعة، لكنھا أطول من أن . الربانیة

امل مع ھذا الجانب ویمكن العثور علیھا بكامل تفاصیلھا في كتبنا التي تتع. یسعھا مجرد عمل أولي كھذا .من الحكمة اإللھیة

ن األركان الثالثة للحیاة القدسیة تشارك في نشأت الذات، وان تكوینھا ھو ذروة أویكفي القول ھنا على ھذا . جسدالمادة، وھي العملیة التي سمیت بالت إلىالتضحیة العظمى للمدبر الشمسي في نزولھ

خلقت على ھیئة المدبر ـ ثالثیة التركیب وثالثیة التجسد مثلھ ـ كذلك أنھاالنحو تولد ذات الطفل؛ فكما القبس القدسي یتضمن في داخلھ كل اإلمكانیات، غیر إن. فان منھجھا في التطور یماثل نزولھ في المادة

.إال عبر عصـور طویلة من التطور إن تتحققأنھا ال یمكن

المنھج المقرر لتطویر صفات اإلنسان الكامنة یتمثل بتعلم أجساده االستجابة للتأثیرات أنویبدو تكون ) األعلى وھو المجال الفكري( ذاتھ اإلنسانلكن الذبذبات في المستوى الذي یجد فیھ . الخارجیة

فعلیھ أن یبدأ مع تلك الذبذبات . أكثر لطافة بكثیر من أن توقظ فیھ ھذه االستجابة في الوقت الحاضرالكامنة یغدو تدریجیا أكثر الدنیا، وبعد أن یوقظ بواسطتھا حساسیتھ العوالمالقویة والخشنة المتوفرة في

. انتباھا، إلى أن یصبح قادرا على االستجابة الكاملة لكل الذبذبات المتیسرة في جمیع المستویات فأكثر

، فان القدرة على االستجابة لكل اإلدراكيا نظرنا إلیھ من الجانب فإذ. ذلك ھو الجانب المادي من تقدمھھي حالة الرجل المتطور ـ الحكیم، تلك. الترددات تعني أن یبلغ اإلنسان حد الكمال في التعاطف والرأفة

ویتطلب ذلك أن یطور في نفسھ كل الصفات التي تمثل اإلنسان الكـامل؛ وھذا . المعلم الروحي، المخلصلقد تطرقت بسرعة في ھذا الفصل إلى العدید من . ھو االنجاز الحقیقي لحیاتـھ الطویلة في المادة

لراغبون بالتعمق في دراستھا العدید من كتب الحكمة اإللھیة وسیجد ا. المواضیع ذات األھمیة البالغة .لمساعدتھم



اإلنسان وأجساده، النفس وأغلفتھا، : إنني أحیل القراء، حول موضوع تركیب اإلنسان، إلى أعمال بیسنتد من األجساد السبعة لإلنسان، وكذلك إلى كتابي، المرئي والال مرئي في اإلنسان، والذي یتوفر فیھ العدی

وحول استخدام القدرات الباطنیة یمكن . الرسومات ألجساد اإلنسان المختلفة كما تبدو لنظر المستبصر ).االستبصار(الرجوع إلى كتابي

تطور (، وكتاب سینت )والدة وتطور الذات(لكتاب بیسنت عودةتكوین وتطور الذات یمكن ال بشأنو ).المرئي والال مرئي في اإلنسان(، و)مسیحیةالعقیدة ال( :من كتبي اثنینالى ، و)الذات

، والفصول )طریق المرید(وكذلك ) في البالط الخارجي(وعن التطور الروحي لإلنسان، كتاب بیسنت ).المساعدون الخفیون(الختامیة لكتابي الصغیر



.التقمص -١١

أن الترددات اللطیفة ال تتمكن في البدایة من التأثیر في الذات، توجب على اإلنسان أن یضع حول حیث نفسھ أجسادا من مادة أكثر خشونة تستطیع الذبذبات الكثیفة التأثیر فیھا؛ لذا فھو یتخذ على التوالي جسدا

من خالل وسیحظى. یاة مادیةھذه ھي الوالدة أو التقمص ـ بدایة ح. وجسدا نفسیا وجسدا مادیا فكریاروس ویطور في أن یتعلم منھا بعض الد وال بد، في ھذه الحیاة جمیع أنواع التجارببجسمھ المادي .خصالشخصھ بعض ال

والجسم المادي ھو . بعد مدة سیشرع باالنسحاب إلى ذاتھ، ویترك تدریجیا األجساد التي كان قد اتخذھالیس نھایة نشاطاتھ، كما نعتقد عن جھل؛ إنھ . نسحابھ منھ ھو ما نسمیھ الموتأول ما یتم التخلي عنھ، وا

ینسحب فحسب من محاولة واحدة حامال معھ نتائجھا؛ وبعد فترة فھو . فذلك ابعد ما یكون عن الحقیقة . محددة من الراحة النسبیة سیقوم بمحاولة أخرى من النوع ذاتھ

یوم - مجرد یوم واحد في حیاتھ الحقیقیة األوسع ا نطلق علیھ عادة اسم الحیاة ھيفان م ،كما قیل سابقاووألن حیاة قصیرة واحدة تدوم في الغالب سبعین أو ثمانین سنة . في المدرسة، یتعلم فیھ دروسا معینة

أراده أن اإللھ العالم المدھش الرائع، وألن غیر كافیة لمنحھ فرصة تعلم كل الدروس التي یقدمھا ھذا یتعلمھا جمیعا خالل أبدیتھ الكاملة، فمن الضروري أن یعود للتجسد مرات عدیدة، ویعیش الكثیر من ھذه األیام الدراسیة التي نسمي كل منھا حیاة، في صفوف مختلفة وفي ظروف متباینة، حتى یتم تعلم كل

ھو - العمل الدراسي األدنى، ویرتقي اإلنسان إلى عمل أسمى وأكثر عظمة عندئذ سینتھي ھذا . الدروس .المدرسیة األرضیة واتقیة التي أعدتھ لھا كل ھذه الحیالحقیالربانیة الحیاة

نطاق واسع في الحضارات وھو معروف على -ھذا ما یطلق علیھ مبدأ التقمص أو الوالدة من جدید .حتى في العصر الحدیث غالبیة الجنس البشري بھتؤمن القدیمة، و



-:} ٧{وعنھ كتب ھیوم

......موجودة قبل والدتنا إذن كانت الذات خالدة، فھيفإذا . ما ال یمكن أن یفنى ال یمكن أن یستحدثمقالة عن . "ھیوم. (ھو النظام الوحید الذي یمكن للفلسفة أن تستأنس بھ التقمصف بناء على ذلكو

)١٨٧٥، لندن، "الخلود

إنھا تتضمن جمیعا -:، حین كتب عن نظریات التقمص في الھند والیونان }٨{وقد قال ماكس مولر في حال تم التعبیر عنھ بلغة بعیدة عن وذلك النقد الفلسفي، منطقا یمكن أن یصمد ألشد اختبارات

)١٨٩٥ة ، طبع٢. ص" أم عقیدة نفسیة، إلھیةحكمة "ماكس مولر، . (الخرافات

عبر ھذا المبدأ في كتابھ األخیر والمنشور بعد وفاتھ، حیث إلىھذا المستشرق الكبیر مجددا وقد أشار .عن إیمانھ الشخصي بھ

حقیقة؛ ومثل مذھب التطور، فان مبدأ التقمص یضرب بجذوره في عالم ال -:قائال } ٩{ھكسلي كتب و. ص" طور واألخالق،الت"ھكسلي، . (منھج القیاس ایقدمھ أن یمكن الحجج التي أعظم إلىیستند وھو )١٨٩٥، طبعة ٦١

الفرضیة بوصفھا تستحق جدیا ضافة إلى القدماء، ینظرون لھذه باإلوھكذا نرى إن الكتاب المعاصرین، .األخذ بنظر االعتبار

مع النظریة التي یؤمن بھا الجھلة، والتي تقول أن من الممكن لذات بلغت مطلقا التقمص وال یجب خلطفذات إنسانیة، . درجة اإلنسانیة في تطورھا أن تتجسد كحیوان؛ فال یوجد أي احتمال لمثل ھذا االنتكاس

تبنا بالجسد ألسببي، ال یمكن أن تتراجع إلى ما ھي في الحقیقة مملكة أدنى من تسكن ما نسمیھ في كوإذا كان . ممالك الطبیعة؛ مھما كانت األخطاء التي اقترفتھا، ورغم فشلھا في االستفادة من فرصھا

سیرو. اخذ الدرس مرات عدة قبل أن یفھمھ حقا إلىاإلنسان كسوال في مدرسة الحیاة، فربما یحتاج . بشكل عام منتظما، رغم انھ قد یكون على العموم بطیئا یبقىیة االرتقاء عمل



:تقولحدى المجالت قبل بضع سنوات جوھر مبدأ العودة للتجسد على شكل حكایة لطیفة إوقد نشرت وكان المدرس (وضعھ مدرسھ ف. من أمھكل ما یعـرفھ قد تعلم كان و. ةي صغیر إلى المدرسذھب صب"

. ال تسرق. أي كائن حي ال تؤذ. ال تقتل: لدروس لیتعلمھافي الصف األدنى، وأعطاه ھذه ا) ھو الرب - كانت لحیتھ قد خطھا المشیب ( في نھایة الیوم . وھكذا لم یقتل الرجل؛ لكنھ كان قاسیا، وقد سرق

عد . لكنك لم تتعلم بقیة الدروس. لقد تعلمت أن ال تقتل - )وكان ھو الرب(قال لھ مدرسھ ) واللیل قد حل ."غدا

في صف أعلى بقلیل، وأعطاه ھذه ) ربھ ( عاد في الیوم التالي، كصبي صغیر، فوضعھ مدرسھ "وھكذا لم یؤذ الرجل أي كائن حي؛ لكنھ . ال تغش. ال تسرق. ال تؤذ أي كائن حي: الدروس لیتعلمھا

تكون أنلقد تعلمت ):ربھ (معلمھ وحل اللیل، قال -وقد شابت لحیتھ - في نھایة الیوم . سرق وغش ."عد غدا.لكنك لم تتعلم بقیة الدروس . رحیما

فوضعھ مدرسھ في صف أعلى، وأعطاه ھذه الدروس . صغیر عاد مرة أخرى في الغد، كصبي"وھكذا لم یسرق الرجل؛ لكنھ غش واشتھى ما . ال تشتھي ما یملكھ غیرك. ال تغش. ال تسرق: لیتعلمھالكنك لم . ال تسرق أنلقد تعلمت :مدرسھقال ) وحل اللیل -وقد شابت لحیتھ ( في نھایة الیوم . لغیره

."عد غدا یا صغیري. تتعلم بقیة الدروس

ھذا ما قرأتھ على وجوه الرجال والنساء، ضمن كتاب العالم، في مخطوطة السماء، وكان مكتوبا على" )١٨٩٤ أیارباري بنسن، في مجلة القرن، : كتبھا." (النجوم صفحة

