132
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﯾﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔﺘﻤﻊ" "ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻟﻴﺔ ﲣﺼﺺ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﲣﺮﺝ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ إﻋﺪاداﻟﻄﺎﻟﺒ: ﺗﺤﺖ إﺷـﺮاف: ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: ﺩ. ﺤﻤﺯﺓ ﺍﻟﺯﺍﻭﻱ ﺃﺴﺘـﺎﺫ() ﻤﺤﺎﻀﺭ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫــﺭﺍﻥ ﺭﺌﻴﺴـﺎ ﺃ. ﺩ. ﻋﻤﺎﺭ ﻴﺯﻟﻲ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫـــﺭﺍﻥ ﻤﻘﺭﺭﺍ ﺩ ﻨﺠﺎﺡ ﻤﺒﺎﺭﻙ() ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﺎﻀﺭ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺩ. ﻗﺎﺩﺓ ﺠﻠﻴﺩ() ﺃﺴﺘﺎﺫﺓ ﻤﺤﺎﻀﺭ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ: 1433 - 1434 ﻫـ/2012 - 2013 أ.د. ﯾﺰﻟﻲ ﻋﻤﺎر ﻧﻀﯿﺮة ﺻﺤﺮاوي2013/10/10

ﺔﻔﺴﻠﻔﻟﺍ ﻢﺴﻗ - univ-oran1.dz · ﻡﻮﻴﺤﻔﺼﺘﻟﺍ www. albalagh ORG 2000" ﻡﻮﻴﻟﺍ ﱂﺎﻋ ﰲ ﺓﺩﺪﻌﺘﻣ ﺕﺍﺯﺎﳒﺇ..ﺪﺠﺴﳌﺍ

  • Upload
    others

  • View
    3

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة

يوزارة التعليم العالي والبحث العلم

جامعة وهران

العلوم االجتماعية كلية

قسم الفلسفة

املدرسة الدكتورالية "الدين و اتمع"

ختصص علم االجتماع

مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري بعنوان

: ةإعدادالطالب :تحت إشـراف

: لجنة المناقشة

جامعة محاضر (أ)أستـاذ حمزة الزاوي د.

وهــران

رئيسـا

جامعة أستاذ التعليم العالي عمار يزليد. أ.

وهـــران

مقررا

مناقشا وهرانجامعة أستاذ محاضر (أ) د نجاح مبارك

مناقشا وهرانجامعة أستاذة محاضر (أ) قادة جليدد.

م2013-2012هـ/ 1434-1433: املوسم اجلامعي

نضیرة صحراوي أ.د. یزلي عمار

2013/10/10

إھداءأھدي ھذا العمل المتواضع...

.أغلى الحبایب " أمي " ،بسمة حیاتي روحي و إلى

.رمز العطاء حبیبي، " أبي " سمھ بكل افتخاراإلى من أحمل

.إلى كافة أفراد أسرتي و بالخصوص أخي الغالي محمد

، حلیمة، مریم، حبیباتي في الرحمن دربي اتروحي ورفیق شقیقات إلى من ھن

سھام.، عائشة وھواریة

تقدیر وعرفانسید ،سیدنا محمدبعده، من ال نبي بعد حمد اهللا و حده، و الصالة و السالم على

المرسلین و نور العلمین.

إلى األستاذ االمتنانأتوجھ في المقام األول بجزیل الشكر و عظیم التقدیر و

الفاضل الدكتور: عمار یزلي، على تفضلھ باإلشراف على ھذا العمل و على ما

كان لھ الفضل في إنجاز ھذا العمل.و توجیھات، ف من نصائح قدم

ألساتذة أعضاء لجنة المناقشة:لكما أقدم شكري و امتناني

حمزة الزاوي األستاذ الدكتور:

نجاح مبارك األستاذ الدكتور:

بلوافي ھواریة :ةالدكتور ةاألستاذ

مقدمة

2

مقدمة:

يعترب املسجد إحدى املؤسسات التربوية االجتماعية، ذات التأثري املباشر يف حياة األفراد

وغرس ،ول مكانته كمصدر للمعرفة الدينيةجتمع العديد من الدراسات حوسلوكيام، حيث

، من خصائص فريدة ملا يتميز به،القيم يف نفوس األفراد وإعدادهم ليكونوا أعضاء فاعلني يف اتمع

اإلمجاع على و اثباكذا و، مها لألفرادو إجيابية املعايري اليت يعل، أمهها إحاطته الة من التقديس

تدعيمها.

أن يلعب أدوارا متعددة يف ميكنه ،ة تربوية ذات مرجعية دينيةاجتماعي فاملسجد كمؤسسة

من خالهلاكقناة إعالمية يتواصل حياة األفراد و اتمعات، من خالل ما يقدمه اخلطاب املسجدي

فرسالته شاملة تتجاوز الدور الديين يف احملافظة على القيم األصيلة و االعتزاز .اإلمام مع مجهوره

بتأثرياته ىل األدوار االجتماعية الثقافية والتربوية. فل تعاليمه يف خمتلف شؤون احلياة، إبالدين، ومتث

خاصة أن ،هلااملختلفة على الناس ميكن أن يكون وسيلة من وسائل التنمية البشرية بكل أشكا

. منها مادته، هي مصادر موثوق فيها، بل إنها ثوابت دينية املراجع اليت يستقي

، نتيجة ابتعاد الناس واألفكار اجلديدة عن ديننا وتقاليدنا ،ظهور بعض أمناط السلوك إال أن

وخاصة فئة الشباب عن الضوابط السلوكية اليت حتكم السلوك جبميع مستوياته

جعل الكثريين يتساءلون عن الدور الوظيفي و األساسي، الذي ميكن أن يلعبه الفرديةواالجتماعية،

النسق القيمي االجتماعي، من خالل تكريس وتفعيل اخلطاب املسجدي يف عملية التوعية والتغيري

املتلقني.كذلك يف خضم اخلطيب و واألخالقي يف اتمع، عرب الفاعلني االجتماعني املتمثلني يف

متطلبات وحتديات الواقع املعاصر املتمثلة خصوصا يف الدور املخفي و املعلن، الذي يقوم به

حيث حيمل يف مضامينه رموزا و دالالت ،اب املسجدياإلعالم مبختلف قنواته اليت تواجه اخلط

على ،رت حسب املختصنيواليت أث ،مشحونة بقيم واجتاهات ذات طابع سليب يف قالب جذاب

يف املسجدي للتساؤل عن أسباب فشل اخلطابنيما دفع املهتم .املنظومة األخالقية والقيمية

مقدمة

3

ر الرسالة بالطريقة أن املتلقي مل يفس فهل.موطن اخللل؟ عن البحث التصدي لذلك الغزو، و

الصحيحة أم أن اخلطيب مل ينجح يف متريرها ؟.

أن جيد موقعه ليساهم هو األخر بفاعلية يف عملية التغيرياالجتماعي، من خلطابامكن تهل يف

أكرب املفكرين و العلماء، أن فيه يرى يف وقتخاصة وأنه يعتمد على الدين كمرجع أساسي،

املرجعية الشرعية باتت ضرورية لتقومي سلوك البشرية كافة، و اهتدائها إىل القيم املثلى و الغايات

أعظم اهلزات االجتماعية يف حياة الشعوب شرقا وغربا وإمنا كانت واجلميع يعلم" أن الكربى.

ألا ،ي أكثر األفكار دميومة وحتديا للزمنكما أن األفكار ذات الصبغة الدينية ه ،1بسبب الدين"

غالبا ما يتوارثها األفراد عن اجلماعة اليت تتبناها، ما يضمن استمرارها و يكسبها سلطة و فعالية.

واقع اخلطاب ومن أجل معرفة دور الدين يف حياة الناس، يف جمتمعنا والوقوف على

، املتلقني له سلوكيات ووعيوبه من منظور املتلقي، وما مدى مسامهته يف تغيري أفكار، ومميزاته

بني ما متليه خطبة ،بل يف كل جماالت حياتنا ،خاصة يف ظاللتناقض الذي نراه يف شوارعنا و بيوتنا

اخترنا موضوعنا املوسوم " اخلطاب املسجدي ، بوع و بني سلوكيات مجهور اخلطبةاجلمعة كل أس

تغيري االجتماعي"، حاولنا من خالله معرفة إذا كان اخلطاب املسجدي جيد من جيسد ما يدعو وال

اليت باتت تتحدى مضمون اخلطاب املسجدي واخلطاب ،العوملة الفكرية والثقافيةإليه يف ظل

الديين بشكل عام.

إشكالية الدراسة

يعدمتاما مثل بقية املؤسسات ،اجتماعيةهة إلرضاء حاجة املسجد مؤسسة اجتماعية موج

، و نسبة اخلطاب إىل املسجد 2والتربية ،واألمن ،فهو مثل القضاء واإلدارة ،االجتماعية األخرى

إىل اهللا نشر الدعوة ، إضافة إىلترسيخ القيم و اآلداب اإلنسانيةفي يعين أن له دورا تربويا

هو ووبالتايل يعترب أحد املصادر األساسية لثقافة اتمع، يأيت قبل الكتاب .التوعية بالتعاليم الدينيةو

.89، ص 1979حممد عيد، امللكة اللسانية يف نظر ابن خلدون، عامل الكتب، القاهرة، دط، 1.6، ص 2003، سبتمرب )2(،العدد جملة رسالة املسجدبو عبد اهللا غالم اهللا ،" مكانة املسجد يف اتمع "، 2

مقدمة

4

،" فالكلمة املسموعة واملقروءة اليت تنطلق الكبري لوسائل اإلعالم بأنواعها أوىل انتشرا رغم التأثري

. وقد جعل 1من داخل املساجد يكون هلا تأثري يف النفوس و توجيه لكل عمل بناء يف احلياة "

م مكانة عظيمة خلطبة اجلمعة، إذ متثل شعرية من شعائر اإلسالم و ركن من أركان صالة اإلسال

یا أیھا الذین ﴿ ال تتم صالة اجلمعة إال بسماع خطبتها، لقول اهللا عز و جل : حيث ،اجلمعة

وذروا البیع ذلكم خیر ا نودي للصالة من یوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اهللاآمنوا إذ

ا م ،وتتميز بوجوب اإلنصات للخطيب، )09سورة اجلمعة/اآلية ﴾ (لكم إن كنتم تعلمون

مييزها عن سائر اخلطب و احملاضرات اليت ال ينطبق عليها احلكم الشرعي نفسه. فعن أيب هريرة

"إذا قلت لصاحبك يوم اجلمعة أنصت سلم:: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه ورضي اهللا عنه قال

"إذا صعد اخلطيب املنرب فال : و قوله أيضا صلى اهللا عليه وسلم ،2"واإلمام خيطب، فقد لغوت

حيث يشعر ، لقي واالستماعتتهيأ فيه النفوس للت ،من اخلشوع فهي تتم يف جو.3صالة وال كالم"

،هللا جل وعال. كما تتسم أيضا باالستمرارية والتكرار يف كل أسبوع املسلم أنه يف صالةوطاعة

خطاب مجاعي موحد يف مجيع اكما أ.وبتنوع مستمعيها، حيث حيضرها مجيع فئات اتمع

تناولتها املصادر اإلسالمية من باب الدعوة، و هلذا .امما جيعله أوسع انتشارا وأشد تأثري ،اجلوامع

دف باألساس إىل تلقني اجلماهري املستقبلة بالرسائل و القيم ، ة اتصال فعالةفهي تعد اليوم أدا

الدينيةواالجتماعية من جهة، وحماولة تشكيل تصورام واالنتقال م من جمرد التلقي إىل فعل التبين

إحداث ما ميكنها من أداء دورهاو ،متتلك من املؤهالتوالشروط الفاعلةحيث ، تعديل سلوكهمو

األثر املرجو وحتقق التغيري املرتقب.

،البحوثو ،حتتل قضية اخلطاباملسجدي والتغيري االجتماعيالصدارة يف املؤمتراتو

األكثر إحلاحا ال سيما يف اجلزائر، اليت مرت اهلامة و و تعترب من املواضيع ،والدراسات االجتماعية

.www 2000، " مكتبة املسجد..إجنازات متعددة يف عامل اليوم "منصور الرفاعي1 albalagh ORG التصفحيوم

14-01-2012264، ص1983، 4فكر للطباعة و النشر، بريوت، ط السيد سابق، فقه السنة، الد األول، دار ال2والسنة للقرطيب وابن القيم، دار اجليل، حممد متويل الشعراوي، خطب اجلمعة والعيدين وفضائل اجلمعة وأحكامها يف القرآن3

.29، ص1990بريوت، د ط ،

مقدمة

5

هلا أزمة أمنية امتدت تداعياا إىل بيوت اهللا، عرفت خال ،مبرحلة خاصة يف تسعينات القرن املاضي

رها عن دورها التربوي و الديين. ويف خضم حولت هذه األخرية يف قلب جدل سياسيحيث دخ

حماولة منها الستردادها نشب صراع حاد تلك األزمة فقدت الوزارة الوصية السيطرة عليها. و يف

املسجد يف حياة اتمع بينها و بني بعض التيارات الدينية، بعدما أدرك اجلميع متام اإلدراك أمهية

ومدى تأثريه الكبري على أفراده. فاخلطاب الديين بأنواعه مبا فيه ذلك املتضمن يف خطبة ،اجلزائري

ه السلوك حيث يصوغ العقل اجلمعي ويوج، أثريه وفاعليتهاجلمعة، يتميز عن أي خطاب آخر بت

مرتبطة بتعاليم الدين.قيم منظومة حيمل من مباالعام،

من خالل خطبة اجلمعة ،خالل هذه الدراسة سنحاول معرفة الدور الذي يلعبه املسجد اليوم

الفكرية، ويف خضم الزخم كأداة اتصال مجاهريي يف حياة املتلقني، خاصة يف ظل العوملة الثقافية و

أجنبية، اليت تروج ألمناط فكرية ومناذج سلوكية جمملها ،الكبري من املؤثرات املتنوعة و احلديثة

هل ميكن هلذه نتساءل ومنه .إىل تقليص دور املؤسسات ذات األداء التقليدي كاملسجدتؤديو

؟ مبعىن إحداث التغيري عن طريق التأثري يف أفكارهم إعادة تنشئة املتلقني من جديد اخلطب

و من مت ميكننا أن نطرح السؤال اإلشكايل التايل: .إقناعهم لتبين سلوكيات إجيابية ؟و

و إحداث ،إىل أي مدى يساهم اخلطاب املسجدي (خطبة اجلمعة) يف ترقية وعي املتلقني

أي مستوى من التغيري االجتماعي يصل تأثري و إىل .تغيري يف أفكارهم و قناعام و سلوكيام ؟

املسجد من خالل خطبة اجلمعة حسب رأي املتلقي. وما هي األسباب اليت ميكن أن تعيق فاعلية

اخلطاب املسجدي يف التغيري االجتماعي، كأداة اتصال فعالة يف اتمع ؟.

اقترحنا ثالث فرضيات كإجابات مؤقتة. ،لإلجابة عن اإلشكالية املطروحةفرضيات الدراسة:

الفرضية األوىل:

يف بشكل كبريمتثالت املتلقي للمسجد كفضاء ( مسجد، خطيب، خطبة ) تساهم -

إضعاف فاعلية اخلطاب املسجدي يف عملية التغيري االجتماعي.

:الفرضية الثانية

مقدمة

6

.يف احلكم على طبيعة اخلطاب املسجدي طبيعة االنتماء اهلويايت للمتلقي تتحكم -

:الفرضية الثالثة

منط اخلطاب املسجدي احلايل يساهم كثريا يف فاعلية اخلطاب املسجدي يف التغيري -

.االجتماعي

مدخل الفصل األول

8

ضبط المفاھیم اإلجرائیة : -1

بنيت هذه الدراسة على جمموعة من املفاهيم اليت تشكلت منها اإلشكالية و الفرضيات.

ولتوضيح هذه املفاهيم وضعنا تعاريف إجرائية خاصة معتمدة يف هذا البحث.

:الخطاب المسجدي -

وهناك فرق بني اخلطاب نه خطبة اجلمعة ، يف هذه الدراسة يقصد به اخلطاب الذي تتضم

شعرية وهي، )prêche) و اخلطبة (Discours( ما يعين باللغة الفرنسية واخلطبة، فاخلطاب

خطبتني منفصلتني تتكون من ،من شعائر اإلسالم تلقى يف املسجد، تأيت قبل صالة اجلمعة

من األمور ،اجلماعة اإلسالمية ويشغل باهلم للخطيب، تدور حول ما يهمباستراحة قصرية

حيث"ينبغي أن يكون وثيق الصلة ،املستحدثة و املسائل اجلارية و القضايا اليت تتصل مبصاحلهم

وركن من أركان الصالة ،متكررة أسبوعياإلزامية، وهي1و يتناول أوضاعها الراهنة" ،حبياة اجلماعة

حيضرها و مجهورها متنوع وغري متجانس .ال تصح إال ا، وال تقوم إال بوجود مجهور كبري

واملتعلم واألمي والغين والفقري.، الصغري والكبري

التغییر االجتماعي: -

وفق قيم ،يف اتمعات املعاصرة أصبح التغيري االجتماعي يهدف للتأثري على سلوك الفرد

وجيمع علماء االجتماع 2ختدم املصلحة العامة وفق الفلسفة السياسية للدولة ،اجتماعية و إنسانية

هو أهم ما مييز اتمعات البشرية الرتباطه بفلسفة التأثري على السلوك ،على أن التغيري االجتماعي

وعلى العالقات االجتماعية املختلفة. ،الفردي واجلماعي

،على مستوى أفكار وقناعات والتبدلغيري يقصد بالتغيري االجتماعي، التسةيف هذه الدرا

اجلمعة. بةوسلوكيات املتلقي خلط

المتلقي للخطاب: -

.3، ص 2007، جويلية1،العدد جملة رسالة املسجدبو عبد اهللا غالم اهللا ، " اخلطاب املسجدي"، 1لعام، مكتبة الفالح ، الكويت، االجتماعي، دور وسائل اإلعالم يف بناء الواقع و صناعة الرأي ا قرياط حممد، تشكيل الوعي2

.23، ص2007،دط

مدخل الفصل األول

9

سنة وهي الفئة الغالبة على مجوع املصلني . 45سنة إىل 18فئة املصلني الرجال من

التمثل : -

لتمثل من مثل، متثيال الشيء لفالن، أي صوره و ا،يقصد بالتمثل يف اللغة العربية التصور

.ومتثيل الشيء شبهه به وجعله مثله.له بالكتابة وحنوها كأنه ينظر إليهويف هذه الدراسة يقصد .1

بالتمثل، نظرة أو تصور متلقي خطب اجلمعة للمسجد كفضاء (مسجد، خطبة، خطيب)،

والتمثالت هي جمموع اآلراء و التصورات و األفكار اليت يكوا األفراد عن األشياء.

نمط الخطاب: -

إنشائي سطحي). متعمق،نوع اخلطاب (علمييقصد بنمط اخلطاب يف هذه الدراسة

االنتماء الھویاتي : -

كذا و،السياسية و االنتماءات احلزبيةتوجهات ،الالدراسة هذه يف باالنتماء اهلويايتصد يق

.املذهيب الفكري االنتماء

اإلطار النظري -2

إا دليل ال غىن عنه يف اختيار املسالك ،النظرية بالنسبة إىل العلم مبثابة البوصلة للمكتشفتعترب

والطرق اليت سيعربها الباحث، حيث تسمح له بتنظيم املالحظات الكثرية و تربر األدوات اليت

األول ،نة من بعديناملتكووبناءا على إشكالية الدراسة . 2يستخدمها، باختصار إا توجه البحث

اعتمدنا املقاربة البنيوية .والبعد الثانيالتغيري االجتماعيكمتغري تابع ،اخلطاباملسجديكمتغري مستقل

. تنظر هذه النظرية إىل اتمع باعتباره لتالكوتبارسونزخصوصا نظرية األنساق الفرعية ،الوظيفية

يتكون الواقع الذي يعيش يف ،بارسونز، وحسبطا داخليا بنسقا اجتماعيا مترابطا ترا

، تعمل يف جمملها تتكون من جمموعة أنساق فرعيةمن جمموعة أنساق،هذه األخرية ،الفردنطاقه

األنساق الواقع هذهتشكل و والتوازن االجتماعي، االستقرارلتحقيق ،متساندة وظيفيا

.746ص ،2007¡42، طبريوت ،دار املشرق م،ملنجد يف اللغة واألعالا1للنشر،اجلزائر، ، (ت) بوزيد صحراوي و آخرون، دار القصبة منهجية البحث يف العلوم اإلنسانية ،موريس أجنرس2

55،ص2004

مدخل الفصل األول

10

و هذه ،والسياسيواالجتماعيالنظام الثقايف (القيمي) وهي النظام االقتصادي و ،االجتماعي

تعمل يف جمملها لتحقيق أهداف النسق العام اليت تعمل يف نساق الفرعية تتكون من مؤسساتاأل

منه على اتمع ككل، وسياقه، و كل خلل يف وظائف األنساق الفرعية يؤثر على النسق العام

1:بني أربعة أنساق فرعية للمجتمع بارسونزومييز

رعي األول:وهو ما يعرب عنه النسق الفرعي البيولوجي و هو الذي يعىن بتهيئة األفراد النسق الف

للتكيف مع واقعهم.

النسق الفرعي الثاين: و هوما يطلق عليه النسق الفرعي النفسي و هو الذي يعىن بتحديد أهداف

الفعل ومتابعة مدى حتقق هذه األهداف.

يطلق عليه النسق الفرعي االجتماعي وهو الذي يعىن بإدماج النسق الفرعي الثالث: و هو ما

الفاعلني يف اجلماعة االجتماعية بصفة عامة.

النسق الفرعي الرابع: و هو ما يطلق عليه بالنسق الفرعي الثقايف: و هو الذي يعىن باحلفاظ على

األفكار و املعارف اليت الثقايف املسيطر يف اتمع عن طريق منظومة القيم و املعايري و النموذج

تتضمنها الثقافة املسيطرة.

ومن خالل مفهوم النسق الذي حنثه بارسونز، يرى هذا األخري أن األفراد كجزء من النسق

االجتماعي، تتم تنشئتهم اجتماعيا عن طريق مؤسسات التربية اليت تسعى إىل إعدادهم ملمارسة

.2األدوار االجتماعية املتوقعة منهم

بني املفاهيم املستعملة يف هذه الدراسة و اليت تقوم عليه النظرية هناك:ومن

1 André Akoun et autres, dictionnaire de sociologie, Ed, Robert,Seuil, Paris,

1999,p 520علي السيد حممد الشخبيين، علم اجتماع التربية املعاصر،تطوره منهجه، تكافؤ الفرص التعليمية، دار الفكر العريب، القاهرة، 2

.54ص ،2002، 1ط

مدخل الفصل األول

11

عادة ما يشار للتفاعل على أنه تلك العمليات املتبادلة بني طرفني اجتماعيني التفاعل اإلجتماعي: -

يف وسط أو موقف معني، و يعرفه سعد جالل بأنه " عالقة تبادلية بني فردين أو أكثر يتوقف سلوك

.1على سلوك اآلخر، أو يتوقف سلوك كل منهما على سلوك اآلخرين"أحدمها

: ميكن تعريف العالقات االجتماعية على أا نتيجة التفاعل االجتماعي، العالقات االجتماعية -

األخذ و العطاء بني شخصني يشغالن موقعني اجتماعيني داخل اجلماعة أو التنظيم التأثري و التأثر أو

.2"أو املؤسسة االجتماعية

منھج الدراسة -3

وللحصول ،يرتبط املنهج املالئم للبحث ارتباطا وثيقا بكل من موضوع البحث و أهدافه

.على نتائج موضوعية اعتمدنا على منهج " دراسة احلالة " الذي يدخل ضمن " املناهج الكيفية "

اخلطاب حول كما حاولنا اجلمع بني الكمي والكيفي من خالل معرفة آراء و مواقف الشباب

وفهم الدور الذي يلعبه هذا األخري يف حيام و ما مدى مسامهته يف التغيري، املسجدي

.االجتماعي

مجال الدراسة -4

:المجال المكاني -أ

مسجدا ختتلف طاقة االستيعاب 455يبلغ عدد املساجد اليت تقام فيها اجلمع يف والية تلمسان

من مسجد آلخر حسب مساحة كل مسجد، حيث أن كل واحد متر مربع يتسع ملصليني.

سة يف مسجد "علي ابن أيب طالب" مبدينة تلمسان، يقع يف حي النهضة ببلدية امتت هذه الدر

متر مربع، تقدر طاقة االستيعاب به 5000ة قاعة الصالة به مساح منصورة وسط املدينة

رآنية وقاعة حماضرات.مصلي واملسجد مكون من ثالث طوابق، به مكتبة ومدرسة ق 10000

واملسجد " الكبري" مبدينة ندرومة يقع يف وسط مدينة ندرومة يف حي يسمي التربيعة، مساحة

مصلي، ومن املرافق التابعة 4120متر مربع، طاقته االستيعابية هي 2060قاعة الصالة به

.88، ص1998، 1حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية، دار املسرية، عمان، طصاحل 1.71، ص1999، 3معني خليل عمر، البناء االجتماعي أنساقه و نظمه، دار الشروق للنشر و التوزيع، األردن، ط2

مدخل الفصل األول

12

املساجد للمسجد جند مدرسة قرآنية ، مكتبة و سكن اإلمام، و هذا املسجد مسجل ضمن

األثرية.

مت اختياري هلذين املسجدين لوجودمها يف حاضرتني وكذا وقوعهما وسط املدينتني .

:المجال الزماني -ب

م بداية بدراسة استطالعية من خالل إجراء 2011بدأ العمل امليداين يف شهر جوان

م.2012جويلية بعض املقابالت اليت دف إىل التحقق من ميدان البحث و انتهى يف شهر

:المجال البشري -ج

ملعرفة مدى مسامهة اخلطاب املسجدي يف التغيري االجتماعي و اإلجابة عن اإلشكالية

عني سنة ألا أرباملطروحة اشتغلنا علىفئة املصلني الذين تتراوح أعمارهم بني مثانية عشرة إىل

مجتمع اجلزائري الذي يتكون من أكثر الفئة الغالبة على مجوع املصلني حبكم التركيبة البشرية لل

٪ شباب .75من

نوع العینة -5

اعتمدنا يف هذه الدراسة العينة غري االحتمالية، و اليت تتمثل يف صنف العينة العرضية

باتباع طريقة الفرز املوجه، هو نوعا ما أكثر دقة من الفرز العشوائي، إننا خنتار عناصر تبدو أا

.2. وهي ال تتضمن أخطاء كثرية1البحث املستهدف متثل جزءا من جمتمع

اوي بني املسجد الكبري يتوزعون بالتس ،عشرين فردا 28يتكون جمتمع الدراسة من

.مسجد علي ابن أيب طالب بتلمسانبندرومة و

التقنیات البحثیة -6

املقابلة الرمسية:

ذلك االتصال و التفاعل هي إحدى التقنيات املستعملة يف العلوم االجتماعية ، وهي

الذي يقع بني املقابل واملبحوث حول موضوع معني، ويستعني املقابل أثناء االتصال و التفاعل

.314، ص ذكره موريس أجنرس، منهجية البحث يف العلوم اإلنسانية،مرجع سبق1.311املرجع نفسه، ص2

مدخل الفصل األول

13

، كما أا 1باألوراق اإلستبيانية اليت تعترب الدليل أواملرشد أو املوجه للمقابلة منذ بدايتها إىل ايتها

قة لألفراد و اكتشاف األسباب املشتركة أفضل التقنيات لكل من يريد اكتشاف احلواجز العمي

.2لسلوكهم من خالل خصوصيةكل حالة

أھمیة الدراسة و أسباب اختیار الموضوع -7

يعترب املسجد إحدى املؤسسات اليت بإمكاا املشاركة يف أداء وظائف اجتماعية وتربوية

رشادات تقدم للفرد القيم من خالل ما يقدمه املسجد عرب منرب اجلمعة من مواعظ و دروس و إ

الدينية واالجتماعية الصحيحة ما يضمن له االحتفاظ بأساليب السلوك السليمة. فاملسجد إضافة

إىل كونه بيت عبادة ومنبع لإلشعاع الروحي، هو أيضا منبع لإلشعاع التربوي و الثقايف يصلح

،الديينيرفع من مستويام األخالقية و السلوكية إذا ما أحسن استعمال وزنه الناس و

غمرة املنافسة اليت نشهدها من طرف و سائل اإلعالم املختلفة يف ويف ، ليجدبالوافدين إليه

تشكيل مناذج سلوكية أغلبها غريبة وجديدة عن ثقافتنا و ديننا و أيضا ما حيدث حولنا سواء

أو العاملي من تغريات ما جعل احلديث عن اخلطاب الديين يلوح يف األفق، على مستوى احمللي

للوقوف على مدى مسامهة اخلطاب ينوهذا يف حماولة م، األمر الذي دفعين الختيار هذا املوضوع

املسجدي، وباخلصوص خطبة اجلمعة ملا هلا من مكانة وصدى يف تغيري أفكار واجتاهات املتلقني

كما أن اختصاصنا يف علم االجتماع يفرض علينا االهتمام بكل ما ،اموتشكيل سلوكي ،هلا

إضافة إىل مالحظة التناقض يف سلوكيات املتلقني ،الجتماعية وأفراد اتمعا يتعلق باملؤسسات

للخطاب املسجدي بني ما ميليه اخلطاب واملمارسة.

أھداف الدراسة -8

دف هذه الدراسة إىل حتقيق عدة رغبات:

الوقوف على واقع العالقة بني املسجد و اتمع . -

، 2،1987طحسان حممد احلسن، األسس العلمية ملناهج البحث االجتماعي، دار الطليعة للطباعة والنشر، بريوت، إ1

99ص.197، صمرجع سبق ذكرهموريس أجنرس، منهجية البحث يف العلوم اإلنسانية، 2

مدخل الفصل األول

14

معرفة مدى مسامهة اخلطاب املسجدي يف التغيري االجتماعي يف اتمع . -

حتديد مستوى التغيري الذي حيدث. -

الجتماعي .الوقوف على املشاكل اليت تعيق فاعلية اخلطاب يف إحداث التغيري ا -

توفري بيانات إحصائية واستنتاجات حول آراء املصلني املتعلقة بدور اخلطاب املسجدي واليت -

قد تفيدنا يف فهم هذا التغيري و هذا التأثري بني املسجد و اتمع .

معرفة اخلطاب املسجدي الذي يريد املتلقي مساعه. -

ديد أهم اخلطوات املنهجية و حجج اإلقناع اليت تعتمد عليها خطبة اجلمعة ومدى قدرا حت -

على اإلقناع.

التعرف على أهم القيم و ااالت اليت تركز عليها خطبة اجلمعة حسب املتلقي. -

صعوبات البحث -9

حبث إىل آخر حسب جمال الدراسة ال خيلو أي عمل علمي من الصعوبات، وهي ختتلف من

طبيعة املوضوع، و بالنسبة لعملنا هذا، كان أهم ما واجهناه، هو رفض الشباب إلجراء و

املقابالت معنا إال بعد جهد كبري، حيث ملسنا لديهم عدم الثقة و اخلوف من التصريح و إبداء

كان، خاصة عندما تعلق األمر باالجتاهات السياسية . اآلراء ألي

الدراسات السابقة -10

حتقق الدراسات السابقة استفادة كبرية للباحث، إذ تعترب النتائج اليت توصلت إليها تلك

الدراسات مقدمات ينطلق منها حبثه اجلديد. فهو ال يبدأ من فراغ بل يبدأ مما توصل إليه غريه .

من هذا املنطلق كانت الدراسات اليت اعتمدناها يف حبثنا كاآليت :

دراسة بعنوان " أثر وسائل الدعوة و أساليب االتصال " وهي دراسة نظرية ميدانية للدكتور -1

لى عينة م ع2009إبراهيم أمحد عرقوب والدكتور إبراهيم حممد اجلوارنة جبامعة الريموك سنة

مدخل الفصل األول

15

طالب وطالبة من قسم الدعوة واإلعالم اإلسالمي يف كلية الشريعة استعمل الباحث 74تقدر

املنهج الوصفي و كانت األداة االستبيان، هدف الدراسة كان معرفة مدى تأثري وسائل االتصال

الشخصي وجها لوجه ( األسرة،املسجد، املؤسسات العلمية على اختالفها و األصدقاء......)

كذلك االتصال اجلماهريي (كتب و صحف و إذاعة القرآن الكرمي و التلفاز)يف زيادة تدين و

أن من أهم العوامل اليت زادت من طلبة قسم الدعوة واإلعالم اإلسالمي. وتوصلت الدراسة إىل

تدين أفراد العينة هي: األم ، املدرسة، األساتذة، املنهاج اجلامعي، النشاطات الدينية، صالة

اجلماعة، مجعية احملافظة على القرآن الكرمي ، النوادي اإلسالمية.أما عن حالة الدعوة عرب وسائل

والتلفاز ت الدينية و إذاعة القرآن الكرمياالتصال اجلماهريي فقد كان الدور األبرز للكتب واال

و الرسائل القصرية عرب اخللوي.

ومن أبرز أساليب اخلطاب الدعوي الناجحة اليت توصلت إليها الدراسة هي : املعاملة

احلسنة، توجيه الشباب إىل القيام بأنشطة هادفة و التركيز على قضايا الشباب املعاصرة و

استخدام اللهجة العامية.

رعي و املتحول دراسة حتمل عنوان" القيم الدينية يف اتمع اجلزائري(بني الثابت الش -2

الثقايف)"

هي دراسة أنتروبولوجية للباحث حممد محري جبامعة تلمسان، قسم الثقافة الشعبية، سنة

استخدم الباحث حتليل املضمون طرح الباحث إشكاليته حول طبيعة العالقة 2007 -2006

ضابطا لسلوكيام و يتخذوا ،لوااليت جتمع بني أفراد اتمع و بني القيم الدينية اليت يتمث

هل حافظت القيم الدينية يف اتمع اجلزائري على ثباا؟ :تصرفام، فصيغ اإلشكال كالتايلو

كما جاءت ا أصوهلا ومصادرها أم عرفت شيئا من التغيري، وما هي يا ترى أسباب الثبات و إن

ا القيم الدينية يف وجدت وما هي أسباب التغيري و إن حدث؟ وما طبيعة الوظيفة اليت تضطلع

اتمع اجلزائري ؟

مدخل الفصل األول

16

حاول الباحث رصد بعض القيم الدينية يف اتمع من منظومة الفتوى الشرعية و وصف

موقعها من الثابت الشرعي الذي ميثل الوحي السماوي بنوعيه القرآن و السنة ومدى موافقتهما

ات ثقافية. له أو تأثرها مبا جد من تغري

انطلق الباحث من فرضية أوىل مفادها أن القيم الدينية املستمدة من مصادر الثقافية

اإلسالمية من أهم الضوابط احملددة ملعايري السلوك األفراد و هويتهم يف اتمع اجلزائري.و فرضية

ري قد يؤدي إىل تغريات أخرى متتد ثانية مفادها أن أي تغري يف البناء االجتماعي للمجتمع اجلزائ

التناقضات إىل ثقافة أفراده يف التعامل مع القيم الدينية. و أهم ما توصل إليه الباحث هو أن

التغري االجتماعي و الثقايف ميكنها أن تسلب القيم الدينية وظيفتها االجتماعية اليت تصاحب

لثوابت الشرعية و إن بقيت بعض الثوابت التوجيهية اليت يفترض أن تضطلع ا فتجعلها مناقضة ل

شائعة على املستوى النظري حلياة األفراد إىل أم ال حيتكمون إليها يف سلوكهم الفعلي.

دراسة الباحث بن عون بن عتوبعنوان "الدين وجتلياته يف السلوك االجتماعي يف اتمع -3

لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة سيدي بلعباس، قسم علم االجتماع، ل" جلزائري بعد االستقالا

م. تناول الدراسة موضع الدين يف سلوك االجتماعي يف اتمع اجلزائري 2008- م 2007سنة

يف فترة ما بعد االستقالل ويرى الباحث أن الدين قبل و بعد االستقالل يظهر عرب ثالث أمناط،

ماعية الصوفية الطرقية، منط املمارسة الدينية و االجتماعية و منط املمارسة الدينية واالجت

اإلصالحية السلفية ومنط املمارسة الدينية االجتماعية اإلسالمية السياسية، ظهرت هذه األمناط

اعتبارا من عدة عوامل ومظاهر و كرد فعل هلا. اقترح الباحث كانطالقة لبحثه الفرضية التالية :

قايف بكل أبعاده اتمعية والسياسية واالقتصادية، هو العامل األساسي يف السياق االجتماعي الث

حتديد متثل مجاعات املؤمنني للفكرة الدينية، وهذا التمثل هو الذي يترجم إىل ممارسات

طقوسية. ويرى الباحث أن احلقل الديين يف اجلزائر هو نتيجة حتمية لسياسة مدروسة و متبعة

ىل أن السلطة السياسية يف اجلزائر ظهرت كطرف يف إتوصلت الدراسة للسلطة و مؤسساا. و

الصراع مع اجلماعات الدينية مبا متلك من مؤسسات و مرجعيات دينية.

