.. في مصر تمقاال

الى أمة المتناقضات.. (1

!؟..قنبلة موقوته هل يعلم "السيد الرئيس" أن الجهاز اإلداري لمصر " (2

.1"قراءة تحليلية" ج األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول. (3

.2"قراءة تحليلية" ج األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول. (4

.3"قراءة تحليلية" ج األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول. (5

.4"قراءة تحليلية" ج األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول. (6

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

الى أمة المتناقضات..

م، على الرابط :31/3/2015تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/856004824471098

كم لتحرير الشعب اليمني وينسى أن لديه مدينتين تحتلهما اسبانيا 5884"المغرب" يقصف "اليمن"، و هو على بعد

كم ويشارك 2689على بعد بضعة كيلومترات فقط من القصر الملكي ...أما بالنسبة لـ"باكستان"، وهي على بعد

لقاعدة الث أرضه محتلة من قبل الجماعات اإلرهابية )بنشاط في حماية الديمقراطية في اليمن وتتناسى أن أكثر من ث

وطالبان وغيرهما( الممولة من بعض الحكومات العربية، واألردن ... الحكاية معروفة و وراثية أب عن جد. و

السودان الذليل لم يدافع عن أرضه و عرضه و تركها لقمة سهلة للتقسيم لكنه هب كاألسد للدفاع عن أراضي اليمن

كم، دول الخليج ، هم دفتر الشيكات األمريكي و ال حول و ال قوة لهم ... وتسألني..؟ 1997تبعده بأكثر من والتي

.. أقولك ...

ما أخبار فلسطين ؟! .. شعب بال وطن .. ووطن بال هوية ..

ما أخبار لبنان ؟! .. ملهى ليلي كراسيه خشبية وطاولته طائفية ..

أصيلة تكالبت عليها سكاكين الهمجية ..ما أخبار سوريا ؟! .. مهرة

ما أخبار العراق ؟! .. بلد الموت اللذيذ والرحلة فيه مجانية ..

ما أخبار األردن ؟! .. ال صوت وال صورة واالشارة فيه عشائرية..

ما أخبار ليبيا ؟!.. بلد تحول الى معسكر اسلحة وأفكار قبلية..

س خليجي باسم الملكية..ما أخبار المغرب ؟! .. انتسب الى مجل

ما أخبار الصومال ؟! .. علمها عند اهلل الذي ال تخفى عنه خفية..

ما أخبار السودان ؟! .. صارت بلدان والخير خيران باسم الحرية..

ما أخبار اليمن ؟! .. صالحها مسافر وطالحها كافر وشعبها قضية منسية..

ع عنه إال في النشرات الجوية..ما أخبار عمان ؟! .. بلد بكل صدق ال تسم

ما أخبار السعودية ؟! .. أرض تصدر التمر وزادت عليه االفكار الوهابية..

ما أخبار االمارات ؟! .. قبو سري جميل تحاك فيه كل المؤامرات السرية..

ما أخبار الكويت ؟! .. صارت والية عربية من الواليات المتحدة االمريكية..

؟! .. شعب يموت وال أحد يذكره في خطاباته النارية.. ما أخبار البحرين

ما أخبار قطر ؟! .. عرابة الثورات وخنجر الخيانات ومطبخ لالمبريالية..

ولم تبقي إال " مصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر "

تمرات " لم يعد يليق بك التحية .. ! الى األمة العربية .. بعد " المؤ

لم يعد يليق بك سوى النعيق والنهيق على أحالمك الوردية.. !

لم يعد يليق بك شعار الثورة حين صار ربيعك العربي مسرحية.. !

لم يعد يليق بك الحرية حين صارت صرخاتك كلها في الساحة دموية .. !

رات وكالمها تفاهات وقراراتها وهمية .. ! لم يعد يليق بك يا أمة مؤتمراتها مؤام

لم يعد يليق بك التحية .. يا أمة دفنت كرامتها وعروبتها تحت التراب .. وهي حية.....!

ن فرصة إيرا اعتبرتهاها هو المخطط الغربي ، بستدرج إيران إلى اليمن ، كما تم إستدراج العراق إلى الكويت، وقد

ن الفارسية ، وتقدم نفسها للعالم الجديد م ةلإلمبراطورية، وتكون بمثابة نقطة إنطالق لفرض هيمنتها على المنطق

وها هم العرب ، يستجيبون لهذا اإلستدراج ، وتكون المواجهة إيرانية / عربية على أرض خالل هذا المنظور..

"مصر"، تبحث عن شرعية قانونية ودولية لتحريك قواتها للدفاع عن أمنها القومي، خارج حدودها، هي ها اليمن..

الصورة بكافة ابعادها "إستراتيجيا"، أمام أعين قادتها ، واكتملتبعدما تشكل الموقف بكافة اركانه "جيوسياسيا "،

م المؤمرات والخيانات والخوف والرعب الذي اصاب وأيقن قادتها من خالل المعلومات " إستخبارتيا وتحليليا"، حج

كما أظن وأعتقد -الجميع، لتنتفض مصر، وتقتنص الفرصة وتنشئ "القوات العربية المشتركة"، ولكنها في الحقيقة

ما هي إال غطاء شرعي ومظلة حماية دولية عربية، تضمن من خاللها تحريك القوات المسلحة المصرية بحرية -

والمهنية يةباالحترافاقها الجغرافي، وأظن أنها لن تضعف نفسها باإلشتراك مع قوات عربية ال تتمتع أكثر خارج نط

المطلوبة لمواجهة التحديات الحقيقية القائمة، واألخطار المحدقة بها..

هل يعلم "السيد الرئيس" أن الجهاز اإلداري لمصر "

..!؟ قنبلة موقوته

العلوم األمنية واإلدارية.بقلم / يحيى الزنط .. باحث في

م، على الرابط :18/3/2015تم النشر بتاريخ 1) https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/847166425354938

2) http://www.theworld-now.com/main/%D9%87%D9%84-

%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%85-

%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-

%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D9%86-

%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%B2-

%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1 /

تعرف على حضارة أمة ما، فلينظر ألنظمة وأساليب وانماط إدارة بالتأكيد يعلم، ولكن مما الشك أن من أرد أن ي

أنظمته ومؤسساته السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية وغيرها، والمناط بها القيام بوظائف الدولة العشر،

م وترسي وآخرون، والممتثلة في: )االحتكار الشرعي لوسائل القوة والعنف المبرر، Ghaniوالتي أوردها "غاني

حقوق المواطنة وواجباتها، وإدارة الشؤون المالية العامة، وتشكيل ومراقبة األسواق، إدارة العالقات الدولية

والدبلوماسية، الرقابة اإلدارية للمؤسسات، سيادة القانون ، إدارة أصول الدولة، توفير خدمات البنية التحتية،

لبشري لمواردها البشرية( ،وتقديم خدماتها ومنتجاتها إلى المجتمع االستثمار في رأس المال الفكري واإلنساني وا

بالشكل الذي يحقق الرضا التام عن مستوى جودة أداء تلك المؤسسات، ومن ثم تكسب مؤسسات الدولة والحكومات

حيح صالشرعية المجتمعية عما تقوم به من جهود حقيقية في سبيل رفاهية المجتمع والفرد، هذا من جانب، والعكس

من جانب أخر، بمعنى أنه عندما يتردى مستوى جودة الخدمات والمنتجات التي تقدمها الدولة ومؤسساتها للمجتمع

، عندما تعجز مؤسسات الدولة عن القيام بوظائفها، فإن المجتمع ينزع عنها شرعيتها ويسقطها، وهي الحقيقة التي

اليب إدارية من شأنها رفع كفاءة أداء مؤسساتها الحكومية، تنبهت لها حكومات كثير من دول العالم ، ابتكرت أس

" رئيس الوزراء أنذاك . مبادرة " John Majorمنها على سبيل المثال : إنجلترا، عندما طرح "جون ميجور

" نائب الرئيس األمريكي، والتي Al Goreم، وكذا " آل جور 1989"عام National Charterالميثاق الوطني

"، Reinventing governmentم، تحت عنوان " إعادة اختراع الحكومة 1993برنامجه اإلنتخابيطرحها في

وكالهما كان يهدف لقياس مستوى جودة األداء اإلداري الحكومي، والكشف عن فجوات األداء، ومحاولة سدها

.يير وقياسات محددةوالتغلب عليها، ساعيا لتحقيق التميز في األداء المؤسسي الحكومي، وفق مؤشرات ومعا

بيد أن هذه الحقائق، يبدو أنها مازالت غائبة عن الفكر اإلداري المصري، أو أنه يتغافل عنها، أو أنه يؤجل طرح

ملفاتها تحت ضغط الظروف والمتغيرات البيئية الحالية، ولعل ما أثار هذا الموضوع، أنه قد غمرتنا جميعا مشاعر

ضا بالنتائج اإليجابية لـ "مؤتمر دعم االقتصاد المصري"، والذي حقق أهدافه الفخر واالعتزاز والسعادة والر

االستراتيجية المباشرة أو غير المباشرة بكل تأكيد، إال أن كثير من المحللين لم ينتبهوا إلى " مدى صالحية وكفاءة

نها ل المرحلة القادمة، والتي أعلوفاعلية أداء الجهاز اإلداري للدولة، وقدرته على تحقيق أهدافها واستراتيجيتها خال

رئيس الجمهورية في كلمته االفتتاحية لمؤتمر دعم االقتصاد في شرم الشيخ.!؟، بمعني أخر " هل يتمتع الجهاز

اإلداري للدولة بالكفاءة والفاعلية اإلدارية والتنظيمية والتخطيطية والقيادات القادرة على اتخاذ القرار، وغيرها من

زمة للعملية اإلدارية، ولترجمة موارد الدولة والقيام بالعمليات الالزمة إلحدا مخرجات ذات قيمة المفردات الال

للدولة وللمجتمع على حد سواء، والتي لديها القدرة واإلمكانات الالزمة لتنفيذ سياسات الدولة واستراتيجيتها

تقاء بمستوى تقديم الخدمات والسلع الحكومية المستقبلية، وتحقيق أهداف المجتمع وإشباع رغبات أفراده ، واالر

إلى المستوى الذي يلبي طموح شعوبها ؟ وهل يمكن ذلك ؟، كيف كل ذلك؟، ومن سيقوم بذلك؟، ومتي سيتحقق

ذلك؟، السيما والجهاز اإلداري المصري يعاني العديد من األمراض المزمنة منذ عقود، والتي يمكن أن نوجزها

في النقاط التالية:

االتجاه لحماية الذات والوالء للرؤساء وليس للمؤسسة وللوظيفة. .1

. التمسك بحرفية القوانين واللوائح، والتهرب من المسؤولية، من ناحية وجمود القوانين، وصعوبة تطبيقها 2

من ناحية أخري.

