1

مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014

  • Upload
    -

  • View
    153

  • Download
    6

Embed Size (px)

DESCRIPTION

مجلة سنا الومضة الالكترونية، العدد الثاني، يونيو 2014، مجلة شهرية تصدر عن مجموعة سنا الومضة على الفيسبوك وتهتم بشئون القصة الومضة نقديا وتنظيريا

Citation preview

1

2

الفـهـرس

أسرة التحرير

د / جمال الجزيري

أ / عباس طمبل عبد اهلل الملك

أ / عصام الشريف

تصميم

أسامة حسني

االخراج الفني

ممدوح القصيفي

مجلة سنا الومضة تصدر كل شهر عن

مجموعة سنا الومضة بالفيـس بـوك

3

تعريف بمجموعة سنا الومضة 4

مقال عن مجموعة سنا الومضة “ نلتقي لرتقي ” 5

الصور الشخصية والومضات : عباس طمبل عبد اهلل الملك 7

دكتور/ جمال الجزيري صورة وومضات 7

ومضات لعصام الشريف 8

ذاكرة الومضة القصصية 9

ذاكرة الومضة : ومضات لجمال الجزيري 10

ذاكرة الومضة : ومضات لجمعة الفاخري 12

مفاهيم نـقدية خاصة بـالومــضــة القصـصيـة )1( 14

مفاهيم نقدية خاصة بالومضة القصصية 15

اإلسراف اللغوي 15

االقتصاد اللغوي 15

البداية المكانية 16

البداية النصية 16

األنيميا اللغوية 16

العنوان التوصيفي 17

العنوان المضموني 17

اللياقة النصية 17

المفارقة اللفظية 18

المفارقة القولية 18

الومضة االستفهامية 18

الومضة القصصية والتوقيع األدبي 19

نـــــــجــــوم هذا العــدد من المجلة 20

الومضة االستفهامية قراءة في ثالث ومضات لهيفاء حماد 21

جدلية الظل والجسد في ومضات جمعة الفاخري القصصية 27

قنوات االتصال المغلقة : قراءة في ثالث ومضات لعصام الشريف 33

تطور أسلوب كتابة الومضة عند حسونة العزابي : د. جمال الجزيري 40

ثنائية اإلغواء والذكريات : قراءة في ومضة هروب لحسونة العزابي : عباس طمبل 45

ومـضـات األشــخـاص 48

الفـهـرس

4

تـــــعــريــــف

بــمـجمـوعـة

سنا الومضة

5

مقال عن مجموعة سنا الومضة

“ نلتقي لرتقي ”

مجموعات إحدى الومضة سنا مجموعة وقام الومضة، للقصة المكرسة الفيسبوك القاص المصري األستاذ عصام الشريف والقاص السوداني عباس طمبل عبد اهلل واألديب والناقد 14 بتأسيسها الجزيري جمال الدكتور المصري لنرتقي”. وكما يدل “نلتقي /2014 تحت شعار 2/القصة في المجموعة هذه تتخصص اسمها، الومضة وأعلنت منذ تأسيسها أن الومضة فن التعامل معها قصصي في األساس والبد من تنتمي بوصها وترسيخها األساس هذا على والموحي والدال المكثف السرد لفن نوعيا وحددت 12 كلمة كحد أقصى لكتابة النص كي للومضة النوعية الهوية على األعضاء يحافظ جدا القصيرة القصة وبين بينها يخلطون وال أعينها نصب المجموعة وتضع األقصوصة. أو أن القصة الومضة فن قديم نسبيا في نشأته يرجع إلى عدة سنوات في اللغة العربية الحديثة. يبلغ التي القصيرة جدا النصوص وفكرة كتابة عدد كلماتها عدد أصابع اليدين بزيادة أو نقصان بضع كلمات فكرة قديمة نجدها في مختلف النصوص لم تلك بآخر. ولكن أو اللغات بشكل تتبلور في شكل قصصي فني إال مع أواخر القرن منتصف إلى التاريخ ذلك يمتد وربما العشرين وجمال بسنوات. يسبقه أو العشرين القرن مجموعته تتضمن المثال سبيل على الجزيري القصصية األولى “فتافيت الصورة” التي نشرها عام 2001 العديد من الومضات ومعظم نصوص في أسطر خمسة عن يزيد ال المجموعة هذه القصة إن نقول أن يمكننا وال األحيان. غالب الومضة وليدة الفيسبوك، فهي أسبق منه بكثير انتشارها. سرعة في ساهم الفيسبوك ولكن

من كبيرا عددا الومضة سنا مجموعة تضم العربي الوطن أنحاء كافة من المبدعين الجديد بثوبها الومضة القصة مارسوا ممن تقديمه بتسهيل “ بوك “الفيس ساعد الذي للمبدعين، ويمارس هؤالء المبدعون كتابة أنواع

والقصة كالشعر الومضة القصة غير أخرى ولكن والمسرح والرواية واألقصوصة القصيرة الصفحة مكرسة لنشر القصة الومضة ونقدها والدراسات الخاصة بها فقط. ومن أهم أهداف مجموعة سنا الومضة التأصيل والتأسيس الجيد إلي لبسا هناك ألن الومضة القصة الفن لهذا حول والمبدعين النقاد من الكثيرين لدى اآلن مفهوم الومضة وانتمائها النوعي والتصنيفي، جذور تنسب األخرى المجموعات فبعض الومضة للتوقيعات األدبية في العصرين األموي واألقوال والمثل بالحكمة وتقرنها والعباسي البليغة، كما أن بعض النقاد الذين أصلوا للقصة القصيرة جدا في بداياتها اقترحوا اسم “القصة بالقصة اآلن يعرف ما على إلطالقه الومضة” وضعت ولذلك األقصوصة. أو جدا القصيرة ضمن بدايتها منذ الومضة سنا مجموعة الومضة للقصة التأصيل الرئيسية أهدافها األقصوصة عن يتفرع قصصيا فنا بوصفها يالئمه بما األقصوصة خصائص من ويحتفظ إلى سعة التي تحتاج الخصائص ويستغني عن نظر وجهة من الومضة والقصة التناول. في سمات بمعظم تتميز الومضة سنا مجموعة وتلميحي إيحائي بشكل ذلك كان وإن القص حجم يحتملها ال تفاصيل في الخوض دون مساحة المجموعة كرست ولذلك الومضة. كبيرة للنقاشات النقدية حول فن الومضة من خالل ومن بالمجموعة النقدية الورشة خالل وتحليل بقراءة تقوم التي النقدية المقاالت الومضات ومن خالل الطرح الدائم لقضايا نقدية وتقنياتها وجمالياتها الومضة بفنيات تتعلق يلتفتون األعضاء يجعل بما كتابتها، ومشاكل للجوانب ويلتفتون فيتالفونها ألخطائهم اإليجابية في ومضاتهم فيعززونها ويطورونها.

بعمل قامت الومضة سنا مجموعة أن كما ومضات تنشر الصفحة باسم الكترونية مجلة تحاول الومضة عن نقدية ودراسات األعضاء حقها يوفيها تحليال الومضات تحلل أن ويستنبط الومضة خصوصية على ويحافظ األمر جيدا، الومضة تجعل التي المقومات الذي الفن لذلك التنظير على يساعد الذي أرض على جديدة أرضية يوم كل يكتسب

6

قادم في الومضة سنا مجموعة أهداف ومن السواء. حد على والفعلي االفتراضي الواقع الدور توثيق في يساعد قد ورقي كتاب وطبع المبدعين نصوص من لكثير دراسات عمل األيام ويكون القصصية الومضة فكرة بلورة في يساعد بما المجموعة به تضطلع الذي التاريخي من المبذول الجهد هذا وأمام السواء. حد على والقدامى الجدد للمبدعين ضوء نقطة بمثابة والتحليل، والدراسة بالنقد المبدعين ينشره ما متابعة في الثمين بوقتهم والتضحية اإلدارة استجاب الكثيرون من األعضاء وتفاعلوا مع ما ينشر على الصفحة من ومضات ودراسات وشرعوا لنرتقي”. “نلتقي المجموعة شعار يجسد الذي األمر والفنية، اإلبداعية مهاراتهم تطوير في

مؤسسو المجموعة

سوداني مهندس الملك. اهلل عبد طمبل عباس السودان 1980شمال عام نقال د مدينة في ولد وشاعر قاص وهو الخرطوم. في ويعيش بجريدة مقاالت عدة له نشرت مقال وكاتب في نقدية قراءات عن عبارة اليوم” “العراق تناقش أخري ومقاالت القصصية الومضة فن قضايا المجتمع من زوايا ثقافية مختلفة ،وعضو العرب، والمبدعين للشعراء العالمي االتحاد نشرت والفنون، للثقافة العالمي االتحاد وعضو له نصوص في كتاب “قصص عربية قصيرة جدا”، قصصية نصوص وعدة الطبع، تحت رواية وله الومضة. سنا مجموعة كتاب في الطبع تحت بجامعة جامعي دكتور الجزيري. جمال د. السويس متخصص في األدب اإلنجليزي ولد في جهينة بسوهاج بمصر في عام 1973 ويعيش في نشر ومترجم. وناقد وشاعر قاص بمصر. الجيزة سبع مجموعات قصصية: فتافيت الصورة )2001(؛

النهر بدايات قلقة )2004(؛ نقوش على صفحة )2010(؛ المعابر غلق )2010(؛ مأتم رائحة )2009(؛ األسئلة اشتعال )2011(؛ الميدان إلى الطريق ال شعرية: دواوين ثماني وله .)2011( الخضراء تنتظر أحدا يا سيد القصيد )2009(؛ حفل توقيع قديم نهر أصوات )2010(؛ المطر خارطة )2010(؛ المرايا ميدان )2010(؛ اإلشراق على ونظل )2010(؛ )2011(؛ بنت النهار )2011(؛ أسفار سيدة النهر )2011(.

)2002(؛ النص الحوار مع : نقديان كتابان وله .)2010( عياد شكري عند والحضارة اإلبداع نشر العربية إلى مترجما كتابا 20 حوالي وله معظمها في المركز القومي للترجمة بمصر. العديد نشر كما الطبع. تحت كتب عدة وله العديد في واإلنجليزية بالعربية المقاالت من

من المجالت المصرية والعربية واألجنبية.قاص الشريف. عمر نافع الشريف عصام القاهرة ويقيم فيها سنه 47 ولد في مصري

7

الطبع عاما قاص له عدة أعمال مكتملة تحت مع مجموعة سنا الومضة ،وله رواية تحت الطبع “قصص كتاب مجموعة مع نصوص له ونشرت

عربية قصيرة جدا”.

الصور الشخصية والومضات :

عباس طمبل عبد اهلل الملك

1/ نابغة امه. تويج، استعاذ بالله، فغاب خد ة الت اعتلى منص

2/ عدالةطالبتني مستقيمة، ث المثل زوايا إحدى رسمت

الأخريان بالمساواة.

ن 3/ تمكحصنا بنى البالد، لتنمية رئيسا الشعب انتخبه

حول كرسيه .

4/ نكبات شيد شاعر بيوتا من قصائد الغزل، سكنتها دموع

عاشقين .

دكتور/ جمال الجزيري

صورة وومضات

1/نيلي تستشرف أخرى حنين. أغنية الصباح. قهوة

الغد. فأحمد اهلل وأنهمك بالعمل إشراقا.

2/سيرة أعيش بدونك؟” قالت لحبيبها معاتبة: “كيف

عاشا نصفي حياتين بتغريبتين بال بطوالت.

3/رد فعل أنني ظن القادمة. لخطوتي تي هم دفعت

أستهدفه. انتزعت سهمه وتركته ينزف غضبا.

4/حركة عايرني بضياعي وتخبطي. قلت له: “ظل ضياع

وال ظل رجوع”. وأخذت أتدبر خطاي.

5/أفق أبصرته مجرما يستحق السجن، لكنني أبصرت

ه سجنا لي في الحكم المبالغ ضد

8

عصام الشريف

1/الجئ قبل ختم أوراق لجوئه، سألوه: من أين؟، أشار إلى األفق

قائلا : الجنة

2/فراق ولنحيبه بقوة احتضنه الجموع، وسط ابنه لمح القصف، بعد

صوت يردده المدى

3/تالوة تال على الحشد برنامجه الرئاسي، أذهلني مابين السطور

4/مصر ومصير

أنظر في الجب، فما وجدت “يوسف”، قادني أخوتي للسجن.

شعار مجموعة سنا الومضة

9

ذاكــــــــرة الومــضــةالقصصية

10

ذاكرة الومضة : ومضات لجمال الجزيري

نشرت هذه الومضات في مجموعة فتافيت الصورة.

القاهرة : الهيئة العامة لقصور الثقافة ]ثقافة القاهرة[، 2001.

صفحةفتح الكتاب يتصفحه: وجد أن آخر صفحة هي

أول صفحة ، فانطوى وارتعب.

بحرأذابته في كثبان الطين العالمات المنمحية

على جانبي الطريق… تعثر في السراديب… وعندما اهتدى إلى عالمة واضحة وجدها في

عرض البحر.

“إجابة هلل”“ما الذى يجبرك؟”، تساءل. ولد سؤاله أسئلة.

لم يجد إجابة. فماتت األسئلة في قلبه. لكنه ابتعثها في دماء حبره.

تعبعندما لكننا . ونام فشرد تعبان.” “أنا قال: وجدناه نلتهمه وجلسنا أصنافا األكل أعددنا

يقفز من على السرير ويتوسطنا.

لهذهقال: “بعد أن أنشر هذا الكتاب ستدركون األرض التي تقفون عليها.” تفاءلنا كثيرا ولكننا عندما

نظرنا إليه لم نجد له أقداما.

لقاءقال: “إنني أنا” قلت: “بالتأكيد هو”. لكننا عندما

التقينا تأكدت أنني لم أعرفه يوما.

ثـمالشقة في المولود وصراخ الفرح ضجيج سمع

المجاورة ثم نظر إلى زوجته فبكت.

رؤيةلمحتها. اضطرب قلبي، اختلطت الذكريات،

هرول الزمن جيئة وذهابا… لما اقتربت منها لم تكن هي، فانقبض قلبي واختلجت البسمة

الوليدة على وجهي.

تالشوجدها محتاجة إلى نصف عمره. فقاسمها إياه

عن طيب قلب… وعندما تمكنت من النصف أخذته وتالشت.

انطالقله. فانطلق وراءها… ولما آهتها “محتاجة لك”*،

وصل إلى نهاية المطاف لم يجدها إال سرابا.

11

رسلهاعندما أحس أنها تقول: “ال امرأة إال أنا، فألتصرف على رسلي،

فإنه ال ملجأ مني إال إلى”، تركها وانصرف.

فهـم“أدوب من شوقي في غيابي”**، أرسل لها… ردت عليه:

“إنني ال أفهمك”.تخثر

ارتمى في حضنها يداوي الجفاف بالنجوى. يواسي الفجوات بالنهل العذب… وجد صدرها جبال ثلج متخثر.

انحسار“لبيك”، قالها لها. لكنها كانت منحسرة عن شطة تلهو…

عندما أتت إليه وجدته قد انصرف.

سقوطأوى إلى جذع نخلة يهزها. فتساقط

عليه ثعبان نهشه.

جمهورجاء العازفون بعد انصراف

المشاهدين. عزفوا لبضع دقائق. بعدها حطموا آالتهم وانصرفوا وراء

الجمهور.

طفل مشوهاألم الشرايين، متصلب يلهث، األب تتأوه، تتألم. جدرانها مشققة، يندفع

…يخرج بطفل مشوه.

تصورفي البدء كانت هي وكنت أنا .

في الوسط كنا نحن .في المنتهى هكذا تصورنا .

البلدانكان يسأل عن أحدنا وكنا نزوره المرة بعضنا عن يسأل كان المرة… تلو وزاره أحدنا مرة… كان يسأل عنا وكنا

تنا في البلدان. قد تشت

مصافحةعادته حسب وصافح. العذر التمس فالتصق يده، قبل األحوال تلك في

السم بشفتيه : تآكلتا.

فرق جانبياجتذبته العالية. الشجرة إلى نظر تعاند التي المتشعبة أغصانها صعد السكون. وتخاصم الصمت وانطلقت العصافير فصمتت إليها.

هاربة من أعشاشها.

وأرحلسأتغاضى تكتملن فعندما أخرى. بعد واحدة تعالين

عنكن وأرحل.

دفءأيا كان مسلكه فإنه بحث. جاب البلدان واستعر، وأي مكان

لم يكن له مستقرا… فعاد - لكنه لم يحس بالدفء.

سفرلما عاد من سفره، جرى إلى والدته يقبل يدها…أحس

ببرودة. نظر إليها وجدها جثة هامدة.

بجوارهنظر ويبارك. حوله يتراقص الكل الكرسي. على جلس ف على الجالسة بجواره تبتسم. بجانبه: لم يستطع أن يتعر

12

استشاطةل باآلالم استشاط النهر المحم“األفراح” فمخلفات وبهت؛

تتراكم في بطنه وتزغرد .

التصدرفانكسر. للريح ظهره أسلم صدره لها أعطى عندما لكنه

انتصر .

االجتثاثالطريق قارعة إلى ذهب الشجرة نفس وجد للمرة… الرجلين* ونفس الجرداء فاجتثها يثرثران جالسين

وطردهما .

الفكيا أيها الطير المحلق في العال

أما آن لك أن تبطئ الخطى ؟رد على وقال :

في المكبل البشر أيها يا تفك أن لك يئن ألم الحصى

القدم ؟

الفضبكارة يفض بدأ النهار في تاه داخله، توغل الليل، السراديب… لدغته حية ولكن وقتل سردابا أضاء أن بعد

حيات .

ذاكرة الومضة : ومضات لجمعة الفاخري

كتبت هذه الومضات في الفترة 2011-2003، ويشير ما بين القوسين

وتاريخ فيها نشرت التي المجموعة إلى ومضة كل عنوان بعد

نشرها.

صحو )عناق ظالل مراوغة، 2006(ت قدماه صاحيتين..!؟ خلع جواربه لينام .. نامت جواربه فيما ظل

اجدابيا 2004/1/2

سحر)عناق ظالل مراوغة، 2006(البحر إصبعها فيه صار .. وضعت انحنت .. اطئ وقفت على الش

عذبا ..!!؟اجدابيا 2003/12/29

عناد )عناق ظالل مراوغة، 2006(- ماذا قلت ..؟

- لم أقل شيئا ..!- حسنا .. أعد ما لم تقله..!؟

اإلسكندرية 2005/2/8

غمز )حبيباتي، 2009(فغمز .. ناد الز إصبع إصبعه فغمزت .. ما شخصا عين غمزت

ة ..! حي الموت قلب الضالدار البيضاء 2008/2/12

اتفاق )عطر الشمس، 2014(نظرت إلى ساعتي .. نظروا إلى ساعاتهم .. تثاءبنا .. ونمنا جميعا

!..اجدابيا 2010/2/20

عهد )غطر الشمس، 2014(ت له سنبلة جدائلها .. فابتسم إلى وجه الغيمة نظر الجائع .. هز

ثغر رغيف ..!القاهرة 2010/2/7

13

سقيا )غطر الشمس، 2014(استيقظ القحط .. فرك عينيه .. أطلق رصاصة في الهواء .. فتساقطت على رأسه ألف سحابة بكر..!!

