موﺎﻘﻤﻟا ﻲﻨﻴﻄﺴﻠﻔﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﻲﻟﻻﺪﻟا …pu.edu.pk/images/journal/arabic/PDF/8-v24_17.pdf · ﻲﺑرﻌﻟا مﺳﻘﻟا ﺔﻠﺟﻣ.نﺎﺘﺴﻛﺎﺑ

مجلة القسم العربي

. باكستان-جامعة بنجاب، الهور

.م2017 والعشرون،رابعالعدد ال

Majallah Al-Qism Al-Arabi

University of the Punjab,

Lahore - Pakistan.

No.24, Issue: 2017

الرمز وتطوره الداللي في الشعر الفلسطيني المقاوم *عزت مال إبراهيمي ةالدكتور

**محمد سالمی

***الدين تاجةصديق

Abstract

Symbol of Palestinian resistance literature, one of the

poetry when with several layers it poetic language, the beauty of

their work adds meaning and purpose in getting the reader, faced

with the joy of discovery activities. The Poets, including poets

symbolism that creates beautiful pictures and original, codified

language of choice and sustainability concepts has more richness.

They, using the contact symbolic and motivation leads to more

reflection on the strength of his life keeping people alive. In this

study, the authors attempted to cross the way, to review and

explanation of the symbols in the poems of Palestinian. As to

methodology, we have used the descriptive and analytical

method.

-----------------------------------------------------------------------------

.جبامعة طهران، ايران املشاركة، ةاألستاذ*

. ايران،آدا�ا جبامعة طهراناملاجستري فی اللغة العربية و **

. ايران، العربية وآدا�ا جبامعة طهراناملاجستري فی اللغة***

م7201 والعشرون لرابع العدد ا مجلة القسم العربي

126

Key words: symbol, poetry of Palestine, resistance

literature, Mahmoud Darwish, Samih al-Qasim.