. اإلجراءات الروتينية وتعقدها يمثل محورا هاما في التخلف اإلداري المصري .3

يدية عمليات اإلشراف والرقابة والمتابعة، وعدم االستخدام الجيد لوسائل االتصال المختلفة التي تساهم . تقل4

في تحقيق أهداف التنظيم.

. تدخل العالقات الشخصية في عالقات العمل الرسمية وفي تأدية الخدمات، يترك أثرا بالغ السوء يؤدي 5

ساب مصلحة العمل، ومصالح أصحاب المصلحة الحقيقية من إلي انتشار الرشوة واإلهمال والمحاباة على ح

المواطنين.

. االهتمام بصورة كبيرة بالشكليات في المؤسسات الحكومية المختلفة، كاإلنفاق على المباني، واألثا 6

والديكورات دون االهتمام بالجوهر وفاعلية العمل واإلنجاز الذي يمكن من تحقيق أهداف وخدمات

ر الذي يترتب عليه ضعف النتائج وعرقلة العملية اإلدارية داخلها، وقصورها عن التواصل المؤسسة، األم

واالستمرارية نحو غايتها المرسومة.

. االزدواجية والتداخل في األعمال، بسبب غموض أهداف الجهاز اإلداري للدولة، وعدم ضبط 7

از اإلداري، األمر الذي يحول دون االختصاصات وتحديد المسؤوليات، مما يؤدي إلى اضطراب عمل الجه

تحقيق االنضباط والمحاسبة والشفافية في العمل داخل المؤسسة .

. السرية والكتمان وإتباع أساليب المحاباة والمجاملة في ممارسة العمل صارت تشكل مواريث اجتماعية 8

لعاملين، مما يترك انعكاسهوظاهرة تسود المؤسسات واألعمال اإلدارية ، ويتضح ذلك في التقارير السرية ل

السلبي في شبكة العالقات االجتماعية بين العاملين ومدير العمل، ونشوء أساليب التملق والنفاق.

. تتسم اإلدارة باستخدام أسلوب المركزية في إدارة األعمال، وعملية صنع واتخاذ القرار مما يعوق حركة 9

صنع القرارات، مما يخلق حالة من التنازع والتصارع بين انطالق العملية اإلدارية، ويظهر ذلك في عملية

مستويات التنظيم اإلداري، خاصة عند عدم وضوح العالقات في هذه المستويات.

. عدم مراعاة الفروق الخاصة بكل مؤسسة، وإنما تسود نظرة نمطية تعم كافة المؤسسات دون مراعاة 10

االختالفات البيئية لكل واحدة بشكل مستقل.

. الخوف من التغيير والتجديد واالبتكار، وهما من أساسيات التنمية اإلدارية في المؤسسات الحكومية 11

المختلفة، ويتضح هذا في عدم محاولة تطبيق نتائج الدراسات العلمية الميدانية والتطبيقية والمكتبية، التي

اعتمدت على مناهج البحث العلمي في إجرائها،

من نماذج اإلدارة في الدول المتقدمة دون وعي سليم، ومحاولة تطبيقها في بيئة ثقافية . االقتباس العفوي 12

واجتماعية وإدارية مغايرة. ال يتفق مع ظروف البيئة اإلدارية العربية، مما يتسبب فشل النموذج المقتبس.

ر وبكفاءة تمكنها من . االفتقار إلى القيادة القادرة على اإلدارة بأسلوب علمي منظم وفكر محدد ومبتك13

االنتقال إلى األفضل، وتحقيق صالح العمل، فالقيادة اإلدارية العربية الحالية تفتقد لالستعداد والتعليم

، هي قيادة عاجزة عن القيام بدورها، وغير مؤمنة -وهي محاور أساسية للنهوض باإلدارة -والتدريب

لتطوير اإلداري. بعملية التغير والتطوير تؤدي إلى عرقلة عمليات ا

. التحايل على القانون: وانتعاش الوساطة والمحاباة في الوظيفة، والتخلي عن الشفافية والمقاييس السليمة 14

في التعيين في الوظائف اإلدارية واستبدالها بمقاييس أخرى تتمثل في تبادل الخدمات بين قيادات الموظفين.

لبيروقراطية. قد حطم جميع المقومات األساسية لألجهزة ا

. التجاوب البطيء مع التغيرات االجتماعية: إن أكبر مشكلة تواجه اإلدارة المعاصرة في العالم الثالث 15

هي قضية مراجعة لتشريعات واللوائح اإلدارية وتحديثها بحيث تتماشى مع التغيرات االجتماعية وروح

العصر .

دى الظواهر السلبية المنتشرة في معظم المؤسسات . مجاملة المسؤول الكبير واألخذ برأيه: هذه إح16

اإلدارية بالدول النامية، حيث يرتكز االهتمام على تنفيذ أراء ووجهة نظر القيادات وشاغلي المناصب العليا،

واالنقياد إلى أوامره حتى ولو كانت ال تخدم أهداف المؤسسة.

أن نجاحه في وظيفته يتوقف على مدى . المقربون والموظفون العاديون: إن كل موظف يدرك جيدا17

الدعم الذي يحصل عليه من رئيسه نتيجة تقربه إليه، وهذا يؤثر سلبيا على عملية األداء في الوظيفة وتحقيق

األهداف المطلوبة.

. الصراع والتنافس غير الشريف بين الموظفين: إن الخالفات في الرأي تتحول في بعض األحيان إلى 18

تؤثر على نجاح سير العمل.صراعات خفية

. تضخم الجهاز البيروقراطي: إن ظاهرة توظيف أعداد ضخمة من األفراد ومنحهم رواتب منتظمة 19

وتثبيتهم في العمل دون حاجة، جاءت بنتائج سلبية في مستوى األداء، وزيادة اإلنفاق وهدر المال العام بدون

مردود.

اد من تفاقم المشاكل اإلدارية، حيث أن صعوبة االتصاالت بين . تعدد مستويات التنظيمات اإلدارية: ز20

المسؤولين في القمة والقاعدة قد نتج عنها البطء في اتخاذ القرارات، وتحريف المعلومات وتضليل

المسؤولين وبالتالي عدم سالمة القرارات، والتوجيهات التي بدورها تؤثر على خدمة الصالح العام تأثيرا

سلبيا.

ة الكفاءات من القطاع العام بسبب قلة الحوافز: هذه الظاهرة السلبية في األجهزة الحكومية . هجر21

البيروقراطية، أصبحت بمثابة كابوس يخيف كل مؤسسة، ألن رغبة القادة والموارد البشرية الكفؤة بها في

يشجعهم على اإلبداع االنتقال من قطاع إلى أخر، يوفر لهم حوافز معنوية أو مادية، ومناخ وظيفي أفضل،

واالبتكار وتحقيق الذات، أو ترك العمل في المؤسسات الحكومية نهائيا، يؤثر سلبيا على مستوى األداء

المؤسسي.

. عدم التطابق بين االختصاصات للعاملين، وطبيعة أعمالهم مما ينجر عنه ضعف كفاءة األداء وبالتالي 22

ة.عدم الوصول إلى األهداف النوعية المسطر

. تقييم األداء غير الموضوعي للعاملين نجم عن عدم إيجاد سبل عادلة وموضوعية للتقييم، وإنما ظل 23

خاضعا للنظرة الشخصية .

. قلة االستعانة بالعلماء والمختصين واالستنارة بآرائهم: إن هذا المشكل قد تسبب في بقاء معظم الدول 24

على محاوالت اإلصالح اإلداري التي يتم إعدادها في غالب النامية متخلفة، وهذا من شأنه أن يقضي

األحيان في ظروف صعبة، وبدون دراسات مستفيضة وكاملة عن الموضوع.

