127

الحال ـ مصطلحات صوفية

  • Upload
    -

  • View
    527

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الحال ـ مصطلحات صوفية
Page 2: الحال ـ مصطلحات صوفية

الحالفي اللغة

: الوقت الذي أنت فيه .الحال" صفة الشيء .

. ما يختص به اإلنسان من أموره المتغيرةالحسية والمعنوية " .في اإلصطالح الصوفي

الجنيد البغدادي : هو نازلة تنزل القلوب وال تدومالحاليقول : "

. "

السراج الطوسي منالحال وليس ... : هو الذكر الخفي الحال

طريق المجاهدات والعبادات والرياضاتوالمقامات " .

: هو ما يحل بالقلوب ، أو تحلالحالويقول : " به القلوب من صفاء األذكار " .

أبو بكر الكالباذييقول : " األحوال : مواريث األعمال ،

وال يرث األحوال إال من صحح األعمال " .

أبو سعيد بن أبي الخير

Page 3: الحال ـ مصطلحات صوفية

يقول : " األحوال : هي حركات السرائر " .

اإلمام القشيري

: هو منازلة العبد في الحين ، الحاليقول : " فيصفو له في الوقت حاله ووقته "

أبو الحسن الهجويري : عبارة عن فضل الله ولطفهالحاليقول : "

على قلب العبد من غير تعلق واألحوال كإسمها ، أي أنها كما تحل...بمجاهداته

يعني أن حلولهاالحالبالقلب تزول ، وألن اسمها وكل ما يبقى منها...متصل بالقلب ، ثم تزول

إنما هو صفة " .

ابن الدباغ عبارة عن تأثر القلب... الحاليقول : "

بالواردات من المحبوب ، إال أن ذلك سريع الزوال ، ولهذا قالوا : ألف حال ال يحصل منها

واالعتماد في السلوك على...مقام واحد المقامات والملكات ال على األحوال " .

أبو النجيب عبد القاهر السهروردي يقول : " األحوال : هي معامالت القلوب ، وهي

ما تحمل بها من مواصفات

Page 4: الحال ـ مصطلحات صوفية

األذكار ، وفوائد الحضور ومعاني المشاهدة " .

علي بن الهيتي يقول : " األحوال : هي كالبروق ال يمكن

استجالبها إذا لم تكن ، وال استبقائها إذا حصلت ".

عمر السهروردي

يقول : " سمعت المشايخ بالعراق يقولون : : ما منb الله ، فكل ما كان من طريقالحال

االكتساب واألعمال يقولون : هذا ما منb العبد ، فإذا الح للمريد شيء من المواهب والمواجيد

e إشارة منهم قالوا : هذا ما منb الله ، وسموه حاال موهبة " .الحالإلى أن

شهاب الدين السهروردي : هو أن يكون شيء ما من جزئيات األشياءالحال

سريع الزوال .

نجم الدين الكبرى : هو زاد وشراب ومgركب ، بها يتقوىالحال

السيار ويستعين في سفره المعنوي إلى مطلوبهhلي ، فهو قوة الروح أو القلب أو النفس أو الكالشهوة ، وهو قوة من باق في باق إلى باق .

Page 5: الحال ـ مصطلحات صوفية

: هو ما تحولت به من مقام إلىالحالويقول : " مقام " .

ابن عربي يقول : " األحوال : هي أحكام المعاني المعقولة

وهي العلم والقدرة والبياض...أو النسب والسواد والحماسة " .

: كل صفة تكون فيها في وقتالحالويقول : " دون وقت ، كالسكر والمحو والغيبة والرضى ،e بشرط فتنعدم لعدم أو يكون وجودها مشروطا شرطها ، كالصبر مع البالء والشكر مع النعماء

. "

كمال الدين القاشانى يقول : " األحوال : هي المواهب الفائضة علىe للعمل العبد من ربه ، إما واردة عليه ميراثا

الصالح المزكي للنفس ، المصفي للقلب ، وأمانازلة من الحق امتنانا محضا " .

الشريف الجرجاني عند أهل الحق : معنى يرد علىالحاليقول : "

القلب من غير تصنع وال اجتالب وال اكتساب من طرب أو حزن أو قبض أو بسط أو هيئة ، ويزول بظهور صفات النفس سواء يعقبه المثل أو ال ،

، e فإذا دام وصار مhلكا يسمى مقاما

Page 6: الحال ـ مصطلحات صوفية

فاألحوال مواهب والمقامات مكاسب ، واألحوال تأتي من عين الجودوالمقامات تحصل ببذل المجهود " .

أحمد زروق يقول : " األحوال : عبارة عن التقلبات الوجودية

...والوجوديات كالغنى والفقر ، والعز والذل e فلكل حال عمل يخصه ويختص به فيكون عوضاe في الشكر من مقابله في مقابله ، فما فات مثالعلى العافية ، استدرك بالصبر على البلية " .

يقول : " األحوال : عبارة عن الحركات القلبية ".

عبد الغني النابلسي eالحاليقول : " e وجماال : هو ما كسى صاحبه جالال

. " : هو حال التشوق الشديدالحاليقول : "

المزعج المنبعث من مقام التنزيهالتام " .

أحمد بن عجيبة يقول : " األحوال : هي حركة القلب بالمكابدة "

.

أبو العباس التجاني

Page 7: الحال ـ مصطلحات صوفية

: هو عبارة عن أمر يرد منالحاليقول : " حضرة الحق بصورة قهرية أو جمالية ، يكيف

العبد بصورة ما هو منطبق عليه " .

محمد المجذوب يقول : " األحوال : هي ما يجلى به من صفاء

ثم القرب وهو جمع الهم بين يدي الله...األكدار تعالى بالغيبة عمن سواه " .

سليمان بن يونس الخلوتي : يطلق على الشأن ، وهو ماالحاليقول : "

...عليه اإلنسان من خير أو شر e على الزمان أي الوقت الذيالحالويطلق أيضا

أنت فيه " .

محمود أبو الفيض المنوفي : هي مواجيد روحية وثمراتاألحواليقول : "

وهبية ، ينتجها سلوك المقامات العلية التي يتدرجe لنفسه األمارة بالسوء ، حتى فيها السالك مجاهدا

يصل إلى درجة النفسالمرضية " .

: هي ما يهبط إلى القلوب مناألحوالويقول : " أنوار الحق ومواهبه وتجلياته ، تتأتى بوارق ثمe شوارق ، ثم تثبت كأحوال دائمة ، وكانت دائما قبل السلوك في المقامات تبرق إلى النفوس

والقلوب كومضات البرق ثم تحول " .

Page 8: الحال ـ مصطلحات صوفية

الدكتور أميل المعلوف

عند الصوفية: هو أمر روحي يردالحاليقول : " على المتصوف من غير تعمد منه وال اجتالب . إنه نعمة يخصها الحق ببعض السالكين ، ويحجبها عن

ومنأهم األحوال التي تعرض في...بعضهم اآلخر توجهه إلى الله : الطرب ، الحزن ، القبض ،

الشوق ، االنزعاج ، الهيبة واالحتياج " .

محمد غازي عرابي : هو ما حل في اإلنسان أو ماالحاليقول : "

e له من أحوال . فالتعريف ذو عالقة كان فيه محال بأطوار وحدانية داخلية إشراقية ذات صلة بعلم

التصوف بالذات . والحال تقلب ، لذا كانت األحوال درجات سلم ، عليها يترقي السالك

e إلى مرحلة المقامات " . صعودافي اصطالح الكسنزان

: هو نور ينتقل إلى قلب المريد .الحالنقول : ومصدره إما من حضرة الرسول أو من نور الذكر والعبادة ، وهذا النور يغذي قلب المريد بما يفيض عليه من إشعاعات مباركة تتمثل بما يجده المريد

في داخله من مشاعر وفتوحات .:)الطريقة الكسنزانية (

الحال في شرط

Page 9: الحال ـ مصطلحات صوفية

مشروطw بأخذ اللمسةالحالنقول : حصول .الحالالروحية أخذ البيعة، وإال فمن أين يأتيه

عند المريدالحال: في مواطن حصول للمريد عند الذكر أو عندالحالنقول : يأتي

السماع أو عند التأمل أو التفكر.إضافات وإيضاحات

مبحث صوفي ابن عربي في اصطالح الحال

تقول سعاد الحكيم : وفي حليفه المقامالحاللقد كثر الجدل في

فهما رديفان ال يكادان يفترقان في التصوف اإلسالمي قبل ابن عربي . وال نجد ضرورة في ترديد كل ما قيل قبله ، ألنه استوعب كل ثقافةe عصره لما تحمله من تراث وأضاف إليها جديدا

من تفرده الشخصي بفكره المميز .e ما يورد أقوال أهل الطائفة ممن سبقه " كثيرا

ويخرج بها أفكاره.

هذا النهج ، فنراهالحالوقد نهج في اشتقاق مستندين إلىالحاليورد إشتقاقين للفظ

نظرتين يتبناهما في الغالب . أصله حلz : قال به منالحالاإلشتقاق األول :

رأى دوام األحوال دون أن يشهد أنها أمثالتتعاقب .

Page 10: الحال ـ مصطلحات صوفية

gحhول : قالالحالاالشتقاق الثاني : أصله حgالg ، ي به من رأى زوال األحوال في مقابل ثبات المقام

. هو ما يرد على... الحال: " ابن عربي يقول

القلب من غير تعمل وال اجتالب ، ومن شرطه أن يزول ويعقبه المثل بعد المثل إلى ان يصفو وقد ال يعقبه المثل ومن هنا نشأ الخالف بين

الطائفة في دوام األحوال . فمن رأى تعاقب األمثال ولم يعلم أنها أمثال قال

بدوامه واشتقه من : الحلول . ومن لم يعقبه مثل قال بعدم دوامه واشتقه من

gحhول إذا زال ، وأنشد في ذلك : حgالg يe وكل ما حال فقد زاال لو لم تحل ما سميت حاال

تغير األوصاف على العبد فإذاالحالوقد قيل : استحكم وثبت فهو المقام " . ،الحال" وكما تبنى رأي السلف في اشتقاق

نراه يتتبعهم في مضمونه فيجد أن المتحول في مقابل الثابت مقام ، المhوهgب في مقابل

المhكتسgب مقام . ما يرد على القلب من غير... الحاليقول : "

تعمل وال اجتالب فتتغير صفات صاحبه له . واألحوال مواهب ال...واختلف في دوامه

مكاسب . قال تعالى عن... نعت إلهي الحالاعلم أن

ن| وتلك الشؤون :} أ gفي ش gوhه | gو{م hلb ي نفسه :ك

Page 11: الحال ـ مصطلحات صوفية

...أحوال المخلوقين وهم المحال لوجودها فيهم واألحوال أعراض تعرض للكائنات من الله يخلقها

هذا أصل األحوال...فيهم عبر عنها : بالشأن الذي يرجع إليه في اإللهيات " .

تجاوز االشتقاق إلى االعتبارابن عربي ثم أن الزمني وربما كان يستند في هذا االعتبار إلى

النحو سواء من جهة الفعل أو اإلسم . هو الحاضر الدائم المستمر . الحال" له الوجود الدائم وهوالحال: " ابن عربي يقول

فهو عدمالحالالحكم الثابت الالزم ، وما عدا وما له في الوجود قدم " .

