148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 413 -

المقدمةودعا إلى التعليم ، شجع اإلسالم على طلب العلم بطرائق متعددة

، فاستفاضت نصوص الكتاب والسنة بالترغيب في طلب العلم، بأساليب متنوعةإنما يخشى هللا ﴿حتى ربط المولى تبارك وتعالى الخشية بالعلم فقال جل شأنه

إن « :فقال، النبوةبين العلم وإرث وربط المصطفى، )1(﴾من عباده العلماءفمن ، وورثوا العلم، وأن األنبياء لم يورثوا دينارا وال درهما، العلماء ورثة األنبياء . )2(»أخذه أخذ بحظ وافرا

، أن كل من في السموات واألرض يستغفرون لصاحب العلم وبين، حتى النملة في جحرها، وأهل السماوات واألرض، ومالئكته، إن اهللا«: فقال

بل إن رضا ، )3(»لحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخيروحتى اإن المالئكة « : قال، المالئكة عن طالب العلم بلغ بها أن تضع أجنحتها له

. )4(»لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم

. 28آيه ، سورة فاطر )1(كتاب ، ه1371، مصر، مطبعة البايب احلليب ،سنن أيب داود، سليمان بن داود األشعث )2(

. قال عنه الشيخ 2/341، 3641: رقم احلديث، باب احلث على طلب العلم، العلم .212: انظر مشكاة املصابيح رقم، األلباين حديث حسن

، 2ط، مصر، مطبعة البايب احلليب، سنن الرتمذي، حممد بن عيسي بن سورة الرتمذي )3(باب ما جاء يف ، علم عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلمكتاب ال، م1978 - ه1398

حديث حسن : . قال الرتمذي عنه5/48، 2685: رقم احلديث، فضل الفقه على العبادة .213: وحسنه الشيخ األلباين يف مشكاة املصابيح رقم، غريب

باب احلث على ، كتاب العلم، مرجع سابق، سنن أىب داود، سليمان بن داود األشعت )4( =، . قال عنه الشيخ األلباين حديث حسن2/341، 3641: رقم احلديث، طلب العلم

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 414 -

من سلك «: أن طريق العلم هو أقصر طريق إلى الجنة فقال كما بين .)1(»طريقا إلى الجنة طريقا يلتمس فيه علما سهل اهللا له، أن يرتفع حتى يكون من أهل اهللا وخاصته، زلةوكفى طالب العلم رتبة ومن

إن هللا «: كما في حديث أنس بن مالك رضي اهللا عنة قال رسول اهللا عليه وسلمهم أهل ، هم حملة القرآن: قال ؟من هم يا رسول اهللا: قيل، آهلين من الناس

. )2(»اهللا وخاصتهفال غرابة ، زلة العلم والعلماء والمتعلمين في اإلسالمت هذه من ولما كان

وسنة نبيه األمين عليه أفضل الصالة ، أن تتنزل النصوص في كتاب اهللا العظيمبالتوجهات التي تخص المتعلم في كل جوانب حياته العلمية ، والتسليمخاللها يحقق وتحدد سماته وآدابه وأخالقه التي من ، وتوجهه، لترشده، والعملية

ويجنى أفضل الثمرات في الدنيا واآلخرة. ، طالب العلم أسمى النتائجلقد تعددت المؤلفات والكتب التي تناولت المتعلم في الفكر التربوي

كمحاوالت لجمع تلك األفكار والتوجيهات ، اإلسالمي في مختلف العصورطالع على عدد من وقد تيسر للباحث بتوفيق اهللا اال، التي تخص آداب المتعلم

.212: رقم، انظر مشكاة املصابيح =كتاب ، مصر د.ت، مطبعة الباىب احلليب، صحيح مسلم، مسلم بن حجاج النيسابورى )1(

باب فضل االجتماع على تالوة القرآن وعلى، الدعوات والذكر والدعاء والتوبة واإلستغفار .23 ، ص17، 6793: الذكر رقم احلديث

كتاب ، ه1372، مصر، مطبعة البايب احلليب، سنن إبن ماجة، مد بن زيد بن ماجةحم )2(باب فضل من ، والتغليظ على من عارضه، تعظيم حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

ظر محل ان، . قال العراقي إسناده حسن1/121، 215: رقم احلديث، تعلم القرآن وعلمه .2165: رقم، وصححه األلباين يف صحيح اجلامع، 1/222األسفار

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 415 -

فوجد أن معظمها تركز في تناولها ، تلك المؤلفات لعلماء السلف والخلفولهم في ذلك ، على العلماء الذين عاشوا بعد القرن الهجري األولللموضوع

لكنها ، أفكار وتوجيهات عم نفعها واستفاد منها المتخصصون في التربية اإلسالمية استنباط آداب المتعلم من فقهاء اإلسالمأغفلت جانبا في غاية األهمية وهى مثل كبار الصحابة ، وتتلمذوا على يديه وعلمائه الذين عاشوا في عصر النبي

أعلم الخلق ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون األربعة، رضوان اهللا عليهمحيث بسنتهم وقرنها بالوصية بسنته والذي أوصى وأفضلهم بعد النبي

عضوا عليها ، سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديينب فعليكم«: قال .)1(»بالنواجذ

وقد نقلت كتب السير إلينا كثيرا من اآلداب واألخالق التي كان يؤكدها الملهم ومنهم الخليفة المحدث ، رضوان اهللا عليهم أجمعين خلفاء المصطفىته التربوية توجيها والذي كان يتعهد طالب العلم في، وأرضاه عمر بن الخطاب

باآلداب واألخالق التي متى ما افتقدها طالب العلم أصبح مجرد وعاء للعلم يحفظه ويردده دون أن يمتثله.

إهمال طالب ، إن من أبرز األزمات التي تعانى منها بعض مدارسنا اليومالعلم فيها األخالق التي ينبغي أن يتحلى بها وهو يطلب العلم ويتنقل بين

.. وأمثال هذه اآلداب التي أدار .ونشره، وتطبيقه، جعته ومذاكرتهكمرا، مجالسةفتسبب ذلك في سلسلة من ، وقل اهتمامهم بها، بعض الطالب ظهورهم لها

، د.ن، دار الكتب العلمية، املستدرك على الصحيحني، مد بن عبد اهللا احلاكم النيسابوريحم )1(

. 1/174، 329رقم احلديث، تواريخ املتقدمني من األنبياء واملرسلني: كتاب، ه1405انظر الضعفاء ، جيد صحيح من حديث الشاميني قال أو نعيم االصبهاين هذا حديث

.46ص

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 416 -

، والفصل بين القول والعمل، العلم اندراس: المشكالت التربوية والتعليمية مثل ..وكتمان العلم

في أمس الحاجة إن طالب العلم في مختلف مستويات التعليم اليوموثبتت محبتهم في ، لربطهم بتوجيهات أعالم رسخت أسماؤهم في العقول

وأرضاه. مثل عمر بن الخطاب ، القلوبتأتى هذه الدراسة تقصي واستنباط التوجيهات التربوية للمتعلم ، من هنا

.عند الخليفة الثاني عمر بن الخطاب : مشكلة الدراسة

ا فإن مشكلة الدراسة يمكن أن تحدد في في ضوء ما تم عرضه سابق ؟ ربوية للمتعلم عند عمر ما التوجيهات الت: التساؤل الرئيس التالي

: ولإلجابة عن هذا التساؤل الرئيس حدد الباحث األهداف التالية -1 معرفة التوجيهات التربوية للمتعلم: تهدف الدراسة الحالية إلى: أهداف الدراسة

ليفة الثاني عمر بن الخطاب كما جاءت في أقوال الخمعرفة واقع طالب العلم في مدارسنا اليوم من تلك اآلداب التي كان -2

ومقارنتهم بما كان عليه طالب العلم آنذاك.، عليها السلف

معرفة مدى إسهام تلك اآلداب والقيم في حل أزمة طالبنا العلمية -3 .واألخالقية

المتعلم التي وجه ترغيب طالب العلم اليوم في التمسك بآداب -4والتي لن ، وأعلم الخلق بعد النبي صلى اهللا عليه وسلم، إليها أئمة اإلسالم

يصلح التعليم في أي زمان ومكان متى انسلخ من تلك اآلداب.

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 417 -

: أهمية الدراسة

أن اآلداب واألخالق في اإلسالم : تستمد هذه الدراسة أهميتها مما يليفهي تستولي على مساحة ضخمة ، عنها أبدا ال تنفصل ، مرتبطة بعقيدة المؤمن

إنما بعثت ألتمم مكارم « : ويكفينا دليال على ذلك قوله، في هذا الدين. وهذه الدراسة تبحث في آداب وأخالق طالب العلم من خالل )1(»األخالق

وقد اعتبر سلف هذه األمة ، التوجيهات التربوية للمتعلم عند الخليفة الثاني يقول عبد اهللا بن ، تعدل ثلثي الفقه في الدين هات إلى اآلدابأن تلك التوجي

. )2())كاد األدب أن يكون ثلثي الدين((: المباركبيان مزايا منهج التربية اإلسالمية من خالل اهتمامها بآداب طالب -1في الوقت الذي عجزت فيه المناهج المعاصرة أن تفرز متعلما يتسم ، العلم

اعترفت التربية الحديثة بأنها تعاني من أزمة في وقد ، واألخالق باآلدابوليس أدل على ذلك من ارتفاع نسبة الجريمة بين ، أخالقيات طالب العلم

حتى أصبحت سيارات الشرطة تربض ، الطالب داخل أسوار المدرسة الغربيةترتبط ، والمعلمون مزودون بأجهزة اتصال نقالة، أمام بوابات بعض المدارس

.)3(تحسبا لوقوع الجريمة في المدرسة في أي لحظة ، ت الشرطةمباشرة بعلميا

- حيدر آباد، مطبعة دائرة املعارف العثمانية، مستدرك احلاكم، مد بن عبد اهللا النيسابوريحم )1(

باب من كتاب آيات رسول اهللا، كتاب تواريخ املتقدمني من األنبياء واملرسلني، د.ت، اهلند 2/670، 4221: رقم احلديث، اليت هي دالئل النبوة.

، بريوت، دار الكتب العلمية، صفوة الصفوة، مجال الدين بن فرج بن اجلوزي القرشي )1(، رجاله رجال الصحيح 9/15: . قال اهليثمي يف جممع الزوائد اجلزء4/120، ه1409

إسناد جيد.، 1/75: وقال األلباين يف السلسلة الصحيحة اجلزء =إدارة روناء لإلعالم املتخصص ، هرية تصدر عن وزارة املعارفجملة ش، املعرفة، زارة املعارفو )2(

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 418 -

تكشف هذه الدراسة التوجيهات التربوية للمتعلم في خير القرون -2وصاحبه أبى بكر وأفضلها ومن خالل أقوال أفضل الناس بعد نبينا محمد

فلن يصلح آخر هذه األمة إال بما صلح ، يعتبر إرثا لطالب العلم ال يعادله إرث، أولها ثم تحاول الدراسة أن تقارب بين آداب المتعلم في أفضل القرون به

ومحاولة اإلفادة من تلك اآلداب في ، والمتعلم الذي يعيش بين أظهرنا اليوم تعديل وتغيير وإصالح أخالق المتعلمين اليوم.