وأمام هذه التحديات، فإن األمر يحتاج إلى ثورة فكرية وإدارية، ومنهج إداري وأسلوب علمي وعملي متطور،

مع سعادتنا بنجاح مؤتمر دعم االقتصاد المصري، وتكتمل به. لالرتقاء بأداء الجهاز اإلداري للدولة، يتواكب

لذا أتمنى ان يبادر السيد / الرئيس ويقتحم هذا الملف الشائك ، وإعالن فلسفة واستراتيجية إدارية واضحة

لمؤسسات الدولة، تتمتع بأهداف محدده، قابلة للقياس، تستقي منها كافة مؤسسات الدولة استراتيجيتها الفرعية

منها، وتضع القواعد واللوائح المنظمة للعمل اإلداري والتنظيمي بشكل حديث ومعاصر، وليكون " مؤتمرا

عالميا إلصالح الجهاز اإلداري للدولة"، أسوة بالمؤتمر العالمي لدعم االقتصاد ، وكيف يتم دعم االقتصاد

لية على ترجمة موارد الدولة وأهدافها المصري، بدون جهاز إداري قوي للدولة لدية القدرة والكفاءة والفاع

إلى حقيقة ملموسة يشعر بها المجتمع والفرد في أن معا!؟ لذا، ال مفر من حتمية التصدي بحسم وحزم ألهم

مشاكل الدولة، وهي" إدارة الجهاز اإلداري للدولة" حتى ال يصبح "قنبلة موقوته" تنفجر نتيجة سوء إدارته

ضا من قبل المجتمع تجاه مستوى أداء مؤسساته الوطنية، وعلينا من األن، إنشاء لموارده، حالة غضب وعدم ر

والذي من خالله يمكن مواجهة تحديات Paradigms "Egyptianالنموذج اإلداري" الباراديم المصري"

ة لسلوكيات رالتخلف اإلداري / الثقافي لمؤسساتنا الحكومية، الذي انعكست سلبيا على واقع القيم الثقافية المؤط

المصريين في حياتهم اليومية، والتي يلزمها التغيير بشكل جذري، لذا ينبغي تغيير ثقافة موظفي الجهاز اإلدارية

للدولة، لتكون ثقافة مؤسساتية إيجابية ومحفزة ومشجعة على االرتقاء بمستوى أداء المؤسسات الحكومية،

هادفة للحصول على رضا المجتمع عن أدائها.

األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول.

.1"قراءة تحليلية" ج

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

م، على الرابط :31/3/2015تم النشر بتاريخ

1. http://www.theworld-

now.com/main/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-

%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-

%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-

%D8%A8%D9%8A%D9%86-

%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-

%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D9%85/

2. https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/838123072925940:0

لعل المواطن البسيط المتابع لمجريات األحدا السياسية واالقتصادية واالجتماعية واألمنية التي تمر بها "مصر"

ليه، مالحظة ير عبشكل استراتيجي، سواء على الصعيد الداخلي أو العربي، أو اإلقليمي أو العالمي، سيكون من اليس

قدر التحديات التي تهدد وجود االنسان المصري، بل والجنس العربي كله ، والهوية اإلسالمية بشكل عام ، والذي

و وه -يمكننا أن نختزل كل ذلك في مفهوم "األمن القومي المصري"، وهذا ليس من باب التحيز لـ"مصريتي"

در ما هو تحيز لحقيقة تاريخية متأصلة، وهي: أن األمن القومي بق -تحيز ال أنكره، كونه مصدر فخري واعتزازي

العربي واألمن القومي اإلقليمي، كالهما في حقيقة األمر يشكل أحد المنظومات الفرعية لـ"األمن القومي المصري"،

ياسي لألمن وسوليس العكس كما يظن الكثير من الكتاب والباحثين ، وإن كان ما ذهبنا إليه يتعارض مع المفهوم الجي

على اعتبار أن "مصر" جغرافيا، هي جزء من جغرافيا الوطن العربي ومنطقة ‘ القومي العربي أو اإلقليمي،

الشرق األوسط ، ولكن إذا نظرنا إلى "األمن القومي المصري"، من منظور الحقيقة والفاعلية التاريخية، سنجد أن

مرهون بـ"األمن القومي المصري"، وأن األخير هو القيمة النهائية "األمن القومي"، سواء العربي أو اإلقليمي، هو

التي يتمحور حولها "مفهوم األمن القومي"، للمنطقة بأكملها "العربي واإلقليمي"؛ وحجتنا في ذلك، هي تلك الحقيقة

التي غفل عنه الكثير من المحللين العرب والمصري على حد سواء، وانتبه إليها أعدائنا،

" ، في خطابة إلى رئيس الوزراء البريطاني Rothschildم، كتب البارون اليهودي "روتشيلد 1840ام ففي ع

، وهي "مصر Geographical fulcrum" يبين له خطر "نقطة االرتكاز الجغرافي Palmerston"بالمرستون

Egypt جل احتواء خطر "نقطة االرتكاز "، ويربطها بالبعد القومي العربي، ويبين أهمية وجود "دولة يهودية" من ا

الجغرافي العربي" على أوروبا والغرب ، فيقول " إن هزيمة "محمد على"، وحصر نفوذه في "مصر" ليسا كافيين،

ألن هناك قوة جذب بين العرب . وهم يدركون أن عودة "مجدهم القديم"، مرهون بإمكانيات اتصالهم واتحادهم،

د هو "غرس وزرع قوة"، مختلفة على هذا الجسر في هذه البوابة، لتكون هذه وقيادة "مصر" لهم، والحل الوحي

القوة بمثابة حاجز يمنع "الخطر العربي"، ويحول دونه إمكانية تحقيق العرب ألمنهم القومي أو القدرة على تحقيقه

ورتها في أن التي يمكن بلوحمايته، )راجع: أحمد سليم البرصان ، جيوبوليتيكا األمن القومي العربي (، تلك الحقيقة

"مصر" هي "عمود الخيمة" في المنطقة، ومن أراد أن يسيطر على مجتمعات المنطقة وخيراتها وثرواتها ، عليه

أن يسيطر على "مصر" أوال، وبناء على ذلك، يعد كال من األمن القومي العربي واإلقليمي، هو جزء من "األمن

ر الذي يعني، أن "أمن مصر"، هو أمن للمنطقة، وتهديد األمن القومي القومي المصري"، وليس العكس، األم

سؤال -علينا جميعا ونحن نقرأ تلك األحدا -المصري، هو تهديد لألمن القومي للمنطقة كلها؛ وعليه، وسريعا يلح

و ى دائرة الحدمرعب: هل انتقلنا حقا من على أعتاب حلقة جديدة من حلقات تشكيل "الشرق األوسط الجديد"، إل

والتنفيذ فعال على أرض الواقع .؟ لتكون أسوأ بنتائجها وأقسى بعواقبها على مصر والعرب جميعا؟، وال شك أن

اإلجابة المنطقية التي تسوقها لنا األحدا ، هي: نعم .، تلك اإلجابة التي يتولد عنها تساؤل أخر، وهو: وماذا نحن

السطور، يمكن بلورتها في أنه " إذا لم تصنع مستقبلك فإن اآلخرين سوف فاعلون.؟، واإلجابة لدى كاتب هذه

يصنعون لك هذا المستقبل."!!

ولعل من المفيد في هذا الشأن، أن نلفت انتباه المواطن المصري والعربي البسيط، إلى إن بداية ما يسمى بـ"قضية

بمفاجآت كبرى قلبت األوضاع رأسا على عقب، الشرق األوسط"، بدأت مع نهاية الدولة العثمانية، والتي انتهت

فمنذ ذلك الوقت كانت هناك صيغ مفروضة على شعوب الشرق األوسط، فرضها العثمانيون أوال، ثم الفرنسيون

والبريطانيون من بعدهم، فهل جاء الدور اآلن على األميركيين كي يفرضوا صيغتهم الجديدة للشرق األوسط.؟،

الشرق »"، مقالة بعنوان: Thomas Friedmanحفي األمريكي "توماس فريدمان ففي هذا الصدد كتب الص

"، نشرتها Middle East: Come Narah before re-configuredاألوسط: تعالوا نعريه قبل إعادة تكوينه

سط، "، قد حدد كيف تكون الشرق األو Fromkinصحيفة الشرق األوسط اللندنية، قال فيه: أن "المؤرخ فرومكين

أن يرسم خريطة الشرق األوسط العربي، بخطوط Churchillم، حيث استطاع تشرشل 1922بقوله: في عام

في ما Lawrence of Arabiaتالءم مصالح اإلدارات البريطانية المدنية والعسكرية، وسيتفاخر لورنس العرب

ألوسط" على وجبة العشاء. واآلن بعد، بأنه وباالشتراك مع تشرشل وشخص يهودي آخر، رسموا خريطة "الشرق ا

وبعد عقود من ذلك التاريخ، فإن السؤال هو ما إذا كان أهل الشرق األوسط راغبين، أو قادرين، على االستمرار

«. . في العيش وفق ذلك التصور.؟

ريا، وسوولألسف ، يطرح هذا السؤال نفسه اليوم ، ولكن بصورة أكثر حدة هذه المرة، فما يحد اآلن في العراق،

ولبنان، وفلسطين، وليبيا، واليمن، ليس سوى " لحظة تشرشلية " أخرى، فتضاريس ومحتويات هذه األقاليم الشرق

أوسطية المحورية، يعاد تكوينها حاليا، ولكن الجديد في الموقف األن، أنه ال يحد ذلك بفعل "إمبريالي" فوقي من

أو أنه يحد بشكل غير متوقع أو غير معروف على وجه اليقين، لكنه أعلى، يعتمد على القوة العسكرية التقليدية،

يحد تحت تأثير أحدا ونزاعات تشتعل من تحت ، مستعرة من قلب األفراد ، ومتصاعدة نحو تفتيت اإلنسان

المصري والعربي والمجتمع نفسها، ومن ثم ، "هدم فكرة الدولة" ذاتها في نفوسهم كـ" قيمة نهائية لوجودهم"،

وهكذا وتضطرم في صدور الفلسطينيين والعراقيين والسوريين والليبيين ،.. وغيرهم من شعوب المنطقة.

