P

شرح كتابتفسري ابن كثري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ18/05/1439تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.نعم.

الحمد لله رب الع��المين، وص��لى الل��ه وس��لم على نبين��ا طالب:محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

}وال"قول��ه تع��الى: قال اإلمام ابن كثير -رحم��ه الل��ه تع��الى-: تنكحوا المشركات حتى يؤمن وألمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم وال تنكحوا المشركين حتى يؤمن��وا ولعب��د م��ؤمن خي��ر من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله ي��دعو إلىرون{ رة بإذن���ه ويبين آيات���ه للناس لعلهم يت���ذك الجنة والمغف���

- على المؤم��نين221]البقرة: [، هذا تحريم من الله -ع��ز وج��ل أن يتزوجوا المشركات من عب�دة األوث�ان. ثم إن ك��ان عمومه�ا مرادا، وأنه يدخل فيها كل مشركة من كتابية ووثنية، فقد خص

نات من المؤمن��اتمن ذلك نساء أهل الكتاب بقوله: }والمحص��نات من الذين أوت��وا الكت��اب من قبلكم إذا آتيتم��وهن والمحص��

]المائ��دة:أجورهن محصنين غير مسافحين وال متخذي أخدان{ }وال[. ق��ال علي بن أبي طلح��ة، عن ابن عب��اس في قول��ه: 5

} [، اس��تثنى الل��ه221 ]البق��رة: تنكحوا المشركات حتى ي��ؤمن من ذلك نساء أهل الكتاب. وهكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جب��ير، ومكح��ول، والحس��ن، والض��حاك، وزي��د بن أس��لم،

والربيع بن أنس، وغيرهم. وقيل: بل المراد بذلك المشركون من عب��دة األوث��ان، ولم ي��رد

.أهل الكتاب بالكلية، والمعنى قريب من األول، والله أعلم" الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــا

محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.ؤVمن{أما بعد، ففي قول الله -جــل وعال-: ى ي ركات حت VمشــV Vكحــوا ال }وال تن

[، يبحث في هــذه اآليـــة من جهــتين: من جهــة موافقتهــا221]البقـــرة: ركة{ومعارضتها لقول اللــه -جــل وعال-: Vمشــ Vــة أو Vكح إال زاني اني ال ين }الــز

ـؤVمن{[، والله -جل وعال- يقــول: 3]النور: ى ي ركات حت VمشــV Vكحــوا ال }وال تن [، ومعلوم أن الــزاني مســلم ال يحكم بكفــره إال إذا اســتحله.221]البقرة:

فكيــف الــزاني المســلم ينكح المشــركة، والزانيــة من المســلمات ينكحهــا المشرك؟ بنص اآلية. من أهل العلم من يرى أن هذا في الزاني المســتحل والزانية المستحلة للزنى؛ ألنــه خــرج بــذاك عن دائــرة اإليمــان، فصــار في حكم الكفار والمشركين. ومنهم من يقول: إن هذا على سبيل التغليظ، وال

يراد به حقيقته. ومنهم من قال: إن هذا منسوخ باآلية التي معنا. وعلى كل حال اآلية محكمة وصريحة في المراد في كــون المســلم ال ينكح

المشركة، والمشرك ال ينكح المسلمة. ــاج من جهة ثانية: أهل الكتاب من اليهود والنصارى هل هم مشركون، فنحت إلى الجمع بين نكاح نســائهم وبين اآليــة؟ نكــاح نســاء أهــل الكتــاب مبــاح؛

VلكمV{لقول الله -جــل وعال-: ــاب منV قب Vكت ــوا ال ذين أوت نات من ال VمحVصــ }وال [، فهل هم مشركون بحيث نحتاج إلى جمع وتوفيق بين اآليتين،5]المائدة:

أو هم فيهم شرك؟ فإذا قلنا: مشركون احتجنا إلى التوفيــق، وإذا قلنــا: همفي األصل موحدون، لكن فيهم شرك، ما نحتاج إلى إخراجهم.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

أشار المؤلف -رحمه الله تعــالى-: ثم إن كــان عمومهــا مــرادا، بمعــنى أنــهــل يدخل فيه نساء أهل الكتاب، فقد جاء التخصيص، خص من ذلك نساء أه الكتاب بقوله تعالى، وإن كان العموم غير مــراد فال نحتــاج إلى توفيــق، وال نحتاج إلى مخصص من العموم الــذي أريــد بــه الخصــوص، أو نقــول: هم ال يــدخلون في اآليــة أصــال؛ ألنهم ليســوا بمشــركين، وإنمــا فيهم شــرك. هم يعبدون مع الله غيره، وهذه حقيقة الشــرك األكــبر، اليهــود يعبــدون عزيــراــه، ــه ابن الل ويقولون: إنه ابن الله، والنصارى يعبدون المسيح ويقولــون: إنره الحافظ ابن رجب وهذه حقيقة الشرك األكبر. بعضهم يقول، وهذا ما قر في شرح البخاري، أنهم يقولون: هم فيهم شرك، وال تنطبق عليهم أحكــام المشركين؛ بدليل أن الله أباح نساءهم، وأباح ذبائحهم، ولو كانوا مشــركين مــا أبيحت نســاؤهم وذبــائحهم. وفــرق بين أن يقــال: فالن مشــرك أو فيــه شرك، فالن مبتدع أو فيه بدعة، فالن جاهلي أو فيه جاهلية، كما قال النبي