توجه هذه الدراسة بعض الباحثين الذين غفلوا عن مصادر التربية -3وعصر العولمة على ، والفكر العربي، غيان التربية الحديثةإبان ط، اإلسالمية

إلى أن التوجيهات واألفكار التربوية في القرون األولى تحتوى ، التربية والتعليمالمقرر ، المعلم، في جميع أركان العملية التربوية (المتعلم، أثمن الكنوز

غواص الماهر الذي ولكنها تحتاج لل، ..).تعليم المرأة، أماكن التعليم، الدراسي ويصبر من أجل الوصول إلى الدر. ، يضحي

كما تستمد هذه الدراسة أهميتها من عبقرية عمر بن الخطاب -4وصحابته الكرام والذي شهد له المصطفى، صاحب الفقه والدين، وأرضاهلو وضع (( :وقال ابن مسعود ، )1(»لم أر عبقريا يفري فريه« : قال، بالعلم

.)2())ووضع علم الناس في كفة لرجح علم عمر، في كفة ميزانعلم عمر

.33ص، م2001مايو ،1422صفر ، 271العدد ، الرياض، والنشر = - ه1401، دمشق -بريوت، دار القلم، صحيح البخاري، مد بن امساعيل البخاريحم )1(

مناقب عمر بن اخلطاب أىب حفص القرشي : باب، فضائل الصحابة: كتاب، م1981 . 3/1347، 3479: رقم احلديث، دويالع

معرفة : كتاب، مرجع سابق، املستدرك على الصحيحني، حممد بن عبد اهللا النيسابوري )2( . 3/92، 4497: رقم احلديث، الصحابة

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 419 -

: منهج الدراسةلإلجابة على تساؤالت هذه الدراسة استخدم الباحث المنهج التاريخي والمنهج االستنباطي أما المنهج التاريخي فمن أجل جمع أقوال عمر وأفعاله كما

دم الباحث المنهج ومن ثم يستخ، نقلتها إلينا كتب السنة والسير والتاريخاالستنباطي من أجل استنباط التوجيهات التربوية للمتعلم عند الخليفة الراشد

أو كتب ، من خالل تلك النصوص التي جاءت بها كتب التاريخ والسير عمر السلف الصالح الذين كتبوا عن آداب المتعلم.

: مصطلحات الدراسةوعة األقوال واألفعال مجم: بالتوجيهات يقصد الباحث في هذا البحثوالتي تعود ، أو المستحسنة والمحمودة، التي تستنبط منها الصفات الواجبة

على من يلتزم بها بالنفع والتوفيق. يقصد به كل من جلس في مجالس العلم. : المتعلم

: الدراسات السابقةومطالعة بعض ، فى حدود علم الباحث وبعد مراجعة مراكز البحث العلمي

سابقة تدراسا - واهللا أعلم - ستخلصات الرسائل الجامعية ال توجدأدلة مبل هناك بعض ، ناقشت آداب المتعلم عند الخليفة الراشد عمر بن الخطاب

وبعضها ، الدراسات التي تحدثت عن آداب المتعلم عامة في الفكر اإلسالمي التربوي دون التركيز على استنباط آداب عرضت فكر عمر بن الخطاب

أو اإلشارة إلى اآلداب واألخالق التي ينبغي أن يتحلى بها ، المتعلم عنده اإلداري لم تتعرض أيضا إلى وهناك دراسات في فكر عمر ، طالب العلم

: تموضوع اآلداب واألخالق وسوف يذكر الباحث بعض هذه الدراسا بعض األسس العامة المستخلصة من إدارة الفاروق بن الخطاب : أوآل

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 420 -

.)1(وعالقتها باإلدارة التربوية) صفحة وهدفها استخالص بعض األسس 280جاءت هذه الدراسة في (

وبيان عالقتها باإلدارة التربوية. ، العامة لإلدارة عند الفاروق : وتكونت هذه الدراسة من ثالثة فصول جاءت على النحو التالي

. التعريف بعمر : الفصل األول . األسس العامة في إدارته بعض : الفصل الثاني .األسس المستخلصة من إدارته : الفصل الثالث

، وقد اعتمد الباحث في دراسته على منهج البحث التاريخي واالستنباطيوإن كانت هذه الدراسة في مجال اإلدارة والتخطيط ومجال الباحث في

ي استنباط األصول اإلسالمية للتربية إال أن الباحث يمكن أن يستفيد منها ف، بعض التوجيهات التربوية للمتعلم من بعض المواقف التي جاءت في الدراسة

ولعل من نافلة القول أن ، والتي ال تهتم بغير االستنباط التربوي في مجال اإلدارة الموقف أو القول يمكن أن يتناوله عدة باحثين كل في مجال تخصصه.

)2(سالميمتعلم في الفكر التربوي اإلآداب ال: ثانيا) صفحة استهدفت الكشف عن آداب 249جاءت هذه الدراسة في (

وقد قسم الباحث دراسته إلى سبعة ، المتعلم في بعض كتب الفكر اإلسالمي

لشريف حسن حممد احلسىن القناوي. بعض األسس العامة املستخلصة من إدارة الفاروق ا )1(، كلية الرتبية، رسالة ماجستري غري منشورة، رة الرتبويةوعالقتها باإلدا عمر بن اخلطاب

م. 1980 - ه1400، قسم اإلدارة والتخطيط، جامعة امللك عبد العزيزرسالة ماجستري ، آداب املتعلم يف الفكر الرتبوي اإلسالمي، محد حممد إبراهيم فالتهأ )1(

، قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنة، زيزجامعة امللك عبد الع ،كلية الرتبية باملدينة املنورة، مطبوعة م.1990 - ه411

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 421 -

: فصول هي خطة البحث. : لفصل األولا

دوافع المتعلم لطلب العلم. : الفصل الثاني آداب المتعلم نحو نفسه. : الفصل الثالث آداب المتعلم مع أساتذته :الفصل الرابع

آداب المتعلم مع زمالئه.: الفصل الخامس آداب المتعلم نحو مؤسسته التعليمية ومجتمعه. : الفصل السادس نتائج البحث ومقدماته.: الفصل السابع

وقد استخدم الباحث المنهج التاريخي واالستنباطي في دراسته وإذا ، ب المتعلم نحو (نفسه وأساتذتهكانت هذه الدراسة السابقة قد ناقشت آدا

فإنها أغفلت أهم اآلداب واألخالق ، ومجتمعه)، ومؤسسته التعليمية، وزمالئهالتي ينبغي أن يتحلى بها المتعلم وهى آداب المتعلم نحو علمه وهى ما ركزت

كما أن الدراسة السابقة شاملة لكل علماء اإلسالم ، عليه الدراسة الحالية بينما تختص هذه الدراسة بأعلم الناس بعد النبي، والخلفومفكريه من السلف

وصاحبه أبى بكر وهو الخليفة المهدي عمر بن الخطاب رضي اهللا وأرضاه ،وال شك أن الباحث سيستفيد من بعض المواقف التربوية التي جاءت في هذه . الدراسة السابقة الستنباط آداب المتعلم عند الخليفة الراشد عمر بن الخطاب

بعض التوجيهات التربوية المستنبطة من خطب عمر بن الخطاب : ثالثا)1(: ) وهدفها الوقوف على ، ) صفحة154جاءت هذه الدراسة في

كلية ، بعض التوجيهات الرتبوية املستنبطة من خطب عمر ، عبد اهللا سليمان حبان القرين )1(

. ه1409، رسالة ماجستري غري منشورة، جامعة أم القرى، الرتبية مبكة املكرمة

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 422 -

بمناقشتها في خطبته ولها عالقة الموضوعات التي قام عمر بن الخطاب ومن ثم إيضاح الطريقة التي كان يستخدمها عمر بن ، بالتوجيهات التربوية

ثم استنباط بعض ، خالل الخطابة في معالجة القضايا التربوية اب الخطومدى اإلفادة من هذه التوجيهات في وقتنا التوجيهات التربوية من خطبه

الحاضر. : وقد تكونت الدراسة من أربعة أبواب هي

ويشمل أهمية البحث في التوجيهات التربوية عند عمر بن : الباب األول خطة البحث. وهو يشمل الخطاب

في الجاهلية فيشمل سيرة عمر بن الخطاب : أما الباب الثاني واإلسالم.

خصائصها - أنواعها - نشأتها -معنى الخطابة: ويشمل الباب الثالثوهو الجزء الرئيسي في البحث فيشتمل : ودورها في التربية. وأما الباب الرابع

التي ب عمر بن الخطاب على بعض التوجيهات التربوية المستنبطة من خط تناولها البحث.

أما منهج الدراسة فقد اعتمد الباحث في دراسته على المنهج التاريخي لبحث الوثائق التاريخية والسجالت للتأكد من صحتها ومحتوياتها وتحليلها

واستنباط التوجيهات التربوية منها. حالية في بعض وإذا كانت هذه الدراسة تتفق في موضوعها مع الدراسة ال

الجوانب إال أنها دراسة قد حصرت حدودها في خطب الفاروق التي كان يلقيها وبذلك فقد استبعدت أقوال عمر األخرى بعيدا عن ، من على منبر النبي

ومن ثم فقد أغفلت توجيهاته التربوية اليومية التي ، المنبر والتي ال حصر لهاكما أن الدراسة السابقة قد ، الخطبةتتجاوز ساعة من يوم الجمعة يلقي فيها

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 423 -

ركزت في محورها الرئيسي على جانب العبادات والمعامالت ولم تتعرض من وهو ما تركز عليه الدراسة ، قريب أو من بعيد إلى التوجيهات التربوية للمتعلم

الحالية محاولة استنباط ذلك بحسب جهد الباحث من أقوال عمر وأفعاله. )1( طاب واهتماماته التربويةعمر بن الخ: رابعا

) صفحة وهدفها استنباط اهتمامات 36جاءت هذه الدراسة في (: وتكونت هذه الدراسة من أربعة عناصر، وتوجيهات عمر بن الخطاب التربوية

التعريف بعمر بن الخطاب.: األول االهتمامات التربوية عند عمر بن الخطاب.: الثاني لية عند عمر بن الخطاب.المواقف التربوي العم: الثالث االهداف التربوية في ضوء اهتمامات عمر بن الخطاب التربوية.: الرابع

وقد اعتمد الباحث في دراسته على المنهج التاريخي حيث استنبط من تاريخ الفاروق اهتماماته التربوية واذا كانت هذه الدراسة تتفق مع الدراسة

لباحث من أخطارها وتوجيهاتها لكنها الحالية في معظم عناصرها وقد استفاد اتختلف عن الدراسة الحالية في طريقة التصنيف والتركيز على التوجيهات

واالهتمامات التربوية الخاصة بالمتعلم بينما توسعت الدراسة السابقة في األهداف التربوية العامة لطالب العلم والمعلم والمادة العلمية.

:ند عمر بن الخطاب التوجيهات التربوية للمتعلم ع، بعد أن طالع الباحث سيرة عمر رضي اهللا تعالى عنه وأرضاه في مظانها

سلسلة من أعالم ، هتماماته الرتبويةعمر بن احلطاب وا، لي خليل مصطفى أبو احلسنيع )1(

م. 1988 - ه1409، مكتب الرتبيه العريب لدول اخلليج الرياض، الرتبية العربية االسالمية1/2963.