: هو ظهور العبد بصفة الحق فيالحال" الحالالتكوين ووجود اآلثار عن همته ويحتفظ

هنا بصفات الترجح والنقصعند ابن عربي والزوال رغم أنه تخلق ، ولذلك نراه يضعه في مقابل العلم الذي له الثبات والكمال ، فالعلم

مقام و التصرف حال . والمقام كلماالحال بين ...كما تنشأ عالقة جدلية

الحالترسخ السالك في المقام نقص في والعكس بالعكس . يقول ابن عربي :

ظهور العبد بصفة الحق في التكوين... الحال" zر ووجود اآلثار عن همته ، وهو التشبه بالله المعب

Page 12: الحال ـ مصطلحات صوفية

عنه بالتخلق باألسماء ، وهو الذي يريده أهلزماننا اليوم بالحال .

ونحن نقول به ولكن ال نقول بأثره ، لكن نقول :e منه بحيث لو شاء ظهوره إنه يكون العبد متمكنا

ومن ال علم له...لظهر به ، لكن األدب يمنعه بما قلنا

هو الذي يكون... الحاليقول ، الولي : صاحب له التكوين والفعل بالهمة والتحكم في العالم " .

" األحوال أمور عدمية ليس لها عين وإنما لهاحكم - وهي مبدأ التمييز بين األعيان وأصله

: يقول ابن عربي : " إن األعيان ال تنقلب من حال إلى حال ، وإنماe فتلبسها ، فيتخيل من ال األحوال تلبسها أحكاما

ولوال األحوال ما...علم له أن العين انتقل تميزتz األعيان فإنه ما ثمz إال عين واحدة تميزzت بذاتها عن واجب الوجود ، كما اشتركت معه في

وجوب الثبوت فله تعالى وجوب الثبوتوالوجود ، ولهذه العين وجوب الثبوت .

... فاألحوال لهذه العين كاألسماء اإللهية للحق فحصل لهذه العين الكمال بالوجود ، الذي هو الوجود من جملة األحوال التي تقلبت عليها ،

وذلك أن الحق ينقلب في األحوال ال تتقلب عليه وعين العالم ليس كذلك تتقلب عليه...األحوال

...األحوال فتظهر فيها في عين العالم أحكامها فالتقلب الحق في األحوال إلظهار أعيانها " .

Page 13: الحال ـ مصطلحات صوفية

عن السلف الصوفي فيماابن عربي " يخرج يتعلق باألحوال والمقامات فالمنازل عنده ال

تحددها أرقام رغم محاوالته المتعددة لحصرها في إطار معلوم والسبب أن األحوال والمقامات عنده تدور حول الحقائق ، وبمعنى أوضح : أن

كل حقيقة بكل ما تحويه هذه الكلمة من شعابوأبعاد لها حال أو مقام يستتبعه علم .

والمقام علىالحالهنا ابن عربي فقد استعمل zر عن كشف أو شهود أو رؤية الترادف ليعب

لحقيقة معينة منفصلة متميزة . هذا الشهود أوهذه الرؤية يستتبعها علم .

: " من الناس من تلوح له بارقةيقول ابن عربي الحالمن مطلوبه فيكتفي بها عن استيفاء

واستقصائه ، فيحكم على هذا المقام بما شاهدe أنه قد استوفاه . وقد رأيت e منه أو قطعا منه ظناe وقد طرأ مثل هذا لسهل ممن هذه صفته رجاال بن عبد الله التستري الظاهر في هذا الشأن فيe بما هو علم البرزخ ، فمرz عليه لمحة فأحاط علما

" ....الناس عليه في البرزخ في هذا النص :

شهود البرزخ = حال ومقام لمشاهده .أثر الشهود العلمي = علم البرزخ ،

وهو نتيجة حتمية للحال

Page 14: الحال ـ مصطلحات صوفية

هي الصلة أو الرابطة الوجودية التيالحال" تصل المخلوق بخالقه - وهي تركيب عضوي

طبيعي فعzال في مقابل التركيب اللغويالمقول .

يقول ابن عربي : .... مع الله " ..." ما من مخلوق إال وله حال

مبحث صوفي األحوال والمقامات ، مفاهيمها ، أعدادها ،

تصنيفها عند الصوفيةيقول أمين يوسف عودة :

e على تقنين الطريقة ، إن التصوف كان حريصاورسم معالمها اإلجمالية والتفصيلية .

فكان من معالمها اإلجمالية وضع ركنين أساسيينhنيت عليهما الطريقة ، وهما : ب

المقامات واألحوال . وكان من معالمها التفصيلية تحديد أسماء المقامات ، ومعانيها ، وأعدادها ، وترتيبها ،

وكيفية تحصيلها ، واالنتقال من مقام إلى آخروكذلك األحوال وبيان عالقتها بالمقامات .

تأسيس لمفهوم المقام

e : ال يصح ألحد ولوج مقام جديد ما لم تحصل ثانيا له اإلشارة ، أو اإلذن اإللهي بالولوج ، ليكون عن

علم وشهود .

Page 15: الحال ـ مصطلحات صوفية

e : إن استيفاء أحكام المقام واالنتقال إلى ثالثاآخر ال يعني ترك األول .

قال ابن عربي : " إن النقلة في المقامات ما هي بأن تترك

المقام ، وإنما هو بأن تحصل ما هو أعلى منه ، من غير مفارقة للمقام الذي تكون فيه ، فهوانتقال إلى كذا ، ال من كذا ، بل مع كذا " .

e : يضيف صفة مهمة سنعدهاابن عربي رابعاالتفريق بين الحالأساسية في

والمقام ، وهي أن المقام هو : " كل مأمور به فهو مقام

يكتسب " . فالله تعالى أمرنا بالتوبة والصبر والزهد والورع

e لألحوال...والتوكل وكل هذه مقامات ، خالفاzة ، فال تخضع لألمر التي تأتي من عين الجود والمن

أو النهي . وفي وصفالمقام :

إن المقام من األعمال يكتسببه يكون كمال العارفين وما

له الدوام وما في الغيب من عجبwهو النهاية واألحوال تابعةإن الرسول ألجل الشكر

له التعمل في التحصيل والطلبيردهم عنه ال ستر وال حجب

الحكم فيه له و الفصل والندب

Page 16: الحال ـ مصطلحات صوفية

وما يجليه إال الكد والنصبقد ور�مgت أقدامه وعاله الجهد والتعب

تأسيس لمفهوم الحال من الناحية اللغوية تشير إلى :الحالداللة

التغير والزوال ، وعدم الثبات . ومن وجه آخر تشير إلى وضع نفسي له صلة

بنشاط النفس ، أو عدمه . ومن وجه ثالث تشير إلى البعد الزمني

والمكاني . وباجتماع هذه الشارات الداللية الثالث ، صح

واستعمالهاالحالاختيار التصوف لمفردة للداللة على معنى معين ، ينطوي على الدالالتe ، ولكن في حقل تداولي المعجمية المذكورة آنفا آخر غير الحقل اللغوي المحض ، حيث يتم تقييد المعنى بإزاحته عن وضعيته السابقة إلى وضعية

جديدة تعرف بالمعنى االصطالحي .

ولقد حدد الصوفية المعنى االصطالحي للحالبقول الجنيد :

: نازلة تنزل بالعبد في الحين ، فيحلالحال " بالقلب من وجود الرضا والتفويض وغير ذلك ،

فيصفو له في الوقت في حاله ووقته ويزول " . وقالوا : األحوال كاسمها ، يعني أنها كما تحل

بالقلب تزول . وأنشدوا :e لو لم تحل ما سميت حاال

Page 17: الحال ـ مصطلحات صوفية

انظر إلى الفيء إذا ما انتهى وكل ما حال فقد زاال

يأخذ في النقص إذا طاال ونستطيع أن نستقرئ بوضوح ورود الدالالت المعجمية للحال في المعنى االصطالحي له ، كالبعد الزمني والمكاني ، والتحول أو الزوال ،

ومن ثموالصفة النفسية كالرضا والتفويض ، نملك مطمئنين إثبات تعريف الجنيد على أنه

.الحالالقاعدة األساسية لمفهوم وأما غير ذلك من معان الحقة عليه ، فهي من

قبيل المواصفات اإلضافية المكتسبة من الحقل الروحي الجديد . فقد وصفت األحوال بأنها

مواهب فال تأتي عن طريق المجاهدة والكسبe باقترانها بالمقامات ذات... وهي توصف غالبا

الصفة الثابتة والكسبية ، وتصح المقابلة بينهما بكونهما ضدين من جهة الوهب والكسب والزوال

والثبات . إال أن هناك صفة أخرى لألحوال تضاف إلى صفة

e لما مرالحالالوهب ، وهي القول بدوام ، خالفا معنا في التعريف . والقول بهذه الصفة قد يوقعنا

الحالفي مغبة الخلط بين والمقام ، ألن الصفة األساسية للمقام هي الدوام

والثبات . ، الحالوممن أجاز دوام

الحارث بن أسد المحاسبي . يقول :

Page 18: الحال ـ مصطلحات صوفية

" إن المحبة والشوق والقبض والبسط كلها أحوال ، فإذا كان دوامها غير جائز فال المحب محب ، وال المشتاق مشتاق ، وما لم يصر هذا

صفة للعبد فال يقع عليه اسمه ، ولذا فهوالحاليقول : إن الرضا من جملة األحوال .

هذا يقف على الطرف النقيضالمحاسبيورأي الجنيدمن رأي اغلب الصوفية ، وعلى رأسهم

بأنه " نازلة تنزل بالقلب فالالحالالذي يصف تدوم " .

وقيل : " األحوال كالبروق ، فإذا بقيت فحديثنفس " .

فكيف نوفق بين رأيين صدرا من قمتين من قمم ، وكالهما يحتجمحاسبي والجنيد التصوف ، ال

بقوله في هذا العلم ؟ ! وقد يمكن حل هذا التعارض بالرجوع إلى علمين

ابن عربي والسهروردي البغداديآخرين ، هما واالستئناس بتعليقاتهما في هذا المجال .

يرى أن مقولة : األحوال كالبروقفالسهروردي، e فإن بقيت فحديث نفس ال تكاد تستقيم أبدا ألن األحوال قد تكون في بعض األحيان كذلك ،

أي خاطفة كالبروق ، أما على اإلطالق فال . والحال عنده قد يتحول إلى مقام ، مثال ذلك أن تنقدح في باطن العبد بارقة محاسبة لنفسه ، ثم

الحالتزول بسرعة لدفع النفس لها حتى يغلب

Page 19: الحال ـ مصطلحات صوفية

وتنضبط النفس تحت حكم المحاسبة التي أصبحت اآلن راسخة ومستقرة في باطن العبد ،

e له ولذلك يصح أن تكون مقاما وكذلك األمر في حال المراقبة الذي يتحول إلى

مقام ، وكذلك المشاهدة . الحال أن السهرورديوما يستخلص من تحليل

يمكن تصنيفه في نوعين :األول : المؤقت ، سريع الزوال .