الم- ألبي ذر: ، مــا فيــه أحـد»إنــك امــرؤ فيــك جاهليـة«-عليه الصالة والســ يقول: أبو ذر جاهلي، ال. ومن وافق المبتدعة في خصلة من خصالهم يكون فيه بدعة، وال يقال: إنه مبتــدع حــتى يعمــل بأصــول المــذهب كاملــة، كــان

ا أو غيرها من طوائف البدع. ا أو جهمي ا أو أشعري معتزلي أما من وافقهم في شيء وخالفهم في الباقي، فهذا ال يقال له: إنــه مبتــدع بالمعنى األعم الــذي يطلــق، قــد يغلــظ عليــه، ويشــدد عليــه، ويقــال: فالنــا على لســان األئمــة مبتدع؛ من أجل التنفير، وهذا كان في أول األمر جاري وسلف األمة، وشددوا على من فيه شوب بدعة؛ من أجل أن تجتث البدعة

من أصلها وجذورها في أول األمر. الجهمية الذين قالوا بخلق القرآن كفرهم أكـثر من خمسـمائة عـالم، وهــذا في أول األمر؛ من أجل التشديد عليهم. لكن مثل الزمخشري وهو معتزلي يقول بخلق القرآن، نقول: مكفــر بخمســمائة عــالم؟ ال، ففــرق في الحكمــحق ويمحى من ــل أن يمحى ويسـ ــره؛ من أجـ ــيء في أول أمـ على الشـ الوجود، وبين ما إذا مشى عليه الناس، ودرج عليــه النــاس، وألفــوه، وكــثر

في الناس وجوده، يختلف. يعني في قضــايانا المعاصــرة نحن نــرى في بعض الجهــات من المخالفــات التي جروا عليها من عشــرات الســنين ليســت في مثــل مــا يــراد لــه اآلن، يختلــف، يعــني هــل إنكــار النــاس لالختالط في التعليم اآلن مثــل إنكــارهم لالختالط في الصحة مثال؟ يختلف األمر، وفي مثل هذا ما يقال فيــه: عمت

به البلوى. يعني الكالم مثال على الزمخشـري ال تقـول: كفره خمسـمائة عـالم، الكالم في أبي حنيفة واإلرجاء الوارد في كتاب السنة لعبد الله ابن اإلمــام أحمــد، هل يقال به اآلن؟ ألفاظ صريحة في تكفيره، وتكفير القائل بقوله. لكن أبو حنيفة اآلن هو اإلمام األعظم، وال أحد ينكر هذا، لــو قيــل آلحــاد المســلمين في الشرق والغرب: من اإلمام األعظم؟ ما يختلفــون في أنــه أبــو حنفيــة. ومثل هذا عندنا كفر اليهود والنصارى محــل إجمــاع، قــال أهــل العلم: ومن شك في كفرهم كفر إجماعا، ليس هذا من باب التهوين من شأنهم، وإنمــا لتقريـر األحكـام والتعامـل مـع النصـوص. ابن رجب لمـا يقـرر أنهم ليسـوا بمشركين، يعني ال يدخلون في النصوص العامة في المشركين، وإنما فيهمــدنا، شــرك، وهم كفــار باإلجمــاع، من أجــل مثــل هــذا التعــارض الــذي عن

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

4

ــاءت والخالف شبه اللفظي سواء قلنا: إنهم مشركون، ودخلوا في اآلية، ج اآلية المخصصة من العموم المخصوص، وإذا قلنــا: إنهم ليسـوا بمشــركين،

وهم كفار بال شك، وفيهم شرك، ما نحتاج إلى جمع بين اآليتين. ....... طالب:

ال ال ال، الكافر بالنص ما فيه مجال لالجتهاد. ....... طالب:

الكفر صريح من فهم األدلة. ....... طالب:

ما هو بمســألة تغــير فتــوى، مســألة تبلــور مــذاهب، في أول األمــر رأوا أن المخالفة للنصوص صريحة وكذا، وحكموا بكفــرهم. لكن فيمــا بعــد وجــدت

الحجج، ووجدت الشبه، وجدت شبه يتعلقون بها. هذا هو المستند أنه فيه شبهة أو ....... طالب:

أن فيه شبهة. على كل حال هذا الذي درج عليه األئمة، ما فيه أحــد يقــول:إن الزمخشري كفره خمسمائة عالم.

....... طالب:يبقى الخالف. نعم.