ولقد وجدت هذه الرؤى االستعمارية في "تقسيم الشرق األوسط"، آذانا صاغية في اإلدارة األمريكية السابقة،

ها: االبن" رأستها، والتي وصفها فريدمان بأن وتحولت إلى هدفا استراتيجيا لها، تلك اإلدارات بدأت مع تولي "بوش

وكلنا يتفق مع المفكر األمريكي«. أسوأ إدارة في تاريخ الواليات المتحدة»، مضيفا بأنها: «ادارة خطيرة للغاية»

في أن: "إدارة بوش كانت تشكل خطرا على العالم"، لذلك كان من Noam Chomskyالبارز نعوم تشومسكي

في " تنفيذ فكرة تقسيم الشرق األوسط فورا لو توفرت لها األسباب، وتهيأت لها الظروف المواتية، الممكن أن تشرع

ألن هدفها الهيمنة الكاملة على المنطقة، كما ال يستبعد أن تعمد واشنطن على المدى الطويل لمحاولة تقسيم الشرق

القديم، الذي شكلته بريطانيا، هل نصل إلى األوسط ليسهل عليها التعامل مع بلدان صغيرة، فبعد الشرق األوسط

Obamaشرق أوسط جديد تشكله أمريكا .؟ يجب أن ال نستبعد ذلك وكلنا يرى خيبة أمل العالم في إدارة أوباما

Administration ونتبين يوما بعد يوم أن اإلدارات األمريكية كلها واجهات مختلفة لمضمون واحد، وضمن ،

ال »يدمان أن صحفي اتصل بـ"فرومكين" وسأله عن مستقبل الشرق األوسط؟ فأجاب بألم: هذا السياق، يذكر فر

«.مستقبل للشرق األوسط

بيد أن المصريين كان لهم رأيهم ونظرتهم الخاصة لألحدا ، منطلقين من عمقهم التاريخي والحضاري والثقافي،

/ 30/6،3/7دهم، ووقفوا ليعلموا العالم في مستشعرين الخطر، ومستبصرين لخطط إزالة وجودهم، قبل إزالة حدو

م، ويهتفوا خلف قيادتهم "تحيا مصر. تحيا مصر.. تحيا مصر". تلك "القيادة" التي كشفت لهم حقيقة ما يحيط 2013

بهم من اخطار، ويحاك لهم من مخططات شيطانية، بقوله ""أنها حرب وجود .. وليست حرب حدود" تلك المقولة

قاال مطوال على جزءين سبق نشرهما " ليستيقظ المصريين ومن خلفهم العرب، ليعيدوا صناعة التي افردنا لها م

مستقبلهم، ومستقبل األمة والمنطقة، بل والعالم بأكمله، وفق مصالحهم وأهدافهم الخاصة.

ننا ، بذلك ديما؟ ألأن نقرأ، لنعرف ماذا صنعوا بنا ق -على األقل -لذا، إرتابينا أنه يتحتم علينا "نحن المصريين"

قد نتمكن من معرفة ماذا يصنعوا مستقبال؟ ولنعرف كيف كان واقعنا عندما نظرت إلينا الدول الكبرى كغنيمة

حرب؟ واقتسمتهم، ومزقت أواصر آالف السنين. فهل كان العرب واعين لما كان يحصل؟ فإن كانوا يعون ذلك

؟؛ وإن لم يكن لنا دور بصياغة هذا الواقع، فهل نستطيع صياغة مستقبل فماذا فعلوا؟ أو ماذا كان باإلمكان أن يفعلوا

أفضل في ظل هذا الواقع؟، وخاصة إذا كانت نظرة العالم وتعامله معنا على أساس أننا شتات قبائل، ودولنا أجزاء

على ا ينطبقأقاليم، وأننا قاصرين وضعفاء، وحتى للمستقبل فإنهم غير قادرين أن يتوحدوا، ومن المؤلم أن هذ

معظم واقعنا السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي ، إن لم يكن عليه كله، فمن العرب اليوم من يروج بفرح

لفشل المشروع الوحدوي القومي " أنظر كيف تتعامل دويلة "قطر" وتساهم في هدم األمن القومي العربي"،، فقط

القومي، األمر الذي يحتم علينا التعرف على مفهم األمن القومي ليلقوا عن كاهلهم حتى مجرد الشعور بااللتزام

المصري، وكيف نصنع سياساتنا األمنية، ونصيغ استراتيجيتنا األمنية، في هذا العالم الفوضوي، وقد خصصنا لهذا

تي لالغرض عدد من المقاالت، تهدف لتوعية المواطنين البسطاء بأمنهم القومي، وبماذا تعني هذه المصطلحات ا

تتردد على مسامعهم على مدار اليوم في وسائل اإلعالم المختلفة، وبأهمية تلك المفاهيم في حماية وجودهم، وتحيا

مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر.

األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول.

.2"قراءة تحليلية" ج

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

م، على الرابط :1/3/2015تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/838674679537446:0

دول فرد في صنع بعض هذه اللقد قامت المجتمعات اإلنسانية بتأسيس جميع الدول، ولكن يظهر تأثير اإلنسان ال

بشكل أكبر عن مثيالتها، وإستكماال لما بدأناه في الجزء األول من هذه سلسة المقاالت المعنونة بــ " األمن القومي

المصري .. بين الواقع والمأمول."، والتي شرعنا في كتابتها منذ أمس، ولمحاولة فهم األحدا التي يعايشها

بأكملها، البد من الوقوف على بعض األحدا التاريخية، والفلسفات واألفكار التي المصريين وشعوب المنطقة

شكلت الفكر السياسي واألمني العالمي، وساقت المنطقة العربية بأكملها إلى ما نحن عليه األن، لذا يحب أن نلفت

"، الذي كان الرئيس األمريكي "بوش االبن" يحتفظ Winston Churchillالنظار إلى أن "ونستون تشرتشل

بتمثال نصفي له في مكتبه البيضاوي بالبيت األبيض، هو من قام بالدور الرئيسي لتأسيس معظم دول الشرق

ليده أن يسعى لتق -وهو من أنجب تالمذته في المدرسة االستعمارية -األوسط، فهل كان سيتأتى لواحد من معجبيه

ين شرق أوسط جديد.؟ خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار استعالء إدارة بوش، واعتماد كوادرها على في إعادة تكو

الخبرة والحدس واآلمال واألحالم العريضة، أكثر من اعتمادهم على التخطيط المتأني والتفكير بعواقب األمور،

ط؛ تلك الحقيقة القديمة، والتي تموقد ظهرت مقدمات ذلك في ما سببته تلك اإلدارة من اضطراب في الشرق األوس

استحداثها وإعادة استخدامها بصياغات أخرى ، وتناولها "فروميكن" في كتابه " سـالم ينهي كل سـالم : تكوين

بعد »حيث قال: Peace to end all peace: Configure the new Middle Eastالشرق األوسط الجديد

ف منها وضع نهاية للحروب، يبدو أنهم نجحوا في "باريس" نجاحا تاما في الحرب العالمية األولى التي كان الهد

«.تحقيق سالم ينهي كل فرصة مستقبلية لتحقيق أي سالم. !

وفعال انتهت كل إمكانية لـ" تحقيق أي سالم" قادم في الشرق األوسط، فكان " سالم باريس" افتتاحية لسلسلة من

منطقتنا حتى اآلن، وستستمر لمستقبل غير معروف. وفرضت الحرب على الحروب اشتعلت وال تزال تشتعل في

كثير من الدول العربية أو على من قاموا بها، وثبت لدى الغرب والعرب على حد سواء، أن "الحرب" واقع ال

قيخشى، ويمكن التعامل معه .. بيد أن السؤال اآلن: هل يخشى الغرب واألمريكان من تحقيق السالم في الشر

الوسط؟، وإذا كان الحال كذلك، وفعال تخشي امريكا وحلفاؤها من تحقيق السالم في الشرق الوسط، فهل يمكن

للعرب وخاصة مصر التعامل مع الحروب التي يفرضوها علينا.؟ فالشك، أنه من السهولة أن نتوقع كلفة "الحرب"

ومن جانب أخر، هل ألحد أن يتنبأ وعلى وجه وخسائرها، وإن كان من الصعب التنبؤ بنتائجها، هذا من جانب،

الدقة بنتائج حالة "السالم" القريبة وفوائدها المتوقعة، وهل يستطيع أحد أن يقدر ما سينتج عنها في المدى البعيد

وعلى كافة األصعدة؟، حيث من المفترض أن تأتي " حالة السلم" هذه بعد تلك الحروب، والتي غالبا ستأتي على

قسيمات منطقتنا العربية، ومستقبل شعوبها، كما حد بعد الحربين العالميتين األولى والثانية، وتقسيم أنقاض وت

أوروبا ومنطقتنا آنذاك، وأرجو أن نكون منتبهين ومقدرين لذلك.

وعليه، ولإلجابة عن تلك التساؤالت وتحقيق هذه الفرضيات، البد من قراءة المشهد العالمي، ففي سياق التحليل

الستراتيجي على مستوى المسرح الدولي ، وبعد نهاية الحرب الباردة وتفوق الواليات المتحدة، وجدت "أمريكا" ا

نفسها في " عالم بدون حدود ، وال معالم، وال عدو " ، ما جعل اإلدارات المتعاقبة من بوش األب وكلينتون إلى

"، The post-Cold Warا بعد الحرب الباردة بوش اإلبن، تبحث عن " دور " للواليات المتحدة في "عالم م

Arnoldوهو ما أدركه المفكرون األمريكيون، عمال بـ"نظرية التحدي واالستجابة"، للمؤرخ أرنولد توينبي ،

Toynbee التي تقول أن المدنيات التي تواجهها التحديات هي فقط، التي تزدهر وفي غياب التحديات تراوح مكانها

"، ومضمونها " أن استمرار الدولة ال يكون إال Canettiنظرية الكتلة المزدوجة لـ" كانيتي ثم تضمر، وكذلك

بوجود دولة ثانية ترتبط بها، سواء تواجهتا أو تبادلتا التهديد جديا ، فوجود الدولة الثانية أو حتى التخيل الكثيف لها،

The Clash ofدام الحضارات كفيل بضمان تماسك األولى ، ومن نتاج هذه األطر نجد "نظرية ص

Civilizations and the Remaking of World Order لـ" صموئيل ب. هنتنغتون "Samuel b.