من املوضوعات اليت کثر شيوعها يف الشعر الفلسطيين املقاوم ظاهرة

ث عن الرمز يف قبل احلديو . الرمز، وهو يعد من األساليب اجلمالية يف الشعر

.من املفيد أن نتکلم عن الرمز يف األدب بصفة عامةنرى الشعر الفلسطيين،

الرمز يف اللغة إجيابيا،مز بإتفاق جل املعاجم حيمل معىنإن الر : لغة الرمز

أومأوا وأشاروا خفية بالعينني أو ىوترامز القوم أ. شارة والعالمةيعين اإلمياء واإل

، أو جزء من أجزاء اجلسم، أو أي شکل من أشکال التعبري الشفتني أو احلاجبني

الرمز : وورد فی لسان العرب البن منظور فی مادة رمز. اللفظية وغري اللفظية

معناه تصويت خفی بلسان کاهلمس ويکون حتريک الشفتني بکالم غري مفهوم

وإمياءلشفتني، وقيل الرمز إشارةباللفظ من غري إبانة بصوت، إمنا هو إشارة با

بالعينني واحلاجبني والشفتني والفم، والرمز يف اللغة کل ما أشرت إليه مما يبان

.)1(بلفظ بأی شيء أشرت إليه بيد أو بعني

بوجه عام ورد يف أکثر املعاجم مثل تاج أن هذا املعىننستطيع القول ب

العني و احمليط فی اللغة لصاحب بن عباد، و العروس من جواهر القاموس للزبيدی،

جاء يف �ذيب اللغة ... خلليل بن أمحد فراهيدی والقاموس احمليط للفريوزآبادی و

.)2(احلرکة والتحرک: فی اللغة والرمز والرتمز: لألزهری ضمن هذا املعىن

:عليه السالموجاءت لفظة الرمز يف القرآن الکرمي يف قصة سيدنا زکريا

آية قال آيـتك أال تكلم الناس ثالثة أيام إال رمزا﴿ أي ،)3(﴾قال رب اجعل يل

عالمتک أن التستطيع التکلم "ومعناها . إمياء فقط، يعين إشارة بنحو يد أو رأس

.ثالثة أيام إال باإلشارة

ومعناها " Symbol" الرمز يف قاموس اللغة اإلجنليزية لفظ ويقابل کلمة

يعرب عن شخص أو فکرة أو قيمة أو غري " Object"أو غرض " Sign"عالمة

" Symbolism"کما أن کلمة الرمزية ويقابلها يف اللغة اإلجنليزية لفظ . ذلک

الدين تاجة صديق- محمد سالمی - مال إبراهيميعزت.د....الرمز وتطوره الداللي في الشعر

127

. اخل... الرموز أو التعبري عن أشياء حقيقية أو شعور استخدام فيقصد �ا

. ملعىن واحدان مرتادفتانولذلک ميکن القول بأن الرمز أو الرمزية کلمت

قطعة من خزف أو من أي إناء ضيافية، داللة علی : وکلمة الرمز تعين يف اليونانية

ألقی فی "هتمام، والکلمة يف أصلها مشتقة من الفعل اليوناين الذي يعين اال

دة بني اإلشارة والشیء املشار اجلمع يف حرکة واح"، أي هو يعين "الوقت نفسه

. بني اإلشارة واملشارإليه کانت موجودة فی األصلهأي أن فکرة التشاب". إليه

.ديان مجيعها فی األصلوالرمز اإلشاري أساس األ: وجاء يف معجم اللغة الفرنسية

ابيعه األولی، ألن الشعر يف أصولأما فی الشعر، فالرمز يعيد الشعر إلی ين

ل يعرب عنها بطريقة صوريةوه عن األشياء، الواقعية مباشرة، بأغراضه الين

.)4(إشارية

هو آلة أدبية متكن األديب أن االصطالح أما الرمز يف: صطالحااالرمز

يتيح لنا أن نتأمل شيئا آخر وراء النص فالرمز قبل کل شیء «يتکلم وراء النص و

إلی شیء آخر يعين کان إذن أطلق الرمز علی ما يشري. )5(»معنی خفي وإحياء

الرمز بديال عن شیء آخر أو حيل حمله أو ميثله، الشیء الذي له وجود حقيقي

معلوم وبواسطة الرمز يشري إلی فکرة أو معين حمدد، فالعالقة الداخلية تربط الدال

باملدلول مثال الصليب يرمز إلی املسيحية، إذن فالعالقة بني الصليب واملسيحية

.مزيةهي عالقة ر

وقد عرف معجم . وهناک عالقة وطيدة بني ظاهر الرمز وباطنه

کل ما حيل حمل شیء آخر فی الداللة عليه ال : مصطلحات األدب الرمز أنه

بطريق املطابقة التامة وإمنا باإلحياء وعادة يکون الرمز �ذا املعين شيئا ملموسا حيل

: الباحثني يف تعريفا�م إلی أنهولقد ذهب بعض. حمل ا�رد کرموز الرياضيات

.)6(»شيء حسي يعترب کإشارة لشيء معنوي ال يقع حتت احلواس«


128

مدلول الرمز الشعری

الرمز علی أنواع منها الرمز العلمي والرمز اللغوي والرمز الديين والرمز

خاصة عن ي أما خيتلف الرمز يف الفن الشعر .غري ذلكالفين والرمزاألسطوري و

وسيلة إحيائية من « الرموز املذکورة أن الرمز يف الفنون الشعرية عبارة عن غريه من

بتدعها الشاعر املعاصر عرب سعيه الدائب وراءاوسائل التصوير الشعرية اليت أبرز

وسائل تعبري لغوية، يثري �ا لغته الشعرية، وجيعلها قادرة علی اإلحياء مبا اکتشاف

وأبعاد رؤيته الشعرية شاعره وأحاسيسهيستعصي علی التحديد والوصف من م

.)7(»املختلفة

فالرمز الشعري مرتبط بتجربة الشاعر وبأبعادها، وباملرجعيات اليت تنبثق

نعکاس من التجربة الشعرية اليت يعانيها الشاعر يف واقعة امنها أو تؤثر فيها، وهو

الرمز «فإذن . ضالراهن والشاعر ينتقل فی جتربته من البالغة الوضوح إلی الغمو

الشعري يبدأ من الواقع ليتجاوزه دون أن يلغيه إذ يبدأ من الواقع املادي احملسوس

د ليتحول هذا الواقع إلی واقع نفسي وشعوري جتديدي يند عن التجدي

.)7(»الصارم

وهو فی الواقع حماولة تقدمي حقيقة جمردة أو شعور أو فکرة غري مدرکة

فالرمز الشعري واألديب عموما عبارة . کال حمسوسةباحلواس يف هيئة صور أو أش

عن إشارة حسية جمازية لشيء اليقع حتت احلواس أي أن الرمز ببساطة يستلزم

مستوی األشياء احلسية أو الصور احلسية اليت تؤخذ قالبا للرمز، : مستويني

.)8( احلاالت املعنوية املرموز إليهاومستوی

ولد لدی املتلقي سلسلة من املشاعر حيس إن الرمز الشعري يستطيع أن ي

فيها قيمة فنية تكمن خلف الرمز کما أن الصورة الشعرية قد تکون هلا قيمة رمزية

فإن . أل�ا بالجدال متثل صورة ألغوار الشعور اليت النستطيع أن نتوصل إليها

رموزا عتبارها اوي املتمثل يف األلفاظ اللغوية بالرمز الشعري خيتلف عن الرمز اللغ

ملعان حمددة، والرمز الرياضي وسوامها من الرموز اإلشارية ذات املدلول احملدد،


129

اليشري إلی شیء حمدد معني يتفق اجلميع - خالفا هلذه الرموز-فالرمز الشعري

عليه، وإمنا يوحي حبالة معنوية جتريدية غامضة الميکن حتديدها، ومن مث فإن

يف فهم الرموز الشعرية واألدبية عموما، علی حني ختالفا بينا االناس خيتلفون

.رموز الرياضية والرموز اإلشاريةيتفقون أو يکادون علی فهم الرموز اللغوية وال

تفاقية غري حتمية، بينما داللة الرمز اوفرق آخر هو أن داللة الرموز اإلشارية داللة

الشعري الرمزفرق الثالث هو فإن مدلولالو . الشعري داللة داخلية حتمية

، ويذوب کال الطرفني يف اآلخر، أما يف ى فيه ويتالشالينفک عن الرمز، بل يفىن

.نفکاکالرموز األخری فإن الصلة بني الرمز واملرموز إليه تکون قابلة لال

إذن الرمز الشعري يعطی القصيدة معاين خمتلفة وهو يتشکل تبعا لتجربة

وهذا املفهوم للرمز قد ظهر يف . الشعرالشاعر وله وظائف مجالية يف أسلوب

العصر احلديث والميکن حتليل ظاهرة الرمز يف الشعر العريب احلديث واملعاصر إال

.إذا استکشفنا مفهومه يف الشعر العربی القدمي

الرمز عند القدماء

کلمة الرمز هي ليست غريبة وال جديدة علی اللغة العربية، فقد وردت

عناها اإلشاري، فهي يف األدب العريب القدمي اإلحياء النفسي يف الرتاث العريب مب

الرحب غري املقيد أو احملدد، بل تعين اإلشارة أو التعبري غري املباشر وتدل علی

املعنی اللغوي العام، وليس املعنی الفين الضيق، وکذلك يف املعاجم اللغوية، ومل

.خترج الکتب البالغية والنقدية علی املعنی اإلشاري

والرمز عند القدماء اإلجياز فهو أسلوب متضمن اإلشارة بدل الکالم،

ستعارة والکناية اليت يبتعد عن اإلطناب أي ا�از بألوانه البيانية کالتشبيه واال

مل يکن الرمز يف الشعر اجلاهلي . والغموض إال قليال ومائل إلی الوضوح

فهومه البسيط، ألن الشعر القدمي واإلسالمي واألموي مبعناه الفين وإمنا عرفوه مب

والرمز مبعناه .مييل إلی الصراحة ولغة الشعر واضحة الداللة وليس فيها الغموض

أول من تکلم «: صطالحي عرف مع العصر العباسي، يقول درويش اجلنديالا


130

نقد "حيث عقد يف کتابه . صطالحي هو قدامة بن جعفرعن الرمز باملعنی اال

هو ما أخفی من الکالم، وأصله : ففسره أوال تفسريا لغويا فقالبابا للرمز،" النثر

.)9(».الصوت اخلفی الذی اليکاد يفهم

ينتقل فی " نقد الشعر"إن قدامة بن جعفر يف کتابه األخر املعنون بـ

-تعريف الرمز من معناه احلسي اللغوي إلی مصطلح أديب، إذ يطلق اإلشارة

أن يکون اللفظ «: جياز ويقول يف تعريف اإلشارة علی اإل-وهي معنی الرمز

ويقول يف . )10(»إمياء إليها أو حملة تدل عليهاالقليل مشتمال علی معان کثرية ب

و إمنا يستعمل املتکلم الرمز يف کالمه فيما يريد «: حد الرمز يف کتابه نقد النثر

و احلرف إمسا طيه عن کافة الناس و اإلفضاء به إلی بعضهم، فيجعل للکلمة أ

ألجناس أو حرف من حروف املعجم، من أمساء الطيور أو الوحش أو سائر ا

يطلع علی ذلك املوضع من يريد إفهامه، فيکون ذلك قوال مفهوما بينهما مرموزا و

.)11(»عن غريمها

بعد قدامة بن جعفر، فخطا خطوة ) ه456املتوفی (بن رشيق اجاء

األدبية فعرفها تعريفا طابق فيه بني مميزات اإلشارة أخری يف حتديد مفهوم اإلشارة

کما -شارة احلسية ومل يقتصر يف هذا التعريف علی ما يفيد اإلجياز األدبية واإل

وتکلم علی الرمز . )12( وأضاف إلی اإلجياز غري املباشرة فی الداللة- فعل قدامة

عل الرمز األديب نوعا من يف باب اإلشارة مث ذکر لإلشارة أنواعا من بينها الرمز وج

.أنواع اإلشارة األدبية ال مرادفا مالحظا جانب اخلفاء والغموض يف ذلك النوع

التتبيع : لإلشارة أو الرمز أنواعا أخری منها" العمدة"بن رشيق يف کتابه اوذکر

والتفخيم واإلمياء واإلحياء ) التشبيه(واللغز واللمحة واللحن والوحي ) الکناية(

ويعد . ستعارة واإلجيازوالتعريض والتمثيل والتورية واال) کتفاءاال (لويح واحلذف والت