"فأما ما رواه ابن جرير، ق��ال: ح��دثني عبي��د بن آدم بن طالب: أبي إياس العسقالني، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الحمي��د بن بهرام الفزاري، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: س��معت عبد الله بن عباس يق��ول: نهى رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس���لم- عن أص���ناف النس���اء، إال م���ا ك���ان من المؤمن���ات المهاجرات، وحرم ك��ل ذات دين غ��ير اإلس��الم، ق��ال الل��ه -ع��ز

:- [.5 ]المائ��دة: }ومن يكفر باإليم��ان فق��د حب��ط عمل��ه{وجل وقد نكح طلحة بن عبي��د الل��ه يهودي��ة، ونكح حذيف��ة بن اليم��ان نصرانية، فغضب عمر بن الخط��اب غض��با ش��ديدا، ح��تى هم أن يسطو عليهما. فقاال: نحن نطلق يا أمير المؤمنين، وال تغضب! فق��ال: لئن ح�ل طالقهن لق�د ح�ل نك��احهن، ولك��ني أن�تزعهن منكم صغرة قمأة. فهو حديث غريب جدا. وه��ذا األث��ر عن عم��ر

.غريب أيضا" هذا األثر كما ترون في إسناده شــهر بن حوشــب، وعامــة أهــل العلم على تضعيفه، فالخبر ضعيف، ال يعتمد عليه. أما كون عمر -رضي الله عنه- ينكر على من يتزوج كتابية، فهذا جار على أصوله ومــا يســتند إليــه؛ ألنــه يخــافــل ــة أه ــار، تربي ــة الكف ــلمين من تريب ــلمين وعلى ذراري المس على المس الكتــاب، صــحيح أن األصــل الحــل، لكن األحــوال والظــروف والبلـــدانــه، ــى على نفس ــة بعض األزواج يخش ــتى الزوج ــون، ح ــخاص يختلف واألش يخشى عليه أن يتنصر أو يتهود، فضـال عن تربيـة األوالد ومـا يلتحــق بـذلك.

فكون الشيء يحل ويترتب عليه مفاسد يمنع من أجلها.الم- منــع من أكــل ثومــا أو بصــال أن يقــرب الة والســ الرســول -عليــه الصــــرام المسجد، وقيل له- عليه الصالة والسالم- كما في الحديث الصحيح: أح

. فهــو من جهــة»أنــا ال أحــرم مــا أحــل اللــه«همــا يــا رســول اللــه؟ قــال: المفســدة يمنــع، ومن جهــة الحــل والحرمــة والنص، األصــل أن النص هــوم الثوم والبصــل لذاتــه الحاكم على التصرفات، النص يبيح، ما فيه نص يحر

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

باعتبارهمـا شـجرتان كمـا جـاء في الحـديث الصـحيح، لكن األذى المـترتب على ذلك يمنع أكلهما من أجله. ومثله اليهودية والنصــرانية، األصــل الحــل،

والنص صريح في القرآن، ما يقال: والله يحتمل أو ال يحتمل.Vكتاب{ ذين أوتوا ال VمحVصنات من ال [، المحصــنات بمعــنى5 ]المائــدة: }وال

العفيفات؛ ألنهم فيهم الفجور، وفيهم العهــر بكــثرة، وال شــيء من الــذنوبؤمن، لكن أعظم من الكفر، التي تسجد للصليب تأمنها على عرضك؟ مــا ت مع ذلك يبقى األصل كما جاء في اآلية النص الصحيح النص القطعي الحــل، ويبقى أن اإلنسان، بعض الناس يثق من نفسه ومن قوتــه وقــوة شخصــيته وقوة إيمانه أيضا ويتزوج، وظروف الناس تختلف، من يتوقــع منــه اإلنجــاب وكثرة األوالد وحاجة إلى تربيتهم وهو مشغول بدنياه وبأموره األخرى، مثل هذا يعرض نفسه أوال ونسله للفتنة. وإذا كان الخوارج وجمهور الســلف مــا حكموا بكفرهم فهل تأمن على نفسك أن تتزوج خارجيــة؟ أو حــتى جهميــة

أو معتزلية أو .......؟ عمران بن حطان، وذكرنا هــذه القصــة مــرارا تــزوج امــرأة من الخــوارج، واألصل لجمالها، وجاء بالحجة التي يحتج بها الناس، اليوم الشباب يقولون: إن الجمال أهم شيء؛ ألن غير الجمــال يــأتي بالتــدريج وبالتربيــة وبالــدعوة وبكذا وكذا، الجمال ما تقدر أن تجيء بــه بالــدعوة، مــا تســتطيع أن تجيء بجمال بالدعوة، لكن غيره يأتي بالدعوة، وما الذي صار؟ عمران بن حطان صار من رؤوس الخوارج ودعــاتهم، نســأل اللــه العافيــة. فاإلنســان يحتــاط

إلى أن»تنكح المرأة ألربــع«لنفسه ولدينه ولنسله، ولذا جاء في الحديث: .»فاظفر بذات الدين تربت يداك«قال:

....... طالب:من غير تحريم.

....... طالب:نعم، المصلحة ما فيها.

....... طالب:حتى عمر -رضي الله عنه- منع.

....... طالب:ال ال ال، من أجل المصلحة والمفاسد المترتبة على ذلك.

....... ما يصح. طالب:الخبر الذي معنا ما يصح، لكن القصة مشهورة عن عمر.