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 424 -

توصل إلى أن أهم التوجيهات التربوية للمتعلم التي يوصي بها الفاروق : المتعلمين ويؤكدها في نفوسهم هي

مراجعة العلم ومذاكرته - 1 السؤال عن العلم - 2 تطبيق العلم - 3

نشر العلم وتبادل المعلومات مع المتعلمين - 4

الدقة في تلقى العلم ونقله - 5 احترام المعلم - 6 إبداء رأي المتعلم - 7 اإلجمام والترويح- 8 لباس المتعلم- 9

وقبل البدء في التوجيهات التربوية للخليفة الراشد عمر بن الخطاب وأرضاه. يحسن التعريف به بإيجاز

العزى ي هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد: به وكنيته وألقابهاسمه ونسيجتمع ، )1(اهللا بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن رياح بن عبد

ولقب ، ويكنى أبا حفص، )2(في كعب بن لؤي بن غالب نسبه مع رسول اهللا .)3(نففرق اهللا به بين الكفر واإليما، اإلسالم بمكة ألنه أظهر؛ بالفاروق

، 3ج، د.ت، بريوت، دار صادر، الطبقات الكربى، حممد بن سعد بن منيع البصري الزهري )1(

.265ص

حمض الصواب يف فضائل أمري ، ي احلنبلييوسف بن احلسن بن عبداهلادي الدمشقي الصاحل )1( .131ص، 1ج، د.ت، الرياض، دار أضواء السلف، املؤمنني عمر بن اخلطاب

=دار الصحابة ، صحيح التوثيق يف سرية وحياة الفاروق عمر بن اخلطاب، جمدي فتحي السيد )2(

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 425 -

بعد عام الفيل بثالث عشرة ولد : مولده وإسالمه وهجرته ووفاتهوهو ابن سبع ، وأسلم في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة، )1(سنة

وقال ، وتنكب قوسه، عالنية وقد تقلد سيفه هاجر إلى النبي، )2(وعشرين سنةأو يرمل ، يتم ولدهو ، من أراد أن تثكله أمه((: قولته المشهورة لكفار قريش

شهيدا يوم األربعاء ألربع أو ثالث مات ، )3())فليلتقني وراء هذا الوادي، زوجهوهو ابن ثالث وستين ، سنة ثالث وعشرين من الهجرة، بقين من ذي الحجة

.)4(ودفن في الحجرة النبوية على صاحبها أفضل الصالة والتسليم، سنة

.15ص، م1996- ه1417، 1ط، طنطا، للرتاث =

.133ص، م1997- ه1417، بريوت، دار صادر، ءتاريخ اخللفا، جالل الدين السيوطي )3(

.137ص، املرجع السابق )4(

، مرجع سابق، صحيح التوثيق يف سرية وحياة الفاروق عمر بن اخلطاب، جمدي فتحي السيد )5( .30ص

حمض الصواب يف فضائل أمري ، يوسف بن احلسن بن عبداهلادي الدمشقي الصاحلي احلنبلي )6( .840ص، 3ج، مرجع سابق، املؤمنني عمر بن اخلطاب

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 426 -

عند عمر بن الخطاب التوجيهات التربوية للمتعلم :مراجعة العلم ومذاكرته- 1

توصي علوم التربية الحديثة بمراجعة المعلومات واستذكارها من أجل وقد سبق منهج التربية اإلسالمية المناهج المعاصرة في ، تثبيتها في ذهن المتعلم

وأدب مراجعة العلم ، ومراجعته حتى ال ينسى، الدعوة إلى استذكار العلمألن اإلعادة والتكرار يعتريها السآمة ، ه قد يكون شاقا أكثر من طلبهومذاكرتومع إقرارنا بمشقة ، فيحتاج المتعلم إلى مزيد من الصبر وسعة الصدر، والمللتفلت العلم - وإال، إال أنه ال غنى للمتعلم عن التحلي به، بهذا األدب االلتزام

.من صدره واندرسوأعلم الناس ، د األولين واآلخرينويكفى هذا األدب وفضال أن سي

، قد تمثل بأدب مراجعة العلم ومذاكرته، عليه أفضل الصالة والتسليم، أجمعينفكان طوال حياته يراجع حفظ القرآن الكريم مع ، وحافظ عليه، فطبقه بنفسه

فقد راجعه إال العام الذي قبض فيه، جبريل عليه السالم في كل عام مرةأن جبريل أسر إلى النبي«: ا عن فاطمة عليها السالم تقول عائشة، مرتين

وإنه عارضيني العام مرتين وال أراه إال حضر ، كان يعارضني بالقرآن كل سنةلصحابته مثال في مراجعة العلم مع جبريل عليه وبعد أن ضرب )1(»أجلي، وحذرهم إن لم يكن ذلك، صحابته بمراجعة القرآن وتعهده أوصى، السالم

إنما «: قال أن رسول اهللا: فعن عبد اهللا بن عمر، بضياعه وتفلته من صدورهم

باب كان ، كتاب فضائل القرآن، مرجع سابق، صحيح البخاري، مد بن إمساعيل البخاريحم )1(الصفحة ، 54، 426: رقم احلديث، جربيل يعرض القرآن على النيب صلى اهللا عليه وسلم

1911.

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 427 -

وإن أطلقها ، إن عاهد عليها أمسكها، مثل صاحب القرآن كمثل اإلبل المعقلة .)1(»ذهبت

، أدب مراجعة العلم مع طالبه وطبق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حتى يكون أثبت في أذهانهم ، ويتذاكر معهم القرآن، فكان يراجع معهم العلم

، )3())قرأت القرآن على عمر أربع مرات(( :)2(يقول أبو العالية الرياحي، وعقولهموفى هذا توجيه للمتعلم إلى أن يراجع العلم ويذاكره مع معلمه أو مع من هو

كما أن ، فكل ما كانت المراجعة كذلك كان ذلك للعلم أضبط، أفضل منه علما القرآن مع أبى العالية أربع مرات أدب تربوي لطالب العلم تجاه في مراجعة عمر

إذ لم يكتف ، علمه وهو االهتمام والمحافظة عليه وعدم الملل من مراجعة العلمبل أربع مرات على ، بمراجعة حفظ القرآن مرة أو مرتين أصحاب نبينا محمد

طول القران الكريم وكثرة عدد آياته. ن اهللا عليهم يقصدون عمر بن الخطاب للمراجعة لقد كان الصحابة رضوا

فهذا أبو موسى ، عمر بهذا األمر باهتمام رضي اهللا عنهموالمذاكرة علمهم فقال له عمر بن الخطاب ما : أتى عمر بن الخطاب بعد العشاء قال((األشعري

، قصرهاكتاب صالة املسافرين و ، مرجع سابق، صحيح مسلم، سلم بن حجاج النيسابوريم )1(

: رقم احلديث، وجواز قول أنسيتها، وكراهة قول نسيت آيه كذا، باب األمر بتعهد القرآن1836 ،6/316.

، أحد األعالم، أبو العالية الرياحي البصري، احلافظ املفسر، اإلمام املقريء، رفيع بن مهران )2(وهو شاب لنيبأدرك زمان ا، مث من بين متيم، كان موىل المرأة من بين رياح بن يربوع

.207ص، 4ج، انظر سري أعالم النبالء لإلمام الذهيب، وأسلم يف خالفة أيب بكر الصديق

، مصر، دار السنة، غاية النهاية يف طبقات القراء، س الدين أىب عبد اهللا حممد بن اجلزريمش )3( . 591الصفحة ، 1، د.ت، 1ط

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 428 -

فقال ، هذه الساعة: قال عمر، جئت أتحدث إليك: قال أبو موسى، جاء بك: ثم إن أبا موسى قال، فتحدثا ليال طويال ، فجلس عمر، ه فقهإن: أبو موسى

. )1())إنا في صالة: قال عمر، الصالة يا أمير المؤمنينبأدب مراجعة العلم ومذاكراته في هذا ولعل ما يؤكد اهتمام عمر

ألبي موسى األشعري بالسمر والحديث سماح عمر : األول: أمران، الحديثكما قالت ، كان يكره السمر بعد العشاء أن نبيهم بعد صالة العشاء مع

، - أي العشاء - إن رسول اهللا صلى اهللا عيه وسلم لم يكن ينام قبلها«: عائشةولذا بوب اإلمام البخاري عليه رحمة اهللا في صحيحة ، )2(»وال يتحدث بعدها

على فيدل هذا، )3())باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء((: بابا قال فيهإذ ال يدخل في كراهية ، والسمر من أجلة، بمراجعة العلم اهتمام عمر

الحديث بعد العشاء لما في ذلك من فضل وخير على المراجعين للعلم. بل أعظم أركان ، مراجعة العلم ومذاكرته بالعبادة مساواة عمر : الثاني

حينما قال له أبو وذلك، العبادة بعد توحيد اهللا الذي ال إله غيره وهي الصالة . ))إنا في صالة: الصالة يا أمير المؤمنين قال((: موسى األشعري

كتاب ، 1980، مصر، دار العلم، يبهمصنف ابن أيب ش، عبد اهللا بن حممد بن أىب شيبه )1(

، 5: رقم احلديث، باب من رخص يف ذلك، صالة التطوع واإلمامة وأبواب متفرقة2/128 .

كتاب الزينة ، د.ت، الرباط، مطابع اهلجرة، صحيح بن حبان، مد بن حبان التميميحم )2(ث . قال ابن جبان حدي12/553، 5547: رقم احلديث، باب آداب النوم، والتطيب صحيح.

باب السمر يف الفقه ، كتاب مواقيت الصالة، مرجع سابق، مد بن إمساعيل البخاريحم )1( .1/216، 2435: واخلري بعد العشاء رقم احلديث

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 429 -

فهل استشعر طالب العلم اليوم هذه المفاهيم التربوية التي تعدل بين إن معظم الطالب اليوم إال من رحم اهللا ال يعرفون ، مراجعة العلم والصالة

كوا من ضعف طالب العلم ثم نش، المراجعة واالستذكار إال ليلة االمتحانوال أشك أن هذه الشكوى ، ونسيانهم ألساسيات في العلم ال يليق بهم نسيانها

ستستمر ما لم تتمكن مؤسسات التعليم من ربط الطالب بمراجعة العلم ومذاكرته كل يوم.

وتقوية ، وبذلك تحقق مقاصد المراجعة والمذاكرة من تثبيت العلم في وهذا ما اتسم به صحابة المصطفى، فظوصقل مهارات الح، الذاكرة

فقد «، مجالسهم التي كانت تركز على هذا األدب البالغ األهمية بالنسبة للعلم . )1(»إذا اجتمعوا تذاكروا العلم وقرؤوا سورة كان أصحاب رسول اهللا

:السؤال عن العلم - 2اله عما سؤ ، ومن التوجيهات التي البد أن يعمل بها المتعلم تجاه العلم

وال شك أن إحجام المتعلم عن السؤال عما يجهله غير ، يجهله من العلم، ألنه سيبقى جاهال بسبب إمساكه عن السؤال، مهما كانت األسباب، محمود

ومن تأمل واقع بعض طالبنا اليوم ، وبذلك يضيع عليه الكثير من فرص التعليموجد أن ، ستوى الجامعيومنها الم، على مستوى المؤسسات التعليمية المختلفة

وبذلك سادت ، المتعلم فيها قد تنازل عن أدب السؤال عما يجهله أو لم يفهمهواالتكال عليه دون أدنى مبادرة بسؤال يجلي ، روح الخنوع لما يقوله المعلم

ولعل من يعمل في ميدان التربية والتعليم بكل ، ويزيدها وضوحا ، الحقيقة طالبه. مستوياتها يلمس ذلك يوميا مع

، حممود الطحان: حتقيق، اجلامع ألخالق وآداب السامع، محد بن على بن ثابت البغداديأ )1(

. 68فحة الص، 2: اجلزء ه1401، الرياض، مكتبة املعارف

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 430 -

لما فرطوا في أدب ، لقد أضاع الطالب اليوم الكثير من فرص التعلمأو عدم اكتراث ، أو خجل مذموم، بسبب حياء ممقوت، السؤال عما يجهلوا

بعض المعلمين إلى أن أثر وقد ال يتنبه، بمعرفة ما أغلق عليهم من مفاتيح العلمذين ستنعدم أيضا إلى الحاضرين ال إمساك طالب العلم عن السؤال يمتد

ويفيد المستمع علما ، فال شك أن السؤال يرفع الجهل عن السائل، منفعتهم أو يؤكد في ذهنه معرفة سابقة. ، جديدا

لقد كان فقهاء الصحابة رضوان اهللا عليهم يرون أن أول أسباب غزارة ، يرجع إلى التزام المتعلم أدب السؤال طوال فترة الطلب، وقوة الفهم، العلمبن عباس أجابهم بأن ابن عباس قد با ذلك لما أنكر المهاجرون اهتمام عمر ول

فلما جاء ، أهمها التزامه أدب السؤال عما ال يعلمه، أبنائهم بمزايا تميز عن، أدع أبناءنا كما تدعو ابن عباس((: فقالوا، المهاجرون إلى عمر بن الخطاب

وفى رواية عن أبي ، )1())عقوال قلبا و ، سؤاال إن له لسانا ، ذاكم فتى الكهول: قالفذاكرت ابنه شيئا من ، دخلت على الحسن وهو يصلى: قال )2(بكر الهذلي

فواتح يفتح بها : قال، طسم وحم: قلت: فانفتل إلينا ماذا تذاكران؟ قال، القرآنفما إال أن أذكر : قال، كذا وكذا: إن مولى ابن عباس قال: قلت: قال، القرآن

: كان عمر يقول، إن ابن عباس كان من اإلسالم بمترل: باس فقالمولى ابن ع - وقلبا عقوال كان يقوم على منبرنا هذا، إن له لسانا سؤال، ذاكم فتى الكهول((

رضي كتاب معرفة الصحابة ، مرجع سابق، مستدرك احلاكم، حممد بن عبد اهللا النسيابوري )1(

: رقم احلديث، رضي اهللا عنهمااملطلب باب ذكر عبد اهللا بن عباس بن عبد، اهللا عنهم6298 ،3/621 .

