الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة

وزارة التعلیم العالي والبحث العلمي

-لواديا-حمھ لخضرالشھیدجامعة

اآلداب واللغاتكلیة

قسم اللغة العربیة وآدابھا

:الموضوع

اللغة العربیة شھادة الماستر فيلنیل مكملة مذكرة

م اللسانوعل:تخصص

:الدكتورفاشرإ:الطالبةإعداد

یوسف بدیدة*مریم قدة

م2015ــ 2014/ ھـ 1436ــ 1435: ةالسنة الجامعی

البنى األسلوبیة في قصیدة حوار ثوري مع طھ حسین لنزار قباني

M¬ « ª © §® ³ ² ± ° ¯

´µ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶¾ À ¿

É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁÊ Ë

Ò Ñ Ð Ï Î Í ÌÓØ × Ö Õ ÔÙ

à ß Þ Ý Ü Û ÚL286: البقرة

اإلهداءإىل اليت أدين هلا بكل حلظة جناحإىل أعز وأغلى ما أملك يف هذه الدنيا،

-أمي الغالية-

إىل روح أيب الطاهرة إىل الذي كافح وناضل من أجلي، إىل الذي ظللين بالرعاية واحلماية، وعلمين أصول احلياة لرياين جنمة ساطعة يف فضاء آماله

-رمحة اهللا عليه-

.عونا يف السراء والضراءإىل زوجي الذي ساندين حىت أواصل مسرييت العلمية، فكان يل

إىل من زرعوا فينا بذور العلم، ولقنونا دروس املعرفة أساتذيت الكرام يف كل أطوار دراسيت، وأخص جعله اهللا "يوسف بديدة"بالذكر املريب واملوجه إىل طريق العلم الدكتور املشرف على هذه الدراسة

.يهدي به سالكيهالعلم جنما ساطعا يف مساء

...فرسان الضاد يف كل مكان إىل

...أهدي مثرة جهدي

.اد العباد والبالدفمن سعى من أجل العلم والتعليم وأوأسأل اهللا التوفيق لكل

ريمــــم

شكر وعرفان

الذي منحين الكثري من "يوسف بديدة"جبزيل الشكر والعرفان إىل أستاذي ومشريف الدكتور م قدأت

.واالحرتاموقته وعلمه، فله مين كل التقدير

اآلدابكلية كما أخص بالشكر عمال مكتبة

.يف إجناز هذا العمل

.االمتنانأسأل اهللا أن يغمر اجلميع بوافر اجلزاء وعظيم

قدمةــم

مقدمة

أ

:مقدمةظلت دراسة النص اإلبداعي ردحا من الزمن تنطلق من رؤيـة جزئيـة حنويـة أو لغويـة ، أو رمبـا تعاملت هذه الدراسة مع النص الشعري من خارجه بناءا على معطيات تارخيية أو اجتماعية أو نفسية

للتعامـل مـع الـنص ، ترتبط بالنص أو بقائله ، غري أن الدراسات األسلوبية احلديثة فتحت أفقا جديـدا تعتمد فيها بشـكل أساسـي علـى رؤيـة أكثـر مشوليـة ، فتنظـر إىل الـنص اإلبـداعي علـى أنـه وحـدة لغويـة متكاملـــة ، تتجاذبـــه أقطـــاب صـــوتية تركيبيـــة ودالليـــة ، وقـــد تـــربز يف هـــذه األقطـــاب ظـــواهر تنبـــئ عـــن

لــب مســتوى علــى قــدر كبــري مكنوناتــه ، ممــا يســتدعي حالــة مــن التمــاهي بــني الــنص وقارئــه ، وهــذا يتطوالذوقيـة الـيت قـد ال تتيسـر لكثـري مـن القـراء ، لـذا ال بـد للباحـث أن ملران والدربـة واملعرفـة اللغويـة من ا

يتسلح جبملة من املبادئ واإلجراءات املنهجية ، وأن يستعني مبـا يناسـب دراسـته مـن املنـاهج التحليليـة .و منتجة حىت تكون دراسة واضحة

عـن واقـع يتحدث فيها نزار قباين–مدونة البحث –"وار ثوري مع طه حسين ح" قصيدة الـــذي ل التغيــري مـــن هــذا الواقـــع املريــر ثوريــة تتمحـــور حــو امحلــت أفكـــار وقـــد الفكــر واألدب العــريب ،

البنى األسلوبية في قصـيدة " ومن هنا جاء البحث موسوما بـ ،شه اإلنسان العريب فكريا وماديا يعي" .لنزار قباني –ثوري مع طه حسين حوار–

: وقد كان اختيارنا هلذا املوضوع ألسباب عدة أمهها كون األسلوبية تبحث يف اخلصائص الفنية اجلمالية ، اليت متيز نصا عن آخر ، وبالتايل أسلوبا -

عرف عن آخر ، ولعل هذه السمات األسلوبية هي اليت تتـيح لنـا وضـع بصـمتنا علـى العمـل األديب بـالتعلــى ةاألســلوبيقاربــة لــيت أملــت علينــا حماولــة تطبيــق املعلــى بصــمة األديــب يف عملــه مــن بــني الــدوافع ا

.هذه القصيدة آخــر للخــوض يف هــذا البحــث وهــو شــغفنا اخلــاص بأســلوب نــزار قبــاين ، اكمــا أن هنــاك دافعــ

ينفــذ إىل القلــب ، فعلــى الــرغم مــن الوضــوح املضــلل الــذي يتســم بــه شــعره ، فإنــه يدغــدغ الشــعور ، و .فأدبه يفيض باللمسات الوجدانية ، ولغته تنضح بالسمات الفكرية املتميزة

مقدمة

ب

ملـا تنطـوي عليـه مـن إشـارات رمزيـة وبـىن " حوار ثوري مع طـه حسـني " وقد وقع اختيارنا على قصيدة .تظهر قليال و تضمر كثريا مشفرة ،

.هلذا املوضوع الختيارناتلك هي بعض الدوافع اليت أدت ومن هنا تأيت أمهية هذه الدراسة اليت نسعى من خالهلا إىل مالمسـة الـنص الشـعري ، وحماورتـه

.وإبراز مجالياته ،للوقوف على أكثر العناصر األسلوبية املهيمنة :بناء على ما تقدم نطرح اإلشكالية التالية

سـتوى مـن مسـتويات الدراسـة اللغويـة هلـذه ما هي أبرز السمات واخلصائص األسلوبية الـيت متيـز كـل م.القصيدة حىت جعلت منها نصا أدبيا مميزا ؟

:املبدعــة ، فهــل مبــا أن عمليــة اإلبــداع هــي نتيجــة حتميــة لتجــارب خمتزنــة مــن طــرف الــذات -

؟ ةاألسلوبيمن خالل املقاربة ها نباإلمكان الكشف عهــل اســتطاع الشــاعر تطويــع اللغــة لتشــكيل مادتــه الفنيــة تشــكيال يعكــس مــن خاللــه أفكــاره -

.ومشاعره ؟هــي أهــم اخلصــائص اجلماليــة علــى مســتوى البنيــة الصــوتية والصــرفية والرتكيبيــة واملعجميــة مــا-

.اليت وفرت هلذه القصيدة اخلصوصية والتفرد ؟اإلشكاالت اليت تفرض نفسها بإحلاح ، وحملاولة اإلجابة عليها ومناقشتها ، كانت تلك بعض

:اخلطة التالية مفهـوم البنيـة : تناولنـا فيـه حتديد املفاهيم يف شـبكة العالقـات ،:موسوم بفصل تمهيدي ومقدمة

منهجهـا وهـدفها –موضـوعها –ومهـا مفه( األسـلوبية ) حمدداته–نظرياته –مفهومه ( األسلوب –.)خطوات التحليل األسلويب –عالقة األسلوبية باللغة –

: تناولنـا فيــه فقـد ، و أثرهـا الــداليل يف الـنص البنيـة الصـوتية :الموســوم بأمـا الفصـل األول-يقـاع اإل:ماهية اإليقاع وأمهية دراسته يف الشعر ومستوياته ، كما اشتمل هـذا الفصـل علـى قسـمني

مقدمة

ج

إشــكالية العالقــة بــني –الــوزن ( اخلــارجي ، واإليقــاع الــداخلي أمــا اإليقــاع اخلــارجي فتناولنــا فيــه ، وأمـــا ) الزحافـــات والعلـــل ، القافيـــة والـــروي ونظـــام املقـــاطع الصـــوتية التجربـــة الشـــعرية والـــوزن

وتشـــكلها ، وحماولــــة اإليقـــاع الـــداخلي فدرســـنا فيــــه مـــا تعلـــق مبالمـــح األصــــوات يف حـــال إفرادهـــا .استجالء املعىن املنطوي حتتها

حاولنـا تطبيـق معادلـة فيـه و ، األبعـاد الدالليـة للوحـدات الصـرفية :بالموسـوم الفصل الثـاني -الفعـــل بميـــان علـــى القصـــيدة كمـــا تطرقنـــا فيـــه إىل الداللـــة الزمنيـــة حلضـــور الفعـــل املاضـــي مقارنـــة ز بو

الضــمري ، واملعرفــة والنكــرة وحماولــة ربــط كــل ذلــك بالداللــة العامــة احلاضــر ، فضــال عــن دراســة بنيــة .للقصيدة

مت فيــــه اســــتجالء خصــــائص البنيــــة ،فقــــد الرتكيــــب و الداللــــة :بالموســــوم الفصــــل الثالــــث -االنزيــاح الرتكيــيبىل دراســة واجلملــة الفعليــة ، إضــافة إاالمسيــةاجلملــة : الرتكيبيــة مــن خــالل دراســة

االسـتفهامككالتقدمي والتأخري واحلـذف ، كمـا مت التطـرق إىل دراسـة األسـاليب اإلنشـائية الطلبيـة:النداء ، وقد خرجت هذه األساليب عن داللتها احلقيقية إىل دالالت جمازية كثرية منها واألمر

، ومجيعهـــا ...، والتعجـــب ، احلـــرية والتوجـــع ، واحلســـرة والشـــكوى والتعظـــيم واإلعجـــاب اإلنكـــارتــدعم الداللــة وتثــري املعــىن العــام للقصــيدة ، كمــا مت التطــرق إىل بنيــة الصــورة الشــعرية مــن خــالل

، وضم احلديث عن نظرية احلقول الدالليـة بشـكل خمتصـر واحلقـول الصورة اجلزئية والصورة الكلية .الداللية األكثر استخداما يف القصيدة ، وحماولة إعطاء قراءة تأويلية هلا

.حبثنا خبامتة ضمناها أهم النتائج املتوصل إليها ملـا ،كـون جمـال الدراسـة التطبيقيـة علـى القصـيدة تلااخرتناهـالـيت ، ةاألسـلوبيقاربـةوقد اتبعنا امل

ا املبـدع نصــه ، وقــد اســتعنا بــاملنهج الوصــفي مــن قــدرة علــى إبــراز الـدالالت الكامنــة الــيت يشــحن اهلـفـــك الكثـــري مـــن الرمـــوز والكلمـــات يف الـــنص لـــىعصـــفه مـــن املنـــاهج األقـــدر و املوضـــوع بلبيـــان طبيعـــة

.الشعري عالوة على تقنية اإلحصاء والتحليل :وقد استقينا مادتنا العلمية من جمموعة مصادر ومراجع أمهها

مقدمة

د

ــــيس ، "موســــيقى الشــــعر "- حملمــــد اهلــــادي "خصــــائص األســــلوب يف الشــــوقيات "إلبــــراهيم أنالبنيـات األسـلوبية يف "، وعبد اجلليل يوسف ينحس"التمثيل الصويت للمعاين"الطرابلسي

لعبــــد الســــالم "األســــلوبية واألســــلوب "ملصــــطفى الســــعدين ، "لغــــة الشــــعر العــــريب احلــــديث املسدي وغريها من الدراسات والبحوث األخرى ، وقد فصـلناها يف قائمـة املصـادر واملراجـع

.:يف البحث ومن الصعوبات اليت واجهتنا

.صعوبة تأويل بعض املعطيات اللغوية يف القصيدة وتفسريها -ومن الصعوبات أيضا -

الشكل الثابت للمادة الشعرية بانعدامبطبعه، فهو يظهر شيئا ويضمر أشياء أخرى، ويتميز .ذات الطبيعة املرنة والقابلة للقراءات املتعددة

يل يفضـــــي إىل دالو تـــــركييب –صـــــريف -صـــــويت: إن تقســـــيم الدراســـــة إىل املســـــتويات اللغويـــــة-لناه يف املستوى الصويت من تأويل وتفسري لبعض الظواهر الصوتية البـارزة التكرار؛ إذ أن ما قوهـذا مـا أنفسنا نكرره يف باقي املسـتوياتربطها بدالالت معينة وجدنايف القصيدة وحماولة

. وجدنا فيه إحراجا كبريا بسبب حماولة البحث عن اجلديد لنتفادى التكرار وبفضـــل إرشـــادات ،مـــن تـــذليلها،متكنـــا بفضـــل اهللا وعونـــهفإننـــا نـــزعم أننـــا ورغـــم هـــذه الصـــعوبات

.والتقدير االحرتامه جزيل الشكر والعرفان وفائق املشرف وتوجيهه وتدعيمه الدائم لنا، فل

.سأل التوفيق نواهللا

الفصل األول

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتية

تمهيد

ماهية اإليقاع-1)لغة(مفهوم اإليقاع -1-1اصطالحامفهوم اإليقاع -1-2

أهمية دراسة اإليقاع في الشعر-2مستويات اإليقاع في الشعر -3

اإليقاع الخارجي-3-1الوزن- 3-1-1

الزحافات والعلل - 3-1-2

القافية - 3-1-3

الروي - 3-1-4

نظام المقاطع الصوتية - 3-1-5

اإليقاع الداخلي -3-2إيقاع األصوات المعزولة - 3-2-1

إيقاع األصوات في إطار اللفظ- 3-2-2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

24

:تمهيداللغوي مرتبط بتوايل احلركات ربية لغة موسيقية فهي لغة موزونة ، ذلك أن معجمها العوالداللية اليت متثل والرتكيبية ،ولغة الشعر العريب وليدة اخلصائص الصوتية والصرفية ، .. والسكنات

.اللغويةتهمستويات بنيالشعري عرب مستوياته الصوتية ولقد سعت العديد من الدراسات اللغوية إىل دراسة النص

واإلحيائية املرتبطة باللغة خباياه والكشف عن النواحي التعبرييةناه والصرفية والرتكيبية والداللية الستكإذ تشكل دراسة الصوت املرحلة األوىل يف دراسة النص "لبنية الصوتية ا"توىمسوأوىل هذه املستويات

ها الدراسة الصوتية ، مما أدى إىلياللغويون إىل مدى األمهية اليت تكتسطن ولقد تفالشعري ، بدراسة النواحي اجلمالية االهتمامالذي يدعو إىل ضرورة "اجلمال الصويتبعلم "ما يسمى اكتشاف

1.ونصايف الكالم إنتاجا ومساعا

: ماهية اإليقاع- 1:)لغة(مفهوم اإليقاع -1-1

حن والغناء ، وهو أن يوقع األحلان ويبينها اإليقاع من إيقاع الل"جاء يف لسان العرب أن 2."كتبه يف ذلك املعىن كتاب اإليقاعكتابا من ،ومسى اخلليل ، رمحه اهللا

إذ،جلميل صليب"املعجم الفلسفي "ما جنده يف يف املعاجم احلديثة اإليقاعمما ورد عن ماأهو مصطلح اإليقاعو مصطلح . 3"و توقيعها يف الغناء األصواتيف اللغة اتفاق فاإليقاع":يقول

مث تطور معناه بتطور العصور حىت أصبح ،اجلريان والتدفق من اليونانية مبعىنأصالاجنليزي اشتق 4.الفرنسية املعربة عن املسافة املوسيقيةmeaterمرادفا لكلمة

.17–16، ص2002، دار غريب ، القاهرة ، حممد صاحل الضالع ، األسلوبية الصوتية : ينظر- 11999، 3، دار إحياء الرتاث العريب ، بريوت، لبنان ، طيعبد الوهاب وحممد الصادق العبيدأمني حممد: ابن منظور ، لسان العرب، تصحيح- 2.273، ص)عقو(، مادة 15ج.234، ص2005فاتح عالق، مفهوم الشعر عند رواد الشعر العريب احلر، منشورات إحتاد الكتاب، دمشق، - 3.21، ص1998، 1لإليقاع يف العصر العباسي، دار القلم، سورية، طابتسام أمحد محدان، األسس اجلمالية : ينظر- 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

25

: اصطالحامفهوم اإليقاع -1-2أناختلف الدارسون والنقاد يف تقدمي مفهوم ثابت لإليقاع ، وميكن أن نرجع ذلك إىل

" بأنهوهفعر ف؛والتغري من أهم مميزات اإليقاعالتحولأوجرس التفعيلة املسموع " هو واإليقاع. 1" ، و قد تكون حركات أصواتاالعناصر اليت تكون

من عالمات أومن وقفات متكررة ،يأيتوهو -وجدتإن- آلخراحملسوس به واملختلف من حبر كما . 2"،أو من الفاصلة أو من مجيع ما يف القصيدة من كالم أو حركات التعجب أواالستفهام

أويتضمن احلركة ،النثر أوذلك االنسياب ،وهو عنصر يتوافر يف الشعر "بأنهأيضااإليقاعف عر منتظما ، و لكنه يكون إيقاعايف الشعر على النموذج الوزين ،و يكون اإليقاعو يعتمد ...الشعور

.3"يف النثر منتظما و غري منتظم :أهمية دراسة اإليقاع في الشعر-2

مما يؤدي إليه دراسة الصوت يف النص الشعري دراسة االنسجام الذي يتمظهر يف اإليقاع عن اخلصائص كل من الصوت واإليقاع يف الكشف افر ظاته الداخلية واخلارجية ، حيث يتبكل مكون

وهو ،من العناصر األساسية املكونة للشعراألسلوبية والصياغية، يف النص الشعري ، لذا يعد اإليقاع : يقول ابن طباطبا . أهم وجه للتمايز بني الشعر والنثر ، ويتجلى أكثر يف املوسيقى اخلارجية

أجزائهواعتدالب وللشعر املوزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه ويرد عليه من جنس تركي"سموعه ومعقوله من الفهم مع صحة وزن الشعر صحة املعىن وعذوبة اللفظ ، فصفا مفإذا اجتمع

الوزن اعتدال4."وصواب املعىن وحسن األلفاظ كان إنكار الفهم إياه على قدر نقصان أجزائه

.17، ص1993ي يونس، نظرة جديدة يف موسيقى الشعر العريب ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، لع- 123جملة جامعة دمشق، جملدعبد الفتاح النجار، اإليقاعات الرديفة واإليقاعات البديلة يف الشعر العريب،أفنان مصلح عبد الفتاح النجار و - 2

.128، ص1،2007العدد.125املرجع نفسه، ص- 3.173-172، ص 2، ج2001، 1، طبنياتهاملعاصر حممد بنيس ، الشعر العريب - 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

26

إذ يضطلع اإليقاع بالتأثري يف املتلقي مبا حيدثه تكرار الوحدة النغمية أي تكرار األصوات من طرب البد من االنطالق منه والرجوع ار عنصرا قا"املتلقي ، لذلك عد اإليقاع وخفة واستحسان من طرف

1."إليه

يتحكم "وذلك أنه فاإليقاع يف الشعر ليس عنصرا إضافيا تزيينيا ، بل هو املكون الرئيس له يف نسق النص الشعري حبيث يضمن له ترتيب عناصره ومكوناته بشكل جيعله يتميز به عن باقي

2."النصوص الشعرية األخرى

أن "شوقي ضيف"وهناك صلة وثيقة بني الشعر واإليقاع منذ أقدم العصور ، حيث يرى ، ورمبا هذا ألزم بلوازم )فيه إيقاع(األرض بالقدم ارتباط شعرنا العريب بالرقص وما يصحبه من قرع

الروي املتحدة يف كل بيت من أبيات القصيدة حىت تصفوا اآلذان بقرار النغم املوحد يف قافية 3.القصيدة

ايات أو الروي العريب منذ القدمي ارتبط مبفهوم اإليقاع ، وذلك من خالل النهمبعىن أن الشعر :موحد تأنس له اآلذان ، ويف ذلك أيضا يقول اجلاحظوالذي ينتج عنه نغم املوحد يف القصيدة

وتبسط حىت تقطع األحلان املوزونة على األشعار املوزونة ، والعجم متطط األلفاظ ، فتقبض العرب "4."تدخل يف وزن اللحن فتضع موزونا على غري موزون

ن الوزن وسيلة جلعل اللغة شعرا إ": "نيجون كو "ويف الصلة بني الشعر واإليقاع يقول معنوي ، ومن هنا يتميز من بعض –بناء صويت "، وهو بذلك 5"وينبغي أن ندرسه على أنه كذلك

6."تصنف يف املستوى املعنوي فقطوسائل الشعر األخرى كاالستعارة مثال اليت

.19، ص 1981،جلامعة التونسية منشورات ايات ، قطرابلسي ، خصائص األسلوب يف الشو حممد اهلادي ال- 1. 12، ص1996، 1أليام ، اجلزائر ، طعبد القادر ، يف العروض واإليقاع الشعري ، افسصالح يو - 2.02ص،2002، لدنيا الطباعة والنشر ،اإلسكندريةأبو السعود سالمة أبو السعود ، اإليقاع يف الشعر العريب ، دار الوفاء : ينظر - 3.175الشعري ، ص عبد القادر ، يف العروض واإليقاعفسصالح يو - 4.74، ص–لغة الشعر ءبنا–الشعرية ين ، النظرية جون كو - 5.املرجع و الصفحة نفسها _ 6

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

27

يف الشعر ، أما اإليقاع فاملقصود به وحدة النغمة اليت تتكرر على إال أن هناك فرقا بني اإليقاع والوزن توايل احلركات والسكنات على حنو منتظم يف فقرة أو لأي ، حمدد يف الكالم أو يف بيت الشعرحنو

اليت يتألف منها أما الوزن فهو جمموع التفعيالت ... الكالم ، أو يف أبيات القصيدة أكثر يف فقرات 1.العربيةالبيت ، وقد كان البيت هو الوحدة املوسيقية للقصيدة

بالدور املسيطر ويرى الشكالنيون الروس أن اإليقاع موجود يف النثر كذلك ، لكنه ال يقوم من حاالت اإليقاع وشاهد على وجوده ، كما يرون أن كما يقوم يف الشعر ، والوزن عندهم حالة

2.الواسع لإليقاعالبحر روابط زمنية متصلة يف حركة األصوات مما ال جيب أن خنلطه باملفهوم

يـعدل ويكيف بقية العناصرفاإليقاع يف الشعر احلديث عامل بنائي حاسم يف البيت الشعري ، وهو 3.وميارس بالتايل تأثريا على مجيع مستويات الشعر الصوتية والصرفية والداللية

فإن إليقاع القصيدة ، ولنا أن نفرق بني الوزن واإليقاع ، فإذا فلنا أن الوزن هو اإلطار العام والذي يتولد من خالل تكرار الصوت املفرد أو تكرار اإليقاع هو حالة التواتر بني احلركة والسكون

يف مما خيلق انسجاما داخل النص الشعري ، لذا فهو يعد عنصرا جوهريا الكلمة يف البيت الشعري ألن الوزن واإليقاع حيققان .القصيدة ، وهو يؤثر يف اختيار الكلمات والعبارات ومن مث يف املعىن

4.لة إيقاعية ، ومها معا يشريان إىل مماثلة معنويةثوممامماثلة وزنية ،

كونه يتحكم ،وهو بذلك يكتسي أمهية بالغة وجممل القول هو أن اإليقاع أمشل من الوزن ، لنص الشعري كما يضمن ترتيب عناصره بشكل منسجم تطرب له األمساع ، ومن خالل يف نسق ا

.اإليقاع ميكن متييز ذلك التفاعل الذي حيدث بني الصوت واملعىن:إىل مستويني الذي تنبين عليه موسيقى الشعروينقسم اإليقاع

2002، 1درية ، مصر ، طاإلسكندار الوفاء للطباعة والنشر ، –دراسة مجالية –رمضان الصباغ ، يف نقد الشعر العريب املعاصر : ينظر - 1.171ص

.50صصالح فضل ، نظرية البنائية يف النقد األديب ، : ينظر - 2. 14، ص2001، 1النشر ، القاهرة ، طو ، إيثراك للطباعةاالختالفحممد فكري اجلزار ، لسانيات : ينظر- 3.99ص2002، 1البيضاء ، املغرب ، طالعريب ، الدار املركز الثقايف،يف أنشودة املطر للسياب دراسة حسن ناظم ، البىن األسلوبية : ر ينظ- 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

28

.املقاطع الصوتيةو ممثال يف األوزان والقوايف: اإليقاع اخلارجي وكذا تكرار اهلمساجلهر و ، : اإليقاع الداخلي

...املفردات والطباق واجلناس :مستويات اإليقاع في الشعر -3

اليت ،اإليقاعية اخلارجية والداخلية معاإليقاع الشعري بنية متكاملة تتضمن العناصر ايعترب إجراءا عمليا وضرورة منهجية تتفاعل فيما بينها لتشكيل اإليقاع الشعري ، لكن يبقى هذا الفصل

.إىل تيسري الدراسة إلبراز دور هذه العناصر يف تشكيل اإليقاع الشعرييهدف: اإليقاع الخارجي-3-1

تتمثل أوال يف الدالليةقاتهلاوتعإن أوىل املظاهر اإليقاعية للنسيج الشعري الصويت .املقاطع الصوتية إضافة إىل ،درجات اإليقاع على املستوى الصويت اخلارجي املتمثل يف الوزن والقافية

.ويعتبر الوزن من ألزم خصائص الشعر المنتظم و أهم مكوناته :الوزن- 3-1-1

أو هو جمموع ،1"الوزن نسق من احلركات والسكنات يلتزمه الشاعر يف نظمه الشعري"اخلليل بن أمحد الفراهيدي األوزان الشعرية التفعيالت اليت يتألف منها البيت الشعري ، وقد أحصى

)حبر املتدارك(وهو ةأما البحر السادس عشر عشرة حبرا ، اليت يقاع اإلطار العام لإلويعترب الوزن من الشروط األساسية للشعر ، إذ يعد . فهو إضافة من األخفش

إذ 2."قول موزون مقفى يدل على معىن": الشعر بأنه العرب القدامى فاخلارجي للقصيدة ، وقد عر .للشعرا

كانت هناك عالقة بني اليت تصادفنا يف مستهل هذه الدراسة هي ما إذا غري أن اإلشكالية لألوزان خصائص حبيث يصلح كل وزن لنوع له: نوع التجربة الشعرية والوزن الشعري ، مبعىن آخر

1998، 1للنشر ، القاهرة ، طالدار الثقافية "ظرية وتطبيقية يف الشعر اجلاهليدراسة ن"يوسف ، التمثيل الصويت للمعاينحسين عبد اجلليل- 1.29ص

.64ص ، ) دت(حممد عبد املنعم خفاجي ، دار الكتيب العلمية ، بريوت ، لبنان ، : لشعر ، تحامة بن جعفر ، نقد اقد- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

29

معني من املوضوعات؟ وهل ميكن البحث عن عالقة ما بني الوزن واإليقاع والتجربة الشعرية؟أم أن .ناجتة عن انطباع الشاعر أو عن انطباع املتلقي–أي هذه العالقة –

فريق : يث عن هذه القضية ، وانقسموا بذلك إىل فريقنيلقد أفاض العلماء قدميا وحديثا يف احلدينكر إنكارا تاما هذه آخر وفريق ،يؤمن إىل حد ما بوجود مناسبة بني األوزان واألغراض الشعرية

.العالقةفنذكر منه حازم القرطاجين الذي حاول الربط بني نوع التجربة والوزن ؛أما الفريق األول

: وحتدث عن ذلك بإستفاظة كبرية ، حيث يقول "البلغاء وسراج األدباءمنهاج "الشعري يف كتابة ة ، وما يقصد به اهلزل والرشاقة وملا كانت أغراض الشعر شىت وكان منها ما يقصد به اجلد والرصان"

ومنها ما يقصد به البهاء والتفخيم ، وما يقصد به الصغار والتحقري وجب أن حتاكي تلك املقاصد ما ن األوزان وخييلها للنفوس ، فإذا قصد الشاعر الفخر حاكى غرضه باألوزان الفخمة الباهية يناسبها م

أو العبث به حاكى ذلك يا وقصد حتقري شيء فاخفقصدا هزليا أو استالرصينة ، وإذا قصد يف موضع ، وكانت شعراء اليونانيني تلتزم دمقصمبا يناسبه مع األوزان الطائشة القليلة البهاء ، وكذلك يف كل

1."لكل غرض وزنا يليق به وال تتعداه فيه إىل غريه

ولقد حاول حازم القرطاجين أن يربط بني نوع التجربة الشعرية ، واألوزان الشعرية املختلفة "، وأعطى لكل وزن مسات خاصة ، حيث خصص لكل غرض وزنا

وللخفيف جزالة ورشاقة وطالوة وجند للكامل جزالة وحسن اطراد، سباطة وقوة ، وجند للبسيط قة ، وللرمل لينا وسهولة ، وملا يف املديد لرشاارقة ولينا مع للمديدوللمتقارب سباطة وسهولة ، و 2."راه بغري ذلك من أغراض الشعروما جرى جم... والرمل من اللني كانا ألني بالرثاء

غرض معني من أغراض الشعر وبتبقى حماولة حازم القرطاجين يف ربطه الوزن الشعري لغرض حمدد من األغراض مسألة نسبية وهي حماولة تعرب عن جمهوده اخلاص ، والدليل على متهامالء

1986طبعة الرمسية ، تونس ، حممد احلبيب بن خوجة ، دار املغرب اإلسالمي، امل: اج البلغاء وسراج األدباء ، تححازم القرطاجين ، منه- 1.266ص

.44- 43التمثيل الصويت للمعاين ، صف ، حسين عبد اجلليل يوس- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

30

الواحدة عدة أغراض حبيث تتعدد نسبية هذا الربط ما جنده مثال يف املعلقات ، إذ جند يف القصيدة بالوقوف على عر اجلاهلي مثال كان يبدأ قصيدتهالشافموضوعا

، مث ينتقل إىل غرض آخر كالوصف ، مث إىل املدح ، مث إىل الفخر ، وهكذا فقد )الغزل(األطالل ه تبقى هذه العالقة نسبية ، ألن ذلك تتعدد األغراض يف القصيدة الواحدة وهي بوزن واحد ، وعلي

.ينايف الواقع احلقيقي يف القصيدة العربية3، أمحد الشايب2، شكري عياد1إبراهيم أنيس: ومن مؤيدي الرأي األول جند كذلك

.وغريهمالضالعصاحل و أما الفريق الثاين والذي ينكر صالحية وزن ما لغرض بعينه ، فنذكر منه حممد

التفعيالت الشعرية هي جمرد قوالب صوتية حمضة ، بال داللة لغوية نصب فيها توايل ": الذي يرى بأن

ني نوع البحر ومن مث وقد أثبتت الدراسات اإلحصائية أنه ال يوجد ارتباط مطرد ب،

.4"يف حبر بعينه أو حبور متكررةاألوزان ومعاين القصائد وأغراضها إىل زيف اآلراء اليت تربط بني "وقد ذهب بعض النقاد

فهو زعم يبطله تنوع أغراض القصيدة الواحدة، واختالف معانيها وتباين مواقف الشاعر النفسية ألوزان ليست أكثر من آالت موسيقية يستطيع الشاعر املبدع اف،فيها، وصياغة هذا كله يف حبر واحد

لألغراض فاآلراء يف قضية مناسبة األوزان.5"أن يستخرج بالعزف عليها ألوان متنوعة من األنغاملص إليه حسين عبد اجلليل إىل أن الشعرية متباينة بني معارض ومؤيد وبإمكاننا أن خنلص إىل ما خ

ومعىن ثلما يتأثر الوزن بإيقاع التجربةللوزن تأثريه اخلاص ومن مث فإن إيقاع التجربة يتأثر بتأثري الوزن م"

.173، ص 1952، 2لقاهرة ، طإبراهيم أنيس ، موسيقى الشعر ، مكتبة األجنو املصرية ، ا: ينظر - 1.16، ص 1978، 2عرفة ، القاهرة ، ط، دار امل)مشروع دراسة علمية(شكري حممد عياد ، موسيقى الشعر العريب ، : ينظر - 2.77، ص 8،1991محد الشايب ، األسلوب دراسة حتليلية األصول األساليب األدبية ، مكتبة النهضة املصرية ، القاهرة ، طأ: ينظر - 3.49الصوتية ، ص الضالع ، األسلوبيةحممد صاحل - 4.117علي يونس، نظرة جديدة يف موسيقى الشعر العريب، ص- 5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

31

عن أن التجربة تتأطر من خالل ذلك أن كل من الوزن والتجربة يصبغ اآلخر بلونه اخلاص، فضالالوزن، مثلما ينتقل الوزن من الوجود بالقوة إىل الوجود بالفعل من خالل التجربة بعد أن تتشكل

مبعىن أنه ال وجود لعالقة .1"شعرا، أي من خالل التشكيل الذي جيمع بني الوزن والصوت واملعىنحينما يبدأ املبدع بتشكيل قصيدتهه العالقة مسبقة بني الوزن والتجربة الشعرية، وإمنا تتشكل هذ

هناك عالقة ما بني التجربة الشعرية وبني الوزن واإليقاع لكننا ال ": يقول حسين عبد اجلليل يوسف،نقول مبعيارية هذه العالقة ، أو أسبقيتها على التشكيل ، وال نقول بالقيم املطلقة للوزن أو لإليقاع أو

ل بعالقة ما بني الوزن واإليقاع والصوت اللغوي واحملتوي الشعري ، وهي وإمنا نقو ،للصوت اللغوي ، فال توجد قوانني ثابتة حتكم التمثيل الصويت 2"عالقة ميكن وصفها على صعيد البنية الشعرية

أن كل جتربة شعرية تفرض "صويت معني يصبغها ببعض التميز ، إذ للمعاين ، ولكن دخوهلا يف مبىن تتسع للتعبري عن "فاألصوات اللغوية .3"كما تفرض كيفية خاصة يف تشكيل اإليقاع

جتارب متباينة ، وكذا البحر والقافية وأمناط اجلناس الصويت ، فالتشكيل املوسيقي للقصيدة يتصل . 4"أن تتشكل وتصبح نصا شعريا قابال للتحليل والتذوقمبحتواها بعد

ار يواألوزان ، فهي وحدها كفيلة باختهي وحدها اليت تستدعي األصوات والرتاكيب واخلياالت و .إبراز مكامنها على الوزن الذي يناسبها وترى فيه املقدرة

:وزن القصيدة -على حبر –ثمدونة البح–"حسنيثوري مع طهرحوا"لقد صاغ نزار قباين قصيدته

وبارز املوسيقى ، هذا السطوع والربوز استغله الشاعر إلبراز موقفه حبر ساطع النغم ، ،وهو اخلفيفإنه : وقيل عن حبر اخلفيف.العريب لسائدة يف عصره خاصة األدب الفكرالثوري اجتاه األوضاع ا

5.أخف البحور على الطبع وأطالها للسمع

. 46حسين عبد اجلليل يوسف، التمثيل الصويت للمعاين، ص- 1.52ص املرجع نفسه ،-2.49، ص1983، 3، بريوت ، لبنان ، ط، دار التنوير-دراسة يف الرتاث النقدي –جابر عصفور ، مفهوم الشعر - 3.07اجلليل يوسف ، املرجع السابق ، صحسين عبد - 4.161، ص 1996، 2، دار الفكر اللبناين ، بريوت ، ط)عروض اخلليل (غازي ميوت ، حبور الشعر العريب : ينظر- 5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

32

ة فيه خفيفوقد ورد حبر اخلفيف يف الشعر العريب تاما وجمزوءا ، وتفعيالته ،واألسباب أخف من األوتاد

.1يف كل شطر)لن فاعالتنفاعالتن مستفع(وقد ذكر حازم .وهذه التفعيالت الطويلة قادرة على استيعاب أكرب قدر ممكن من األحداث

.2"رشاقةجزالة و"القرطاجين أن لهوقد ورد حبر اخلفيف تاما غري جمزوء يف هذه القصيدة ، وقد ساعدت الشاعر خصوصية حبر

وكثرة احلركات على صب التجربة الشعرية ، فاخلفة مبقاطعة املمدودة، وتفعيالته الطويلة اخلفيف اواحلسن والليونة والسهولة خصائص كامنة يف روح حبر اخلفيف ،

يف لفظه ومعانية بإجياده مواءمة بني طبيعة جتربته الشعرية وخصائص هذا وإثارة حبنكته وروعة تصرفه .البحر

املضارع ،ريع ، املنسرج ، اخلفيفوكون اخلفيف من دائرة املشتبه اليت تضم السنغمي تواشجمما يساعد على إضفاء )لنمستفع(مع ةهتبمش)فاعالتن(، فالتفعيلة ث ت،ضبتاملق

)0//0/0: /لن ، مستفع0/0//0: /فاعالتن (ومتاثل مقطعي وترتيب مثايل للحركات والسكنات وكل هذه اخلصائص كفيلة بأن جتعل البحر اخلفيف حبرا ذا توقيع ونغمة قويني ، هذه القوة مالئمة

يها نزار قباين عن الفكر اهلابط يتحدث فواليت -اليت حنن بصدد دراستها–ملوضوع القصيدة السياسي : هذا الفكر بكل أطيافه وضعف األدباء والكتاب يف عصره مقارنة بعصر طه حسني ، و