أدبیاتناصفحاتي بالحجج الكثیرة الدامغة والمؤیدة لمبدأ التقمص ھذا؛ فقد تم استعراضھا كلھا في أمأللن إن الحیاة تواجھنا بالعدید من المعضالت التي تبدو : وسأكتفي ھنا بالقول. مني أفضلاب تمن قبل ك

رھا فعال، لذا فھو یتصدر وھذا المبدأ یفس. فرضیة أخرى غیر التقمص أیةما اعتمدنا إذامستعصیة الحل



ومثل بقیة تعالیمنا فالتقمص لیس فرضیة بل معرفة . إقناعا أكثرھذا المجال إلى أن نجد فرضیة أخرى .بالنسبة لآلخرینقاطعة أدلة ؛ لكن معرفتنا لیست بالطبع مباشرة بالنسبة للعدید منا

رجال صالحون وصادقون لالعتراف األلیم بأنھم عاجزون عن التوفیق بین الوضع اضطرد رغم ذلك فقكل إلىلقد شعروا، عندما نظروا . الراھن في العالم حولنا وبین الرأي القائل أن اإللھ قدیر ورءوف

ال فأو انھ غیر رءوف ال یستطیع منعھا،فیكون غیر قدیر أنإما اإللھان والمعاناة المؤلمة، ب األحزانمبدأ من خالل فقلھ قدیر ورءوف، وبھذا الیقین توالحكمة اإللھیة باقتناع راسخ أن اإلوترى . یبالي بھا

ن الفرضیة التي تسمح لنا بالتعرف عقالنیا على كمال القدرة إ. بین الوقائع المعاشة للحیاةالتقمص ھذا . راسة متأنیةبكل تأكید د تستحق منااإللھ والرأفة عند

، وان لكل منا سلسلة طویلة من الحیوات السابقة، تطورنا األولىحیاتنا الحالیة لیست أننفھم إنناذلك ومن المؤكد أننا اقترفنا في ھذه الحیوات . وضعنا الراھن إلىالبدائي اإلنسانعن طریقھا من منزلة

فعن . أفعاال خیرة وشریرة، ویترتب على كل واحد منھا بالتأكید عاقبة محددة وفقا لقانون العدالة الثابت .الخیر ینتج دوما السعادة والمزید من الفرص؛ وعن الشر ینتج دوما الحزن والضیق

ببساطة لحداثة سن یعود السبب أو، أیدینا، فذلك من صنع من أي نوعبالتالي في ضیق أنفسنانا فإن وجدفاألقدار المعقدة والمتشعبة للناس إنما ھي . لونؤووحدنا المسا نعاني الحزن واأللم، فأننا ولو كن. الذات

الجمیع فإن ،ظل النظام اإللھي فيو. یرةوالشر ةالخیر السابقة أفعالھملمیزان عواقب صارمة الدقة .لنیل مجدھم الختامي قدما یمضون

مع ذلك فھو في الحقیقة مبدأ مریح تعرضا للرفض الشدید، اإللھیة تعالیم الحكمة أكثرلعل التقمص من . الكماللبلوغ الوقت والفرصة - الذي ینتظرناذلك انھ یمنحنا الوقت من اجل التطور . إلى ابعد الحدود

قد عانوا الكثیر من المتاعب واألحزان في ھذه الحیاة أنھمعلى حقیقة بشكل خاص ویحتج المعترضون ھذه لیست أنمن الواضح و .أخرىرة لدرجة أنھم لن یصغوا ألي اقتراح یوحي بضرورة تكرار ذلك م



بلنامن ق ال نرتد عنھا، سواء كانت مستساغة أنحجة؛ فنحن في بحث عن الحقیقة، وعندما نجدھا یجب .ما فھم بشكل صحیح إذا ؛عمیقا عزاء سابقا، وكما قیل، الحقیقة یمنحنا في التقمص أنمع . ال أم

، إن كان لدیھم العدید من الحیوات السابقة فلماذا ال لونیتساءما سبق، فان الناس غالبا ما باإلضافة إلى ھاالغالبیة ال تتذكر أنبعض الناس یتذكـرھا؛ والسبب في أنوالجواب باختصار ھو . یتذكرون أیا منھا

وذلك الجسد ال یمكنھ تذكر التجسدات السابقة، ألنھا . الدنیا األجسادھو أن وعیھم ال یزال مركزا في احد . والذات التي تحتفظ بھذه التجسدات لیست واعیة بعد بشكل كامل ضمن عالمھا نفسھ. فیھ لیست محفوظة

إن ذكریات الماضي بأكملھ مخزونة في الذات، حیث تتجسد ھذه الذكریات ضمن ھذا العالم في الصفات ت بدال من كفایة لیستطیع تركیز وعیھ في الذا اإلنسانوعندما یتطور . الفطریة التي یولد بھا الطفل

.الدنیا فحسب، فإن مجمل تاریخ تلك الحیاة الحقیقیة الشاملة سینفتح أمامھ مثل كتاب األجساد

جیروم .قد عولجت ھذه المسالة بشكل رائع ومتكامل في كراس بیسنت عن التقمص، وكذلك في كتاب دل إلیھ أوجھ، والذي )الحكمة العریقة(وفي الفصول المتعلقة بھذا الموضوع في كتاب ) التقمص(اندرسون

.عنایة القارئ بشكل خاص



.نظرة شاملة -١٢

الحیاة ن ھذهأري یطال حیاة اإلنسان الذي یدرك القلیل من التفكیر یكشف لنا في الحال أي تغییر جذ إن. ، وان ھذا الجسم المادي مجرد رداء مؤقت نتخذه بھدف التعلم من خاللھدراسيالمادیة لیست سوى یوم

ھذه ھي الوحیدة ذات األھمیة، وان اإلنسان الذي یسمح ) س وتعلم الدر( غایة أنوسیرى في الحال . یتصرف بحماقة غریبة إنمالنفسھ باالنحراف عن ھذه الغایة ألي اعتبار

دو لذلك والسعي وراء الثروة والسمعة، تب ،لألھداف المادیةحصرا إن حیاة اإلنسان العادي المكرسة إشباعلحظات أجل منفیھ بكل ما یجدر امتالكھ حقا تبذیر س - أطفالالذي یعرف الحقیقة مجرد لھو باألمور الدنیویة، لیس ال طالب الحكمة یولع بالمفاھیم العلیا ف .اإلنسانقلیلة للشھوات الدنیا في طبیعة

انھ . الدنیویة األمورام تفاھة ھذه ذلك ھو النھج السلیم فحسب، بل ألنھ یدرك بوضوح ت أنألنھ یرى الرغبات ف - اإلطالقر جدیرة بالثقة على ألنھ یرى الدنیا غی ،الدوام اتخاذ وجھة النظر العلیا یحاول على

بوضوح من موررؤیة األوالمشاعر السفلیة تتجمع حولھ مثل ضباب كثیف، وتجعل من المستحیل علیھ .ذلك المستوى المتدني

وحتى عندما یكون مقتنعا كلیا بان المسار األعلى ھو الصحیح، ومصمما تماما على انتھاجھ، فانھ في بعض األحیان إلتباع المسار األدنى، وسیشعر بصراع تدفعھ سیواجھ رغم ذلك إغراءات قویة جدا

سلطة ألعضاء الجسد تحارب "ن ھناك أ، كما یقول القدیس بولص، وسیكتشف. شدید في دخیلة نفسھ، بتجنبھاي ینصح تر الوتلك األمور التي ینصح بھا، ال یفعلھا، واألم" ، وھكذا فان"ضد سلطة العقل

".ا یفعلھ

بإساءة فھم ھذا الصراع الداخلي الذي نعانیھ األحیانفي أغلب یبالغون نین الصالحیالناس المتدینإن إما أن یفترضوا أن :اثنین حـول الموضوع أوتفسیرا فھم یتقبلون في العادة. جمیعا بدرجات متفاوتة

الوساوس السفلیة تأتي من شیاطین اإلغواء الخارجیة، أو یحزنوا لشدة خبث قلوبھم وسوادھا، وتواجد حقیقة أن العدید من خیرة الرجال والنساء یعانون من جراء ذلك آالما وال. مثل ھذا الشر العمیق فیھا

.اإلطالقكثیرة وغیر ضروریة على



تكون واضحة في ذھن من یرغب في فھم ھذه المسالة ھي أن الرغبات أنالتي یجب األولىالنقطة و إن. یفسد نفوسنا أنوال ھي من عمل شیطان یحاول ؛اإلطالقلحقیقة رغباتنا على في الیست المنحطة

ة أفكاره بواسط اإلنسانوجود كائنات شریرة ھو أمر حقیقي في بعض الحاالت، وھي تنجذب إلى . اإلنسانلكن جمیع ھذه الكائنات المؤقتة ھي من صنع . نشاطھا قوة من خالل األفكارتزید ھذه ف السفلیة،

وتعیش لفترة ،أناس خبیثي النفوس أفكارالوجود بفعل إلىمجرد كیانات مصطنعة یتم استدعائھا فھي . التي خلقتھا األفكارقوة ازدیاد مدة حیاتھا معوتزداد ، خاصة بھا حیاةمن الزمن

وقد سبق أن ذكرنا كیف. تأتي عادة من مصدر مختلف تماما الدوافع المستھجنة في سرائرناغیر أن وھذه لیست مادة میتة . حول نفسھ أغلفة مادیة من مستویات مختلفة، لكي یدخل في التجسد اإلنسان یلف

، لكنھا مفعمة بالحیاة؛ )الكون لیس ھناك مادة میتة في تخبرنا بأن} ١٠{العلوم الباطنیة أنوالحقیقة ( حتى إنھا ال تزال تتحرك في المسار النازل نحو -یاة في مرحلة تطور مبكرة قیاسا بمرحلتنا ح أنھارغم

.أعلى مستوى ا خارج المادة الدنیا نحوالتجسد في مادة أدنى، بدال من االرتقاء مجدد

خشونة وذبذبات أكثر أكثرمادة التجسد في باتجاه ، األسفلوكنتیجة لذلك فان نزعتھا تدفعھا دوما نحو الذي یعني تطورا بالنسبة لھا، في حین انھ تراجع بالنسبة لنا؛ وھكذا یتضح أن مصلحة األمرشدة،

.أجسادهتصطدم أحیانا مع مصلحة المادة الحیة في بعض ) الذات(اإلنسان الحقیقي

صراع -الداخلي الغریب الذي نشعر بھ أحیانا وبسیط للصراعإن ما سبق عرضھ ھو تفسیر موجز ویمكن العثور على . اإلنسانمالئـكة الخیر والشر للسیطرة على نفس للعقول الشعریة بفكرة نزاع أوحى