إذن کثر . )13( الکناية وا�از من أنواع الرمز)ه471املتوفی(دالقاهر اجلرجاين عب

البديع وکثر يف ظله غري مباشر فی التعبري وصار ذلك مذهبا فی الشعر عرف به

األدب العريب يف روحه وأصالته فی البعد عن بعض الشعراء وهذا املذهب جيايف


131

عتماد علی سالمة الفطرة وسالمة التکلف واجلری وراء البديع وطمس املعنی واال

.احلس الشعري والوضوح

ولقد نظر إليه علماء البالغة علی أنه نوع من أنواع ا�از أو نوع خاص

فإن . ط داخل الکنايةمن الکناية بل إن الرمز ما هو إال درجة يف سلم الوسائ

القزويين يعترب الرمز من أنواع الکناية وذلك ما يستشف من کالم القزويين حني

يری أنه إذا کانت املسافة بني الکناية أو املعين الظاهر وبني املکنی عنه أو املعين

إلی قريب اخلفي املقصود فيها خفاء فاملناسب يسمی رمزا ألن الرمز هو أن تشري

.)14( سبيل اخلفيةمنک علی

االتجاه الرمزي في الشعر العربي المعاصر

بقی مفهوم الرمز عند العرب مفهوما لغويا إشاريا وخاضعا ملفهومه القدمي

يعنی ا�از وال يتعداه حتی القرن التاسع عشر، وفی بداية النصف الثاين أو أواخر

الرمزي يف الشعر العريب االجتاه من القرن العشرين ظهرت بوادرعقد الثالثال

احلديث بشکل واضح وعرفت احلياة الشعرية حرکة أخری اليت کانت متأثرة

مث قام النقاد العرب بوضع املعايري اجلمالية هلا وقاسوا . بالشعر الرمزي الفرنسي

م، قصيدة ذات 1928فقد نشرت جملة املقتطف سنة . عليها األعمال الفنية

مث أخذت . من شعر ادوار فارس» يف يف باريساخلر «مسحة رمزية حتت عنوان

ونشرت جملة الرسالة . هذه ا�لة منذ بداية الثالثينات تنشر ترمجات رمزية

الرمزي يف الشعر يف لبنان االجتاه وکانت بداية. دراسات حول هذا املذهب

نشيد «م بعنوان 1928القصيدة اليت نظمها أديب مظهر قبيل وفاته سنة

. مظهر �ذه القصيدة يعد أول ممثل لإلجتاه الرمزي فی لبنانوأديب . »السکون

ويف فرتة تالية تنشر الکثري من نتاج الشعر الرمزي خباصة شعر بشر فارس الذي

اخلدمة الکبرية التی قدمها ىننس وفی هذا ا�ال ال. )15(ختصص يف دراسة الرمزية

يف مقدمة جمموعته سعيد عقل الذي وضع األسس النظرية هلذا املذهب وأوردها


132

م، ويبدو أن سعيد عقل يف نظريته کان 1937اليت صدرت عام » ا�دلية«الشعرية

.متأثرا من الغربيني وکأنه يعيد صياغة آراء الرمزيني األوروبيني

وکذلك قد حاول الشاعر يوسف غضوب أن ينظم شعرا رمزيا ولقد نظم

قصائد رمزية، اما مل يتخل » تهبةالعوسجة املل«و» القفص املهجور«يف ديوانيه

من الرمزية اجليدة اليت يعتد الرومانسي ومل يصل إلی درجة االجتاه کليا عن

.)16(�ا

ومن املالحظ أن أدونيس اختذ طابع الرمز يف قصائده ومقطوعاته

الشعرية وبدأ يعرب عن أعماق النفس مبا يعجز العقل الواعي عن إدراك حقائقه

فهم قصيدته حيتاج إلی بعض اإلحياء وکشف الرموز املستخدمة داخل الشاعر و

وکذلك . وشعره مييل الی الغموض» غابة السحر«فيها مثل قصيدته بعنوان

خدم يف شعره الرموز اليت يعجز عنالشاعر الفلسطينی معني بسيسو، يست

کبري باملدرسة الرمزية إدراکها العقل الواعي ويف قصائده مستفيدا إلی حد

.)17(وروبيةاأل

حاولو أن يکتبوا قصائد رمزية » أبولو«وجدير بالذکر أن شعراء مجاعة

وجند أن بعض عناصر الرمزية تظهر يف شعر جربان خليل جربان وغريه من شعراء

الرومانسی کان مسيطرا بشکل کبري االجتاه املهجر ولکن مل يفلحوا يف ذلك ألن

الفين الرمزي متأثر من االجتاه ريب يف هذاعلی وجدا�م وذوقهم الفنی والشعر الع

وغريهم » ل فالرييبو «و» ماالرميه«و» شارل بودلري«الشعر الغريب خباصة شعر

ومن خالل کثرة حماکاة الشعراء لألدب الغريب وکثرة. )18(من أدباء الغرب

الرمز يف شعرهم ظهرت املدرسة الرمزية کمذهب أديب نشأ مع اجليل استخدام

وضحت معامله يف النصف الثاين من القرن العشرين وفتح آفاقا جديدة اجلديد وت

ومل . يف األدب اإلنساين وبدأ العرب يدرکون القيمة الفنية املتميزة للرمز يف الشعر

تلبث أن صارت الرمزية طريقة يف األداء األديب اليت تعتمد علی اإلحياء باألفکار

ظهور هذا املذهب األديب رفض الشعراء وب. واملشاعر بدال من توصيفها وتقريرها


133

أن تکون الرمزية جمرد حتويل ا�از القدمي إلی نوع آخر من ا�از وحددوا له

.مفهوما خاصا فنيا

ونشأت الرمزية يف لبنان ومصر نشأة مبکرة فی املقارنة مع غريمها من

يقطفون مثار البالد العربية ويف أواسط عقد العشرينات بدأ الشعراء اللبنانيون

إتصاهلم املبکر بالثقافة الغربية وميکن القول کان أديب مظهر رائد الرمزية يف

ويف . لبنان، ويعترب سعيد عقل ويوسف غضوب وغريهم من الرمزيني اللبنانيني

.مصر بدأت الرمزية علی يد بشر فارس

زية ومن الواضح أن الرمزية العربية متأثرة بالرمزية الغربية خاصة الرم

أما األسباب . شعراءالالفرنسية کما نری عند سعيد عقل وبشر فارس وغريهم من

يف الشعر العريب ختتلف عن الرمزية االجتاه لظهور هذا االجتماعية الفنية أو

األوروبية کما تعتقد الدکتورة سلمی اخلضراء اجليوسي أن ظهور الرمزية يف الشعر

والنفسية اليت کمنت وراء ظهور جتماعية االالعريب مل يکن نتيجة ردود الفعل

الرمزية يف الغرب، ومل تکن ردة فعل طبيعية علی احلشو اللغوي الرومانسي وامليوعة

ألن الرمزية . العاطفية، أو علی األسلوب املباشر يف الشعر الکالسيکي احلديث

لسفة ضد الف احتجاجا وکانت، علی الروح البورجوازية احتجاجا الفرنسية کانت

مل تکن و . الوضعية واملادية وضد الواقعية العلمية وردة فعل ضد البارناسيني

التجربة الرمزية العربية نتيجة تطور طويل، وقد يکون مما شجع علی ظهورها الربم

.)19(الذي أحست به الصفوة األدبية

الرمز في النظريات األدبية الغربية

وهي » املنحطني«اس اصطالح م کان قد شاع بني الن1885يف سنة

» أزهار الشر«جوتيية يف وصف الروح السائدة يف ديوان استعملها الکلمة اليت

نزعة فلسفية أو سياسية ذات طابع ثوري سليب يف االحنطاطية لبودلري وکانت

وقد » مدرسة املنحطني« اسم الرمزية حيل حمل اسم م أخذ1885معامله، وبعد عام

االبتذال الذي تردت فيه الطبيعة للخرب وسخطواالشعر استعمال رفضوا


134

وأصحابه جتنبوا املوضوعات،فيه الربناسية احنصرت حنباس املغلق الذيواال

لنظرة الواقعية والعلمية يف الفنالسياسية اليت کان الرومانطيقيون حيبو�ا وأعادوا ا

کذلك . سيکيةواحنازوا إلی عامل اجلمال املثايل واملوسيقي وهو ثورة علی الکال

کان من األهداف الرمزية أن تلوح بالشيء ال أن تسميه، ومن مهمة الشاعر أن

أي أن هذه الرمزية تداع . يبتکر اللغة اليت تستطيع أن تعرب عن ذاتيته ومشاعره

يف األفکار بطريقة معقدة وغامضة وغري مفهومة إلی حد کبري وممثلة خبليط من

.قل شعورا ذاتيا خاصا ا�ازات اليت يراد منها أن تن

يری إحسان عباس أن الرمزية کانت من أبعد املذاهب تأثريا يف اآلداب

يف کل بلد طابعا خاصا وتلونت بألوان جديدة، ففي اختذت األوروبية ولکنها

آثار الرمزية بتصوف من نوع آخر وهذا » رينر ماريا ريلکه«أملانيا مزج الشاعر

ومل . اليت علی مبلغ اجلهد الذي ينفقه املرء ليکون شاعرا الشاعر من أبرز األمثلة

يقتصر أثر الرمزية يف أملانيا علی ريلکه، بل ملس شاعرا آخر خيتلف عن ريلکه من

الذي کون حوله حلقة من الشعراء » ستيفان جورج«وذلك هو . کثري الوجوه

حفت الرمزية إلی روسيا وز . واملريدين املؤمنني مببدأ الفن للفن املرتفعني عن العامة