.العريب ، ومن مثة األدب العريب الذي يرسم للهزمية طريقها إىل اإلنسان ... الديين ، الثقايف :يف هذا الشأن يقول الشاعر

اسيسقط الفكر في التفاف السيوصار األديب كالبهلوان

يحترق الرقص.. يتعاطى التبخير

)شاماهل(.114، ص1986، 2عارف ، القاهرة ، ط، دار امل"العريب وقوافيهزان الشعرو أ"ود علي السمان ، العروض القدمي حمم: ينظر - 1.269راج األدباء ، صحازم القرطاجين ، منهاج البلغاء وس- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

33

ويدعو بالنصر للسلطانفإن ما يكتب اليوم.. عد إلينا

.1صغير المعاني.. صغير الرؤى

:الزحافات والعلل - 3-1-2

ويبقى البحر مقبوال يف السمع يلحق التفاعيل أحيانا تغريات قد تنال قليال من إيقاعها ، :األصلية للتفعيلة نوعان غري ناب عن الذوق ، وهلذه التغريات اليت تلحق الصورة

من أبيات ويسمى تغيري يتناول احلشو والعروض والضرب ، وال جيب التزامه فيما يأيت بعده -أ.الزحاف

العلة ، وهو - ب.2تغري الزم على األغلب

وهو نوعان مفرد ، )أي احلرف الثاين من السبب(تغيري يعرتي ثواين األسباب ":والزحاف هو .3"ومزدوج

.4ج مس قيل إن اخلليل كان يستحسن الزحاف إذا قيل يف البيت فإذا تواىل وكثر يف القصيدة ،إذا كثر

.5وتناسبهامل : م ، حيث يقول بأالزحاف نظرة خمالفة للقدامى إىل أما يوسف حسني بكار فنظر

.477، ص3، ج1983، 3ين ، بريوت ، طنزار القباين ، األعمال السياسية الكاملة ، منشورات نزار القبا- 1.125، ص1991، 1ر القلم ، سوريا ، طحممد علي اهلامشي ، العروض الواضح وعلم القافية ، دا- 2املرجع و الصفحة نفسها - 3.171،ص2،1983دار األندلس ، بريوت ،لبنان ، ط، )يف ضوء النقد احلديث(يوسف حسني بكار ، بناء القصيدة يف النقد العريب القدمي - 4.264منهاج البلغاء وسراج األدباء ، صحازم القرطاجين ، : ينظر- 5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

34

من هذا املنظار ميكن أن نعد الزحاف تنويعا يف موسيقى.ترد طبيعية ال يد ألكثر الشعراء فيها .1"ل القصيدة إىل آخرهاو القصيدة خيفف من سط

ذلك أن الشاعر يعدل يف قصيدته مبا يتيح له استخدام اللفظ املناسب الذي يوفر هلا اإليقاع ."2تعديل كان يستحبه اخلليل وغريه من القدماء بشرط أن يكون قليال"املوسيقي ، وهو

:الزحافات في القصيدة -)فاعالتن(تفعيلة : منتفعيلة ، ثلثا هذه التفعيالت مكون 384تكونت أبيات القصيدة من

، إذ مل تأت كل التفعيالت يف هذه القصيدة ساملة فدخل )لنمستفع(والثلث الباقي من تفعيلة :وعروض وضرب هذا البحر،وقد طال زحاف اخلنب التفعيلتني نب على حشوزحاف اخل

.متفعلنلن مستفع/ فعالتن فاعالتن

.3"حذف ثاين التفعيلة الساكن"و زحاف مفرد يتمثل يفه: واخلنب :ومثاله قول الشاعر

أم هما نجمتان .. ضوء عينيك نـيك أم مها جنمتاين ضوء عيـ

/0//0/0//0//0/0//0/0متفعلن فاعالتنفاعالتن

)خنب(4وأنت تراني.. كلهم ال يرى

.172، ص) يف ضوء النقد احلديث (بناء القصيدة يف النقد العريب القدمي يوسف حسني بكار ، - 1.الصفحة نفسهاواملرجع - 2.26ي ميوت ، حبور الشعر العريب ، ص غاز - 3.471، ص 3عمال السياسية الكاملة ، جنزار قباين ، األ- 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

35

كللهم ال يرى وأنت تـراين /0//0/0//0//0///0/0

فاعالتن متفعلن فعالتن)خنب()خنب(

.1""وهو : ثكما دخل على ضروب القصيدة علة التشعي:ومثاله قول الشاعر

دري من أين أبدأ بوحي لست ألست أدري من أين أبدأ بـوحي

/0//0/0/0/0//0///0/0لن فعالتن فاعالتن مستفع

2شجر الدمع شاخ في أجفاني

شجر ددمع شاخ يف أجفاين ///0/0//0//0/0/0/0

)مفعولن(أون فعالتن متفعلن فاالتاليت دخلها زحاف أو علة هو لنا أن عدد التفعيالتوبعد تقطيع القصيدة عروضيا اتضح

التفعيالت الساملة من ،من جمموع التفعيالت أما عدد %59.26تفعيلة ، أي ما نسبته 224.%40.47، أي ما نسبته 154الزحاف أو العلة فهو

.33ص ، حبور الشعر العريب غازي ميوت ، - 1.471، صاألعمال السياسية الكاملة زار القباين ن- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

36

:واجلدول التايل يوضح ذلك هلا ثت التفعيلة اليت حدالتفعيلة األصلية

علة/زحاف النسبة املئوية العدد

%9625.39)فعالتن(زحاف اخلنب فاعالتن)فاالتن(ثعلة التشعي

)مفعولن(أو 348.99%

ساملة من الزحاف أو العلة

12132.01%

%9424.86)متفعلن(زحاف اخلنب مستفعلن ساملة من الزحاف أو

العلة328.46%

378100%

اخلنب دون غريه من الزحافات على عروض وضرب من خالل اجلدول نالحظ دخول زحاف )0//0/0/(، ومستفعلن )0/0///(، إىل فعالتن )0/0//0/(وحشو هذا البحر ، فتصري فاعالتن

34وردت (على ضروب القصيدة )التشعيث(، كما جند دخول علة )0//0//(تصري إىل متفعلن.ق على أغلب أبيات القصيدةب، وهذا ما ينط)مرة

أي زحاف اخلنب وعلة -)فاعالتن ومستفعلن(أضفت هذه التغيريات يف تفعيليت ولقد فاعالتن (عدد احلركات والسكنات يف التفعيلتني على النص حركية إيقاعية ، فتقلص –ثالتشعي

شيوع الزحاف بشكل عام يف املواقف "ن أذلك أدى إىل تسريع اإليقاع يف القصيدة ، )ومستفعلنأو نفعال يرافقها يف األداء اللغويميكن تفسريه بأن شدة االاملنفعلة أو املميزة يف احلالة النفسية ،

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

37

ل املعىن والتنفيس عن احلالة يص، وللرغبة بتو وسة ، أي سرعة يف األداء لماملوسيقي نوع من السرعة امل.1"بنحو أسرع من الشكل العادي اهلادئ وغري املنفعل

جاءت ثورة على الوضع املزري الذي آل إليه األدب "ثوري مع طه حسنيحوار "فقصيدة إذن كان من الطبيعي انسجام هذا اإليقاع الذي كثر فيه الزحاف والعلة أطيافه ، بكل والفكر العريب

:مع طبيعة التجربة الشعرية من حيث التوتر واالنفعال ، وذلك مثلما ورد يف القصيدة ، عليناحبيبيكتب العشق يا

)فاعالتن()متفعلن()فاعالتن(فهو أبكاك مثلما أبكاني

)فاالتن()متفعلن()فاعالتن(نقش الحب في دفاتر قلبي

)فعالتن()متفعلن()فعالتن(سمانيكل أسمائه وما

)فاالتن()متفعلن()فاعالتن(قال البد أن أموت شهيدا

)فعالتن()متفعلن()فاعالتن(عساني: مثل كل العشاق قلت

)فعالتن()لنمستفع()فاعالتن(تنويعا يف موسيقى القصيدة خيفف من سطوة النغمات "إذ ميكن أن تعد هذه الزحافات والعلة

والعلل تضيف الزحافات "، إذ أن 2".3"رصيدا خصبا ملوسيقى الشعر

.36، ص2001الكتاب العرب ، دمشق ، حممد صابر عبيد ، القصيدة العربية احلديثة بني البنية الداللية والبنية اإليقاعية ، منشورات احتاد- 1.172صيدة يف النقد العريب القدمي ، صلقبناء ايوسف حسني بكار ، - 2.68، ص 1989، 1لرمحان الوجي ، اإليقاع يف الشعر العريب ، دار احلصاد ، دمشق ، طعبد ا- 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

38

دليل على خروج الشاعر -مدونة البحث–وهو يعد يف حد ذاته انزياحا عن املعيار ، لإليقاع يف بنية املوسيقى الشعرية االعتياديعن النمط

بطيئا طي إيقاعا ععيالته متخففا من السواكن اليت تالشاعر بتفاحنرف ولكنه انزياح واع مربر ، حيث فالشاعر يريد أن يف القصيدة ، ذلك أن احلالة يف نص القصيدة تستدعي أن يكون اإليقاع سريعا ،

يسمع صوته بطريقة صوتية أسرع ، لذلك ختفف كثريا من هذه السواكن ، وهو ما الحظناه من .يف القصيدةخالل كثرة ورود زحاف اخلنب

:القافية - 3-1-3وقد اختص الشعر عرف العرب يف اجلاهلية القافية بالفطرة ، وساروا على منواهلا بالسليقة ،

موقع على نغمة ثابتة ويرجع العقاد ذلك إىل فن احلداء الذي هو غناء مفرد ،العريب بالقافية والوزن

.1والنهاياتوخصوها ، وجعلوها شريكته وقد شريكة الوزن يف االختصاص القافية ":قال ابن رشيق القريواين يف العمدة . "علم القوايف"بعلم مسوه

"وجاء يف العمدة أن القافية مسيت كذلك .2"بالشعر ، وال يسمى شعرا حىت يكون له وزن وقافيةهي آخر كلمة يف البيت": ، وقال األخفش 3"وتقفولقد اختلف العرب القدامى يف تعريف القافية ، فتعددت .4"الكالم او

من آخر حرف ": اآلراء حوهلا لكنهم .5"احلرف الذي قبل الساكنيف البيت إىل أول ساكن يليه من قبله مع حركة

،2002ع الكتب ، اإلسكندرية ، عبد اهلادي عبد اهللا عطية ، مالمح التجديد يف موسيقى الشعر العريب بستان املعرفة لطبع ونشر وتوزي:ينظر- 1.99ص

.132، ص 2006، 2صادر ، بريوت ، طحاطوم ، دارعفيف نايف: وضبط ابن رشيق القريواين ، العمدة يف نقد الشعر ومتحيصه ، شرح - 2131املصدر نفسه ، ص - 3.1، ص1970الرتاث القدمي ، دمشق ، إحياء عزة حسن ،مطبوعات مديرية :تح األخفش ، كتاب القوايف ، - 4.131يف العروض واإليقاع الشعري ، صعبد القادر ،صالح يوسف- 5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

39

وكانت العرب هل هناك عالقة تربط ألفاظ القافية مبعىن األبيات : ويف هذا الصدد نطرح السؤال تناقش شعرائهم،

وإن اتفقت له قافية فيشغلها يف ": جييبنا على هذا السؤال ابن طباطبا العلوي فيقول . يف القصيدة؟ وكانت تلك القافية أوقع يف املعىن الثاين منها له معىن آخر مضاد للمعىن األولمعىن من املعاين واتفق

البيت ، أو نقض بعضه يف املعىن األول نقلها إىل املعىن املختار الذي هو أحسن ، وأبطل ذلك .1"وطلب ملعناه قافية تشاكله

غري أن الشاعر قد جيد صعوبة يف خلق املشاكلة والربط بني معىن أبياته والقافية اليت خيتارها ة على الشاعر ، بأن ألفوا معاجمسامهوا يف تذليل هذه الصعوبملعانيه ، لكن أصحاب معاجم التقفية

ر س يفصوال ، وهذا ما و أوائلهامرتبة ترتيبا يقوم على أواخر الكلمات ، فجعلوا أواخر املفردات أبوابا.إلعلى الشعراء مشقة اختيار القافية

ناجم عن رتابتها اليت تضفي على اخاصاموسيقياوللقافية أمهية من حيث أن هلا وضع،من اإليقاعيةالقصيدة نوعا

إال عدة أصوات تتكرر يف أواخر األشطر واألبيات من "فما القافية . القصيدة ، وتكرارها هذا يكون جزءا هاما من املوسيقى الشعرية ، فهي مبثابة الفواصل املوسيقية يتوقع

عدد معني وبعد ظمة تق اآلذان يف فرتات زمنية منرددها ، ويستمتع مبثل هذا الرتدد الذي يطر السامع ت.2"من مقاطع ذات نظام خاص يسمى بالوزن

وهو ما يسمى عند علماء العروض )0/0/(: جاءت القافية يف هذه القصيدة على شكل ، أي هي اليت يفصل بني 3"واحدةالقافية املنتهية بسكونني تفصل بينهما حركة "باملتواتر وهي

.4ساكنيها متحرك واحد

.133صيف العروض و اإليقاع الشعري ، صالح يوسف عبد القادر ،- 1.255براهيم أنيس ، موسيقى الشعر ، ص إ- 2.138ص املرجع السابق ، صالح يوسف عبد القادر ، - 3دار الشروق للنشر والتوزيع ، -الشعر احلرودراسة وتطبيق يف شعر الشطرين–ه عبد الرضا علي ، موسيقى الشعر العريب قدمية وحديث: ينظر - 4

.180، ص 1997، 1عمان ، األردن ، ط

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

40

وقد آثر نزار القباين يف قصيدته القافية املطلقة على املقيدة ، وهو ما يتناسب مع الذوق املوسيقي العريب السائد بسبب هامش احلرية الكبري الذي يتيح للشاعر مرونة يف احلركة وذلك ألن

.سيقيةالقافية املطلقة أكثر القوايف مو يا ضفى على القصيدة وقعا موسيقزحاف اخلنب وعلة التشعيث ، حيث أ-قافيةالأي –وقد دخلها

.مايل يف النفسه اجلزاد من عذوبته يف السمع وأثر -يف هذه القصيدة–

دفقاته الشعرية حىت إذا استعاد قوة للوزن العروضي طاقة إيقاعية وجرسا قويا صب من خالله الشاعر جنم عنه أثر أبياته وانسجامها والذي تابعنفسه بدأ من جديد ، وب

.أثر به على املتلقيالقصيدة يف مجايل: الروي - 3-1-4

ىناحلرف الذي تبوهوغري معتل ، وأن يكون أصليا يف الكلمة حىت ال وال بد أن يكون حرفا صحيحا "حروف القافية ،

.1"يعتربوا حروف املد واهلاء حروف روي إال يف حاالت حمددةحيذف ، ومن هنا فلمتنسب له القصائد أحيانا فيقال سينية البحرتي "ألثر البالغ الذي يرتكه على النص لوألمهية الروي ، و

.2"ومهزية شوقيفال يكون الشعر مقفى ". ومنه فإن الروي هو احلرف الذي تشرتك فيه قوايف أبيات القصيدة

ومل يشرتك مع غريه إال بأن يشتمل على ذلك الصوت املكرر يف أواخر األبيات ، وإذا تكرر وحده .3"من األصوات عدت القافية حينئذ أصغر صورة ممكنة للقافية الشعرية

لقد اختار نزار قباين النون لتكون حرف الروي لقصيدته ، وهو صوت تتذبذب األوتار

.86، ص 1993مة للكتاب ، القاهرة ، املصرية العااهليئة ، –حماولة إلنتاج معرفة علمية –سيد البحراوى ، العروض وإيقاع الشعر العريب - 1.245براهيم أنيس ، موسيقى الشعر ، ص إ- 2املرجع والصفحة نفسها- 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

41

، إذ الشعر العريبالفكر واألدب العريب ، والنون من احلروف الشائعة جدا يفالوضع الذي آل إليه 1.إبراهيم أنيس ضمن جمموعة القسم األول من حيث نسبة شيوعها يف أشعار الشعراءاصنفه

والنون هو صوت جمهور به غنة ، حيث استغلت هذه الصفة لإلحياء باألنني والتوجع القوي واملستمر ...الذي يعاين منه الشاعر

هلذا الروي ليعرب عن الرغبة الشديدة يف اجلنوح عن هذا الوضع 2وقد جاءت ألف املد ردفااملرتدي ، كما عربت عن تأوهات الشاعر ورغبته يف أن يسمع صوته ألولئك الذين أطاحوا بقيمة

حالة إطالقه ووصله بأصوات املد ، واليت كانت يف -كما عرب روي النون. األدب والكتابة والفكر ، وجعله يئن 3يشبه طنني النحلة يف الطبيعةعن ذلك اإلحياء اهلادئ الذي -)ياء(هذه القصيدة يف

.أنينا مستمرا دون توقفقد جاءت حركة حرف الروي كسرة ليعرب من خالهلا الشاعر عن حالته اليت يسودها و

مل فمجيء الروي مكسورا يوحي باالنكسار النفسي واحلزن العميق الذي يعيشه احلزن واأل.من تدهورالعريب الشاعر جراء ما يعانيه أدبنا

:نظام المقاطع الصوتية - 3-1-5إذ يرى املهتمون ،دراسة املقاطع الصوتية جانبا مهما يف دراسة موسيقى الشعر العريب تعد

ل كما يبدال من حتليلها إىل تفاع"لألبيات الصوتيةضرورة التحول إىل دراسة املقاطع دراسةذه الاملستشرقون يف الشعر العريب ، وعدوه من الشعر حبث حيث ،4"بالقدماء من علماء العر صنع

من للنطق به ، ويتخذون وهو الذي يؤسس على الكم يف املقاطع ، وما يتطلبه املقطع من ز "الكمي .5"ااملقاطع و اقصر

.246ص ،براهيم أنيس ، موسيقى الشعر إ: ينظر - 1.174قدمية وحديثه ، ص الشعر العريب عبد الرضا علي ، موسيقى: هو حرف مد أو حرف لني ساكن قبل الروي مباشرة : الردف - 2.35، ص 2000اجلزائر ، ،عنابه: ينظر - 3.148، ص املرجع السابق إبراهيم أنيس ، -4.147املرجع نفسه ، ص -5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

42

ومل ينجحوا يف إعطاء وصف شامل دقيق ،ولقد اختلف علماء األصوات يف تعريف املقطع وبذلك تعددت تعريفاته ، ويعود السبب يف ذلك إىل اختالف وجهات النظر إليه ، فمنهم من 1له

فتبني هلم أن املقطع يبدأ بضغط عضلي يتصاعد إىل "اجلهد املبذول يف النطق به نظر إليه من زاوية للوضوح السمعي له ، ويقصد بالقمة أقصى درجة للصوت مبعىن أعلى درجة 2"القمة مث يهبط تدرجييا

.وهناك من نظر يف تعريفه للمقطع من زاوية نوعيته واجتاه فونولوجي اجتاه فونيتيكي : الصويت وبذلك ظهر اجتاهان رئيسيان يف تعريف املقطع

إمساع طبيعية تتابع من األصوات الكالمية له حد أعلى أو قمة"بأنهاملقطعفعرفأما االجتاه األول :، ميكن متثيل املقطع بالشكل التايل 3"من اإلمساعتقع بني حدين أدنيني

أأأ

بب بمث يبدأ يف النزول إىل القاعدة )أ(فاملقطع يكون صاعدا يف البداية حىت يصل إىل القمة

.وبذلك يتم النطق باملقطع)ب(االجتاه الفونولوجى ، فيعرف املقطع بالنظر إىل كونه وحدة يف كل لغة على حدة وحينئذ اأم

.البد أن يشري تعريف املقطع إىل عدد من التتابعات املختلفة من السواكن والعلل .4"الطول ، والنرب ، والنغم": باإلضافة إىل عدد من املالمح األخرى مثل

:عرف املقطع عدة تعريفات أمهها كما

.283ص،1997،القاھرة،الكتبعالم،اللغويالصوتدراسة،عمرمختارأحمد: ینظر-1.93، ص 1999بن عكنون ، اجلزائر ، أمحد حساين ، مباحث يف اللسانيات ، ديوان املطبوعات اجلامعية ،-2.284، ص المرجع السابقأمحد خمتار عمر ، - 3.285، ص املرجع نفسه - 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

43

": املقطع هو .1"غريها من أجزاء الكلمة

قد يشعر بنوع خفقة صدرية ، على أساس أن اإلنسان عند النطق "كما عرف املقطع بأنه ، حيث أثبتت الدراسة التجريبية للعملية الكالمية أن 2"من الضغط أو التأكيد عند النطق باملقطع

عضالت الصدر تنتج نبضة منفصلة من عبارة عن حركة قصرية أو طويلة مكتنفة بصوت أو "ويف أبسط تعريف له هو ،3الضغط لكل مقطع

.4"أكثر من األصوات الساكنة:أنواع المقاطع الصوتيةصنفت هذه األمناط الست إىل ثالثأمناط للمقطع يف اللغة العربية ، وقد ميكن تعيني ست

:5القصرية واملتوسطة والطويلة: طوائف هي ومثاله يف . )ص ح(يتكون من صوت صامت وحركة قصرية ، وبرمز إليه بـ : املقطع القصري

.ب / ت / كـ : كتب صوت صامت ورمزه +حركة قصرية+صوت صامت: األول : وهو ذو منطني : املقطع املتوسط :

يكـ - 1: ، ومثاله )ص ح ح(حركة طويلة +صوت صامت: والنمط الثاين )ص ح ص(.كا-2

صوت صامت + حركة قصرية+صوت صامت: األول : وهو ذو ثالثة أمناط : املقطع الطويلبر ، وهذا املقطع مشروط وقوعه بالوقف أو :ومثاله )ص ح ص ص(صوت صامت ، ورمزه+

.عدم اإلعراب

.173، ص 2009مليلة ، اجلزائر ، ط حممد عبد الكرمي الرديين ، فصول يف علم اللغة العام ، دار اهلدى ، عني- 1.504، ص2000ر والتوزيع ، القاهرة ، كمال بشر ، علم األصوات ، دار غريب للطباعة والنش- 2.280ر عمر ، دراسة الصوت اللغوي ، ص أمحد خمتا: ينظر - 3.145براهيم أنيس ، موسيقى الشعر ، ص إ- 4.511-510ص املرجع السابق، كمال بشر ، : ينظر - 5

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

44

، ومثاله املقطع األول يف )ص ح ح ص(صوت صامت +حركة طويلة+صوت صامت:الثانية : ثالثة أنواع إىل باعتباركما قسمت املقاطع الصوتية . - ضالني -

.1مقطع مفتوح مغلق. (closed)مقطع مغلق . (open)مقطع مفتوح من الكالم واألنواع الثالثة األوىل من املقاطع العربية هي الشائعة وهي اليت تكون الغالبة

، وعلى هذا فقد الحظ إبراهيم أنيس أن الشعر العريب يتكون على األغلب من املقطع 2العريب.3القصري ، واملقطع املتوسط

:المقاطع الصوتية في القصيدة فيما يلي أن نربط بني سنحاول ،بعد تعرفنا على مفهوم املقطع الصويت وأنواعه يف اللغة العربية

سواء من حيث ،املقاطع الصوتية الواردة يف القصيدة ، واحلالة الوجدانية للشاعر أو موضوع القصيدة معتمدين يف ،)قصري، متوسط ، طويل(أو من حيث مدة النطق به )مغلق ، مفتوح(

:ملة يف اجلدول التايل ونوردها جم. ذلك على تقنية اإلحصاء حىت تكون الدراسة موضوعية النسبة العددنوع املقطع

%54136.62)ق(قصري %50334.05)-م(متوسط %43329,31)+م(متوسط

%50334.05)-(مغلق %97465.94)+(مفتوح %1477100ع

.177-176، ص مفصول يف علم اللغة العاحممد عبد الكرمي الرديين ، : ينظر - 193، ص إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر- 2.147ص ،املرجع نفسه- 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

45

:اجلدول قراءة لنتائجيف القصيدة ، فقد جاء أوال بنسبة )+ق(الل اجلدول طغيان املقطع القصري خيبدو لنا من

وأخريا املقطع املتوسط املفتوح %34.05بنسبة )-م(، مث تاله املقطع املتوسط املغلق 36.62%. ، ونلحظ غياب املقطع الطويل %29.31بنسبة )+م(

.%34.05فكانت نسبته أما املقطع املغلق ، %65.94املفتوح بنسبة طغيان املقطع على هذا اإلحصاء سنحاول فيما يلي أن نربط هذه النسب للمقاطع الصوتية باعتمادناو

باحلالة -واالنفتاحباالنغالق–.الوجدانية للشاعر

إذ جند الشاعر قد احنرف بتفعيالته متخففا من السواكن اليت تعطي إيقاعا بطيئا يف القصيدة ة استنفار وثورة على ستدعي اإليقاع السريع فهو يف حالوهذا االحنراف له ما يربره ، فحالة الشاعر ت

الل استدعاء املرتدي الذي آل إليه الفكر واألدب العريب ، حيث استعان باحلوار من خالوضع ليجري "طه حسني"يف األدب العريب أال وهي شخصية عميد األدب العريب ثقافيةأدبية شخصية

حتتوي على ثالثة مقاطع متوسطة )فاعالتن(معه هذا احلوار الثوري حول أوضاع احلاضر ، فتفعيلة جعله يسقط مقطعا متوسطا ويزيد مقطعا قصريا )فعالتن(ومقطع قصري واحد يف حني أن استعماله

ن أن ينسحب إذ أن هذه التفعيلة مكونة من مقطعني متوسطني ومقطعني قصريين وهذا الكالم ميكاليت دخل عليها زحاف اخلنب أيضا وجعلها )لنمستفع(على التفعيلة الثانية يف هذا البحر و هي

فاستعمال الشاعر للمقاطع القصرية املفتوحة ؛وزيادة مقطع قصري بإسقاط مقطع متوسط )تفعلنم(.جعل نصه أكثر حركية

يريد اإلفصاح عن حزنه وتأزمه واختناقه أما طغيان املقطع املفتوح فيمكن تفسريه بأن الشاعر .للمتلقيمشاعره الدفينة هذه فهو يريد توصيل تابة والفكر يف عصره من حال الك

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

46

:اإليقاع الداخلي -3-2تلك "بعد رصدنا جلانب من املوسيقى اخلارجية ، تربز لنا ضرورة رصد البعد الداخلي هلا

ار الشاعر املطلق لكلماته ، وما بني تلك الكلمات وحروفها يملوسيقى اخلفية اليت تنبع من اختاوكل حرف وكل حركة بوضوح ،*ذنا داخلية ، تستمع لكل شكلةأ

"1.

:إيقاع األصوات المعزولة - 3-2-1الشعورية ، والشعر هو االستخدام الفين للطاقاتإن التجربة الشعرية يف أساسها جتربة لغوية

كيب وأبنية تتآلف ا والعقلية والنفسية والصوتية ، ومن املعلوم أن القصيدة جمموعة أصوات وكلمات وتر ، وأصغر جزء يف هذا البناء 2"بناء متدامج األجزاء منظما تنظيما صارما"ظم لتكون تفيما بينها وتن، ألن تكرار هذه األصوات 3"والكشف عن "هو الصوت

سر هذا التكرار ، واكتشاف العالقة املوجودة بني املتلقي ، وجيعله يسعى الستكناهلفت انتباهيحني يوفق الشاعر يف ،الصوت واملعىن ، ومدى االنسجام واملناسبة بينهما ، وهذا ميثل قمة اجلمال

وتعرب عن املعىن الذي يريد اإلفصاح تلقائيا له ه الشعورية بأصوات تنسجم مع حاالتعبري عن خلجات.عنه

هذه املعاجلة إىل استجالء خصائص األصوات املفردة املتعلقة باملخارج يفوحنن نرمية ناجحة إذا ما بمقار معاجلة الصوت حتقق "والصفات وربطها بداللة النص الشعري ، ذلك أن

استثمرت يف ضوء عالقة الصوت بالداللة ، مبعىن أن دراسة اإلمكانات الصوتية يف الشعر إمنا هي وعلى الرغم من إميان الدارسني احملدثني باعتباطية العالقة بني الدال . 4"داللية–حبث يف بنية صوتية

.67، ص 1981، 6املعارف ، مصر ، ط، دارشوقي ضيف ، يف النقد األديب- 1

.الفتحة ،والكسرة ،والضمة :مبعىن احلركات اإلعرابية : شكلة*.54، ص 1981، يونيو )4(، عدد)1(عز الدين إمساعيل ، مفهوم الشعر يف كتابات الشعراء املعاصرين ، جملة فصول ، جملد- 2.65املرجع نفسه ، ص - 3.97، ص )دراسة يف أنشودة املطر للسياب(ةحسن ناظم ، البىن األسلوبي- 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

47

هناك - دي سوسري- واملدلول هذا املبدأ الذي قال به عامل اللسانيات ال ميكن بأي حال من "ه أيضا بأنوهم يقرون ،1عالقة بني بعض مظاهر الدوال معزولة وإطار الداللة

جودها يف أنيستطيع "،فالشاعر 2"

.3"الصورة للمتلقيالذي ينقل التأثريذلك إحداثيستغل الطبيعة الكامنة يف الصوت اللغوي يف طبيعة "لذا كان مما يعتمد عليه الشاعر يف التعبري عما خيتلج يف صدره من مشاعر وأحاسيس

خيرجها اإلنسان رموز حلالة نفسيةالبنية الصوتية اليت يتكون منها نسيجها اللغوي ، فاألصوات اليت ات، والسيما وهذا ما يدركه الشعراء قبل غريهم ، لذا يعولون على اخلصائص اإلحيائية ألصوات الكلم

املدود يف محل املشاعر املمتدة ، واألحاسيس العميقة ، بل رمبا كان التعبري عن املخزون العاطفي نيتها الصوتية أبلغ تأثريا يف املتلقي ، وأعمق تعبريا عن احلالة التأثريية بوالنفسي للقصيدة ب

من جهر ومهس ، وتفخيم وترقيق : )(إن طبيعة األصوات املفردة .4"نشئمللكل هذه السمات تشكل نقطة...الواستف، واستعالء وانفتاحواحتكاك وانفجار ، وإطباق ياالنطالق للدراسة الصوتية اليت

تخدامها يف النص الشعري سيكون األصوات ، لذا فإن اسمتيزه ، وقد يشرتك يف بعضها مع غريه من ة اليت تشكل له خصوصية بارزة را جيدا للولوج إىل عامله الداخلي واكتشاف مساته الفنية األسلوبيشمؤ فاألصوات ي ،الشعر خالل انسجام الصوت مع املعىندر نفي

فاألصوات هلا "،

.59خصائص األسلوب يف الشوقيات ، ص حممد اهلادي الطرابلسي ،: ينظر - 1.30حممد صاحل الضالع، األسلوبية الصوتية، ص- 2.الصفحة نفسها و املرجع - 3ارة الثقافة ، دمشق حممد عبدو فلفل ، يف التشكيل اللغوي للشعر ، مقاربات يف النظرية والتطبيق ، منشورات اهليئة العامة السورية للكتاب ، وز - 4

.174، ص 2013

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

48

فاعلية مجالية ومعنوية تؤثر يف النشاط اإليقاعي واالنبعاث املوسيقي ، وهذه الفاعلية تتحدد بأشياء .1"نويةوغىن الصوت بالنغمات الثا،كثرية منها النغمة املميزة لكل صوت من األصوات

جند أن الشاعر يكثر من بعض األصوات بصورة - مدونة البحث–وإذا تأملنا القصيدة ملفتة ونسب هذا التكرار تتفاوت من صوت اآلخر ، وال شك أن هلذا التكرار امللفت لبعض

وقبل البدء بالدراسة اإلحصائية لنسب توزيع األصوات عالقة باملعىن املرتبط بالقصيدة ، إال أننا أن نوضح بعض بنا أوال يف القصيدة جيدر األصوات

ذلك ألنه ليس من املخارج والصفات ، ولن نفصل يف على أننا سوف نتعرض ملفاهيم خمتصرة حول وت أهداف حبثنا وإمنا هدفنا من ذلك هو أن تتضح لنا الرؤية عندما نتكلم عن العالقة بني خمرج الص

:وصفته واملعىن املعرب عنه :المخرج -

هو مكان خروج الصوت اللغوي ، حيث يلتقي عضوان من أعضاء النطق فتحدث درجة معينة االعرتاض تاما خرج الصوت الشديد من االعرتاض على هواء الزفري القادم من الرئتني ، فإن كان

، وإن كان االعرتاض )االحتكاكي(، وإن كان االعرتاض ناقصا خرج الصوت الرخو )االنفجاري(.2)بني الشدة والرخاوة(متوسطا خرج الصوت املتوسط

:وهي كاآليت وقد حدد علماء الصوتيات احملدثون يف جهاز النطق عشرة خمارج أساسيةويكون بتقريب املسافة بني الشفتني بضمهما ، أو إقفاهلما يف طرق اهلواء الصادر عن : شفوي *

.ب ، م ، و : وحروفه هي الرئتني ، السفلي باألسنان العليا لتضييق جمرى اهلواءوهو نتيجة اتصال الشفة :شفوي أسناني *

.ف : وحروفه .ذ ، ظ ، ث : مبين على اتصال طرف اللسان باألسنان العليا ، وحروفه : أسناني *

2006نابلس ، فلسطني ،ة ماجستري ، جامعة النجاح الوطنية ، مذكر اسة أسلوبية يف سورة الكهف ، حممد مروان سعيد عبد الرمحان ، در - 1.8ص

.41، ص 2004والتوزيع ، القاهرة ، صربي املتويل ، دراسات يف علم األصوات ، دار الثقافة للنشر- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

49

:وهو اتصال طرف اللسان فيه بالعليا ، ومقدمة اللسان باللثة ، وحروفه :أسناني لثوي *.د ، ض ، ت ، ط ، ز ، س ، ص

.ل ، ر ، ن : وهو ما اتصل فيه طرف اللسان باللثة أثناء النطق ، وحروفه :لثوي *.ش ، ج ، ي : وفيه اتصال مقدم اللسان بالغار ، فينتج حروف : غاري *.ك ، غ ، خ : وينتج عن اتصال مؤخر اللسان بالطبق ، فينتج :طبقي -*.ق : فينتج ةوينتج عن اتصال مؤخر اللسان باللها:لهوي *

.ع ، ح : وهو املخرج الناتج عن تطبيق احللق وينتج :حلقي **: وحروفه ةوهو حيدث نتيجة إقفال أو تضييق يف األوتار الصوتية اليت يف قاعدة احلنجر : حنجري**

.1ء ، هـ املخارج العامة وعددها مخسة ، وخمارج خاصة : م آخر ملخارج احلروف وهي يوهناك تقس

: وتتضمن داخلها اخلاصة وتشتمل على سبعة عشر خمرجا ، أما املخارج العامة فهي كما يلي خمرج مقدر لأللف وخمرجان للواو والياء ، : ويضم خمرجني خاصني مها : اجلوف : المخرج األول

وتسمى هذه احلروف حروفا جوفية خلروجها من اجلوف ، وهوائية االنقطاع .ولني يسر

، )ء ، هـ(فيه حرفان أقصى احللق و : ويضم ثالثة خمارج خاصة وهي : احللق : المخرج الثاني .)غ ، خ(، أدن احللق وفيه )ع ، ح(وسط احللق وفيه ويسمى شجر ، وسط اللسان)ق ، ك(خمرج أقصى اللسان : ويضم : اللسان :المخرج الثالث

ن ، ر ، ط ، د ، ت ، ص ، ز ، (، طرف اللسان )ض ، ل(، حافة اللسان )ج ، ش ، ي(الفم .)س ، ظ ، ذ ، ث

: وحيتوى على خمرجني : الشفتان :الرابع المخرج .ف : بطن الشفة السفلي مع أطراف الثنايا العليا وخيرج منه حرف -1

.وما بعدها 110، ص 1986والتوزيع ، املغرب ، متام حسان ، منهاج البحث يف اللغة ، الدار البيضاء للنشر: ينظر - 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

50

.قليل بني الشفتنيجمع انفرا )و(و مع انطباق ، )م ،ب(من بني الشفتني معا خيرج -2.1م ، ن: وفيه خمرج واحد وهو الغنة : اخليشوم : المخرج الخامس

:اللغوية الصفات- :

:الصفات العامة والصفات اخلاصة :الصفات العامة : أوال

األصوات اللغوية ، زظاهرة اجلهر من الظواهر الصوتية اليت كان هلا شأن كبري يف متيي:الجهر -1سيبويهوقد عرف . الصوتيني يف احلنجرةوتقابلها ظاهرة اهلمس ، وأساس التمييز هو ذبذبة الوترين

هو حرف أشبع االعتماد عليه يف موضعه ومنع النفس أن جيري معه حىت ": الضغط على خمرج الصوت ه حيدث نتيجة دفاجلهر عن،2"ينقضي االعتماد عليه وجيري الصوت

.فيمنع مرور اهلواء اخلارج من الرئتني وال يسمح له باملرور حىت انتهاء عملية الضغط على املخرجويرجع ذلك أما عند احملدثني فقد كان مفهوم اجلهر أكثر دقة ووضوحا عندهم من القدامى ،

.وتطور علم األصوات عندهم ،إىل استعمال األجهزة املخربية.3"هو الصوت الذي تتذبذب األوتار الصوتية حال النطق به"وال

