229الدرس االول : مادة اصول سلم -التعريف بالتفسير والفرق بينه وبين التأويل1 - علم اصول التفسير وتعريفه وغايته واهميته2

.ومصادره

أوال: تعريف األصل : هو عبارة عما يفتقر إليه وال يفتقر إلى غيره . األصل لغة : ه77و عب77ارة عم77ا يبنى علي77ه غ77يره وال يبنى ه77و علىش77رعا :

غيره .ثانيا: تعريف التفسير:

: فإن محور كلم77ة التفس77ير وتقاليبه77ا المختلف77ةالتفسير لغة فر تتق77ارب معانيه77ا، يدور حول معنى الكشف، فالفسر والس77 يقول77ون: فس77رت ال77ريح الغيم إذا قش77طته، والس77فر بمع77نى الكش77ف أيض77ا، وم ن77ه الم77رأة الس77افرة، أي: الكاش77فة عن

وجهها، وأسفر الصبح إذا كشف الظالم. : )فر قال ال77راغب األص77فهاني :والفرق بين )الفسر( و )الس

فر( يتقارب معناهما كتقارب لفظيهم77ا ، لكن )الفسر( و )الس الس77فر إلب77راز، وجع77ل الفسر إلظهار المعنى المعقول جعل

، فقيل : سفرت المرأة عن وجهه77ا ، وأس77فراألعيان لألبصار الصبح.

فر( ،إذن: التفس777ير لغة ر( أو )الس777 : م777أخوذ من )الفس777 وكالهما بمع77نى الوض77وح واإلبان77ة والكش77ف . وق77د اس77تعمل القرآن الكريم كلمة التفسير بمعنى الكشف والبيان كم77ا ه77و77ل إال جئن77اك 77ك بمث وارد في اآلية القرآني77ة الوحي77دة:)وال يأتون

.[، أي: بيانا وكشفا33بالحق وأحسن تفسيرا ]الفرقان:

: تعريف التفسير اصطالحا علم ن77زول اآلي77ة وس77ورتهام77ا ذك77ره الزركش77ي ب77أن التفس77ير:

وأقاصيص77ها واإلش77ارات النازل77ة فيه77ا، ثم ت77رتيب مكيه77ا وم77دنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها

(1)ومقيدها ومجملها ومفسرها". : التفس77ير )ه77و علم يبحث في77ه عن أح77والأم77ا الس77يوطي فق77ال

الكتاب العزيز، أي:من جهة نزوله وسنده وأدائه وألفاظه، ومعانيه ( 2 .)المتعلقة باأللفاظ والمتعلقة باألحكام وغير ذلك((

فالمراد بكلمة نزوله: ما يشمل سبب النزول ومكانه وزمانه. والمراد بكلمة ألفاظه: ما يتعلق باللفظ من ناحية كون77ه حقيق77ة أو

مجازا صحيحا أو معتال، معربا أو مبنيا.والمراد بمعانيه المتعلقة بألفاظه: ما يشبه الفصل والوصل.

والم77راد بمعاني77ه المتعلق77ة بأحكام77ه: م77ا ه77و من قبي77ل العم77وم (3)والخصوص واإلحكام والنسخ".

: )ه77و علم يبحث في77ه عن وأوجزها التعاريف في تعري77ف التفس77ير الق77رآن الك77ريم من حيث داللت77ه على م77راد الل77ه بق77در الطاق77ة

( 4 ) البشرية(. أو" هو علم يفهم به كتاب الله تع77الى الم77نزل على نبي77ه محم77د –صلى الله عليه وسلم – وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه" .

فمأخوذ من األول وهو الرجوع والصيرورة،أما التأويل: ومنه آلت إليه السلطة، أي: رجعت إليه، وقد وردت في الق77رآن الك77ريم فاس77تعملت مص77درا في قول77ه تع77الى: خون في العلم اس7777 )) وم7777ا يعلم تأويل7777ه إال الله والر

[.7يقولون آمنا به(( ]آل عمران:

.148/ 2البرهان في علوم القرآن )( 1. 21انظر هامش مفتاح العلوم للسكاكي، ص )( 2.472/ 1مناهل العرفان )( 3.31دراسات في مناهج المفسرين، ص )( 4

ولم ي77رد اس77تعمالوقد وردت في آيات قرآني77ة أخ77رى، كلمة التأويل إال في المقام الذي يعز فيه البيان، وي77دق في77ه الفهم، كاآلي77ات المتش77ابهات واألحالم وال77رؤى،

والمصير المجهول.التأويل في االصطالح:

هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه األصلي إلى ما يحتاج إلى دليل؛ لواله ماترك ظاهر اللفظ، وهذا تعريف األصوليين واختيارهم.

وفي تعريف آخر: أنه بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد . والنظر الدقيق

الفرق بين التفسير والتأويل : ، ومن أدلتهم مترادف77انوالتأويلإن التفسير قالت طائفة : أ-

التي اعتمدوا عليها : قول ابن عباس – رض77ي الل77ه عنهم77ا – :"أن77ا ممن يعلم تأويله" ، وقول ابن جرير الطبري في تفسيره :"الق77ول

في تأويل قوله تعالى ..." .قالت طائفة : إن بين التأويل والتفسير اختالفا ، ثم اختلفوا :ب-

: فمنهم مناالختالف ب77العموم والخص77وص - منهم من ي77رى أن 1 قال إن التفسير أعم من التأويل ، ومنهم من قال إن التأوي77ل أعم

لجريانه في الكالم وغيره . فقي77ل : التفس77يرومنهم من يرى أن االختالف بينهما بالتباين : -77 2

هو القطع بأن م77راد الل77ه ك77ذا ، والتأوي77ل ت77رجيح أح77د االحتم77االت بدون قطع . ومنهم من قال التفسير ما يتعل77ق بالرواي77ة والتأوي77ل

ما يتعلق بالدراية.رأي الخازن في الفرق بين التفسير والتأويل باألدلة :

أن التفس77ير يتوق77فالفرق بين التفس77ير والتأوي77ل قال الخازن :" " .على النق77ل المس77موع ، والتأوي77ل يتوق77ف على الفهم الص77حيح

: قول777ه تع777الى:))وإن طائفت777ان من المؤم777نينفمث777ال التفس777ير قول77هومث77ال التأوي77ل: اقتتلوا((، فالطائفتان هم األوس والخزرج .

تعالى :"انفروا خفافا وثقاال"، فق77ال بعض77هم : أي ش77بانا وش77يوخا، وقال آخرون : أي فقراء وأغنياء ، وقال قوم : أي عزبانا ومتأهلين ، وقال جماعة : أي أصحاء ومرضى ، وق77الت طائف77ة : أي نش77اطا وغير نشاط ، فهذا من التأويل وكله جائز مقبول وال ب77أس ب77القول

بما يوافق األصول ولم يخالف العقول .

أهم ضوابط التأويل:وأهم ضوابط التأويل ما يلي:

، ومما تدل : أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص أوالعليه اللغة من دالالت ومعاني،

ثانيا: أن يكون المؤول عالما باللغة عارفا قواعدها ملما بمعاني مستوعبا ما قاله العرب في معانيها ودالالتها، األلفاظ،

الضابط غايته ان ال ثالثا: استقامة المؤول وسالمة عقيدته، وهذا يكون المؤول يسعى لتأوبل القرآن حسب عقيدته التي قد تكون

غير سليمة. رابعا: أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح

في إقراره لمبادئ اإلسالم االنسجام مع التصور القرآني العام وعقيدته وأن يكون مؤكدا لقيم إسالمية ثابتة،

تعريف علم أصول التفسير بمعناه المركب : هو القواعد واألسس التي يق77وم عليه77ا علم التفس77ير وتش77مل م77ا يتعلق بالمفسر من شروط وآداب وما يتعلق بالتفسير من قواع77د وطرق ومناهج وما إلى ذلك . أو : هو العلم ال77ذي يتوص77ل ب77ه إلى

الفهم الصحيح للقرآن ويكش77ف الط77رق المنحرف77ة أو الض77الة فيتفسيره .

غاية أصول التفسير : ضبط التفسير بوضع القواعد الصحيحة والطرق السليمة والمناهج الس777ديدة للتفس777ير ، والش777روط المحكم777ة واآلداب الفري777دة

للمفسر .فائدة أصول التفسير :

- التزود بالثقاف77ة العالي77ة من المع77ارف القيم77ة والتس77لح بس77الح1 العلم والمعرف77ة لل77دفاع عن الق77رآن الك77ريم ض77د األع77داء ال77ذين

يبذلون وسعهم لتحريف معاني القرآن واإللحاد فيه . - معرفة الطرق الصحيحة لتفسير القرآن الكريم وما يقبل منه77ا2

وم77ا ي77رد ومعرف77ة من يص77لح تلقي التفس77ير عن77ه ، ومن ال يص77حتفسيره للقرآن .

- معرفة القواع77د ال77تي تعين على فهم كت77اب الل77ه تع77الى الفهم3الصحيح حتى يبني المسلم عقيدته على قاعدة صحيحة ثابتة .

- اإلطالع على الجه77ود العظيم77ة ال77تي ب77ذلها علم77اء الس77لف4 للمحافظة على القرآن الكريم لفظا ومعنى ، ومن ثم االقتداء بهم

. والسير على طريقتهم ونهجهم

موضوع أصول التفسير : أصول التفس77ير يبحث في علم التفس77ير من حيث تحدي7د قواع77ده وأسسه وشروط تناوله وطرقه ومناهجه وما إلى ذلك . وموض77وع علم التفسير هو القرآن الكريم من حيث بي77ان معاني77ه واس77تخراج

أحكامه وحكمه .

فضل هذا العلم ومكانته : لهذا العلم مكانة كب77يرة وش77رف عظيم ذل77ك أن ش77رف العلم من شرف المعلوم وأصول التفسير تبحث في علم التفسير وموض77وع هذا العلم هو القرآن الكريم وهو خير الكالم ألن7ه كالم الل7ه تب77ارك وتعالى ، فال عجب أن تك77ون أص77ول التفس77ير من أش77رف العل77وم

وأعالها منزلة ومكانة وأكثرها فضالمراجع هذا العلم :

كتب مصدرة بهذا االسم ) أصول التفسير ( ، مثل : - أ - )مقدمة في أصول التفسير( لشيخ اإلسالم ابن تيمي77ة – رحم77ه1

الله – وليس االسم من وضع شيخ اإلسالم وإنم77ا من وض77ع مف77تي ه777)أي: في الق77رن الراب77ع 1355 الحنابل77ة بدمش77ق وطبعت س77نة

عشر( . - كتاب )أصول التفسير( للشيخ محمد بن عثيمين .2- كتاب )أصول التفسير وقواعده( ل خالد العك .3- كتاب )بحوث في أصول التفسير( لمحمد لطفي الصباغ.4- كتاب )أصول التفسير ومناهجه( ل د.فهد الرومي .5

ب- مقدمات المفسرين التي يقدمون بها تفاسيرهم والتي تتعل77قبهذا العلم ، مثل :

- مقدمة ابن كثير .1- مقدمة ابن جزي الكلبي .2

ج- كتب علوم القرآن : حيث يعتبر التفسير جزء من علوم القرآن وإن كان بعضهم يجعل77ه مص77طلحا مرادف77ا ول77ذا ف77إن الب77احث في كتب عل77وم الق77رآن س77يظفر بمجموع77ة من مس77ائل ه77ذا العلم ،

مثل :

- كتاب )البرهان في علوم القرآن( للزركشي .1- كتاب )اإلتقان في علوم القرآن( لجالل الدين السيوطي .2

د- كتب التفاسير : ويعد استقراء كتب التفاسير من أهم المراجع .ومن أهم الكتب التي يعتمد أصحابها على المناقشة والترجيح :

- تفسير اإلمام الطبري .1- تفسير ابن عطية.2

....................................................................................

229الدرس الثاني أصول تفسير سلم ( 5 ) أقسام التفسير :

للتفسير أقس77ام ع77دة، وك77ل قس77م مب77ني على اعتب77ار، ويك777ون ه777ذا االعتب777ار ب777النظر إلى جه777ة من جه777ات

التفسير.ويمكن تقسيم هذه االعتبارات إلى ما يلي:

- باعتبار معرفة الناس له.1 - باعتبار طريق الوصول إليه.2 - باعتبار أساليبه.3

(. 28فصول في أصول التفسير ل د. مساعد الطيار )ص: )( 5

- باعتبار اتجاهات المفسرين فيه.4 ه77ذه بعض االعتب77ارات، وهن77اك اعتب77ارات أخ77رى يمكن

تقسيم التفسير : باعتبار معرفة الناس له: أوال

م حبر األمة ابن عباس التفسير، وجعل77ه أربع77ة قسأوجه:

وجه تعرفه العرب من كالمها. -1 وتفسير ال يعذر أحد بجهله. -2 وتفسير يعلمه العلماء. -34- وتفس77ير ال يعلم77ه إال الل77ه، ومن ادعى علم77ه

فقد كذب.تفصي7777ل هذه األوج777777ه وبن77777اء الحكم عليها:

الوجه األول: ما تعرفه العرب من كالمها: يشمل هذا القس77م ألف77اظ الق77رآن، وأس77اليبه في الخطاب، وذلك ألن77ه ن77زل بلغتهم وعلى ط77رائقهم في الكالم. وه777ذه األلف777اظ واألس777اليب معلوم777ة لديهم غير خافية، وإن ك77ان ق77د يخفى على أف77راد منهم شيء منها، وذلك لغرابته77ا على مس77معه، أو لعدم اعتياده عليها في لغة قومه، كم77ا خفي على ابن عباس بعض معاني مفرداته؛ كلف77ظ »ف77اطر«،

وغيرها. ولذا تج77د في تفاس77ير الس77لف تفس77يرهم اللغ77وي

إلخ. ... لمعنى الصمد، والكفؤ، والفل77ق، والغاس77ق ننهم في الكالم لم واألس77اليب لم77ا ك77انت على س77 يخف عليهم. المراد بها، فيعلمون من قوله تعالى:

77ريم{ ]ال77دخان: [، أن 49 }ذق إنك أنت العزي77ز الك ه77ذا الخط77اب خط77اب امته77ان وتهكم، وإن ك77انت ألفاظه مما يستعمل في المدح، وذلك ألن السياق

. يدل على معنى االمتهان

وهذا الوج77ه من ف77روض الكفاي77ة، إذ ال يجب ح7777كم77ه: على ك777ل مس777لم معرف777ة جمي777ع المع777اني اللغوي777ة واألساليب الكالمية الواردة في القرآن وقد يرتقي إلى

الواجب إذا توقف عمل الواجب على هذه المعرفة.

الوجه الثاني؛ ما ال يعذر أحد بجهله: وه77ذا يش77مل األم77ر ب77الفرائض، والنهي عن المح77ارم،

وأصول األخالق والعقائد.فقوله هذه كلها داخلة ضمن ال77واجب ال77ذي يجب على حك77مه:

المسلم تعلمه من التفسير.

الوجه الثالث؛ ما تعلمه العلماء: ومم77ا يش77مله ه77ذا القس77م، م77ا تش77ابه من77ه على عام77ة

الناس، وما يستنبط منه من فوائد وأحكام. وهذا القسم من فروض الكفاية. حكمه:

الوجه الرابع؛ ما ال يعلمه إال الله، ومن ادعى علمهفقد كذب:

ويشمل هذا حقائق المغيبات، ووقت وقوعها فالداب77ة ال77تي تخ77رج في آخ77ر الزم77ان ال يعلم كيفه77ا وحقيقته777ا إال الل777ه، وال يعلم وقت خروجه777ا إال الل777ه،و اآلي وض77رب الزركش7ي أمثل7ة على ذل7ك فق7ال: " نح7اعة ون77زول الغيث وم77ا في األرح77ام نة قيام الس المتضمابه في وح والح77روف المقطع77ة وك77ل متش77 وتفسير ال77ريره القرآن عند أهل الحق فال مساغ لالجته77اد في تفس77ا وال طريق إلى ذلك إال بالتوقيف من أحد ثالثة أوج77ه إملى الله علي777ه نص من التنزي777ل أو بي777ان من النبي ص777ة على تأويل77ه ف77إذا لم ي77رد في77ه لم أو إجم77اع األم وس77تأثر الله ا اس77 توقي77ف من ه77ذه الجه77ات علمن77ا أنه مم

( 6 ) " تعالى بعلمه

(166/ 2البرهان في علوم القرآن ))( 6

وهذا النوع غ77ير واجب على أح77د، ب77ل من تجش77م حكمه: تفس77يره فق77د أثم واف77ترى على الل77ه وادعى علم77ا ال

يعلمه إال الله سبحانه.

ثانيا: باعتبار طريق الوصول إليه:ينقسم بهذا االعتبار إلى قسمين:

األول: ما يكون طريق الوصول إليه األثر، وهو التفسيربالمأثور .

الثاني: م77ا يك77ون طري77ق الوص77ول إلي77ه االجته77اد، وه77والتفسير بالرأي.

ثالثا: باعتبار أساليبه :ينقسم بهذا االعتبار إلى أربعة أقسام:

التفسير التحليلي. -1 التفسير اإلجمالي. -2 التفسير المقارن . -3 التفسير الموضوعي. -4

وإليك تفصيال موجزا عن هذه األقسام:أوال: التفسير التحليلي:

هذا القسم هو الغالب على التفاس77ير، ويعم77د المفس77ر التحلي77ل في اآلي77ة، في77بين س77بب به77ذا األس77لوب إلى

نزولها، وبيان غريبها، وإعراب مشكلها، وبي77ان مجمله77ا إلخ، ومن أمثلت777ه: تفس777ير ابن عطي777ة واأللوس777ي ...

والشوكاني وغيرهم.ثانيا: التفسير اإلجمالي:

يعمد المفس77ر به77ذا األس77لوب إلى بي77ان المع77نى الع77ام لآلية دون التعرض للتفاصيل؛ كاإلعراب واللغة والبالغة

والفوائد وغيرها. : تفس77ير الش77يخ عب77د ال77رحمن بن س77عدي، ومن أمثلته

[ كذلك في تفسير 19 وتفسير المكي الناصري، وتجده ] الم77راغي وأبي بك77ر الجزائ77ري تحت عن77وان »المع77نى

اإلجمالي«.

ثالثا: التفسير المقارن: يعمد المفسر بهذا األس77لوب إلى ق77ولين في التفس77ير،

ويقارن بينهما مع ترجيح ما يراه راجحا . : تفس77ير ابن جري77ر الط77بري، وغ77يره ممن ومن أمثلته

يذكر أقوال المفسرين ويرجح بعضها على بعض. ومنه ما يقوم ب7ه 777 اآلن 77 أب7و عب7د ال7رحمن بن عقي7ل الظ77اهري من عرض77ه في اإلذاع77ة لتفس77يره المس77مى

»تفسير التفاسير«.رابعا: التفسير الموضوعي:

يعتم77د ه77ذا األس77لوب على دراس77ة لفظ77ة، أو جمل77ة، أو وهو أقسام: موضوع في القرآن،

أن يك77ون ع77رض الموض77وع من خالل الق77رآن كل77ه؛ -77 كموضوع )صفات عباد الرحمن في القرآن(.

أن يكون عرض الموضوع من خالل سورة؛ كموضوع -2)األخالق االجتماعية في سورة الحجرات(.

أن يستعرض المفسر لفظة أو جملة قرآنية، ويبين -3 معانيها في القرآن؛ كلفظة )األمة في القرآن(، وجملة

[ في القرآن . 52 }الذين في قلوبهم مرض{ ]المائدة:

رابعا: باعتبار اتجاهات المفسرين فيه: الوجه77ة ال77تي قص77دها المفس77ر في الم77راد باالتج77اه:

تفس77يره وغلبت علي77ه، أو ك77انت ب77ارزة في تفس77يره،بحيث تميز بها عن غيره.

، فمنها م77ا يك77ون واالتجاهات في التفسير لها اعتبارات للمفسر، فمثال: المذهب العقدي بالنظر إلى

االتج77اه الس77لفي، يمثل77ه: تفس77ير ابن جري77ر وابن كث77يروالشنقيطي.

واالتجاه المعتزلي، يمثله: تفسير الزمخشري.واالتجاه األشعري، يمثله: تفسير الرازي.

العلم ال777ذي غلب على ومنه777ا م777ا يك777ون ب777النظر إلى ومن أمثلته: التفسير،

• كت77اب »مع77اني الق77رآن« للف77راء، و »مج77از الق77رآن«ألبي عبيدة، وتمثل االتجاه اللغوي.

• كتاب »إعراب القرآن« للنح77اس، و »البح77ر المحي77ط« ألبي حيان، و »الدر المصون« للسمين الحل77بي، وتمث77ل االتج777اه النح777وي. كت777اب »الكش777اف« للزمخش777ري، و »التحرير والتنوير« للطاهر بن عاش77ور، وتمث77ل االتج77اه البالغي.وهكذا مما تجده مدونا في كتب علوم الق77رآن،

أو ما كتب في موضوع اتجاهات المفسرين

والعلوم التي يحتاج إليها المفسر: العلوم التي يحتاج إليها المفس7ر: والتمكن منه7ا ش7رط

( 7 ) أساسي للباحث في التفسير، وهي: - علم اللغة.1 - علم النحو والصرف واالشتقاق.2 - علوم البالغة.3 - علم القراءات.4 - علم أصول الدين.5 - أصول الفقه.6 - األح77اديث المبين77ة للتفس77ير، مث77ل أس77باب ال77نزول،7

والناسخ والمنسوخ، أو ما فيه بيان لتفسير المجم77ل أوالمبهم ...

- علم القصص.8 - علم الموهبة، وه77و علم يورث77ه الل77ه لمن عم77ل بم77ا9

علم، كما ورد في الحديث وقد اختلف العلماء في س77ردهذه العلوم إسهابا وإيجابا.

(88- 87 علوم القرآن الكريم - نور الدين عتر )ص: )(7

- اإللمام بمسلمات العلوم الحديث77ة. وللش77يخ محم77د10 عبده في مقدم77ة تفس77ير المن77ار كلم77ة يحس77ن الرج77وع

إليها تتميما للفائدة.

ر وقد ذكر ال77ذهبي ا العل77وم ال77تى يحت77اج إليه77ا المفس77برأيه:

ر ر ال77ذى يري77د أن يفس77 اش77ترط العلم77اء فى المفس77 القرآن برأيه بدون أن يلتزم الوقوف عند حدود الم77أثور من77ه فق77ط، أن يك77ون ملم77ا بجمل77ة من العل77وم ال77تى

ر الق77رآن تفس77يرا عقلي77ايس77تطيع بواس77طتها أن يفس77 مقب77وال، وجعل77وا ه77ذه العل77وم بمثاب77ة أدوات تعص77مر من الوقوع فى الخطأ، وتحميه من القول على المفسلة، م77ع توض77يح الله بدون علم. وإليك هذه العلوم مفص77 م77ا لك77ل علم منه77ا من األث77ر فى الفهم وإص77ابة وج77ه

الصواب: ألن به يمكن شرح مفردات األلفاظاألول - علم اللغة:

ومدلوالتها بحسب الوضع، قال مجاهد: "ال يحل ألحد يؤمن بالله واليوم اآلخر أن يتكلم فى كتاب الله إذا لم

يكن عالما بلغات العرب"، ثم إنه ال بد من التوسع والتبحر فى ذلك، ألن اليسير ال يكفى، إذ ربما كان

ر يعلم أحد المعنيين ويخفى اللفظ مشتركا، والمفسعليه اآلخر، وقد يكون هو المراد.