واآلخر : طويل األمد ، بحيث يرسخ ويتحول إلىمقام .

eالحالوإن شئت قلت : أن في بدايته يكون مؤقتا ، يظهر ويختفي ، ثم يظهر بنوع من االستمرار

والتواصل ، فيمتد على مسافة زمنية طويلة إلىe إال أن هذه الحالة ال يمكن أن يثبت ويصير مقاما

تعميمها على بقية األحوال ، فحال البسط الe مهما طال زمن البسط ، يمكن تصنيفه مقاما

وغير ذلك...وكذلك القبض أو الغيبة أو السكر من أحوال .

. نخلص مما تقدم إلى النتائج اآلتية في مفهوم

وخصائصه :الحال : e مشتق من جذر حول بمعنى تحولالحالأوال

وزال . : e نعت وجداني شعوري نفسي .الحالثانيا

Page 20: الحال ـ مصطلحات صوفية

: e هبة من الله للعبد وال تعمzل له فيالحالثالثااجتالبها .

: e يقسم إلى قسمين ، حال مؤقت ،الحالرابعا وحال دائم ، ويمكن ان ينتج عنهما فعل خارق

للعادة . :الحالفي وصف ابن عربي وقد قال h ما يهبh الرحمن من منح|الحال

وال تقولن أن الحال دائمة hعناية منه ال كسب وال طلبhعلى ثبات فإن الحال تنقلبe إلى ما قلته ذهبوا فإن قوما

عند توالىالحال، وقد عرفنا أن المراد بدوام األمثال ، فكأنه استعمل كلمة دائم استعمال

األضداد .عالقة المقام بالحال

إن الحديث عن المقام والحال ال يكون بعزل أحدهما عن اآلخر ، الرتباطهما مع بعضهما

بعالقات ذات طبيعة جدلية ، فالمقامات وإن كانت تختلف عن األحوال ، إال أن العالقة بينها

موصولة بسببين :e مؤقتة كاللوامع والبوارق ، األول : أن هناك أحواالتتقدم مقامات من جنسها ، فهي أحوال ممهدة .

. e واآلخر : إن المقامات تنتج أحواال

Page 21: الحال ـ مصطلحات صوفية

وبناءe على تحليل السهروردي البغدادي للعالقة والمقام ، فإن اشهر المقاماتالحالبين

المتعارف عليها عند الصوفية تدخل في السبب األول وهو األحوال الممهدة ، بل يشترط سبق

للمقام .الحال: يقول السهروردي

" فال مقام إال بعد سابقة حال ، وال تفردللمقامات دون سابقة

األحوال " . فمقام التوبة يبدأ بحال من أحوال التنبه واليقظة

وزجر النفس ، وهذه كلها هبات من الله ـ عز وجل ـ يلقيها في قلب العبد عناية منه به ، فال

يزال العبد يتجاذبه طرفا واليقظة وهوى النفس ، حتى تغلب عليه واليقظة فيرجع ويتوب ، وإذا ثبت على التوبة واستقر أمره فيها صارت له

e وهكذا في بقية المقامات كالزهد...مقاماوالتوكل والرضا .

وبما أن األحوال تغيرات وجدانية ذات تأثير بالغ في النفس فإنها تقوم بدور المحرض الذي يدفعe في سلم السالك نحو الترقي والعروج صعوداe عن دورها المعرفي المقامات ، فهذا فضال الذوقي الذي تؤديه إلى جانب المقامات .

فاألصل في السلوك الصوفي انه اختبار ذوقيبين طرفين :

الطرف األول فيه : هو اإلنسان أو المرسل إليه .

Page 22: الحال ـ مصطلحات صوفية

والطرف اآلخر : األوامر والنواهي ، أو المرسلة . وباجتماع هذين الطرفين تتولد المعرفة بالمرس�ل

، الله ـ عز وجل ـ . وهذا التصور يطابق مطابقة تامة فهم الصوفية

لحقيقة المراسلة األوامر والنواهي إذ يترجمونها من واقعها اللفظي إلى واقع عملي محله

السلوك اإلنساني ، فتثمر هذه الترجمة على حدالغزاليتشبيه

شجرة المعارف عند الغزالى . يقول : " جميع مقامات الدين إنما تنتظم من

ثالثة أمور : معارف وأحوال وأعمال ، فالمعارف هي األصول ، وهي تورث األحوال ،

واألحوال تثمر األعمال . فالمعارف كاألشجار ، واألحوال كاألغصان ،

واألعمال كالثمار ، وهذا مطرد في جميع منازلالسالكين إلى الله تعالى " .

ويؤكد الغزالي العالقة القائمة بين المقامات واألحوال ، وهي : أن األحوال ثمار المقامات

ولكل مقام ثمراته الخاصة به التي توائم جوهره . : " وفي كل مقام ملحقاتيقول الغزالي

وإضافات تعدz من ثمرات ذلك المقام ، فالتوبة يضاف إليها الفرار واإلنابة واإلخبات ، ألنهن من

ثمراتها . ومقام الصبر يضاف إليه الرياضة والتهذيب ،

ألنهما من ثمراته .

Page 23: الحال ـ مصطلحات صوفية

والخوف يضاف إليه الحزن والقبض واإلشفاق والخشوع ألنهن من أنواعه . وكذلك الورع ، ألنه

من ثمراته . والرجاء يضاف إليه الرغبة ، ألنها من أنواعه ،

وكذلك البسط ، ألنه من "...ثمراته

وهكذا يمضي في تعداد ثمرات المقامات التيهي أحوال ، إلى أن ينتهي بالرضا .

والسالك البد له من إشارة إلهية مشعرة باستحقاقه للترقي في المقام التالي للمقام

، e الذي هو فيه ، وهذه اإلشارة ال تعدو كونها حاال بأنه موهبة من الله ،الحالوهنا تظهر ميزة نعت

hظzن في استكناه هذه اإلشارة أو هذا ،الحالوي أنه استشعار داخلي ، تمليه حساسية الروح التواقة إلى العلو ، بعد أن استكملت اختبار المقام المراد االنتقال منه وبه ، فتبدأ الروح

e الستقبال إشارات الغيب ، وإذ بالنبض استعدادا يتم التالقح بينهما ، يدرك الصوفي المراد منها

وتطمئن نفسه إلى منازلة المقام الجديد . والىهذا النوع من األحوال

السهروردي البغدادييشير في سباق توجيهه كالم بعض الصوفية بقوله :

" وقال بعضهم : ال يكمل المقام الذي هو فيه إال بعد ترقية إلى مقام فوقه ، فينظر من مقامه

Page 24: الحال ـ مصطلحات صوفية

العالي إلى ما دونه من المقام فيحكم أمر مقامه ، واألولى أن يقال ، والله أعلم : الشخص في

e من مقامه األعلى الذي سوف مقامه يعطى حاال يستقيم أمرالحاليرتقي إليه ، فبوجدان ذلك

مقامه الذي هو فيه " وثمة أمر آخر ينبه له في سياق بحث العالقة بين

األحوال والمقامات ، يقوم على بنية المثانيالضدية لألحوال ، كما أخبر عنها

علي الروذباري أبو لدى حديثه عن الخوف والرجاء ، ذلك أن حقيقة العالقة الجدلية القائمة بين هذين الحالين تنتجe ، هو ما يمكن تسميته e ثالثا بالضرورة عنصرا

بالطاقة النفسية المحركة التي تدفع السالك إلىالترقي ، وهي باقية معه بتناوب الحالين .

أبو علي الروذباري وقد عبر عن ذلك بتشبيهه المصيب في قوله : " الخوف والرجاء كجناحي طائر ، إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه ، وإذا نقص أحدهما وقع في النقص ،

وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت " .

e على بقية األحوال وتنطبق هذه المقولة أيضا كالقبض والبسط والهيبة واألنس ، والصحو والسكر ، والفناء والبقاء ، والقرب والبعد ،

ومن...واالتصال واالنفصال ، والوجد والفقد المعلوم أن الوجود الثنائي لألضداد بعامة مرتبط

Page 25: الحال ـ مصطلحات صوفية

بإمكانية المعرفة نفسها أي بقابلية الحقائق ، ألن تدرك فالشيء يعرف بنقيضه ، وبجدل النقيضين

تنمو المعرفة . وهذا الوصف يدل على اشتمال نظام األحوال

والمقامات على نسق معرفي موضوعي ال ذاتيفحسب .

ولقد أفاد من هذه المثاني الضدية فيما بعد ،الصوفي الكبير نجم الدين الكبرى ،

فأسس نظام األحوال والمقامات بوحي من الحالفكرة المثاني ، وذهب في قوله إلى أن : "

بمنزلة الجناحين للطير ، والمقام بمنزلة الوكر له . وال بد للسيارين من قوتين مختلفتين في حالةe أو e أو متوسطا واحدة ، سواء أكان السيار مبتدئا

. e منتهيا والمبتدأ : طفل الطريق ، والمتوسط : كهل

الطريق ، والمنتهي : شيخ الطريق .

فجناحا الطفل : الخوف والرجاء .وجناحا الكهل : القبض والبسط .

وجناحا : األنس والهيبة . ومنهما يترقى إلى جناحي المعرفة والمحبة والفناء والبقاء ، والوصل والفصل ، والصحو

والسكر ، والمحو واإلثبات " .e وتأسيس النظام على هذا النحو ، يبدي فهماe للعالقة بين األحوال والمقامات ، والدور عميقا

Page 26: الحال ـ مصطلحات صوفية

المحرض الذي تؤديه األحوال في أثناء السيرe عما تقوم به من خلق توازن شعوري بين فضال حالتي السلب واإليجاب النفسيتين ، بحيث يظل

السالك يتردد بينهما دون الوقوع تحت تأثيرإحداهما ، فيؤدي به إلى النكوص .

ابن عربيبقي أن يشار إلى فكرة أصيلة ذكرها e عن في عالقة األحوال بالمقامات وهي - فضال كونها عالقة - تكشف عن حقيقة أن الهدف من

الطريق هو المقامات الاألحوال .

: " إن الكامل كلما عال فيابن عربي يقول ... ، أعني في الدنيا الحالالمقام نقص في

كذلك المقام يذهب باألحوال ، ألن الثبوت مقابلالزوال " .

فالعالقة كما تبدو عالقة تناسب عكسية ، والمطلوب هو ما يثبت ال ما يزول ، فكأن

المقامات جواهر، واألحوال أعراض ، وإن دل هذا االستقراء للسلوك الصوفي على شيء فإنما يدل

على استبصار دقيق لحقيقة الشريعة بوصفها ، e تكليفا

وقد قال ابن عربي فيما تقدم أن المقام كل مأمور به ، فهو مكتسب

، وبذلك تبرز قيمة ملحوظة لعالقة التناسب العكسية بين األحوال والمقامات ، فاألحوال زاد

Page 27: الحال ـ مصطلحات صوفية

الطريق ، والمقامات منازلها ، وكلما تقدم السالك نقص الزاد فيضطر إلى التزود بزاد جديد

وهكذا ، إلى أن يضرب...لكل منزل ينزل فيه قبته إزاء العرش ، حيث الراحة األبدية .