فحني تنقبض فتحة املزمار يقرتب الوتران الصوتيان أحدمها من اآلخر فتضيق فتحة املزمار ومها يف هذا الوضع يهتزان ولكنها تظل تسمح مبرور النفس خالهلا فإذ اندفع اهلواء خالل الوترين

حسب عدد هذه اهلزات أو الذبذبات يف منتظما ، وحيدثان صوتا موسيقيا ختتلف درجته اهتزازاالثانية ، كما ختتلف شدته أو علوه حسب سعة االهتزازة الواحدة ، وعلماء األصوات اللغوية يسمون

، دار اإلميان )(هشام عبد الباري حممد راجح ، الدقائق احملكمات يف املخارج والصفات : ينظر - 1.94_78ص ، 2006اإلسكندرية ،

.151، فصول يف علم اللغة العام ، ص حممد عبد الكرمي الرديين- 2.174كمال بشر ، علم األصوات العام ، ص - 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

51

ب ، ج ، د : . 1هذه العملية جبهر الصوت.2وعددها مخسة عشرة صوتا. ذ ، ر ، ز ، ض ، ظ ، ع ، غ ، ل ، م ، ن ،و ، ي

الذي األوتار الصوتية وساعدهم يف ذلك التقدم العلمي باهتزازإذن فقد ميز احملدثون اجلهر بأحدث اآلالت وفر للباحثني كل أسباب الوضوح والدقة اليت جتلت يف خمتربات العلمية

.3املساعدة اليت تستعمل للكشف عن األصوات وطبيعتها الفيزيائيةحرف أضعف االعتماد يف موضعه حىت ": بأنه هوهو عكس اجلهر ، وقد عرفه سيبوي:الهمس -2

هو الذي جيري معه النفس عند النطق به وهو سيبويهفالصوت املهموس عند . 4"جرى النفس معه.ضعيف لضعف االعتماد على خمرجه

أوضاع األوتار الصوتية يف حدوث اجلهر واهلمس ، وتبعه يف ذلك أغلب سيبويهأغفل لقد على الرغم من انعدام الوسائل )اعتمادإشباع ، (اللغويني القدامى ، إال أن ما توصل إليه من نتائج

.5خربية بعد شيئا جديدا ومهما يف الدراسات الصوتية القدميةواألجهزة املأما اهلمس ، فهو أكثر وضوحا ودقة عند اللغويني احملدثني ، فاهلمس عندهم حيدث عندما ينفرج الوتران الصوتيان بعضهما عن بعض يف أثناء مرور اهلواء من الرئتني حبيث يسمحان له باخلروج

يف طريقه ، ومن مث ال يتذبذب الوتران الصوتيان ، ويف هذه احلالة حيدث دون أن يقابله أي اعرتاض ما يسمى باهلمس ، فالصوت املهموس هو الصوت الذي ال تتذبذب األوتار الصوتية حال النطق

.6"به

.21ص ، ) دت (،:ينظر- 1.174كمال بشر ، علم األصوات ، ص : ينظر - 22012، باتنة ، اجلزائر ، ت األسلوبية يف مرثية بلقيس لنزار القباين ، مذكرة ماجستري ، جامعة احلاج خلضر بنيارشيد بديدة ، ال: ينظر - 3

.23ص.151، فصول يف علم اللغة العام ، صعبد الكرمي الرديين- 4.152ينظر ، املرجع نفسه ، ص - 5.174كمال بشر ، املرجع السابق ، ص - 6

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

52

ت ث ح خ س ش ص : واألصوات املهموسة يف العربية كما تنطق اليوم اثنا عشر صوتا هي .2صفات الضعفواهلمس من . 1ط ف ق ك هـ

عرف سيبويه احلرف الشديد الذي مينع الصوت أن جيري فيه ، أما احملدثون :الشدة والرخاء - 3ينحبس جمرى النفس املندفع من الرئتني ، وهو الذي باالنفجاريفقد أطلقوا على الصوت الشديد

العضوان فيندفع مث ينفصل خلطة من الزمن يف خمرجه ، وذلك بالتقاء عضوين من أعضاء النطق ، 3.اهلواء احملبوس فجأة فيحدث صوتا انفجاريا مثل ، الباء

4.ب ت د ط ض ك ق ، واجليم القاهرية: واألصوات العربية الشديدة هي

: )االحتكاكية(أما األصوات الرخوة . يكتفي بأن يكون جمراه ضيقا

حيدث نوعا من الصفري أو احلفيف ختتلف نسبته تبعا ات يسميها احملدثون باألصوات االحتكاكية ، واألصوات الرخوة يف اللغة والزاي والصاد ، وهذه األصو

5.س ز ص ش ذ ث ظ ف هـ ح خ غ: العربية هي

: الصفات الخاصة : ثانيا اللسان إىل أعلى احلنك حىت يصري كالطبق له ارتفاع: اإلطباق : اإلطباق واالنفتاح -1

6.الصاد ، الضاد ، الطاء ، والظاء: وحروفه

اللسان إىل أعلى احلنك ، وحروفه عدا السابقة ، و إمنا مسيت هذه هو عدم ارتفاع :واالنفتاح .احلروف باملنفت

.174كمال بشر،علم األصوات،ص- 1.84، ص أمحد حساين ، مباحث يف اللسانيات : ينظر - 2.155، ص فصول يف علم اللغة العام ، عبد الكرمي الرديين- 3.25هيم أنيس ، األصوات اللغوية ، ص إبرا- 4.26-25، ص املرجع نفسه :ينظر - 5.156، ص املرجع السابقعبد الكرمي الرديين ، - 6

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

53

: هي طالقة اللسان وخفته ، وقد وصفها اخلليل بن أمحد يقول : الذالقة :اإلصماتالذالقة - 2ر ل ن ، ف م ب وإمنا مسيت هذه احلروف ذلقا : ، وهي ستةأعلم أن احلروف الذلق والشفوية "

منها الستةألن الذالقة يف املنطق إمنا هي بطرف أسلة اللسان والشفتني ، ومها مدرجة هذه األحرف ف ب م خمرجها : ج من ذلق اللسان من طرف غار الفم ، وثالثة شفوية ثالثة ذلقية ، ر ل ن ختر 1".من بني الشفتني خاصة

.ىوهي احلروف اليت ال يكتـف : اإلصمات هو ارتفاع مؤخرة اللسان إىل أعلى احلنك عند النطق : االستعالء : االستعالء واالستفال -3

.ص ض ط غ ق خ: سبعة وهي املستعليةباحلرف ، واحلروف ومسيت هذه احلروف واالستفال ضد االستعالء ، ويكون بعد ارتفاع اللسان إىل أعلى احلنك ،

.."طبق جد": هي اضطراب احلرف عند النطق به ساكنا ، وحروفها مخسة جتمع يف :القلقلة -4، وحروفه السني ، الزاي ، صوت زائد خيرج من بني الشفتني شبيها بصفري الطائر : الصفير -5

2.والصاد

ظاهرة صوتية حتدث كلما استعلى اللسان حنو مؤخر الفحم : التفخيم : التفخيم والترقيق -6خاصة تقوي االهتزازات املنخفضة فيصر جرس الصوت غليظا ةفيتشكل جتويف احللق والفم تشكيل

3.غ-خ-ص–ض - ط- ظ- ق: وثقيال أي مفخما ، وحروفه هي

تفخم بعد حروف االستعالء ، والراء فاأللفيف مواضع )ر ، ل ، ا(إليها حروف مضافا إن سبقت تفخم إن فتحت ومل تسبق بكسر ، أو مل يقع بعدها كسر ، والالم تفخم يف لفظ اجلاللة

4.بفتح

.157ص فصول يف علم اللغة العام ،، عبد الكرمي الرديين-1.160-159ص ،املرجع نفسه : ينظر - 2

- .59، ص 2000،خولة طالب اإلبراهيمي ، مبادئ يف اللسانيات ، دار القصبة للنشر ، اجلزائر 3.160مي الرديين ، املرجع السابق ، ص عبد الكر - 4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

54

1.جعل جسم احلرف حنيال فال ميتلئ الفم بصداه ، وحروفه عدا حروف التفخيم: والرتقيق

2.اهلواء بني اللسان واحلنكوهي صفة للشني ، تشري إىل كثرة انتشار : التفشي -7

عند النطق بالالم خيرج اهلواء من حافيت اللسان منحرفا يف حني أن طرفه ملتصق : االنحراف-83.بالنطع

عند النطق بالراء يرتعد طرف اللسان ويهتز فيلتصق مرة بالنطع مث يرتاجع كأن النطق :التكرار -94.بالصوت يتكرر

احلرف املستطيل وهو ": صفة لصوت الضاد ، وقد وصفها ابن اجلزري بقوله :االستطالة -10"5.

العضوي وانفتاح الفتحة اخللفية االعرتاضهي صدى ورنني حيدث يف اخلياشيم بإزالة : الغنة -11فيضاف الصدى اخليشومي لالهتزاز العضوي األصلي داخل جتويف ةلتجويف الفم باخنفاض اللها

6.الفم والشفتني عند النطق بالنون وامليم

إخراج احلروف يف لني وعدم تكلف ، وحروفه اثنان الواو والياء ، الساكنتان وهو: ن يالل-127.خوف ، بـيت: ا ، حنو املفتوح ما قبلهم

والشاعر نزار قباين ميتاز بلغة خاصة وأسلوب متميز راجع إىل حسن ختريه حلروفه وانتقاءه هلا مما "حيقق انسجاما على مستوى البنية الصوتية حماوال بذلك تفجري القيم الشعرية لبعض األصوات من

يعطي احلياة لبعض األصوات من خالل طريقة صياغتها داخل خالل سياقها ، كما جنده أيضا

.88ص ،) دت (، أمحد حممد قدور ، مبادئ اللسانيات ، دار الفكر املعاصر ، بريوت ، لبنان : ينظر - 1.انفسهوالصفحة املرجع - 2.59، ص مبادئ يف اللسانيات، خولة طالب اإلبراهيمي - 3.املرجع و الصفحة نفسها- 4.161، ص فصول يف علم اللغة العام، عبد الكرمي الرديين - 5.59، ص املرجع السابق ، خولة طالب اإلبراهيمي- 6.20ص ،1987،يين ، التمهيد يف أحكام التجويد ، شركة الشهاب للنشر والتوزيع ، اجلزائر حممد علي عبد الكرمي الرد- 7

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

55

تربز تتفاعل وتتحرك ، وعندما تصبح تلك األصوات فعالة يف عامل الشاعر الشعري الساق فيجعلها 1."األصوات لتأدية املعىن

بالرتتيب ، وهذا ال يعين ت املوجودة بكثافة يف القصيدة وفيما يلي نورد هذا اجلدول لبعض األصواصوتا 328صوتا ساكنا ، و 1870، حيث تكونت القصيدة من لبة

.عولقد قمنا بتقطيع القصيدة حبسب أفكارها إىل ثالثة مقاط. )صائتا طويال(متحركا : وهذا اجلدول يبني النسب املئوية لبعض الصفات الصوتية البارزة يف القصيدة

الصفات

املقاطع

الشدة اهلمس اجلهر]انفجار[

الرخاوة]احتكاك[

أصوات اإلطباقاالنفتاحاالستفالاالستعالءاللني

67,6432,3529,8370,166,2593,7496,953,0414,92النص الكلي

Iاملقطع)1 -26(

64,2735,7230,9469,055,4094,5997,612,3844,51

IIاملقطع)27 -42(

70,3129,6828,6371,368,2191,7895,364,6323,78

IIIاملقطع )43-64(

703029,3370,665,8394,1697,332,6631,70

:قراءة نتائج الجدول :يف اجلدول نالحظ حضورا قويا للصفات التالية من خالل النسب املوضحة

.(96.95%)، واالنفتاح (93.74%)، االستفال (70.16%)، الرخاوة (67.64%)اجلهر

.25، ص )مذكرة ماجستري(، ست األسلوبية يف قصيدة مرثية بلقيرشيد بديدة ، البنيا- 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

56

ألساسي يف هذه القصيدة اوقد جاءت هذه النسب العالية لتعكس دالالت معينة ترتبط باملوضوع :سنحاول تبينها فيما يلي

فاجلهر هو (67.64%)مرة بنسبة بلغت 1265القصيدة ، وهو ما نلمسه بداية حدة وارتفاع يف شدة الصوت ، وهذا االرتفاع ينسجم مع موضوع

إذ ميثل الشاعر يف هذه القصيدة الزمن احلاضر ، وطه "حوار ثوري مع طه حسني": ميثل الزمن املاضي كرمز للفكر الذهيب ، وبذلك فقد مجع الشاعر بني احلاضر واملاضي يف حسني أسلويب واحد متسق ، يف مجلة صرخت مبعىن الثورة اليت يريد الشاعر أن يفجرها مع طه حسني سياق

حبر يف ضعف وركود واصفا إياه بأنه غارق العريب من إزاء الوضع الراهن ، وما آل إليه الفكر واألدب .ى هذا السياق أصواتا جمهورة قوية ذات حدة وقدرة على التأثري يف املتلقيضلذا اقت، اهاتتاملمن

لتعرب عن شدة التوتر الذي يعيشه الشاعر وعظم ،وقد كانت نسبة اجلهر مرتفعة يف املقطع األول :يقول الشاعر يف مطلع القصيدة . حزنه

تان؟م ج ن ماه م أ .. ك ي نـ يـ ع ء و ض رانيت ت ن أ و .. رى ال ي م له ك حيو بـ أ د ب أ ن ي أ ن ري م د أ ت س ل

فانيج في أ شاخ ع م جر الد ش ناي ل بيبي ع يا ح ق ش الع ب كت ...كاني ب ما أ ل ثـ م كاك ب أ و ه فـ عام وعام يون ل حي م ر ج ر م ع 1خان؟الد الل خ ن م ح ر ى الج ر تـ ل ه

شخص طه وامتدح فيه يهم ،كما حتدث يف هذا املقطع عن أجماد املاضي ، فمدح وأثىن علما كما مدح ،حسني كرمز للفكر الذهيب ، وهو أحد أولئك الذين صنعوا التاريخ

.472ية لكاملة ، ص نزار القباين ، األعمال السياس- 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

57

العلم والفكر .يف هذا املقطع صوت النون ، والالم ، امليم ، والراءادو ر و األكثر هورة نوم.واملعرفة

II وIII ليعرب من %70فكانت حوايلوما ،به من هشاشة يف اآلراء ، وهبوط يف الفكر واألدبامتازخالهلا الشاعر عن الواقع األديب وما فهو يشكو إىل طه ،املواقف وطيشها خفةحتدث الشاعر عنأصبح عليه من إمهال وازدراء ، كما

.واألدباء من أجل نيل مصاحلهم املادية يف التقرب من امللوك والرؤساء الكتاب نفاق حسني :يقول الشاعر

ار الن ق يا سار .. ي ر ه ز ها األ ي أ وانيدود الث را ح ويا كاس

ر ص ع ك ر ص ن ع إ ف .. نا ي ل إ د ع ر ثاني ص ونحن ع .. ي ب ه ذ ي ياس الس فاق في الن ر ك الف ط ق س

وان ل ه كالبـ ديب األ وصار ..ص الرق ف ر ت ح ي .. خير ب ى الت عاط ت يـ ..طان ل لس ل ر ص و بالن ع د وي م و اليـ ب ت ما يك ن إ ف .. نا ي إل د ع 1.المعانيغير ص .. ى الرؤ غير ص

IIحيث تكرر يف هذا صوت النون ،اهلواء من النطق به يندفعصوت جمهور متوسط بني الشدة والرخاوة ، ففي "مرة ، والنون 73املقطع

وترين الصوتيني ، مث يتخذ جمراه يف احللق أوال حىت إذا وصل إىل أقصى احللق هبط الرئتني حمركا ال

.477-467، األعمال السياسية الكاملة ، صنزار قباين- 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

58

، فصوت النون خيرج من طرف اللسان جمهورا متوسطا ، رخوا 1"نوعا من احلفيف ال يكاد يسمع.2منفتحا

عن األمل كاإلحياءات الصوتية يف صوت النون ومن ، فهو الصوت الرنان الذي تتجاوب اهتزازاته الصوتية يف التجويف األنفي ، وهو العميق واألنني

النفسيةحالتهلناينقلأنالشاعراستطاعحيث.3بري عن مشاعر األملأصلح األصوات قاطبة للتعالقصيدةيفونكالذيالنونلصوتالكثيفالتكرارعرباملتلقييفاإلحساسهذايعمقوأناحلزينةيفبكثافةتكرارهأشاعفقدالصوتهلذاالنغمياالمتدادخصوصيةعنناجتاحزيناموسيقياجرسا

العربوحكامناالعريبأدبناأصابماجراءالشاعرعلىسيطرتاليتواألننياحلزنأجواءالقصيدةعلىالناجتةواألننياحلزنمناذجومناألصعدة،كافةعلىاألوضاعيفيدوتر وضعفتقهقرمن

: القصيدةيفالنونصوتتان؟م ج ن ماه م أ .. ك ي نـ يـ ع ء و ض

رانيت وأنتىر يـ الم كله حيو بـ أ د ب أ ن ي أ ن م ريد أ ت س ل

فانيج أ فياخ ش ع م الد ر ج ش ناي ل ع بيبيح ياق ش الع ب ت ك .4كانيب أ مال ثـ م كاك ب أ و ه فـ

.يريد الشاعر هنا أن ينقل لنا حزنه وبكائه على ما أصاب الفكر واألدب العريب من ترديوالتأزم جسد لنا يف هذه القصيدة الصراخ املتواصل حبركة املد الدالة على االضطراب كما

دل صوت النون على كما ،)عصر الشاعر(الذي يعاين منه الفكر والكتابة والشعر يف هذا العصر أصوات من ربتتعوكون النون الرفض والتمرد والصراخ يف وجه أولئك الذين هبطوا مبستوى األدب ،

.58هيم أنيس ، األصوات اللغوية ، ص إبرا- 1.24ف ، التمثيل الصويت للمعاين ، ص عبد اجلليل يوسينحس: ينظر - 2.103، ص1998، الكتاب العرب ، دمشق حسن عباس ، خصائص احلروف العربية ومعانيها ، منشورات إحتاد: ينظر - 3.472السیاسیة الكاملة ،األعمالنزار قباني ،-4

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

59

اليت .. .اإلحساس باملرارة والفقد والضياع و جعو والتالغنة ، فقد استغلت هذه الصفة لإلحياء باألنني يف حبر من النفاق السياسي ، وأضحى األديب كأنه يصف من خالهلا الشاعر حالة سقوط الفكر

:الشاعر يف موقف السخرية ياسيالس فاق في الن ر ك الف ط ق س

وان ل ه كالبـ األديب وصار ..ص ق الر ف ر ت ح ي .. خير ب ى الت عاط ت يـ .1طان ل للس ر ص عو بالن د وي

الشدة والرخاوة ، يتكون بأن مير اهلواء باحلنجرة بني وهو صوت جمهور ، متوسط : صوت الالمفيحرك الوترين الصوتيني ، مث يتخذ جمراه يف احللق ، وعلى جانيب الفم يف جمرى ضيق حيدث فيه اهلواء

اهلواء من أحد جانيب الفم أو من كليهما ، يتصل طرف نوعا ضعيفا من احلفيف ، ويف أثناء مرور .2ليا ، وبذلك حيال بني اهلواء ومروره من وسط الفم فيتسرب من جانبيهاللسان بأصول الثنايا العصفاته اجلهر ، واالحنراف والتوسط واالنفتاح ، انعكست كل هذه ،وي ثفالالم صوت ل

ولكي مرة ،)II)50الدالالت على مستوى اللفظة اليت ازدمحت فيها الالم حيث تواترت يف املقطع يثبت الشاعر االحنراف الذي شاع يف الفكر واألدب واحلكم العريب، وختاذل املتخاذلني من أمتنا العربية فيربز صوت الالم، وهو من األصوات املهجورة املتوسطة بني الشدة والرخاء، وهو يشكل بدوره

من القوة والصدق هيمنة صوتية يف القصيدة، وقد جسد صفة االحنرافية وهي انتقال الفكر واألدب : يقول الشاعر ،إىل الرتدي والضعف فانسجم هذا الصوت مع املعىن

ت صار ة صيد والق .. ر ع الش ح ب ذ يان الق ل ك ك ىر تـ ش ت ة قين وام د وأ .. ء ي ش ل ك ن دوها م ر ج

.475نزار قباني ،األعمال السیاسیة الكاملة ،1.56هيم أنيس ، األصوات اللغوية ، ص إبرا- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

60

.1ران و والد ف بالل ..ها ي م د ق مرة يف هذا 36حيث ورد صوت الراء، قوي حضور ومن بني األصوات اليت كان هلا

وت الراء هي تكرر طرق اللسان للحنك عند النطق داث صواآللية اليت يتم من خالهلا إح،املقطعالالت سيطرت على ذاته وأفكاره وكان تكراره تعليقا لفكرة الشاعر الذي جنده حياكي د.2

والسخرية من ،ورفض اجلوع الثقايف ،كالثورة على اجلفاف الفكري ، والرغبة يف اإلبداع احلقيقي الوضعية اليت آل إليها األديب العريب فهو يهدف إىل األمسى واألفضل ، والعودة بالفكر والكتابة إىل

:اني ل د إ دي ، ع ي نا ، يا س ي ل د إ ع

الطوفان ة ض ب نا من قـ ل ش ت وانـ ديح الت ليب نا ح ت ع ض ر أنت أ

3إلخ....نان س باأل جوم ا الن ن ح ط ف

على كل فقد اختذ نزار قباين من طه حسني معادال فنيا لكل أشكال القوة والسمو يف وطننا .العريب الذي يشهد احنطاطا على كافة مستوياته

املقطع األخري، فقد حتدث فيه الشاعر عن مصر ، ليشكو إليه حالتها السياسية كما أما

إىل لكنها خذلت من طرف هؤالء املنتهزين حلرمتها فباعوها لألجانب بثمن خبس ، وقد أشار بذلكاخلاصة االقتصاديةمن أجل نيل مصاحلهم العرب ، الذين سلموا فيها للعدوأي )بين قحطان(

املعاين وغريها ، حتتاج كل هذهحرماته تهكت انوأصبح بذلك النفط أغلى من اإلنسان العريب الذي .ألصوات جمهورة مرتفعة حىت يوصل الشاعر من خالهلا صوته للمتلقي

.477، األعمال السياسية الكاملة،نزار قباين -1.58هيم أنيس ، األصوات اللغوية ، ص إبرا- 2.478ص ،نزار قباين ،املصدر السابق- 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

61

أن نسبة األصوات املهموسة كانت مرتفعة ، فسجل لنا هذا املقطع كما نالحظ من خاللبنسبة .مرة 605هذا اإلحصاء حضورا غري عادي ألصوات اهلمس ، واليت تكررت يف القصيدة

واملقدر ،، وهي نسبة تزيد على النسبة العادية ألصوات اهلمس يف الكالم العادي%32.35بلغت .1م يتكون من أحرف جمهورة، وباقي الكال%20ـــــــبـ

إذن متثل هذه النسبة انزياحا عن املعيار العادي يف الكالم ، ولعل هذه الكثافة ألصوات نا العريب جراء خفة العقل وطيشه ومحاقته ع اخلانق الذي يعانيه فكرنا وأدباهلمس تعكس لنا الوض

وخفة املواقف العربية وتفككها وما أصبح يعانيه أدبنا العريب من الطيش والسطحية ، هذا الوضع ،دة للنفس ه،فق مع هذا احلضور ألصوات اهلمس اتو يالذي أثر يف نفس الشاعر وأجهدها

ذا املوقف ، إذن ه2اإلجهادي الصعب هو الذي أراد الشاعر أن ينقله للمتلقي ، فالصعوبة أو اإلجهاد الذي يصحب التلفظ بأصوات اهلمس ختدم فكرة الشاعر يف التعبري عن ضيقه النفسي مما آل إليه الفكر واألدب

.العريب، واليت جتاوزت فيها من القصيدة I ،II ،IIIوميكن إسقاط هذا الكالم على املقاطع

Iيف املقطع فكان ،العاديلالستعمالنسبة حضور األصوات املهموسة احلد املألوف ، وهو أحد أولئك "طه حسني"حتدث فيه الشاعر عن أجماد املاضي ومدح فيه %)3(5.72بنسبميثل ، فطه حسني .. التاريخ العريب بقوة فكرهم وعلمهم كالعقاد وأيب العالء املعري ، صنعوا الذين

.يف ذلك العصر"بعميد األدب العريب"واألدب العريب ، وهو كرمز للفكر الذهيب فلقب ذروة الفكر الشكوىموقف اهلمس فيها االستعمال العادي ومن املواقف اليت ال جتاوزت نسبة حضور أصوات

: يف املقطع األول حيث يقول الشاعر واأللمعام وعام يون ل م .. حي ر ج ر م ع خان ؟الد الل من خ ح ر ى الج ر تـ ل ه .30راهيم أنيس ، موسيقى الشعر ، ص إب: ينظر - 1.املرجع والصفحة نفسها:ينظر - 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

62

يب ل ر قـ فات ب في د الح ش ق نـ اني وما سم ..مائه س ل أ ك

هيداش موت البد أن ت : قال 1سانيع ت ل ل العشاق ، قـ ك ل مث

:يقول الشاعر . وموقف الذكرى والحنينأخيرا.. ميل د الج ع و الم ق د ص

يان الب بيب بيبي ويا ح يا ح نا بركن س ل ينا إذا ج ل ما ع

وفتحنا حقائب األحزان وقرأنا أبا العالء قليال

2)رسالة الغفران (وقرأنا

واألدب الذي أضاء به ذكر فيه ما امتاز به من قوة الفكر لشخص طه حسني ، وموقف المدح:يقول الشاعر . الكتب ، وأنار به دروب األدب

أيها الفارس الذي اقتحم الشمسوألقى رداءه األرجواني

فعلى الفجر موجة من صهيل..وعلى النجم حافر لحصان

أزهر البرق في أناملك الخمس 3...وطارت للغرب عصفورتان

.472، األعمال السياسية الكاملة ، ص نزار قباين - 1.473سه،صنفاملصدر - 2.475-474نفسه ، ص املصدر - 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

63

%29.68ذلك أصوات اهلمس النسبة العادية فكانت كا املقطع الثاين فقد جتاوزت فيه أمبسيط باملقارنة مع النسبة العامة حتدث فيه الشاعر انزياحوهذه النسبة تشكل انزياحا صوتيا ، لكنه

وصغر فيشكو الشاعر إىل طه حسني هبوط الفكر ،،عن سفاهة احلاضر ، وعن الواقع األديب العريب من كل معاين القوة كيف جردوها ،إليه حال القصيدة العربية رؤى ، وهشاشة املواقف ، كما يشكوال

من السالطني ، وأصبح احلظوةواجلزالة ، والرباعة الفنية ، فاألديب صار يكتب من أجل أن ينال : يقول الشاعر . ينتج أدبا بال معىن أفقده روحه الفنية بدال من أن ينتج أدبا خيدم به أمته العربية

تأمل.. أيها الغاضب الكبير كيف صار الكتاب كالخرفان

ومرعى .. قنعوا بالحياة شمسا واطمأنوا للماء والغدران

اإن أقسى األشياء للنفس ظلم 1الجبان.. قلم في يد الجبان

فهو مجع بني الغضب ،وما نالحظه من هذه األبيات أن الغاضب يف احلقيقة ال يتأمل التأمل فيتطلب من صاحبة التمعن واهلدوء ، وعليه وأما ،والتأمل ، أما الغضب فهو حالة انفعالية

اجلمع بني الغضب والتأمل تناقض يعكس الشاعر من خالله تناقض اآلراء واألفكار أن نالحظ يفيف عصره ، فالكاتب من منظور الشاعر يكتب دون أن حيكم عقله ، وإمنا أصبح شغله الشاغل هو

.واملشرب والعيش الرغيد على حساب أمتهاملأكلوالذي كانت فيه نسبة ،ألخريومن املواقف اليت تتطلب هذه الكثافة اهلمسية يف املقطع ا

د بالشاعر جراء ما جيري يف مصر ، وقد عمقت أصوات ستبموقف احلزن الذي ي%30اهلمس : ،اهلمس اإلحساس بضياع مصر

هاهي مصر .. ا أمير الحروف ي

.479، األعمال السياسية الكاملة ، ص نزار قباين - 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

64

وردة تستحم في شريانيالحسين ، وفي الليلإنني في حمى

..بقايا من سورة الرحمان فأنادي.. تستبد األحزان بي

ا مصر من بني قحطانيآه ..استباحوك .. ساوموك .. تاجروا فيك

1..وباعوك كاذبات األماني

، الذين تاجروا بقضايا )العرب(فالشاعر يف هذا املقطع حزين على مصر من بين قحطان .لعدو يف سبيل نيل مصاحلهم اخلاصةمصر ، وسلموا فيها ل

(93.74%)، واالستفال (70.16%)لقد بلغت النسبة املسجلة يف أصوات الرخاوة العربية يف شىت األمةيها أدبنا العريب وتعانيها وهي نسبة مرتفعة جدا تعكس األوضاع املرتدية اليت يعان

البلدان العربية ضد آمرتمع العدو و ضعف وأمام النفط ،احلط من كرامة الفرد العريب وهوانه و من أجل املصاحل االقتصادية اخلاصة ،

بعضهم ضد بوختاذل احلكام العر تمع الدويل ، وال حيرك ساكنا لنصرة أخيه العريب ،وكل جيري وراء مصاحله اخلاصة ، وال يعري أي اهتمام ،بعض

. الذي يشكو مرارة املستعمر مبختلف أساليبهالنفسي ، وضعف ألصوات الرخاوة واالستفال تعزز الشعور بالضيقةفهذه النسبة املرتفع

يوحي وتنافرها وتصادمها مما،وتردي األفكار واآلراء واملواقف العربيةوازدراءوهشاشة وهبوط وإمهال .م ز بالفرقة والتأ

الرخاوة تتناسب مع مواقف احلزن واألمل ، كما تتناسب مع موقف الذكرى واحلنني فأصوات .دب العريبإىل أجماد املاضي الذين أفنوا أعمارهم يف خدمة األ

.480ص ،نزار قباين،األعمال السياسية الكاملة - 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

65

وأما أصوات االستفال فتوحي باالنكسار ، وتزكي الشعور بضعف وعجز احلكام العرب ما الحظناه من خالل أبيات ، وهوبهاعن قضايا األمة العربية ومصائالغارقني يف امللذات البعيدين

.القصيدة ، وخباصة يف املقطع األخري منهاحيث أوحت لنا بدعوة %96.95عالية جدا بلغت أما أصوات االنفتاح فقد تواترت بنسبة

ورفضت اخلمول ... الشاعر إىل الثورة ضد هذا الوضع املرتدي يف الفكر واألدب واملوقف .والسعي إىل النهوض من جديد،والركود

،حضور الفت يف القصيدة _على اختالف أنواعها _ولقد كان ألصوات اللني حاسيس العميقة للشاعر من مواقف الكآبة واإلحباط وأحاسيس األنني والتوجع ، فكان املمتدة واأل

%92،14بةحضورها بنسريية يف تصوير طبيعة املوقف النفسي للشاعر ، إذ ال يكاد خيلو منها عبوذلك ملا يف املد من قدرة ت

ضرب .والتأوه واألمل العميق من األوضاع اليت آلت إليها األمة العربية يف خمتلف امليادين

ال ، تراين مها ، جنمتان (:كثرية اليتامى أجفاين ، يا ، علينا ، أبكاين ، حبييب ، أبكاك ، أدري ، بوحي ، أمري ، احلروف األحزان

فحضور أصوات اللني بكثرة يف القصيدة جسد باقتدار اتساع وعمق أحاسيس الغضب ،)....اخلوايلتوظيف املد يف القصيدة ، قول معاملومن ،سخريته من األدباء العربواألمل والتوجع عند نزار قباين و

:الشاعر سقط الفكر في النفاق السياسي

وصار األديب كالبهلوانيحترف الرقص .. يتعاطى التبخير

..ويدعو بالنصر للسلطان

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

66

اض الشاعر من احلالة السياسية ، اليت آل إليها الوطن عامتوتوحي هذه املدود الصوتية إىل العريب الذي انساق لطيفة إىل ختدر الفكر إمياءة، وهناك ربيةوهو رثاء خفي للدول العالعريب ،

وغدا األديب والكاتب ، الذي تذكيه السياسات الكربى ، االجتماعيخلف مراسيم النفاق واحلظوة ،بة والتزلف ر سرتضاء احلكام من أجل طلب القكالبهلوان ذي املظهر اهلزيل الذي يسعى ال

.والشهرة واملال حىت ولو كان ذلك على حساب املبادئ والقيم

:إيقاع األصوات في إطار اللفظ - 3-2-2مما ،صوتية خمتلفة يف نص القصيدة على إطالق ارتدادات اللفظ تعمل األصوات يف إطار

الكلمات أو من تكرار .