یدرك أنلكن من المھم ). ٤٠.النفسي، ص العالم( كتابنا تفصیال لھذا الموضوع في أكثروصف ھ ھو القوة العلویة، التي تتحرك دوما باتجاه الخیر وتقاتل في سبیلھ، في حین ، في خضم ذلك، اناإلنسان

أنوال بد . الدنیا أجساده، بل ھي جزء غیر منضبط من احد اإلطالقتلك القوة السفلیة لیست ھو على أنھذا أنوال یفترض بھ أن یعتقد نتیجة لذلك . یتعلم التحكم فیھ، وبسط نفوذه علیھ، وإبقائھ في وضع الئق

یتحرك في مساره النظامي، رغم أن ذلك المسار في الربانیة قدرة الفیض من أیضا الجزء شریر، بل ھوبعیدا عنھا، كما ھو الحال مع علىاألعمیقا في المادة، بدال من االتجاه نحو األسفلھذه الحالة یتجھ نحو

.مسارنا



.الموت -١٣

ھو التغییر الكامل والمنشود الذي تحدثھ في اإللھیةالنتائج العملیة للفھم التام لحقیقة الحكمة أھماحد إن، من اإلطالقالھائل، وغیر الضروري على إذ من المستحیل علینا تخمین المقدار. موقفنا من الموت

الحزن والرعب والبؤس الذي یعانیھ الجنس البشري إجماال بسبب جھلھ وخرافاتھ بخصوص مسالة ورم من المعتقدات السخیفة والزائفة، محدثا في الماضي الشأنفقد انتشر فینا بھذا . الموت ھذه وحسب

المنافع أھمالوصف، وسیكون استئصالھ واحدا من ة تفوقمعانافواجع ال حصـر لھا ومسببا في الحاضر .التي یمكن تقدیمھا للجنس البشري

وتوفر تعالیم الحكمة اإللھیة ھذه المنفعة على الفور ألولئك الذین یجدون في أنفسھم القدرة على تقبلھا في أھوالھفھي تسلب من الموت حاال كل . نھم اھتموا بالفلسفة خالل حیوات سابقةحیاتھم الحالیة، وذلك أل

. ، وتمكننا من رؤیة إبعاده الحقیقیة وفھم موقعھ في مخطط تطورناأحزانھومعظم

بل مجھول ومخیف، فلیس غریبا التفكیر فیھ لعالم مظلم ال ولما كان الموت یعد نھایة الحیاة، وبوابةوقد انتشرت وجھة النظر ھذه في عموم العالم الغربي، . لم یكن برعب حقیقي إنبكثیر من التوجس،

أصبحترغم كل التعالیم الدینیة التي تشیر إلى نقیض ذلك، ونشأت حولھا قصص رعب مروعة؛ ثم .في ھذه المسألة إطالعا أفضلیكونوا أنبھم عادة ینساق لھا دون تفكیر العدید ممن یفترض

، مظاھر الوجاھة، المخمل }١١{ المعزین المستأجرین -إن كل التجھیزات المقیتة لفاجعة الموت كلھا لیست سوى - ذو الحافة السوداء ، مالبس الحداد، ورق الرسائل األسوداألسود، الشریط الحریري

فاإلنسان الذي یبدأ بفھم حقیقة الموت یستغني في الحال عن . ترویج للجھل من قبل الذین یستخدمونھا، لمجرد أن األمر سبب لھ وفاة صدیقھن الحداد على أأطفال؛ مدركا ھذه الحفلة التنكریة بوصفھا سذاجة

.ھو استعراض مبتذل لألنانیة الشخصیة إنماألم الفراق الظاھري عنھ،



بعذاب الفراق المؤقت، غیر أن بإمكانھ تجنب السماح أللمھ اإلحساسال یستطیع تحاشي وھذا اإلنسانان لیس ھناك وھو یعلم ب. األعلىالخاص بالتحول إلى عائق یمنع صدیقھ المتوفى من االنطالق إلى المأل

جمیعا مرات عدیدة من أصابھمفلقد . الحزن بشأن الموت، سواء حل بھ أو بأحبابھ أوضرورة للخوف وبدال من تقدیم الموت بصفتھ ملك الرعب المھول، . لذا فھو مألوف عندھم في حیوات سابقة، قبل،

دقة وعقالنیة تصویره كمالك یحمل مفتاحا ذھبیا یسمح لنا بدخول الممالك الرائعة للحیاة أكثرسیكون .العلیا

وھو ، مؤقت خلع لرداء عملیة الحیاة مستمرة، وأن فقدان الجسم المادي لیس إال أنانھ یدرك بكل تأكید ة من أن الموت مجرد ترقی وھو یعرف. ال یغیر مطلقا من اإلنسان األصلي الذي یلبس ھذا الرداء فعل

لھذا السبب، فھو یرحب بالموت دون . أخرى نفسیة بالكامل، ولذلك فھي أرقى بكثیر إلىمادیة شبھحیاة تصنع حین یحل بھ، وعندما یصیب الناس الذین یحبھم، فانھ یعلم في الحال الفائدة الكبیرة التي یجنونھا،

.الضطراره االنفصال المؤقت عنھم نانیةاألحتى وإن أحس بقدر معین من الحسرة

وھو یعلم أن األموات ال . لكنھ یدرك كذلك أن ھذا االنفصال في حقیقتھ ظاھري فقط، وغیر حقیقيجانبھم إلىیضع جسده المادي مؤقتا في حالة نوم، حتى یكون یزالون قریبین منھ، وما علیھ سوى أن

ن العالم واحد وان القوانین اإللھیة ذاتھا تسیره أانھ یرى بوضوح . م كما في السابقویتواصل معھلذا فھو ال یشعر بأي اضطراب أو غرابة عند . بأكملھ، سواء أكان مرئیا أم غیر مرئي للبصر المادي

.اآلخر، وال بأي نوع من الشك حول ما سیجده على الجانب اآلخر من الحجاب إلىالعبور من جزء منھ

لقد تم من خالل جھود الباحثین في الحكمة اإللھیة شرح مجمل العالم غیر المرئي بوضوح وتكامل حتى . فھو مستعد لدخولھ دون تردد حالما یصبح ذلك أفضل لتطوره امعلوما لھ كالحیاة المادیة، لذ أصبح

كتب إلىللحصول على تفاصیل كاملة عن المراحل المختلفة لھذه الحیاة العلیا فال بد من إحالة القارئ والظروف التي سیمر فیھا اإلنسان بعد الموت ھي أنویكفي القول ھنا . مكرسة خصیصا لھذا الموضوعتتخذ األرضیةنفسھ خالل حیاتھ فاألفكار والرغبات التي غرسھا في . بالتحدید تلك التي ھیئھا لنفسھ قبلھ

. تستھلك الطاقة التي وضعھا فیھا أن إلىحیة مجسمة تحوم حولھ وتؤثر علیھ كیاناتبعد الموت شكل



نھا ستكون والرغبات قویة وشریرة لفترة طویلة، فان الكیانات المتولدة ع األفكاروعندما تكون مثل ھذه . رھیبة حقا؛ لكن مثل ھذه الحاالت تشكل لحسن الحظ نسبة ضئیلة جدا من بین المقیمین في العالم النفسي

العادي على نفسھ بعد الموت عادة ھو وجود ممل بشكل ال یوصف، عدیم اإلنسانفأسوء ما یجلبھ األرضتم ھدرھا ھنا على وھو المحصلة الطبیعیة لحیاة -ة فكریاھتمامات أیةالجدوى، وخال من

.باالنغماس في الملذات والتفاھات والنمیمة

فلو سمح إنسان لرغبات جسدیة قویة بان . یصاحب ھذا الملل معاناة شدیدة أنویمكن في حاالت معینة ، على سبیل المثال، عبدا لرذائل كالبخل والشھوانیة أصبح إذا - األرضیةتسیطر علیھ خالل حیاتھ

ذلك انھ بفقدانھ الجسد . لتطھیريأفسھ بعد الموت الكثیر من العذاب یكون قد جلب على ن -الخمر وإدمان ال بل تكون أكثر نشاطا -من ھذه الرغبات والشھوات؛ فھي تبقى قویة كما كانت أبداالمادي ال یتخلص

ھذه إشباععلى و القدرةما یفقده ھ إن. ألنھا لم تعد مضطرة اآلن لتحریك الخالیا الثقیلة للجسد المادي، كما یمكن ویخلق ذلك. ققة وال یمكن إشباعھا، ألنھا غیر متحتستمر في مضایقتھ وتعذیبھلذا الشھوات؛

مثل ھذه الرغبات تستھلك أنأن نرى، جحیما حقیقیا لإلنسان البائس، رغم انھ بالطبع جحیم مؤقت، بما .معاناة ذاتھا التي تسببھا لھنفسھا حتما بمرور الوقت، مستنزفة طاقتھا في ال

لم یسبب ھذا اإلنسان أن، ھي األولى. تذكرھماال بد من ال أن ثمة نقطتین بشأنھ انھ قدر رھیب حقا، إدرجة األرضیةلقد سمح لھذه الرغبة بان تبلغ خالل حیاتھ . العذاب لنفسھ فحسب، بل حدد شدتھ ومدتھ

فإذا كان خالل حیاتھ المادیة قد قام بجھود . یواجھھا ویسیطر علیھا أنمعینة من القوة، وعلیھ اآلن أنلقد خلق لنفسھ الوحش الذي علیھ . لتطویعھا وضبطھا، فسیواجھ حالیا صعوبة اقل في التغلب علیھا

إن قدره إذن . لھ ھو یصارعھ اآلن؛ ومھما تكن القوة التي یمتلكھا خصمھ فإنھا بالضبط تلك التي وفرھا .لیس مفروضا علیھ من الخارج، بل ھو ببساطة من صنع یدیھ

فلو كان ممكنا . خالصالعذاب الذي جلبھ على نفسھ بھذه الطریقة ھو وسیلتھ الوحیدة لل نإوالثانیة، تجنب ھذا العذاب، وعبور الحیاة النفسیة دون ھذا االضمحالل التدریجي للرغبات السفلیة، إلیھبالنسبة

ماذا ستكون النتیجة؟ من الواضح انھ سیدخل حیاتھ المادیة التالیة وھو تحت السیطرة التامة لھذه فقبل أن یكون ممكـنا بفترة طـویلة تعلیمھ ضرورة و. سیولد مدمنا بالفطرة، شھوانیا، وبخیال. الرغبات

محاولة السیطرة على مثل ھذه الشھوات ستصبح أقوى من أن یسیطر علیھا؛ وتكون قد استعبدتھ جسدا



حلقة في حینئذ سیدخل. وھكذا تكون حیاة أخرى قد تم تبدیدھا، وفرصة أخرى تم تضییعھا. ونفسا .ه ألجل غیر مسمىمفرغة ال یلوح منھا خالص، ویتأخر تطور