.نعم طالب: القصة معروفة عن عمر من طرق كثيرة، لكن الخبر الــذي عنــدنا ضــعيف،

نعم. ....... طالب:

ــرأ ــو تق ج على هذا. والتشديد معروف، ل ج على أنه كفر دون كفر، يخر يخرــع في كتاب السنة لعبد الله ابن اإلمام أحمد عرفت كيف يتعامل السلف م المبتدعة، وهذا الـذي جعـل بعض طالب العلم يتطــاول على الكتــاب وعلى مؤلف الكتاب وقالوا فيه كالما شنيعا ورد عليه بــردود قبيحــة من الكــوثري

وأمثاله. ....... طالب:

على كل حال المسألة واضحة ما تحتاج إلى .......

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

6

....... طالب:طيب شيخ اإلسالم هل كفر رءوس المبتدعة؟

....... طالب: أنا رأيته يعتذر عنه، ســئل عن رءوســهم فأنصــفهم، حــتى قــال في الــرازي الذي هو أضـر المبتدعـة على طالب العلم في تفسـيره، ســئل عنــه، قـال: وأما أبو عبد الله بن الخطيب الرازي، أبو عبد الله الــرازي المعــروف بــابن الخطيب، فيطعن كثير من الناس في قصده. وأنت إذا قــرأت كالمــه واللــهــدعى محمــد بن تشك أنه عن إصرار. يقول: وألف في أعضاء الله شخص ي إسحاق بن خزيمة، في أعضاء الله! كتابا سماه كتــاب التوحيــد، واألولى أن يسمى كتاب الشـرك، وكالم كثـير، يعـني في أئمـة السـلف وفي أقـوالهم، ومع ذلك يقول شيخ اإلسالم: كثير من الناس يطعن في قصده، والذي أراه أنه ينصر ما يراه الحق. الشيخ الذي عانى منهم مــا عــانى، وتــآمروا عليــه،

بوا عليه الوالة، وسجن بسببهم، يعتذر عنهم. لكنه الدين، اإلنصاف. وأل ....... طالب:

كالم األئمة معــروف، تــرى أهــل الســنة أهــل إنصــاف، فــالورع إذا أطلقــواالكلمة حسبوا لها ألف حساب؛ ألن كل إنسان مسئول عما يقول.

....... طالب:ال ال، فيه التشديد على من يتزوج كتابية، ما فيه أكثر من هذا.

....... طالب:ماذا فيه؟

....... طالب: كلها في النار، إما كانوا من بــاب التخليــد فحســب مــا يــراد بالحــديث، فهم خرجوا من النار، وإن كان ألجل أن يعذبوا على بدعهم ومعاصــيهم فــالحكم

على الكبائر. "ق��ال أب��و جعف��ر بن جري��ر -رحم��ه الل��ه- بع��د حكايت��ه ط��الب:

اإلجماع على إباحة تزويج الكتابيات: وإنما ك��ره عم��ر ذل��ك؛ لئال يزه��د الن��اس في المس��لمات، أو لغ��ير ذل��ك من المع��اني، كم��ا حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا الصلت بن بهرام، عن شقيق قال: تزوج حذيفة يهودية، فكتب إلي��ه عم��ر: خ��ل س��بيلها، فكتب إلي��ه: أت��زعم أنه��ا ح��رام ف��أخلي س��بيلها؟ فقال: ال أزعم أنها حرام، ولكني أخاف أن تع��اطوا المومس��ات

.منهن" ألنه كثير فيهن الزنا والفجور، كثــير وليس بمســتغرب؛ ألنــه مــا بعــد الكفــر ذنب، وإذا أقدم اإلنسان على الزواج من نساء يكــثر فيهن هــذا األمــر فقــد

يقع فيهن. ....... طالب:

ال ال، الموجود اآلن من التحريف للدين موجود وقت نزول القرآن. "وه���ذا إس���ناد ص���حيح، وروى الخالل عن محم���د بن ط���الب:

إسماعيل، عن وكيع، عن الصلت نحوه. وقال ابن جرير: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب قال: قال عمر بن الخط��اب: المس��لم ي��تزوج النص��رانية،

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

وال ي��تزوج النص��راني المس��لمة. ق��ال: وه��ذا أص��ح إس��نادا مناألول.

ثم ق��ال: وق��د ح��دثنا تميم بن المنتص��ر، ق��ال: أخبرن��ا إس��حاق األزرق عن شريك، عن أشعث بن سوار، عن الحسن، عن ج��ابر بن عبد الله قال: قال رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-:

. ثم قال: وه��ذا»نتزوج نساء أهل الكتاب وال يتزوجون نساءنا« الخبر -وإن كان في إسناده ما فيه- فالقول به إلجم��اع الجمي��ع

.من األمة عليه. كذا قال ابن جرير -رحمه الله-".)على صحة القول(عندنا بين قوسين:

....... طالب:ما هو؟ ....... طالب:

صحة القول بزواج المسلم الكتابية، هذا إجماع. ....... طالب:

ال ما يمكن. ....... طالب:

ال، أنت اقتطعت المقال: وهذا الخــبر وإن كــان في إســناده مقــال، مــا هــوباإلجماع على هذا؛ اإلجماع على اآلية التي فيها زواج المسلم بالكتابية.