و أعجب املذهب شعراء الروس ألنه وصل إليهم و الشعر الروسي يعاين أزمة

وإحندارا، فرجوا من التعلق بالرمزية تاليف حال الشاعر حينئذ وکانت الرمزية تعلي

اللذان قلدا » بريوسف«و» بلمونت«وکان من الرمزيني الروس . من القيم اجلمالية

طاع الرمزيون الروس أن حيولوا الشعر حنو موسيقی األلفاظ وقد إست» بودلري«

إسکندر «ومجال التعبري، وکان من أکثر الشعراء تأثرا بالرمزية وأقدرهم الشاعر

صالة إلی قوة أنه من أعمق الشعراء إهلاما وأ«الذي حتس عند قراءة شعره » بلوک

.)20(»وتنوع يف املوسيقی

الغرب بدأت علی يد الشاعر شارل بودلري الرمزي يف االجتاه إن بواکري

وهو يری . م1857الصادر عام » أزهار الشر«، متمثلة يف ديوانه )م1821-1867(

کل ما يف الکون رمز، وکل ما يقع يف متناول احلواس رمز، يستمد قيمته من «أن


135

ويف وصف . )21(»مالحظة الفنان ملا بني معطيات احلواس املختلفة من عالمات

يء فيه له معين رمزي يربطه بعاملالعامل احملسوس غابة من الرموز وکل شبودلري

الروح، حيث أن الطبيعة احملسوسة هي جتسيد رمزي للحياة الروحية، والقيمة

وهي امللکة اليت خلقت التشبيه . الرمزيه لکل لون وکل رائحة وکل صوت وشکل

مث تعيد تشکيله حسب وهي امللکة اليت تستطيع أن تذيب العامل . واإلستعارة

.قوانني أزلية تنبع من أعماق الروح

جتاهاته يف کتابات عدد من الشعراء اوقد تبلورت أسس هذا املذهب و

، األديب االملاين، "رينر ماريا ريلکه": الفرنسيني واألوروبيني اآلخرين وأبرزهم

، سييب الرو د، األ"الکسندر بلوک"، األديب االجنليزي، و"وليم بتلر ييتس"و

ولقد وصف بول فالريی، املذهب الرمزي .)22(، األديب الفرنسي"بول فالريي"و

ستقالهلا ابأنه املذهب الذي حاول أن حيقق للشعر نقاء املوسيقی و م 1920عام

کان أرسطو أول من . عن أی شيء خارجها وتوحد الشکل واملضمون فيها

أی رموز ملفهوم األشياء تناول الرمز وعنده أن الکلمات رموز ملعاين األشياء،

هو يعتقد بأن . احلسية أوال، مث التجريدية املتعلقة مبرتبة أعلي من مرتبة احلس

الکلمات املنطوقة رموز حلاالت النفس، والکلمات املکتوبة رموز للکلمات

الرمز النظري أو : املنطوقة، کما أنه قسم الرمز إلی ثالثة مستويات رئيسية

.)23(عملي، والرمز الشعري أو اجلمايلاملنطقي، والرمز ال

-ترکيبا لفظيا، أساسه اإلحياء " الرمز األديب"يف کتابة » تندال«يعتربه

مبا الميکن حتديده، حبيث تتخطي عناصره اللفظية کل حدود -عن طريق املشا�ة

فی هذ الصدد إمنا » اشبنجلر«وقال . التقرير، موحدة بني أمشاج الشعور والفکر

ز حملة من حملات الوجود احلقيقي يدل عند الناس ذوی اإلحساس الواعي علی الرم

شيء من املستحيل أن يرتجم عنه بلغة عقلية، داللة تقوم علی يقني باطين

أنه فن إثارة موضوع ما : ، أحد أقطاب الرمزية»استيفان ماالرميه«ويقول . مباشر

ة معينة، أو هو فن إختيار شيئا فشيئا، حتی يکشف يف النهاية عن حالة مزاجي


136

موضوع ما مث نستخرج منه مقابال عاطفيا وأضاف أن هذه العاطفة أو احلالة

.)24(ستخلص عن طريق سلسلة من التکشفاتاملزاجية جيب أن ت

يعرف الرمز بأنه املقارنة » ماالرميه«وهو تلميذ » هنری دی رجينيري«إن

ارنة يشار إليه فقط دون أن يذکر بني ا�رد وامللموس حيث أحد طرفی املق

مباشرة، ويقول أن الرمز هکذا يقف أمام القاريء الذي يعطي القليل أو اليعطي

" الرمزية"يف کتابه » تشارلز تشادويك«وأشار . أية إشارة عن الشيء املرموز إليه

إلی الرمز بأنه فن التعبري عن األفکار والعواطف، ليس بوصفها مباشرة، وال

ن خالل مقارنات صرحية وبصورة ملموسة، ولکن بالتلميح إلی ما بشرحها م

ميکن أن تکون عليه صورة الواقع املناسب هلذه األفکار والعواطف، وذلك بإعادة

.)25(رموز غري مشروحة استخدام من خاللخلقها يف ذهن القارئ

أن للرمز قيمة إشارية فهو �ذا ينطلق من کون أن » إيدوين بيفان«ويری

شياء عادة تثري يف اإلدراك اإلنساين أکثر مما تدل عليه حبسب الظاهر، وبطريقة األ

الرمز إلی نوعني ميکن أن نطلق علی أوهلما الرمز » بيفان«أکثر حتديد يقسم

اإلصطالحي، ويعين به نوعا من اإلشارات املتواضع عليها کاأللفاظ باعتبارها

من سميه الرمز اإلنشائي، ويقصد به نوعا رموزا لداللتها، أما ثانيهما فيمکن أن ن

ما يعين «فيحدد الرمز علی أنه » ويبسرت«أما . )26(الرموز مل يسبق التواضع عليه

أو االصطالح قرتان أوأو يومئ إلی شيء عن طريق عالقة بينهما کمجرد اال

هو شيء حمسوس «: الرمز بقوله» مورييه«وحيدد . »التشابه العارض غري املقصود

ر للداللة علی إحدی صفاته املسيطرة، کاملياه فهي رمز اإلنقياد والليونة خيتا

.)27(»والشفافية والتطهري واملعمودية

الرمز شيئا حمسوسا عندما اعتبار علی» مورييه«مع » کونراد«وتلتقي

إن الشيء احملسوس ميکن أن يعترب رمزا حباالت کثرية، ولکن حالتني «: تقول

عندما يکون الشيء رمزا لصفته جمردة ميثلها هو ) الف: اص مهاتعنياننا بشکل خ

عندما ميثل هذا الشيء بشکل دائم، شيئا آخر، يکون وإياه ) ب. بدرجة عالية


137

اجلبل هو رمز: وکمثل علی احلالة األولی. يف رابط من القربی الظاهرة والعادية

.)28(»القيثارة هي رمز الشاعر: لثانيةالعظمة، وعلی احلالة ا

، القائل بأن »اللوند«فقد إنطلق يف حبثه للرمز من حتديد » لورغون«أما

وبعد أن يؤکد علی » الرمز هو الذي ميثل شيئا آخر مبقتضی عالقة املشا�ة«

عالقة املشا�ة وليس علی عالقة ا�اورة يف عملية اإلنتقال من الرمز إلی املرموز

رمز عندما يعمل املدلول املعياري للکلمة ميکننا القول انه يوجد «: إليه يقول

ويعتقد الفيلسوف والناقد الشهري . )29(»کدال املدلول ثان هو الشيء املرموز إليه

يف فلسفة األشکال الرمزية والرمز يصبح وسيلة لتخزين وحفظ » إرنست کاسرير«

التجارب احلسية البسيطة العابرة حبيث تکتسب صفة الدوام اليت الميکن للخربة

.اإلنسانية أن تنمو دو�ا

دالئل توظيف الرموز في الشعر الفلسطينی المقاوم

ستخدام الرمز يف األدب مظهر من مظاهر اللغة وکوسيلة أدبية فعالة ا

والرمز أحسن وسيلة للتعبري عن ،ستخدمه الشاعر للتعبري عن مشاعره وأحاسيسها

قاومة يعربون من خالله عن وشعراء امل. أوجه النشاط اإلنساين الفکري والثقايف

األفکار والعواطف واحلياة والواقع بطريقة غري مباشرة وفنية، لتوضيح جوهر احلياة،

إذن . بشکل مباشرعنهوللکشف عن حقايق الواقع الذي اليستطيعون التکلم

الرمز يف أشعارهم اعتناق من األسباب اليت دعت الشعراء الفلسطينيني إلی

الذي عاناه الشعب االجتماعيد إلی الکبت السياسي و باملفهوم الفين، تعو

الفلسطينی دهرا طويال يف ظل التواجد العسکري إلسرائيل، األمر الذي أثر عن

احلياة عموما ومنها الشعر وحب الشعراء للحرية السياسية أو التخلص من کل ما

. أشعارهمالرمز يف استخدام يعوق املرء عن السري يف سبيل التقدم، دفعهم إلی

ألن اللغة التقريرية املباشرة تعرض الشعراء أللوان السجن والتعذيب، أما طبيعة

بتعاد عن املباشرة وتکثيف الداللة، مع التوسع قائمة علی اإلحياء واال فهيالرمز

يف األفق املعريف والفضاء اإلحيائي ويفرض علی القارئ قراءة واعية ويدعوه إلی


138

و�ذا السبب لقد وظف الشاعر الفلسطيين . حتليل الرموزکشف املعاين اخلفية و

الرمز تعبريا وفنا وتنازل عن التعبري املباشر مع ما فيه من وضوح وبساطة ليعرب من

فوظف أنواع الرموز . خالله عن رؤية واضحة وعميقة للواقع الفلسطيين املأساوي

لرتاثي واألديب والشعبی يف شعره کالرمز الديين والقرآين والتارخيي واألسطوري وا

ولکل منهم . والرموز الطبيعية من الطيور واحليوانات وغريمها من املظاهر الطبيعية

.لتعبري عما أرادوا بيانهلمعناه اإلحيائي واملقنع

منها : ن من الرمز ألسباب متعددةو وکذلك يستفيد الشعراء الفلسطيني

ح الذي قد جير إلی التعرض الشعور بالعجز عن التصريح، أو اخلوف من التصري

لألذی من قبل احلکومة الغاصبة، أو الرغبة يف التحدث بشکل مقنع وإنشاد

شعر ذات طابع غامض لکي حيرض النفوس علی التفکري والتأمل يف الوصول إلی

مراد الشاعر خلف تعابريه ونری بعض الشعراء املعاصرين يستفيدون من الرمز

.حتالل الفلسطيين املقاوم حتت االللثورة مثل الرمز يف الشعر

ألن الرموز خالصة حيوات مليئة بالقوة واحلرکة واحلياة واللجوء إليها و

ليس نتيجة عجز اإلنسان عن التعبري باللغة ولکنه ينشأ من نزوع اإلنسان إلی

التجسيد وإلی أن يری األفکار والعواطف يف شکل شخوص حترکها العواطف

داخله، وهذه الشخوص قد تکون أشياء يف عامل اإلنسان، واألهواء اليت تعتمل

الرمز وسيلة اعتبار وميکن. فيحملها ما جيد مناسبا هلا من دالالت ومعاين

لتجسيد وتوصيل التجربة الفنية يف صورة مکثفة ومرکزة هلا نفس الشحنة الشعورية

.اليت متيز التجربة

األدب نفسه، وإستخدام الرمز يف األدب يعود إلی بداية استخدام إن و

لقد عرفه اإلنسان منذ أقدم العصور، . الرمز ملکة أساسية يف التفکري البشري

وحياول عرب نسق الرمز معرفة الکون والعامل وکان الرمز وسيلته األساسية

.ستشفاف معنی الکون والدالالت الروحية لألشياء احملسوسةال


139

التعبري أو وجه من أوجه والرمز من صور فنية وطريقة خاصة من طرق

الداللة، تنحصر أمهيتها فيما حتدثه يف معنی من املعاين من تشخيص أو جتسيم

أو تقريب الصورة من خالل التشابيه واإلستعارات مما يکسب املعاين خصوصية

ولکن أيا کانت هذه اخلصوصية، . معينة ومينحها قدرة أکرب علی التأثري يف القارئ

إ�ا التغري إال من طريقة عرضه . إن الصورة التغري املعنی ذاتهأو ذاك التأثري، ف

وکيفية تقدميه، ولکنها بذا�ا الميکن أن ختلق معنی، بل إ�ا ميکن أن حتذف دون

.أن يتأثر اهليکل الذهين ا�رد للمعنی، الذي حتسنه أو تزينه

ويعتقد أدونيس يف نظريته الشعرية أن علی األديب أن يتجاوز لغة

الکتابة حبسب الکالم إلی لغة جديدة، حيث متکن اخلاصية الشعرية يف التعبري

