مجلة القسم العربي

.باكستان -جامعة بنجاب، الهور

.م2018 والعشرون، خامسالعدد ال

Majallah Al-Qism Al-Arabi

University of the Punjab,

Lahore - Pakistan.

No.25, Issue: 2018

صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى ألبي أبي بكر

دراسة تحليلية بالغية :اإللوري

موسى عبد السالم مصطفى أبيكن

األستاذ املشارك بقسم الدراسات العربية

واإلسالمية كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية،

جامعة والية كوغي، أينبا، نيجرييا

Abstract : Pictures of the Rhetorical Recital in the Diwan of Isa Alabi

Abu Bakar Al-Ilouri: an analytical and rhetorical study

This article discusses some rhetorical aspects in the

anthology of a renowned Nigerian Arabic poet known as Isa Alabi

Abubakar. It begins with an introduction to the poet and the factors

that produced him. Some light is thrown on the background to the

science of rhetoric. Eleven examples representing its aspects

have been studied. The aim of study is to bring to generality the

use of rhetoric by one of the Nigerian contemporary poets. Our

findings show that the basic of using rhetoric is to beautify the

writing both in words and meaning.

Key Words: poet, anthology, skilful beginning, citation, factors

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 144

التعريف بالشاعر

ة كماسي الغانية ألبوين إلوريني عام ولد الدكتور عيسى أليب مبدين

م، تعلم القرآن الكرمي ومبادىء الدراسات العربية اإلسالمية على أيدي 1953

وحصل على الشهادتني اإلعدادية والتوجيهية مبركز التعليم العريب ،مشايخ إلورن

حصل على الليسانس والدكتوراه يف اللغة العربية من .نيجرييا ،أغيغى ،اإلسالمي

والدبلوم العايل يف تدريس اللغة العربية لغري الناطقني �ا من جامعة ،معة إلورنجا

عمل حماضرا بقسم اللغة العربية م 1994 - 1984وبني .امللك سعود بالرياض

، حيث م انتقل إىل جامعة إلورن 1994ويف عام ،صكتو ،جبامعة عثمان بن فودي

، وظل مواظبا علىر مذ كان يافعا، قال الشع1يعمل حاليا مدرسا للغة العربية

ره حبسن ، فامتاز شعجتويده وتصقيله حىت قويت شوكته، وتفجرت ينابيعه

وقد نال بالشعر 2، واملقدرة اإلبداعية النادرة الديباجة، وعلوالبالغة، وقوة املخيلة

جوائز كثرية، أعالها اجلائزة األوىل يف املسابقة الشعرية اليت نظمتها جامعة امللك

م، 1991سعود بالرياض ضمن فعاليات أسبوع التوعية حول مضار التدخني عام

وقد نال من دارسي اللغة .ونشرت له قصائد جمالت أدبية يف نيجرييا وبالد عربية

مكانة مرموقة سواء يف –بوجه أخص –حميب الشعر العريب و العربية ومدرسيها

. داجلامعات النيجريية أم املعاهد العليا يف البال

عوامل تكوين شاعريته

: أوال .هناك عوامل كثرية ولدت شاعرية عيسى وأمهها عامالن جوهريان

ا أثر قوي يف الشاعر إىل ما فقد جتسد يف ثالت بيئات كان هل :البيئة املدرسية

. نيجرييا - 3ووبيئة جامعة بن فودي بصكت ،أغيغى -، بيئة مدرسته باملركز يلي

من الزمن 5قضى الشاعر باملركز مايقرب من عقد وقد 4وبيئة وطنه إلورن

عامرة بالشباب النابغني ،واملركز بيئة مهيئة لتنافس الشعراء). م1971 - 1965(

،وأسلوبه املتميز يف إعداد الشعراء ،املتأثرين بتوجيه الشيخ آدم عبد اهللا اإللوري

العشر سنني حيث عمل و مث ساقه القدر احملتوم إىل جامعة عثمان بن فودي بصكت

145 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

احتك خالهلا بأجلة األدباء أرباب البيان الذين ،حماضرا بقسم الدارسات العربية

م واملدينة 1994 عام ،نقدوا شعره وقوموه مث عاد وضرب أطنابه على موطنه إلورن

وبالشباب املتحمسني ،بناة احلضارة اإلسالمية ،ملئية برتاث اآلباء واألجداد

اية تراثها وثقافتها فوجد من هنا وهناك دوافع توهج منها املتفانني يف مح ،للعربية

العامل :ثانيا. والرتكيز يف االجتاه ،وأسعفته على النتاج املستمر ،شاعريته

وامللكة الشعرية اليت ،وأما العامل الشخصي فيتمثل يف املوهبة الفذة .الشخصي

راء القدامى إضافة إىل عكوفه على دواوين الشع ،منح اهللا به الشاعر إياها

ويتمثل العامل أيضا يف سعة ثقافته اليت 6وحفظه لكثري من أشعارهم ،واحملدثني

.اكتسبها عن طريق االطالع املكثف على الثقافات العاملية املتنوعة

ديوان الشاعر

يعترب الشعر العريب صناعة ميارسها عيسى أليب أبوبكر حينا إثر آخر،

عربيا كان أم أعجميا، ،بها اهللا من يشاء من عبادهوالشعر طبعا موهبة إهلية يه

وقد ظل الشاعر يقرض األشعار حول حوادث تارخيية سياسية كانت أم ثقافية بل

ما من حادثة مهمة حتدث يف نيجرييا ويف العامل أمجع إال وله قصيدة تستعيد

ر أن وكان من الصعب للشاع. أملا كان أم أمال ،ذكراها حنوها، حبا هلا أم بغضا

وتعدد مناحيه، ،حيصي بالضبط ما ولدته قرحيته منذ أن نبغ يف الشعر لغزارته

وطول عهده به، ألن معظم قصائده قد سقطت من يد الزمان لعدم تقييده يف

وقد مجع الشاعر أشتات هذه القصائد يف . سجل خاص، ويف وقت مبكر

ئه وطالبه م بتشجيع من قبل زمال2000السنوات األخرية، وبالتحديد من

.وأساتذته بعد عقود مرت على تشتتها

:يقول مفاخرا بشعره

7هللا والدين واإلنسان والقلـــــــــــــــــــــــــــــم جهدي وسهدي وما ألقى من األمل

ما قيمة املرء يسعى دومنا هــــــــدف وكان من أشرف األعراب والعجم

ــــــــــين به أنسق ما يهدي من احلكــــــــــمشعري طريقي إىل العلياء يرفعـ

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 146

هدية اهللا من حيفى �ا بطـــــــــــــــــــــــــــــل يصول منتصرا يف حلبة الكلــــــــــــم

يا ناكرا هبيت يف الشعر حيســــــــــدين ال خيلق اهللا أقواما بال علــــــــــــــــــــــــــــم

من يرى يتسىن سؤدد عبثـــــــــــــــــــــا بــدون كد بنيت الظن بالتهــــــــــميا