....... طالب: ما يبنى على ظاهره، لكن ال بد له من أصل، قــد ال نقــف على هــذا األصــل

فنجزم على أن له أصال. ....... طالب:

على حسب الحكم عليهم، إذا قلنا: هم مسلمون فال مانع، وإذا قلنا: خرجوامن دائرة اإلسالم بما يعتقدونه من مكفرات هذا شيء آخر.

"وق��د ق��ال ابن أبي ح��اتم: ح��دثنا محم��د بن إس��ماعيل ط��الب: األحمسي، قال: حدثنا وكيع، عن جعفر بن برق��ان، عن ميم��ون بن مهران، عن ابن عم��ر: أن�ه ك��ره نك��اح أه��ل الكت��اب، وت��أول

} ركات حتى ي��ؤمن [. وق��ال221 ]البق��رة: }وال تنكح��وا المش�� البخاري: وق��ال ابن عم��ر: ال أعلم ش��ركا أعظم من أن تق��ول: ربها عيس��ى. وق��ال أب��و بك��ر الخالل الحنبلي: ح��دثنا محم��د بن ه��ارون ح��دثنا إس��حاق بن إب��راهيم، ق��ال: ح��دثنا إس��حاق بن

.إبراهيم، وأخبرني محمد بن علي"ما عندك حاء؟

ح وأخبرني؟ .ال طالب: ....... طالب:

نعم. ح وأخبرني. ....... طالب:

أين؟ ....... طالب:

ما الطبعة التي معك؟ ....... طالب:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

8

كلكم عندكم؟ ....... طالب:

وال أوالد الشيخ. "ح وأخبرني محمد بن علي، قال: حدثنا صالح بن أحمد: طالب:

}والأنهما س��أال أب��ا عب��د الل��ه أحم��د بن حنب��ل عن ق��ول الل��ه: } [؟ قال: مشركات221 ]البقرة: تنكحوا المشركات حتى يؤمنالعرب الذين يعبدون األصنام.

]البق��رة:}وألمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم{وقوله: [، قال السدي: نزلت في عبد الله بن رواحة، كانت له أم��ة221

سوداء، فغض��ب عليه��ا فلطمه��ا، ثم ف��زع، ف��أتى رس��ول الل��ه- ،»م��ا هي؟«صلى الله عليه وسلم-، فأخبره خبرها. فق��ال ل��ه:

قال: تصوم، وتصلي، وتحسن الوضوء، وتشهد أن ال إله إال الله . فق��ال:»ي��ا عب��د الل��ه، ه��ذه مؤمن��ة«وأنك رسول الله. فقال:

والذي بعثك بالحق ألعتقنه��ا وألتزوجنه��ا. ففع��ل، فطعن علي��ه ن��اس من المس��لمين، وق��الوا: نكح أمت��ه. وك��انوا يري��دون أن ينكحوا إلى المشركين، وينكحوهم؛ رغبة في أحسابهم، ف��أنزل

ركة ول��و أعجبتكم{الله: ]البق��رة:}وألمة مؤمنة خي��ر من مش��رك ول��و أعجبكم{[،�� 221 ]البق��رة:}ولعبد مؤمن خي��ر من مش��221 .]

وقال عبد بن حميد: ح��دثنا جعف��ر بن ع��وف، ق��ال: ح��دثنا عب��د الرحمن بن زياد األفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الل��ه

»ال تنكح��وابن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وس��لم- ق��ال: النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، وال تنكحوهن على أموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، وانكح��وهن على ال��دين،

.. واألفريقي ضعيف"فألمة سوداء جرداء ذات دين أفضل«قهم نعم. جمهور أهل العلم على تضعيفه، األفــريقي، وهــو من مجموعــة وث

الشيخ أحمد شاكر، ولكن عامة أهل العلم على تضعيفه."وقد ثبت في الص��حيحين عن أبي هري��رة، عن الن��بي - طالب:

»تنكح الم��رأة ألرب��ع: لماله��ا،ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- ق��ال: ."ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك«

نعم. ....... طالب:

.»فألمة سوداء خرماء« ....... طالب:

ما عندنا خرماء، ماذا عندك؟ .»جرداء« طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

ما هو؟ يعني مجردة من كل ما يدعو إلى نكاح. ....... طالب:

هذا دليل على أنها ....... ....... طالب:

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

خرقاء؟ ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

يعني ما وضعها؟ ما وضعها؟ ....... طالب:

نعم. "ولمسلم عن جابر مثله. وله عن ابن عمرو: أن رس��ول طالب:

»ال��دنيا مت��اع، وخ��ير مت��اعالله -صلى الله علي��ه وس��لم- ق��ال: . الدنيا المرأة الصالحة«

{وقوله: ركات حتى ي��ؤمن [،221 ]البق��رة: }وال تنكح��وا المش�� أي: ال تزوجوا الرجال المشركين النس��اء المؤمن��ات، كم��ا ق��ال

{تعالى: [. 10 ]الممتحنة: }ال هن حل لهم وال هم يحلون لهنرك ول�و أعجبكم{ثم قال تع�الى: }ولعب��د م�ؤمن خي�ر من مش��

[، أي: ولرجل مؤمن -ولو كان عب��دا حبش��يا- خ��ير221]البقرة: ريا. ا س�� }أولئك ي��دعون إلى النار{من مشرك، وإن كان رئيس��

[، أي: معاش��رتهم ومخ��الطتهم تبعث على حب221]البق��رة: الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار اآلخرة، وعاقبة ذلك وخيمة.