نظر تقريب ا، ه67مات سنة، قيل امسه سلمى بضم املهملة بن عبد اهللا و قيل روح أخباري )2( .625ص، 1ج، التهذيب

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 431 -

يفسرها آية ، وسورة آل عمران، عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة -أحسبه قال )1())آية...

ب المحافظة على وأرضاه البن عباس بأد وهكذا تتكرر تزكية عمر وابن عباس كان يستغل سيره ، وكيف ال يزكيه بهذا األدب، السؤال عما يجهله

فعن عبد اهللا بن عباس ، مع عمر حتى وقت قضاء الحاجة للسؤال عما ال يعلمهعن المرأتين من ، لم أزل حريصا على أن أسأل عمر ((: قال رضي اهللا عنهما

، ﴾ فقد صغت قلوبكماإن تتوبا إلى هللا ﴿ا اللتين قال اهللا لهم، أزواج النبي حتى جاء فسكبت على ، فتبرز، فعدل وعدلت معه باألداوة، فحججت معه من المرأتان من أزواج النبي، يا أمير المؤمنين: فقلت، فتوضأ، يديه األداوة

يا ابن وآعجبي لك : فقال ﴾إن تتوبا إلى اهللا﴿اللتان قال اهللا عز وجل لهما )2())عائشة وحفصة...، عباس!

من ابن عباس في هذا المقام من باب اإلعجاب إن تعجب عمر ، في وقت وضوء عمر فبادره السؤال في هذا الوضع حينما تحين الفرصة

وأرضاه واهتمامه بأدب فأين طالب العلم اليوم من إعجاب الخليفة الملهم لمعلمين يمر بهم طالب ال يسألون طوال أحسب أن بعض ا، السؤال عن العلم

ومعرفة ، فكيف يمكن أن يتعمقوا في فهم العلم؟، الفصل الدراسي سؤاال واحدا وأرضاه ولعل في كلمة عمر ، ما أغلق عليهم منه وهم على هذا الحال

(واعجبي منك يا ابن عباس !) محفز يحتاج إليه المعلمون اليوم إلشعال

كتاب ، د.ت، تونس، مطابع العزيز، مصنف عبد الرزاق، عبد الرزاق بن مهام الصنعاين )1( .4/377، 8123: رقم احلديث، باب فضل آيات العشر والتعريف يف األمصار، املناسك

لغرفة باب ا، كتاب املظامل، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )2( .4/226، 4201: رقم احلديث، والعلية املشرفة يف السطوح وغريها

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 432 -

وذلك باستخدام ألفاظ ، ليكثروا السؤال عما يجهلواالتنافس بين الطالب أعجبني ، سؤال مهم، وكلمات تشجيعية مثل أن يقول المعلم سؤال جميل

سؤالك.. وأمثال هذه العبارات.إذا حلت بالمتعلم ، إن الجهل بالعلم مع عدم السؤال عنه خسارة عظيمة

المتعلمين إلى التمسك لذا كان لزاما على المعلمين أن يوجهوا ، أوردته المهالكويحذرونهم من أن ، كحق من حقوق العلم عليهم، بأدب السؤال عما يجهلوه

وقد تسبب صحابة رسول ، مصيبة ترك السؤال قد توقع المتعلم في أسوأ العواقب، وغزارة علمهم، مع علو قدرهم، بسبب عدم السؤال، في القتل غير العمد اهللا

إنما شفاء العي ، أال سألوا إذا لم يعلموا، اهللا قتلوه قتلهم: قائال حتى صاح، خرجنا في سفر«: قال، ما جاء في حديث جابر ، وأصل القصة، السؤال

هل : فسأل أصحابه فقال، ثم احتلم، فشجه في رأسه، فأصاب رجال منا حجر ، ما نجد لك رخصة وأنت قادر على الماء: تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا

أال ، قتلوه قتلهم اهللا: فقال، أخبر بذلك فلما قدمنا على النبي، تفاغتسل فما، ويعصر، إنما كان يكفيه أن يتيمم، فإنما شفاء العي السؤال، سألوا إذا لم يعلموا

)1(»ويغسل سائر جسده، ثم يمسح عليها، أو يعصب على جرحه خرقةم أروع األمثلة لطالب العلم في السؤال عن العل لقد ضرب عمر

فعن أبي ، »أال سألوا إذا لم يعلموا«: حينما قال والعمل بمنهج معلمه األولأنشدكم باهللا من سمع من : فقام فقال، )2(أتي عمر بإمرأة تشم«: قال هريرة

باب يف اجملروح ، كتاب الطهارة، مرجع سابق، سنن أيب داود، سليمان بن داود األشعث )1(

: قال األلباين يف ختريج مشكاة املصابيح اجلزء .1/145، 336: رقم احلديث، يتيمم حسن لغرية.، 1/115

=انظر خمتار ، والوشم على اجللد والشفاه، غرزها بإبرة مث ذر عليها النيلجإذا : وشم يده )2(

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 433 -

، يا أمير المؤمنين أنا سمعت: فقمت فقلت: في الوشم؟ فقال أبو هريرة النبي .)1(»ال تشمن وال تستوشمن: ليقو سمعت النبي: ما سمعت؟ قال: قال : تطبيق العلم - 3

يعتبر توجيه المتعلم إلى تطبيق العلم والعمل به أبهى حلة يتزين بها ويحول ، فمن خالل هذا التوجيه يترجم العلم إلى سلوك واقعي، المتعلم

فيؤثر في اآلخرين بعمله أكثر من قوله.، النظريات إلى ممارسات وتطبيقاتهو الفجوة بين ، منه مؤسساتنا التعليمية المعاصرة ولعل ما تشكو

، فمن تأمل أفعال مخرجات التعليم اليوم، النظرية والتطبيق لدى المتعلمينولعل ، يجدها غالبا ما تؤكد الفصل بين العلم والعمل، وممارساتهم، وأقوالهم

لى أن مؤسساتنا تركز في معظم عملياتها وتفاعالتها ع، السبب الرئيس في ذلكوالممارسات ، دون التركيز على إعداده للحياة الواقعية، إعداد المتعلم لالمتحان

من ، حفظ ما تقرر عليه بين دفتي الكتب، فيكون منتهى غاية المتعلم، العمليةأو اإلفادة منها ، دون اكتراث بأساليب تطبيقها، أجل تفريغها على ورقة االمتحان

مستقبال.تبين لنا مدى تمسك ، تعليم في صدر اإلسالمإن نظرة متأنية إلى ال

المدرسة اإلسالمية آنذاك بتربية طالبها على التحلي بأدب العمل والتطبيق لما إال بعد ممارسة ما تعلموه في ، بل عدم االنتقال إلى علم جديد، تعلموه : حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي: فعن أبي عبد الرحمن قال، الماضي

.12/639، ولسان العرب، 1/301، الصحاح =

كتاب اللباس وقول اهللا تعاىل ، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )3( .5/2219، 5602: رقم احلديث، باب املستومشة، ﴾قل من حرم زينة اهللا﴿

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 434 -

فال يأخذون في العشر ، عشر آيات انوا يقترؤن من رسول اهللاأنهم ك«فعلمنا العلم : قالوا، األخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل

.)1(»والعملإن تمسك المتعلم بأدب العمل بالعلم سبب لتوفيق اهللا تعالى له إلى

ن أن أهل العلم ولذلك كان الصحابة رضوان اهللا عليهم يرو ، العلم والزيادة منهرضي اهللا سأل عمر بن الخطاب عبداهللا بن سالم ، وخاصته هم العاملون بعلمهم

.)2())الذين يعملون بما يعلمون: من أرباب العلم؟ قال عبداهللا((: عنهماوال غرابة في ذلك فقد ، فأقر عمر هذه اإلجابة من عبداهللا بن سالم

.)3(﴾واتقوا هللا ويعلمكم هللا﴿ :قال المولىوعلى ذلك فليس أول عالج يؤدي بالمتعلم إلى التمسك بأدب الربط

، أو تطوير المعلمين... أو ما شابه ذلك، بين العلم والعمل هو تعديل المناهج، وممارسته في أقواله وأفعاله وكل شئونه، بل شحذ همة المتعلم للعمل بعلمهبيوم -الدراسة وهو مازال على مقاعد - وفي الوقت ذاته تخويفه وتذكيرهليعد إجابة لإلجابة على سؤال مطروح عليه ال ، الموقف بين يدي اهللا جل وعال

حديث : كتاب، 1398، 2ط، بريوت، دار الكتب العلمية، مسند أمحد، محد بن حنبلأ )1(

حديث رجل من أصحاب النيب صلى : باب، رجل من أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم. قال املفرئ يف فضائل القرآن وتالوته 6/569، 22971: رقم احلديث، اهللا عليه وسلم

إسناد جيد.، 17: الصفحة

كتاب ، د.ت، بريوت، دار الكتب العربية، سنن الدرامي، ن عبد الرمحن الدراميعبداهللا ب )2(، وحسن النية فيه، باب العمل بالعلم، أبواب متفرقة يف صفات النيب ويف العلم وحنوها

.388: رقم احلديث، 1/112

.282آية ، سورة البقرة )3(

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 435 -

.)1())وعن علمه ما فعل به((محالة هم الذين إن أهل العلم عند الخليفة الراشد عمر بن الخطاب

واعملوا به تكونوا ، اقرأوا القرآن تعرفوا به(( :وأرضاه قال ، يطبقونه ويعملون به .)2())من أهلهفإن قارئ القرآن قد ، وبناء على هذا القول للخليفة الراشد عمر

لكنه ال يكون من أهله بمجرد التالوة والترتيل مهما بلغت ، يعرف ويشتهر بهفقد أصبح من ، وحل حالله وحرم حرامه، فمتى طبق أحكامه، تلك الشهرة

وكم أضمر ، وا من أهلهفكم ممن عرفهم الناس بقراءة القرآن وهم ليس، أهله، التاريخ من أهل القرآن العاملين به الذين لم يعرفوا بين الناس بأنهم من القراء