اجدابيا 2010/5/7

تأثر )عطر الشمس، 2014(يقلب أن أراد ما كل فمه في ابته سب يغمس

م..! سم يوان .. فأصيب بالت صفحة .. قرأ نصف الداجدابيا 2010/6/3

عقاب )عطر الشمس، 2014(المرآة، خرج صارخا في الحسناء في نظرت ما كل

غرورها: “... لكن للخيانة وجها قبيحا ..!؟”اجدابيا 2010/10/29

اختفاء )رفيف أسئلة أخرى، 2009(يدعوني يشبهني رجل كان .. المرآة في نظرت

وء واختفى ..! إليه ، خطوت نحوه فأطفأ الضبنغازي 2006/3/15

فحولة )رفيف أسئلة أخرى، 2009(حين ، فحولته عن غافلا عمره نصف قضى

اكتشفها تأبطها ، ومضى يبحث عن امرأة ..!؟اجدابيا 2005/4/18

جذوة )رفيف أسئلة أخرى، 2009(قدت .. نفخها انطفأت .. بقيت سحابة نفخها .. ات

جة في المكان..! دخان عمياء متمواجدابيا 2005/3/30

سقوط )مراسم اقتراف وطن، 2014(س ظلي طويال .. طويال .. أشرعتها على نافذتها تيب

فجأة فسقط بحجرتها رجل متيبس األعماق ..!!بنغازي 2011/10/12

تبادل )مراسم اقتراف وطن، 2014(اس بالورود .. لم كان قلبه من زجاج .. رمى الن

أة بالحجارة ..!؟ ينتبه إلى أن أيديهم معبوحة 2011/12/23 الد

إحياء )مراسم اقتراف وطن، 2014(سحبت قلبه على له.. ابتسمت .. يموت وهو

مالءة الحياة ثانية ..!!وحة 2011/12/23 الد

تداخل )سحابة مسك، 2014(اختلطت .. مشاعرهما تشابكت .. تشاجرا المتالحمة األحضان بين من .. مالمحهما

باع ..! ق كائن جميل مختلف الط تخلاجدابيا 2011/1/25

تطالق )سحابة مسك، 2014(قته القصيدة البكر اعر حبيبته .. فطل ج الش تزو

حظات العاجزة ..! ج بعدها كسل الل .. ليتزواجدابيا2011/1/25

14

مفاهيم نـقدية خاصة

بـالومــضــة القصـصيـة

)1(

15

مفاهيم نقدية خاصة بالومضة القصصية

د. جمال الجزيري

جامعة السويس ، مصر

اإلسراف اللغوي

اللغوي ل التره أنواع من نوع اللغوي اإلسراف مفردات استعمال عن عبارة وهو النص، في أو السردي الموقف يتطلبه مما أكثر وتراكيب األدبي المراد التعبير عنه. واإلسراف هنا نوع من اإلطناب، ولكنه أضيق منه في المعنى، فاإلطناب الحد، عن الزائد واإلسراف المبالغة على يدل يدل فقد – الومضة في خاصة – اإلسراف أما تحتملها كلمات عدة أو كلمة استعمال على الحالة أو الموقف عن التعبير ويمكن الومضة التي تجسدها الومضة بدونها أو بتكثيف التعبير اللغوي. ويمكننا أن نقسمه إلى نوعين: اإلسراف األلفاظ استعمال في اإلسراف وهو اللفظي وتوظيفها استعمالها في االقتصاد وعدم في ويتمثل التركيبي، واإلسراف وفنيا؛ لغويا استعمال وفي الجمل تركيب في اإلطالة مطلوب هو مما أكثر ونحوية لغوية تراكيب لنقل الحركات السردية مثال في النص القصصي.

االقتصاد اللغوي

استعمال في اقتصاد اللغوي االقتصاد األلفاظ بحيث يتم فقط استعمال األلفاظ التي مناسبة وتكون منها المطلوب الغرض تحقق أو زيادة بال عنه التعبير المراد المعنى لمقاس نقصان، خاصة في النصوص القصيرة جدا مثل مثل ففي واألقصوصة. القصصية الومضة عامة، األدبية والنصوص خاصة النصوص هذه الداللة لمقتضيات ويخضع مقتصد سيء كل واإلحالة والتعبير في السوق الكالمي. وطبيعة النص بوصفه خطابا تنافي فكرة طرح اإلمكانات عن بها التعبير يمكن التي اللفظية والثروة فالبد الخطاب، ساحة على السردي الموقف

التعبيرية بقيمته يحتفظ أن السردي للخطاب للومضة التكثيفية والطبيعة الموحية. تستلتزم البعد عن أي نوع من الترهل أو اإلسراف اللغوي في النص وذلك من خالل إزالة أي شكل التخلص النص بنية في الترهل أشكال من واالكتفاء فني مبرر لها ليس التي األلفاظ من زيادة بال الغرض تؤدي التي والتراكيب باأللفاظ والتعبيرات األلفاظ تكون أن والبد نقصان. وال والتراكيب تناسب مقاس النص والمعنى المراد تناسبا السردي الحدث ومقتضيات عنه التعبير ال يزيد وال ينقص وبالتالي يتم حذف كل الزوائد اللذين ال يضيفان جديدا، بل اللغويين والحشو اإلطالة من ينفر قد القارئ يجعالن بالعكس التي تجعل النص ممال في نظر القارئ. باختصار، تفريط، وبال إفراط بال الومضة كتابة من البد فالبد تقصير. وبال مط بال إسراف، وبال شح بال التي اللغوية الجرعة يأخذ أن الوامض للحدث تكفيه بالضبط وإال تحول إلى إبهام وإلغاز في رعة اللغوية أو إلى إطناب وترهل حالة نقص الجالجرعة. هذه زيادة حالة في للنفور يدعيان

16

البداية المكانية

والبداية المكانية في الومضة تحدد المكان وطبيعته ، وربما تكون كلمة أو جزءا من جملة أو ظرفا أو شبه جملة أو جار ومجرور أو أي وسيلة يمكنها أن تصف لنا المكان الذي يدور فيه المحتملة البدايات المكانية مجرد نوع من الحدث. والبداية للومضة. كما أن تحديد مكان الحدث السردي قد ال يأتي في المكان في تلوين الحدث وإبراز الومضة وفقا ألهمية بداية أهمية لعدم نظرا المكان تحدد ال ومضات وهناك داللته. المادي المكان المكان يخالف وقد النص. في المكان ذكر الشخصية رأس في مثال الومضة تدور فربما المعروف، دورا المكانية البداية وتلعب المكان. هي الرأس تصير وهنا كبيرا في امتداد آثار المكان ودالالته على كل ما يدور داخل بابا للتأويل يجعل المكان محوريا لنا الومضة وبالتالي تفتح في الومضة ويصبغ رؤيتنا للحدث وفقا لداللته وما يوحي به. والبداية في الومضة قد ال تتطابق بالضرورة مع البداية في فالبداية مثال. المعاصرة حتى أو التقليدية القصيرة القصة وبالتالي الحدث مباشرة تدخلنا في وسط الومضة قد في تكون بداية على مستوى النص وليست على مستوى الحدث، إلى الغالب في ذلك ويرجع باألساس، نصية بداية أنها أي طبيعة الومضة التكثيفية واإليجازية وإلى االلتزام بالمساحة وينتهي. ويتطور وينمو يبدأ كي للنص المتاحة الصغيرة

البداية النصية

مستوى على للنص الفعلية البداية تعني النصية البداية على يقوم فنا بوصفها والومضة اللغوية. مساحته وتختلف النصية، البداية على تعتمد واإليجاز التكثيف البداية البداية ووظيفتها عن طبيعة ووظيفة طبيعة هذه السردية في النص السردي التقليدي الذي يتكون من بداية النصوص تلك مثل في السردية فالبداية ونهاية. ووسط إذ صفحات، أو لفقرات ذكره يتأخر قد الذي للحدث تمهد يسمح الصفحة/الصفحات على للنص المكاني االمتداد أن وللزمان للمكان التفصيلي والوصف والتقديم بالتمهيد وللشخصية وما إلى ذلك من عناصر النص السردي. أما بداية تكتفي وقد مباشرة الحدث قلب في فتدخلنا الومضة وال الشخصية أو الزمان أو المكان لوصف واحدة بكلمة سواء مباشرة، بالحدث وتبدأ اإلطالق على شيئا تصف ال أنه أم به القيام يتم مادي فعل عن عبارة الحدث أكان داخل يدور لما الخ، نفسي، أو وجداني أو شعوري سرد العالم مالمح نستشف قد الحالة هذه وفي الشخصية، الشخصية أفعال الحدث من خالل يدور فيه الذي المتخيل الراوي. يستعملها التي اإلحالية الموحية الدالة الكلمات أو

األنيميا اللغوية

النص أن اللغوية األنيميا تعني يفتقر إلى العناصر التي تجعله نصا تضم رؤية به مترابطا متماسكا وحداته اللغوية في بناء متكامل. النص تجعل قد األنيميا وهذه ملغزا ومبهما ألن الكاتب ال يقوم كافية لغويا تغذية النص بتغذية ويشق بنفسه يستقل تجعله ألن طريقه في عالم القراءة. ويمكننا إلى اللغوية األنيميا هذه نرجه أن في الشديد القصر أسباب: عدة نص الومضة أو أي نص أدبي قصير؛ تجهيل كل الضمائر في النص مثال كي بعضها عن اإلفصاح وعدم الكاتب ظن الحدث؛ أطراف تتضح لته أن النص خرج من ذهنه أو مخيعلى النص أن حين في مكتمال وسيلة أو وسيط أي عبر أو الورق ذاته، حد في مكتمل غير للكتابة أن يتأكد أن للكاتب البد وبالتالي ما على الورق صالح للحياة بمفرده قد كاتبه؛ شخصية عن مستقال يتأثر الكاتب باألحداث المحيطة به المستويات من مستوى أي على بهذه متأثرا النص يكتب وبالتالي األحداث هذه أن ويظن األحداث غير وهي بالنص لصيقة تظل الزمان في ماض فالحدث ذلك، وعلى حدوثه بمجرد ويتالشى الكاتب أن يحول هذا الحدث العابر – أذا تأثر به في نصه – إلى حدث قار ودائم في النص ألن وجود الحدث في النص ووجود النص ذاته وجود قارئ وأي المكان في متجدد يطالع النص من المفترض أن يجد النص ألنه أمامه مكتمال الحدث فقط هو الذي يوجد أمامه وليس الحدث الذي لعب دورا في مخيلة الكاتب وساهم في تشكيل النص: بمعنى أن هذه المساهمة البد أن

17

بين القارئ النص وقد يربط تكون موجودة في ما هو موجود في النص والحدث الذي أدى إلى بالضرورة أن يعرف به، فليس أو ال يربطه كتابته القارئ ذلك الحدث؛ قد يظن الكاتب أن االختزال ضرورية عناصر حذف يعني الومضة كتابة في لبقاء النص، ولكن االختزال الحقيقي يتمثل في اإلحالة، ال الحذف، أي أن يذكر أو يجسد الكاتب كل بشكل ولكن النص الكتمال الضرورية العناصر موجز جدا يحيل إليها أكثر مما يذكر تفاصيلها. ال والتكثيف اإليجاز على تقوم الومضة فكون وتقديم فيها شيء كل اختزال يتم أن يعني تأويل، أي على تنفتح قد مثال أفعال مجموعة متماسكنا تأويال القارئ لها يجد ال باألحرى أو عليها يفرض وبالتالي بالكاتب الظن ويحسن وغير متماسك غير النص أن أي عنده: من تأويال

معنى النص لهذا أن القارئ ويفترض مترابط ومترابطا متماسكا يجعله أن يحاول وبالتالي يحقق تأويال عليه يفرض هنا ومن ذهنه في صحيح، كذلك والعكس والترابط. التماسك الترهل من العيوب التي تقتل النص القصير مثل اللغوية األنيميا وهذه واألقصوصة. الومضة تجعلنا ال نستطيع أن نكون صورة واضحة عن وكأن الومضة في القصصي الحدث مالمح التي بالكلمات ومضته على يبخل الكاتب لغويا تغذيتها سوء إلى يؤدي مما تحتاجها للتأويل قابليتها عدم أو تأويلها سوء وبالتالي عشوائية تأويالت على انفتاحها أو المناسب وفرض وإسقاطاته القارئ تخمين على تقوم للنص. ره تصو يتماسك حتى عنده من تأويالت

العنوان التوصيفي

العناوين أنواع أحد التوصيفي العنوان الفكرة إلى يشير عنوان وهو المضمونية. الحالة بتوصيف ويقوم مباشرة غير بطريقة النص، داخل عنه التعبير يتم الذي الموقف أو أو بالراوي خاصة الحالة هذه أكانت سواء المكتوبة الومضات في غيره أخرى بشخصية في فقط بالشخصية أو المتكلم بضمير

الومضات المكتوبة بضمير الغائب.

العنوان المضموني

العنوان المضموني عنوان يكشف عن مضمون النص أو فكرته أو أي ملمح يرتبط بهذا المضمون

أو هذه الفكرة بشكل مباشر أو غير مباشر.

اللياقة النصية

العناصر كل به النص أن تعني النصية اللياقة بنية صحية له أن تكون التي تمكنه من الفنية ويمكننا له. القارئ رؤية زوايا ع وتنو تثريه فنيا االقتصاد مظاهر أحد أنها على إليها ننظر أن اللغوي. ولكنها ال تقتصر على االقتصاد اللغوي، الخاصة الفنية الجوانب كل تشمل فهي السردي والمنظور الفكري وبالمنظور باللغة عناصر من ذلك إلى وما الشخصية وتصوير يتم توظيفها توظيفا داال وموحيا بحيث يكون وفنيا فكريا ومترابطا لغويا متماسكا النص

ومشبع دالليا، الخ.

18

المفارقة اللفظية

الكاتب أن على اللفظية المفارقة تدل أو جملة في معتاد غير لفظا يستعمل لفظ استعمال تستلزم كلمات سلسلة آخر. وهي مفارقة تتعلق بموضع الكلمة وبنية سياقها وسط التركيبي أو البنائي أثر إلحداث استعمالها ويتم الجملة. البارزة المكانة خالل من معين جمالي استعماله تم الذي اللفظ يحتلها التي والمفارقة موضعه. أو سياقه غير في الظاهر بين تناقض على تدل ال اللفظية في لفظ استعمال على وإنما والباطن،

غير موضعه لغرض فني أو جمالي.

المفارقة القولية

ككل الكالم أو الجملة أن تعني القولية المفارقة

عكسه. وربما الظاهر معناه غير بمعنى يستعمل المعاني وسط ككل الكالم بموضع تتعلق وهي الداللي معناه مع الكالم هذا من القصد وتباين اللفظية المفارقة وتتعلق الظاهري. أو المباشر بالتضاد أو التباين بيم منطوق الكالم ومعناه، ويقوم أي للكالم، التداولية القيمة على األساس في ذلك بقيمة الكالم في سياقه والمعنى المقود منه بغض بالمخالفة باألحرى أو الظاهري، معناه عن النظر

لمعناه الظاهري.

الومضة االستفهامية

قد تتكون الومضة االستفهامية من سؤال يأتي في النهاية وتنبع أكثر. أو سردية حركة تسبقه نهايتها االمتداد الومضة من االستفهامية في هذه النصية يكون وهنا للحدث. والسردي والمنظوري الداللي ويمنحها الومضة بنية في أساسية لبنة السؤال الجمالي وأثرها اإلجمالية داللتها ويبرز هويتها على القارئ وعلى النص على والنفسي والفكري تسبق التي السردية والحركة/الحركات السواء. حد فيه تعيش الذي العالم في تدخلنا االستفهام دال بشكل ومعالمه سماته لنا وترسم الشخصية تحيلنا قد التي الموحية المفردات اختيار خالل من مذكور غير هو ما باألحرى أو النص، خارج هو ما إلى الكلمات من نستشفه وإنما النص داخل صراحة والتركيبات التي يستعملها الراوي. ويأتي االستفهام عات الشخصية في نهاية النص ليكشف لنا عن توقأو يكشف عن النص أو يدين ما حدث قبله في مثال حيرة يجسد أو الشخصية داخل يدور الذي الصراع كل على استفهام عالمة يضع أو الشخصية هذه المتسائلة الطبيعة لنا يبرز أو النص، داخل يدور ما للشخصية وما إلى ذلك من دالالت. وبنية االستفهام قد تجعل النص السردي للومضة نصا مفتوحا أمام القراءة والتأويل. واستعمال ضمير المتكلم في سرد من المطروح المنظور تجعل االستفهامية الومضة الذي األمر الراوي، منظور نفس هو السؤال خالله أتى فلو ا، نصي مستساغة االستفهام بنية يجعل االستفهام في ومضة مكتوبة بضمير الغائب مثال قد يحدث تفاوت في المنظور بين منظور الراوي ومنظور

19

الومضات أن هذا يعني وال الشخصية. أن يمكنها ال الغائب بضمير المكتوبة أن بنية االستفهام، ولكن يعني توظف هذه الومضات تتطلب براعة خاصة كي التي الشخصية مع الراوي يتماهى ال

يسرد ما يحدث معها لنا.

الومضة القصصية والتوقيع األدبي

اختالفا تختلف القصصية الومضة

األدبي. التوقيع عن ونوعيا جوهريا الومضة القصصية أو القصة الومضة - ل التسمية األولى ألن هناك ومضة وأفضوومضة شعرية وومضة قصصية القص لفن تنتمي - الخ اجتماعية، أن والبد لألقصوصة شرعية ابنة وهي وإن الفني القص عناصر فيها تتوافر أكثر تكثيفا يالئم طبيعة كانت بشكل لو وحتى ومقتضياته النص حجم فهذه السردية، العناصر وظيفة تغيرت السردية األنواع كل تتقاسمها العناصر بشكل أو بآخر، ولكن وظيفة كل عنصر تختلف من نوع آلخر. أما التوقيع األدبي فهو نوع قديم من أنواع الكتابة النثرية وهذا - اآلن إحياءه البعض يحاول حقهم وال يمكن ألحد أن ينكر عليهم نخلط أن علينا ينبغي ال ولكن - ذلك بينه وبين الومضة القصصية، فالومضة والتوقيع )فرعي( أدبي نوع القصصية النشأة ناحية ومن أدبي. غير نوع األدبي - جماهيري فن الومضة االجتماعية، الكتاب يكتبه - الجماهير إلى نسبة السلطة في مناصب يتقلدون ال الذين في فنشأ األدبي، التوقيع أما الحاكمة. بكتابته يختص وكان السلطة أحضان ذا وكان األمر، ووالة واألمراء الخلفاء تقييمية أو تعليقية أو توجيهية طبيعة عصرنا في مسئول تأشيرة مثل مثله

الحالي على طلب تم تقديمه له.