:التكرار -أ

اخلاصة حول موضوع أو فكرة ما، ويتخذها وسيلة من وسائل التأثري يف املتلقي التعبري عن رؤيته ما اقتناصبنوع من اجلاذبية من خالل معاودة ذلك الدفق الصويت، مما جيعل النفس تتلهف إىل

.وراءه من دالالت وإحياءات مثريةاألمهية، فتكون والعبارات ذاتوللتكرار دور فعال يف الكشف عن اهتمام الشاعر باملفردات

الكلمات املفاتيح يف القصيدة مما يثري املتلقي ويلفت انتباهه هلا يف الكشف عن املعاين والدالالت ف"،املنحرفة يف النص

.1"كاتبهية الذي يدرس األثر، وحيلل نفس

.240، ص 1962بريوت ، نازك املالئكة ، قضايا الشعر املعاصر ، منشورات دار اآلداب ، - 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

67

والتكرار "العام هإيقاعوالتناغم الذي يسهم يف إثراء كما أن التكرار مينح النص نوعا من االنسجاميف حد ذاته، وسيلة من الوسائل السحرية اليت تعتمد على تأثري الكلمة املكررة يف إحداث نتيجة

.1"معينة يف العمل الشعريفال جيوز أن "دور كبري يف عكس جتربته االنفعالية ، ومن هنا -عند نزار قباين- تكرار لول

ينظر إىل التكرار أنه ألفاظ بصورة مبعثرة غري متصلة باملعىن أو باجلو العام للنص الشعري، بل ينبغي .2"أن ينظر إليه على أنه وثيق الصلة باملعىن العام

النفسية حيمل دالالت فنية تكمن يف حتقيق النغمة واخلفة يف داللتهوإن هذا التكرار فضال عن ".3"األسلوب مما يضفي على النص قدرة أكرب يف التأثري على املتلقي

أو تكرار بأنواع التكرار ، سواء كان تكرار كلمات -مدونة البحث–ولقد حفلت القصيدة اعتبار أن الكلمة هي الرتمجان الوحيد تكرار بعض األلفاظ ، ب: ه تومن أمثل،تراكيب وعبارات

ألحاسيس الشاعر ألن تكرار هذه األلفاظ يبني إصرار الشاعر على الوقوف على معناها ، وقد مس :كلفظة "حوار ثوري مع طه حسني"قصيدة الضوئية يفالبؤرالتكرارهذا

اإلنسان،)مرتني(زمان، )أربع مرات(ألديب، ا)مرتني(جرح ، )مراتاليت تكررت سبع(لعشقا.إخل...)مخس مرات(سامحيني، )سبع مرات(، مصر)أربع مرات(عصر، )ثالث مرات(

وحناول اقرتاح التأويالت املناسبة وإجياد اإلحياءات ،ألفاظ ةوسنقف يف هذه الدراسة عند ثالث:القريبة اليت ترمي إىل رصد دالالت هذه األلفاظ املكررة

قرائنيذكر هذا االسم مباشرة يف القصيدة ، لكن الشاعر أحال إليه بعدةمل : >>طه حسين<<:وهي

يا سارق النار يا كاسرا حدود -أيها األزهري -املبصر-إنك النهر–أيها الفارس . يا سيدي (كل هذه األلفاظ )يانباليا أمري احلروف ، يا حبييب ، يا حبيب -أيها الغاضب الكبري- الثواين

.30يف لغة الشعر العريب احلديث ، ص مصطفي السعدين ، البنيات األسلوبية - 1.15، ص1998متوز 13-10د األديب ، أسلوبية ، جامعة لريموك ، األردن ، مؤمتر النقمصطفي ربابعة ، التكرار يف الشعر اجلاهلي ، دراسة- 2.56، ص 1998، 1اجلزائر ، ط،، مطبعة هومة)شعر الشباب منوذجا(عبد احلميد هيمة ، البنيات األسلوبية يف الشعر اجلزائري املعاصر - 3

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

68

والرتاكيب حتيل إىل طه حسني الذي جاء التكرار تأكيدا على حضوره القوي يف نفس الشاعر نتيجة :إلحساسه العميق به يف كل أبيات القصيدة، يقول الشاعر

س الذي اقتحم الشمسر أيها الفاوألقى رداءه األرجواني

رداءه "الذي ألقى )طه حسني(فهناك إمياءة من الشاعر على وجه املدح هلذا الفارس أن ذلك مل إالعند اقتحامه املعرفة ، فهو مبجهوده الفردي وعلى الرغم من فقده البصر"األرجواين

توحي )وألقى رداءه األرجواين(ه عن اقتحام محى العلم وبلوغ الشأو األكرب فيه ، كما أن مجلة قيعاجلد ، وعلم علم اليقني أن القيمة بأن طه حسني قد أدرك الدور املنوط به ، حيث مشر عن ساعد

احلقيقية لإلنسان املثقف تكمن يف صنع يديه ، فينبغي عليه إزاء ذلك أن ال ييأس بل يسعى جاهدا واين والتسويف حمطما يف ذلك كل أوهام تكي يسطر امسه يف دفرت اخللود ، وخيلع عن نفسه رداء ال

.القيود:يقول الشاعر ..."كاسرا حدود الثواين"، و"سارق النار"، و "األزهري"كما نعته بـ

يا سارق النار.. أيها األزهري ويا كاسرا حدود الثواني

هذه اجلملة اليت تفوح منها رائحة الطهر واإلميان نسبة جلامع "أيها األزهري"فقد ناداه بـ .األزهر الشريف مبصر

يا من خطف الشهرة واملعرفة من أيدي أقرانه الذين عاشوا :فتعين"يا سارق النار"أما مجلة فتوحي بأن األديب واملفكر "يا كاسرا حدود الثواين"أما عبارة .رين ، فظهر هو دون غريه و وماتوا معم

)طه حسني(ية ، وقد طارت شهرته يف اآلفاق وذاع صيته وسطع جنمه يف مساء القلوب واألعماق ، األدبية والسياس

.زمنية حتد من إبداعهحيث ال قيود وال حدود

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

69

فكرر ،وما دار يف فلكه عدة مرات يف القصيدة "العشق"لقد تكرر لفظ : >>العشق <<اليت كررها مخس مرات ، و )احلب(ثالث مرات ، وما دار يف فلكه كلفظة )العشق(اللفظ نفسه

العشق ، احلب ، اهلوى متقاربة من حيث املعىن ، مع فروق : فمصطلحات . مرة واحدة)اهلوى(إن هذه . دقيقة جدا فيما بينها هي متثل درجات خمتلفة ، لكنها تصب كلها يف معىن واحد

بطه "دل على شدة تعلق الشاعر الفسيفساء ، أو باألحرى هذا التنوع الناعم يف ذكر أمساء احملبة ي، حيث اختذ من هذه األلفاظ مسلكا وسبيال ذكيا للولوج بسالمة وسرعة وتدفق إىل ساحة "حسني

ومشاعره من خالل اللعب على وتر حساس جدا من أوتار القلوب ،قلب املتلقي كي يسد عواطفهالقصيدة ، وقد جنح الشاعر فعال يف هذه أخذ بيديه تدرجييا إىل جو يأال وهو وتر احملبة ، ومن مث

يا (، وأخرى بـ )اهلوى(، ومرة يداعبه مبصطلح )العشق(املهمة ، فمرة يدغدغ عواطفه مبصطلح :كما جاءت يف القصيدة )حبييب ويا حبيب البيان

علينا،يا حبيبي ،كتب العشق -فهو أبكاك مثلما أبكاني

نقش الحب في دفاتر قلبي-وما سماني.. كل أسمائه

البد أن تموت شهيدا: قال عساني : قلت .. مثل كل العشاق

ومن أين يأتي ؟.. كيف يأتي الهوى -1.يعرف الحب دائما عنواني

مرتني يف ثنايا القصيدة ، وهذا فيه داللة واضحة )اجلرح(تكرر لفظ " >>الجرح<<ويدور من أمور على إبداء شدة التأسف واحلزن احلاصل يف نفس الشاعر إزاء ما حيدث حوله

ىتيف شوتغريات غريت وجه اخلارطة العربية

.472-471األعمال السياسية الكاملة ، ص ،نزار قباين - 1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

70

رح الذي أمل به ليضع املتلقي بذلك يف حرية وجيعله يطرح عدة أن الشاعر هنا مل يذكر طبيعة اجلحيثيات هذا اجلرح ، وحىت يتمكن املتلقي من فك شفرة هذا الطلسم تصورات وتساؤالت حول

من أجل معرفة علة اجلرح الذي تغلغل واستفحل يف يتحتم عليه االسرتسال معه والغوص يف قصيدته :يقول الشاعر . كيانه مليون عام .. جرحي عمر

هل ترى الجرح من خالل الدخان؟الداء ووضع أصبعه إىل مكمن ومن خالل تتبع واستقراء أبيات القصيدة جتد أنه قد أشار

ضم النفاق السياسي وختاذلخاليت آل إليها الشعر العريب يف على اجلرح املتمثل يف احلالة املزرية.العرب يف نصرة قضايا أممهماحلكام

م ينتكرر هذا االسم سبع مرات يف املقطع األخري من القصيدة ، وهذا : >>مصر<<يف عروقه ، وقد عن مدى

ترجم هذه احملبة من خالل الغرية الصادقة والشديدة اليت أبداها من خالل تغريداته وصيحاته املتناثرة كذكر طه حسني ال سيما يف أواخرها ، فمرة يعرب عن حبه بذكر رمز من رموزها يف ثنايا القصيدة

وأحيانا أخرى ال يصرب على . )إخل... يا أمري احلروف ، أيها األزهري ، أيها الفارس ،(تلميحا ، يوحي باملكانة )مصر(لـ هالكتمان بل يتجاوزه إىل البوح الصريح املعطر بروح احملبة كما أن تكرار

املرموقة ملصر يف العاملني العريب واإلسالمي ، فهي القلب النابض هلما ، وأي ضرر يصيبها فسيؤثر .حتما على باقي الدول

:ةار تكرار العبه القارئ إىل األمر الذي يريد إيصاله إليه اوغاية الشاعر من خالل تكرار العبارة هو لفت انتب

ومن .وبتكرار العبارة يستطيع الشاعر بلورة رؤيته وتأكيد موقفه مما مينت العالقة بني النص والقارئ :يف القصيدة جند تكرار اجلمل والعبارات التالية أمثلته

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

71

األوىل يف البيت األول ، والثانية يف البيت الثالث عشر : كررها الشاعر مرتني :)..ضوء عينيك -(ونلمس من خالل هذا الرتكيب أن الشاعر أراد أن يعرب يف احلقيقة عن الروح اإلبداعية النادرة يف

ما مل املرموقة يف الفكر واألدب لقد حققالواقع العريب إذ كيف لرجل أعمى أن يصل إىل هذه املكانة:، قال اهللا تعاىلحيققه أبناء جنسه ، وعليه فإن العمى احلقيقي هو عمى البصرية ، وليس فقد البصر

M Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µÃ Ç Æ Å Ä

Í Ì Ë Ê É ÈL1.:ويقول الشاعر يف قصيدته

هما نجمتان؟أم .. ضوء عينيك وأنت تراني.. كلهم ال يرى

:ويقول يف موضع آخر ما أنت عمى.. نظارتـيك ارم

2..ة العميان وقجإنما نحن

لقد كرر هذا الرتكيب أربع مرات يف القصيدة ، لريسم الشاعر من خالله لوحة مجيلة :)عد إلينا-(فالشاعر.يضيء درب السالكني ، ويسرج طريق السائرين اء ج، أمل مقرون بر "أمل ورجاء"

و لعل بعودته تستنهض اهلمم من جديد ،و ،يلح على عودة طه حسني ليشكو إليه أوضاع حاضره .للكفاح و املثابرة

لقد كرر الشاعر هذا الرتكيب يف القصيدة ، أربع مرات ، وهذا فيه تأكيد ضمين على :)يشترون-(حني خذلوا أم الدنيا )بين قحطان كناية عن العرب(قضية اخلسة والنذالة والعار الذي أصاب العرب

)مصر(، وظهر ين د

.46سورة احلج، اآلية - 1.471اسية الكاملة ، ص نزار قباين ، األعمال السي- 2

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

72

لعيان املتاجرون لوبان ،الناصراحلاقد من املؤيدضر غاملو احلق من الباطل ، والصادق من الكاذب

هم ويبذلوا وسعهم يف توحيد األمةاوا مهمهم وجيمعوا قو ذأن يشحوحياولوا وخيططوا .جه أعدائهاو من أجل الوقوف يف

: التوازي -بسواء اتفقت يف الداللة ، أو مل تتفق ،يف البناء النحوي تاما وهو تطابق اجلمل تطابقا

البناء بتقطيعها تقطيعا متساويا ، حبيث تتفق يفواجلمل املتوازية هي تلك اجلمل اليت يقوم األديب اإليقاع الشعري ، فالتماثل الشكلي للجمل يف ضبطبالغ وللتوازي أثر ،1النحوي اتفاقا تاما

وهو ما يوفر على الشاعر ،وبالتايل ضبط الوزن الشعري للقصيدة تماثل العروضي ، اليفضي إىل : ة يف القصيدة جند يومن اجلمل املتواز ،وزنه الشعري مشقة البحث عن تراكيب أخرى إلقامة

..يشترون القصور ..يشترون النساء

..يا يشترون الدن..ينكشون التراب

هذا التوازي ،من الفعل والفاعل واملفعول بهاملكونةحتقق التوازي من خالل تكرار اجلملة فقد يغه اآلذان ، كما أكسبها متاسكا واتساقا تولد عنه نغم تسأكس

نقلها إىل املتلقي عن طريق الشاعر أن يموسيقي منتظم أسهم يف اإلحياء بعدة صور انفعالية أراد :االنفعاليةومحل القارئ على االنتباه هلا والرتكيز عليها ، ومن هذه الصور للبنية النسقية ، ه تكرار

:واألنني ، واحلسرة واألسى ، والتعجب واحلرية ، إذ يقول الشاعر صور التوجع استباحوك.. ساوموك .. فيك تاجروا

األمانيت وباعوك كاذبا

.67، ص2003، 1رجب عبد اجلواد إبراهيم، موسيقى اللغة، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، ط: ينظر-1

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

73

...الماء عن شفاه اليتامى حبسوا...ركوا السيف والحصان حزينين ت

...باعوا التاريخ للشيطان وإمنا هم غارقون يف ،

.بني احلكام والرعية :وكحوصلة ملا مت التعرض إليه ميكن قول ما يلي

هو يقوم بدور اإلطار املنظم ف،يكتسي اإليقاع أمهية بالغة كونه يتحكم يف نسق النص الشعري -.فعل لعناصر النص الشعريواملإيقاع خارجي وإيقاع داخلي ، أما اإليقاع اخلارجي فيمثل يف الوزن : اإليقاع إىل قسمني ينقسم -

والقافية والروي واملقاطع الصوتية ، وقد عرجنا على قضية مناسبة األوزان لألغراض الشعرية ورأينا أن إىل أن لكل جترباآلراء متباينة يف ذلك بني مؤيد ومعارض هلذا التناسب ، فخلصنا

واألوزان اليت تناسبها وترى فيها املقدرة وهي وحدها كفيلة باستدعاء األصوات والرتاكيب واخلياالت .نها معلى إبراز مكا

بعد اإلحصاء وجدنا أن نسبة التفعيالت اليت دخلها زحاف اخلنب وعلة التشعيث كانت مرتفعة -من جمموع التفعيالت وهو ما يعكس من خالله الشاعر احلالة املتدهورة اليت %59.26أي بنسبة

.هآل إليها كل من الفكر واألدب العريب يف عصر األبيات وانسجامها : القافية -

.كما سامهت يف بناء اإليقاع العام للقصيدةالغين يف تصوير ذلك )ن(للقصيدة ، وقد ساهم هذا الصوت ن رويالنو كان صوت ا: الروي -

.سيطرت على الشاعر وما يصحب ذلك من حالة الذكرى واحلنني لطه حسنيالتوجع واحلسرة اليت

وأثرها الداللي في النصالبنية الصوتيةالفصل األول

74

طغى املقطع القصري املفتوح يف القصيدة ، وميكن تفسريه بأنه يعكس احلالة االنفعالية الثائرة -الفكر واألدب العريب ، واالنفتاح يعكس موقف الشاعر الذي يريد إيصاله للشاعر اجتاه واقع

.للمتلقيإيقاع ألصوات معزولة ، وإيقاع األصوات يف إطار اللفظ : فيتمثل يف : أما إليقاع الداخلي -.)التكرار والتوازي(هورة ر وهي أصوات جم. ل . م . ن : لقد أكثر الشاعر من بعض األصوات بصورة ملفته ، مثل -

والعطاء الفكر واألدب العريب يف عصره وحال الكتاب واللفظ اجلهر حبال ساعدت الشاعر يف.ذلكالذي سيطر على كل حنرافاإلبداعي وإبراز اال

العادي هلا يف لالستعماللقد جتاوزت نسبة حضور األصوات املهموسة يف القصيدة احلد املألوف -الذي يعانيه الفكر واألدب العريب ، وهو ما ق نشاعر الوضع اخلااللغة العربية ، وهذا ما عكس به ال

أثر يف نفس الشاعر وأجهدها ، وهو ما يتوافق مع هذه الكثافة اهلمسية ، كون الصوت املهموس .

العام للقصيدة ، وذلك من خالل تكرار األصوات اإليقاع التكرار وقد ساهم بدور كبري يف بناء -وتكرار بعض الكلمات وكذلك تكرار بعض الرتاكيب النحوية والصيغ الصرفية ، كما استعان به

.)حال الفكر واألدب العريب يف عصره(الشاعر لإلحلاح ولفت نظر املتلقي إىل ما أراد أن ينقله إليه يف تصوير انفعال الشاعر الذي أراد نقله للمتلقي ، وقد كما قام التوازي بدور إيقاعي كبري ساهم-

.)...الثورة والغضب ، واحلسرة والتوجع (استعان بالتوازي يف الكشف واإلبانة عن عواطفه الثائرة

:الفصل الثاني

األبعاد الداللية للوحدات الصرفية

: تمهيد :Abusemanمعادلة بوزيمان _1

األفعال –1-1الصفات –1-2

ثنائية الماضي والحاضر –2بنية الضمير-3

تعريف الضمير -3-1حضور الضمائر في القصيدة -3-2

المعرفة والنكرة -4المعرفة -4-1

المضمر االسم-4-1-1األسماء المعرفة باأللف والالم -4-1-2األسماء المعرفة باإلضافة إلى معرفة -4-1-3اسم العلم -4-1-4

النكرة -4-2

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

76

: تمهيد بعد دراسة املستوى الصويت الـذي يعـىن بالبحـث يف األصـوات اللغويـة يف حـال إفرادهـا وحماولـة

الداللة اليت تنطوي حتتها فإننا سنهتم يف هذا الفصل بدراسة األبعـاد األسـلوبية علـى مسـتوى استجالءالبنيــة الصــرفية ، وذلــك باستكشــاف املعــىن الــذي قــد يــوحي بــه جتمــع الكلمــات ، وأيهــا الــذي ســجل

ة حضــورا أكثــر مــن اآلخــر ، مــع معرفــة داللــة ذلــك يف الــنص ، كمــا ســنتطرق إىل دراســة الداللــة الزمنيــبدايــة للحضــور الكثيــف للفعــل املاضــي ، فضــال عــن دراســة بنيــة الضــمري ، واملعرفــة والنكــرة ، كمــا أننــا

.على نص القصيدة " بوزميان"سنحاول تطبيق معادلة :Abusemanمعادلة بوزيمان_1

هـي افــرتاض وضــعه العــامل األملــاين بوزميــان ، وطبقــه علــى نصــوص مــن األدب األملــاين يف دراســة متييز الـنص األديب بواسـطة حتديـد " 1925نشرت له عام

الوصف ويعين : النسبة بني مظهرين من مظاهر التعبري بوزميــان بأوهلمــا الكلمــات الــيت تعــرب عــن حــدث أو فعــل ، وبالثــاين الكلمــات الــيت تعــرب عــن صــفة مميــزة

، وتطبـــق هــذه املعادلـــة بإحصـــاء عـــدد 1" أي تصـــف هــذا الشـــيء وصـــفا كميــا أو كيفيـــا : لشــيء مـــا لقســمة يكــون األفعــال ، وعــدد الصــفات مث إجيــاد حاصــل القســمة لألفعــال علــى الصــفات ، وحاصــل ا

قيمة عددية تزيد وتـنقص تبعـا للزيـادة والـنقص يف عـدد األفعـال علـى عـدد الصـفات ، وتسـتخدم هـذه القيمـــة باعتبارهـــا داال علـــى أدبيـــة األســـلوب ، فكلمـــا زادت هـــذه النســـبة كـــان طـــابع اللغـــة أقـــرب إىل

م مؤشـرا لقيـاس ، فهـي تسـتخد2وكلما نقصت كـان أقـرب إىل األسـلوب العلمـي ، األسلوب األديب اللغــة املســتخدمة يف النصــوص ، ومــن مث اســتخدمت مقياســا لتشــخيص ) أو عقالنيــة ( مــدى انفعاليــة

: وقد اختذت املعادلة الشكل اآليت 3،األسلوب األديب

. 74، ص 2002، 3سعد مصلوح ، األسلوب دراسة لغوية إحصائية ، عامل الكتب ، القاهرة ، ط - 1- .املرجع والصفحة نفسها:ينظر 2

. 79املرجع نفسه ، ص : ينظر -3

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

77

عدد األفعال : يف " سعد مصلوح " ، وقد اختصرها =نسبة الفعل إىل الصفة

عدد الصفاتعدد األفعال

) = ص . ف . ن ( عدد الصفات

علـــى هـــذه املعادلـــة لتتوافـــق واللغـــة العربيـــة صـــفة ، وذلـــك بعـــد حتـــوير: فعـــل ، ص : النســـبة ، ف : ن .االصطالحيةمستوى الرموز

، قمنــا " حــوار ثــوري مــع طــه حســني " علــى قصــيدة )معادلــة بوزميــان ( ولتطبيــق هــذه املعادلــة بإحصاء األفعال والصفات الواردة يف القصيدة ، ولكن قبـل اسـتعراض ذلـك ، نـود أوال عـرض املقيـاس

يف اجلــدول " حممــد بــن حيــي " لألفعــال والصــفات ، والــذي اختصــره " ســعد مصــلوح " الــذي اقرتحــه : 1اآليت

ما ال يدخل في الدراسةما يدخل في الدراسةالنوع

الفعلـــا بـــزمن - كـــل األفعـــال املتضـــمنة حـــدثا مقرتن

.معني .أمساء األفعال -

) .األفعال الناقصة ( -.األفعال اجلامدة -.أفعال املقاربة والشروع -

الصفة

اسم املفعول–اسم الفاعل -صيغ املبالغة –الصفة املشبهة -االسم املنسوب –أمساء التفضيل -)حال –نعت ( اجلامد املؤول مبشتق -.املوصول بعد املعرفة االسم-

.اجلملة الواقعة وصفا -شبه اجلملة الواقعة وصفا -

. 221، ص 2010، 1حممد بن حيي ، السمات األسلوبية يف اخلطاب الشعري ، عامل الكتب احلديث ، أربد ، األردن ، ط -1

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

78

، والفعـل 1" كل لفظـة دلـت علـى معـىن حتتهـا مقـرتن بزمـان حمصـل " حد الفعل : األفعال –1-12.ماضي ، مضارع ، أمر : من حيث املبىن الصريف

3" الثالثة ةكلمة تدل على معىن يف نفسها وهي مقرتنة بأحد األزمن: " أو هو كلمة

وهـو الـدال علـى اقـرتان حـدث بزمـان قبـل زمانـك ، وهـو مبـين : " يقول عنـه ابـن يعـيش : الماضي -علـــى الفـــتح إال أن يعرتضـــه مـــا يوجـــب ســـكونه ، أو ضـــمه ، فالســـكون عنـــد اإلعـــالل وحلـــوق بعـــض

كتبـت : مثـل ،وعالمته قبول تاء الضمري وتاء التأنيث السـاكنة 4." الضمائر ، والضم مع واو الضمري 5.. كتبت _تبتما ك–كتبت –

أن : وعالمتــه ." واالســتقبالدل علــى معــىن يف نفســه مقــرتن بزمــان حيتمــل احلــال مــا: " المضــارع -6.السني ، سوف ، مل ، لن : يقبل

وعالمتــه أن .7"مــا دل علــى طلــب وقــوع الفعــل مــن الفاعــل املخاطــب بغــري الم األمــر " : األمــر -8."قبوله ياء املؤنثة املخاطبة دل على الطلب بالصيغة ، مع ي

ذلـك أن ،البد أن نشري إىل أن الزمن النحـوي للفعـل يتحـدد مـن خـالل السـياق الـذي يـرد فيـه الفعـل حيمل من القرائن اللفظية واملعنوية واحلاليـة مـا يعـني علـى فهـم الـزمن يف جمـال أوسـع مـن جمـرد " السياق

"9.: ة يف القصيدة يف اجلدول اآليت تصنيف األفعال الواردوفيما يلي سيتم

- : األنباري ، أسرار العربية ، تحأبو الربكات عبد الرمحن بن حممد بن أيب سعيد 1.11ص ، ) دت (،.104، ص 1994، ناها ومبناها ، دار الثقافة ، الدار البيضاء ، املغربعمتام حسان ، اللغة العربية م-2. 41، ص 2007، 1علي أبو املكارم ، اجلملة الفعلية ، مؤسسة املختار للنشر والتوزيع ، القاهرة ، ط -3

- 4، ج 2001، 1وت ، لبنان ، ط إميل بديع يعقوب ، دار الكتب العلمية ـ بري : ابن يعيش املوصلي ، شرح املفصل للزخمشري ، قدم له 4. 207ص - 1993، 28عبد املنعم خفاجة ، منشورات املكتبة العصرية ، صيدا ، بريوت ، ط : مصطفى الغالييين ، جامع الدروس العربية ، تنقيح : ينظر 5. 33، ص 1ج

- .املرجع والصفحة نفسها 6.املرجع والصفحة نفسها - 7

- . 34املرجع نفسه ، ص 8. 105، ص املرجع السابقمتام حسان ، - 9

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

79

زمنه النحويصيغتهالفعلزمنه النحويصيغتهالفعلحاضرأرمإرم حاضرمضارعيرى مستقبلمضارعأمتلى حاضرمضارعتراينحاضرمضارعتبكيحاضرمضارعأدريحاضرأمرإرم حاضرمضارعأبدأ ماضيماضياقتحمماضيماضي شاخ ماضيماضيألقىماضيماضي كتب ماضيماضيعلى ماضيماضي أبكاك ماضيماضيعلىماضيماضي أبكاين

ماضيماضيماضيماضي مضارعترىماضيماضيطارت ماضيماضي نـقش

ماضيماضيسقانا ماضيماضي مساين ماضيماضيكسانا حاضرماضيقال

حاضرمضارعيـزل مستقبلمضارعمتوت ماضيماضيكتبته حاضرماضيقلت

حاضرمضارعيسكر ماضيماضي طويت حاضرمضارعجيريماضيماضي رماينمستقبلمضارع تبدأ مستقبلمضارعيأيتماضيماضيكشف مستقبلمضارعيأيت

ماضيماضيأسرىماضي مضارعيعرف حاضرأمرعد حاضرماضي صدق ماضيماضيسقط حاضرماضي جلسنا

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

80

حاضرمضارعيـتـعاطى حاضرماضي فتحناحاضرمضارعحيرتفحاضرماضي قرأناحاضرمضارعيدعوحاضرماضي قرأنا

ماضيأمرعد حاضرمضارعحيرتقان حاضرمضارعيكتب حاضرمضارعآه

حاضرماضيذبح ماضيماضيجعل ماضيماضيباعواحاضرمضارعتشتـرىحاضرمضارعيشرتونحاضرماضيجردوها

حاضرمضارعيشرتونحاضرماضيأدمواحاضرمضارعيشرتونحاضرأمرتسل

حاضرمضارعيشرىمستقبلمضارعتالقي حاضرمضارعيشرتونحاضرأمرعد حاضرمضارعينكشون حاضرأمرعد

حاضرمضارعآهحاضرأمرانتشلناحاضرمضارعتعاننيماضيماضيأرضعتناحاضرمضارعيعاينماضيماضيفطحناحاضرمضارعحياكيماضيماضياقتلعناماضيماضيأكلت ماضيماضيفككناماضيماضيرددناماضيماضيرفضنا ماضيماضيرددناماضيماضيرفضناناحاضرأمرتأمل ماضيماضيمحيـماضيماضيحفظناحاضرماضيقنعوا

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

81

حاضرأمرادفعواحاضرماضياطمأنوامستقبلمضارعتعيشحاضرمضارعتستحمحاضرأمرساحميينحاضرمضارعتستبدماضيماضيمجح◌◌ حاضرمضارعأنادي

حاضرأمرساحميينحاضرمضارعآهحاضرأمرساحميينماضيماضيتاجرواماضيماضياحرتقت ماضيماضيساوموا

ماضيماضيأحرقت ماضيماضياستباحواحاضرأمراغفريماضيماضيباعوا

ماضيماضيأضعت حاضرماضيحبسوا ماضيماضيأراقوا ماضيماضيتركوا

:ومن خالل رصد نسب تواتر األفعال خنلص إىل النتائج التالية توظيف الفعل حسب الزمن النحويتوظيف الفعل حسب الصيغة

النسبةالعددالزمنالنسبةالعددالصيغة%4441.12الماضي%5652.33الماضي%5652.33الحاضر%3835.51المضارع%076.54المستقبل%1312.14األمر

%107100المجموع%107100المجموعمن خالل هذا اجلدول يظهر لنا جليا سيطرة توظيـف الفعـل املاضـي حسـب الصـيغة ، أمـا يف توظيـف

.الفعل حسب الزمن النحوي فيبدو سيطرة احلاضر

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

82

والفكــر العــريب الــذي يعــاين يثبــت أن الشــاعر يريــد اإلفصــاح بقــوة عــن حاضــر وواقــع األدب وهــذا مــا.التدهور والتقهقر

:الصفات –1-2املراد بالصفة مـا دل علـى معـىن وذات ، وهـذا يشـمل اسـم الفاعـل : " جاء يف شرح بن عقيل

: " ، وقـد أضـاف مصـطفى الغالييـين إىل ذلـك 1" واسم املفعول ، وأفعل التفضيل ، والصفة املشـبهة .2" اجلامد املتضمن معىن الصفة املشتقة ، واسم املنسوب واالسماملصدر املوصوف به

.3" اسم املشتق يدل على معىن جمرد ، حادث ، وعلى فاعله " : اسم الفاعل -، ويصــاغ مــن مصــدر املاضــي غــري ) فاعــل ( ويصــاغ مــن مصــدر املاضــي الثالثــي املتصــرف علــى وزن

.4يما مضمومة ، مع كسر احلرف الذي قبل آخرهالثالثي باإلتيان مبضارعه وقلب أول هذا املضارع م.اسم مشتق ، يدل على معىن جمرد ، غري دائم ، وعلى الـذي وقـع عليـه هـذا املعـىن : اسم المفعول -

مــن مصــدر املاضــي الثالثــي ) مفعــول ( فــال بــد أن يــدل علــى األمــرين معــا ، ويصــاغ قياســا علــى وزن الثالثي باإلتيان مبضارعه ، وقلب أوله ميما مضمومة املتصرف ، ويصاغ قياسا من مصدر املاضي غري

5.مع فتح ما قبل اآلخر

هـــي الصـــفة املصـــوغة لغـــري تفضـــيل مـــن فعـــل الزم إلفـــادة نســـبة احلـــدث إىل : " الصـــفة المشـــبهة -"6.7

- ص ،3ج ، 2004، ، مصر ، القاهرة حممد حمي الدين عبد احلميد ، دار الطالئع : ابن عقيل ، شرح بن عقيل على ألفية ابن مالك ، تح 1116 .- . 98–97مصطفى الغالييين ، جامع الدروس العربية ، ص 2- . 237ص ، 3ج ، ) دت (،3عباس حسن ، النحو الوايف ، دار املعارف ، مصر ، ط 3

. 245املرجع نفسه ، ص -4. 272–271، ص املرجع نفسه : ينظر -5. 670املرجع نفسه ، ص - 6. 116، ص 3، ج املرجع السابقبن عقيل ، ا-7

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

83

للداللــة علــى شــيئني اشــرتكا يف صــفة معينــة وزاد ) أفعــل ( وزن اســم يصــاغ علــى : اســم التفضــيل -1.أحدمها على اآلخر فيها

2. وتدل على زيادة الوصف يف املوصوف : صيغ المبالغة -

: ويف اجلدول اآليت نورد الصفات املوجودة يف القصيدة عددهاورودها في القصيدةالصفة

جميبا ، غاضب ، شار بصر ، سارق ، كاسرا ، املاسم الفاعل)مجع كاتب ( شار ، الكتاب

08

01مراقاسم املفعول03حبيب ، صغري ، صغريالصفة املشبهة02سى أغلى ، أق أفعل التفضيل

04اجلميل ، الكبري ، ذهيب ، السياسي النعت03الذي ، الذي ، الذياملوصول بعد معرفةاالسم02شهيد ، خطري املبالغةصيغ

23المجموعمــن خــالل اجلــدول نالحــظ أن صــيغة اســم الفاعـــل قــد كــان هلــا احلضــور األكثــر يف القصـــيدة

ـــــورود الصـــــفات أو املشـــــتقات األخـــــرى ـــــة ب اســـــم املفعـــــول، الصـــــفة املشـــــبهة، أفعـــــل التفضـــــيل( مقارن–كمــا أســلفنا –مــرات ، ذلــك أن اســم الفاعــل ) 08( حيــث ورد يف القصــيدة مثــاين... ) النعــت

يــدل علــى احلــدث واحلــدوث وعلــى فاعلــه ، وهــو أدوم وأثبــت يف املعــىن مــن الفعــل ، والوصــف باســم

. 470، ص 1992، عبده الراجحي ، التطبيق النحوي والصريف ، دار املعرفة اجلامعية ، اإلسكندرية -1.404، ص 2009إبراهيم قاليت ، قصة اإلعراب ، دار اهلدى ، عني مليلة ، اجلزائر ، -2

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

84

والدوام كالصـفة املشـبهة االستمرارالفاعل يدل على التجدد ، وقد يدل على الثبوت ، كما يدل على 1.كما يدل على النسب إىل شيء

طـــه " والشـــاعر يف القصـــيدة اســـتعان بصـــيغة اســـم الفاعـــل الـــيت تعـــود يف أغلبهـــا علـــى شـــخص االجتـــاهدل ذلـــك علـــى أنـــه دعـــا إىل تغيـــري يـــل) ، ســـارق النـــار ، كاســـر ، غاضـــب املبصـــر" ( حســـني

ا هو عليه اآلن ، فهو يدعو إىل التجـدد ، والثـورة ضـد مملنظر إىل احلياة بشكل آخر خمتلف الفكري وا. كار الضعيفة والتفكري أكثر موضوعية األف

:وبعد إحصاء األفعال والصفات الواردة يف القصيدة حتصلنا على النتائج التالية الصفاتاألفعال

أمرمضارعماضياسم الفاعل

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

الموصول بعد االسممعرف

5638120701040209صفة23فعل107المجموع

104.4.52= ) = ن ، ف ، ص : ( ومن خالل اجلدول فإن

23تبـــني لنـــا مـــدى انفعاليـــة اللغـــة املســـتخدمة يف نـــص ) 4.52( هـــذه النتيجـــة املتحصـــل عليهـــا

الشديدة ولعل السر يف ذلك يعود إىل أن الـنص يتسـم باحلركيـة وعـدم باالنفعاليةالقصيدة ، فهي متتاز االنفعاليـــةهـــذه ،)حـــوار ثـــوري مـــع طـــه حســـني(وهـــذا األمـــر يتناســـب أساســـا مـــع العنـــوان *الثبـــات

الشــاعر ضــد ختــدر الفكــر العــريب ، وامتعاضــه مــن احلالــة السياســية ةالشــديدة تتناســب مــع غضــب وثــور يستضـــاء بـــه يف ظلمـــات اليـــأس الــيت آل إليهـــا الـــوطن العـــريب مســـتعينا برمـــز مـــن رمــوز التحـــدي وســـراج

، مذكرة ماجستري ، كلية " دراسة سيميائية داللية على مستويات اللغة " قصيدة عاشق من فلسطني حملمود درويش " زرناجي شهرية ، : ينظر -1.58، ص ) 2010/ 2009( اآلداب والعلوم اإلنسانية ، جامعة احلاج خلضر ، باتنة ،

، الشيء الذي منحها حركية وحيوية بانتقال األحداث بني األزمنة املختلفة من املاضي إىل ذلك أن نص القصيدة قد توفر على عدد كبري من األفعال*.احلاضر

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

85

فقـده ، فعلـى الـرغم مـن " فاقـد الشـيء ال يعطيـه " ا لقاعـدة مـباعتبـاره حمط–طـه حسـني –وط والقنوناضـل واسـتطاع أن حيقـق مـا حذلـك مل يـثن مـن عزميتـه فكـافح ونـافالبصـر مـن نعومـة أظـافره ، إال أن

طريـق النجـاح لـيس حمفوفـا بـالورود ، إىل أن االنتبـاهعجز عنـه ذوو األبصـار ، والشـاعر يريـد أن يلفـت .مل وعلو اهلمة وإمنا تعرتيه أشواك تعرتض اإلنسان ، وال ميكنه جتاوزها إال بالصرب والتح

أن يــؤثر يف املتلقــي وأن جيعــل نفســه باالنفعاليــة

. لتحريك املشاعر ودفع اهلمم وإثارة احلماس :ر ثنائية الماضي والحاض–2

من خالل اجلدول السـابق ، نالحـظ أيضـا طغيـان األفعـال املاضـية علـى أفعـال املضـارع واألمـر مــرة ، أمــا فعــل األمــر 38فعــال ماضــيا يف القصــيدة ، يف حــني أن الفعــل املضــارع ورد 54حيــث ورد

.مرة فقط 12فلم يتجاوز حضوره الــتكلم وداللــة ذلــك رغبــة والفعــل املاضــي هــو الــذي يعــرب عــن حــدث مــرتبط بــزمن ســابق لــزمن

.البالد العربية هذا املاضي ، مث يشكوا إليه حالة الواقع املعيش يف قلــت ( وقــد ارتبطــت معظــم األفعــال املاضــية بالشــاعر أو بالضــمري اجلمعــي الــذي ينتمــي إليــه

... ) طويت ، رماين ، جلسنا ، قرأنا ، فتحنا ، سقانا ، كسانا ، أرضعتنا ، طحنا ، اقتلعنا ، فككنـا ، ولعــل مــا يعــرب عــن ذلــك

:قول الشاعر يرا خ أ .. ميل الج د ع و الم ق د ص يان الب بيب بيبي ، ويا ح ح يا

..ن ك ر نا ب س ل ذا ج نا إ ي ل ما ع

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

86

زان ح األ ب قائ نا ح ح ت فـ و ليال ق الء نا أبا الع أ ر قـ و

.1)ران ف الغ ة سال ر ( نا أ ر وقـ فعــال مضــارعا يف القصــيدة ، إذ 38كمــا أن حضــور األفعــال املضــارعة كــان ملفتــا حيــث ورد

والـــدوام حـــىت يف املســـتقبل ، كمـــا يتصـــف الفعـــل املضـــارع باحلركيـــة ، وقـــد االســـتمراريةأنـــه يفيـــد معـــىن :استغلت هذه الصفات من طرف الشاعر فوظف عددا من األفعال املضارعة للتعبري عن

.وق إىل فضاء التغيري إىل األفضل من قيود هذا الوضع املرتدي ، والتعتاقلالنر إحلاحه املستم-إحساسه املستمر بأولئك الذين صنعوا التاريخ العريب بقوة فكرهم وعلمهم ، فكانوا رموزا للفكـر -

طـــه حســــني ، أيب العــــالء املعـــري ، املتنــــيب ، الشــــريف الرضـــي ، حســــان بــــن: الـــذهيب مــــن أمثــــال ...ثابت ،

للتعبري عن رفضـه املسـتمر ، وإحلاحـه للثـورة ضـد هـذا الوضـع املـرتدي للفكـر واألدب العـريب ، فهـو -.يريد أن يثري رياح التغيري حنو األفضل املأمول

يف القصـــيدة ليكشـــف الواقـــع األديب و يســـرده للمتلقـــي املضـــارعةوقـــد وظـــف الشـــاعر األفعـــال كمـا يسـاعد الـزمن املضـارع بنصـيب كبـري يف ،االنتبـاهعال مـع هـذا الواقـع ، دائـم الرتكيـز و وجيعله متفـا

عملية اإلقناع وذلك كسرده أحداثا حية حاضرة تبعـد عـن املتلقـي أي شـكوك قـد حتـوم حـول املوضـوعن ناملطـــروح ، فالقضـــية احلاضـــرة واآل

والرتكيـــز النـــاتج عـــن توظيـــف الفعـــل املضـــارع الـــذي حيكـــي أحـــداثا حيـــة جيعـــل املتلقـــي يتـــابع االنتبـــاه2. احلدث حلظة بلحظة بعقله وقلبه معا

واالزدهـاروما ميكن استنتاجه أن الزمن املاضي كان طاغيـا يف القصـيدة ذلـك أنـه حيمـل داللـة القـوة الـيت وسـم االحنطـاطاليت كان عليها األدباء يف املاضي ، أما الزمن احلاضر فهو حيمل داللة الضعف و

.املكونات الفعلية للقصيدة ه

.472نزار قباني ،االعمال السیاسیة الكاملة ،- 1.83، ص ) مذكرة ماجستري ( رشيد بديدة ، البنيان األسلوبية يف مرثية بلقيس لنزار قباين ، : ينظر -2

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

87

: ربنية الضمي-3.متكلم ، أو خماطب أو غائب : اسم جامد يدل على : تعريف الضمير -3-1

أنــــت ، أنــــت : ، واملخاطــــب مثــــل ) نــــا ( فــــاملتكلم مثــــل أنــــا ، والتــــاء ، واليــــاء ، وحنــــن ، و ، ويســـمى ضـــمري املـــتكلم ... هـــي ، هـــو ، مهـــا ، واهلـــاء : ، والغائـــب مثـــل ... والكـــاف ، وفروعهـــا