وخالصة القول : إن الطريق الصوفي ما هو إال إقامة صورة الشريعة في أوامرها ونواهيها =e ، وإن e وباطنا كل مأمور به = المقامات ظاهرا شئت قلت ، التحقق بمقامات التصوف على

أكمل وجه ممكن . أول من تكلم في المقامات واألحوال من البداية

حتى القرن الثالث الهجري على الرغم من أن محاولة تحديد أول من تحدث عن األحوال والمقامات بالمفهوم الصوفي قد

تبدو عسيرة المنال ، فإن ذلك ال يسوغ لنا القفز عن هذا األمر أو إغفاله ، فقد التفت إليه القدماء

أنفسهم ، وأدلى بعضهم برأيه فيه ، وتابعهمالمحدثون على ذلك .

ولعل االهتمام به من كال الطرفين نابع من محاولة تأصيلية لظاهرة التصوف اإلسالمي ،

وبخاصة في ركنيها األساسيين ، األحوالوالمقامات .

نيكلسون ومنذ أن كتبذا النون المصريأن

هو المؤسس الحقيقي للتصوف اإلسالمي e على ما أورده ابن تغري بردي من أنه : " اعتمادا

Page 28: الحال ـ مصطلحات صوفية

أول من تكلم ببلده في ترتيب األحوالوالمقامات "

غدا من المسلzم به أن ذا النون المصري

هو رائد هذا المجال ، وتابعه على ذلك جمهورالمحدثين ممن تناول تاريخ التصوف .

مع أن هناك شخصيتين مهمتين تكلمتا في األحوال والمقامات بالمعنى الصوفي قبل ذي

النون ،

.شقيق البلخي وأولى هاتين الشخصيتين هو : " وأظنه أول من تكلم فيالسلمييقول عنه

علوم األحوال بكور خراسان " . ويأخذ بهذه اإلشارة أغلب من ترجم لشقيق البلخي ، وعليه

e بشقيق ، يكون ذو النون المصري مسبوقا المتوفي قبله بإحدى وخمسين سنة ، على األقل

في مجال الحديث عن األحوال . وأما الشخصية األخرى التي يبدو أنها أغفلت

e ، في أولية الكالم في e وحديثا e ، قديما e تاما إغفاال األحوال والمقامات ال التصوف بعامة ، فهو

هـ23المتوفى سنة الحارث بن أسد المحاسبي أي قبل ذي النون بسنتين .

وبناءe على استقراء عام لتراث المحاسبي المطبوع ، وال سيما رسالة المسترشدين تبين أنه صنف في نظام األحوال والمقامات بما لم

Page 29: الحال ـ مصطلحات صوفية

يسبق بمثله في حدود ما نعرف ، وفي ضوءالمصادر المتاحة .

وما يؤكد هذا الزعم ، أن المحاسبي رتب األحوالzر والتقسيم ، e يعتمد السب e خاصا والمقامات ترتيبا والتنظيم والتقعيد ، ال مجرد إشارات عابرة ، أو غير منظمة ، وما جاء في رسالته خير دليل على

ذلك . يقول : " واعلم رحمك الله أن الصدقواإلخالص ، أصل كل

حال ، فمن الصدق يتشعب : اليقين ، والخوف ، والمحبة ، وفيه الحياء . وقوة كل حال وضعفه بحسب إيمان العبد ومعرفته ، ولكل أصل من

" .الحاليعرف بها ثالث عالمات هذه األحوال ثم يأخذ في الكالم على عالمات كل مقام وحال . فإن كان البد من اإلشارة إلى ريادة ذي النون ،

المحاسبيفاألولى تقديم المحاسبي . فيقال : أن هما أول من تكلم في ترتيب األحوالوذا النون

والمقامات . وثمة شخصيات صوفية أخرى اشتهر عنها أنها افترعت الحديث في حال من األحوال أو مقام

من المقامات في منطقة دون أخرى ، وذلك منمثل :

: وهو أول من تحدث فيالسري السقطي ببغداد على ما يرى السلميالحالحقائق

: وهو أول من تكلم في علموأبو سعيد الخراز الفناء والبقاء .

Page 30: الحال ـ مصطلحات صوفية

: وهو أول من تكلم فيوأبو حمزة البغدادي المحبة والشوق والقرب واألنس على رؤوس

الناس ، وهو أستاذ جميع البغداديين . ولقد بذل فقهاء التصوف طوقهم في مدى أربعة قرون ونصف ، أي منذ نهاية القرن الثاني حتى منتصف القرن السابع ، في وضع نظم متنوعة

e ، كل e وترتيبا تستوعب األحوال والمقامات تصنيفا حسب تجربته وذوقه ، والعوامل المحيطة

بصاحب التجربة ، واالستعداد النفسي له ، ومدىنضج التجربة الروحية نفسها .

على اختالف المحاسبي فيأتي الصوفية من بعد مشاربهم وأذواقهم ، ليدلوا بدالئهم في ترتيبe ، فيضع كل واحد e ونوعا األحوال والمقامات كمzاe يختلف عن اآلخر ، دون أن يراعوا منهم تصورا

والمقام ، وكانوا في أغلبالحالالفروق بين األحيان يستعملونهما على الترادف .

إن ما يستحق اإلشارة إليه في هذه المرحلة ، أن تصنيف األحوال والمقامات من الناحية العدديةe ، وفي كال الحالين e أو مفصال إما أن يكون مجمال

e ،ال يتجاوز العدد في الغالب ، سبعة عشر مقاما وصنوه فيالمحاسبيكما هي عند معاصر

e، حيث يعد ذي النون الريادة ، سبعة عشر مقاما، يبدؤها بالخوف وينهيها بالتسليم .

Page 31: الحال ـ مصطلحات صوفية

المقاماتليجعل السري السقطي ثم يأتي ، أولها التحبب إلى الله بالنافلة ، وآخرهاعشرة

عشرةالقناعة بالخمول ، ويذكر أن للخائف ، أولها الحزن ، وآخرها مراقبة الكمد .مقامات

e هنا أنه يطلق مصطلح المقام على وما يبدو بينا ... ، فالحزن ومراقبة الكمد من األحوال الحال

e من ترادف وهذا يؤكد ما أومأنا إليه سابقاالمصطلحين في بدايات التصوف .

، تبدأالمقامات عشرة أن أبو سعيد الخراز ويرى بالتوبة وتنتهي بمقام المقربين ، وأن لكل مقام

شرائط .عشرة ليصنف المقامات فيالحكيم الترمذي ويأتي

، ويطلق عليه تسمية منازل أوسبعة درجات ويفتتحها بمنزلة التوبة ، ويختتمها

، وهي منزلة تجلي العظمةالسابعةبالمنزلة اإللهية .

الجنيدوينتهي القرن الثالث برئيس الطائفة e ،البغدادي e مجمال الذي يصنف المقامات تصنيفا

:أربعةفيجعلها توبة تحل اإلصرار .وخوف يزيل الغرة .

ورجاء مزعج إلى طريق الخيرات .ومراقبة الله في خواطر القلوب .

Page 32: الحال ـ مصطلحات صوفية

ويختم القرن الثالث برئيس الطائفة ، ونظام األحوال والمقامات آخذ في أطوار التشكل والبناء من الناحية النظرية ، أما من الناحية

العملية ، فالهدف واحد و مشترك بين الجميع ، وهو تصفية النفس من شوائبها وفق ما تسمح به

الشريعة ابتغاء مرضاة الله ومعرفته . المقامات واألحوال في القرنين الرابع والخامس

الهجريين بحلول النصف الثاني من القرن الرابع ، يبدأ

السبر الحقيقي للتصوف ، ووضع التصانيف فيه ، فلئن كان أعالم الصوفية في القرن الثالث قد

e يفتقر إلى التنظيم فوا التصوف تعريفا zعر والشمول ، ويغلب عليه طابع المقوالت المتفرقة

، فقد حفلت القرون التالية بتدوين منظم ومدروس لعلم التصوف ، وغدا له فقهاء ، إن

صحت له هذه التسمية .السراج الطوسيفها هو

المنعوت بطاووس الفقراء ينبري لوضع كتاب اللمع في التصوف ليعلق في أصوله ومبادئه

ومصطلحاته ، وكل ما ينبغي للمصنف أن يقوم بهحيال موضوعه .

ليرمي عن القوسالكالباذيوينهض معاصره نفسها فيضع كتابه التعرف لمذهب

أهل التصوف .

Page 33: الحال ـ مصطلحات صوفية

أبو طالب المكيويتوسع معاصرهما الثالث فيصنف موسوعته قوت القلوب في معاملة

المحبوب . بالسلمي وأما القرن الخامس ، فيفتتح

) عبد الرحمن السلمى صاحب كتاب طبقاتالصوفية (

صاحب الطبقات ، ورسائل عديدة في أصولالتصوف والزهد .

وفي المنتصف الثاني من القرن الخامس ، نجم القشيري يبزغ

(الذائعةالرسالة القشيرية من خالل رسالته ) الصيت .

رسالته الخاصة باألحوالالهروي األنصاري ويضع والمقامات ، ويسميها منازل السائرين

e بالغزالي ويختتم هذا القرن متوجا وغيرها من الكتبإحياء علوم الدين بموسوعته

والرسائل الصوفية . وإن ما يعنينا من هذا العرض الوجيز في هذين

القرنين ، هو استكشاف نظم األحوال والمقامات عند فقهاء التصوف ، بعد استقرار علومه

واستواء فنونه .e - بين ففي هذه المرحلة تم الفصل - تصنيفياe على مفهوميها األحوال والمقامات ، تأسيسا

الموضوعين من قبل ، وربما كانت الريادة في

Page 34: الحال ـ مصطلحات صوفية

، إذ يعد كتابه اللمع أقدمللطوسي هذا المجال مؤلف صوفي في هذا المجال .

، وهي : التوبة ، سبعة وفيه يجعل المقامات في والورع ، والزهد ، والفقر ، والصبر ، والتوكل ،

والرضا . ، هي : المراقبة ،عشرة ويجعل األحوال في

والقرب ، والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، والشوق، واألنس ، واالطمئنان ، والمشاهدة .

والملحظ المهم الذي ينبغي إثباته هنا ، أنe ، ستكونالطوسي مقامات e وكما وأحواله ، نوعا

هي اللبنات األساسية التي ال يستغنى عنها في حد الطريق الصوفي ، أو عند من يعرض لألحوال

والمقامات ، مهما تقلص العدد أو ارتفع حسبوجهة النظر التي يتأسس عليها التصنيف .

hعد من كما أن بعض ما ورد عنده من أحوال ، سي جملة المقامات عند بعض الصوفية ، وذلك

،الحالالعتبارات الثبات أو الزوال بالنسبة إلى وقد تقدم القول في ذلك .

، فيجعل المقامات اثنيالطوسي الكالباذي ويلي e ، تبدأ بالتوبة ، وتنتهي باليقين ، عشر مقاما

e e ، يبدؤهااثني عشر ويجعل األحوال ايضا حاالباألنس ويختمها بالفناء .