مدخل الفصل األول

17

التواصل، دراسة فن عنواا "اخلطاب الديين و إستراتيجية ،دراسة للباحث بلحضري بولوفة -4

م علم اإلمجاع، ختصص الثقافة و االتصال " لنيل شهادة املاجستري، جامعة وهران، قساإللقاء

،استخدم الباحث أداة املقابلة، و قد طرح الباحث اإلشكالية التالية:هل 2006-2005سنة

اإلستراتيجيات اليت يتبناها اخلطاب الديين اإلسالمي لتحقيق فاعليته يف التأثري و إدراك التواصل

إسهاب طريقة إلقاء اإلمام للخطبة .تكن يف مضمنه أم يف أسلوبه و أدائه؟ وصف الباحث ب

و من أهم ما توصلت إليه الدراسة هو أن مضمون النص يف اخلطاب الديين اإلسالمي ال

يستطيع التأثري يف األفراد رغم قدسيته ومكانته و ال األسلوب و اإللقاء لوحدمها بل مرهون بكافة

إدراك التواصل.العناصر، حىت تتحقق الغاية يف التأثري و اإلقناع و

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

18

: تمھید

متركزت ،اتمع اإلسالمي األول يف يعترب املسجد أول مؤسسة دينية أدت أدوارا متعددة

رغم التطورات اليت ، فالتربوية و االقتصادية و السياسية، و فيه خمتلف الوظائف، االجتماعية،

اتمع اإلسالمي، و ظهور مؤسسات أخرى سحبت من املسجد العديد من املهام، إال أنه هاشهد

ثني األول و الثاين يف املبح .و يساهم يف جماالت شىت ال زال حيظى مبكانة خاصة يف اتمع احلايل

إىل بعض وظائف بعدها تطرقنل ،حاولنا ا تعريف كل من املسجد واخلطاب من هذا الفصل،

تعرضنا إىل خطبة املبحث الثالثويف ، واخلطاب املسجدي ( خطبة اجلمعة) املسجد

اجلمعة كاتصال مجعي مباشر، باعتبار ما حيدث داخل املسجد، من خالل خطبة اجلمعة عملية

عناصر االتصال. تستويف شروط و اتصالية

المسجد و مكانتھ في اإلسالم-1

تعریف المسجد -1-1

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

19

رض لقول الرسول صلى اهللا عليه : اسم مكان السجود، أما شرعا فكل موضع من األاملسجد لغة

.1"جعلت يل األرض مسجداسلم:" و

واحد الذي يسجد فيه، ويف الصحاح،املكان :) و املسجد (بفتح اجليم) و املسجد (بكسر اجليم

.2فهو مسجداملساجد (بكسر اجليم). و قال الزجاج، كل موضع يتعبد فيه

و تأصيل العقائد الدينية يف طبعه مند فجر ،أمجع العلماء على حاجة اإلنسان للدينلقد

أي (...) و البيئة التاريخ إىل يومنا، " فالدين ضرورة فطرية شعورية ال عالقة له مبالبسات العصر

وممتزجة و مغروسة يف شعوره ،أن حاجة اإلنسان إىل الدين حاجة فطرية مركزة يف طبيعته النفسية

و املؤسسة الدينية هي بنية اجتماعية حديثة نسبيا يف تاريخ األديان. ، 3ه "أعصابه و حسيف دمه و

العقيدية دون و فقد عاشت اجلماعات البشرية لعشرات األلوف من السنني متارس طقوسها الدينية

يعترب املسجد املؤسسة . و4 ية العليامؤسسة دينية تشرف وتوجه وجتعل من نفسها السلطة املرجع

كان أول ما قام به الرسول صلى اهللا عليه وسلم بعد هجرته إىل حيث األوىل يف اتمع اإلسالمي،

تأسيس أركان الدولة اإلسالمية. املدينة املنورة هو بناء مسجد قباء، فكان منطلقا لبناء اتمع و

اإلسالمي عرب العصور املختلفة، حيث كان منارة للعلم كربى يف تاريخ اتمع أمهية للمسجدو

،التربويةيعترب من أهم املؤسسات ومدرسة لتكوين و بناء شخصية الفرد املسلم، ،واملعرفة

وما . يف اتمع املسلم، فال يكاد خيلو منه حي من األحياء عند املسلمني والدينية ،واالجتماعية

ع مبكانة رفيعة يف نفوس ه بيت اهللا سبحانه وتعاىل، يتمتمييزه عن بقية املؤسسات األخرى أن

وأن المساجد للھ فال {:وهو حمل ثقة اجلميع، يقول اهللا عز وجل يف كتابه الكرمي، املسلمني

وهو املكان الذي يقام فيه الركن الثاين من أركان ،)18/سورة اجلن (}تدعوا مع اللھ أحدا

إعالم الساجد بأحكام املساجد، حتقيق أبو مصطفى املراغي، الس األعلى للشؤون اإلسالمية، عبد اهللا الزركشي، حممد بن1

.26ه، ص1384لقاهرة، .1940، دار املعارف، القاهرة، ص24اجلزء الد الثالث، ابن منظور اإلفريقي، لسان العرب،2.37، ص1990، 2كة العربية السعودية، طعلم االجتماع الديين، اململ عبد اهللا اخلرجيي،3.109، ص 2007مراد زعيمي، مؤسسات التنشئة االجتماعية، دار قرطبة للنشر و التوزيع، اجلزائر، 4

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

20

، مكان للعبادةاإلسالم، الصالة. فاملسجد يف اإلسالم حمور لشؤون اجلماعة كلها إىل جانب كونه

:" وكانت مواضع األئمة، و جمامع األمة، هي املساجد، فإن النيب صلى اهللا يقول ابن تيميةفهذا

وتعليم العلم ،و الذكر ،والقراءة ،عليه و سلم أسس مسجده املبارك على التقوى، ففيه الصالة

، وفيه جيتمع و تأمري األمراء، وتعريف العرفاءو عقد األلوية و الرايات، ،واخلطب ، وفيه السياسة

فكانت وظائف الدولة اإلسالمية اجلديدة ،1املسلمون عنده ملا أمههم من أمر دينهم و دنياهم "

،األخالقو ،والعبادة عقيدةالذي كان نقطة االنطالق األوىل يف ال ،آنذاك مركزة كلها يف املسجد

والفكر والسياسة وغريها.

حيث مل يعد اجتماعية ال يتعدى دورها أداء العبادة، أما اليوم فيعترب املسجد مؤسسة

لها، كالقضاء و التعليم لت ملؤسسات رمسية أنشئت ألجمسئوال عن الكثري من املهام اليت وك

يبقى هو األساس الذي ينبغي أن تقام هإال أن األمر الذي قلص دوره. ،السياسة و غريهاو ،الرمسي

فرسالته متنوعة و شاملة ، 2حوله و إىل جانبه بقية املؤسسات اليت تقتضيها حياة اتمع و تنظيمه"

و ميش وظيفة املسجد مشول اإلسالم، و مكانته عظيمة ال تنافسه فيها أي مؤسسة أخرى،

احلياة العامة للمجتمع املسلم يؤدي حتما إىل خلل يف وظائف املؤسسات األخرىوإقصاؤه من

كون املسجد مؤسسة اجتماعية، فهذا يعين أن العالقة اليت جيب أن تقام "و .واختالل يف توازنه

إذا و .3 " بينه وبني بقية املؤسسات االجتماعية األخرى هي عالقة التكامل، وليس عالقة التصادم

مسجد اجلماعة واجلمعة.حىت "اجلامع" هو املسجد (من الفعل سجد) يدل عليه مدلوله، فإنكان

لصلوات اخلمس واجلوامع لواملساجد تقام أنه كان يف عهد الصحابة باملدينة مساجد وجوامع.

.لصلوات اجلمعة وتعليم القرآن

المسجد ودورهیفةوظ-1-2

املدينة املنورة، ، جممع امللك فهد بن عبد العزيز،35أمحد ابن تيمية، جمموع فتاوى شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية، احمللد 1

.39، ص 2004.4، ص)05(، العدد 2009، ماي رسالة املسجدجملة بوعالم اهللا غالم اهللا ،" املسجد يسترد وظيفته"، 2.7مرجع سبق ذكره، ص بوعالم اهللا غالم اهللا ، " مكانة املسجد يف اتمع "،3

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

21

كما هو ، يتعارض مع دور مؤسسات الدولةال دورا املسجد يف اتمع اإلسالمييلعب

، فهو يفقه هلا ل نقطة انطالق ميث و ؤسساتمع تلك امليتكامل بل شأن بيوت العبادة يف الغرب،

الناس أفرادا ومجاعات بالشريعة اليت تنظم حيام، واملخالفات اليت يعاقبون عليها يف الدنيا

تربوية تعليمية و ،على جوانب احلياة كافة، ما بني روحية نفسية همن مث تتنوع آثار و ،واآلخرة

.سياسيةإىل اجتماعية و

الوظيفة الروحية و النفسية•

ى فيه ثاين ركن ؤدي ،للعبادة فضاءفهو ،املسلمني لدى كبرية و مقدسةكانة مبملسجد حيظى ا

حساسا إحيث يستشعر املسلم أنه يف صلة مع ربه، مما يبعث لديه ،من أركان اإلسالم " الصالة "

،فاملسجد مدرسة تترىب فيها النفوس تربية روحية .بالسكينة والطمأنينة ال تتواجد يف مكان سواه

منه و يستمد سامية نبيلة ميد املسلم بقيم ،خلقيا و نفسياله دور فعال يف إصالح الفرد و اتمع

ما يسهم يف ،خبالقه هاملعاين الروحية اليت تربط لديه تتعزز، فويعرف أصوله ومبادئهمقومات دينه،

بذلكو يدفعه إىل فعل اخلري. و ،من األنانية و حب الذات بعيداذيب نفسه و الرقي مبشاعره

" فاملسجد الذي كان على الدوام مكانا ." الروحي التعبديامللجأ" و ""املطهر دور يلعب املسجد

فحسب، جيتمع فيه املؤمنون وليس مبىن دينيا ،اتمعات اإلسالمية التقليديةللتبادل الثقايف يف

يغرس 1إلقامة الصالة، وبتعبري آخر فإن املسجد كمؤسسة له أساس اجتماعي وروحي واضح"

اتمع مما يساعد على تأمني قيما وسلوكيات إجيابية يف نفوس األفراد، توجه تعامالم وترشدهم،

ؤدي دور يوهو بذلك كله ،تمع نفسيا وخلقيافيصلح الفرد وا ،من األفكار واألفعال املنحرفة

.احلماية والوقاية من األمراض النفسية

، يعد حصن فالدين مالذ عظيم ومنقذ كبري من املشكالت االنفعالية و الصدمات النفسية

حيمل من أفكار وقيم قد يكون كما أنه مبا، قراراالستاألمان الذي يشعر الناس يف رحابه باألمن و

): نقال 36( ،العدد2003، عمان،أكتوبر جملة نزوى الثقافيةحممد أركون، "حتوالت املقدس"، (ت) كامل يوسف حسن، 1

2012-01-15 تاريخ التصفح:.www.Nizwa.comعن موقع

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

22

فكثري من الناس " يف نفسيته تأثريا كبريا،عالجا لكثري من املشكالت اليت يقع فيها الفرد و اليت تؤثر

مما جيعلهم جيدون يف ،ذكرهم املفاهيم الدينيةبلسمهم الشايف لكثري من آالمهم النفسية يف تيكون

1ذلك راحة نفسية و طمأنينة روحية "

الوظيفة التربوية والتعليمية•

العبادات املختلفة فقط، مل يكن املسجد يف تاريخ اتمع املسلم األول جمرد مكان ألداء

طلب ل وجامعة ومعهدا السنن ، ألداء العبادات من الفرائض و كان جامعا ،بل كان أمشل من ذلك

كان إحدى املؤسسات التربوية ذات الدور املباشر يف التأثري على .ختريج العلماء والفقهاء و العلم

صبا يعد مصدرا خ و طلبة العلم، و املعلميتم فيه اللقاء املباشر بني ، حيث حياة الفرد املسلم

ملا يتميز به من خصائص أمهها إحاطته ،يف جو من الوقار و السكينة ،للمعرفة الدينية وغرس القيم

ه تتربيفيه تتم الة من التقديس، جتعل الفرد املسلم غالبا مستعدا و مهيئا لإلنصات و االستيعاب،

و تبث فيه روح احملبة واألخوة ،تنشئته وفق مبادئ و قيم دينية ربانية تنمي فيه األخالق الرفيعةو

هذا ما يشري إليه و ،افل ، ليكون فردا صاحلا يف جمتمع صاحلتنشر التعاون و التك كما ،والتواضع

ومن احلق أن نزعم للمسجد واملعبد دوره األول يف تكوين الفرد .."مصطفى السباعي يف قوله :

حبق أول مدرسة مفتوحة عرفها يعد فاملسجد .2" فهو جييء قبل املدرسة و اجلمعيةالصاحل ،

ت فيها األجيال العرب، وتربهة.تربية موج

من خالل صالة اجلماعة وتسوية ،م املسجد املترددين عليه االنضباط والنظامكما يعل

يكون ف ،ألن املعتاد على صالة اجلماعة ال بد له أن يلتزم بوقت كل صالة ،أثناء الصالة الصفوف

اذمن همبواعيده، ووااللتزام االنضباط صفة مالزمة له يف كل تصرفاته، ما يعينه على تنظيم وقته

باإلرشادات تأييد احلقائق واإلمداد و، دور املؤسسة الدينية يف احملافظة على املعتقدات"خ يترس

.3"للتصرفات الناضجة

.425، ص1996 علم النفس الديين، مؤسسة خمتار للنشر، مصر، دط، رشاد علي عبد العزيز موسى و آخرون،1.9-7صص ،1999 ،1ط مصطفى السباعي، أخالقنا االجتماعية، دار الورق، السعودية،2.338، صذكره رجع سبقمرشاد علي عبد العزيز موسى، 3

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

23

العلماء والرواة ، فوقد كان له الدور العظيم يف نشر العلم و املعرفة بني املسلمني

أيام ازدهار احلضارة اإلسالمية، قد خترجوا من واملفسرون، واملؤرخون الذين شهدم القرون

املسجد، حيث كان هو املؤسسة التعليمية األوىل يف اتمع، دونت فيه علوم القرآن و احلديث

غة، و تلقت فيه مجاهري املسلمني خمتلف العلوم وتعلم فيه املسلمون الكتابة والقراءة و الل ،والفقه

اليت كان اإلقبال و التنافس عليها شديدا، فقد كان مكانا األخرى، من خالل حلقات الدرس

للتعليم والتوعية الشاملة فكان هو املدرسة واجلامعة و املنارة اليت يستفيد منها مجيع أفراد اتمع

على اختالف مستويام وأعمارهم وثقافام وأجناسهم.

ليوم، ولن تكون املؤسسات اإىل وما تزال رسالته و دوره يف تعليم و تثقيف اتمع فاعلة

ر قضايا مع تطور احلياة املعاصرة وظهوف فلكل واحدة منها رسالتها. ،التعليمية األخرى بديال عنه

، تبقى حاجة املسلم ملعرفة اجلانب الشرعي يف هذه القضايا ضرورة وإشكاالت جديدة و متعددة

إليها نفسه، فيكون املسجد قبلته أكيدة، كي يتم التعامل معها من خالل نظرة شرعية تطمئن

و بذلك ميكن القول إن املسجد يف اإلسالم يعد مدرسةاألوىل لالستفسار عن رأي الدين فيها،

" تتميز املساجد و الكنائس مبكانة عظيمة يف حيث ،اإلسالمية مركزا للتربية ونشر الوعي يف اتمع

و لعل من أهم ،1نسانية دورا كبريا يف حياة الناس"الدول العربية ألن الدين يؤدي يف اتمعات اإل

ة مميزة عن ما مييز املسجد عن بقية املؤسسات األخرى، أنه يعطي رسالته التربوية و التعليمية هوي

.ذات صبغة دينية إسالمية، غريها

الوظيفة االجتماعية •

ال يستطيع أن ،كثريةأدى املسجد يف اتمعات اإلسالمية عرب العصور املاضية خدمات

يف العهد النبوي مأوى يقوم ا يف وقتنا احلاضر إال جهات متخصصة ومؤسسات عدة، فقد كان

ساعدة والعون املاديميدهم امل ،للفقراء وللمحتاجني أ مأوى له من املسلمني، وكان ملجالمن

الفقري ، و الغين ،والصغرييعترب مهزة وصل بني خمتلف شرائح اتمع، يرتاده الكبري و ،واملعنوي

.221، ص1998إبراهيم ،علم االجتماع السياسي، دار الشروق، األردن، دط، أبراش1

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

24

و . واإلخاء وينمي عواطف احلب ،بينهم فتح جمال التعارف ويعمق الروابطالرئيس واملرؤوس، ما ي

يقوم بدور اجلمعيات اخلريية كجمع التربعات وإذ ،يعترب املسجد أيضا مركزا للتكافل االجتماعي

، مما يعينهم على مواجهة الفقر و حتقيق إضافة إىل مجع أموال الزكاة ،الصدقات للفقراء واملساكني

مركز اتصال يعدف التكافل. كما يقوم بدور مراكز الشباب من ناحية التوجيه والتقومي واإلرشاد،

يوجههم إىل و ،جامع هلم، يعلمهم اخلروج من الفردية والتزام اجلماعيةوبني أفراد اتمع املسلم

أيضا يف تربم عقود الزواج كما ،قيم أخالقية اجتماعيةاألعمال النافعة من خالل ما يقدمه من

الرتاعات. املسجد و حتل اخلصومات و

حيث فالعالقة بني الدين و السلوك االجتماعي و الشخصي، عالقة وثيقة و عميقة الصلة،

بذلك ، وتساهم يف عملية التنشئة االجتماعية للفرداليت تدنيس املعايري السلوكية تقديس أوبيقوم

تمعي الفعالة يعد من أهمه .عوامل التنظيم اتركيز على مثل أخالقية الخالل من" كما أن

.1كاحلالل و احلرام، و اخلري و الشر، و الثواب و العقاب، فإنه يدخل بعمق يف حياة اتمع

هام يف املسجد من خالل القيم اإلجيابية اليت يوصي ا الدين، بدوريقوم بذلك و

و نشر ،مشلهم و توحيد كلمتهم ملعن طريق ،اتمعي و التآلف االجتماعي بني األفراد سكاالتم

التراحم بينهم.التعاون و

الوظيفة السياسية•

القرون اليت تلته مركزا سياسيا سلم و لقد كان املسجد يف عهد الرسول صلى اهللا عليه و

و تدرس قرارات ،ه البيعةيو تؤدى ف ،أحوال األمةات ملناقشة وإداريا، فيه كانت تعقد املؤمتر

سياسةالأهل احلل و الربط لرسم فيه يستقبل فيه السفراء و الوفود، أي كان جيتمعالشورى و

تطرح األمور املسجد كانت حيث يشري نصر سلمان إىل أنه يف داخل "لمجتمع، العامة ل

أو القائد أو املضي إىل اجلهاد منها، و منها فة و كان اختيار اخللي ،املستجدة للنقاش و املشاورة

.243، صمرجع سبق ذكره صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية،1

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

25

كما كانت ترتب فيه املعارك و تنطلق منه 1كان اخللفاء يعرضون اخلطوط العريضة لسياستهم "

اجليوش.

ما ،أما اليوم فهناك مؤسسات سياسية بديلة تقوم بالدور الذي كان يقوم به املسجد سابقا

"هناك دور سياسي للمسجد على الدوام، ولكن ألن إال أنجعل وظيفته السياسية تكاد ختتفي،

االعتبارات السياسية قد امتصها اإلدراك األسطوري للمعرفة اليت تشترك فيها اجلماعة، فإن مفهوم

ال يزال بوسعه أن يصبغ كل األنشطة واألحداث األخرى اليت تقع يف املسجد و املقدس كان

نشره من قيم أخالقية و اجتماعية ما يزال دوره فاعال يف . و من خالل ما ي2حبضوره وتأثريه "

و وجل، هللا عز الذي يعرف واجباته فيؤديها تقرباإعداد املواطن الصاحل بإذ يقوم ،التربية السياسية

بصورة يسود فيها تمع يعرف حقوقه فيطالب ا بالطرق املشروعة، و بالتايل يساهم يف إصالح ا

احلقوق العامة للجماعة . و ،اس، وصيانة احلريات اخلاصة باألفراداألمن والعدل بني الن

رسالة المسجد و تحدیاتھ -1-3

جيمع الكل على مكانة املسجد كمؤسسة دينية اجتماعية تلعب أدوارا حامسة يف استقرار

،فاعلنيومن جهة أخرى يف توجيه األفراد و اجلماعات ليكونوا أعضاء . اتمع و بقائه من جهة

فيما يتعلق بعامله ودوره ،تأسيس نسق من القيم و القناعات لدى الفرد املسلم خالل من

، ومركزا لنشر الوعي يف اتمع وهو حبق عد جامعا وجامعةيف اإلسالم ي االجتماعي، فاملسجد

يعطيه كماأفضل مكان، وأطهر بقعة، و أقدس حمل ميكن أن تتم فيه تربية اإلنسان املسلم وتنشئته،

و هذا ما يربز رسالته أكثر، إضافة إىل ما يقوم به املسجد من عملية تأمني ،هوية مميزة عن غريه

و األفعال املنحرفة اليت تدعو إىل الفساد اخللقي واالجتماعي إذ " ،للمجتمع من األفكار الوافدة

)، 3قسنطينة، اجلزائر، العدد(، جامعة األمري، جملة خمرب الدراسات الشرعية ،نصر سلمان، "رسالة املسجد يف اإلسالم "1

243 -244، ص 2005.مرجع سبق ذكره، www.Nizwa.comحممد أركون، "حتوالت املقدس "، 2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

26

يفوق تأثري املؤسسة الدينية كل التأثريات املختلفة يف األسرة و املدرسة، يف الشارع، يف اإلعالم ،

.1سواء كان التأثري أساسيا أو ثانوي "

والشبكة الدولية ،إال أنه ومع تزايد البدائل املتاحة املتمثلة خصوصا يف الفضائيات

يف ظل الثورة العلمية والتطورات خصوصا جدتراجع وتقهقر دور املس ،للمعلومات ( االنترنت )

يؤكد أن لكل عصر و الذي ،واالقتصادي ،والثقايف ،العصرية املتالحقة على املستوى االجتماعي

الوسائل من املعوقات تعد هذه حيث وسائله اليت تتناسب مع خمتلف ظروفه و أوضاعه، أدواته و

متتلك القدرة على حتقيق أقصى درجات خاصة أا سجد يف سبيل حتقيق رسالته،اليت تواجه امل

يتفق علماء االجتماع و االتصال على أمهيتها يف إحداث التغيري ، واالستجابة لدى املتلقي

م به اإلعالم يف تكوين تزايد الدور الذي يقو"حيث االجتماعي. ومع تداعي قيم العوملة واحلداثة،

و كذا تثبيت ،و تعديل أمناط السلوك ،و تغيري املفاهيم 2األنساق املعرفية والفكرية للفرد العادي"

،القيم املرغوب فيها و تدعيمها على حساب دور املؤسسات التكوينية و تربوية والتقليدية

" تؤدي وسائل عندما يقول:هذا ما يشري إليه أسعد وطفة و واملسجد. ،كالبيت و املدرسة

ا يعين أن عليها أن تعمل على مم العوملة، إىل تقليص فرص املؤسسات التعليمية ذات األداء التقليدي،

.3بناء منظومات فكرية جديدة قادرة على املواجهة املناورة يف خمتلف االجتاهات وامليادين"

مدى قدرته على تصحيح و ،يف العصر احلايل عن دور املسجد تطرح عدة تساؤالت وهنا

فاتمعات .خاصة من خالل منربه يف هذه الفترة بالذات ،الكثري من املفاهيم ومسامهته يف التغيري

،رؤيتهم للواقع أيضا تتغري و ،تتغري معها حياة األفراد املادية و الروحية ،يف حالة تطور دائم

واسعة من تقنية االتصال و اإلعالم تواصل دائم مع األحداث عرب شبكة وأصبح الفرد على

.10، ص1999احلارثي زايد، التنشئة االجتماعية و السلوك املأمول للشباب، مجعية املعلمني الكويتية، الكويت، د ط، ،1يفة "، الدار اجلامعية الساموك، اإلعالم اجلديد،"تطور األداء و الوسيلة و الوظإنتصار إبراهيم عبد الرزاق، صفد حسام 2

.20، ص2011، 1ط النشر،للطباعة و ،2008ديسمرب /أكتوبر ،جملة عامل الفكر ،اإلشكاليات" أسعد وطفة ،" التربية العربية و العوملة بنية التحديات و تقاطع3

. 333ص

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

27

و حىت سلوكيات ،و أفكار ،احلديثة، اليت تتنامى قدرا الكبرية عل التأثري املتواصل على قناعات

ة فعلها اإلجيايب و السليب. فثقافة العوملة تتجاوز الثقافات احمللية ارسمم ،شرائح مهمة من اتمع

من خالل عملية مدروسة ،طى كل احلدود، حيث تقوم بنقل رسائل ذات معىن إىل املتلقيوتتخ

توجيه اآلراء و يف إنشاء فعالية كبرية يف متلك كفاءة و . فهيخمطط هلا بقصد التأثري فيه و و دقيقة

أيضا دو بالتايل نشر قيم جديدة و العمل على ترسيخها، ما يول ،االجتاهات حول خمتلف القضايا

وهذا ما يؤكده حممد عابد اجلابري "اليوم ،صراعا بني ما هو مألوف و بني ما هو جديد و دخيل

نظرا لصغر العامل واختالطه ،ال أحد ينكر بأن صراع القيم أصبح حقيقة قائمة يف عاملنا املعاصر

.1بالشعوب والثقافات األخرى اليت تعرض قيما على وسائل اإلعالم و االتصال "

،و أدت إىل انبثاق وتدفق هائل ومتجدد للمعلومات ،قد أثرت على جل حقول املعرفةف

واليت ال ميكن بأي حال من األحوال إيقاف ،واآلراء واخلربات العابرة للمجتمعات ،والفكر

ين، أصبحت ختطو عمليا باجتاه حد يتدفقها. فهذه الوسائل احلديثة تعترب أداة فعالة و سالحا ذ

هي فالفضائيات تعتمد على حاسيت السمع و البصر، واألفراد مستخدمة خمتلف أساليب اإلقناع،

إذ تقدر بعض الدراسات أن العقل البشري قادر عل تذكر" من أكثر الوسائل فاعلية و تأثريا،

اها و يسمعها يف ذات % من املعلومات اليت ير60و ،% مما يسمع 20 و ،% مما يقرأ15

.2الوقت"

وأمناط القيم الصحيحة منظومة تعزيزوأن تؤثر إجيابا يف نشر املثل السامية و بذلك تستطيع

وهي تعترب منظومة متكاملة تشترك فيها مجيع ،ككل اتمع و السلوك املقبولة يف نفوس األفراد

و اية بوسائل ،ابتدءا باألسرة ومرورا باملؤسسات التعليمية واملسجد ،مؤسسات التنشئة يف اتمع

إحدى أهم الوسائل هي ، ةاجلماهرييوسائل اإلعالم و خمتلف فالفضائيات .االتصال املختلفة

.63،ص 1988العريب، دار الطليعة، لبنان، د ط، حممد عابد اجلابري، تكوين العقل12 Jefkins, F : Planned Press and Public Relations, International Text Book

company,London,1977.p. 195.

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

28

من جهة و .1وهذا لقدرا على إحداث تأثري خاص لدى أفراده ،الفعالة يف تثبيت قيم اتمع

ترسيخ العديد من السلوكيات و ،أفكار و خلق اجتاهات جديدةشر يف نأخرى ميكنها أن تساهم

فالوسائل اإلعالمية ذات االجتاه الواحد تؤثر على سلوك وتفكري .اتمع يت ال متت بصلة إىلال

ولعدم تفاعله معها فإا تؤثر فيها ،" حبيث جتعله مستقبال ال مرسال لألفكار والتصورات ،املتلقي

.2" و ال يؤثر ا

أما االنترنت اليت تنامت استعماالا اليوم وأصبحت مرجعا ومقصدا للماليني من البشر الباحثني

ومتيزها عن نظرا لسهولة استخدامها و سرعة الوصول إليها ،عن املعلومة سواء دينية أو دنيوية

متنح املتلقي القدرة على املشاركة يف العملية ،وسائل االتصال األخرى مبا متلكه من أدوات تفاعلية

، بل أصبح يسعى للحصول على فلم يعد دوره منحصرا يف تلقي املعلومات فقط ،االتصالية

و يتبادل اآلراء مع املرسل ما يضمن التفاعلية بني املرسل ،و خيتار املناسب منها ،املعلومات

هري إليها و يزيد من فاعليتها و تقبلها لدىما جيدب اجلما ،ومجهوره خبالف النموذج التقليدي

من نظرية ابتداءو هذا ما أكدته العديد من النظريات .مقارنة مع الوسائل التقليدية ،املتلقي

Shannon" ويفر & Weaver"أن وسائل اإلعالم التقليدية ، وسائل اتصالية ذات اجتاه من

أن التفاعل احلقيقي يتطلب منوذجا اتصاليا ذي واحد، وتفتقر إىل رجع الصدى الفوري، يف حني

.3اجتاهني، أو اجتاهات متعددة"

و بظهور وسائل االتصال احلديثة مبا متلكه من أدوات فاعلة، أصبح للمستقبل القدرة على

، طرفا مهما يف العملية االتصاليةصار األكثر فاعلية يف العملية االتصالية، حبيث و املشاركة النشطة

ا كان دوره يف السابق جمرد متلق للمعلومات، ، بعدمتهحريو يبدي رأيه بكامل املرسل يتواصل مع

التمييز بني املرسل و املتلقي قد أصبح صعبا يف حاالت متعددة، يف ظل " وهناك من يذهب إىل أن

.39، ص1985، 1حممد نوفق الغالييين، و سائل اإلعالم و آثارها يف وحدة األمة السعودية، دار املنارة، السعودية، ط1.129، ص2000معن خليل عمر، علم اجتماع األسرة، دار الشروق، األردن، د ط، 2، ، القاهرة، الدار املصرية اللبنانية، شريف درويش اللبان، الصحافة اإللكترونية، دراسات يف التفاعلية وتصميم الواقع3

.66-65صص ،2،2007ط

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

29

إال إن التفاعلية اليت .1أت الطريق السريع للوصول إىل املعلومات"اليت هي استخدام هذه الوسائل،

يكون خرين، وتشري إىل إمكانية أن يكون للمشاركني يف عملية االتصال تأثري على أدوار اآل

يكمن خطرها يف إن املضمون االتصايل املتبادل ال خيضع لسيطرة الدولة، ،بوسعهم التفاعل معها

على وفق قيم عاملية، تعدو على و خيترق حدودها، فضال عن أنه يعمل على إعادة تنشئة املتواصلني

قيم املواطنة احمللية، و هو ما يتطلب وضع إستراتيجيات، تراعي حريات التعبري، مثلما تم حبماية

.2اتمع

على ني و املهتمنياليت أثرت حسب املختص ،ويف خضم متطلبات العصر و حتدياته اجلديدة

تابه يف كتوين شوارتز ما يشري إليه و و يف معتقداتنا أيضا، ،األمناط الفكرية وحىت السلوكية

بقوله أن و سائل اإلعالم قد أثرت على حياتنا و شكلت معتقداتنا ،""وسائل اإلعالم الرب الثاين

يفترض باملسجد تأسيس شراكة جمتمعية مع املؤسسات ،3عميقة كأي دين من األديان" بصورة

مواجهة األفكار و القضايا اليت ختدم الفرد املسلم و اتمع،لتناول ، االجتماعية األخرى

واملمارسات السلبية واخلاطئة اليت تضر باتمع، " يف عصر تعدد الوسائط، فاملتلقي، و خاصة

و شبكة اإلنترنت إلشباع ،املتلقي العادي إذا مل جيد ضالته يف املسجد فإنه سيلجأ إىل الفضائيات

وعليه فاملسجد مطالب بأن تعكس ،4فيها ما فيها من الغث والسمني "و ،مه و فضوله املعريف

وترسيخ ،والتغريات احلادثة، وتساهم يف تنمية األفراد واتمعات ،واملستجدات ،رسالته التطورات

،من أبرز و أهم املؤسسات الدينية و التربويةالقيم واملبادئ اإلسالمية وتصحيح األفكار، فاملسجد

و لن تكون املؤسسات ،يف التوجيه و اإلرشاد اخلاص و املتميزال تزال له رسالته النبيلة و دوره

.67، صالسابقرجع امل الصحافة اإللكترونية، شريف درويش اللبان،1، 2009حممد نبيل طالب، الربامج التعليمية و الثقافية باإلذاعة و التلفزيون، الدار العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، د ط، 2

108ص، القاهرة، د ط 1998الدار العلمية،علم اإلتصال ونظريات التأثري، ئ توين شوارتز، نقال عن، حممود إمساعيل، مياد3

.118ص.37، ص2009، ماي )05(العدد ،جملة رسالة املسجدين، " اآلليات اللسانية لترقية اخلطاب املسجدي"، حممد خا4

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

30

يتحتم عليه استرداد وظائفه " كمرجع بذلك و اخلاصة، فلكل منها رسالتها ،األخرى بديال عنه

1" ةتوحيد املرجعية ، وترتيب سلم القيم و توضيح الرؤيو لتوحيد الرؤيا و خلق االنسجام

خطبة الجمعة و مكانتھا في المجتمع المسلم-2

مفھوم و ماھیة الخطبة -2-1

و يف اصطالح .توجيه الكالم حنو الغري لإلفهام ،اخلطابة يف اللغة مصدر كاخلطاب

إلقناع محل السامع او -احلكماء جمموع قوانني يقتدر ا على اإلقناع املمكن يف أي موضوع يراد

.2التسليم بصحة املقول و صواب الفعل أو التركعلى

و يف عرف األدباء تقال على معنيني أحدمها: أنه كاخلطبة بضم فسيكون اسم للكالم

سجعا كان أو مرسال و ثانيهما : أا إلقاء الكالم املنثور مسجوعا كان أو مرسال ، ،املنثور

ذا ما يريدوم يف قوهلم : فالن يقوم على و ه –أو ترغيبهم يف عمل يالستمالة املخاطبني إىل رأ

.3اخلطابة أكثر مما يقوم على الكتابة

أما" أرسطو طاليس" فيعرفها بأا " قوة تتكلف اإلقناع املمكن يف كل واحد من األشياء

املفردة ، ومعناها أن اخلطاب ملكة يطيق صاحبه إلقناع املخاطبني يف أي أمر يدعي أنه غرض

.4صحيح "

متكلما و مستمعا، ،يعترب اخلطاب كل قول يفترض"Benveniste" نيفينستبأما

ومن جهة أخرى يشري ،5ويكون لدى املتكلم مقصد التأثري مقصد التأثري يف اآلخر على حنو ما

.5مرجع سبق ذكره، ص ،" املسجد يسترد وظيفته " بوعالم اهللا غالم اهللا،1.13، اجلزائر، دط، دت، صاملعارفعلي حمفوظ، فن اخلطابة و إعداد اخلطبة ، مكتبة 2.14املرجع نفسه، ص3.15، ص1979أرسطو طاليس، اخلطابة،(ت) عبد الرمحان بدوي، دار القلم، بريوت، د ط، 4

5Georges-elia Sarfati ,Eléments d analyse du discours ,édition Nathan Université,

paris,1997,p.p12.14

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

31

و تفترض نية التأثري ..حتمل وجهة نظر حمددة من املتكلم" اخلطاب كل نطق أو كتابة أيضا إىل أن

.1على السامع"

ENVENISTE واخلطاب هو أيضا " جمموعة من املنتجات الفكرية، اليت يراد إيصاهلا إىل

متلق عرب نصوص مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، و اليت تقدم موقفا مشوليا أو جزئيا من قضية أو

.2مشكلة قائمة أو مفترضة، أي ما يقدم من الفكر يف وجهة نظر حول موضوع ما "

.P"بيار بورديو أما Bourdieu " يرى" أن اخلطاب ليس رسالة جيب فك رموزها

و أن قيمته ستتحدد من خالل عالقته ،فحسب، فهو كذلك منتوج نعرضه على تقييم األخريني

مبنتوجات أخرى أكثر ندرة أو أكثر رواجا. و يعترب أن اخلطابات فضال عن كوا أوعية للمعىن،

و عرفها" عبد اجلليل ، 3ة االجتماعية حاضرة يف اخلطابأن البنيو فإا تبلغ لكي تقوم و تطاع،

.4" أا فن خماطبة اجلماهري بطريقة إلقائية تشتمل على اإلقناع واالستمالة "، عبده شليب

و أصبحت اليوم علما مهما من العلوم ،إقناع و استمالة اجلماهري فاخلطابة فن قدمي هدفها

، و قد أخد أشكاال يف السلم و احلرب ،الذي تعتمد عليها األمم كثريا يف الداخل و يف اخلارج

و على قواعد معينة من و يعتمد هذا الفن على أسس ،عدة، وتسمى بأمساء خمتلفة من فن التأثري

وقياس ، عات والشعوبورغبات اجلما ،واألفرادوالدراية بأحوال األمم ،الدراسة والتجربةاملعرفة و

تتناول املسائل .والتقاليد و العادات، و املواقف، و معرفة األحداث والوقائع ،امليولاالجتاهات و

و جتنح إىل استعمال الدليل و االستعانة باحلجة ،اجلادة و الواقعية و تقوم على احلقائق امللموسة

ن كانت تطعم بعد ذلك بشيء من العاطفة و اخليال الرباق يف واملنطق كعناصر أساسية فيها، و إ

1Benveniste.E, Problèmes de linguistique générale, Paris, Ed Gallimard, Vol ,I,

1974, P13.5ص ،1983، 1ط املركز الثقايف العريب،املغرب، حممد مفتاح، حتليل اخلطاب الشعري،" إستراتيجية التناص"،2.82-81، صص2006لويس جان كالفي، علم اإلجتماع اللغوي، (ت)حممد حيياتن، دار القصبة للنشر، اجلزائر، د ط، 313، ص1986، 2ط اخلطيب، دار الشروق، القاهرة،عبد اجلليل عبده شليب، اخلطابة و إعداد 4

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

32

كما أن اخلطبة غايتها اإلقناع و االستمالة و االنقياد لفكرة اخلطيب اليت يدعو ،بعض جوانبها

.1إليها

يقصد ا ما يلقى على ،)بضم اخلاء(أما اخلطاب املسجدي و باألخص خطبة اجلمعة

یا أیھا الذین آمنوا إذا { :و هي شعرية و فريضة دينية لقوله سبحانه وتعاىل .املنابر يوم اجلمعة

نودي للصالة من یوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللھ وذروا البیع ذلكم خیر لكم إن

، وىل احلديث الشريف أمهية كبرية للخطبةوقد أ .)09اآلية /(سورة اجلمعة}كنتم تعلمون

ى عن مس ى عن العبث، والكالم واحلركة ولو قليلة، حىتاحلصا وحث على اإلنصات هلا و

" إذا قلت لصاحبك: قال: - صلى اهللا عليه وسلم -عن النيب - رضي اهللا عنه -فعن أيب هريرة

وذلك لضمان حسن االستماع للجميع ، 2"أنصت، يوم اجلمعة، واإلمام خيطب، فقد لغوت

ومتام االستفادة، فكانت هذه اخلطبة من أبلغ ما يؤثر يف سلوك املسلم، وهلا يف الشرع أعلى مكانة

مع ،الناس اتحاجتالمس واختيار املواضيع املهمة اليت ،ا جب االهتماموي ماوأشرف مرتلة،

.املتمكن الكفاءة ذو اختيار اخلطيب

هو ثابت كالنص زيج بني ما حيث أا مت ،خطبة اجلمعة أكثر من غريها بالثباتو تتسم

و متتاز .و بني ما هو متغري من أسلوب و خصائص تعبريية ،الديين من قرآن وحديث شريف

خطبة اجلمعة هي خطاب فبالوضوح يف غاياا وأهدافها و مقاصدها، ما يكسبها قوة و مصداقية.