زيادة اخلري باألعمال يتبعهــــــــــــــــــــــــــا حب الفضيلة واإلحسان والكرم

ومن باب التحدث بنعمة اهللا على ،وهذه القصيدة قيلت يف معرض الفخر

خالية من التعقيدات اللفظية ،وأوضح املناحي ،أبسط العبارات مبنية على ،عباده

8 .واملعنوية

المحسنات البديعية

قال ،يطلق البديع يف اللغة على إجياد الشيء واخرتاعه على غري مثال

" بديع السموات واألرض وإذا قضى أمرا فإمنا يقول له كن فيكون " :تعاىل

ع السموات واألرض خلقهما وإجيادمها على غري فمعىن إبدا 117اآلية ،سورة البقرة

وعلى الشيء ،وعلى الشيء احملدث ،مثال سابق كما يطلق على اجلديد احملدث

:يقول حسان بن ثابت .العجيب الغريب

9سجية تلك فيهم غري حمدثـــة إن اخلالئق فاعلم شرها البدع

فإن املعىن االصطالحي للبديع ،وإذا كان البديع لغة اجلديد واحلديث

فلقد أطلق البديع فنا من فنون ،منسجم متام االنسجام مع هذا املعىن اللغوي

،من أساليب بيانية كمسلم بن الوليد 10القول على ما أحدثه الشعراء املولدون

. وأمثاهلما ،وأيب متام ،وبشار بن برد

لمحات تاريخ علم البديع

،وعلى التحديد ،ع تشمل أكثر املباحث البالغيةولقد كانت فنون البدي

وهذا ،وبعض القضايا يف علم املعاين ،تشمل ما يعرف اليوم مبسائل علم البيان

،ونتيجة حلتمية التطور ،يظهر مما كتبه ابن املعتز ومن بعده قدامة يف نقد الشعر

از فإذا كان ا� ،بدأت قضايا البديع تكون جمموعة خاصة لتفصل عن غريها

،إذا كانت أولئك مجيعا تعد من البديع ،والتشبيه كذلك ،والكناية بأقسامهما

147 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

ويقال إن أول من فصل بني مسائل 11فلقد أصبحت فيما بعد فنا خاصا

كما يظهر ذلك –رمحه اهللا –علمي املعاين والبيان اإلمام عبد القاهر اجلرجاين

يع من صلب البالغة مث جاء ومل تكن تعد مسائل البد ،يف مؤلفاته البالغية

السكاكي فنهج �ج اإلمام عبد القاهر اجلرجاين فذكر احملسنات البديعية يف

القسم الثالث من مفتاحه ال على أ�ا علم مستقل بل على أ�ا حمسنات فحسب

ويظهر أن أول من جعل هذه املسائل علما مستقال بدر الدين بن مالك يف 12

وهذا ،إىل ثالثة فنون هي املعاين والبيان والبديع حيث قسم البالغة ،مصباحه

العلم الذي يوشي به الكالم و فعلم البديع ه. ما استقر عليه األمر إىل يومنا هذاو ه

وقد يكون من جهة ،وقد يكون ذلك احلسن من جهة اللفظ ،بأوجه احلسن

وقد قسم علماء البالغة احملسنات البديعية إىل ضربني، فضرب .املعىن

فاحملسنات املعنوية هي ما يرجع اجلمال فيها ،وآخر اللفظية ،سنات املعنويةللمح

وليس معىن .واحملسنات اللفظية هي ما يرجع اجلمال فيها إىل اللفظ ،إىل املعىن

هذا أن ينظر إىل هذه احملسنات بعيدة عن األساليب اليت قررت يف علمي املعاين

موضوعية شاملة حيث جيب أن يكون والبيان بل احلق أن تنظر إىل النص نظرة

بعيدا ،وأن يكون بأسلوب مؤثر ،مطابقا ملقتضى احلال كما قرر يف علمي املعاين

وأذكر بعض الصور البديعية بشقيهما اللفظية .عن التعقيد كما قرر يف علم البيان

.مناذج من صورهو لشاعر بنموذجني أواملعنوية يف ديوان ا

البديعية بيان توظيف الشاعر للمحسنات

وجوه احملسنات املعنوية تنطوي أشعار عيسى أليب أيب بكر صورا من

، قاهلا الشاعر باختالف موضوعا�ا ومن األمهية مبكان أن القصائد اليت. واللفظية

وتباين أغراضها، تتخللها نكت بالغية أدرجها الشاعر عفوا يف ثنايا قصائده

. مها دراسة بالغية قدر املستطاعوقد درسناها معظ. فأكسبها رونقا و�اء

إن دل . والنماذج اليت أوردناها يف هذا البحث تتمثل عشرات أمثاهلا يف شعره

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 148

ذلك على شىء، فإمنا يدل على أن للشاعر قدرة متميزة يف اللغة العربية، ومهارة

.ا من أركان علوم البالغة العربيةيف توظيف احملسنات البديعية اليت تعد ركن

ابقة المط -1

أصل املطابقة وضع الرجل اليد يف مشي ذوات األربع، أما يف اصطالح

يف بيت شعر كاجلمع بني و البالغيني فمعناه اجلمع بني الشيء وضده يف كالم أ

أن و ومغزى اجلمع بني األمور املتضادة ه .الليل والنهار، وبني البياض والسواد

- ، ويزيده �اء ورونقا، فالضد الكالم مجاالو يكس ،اجلمع بني األمور املتضادة

يظهر حسنة الضد، ولكن وظيفة الطباق ال تقف عند هذا الزخرف، - كما قالوا

وتلك الزينة الشكلية، بل تتعداها إىل غايات أمسى، فال بد أن يكون هناك معنيا

لطيفا، ومغزى دقيقا وراء مجع الضدين يف إطار واحد، وإال كان هذا اجلمع عبثا،

و�ذا يتضح أن الطباق ليس قاصرا على الزينة والزخرف، 13اهلذيان وضربا من

وليس اهلدف منه جمرد التذويق الشكلي، بل يتجاوز ذلك إىل أهداف أمسى،

وقال زكي الدين بن أىب األصبع املصري املطابقة ضربان، 14وغايات ال تتناهى

ب الذي يأيت والضر .ضرب يأيت بألفاظ احلقيقة، وضرب يأيت بألفاظ ا�از

: ومنه قول الشاعر" التكافؤ " بألفاظ ا�از يسميه قدامة بن جعفر

مر باسل حيمي الذمار صبيحة اإلرهاقو الشمائل وهو حـل

جيرى جمرى االستعارة إذ ليس يف اإلنسان وال يف مشائله " ومرو حل: "فقوله

يسمى املطابقة ماو فالضرب الذي يأيت بألفاظ احلقيقة ه .ما يذاق حباسة الذوق

﴾مات وأحياأو وأنه ه* أضحك وأبكى و وأنه ه﴿: الطباق ومن أمثلته قوله تعاىلو أ

وقد أكثر الشعراء من استخدام املطابقة ا�ردة . 44-43سورة النجم، اآلية

يكسو�ا به من فنون و يكملو�ا أو واالرتفاع جبماهلا وبالغتها مبا يضمونه إليها أ

شائع يف األغراض الشعرية اليت قاهلا الشاعر، وهذا والطباق اإلجيايب .البديع

الطباق جاء يف خاطر الشاعر عفوا، وغايتنا منه االستشهاد ببعض أمثلة منه،

: قوله

149 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

15ترحايل وفـي حلي يف أهواك لرونقي وجـــــــــــــمايل أنت يا شعر

16رجايل لب نثرت أخذت وإذا فللقلوب حتيـــــــــــــــــــــــر فـإذا نظمت

17والدهور ذكركم اهللا يرفع ت الـسيئات بـاحلسنـــــــــــــــــــــــــــــــــا فـادفعوا

19والضر 18والتدجيل الـكذب شـــــــــــــر خيـرهـا السياسة إن

20باليسر العسر يـــــــــــــــــــــــــــــــزال ىت ح دوم دولتكـــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــآل سعود ت

21الطريق إىل احلمامو يضين احملب ه ره كطويلــــــــــــــــــــــــهـــــراق قصيـــــإن الف

22أمسي وأصبح يف عذاب مستدام وتفتت كسر ــت ن ــره وأعيش

23ظالـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم جيحده ــــــــه أولليس لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجوده

24املشورات خري أحاديثه فــــــفي شيخ إذا خاض يف جد ويف هزل

حمل الشاهد يف البيت األول طباق إجيايب بني حلي وترحايل، ويف البيت

كذلك يف البيت الثالث بني سيئات نظمت ونثرت، و طباق إجيايب بنيالثاين

ويف البيت اخلامس بني العسر . وحسنات، ويف البيت الرابع بني خري وشر

واليسر، ويف البيت السادس بني قصريه وطويله، ويف البيت السابع بني أمسي

ويف البيت الثامن بني البغض والود، ويف البيت التاسع بني أول وآخر، ،وأصبح

هذه النماذج متثل كفاءة الشاعر يف توظيف . البيت العاشر بني اجلد واهلزليفو

.لفظية بأسلوب واضح، ومعاين جليةاحملسنات ال

المقابلة-2

يعد قدامة بن جعفر من أوائل من تكلم عن املقابلة، فقد ذكرها يف

25معرض احلديث عن بعض اخلصائص األسلوبية اليت تعلي من قيمة الشعر

بالغيون خمتلفون يف أمر املقابلة فمنهم من جيعلها نوعا من املطابقة، ويدخلها وال

األصح و يف إيهام التضاد، ومنهم من جعلها نوعا مستقال من أنواع البديع وهذا ه

وصحة املقابالت تتمثل يف توخي املتكلم بني 26ألن املقابلة أعم من املطابقة

يف صدر كالمه أتى بأضدادها يف عجزه الكالم على ما ينبغي، فإذا أتى بأشياء

على الرتتيب، حبيث يقابل األول باألول، والثاين بالثاين، ال خيرم من ذلك شيئا

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 150

والفرق بني .يف املخالف واملوافق، ومىت أخل بالرتتيب كانت املقابلة فاسدة

أن املطابقة ال تكون إال اجلمع بني: أحدمها: املطابقة واملقابلة يأتى من وجهني

أربعة أضداد، ضدان يف صدر الكالم، وضدان يف عجزه، وقد تصل املقابلة إىل

أن : ثانيهما .اجلمع بني عشرة أضداد، مخسة يف الصدر، ومخسة يف العجز

املطابقة ال تكون إال باألضداد بينما تكون املقابلة باألضداد وغري األضداد

علماء البديع أن أعلى ويرى .ولكنها باألضداد تكون أعلى رتبة وأعظم موقعا

ما كثر فيه عدد املقابالت شريطة أال تؤدي هذه الكثرة إىل و رتب املقابلة وأبلغها ه

وعلى هذا، كلما ظهرت املقابلة يف الكالم بدعوة من املعىن .توحي بهو التكلف أ

بل املقابلة .كانت أجنح يف أداء دورها املنوط �ا يف حتسني املعىن ،ال تطفال عليه

ة ما جرت جمرى الطبع ومل تأت متكلفة وإال كانت سببا من أسباب اجليد

27اضطراب األسلوب وتعقيده

وهناك مقابالت كثرية على هذا املفهوم يف ديوان الشاعر، وإليك

: الشواهد منها

28أي شر أنـكى من التدمري التعمري مـن أي خيـر أجدى

29 نا مدى اآلجالهكذا أمر القنوط صبح الرجاء بـعد ليل

30 وأجنبتم للموت واخلذالن ولدمت لتحيوا يف السالمة والعال

31آخر الصبـر لذة األكباد الصبـر حـرقة األكـبـــــــــــــــــــــــاد أول

32والكذب فيه مكسر ال جيرب ومشرف معظـــــم فيه احلق

33مجيال دميـــــــــــــــــــــــــــمو يغدو�ذا ذكيـــا البليد يصبح فبه

34يصفــــــــــــــــــــــــــــــــــد رــــــــــفـــــفالك إذا تنشط دين اإلســــــــــــــــــــــــــــــــــــالم

وقد جاء يف البيت األول كلمات ثالث وما يقابلها فخري ضده شر،

ويف البيت الثاين كلمتان وما .التدمريوأجدى ضده أنكى، والتعمري ضده

ويف البيت الثالث لتحيوا .يقابلهما فليل يقابله صبح، وقنوط يقابله رجاء

. بع بني أول وآخر، وبني حرقة ولذةويف البيت الرا .وللموت، وبني العال واخلذالن

151 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

البيت السادس بني ويف. ومعظم ومكسر ،ويف البيت اخلامس بني احلق والكذب

ويف البيت السابع بني اإلسالم والكفر، وتنشط .، واجلميل والدميمد والذكيالبلي

، فنون البالغة وهذه األمثلة للمقابلة تلقي ضوء من أن الشاعر متكن يف .ويصفد

.باب القصد �ا، وإمنا جاء عفواويالحظ أن توظيفها مل يكن من

المبالغة -3

ية فإننا جند أن عبداهللا بن املعتز إذا نظرنا إىل املبالغة من الناحية التارخي

أول من حتدث عنها، فقد عدها يف كتابه البديع من حماسن الكالم والشعر، و ه

مث جاء بعد ابن املعتز قدامة بن جعفر 35وعرفها بأ�ا اإلفراط يف الصفة

فتحدث عن إفراط الصفة وعده من نعوت املعاين، وكان أول من أطلق عليه اسم

املبالغة لكان احملدثون أشعر من القدماء، وقد رأيناهم و كان الشعر هو لو .املبالغة

. تعارات وا�ازات اليت استعملوهااحتالوا للكالم حىت قربوه من فهم السامع باالس

واملبالغة يف صناعة الشعر كاالسرتاحة من الشاعر، إذا أعياه إيراد املعىن بالغ

ك على السامعني، وإمنا يقصدها من حمال، ويهول مع ذلو فيشتغل األمساع مبا ه

36ليس مبتمكن من حماسن الكالم وقد أطلق علماء البالغة على هذا الفن

واإلغراق والتبليغ، كما أ�م عدوا املبالغة غرضا لفنون و تسميات متعددة منها الغل

، سل، واإلجياز، واإلطناب، والقصركثرية كالتشبيه، واالستعارة، وا�از املر

37وغريها والكناية،فهذه الفنون تفيد املبالغة، وهي متفاوتة يف تلك اإلفادة،

وجند عند الصرفيني والنحويني صيغ املبالغة كفعال، ،قوة وضعفاو زيادة ونقصانا أ

ومفعال، وفعول، وفعيل، وفعل، وأساليب التوكيد اللفظي واملعنوي، وتلك أيضا

ان الشاعر وإن كانت أقل استعماال من وقد وجدنا املبالغة يف ديو 38تفيد املبالغة

: غريها وإليك أمثلة لبعضها

39مـمرد صـرحـا شيخ يـا كـــــــــل فـن بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـيت فـي

40الناس فرح حىت يفوق رح وتـرى اجلن حـــــني يسمعـــــــــــه يفـ

41فـي الـحجال تسرت إذا ب والـقل سـر ــــــــــــــــــــــــا فـاضـحـــــــــــ يـا

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 152

42ألن اجلسم صار بذاذا: قالت ملاذا فقلت تبكي ألــــــــــــــــــفيتها

43يف الدهر بعد الشيب قط لذاذا إستهجنوين إذا كربت فلم أذق

م الكائنة يف البيت األول، جيزم الشاعر أن ممدوحه أحاط جبميع العلو

لكنه مل يستثن يف ذلك، واحلقيقة ليس من وسع أحد من الناس من أحاط

بالفنون كلها، وقد يكون للممدوح أوفر نصيب يف العلوم العربية واإلسالمية،

فادعاء هذه الصفة للممدوح ال ميكن ،شبه جاهلو ويكون يف غريمها جاهل،أ

عر بأن رؤية اجلن وفرحه بالشعر ويف املثال الثاين، ادعى الشا .وقوعه عقال وعادة

جاريان غري أن رؤية اجلن بالعني ا�ردة غري ممكن عادة، وإن كان ميكن عقال مث

يف املثال .فرحها فوق فرح الناس نوع من املبالغة يكاد خيرجه من صدق القول

قل ﴿: الثالث، ادعى املادح بأن ممدوحه يعلم الغيب، وربنا يقول يف كتابه العزيز

فادعاء 65:سورة النمل، اآلية ﴾يـعلم من يف السموات واألرض الغيب إال الله ال

الغيبة علم خيتص به اهللا وال يظهر على غيبه أحدا، وهذه الصفة جعلها غلوا

فهذا مبالغة ،يقول على لسان عجوز أ�ا مل تذق لذة بعدما أتاها الكرب .مردودا

كل امرىء طرفة عني مث تغيب على سنة اهللا اليت فطر الناس إذ اللذة تنتاب

حالوة و عليها، فادعاء الشاعر أن العجوز مل تذق يف الدهر بعد الشيب لذة

.مبالغة ال يقبلها العقل

تأكيد المدح بما يشبه الذم -4

أول من فطن إىل هذا النوع من البديع املعنوي عبداهللا بن املعتز، فقد

من حماسن الكالم ومساه تأكيد املدح مبا يشبه الذم، ومن "البديع"ه عده يف كتاب

ناظرين إىل أن حسنه املعنوي " االستثناء"البالغيني من يسمى هذا الفن البديعي

44ناشيء من تسمية ابن املعتز له أدل يف الواقع عليه من تسميته باالستثناء

م، أن هذا األسلوب ألف الناس وجه تسمية هذا اللون بتأكيد املدح مبا يشبه الذ

صفة مدح مثبتة مث و مساعه يف الذم، ألن املتكلم عندما يذكر صفة ذم منفية أ

املستدرك سيكون ذما، و استدراك يتوقع السامع أن املستثىن أو يعقب بأداة استثناء أ

153 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

ألن هذا ما قد ألفه واعتاده من مثل هذا األسلوب، ولكن املتكلم ذكر ما ألف

ة مدح يؤكد �ا املدح األول، وهلذا مسي األسلوب بتأكيد املدح مبا إىل ذكر صف

45يشبه الذم

: ومن مزايا تأكيد املدح مبا يشبه الذم على قلته يف ديوان الشاعر

46ء سوى أن يرد كل الثناء بسطوا عنده الثراء فما شا

ه أثبت املادح صفة من صفات املمدوح مث جاء بعدها بأداة استثناء كأن

يريد �ا الذم فلم يفعل بل حاد عنه إىل املدح ليؤكد بأن للممدوح صفات أخرى

.جديرة بالذكر

47ر سوى أن يعيش كالفقراء عامل ألبس النعيم فما اختا

العلم مث جاء و أثبت الشاعر صفة املدح للممدوح يف صدر البيت وه

.بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى تأكيدا له

48تطري العليا إىل نفس له إين شاعر يف األرض لكـــنو

، وصفة الشعر مدح ولكنه معروف يف واد الشعرميدح الشاعر نفسه بأنه

. فإذا تليها صفة أخرى تؤكد ذلك ،كأنه يستربىء من هذه الصفة ،أتى بلكن

49ه محدا يعم خريك أرجاء البالد فــــــــال ترى سوى من إذا ما عد

إن العهد الذي توىل فيه األمري : ويف البيت الرابع، ميدح أمري البالد قائال

مقاليد األمور عرفه الناس باخلريات والربكات، تتقدم البالد حسا ومعىن مث جاء

ناهض األوىل فإذا تالها صفة أخرى، يقر الصفة بسوى كأنه يريد أن يذكر صفة ت

.األوىل توكيدا له

50عن ذاته هل أحد عامل اإلله لكنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهندعوه ب