ألن المعنى يتغير ويختلف باختالفالثانى - علم النحو: اإلعراب، فال بد من اعتباره. أخرج أبو عبيدة عن

الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته فقال: حسن فتعلمها،

فإن الرجل يقرأ اآلية فيعيى بوجهها فيهلك فيها. وبواسطته تعرف األبنية والصيغ.الثالث - علم الصرف:

قال ابن فارس: "ومن فاته المعظم، ألن "وجد" مثال

كلمة مبهمة، فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها"، وحكى السيوطى عن الزمخشرى أنه قال: "من بدع التفاسير قول من قال: إن اإلمام فى قوله تعالى: }يوم ندعوا

[ جمع "أم"، وأن71كل أناس بإمامهم{ ]اإلسراء: الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم قال:ا" ال تجمع وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف، فإن "أم

على إمام". : ألن االسم إذا كان اشتقاقه منالرابع - االشتقاق

مادتين مختلفتين، اختلف باختالفهما، كالمسيح مثال،هل هو من السياحة أو من المسح؟

علوم البالغة الثالثةالخامس والسادس والسابع - "المعانى، والبيان، والبديع": فعلم المعانى، يعرف به خواص تراكيب الكالم من جهة إفادتها المعنى، وعلم البيان، يعرف به خواص التراكيب من حيث اختالفها

بحسب وضوح الداللة وخفائها، وعلم البديع، يعرب بهوجوه تحسين الكالم..

ر، ألنه ال بد وهذه العلوم الثالثة من أعظم أركان المفس له من مراعاة ما يقتضيه اإلعجاز، وذلك ال يدرك إال

بهذه العلوم. إذ بمعرفة القراءة يمكنالثامن: - علم القراءات:

ترجيح بعض الوجوه المحتملة على بعض. : وهو علم الكالم، وبهالتاسع - علم أصول الدين

ر أن يستدل على ما يجب فى حقه يستطيع المفس تعالى، وما يجوز، وما يستحل، وأن ينظر فى اآليات

المتعلقة بالنبوات، والمعاد، وما إلى ذلك نظرة صائبة،ر فى ورطات. ولوال ذلك لوقع المفس

: إذ به يعرف كيف يستنبطالعاشر - علم أصول الفقه األحكام من اآليات ويستدل عليها، ويعرف اإلجمال

والتبيين، والعموم، والخصوص، واإلطالق، والتقييد، وداللة األمر والنهى، وما سوى ذلك من كل ما يرجع

إلى هذا العلم. إذ أن معرفة سببالحادى عشر - علم أسباب النزول:

النزول يعين على فهم المراد من اآلية.

ألن معرفة القصة تفصيالالثانى عشر - علم القصص:يعين على توضيح ما أجمل منها فى القرآن.

: وبه يعلمالثالث عشر - علم الناسخ والمنسوخ المحكوم من غيره. ومن فقد هذه الناحية، ربما أفتى

بحكم منسوخ فيقع فى الضالل واإلضالل. األحاديث المبينة لتفسير المجمل الرابع عشر -

، ليستعين بها على توضيح ما يشكل عليه.والمبهم اللهالخامس عشر - علم الموهبة: وهو علم يورثه

تعالى - لمن عمل بما علم، وإليه اإلشارة بقوله تعالى: [ .. وبقوله282: البقرة}واتقوا الله ويعلمكم الله{ .. ]

ثه الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل بما علم ورعلم ما ال يعلم".

قال السيوطى بعد أن عد علم الموهبة من العلوم التىر: "ولعل77ك تستش77كل علم الموهب77ة ال ب77د منه77ا للمفس77 وتقول: هذا شئ ليس فى قدرة اإلنس77ان. وليس األم77ر كما ظننت من اإلشكال، والطريق فى تحص77يله ارتك77اب األس77باب الموجب77ة ل77ه من العم77ل والزه77د. ق77ال فى البرهان: "اعلم أنه ال يحصل للناظر فهم معانى الوحى وال تظهر له أسراره، وفى قلبه بدعة، أو كبر، أو ه7وى،ر على ذنب، أو غ77ير متحق77ق أو حب دني77ا، أو ه77و مص77ر باإليمان، أو ضعيف التحقيق، أو يعتمد على قول مفس ليس عنده علم، أو راجع إلى معقوله، وهذه كله77ا حجب وموانع بعض77ها آك77د من بعض" قلت: وفى ه77ذا المع77نىرف عن آي77اتي ال77ذين يتكبرون في قوله تع77الى: }سأص77

[146األرض بغير الحق{ ]األعراف: قال ابن عيينة: أنزع عنهم فهم القرآن. أخرجه ابن

أبى حاتم". ه77ذه هى العل77وم ال77تى اعتبره77ا العلم77اء أدوات لفهملة، وإن كان كتاب الله تعالى، وقد ذكرناها مسهبة مفص بعض العلماء ذكر بعض77ا وأع77رض عن بعض آخ77ر، ومنهم

من أدمج بعض77ها فى بعض وض77غطها ح77تى ك77انت أق77ل عددا مما ذكرن77ا، وليس ه77ذا الع77دد ال77ذى ذكرن77ا حاص77را لجميع العلوم التى يتوقف عليها التفسير، فإن الق77رآن - مثال - قد اشتمل على أخبار األمم الماض77ية وس77يرهم وحوادثهم، وهى أمور تقتض77ى اإللم77ام بعلمى الت77اريخ وتقويم البلدان، لمعرفة العصور واألمكنة ال77تى وج77دت

فيها تلك األمم، ووقعت فيها هذه الحوادث. التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

(8) أو نش7أة علم التف7777س7777ير ومراحله: ظهر محمد – صلى الله عليه وسلم – في جزيرة الع77رب وأنزل الله عليه القرآن بلسان قوم77ه الع77ربي الم77بين ، وك77ان الق77وم عرب77ا خلص77ا يفهم77ون الق77رآن الك77ريم بمقتضى السليقة العربي77ة و اللس77ان الع77ربي ، غ77ير أن الق777رآن يعل777ة على غ777يره من كالم الع777رب بألفاظ777ه وأساليبه اللغوية والبالغية فضال عن معانيه . ولذا فق77د

كانوا يتفاوتون في فهمه و إدراك7ة .. المرحلة األولى : التفس77ير في عه77د الن77بي ص77لى الل77ه

عليه وسلم : اختلف العلماء في مقدار ما فس7ره الرسول صلى الل77ه

عليه وسلم من القرآن إلى قولين :- األول : أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين ألص77حابه

ق7ول ابن , وه7ذا معاني الق77رآن , كم77ا بين ل7ه ألفاظ77ه تيمية.

واستدلوا ب7أدلة منها :

)( من كتاب د. فهد الرومي مباحث في أصول التفسير8

آية النحل : ”و أنزلنا إليك الذك7ر لتبين للناس ما - ن77زل إليهم و لعلهم يتفك77رون ” و البي77ان يتن77اول

] األلفاظ و المعاني [ . وحديث أبي عبد الرحمن الس77لمي :“ح77دثنا ال77ذين-

كانوا يقرئوننا:أنهم كانوا يس77تقرئون من الن77بي – صلى الله عليه وس77لم – فك77انوا إذا تعلم77وا عش77ر آي77ات لم يخلفوه77ا ح77تى يعمل77وا بم77ا فيه77ا من

العمل : فتعلمنا القرآن والعمل جميعا“ . الث77اني : أن الرس77ول ص77لى الل77ه علي77ه وس77لم لم ي77بين

، واس77تدلوا ب777أدلةألصحابه إال القليل من معاني اآلياتمنها:

ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لم- يكن النبي-صلى الل77ه علي77ه وس77لم - يفس77ر ش77يئا من القرآن إال آيا بع77دد , علم77ه إي77اه جبري77ل علي77ه

السالم ..) وهو حديث منكر غريب( أن النبي – صلى الل7ه علي7ه وس77لم – لم : الرأي الراجح

يبين معاني كل اآليات القرآنية ألن : من اآلي7ات م7ا يرج7ع فهمه7ا إلى المعرف7ة كالم-1

و القرآن نزل بلغتهم ومثل هذا ال يحت77اج العرب إلى بيان.

لظه77وره و ومنها ما يتب77ادر فهم77ه إلى األذه77ان -2 بيانه فال يحتاج إلى بيان ، مثل : )ح77رمت عليكم أمهاتكم( فالمتب77ادر إلى ال77ذهن تح77ريم النك77اح

والوطء . كقي77ام الس77اعة و ومنها ما استأثر الل77ه بعلم77ه -3

حقيقة الروح وغير ذلك من األمور الغيبية ال77تي

لم يطلع الله عليها نبيه ، فكيف يبينها ألص77حابهوهو ال يعرفها .

ومن اآلي77ات م77ا ال فائ77دة في معرف77ة أك77ثر من-4 مثل : معرفة ل77ون كلب أص77حاب معناها المتبادر

الكهف. وعلى ه77ذا نس7تطيع الج77زم ب77أن الرس77ول - ص77لى الل77ه علي77ه و س77لم - لم يفس77ر ألص77حابه ك77ل آي77ات الق77رآن الكريم . كما أن ال يصح القول بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يفسر ألص77حابه إال آي77ات قليل77ة ودلي77ل ذل77ك الرواي77ات الكث77يرة في كتب الص77حاح المرفوع77ة للرسول – صلى الله عليه وسلم – في بي77ان الكث77ير من

آيات القرآن .منهج الرسول - صلى الله عليه و سلم -في التفسير :

لم يكن الرسول – صلى الل77ه علي77ه وس77لم – يطنب في تفسير اآلية ، أو يخرج إلى ما ال فائ77دة في معرفت77ه وال ثمرة في إدراكه ، فكان جل تفس7يره بيان7ا لمجم7ل ، أو توضيحا لمشكل أو تخصيصا لعام ، أو تقيي7دا لمطل7ق أو

بيان لمعنى لفظ أو متعلقه . المرحلة الثانية : التفسير في عهد الصحابة رض77ي الل77ه

عنهم :ما تميز به تفسير الصحابة :

- اذا خفي عليهم معنى رجعوا إلى رسول الل77ه ص77لى1الله عليه وسلم فبين لهم ذلك و أوضحه

- وإن لم يتيسر لهم ذلك رجعوا إلى اجتهاداتهم وكان2 التفاوت بينهم واضحا في هذه الرتب77ة ويرج77ع ذل77ك إلى التف77اوت في ق77وة الفهم و اإلدراك و التف77اوت فيم77ا

أحاط باآلية من ظ77روف و مالبس7ات و معرف77ة المع7اني التي وضعت لها المفردات ، فمن مف77ردات الق77رآن م77ا خفي معناه على بعض الصحابة ووضح آلخ77رين ، ودلي77ل ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ق77ال : ) كنت ال أدري ما فاطر السموات حتى أت77اني أعرابي77ان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها يق77ول أن77ا

ابتدائها (.ومن أسباب تفاوت الصحابة في فهم القران ما يلي :

- تفاوتهم في أدوات الفهم كالعلم باللغة .1 - تفاوتهم في مالزمة الرسول صلى الله عليه وس77لم2

وحضور مجالسه.- تفاوتهم في معرفة أسباب النزول. .3- تفاوتهم في العلم الشرعي .4 .-تفاوتهم في مداركهم العقلية5

أبرز السمات لتفسير الصحابة: و تناوله77ا في التفس77ير قل77ة األخ77ذ باإلس77رائيليات -1

لحرصه صلى الله عليه وسلم علة اقتصار أص77حابه علىنبع اإلسالم الصافي .

لم يكن تفسيرهم يشمل القرآن كله. -2 و ال يتعمق77ون في77ه تعمق77ا كانوا ال يتكلفون التفس77ير -3

مذموما . و أن أغلب م77ا روي عنهم ك77ان قلة تدوينهم للتفسير -4

بالرواية و التلقين و ليس بالتدوين .منهج الصحابة في التفسير :

وهو أحسن ط77رق التفس77ير تفسير القرآن بالقرآن : -1كما قال ابن تيمية .

- تفس77ير الق77ران ب77أقوال الرس77ول ص77لى الل77ه علي77ه2 ، ومثاله : عن ابن مس77عود ق77ال لم77ا ن77زلت ه77ذه وسلم

اآلية )) الذين آمنوا ولم يلبس77وا إيم77انهم بظلم (( ش77ق ذلك على الناس وق77الوا: ي77ا رس77ول الل77ه فأين77ا ال يظلم

قال : إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال   نفسه؟ العبد الصالح ))يا بني ال تش77رك بالل77ه إن الش77رك لظلم

عظيم(( إنما هو الشرك . فهم ع777رب خلص ش777اهدوا -االجته777اد واالس777تنباط : 3

التنزيل وحض77روا مج77الس الرس77ول – ص77لى الل77ه علي77هوسلم .

أدوات االجتهاد عند الصحابه: ، وهذا معرفتهم بأوضاع اللغة العربية وأسرارها - 1

يعينهم على معرفة اآليات التي يرجع في فهمها إلىاللغة.

. معرفتهم بعادات العرب وأخالقهم -2 معرفتهم بأحوال اليهود والنصارى . - 3 فهم ال77ذين ش77اهدوا التنزي77ل معرفة أسباب النزول -77 4

وحض7777777777777روا األح7777777777777داث والوق7777777777777ائع . :وهم يتف777اوتون في معرف777ة ق777وة الفهم واإلدراك. - 5

معاني الق77ران حس77ب تف77اوت م77داركهم ، وتحص77يلهم ، وحسب تفاوت قدراتهم العقلية ولذا يقع بينهم اختالف

في التفسير .مدارس التفسير :

- مدرسة ابن مسعود بالكوفة .1

- مدرسة ابن عباس في مكة .2- مدرسة أبي بن كعب في المدينة .3

حكم تفسير الصحابي : - إذا كان م77ا ليس لل77رأي في77ه مج77ال ك77األمور الغيبي77ة1

يجب األخذ به. حكم المرفوع وأسباب النزول فله فهو - إذا كان غير ذلك مما يرجع إلى اجتهاد الصحابي 2

عليه مادام لم يسنده إلى الرس77ول ص77لى الل77ه موقوف عليه وسلم ..

وأوجب بعض العلم77اء األخ77ذ بموق77وف الص77حابي لم77ا ش77اهدوه من الق77رائن و األح77وال ال77تي اختص77وا به77ا وليس77ت لغ77يرهم ، ولم77ا لهم من الفهم الت77ام و العلم

الصحيح السيما علماؤهم وكبراؤهم .

سلم229الدرس الثالث: أصول التفسير (9)رابعا: تفسير القرآن بأقوال التابعين :

لما كان التابعون قد تلقوا التفسير عن الصحابة مباشرة، وكانوا في عصر االحتجاج اللغوي، فلم تفسد ألسنتهم بالعجمة، وكان لهم من الفهم وسالمة المقصد ما لهم، كل هذا جعل من جاء

بعدهم يرجع إلى أقوالهم في التفسير، ويعتمدها.مصادرهم في التفسير:

مصادرهم في التفسير هي مصادر الصحابة نفسها، إال أنهم (10)يزيدون بمصدر الصحابة.

( . 51)( فصول في أصول التفسير للطيار)ص: 9)( كما يمكن أن يكون التابعي مصدرا للتابعي.10

وهي كالتالي: - القرآن الكريم.1 السنة النبوية. -2 الصحابة. -3 اللغة. -4 أهل الكتاب. -5 الفهم واالجتهاد. -6

وهم يعدون مصدرا لمن جاء بعدهم. - القرآن الكريم:1

اجتهد التابعون في بيان القرآن بالقرآن، ومن خالل تفسير رحمه الله تعالى أكثرهم اعتناء بهذا(11)الطبري كان ابن زيد

ه إليكم الطريق، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: }قد أنزل الل [.قال: »القرآن روح الله، وقرأ: }وكذلك10ذكرا{ ]الطالق:

[ إلى آخر اآلية، وقرأ:52أوحينا إليك روحا من أمرنا{ ]الشورى: ه إليكم ذكرا * رسوال{ ]الطالق: ...} [ قال:11، 10 قد أنزل الل

ذين كفروا بالذكر لما جاءهم{ ]فصلت: [41القرآن، وقرأ: }إن الا له لحافظون{ لنا الذكر وإن ا نحن نز قال: بالقرآن، وقرأ: }إن

- السنة النبوية:2للتابعين في اعتماد السنة النبوية طريقان:

، األول: أن يذكروا السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصحيح ( 12 ) ويعد بعض الباحثين هذا النوع من تفسير التابعين

، ويمكن أن ينظر في ذلك تفس7ير182ابن زيد من أتباع التابعين وليس من التابعين، فقد توفي سنة )(7 11ره{ ]عبس: بيل يس بيل إما شاكرا وإما كفورا{20مجاهد لقوله تعالى: }ثم الس ا هديناه الس [ بقوله تعالى }إن

(.112/ 24[. »تفسير الطبري« تحقيق: عبد الله التركي )3]اإلنسان: (( عند7/220 1أورد الدكتور محمد عبد الرحيم في كتابه )تفسير الحسن البصري جمع وتوثيق ودراسة( ))( 12

[ ما رواه اإلمام أحمد بس77نده85تفسير قوله تعالى: }ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه{ ]آل عمران: ول الل77ه ص77لى الل77ه علي77ه وس77لم: »تجيء عن الحسن، حدثنا أبو هريرة، إذ ذاك ونحن بالمدينة، قال: قال رس77ك على خير. فتجيء الصدقة فتق77ول: ، أنا الصالة. فيقول: إن األعمال يوم القيامة، فتجيء الصالة فتقول: يا ربك على يام. فيق77ول: إن 77ا الص77 ، أن 77ا رب ك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول: أي ي ، أنا الصدقة. فيقول: إن يا رب7ا رب، أنت الم فيق7ول: ي 7ر، ثم يجيء اإلس7 ك على خي 7ك يق7ول الل7ه تع7الى: إن 7ل ذل خير. ثم تجيء األعم7ال، ك77ه: }ومن ك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي، قال الله في كتاب الم وأنا اإلسالم. فيقول الله ]تعالى[: إن الس

رين{. وأنت تع77رف أن الحس77ن )ت: ( هن77ا110يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من الخاس77ر، وه77و إنما هو ناقل، وليس قائال، ومثل هذا ال يسمى على الصحيح، تفسيره، بل هو تفسير منق77ول عمن فس77

النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في هذه الرواية.

أنه من التفسير النبوي؛ ألن التابعي ذكر ما بلغه عن الرسولصلى الله عليه وسلم ولم يفسر.

والثاني: أن يذكر ما بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم دون وهذا وإن كان مرسال إال أنه يدل على اعتماد التابعين ذكر السند،

التفسير النبوي في تفسيرهم، ومن ذلك ما أخرجه الطبري عن الحسن في تفسير قوله تعالى: }واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق{

[، قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه 27 ]المائدة: وسلم: »إن الله ضرب لكم ابني آدم مثال، فخذوا من خيرهم

وقال في قوله تعالى: }فال تعلم نفس ( 13 ) ودعوا الشر« ة أعين{ ]السجدة: [، بلغني أن 17 ما أخفي لهم من قر

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »قال ربكم: أعددت لعبادي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ما ال عين

( 14 ) رأت، وال أذن سمعت، وال خطر على قلب بشر«. – اللغ77ة:4

ال يزال التابعون في عصر االحتجاج اللغوي، وقد كان لهم في تفاسيرهم اعتماد على اللغة، وهذا ظاهر في

تفاسيرهم ومن ذلك: [10قوله تعالى: }والنخل باسقات لها طلع نضيد{ ]ق:

قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: الباسقات: »الطوال«(15).

- أهل الكتاب:5 كان رجوع التابعين إلى أهل الكتاب أكثر من رجوع

، ولكن يبقى األمر في أن ما روي عنهم(16)الصحابة من أخبار إسرائيلية فهو في حكم اإلسرائيليات،

ولعلهم كانوا يذكرونه من باب العلم والرواية ال من باب التفسير 7 والله أعلم 7، وتظهر كثرة مروياتهم عن

(.199/ 6»تفسير الطبري« ))( 13(.106/ 21»تفسير الطبري« ))( 14(.153/ 26»تفسير الطبري« ))( 15(.58انظر: »مقدمة في أصول التفسير« )ص)( 16

بني إسرائيل من خالل تفاسيرهم، ومن ذلك: ما رواه الطبري عن بعض التابعين في مائدة النصارى:قال أبو

عبد الرحمن السلمي: نزلت المائدة خبزا وسمكا. وقال .(17)عطية: المائدة سمكة فيها طعم كل الطعام

- الفهم واالجتهاد:6 اعتمد التابعون فهمهم واجتهدوا في تفسير القرآن،

وإبراز فوائده، وكان بينهم في ذلك اختالف، نظرا ألن مرجع ذلك هو عقولهم وعلومهم، وهي تختلف باختالف أشخاصهم، ولذا فقد يكون لهم في فهم اآلية أكثر من

[ سبق من37معنى، وكل معنى مبني على ما ] المصادر المذكورة سابقا؛ كاختالفهم في إنزال

المائدة، واختالفهم في القرء، والبروج، والعاديات،وغيرها.

ره{ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: بيل يس }ثم السر خروجه من20]عبس: [، قال السدي، وقتادة: يس

بطن أمه.ر سبيل الخير وقال مجاهد، والحسن، وابن زيد: يس

.(18)والشر حكم تفسير التابعي:

كما سبق في تفسير الصحابي، لتفسير التابعي أقسام ولذا ال يحكم عليه بالعموم من حيث القبول والرد،

وهذه األقسام هي: وهذا يشمل أسباب النزول ما يرفعه التابعي، -1

والمغيبات؛ كتفسير مجاهد لقوله تعالى: }عسى أن [ قال: إقعاده 79 يبعثك ربك مقاما محمودا{ ]اإلسراء:

فمثل هذا القول ال يقبل؛ ألنه من . ( 19 ) على العرش (.133/ 7انظر: »تفسير الطبري« ))( 17(.55/ 30انظر: »تفسير الطبري« ))( 18 (، وقد روي ما يخالف قول مجاهد، وهو ما ورد عن رسول الله145/ 15انظر: »تفسير الطبري« ))( 19

صلى الله عليه وسلم من أن المقام المحمود هو الشفاعة.

قبيل المراسيل، والمراسيل ال تقبل في مثل هذا االنفراد، أما إذا أجمعوا عليها فإنها في حكم ما أجمعوا

عليه. ، وهذا له حكم ما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب -2

اإلسرائيليات. ( 20 ) ، وهذا يكون حجة ما أجمعوا عليه -3 وفي هذا القسم ال يكون قول ما اختلفوا فيه، -4

، ويعمل هنا بالمرجحات ( 21 ) أحدهم حجة على اآلخر التي سترد في قواعد الترجيح.