جعلنا اهللا جميعا من أهل القرآن العاملين به.إن من أخطر ما يواجه طالب العلم اليوم من مبادئ مضللة في التربية أال وهو ، علم األساسيتلك المبادئ التي تحاول تضليلهم عن هدف ال، الحديثة

إذ تحاول المبادئ الحديثة جاهدة اجتثاث مبدأ (العلم من ، العمل والتطبيقهذا يعني أنه ، وإحالل مبدأ هدام يركز على (العلم من أجل العلم)، أجل العمل)

، وال يلزم أن يعمل ويطبق، يكفي المتعلم أن يتعلم من أجل العلم بالشئ فقط

باب ، د.ن، دار الكتاب العريب، قمرجع ساب، سنن الدرامي، عبداهللا بن عبد الرمحن الدرامي )1(

. قال األلباين يف السلسلة 1/144، 537: رقم احلديث، من رخص يف كتابة العلم اسناد صحيح.، 946: الصحيحة الصفحة

، مكتبه اخلاجني، 5ط ، عبد السالم هارون: حتقيق، البيان والتبني، عمرو بن حبر اجلاحظ )2(نب أيب شيبة يف املصنف وقد جاء حنوه عن . رواه ل1/374، م1985 - ه1405، القاهرة

وعبداهللا بن مسعود.، علي بن أيب طالب

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 436 -

والغريب أن هذا المبدأ الذي ، )1(لفكر األفالطوني وهذا المبدأ يعتمد على اانتشر في التربية الحديثة في دول العالم الغربي اليوم التي تدعى إيمانها بما جاء

وقد جاء في كالم المسيح عليه السالم ما يؤكد ، عن المسيح عليه السالملسالم فلو أنهم أنصفوا وعادوا إلى كالم عيسى عليه ا، بطالنه والتحذير منه

حيث جاء في كالم عيسى عليه ، لدعوا إلى مبدأ (العلم من أجل العمل)وال يطلبه ، كيف يكون من أهل العلم من يطلب العلم ليخبر به الناس((: السالم

وفي هذا القول دليل على أن العلم من أجل العمل مبدأ يضرب ، )2())ليعمل بهفكيف تضيع المدرسة ، يخبجذوره في أعماق األديان السماوية على مر التار

اإلسالمية أدب تطبيق العلم؟ وكيف يليق بالمتعلم اليوم أن يعرض عن هذا ، وقد استفاضت وصايا سلف هذه األمة بالترغيب في التمسك به، المبدأ

والترهيب من التفريط فيه.لقد تنبه فاروق هذه األمة إلى فتنة (العلم من أجل العلم) وال عجب في

وأرضاه في عامة المسلمين بمبدأ فكان ينادي ، دث الملهمذلك وهو المحولسان حال ، )3())ولست معلمكم إال بالعمل((: العلم من أجل العمل فيقول

وليس مجرد ، إنما أعلمكم لتعلموا وتطبقوا هذا العلم في الحياة: الفاروق فليت المتعلمون اليوم يستمعون إلى، العلم بالشئ دون ممارسته وتطبيقه

الرتبية االسالم زجوانبها.، مقداد ياجلن )1(

كتاب أبواب متفرقة يف ، بريوت، مرجع سابق، سنن الدرامي، عبد اهللا بن عبدالرمحن الدرامي )2(رقم ، 1/109، لم لغري اهللاباب التوبيخ ملن طلب الع، صفات النيب ويف العلم وحنوها

.374احلديث

، أبو الفضل إبراهيم: حتقيق، تاريخ الرسل وامللوك، حممد بن جرير بن يزيد بن خالد الطربي )1( .4/57، د.ت، دار املعارف القاهرة

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 437 -

إنما نعلمكم من أجل أن : معلميهم وهم يلقون على مسامعهم بصوت واحدوليت وزارات التربية والتعليم تعقد المؤتمرات والندوات من أجل رفع ، تعملوا

فليت اإلدارات المدرسية )لست معلمكم إال بالعمل( :وأرضاه شعار الفاروق ، (العلم من أجل العمل)تقيم األسابيع التوعوية والمعارض التربوية تحت شعار

وليت كليات التربية والمعلمين تقرر الموضوعات التي تدخل في إعداد المعلم المهني حول هذا المبدأ الذي ركزت عليه نظرية التربية اإلسالمية في جميع

مصادرها األساسية والثانوية. :نشر العلم وتبادل المعلومات بين المتعلمين - 4

وتبليغه إلى من لم يصل ، المتعلم نشره بين الناس زكاة العلم الواجبة على، إلى التحلي بهذا األدب مهما كان حجم العلم وقد وجه المصطفى، إليه

أنه جاء عنه، وأكد على المتعلم أال تكون قلة علمه مانعا من إبالغه اآلخرينالمتعلمين في مجلسه تبليغ ما وقد رغب، )1(»بلغوا عني ولو آية«: قالجاء في حديث زيد بن ثابت ، وبثه بين الناس متى أتقنوه ووعوه، معونه منهيس

نضر اهللا أمرأ سمع منا حديثا فحفظه : يقول سمعت من رسول اهللا«: أنه قالفرب حامل فقه ، -ثم أداه إلى من لم يسمعه :وفي رواية -، حتى يبلغه غيره

.)2(»ورب حامل فقه ليس بفقيه، إلى من هو أفقه منه

باب ما ذكر عن ، كتاب األنبياء، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )2(

.3/1275، 3274: احلديث رقم، بين إسرائيل

كتاب العلم عن رسول اهللا ، مرجع سابق، سنن الرتمذي، حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي )1(، 2656: رقم احلديث، باب ما جاء يف احلث على تبليغ السماع، صلى اهللا عليه وسلم

=: صوقال األلباين يف السلسلة الصحيحة ، . قال الرتمذي هذا حديث حسن صحيح5/33

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 438 -

فكان شعاره ، هذا األدب من معلمه صلى اهللا عليه وسلم وعى عمر و ))وفي هذا توجيه منه ، )1())تعلموا العلم وعلموه الناس إلى طالب العلم

األول ، في هذه المقولة بين توجيهين بل قرن ، عامة بنشر العلم بين الناسلى تعليم الناس والثاني توجيهه إ، طلب العلم الذي ال يعدله شئ توجيهه إلى

العلم ونشره بينهم ليرفع الجهل عنهم.ومن صور نشر العلم وتبليغه اآلخرين نقله بين طالب العلم ال سيما إذا

ومن تأمل واقع طالبنا اليوم وجد هذا ، غاب أحدهم أو تأخر عن مجلس العلموإذا كان هذا حالهم مع زمالئهم وهم يتعلمون في حجرة ، األدب قد قل بينهم

احدة فال تسأل عن حالهم في نشر العلم وإبالغه اآلخرين ! فمن لم يبلغ زميله و يشك في أن يبلغ الناس العلم.، ولم ينقل له ما فاته من الدرس، ما تعلم في غيابه

وهنا نقف مع قصتين فريدتين في توجيه المتعلمين إلى نشر العلم بين بأدب نشر العلم بين طالبنا لعلها أن تكون نماذج دافعة إلى التحلي ، بعضهم

فيما بينهم.إني كنت وجار لي «: يقول عمر، رضي اهللا عنهمابين عمر وجاره : األولى

زول وكنا نتناول الن ، وهي من عوالي المدينة، من األنصار في بني أمية بن زيدفإذا نزلت جئته من خبر ، زل يوما وأنزل يومافين ، على النبي صلى اهللا عليه وسلم

.)2(»وإذا نزل فعل مثله، اليوم من األمر وغيرهذلك

حديث صحيح.، 404 =

حمض الصواب يف فضائل أمري املؤمنني عمر بن ، يوسف بن احلسن بن عبد اهلادي الدمشقي )2( .2/686، الرياضن د.ت، دار أضواء السلف، اخلطاب

باب الغرفة ، كتاب املظامل، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن امساعيل البخاري )1( .2/871، 2336: احلديث رقم، والعلية املشرفة يف السطوح وغريها

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 439 -

إن في هذه القصة أدب أحسب أن المتعلمين عبر االنتساب ال غنى ، فمعظم طالب هذا النمط من التعليم مشغولون عن حضور الدروس، لهم عنه

، وعادة ما يكون بعضهم مقيما خارج المدينة التي يدرس بها، والمحاضراتفلو تناوب مع أحد زمالئه على ، ة الدراسة المقررةويشق عليه الحضور فتر

وتم نقل العلم من الحاضر إلى الغائب لوفر وقتا وجهدا قد يكون هو ، الحضوروفي الوقت ذاته لم يفته شئ من العلم وهو يتبادله مع من اتفق ، في حاجة إليه

ب وهي بل هناك ثمرة قد يغفل عنها المتعلمون إذا ما التزموا بهذا األد، معهوهذا له أثر بالغ في حفظه ، تثبيت العلم في صدورهم بنقله وإعادته إلى اآلخرين

وثباته.، وأرضاهما رضي اهللا عنهمابين عمر وعقبة بن عامر : القصة الثانية فأدركت ، فروحتها بعشي، فجاءت نوبتي، كانت علينا رعاية اإلبل« :يقول عقبةما من مسلم يتوضأ : ت من قولهفأدرك، قائما يحدث الناس رسول اهللا

إال وجبت ، مقبل عليهما بقلبه ووجهه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، فيحسن وضوءهالتي : ما أجود هذه ! فإذا قائل بين يدي يقول، (بخ بخ): قال فقلت، له الجنه

(وإنه قال قبل ، إني قد رأيتك جئت آنفا: قال، فنظرت فإذا عمر، قبلها أجود: الوضوء ثم يقول - أو فيسبغ - من أحد يتوضأ فيبلغ ما منكم: أن تجيء)

إال فتحت له أبواب الجنة ، وأن محمدا عبد اهللا ورسوله، أشهد أن ال إله اهللا .)1(»يدخل من أيها شاء، الثمانية

إن من المالحظ اليوم في مؤسساتنا التعليمية أن روح التعاون بين ميله الغائب ونقل ما فاته من علم أما اهتمام المتعلم بز ، طالب العلم قد ضعفت

باب الذكر ، كتاب الطهارة، مرجع سابق، صحيح مسلم، مسلم بن احلجاج النيسابوري )1(

.3/112، 552: رقم احلديث، املستحب عقب الوضوء

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 440 -

بل أن بعض الطالب يرفضون إعارة كتبهم وملخصاتهم إلى ، إليه فكاد ينعدموال ، سواء كان ذلك بخال بالعلم أو تقصيرا أو خوفا من التفوق عليهم، زمالئهم

هل مر : أشك أن اإلجابة ستكون (نادرا) لو طرحت سؤاال على المعلمين معناهوإنه قال ، إني قد رأيتك جئت آنفا: قول لزميله المتأخر عن الدرسبكم طالب ي

قبل أن تجئ كذا أو كذا.

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 441 -

وفى نظري لو أن المعلمين قصوا على طالبهم مثل هذه القصة ال سيما ثم استنبطوا مع طالبهم أدب تبادل ، وأرضاه حينما يكون بطلها عمر الفروق

إذن اهللا كثير من المتعلمين في هذا المعلومات بين طالب العلم وزمالئه لرغب ب األدب.