فهذه اللغة حمدودة، يف حني أن هذا . عن عامل تقف أمامه اللغة العادية عاجزة

العامل غري حمدود والنستطيع أن نعرب باحملدود عن غري احملدود و البد من اللجوء

ة وهذه الوسائل خاصية الشعر أو لغته إلی وسائل نتغلب �ا علی هذه احملدودي

.)30(ال من العبارة يف اللغة العاديةوالعبارة يف هذه اللغة أکثر حيوية ومشو

وتستعمل الرمزية للتعبري عن احلاالت النفسية املرکبة العميقة بفضل ممکنات اللغة

وعملية حنت الصور واألخلية منها، وذلك بفضل اخليال اخلالق الذي قد يستعني

.)31(به الشاعر لتصوير رؤي شعرية تعرب عن مکنونات النفس وخواطرها

ويف هذا السياق تلبس الکلمات واملعاين رداء الصور واألخلية وتکتمل

جتربة الشاعر، ومن خالل الرموز املوظفة تعطي دالالت متنوعة ويستطيع أن ينقل

أو رؤية جديدة القصيدة الرمزية جديدة لتاريخ اإلنسان يف الکون،. أفکاره

للوضعية اإلنسانية، تفرتض إبداع منظومة من القيم والعالقات عن طريق خلق

الذاتية واجلماعية، (رموز أو صور، خترتق اإلنقطاعات الظاهرية بني األبعاد

وتربط القضايا الراهنة، جبذورها النفسية والتارخيية ...) واإلنسانية والکونية

العامل ومن فتح اکتشاف ها نوع منـإن. إلی العامخاص ـوالکونية، کما تنهض بال

.آفاق جديدة، ومن رسم طرق جديدة للقبض علی املصري


140

إن الرمز واإلحياء يعطيان أبعادا وإشارات للصورة الشعرية وذلك من

ترکيبية وجدانية «: خالل داللتها الرمزية کما عرب الدکتور عزالدين إمساعيل قائال

إذن الرمز . )32(» من إنتمائها إلی العامل الواقعجدان أکثرتنتمي إلی عامل الو

وسيلة للتعبري غري املباشر ويعد من األساليب اجلمالية يف الشعر وقد تعطي

املعين : القصيدة املعانی املختلفة، والشاعر الفلسطيين يستخدم يف قصيدته معنيني

هو املعنی األهم الذي املباشر وهو نثر القصيدة واملعين الذي يفيض من األبيات و

املعنی اخلفي والسري الذي الميکن إيضاحه . اليفهمه إال شاعر أو أشباهه

والشک يف أن الشاعر املبدع حيرص علی . ويسوق القصيدة إلی الغموض واإل�ام

أن حيقق يف شعره األلفاظ الدقيقة الواضحة املالئمة ملعانيه املربزة لصوره املصورة

شاعره وأحاسيسه، لکننا جند عکس ذلك عند الشاعر ألفکاره الکاشفة مل

الفلسطيين الذي يستخدم الرمز بدل العبارة ويوظف ألفاظا غامضة مبهمة من

خالل األسلوب الرمزي وقد عين الشاعر جبانب التجسيد و التعبري عن الظلم يف

.قالب شعري رمزي الذي يصعب علی القارئ فک رموزه إال علی املتمکن النابغ

محمود درويش و سميح القاسم (لرموز الموظفة في الشعر الفلسطيني ا

)أنموذجا

فی أشعار شعراء ةمن املفيد اإلشارة إلی وجود بعض املالمح الرمزي

املقاومة وحنن نشري منوذجا إلی بعض الرموز يف أشعار حممود درويش و مسيح

ن متتاز أشعارمها بالطابع الرمزي وشعرمها لقد ارتبط حبرکة اجلماهري يف يالقاسم اللذ

وحنو حتقيق األهداف السياسية الکفاح، ويعد منوذجا إنسانيا مجاهرييا حنو التحرر

جتماعية، وحنو حتقيق العدالة واملساواة والکرامة اإلنسانية، يف إقامة الدولة واال

لقاسم اهلوية العربية و اهلوية الرتاثية من خالل يؤکد درويش ومسيح ا. الفلسطينية

قصايدهم، وشعرهم يدعم املقاومة ودعوة إلی اإللتحام باألرض والصمود

وقد استخدم الرموز . والتمسك باهلوية والتمسک بالرتاث وبالقومية العربية

األسطورة اليونانية(املختلفة يف صور�م الشعرية ويستمدون من الرتاث واألساطري،


141

واألسطورة البابلية واألسطورة الکنعانية واألسطورة الفرعونية واألسطورة العربية

: واإلشارات التارخيية ونالحظ کثريا من الرموز بشتی أنواعها) واألسطورة الشعبية

عليه (الرموز املوظفة من القرآن الکرمي، واإلجنيل، والتوراة، رمز سيدنا املسيح

اد، والعنقاء، ومتوز، وأوزيريس، وإيکاروس، ، والسندباد، وشهرز )السالم

وأودسيوس، وعشتار، وأوديب، وعويلس، ونريون، وسقراط، وهوالکو الترتی،

. من الرموزاختار، والرموز األندلسية، وغريهوعمر امل

إن شاعر املقاومة هو شاعر القضية الفلسطينية وقضية شعبه وهو ينهض

سالحه وهو أداة النضال وأداة مع الشعب من أجل توعية الشعب، وشعره

للمقاومة وإثارة املشاعر وحتريك العزائم وحتريض الناس، وصرخته هي صرخة

يستعمل شعره وسيلة لإلعالم وثورة ضد . الشعب وصرخة اإلنسان املضطهد

النفي والتهجري والتهديد ومصادرة األراضي، ويربز حسه الثوري ضد الطغاة

ضطهاد ويدعو شعبه إلی النضال سياسة االوضد االحتالل والطغيان وضد

ولعدم إطالة الکالم نکتفی فی هذا املقال بذکر منودجا من الرموز . والکفاح

.الدينية والقرآنية من ديوان حممود درويش ومسيح القاسم

:الرموز اإلسالمية

استلهم الشاعر الفلسطينی من الرتاث الديين واستقى مادته من الكتب و

كتب رافدا مهما من هذه ال إذ تعد ،القرآن والتوراة واإلجنيل، الثةالسماوية الث

يعد املوروث الديين مصدرا أساسيا من املصادر فإذا . روافد التجربة الشعرية لديه

يف بناء قصائدهم احلداثية، إذ اسرتفدوا بعض ةاليت جلأ إليها شعراء املقاوم

ظيفا فنيا بغرض التخفيف من شخصياته، واستدعوا قصصه الثرية، ووظفوها تو

حدة التجريد يف الفكرة احلاضرة؛ ولتمكني القارئ من فك شفرات النص،

فيستخدم شاعر املقاومة رموزا من . واستکناه دالالت املتناقصات الواردة منه

ية، مثل توظيف شخصية النيب حممدالرتاث الديين والشخصيات الدينية اإلسالم

تمرد علی الظلم والنضال يف سبيل احلق واخلري أو قصة ، للصلى اهللا عليه وسلم


142

األنبياء مثل قصة يوسف ويعقوب، وقصة هاجر وإمساعيل عليهم السالم، وقصة

هابيل وقابيل أو أيوب ويونس وآدم عليه السالم، ليعرب من خالهلم الواقع

يان ستبداد والطغيد من ورائها حتطيم اال وير ،املأساوي وقضايا اإلنسان املضطهد

.حتالل وجيسد ثورته ضد الظلمواال

ومن أهم الشخصيات الدينية اليت اسرتفدها الشعراء يف قصائدهم

ذلك أن شخصية الرسول شخصية . صلى اهللا عليه وسلمشخصية النيب حممد

متعددة املالمح واملواقف، وقد أخذت يف قصائد الشعراء دالالت متنوعة وكثرية،

وعند . املالمح واملواقف ما ينسجم وجتربته النفسيةبيد أنه كان خيتار من تلك

رصد آلية استدعاء الشاعر للشخصية الرتاثية يف نصوصه الشعرية جندها متنوعة ما

بني استحضار لالسم الصريح املباشر أو باللقب أو بالكنية، أو من خالل آلية

صلى النبی ستلهم مسيح القاسم شخصيةافعلی سبيل املثال . أفعاهلا الدالة عليها

:ويقول" آذار30" يف قصيدة اهللا عليه وسلم

/ فاخرجوا من شرايينکم/ حلمنا �ب أنيا�م/عاود الفرس والروم کرا�م

/آن أن نشعر الثورة الرمح واملصحفا / آن أن نبعث الثائر املصطفی/آن يا إخويت

.)33(! إنه زائل زائل زائل/ والقاتلآن أن يعلم اللص

ورؤيته ما ينسجم مع موقفه الرسول شخصية من يستثمر فالشاعر

. للصراع بني قوى احلق والباطل، املوقف الذي ينبع من رغبته يف السالم العادل

الشعراء ويستلهم الشاعر داللة أخرى لشخصية الرسول الكرمي شاعت يف قصائد

يف سبيل احلقاملعاصرين، وهي داللة الثائر املتمرد على الظلم احلامل لواء النضال

وهذه الداللة تنبع عن إميان قوي بعدالة قضيته، ومواجهة عدوه .واخلري اإلنساين

ومل يقف الشاعر عند استثمار الدالالت اليت تشع �ا .واجلرأة بالشجاعة

من أحداث تارخيية إسالمية، بل استثمر الشخصية الرتاثية، وما ترتبط به

عدو، تومئ إيل عدم الرضوخ واالستسالم لاإلشارات والتلميحات التارخيية اليت

من قبل ربط املآسي واجلرائم اليت ارتكبت بالروم أراد الشاعر من خالل الرتميزف


143

تلك األقوام الوحشية يف املاضي وربطها باحلاضر املتمثل بالصهاينة واجلرائم اليت

أ�م بقايا رمز الشاعر املناضل إىل الصهاينة ب ف.ارتكبوها حبق الشعب الفلسطيين

فسادا وتسلطت بالقوة والبطش على مقدرات الشعب الروم اليت عاثت يف األرض

ويتوعد الغزاة بأنه يف �اية املطاف سيقضي الفلسطيين، ورغم ذلك يقسم الشاعر

.اغتصب من قبل الروم العصری عليهم ويطردهم، حىت يسرتجع وطنه الذي

صلى اهللا عليه وسلملنبی يستنجد الشاعر حممود درويش من شخصية ا

":حممد"ويستحضره فی شعره ويقول يف قصيدة بعنوان

من حجيم السماء، امحين / يعشعش يف حضن والده طائرا خائفا /حممد

/حممد / صغري علی الريح والضوء أسود/من الطريان إلی فوق إن جناحي /يا ريب

/ ومن غصن زيتونه/س صنعت من حنا/ قلب أيقونه/وع صغري ينام وحيلم يفيس

/ إلی ما يريدون، فاصعد/ حممد دم راد عن حاجة األنبياء/ومن روح شعب جتدد

.)34(! يا حممد/إلی سدرة املنتهی

والشاعر يف استدعائه لشخصية الرسول يربطها بأحداث تارخيية قرآنية

من واقع الشاعر املعيش وجتربته الشعرية، فهو حني يستحضر شخصية الرسول

اسم ، ويشري إلی) يا حممد/فأصعد إلی سدرة املنتهی(اإلسراء طها حبادثة يرب

والشاعر يربط تلقائيا . الشهيد الطفل، حممد الدرة الذی استشهد فی حضن والده

وقد وظف . هذه احلادثة باملسجد األقصى الذي ال يزال أسريا يف أيدي الصهاينة

الشهيد اسم خالل توظيفدرويش شخصية النبی من خالل اشارات رمزية، من

تارة، وتوظيف النص القرآين تارة أخری، ليجسد رمزا إلصراره يف الوصول إلی

.اهلدف الوطين والسياسي وهو الصمود والثورة علی الظلم

ء شخصية يوسفن شخصيات األنبياـحمود درويش من بيـويسرتفد م

. ا القرآنية املعروفة، وهو يستدعي هذه الشخصية يف إطار مالحمهعليه السالم

ويستثمر الشاعر من هذه الشخصية ما يتناسب مع ما يدعو إليه من آراء، وما

لقد . يريد أن يبوح به من مشاعر وأحاسيس، مستخدما يف ذلك أسلوب املقابلة


144

عليه السالم قصة نبينا يوسف" أنا يوسف يا أيب"وظف الشاعر فی قصيدته

:لراهن، حيث يقولوأحاله علی الواقع الفلسطيين ا

أيب /يا أيب، أخويت الحيبونين، اليريدونين بينهم يا.. أنا يوسف يا أيب

... ميدحوين /ی والکالم يريدونين أن أموت لکييعتدون علي ويرمونين باحلص...