، وهذا أقل أن يرد عن أحدهم وال يعلم له مخالف -5 في الرتبة من الوارد عن الصحابي إذا لم يعلم له

مخالف، لكنه أعلى من قول من تأخر عنهم.تنبيهات حول تفسير الصحابة والتابعين:

، وإال اعتبر القول ال بد من االعتناء بصحة السند -1 ( 22 ) قوال مجردا في التفسير

ال بد من جمع طرق التفسير عن الصحابي أو -2 ، لتمييز االختالف في الرواية عنهم والنظر التابعين

فيها، مثل ما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي بأنه العلم، أو بأنه موضع قدمي الرحمن. قال أبو

منصور األزهري: »والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن

[ عن ابن عباس 39 مسلم البطين عن سعيد بن جبير ]:موضع القدمين، وأما العرش فإنه ال أنه قال: الكرسي يقدر قدره«، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها،

(.62انظر: »مقدمة في أصول التفسير« )ص)( 20(.58انظر: »مقدمة في أصول التفسير« )ص)( 21 راجع ما ظهر لي – د. مساعد الطيار- بعد ذلك من تحرير ما يتعلق بأسانيد التفسير في كتابي »مقاالت)( 22

(، وقد عقب على هذا الشيخ عبد الله الجديع »ملتقى308 - 300في علوم القرآن وأصول التفسير« )ص أهل التفسير«، وللشيخ الدكتور حاتم الشريف محاضرة في هذا الباب »ملتقى أهل التفسير«، وكذا لألخ

محمد صالح محمد سليمان في كتابه »اختالف السلف في التفسير بين النظرية والتطبيق« كالم حول أسانيد(.263 - 218التفسير )ص

والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، ( 23 ) فليس مما يثبته أهل المعرفة باألخبار

إذا صح عن الصحابي أو التابعي قوالن مختلفان -3 وال يمكن الجمع بينهما فهما كالقولين، إال في التفسير

إذا دل الدليل على أنه رجع عن أحدهما. جمع مرويات الصحابة والتابعين في تفسير اآلية -4

، ولذا يلزم االهتمام بجمع مروياتهم أدل على المقصود (. 2 ) ( 24 ) فيها

؛ كما سيرد ليس كل اختالف وارد عنهم يعد اختالفا -5في »اختالف التنوع«.

هل يجوز إحداث قول بعد إجماعهم على قول في -6 . ( 25 ) اآلية أم ال؟

في المسألة تفصيل: فهو مردود غير إن كان القول المحدث مضادا لقولهم

مقبول. ، فإنه يقبل. وإن كان غير مضاد بل تحتمله اآلية

خامسا: تفسير القرآن باللغة وسبب . (26)المقصود به تفسير القرآن بلغة العرب

اعتبار هذا طريقا من نزول القرآن بلغتها، واعتمادهطرق التفسير هو:

أساليبها في الخطاب. ومما يدل على اعتبار اللغة طريقا من طرق التفسير الحديث السابق 7 في التفسير النبوي 7 عن استشكال

الصحابة للظلم، في قوله تعالى: }الذين آمنوا ولم [، ووجه داللة هذا82يلبسوا إيمانهم بظلم{ ]األنعام:

(.54/ 10»تهذيب اللغة« ))( 23(.54انظر: »مقدمة في أصول التفسير« )ص)( 24 (؛ وانظر: »مقاالت124/ 3(؛ »أضواء البيان« )321/ 3انظر: »التمهيد في أصول الفقه« للكلوذاني ))( 25

(.232 - 230في علوم القرآن وأصول التفسير« )صيراجع رسالة الدكتوراه »التفسير اللغوي للقرآن الكريم«، وهي من مطبوعات دار ابن الجوزي.)( 26

األثر أن الصحابة قد فسروا الظلم بما يعرفونه من لغتهم، ولم ينكر عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم

هذا، بل أرشدهم إلى المراد بالظلم في اآلية. 7 اعتماد الصحابة والتابعين علىومما يدل عليه 7 كذلك

اللغة في تفاسيرهم، واستشهادهم بأشعار العربوأساليبها لبيان المعاني اللغوية في القرآن.

وقد حكى صاحب كتاب »مقدمة المباني« إجماع (27)الصحابة على جواز تفسير القرآن باللغة

ومن ذلك تفسير )الساهرة( باألرض، فقد ورد ذلك عن ابن عباس، وعكرمة، والحسن، وقتادة، ومجاهد،

(.2 )(28)وسعيد، والضحاك، وابن زيد ر القرآن وهو غير عالم بل شدد العلماء على من فس

بلغة العرب؛ كما روي عن مالك ومجاهد وغيرهما.ر كالم الله وهو ال قال مالك: »ال أوتى برجل يفس

(29)يعرف لغة العرب إال جعلته نكاال«

(، قال: »ومن الدليل على ذلك أيضا إجماع أصحاب رسول الله201مقدمتان في علوم القرآن )ص)( 27على تفسير القرآن على شرائط اللغة«، ثم ساق أمثلة لذلك.

(.37، 36/ 3انظر: »تفسير الطبري« ))( 28(،219/ 1أخرجه الواحدي في »البسيط« ))( 29

( 30 ) أقسام اختالف السلف في التفسير االختالف سنة في البشر، وكل شخص ينظر إلى المسألة من

عليها حسب نظره واجتهاده، ويمكن تقسيم زاوية ويحكم (: 1 االختالف الواقع في التفسير إلى قسمين)

الثاني: اختالف التضاد. األول: اختالف التنوع.وقد وقع هذان القسمان في تفسير السلف، إال أن الثاني قليل.

مشيرا إلى اختالف التضاد 7 بعد أن ساق قال شيخ اإلسالم : اختالف التنوع 7: ومع هذا فال بد من اختالف محقق بينهم، كما

يوجد مثل ذلك في األحكام. إسحاق، وسفيانوقد أشار إلى وجود اختالف التنوع عند السلف:

بن عيينة، والحسن، نقل ذلك عنهم اإلمام محمد بن نصره7(.294المروزي )ت:

: »وسمعت إسحاق يقول في قوله:قال اإلمام محمد بن نصر [ قد يمكن أن يكون تفسير59}وأولي األمر منكم{ ]النساء:

اآلية على أولي العلم، وعلى أمراء السرايا؛ ألن اآلية الواحدةيفسرها العلماء على أوجه، وليس ذلك باختالف.

ليس في تفسير القرآنوقد قال سفيان بن عيينة: اختالف إذا صح القول في ذلك.وقال: أيكون شيء

أظهر خالفا في الظاهر من الخنس؟قال عبد الله بن مسعود: هي بقر الوحش.

وقال علي: هي النجوم. قال سفيان: وكالهما واحد؛ ألن النجوم تخنس بالنهار،

[ إذا رأت إنسيا خنست55وتظهر بالليل، والوحشية ] في الغيطان وغيرها، وإذا لم تر إنسيا ظهرت. قال

سفيان: فكل خنس.(76فصول في أصول التفسير )ص: )( 30

وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب رسولقال إسحاق: الله صلى الله عليه وسلم في الماعون يعني أن

بعضهم قال: الزكاة، وقال بعضهم: عارية المتاع.قال:الماعون أعاله الزكاة، وعارية المتاع منه.وقال عكرمة: وجهل قوم هذه المعاني؛ فإذا لم توافققال إسحاق:

الكلمة الكلمة قالوا: هذا اختالف. 7 وذكر عنده االختالف في نحو ماوقد قال الحسن

وصفنا 7 فقال: إنما أتي القوم من قبل العجمة« . ه7( هذه المسألة أتم728وفصل شيخ اإلسالم )ت:

وذكر تفصيل في كتابه »مقدمة في أصول التفسير«. ه7( في »الموافقات« مبحثا كامال790الشاطبي )ت:

في اختالف التنوع، وجعله من قسم الخالف الذي اليعتد به.

قال الشاطبي: »من الخالف ما ال يعتد به وهو ضربان: ما كان من األقوال خطأ مخالفا لمقطوع بهأحدهما:

في الشريعة، وقد تقدم التنبيه عليه. ما كان ظاهره الخالف وليس في الحقيقةوالثاني:

[ تفسير الكتاب56كذلك، وأكثر ما يقع ذلك في ] والسنة، فتجد المفسرين ينقلون عن السلف في

معاني ألفاظ الكتاب أقواال مختلفة في الظاهر، فإذا اعتبرتها وجدتها تتالقى على العبارة كالمعنى الواحد، واألقوال إذا أمكن اجتماعها والقول بجميعها من غير

إخالل بمقصد القائل فال يصح نقل الخالف فيها عنه ..«

وللشيخ محمد بن صالح العثيمين تقسيم الختالف التنوع والتضاد، اعتمد فيه على اللفظ والمعنى، وهو

ثالثة أقسام:األول: اختالف في اللفظ دون المعنى.

الثاني: اختالف في اللفظ والمعنى، واآلية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل اآلية عليهما،

وتفسر بهما.

الثالث: اختالف في اللفظ والمعنى، واآلية ال تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل اآلية على األرجح

منهما بداللة السياق أو غيرهتعريف اختالف التنوع واختالف التضاد:

هو أن تحمل اآلية على جميع ما قيل اختالف التنوع: فيها إذا كانت معان صحيحة غير متعارضة.

ومنه ما يكون كل من القولين هو في معنى القولاآلخر، ولكن العبارتين مختلفتان.

ومنه ما يكون المعنيان متغايرين، لكن ال يتنافيان، فهذا قول صحيح وهذا قول صحيح وإن لم يكن معنى

أحدهما هو معنى اآلخر . »هما القوالن المتنافيان بحيث ال واختالف التضاد:

يمكن القول بهما معا، فإذا قيل بأحدهما لزم منه عدمالقول باآلخر« .

أنواع اختالف التنوع: ويظهر من تقسيم شيخ اإلسالم االختالف في التنوع

أنه أربعة أنواع: أن يعبر كل واحد من المفسرين عن المعنى المراد -1

بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمىغير المعنى اآلخر مع اتحاد المسمى.

أن يذكر كل مفسر من االسم العام بعض أنواعه -2على سبيل المثال .

أن يكون اللفظ محتمال ألمرين، إما ألنه مشترك -3في اللغة، وإما ألنه متواطئ.

. أن يعبروا عن المعنى بألفاظ متقاربة - 4وقد أشار الشاطبي إلى ثالث منها، وضرب لها أمثلة.

توضيح هذه األنواع باألمثلة:النوع األول:

قال شيخ اإلسالم: »أن يعبر كل واحد من المفسرين عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على

معنى في المسمى غير المعنى اآلخر مع اتحادالمسمى«.

وقال الشاطبي: »أن يذكر في النقل أشياء تتفق في المعنى، بحيث ترجع إلى معنى واحد، فيكون التفسير

فيها على قول واحد، ويوهم نقلها على اختالف اللفظأنه خالف محقق«.اه7.

ويأتي هذا فيما يكون له أكثر من وصف دالمثال ذلك: عليه، وهذا وارد في اللغة؛ كالسيف، فهو المهند،

إلخ....والصارم فمن عبر عنه بالمهند نظر إلى وصفه بالهندية، ومن

عبر عنه بالصارم نظر إلى عدم انثنائه وقوته،فالتعبيران وإن اختلفا فإنهما يدالن على ذات واحدة. ومثل له شيخ اإلسالم باختالف عبارة المفسرين في

راط المستقيم{ ]الفاتحة: قوله تعالى: [6}اهدنا الص فقال بعضهم: القرآن؛ أي: اتباعه، وقال بعضهم: هو

[58اإلسالم. ] »فهذان القوالن متفقان؛ ألن دينقال شيخ اإلسالم:

اإلسالم هو اتباع القرآن، ولكن كل منهما نبه على وصف غير وصف اآلخر، كما أن لفظ »صراط« يشعر

بوصف ثالث، وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال: هو طريق العبودية، وقول

من قال: هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،وأمثال ذلك.

فهؤالء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة، لكن وصفها كلمنهم بصفة من صفاتها« .اه7. فقال: »كماللسلوىومثل له الشاطبي بتفسيرهم

مانى، وقيل: قالوا في السلوى: إنه طائر يشبه الس طير حمر صفته كذا، وقيل: طير بالهند أكبر من

العصفور«.اه7. ومن هذا الباب توسع السلف في التفسير لشيء ذكر

أحد أوصافه أو أحواله في اآلية، فيتوسعون بذكر األوصاف األخرى المذكورة في آيات أخرى، وإن لم

يدل عليها اللفظ مباشرة.

ماء مورا{ومثال ذلك قوله تعالى: }يوم تمور الس [، فالمور يدل على تردد ويكون بذهاب9]الطور:

ومجيء سريع على جهة االضطراب . وجاء في تفسير السلف: تدور السماء دورا، مورها:

تحريكها. ومورها: استدارتها وتحريكها ألمر الله، ومورها: موج

بعضها في بعض، ومورها: تشققها. »وهذه كلها تفاسير بالمعنى؛ ألنقال ابن عطية:

السماء العالية يعتريها هذا كله« . ولعلك الحظت أن في هذه األقوال ما ال يدل عليه

[ عن شيء59اللفظ مباشرة، لكن المفسر عبر ] سيقع للسماء، وإن لم تدل عليه هذه اللفظة، كمن

فسر المور بالتشقق. [، فقد34]النبأ: ومنه قوله تعالى: }وكاسا دهاقا{

قيل في الدهاق: ثالث عبارات:.األولى: ممتلئة.الثانية: متتابعة.الثالثة: صافية

والعبارة األولى هي التي يدل عليها اللفظ مباشرة، وما بعدها أوصاف تابعة، لكن ال يدل عليها اللفظ

مباشرة .النوع الثاني:

»أن يذكر كل مفسر من االسمقال شيخ اإلسالم: العام بعض أنواعه على سبيل المثال« .

»أن يذكر في التفسير عن النبيوقال الشاطبي: صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، أو عن أحد من

أصحابه أو غيرهم، ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ، ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أخر مما يشملههما المفسرون على نصهما، فيظن اللفظ أيضا، فينص

أنه خالف. اه7. :لتسألن يومئذ عن النعيم{ومثاله قوله تعالى{

[.8]التكاثر: قيل في النعيم أقوال: منها األمن والصحة واألكل

والشرب.وقيل: تخفيف الشرائع.

(، فهذا4وقيل: اإلدراك بحواس السمع والبصر )المذكور كله أمثلة للنعيم.

كما نقلوا فيومثل له الشاطبي بالمن فقال« : [ وقيل:60المن أنه خبز رقاق، وقيل: زنجبيل ]

الترنجبين، وقيل: شراب مزجوه بالماء، فهذا كله يشمله اللفظ، ألن الله من به عليهم، ولذلك جاء في

الحديث: »الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل«، فيكون المن جملة نعم ذكر الناس منها

آحادا«. ويدخل ضمن هذا النوع ما يذكره المفسرون من أسباب

النزول، فهي كالمثال، فإذا قيل نزلت هذه اآلية في كذا، وقيل غير ذلك من أسباب فإنها كاألمثلة تدخل

في حكم اآلية. وهذان النوعان السابقان هما الغالبان على تفسير

(.1سلف األمة، كما قال شيخ اإلسالم ) أن يكون اللفظ محتمال ألمرين، إما ألنهالنوع الثالث:

مشترك في اللغة .، أو ألنه متواطئ. : لفظومن أمثلة المشترك اللغوي في القرآن

ت من قسورة{»قسورة« في قوله تعالى: }فر [. قيل: هو الرامي، وقيل: األسد، وقيل:51]المدثر:

النبل. فيومن أحرفه الواردة في القرآن لفظ }عسعس{

[. قيل:17قوله تعالى: }والليل إذا عسعس{ ]التكوير: }عسعس{ بمعنى أدبر، وقيل: أقبل.

الذيلضمير يشمل المتواطئ: اأمثلة المتواطئ: كالفجر ]وأسماء األجناس؛يحتمل عوده إلى شيئين،

[ والعصر، واألوصاف التي يشترك فيها أكثر من61واحد؛ كالخنس والنازعات.

قوله سبحانه وتعالى: }ياأيهاومن أمثلة الضمير، اإلنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فمالقيه{ ]االنشقاق:

[، فالضمير في قوله: }فمالقيه{ يحتمل عوده إلى6الكدح وإلى الرب.

ومن أمثلة أسماء األجناس الخالف الواقع في تفسير [ قيل:1في قوله تعالى: }والفجر{ ]الفجر: الفجر

عام في كل فجر، وقيل: أول فجر في ذي الحجة،وقيل: أول فجر من أيام السنة.

، لفظ الخنس: فقيل: هو بقرومن أمثلة األوصافالوحش والظباء، وقيل: هو الكواكب والنجوم .

وفي هذا النوع يمكن أن تكون هذه األقوال داخلة ضمن معاني اآلية، فتحمل عليها جميعا ، ويمكن أن

يكون أحدها راجحا، فيكون هو المختار وما عداه فهومرجوح.

:النوع الرابعأن يعبر المفسرون عن المعنى بألفاظ متقاربة.

[ قيل:70مثل قوله تعالى: }أن تبسل{ ]األنعام: تحبس، وقيل: ترتهن.

نا من لغوب{ ]ق: [.38وقوله تعالى: }وما مس قال ابن عباس ومجاهد: نصب.وقال ابن زيد:

[ 62عناء.وقال سفيان: سآمة. ]

( 5 الدرس )أسباب االختالف في تفسير السلف

وجود االختالف من طبائع البشر التي ال تنفك عنهم،وهو من قدر الله فيهم.

ففي ألسنتهم اختالف، وفي ألوانهم، وفي عقائدهم، إلخ، والمقصود أن وقوع االختالف ... وفي أفكارهم

بين علماء األمة ليس ذما عليهم، إذ ال أحد منالمجتمعات يسلم منه.

وقد وقع االختالف في التفسير كما وقع في األحكام، واألمر ولهذا االختالف أسباب أوجبته، وعلل أوجدته،

في االختالف في النص إذا كان معلوما للمجتهدينيرجع إلى أحد شيئين:

األول: اختالف فهوم المجتهدين من العلماء.الثاني: أن يكون النص محتمال ألكثر من معنى.

إذا فالخالف منه ما يرجع إلى المجتهد، ومنه ما يرجعإلى النص.

والمؤلفات في أسباب االختالف في التفسير نادرة، وقد سرد بعض هذه األسباب ابن جزي في مقدمة

تفسيره، وقد ألف في أسباب االختالف رسالة علمية ( 31 ) بعنوان: »اختالف المفسرين: أسبابه وآثاره«

ومن أسباب االختالف بين مفسري السلف : االشتراك. -1 االختالف في مفسر الضمير. -2 أن يكون في الجملة حذف، ويحتمل في تقديره -3

أكثر من معنى. أن تحتمل اللفظة أكثر من تصريف في اللغة. -4 تنوع االستعمال العربي للفظة. -5 أن يدور حكم اآلية بين األحكام والنسخ. -6 أن يدور حكم اآلية بين العموم والخصوص. -7 أن يذكر الوصف المحتمل ألكثر من موصوف، وال -8

يحدد موصوفه في اآلية. أن يكون في اآلية حرف له قراءتان لكل منهما -9

تفسير مختلف.

وهو اللفظ الدال على أكثر من معنى االشتراك: - 1في لغة العرب.

والمشترك قد يكون من أحرف التضاد، وقد ال يكون. وإذا كان من أحرف التضاد فقد يجوز حمل اآلية على

المعنيين المتضادين، ويكونان بمثابة التفسيرين لآلية، ويمكن االستفادة في هذا الموضوع مما كتب في أسباب اختالف العلماء من حيث)( 31

اها: »اإلنصاف في التنبيه على العموم، ومن أهمها رسالة ابن السيد البطليوسي، التي سمالمعاني واألسباب التي أوجبت االختالف بين المسلمين في آرائهم«.

ويكون هذا إذا اختلف المحل. وقد يمتنع حمل اآليةعليهما معا: ويلزم من القول بأحدهما نفي اآلخر.

وإليك األمثلة: من المشترك المتضاد الذي يجوز حمل اآلية على أ7

لآلية معنييه المتضادين، ويكونان بمثابة التفسيرين لفظ }عسعس{ في قوله تعالى: }والليل إذا عسعس{

[، فقد فسر لفظ )عسعس( بأنه أقبل، 17 ]التكوير: وفسر بأنه أدبر، وباألول قال ابن عباس، وقتادة، وابن

جبير؛ وبالثاني قال ابن عباس، وابن زيد . ومثل هذا يجوز حمل اآلية على هذين المعنيين

المتضادين، فيكون لفظ }عسعس{ داال على أن اإلقسام مراد به أول الليل وآخره، فدل على هذين

المعنيين بلفظة واحدة، ولو جاء بهما بلفظيهما لكان:)والليل إذا أقبل وأدبر(.

ب 7 ومن المشترك المتضاد الذي يمتنع حمل اآلية على بل يلزم من القول بأحدهما نفي اآلخر لفظة معنييه،

)قرء( في قوله تعالى: }والمطلقات يتربصن بأنفسهن [، فقد ورد في لغة العرب 228 ثالثة قروء{ ]البقرة:

بمعنى: الطهر، وبمعنى: الحيض. عن زيد بن ثابت وابن عمر وعائشة روي المعنى األول

والزهري. عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وروي المعنى الثاني

وأبي موسى، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء،وعكرمة، والضحاك، وسفيان الثوري، والسدي .

وفي هذا المثال يمتنع حمل اآلية على المعنيين معا؛ ألن القول بأحدهما يستلزم نفي اآلخر، فالمطلوب من

ا ثالث حيض. المرأة أن تتربص؛ إما ثالثة أطهار، وإم وهو ج7 ومن المشترك الذي ليس من أحرف التضاد 7 كثير 7 لفظ )العتيق( من قوله تعالى: }وليطوفوا

[، فقيل: العتيق بمعنى: 29 بالبيت العتيق{ ]الحج: القديم، وهو قول الحسن، وابن زيد. وقيل: العتيق

المعتق من الجبابرة، بمعنى: أنه محرر ال يملكه أحد، وبه قال مجاهد، وقتادة، وابن الزبير ، وهذا مما يجوز

حمل اآلية على معنييه. كقسورة: لألسد واالشتراك قد يكون في األسماء؛

والرامي. والصريم: للنهار والليل. وقد يكون فياألفعال؛ كظن: للشك واليقين.

وهو أنواع: - االختالف في مفسر الضمير، 2 األول: أن يكون في اآلية ضمير يحتمل عوده إلى أكثر

من مذكور. }ياأيها اإلنسان إنك كادح إلى ربك ومثاله قوله تعالى:

[.قيل: تالقي ربك.وقيل: 6 كدحا فمالقيه{ ]االنشقاق: تالقي عملك .

وكالهما صحيح محتمل؛ ألن اإلنسان سيالقي ربه،وعمله.

}وإنه على ذلك لشهيد{ ]العاديات: ومثله قوله تعالى: [ ففي مرجع هاء الكناية قوالن: 7

القول األول: أن مرجعها إلى الله، وبه قال ابن عباس،وابن جريج.

القول الثاني: أن مرجعها إلى اإلنسان الكنود، روي هذا [ 65 عن ابن عباس. ]

الثاني: أن يكون في اآلية ضميران، وكل واحد منهما فيكون لآلية أكثر يرجع إلى مرجع ال يرجع إليه اآلخر،

من معنى، فينص كل واحد من المفسرين على أحدهذه المعاني.

}إليه يصعد الكلم الطيب والعمل مثاله: قوله تعالى: الح يرفعه{ ]فاطر: [.ففي قوله: »يرفعه« 10 الص

ضميران، وكل واحد منهما يرجع إلى مرجع ال يرجع إليهاآلخر:

وهو في محل نصب األول: الضمير الظاهر، وهو الهاء، مفعول به، ويعود على الكلم الطيب، ويكون المعنى:

والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.

الثاني: الضمير المستتر، وهو في محل رفع فاعل، يعود على الله سبحانه، ويكون المعنى: والعمل الصالح

يرفعه الله، وبه قال قتادة، والسدي. ويحتمل عوده كذلك إلى الكلم الطيب، ويكون المعنى:

والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، وبهذا يكون معاكسا للقول األول، وبه قال الحسن، ويحيى بن

سالم .