، العصر داتستجمتستلزم مراعاة حيث، القضايا الدنيوية أا تتناولديين بدرجة أساسية إال

و هي هم.واقعشخيص وت من مسائل متجددة لرؤية ،ومعايشة ما يفرض نفسه على حياة الناس

ما حيافظ على قدسيتها و ،حتتل مكانه خاصة باعتبارها تذكر بالرسالة اإلهلية و تبلغ الدين

عن طريق تقدمحيث ،ذلك أهم وسائل الدعوة إىل اهللا تعاىلو تعد ب .احترامها لدى املتلقني

هي كرسالة تعترب و ،ما يصلح أحواهلم ما يبصرهم أمور دينهم والوعظ والتذكري واإلرشاد

وتنوير املسلم أداة فعالة تؤثر إجيابا يف تثقيف الفردو ،السامية نشر املثل والقيمل املدخل املناسب

.21، ص1999 ،3توفيق الواعي، اخلطابة و إعداد اخلطيب، دار اليقني للنشر و التوزيع، مصر، ط1.264السيد سابق، فقه السنة، مرجع سبق ذكره، ص2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

33

اخلطاب الديين يف مد فعالية النصوص ميضي" حيث ،يف أفكاره وسلوكهثري التأ من خالل ،اتمع

.1الدينية إىل كل ااالت"

فضلها عظيم " و، ة التمكن من اإلقناعحلصول على قوغاية اخلطابة عند احلكماء ا و

و للخطابة غاية ذات شأن ،اوشرفها جسيم، إذ فضل العلوم و الصناعات و شرفها بشرف غايا

فمنرب ، 2و محلهم على ما ينفعهم يف العاجل و اآلجل ،هي إرشاد الناس إىل احلقائقو خطري.

وأن يضاعف من جهده ،جيب أن يعيها اخلطيب و يرعاها ،اجلمعة مسؤولية شرعية و رمسية

اسي الذي ميكن أن إىل مكانتها الالئقة حىت يتأكد الدور الوظيفي و األس ،للوصول خبطبة اجلمعة

تقوم به اخلطبة .

خصائص و مقومات الخطبة -2-2

من هنا كان و ،خطبة اجلمعة شعرية من شعائر اإلسالم ال تصح صالة اجلمعة إال ا

فحضورها فرض عني على كل ،ديرا مبنيا على الوجوب و التحتيمتق ،تقدير أهل العلم للخطبة

و التذكري بأحكام ،ملا هلا من أمهية ليس فقط يف توضيح ما جيوز وما ال جيوز ،مسلم بالغ عاقل

مبا جيعله يعي حقيقة اإلسالم ،هو إعادة صياغة وجدان اإلنسان املسلممنها املنتظر" ، بلالعبادات

و يعيشها فكرا و عقيدة و سلوكا، وفق حتوالت الواقع املتغري و احلاجات ،و يتحرك يف إطارها

بثباا يف خمتلف األحوال و تتميز أيضا .إلزامية متكررة رعو من أجل هذا جعلها الش ،3جددة"املت

حينها، ونبذ اللغو هلا، وجوب اإلنصاتب و ،و استمرارها يف سائر الظروف، يف السلم واحلرب

: " اإلنصات للخطبة إذا مسعها وجوبا يف أصح القولني، ) اخلاصة التاسعة( يقول ابن القيم حيث

لزوم حضورها و من مظاهر أحكام هذه الشعرية .4فإن تركه كان الغيا، ومن لغا فال مجعة له "

وذروا البیع ذلكم خیر لكم ...{والنهي عن البيع عند النداء هلا، لقوله سبحانه وتعاىل: ،مجاعة

.395، ص 1993، 3وزيع، مصر، طحممود أمني العامل ، األصوليات اإلسالمية يف عصرنا الراهن، قضايا فكرية للنشر و الت115علي حمفوظ ، فن اخلطابة و إعداد اخلطيب، مرجع سبق ذكره، ص228، ص2003، سبتمرب2، العدد جملة رسالة املسجدفضيل، "منهجية بناء اخلطاب املسجدي "، عبد القادر3365، ص 1994، 27القيم، اجلوزية، زاد املعاد يف هدي خري العباد، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط ابن4

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

34

و أخذ ،)، كما يتأهب املسلم هلا بالتطهر والتبكري09سورة اجلمعة/ اآلية (}إن كنتم تعلمون

غسل : "حق على كل مسلم ال-صلى اهللا عليه وسلم - السواك لقوله و االغتسال و ،الزينة والطيب

و متتلك خطبة . االستفادةو يهيئ املتلقي نفسيا لالستماعمما ، 1"والطيب و السواك يوم اجلمعة

حيث تعد ، من جنسها أخرى تشترك فيها مع سائر اخلطبإضافة إىل ،اجلمعة خصائص خاصة

تتناول الدين اإلسالمي و ،وحتمل الرسالة اإلهلية ،املقدس خطبة دينية باعتبارها تتعامل مع باألساس

تستعمل الدين يف اإلقناع سواء تعلق األمر باملسائل حيث ،متلك احلجج و الرباهني كما ،بالتفصيل

إضافة إىل قداسة املكان ما يضفي على املوقف هالة من التقديس و ،الدنيوية أو الفقهية الدينية

اهليبة و يعطي اخلطيب سلطة روحية.

ع و باحلكمة يعد اخلطاب املسجدي خطاب دعوة و إصالح، يهدف إىل اإلقنا كما

املوعظة و الربهان العلمي و الدليل املنطقي، إضافة إىل إثارة عواطف و أحاسيس اجلمهور و

" على هيئة معينة يف احلديث ،حيتاج إىل صنعة و ملسة خطيب بارع و هذا ،املتلقي كعناصر تأثريية

و إتباع األساليب البالغية ،باختالف نرباته و جتسيم املعاين و ،من جهارة الصوت و تكييفه

ذلك من لوازم وقد يصاحب ذلك شيء من االنفعال مع بعض اإلشارات باليد إىل غري .قناعيةواإل

.و توجيهه الوجهة الصحيحة السليمة، 2لتأثريي"ا إلقناعي وااإللقاء

مجهور و حتتوي على عناصر ثالث، إذخلطبة ثالثة أركان, خطيب، خطبة وو تتضمن ا

فاملقدمة هي أول ما ،تثبيته يف أذهامو ،لموضوع و جلب انتباه السامعنيتفتتح مبقدمة متهيدا ل

يليها . دة أصغى السامعون و تأهبوا تشوقا ملا بعدهايطرق األمساع من اخلطبة، فإذا كانت جي

ختوض و األساس الذي تبىن عليه اخلطبة، و يفضل أن ،هو أهم عناصر اخلطبة و ،املوضوع عرض

تحسنيسف ،واضحا وحمدداو أن يكون متماسكا و ،ذهن املتلقييف موضوع واحد جتنبا لتشتت

.252السيد سابق، فقه السنة، مرجع سبق ذكره، ص 115ص ،ذكره توفيق الواعي، اخلطابة و إعداد اخلطيب، مرجع سبق2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

35

وأن تتميز بتناسق ،تكون اخلطبة خليطا متنافرا من الـقـضـايـــا واملوضوعات املناسبة الأ

،اإلجياز و االختصار، فالكالم الكثري ينسي بعضه بعضا كما يستحسن أفكاها وتسلسلها املنطقي.

تضيع مقاصده و ، وأال يقصر إىل حد خيل مبوضوعها فهاتكن طويلة إىل حد ينفر املتلقني مساع فال

تأيت و ثالثا .تصل الرسالة إىل املتلقيل غة سليمة حىت ال يشوبه أي اضطرابو أن يصاغ بل ،أهدافه

فهي آخر ما ،وأعظمها أثرا و تصاغ بأقوى العبارات ،ن تلخيصا للعرضاخلامتة اليت ميكن أن تكو

ن املتلقي االنطباع األخري عن اخلطبة، فاخلطبة من خالهلا يكوو ،آذان املتلقني و يعلق بأذهاميصل

متلقني من خمتلف الفئات ليست كلمات تقال يف دقائق وإمنا حقائق تغرس يف نفوس وعقول

فال يكـفــي أن وسلوكيام. تشكيل أفكرهملتؤثر على توجيه و والطبقات واملستويات،

املوضوع على عبارات إنشائية و أفكار شخصية، فالعناية باالستشهاد و النصوص الشرعية يقتصر

لعلمي للموضوع يعطي إضافة إىل العناية باجلانب ا ،دقة املعلومات و صحتهاو ،وأقوال أهل العلم

الثقة للمتلقي.

من خصائص اخلطبة أيضا أا تربط نصوص ومبادئ العقيدة الدينية بواقع احلياة املعاصرة،

و تتفاعل مع الشارع ،بأسلوب وتعبري وفهم متجدد دائما، فتتناول ما يتعلق حبياة الناس و واقعهم

فيكون املوضوع قريب من دائرة اهتمام املتلقي حىت ال يكون هناك فجوة بني الذي ،بطريقة فعالة

فكره، و اخلطاب الذي حياكي مشكالته و واقعه وحتدياتهيعيشه و بني ما تقدمه، فاتمع حيتاج إىل

، تدور حول ما يهم اجلماعة اإلسالمية وعظا معادا و مستمرااإلسالم خطبة اجلمعة فقد جعل

قفو ،إلسهام يف معاجلتهاحتليلها و تشخيصها لو ،املستحدثة رة وصاملعا باهلا من األمورويشغل

إصالح األوضاع، ومعاجلة األمراض ال يتم بذكر ن، ألحتوالت الواقع املتغريوالثوابت الشرعية

واجبات إمنا بتحليل أسباا و ذكر نتائجها، وخطورة انتشارها و مناذج منها و ال بالتشنيع ا، و

ال يتم العالج كذلك بتقدمي احللول النظرية اردة، ألن الفكرة و اإلنسان املسلم اجتاه ذلك.

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

36

ال تسهم يف حل املشكالت ال قيمة تالمس الواقع و النظرية اليت ال تستطيع أن ترتل إىل األرض و

1"هلا

فرغم ،و العلم احلديث ،املعاصرةمتتاز اخلطبة باملرونة و االنفتاح و التكيف مع احلياة و

و لكل ،وجود بعض املشاكل االجتماعية مشتركة يف كل العصور لكن يبقى لكل بيئة خصائصها

فاستخدام مفردات تراثية حمضة مثال قد تؤدي إىل اللبس يف فهم ،و مفرداته زمان معطياته

خلطبة و تضعف التغذية املرتدة، عل مع او بالتايل يتوقف التفا ،واستيعاب اخلطبة من طرف املتلقي

جتاهلها لقضايا األفراد هذا االنفتاح يتطلب عدم خمالفتها جلوهر وأصول الدين والعقيدة، أوو

واإلبداع، ال على واتمعات، وتكون خطبة تبعث على التفاؤل واألمل و تشجع على الفكر

فراد الدينية والثقافية و على القيم واملفاهيماجلمود واالنغالق، مع احملافظة والتأكيد على هوية األ

اإلنسانية اليت ترقى بالفرد و اتمع .

وظیفة خطبة الجمعة و أھمیتھا -2-3

،جيب حضورها و السعي هلا ،تتميز خطبة اجلمعة إضافة إىل كوا شعرية من شعائر اإلسالم

يقبل عليها الناس ألداء فريضة دينية، ما يضفي عليها صيغة القداسة، خبالف ،وسيلة إعالمية أنهاب

،باالستمرارية يف كل أسبوعغو و و نبذ الل ،و تتميز أيضا بوجوب اإلنصات هلاأية أداة أخرى،

خطبة اجلمعة هي واحدة من أهم . وبتنوع مجهورها من حيث مستويام العلمية و االجتماعيةو

كوا مباشرة وجها ،لتواصل بني األفراد، وأجنعها يف إبالغ رسالة نافعة للناس أمجعنيوأمسى سبل ا

متثل .خرآمقارنة مع أي منرب ،فهي أكثر القنوات إقناعا واستمالة ألفئدة الناس وعقوهلم ،لوجه

ف ضمن ما يعرف باالتصال اجلماهريينوعا من أهم أنواع االتصال املختلفة، اليت ميكن أن تصن،

قصد التأثري على معلومام أو ،الذي يقوم على إرسال رسالة معينة إىل مجهور عريض من الناس

لشموهلا على ،فهي متارس تأثريا مباشرا يف الوجدان اجلمعي للمسلمني، " 2اجتاهام أو سلوكهم

.32مرجع سبق ذكره، ص " منهجية اخلطاب املسجدي"، ، عبد القادر فضيل1، 1993 ،1األردن، ط إبراهيم أبو عرقوب، االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي، دار جمدالوي للنشر والتوزيع،2

.128ص

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

37

و على أساسه يكون خلطبة ، هو مقدس و ثابت كالنص الديين من قرآن وحديث شريف ما

والنبوية اليت من شاا، إكسابه وظيفة ضمن اخلطاب الديين املستوحى من القرآن و السنة اجلمعة

قوة و مصداقية و تأثريا يف تشكيل الوعي و السلوك و األخالق و املواقف االجتماعية السليمة.

سعى ت" فالنصوص الدينية إمنا كما يشجع على التحلي باملنظومة األخالقية والقيم اإلنسانية النبيلة

األفراد و عادام و أخالقهم إىل أن حيتل الدين مكانه الصحيح يف احلياة و اتمع ، و يف سلوك

1.

املوعظة حقائق دينهم بهم تفقهو ،نهم وأحكامهأصول دي خطبة اجلمعة هممتعلكما

والدعوة إىل اخلري واألمر باملعروف ،و باملعاين الربانية اليت ترشد النفوس ،التذكري باهللا تعاىلو

و مقاومة ،و املوعظة متثل يف عامل املسلمني الراهن خمزونا للهوية املهددة" والنهي عن املنكر،

،اليت مترر علينا وهي املغيث باملعرفة اإلسالمية ألغلب الشرائح، شرعية لعمليات االستالب الفظيع

تسد هذه املوعظة فراغا كبريا، ومساحة عظيمة مل تكن من هناو )...(.و حىت الفئة املثقفة منها

الح، واالستمساك اليت تتضمن الدعوة إىل الصالح واإلص ،2"- املوعظة احلسنة -إا لتمأل لوالها

مبا يعرضه اخلطيب ،وتثبيت اإلميان، وتقوية أركانه يف نفوس املستمعني إقامة احلقبأمور الشريعة و

العدل و الفضائل،إضافة إىل نشر ،مسكون مبا هم عليه من عقيدةيت من أفكار جتعل املصلني

ودئة النفوس الثائرة، و هذا كله يهدف إىل غاية كربى هي تعزيز االنتماء وتسكني الفنت

لإلسالم.

حبرصه على معاجلة ،يلعب اخلطاب املسجدي دورا اجتماعيا بارزاأخرىناحية منو

إذ يعمل على تعزيز القيم والعادات اليت ال تتناىف مع النصوص ،القضايا والسلوكيات االجتماعية

ما يرقي حيام و يبقيهم على توافق و انسجام مع ذوام ،السلوكيات السيئة ونبد، الشرعية

الذي املسجدي يترجم التوجيه الديين و األخالقي فاخلطاب .ومع القيم الدينية النبيلة ،وجمتمعهم

.395هن ، مرجع سبق ذكره، صاحممود أمني العامل، األصوليات اإلسالمية يف عصرنا الر139، ص2003، سبتمرب 2، العدد جملة رسالة املسجدحممد أمري ناشر النعم، "خطبة اجلمعة بني الواقع و املثال"، 2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

38

يف جمال ،من ورائها اتمع و اجلهاز املشرف على نشاط هذه املؤسسة و ،تتبناه املؤسسة الدينية

اخلري و حبو األخالق الفاضلة على تربية الناس ، ومن جهة اإلميان احلق إىلالدعوة إىل اهللا و

تعليمهم كيف يتعاملون مع بعضهم " من جهة أخرى، و بالتايل اآلثامالرذائل و نبذو ،الصالح

ديد و تدبري شؤوم من خالل حت، 1احلياة جبوانبها املختلفة املادية و املعنوية كيف يتعايشون معو

مجاعته.املسؤوليات املنوطة بالفرد و

من وظائف اخلطاب أيضا " أنه يعمل من الناحية االجتماعية على تقوية الرابط و

االجتماعية بني ى الصالت زيادة احتكاك األفراد ببعضهم البعض، و بذلك تقوتماعي واالج

كما يشجع على ،و يصون العائلة من التشتت ،ما يعزز التماسك و التالحم األسري، 2األفراد"

حلي باملنظومة األخالقية اإلنسانية النبيلة.الت

املتعلقة حبياة الناس و واقعهم القضايا ،ومن األمور اليت ال يستطيع اخلطاب جتاوزها

تلك اليت خاصة ،إضافة إىل القضايا املعاصرة، الفقر و اجلهل بطالة و التعليم وكال ،مباشرة

حيث جيد اخلطيب أمامه موضوعات ختتلف عن املوضوعات ، متخضت عن احلياة العصرية احلديثة

وكذلك م عليه متابعة األحداث اليت تشغل بال الناس، ما حيت، من الزمان حقبةاليت كان جيدها منذ

.اإلسالمية و الثقافية لألمة ،و السياسية ،واالجتماعية ،صاديةما خيص خمتلف األوضاع االقت

وال هو بعيد عن تأثريات النشاط عن احلياة االجتماعية، فاإلنسان ليس كائنا منعزال عن الناس و ال

ء من يفرض عليه أن يسايره ويتفاعل معه، إمنا هو جز الذي ،واحلراك احلضاري الذي جيري حوله

والقائمني على شؤون ،وولني عن تربيته و توجيههئؤثر، وما على املسو ياملتنوع يتأثر هذا الوجود

و و قضاياهم املصريية العاجلة ،اجلماعةو إال مراعاة ذلك يف معاجلة اهتمامات الفرد ،جمتمعه

ويشخص مشكالته ويعاجلها . ،نابع من الواقع و يتماشى معه ،فهو خطاب واقعي .3اآلجلة "

.28- 27صصمرجع سبق ذكره، عبد القادر فضيل،" منهجية اخلطاب املسجدي"،1 سلوى عثمان الصديقي، هناء حافظ بدوي، أبعاد العملية االتصالية، رؤية نظرية وعلمية و واقعية، املكتب اجلامعي احلديث،2

.19، ص1999 األسكندرية،.30مرجع سبق ذكره، صمنهجية اخلطاب املسجدي"،عبد القادر فضيل، 3

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

39

حيمل هم إىل ما خيدم دينهم و دنياهم، تبقى غاية اخلطاب هي تربية الناس و توجيهوعليه

أداة فعالة تؤثر إجيابا يف نشر املثل ليكون ،ةو يقدم احللول املرجو ،بني طياته قضايا األمة وتطلعاا

يف ينبغي أن تكون توجيهات اخلطاب املسجدي" حيث ،و ترشيد الفرد و توجيه اتمع ،السامية

ناس حىت مع أهدافه دعوة إىل االستقامة يف السلوك الظاهري و الباطين مع كل الو ،مضمونه

ر العلمي التطو و االستفادة من ،و إىل إعمال العقل و معاجلة األمور الدينية، املخالفني يف العقيدة

يضفي عليها صيغة يقبل عليها الناس أداء لفريضة، األمر الذي فخطبة اجلمعة وسيلة 1احلضاري."و

. الواقع حتديات وفيها تتاح الفرصة ملواجهة ى،القداسة خبالف أية أداة إعالمية أخر

مباشر خطبة الجمعة كاتصال جمعي-2-4

الصور ات اليت تتضمن الكلمات وو املعلوم ،االتصال بكونه عملية تبادل األفكار يعرف

واملسجد باعتباره . األخر مستقبل عرب قناة أو وسيلة بني طرفني أحدمها مرسل و ،الرسوم املختلفةو

فضاء ثقافيا وتربويا، أسهم يف العديد من ااالت عرب التاريخ اإلسالمي، من خالل خمتلف

رض الثقافة إذ من خالله يتم ع، النشاطات اليت يقوم ا و لعل أمهها أو أبرزها اخلطاب املسجدي

و تشكيل مناذج التغيري مؤديا بذلك دوره ساعيا إىل ملبادئ، صقل القيم و االدينية ونشر الوعي و

و أجنع وسائل الدعوة ،اجلمعة تعد واحدة من أمسى سبل التواصل فخطبة. إجيابية سلوكية

نابعة من الدين ،واإلصالح يف اتمعات اإلسالمية، تؤسس على مبادئ دينية و أخالقية سامية

يعرف التواصل مبا حيمله "و ،يري باحلكمة و املوعظة والدليلاإلسالمي و دف إىل اإلقناع و التغ

األخذ بعني قناة، مع ضرورةمن معان، بأنه عملية نقل املعلومات من املرسل إىل املتلقي بواسطة

،أشكال االستجابة للرسائل االعتبار طبيعة التفاعالت اليت حتدث أثناء عملية التواصل، وكذا

.Thomas"توماس ستشدل كما يعرف¡2"التواصلوالسياق الذي حيدث فيه S" االتصال

.29، صمرجع سبق ذكره منهجية اخلطاب املسجدي"،عبد القادر فضيل، 1، إصدار قسم التعليم للغات، كلية 2، العددالة األكادمييةعبد القادر عبو، الوسائل اإلعالمية يف التواصل البيداغوجي، 2

. 18-17، صص2001األدب، جامعة اجلزائر،

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

40

من خالل الرسائل اللفظية ،العملية اليت حتدث عندما يتفاعل املتكلم و املستمع " بأنه ،اخلطايب

.1اللفظية يف حميطات اتصالية " و غري

،هدف الرسالةل حتقيق ما يسه ،اصره ببعضها البعضدينامية، تتصل عن فاالتصال هو عملية

من هيبة املوقف، و قداسة املكان، اللذان ميكنان املرسل ،هم شروط جناحهاخطبة اجلمعة أومتتلك

و إلزامية ،(اخلطيب ) من ممارسة سلطة روحية على املتلقني، إضافة إىل أا متكررة أسبوعيا

مستوياته، فيكون تأثريها على مجيع وبالتايل يصل توجهها إىل مجهور متنوع مبختلف شرائحه و

و هذا ما جييز إدراج اخلطاب املسجدي ،و غالبا ما يصل إىل كل بيت، مستويات احلاضرين

من خالل خطبة ضمن دائرة وسائل االتصال و اعتبار ما حيدث داخل املسجد -خطبة اجلمعة -

كارل هوفالند" " حيث عرف ناصره،اجلمعة عملية اتصالية تستويف شروط االتصال ومقوماته و ع

،(رموز لغوية ) منبهات االتصال بأنه " العملية اليت ينقل مبوجبها الفرد ( القائم باالتصال، املرسل

.2رسالة ) بقصد تعديل أو تغيري سلوك فرد أو أفراد آخرين ( مستقبل الرسالة )

عناصر االتصال في خطبة الجمعة-2-5

بشكل عام مخسة عناصر أساسية هي: املرسل الذي يعلن ويوصل توجد يف خطبة اجلمعة

الرسالة، واملستقبل الذي توجه له الرسالة ويستقبلها ويستوعبها ويسعى ليطبق ما تلقاه، والرسالة

اليت حتتوي على مضمون ما يريد املرسل أن يوصله إىل اآلخرين، مث وسيلة االتصال اليت قد تكون

أخريا رجع الصدى أو ما يسمى أيضا بالتغذية الراجعة. و ،أو مكتوبة ،شفوية

:( اخلطيب) املرسل -1-5-1

حيتل املركز الرئيسي يف املسجد، يقوم ،هو مؤدي الرسالة، و يف خطبة اجلمعة هو اخلطيب

له سلطة معنوية أخالقية على بقية األفراد، هو من خيار الناس و التوجيه. بدور اإلرشاد و الوعظ

ا جيعل مسئولية م ،داخل املسجد يعد املصدر و الركيزة األساسية يف عملية االتصال ،وأئمتهم

1 Thomas.S,speech communication and human interaction,Glenview,Scott

Foresman and company,1976,p.5..30ص ،1،2001، طردنعمر عبد الرحيم نصر اهللا ، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، دار وائل للنشر، األ2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

41

و هذا النجاح مرهون مبزايا .حتقيق هدف اخلطبة يتوقف على إمكاناته و قدراتهجناح التواصل و

وهي ما أرشد إليها النيب صلى اهللا عليه و سلم، أوهلا .يتوجب توفرها يف اخلطيب ،وخصال خاصة

ما يلي: السمات اليت يفترض أن تتواجد لدى اخلطيب نذكر و من أهم .العفة والعلم الشرعي

و يلج ،: أي أن يكون على إطالع واسع باملعرفة و أن يواكب األحداثسعة اإلطالع•

بة تتناول مجيع الشؤون الواقع الذي يعيشه املتلقني، فتالمس موضوعاته حيام اليومية، فاخلطا

ا بكل بة كمسالك الكتابة، فكما يكون الكاتب ملمو" مسالك القول فيها متشع ،الدنيويةدينية وال

.1العلوم كذلك يكون اخلطيب"

ما ،حيث مل يعد خطيب املسجد املصدر الوحيد للمعلومة الدينية ،خاصة يف عصر العوملة

العلمية املعرفية قصد التواصل مع خمتلف القنواتويدفعه إىل اإلطالع من املصادر الصحيحة،

و بالتايل .حىت تكون موضوعاته دقيقة ما جيعله يكسب ثقة املتلقي ،االرتقاء بثقافته و معرفته

يصبح يف نظره مصدر املعلومة الصحيحة.

كم مكانته حبيعترب اخلطيب قدوة يف اتمع املسلم حسن السرية و االستقامة يف عمله:•

وكذا دوره يف تصحيح معارفهم وترقيتها وتكوين اجتاهام ،لقنيواتصاله املباشر مع املت

ما يشترط عليه أن تكون أخالقه عالية و سريته حسنة ليكون عند حسن ظنهم به، فال تعميقها،و

درا من األخالق يبعث الثقة فيه يريهم منه أي نقص أو اون، حيث اشترط أرسطو يف اخلطيب ق

وما أكثر ما وعد أخالق اخلطيب ذات أثر قوي يف إقناع سامعيه، ،يقوليوجب االهتمام مبا و

.2خطباء املواعظ والنصح و اإلرشاديصح هذا يف خطباء االجتماع و

لتقدير وحسن السمعة للواعظ تلعب دورا مؤثرا يف كالمه للمستمعني، فهي افاإلعجاب و

.3بعث على تصديقهكاملقدمة لالقتناع بقوله، إذ أن مكانته اخللقية العالية ت

.44مرجع سبق ذكره، ص ،فوظ، فن اخلطابة و إعداد اخلطبعلى حم1.25ص ،1968، 2حممد عبد الغين حسن، اخلطب و املواعظ، دار املعارف، مصر، ط2361رشاد علي عبد العزيز موسى و آخرون، علم النفس الديين، مرجع سبق ذكره، ص3

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

42

ن له دورا قياديا داخل املسجد جيدر باخلطيب العناية مبظهره كو :حسن اهليئة و الفصاحة•

فهو مطمح أنظار املتلقني، فعادة ما يعكس املظهر معلومات تقرأ من خالل شخصية ،خارجهو

و بالتايل حيدد موقفه .اخلطيباخلطيب وأخالقه، و يشكل املتلقي من خالهلا انطباعه األول عن

وال تؤدي مشاعره قبل أن يبدأ حديثه ،فعندما يراه املستمع يف صورة الئقة ترتاح هلا العني"¡منه

معيه بناء على ما تنقله تتحد بني اخلطيب و مست لك ألن الصلةوذ ،حينذاك يعريه انتباهه و مسعه

اليت تلفت انتباه اجلمهور هيئة اخلطيب و طيب رائحته من األمور فحسن. 1الصوراحلواس و

فالنفس تتغذى حبسن احلديث كما تتغذى ، "ماإلعجاب و كسب قلو املتلقي، خاصة يف بث

هذا وءاخلطيب وعباراته إضافة إىل حسن اإللقا والترتيب يشمل أيضا أفكار. 2"حبسن الترتيب

احلركات ما يضمن جودة األداء.مبوافقة الصوت و

اخلطيب أن يتناول ىعل :واقعهم من مشكالتاإلملام بأحوال الناس وما ينوء به•

، ور موضوع خطبتهحم و واقعه حبيث يكون املتلقي، املوضوعات القريبة من اهتمامات املتلقني

حىت يتمكن من خماطبته، ، جيب على املرسل أن يعرف خصائص املستقبل و طبيعته" حبيث

فمعرفة اخلطيب للناس و التعامل معهم يف إطار املعرفة الواعية يساعد ،3" على قلبه عقلهويستحوذ

على زيادة درجة انتباههم.

هي أن تربط اخلطبة نصوص ومن بني اجلوانب املهمة اليت جيب على اخلطيب االهتمام ا،

يعكس املستجدات ، متجددومبادئ العقيدة الدينية بواقع احلياة املعاصرة، بأسلوب وتعبري وفهم

والتغريات احلادثة، للتمكن من مواجهة حتديات ومتطلبات الواقع، اليت أضحت قضايا جوهرية

حىت جيد املتلقي بل بدراية و حكمة ، و اليت ال ميكن التعامل معها مبنطق التجاهل ،بالنسبة للمتلقي

تناقضا بني واقعه خارج املسجد ال يشعر بأنه يعيش فصاما و إجابات عن استفساراته و أسئلته، و

.361، ص املرجع نفسه 1. 57ص و املناقشة و اإللقاء، دار الفكر العريب، القاهرة، دط، د ت، االستماععز الدين فراج، فن احلديث، أدب 2.103مرجع سبق ذكره، ص صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية،3

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

43

اخلطاب الداخل مسجديواقع تنقطع خطوط التواصل و االتصال بني ف ،بني املثال داخلهو

حقيقة و واقع اخلارج. و

على اخلطيب أن يكون صاحب حس مرهف، يشعر صدق العاطفة و معرفة نفسية السامعني: •

ما جيعله يتفاعل مع واقعه، فيربز إخالصه و صدق نيته ليجدب الناس ،اجلمهور املتلقي به مبا يشعر

ويؤثر فيهم. فاملتلقي يتفاعل مع مشاعر اخلطيب وانفعاالته الصادقة، و هلذا ال يكفي أن يوجه

العقل أي خماطبة ،اخلطيب كالمه إىل القوى العقلية فقط، بل عليه أن يثري عواطف و ميول املتلقي

.الوجدان معا و

حىت يضرب على الوتر ،ما جيدر باخلطيب أن يكون مطلعا على آمال و آالم املتلقنيك

تايل خيتار الكلمات و العبارات و بال، و يعرف سبيل استمالتهم و إقناعهمالذي يهزهم احلساس

حىت األحداث املناسبة املثرية لعواطفهم، " فعلى املرسل أن يعرف خصائص املستقبل و طبيعته و

ومن مت صياغة رسالته حبيث حتتوي على 1اطبته، ويستحوذ على قلبه وعقله "من خم حىت يتمكن

مثريات تضمن استمرار انتباه املستقبل و تشوقه ملتابعة الرسالة و استمالته.

:( اخلطبة) الرسالة -1-5-2

أساسا من صنف اخلطب الدينية، باعتبار الدين هو احملور األساسي الذي تعد اخلطبة، و هي

،و متثل حمتوى االتصال و مضمون ما يريد املرسل (اخلطيب) أن يوصله لآلخرين ،تركز عليه

ب املرسل يف أو القيم اليت يرغ ،أو االجتاهات، أو األفكار ،أو اخلربات ،"الرسالة تعين املعلوماتو

.2للمستقبل "توصيلها

وتتميز عن غريها من اخلطب الدينية األخرى يف اشتماهلا على خطبتني اثنني، يبدأ اخلطيب

مث ،خطبته " باحلمد هللا ...مث يتبعها بالصالة على النيب صلى اهللا عليه وسلم مسبقة بالشهادتني

يتحدث به يف خطبته، املوضوع الذي يريد أن يف مث يشرع بالدخول يوصي بتقوى اهللا سبحانه،

.103صمرجع سبق ذكره، صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية،، 1.34عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق ذكره، ص2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

44

مث ينهي خطبته األوىل خبامتة خيتم ا املوضوع، وذا يكون قد حقق ،مقسما إياه إىل فقرات مرتبة

ليقوم إىل اخلطبة الثانية مث جيلس بني اخلطيتني جلسة صغرية .اء موضوع خطبته بكامل مراحلهبن

.1ها كما هو الشأن يف اخلطبة األوىل"ؤويبد

نية، و األمور الدنيوية املهمة قوم بتزويد املتلقني مبجموعة من التعاليم الديواخلطبة كرسالة ت

و توجيه السلوك. الدينية دف ترقية املعارف ،نقل جمموعة من القيم اإلجيابيةو

:الوسيلة -1-5-3

أو تنقل ا الرسالة من املرسل إىل ،هي القناة أو القنوات أو املنهج الذي متر خالهلا

ة و اإلشاراتو هي مثل اللغة اللفظي ،أي أا عبارة عن قنوات االتصال و نقل املعرفة املستقبل،

تعترب اجلانب املهم و .ويف خطبة اجلمعة تكون الوسيلة األساسية هي اللغة، 2الصور احلركات وو

إضافة إىل اإلشارات ، 3كيان اتصايل اجتماعي "الذي جيعل من االتصال عملية اجتماعية هلا

املقصود باحلركة أو اإلمياء هو كل حركة جسمية اكتسبت "و واإلمياءات اليت تصدر عن اخلطيب،

لغة اإلشارة ذا النوع من االتصاليتضمن ه" أو ما يسمى أيضا باالتصال غري اللفظي، و ،4معىن"

املتلقي يتمكنو و بعيدة عن أي لبس، ،من أي تناقضتصل الرسالة خالية حىت و. 5ولغة اجلسم"

الكلمات باختيار اخلطيب ( املرسل) من فهم و إدراك حمتواها بشكل جيد، جيب أن يقوم

واضحة .والعبارات بصورة دقيقة و

):للخطاب املسجدي املستقبل ( املتلقي -1-5-4

.193 -192، صص2001، 1ندير حممد مكتيب، خصائص اخلطبة و اخلطيب، دار البشائر اإلسالمية ، ط1.69عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق ذكره، ص2.158ص رجع نفسه،امل3 .152ص ،املرجع نفسه 4

5 Samovar,Larry A.et al, Understending Intercultural communication,

Blemont ,Wadswarth Publishing Company, , 1981.