مسموا عنيب يا /وهم طردوين من احلقل وهم... وهم أوصدوا باب بيتک دوين

شعري غاروا وثاروا علي / حني مر النسيم والعب...يا أيب أيب، وحطموا لعيب

.)35(فماذا صنعت هلم يا أيب؟... وثاروا عليك

وظف الشاعر الفلسطيين الرتاث القرآين، كوسيلة من وسائل التأثري

واإلقناع واإلحياء على املتلقي، فاستخدم ما يتالئم مع جتربته الشعرية كاستحضار

وأخوته الذين ختلوا عنه وتآمروا عليه وألقوه يف حممود درويش لقصة النيب يوسف

غياهب اجلب، مشبها إياه حبال الفلسطينيني بإخوا�م العرب، فيغدو الفلسطيين

فاجلب . يديهمأهنا يوسف، ويغدو العرب إخوانه الذين ا�موا الذئب مبا اقرتفته

کانة، إنه داء هنا اكتسب داللة جديدة، فهو يعين اخليانة واملؤامرة واجلنب واالست

فإذا كان يوسف جنى من حمنته من قبل . العصر املستشري يف األمة العربية

الفلسطيين مازال، إىل اآلن يف اجلب، ينتظر من السيارة، وصار وزيرا وأمريا، فإن

.يساعده

يستخدم القصص الديين، ويسقطه على فالشاعر مسيح القاسم أيضا

اإلنساين، ويتخذ من ميق الداللة على األسى واألملالواقع الفلسطينی املرير لتع

واقع لتصوير مأساة وطنه وتوضيح بعض معاملهذه القصة بالذات منوذجا

عليه فيستحضر الشاعر قصة يوسف. االضطهاد والكذب الذي يتميز به احملتلون

":يوسف"ويقول يف قصيدة السالم

/ماذا يريد مسيح؟: وقالت مرة/ إذا حنت الريح/!أحبائي! أحبائي

إنين من : وقولوا/ فمروا يل خبيمة شيخنا يعقوب/...وشاءت أن تزودکم بأبنائي


145

إن اهللا ف/!بعودة يوسف احملبوب /أبشره... أبشره /بعد لثم يديه عن بعد

.)36(! علی وعد/...واإلنسان يف الدنيا

م ويعرب �ذا الرمز عن تشرد الفلسطينيني ومعانا�م وغربتهم وحلمه

بالعودة إلی وطنهم وأراضيهم ويشبه وضع شعبه بقصة يوسف الذي ذاق الغربة

هذه القصيدة تناص مع قصة يوسف املبنية علی . خوتهاوالطرد والتشرد علی يد

، ويلجأ مسيح القاسم إلی التناص الدينی من عليه السالمرؤيا سيدنا يوسف

نها فی قصيدته، وهنا کان خالل التضمني النثری واجتزاء اآلية القرآنية وتضمي

الشاعر يشري إلی عودة يوسف الفلسطينی من غيابة اجلب ومن منفاه تنقل

الداللة من مستوی املفعول الداللی إلی مستوی الفاعل احلقيقی الذی ال يتأثر

باألحداث بل الذی خيلق األحداث ويصنعها وفق ارادته ليعيد األمور إلی نصا�ا

يه القسری بفعل أخوته الذين کادوا له ألن اهللا اختاره الصحيح قبل غيبته أو نف

وقد جاء . لنبوءته فادعوا کاذبا أکل الذئب له، مث جاءوا علی قميصه بدم کذب

... و أبشره ! أحبائي! أحبائي(التکرار املوسيقی للجملة فی مقاطع القصيدة

بعدا ايقاعيا ، لتعرب عن مواقف انتقال بني املقاطع وذلک إلعطاء القصيدة)أبشره

ميثل االنفعال املتموج الذی هو أمر جوهری للبنية املوسيقية �مل –جديدا

وقد جاءت اجلملة کضابط إيقاعی بتکرارها، لتؤکيد حضور الذکريات . القصيدة

البعيدة إلی النص، حبيث يؤدی حماولة االستغناء عن مجلة متکررة إلی متزيق نسيج

.القصيدة

أيضا حيث يقول عليه السالم درويش شخصية نوحواستخدم حممود

":مطر"يف قصيدة

کانت /إنا صنعنا جنة /!محامة ...هبين غصن زيتون ووالديت / !يا نوح

.)37( إن املوت هنا سالمة/الترحل بنا! يا نوح/!�ايتها صناديق القمامة

عليه وحيف الواقع أن التوحيد والعبودية هللا الواحد هي أساس دعوة ن

النظر يف أشعار حممود درويش، نرى أنه قد ايف القرآن، ولكن إذا أمعن السالم


146

يتعارض مع املضمون اختذ اجتاها معاكسا يدعو إىل تأويل من شخصية نوح

كأن الشاعر يرى يف شخصية نوح تصويرا األصلي لشخصيته يف السياق القرآين،

ا لتجسيد شخصية �مالحمها ومساملوقف عصري أراد أن حيكي عنه، فيستعر

خالل استدعاء شخصية نوح ما ال يراه اآلخرون، بل حديثة، فريى الشاعر من

يطلب» مطر« فی قصيدة على سبيل املثال. ما ال يستطيع اآلخرون رؤيته

ال أو يرحل أال االهلية مهمته من مغال استهزاء يف عليه السالم نوح من الشاعر

.يهرب

هذا املقطع الشعري، فإن الشاعر يستحضر قصة وكما نالحظ يف

ليخلصهم من عليه السالم الناس كانوا يستنجدون بنوح الطوفان وكيف أن

فسطيين من شاعر الحل بال فاستحضار هذا النص قد يكون متوقعا ملا. الغرق

أن يطلب العون من ه قد يكون متوقعا فراق وهجرة؛ مبعىن أن و نكبات وآالم،

ن، ولكن األمر غري املتوقع والسليب أن يقلب الشاعر التناص والتعامل معاآلخري

وواقع النص ) الشعر(= النص القرآين، وحيدث تعارضا بني ما يف النص احلاضر

النص القرآين يشري إىل العربة العظيمة اليت متثل يف دعوة ، فواقع)القرآن(=الغائب

ولكن النص الشعري يشري إىل ه الدعوة،واجلوانب اإلجيابية هلذ عليه السالم نوح

واهلجرة معه، ويتشبث بالبقاء يف أرضه عليه السالم رفض الشاعر لدعوة نوح

حىت لو كانت أرضه موعدا للقيامة، ليس هذا فقط، بل إن مهما كانت النتيجة،

سخرية مرة من دعاوي السالم املتمثلة يف صورة الزيتون النص يكشف عن

�ايتها «إن كبريا حينما يقول الشاعر لغت السخرية يف النص حدا واحلمام، لقد ب

.»!صناديق القمامة

:الرموز القرآنية

إن القرآن منبع غين بالطاقات واإلمكانات اليت تعني الشاعر املقاوم على

اإلبانة عن رؤيته الشعرية ونقل أبعادها املختلفة إىل املتلقني، يوظف الشاعر


147

من القرآن الکرمي وإستلهم ألفاضه ومعانيه وقصصه أو إقتبس من الفلسطيين رموزا

اآليات القرآنية يف شعره ليعرب عن ثورته وذلك جتسيدا للواقع الفلسطيين ومعادال

.موضوعيا ملا يشعر به

تظهر قدرة شعراء املقاومة يف إدخال النصوص القرآنية يف أشعارهم،

من مصادر اإلهلام الشعري الذي يفيء إليها ا لذلك يعد النص القرآين مصدرا ثر

الشعراء، يستلهمون ويقتبسون منه، إن على مستوى الداللة والرؤية أو على

ولعل اهتمام شعراء املقاومة باستدعاء النصوص . مستوى التشكيل والصياغة

القرآنية، ملا ميثله القرآن الكرمي من ثراء وعطاء متجددين للفكر والشعور، فضال

احلق قوى بني األرض علىما يعاجله من قضايا تتطابق وطبيعة الصراع احملتدم ع

هد من الصمود والتضحية يف الواقع الفلسطيين، �اا ويف ضوء ما مثله .والباطل

لنصوص قرآنية يف شعره لتخلع عليها الشاعر حممود درويش جاء استحضار

ود التأكيد على أمهية هذا الربط ي صبغة قداسية يف شيء من املبالغة أحيانا وكأنه

:بني اجلانبني، حيث ينشد الشاعر مقتبسا من سورة العلق

/ا شفقه ح ر ن ج م /باسم الفدائي الذي خلقا /أنا، فاقـر آيات ه هذ /اهللا أكرب

تدمر س /لو األل األو /ل األو ه لندائ /م ك وقت ن م /ل يرح باسم الفدائي الذي

.)38( بريوت سورتنا/ بريوت صورتنا/ اقرأ/أبد باسم الفدائي الذي يـ /يكل اهل

كما نالحظ يف هذه املقطوعة، يتحدث الشاعر عن أحد الفدائيني

ا يقوم به الفدائي ، ولكن مما يلفت النظر أنه يبالغ يف التعبري عم فی لبنانالوطنيني

ويف استدعاء الشاعر نشاهد غلبة النص .والصمود يوالتحد من التضحية

، )الشعر(=املتولد أو احلاضر على النص) نص القرآن(=املستدعى أو الغائب

استحضار النص فإنه يتحدث عن الفدائي الذي خيلق من جرحه الشفق، ويف

الصراع،القرآين يف هذا املوقف حماولة لإلشارة، ولو بطريقة غري مباشرة إىل اختاذ

املنحى العقائدي عالوة على املنحى السياسي، كما أن فيه تلميحا إىل املقاومة،

.املقرتن بنص القرآن


148

» إذا زلزلت األرض زلزاهلا«رآنية ـميح القاسم اآلية القـوکذلك يوظف س

" الوصول إلی جبل النار"من سورة الزلزال ويقول الشاعر يف قصيدته عنوانه

:عبه الی الصمود والتحدیويدعو أبناء ش

وجلجلت / وأيقظت األم أطفاهلا/! وقوفا /وزلزلت األرض زلزاهلا /!وقوفا

.)39( منوت علی ساعديك، لنحيا علی ساعديك/:الصرخة القانية

إن هذا احلشد من اإلشارات القرآنية اليت استحضرها الشاعر الفلسطينی

ية، واستثمار ما تكتنزه من دالالت تدل بوضوح على عمق عالقته بالثقافة الدين

وإمكانات غنية ثرة فضال عن إضفائها مسحة من القداسة واألصالة على خطابه

.الشعري

:الرموز اإلنجيلية

فی أبرز الرموز التی کانت هلا رواج واسعمن عليه السالم إن املسيح

اأوردهة التی شخصية إجيابية ذات املواقف النبليفهو . الشعر الفلسطينی املعاصر

من اإليذاء ها حتملرمزا لالستقامة مليستخدمونه تارة الشعراء فی دواوينهم؛ فهم

فيوظف مسيح القاسم رموز . رمزا للوطن والبقاء فی حياته وتارة أخری واالضطهاد

، و هو يرمز إلی البطل الصلب والفداء واحلياة من خالل املوتاملسيحية من

يتحمل العذاب من أجل ضحی نفسه يف سبيل وطنه و الفلسطيين الذي يفدی وي

فالشاعر يربز آالم البطل الثوري ويشري إلی الواقع الفلسطيين، . کرامتهحرية شعبه و

":الطريق إلی جبل النار"أی واقع املعاناة واإلستبداد، فيقول يف قصيدة

رسول جبال اجلليل وإين / دماء املسيح وقد وشحته/کيف تری يسرتيح

؟)40( من مرشدي/جبل النارإلی

أحس الشاعر إزاء هذه الشخصية املقدسة بأنه أکثر حرية، ومن مث

أطلق ألنفسه العنان فی تأويل مالحمها وانتحاهلا ألنفسه، وهلذا يستحضر

:شخصية املسيح فی قصيد ةأخری، حيث يقول


149

وصارت يدای علی /وظلت دمائی علی سطح الهای والکلمة القاتلة

.)41(وت صارت بشکل الصليب يدایسطح بري

لقد برز الصليب فی هذا النص ليجسد مأساة سيدنا املسيح وعذاباته

إن قيمة التناص . التی لقيها من بنی اسرائيل حني أرسل هلم کما صور�ا األناجيل

تکمن فی العذاب الذی يالقيه الشعب الفلسطينی الذی استحالت يداه صليبا

وهذا ما يزيد من عذابات وآالم . ه تسيل فی الهای فدماؤ للعذاب فی بريوت،

الشعب، وبالتالی فإن رمز الصليب موظفا إلثراء السياق الواقعی والراهن

.الفلسطينی فی اختزال للزمن

تتداخل الرموز الدينية والتارخيية عند حممود درويش، حبيث الميکن فصل

رموزا دينية، کما أن کثريا من أحدمها عن اآلخر، فکثريا ما تکون الرموز التارخيية

من هنا اختار درويش من أحداث التاريخ و . الرموز الدينية هي رموز تارخيية

رموزه ما وافق طبيعة القضايا واهلموم اليت أراد نقلها إلی املتلقي وقد اختلفت

الشخصيات واملوضوعات التارخيية والدينية اليت استحضرها باختالف الظروف

واستجالء موقف درويش من رموزه يتطلب معرفة . ر �ا األمة العربيةاليت کانت مت

إذ اليسهل علی املتلقي . خاصة ملصادر کثرية إلی جانب معرفة نقدية عالية

التقاط القرائن اخلاصة بالرمز إال بإدامة النظر يف القصيدة واالحتشاد املعريف االديب