- أن يكون في الجملة حذف:3 ويحتمل في تقديره أكثر من معنى، فيذكر كل واحد

أحد المعاني المحتملة.{ ]النساء: ومثاله: قوله تعالى: }وترغبون أن تنكحوهن

127 .] ففي متعلق »ترغبون« تقديران:

األول: ترغبون في نكاحهن، وهذا قول عائشة وعبيدة.[ 66 ]

الثاني: ترغبون عن نكاحهن، وهذا قول الحسن . ففي األول: صارت الرغبة في زواجهن، وفي الثاني:

صرن غير مرغوب فيهن. }وأضله الله على علم{ ]الجاثية: ومثله: قوله تعالى:

[ قيل في مرجع علم قوالن: 23األول: على علم من العبد بضالله، وهذا قول مقاتل.

الثاني: على علم من الله بضالله، وهذا قول ابنعباس.

- أن تحتمل اللفظة أكثر من تصريف في اللغة:4 ويحمل كل واحد من المفسرين اآلية على أحد

التصريفات.{ في قوله تعالى: }وال يضآر ومثاله: لفظة }يضآر

[.فتصريف لفظة 282 كاتب وال شهيد{ ]البقرة: { تحتمل أن تكون )يضارر(، وتحتمل أن تكون }يضآر

)يضارر( فعلى االحتمال األول يكون النهي واقعا على أن يضر بالكاتب أو الشهيد؛ أي: أن الضرر يقع على

الكاتب والشهيد، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد،وعطاء، وعكرمة، والضحاك، والسدي، والربيع.

وعلى االحتمال الثاني: يكون النهي واقعا على أن يضر الكاتب والشهيد؛ أي: أن الضرر يقع من الكاتبوالشهيد، وهذا قول طاوس، والحسن، وقتادة .

ومثله: قوله تعالى: }ال تضآر والدة بولدها وال مولود له [. 233 بولده{ ]البقرة:

- تنوع االستعمال العربي للفظة في إرادة المعاني5القريبة والمعاني البعيدة:

فيحمل بعضهم اللفظة على المعنى القريب الظاهر، ويحمله آخرون على المعنى البعيد، وهذا النوع قريب

من المشترك.ر{ ]المدثر: ومثاله: قوله تعالى: [. 4 }وثيابك فطه

من المفسرين من فسر الثياب بالمعروف المتبادر، وروي هذا عن ابن عباس، وطاوس، وابن سيرين،

وابن زيد. ومنهم من فسر الثياب بالنفس، وهذا المعنى بعيد غير

متبادر، وهو مروي عن مجاهد وقتادة. في قوله تعالى: }ولوال رهطك لرجمناك{ مثال آخر:

[ في قصة شعيب، قيل في المراد بالرجم 91 ]هود: قوالن:

األول: لرجمناك بالحجارة.الثاني: لرجمناك بالسب، والشتم.

واألول هو المعنى القريب المتبادر للذهن، قال ابنعطية: وهو الظاهر .

والثاني، وإن كان محتمال إال أنه أبعد من األول.

- أن يدور حكم اآلية بين اإلحكام والنسخ:6فيحكم بعضهم بالنسخ، ويحكم اآلخر باإلحكام.

}وال تنكحوا المشركات حتى ومثاله: قوله تعالى: { ]البقرة: [. 221 يؤمن

قيل: هي منسوخة بقوله تعالى: }والمحصنات من [.وهذا مروي عن 5 الذين أوتوا الكتاب{ ]المائدة:

الحسن، وعكرمة، والزهري.وقيل: هي محكمة ال نسخ فيها.

}ويسألونك ماذا ينفقون قل ومثله: قوله تعالى: [. 219 العفو{ ]البقرة:

قيل: هي منسوخة بآية الزكاة، وهذا مروي عن السدي؛ألنه يرى أنه فرض نزل قبل الزكاة، فنسخ بالزكاة.

وقيل: هي محكمة، وهي في الصدقة العامة المندوبإليها، وهذا مروي عن ابن عباس، ومقاتل بن حيان .

- أن يدور حكم اآلية بين العموم والخصوص:7 }وال تنكحوا المشركات حتى ومثاله: قوله تعالى:

{ ]البقرة: [. 221 يؤمن قيل: هذه اآلية حكمها عام، ثم خصصها قوله تعالى:

[، 5 }والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب{ ]المائدة: هذا مروي عن عثمان، وحذيفة، وجابر، وابن عباس،

وقتادة، وابن جبير. وقيل: إنها ليست مخصصة، بل المشركات هن عابدات األوثان من العرب وغيرهم ممن ليس لهم كتاب، وهذا

(. 2 مروي عن قتادة، وسعيد بن جبير )

- أن يذكر الوصف المحتمل ألكثر من موصوف:8 وال يحدد موصوفه في اآلية، فيحمل كل مفسر هذا الوصف على ما يحتمله من الموصوفات.وهذا النوع

ومن أمثلته: قريب من الذي قبله، بل هو باب منه ، }والنازعات غرقا *والناشطات نشطا{ قوله تعالى:

[. 2 ، 1 ]النازعات: قيل في هذه األوصاف: هي للمالئكة، وقيل: لألنجم،

إلخ. ... وقيل: للموت ... [، ومثله: } 1 ومثله: }والذاريات{ ]الذاريات:

[. 15 بالخنس{ ]التكوير:

- أن يكون في اآلية حرف له قراءتان :9 فيفسر أحدهم إحدى القراءتين؛ ويفسر اآلخر األخرى،

فيختلف التأويل. ومثاله: قوله تعالى: }وما هو على الغيب بضنين{

[، ففي قوله تعالى: )ضنين( قراءتان: 24 ]التكوير: األولى: بالضاد، ويكون المعنى: »ما هو ببخيل«.

الثانية: بالظاء، ويكون المعنى: »وما هم بمتهم«. الطيار هذه بعض أسباب االختالف التي ذكرها د.مساعد

. ( 32 ) في كتابه فصول في اصول التفسير

ظهر أخيرا كتاب »أسباب اختالف المفسرين« للدكتور محمد الشايع)( 32

( 33 ) التفسير فى عصور التدوين: الخطوة األولى للتفسير: *

في هذه الخطوة كان التفسير يتناقل بطريق الرواية، فالصحابة يروون عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم، كما يروى بعضهم عن بعض. والتابعون يروون عن الصحابة. كما يروى بعضهم

عن بعض، وهذه هى الخطوة األولى للتفسير.* الخطوة الثانية:

رسول الله ابتدأ التدوين لحديث وفي هذه الخطوة صلى الله عليه وسلم، فكانت أبوابه متنوعة، وكان

التفسير بابا من هذه األبواب التي اشتمل عليهار القرآن الحديث ، فلم يفرد له تأليف خاص يفس

سورة سورة، وآية آية، من مبدئه إلى منتهاه، بل وجد من العلماء من طوف فى األمصار المختلفة

ليجمع الحديث، فجمع بجوار ذلك ما روى فى األمصار من تفسير منسوب إلى النبي صلى الله

عليه وسلم، أو إلى الصحابة، أو إلى التابعين، ومن هؤالء: وشعبة بن الحجاج المتوفى سنة

ه7 197 ه7، ووكيع بن الجراح المتوفى سنة 160 ه7، وغيرهم 198 وسفيان بن عيينة المتوفى سنة

فكان وهؤالء جميعا كانوا من أئمة الحديث، جمعهم للتفسير جمعا لباب من أبواب الحديث.

)( ينظر التفسير والمفسرون للذهبي.33

وفي الخطوة الثالثة، انفصل * الخطوة الثالثة: بها عن الحديث، فأصبح علما قائما بنفسه، ووضع

التفسير لكل آية من القرآن، ورتب ذلك على وتم ذلك على أيدى طائفة حسب ترتب المصحف.

ه7، 273 من العلماء منهم ابن ماجه المتوفى سنة ه7، وأبو 310 وابن جرير الطبرى المتوفى سنة

، ه7 318 بكر بن المنذر النيسابورى المتوفى سنة ه7، وأبو الشيخ 327 وابن أبى حاتم المتوفى سنة

ه7، والحاكم المتوفى 369 بن حبان المتوفى سنة ه7، وأبو بكر بن مردويه المتوفى سنة 405 سنة ه7، وغيرهم من أئمة هذا الشأن. 410

بأنها مروية باإلسناد إلى تتميز هذه التفاسير: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى الصحابة،

والتابعين، وتابع التابعين، وليس فيها شئ من ، اللهم إال ابن التفسير أكثر من التفسير المأثور

ح ها، ورج جرير الطبري فإنه ذكر األقوال ثم وجه بعضها على بعض، وزاد على ذلك اإلعراب إن دعت

إليه حاجة، واستبط األحكام التى يمكن أن تؤخذمن اآليات القرآنية.

وإذا كان التفسير قد خطا هذه الخطوة الثالثة فليس معنى أن هذه التى انفصل بها عن الحديث،

، بل معناه الخطوة محت ما قبلها وألغت العمل بها أن التفسير تدرج فى خطواته، وظل المحدثون

بعد هذه الخطوة الثالثة، يسيرون على نمط الخطوة الثانية، من رواية المنقول من التفسير

فى باب خاص من أبواب الحديث، مقتصرين فىوسلم ذلك على ما ورد عن رسول الله عليه الله ، أو صلى

عن الصحابة أو عن التابعين. الخطوة الرابعة:

صنف فى التفسير خلق كثير، في هذه الخطوة اختصروا األسانيد، ونقلوا األقوال المأثورة عن

رين من أسالفهم دون أن ينسبوها المفس ل الوضع فى التفسير والتبس لقائليها، فدخ

، وأصبح الناظر في هذه الكتب الصحيح بالعليل يظن أن كل ما فيها صحيح، فنقله كثير من

المتأخرين فى تفاسيرهم، ونقلوا ما جاء فى هذه الكتب من إسرائيليات على أنها حقائق ثابتة،

وكان ذلك هو مبدأ ظهور خطر الوضع واإلسرائيليات فى التفسير

الخطوة الخامسة: وهذه الخطوة هى أوسع الخطا وأفسحها، امتدت من العصر العباسى إلى يومنا هذا، فبعد أن كان تدوين التفسير مقصورا على رواية ما نقل عن

الخطوة الواسعة إلى سلف هذه األمة، تجاوز بهذه تدوين تفسير اختلط فيه الفهم العقلى بالتفسير

النقلى، وكان ذلك على تدرج ملحوظ فى ذلك. أن كل من برع فى وإنا لنلحظ فى وضوح وجالء:

فن من فنون العلم، يكاد يقتصر تفسيره على تراه ال هم له إال فالنحوى ، الفن الذى برع فيه

اإلعراب وذكر ما يحتمل فى ذلك من أوجه، وتراه وذلك ينقل مسائل النحو وفروعه وخالفياته،

اج، والواحدى فى "البسيط"، وأبى حيان كالزجفى "البحر المحيط"..

تراه يعنى فى تفسيره وصاحب العلوم العقلية، بأقوال الحكماء والفالسفة، كما تراه يعنى بذكر

كالفخر الرازى فى شبههم والرد عليهم، وذلك كتابه "مفاتيح الغيب".

تراه قد عنى بتقريره األدلةوصاحب الفقه للفروع الفقهية، والرد على من يخالف مذهبه،

اص، والقرطبى..وذلك كالجص ليس له شغل إال القصص، وذكروصاحب التاريخ،

أخبار من سلف، ما صح منها وما ال يصح، وذلككالثعلبى والخازن..

ليس له قصد إال أن يؤول كالم اللهوصاحب البدع، وذلك كالرمانى،وينزله على مذهبه الفاسد،

منوالجبائى، والقاضى عبد الجبار، والزمخشرى منوالطبرسى، ومال محسن الكاشى المعتزلة،

اإلمامية اإلثنا عشرية. قصدوا إلى ناحية الترغيبوأصحاب التصوف

والترهيب. واستخراج المعانى اإلشارية من اآليات القرآنية بما يتفق مع مشاربهم، ويتناسب مع

ومن هؤالء ابن عربى، وأبورياضاتهم ومواجيدهم، ..عبد الرحمن السلمى

:::::::::::::::::::::::::مناهج التفسير

يقسم العلماء المناهج في التفسير إلى نوعين رئيسينوهما:

أوال: التفسير بالمأثور ثانيا: التفسير بالرأي أو الدراية.

أوال: التفسير بالمأثور " يشمل التفسير المأثور ما جاء في أوال: التفسير بالمأثور:

القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما نقل عن الصحابة

رضوان الله عليهم، وما نقل عن التابعين، من كل ما هوبيان وتوضح لمراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم. - وإن وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما روى عن التابعين

كان فيه خالف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرأى - ألننا وجدنا كتب التفسير المأثور، كتفسير ابن جرير

وغيره، لم تقتصر على ما ذكر ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وما روى عن أصحابه، بل ضمت إلى ذلك ما

( 34 ) نقل عن التابعين فى التفسير"

. (.112/ 1التفسير والمفسرون ))( 34

( 35 ) أسباب الضعف في التفسير بالمأثور: ونستطيع أن نرجع أسباب الضعف فى رواية

التفسير المأثور إلى أمور ثالثة:أولها: كثرة الوضع في التفسير.ثانيها: دخول اإلسرائيليات فيه.

هذه االسباب مجملة, أما ثالثها: حذف األسانيد.التفصيل فهو كاآلتي:

أولها: كثرة الوضع في التفسير. نشأ الوضع في نشأة الوضع فى التفسير:

التفسير مع نشأته في الحديث، ألنهما كانا أول فكما أننا األمر مزيجا ال يستقل أحدهما عن اآلخر،

نجد فى الحديث: الصحيح والحسن والضعيف، وفى رواته من هو موثوق به، ومن هو مشكوك

فيه، ومن عرف بالوضع، نجد مثل ذلك فيما روىرين. من التفسير، ومن روى من المفس

إحدى وأربعين فى سنة وكان مبدأ ظهور الوضع قوا ، حين اختلف المسلمون من الهجرة سياسيا، وتفر

، ووجد من أهل البدع واألهواء إلى شيعة وخوارج وجمهوروا ألهوائهم، ودخل فى اإلسالم من روجوا لبدعهم، وتعصب

، وتضليل من تبطن الكفر والتحف اإلسالم بقصد الكيد له أهله، فوضعوا ما وضعوا من روايات باطلة، ليصلوا بها إلى

أغراضهم السيئة، ورغباتهم الخبيثة.(116/ 1التفسير والمفسرون ))( 35

* أسباب الوضع:ويرجع الوضع فى التفسير إلى أسباب متعددة منها:

لقد أدى من افتراق األمة إلى شيعة التعصب المذهبى ، فوا في حب على، وخوارج انصرفوا عنه وناصبوه تطر العداء، وجمهور المسلمين الذين وقفوا بجانب هاتين الطائفتين بدون أن يمسهم شئ من ابتداع التشيع أو

الخروج، جعل كل طائفة من هذه الطوائف تحاول بكل جهودها أن تؤيد مذهبها بشئ من القرآن، أو قول النبي

صلى الله عليه وسلم. : لقد كان الوضع على على وابن اللون السياسي

عباس رضى الله عنهما قد جاوز حد الكثرة، والسبب فى ذلك أن عليا وابن عباس رضى الله عنهما من بيت

النبوة، فالوضع عليهما يكسب الموضوع ثقة وقبوال، وتقديسا ورواجا، مما ال يكون لشئ مما ينسب إلى

. فابن عباس كان من نسله الخلفاء غيرهما.لف إليهم، وتقرب العباسيون، فوجد من الناس من تز

بكثرة ما يرويه لهم عن جدهم ابن عباس، مما يدل على أن اللون السياسى كان له أثر ظاهر فى وضع

التفسير. :وهذا ما قصده أعداء اإلسالم الكيد لإلسالم وأهله

فعمدوا ، الذين اندسوا بين أبنائه متظاهرين باإلسالم إلى الدس والوضع فى التفسير بعد أن عجزوا عن أن ينالوا من هذا الدين عن طريق الحرب والقوة، أو عن

طريق البرهان والحجة.ثانيها: دخول اإلسرائيليات فيه:

لفظ اإلسرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودى للتفسير، وما كان للثقافة اليهودية

من أثر ظاهر فيه، إال أنا نريد به ما هو أوسع من

ذلك وأشمل، فنريد به ما يعم اللون اليهودى واللون النصرانى للتفسير، وما تأثر به التفسير

من الثقافتين اليهودية والنصرانية. وإنما أطلقنا على جميع ذلك لفظ "اإلسرائيليات"،

من باب التغليب للجانب اليهودى على الجانب ، فإن الجانب اليهودى هو الذى اشتهرالنصرانى

أمره فكثر النقل عنه، وذلك لكثرة أهله، وظهور أمرهم، وشدة اختالطهم بالمسلمين من مبدأ

ظهور اإلسالم إلى أن بسط رواقه على كثير منبالد العالم ودخل الناس فى دين الله أفواجا.

فقد كانت التوراة المصدر األول لثقافة...إذن اليهودية الدينية، كما كان اإلنجيل المصدر األهم

لثقافة النصارى الدينية. وإذا نحن أجلنا النظر فى التوراة واإلنجيل نجد

أنهما قد اشتمال على كثير مما اشتمل عليه وبخاصة ما كان له تعلق بقصصالقرآن الكريم،

األنبياء عليهم السالم، وذلك على اختالف فى اإلجمال والتفصيل، فالقرآن إذا عرض لقصة من

فإنه ينحو فيها ناحية يخالفقصص األنبياء - مثال - بها منحى التوراة واإلنجيل، فتراه يقتصر على

، وال يتعرض لتفصيل جزئياتمواضع العظة المسائل، فال يذكر تاريخ الوقائع، وال أسماء

البلدان التى حصلت فيها، كما أنه ال يذكر فى الغالب أسماء األشخاص الذين جرت على أيديهم

بعض الحوادث. ويدخل فى تفاصيل الجزئيات، بل

يتخير من ذلك ما يمس جوهر الموضوع، وما يتعلقبموضع العبرة.

وإذا نحن تتبعنا هذه الموضوعات التى اتفق فى ذكرها القرآن والتوراة، أو القرآن واإلنجيل، ثم

أخذنا موضوعا منها، وقارنا بين ما جاء فىالكتابين وجدنا اختالف المسلك ظاهرا جليا. فمثال قصة آدم عليه السالم، ورد ذكرها فى

كما وردت فى القرآن فى مواضع كثيرة،التوراة، أطولها ما ورد فى سورة البقرة، وما ورد فى

سورة األعراف. وبالنظر فى هذه اآليات من السورتين، نجد أن القرآن لم يتعرض لمكان الجنة،

وال لنوع الشجرة التى نهى آدم وزوجه عن األكل منها، وال بين الحيوان الذى تقمصه الشيطانض فدخل الجنة ليزل آدم وزوجه. كما لم يتعر

للبقعة التى هبط إليها آدم وزوجه وأقام بها بعد إلى آخر ما يتعلق بهذه...خروجهما من الجنة

القصة من تفصيل وتوضيح. ولكن نظرة واحدة يجيلها اإلنسان فى التوراة يجدضت لكل ذلك وأكثر منه. فأبانت بعدها أنها قد تعر

أن الجنة فى عدن شرقا، وأن الشجرة التى نهيا عنها كانت فى وسط الجنة، وأنها شجرة الحياة،

وأنها شجرة معرفة الخير والشر، وأن الذى خاطب حواء هو الحية، وذكرت ما انتقم الله به من الحية التى تقمصها إبليس، بأن جعلها تسعىعلى بطنها

وتأكل التراب، وانتقم من حواء بتعبها هى ونسلها

إلى آخر ما ذكر فيها مما يتعلق بهذه...فى حبلها القصة.

ومثال نجد القرآن الكريم قد اشتمل على فمن ذلك قصةموضوعات وردت فى اإلنجيل،

عيسى ومريم، ومعجزات عيسى عليه السالم، كل ذلك جاء به القرآن فى أسلوب موجز، يقتصر علىض القرآن موضع العظة، ومكان العبرة، فلم يتعر

ال، وال لكيفية والدته، وال لنسب عيسى مفص للمكان الذى ولد فيه، وال لذكر الشخص الذى

قذفت به مريم، كما لم يتعرض لنوع الطعام الذى نزلت به مائدة السماء، وال لحوادث جزئية منإبراء عيسى لألكمه واألبرص وإحياء الموتى..

لوجدناه قد تعرضمع أننا لو نظرنا فى اإلنجيل لنسب عيسى، ولكيفية والدة مريم له، ولذكر

الشخص الذى قذفت به مريم، ولنوع الطعام الذى نزلت به مائدة السماء ولحوادث جزئية من إبراء األكمه واألبرص وإحياء الموتى، ولكثير من مثلع الذى أعرض عنه القرآن هذا التفصيل الموس

فلم يذكره لنا.

تنقسم األخبار اإلسرائيلية إلى أقسام ثالثة، وهىما يأتى:

ما يعلم صحته بأن نقل عن النبىالقسم األول: صلى الله عليه وسلم نقال صحيحا، وذلك كتعيين

اسم صاحب موسى عليه السالم بأنه الخضر، فقد جاء هذا االسم صريحا على لسان رسول الله

صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى أو كان له شاهد من الشرع يؤيده. وهذا القسم صحيح

مقبول. ما يعلم كذبه بأن يناقض ما عرفناهالقسم الثانى:

من شرعنا، أو كان ال يتفق مع العقل، وهذاالقسم ال يصح قبوله وال روايته.

ما هو مسكوت عنه، ال هو منالقسم الثالث: قبيل األول، وال هو من قبيل الثانى، وهذا القسم نتوقف فيه، فال نؤمن به وال نكذبه، وتجوز حكايته،

لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: "ال تصدقوا أهل الكتاب وال تكذبوهم، وقولوا آمنا

" اآلية....بالله وما أنزل إلينا : ثالثها: حذف األسانيد

حذف اإلسناد هو السبب الثالث واألخير الذى يرجع إليه ضعف التفسير المأثور، وسبق أن أشرنا إلى مبدأ اختصار

عن األسانيد، فقد روى اإلمام مسلم فى مقدمة صحيحه ابن سيرين أنه قال: "لم يكونوا يسألون عن اإلسناد، فلما

", وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم ثم صار كل من يسنح له قول يورده، ومن يخطر بباله شئ يعتمده، ثم ينقل ذلك عنه من يجئ بعده، ظانا أن له أصال،

وفى الحق أن غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف. ، ألن هذا السبب يكاد يكون أخطر األسباب جميعا

حذف األسانيد جعل من ينظر فى هذه الكتب يظنرين صحة كل ما جاء فيها، وجعل كثيرا من المفس ينقلون عنها ما فيها من اإلسرائيليات والقصص

المخترع على أنه صحيح كله، مع أن فيها مايخالف النقل وال يتفق مع العقل.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

(7الدرس) أشهر ما دون من كتب التفسير المأثور وخصائص

هذه الكتب

ال نريد أن نستقصى هنا جميع الكتب المدونة في التفسيرالمأثور، سنتكلم عن أشهرها:

- جامع البيان في تفسير القرآن: البن جرير الطبري.1 - بحر العلوم: ألبى الليث السمرقندي.2 - الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ألبى إسحاق3

الثعلبي. - معالم التنزيل: ألبى محمد الحسين البغوي.4 - المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز: البن عطية5

األندلسي. - تفسير القرآن العظيم: ألبى الفداء الحافظ ابن كثير.6 - الجواهر الحسان فى تفسير القرآن: لعبد الرحمن7

الثعالبي. - الدر المنثور فى التفسير المأثور: لجالل الدين8

السيوطي.