1. واملخاطب ضمري احلضور ، ألن صاحبه ال بد أن يكون حاضرا وقت النطق به

بارز ومستمر ، فالبارز هو الذي : سب ظهوره يف الكالم وعدم ظهوره إىل وينقسم الضمري حبلــه صــورة ظــاهرة يف الرتكيــب ، نطقــا وكتابــة ، واملســترت مــا يكــون خفيــا غــري ظــاهر يف النطــق والكتابــة

املتصـــل وهـــو الـــذي يقـــع يف آخـــر الكلمـــة دائمـــا ، وال ميكـــن أن يكـــون يف : والبـــارز قســـمان ، أوهلمـــا ، واو اجلماعـــة االثنــنيالتــاء املتحركـــة ، : صــدر مجلتهـــا ، ومــن أمثلـــة الضــمائر املتصـــلة صــدرها وال يفاملنفصــل ، وهــو الــذي ميكــن أن يقــع يف أول مجلتــه ، ويبتــدئ الكــالم بــه : ثانيهمــاو ... نــون النســوة

أنـــا ، حنـــن : فهـــو يســـتقل بنفســـه عـــن عاملـــه ، فيســـبق العامـــل أو يتـــأخر عنـــه مفصـــوال بفاصـــل ، مثـــل 2....إياك ،

مدونـــة –وتعـــد ظـــاهرة الضـــمائر املتكـــررة شـــكال مـــن أشـــكال التماســـك النحـــوي يف القصـــيدة .يدة على عدد كبري من الضمائر وقد اشتملت القص–البحث

: حضور الضمائر في القصيدة -3-2للضــمائر يف القصــيدة حضــور كثيــف ، فقــد اســتخدمها الشــاعر يف قصــيدته مبختلــف أنواعهــا

مســترتا 39ضــمريا بــارزا و 115ضــمريا ، منهــا 154ومــن خــالل إحصــائنا لتلــك الضــمائر وجــدنا ضــــمريا متصــــال 102والضــــمائر البــــارزة املتصــــلة كانــــت أكثــــر حضــــورا مــــن املنفصــــلة ، فبلــــغ عــــددها

.ضمريا منفصال 13و

.218–217ص، 1ج ، ) دت (، 3حو الوايف ، دار املعارف ، مصر ، ط عباس حسن ، الن-1.221–219املرجع نفسه ، ص : ينظر -2

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

88

كمــا قمنــا بإحصــاء ضــمائر املــتكلم واملخاطــب والغائــب يف القصــيدة ، وهــي موضــحة يف اجلــدول : اآليت

%النسبة العدد الضمير

المتكلم%3623.37أنا ، ب ، ت

%2818.18حنن ، نا

المخاطب

%2113.63أنت ، ك %095.48أنت ، ك

%0000أنتما%042.60أنتم ، واو اجلماعة

%0000أننت

الغائب

%2616.90هو%053.24هي%074.54مها

%1811.70)واو اجلماعة ( هم %0000هن

%154100المجموع

والذي بلغـت نسـبته املفردمن خالل هذا اجلدول يبدو لنا جليا احلضور القوي لضمري املتكلم.من جمموع الضمائر الواردة يف القصيدة % 23.37

ياء املتكلم ، تاء( ففي املقطع األول من القصيدة نلمس حضورا فعاال لضمري املتكلم املتصل ، والـذي يـأيت حضـوره منسـجما مـع احلالـة النفسـية للشـاعر ومتوافقـا معهـا ، إذ يتحـدث فيـه ) املتكلم

قــع املــرتدي للفكــر واألدب العــريب ومــا تركــه مــن آثــار يف نفســه كمــا حتــدث فيــه عمــا عــن وقــع هــذا الواوهـو عشـقهما لـألدب ، والفكـر الصـائب القـوي ، والـدعوة " طه حسني " يربطه بعميد األدب العريب

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

89

الفكــري الســائد يف حاضــره ، وفصــل األدب عــن السياســة ، وكــل مــا ميكنــه أن حييــد االجتــاهإىل تغيــري .هدفه وهو األدب لألدب باألدب عن

:ويـــرتدد صـــدى األنـــا بوضـــوح يف كـــل مقـــاطع القصـــيدة وخباصـــة يف املقطـــع األول مـــن ذلـــك ، عساين نفسي ، أبكاين ، جرحي ، قليب ، مساينتراين ، لست ، أدري ، لوحي ، أجفاين ، حبييب(

.... )أنا ) نــــا ( يف القصــــيدة ضـــمري املتكلمــــني املتصــــل وإىل جانـــب ضــــمري املــــتكلم املفـــرد شــــاع أيضــــا

مـن جممـوع الضـمائر ونلمـس هـذا احلضـور الالفـت يف % 18.18بشكل الفـت حيـث بلغـت نسـبته املقطــع الثــاين علــى وجــه اخلصــوص والــذي يشــكو فيــه الشــاعر حــال الكتــاب واألدبــاء وحــال القصــيدة

ملتصـل متوافقـا مـع نفسـيته الثـائرة املتأججـة العربية إىل طه حسني ، كما يأيت توظيفه لضمري املتكلمني اأدب ، فكــر( ، وهــو يقــدم مــن خــالل هــذا املقطــع نقــدا ثقافيــا عــرب عــن رفــض الواقــع األديب املعــيشلي

ليســـتمد منـــه القـــوة يف ) نـــا ( للوضـــع الســـائد يف عصـــره ، فهـــو يســـتعني بضـــمري املتكلمـــني ) سياســـية حلمية ، ليستعيد من خالهلا جمد الفكـر واألدب يف عصـوره مواجهة هذا الواقع املرتدي والذي أثار فيه ا

يقــول )بــاعوا التــاريخ للشــيطان ( وســيلة ملواجهــة الواقــع الــراهن ومواجهــة أولئــك الــذين الختــاذهالســابقة : الشاعر

.نا ي ل يدي ، عد إ نا ، يا س ي ل عد إ .الطوفان ة ض ب قـ ن نا م ل ش ت وانـ

.دي ح الت ليب ح نات ع ض ر أ ت ن أ ...ان ن س األ ب جوم حنا الن ط ف

نا ي د ي نا ب لود نا ج ع ل تـ واقـ وان ك األ ة جار نا ح ك ك ف و ض ر في األ الطين الس ل نا ك ض ف ر و

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

90

1...ثان و األ ة باد نا ع ض ف ر

، وقد ورد يف هـذا ) واو اجلماعة ( الغائبني أما املقطع الثالث فقد ميزه احلضور الكثيف لضمري اجلمع ، وباعوا ) مصر ( مرة ذلك أن الشاعر يف معرض حديثه عن أولئك الذين خذلوا بالدهم 15املقطع

.تارخيها للعدو بثمن خبس كما أن الشاعر يف موقف املغتاظ مـن أولئـك احلكـام الـذين يشـرتون القصـور وينعمـون خبـريات

مينعــون رعيــتهم مــن أبســط مقومــات احليــاة ، كمــا أن هــؤالء احلكــام يفضــلون بالدهــم الــوفرية يف حــني.على كرامة شعبهم ورعيتهم االقتصاديةمصاحلهم

وذلــك مــن خــالل ،وميكــن أن نســتنتج مــن خــالل مــا ســبق أن حضــور ذات الشــاعر كــان قويــااملتكلم ( ا بنية حضور ) مفردا أو مجعا ( اإلحلاح على املتكلم

، وهذا ما جيعل الشاعر متأرجحا بني احلضور والغيـاب فـإن أيضا إال أن للغياب حضوره ) واملخاطب كــان احلضــور ميثــل مــا يعانيــه الشــاعر مــن احلاضــر املــزري للفكــر واألدب ومــا تعانيــه مصــر ممــن خــذلوها

اهـر للفكـر واألدب واحلكـم العـريب العـادل وما يعانيه الشـعب العـريب ، فـإن الغيـاب ميثـل ذلـك الـزمن الز .والشاعر من خالل هذه القصيدة حيتضن املاضي ويتخذه زمنا تعويضيا عن بؤس حاضره

:المعرفة والنكرة -4:المعرفة -4-1

تـدل علـى " زيـد" فكلمـة 2" ، وهـي فـرع للنكـرة " زيـد " املعرفة هي ما دل علـى معـني ، حنـو " .ما مسمى معني ، فهي ال تطلق إال عليه

ومـــا عـــرف املضــمر ، والعلـــم ، واســـم اإلشــارة ، االســـم: واملعــارف يف اللغـــة مخســـة أنــواع هـــي .) أي املضاف إىل معرفة ( 3إىل أحد فباأللف والالم ، وما أضي

.489نزار قباين، األعمال السياسية الكاملة، ص- 1.166ص ،) د ت (، 4جرجي شاهني عطية ، سلم اللسان يف الصرف والنحو والبيان ، دار رحياين ، بريوت ، لبنان ، ط -2

- 341، أسرار العربية ، ص ياألنبا ر ابن : ينظر 3

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

91

1.املوصول واملقصود بالنداء االسم: وهناك من علماء اللغة من أضاف إىل هذه املعارف

وعليــه ميكــن للباحــث األســلويب أن يســتثمر هــذه املعطيــات اللغويــة الصــرفية ليســتخرج بعضــا مــن أســرار النص الشعري بوساطتها فلظاهريت التعريف والتنكري حضور بارز يف نص القصيدة ، وتشـكالن ظـاهرة

لقصــيدة ، وتشــكالن ظــاهرة أســلوبية تســتدعي أســلوبية تســتدعي الوقــوف عنــدها ، واملتأمــل يف نــص االوقــوف عنــدها ، واملتأمــل يف نــص القصــيدة جيــد هلمــا نشــاطا مميــزا يف إبــراز معــاين ومــدلوالت ســياقية

.تكشف عن أبعاد مجالية فيها اله أمــا التعريــف بكــل أنواعــه فقــد كــان لــه دور فعــال يف إعانــة الشــاعر لإلفصــاح عمــا يريــد إيصــ

ز عليه مهمة إللمتلقي ، ويسهل.املدلوالت واملعاين

:المضمر االسم-4-1-1اخلطـــاب ، وللضـــمائر يف القصـــيدة –الـــتكلم –الغيــاب : وهــو الضـــمري بـــاختالف مدلوالتـــه

حضــور بــارز ، وخباصــة ضــمري املــتكلم وأفكــاره وأدبــه ، كمــا تــوحي حبســرته الشــديدة علــى واقــع الفكــر واألدب العريب ، وما آل إليه من ركود ومجود ، وحسرته الشـديدة علـى مصـر ، قلـب األمـة العربيـة الـيت

.كافة املستويات العلمية والعمليةإىل رعيتهم ، وما هم حباجة إليه من رقي على االلتفات:األسماء المعرفة باأللف والالم -4-1-2

التعريف ) أل ( ، وتكون 2فأفادته التعريف حنو الرجل والكتاب " أل" اسم سبقته ألاملعرف ب

# $ M : أفراد اجلنس ، حنو قوله تعاىل الستغراقتسمى اجلنسية ، مبعىن ويف اجلنس لتعر إما

' & %L3

.182جرجي شاهني عطية ، سلم اللسان يف الصرف والنحو والبيان ، ص -1166املرجع السابق ، ص: نظر ي-2.2سورة العصر،اآلية - 3

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

92

§ ¨ © M « ª: لتعريــف حصــة معهــودة منــه ، ويقــال هلــا العهديــة حنــو قولــه تعــاىل وإمـا

° ¯ ® ¬L1.العهديــة ) أل ( املعــرف هــو جــنس حمــدد فتــذكر لبيانــه ، وأمــا االســماجلنســية تــدل علــى أن ) أل (ف

.املعرف سابق العهد باملعرفة االسمفتدل على أن قـد جتـاوز عـدد األمسـاء املعرفـة ف،)أل ( عدد كبري جدا من األمساء املعرفة بــ ورد ويف القصيدة

بــاأللف والــالم يف القصــيدة مئــة اســم ، وقــد تنوعــت داللتهــا يف الــنص ، فمنهــا مــا كــان للداللــة علــى الفــارس : ( قصـر جـنس املعـىن علــى املخـرب عنـه لقصــد املبالغـة أو التعظـيم أو اإلشــادة والتنويـه كقولـه

بشـكل يـوحي بـأن كـل هـذه املعـاين حمصـورة يف ... ) النهر ، املبصر ، األزهري ، الغاضـب ، الكبـري ،شــخص طــه حســني ، ولــو ذكرهــا الشــاعر بــالتنكري جلعلهــا معــاين عاديــة ، غــري خمصوصــة بطــه حســني

العصــور : ( للداللــة علــى العمــوم والشــمول ومثــال ذلــك الكلمــات ) أل ( وقــد تــأيت األمســاء املعرفــة بـــ م ، الـــربق ، الغــرب ، الكـــون ، الـــنفس ، اإلنســـان ، اليـــوم الليــل ، األرض ، الشـــمس ، الفجـــر ، الـــنج

اجلــــرح ، الــــدخان ، العشــــق : ، وللنظــــر كــــذلك إىل هــــذه الكلمــــات ... ) احليــــاة ، املــــاء ، الكــــون ، ذكر هذه الكلمات معرفة ملا فيها من معىن يوحي إحياءا شديدا ف...هلوى ، احلب ، األحزان ، اجلبانا. السياق العام الذي وظفت فيهوصول هذه املعاين ب

: األسماء المعرفة باإلضافة إلى معرفة -4-1-3تظهــــر األمســــاء املعرفــــة عــــن طريــــق اإلضــــافة بكثافــــة يف القصــــيدة ، وقــــد تنوعــــت أشــــكاهلا بــــني

ملعرفــة ، ومــن أمثلــة األمســاء املعرفــة باإلضــافة إىل ااالســمواإلضــافة إىل ) املــتكلم ( اإلضــافة إىل ضــمري أجفـاين ، حبيـيب ، جرحـي ، قلـيب ، نفسـي ، عنـواين : ضـمري املـتكلم يف القصـيدة جنـد املركبـات التاليـة

... شرياين ، عشقي ، ضــمري متصــل هــو + رة اســم نكــ: مســند ومســند إليــه أي : جــزأين

الفكـري واألديب ووطأتـه علـى قدو كلم ، ضمري املت

.16–15سورة املزمل ، اآليتان 1-

األبعاد الداللية للوحدات الصرفيةالفصل الثاني

93

والــيت كــان هلــا تــأثري مباشــر يف نفــس الشــاعر ، وكانــت بــذلك مبعــث األمل واحلــرية والقلــق الــذي نفســه يعانيـه الشــاعر ، فتــداعى هلــا كــل أعضــاء جســمه بـالتوجع واألنــني مــن خــالل ذكــر األلفــاظ الدالــة علــى

.... )األجفان ، اجلرح ، القلب ، الشريان ، اللسان ( ذلك هـذه احلميمي ، والقوي بـني الشـاعر وبـني االرتباطفهو يوحي بعمق داللة " حبييب " أما قوله

الـــيت أدت دورا فعـــاال يف التمـــرد والثـــورة إلدانـــة هـــذا الواقـــع " ه حســـني طـــ" الشخصـــية األدبيـــة العلميـــة .وكشف ما به من زيف

القويــة قــة) عشــقي ( عنــدما يقــول وهــو .و عمق العالقة بوطنه الثاين مصر

:اسم العلم -4-1-4.1بال قيد التكلم أو اخلطاب أو الغيبة : الذي يعني مسماه مطلقا ، أي االسمالعلم هو

وقــد أورد الشــاعر العديــد مــن أمســاء العلــم يف القصــيدة ، منهــا مــا كــان للجــنس ومنهــا مــا كــان للمكــان أبــــا العــــالء ، املتنــــيب ، الشــــريف الرضــــي ، حســــان بــــن ثابــــت ، مصــــر ، حممــــد ، علــــي : ونــــذكر منهــــا

.أنوشروان ، بين قحطان ، الروم ،كسرى : النكرة -4-2

:مثل ، ) أل ( أو يقع موقع ما يقبل ويؤثر فيه التعريف ،، ) أل ( والنكرة ما يقبل 2. رجل الرجل

يف القصـيدة حيـث أحصـينا كلمـات قليلـة جـدا مثلمـا ورد لالنتبـاهمل يرد التنكري بشكل الفـت سـني ، لتدل على فقدان قيمته ، إذ مل تعد للقلم قيمته الفنية اليت عهدها عند طه ح) قلم ( يف لفظة

.وأمثاله يف ذلك العصر ، بل صار يف احلاضر يف يد أولئك الذين أصبحوا ينتجون نصوصا بال قيمة

.109، ص 1، ج ) د ت (، شرح بن عقيل على ألفية بن مالك ، دار الطالئع ، القاهرة ، مصر ، ابن عقيل -1- .82، ص املرجع نفسه 2

التركيب والداللة: الفصل الثالث

تمهيد سمية الجملة الفعلية والجملة اال-1التقديم والتأخير -2الحذف -3األساليب اإلنشائية -4

االستفهام-4-1األمر -4-2النداء -4-3

بنية الصورة الشعرية -5الصورة الجزئية -5-1

الصورة االستعارية -5-1-1الصورة الكنائية -5-1-2

الصورة الكلية -5-2الدالليةالحقول -6

مفهوم نظرية الحقول الداللية -6-1لمبادئ التي تقوم عليها النظرية ا-6-2أهمية نظرية الحقول الداللية -6-3ية البارزة في القصيدة الحقول الدالل-6-4

التركيب والداللةالفصل الثالث

95

:تمهيد نرمــــي يف هــــذا املبحــــث إىل حماولــــة اســــتجالء خصــــائص البنيــــة الرتكيبيــــة ، مــــن خــــالل دراســــة

كاالســتفهاماألســاليب الــواردة يف القصــيدة ، وقــد اقتصــرنا الدراســة حــول األســاليب اإلنشــائية الطلبيــة التقـــدمي : ثـــل واألمـــر والنـــداء ، كمـــا ســـنتطرق إىل األســـاليب الـــيت تشـــكل صـــورة غـــري مألوفـــة تركيبيـــا م

الصـادرة اين املنزاحـة وحتديـد الـدالالتعـليت يتمثل دورهـا يف البحـث عـن امل، وا... والتأخري ، واحلذفودورهـا يف إبــراز مجاليـة الــنص ، أي أننـا ســنحاول مـن خـالل هــذا املبحـث كشــف جمموعـة مــن ،عنهـا

كمـا سبها مـع دالالت الـنص ،تنادى الظواهر الرتكيبية اليت استخدمها الشاعر للتعبري عن جتربته ، وم.هذلك من أجل إبراز مجالياتو ،و كذا احلقول الداللية يف القصيدة ،سنتطرق لبنية الصورة الشعرية

للســــانيون يف جمــــال دراســــة وتعــــىن البنيــــة الرتكيبيــــة بدراســــة اجلملــــة ، حيــــث خــــاض البــــاحثون واشـــك أن مـــن أهـــم العقبـــات الـــيت ، الرتكيـــب

تعــرتض الـــدارس للجملـــة يف مجيـــع النصـــوص هـــي تعيـــني حـــدودها ، أيـــن تبـــدأ وأيـــن تنتهـــي ؟ ذلـــك أن املسـند إليـه ، فاملسـند إليـه هـو ولف مـن ركنـني أساسـيني مهـا املسـند تتـأ" _كما يرى النحاة_اجلملة

ويكـون فعـال أو امسـا ، وهـذان الركنـان مهـا املتحدث عنه وال يكون إال امسا ، واملسند هـو املتحـدث بـه.1"عمدة الكالم وما عدامها فضلة أو قيد

لكن هذا ال ينفي أمهية كل عنصر من عناصرها يف أداء املعىن ، بل إن املعىن قد يتوقف على ما

.M U T S R Q P O NL2 : يسمى بالفضلة ، وذلك حنو قوله تعاىل كمـا قـال ألن امل) العبـني ( عن قولـه االستغناءفإنه ال ميكن

أقل قدر من الكالم يفيد السامع معىن مستقال بنفسه ، سـواء تركـب هـذا القـدر مـن : " إبراهيم أنيس 3."كلمة واحدة أو أكثر

.14، ص 1، ج )د ت(فاضل صاحل السامرائي ، معاين النحو ، شركة العاتك لصناعة الكتاب ، القاهرة ، مصر ، -1.16سورة األنبياء ، اآلية - 2

- . 96، ص 1999، 2العطية ، الرتكيب اللغوي لشعر السياب ، دار املعارف للطباعة والنشر ، سوسة ، تونس ، ط إبراهيمخليل 3

التركيب والداللةالفصل الثالث

96

ا ، مث انضـمام احلـروف الكلمــات يف أنسـاق تــؤدي موقعــا " لتشـكل كلمــات ، مث انضـمام الكلمــات لتشــكل تركيبـا ، وتشــكل

مــن الداللــة املعنويــة فيكــون إذن نســيجا مــن العالقــات الــيت تقــوم بــني احلــروف والكلمــات ، وهــذا حبثــه .1"العرب فيما يسمى باإلسناد

قــد تطــرق إىل دراســة اجلملــة اللغويــة مــن " دي سوســري "فنجــد الغــريب أمــا يف الــدرس اللغــوي ، حيث قال بأن الكلمة تكتسب داللتها وقيمتها داخل ) حمور تركييب ، حمور استبدايل ( خالل ثنائية

واملمارســــة ، يف وضـــعها االســـتبدالأي مـــن خـــالل التكامـــل بـــني حمــــور الرتاكيـــب وحمـــور : الرتكيـــب بطريقـة جتعلهـا تنسـجم وتتوافـق االسـتبدايلات ووضعها علـى احملـور األدبية تتكفل بتوظيف هذه الكلم

.مع السياق الذي وردت فيه ، وهذا ما يقابله عند العرب مفهوم اإلسناد دراســـة هليكـــل : " مفـــاتيح األلســـنية ": فيعـــرف الرتكيبـــة يف كتابـــه " جـــورج مونـــان " أمـــا

ي مســـتقل بذاتـــه تــــرتابط عناصـــره املكونـــة لـــه ترابطــــااجلملـــة واجلملـــة يف النحـــو الرتكيـــيب هــــي بنـــاء لغـــو 2. مباشرا

امسيــــة أو فعليــــة يف حــــني قســــمها صــــاحب : وتتــــألف اجلملــــة العربيــــة بصــــورتني تبعــــا للمســــند وزاد الزخمشــري ، ظرفيــة لــةمج_مجلــة فعليــة_امسيــةمجلــة :باعتبــار صــدرها إىل ثالثــة أقســام ) املغــين (

.الشرطيةاجلملة وقـــد مســـت ،كالتقـــدمي والتـــأخري،أو احلـــذف :العربيـــة العديـــد مـــن الظـــواهر ي اجلملـــة رت كمـــا تعـــ

اجلملــة واهر كمــــا ســــنعرف أهــــم الظــــ،كثيفــــا وطاغيــــا يف القصــــيدة هــــذا املبحــــث أي األنــــواع ســــجل حضــــورا

إبرازتوفيق الشاعر يف ذلك من أجل و مدى اليت األسلوبية.مجاليات هذا النص الشعري

- ، 1994ئر ، 1.102ص

.40، ص 1987، 2، ط للدراساتجوزيف ميشال شرمي ، دليل الدراسات األسلوبية ، املؤسسة اجلامعية : ينظر -2

التركيب والداللةالفصل الثالث

97

:سمية الجملة الفعلية والجملة اال-1أمـــا ،1هـــي الـــيت صـــدرها اســـم ، أمـــا اجلملـــة الفعليـــة فهـــي الـــيت صـــدرها فعـــل : اجلملـــة االمسيـــة

فتدل على الثبـوت ، وأمـا الفعليـة فتـدل علـى احلـدوث ، حيـث جـاء يف الربهـان يف علـم اجلملة االمسية يف الفـــرق بـــني اخلطــاب باالســـم والفعـــل وأن الفعـــل يـــدل علـــى التجـــدد ) القــرآن لبـــدر الـــدين الزركشـــي

فاجلملـة ،حيسـن وضـع أحـدمها موضـع اآلخـرواحلدوث ، واالسم يدل على االستقرار والثبـوت ، والأمــا اجلملــة الفعليــة فتــدل علــى التحــول واحلركــة ،تــدل علــى الثبــوت والســكون والــدوام والرتابــة االمسيــة

.والتجدد واحلدوث –مدونـــة البحـــث -وباملقارنـــة بـــني اجلمـــل الفعليـــة واجلملـــة االمسيـــة الـــواردة يف نـــص القصـــيدة حيــث وردت اجلملــة نلحـظ طغيــان اجلمــل الفعليــة علـى االمسيــة ، لكــن لــيس هنــاك فـرق كبــري بينهمــا ،

وإذا تأملنــا القصــيدة جنــد الشــاعر يقــيم مقابلــة بــني ،امسيــةمجلــة 52مــرة ، يف حــني جنــد 84الفعليــة ومــا يتســم بــه مــن الركــود والرتابــة ، ومنــه نلحــظ أن ) حاضــر الشــاعر (

ود ، واجلملــة الفعليــة الدالــة علــى احلركيــة الدالــة علــى الثبــوت والركــاالمسيــةتتـآزر ) 26إىل 1( ففـي املقطـع األول مـن البيـت ، والدعوة للتجدد ، واإلنعتاق من قيد هـذا الركـود

يف نفــس الشــاعر ، وجتــدد " طــه حســني " اجلملــة االمسيــة مــع اجلملــة الفعليــة لتــدل علــى ثبــوت ذكــرى .الشوق واحلنني إليه

ــــث مــــن إال أن اجلملــــة الف ــــة الدالــــة علــــى احلركــــة والتجــــدد تنتصــــر يف املقطعــــني الثــــاين والثال عليمجلــة فعليــة ، لتــدل كثافــة حضــور هــذه اجلملــة الفعليــة 57مجلــة امسيــة و 26القصــيدة ، حيــث جنــد

ضــعف الــرؤى وهشاشــة الفكــر ، والفرقــة بــني أبنــاء هيف إدانــة هــدا الواقــع الــذي مييــز علــى جتــدد الرغبــة:فيقول و حنينه له ،الوطن الواحد

ر ص ك ع ر ص فإن ع ... نا ي ل عد إ

- .158، ص 2007، 2فاضل صاحل السامرائي ، اجلملة العربية تأليفها وأقسامها ، دار الفكر ، عمان ، األردن ، ط : ر ينظ1

التركيب والداللةالفصل الثالث

98

ثاني ر ص ع ن ح ن و ... ي ب ه ذ :ويقول يف موضع آخر من القصيدة

نا ي ل إ د دي ، ع ي نا ، يا س لي إ د ع الطوفان ة ض ب نا من قـ ل ش ت انـ و

دي ح الت ليب نا ح ت ع ض أنت أر نان س باأل جوم نا الن ح ط ف

نا ي د ي نا ب لود نا ج ع ل تـ واقـ وان ك األ ة جار نا ح ك ك وف في األرض الطين الس ل نا ك ض ف ر و 1.ثان و األ ة باد نا ع ض ف ر

فكــأن الشــاعر يســرتجع حلظــات قــد مــرت عليــه ، يســتذكر مــن خالهلــا أجمــاد األمــة ومــا كانــت احلميمي والقوي بني الشاعر وأجمـاد أمتـه ، مث االرتباطعليه من مسو ورفعة وقوة ، وهذا ما يعمق داللة

لســـرد أحـــوال الواقـــع ويشـــكو هلـــم ركـــود ومجـــود أصـــحابه ، ومـــا أصـــبح عليـــه ديصـــحو ليعـــود مـــن جديـــتأمــل ، كيــف صــار الكتــاب كاخلرفــان ، قنعــوا باحليــاة مشســا ومرعــى ( كتــاب ومــن ضــعف وطمــع ، ال

.... )للماء والغدران ااطمأنو ويف املقطع األخري الذي طغت فيه اجلملة الفعلية اليت تتسم باحلركية واليت تعكس ثورة الشـاعر

األمـة العربيـة ، ومـوطن طـه حسـني ، فهـي ضد املنتهزين الذين باعوا مصر لألعداء ، مصر رمز صمود :مبعث احلرية واألمل والقلق الذي يعاين وطأته الشاعر ، فيقول

نادي فأ ... ي بزان ح األ د ب ت س ت ...طان ح ني ق ب ن م ر ص يا م آه

..باحوك ت ، اس موك ، ساو روا فيك تاج

.478نزار قباين ، األعمال السياسية الكاملة ، ص - 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

99

ماني كاذبات األ وباعوك اليتامى فاه عن ش سوا الماء ب ح

الغواني فاه في ش وأراقوه ن ي زينـ ح صان والح ف ي كوا الس ر تـ 1....طان ي للش باعوا التاريخ و

تعكس هذه األبيـات قهـر الواقـع شـدة وطأتـه علـى نفـس الشـاعر ، ويكشـف مـا فيـه مـن زيـف :وختاذل وهوان فيقول

ط النف أصبح ل ه ... وان اله وان ه يا؟ن اإلنسان لى م غ أ ... نا ي د ل ..اهللا م ع في ن قون ها الغار ي أ سان الح ترباب ر الم ى م ع ن و م ك ن جحافل الروم ع نا د د ر د ق

وان ر وش ن ى أ ر س ك ..ناد د و ر ع و ... دا م ح نا م ي م وح ...آن ر الق رامة نا ك ظ ف وح مك ي ل ع يوف الس ية ز ج عوا ف اد ف

2باإلحسان السيوف عيش ال ت

يف هـــذه األبيـــات جتســـيد حلـــرية الشـــاعر مـــن خـــالل هـــذا الواقـــع الـــذي عـــرض بكرامـــة اإلنســـان !العريب ، وأعلى من شأن النفط الذي أصبح أغلى من اإلنسان ؟

ليعود الشاعر مرة أخرى للماضي وميزجه مع احلاضر ، ليؤكد مرة أخرى إدانة الواقع الذي متيـزه فالشـاعر متتلكـه ،اخلاصة حىت ولـو علـى حسـاب الـوطن وكرامـة اإلنسـان واالقتصاديةاملصاحل السياسية

.480نزار قباين ، األعمال السياسية الكاملة ، ص -1.481المصدر نفسھ ،ص- 2

التركيب والداللةالفصل الثالث

100

الشـديد واالسـتياءالثورة ضد الواقع املرتدي للفكر واألدب العريب ، فانتهـت ثائرتـه الغاضـبة إىل احلسـرة.من احلكام العرب

: التقديم والتأخير -2األصل يف صياغة اجلملة يف اللغة العربيـة أن يتقـدم الفعـل علـى االسـم ، والفاعـل علـى املفعـول

الــيت _احلاجــة اجلماليــة لكــن قــد تــدعو... عمــدة علــى الفضــلة بــه ، واملبتــدأ علــى اخلــرب ، والكــالم الالعدول عن هذا الرتتيب فيطرأ على اجلملة تغيريات متس مواقع بعض الكلمات إىل –يفرضها السياق

ويعـد هـذا األخـري مـن أهـم التغـريات الـيت ،أخريا ويتم حتويلها عن مواقعها إىل مواقع أخـرى تقـدميا أو تـتطرأ على اجلملة يف العربية وتصيب بناءها ، وإمنا حيصل ذلك لغرض يقتضيه السـياق لتحقيـق أغـراض

: لية يف النص يقصدها الشاعر أو الكاتـب ، يقـول عبـد القـاهر اجلرجـاين يف بـاب التقـدمي والتـأخري مجاهو بـاب كثـرية الفوائـد ، جـم احملاسـن ، واسـع التصـرف ، بعيـد الغايـة ال يـزال يفـرت لـك عـن بديعـه ، "

نظـر فتجـد ويفضي بك إىل لطيفه ، وال تـزال تـرى شـعرا يروقـك مسـمعه ، ويلطـف لـديك موقعـه ، مث ت، وهــو مــا 1" ســبب أن راقــك ولطــف عنــدك أن قــدم فيــه شــيء وحــول اللفــظ مــن مكــان إىل مكــان

ظاهرة أسلوبية تعين تغيـري ترتيـب العناصـر الـيت " تثبته الدراسات احلديثة أيضا إذ يعترب التقدمي والتأخري لصـوتية هـي الـيت أوجبـت يتكون منها البيت الشعري ، ويكـون لغايـة يهـدف إليهـا ، إمـا كـون الناحيـة ا

.2"معنوية كالتخصيص ولفت األنظار إىل املتقدم فالشــاعر حــىت حيقــق الفنيــة يف شــعره فإنــه ينحــرف عــن نظــام اللغــة و

مـا تقتضـيه احلاجـة اجلماليـة والشـعرية الـيت يقتضـيها السـياق ، ومنـه فـإن ترتيب مواقع الكلمات حبسب، فالشـــعر باعتبـــاره 3" يلعبـــان دورا يف إدخـــال القـــارئ إىل متاهـــة تتســـع أو تضـــيق " التقـــدمي والتـــأخري

.73، ص 2005، 1ين ، دالئل اإلعجاز ، مؤسسة الرسالة ناشرون ، بريوت ، ط اعبد القاهر اجلرج-1.68، ص 2004فتح اهللا سليمان ، األسلوبية مدخل نظري ، دراسة تطبيقية ، مكتبة اآلداب ، القاهرة ، -2

- 189، ص2008، 1يم للنشر ، اجلزائر ، ط رابح ملوك ، ريشة الشاعر ، حبث يف بنية الصورة الشعرية وأمناطها عند املاغوط ، دار م3

التركيب والداللةالفصل الثالث

101

عملية خرق لقوانني اللغة ، فإنه ينحرف عن نظامها وال يتقيد بقواعدها وقوانينها ، وهنا تتجلى مهارة .نصه مالية يفاجلشكل جيعله حيقق شاعر يف كيفية إعادة تركيب اللغة بال

:للتقدمي والتأخري أغراض مجالية مجة نذكر منها فإن إذن فالتقـــــدمي والتـــــأخري الـــــذي يـــــدل علـــــى أن مـــــا قدمتـــــه أهـــــم ممـــــا " :بالمقـــــدم االهتمـــــامللعنايـــــة و -

، وقد ترتتب األمهية حسب وضـع الكلمـات يف العبـارة حـىت تصـل إىل آخـر كلمـة ، وكـذلك 1"أخرته لو جعلـت ترتيـب اجلملـة علـى أي حنـو آخـر يكـون لكـل عبـارة معـىن مييزهـا عـن العبـارة األخـرى ، وقـد

ىن وإن كانــا مجيعــا عــذي بيانــه أهــم هلــم ، وهــو ببيانــه أ" ذكــر ســيبويه أن العــرب حبسـب املقــام ، ولـذلك قــد نقـدم كلمــة واالهتمــام، كمــا ختتلـف مــواطن العنايـة 2"

تقدمي ما هو أفضـل أواالهتماميف موطن ونؤخرها يف موطن آخر حسبما يقتضيه املقام ، وليس معىن 3. العكس أشرف ، إذ املقام يقتضي تقدمي املفضول على الفاضل وقد يقتضي

.قد يكون التقدمي والتأخري ملراعاة معىن معني فإن تغري ترتيب العبارة بتقدمي أو تأخري تغري املعىن -وقد يكون التقدمي لضرب من التوسع يف الكالم كما يف الشعر ومراعاة األسـجاع ، فـإن الشـاعر قـد -

زن والقافيــة إىل التقــدمي والتــأخري يعسـر عليــه وضــع الكلمـات حبســب أمهيتهــا يف الكـالم وقــد يضــطره الـو 4. إلقامتهما

شـعر ولقد متيـز جانـب كبـري مـن :07يقول الشاعر يف البيت " حوار ثوري مع طه حسني " هذه الظاهرة يف قصيدته

.سي ف نـ ل سائ ى أ الدج ت ي و وط ماني ؟ر د ق ة د ر و م أ .. بسيف أ

.37فاضل صاحل السامرائي ، اجلملة العربية تأليفها وأقسامها ، ص -1.38_37، ص املرجع نفسه- 2.45، ص نفسه املرجع: ينظر - 3

- .49، ص املرجع نفسه فاضل صاحل السامرائي ، : ينظر 4

التركيب والداللةالفصل الثالث

102

علـى الفعـل والفاعـل ) بسـيف أو وردة ) ( بـه فعـولم( أرمـاين بسـيف أم وردة ؟ ، وقـد كـان هـذا التقـدمي لعنايـة الشـاعر : واملفعول بـه األول ، وأصـل الرتكيـب

) .سيف أم وردة : أداة الرمي ( باملقدم :يقول 19يت ويف الب

.هيل من ص ة ج و م ر ج ى الف ل ع فـ .صان لح حافر جم ى الن ل ع و

، ذلــك أن )موجــة ( علــى املبتــدأ ) فعلــى الفجــر ( شحنت به للمخزون الداليل الذي ) الفجر ( الشاعر قصد الرتكيز على البعد الزماين ، وتقديس كلمة

إضـــافة إىل الـــدالالت التارخييـــة... ) اســـتجابة الـــدعاء تقســـيم األرزاق علـــى العبـــاد ، ( هـــذه الكلمـــة ... ) فالتاريخ يثبت أن الكثري من االنتصارات حتققت فجرا ، والتحريرات الكربى تبدأ فجرا (

:يقول 20ويف البيت الخمس ك ل في أنام البرق ر ه ز أ تان فور ص ع ب ر للغ ت طار و

) عصــــفورتان ( الواقعــــة مفعــــوال بــــه علــــى الفاعــــل ) للغــــرب ( الداليل الكامن خلف هذا التقدمي والتأخري ، هو إرادة الشاعر الرتكيز على اجتـاه الطـريان أكثـر واالجتاه

.من تركيزه على فعل الطريان نفسه : يقول 23ويف البيت

م س الر ن م نوع األيام تاب في ك ...لوان األ ب كير ف التـ يه وف

، وذلـك ) نـوع ( الواقعة خربا على املبتدأ ) يف كتاب األيام ( ليس فقط سرية ذاتية ، لكنه نوع من أنواع ) األيام ( ألمهية املقدم ، ولفت نظر املتلقي إليه ، فكتاب