Huntington وظهور كتابات تتحد عن: نهاية التاريخ ونهاية الجغرافيا، وحتى موت الدولة األمة، بل ."

بعض المفكرين يتحدثون عن ضرورة خلق نظرية وكتابات تحدثت عن نهاية العالم، تلك الكتابات التي جعلت

ومفاهيم جديدة، تتناسب مع رؤيتهم للمستقبل وإعادة تشكيلة بما يتوافق مع مصالحهم، ويمكن قراءة ثال تحوالت

رئيسية بعد الحرب الباردة هي :

ود، التي هي فيأوال: على المستوى االستراتيجي: ظهور عالم بدون معالم ثابتة، حيث أعيد طرح مسألة الحد -

الغالب ترتيبات ما بين الحربين العالميتين )نظام فرساي(.

ثانيا: على المستوى االقتصادي: سمحت العولمة ببروز عالم بدون حدود، حيث برز اتجاه قوي في العالقات -

الدولية يتجاوز الدولة، ويطرح مفهوم الدولة األمة للنقاش )نظام وستفاليا(.

توى اإليديولوجي: نهاية "الشيوعية" خلقت عالم بدون عدو واضح، والعمل جار لخلق عدو جديد ثالثا: على المس -

غرب )نظام يالطا(. -يلعب نفس الدور في السابق، التناقض شرق

وفي خضم هذه التجاذبات احتدم النقاش الفكري، حول ضرورة إيجاد أو صنع العدو لضمان بقاء: واستمرارية

محور هذا النقاش حول ثالثة اتجاهات، هي: الواليات المتحدة، وت

االتجاه األول: يجمع أنصاره على أن جوهر الصراع القادم سيكون " صراعا اقتصاديا"، ومن ثم يجب على -

الواليات المتحدة مواجهة األقطاب االقتصادية األخرى )اليابان والصين واالتحاد األوربي(.

صراع في القرن القادم سيكون " صراعا حضاريا"، نتيجة سعي الواليات االتجاه الثاني: يرى بأن طبيعة ال -

المتحدة لنشر منظومتها الفكرية والقيمية والتي سوف تتصادم مع حواجز الحضارات األخرى، وفي مقدمتها

الحضارة العربية اإلسالمية. وتندرج أطروحة صدام الحضارات ضمن هذا االتجاه.

نصاره باستمرار أهمية العامل العسكري في التوازنات الدولية، وعليه فكل الدول ذات االتجاه الثالث: يتمسك أ -

القدرات العسكرية والخارجة عن نطاق المظلة األمنية األمريكية تشكل تهديدا حقيقيا للمصالح األمريكية، لذلك يجب

ي األمر، أن كل هذا اإلنتاج والمدهش ف العمل على منع ظهور أو تطور أي مصدر تهديد. ) مثل روسيا والصين(

م"، والتي سوقتها 2001سبتمبر11الثقافي والمعرفي والفلسفي واألكاديمي، قد تزامنت مع أحدا نيويورك"

الواليات المتحدة األمريكية باحترافية عالية لحفائها األوروبيين، وكسبت من خالل هذا التسويق تعاطفها على

كما أسالت لعاب قادة دول وحكومات تلك الدول االستعمارية بطبيعتها، المستوى المجتمعي والشعبي من جانب،

إلعادة إمبراطورتيها ومجدها ونفوذها في مستعمراتها القديمة، وحركت نوازعها ورغباتها في السيطرة على دول

آثارها ا والمنطقة وثرواتها من جانب أخر، األمر الذي يستتبع معه بالضرورة، أن يتم فرض تداعيات تلك األحد

على شعوب الدول اإلسالمية والعربية، وتحميلها مسؤولية حدوثها، ومن ثم البد أن تتحمل شعوب وحكومات تلك

الدول تكاليفها.

وهكذا وجدت امريكا لنفسها الـ"دور" الذي كانت تبحث عنه في المسرح العالمي، وعالجت حالة الفراغ التي عاشتها

م، وحققت أهدافها، من خالل ما يلي: 2001ختالقها أحدا نيويورك بعد انتهاء الحرب الباردة، با

على الصعيد األيديولوجي: تمكنت من خلق "عدوا أيدلوجيا" لها، يجب محاربته، وهو " اإلرهاب"، والمتمثل في -

اإلسالم،

سالمية رافية للدول اإل: خلقت "عدوا جغرافيا"، تستهدف من خالله الحدود الجغالجيواستراتيجييوعلى الصعيد -

والعربية وثرواتها، الواجب إعادة تقسيمها، بما يتناسب مع مصالحها ومصالح حلفائها.

وعلى الصعيد السياسي"، تمكنت من خلق حالة استعداء ألنظمة حكم تلك الدول والواجب تغييرها، من خالل -

لتغير، ونشر الديمقراطية والحريات وحقوق إثارة القالقل بين األنظمة الحاكمة والمجتمعات، تحت شعارات ا

اإلنسان،.. إلخ.

فضال عن إحيائها لعدوها القديم، والمتمثل في روسيا الجديدة وحلفائها في الشرق. -

وفي سبيلها لتحقيق تلك األهداف، انطلقت حمالتها الدبلوماسية المنظمة بمساعدة األمم المتحدة ومنظماتها الفرعية

والنوعية، لحشد الرأي العام العالمي خلفها، فضال عن تكوين وإقامة التحالفات العسكرية، و استثمار ذلك في تعظيم

م،، 2001سبتمبر 11ليها وعلى حلفائها، من جراء الرد على اعتداءات القيمة المضافة للمنافع والفوائد التي تعود ع

وفي ذات الوقت كرست جهود آالتها اإلعالمية الجبارة، ومراكزها العلمية واألكاديمية والبحثية لصياغة التوجهات

ألمن ا الجديدة، وترسيخ أفكارها واستراتيجياتها وتبرير تصرفاتها العدوانية" وابتكرت استراتيجية "ضمان

الداخلي"، هذه التحوالت التي شهدها النظام الدولي، بانهيار الثنائية القطبية على الصعيد الهيكلي والقيمي، وما نتج

م، كانت تلك التوجهات الفكرية، التي صاغت وبلورت الفكر السياسي العالمي، ومن 2001عن احدا نيويورك

ة الثانية من هذه االستراتيجية، مستجداتها وأحداثها التي نشهدها ثم، مهدت المسرح السياسي الدولي، لتلقي المرحل

ونعيش فيها اليوم، ففي السياق االستراتيجي العربي واإلقليمي، يمكن تلخيص انعكاسات هذا الفكر األمريكي

والغربي على المنطقة العربية في النقاط التالية:

عنه االستراتيجية الغربية وخاصة األمريكية واإلسرائيلية التي انهيار النظام اإلقليمي العربي، والذي ظهر بديال -

بدأت تتبنى مفهوم الشرق األوسط كمفهوم أمنى واقتصادي وسياسي والشراكة األوربية المتوسطية.

مجموعة من التحالفات األمنية العسكرية، التي انعكست سلبا على واقع األمن القومي العربي، وشملت التحالف -

اإلسرائيلي، والتحالف اإلسرائيلي اإلثيوبي ، واإلسرائيلي مع دولة جنوب السودان ، إضافة إلى ثورات األمريكي

الخريف العربي.

كذلك كان لغياب االستراتيجية األمنية العربية الموحدة من ناحية، وتنامي القوى السياسية لبعض لدول المنطقة -

نحو صناعة عمق استراتيجي لقوتها من ناحية ثالثة، األثر البالغ العربية بسرعة من ناحية أخرى، وميل كل منها

في تقسيم العمق االستراتيجي والجيوسياسي العربي الكبير إلى وحدات إقليمية اصغر.

توفير المناخ المناسب اـ" إيران "، لتقوم بالضغط على الجناح الشرقي للمنطقة العربية. -

ويلة الضغط على الشمال الشرقي للمنطقة العربية لصناعة عمق استراتيجي تحاول " تركيا "، بعد فترة إهمال ط -

لها.

تقوم "إسرائيل"، بتعقيد خريطة الصراع على العمق الدفاعي واالستراتيجي بتعميق الخالفات والصراعات -

وتفريغ المنطقة العربية من إمكانات التنمية .

عسكرية للقوى المتنامية لبعض الدول العربية ، مثل " سوريا قيام " إسرائيل" بمحاولة حصار وتحطيم اآللة ال -

والعراق ومصر".

تقوم "إسرائيل"، بصناعة عمق أمنى لها بزيادة المناطق شبة الحاجزة وقت السلم ، ونقل ساحة المعارك إلى -

أراضي الجيران وقت الحرب ، ومراقبة الصراع على العمق العربي من ناحية أخرى.