جامع البيان فى تفسير القرآن )للطبرى(. ( 36 ) ه7(: 310 - 224 - الطبري )1

هو أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، اإلمام الجليل والمجتهد المطلق،

صاحب التصانيف المشهورة، رحل من بلده ابن اثنتي عشرةطبرستان في طلب العلم وهو

فسمع بمصر والشام والعراق، ثم استقرسنة، ببغداد إلى أن مات فيها.

وما بعدها(.260 في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره )ص: المنار)( ينظر 36

مكانته العلمية: كان ابن جرير أحد األئمة األعالم، وكان قد جمع

من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره، فهو حافظ لكتاب الله، عارف بمعانيه، فقيه في أحكامه، عالم بالسنن وطرقها،

مميز بين الناسخ والمنسوخ منها، عارف بأقوال الصحابة والتابعين، عالم بمواضع اختالف األئمة

من قبله، عارف بأيام الناس وأخبارهم، ومن العلوم التي قد برع فيها: علم القراءات وعلم

التفسير وعلم الحديث وعلم الفقه وعلم التاريخ، فقد ألف في القراءات كتابه القراءات، وفي

التفسير كتاب جامع البيان عن تأويل آي القرآن، وفي التاريخ كتاب تاريخ األمم والملوك وكتاب

تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين، وفي الفقه كتاب اختالف العلماء، وكتاب أحكام شرائع

اإلسالم وهذا األخير كتاب ألف على ما أداه إليه اجتهاده. ومعظم هذه الكتب قد اختفى منذ زمن، ولم يحظ بالشهرة منها سوى كتابيه في التفسير

والتاريخ. »أجمعت األمة على أنه لم يصنفوقال النووي:

وتفسيره الذي بين أيدينا مامثل تفسير الطبري« هو إال مختصر تفسيره األصلي على ما يبدو. قال

ابن السبكي في طبقاته الكبرى: »إن أبا جعفر قال ألصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا

كم يكون قدره؟ فقالوا: هذا ربما تفنىثالثون ألف ورقة، فقال:

األعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثالثة آالف ورقة، ثم قال: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم

إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا

الله ماتت الهمم فاختصره في نحو ما اختصرالتفسير«.

وكتاب ابن جرير في التفسير من أقدم التفاسير . وما سبقه من المحاوالتالتي وصلت إلينا

التفسيرية ذهبت بمرور الزمن، ولم يصل إلينا شيء منها سوى ما وصل إلينا منها في ثنايا كتب

التفاسير األخرى ومنها تفسير ابن جرير. وتظهر طريقة ابن جرير في تفسيره في عدة

نقاط وهي: إنكاره التفسير بمجرد الرأي. -1 اعتناؤه باألسانيد. -2 تقديره لإلجماع. -3 ذكره القراءات. -4 نقله من اإلسرائيليات. -5 انصرافه عما ال فائدة فيه. -6 احتكامه إلى المعروف من كالم العرب. -7 رجوعه إلى الشعر القديم. -8 اهتمامه بالمذاهب النحوية. -9

معالجته لألحكام الفقهية. -10 طريقة ابن جرير فى تفسيره: *

تتجلى طريقة ابن جرير فى تفسيره بكل وضوح في األموراآلتية:

ر اآلية من القرآن (1 يقول: "القول في أنه إذا أراد أن يفستأويل قوله تعالى كذا وكذا"

ر اآلية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده(2 ثم يفس من التفسير المأثور عنهم فى إلى الصحابة أو التابعين

هذه اآلية، وإذا كان في اآلية قوالن أو أكثر، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها، ويستشهد على كل قول بما يرويه

فى ذلك عن الصحابة أو التابعين.

بل نجده يتعرض لتوجيه ال يقتصر على مجرد الرواية، (3 يتعرض كما نجده األقوال، ويرجح بعضها على بعض،

إن دعت الحال إلى ذلك. لناحية اإلعراب كما أنه يستنبط األحكام التي يمكن أن تؤخذ من اآلية،(4

مع توجيه األدلة وترجيح ما يختار.ر بمجرد الرأي: * إنكاره على من يفس

عند قوله عند تفسير قوله تعالى: ))ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون((

[. بعد ذكر أقوال السلف فيها، مع49]يوسف: توجيهه لألقوال، وتعرضه للقراءات، فيقول ما

وكان بعض من ال علم له بأقوال...نصه: » السلف من أهل التأويل، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كالم العرب، يوجه معنى قوله: »وفيه

يعصرون« إلى: وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنه من العصر، والعصرة التي

بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيد الطائي: ولقد كان عصرة...صاديا يستغيث غير مغاث

المنجودأي: المقهور، ومن قول لبيد:

افا...فبات وأسرى القوم آخر ليلهم وما كان وقر بغير معص

وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه، خالفه (37)قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين«

وكثيرا ما يقف ابن جرير مثل هذا الموقف حيال ما يروى عن مجاهد أو الضحاك أو غيرهما ممن يروون عن ابن

عباس. [ من سورة البقرة:65فمثال عند قوله تعالى فى اآلية ]

}ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم يقول ما نصه: "حدثنى المثنى،كونوا قردة خاسئين{ ..

. (197/ 13ينظر تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر ))( 37

قال. حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: }ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت

فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين{ قال: "مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم، كمثل الحمار

يحمل أسفارا". ثم يعقب ابن جرير بعد ذلك على قول مجاهد فيقول ما

قول لظاهر ما دل: "وهذا القول الذى قاله مجاهد،نصه (38)" ... . الخ. عليه كتاب الله مخالف

... وهكذا نجد ابن جرير فى غير موضع من تفسيره، ينبرى للرد على مثل هذه اآلراء التى ال تستند على شئ إال على

مجرد الرأى أو محض اللغة.* موقفه من األسانيد:

جرير وإن التزم فى تفسيره ذكر الرواياتثم إن ابن بأسانيدها، إال أنه في األعم األغلب ال يتعقب األسانيد

ألنه كان يرى - كما هو مقرر فيبتصحيح وال تضعيف، أصول الحديث - أن من أسند لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح، فهو

بعمله هذا قد خرج من العهدة، ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل منح منهم، ويرد الرواية التي ال ح من يجر رجال اإلسناد، ويجر

ح برأيه فيها بما يناسبها، فمثال نجده يثق بصحتها، ويصر [ من سورة94عنده تفسيره لقوله تعالى فى اآلية ]

الكهف: } ... فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا{ .. يقول ما نصه: "روى عن عكرمة في ذلك -

يعنى في ضم سين " سدا" وفتحها - ما حدثنا به أحمد بنيوسف.

قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن هارون، عن أيوب، عن عكرمة قال: ما كان من صنعة بنى آدم فهو

(65/ 2ينظر تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر ))( 38

د، د - يعنى بفتح السين، وما كان من صنع الله فهو الس الس ثم يعقب على هذا السند فيقول: وأما ما ذكره عن عكرمة

فى ذلك، فإن الذى نقل عن أيوب: "هارون"، وفى نقلهنظر، وال نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه".

* تقديره لإلجماع: كذلك نجد ابن جرير فى تفسيره يقدر إجماع األمة، ويعطيه

سلطانا كبيرا فى اختيار ما يذهب إليه من التفسير عند تفسيره لقوله تعالى: فإن طلقها فال تحل له

[230البقرة: من بعد حتى تنكح زوجا غيره ] فيقول ما نصه: »فإن قال قائل: فأي النكاحين

عنى الله بقوله:ى تنكح زوجا غيره؟ النكاح الذي هو فال تحل له من بعد حت

جماع؟ أم النكاح الذي هو عقد تزويج؟ قيل: كالهما، وذلك أن المرأة إذا نكحت رجال نكاح تزويج،

ثم لم يطأها في ذلك النكاح ناكحها، ولم يجامعها حتى(39) «إلجماع األمة جميعا ... يطلقها، لم تحل لألول،

موقفه من القراءات:* نجد ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على

المعانى المختلفة.وكثيرا ما يرد القراءات التي ال تعتمد على األئمة الذين

والتي تقوميعتبرون عنده وعند علماء القراءت حجة، على أصول مضطربة مما يكون فيه تغيير وتبديل

لكتاب الله، ثم يتبع ذلك برأيه فى آخر األمر مع توجيه [81رأيه باألسباب، فمثال عند قوله تعالى فى اآلية ]

من سورة األنبياء: }ولسليمان الريح عاصفة{ .. يذكراء األمصار قرأوا "الريح" بالنصب على أنها أن عامة قر

مفعول ل7 "سخرنا" المحذوف، وأن عبد الرحمن األعرج قرأ "الريح" بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول: والقراءة

(.588/ 4ينظر تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ))( 39

اء التي ال أستجيز القراءة بغيرها فى ذلك ما عليه قر (40)األمصار إلجماع الحجة من القراء عليه.

*موقفه من اإلسرائيليات: ثم إننا نجد ابن جرير يأتى فى تفسيره بأخبار مأخوذة من

القصص اإلسرائيلي، يرويها بإسناده إلى كعب األحبار،ه، وابن جريج، والسدى، وغيرهم، ونراه ينقل ووهب بن منب

عن محمد بن إسحاق كثيرا مما رواه عن مسلمة النصارى. النظر، هذا اإلسناد: حدثني ابن ومن األسانيد التي تسترعى

حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبى عتاب - رجل من تغلب - كان نصرانيا عمرا من دهره ثم أسلم بعد

فقرأ القرآن وفقه فى الدين، وكان فيما ذكر، أنه كان.نصرانيا أربعين سنة ثم عمر في اإلسالم أربعين سنة

يذكر ابن جرير هذا اإلسناد، ويروى لهذا الرجل النصرانى األصل خبرا عن آخر أنبياء بنى إسرائيل، عند تفسيره لقوله

[ من سورة اإلسراء: }إن أحسنتم7تعالى فى اآلية ] أحسنتم ألنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جآء وعد اآلخرة

ة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرروا ما علوا تتبيرا{ . وليتب

[ من سورة94كما نراه عند تفسيره لقوله تعالى فى اآلية ] الكهف: }قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في

.. اآلية.. يسوق هذا اإلسناد: حدثنا ابن حميد قال:األرض{ حدثنا سلمة قال: حدثنا محمد ابن إسحاق قال: حدثني

بعض من يسوق أحاديث األعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم، مما توارثوا من علم ذي القرنين أن ذا القرنين كان

رجال من أهل مصر، اسمه مرزبا بن مردبة اليونانى من ولديونن بن يافث بن نوح.. إلخ".

(.332/ 16تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر ) ينظر)(40

.وهكذا يكثر ابن جرير من رواية اإلسرائيليات، ولعل هذار به من الروايات التاريخية التي عالجها في راجع إلى ما تأث

بحوثه التاريخية الواسعة. وإذا كان ابن جرير يتعقب كثيرا من هذه الروايات بالنقد،

فتفسيره ال يزال يحتاج إلى النقد الفاحص الشامل، احتياج كثير من كتب التفسير التي اشتملت على الموضوع

والقصص اإلسرائيلي، على أن ابن جرير - كما قدمنا - قد ذكر لنا السند بتمامه فى كل رواية يرويها، وبذلك يكون قد

خرج من العهدة، وعلينا نحن أن ننظر فى السند ونتفقدالروايات.

انصرافه عما ال فائدة فيه:*فه ال يهتم ومما يلفت النظر فى تفسير ابن جرير أن مؤلرين - باألمور التي ال تغنى فيه -كما يهتم غيره من المفس وال تفيد، فنراه مثال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة

}إذ قال الحواريون ياعيسى ابن مريم هل يستطيعالمائدة: ل علينا مآئدة من السمآء ... ... .{ ك أن ينز اآليات إلىرب

[ .. يعرض114-112قوله: }وارزقنا وأنت خير الرازقين{ ] لذكر ما ورد من الروايات فى نوع الطعام الذى نزلت به

: "وأما الصوابثم يعقب على هذا بقولهمائدة السماء.. من القول فيما كان على المائدة فأن يقال: كان عليها

مأكول، وجائز أن يكون سمكا وخبزا، وجائز أن يكون ثمرا من الجنة، وغير نافع العلم به، وال ضار الجهل به، إذا أقر

تالي اآلية بظاهر ما احتمله التنزيل". [ من سورة20كما نراه عند تفسير قوله تعالى فى اآلية ]

يوسف: }وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من يعرض لمحاوالت قدماء المفسرين فى تحديدالزاهدين{ ..

عدد الدراهم، هل هى عشرون؟ أو اثنان وعشرون؟ أو ثم يعقب علىأربعون؟.. إلى آخر ما ذكره من الروايات..

: إن الله -ذلك كله بقوله: "والصواب من القول أن يقال تعالى ذكره - أخبر أنهم باعوه بدراهم معدودة غير موزونة،

ولم يحد مبلغ ذلك بوزن وال عدد، وال وضع عليه داللة في كتاب وال خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد

يحتمل أن يكون كان اثنين وعشرين، وأن يكون كان أربعون، وأقل من ذلك وأكثر، وأي ذلك فإنها كانت معدودة

وليس في العلم بمبلغ وزن ذلك فائدة تقع فىغير موزونة، دين، وال فى الجهل به دخول ضر فيه، واإليمان بظاهر

(41)التنزيل فرض، وما عداه فموضوع عنا تكلف علمه" ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مناهج التفسير التطبيق على أهم كتب التفسير بالرأي ومؤلفيها التفسير بالرأي و

وخصائصها به من مباحث ( 42 ) التفسير بالرأي وما يتعلق

*معنى التفسير بالرأي: على االعتقاد، وعلى االجتهاد، وعلى القياس، يطلق الرأي:

ومنه: أصحاب الرأى: أى أصحاب القياس. والمراد بالرأىهنا "االجتهاد.

(59/ 13تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر ))( 41

(183/ 1التفسير والمفسرون ))( 42

عبارة عن تفسير القرآن باالجتهاد بعد فالتفسير بالرأي، ر لكالم العرب ومناحيهم فى القول، ومعرفته معرفة المفس

لأللفاظ العربية ووجوه دالالتها. * موقف العلماء من التفسير بالرأي:

اختلف العلماء في جواز تفسير القرآن بالرأي، ووقفرون بإزاء هذا الموضوع موقفين متعارضين: المفس

ز رأيه والفريقان على طرفى نقيض فيما يبدو، وكل يعز أما الفريق األول - فريق المانعين ويقويه باألدلة والبراهين.

– وقالوا: ال يجوز ألحد تفسير شئ من القرآن وإن كان عالما

أديبا متسعا فى معرفة األدلة، والفقه، والنحو، واألخبار، واآلثار، وإنما له أن ينتهى إلى ما روى النبى صلى الله عليه

وسلم، وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضى اللهعنهم، أو عن الذين أخذوا عنهم من التابعين

قد استدلوا بما يأتى: قالوا: إن التفسير بالرأي قول على الله بغير علم،أوال:

والقول على الله بغير علم منهى عنه فالتفسير بالرأي منهى عنه

ر بالرأى ليس على يقين بأنه أصاب ما أراد ألن المفس الله تعالى، وال يمكنه أن يقطع بما يقول، وغاية األمر أنه يقول بالظن، والقول بالظن قول على الله بغير

علم. قوله تعالى: }وأن تقولوا على الله ما ال تعلمون{ وهو

مات في قوله تعالى معطوف على ما قبله من المحر

ي33في اآلية ] م رب ما حر [ من سورة األعراف: }قل إن الفواحش ما ظهر منها وما بطن{ .. اآلية، وقوله تعالى

[ من سورة اإلسراء: }وال تقف ما ليس36فى اآلية ]لك به علم{ ..

ألن الظن نوع منقد رد المجيزون هذا الدليل فقالوا: العلم، إذ هو إدراك الطرف الراجح ، ألن الظن منهى عنه إذا وجد نص شرعي قاطع, أما إذا لم يوجد شئ من ذلك،

فالظن كاف هنا، الستناده إلى دليل قطعى من الله سبحانهف وتعالى على صحة العمل به إذ ذاك. كقوله تعالى: }ال يكل

وسعها{ ]البقرة: [ .. وقوله عليه الصالة286الله نفسا إالوالسالم: "جعل الله للمصيب أجرين وللمخطئ واحدا".

ن ثانيا - استدلوا بقوله تعالى: }وأنزلنا إليك الذكر لتبيل إليهم{ اس ما نز ، فقد أضاف البيان إليه، فعلم أنهللن

ليس لغيره شئ من البيان لمعانى القرآن. نعم إن النبي صلىوأجاب المجيزون عن هذا الدليل فقالوا:

ن كل الله عليه وسلم مأمور بالبيان ولكنه مات ولم يبي شيء فما ورد بيانه عنه - صلى الله عليه وسلم - ففيه الكفاية عن فكره من بعده، وما لم يرد عنه ففيه حينئذ

فكرة أهل العلم بعده، فيستدلون بما ورد بيانه على ما لمرون{ . هم يتفك يرد، والله تعالى يقول فى آخر اآلية: }ولعل

ة من تحريم القول في ن ثالثا - استدلوا بما ورد في السالقرآن بالرأي فمن ذلك:

- ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضى الله عنهما عن1 النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اتقوا الحديث عنى إال

ما علمتم، فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".. قال

أبو عيسى: هذا حديث حسن. - ما رواه الترمذى وأبو داود عن جندب أنه قال: قال2

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال فى القرآنبرأيه فأصاب فقد أخطأ".

وأجاب المجيزون عن هذين الحديثين بأجوبة: أن النهى محمول على من قال برأيه فى نحو مشكل(1

القرآن، ومشتابهه، من كل ما لم يعلم إال عن طريق النقل عن النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة عليهم

رضوان الله. أنه أراد - بالرأى - الرأى الذى يغلب على صاحبه من(2

غير دليل يقوم عليه، أما الذى يشده البرهان، ويشهد له الدليل، فالقول به جائز. و مثال للذي يقول في

القرآن برأيه وهو غير مقبول, كالذي يستدل لغرضه بدليل قرآنى يعلم أنه ليس مقصودا به ما أراد، مثل الداعى إلى مجاهدة النفس الذى يستدل على ذلك

ه طغى{ ، ]طه: بقوله تعالى: }اذهب إلى فرعون إن [ ويريد من فرعون النفس.. وال شك أن مثل هذا24

قائل فى القرآن برأيه. أن النهى محمول على من يقول فى القرآن بظاهر(3

العربية، ومن غير أن يرجع إلى أخبار الصحابة الذى شاهدوا تنزيله، وأدوا إلينا من السنن ما يكون بيانا لكتاب الله تعالى،. فمثال قوله تعالى: }وآتينا ثمود

[ معناه:59الناقة مبصرة فظلموا بها{ ]اإلسراء: نة على صدق وآتينا ثمود الناقة معجزة واضحة، وآية بي

رسالته، فظلموا بعقرها أنفسهم، ولكن الواقف عن

ظاهر العربية وحدها بدون أن يستظهر بشئ مما تقدم، يظن أن "مبصرة" من اإلبصار بالعين، وهو حال من الناقة، وصف لها فى معنى، وال يدرى بعد ذلك بم

ظلموا، وال من ظلموا. ويمكن اإلجابة عن حديث جندب - زيادة عما تقدم -(4

بأن هذا الحديث لم تثبت صحته، ألن من رواته سهيل بن أبى حزم، وهو متكلم فيه، قال فيه أبوحاتم: ليس

بالقوى، وكذا قال البخارى والنسائى، وضعفه ابنمعين، وقال فيه اإلمام أحمد: روى أحاديث منكرة،. رابعا - ما ورد عن السلف من الصحابة والتابعين، من

اآلثار التى تدل على أنهم كانوا يعظمون تفسير القرآنجون من القول فيه بآرائهم .ويتحر

فمن ذلك:ما جاء عن أبى مليكة أنه قال: سئل أبو بكر الصديق

رضى الله عنه فى تفسير حرف من القرآن فقال: "أى سماء تظلني، وأي أرض تقلني، وأين أذهب، وكيف أصنع إذا قلت فى حرف من كتاب الله بغير ما أراد

تبارك وتعالى"؟وما ورد عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن

الحالل والحرام تكلم، وإذا سئل عن تفسير آية منالقرآن سكت كأن لم يسمع شيئا.

وما روى عن الشعبي أنه قال: "ثالث ال أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأي".

ابن مجاهد يقول: "قال رجل ألبى: أنت الذى تفسر القرآن برأيك؟ فبكى أبى، ثم قال: إنى إذن لجرئ، لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجال من أصحاب النبى

صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم".

األصمعى إمام اللغة، كان مع علمه الواسع شديد ة، فإذا سئل عن ن االحتراز فى تفسير الكتاب، بل والس

معنى شئ من ذلك يقول: "العرب تقول: معنى هذاة أى شئ ن كذا، وال أعلم المراد منه فى الكتاب والس هو"...وغير هذا كثير من اآلثار الدالة على المنع من

القول فى التفسير بالرأى.وقد أجاب المجيزون عن هذه اآلثار:

بأن إحجام من أحجم من السلف عن التفسير(1 إنما كان منهم ورعا واحتياطا ألنفسهم،بالرأى،

فوا به من إصابة الحق فى مخافة أال يبلغوا ما كلالقول.

دا بما لم يعرفوا وجه الصوابإن إحجامهم (2 كان مقيجونفيه ، أما إذا عرفوا وجه الصواب فكانوا ال يتحر

من إبداء ما يظهر لهم ولو بطريق الظن. قال أبو بكر رضى الله عنه يقول - وقد سئل عن(3

فيها برأيى فإن كان صوابا فمنالكاللة -: "أقول الله، وإن كان غير ذلك فمنى ومن الشيطان:

".الكاللة كذا وكذان لإلجابة، إنما أحجم من أحجم، (4 ألنه كان ال يتعي

لوجود من يقوم عنه في تفسير القرآن وإجابة ، وإال لكانوا كاتمين للعلم، وقد أمرهم اللهالسائل

ببيانه للناس.