رة بإذن��ه{ [، أي:221 ]البق��رة: }والله ي��دعو إلى الجنة والمغف�� }ويبين آيات��ه للناس لعلهمبشرعه وما أم��ر ب�ه وم��ا نهى عن��ه،

رون{ .["221 ]البقرة: يتذك نعم. في الجملة يعني مصــاحبة قرنــاء الســوء آثــاره وخيمــة على القــرين،ــاه، واللــه بخالف صحبة األخيار فإنها خير للمصاحب والقرين في دينــه ودني

المستعان.ألونك عن المحيض ق��ل ه��و أذى"قول��ه تع��الى: ط��الب: }ويس��

رن ف��إذا فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقرب�وهن حتى يطه�ابين رن ف����أتوهن من حيث أم����ركم الله إن الله يحب التو تطه

رين ) ( نساؤكم حرث لكم ف��أتوا ح��رثكم أنى222ويحب المتطهر شئتم وقدموا ألنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم مالقوه وبش

[. 223، 222 ]البقرة: المؤمنين{ قال اإلمام أحمد: ح��دثنا عب��د ال��رحمن بن مه��دي، ق��ال: ح��دثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوه��ا، ولم يجامعوه��ا في ال��بيوت، فس��أل:- أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله -ع��ز وج��لاء في ألونك عن المحيض ق��ل ه��و أذى ف��اعتزلوا النس�� }ويس��

رن{ ]البق��رة:المحيض وال تقرب��وهن حتى يطه��رن ف��إذا تطه.[ حتى فرغ من اآلية"222

Vمحيض{ هو ظرف، ويحتمل أن يكون ظرف زمان، يعــني في وقت}عن الالمحيض، وظرف مكان يعني مكان الحيض.

"حتى فرغ من اآلية، فقال رسول الله -صلى الله علي��ه طالب: . فبل��غ ذل��ك اليه��ود،»اص��نعوا ك��ل ش��يء إال النك��اح«وس��لم-:

فقالوا: ما يريد هذا الرج��ل أن ي��دع من أمرن��ا ش��يئا إال خالفن��ا

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

10

فيه! فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقاال: يا رسول الل��ه، إن اليهود قالت كذا وك��ذا، أفال نج��امعهن؟ فتغ��ير وج��ه رس��ول الله -صلى الله علي��ه وس�لم- ح�تى ظنن�ا أن ق�د وج�د عليهم�ا، فخرجا، فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله -ص��لى الل��ه عليه وسلم-، فأرسل في آثارهما، فسقاهما، فعرفا أن لم يجد عليهم��ا. رواه مس��لم من ح��ديث حم��اد بن س��لمة ب��ه. فقول��ه:

[ يع��ني الف��رج؛222 ]البق��رة: }فاعتزلوا النساء في المحيض{ ؛ وله��ذا ذهب كث��ير من»اص��نعوا ك��ل ش��يء إال النك��اح«لقوله:

العلماء أو أك��ثرهم إلى أن��ه تج��وز مباش��رة الح��ائض فيم��ا ع��داالفرج.

قال أبو داود: حدثنا موس��ى بن إس��ماعيل، ق��ال: ح��دثنا حم��اد، عن أيوب، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي -ص��لى الل��ه علي��ه

»ك��ان إذا أراد من الح��ائض ش��يئا، يلقي على فرجه��اوس��لم-: .ثوبا«

وقال أبو داود: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا عبد الله -يع��ني ابن عمر بن غانم- عن عبد الرحمن -يعني ابن زياد- عن عم��ارة بن غ�راب: أن عم�ة ل�ه حدثت�ه: أنه��ا س�ألت عائش�ة ق�الت: إح�دانا تحيض، وليس له��ا ولزوجه��ا ف��راش إال ف��راش واح��د؟ ق��الت: أخبرك بما ص��نع رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-: دخ��ل فمضى إلى مسجده -ق��ال أب��و داود: تع��ني مس��جد بيته��ا- فم��ا

»ادنيانص��رف ح��تى غلبت��ني عي��ني، فأوجع��ه ال��برد، فق��ال: .»اكش��في عن فخ��ذيك«. فقلت: إني ح��ائض. فق��ال: م��ني«

فكشفت فخذي، فوضع خده وصدره على فخ��ذي، وحنيت علي��ه.حتى دفئ ونام -صلى الله عليه وسلم-"

....... طالب:نعم، هو ضعيف الحديث.

....... طالب:الحديث مضعف. نعم.