.102نقال عن :صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية، مرجع سبق ذكره، ص

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

45

اجلمعة مستقبلي الرسالة املستقبل هو غاية الرسالة و هدف عملية االتصال، و يف خطبة

و هو مجهور غري متجانس مكون من شرائح و فئات ،ما يسمى جبمهور املتلقني أعدادهم كبرية،

و أميني، إضافة إىل وجود اختالف مثقفني ،خمتلفة من اتمع رجال و نساء، صغار و كبار

كذا االستعدادات والقدرات و ،وتفاوت من حيث املستويات الثقافية و املعرفية وحىت االجتماعية

السكينة والتجمل املستحب و هم جتمعهم هيئة واحدة تقريبا، كالطهارة الواجبةغري أن جل .الذهنية

املستقبل خلطبة اجلمعة ملزم بالصمت و اإلنصات طبقا حلكم شرعي وهي عوامل و .الوقارو

مشجعة لنجاح التواصل مع اإلمام و االستجابة لرسالته.

فيقوم بفك رموزها بغية ،توجه له الرسالة املتلقي هي اجلهة أو الشخص الذي واملستقبل أو

التوصل إىل تفسري حمتوياا وفهم معناها، لينعكس ذلك على أمناط السلوك املختلفة اليت يقوم ا،

متلقي، حيث االتصال اللفظي يتجاوز كونه جمرد عملية لنقل األفكار و املعلومات من خطيب إىلف

.و ليس مبا يقدمه املرسل تسلوكيامن يقوم به هذا املتلقي يتم قياس جناح عملية االتصال مبا

:االستجابة أو التغذية الراجعة -1-5-5

أي األثر الذي ينتج عن وصول الرسالة إىل ، أو رفضها االستجابة هي مدى قبول الرسالة

هذا يعترب دليل على أن الرسالة اليت قام املرسل بإرساهلا املستقبل يف عملية االتصال، و أن رد الفعل

هذا يؤكد للمرسل أن الرسالة ،لتحقيق هدف معني، قد وصلت إىل الغاية املنشودة، إىل املستقبل

ثقايف االتصال يف إطار نفسي اجتماعي و و حتدث عملية .1قد وصلت وما صدى قبوهلا ورفضها

اليت أوهلا خصائصه النفسية ،رتبط استجابة املتلقي بعدة عواملمعني بني املرسل و املتلقي، حيث ت

فاملستقبل عندما يتلق الرسالة و تصل الفكرة املقصودة لديه تتحكم يف سلوكه و حتدد طبيعته.

:2يتلقاها بالطريقة التالية

يسترجعها عل ضوء الوعي الكامل.•

.72ص مرجع سبق ذكره،عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، 1.75 -74 ص ، ص مرجع سبق ذكرهعمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، 2

المسجد والمجتمع الثانيالفصل

46

يسترجعها ن خالل الالشعور أي العقل الباطين. •

يراها من خالل العادات و التقاليد اليت شب عليها.•

يقوم بفحصها من وجهة نظر املعتقدات الدينية اليت يؤمن ا و يتقبلها.•

حياول أن يقارا مع األفكار املوجودة لديه.•

يقارن بينها وبني نوع احلياة اليت يعيشها و الثقافة اليت يسري عليها.•

مال اليت يود أن حيققها.يراها و يزا من خالل اآل•

يقوم بربطها مع النواحي و اجلانب اإلنسانية اليت يأمل الوصول إليها يف سلوكه اخلاص. •

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

47

تمھید:

، يف هذا الفصل سنحاول اإلجابة عن سؤال اإلشكالية، والتحقق من الفرضيات املطروحة

املقابالت مع أفراد جمتمع البحث، سنقدم بداية بعض من خالل املعطيات اليت مجعناها عن طريق

خصائص أفراد العينة (السن، املستوى التعليمي، احلالة االجتماعية، مصادر ثقافة العينة، جماالت

نظرة و متثالت املتلقي للخطاب املسجدي، سنحاول التعرف علىيف املبحث الثاين )، واالهتمام

قي واملسجد كفضاء( مسجد، خطيب، خطبة )، و مدى تأثري هذه طبيعة العالقة بني املتلورصد

التمثالت على فاعلية اخلطاب يف التغيري االجتماعي. أما يف املبحث الثاين، سنبحث عن االنتماءات

هذه ةسامهمالسياسية واملذهبية للمتلقي، وعن موقفه من تسييس اخلطاب املسجدي، و ما مدى

على درجة اقتناعه تأثريها و ،كمه على اخلطاب املسجدييف تشكيل وبلورة حاالنتماءات

وما مدى تأثري ،أي خطاب له وزن لدى املتلقىعن . ويف املبحث األخري سنقوم بالبحثمبحتواه

منط اخلطاب على فاعليته يف التغيري االجتماعي.

:لخطابلخصائص المتلقي -1

،وهدف اخلطاب املسجدي داخل املسجد،العملية االتصاليةيعترب املتلقي الطرف الثاين يف

املقياس الذي يقاس به جناح هسلوكد يع و ،رموزها وتفسريها توجه إليه الرسالة ليقوم بفك

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

48

،من عمر ومستوى تعليمي ،نجاح بالعديد من اخلصائص املتعلقة باملتلقيهذا ال أثرتي، ورسالةال

.وحالة اجتماعية ،ومهنة

توزیع العینة حسب السن: 1-1

ر السنيوضح توزيع العينة حسب متغي )1جدول رقم(

النسبة التكرار فئات السن

28.57٪ 8 ]18-25[

42.85٪ 12 ]26-30[

17.85٪ 5 ]31-35[

10.71٪ 3 ]36-40[

100٪ 28 اموع

سنة 26 بني أعمارهمتتراوح ، ٪ من املبحوثني42.85 نسبة يتبني من اجلدول أن ما

] 35- 31مث تأيت بعدها فئة[ ،٪28.57] بنسبة 25-18وتليها مباشرة الفئة العمرية [ ،سنة30و

ل على أن شباب الفئة األوىل ما يد ،٪10.71] بنسبة 40-36و أخريا فئة [ ،٪17.85بنسبة

. حيث تغيري] و الثانية أكثر جرأة على إبداء الرأي و أكثر رغبة يف البحث عن ال30- 26[

كما يتميز بالرغبة يف التحرر، " و هو أكثر ،تصف فئة الشباب بالقدرة الكبرية على النمو والتعبريت

تمع قدرة على العطاء السإثبات القدرة على محل و ،خي يف هدف حتقيق الذاتفئات ا

وتتكون ثقافة الشباب ،يف هذه املرحلةتنمو، حيث ويتميز الشباب بيقظة عقلية كبرية .1"املسئولية

يه من خالل ذلك حقوقه دد لدتتح، كما ويدرك املنظومة القيمية واألخالقية اجتاهاته وميوالته،

.اليت ينخرط ا يف اتمع االجتماعيةوواجباته وخمتلف العالقات والتفاعالت

. 57، ص1985، العامل الثالث، قضايا و مشكالت، دار الثقافة للنشر و التوزيع، دط ة،علي ليل1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

49

بالقيم السائدة و املعايريالقته و يبدأ يف مراجعة ع(...) اجلدل الديين تبدأ اليقظة الدينية وكما "

الوثيقة من املصادر الرمسية و مييل إىل احلصول على املعلومات، 1وعالقته بالكون كله" ،القائمة

ينعكس حيث ،الثوابتوج و حماولة اخلروج من القواعد ومرحلة النض يعتربالشباب فاملوثوقة،

يف املنظور السوسيولوجي و هي " ،واجتاهام الفكرية وانتماءام ،ممارسام السلوكية يف التناقض

وتبدو خالهلا عالمات النضج االجتماعية ر منها ظاهرة بيولوجية أو نفسية،أكث حقيقة اجتماعية

2"بصورة واضحة

المستوى التعلیمي ألفراد العینة: -1-2

يوضح متغري املستوى التعليمي للعينة )2جدول رقم(

النسبة التكرار املستوى

7.14٪ 2 ابتدائي

10.71٪ 3 متوسط

35.71٪ 10 ثانوي

46.42٪ 13 جامعي

100٪ 28 اموع

ليها ما ي .هم من خرجيي اجلامعة ،٪46.42 من خالل اجلدول يظهر أن أعلى نسبة من املبحوثني

كلما زاد املستوى التعليمي للفرد زاد وعيه هأنيشري إىل ما ،مستواهم ثانوي ٪35.71نسبته

اخلطيب والدور الذي و وامتلك معايري ومقاييس علمية دقيقة لنقد وتقييم اخلطبة ،وفهمه لألحداث

ارتفاع مستوى التعليم يف اجلزائر يعود يقوم به املسجد، وكان أكثر اهتماما مبا حيدث من حوله. و

-347، صص1981، 4الفكر العريب، القاهرة، طفؤاد السيد البهي، األسس النفسية للنمو من الطفولة إىل الشيخوخة، دار 1

348..40، ص2005، 1ماجد الزيود، الشباب والقيم يف عامل متغري، دار الشروق للنشر و التوزيع، ط2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

50

املتمثلة يف التعليم اإلجباري إىل غاية السنة الثالثة ،رف الدولةبعة من طإىل السياسة التعليمية املت

لدى الشباب وهناك ( عدم القراءة و الكتابة)حيث ما الحظناه هو اختفاء نسبة األمية ،ثانوي

نسبة قليلة جدا مستواهم ابتدائي.

الحالة االجتماعیة: -1-3

يوضح متغري احلالة االجتماعية للعينة )3جدول رقم(

النسبة التكرار احلالة

75٪ 21 أعزب

25٪ 7 متزوج

100٪ 28 اموع

حيث بلغت ،احلالة االجتماعية األعلى تكرارا ألفراد العينة كانت (أعزب)يتبين من اجلدول أن

ما جيعلها أكثر ،فئة أقل ارتباطا و التزامات من املتزوجنيال هذهو ،٪75) أي ما نسبته 21(

اهتماما مبا حيدث من حوهلا و أكثر جتاوبا مع مستلزمات التغيري.

المھنة: 1-4

يوضح متغري املهنة بالنسبة للعينة )4جدول رقم(

النسبة التكرار املهنة

14.28٪ 04 طالب

42.85٪ 12 دون مهنة

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

51

25٪ 07 موظف

17.85٪ 05 أعمال حرة

100٪ 28 اموع

إال أن أعلى نسبة ،خالل اجلدول نالحظ أن أفراد العينة يتوزعون على مهن خمتلفةمن

،و هذا يتماشى مع مشكل البطالة اليت تعاين منها اجلزائر ،٪ هي دون عمل42.85 ـمقدرة ب

سبة العزوبة لدى الشاب اجلزائري.نوما يفسر أيضا ارتفاع

:مجاالت اھتمامات المتلقي -1-5

يوضح متغري جماالت اهتمامات العينة )5جدول رقم(

النسبة التكرار

64.28٪ 18 الدينية

14.28٪ 04 السياسية

32.14٪ 09 االجتماعية

21.42٪ 06 إجابات أخرى

100٪ 28 اموع

اال أن إال ،رياضية اجتماعية و ،ةسياسي، بني دينية تتنوع جماالت اهتمام املتلقينالحظ أن

مث ،٪32.14تليها االت االجتماعية بنسبة ،٪64.28الديين بنسبة الاألكرب تكرارا هو ا

السياسي بنسبة لأخريا اا و ،٪21.42 رين بمقد ىإجابات أخرب نسبة الذين أجابوا تليها

الثقافات االنفتاح على خمتلف في ظل التطور املستمر لوسائل اإلعالم واالتصال و. ف14.28٪

حىت األذواق، تعددت و تنوعت جماالت اهتمامات املتلقني للخطاب واملعارف واألفكار و

للعديد عن إجابات حبثا ، و هذاقى يستحوذ على اهتمام املتلقياملسجدي، إال أن اال الديين يب

. و املعريف مل يعد فيه املسجد القناة املعرفية اليت تشبع فضوله الديين يف وقت ،تساؤالته من

:مصادر ثقافة المتلقین -1-6

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

52

يستخدمها معرفية أكثر وسيلةعلى وللمتلقي واملعرفية املصادر الثقافية أهم على فعرنتل

هعن استخدام الثاينلكتب، ول تهمطالع خبصوص، كان أوهلا ةأفراد العينة طرحنا ثالث أسئل

يف اجلدول رقم ةحموضي كما هفجاءت النتائج ،لفضائياتل تهإلنترنت والثالث كان عن متابعل

التايل:

يوضح أهم مصادر ثقافة العينة )06جدول رقم(

متابعة الفضائيات اإلنترنتاستخدام مطالعة الكتب

النسبة التكرار النسبة التكرار النسبة التكرار

%50 13 %57.14 16 %21.42 06 كثريا

%3.57 01 %17.85 05 %67.85 19 ال

%46.42 14 %25 07 %10.71 03 أحيانا

%100 28 %100 28 %100 28 اموع

الكتب •

تليها ،من أفراد العينة غري مهتمة بالقراءة ٪ 67.85ن من نتائج اجلدول، أن ما نسبته يتبي

فاإلنسان .٪ يقرؤون أحيانا10.71مث ما نسبته ،٪21.42كثريا بالقراءة بنسبة نسبة املهتمني

زالت أمتنا ال تقرأ، وما زال عاملنا حيث،"األقل اهتماما بالقراءة من غريه عرب العامل العريب يعترب

1"ده على الثقافة املسموعة الشفهيةاإلسالمي يعاين من كساد يف الثقافة املطبوعة الكتابية العتما

اإلنترنت•

57.14كثريا بنسبة شبكة اإلنترنت مونديستخن من اجلدول أن أغلب أفراد العينة تبي٪،

تسهم يف بلورة العديد من األفكار والقيم واملمارسات اجلديدة ،هي وسيلة العصر حيث تعترب

ساعدت على تقليل درجة االعتماد على القنوات الفضائية واإلذاعات والصحف الكبرية، وهي

.39مرجع ذكره، ص حممد أمري ناشر النعم، "خطبة اجلمعة بني الواقع واملثال"، 1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

53

القدرة على املشاركة يف العملية أصبح للمستقبل حيث 1تقوم اليوم بإجنازات اتصالية مهمة"

وأصبح ، و التواصل املباشر مع املرسل ،و التحكم فيهااملعلومة املناسبة ميكنه اختياركما ،االتصالية

عديدة اتسعت من فاإلعالم اإللكتروين نافدة فتحت آفاقا .الطريق إىل املعلومة سهل و أسرع

لجميع.أصبحت املعلومة عن طريقه ملكا لخالهلا الرؤيا و

الفضائيات•

٪ 46.42ما نسبته اتليه ،ريا٪ يتابعون الفضائيات كث50أغلب أفراد العينة مقدرين بنسبة

٪ ال يتابعون الفضائيات.3.57فيما جند ما نسبته ،يتابعوا أحيانا

تقوم بتقريب ه، حيث ب ميزعلى نسبة كبرية من املشاهدة ملا تت حترز الفضائياتيتبين أن

قدرة على ما يدعم من مصداقيتها وجيعلها أكثر ،متلقي من خالل الصورة و الصوتللالواقع

غري اليت توجد يف وسطه، وهي التلفزيون أداة إعالمية متكن الفرد من خيارات متعددة،ف" اإلقناع

.2من املشكالت اليت يواجهها " و سليب و جتعله على مسافة ومهيةترضي الفرد على حن

ويستفيد منه أكثر من بني الكتب والفضائيات ،ؤثر يف املتلقيي مصدر معريفوحول أكثر

حتصلنا على النتائج املوضحة يف اجلدول التايل : ،إلنترنتوا

ؤثر يف أفراد العينةمصدر معريف ي ح أكثريوض )7جدول رقم(

النسبة التكرار الوسيلة

21.42٪ 06 الكتب

42.85٪ 12 الفضائيات

25٪ 07 اإلنترنت

100٪ 28 اموع

، 2009 ،)30، العدد (بغداد ، هيئة اإلعالم و االتصاالت،تواصلجملة نترنت الدميقراطية، كاظم املقدادي، هل يغري اإل1

.12ص

.143، ص1993(ت) علي وطفة، دار الوسيم للخدمات الطباعة، دمشق، أليكس ميكشيللي، اهلوية،2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

54

،يتأثرون بالفضائيات ٪42.85يتضح من اجلدول أن أغلب أفراد العينة املتمثلة يف نسبة

" الفضائيات فيها العلماء و الدكاترة " وتكررت :)04صرحت احلالة رقم ( لتربيراموكنموذج

:" الفضائيات تقدم الصورة )15يف حني قالت احلالة ( ،مبحوثني) 07هذه اإلجابة عند(

زوا من خالل تربيرهم كاملبحوثني ر يتبني أن حاالت.) 04الصوت" وتكررت هذه اإلجابة عند(و

متنحهم حرية االختيار و البحث عن األفضل، ، حيثعلى املستوى العلمي الذي توفره الفضائيات

أن ب، خرباء االختصاص مع عليهجي ماا وهذ هذا التأثري،يف كما كان للصورة و الصوت دورا بارزا

أصبحت مبثابة ،القيمية ذات املضامني الثقافية و سلطة الصورة مبا حتمله من رموز و دالالت

برييز رئيس مشعونأيضا يقول و يف ذلك ،1النموذج املثايل الذي يقتدى به يف عيون الشباب"

السابق: " لسنا حنن الذين سنغري العامل العريب، ولكنه ذلك الطبق الصغري فلسطني احملتلةوزراء

.2الذي يرفعونه على أسطح منازهلم"

إىل السرعة ،مربرام ذلك أرجعتوقد ،٪25نسبة أما االنترنت فاحتلت املرتبة الثانية ب

" أحتصل :)11احلالة (ابات املبحوثني قالت وكمثال عن إج ،املعلومة على الكبرية يف احلصول

، اليت تبحث وتكرر هذا النموذج من التربيرات ،بسرعة على املعلومة اليت أريد وأفكارها حديثة "

و تكمن خطورة اإلنترنت يف انسالخ املتلقني هلا عن احلصول على املعلومة.وسهولة عن سرعة

أا بصدد خلق عامل إلكتروين حيث يتفق معظم املنظرين على " الواقع والتعايش مع عامل افتراضي،

تأثري والتفاعل الوهي تشكل نوع من املواطنة الكونية اجلديدة من خالل ،يتجاوز العامل الواقعي

والتفضيالت األذواق هي بصدد تنميط ،هذه املواطنة الكونية اجلديدة، معها املستمر

ما ،بذلك تناقضات يف حياة الشباب ةثريم ،فكار و قيم جديدةأل هامن خالل نقل، 3"والتوجهات

الكتب بنسبةالذين يتأثرون ب جند وأخريا .ألفوهايؤدي م إىل الوقوع يف صراع مع القيم اليت

.59ماجد الزيود، الشباب و القيم يف عامل متغري، مرجع سبق ذكره، ص 1.76، ص2000، يناير/فربايرجملة املنهل ،الضوابط الشرعية واملتطلبات العصريةحممد السيد علي، التربية األسرية بني 2 .76، صالسايق رجعاملماجد الزيود، 3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

55

تعتمد على ألا الكتبأتأثر ب ":)16صرحت احلالة( املبحوثني ملربراتكنموذج و ٪،21.42

.مرجع صحيح و سليم "

املبحوثني ملعرفة املستوى الذي يصل إليه تأثري قمنا بطرح سؤال علىيف نفس الغاية و

الوسائل السابقة فكانت إجابام كالتايل:

وضح املستوى الذي يصل إليه تأثري مصادر معلومام.ي )08جدول رقم(

النسبة التكرار املستوى

53.57٪ 15 األفكار

21.42٪ 06 القناعات

25٪ 07 السلوك

100٪ 28 اموع

لى تشكيل البناء املعريف للفرد على أن للفضائيات و اإلنترنت تأثريا كبريا ع باحثنيالفق يت

والقدرة على حتليلها ،جتاه قضايا جمتمعهاما يساهم يف تشكيل رؤية الفرد واتمع ،اتمعو

فراد وسلوك أ واستيعاا الختاذ السلوك املناسب، فوسائل اإلعالم قادرة على تغيري أمناط التفكري

تتعارض مع قيمنا قادر على نشر أمناط سلوكيةو قد يكون يف بعض األحيان قويا تأثريها و اتمع،

تنوع وفإذا كانت وسائل االتصال اإلعالمي تؤثر يف زيادة التثقيف .مفاهيمنا االجتماعيةوثقافتنا و

دد قد فإن مضامني املادة اإلعالمية مبا حتمله يف طياا من مسات ثقافية ،املعرفة لدى اجلمهور

اإلعالم أصبح من ف.1"كما حتدث تغيريات ملموسة يف سلوكيات اجلمهور ،نسق الثقافة التقليدية

، مبا ميتلكه من وسائل اهليمنة الثقافية الغربية وأكثرها خطورة و أبعدها أثرا ضأهم وسائل فر

تؤثر بشكل مباشر و سريع على املتلقي، فخطورة هذه الوسائل ومتطورة يثةوتقنيات حد

، وعوملة الثقافة مثل يف عوملة أمناط احلياةو تت واملستجدات التقنية تكمن يف البعد االجتماعي،

.خصوصا يف غياب أي وعي خلطورة مثل هذا االنتشار

.90ص، 2004 ،1ط دالل ملحس إستيتية، التغري االجتماعي و الثقايف، دار وائل للنشر و التوزيع، عمان،1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

56

واملستوى الذي وصل إليه هذا ،فيما خيص مدى تأثري هذه الوسائل على املتلقي للخطابو

حني جند يف ،٪ أن التأثري يصل إىل أفكارهم53.57صرحت أكرب نسبة من أفراد العينة ،التأثري

ابت أن ٪ أج21.42و ما نسبته ،أقرت أن التأثري يصل إىل مستوى سلوكهامنهم ٪25ة نسب

هامة من مؤسسات التنشئة وسائل اإلعالم كمؤسسة أن ما يدل على .التأثري يصل إىل قناعاا

تلعب دورا بالغ األمهية يف تكوين االجتاهات و صياغة القيم االجتماعية و السلوك ،االجتماعية

معظم " أن العسكري، سليمان، حيث يؤكد تغيريها يف أحيان كثرية،ا، بل ولدى الشباب عموم

والعوملة املعلوماتفقون على أن ثورة تكنولوجيا عصر علماء االجتماع املعاصرين يت، رتا قد غي

و ال ميكن ألحد (...) السلوكيات و القيم االجتماعية للبشر، إن مل تكن قلبتها رأسا على عقب

أن يتنبأ باجتاه تطور األوضاع احلالية، خاصة يف ظل تدفق سيول من املعلومات دون قيد أو

.1مراقبة

واقع العالقة بین المتلقي و المسجد -2

طبیعة العالقة بین المتلقي و المسجد 2-1

حقوق من ،يعترب الدين اإلطار العام الذي حيكم العالقات االجتماعية بني البشر

مكان خصب لنشأة و تطور جانب مهم هو بالدين اإلسالمي اواملسجد باعتباره مرتبط. واجباتو

إذ ،من تطور العالقات ونشر القيم الدينية وأمناط السلوك املشتقة من تعاليم الدين اإلسالمي

.2مها لألفراد واإلمجاع على تدعيمها"تتميز دور العبادة بثبات و إجيابية املعايري السلوكية اليت تعل"

13-8)، الكويت، صص 517، العدد(جملة العريبعن الذات، العسكري، سليمان، إعالم العوملة، قيم جديدة أم انكفاء 1.240ص صاحل حممد علي جادو، سيكولوجية التنشئة الجتماعية، مرجع سبق ذكره،2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

57

وهو أحد أهم الدعائم ال تتوفر يف أي مؤسسة اجتماعية أخرى، ،واملسجد له مزايا خاصة

حيتل مرتلة و مكانة عظيمة يف حياة املسلمني، فإضافة إىل كونه ،اليت قام عليها تكوين الفرد املسلم

يف جو تسوده السكينة والوقار، يعترب مركزا ،مكان للعبادة جيمع املسلمني مخس مرات يف اليوم

واآلداب ،ر الوعي و تعليمهم أمور دينهم ويرشدهم إىل السلوكيات الصحيحةنشو لتوجيه الناس

يسهم يف تشكيل وصقل شخصيتهم وصياغة ما .و ينهاهم عن العادات الذميمة، االجتماعية

كما مينحهم اجلو اإلمياين ،و الفكر املنفتح ،أفكارهم واجتاهام وفق املبادئ اإلسالمية املعتدلة

ر بالطمأنينة النفسية. داخل املسجد الشعو

فيه مشاعر التفاعل بني ىتنم ،و يشكل املسجد مهزة وصل ومركز التقاء بني أبناء اتمع

ما يعينهم على التعارف و التعاون و حتسني العالقات بينهم وشيوع احملبة. ،املصلني

قمنا بطرح جمموعة من ،و املسجد للتعرف على طبيعة العالقة بني املتلقي للخطابو

األسئلة دارت جمملها حول نظرة املتلقي للمسجد و وظيفته.

كان سؤالنا األول حول ماذا ميثل املسجد جلمهور املتلقني فكانت إجابات املبحوثني حسب

التايل :اجلدول

.يوضح متثالت أفراد العينة للمسجد )09جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابة

85٪ 24 مكان مقدس

10.71٪ 03 مكان للعبادة

3.57٪ 01 مكان للتوجيه و اإلرشاد

مكان على أنه املسجد تنظر إىل٪ 85أكرب نسبة من املبحوثني يظهر من اجلدول أن

بيت اهللا و رغم التطور املستمر فاملسجد هو ،مقدس، وهذه املكانة يستمدها من الدين اإلسالمي

و وجود مؤسسات اجتماعية أخرى ،رؤيتهم للواقعاألفراد املادية والروحية وياة تغري حو

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

58

إال أنه ال زال حيتفظ بالكثري من املزايا أمهها إحاطته ،متخصصة تزاحم املسجد يف وظيفته ودوره

الة من التقديس لدى املبحوثني باختالف مستويام التعليمية و االجتماعية. فيما يرى ما نسبته

٪ أن املسجد مكان 3.57و ترى نسبة .من أفراد العينة أن املسجد مكانا للعبادة 10.71٪

. اإلرشادللتوجيه و

٪ 67.85ألجله املسجد، جاءت ما نسبته املبحوث األساس الذي خيتارعن خبصوص سؤالو

.أن اختيار املسجد يتم على أساس اخلطيب ةؤكدممن اإلجابات

فقد صرح ،على املسجد أن يؤديها يف اتمع هاليت يرى املتلقي أنالوظيفة سؤال حول وعن

الوظيفة األساسية للمسجد هي التربية و اإلرشاد، فأفراد العينة أن ،٪ من املبحوثني 75ما نسبته

أن املسجد هو أيضا مؤسسة تربوية ترشد و توجه و تصحح السلوكيات، فاملسجد يف نظرهم ايرو

دوره ال يقتصر على جمرد أداء الفرض، بل يتجاوزه ليشمل الناحية و ،ذو أبعاد اجتماعية وثقافية

مفعمة بالعلمعليه و سلم التعليمية و التربوية، فقد كانت اخلطب يف عهد رسول اهللا صلى اهللا

على و املعرفة، خرجت فقهاء وعلماء وكان هلا قوة التأثري يف النفوس وعظيم األثر يف السلوك.و

ن، املسجد عليه أن يوجه و يرشد و يكو " :)15حد قول أحد املبحوثني و هو املبحوث رقم(

أن الصالة هي وظيفة املسجد 14.28و رأى ما نسبته .ن دولة يف املسجد "فالرسول كو ٪،

إرساء تعاليم الدين. و مكان للعبادة ٪ أن املسجد 10.71فيما يرى

ودائما حول وظيفة املسجد طرحنا سؤالنا التايل" برأيك هل املسجد يؤدي هذه الوظيفة"

فجاءت إجابات املبحوثني موضحة يف اجلدول التايل:

.وظيفتهاملبحوثني بشأن أداء املسجد ل إجاباتيوضح )10دول رقم(اجل

النسبة التكرار اإلجابة

14.28٪ 04 نعم

35.71٪ 10 ال

46.42٪ 13 إىل حد ما

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

59

و هذا بنسبة ،أفراد العينة أن املسجد يؤدي وظيفته إىل حد ما فقط ت أكرب نسبة منصرح

٪ أن املسجد ال يؤدي وظيفته، و يرى ما نسبته 35.71ما نسبته صرح٪ يف حني 46.42

.٪ أن املسجد يؤدي وظيفته 14.28

و كذا الذين ،وقد أرجع املبحوثني الذين صرحوا أن املسجد يؤدي وظيفته إىل حد ما فقط

13( وتكررت هذه اإلجابة عند حوا أن املسجد ال يؤدي وظيفته إىل ضعف مستوى األئمةصر (

مام مستواه ضعيف ال يقنعين و ال يقدم يل إل)" ا08احلالة رقم (وكنموذج لإلجابة صرحت لة.حا

يقللون ضعف مستوى اخلطيب ما جعلهم تقهقر وظيفة املسجد إىل بحوثنييرجع املأي جديد"،

ر آخرون ذلك بعدم تأدية اإلمام لدوره على الوجه يف حني بر .من شأنه و يزدرون تصرفام

"اإلمام ال يقوم :قائال) 4املبحوث رقم ( صرح وكنموذج لإلجابات، ) تكرارات07( ،األكمل

اإلمام إجابته: "جاءت ف) 27البحوث رقم (أما و املسجد خاضع للرقابة " تسعون يف املائةبدوره

) "املسجد ال يؤدي وظيفته بسبب 3فيما قال املبحوث رقم( أصبح خياف من الدولة ال من احلق"،

ش فيما أجاب آخرون أن املسجد مه ." الجتماعية و أنتم تعلمون ما جيريالسياسية و ا الظروف

) تكرارات.04وحصرت مهامه يف أمور العبادة فقط (

ما ك جاءت اإلجابات ،صداقية و اليت يثق فيها املتلقيوعن سؤال حول املؤسسة األكثر م

يوضحها اجلدول التايل:

.العينة أفراد لدىصداقية يوضح امل )11جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابة

78.57٪ 22 املسجد

14.28٪ 04 الفضائيات

7.17٪ 02 اإلنترنت

٪ 78.57املبحوثني بنسبة أغلب املسجد أكثر مصداقية لدى يتضح من نتائج اجلدول أن

وكون ،أن املسجد ينقل ما جاء عن اهللا تعاىل و رسوله صلى اهللا عليه و سلمب ،مربرين ذلك

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

60

، من هذا اجلزء املسجد مكان مقدس و هذا ما صرح به املبحوثني عند إجابتهم عن السؤال األول

ثر مصداقية ألن اإلمام فيه يتحدث"املسجد أك :) 24ما قاله املبحوث رقم( كنماذج ملربرام،و

ه )" إن املسجد مرت10فيما قال املبحوث رقم ( "،بقول اهللا تعاىل و رسوله صلى اهللا عليه و سلم

٪ أن الفضائيات 14.28فيما صرح ما نسبته .رسوله"ى كتاب اهللا وعن الكذب ألنه يعتمد عل

و هذه ٪ أن اإلنترنت هي أكثر مصداقية.7.17ما نسبته وأجاب ،هي أكثر مصداقية من املسجد

يف تقليص دور املسجد يف التغيري و تؤكد مدى دور تلك الوسائل رةالنسب هي أيضا معب

الجتماعي.ا

أكثر من غريها ويف نفس السياق سألنا املتلقي عن املؤسسة اليت يرى أن هلا دورا مؤثرا

ح أغلب املبحوثني صرفنترنت، من بني املسجد والفضائيات واإل ،هوسلوكيات هاجتاهاتو هأفكار على

حوا ٪ صر28.57و ما نسبته .أن للمسجد دور أكثر تأثريا يف اتمع ،٪64.28نسبته هو ما و

كثر تأثرياأل الدور إلنترنتلأن ،٪ منهم7.14يف حني صرحت نسبة ،أن الفضائيات أكثر تأثريا

ضح .تمعيف ااألكثر مصداقية اجلدول أن املسجد هو املؤسسة اأن أغلب املبحوثني يرو يت

املنوط به على أكمل دور اليؤدي إال أنه ال ، األكثر تأثريا يف اتمعميتلك الدور ) و13رقم(

، يؤدي وظيفته إىل حد ما فقط املسجد من املبحوثني أن ٪46.42نسبتهما حيث صرحت ،وجه

).12اجلدول رقم ( ال يؤدي وظيفته ه٪ منهم صرحوا أن35.71نسبة وما

اليت أصبحت جزءا ال يتجزأ ،االتصال احلديثةفرغم تزايد البدائل املتاحة املتمثلة يف وسائل

وحىت سلوكيات جديدة أفكار وقيم األكثر تأثريا وفعالية يف نشر ،من األجهزة اإليديولوجية

يرى و، املسجد يثق يف مؤسسة إال أن املتلقي للخطاب املسجدي ال زال ،العمل على ترسيخهاو

لكونه مؤسسة دينية تتمتع بقدسية رمبا يرجع هذا و ،تمعباستطاعته القيام بأدوار ريادية يف ا أن

"املسجد مؤثر :)6بالدرجة األوىل و هلا أبعاد رمزية و روحية، و هذا ما صرح به املبحوث رقم "(

)" املسجد مؤثر ألين أجد 2ألننا نقبل عليه بقلب منشرح و راحة البال" و أجاب املبحوث رقم(

.فيه راحيت"

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

61

٪ اليت ترى أن الفضائيات هلا دور أكثر تأثريا من املسجد، 28.57وخبصوص النسبة

أما املبحوث ،) قال :" الفضائيات أقرب إىل الواقع "09تنوعت تربيراا، فاملبحوث رقم (

والدليل" :" الفضائيات مسموعة ومرئية تقدم الصورة والصوت والشرحقائال ) فصرح04رقم(

والصوت جيسد ةفالتلفزيون عن طريق الصور ،) تكرارات07وتكررت هذه اإلجابات مبعدل (

أجهزة االتصال تأثريا يف األفراد، أكثر "يعترب من ،يف قالب يبدو قريب من احلقيقة الواقع ويقدمه

والتكرار. 1فهو جيذب انتباه الصغري والكبري، إذ جيمع بني الصوت والصورة املتحركة "

وبالتايل خلق املثل ،االجيايب يف كافة جماالت احلياة ما تقوم الفضائيات بتقدمي النموذجك

على أفكاره فوسائل االتصال املختلفة اليت يتفاعل معها املتلقي تؤثر ،به االجتماعي لإلقتداء

ما يؤدي إىل انصهار ، نة من التفكري والسلوكنه أمناط معيحيت حتاول أن تلق ،واجتاهاته وسلوكه

فدور وسائل اإلعالم قد تعاظم بشكل هائل، ويف يرها و قيمها، قيمه يف صورة تتناسب مع معا

.2مثرات وسائل اإلعالم" التغري الثقايف ما هو إال مثرة من" ضوء ذلك يذهب البعض إىل أن

املبحوث تصريح حسب ،ر آخرون الدور املؤثر للفضائيات بالوجود الكبري للعلماءفيما بر

"يوجد كثري من العلماء وشيوخ ودكاترة و أنا أثق فيهم "وتكررت هذه اإلجابة لدى :)15رقم (

م باملستوى ). يتبني من هذه اإلجابات أن املتلقي مهت23)،(22)،(17)،(5املبحوث رقم (

حسب تصرحياته ،مل جيده يف املسجد حيث ،أخرى فضاءاتيبحث عنه يف إذ ،املعريف والعلمي

أرجعوا سبب عدم تأدية املسجد لوظيفته إىل ضعف مستوى إذ ،)12خبصوص اجلدول رقم (

ثر من حيث الكم و النوع ألن اخلطباء األكثر أ ،و هذا ما وفرته له الفضائيات و اإلنترنت ،اخلطباء

دبية والسياسية، االجتماعية واأل ، هم الذين ميلكون اهتمامات قوية و واسعة يف النواحيو اجلودة

األمر الذي يشري إىل أن ،االجتماعي و باإلضافة إىل امتالكهم مستوى أعلى من الذكاء الفطري

ذا معرفة اخلطيب باملسائل اليت تقع خارج نطاق ختص صه، وامليادين األخرى ذات العالقة

235مرجع سبق ذكره، ص صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية،1.234، صاملرجع نفسه 2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

62

اهتماما ومعرفة جتعله أكثر فعالية من اخلطيب األقل ،التخصص، وسعة اطالعه على هذه املسائل

الفضائيات أصبحت مركزا هاما يف التنشئة و التغيري ف .واطالعا يف ختصصه والنواحي األخرى

ما جعل مؤسسات كاألسرة و املسجد أقل حضورا يف ، ترسيخ القيم لدى اجلمهور الواسعو

ق على الوسائل جتعله يتفو ،و هذا ملا للتلفزيون من خصائص ،خمتلف التفاعالت االجتماعية

فاملتلقني للخطاب تعددت مشارم ومل يعد املسجد القناة الوحيدة اليت متدهم باملعلومة .األخرى

، رنة أوالخاصة الدينية منها،كما ارتفعت مستويام املعرفية و الثقافية بشكل يسمح هلم باملقا

الذي خيطب فيه، وطبيعة باخلطيب أن يعرف الوسط الثقايف جيدر" ومن هنا ،وبالنقد ثانيا

قدرا على التغيري ال تفقد فاعليتها و و ،1كي تؤدي كلمته أثرها و تؤيت أكلها".) ..(البشر،

.لألفضل

عة العالقة بین المتلقي و الخطیبطبی 2-2

دور هذا األخري تتوقف فاعلية ، إذيعترب اإلمام أو اخلطيب احملرك واملسري لوظيفة املسجد

س فاخلطيب هو مصدر اخلطاب وهو رجل اخلطبة و املرسل له، و هو البؤرة و األسا .على كفاءته

واخلطيب لن ينجح يف أدائه الوظيفي دومنا االهتمام بالعالقات مع ، يف العملية اخلطابية املسجدية

.مجهوره داخل املسجد و خارجه

اخلطيب، فكانت اإلجابات وللتعرف على نظرة املتلقي للخطيب طرحنا سؤالنا التايل ماذا ميثل لك

.)12املوضحة يف اجلدول رقم(

ثني عن سؤال ماذا ميثل لك اخلطيب ؟ويوضح إجابات املبح )12جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

3.75٪ 01 مثل أعلى

67.85٪ 19 شخص له سلطة روحية

28.57٪ 08 شخص عادي

.69، ص2006 ،1، طللخطيب اجلديد، دار ابن حزم للطباعة و النشر، بريوتإبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد 1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

63

100٪ 28 اموع

يرو أن اخلطيب شخص ،٪ 67.85و هو ما نسبته ،املبحوثنييتبني من اجلدول أن أغلب

٪ أن اخلطيب شخص عادي، وترى أقل 28.57فيما يرى ما نسبته ،له سلطة روحية

ميتلك تلك زال اخلطيبال تؤكد هذه التصرحيات أن ٪ من املبحوثني أنه مثل أعلى، 3.75سبةن

باعتباره رجل الدين و يتحدث بامسه، ،لسلطة الروحية املستمدة من الدين اإلسالمياالرمزية و

) 16نذكر ما قاله املبحوث رقم( و ،و بإمجاع يلعب دورا هاما يف احلياة االجتماعية للفرد فالدين

" حنن حنترم اخلطيب ألنه حيمل كتاب اهللا وحنن حنترم هذا الكتاب " و هذه اإلجابة تكررت لدى

ترى يف اخلطيب شخص ،وهي نسبة معتربة٪ 28.57أغلب املبحوثني. أما فيما خيص نسبة

و هي نفس النسبة ،النظرة إىل اخلطيب تغريت لدى فئة معتربة من مجهورهح أن ما يوض ،عادي

و تقارب أيضا النسبة اليت ترى أن املسجد ال ،اليت ترى أن دور الفضائيات أكثر تأثريا من املسجد

٪.35.71يؤدي بوظيفته

قمنا بطرح سؤال عن شعور املتلقني حنو اخلطيب ،نفس الغايةو يف نفس السياق تقريبا و

التايل:حة يف اجلدول فكانت النتائج املوض

العينة اجتاه اخلطيب أفراد يوضح شعور )13جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

89.28٪ 25 االحترام

7.14٪ 2 عادي

3.57٪ 1 الالمباالة

100٪ 28 اموع

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

64

وهذا الشعور ،٪ 89.28اإلمام بنسبة اجتاهصرح أغلب املبحوثني أم يشعرون باالحترام

لكونه حافظ اخلطيب له سلطة روحية أن ،حوا يف سؤالنا السابقع لكون املبحوثني صرمتوق

) " أحترم اخلطيب ألنه إمام املسجد وأنا 17رقم ( جاءت إجابة املبحوث و كنموذج. لكتاب اهللا

املناصب يف د كان منصب اإلمام و اخلطيب من أجل. لقأحترم ما يقول من كالم اهللا و رسوله "

إال الرسول صلى اهللا عليه ،على ذلك من أنه مل يتوىل اإلمامة يف العهد األول ليس أدلو ،اإلسالم

صلى باملسلمني يف حضرته حىت ومل نعلم أحدا ،و علمائهم وسلم ومن خيلفه من كبار الصحابة

ح ما نسبته فيما صر. بقى دائما حيظى بقدر من االحتراميف مرض موته، فاخلطيب و اإلمام ي

صرحت أا تشعر ٪3.57٪ أن شعورهم اجتاه اخلطيب هو شعور عادي، و نسبة 7.14

بالالمباالة اجتاه اخلطيب.