20

نـــــــجــــوم العــــــــــــدد

21

الومضة االستفهامية قراءة في ثالث ومضات لهيفاء حماد

د. جمال الجزيري

جامعة السويس ، مصر

كاتبة حماد( محمود )هيفاء حماد هيفاء الومضة تكتب حماة محافظة من سورية انضمت النثر. وقصيدة جدا القصيرة والقصة فبراير شهر في الومضة القصة سنا لصفحة في انطالقتها كانت الصفحة هذه ومن 2014المقالة أتناول في هذه الومضة. القصة كتابة على جميعها تعتمد لها حديثة ومضات ثالث األساسية البنية بوصفها االستفهام بنية كل وسأتناول الومضة. القصة صياغة في جماليات على التعرف بغية حدة على ومضة تطوير في تساهم وكيف االستفهام صيغة الحدث داخل الومضة. كما أن الومضات الثالث المالحظ ومن المفرد المتكلم بضمير مروية “اختبار” ومضتي في خاصة امرأة، الراوية أنها يكون أن فتحتمل “ضياع” ومضة أما و”حيرة”، الراوي رجال أو امرأة ألنها ال تتناول موضوعا أنثويا بقضية موضوعها يرتبط وإنما مباشر، بشكل إنسانية عامة تشمل الرجال والنساء على السواء.

على شعري انسياب “أعجبني “اختبار”: ومضة تقول بدونه؟” جميلة سيراني هل ربطه، أعدت لكني كتفي، الحركة الومضة من ثالث حركات سردية: تتكون هذه حدثا ليس المسرود أن بمعنى داخلية حركة األولى لنا تنقله إعجاب فعل هو وإنما حركة، فعل أو ماديا الراوية من خالل سرد شعورها تجاه شعرها المنساب. وتأتي شعرها. انسياب لها يروق امرأة أمام نحن إذن الحركة السردية الثانية لتنقل لنا ما تفعله الراوية بهذا مع – ظاهريا األقل على – يتضاد فعل وهو الشعر انسياب الشعر واإلعجاب به في الحركة األولى. فإذا كان انسياب الشعر يروق للراوية، فمن األولى أن تحافظ على وتستعمل شعرها ربط بإعادة تقوم ولكنها انسيابه. والتوكيد االستدراك بين الغالب في تجمع التي “لكن” هنا. وهذا الفعل يمهد السياق لالستفهام في الحركة السردية الثالثة بهذه الومضة حيث يأتي السؤال ليفسر

الراوية قامت بربط شعرها من جديد لنا السبب في أن عليه. ويقضي االنسياب ينافي الربط هذا من بالرغم والثانية األولى السرديتين الحركتين في والفعالن التركيب ولكن يمثالنه. لما كفاعل بالراوية يقترنان الومضة هذه من األخيرة الجملة في االستفهامي بالفعلين المقترن الفاعل عن مختلفا فاعال لنا يقدم السابقين، فالفاعل في هذه النهاية االستفهامية رجل وبينه. الراوية بين وجدانية عالقة هناك أن الواضع ومن هذا نظرة في الشكوك تنتابها الراوية أن الواضح ومن سبيل على بسلوكه تتعلق ال شكوك وهي لها، الرجل خصوصا، وللراوية عموما للمرأة بنظرته بل المثال، فالومضة مكتوبة من منظور نسوي هنا على مستوى ومن السرد. مستوى على الراوية منظور ومن الفكرة المنظور في يتحكم النسوي المنظور أن المالحظ ينقل داخلي منظور من مروية فاألحداث هنا، السردي الحركة وحتى هنا، الراوية الشخصية داخل يدور ما لنا المروية من منظور خارجي ويمكن ألي الثانية السردية أحد في موضع يسمح له برؤية الراوية أن يرى أنها قامت الثانية يتم تقديمها الحركة – حتى هذه بربط شعرها بها القيام الداخلي ألنها تم المنظور في أعطاف/ثنايا بناء على ما يدور داخل الشخصية من صراع خفي يتمثل في حيرتها تجاه موقف الرجل منها وفيما إذا كان هذا ككل بشخصيتها أم فقط بشكلها معجب الرجل سواء أكان شعرها منسابا أم مربوطا. ولهذا تأتي صيغة الصراع هذا لنا لتخرج الومضة نهاية في االستفهام الوارد االختبار في ينجح أن للرجل ويمكن الداخلي السؤال هذا على موجبة إجابته كانت إذا العنوان في

22

وإذا قمنا بتحليل السؤال الوارد في نهاية هذه الومضة استفهام أنه سنجد وجوده، العنوان يمنح والذي يقتضي اإلجابة بنعم أو ال، وتحدد إجابته طبيعة العالقة بين الراوية والرجل التي يدور حولها الصراع الداخلي في الومضة. وبعيدا عن أداة االستفهام “هل”، كل المفردات وموحية دالليا بارزة السؤال في استعمالها يتم التي فالفعل الومضة: هذه في سرده سبق بما ومرتبطة في النظر وفعل والرجل الراوية بين يجمع “سيراني” الفعل، هذا في به مفعوال الراوية وتأتي الوقت، نفس في عنه التعبير تم ما على بالبناء يقوم السؤال وكأن الومضة من قبل، خاصة فيما يتعلق بالمنظور النسوي المنظور عن يستفسر الفعل فهذا السردي، والمنظور الذي سينظر منه الرجل للراوية هنا وعما إذا كان سينظر لها نظرة خارجية ترى في الشعر المربوط عالمة خالية للراوية الداخلي للمنظور وفقا سيراه أم الجمال من أن كما فيها. ما بكل يحبها إنسانة تراها التي ونظرته “سيراني” للفعل ثان مفعول بمثابة تأتي التي “جميلة” الراوية داخل يدور الذي السابق بالصراع السؤال تربط المتوقعة النظرة محور باعتبارها السؤال في وتدخل من الرجل وهل تعكس هذه النظرة رؤية الراوية للمرأة ينبغي كما عام بوجه والمرأة الرجل بين وللعالقة الشكل جمال على الجمال ستقصر أنها أم تكون أن الخارجي وبالتالي يتم نسف جوهر العالقة المبتغاة أو المبتغى. ويأتي ظرف المكان “بدونه” الذي تشير الهاء فيه إلى الشعر سابق الذكر وتقوم بتعزيز الترابط والتماسك – يأتي هذا الظرف لينقل للخلفية اللغوي في الومضة الشعر المنساب ويبرز الشعر المربوط حتى تتمكن الراوية من معرفة نظرة الرجل لها كإنسانة بعيدا عن شكلها.

هذه في االستفهامية النصية النهاية تنبع باختصار، والسردي والمنظوري الداللي االمتداد من الومضة الومضة. في السابقين الحدثين باألحرى أو للحدث بالنسبة ووجوديا جوهريا سؤاال االستفهام ويمثل بالنسبة األقل على أو الشخصية/الراوية، لحياة لنظرة وبالنسبة بها عالقته أو بالرجل لعالقتها قدمت قد الراوية وكانت عام؛ بشكل للمرأة الرجل مباشر بشكل تصبان سابقتين سرديتين حركتين لنا يتم حتى الومضة بنهاية السؤال في سرديا ومتتالي طرحه يبرر الذي الخبري السياق في السؤال وضع من ككل الومضة تطرحه ما على الضوء ويلقى قضية جوهرية. كما أن مفردات هذا السؤال تترابط مع شخص حضور خالل من السابقة السردية الحركات إلى تحلينا التي الهاء خالل ومن به كمفعول الراوية الشعر السابق ذكره في كال الجملتين السابقتين سواء أكان هذا الذكر صريحا كما في الجملة األولى أم من ولم الثانية. الجملة في كما إليه الضمير إحالة خالل تستعمل الراوية عالمات تنصيص حول السؤال لسببين: وبالتالي المتكلم بضمير مكتوبة الومضة أن أولهما تصنع التي الراوية لسان على وارد فيها ما كل يكون الحدث هنا، وثانيهما مرتبط باألول وهو أن السؤال لبنة أساسية في بنية هذه الومضة ويمنحها هويتها ويبرز والنفسي. والفكري الجمالي وأثرها اإلجمالية داللتها كما أن عنوان الومضة مستمد من طبيعة االستفهام بالفعل “اختبار” الومضة في الوارد السؤال وكأن هنا نظرته طبيعة ستحدد إجابته على وبناء الرجل لذلك العالقة الذي سيحدد مدى استمرار هذه للراوية، األمر الومضة، بنية من مستمد هنا فالعنوان عدمه. من

23

العنوان، بعيدا عن الومضة في حد ذاتها مكتملة البنية، ولكن االستفهامية في هذه اللبنات األقل من أو على العنوان. عن بعيدا – واحدا تأويال وليس تأويالت وربما – لها ومترابط متماسك تأويل إلى التوصل نستطيع ألننا هنا. االستفهامية الصيغة وهو فيه ملمح أهم بإبراز ويقوم النص في الوارد الموقف لتوصيف العنوان ويأتي

ها: “وجع االنتظار بدأ ينمو على مالمح وجهي، “ هل سيأتي بصورة مختلفة؟”” أما في ومضة “حيرة” التي يقول نصضمير تستعمل راوية أمام هنا فنحن “اختبار”. ومضة في الوارد للصراع مماثل صراع من آخر جانبا فنجد ،المتكلم أيضا، وهذه الراوية ينتابها الشك أو الحيرة تجاه موقف شخص/شيء آخر تربطها به عالقة ما كما في ومضة “اختبار” أيضا. وتقوم الراوية هنا أيضا بإبراز حالة ما، ثم تختم ومضتها بالصيغة االستفهامية. ولكن هذه الراوية من وموقفه المحبوب انتظار على يدل قد هنا فاالنتظار “اختبار”: ومضة من تجربتها في أوسع الومضة المثال وما قد الغد على سبيل الراوية تنتظر الزمني كأن االنتظار ليشمل يتسع السابقة، وقد الومضة كما في أو االحتمال. المثال الحالية على سبيل العتمة في حياتها الغد من جوانب إشراق تختلف عن جوانب يحمله هذا

على الحالية حياتها في العتمة جوانب عن تختلف إشراق سبيل المثال أو االحتمال .

على سرديتين حركتين أو جملتين من “حيرة” ومضة تتكون سردية. حركات ثالث من تتكون التي “اختبار” ومضة عكس ولكن الحركة السردية األولى هنا مكثفة وتحمل في طياتها المباشرة األشياء واإلشارات غير العديد من اإليحاء عن طريق طال أنه يبدو انتظار حالة في فالراوية سابقة: أحداث إلى كانت باألحرى أو وجعا، لها سبب االنتظار وهذا واستطال، بأن توحي ولكنها هنا تذكرها ال أشياء من موجوعة الراوية هناك ما يثقل على قلبها وعلى أنفاسها وعلى حياتها. وتبدأ من ينتقل الوجع فيها بدأ التي باللحظة الومضة الراوية “ينمو” الفعل وتستعمل وجسمها. مظهرها إلى داخلها على ينمو وهو للزيادة. قابل الوجع هذا بأن يوحي الذي للنظر وطريقة للشخصية نافذة من الوجه يمثله بما الوجه وتعابير غير لغوية تتمثل في مالمح الوجه كأداة للتعبير عن انتظار حالة أمام نحن وبالتالي هنا. واالنتظار الوجع من كل رهيبة طال الوجع الناجم عنها ويهدد باالستيالء على الراوية ككل وليس على وجهها فقط. وعلى ضوء ذلك، يأتي السؤال تحدد ال مختلفة؟” بصورة سيأتي “هل الومضة: نهاية في سماته تتحدد المنتظر ذلك ولكن سيأتي، الذي من الراوية

السردية الحركة على بناء طبيعته أو هويته أو أساسية عالقة له فهو الومضة: في األولى بموضوع االنتظار وغيابه سبب رئيسي من أسباب ال هنا والراوية الراوية. على يستولي الذي الوجع تسأل ولكنها مجيئه عدم أو مجيئه عن تسأل هي هل عليها: أو بها سيأتي التي الصورة عن معها؟ متماثلة أم السابقة صورته عن مختلفة وهذا يعيدنا بدوره إلى ما قلناه أعاله عن األحداث فمن هنا: للومضة النصية البداية على السابقة بارز حضور له المنتظر الشخص هذا أن الواضح مباشرا سببا كان وأنه قبل من الراوية حياة في الراوية منه تعاني الذي الوجع في مباشر وغير وكما بحضوره. أم بغيابه سببه قد أكان سواء قلنا أعاله أيضا، ليس شرطا أن يكون المنتظر هنا إنسانا، فربما كان فكرة أو زمنا أو حدثا متكررا أو شخصية عامة ذات أثر كبير على حياة الشخصية هنا. والسؤال هنا يتطلب اإلجابة بنعم أو بال كما باب ستفتح بنعم وإجابته “اختبار”، ومضة في الحالة هذه في وتستطيع الراوية أمام الخالص أن تتخلص من وجعها وتنفتح على بداية جديدة فسيتواصل بال، اإلجابة كانت إذا أما حياتها. في متكررة حلقات إلى الراوية حياة وتتحول الوجع متجدد. ووجع أبدي عذاب في تطحنها

و”حيرة” “اختبار” ومضتي في االستفهام وبنية تجعل النص السردي للومضة نصا مفتوحا على االحتمالين اللذين تتضمنهما اإلجابة التي لم تأت بعد، األمر الذي يفتح باب التأويل أيضا. كما أن بنية تكون التي الشخصية مالمح تجسد االستفهام فالشخصية الومضات: هذه مثل في حاضرة

24

إلى تركن ال قلقة شخصية هنا جامدة لرؤية تزعن وال اليقين على وللمرأة البشرية للذات شخصية وهي الخصوص، وجه مكان أنه على للعالم تنظر معرفة وراء وللبحث للتساؤل غير قطعية وغير جازمة وبالتالي لكل إدانة موقفها يمثل يقين وكل جمود وكل سكون متواصلة تساؤالت من ينبع ال يكون أن بعدها لإلنسان يمكن أساس على قائما يقينيا موقفا ووجداني ونفسي معرفي الفعلية التجارب على بناء راسخ ولس اإلنسان بها يمر التي إياه. تلقينه يتم ما على بناء

بتحديد “ضياع” ومضة تبدأ الحدث. فيه يدور الذي المكان المتكلم بضمير الراوية تقول كل “داخل الومضة: هذه في بالقهر.. كيف تلك األسوار أشعر حلم؟” بال العيش أستطيع هذه في الراوية وتستعمل عدة بالمكان التعريفية البداية وثقل خاصة داللة ذات كلمات فكلمة وتعريفي: معرفي الراوية أن على تدل “داخل” وسط ما نقطة في موجودة

المكان؛ وكلمة “كل” تدل على تعدد األسوار وكلمة “تلك” تدل على أن الراوية تشعر بأن هذه األسوار ال يمكن أن تنتمي لها وكأنها تتبرأ منها، كما أنها توحي وكلمة األسوار؛ من مجموعة صارت كلها الحياة وكأن األسوار نطاق باتساع وتؤكد “تلك” مع تتضافر اللغوي التركيب هذا في وجوبا المعرفة “األسوار” التعدد والكثرة. والبداية المكانية في الومضة تحدد المكان وطبيعته ، وربما تكون كلمة أو جزءا من جملة أو ظرفا أو شبه جملة أو جار ومجرور أو أي وسيلة مجرد المكانية والبداية الحدث. فيه يدور الذي المكان لنا تصف أن يمكنها نوع من البدايات المحتملة للومضة. كما أن تحديد مكان الحدث السردي قد ال يأتي في بداية الومضة وفقا ألهمية المكان في تلوين الحدث وإبراز داللته. وهناك ومضات ال تحدد المكان نظرا لعدم أهمية ذكر المكان في النص. وقد رأس في مثال الومضة تدور فربما المعروف، المادي المكان المكان يخالف الشخصية وهنا تصير الرأس هي المكان. يقول إدوارد سعيد في كتابه “بدايات” إن البداية “تحدد الكثير مما يليها” وإنها “المدخل الرئيسي لما يقدمه/يعرضه للمعنى” القصدي اإلنتاج في األولى “الخطوة تصير وبالتالي )3 )ص العمل” البداية مع بالضرورة تتطابق ال الومضة في البداية أن المالحظ ومن .)5 )ص الومضة في فالبداية مثال. المعاصرة حتى أو التقليدية القصيرة القصة في قد تدخلنا في وسط الحدث مباشرة وبالتالي تكون بداية على مستوى النص ومضة ففي باألساس. نصية بداية أنها أي الحدث، مستوى على وليست “ضياع” هنا ال تخبرنا الراوية ببداية الحدث وال بالسبب في أنها موجودة داخل واإليجازية التكثيفية الومضة طبيعة إلى الغالب في ذلك ويرجع األسوار، وينتهي. ويتطور وينمو يبدأ كي للنص المتاحة الصغيرة بالمساحة وااللتزام

بعد هذه البداية المكانية، تظهر الراوية في المشهد وتنقل لنا شعورها بالقهر قوة إلى يحتاج والقهر المتعددة. المعنوية أو المادية السجون هذه وسط خارجية تغلب الذات أو تقمعها أو تسيطر عليها أو تحتجزها أو تجبرها على القيام بفعل معين، األمر الذي يحلينا إلى األسوار من جديد ويوحي لنا أن هذه األسوار ليست للراوية عالقة بها وإنما هي مفروضة عليها لسبب سياسي أو اجتماعي التي يمكن أن تتعارض مصالحها مع بالقوى وما إلى ذلك من أسباب تتعلق مصلحة الفرد وسالمه الداخلي ورؤيته التي ال تنساق وراء أيديولوجية أو قطيع.