التركيب والداللةالفصل الثالث

103

" ىل مقولـة ناقـد قـدمي وهـذا الكـالم يقودنـا إ–طـه حسـني –الشعر املنثور الذي حيمـل أفكـار صـاحبه " .الرسم شعر صامت ، والشعر رسم بالكلمات : " الذي يقول " سيمونديس

) :26( ويقول الشاعر يف البيت .نا بآله با لقاؤ ع ص س ي ل ..سان ن باإل .. سان ن اإل ل لقاء ب

يتحـدث ويركـز علـى للداللـة علـى أن الشـاعر) لقاؤنـا ( على االسـم ) صعبا ( فقدم هنا اخلرب صعوبة اللقـاء ، ال عـن اللقـاء نفسـه ، ألن التواصـل مـع اهللا لـيس صـعبا كتواصـل اإلنسـان مـع اإلنسـان

.نفسه سيد القرار فكل مستبد برأيه وأفكاره ، وكل يعد... الدينية والثقافية والفكرية :الحذف -3

حيذفــه : هــو قطــف الشــيء ، مــن الطــرف كمــا حيــذف ذنــب ، الدابــة ، حــذف الشــيء : احلــذف لغــة 1.قطعه من طرفه ، واحلذف الرمي عن جانب والضرب عن جانب : حذفا

إسقاط بعض الكالم أو كلـه بقرينـة لفظيـة أو معنويـة تـدل عليـه وقـد : االصطالحواحلذف يف هـــو بــاب دقيـــق املســـلك : " عقــد عبـــد القــاهر اجلرجـــاين بابـــا حلــذف املبتـــدأ أو املفعــول بـــه ، قـــال فيــه

لطيف املأخذ ، عجيب األمر شبيه بالسحر ، فإنك ترى بـه تـرك الـذكر أفصـح مـن الـذكر ، والصـمت 2" فــادة ، وجتــدك أنطــق مــا تكــون إذا مل تنطــق وأمت مــا تكــون بيانــا إذا مل تــنب عــن اإلفــادة ، أزيــد لإل

ويــرى النحــاة أنــه مــن شــروط صــحة احلــذف وجــود دليــل مقــايل أو مقــامي ، وأن ال يكــون يف احلــذف .3ضرر معنوي أو صناعي يقتضي عدم صحة التعبري يف املعيار النحوي

ويقع احلذف يف املسند واملسند إليه والفضلة ملعان لطيفة تدل عليها القرائن اللغوية واملقامية ، ومـن

الرتاث العريب ، بريوت ، لبنان أمني حممد عبد الوهاب وحممد الصادق العبيدي ، دار إحياء: ابن منظور ، لسان العرب ، اعتىن بتصحيحه : ينظر -1.94–93، ص 3، ج )د ت(

- .112، ص 1978عبد القاهر اجلرجاين ، دالئل اإلعجاز ، حتقيق السيد رشيد رضا ، دار املعارف للطباعة والنشر ، 2.76فاضل صاحل السامرائي ، اجلملة العربية ، تأليفها وأقسامها ، ص - 3

التركيب والداللةالفصل الثالث

104

احية ، وينشـط خيـال املتلقـي ينشط اإلحياء ويقوم به من ن" العبارة ودقة إحياء وقعها على املتلقي ، فهو .1"من ناحية أخرى

كمــا أشــار علمــاء اللغــة أن مــا حقــه الــذكر يســتقبح حذفــه ، فلكــل مقــام مقــال ، وهــو بــذلك يصبح وجها من وجوه اإلجيـاز يف العربيـة أمـا املعـول عليـه يف كشـف مجاليـة احلـذف هـو الـذوق املرهـف

.ار تكشف عن مجالية أسلوب الشاعر يف قصيدته وإدراك ما ميكن أن ينطوي عليه احملذوف من أسر ومــن أمثلــة احلــذف يف القصــيدة ، الــذي وظفــه الشــاعر بصــورة تشــكل ظــاهرة أســلوبية يف القصــيدة

جند عدة أمناط ، فمن حذف املسند إىل حـذف املسـند إليـه ، إىل حـذف الفاعـل ، املفعـول بـه ، الفعـل ...سم املوصول احلروف ، اال

.ف يف القصيدة على سبيل التمثيل ال اإلحصاء ومن صور احلذ: جند قول الشاعر

هيدا ش موت ت ن أ د الب : قال .سانيع ت ل ، قـ شاق الع ل ك ل ث م

) قلت عساين أن أموت شهيدا : ( حيث حذف الشاعر مجلة والتقدير مـن جهـة ومـن جهـة أخـرى جتنبـا لفسـد الـوزن هـذا ) اجلملـة الفعليـة ( أظهر هذا احملـذوف لو ذلك أنه

.ألشكال التكرار اململة : ويقول الشاعر

ل ي الل ل ع آه يا سيدي الذي ج ...جان ر ه م ل اك ض ر واأل ... هارا ن

وذلـــــك أيضـــــا ) وجعـــــل األرض : ( وتقـــــدير الكـــــالم ) األرض ( حيـــــث حـــــذف الشـــــاعر الفعـــــل قبـــــل .التكرار وجتنبا للثقل للمحافظة على الوزن وعدم الوقوع يف

- .139مصطفى السعدين ، البنيات األسلوبية يف لغة الشعر العريب احلديث ، ص 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

105

: ويقول الشاعر هو الشعر ؟ لن تالقي مجيبا ما

هو بين الجنون والهذيانهـو موجـود بـني اجلنـون و اهلـذيان و دلـك جتنبـا :فتقـدير الكـالم ) موجـود ( وهنا حذف الشاعر كلمة

.يف عصره واحرتاما للوزن الشعري ، وإثباتا للعجز الذي آل إليه الشعر والشعراءللثقل ، :صورة أخرى يقوم الشاعر فيها حبذف أمساء العديد من الصحابة يف قوله

وعليا .. وحمينا محمدا ..آن ر الق ة رام نا ك ظ ف وح

يصــح الســياق أن ) صــلى اهللا عليــه وســلم ( فحــذف الشــاعر هنــا العديــد مــن صــحابة الرســول يــذكرهم فيــه ومــرد هــذا احلــذف هــو اختصــار الكــالم وجتنــب الثقــل فيــه واملعــىن ال يتضــرر لداللــة القرينــة

أنـا : " يف حـديث شـريف ) صلى اهللا عليه وسلم ( حيث يقول النيب املصطفى ) علي ( اللفظية عليه ) م

: يف بيت آخر يقول الشاعر ت ق ر وأح ت ق ر تـ ذا اح إ .. حيني سام

كاني م في إ ياد الح س ي ل فـ ، فقـد أحجـم الشـاعر عـن إيـراد ) أحرقـت ( يف هذا السياق هناك حمذوفات كثـرية وراء الفعـل املتعـدي

فسـحة –أساسـي ومهـم يف عمليـة اإلبـداع األديب الذي هو ركـن–ما كان جيب إيراده ليرتك للمتلقي فهـذه الصـورة يتسـع !!! يتخيل من خالهلا ما يقصده أو ما ميكن أن يقصده الشـاعر ،مـاذا أحرقـت ؟

:فيها التأويل اتساع دالالت هذا البيت -..الصادق لك أحرقت حب اآلخرين الزائف وأبقيت على حيب -.والتملك للسالطني فانة قصد التزلبأحرقت الكلمات اجل-

التركيب والداللةالفصل الثالث

106

إخل .... أحرقت كل الشعارات اجلوفاء -:ويقول الشاعر يف ختام قصيدته

طير قي خ ش ع ن إ .. ر ص يا م .. ر ص م زانيات ت ع ض ذا أ ري لي إ ف فاغ

املتلقــي انتبــاه، فاحلــذف هنــا أراد بــه الشــاعر جلــب .. ) فــاغفري يل ( وقــع احلــذف بعــد فعــل األمــر :

.اغفري يل هذا العشق -.االتزانفاغفري يل اخلطوات املغلوطة اليت تسببت يف ضياع -.سويت اليت مل يكن قصدها سوى النهوض باهلمم فاغفري يل ق-:األساليب اإلنشائية -4

مــا ال حيصــل مضــمونه وال يتحقــق " اإلنشــاء كــالم ال حيتمــل الصــدق والكــذب لذاتــه ، أو هــو إنشاء طليب ، وإنشاء غري طليب ، فاإلنشاء غري الطليب مـا ال : إال إذا تلفظت به ، وينقسم إىل نوعني

ا غـــري حاصـــل وقـــت الطلـــب ، أمـــا اإلنشـــاء الطلـــيب فهـــو الـــذي يســـتدعي مطلوبـــا غـــري يســـتدعي مطلوبـــالقســـم ، املـــدح : ، ومـــن مباحـــث اإلنشـــاء غـــري الطلـــيب 1" حاصـــل يف اعتقـــاد املـــتكلم وقـــت الطلـــب

، النـداء ، التمـين االسـتفهاماألمـر ، النهـي ، : أمـا مباحـث اإلنشـاء الطلـيب فهـي ... الذم ، التعجـب

األساليب اإلنشائية يف مدونة البحث ، وسنحاول فيما يأيت أن نتتبع أهم األساليب اإلنشـائية الطلبيـة : الواردة فيها

:االستفهام-4-1، ويعـــين طلـــب العلـــم بشـــيء مل يكـــن معلومـــا مـــن أســـلوب مـــن األســـاليب اإلنشـــائيةاالســـتفهام" .2"قبل

- .63–62، ص ) د ت (ر ، السيد أمحد اهلامشي ، جواهر البالغة يف املعاين والبيان والبديع ، دار ابن خلدون ، اإلسكندرية ، مص1. 211، ص 2004، 1، عامل الكتب احلديث ، إربد ، األردن ، ط ) تركيبا وداللة ( حفيظة أرسالن شابسوغ ، اجلملة اخلربية واجلملة الطلبية -2

التركيب والداللةالفصل الثالث

107

لطلــب حصــول يف " يكــون االســتفهام، فالســكاكي يــرى أن االســتفهاموقــد تعــددت مفــاهيم الـــذهن ، واملطلـــوب حصـــوله يف الـــذهن ، إمـــا أن يكـــون حكمـــا علـــى شـــيء أوال يكـــون ، واألول هـــو التصديق ، وميتنع انفكاكـه مـن تصـور الطـرفني ، والثـاين هـو التصـور ، وال ميتنـع انفكاكـه مـن التصـديق

.1" االنتفاءمث احملكوم به ، إما أن يكون نفس الثبوت أو طلـب الفهـم : " ، وهناك من يقـول بأنـه 2" طلب الفهم بأداة خمصوصة : " ك من يعرفه بأنه وهنا

.3"وهو استخبارك عن الشيء الذي مل يتقدم علم به استفســـار و اســـتخبار عـــن شـــيء مـــا ، مل يكـــن لـــدينا علـــم بـــه مـــن قبـــل االســـتفهاموبـــذلك يكـــون .نفيا مسواء أكان إثباتا أ

:إىل ثالثة أقسام هي *حبسب التصور والتصديق االستفهاموتنقسم أدوات .اهلمزة : ما يطلب به التصور تارة والتصديق تارة أخرى ، وهو -.هل : ما يطلب به التصديق فقط ، وهو -4االستفهامما يطلب به التصور فقط ، وهو بقية ألفاظ -

عــن داللتــه احلقيقيــة إىل االســتفهامولكــل منهــا داللتــه ومعنــاه وفــق مــا يقتضــيه الســياق ، وقــد خيــرج ، واألمـر واالسـتهزاءاإلنكـار ، التعجـب ، التـوبيخ ، التحقـري الـتهكم والسـخرية : دالالت جمازية كثرية

...والوعيد ، والتحسر ، والتشويق ، والنفي والنهي ، الـواردة فيهـا مـن أجـل الوصـول إىل االستفهامالبحث كشف أهم أساليب وسنحاول من خالل مدونة

: الدالالت املضمرة يف كل منها

.211ص ، ، )تركيبا وداللة(اجلملة اخلربية و اجلملة الطلبية حفيظة أرسالن شابسوغ ،-1- .والصفحة نفسهااملرجع 2

.املرجع والصفحة نفسها - 3: أما التصور " . ال " أو " نعم " وهو الذي يسأل عن اجلملة اليت بعدها كلمة استفهام ، أصادقة هي أم غري صادقة ، وجياب عنها بـ : التصديق *

)300–299، ص عبده الراجحي ، التطبيق النحوي : ينظر . تسأل عن صدق اجلملة املستفهم عنها بل تسأل عن تصور املستفهم عنه وفيه ال.212، ص املرجع السابق حفيظة أرسالن شابسوغ ، - 4

التركيب والداللةالفصل الثالث

108

بأســلوب اســتفهام غــري حقيقــي " حــوار ثــوري مــع طــه حســني "اســتهل الشــاعر قصــيدته : احلــرية -1:الغرض منه احلرية والتعجب ، حيث يقول

أم هما نجمتان ؟.. ضوء عينيك .وأنت تراني .. كلهم ال يرى

الذي ال يطلب اإلجابة عليه بل يطلب االستفهامنقل الشاعر اجلملة من سياق التشبيه إىل سياق ثلتني يف نور بصريته اليت مت، امل" طه حسني " ن يتصور عيين التصور ، أي أنه يدعو املتلقي أل

.استطاع أن يكتشف من خالهلا احلقائق منها قول الشاعر يف باليت كانت لغرض احلرية والتعجفهاماالستأساليب كما وردت الكثري من

: 04البيت عام و عام يون ل م ... حي ر ر ج م ع ؟ خان الد الل خ ن م ح ر ى الج ر تـ ل ه

:8و 7: ويف البيتني سي ف نـ ل سائ جى أ الد ت ي و ط و ماني ؟ر د ق ة د ر و م أ ... ف ي س ب أ

تي ؟أ ي ن ي أ ن م و ... ى و تي اله أ ي ف ي ك واني ن ا ع م ائ د ب الح ف ر ع يـ

:14و 13ويف البيتني رايا الم وار ح م أ ... ك ي نـ يـ وء ع ض ؟قان ر ت ح ي ران ما طائ ه م أ هيب ل ر ه نـ ديب األ يون ع ل ه 1غاني ؟أ ر ه نـ ديب األ يون ع م أ

.474نزار قباني ، األعمال السیاسیة الكاملة،- 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

109

إذن هي استفهامات تكشف عن رغبة الشاعر يف توصيل أفكاره للمتلقي ، فالشاعر يف حالة الكثـــرية الـــيت ال يطلـــب مـــن خالهلـــا اإلجابـــة عليهـــا بـــل تفهامااإلســـتمضـــطربة تـــدعوه إىل طـــرح هـــذه

يطلب من املتلقي التصور معه هلذه األحوال للداللة " وهو من ضمن املعاين اليت خرج إليها االستفهام عن داللته احلقيقية ، ويكون : اإلنكار -2

1" على أن املستفهم عنه أمر منكر عرفا وشرعا

: 51–50–49يقول الشاعر يف األبيات ثم شار ل ه ... صور الق رون ت ش ي ؟في الجوالن طال ب األ بور ق ل ثم شار ل ه ... ساء الن رون ت ش ي ؟سان ي في بـ فال ط األ موع د ل م ظ والع م ح بالل جات و الز رون ت ش ي 2؟يزان بالم مال رى الج ش ي أ

إذن هــي تســاؤالت مليئــة بالغرابــة واإلنكــار ، حيــث محلــت هــذه األســاليب اإلنشــائية شـــحنة الـــذين ) واســـتنكاره ألعمـــال وأفعـــال هـــؤالء الغـــارقون يف نعـــم اهللا تعبرييـــة عاليـــة جمســـدة حلـــرية الشـــاعر

يشــرتون القصــور ويلهــون بالنســاء ويســتمتعون بكــل ملــذات الــدنيا دون أن يعــريوا أقــل اعتبــار ألولئــك الـــذين يســـكنون األكـــواخ ويكـــدون ويتعبـــون مـــن أجـــل نيـــل قـــوت يـــومهم ، فـــرتاه حيـــرتق بلهيـــب هـــذه

يف القصــيدة جتعــل الداللــة صــادرة منهــا فهــي مبعــث األمل الــذي يعانيــه األســئلة والــيت تعــد بــؤرا عميقــة.الشاعر

مـــن منـــاذج و . 3" ويكـــون يف مقـــام مـــا يتعجـــب فيـــه املـــتكلم مـــن مضـــمون الكـــالم : " التعجـــب -3) : 56( التعجب يف القصيدة قول الشاعر يف البيت

- .215، ص ) تركيبا وداللة ( حفيظة أرسالن شابسوغ ، اجلملة اخلربية واجلملة الطلبية 1.745السیاسیة الكاملة ،نزار قباني األعمال - 2.215حفيظة ارسالن شابسوغ ،املرجع السابق-3

التركيب والداللةالفصل الثالث

110

ط ف الن ح ب ص أ ل ه ... وان وان اله يا ه ؟ سان ن اإل ن ى م ل غ أ ... نا ي د ل

وهذا االستفهام حيمل داللـة تعجـب الشـاعر مـن هـذا الواقـع األلـيم الـذي انداسـت فيـه كرامـة .العاملية االقتصاديةاإلنسان العريب وغدت مهمشة أمام املصاحل

:ويقول الشاعر يف بيت آخر جيبا القي م ت ن ؟ ل ر ع الش و ما ه

إلخ....يان ذ واله نون الج ن ي بـ و ه ومــن خــالل هــذه اإلســتفهامات اســتطاع الشــاعر أن خيتصــر احلالــة املتأزمــة للشــعر والكتــاب يف

.عصره : األمر -4-2

واألمـر أســلوب 1" واإللــزام االسـتعالءطلــب حصـول الفعــل علـى وجــه " األمـر عنــد البالغيـني فعل األمر ، املضـارع املقـرون بـالم األمـر ، اسـم : من األساليب اإلنشائية الطلبية ، وله أربع صيغ هي

2. فعل األمر ، املصدر النائب عن فعل األمر

أمر حقيقي يطلب به غري احلاصل وقت الطلب وأمر جمـازي يعـرب عـن احلاصـل : واألمر أمران " أســـلوب األمـــر عـــن داللتـــه احلقيقيـــة إىل دالالت جمازيـــة متعـــددة حيـــددها فقـــد خيـــرج3" قبـــل الطلـــب

فاألصــل يف األمــر ، أن يكــون لطلــب الفعــل علــى ســبيل اإلجيــاب فيخــرج للــدعاء " الســياق أو املقــام ...، 4، أو التعجيز االلتماسأو للتهديد ، أو النصح و اإلرشاد أو اإلكرام ، أو

- .89، ص 1980، 1أمحد مطلوب ، البالغة العربية املعاين والبيان والبديع ، وزارة التعليم العايل والبحث العلمي ، العراق ، ط 1- .228، ص ) تركيبا وداللة (حفيظة أرسالن شابسوغ ، اجلملة اخلربية واجلملة الطلبية : ينظر 2

.229، ص املرجع نفسه-3- .املرجع والصفحة نفسها4

التركيب والداللةالفصل الثالث

111

أهم األساليب الـواردة يف القصـيدة الـيت احتـوت أمـرا حقيقيـا أو جمازيـا ، مـن وسنحاول فيمل يأيت تتبع :ذلك

:يقول الشاعر خماطبا طه حسني يف صيغة أمر : اإلعجاب والمدح -1لى م ت ي أ ارم نظارتيك ك

..جان ر الم ئ واط كي ش ب تـ ف ي ك ى م ع ما أنت أ .. ارم نظارتيك

..يان جوقة العم ن ح إنما ن الدالـــة علـــى التحـــول مـــن الرؤيـــة إىل الرؤيـــا ، يوجـــه ) ارم نظارتيـــك ( ومـــن خـــالل صـــيغة األمـــر

يــا طــه حســني ، قــد أدركــت فعــال الــدور املنــوط بــك كأديــب ومفكــر وعلمــت : الشــاعر اخلطــاب قــائال الثاقبــة الــيت غفــل عنهــا مفكــرو علــم اليقــني القيمــة احلقيقيــة لإلنســان املفكــر املثقــف وأدركــت ببصــريتك

وأدبــاء احلاضــر والــيت ينبغــي أن يكونــوا عليهــا ، واســتطعت الولــوج إىل عــامل احلقيقــة باقتحامــك أســوار كنـــت فاقــدا نـــور –يـــا طــه حســني –املعرفــة والعلــم وبلـــوغ الشــأن األكــرب فيـــه ، علــى الـــرغم مــن أنــك

واسـتطعت أن حتقـق مـا عجـز بقلمـكناضلتعينيك ، لكن ذلك مل يثن من عزميتك فقد كافحت و .األبصار يف عصرنا احلاضر عنه ذوو

وقــد خيــرج أســلوب األمــر إىل معــاين التوجــع واحلســرة والشــكوى :التوجــع والحســرة والشــكوى –2:ويف ذلك يقول الشاعر

ر ص ع ك ر ص ع ن إ ف ...نا ي ل إ د ع ثانير ص ع ن ح ن و ... بي ه ذ

:ويقول م و اليـ ب ت ك ما ي ن إ ف ... نا ي ل د إ ع اني ع الم غير ص ... ى ؤ الر غير ص

:ويقول أيضا

التركيب والداللةالفصل الثالث

112

ل م أ ت .. بير الك ب اض ها الغ ي أ فان ر الخ ك تاب الك صار ف ي ك

هــذه كلهــا أســاليب إنشــائية طلبيــة جــاءت يف صــيغة األمــر لكنــه لــيس أمــرا حقيقيــا ، بــل خــرج هــذه الســياقات إىل دالالت جمازيــة أخــرى الغــرض منهــا التوجــع واحلســرة والشــكوى فالشــاعر األمــر يف

ليعاين الفرق بني املاضي واحلاضر ويقف على احلالـة املزريـة الـيت آل إليهـا األدب " طه حسني " يدعو والفكــر العــريب وكيــف غــدا الكتــاب يف أدىن الــدرجات ، فهــم ينــافقون احلكــام

والشـهرة ، ولـو كـان ذلـك علـى حسـاب املبـادئ والقـيم الـيت ينبغـي أن فمن أجل طلـب القربـة و التزلـ.يكون عليها فكرنا وأدبنا العريب

:يقول الشاعر :االستغاثة -3.نا ي ل إ د يدي ، ع نا يا س ي ل إ د ع

.الطوفان ة ض ب قـ ن نا م ل ش ت وانـ رمزا للتحدي ، وسراجا يستضاء به يف ظلمات اليأس والقنـوط " طه حسني " يرى الشاعر يف

باعتبـاره النمـوذج ...فهو حبل النجاة الذي يستند إليه للخروج من هذه األزمة العربية الثقافية الفكريـة .الراقي للكفاح واملثابرة

املفكـرين والكتـاب -فالشاعر يطلـب مـن طـه حسـني العـودة بغـرض االسـتغاثة بـه ، ليـذكرهم بأجمــاد األمــة العربيــة القويــة ، ويســرتجع فــيهم معــاين التحــدي والثــورة مــن أجــل إعــادة البنــاء –العــرب

.احلضاري :يقول الشاعر خماطبا حكام ومفكري عصره : النصح واإلرشاد -4م ك ي ل ع يوف الس ة ي ز عوا ج ف اد ف

..سان ح باإل يوف الس عيش ال ت جــــاء هــــذا األســــلوب يف صــــيغة األمــــر الغــــرض منــــه النصــــح واإلرشــــاد فالشــــاعر يــــدعو حكــــام ومفكري عصره للثورة ضد ختدر الفكر العريب ، ويسعى إىل شحن وتعبئة النفوس مـن أجـل بـث شـعلة

التركيب والداللةالفصل الثالث

113

الـــوعي فـــيهم ، وتشـــجيعهم علـــى الكفـــاح والنضـــال مـــن أجـــل اســـرتجاع كرامـــة اإلنســـان العـــريب يف كـــل .امليادين

خـرج األمـر يف القصـيدة إىل معـاين االلتمـاس حـني يقـول الشـاعر تقـدم إضـافة إىل مـا:االلتماس-5:خماطبا مصر

الشعر ح م ج ن إ ... ر ص حيني يا م سام ساني ل ت ح ت ريق الح م ع ط ف

م المروءات ت أ ن أ ف ... حيني سام ...ران ف والغ اح م الس م أ و

ت ق ر ح أ و ت ق ر تـ ذا اح إ ... حيني سام الحياء في إمكانيس ي ل فـ

طير قي خ ش ع ن إ ... ر ص يا م ... مصر ...زاني ات ت ع ض ذا أ ري لي إ ف اغ ف

، فالشاعر يعتذر من مصر ، ويلـتمس منهـا السـماح واالعتذارااللتماسلغرض : فجاءت صيغ األمر .

: النداء -4-3، وللنــداء ) أدعــو ( حبــرف نائــب منــاب إقبــالوهــو طلــب " النــداء مــن األســاليب اإلنشــائية ،

هيـا ويـا وأيـا : ل لنـداء البعيـد وهـيأدوات تستعمل لنداء القريب كاهلمزة وأي و باقي األدوات تسـتعمأو و التحقري و آ ، وقد ينزل القريب منزله البعيد ، وينادي بإحدى أدواته ، ويكون ذلك للتعظيم ، أ

ينـزل فينظر إليه البليغ على أن وجوده املادي ال قيمة له وكذلك للتنبيه على أن املخاطب غافل اله ،وعليـه 1" احلاضـر باهلمزة ، وأي إشعارا بأنه حاضر يف الـذهن ماثـل يفىالبعيد منزلة القريب فيناد

فاجلملـة الندائيـة " فإن أسلوب النداء يف حقيقته يستعان به لتنبيه املنادى وجعله يسـتجيب للمـتكلم ،

- .248، ص ) تركيبا وداللة ( حفيظة أرسالن شابسوغ ، اجلملة اخلربية واجلملة الطلبية 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

114

علـــى الرتكيـــب شـــحنة هامـــة فتوجـــه إىل الســـامع واملـــتكلم ، وهـــي مجـــل حنويـــة قائمـــة علـــى بنيـــة تضـــفي ســطحية إنشــائية وبنيــة مضــمرة خربيــة ، وتعــد مجلــة النــداء ضــرب مــن التوســعة والفضــلة عنــدما تقــع يف

، وقد خيرج النداء عن معناه األصلي ، وهو طلب اإلقبال إىل معاين أخرى تسـتفاد1" آخر الرتكيب والتعجـــــــــــــــب ، التشـــــــــــــــوق ، الزجـــــــــــــــر واالســـــــــــــــتغاثةمـــــــــــــــن الســـــــــــــــياق ، كـــــــــــــــالتوجع ، والتحســـــــــــــــر ،

إخل... التحقري :ومن أساليب النداء ومناذج املعاين اليت خيرج إليها يف القصيدة

:يقول الشاعر : التعظيم واإلعجاب -1ل ي الل ل ع آه يا سيدي الذي ج

...جان ر ه الم ك ض ر واأل ... هارا ن لــيس بغــرض لفــت االنتبــاه أو اإلقبــال عليــه ، –طــه حســني –إن الشــاعر هنــا ينــادي خماطبــه

بفكـره وأدبـه الـذي أنـار بـه دروب إعجابـهبغرض التعبري عـن ) يا سيدي ( لكنه استعمل أسلوب النداء احلقيقة عن الروح اإلبداعيـة النـادرة يف الفكر واألدب العريب يف عصره ، فكان مفكرا وأديبا راقيا يعرب يف

.الواقع اإلنساين ) : 18( يقول الشاعر أيضا يف البيت

س م الش م ح ت الذي اقـ س ار ا الف ه يـ أ واني ج ر األ ه اء د ى ر ق ل أ و

لنداء البعيد ، وهذا فيه إشارة إىل أن املنادى اليت تستعملاملقدرة ) اي( استخدم الشاعر أداة النداء

وذلك للتعظيم والعلو من شأنه كيف ال وقد اقتحم ) الفارس ( وقد نعته بـ . زمان ومكان واحد ألكرب فيه على الرغم من فقده للبصر ، إال أنه استطاع ببصريته بفكره وأدبه محى العلم ، وبلغ الشأو ا

.املرجع والصفحة نفسها -1

التركيب والداللةالفصل الثالث

115

أن يدرك القيمة احلقيقية لإلنسان املثقف ، واليت تتمثل يف قدرته على التأثري يف حميطه ، ويف هذا

M Å ÄÇ Æ Í Ì Ë Ê É ÈL1 : السياق حيضرنا قوله تعاىل

: يقول الشاعر ) 27(ويف البيت ار الن ق يا سار ... أيها األزهري

واني الث دود را ح ويا كاس لنــداء البعيــد عنــه مكانــا القريــب مــن قلبــه ، واحلاضــر ) ايــ( قــد اســتخدم الشــاعر أداة النــداء ف

دوما يف ذهنـه علـى الـرغم مـن بعـد الزمـان واملكـان ، وقـد نعتـه بأنـه األزهـري وسـارق النـار وكاسـرا حـدود بغــرض التعبــري عــن إعجابــه ) يــا ( ، وكلهــا تشــبيهات بليغــة اســتخدم معهــا الشــاعر أداة النــداء ) الثــواين

رجـــل الـــذي خطـــف الشـــهرة مـــن بـــني كـــل أقرانـــه ، وعـــال صـــيته ، وحظـــي باملكانـــة بطـــه حســـني ، هـــذا الومـــا يـــدل علـــى ذلـــك ويقويـــه عطفـــه . املرموقـــة الـــيت تكفـــل التـــاريخ بتـــدوينها وحفظهـــا لألجيـــال املتعاقبـــة

عنهــاو يـوحى كــذلك بــأن الشخصـية املتحــدث.. ) يــا كاســرا ( بأسـلوب نــداء آخـر .يف اآلفاق ، وسطع

.كما توحي هذه اجلمل الندائية يف جمملها بداللة التحسر على ذلك العصر :يقول الشاعر : االستغاثة-2نا ي ل إ د نا يا سيدي ، ع ي ل إ د ع

الطوفان ة ض ب قـ ن نا م ل ش ت وانـ االسـتغاثةبغـرض ) يـا ( لإلقبال عليه مستخدما أداة النداء –طه حسني –فالشاعر هنا ينادي خماطبه

التفجع على احلال املرتدية واملتقهقرة للفكر واألدب العريب و:الزجر والتحريض يقول الشاعر -3..اهللا م ع في ن قون ها الغار ي أ ..سان الح تالمربربامى ع ن و

- .46سورة احلج ، اآلية 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

116

مـــن أجـــل لفـــت انتبـــاههم ... ، لتنبيـــه احلكـــام واألدبـــاء واملفكـــرين) أي ( اســـتخدم الشـــاعر أداة النـــداء . ألوضاعهم السوداء النابعة أساسا من ظالم أنفسهم وخضوعهم ألهوائهم

) :40( البيت : يقول الشاعر : التوجع والتحسر -4مل أ ت ... بير ب الك ها الغاض ي أ

ار الكتاب كالخرفان ص ف ي ك لنـداء البعيـد ، إشـارة املقـدرة ) ايـ(الندائية ، كذلك بأداة النداء ستعان الشاعر يف هذه اجلملة

قريـب حاضـر دائمـا يف ذهـن الشـاعر ، والغـرض مـن أسـلوب –كمـا ذكرنـا سـالفا –منه إىل أن املنـادى النداء هنا هو التعبري عن شدة التوجع والتحسر الذي يشعر به الشاعر حنو احلالة اليت آل إليهـا الكتـاب

لسياسي ، غـافلني عـن أداء واجـبهم ومـا ينبغـي وااالجتماعيالعرب الذين انساقوا خلف مراسيم النفاق ، ففـي احلقيقـة ) أيها الغاضب الكبري تأمل ( أن يكونوا عليه من مسؤولية أخالقية وأدبية ، وقد ناداه بـ

تأمــل فيحتــاج ألن تكــون الــنفس هادئــة مطمئنــة ، لكــن الغاضــب يكــون يف حالــة نفســية مضــطربة أمــا امليعكـــس بصـــدق حـــال العصـــر (مـــل ، ومـــن خـــالل أســـلوب النـــداء تأوالاالضـــطرابهـــذا التنـــاقض بـــني

: 48، 47، 46، و 45املطبوع بطابع التأزم والتناقض والقلق ، ويقول الشاعر يف البيت ناديأ ف ... بي زان ح األ د ب ت س ت

...طان ح ني ق ب ن ر م ص آه يا م ...باحوك ت اس ... ساوموك ... يك روا ف تاج

ماني األ بات اذ ك وباعوك ى تام الي فاه ن ش ع سوا الماء ب ح واني الغ فاه في ش راقوه أ و ن ي زينـ ح صان والح ف ي كوا الس ر تـ 1طان ي للش باعوا التاريخ و

.784،نزار قباني، األعمال السیاسیة الكاملة- 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

117

، ليعرب الشاعر من خالله عن وجعه وحسرته مما أمل مبصر من ) يا مصر ( جاء أسلوب النداء ، مبعـــىن أتأســـف وأحتســـر وأتوجـــع علـــى كـــل مـــا حـــدث لـــك ) يـــا مصـــر ( لـــذلك جـــاء النـــداء خطـــب ،

.وألهلك ولشعبك و أرضك ، من مآس وآالم جراء ختاذل احلكام باختالف الزمان واملكانفرتكـــوا بـــذلك العمـــل والثـــورة ، وأضـــاعوا تـــاريخ األمـــة العربيـــة وانســـاقوا وراء مصـــاحلهم ودنيـــاهم دون أن

ا وحيــاولوا أن يشــحذوا مهمهــم وجيمعــوا قــواهم ويبــذلوا وســعهم يف توحيــد األمــة والنهــوض يفكــروا وخيططــو .

ومــن أســاليب النــداء الــواردة يف القصــيدة ، والــيت كــان الغــرض منهــا التوجــع والتحســر نــذكر أيضــا مــا ) :53( جاء يف البيت

م ه نـ م ين عان ت م ك ... ر ص آه يا م عاني ا ي م و د ... بير الك بير والك

) :56( ويف البيت ط ف الن ح ب ص أ ل ه ... وان اله وان يا ه

؟سان ن اإل ن م ىلغ أ ... نا ي د ل !! ...جاء أسلوب النداء هنا بغرض التوجع والتحسر والتعجب من أمور هذا احلاضر

: يقول الشاعر : التشوق -4أخيرا ... الجميل د ع و الم ق د ص

.يا حبيبي ، ويا حبيب البيان –طه حسني –"حلبيب البيان " والغرض من أسلوب النداء هنا هو التعبري عن شوقه وحنينه

) :61( يقول الشاعر يف البيت : االلتماس-5ر ع الش ح م ج ن إ ... ر ص سامحيني يا م

.ساني ل ت ح ت ريق الح م ع ط ف ) :63( ويف البيت

التركيب والداللةالفصل الثالث

118

طير قي خ ش ع ن إ ... ر ص يا م ... ر ص م .فاغفري لي إذا أضعت اتزاني

السـماح مـن مصـر ، فالشـاعر التمـاسجـاء أسـلوب النـداء لغـرض : ومن خـالل هـذين البيتـني ."الثورة والطفولة واجلنون : مفاتيح الشعر عندي ثالثة : " يقول -نزار قباين –

فهو يلتمس السماح من مصر ألنه لـيس بإمكانـه أن يسـكت و ال حيـرك سـاكنا جـراء مـا حيـدث هلـا مـن ...ختدر عقول رجاهلا ومفكريها وأدبائها

:بنية الصورة الشعرية -5تــؤدي الصــورة الشــعرية دورا بــالغ األمهيــة بــني عناصــر األداء الفــين يف

–قـدميا -مبىن القصـيدة ولـئن حـد العـرب جزءا منالتصــوير الفــين ، ومــا دامــت الصــورة هــي جــوهر الشــعر وروحــه فهــي إذن قدميــة قــدم الشــعر ، فاجلــاحظ

ذهــب " : " أبـا عمـرو الشــيباين " بلغـه أن ... الشيخ إىل استحسان املعىن واملعـاين مطروحـة يف الطريـق يعرفهـا العجمـي والعـريب والبـدوي والقـروي

وإمنــا الشــأن يف إقامــة الــوزن وختــري اللفــظ وســهولة املخــرج وكثــرة املــورد ويف صــحة الطبــع وجــودة الســبك .1" فإمنا الشعر صناعة ، وضرب من النسيج ، وجنس من التصوير

: " و هالل العسكري فالصـورة عنـده تعـين أما أبوجـودي ارتبـاط أن ارتباط الصـورة الشـعرية بالشـعر هـو " ساسني عساف " كما يرى ،2" األلفاظ

ويـرى .3" الصـورة دما يوجد الشعر تظهر تلقائيافعندما توجد الصورة يوجد بالضرورة الشعر ، وعن" "

هفســلليـة وإيقاعيـة ويقـرب دالإمكانـات

- .132–131، ص 1996، 3عبد السالم هارون ، إحياء الرتاث العريب ، بريوت ، لبنان ، ط : اجلاحظ ، احليوان ، حتقيق 1- .17، ص 1999، 1زكية خليفة مسعود ، الصورة الفنية يف شعر ابن املعتز ، جامعة قار يونس ، ط 2

3-1987 ،11-10ص

التركيب والداللةالفصل الثالث

119

حلظـــة مـــن الـــزمن تتجلـــى فيهـــا أحـــالم الشـــاعر وطموحاتـــه وتكشـــف عـــن ســـحر الشـــعر ومـــا حيملـــه مـــن .1" دهشة وجدة

بــني الفكــر والواقــع احلســي ، فتتشــكل وهــذا الــربط بــني الشــعر والصــورة يعــين نوعــا مــن العالقــة .هذه العالقة عندما ميزجها الشاعر بعواطفه وانفعاالته ويضفي عليها شيئا من اخليال

أن الصــورة إبــداع ذهــين تنبثــق مــع اجلمــع بــني حقيقتــني واقعتــني تتفاوتــان " يــرى " بــول ريفــردي " وهــذا .2" يف البعد قلة وكثرة

ة الشعرية ، وسيلة من وسائل التعبري الفين اليت يصور الشاعر من خالهلا الصور : وصفوة القول جتاربه و عالقته بالواقع الذي يعيش فيه ، ومن أهم العناصر اليت تشكل الصورة الشعرية الصورة اجلزئية

.والصورة الكلية : الصورة الجزئية -5-1

البالغــة واملتمثلــة يف التشــبيه واالســتعارة والكنايــة علمــاء...