فالرغبة تستھلك نفسھا خالل الحیاة النفسیة، ویعود اإلنسان . ومن ثم ال عیب في مخطط المدبر الشمسي. سیطرة علیھ ال یزال موجوداحقا إن ضعف العقل الذي سمح للرغبة بال. إلى وجوده المادي من دونھا

نھ قد صنع لنفسھ في ھذه الحیاة الجدیدة جسدا نفسیا مؤھال للتجسید الكامل للرغبات ذاتھا كما في أكما غیر أن الذات، اإلنسان األصلي، قد . السالفة األثیمةالسابق، فلن یكون صعبا علیھ لذلك استئناف حیاتھ

من تكرار الغلطة نفسھا، ) الشخصیة(لتأكید لمنع تجلیھا األدنى تعلمت درسا شاقا، وستبذل كل جھودھا با .تحت ھیمنة تلك الرغبة أخرىبالوقوع مرة

صالحین وحكیمین فسوف یعینانھ أبویناستحق إذاانھ ال یزال یحتفظ في دخیلتھ ببذور تلك الرغبة، لكنھ عندئذ ستبقى البذور غیر مثمرة وتموت، ولن . الرذائل فیھاوكـبح شخصیتھفي ضائلالفعلى تنمیة

وھكذا یتغلب اإلنسان بالتدریج البطيء على صفاتھ الذمیمة، ویطور . في الحیاة التي تعقبھا أبداتظھر .الفضائل بدال عنھا

الذكي والمیال لمساعدة اآلخرین، ذلك الذي یفھم ظروف ھذا الوجود غیر اإلنسانن ، فاأخرىمن ناحیة رائعة من فاقاآ أمامھحد، یفتح أقصى إلىویتحمل عناء التأقلم معھا ویستفید منھا )النفسي( المادي

بعیدا عن ھذا الجسم المادي ،للحیاة أنانھ یكتشف . الفرص الكتساب معرفة جدیدة والقیام بإعمال نافعةكضوء القمر بالنسبة لضوء الشمس، األرضیةإشراق وتألق تبدو بالمقارنة معھا كل الملذات ،الكـثیف

. الروح األبدیةنور شع منھ على كل من حولھ یمعرفتھ الصافیة وثقتھ الھادئة س وانھ من خالل

خیر في یقوم بأعماللمئات من أقرانھ، ولعلھ وقد یصبح مصدرا لسالم وبھجة یفوقان الوصف بالنسبةكذلك فھو مدرك . مما استطاع القیام بھ في حیاتھ المادیة الطویلة أكثرسنوات قلیلة من وجوده النفسي

فكما أوجد بیئة حیاتھ . سموا ضمن حیاة ما بعد الموت الرائعة ھذه أكثر أخرىمرحلة أمامھتماما بان - فكريال العالمدنیا، كذلك سیھیئ لنفسھ بأفكاره العلیا وتطلعاتھ النبیلة حیاة في النفسیة برغباتھ وأفكاره ال

.الفردوس



ولیس مدینة بعیدة فیما وراء النجوم، ذات . ذلك أن الفردوس لیس حلما، بل واقع رائع ومفعم بالحیاةھب، محجوزة إلقامة األقلیة ذات الحظوة، بل حالة وعي سیجتازھا كل بوابات من لؤلؤ وشوارع من ذ

إنھا لیست حقا مكان إقامة ابدي، بل حالة غبطة . األرضفي الفترة الممتدة بین حیاتین على إنسانلیس ھذا فقط، إذ رغم كونھا تجسد الحقیقة التي تشكل األساس . تدوم عدة قرونیة تفوق الوصف روح

ار التي طرحتھا مختلف األدیان عن الفردوس وأكثرھا روحانیة، فال یجب أبدا النظر إلیھا ألروع األفك .من ھذه الزاویة فحسب

آلن من خالل ال ومفعم بحیاة زاھیة نحیا فیھا عالم شاسع مذھ -بالنسبة لنا األھمیةمجال حیوي بالغ إنھا، فقط نقص تطورنا إن. ، مثلما نفعل كذلك في الفترات الفاصلة بین التجسدات األرضیةالفكريجسدنا

الكامل بان إشراق أكثر الجنان اإلدراكوالقیود المفروضة علینا من رداء البدن ھذا، ھو ما یمنعنا من ننا لو رفعنا أك العالم تداعبنا طوال الوقت، ون، وأن التأثیرات المتدفقة من ذلتألقا موجود حولنا ھنا واآل

.ألحسسنا بھا واستوعبناھا فكريوعینا فحسب إلى مستوى جسدنا ال

لیس بوسعي، بالنسبة و. قد یبدو ذلك مستحیال لإلنسان العادي، لكنھ من أكثر الوقائع بساطة للعرفاني :}١٢{سوى تكرار النصیحة التي قدمھا معلم البوذیة ،األساسیةألولئك الذین لم یستوعبوا ھذه الحقیقة

العصابة عن أزحت، لو النور محیط بك. ال تتذمر وال تنتحب وال تتضرع، بل افتح عینیك وسترى"إن ما ستبصره ألكثر روعة وجماال وأسمى مما حلم بھ أو ابتھل ألجلھ أي . عینیك فحسب ونظرت

). ١٦٣. ، ص}١٣{] روح شعب [ من كتاب ."(إنسان، وھكذا ھو الحال إلى األبد

یتم التخلص منھ، والرغبات الدنیا، وحالما المشاعروعند استھالك الجسد النفسي تدریجیا، وھو مركبة ؛ الجسد الفكرينفسھ مقیما في تلك المركبة العلیا المكونة من مادة أرقى، والتي نطلق علیھا اإلنسانیجد

حیث یكون قادرا في ھذا الجسد على االستجابة للذبذبات التي تصلھ من المادة المرادفة في العالم ، وتم إتالف الجزء السفلي منإلیھلتطھیر بالنسبة فلقد انتھت فترة ا. فكريال العالممادة - الخارجي

.والتطلعات السامیة التي جالت بخاطره خالل حیاتھ األرضیة األفكارطبیعتھ، ولم یتبقى اآلن سوى



لإلنسان الجسد الفكري



حولھ، حیث یكون قادرا من خاللھا على االستجابة ألنواع معینة من الذبذبات األخیرةوتتجمع ھذه التي تحیطھ ھي القدرات التي یحصل بواسطتھا على ثروات عالم األفكاروھذه . ضمن تلك المادة النقیة

سان وھو مستودع ذو امتداد ال نھائي، منھ یستطیع اإلن - نسخة عن عقل المدبر فكريال فالعالم. الفردوسوتطلعاتھ التي أبدعھا خالل حیاتھ المادیة أفكارهالذي یعیش ھناك أن یستمد ما تؤھلھ لھ بالضبط قوة

. والنفسیة

، األساسیةعن نعیم الفردوس، إال أن القلیل منھا قدم بوضوح كاف ھذه الفكرة األدیانلقد تحدثت كل نعیم یمكن نیلھ من قبل الجمیع على حد سواء، التي توضح بشكل عقالني دون غیرھا كیف أن مثل ھذا ال

وھذه . وھي أن كل إنسان یخلق فردوسھ باالنتقاء من روائع فكر المدبر ذاتھ والتي تجل عن الوصففاإلنسان یحدد لنفسھ مدة وطبیعة حیاتھ في الفردوس . لحیاة ما بعد الموت األساسیةالفكرة ھي الركیزة

حیاتھ األرضیة؛ لذلك فھو ال یستطیع التمتع إال بالسعادة التي خالل من خالل سمو أفكاره وعواطفھ .وجھ أفضلوالتي تناسب خصوصیاتھ على ، استحقھا بدقة كما ونوعا

عالم ال - ھ بلوغھا إن ھذا عالم یتمتع فیھ حتما كل كائن، حسب مستوى وعیھ، بأفضل سعادة روحیة یمكنوھناك المزید من التفاصیل . على التمني ماني اإلنسان سوى قابلیة األخیریحد قدرتھ على االستجابة أل، ) فكريال العالم( ؛ وحیاة الفردوس موصوفة في كتابي )النفسي العالم( عن الحیاة النفسیة في كتابي

).الجانب اآلخر من الموت ( ، و)الموت وما بعده ( : من كتبي اثنینوثمة معلومات عن كلیھما في



.ماضي اإلنسان ومستقبلھ -١٤

قد بلغ وضعھ الحالي عبر سلسلة طویلة ومتنوعة من الحیوات، اإلنسانان بنفھم الحقیقة القائلة أنما حتى یبرز تلقائیا في أذھاننا سؤال عن مدى قدرتنا على امتالك أیة معلومات تخص ذلك التطور المبكر،

ولحسن الحظ فان مثل ھذه المعلومات متوفرة، لیس فقط عن . والتي ستكون بالتأكید مثیرة الھتمامنا. }١٤{یر؛ وھي التكھن النفسي ھي، بل من خالل وسیلة أخرى أكثر مصداقیة بكثالشفالموروث طریق

لدي ھنا مجال واسع لإلسھاب حول عجائب ھذه الطریقة، إال أن علي القول ببساطة أن ثمة أدلة كثیرة ووان ھناك نوع من الذاكرة في - یتم تسجیلھ على نحو دائم أنتكشف عن عدم إمكانیة حدوث أمر دون

حدث أوالطبیعة نستطیع أن نستعید منھا بدقة مطلقة شریطا مصورا حقیقیا، كامال ومتقنا، عن أي مشھد .جرى منذ نشأة العالم

ال بد فألولئك الذین یعد ھذا الموضوع جدیدا تماما بالنسبة لھم، والذین یبحثون بالتالي عن أدلة تؤكده، وروح ( } ١٦{أو كتاب البروفسور دینتون ) التكھن النفسي ( } ١٥{من الرجوع لكتاب الدكتور بوكانان

ة ملمین بھذا األسلوب لقراءة سجالت الماضي، ؛ في حین أن جمیع طالب العلوم العرفانی) األشیاءتكون في جوھرھا ذاكرة المدبر الشمسي، أنفذاكرة الطبیعة ھذه البد . واغلبھم یعرفون كیفیة استخدامھ

وھي بعیدة تماما عن متناول اإلنسان؛ غیر أن صورة عنھا تنعكس بالتأكید في العوالم الدنیا؛ بحیث یمكن .دراك المدرب لإلنسان، وذلك قدر تعلق األمر باإلحداث في تلك العوالممشاھدتھا بواسطة اإل

كل ما یمر أمام المرآة، على سبیل المثال، ینعكس على سطحھا، ویبدو ألعیننا الكلیلة أن الصور ال إن غیر أن األمر قد ال یكون كذلك؛ فلیس من . تنطبع على ذلك السطح، بل تمر دون أن تترك أي بصمة

الصعب تصور إمكانیة ترك اثر، مثل الذي یحدثھ أي صوت على االسطوانة الحساسة لجھاز .وقد یكون من الممكن استعادة ذلك األثر من المرآة كما ھو ممكن من الفونوغراف ؛}١٧{الفونوغراف