لدرويش يتطلب معرفة » د الصبارأب«فمثال رمز املسيح کما ورد يف قصيدة . العام

خاصة باملصدر املسيحي واإلطالع علی جتربة السيد املسيح فی حياته وأقواله

وتعاليمه ومعجزاته وغري ذلک، لربطه بدواعي استحضار الرمز وتوظيفه وما يشي

حقيقا لتجربته الشعورية، حيث يقول ـمثلها الشاعر وأوردها تـبه مواقف إنسانية ت

:الشاعر

وکان جنود / خلفها يف ليايل الشتاء الطويلة/کان غد طائش ميضغ الريحو

" قانا" يلهثان علی درب / قلعتهم من حجارة بيتهما ومها/يهوشع بن نون يبنون


150

ثريا عن احلب يا ابين ک/ جعل املاء مخرا وقال کالمها/ مر سيدنا ذات يوم هنا/هنا

.)42( رحيل اجلنود/ش نيسان بعد قضمتها حشائ/ غدا وتذکر قالعا صليبية/تذکر

يتطلب الکشف عن مالمح الرمز وداللته الرجوع قبل ذلک إلی تلمس

وهي وإن کانت واضحة يف اإلحالة . القرائن اليت تشري إلی مصدر الرمز وماهيته

فإ�ا تلزم تتبع » هنا جعل املاء مخرا«و» درب قانا«إلی رمز املسيح يف مثل عبارة

ديني عرب ما ميکن أن يکون سياقا للقص الشعري وربط ذلک نبض الصوتني املتب

مبعامل التجربة الشعرية، وما حتمله من قرائن حتيل إلی مصادر أخری تفتح مدی

القصيدة وتوصلها بتجارب عدة تغين بالشک دالالت الرمز وتتشابک معها مبا

تومئ إليه من حاالت إنسانية التقف عند حد معني، حبيث تتداخل احلرکة

الباطنية للقصيدة بني املاضي واحلاضر وعاء لعدة جتارب إنسانية يتم بعثها

فيتناول درويش رموزا تتعلق بتاريخ . واستحضارها حية نابضة باحلياة أو باملأساة

املزمور احلادي «شاعر فی قصيدة ويشري ال.اليهود ليکسبها بعدا فلسطينيا

:ملسيح عليها ويقولإلی الصليب الذی صلب ا» اخلمسون بعد املائةو

/ بيننا شارعان، وظهر إله/أقرباملسافات /...اليت ابتعدت عن شفاهي! أورشليم

/ يسقط البعد يف ليل بابل/! کائن فيك، طوبی جلسمي املعذب/وأنا فيك، کوکب

صوت حرييت قادم من / وبکاء الشبابيك حق/وانتمائي إلی خضرة املوت حق

.)43(وصلييب يقاتل /صليل السالسل

واملسيح املصلوب هو الشاعر الذي يعرض نفسه ألنواع التعذيب وصوته

واملسيح والصلب . صرخة يف وجه الظلم وحيمل العذاب من أجل الوطن وشعبه

تعبري عن کل اآلالم واملعاناة اليت يتحملها اإلنسان الفلسطيين يف الثورة علی

وجيعلها » صلييب يقاتلو «فلهذا خيتم الشاعر قصيدته جبملة . الظلم الصهيوين

فالصليب رمز للمسيح املصلوب واملنجی . صورة ملعاناة متکررة يتواجه شعبه

. الصليب صورة أکرب من صورة املسيح. وکلمة اهللا والشخص الثانی من التثليث

هو رمز للواسط بني . الصليب رمز لألرض. هو جوهر تاريخ املسيحية وموجوديته


151

ففی هذه الصورة يکون الصليب . وجنة األولياءورمز للعروج . السماء واألرض

.رمزا �د وشرف قد حصل علی إثر التضحية بالنفس

:الرموز التوراتية

تی وبعض الشخصيات التوراقد استلهم الشاعر الفلسطينی من النص

اليهودية، فکثريا ما يستخدم رموزا مثل حبقوق، وإرميا وأشعياء، وغريهم من

إن شعراء . إنسانية �تمعا�مالذين نادوا بقيم إصالحية و کماء األنبياء واحل

املقاومة وظفوا تلک الشخصيات التوراتية من العهد القدمي يف أعماهلم ملا أحسوا

به من تشابه بني جتربة املنفی وبني جتربتهم يف املنفی وعلی الرغم من البون

دمي والتجربة الشاسع واالختالف التام بني مسوغات التاريخ اليهودي الق

وتشريد الفلسطينيني يف 1948الفلسطينية احلديثة اليت متخضت علی إثر نکبة

ش أصقاع العامل علی يد اليهود، فإن ذلک مل مينع الشعراء ويف مقدمتهم دروي

القاسم من االستفادة من تراث اليهود وارتياد دور ثقايف يتجلي فيه دور الشاعر و

من مصادر املعرفة املختلفة وتوظيفها توظيفا فنيا �ضم ثقافة العدو واستيعا�ا

.يقوم علی البعد اإلنساين وتصوير عمق مأساة اإلنسان الفلسطيين ومعاناته

فنجد حممود درويش حياور أنبياء اليهود ويوضح من خالل حماورته

الوضع الذي يعيشه الشعب العريب الفلسطيين فنراه حياور النيب حبقون الذي

فإن االضطهاد واالغتصاب موجودان منذ عهد األنبياء وهنا عملية . ناجي ربه

صياغة للتاريخ وربط املاضي باحلاضر ليدلل علی مدی االضطهاد الذي يالقيه

:وهذا ما نراه يف احلوارية اآلتية. الفلسطينيون

/ أنا يا سيدي عريب/نعم من أنت؟ / أموجود هنا حبقون؟/!هالو... آلو

علی قليب/ علی قليب حکايتکم/! کفی يا ابين/...رعوکانت يل يد تز

.)44(سکاکني

شخصية يوشع بن نون ليجسد فکرة الغزاة يوظف مسيح القاسم

واالحتالل املتمثلة فی إسقاط املاضی املتمثل من وجهة نظرمها فی شخصية بن


152

اجلديد، االحتالل نون علی احلاضر، وهو الواقع الفلسطينی، ليربز صورة

الل األول هو القائد يوشع بن نون الذی قاد شعبه وراء موسی واجتاز فاالحت

أما. األردن وغورها، ودخل أرحيا لکنه مل يدخل أرض کنعان، أرض فلسطني

:يقولاالسرائيلی، حيث االحتالل الثانی فهواالحتالل

باهللا والشعب / اعتصم/ جرافات بن نون/ هدمتهيا أيها البيت الذی

أو بنفسجة علی شفة / وتصري مولودا جديدا/ بستانا تصري/س ال بأ/القدير

.)45(الغدير

لکنه مهما تشبث باألرض، واستوقف الشمس، واستهمل الغروب، فإن

يتشبث االحتالل الذی لن يؤوب، مث إن) يوشع(مصريه سيکون کمصري يهوشع

زمن، باملستحيل ليثبت نفسه فی فلسطني، ولکن هذا لن يتسنی له مهما يطول ال

.سيخيم عليهم، وسينتهی أمرهم» فالغروب«

نتيجة البحث

.أوروبا فی انتشر الذي الغربی الرمزي الفلسطينی باالجتاه الشعر تأثر لقد

الرمز فی الشعر الفلسطينی املقاوم والسبب فی ذلک إعمال استعمال فکثر

فلجأ . الشديد وکبت احلريات من جانب الکيان الصهيونی الغاشم الضغط

لعديد من الشعراء الفلسطينني إىل توظيف الرموز الدينية والتارخيية واألسطورية ا

وهي تلك . للتعبري عن مواقفهم بشكل غري مباشر... واألدبية والطبيعية والشعبية

الرموز املستقاة من تراثهم ومن التاريخ أو األدب أو أساطري األمم املختلفة مثل

بطبيعة احلال أن . قية، واهلندية، والكنعانية وغريهااليونانية، والفينيقية، واإلغري

الشخصيات الدينية تعد حقال خصبا للتحول إلی رموز، وذلك كو�ا اختزاال

لكن دائما ما يتصدر . لتجربة عامة ورصدا لواقع نفسی وسوسيوجلی فی عصر ما

فإستخدم املشهد الرمزی هلذه الشخصيات الدينية صورة املعاناة واألمل ودالال�ما،

الشعراء الفلسطينيون رموزا من الرتاث الديين، اإلسالمية کانت أم املسيحية أو