وأما الفريق الثانى - فريق المجوزين - فقد استدلوا على ماذهبوا إليه بما يأتى:

أوال - بنصوص كثيرة وردت في كتاب الله تعالى: منها قولهرون القرآن أم على قلوب أقفالهآ..{ تعالى: }أفال يتدب

[ وقوله: }كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته24]محمد: ر أولوا األلباب{ ]ص: [ .. وقوله: }ولو ردوه إلى29وليتذك

الرسول وإلى أولي األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه[ . 83منهم{ ]النساء:

أنه تعالى حث في اآليتينووجه الداللة في هذه اآليات: األوليين على تدبر القرآن واالعتبار بآياته، واالتعاظ بعظاته،

كما دلت اآلية األخيرة على أن في القرآن ما يستنبطه أولوا األلباب باجتهادهم، ويصلون إليه بإعمال عقولهم، وإذا كان

دنا بالنظر في القرآن نا على التدبر، وتعب الله قد حث واستنباط األحكام منه، فهل يعقل أن يكون تأويل ما لم يستأثر الله بعلمه محظورا على العلماء، مع أنه طريق

ا ملزمين العلم، وسبيل المعرفة والعظة؟ لو كان ذلك لكن باالتعاظ واالعتبار بما ال نفهم، ولما توصلنا لشئ من

االستنباط، ولما فهم الكثير من كتاب الله تعالى. قالوا: لو كان التفسير بالرأي غير جائز لما كانثانيا -

والمجتهد فياالجتهاد جائزا، ولتعطل كثير من األحكام، حكم الشرع مأجور، أصاب أو أخطأ، والنبى صلى الله عليهر كل آيات القرآن، ولم يستخرج لنا جميع ما وسلم لم يفس

فيه من أحكام. ثالثا - استدلوا بما ثبت من أن الصحابة - رضوان الله عليهم

- قرأوا القرآن واختلفوا فى تفسيره على وجوه، ومعلوم أنهم لم يسمعوا كل ما قالوه فى تفسير القرآن من النبى

ن لهم كل معانى صلى الله عليه وسلم، إذ أنه لم يبين لهم بعض معانيه، وبعضه اآلخر توصلوا إلى القرآن، بل بي

معرفته بعقولهم واجتهادهم، ولو كان القول بالرأى فى

القرآن محظورا لكانت الصحابة قد خالفت ووقعت فيمام الله، ونحن نعيذ الصحابة من المخالفة والجرأة على حر

محارم الله. رابعا - قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا البن

عباس رضى الله عنهما، فقال فى دعائه له: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل" فلو كان التأويل مقصورا على

السماع والنقل كالتنزيل، لما كان هناك فائدة لتخصيص ابن عباس بهذا الدعاء، فدل ذلك على أن التأويل الذى دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم البن عباس أمر آخر وراء

ن النقل والسماع، ذلك هو التفسير بالرأى واالجتهاد، وهذا بيال إشكال فيه.

بعد أن ذكر المذهبين وأدلتهما فىوالراغب األصفهانى - مقدمة التفسير - يقول: "وذكر بعض المحققين: أن

المذهبين هما الغلو والتقصير، فمن اقتصر على المنقول إليه فقد ترك كثيرا مما يحتاج إليه، ومن أجاز لكل أحد

ضه للتخليط، ولم يعتبر حقيقة قوله الخوض فيه فقد عرر أولوا األلباب{ . تعالى: }ليدبروا آياته وليتذك

حقيقة الخالف:* ونحن مع هذا البعض الذى نقل عنه الراغب هذا التحقيق إن وقف الفريق األول عند المنقول فلم يتجاوزه، وأجاز الفريق

الثانى لكل أحد الخوض فى التفسير والكالم فيه، إذ أن الجمود على المنقول تقصير وتفريط بل نزاع، والخوض في

التفسير لكل إنسان غلو وإفراط بال جدال.

ولكن لو رجعنا إلى هؤالء المتشددين في التفسير وعرفنا سر تشددهم فيه، ثم رجعنا إلى هؤالء المجوزين للتفسير بالرأى ووقفنا على ما شرطوه من شروط ال بد منها لمن

لنا أدلة الفريقين تحليال دقيقا، يتكلم في التفسير برأيه، وحل لظهر لنا أن الخالف لفظي ال حقيقى، ولبيان ذلك نقول:

التفسيربالرأي قسمان: و قسم جار على موافقة التفسير بالرأي المحمود: (1

كالم العرب، ومناحيهم في القول، مع موافقة الكتابة، ومراعاة سائر شروط التفسير، وهذا القسم والسن جائز ال شك فيه، وعليه يحمل كالم المجيزين للتفسير

بالرأي. وقسم غير جار على قوانين التفسير بالرأي المذموم: (2

العربية، وال موافق لألدلة الشرعية، وال مستوف لشرائط التفسير، وهذا هو مورد النهى ومحط الذم،

وهو الذى يرمى إليه كالم ابن مسعود إذ يقول: "ستجدون أقواما يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه

وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، وإياكموالتنطع

أهم كتب التفسير بالرأى الجائز مفاتيح الغيب: للفخر الرازى -1 أنوار التنزيل وأسرار التأويل: للبيضاوي -2 مدارك التنزيل وحقائق التأويل: للنسفي -3 لباب التأويل فى معانى التنزيل: للخازن -4 البحر المحيط: ألبى حيان -5 غرائب القرآن ورغائب الفرقان: للنيسابوري -6

تفسير الجاللين: للجالل المحلى، والجالل - 7السيوطي

السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض -8 معانى كالم ربنا الحكيم الخبير: للخطيب

الشربيني. إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم: -9

ألبى السعود روح المعاني في تفسير القرآن العظيم -10

.والسبع المثاني: لأللوسي - مفاتيح الغيب: للفخر الرازي1

* التعريف بالمؤلف: مؤلف هذا التفسير، هو أبو عبد الله، محمد بن

عمر بن الحسين بن الحسن ابن على، التميمي،ب بفخر البكري، الطبرستانى، الرازي، الملق

الدين، والمعروف بابن الخطيب الشافعي، ه7 )أربع وأربعين وخمسمائة544المولود سنة

من الهجرة( . كان رحمه الله فريد عصره، ومتكلم زمانه، جمع كثيرا من العلوم ونبغ فيها، فكان إماما في التفسير والكالم، والعلوم العقلية،

وعلوم اللغة، ولقد أكسبه نبوغه العلمي شهرة عظيمة، فكان العلماء يقصدونه من البالد، .. وقد .ويشدون إليه الرحال من مختلف األقطار

. ه6067كانت وفاة الرازي - رحمه الله - سنة

خصائص تفسير الرازي اهتمام الفخر الرازي ببيان المناسبات بين(1

آيات القرآن وسوره: يكثر: اهتمامه بالعلوم الرياضية والفلسفية (2

الرازي من االستطراد إلى العلوم الرياضية والطبيعية، وغيرها من العلوم الحادثة في

الملة، على ما كانت عليه في عهده، كالهيئة الفلكية وغيرها، كما أنه يعرض كثيرا ألقوال

الفالسفة بالرد والتفنيد، وإن كان يصوغ أدلته في مباحث اإللهيات على نمط استدالالته

العقلية، ولكن بما يتفق ومذهب أهل السنة.نى يرى ما موقفه من المعتزلة: (3 ثم إنه - كس

نة، ويعتقد بكل ما يقررونه من يراه أهل الس مسائل علم الكالم - ال يدع فرصة تمر دون أن

يعرض لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد ردا ال يراه البعض كافيا وال شافيا.عليهم،

فهذا هو الحافظ ابن حجر يقول عنه في وكان يعاب بإيراد الشبهةلسان الميزان: "

ر في حلها، حتى قال بعض الشديدة، ويقص المغاربة: "يورد الشبه نقدا ويحلها نسيئة".

ح في مقدمة نهاية العقول: أنه مقرر وقد صر مذهب خصمه تقريرا لو أراد خصمه تقريره لم

يقدر على الزيادة على ذلك موقفه من علوم الفقه واألصول والنحو(4

الفخر الرازي ال يكاد يمر بآية منوالبالغة: آيات األحكام إال ويذكر مذاهب الفقهاء فيها، مع ترويجه لمذهب الشافعي - الذى يقلده - باألدلة والبراهين. كذلك نجده يستطرد لذكر

المسائل األصولية، والمسائل النحوية،

والبالغية، وإن كان ال يتوسع في ذلك توسعهفي مسائل العلوم الكونية والرياضية.

هو أشبه ما يكونالطابع العام للتفسير:(5 بموسوعة في علم الكالم، وفى علوم الكون والطبيعة، إذ أن هذه الناحية، هي التي غلبت

عليه حتى كادت تقلل من أهمية الكتاب كتفسير للقرآن الكريم. ومن أجل ذلك نقل

عن أبى حيان أنه قال في البحر المحيط: "جمع اإلمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة ال حاجة بها في علم التفسير، ولذلك

قال بعض العلماء: فيه كل شيء إال التفسير".

(9المحاضرة )تابع التفسير بالرأي المحمود والرأي المذموم

- أنوار التنزيل وأسرار التأويل )للبيضاوى(2

* التعريف بمؤلف هذا التفسير: مؤلف هذا التفسير، هو قاضى القضاة، ناصر

الدين أبو الخير، عبد الله ابن عمر بن محمد بن على، البيضاوي الشافعي، وهو من بالد فارس،

قال ابن قاضى شهبة فى طبقاته: "صاحب المصنفات، وعالم أذربيجان، وشيخ تلك الناحية. ولى قضاء شيراز". وقال السبكي: "كان إماما

مبرزا نظارا خيرا، صالحا متعبدا". توفي سنةه7 )إحدى وتسعين وستمائة(.691

* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:

تفسير العالمة البيضاوي، تفسير متوسط-1 جمع فيه صاحبه بين التفسيرالحجم،

على مقتضى قواعد اللغة العربية،والتأويل،نة. وقرر فيه األدلة على أصول أهل الس

وقد اختصر البيضاوي تفسيره من الكشاف-2 للزمخشري، ولكنه ترك ما فيه من اعتزاالت،

التفسيروكذلك استمد البيضاوي تفسيره من الكبير المسمى بمفاتيح الغيب للفخر الرازي،

، وضم لذلكومن تفسير الراغب األصفهاني بعض اآلثار الواردة عن الصحابة والتابعين، كما

أنه أعمل فيه عقله، فضمنه نكتا بارعة، ولطائف رائعة، واستنباطات دقيقة، كل هذا

فى أسلوب رائع موجز، وهو يهتم أحيانا بذكرالق راءت.

وإن كان أحيانا يذهب إلى ما يذهب إليه صاحب:الكشاف

ر قوله تعالى فى ومن ذلك أنه عندما فس [ من سورة البقرة: }الذين275اآلية ]

كما يقوم الذي يأكلون الربا ال يقومون إال .. اآلية،يتخبطه الشيطان من المس{ ...

وجدناه يقول: "إال قياما كقيام المصروع، وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان

ر المس يخبط اإلنسان فيصرع".. ثم يفس بالجنون ويقول: "وهذا أيضا زعما منهم

أن الجنى يمس الرجل فيختلط عقله". وال شك أن هذا موافق لما ذهب إليه

الزمخشري من أن الجن ال تسلط لها علىاإلنسان إال بالوسوسة واإلغواء.

يذكر في نهاية كل سورة حديثا في فضلها عند الله،وما لقارئها من الثواب واألجر

وهيوقد عرفنا قيمة هذه األحاديث، باتفاق أهل الحديث.موضوعة

نة-3 نجد البيضاوي كثيرا ما يقرر مذهب أهل الس ، عندما يعرض لتفسير آية لهاومذهب المعتزلة

صلة بنقطة من نقط النزاع بينهم. ومثال عند تفسيره لقوله تعالى في أول سورة البقرة

ا رزقناهم ينفقون{ نراه يتعرض أيضا: }وممنة والمعتزلة فيما للخالف الذى بين أهل الس

يطلق عليه اسم الرزق، ويذكر وجهة نظر كلنة.فريق، مع ترجيحه لمذهب أهل الس

ل جدا من ذكر الروايات اإلسرائيلية، وهو-4 مق يصدر الرواية بقوله: روى، أو قيل ... إشعارا

منه بضعفها. ، ولعل هذهيخوض في مباحث الكون والطبيعة -5

التفسير الكبيرالظاهرة سرت إليه من طريق الذى استمد منه كما قلنا. فمثالللفخر الرازي،

[ من10عند تفسيره لقوله تعالى في اآلية ]سورة الصافات: }فأتبعه شهاب ثاقب{

إن هذا الكتاب رزق من عند الله سبحانه وتعالى ، بحسن القبول عند جمهور األفاضل والفحول

فعكفوا عليه بالدرس والتحشية، فمنهم من علق تعليقة على سورة منه، ومنهم من حشى تحشية ثم تامة، ومنهم من كتب على بعض مواضع منه"..

عد من هذه الحواشي ما يزيد عدده على األربعين، وال أطيل بذكرها، ومن شاء االطالع على ذلك

فليرجع إليه فى موضعه الذى أشرت إليه، وحسبي أن أقول: إن أشهر هذه الحواشي وأكثرها تداوال

حاشية قاضى زاده، وحاشية الشهابونفعا: الخفاجي، وحاشية القونوى

التفسير بالرأي المذموم.. أو تفسير الفرقةالمبتدعة

نة، والذى اشتهر من هذه الفرق خمس: أهل الس والمعتزلة، والمرجئة، والشيعة، والخوارج، وما

وراء ذلك من الفرق كالجبرية، والباطنية، والمشبهة، وغيرها، فمعظمها مشتق من هذه

الفرق الخمس الرئيسية.المعتزلة.. وموقفهم من تفسير القرآن الكريم: * كلمة إجمالية عن المعتزلة وأصولهم المذهبية -

نشأة المعتزلة: نشأت هذه الفرقة في العصر األموى، ولكنها

شغلت الفكر اإلسالمي فى العصر العباسي ردحا طويال من الزمان. وأصل هذه الفرقة هو واصل

ال المولود سنة ه807بن عطاء الملقب بالغز ه7 )إحدى وثالثين131)ثمانين( ، والمتوفى سنة

ومائة( ، في خالفة هشام بن عبد الملك، وذلك أنه دخل على الحسن البصرى رجل فقال: يا إمامرون صاحب الدين؛ ظهر في زماننا جماعة يكف الكبيرة - يريد وعيدية الخوارج - وجماعة أخرى يرجئون الكبائر، ويقولون: ال تضر مع اإليمان

معصية، كما ال تنفع مع الكفر طاعة، فكيف لنا أن نعتقد في ذلك؟ فتفكر الحسن، وقبل أن يجيب

قال واصل: أنا ال أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلق، وال كافر مطلق، ثم قام إلى أسطوانة من

أسطوانات المسجد، وأخذ يقرر على جماعة من

أصحاب الحسن ما أجاب به، من أن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن وال كافر، ويثبت له المنزلة بين

المنزلتين، قائال: إن المؤمن اسم مدح، والفاسق ال يستحق المدح فال يكون مؤمنا، وليس بكافر

أيضا، إلقراره بالشهادتين، ولوجود سائر أعمال الخير فيه، فإذا مات بال توبة خلد في النار، إذ ليس في اآلخرة إال فريقان، فريق من الجنة،

وفريق في السعير، لكن يخفف عنه، وتكون دركته فوق دركات الكفار، فقال الحسن: اعتزل عنا

واصل، فلذلك سمى هو وأصحابه معتزلة.ب المعتزلة بالقدرية تارة، وبالمعطلة تارة ويلق

أخرى، أما تلقيبهم بالقدرية، فألنهم يسندون أفعال العباد إلى قدرتهم، وينكرون القدر فيها.

وأما تلقيبهم بالمعطلة فألنهم يقولون بنفي صفات المعاني فيقولون: الله عالم بذاته، قادر

بذاته.. وهكذا. فأنت ترى مما تقدم، أن االعتزال نشأ في

البصرة، ولكن سرعان ما انتشر في العراق، واعتنقه من خلفاء بنى أمية يزيد بن الوليد،

ومروان بن محمد، وفى العصر العباسي، استفحل أمر المعتزلة، واحتلت أفكارهم وعقائدهم من

عقول الناس وجدل العلماء مكانا عظيما.أصول المعتزلة:

ما أصول المعتزلة فهي خمسة: التوحيد، والعدل،أ والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، واألمر

وهذه األصولبالمعروف والنهى عن المنكر. الخمسة يجمع الكل عليها، ومن لم يقل بها جميعا

فليس معتزليا بالمعنى الصحيح. قال أبو الحسن

الخياط أحد زعماء المعتزلة في القرن الثالث الهجري: "وليس يستحق أحد منهم اسم االعتزال

حتى يجمع القول باألصول الخمسة: التوحيد، والعدل، والوعد، والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين،

واألمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فإذا كملتهذه الخصال فهو معتزلى".

فهو لب مذهبهم، ورأس نحلتهم، وقدأما التوحيد: بنوا على هذا األصل: استحالة رؤية الله سبحانه

وتعالى يوم القيامة، وأن الصفات ليست شيئا غيرالذات، وأن القرآن مخلوق لله تعالى.

فقد بنوا عليه: أن الله تعالى لم يشأوأما العدل: جميع الكائنات، وال خلقها وال هو قادر عليها، بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله تعالى، ال

خيرها وال شرها، ولم يرد إال ما أمر به شرعا، وماسوى ذلك فإنه يكون بغير مشيئته.

: فمضمونه، أن الله يجازى منوأما الوعد والوعيد أحسن باإلحسان، ومن أساء بالسوء، ال يغفر

لمرتكب الكبيرة ما لم يتب، وال يقبل في أهل الكبائر شفاعة، وال يخرج أحدا منهم من النار.

وأوضح من هذا أنهم يقولون: إنه يجب على الله ، فصاحبأن يثيب المطيع ويعاقب مرتكب الكبيرة

الكبيرة إذا مات ولم يتب ال يجوز أن يعفو الله ، ألنه أوعد بالعقاب على الكبائر وأخبر به، فلوعنه

لم يعاقب لزم الخلف في وعيده. وهم يعنون بذلك أن الثواب على الطاعات، والعقاب على

المعاصي قانون حتمي التزم الله به، كما قالوا: إن مرتكب الكبيرة مخلد في النار ولو صدق

بوحدانية الله وآمن برسله، لقوله تعالى في اآلية [ من سورة البقرة: }بلى من كسب سيئة81]

وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيهاخالدون{ ..

: فقد سبق أن بيناهاوأما المنزلة بين المنزلتينفي مناظرة واصل بن عطاء للحسن البصرى.

فهو مبدأوأما األمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مقرر عندهم، وواجب على المسلمين لنشر الدعوة اإلسالمية، وهداية الضالين وإرشاد

الغاوين، ولكنهم بالغوا في هذا األصل، وخالفوا ما عليه الجمهور، فقالوا: إن األمر بالمعروف

والنهى عن المنكر يكون بالقلب إن كفى، وباللسان إن لم يكف القلب، وباليد إن لم يغنيا،

وبالسيف إن لم تكف اليد، لقوله تعالى في اآلية ] [ من سورة الحجرات: }وإن طآئفتان من9

المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على األخرى فقاتلوا التي تبغي حتى

قون تفيء إلى أمر الله{ .. وهم في ذلك ال يفرقوا بين صاحب السلطان وغيره، كما أنهم لم يفر

بين األصول الدينية المجمع عليها وعقائدهماالعتزالية.

حكم ابن تيمية على تفسير المعتزلة: كذلك حكم ابن تيمية على تفسيرهم فقال: "إن مثل هؤالء اعتقدوا رأيا ثم حملوا ألفاظ القرآن

عليه، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وال من أئمة المسلمين، ال في رأيهم وال

في تفسيرهم، وما من تفسير من تفاسيرهم يظهر من وجوه كثيرة، وذلكالباطلة إال وبطالنه

من جهتين: تارة من العلم بفساد قولهم، وتارةروا به القرآن إما دليال من العلم بفساد ما فس

على قولهم، أو جوابا على المعارض لهم، ومن هؤالء من يكون حسن العبارة فصيحا ويدس البدع

في كالمه وأكثر الناس ال يعلمون، كصاحب الكشاف، ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير ممن ال يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما

رين شاء الله، وقد رأيت من العلماء المفس وغيرهم من يذكر في كتابه وكالمه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها وال

يهتدى لذلك".:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تفاسير المعتزلة: ولم يصل إلينا من تفاسير المعتزلة إال هذه

المصنفات الثالثة: تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار، وأمالي الشريف المرتضى،

والكشاف للزمخشري. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في

وجوه التأويل )للزمخشري(* التعريف بمؤلف هذا التفسير:

مؤلف هذا التفسير، هو أبو القاسم: محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، اإلمام الحنفي

المعتزلى، الملقب بجار الله، ولد في رجب سنة ه7 )سبع وستين وأربعمائة من الهجرة(467

بزمخشر - قرية من قرى خوارزم وقدم بغداد، ولقى الكبار وأخذ عنهم، دخل خراسان مرارا

عديدة. وما دخل بلدا إال واجتمع عليه أهلها

وتتلمذوا له، وما ناظر أحدا إال وسلم له واعترف به. ولقد عظم صيته وطار ذكره حتى صار إمام

عصره من غير مدافعة.* مقالة أبى حيان:

ونجد أبا حيان صاحب البحر المحيط عند تفسيره[ من49لقوله تعالى في اآلية ]

سورة النمل: }قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا

لصادقون{ .. يتعقب الزمخشري في تفسيره لقوله تعالى: }وإنا لصادقون{ .. ثم يصفه بقوله: "وهذا الرجل وإن كان أوتى من علم القرآن أوفر

حظ، وجمع بين اختراع المعنى وبراعة اللفظ، ففي كتابه في التفسير أشياء منتقدة، وكنت

قريبا من تسطير هذه األحرف قد نظمت قصيدا في شغل اإلنسان بكتاب الله، واستطردت إلى

مدح كتاب الزمخشري، فذكرت أشياء من محاسنه، ثم نبهت على ما فيه مما يجب تجنبه، ورأيت إثبات

ذلك هنا لينتفع بذلك من يقف على كتابي هذا، ويتنبه على ما تضمنه من القبائح، فقلت بعد ذكر

ما مدحته به: وزالت سوء قد أخذن...ولكنه فيه مجال لناقد

المخانقا*مقالة التاج السبكي:

وأخيرا.. فهذا هو العالمة تاج الدين السبكي يقول في كتابه "معيد النعم ومبيد النقم": "واعلم أن

الكشاف كتاب عظيم في بابه، ومصنفه إمام في فنه، إال أنه رجل مبتدع متاجر ببدعته، يضع من

نة قدر النبوة كثيرا، ويسئ أدبه على أهل الس والجماعة، والواجب كشط ما في الكشاف من ذلك كله، ولقد كان الشيخ اإلمام - يعنى والده

تقى الدين السبكي - يقرأه فإذا انتهى إلى كالمه [ :19في قوله تعالى في سورة التكوير اآلية ]

}إنه لقول رسول كريم{ أعرض عنه صفحا، وكتب ورقة حسبة سماها "سبب االنكفاف، عن إقراء الكشاف" وقال فيها: قد رأيت كالمه على قوله

تعالى: }عفا الله عنك{ ، وكالمه في سورة التحريم وغير ذلك من األماكن التي أساء أدبه

فيها على خير خلق الله تعالى، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعرضت عن إقراء كتابه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم، مع ما في

كتابه من الفوائد والنكت البديعة". إن * اهتمام الزمخشري بالناحية البالغية للقرآن:

كل من جاء بعده من المفسرين - حتى من أهلنة - استفادوا من تفسيره فوائد كثيرة كانوا ال الس

يلتفتون إليها لواله، فأوردوا في تفسيرهم ماافه من ضروب ساقه الزمخشري في كش

االستعارات، والمجازات، واألشكال البالغية األخرى، واعتمدوا ما نبه عليه الزمخشري من

نكات بالغية، تكشف عما دق من براعة نظمالقرآن وحسن أسلوبه.