لیس ممكنا فحسب، بل ھو حقیقي؛ ولیس المرآة فقط، بل األمرھذا أنویكشف لنا التكھن النفسي المتقدم وبذلك یكون تحت تصرفنا أسلوب دقیق ال غبار . حوالیھادي یحتفظ بتسجیل لكل ما جرى جسم م أي نأ



علیھ للوصول إلى التاریخ المبكر لعالمنا وللجنس البشري، وبھذه الطریقة یمكن مشاھدة الكثیر مما یثیر انظر كتابنا( .یعاد تمثیلھا خصیصا ألجلنا داثاألح أنفاصیل كاملة، كما لو بالغ االھتمام وبت

).٨٨. ، ص]ر االستبصا[

طویلة، تدریجي تطور وتكشف التحقیقات التي أجریت على الماضي باستخدام ھذه األسالیب عن عملیة األول ھو - ظمى من القوانین الع وھي تبین أن تقدم اإلنسان تم تحت تأثیر اثنین. بطیئة ولكن متواصلة

أو، اإللھیةلة قانون العدا -الذي یدفع اإلنسان بانتظام نحو التطور والسمو، والثاني قانون االرتقاء، الذي یسلط على اإلنسان بشكل حتمي عاقبة كل عمل من أعمالھ، وھكذا یعلمھ تدریجیا السبب والنتیجة،

.ولالعیش بانسجام ذكي مع القانون األ

فقط، بل على أجرام أخرى مرتبطة بھا؛ األرضإن عملیة التطور الطویلة ھذه لم تكن تجري على ھذه فھو یشكل المبحث الرئیس . یطرح بشكل كامل في كتاب أولي كھذا أنمن بید أن الموضوع اكبر بكثیر

؛ ولكن قبل الشروع بقراءتھ ینصح الطالب باإلطالع )السریة العقیدة (لكتاب السیدة بالفاتسكي الخالد وكتاب السید سینت ) الحكمة العریقة(على الفصول المتعلقة بھذا الموضوع في كتاب آني بیسنت

).الذاتتطور (

اإلنسان، بل كذلك عن المعلومات المتوفرة لیس فقط عن ماضي أكملالكتاب الذي سبق ذكره یحوي إنأن اإلنسان سیبلغ مقاما عظیما یعجز اللسان عن وصفھ، فال بأس من معرفة القلیل عن رغممستقبلھ؛ و

دسي حتى في وضعھ الراھن، وانھ كائن ق اإلنسان أنفالرأي القائل . المراحل األولى التي تؤدي إلیھالربانیة في ذاتھ، یصدم على ما یبدو بعض الناس الصالحین، ویعد من اإلمكانیاتسیكشف قریبا عن ، فالمسیح بنفسھ قد ذكر الیھود من حولھ األمرولیس من السھل إدراك حقیقة ھذا . قبلھم مخالفا للعقیدة

شائعة بین اإلنسان، وقد كانت عقیدة ربانیة "لكم إنكم ربانیون أقول: "بالقول الوارد في كتبھم المقدسةللنسیان األخیرةقسما كبیرا من العقیدة الخالصة القدیمة قد تعرض خالل الفترة أنغیر . آباء الكنیسة

.وإساءة الفھم، ویبدو أن الحقیقة الكاملة ال یؤمن بھا حالیا سوى طالب العلوم العرفانیة

وقبسا من المدبر منذ البدایة، فلماذا توجب علیھ أن یمر ربانیا اإلنسانویتساءل الناس أحیانا، إن كان بكل تلك الدھور من التطور، ویتحمل الكثیر من البؤس والعذاب، أمن اجل أن یصبح في ختام كل ذلك



فذلك الذي . الذین أبدو ھذا االعتراض لم یستوعبوا المخطط أولئكإن . فحسب من قبل كما كانربانیا لقد كان مجرد . بل لم یكن قبسا كذلك، إذ لم تكن فیھ ذات متطورة - إنساناانبثق من المدبر لم یكن بعد

. ثیرةسحابة عظیمة من جوھر قدسي، إال أنھا مؤھلة لتتبلور في نھایة المطاف إلى جواھر ك

الفرق بین حالة السحابة حین انبثقت وعند عودتھا ھو بالضبط كالفرق بین كتلة عظیمة من مادة وإن السدیم جمیل بال شك، لكنھ ضبابي . سدیمیة المعة، والنظام الشمسي الذي تشكل منھا في آخر األمر

حرارة ونورا على العدید من وعدیم الجدوى؛ بینما الشموس المتشكلة منھ بالتطور التدریجي تشع حیاة و . العوالم وعلى سكانھا

ال حصر لھا من الخالیا الصغیرة، فالجسم البشري یتكون من مالیین . ومن الممكن عقد مقارنة أخرىباستطاعة كل واحدة من ھذه الخالیا اجتیاز نوع أنلنفترض . على الدوام خارجھالبعض منھا یطرح و

حد ما إلىمن التطور تصبح من خاللھ بعد فترة كائنا بشریا؛ فال یجوز لنا القول أن ھذه الخالیا كانت الجوھر ینطلق من المدبر كتدفق إن. بشریة في بدایة ذلك التطور، فھي إذن لم تكتسب شیئا في نھایتھ

؛ ویعود إلیھ على ھیئة أالف المالیین من عظماء الحكماء، قدرة قدسیةت خالص للقدرة، حتى ولو كان .وكل واحد منھم قادر على التطور بنفسھ لیصبح عقال مدبرا

وثمة نقطة بالغة . بل اإلنسان ال حدود لعظمتھ وروعتھمحقون تماما بقولنا إن مستق أننایتبین ھكذا فذلك الذي ندعوه . ھذا المستقبل الباھر من نصیب الجمیع دون استثناء أنالبد من تذكرھا وھي األھمیةیحرز -مع إرادة المدبر، وتساعد نشاطاتھ في مسیرة التطور إرادتھالذي تتحرك أي - صالحا إنسانا

لترقي؛ بینما اإلنسان الذي یعارض بحماقة التیار العظیم ، ساعیا خلف غایات تقدما سریعا في طریق ا .أنانیة بدال من العمل لصالح الجمیع، لن یكون قادرا على التقدم إال ببطء شدید وبطریقة متعثرة

. حد الكمالة، وسیر عمل المخطط العظیم یبلغ بشریبغیر حدود من أیة إرادة أقوىلكن إرادة المدبر أن یحاول ببساطة مرة بعد أخرى حتى یتعلمھ؛ األولىالذي لم یتعلم درسھ من المرة اإلنسانوعلى

الذین أولئكو. عاجال أم آجال ل كائن بشري الھدف المحدد لھفصبر المدبر ال حدود لھ، وسیحقق ك .یرتعون شامل في سالمھم ، بلیساورھم یعرفون الناموس والمشیئة ال خوف علیھم وال شك



.السبب والنتیجة -١٥

الذي ولقد توجب علینا في الفصول السابقة االھتمام على الدوام بھذا القانون العظیم للفعل ورد الفعل، . إذ بدونھ ستكون بقیة المخطط القدسي غیر مفھومة لنایتلقى بموجبھ كل إنسان استحقاقاتھ بعدالة حتمیة؛

واألمر یستحق منا محاولة الوصول إلى تقییم حقیقي ألھمیتھ، وأول خطوة باتجاه تحقیق ذلك ھي تحریر .تماما من الفكرة الكھنوتیة للثواب والقصاص كعواقب للنشاط البشري أذھاننا

في الحال عندئذ ستظھر وفال مفر من اقتران ھذه الفكرة بوجود قاض یصدر الحكم بالعقاب والثواب، ، كما أحكامھ، وربما تؤثر الظروف على أخرىإمكانیة أن یكون القاضي أكثر رحمة في قضیة دون

إن كل . منھا بالكامل اإلفالتحتى أویمكن تقدیم تظلم لدیھ، وبھذه الطریقة یمكن تحجیم سلطة القانون ونبذه تماما ھإلی، ویتعین التخلص من مجمل الفكر الذي تنتسب ودحدالھذه االحتماالت مضللة إلى ابعد

.فھم سلیم للحقائق إلىكي نستطیع الوصول

د، سیصاب بحروق خطیرة في الظروف االعتیادیة؛ إال فحین یضع إنسان یده على قضیب حدیدي متقوسیدرك أن ما حدث كان متوقعا تماما في . اهللا عاقبھ لوضعھ یده على القضیب أنأنھ لن یخطر في بالھ

ظل قوانین الطبیعة، ویستطیع كل من یعرف ماھیة الحرارة وطبیعة تأثیرھا أن یشرح بالتحدید كیف .نتجت تلك الحروق

والبد من االنتباه إلى أن نیة اإلنسان ال تؤثر مطلقا على النتیجة المادیة؛ فسواء امسك القضیب للقیام بالطبع لكن النتائج ستكون . ، فانھ سیصاب بالحروق نفسھااألذىبعمل مؤذ أو إلنقاذ شخص آخر من

علیا؛ فقد قام في الحالة الثانیة بعمل نبیل، وحاز على رضا ضمیره، بینما لن أخرىكلیا من نواح مختلفة . لكن الحرق الجسدي سیكون موجودا في الحالتین بالقدر ذاتھ. إال بالندم األولىیشعر في الحالة



ھا حرفیا فھم سلیم لنشاط قانون السبب والنتیجة ھذا فالبد من معرفة انھ یعمل بالطریقة ذات إلىوللوصول فإذا كان لدي جسم ثقیل یتدلى من السقف بحبل، وضغطت علیھ بمقدار . األحوالجمیع في وبشكل تلقائي

على یدي بالمقدار نفسھ من محدد من القوة، فأنا أعرف من خالل قوانین المیكانیك بان الجسم سیضغطك فان اإلنسان الذي یرتكب عمال كذل. سوف یستعید ھذا الجسم موقعھ بعد فترة اضطراب مؤقتةو .القوة

شریرا فانھ یخل بتوازن التیار العظیم للتطور؛ وذلك التیار الھائل یستعید التوازن على الدوام بجعل ھذا . اإلنسان یدفع ثمن فعلتھ

بان نیة العمل لیس لھا تأثیر؛ بل على العكس فھي من أكثر العوامل أبدالذلك یجب عدم االفتراض ونحن عرضة لنسیان أن . المرتبطة بھ أھمیة، حتى وان لم یكن لھا تأثیر على النتیجة في العالم المادي

، حیث المادة أكثر نقاء وتھتز بسرعة أعلى بكثیر الفكريالعالم ، وھي تعمل في النیة في حد ذاتھا قوةأعظم بكثیر مما ھناك تأثیرا، وان المقدار نفسھ من الطاقة یحدث األدنىمما ھي في مستوانا المادي