حول ما إذا كان ،طرحنا سؤاال، العالقة بني املتلقي و اخلطيبودائما يف جمال رصد

فتحصلنا على اإلجابات املوضحة يف اجلدول للخطيب دورا فاعال يف ارتباط املتلقي باملسجد

التايل:

جابات العينة عن دور اإلمام يف ارتباطهم باملسجدإيوضح )14جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

78.57٪ 22 نعم

10.71٪ 3 ال

10.71٪ 3 إىل حد ما

100٪ 28 اموع

أن دور اخلطيب فاعل يف ارتباطهم ٪ 78.57ممثلني يف النسبة يرى أغلب املبحوثني

ين " اخلطيب هو الذي يشد:) 2املبحوث رقم( وكنموذج لإلجابة جاءت إجابة، باملسجد

ق يف ذلك هناك ظروف ال جتعلنا نوفللمسجد و أنا أختار املسجد على أساس اإلمام أوال، لكن

أحبث " اإلمام الذي تكون خطبته يف املستوى هو من ح قائال :فصر )11املبحوث رقم(أما ، "دائما

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

65

حول األساس الذي خيتار نا سؤالعن ده إجابات املبحوثنيأذهب حيث يكون "و هذا ما تؤكعنه و

على ارهم للمسجد يتم٪ أن اختي67.85ح أغلب املبحوثني فقد صر، املتلقي ألجله املسجد

باعتباره حمور العملية االتصالية يف املسجد و قائد روحي للجماعة طيبفاخل .اخلطيب أساس

د، املركز الرئيس يف املسج" فهو ،القدوةاملتلقي فيه ىله، يرو هو صانع اخلطاب وممث ،داخله

ما جيعل 1أخالقية على بقية األفراد " التوجيه وله سلطة معنويةالوعظ وويقوم بدور اإلرشاد و

ع األساس الذي يقوم يف حني تنو ،ارتباط الناس ذا املسجد أو ذاك مرهون خبطيب املسجد ذاته

صرح املبحوث حيثبني قرب السكن و النظافة، ،٪الباقية 32.14عليه اختيار املسجد بالنسبة ل

) قائال: " أنا يهمين أن تكون دورة مياه املسجد نظيفة و يكون قريب من البيت " فيما 09رقم (

لدى الكثري )" أنا يعجبين اجلامع الكبري الواسع " وهذا اجلانب أيضا مهم14قال املبحوث رقم (

من املبحوثني ممن يبحثون عن الراحة .

كانت إجابات املبحوثني على ، للخطيب لكالم املتلقيوعن سؤال حول مدى موافقة

ح مدى موافقة العينة لكالم اخلطيبيوض )15جدول رقم( النحو التايل:

النسبة التكرار اإلجابات

21.42٪ 06 نعم

32.14٪ 09 ال

46.42٪ 13 إىل حد ما

100٪ 28 اموع

فجاءت إجابة أا توافق اخلطيب إىل حد ما فقط، ٪ 46.42أجابت أغلب نسبة مقدرة

و قال ،) " أحيانا فقط أوافقه ألنه عندما يغضب يصدر عنه عجب العجاب"10املبحوث رقم(

اآليات و األحاديث و ال أوافقه عندما خيرج عن أوافقه دائما فيما خيص : ")01املبحوث رقم (

و فيما خيص ." يف أمور الدين أكيد أوافقه " :) فقد صرح قائال07املوضوع " أما املبحوث رقم (

.109مراد زعيمي، مؤسسات التنشئة االجتماعية، مرجع سبق ذكره، ص1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

66

إذا " ال أوافقه :)03يقول املبحوث رقم( ،٪ اليت أجابت أا ال توافق اخلطيب32.14نسبة

" ال أوافقه ألن ما يقوله شيء صرح قائال: )27رقم ( املبحوث و، كانت اخلطبة سياسية "

) فقال:" اإلمام بشر وميكن أن خيطئ و كثريا ما 23والواقع شيء آخر" أما املبحوث رقم (

، فقد أجابوا أم يوافقون اخلطيب فيما يقول ٪21.42أما ما نسبته . خطبه " يدرج العاطفة يف

ينطق باحلق و يعتمد على كتاب " اإلمام يف املسجد :)16رقم ( الةاحل تكتعليق على هذا قالو

يتبني أن املتلقي للخطاب املسجدي يوافق على كالم اخلطيب ،بناء على إجابات املبحوثني. اهللا"

و بعيدا عن هذا ال حني يكون مرجعه ديين، أي كتاب اهللا و سنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم،

تفرض نفسها على الكثري من ،ةخفي ة وو املعتقد ميتلك سلطة قوي ديينال د أن النصما يؤك ،يوافقه

حسن علي أشار إليه ماو هذا من أفراد و مؤسسات،، متثالت األفراد إزاء كل ما يرتبط به

1الدين" تتضمن يف طياا معىن السلطة واإللزام لغة قبل اإلصطالح" من أن كلمة ،مصطفى.

اخلطيب، عن مناقشة املتلقي ملواضيع اخلطب معيف نفس السياق كان سؤالنا املوايل و

حة يف اجلدول التايل:إجابات املتلقني كما هي املوض كانت فقد ،قدهالتصريح بنو

فعل املبحوثني اجتاه اخلطيب ح رديوض )16جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

21.42٪ 06 نعم

78.57٪ 22 ال

، دار 02حسن علي مصطفى، نشأة الدين بني التصور اإلنساين و التصور اإلسالمي، دراسة يف علم االجتماع ، ج1

.18، ص1981الشروق، جدة،

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

67

100٪ 28 اموع

للخطيب، صريح بنقدهاأا ال ميكنها الت ،٪ من املبحوثني78.57أجابت أكرب نسبة

وانني ال تسمح " م النقد ألن الق" ال أقد حت:صر )16فاحلالة رقم (، وتنوعت تربيراا إزاء ذلك

واصل ومث سكت "ال أنتقده ألن الوقت ال يرحم :" )27قالت احلالة رقم ( يف نفس السياقو

يلمح إىل أن هناك خوف من اجلهات بحوثاملهذا كأن ،" -السجن -: " احلبس قائال احلديث

" ال أنتقده :) فقالت20ه يرى أن اإلمام تابع هلذه اجلهة، أما احلالة رقم ( ما يعين أن ،الرمسية

زان اخلطيب و ضبط انفعاالته العكسية ( ردة ات د أنما يؤك ،وحىت لو انتقدته أخاف ردة فعله "

فعله العكسي) تضفي ضالال من الود ة املتبادلة بينه وبني رواد مسجده و مجهوره و مستمعيه، واحملب

1مما جيعل لكلماته يف نفوسهم أحسن األثر و يتقبلون أفكاره بقبول حسن "سعة فعليه أن يتسم ب،

ل نقدهم.الصدر معهم ، ويتقب

من ،أن أنتقده " " هو إمام املسجد واحترامه يصعب علي :صرحت )21رقم ( احلالةأما

للخطيب من إظهار نقده أو رأيه املخالف هر أن هذا املبحوث مينعه احترامههذا التصريح يظ

٪ قالت أا ميكنها ذلك. 21.42 تهنسبما يف حني ،للخطيب

فقد ،توفرها يف اخلطيب الناجح أنه جيبرى املتلقي يزات اليت املميحول أما عن سؤالنا

12فق أغلب املبحوثني (أتأن يوافق ،صفة ينبغي أن تتواجد يف اخلطيب هي ) تكرارا على أن أهم

) " اخلطيب 02قوله عمله و يف هذا السياق و كنموذج عن اإلجابات املماثلة قالت احلالة رقم (

) فقالت " اخلطيب ينجح عندما تتوافق أفعاله 13أما احلالة رقم ( ،الناجح هو الذي يفعل ما يقول"

أن تكون تصرفاته أنظار مجهوره، فينبغي يكون حمط هافاخلطيب بصفته واعظا و موج .أقواله "

.36إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره، ص1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

68

" و لعل قدرا كبريا من احنرافات الشباب سببها أم، جيدون سلوكا .بعيدة عن التناقضمضبوطة و

.1موم عموما و بصفة خاصة معلمي الدين "خمالفا ملا يقال هلم ممن يعل

هي أهم ما جيب أن تتوفر يف اخلطيب و هذا ، وثني على أن هذه امليزةلقد أمجع املبح

مهم القيم املثلى ههم و يعلالذي يفترض به أن يوج ،شخصية دينية يرون فيها املعلم واملريبلكونه

حىت و هو بذلك قدوة هلم فال ينبغي أن يسلك مسلكا بعيد عن ما يدعوا إليه، .السلوك احلسنو

ال تكون هناك فجوة عميقة بني ما يقول و يفعل، فاخلطيب الذي خيالف قوله فعله يفتقد جانب

املصدر املوثوق "فيفقد ثقة مجهوره ما يعود على رسالته بالفشل، وقد أثبتت التجارب أن ،القدوة

به تستطيع االقتناع باآلراء اليت يقوهلا إىل درجة تبلغ ثالثة أضعاف ونصف تلك الدرجة اليت يبلغها

.2املصدر األقل ثقة

جمموعة نصائح و إرشادات ،مت مجعية إدارة األعمال األمريكيةوحول هذا اجلانب قد

فاالتصال "،هتؤيد اتصاالت هعل تصرفاتجي أمهها أن للمرسل ميكن التقيد ا لضمان فعالية االتصال

املقنع ليس هو ما تقول بل ما تفعله، فحينما تتناقض تصرفاتك مع أقوالك، فهذا يضعف القناعة

ما حيقق ،نسجام بني قوله وفعلهاالب أن يتحلى وعليه يفترض باخلطيب 3باالتصال الذي قمت به

.قتداء بهإلاو لشخصه االحترام

هي توفر املستوى الثقايف ،ة و ضرورية لنجاح اخلطيبأما امليزة الثانية اليت رآها املبحوثني مهم

ومن بني مناذج اإلجابات قالت ،) مرات 07و تكررت هذه الصفة مبعدل ( ،العلمي يف اخلطيبو

" األهم املستوى :)09لة (" أن يكون مثقف جدا ومتواضع ". فيما قالت احلا :)07احلالة (

يرى املبحوثني أن اجلانب ." الكفاءة و اجلرأة"فصرحت: )06احلالة رقم ( أما ،"الثقايفالعلمي و

كفاءته من مقومات جناحه، فاخلطيب الذي ميلك مستوى أكادميي عايل و ثقافة واملعريف للخطيب

.395رشاد علي موسى و آخرون، علم النفس الديين، مرجع سبق ذكره، ص1.41عمر عبد الرحيم نصر اهللا ، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق ذكره، ص2.405، ص 1997، ، دطيم، دار زهران، عمانعقيلي عمر وصفي، اإلدارة ، أصول و أسس و مفاه3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

69

ألن ،املعلومة بالنسبة للجمهور هو مصدر موثوق ألخذ ،دتكوين مهين على حنو جيو ،واسعة

اخلطيب املتفوق يف ميدان ختص"1" د، هو األكثر تأثريا و فعالية.صه، واملؤهل مهنيا على حنو جي.

، خاصة (اخلطيب) توافر جمموعة من العوامل تتعلق باملرسل يتطلبالعملية االتصالية فنجاح

، ومعيار الثقة يتعلق قة املطلقة لكن احلد األدىن منها، وال يقصد ا الث( املتلقي)عند املستقبل قةالث

فاملصدر املوثوق أكثر تأثريا من ...باملستقبل أكثر من النتيجة يف ذاا( ما يراه املستقبل مالئما له)

و يبصرهم 3أن اإلمام (القائد) يساعد مجاعته يف حاجام العلمية و االجتماعية " اكم 2"غريه.

بأمور دينهم و دنياهم.

هي اإللقاء اجليد ،وعن الصفة الثالثة اليت رأى املبحوثني أن توفرها يف اخلطيب أمر الزم

فيما قالت ،"ينم من جهيت طريقة اإللقاء ا"أن :) حيث قالت23مثل ما صرحت به احلالة رقم (

حيظىن من النتائج أن اإللقاء يتبي. اإللقاء و األسلوب هو الذي يشدين للخطبة ": ")11احلالة (

غوية أيضا على جناح املرسل، القدرة الل ةمن العوامل املساعدف باهتمام من طرف املتلقني للخطاب

،على التعبري بوضوح عن األفكار و املعلومات املراد إرساهلا و القدرة على سرد املعلومة و إبالغها،

يعد فاإللقاء ،فعدم وضوح املعىن يؤدي إىل سوء الفهم، و بالتايل عدم اإلقناع و التأثري يف املستقبل

ح هو فن النطق بالكالم على صورة توض " و ،وسيلة للوصول إىل قلوب و عقول الكثريين منهم

فمهما كان مضمون و نص اخلطاب " فاإللقاء ميثل مفتاح اخلطيب يف جتسيد ،4" ألفاظه و معانيه

حيث ، 5" امتداداته ارتفاعه و من ازدياد يف شدته و ،وتهذا النص، يف تلوينه فنيا من حيث الص

ذلك باحلديث بطريقة هادئة مع نربات صوت و ،من ضعف و قوةجيب مراعاة حدة الصوت

.359رشاد علي موسى و آخرون، علم النفس الديين، مرجع سبق ذكره، ص1رآنية "، قعبد العزيز خواجة، أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، "دراسة سوسيولوجية لعملية االتصال يف القصة ال2

.104، ص2007، 1دار صفحات للدراسات و النشر، سوريا، ط.359، صذكره مرجع سبقعلم النفس الديين، رشاد علي موسى و آخرون،3.73، ص2007، جويلية1، العددرسالة املسجدجملة عبد الكرمي جوان، "األداء اخلطايب الناجح أو الفعال"، 4

5Garlisson.R et Coste.D, Dictionnaire de didactique des langue, Paris, hachette,

1983, P10

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

70

فللصوت يف اخلطابة التأثري "، وطبيعتها ها وفقا ملواضيع الرسالةواستخدام، تتالءم مع الرسالة

ملصاحبته لأللفاظ كالشارح ملا ،األكرب، ألنه املترجم عن مقاصد اخلطيب و الكاشف عن أغراضه

1و املمثل لصورة املعاين أمامه" ما ال تستقل بالكشف عنه، وألنه الطريق إىل قلب السامع ،أريد ا

حسب ما يدعو ، بداية من اختيار اللفظ و العبارة املناسبة ،دبشكل جي اخلطابأداء يكون

ية حمضة تؤدي يف أحيان كثرية ثراتكلمات فاستخدام .ما يتوافق مع لغة العصر و ،املوضوع هإلي

س و التشويش وختلق صعوبات يف الفهمإىل اللب، وبالتايل ،صورات لدى املتلقني للرسالةوخلط الت

به املوقف، ألنهمث اإللقاء احلسن الذي يتطل و ضعف التغذية املرتدة، الرسالة حماوالت تفعيلفشل

هيجل يرىو .و هدف رسالته و جيذبه إىل غاية ،مشاعره و تلقيإىل نفس امل اخلطيب ينقلبذلك

يف هذا السياق أن اخلطيب ليس عليه فقط أن يليب متطلبات ملكة الفهم بأقيسة منطقية

و إيقاظ أهوائنا و اجتذابنا واستغالل ،بل بوسعه أيضا أن يحل لنفسه صدم عواطفنا ،واستنتاجات

.2مشاعرنا وينتزع تأييدنا"قدرتنا على احلدس، و باالختصار أن يلجأ إىل مجيع طاقات الروح ليهز

و يرو أا تزيد من جناح اخلطيب وفعالية ،أما امليزات األخرى اليت أوالها املبحوثني اهتماما

، يف التفكري والسلوكيونة اللو ضع و الصراحة،نوعت بني التواتو جتعل منه قدوة، ،رسالته

شخصية اجتماعيةالشخصية اليت جتعل من اخلطيب و اخلصائص هي تعترب من السماتو ،واالتزان

أثرا كبريا يف اكتساب القيم و الفضائل، فيقول: يرى ابن خلدون بأن للقدوة احلسنةو. يقتدى ا

واالحتكاك بالصاحلني و حماكام، يكسب اإلنسان العادات احلسنة و الطبائع املرغوبة، والسبب "

تارة علما ،وما ينتحلونه من املذاهب والفضائل ،يف ذلك أن البشر يأخذون معارفهم وأخالقهم

حصول امللكات عن املباشرة والتلقني أشد نا باملباشرة، إال أنوتعليما و إلقاء، و تارة حماكاة و تلقي

.3استحكاما و أقوى رسوخا "

.65علي حمفوظ ، فن اخلطابة و إعداد اخلطيب، مرجع سبق ذكره، ص1.262صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية، مرجع سبق ذكره، ص2.28، ص1997ناظم عودة خضر، األصول املعرفية لنظرية التلقي، دار الشروق، األردن 3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

71

يف نفس اهلدف طرحنا سؤالنا التايل:"هل تلك الصفات متواجدة يف خطيب مسجدكم

حة يف اجلدول التايل:فكانت اإلجابات املوض

يوضح إجابات املبحوثني بشأن توفر الصفات املطلوبة يف اخلطيب )17جدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

21.42٪ 06 نعم

78.75 ٪ 22 ال

100٪ 28 اموع

أن صفات اخلطيب ترى ،٪ من أفراد العينة78.75أكرب نسبة نالحظ من اجلدول أن

غري متواجدة يف خطيب ،السؤال السابقح ا املبحوثني يف فات اليت صروهي الص ،الناجح

٪ أن هذه الصفات متواجدة يف خطيب مسجدهم.21.42 تهنسبيرى ما قابليف امل ،مسجدهم

حسب ،ر صفات النجاح يف اخلطيبعدم توف رغمضح أن املتلقني بناء على هذه النتائج يت

حيظى هإال أن )اإللقاء اجليد، املستوى الثقايف واملعريف، لهبني قوله و فع االنسجام( تصرحيام

ما يشري إىل أن ،)12( اجلدول رقم له سلطة روحية ، و يروا أن)13اجلدول رقم ( همباحترام

حىت لو مل ميتلك ،املسجد و مكانة قدسية مناحترام املتلقي سلطته الروحية و يستمد اخلطيب

.مؤهالت جناحه

طبیعة العالقة بین المتلقي و الخطاب -2-3

متثالت املتلقي للخطاب احلايل -1 -2-3

الفرد يلعب اخلطاب املسجدي يف اإلسالم دورا مهما يف تأسيس نسق القناعات لدى

كان اخلطابلعالقة بني املتلقي وو ملعرفة ا .فيما يتعلق بعاملهم االجتماعي و مكام احلايل ،املسلم

،أغلب أفراد العينة، فأجاب مدى رضاه عن اخلطاب املسجدي ه حول أول سؤال طرحناه علي

٪ 22.14ما نسبته صرحو ،أم غري راضني عن اخلطاب املسجدي احلايل ،٪60نسبته وهو ما

.٪ أم راضني عن اخلطاب17.85يف حني أجاب ما نسبته ،أم راضون إىل حد ما فقط

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

72

جاءت اإلجابات ف ،املتلقي مع اخلطبةس و تفاعل ويف نفس اهلدف أردنا معرفة مدى حتم

التايل:حة يف اجلدول كما هي موض

ع اخلطاب املسجديماملبحوثني تفاعلح مدى يوض )18اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

32.14٪ 9 دائمانعم

7.14٪ 2 ال

60.71٪ 17 أحيانا

100٪ 28 اموع

تتفاعل أحيانا فقط مع اخلطبة ،من املتلقني٪ 60.71أكرب نسبة اجلدول أن يظهر من

٪ ال تتفاعل مع اخلطبة.7.14النسبة املتبقية أما ،مع اخلطبةدائما ٪ تتفاعل32.14 ما نسبتهو

م تعددتو ،يتفاعلون أحيانا فقط مع اخلطبة٪ 60.71ن أن أغلب املبحوثنيمن النتائج يتبيمربرا

" ، أتفاعل حسب املوضوعاملوضوع هو الذي يهزين ":حت) صر10فاحلالة رقم ( ،ذلكحول

التكرار يدفعين حلفظ املوضوع و يكون عادي بالنسبة إيل" أما 01حت احلالة رقم(فيما صر "(

إذا أمعنا النظر يف مربرام ."" اإلطالة و املواضيع نفسها تدورفجاءت إجابتها: )07(احلالة رقم

الفتقاره السبب وراء عدم تفاعل املتلقني مع اخلطب هو متعلق بالدرجة األوىل باملوضوع أن جند

فعلى ، و اعتماد اخلطباء على نفس اخلطب لسنني،املتلقيو اهتمام انتباه إىل اجلاذبية اليت تشد

ابعة حبيث حتتوي على مثريات تضمن استمرار انتباه املستقبل و تشوقه ملت صياغة الرسالة"اخلطيب

ن تفاعل املستمع مع أي موضوع يتناسب طردا مع موقع املوضوع من دائرة أكما 1الرسالة "

تفاعل معه ،ائرة اهتمام املستمعب املوضوع من دفإذا سيقت الشواهد وفيها ما يقر ،اهتماماته

من أسباب إخفاق الكثريين يف الوصول إىل درجة ف، 2كان أكثر استجابة للرسالة اخلطابية "و

.42االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق ذكره، صعمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ 1.69ص ،2007 )، جويلية01(، العددرسالة املسجدجملة حممد جرادي، "االستدالل اخلطايب و أثره يف اإلقناع"، 2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

73

قد و) .(..هو حديثهم عن األمور اليت تقع يف دائرة اهتمامهم فقط ،التميز يف عامل اخلطابة و البيان

.ما جيعل اخلطاب مييل إىل الرتابة، 1تكون هذه األمور لدى املستمعني غري ذات أمهية تذكر"

وخبصوص جانب تفاعل املتلقي دائما مع اخلطاب املسجدي، كان سؤالنا املوايل عن

٪ من املبحوثني أا تشعر بامللل أثناء اخلطبة 50صرحت أكرب نسبة أثناء اخلطبة، ف بامللل همشعور

أا ٪ 17.85 فيما صرحت النسبة ،دائما قالت أا تشعر بامللل ،٪28.57 تهنسب ماو ،أحيانا

مع )اخلاص بالتفاعل18ل السابق رقم (إذا قارنا هذه النتائج مع نتائج اجلدو .للبامل ال تشعر

بسبب ،اخلطبةأثناء بامللل هملشعورنتيجة طبيعية عدم تفاعل املبحوثني مع اخلطبة ، يكوناخلطبة

خلطيب عليه أن ا و .ةسابقال تصرحياتالحسب مو بعدها عن اهتماماتكرار نفس املواضيع

ويسعى إىل جذب املتلقني وشد انتباههم، بالعناية مبواضيع اخلطب وفق ما يتناسب مع يتفطن

ليعرف مبلغ طاقتهم و قدر استحقاقهم ،"أن يكون له فراسة يتوسم ا حال السامعنيمتطلبام، و

و إقباهلم على االنتفاع، ليعطيهم ما يتحملون، و ميسك عما ال يطيقون و يوجز إذا خشي

.2" سآمةال وأو رأى عليهم مل االنصراف

فضل املتلقي أن تلقى ا اليت يغة لال أردنا معرفة ،طبةحديثنا عن اخلو خالل مقابلتنا و

يوضحها اجلدول التايل:، فتحصلنا على اإلجابات اليت اخلطبة

املفضلة لدى املتلقي لغة اخلطابيوضح )19اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

21.42٪ 06 ىالفصح

10.71٪ 03 العامية (الدارجة)

67.85٪ 19 مزيج بني الفصحى و العامية

100٪ 28 اموع

.74-73إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره، صص1.121، ص1979، 9ط ،، القاهرةلوعظ و اخلطابة، دار االعتصامعلي حمفوظ، هداية املرشدين إىل طرق ا2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

74

أن تكون لغة اخلطبة مزيج لوافض ،حوثنيب٪ من امل67.85ما نسبته يتضح من اجلدول أن

إدراج اللهجة ل يفض املسجدي املتلقي للخطابما يشري إىل أن بني الفصحى و الدارجة (العامية)،

ة تساهم يف شرح وتبسيط العامية جنبا إىل الفصحى، ألنه اعتاد على استخدامها ما جعلها سهل

إال أن ابتعاد املتلقني عن القراءة خبصوص الفصحى فهي لغة الدين و لغة التعليم الرمسي األمور. و

وما نسبته ،قط٪ أن تكون لغة اخلطبة بالفصحى ف21.45جيعلها صعبة نوعا ما، فيما فضل

10.71لوا أن تكون اخلطبة بالدارجة (العامية).٪ فض

فأجابت أكرب ،و يف نفس السياق سألنا املبحوثني حول لغة اخلطبة إذا كانت مفهومة أم ال

يف حديث اخلطيب إىل أن و هذا يرجع ،٪ أم يفهمون لغة اخلطبة89.28نسبة من املبحوثني

(اجلدول رقم اليت يفضلها أغلب املبحوثنيغة وهي الل، جةهو مزيج بني الفصحى و الدار ،املساجد

ما ميكنه من و ثانوي، هو جامعي إىل كون املستوى التعليمي ألغلب الشباب يرجع كما .)19

وهي ، ٪ أم يفهمون لغة اخلطبة إىل حد ما فقط10.71فيما صرح ما نسبته ،فهم لغة اخلطبة

،كما تقارب )19(اجلدول رقم لوا أن تكون اخلطبة بالدارجة (العامية)فضة الذين توافق نسب

)، و لعل هذا وراء فهمهم02نسبة املبحوثني الذين مستواهم التعليمي ابتدائي اجلدول رقم (

لخطبة.ل احملدود

ما يوجب عليه مراعاة ، مجهوره ة الوسيلة اليت يعتمدها اخلطيب لنقل رسائله إىلتعد اللغ

ية حمضة غري ثراتاستخدام كلمات ف ،املوضوع طبيعةاملتلقي وخصائص تالءمالعناية باأللفاظ اليت

وختلق صعوبات يف الفهم وحىت خلط يف ،س والتشويشبيؤدي يف أحيان كثرية إىل الل متداولة

الختيار ف "وبالتايل فشل حماوالت تفعيل الرسالة وضعف التغذية املرتدة. ،التصورات لدى املتلقي

غة أيضا أمهيته عن طريق الكلمات املالئمة واملفهومة لآلخرين، ومراعاة مستوى املستقبل، الل

فعلى اخلطيب أن يكون حميطا بكل جوانب موضوع رسالته ليزيح عوائق االتصال بينه و بني 1"

حيث تتمثل شروط االتصال الفعال يف جاذبية الرسالة و ،االلتباس يف فهمهايضمن عدم و ،املتلقي

.46، ص1999 دط، حممد عبد الدبس، و سائل االتصال و تكنولوجيا التعليم، دار الصفاء، األردن، عليان رحبي مصطفى،1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

75

، و أن تثري هذه الرسائل حاجات غة املشتركة بني املرسل و املستقبلاملضمون، و استخدام الل

.1حمددة لدى املستقبل

من املتلقي استفادة حولالوايل سؤالطبة كان الدائما يف سلسلة األسئلة اخلاصة باخلو

اإلجابات كما يوضحها اجلدول التايل :اجلمعة. فجاءت خطبة

م من اخلطبةايوضح مدى استفادة املبحوثني يف حي )20اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

25٪ 07 نعم

10.71٪ 03 ال

64.48٪ 18 أحيانا

100٪ 28 اموع

،يستفيدون من اخلطبة أحيانا فقط ٪ أم64.28نسبة يف ال أغلب املبحوثني ممثلني صرح

وهذا راجع ملا ذكره املبحوثني من ،٪ بأم ال يستفيدون من اخلطبة10.71 نسبة فيما صرحت

وكذا ،اخلاصة مو عدم مالمستها لقضاياه ،عأم ال يتفاعلون مع اخلطب بسبب تكرار املواضي

فاخلطيب" ضعف مستوى األئمة الذي يراه املتلقي السبب الرئيس وراء فشل رسالة املسجد،

2الناجح هو الذي يستدرج اجلمهور للتفكري معه وتصور احللول املناسبة لألسئلة اليت يطرحها.

ما ،٪ أم يفهمون لغة اخلطبة89.28بالعودة إىل السؤال السابق حيث صرح أغلب املبحوثني و

الذي مل ،وإمنا مرتبط مبضمون اخلطبة ،يعين أن أمر االستفادة من اخلطبة ال يرجع إىل لغة اخلطبة

،والنمطية يف اخلطب أخذ يشعر بالرتابةحيث ، للمتلقي يعد يناسب املستوى الثقايف واالجتماعي

يف زمن ثورة املعلومات و االتصاالت. وبعدها عن الرؤية الواقعية

.127مرجع سبق ذكره، ص أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، خواجة عبد العزيز،1.65-64سبق ذكره، صصمرجع حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد،إبراهيم 2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

76

املبحوثني إجابات كشفت، إىل أسرته و حميطه اخلطب ملضامنياملتلقي مدى نقل وملعرفة

حة يف اجلدول التايل:عن النتائج املوض

حمليطهم اخلطب قل املبحوثني مضامنينيوضح مدى )21اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

10.71 ٪ 03 نعم

21.42٪ 06 ال

67.85٪ 19 أحيانا

100٪ 28 اموع

مضامني ٪ ينقلون 67.85ما نسبته وهو ،نتائج اجلدول أن أغلب املبحوثني نالحظ من

حميطهم،إىل تلك املضامني٪ ال ينقلون 21.42 مانسبته يف حني .إىل حميطهم أحيانا فقط اخلطب

م ينقلون10.71حت النسبة املتبقية املقدرة بوصرما تتضمنه اخلطب إىل األسرة دائما ٪ أ

أن أغلب املتلقني ينقلون ما يستفيدون من اخلطبة أحيانا فقط إىل األسرة واحمليط تبينياحمليط. يو

) حيث 20باستفادم من اخلطبة حسب صرحيام السابقة اجلدول رقم ( مبدى مرتبطوهذا

م يستفيدون من اخلطبة أحيانا فقط.64.28حت أكرب نسبة صرأ ٪

على تطبيق ما تقدمه اخلطبة همحرس مدى عنسألنا املبحوثني نفس السياق دائما يفو

فكانت إجابام كالتايل:

يوضح مدى حرس املبحوثني على تطبيق تعاليم اخلطب)22اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

29.28٪ 11 نعم

7.14٪ 02 ال

63.57٪ 15 أحيانا

100٪ 28 اموع

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

77

تطبق ما مؤكدة أا جاءت جاباتاإلمن ٪63.57نسبة أن يظهر لنا من خالل اجلدول

09كنموذج لإلجابة صرحت احلالة ( و ،ىل حد ما فقطنه اخلطبة من قيم و أفكار إتتضم (

أحيانا ألن اخلطاب ال يوافق الواقع املعاش" هذه احلالة ترى أن اخلطبة بعيدة عن الواقع أي بعيدة "

يعيش فصاما بني واقع يعيشه خارج أنه يشري إىل املتلقيهذا ف ،عن ما حيدث خارج املسجد

٪ بأا حترس على تطبيق ما 29.28حت ما نسبته وصر .يرويه اخلطاب املسجد وواقع آخر داخله

)" أطبق الذي يقوله اهللا و رسوله " وأما 03و كنموذج لإلجابة قالت احلالة رقم ( ،تتضمنه اخلطبة

يف حني صرحت النسبة ، ي تطبيق ما قاله اهللا و رسوله "واجب عل ) فقالت: "07احلالة رقم (

وكمثال عن اإلجابات قالت احلالة ،٪ بأا ال حترس على تطبيق ما تتضمنه اخلطبة7.14املتبقية

) صرحت " ال أحرس 18احلالة رقم (متلى من احلكومة و املديرية " و ) " ال أحرس ألا13رقم (

حت بتطبيق ما تقدمه أغلب تصرحيات املبحوثني سواء النسبة اليت صرتصب ألن اإلمام ضعيف".