كأن الشاعر يستنكر الصفة اليت استقرها للموىل جل شأنه يف صدر

وأنه ،وإمنا متادى بالصفة اليت أكثر وضوحا هللا الواحد القهار ،ومل يفعل ،البيت

.عامل قدير يف األمور كلها تأكيدا للصفة األوىل

51قد وعدناك مركز اخلــــــــــــــــــري إال نظهر الذل يف الوغى لألعادي

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 154

، واستقى رج من رحابهأثبت الناظم موعدا كان قد ضربه للمركز الذي خت

، ومل يفعل سيذكر شرطا يف استيفاء هذا الوعدمن مياهه مث فاجئنا بإال على أنه

ه يظهر ، وأنلذين يرتبصون باملركز سوءعداء ابل صرح بأنه ال يزال يهاجم األ

واملغزى يف هذا األسلوب أن املتكلم عندما يذكر . ضعفهم عند القتال تأكيدا

، يتوقع السامع استدراكو يعقب بأداة استثناء أصفة مدح مثبتة مثو صفة ذم منفية أ

ىل صفة ، وعندما يعدل عن ذكر ما قد ألف إاملستدرك يكون ذماو ن املستثىن أأ

.يؤكد �ا املدح األول، بدا نكتة بالغية يف األسلوبمدح

االلتفات-5

أصل االلتفات حتويل االجتاه، كما يلفت املصلي بوجهه عند سالمه

لة واحدة فال أكثر ال يف مجو بشرط أن يكون يف مجلتني أ 52 وانصرافه من صالته

ب آلخر، قالوا إن الكالم إذا نقل من أسلو 53"أنت صديقي: "التفات يف قولك

كان أبعث لنشاط السامع، وأدعى إىل إصغائه، وجذب انتباهه، ألن النغم

سورة ﴾لن نصرب على طعام واحد ﴿: الواحد مملول كاحلديث املعاد وقدميا قالوا

لكن لاللتفات مواقع لطيفة، واعتبارات شريفة جديرة بالبحث 61البقرة، اآلية

وإمنا مسي بذلك ألن " شجاعة العربية"ى أيضا عنها، وااللتفات إليها، ويسم

الشجاعة هي اإلقدام، وذلك أن الرجل الشجاع يركب ما ال يستطيعه غريه،

بية ويتورد ما ال يتورده سواه، كذلك هذا االلتفات يف الكالم، فإن اللغة العر

ومن أروع اللون البديعي الذي اتسم به الشاعر . ختتص به دون غريها من اللغات

: مبثوث يف القصائد أخرجناها للتمثيلو قصائده االلتفات بأنواعه وهيف

54وأنت تعرف حق اجلار للجار يا شعر كن يل جارا ليس يظلمين

55 ليكن فخارك خري كل فخار يـا يـوم هجرة من وطئ الثـــــــــــــــــرى

56يأتيه برهانا يعطي لكل الذي فـكن إمـاما تـقيا عاملا ورعـــــــــــــــــا

57 يـــــــــــــــــــــغيظ الـرياح وال ينكسر راسـيـــــا جـبال لـنا ســتـبقى

155 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

خاطب إىل ضمري الغائب، يف البيت األول، انتقل الشاعر من ضمري امل

ض بالغي إىل وهذا ضمري املخاطب مث مال لغر " شعر كن يل جارايا : "بقوله

ليس "كان يستمر بضمري املخاطب لقال و ل" يس يظلمينل: "ضمري الغائب فقال

وهناك التفات يف .بالياء على ضمري الغائب" ليس يظلمين"وإمنا قال " تظلمين

البيت الثاين، وقد انتقل الشاعر يف البيت الثاين من ضمري الغائب إىل ضمري

يت ضمري الغائب مث حول يف عجز الب" فيا يوم هجرة من وطئ الثرى"اطب املخ

. ن فخاره، ومل يقل ليك"ليكن فخارك خري كل فخار: "قالإىل ضمري املخاطب ف

فكن إماما تقيا يف املصراع : " بدأ الشاعر يف البيت الثالث بضمري املخاطب بقوله

يعطي لكل الذي إىل آخره يف املصراع :فحول الضمري إىل الغائب بقوله ،األول

تفت الشاعر يف البيت الرابع بضمري ال. ومل يقل تعطي كما بدأ به ،الثاين

ومل يقل تغيظ ،ال ينكسريغيظ الرياح و :املخاطب إىل ضمري الغائب يف قوله

.الرياح

براعة االستهالل -6

، وإذا مل غي له أن يتأنق يف ابتداء الكالمنبه البالغيون إىل أن املتكلم ينب

، وأحسن ه، وانصرفوا عنهابه الناس ورفضو ، وعبدا كالمه قبيحا، يتأنق يف بدايته

متاز �ا الشاعر ومن األساليب البالغية اليت ا .االبتداءات ما ناسب املقصود

، نراه دائما أبرز السمات البديعية يف قصائده ، ولعل هذا اللونبراعة االستهالل

اآلذان حسنا، وأخلب يستهلها بأبيات توحي إىل مضامني القصيدة مطلعا يلذ به

:ن أمثلة ذلك قوله يف وصف التدخنيم، و لألذهان عقال

58العصر فتنة املسكني التدخني أيها الشعر ثر على

دفني بداء جزه وقد جعل الصدر مرتعا جلراثيـــــــــــــم

.والقصيدة تتحدث عن آفة التدخني

:وفي الرثاء يقول مفتتحا

59اد من دون شني العب فـغر الـموت فـاه طرفة عــــــــــــــني

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 156

ـحا وعم احلبور ساعة البني لـوح األهل أيدي احلب تلويــــــ

ويف اهلجرة النبوية السنوية،

:يقول

60أتـيت فـقويت وحدتنــا نـحييك يـا عيد هــــــــــــــجرتـنا

آمـالنا ذلـك فـجـدد طـلعت كـطلعة فـجر السما

:ويف الغزل

61فغدا كل خبيـر مثل غر هـذه الـمرأة أعـيت كل فكر

هـمة يف نظري باءت بصفر هـمة النعات فـي أوصافـها

:ويف السياسة

62الكذب والتدجيل والضر إن السياسة خيـرهـا شـر

حـلوها عنك تـخد ال مـاذا يـروعك مـن حماسنها

:ح يقول يف أمحد شوقي وحافظويف املد

63ـهد وشوقياتـــــنشط الشعر بعد طول سباتـــــــــه خبطي أمح

ـــر أين منه اجلمان يف حلقاتهود بشعـــــــــــــــــــوأتى حافظ جي

والته�ما نالت الكنانة جمــــــــــــــــــــــــــــــدا مل ينله الكمي يف ص

رفعاه إىل مساء بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان �ما صني من حلون عداته

:ويف الشكوى

64لقول شعر فال تنقاد أشعاري؟ ماذا دهاين إذا استجمعت أفكاري

بإصــــرار تبقى عبثا ا لكنه فال أزال أناغيها وأطر�ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