"وقال أبو جعفر بن جرير: قال: حدثنا ابن بشار، ق��ال: طالب: حدثنا عبد الوهاب، قال: ح��دثنا أي��وب عن كت��اب أبي قالب��ة: أن مس��روقا ركب إلى عائش��ة، فق��ال: الس��الم على الن��بي وعلى أهله. فقالت عائشة: مرحبا مرحب��ا. ف��أذنوا ل��ه ف��دخل، فق��ال:

.إني أريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحيي" ....... طالب:

من أين جئت بهذا؟ ....... طالب:

بنسخة: ابن عائشة. ....... طالب:

نعم، عندنا: في نسخة ابن عائشة، وإذا أردنا أن نلفق كلهــا صــحيحة، كنيــةأبو عائشة وأم عائشة، أم المؤمنين عائشة ما الذي يمنع؟

....... طالب:

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

ــه يمكن ال يا أخي، هذا ما فيه معارضة، أوال الحديث ضعيف، األمر الثاني أنفي وقت عنده فراشان، وفي وقت ما عنده شيء.

....... طالب:ال ال ال، فعله -عليه الصالة والسالم- قاض على غيره.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك. "فقالت: إنما أنا أمك، وأنت ابني. فقال: ما للرج��ل من طالب:

امرأته وهي ح��ائض؟ فق��الت: ل��ه ك��ل ش��يء إال فرجه��ا. ورواه أيضا عن حمي��د بن مس��عدة، عن يزي��د بن زري��ع، عن عيين��ة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن مروان األصفر، عن مسروق قال: قلت لعائشة: ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: كل شيء إال الجماع. وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، والحس��ن،

وعكرمة. وروى ابن جرير أيضا، عن أبي ك��ريب، عن ابن أبي زائ��دة، عن الحجاج، عن ميمون بن مهران، عن عائشة ق��الت: ل�ه م��ا ف��وق اإلزار. قلت: ويح���ل مض���اجعتها ومواكلته���ا بال خالف. ق���الت عائش��ة: ك��ان رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- ي��أمرني فأغسل رأسه وأنا حائض، وكان يتكئ في حج��ري وأن��ا ح��ائض، فيقرأ الق�رآن. وفي الص�حيح عنه��ا ق�الت: كنت أتع�رق الع�رق

.وأنا حائض"ق: الذي عليه لحم، Vقا سميناالعر Vوالذي نفسي بيده لو أن أحدهم يجد عر«

، حديث صحيح. أو مرماتين حسنتين« ....... طالب:

فيقرأ القرآن، كان يتكئ في حجري وأنا حــائض فيقــرأ القــرآن. قــال بعض أهل العلم إن فيه دليال على أن الحــائض ال تقــرأ القــرآن، ولــو كــانت تقــرأ القرآن ما احتاجت إلى تنبيه، هي تقرأ القرآن، ما المانع من أنه يقرأه هو؟

"فأعطيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيضع فمه في طالب: الموض��ع ال��ذي وض��عت فمي في��ه، وأش��رب الش��راب فأناول��ه، فيض��ع فم��ه في الموض��ع ال��ذي كنت أش��رب. وق��ال أب��و داود:ا بح، س��معت خالس�� حدثنا مسدد، ح��دثنا يح��يى، عن ج��ابر بن ص��

.الهجري"الهجري.؟ الهجري طالب:

نعم، من هجر. "سمعت خالسا الهج��ري، ق��ال: س��معت عائش��ة تق��ول: طالب:

كنت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- نبيت في الش��عار الواح��د، وإني ح��ائض ط��امث، ف��إن أص��ابه م��ني ش��يء، غس��ل مكانه لم يعده، وإن أصابه -يعني ثوب��ه- ش��يء غس��ل مكان��ه لم يعده، ثم صلى فيه. فأما ما رواه أبو داود: حدثنا سعيد بن عب��د الجب��ار، ق��ال: ح��دثنا عب��د العزي��ز -يع��ني ابن محم��د- عن أبي

.اليمان، ثم أم ذرة"عن أم ذر.

هنا."ثم أم ذرة" طالب:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

12

....... طالب:أو ذرة؟ .ذرة طالب:

عن أم ذرة. "عن أم ذرة، عن عائش��ة: أنه��ا ق��الت: كنت إذا حض��ت ط��الب:

نزلت عن المثال على الحصير، فلم نق�رب رس��ول الل��ه -ص��لى الله عليه وسلم- ولم ندن منه حتى نطه��ر. فه��و محم��ول على

ه واالحتياط" .التنز؟المثال طالب:

مثل السرير. "وقال آخرون: إنما تحل له مباشرتها فيما عدا م��ا تحت طالب:

اإلزار، كم���ا ثبت في الص���حيحين، عن ميمون���ة بنت الح���ارث »كان النبي -صلى الله علي��ه وس��لم- إذا أراد أنالهاللية قالت:

. وهذا لفظيباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض«.البخاري. ولهما عن عائشة نحوه"

ال شك أن مثل هذا من بــاب االحتيــاط، يعــني بعضــهم منــع مــا بين الســرة والركبة، جعل ما عــدا الفــرج من بــاب الحمى الــذي يتقى، من بــاب اتقــاء الشبهة، لكنها منصوص عليها، وهــو المفهــوم من اآليــة أن المجتنب الفــرج

فقط، وما عداه يجوز االستمتاع به. ....... طالب:

الذي تقدم؟ ....... طالب:

هذا مضعف نعم، لكن ما بين سبب التضعيف. "وروى اإلمام أحمد، وأب��و داود، والترم��ذي، وابن ماج��ه طالب:

من حديث العالء بن الحارث، عن حزام بن حكيم، عن عمه عب��د.الله بن سعد األنصاري"

حزام أم حرام؟ ....... طالب:

ال ال، ما يجيء، حزام بن حكيم صحابي. ....... طالب:

حرام، ماذا؟ ....... طالب:

نعم، هذا أنصاري. ....... طالب:حزام؟ ....... طالب:

نعم، فيه حرام بن عثمان الــذي قيــل فيــه: الروايــة عن حــرام حــرام، لكنتصحح.