مقامات :تسعةأبي طالب المكي وهي عند التوبة ، والصبر ، والشكر ، والرجاء ، والخوف ،

Page 35: الحال ـ مصطلحات صوفية

والزهد ، والتوكل ، والرضا ، والمحبة . وليسلألحوال تصنيف عنده .

e لألحوال ، اعتمد ولعل كل من لم يذكر تصنيفا في ذلك على أن أصل الطريق مبني على األمر والنهي ، أي على المقامات ، فكل مأمور به أو

ابنمنهي عنه مقام ، كما سلف ذكره عند عربي .

السلميفإذا ما تجاوزنا القرن الخامس ، ألفينا e يبين معانيهما يتكلم عن المقامات واألحوال كالما

، ويستجلي أقوال السلف فيها دون أن يعنى بتصنيفها ، على أنها ال تختلف عما أثر عند سابقيه

. وكذلك فعل القشيري في رسالته ، ولعله اقتفى آثار أستاذه السلمي ، فلم يعمل على الفصل بين

األحوال والمقامات بقدر ما عمل على شرحهاواستجالء مضامينها .

وفي النصف الثاني من القرن الخامس قام عبد اللهالفقيه الحنبلي الصوفي شيخ اإلسالم

بنقلة نوعية في تصنيف األحوالاألنصاري الهروي والمقامات ، وتنظيمها فجعلها

في مائة منزل أو مقام ، موزعة على عشرة أقسام ،

هي على الترتيب : قسم البدايات ، وقسم األبواب ، وقسم

المعامالت ، وقسم األخالق ، وقسم

Page 36: الحال ـ مصطلحات صوفية

األصول ، وقسم األدوية ، وقسم األحوال ، وقسمالواليات ، وقسم الحقائق ، وقسم النهايات .

وفي كل قسم يذكر من المقامات واألحوال ما يناسب موضوع تسميته ، بصرف النظر عن كونه

. e e أو مقاما حاالe ، نجد أنه يفتتحه فلو أخذنا قسم البدايات مثال باليقظة وهي حال ، ثم ينتقل منها إلى التوبة

وهي مقام ، ويختمه بالسماع . كذلك في قسم األبواب ، يبدؤه بحال الحزن ،

ويعطف عليه بالخوف ، ويختتمه بالرغبة . فإذا انتقلنا إلى قسم األحوال ألفيناه من تسميته يشتمل على األحوال ، فيبدأ بالمحبة وهي حال ،

وينتهي بالذوق وهكذا .

وقد اعتمد في تصنيفه المفصل هذا على قاعدةe ذكرها في المقدمة وهي ترتيب المنازل " ترتيبا يشير إلى تواليها ، ويدل على الفروع التي تليها "

e ، الالحق فيه يعتمد على . أي بناء تصاعدياe بين األصول والفروع . إال أن ما السابق ، جامعاe من أقسامه وعنواناتها ، أنه اعتمد على يبدو جليا

وحدة الموضوع لكل قسم ، مما يسوغ وروداألحوال إلى جانب المقامات في القسم الواحد .

، قبل أن يأتي على تفصيلالهروي والواقع أن األحوال والمقامات فيوصل عددها إلى مائة ،

e ثالثة انبثقت منها ، وهي : يذكر أصوال

Page 37: الحال ـ مصطلحات صوفية

أخذ القاصد في السير ، ودخوله في الغربة ، وحصوله على المشاهدة الجاذبة إلى عين

التوحيد في طريق الفناء . وعليه فيمكن إطالق لفظ المجمل على األصول الثالثة ، ولفظ المفصل على منازل السائرين

المائة . أما كيف تمكن من تشقيق األحوال والمقامات حتى عدb منها مائة ، فمرجعه إلى إظهار معاني المقام الواحد وملحقاته ، ومثاله : مقام التوكل والتفويض والثقة والتسليم كما جاءت في قسم

المعامالت ، فالمقامات الثالثة األخيرة يمكن ردهاإلى دائرة التوكل ، ألنها من

جنسه ، بمعنى أنها منطوية فيه ومن مستلزماته ، وبذا يختصر العدد من أربعة إلى

واحد . الغزاليوينتهي القرن الخامس بحجة اإلسالم

e سنة أسالفه ، ال سيما ،األنصاري الهروي متبعافيصنف على اإلجمال والتفصيل .

فأما اإلجمال فيقول فيه : " اعلم أن مباني ، هي : اجتهاد ،أربعة أشياء طريق الصوفية على

وسلوك ، وسير ، وطير . فاالجتهاد : التحقق بحقائق اإلسالم ، والسلوك : التحقق بحقائق اإليمان ، والسير : التحقق بحقائق اإلحسان ، والطير : الجذبة بطريق الجود واإلحسان إلى

المعرفة " .

Page 38: الحال ـ مصطلحات صوفية

المقاماتوأما التفصيل ، فيعتمد فيه على األساسية ، وهي التوبة ، والصبر ،العشرة

والخوف ، والرجاء ، والفقر ، والزهد ، والشكر ، والتوكل ، والصدق ، والرضا ، ثم يضيف إلى كل مقام ملحقات وإضافات وثمرات ، وهي بعينها

من قبل على أنها مقاماتلهرويالتي صنفها ا مستقلة ، وإن ما فعله الغزالي هنا ، أنه قام بإرجاع كل فرع إلى أصله لكونه من ملحقات المقام األصل ، أو من ثمراته وأحواله ، فعندما

يتحدث عن مقام التوبة يضيف إليه الفرار واإلنابة كذلك مقام الخوف ، يضاف إليه...واإلخبات

الحزن والقبض واإلشفاق والخشوع ، ألنها من وكذا مقام...أنواعه ، والورع ، ألنه من ثمراته

التوكل ، ولواحقه : التفويض والتسليم والثقة والرضا ، ألنها من آدابه . وعلى هذا النحو يمضي في إرجاع أغلب ما ذكره الهروي من فروع إلى

دوائر المقامات العشرة األصلية .المقامات واألحوال في القرن السادس الهجري وبانتقالنا إلى القرن السادس ، ينعطف التصوف انعطافة هامة من حيث الشكل مع المحافظة على المضمون . فقد بدأت الطرق الصوفية بالظهور بوصفها مؤسسات تربوية وروحية ،يرأسها شيخ متمكن من الشريعة والحقيقة .

Page 39: الحال ـ مصطلحات صوفية

عبدوقد لمعت شخصيتان في هذا القرن هما : ، وقد أشارا فيأحمد الرفاعي و القادر الجيالني

ثنايا دروسهما الوعظية والتربوية إلى األحوالe عما سبق والمقامات ، فلم يخرجا عموما

eالجيالنيأسالفهما من قبل ، غير أن hدخل تعديال يe على عالقة المقامات بعضها ببعض ، وهي طفيفا

: المجاهدة ، والتوكل ، وحسن الخلقسبعةعنده ،

والشكر ، والصبر ، والرضا ، والصدق . ويرى أن أحكام المقامات ينبغي اجتيازها جملة ال

أن تتم بالتتابع في مراتب تصاعدية ، فمقام التوكل يقتضي الصبر ، وال يتم إال به ، فالمتوكل

e ، وكذلك مقام الشكر ، يجب أن يكون صابرا فعلى طالبه أن يشرك فيه مقام الصبر عند

التعرض لالبتالء ، وهكذا .النتائج

والنتائج التي توصل إليهامن عرضه الذي وصفهبالوجيز هذا لخصها بقوله :

eتنوعت مقامات التصوف وأحواله وتعددت ، بناء على تنوع االعتبارات التي تحتملها عملية

التصنيف ، ومنها : والمقام ،الحال" تصنيف بالنظر إلى مفهوم

ومنه دخل التنازع على بعض المسميات ، وهلهي من المقامات أم من األحوال ؟

Page 40: الحال ـ مصطلحات صوفية

" تصنيف بالنظر إلى العدد من وجه اإلجمال والتفصيل ، ومن وجه العالقة بين المقامات ، أو بين المقامات واألحوال . ومنه دخل االختالف في

العدد . " تصنيف بالنظر إلى األصل في الطريق . ومنه

كان إثبات المقامات دون األحوال . " تصنيف بالنظر إلى المقامات واألحوال الرئيسةe - في العدد والترتيب . ومنه جاء االتفاق - غالبا

والنوع . وثم كلمة أخيرة : إن التجربة الصوفية نفسها هي

، e hظhم األحوال والمقامات تصنيفيا التي تحكم ن فلكل سالك استعداد يختلف عن غيره ، وما

e e أن يكون مطابقا يعانيه في الطريق ليس شرطا لآلخر . وخالصة القول : أن معاناة الصوفي في تجربته معاناة فردية ذاتية ، فإذا وصفها ، وصف ذوقه هو ، ال ذوق غيره ، ومن ثم قد يجئ التنوعواالختالف في الظاهر ولكن مع وحدة الباطن .

مبحث صوفي أصول المقامات واألحوال عند ابن عربي

:يقول أمين يوسف عودة قبل منتصف القرن السابع بقليل ، نقف عند

hنعت محيي الدين بنخاتمة المحققين كما يe في كل شيء ، فاستوعبعربي zا ، وقد كان مجلي

آراء السلف ، وامتدت آراؤه لتفرض هيمنتها على تفكير خلفه من الصوفية ، فكان بحق عالمة

Page 41: الحال ـ مصطلحات صوفية

تحوzل بارزة ، قلz نظيرها في مسار الفكر الصوفي . وكانت األحوال والمقامات من ضمن األبواب التي فتق رتقها ، وفصzل مجملها ، ووطد أركان مفاهيمها على نحو مبتكر ، وإن أفاد من

سابقيه وثقافة عصره ولكنها الفائدة التي تضمحل في عباب فكره وأصالة رأيه . وقد عمل على تحرير األحوال والمقامات من أسر أفقها

التقليدي المحدود ، ونقلها إلى أفق واسعe e موصوال e أنطولوجيا رحيب ، بحيث تفسر تفسيرار على الباحث ، zبالوجود الحق نفسه ، مما يتعس بل يكاد يستحيل حصر األحوال والمقامات في

e لهذا الربط . عدد معين نظرا في قوله تعالى حكاية عنابن عربي كتب

wع{لومgم wقامgم hهg �الz ل zا إ المالئكة :وgما م�ن " وهكذا كل موجود ما عدا الثقلين ، وإن كانe مخلوقين في مقامهما ، غير أن الثقالن أيضا

الثقلين لهما في علم الله مقامات معينة مقدzرةzبت عنهما ، إليها ينتهي كل شخص عنده ، غhي منهما بانتهاء أنفاسه ، فآخر نفس هو مقامه

المعلوم الذي يموت عليه " . ابن عربيوقبل االسترسال في تفاصيل رؤية

األنطولوجية لنظام األحوال والمقامات ، يجدر التنبيه إلى أنه يوافق السلف آراءهم ، وهو في

e ، وقد يعقzب باستدراك أغلب األحيان يعرضها أوال

Page 42: الحال ـ مصطلحات صوفية

e ، ثم ينتقل إلى معاينته معين أو يوضح مبهماالخاصة ، ويبسطها في ضوء فلسفته .