م األمن القومي العربي أو المصري بشكل اكثر دقة، يتراوح بين األماني القومية صعبة التحقيق ، مما جعل مفهو

م، حين أقدم صدام حسين على 1990واألحدا التي أثبتت عدم وجود هذا المفهوم ، وخاصة في أغسطس عام

ض أن التهديدات تأتى من احتالل دولة الكويت، لينهار احد أعمدة نظرية األمن القومي المصري ، وهو افترا

م، لتكشف عجز الدول العربية عن بلورة تصور 2003الخارج، ثم جاءت الحرب األمريكية على العراق في عام

أمنى وإقليمي متكامل، تؤكد أنه ال يوجد نظام أمني حقيقي يجمع بين دول المنطقة، وأن ما هو قائم في واقع األمر،

صري" ال تعبر عن الواقع ، وإنما تعبر فقط عما يجب أن يكون. نظرية تحمل اسم "األمن القومي الم

وعليه، يمكن اعتبار هذا المقال، بمثابة "نظرة بانوراميه"، للفكر السياسي والجيوإستراتيجي الدولي، الذي سوقته

وسائل اتالواليات المتحدة األمريكية إلينا تارة، وفرضته علينا تارة أخرى، عبر استخدامها استراتيجيات وألي

وأدوات القوة الناعمة من ناحية، ومن خالل القوة العسكرية الصلبة من ناحية أخرى، ولمحاولة االقتراب أكثر من

مفهوم "األمن القومي المصري"، كان لزاما علينا استعراض البيئة الخارجية، ثم البيئة الخاصة اإلقليمية والعربية،

ة، حتى يتمكن القارئ من ترتيب افكاره بمنطقيه وفق التطور التاريخي ثم الدخول إلى البيئة الداخلية المصري

لألحدا ويتمكن من تفسيرها، ويعرف مستقل تطورها ونموها، وإلى أي مدى ممكن أن تصل إليه األحدا ، وفي

في سياق ةالمقال التالي، نتناول مفهوم األمن القومي ومستوياته، وأبعاده، ومراحل تطور العالقات العربية العربي

هذا المفهوم، ومنها " التحديات السياسية واالستراتيجية التي تواجه العالم العربي وتهدد أمنه القومي: خطر وجود

إسرائيل على األمن القومي العربي، التحديات التي سوف يفرضها الربيع العربي على األمن القومي العربي،

لى أراضيه، والخطر النووي اإلسرائيلي واإليراني وغيرها.ظاهرة تدويل النظام العربي والوجود األجنبي ع

األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول.

.3"قراءة تحليلية" ج

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

م، على الرابط :3/3/2015تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/839260162812231:0

يعتبر "األمن القومي" من األمور الهامة التي تتصدر أولويات األمم، وان اختلفت في قوتها وحجم األخطار التي

يقاس نجاح أي أمه بقدر ما توفره لشعبها من "أمن"، ولقد شهد الفكر األمني تطورا كبيرا على تتعرض لها، حيث

مستوى العالم منذ بداية تسعينات القرن الماضي، تجلى في ظهور مفاهيم أمنية جديدة، غير ان هذا التطور في

ن بين "عالم الفكر األمني" العالمي، م"مصر" لم يكن بالوتيرة والمستوى نفسه، مما خلق تناقضا مزدوجا وفجوة

جانب، وبين الممارسة في الواقع والتطبيق، من جانب أخر، فالنتائج العملية لهذا التوسع في مفهوم "األمن" لم يقابله

توسع مواز على مستوى ممارسة مؤسسات الدولة لوظيفتها األمنية.

ه المتغيرة التي يتسع ويضيق وفقا لطرق تناوله ،يمكن تعريف من األمور النسبية -بصفة عامة -ويعد مفهوم "األمن"

بأن " حالة الشعور الواعي والمدرك لإلنسان باالطمئنان والسكينة على ذاته )جسده ونفسه وعقله( ، وممتلكاته،

لراهن اوسائر حقوقه، وغياب التهديدات سواء بالعدوان عليها أو باالنتقاص منها، كما يعني عدم الخوف في الوقت

أو في المستقبل األتي، وفي داخل البالد و/أو خارجها ، واإلنسان في سبيل بلوغ هذه الغاية يتخذ من اإلجراءات

والتدابير سواء بشخصه أو عن طريق األخرين ما يحول دون حدو تهديدات أو إخالل بأمنه"؛ وبذلك يعد "األمن"

تمامها وكمالها، كما أنه مفهوم شامل شمولية الحياة اإلنسانية.غاية وقيمة إنسانية، يسعى اإلنسان إلى بلوغ

أما تعبير "األمن القومي" على الصعيد السياسي المعاصر، فقد ارتبط باألحدا العسكرية التي تمر بها الدول على

، ظهور Amos Jordanوجه الخصوص وبالتوازنات االستراتيجية وصراعات القوى ويرجع أموس جوردن

، فيعتقدان بأنه ناتج عن Nye Josephالقومي" كمصطلح منذ الحرب العالمية الثانية ، أما جوزيف ناي "األمن

الحرب الباردة، وينظر بعض الكتاب لمفهوم األمن القومي، على أنه يمتد إلى خارج حدود الدولة مثل فرنك سيمون

Frank Simonie الذي يخلق –كهدف محوري –كومية "األمن القومي" بأنه " ذلك الجزء من السياسة الح

الظروف القومية والدولية الالزمة لحماية وتوسيع القيم الوطنية الحيوية ضد الخصوم الحاليين أو المحتملين"؛

" األمن القومي " بقوله " هو قدرة األمة Penelope Hartland Thunbergعرف بينلوب هارتلند تيونبرج

الوسائل، وفي أي مكان في العالم " وهو المفهوم الذي تنتهجه الدول العظمي، على متابعة مصالحها القومية بكل

وعلى رأسها "أمريكا"، والبعض األخر ينظر إليه، على انه صد العدوان الخارجي على الدولة، وضمان البقاء

" القدرة على بأنه Giacomo Lucianiلألمة وحماية مصالحها وقيمها من التهديدات، ومنهم جياكمومو لوتشياني

بأنه " حماية البقاء القومي "، وهما المفهومين Donald Brennanصد كل عدوان خارجي "، ودونالد برينان

السائدين لباقي دول العالم، ويمكن التعرف على مقومات تحيق "األمن"، ومستوياته وركائزه، بشكل موجز على

النحو التالي:

ت" عدة تضم المقومات "الجيوبوليتيكية" التي تشمل حجم الرقعة الجغرافية مقومات تحقيق األمن: ولألمن "مقوما -

للدولة، والتضاريس أو طوبوغرافية األرض، والموقع الجغرافي، والمقومات االقتصادية، والمقومات االجتماعية،

ن الدولة، وأمن والمقومات السياسية الداخلية منها والخارجية، كذلك فإن لألمن "مستويات" عده منها ما يخص أم

المجتمع، وأمن األفراد أو األمن اإلنساني.

ركائز األمن : ويعتمد األمن على "أربع ركائز" ، تضم "األولى" إدراك التهديدات سواء الخارجية منها أو -

هديدات تالداخلية، و"الثانية" رسم استراتيجية لتنمية قوة الدولة الشاملة ، و"الثالثة" توفير القدرة على مواجهة ال

الخارجية والداخلية ببناء القوة المسلحة وقوة الشرطة ، و"الرابعة" إعداد سيناريوهات للتهديدات الداخلية والخارجية

، واتخاذ إجراءات لمواجهتها ، ويشتمل على "أربع مستويات"، بدءا من أمن الفرد ضد أية أخطار تهدد حياته أو

ن ضد أية أخطار خارجية أو داخلية للدولة ، ثم األمن القطري أو القومي، ممتلكاته أو أسرته ، مرورا بأمن الوط

وأخيرا األمن الدولي والمسئول عنه المنظمات الدولية.

وعليه، ومن خالل هذه اإلطاللة على مفهوم األمن، التي يهدف المقال من ورائها إلى تكوين وتشكيل حد أدني من -

دى القارئ، وبعدما تناولناه في المقال السابق، من إبراز للعوامل المؤثرة في الثقافة والوعي واإلدراك األمني ل

األمن القومي المصري على مستوى بيئته الخارجية الدولية، يمكننا إبراز بعض التحديات التي تواجهه في البيئة

الخاصة، إي البيئة العربية واإلقليمية ، وذلك في إشارات موجزة على النحو التالي:

العربية: مرت العالقات العربية بخمسة مراحل منذ استقالل معظم الدول العربية، -وال: مراحل العالقات العربية أ -

وهي:

المرحلة األولى في الخمسينات والستينات، والتي انقسم العالم العربي فيها ما بين المعسكرين الشرقي والغربي، -

، 1967يونيو 5واألردن في وانتهت بالعدوان اإلسرائيلي على مصر وسوريا

حرب العربي، والذي تجلى في –وكانت المرحلة الثانية في السبعينات، والتي تعد نموذج جيد للتعاون العربي -

م، وما 1979،وانتهت بزيارة السادات للقدس وتوقيعه على معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1973اكتوبر

وكانت المرحلة الثالثة في الثمانينات والتسعينات، ومرت بمرحلتين - بية لمصر ،تبعها من مقاطعة معظم الدول العر

رسختا بداية االنقسام العربي، "األولي" حيث انقسم العرب في البداية ما بين مؤيد ومعارض للعراق في حربة مع

دولي لبقوات التحالف اإيران و"الثانية" أيضا ما بين مؤيد ومعارض لغزوة للكويت، والتي انتهت باالستعانة

. للمساعدة في تحرير الكويت

والمرحلة الرابعة بدأت مع مطلع األلفية الثالثة، وأيضا أظهرت كم التناقضات في المواقف العربية تجاه القضايا -

بية رالعربية المختلفة وعلى رأسها الموقف من القضية الفلسطينية ومفاوضات السالم مع إسرائيل وتقسيم الدول الع

.إلى دول ممانعة ودول اعتدال

والى اآلن، حيث بدأت مرحلة جديدة من العالقات 2010وظهرت بوادر المرحلة الخامسة واألخيرة مع نهاية عام -

العربية مع بداية ثورات الخريف العربي، الذي بدأ من تونس مرورا بمصر ثم ليبيا واليمن وسوريا ، -العربية

انقسام الدول العربية ما بين مؤيد ومعارض لما يحد .والذي أدى أيضا إلى

كان هذا إستعراض ألهم مفاهيم "األمن"، بصفة عامة، كما ألقينا الضوء حول مفهوم "األمن القومي"، بصفة

خاصة، ولطول الحديث حول تهديدات األمن القومي المصري والعربي ذا المصير المشترك، فقد قسمته إلى

ى القارئ والمواطن العادي البسيط استيعابه، واإللمام به، تناولنا في الجزء األول: مراحل جزءين، حتى يسهل عل