الصورة الرمزية النموذجية فی األدب الفلسطينی، ) ص(فيحتل النبی . اليهودية


153

بينما السيد املسيح يكاد يكون أكثر شخصية دينية حتولت إلی رمز لدی املثقفني

من . خالل التكريس ملعجزتی امليالد والقيامواألدباء الفلسطينني، وذلك من

خالل توظيفهم هذه الشخصيات الدينية متردوا علی الظلم وشجعوا مواطنيهم

إ�م استخدموا القصص الدينية أيضا هلذا الغرض، . للنضال يف سبيل احلق واخلري

مثل قصة يوسف ويعقوب، وقصة هاجر وإمساعيل عليه السالم، وقصة هابيل

إن الشعراء يعربون من خالل هذه . يوب وآدم أو قصة مرمي العذراءوقابيل أو أ

الرموز الواقع املأساوي وقضايا اإلنسان املضطهد ويريدون من ورائها حتطيم

.اإلستبداد والطغيان علی الظلم واإلحتالل وجيسدون ثور�م ضد الصهاينة

هوامش

، مادة رمز 223 -222، ص 6لسان العرب، جابن منظور، .1

»ر م ز«انظر فی هذه املعاجم ذيل مادة .2

41سورة آل عمران، اآلية .3

10 - 8کرم، أنطوان، الرمزية واألدب العربی احلديث، ص .4

أدونيس، علی امحد سعيد، الثابت واملتحول حبث فی اإلبداع واالتباع عند العرب، .5

160ص

40ص الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، أمحد، حممد فتوح، .6

104 د، علی، إستدعاء الشخصيات الرتاثية يف الشعر العربی املعاصر، صعشری زاي .7

196رينيه ويليك وأوسنت وارين، نظرية األدب، ص .8

58اجلندی، درويش، الرمزية فی األدب العريب، ص .9

154 ص قدامة بن جعفر، نقد الشعر، .10

68نفس املصدر، ص .11

48اجلندی، درويش، الرمزية فی األدب العريب، ص .12

58صدر، ص نفس امل .13

172األصول والفروع، ص : البستانی، صبحي، الصورة الشعرية يف الکتابة الفنية .14

37زراقط، عبدا�يد، دراسات فی الرتاث األدبی، ص .15

248أبوشباب، واصف، شخصية الفلسطيين يف الشعر الفلسطيين املعاصر، ص .16


154

319، ص الوطنی فی الشعر الفلسطينی املعاصر االجتاه تطورأبوشاور، .17

35 - 34الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، ص محد، حممد فتوح، أ .18

-501فی الشعر العربی احلديث، صاجليوسي، سلمی اخلضراء، اإلجتاهات واحلرکات .19

503

79 - 66 ص عباس، إحسان، إجتاهات الشعر العريب املعاصر، .20

112الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، ص محد، حممد فتوح، أ .21

37 -36 ص �يد، دراسات فی الرتاث األدبی،زراقط، عبدا .22

23نفس املصدر، ص .23

40تشادويک، چارلز، الرمزية، ص .24

42 - 41نفس املصدر، ص .25

12 الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، ص أمحد، حممد فتوح، .26

182األصول والفروع، ص : البستانی، صبحي، الصورة الشعرية يف الکتابة الفنية .27

183 -182نفس املصدر، ص .28

197 ص عيد، رجاء لغة الشعر قراءة فی الشعر العربی املعاصر، .29

ی اإلبداع واالتباع عند العرب، أدونيس، علی امحد سعيد، الثابت واملتحول حبث ف .30

297ص

245أبوشباب، واصف، شخصية الفلسطيين يف الشعر الفلسطيين املعاصر، ص .31

127ره الفنية واملعنوية، ص امساعيل، عزالدين، الشعر العريب املعاصر قضاياه وظواه .32

355، ص 2القاسم، مسيح، األعمال الشعرية الکاملة، ج .33

584، ص 1األعمال الشعرية الکاملة، ج حممود، درويش، .34

359، ص 2نفس املصدر، ج .35

217 - 216، ص 1القاسم، مسيح، األعمال الشعرية الکاملة، ج .36

111 -110، ص 1 األعمال الشعرية الکاملة، ج حممود،درويش، .37

20 - 19، ص 1نفس املصدر، ج .38

321 – 320، ص 2القاسم، مسيح، األعمال الشعرية الکاملة، ج .39



34، ص 2 األعمال الشعرية الکاملة، ج حممود،درويش، .42



155


203، ص 2ة الکاملة، ج القاسم، مسيح، األعمال الشعري .45

قائمة المصادر

القرآن الکرمي .1

.2010ابن منظور، حممد بن مکرم، لسان العرب، دار صادر، الطبعة الثالثة، بريوت، .2

أبوشباب، واصف، شخصية الفلسطيين يف الشعر الفلسطيين املعاصر، دار العودة، .3

.1988بريوت،

الفلسطينی املعاصر، دار الفاس للنشر الوطنی فی الشعر االجتاه أبوشاور، سعدي، تطور .4

.2003والتوزيع، عمان،

الرمز والرمزية يف الشعر املعاصر، دار املعارف، الطبعة الثالثة، دمشق، أمحد، حممد فتوح، .5

1984.

أدونيس، علی امحد سعيد، الثابت واملتحول حبث فی اإلبداع واالتباع عند العرب، دار .6

.1978الساقی، بريوت،

دار احياء الرتاث العربی، حممد، �ذيب اللغة، حتقيق عبدالسالم هارون، ،األزهری .7

.2010بريوت،

امساعيل، عزالدين، الشعر العريب املعاصر قضاياه وظواهره الفنية واملعنوية، الطبعة .8

.2003السادسة، املکتبة األکادميية، القاهرة،

ألصول والفروع، دار الفکر اللبناين، ا: البستاين، صبحي، الصوره الشعريه يف الکتابه الفنيه .9

.1986بريوت،

.ش.ه1375تشادويک، چارلز، الرمزية، ترمجه مهدی سحابی، نشر مرکز، طهران، .10

اجليوسي، سلمی اخلضراء، اإلجتاهات واحلرکات فی الشعر العربی احلديث، ترمجه .11

.2007عبدالواحد لؤلؤة، مرکز دراسات الوحدة العربية، بريوت،

.ق.ه1400رويش، الرمزية فی األدب العريب، �ضة مصر، القاهرة، اجلندی، د .12

.1994 األعمال الشعرية الکاملة، دار العودة، بريوت، حممود،درويش، .13

.2003عيد، رجاء لغة الشعر قراءة فی الشعر العربی املعاصر، منشأة املعارف، القاهرة، .14


156

دين صبحي، املؤسسة العربية رينيه ويليك وأوسنت وارين، نظرية األدب، ترمجه حميي ال .15

.1987للدراسات والنشر، بريوت،

.1991زراقط، عبدا�يد، دراسات فی الرتاث األدبی، مرکز الغدير، بريوت، .16

فتوح، امحد حممد، الرمز والرمزية فی الشعر املعاصر، دار املعارف، الطبعة الثالثة، القاهرة، .17

1984.

.2004، دار العودة، بريوت، القاسم، مسيح، األعمال الشعرية الکاملة .18

.1934قدامة بن جعفر، نقد الشعر، حتقيق حممد عيسی منون، القاهرة، .19

.1992عباس، إحسان، إجتاهات الشعر العريب املعاصر، دار الشروق، بريوت، .20

عشری زايد، علی، إستدعاء الشخصيات الرتاثية يف الشعر العربی املعاصر، دار الفکر .21

.1997ة، القاهرة، العريب، الطبعة الثاني

.1947کرم، أنطوان، الرمزية واألدب العربی احلديث، جامعة االمريکية، بريوت، .22

*-*-*

Documents

موﺎﻘﻤﻟا ﻲﻨﻴﻄﺴﻠﻔﻟا ﺮﻌﺸﻟا ﻲﻓ ﻲﻟﻻﺪﻟا …pu.edu.pk/images/journal/arabic/PDF/8-v24_17.pdf · ﻲﺑرﻌﻟا مﺳﻘﻟا ﺔﻠﺟﻣ.نﺎﺘﺴﻛﺎﺑ