إنا نستعرض هذه الروح البالغية التي تسود في تفسير الزمخشري فنشهدها واضحة من أول

[ من2األمر عندما تكلم عن قوله تعالى في اآلية ] سورة البقرة: }هدى للمتقين{ .. فبعد أن ذكر كل االحتماالت التي تجوز في محل هذه الجملة

ر كالم من اإلعراب، نبه على أن الواجب على مفس الله تعالى أن يلتفت للمعاني ويحافظ عليها،

ويجعل األلفاظ تبعا لها، فقال ما نصه: ".. والذى هو أرسخ عرقا في البالغة أن يضرب عن هذه الحال صفحا وأن يقال: إن قوله: }آلم{ جملة برأسها أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها. }ذلك الكتاب{ جملة ثانية و }ال ريب

فيه{ ثالثة و }هدى للمتقين{ رابعة، وقد أصيب بترتيبها مفصل البالغة، وموجب حسن النظم،

حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك حسن لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق

بعض، فالثانية متحدة باألولى معتنقة لها.. وهلم جرا إلى الثالثة والرابعة. بيان ذلك: أنه نبه أوال

على أنه الكالم المتحدى به. ثم أشير إليه بأنه الكتاب المبعوث بغاية الكمال، فكان تقريرا لجهة

التحدي وشدا من أعضاده، ثم نفى عنه أنه يتشبث به طرف من الريب، فكان شهادة وتسجيال بكماله،

ألنه ال كمال أكمل مما للحق واليقين، وال نقص أنقص مما للباطل والشبهة. وقيل لبعض العلماء:ة تتبختر اتضاحا، وفى فيم لذتك؟ فقال: في حج شبهة تتضاءل افتضاحا. ثم أخبر عنه بأنه }هدى

للمتقين{ ، فقرر بذلك كونه يقينا ال يحوم الشك حوله، وحقا ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من

خلفه، ثم لم تخل كل واحدة من األربع بعد أن رتبت هذا الترتيب األنيق، ونظمت هذا النظم

السوى، من نكتة ذات جزالة، ففي األولى: الحذف، والرمز إلى الغرض بألطف وجه وأرشقه،

وفى الثانية: ما في التعريف من الفخامة، وفى الثالثة: ما في تقديم الريب على الظرف. وفى الرابعة: الحذف، وضح المصدر الذى هو }هدى{

موضع الوصف الذى هو }هاد{ ، وإيراده منكرا، واإليجاز في ذكر }للمتقين{ . زادنا الله

اطالعا على أسرار كالمه، وتيينا لنكت تنزيله،وتوفيقا للعمل بما فيه".

تذرعه بالمعانى اللغوية لنصرة مذهبه االعتزالي: كذلك نرى الزمخشري - كغيره من المعتزلة - إذا

مر بلفظ يشتبه عليه ظاهره وال يتفق مع مذهبه، يحاول بكل جهوده أن يبطل هذا المعنى الظاهر،

وأن يثبت للفظ معنى آخر موجودا فى اللغة.ض لتفسير قوله تعالى في فمثال يراه عندما تعر

[ من سورة القيامة: }وجوه يومئذ 23 ، 22 اآليتين ] ناضرة * إلى ربها ناظرة{ .. يتخلص من المعنى الظاهر لكلمة "ناظرة"، ألنه ال يتفق مع مذهبه الذى ال يقول برؤية الله تعالى، ونراه يثبت له

معنى آخر هو التوقع والرجاء، ويستشهد على ذلك بالشعر العربي فيقول ما نصه: }إلى ربها ناظرة{

: تنظر إلى ربها خاصة ال تنظر إلى غيره، وهذا معنى تقديم المفعول، أال ترى إلى قوله: }إلى

[ .. }إلى ربك 12 ربك يومئذ المستقر{ ]القيامة: [ .. }إلى الله تصير 30 يومئذ المساق{ ]القيامة:

[ .. }إلى الله المصير{ ]آل 53 األمور{ ]الشورى: [ .. }وإليه 18 ، فاطر: 42 ، النور: 28 عمران:

[ .. }عليه توكلت وإليه 245 ترجعون{ ]البقرة: [ كيف دل فيها التقديم على 1 أنيب{ ]الشورى:

معنى االختصاص، ومعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء ال يحيط بها الحصر، وال تدخل تحت العدد،

وفى محشر يجتمع فيه الخالئق كلهم، فإن

المؤمنين نظارة ذلك اليوم، ألنهم اآلمنون الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون، فاختصاصه

بنظرهم إليه لو كان منظورا إليه محال، فوجب حمله على معنى يصح معه االختصاص. والذى يصح

معه أن يكون من قول الناس: أنا إلى فالن ناظر ما يصنع بى، تريد معنى التوقع والرجاء، ومنه

قول القائل: والبحر دونك زدتنى ... وإذا نظرت إليك من ملك

نعما وسمعت سروية مستجدية بمكة وقت الظهر، حين يغلق الناس أبوابهم ويأوون إلى مقائلهم، تقول:

والمعنى: أنهم ال عيينتى نويظرة إلى الله وإليكم" يتوقون النعمة والكرامة إال من ربهم، كما كانوا

فى الدنيا ال يخشون وال يرجون إال إياه".

فمثال عندما يعرض الزمخشري لقوله تعالى في : }لو أنزلنا هاذا[ من سورة الحشر21اآلية ]

ن خشية تصدعا م القرآن على جبل لرأيته خاشعا م الله وتلك األمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون{

نراه يقول: "هذا تمثيل وتخييل كما مر في.. قوله تعالى: }إنا عرضنا األمانة{ وقد دل عليه

والغرضقوله: }وتلك األمثال نضربها للناس{ .. توبيخ اإلنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه، عند

تالوة القرآن وتدبر قوارعه وزواجره". ولكن هذا قد أغضب ابن المنير على الزمخشري

فقال معقبا عليه: "وهذا مما تقدم إنكاري عليه فيه، أفال كان يتأدب بأدب اآلية، حيث

سمى الله هذا مثال، ولم يقل: تلك الخياالت نضربها للناس؟. ألهمنا الله حسن األدب معه.

والله الموفق".

وفى سورة األعراف عند قوله تعالى فى اآليتين ] [ : }وإذ أخذ ربك من بنيءادم من173، 172

يتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست ظهورهم ذر بربكم قالوا بلى شهدنآ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هاذا غافلين * أو تقولوا إنمآ أشرك آباؤنا

ية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل من قبل وكنا ذر المبطلون{ يقول ما نصه: وقوله: }ألست بربكم قالوا بلى شهدنآ{ من باب التمثيل ومعنى ذلك:

أنه نصب لهم األدلة على ربوبيته ووحدانيته، وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها فيهم،

أنفسنا، وأقررنا بوحدانيتك. وجعلها مميزة بين وباب التمثيل واسع في كالم الله تعالى ورسوله

عليه السالم وفى كالم العرب، ونظيره قوله تعالى }إنما قولنا لشيء إذآ أردناه أن نقول له

[ ، }فقال لها ولألرض40كن فيكون{ ]النحل: ائتيا طوعا أو كرها قالتآ أتينا طآئعين{ ]فصلت:

[ .. وقوله:11 قالت له ريح...إذا قالت األنساع للبطن الحق

الصبا قرقار ومعلوم أنه ال قول، وإنما هو تميل وتصوير

للمعنى".نى لم يرض هذا من ولكن ابن المنير الس

الزمخشري بطبيعة الحال، ولذا تعقبه بقوله: إطالق التمثيل أحسن، وقد ورد الشرع به، وأما"

إطالقه التخييل على كالم الله تعالى فمردود ولم وقد كثر إنكارنا عليه لهذه اللفظة،يرد به سمع.

ثم إن القاعدة مستقرة على أن الظاهر ما لم يخالف المعقول يجب إقراره على ما هو عليه،

فكذلك أقره األكثرون على ظاهره وحقيقته ولم

يجعلوه مثاال. وأما كيفية اإلخراج والمخاطبة فاللهأعلم بذلك".

ومسألة التمثيل والتخيل يستعملها الزمخشري فيما ورد من األحاديث التي يبدوبحرية أوسع

ظاهرها مستغربا، وأسوق إليك مثاال أتى بهالزمخشري عند تفسيره لقوله تعالى في اآلية ]

[ من سورة آل عمران: }وإني أعيذها بك36يتها من الشيطان الرجيم{ .. قال رحمه الله: وذر

"وما يروون من الحديث: "ما من مولود إال والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إال مريم وابنها" فالله أعلم

بصحته، فإن صح فمعناه أن كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إال مريم وابنها، فإنهما كانا

معصومين، وكذلك كل من كان في صفتهما، عبادك...كقوله تعالى: } ألغوينهم أجمعين * إال

[ .. واستهالله83-82منهم المخلصين{ ]ص: صارخا من مسه، تخييل وتصوير لطمعه فيه، كأنه

يمسه ويضرب بيده عليه، ويقول: هذا ممن أغويه.ونحوه من التخييل قول ابن الرومى:

يكون بكاء...لما تؤذن الدنيا به من صروفها الطفل ساعة يولد

وأما حقيقة المس والنخس كما يتوهم أهل الحشو فكال، ولو سلط إبليس على الناس بنخسهم

المتألت الدنيا صراخا وعياطا مما يبلونا به مننخسه".

وبالضرورة لم يرتض ابن المنير هذا الصنيع منك عليه بقوله: "أما خصمه المعتزلى، فنراه يتور الحديث فمذكور في الصحاح متفق على صحته،

فال محيص له إذن عن تعطيل كالمه عليه السالم بتعميله ما ال يحتمله، جنوحا إلى اعتزال منتزع،

في فلسفة منتزعة، في إلحاد. ظلمات بعضها فوق بعض،. وقد قدمت عند قوله تعالى: }ال

كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من يقومون إال [ ما فيه الكفاية. وما أرى275المس{ ]البقرة:

الشيطان إال طعن في خواصر القدرية حتى بقرها، وذكر في قلوبهم حتى حمل الزمخشري

وأمثاله أن يقول في كتاب الله تعالى وكالم رسوله عليه السالم بما يتخيل، كما قال في هذا

الحديث. ثم تنظيره بتخييل ابن الرومي في شعره جرأة وسوء أدب. ولو كان معنى ما قاله صحيحا

لكانت هذه العبارة واجبا أن تجتنب. ولو كان الصراخ غير واقع من المولود ألمكن على بعد أن يكون تمثيال، أما وهو واقع مشاهد فال وجه لحمله على التخييل إال االعتقاد الضئيل، وارتكاب الهوى

الوبيل". مبدأ الزمخشري فى التفسير عندما يصادم النص

القرآني مذهبه: والمبدأ الذى يسير عليه الزمخشري في تفسيره

ويعتمد عليه عندما تصادمه آية تخالف مذهبه وعقيدته، هو حمل اآليات المتشابهة على اآليات المحكمة، وهذا المبدأ قد وجده الزمخشري في

[ من سورة آل عمران: 7 قوله تعالى في اآلية ]حكمات }هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات م

هن أم الكتاب وأخر متشابهات{ .. ف7 "المحكمات" هي التي أحكمت عباراتها، بأن حفظت من

االحتمال واالشتباه. و "المتشابهات" هي المتشبهات المحتمالت. و "أم الكتاب" هي أصله

ر به. الذى يحمل عليه المتشابه، ويرد إليه، ويفسافه على هذا التفسير جرى الزمخشري في كش

ض لهذه اآلية، وهو تفسير ال غبار عليه، عندما تعر

كما أن هذا المبدأ - أعنى مبدأ حمل اآليات المتشابهات على اآليات المحكمات - مبدأ سليم

يقول به غير الزمخشري أيضا من علماء أهلنة، ولكن الذى ال نسلمه للزمخشري هو الس

تطبيقه لهذا المبدأ على اآليات التي تصادمه، فإذا مر بآية تعارض مذهبه، وآية أخرى في موضوعها

تشهد له بظاهرها، نراه يدعى االشتباه في األولى واإلحكام في الثانية، ثم يحمل األولى على الثانيةوبهذا يرضى هواه المذهبي، وعقيدته االعتزالية.

وقد مثل الزمخشري لحمل المتشابه على المحكم [ من سورة 103 ورده إليه بقوله تعالى في اآلية ]

. األنعام: }ال تدركه األبصار وهو يدرك األبصار{ [ من سورة القيامة: 23 ، 22 وقوله في اآليتين ]

}وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة{ .. فهو يرى أن اآلية األولى محكمة، واآلية الثانية

متشابهة، وعليه فتجب أن تكون اآلية الثانية متفقة مع اآلية األولى، وال سبيل إلى ذلك إال

بحملها عليها، وردها إليها. وفى سورة األنعام عند تفسيره لقوله تعالى فى

[ : }يوم يأتي بعض آيات ربك ال ينفع158اآلية ] نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في

.. نجد الزمخشري يمسك بهذه اآلية،إيمانها خيرا{ ويستدل بها على صحة عقيدته في أن الكافر والعاصي سواء في الخلود في النار فيقول:

"والمعنى أن أشراط الساعة إذا جاءت - وهى آيات ملجئه مضطرة - ذهب أوان التكليف عندها، فلم ينفع اإليمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها

من قبل ظهور اآليات، أو مقدمة اإليمان غيرق - كما ترى - كاسبة في إيمانها خيرا، فلم يفر

بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت

اإليمان، وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيرا، ليعلم أن قوله: }الذين آمنوا وعملوا

الصالحات{ جمع بين قرينتين ال ينبغى أن تنفك إحداهما عن

األخرى، حتى يفوز صاحبهما ويسعد، وإالفالشقوة والهالك".

* انتصار لمعتقد المعتزلة في السحر: ثم إن الزمخشري - كغيره من المعتزلة - ال يقول بالسحر وال يعتقد في السحرة، ولهذا نجده عندما

نة وال ر سورة الفلق التي تشهد ألهل الس يفس تشهد له، ال تخونه مهارته، وال تعوزه الحيلة التي ،يخرج بها في تفسيره من هذه الورطة الصريحة

كما نجده يشدد النكير ويغرق في االستهزاءنة القائلين بحقيقة السحر، والسخرية بأهل الس

اثات: النساء أو النفوس، وذلك حيث يقول: "النف أو الجماعات السواحر، الالتي يعقدن عقدا في الخيوط، وينفثن عليها ويرقين. والنفث: النفخ

ريق. وال تأثير لذلك، اللهم إال إذا كان ثم من إطعام شئ ضار، أو سقيه، أو إشمامه، أو مباشرة

المسحور به على بعض الوجوه، ولكن الله عز، قد يفعل عند ذلك فعال على سبيل االمتحان وجل

الذى يتميز به الثبت على الحق، من الحشوية ، فينسبه الحشو والرعاع إليهنوالجهلة من العوام

وإلى نفثهن، والثابتون بالقول الثابت ال يلتفتون إلى ذلك وال يعبأون به. فإن قلت: فما معنى

هن ؟ قلت: فيها ثالثة أوجه:االستعاذة من شر أحدها: أن يستعاذ من عملهن الذى هو صنعة

السحر ومن إثمهن في ذلك. والثاني: أن يستعاذ من فتنتهن الناس بسحرهن

وما يخدعنهم به من باطلهن.

والثالث: أن يستعاذ مما يصيب الله به من الشرعند نفثهن.

ويجوز أن يراد بهن النساء الكيادات من قوله: }إن [ تشبيها لكيدهن28كيدكن عظيم{ ]يوسف:

بالسحر والنفث في العقد، أو الالتي يفتن الرجال بتعرضهن لهم وعرضهن محاسنهن، كأنهن

يسحرنهم بذلك". وفى الحق أن هذه محاولة عقلية عنيفة من

الزمخشري يريد من ورائها أن يحول الحقائقنة. إلى ما يتناسب التي ورد بوقوعها الكتاب والس مع هواه وعقيدته. ولقد دهش ابن المنير من هذه

ه المحاولة وحكم على الزمخشري بأنه: "استفز الهوى حتى أنكر ما عرف، وما به إال أن يتبع

اعتزاله، ويغطى بكفه وجه الغزالة".::::::::::::::::::::::::::::::

(10الدرس) (43)التفسير الفقهي مع تطبيق على بعض التفاسير الفقهية

تفسير الفقهاء:كلمة إجمالية عن تطور التفسير الفقهي:

اإلنتاج التفسيري للفقهاء ه77ذا وإنا إذا ذهبن77ا لنبحث عن مؤلف77ات في التفس77ير الفقهي، فإنا ال نك77اد نع77ثر على ش77يء من ذل77ك قب77ل عص77ر الت77دوين. اللهم إال متفرق77ات ت77ؤثر عن فقه77اء الص7777حابة والت7777ابعين، يرويه7777ا عنهم أص7777حاب الكتب المختلف77ة، أم77ا بع77د عص77ر الت77دوين فق77د ألف كث77ير من

...العلماء على اختالف مذاهبهم فى التفسير الفقهي * فمن الحنفية:

)( من كتاب التفسير والمفسرون للذهبي مختصرا.43

اص والمتوفى سنة ألف أبو بكر الرازى المعروف بالجص ه7777 )س777بعين وثالثمائ777ة من الهج777رة( : "أحك777ام370

القرآن"، وهو مطبوع فى ثالث مجلدات كبار، ومت77داولبين أهل العلم.* ومن المالكية:

ه777 )ثالث543ألف أبو بك77ر بن الع77ربي المت77وفى س77نة وأربعين وخمس777مائة من الهج777ري( : كتاب777ه "أحك777ام القرآن"، وهو مطب77وع في مجل77دين كب77يرين، ومت77داول

بين أهل العلم. ه6717وألف أب77و عب77د الل77ه القرط77بي المت77وفى س77نة

)إحدى وسبعين وستمائة من الهج77رة( : كتاب77ه "الج77امع ألحكام القرآن" وهو مخطوط بدار الكتب المصرية، وقد قامت بطبعه دار الكتب فتم من77ه إلى اآلن أربع77ة عش77ر جزءا ينتهى الجزء الرابع عشر آخر سورة "ف77اطر" وم77ا

بقى منه على أهبة الطبع.* ومن الزيدية:

ألف حسين بن أحمد النج77رى، من أه77ل الق77رن الث77امن الهجري: كتاب77ه "ش77رح الخمس77مائة آي77ة" ولم يص77ل إلى

أيدينا هذا التفسير. وألف ش77مس ال77دين بن يوس77ف بن أحم77د من علم77اء الق77رن التاس77ع الهج77ري: "الثم77رات اليانع77ة واألحك77ام الواضحة القاطعة" ومنه نسخة فى دار الكتب المصرية، مخطوطة فى ثالث مجلدات، ويوج77د بالمكتب77ة األزهري77ة

الجزء الثاني منه فى مجلد واحد مخطوط. وألف محمد بن الحسين بن القاس77م من علم77اء الق77رن الحادي عشر الهجري: كتابه "منتهى المرام، شرح آيات

األحكام" ولم نقف على هذا التفسير.* ومن اإلمامية االثنا عشرية:

ألف مقداد السيوري، من أهل القرن الث77امن الهج77ري: كتابه "كنز الفرقان في فقه القرآن" ومنه نس7خة ب77دار

الكتب المصرية، مطبوعة في مجلد ص77غير على ه77امشتفسير الحسن العسكري.

وهن77اك كتب أخ77رى في تفس77ير آي77ات األحك77ام ذكره77ا صاحب كشف الظنون، ال نطي77ل ب77ذكرها، كم77ا ال نطي77ل ب77الكالم عن ك77ل م77ا وص77ل إلين77ا من الكتب، ويكفى أن

نعرض ألهمها وهو ما يأتي:اص )الحنفي(1 - أحكام القرآن - للجص

* ترجمة المؤلف: هو أبو بكر، أحمد بن على الرازي، المشهور بالجصاص.

ه777 )خمس305ول77د رحم77ه الل77ه تع77الى ببغ77داد س77نة وثالثمائة من الهجرة(.

ك77ان إم77ام الحنفي77ة في وقت77ه، وإلي77ه انتهت رياس77ةاج، وعن أبى الحس77ن األصحاب. أخذ عن أبى سهل الزج الك77رخي، وعن غيرهم77ا من فقه77اء عص77ره. واس77تقر الت77دريس ل77ه ببغ77داد، وانتهت الرحل77ة إلي77ه، وك77ان علىج، طريق الك77رخى فى الزه77د، وب77ه انتف77ع، وعلي77ه تخ77ر وبلغ من زهده أنه خوطب في أن يلى القض77اء ف77امتنع، وأعيد عليه الخطاب فلم يقب77ل. أم77ا مص77نفاته فكث77يرة. أهمها كتاب "أحكام القرآن" وهو م77ا نحن بص77دده اآلن، وش77رح مختص77ر الك77رخى، وش77رح مختص77ر الطح77اوي، وش777رح الج777امع الكب777ير لإلم777ام محم777د ابن الحس777ن الشيباني، وكتاب أصول الفقه، وآخر في أدب القض77اء،اص من خ77يرة العلم77اء وعلى الجمل77ة فق77د ك77ان الجص77

وإليه يرجع كثير من الفضل فى ت77دعيم م7ذهباألعالم، هذا وقد ذكره المنصور باللهالحنفية على البراهين واألدلة.

في طبقات المعتزلة، وسيأتيك في تفسيره م77ا يؤي77د ه77ذا الق77ول. ه777 )س77بعين وثالثمائ77ة من الهج77ري( ،370أما وفاته فكانت سنة

فرحمه الله ورضى عنه.* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:

من أهم كتب التفسير الفقهي خصوصا عن77ديعد هذا التفسير ألنه يقوم على تركيز مذهبهم والترويج ل77ه، وال77دفاعالحنفية،

عنه. ولكن77ه ال يتكلم إال عن اآلي77اتوهو يعرض لسور القرآن كله77ا

التي لها تعلق باألحكام فقط.فمثال نجدهاستطراده لمسائل فقهية بعيدة عن فقه القرآن:

[ من س77ورة البق77رة:25عندما عرض لقوله تعالى فى اآلية ]ات تج77ري ر الذين آمنوا وعمل77وا الص77الحات أن لهم جن }وبش من تحتها األنهار{ يستطرد لمذهب الحنفي77ة في أن من ق77الره جماع77ة لعبيده: من بش77رني ب77والدة فالن77ة فه77و ح77ر، فبش77

واحدا بعد واحد أن األول يعتق دون غيره.ثم إن المؤل77ف -رحم77ه الل77ه وعف77اتعص77به لم77ذهب الحنفية :

عنه- متعصب لمذهب الحنفية إلى ح77د كب77ير، مم77ا جعل77ه في هذا الكتاب يتعسف في تأويل بعض اآلي77ات ح77تى يجعله77ا في جانب77ه، أو يجعله77ا غ77ير ص77الحة لالستش77هاد به77ا من ج77انب مخالفيه، وال77ذى يق77رأ الكت77اب يلمس روح التعص77ب في77ه في كثير من المواقف. فمثال عندما تعرض لقوله تعالى في اآلي77ة

[ من س77ورة البق77رة: }ثم أتموا الص77يام إلى اللي77ل{ ..187] نجده يحاول بتعسف ظاهر أن يجع77ل اآلي77ة دال77ة على أن من

دخل في صوم التطوع لزم إتمامه. :اص على مخالفي77ه اص م77ع تعص77بهحملة الجص77 ثم إن الجص77

لم يكن يت77أدب م77ع اإلم77املمذهب77ه وتعس77فه في التأوي77ل، وكث77يرا م77االشافعي رضى الله عنه وال مع غ77يره من األئم77ة،

نراه ي7رمى الش77افعي وغ7يره من مخ77الفي الحنفي77ة بعب77ارات شديدة، ال تليق من مثل الجصاص في مثل الش77افعي وغ77يره

قوله حين لم يرقه أحد أجوبةمن األئمة رحمهم الله. فمثال : م بذلك المبتدئون منالشافعي على سؤال مناظره : "ولو كل

أحداث أصحابنا لما خفى عليهم ع77وار ه77ذا الحج77اج، وض77عفالسائل والمسئول فيه".