العربية، وسنتناول في المقال القادم، الجزء الثاني، والمتمثلة في التحديات السياسية –العالقات العربية

اصة زءين، نكون قد غطينا البيئة الخواالستراتيجية التي تواجه العالم العربي وتهدد أمنه القومي، وباستكمال الج

باألمن القومي المصري، في بعديه العربي، واإلقليمي. وقد حاولت ذكر وتوضيح الحد األدنى من المعلومات حول

هذا المفهوم، والذي يجب إلى درجة اإللزام أن يعرفها المواطن العادي، السيما في ظل التهديدات والتحديات التي

الحد الذي أطلق عليه "الرئيس / عبد الفتاح السيسي"، أنها حرب وجود .. وليست حرب حدود"، تواجهنا وتصل إلى

كما ينبغي على كل صاحب علم أن يخرج بعلمه إلى الناس، ويبذل هذا العلم بين أيدي المصريين، ليعرفوا ويدكوا

م ا نداء الرئيس" السيسي" في القيام بدورهحجم األخطار المحدقة بهم، وان يقوموا بأداء أمانتهم العلمية هلل، وان يلبو

الوطني وتوعية المواطنين وتثقيفهم، والشرح لهم، واالستفاضة في الشرح حتى تصل لهم هذه العلوم، فمكانها ليس

بين دفتي الكتب باهظة الثمن، وال في عقولنا كي نتباها بها ويستعلي بها البعض على البعض األخر، أو نبذلها لقاء

جو أن يستجيب كل صاحب علم، لنداء " تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".أجر، فأر

األمن القومي المصري .. بين الواقع والمأمول.

.4"قراءة تحليلية" ج

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية. م، على الرابط :3/3/2015تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/839570309447883

يقوم األمن القومي العربي المصري حاليا، على فكرة قدرة الدول العربية مجتمعة على حماية األمة العربية من

الداخلية القائمة أو المحتملة وتحقيق فكرة القومية العربية، وهو ما يتجاوز الواقع الحالي للوطن األخطار الخارجية و

العربية، في المقال السابق، واشرنا إلى أنها قد مرت بخمسة مراحل –العربي، وقد تناولنا مراحل العالقات العربية

المقاالت، نتناول ما يتعرض له األمن القومي من منذ استقالل معظم الدول العربية، واستكماال لهذه السلسة من

تهديدات، على المستوى اإلقليمي، والتي تشمل:

خطر وجود إسرائيل على األمن القومي العربي: (1)

م، باالعتداء على التراب العربي في فلسطين، وأصبحت بالفعل الحاجز 1948مايو 15قامت إسرائيل في

العربية ، ليس ذلك فحسب بل وخاضت حروب عديدة ضد الدول العربية المانع لالتصال الطبيعي بين البالد

، واجتياح لبنان 1973، وحرب 1967، وحرب 1956، مرورا بحرب 1948ومصالحها منذ حرب عام

، وغيرها الكثير من 2008، وعلى غزة عام 2006، والعدوان اإلسرائيلي على لبنان عام 1982في

، والسودان 1985أكتوبر عام 1بلبنان أو فلسطين ، بل وفى تونس من قبل فى الخروقات والمجازر سواء

مؤخرا.

وقد تبنت إسرائيل في سياستها تجاه العالم العربي استراتيجية المحاصرة ، أي تطويق السياسة العربية ، وهو

والتي انتهت ثم بترها ، كما حد في السودان Peripheral doctrineما يعرف بـ"سياسة شد األطراف"

بناء على رغبة دولية قوية لفصل جنوب السودان ، حيث 2011يوليو 9بظهور دولة جنوب السودان في

تالقت جميع المصالح األمريكية واإلسرائيلية وحتى اإلفريقية بدول الجوار في إثيوبيا وكينيا وأوغندا حيث

يلفا كير "، بهدف التواجد الفعلي على أرض دعموا جميعا قوات التمرد بقيادة "جون جارنج" ومن بعدة "س

جنوب السودان، التي ترى إسرائيل والواليات المتحدة فيها أفضل وسيلة للسيطرة على العمق اإلفريقي ،

وتهديد األمن القومي العربي عامة ، والمصري السوداني خاصة ، وبشكل مباشر ، إضافة إلى الحصول على

ستثمار به . وكما حد في التعاون اإلسرائيلي األثيوبي، والذي يهدف أيضا النفط السوداني من الجنوب واال

إلى تحقيق نظرية األمن اإلسرائيلي عن طريق تطويق الدول العربية وخاصة مصر وحرمانها من أي نفوذ

في الدول المتحكمة في مياه النيل من منابعه ، فلقد حصلت إسرائيل على كثير من االمتيازات العسكرية

اإلستراتيجية في إثيوبيا ، حيث تواجدت في "جزر دهلك "، بالبحر األحمر ، كما حصلوا على اتفاق تعاون و

عسكري تتمتع فيه إسرائيل بخصوصية التدخل العسكري المباشر في حالة تهديد المالحة في البحر األحمر ،

تمكنت إسرائيل من بناء قاعدة أو وجود مخاطر أخرى تهدد مصالحها التجارية خاصة في قناة السويس ، كما

عسكرية في شمال إثيوبيا تحمل طابع السرية ، وذلك لردع أي تحرك مصري سوداني معاد إلثيوبيا بصورة

مفاجئة ، كما تصبح المنطقة في حوض النيل على هيئة قوس حماية من شرم الشيخ إلى جنوب مصر ووضع

صرية المنتشرة على جانبي السد العالي ، وذلك اإلجراء السد العالي كهدف عسكري ، إضافة إلى القواعد الم

يدخل المنطقة ضمن دائرة المراقبة في وقت السلم ، بما فيها شمال السودان ، وذلك منذ بداية الستينات وعلى

بعبور خبراء إسرائيليين لمتمردي جنوب السودان 1960كافة المستويات من التعاون ، فلقد سمحت إثيوبيا عام

يقاتلون ضد حكومة الخرطوم وإقامة اتصاالت معهم، واستطاعت إسرائيل بذلك تجنيد أثيوبيا ضد مصر الذين

في القرن اإلفريقي وشرق إفريقيا وحتى في منظمة الوحدة اإلفريقية .

التحديات التي سوف يفرضها الربيع العربي على األمن القومي العربي: (2)

رتها الثانية ، بعد أن خاضت ثورتها األولى في تصفية اإلمبراطورية تعيش بعض الدول العربية في هذه الفترة ثو

واالنتقال من االستعمار إلى التحرر ، غير أن ثورتها الحالية ليست ضد قوى استعمارية خارجية ، بل ضد ظلم

وجد جديد اداخلي وقع عليها وشمل كافة نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ، غير أن هذا الواقع ال

تحديات إضافية ستؤثر إيجابا وسلبا على أمنه القومي وذلك من خالل:

التعاطي المختلف مع القضية الفلسطينية ومع مسار التسوية الذي وصل إلى طريق مسدود. -

عاون تالتعاطي مع القوتين المحوريتين األخريين في المنطقة ، أي إيران وتركيا ، وفق معادلة جديدة تقوم على ال -

االستراتيجي التكاملي وليس العداء.

التعامل الجدي مع حالة فراغ القوة التي بدأ المجال اإلقليمي للعرب يشهده مع بدء تقهقر مشروع السيطرة األمريكي -

على هذا المجال .

( ظاهرة تدويل النظام العربي والوجود األجنبي على أراضية:3)

بمعنى زيادة اختراقه من خارجة بما جعل ملفات القضايا العربية الكبرى في أيد غير عربية ، كملف الصحراء

المغربية الذي لم يكن يوما مسئولية أية دوله أو منظمة عربية ، وكذلك ملفات السودان ولبنان والعراق والصراع

خل مباشر في المنطقة ، والتي تعد حقيقة ال يمكن اإلسرائيلي ، لتتحول الصورة بشكل أو بآخر إلى تد –العربي

إنكارها ، وهى ليست جديدة ، بل حالة متواصلة تتعلق أسبابها بمكانه الوطن العربي اإلستراتيجية ، سواء ما يتعلق

ةبثرواته أو في إطار الصراع الدولي ، وال شك في أن احتالل العراق يمثل نموذجا صارخا للتدخل األجنبي بالمنطق

، وهو ما تبعة الكثير من اآلثار السلبية على األمن القومي العربي جراء الوجود األجنبي على أراضية ، والتي منها

تزايد االعتماد العربي على الواليات المتحدة في المجاالت األمنية ، وتغير اإلدراك لمصادر تهديد األمن القومي

.بية نتيجة تزعزع اإلرادة القوميةلالمه العرالعربي ، إضافة إلى تراجع القضايا األساسية

( تباين التحديات التي تعانى منها الدول العربية:4)

تختلف التحديات التي تواجه البالد العربية من مكان آلخر، ومنها ما هو داخلي وما هو خارجي ، ففي "مصر"

ج عنها من اضطراب في المشهد السياسي يناير وما نت 25نجدها تعانى من تهديدات داخلية تمثلت في تبعات ثورة

المصري ، وتحديات خارجية متمثلة في وجود إسرائيل على حدودها الشمالية الشرقية وتهديد أمنها القومي في

حوض النيل، وربما في المستقبل القريب في دولة جنوب السودان ، وأيضا كل ما يحد بالسودان يلقى بظالله

باشر.على أمن مصر القومي بشكل م

وفى "ليبيا" فمن المؤكد أن ما حد بها مؤخرا قد كلف الشعب الليبي تكلفة باهظة دفعها من دماء أبناءة ومقدراته

االقتصادية ووحدته االجتماعية ، أما في السودان فيعانى من تحديات خارجية تسبق التحديات الداخلية وان لم تمنعها

وب السودان وظهوره كدولة مستقلة ، وما زال باقي فصول التحديات حيث انتهت إحدى فصوله الخارجية بفصل جن

مفتوح وخاصة في دارفور، إضافة إلى التحديات التقليدية من بطالة وانخفاض لمستوى الدخل االقتصادي ، وما

يترتب عنه من تردى في مستوى الخدمات. وفي "المغرب العربي" نجد انه يعانى من التحديات الداخلية أكثر من

التحديات الخارجية حيث أصبح اإلرهاب مشكلة إقليمية هناك وفرض نفسه كخطر آني ومتوسط المدى بالنسبة

في %14، %12لجميع دول المنطقة ، وإن كان بنسب متفاوتة ، ومشكلة البطالة التي تتراوح معدالتها ما بين

إلى مشكلة الصحراء المغربية التي في موريتانيا ، إضافة %30كل من الجزائر والمغرب وتونس، وتزيد عن

تتداخل فيها جميع األطراف اإلقليمية والدولية.