بال العيش أستطيع “كيف الومضة: لهذه االستفهامية النهاية تأتي وهنا تلك كل يستنكر أنه كما إجابة. يتطلب وال استنكاري السؤال وهذا أحالم؟” تحتوي حماد، هيفاء وكعادة رمزا. أو حقيقة الذات حول المفروضة األسوار مفردات السؤال على ما يتضاد مع ما سبقه في الومضة أو يتواصل معه دالليا الحلم كلمة الراوية تضع فهنا خاصة. وحدة ككل الومضة على يضفي أو أن نتوقع المعتاد اللغوي السياق في والقهر. األسوار مع مباشر تضاد في تحل كلمة “حرية” أو “براح” محل كلمة “حلم”، ألن هاتين الكلمتين هما نقيضان لألسوار وللقهر. ولكن الكاتبة هنا تستعمل ما أطلقت عليه في كتاب لي قيد يستعمل أن اللفظية بالمفارقة والمقصود اللفظية”. “المفارقة اسم النشر الكاتب لفظا غير معتاد في جملة أو سلسلة كلمات تستلزم استعمال لفظ آخر. والمفارقة اللفظية غير المفارقة القولية التي تعني أن الجملة أو الكالم اللفظية المفارقة عكسه. وربما الظاهر معناه غير بمعنى يستعمل ككل أما الجملة، وبنية سياقها وسط التركيبي أو البنائي الكلمة بموضع تتعلق

25

وسط ككل الكالم بموضع فتتعلق القولية المفارقة المعاني وتباين القصد من هذا الكالم مع معناه الداللي من حماد هيفاء هدف يكون وقد الظاهري. أو المباشر استعمال المفارقة اللفظية في ومضة “ضياع” أن توحي بأن الحرية صارت مجرد حلم في عالمنا العربي المعاصر مثال أو أن تقول إن الحياة بال حلم مجرد سجن كبير أو أن االمتثال للواقع تقييد للذات أو أن تخلي المرء عن أحالمه نوع من القهر يمارسه على نفسه ويؤدي إلى تحول حياته هيفاء أن أيضا المالحظ ومن األسوار. متعدد سجن إلى حماد تستعمل كلمة “العيش” في السؤال وال تستعمل “الحياة”، من دالليا أضيق و”العيش” مثال، “الحياة” كلمة وكأن الكاتبة تقول لنا أن الحلم هو الخبز الذي نعيش عليه األسوار. كل ونحطم حياتنا في ننطلق أن من ويمكننا

من المالحظ على العناوين الثالثة التي تستعملها هيفاء أو بشكل مضمونية عناوين أنها هنا لومضاتها حماد بآخر، أي أنها تكشف عن مضمون الومضات، ولكنه ليس الفكرة بشكل مباشر، يبرز ال أنه مضمونا مباشرا بمعنى وإنما يبرز الحالة التي عليها الشخصية/الراوية أو ما تسعى الراوية/الشخصية لفعله. فالحيرة والضياع يلقيان الضوء على وضع الراوية بوصفها شخصية داخل النص وبالتالي يحيالن إلى الموضوع بشكل غير مباشر، ويمكننا أن نصف أن ويمكننا توصيفي، مضموني عنوان بأنه هنا العنوان التوصيفي بالعنوان ونكتفي “مضموني” كلمة نحذف هاتين في المستعمل العنوان طبيعة يحدد مصطلحا ولكنه أيضا توصيفي “اختبار” عنوان أن كما الومضتين. يصف ما تقوم به الشخصية تجاه الشخصية الغائبة التي

ستحضر لتجيب على سؤال االختبار.

في يأتي سؤال من االستفهامية الومضة تتكون قد الحركة/ وهذه أكثر. أو سردية حركة تسبقه نهايتها فيه تعيش الذي العالم في تدخلنا السردية الحركات من دال بشكل ومعالمه سماته لنا وترسم الشخصية ما إلى تحيلنا قد التي الموحية المفردات اختيار خالل صراحة مذكور غير هو ما باألحرى أو النص، خارج هو داخل النص وإنما نستشفه من الكلمات والتركيبات التي النص نهاية في االستفهام ويأتي الراوي. يستعملها عات الشخصية مثال أو يدين ما حدث ليكشف لنا عن توقداخل يدور الذي الصراع عن يكشف أو النص في قبله الشخصية أو يجسد حيرة هذه الشخصية أو يضع عالمة استفهام على كل ما يدور داخل النص. وتستعمل هيفاء االستفهامية ومضاتها سرد في المتكلم ضمير حماد

بحيث تجعل المنظور المطروح من خالله السؤال هو نفس منظور الراوية، األمر الذي يجعل بنية االستفهام ومضة في االستفهام أتى فلو ا، نصي مستساغة في تفاوت يحدث قد مثال الغائب بضمير مكتوبة وال الشخصية. ومنظور الراوي منظور بين المنظور ال الغائب بضمير المكتوبة الومضات أن هذا يعني أن يعني ولكن االستفهام، بنية توظف أن يمكنها يتماهى ال كي خاصة براعة تتطلب الومضات هذه لنا. معها يحدث ما يسرد التي الشخصية مع الراوي

مراجعSaid, Edward W., Beginnings: Intention and Method. London: Granta Books, 1997.

26

انفجارصرخات حررت عاما، ثمانين بعد

موجعة، فابنتها امتداد لها

تفاؤليا لي من محظوظة..! تمتد يد القدر

وتبتعد كي يزداد شوقي.

حنين )1(عندما عبر طيفه في خيالي، خلعت

معطفي؛ لم أشعر بالبرد.

حنين )2(الشيخوخة أيام لها الحت حين

الرمادية، تذكرت بصمت قلبها.

حيرةمالمح على ينمو بدأ االنتظار وجع بصورة سيأتي هل “ وجهي،

مختلفة”.

حيلةتبسمت، اتهام؛ بإصبع نحوي أشار

فشبكها بنظيرتها نادما.

رثاءاحترق العشب بنار القذيفة، فاختلت

موازين القصيدة.

ضياعداخل كل تلك األسوار أشعر بالقهر..

كيف أستطيع العيش بال حلم؟

عاشقجموح بلجام اإلمساك استطاع

جسده، أفلتت منه أجنحة روحه.

عاشقةلمعت صورته في عينيها؛ هطل في داخلها المطر.

طمأنينةاألرض عقاقير عجزت سالم غمرها األعماق، من صرخت

منحها إياه.

غيورحاصرها بحبه، فقتل في قلبها مساحات الفرح.

فرحرغم أنه أتى على أطراف أصابعه، استيقظت المآسي.

قهرضاق صدري من ظلمه، فباتت األرض كلها ال تكفيني ألكون

حرة.

الجئ )1(بسمته تجاوزت الزمان والمكان، كلما فرك كفيه، تدفأ.

الجئ )2(عاش بين غابات الغربة، رفرفت روحه بين أشجار الوطن.

ندمحين لمعت صورتها في عينيه، أدركت تطفلي.

27

جدلية الظل والجسد في ومضات جمعة الفاخري القصصية

د. جمال الجزيري

جامعة السويس ، مصر

الفاخري جمعة الليبي والشاعر القاص يعقد )-1966( عالقة وثيقة مع مفهوم الظالل ونجد تنويعات القصصية ومضاته من العديد في الذي األمر باإلنسان، الظل عالقة على مختلفة لجسم باهت انعكاس مجرد من الظل يخرج اإلنسان إلى رحابة في التأويل تجعله أحيانا مصد النور واإلشراق في حياة صاحبه أو تجعله متمردا أساس تجعله أو وقيوده صاحبه وعي على تؤرقه. التي وقضاياه ومبادئه اإلنسان وجود

في ومضة “انكسار” )مجموعة قهقهة شهية، وأطلقوا ظله.. “اعتقلوا الراوي: يقول ،)13 ص سراحه ..سار قليال ثم انكسر..!!؟” تلعب الخلفية األثر تحقيق في كبيرا دورا للنص السياسية يعطون من أن فيبدو الومضة. لهذه الجمالي الشخصية يعرفون االعتقال حق ألنفسهم يدركون فهم هنا، سرديا الراوي يتتبعها التي إلى اإلنسان يتحول وبدونه هويته هو ظله أن باعتقال يقومون ولذلك أطالل. أو شبح مجرد باألحرى أو طليقا، الجسد ويتركون الظل يعتقلونهما معا. وعندما يدركون قيمة الظل، يمعنون في تعذيب صاحبه بأن يطلقوا سراحه نهاية وتأتي االعتقال. رهن الظل ويستبقون إلى للذات التقسيم هذا أثر لنا لتبين الومضة أن يستطيع ال فالجسد والجسد. الظل ثنائية يحقق الذي الحقيقي بمعناها الحياة يواصل الظل عن بعيدا هنا بحريتها يشعرها أو الذات التي االنكسار لحظة على الراوي يركز وبالتالي نهاية تبدو ربما أيضا. الومضة عنوان يبرزها الومضة أقرب للتشاؤم والقتامة، ولكننا عندما نمعن النظر في الومضة نجد أنها تدين الوضع من اإلنسان يصفي الذي األمني أو السياسي قرينه/مرآته/قوام ذاته، فاإلنسان بال ظل مجرد الروح تنبعث كي الظل إلى حاجة في جسد

االنكسار وفكرة قدميه. على يقف وكي فيه الفقري العمود هو الظل بأن توحي هنا اللحم من كومة مجرد يصير وبدونه لإلنسان ال تستطيع الحركة وال تستطيع مواصلة الحياة في فاعلة ذات لها تكون أن تستطيع وال للظل ننظر أن ويمكننا الزمان. وفي المكان القضية أو الفكرة أو المبدأ أنه على أيضا هنا التي تم اعتقال الشخصية هنا بسببها وبدونها تنتفي هوية هذه الشخصية بصفتها النضالية ما. مبدأ أو حق عن المدافعة أو الوطنية أو

على أخرى تنويعة الفاخري جمعة ويعزف العالقة بين الظل واإلنسان في ومضة “ظالل” ومن .)59 ص شهية، قهقهة )مجموعة المالحظ هنا أن العنوان يأتي في صيغة الجمع وال يقتصر على ظل واحد. وعندما نقرأ الومضة هذه تقول ظل. من أكثر لنا تصف أنها نجد المتكلم: بضمير مسرودة تأتي التي الومضة به.. أتلظى بسعيره.. ني يظل خلفه.. ني “يجرحجرية..!!؟” بظالل ينعمن أخريات حاسدة تصفها ظالل بين تقابال هنا الومضة تعقد الطبيعة هذه ينافي وظل “حجرية” بأنها وجبروته. بحركيته يتسم ظل فهو الحجرية، الومضة تأتي المتكلم، ضمير إلى باإلضافة في زمن المضارع وكأننا نشاهد مشهدا دائم في جاءت قد كانت فلو أعيننا. أمام الحضور زمن الماضي مثال، لكانت تسرد لنا حدثا انقضى

28

الزمن لكن يتكرر. ال أو أخرى مرة يتكرر وقد لنا يوحي هنا السرد في المستخدم المضارع وكأن ينقضي ال الذي والحضور الدائم بالتجدد يزيد الذي األمر الدوام، على يتكرر المشهد هذا الفاخري جمعة لنا يصور هنا. الراوية عذاب من في هذه الومضة امرأة تعاني من جبروت وقلق ني” الذي يوحي ظلها. وتبدأ الومضة بالفعل “يجرالظل وصاحبته. الظل بين القوى ميزان باختالل وفي فيها يتحكم الذي وهو األقوى هو هنا التعبيرات على االختالل هذا وينعكس حركتها. الجملة ففي الراوية: تستعملها التي اللغوية ني بسعيره”. يفترض أن اإلظالل التالية تقول: “يظلولكن واللهيب. والحرارة النار يخالف بما يكون انزياح وهو اللغوي، االنزياح توظف هنا الراوية على الخروج اإلبدالي باالنزياح وأقصد هنا. إبدالي المعتادة اللفظية أو اللغوية البدائل مجموعة التي يمكنها أن تجيء بعد “يظل بـ” واختيار لفظ أو جمالية غاية لتحقيق البدائل لهذه ينتمي ال تعبيرية ال تستطيع البدائل المعتادة أن تحققها. للمرء يمكن التي لألشياء ينتمي ال هنا فالسعير هذا أن ويبدو أحدا. بها يظل أو بها يستظل أن الظل نظرة إلى ننظر اللغوي يدفعنا ألن االنزياح مجازية أيضا، خاصة عندما نقارنه بظالل األخريات: الليونة السكون، تقابل التي الحركة هنا فهو التي تقابل الحجرية، التساؤل الذي يقابل الرضوخ هذا حيوية على تدل صفات وكلها واالستكانة، الظل واشتعاله باألسئلة التي ال ترتضي لصاحبتها أن تكون مثل األخريات. ولكنه ظل حارق، فتنظر

الراوية إلى األخريات نظرة حسد ألن ظاللهن معها يفعل مثلما بهن تعذ ال جامدة ظالل الومضة إلى النظر إلى ذلك ويدفعنا ها. ظلفي المرأة وضع تنتقد أنها على براويتها المجتمعات العربية، وتحيلنا إلى المثل القائل على لسان المرأة التقليدية: “ظل رجل وال ظل المثل الومضة تتالعب بهذا أن حائط”. فيبدو مفهوم مع تماشيا داللته وتقلب الشعبي تسقط فالراوية الراوية. توظفه الذي االنزياح به تستظل الذي الظل على للرجل رؤيتها وتجسد لنا كيف أن هذا الظل ال يدعها ترتاح لمن حسدها خالل من ذلك وتؤكد لحظة يتمتعن بظالل حجرية/ظالل حوائط، وبالتالي حيث عقب على رأسا الشعبي المثل تقلب أكثر الحجري الحائط ظل أن تكتشف أنها للظل باختصار، الرجل. ظل من وأمنا راحة الظل هو األول المستوى مستويان: هنا للراوية المفكرة العليا/الذات األنا بمعنى أسئلة من عليها الذات هذه تفرضه وما هنا دائم ل وتنق ووجدانية معرفية وتحوالت مجتمع في والتساؤل الفكر مدارات في إلى األسئلة فيه وتتحول للسكون يركن والمستوى يطرحها. من تؤرق تعذيب أدوات الثاني يتعلق بالتالعب بدالالت المثل الشعبي يؤازر نسوي منظور في الومضة ويدخل للمرأة النمطية الصورة المرأة وينقض قضايا معاملته. كانت مهما بالرجل ترضي التي

29

)مجموعة “التصاق” ومضة إلى ننتقل وعندما سحابة مسك، ص 15( التي تقول :

افترقا ..

ظل ظلاهما ملتصقين ..

حب قصة نهاية على الضوء تسلط أنها نجد مثال أو نهاية عالقة إنسانية ما وتشير إلى هذه العالقة بلفظ واحد وهو الفعل “افترقا”. وبعد ال بالفراق العالقة انتهاء أن على تركز ذلك العالقة طرفي فظال لألبد، انتهت أنها يعني يتمردان على فكرة االنفصال ويرفضان الرضوخ االلتصاق حالة من للخروج أو الجسدين لتباعد ويواصالن التصاقهما كما لو كان الجسد يلعب ويمكننا البشري. الوجود في ثانوي دور مجرد أن ننظر إلى الظلين هنا على أنهما روح العالقة وبصمتها وذاكرتها االنفصال قبل كانت التي

في الزمن .

الذي المشهد لنفس الفاخري جمعة ويعود د” “تمر ومضة في “التصاق” ومضة في تناوله من ولكن )34 ص مسك، سحابة )مجموعة

زاوية أخرى. تقول الومضة :

يلتقيان..

يعرض هذا.. وتعرض هذه..فيما يبدأ ظالهما بالعناق..!

اللذين – الشخصين نجد االفتراق، من فبدال – ربما كانا هما نفسهما بطال ومضة “التصاق” أنهما فيبدو كالفراق، لقاء ولكنه هنا، يلتقيان بجدوى تتعلق جوهرية مسألة حول يختلفان فاإلعراض القبيل، هذا من شيء أو لقائهما والالمباالة االكتراث وعدم التجاهل على يدل والصد وكلها موجبات للفراق أو خطوات تؤدي إعراضهما على ظالهما يتمرد ذلك وأثناء إليه. ومن العناق. في ويبدآن بعضا بعضهما عن هاتين لالوعي يرمزان الظلين أن هنا الواضح أقوالهما في طريق الشخصيتين، فبينما تسير تنفي عكسية حركة ظالهما يتخذ االنفصال هذا االنفصال وتؤكد على أن المشاعر الدفينة االتصال نحو تدفهما منهما كل الوعي في ذلك عكس يقول ظاهرهما كان وإن والعناق

كالهما محاولة أو مزعومة كرامة بسبب ربما لكسب خطوة أو نقطة على حساب اآلخر.

)مجموعة “انجراف” ومضة إلى ننقل وعندما سحابة مسك، ص 17(، نجد أن الظل يمثل الجانب الوجداني والعاطفي في شخصية الراوي. تقول

هذه الومضة :تباطأ ظلي ورائي ..

ازور عني ..

فاكتشفته يجاهر بشبقه حسناء باذخة اللهف..

ويخاصرها بشعري..!؟

فمن المالحظ هنا أن الراوي شخصية متحفظة في العنان لوجدانه يطلق شاعر وهو ما، نوعا عندما جانبا الوجدان هذا يزيح ولكنه قصائده يتعامل مع النساء مثال. تباطؤ الظل هنا يوحي يلتفت ال أنه أو الخطى مسرع ذاته الراوي بأن يتقدم الراوي أن أو بالشارع المارات للحسناوات في يفكر وبالتالي هنا الظل يمثله عما خطوة مسائل وقضايا أكبر من العالقات النسائية التي الظل أما الومضة. هذه في الظل بها ينشغل وعندما الراوي. عن بعيدا ويميل ينحرف فهو بشبقه”. “يجاهر أنه يكتشف بغيابه، يحس الراوي بأن يوحي هنا يجاهر الفعل واستعمال وجهه فوق قناعا ويضع بشبقه يجاهر ال ذاته والمرأة وغريزته. ومشاعره شبقه فوق وستارا التي يجاهرها بشبقه “حسناء باذخة اللهف”. لم “اللهفة” كلمة هنا الكاتب أو الراوي يستعمل الحزن على تدل التي اللهف استعمل وإنما اللهف هذا ويقترن القلب. واحتراق والحسرة الحسناء/المرأة صفات من سويا وهما بالبذخ المرأة هذه هل بشبقه. الظل يجاهرها التي حزينة ومتحسرة على تجربة لم تعشها أم أنها الفشل؟ طالها ربما سابقة تجربة على حزينة أنه النظر إلى سلوك الظل هنا على ربما يمكننا نوع من المواساة أو العطف على هذه الحسناء الحزينة محترقة القلب، ويمكننا النظر أيضا إلى سلوكه – نظرا لوجود كلمة شبق التي تدل على متحرشا تراه انتقادية نظرة – الجنسية الرغبة ينظر وال المرأة خصوصية يقدر ال الهيا المباليا روح. له ليس جنسي كائن أنها على إال إليها

30

الراوي سلوك بين نربط وعندما يستعملها التي والكلمات و”باذخة و”شبق” “يجاهر” مثل إليه النظر يمكننا ربما اللهف”، ما نفس في يرغب أنه على يكبح ولكنه الظل فيه يرغب جماح نفسه لضرورات اجتماعية رؤيوية أو عقلية أو نفسية أو هذه وفي للمرأة. برؤيته خاصة الحالة، يمكننا أن نرى الراوي من أنه على النفس علم منظور على والظل األعلى األنا يمثل أنه يمثل اللبيدو أو الهو أو الرغبة العقل سلطة من تتحرر التي

والقيود االجتماعية.