وقـــد وظـــف الشـــاعر هـــذه الصـــورة بطرائـــق ودالالت خمتلفـــة ، إال أننـــا سنقتصـــر علـــى الصـــورة .والصورة الكنائية فقط العتبارات منهجية ةعارياالست

:الصورة االستعارية -5-1-1

أحاسيس الشاعر وجتسيدها جتسيدا جيعلها تؤثر بشكل أو بآخر على القارئ ، مما يضفي على التعبري والتــــألق الشــــعري حيويــــة ووضــــوحا ، وخروجــــا عــــن رتابــــة التعبــــري املباشــــر املــــألوف إىل التلــــوين اجلمــــايل

تعتــرب دعامــة أساســية يف بنــاء لغــة الشــعر وقــد اســتخدمت مرادفــا بــديال لكلمــة أو "

- .30، ص 2003، 1علي الغريب ، حممد الشناوي ، الصورة الشعرية عند األعمى التطيلي ، مكتبة اآلداب ، ط 1.57، ص 2003، 1، الصورة الفنية يف اخلطاب الشعري اجلزائري ، احتاد الكتاب اجلزائريني ، دار هومة ، اجلزائر ، ط ةد احلميد هيمعب- 2

التركيب والداللةالفصل الثالث

120

ال الشـعر موقـوف استعارة كبرية ، والشـاعر مـن خالهلـا يـتمكن مـن إقامـة العالقـات بـني األشـياء ، ومجـ.1" على ما متده هذه العالقات من إحياء يف التعبري وطرائقه يف التصوير

وفيما يلي سنحاول الوقوف على بعض االستعارات اليت وظفها الشاعر يف القصـيدة ونبـني مـا تعكسـه :يقول الشاعر : من دالالت

.عام وعام يون ل حي ، م ر ج ر م ع ؟الدخان الل خ ن م ح ر ى الج ر تـ ل ه

الشخصـي حيـث شـبه إبداعـه وهذه الصورة االستعارية استلهم الشاعر عناصرها مـن خيالـه ولوازمـــهأخـــذ شـــيئا مـــن و) النـــار أو الرمـــاد ( هـــو بالنـــار أو الرمـــاد ، فحـــذف املشـــبه بـــه و) اجلـــرح ( :املكنية االستعارةوهو على سبيل ) الدخان (

:قول الشاعر االستعارةومن بديع .ن ك ر نا ب س ل ذا ج نا إ ي ل ما ع

زان ح األ ب قائ نا ح ح ت فـ و وهـي شـيء معنـوي جمـرد ) األحزان ( وتتجلى مجالية االستعارة يف هذا البيت من خالل تشبيه

أوراق ، كتــــب ( ذف املشــــبه بــــه وهــــو حيــــث مت حـــ،... ) أوراق ، كتــــب ، رســــائل ( بشـــيء مــــادي ة، وهــــو كــــذلك علــــى ســــبيل االســــتعارة املكنيــــ) احلقائــــب ( وأخــــذ شــــيئا مــــن لوازمــــه ... ) رســــائل

إذ نلمـــس مـــن خـــالل هـــذه الصـــورة االســـتعارية مقـــدرة نـــزار قبـــاين علـــى تصـــوير أحاسيســـه الوجدانيـــة

.:د قوله ومن الصور االستعارية املعربة ، جن

ارم نظارتيك كي أتملى

1-153.

التركيب والداللةالفصل الثالث

121

..كيف تبكي شواطئ المرجان فحـذف املشـبه طـه حسـني " شـواطئ املرجـان " بــ" طـه حسـني " يشبه الشاعر يف هذا البيت

ويكمـــن مجـــال هـــذه الصـــورة االســـتعارية يف ســـعي الشـــاعر مـــن " شـــواطئ املرجـــان " وصـــرح باملشـــبه بـــه وجعلهـــا أكثـــر تـــأثريا فلنـــا أن نتصـــور كيـــف ســـتكون دمـــوع طـــه خالهلـــا إىل توضـــيح معانيـــه وتوكيـــدها ،

...حسني لو عاد إىل حاضر الشاعر ورأى ما آل إليه الفكر واألدب العريب من مخول وترد : ويقول الشاعر

صارت ة صيد الق و ... ذبح الشعر ..يان الق ل ك ك ىر ت ش ت ة ين ق

تظهر براعة التصوير الفين لدى الشاعر من خـالل حتويلـه املعنـوي حمسوسـا ، وذلـك عـن طريـق يــــذبح ويبــــاع ويشــــرتى حيــــث شــــبه " كــــائن حــــي " يف هيئــــة " الشــــعر " التشــــخيص ، فهــــو يشــــخص

علــى ســبيل االســتعارة املكنيــة" ذبــح " بــاحليوان ، وحــذف املشــبه بــه وذكــر مــا يــدل عليــه " الشــعر " وهي صورة رمزية أراد من خالهلا الشـاعر جتسـيد احلالـة املزريـة الـيت آل إليهـا الشـعر يف عصـره وفقـد مـن خالهلــا كــل طاقاتــه الفنيــة ، وقــد خلفــت هــذه الصــورة أثــرا مجاليــا يعكــس قــدرة الشــاعر علــى التــأثري يف

.املتلقي :يقول الشاعر

ر ص ها هي م ... روف الح مير يا أ يانير في ش م ح ت س ت ة د ر و

فحــذف املشــبه بــه وأبقــى علــى شــيء دال " امــرأة " وهــي اســتعارة مكنيــة حيــث شــبه الــوردة بـــ حيــث شــبه الشــاعر " تســتحم يف شــرياين " ، كمــا أننــا جنــد اســتعارة مكنيــة أخــرى " تســتحم " عليــه

وميكـن اعتبارهـا كنايــة ،"م تسـتح" وتـرك شـيئا مـن لوازمــه " البحـر " شـريانه بـالبحر فحـذف املشـبه بــه مبصر واليت جتسد حبه ملصر اليت متثل مبعث أمله وقلقـه وحريتـه الـذي واالرتباطعن شدة التعلق واحلب

.

التركيب والداللةالفصل الثالث

122

.حركية بصرية حمسوسةوقد قدمت هذه الصورة املعىن مدعوما بالدليل عليه يف صورة :الصورة الكنائية -5-1-2

يف بنــاء صــوره ، فقــد اعتمــد أيضــا علــى ضــرب آخــر لالســتعارةإىل جانــب اســتخدام الشــاعر املـراد : " يقوم على اإلخفاء والسرت ، وهو ما يعرف بالكناية ، وقد حدها عبـد القـاهر اجلرجـاين قـائال

بالكناية ، أن يريد املتكلم إثبات معىن مـن املعـاين فـال يـذكره بـاللفظ املوضـوع لـه يف اللغـة ولكـن جيـيء .1" ه يف الوجود فيومئ به إليه وجيعله دليال عليه إىل معىن هو تاليه وردف

كما أن أسلوب الكناية يقوم أساسا على عالقة تالزمية بني املعىن الظاهر اللفظ الصريح وغري املقصـــود ، واملعـــىن اآلخـــر اخلفـــي الـــذي يكـــون وراء اللفـــظ الصـــريح ، وهـــو املـــراد مـــن التعبـــري ، وتكمـــن

) : " Mallarmé( التصـريح بـاللفظ املكـىن عنـه ، يقـول ماالرميـه مجاليتها وحسن أدائها يف عدمأن نسمي الشيء بامسه ، يعين ذلـك حـذف ثالثـة أربـاع نشـوة القصـيدة ، هـذه النشـوة الـيت تقـوم علـى

.2" شيئا فشيئا ، وهذا هو احللم كله االكتشافغبطة إىلومن هنا نقول إن الكناية صورة مبهمة يسعى املتلقي فيها

وذلك عندما يسـتخدم عقلـه ويلمـح يف إجيـاد املعـىن املـراد نقلـه ، أي أن هـذا اخلفـاء أو الغمـوض جيعـل املتلقــي يـعمــل فكــره وعقلــه حــىت يصــل لعمــق الصــورة املــراد الوصــول إليهــا ، كمــا أن الســياق يعتــرب مــن

.األمور املهمة املعينة يف فهم وكشف هذه الصورة : نقف على بعض الصور الكنائية اليت وردت يف القصيدة يقول الشاعر وفيما يلي حناول أن

س م الش م ح ت الذي اقـ س ها الفار ي أ واني ج ر األ ه داء ر قى ل وأ

وهـي ) : الـذي اقـتحم الشـمس ( أورد الشاعر يف هذا البيت كنايتني ، األوىل يف صدر البيـت ، وبلـوغ طـه حسـني درجـة كبـرية مـن العلـم ، وهـي صـورة ال ختلـو مـن كناية عن املعرفة والعلـم والشـهرة

.هي رمز للنور والعلم واملعرفة ) الشمس ( الرمزية فـ

- .79، ص 1991اهر اجلرجاين ، دالئل اإلعجاز ، موفم للنشر ، اجلزائر ، عبد الق1- .168، ص 1996، 1، دار الفكر اللبناين للطباعة والنشر ، ط ) األصول والفروع ( صبحي البستاين ، الصورة الشعرية يف الكناية الفنية 2

التركيب والداللةالفصل الثالث

123

، وهـو تعبـري دال علـى األهبـة واجلـد ) وألقـى رداءه األرجـواين ( والكناية الثانية يف عجز البيـت والكســل ، واخلمــول ، ورســم املســار العلمــي واالســتعداد لتغيــري االجتــاه الفكــري ، وخلــع رداء التقــاعس

.الذي حقق املوصوف من خالل ذاته :يف مقطع آخر يقول الشاعر

دي ح الت ليب نا ح ت ع ض ر أ ت ن أ ...نان س باأل جوم نا الن ح ط ف

نا ي د ي نا ب لود نا ج ع ل تـ واقـ وان ك األ ة جار نا ح ك ك ف و

) : أرضــعتنا حليــب التحــدي ( كنايــة ، نالحــظ أن كــل شــطر ميثــلللشاعر يف ربط املتفرقات بصورة متناسقة ، وفيها دقة تصـويرية نابعـة مـن براعتـه الفنيـة ، فالشـاعر يريـد

األيـــام ، الشـــعر : ه و علمـــه الـــذي تركـــه يف كتبـــه مثـــل غـــذى العقـــول بأفكـــار " حســـني طـــه" القـــول أن ...الذاتية اجلاهلي ، السرية

فهي كناية عن القـوة والتحـدي والصـمود مـن أجـل نبـل املعـايل ، هـذا مـا ) : طحنا النجوم باألسنان ( .كان يصبوا إليه رموز الفكر العريب من أمثال طه حسني

وذلـك . وقد كىن عن تغيري الفكر والتحول به إىل آفاق أبعد وأوسع ، والنظـر إىل احليـاة ببصـرية أعمـق ) .اقتلعنا جلودنا بيدينا ( حني قال

وقد وظف الشاعر الكناية ، للتعبري عن األنفة والصمود والتجلد ، والشجاعة واإلقدام ، الذي متيز بـه فككنــا : ( يقـول ذلـك حـني و

.) حجارة األكوان :هلوان والوضاعة ، قاصدا أولئك الذين خذلوا قضايا األمة العربية ويقول مكنيا من الذل وا

: ويقول الشاعر.ن ي زينـ والحصان ح ف ي كوا الس ر تـ

التركيب والداللةالفصل الثالث

124

وباعوا التاريخ للشيطان واهلون وترك اجلهاد يف سبيل بالذلوهي كناية يرمز من خالهلا الشاعر إىل أولئك الذين رضوا

الوطن، أولئك الذين تركوا السيف حزينا يف غمده وأبعدوه عن ساحة القتال وتركوا احلصان حزينا يف مربطه وأبعدوه عن حرية التنقل واجلري يف ساحة القتال، ذلك أن احلصان كان له أمهية كبرية يف احلياة

نقل والغزو واحلروب، فارتبط بالعزة والنخوة والرجولة واخلري البدوية العربيةـ إذ استخدم يف الرتحال والت.والربكة

أفضـل وسـيلة يصـور ) االستعارة و الكناية ( يف استغالله هلذه الصور اجلزئية لقد وجد الشاعر

.الفنية واجلمالية قدر كبري من :الصورة الكلية -5-2

وهي صـورة 1.تقـــوم علـــى تشـــكيل مشـــاهد عـــن طريـــق جتميـــع جمموعـــة مـــن الصـــور اجلزئيـــة املتـــآزرة ، وإذا كانـــت هـــذه

2.الصور اجلزئية تبدو للوهلة األوىل غري مرتابطة إال أن مثة خيطا جيمع بينها

و املتأمل يف القصيدة موضوع الدراسة يرى أن هـذا احلـوار شـبيه بشـريط سـينمائي يتشـكل مـن :وعة مشاهد جزئية تتآزر فيما بينها لتشكل تلك اللوحة الفنية اليت أبدع الشاعر يف رمسها جمم

بدايــة احلــوار بــني الشــاعر وطــه حسـني حيــث اســتفتح الشــاعر حــواره بســؤال موجــه إىل : املشـهد األول انيـه ، مث بدأ يشكو له وطـأة احلـب ومـا يع" عينيك أم مها جنمتان ؟ ءضو : " طه حسني حني قال له

وكــأن –طــه حســني –مــن أمل ، هــذا احلــب الــذي كــان مبعــث أمل الشــاعر كــان يف الســابق مبعــث أمل ) كالمها نقد ورفض واقعه وحاول التغيري حنو األفضل ( قضيتهما واحدة وجرحهما واحد

وفيـه يظهـر الشـاعر مـدى إعجابـه بطـه حسـني احملـاط بسـور مـن املـدح والثنـاء الـذي : المشهد الثـاني ) .26إىل البيت 14من البيت ( يكنه اجتاهه

- .19، ص ) د ت (نشأة املعارف ، اإلسكندرية ، ينظر ، منري سلطان ، الصورة الفنية يف شعر املتنيب ، م1.129عبد احلميد هيمة ، الصورة الفنية يف اخلطاب الشعري اجلزائري ، ص : ينظر -2

التركيب والداللةالفصل الثالث

125

وفيه يسرد الشـاعر األوضـاع الثقافيـة لعصـره إضـافة إىل األوضـاع الفكريـة والسياسـية :المشهد الثالث 27من البيت . ( خمربا إياه عن مدى الرتدي واخلمول الذي طال هذه امليادين يف عصره ... واألدبية

) 42إىل ) مصــر ( و الشــاعر حالــة مصــر والوضــع املــزري الــذي تتخــبط فيــه أم العروبــة يشــك: المشــهد الرابــع

إىل 43مــن البيــت ( والــذي كــان ســببه الــذين خــذلوا قضــايا األمــة العربيــة مــن أجــل مصــاحلهم اخلاصــة 60 (

فالشـــاعر يقـــدم اعتـــذاره إىل ) 64إىل 61مـــن " ( اعتـــذار إىل مصـــر " بعنـــوان :المشـــهد الخـــامس ذلـك أن حبـه وغريتـه عليهـا كـان أقـوى : نها السماح والغفران إن رفض وضعها بشدة مصر ويلتمس م

" الطفولة والثورة واجلنون : مفاتيح الشعر عندي ثالثة : " فهو القائل . من أن يتحكم يف قلمه إذن هي مشاهد يعكس من خالهلـا الشـاعر نقـده الثقـايف والفكـري واألديب وحـىت السياسـي السـائد يف

.عتبارها رأس األمة العربية ، ويرفض واقعها بشدة مصر با.هكذا شكل نزار قباين تلك الصورة الكلية برباعة فنية عالية سامهت بدور كبري يف وسم نصه باألدبية

:الحقول الداللية-6معجمه الشعري يف لكل مبدع عامل خاص به يستمد منه مفرداته وألفاظه ، ولكل لفظة

معىن وروح وواقع ، لكن هذه اللفظة أو الكلمة حىت تكتسب قيمتها حتتاج إىل حتديد جمموعة .1"خارج السياق ال تتوفر الكلمة على املعىن : " مارتينالسياقات اليت ترد فيها ، يقول

- .88، ص 2001عبد اجلليل منقور ، علم الداللة أصوله ومباحثه يف الرتاث العريب ، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

126

رئيسية أو ذلك أن الطريقة اليت تستعمل فيها الكلمة هي اليت تصنف داللتها ضمن الداللة الالقيم احلافة اليت تتحدد معها الصور األسلوبية ، ألن السياق حيمل حقائق إضافية تشارك الداللة

1. املعجمية للكلمة يف حتديد الداللة العامة اليت قصدها املبدع أو الكاتب

ومبا أن الدراسة الداللية متثل حلقة مهمة من حلقات التحليل األسلويب ، ألن كل مستويات تلتقي كلها يف بؤرة الداللة ، وعليه ال ميكننا فصل الداللة ) الصويت ، الصريف ، الرتكييب ( الدراسة

إال ،عن أي مستوى من هذه املستويات على الرغم من أن الداللة ال تظهر على السطح ن يف حتديد دالالت موجودة يف العمق ، لذا تتضافر كل من البنية السطحية والبنية العميقة و تتكامال

تطبيق نظرية احلقول الداللية على مدونة البحث ، وسيكون ما يليوسنحاول في، النص الشعري.تطبيقنا هلا انتقائيا مبا يفسر االختيارات اللغوية للشاعر نزار قباين

قدرة الشاعر على اختيار الكلمات املناسبة اليت تعرب عن فكرته اليت يود عرضها حيث أنوالشاعرية كما أن فهم معاين الشاعر ال ميكن م بقدر كبري يف رفع حظه من الفنللمتلقي تسه. إال بالنفاذ إىل خمزونه املعجمي االوصول إليه

:مفهوم نظرية الحقول الداللية -6-1احلقل الداليل

مثــال ذلــك كلمــات األلــوان يف اللغــة العربيــة ، فهــي تقــع حتــت املصــطلح . مــا حتــت لفــظ عــام جيمعهــا " يلمـان " وعرفـه . إخل ... أمحر ، أزرق ، أصفر ، أخضـر ، أبـيض : وتضم ألفاظ مثل " لون " العام ولكــي تفهــم معــىن ،يــة يعــرب عــن جمــال معــني مــن اخلــربة قطــاع متكامــل مــن املــادة اللغو هــو: " بقولــه

.2" بالكلمات األخرى يف داخل احلقل املعجمي :المبادئ التي تقوم عليها النظرية -6-2

: منها هذه النظرية على مجلة من مبادئب يتفق أصحا

- .89، ص عبد اجلليل منقور،علم الداللة أصوله و مباحثه يف الرتاث العريب : ينظر 1- .79، ص 1998، 5أمحد خمتار عمر ، علم الداللة ، عامل الكتب ، القاهرة ، ط : ينظر 2

التركيب والداللةالفصل الثالث

127

.ال وحدة معجمية عضو يف أكثر من حقل -1.ال وحدة معجمية ال تنتمي إىل حقل معني -2.ال يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة -31.استحالة دراسة املفردات مستقلة عن تركيبها النحوي -4

األنواع اآلتية وقد وسع بعض علماء اللغة مفهوم احلقل الداليل ليشمل:.الكلمات املرتادفة والكلمات املتضادة -5) احلقول الداللية الصرفية ( االشتقاقيةاألوزان -67-.، ولكنهـا ال االستعمالاحلقول السنتجماتية ، وتشمل جمموعات الكلمات اليت ترتابط عن طريق -8

) تفـتح –زهـر ( ، ) صـهيل –فـرس ( ، ) نبـاح –كلـب : ( تقع أبـدا يف نفـس املوقـع النحـوي مثـل2.إخل ...

ولعل أمشل التصنيفات اليت قـدمت مـي جمـال احلقـول الدالليـة وأكثرهـا منطقيـة التصـنيف الـذي .Greek New Testamentاقرتحه

3: ويقوم على األقسام األربعة التالية

املوجودات. األحداث.

. العالقات.

:أهمية نظرية الحقول الداللية -6-3

- . 80، ص و مباحثه يف الرتاث العريب أصولهعبد اجلليل منقور ،عتم الداللة 1.81–80، ص املرجع نفسه-2.87املرجع نفسه ، ص -3

التركيب والداللةالفصل الثالث

128

إن نظريــة احلقــول الدالليــة ، قــد أســهمت بشــكل بــارز يف إجيــاد حلــول ملشــكالت لغويــة كانــت :وتتسم بالتعقيد ، ومن مجلة تلك احللول –مستعصية –تعترب إىل زمن قريب

الكشــف عــن الفجــوات املعجميــة املوجــودة داخــل احلقــل الــداليل ، واملقصــود بــالفجوات املعجميــة -.عدم وجود الكلمات املناسبة لشرح فكرة معينة أو التعبري عن شيء ما

ــــة اللغويــــة داخــــل احلقــــل الــــداليل الواحــــد واالخــــتالفإجيــــاد التقــــابالت وأوجــــه الشــــبه - بــــني الداللعـــم ، الـــذي جيمعهـــا وميكـــن مـــن بنـــاء علـــى ذلـــك إجيـــاد تقـــارب بـــني عـــدة حقـــول وعالقتهـــا بـــاللفظ األ

.معجمية جتميـع املفـردات اللغويـة حبســب السـمات التمييزيـة لكــل صـيغة لغويـة ، ممـا يرفــع ذلـك اللـبس الــذي -

.كان يعيق الكاتب يف استعمال املفردات اليت تبدو مرتادفة أو متقاربة يف املعىن معجما من األلفاظ الدقيقة الداللة اليت تقوم بالدور األساسي يف أداء الرسالة ) تب الكا( توفر له -

1. اإلبالغية أحسن األداء

مدونة –وعليه سنقوم فيما يلي بتحديد أهم احلقول الداللية اليت دار حوهلا موضوع القصيدة .مستعينني باملعجم اللغوي احملدد لكل حقل –البحث

:الداللية البارزة في القصيدة الحقول -6-4ســيطرت علــى نــص القصــيدة عــدة مفــردات أدت دورا بــارزا يف تشــكيل املوضــوع العــام للقصــيدة ، وقــد جاءت هذه املفردات يف حقول خمتلفة خلدمة احلقل العام وهو احلقل الثوري ومن أبرز هـذه احلقـول مـا

: يلي عنوان يشي بالداللة " حوار ثوري مع طه حسني"

املرتدية للفكر العريب يف عصر الشاعر من أجل حماولة تغيري هذا االجتاه األفضل واألمسى، ولقد توزعت ألفاظ القصيدة على عدة حقول خمتلفة شكلت يف جمملها املوضوع العام هلا، ومن أبرز

:احلقول الداللية يف القصيدة مايلي

- .77عبد اجلليل منقور ، علم الداللة أصوله ومباحثه يف الرتاث العريب ، ص : ينظر 1

التركيب والداللةالفصل الثالث

129

:ويتضمن املداخل املعجمية التالية: جع واأللمحقل التو -ذبح،، الدخان، متوت، األحزان، حيرتقان، آه، تبكيالدمع، بوحي، أبكاك، أبكاين، جرحين، اجلرح

.أدموا، األحزان، آه، اليتامى، حزينني، دموع، آه، تعانني، بعاين، اهلون، احرتقت، أحرقت، هليب:المداخل المعجمية التاليةويتضمن : حقل ألفاظ الحب-

. العشق، حبييب، احلب، العشاق، اهلوى، احلب، حبييب، حبيب، عشقي:ويضم المداخل المعجمية التالية: حقل الطبيعة-

الشمس، النجم، الربق، النار، الطوفان، حجارة، النجوم، مشسا، املاء، النفط، جنمتان، الورد ردة، احلرير، الطيلسان، حافر، احلصان، عصفورتان، اخلرفان األقحوان، املرجان، األوراق، القمح، و

. حصان، الديدان:حقل أعضاء اإلنسان-

عينيك، أجفاين، قليب، نفسي، عيون، أناملك، لساين، الشقتان، النفس، الوجدان، اإلنسان، ).الدم(األسنان، جلودنا، بيدينا، يد، شرياين، شفاه، كبدها، قدميها، أدموا

: حقل الحيز المكاني-

.القصور، القبور، اجلوالن، بيسان، بالدي، سيناء، الروم، األرض:حقل الحيز الزماني-

.ر، اليوم، الليل التاريخالتوجع واألمل، ألفاظ احلب، الطبيعة، أعضاء اإلنسان، احليز املكاين "إذن، وكما هو ظاهر فحقول

:هي أكثر احلقول توفرا يف القصيدة، وعليه ميكن تسجيل القراءات التالية" واحليز الزماينرته الشديدة جراء ختدر الفكر العريب أكثر الشاعر من األلفاظ التوجع واألمل، ليعرب عن حرقته وحس-

يف عصره، الذي انساق خلف مراسيم النفاق السياسي واالجتماعي، وغدا األديب والكاتب فقد جاءت مفردات حقله حتمل دالالت األمل والتوجع . كالكائن اهلزيل الذي ال حيظى باالحرتام

التركيب والداللةالفصل الثالث

130

كافة املستويات، وهو من لعريب علىالعميقني اجتاه هذا الواقع املرتدي الذي يتخبط فيه الفكر اخالل هذا يسرد لنا هشاشة هذا الفكر الذي يعكس تنافر اآلراء العربية وتصادمها، وخفة املواقف

.وطيشها، وضعف األفكار والرؤىاملرأة ( يعترب نزار قباين من أبرز الشعراء الذين خاضوا يف موضوع احلب، فقد أطلق عليه شاعر -

املنتمية حلقل احلب، ففي تيبدو من الطبيعي أن جند قصائده مشحونة باملفردا، ومن هنا )واحلبكأحد رموز "طه حسني "مدونة البحث كل ألفاظ احلب والعشق تدل على شدة تعلق الشاعر ب

.الفكر العريب الذهيب الذين صنعوا التاريخ العريب بقوة فكرههم وعلمهممن طرف الشاعر كان هو السبب يف " طه حسني"إن ذلك العشق الكبري للفكر العريب يف عصر -

ال يصنع احلب العظيم إال أمل : "معاناته مما آل إليه الفكر العريب يف عصر الشاعر ،فكما يقال".عظيم

تلك الروح " لطه حسني" وظف الشاعر العديد من ألفاظ الطبيعية، فاجلزء األكرب منها رمز به _ طه "اين،وقد ارتبطت العديد من ألفاظ الطبيعة باحلنني لذكرى اإلبداعية النادرة يف الواقع اإلنس

، الذي هو أصل رغيف اخلبز ومادته الذي ميثل )القمح( والشوق له، من ذلك قوله لفظ " حسني، يقصد أن تلك )إن تلك األوراق حقل من القمح( الغذاء الرئيسي لإلنسان العريب،لكنه يف القصيدة

.متثل املرجع لكثري من املفكرين و األدباء العرب وغريهم" طه حسني"األوراق اليت حتمل فكر وأدب

كما قصد به هؤالء الكتاب و األدباء الذين يكتبون من اجل نيل احلظوة و التزلف من . .إالاحلكام ليس

الورد، : كما يربز حقل الطبيعة جزءا كبريا من ثقافة الشاعر، العاشق واحملب لكل ما هو طبيعي-".بطه حسني "و قد ربطها ...األقحوان، املرجان، احلرير، الشمس، النجم، املاء،

التركيب والداللةالفصل الثالث

131

قوة الفكر و : إىل ) الذي يتضمن حقل احليوان(ميكن أن يوحي اجلزء اآلخر من حقل الطبيعة -خرفان( يف عصر طه حسني ، وإىل الضعف والتدهور ) حافر، حصان، عصفورتان( والعزة النخوة .يف عصر الشاعر ) الديدان

يوحي جزء من ألفاظ حقل أعضاء اإلنسان يف القصيدة بأن األمل و التوجع والتأسف واحلزن -

. على ذلك..." أجفاين، قليب، نفسي، لساين، الشفتان، شرياين: " أعضاءه وقد دلت ألفاظ مثلعينيك : "، وقد دلت ألفاظ مثل"طه حسني" أوحى جزء آخر من هذا احلقل إىل أعضاء كما

.على ذلك" أناملكتــوحي ألفـــاظ احليـــز الزمـــاين و املكـــاين بالبعـــد الزمـــاين و املكـــاين و اجلغـــرايف و الروحـــي بـــني احلكـــام و _

يـام طـه حسـني و الرعية ،بني الفكر يف عصـر طـه حسـني والفكـر يف عصـر الشـاعر ،بـني األدب علـى أ.

الشاعر حيتضن املاضي و يتخذه زمنا تعويضيا عن بؤس أنكما تدل ألفاظ احلقل الزماين على _ لعصور ،زمان ، عصرك عمر ،ا(الدالة على ذلك األلفاظحاضره،و ذلك من خالل ذكر

...).التاريخ

البنية الدالليةالفصل الرابع

144

: تمهيد

معجمه الشعري يف لكل مبدع عامل خاص به يستمد منه مفرداته وألفاظه ، ولكل لفظة

معىن وروح وواقع ، لكن هذه اللفظة أو الكلمة حىت تكتسب قيمتها حتتاج إىل حتديد جمموعة

.1"خارج السياق ال تتوفر الكلمة على املعىن : " مارتينالسياقات اليت ترد فيها ، يقول

ذلك أن الطريقة اليت تستعمل فيها الكلمة هي اليت تصنف داللتها ضمن الداللة الرئيسية أو

القيم احلافة اليت تتحدد معها الصور األسلوبية ، ألن السياق حيمل حقائق إضافية تشارك الداللة

2. املعجمية للكلمة يف حتديد الداللة العامة اليت قصدها املبدع أو الكاتب

لدراسة الداللية متثل حلقة مهمة من حلقات التحليل األسلويب ، ألن كل مستويات ومبا أن ا

تلتقي كلها يف بؤرة الداللة ، وعليه ال ميكننا فصل الداللة ) الصويت ، الصريف ، الرتكييب ( الدراسة

،عن أي مستوى من هذه املستويات على الرغم من أن الداللة ال تظهر على السطح

ن يف حتديد دالالت دة يف العمق ، لذا تتضافر كل من البنية السطحية والبنية العميقة و تتكامالموجو

تطبيق نظرية احلقول الداللية على مدونة البحث ، وسيكون ما يليوسنحاول في، النص الشعري

.تطبيقنا هلا انتقائيا مبا يفسر االختيارات اللغوية للشاعر نزار قباين

الشاعر على اختيار الكلمات املناسبة اليت تعرب عن فكرته اليت يود عرضها حيث أن قدرة

والشاعرية كما أن فهم معاين الشاعر ال ميكن م بقدر كبري يف رفع حظه من الفنللمتلقي تسه

. إال بالنفاذ إىل خمزونه املعجمي االوصول إليه

- .88، ص 2001عبد اجلليل منقور ، علم الداللة أصوله ومباحثه يف الرتاث العريب ، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، 1- .89املرجع نفسه ، ص : ينظر 2

البنية الدالليةالفصل الرابع

145

:مفهوم نظرية الحقول الداللية -1

احلقل الداليل ، أو احلقـل

مثــال ذلــك كلمــات األلــوان يف اللغــة العربيــة ، فهــي تقــع حتــت املصــطلح . مــا حتــت لفــظ عــام جيمعهــا

" يلمـان " وعرفـه . إخل ... أمحر ، أزرق ، أصفر ، أخضـر ، أبـيض : وتضم ألفاظ مثل " لون " العام

ولكــي تفهــم معــىن " مــل مــن املــادة اللغويــة يعــرب عــن جمــال معــني مــن اخلــربة هــو قطــاع متكا: " بقولــه

.1" بالكلمات األخرى يف داخل احلقل املعجمي

:المبادئ التي تقوم عليها النظرية -2

: منها على مجلة من مبادئب هذه النظرية يتفق أصحا

ال وحدة معجمية عضو يف أكثر من حقل.

ال وحدة معجمية ال تنتمي إىل حقل معني.

ال يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة.

2.استحالة دراسة املفردات مستقلة عن تركيبها النحوي

:ية وقد وسع بعض علماء اللغة مفهوم احلقل الداليل ليشمل األنواع اآلت-

الكلمات املرتادفة والكلمات املتضادة.

احلقول الداللية الصرفية ( االشتقاقيةاألوزان (

- .79، ص 1998، 5أمحد خمتار عمر ، علم الداللة ، عامل الكتب ، القاهرة ، ط : ينظر 1- . 80املرجع نفسه ، ص 2

البنية الدالليةالفصل الرابع

146

.

ولكنهـا ال االستعمالاحلقول السنتجماتية ، وتشمل جمموعات الكلمات اليت ترتابط عن طريق ،

) تفـتح –زهـر ( ، ) صـهيل –فـرس ( ، ) بـاح ن–كلـب : ( تقع أبـدا يف نفـس املوقـع النحـوي مثـل

1.إخل ...

ولعل أمشل التصنيفات اليت قـدمت مـي جمـال احلقـول الدالليـة وأكثرهـا منطقيـة التصـنيف الـذي

.Greek New Testamentاقرتحه

2: ويقوم على األقسام األربعة التالية

املوجودات.

األحداث.

.

العالقات.

:نظرية الحقول الداللية أهمية -3

إن نظريــة احلقــول الدالليــة ، قــد أســهمت بشــكل بــارز يف إجيــاد حلــول ملشــكالت لغويــة كانــت

:وتتسم بالتعقيد ، ومن مجلة تلك احللول –مستعصية –تعترب إىل زمن قريب

الكشــف عــن الفجــوات املعجميــة املوجــودة داخــل احلقــل الــداليل ، واملقصــود بــالفجوات املعجميــة -

.عدم وجود الكلمات املناسبة لشرح فكرة معينة أو التعبري عن شيء ما

.81–80، ص أمحد خمتار عمر ، علم الداللة -1.87، ص املرجع نفسه -2

البنية الدالليةالفصل الرابع

147

بـــني الداللـــة اللغويـــة داخـــل احلقـــل الـــداليل الواحــــد ، واالخـــتالفإجيـــاد التقـــابالت وأوجـــه الشـــبه -

عـــم ، الـــذي جيمعهـــا وميكـــن مـــن بنـــاء علـــى ذلـــك إجيـــاد تقـــارب بـــني عـــدة حقـــول وعالقتهـــا بـــاللفظ األ

.معجمية

جتميـع املفـردات اللغويـة حبســب السـمات التمييزيـة لكــل صـيغة لغويـة ، ممـا يرفــع ذلـك اللـبس الــذي -

.كان يعيق الكاتب يف استعمال املفردات اليت تبدو مرتادفة أو متقاربة يف املعىن

معجما من األلفاظ الدقيقة الداللة اليت تقوم بالدور األساسي يف أداء الرسالة ) اتب الك( توفر له -

1. اإلبالغية أحسن األداء

مدونة –وعليه سنقوم فيما يلي بتحديد أهم احلقول الداللية اليت دار حوهلا موضوع القصيدة

.مستعينني باملعجم اللغوي احملدد لكل حقل –البحث

:البارزة في القصيدة الحقول الداللية -4

ســيطرت علــى نــص القصــيدة عــدة مفــردات أدت دورا بــارزا يف تشــكيل املوضــوع العــام للقصــيدة ، وقــد

جاءت هذه املفردات يف حقول خمتلفة خلدمة احلقل العام وهو احلقل الثوري ومن أبرز هـذه احلقـول مـا

: يلي

عنوان يشي بالداللة الكربى لل" حوار ثوري مع طه حسني"

املرتدية للفكر العريب يف عصر الشاعر من أجل حماولة تغيري هذا االجتاه األفضل واألمسى، ولقد

- .77عبد اجلليل منقور ، علم الداللة أصوله ومباحثه يف الرتاث العريب ، ص : ينظر 1

البنية الدالليةالفصل الرابع

148

توزعت ألفاظ القصيدة على عدة حقول خمتلفة شكلت يف جمملها املوضوع العام هلا، ومن أبرز

:احلقول الداللية يف القصيدة مايلي

:ويتضمن املداخل املعجمية التالية: حقل التوجع واأللم- 1

، الدخان، متوت، األحزان، حيرتقان، آه، تبكي، ذبح، الدمع، بوحي، أبكاك، أبكاين، جرحين، اجلرح

.أدموا، األحزان، آه، اليتامى، حزينني، دموع، آه، تعانني، بعاين، اهلون، احرتقت، أحرقت، هليب

:يتضمن المداخل المعجمية التاليةو : حقل ألفاظ الحب-2

. قيق، اهلوى، احلب، حبييب، حبيب، عشالعشق، حبييب، احلب، العشا

:ويضم المداخل المعجمية التالية: حقل الطبيعة-3

الشمس، النجم، الربق، النار، الطوفان، حجارة، النجوم، مشسا، املاء، النفط، جنمتان، الورد،

األقحوان، املرجان، األوراق، القمح، وردة، احلرير، الطيلسان، حافر، احلصان، عصفورتان، اخلرفان،

. حصان، الديدان

:حقل أعضاء اإلنسان-4

، لساين، الشقتان، النفس، الوجدان، اإلنسان، عينيك، أجفاين، قليب، نفسي، عيون، أناملك

).الدم(األسنان، جلودنا، بيدينا، يد، شرياين، شفاه، كبدها، قدميها، أدموا

: حقل الحيز المكاني-5

.سيناء، الروم، األرضالقصور، القبور، اجلوالن، بيسان، بالدي،

البنية الدالليةالفصل الرابع

149

:حقل الحيز الزماني-6

.التاريخ

التوجع واألمل، ألفاظ احلب، الطبيعة، أعضاء اإلنسان، احليز املكاين "إذن، وكما هو ظاهر فحقول

:أكثر احلقول توفرا يف القصيدة، وعليه ميكن تسجيل القراءات التاليةهي " واحليز الزماين

أكثر الشاعر من األلفاظ التوجع واألمل، ليعرب عن حرقته وحسرته الشديدة جراء ختدر الفكر العريب -

يف عصره، الذي انساق خلف مراسيم النفاق السياسي واالجتماعي، وغدا األديب والكاتب

فقد جاءت مفردات حقله حتمل دالالت األمل والتوجع . حيظى باالحرتامكالكائن اهلزيل الذي ال

املستويات، وهو من خالل كافةالعميقني اجتاه هذا الواقع املرتدي الذي يتخبط فيه الفكر العريب على

هذا يسرد لنا هشاشة هذا الفكر الذي يعكس تنافر اآلراء العربية وتصادمها، وخفة املواقف وطيشها،

.فكار والرؤىوضعف األ

املرأة ( يعترب نزار قباين من أبرز الشعراء الذين خاضوا يف موضوع احلب، فقد أطلق عليه شاعر -

املنتمية حلقل احلب، ففي تباملفردا، ومن هنا يبدو من الطبيعي أن جند قصائده مشحونة )واحلب

كأحد رموز "طه حسني"مدونة البحث كل ألفاظ احلب والعشق تدل على شدة تعلق الشاعر ب

.الفكر العريب الذهيب الذين صنعوا التاريخ العريب بقوة فكرههم وعلمهم

البنية الدالليةالفصل الرابع

150

من طرف الشاعر كان هو السبب يف "طه حسني"إن ذلك العشق الكبري للفكر العريب يف عصر -

ال يصنع احلب العظيم إال أمل : "ما يقال،فكمعاناته مما آل إليه الفكر العريب يف عصر الشاعر

".عظيم

تلك الروح " لطه حسني" وظف الشاعر العديد من ألفاظ الطبيعية، فاجلزء األكرب منها رمز به _

طه "وقد ارتبطت العديد من ألفاظ الطبيعة باحلنني لذكرى اإلبداعية النادرة يف الواقع اإلنساين،

، الذي هو أصل رغيف اخلبز ومادته الذي ميثل )القمح( والشوق له، من ذلك قوله لفظ "حسني

يقصد أن تلك ، )إن تلك األوراق حقل من القمح(الغذاء الرئيسي لإلنسان العريب،لكنه يف القصيدة

.من و األدباء العرب وغريهمتثل املرجع لكثري من املفكري" نيطه حس"األوراق اليت حتمل فكر وأدب

من و األدباء الذين يكتبون من اجل نيل احلظوة و التزلف كما قصد به هؤالء الكتاب .