يقول : " ولشيوخنا في هذا المقام حدود ، أذكر منها ما تيسر ، وأبين عن مقاصدهم فيها بما

يقتضيه الطريق ، وهكذا أفعل إن شاء الله فيe ، على أنهم إذا كل مقام إذا وجدنا لهم فيه كالما سئلوا عن ماهية الشيء لم يجيبوا بالحد الذاتي ،

لكن يجيبون بما ينتج عن ذلك المقام فيمن اتصف به ، فعين جوابهم يدل على أن المقام

. " e e وحاال حاصل لهم ذوقا وقوله : " إذا سئلوا عن ماهية الشيء لم يجيبوا

eابن عربي بالحد الذاتي " يدل على أن كان معنيا باستخراج أحكام المقامات من خالل حدودها الذاتية ، وبما هي عليه ، ال بما تعطيه الحالة

الذوقية بالنظر إلى صاحب المقام فحسب ، ألنها بهذا النظر األخير ال تدل بالضرورة على الحد

الذاتي للمقام نفسه . وهذا يدعونا - على هامش هذا الكالم - إلى إعادة

النظر في تباين أقوال المشايخ على المقامe e ذوقيا الواحد ، إذ كل واحد منهم يحد المقام حدا

عندما يستخرجابن عربي غير كامل ، وعليه فإن الحد الذاتي للمقام =الموضوعي فإنما تكون حالته الذوقية له قد وصلت إلى أقصى درجات

الذروة من الفناء فيه ، مما يكسبه أهلية الوصف

Page 43: الحال ـ مصطلحات صوفية

بالحد الذاتي على حد تعبيره ، أما في ما يتعلقبرؤيته األنطولوجية لألحوال والمقامات ،

فيمكن حصرها في أصلين :

ن|األول : } أ gفي ش gوhه | gو{م hلb ي يبنيه على اآلية :ك

نعت إلهي منالحالوبيانه في قوله : " اعلم أن قال تعالى...حيث أفعاله وتوجهاته على كائناته

ن| } أ gفي ش gوhه | gو{م hلb ي فهو فيه...عن نفسه :ك

اليوم في شؤون على عدد ما في الوجود من أجزاء العالم .. وتلك الشؤون أحوال المخلوقين

لوجودها فيهم .. واألحوال أعراض تعرضzر عنها للكائنات من الله ، يخلقها فيهم ، عب بالشأن الذي هو فيه دنيا وآخرة . هذا أصلاألحوال الذي يرجع إليه في اإللهيات " .

وبناءe على هذا األصل يتضح معنى قوله : " وإن كانت الواردات اإللهية ال تتناهى ، فاألحوال بال شك تتناهى " . والواردات اإللهية هي األحوال

عينها ، ألنها مواهب وليست مكاسب ، فال يمكن إذن حصرها بعدد ، ألنها دائمة التجدد بتجدد

أنفاس ابن عربيالموجود . ولكن هل هذا يوجب على

عدم تسمية أحوال بعينها فتكون محصورةالعدد ؟

Page 44: الحال ـ مصطلحات صوفية

e والحق أنه لم يتقيد بهذا الوجوب ، فذكر أعدادا منها ، وال سيما المتداولة في كتب القوم ،

e منها ، ال يستنتج منه وشرحها . وإن ذكره عددا القول بالحصر ، بقدر ما هو للتمثيل بناءe على ما

األربعينتقدم من كالمه وقد علzق ما يقارب e ، منها : حاال

حال الوصل ، وحال الفصل ، وحال الرياضة ،zة ، وحال االنزعاج ، وحال التجلي ، وحال العل وحال المشاهدة ، وحال المكاشفة ، وحال

اللوائح ، وحال التلوين ، وحال الغيرة ، وحال الحرية ، وحال القبض ، وحال البسط ، وحال

الفناء ، وحال البقاء ، وحال الجمع ، وحال التفرقة ، وحال الهمة ، وحال المكر ، وحال

االصطالم ، وحال الرغبة ، وحال الرهبة ، وحال التواجد ، وحال الوجود ، وحال األنس ، وحال الغيبة ، وحال الحضور ، وحال الصحو ، وحال

السكر ، وحال المحو ، وحال القرب وحال البعد...

zده علىأما األصل الثاني فهو للمقامات ، ويشيwل�zي جاع �ن bها واآلية :إ hل ماءg ك gس{ bمg آدgمg األ{ اآليةوgعgل

ر{ض� خgليفgةe ، وقد استحق اإلنسان خالفةg في األ{

الله تعالى في األرض بكمون األسماء والصفاتe ، وبهذا المعنى يكون e اعتباريا اإللهية فيه كمونا

e على صورة الرحمن ، فإذا عمل اإلنسان مخلوقا

Page 45: الحال ـ مصطلحات صوفية

على استخراج األسماء والصفات من بطونها فيه ، وتحقق بها ، فقد نال مرتبة الخالفة

بالفعل ، وإال فهو خليفة بالقوة = باإلسم. " فالخليفة البد أن يظهر فيما استخلف عليه

" و"...بصورة مستخلفه وإال فليس بخليفة له إن اإلنسان هو العين المقصودة لله من العالم ،

e ، وأنه محل ظهور األسماء وأنه الخليفة حقا " ....اإللهية ، وهو الجامع لحقائق العالم كله

العالقة بين المقامات واألسماءابن عربي ويحدد اإللهية بقوله : " فاألسماء اإللهية كلها هي تظهر المقامات " فيظهر عنده أن ما يكتسبه اإلنسانe من النعوت اإللهية بطريق النيابة ، يسمى مقاما في حقه ، ولكنه بالنظر إلى أصله ، أي من جهة، e إضافته لله تعالى ال لإلنسان ، ال يسمى اكتسابا وهو على غير المعنى المنسوب للخلق ، وهكذا

hسب للخلق فهو في كل نعت إلهي ، فإذا نمكتسب ، ويقبل صفات المقام .

وبذلك يصبح هدف الترقي في المقامات هو التخلق باألسماء اإللهية ، الذي يؤدي إلى تحقيقe معنى االستخالف في األرض ، وهذا يتفق اتفاقا

e مع رؤية للتصوف ، كما في قوله :ابن عربي تاما " . ولقد بات فالتخلق بأخالق الله هو التصوف "

من المعلوم لدينا ، أن التصوف ركناه األساسان قائمان على األحوال والمقامات . وفي سياق حديثه عن التخلق بأخالق الله يشير إلى أن

Page 46: الحال ـ مصطلحات صوفية

zرت كثرة ال يكاد يحصيها العد ، األسماء اإللهية تكث وبما أن األسماء هي التي تظهر المقامات ،e . يقول : فالمقامات تتبعها في الكثرة أيضا

" وقد بين العلماء التخلق بأسماء الله الحسنى ، وبينوا مواضعها ، وكيف تنسب إلى الخلق ، وال

e - تتناهى تحصى كثرة " إال أنها - كما صرح سابقا.

في أصول منشأ األحواليقول أبو العباس التجانيومنشأ األحوال أصالن

هو مشاهدة الحضرة القدسية بعيناألصل األول العيان على ما هي عليه .

محبة الذات المقدسة لذاتها الواألصل الثاني لعارض غيرها ، واألصل األول هو الذي يقع عليه

األصل الثاني .. e في سبب تسمية األحوال أحواال

يقول كمال الدين القاشاني إنما سميت أحواال لتحول العبد بها من الرسوم

الخلقية ودركات البعد إلى الصفات الخفيةودرجات القرب ، وذلك هو معنى الترقي .

تعليقمحمد كمال على

Page 47: الحال ـ مصطلحات صوفية

ثمرةالقاشانييقول تعتبر األحوال في رأي طبيعية لإلحصاء الذي يرقى اإلنسان من خالله حتى يصل في النهاية إلى التحقق باألسماء

اإللهية والصفات الحسنى . هنا في األحوالالقاشاني والترتيب الذي ذكره

ترتيب صاعد يبدأ باألدنى وينتهي باألرقى على عكس ترتيبه السابق لإلحصاء . فاألحوال إن

e من صالح العمل كانت واردة على اإلنسان إرثافالعبد في جنة األفعال ،

zة واإلحسان وإن كانت مفاضة من مقام المن فالعبد إنما يراد له تجاوز الحدود الخلقية ، أي االرتباط بالخلق ورسومهم وقطع دركات البعد واالنقطاع وتجاوزها والدخول في صفات الحقودرجات القرب وحدوث الترقي الحقيقي .ويقول السيد محمود أبو الفيض المنوفي

e لتحول العبد بموجبها من سميت األحوال أحواال الرسوم الطبيعية إلى المواجيد الروحية ، وذلك

بارتقاء درجات األحوال اإللهية إلى سماء الحقيقةوساحة القرب وذلك هو معنى الترقي .

في أنواع الحاالتيقول إدريس شاه

الحاالت في األساس ثالث تخيل ، وعبقرية ،وشطح .

Page 48: الحال ـ مصطلحات صوفية

و الصوفي ، كالطبيب يعرف كيف يعالج الحالة المرضية بدراسة أعراضها ، ويدرك الرغبة في

االنغماس بأي حالة من الحاالت .في أحب األحوال

يقول أبو الحسن الشاذليأحب األحوال الرضا بالمشاهدة .

في أهم األحواليقول أبو عثمان المغربي

الحال الذي يجب على العبد لزومه ، حقيقته.الذكر وخلوص السر ، فهو المبدأ وهو المنتهى

في أعظم األحواليقول أبو المواهب الشاذلي

أعظم األحوال ما ورثت صاحبها المقامات .وأشهدته عجزه وفقره في كل األوقات .

في صفاء الحال يقول الجنيد البغدادي

سئل بعض العارفين متى يعرف الرجل أنه علىصفاء الحال ؟

قال إذا لم يرض بالحال دون ولي الحال .

عالمة صحة الحاليقول علي بن الهيتي

Page 49: الحال ـ مصطلحات صوفية

e في عالمة صحة الحال أن يكون صاحبه محفوظاe أحوال غلبته يؤدي الفرائض ، كما كان مغلوبا

في أوقات صحوه .ويقول أحمد السرهندي

عالمة صحة األحوال هي حصول اليقين علىالكمال .

ويقول أبو بكر الشبلي عالمة صحة الحال أنه ال يجري على صاحبه في

حال الغلبة ما يخالف حال الصحو في معرفة الحال والتعامل معهيقول سهل بن عبد الله التستري

إذا كنت تتكلم فحالك الكالم ، وإذا سكت فحالك والعلم به أن تنظر أن هذا الحال لله…السكوت

أو لغيره . فإن كانت لله استقررت عليها ، وإنكانت لغيره تركتها وهو المحاسبة .