ونجد بشرق الوطن العربي التحدي الخارجي يسبق غيرة من التحديات والمتمثل في "إيران" وما تمثله من تحدي

شكل جنبي بالمنطقة حيث يألمن الخليج العربي ونفوذها المتزايد وخاصة بالمشهد العراقي ، إضافة إلى التواجد األ

الوجود العسكري والسياسي للواليات المتحدة في منطقة الخليج العربي والمقترن بالتحالف اإلستراتيجي والوثيق

مع إسرائيل خطرا حقيقيا على بلدان الخليج العربي وشعوبها، حيث اعتبرت الواليات المتحدة منطقة الخليج عام

تصادية وإستراتيجية، وارتبط أمن الخليج وبالتالي األمن القومي العربي بأمن منطقة مصالح سياسية واق 1973

الواليات المتحدة ، مما يزج بدول الخليج والدول العربية في استقطابات وتكتالت هي في غنى عنها، ويجرها إلى

جنبي الوجود العسكري األصراعات إقليمية ال تحتاجها ، وتواجه أيضا باإلضافة إلى التحديات األمنية الناشئة عن

والتهديدات المحيطة بها تحديات أخرى تتمثل في الغلبة السكانية لألجانب فيها، والهوية القومية والوطنية ، إضافة

إلى تنامي ظاهرة اإلرهاب؛ أما في بالد الشام فنجد أيضا التحدي الخارجي يتمثل في الضغوطات اإلقليمية متمثلة

ات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى التحديات الداخلية المتمثلة في هبوب رياح التغيير على في تركيا وإيران والوالي

بعض بلدان المنطقة أو ما يسمى بالربيع العربي.

ويعانى الصومال بأقصى جنوب الوطن العربي وعلى نفس القدر من تحديات خارجية تتمثل في التحدي األثيوبي

ونشوب الحرب 1991ت داخلية طاحنة أدت إلى انهيار الدولة منذ يناير المستمر، ومشكالت الحدود ، وتحديا

، 1994إلى 1992األهلية ، مما أدى إلى تدخل األمم المتحدة ، بواسطة قوات متعددة الجنسيات، في الفترة من

، وما لهوال تزال المساعي العربية واألفريقية تبذل من أجل الحفاظ على وحدة الصومال وسالمة شعبه واستقال

زالت الصومال تشكل إحدى بؤر الصراع التي يعانى منها الوطن العربي وإحدى نقاط الضعف في نظام األمن

القومي العربي.

العربية: -( الخالفات العربية 5)

في ظل ضعف النظام اإلقليمي العربي ممثال بالجامعة العربية ، وعجزه عن مسايرة التغيرات المتالحقة بالمنطقة

العربية ، لم يخلوا النظام العربي وعبر مراحل تطوره من ظاهرة الخالفات العربية العربية، التي بلغت في بعض

ل مسألة الحدود الوهمية بين األقطار العربية ، التي األحيان درجة من الشدة جعلتها تنفجر في شكل مسلح ، مث

كرست فلسفة الدولة القطرية وعززت كيانها وخلقت خالفات بين العرب تم حل بعضها ومازالت هناك الكثير منها

بدون حل إلى اآلن ، وكذلك الخالف حول الحدود مع دول الجوار الجغرافي ، ومشكلة المياه وما يمكن أن تثيره

ات في المستقبل سواء بين الدول العربية أو بينها وبين دول المنابع.من نزاع

كان بمثابة النقطة الفارقة في العالقات العربية العربية ، حيث انقسم 1990غير أن غزو العراق للكويت في عام

األمة نا علىالعالم العربي إلى ثالثة معسكرات األول أعلن تأييده للعراق واعتبر أن حرب تحرير الكويت عدوا

العربية مثلما فعلت األردن وتبعتها اليمن ، ومعسكر تحفظ في موقفة مثل الجزائر وتونس وموريتانيا والسودان

وليبيا ، ومعسكر ساند الكويت وقام بالمساعدة مثل مصر والسعودية واإلمارات والبحرين وقطر وعمان وسوريا

، وحاليا أيضا ال 2003لواليات المتحدة األمريكية للعراق في عام والمغرب ، وازداد المشهد تدهورا بعد احتالل ا

تخلوا الصورة من تنامي ظاهرة الخالفات العربية ، وخاصة في ظل الثورات العربية في بعض بلدانه واختالف

هو و المواقف العربية تجاه هذه الثورات ما بين مؤيد وداعم إلى رافض ومستنكر والى محايد ال يتدخل بأي شكل،

ما تكرر أثناء الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وحاليا في اليمن وسوريا، وأدت هذه الخالفات إلى زيادة

االنقسامات العربية سواء على مستوى الحكومات أو حتى على مستوى الشعوب ، وهو ما انعس سلبا على

ية والثقافية ، وال شك في أن استمرار هذه مشروعات التكامل العربي في كافة المجاالت السياسية واالقتصاد

الخالفات يمثل احد أهم العوامل التي تهدد األمن القومي العربي.

( التجزئة واالنفصال في الوطن العربي:6)

، ما أدى إلى معاناته من مشاكل التجزئة 2مليون كم 14دولة على مساحة تقدر بحوالي 22يشمل الوطن العربى

ثرت ومازالت في أمنه الوطني والقومي ، وتشكل عائقا في وجه تقدمه االقتصادي واالجتماعي.واالنفصال ، والتي أ

( مشكلة األقليات في الوطن العربي:7)

يعتبر وجود األقليات في الوطن العربي أمرا طبيعيا في ظل وجود مساحة عظيمة مترامية األطراف للوطن العربي،

رض إلى هجرات وافدة من مناطق أخرى خارج حدوده عبر تاريخه الطويل إضافة إلى تعرض هذه البقعة من األ

، ومع تطور المجتمعات العربية واتجاهها نحو مزيد من الحرية والديمقراطية سعت هذه األقليات إلى أن تجاهر

بمطالبها وحقوقها في االعتراف بوجودها المستقل لغويا وعرقيا وثقافيا ودينيا.

اإلسرائيلي واإليراني: ( الخطر النووي8)

نجحت إسرائيل في أن تمتلك السالح النووي ، وتصبح الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا السالح في منطقة الشرق

األوسط ، وهى الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم توقع على معاهدة حظر االنتشار النووي ، وهو ما يشكل تهديدا

يجب مواجهته ، أما في حالة الملف النووي اإليراني فقد رجح الخبراء بأن إيران بالغا على األمن القومي العربي

ستحتاج إلى عقد من الزمن على األقل لتكون قادرة على إنتاج سالح نووي واحد ، ويتعامل العالم مع هذا الملف

دي كالعقوبات من خالل عدة خيارات منها ما هو دبلوماسي كما تفعل الصين وروسيا ، ومنها ما هو اقتصا

االقتصادية المفروضة حاليا ، والتي تخطط الدول الغربية إلى فرضها عن طريق مجلس األمن مستقبال ، ومنها ما

هو عسكري كما تهدد إسرائيل من خالل توجيه ضربات للمواقع النووية اإليرانية في بوشهر وأصفهان وأراك

ونتانز.

بحذر شديد، حيث تخشى آثاره األمنية والبيئية على حد سواء ، وال تزال وتتعامل دول الخليج مع الملف اإليراني

دول الخليج خاصة وباقي الدول العربية عامة تشجع الحل الدبلوماسي لملف إيران النووي وال ترحب بأي تدخل

عسكري جديد بالمنطقة.

حالة القائم بالفعل ، واإليراني فيويجب أن يكون هناك أكثر من بديل عربي للتعامل مع الملف النووي اإلسرائيلي

تحوله من االستخدامات السلمية إلى ملف نووي ذي طابع عسكري ، وذلك إما عن طريق التسليح النووي المقابل

لتحقيق التوازن المطلوب ، وإما العمل على انضمام إسرائيل لمعاهدة منع االنتشار النووي ، أو التمسك بالمطالبة

األوسط من أسلحة الدمار الشامل ، وذلك بغية التوازن االستراتيجي بين الدول العربية والدول بإخالء منطقة الشرق

المجاورة لها من خارج الوطن العربي، وهكذا أدت تلك التحديات وغيرها، إلى حتمية البحث عن أليات يكون من

ومي المصري، ومنها إنشاء قوةشأنها الحد من تأثيراتها السلبية، والبحث عن فرص للنهوض بتحقيق األمن الق

عسكرية موحدة تالئم التحديات المثالة أمامنا، وشراكات إقتصادية حقيقية، وغيرها من التوجهات الهادفة للحفاظ

على بقاء الدول العربية، وصون استقاللها وسيادتها الوطنية، والحفاظ على هويتها الثقافية واالجتماعية، عبر أليات

والتنفيذ اإلستراتيجي، فالشك أنها حرب وجود .. وليست حرب حدود.التفكير والتخطيط