ع” )مجموعة وفي ومضة “تسكيتخذ ،)19 ص شهية، قهقهة الذي اإلنسان رفيق صورة الظل ورحالته جوالته في يصاحبه في الراوي يقول وتحركاته: يمتطي “رجل الومضة: هذه رقات ع به في الط ه .. يتسك ظلل عنه وينامان ..!” .. يتعبان فيترجوسيلة إلى هنا الظل ل ويتحوالشخصية بها تنتقل ل تنقآلخر، مكان من الومضة في إال يملك ال لصاحبه تابع وهو يديه في طيعة أداة يكون أن ذاتها ع التسك وفكرة تحته. أو تدل على أن الشخصية ال تعرف غايتها تجد لم وربما هدفها على فتهيم بلدتها/بلدها في أو غايتها تجد علها وجهها والظل هدف. أمامها يتضح أن على الشخصية يساعد هنا نفسه ويضع السعي تواصل لفظ واستعمال أمرها. تحت الجمع جمع وهي “الطرقات” بكثرة يوحي “طريق” من التسكع ومواصلة الطرقات أيضا تدل الطرقات أن كما

يساعد الظل وكأن والسلوك، والمذهب والنهج السبيل على صاحبه على أن يسلك كل سبل الحياة ويختبر كل السلوكيات يحقق ما إلى ويتوصل فيها ضالته يجد حتى والمذاهب من سويا تعبهما إلى تشير الومضة نهاية ولكن ذاته. له كي للنوم يخلدا أن إال يملكان وال والتمحيص والبحث السير يستطيعا أن يواصال رحلتهما الحياتية مع بدء يوم جديد، وكأن ومذاهبها وتوجهاتها تضارباتها كثرة من المعاصرة الحياة ولو وتمنعه أمره من حيرة في اإلنسان تجعل وتشعباتها مؤقتا من أن يستقر على ما يناسب تطلعاته وسعيه وغاياته. زاوية من أعاله تناولناها التي “ظالل” الومضة هذه وتذكرنا

البحث المتواصل وقلق السؤال وأرق الغاية.

يكشف تحليلنا لهذه الومضات المحدودة التي أبدعها جمعة الفاخري عن أنه يضع الظل دائما في ثنائية ضدية في الغالب مع صاحبه. وهما كوجهي العملة يقترنان دائما ولكن ال يدل هذا االقتران على التوحد أو التماثل، وإنما على التباين الشديد. التي يعيش في سبيلها القضية أو المبدأ الظل فأحيانا يمثل اإلنسان وعندما ينفصل عن صاحبه يتهاوى هذا الصاحب ألن الحياة ومواصلة االعتدال على بقدرته يمده الذي هو الظل

وااللتحام بها.

31

والدينامية الحركة مصدر الظل يمثل وقد في – ليظل اإلنسان حياة في والتساؤل أو المغلقة أو المحافظة المجتمعات منبع – والتقاليد العادات لروتين المستسلمة التساؤل ألن صاحبته أو لصاحبه وعذاب أرق اليقين إلى التي تركن والحركة في المجتمعات إلى صاحبهما حياة يحيالن والجمود والسكون جدوى في يشك قد أنه لدرجة متواصل عذاب تساؤالته الدائمة وحركته المستمرة وينظر نظرة األسئلة. تؤرقهم ال الذين الساكنين إلى حسد ويكون للمرأة بالنسبة الرجل الظل يمثل وقد هو األساس في حياتها وما هي إال مجرد نسخة يوظف وهنا له؛ تنقاد أن إال تملك ال منه باهتة باألمثال الخاص الشعبي التراث الفاخري جمعة الزواج بالرجل وبمفهوم المرأة المتعلقة بعالقة يعلن وبالتالي األمثال هذه جدوى في ليشكك التمرد عليها ألن تطبيقها في الحياة ال يجلب إال

العذاب للمرأة.

التمرد عليها ألن تطبيقها في الحياة ال يجلب إال العذاب للمرأة.

الفاخري جمعة ومضات في الظل يرمز وقد وعي على الذات الالوعي/ تمرد إلى القصصية ذلك ويتجلى حياتها. وشكليات الشخصيات بوجه خاص في العالقة بين الرجل والمرأة اللذين يجمعهما رباط ما، خاصة عندما تصل هذه العالقة إلى طريق الصدام وبالتالي الفراق أو التمهيد له. وصاحبتهما صاحبهما على الظالن يتمرد وهنا ويرفضان هذا الفراق أو أي شيء يمكن أن يؤدي إليه. وهنا يمكن أن يمثل الظالن روح العالقة بين الرجل والمرأة أو الجانب الوجداني الراسخ األصيل بينهما في مقابل حسابات المنطق أو الخالفات الحياتية المعتادة، ومن هنا يرفض الظالن فكرة االنفصال أو الفراق شكال ومضمونا ويصران على الروحي/الوجداني/النفسي/ والتواصل العناق

الجسدي رغم الفراق أو الخالف والصدام.

أيضا الفاخري جمعة عند الظل مفهوم ويدل على العاطفة في مقابل العقل، الرغبة الجنسية كل على التمرد كبتها، مقابل في الصريحة الرغبات تخفي التي واألقنعة القيود أشكال الظل يمثل قد وهنا اإلنسان. داخل تتصارع التي

إيجابيات من الكلمة تحمله بما االنفالت وسلبيات، وهو انفالت يسعى في الغالب إلى أن ينشئ عالقة ما مع امرأة بدافع المواساة

أو بدافع الرغبة المتحررة من كل القيود.

جمعة عند بصاحبه الظل يقترن وأحيانا معه تسعى التي أداته ويكون الفاخري المبادئ وسط السباحة أو غايته لتحقيق والمذاهب واالتجاهات والتيارات واألفكار ما إلى التوصل بغية الحياة في المختلفة يريد التي الكيفية له ويحقق صاحبه يناسب

أن يكون عليها في الحياة.

المصادر

قصة 50 : مسك سحابة الفاخري. جمعة قصيرة جدا.

والتوزيع، للنشر العالمية الدار : اإلسكندرية 2014. الطبعة األولى.

قصص : شهية قهقهة الفاخري. جمعة قصيرة جدا.

والتوزيع، للنشر العالمية الدار : اإلسكندرية 2014. الطبعة األولى.

مرآةرأى فتحه ما كل .. وردتها دس كتابه في

وجهها يبسم له ..!!اجدابيا/ 2014/2/7

ارتباكنا بحليلة الجار .. م الخطيب الز جر

تنحنح جاره .. فارتبك ..!اجدابيا /2014/2/4

قدقد القميص .. فقد خبراء البصمات وظيفتهم ..!

اجدابيا/ 2014/3/19

32

توفير... تندلق ابتسامتها في فناجينهم ..

ر ..!! ك ر المقهى ثمن الس يوفاجدابيا 2014/3/19

عودةأس ؛ عاد لمسقط رأسه ..!؟ س الر منك

اجدابيا 2014/3/11

صراخ .. العبارة ضاقت .. ؤية الر اتسعت

مت ..! اختنق المعنى ؛ فصرخ الصاجدابيا 2014/3/11

خلعفخلع .. قناعه خلع يستطع لم

وجهه ..!اجدابيا 3/10 /2014

احتراققبالته.. عة الوال أشعل .. فمه فتح

وتصاعد دخانا كثيفا ..!!اجدابيا 2014/2/6

مرآةيفتحه .. كتابه في وردتها دس

فيبسم وجهها له ..!!اجدابيا 2014/2/7

نسيانإكرام أليس أذكره..!!... أعد لم ...

ت دفنه ..!؟ المي2014/1/18

تيهمن ا مر إنهما قال طريق ال خرجا...

هنا ..!؟ اجدابيا 2013/8/8

تهاوه فتهاوى ..! بات؛ هززت ظل اسخ في الث الكائن الر

اجدابيا 2014/5/10

د تغمدته األغالل ..! ة القفص .. رفع يديه منتشيا ؛ فتغم ي أودع الحر

اجدابيا 2014/5/19

ذ تعو... رأته في منامها؛ فبصقت عن شمالها ثالثا ..!

اجدابيا 2014/5/29

جنىسقاها ماء نار ..

جاع فهز جذعها ..فساقطت عليه رطبا جحيما ..!!

اجدابيا 2014/5/29

33

قنوات االتصال المغلقة : قراءة في ثالث ومضات لعصام الشريف

د. جمال الجزيري

جامعة السويس ، مصرقاص وشاعر وناقد ومترجم

وأكاديمي

نتناول في هذه المقالة القصيرة ثالث ومضات للقاص المصري عصام الشريف، وهي ومضات يجمع وما وقناعة”. أسود” و”ثقب “مصارعة” حول تدور جميعا أنها الثالث الومضات هذه المختلفة. العوالم بين التواصل في فشل فومضة قناعة تجسد فشل التواصل بين عالم نظر وجهة لنا وتنقل الحيوان وعالم اإلنسان المتكلم بضمير الومضة سرد خالل من الثور لنا من خالل سرده لينقل الثور على لسان ذلك يتخذها التي الثيران لمصارعة رؤيته المكثف ما على الضوء ويلقي بها يلهون رياضة البشر يتعرض له الثور من انتهاكات وآالم وكأن البشر ال يسمعون آهات الثور وال يرون جروحه الظاهرة للعيان. أما ومضة “ثقب أسود” فتصور لنا فشال ومعرفي لغوي فشل وهو التواصل، في آخر بلغة الشيخ يتكلم حيث والمريد، الشيخ بين الجاذبية خطر ويدرك األمور ببواطن العارف الكامن في الثقب األسود ويدرك العبء الكامن في لغة الكون والوجود وما تتطلبه هذه اللغة من قدرات ومؤهالت خاصة، في حين أن المريد مع بحتا علميا ماديا ظاهريا تعامال يتعامل ظواهر الكون حوله وبالتالي تفقده هذه النظرة أن يمكنها التي الجاذبية من الحذر الحرفية تبتلعه، وهي جاذبية تسحقه بالفعل في نهاية الومضة. أما ومضة قناعة، فتمثل فشل اإلنسان في التواصل مع الطبيعة من خالل ما علق به من شرود وتفكير منغلق ال يجعل الشخصية تبصر ما أمامها من طبيعة تناديها. وستناول اآلن كل ومضة بمفردها على ضوء ما تطرحه من قضايا.

مصارعة أثخنتني الجراح، تالشى خواري، تعالى

هديرهم

نقدي منظور من الومضة هذه نقرأ أن يمكننا قضاياها عن مدافع أو البيئة مع متعاطف يدل هنا فالعنوان .ecocritical criticismمن تتضمنه وما الثيران مصارعة على حرفيا الطبيعة في ما أسوأ عن إال تكشف ال أفعال البشرية نحو الحيوانات أو الكائنات غير البشرية. الراوي الثور: فهو والومضة مكتوبة على لسان أفعال في المفارقة عن يكشف من وهو أو الصراع نهاية من الومضة هذه تبدأ البشر. وأستعمل - والحيواني البشري بين المصارعة بحيث فقط للتوصيف هنا والحيواني البشري يدل البشري على البشر والحيواني على الحيون اآلخر عن/على ألحدهما تمييز أو تفضيل دون أن لدرجة اإلنهاك قمة في الثور فنجد -إلى تماما. يتالشى خواره في الماثل صوته بينه للصراع الثور رؤية تصور والموضة هنا، الصراع هذا أن على الضوء ويسلط إنسان وبين وجوده أو وكرامته طاقاته ويستنفد يهلكه باقي مثل مثله الوجود في الحق له كحيوان الومضة نهاية يستغل الثور ولكن الكائنات. من يتعالى الذي الهدير على الضوء ليسلط الهدير يمثل في بعض معانيه البشر. وإذا كان

34

هدير الماء وما يوحي به الماء من أصل الحياة، الخوار/ تالشي بين التضاد إلى النظر يمكننا

الجموع الهدير/صوت وتعالي الثور صوت الهادرة الهاتفة بهزيمة الثور وجراحه - يمكننا النظر إلى هذا التضاد على أنه محوري في هذه ويلقي جمالياتها يخلق الذي وهو الومضة الضوء على فقداننا إلنسانيتنا عندما نصر على أن نفقد الثور حياته وصوته ونبتهج بذلك أيضا..

وتكتفي بامتياز، قصصية هنا الومضة السردي الحدث لحركة الضرورية بالتفاصيل وتناميه وتركز على لحظة نهاية الحدث المتمثل أن نستكشف من المصارعة هنا. ويمكننا في خالل هذه الومضة طبيعة الحدث السردي في الومضة بوجه عام: ال توجد أية زوائد لغوية أو انتقاء تصويرية هنا، فكل لفظ له داللته ويتم األول فالفعل خاصة. داللة لها التي األفعال المذكور غير الحدث تأزم لنا يجسد “أثخنتني” األكبر الحدث من تأخذ الومضة هذا وكأن عليها الضوء بتسليط وتقوم فقط نهايته حتى نلتفت إلى االنتهاكات التي نمارسها في البشرية غير والكائنات خاص بوجه الثور حق الجراح بوجه والثور هنا يتحدث عن بوجه عام. مثال المتكلم بضمير يخصصها أن دون عام هذا خالل من يؤكد وكأنه “جراحي”، ويقول سرديتين حقيقتين على اللغوي االستعمال الجراح هذه في هو يتسبب لم أوال، هنا: باآلالم يشعر حي كائن أنه على يؤكد وثانيا، أن إلى االنتباه يلفت أن ويريد البشر مثل مثله يحق ال وبالتالي األلم في سواء الكائنات كل من كائن ألي ألم في يتسبب أن لإلنسان يستخدمه الذي الثاني الفعل أما الكائنات. – خواره إلى باإلشارة “تالشى” وهو – هنا الثور فيمثل خط النهاية أو النتيجة المنطقية إلثخان جراحه، فمن الواضح أن هذه الجراح التي سببها األخير الفعل أما تماما. أنهكته له المصارع هذا تجاه البشر فعل رد على الضوء فيلقي تعالى هديرهم أن في هنا ويتمثل اإلنهاك، ألمه. عن وتعبيره الثور تأوهات على ليغطي ومن المالحظ أن الفعل “تعالى” يتساوى صرفا الثور – الراوي وكأن “تالشى” الفعل مع وبناء البشر. مع تساويه على لغويا يؤكد أن يريد –

35

للبشر ينتمي ال راويا توظف بأنها الومضة هذه تتميز من به نقوم لما األخرى الكائنات رؤية لنا تنقل حتى األلم لها وتسبب حقوقها تنتهك سلبية أفعال واالكتفاء الشديد بالتكثيف تتميز أنها كما والجرح. الحدث لنا أن تجسد التي تستطيع الضرورية باألفعال النوع إلى الومضة يخرج قد لغوي إسراف بدون وال األقصوصة، في والمتمثل لها المالصق السردي أقول “القصة القصيرة جدا” ألن هذا المصطلح ترجمة ويرجع ،very short story اإلنجليزي للمصطلح خاطئة الخطأ هنا إلى أن بنية اللغة العربية تمكننا من تصغير كلمة القصة باألقصوصة دون الحاجة إلى ذكر كلمتي من تخلو الومضة هذه أن كما هنا. و”جدا” “لقصيرة” – والتي الموقف – مفارقة الشائع بمعناها المفارقة متوقعة. غير للحدث نهاية إلى الوصول على تدل فالحدث هنا طبيعي، إذ أن البشر ال يشعرون بطبعهم بآالم الكائنات األخرى، إال فيما ندر من جانب أولئك الذين يبصرون موقعهم النسبي بين جميع الكائنات وبالتالي يدركون أنهم ال يعيشون وحدهم على األرض. وتبني دمج على المفارقة تأثير يفوق الذي تأثيرها الومضة لوحتين متباينتين: لوحة من عالم الحيوان ولوحة من عالم البشر، وتقوم بمزج هاتين اللوحتين حتى تجعلنا على المختلفة األديان حث ونتذكر إنسانيتنا نسائل متكاملة. وحدة كله الكون أن وعلى بالحيوان الرفق السرد وكأن الماضي في الزمن الراوي هنا ويستعمل ما كل برغم حيا مازال أنه على يؤكد أن يريد الثور يفعله فيه البشر. والنص هنا مكتمل بعيدا عن العنوان ويكتفي العنوان باإلشارة إلى ما يدور في النص إشارة إجمالية تلم بالحالة التي يتم التعبير عنها داخل النص.

ثقب أسودلم يعبأ إلشارة شيخه، دنا، فانسحق.

الطبيعة وراء ما أو الصوفية عالم في تدخلنا ومضة أو رمزية العالقات اإلنسانية أو الحجب غير المنظورة أو عالم الحاسة السادسة. يمكننا أن ننظر إليها على أنها تجسد عالقة أو حوارا بين أستاذ وتلميذ أو شيخ ومريد اإلنسانية اللغة حرفية تتجاوز بلغة يتكلم شخص أو المعتادة اللغة مع إال يتعامل ال وشخص المعتادة بلغة المريد يكلم هنا فالشيخ وقصورها. بحرفيتها لكثافة شيء في المعتادة لغتنا مع تتقاطع ال ربما وعالم بأعيننا نراه منظور عالم بين ودمجها رمزيتها

ال يراه إال من أوتي قدرا من حدة البصر أو المتقد. ولكن اإلنساني القلب أو البصيرة هذه على يتمرد أن حاول المريد أن يبدو أو يثبت للشيخ أن إشارته بال معنى. اللغة المريد هذا لنجد الومضة نهاية وتأتي لألبد. وينتهي األسود الثقب في واقعا توقف مع أيضا تتقاطع ربما ومضة والمعراج اإلسراء رحلة في جبريل سيدنا محمد سيدنا مع السير يكمل ولم المنتهى وطلب منه أن يقترب من سدرة االقتراب يمكنه ال جبريل ألن بمفردة نظرا ألنه وصل إلى خط النهاية في مدى ومضة لألمام. سيرا التقدم على قدرته للعالم ينظر شخص بين تضادا تخلق يبصر آخر وشخص علمية مادية نظرة الشخص يكتفي اآلخرون. يبصره ال ما للثاني يثبت أن ويحاول بماديته األول الوحيدة الحقيقة هي المادية هذه أن ربما سواها. حقيقة توجد وال الموجودة يتركه الشخص الثاني ليكتشف الحقيقة بنفسه وحواسه أو باألحرى يتركه ليطبق منهجه في الحياة وتكون النتيجة كارثية.