.یحدثھ ھنا

في الوقت نفسھ نتیجتھا تحدث ة للنیة فكریالفعل المادي یحقق نتیجتھ في المجال المادي، لكن الطاقة ال نإتأكید األكثر أھمیة تماما؛ وسیكون مفعول النیة بكل األخرى، بمعزل عن فكريال العالمالخاصة في مادة

تصحیحا مثالیا للمسار یتحقق على الدوام؛ إذ مھما تكن أنوعلى ھذا المنوال یتضح . إلى حد كبیري النتائج المادیة، فان التوازن یتم استعادتھ دوما وعلى الدوافع مشوشة، ومھما اختلط النفع والضرر ف

.ق في جمیع الحاالتنحو تام، والعدالة الكاملة تتحق

روف مثلما یھیئ ظ ،ھو الذي یكون شخصیتھ المستقبلیة سواه،ولیس احد ،أن اإلنسان یجب أن ال ننسىوویمكن القول، بشكل عام، إن أفعالھ في احد حیواتھ تنتج بیئتھ في الحیاة التالیة، وأفكاره . القادمةحیاتھ

والطریقة التي تعمل بھا كل ھذه . التالیة في تلك الحیاة ھي العامل األساس في تطور شخصیتھ في الحیاةبكثیر مما یتوفر ھنا؛ أوسعطلب مجاال العوامل تعد مجاال لدراسة ممتعة إلى حد بعید، إال أن تفصیلھا یت

لھذا أشاراس آني بیسنت عن القدر، وكذلك في الفصل الذي ركنجدھا موسعة بشكل كامل في أنویمكن ، والیھا یمكن )البوذیة الباطنیة ( ، وفي كتاب السید سینت )الحكمة العریقة(الموضوع ضمن كتابھا

.یعود أنللقارئ



فإذا كان التفكیر قوة . كل ھذه الحقائق تزودنا بمبرر وجیھ للعدید من مبادئنا األخالقیة أنمن الواضح فإن بكثیر مما یمكن تحقیقھ في الحیاة المادیة، أھم فكريال العالمھائلة قادرة على تحقیق نتائج في

فھو ال یبني فقط شخصیتھ . أمرا جلیا على الفورتصبح على تلك القوة ضرورة سیطرة اإلنسان .المستقبلیة بواسطة تفكیره، بل یؤثر حتما وبشكل دائم على كل من حولھ

فلو نشأت في نفس اإلنسان العادي . لذلك تقع على عاتقھ مسؤولیة كبیرة بشأن استخدامھ لھذه القوة. بالفعل أوالكراھیة، فان دافعھ الفطري ھو التعبیر عنھا بطریقة ما سواء بالكالم أواعر االمتعاض مش

كل اإلمكانیكبت قدر أنالسائدة في المجتمع المتمدن تمنعھ من ذلك، وتملي علیھ األعرافلكن . التعبیرات الظاھریة لمشاعره

في حین یعلم الطالب . وإذا نجح في القیام بذلك فانھ یمیل لتھنئة نفسھ، واالعتقاد بأنھ قد أدى كامل واجبھابعد من ذلك بكثیر، وأن علیھ القضاء تماما على فكرة إلىالعرفاني ضرورة توسیع سیطرتھ الذاتیة

النفسي، وان العالمھائلة في مشاعره تحرك قوى أنفھو یعرف . الغیظ باإلضافة إلى تعبیرھا الظاھريالمادي، بل أن النتائج تكون في اتفعل اللكمة في بالضبط مثلماھذه تعمل ضد الشخص الذي أغاظھ

. خطورة ودواما أكثرحاالت عدیدة

تتخذ، حسبما یراه المستبصر، أشكاال وألوانا وھي . إنھ ألمر حقیقي بكل معنى الكلمة أن األفكار كیاناتودراسة ھذه األشكال واأللوان مثیرة . محددة، ویعتمد اللون بالطبع على معدل التردد المرتبط بھا

).أشكال األفكار(ویوجد لھا وصف موضح برسومات ملونة في الكتاب المعنون . لالھتمام إلى حد بعید



. ، وتتخذ شكال محددالإلنسان الجسد الفكريیوضح الرسم التالي فكرة الطموح الكبیر، وھي تصدر عن كیان، ثم تكتسب مع مرور الزمن شخصیة متمیزة، لتصبح إلىتتحول فإنھاوفي حالة تكرار ھذه الفكرة

)المترجم ( .مستقلنا شبھ بعد ذلك كائ

***************

فمثلما یمكن إلحاق األذى بسھولة . للتطبیق في مختلف المجاالت إمكانیات أمامناوتفتح ھذه االعتبارات تحمل العون فكریة یمكن توجیھ تیارات إذ. من خالل التفكیر، كذلك یتیسر بواسطتھ القیام بعمل نافع



. أمامنا مجال جدید تماما لمساعدة اآلخرین الطریقة ینفتحالمعذبین، وبھذه األصدقاءوالسلوان للكثیر من بالعجز عن رد المعروف للمحسنین، إحساسبسبب الفقر أرھقھافالعدید من النفوس الشاكرة للجمیل قد خاللھا إسداء خدمة عظیمة لھم في مستوى ال تأثیر فیھ لوجود ولكن ھا ھي الطریقة التي یمكن من

.الثروة المادیة من عدمھ

اآلخرین یتوجب علیھ إن كل من یستطیع التفكیر یمكنھ مساعدة اآلخرین، وكل من یستطیع مساعدة كما في غیره، وأولئك الذین یفھمون القانون یستطیعون المعرفة قوة، في ھذا المجالف .القیام بذلك

وبمعرفتھم التأثیرات التي یمكن إحداثھا في أنفسھم وفي اآلخرین بواسطة أفكار معینة، . االستفادة منھمن بناء شخصیتھ اإلنسانوبھذه الطریقة ال یتمكن . یمكنھم التخطیط المتأني لتحقیق النتائج المرجوة

.بدقة أیضا طبیعتھا في حیاتھ المقبلة أن یقرري ھذه الحیاة فحسب، بل بانتظام ف

، وإذا تكررت الفكرة ذاتھا بإصرار فإنھا تثیر موجات الجسد الفكريالفكرة ھي موجة في مادة أنذلك وعلى ھذا المنوال تتكون الطبائع تدریجیا في الذات، . ألسببيفي مادة الجسد ) أعلىمن تردد ( مماثلة

.والتي ستعاود الظھور بكل تأكید كجزء من شخصیتھ التي یستھل بھا تجسده التالي

األعلى، وبذلك یتولى اإلنسان تتكون قدرات وطبائع الذات تدریجیا، بالعمل من األدنى إلى األسلوببھذا وللمزید من المعلومات . مشاركة بذكاء في المخطط العظیم للمدبرلیة تطوره إلى حد كبیر ویبدأ الؤومس

).قوة الفكر، السیطرة علیھا وتھذیبھا ( ما تراجعھ ھو كتاب آني بیسنت أفضلعن ھذا الموضوع فان



فوائد الحكمة اإللھیة -١٦

تغیر جذریا مجمل مفاھیم الحكمة اإللھیة ھذه أنللقارئ الحریص كیف ناآلمن الواضح أصبحلقد نعرف مما سبق ذكره مسار العدید من أنلحیاة حالما یقتنع بھا بشكل كامل؛ ویمكن ا إلى اإلنساننظرة

.رات، واألسباب التي حدثت بموجبھاھذه التغی

سابقا للعدید منا مجرد مشكلة قالنیا للحیاة التي كانت تمثلفھما ع اإللھیةنكتسب من الحكمة إنناوقع منا، وكیف یتوجب متالعمل ال ومنھا نعرف سبب وجودنا ھنا، وما ھو. معضلة بال حل - مستعصیة

المكاسب التي تخص أووإن بدت الحیاة ضئیلة الشأن إذا عشناھا فقط من أجل الملذات . علینا الشروع بھتستحق العیش بكل تأكید عندما ننظر إلیھا وحسب كمدرسة إلعداد أنفسنا أنھاالعالم المادي، فنحن ندرك

.ف واإلمكانیات غیر المتناھیةالتي تفوق الوص األمجادللعوالم العلیا حیث

على اآلخرین، بل كیف نساعد أنفسناطور مات التي نكتسبھا، لیس فقط كیف نوسنعرف في ضوء المعلورة من خالل التفكیر والعمل مفیدین ألقصى حد، أوال للدائرة الصغی أنفسناوكیف نجعل - أیضاالتطور

كن لھم محبة خاصة، ثم للجنس البشري بأكملھ وفقا للتطور التدریجي لمن ن أومن معارفنا المقربین .لقدراتنا

محدودة وبائسة ، وسنرى من ھناك كم كانتأعلىمستوى إلىبمشاعر وأفكار كھذه نرتقي جمیعا لیس من األموركل إلىونبدأ حتما في النظر . الشخصیة التافھة التي طالما شغلتنا في الماضي أفكارنا

حیث تأثیرھا على نفوسنا الصغیرة فحسب، بل انطالقا من وجھة نظر أوسع تشمل تأثیرھا على .اإلنسانیة جمعاء



ھا األصلي بسبب قربھا الشدید إن المشاكل والمآسي المختلفة التي تحل بنا غالبا ما تبدو اكبر من حجم ھذاالشمس، ول نمسكھ بالقرب من العینین قرص منا؛ حیث یلوح أنھا تسد األفق بأكملھ، كما یحجب طبق

األمورتعید كل ھذه اإللھیةتعالیم الحكمة أنإال . ننسى على الدوام أن السكینة اإللھیة ھي جوھر الحیاةعلى حقیقتھا، ال كما األشیاءلنرى األسفل إلىھذه الغیوم، ثم ننظر نصابھا، وتجعلنا نرتفع فوق إلى

.تظھر عندما یكون مدى الرؤیة محدودا جدا

ة أي نطمس كلیا شخصیتنا الدنیا، بكل أوھامھا وتحیزاتھا وعجزھا عن رؤی أن ان ھذه الحكمة نتعلم، حیث یتجلى لنا فعل الصواب من اجل أنانينسمو إلى مستوى موضوعي وغیر وشيء على حقیقتھ؛

حیاة أنھاذلك . عندنا المباھج أعظممن ننااقرأتصبح مساعدة فبوصفھ الشریعة الوحیدة للحیاة، الصوابھ وتعاظمت شفقتھ، حتى یغدو ، ازداد تعاطفاإلنسانفكلما تطور . اآلن أمامنامن االبتھاج تلك التي تنفتح

. تحسسا لخطایا ومآسي واآلم العالم أكثر

بمزید من الكمال ھذه اآلالم، ویفھم الوضوح سببعالوة على ذلك فانھ یرى في الوقت نفسھ بمزید من وھكذا یحل علیھ رضا . رغم كافة السلبیات ،تتضافر معا لتحقیق خاتمة سعیدة للجمیع المعطیاتكل أن