،نفس االجتاه أو النسبة اليت صرحت أا حترس على تطبيق ما تقدمه اخلطبة يف ،اخلطبة إىل حد ما

و أحاديث الرسول صلى أ الكرمي القرآن سواء نص ،الديين حترس على تطبيق ما جاء به النصإذ

و هذا ما تؤكده نتائج ،ما هو موثوق املصدر و مبا هو مقدسنوع من االلتزام ك ،مسلاهللا عليه و

و تبعا توافق اخلطيب إىل حد ما. احيث صرحت أكرب نسبة من املبحوثني أ )17اجلدول رقم (

فجاءت إجابام ، انشغاالمت و هممواضيع اخلطب موم اتصالمدى عن املبحوثني لذلك سألنا

:اجلدول التايلكما هي موضحة يف

ب موم املبحوثنيايوضح مدى اتصال اخلط )23اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

3.57 ٪ 01 نعم

17.85٪ 05 ال

78.57٪ 22 أحيانا

100٪ 28 اموع

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

78

يتطرق أحيانا أن اخلطاب املسجدي احلايل صرحوا ٪78.57 أغلب املبحوثنينالحظ أن

أن املبحوثني رىي .بأنه ال يتطرق إىل انشغاالم ٪17.85ما نسبتهصرح فيما النشغاالم،فقط

ة على مشاكل الشباب على القضايا الشرعية مع التعريج بقلز كثريا يرك املسجدي اخلطاب

شيء اخلطبة ) اليت قالت أن " ما تقوله9وكنموذج احلالة ( .الذي يعيشونه ،الواقع االجتماعيو

ش و احنصر دوره يف أمور أن املسجد اليوم مه")" اليت قالت 6و احلالة ( ،شيء آخر " و الواقع

اخلطاب ودالئله و بني واقعه املعاش، ومن اجلمهور حياول دائما الربط بني. نالحظ أن العبادة "

يف ن هناك فجوة بني اخلطاب وما حيدثالتصرحيات يتضح أن املتلقي للخطاب بات يشعر أ

ألنه ، ر تصرحيات أغلب املبحوثني باالستفادة احملدودة من اخلطبةهذا ما يفس لعلالشارع، و

فاملوضوعات اليت تناقش ال تالمس "، املسلمات يراها منشغلة بأمور و قضايا باتت بالنسبة إليه من

خمتلف إذ لكل منهما عامل ،ة وفراغا بني اخلطيب و بني املتلقياحلياة اليومية املعيشة مما خيلق هو

يتيبن .1وما إن خيرج املسلم من املسجد إىل معترك احلياة حىت يصطدم بعامل آخر وحياة أخرى "

فإذا كان "،لتمس خمتلف اهتماماته ،ع يف مواضيع خطبهمن اخلطيب أن ينو يريدأن املتلقي

اليت م كل بيت بل ،اخلطاب مثال عن شؤون األسرة و احلياة الزوجية و املشكالت االجتماعية

م كل فرد يف اتمع ، كان أثر ذلك واضحا على وجوه املستمعني، فالكل يصغي ويعيش معك

ذ أن يتفاعل اخلطاب املسجدي فاملتلقي حيب .2ويتجاوب مع خطابك و بعد اخلطبة يتأكد األثر "

القيام من األخري هذا تكون هناك مشاركة بينه وبني اخلطيب متكنحىت ،مع الشارع بطريقة فعالة

اخلطيب ، ألن "والتعرف على واقع مجهوره و حقيقة حياته من خالل اإلطالع ،بأدوار اجتماعية

ال ،جندها يف حياتنا اليومية الذي يتناول موضوعات بعيدة عن اهتمامات الناس وجمردة قد ال

وال يؤدي ما كان ينتظر ،فيهم يستطيع أن ينفد إىل أعماق املستمعني، و من مت فال يؤثر كالمه

.44مرجع سبق ذكره، ص ،حممد أمري ناشر النعم ،" خطبة اجلمعة بني الواقع و املثال "1.73مرجع سبق ذكره، ص إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد،2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

79

و حرسهم .)18احملدود مع اخلطاب املسجدي (اجلدول رقماملتلقي وهذا ما يربر تفاعل 1منه"

.)22 رقم(ل على تطبيق ما يدعو إليه اجلدواحملدود

إىل التطرقهو ،تفكريهم بعقيدم و ىل السموخلطيب إضافة إااهلدف من رسالة ف

إجياد و ،ادرين على مواجهة حتديات العصرجيعلهم ق ما احلايل،موضوعات مناسبة متس واقعهم

فاملتلقني حسب تصرحيام يروا أن اإلمام اليوم ،حلول ملشاكل عصرهم مع احملافظة على أخالقهم

فحني يقوم اخلطيب يف طيات حديثه باإلسقاط " ملزم بقراءة الواقع و حتليله و مد احللول املناسبة

بل يف زيادة اإلقناع ال يف زيادة الوضوح فقط ،يلحظ هو بنفسه أثر ذلكاملعاش، على الواقع

.2و اجلاذبية

،املتلقيعند ويف نفس احملور أردنا معرفة مستويات التغيري اليت يصل إليها تأثري اخلطب

فتحصلنا على النتائج اليت يوضحها اجلدول التايل:

لدى املتلقي باتأثري اخلط يصل إليه ذيمستوي التغيري ال) يوضح 24اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

67.85٪ 19 األفكار

21.42٪ 06 القناعات

10.71٪ 03 السلوك

100٪ 28 اموع

أن التأثري يصل إىل أفكارها، ب٪ صرحت 67.85أن النسبة األكرب من اجلدول نالحظ

٪ صرحوا أن 10.71قناعاا، وما نسبته ٪ أن تأثري اخلطب يصل إىل 21.42فيما صرحت نسبة

غريت من سلوكهم. اخلطبة

.35-34مرجع سبق ذكره، صص، "منهجية بناء اخلطاب املسجدي"عبد القادر فضيل، 172إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره، ص2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

80

أغلب لدى فكار األيصل إىل مستوى ،اخلطاب املسجديتأثري أن هذه النتائج يتضح من

بار أن تغيري السلوك يترجم باعت، فقط يف عملية التغيري االجتماعي يساهم إىل حد ما أياملبحوثني،

هذا و. 1فسلوك املتلقي هو املظهر والدليل على جناح الرسالة"" ،األفرادأفكار وقناعات تغيري عمليا

اجلدول رقم حسب ما يوضحه ،راجع إىل حمدودية االستفادة من اخلطب اليت يتلقاها يف املسجد

فيما صرحت ،ن اخلطبة إىل حد ما فقطم٪ أا تستفيد 64.28حت أكرب نسبةصر إذ ،)20(

على التطبيق حسب املتلقي عدم حرس يرجع أيضا إىل ، واخلطبةيد من ف٪ أا ال تست25نسبة

٪ أا حترس على تطبيق 63.57أكدت أكرب نسبة ثحي ،)22اجلدول رقم ( تصرحياته السابقة

على تطبيق ما يأيت يف أم حيرسون ٪ 29.28فيما صرح ما نسبته ،ما تقدمه اخلطبة أحيانا فقط

ألن السلوك يعطي املظهر ، دف املنشوداهل يطابق سلوك املتلقي هدفها عندمالرسالة حتقق فا .اخلطبة

هو املسجدي أن مستوى تأثري اخلطاب نيتبيمن هذه النتائج و .2والدليل على حتقيق اهلدف"

). 08نفس مستوى تأثري الفضائيات و األنترنت حسب تصرحيات املبحوثني اجلدول رقم(

2-3-2- املسجديمات ومقاييس جناح اخلطاب مقو.

حتقيق هذه و ،يعترب التأثري يف املتلقني غاية كل وسيلة اتصال مبا فيها اخلطاب املسجدي

يزها عن متمقومات جناح الغاية ليس باألمر السهل يف ظل التنافس الشديد بينها، فكل وسيلة متلك

بداية املتلقي.حسب جح انو مقاييس اخلطاب ال معرفة مقومات ناحاول هذا احملور يف .األخرى

اإلجابات املوضحة يف اجلدول اخلطاب املسجدي، فكانت مواضيع يدجتد مدىسألنا املتلقي عن

التايل:

.يوضح مدى جتديد مواضيع اخلطب حسب املبحوثني )25اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

17.85٪ 05 نعم

.28مرجع سبق ذكره، ص أبعاد العملية االتصالية، سلوى عثمان الصديقي، هناء حافظ بدوي،12 Meyer B, Les pratiques de communication, de l’enseignement supérieur à lavie professionnelle, Armand colin, Paris, 1998.p. 168.

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

81

46.42٪ 13 ال

35.71٪ 10 أحيانا

100٪ 28 اموع

٪ أنه ليس هناك جتديد على مستوى 46.42أجاب أغلب املبحوثني ممثلني يف نسبة

يتضح أن املتلقي يرى .٪ أن أحيانا هناك جتديد35.71ما نسبته صرحيف حني ،مواضيع اخلطب

الناس تسأم من ف ،امللللديه دولأن اخلطاب املسجد يعيد نفسه، و يكرر نفس املواضيع، ما

و هلذا جند ،طبع اإلنسان البحث عن ما هو جديد يف كل جوانب احلياةو املواضيع املكررة

ويفضلون اخلطاب الذي يكون مسايرا ،املبحوثني مييلون إىل القضايا اجلديدة اليت متس حيام

،ويعاجلها بعناية و دقة ،والذي تتصل مواضيعه باهتمامام و حيام ،وألحداث الساعة للواقع

من األمهية مبكان مواكبة اخلطاب لألحداث اجلارية حمليا حيث"، بةلول املناسويهديهم إىل احل

.1مما يدل على مشاركة وجدانية من اخلطيب ملستمعيه" ،وعامليا

وتصور احللول املناسبة لألسئلة ،واخلطيب الناجح هو الذي يستدرج اجلمهور للتفكري معه

،والتلقي القراءة عليه أحدث نظريات وفق ما تنص ،وهو ملزم بكسر أفق التوقع 2.اليت يطرحها

السندات اليت عن طريق تنويع وذلك من خالل تنويع طرائق التبليغ، وجتنب تكرار املوضوعات،

( آية قرآنية، حديث نبوي، مقولة صحايب، حادثة تارخيية، ظاهرة تكون منطلقا للخطاب

.3اجتماعية...)

القتصادية، ما يفرض على او فالواقع يتغري بكل جوانبه الثقافية، االجتماعية و السياسية

القائمني على اخلطاب املسجدي إحداث تغيريات على مستوى منهجية بناء اخلطاب، فكرا ولغة

مل يسبق تناوهلا إضافة علوم وموضوعات و، ما يتماشى مع حتديات الواقع وثورة املعلومات ،وأداء

.ربط ذلك كله بالتأصيل العلمي املنهجي مع

.66ص إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره،165-64ص املرجع نفسه، ص2.29ص ،مرجع سيق ذكره"اآلليات اللسانية لترقية اخلطاب املسجدي "، خاين حممد،3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

82

ذا هلو ،عملية االتصال بصورة فعالةجناح و متام إل اهام اعترب املستقبل واهتماماته عنصري

، أن يتطرق هلا اخلطاب املسجدياملبحوثني لاليت يفض والقضايا واضيعأهم املالغرض حاولنا معرفة

م كما هي موض26رقم (حة يف اجلدول فكانت إجابا(.

باتطرق هلا اخلطيثني أن ويوضح القضايا اليت يرغب املبح )26جلدول رقم(ا

النسبة التكرار اإلجابات

53.57٪ 15 مواضيع تتصل مباشرة حبياتك

10.71٪ 03 تعاليم الدين فقط

35.17٪ 10 اجلمع بينهما

100٪ 28 اموع

ما وهذا ،املواضيع اليت هلا اتصاال مباشرا حبياملون املبحوثني أم يفض اتحيصرت من يظهر

، صرحت فضلها املبحوثنييإلجابات عن املواضيع اليت لكنماذج و ،٪53.57ةسبالن عبرت عنه

وقالت احلالة ، " القضايا األسرية ":) أجابت10و احلالة ( ،" أن يعاجل ما حنن فيه " :)20احلالة (

احلالة رقم فصرحت فيما، دقيقة ")" أفضل أن يعاجل املواضيع الواقعية فاحلاضر يتغري كل 14رقم(

قائلة: " أرى أن املسجد عليه معاجلة القضايا العصرية ألنه ميكن أن يساعد يف إصالح )06(

واملعامالت بني ةاجلديدأفضل األحداث "قالت: )18احلالة رقم (و، اتمع أخالقيا و فكريا"

أم يفضلون أن تكون مواضيع اخلطب مزيج بني تعاليم ٪ 35.17ما نسبته فيما صرح .الناس"

ل أن جيمع اخلطيب" أفض: )24وكمثال جاءت إجابة احلالة رقم( ،الدين واألمور احلياتية العصرية

"فقالت: )05احلالة رقم (أما ، "لسابقنيواملعامالت فيما بني الناس مع اإلقتداء با العبادات ينب

ح ، "تماعية مبا جاء يف الكتاب والسنةل املواضيع اليت تعاجل اآلفات االجأفضهذه التصرحيات توض

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

83

احليايت املقصد إىلتفسري النص الديين، و يتجه شرح وأن ينطلق اخلطيب من يفضل أن املتلقي

ومشاكل الواقع.

القضايا اخلطب اليت تعاجل مييل إىل تلقيامليتبني أن اإلجابات من خالل خمتلف مناذج

ينتظر و ،حيتاج إىل خطاب حياكي مشكالته و واقعه وحتدياته هوف ،حياته اليت متسأي ،االجتماعية

حيث ردد أغلب املبحوثني كلمة و يساهم معه يف عالجها، من اخلطيب أن يشاركه مهومه

و هذا ما أشار ،مبشاهدة األحداث وإلقائها أثناء اخلطبةتفي "يعاجل" ما يعين تقدمي حلول و ال يك

الرسالة يف املستقبل شعورا حباجته إىل جيب أن تثري"يف قوله: إليه عمر عبد الرحيم نصر اهللا

طرق لكيفية سد احلاجة مبا موضوع الرسالة ليس هذا فحسب، بل جيب أن تعطي اقتراحات و

أن تالمس الواقع حبيث تطرح املشاكل البدفاخلطبة ،1يتناسب مع الظروف احمليطة به "يتفق و

األفراد تساهم يف ترتيب أمورل ففي واقعه، على التفكري والتأمل شجع املتلقيت ،كماوالبدائل

اإلنسان يدرك ما يريد أن يدركه، "نت البحوث أن بي حيث ومستجدام، ومناقشة أحواهلم

لدى املستقبل من دوافع وحاجات إلشباعها ( أولية ه، ومن مث يتقيد ذلك مبا ويعرض عما ال يهم

.2"أو ثانوية)

وظيفة كل من يتصدى للدعوة ،عالج املشاكل االجتماعية واألخالقية والفكرية وغريهاف

وليكن منهجه يف عالج القضايا النقد البناء و التكرار و اإلحلاح على الفكرة اليت يدعو إليها بطرق

.و مينع االستجابة للتأثريات املضادة، استمرار التأثري املطلوب و تعميقهيساعد على ما ،3" متنوعة

تعاليم الدين بني أن جتمع مواضيع اخلطب نلوفضيالذين ،٪من املتلقني35.17خبصوص النسبةو

رفقب، ما يردهم إىل أخالق الدين ستفادة من تأثري النصوص الدينيةقصد اال ،واملشاكل االجتماعية

طياته نصوصا دينية يف دائما اخلطاب املسجدي حيملف ،النصوص الدينية روحانية من خالل لنيو

خمتلف إضافة إىل ،سنة رسوله صلى اهللا عليه وسلمو ،تشمل أوامر ونواهي مصدرها كتاب اهللا

.68مرجع سبق ذكره، ص اإلنساين،عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و 1.112، ص مرجع سبق ذكرهخواجة عبد العزيز، أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، 2.399رشاد علي موسى و آخرون، علم النفس الديين، مرجع سبق ذكره، ص3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

84

تسعى إىل أن حيتل الدين مكانه الصحيح يف احلياة واتمع، ويف سلوك ،آراء علماء السلف الصاحل

تغيري ومثل هذه اخلطب يف نظرهم هي اليت تساهم يف إحداث، 1"وأخالقهم وعاداماألفراد

عن طريق مناقشة الواقع االجتماعي مع توظيف النص الديين التوظيف الشرعي ،اجتماعي

اخلطيب يف النهاية مهمةحيث ، العصر دون التفريط يف ثوابت الدين تتوافق مع حيث ،واملنطقي

من الشروط اليت جيبو .2الالئقة بالزمان واملكان واإلنسان"الترتيلة ويرتله ،يوقع النص" أن هي

لتحقيق التأثري املطلوب يف املتلقي وبلوغ هدف الرسالة، تصميم الرسالة حىت جتدب انتباه ،توفرها

وتوفري مصلحة أو ،وذلك مبراعاة تالؤم موضوع الرسالة مع حاجة املستقبل إىل الرسالةتلقي، امل

، وقد توصل( فرانك لوثر) إىل الئمهيحتقيق( إشباع ) رغبة لدى املستقبل، فاملستقبل خيتار ما

قاعدة اختيار الرسالة اليت مؤداها أن االختيار يتوقف على العالقة املوجودة بني الفائدة املتوقعة من

يتقيد تصميم الرسالة و .أخرى اجلهد الذي يبدله هذا األخري من جهةو ،طرف املستقبل من جهة

استهالكها يف ن استمرار املستقبلمثريات تضم تتوافر على أن جيب اليت و ،أيضا بصياغتها

.3 (التشويق)

،تطرق هلا اخلطاب املسجدييأن يف نينا على املواضيع اليت يرغب املبحوثبعد أن تعرفو

فكان سؤالنا مصاغا ،اخلطيبمن طرف أخذ اقتراحام حول ضرورة ،كان سؤالنا املوايل

خبصوص من طرف اخلطيباقتراحاته ذكالتايل: هل ترى أنه من الضروري إشراك اجلمهور و أخ

:ايللتحها اجلدول افكانت إجابام كما يوض .؟ مواضع اخلطب

من طرف اخلطباءمدى ضرورة األخذ باقتراحات املتلقني يوضح )27اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

75٪ 21 نعم

25٪ 07 ال

.395ص ،إلسالمية الراهنة يف عصرنا الراهن، مرجع سبق ذكرهحممد أمني العامل، األصوليات ا1.43، مرجع سبق ذكره، صحممد أمري ناشر النعم،" خطبة اجلمعة بني الواقع و املثال "2.106، ص مرجع سبق ذكرهخواجة عبد العزيز، أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، 3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

85

100٪ 28 اموع

من الضروري إشراكهم و أخذ ترى أنه٪ من املتلقني 75أكرب نسبة يتضح من اجلدول أن

٪ الذين صرحوا أم غري راضني عن اخلطاب املسجدي احلايل 60وهي تقارب نسبة ،اقتراحام

تتطرق إىل انشغاالم نسبة الذين صرحوا أن اخلطب كذلك تقارب.)السؤال األول من هذا اجلزء(

بصفته غاية ،فاملتلقي بات يشعر أنه ال بد من إشراكه و أخذ اقتراحاته بعني االعتبار أحيانا فقط.

،يريد من اخلطيب أن حيدد أولويات اخلطاب الديين من خالل احترام عقله كأنه ،وهدف الرسالة

كل و تساير د مواضيع اخلطب اليت تتعايش مع العصردحيو من مت ،الزمن الذي يعيش فيهو

كلما زادت املساحة املشتركة بني خربة األطراف املشتركة أدى ذلك إىل أن حيث " ،مستجدياته

و إذا مل توجد هذه اخلربة فمعىن ذلك أن تصبح ،فاعلية تكون االتصاالت أكثر سهولة و

أن يتم اختيار فمن األحسن اخلطيب واملتلقي،ني و هذا ما حيدث ب ،1االتصاالت مستحيلة

ممن هلم نظرة صائبة و خربة يف متابعة القضايا ،بناء على استشارة عدد من املصلني املوضوع

و مساع وجهات نظرهم ،وهذا من خالل خمالطة اخلطيب للناس و جمالستهم ،االجتماعية

فعن طريق التواصل مع الناس اتمع.نه من أن يتحسس أماكن اخللل يف كما مي ،ومقترحام

أيضا تزيدو ،معهم ومعرفة أخبارهمواحلديث ،خارجه االحتكاك م سواء داخل املسجد أوو

أظهر تعاون مع اآلخرين، وساعدهم و ، وبتعد عن مظاهر الغرورإذا ا وترقى ،مكانة اخلطيب

حيث ،ء و احلب و الطاعةبالوالمجهور املتلقني كل ذلك ينعكس على ،هلم هريقدت احترامه و

كلما كانت منطقة التداخل واسعة زاد التقارب، و كلما كانت غري كافية زاد احتمال فشل

االتصال، فعملية االتصال ال جتري يف فراغ، إمنا حتدث ضمن أطر حتدد مصريها و درجة

عملية من العناصر املطلوبة لنجاح و إمتام اهام اعنصريعترب واهتماماته املستقبل، و 2فعاليتها"

املستقبل، فكلما ربة مشتركة من التفاهم و التوافق بني املرسل وخل فوجود االتصال بصورة فعالة،"

.44االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق ذكره، صعمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ 12 P.Breton, L argumentation dan la communication, Ed.Casbah, Alger, 1998,

p.54-58.

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

86

ولبور أضاف لقد.1ي خربات مشتركة) كان احتمال الفهم أقوىأطار الداليل واحد (إلكان ا

ففي حال ، والقصد الذي يرمي إليه املصدر ،عنصر اخلربة اليت عدها ضرورية لبلوغ اهلدفشرام

كما يريدها املرسل الرسالة فإن احتمال وصول ،و ثقافة مشتركة خلفياتعدم وجود ميادين و

و ،املستقبلو التناغم والتوافق بني املرسل وألن العنصر األساس يف عملية االتصال ه ،تصبح ضعيفة

لذا وجب وجود الفهم بينهما ليتحقق اهلدف، ساين،املستقبل اإلنيزيد ذلك بني املرسل اإلنساين و

و ال جيري ذلك إال ضمن جمال خربة مشترك بينهما، ففي حال عدم وجود جمال مشترك يكون

.2االتصال مستحيال، أما يف حال جمال اخلربة احملدودة فتكون عملية االتصال صعبة

المذھبیةمصداقیة الخطاب بین النص الدیني و االتجاھات السیاسیة و -3

،جيمع الكل على أن الدين يشكل مكونا بارزا من مكونات اهلوية الفردية و اجلماعية

وال يوجد اختالف .خمتلف اجتاهامو وسلوكياميف توجيه أفكار الناس ،حيث يؤثر تأثريا بالغا

حاولسن هذا اجلزء من الدراسةيف .بني الديين و السياسي و االجتماعي تداخالهناك أيضا يف أن

يف التغيري املسجدية خلطاب فاعليعلى واالجتاهات السياسيةمدى تأثري االنتماءات معرفة

.االجتماعي

كم يغة التالية: هل لديكان سؤالنا بالصاملذهبية فسياسية وال متوجها عنبداية سألنا املتلقني

حه اجلدول التايل:ما يوضك اتفكانت اإلجابتوجهات سياسية معينة،

يوضح توجهات املبحوثني السياسية )28اجلدول رقم (

النسبة التكرار اإلجابات

14.28٪ 04 نعم

85.71٪ 24 ال

100 ٪ 28 اموع

.123صمرجع سبق ذكره، أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، خواجة عبد العزيز، حممد السيد فهمي، نقال عن: 1.123ص ذكره، مرجع سبقأمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، يز، خواجة عبد العز2

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

87

فيما أجاب ما نسبته ،٪ من املبحوثني أجابوا بالنفي85.71 تهيتضح من اجلدول أن ما نسب

ليست هلم حوثني بما يشري إىل أن أغلب امل هلم توجهات سياسية ومذهبية. ٪ بأن14.28

) حيث 05اجلدول رقم ( أيضا حهضو هذا ما يو اسةيو غري مهتمني بالس، توجهات سياسية

اء طرحنا هلذا نوما الحظناه أث ،قنيلاهتمامات املت جماالت بة األخرية ضمنتتلت السياسة املرحا

، في دون إكمالنا لشرح السؤالالن قاصداالسؤال أن املبحوث رد مساعه كلمة سياسة يهز برأسه

أن الكل أيضا وما لفت انتباهنا .أي حزب سياسي غري منخرطني يففجل املبحوثني أكدوا أم

ما يدل ،"مصلحته دمة و كل واحد من األحزاب خيي"ال يوجد سياس :أمجع على اإلجابة التالية

بأن غالبية ملتلقي يرى ا حيث، األحزاب املوجودة على الساحة السياسيةعلى وجود عدم ثقة يف

سياسيةالشخصية وال هالتحقيق مكاسب هلاالناس األحزاب ترفع شعارات حتاول جذب و استقطاب

فاملبحوثني الحظوا تناقضات بني األهداف املعلنة لألحزاب والواقع دون االهتمام مبصاحل الناس.

يف القضايا السياسية تهأضعف مشارك مما خلق نوع من التردد وعدم الثقة يف األحزاب واملعاش،

.و حىت االجتماعية

صرحت أكرب ،ذهبيةامل الفكرية باجتاهات اخلطيب السياسية و تلقيامل اهتمامو خبصوص

فيما ،أو السياسية املذهبيةأم ال يهتمون الجتاهات اخلطيب سواء ،٪60.71نسبة من املبحوثني

إذا كان هلذه نا معرفة ومواصلة يف نفس الغاية حول، ٪ أا تم لذلك39.28صرحت النسبة

ل التايل:، فكانت اإلجابات املوضحة يف اجلدوتأثري على اختيار املتلقي للمسجدالتوجهات

يوضح مدى تأثري توجه اإلمام يف اختيار العينة للمسجد )29اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

32.85٪ 13 يؤثرنعم

63.57٪ 15 يؤثرال

00٪ 00 إىل حد ما

اموع 28 100٪

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

88

ال تتدخل يف هات اخلطيباجتاأن ،٪63.57بنسبة املقدرين يرى أغلب املبحوثني

خارج املسجد، املهم بالنسبة اإلمام حر :")26وعن مربرام قالت احلالة ( ،للمسجداختيارهم

اخلطبة مين"أنا صرحت: )20أما احلالة رقم (، ن سياسته داخل املسجد"ال يتكلم ع إيل

هعدم اهتماماملتلقي بشأن تعزز هذه النتائج تصرحيات .والدرس يكون بعيد عن احلكومة"

هي نسبة و ٪ أا تؤثر.32.85يف حني أجاب ما نسبته املذهبية.السياسية و باجتاهات اخلطيب

لدى نسبة معتربة عترب عامال حامسا ي أو مذهبية سياسيةسواء حتيز اخلطيب جلهة معتربة تشري إىل أن

. سجد دون آخراختيارهم ملتلقني يف تفضيلهم ومن امل

ايل صرحت أكرب نسبة احل املسجدي التوجه املذهيب الذي ينتحله اخلطاب عنأما

، فيما أجاب ما أن اخلطاب ذو توجه مذهيب وهو املذهب املالكي السين ،٪ من املبحوثني60.71

أما عن سؤالنا حول ما إذا كان هذا معني. مذهيب٪ أن اخلطاب ليس له توجه 39.28 نسبته

٪ من املبحوثني أنه يوافق توجهام و هي 60.71التوجه يوافق توجه املتلقي أجاب ما نسبته

لإلمام مالك بن أنس رمحه وهو املذهب املالكي نسبة ،مذهيبالنسبة اليت ترى أن للخطاب توجه

اإلسالمي رة فريدة ومتميزة ختص املغربشد انتباهه ظاهتاملتأمل يف مسرية الفقه اإلسالمي اهللا، و

ما –عدا املذهب املالكي -املذاهب الفقهية –وية عدا املدرسة السن –تكمن يف أن الفرق الكالمية

أدى إىل تعزيز ما ،1"ليس بطويللبثت أن تقلص نفوذها و اضمحل وجودها بعد انتشارها بزمن

من الصراعات الفكرية حول العديد من املسائل وأمر كهذا يقلل كثريااملذهيب، املشترك الديين و

تأخذ حيزا هاما من ،خالفات مذهبية داخلية بني أبناء الدين الواحدحيث ما زلنا نشهد الفقهية،

فوحدة املذهب تضمن تؤجج نار الفتنة الطائفية يف العديد من الدول اإلسالمية،و ،فحوى خطب

. الفرقة الطائفية تداعيات جتنبو ،توحيد الصفالرؤى وتوحيد

، سبتمرب )03(، العدد رسالة املسجدجملة الطاهر عمر الطاهر نايب، " أسباب انتشار املذهب املالكي يف املغرب العريب"، 1

.7، ص2007

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

89

ومواصلة يف نفس السياق أردنا معرفة إذا كان املتلقي يرى أن اخلطاب املسجدي ينتحل

اجلدول التايل: حة يففكانت اإلجابات املوض اجتاه سياسي معني أم ال.

سياسي معني من وجهة نظر جتاهمدى انتحال اخلطاب املسجدي ال يوضح )30اجلدول رقم(

.املبحوثني

النسبة التكرار اإلجابات

75٪ 21 نعم

25 ٪ 07 ال

100٪ 28 اموع

توجه اعتربت أن اخلطاب املسجدي ذو اإلجابات من ٪75 يتبني من اجلدول أن نسبة

توجه سياسي معني. ال ينتهج أي٪ أن اخلطاب املسجدي 25ما نسبته ترى املقابل ويف ،سياسي

فكانت املسجدي، الذي ينتحله اخلطاب السياسي عن االجتاه املبحوثني سألناو تعقيبا عن إجابام

) "سياسي حكومي" 23كنماذج إلجابام قالت احلالة رقم (و نحى،امل إجابام تدور يف نفس

دمة خله من طرف الدولة لتحقيق أهدافها و ليس موجاخلطاب " أجابت: )12الة رقم (احلو

" :) قالت20احلالة رقم ( ، أما"الدولةمصاحل " خدمة صرحت: )13واحلالة رقم ( ،الشعب"

.حالة )16ستة عشرة ( و تكرر هذا النوع من اإلجابات لدى. الدولة هي اليت تطرح املواضيع"

مسخرو ،مسيس اخلطاب املسجدي ملتلقي يرى أنا يتضح أن جاباتمن خالل خمتلف اإل

السياسية قاعدة اواجتاها اجيعل من ميوالحيث ،و مصاحل السلطة (احلكومة) خلدمة أهداف

،وبعض الوقائع واملواقف الدينية بعيدا عن أصلها يفهاظو تو ،يف تأويل النصوص الشرعية ارتكاز

خالل املقابالت مل يذكر جيدر بنا اإلشارة إىل أنه و .اما يؤدي إىل حتوير رسالة اخلطاب عن غايته

وقد أكد لنا ثالث مفتشني ،املبحوثني ال بالتلميح و ال التصريح أي حزب أو جهة سياسية بعينها

وكذا إماما املسجدين ،أن اخلطاب غري مفروض من طرف الدولة ،من مديرية الشؤون الدينية

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

90

و خيدم مصاحلها فقط و هذا ،طة الدولةلإال أن املتلقي يرى أن اخلطاب خيضع لس ،ذلكلنا أكدا

.حسب تصرحيام

و املتعلق هذا اجلزء من )01ة إجابات املتلقني حول السؤال رقم(لتأكد من صحول

فصرح ،" كهه اخلطاب السياسي يوافق توج"هل توج :طرحنا السؤال التايل سياسيةال متوجهاب

أكدت هي نفس النسبة اليت و ،ال يوافق توجها السياسي أن توجه اخلطاب ٪85.71نسبته ما

موقفها بررت العديد من احلاالتو ،معينة حزب أو جهة سياسية إىل أي عدم تعاطفها أو انتمائها

٪ أنه يوافق توجهها. 14.28يف أي جهة، فيما أكد ما نسبته تهاثقبعدم

للخطاب املسجدي جاءت حول الصبغة السياسية نيملبحوثموقف ا خبصوص سؤالنا عنو

م كما هي موضة يف اجلدول التايل:حإجابا

) يوضح موقف املبحوثني من الصبغة السياسية للخطاب املسجدي31اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

14.28٪ 04 أقبل

85.71٪ 24 أرفض

100٪ 28 اموع

يف حني من املبحوثني صرحوا بالرفض، ٪85.71تهنسبنالحظ من خالل اجلدول أن ما

وهذه النسب توافق النسب اليت صرحت أن توجهها السياسي ،٪ بالقبول14.28أجاب ما نسبته

اخلطاب يصطبغ نيتضح أن املتلقي يرفض أ التصرحياتمن خالل هذه ،يوافق توجهات اخلطاب

م هلذا الر و ،صبغة سياسية املسجدي بأيكنموذج:19( احلالة رقمفض صرحت عن مربرا (

حيث ،) حاالت10اإلجابة عند( ههذ تكررتو "أرفض تسييس اخلطاب ألين أرفض تفرقة الناس"

قة قد تكون عامل الضي فاالنتماءات ،نشوب الصراعاتوتسييس اخلطاب مرادفا لتفرقة الناس ترى

اجلزائر سنوات التسعينات ال زال شته اولعل ما ع ،تأزم و فرقة إذا حتولت إىل هدف يف حد ذاته

حيث مت احتكار املساجد ،وهو وراء رفضهم تسييس اخلطاب املسجدي اجلزائريني عالقا بأذهان

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

91

،و توظيفها سياسيا مبا يتواءم مع اجتاهام ومصاحلهم الضيقة ،استغالل النصوص الدينيةمن خالل

كل ما يطرحه و يقدمه اخلطاب املسجدي يدخل ضمن مشاريع يرى أنجعل املتلقي ماو هذا

لدى املتلقي، الذي تهمصداقي يفقدرغم ما حيمله من نصوص دينية ، ما جعل اخلطاب ،الدولة

تستخدم الدين لدعم مصاحلها ،و االقتصادية ،و السياسية ،االجتماعيةمبا فيها القوىيرى أن كل

يتجلى ذلك خاصة يف أثناء فترات الصراع و" ،اليت ختدم موقعهاالنصوص الصورة التأويلية وإعطاء

و األزمات الداخلية و اخلارجية، فيجري تعزيز نص معني أو التركيز عليه من طرف مجاعات

مقابل إلغاء الرأي اآلخر قصد ، يأالنتقائية تعزيزية للرطرف آخرين تبعا أو إمهاله من ،معينة

.1تدعيم تصورات إيديولوجية معينة

:2تجلى عالقة الدين بالسلطة من خاللوت

إعطاء تصور حمدد للعامل، و التصور أصل السلوك حبسب فيرب -

.ة الفرد يف االندماج داخل اتمعدمساع -

.فرض جمموعة سلوكات تبعا لثنائية املقدس و املدنس -

.القداسة لبعض األفراد واألشياء والدعوة لطاعتهم واخلضوع هلم عطاءإ -

ألن الدولة تريد أن للخطاب أرفض التوجهات السياسية" :فقالت )13أما احلالة رقم (

لعامة، ختدم مصاحلها وال ختدم مصاحل ا و االوجهة اليت تناسبهأي توجيههم ،عامة الناس" ةلطاغم

أي جهة ةاملسجد بعيدا عن خدمأن املتلقي يريد أن يبقى ،بحوثنيمن خالل إجابات امليتضح

و يضع .االختالف بني الناس يف ااالت السياسيةؤمن بواقع يخطابا هيريدحزبية، و أو ةسياسي

.تهاومصاحله ضمن أولوي اهتمامات املتلقي

رسالة لنيل شهادة ،"مقاربة سوسيوأنتروبولوجية اجلزائر منوذجا، ،"كبري حممد، مشروعية السلطة يف اتمع العريب املعاصر1

.59-57، صص2001/ 2000، املاجستري، قسم الثقافة الشعبية، فرع األنتروبولوجيا، جامعة تلمسان، 2000خواجة عبد العزيز، الضبط االجتماعي و معوقاته، رسالة لنيل شهادة املاجستري، معهد علم االجتماع، اجلزائر، 2

.63- 62صص

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

92

هم على اختيار الصبغة السياسية للخطاب مدى تأثري و يف نفس الغاية سألنا املبحوثني عن

اجلدول التايل: حة يففكانت اإلجابات املوض ،للمسجد

ديوضح مدى تأثري الصبغة السياسية للخطاب على اختيار املبحوثني للمسج )32اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

64.28٪ 18 تؤثرنعم

21.42٪ 06 تؤثرال

14.28٪ 04 إىل حد ما

100٪ 28 اموع

،نتائج اجلدول أن الصبغة السياسية للخطاب تؤثر على اختيار املتلقي للمسجد يتضح من

يف حني التوجه السياسي ،٪64.28هذا حسب ما صرحت به أكرب نسبة من املبحوثني و

يهتم لتوجهات اخلطيب كما أنه ال ،)29للخطيب ال يؤثر على اختياره للمسجد اجلدول رقم (

.من هذا احملور )02٪ يف السؤال رقم (60.71صرحت أكرب نسبة حسب ما ذهبية املالسياسية و

يؤمن حبرية اختياراته رشدنا إىل القول أن املبحوث حيترم خصوصية اإلمام و هذه اإلجابات ت

غريها، ويف املقابل يرفض أن تفرض عليه هذه االختيارات و تظهر من خالل اخلطاب السياسية و

همعلى اختيار تؤثرال ٪ أن الصبغة السياسية للخطاب 21.42فيما أجاب ما نسبته .املسجدي

فقط. أحيانا يؤثر صرحت أنه ٪ املتبقية14.28النسبة و للمسجد ،

عالقة بدرجة تأثر لصبغة السياسية للخطابت لإذا كان يف نفس اهلدف حاولنا معرفةو

كانت إجابات املبحوثني كما يوضحها اجلدول التايل:ف، مبحتواهاملتلقي

للخطاب على اقتناع املتلقني يوضح مدى تأثري الصبغة السياسية )33اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

57.14٪ 16 تؤثرنعم

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

93

28.57٪ 08 تؤثرال

14.28٪ 04 أحيانا

100٪ 28 اموع

أن الصبغة السياسية للخطاب تؤثر على ، ٪57.14أجاب أغلب املبحوثني وهو ما نسبته

) "عندما تتحدث اخلطبة عن 07وعن مربرام أجابت احلالة رقم ( ،درجة اقتناعهم باخلطبة

يرى هذا املبحوث أن السياسة مكاا ،السياسة أحس أين لست يف املسجد و أشعر بالغضب"

و "عندما يتحدث اخلطيب عن السياسة ال يصبح إمام :)02و قالت احلالة رقم ( ،خارج املسجد

٪ أن هذه التوجهات ال 28.57 ما نسبته فيما أجاب .ال يثق الناس فيه ألنه يصبح تابع للدولة "

) " اإلمام يقول ما 26و كنموذج إلجابام بررت احلالة رقم ( ،تؤثر على درجة اقتناعهم باخلطبة

٪ أن هذه التوجهات تؤثر أحيانا 14.28صرح ما نسبته فيما ."لإلمام و أنا لست عبدا حيب

فقط على درجة اقتناعهم باخلطبة.