يف املثال األول، أراد الشاعر أن يصف التدخني وخطورته على ا�تمع،

بية فطلعت القصيدة �ذين وخباصة املساكني وما يرتتب على مدمنه من أمراض قل

الدويل بدولة و ويف املثال الثاين، سقطت طائرة احلجاج يف مطار كن. البيتني

فأودت احلجاج طرفة عني، وهم قد أكملوا مناسكهم م، 1973نيجرييا عام

س واستهله بالبيتني عائدين إىل أوطا�م، وأراد الشاعر أن يصور هذه املأساة للنا

157 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

مطلع البيتني السابقني يف املثال الثالث، ندرك أن الشاعر يذكر فائدة و . السابقني

قبل أن يفهم القارئ اهلجرة النبوية وأمهيتها لدى املسلمني بدون لغز وال استفسار

ويف املثال الرابع مطلع إلحدى . دليل على براعة االستهالل وحسنه مغزاه فذلك

يستهل . غزلياته حيث ال يرتدد القارىء من مغزى القصيدة مبجرد ان اطلع عليها

الشاعر أبياته يف املثال اخلامس حبقيقة سياسة نيجرييا الراهنة حيث حييط �ا

ت تغرت أصحا�ا إىل االنضمام يف سلكها، وارتكاب كبائر أباطيل وترهات ومغريا

غرض اإلمث ليجدوا مآر�م بطريقة غري شرعية ومطلع القصيدة يدل على

، تربهن األبيات األوىل من غرض الشاعر، فال ويف املثال السادس .القصيدة

أما ، واملطلع واضح وضوح الشمس و حاجة إىل الرتدد ماإذا كان مدحا أم غريه

مبا يشري إىل غرض القصيدة املثال األخري، فققد استهل الشاعر بالبيتني االولني

واحلقيقة أن مطالع . ، والقصيدة بذا�ا ناطقة باملوضوع الذي يريده الشاعرمباشرة

.الفن لدى الشاعر يف بنات أفكاره القصائد مسة من مسات هذا

الجناس -7

ذا صدر عن طبع وجاء عفوا كان له إ -كغريه من ألوان البديع -اجلناس

وقعه وأثره يف املعىن، أما إذا تكلف وتصنع بدا ثقال، ورغبت عنه النفوس، وجافته

واجلناس يف مذهب كثري من أهل األدب غري حمبوب، ألنه يؤدي إىل 65األذواق

66التعقيد، وحيول بني البليغ، وانطالق عنانه يف مضمار املعاين من غري تكلف

سن البديع اليت جاء الشاعر يف بعض أشعاره اجلناس بنوعيه التام وغري ومن حما

. التام، واجلناس كثري جدا إال أننا نضرب باألمثلة منه

67رارـــــــــــــــــــواإلش راك ـــــــــــــــــاإلش جنة أرضك واهللا يـثرب ـا ـــــــيـ

68املفضال شيخنا ل باجلديد فـاليوم ال تبخل علي ضــــنانة

69تهاد ــــواج وجلبة إن هـــــــــذي احلياة حمض جهاد وكـفاح

70هد ـــــيـش الـمهيمن ــــــــــــفأ ـ العبـ حـامال ـامــــــال ع دم

71وحكيمنا حيىي لنحىي يف لظى اآلالم شيخنا منا أنـزعت

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 158

72لسحر سالب لب الكرام ي فإينـــــلفن الزمنا اــــــــــــــــــإذا م

73بقول نقي وحب فصيح روحا لنــــــــــــــاو لقد كان روحا

74ملا أهان طغاتنا مشهــودا قوم كنا يف البالد شهودا يا

75فغدا عنــــــــــــــــــــــــــــــــدي داء ـــــــــــحك دواءعلوا الضـــــــــــــــج

76السىن واملىن و هام العال وه ر به أعتليـــــــــــديت الشعــــــــعو

77عان أعاين منه كل العنا ي قيــــــــدهــــيا من يرى أين ف

78مالحمه أحس أسى وطعنا رىـــوقلبك كلما جاءته ذك

80يضىء كل جوانب األعمار يغرق فيه نور ذبال 79إن الضياء

لبيت األول جناس غري تام بني إشراك وأشرار فالكلمة واجلناس يف ا

وحمل الشاهد يف البيت الثاين بني . األوىل مأخوذة من الشرك، والثانية من الشر

جد واجلديد، فاجلد يف الكلمة األوىل من اجلدا، مبعىن العطاء، والكلمة الثانية

وجهاد يعىن ويف البيت الثالث بني جهاد واجتهاد، .من اجلديد، ضد القدمي

حماماة عن الدين وفاعله جماهد، وأما اجتهاد فمعناه جد وبذل وسعه و القتال وه

ويف . وحمل الشاهد يف البيت الرابع بني عامل وحامل .ألمر، والفاعل منه جمتهد

ادس ويف البيت الس. حنيا، وحيىي اسم املرثي وحنيا فعل املضارعاخلامس بني حيىي و

ويف البيت السابع . ، واللب من العقلاألخذ قهوة بني سالب ولب، فالسلب من

يقع اجلناس بني روح وروح، فالروح األوىل من النفس والروح الثانية من الريح

، فكلمة الشهود األوىل ويف البيت الثامن يقع اجلناس بني شهودا ومشهودا. الذكية

قول ، بينما �دف الكلمة الثانية منه اسم رجل مشهور يف احلمجع شاهد

البيت العاشر ويف. واجلناس يف البيت التاسع بني دواء وداء. السياسية النيجريية

ويف الثاين . أعايندي عشر نرى اجلناس منه بني عان و ويف احلا. بني السىن واملىن

ويف الثالث عشر يقع اجلناس بني الضياء ويضىء، . عشر بني أحس وأسى

.ضارع من ضاءويضىء فعل م ،لممدوحفالضياء اسم كتاب ل

159 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

االقتباس -8

االقتباس يكون يف الشعر كما يكون يف النثر، وجيوز أن حيتفظ املقتبس

أن ينقله إىل معىن آخر، كما جيوز له أن يغري يف و النبوي أ وبالنص القرآين أ

وما من ريب يف أن األلفاظ املقتبسة من القرآن .األلفاظ املقتبسة تغريا يسريا

وسطه و كالم قوة وبالغة كما تضفي عليه حسنا ومجاال إذ تبداحلديث، تزيد الو أ

كالضياء الالمع، والنور املشرق، واملتكلم عندما يقتبس يبين كالمه على االلتئام

من مزايا القصائد اليت زين �ا الشاعر 81كالمه قويا بليغاو والتالحم، و�ذا، يبد

اهللا العزيز، وإليك بعض بعض أبياته االقتباس، وأكثر اقتباسه راجع إىل كتاب

: الشواهد من القرآن الكرمي واحلديث

82"تـعوذوا باهللا مـن شيطان"و ال ترتكوا إبليس يفسد مجعكم

83مــــــــــــــــــــونـي بـالشـمـــــــــــــــم آلـم وـــــــق" ـيخـر لـألذقـانـــــــــــــــــــــــــــــف"

اآلباء أشرف ن ـــــم فهذي "ـهيغنيهم الل إن يكونوا فقراء "

إخـــــــــــــواين " تم ـــــــى شيـــفأتوه أن حرث لكم" إن النساء كما أتى

"رشدنـــــــــــــــــــــــــــا ربنا هىيء لنا و " نا أمرنا رمحـــــةــــــــــــــــــــن لـــــــــــــــــأحسو

باليسر عد رواته فزادا الشعر " مهما كما ربيـــــــــــــــــاـــــــــربنا ارح"

؟هل من مزيــــــــد :قائال فأبقى خري دين ـــــــــــال هذا ــــــل بقاؤمها

يف عباب الشرك إميانا" فزادهم ر�م باهللا آمنوا فتية هم "

حممـــــــد هدي اهلدي و " عضوا على سنن النيب وهديه بنواجذ"

84"أبغض احلالل طالق" :قد حفظت كالم أكرم خلق قائال

فإذا قرأت القرآن فاستعذ باهللا من (: (والبيت األول اقتباس من قوله ربنا

فيخرون (: (والبيت الثاين من قوله .98اآلية ،سورة النحل ))الشيطان الرجيم

إن : ((ت الثالث مقتبس من قولهوالبي. 109 سورة االسراء، اآلية ))لألذقان يبكون

ويف البيت الرابع اقتباس .32النور اآلية سورة ،))يكونوا فقراء يغنيهم اهللا من فضله

.223سورة البقرة، اآلية ،"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أىن شئتم " :من قوله