األحوال بين المتصرف بها والمتصرفة به 0يقول الحسين بن منصور الحالج

لطوا على األحوال فملكوها ، فهم hإن األنبياء س فهم . وغيرهم سhلطت zفونها ال األحوال تصر zيصر

فهم ال هم zعليهم األحوال ، فاألحوال تصر فون األحوال . zيصر

ويقول أبو يعزى المغربي األحوال مالكة ألهل البدايات فهي تصرفهم ،

ومملوكة ألهل النهايات فهم

Page 50: الحال ـ مصطلحات صوفية

يصرفونها .في سبب كون األحوال كلها قبض

يقول عبد القادر الجيالني األحوال قبض كلها ، ألنه يؤمر الولي بحفظها ،

وكل ما يؤمر بحفظه فهو قبض .في الوجد وغلبة الحاليقول الجنيد البغدادي

الحhمالن في الوجد بعد الغلبة أتم من حال الغلبة في الوجد ، والغلبة في الوجد أتم من المحمول قبل الغلبة . فقيل له كيف نزلت هذا التنزيل ؟

فقال المحمول عن حال غلبته بالحمل بعد القهر أتم ، والمغلوب بعد حمالنه عن نفسه وشاهده

أتم .تعليق

فقال الجنيدعلى قول الطوسي علق e بعد غلبات e يعني ساكتا إن من يكون محموال الوجود وقوة الوارد يكون أتم في معناه ممن يغلبه حتى يظهر على ظاهر صفاته ، والغلبة

لسطان الوجد من قوة الوارد عليه والمصادفة لقلبه تكون أتم من حال الساكن الذي ال يقدح

فيه القادح وال ينجع فيه الوارد .في حاالت الله تعالى معنا

ول اإلمام جعفر الصادق}عليه السالم{يقإن لله معنا حالتان

Page 51: الحال ـ مصطلحات صوفية

حالة نحن فيها هو ، وحالة هو فيها نحن ، ومعذلك هو هو ونحن نحن .

في سبب سلب الحال بدون قطيعة من اللهتعالى

يقول أبو الوفا الشريف المقدسي قد يسلب الولي الحال بغير قطيعة من الحق

ليزداد بذلك فقرا إلى الله ـ عز وجل ـ وتواضعا وفاقة ومعرفة بعجزه وضعف نفسه ، وهو باب

الفقه في علم األحوال . في أحوال األنبياء

يقول عبد القادر الجيالني األنبياء عليهم الصالة والسالم أول حالهم إلهام ، وثاني حالهم منام ، وإذا قويت أحوالهم ، جاءهمe يقول لهم الحق ـ عز وجل ـ يقول الملك ظاهرا

لكم كذا وكذا .في األحوال اللطيفة

يقول اإلمام القشيرياألحوال اللطيفة كالبروق .

وقالوا إنها لوائح ، ثم لوامع ، ثم طوالع ، ثمشوارق ، ثم متوع النهار .

فاللوائح في أوائل العلوم ، واللوامع من حيث الفهوم ، والطوالع من حيث المعارف ،

والشوارق من حيث التوحيد .

في اقتران األحوال باألزمنة

Page 52: الحال ـ مصطلحات صوفية

يقول ابن عربي ثالثةلما كانت األزمنة ثالثة كانت األحوال

حال اللين والعطف فإنه يأتي باللين ما يأتي بالقهر والفظاظة ، وال يأتي بالقهر ما يأتي

باللين ، فإن القهر ال يأتي بالرحمة والمودة في قلب المقهور ، وباللين ينقضي المطلوب وتأتي

...بالمودة

حال هداية الحائر ، فإن الحائر إذاالثانيالحال سأل يسأل أما بحاله وأما بقوله ، فإن العالم بما

...حار فيه يجب عليه أن يبين له ما حار فيه إظهار المنعم عليه نعمة المنعمالثالثوالحال

عليه ، فإن إظهارها عين الشكر وحقه ، وبمثلهذا يكون المزيد .

في صورة ورود األحوال على األسراريقول أبو علي الثقفي

ورود األحوال على األسرار عندي كالبرق ، ال يمكث بل يلوح ، فإذا الح فربما أزعج من خائف

خوفه ، وربما حرك من محب حبه . في شرف العلم على الحال

يقول ابن عربي الجهالء من أهل طريقنا يقولون بشرف الحال على العلم لجهلهم بالحال ما هو ؟ فاألحوال

يستعيذ منها األكابر من الرجال في هذه الدار ، وهي من أعظم الحجب ، ولهذا جعلت الطائفة

Page 53: الحال ـ مصطلحات صوفية

األحوال مواهب ، والمقامات مكاسب ، والدنياe دار كسب ال دار حال ، فإن عند األكابر دائما

�ه وقته hخسر مhحب الكسب يعليك درجة ، والحال ي ، فال يرتقي به ، بل هو أي الحال من بعض نتائج مقامه ، استعجله في الدنيا . ولهذا كانت األحوالمواهب ، ولو كانت مكاسب لوقع بها الترقي .

في عموم األحوال لجميع الكائنات يقول ابن عربي

مع الله ....ما من مخلوق إال وله حال في العالقة بين أحوال األرض وأحوال اإلنسان

يقول ابن عربي األرض في كل نفس لها ثالثة أحوال قبول

الولد ، والمخاض ، والوالدة ما لم تقم القيامة . واإلنسان من حيث طبيعته مثل األرض ، فينبغي

له أن يعرف في كل نفس ما يلقى إليه فيه ربه ، وما يخرج منه إلى ربه ، وما هو فيه مما

ألقي فيه ولم يخرج منه مع تهيئه للخروج ، فإنه مأمور بمراقبة أحواله مع الله في هذه الثالث

المراتب واألحوال .في الحال الذي ال يعول عليه

يقول ابن عربي

الحال الذي ينتج عندك شفوفك على غيرك عندنفسك ال يعول عليه .

Page 54: الحال ـ مصطلحات صوفية

e ال ويقول المزيد من الحال الذي ال ينتج علمايعول عليه . الحال عند األكابر ال يعول عليه .ويقول كل حال يدوم زمانين ال يعول عليه .

كل حال ال يكون دوامه إذا دام بالتوالي ويشهدذلك صاحب الحال فال يعول

عليه . ويقول كل حال يشهدك الماضي والمستأنف ال

يعول عليه .e للعبد ال يعول عليه ويقول الحال إذا كان مطلوبا

. ويقول كل حال إلهي يعطي حركة حسية ال

يعول عليه .في إشارة اإلمام علي إلى المقامات واألحوال

يقول عمر السهروردي في...المقامات مكاسب واألحوال مواهب المقامات ظهر الكسب وبطنت

المواهب ، وفي األحوال بطن الكسب وظهرت المواهب . فاألحوال مواهب علوية سماوية ،

والمقامات طرقها . وقول أمير المؤمنين اإلمام علي بن أبي طالب سلوني عن طرق السموات فإني أعرف بها منطرق األرض . إشارة إلى المقامات واألحوال .

في آراء ابن تيمية في المواجيد والمقامات واألحوال

يقول الباحث محمد شيخاني

Page 55: الحال ـ مصطلحات صوفية

إذا كانتابن تيمية أما عن المواجيد فقال e عن e عاجزا أسبابها مشروعة وصاحبها صادقاe على ما فعله من الخير ، دفعها كان محموداe فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره . معذورا

وهم أكمل ممن لم يبلغ منزلتهم لنقص إيمانه وقساوة قلبه ، ومن لم يزل عقله مع كونه قد

حصل له من اإليمان ما حصل لهم وأكمل ، فهوأفضل منهم ،

}رضى الله عنه{ وحالالصحابةوهذه حالة ، نبينا

فإنه أسري به ورأى ما رأى من آيات ربه الكبرى ، وأصبح ثابت العقل لم يتغير حاله بالe لما شك أكمل من حال موسى الذي خر صعقاe ، وحال موسى حال تجلى ربه للجبل وجعله دكا

جليلة فاضلة علية ولكن حال محمد أفضل وأكملوأعلى .

المقامات واألحوال بنفسابن تيمية كذلك يبرر فهو يقول...الطريقة

أعمال القلوب التي تسمى المقامات واألحوال ، وهي من أصول اإليمان وقواعد الدين ، مثل حب

الله ورسوله ، والتوكل على الله ، واإلخالصلدين الله ، والشكر

Page 56: الحال ـ مصطلحات صوفية

له ، والصبر على حكمه ، والخوف منه والرجاء له ، كل ذلك واجب على جميع الخلق المأمورين

بأصل الدين باتفاق أئمة الدين . ويقول وهذه المقامات للخاصة خاصتها ،

وللعامة عامتها . في صفة الحال

يقول عبد الكريم الجيلي كل حال فهو موهوب وغير مكتسب غير ثابت ، إنما هو مثل بارق برق . فإذا برق أما أن يزول

لنقيضه وأما أن تتوالى أمثاله ، فإن توالت أمثالهفصاحبه خاسر .

في كيفية اكتساب الحاليقول أحمد بن عجيبة

قد يكتسب الحال بنوع تعمل كحضور حلق الذكر ، واستعمال السماع ، وقد يطلب اكتسابه بخرق عوائد النفس حين يعتريها برودة وفتور

وفرق وكسل فينبغي أن يتحرك في تسخينها بمايثقل عليها من خرق العوائد .

في إطالق لفظ الحال على المقام يقول أحمد بن عجيبة

قد يطلق الحال على المقام ، فيقال فالن صارعنده الشهود مثال حاال ، ومنه قول المجذوب

حققت ما وجدت غيره وأمسيت في الحال هاني.

في آفة الحال

Page 57: الحال ـ مصطلحات صوفية

يقول أحمد الرفاعي الكبيرآفة الحال هي االرتياح إلى الدعوى .

في آفة إخالص األحواليقول محمد بن زياد العليماني

آفة إخالص األحوال هي الخروج من الحال قبلالنزول فيها

في آفة غربة األحوال 0يقول محمد بن زياد العليماني

آفة غربة األحوال هي اتباع الرخصة في مخالطةاألخوان .

في ثمرة الحاليقول علي الكيزواني

ثمرة الحال هي دهشة بين جالل وجمال . في حسن األحوال

يقول ابن عباد الرندي حسن األحوال أن تكون سالمة من العلل

والدعاوى ، موسومة بسمة

الصدق .في حقيقة األحوال

يقول أبو العباس التجاني حقيقة األحوال هي التمكين من الثبوت لقلب التجليات اإللهية ، وتطور األنوار القدسية ، معالتلوين بمقتضياتها ، وتوفية حقوقها وأدائها .

في سر الحال

Page 58: الحال ـ مصطلحات صوفية

يقول ابن عربي سر الحال هو الديمومة ، وما لها أول وال آخر ،

وهو عين وجود كلموجود .

يقول كمال الدين القاشانيسر الحال ما يعرف من مراد الله فيها .

في آفة سر الحال يقول محمد بن زياد العليماني

آفة سر الحال هي ترك حرمة الحال برؤيةالنفس .

مقارنة في الفرق بين الحال والمقاميقول ابن عربي

المقام كل صفة يجب الرسوخ فيها وال يصح التنقل عنها كالتوبة ، والحال منها كل صفة تكون

في وقت دون وقت كالسكر والمحو والغيبةe بشرط والرضا ، أو يكون وجودها مشروطافتنعدم لعدم شرطها كالصبر مع البالء .

مقارنة في الفرق بين صاحب الحال وصاحبالمقام

يقول ابن عربي صاحب الحال سكران ويصحو ، ومن صحى شهد على نفسه بالتغيير . وصاحب المقام ينتقل فهومثله ، فالحجاب موجود على كل حال ووجه .