36

أسود” “ثقب العنوان يأتي أسلوب على الضوء لنا ليلقي في هنا الهالك الشخص الحياة. فالثقب األسود ناتج عن وتطبيقاته اإلنسان سلوكيات التي العلمية للتجارب السيئة وال للبيئة خصوصية تراعي ال في وتنوعا بيئيا تنوعا تراعي على والحياة المخلوقات فقط تبتغي وإنما األرض، والتطبيق المباشرة المنفعة العلمية لالكتشافات الحرفي الحياة أن النتيجة وكانت معرضة بأكمله األرض على الدالالت هذه كل للخطر. نقرأ ونحن عقولنا في تكمن هذه الومضة وكأن سلوكيات في ينسحق الذي الشخص وأسلوبه الومضة نهاية التحقق وفي الحياة في عدم وفي المعلومة من تلمسه حواسه بما ال االعتراف به أدى الذي هو ذلك كل -المأساوية. النهاية هذه إلى على الضوء تلقي ربما ومضة أو لإليمان خاص مفهوم اهلل ملكوت في االنخراط حيث ال يمكن للمرء أن يخطو شخص كان إذا إال خطوة

الذي العالم في للدخول الخطوة هذه إليه ستنقله ولكنه يتعجل الدخول وال يبالي ومضة فيهلك. بالتحذيرات تدعونا لثراء األحاسيس وتعميق من والخروج للكون نظرتنا التزود إلى والنمطية الحرفية عندما لحواستنا يمكن بما من معينة درجة إلى تصل الرهافة واالتقاد أن تلتقطه من والرمزية الفسيحة الكون لغة ورؤى عالمات من تحمله وما البصيرة. لذوي إال تتكشف ال

خالل من الومضة نص يؤازر بمعناه االنجذاب مفهوم السواء. على والكوني الصوفي معناه يدل األسود فالثقب المنطقة تلك على الحرفي لها التي الكون فضاء في أن لدرجة للغاية عالية جاذبية يقاومها أن يستطيع ال أحد أي خالل من إليها تجذبه وبالتالي ال التي وجاذبيتها إشعاعاتها ويقوم منها. اإلفالت يمكن هذا بتوظيف الشريف عصام في والفلكي الفيزيائي التناص ذلك ربط خالل من الومضة المفهوم بالجانب الصوفي هنا.

يتجاهل هنا فالمريد/المبتدئ ويبدو شيخه. تحذيرات كل الدرب هذا سلك الشيخ أن يدرك األقل على أو قبل من التي ال يكون خطورة الجاذبية هنا ومن لها. مستعد المرء يدنو بأال للمريد تحذيره جاء قواه ألن الجاذبية مجال من بعد تصل لم مثال الروحية مثال تمكنها التي للمرحلة مع المتكافئ التفاعل من فارق فهناك الجاذبية، هذه المجاالت وفي السرعات في القدرات وفي المغناطيسية االنسحاق ويأتي العرفانية. الومضة نهاية في طبيعيا المفارقة، أي نوع من وال يمثل على المريد إصرار كان إذا إال بحرفية الموقف مع التعامل أبعاده يدرك أن دون وظاهرية شيخه لتحذيرات يستجيب أو على اإلصرار هذا كان إذا إال –مؤهال يخلق الجهل/التجاهل كما أن العنوان نوعا من التباين بالخطورة الشيخ معرفة مع الكامن ة في الدنو أو الدخول مؤهال المريد ليس تجربة في لها في وضعه الحالي. وبالتالي تكون الومضة ككل تحذير ألي

37

أو لها مؤهل غير هو تجربة في الدخول من المغامرة من تحذير أي بعد، لها مستعد غير في الشريف عصام ويستعمل المحسوبة. غير كلمة كل ل تحم قليلة كلمات الومضة هذه التناص الذي فيها بطاقات داللية كبير من خالل التي والفلكية الصوفية العوالم إلى يحيلنا تحضر في خلفية النص بقوة وتثري معناه وتنوع اإلحاالت. هذه خالل من للومضة النظر زوايا

قناعة وقف أمام النهر شاردا، شمر ساعديه،

تيمم.

ألف القتران نظرا محدد نهر إلى هنا النهر يشير والم التعريف به. وربما كان رمزا ألي نهر، فالتعريف كفكرة النهر هو أو األنهار كل بأنه أيضا يوحي أيا ثناياه. في األنهار كل على يشتمل ومفهوم كان تفسير “النهر”، يخرج بنا ظرف المكان “أمام” النهر” “على يقل لم فالكاتب أكبر، دالالت إلى وانما مثال، النهر” “بجانب أو النهر” ضفة “على أو الشخصية بأن هنا توحي التي “أمام” استعمل النهر أو تواجه هذا النهر تقف وجها لوجه أمام يأتي ثم حضرته. في تمثل أو مباشرة تلقاه أو السابقة المعاني إلى ليضيف الشخصية شرود جاف النهر ألن شارد هو فهل إضافية: معاني مثال، أم أن شروده يرجع إلى امتالء رأسه باألفكار التي تجعله ال يخشع مثال في حضرة والهموم النهر، أم أنه يرى ماء النهر قليال ويكاد يجف؟ كل هذه التساؤالت تنقلنا إلى محاولة تفسير التيمم “إذا تقول: الفقهية القاعدة الومضة. نهاية في الشخصية تقف وهنا التيمم”، بطل الماء حضر أمام النهر وال نعرف ما إذا كان بهذا النهر ماء أم ال. فإذا كان فيه ماء، هل تيمم لضحالة الماء مثال وهو ال يستطيع أن يصل إليه؟ أم أنه تيمم لوجود الحالة، هذه وفي النهر؟ وبين بينه يحول حاجز ألن فنظرا رمزية: صورة أذهاننا في النهر يتخذ كل شيء حي خلقه اهلل من الماء، ربما يرمز النهر هنا للحياة، وهذه الشخصية ال يمكنها إال أن تنظر الخارج وبالتالي هي شخصية الحياة من إلى نهر ... أو وظيفيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا مهمشة يسد الذي باليسير تكتفي أن إلى يمكنها وال

العنوان: دالالت إحدى لنا تتجلى وهنا رمقها، القناعة بمعنى االكتفاء بالقليل والزهيد. ولكن بالقناعات الشخصية وهو العنوان أيضا يوحي شخص كل أن أي عقله، يريحه إنسان كل أن وأفكاره للعالم برؤيته يقترن الذي اقتناعه له إذن نفسها. على منغلقة تكون قد التي من بالرغم يتمم أنه في تتمثل هنا القناعة النهر. هذا يرى ال وكأنه النهر أمام يقف أنه

آخر تأويل إلى يجرنا القناعة من النوع وهذا للومضة، وهو أن المرء ال يدرك قيمة ما/من بين بأفعال قيامه إلى يؤدي اإلدراك وغياب يديه حقه. توفيه ال أو أمامه الماثل مع تتماشى ال فإذا الشرود: فكرة إلى يرجعنا اإلدراك وغياب هل الشخصية، أمام بقوة حاضرا النهر كان يكون الشرود في حضرة النهر انتقاصا لحقه؟ في هنا الرجل يشرد بحيث تغييبا يكون هل شيء أو شخص غير موجود وال يلتفت إلى النهر ف الذي يمثل كل الحياة أمامه؟ هل يترك المعرله؟ ليس شيء/شخص عن ويبحث بيده ما للجفاف؟ ويمتثل الحياة منبع أمام يقف هل على العنوان يتضمن هل الحالة، هذه وفي كلمة هنا القناعة تساوي كأن سخرية، نبرة كانت ربما تعجب؟ عالمة وبعدها “عقول” إلى التطرف، أنواع من نوع إلى تشير الومضة بأفكار االنشغال إلى الجميل، نكران من نوع يذكر شيئا يمثلون ال غائبين غائبة/أشخاص الواقع/الحياة/الحاضرين. وعنفوان زخم أمام

38

استطاع القليلة، الومضة كلمات من بالرغم مفعما إنسانيا موقفا لنا يجسد أن الكاتب بالرمز واإليحاء القادرين على تحريك عقل القارئ القصصية السيناريوهات من العديد اتجاه في للسباحة القارئ لخيال المجال ليترك المحتملة في “نهر” الومضة واالستمتاع بروافدها العديدة. فالكاتب ال يخلق لنا حدثا يتيما مصاب باألنيميا – – وإنما يكتب الدكتور أحمد جاد على حد تعبير الناقد تعبير حد على دالليا” “مشبعة ومضة لنا الروسي يوري لوتمان، والمقصود بالتشبع الداللي اإلشارات من الكثير على تحتوي الومضة أن هنا والشرود للنهر تصورات إلى بدورها تحيلنا التي صورة نشكل يجعلنا بما النص خارج والتيمم المتخيل العالم عن الجوانب متعددة ذهنية الذي تصوره الومضة. وهذا التشبع الداللي يقابل األنيميا النصية التي سبقت اإلشارة إليها. ويمكنني إلى يفتقر النص بأن األنيميا هذه أعرف أن هنا به مترابطا متماسكا نصا تجعله التي العناصر متكامل. بناء في اللغوية وحداته تضم رؤية باللياقة تتميز الشريف لعصام “قناعة” وومضة النصية – إذا جاز لنا هذا التعبير – وأعني بها أن النص به كل العناصر الفنية التي تمكنه من أن تكون له له. القارئ رؤية زوايا ع وتنو تثريه فنيا صحية بنية فهذه الومضة متماسكة لغويا ومترابطة سرديا النص التناص مع بتوظيف وموحية فنيا. وتقوم الديني فيما يتعلق ببطالن التيمم إذا حضر الماء وفيما يتعلق بخلق اهلل لكل شيء حي من الماء – نظرا لمعرفتنا بأن الكاتب مصري وتحيلنا أيضا النيل عليها التي الحالة إلى – والهوى الجنسية إلى ثورة أيضا والتخوف من جفافه، وربما تحيلنا

منذ نفعله ما كل إن لنا لتقول ذاتها يناير من طائل ال تيمم مجرد اآلن حتى بدايتها هنا العنوان يفرض وربما ثوريا. وباطل ورائه اتجاه في الومضة نؤول تجعلنا معينة رؤية ويقوم حال كل على عنوان ولكنه معين. باألحرى أو هنا، الموضوع تعيين بوظيفة أن دون الومضة موضوعات بعض يحدد واتساع شمولها في يحتويها أن يستطيع يحتاج ال ذاته الومضة نص ولكن داللتها. سرديا مكتمل نص فهو كثيرا، العنوان إلى من وكل العنوان، هذا عن بعيدا ورؤيويا التفاعل يستطيع عنوانه عن بمعزل يقرأه النصية والدالئل المؤشرات ومع ثراءه مع الموجودة فيها بما يكفي إلثراء هذا التفاعل.

الموقف. مفارقة الومضة هذه ف وتوظالشخصية هنا تقف أمام النهار أو في حضرة للوضوء استعدادا ساعديها وتشمر النهر الفعلي. ولكنها ال تتوضأ وإنما تكتفي بالتيمم وترجع الساعدين. تشمير إلى يحتاج ال الذي هذه المفارقة في الغالب إلى شرود الشخصية التي ال تنتبه ألفعالها أو ال يحضر ذهنا الحضور فيه بدأت ما مواصلة من لتمكينها الكافي النهر وحضور الشرود وحالة له. استعدت أو من كامل عالم على النص يفتحون والتيمم النهل تستطيع ال التي الشخصية هذه حياة شرودها وكأن أمامها متاح هو ما كل من تتوضأ الذي يمنعها من العجز نوعا من يمثل ال القاص أن من وبالرغم بالنهر. يليق وضوء يذكر الشخصية هنا ويكتفي بالضمير المستتر

39

من الشخصية هذه مالمح تتحدد عليها، الدال الوقوف خالل من النص في اللغوية الصياغة التام االنحراف ثم للوضوء واالستعداد والشرود بالتيمم. القيام نحو للحدث المسار هذا عن

وإذا قرأنا هذه الومضة وفقا لمنظور النقد البيئي الذي قرأنا به ومضة “مصارعة” أعاله، نجد أن النهر يمثل الطبيعة، والشخص الذي يقف شاردا أمام وبشرود وثقافته. وحضارته اإلنسان يمثل النهر حاجزا يصنع الطبيعة، حضرة في هنا اإلنسان نداءها تلبية يستطع وال الطبيعة وبين بينه النهر أمامه وكأن الماء المتدفق في الماثل في الشرود ألن ونظرا موجودة. غير الطبيعة هذه التفكير في هنا الشخصية انهماك إلى يحيلنا فئة تخص أو تخصها مشاكل أو قضايا في إلى النظر يمكننا البشر، بني من تصغر أو تكبر تفكيرهم وانغالق وقضاياهم البشر مشاكل حول هذه المشاكل على أنهم يمنعون اإلنسان من االستفادة ومن الطبيعة مع التواصل من قنوات التواصل المفتوحة أمامهم وال تجعلهم

مشاكلهم يبصرونها أو يوفونها حقها.

مواساةربت علي كتفها، فانخلع قلبها.

غنم.. غنم..ثالثون عاما أحرس الغنم، ألم يحن الوقت آلكل

الغنم ؟

اعتيادنهاية للجمع معلنا القامة منتصب وقف

الطاغية، تقدموا واحدا واحدا، يقبلون يده.

فراقاحتضنه الجموع، وسط ابنه لمح القصف بعد

بقوة، ولنحيبه صوت يردده المدى.

صديقألنكم في القلب، يتعبني دائما.

الجئقبل ختم أوراق لجوئه سألوه: من أين؟

أشار إلى األفق قائال: الجنة.

تالوةبين ما أذهلني برنامجه، الحشد على تال

السطور.

إنذارترحمه لم حمراء، بشارة يلوح أمامهم وقف

أقدام العابرين.

ساحرنظر الساحر في عيون الجمع المترقب لحركته

التالية، واثقا ألقى “عصاه”، فانكسرت.

ديموقراطيةاعترضت على لعبة الصناديق ، وجدتني ممددا

داخل أحدها.

تشويهشيبت المرآة صورتي، نظرت لنفسي، فأطرقت.

استجابةسمع مأله، حوله فراشه على ممددا أخرجوا متهدجا:” صوته خرج همساتهم؛

أنفسكم”.

فراغهذا الفراغ الذي يلفنا، لماذا أراه فراغا؟

سباقسابقت شوقي إليك، أعجزني تسارعه.

40

ر أسلوب كتابة الومضة عند تطوحسونة العزابي

د. جمال الجزيري

جامعة السويس ، مصر

حسونة للقاص ومضتين المقالة هذه تتناول إبراهيم “أبو باسم ومضاته ينشر الذي العزابي العزابي”، وهو كاتب ليبي ولد في طرابلس عام 1958 وحاصل على بكالوريوس محاسبة ويكتب الشعر والقصة. وتقوم فكرة هذه المقالة على المقارنة بين أسلوب العزابي في ومضة قديمة القصصية الومضة كتابة في بداياته تمثل له كانت له حديثة وومضة “فكرة” بعنوان وهي إلى العنوان هذا بتغيير وقام “ديدن” بعنوان “ظلم”، وسنلقي الضوء الحقا على سبب تغيير خاصة قضايا من يطرحه وما العنوان هذا باللغة المستعملة في الومضة أو في عنوانها على حد السواء. وتسعى هذه المقالة لتحقيق التطور إبراز في األول الهدف يتمثل هدفين: في العزابي حسونة إليه وصل الذي األسلوبي المخلصين كتابها أحد بوصفه الومضة كتابة الهدف أما تطورها؛ على والحريصين لها مشاكل على الضوء إلقاء في فيتمثل الثاني كتابة الومضة خاصة عند تناولنا للنص القديم كتابة وجماليات فنيات على وكذلك للعزابي الحديثة. ومضته تناول خالل من الومضة وتنقسم هذه المقالة إلى قسمين: نتناول في من تطرحه وما “فكرة” ومضة األول القسم قضايا نقدية وفي القسم الثاني ومضة “ديدن” أيضا. نقدية قضايا من تطرحه وما “ظلم” أو

فكرة حاصرتها , اخترقني تمنعها

الورشة في مناقشتها تمت الومضة هذه بداية في الومضة القصة سنا على النقدية الضوء إللقاء هنا وسأتناولها تقريبا. 2014 مارس عندما القصصية الومضة كتابة مشاكل على يضيق السياق جدا ويبتسر المعلومات السردية النصي الشح نسميه أن يمكننا ما خالل من

المعلومات على يحتوي ال النص أن به وأقصد القارئ تجعل ألن الكافية واللغوية السردية له بعيدا عن را متماسكا ومترابطا يشكل تصوهذه لتناول آخر سبب هناك أن كما العنوان. التطور على الضوء إلقاء وهو أال هنا: الومضة العزابي من الليبي حسونة القاص في أسلوب الثاني الجزء في له حديثة ومضة تناول خالل من هذه المقالة وكيف أن العزابي استطاع أن يلتفت بمهارة إلى األخطاء التي يقع فيها كتاب بحيث أسلوبه من ويطور عام بوجه الومضة تكون ومضاته مكتملة سرديا ومتميزة أسلوبيا.

بحيث تكون ومضاته مكتملة سرديا ومتميزة أسلوبيا.