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 160

سورة ،"رنا رشداوهىيء لنا من أم" :والبيت اخلامس، إشارة إىل قوله تعاىل

وقل رب ارمحهما كما " :والبيت السادس مقتبس من قوله. 10هف، اآليةالك

وتقول " :والبيت السابع فمن قوله تعاىل . 24اآلية ،سورة اإلسراء ،"ربياين صغريا

م إ�" :والبيت الثامن مقتبس من قوله تعاىل .30اآلية ،سورة ق ،"هل من مزيد

أما املثاالن األخريان . 13آلية ا ،سورة الكهف ،"فتية آمنوا بر�م وزدناهم هدى

.فمن احلديث الشريف

التضمين -9

التضمني خيتلف عن االقتباس بأنه ال يكون من القرآن وال احلديث، بل

يكون من كالم آخر غريمها كاألبيات الشعرية كما أنه ال يكون يف النثر بل يف

ئا من نظم أن يضمن الشاعر نظمه شي: لذلك عرفوه بقوهلم 85الشعر خاصة

86 غريه مع التنبيه عليه والتضمني الذي نعنيه هنا خيتلف عن التضمني يف علم

: القافية، ويف بعض أشعاره تضمني بالغي مبعثر يف قصائده، وإليك شواهد منه

87نـور يضيء مـحالك األزمان " إنـهمــــــوتشبهوا بالصاحلني ف"

88"الوطأ يا معايل الوزير خفف" ال تثر يف القلوب غري رضاها

89نـقم وادي أــــــــــــــــــــن يـعـــــــــــــــــفـم م يـــــــــر فــــــــــاء زالل مــــــــــــــــــمــ

لذت لياليهاو حياة ولـــــــــــــــال" عـن يثنـى صاحبها "ضعف املفاصل

90حـــــر ـــــميل يســـــــىن جـــــــأركانه مع ــــــــــــــــــاؤهـــــالشعر صعب نظمه وبنـــــ

91"قوموا وانظروا"ملوك األرضو تدع مواكب عاليــــاـــــــمتشى كرميا يف ال

وقد تطرق شعراء قبله إىل هذا املعىن خصوصا يف صدر البيت األول،

: ودليلنا على ذلك ما قاله اإلمام الشافعي

92رجال فالحـــــــــــــــــــه بالــــــــــــــــإن التشاب حني فإنـهمـــوا بالصالـــــــــوتشبه

أما البيت الثاين فقد استقى الشاعر هذه الفكرة من أيب العالء املعري يف

: رثائه أليب بكر محزة يقول املعري

93ـذه األجسادــــــــــــــن هــــــخفف الوطأ ما أظن أدمي األر ض إال م

161 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

:وقد قال أبوالطيب املتنيب

94جيد مرا به املاء الزالال ومن يك ذا فم مر مريض

: إمساعيل الطغرائي يف الميته حيث قالو ويف املثال الرابع فقد سبقه حممد أب

95 حب السالمة يثين هم صاحبه عن املعايل ويغري املرء بالكسل

سلمـــــه إذا ارتقى فيه الذي ال يعلمــــــــهـعر صعب وطويل الشـــــــــ

96زلت به إىل احلضيض قدمــــــــــه

:أما املثال السادس فمن رثاء ابن املعتز يف إحدى ال ميته

قد ذهب الناس ومات الكمال وصاح صرف الدهر أين الرجال؟

97كيف تسري اجلبال" قوموا انظروا"ــــــــعشه العباس يف نــــــــــــو هذا أب

لزوم ما ال يلزم -10

لزوم ما ال يلزم من أشق صناعة الكالم مذهبا، وأبعدها : يقول ابن األثري

مسلكا، وذلك ألن مؤلفه يلتزم فيه مبا ال يلزمه، وقد عده ابن املعتز يف كتابه

ر نفسه يف القوايف، وتكلفه من إعنات الشاع: " البديع من حماسن الكالم ومساه

أكثر قبل حرف و الناثر قد يلتزم ىف كالمه حبرف أو فالشاعر أ 98ذلك ما ليس له

الروي، وهذا يعد حسنا إذا صدر عن طبع، وجاء عفوا، أما إذا تكلف وتصنع

.الشأن يف سائر ألوان البديعو كان قبيحا كما ه

: إليك بعضا منهو رية، وأمثلة لزوم ما ال يلزم يف ديوان الشاعر كث

99 فينا فـكونــي عائـشـه شهـــــك عـائـــــوعـــيـمن طل

ة وال تسيـري طـائشه هداـسيـري على درب ال

ـد األمـن نفسا جائشهـ يف الضلع عنال ترتكي

:ومثال آخر من حبر آخر

100أراك من أعظم املساجـد حـييت يا أحسن املساجد

رفتك يد العساجدـــــــل وزخ حـال ــــبـر والـــــــــــــــبال بـنوك

:ويف موضع آخر

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 162

101ولـكن حلظات اللقاء قليلة قـضت عندنا وقتا لذيذا حنبه

وهل ساعة النوام صاح طويلة وكم مـن منام تبتغي أن نطيله

:ويف مكان آخر

102عة من بؤسهــــــــالتمنوا جر يف رأسها غرزوا ما دروا و ل

ومة من نفسهاـــــسئمت مظل مجهول يف أوساطها ـطفلة ال

ي رمسهـــــاـــــــها فـــــفأرادوا رمي أي ذنب قد جنته يا ترى

دها يف حنسهاـــــفوجدنا سع منوا موتـــــــــــــــــــها ـهجروها وت

:ويف موطن آخر

103 ــــــــــــــــا كيال تفوت اخلليلــــــهال تغمض العني فيهــــــــــــ

هــــــــــــــــيلــــوب العلـــــــجلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي رين القلـفيها فنون ت

هـــــيلــــلـــــــــــــون العــغري العيزهورها زاهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات ت

هــــيلـــــــجلــــي الــــلوال األمان فوس مداهــــــــــــــــــــــــــا ــــــــيعيب الن

:ويف قصيدة أخرى

104قالت اجلسم صار بذاذا ملاذا فقلت ألفــــــــــــــــيتها تبكي

لذاذا الشيب بعد هر يف الد استهجنوين إذ كربت فلم أذق

أ كذا يصري من اهلالك جذاذا أجيف عود اجلسم بعد نضارة

ويف ،وقد التزم الشاعر يف املثال األول حبرف اهلمزة قبل حرف الشني

ويف املثال الثالث جاء بالالم قبل الم ،املثال الثاين التزم باجليم قبل دال الروي

التزم الالم قبل الم ،هاء الروي، ويف اخلامسالروي، ويف الرابع التزم السني قبل

الروي، ويف السادس توظفت الذال قبل ذال الروي تعمدها الشاعر إلظهار

ومن املناسبة مبكان أن التزام ما ال يلزم لدى .وثرواته اللفظية ،مقدرته اللغوية

اخلاطر غري مقصود وال متعمد، ولذا الو من شعرهم يأتى عفو املتقدمني كما يبد

أما املتأخرون فقد توسعوا فيه، وأكثروا منه، .الصنعةو تراه عليه أثرا للتكلف أ

ومنهم من تعمده وقصد إليه قصدا، وكأمنا يريد أن يربز مقدرته يف الشعر، وسعة

163 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

اللزومياتالعالء املعري فله ديوان يسمى بو إحاطته مبفردات اللغة، ومن هؤالء أب

ومما جتدر اإلشارة إليه أن 105ي الذي يذم أتى فيه باجليد الذي حيمد، وبالرد

هناك فرقا بني لزوم ما يلزم، ولزوم ما ال يلزم يف القوايف فمن باب لزوم ما يلزم ما

:جاء يف داليته

رشـيد فـي الـدنيا أهـال بـمولود جـديد يهتل

ـض سر يف املهد الرغيد غـ و أهـال بيوسف وه

والياء هنا " الدال"ياء الساكنة قبل القافية اعر هنا حرف الوقد التزم الش

ردف جيب عليه االلتزام به يف مجيع أبيات القصيدة، فرتكه يعد عيبا من عيوب

خالصة القول، إن لزوم ما ال يلزم .أما لزوم ما ال يلزم فال يعد تركه عيبا .القافية

وا بال تكلف، وكان املعىن يعد من حماسن الكالم إذا وفق فيه األديب، فجاء عف

الذي يقود إىل املعىن، وإال عد من و الذي يقود إليه ويستدعيه، وليس هو ه

.مساوىء الكالم

التلميح -11

قريب و فه" التلميح"التضمني يتطرق إىل الذهن معىن و عندما يذكر االقتباس أ

عر دون شو مثل أو الناثر إىل قصة أو أن يشري الشاعر أ: "منهما، وقد عرفوه بقوهلم

ومثال التلميح يف ديوان الشاعر كثري، وإليك بعض األمثلة 106 " أن يورد ألفاظه

:منه

107فاضربـوهن ضربة املصلحينا كبيـرا فحشا أتـينا مـا فـإذا

108ن أبـونا طريد بيت اليوانع أم حـديث التاريخ لوالك ما كا

109ويعض باألنياب واألضراس المه ــــــــــل كـــــــــــــمـن كان ثـرثرا يـم

والدة ذنب ـــــــــــــولوا إن الـــــــــــأن تـق فاعمروا األرض بالتناسل واخشوا

ه كذبــــــــــــــــيــــقـول أتـى به ف وهـ فـي القدمي املعري: هـكذا قال

110أحــــال أفراخ الرىب صقرا و "ماذا أحـــــــــــــــــــــــــــــــــال بغاثنا نسرا "