،تفقد اخلطيب ثقة متلقيه للخطاب املسجدي أن الصبغة السياسية إىل هذه اإلجابات تشري

رقم اجلدول ما يوضحه على اختيارهم للمسجد كما تؤثر ،باخلطبة هماقتناع تؤثر على درجةو

تطبيق ما حرس املتلقي على عدم ) حول22هذا ما يفسر نتائج اجلدول رقم(و لعل )30(

مملى من تصرحياته أن اخلطاب املسجديبات مقتنعا حسب فاملتلقي أفكار.تقدمه اخلطبة من قيم و

وهو بذلك ،ومسخر خلدمة مصاحلها فقط ،إيديولوجية السلطات الرمسيةطرف الدولة و يعكس

حلديث عن أمور كما أن ا .يرفضه املتلقي االحنيازوهذا واهتماماته، مسيس بعيدا عن اجتاهاته

دث تصادما بينه وبني اخلطيب ما يشتت فكر املتلقي و يسبب حت، هواجتاهات هبعيدة عن اهتمامات

حيث 1إضافة الرقابة على االتصال وقنواته، ة لالتصاليفمن املؤثرات السلب" ،نفوره من اخلطاب

وحيول حاجزا بني املتلقي و ،للخطيب (املرسل) سلبا يف عملية االتصالز السياسي التحييؤثر

التغيري .يعيق حتقيق اهلدف وهو اإلقناع و ما ،اخلطيب

.125، صذكره رجع سبقمخواجة عبد العزيز، أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، 1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

94

:و فاعلیتھ في التغییر االجتماعي المسجدي الخطاب نمط -5

،يقوم على احلجة و الربهان ،خطاب عقالين منطقي هو املسجدي اخلطاب أنالكثري يرى

يثار حول قصور إال أن ما . يف اتمع ما جيعله أكثر فاعلية ،مل يف طياته نصوصا دينيةكونه حي

فاعليته يف التغيري مد يف ءل عن مدى مسامهة منط اخلطابنا نتسالجع ،احلايل ملسجديااخلطاب

ما مدى و، على النمط اخلطايب الذي حيظى باهتمام املتلقيتعرف المنه حاولنا و ،االجتماعي

التأثري الذي حيدثه.

، فجاءت عن رأيهم يف املواضيع اليت يطرحها اخلطاب املسجدي املبحوثني بداية سألنا

إجابام املوضحة يف اجلدول التايل:

يع اليت يتناوهلا اخلطابضاملوا ةيوضح رأي املبحوثني يف نوعي)34اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

32.14٪ 09 جوهرية

67.85٪ 19 ثانوية

100٪ 28 اموع

حوا أن مواضيع اخلطب ٪ صر67.85أن أغلب املبحوثني ممثلني يف النسبة يظهر اجلدول

ن بطالة الذي حيصره يف مشاكله االجتماعية م ،بعيدة عن انشغاالته وعن الواقع اثانوية، هذا لكو

.)23يف اجلدول رقم(السابقة تصرحياته ما توضحهوهذا ،فقر وجرائم من حولهو

بينما املشاكل ،فاملوضوعات املسيطرة على خطب اجلمعة هي أمور ثانوية بالنسبة حلياتنا

ذ يهمل اخلطاب املسجدي يف كثري من األحيان جانب إ ، 1احلقيقية قصية عن هذه املوضوعات"

،خطابا يعكس واقعه على حقيقته هيريد فيما، الواقع احليايت اإلنساين للمتلقي ومعاناته اليومية

صميم ما جيري يف احلياة بصوابه ينتقي مادة حديثه من "وألجل ذلك البد على اخلطيب أن

.43، مرجع سبق ذكره، صحممد أمري ناشر النعم ،" خطبة اجلمعة بني الواقع و املثال "1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

95

و يزنه بشفافية وهو بذلك بلغ الرسالة ،خطئه، يتناول كل يف صورته احلقيقية و يعاجله مبوضوعيةو

٪ أن املواضيع 32.14نسبة لا ترى فيما .1، وسيجد تأثريه وصل إىل كل مكان"وأدى األمانة

.جوهرية

احلايل لخطاب املسجدي ل عن وصفهم ويف نفس احملور و حول الغاية ذاا سألنا املبحوثني

ح يف اجلدول التايل:ضردهم كما هو موكان ف

وصف املبحوثني للخطاب املسجدي )35اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

85.71٪ 24 خطاب إنشائي سطحي

14.28٪ 04 خطاب علمي متعمق

100٪ 28 اموع

يقدم هو إنشائي سطحي، أن اخلطاب احلايل٪ 85.71يرى أغلب املبحوثني بنسبة

٪من املبحوثني صرحت أن مواضيع 67.85، وكانت أكرب نسبة لهوصفا سطحيا للواقع و ال حيل

ما في ،حوثني عن اخلطاب احلايلبامل رضاعدم وهذا ما يعزز ،)34اخلطب ثانوية (اجلدول رقم

ذين لتقارب نسبة الشباب اهي و ،٪ أن اخلطاب املسجدي علمي متعمق14.28يرى ما نسبته

.مستواهم متوسط و ابتدائي

لون أم يفضإجابام كشفت ، املبحوثني لدىاخلطاب املفضل سؤالنا خبصوص وعن

صرحت احلالة رقم ،ت املبحوثنياإلجابكنماذج و، ٪100وهذا بنسبة املتعمق اخلطاب العلمي

ى و آخرون، علم النفس نقال عن: رشاد علي موس ،1988، 5، ط، بريوت، دار القلم5البهى اخلويل، تذكرة الدعاة، ط1

.394الديين، مرجع سبق ذكره ص

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

96

هذا النوع و تكرر ،"اهو أكثر إقناعو يوضح اخلفي ألنهق تعمالعلمي املاخلطاب أفضل" :)11(

ترى أن اخلطاب حيث ،) حاالت09( لدى تسع "إقناع " اليت ذكرت كلمة من اإلجابات

"أفضل العلمي ):28احلالة رقم (فيما قالت ألنه أكثر وضوحا. ،العلمي املتعمق يقنعها أكثر

" أفضل العلمي املتعمق :) فقد صرحت12أما احلالة رقم ( ."يقدم احلجة و الربهاناملتعمق ألنه

وصرحت احلالة رقم، والدين يشجع العلوم ويشجع التطور" ،متفتح على مجيع العلوم يكون ألنه

يريد من اخلطيب شري إىل أن املتلقي ت هذه التصرحيات .أكرب" التأثريأفضل العلمي ليكون "):09(

فدور اخلطيب ال يقتصر على جمرد أداء ¡و مبتطلبات العصر ،الواسعة مبجريات العلوماإلحاطة

الفرض، بل يتجاوزه ليشمل الناحية التعليمية، فقد كان لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم السبق

، خرجت فقهاء الصحابة مليئة بالعلم، مفعمة باملعرفة كانت خطبه"ف ، األكرب يف هذا اال

فاإلمام وعلماءهم مع ما محلته مواعظه اجلليلة من قوة التأثري يف النفوس، وعظيم األثر يف السلوك

.و يبصرهم بأمور دينهم و دنياهم 1"يف حاجام العلمية واالجتماعية(القائد) يساعد مجاعته

هو هم، هل اخلطاباخلطاب الذي يؤثر فيعن ومواصلة يف نفس السياق سألنا املبحوثني

م كما هي موضحة يف اجلدول إجاباأم اخلطاب العلمي املتعمق، فكانت ،اإلنشائي السطحي

كالتايل:

يوضح نوع اخلطاب الذي يؤثر يف املتلقي )36اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

53.57٪ 15 العقل و الفكر

10.71 ٪ 03 القلب

35.71 ٪ 10 العقل و القلب معا

100٪ 28 اموع

.359رشاد علي موسى و آخرون، علم النفس الديين، مرجع سبق ذكره، ص 1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

97

لذي يؤثر أن اخلطاب الذي خياطب العقل والفكر هو ا صرحوا أغلب املبحوثني نالحظ أن

اخلطاب الذي أي ،املقترح الثاين٪ 35.71نسبتهاختار ما فيما ،٪53.57وهذا بنسبة ،فيهم

حيترم أن من اخلطيبيريد أن املتلقي يتضح تائجنهذه ال من خالل ،معاالقلب خياطب العقل و

الزمن و حيترم قلبه ، مثلتفكري و التحليلإىل ايدفعه و خياطب عقله، مبا هرثتأحيث أبدى ، الوأعقله

قائما على معاجلة الواقع املتغري يف ضوء النصوص الشرعية ،طابا علمياخ فيقدم ،الذي يعيش فيه

يعتمد على اجلانب وحمدود )،35(اجلدول رقم سطحي اخلطاب احلايل أن يرىهو و ،الثابتة

املختصون ما يراه ذاوه ،الفكر و يفتقد إىل حتليل األحداث والواقعالوعظي، ال خياطب العقل و

قادرا على كثريا إىل املؤهالت التربوية اليت ترشحه ليكون مازال يفتقراملسجدي " اخلطابأن من

أن واملتلقي يريد من اخلطيب، 1"اتمع حنو مقاصد رسالة اإلسالم الواضحة توجيه سلوك الفرد و

موضوع خطبة يتعايش مع احلدث والزمن و لتحديد ،مستجداته يتفحص مفاهيم العصر وعلومه و

و حق القيام" فاخلطيب ال يقوم بدوره املرج.إىل حتليل و فهم الواقع خيرجه من النمطية اإلنشائية

حياة قلبه و ميزان بيانه، جتعله يعيش مشكالت الفرد و هي ،إال إذا تسلح مبصادر ثقافية متنوعة

فتحانو يكون م2اتمع، و يتصور هلا احللول املناسبة، بعد أن يشخص الداء و يعرف أسباب العلل

ذو املسجدي طابو العلوم اجلديدة كل يوم، فاخل ،ومفكرا وسط عامل يتفجر باملعارف ،مغلقا ال

خياطب الوجدان والعقل معا، فيحرك يف النفس البشرية نوازع اخلري، وذلك يف حيث "بعدين،

3وخماطبة العقل، وذلك قصد إقناعه بقضايا فكرية حباجة ألدلة يتقبلها ويؤمن به ،صراعه مع الشر.

أغلب ما صرحف ،ألدلة و الرباهنياملبحوثني عن مدى احتياجهم ل لناأويف االجتاه ذاته س

٪ 25فيما صرح ما نسبته ،يفضلون أن تتضمن اخلطب أدلة لالقتناع أنهم ،املبحوثني ٪75نسبته

حيتاجون لألدلة ليتأثروا و يقتنعوا. فقط أم أحيانا

.31ص ،مرجع سبق ذكره" اآلليات اللسانية لترقية اخلطاب املسجدي "، خاين حممد،1.63إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره، ص2، 2007، 1كرمي حسني ناصح اخلالدي ، اخلطاب النفسي يف القرآن الكرمي، دراسة داللية أسلوبية، دار الصفاء، عمان، ط3

.15ص

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

98

ختتلف عن لالقتناع،براهني وأدلة تتضمن خلطبحيتاج املتلقيأن توضح هذه النتائج،

تليب الأصبحت ، اليت)35تصرحيام (اجلدول رقم حسب احلالية نشائيةاإلسطحية ال اخلطب

جديدة أفرزا احلياة املعاصرة و ميتلك مصادر يعيش يف ظروفالذي . فاملتلقي ومتطلباته تهحاج

، )05( اجلدول رقم وقت كبري يف متابعتها يقضي ،عليها إلقناعهتعتمد فاعلة ذات مؤثرات أخرى

اجلدول (خصوصا الدينية منها ،يف خمتلف ااالت املعريف وإشباع فضوله الستقاء معلوماته

كون إىل ، إضافةلخطاب املسجديل هما ساهم يف تزايد نقد ،يهدلالوعي نسبة ت تزايد، )06رقم

.مستواهم ثانوينسبة الذين ليهات ،التعليمي جامعيمستواهم املبحوثني أكرب نسبة من

يتجاوز " تقال يف دقائق معدودة، إمنا أسلوب ضعيفوكلمات بلغة ركيكة ليس فاخلطاب

كما أن . 1و ميتد إىل وسائل اإلقناع و نوعية الربهان و أدوات األسلوب البياين " ،الشكلية اللغوية

فهم ال ) ...(ألا مل تلمس مواضع الداء و مل تد إىل الدواءاخلطب املة ال تفيد اجلمهور شيئا،

مل ال تؤثر فيهم أدىن تأثري، ألا يلتفتون إليها ألا أصبحت لديهم يف حكم املعلوم بالضرورة،

لذلك جيب على اخلطيب الديين أن يتكلم على املوضوع اخلاص وحيلله حتليال ، األمل تلمس موضع

فكلما زادت معارف اجلمهور بالظاهرة ساعد ذلك يف تبين السلوك ،2جتماعياا دينيا خلقيا

العقل و التفكري املنطقي السليم يف فهم احلكمة و املرغوب فيه وقد دعا اإلسالم إىل استعمال

والتمييز بني احلق والباطل والصواب واخلطأ باحلجة و الربهان و ليس بالتقليد "حقائق األشياء،

.3"األعمى أو باإلكراه

،ألجل إقناعهم إذا كان اخلطاب يقدم هلم أدلة ،سألنا املبحوثنيويف نفس املوضوع

٪ أن 35.71 يف حني أجاب ما نسبته، أنه ال يقدم األدلة الالزمة ،٪57.14 تهنسبصرح ما ف

ال فهو ن يكون مقنعا،ألال يرقى ،احلايل اخلطابتلقي يرى امل يتبين أن .أحيانا يقدم األدلةاخلطاب

أكثر من ه إىل فكره و عقلهيتأثر باخلطاب املوج يفضل و أنهسابقا ح صرو ه،إلقناعلة يقدم أد

.28عيد إمساعيل علي، اخلطاب التربوي اإلسالمي، سلسلة كتاب األئمة، دط، دت، ص1.411-410ص ص مرجع سبق دكره، علي حمفوظ، هداية املرشدين إىل طرق الوعظ و اخلطابة،2.265صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة االجتماعية، مرجع سبق ذكره، ص 3

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

99

املنفذ الذى من خالله و أصبحدور العقل زادحيث ،يف واقعنا املعاصر ، خاصةيوعظالب اطاخل

العلمي و لعل هذا يرجع إىل ارتفاع املستوى الثقايف و ،ميكن الوصول إىل قناعات اآلخرين

املطلوب من اخلطيب ف، وتعلقهم مبا هو مادي، و ابتعاد الناس عن الروحانيات ،للمجتمعات ككل

بل السعي لتشكيل صورة ذهنية ليس وضوح األلفاظ و قوة العبارات، وحسن العرض فحسب،

و اإلملام باألساليب املنطقية إجيابية عنه، ومعرفة استراتيجيات تغيري األفكار وأمناط السلوك،

نقد و من خالل مناقشة ،حىت يسهم يف إحداث تغيري اجتماعي 1الوجدانية الالزمة لإلقناع "و

فخطبة اجلمعة شريكة أساسية يف التغري .الواقع االجتماعي وتقدمي احللول املقنعة عن طريق الدليل

تصدر أحكاما حقيقية إلقائه، بل عليها أنله مث يال تكتفي مبشاهدة ما جيري وتسج، االجتماعي

و يرى أرسطو أن االتصال يها والعمل مبقتضياا.ه املتلقني إىل تبنيو توج ،عن جمريات األمور

وحتقيق هدف املستمع عن طريق استخدام ، يسعى املتحدث فيه إلقناع غريه نشاط شفهي،

هي عنده يتكون من أركان أساسية وذج االتصالماليت يعرفها، فن لقوية ذات احلججاالصياغة

مل يقف عند هذا احلد إمنا أدرك أن املتحدث جيب أن واملستمع، املتحدث، القضية أو الكالم و

يصل إىل إقناع الناس بوجهة نظره، و ال جيري ذلك إال بوضع املستمع يف اإلطار العقلي واملنطق

وهذا ما يرجوه املتلقي من اخلطيب.2"السليم

هل ،اخلطابلواقع دائما حاولنا معرفة رأي املتلقي عن الغاية اليت يرمي إليها خبصوص ا و

فجاءت ردودهم كما هي موضحة يف اجلدول التايل:. تربيرهتعرية الواقع أم هي نقد و

املبحوثنيحسب يوضح الغاية اليت يرمي إليها اخلطاب املسجدي )37اجلدول رقم(

النسبة التكرار اإلجابات

28.57٪ 08 الواقعو يعري ينقد

¡1998، ، دطالرياض، والنشر لإلعالمل الشيخ باالتصال العام ، ، دار ج إىلفن الكالم مدخل أمحد بن راشد بن سعيد،1

.87ص2Breton P, S.Proulx, L explosion de la communication, Ed.Casbah, Alger,

2001.p.32

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

100

71.42٪ 20 يربر الواقع

100٪ 28 اموع

مبعىن يسعى ٪ أن اخلطاب احلايل يربر الواقع،71.42صرحت أكرب نسبة من املبحوثني

بحوثني عن إجابات امل هرسفت ما و هذا .استمراره والعمل على على هذا األخري إضفاء الشرعية إىل

٪ أن 75ــــب حيث صرحت أكرب نسبة ممثلة ،توجهات اخلطاب املسجدي حولسؤالنا

أهدافها الدولة و حتقيق دمةخل موجهو هو ،)30اجلدول رقم ( للخطاب املسجدي توجه سياسي

من خالل توظيف ،و اخلطاب وهنا رمبا يشري املتلقي إىل استغالل قداسة املسجد .مصاحلهاو

يف بعض الوقائع و األحداث خلدمه غاياا.ظوت والنصوص الدينية وتأويلها،

باطاخلتطرق أردنا معرفة رأي املتلقي حول يف نفس السياق و خبصوص منط اخلطاب و

مأ٪ 96.42أكرب نسبة من املبحوثني أجابتف ،إىل ما حيدث يف العامل من أحداث سجديامل

حفيما ،ذون ذلكحيبضح ضروريا. ليس ذلكأن ،٪3.57نسبته ما صريرغب يف املتلقيأن يت

جزء ال يتجزأ من أن يتابع اخلطاب املسجدي أهم القضايا و األحداث اليت تثار يف العامل، بصفته

من اهتماماته، اخلطاب واضيعمتقريب ينتظر من اخلطيب و، يتأثر مبا حيدث من حوله ،هذا العامل

ل دائم مع يف تواصه خاصة أن ،احمللية أو العامليةعاصر األحداث و ال يتجاهل قضايا املصريية و أن ي

، وقتها لع على جمريات األحداث يفيط ،و حديثة من االتصالشبكة واسعة األحداث العاملية عرب

املعارف العلمية والثقافية إلعداد ختلف مب و اإلملام ،اخلطيب إىل فقه الواقع احمللي والعامليبما يدفع

اهتماماته عنصر هام من العناصر املطلوبة لنجاح و إمتام عملية االتصال املستقبل و ف " ،اخلطبة

اجلودة، هم الذين ميلكون ألكثر أثر من حيث الكم والنوع واخلطباء او ، 1بصورة فعالة "

يف النواحي االجتماعية و األدبية و السياسية، باإلضافة إىل امتالكهم ،اهتمامات قوية و واسعة

األمر الذي يشري إىل أن معرفة اخلطيب باملسائل اليت ،ء الفطري االجتماعيمستوى أعلى من الذكا

تقع خارج نطاق ختصصه، وامليادين األخرى ذات العالقة ذا التخصص، وسعة اطالعه على هذه

.60عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين، مرجع سبق كره، ص1

المتلقي وفالعیة الخطاب المسجدي الفصل الثالث

101

املسائل جتعله أكثر فعالية من اخلطيب األقل اهتماما ومعرفة واطالعا يف ختصصه والنواحي األخرى

.1وثيقة الصلة

.34إبراهيم حممد عبد اجلابر، املفيد للخطيب اجلديد، مرجع سبق ذكره، ص1

مناقشة الفرضیات

102

:الفرضیاتمناقشة

حاولنا إجراء من خالله ،"جاء حبثنا حتت عنوان " اخلطاب املسجدي والتغيري االجتماعي

ناها سابقا، يتيح تفسري الظاهرة انطالقا من اإلشكالية اليت بي ،دراسة ميدانية بواسطة منهج علمي

توصلنا يف ختم هذا البحث إىل مجلة من النتائج ذات الصلة مبوضوع اخلطاب املسجدي والتغيري

.االجتماعي

:الفرضية األوىل

(مسجد، للمسجد كفضاءمتثالت املتلقي يف كون املتمثلل األومقترحنا من خالل

،يف التغيري االجتماعي ة اخلطاب املسجديف فاعلياضعإيف بشكل كبري تساهم خطبة) خطيب،

ها وما مدى تأثري ( مسجد، خطيب، خطبة)عرف على نظرة املتلقي للمسجد كفضاءتأن ن حاولنا

الشخصي رأياليعترب حيث اجلمعة، املسجد عرب منرب مؤسسةعلى فاعلية اخلطاب الذي تصدره

سجد ملبا اكان متعلقسواء ،داخل املسجدالعملية االتصالية من أهم عوامل جناح أو فشل متلقيلل

.ضمونمو كالرسالة اخلطبةب أو مصدر الرسالة، مرسل و باعتبارهكمؤسسة أو باخلطيب

،و بناءا على مناقشتها املقابالت امليدانية عن طريقإليها خالل املعطيات املتوصل منو

أن يرى و ،وأكثر مصداقية سايراه مكانا مقد إذاملسجد حيظى مبكانة خاصة لدى املتلقي يتضح أن

وسائل االتصاليفوق يف اتمع، امؤثرا دورو أن له إلرشاد وا التوجيهاألساسية هي تهوظيف

إىل يقوم بوظيفته املسجدأن ٪ ترى 46.42أن أكرب نسبة مع (الفضائيات، اإلنترنت)، األخرى

.أنه ال يقوم بوظيفته ترى ٪35.71نسبة و ،فقط حد ما

أنه ميتلك سلطة يرى املتلقيفاخل املسجد، دلذي ميثل الشخصية احملورية ا ،اخلطيب صفيما خي أما

تصرحيات حسب فاعل يف ارتباطه باملسجد هدور أن أكدو .جاههباالحترام ات رشعهو يروحية و

بني االنسجام(ال ميتلك صفات اخلطيب الناجحو يف نفس الوقت يراه . ٪ 78.57 أكرب نسبة

من جهة أخرى . وحسب ما جاء يف تصرحياته) و غريها ثقايفالعلمي والستوى أقواله وأفعاله وامل

ته نسب ماو، وافق اخلطيب إىل حد ما فقطت اأنه من املبحوثني ٪46.42 ت ما نسبتهأكد

مناقشة الفرضیات

103

اليت األمور يف ونهيوافقأم إىل تربيرام من خالل وأشاروا ،ال توافقه اأ تصرح 32.14٪

و خبصوص رد فعل وسنة رسوله صلى اهللا عليه و سلم، يكون مرجعها ديين، ومصدرها كتاب اهللا

، الذي مباشرة للخطيبأنه ال ميكنه التصريح بنقده و إبداء رأيه ب دأكفقد ،املتلقي اجتاه اخلطيب

.املسجد رسالة فشل يراه وراء

حسب تصرحيات حمتوى اخلطبة عن اهراضبعدم صرح فاملتلقي، اخلطبةخيص ا أما فيم

. انشغاالتهعن واالجتماعي بعيدة عن واقعه ى مواضيعها ثانوية،حيث ير ،٪60نسبة ما األغلبية

الكبري فقده التفاعل معها واحلرسيما ،ال تتماشى مع مستجدات العصر ،متجددةكما يراها غري

تصرحيات أكرب نسبة حسب إىل حد ما فقط،أنه يستفيد منها أكد كما ،إليهلى تطبيق ما تدعو ع

ما صرحت به، حسب ه فقطأفكاريصل إىل مستوى أن تأثريها و .٪64.48من املبحوثني

.٪ 67.85نسبة ب األغلبية

خاصة مكانة و تقديسب املتلقي من قبل سجد حيظيأن امل نستنتج من تصرحيات املبحوثني

أبدى إال أنه ،بدوره الفاعل يف ارتباطه باملسجد قرحيث أ هكما يلقى اخلطيب احتراما من طرف

نجاح اليت حددها المات مقوأهم يرى أنه يفتقد إىل إذ ،حمتواهوعدم رضاه عن اخلطاب املسجدي

.لمتغريات املستجدةللعصر ول تهومسايرو التعرض ملشاكله االجتماعية ، املتلقي يف مالمسة واقعه

ما يتضمنه من قيمعدم حرصه على تطبيق اخلطاب و حمتوى كما أكد استفادته احملدودة من

األساس يف هو و، طاب و مرسلهاخل الذي يعترب منتج طيباخليرى ما جعل املتلقي وأفكار،

،ل دوره فاعال يف املسجد وخارجهلك املؤهالت اليت جتعتال مي أنه، العملية االتصالية داخل املسجد

ويرى .خاصة يف موافقة أفعاله ألقواله إضافة إىل كفاءته و ثقافته، املتمثلة يف الصفات اليت حددهاو

ى إىل تراجع تأثري اخلطاب واحنصاره على أد ما. دوره املنوط به و وظيفته أن املسجد ال يؤدي

تهفاعليأضعف و ٪ ،67.85 حسب تصرحيات أكرب نسبة من املبحوثني ،املتلقي مستوى أفكار

.جتماعياليف التغيري ا

مناقشة الفرضیات

104

وبالتايل كان لنظرة املتلقي و متثالته للمسجد كفضاء ( مسجد ، خطيب، خطبة) مسامهة

.ما جيعلنا نقول أن الفرضية األوىل حتققتكبرية يف إضعاف فاعلية اخلطاب املسجدي،

:ية الثانيةضالفر

اهلويايت للمتلقي تتحكم يف احلكم االنتماءفيما خيص املقترح الثاين املتمثل يف كون طبيعة

السياسية اتمن خالله معرفة مدى تأثري االنتماء الذي أردنا اخلطاب املسجدي، طبيعة ىعل

ة السياسيالصبغة ، إىل جانب و اخلطيب كفاعلني أساسني املذهبية لكل من املتلقيالفكرية و

.يف التغيري االجتماعي تهفاعلي علىللخطاب

) لدولةل تابع( ذو توجه سياسي، أن املتلقي يرى اخلطاب املسجدي حتليل املعطيات أظهر

األغلبية توأكد ،٪ من املبحوثني 75، حسب نسبة ختضعه لضوابط سياسية خدمة ملصلحها ليتا

بعدم انتمائهم رواقأو ،ااأن هذا االجتاه ال يوافق اجتاه٪ 85.71تهسبن وهو ما أيضا، العظمى

بنسبة لخطاب املسجديسية لبغة السياالص أبدوا رفضهم كما .معينة سياسيةألي حزب أو جهة

أن التوجهات السياسية للخطاب٪ 64.28نسبة ب املبحوثني أغلب أيضا ترفعاو ،85.71٪

.فقدهم الثقة يف اخلطيبتو ،للمسجد معلى اختيارهو اباخلطمبحتوى معلى مدى اقتناعهتؤثر

على اقتناعه ال تؤثر و بأا ،باجتاهات اخلطيب السياسية معن عدم اهتمامه املتلقنيعرب أيف حني

أغلب املبحوثني حفقد صر ةصوص االجتاهات املذهبيخبأما .على اختياره للمسجد وال باخلطاب

٪39.28، وما نسبته وهو يوافق اجتاههم٪60.71املذهب املالكي السين بعيتأن اخلطاب

.اخلطاب ليس له أي اجتاه مذهيب معينصرحت أن

وعن أي انتماء سياسي ،بعيد عن املمارسة السياسة أن املتلقي تصرحياتهذه ال يتضح من

ويرى ذلك إدخال للمسجد جمددا يف صراعات ،تسييس اخلطاب املسجدي يرفض، وهو أو حزيب

وهذا يف ،ههتوج فقال يوا سياسيه إال أنه يرى أن اخلطاب املسجدي ذو توج .اهو يف غىن عنه

، يساهم يف تشكيل وبلورة حكمه على اخلطاب للمتلقيخاص سياسي هو توج حد ذاته انتماء

مباشر لالنتماءات سليب تأثريأن هناك يؤكد ما ،اهؤثر على درجة اقتناعه مبحتويو ،املسجدي

مناقشة الفرضیات

105

يف التغيري تهومن مت على فاعلي ،على حكم املتلقيسواء للمتلقي أو اخلطاب ، السياسية التوجهاتو

حتقق مقترحنا الثاين. بالتايلاالجتماعي و

:الفرضية الثالثة

يفكثريا يساهم احلايل منط اخلطاب املسجدي املتمثلة يف كونمن خالل فرضيتنا هذه

ي،أي خطاب له وزن لدى املتلقحاولنا معرفة ،يف التغيري االجتماعي اخلطاب املسجدي فاعلية

.وما مدى تأثري منط اخلطاب على فاعليته يف التغيري االجتماعي

يفتقد إىل ، مواضيعه ثانوية،سطحي إنشائي ،النتائج أن املتلقي يرى اخلطاب احلايل من نتبيي

م حلوال بقدر ما يعمل علىال يقد، كما يراه مربرا للواقع ،و إىل الدليل التحليل املنطقي لألحداث

املتلقي أن اخلطاب صرححيث ، ما جاء يف النتائج السابقة التصرحياتهذه تفسر .هذا الواقع تربير

اخلطاب العلمي لفضياملتلقي أن تظهر النتائج كما.خيدم مصاحل الدولةبعيد عن واقعه و املسجدي

به من احلقيقة أكثر و يدفعه إىل ليقر ،األحداث و الوقائع و يقدم األدلة لالذي حيل، عمقتامل

الذي خياطب العقل و الفكر ،٪ أا تتأثر باخلطاب 53.57صرحت أكرب نسبة حيث ،االقتناع

و هذا ما ها تتأثر باخلطاب الذي خياطب العقل و القلب معا،أن ٪35.71 ةفيما صرح ما نسب

البحث عما ما أدى باملتلقي إىل ،املبحوثنيحسب تصرحيات يفتقده اخلطاب املسجدي احلايل

منط لىيشري إىل أن املتلقي غري راض ع ما يفتقده عرب وسائل أخرى كالفضائيات واإلنترنت.

ال وبالتايل ، يف التغري االجتماعيته يف إضعاف فاعليكثريا يساهم ما ،اخلطاب املسجدي احلايل

يف التغيري االجتماعي. تهيف فاعلي احلايل مسامهة منط اخلطاب املسجديفرضية أكد تت

نستنتج أنه ،الدراسة امليدانيةعن طريق عليهااملعطيات املتحصل كل مناقشة و حتليل من خالل

يف كل األمور الدينية هان قطعيكرب ،احلضور الدائم للنص الديين يف اخلطاب املسجديرغم

يساهمال اخلطاب املسجدي أن الإعلى نفوس املتلقني، وقع كبري و ملا له من قداسة ،والدنيوية

النعزاله عن واقع املتلقيو هذا نتيجة حتمية ،بشكل حمدود يف عملية التغيري االجتماعي سوى

متسكه بالنمط اإلنشائي السطحيو وعجزه عن السعي إلجياد حلول للقضايا اجلوهرية بالنسبة له،

مناقشة الفرضیات

106

هذا األخري ،اء بني املتلقي واخلطيبجدي وبنيف غياب تواصل ،عن التحليل اجلاد و العمق اديبع

منتج اخلطاب كونه ،املسجديتفعيل رسالة اخلطاب الذي يتحمل املسؤولية الكبرية يف فشل

بغة .كما يتضح أنر العملية االتصالية داخل املسجدومسيهفقدت ،لخطاب املسجديل السياسية الص

ته يف التغيري االجتماعي من ضعفتو، تلقياملته لدى مصداقيما يوحي بأن قصور اخلطاب .فاعلي

ون إذا القى قبوال مألن املض ،يف التغيري االجتماعي، يرجع إىل مضمونهاملسجدي وإخفاقه

و يرجع أساسا إىل منتجه أي ،استجابة عند املتلقني فإنه سوف يكون أكثر فاعلية يف التأثريو

اخلطيب.

خاتمة

108

:خاتمة

ملا ا، وتأثري ايعد اخلطاب الديين مبا فيه اخلطاب املسجدي من أقوي اخلطابات وأكثرها مساع

.ويصل إىل مجيع الطبقات ولكونه خياطب مجيع املستويات،لدى متلقيه حيمله من احترام وتقديس

عقول اجلماهري و تشكيل ،احملافظة على القيم اإلسالمية األصيلة ساهم إىل حد كبري و الزال يف

وقولبة الشخصية والدينية، وتعزيز القيم االجتماعية ،تكوين االجتاهات من خاللوحتريكها،

املتتبع ملا حيدث يف الوطن و. ، بل وحىت تغيريها يف أحيان كثريةالسلوك لدى الشباب خصوصاو

تثوراأدى إىل ال مااالحتجاجية، احلركات ئة اجلماهري أثناءبيرى أنه ساهم كثريا يف تع العريب

والنفسي ،جزء من اهلوية والتكوين الروحي والفكري يعترب حيث.ةاملستجد تغيرياتالو

وحصنا للمجتمع من ،حاميا للقيم والثوابت الدينيةلكونه وذلك ماهري،واالجتماعي هلذه اجل

.يف اتمعوسيلة فعالة لتحقيق مبادئه وقيمه هوو ،االحنراف والسري يف اجتاهات خمالفة للدين

،إىل جانب املؤسسات االجتماعية األخرى ،رغم اعتراف اجلميع بأمهيته ودوره يف اتمعو

الذي ،التوعوي والتوجيهي رالدو لحو تثاركثرية أن تساؤالت الإ ،خاصة األسرة و املدرسة

قيم الكعامل ضبط يقي وحيمي نسق ي،املسجد بقوم به مؤسسة املسجد مبا فيها اخلطات

،ظل الثورة املعلوماتية واالنفتاح الثقايفيف خاصة ،من االحنراف واملنظومة األخالقية االجتماعية

و اإلنترنتاملتمثلة خصوصا يف شبكة ديثةاحل اإلعالمسائل و نتيجة التعامل املستمر مع

يرى املهتمون أن دوره حيث ،كبرية ملؤسسة املسجد اليت أصبحت تشكل حتديات ،الفضائيات

كما .لتلقي املعارف خاصة الدينية منها وال مناذج القيم والسلوك املصدر الوحيدمل يعد و تراجع

يرى املتتبع و .املتلقي السلطة الضابطة و ال املثال الذي يقتدي وحيتذي به تلك مل يعد اخلطيبأن

يدعو إليه الدين و خطبة ما بني ما هو جمسد يف سلوكيات املتلقي للخطاب وبني االفرق واضح

.اجلمعة

اعترافات املبحوثني ميكننا القول أن اخلطاب املسجدي يساهم وتصرحيات إىل وبالعودة

على تغيري األفكار دون التأثري على سلوكيات إذ يقتصر ،د يف التغيري االجتماعيبشكل حمدو

خاتمة

109

البعد يعدذ إ ،مؤشر مهم لتقييم فاعلية اخلطاب املسجدي تلقيامل مقدار التزام باعتبار هذا و متلقيه،

و بقدر توافق سلوكيات ، االجتماعيريالسلوكي هو البعد الذي حيدد بصورة فعالة حدوث التغي

املتلقني مع هدف اخلطاب يكون جناح الرسالة.