:الدقة في تلقى العلم - 5، ومن التوجيهات التربوية التي ينبغي أال يغفلها المتعلم أثناء تلقيه العلم

وهو ما يعرف اليوم في مصطلحاتنا التربوية باالنتباه ، الوعي والدقة في أخذهفقهه على الوجه الصحيح قبل وي، الذي من خالله يفهم المتعلم العلم، والتركيز

نقله لآلخرين. يبث أدب الدقة في تلقي العلم بين طالبه ويربيهم عليه بسنته لقد كان

وكان يتأكد بنفسه من صحة ما تعلموه ، الفعلية كما كان يربيهم بالسنة القولية ليتأكد، مستخدما في ذلك أسلوب التسميع أو ما يعرف اليوم باالستظهار، منه فمتى وجد سقطا أكمله، تلقيهم وحفظهم العلم على الوجه الصحيح من ،

جاء ، في تلقي العلم وكل هذا تأكيد ألهمية أدب الدقة، وإن سمع خطأ عدلهفتوضأ ، إذا أتيت مضجعك« : قال لي النبي: أنه قال، عن البراء بن عازب

هي اللهم أسلمت وج: ثم أضطجع على شقك األيمن ثم قال، وضوءك للصالةال ملجأ ، رغبة ورهبة إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، إليك

وبنبيك الذي ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وال منجي منك إال إليك، واجعلهن آخر ما تتكلم به، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، أرسلت، ذي أنزلتاللهم آمنت بكتابك ال: فلما بلغت، فرددتها على النبي : قال .)1(»ورسولك الذي أرسلت: قلت

=باب فضل من بات على ، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )1(

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 442 -

في هذا الحديث قول البراء رضي هللا عنه (فرددتها على النبي والشاهد: قلت، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت: فلما بلغت، صلى اهللا عليه وسلم

ولوال دقة ، ونبيك الذي أرسلت)، (ال : قال، ورسولك الذي أرسلتفيما تلقاه لما حفظ العمل على الوجه في اختيار المتعلم المصطفىوانتشاره ، وحينما يعظم بتكراره، ونقل إلى اآلخرين، ولربما شاع الخطأ، الصحيح

بين الناس. رضي فقد كان من أشهر من اهتم من الصحابة أما عمر بن الخطاب

فكان يدقق كالم اله مع حفاظه الذين ينقلونه ، في تلقي العلم بالدقة اهللا عنهمتثبت بالمقابلة بين ألفاظ كأسلوب ، في زيادة أو نقص فإن شك، لى اآلخرينإ

أنه كان يقرأ ((: جاء عن أبي بن كعب ، لضبط كتاب اهللا الذي تعهد بحفظه(إذا جعل الذين كفروا في فلقلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل اهللا سكينته

فدخل ، هو يهنأ ناقة لهفبعث إليه و ، فأشتد عليه، على رسوله) فبلغ ذلك عمرمن يقرأ منكم سورة : عليه فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال

: أأتكلم؟ فقال: فقال له أبي، فغلظ له عمر، فقرأ زيد على قراءتنا اليوم، الفتح، ويقرئني وأنتم بالباب لقد علمت أني كنت أدخل على النبي: تكلم. فقال

، وإال لم أقرئ حرفا ما حييت، حببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأتفإن أ .)1())بل أقرئ الناس: قال

وأرضاه قد اشتهر بتدقيقه على ولعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ليس ، ونقلوه إلى الناس، واختبار مدى صحة ما أخذوه من العلم، المتعلمين

. 1/97، 244: الوضوء رقم احلديث =: رقم احلديث، كتاب التفسري، مرجع سابق، مستدرك احلاكم، بن عبداهللا النيسابوريحممد )1(

2891 ،2/245 .

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 443 -

ومن بعدهم على التثبيت وتحري الدقة عن أخذ تكذيبا لهم وإنما تربية لصحابتهأو أشكل عليه ثبوت حديث ، حتى أنه متى اشتبه عليه قول، العلم وعند نقله

، أو يقيم الحد عليه، يطلب من ناقله البينة، عن النبي صلى اهللا عليه وسلموفيما يلي ، منهم ابنه عبد اهللا بن عمر، في هذا المنهج كثير من الصحابة وتابعه

بتربية المتعلم على تحري الدقة والضبط عض النماذج التي تؤكد اهتمام عمر ب : وكذلك عند نقله لآلخرين، في طلب العلم

فلم أستأذن عمر بن الخطاب ((: جاء عن أبي موسى األشعري انه - 1ألم أسمع : ففرغ عمر فقال، فرجع أبو موسى، وكأنه كان مشغوال، يؤذن له

كنا نؤمر : فقال، فدعاه، قد رجع: ائذنوا له. قيل، صوت عبد اهللا بن قيس، تأتيني على ذلك بالبينة: فقال عمر، أي الرجوع إن لم يؤذن لنا -بذلك

، ال يشهد لك على هذا إال أصغرنا: فقالوا، فانطلق إلى مجلس األنصار فسألهمأخفي هذا علي من : فقال عمر، فذهب بأبي سعيد الخدري، أبو سعيد الخدري

يعني الخروج إلى ، رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم؟ ألهاني الصفق باألسواقأمر .)1())تجارة

قد فإن عمر ، وإذا كنا اليوم ال نطالب بالبينة إال في مجالس القضاءفمطالبته ، سن البينة في مجالس العلم حرصا على الدقة والتثبت في تلقي العلم

نة على ما نقله دليل على اهتمام رضي اهللا عهنه ألبي موسي األشعري بالبي بتحري الدقة في تلقي العلم. الفاروق في تدقيق عمر على طالب ومن القصص التي سجلتها كتب السنن - 2

يف باب اخلروج، كاتب البيوع، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )1(

رقم احلديث ، ﴾فانتشروا في األرض وابتغوا من فضل هللا﴿التجارة وقول اهللا تعايل . 1/53 صححه األلباين يف مشكاة املصابيح. 1956/727

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 444 -

في المسجد وفي حجره مصحفا فيه مع الغالم الذي وجده العلم قصته اهللا و : ! فقالأحككها يا غالم: فقال عمر )النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم(

، إلى أبي بن كعب فانطلق عمر ، ال أحكها وهي في مصحف أبي بن كعبإني شغلني القرآن وشغلك الصفق ((: -مؤكدا صحة قراءة تلميذه -فقال له أبي .)1())باألسواق

في طياتها من توجيهات تربوية أهمها العناية بأدب وكم تحمل هذه القصةفي مجال التربية والتعليم ة كل من يعملومسئولي، في تلقي العلم من أهله الدقة

معلما كان أو مديرا أو مشرفا أو حتى وزيرا على فحص ما يتلقاه الطالب من في تشويه الحقائق وكم تسبب بعض المعلمين، علم ومعرفة على يد أستاذه

لطالبهم لما أمنوا التدقيق والمتابعة والمسآءلة حول أطروحاتهم التي يلفونها هم. لطالب

دون ، في نقل العلم وأرضاه بالتحري والدقة وهكذا كان اهتمام عمر يرث هذا العلم من « : بل كما تلقوه من فم نبيهم ومعلمهم، زيادة أو نقصان

وتحريف ، وانتحال المطلبين، ينفون عنه تأويل الجاهلين، كل خلف عدولهمن عدله المتعلم إذا أن، ولعل المقصود من هذا الحديث ظاهر، )2(»الغالبين

بل ينفي ، أو تأويل، وينقله إلى اآلخرين دون تحريف، أن يتلقى العلم بوعي ودقةوينقيه من الشوائب ، وينقحه من المبالغات والشائعات، عنه الكذب والغلو

املرجع والتوثيق مصنف عبدالرزاق.، 45: انظر الصفحة )2(

-حيدر آباد، مطبعة دار املعارف العثمانية، سنن البيهقي الكربى، أمحد بن احلسني لبيهقي )1(يسأل عن الرجل من ، باب الرجل من أهل الفقه، كتاب الشهادات، ه1355ط ، اهلندأو انه ال يبصر ، أو حيدث مبا مل يسمع، حلديث فيقول كفوا عن حديثه ألنه يغلطأهل ا .15/296، 21513: رقم احلديث، الفتيا

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 445 -

ثم ينشره بين الناس بالدقة التي تلقاه بها دون زيادة أو نقصان. ، وألباطيله بها عمر طالبه عند تلقي العلم تقييده ومن صور الدقة التي كان يوج

، ففي التزام المتعلم بهذا األدب قصر لمسافة البحث عند الحاجة، بالكتابة ولذا وجه المصطفى، والنسيان يعرض، فالحفظ يضعف، وأمان من ضياع العلم

ال سيما من كان يوصي به عند الحاجة، صحابته إلى حفظ العلم بالكتابة ،فيسمع وم لرجل من األنصار كان يجلس إلى النبيذات ي فقد قال

، استعن بيمينك: فقال له واشتكي ذلك إليه، الحديث فبعجبه وال يحفظه .)1())وأومأ بيده الخط

حفاظا على ، يأمر المتعلمين بالتحلي بهذا األدب وهكذا كان عمر أنه وضمانا لعدم نسيانه وذهابه من الصدور فعن عمر بن الخطاب، العلموهكذا كان عمر يؤدب طالب العلم بأدب ، )2())قيدوا العلم بالكتابة(( :قال

حفظا للدر المنثور الذي يسمعه المتعلم من النسيان أو الضياع. ، تقييده وتدوينه : احترام المعلم - 6

من أهم التوجيهات التي ينبغي على المتعلم أن يلتزم بها تجاه معلمه وكيف ال يتحلى المتعلم بهذا األدب مع من ، ضوره وغيابهفي ح احترامه وتوقيره

فكيف بمن له فضل علمي ، ورع الجهل عنه، في تعليمه له فضل عليه بعد اهللا على طالب العلم ال ينفذ بمرور األيام.

كتاب العلم عن رسول اهللا ، مرجع سابق، حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي )1(

يف ةأبواب متفرق: كتاب، مرجع سابق، سنن الدرامي، عبد اهللا بن عبد الرمحن الدرامي )2(، 503: رقم احلديث، يف الكتابة العلم باب من رخص، صفات النيب وىف العلم وحنوها

فيه إمساعيل بن سيف وهو ضعيف. 1/153: . قال اهليثمي يف جممع الزوائد اجلزء1/135

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 446 -

إن من يتأمل واقع الطالب اليوم فقد يجد في بعض البيئات التعليمية الحين واآلخر تطالعنا الصحف باعتداء بعض من ال يحترم المعلم ويوقره فبين

في أخالق وتلك واهللا مصيبة، طالب أو مجموعة من الطالب على معلمهم فكيف بسلوكه مع أفراد مجتمعه. ، فإذا كان سلوك المتعلم مع معلمه، األمة

نفس المتعلم على أنه في أن أدب احترام المعلم وتوقيره ما لم يغرسال تزيد عن ، وسيبقي مظاهر مزيفة، فلن يؤتي أكله، وقربه إلى اهللا، عباده، دين

وهذا تقليد أعمى ال يمت لمنهج ، أن يقف المتعلم عند دخول معلمه الصف بل النهي عن هذا الفعل أقرب منه إلى اإلباحة. ، التربية اإلسالمية بصلة

في توقير في صدر اإلسالم التي جاءت ومن تأمل التوجيهات التربويةعلم أن واقعنا اليوم بعيد عن التمسك بهذا األدب الذي ال ، رامهالمعلم واحت

يمكن حصر صوره وطرائقه والتي يمكن من خاللها أن يحقق المتعلم أدب احترام المتعلم وتوقيره.