111بعد يأس يعيش يف اإلرغاد لــــــــــــــــــــيلة جتعل الشقي سعيدا

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 164

اآلباد ر ــــــــــــــــــــــــــبشائ وا ـــــــــوتـــــــــــــــــــــــرى الروح واملالئك فيها ليـــــــــــــــــــــــــــــــبث

112حلريري يف األوىل ذهبوا كانت مقاماته أعلى الكراماتهللا در ا

113 قلب حسهــــــــــــــــــــــا كل حلظة ــــاحلــــــــــــــــــــــب نار خبؤها صعب ي

114ون ــــــــــــجــــــشو ذ ئون وحــــــــــــــــــــديثــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذه الدنيا ش

115بافرتاء الورى يف ب فمن عز ومواعيد عرقــــــــــــــــــسئم الناس ب

116قدر حلظ الوليد"كن فكان "سبحان من أبدع هذا الوجود ب

117يا ظبية أصبحت صيادهـــــــــــــــــا أرعى اخلزامى يف حقول األمان

118جهلـــــــــــــــــــــــــه يف اإلنسان يلمع تربا فقـــــــــــــــــد حيرتم ما كل ما

والآليت ختافون نشوزهن (: (واملثال األول إشارة إىل قوله عز وجل

أطعنكم فال تبغوا عليهن فعظوهن واهجروهن يف املضاجع واضربوهن فإن

الثاين تلميح إىل قصة آدم وزوجه حواء واملثال ،34، سورة النساء، اآلية ))سبيال

،البقرة سورة) )قلنا اهبطوا منها مجيعا فإما يأتينكم مين هدى(: (حيث قال ربنا

قلما سلم مكثار : "ىل مثل يف قول احلريري القائلواملثال الثالث إمياء إ .38 اآلية

عري يعتقده �ا العالء املو واملثال الرابع تلميح إىل اعتقاد كان أب 119"قيل له عثارو أ

:إنه أمر أن يكتب على قربه هذا البيت: بأن اإلجناب نوع من الذنب، فيقال

120هذا ما جناه أيب علي وما جنيت على أحد

،"البغاث بأرضنا يستنسر" :واملثال اخلامس إشارة إىل املثل السائر فيقال

ليلة القدر خري من ،ه يف ليلة القدرإنا أنزلنا" :واملثال السادس إمياء إىل قوله تعاىل

واملثال السابع إىل 3-1اآلية ،، سورة القدر"تنزل املالئكة والروح فيها ،ألف شهر

:قول الزخمشري حيث يقول واصفا مقامات احلريري

121ـترب مقاماته إن احلريري حـــــــــــــــــــــــري بأن نكتـــــــــــــــــــب بالـــــــــــــــــــ

مشــــــــــــــــكاته ضوء يف سروا و ــــمعجزة تعــــــــــــجز كل الورى ول

:واملثال الثامن تلميح إىل القائل

122يعانيهــا من إال الصبابة وال دهشوق إال من يكابـال يعرف ال

165 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

حديث "ألول يف ا املثل السائر، فيقال املثال التاسع والعاشر فمن

أما املثال احلادي عشر 124،"أخلف من عرقوب"ويف الثاين 123،"شجونو ذ

:فإشارة إىل قوله تعاىل

83سورة يس، اآلية " إمنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"

:املثال الثاين عشر يلمح الشاعر إىل مطلع ابن دريد يف مقصورته، يقول

125ترعى اخلزامى بني أشجار النقا يا ظبية أشبه شىء باملها

."ماكل ما يلمع ذهبا" :املثال الثالث عشر فإىل املثل القائل

الخاتمة

وقد زخر ديوان الشاعر بصور بالغية شىت، وهذه الصور البالغية جتلى

وقد تصرف الشاعر بكثري . فيها مقدرته بالبالغة العربية، وطول باعه يف هذا الفن

البالغة بأقسامها الثالثة، وأهم موضوعات تطرق إليه ىف علم من موضوعات

،واملبالغة ،البديع، فقد أوردنا أحد عشر نوعا منه يتمثل يف الطباق، واملقابلة

،واالقتباس ،وبراعة االستهالل، واجلناس ،االلتفاتو ،وتأكيد املدح مبا يشبه الذم

هذا املقال إمنا النظرة الشاملة والغرض من .ولزوم ما ال يلزم، والتلميح ،التضمنيو

.إىل مواطن البديع يف القصائد مع األمثلة لكل من املوضوعات املطروقة

---

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 166

الهوامش

، غالف )م2005مطبعة أليب اإلنتاجية، : إلورن(، 1عيسى أليب، الرياض، ط أبوبكر، .1

.م1804مقر دولة إسالمية أسسها عثمان بن فودي، عام و .الكتاب األخري

تقع مدينة إلورن يف مشال نيجرييا، فيجعلها منطقيا ضمن بالد يوربا، ويرجع تأسيسها إىل .2

م، وتتكون من عناصر وأجناس خمتلفة من اهلوساويني، والفالنيني، 1700 -1600مابني

،وبفضل الشيخ عامل وأحفاده. والنفاويني، والريباويني، واملاليني، والرببريني، وغريذلك

إلورن، قبلة املسلمني يف طول البالد وعرضها، يطلبون منها العلوم العربية أصبحت مدينة

. واإلسالمية

.عشر سنوات .3

: أبيكن، موسى عبد السالم مصطفى،االجتاهات الوجدانية يف شعر عيسى أليب أبوبكر .4

، جامعة والية الغوس، قسم اللغات األجنبية،وحدة اللغة 20دراسة حتليلية، خمطوط، رقم

.118ص العربية،

النهار للطبع والنشر والتوزيع، : القاهرة(، 1السباعيات، ط ،أبوبكر، عيسى أليب .5

.79، ص )م2008

.جدير بالذكر أن للشاعر دواوين منها ما هومنشور، ومنها ما ال يزال خمطوطا .6

، )م2004مؤسسة املختار للنشروالتوزيع، : القاهرة(، 2فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ط .7

.10ص

.الشعراء من آباء عرب، وأمهات غري عربياتهم .8

دار النفائس للنشر والتوزيع، : عمان( ،12، البالغة فنو�ا وأفنا�ا، طعباس، فضل حسن .9