اليت و، ومن األسباب أو املعوقات اليت كانت وراء ضعف فاعلية اخلطاب املسجدي

:جندتقييمات املتلقي للخطاب احلايل آراء و كشفتها هذه الدراسة من خالل

با لواقعه وبعيدا عن حيث يراه مغي ،اخلطاب حلاجات املتلقي وقضاياه الشخصية مالئمةعدم -

،نطلق من حاجات اتمع ومتطلبات أفرادهيكون ماملتلقي ميال للخطاب الذي ، فالتهاانشغ

.مستقاة من حتليل واقع اتمع غاياتهو

تطلباتاملمع ، و من أحداث وقضايا مستجدة جيري من حولهما ه مع تفاعلو عدم مسايرته -

ما أفقده مواجهة ، عرضهأساليب ال حىت يف و ،مواضيعه يف أي عدم التجديد ، ،لمتلقيالعصرية ل

فاخلطاب املسجدي وحسب . هباتت العوملة الفكرية والثقافية تتحدى مضمون إذ ،حتديات العصر

اختالف فئام العمرية بوإميانية ، وتربوية ،رسالة علمية يريدونه أن يكون، ء املبحوثنيأرا

.ومستويام العلمية

خلق ضرورية من أجل هذه النقطة، املتلقي ىيرتواصل اخلطباء مع مجهور املساجد، حيث دمع -

، واإلصغاء ملطالبه، وعدم إغفال حقه يف التعبري عن القضايا اليت طيبنوع من التفاعلية مع اخل

اء بني املتلقني فغياب التواصل البن إلشراكه يف صياغة مواضيع اخلطب.، وإبداء اقتراحاته تواجهه،

وكذا رسوخ فكرة لدى عف فعالية اخلطاب املسجدي،ة يف ضهو أحد األسباب املهم اخلطيبو

املشاركة وبوجود ،وإبعاد املسؤولية عن نفسه ،حلياةاملتلقي بعدم إمكانية فعاليته و تأثريه يف ا

و استشارة اخلطيب وتقدمي النقد البناء ،مواضيع اخلطب اقتراحفيما خيص الفعالة من طرف املتلقي

.تبث فيه الثقة و تنمي فيه روح املسؤولية

تسييسا يراه حيث، -حسب املتلقي - مراقبة الدولة للخطابو تسخريه خلدمة مصاحلها الضيقة -

ملصداقية و الثقة لدى املتلقي .الفتقاده اللخطاب املسجدي، ما أدى

خاتمة

110

يه ؤدوحساسية الدور الذي جيب أن ي، اخلطيب مسؤوليةوعلى ضوء هذه األسباب تتضح

بالتواصل مع خمتلف الفئات االجتماعية وهذا .النهوض بهوتفعيله و ،لرفع من مستوى اخلطابيف ا

حلاجات اتمع وقضاياه، ومسايرته مالئمتهومعرفة مدى ،دف تقييم اخلطاب املسجدي

و بناء ،كحليف استراتيجي ؤسسات األخرىامل معبالتعاون ، وواقع اتمع وحاضره ملستجدات

.اخلطاب املسجدي ها و بنيجسور بين

أو ،و تقدمي احلقائق بصورة أدق مبختلف العلوم سواء لالستداللاإلملام كما على اخلطيب

وعلم االجتماع ،و إجياد سبل أسهل إلقناعهم كعلم النفس ،لتحسني طريقة التعامل مع املتلقني

حدث تغيريا خصوصا ميكن أن ي ،دورا عمليا أكادمييا طاب املسجدياخل و إعطاء ،والتنمية البشرية

الشباب إىل طرق ا وخصوص ملتلقنيبتوجيه اهذا و .خطابا وعظياحىت ال يبقى يف حياة الشباب

و هذا ،اإلدمان وغريها البطالة وكاجلهل و ،اكل اآلنيةشاملحل و تعديل العادات والسلوكيات

لو انبهر تقي حىت فامل .و إجياد حلول هلا مناقشتها من خالل اخلطبو بدراسة تلك املشاكل

ما يتلقاه يف املسجد إىل ما يسهل ترمجة ، لمسجد روحانيته وأثرهليبقى ،احلديثة باإلمكانات التقنية

الذي ميكن أن تلعبه خطبة ،يتجسد بذلك الدور الوظيفي واألساسي للمسجد، وسلوك و عمل

اجلمعة يف عملية التغيري االجتماعي املقصود.

ية، من ريمؤسسة اتصال مجاهكو ،دينية بالدرجة األوىل املسجد كمؤسسةتفعيل قضية إن

وتتطلبها عملية ،يا وضرورة يفرضها الواقع االجتماعيري، يعد مطلبا مجاهخالل اخلطاب املسجدي

اخلطيب بالدرجة خاصة ، ينبغي أن تستدعي وتشغل كل املهتمنيقضية وهي .االجتماعيالتغيري

يتصدر يف أن ،الروحية اليت يستمدها من الشرعية الدينية تهسلطالذي ميكنه استغالل ،األوىل

باألفكار الدينية يف حد ذاا االهتمامبهذا ليس و ،مشروعه ليتبىناملسجد و خارجه داخلاتمع

ال وأمر كهذا املتلقني للخطاب،وك لاألفكار توجيه س هذه و لكن بالطرق اليت من خالهلا تستطيع

قيم مبادئ و إىل غرس فيه املتلقي ال حيتاج الذي ،تمع اجلزائريا اجلهد يفالكثري من يستلزم

مل اخلطيب إخفاقات اخلطاب املسجدي سببها أن فأكثر، فقط و إمنا إىل تعزيزها جديدة، اجتماعية

خاتمة

111

وفهم ه، و ما حيول بينهم و بين، زهم على االستجابةملعرفة ما حيف ،تلقني اململستطع الدخول إىل عاي

.احلضارة املادية احلديثة الظروف احمليطة م و الضغوطات اليت تفرضها عليهم

113

لةبدليل املقا

التغيري ماع حتت عنوان" اخلطاب املسجدي ويف إطار اإلعداد ملذكرة التخرج لنيل شهادة املاجستري يف علم االجت

االجتماعي " نرجو من املستجوب التعامل جبدية مع االستمارة و الشكر لكم مسبقا.

املعلومات الشخصية

السن : -

جامعي -ثانوي -متوسط -إبتدائي -املستوى التعليمي: -

متزوج -أعزب -احلالة االجتماعية: -

املهنة:............ -

جتماعية اال -السياسية -الدينية -ما هي جماالت اهتماماتك: -

إذا كانت لذيك إجابات أخرى أذكرها:............................................................. -

ال -أحيانا - كثريا -هل تقرأ الكتب ؟ -

ال -أحيانا -كثريا -هل تستخدم اإلنترنت ؟ -

ال -أحيانا -كثريا -هل تتابع الفضائيات: -

اإلنترنت -الفضائيات - الكتب -أي وسيلة تؤثر فيك أكثر ؟ -

ملاذا ؟................................................................. -

السلوك -القناعات -األفكار -إىل أي مستوى يصل تأثريها؟ -

األسئلة

مكان لإلرشاد والتوجيه - مكان للعبادة فقط - مكان مقدس -ماذا ميثل لك املسجد ؟ -

برأيك ما هي وظيفة املسجد يف اتمع ؟ .................... ..... -

ا إىل حد م -ال -نعم -هل يؤدي هذه الوظيفة اليوم ؟ -

ملاذا...........................................

114

اإلنترنت -الفضائيات -املسجد - ية و اليت تثق يف رسالتها أكثر ؟ما هي املؤسسة األكثر مصداق -

ملاذا ؟.................................................................................

اإلنترنت - الفضائيات -املسجد -الذي يؤثر فيك أكثر ؟ ما -

ملاذا و ما مييزها عن األخرى ؟........................................................................

...........................................على أي أساس اخترت هذا املسجد دون غريه؟ -

شخص عادي -شخص له سلطة روحية -مثل أعلى -ماذا ميثل لك اخلطيب ؟ -

الالمباالة -عادي - االحترام - التقديس -ما شعورك اجتاه اخلطيب ؟ -

إىل حد ما - ال - نعم -باملسجد؟ كطابترا فاعل يف دور إلماملهل -

أحيانا - ال -نعم -هل توافق اخلطيب فيما يقول دائما؟ -

ملاذا ؟..........................

ال - نعم - حات مباشرة؟هل باستطاعتك أن تناقش اخلطيب و تصرح له بنقدك وتقدم له اقترا -

ملاذا ؟.........................................

- زات اخلطيب الناجح برأيك؟...........................................ما هي ممي

ال -نعم - خطيب مسجدكم؟ هل هي متواجدة يف -

إىل حد ما -ال -نعم -اخلطاب املسجدي احلايل؟ هل أنت راض عن -

أحيانا -ال -نعم -هل تتحمس وتتفاعل مع موضوع اخلطبة ؟ -

أحيانا - ال -نعم -هل تشعر بامللل أثناء اخلطبة؟ -

مزيج بينهما - العامية (الدارجة ) - الفصحى -هل تفضل أن تكون لغة اخلطبة ب ؟ -

إىل حد ما -ال -نعم -هل تفهم لغة اخلطبة؟ -

115

إىل حد ما -ال -نعم - هل تستفيد دائما من اخلطبة؟ -

أحيانا -ال -نعم -هل تنقل ما تسمع يف املسجد إىل أسرتك وحميطك؟ -

إىل حد ما -ال -نعم -هل حترس على تطبيق ما تتضمنه اخلطب من قيم و أفكار ؟ -

ملاذا.......................................................................................

أحيانا -ال -نعم -شغاالتك اخلاصة ؟ هل جتد يف خطب اجلمعة ما يتصل مومك و ان -

أفكارك قناعاتك سلوكك -إىل أي مستوى من التغيري يصل تأثري اخلطاب املسجدي ؟ -

أحيانا -ال -نعم -هل ترى أن هناك جتديد على مستوى مواضيع اخلطب ؟ -

ما هي أبرز قضايا و املواضيع اليت تراها تؤثر فيك أكثر و اليت ترغب يف أن يتطرق هلا اخلطاب املسجدي ؟ -

اجلمع بينهما - تعاليم الدين فقط - مواضيع تتصل مباشرة حبياتك -

خطب اجلمعة ؟هل ترى أنه من الضروري إشراك اجلمهور و أخد اقتراحام حول مواضيع -

ال -نعم -

ال -نعم -هل لديك توجه سياسي معني؟ -

ال -نعم -هل لديك توجه مذهيب معني ؟ -

ال - نعم - ؟ واملذهبية طيب السياسية هل تم الجتاهات اخل -

أحيانا ال - نعم -لمسجد؟ على اختيارك ل اجتاهات اخلطيب ؤثرتهل -

ال -نعم - هل ترى أن اخلطاب املسجدي احلايل ذو توجه فكري و مذهيب معني ؟ -

؟......................................................................ما هو

ال -نعم -هل يوافق توجهك ؟ -

ال- نعم - ؟جدي احلايل ذو توجه سياسي معنيهل ترى أن اخلطاب املس -

؟......................................................................ما هو

116

ال - نعم -هل يوافق توجهك ؟ -

أرفض -أقبل -السياسية للخطاب املسجدي ؟ ةما موقفك من الصبغ -

................ ملاذا ؟................................

أحيانا - ال - نعم - هل هلذه التوجهات عالقة باختيارك للمسجد ؟ -

ال أحيانا - نعم -؟. هل هلذه التوجهات عالقة بدرجة تأثرك و اقتناعك باخلطبة -

معة ؟ما رأيك يف املواضيع اليت تتطرق هلا خطب اجل -

مواضيع ثانوية - مواضيع جوهرية

متعمقعلمي -إنشائي سطحي -كيف تصف اخلطاب املسجدي احلايل ؟ -

أيهما تفضل ؟............................................................... -

ما الذي يؤثر فيك أكثر اخلطاب الذي خياطب فكرك وعقلك أم قلبك؟............................... -

ملاذا ؟....................................

حيانا - ال - نعم -لإلقناع ؟ عقلية والعلمية ألدلة التفضل أن تتضمن اخلطب اهل -

أحيانا -ال - نعم -يل لك ذلك ؟ هل يقدم اخلطاب املسجدي احلا -

برأيك هل األدلة اليت يقدمها اخلطاب املسجدي احلايل ليعري الواقع وينقده أم ليبرر هذا الواقع؟ -

......................................................................

هل ترى أنه من الواجب أن تتطرق خطب اجلمعة إىل ما جيري يف العامل من أحداث؟ -

ال- نعم -

المعتمدة قائمة المراجع

118

قائمة المراجع المعتمدة

1- املراجع باللغة العربية:

القرآن الكریم*

، جممع امللك فهد بن 35لد شيخ اإلسالم أمحد ابن تيمية، اأمحد ابن تيمية، جمموع فتاوى -1

.2004 املنورة، ةاملدين عبد العزيز،

مصطفى املراغي، إعالم الساجد بأحكام املساجد، حتقيق أبو حممد بن عبد اهللا الزركشي،-2

.ه1384 دط، الس األعلى للشؤون اإلسالمية، لقاهرة،

للنشر دار جمدالوي االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي، ، إبراهيم أبو عرقوب-3

.1993¡1ط ،والتوزيع

الوسيلة و تطور األداء و اإلعالم اجلديد، ، "نتصار إبراهيم عبد الرزاق، صفد حسام الساموكا-4

.2011¡1ط، الدار اجلامعية للطباعة و النشر "،الوظيفة

¡27مؤسسة الرسالة، بريروت، ط إبن القيم، اجلوزية، زاد املعاد يف هدي خري العباد،-5

1994.

.1998 دت، ، دط،دار الشروق، األردن علم االجتماع السياسي، إبراهيم، أبراش-6

¡1ط املفيد للخطيب اجلديد، دار ابن حزم للطباعة و النشر، بريوت،إبراهيم حممد عبد اجلابر، -7

2006.

.1983¡4ط فقه السنة، الد األول، دار الفكر بريوت، السيد سابق،-8

، دار الطليعة للطباعة 2األسس العلمية ملناهج البحث االجتماعي، ط، إحسان حممد احلسن-9

.1987¡2، طوالنشر، بريوت

دار جبل الشيخ لالعالم فن الكالم مدخل اىل االتصال العام، ،بن سعيد أمحد بن راشد-10

.1998 دط، الرياض، والنشر ،

المعتمدة قائمة المراجع

119

احلارثي زايد، التنشئة االجتماعية و السلوك املأمول للشباب، مجعية املعلمني الكويتية، -11

.1999 دط، ،الكويت

.1988حممد عابد اجلابري، تكوين العقل العريب، دار الطليعة، لبنان، د ط، -12

.1999¡1طالسعودية، أخالقنا االجتماعية، دار الورق،، مصطفى السباعي-13

.1968¡2حممد عبد الغين حسن، اخلطب واملواعظ، دار املعارف، مصر، ط-14

¡1ط ، السعودية،دار املنارة يف وحدة األمة،آثارها و سائل اإلعالم و ،حممد نوفق الغالييين-15

1985.

.1979القاهرة، دط، عامل الكتب، حممد عيد، امللكة اللسانية يف نظر ابن خلدون،-16

املغرب، املركز الثقايف العريب، " إستراتيجية التناص"، حممد مفتاح، حتليل اخلطاب الشعري،-17

.1983¡1ط

التعليمية والثقافية باإلذاعة والتلفزيون، الدار العربية للنشر حممد نبيل طالب، الربامج -18

.2009والتوزيع، القاهرة، د ط،

الراهن، مصر، قضايا فكرية للنشر حممد أمني العامل ، األصوليات اإلسالمية الراهنة يف عصرنا-19

.1993¡3والتوزيع، ط

دط، للنشر و التوزيع، اجلزائر،قرطبة ، داراالجتماعيةمؤسسات التنشئة مراد زعيمي،-20

2007.

.2000 دط، خليل، علم اجتماع األسرة، دار الشروق، األردن، عمرمعن -21

، ردنألتوزيع، الدار الشروق للنشر وا معني خليل عمر، البناء االجتماعي أنساقه و نظمه،-22

.1999 ،دط

املسرية للنشر و التوزيع و سامي حممد ملحم، مبادئ التوجيه و اإلرشاد النفسي، دار -23

.2010¡2ط عمان، الطباعة،

المعتمدة قائمة المراجع

120

.1990¡2، طاململكة العربية السعودية ،علم اإلجتماع الديين عبد اهللا اخلرجيي،-24

.2001¡1ط اإلسالمية،ندير حممد مكتيب، خصائص اخلطبة و اخلطيب، دار البشائر -25

دار املسرية للنشر و التوزيع، االجتماعية،صاحل حممد علي أبو جادو، سيكولوجية التنشئة -26

.1998¡1عمان، ط

أبعاد العملية االتصالية، رؤية نظرية و علمية و "سلوى عثمان الصديقي، هناء حافظ بدوي، -27

.1999 دط، ،األسكندرية املكتب اجلامعي احلديث، ،"واقعية

اإلتصال ونظريات التأثري، القاهرة، الدار دىء علم باتوين شوارتز، نقال عن حممود إمساعيل، م-28

.1998 دط، ملية،االع

األردن، دار وائل للنشر، عمر عبد الرحيم نصر اهللا، مبادئ االتصال التربوي و اإلنساين،-29

.2001¡1ط

دور وسائل اإلعالم يف بناء الواقع و صناعة الراي ،قرياط حممد، تشكيل الوعي اإلجتماعي-30

.2007دط ، مكتبة الفالح للنشر و التوزيع العام، الكويت،

، ، ، دار الفكر العريبعز الدين فراج، فن احلديث، أدب اإلستماع و املناقشة و اإللقاء-31

.د ت دط، ،القاهرة

..1985دط، ، ار الثقافة للنشر و التوزيعد ، العامل الثالث، قضايا و مشكالت،ةعلي ليل-32

األسس النفسية للنمو من الطفولة إىل الشيخوخة، دار الفكر العريب، فؤاد السيد البهي، -33

.4،1981ط القاهرة،

¡1ط ،دالل ملحس إستيتية، التغري االجتماعي و الثقايف، دار وائل للنشر و التوزيع، عمان-34

2004.

.1999¡3، طمصر ،توفيق الواعي، اخلطابة و إعداد اخلطيب، دار اليقني للنشر و التوزيع-35

المعتمدة قائمة المراجع

121

، الدار "دراسات يف التفاعلية وتصميم الواقع " شريف درويش اللبان، الصحافة اإللكترونية-36

.2007¡2طالقاهرة، املصرية اللبنانية،

.عيد إمساعيل علي، اخلطاب التربوي اإلسالمي، سلسلة كتاب األئمة، دط، دت-37

اخلطاب النفسي يف القرآن الكرمي، دراسة داللية أسلوبية، دار ،كرمي حسني ناصح اخلالدي-38

.2007¡1الصفاء، عمان، ط

.2005¡1ماجد الزيود، الشباب والقيم يف عامل متغري، دار الشروق للنشر و التوزيع، ط-39

¡9، طالوعظ و اخلطابة، دار االعتصام، القاهرة ي حمفوظ، هداية املرشدين إىل طرقعل-40

1979.

، اجلزائر، دط، دت،طبعة املعارفعلي حمفوظ، فن اخلطابة و إعداد اخلطبة، م-41

،1986، 2ط عبد اجلليل عبده شليب، اخلطابة و إعداد اخلطيب، دار الشروق، القاهرة،-42

حممد عبد الدبس، و سائل االتصال و تكنولوجيا التعليم، دار الصفاء، عليان رحبي مصطفى،-43

.1999 دط، األردن،

أمناط العالقات االجتماعية يف النص القرآين، "دراسة سوسيولوجية ، خواجة عبد العزيز،-44

.2007، 1رآنية "، دار صفحات للدراسات و النشر، سوريا، طقلعملية االتصال يف القصة ال

.1997 دط، عقيلي عمر وصفي، اإلدارة ، أصول و أسس و مفاهيم، دار زهران، عمان،-45

.1997 ،، دطخضر ، األصول املعرفية لنظرية التلقي، دار الشروق، األردنناظم عودة -46

.عيد إمساعيل علي، اخلطاب التربوي اإلسالمي، سلسلة كتاب األئمة، دط، دت-47

دراسة يف علم "حسن علي مصطفى، نشأة الدين بني التصور اإلنساين و التصور اإلسالمي -48

.1981 ، دار الشروق، جدة،)02(، ج"االجتماع

.1990¡2، طاململكة العربية السعودية ،الديين االجتماععلم عبد اهللا اخلرجيي،49

المعتمدة قائمة المراجع

122

علم النفس الديين، مؤسسة خمتار للنشر، مصر، رشاد علي عبد العزيز موسى و آخرون،-50

.1996 دط،

املراجع املترمجة: -2

.1979القلم، دط، أرسطو طاليس، اخلطابة،(ت) عبد الرمحان بدوي، بريوت، دار -51

أليكس ميكشيللي، اهلوية،(ت) علي وطفة، دار الوسيم للخدمات الطباعية، دمشق، دط، -52

1993.

موريس أجنرس، منهجية البحث يف العلوم اإلنسانية ، (ت) بوزيد صحراوي و آخرون، دار -53

.2004القصبة للنشر، اجلزائر،

حممد حيياتن، دار القصبة للنشر، اجلزائر، لويس جان كالفي، علم اإلجتماع اللغوي، (ت) -54

.2006دط،

:املراجع بالغة الفرنسية -3

55-BENVENISTE.( E), Problémes de linguistique générale,aris, EdGallimard, VOL, I , 1974.

56-Breton. ( P ) , L'argumentation dan la communication, Ed. Casbah,

Alger, 1998, p.54-58.

57-Breton. ( P), Proulx.(S), L’explosion de la communication,Ed.Casbah, Alger, 2001.p.32

58-Meyer. (B), Les pratiques de communication, de l’enseignementsupérieur à la vie professionnelle, Armand colin, Paris, 1998.p. 168.

59-SARFATI Georges-elia , Eléments d analyse du discours ;éditionNATHAN Universit, paris,1997

60-Jefkins, F.(1977) :Planned Press and Public Relations,InternationalText Book company,London.p. 195.

61-Thomas.(S), speech communication and human interaction,Glenview, Scott Foresman and company,1976.

المعتمدة قائمة المراجع

123

62-Garlisson. (R) et Coste.(D), Dictionnaire de didactique des langue,Paris, hachette, 1983

63-Samovar,Larry A.et al, Understending Interculturalcommunication, Blemont , Wadswarth Publishing Company, 1981.

4- املعاجم:

، دار املعارف، القاهرة، دط، 24ابن منظور اإلفريقي ، لسان العرب، الد الثالث، اجلزء-64

دت.

.2007¡42، طبريوت ،دار املشرق م،نجد يف اللغة واألعالامل

:التا -5

، الفكرجملة عامل اإلشكاليات"، أسعد وطفة " التربية العربية و العوملة بنية التحديات و تقاطع-65

2008ديسمرب -أكتوبر

رسالة ، ، " أسباب انتشار املذهب املالكي يف املغرب العريب" الطاهر عمر الطاهر نايب، -66

.2007العدد الثالث، سبتمرب ،املسجد

فيفري ،)02(العدد رسالة املسجد،، " مكانة املسجد يف اتمع "،بو عبد اهللا غالم اهللا -67

2006.

¡2009)، ماي 5( عدد ،رسالة املسجد، " املسجد يسترد وظيفته"، بوعالم اهللا غالم اهللا -68

)02(، العدد رسالة املسجد ، "حممد أمري ناشر النعم،" خطبة اجلمعة بني الواقع و املثال-69

.2003سبتمرب

، جملة املنهل ،"التربية األسرية بني الضوابط الشرعية واملتطلبات العصرية "حممد السيد علي،-70

.2000 يناير

المعتمدة قائمة المراجع

124

¡)05(العدد رسالة املسجد، حممد خاين " اآلليات اللسانية لترقية اخلطاب املسجدي "،-71

.2009ماي

جولية ،)01العدد( ،رسالة املسجد "،حممد جرادي، االستدالل اخلطايب و أثره يف اإلقناع-72

2007جامعة )،3العدد( خمرب الدراسات الشرعية، جملة ،"نصر سلمان، "رسالة املسجد يف اإلسالم-73

.2005األمري، قسنطينة، اجلزائر ،

)¡02(، العددرسالة املسجد " ،عبد القادر فضيل ،" منهجية بناء اخلطاب املسجد-74

2003سبتمرب

، الكويت، جملة العريب، "إعالم العوملة، قيم جديدة أم انكفاء عن الذات "العسكري، سليمان،-75

.2001ديسمرب )،517العدد(

العدد ،الة األكادميية ، "الوسائل اإلعالمية يف التواصل البيداغوجي" عبد القادر عبو،-76

.2001إصدار قسم التعليم للغات، كلية األدب ، جامعة اجلزائر، )،02(

اإلعالم ة تواصل"، بغداد، هيئة كاظم املقدادي، "هل يغري االنترنت الدميقراطية، جمل-77

.2009¡)30(اإلتصال، العدد و

املقاالت اإللكترونية: -6

2000".منصور الرفاعي:" مكتبة املسجد..إجنازات متعددة يف عامل اليوم-78 albalagh

ORG79-www. Nizwa.com حتوالت املقدس "، (ت) كامل يوسف حسن، ،حممد أركون"

.36العدد ،2003جملة نزوى الثقافية، ،عمان،أكتوبر

:لرسائل اجلامعيةا -7

المعتمدة قائمة المراجع

125

مقاربة كبري حممد، مشروعية السلطة يف اتمع العريب املعاصر: اجلزائر منوذجا،-80

رسالة لنيل شهادة املاجستري، قسم الثقافة الشعبية، فرع األنتروبولوجيا، سوسيوأنتروبولوجية،

¡2000/2001جامعة تلمسان،

االجتماعي و معوقاته،رسالة لنيل شهادة املاجستري، معهد علم خواجة عبد العزيز، الضبط -81

2000االجتماع، اجلزائر،

فهرس اجلداول

48): يبين توزيع العينة حسب السن01اجلدول ذو الرقم (49): يبين املستوى التعليمي ألفراد العينة 02اجلدول ذو الرقم (

50): يبين احلالة االجتماعية ألفراد العينة 03اجلدول ذو الرقم (51): يبين توزيع أفراد العينة حسب املهنة04اجلدول ذو الرقم (51): يبين جماالت اهتمام املتلقني 05اجلدول ذو الرقم (52): يبين مصادر ثقافة املتلقني 06اجلدول ذو الرقم (54ؤثر يف أفراد العينةمصدر معريف يأكثر): يبين07اجلدول ذو الرقم (55عند املتلقي علوماتاملاملستوى الذي يصل إليه تأثري مصادر ): يبين 08اجلدول ذو الرقم (58متثالت أفراد العينة للمسجد.): يبين 09اجلدول ذو الرقم (59إجابات املبحوثني بشأن أداء املسجد لوظيفته): يبين 10اجلدول ذو الرقم (60العينةأفراداملصداقية لدى): يبين11اجلدول ذو الرقم (

63ثني عن سؤال ماذا ميثل لك اخلطيبوإجابات املبح): يبين12جلدول ذو الرقم (ا64العينة اجتاه اخلطيبأفرادشعور): يبين13اجلدول ذو الرقم (64إجابات العينة عن دور اإلمام يف ارتباطهم باملسجد): يبين 14اجلدول ذو الرقم (65مدى موافقة العينة لكالم اخلطيب): يبين 15اجلدول ذو الرقم (67فعل املبحوثني اجتاه اخلطيبرد): يبين16اجلدول ذو الرقم (71إجابات املبحوثني بشأن توفر الصفات املطلوبة يف اخلطيب): يبين 17اجلدول ذو الرقم (72مدى تفاعل املبحوثني مع اخلطاب املسجدي): يبين 18اجلدول ذو الرقم (73لغة اخلطاب املفضلة لدى املتلقي): يبين 19اجلدول ذو الرقم (75ن اخلطبةمدى استفادة املبحوثني يف حيام م): يبين 20اجلدول ذو الرقم (76حمليطهممدى نقل املبحوثني مضامني اخلطب): يبين21اجلدول ذو الرقم (76مدى حرس املبحوثني على تطبيق تعاليم اخلطب): يبين 22اجلدول ذو الرقم (77مدى اتصال اخلطاب موم املبحوثني): يبين 23اجلدول ذو الرقم (79لدى املتلقي بايصل إليه تأثري اخلطذيمستوي التغيري ال): يبين 24اجلدول ذو الرقم (80مدى جتديد مواضيع اخلطب حسب املبحوثني): يبين 25اجلدول ذو الرقم (82القضايا اليت يرغب املبحوثني أن يتطرق هلا اخلطاب): يبين26اجلدول ذو الرقم (84مدى ضرورة األخذ باقتراحات املتلقني من طرف اخلطباء): يبين27اجلدول ذو الرقم (86يوضح توجهات املبحوثني السياسية ): يبين28اجلدول ذو الرقم (87مدى تأثري توجه اإلمام يف اختيار العينة للمسجد): يبين29اجلدول ذو الرقم (

88املبحوثني.سياسي معني من وجهة نظرجتاه انتحال اخلطاب املسجدي ال): يبين30اجلدول ذو الرقم (90موقف املبحوثني من الصبغة السياسية للخطاب املسجدييبين):31اجلدول ذو الرقم (91مدى تأثري الصبغة السياسية للخطاب على اختيار املبحوثني للمسجد): يبين32اجلدول ذو الرقم (92ى اقتناع املتلقنيمدى تأثري الصبغة السياسية للخطاب عل): يبين33اجلدول ذو الرقم (

94رأي املبحوثني يف نوعية املواضيع اليت يتناوهلا اخلطاب): يبين 34اجلدول ذو الرقم (95وصف املبحوثني للخطاب املسجدي): يبين35اجلدول ذو الرقم (96نوع اخلطاب الذي يؤثر يف املتلقييبين):36اجلدول ذو الرقم (99الغاية اليت يرمي إليها اخلطاب املسجدي حسب املبحوثني): يبين 37اجلدول ذو الرقم (

127

فهرس اجلداول

48......................................... ): يبين توزيع العينة حسب السن01اجلدول ذو الرقم (

49....................................): يبين املستوى التعليمي ألفراد العينة 02اجلدول ذو الرقم (

50..................................): يبين احلالة االجتماعية ألفراد العينة 03اجلدول ذو الرقم (

51................................. ): يبين توزيع أفراد العينة حسب املهنة04اجلدول ذو الرقم (

51.........................................): يبين جماالت اهتمام املتلقني 05اجلدول ذو الرقم (

52...........................................): يبين مصادر ثقافة املتلقني 06اجلدول ذو الرقم (

54............................. ؤثر يف أفراد العينةمصدر معريف ي أكثر ): يبين07اجلدول ذو الرقم (

55........عند املتلقي علوماتاملاملستوى الذي يصل إليه تأثري مصادر ): يبين 08اجلدول ذو الرقم (

58......................................متثالت أفراد العينة للمسجد): يبين 09اجلدول ذو الرقم (

59...................... إجابات املبحوثني بشأن أداء املسجد لوظيفته): يبين 10اجلدول ذو الرقم (

60....................................... العينة أفراد املصداقية لدى ): يبين11اجلدول ذو الرقم (

63................ ثني عن سؤال ماذا ميثل لك اخلطيبوإجابات املبح ): يبين12اجلدول ذو الرقم (

64.................................. العينة اجتاه اخلطيب أفراد شعور ): يبين13اجلدول ذو الرقم (

64.................. إجابات العينة عن دور اإلمام يف ارتباطهم باملسجد): يبين 14اجلدول ذو الرقم (

65................................. مدى موافقة العينة لكالم اخلطيب): يبين 15اجلدول ذو الرقم (

67................................. فعل املبحوثني اجتاه اخلطيب رد ): يبين16اجلدول ذو الرقم (

71.......... إجابات املبحوثني بشأن توفر الصفات املطلوبة يف اخلطيب): يبين 17اجلدول ذو الرقم (

72...................... مدى تفاعل املبحوثني مع اخلطاب املسجدي): يبين 18اجلدول ذو الرقم (

73................................ لغة اخلطاب املفضلة لدى املتلقي): يبين 19اجلدول ذو الرقم (

75...................... مدى استفادة املبحوثني يف حيام من اخلطبة): يبين 20اجلدول ذو الرقم (

76.................... حمليطهم مدى نقل املبحوثني مضامني اخلطب ): يبين21اجلدول ذو الرقم (

76..................... مدى حرس املبحوثني على تطبيق تعاليم اخلطب): يبين 22اجلدول ذو الرقم (

77............................. مدى اتصال اخلطاب موم املبحوثني): يبين 23اجلدول ذو الرقم (

79............لدى املتلقي بايصل إليه تأثري اخلط ذيمستوي التغيري ال): يبين 24اجلدول ذو الرقم (

80..................... مدى جتديد مواضيع اخلطب حسب املبحوثني): يبين 25اجلدول ذو الرقم (

82................. القضايا اليت يرغب املبحوثني أن يتطرق هلا اخلطاب ): يبين26اجلدول ذو الرقم (

128

84............. مدى ضرورة األخذ باقتراحات املتلقني من طرف اخلطباء ): يبين27اجلدول ذو الرقم (

86...............................يوضح توجهات املبحوثني السياسية ): يبين28اجلدول ذو الرقم (

87..................... مدى تأثري توجه اإلمام يف اختيار العينة للمسجد ): يبين29اجلدول ذو الرقم (88املبحوثنيسياسي معني من وجهة نظرجتاه انتحال اخلطاب املسجدي ال): يبين30اجلدول ذو الرقم (90............ موقف املبحوثني من الصبغة السياسية للخطاب املسجدي ): يبين31اجلدول ذو الرقم (

91... مدى تأثري الصبغة السياسية للخطاب على اختيار املبحوثني للمسجد ): يبين32اجلدول ذو الرقم (

92............. مدى تأثري الصبغة السياسية للخطاب على اقتناع املتلقني ): يبين33اجلدول ذو الرقم (

94........... رأي املبحوثني يف نوعية املواضيع اليت يتناوهلا اخلطاب): يبين 34اجلدول ذو الرقم (

95............................. وصف املبحوثني للخطاب املسجدي ): يبين35اجلدول ذو الرقم (

96................................ نوع اخلطاب الذي يؤثر يف املتلقي ): يبين36اجلدول ذو الرقم (

99.......... الغاية اليت يرمي إليها اخلطاب املسجدي حسب املبحوثني): يبين 37اجلدول ذو الرقم (

129

فھرس الموضوعات

02.......................................................................مقدمة

املدخل :الفصل األول

ضبط املفاهيم االجرائية -1

.....................................................

08

االطار النظري -2

.............................................................

09

11............................................................ منهج الدراسة -3

جماالت الدراسة -4

...........................................................

11

نوع العينة -5

................................................................

12

13التقنيات البحثية .......................................................... -6

أسباب اختيار املوضوعالدراسة و أمهية -7

......................................

13

14........................................................... أهداف البحث -8

14......................................................... عوبات البحثص -9

الدراسات السابقة -10

.......................................................

15

املسجد واتمعالثاين:الفصل

18........................................................................ متهيد

19........................................... املسجد و مكانته يف اإلسالم -1

تعريف املسجد -1-1

...................................................

19

21 ودوره وظيفة املسجد -1-2

130

.............................................

25.......................................... و حتدياته رسالة املسجد -1-3

30............................. اتمع املسلم اجلمعة و مكانتها يف خطبة -2

30.......................................... ماهية اخلطبةمفهوم و - 2-1

اخلطبةو مقومات خصائص -2-2

.....................................

33

وظيفة خطبة اجلمعة و أمهيتها -2-3

....................................

36

39................................ خطبة اجلمعة كاتصال مجعي مباشر -2-4

40.................................يف خطبة اجلمعة االتصال عناصر -2-5

)اخلطيب(املرسل -2-5-1

......................................

40

)اخلطبة( الرسالة -2-5-2

.......................................

43

44................................................الوسيلة -2-5-3

45.................... )املتلقي للخطاب املسجدي(املستقبل -2-5-4

االستجابة أو التغذية الراجعة -2-5-5

.............................

45

الفصل الثالث: املتلقي و فاعلية اخلطاب املسجدي

48.............................................. للخطاب خصائص املتلقي -1

السنتوزيع العينة حسب - 1-1

........................................

48

ألفراد العينة املستوى التعليمي - 1-2

....................................

49

50................................... ألفراد العينة احلالة االجتماعية - 1-3

131

املهنة توزيع أفراد العينة حسب - 1-4

..................................

51

51....................................... ات املتلقيجماالت اهتمام - 1-5

52............................................ مصادر ثقافة املتلقني - 1-6

57...................................... املتلقي و املسجد واقع العالقة بني -2

57.............................. طبيعة العالقة بني املتلقي و املسجد - 2-1

62.............................. طبيعة العالقة بني املتلقي و اخلطيب - 2-2

71.............................. طبيعة العالقة بني املتلقي و اخلطاب - 2-3

71.........................متثالت املتلقي للخطاب احلايل -2-3-1

مقومات و مقاييس جناح اخلطاب املسجدي - 2-3-2

............

80

املذهبيةاالجتاهات السياسية وبني النص الديين و املسجدي مصداقية اخلطاب -3

...................................................................86

93..................و فاعليته يف التغري االجتماعي منط اخلطاب املسجدي -4

101............................................................ مناقشة الفرضيات

108....................................................................... خامتة

113..................................................................... املالحق

118..................................................................... املراجع

127.............................................................. اجلداولفهرس

129.......................................................... فهرس املوضوعات

الملخص

خطبة (تھدف ھذه الدراسة المیدانیة إلى معرفة مدى مساھمة الخطاب المسجديفي التغییر االجتماعي، من خالل ترقیة وعي المتلقین لھ، و إحداث تغییر في ) الجمعة

و إلى محاولة معرفة مستوى التغییر االجتماعي الذي .أفكارھم وقناعاتھم، ومن تم سلوكیاتھمكما تھدف إلى بحث األسباب التي یمكن . یصل إلیھ تأثیر خطبة الجمعة حسب رأي المتلقي

. اعلیة الخطاب المسجدي في التغییر االجتماعي، كأداة اتصال فعالة في المجتمعأن تعیق فو قد أظھرت نتائج الدراسة أن تأثیر الخطاب المسجدي یحدث على مستوى أفكار المتلقین دون سلوكیاتھم، ما یشیر إلى أنھ یساھم بشكل محدود فقط في عملیة التغییر االجتماعي،

. ھو البعد الذي یحدد بصورة فعالة حدوث التغییر االجتماعيالبعد السلوكي باعتبار

:الكلمات المفتاحیة

؛ طابخالفاعلیة؛ المتلقي؛ الدین؛ االجتماعيالتغییر ؛المسجد؛خطبة الجمعة؛الخطاب.الخطیب؛ العالقات االجتماعیة؛التفاعل االجتماعي

2013أكتوبر 10نوقشت یوم