ال ، ردـور احترام المعلم إال ترد عليه إال وأنت متحليا بآداب الـومن صفإن الرد عليه بأسلوب الند ، لكا يراه منفعة ـسيما إذا وجهك وأرشدك إلى م

يعد من سوء األدب الذي كان - ال سيما عندما يوجهك شفقة بك - والمثيل جاء عن ابن مسعود رضي اهللا تعالى عنه ، في صدر اإلسالم يعاقب عليه أسالفنا

وأنت يا بن : فقال الرجل، ارفع إزارك: انه رأى رجال مسبال فقال له((: وأرضاهإن بساقي حموشة (أي دقة) فبلغ ذلك : قال ين مسعود، كارفع أزار ، مسعود فماذا يفعل عمر )1())أترد على ابن مسعود: فجعل يضرب الرجل ويقول: عمر

ويحاول ، ويسفك دمه، وأرضاه لو كان بيننا اليوم وسمع بمن يضرب معلمه

ذيب الفضالء سري أعالم النبالء لإلمام الذهيب، حممد حسن عقيل )1( ، دار األندلس، نزهة .1/70، د.ت، جدة

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 447 -

قتله؟. في كل شيء مهما بلغت مترلة المتعلم ومن احترام المعلم التواضع له

: في التواضع للمعلم فقال ورتبته في الحياة فهو طالب العلم بوصيتهومن هنا نكرة في سياق العموم فتدل على )1())تواضعوا لمن تعلمتم منه العمل((

فحري بطالب العلم أن يقدم تواضعه كلن من ألوان االحترام ، عموم المعلمين لكل علم أخذ منه.

:إبداء الرأي للمتعلم - 7واإلفصاح عما يدور ، رأي المتعلم يعني التعبير عما يجول بداخله إبداء

ويعتبر إبداء الرأي للمتعلم رئة يتنفس بها ال غني له ، بنفسه أثناء تلقي العلمفي ومن التكلف مصادرة هذا األدب، من أجل أن تم دورة التعليم كاملة، عنها

فيصبح ، مراحلها العليا في في مدارسنا اليوم وربما نفس المتعلم كما هو الحال، دون إبداء لرأيه الذي يعتز به، مستسلما لما سلقي عليه، المتعلم خانعا للمعرفة

ولعل فقدان هذا األدب في ، ويعبر من خالله عن نفسه وشخصيته العلميةفهو إنما ، مدارسنا أدى إلى أن يكون الطالب مستهلكا للمعرفة غير منتج لها

وال شك أن طغيان سلطة المعلم على ، ون أن يكون له رأيايردد ما يراه معلمه دوتكريسا لثقافة ، أدب إبداء الرأي يعد وصاية فكرية وحجرا على آراء المتعلمين

احتكار الرأي السديد والقول الصائب على فئة دون فئة.أنه أوتي وأرضاه الذي شهد له النبي لقد ضرب لنا عمر الفاروق

أروع األمثلة في حرية المتعلم في بث أرائه وأفكاره دون تسعة أعشار العلم

يف فضائل أمري املؤمنني عمر بن حمض الصواب، يوسف بن احلسن بن عبد اهلادي الدمشقي )2( .2/686 مرجع سابق، اخلطاب

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 448 -

، وشجع هذا األدب حتى في أدق المواقف التي يتعرض لها المعلم، مصادرة والتي ربما تسبب له حرجا متى صحح رأي المتعلم وثبت خطأ رأيه.

مثال ذلك حينما وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غالم في أحككها يا المؤمنين من أنفسهم..) قال عمر المسجد فيه (النبي أولى ب

إلى فانطلق عمر ، واهللا ال أحكها وهي في مصحف أبي بن كعب: فقال، غالمإني شغلني القرآن ((: -مؤكدا صحة قراءة تلميذه -فقال له أبي ، أبي بن كعب

إن فقه عمر وعلمه الذي شهد به )1())وشغلك الصفق باألسواق... الحديثم (صلى اهللا عليه وسلم) وكبار الصحابة لم يكن مانعا له من النبي الكري

االعتراف بصواب رأي المتعلم وخطأ رأيه.وإذا تساءلنا لما أصبح متعلم اليوم خانعا للمعرفة؟ اآلراء دون نقد أو

حتى أصبحنا نرى بعض طالب الدراسات العليا ال يتحلون ، فحص أو تحليل، ون جانب استقبال المعلومة دون إبداء الرأيويؤثر ، بأدب حرية الرأي للمتعلم

لوجدنا أول أسباب هذه المشكلة غياب المعلمين الذين يتبنون أدب حرية الرأي للمتعلم كعمر رضي اهللا عه فأدي ذلك إلى غياب رأي المتعلم.

فما أحوج المتعلم منذ نعومة أظفاره أن يتحلي بأدب إبداء الرأي ولو أحوج المعلمين في كل مراحل التعليم المختلفة وما، كان مخالفا لمعلمه

وخصوصا أساتذة الدراسات العليا أن يتعاملوا مع طالبهم كما تعامل عمر مع قمتي وجد ، يتقبلون رأي الطالب ويبحثون عن الحقيقة معا، ذلك المتعلم

األستاذ الحق مع طالبه قدم تنازله كتشجيع وتحفيز للمتعلم.

باب قتل ، كتاب اللقطة، مرجع سابق، مصنف عبد الرزاق، عبد الرزاق بن مهام الصنعاين )1( .10/181: 18748رقم احلديث ، الساحر

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 449 -

إلبداء من أوائل من وجه المتعلم كان لنا بأن عمر ولعلنا ال نبالغ إذا ق إذا نزل به -رضي اهللا تعالى عنه وأرضاه -رأيه ولو كان حدثا صغيرا فقد كان ودعاهم إلبداء آرائهم وطلب مشورتهم ، أمر من األمور جمع له الصبيان ،مع أن مجلسه كان ال يخلو من كبار الصحابة، وإعمال عقولهم في تلك النازلة

ال (( :تعالي وأرضاه ومما أثر عنه في هذا قوله ، والتأويل، وأهل الفقة، والقراءفإن العلم ليس على حداثة السن ، يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه

)1())ولكن اهللا تعالى يضعه حيث يشاء، وقدمه :لباس المتعلم - 8

أن يكون فينبغي عليه، المتعلم قدوة لعامة الناس في مظهره وملبسهالذي كان ، مقتديا في ذلك بنبيه صلى اهللا عليه وسلم، حسن الثياب والهيئةيوم من أحد أصحابه ولما سئل ذات ، وينظر إلى المرآة، يسوي شعره ولحيته

، ورأسي دهينا، إنه ليعجبني أن يكون ثوبي جديدا، يا رسول اهللا سؤاال جاء فيه: فقال، كثيرة) حتى ذكر عالقة سوطه(وذكر السائل أشياء ، وشراك نعلي جديدا

: »2(»واهللا جميل يحب الجمال.... الحديث، ذاك جمال( ، االعتناء بمالبسه لقد راعت توجيهات عمر الفاروق توجيه المتعلم إلى

ومن هذه التوجيهات أن ، والتي تعد عنوانا لشخصيته التي يظهر بها أمام الناس، ا كان يحرم على المسلم أن يسبل إزارهوإذ، يكون ثوب المتعلم إلى فوق كعبيه

وحياته ، وهيئته، في ملبسه فإن المتعلم وهو القدوة أحق من يلتزم بهدي نبيه

: حتقيق، مناقب أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب ، القرشي مجال الدين بن فرج بن اجلوزي )1(

.198ص، مرجع سابق، د.ت، دار الكتب العلمية، بريوت، زينب إبراهيم القاروط .91: رقم، باب حترمي الكرب وبيانه، مسلم )1(

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 450 -

وحينما زار )1(»ما أقل من الكعبين من اإلزار ففي النار« : وقد قال، كلها، ويرجيه، ويبشره، وأخذ يسليه، وهو في سكرات الموت أحد المتعلمين عمر

، ردوا علي الغالم((: قال عمر، إذا إزاره يمس األرض، بر ذلك الغالمفلما أد )2())وأتقى لربك، فإنه أنقى لثوبك، ارفع ثوبك، يا بن أخي: قال

فقد وجه النبي، ومن األفضل أن يتخير المتعلم البياض من ألوان الثياب ووجه إليها عمر بن الخطاب ، األمة عموما إلى ذلك االمتعلمين خصوص ، )3(الحديث» ...فأنها من خير ثيابكم، البسوا من ثيابكم البياض« : قال

: فجاء في قوله، المتعلمين إلى البياض من الثياب وأما توجيه عمر )4())أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب((

إن ما ينبغي أن تحرص عليه األسرة السيما إذا ما كان المتعلم في ، تربيه على ما جاء عن سلف هذه األمة من آداب في اللباس مرحلة الطفولة أن

فتربيه على لبس الثياب بدال من البنطال الذي صدرته الثقافة الغربية إلى بالد المسلمين فأصبح انتشاره ال سيما في مرحلة الطفولة أكثر من انتشار الثياب

التي أوصى بها علماء السلف. العلم والتي تخص ملبسه وال غنى له ومن التوجيهات التربوية لطالب

ما أسفل من ، كتاب اللباس، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )2(

.5/218، 5450: ورقم احلديث، يف النارالكعبني فهم

باب ، كتاب فضائل الصحابة، مرجع سابق، صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري )1( .3/1353، 3497: رقم احلديث، قصة البيعة وال اتفاق على عثمان بن عفان

مر باب يف األ، كتاب الطب، مرجع سابق، سنن أيب داود، سليمان بن داود األشعث )2( . 2، 3878: رقم احلديث، بالكحل

، 54/د.ت، 2ط ، الدمام، دار ابن اجلوزي، حلية طالب العلم، بكر بن عبد اهللا أبو زيد )3( هذا احلديث صحيح.، 4/671، قال ابن امللقن يف البدر املنري

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 451 -

إذ ال بد أن يعكس لمن يراه أثر ، عنها على مر العصور واألزمان نظافة ملبسهوتنسك طالبا العلم وانهماكه في العبادة مع االهتمام ، علمه على نظافة ملبسه

وفي ذلك يقول ، بملبسه ومظهره ال يتنافي كما يظن بعض طالب العلم الشرعي )1())أنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب((: وأرضاه عمر

أن من األمور التي ينبغي أن تهتم بها المدرسة والمعلمون توجيه المتعلمين إلى هذه اآلداب التي تخص ملبس طالب العلم في نوعه ولونه ونظافته فقد كان معلمو السلف يحرصون على نشر هذا األدب حتى أنهم كانوا

التي تستخدم إذا وقع الحبر على ثياب ، والمزيالت، اتيصفون أنواع المنظف ومما جاء في ذلك توجيههم طالب العلم إذا أصاب ثوبه الحبر أن، المتعلم

)2()يغسله بحامض األترج(، ولم يكتف عمر رضي اهللا تعالى عنه وأرضاه ببياض المالبس ونظافتها

أال وهو الرائحة ، بل تعدى إلى أدب آخر يتعلق بمظهر طالب العلم وملبسهوأرضاه أن مما يعجبه أيضا في طالب العلم أن يكون فروي عنه ، الطيبة

فيبعث ، وفي هذا توجيه للمتعلم ألن يطيب جسده وملبسه )3()طيب الريح( البهجة والسرور في نفوس اآلخرين إذا ما التقوا بطالب العلم.