"عن عمه عبد الله بن سعد األنصاري، أنه س��أل رس��ول طالب: الله -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-: م��ا يح��ل لي من ام��رأتي وهي

ا، عن مع��اذ»لك ما فوق اإلزار«حائض؟ قال: . وألبي داود أيض�� بن جبل قال: سألت رسول الله -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- عم��ا

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

»م��ا ف��وق اإلزار،يح��ل لي من ام��رأتي وهي ح��ائض. ق��ال: . وهي رواية عن عائشة -كما تق��دم-والتعفف عن ذلك أفضل«

وابن عباس، وسعيد بن المسيب، وشريح. فهذه األحاديث وم��ا ش��ابهها حج��ة من ذهب إلى أن��ه يح��ل م��ا فوق اإلزار منها، وهو أحد القولين في مذهب الشافعي -رحمهحه كث��ير من العراق��يين وغ��يرهم. ومأخ��ذهم أن��ه الله- الذي رجم الل��ه - حريم الفرج، فهو حرام؛ لئال يتوصل إلى تعاطي ما حر- الذي أجمع العلماء على تحريمه، وه��و المباش��رة في عز وجل

الفرج. ثم من فعل ذلك فقد أثم، فيستغفر الله ويتوب إليه. وهل يلزمه مع ذلك كفارة أم ال؟ فيه قوالن؛ أحدهما: نعم؛ لم��ارواه اإلمام أحمد، وأه��ل الس��نن، عن ابن عب��اس، عن الن��بي - صلى الل��ه علي��ه وس��لم- في ال��ذي ي��أتي امرأت��ه وهي ح��ائض:

»إذا ك��ان. وفي لفظ للترمذي: »يتصدق بدينار، أو نصف دينار«."دما أحمر فدينار، وإن كان دما أصفر فنصف دينار«

هذه كفارة، والحديث ضعيف.حرام يا شيخ. طالب:

ماذا؟ ....... حرام طالب:حرام؟ ....... حرام طالب:

نعم، هذا الذي عندنا. »أن رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه"ولإلمام أحمد أيضا، عنه: طالب:

عليه وسلم- جعل في الحائض تصاب دينارا، ف��إن أص��ابها وق��د . والقول الثاني، وهوأدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار«

الصحيح الجديد من م��ذهب الش��افعي، وق��ول الجمه��ور: أن��ه ال-؛ ألن��ه لم يص��ح ش��يء في ذل��ك، ب��ل يس��تغفر الل��ه -ع��ز وج��ل عن��دهم رف�ع ه�ذا الح��ديث، فإن�ه ق��د روي مرفوع�ا كم�ا تق�دم وموقوف��ا، وه��و الص��حيح عن��د كث��ير من أئم��ة الح��ديث، فقول��ه

[ تفس��ير222 ]البق��رة: }وال تقرب��وهن حتى يطه��رن{تع��الى: اء في المحيض{قوله: [، وهي222 ]البق��رة: }ف��اعتزلوا النس��

عن قربانهن بالجماع ما دام الحيض موجودا، ومفهومه حل��ه إذا.انقطع"

"ونهي عن قربانهن بالجماع ما دام الحيض موجودا، ومفهوم��هن{، لكن الطهارة غير التطهر حله إذا انقطع" Vــإذا تطهر ن ف VهرVى يط }حت

ن{[، المراد به الغسل، والطهارة 222]البقرة: VهرVى يط ينقطع الدم.}حت "ومفهوم�ه حل��ه إذا انقط��ع، وق�د ق�ال ب�ه طائف��ة من ط�الب:

الس��لف. ق��ال القرط��بي: وق��ال مجاه��د وعكرم��ة وط��اوس: انقطاع الدم يحلها لزوجها، ولكن بأن تتوض��أ. ق��ال اإلم��ام أب��و عب��د الل��ه أحم��د بن محم��د بن حنب��ل فيم��ا أماله في الطاع��ة:

اءوقوله }ويسألونك عن المحيض ق��ل ه�و أذى ف��اعتزلوا النس��{في المحيض رن فأتوهن وال تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطه

[، ف��الطهر ي��دل على أن يقربه��ا، فلم��ا ق��الت222]البق��رة:

شرح كتاب تفسير ابن كثير-البقرة )76 )

14

ميمون��ة وعائش��ة: ك��انت إح��دانا إذا حاض��ت ات��زرت ودخلت م��ع رسول الله -صلى الله عليه وس��لم- في ش��عاره، دل ذل��ك على

.أنه إنما أراد الجماع"عار اللباس الذي يلي شعر البدن، هذا هــو الشــعار، ومــا فوقــه يســمى الش

الدثار.