الكلمة كلمات: ثالث من الومضة هذه تتكون األولى عبارة عن فعل وفاعل ومفعول. الفاعل المتكلم بضمير الحدث يسرد الذي الراوي هو المؤنث الغائب المفرد الضمير هو والمفعول آخر جماد أو كائن أي أو امرأة على يعود الذي يفتح الضمير هذا مرجع تحديد وعدم مؤنث. الومضة على التأويل ويغلقها في الوقت ذاته: أو امرأة أي يضع قد القارئ أن بمعنى يفتحها الفعل لهذا مفعوال آخر مؤنث جماد أو كائن

41

وواقعا تحت المحاصرة من جانب الراوي. ويغلقها ألن ننا يمك سياقا لنا يخلق ال هنا مجهوال المفعول كون يحدث عما ومترابطة متماسكة صورة نرسم أن من محاصرة هناك أن نفهمه ما كل الومضة. هذه في أذهاننا في يتشكل وال يحاصرها الذي هو والراوي غاز الراوي هل المحاصرة: عملية عليه تدل قد ما إلى ليعتدي امرأة يحاصر هو هل قرية؟ أو بلدا يغزو مثال بهدف مثال غزالة أو كقطة حيوانا يحاصر هل عليها؟ اصطيادها؟ هل يحاصر نصا أدبيا كقصة أو قصيدة مثال سعيا وراء فهمها أو تحديد مغزاها؟ هل يحاصر ذكرى مثال بهدف اإلمساك بها واستعادتها؟ كل هذه األسئلة ال نستطيع أن نجيب عليها إجابة حاسمة ألن السياق ال له. ونطمئن محدد تفسير إلى نرتاح يجعلنا بما يمدنا وعندما ننتقل إلى الشق الثاني، نجد أن سمة من سمات المفعول في الجملة األولى تحولت إلى فاعل، أال وهي أي – األولى الجملة في الفاعل أن ونجد ع، التمن سمة الجملة في ذاته والفعل مفعول، إلى تحول – الراوي محاصرتها. على المحاصرة فعل رد على يدل الثانية وهذا الفعل – اخترق – يدل على الخرق والنفاذ والمرور محاولة إلى ومقاومته، غزو إلى تحيلنا كلها والولوج، إلى وردعه، ومناهضته عليه والثورة جنسي اعتداء انفالت الذاكرة وهروب الذكرى منها، الخ. وعندما ننظر أنه نجد – “تمنعها” وهو – الثانية الجملة فاعل إلى بالمرأة يقترن أن يمكن فالتمنع التأويالت: هذه يدعم بالذكرى أو مثال، والمغازلة كالتودد طلبا ترفض التي أو صاحبها، ذاكرة في المثول على تستعصي التي بالدولة التي تصمد أمام الغزو وتحبط توقعات الغازي يحصر أنه نجد العنوان إلى نعود وعندما ومراده. من فنعرف الفكرة. وهو أال واحد، تأويل في الومضة خالل هذا العنوان – وليس من خالل الومضة ذاتها – أن هذه الومضة تتحدث عن فكرة وأن ضمير الغائب يعود إلى هذه الفكرة. وهنا أجدني مضرا إلى تأكيد ما قلته وحدة العنوان آخرين: لكتاب أخرى ومضات عن سابقا مستقلة بنائيا عن النص، بمعنى أن النص البد أن يكون لنا ليقدم العنوان يأتي وبعدها ذاته حد في مكتمال وفكرة النص. إلى ننظر أن خالله من يمكننا منظورا المنظور ذاتها تدل على أن العنوان مجرد وجهة نظر قد تمثل رؤية الكاتب للنص. وأؤكد هنا أيضا على ما قلته الكاتب ذهن في كفكرة النص بين فرق هناك سابقا: الورق على كلمات في متجسد مادي كشيء والنص أو على الصفحات االلكترونية أو في الوسائط السمعية شكله في يخرج عندما والنص المختلفة. والبصرية

ويفقد كاتبه من متحررا يصير النهائي وبالتالي حضورا، يعطيه الذي المصدر حضوره مقومات النص يمتلك أن البد بداخله وال يحتاج إلى شخص آخر – وهو أو معناه يعطيه لكي – هنا المؤلف ذاك. أو العنصر هذا عن منه لنستفسر

ديدن/ظلمتأخرت؛ األعذار؛ له التمست غاب؛ الشكوك. من مجموعة استضاف التي الومضة هذه إلى ننتقل عندما في الومضة القصة سنا على نشرت تختلف أنها نجد ،2014 مايو شهر نهاية جذريا عن الومضة السابقة التي بعنوان هذه كتابة عن وتفصلها “فكرة” وتظهر كاملة. شهور ثالثة الومضة والمتميز الكبير التطور الومضة هذه الذي وصل إليه أسلوب العزابي في كتابة الومضة هذه العزابي نشر الومضة. الومضة القصة سنا صفحة على في للنشر وأرسلها “ديدن” بعنوان الكتاب الذي تعتزم سنا القصة الومضة العزابي رأى وربما “ظلم”. بعنوان نشره إلمامه من بالرغم “ديدن” عنوان أن عنوان وموضوعها الومضة بجوانب قديم نوعا ما وربما ال يفهمه الكثيرون إلى حوله ولذلك الفيسبوك رواد من يفهمه، أن قارئ أي يستطيع عنوان أيضا الومضة بجوانب يلم عنوان وهو ضرر وال مباشرة، الموضوع يبرز ولكنه في ذلك: فمادام نص الومضة مكتمال أي يضع أن للكاتب يحق ذاته، حد في فالعنوان لومضته، مناسبا يراه عنوان أن يمكننا نظر وجهة يمثل وأخير أوال أيدينا. بين الذي للنص خاللها من ننظر قضية إلى يحيلنا للعنوان التغيير وهذا واألدب خاص بوجه الومضة في أخرى وهي أال عام، بوجه ككل المعاصر أو القديمة األلفاظ استعمال قضية في مهجورة تكون تكاد التي األلفاظ استعمالنا اللغوي المعاصر. األدب بوجه عام يستلهم روح العصر المكتوب فيه

42

الروح هذه جوانب وأحد هذا في المستعملة اللغة كان إذا وبالتالي العصر. تدور السردي النص عالم معاصر، سياق في أحداثه النص لغة تمتثل أن فالبد للغة المعاصرة وال تلجأ إلى القارئ تضطر قديمة ألفاظ التي العالقات عن للبحث عن القديم اللفظ ينشئها العصر مع التناص طريق األلفاظ هذه كانت الذي فيه، تستعمل القديمة تناصا القارئ يجد ال وعندما مع ذلك العصر القديم قد حاجز النص وبين بينه ينشأ تواصلي أو نفسي أو لغوي وقد ينظر بناء على ذلك إلى أنه منعزل النص على كاتب االستعمال عن لغته في أنه أو المعاصر اللغوي نفسه على منغلق كاتب

القديمة اللغة هذه خالل من لمفردات ينظر كاتب أنه على أو متحجرة معجمية نظرة األدب لدرجة أنه يخرج األلفاظ المهجورة إلى مباشرة المعجم بطن من الومضة بوجه عام الومضة. وفن هائلة طفرة كتابته في حدثت المختلفة المجموعات خالل من الفيسبوك ورواد الفيسبوك. على في الهائل بتنوعهم يتميزون الثقافة والمقدرة اللغوية وعادات القراءة وبالتالي البد أن تكون اللغة قدر بأكبر مفهومة ومفرداتها أسلوبه يعتمد نص فأي ممكن. المستهدف الجمهور نوعية على فالجمهور كتابته: وراء من كتاب كتابة وراء من المستهدف مخصص للنظرية النقدية مثال أقل يشتمل كتاب جمهور من بكثير أو ومضات. فالنص على أقاصيص – ويمكن أعرض جمهوره األدبي على األقل نظريا – أن يقرأه أي قارئ

المعرفية. خلفيته كانت أيا إلى فكرة أميل ال وأنا شخصيا نخبوية األدب، بمعنى أن األدب نوع من أنواع الكتابة تستهدف يتسم محددا جمهورا والتذوق واالطالع بالثقافة وتاريخ األدبية باألنواع واإللمام ذلك. إلى وما والفنون واآلداب األدب، جماهيرية إلى وأميل أن البد أدبي نص أي أن بمعنى يكون صالحا ألن يقرأه أي قارئ والكتابة القراءة بمبادئ يلم وبالمالمح العامة لثقافة اللغة المكتوب بها هذا النص. ودارت الومضة سنا على مناقشات يبدو 2014 مايو شهر خالل في وربما يتابعها كان العزابي أن يتم أن الصروري من أنه رأى من الومضة هذه عنوان تغيير

“ديدن” إلى “ظلم”.

ومضته العزابي حسونة يبني التباين على “ظلم” أو “ديدن” الرجل وشخصية بين شخصية هذه وتتكون هنا. المرأة تم لقطتين من الومضة واحد سياق في بينهما الدمج يقارن أن للقارئ يمكن حتى األثر العزابي ويحقق بينهما. خالل من للومضة اإلجمالي للومضة المتميز البناء هذا تجمعان لقطتين يركب الذي تتغير ولكن الشخصيتين بين من األفعال ردود األفعال اللقطة تتكون ألخرى. لقطة األولى من فعلين: الفاعل الذي الرجل يقوم بفعل الغياب هو والفاعل صفته المذكورة غير التماس بفعل يقوم الذي هذه وفي المرأة. هو األعذار شخصية أمام نحن اللقطة، غائبة وال ندري سبب غيابها عن حياتها. عن أو هنا المرأة عالم

43

تقوم سرديا، مبرر غير غيابه أن من وبالرغم – واحدا عذرا وليس – األعذار بالتماس المرأة له، فهي تتفهم غيابه وال تفسر هذا الغياب تفسيرا سلبيا أو تقوم باتهام الرجل باتهامات وهنا تشكيكا. أو جريمة الغياب هذا تجعل أنها من بالرغم – المرأة شخصية لنا تظهر غير مذكورة أيضا ولكن السياق يحدد هويتها – بمالمحها المتمثلة في حبها لذلك الرجل الغائب وتفهمها لسبب غيابه حتى ولو كان التفهم ولكن السبب، هذا يعرف ال القارئ في حد ذاته يجعل السبب مفهوما بطريقة شخصية على الضوء ويلقي مباشرة غير هذه المرأة. وعندما ننتقل إلى اللقطة الثانية، بالرجل خاص فعل أيضا: فعلين بها نجد يقوم الراوي ولكن بالمرأة، خاص وفعل إشارة من فبدال هنا، الفعلين ترتيب بتبديل المرأة إلى والثاني الرجل إلى األول الفعل األول الفعل يشير األولى، اللقطة في كما ففي الرجل. إلى الثاني والفعل المرأة إلى نجد األولى، اللقطة في الرجل غياب مقابل أخف والتأخر الثانية، اللقطة في المرأة تأخر دالليا ووطأة من الغياب، فالغياب قد يستمر ال ساعات فمداه التأخر أما ولشهور، أليام العذر لصاحبته نلتمس بأن أولى وهو أكثر لغياب أعذار عدة تلمست وأنها خاصة هنا، الرجل هذا ولكن األولى. اللقطة في الرجل المالحظ ومن واحدة. عذرا لها يلتمس ال “استضاف”، الفعل يستعمل العزابي أن هنا واالستضافة ليست مفروضة على من يقوم بها، وإنما هي فعل إرادي يقوم به المرء من “األعذار” الراوي استعمل تلقاء ذاته. وإذا كان مفعوال للفعل التمست في اللقطة األولى، كاملة كلمات ثالث هنا يستعمل أنه نجد للفعل مفعوال – األعذار” من “مجموعة –“استضاف” الذي يتساوى في عدد أحرفه مع وعدد المبنى في والزيادة “التمست”. الفعل الكلمات هنا تقابلها زيادة في المعنى أيضا، أكبر الرجل شكوك أن على تدل زيادة وهي الرجل وكأن وحضورا، عددا المرة أعذار من من األعذار له التمست التي المرأة إلى ينظر

قبل نظرة شك وارتياب.

من مكتوبة الومضة هذه أن المالحظ ومن منظور نسوي يسلط الضوء على وضع المرأة في مجتمعاتنا العربية ونظرة الرجل السلبية لها. ويبرز وضعهما اللذين العنوانين خالل من ذك العزابي “ديدن” األول فالعنوان اآلخر. تلو واحدا للومضة للمرأة ينظر أن الشرقي الرجل عادة أن على يدل جميع بين تساوي نمطية نظرة وهي بارتياب. حقها. توفيها نظرة المرأة إلى تنظر وال النساء الومضة من األولى اللقطة في العزابي وقام الصورة هذه ينافي تصوير هنا المرأة بتصوير التركيبة على عبثيا ضوءا يلقي وبالتالي النمطية الهنية واأليديولوجية للرجل في اللقطة الثانية. أما العنوان الثاني “ظلم” فهو أكثر انخراطا من جانب بأن أحس وكأنه ومضته موضوع في المؤلف العنوان األول قد يوحي بأنه من العادة – والعادة الشرع مرتبة إلى الشرقية مجتمعاتنا في تصل يفهم قد – بها المسلم والحقيقية والقانون منه أن المرأة من الطبيعي أن تثار حولها الشكوك، لكي “ظلم” عنوان على الكاتب استقر ولذلك يؤكد الرسالة التي توصلها لنا الومضة مرتين: مرة من خالل النص الذي يلقي الضوء على عبثية تفكير الرجل ونظرته الجامدة نحو المرأة بغض النظر عن

الموقف والمالبسات، ومرة من خالل العنوان.

44

من الومضة هذه تتكون ومن أسلفنا، كما لقطتين زمنيا فاصال هناك أن الواضح األولى اللقطة حدث بين الثانية. اللقطة وحدث بنية على الضوء ذلك ويلقى أكان سواء ككل، الومضة السرد مستوى على ذلك الخاص الزمن توظيف أم الومضة. تركيب أم بالحدث تجمع السرد، مستوى فعلى حدثين بين الومضة هذه وبالتالي الزمن في يتباعدان لحظة على الومضة تركز ال شائع: هو كما واحدة زمنية فالومضة يمكنها الجمع بين الجمع هذا ويتم لحظتين بناء على النظرة المقارنة التي الحدثين ألحد ننظر تجعلنا على ضوء اآلخر، فاألثر الجمالي من يتحقق الثاني للحدث األول. بالحدث مقارنته خالل الزمن، مستوى على أما تغطي أن للومضة فيمكن ولكن كبيرة زمنية مساحة الذي االختزال خالل من بين الواقعة التفاصيل يحذف دال هو بما ويكتفي الحدثين أما الزمنيتين. اللحظتين في على مستوى تركيب الومضة، فيمكن للومضة أن تتكون من أكثر من لقطة وكأنها تسلط من تتكون لوحة على الضوء االقتصار خالل من أجزاء عدة الحدث من األدنى الحد على إال إيراد يتم وال جزء كل في التفاصيل الدالة الموحية التي األثر وإبراز خلق في تساهم للقطات اإلجمالي الجمالي بجانب وضعها يتم عندما

بعضها البعض.

45

ثنائية اإلغواء والذكريات : قراءة في ومضة هروب لحسونة

العزابي

عباس طمبلالنص : هروب

أغراني انصياع القلم وبياض األوراق ؛ رسمت ذكرياتي كما تمنيت أن تكون .

)أبو العزابي حسونة المبدع لنا رسم الفنان بإحساس ومضة العزابي( إبراهيم األلوان وباستخدام المرهف التشكيلي الناصعة أوراقة بيضاء زينت التي الزاهية بامواه الزنابق وحاول جاهدا زخرفة ذكرياته كالفسيفساء تجعلها متأللئة بألوان التقريرية عن ابتعدت شعرية بلغة الزاهية مشاركته فرصة للقارئ وأتاح والمباشرة التأويل والتجوال بخياله دون أن يحدد في يفقده أن دون للنص يلج الزوايا أي من له هذه لنا صاغ . واإللماح اإلدهاش خاصية المتعددة الدالالت ذات الرمزية الومضة )األنا المتكلم بضمير فيها تحدث إلتى و منها أنواع ثالثة في الرؤية صنفت فقد )رؤية داخلية وتتمثل الرؤية المكتوبة بضمير . بالنظر إلى هذه المتكلم والسيرة الذاتية الومضة من منظور داخلي نجد أن الجمل انصياع )أغراني الماضي زمن في الفعلية القلم وبياض األوراق ؛ رسمت ذكرياتي كما تمنيت أن تكون ( أعطت طابع توتر وحركة كالرصاصة تنطلق الومضة جعلت فاعلة المفارقة صفعة لتحقيق هدفها نحو تميز التي المهمة السمات من وتعتبر األنواع من غيرها عن القصصية الومضة المفارقة في يشترط وال ، األخرى األديبة استخدام الكلمة وضدها فقط أنما يمكن تحقيق مفارقة من سياق قصصي يعكس كلقطتين منقولة معبرة اجتماعية حالة من مشهد من وحى الحياة اليومية للراوي ،كما أراد الراوي هنا نقل لقطتين مختلفتين من مشاهد لشريط ذكرياته منذ طفولته

إلى عمر ربما أمتد إلى سنين .

واللحظة الفارقة العالمة اإلغراء شكل فقد لذلك الحاسمة إذ يعتبر اإلغراء أو اإلغواء هو جذب اهتمام وتحريك لديه الداخلية المشاعر إلطالق اآلخر وجدانه وهو الفن الفطري الذي تمتلكه المرأة. ربما شكل هذا الفعل دافع قوى للراوي وجعله ينصاع ويقدم فروض الوالء والطاعة لقلمه وساعده على ذلك بياض األوراق الالمعة التي تشع نورا وتمد يدها تطلب من قلمه التقدم نحوها دون توجس أو خوف لرسم ذكرياته . وتعتبر الذكريات ما يختزن أو يحفظ في ذاكرة اإلنسان وهي إحدى قدرات الدماغ ، وهي القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس وعلم اإلدراكي النفس علم حقول في الذاكرة على بناء للذاكرة تصنيفات عدة وهناك األعصاب. الشعورية. للحاالت واسترجاعها طبيعتها ، مدتها عقله في اإلنسان يختزنه ما كل تعكس التي الباطن منذ مراحل طفولته التي تتيح للعقل تخزين الشيخوخة تمحوها أن يمكن ال وأحداث مشاهد وتقدم عمر اإلنسان فكلما تقدم اإلنسان في عمره

فقد خاصية الذاكرة القوية .

تمناها كما ذكرياته رسم قد الراوي نجد لذلك إن الذاكرة قوانين كل متحديا بما ر تكون أن بعكسه تذكاره في مساعدة وغير ضعيفة كان اللحظات السعيدة من مشاهد حياته ،بالطبع كل حال أبهى على ذكرياته يرسم أن يتمنى إنسان ولد عزيز أي بفقد أليمة ذكريات كانت إن حتى عاطفية حالة تعرض ذكريات كانت أو أم أو أخ أو فاشلة ،لذلك تلعب األمنيات دور البطولة في حياة واقع إلى وترجمتها تحقيقها يمنع لكن فرد كل قادر غير تجعله اإلنسان حياة في كثيرة تداعيات على تحقيق أمنياته وهنا يمكنني أن اطرح سؤال: لو أتيحت لكل شخص فرصة رسم ذكرياته في لوحة وتزيينها بأبهى األلوان وفتحت له نافذة لبيعها في دون هي كما سيرسمها هل العالم متاحف أكبر معاناة من تحمله ما بكل ، ظالل أو رتوش إضافة وألم وحزن. بالطبع ال أظنه يفعل ذلك بل يأمل في تزيين الصورة وتجميع كل لحظات جميلة رائعة في

حياته كي تخرج في حلة زاهية.

ويمكننا أن ننظر إلى الومضة من زاوية أخرى بالنظر إلى الراوي كونه عربي األصل و تمنى أن تكون هذه ذكريات وهى الورق بياض تجمل زاهية الذكريات

46

وطنه األم ،أو وطنه العربي الكبير ويرنو إلى الخراب وحاالت العربي وطننا من كبيرة أجزاء أصاب الذي والدمار القتل

بعد ما كلنا في سالف العصر أمة فاعلة متقدمة .

ذكريات تحمل كانت شخصية إلى الومضة تحيلنا وربما مخادعا ماكرا شخص كان وإن منها الهروب يريد سالبة المرأة هذه يخدع أو ، ذاك على وينصب هذا على يكذب أغراه تاب وعندما ، تلك ضد اإلجرامي مخططه وينفذ لذلك ، الدنس من المنقى األبيض كالثوب صحيفة بياض أن تكون وتجاهل سواد ماضيه رسم ذكرياته كما تمنى

الملطخ بالذنوب والشوائب .