ى عل: حتقيق، مناقب أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب، مجال الدين بن فرج بن اجلوزي القرشي )1(

ضة مصر، القاهرة، حممد البخاري .198د.ت ص ، مكتبة

، 1ط ، بريون، دار الكتب العلمية، أدب اإلمالء واالستمالء، عبد الكرمي بن حممد التميمي )2( .151: ص، م 1981 )2(140ه

، مرجع سابق، مناقب أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب، مجال الدين بن فرج بن اجلوزي القرشي )3( .198ص

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 452 -

: اإلجمام والترويح - 9حها والتنفيس عنها من شدة الصبر على إجمام المتعلم نفسه يعني تروي

فال ، واحتياجاته النفسية والبدنية، ورغباته، له غرائزه، والمتعلم بشر، طلب العلموالذي ، ويقطع عن نفسه الملل، ويرفق ببدنه من الكلل، بد إذن أن يبدد السأم

فالقلوب تمل كما تمل األبدان.، عادة ما يتعرض له وهو يطلب العلموالتي انتشرت بين ، ترويحها في العطل األسبوعية، النفس ومن إجمام

فكان السلف في صدر اإلسالم يجعلون عصر ، المتعلمين منذ أمد بعيد، وكذا عيدي الفطر واألضحى، راحة أسبوعية للطالب، ويوم الجمعة، الخميس

إبان دراسة المتعلمين في ، وقيل أن عمر هو أول من أمر بعطلة الجمعة )1(الكتاتيبومن الترويح عن النفس الذي يعود على المتعلم بفوائد كثيرة كإراحة

وإعطاء الجسم نشاط وحيوية يستطيع معها ، وشدة التفكير، الذهن من اإلجهادوممارسة الرياضة واالهتمام بترويح الجسد ، مواصلة طلب العلم بإقبال ورغبة

عمر رضي اهللا ببعض األلعاب التي تدعو إلى القوة البدنية وفي ذلك كتبومروهم فليثبوا ، والرماية، وأرضاه كتبا إلى اآلفاق يقول فيها علموا أوالدكم العوم

.)2(على الخيل وثبابهذا التوجيه ومثله يؤكد أن أهداف التربية اإلسالمية إن عمر الفاروق

، دار الفكر، أصول الرتبية اإلسالمية يف البيت واملدرسة واجملتمع، عبد الرمحن النحالوي )1(

.145ص ، ه1399، دمشق

مرجع ، ه1401، الكويت، 1ط، مكتبة الفالح، موسوعة فقه عمر، حممد رواس قلعة جي )2( .101: ص، سابق

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 453 -

فهي ليست حكرا على قلبه أو عقله دون بقية ، عامة لكل مناشط طالب العلموهذا ما يميز ، بل هي عامة شاملة للجسم والعقل والروح، صيتهجوانب شخ

وإذا كانت منظمات ، تربيتنا اإلسالمية األصلية عن بقية الفلسفات المعاصرةالصحة العالمية اليوم تتباهي بأنها أول من صدر شعارات تدعوا إلى االهتمام

يم) فإن عمر العقل السليم في الجسم السل(بالصحة والبدن والرياضة مثل شعاررضي اهللا تعالى عنه وأرضاه قد أسس هذه الشعارات وجعلها ضمن أهداف

صالحية التربية اإلسالمية لكل ليؤكد لنا ، التربية اإلسالمية بمثل هذا التوجيه زمان ومكان.

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 454 -

الخاتمةحافلة بالكثير من أتضح مما تقدم أن سيرة عمر بن الخطاب

متعلم.التوجيهات التربوية للأن من يتأمل توجيهات المتعلم التي جاءت في الفكر التربوي اإلسالمي منذ القرن األول يجد أن طالب اليوم في أمس الحاجة إلى تلك التوجيهات التي لو تمثل بها طالب العلم لكان لذلك األثر االيجابي في خلقه وتحصيله

و أبرز ما تركز عليه وجره ورفع مستوى التحصيل العلمي وتطبيق العلم الذي ه األنظمة التعليمية في السياسات التعليمية.

من توجيهات تربوية تميز الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ءإن ما جاسواء تتصل بالعلم أو أخالق المتعلم نفسه أو معلمه تعد إثارة بهدف منها

ف مع الباحث حفز وحث الباحثين والمتخصصين في التربية اإلسالمية إلى الوقو تراثنا األصيل وفكرنا التربوي الذي جاء أصوله في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد

وهدي سلف هذه األمة كالحلفاء الراشدين والصحابة ، صلى اهللا عليه وسلم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

النتائج والتوصياتآداب نأوضحت الدراسة الحالية من خالل البحث ع: النتائج: أوال

: النتائج التالية المتعلم عند عمر بن الخطابأن آداب المتعلم نحو علمه من أهم اآلداب التي ركز عليها عمر - 1

،.مثل أدب مراجعته العلم ومذكراته ونشره وتطبيقه والدقة في تلقيه ونقله من أوائل من وجه إلى إبداء رأي المتعلم أمام أستاذه أن عمر - 2فال ، ى قبول المعلم آراء طالبه وأفكارهم وأقوالهم إذا كان الحق معهموركز عل

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 455 -

يمنعه منصبه أو مركزه أو سلطته عن التخلي عن رأيه متى كان الحق خالفه.حق المتعلم في الترفيه والترويح لم يهمل عمر بن الخطاب - 3

عية وتجديد واالستجمام والتي لها أثر يتفق عليه التربويون من حيث زيادة الداف الحماس لدى المتعلم.

أن معظم المشكالت التربوية التي يعاني منها طالبنا اليوم بسبب - 4غياب آداب المتعلم التي ربى عليها علماء اإلسالم طالبهم في القرون

المفضلة. : التوصيات: ثانياوأفعاله ضرورة تضمين المقررات الدراسية لنماذج من أقوال عمر - 1وجه طالب العلم اليوم إلى التمسك باآلداب واألخالق التي لن يصلح التي ت

حالهم إال بما صلح حال طالب العلم آنذاك.أن يركز المعلمون على توجيه المتعلمين إلى اآلداب والفضائل - 2

مثل مراجعته ، وما يتعلق بعلمهم الذي يحملونه خصوصا، واألخالق عموما ومذكراته ونشره.

األسرة والمدرسة والمجتمع إتاحة الفرصة ليعبر طالبنا أن تتبنى - 3بعيدا عن أسلوب الكبت والتسلط والوصاية ، اليوم عما يجول في صدورهم

الفكرية.أن يركز الباحثون والمهتمون بالتربية على مجال اآلداب واألخالق - 4

ركزوا المفضلة ولدى علماء اإلسالم الذين، لدى المتعلمين ال سيما في القرون في كتاباتهم وأقوالهم على هذا الجانب.

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 456 -

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 457 -

المراجع، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، سنن البيهقي الكبرى، أحمد بن الحسين البيهقي .1

.ه1355، 1ط، حيدر آباد الهند .ه1398، 2ط ، بيروت، دار الكتب العلمية، مسند أحمد، أحمد بن حنبل .2الجامع آلداب الراوي ، لمعروف بالخطيبأحمد بن على بن ثابت البغدادي ا .3

.ه1401، الرياض، مكتبة المعارف، محمود الطحان: تحقيق، وأخالق السامعرسالة ، آداب المتعلم في الفكر التربوي اإلسالمي، أحمد محمد إبراهيم فالته .4

قسم ، جامعة الملك عبد العزيز، كلية التربية بالمدينة المنورة، ماجستير مطبوعة .1990 ه1411، اإلسالمية والمقارنةالتربية

، 2ط، الدمام، دار ابن الجوزي، حلية طالب العلم، بكر بن عبد اهللا أبو زيد .5 ت..د

، دار الكتب العلمية، صفوة الصفوة، جمال الدين بن فرج الجوزي القرشي .6 .ه1409، بيروت

،مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، جمال الدين بن فرج الجوزي القرشي .7 د. ت.، بيروت، دار الكتب العلمية، زينب إبراهيم القارووط: تحقيق

، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، جمال الدين بن فرج الجوزي القرشي .8 د.ت.، القاهرة، مكتبة نهضة مصر، على محمد البجاوي: تحقيق

.ه1371، مصر، مطبعة البابي الحلبي، سنن أبي داود، سليمان بن داود األشعث .9بعض األسس العامة المستخلصة من ، الشريف حسن محمد الحسني القناوي .10

رسالة ماجستير غير ، وعالقتها باإلدارة التربوية إدارة الفاروق عمر بن الخطاب ه1400، قسم اإلدارة والتخطيط، جامعة الملك عبد العزيز، كلية التربية، منشورة

م.1980 -

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 458 -

دار ، غاية النهاية في طبقات القراء، جزريشمس الدين أبي عبد اهللا محمد بن ال .11 د. ت.، 1ط ، مصر، السنة

، أصول التربية اإلسالمية في البيت والمدرسة والمجتمع، عبد الرحمن النحالوي .12 .ه1399، دمشق، دار الفكر

د. ت.، تونس، مطابع العزيز، مصنف عبد الرازق، عبد الرازق بن همام الصنعاني .13، دار الكتب العلمية، أدب اإلمالء واإلستمالء، يعبد الكريم بن محمد التميم .14

م.1981 - ه1402، 1ط، بيروتد. ، بيروت، دار الكتب العربية، سنن الدرامي، عبد اهللا بن عبد الرحمن الدارمي .15

ت.، مصر، دار العلم، مصنف ابن أبي شيبة، عبد اهللا بن محمد بن أبي شيبة .16

م.1980توجيهات التربوية المستنبطة من خطب بعض ال، عبد اهللا سليمان حبان القرني .17

، جامعة أم القرى، كلية التربية بمكة المكرمة، رسالة ماجستير غير منشورة، عمر .ه1409

مكتبة ، عبد السالم هارون: تحقيق، البيان والتبيين، عمرو بن بحر الجاحظ .18 م.1985 - ه1405، القاهرة، الخانجي

، دمشق -بيروت ، دار القلم ،صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري .19 م.1980 - ه1401

.ه1372، مصر، مطبعة البابي الحلبي، سنن بن ماجه، محمد بن زيد بن ماجه .20محمد : تحقيق، تاريخ الرسل والملوك، محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري .21

د.ت.، القاهرة، دار المعارف، أبو الفضل إبراهيم د.ت.، الرباط، مطابع الهجرة، انصحيح بن حب، محمد بن حبان التميمي .22دار الكتب ، المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد اهللا الحاكم النيسابوري .23

.ه1405د. ت/ ، العلمية

148العدد -مجلة الجامعة اإلسالمية

- 459 -

، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، مستدرك الحاكم، محمد بن عبد اهللا النيسابوري .24 د.ت.، الهند -حيدر آباد

، مصر، مطبعة البابي الحلبي، لترمذيسنن ا، محمد بن عيسي بن سورة الترمذي .25 .ه1371

دار ، نزهة الفضالء تهذيب سير أعالم النبالء لإلمام الذهبي، محمد حسن عقيل .26 د. ت.، جدة، األندلس

، 1ط، الكويت، مكتبة الفالح، موسوعة فقه عمر، محمد رواس قلعة جي .27 .ه1401

د. ، مصر، يمطبعة البابي الحلب، صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري .28 ت.

إدارة روناء ، مجلة شهرية تصدر عن وزارة المعارف، المعرفة، وزارة المعارف .29مايو - ه1422صفر ، 271العدد ، الرياض، لإلعالم المتخصص والنشر

م.2001محض الصواب في فضائل أمير ، يوسف بن الحسن بن عبد الهادي الدمشقي .30

د.ت.، رياضال، دار أضواء السلف، المؤمنين عمر بن الخطاب

د.صالح بن يحيى الزهراني – متـعلم عند عمر بن الخطاب التـوجيهات التـربوية لل

- 460 -

فهرس الموضوعات 413 .............................................................. المقدمة

416 ....................................................مشكلة الدراسة:

417 ..................................................... لدراسة:أهمية ا

419 ..................................................... منهج الدراسة:

419 ............................................... مصطلحات الدراسة:

419 ................................................. بقة:الدراسات السا

.................... 426التوجيهات التربوية للمتعلم عند عمر بن الخطاب

426 ......................................... مراجعة العلم ومذاكرته:- 1

429 ............................................. السؤال عن العلم: - 2

433 ................................................... تطبيق العلم: - 3

437 .................... نشر العلم وتبادل المعلومات بين المتعلمين: - 4

441 .......................................... الدقة في تلقى العلم: - 5

445 ................................................. احترام المعلم: - 6

447 ........................................... إبداء الرأي للمتعلم: - 7

449 ................................................ لباس المتعلم: - 8

452 ............................................. اإلجمام والترويح: - 9

454 ............................................................... الخاتمة

457 .............................................................. المراجع

460 ................................................... فهرس الموضوعات