.احلكام ليس إال

الورد، : احملب لكل ما هو طبيعيكما يربز حقل الطبيعة جزءا كبريا من ثقافة الشاعر، العاشق و -

".بطه حسني "و قد ربطها ...األقحوان، املرجان، احلرير، الشمس، النجم، املاء،

قوة الفكر و : إىل ) الذي يتضمن حقل احليوان(ميكن أن يوحي اجلزء اآلخر من حقل الطبيعة -

خرفان، ( تدهور وإىل الضعف واليف عصر طه حسني ، ) حافر، حصان، عصفورتان( النخوة والعزة

.يف عصر الشاعر )الديدان

البنية الدالليةالفصل الرابع

151

يوحي جزء من ألفاظ حقل أعضاء اإلنسان يف القصيدة بأن األمل و التوجع والتأسف واحلزن -

. على ذلك..." لساين، الشفتان، شرياينأجفاين، قليب، نفسي،: " أعضاءه وقد دلت ألفاظ مثل

عينيك، : "، وقد دلت ألفاظ مثل"طه حسني" كما أوحى جزء آخر من هذا احلقل إىل أعضاء

.كلعلى ذ" أناملك

تــوحي ألفـــاظ احليـــز الزمـــاين و املكـــاين بالبعـــد الزمـــاين و املكـــاين و اجلغـــرايف و الروحـــي بـــني احلكـــام و _

حسـني والفكـر يف عصـر الشـاعر ،بـني األدب علـى أيـام طـه حسـني و الرعية ،بني الفكر يف عصـر طـه

.

ألفاظ احلقل الزماين على ان الشاعر حيتضن املاضي و يتخذه زمنا تعويضيا عن بؤس كما تدل _ ...) عمر ،العصور ،زمان ، عصرك التاريخ (ذلك حاضره،و ذلك من خالل ذكر االلفاظ الدالة على

.

الخاتمة

الخاتمة

133

:الخاتمةالسمات األسلوبية اليت تشكل فرادة النص الشعري ومتيزه عن إبرازلقد حاولت هذه الدراسة

اإليقاع اخلارجي والداخلي لبنية حيث انطلقت الدراسة يف جانبها التطبيقي مبحاولة لقراءة القصيدة:القصيدة سعيا إلبراز أثره الداليل واجلمايل فيها، فاتضحت لنا بعض السمات، منها

، الذي ساعده يف )اخلفيف(، وحبرها )حوار ثوري مع طه حسني(التناسب بني موضوع القصيدة -1.األدبموقفه الثوري اجتاه األوضاع السائدة يف عصره، وخباصة الفكر و إبراز

أدى إىل اخلنب، وعلة التشعيث يف القصيدة، الذي أضفى عليها حركية إيقاعية مما شيوع زحاف -2تسريع اإليقاع، وهو ما توافق مع حالة الشاعر النفسية املنفعلة ورغبته الشديدة يف توصيل املعىن

.والتنفيس عن حالته بأسرع ما يكون،للمتلقي

زاوية أخرى، ذلك أن الزحاف والعلة هي احنراف التفعيالت كما ميكن قراءة هذا الشيوع من عن نسقها املألوف، وكثرة شيوعها يف القصيدة يعكس من خالهلا الشاعر احنراف الفكر واألدب

.العريب يف عصره عن جادة صوابهن السريع الذي كثر فيه الزحاف والعلة مع طبيعة التجربة الشعرية للشاعر ماإليقاعانسجام هذا -3

.حيث التوتر واالنفعال جراء هذه األوضاع املتدهورة4-

.يف بناء اإليقاع العام للقصيدة

ون رويا للقصيدة، وقد أسهم هذا الصوت يف تصوير ذلك التوجع وتلك احلسرة نكان صوت ال-5.يت سيطرت على الشاعر، وما يصحب كل ذلك من حنني وشوق لذكرى طه حسنيال

كانت الكسرة حركة الروي يف القصيدة لتعرب عن االنكسار النفسي واحلزن العميق الذي سيطر -6.عن احلالة النفسية للشاعر جراء تدهور أوضاع الفكر العريب

الخاتمة

134

لك احلالة االنفعالية املضطربة الثائرة للشاعر طغى املقطع القصري املفتوح يف القصيدة عاكسا بذ-7.الذي يريد إيصاله إىل املتلقيالثوريجتاه واقع الفكر العريب، واالنفتاح يعكس موقف الشاعر

وذلك من خالل ،كما أسهمت الدراسة الصوتية يف الكشف عن مجاليات النص اإلبداعي-8م، ل، ر، وهي ن، :

وحال الكتاب ،أصوات جمهورة ساعدت الشاعر يف التعبري اجلهري عن حال الفكر واألدب العريب.الثقايف العريباالحنراف الذي سيطر على العناصر املكونة للمشهد وإبرازواللفظ والعطاء اإلبداعي،

وظف الشاعر اجلهر يف مقام الغضب والثورة، ووظف املد واهلمس يف مقام احلنني والتشكي -9.واحلزن واحلسرة

أسهم التكرار يف القيام بدور كبري يف بناء اإليقاع العام للقصيدة، وقد وظفه الشاعر من خالل -10ة وذلك قصد اإلحلاح ولفت نظر املتلقي إىل تكرار األصوات والكلمات، وكذا بعض الرتاكيب النحوي

.ما أراد أن ينقله إليه

وفق أمناط أسهمت يف إثراء شعرية النص، وقد اتضح من خالل كيبيةر توظف الشاعر الوحدات املورفو :دراسة هذه الوحدات بعض السمات منها

الثبات، وهذا دم وعلك إىل أن النص يتسم باحلركيةمتيزت لغة القصيدة باالنفعالية، ويعود ذ-11.من خالل احلضور الطاغي لألفعال مقارنة بالصفات

طغيان الزمن املاضي يف القصيدة، وهو ما يعكس احتضان الشاعر للماضي ونفوره من -12ومفكري حاضره، ذلك أن املاضي حيمل داللة القوة واالزدهار الفكري الذي كان من مسات أدباء

.)عصر طه حسني (ذلك العصر

. املفرد أو اجلمع املتكلمكثرة توظيفه لضمري حضور ذات الشاعر كان قويا، من خالل -13

الخاتمة

135

متيزت القصيدة باحلضور الطاغي للتعريف مقارنة بالتنكري، فالشاعر يريد من خالله اإلفصاح -14.بقوة عما يكابده من أمل وتوجع جراء تدهور أوضاع اإلنسان العريب

القصيدة بني اجلمل الفعلية الدالة على احلركية واالنفعال وبني االمسية الدالة تأرجحت مجل -15، والركود والسكون و الثائرة على الركود والسكون، فاحلركية واالنفعال يعكسان حالة الشاعر املضطربة

.الفكر العريبوختدرداالن على ركود ومخول

أمهية أكثر من وإعطائهاملقدم إبراز-16.فاملؤخر بل

نص أما احلذف فقد وظفه الشاعر يف القصيدة بصورة ملفته، وكل ذلك أسهم يف وسم ال-17.باجلمالية والشاعرية

وظف الشاعر يف قصيدته العديد من األساليب اإلنشائية الشيء الذي يربز قدرته على التعبري -18ينفعل مع انفعاالته، وذلك من خالل شحن هذه األساليب عن مشاعره، والتأثري يف املتلقي وجعله

: ومنها. مايلبدالالت خمتلفة تثري النص يف جانبه الداليل واجلاإلنشائية

: إىل معاين جمازية عدةانزاح وقد وظفه الشاعر ملا حيمله من طاقة تأثريية، وقد : أسلوب االستفهام: فقد خرج إىل دالالت جمازية هو اآلخر: وأما أسلوب األمر.كاحلرية، اإلنكار، التعجب، التكثري

.واإلرشادكاإلعجاب واملدح، والتوجع، واحلسرة، والشكوى، واالستغاثة، والنصح وااللتماس،

.لتوجع والتحسر والتشوق وااللتماسإىل معاين التعظيم واإلعجاب واالستغاثة واانزاح ف: وأما النداء

أراد الشاعر من خالل توظيفه لصورته الشعرية أن يعرب من خالهلا عن اهلواجس اليت -19حتملها نفسه املثقلة باألمل والتوجع واحلسرة على واقع الفكر العريب، فكانت استعاراته وكناياته اليت

وإعجابهور كبري اسرتعاء انتباه املتلقي كما قامت بد،يصحب نفسه من أحاسيس ما وظفها تصور .وطريقته العجيبة يف الربط بني األشياء بقدرة الشاعر

الخاتمة

136

أن احلقول املهيمنة احلقول الداللية على القصيدة ظهرمن خالل حماولة تطبيق نظرية -20-حقل احليوان -حقل النبات -حقل الطبيعة - حقل احلب -حقل األمل والتوجع : فيها هي

كاين ، و قد عكست كل هذه طار الزماين وحقل اإلطار املحقل ألفاظ اإل-اإلنسانحقل أعضاء .احلقول شدة تأمل الشاعر و وجعه من واقعه

هنا إىل بعض اخلصائص اجلمالية يف هذه القصيدة، ونسأل ويف األخري نأمل أن نكون قد نباخلصائص األسلوبية اليت اهللا أن يوفق من يكمل طريق البحث ليبحر يف أعماقها مكتشفا مزيدا من

.غابت عنا.السدادو ونسأل اهللا التوفيق

المالحق

المالحق

138

: التعريف بالشاعر -1من أسرة متوسطة احلال، كان 21/03/1923قباين، شاعر سوري، ولد يف دمشق يف نزار

يف الكلية العلمية الوطنية بدمشق وعمره أبوه توفيق القباين صاحب معمل للحلويات، بدأ تعليمه، إىل انتقلالقسم األول، -اجلزء األول-ا بعد حصوله على شهادة البكالورياسبع سنوات، وخترج منه

بكلية قسم الفلسفة، مث التحق - اجلزء الثاين-مدرسة التجهيز حيث حتصل على شهادة البكالوريا- 1945وذلك من سنة سيةماالدبلو مهنة راختا، وبعدها 1944ق، وخترج منها سنة احلقوق بدمش

...خالهلا بني لندن وبكني ومدريدانتقل1966واللغة اإلجنليزيةإذ تعلم اللغة استفاد من عمله الدبلوماسي هذا يف فنه األديب، وقد

.1998ابريل 3و تويف الشاعر يف .1اإلسبانية:مناسبة القصيدة -2

سنة املتوىف"طه حسني"دعت مصر إىل االحتفال بالذكرى الثالثة لرحيل عميد األدب العريب ، وبدأت 1973، وكانت مصر قد خاضت حرب أكتوبر 1976م، كان ذلك سنة 1973

الكبرية يف ذكرى العميد، فألقيت الكلمات والقصائد حىت جاء الدور على نزار ليلقي االحتفالية"طه حسني"مدى الرتدي أصاب الفكر العريب، واحلياة األدبية وخطب نزارقصيدته اليت تناول فيها

: قائال النار ق يا سار .. ي ر ه ز ها األ ي أ

واينالث دود را ح ويا كاس

ر ص ع ك ر ص ع ن إ نا ف ي ل إ د ع

اين ر ث ص ع ن حن و .. يب ه ذ

.9- 8، ص 1994، 1، سعد بوفالقة ،النرجسیة في شعر نزار قباني ودراسات أخرى ، الجزائر،ط-1

المالحق

139

ومل يلبث وقت طويل حىت بدأت نذر التوتر جتتاح املكان ونزار قباين يهدر بصوته القوي واصفا حالة الفكر بأنه قد سقط يف

.مضحك"حوار ثوري مع طه حسني": القصيدة نص-3نيك و ض ؟تـراين ت ن أ و .. كلهم ال يـرى أم مها جنمتان .. ء عيـين اف ج أ اخ يف ش ع م شجر الد بـوحين أبدأ ي أ ن ي م ر ت أد س ل

اينك ب ما أ ل ثـ م اك ك ب أ و ه فـ ناي ل بييب، ع كتب العشق، يا ح خان؟الد ل ال خ ن ح م ر تـرى اجل ل ه عام وعام يون ل م .. حي عمر جر

ما مساينو .. ائه مس ل أ ك يبل قـ ر فات نـقش احلب يف د ساينت ع ل ق، قـ اش ل الع ل ك ث م وت شهيداال بد مت : قال

اين؟م ر د ة ق د ر و م أ .. أبسيف سيف نـ ت الدجي أسائل ي و ط و ما عنواينب دائ احل ف ر ع يـ يت؟أ ي ن ي أ ن م و .. ى و اهل يت أ ي ف ي ك

بيب البـيان ا ح ي بييب، و يا ح ريا خ أ .. ميل د اجل ع و صدق امل زان ح ب األ ائ ق وفـتحنا ح ا بركن ن س ل ذا ج ا إ ن يـ ل ما ع

)ة الغفران سال ر (نا أ ر قـ و ليال با العالء ق قـرأنا أ و ..مان ل الز ك .. ديب مان األ ز فـ يعا نا يف حضرة العصور مج أ

***قان؟رت ران حي ا طائ مه م أ راياامل حوار م أ .. ك ي نـ يـ وء ع ض غاين؟عيون األديب نـهر أ أم هليب ر يب د عيون األ ل ه

..جان ر امل ض ك ر واأل .. ارا ل ي ل الل ع آه يا سيدي الذي ج ..رجان الم ئ واط ش كي ب تـ ف ي ك أمتلىكي .. يك نظارتـ م ار ..العميان ن جوقة ا حن من إ مى ع ت أ ن أ ما.. نظارتيك م ار

المالحق

140

***لقى رداءه األرجواينوأ س م الش م ح ت س الذي اقـ أيها الفار

..حافر حلصان م ج ى الن ل ع و هيل ص ن م ة ج و م ر ج لى الف ع فـ نتافور عص ب ر ت للغ وطار مس اخل ك ل نام أزهر البـرق يف أ

وان ح ق د واأل ر و ال انا ب س وك ؤوسا قانا ك س م ك .. ر ه إنك النـ اينسل ت حت ري كالشهد جي و ن و يسكر الك ما كتبته مل يـزل

..وان ل األ كري ب ف التـ فيه و الرسم ن ع م و نـ )يام األ (تاب يف ك فمن أين تبدأ الشفتان؟ح م الق ن م ل ق ح راق و ك األ ل إن ت

دان ج سرى يف عتمة الو أ و شف النـفس ك بصر الذي موحدك ال ..ان س ن باإل .. سان ن اء اإل ق ل ل ب ..لقاءنا بإله با ع ص س ي ل

***وايندود الث ويا كاسرا ح يا سارق النار.. ي ر ه ز أيها األ

ر ثاينص ن ع وحن .. يب ه ذ ر صع رك ص ع ن إ ف .. ا ن ليـ عد إ هلوان البـ يب ك د األ وصار ي ياس الس فاق ر يف الن ك سقط الف

..طان ل للس ر ص الن عو ب د ي و ..ف الرقص رت حي .. خري ب الت ى عاط ت يـ عاين غري امل ص .. ؤى الر ريغ ص وم إن ما يكتب الي ف .. نا ي ل عد إ

ل القيان ك ة تشرتى ك قين ت ار صة صيد والق ..ر ع ذبح الش ن باللف والدورا.. ميها قد وأدموا..شيء ل ك ن جردوها م ، أ ير شوالتنيب امل ع وائ ر ن ال تسل ع ..سان ح و ف الرضييان واهلذ اجلنون ني هو بـ ر ؟ لن تالقي جميبا ع ما هو الش

***الطوفان ة قـبض ن وانـتشلنا م ناي ل يدي، عد إ نا، يا س ي ل عد إ

..نان س جوم باأل فطحنا الن ديح ليب الت ضعتنا ح ر ت أ ن أ

المالحق

141

وان ك ة األ جار فككنا ح و لودنا بيديـنانا ج ع ل تـ واقـ ن اثو ة األ باد رفضنا ع ض ر الطني يف األ ل الس فضنا ك ور

فان ر كاخل ار الكتاب ص يف ك أملت ..ري ب ب الك أيها الغاض ران والغد اء م ل نوا ل أ م واط ىع ر م .. سا مش ياة قنعوا باحل

..ان ب بان اجل اجل د قـلم يف ي ..ما ظل للنـفس ياء ش ى األ س ق إن أ

***ة تستحم يف شريايند ر و ر ص ي م ها ه .. مري احلروف يا أ

..ن مح سورة الر ن ايا م ق بـ ل ي إنين يف محى احلسني، ويف الل ان ط ح ين ق ب ن آه يا مصر م فأنادي.. زان يب ح تستبد األ وباعوك كاذبات األماين ..استباحوك .. ساوموك .. يك تاجروا ف

واينالغ فاه راقوه يف ش أ و امىت شفاه الي ن حبسوا املاء ع طان ي التاريخ للش باعوا و زينني ان ح ص ف واحل ي كوا الس ر تـ يف اجلوالن ؟طال ب األ قبور ل مث شار ل ه .. صور ون الق رت ش ي سان ؟يف بي فال ط األ موع د ل ار مث ش ل ه .. ساء ون الن رت ش ي بامليزان ؟مال أيشرى اجل م ظ والع م ح جات بالل و ون الز رت ش ي ..الديدان اب ك كشون الرت ن يـ الديل ب ه أ و .. يا ون الدن رت ش ي

..وما يعاين د .. ري ب ري الك ب والك هم نـ عانني م ت م ك .. ر ص ا م يآه ؟حياكي شقائق النـعمان لمن األمحر املراق بسيناء

..رير والطيـلسان رافل باحل واهاس و .. أكلت مصر كبدها سان ؟ن اإل ن ى م ل غ أ .. نا ي د ل ط ف الن بح ص أ ل ه .. وان يا هوان اهل ..ونـعمى املربـربات احلسان ..قون يف نعم اهللا أيها الغار

المالحق

142

كسرى أنوشروان .. ورددنا كم ن ع ل الروم حاف قد رددنا ج نا حممدا ..القرآن ة رام نا ك ظ ف ح و وعليا ... ومحيـ

..سان ح عيش السيوف باإل ال ت كم ي ل ع يوف فـعوا جزية الس فاد ساينل ت حت ريق طعم احل ف ح الشعر إن مج .. مصر يين يا ساحم ..وأم السماح والغفران ت أم املروءات ن أ ف .. يين ساحم ياد يف إمكاين احل س ي ل فـ قت وأحرقت ر تـ ذا اح إ .. يين ساحم

1..ت اتزاين ع ض ذا أ ري يل إ ف فاغ طري قي خ ش ع إن .. يا مصر .. مصر

.784-472قباني ،األعمال السیاسیة الكاملة،صنزار -1

قائمة المصادر والمراجع

المراجعالمصادرقائمة

146

:قائمة المصادر المراجع).حفصرواية (القرآن الكرمي -

:المصادر والمراجع: ، أسرار العربية، تحكات كمال الدين عبد الرمحن حممدأبو الرب ،ابن األنباري .1

).دت(،البيطاحممد عبد املنعم خفاجي، دار الكتب العلمية: ، نقد الشعر، تحالفرج قدامةأبو ،ابن جعفر .2

).دت(بريوت، لبنان،.)دت(، 4الرتاث العريب، بريوت، لبنان، دتح، طإحياء، املقدمة، دار الرمحنعبد،ابن خلدون .3عفيف نايف حاطوم :ابن رشيق،القريواين ، العمدة يف نقد الشعر و متحيصه ،شرح و ضبط .4

.2،2006بريوت ،لبنان ،طحممد حمي الدين عبد : ، شرح بن عقيل على ألفية بن مالك، تح،ابن عقيل.5.3ج.1، ج2004،ميد، دار الطالئع، القاهرة، مصراحل

) .س ل ب (،مادة 1994ابن منظور ،مجال الدين،لسان العرب ،دار صادر ،بريوت ،.6أمني حممد عبد الوهاب و حممد الصادق :،لسان العرب ،تصحيح ابن منظور ،مجال الدين .7

) .ح ذ ف(، مادة 3،ج)دت(العبيدي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،لبنان ،أمني حممد عبد الوهاب وحممد الصادق : ، لسان العرب، تصحيحمجال الدين،ابن منظور.8

).و ق ع(، مادة 15، ج1999، 3العبيدي، دار احياء الرتاث العريب، بريوت، لبنان، طأمييل بديع يعقوب ،دار الكتب العلمية :، شرح املفصل للزخمشري قدم له املوصلي،شيعيابن .9

. 4،ج2001، 1بريوت ،لبنان ،ط.2007، 1، اجلملة الفعلية، مؤسسة املختار، القاهرة، مصر، طعلي،أبو املكارم .101سورية، طأمحد محدان،ابتسام، األسس اجلمالية لإليقاع يف العصر العباسي، دار القلم، .11

1998.

المراجعالمصادرقائمة

147

الرتاث القدمي، دمشقإحياءعزة حسن، مطبوعات مديرية : األخفش، كتاب القوايف، تح.121970.

.1952، 2، موسيقى الشعر، مكتبة األجنلو املصرية، القاهرة، ط،إبراهيمأنيس .13لعروض وإيقاع الشعر العريب حماولة إلنتاج معرفة علمية، اهليئة املصرية العامة ، اسيد،البحراوي.14

.1993،للكتاب، القاهرة، دار الفكر اللبناين )األصول والفروع(، الصورة الشعرية يف الكتابة الفنية صبحي،البستاين .15

.1996، 1بريوت، ط.2000،يع، القاهرة، علم األصوات، دار غريب للطباعة والنشر والتوز كمال،بشر .16، دار )يف ضوء النقد احلديث(، بناء القصيدة يف النقد العريب القدمي يوسف حسني،بكار .17

.1983، 2األندلس، بريوت، لبنان، طصاحل،بلعيد .18

).دت(،املطبوعات اجلامعية، اجلزائرحممد العمري : ، البالغة واألسلوبية حنو منوذج سيميائي لتحليل النص، ترهنريش،بليث .19.1999،الشرق، بريوت، لبنانأفريقيا، السمات األسلوبية يف اخلطاب الشعري، عامل الكتب احلديث أربد، األردن، حممد،بن حيي .20

.2010، 1ط1، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط، الشعر العريب املعاصر بنياته حممد،بنيس .21

2001.العلوم، عنابة ت،اللسانيارابح،بوحوش.22.2000،اجلزائر.2003،بوزواوي، قاموس األدباء والعلماء املعاصرين، دار مدين للطباعة والنشر.23

المراجعالمصادرقائمة

148

أخرى، وحدة بن بولعيد، اجلزائر جسية يف شعر نزار القباين ودراسات ر ، النسعد،ة قالفبو .24.1994، 1ط

4عارف منيمنه وبشري أوبري، منشورات عويدات، بريوت، ط: بياجيه، جان، البنيوية، تر.251985 .

عبد السالم هارون، إحياء الرتاث العريب : ،احليوان، تحأبو عثمان عمرو بن حبرظ ،اجلاح.26.1996، 3بريوت، لبنان، ط

.2008، 2ثائر ديب، دار الفرقد، دمشق، ط: البنيوية، ترجاكسون، ليونارد، بؤس .27.2005، 1لة ناشرون، بريوت، طاس، دالئل اإلعجاز، مؤسسة الر قاهرعبد ال،اجلرجاين .28.1991اجلرجاين ،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز ،موفم للنشر ،اجلزائر ،.24

.2001، 1القاهرة ط، إيثراك للطابعة والنشر، االختالف، لسانيات حممد فكري،زار اجل.292منذر عياشي، مركز اإلمناء احلضاري، حلب، سورية، ط: ، األسلوبية، تربيري،جريو .30

1994..1994،، دار الثقافة، الدار البيضاء، املغربها، اللغة العربية معنامتام،حسان.31.1986، مناهج البحث يف اللغة، دار الثقافة، الدار البيضاء، املغرب، متام،حسان .32، بن عكنون اجلامعية، مباحث يف اللسانيات، ديوان املطبوعات أمحد،حساين .33.1999،اجلزائر.1999،لشعر بن املعتز، جامعة قار يونس، الصورة الفنية يف ازكية،خليفة مسعود .341خفاجي، عبد املنعم، وحممد السعدي، األسلوبية والبيان العريب، الدار املصرية اللبنانية، ط.35

1992..1992،اإلسكندريةدار املعرفة اجلامعية، ، ، التطبيق النحوي عبده،الراجحي .36. 2003، 1موسى سامح،عة يربا.37.1987، التمهيدي يف أحكام التجويد، شركة الشهاب للنشر، اجلزائر، عبد الكرمي،الرديين .38

المراجعالمصادرقائمة

149

دار اهلدى، عني مليلة ، فصول يف علم اللغة العام،الكرميحممد عبد ،الرديين .39.2009اجلزائر،1السد، نور الدين، األسلوبية وحتليل اخلطاب، دار هومة، للطباعة والنشر، اجلزائر، ط.40

1997.2، اجلملة العربية تأليفها وأقسامها، دار الفكر، عمان، األردن، طفاضل صاحل،مرائي االس.41

2007.، معاين النحو، شركة العاتك لصناعة الكتاب لصناعة الكتاب فاضل صاحل،السامرائي .42

.1، ج)د ت(،القاهرة، مصر، البنيات األسلوبية يف لغة الشعر العريب احلديثة الناشر منشأة املعارف مصطفى،السعدين .43

).د ت(،اإلسكندريةيف الشعر العريب، دار الوفاء لدينا الطباعة والنشر لإليقاع، أبو السعود،السعود سالمة أبو.44

.2002اإلسكندرية، .2002، 1، الصورة الفنية يف شعر املتنيب، منشأة املعارف، اإلسكندرية، طمنري،سلطان .45دراسة تطبيقية، مكتبة اآلداب، القاهرة، األسلوبية مدخل نظري و أمحدفتح اهللا،سليمان .46

2004..1986، 2، دار املعارف، القاهرة، طوقوافيهالعروض القدمي العريب ،حممود علي،السمان.47، عامل الكتب )تركيبا وداللة( اجلملة اخلربية واجلملة الطلبية ،حفيظة أرسالن،شابسوغ.48

.2004، 1احلديث، إربد، األردن، ط، األسلوب دارسة حتليلية ألصول األساليب األدبية، مكتبة النهضة املصريةأمحد،الشايب .49

.1991القاهرة، سة اجلامعية للدراسات ، دليل الدراسات األسلوبية، املؤسجوزيف ميشال،شرمي .50

.1987، 2ط

المراجعالمصادرقائمة

150

، يف نقد الشعر العريب املعاصر، دراسة مجالية، دار الوفاء للطباعة والنشر رمضان،الصباغ .51.2002، 1االسكندرية، ط

.2002غريب، القاهرة، ، األسلوبية الصوتية، دار حممد صاحل،الضالع .52.1981، 6، يف النقد األديب، دار العارف، مصر، طيقشو ،ضيف .53.2000، مبادئ يف اللسانيات، دار القصبة، اجلزائر، خولة،طالب إبراهيمي .54قيات، منشورات اجلامعية التونسية، خصائص األسلوب يف الشو حممد اهلادي،بلسي الطرا.55

.1981تونس، العربية ومعانيها، منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق فخصائص احلرو ،عباسحسن .56

1998..1، ج)د ت(، 3، النحو الوايف، دار املعارف، مصر، طحسن،عباس .57.3، ج)د ت(، 3، النحو الوايف، دار املعارف، مصر، طحسن،عباس .58، التمثيل الصويت دراسة نظرية وتطبيقية يف الشعر اجلاهلي، الداريوسف حسين،عبد اجلليل .59

.1998، 1الثقافية للنشر، القاهرة، ط.2003، 1، موسيقي اللغة، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، طرجب،عبد اجلواد إبراهيم .60، منشورات اإليقاعية، القصيدة العربية احلديثة بني البنية الداللية والبنية حممد صابر،عبيد .61

.2001احتاد الكتاب العرب، دمشق، 4ر دراسة يف الرتاث النقدي، دار التنوير، بريوت، لبنان، ط، مفهوم الشعجابر،عصفور .62

.)د ت(كيب اللغوي لشعر السياب، دار املعارف للطباعة والنشر، سوسة ، الرت خليل إبراهيم،العطية .63

.1999، 2تونس، ط، مالمح التجديد يف موسيقى الشعر العريب، بستان املعرفةعبد اهلادي عبد اهللا،عطية .64

.2002،اإلسكندرية

المراجعالمصادرقائمة

151

ات إحتاد الكتاب، دمشق عالق، فاتح، مفهوم الشعر عند رواد الشعر العريب احلر، منشور .652005.

وتطبيق يف شعر الشطر ، موسيقى الشعر العريب قدمية وحديثة دراسةبد الرضاع،علي .66.1997، 1الشطرين والشعر احلر، دراسة الشروق للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط

.1997، دراسة الصوت اللغوي، عامل الكتب، القاهرة، أمحد خمتار،عمر .67.1998، 5، علم الداللة، عامل الكتب، القاهرة، طأمحد خمتار،عمر .682، دار املعرفة، القاهرة، ط)مشروع دراسة علمية(، موسيقي الشعر العريب شكري،عياد .69

1978.1ألعمى التطيلي، مكتبة اآلداب، طوحممد الشناوي، الصورة الشعرية عند ا،علي،الغريب .70

2003.عبد املنعم خفاجي، منشورات املكتبة : ، جامع الدروس العربية، تقمصطفى،الغالييين .71

.1993، 28العصرية، صيدا، بريوت، ط.1998، 1، نظرية البنائية، يف النقد األديب، دار الشروق، القاهرة، طصالح،فضل .72، يف التشكيل اللغوي للشعر مقاربات يف النظرية والتطبيق، منشورات اهليئة حممد عبدو،فلفل .73

.2013دمشق، العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، .3، ج1983، 3،األعمال السياسية الكاملة، منشورات نزار قباين، بريوت، طنزار،قباين .74.)د ت(، لبنان، بريوت، مبادئ اللسانيات، دار الفكر املعاصر، أمحد حممد،قدور .75حممد احلبيب بن خوجة، دار املغرب : ، مناهج البلغاء وسراج األدباء، تححازم،ينالقرطاج.76

.1986اإلسالمي، املطبعة الرمسية، تونس، .2009قصة اإلعراب، دار اهلدى، عني مليلة، اجلزائر، ،إبراهيم،قاليت .77وحممد العمري، دار توبقال، الدار البيضاء حممد الويل : ، بنية اللغة الشعرية، ترجون،كوهني .78

.1986، 1املغرب، ط

المراجعالمصادرقائمة

152

.2000، 4أمحد درويش، دار غريب، القاهرة، ط: ، النظرية الشعرية، ترجون،ين كو .79.2004، دراسات يف علم األصوات، دار الثقافة، القاهرة، صربي،املتويل .80صفات، دار اإلميانيف املخارج وال، الدقائق احملكمات راجح هشام عبد الباري،حممد .81

.2006اإلسكندرية، .1977، 3، األسلوبية واألسلوب، الدار العربية للكتاب، تونس، طعبد السالم،املسدي .82رة التعليم العايل والبحث العلميوزا، البالغة العربية، املعاين البيان والبديع، أمحد،مطلوب .83

.1980، 1العراق، ط.1962املعاصر، منشورات دار اآلداب، بريوت، ، قضايا الشعر نازك،املالئكة .84، ريشة الشاعر، حبث يف بنية الصورة الشعرية وأمناطها عند املاغوط، دار ميم رابح،ملوك .85

.2008، 1للنشر، اجلزائر، ط، علم الداللة وأصوله ومباحث يف الرتاث العريب، منشورات احتاد الكتاب عبد اجلليل،منقور .86

.2001العرب، دمشق، ، البىن األسلوبية دراسة يف أنشودة املطر للسياب، املركز الثقايف العريب، الدار حسن،ظم نا.87

.2002، 1البيضاء، املغرب، طوالبديع، دار خلدون ، جواهر البالغة يف املعاين والبيان السيد أمحد،اهلامشي .88

.)د ت(مصر، اإلسكندرية،.1991، 1دار القلم، سوريا، ط، العروض الواضح وعلم القافية، حممد علي،اهلامشي .89) شعر الشباب منوذجا(املعاصر البنيات األسلوبية يف الشعر اجلزائري،عبد احلميد،هيمة .90

.1998، 1مطبعة هومة، اجلزائر، ط، الصورة الفنية يف اخلطاب الشعري اجلزائري، احتاد الكتاب اجلزائريني، دار عبد احلميد،هيمة .91

.2003، 1هومة، اجلزائر، ط.1989، 1يف الشعر العريب، دار احلصاد، دمشق، طاإليقاع، عبد الرمحن،الوجي .92

المراجعالمصادرقائمة

153

2لفكر اللبناين، بريوت، لبنان، ط، دار ا)عروض اخلليل(، حبور الشعر العريب غازي،ميوت .931996.

1،1996، طالشعري، األيام، اجلزائراإليقاعو، يف العروضصالح،يوسف عبد القادر .94القاهرة،، نظرة جديدة يف موسيقى الشعر العريب، اهليئة املصرية العامة للكتاب علي،يونس .95

1993.:المجالت و المحاضرات

، )1(، مفهوم الشعر يف كتابات الشعراء املعاصرين، جملة فصول، جملدعز الدين،إمساعيل -. 1981، يونيو )4(عدد

حفوظة، الوادي ، املوسم اجلامعي ، حماضرات يف األسلوبية، مكتبة ووراقة حممد،بن حيي -)2013-2014.(

يف الشعر اجلاهلي، جامعة الريموك، األردن، مؤمتر النقد األديبربابعة، مصطفى، التكرار-. 1998متوز 10-13

النجار، مصلح عبد الفتاح، والنجار، أفنان عبد الفتاح، اإليقاعات الرديفة واإليقاعات -.2007، 1، العدد23جامعة دمشق، جملدالبديلة يف الشعر العريب، جملة

: المذكرات الجامعية، البنيات األسلوبية يف مرثية بلقيس لنزار قباين، مذكرة ماجستري جامعة احلاج رشيد،بديدة -

.2011خلضر، باتنة، اجلزائر، ، الصورة الشعرية عند حممد العيد آل خليفة، مذكرة ماجستري، كلية مربوكب،بن غال-

.1988القاهرة، اآلداب، جامعةقصيدة عاشق من فلسطني حملمود درويش، دراسة سيميائية داللية على ،شهرية،زرناجي -

مستويات اللغة، مذكرة ماجستري، كلية اآلداب والعلوم االنسانية، جامعة احلاج خلضر باتنة.2010اجلزائر،

المراجعالمصادرقائمة

154

اجستري، جامعة ، دراسة أسلوبية يف سورة الكهف، مذكرة محممد مروان سعيد،عبد الرمحن -.2006النجاح الوطنية، نابلس، فلسطني،