سيميائية العنوان :

أن دون النص إلى الدخول )هروب( العنوان لنا مهد ربما يشي لما في المتن . الهروب هنا يمثل هروب اإلنسان من ذكريات سلبية أو صفات كان يتصف بها في ماضيه لذلك يريد الهروب من واقعها األليم وعندما هم برسمها هرب ولم يكمل صورتها ،فكم من ذكريات نهرب منها وهى عبارة عن محطات قد تشكل منعطفا في حياة الفرد إن كان الهروب ال يمثل الحال األمثل للنسيان أو عالج كوارث الماضي ،وقد يحيل العنوان هروب الومضة إلى عدة دالالت بصفته ضيق، حيز في حصرها دون تأويلها أبواب ويفتح تعريف حول يتفق أو البعض يختلف وقد نكرة عنوان للكثير األكبر الهاجس العنوان اختيار ويشكل . العناوين الومضة نص لقصر ،نسبة القصصية الومضة كتاب من البعض ويفضل اختياره في العجلة عدم يتطلب لذلك

كتابة العنوان بعد الفراغ من صياغة النص .

هروباختار األمس خليال , تخلى عنه الغد.

ضريبة ..فاكتشفوا الكهرباء انقطعت

أنهم أسرة.

تباطؤفلم , ظهرها لهما اللحظة أدارت

يجدا وقتا للعتاب.

إسعاف صرخة مكتومة حملت أكسير الحياة

للحظة تحتضر.

قهر, فأخذت ر على لسانه االنطالق تعذ

عيناه زمام المبادرة.

لغةاستعصى على الحروف أن تلتقي في

كلمة , انسابت من المآقي فرادى.

خذالن أدمن االختباء خلف صمته , قرر الثورة

, سل لسانه , وجده فاقدا للذاكرة.

سقفأمطرت , هرب من بيته بحثا عن مأوى.

مأزقفقدت الحمامة ذاكرتها أثنا الطيران

, جاء هبوطها خبط عشواء .

سلبيةعاش المباليا , سئل عن عمره ..ضاعت

منه الحروف واألرقام .

47

تطبع .. قطيع من جزءا عمره أمضى خطاب ليلقي وقف .. راعيا انتخبوه

القسم .. مأمأ .

تطرف جز .. سواه يسمعها لم تكبيرة ر كب

عنق الرهينة .. أمطرت السماء دما.

انغالقعم .. المنابر عن الكهرباء انقطعت

الظالم المدينة .

ضريبةوجدوا , الجديد بيتهم إلى انتقلوا

كل شيء إلا ذكرياتهم .

ظلم , تأخرت , األعذار له ,التمست غاب

استضاف مجموعة من الشكوك.

ممثلةأنهت مشهد الدعاية لغسول يجعل لحجرتها أسرعت ؛ حريريا الشعر

لتخلع شعرها المستعار.

قتيلأصر إخوته على الدية ؛ صرخت روحه كانوا فما , شيئا تمنحوهم ال “ :

يطيقونني. “

مخاضبه ضاقت ؛ العروق في الحنين سرى ؛ انفجر بوحا مغموسا بدم الشرايين

الكلمات.

48

ومـضــاتاألشخاص

49

ياسر رسالن

تباطؤيجدا فلم , ظهرها لهما اللحظة أدارت

وقتا للعتاب.

جيرةقتها مز الحكايات، بخيوط جوعهم رتقت

روائح الجيران.

إيثارفي فأشهر دمعة، القلب في وخزته

وجوههم ابتسامة.

حقدأتعب قالوا السماء، في يحلق شاهدوه

رقابنا.

أبو إبراهيم العزابي

ديدنتأخرت؛استضاف األعذار؛ له التمست غاب؛

مجموعة من الشكوك .

ممثلةيجعل لغسول الدعاية مشهد أنهت لتخلع لحجرتها أسرعت ؛ حريريا الشعر

شعرها المستعار.

قتيلال “ : روحه صرخت ؛ الدية على إخوته أصر

تمنحوهم شيئا , فما كانوا يطيقونني “

سيركاستغرب األسد مروضه المرتبك حينها ؛ هجم عليه

يستكشفه ؛ مات بعده وفاء

جمال ال هاشم

سباق أراد سباق زمنه، أوقعته عواصف الحياة.

اقتراب فأسرعت أوراقي، تساقطت عمري، خريف اقترب

راكبا دائرة الحياة .

تواعد تواعدنا معها سويا، غابت في األفق.

جريمة تمادوا في إراقة دماء األبرياء، طاردتهم اللعنة.

كاتب كتب مقاال في الصحيفة، حرمه الحياة.

مؤرخ كتب ماضي أجداده، فتضاربت الكلمات واألحداث.

50

نجيبة رحموني االزعر

عمالفي بالزيادة طالبوا األممي، عيدهم في

األجور، زادوهم في األسعار.

أبلهامتطى صهوة الزمان بدون لجام ، سقط في

غيبوبة ولم يفق.

انتقامحملها فوق ما تحتمل ، حملته هموم الدنيا.

انتهازيلبت دعوته للعشاء، أدت ثمنه غاليا.

مجدي شكري

االحتالل ارتدى عباءة جده، فألقوا القبض عليه.

لغم العرب فاستأجروا باأللغام، االرض زرعوا

لثمنهم الزهيد.

قتيلال “ : روحه صرخت ؛ الدية على إخوته أصر

تمنحوهم شيئا , فما كانوا يطيقونني “

طارق عثمان

جائع االنتظار؛ أكل الساسة في ثالجة تعفنت كلمات

المواطن نفسه.

انشطار خواء في سقط مختاال؛ الوطن حروف امتطى

جيبه.

انتخابات تبارزوا باأليديولوجيات؛ جحظ الفقر في العيون.

إيهاب عبد اهلل

شراكةاطفأت شوقه ؛ أنار حياتها.

لهفةكلما ذكر اسمها ؛ استنشق عبيرها و ارتوى.

وفاءيده ظله مد ؛ جمعهما مكان اول فى جلس

فأحتضنه.

تضحيةالهب ظهرها السوط ؛ عرت ما تبقى منه لما رأت

الماء ينساب زالل.

51

سيد ماهر

حبصفعها ظلما، خافت أن يجرحه قرطها.

سرابفي دسته شفاه؛ أحمر منها نلته ما كل

قميصي وهجرت.

امتنان زوجكلما غزا أنفاسه العبق من شفتيها، صار يردد

ث. أما بنعمة ربك فحد

وهمرامت قطع نياط قلبي، فتبسمت، ومتى كنت

فيه.

تواطؤغلقت بوجهه الباب، أدخله اإلطار خلسة.

نظرةنياط قلبي حتى انشغلت بعينيها، فقطعت

سرقته.

طغيانسحقوا أنامله، لم يصرخ؛ قبال بتروا لسانه.

دهاءزحفه، البيدق يواصل بمربعه، يتمسك الكل

يباغت الجميع، أصبح وزيرا.

مفارقاتطعام اللص أطعموا اإلنسانية؛ وخزتهم

كلبهم.

عجزكثرت جرذان الوطن؛ أباحوا استيراد القطط.

ذنبكلما تذكرت تلك الخطيئة تحسست ظهري.

هيفاء حماد

عاشقةداخلها في هطل عينيها؛ في صورته لمعت

المطر.

طمأنينةصرخت من األعماق، غمرها سالم عجزت عقاقير

األرض منحها إياه.

حيرة“ هل ينمو على مالمح وجهي، بدأ االنتظار وجع

سيأتي بصورة مختلفة”.

وجعنبكي أن مخافة عناق، دون مودعا صافحني

الوطن.

غيورحاصرها بحبه، فقتل في قلبها مساحات الفرح.

فرحاستيقظت أصابعه، أطراف على أتى أنه رغم

المآسي.

52

تريزا زكي

محراب حارس صفعني أحالمه, أهازيج إلي تسللت

أفكاره.غرور

دار في فلك األنا, لم يسمع غير صوته, سقط في هاوية الذات.

نجالء نصير

عيد العمال فأمسك تقدير، شهادة أهدوه العمال عيد في

بمعدته الخاوية .

يحيى أبو عرندس

عقدة حاول فك عقدتها , فكبلت حركته .

دكتاتور فوق روحه رفرفت , رحيله بعد مقعده خال

المكان , أزهقتهم .

بسمة العوني

وطن طالب بحريته,, باعوه في سوق الفتن

خليفة أحميم

, الدواء أقراص منه فنفذت , عليلا نصا قرأ حيب. إستلقى ينتظر الن

ظلمفحكم الملك ات جن عند خوره قوى خارت

مر. على شبحه الرشق بقشر الث

جميل اعتنى بجدته حتى الوفاة , احتفظ بعكازها و

معزتها .

شاهدروح زغردت , كاتبة فأنجبت مخاضها قرأ

القلم .

كامل صالح

غيابانتظارها من غزلت لغيابه, برودتها اشتدت

معطفا.

جوعحركت القدر ألطفالها كذبا, فمألت بطونهم

بالوهم.

شوقأخذوني طفال؛ اشتد عودي، استعصى عليهم

ر. ة أمي كل الحنين تكس كسره؛ بضم

غريبصفعته يد الغربة, ارتدت إليه ذاكرة الوطن.

53

شعبعجز عن تغيير نفسه, غير الحاكم.

إحباطتعاطف مع الطفل الجائع، فأشبعه صورا.

حسين الدبوس

صبرزرع دربها أشواكا؛ انتعلت قلبها وأكملت المسير.

إطالق سراحفتحوا باب زنزانته؛ ليعيش في سجن أكبر.

أسيرةالمجد فسار ظهرها، تلسع والسياط سارت

خلفها.

أثير الغزي

مؤرخكتب عن حياة جده؛ أكثر من استعمال الممحاة.

لقيط.)D.N.A( عال مجده، لوحوا له بالـ

تقاليدتزوجت ابن عمها؛ دخلت سن اليأس.

خسارةخسرت الشركة؛ ربح رأس مال صديقه.

وليد البغدادي

إخوة يوسف سمى ابنــه يوسف ، فسارع أبناؤه إلى ردم

البئر .

مصطفى الشامي

حنينأدركت حنينها لي ،فأهديتها قلبي .

بسام جميدة

معاناةتحسس جرحه، فأيقظ األلم.

خائنباع الوطن، وجد نفسه في سوق النخاسة.

فضيحة تشاجرا، ماضيه، منهما كل ينسى أن اتفقا

فمزقا ستائر النسيان، ثم افترقا.

قهرالمدينة نوح يحصدني حيرتي، في أتقلب

البائسة، المترعة بأنفاس المقهورين.

حرباء وارتدى ثوبه، خلع انتهى، ولما زمنه، ركب

الزمن الجديد.

54

محمود مصطفى

تفويضارا ، تسابقت لم يجد مالا ليثمر أرضه، زرعها صب

إليه شركات األدوية والعقاقير .

انشطاريل حتى انفطرت منابعه . دمعت عيون الن

عادةفأرسلتها ، مالبسها على القهوة انسكبت

إلى قارئة الفنجان

فاقةكنز المال في بطانة معطفه ، ساومت عليه

زوجته ، ببعض األواني البالستيكية ,

السيد عدنان مهدي

فرعون صدرت صولجانه، سطع تابوته، في تمدد

أوامر الكهنة أن اسجدوا ببركاته تنعموا .

سياسيجانبا وقف االختباء، لعبة أقرانه يشارك لم

يراقبهم ، عرف أماكنهم .

أحمد جالل صالح

وعودانتخبوا عرقوب؛ انتظروا النفط يصير عسال.

مجدبأمطروه ثناء؛ أنبتت صلعته ريشا.

مهلكو النسلطالبوه بالقناطير المقنطرة مهرا؛ منحهم بعض

عنوستها ومضى.

حنان ناصري

تخوفخاف تقدم العمر؛ تصابى.

تيهانرمالها التقمتها حياتها, صحراء في تاهت

المتحركة.

55

طه أحمد مكرم

خائفة هيأفرغ لها قلبه؛ خافت أن تدخله.

مجنوناللغة لمجمع بطلب تقدم الحب؛ أعياه

العربية بحذف حرفي الحاء والباء.

سيد أبو عقيل

احساستبادال النظرات، ساد الصمت المكان، احتضنها

وبكي.

الغرف المغلقةحكمة يمتدحون هيبتهم، على يحافظون يشعرون ال المغلقة وبالدوائر قراراتهم،

بأنهم مخطئون.

كتاب الحياةالمآتم، صار في الكتاب، قصروه على هجروا

أذهانهم كتابا للموت دون الحياة.

حالة خاصةيعظهم بآيات النجاح، يصرون على خصوصية

كل حالة، فيعلق حلمه إلى حين.

الحسين بري

رسالةمرروا رسائلهم السلبية، فعطلوا مجتمعهم.

غباءدثرهم بلحاف الجهل، فرأوا صورته على القمر.

قلقفي ضالته وجد طفولته، عانق القلق، به استبد

رحمها.

صراعصراع نشب بلغته، ردها األخر أصر بلغته، حياه

بينهما.

ارتقاءارتقى بنفسه، نعتوه بالجنون.

منى صبري

سبيل سألوا السجان عن حلمه، فأجاب: حرية!

عرافةحدقت في قاع الفنجان؛ فأعماها الكذب.

تجلد استوحشت الظلم؛ ألفت أسرها.

إجحاففت أحزانها بقهقهة؛ رجموها بالخبل. غل

جزاء راوغها بالشكوك؛ صادقت البعد.

56

نورا عيساوي

رقابةخيباتهم الفقراء التهم األسعار؛ رقابة في تهاونوا

المتالحقة.

محمد نبيل

احتيالسرق أسماعهم، فأهدوه عقولهم.

جهليد ليتصيد األخطاء. م الص تعل

ناجي حماد

صفقةنفذ مهمته بنجاح، استلم تذكرته لجهنم.

وسواس حدق في ظله ،بادله النظر، تأكدت لديه نظرية المؤامرة.

مسخولغ فى الدم، فقد السمة البشرية.

تعففعضه الجوع، اقتات صبرا.

ضياعاستهدى بقرينه، ضل الطريق.

حسين عبد الجيد

لهيبكلما اشتد لظى القلب؛ أطفأه شهد

الرضاب.

وطنتباينت األفكار؛ فتناثرت الجثث أشالء.

عصام الشريف

مواساةربت علي كتفها، فانخلع قلبها.

غنم ..غنم..يحن ألم الغنم، أحرس عاما ثالثون

الوقت آلكل الغنم؟

اعتيادللجمع معلنا القامة منتصب وقف واحدا، واحدا تقدموا الطاغية، نهاية

يقبلون يده.

فراقابنه وسط الجموع، بعد القصف لمح يردده صوت ولنحيبه بقوة، احتضنه

المدى.

صبري حسن

وطنيالجميع؛ فوق ترفرف براية حلمت

أيقظتني دموع متفرقة.

57

مغتربونيال؛ أهرامات رسمت كلما

تبللت األوراق.

عبد السالم هاللي

غربالمواصلة عن القافلة عجزت المسير، تحرك أصحابها بحثا

عن كالب تنبح.

حنان عثامنة

حصاربعمقي بشفافية؛ قرأني

غلفته وأفكاره بها.

مآلىاستنجدت حزنا، بكل ما خلق؛ لفظت البحار ماءها تبكيها...

خلف كمال

بخيلالنافذة؛ من برأسه أطل

نقرته الطيور.

زلفى أشهيون

وطنوإلى للعلم، الحنين حركه األمام واصل الهجر هربا من

األنين واأللم.

منديلح لها بالمنديل فرحا برؤيتها، ابتسمت معلنة خسارته. لو

صومفبات المغيب. حتى الصوم اختار نذرا عديدة، موائد اصطادته

جائعا.

عباس طمبل

عدالةث مستقيمة، طالبتني الأخريان بالمساواة. رسمت إحدى زوايا المثل

نابغة امه. تويج، استعاذ بالله، فغاب خد ة الت اعتلى منص

د. نجاة عمار

ألموهو ألمها إلى ينتبه لم ، الوردة شوك من صرخ الذي الرجل

يقطفها .

ياسين خضر القيسي

لصاعطيته قصتي لينقحها، نشرها باسمه.

مرايالم ير نفسه في المرآة زمنا طويال, صادف أنه شاهد وجهه ,قال:

“أهذا أبي؟”

إرهابيونغرروا به, ذهب الى التهلكة.

58

وطنسرقوك يا وطني، بتنا جياعا.

أحاسيسماتت أحاسيسه، أخرجته من

حياتها.

عطشغادرني حبك، مت عطشا.

نصير السماوي

دموع أمتعجن كانت التي دموعها لها تشفع , لم الطحين بها

يوم أصبح رجال .

اعالنشخصية؛ مكتبة : للبيع

بأثاثها .. ما عدا القلم .

سياسيكان النهار, منتصف قبيل فلدغه , بالجماهير يخطب النهار منتصف في .. عقرب

تماما مات العقرب

الجودحرث أألرض وبذرها .. شح الماء

.. سقاها بدمه .

أمةبندقية جيال يسلم جيل

وهزيمة .

إحسان السباعي

كاتبةمن حصار سجاني انتفض قلم، بحروفه كسرت قضباني.

زوجةاشتمت رائحة سكره، حجبت عنه أنوف بنيها.

عبد الرحيم سعد

متشددأرغمها على ارتداء الحجاب، فعرت رجولته.

حلمعلق أحالمه في األفق، كرسوا جهودهم في اقتناصها.

سامح لطف اهلل

مطاردأسرف في القتل، فأوى الي جبل، أكله الذئب.

ثورةخلعوا الطاغية، دققوا االختيار، عاث فسادا.

تحديه راهن علي أول السباق، سبقه ظل

شرنقةتشرنقت حول بناتها، نمت للفراشات أجنحة.

59

أحالم قدور

مطلقةارتاحت من جلد زوجها، فرجمتها ألسن الناس.

عمرو بكري

تكبرالسلحفاة أصبحت طريقـــــه، وجد التأني في

تسخر منـــــــــه!

تواطؤمن أنقـذني الغربـــــة: ديار في وهو له قـالت

أشواق الليــل، قام بإلقــــاء قصـتـه عليهـا.

عبد الحافظ الخالدي

غربةعاد إلى وطنه، قتلته غربة.

حبأحب وطنه بعمق، قضى نحبه في زنزانة أعمق.

كلمةتوغل إلى روحها، تملكته شراهة.

غباوةالتمست منه دفئا، أوقد لها نارا.

عصام كباشي

ودنضب المداد، فيبس القرطاس.

تبع ساروا خلفه، وقع، فوقعوا.