،متألقةحقیقیة كذلك بھجة وتملؤهعمیق وطمأنینة مطلقة، كثمرة لیقینھ بان كل شي على ما یرام؛ مستمدة من تمعنھ في الخطة البدیعة للعقل المدبر، ومن النجاح المتواصل والمنتظم الذي یرافق سعي ھذا

.المخطط الھائل نحو ھدفھ المحدد

ك، حتى ننشر موجات نكون سعداء، ومن واجبنا بكل تأكید أن نكون كذل أنیریدنا اإللھ أنإنھ یدرك معظم النكد الذي ف . فف بواسطتھا من معاناة العالمالتي نخ األسالیب، فذلك ھو احد اآلخرینالسعادة على

بأنھم ال یستحقون ینتاب الناس بشأن متاعبھم المختلفة في الحیاة الیومیة غالبا ما یكون سببھ إحساسھمذه المشاكل؟ ھا ھو جاري، وھو لیس أفضل مني على لماذا تصیبني كل ھ: قد یقول احدھم. ھذه المتاعب

صدقاء، وال خسارة في المال؟ إذن یعاني من المرض، وال من فقدان األال فھو ذلك ورغم اإلطالق، لماذا أعاني أنا بالذات؟

من ھذا المأزق، ألنھا تبین لھم بوضوح تام أن اإلنسان ال تحل بھ أیة محبیھا الحكمة اإللھیة تخلص نإ؛ وبما انھ أنفسناومھما كانت المتاعب التي نواجھھا فھي مجرد دین جلبناه على . معاناة ال یستحقھا



. لیس ھذا وحسب؛ فكل مشكلة ھي فرصة للتطور. لنا أفضلذلك واجب الدفع، فكلما عجلنا بدفعھ كانوجھ، فنحن أفضلتحملناھا بصبر وشجاعة، ولم نسمح لھا بقھرنا، بل واجھناھا واستفدنا منھا على فإذا

ھكذا نستخلص من النتائج نطور في أنفسنا بھذه الطریقة الخصال القیمة للشجاعة والمثابرة والعزیمة؛ و .المنافع بدال من المساوئ ،خطایانا السابقة ، التي ھي ثمرةالحالیة

كل مخاوف الموت، كما سبق أن ذكرنا، تزول عن طالب الحكمة اإللھیة، ألنھ یفھم تماما حقیقة نإفھو لم یعد یرثي أولئك الذین رحلوا قبلھ، ألنھم مازالوا حاضرین معھ، وھو یعلم أن االستسالم . الموت

أعمقوبما أنھم قریبین جدا منھ، ولكون الروابط الوجدانیة معھم . یسبب لھم الغم والكآبة األنانيللحزن .من ذي قبل، فانھ مدرك تماما بان أساه العمیق سیرتد علیھم بالتأكید

وھذا ال یعني أن الحكمة اإللھیة توصیھ بنسیان الموتى؛ بل على العكس، فھي تشجعھ على تذكرھم كلما الحیاة، ودون تفكیر بخسارتھ لھم، بل إلى، ومن غیر تلھف لعودتھم أنانيسنحت الفرصة، لكن بال حزن

بالحب ستكون عامال فعاال مفعمة وفكرة قویة أنتؤكد لھ إنھا. یأخذ في االعتبار فحسب فوزھم العظیم .تطورھم فيعظیمة تنفعھم سیقدم لھم مساعدة ف ھم بشكل سلیم وعقالنيفیر لو فك في تطورھم، وانھ

في الفترة بین تجسدین كم ھي ضئیلة نسبة عمره المادي بالقیاس اإلنسانوتكشف دراسة دقیقة لوجود الراقیة، } ١٨{ األجناسمن أيالعادي المتمدن والمتعلم ضمن اإلنسانففي حالة . حیاة واحدة كاملة إلى

. }١٩{ستكون بمعدل ألف وخمسمائة سنة تقریبا - یوم واحد في الحیاة الحقیقیة أي -فان مدة حیاة واحدة عشر وحوالي خمسةحیاة المادیة، ال األرجح فيثمانین عاما على إلىوضمن ھذه المدة یتم قضاء سبعین

حد بعید إلىھي فاألخیرة ا، لذ) الفردوس ( الفكريالعالم في عشرین في المجال النفسي، والبقیة أو . من وجود اإلنسان أھمیة األكثرالفترة

المختلفة من البشر، فعندما نتناول الذوات األنماطتتفاوت ھذه النسب بشكل كبیر في أنومن الطبیعي ھذه أنفي المراتب الدنیا من جنسنا، نجد أو، والتي ولدت إما في أجناس متخلفة }٢٠{حدیثة السن

اقصر ) حیاة الفردوس(ة فكریالنسب مختلفة تماما، فالحیاة النفسیة على األرجح أطول بكثیر والحیاة العلى اإلطالق، ألنھ لم لھ ة فكریحیاة أیةلھمجي الصرف فلیس ھناك بالكاد وفي حالة اإلنسان ا. بكثیر

.یطور في نفسھ حتى اآلن الصفات التي تؤھلھ دون غیرھا لبلوغ تلك الحیاة



معرفة كل ھذه الحقائق تسبغ وضوحا ویقینا على توقعاتنا عن المستقبل، األمر الذي یریحنا من نإ اإللھیةوسیكون من المستحیل على المؤمن بالحكمة . غموض وحیرة التفكیر العادي بشأن ھذه المواضیع

نسان سوى جھلھ ، بسبب إدراكھ أن لیس ھناك شي لیتخلص منھ اإل"خالصھ"مخاوف حول أیةأن تنتابھ من أطفالھلمشیئة العقل المدبر على كل األكیدالشك بالنفاذ إلیھومن اكبر المحرمات بالنسبة . الشخصي

. البشر

إنھ ال یخشى . غامضا، بل یقین مطلق، انبثق عن معرفتھ بالناموس األبدي" سرمدیا أمال"وھذا لیس البرنامج الھائل لتأدیة واجبھ ضمن و جعل نفسھ مؤھال المستقبل ألنھ یعرفھ؛ لذا فان ھمھ الوحید ھ

وربما یكون العمل الذي یستطیع القیام بھ حالیا بسیط جدا؛ إال أن كل فرد یستطیع من موقعھ . للتطور . القیام بعمل ما، مھما كان متواضعا، ضمن دائرة نفوذه

وكل من نلتقي بھ ھو ذات یمكن . حظى بفرصھ الخاصة، حیث أن كل عالقة فرصةی إنسانإن كل فكل -إلى جماعتنا، أو خادما التحق بمنزلنا نضماطفال ولد في العائلة، صدیقا سواء كانت -مساعدتھا

ل أنفسنا مصدر إزعاج بفرض ال نقترح ولو للحظة جع إننا. شخص یمنحنا فرصة بطریقة أو بأخرىالمتدینین ممن یفتقدون أصدقائناجھال من األكثرآرائنا وأفكارنا على كل من نلقاھم، كما یفعل أحیانا

.نكون في موقف االستعداد الدائم للمساعدة أناللباقة؛ بل یتوجب

ت المادیة، طالما كان ذلك فرصة لمد ید العون، إما بالمساعدا أیةنترقب بحرص دائم أنوعلینا بالتأكید وغالبا ما تظھر حاالت تكون فیھا . في وسعنا، أو بإسداء النصیحة أو توفیر المعرفة، كلما طلب منا ذلك

بالفعل مستحیلة بالنسبة لنا؛ إنما یتعذر وجود حالة ال یمكن المساعدة فیھا باألفكار أوالمساعدة بالكالم .المادي العالم في ، حتى لو تأخر ظھورھا نتائجالیفھم قوة التفكیر بك كل من الودیة النافعة، ولن یشك

یكون متمیزا عن بقیة العالم ببھجتھ الدائمة، وشجاعتھ الفائقة في أنالبد اإللھیةطالب الحكمة نإورغم مرحھ فانھ سیكون دون شك ممن یعیشون . مواجھة المصاعب، واستعداده للتعاطف ومد ید العون



. الكثیر مما یتوجب فعلھ في ھذا العالم، حیث ال وقت لنضیعھ إنسانعلى كل أنمدركا -الحیاة بجدیة أن، إذ بھذا النھج فقط یستطیع أجسادهرورة اكتساب السیطرة الكاملة على نفسھ ومختلف وھو یعرف ض

. عندما تحین الفرصة اآلخرینیكون مؤھال تماما لمساعدة

بدال من الفكر المتخلف والمنحط؛ وھو حلیم واألسمى األرقىجانب الفكر إلىإنھ یجند نفسھ دائما كما أنھ یتبنى بوعي وجھة النظر التفاؤلیة الواعدة . ومتسامح بشكل مثالي، ألنھ یرى الخیر في الجمیع

-في كل األمور بدال من التشاؤمیة الساخرة، ألنھ یعلم أنھا أساسا وجھة النظر الصحیحة على الدوام .محالة، والخیر ھو الذي یبقى في نھایة المطاف فالشر في كل األحوال زائل ال

مخطط التطور أعمالیراقب ح في كل شأن، كي یحاول تعزیزه؛ ویبحث دوما عما ھو صالوھكذا ه الطریقة، بھذ. صفوفھ، والمساھمة في نشاطاتھ بمجھوده الضئیل إلىالعظیم، حتى یتسنى لھ االنضمام

في اإلحسانوبالسعي الدائب لتقدیم المساعدة، وعدم عرقلة مساعي التقدم مطلقا، سیصبح احـد مراكز سیكون رغم إنھ العالم ضمن دائرة تأثیره الصغیرة؛ ومھما كانت مساھمتھ متواضعة وكان میدانھا نائیا، ف

ز یمكن أن یحظى بھ إنسان على وذلك ھو أسمى شرف وأعظم امتیا - ذلك من العاملین مع المدبر .اإلطالق

ــــــــــــــــــــــــ



: ھوامش المترجم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

.الفصل الثاني. التحقیق العرفاني -١

. ، الخفكريوالنفسي وال األثیريإجراء التجارب على العوالم غیر المرئیة للبصر العادي؛ وھي العالم ومن . ھذه العوالم وجمع المعلومات التي تھمھ إلىویستخدم المحقق العرفاني قدراتھ الخاصة للدخول

.االستبصار: ھذه القدرات

.الفصل الثالث. المستبصر -٢

اإلنسان خارج مدى رؤیة ،مكانا وزمانا ،القدرة على رؤیة األشیاء واألحداث التي تقعاالستبصار ھو األثیریة لرؤیة ما یجري في العالمین المادي واألثیري، قدرة اإلبصار ویستخدم المستبصر . العادي

المتناھیة ساماألجكما یتضمن االستبصار القدرة على تكبیر . النفسیة لرؤیة العالم النفسيوقدرة اإلبصار والمستبصر ھو الذي یمتلك القدرة على . الصغر لجمع المزید من المعلومات عن نشاطھا وتركیبھا