.318 -317، ص)م2009

.318 -317، ص 12ط ،عباس، فضل حسن، البالغة فنو�ا وأفنا�ا .10

.113 -112فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .11

.114علم البديع، صفيود، عبد الفتاح، .12

.77، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .13

.77، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .14

.107، ص1، طبوبكر، عيسى أليب، الرياضأ .15

.كذب وادعاء باطل .16

.162، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .17

.65، ص)م2004دار اآلفاق العربية، : القاهرة(عتيق،عبد العزبز، علم البديع، .18

167 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

.66تيق، عبد العزيز، علم البديع، صع .19

1، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .20

.36، ص1أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ط .21

.26أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .22

.43أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات،ص .23

.57أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، .24

.128فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .25

16العزيز، علم البديع، صعتيق، عبد .26

.128فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .27

.170ص ،1الرياض، ط ،أبوبكر، عيسى أليب .28

.74، ص1ط ،أيوبكر، عبيسى أليب، الرياض .29

.163، ص1الرياض، ط ،أبوبكر، عيسى أليب .30

.90، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .31

.47أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .32

.56، الرياض،صأبوبكر، عيسى أليب .33

.61أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .34

.70عتيق، عبد العزيز، علم البديع، ص .35

.73ص ،عتيق، عبد العزيز، علم البديع .36

.165فيود، عبد الفتاح، علم البديع،ص .37

.164فبود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .38

.61، ص1أبوبكر، عيسى ألىب، الرياض، ط .39

.130ص ، 1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .40

.50، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .41

.سوء احلالة واهليئة: بذاذا .42

.48السباعيات، ص ،أبوبكر، عيسى أليب .43

.126ص ،1عتيق، عبدالعزيز،علم البديع، ط .44

.195عتيق، عبدالعزيز، علم البديع،ص .45

.220، ص1الرياض، ط ،أبوبكر، عيسى أليب .46

.220، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .47

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 168

.125ر، عيسى أليب، السباعيات،صأبوبك .48

.50أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات،ص .49

.43أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .50

.46أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .51

.155، ص)م1995الناشر ومكانه غري مذكورين،( ،4تيسري البالغة، ط ،قالش، أمحد .52

.157ص ،4قالش، أمحد، تيسري البالغة،ط .53

.77، ص1الرياض، ط ،أبوبكر، عيسى أليب .54

.42، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .55

.83، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .56

44، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .57

.118ص،الرياض ،عيسى أليب ،أبوبكر .58

.198، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .59

.63، ص1ط،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .60

.182، ص1، طلرياضأبوبكر، عيسى أليب، ا .61

.162، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .62

.63أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .63

.191أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .64

.234فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .65

، )م1983دار املعارف، : القاهرة(اجلارم، علي ومصطفى أمني، البالغة الواضحة، .66

.265ص

.42، ص1، الرياض، طعيسى أليب ،أبوبكر .67

.77، ص1ط،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .68

.159، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .69

.60، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .70

.208، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .71

.33أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .72

.34أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .73

.72يب، السباعيات، صأبوبكر، عيسى أل .74

.88أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .75

169 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

.90أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .76

.90أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .77

.124أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .78

.ضياء املصلي .79

.78أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .80

.225علم البديع، ص ،فيود، عبد الفتاح .81

.194، ص1ليب، الرياض، طأبوبكر، عيسى أ .82

.196، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .83

دار الفجر للرتاث، الطبعة األوىل، : القاهرة(احلنبلي، ابن رجب، جامع العلوم واحلكم، .84

.425، ص)م2006

.227فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .85

.227ص ،فبود، عبد الفتاح، علم البديع .86

.221، ص1، طأبوبكر، عيسى أليب، الرياض .87

.271، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .88

.197، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .89

.48أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .90

.47أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .91

دار العربية، : بريوت(، 3نظام التعليم العريب وتارخيه، ط ،اإللوري، آدم عبد اهللا .92

.8، ص)م1981

:بريوتاملكتبة البوليسية، : بريوت(، 8تاريخ األدب العريب، ط ،ناالفاخوري، ح .93

.668، ص)م1983

مطابع الزهراء لإلعالم : القاهرة(، 3ديوان املتنيب، ط ،املتنيب، أبوالطيب أمحد ين احلسني .94

.19، ص)م2004العريب،

مطبعة الثقافة اإلسالمية، : الغوس(، 2لباب األدب، ط ،اإللوري، آدم عبد اهللا .95

.48، ص)م1983

.136ص )دار املعرفة للطباعة والنشر والتوزيع،: بريوت(احلطيئة، ديوان احلطيئة، .96

.10اجلارم، علي وغريه، البالغة الواضحة، ص .97

.265فيود، عبد الفتاح، علم البديع، ص .98

.97، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .99

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 170

.140، ص1أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ط .100

النهار للطبع والنشر والتوزيع، : القاهرة(، 1ليب، السباعيات، طأبوبكر، عيسى أ .101

.39، ص)م2008

.53أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .102

.142أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .103

.48أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .104

.266فيود، عبد الفتاح،علم البديع،ص .105

.229ص ،فيود، عبد الفتاح، علم البديع .106

.55، ص1عيسى أليب،الرياض، ط أبوبكر، .107

.105، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .108

.108، ص1ط ،أبوبكر، عيسى أليب، الرياض .109

.30أبوبكر، عيس أليب، السباعيات، ص .110

.52أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .111

.57أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .112

.92أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .113

.112، السباعيات، صأبوبكر، عيس أليب .114

.159أبوبكر، عيسى أليب، الرياض، ص .115

.138أبوبكر، عيسى اليب، السباعيات، ص .116

.138أبوبكر، عيسى ألبىي، السباعيات، ص .117

.147أبوبكر، عيسى أليب، السباعيات، ص .118

املكتبة املعاصرة، :بريوت(شرح مقامات احلريري، ج أ، ،حممد القاسم أبو ،احلريري .119

.26، ص)م2004

دار املعرفة، الطبعة الربعة عشرة، :بريوت(ات، أمحد حسن، تاريخ األدب العريب، الزي .120

.224، ص)م2011

مؤسسة : القاهرة(الزخمشري، جار اهللا حممود بن عمر، ديوان الزخمشري، الطبعة األوىل، .121

.587، ص)م2004املختار للنشر والتوزيع،

مؤسسة عبد احلفيظ، : بريوت(األوىل، علي، أبوبكر، الثقافة العربية يف نيجرييا، الطبعة .122

.368، ص)م1972البساط،

171 موسى عبد السالم مصطفى أبيكن...... صور من المحسنات البديعية في ديوان عيسى

شركة أبناء شريف األنصاري، : بريوت(العسكري، مجهرة األمثال، اجلزء األول، .123

.317، ص)م2005

.317العسكري، مجهرة األمثال، ص .124

.1ابن دريد، مقصورة ابن دريد، ص .125

والمراجع المصادر

.القرآن الكرمي .1

).م2005مطبعة أليب اإلنتاجية، : إلورن(رياض، الطبعة األوىل، أبوبكر، عيسى أليب، ال .2

).م2008النهار للطبع والنشر والتوزيع، : القاهرة(السباعيات، الطبعة األوىل، .3

: أبيكن، موسى عبد السالم مصطفى، االجتاهات الوجدانية يف شعر عيسى أليب أبوبكر .4

).م2007قسم اللغات األجنبية، : الغوس(دراسة حتليلية،

مطبعة الثقافة اإلسالمية، : الغوس(اإللوري، آدم عبد اهللا، لباب األدب، الطبعة األوىل، - .5

).م1983

مكتبة : القاهرة(آدم عبد اهللا، نسيم الصبا يف أخبار اإلسالم يف بالد يوربا، الطبعة األوىل، .6

).م1987وهبة،

).م1983املعارف، دار: القاهرة(اجلزم، علي، ومصطفى أمني، البالغة الواضحىة، .7

دار الفجر : القاهرة(احلنبلي، ابن رجب، جامع العلوم واحلكم، الطبعة األوىل، .8

).م2002للرتاث،

املكتبة املعاصرة، : بريوت(احلريري، أبوحممد القاسم، شرح مقامات احلريري، اجلزء األول، .9

).م2004

).م2004والتوزيع، دار املعرفة للطباعة والنشر: بريوت(احلطيئة، ديوان احلطيئة، .10

دار املعرفة،: بريوت(الزخمشري، حممود بن عمر، ديوان الزخمشري، الطبعة الرابعة عشرة، .11

).م2011

دار املعرفة، : بريوت(الزيات،أمحد حسن،تاريخ األدب العريب، والطبعة الرابعة عشرة، .12

).م2011

كتبة البوليسية، امل: بريوت(الفاخوري، حنا، تاريخ األدب العريب، الطبعة الثامنة، .13

).م1983

دار النفائس : عمان(عباس، فضل عباس، البالغة فنو�ا وأفنا�ا، الطبعة الثانية عشرة، .14

).م2009للنشر والتوزيع،

م0182مجلة القسم العربي العدد الخامس والعشرون 172

). م2004دار اآلفاق العربية، : القاهرة(عتيق، عبد العزيز، علم البديع، .15

).م2005نصاري، شركة أبناء األ: بريوت(العسكري، مجهرة األمثال، اجلزء األول، .16

مؤسسة عبد احلفيظ، : بريوت(علي، أبوبكر، الثقافة العربية يف نيجرييا، الطبعة األوىل، .17

).م1972البساط،

مؤسسة املختار للنشر والتوزيع، : القاهرة(فيود، عبد الفتاح، علم البديع، الطبعة الثانية، .18

).م2004

).م1995شر ومكانه غري مذكورين، النا(قالش، أمحد، تيسري البالغة، الطبعة الرابعة، .19

مطابع الزهراء لإلعالم العريب، : القاهرة(املتنيب، أبوالطيب أمحد بن احلسني، ديوان املتنيب، .20

).م2004

*_*_*