:اص يمي77ل تأثر الجصاص بمذهب المعتزلة كذلك نج77د الجص77 ويق77ول إن77ه:حقيق77ة الس77حر إلى عقيدة المعتزلة، نجده يذكر

"متى أطلق فهو اسم لك77ل أم77ر ه77و باط77ل ال حقيق77ة ل77ه وال ثبات"، كما ينكر حديث البخاري في سحر رسول الل77ه ص77لى

الله عليه وسلم، ويقر أنه من وضع المالحدة. ومثال : في نفي الرؤية للرب سبحانه وتعالى يوم القيامة ذكر عند تدركه األبص77ار{ ... اآلي77ة، نج77ده يق77ول: "معن77اه ال قوله تعالى:}ال تراه األبصار. وهذا تم77دح بنفي رؤي77ة األبص77ار كقول77ه تع77الى - فى

77وم{ - وم77ا255اآلية ] نة وال ن [ من س77ورة البق77رة: }ال تأخ77ذه س77 تمدح الله بنفيه عن نفسه فإن إثبات ضده ذم ونقص، فغ77ير ج77ائز إثبات نقيضه بح77ال.. فلم77ا تم77دح بنفي رؤي77ة البص77ر عن77ه لم يج77ز إثبات ضده ونقيضه بحال، إذ كان فيه إثبات صفة نقص، وال يج77وز

[ من س77ورة77،23 22أن يكون مخصوصا بقوله تعالى فى اآليتين ]77اظرة{ ؛ ألن النظ77ر ه77ا ن رة * إلى رب اض77 القيام77ة: }وج77وه يومئذ ن محتم77ل لمع77ان: منه77ا انتظ77ار الث77واب، كم77ا روى عن جماع77ة من السلف..."هذا.. والكتاب مطبوع فى ثالثة مجلدات كبار، ومت77داول

بين أهل العلم.* * *

- أحكام القرآن - لكيا الهراسى )الشافعي(2 مؤلف هذا التفسير هو عماد الدين، أبو الحس77ن* ترجمة المؤلف:

على بن محم77د بن على الط77بري، المع77روف بالكي77ا الهراس77ى، ه777 )خمس77ين وأربعمائ77ة من450الفقيه الشافعي، المولود س77نة

ه777 )أرب77ع. وك77ان رحم77ه الل77ه فص77يح504الهج77رة( .ت77وفى س77نة العب77ارة، حل77و الكالم، مح77دثا، يس77تعمل األح77اديث في مناظرات77ه

ومجالسه، فرضى الله عنه وأرضاه.

- أهمية هذا التفس77ير، * التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه ومبلغ تعصب صاحبه لم77ذهب الش77افعي: يعت77بر ه77ذا التفس77ير من أهم المؤلف77ات في التفس77ير الفقهي عن77د الش77افعية، وذل77ك ألناص بالنس77بة مؤلفه شافعي ال يقل في تعص77به لمذهب77ه عن الجص77ر آيات األحك77ام على وف77ق قواع77د لمذهب الحنفية، مما جعله يفس مذهبه الش77افعي، ويح77اول أن يجعله77ا غ77ير ص77الحة ألن تك77ون في

جانب مخالفيه. وليس أدل على روح التعصب عن77د المؤل77ف من مقدم77ة

: "إن م77ذهب الش77افعي رض77ى الل77هتفسيره التي يق7رر فيهاد الم77ذاهب وأقومه77ا، وأرش77دها وأحكمه77ا، وإن نظ77رعن77ه أس77

الش77افعي في أك77ثر آرائ77ه ومعظم أبحاث77ه ي77ترقى عن ح77د الظن والتخمين، إلى درجة الحق واليقين، والسبب في ذلك أن77ه - يع77نى الشافعي - بنى مذهبه على كتاب الله تعالى الذى ال يأتيه الباط77ل من بين يدي77ه وال من خلف77ه تنزي77ل من حكيم حمي77د، وأن77ه أتيح ل77ه درك غوامض معانيه، والغوص على تيار بحره الس77تخراج م77ا في77ه،ر عليه من أسبابه، ورفع له وأن الله تعالى فتح له من أبوابه، ويس

من حجابه ما لم يسهل لمن سواه، ولم يتأت لمن عداه". :اص غ77ير أن الهراس77ى-تأدبه م77ع األئم77ة وحملت77ه على الجص77

والحق يقال - ك77ان ع77ف اللس77ان والقلم م77ع أئم77ة الم77ذاهب األخرى، ومع كل من يتعرض لل77رد علي77ه من المخ77الفين، فلم

وكل مايخض فيهم كما خاض الجصاص في الشافعي وغيره، الحظناه عليه من ذلك هو أنه وقف من الجصاص موقفا ك77ان فيه شديد المراس، قوى الجدال، قاسى العبارة، إذ أنه عرض ألهم مواضع الخالف التى ذكرها الجصاص في تفسيره وعاب

بهة أورده77ا، ودف7ع ك7ل م7افيها مذهب الشافعي، د كل ش7 ففن وجهه إلى مذهب الشافعي، بحجج قوية يسلم له الكثير منها،اص، فرم77اه بالعب77ارات كم77ا أن77ه اقتص للش77افعي من الجص77 الس77اخرة، واأللف77اظ المقذع77ة "والج77زاء من جنس العم77ل".

مثل قوله: "ولم يعلم هذا الجاهل معنى كالم الشافعي رض77ى الله عن77ه ف77اعترض علي بم77ا قال77ه، وعجب الن77اس من ذل77ك، فقال: فى هذه المناظرة أعجوبة لمن تأمل. فك77ان كم77ا ق77ال

القائل:وكم من عائب قوال صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم"

"وكي77ف يتص77دى للتص77نيف في كما يق77ول في موض77ع آخ77ر: الدين من هذا مبلغ علمه، ومقدار فهم77ه، فيرس77ل الكالم من غ77ير أن يتحقق ما يقول.. ثم يعترض للطعن فيمن لو عمر عمر نوح ما اهتدى إلى مبادئ نظره في الحقائق، فنسأل الله تعالى التوفي77ق،

ونعوذ به من عمى البصيرة واتباع الهوى".- الجامع ألحكام القرآن - ألبى عبد الله القرطبي )المالكي(

ترجمة المؤلف:* مؤلف هذا التفسير: هو اإلمام أب77و عب77د الل77ه محم77د بن أحم77د بن أبى بك77ر ابن ف77رح - بإس77كان ال77راء والح77اء المهمل77ة - األنص77ارى،

الخزرجي، األندلسي، القرطبي المفسر. كان - رحمه الله - من عب77اد الل77ه الص77الحين، والعلم77اء الع77ارفين، الزاه77دين فى ال77دنيا، المش77غولين بم77ا يع77نيهم من أم77ور اآلخ77رة، وك77انت أوقات77ه كله77ا معم77ورة بالتوج77ه إلى الل77ه وعبادت77ه ت77ارة، وبالتصنيف تارة أخرى، حتى أخ77رج للن77اس كتب77ا انتفع77وا به77ا. ومن مصنفاته: كتابه فى التفسير المسمى ب7 "الجامع ألحكام الق77رآن"، وهو ما نحن بصدده، وشرح أسماء الله الحس77نى، وكت77اب الت77ذكار في أفضل األذك77ار، وكت77اب الت77ذكرة ب7أمور اآلخ7رة، وكت77اب ش7رح التقصي، وكتاب قمع الحرص بالزه77د والقناع77ة ورد ذل77ك الس77ؤال بالكتب والشفاعة. قال ابن فرحون: لم أق77ف على ت77أليف أحس77ن

منه فى بابه وله كتب غير ذلك كثيرة ومفيدة.

سمع من الشيخ أبى العباس بن عم77ر القرط77بي، مؤل77ف "المفهم فى شرح صحيح مسلم" بعض ه77ذا الش77رح، وح77دث عن أبى على الحس77ن بن محم77د البك77ري، وغيرهم77ا. وك77ان مس77تقرا بمني77ة ابن

ه7 )إحدى وسبعين671خصيب، وتوفى ودفن بها فى شوال سنة وستمائة من الهجرة( ، فرحمه الله رحمة واسعة.

* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه: "ه77و من وصف العالمة ابن فرحون هذا التفسير فق77ال:

أجل التفاسير وأعظمها نفعا، أسقط منه القصص والتواريخ، وأثبت عوضها أحك77ام الق77رآن واستنباط األدلة، وذكر القراءات واإلع77راب والناس7خ والمنس7وخ"، وذكر المؤلف رحمه الله فى مقدم77ة ه77ذا التفس77ير الس77بب ال77ذى

والطريق الذى رسمه لنفسه ليسير علي77ه في77ه،حمله على تأليفه، وشروطه التى اشترطها على نفسه فى كتابه فقال: "وبعد.. فلماة ن كان كتاب الله هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذى استقل بالس77 والف777رض، ون777زل ب777ه أمين الس777ماء إلى أمين األرض، رأيت أن أشتغل به مدى عمرى، وأستفرغ فيه منيتى، بأن أكتب فيه تعليق77ا وجيزا يتضمن نكتا من التفسير، واللغات، واإلع77راب، والق77راءات، وال77رد على أه77ل الزي77غ والض77الالت، وأح77اديث كث77يرة ش77اهدة لم77ا نذكره من األحكام ون77زول اآلي77ات، جامع77ا بين معانيه77ا، ومبين77ا م77ا

وشرطي فىأشكل منها بأقاويل السلف ومن تبعهم من الخلف.. إضافة األقوال إلى قائليها، واألح77اديث إلى مص77نفيها،هذا الكتاب:

أن يض777اف األق777وال إلى قائليه777ا،فإن777ه يق777ال: من برك777ة العلم واألحاديث إلى مصنفيها، وكثيرا ما يجئ الحديث فى كت77اب الفق77ه والتفس77ير مبهم77ا، ال يع77رف من أخرج77ه إال من اطل77ع على كتب الحديث، فيبقى من ال خبرة له بذلك ح77ائرا ال يع77رف الص77حيح من السقيم، ومعرفة ذلك علم جسيم. فال يقبل من77ه االحتج77اج ب77ه وال

جه من األئمة األعالم، والثق77ات االستدالل حتى يضيفه إلى من خر المشاهير من علماء اإلسالم، ونحن نشير إلى جم77ل من ذل77ك فى هذا الكتاب، والله الموفق للصواب. وأضرب عن كثير من قص77صرين، وأخبار المؤرخين، إال م77ا ال ب77د من77ه، وم77ا ال غ77نى عن77ه المفسر عن للتبيين، واعتضت من ذلك تبيين آي األحك77ام، بمس77ائل تفس77 معناها، وترشد الط7الب إلى مقتض77اها، فض77منت ك77ل آي7ة تتض77منن فيه77ا م77ا تحت77وى علي77ه من حكم77ا أو حكمين فم77ا زاد مس77ائل أبي أس77باب ال77نزول، والتفس77ير، والغ77ريب، والحكم. ف77إن لم تتض77من حكم7ا ذك7رت م7ا فيه7ا من التفس7ير والتأوي7ل ... وهك7ذا إلى آخ7ر الكتاب، وسميته ب7 "الجامع ألحكام القرآن والمبين لما تضمنه من

ة وأحكام الفرقان ... ". ن الس - ق7دوالذى يقرأ في هذا التفسير يجد أن القرط7بي - رحم7ه الل7ه

وفى بما شرط على نفس77ه فى ه77ذا التفس77ير، فه77و يع77رض ل77ذكر أسباب النزول، والقراءات، واإلع77راب، وي77بين الغ77ريب من ألف77اظغ77ة، ويك77ثر من االستش77هاد بأش77عار الق77رآن، ويحتكم كث77يرا إلى الل العرب، وي77رد على المعتزل77ة، والقدري77ة، وال77روافض، والفالس77فة، وغالة المتصوفة، ولم يسقط القص77ص ب77المرة، كم77ا تفي77ده عب77ارة ابن فرح77ون، ب77ل أض77رب عن كث77ير منه77ا، كم77ا ذك77ر في مقدم77ة تفسيره، ولهذا نالحظ عليه أن77ه ي77روى أحيان77ا م77ا ج77اء من غ77رائب

القصص اإلسرائيلي.77ر هذا.. وإن المؤلف - رحمه الله - ينقل عن السلف كث77يرا مم77ا أث عنهم فى التفسير واألحكام، مع نس77بة ك77ل ق77ول إلى قائل77ه وف77اءف بشرطه، كم77ا ينق77ل عمن تقدم77ه فى التفس77ير، خصوص77ا من أل

وممن ينق77لمنهم فى كتب األحكام، مع تعقيبه على ما ينقل منها. عنهم كثيرا: ابن جرير الطبرى، وابن عطي77ة، وابن الع77ربى، والكي77ا

الهراسى، وأبو بكر الجصاص.

ا نالح77ظ علي77ه أن77ه يفيض فى ذك77ر وأم77ا من ناحي77ة األحك77ام، فإن مسائل الخالف ما تعلق منها باآليات عن قرب، وما تعل77ق به77ا عن

بعد، مع بيان أدلة كل قول. وخ77ير م77ا في الرج77ل أن77ه ال* إنص77اف القرط77بي وع77دم تعص77به:

يتعصب لمذهبه المالكي، بل يمشى مع الدليل حتى يص77ل إلى م77ايرى أنه الصواب أيا كان قائله.

[ من سورة البق77رة:43فمثال عندما تعرض لقوله تعالى فى اآلية ] }وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين{ .. نج77ده عن77د المسألة السادسة عش77رة من مس77ائل ه77ذه اآلي77ة يع77رض إلمام77ة الص77غير، وي77ذكر أق77وال من يجيزه77ا ومن يمنعه77ا، وي77ذكر أن منا نج77ده المانعين لها جملة: مالكا، والثوري، وأص77حاب ال77رأي، ولكن يخالف إمام7ه لم7ا ظه77ر ل77ه من ال77دليل على جوازه77ا، وذل7ك حين يقول: "قلت: إمامة الصغير جائزة إذا كان قارئ77ا، ثبت في ص77حيح البخاري عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماء ممر الناس، وكان يم77ر بنا الناس فنسألهم ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: ي77زعم أن الله أرسله.. أوحى إليه ك77ذا.. أوحى إلي77ه ك77ذا، فكنت أحف77ظ ه77ذا الكالم، فكأنم77ا يق77ر في ص77دري، وك77انت الع77رب تل77وم بإس77المها فيقولون: اتركوه وقوم77ه، فإن77ه إن ظه77ر عليهم فه77و ن7بي ص77ادق، فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإس77المهم، وب77ادر أبى ق77ومي بإسالمهم، فلما قدم ق77ال: جئتكم والل77ه من عن77د ن77بى الل77ه حق77ا.. قال: "صلوا صالة كذا في حين كذا، فإذا حض77رت الص77الة فلي77ؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا"، فنظروا فلم يكن أح77د أك77ثر م77نى قرآنا، لما كنت أتلقى من الركبان. فق7دموني بين أي7ديهم وأن7ا ابن ست أو سبع سنين، وكانت على بردة إذا س77جدت تقلص77ت ع77نى، فقالت امرأة من الحى: أال تغطون عن77ا إس77ت ق77ارئكم؟ فاش77تروا

فقطعوا لى قميصا، فما فرحت بشيء فرحى بذلك القميص".

كث77يرا م77ا يدفع77ه اإلنص77اف إلىكذلك نجد القرطبي - رحمه الله - أن يقف موقف الدفاع عمن يهاجمهم ابن العربي من المخ77الفين،وم إليه أحيانا، على ما يصدر منه من عب77ارات قاس77ية مع توجيه الل

فى حق علماء المسلمين، الذاهبين إلى ما لم يذهب إليه.::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

(11الدرس ) -التفسير الصوفي-, التفسير العلمي وموقف العلماء

منهأصل كلمة تصوف

وقع االختالف فى أصل ه77ذه الكلم77ة "تص77وف" فقي77ل: إنه77ا مشتقة من الصوف، وذلك ألن الص77وفية خ77الفوا الن77اس فى لبس فاخر الثياب فلبسوا الصوف تقشفا وزهدا. وقي77ل: إن77ه من الص77فاء، وذل77ك لص77فاء قلب المري77د، وطه77ارة باطن77ه وظاهره عن مخالفه ربه. وقيل: إنه مأخوذ من الصفة ال77تىفة. وي77رى ينسب إليها فقراء الصحابة المعروفون بأهل الص77 غيرهم أنه لقب غير مشتق. قال القشيرى رحمه الل77ه: "وال يش77هد له77ذا االس77م اش77تقاق من جه77ة العربي77ة، وال قي77اس، والظ77اهر أن77ه لقب. ومن ق77ال باش77تقاقه من الص77فاء أو منغ77وى. ق77ال: وك7ذلك من فة فبعي77د من جه7ة القي77اس الل الص7

الصوف، ألنهم لم يختصوا به". مما تقدم يتضح لنا أن التصوف ينقس77م أقسام التصوف:

إلى قسمين أساسيين: وه77و التص77وف ال77ذى يق77وم على البحث تصوف نظ77ري: (1

والدراسة.

وهو التصوف الذى يق77وم على التقش77ف تصوف عملي: (2 والزهد والتفاني في طاعة الله. وكل من القسمين كان

له أثره في تفسير القرآن الكريم. ابن ع77ربي ش77يخ أوال: التفسير الص77وفي النظ77ري:

. وقد تأثر ابن عربي بالنظريات الفلسفية هذه الطريقة

ك فى نس77بتها إلي77ه، نق77رأ البن ع77ربي فى الكتب ال77تي يش77 كالتفس7ير المش77هور باس77مه، وفى الكتب ال7تى تنس7ب إلي7ه على الحقيقة كالفتوحات المكية، والفص77وص، ف77نراه يطب77ق

كثيرا من اآليات القرآنية على نظرياته الصوفية الفلسفية.ر بعض اآلي77ات بم77ا يتف77ق والنظري77ات الفلس77فية فمثال يفس77

[ من س77ورة م77ريم57الكونية، فعند قوله تع77الى فى اآلي77ة ]77ا{ ... 77اه مكان77ا علي فى شأن إدريس علي77ه الس77الم: }ورفعن نجده يقول: "وأعلى األمكنة المكان ال77ذى ت77دور علي77ه رحى ع77الم األفالك، وه77و فل77ك الش77مس، وفي77ه مق77ام روحاني77ة إدريس، وتحت77ه س77بعة أفالك، وفوق77ه س77بعة أفالك، وه77و

الخامس عشر". كذلك نرى ابنتأثره في تفسيره بنظرية وحدة الوجود:

عربي يتأثر في تفسيره للقرآن بنظرية وحدة الوجود، التي هي أهم النظريات التي بنى عليها تصوفه، فنراه في كثير

من األحيان يشرح اآليات على وفق هذه النظرية، حتى إنهليخرج باآلية عن مدلولها الذى أراده الله تعالى.

فمثال عندما تعرض لقوله تعالى فى أول سورة النساء:فس واحدة{ ... كم الذي خلقكم من ن }ياأيها الناس اتقوا رب

كم{ اجعلوا ما ظهر منكم وقاية اآلية، نجده يقول: }اتقوا رب لربكم، واجعلوا ما بطن منكم - وهو ربكم - وقاية لكم، فإن

األمر ذم وحمد، فكونوا وقايته فى الذم، واجعلوه وقايتكمفي الحمد تكونوا أدباء عالمين". وهذا والعياذ بالله كفر .

ثانيا: التفسير الصوفي الفيضي او اإلشاري: هو تأويل آيات القرآن الكريم على خالف ما يظهر تعريفه:

منها بمقتضى إشارات خفية تظهر ألرباب السلوك، ويمكنالتطبيق بينها وبين الظاهر المرادة.

، فما رواه البخاري عن وأما الدليل على التفسير اإلشاري ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال: "كان عمر

يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد فى نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إال ليريهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى: }إذا جآء

[ .. فقال بعضهم: أمرنا أن 1 نصر الله والفتح{ ]النصر: نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم

فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: ال. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله

عليه وسلم أعلمه له قال: }إذا جاء نصر الله والفتح{ وذلكه كان توابا{ ك واستغفره إن ح بحمد رب عالمة أجلك، }فسب

[ .. فقال عمر: ما أعلم منها إال ما تقول". 3 ]النصر: فبعض الصحابة لهم يفهم من السورة أكثر من معناها

الظاهر، أما ابن عباس وعمر، فقد فهما معنى آخر وراء

الظاهر، هو المعنى الباطن الذى تدل عليه السورة بطريقاإلشارة.

[ من3وأيضا ما ورد من أنه لما نزل قوله تعالى فى اآلية ] سورة المائدة: }اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا{ .. فرح الصحابة وبكى

عمر رضى الله تعالى عنه وقال: ما بعد الكمال إال النقص، مستشعرا نعيه عليه الصالة والسالم، فقد أخرج ابن أبى

شيبة: "أن عمر رضى الله تعالى عنه لما نزلت اآلية بكى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك"؟ قال: أبكانيا كنا فى زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شئ أن قط إال نقص، فقال عليه الصالة والسالم: "صدقت". فعمر رضى الله عنه أدرك المعنى اإلشاري: وهو نعى رسول الله

ه النبى على فهمه هذا.. وأما صلى الله عليه وسلم، وأقر باقي الصحابة، فقد فرحوا بنزول اآلية، ألنهم لم يفهموا أكثر

من المعنى الظاهر لها. هذه األدلة مجتمعة تعطينا أن القرآن الكريم له ظهر

وبطن.. ظهر يفهمه كل من يعرف اللسان العربى.. وبطن يفهمه أصحاب الموهبة وأرباب البصائر. غير أن المعانى الباطنية للقرآن ال تقف عند الحد الذى تصل إليه مداركناالقاصرة، بل هى أمر فوق ما نظن وأعظم مما نتصور.

شروط قبول التفسير اإلشاري: أولهما: أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر في لسان

العرب بحيث يجرى على المقاصد العربية.

وثانيهما: أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا فى محل آخريشهد لصحته من غير معارض.

فمن األفهام الباطنة المنقولة عنهم ويمكن أن تكون من قبيل الباطن الصحيح المقبول: ما جاء فى قوله تعالى فى

ه أندادا وأنتم 22 اآلية ] [ من سورة البقرة: }فال تجعلوا لله أندادا{ تعلمون{ .. من قول سهل التسترى }فال تجعلوا لل أى أضدادا، فأكبر األضداد: النفس األمارة بالسوء، المتطلعة

إلى حظوظها ومناها بغير هدى من الله".* مقالة ابن الصالح:

قال ابن الصالح فى فتاواه - وقد سئل عن كالم الصوفية فى القرآن: "وجدت عن اإلمام أبى الحسن الواحدى

ف أبو عبد الرحمن ر رحمه الله تعالى أنه قال: صن المفس السلمى "حقائق التفسير"، فإن كان قد اعتقد أن ذلك

تفسير فقد كفر. قال ابن الصالح: وأنا أقول: الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره

تفسيرا، وال ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك

الباطنية، وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن، فإن النظير يذكر بالنظير، ومن ذلك قتال النفس فى اآلية

[ من سورة123المذكورة - يريد قوله تعالى فى اآلية ] التوبة: }ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من

الكفار{ .. فكأنه قال: أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار، ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه

من اإلبهام واإللباس".

أهم كتب التفسير اإلشارى- تفسير القرآن العظيم )للتسترى(1- حقائق التفسير )للسلمى(. 2

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::