.االستبصار

.الفصل الثالث. المطھر -٣

ناة، تقیم فیھ نفوس المؤمنین وھو مكان للمعا. ما بین الجنة والجحیم یقع المطھر في العقیدة الكاثولیكیة . الخاطئین؛ الذین یكفرون ھناك عن خطایاھم قبل دخول الجنة



.الفصل السابع .العقل المدبر -٤

على تطور واإلشراف ،نھاوشؤ وإدارة ،ل عن تكوین المجموعة الشمسیةؤوالمالك المس أوھو الروح .المدبر الشمسي أوالعقل المدبر الشمسي یسمىكذلك .كائناتھاو مكوناتھا

.الفصل التاسع. القدیس بولص -٥

األكثرمنھ؛ ویعد ٦٧ سنةوتوفي في األولالقرن المیالدي ولد القدیس بولص في السنة الخامسة من قد و. الجدیدوالكتابات التي تعزى إلیھ تشكل جزءا مھما من العھد . األوائلتأثیرا بین مبشري المسیحیة

. المنسوبة إلیھ تأثیرا مھما على الفكر المسیحي اإلنجیلیةكان للرسائل

.الفصل التاسع. الخیمیائیین -٦

وقد انقسم . ات الروحیةالخیمیاء ھي علم الكیمیاء القدیم، الذي یجمع بین التفاعالت الكیمیائیة والممارس -الحیاة المادي إكسیراشتغلت األولى بالبحث عن . فئتین إلىن بالخیمیاء، ون، وھم المشتغلوالخیمیائی

الحیاة إكسیرحجر الفالسفة، وذلك لتحویل المعادن الرخیصة إلى ذھب؛ واشتغلت الثانیة بالبحث عن .الروحي، وذلك لترقیة اإلنسان إلى كائن روحاني

.عشرالفصل الحادي . ھیوم -٧

. نكلیزي األصل، موظف خدمة مدنیة في الھند البریطانیةاال، )١٩١٢- ١٨٢٩(اوكتافیان ھیوم ألنكان ولھ . لفترة من الزمن اإللھیةاھتماما بالحكمة أبدىوقد . وھو من مؤسسي المؤتمر الوطني الھندي

كتب بضع مقاالت عن . مراسالت مع السیدة بالفاتسكي وسینت وكذلك مع الحكیمین موریا وكوثومي ). لمحات عن الحكمة اإللھیة الباطنیة ( تحت عنوان اإللھیةالحكمة



.الفصل الحادي عشر. ماكس مولر -٨

ومستشرق، واحد مؤسسي علم األدیان المقارن ومیدان ألمانيعالم لغة ) ١٩٠٠-١٨٢٣(ماكس مولر ١٨٩٣اصدر في عام . اھتم كثیرا باألدیان والفلسفات الھندیة وألف فیھا بضعة كتب. الدراسات الھندیة

). أم عقیدة نفسیة یةإلھحكمة (بعنوان اإللھیةالحكمة كتابا عن

.الحادي عشر الفصل. ھكسلي -٩

عرف عنھ . عالم أحیاء انكلیزي وكذلك مختصا بالتشریح) ١٨٩٥-١٨٢٥(كان توماس ھنري ھكسلي في سنة ) التطور واألخالق(وقد نشر كتابھ . مناصرتھ الشدیدة لنظریة تشارلس داروین في التطور

یل الجمعیة الملكیة، وأول السیر جولیان ھكسلي، عالم األحیاء الشھیر، وزم -١:وھو جد كل من. ١٨٩٤السیر اندرو ھكسلي، زمیل الجمعیة - ٣. الروائي الشھیر الدوس ھكسلي - ٢. مدیر لمنظمة الیونسكو

.١٩٦٣الملكیة، والحاصل على جائزة نوبل في الطب لعام

.الفصل الثاني عشر. العلوم الباطنیة -١٠

ة وغیرھا، فكریثیریة والنفسیة والدراسة نوامیس وكائنات العوالم األھي ) occultism(العرفانیة إنوالعلوم الھرمسیة، العلوم الباطنیةوتسمى كذلك ،العرفانیةتشمل و. واالستخدام التطبیقي لھذه النوامیس

وتعد . والطبیعة في كوكبناالحیاة التي تدرس التأثیرات التي تمارسھا ھذه العوالم على المناھج كل كل من درس ) العرفاني( ویسمى . الخیمیاء واستحضار األرواح والتنویم المغناطیسي من ھذه العلوم

.ھذه العلوم ومارسھا



.الفصل الثالث عشر .المعزین المستأجرین - ١١

نأ ھو وتعلیل ذلك. البریطاني المجتمع في منتشرة المعزین دور یلعبوا كي أشخاص استئجار عادة كانت .كاذبة وجاھة ومظاھر نفاق برمتھ واألمر. معارفھ وكثرة المیت أھمیة على تدل المعزین كثرة

.الفصل الثالث عشر. معلم البوذیة -١٢

كان ). ابوذ (، المؤسس التاریخي للبوذیة، وقد اشتھر باسم ) م.ق ٥٨١- ٥٠١ (ھو غوتاما سیدھارتا غادر فالترف في سن التاسعة والعشرین، زھد في الملك وحیاة. األكبر ھوابن لملك سودھودناا ولي عھد

وقد بلغ . تفرغ لحیاة الزھد والتقشف، ثم التأمل والتدریب الروحيو ؛المملكة تاركا زوجتھ وولدهلبوذیة؛ حتى واتتھ االستنارة الروحیة في سن الخامسة والثالثین؛ ثم قضى بقیة حیاتھ في نشر مبادئ ا

. المنیة في سن الثمانین

.الفصل الثالث عشر). روح شعب ( كتاب -١٣

یتحدث فیھ عن تجربتھ مع شعب بورما، وعن التأثیر و. ١٨٩٨في عام للمؤلف فیلدنغ صدر ھذا الكتاب .الشعب السامي للبوذیة في سلوك وأخالقیات ذلك

.الفصل الرابع عشر). psychometry(التكھن النفسي -١٤

فكل شي أو جسم في الطبیعة لھ ھالة أثیریة یحتفظ فیھا . التكھن النفسي ھو موھبة قراءة ذاكرة الطبیعةویستطیع المتكھن النفسي . ذات الطبیعة االنفعالیة األحداثبذكریات لكل ما حصل حولھ وخصوصا

.طبیعیا أمجسم، سواء كان صناعیا أيیرى ویسمع سجل المشاھد التي جرت على مقربة من أنم المتقد



.الفصل الرابع عشر. بوكانن -١٥

ھو طبیب أمریكي وأستاذ علم وظائف األعضاء ) ١٨٩٩-١٨١٤(البروفیسور جوزیف رودس بوكانن وقد صاغ مصطلح التكھن النفسي وعرفھ في بحثھ المعنون . الطبي االنتقائي في والیة كنتاكيفي المعھد

.١٨٩٣الصادر في عام ) فجر حضارة جدیدة: دلیل التكھن النفسي(

.الفصل الرابع عشر. دینتون -١٦

كھن وقد أجرى تجارب علمیة على الت. ھو عالم جیولوجي من بوسطن) ١٨٨٣- ١٨٢٣(ولیم دینتون وصدر لھ في . ال جدال فیھا علمیة التكھن النفسي حقیقة أن، مستنتجا ١٨٨٣ إلى ١٨٥٣النفسي من عام

).تجارب التكھن النفسي من اجل إحیاء التاریخ من جدید: األشیاءروح ( كتاب ١٨٦٣عام

.الفصل الرابع عشر. فونوغراف -١٧

.ویمكنھ تسجیل األصوات وإعادة إصدارھا. جھاز تسجیل أقدم من الغرامافون، وھو نسخة أولیة منھ

.الفصل السادس عشر. الراقیة األجناس -١٨

ظھر منھا لحد اآلن خمسة، وانقرض اثنان؛ األول . أعراقسبعة إلىالبشر اإللھیةالحكمة تصنف إفریقیا؛ وتنتشر بقایاه في وقد انقرض معظمھ في العصر الحدیثالعرق الثالث ھم اللیموریین، . والثاني

العرق الرابع ھم االتالنتیون، ویشكل . خصوصا القبائل البدائیة –وبعض مناطق جنوب شرق آسیا العرق الخامس ھم اآلریون، وھم احدث . الصینیون والیابانیون وبقیة شعوب جنوب شرق آسیا بقایاھم



سبعة إلىوینقسم كل عرق . األرضسیطرون اآلن وفي المستقبل على كوكب ؛ حیث یاألعراق وأرقى :ھي أجناسالعرق اآلري لحد اآلن خمسة أجناسوقد ظھر من . من سابقھ أرقى؛ كل جنس أجناس

الجنس الھندي -١

الجنس العربي -٢

الجنس االیراني -٣

.واألیرلندیینواإلیطالیین واالسبان ، ویشمل االغریق والرومان، كذلك الفرنسیین الجنس السلتي -٤

.واإلنكلیز والھولندیین، ویشمل األلمان سكسوني -الجنس االنكلو -٥

ا وھذا م. ، وھكذا یستمر التقسیم السباعي حتى نصل إلى اإلنسان الفردأممسبعة إلىوكل جنس ینقسم یقصد بذلك فانھ ) جنسنا(وعندما یقول . یقصده المؤلف بحدیثھ عن األجناس الراقیة واألجناس المتخلفة

-وأكثر األمم تقدما ضمن الجنس االنكلو أرقى؛ وتعتبر األمة األمریكیة الشمالیین واألمریكان یناألوروبی .سكسوني

.الفصل السادس عشر. معدل الحیاة -١٩

معدل الحیاة في الجنس العربي واألجناس المختلطة معھ ال یتجاوز المائة عام لدى األغلبیة؛ ویشمل نإ .فكريذلك الحیاة في العالمین النفسي وال

.الفصل السادس عشر. الذوات حدیثة السن -٢٠

ھي الذوات التي لدیھا تجسدات قلیلة، وبالتالي یكون تعطشھا للعودة إلى الحیاة المادیة كبیرا؛ بسبب ، وتعرضھا للمعاناة األخطاءارتكابھا المزید من إلىالذي یؤدي األمرنقص اإلشباع وقلة التجارب؛

. نتیجة لذلك



: قائمة بالمصطلحات االنكلیزیة مع مقابالتھا العربیة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

)Sub-race(جنس -١

)Monad(جوھر -٢

)Monadic(جوھري -٣

)Intuitional(حدسي -٤

)Ego(ذات -٥

)Causal(سببي -٦

)Occultism(العرفانیة -٧

)Occultist(العرفاني -٨

)Root-race(عرق -٩

)Mental(عقلي فكري أو -١٠

)Logos(العقل المدبر أو المدبر الشمسي -١١

)Divine(قدسي أو رباني -١٢

)Aspect(ركن -١٣

) The Secret Doctrine(السریة العقیدة -١٤

)Plane( مجالأو عالم - ١٥

)Deity(مدبر - ١٦

)Astral(نفسي - ١٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــ





Spiritual

جوهر الثيوصوفية