مقارنة في الفرق بين الحال والقال فياالقتداء

Page 59: الحال ـ مصطلحات صوفية

يقول الغوث األعظم عبد القادر الكيالني القال يقتدي به العوام ، والحال يقتدي به

الخواص .مقارنة في الفرق بين حال المريد وحال المراد

يقول أبو المواهب الشاذلي حال المريد غير حال المراد . المريد يحضر

ويغيب له الحال ، والمراد حاله ليس له زوال . ويقول المريد له مقام البداية بالحال الصادق ،

والمراد له مقام النهاية بالمقامالفائق .

مقارنة في الفرق بين الواردات واألحوالالخواطر

يقول أحمد بن عجيبة الواردات واألحوال عبارة عن حركة القلب ،

فالخاطر والوارد والحال محلها واحد وهو القلب ، لكن ما دام القلب تخطر فيه الخواطر الظلمانيةe ، وإن والنورانية ، سمي ما يخطر فيه خاطرا

انقطعت عنه الخواطر الظلمانية سمي ما يخطرe ، فإضافة أحدهما إلى اآلخر e أو حاال فيه واردا إضافة بيانية ، وكالهما يتحوالن ، فإن دام ذلك

e سمي مقاما مقارنة في الفرق بين جزاء األحوال وجزاء

األعماليقول أبو عبد الرحمن السلمي

Page 60: الحال ـ مصطلحات صوفية

قال بعضهم األعمال جزاؤها األكل والشرب ،واألحوال جزاؤها الرضى والرضوان .

مقارنة في الفرق بين كون العبد في الحالوكونه بالمحول

يقول أبو الحسن الشاذلي عبد هو في الحال بالحال ، وعبد هو في الحال

بالمحول .فالذي هو في الحال بالحال عبد الحال .

والذي هو في الحال بالمحول عبد المحول . وأمارة من هو في الحال بالحال أن يأسى عليها

إذا فقدها ويفرح بها إذا وجدها . والذي هو في الحال بالمحول ال يفرح إذا وجدت

وال يحزن عليها إذا فقدت . مقارنة في الفرق بين مبنى العلم ومبنى

الحاليقول أحمد زروق

مبنى العلم على البحث والتحقيق . ومبنى الحالعلى التسليم والتصديق .

مقارنة في الفرق بين زيادة األحوال وزيادةالعلم اللدني

يقول علي الخواص إن زيادة الحال تورث كثرة األفكار على صاحبها ، فكلما زاد حال العبد زاد إنكار الناس عليه بخالفe العلم اإللهي اللدني ، فإنه يزيد صاحبه إيضاحا

e e واتساعا وكشفا

Page 61: الحال ـ مصطلحات صوفية

. e وانشراحامن وصايا الصوفية الكينونة في الحال

يقول ابن عربي كن في الحال يكن الحق معك ، وال تكن في

المقام تكن مع نفسك .من حكم الصوفية

يقول أبو يزيد البسطامي من ظن أنه بالحال يصل فبالحال ينقطع . ومن

طلب األنس بالحال فبالحاليستوحش .

ويقول أحمد الرفاعي الكبير تحت كل حال| ، حال رباني . واعملوا وال تتكلوا

bر لمzا خلق له . فكلw مhسيمن فوائد الصوفية

يقول اإلمام علي بن أبي طالبفي تقلب األحوال ، علم جواهر الرجال .

ويقول ابن عطاء األدمي ما كان من األحوال صدقا ثبتت في القلوب

بركاتها ، وما كان غير ذلك فإنها ال يبقى فيها خير.

رؤية صوفيةيقول أبو الحسن الشاذلي

رأيت كأني في المحل األعلى فقلت يا الله أي األحوال أحب إليك وأي األقوال أصدق لديك وأياألعمال أدل على محبتك ؟ فوفقني واهدني .

Page 62: الحال ـ مصطلحات صوفية

فقيل لي أحب األحوال إلي الرضا بالمشاهدة وأصدق األقوال لدي قول ال إله إال الله على

النظافة وأدل األعمال على محبتي بغض الدنيا ، واليأس

من أهلها مع الموافقة .من أقوال الصوفية

يقول جالل الدين الرومي إن الحال مثل جلوة العروس المزينة ، وأما

المقام فهو الخلوة بتلك العروس .ويقول بن محمد الجفري

قال بعض المشايخ الحال مرض ، والمقام صحة.

ويقول إبراهيم حلمي القادري وقد قالوا أفضل العلم علم الحال ، وأحسن

الحال حفظ الحال .من أشعار الصوفيةيقول ابن عربي

حقائق الحق باألسماء والحاللها تقلب الكون من حال إلى حال

وليس يدري به إال القلوب وما للعقل فيه مجال دون إمالل فالعقل يشهد ذاتا ال انتقال

عنها وقلبك في تقليب أحواليخالف العقل تقليب الوجود فماللعقل شيء سوى قيد وأغالل

Page 63: الحال ـ مصطلحات صوفية

أصحاب األحوالابن عربي

أصحاب األحوال هم الذين يشهدون االنتقاالت

| gو{م hلb ي e من أثر كونه تعالى ك في األحوال كشفان| .

} أ gفي ش gوhه ويقول صاحب الحال هو صاحب فناء ال يشتهي

hشتهى ، ألنه ال يشهد سوى الحق بعين وال ي الحق ، في حال فناء عن رؤية نفسه فال يشتهي ،

ألن الحق ال يوصف بالشهوة . وال يشتهى ألنه مجهول ال يعرف غير ربه ، ال يعرف األكوان وال

نفسه لغيبته بربه عن الكل ، فهو غيب ال يشتهى ، ألن العلم بالمشتهى من لوازم هذا

الحكم .صاحب الحال

كمال الدين القاشاني يقول صاحب الحال هو صاحب الزمان والوقت ، وهو المتحقق بجمعية البرزخية األولى ، المطلع على حقائق األشياء ، الخارج عن حكم الزمان وتصرفات ماضيه ومستقبله إال اآلن الدائم فهو ظرف ألحواله وصفاته وأفعاله فلذلك يتصرف في الزمان بالطي والنشر ، وبالمكان بالقبض والبسط . ألنه المتحقق بالحقائق والطبائع في

القليل والكثير والطويل والقصير والعظيم والصغير سواء ، إذا الوحدة والكثرة والمقادير

كلها عوارض فكما يتصرف في الوهم فيها وكذلك

Page 64: الحال ـ مصطلحات صوفية

فإن المتحقق بالحق المتصرف...في العقل بالحقائق يفعل ما يفعل في طور| وراء أطوار

الحس والوهم والعقل ، ويتسلط على العوارضبالتغيير والتبديل .

رب حالالدكتور عبد المنعم الحفني

يقول رب حال معناه أنه مربوط بحال من أحوال المحبة والخوف والرجاء والشوق وغير ذلك ، فإذا كان األغلب على العبد حال من هذه

األحوال يقال له ربحال .

إضافات وإيضاحاتفي صفة أرباب األحواليقول اإلمام القشيري

التلوين صفة أرباب األحوال .في طريقة التسليم على أرباب األحوال

يقول إبراهيم المتبولي سلموا على أرباب األحوال بالقلب دون اللفظ ، فإنهم في حضرة ال يقدرون على خطاب أحد لهم

باللفظ .في سير أرباب األحواليقول علي الخواص

أرباب األحوال كالسفن المسرعة ، فما دام الريح باق فالشراع قائم والسير دائم ، فإذا فقد الريح

وقفوا .

Page 65: الحال ـ مصطلحات صوفية

شاهد الحالابن عربي

شاهد الحال هو تأثير يظهر على ظاهر العبد إذاe من المقامات وحصل عنده ذاق شيئا

e بها . تخلقاعلم الحالابن عربي

يقول علم الحال هو العلم الذوقي ، وهو علم نتائج المعامالت واألسرار وهو نور يقذفه الله تعالى في قلبك تقف به على حقائق المعاني الوجودية وأسرار الحق في عباده والحكم

المودعة في األشياء . ويقول علم األحوال وال سبيل إليها إال بالذوق ،

فال يقدر عاقل على أن يحدها وال يقيم علىe كالعلم بحالوة العسل ، ومرارة معرفتها دليال

الصبر ، ولذة الجماع ، والعشق ، والوجد ، والشوق ، وما شاكل هذا النوع من العلوم ، فهذه علوم من المحال أن يعلمها أحد إال بأن يتصف بها

ويذوقها .هل بن عبد الله التستريس

يقول علم الحال هو ترك التدبير ، ولو كان هذافي واحد لكان من أوتاد األرض .

ويقول علم الحال من الباطن اإلخالص ، ومن الظاهر االقتداء ، فمن لم يكن ظاهره إمام باطنهوباطنه كمال ظاهره فهو في تعب من البدن .

Page 66: الحال ـ مصطلحات صوفية

في مرتبة علم األحواليقول ابن عربي

أما علوم األحوال فمتوسطة بين علم األسرار وعلم العقول ، وأكثر ما يؤمن بعلم األحوال أهل التجارب ، وهو إلى علم األسرار أقرب منه إلى

العلم النظري العقليواردات األحوالابن عباد الرندي

يقول واردات األحوال هي ما يرد على القلوب من المعارف الربانية واألسرار الروحية ، وهي

توجب لها أحواال حميدة .مقام اتحاد األحوال

ابن عربي مقام اتحاد األحوال هو مقام عبيد لله ، أحضرهم

سبحانه فيه فزالوا للذي أحضرهم . فكان الحضور عين الغيبة ، والغيبة عين الحضور ، والبعد عين القرب والقرب عين

البعد .األحوال الحاكمة

عبد الكريم الجيلي يقول األحوال الحاكمة هي الحاكمة على المريدين ، كالشوق والوله والقلق والحزن

والقبض و البسط وأمثال ذلك .

الحال المنهضة

Page 67: الحال ـ مصطلحات صوفية

ابن عباد الرندي أن تكون همته متعلقة...يقول الحال المنهضة

بالله تعالى مرتفعة عن المخلوقين ، ال يلجأ في حوائجه إال إلى الله تعالى ، وال يتوكل في أموره إال على الله . قد سقط اعتبار الناس من عينه فال

e ، وسقطت نفسه من e وال نفعا يرى منهم ضرا، e e وال يقتضي لها حظا عينه ، فال يشاهد لها فعال

e على مقتضى ويكون في أعماله كلها جارياالشرع من غير إفراط وال تفريط .

أحوال القلوبالسراج الطوسي

أحوال القلوب هي الغيبة والحضور والصحو والسكر والوجد والهجوم والغلبات والفناء والبقاء

.المحال

في اللغة المhحgال . ما اقتضى الفساد من كل وجه . ..

الباطل .في االصطالح الصوفيعبد الغني النابلسي

يقول المحال هو الشيء الذي ال ثمرة له ، كاالشتغال بأفكار وخواطر ال يصير منها شيء ، وكاللغو بالقيل والقال ، وكاالشتغال بحساب

e فضائل الناس وعدّ أموالهم وهو ال يملك درهماوال فضيلة وال حسنة عند الله تعالى .

Page 68: الحال ـ مصطلحات صوفية

مع تحيات الفنان قدرى

موسوعة الكسنزان

منتدى المودة العالمى

http://almuada.4umer.com/

الصالة والسالم عليك ياسيدى يارسول الله

وآلك وأصحابك وأحبابك