285
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﺷﺎﺭﻝ ﺑﲑﺱ ﳕﻮﺫﺟﺎ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﲑﺵ ﲰﻴﺔ ﺃﺩ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺩ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﲪﺎﻧﻪ ﺃﺩ. ﻣﻘﺮﺭﺍ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺃﺩ. ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺃﺩ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺷﺎﻳﻒ ﻋﻜﺎﺷﺔ. ﻣﻮﺳﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ. ﲪﻴﺪ ﲪﺎﺩﻱ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ2011 _ 2012

ﺔﻴﺗﺎﻤﻏﺍﱪﻟﺍ ﻭ ﺔﻴﻟﺍﱪﻴﻠﻟﺍ ﲔﺑ … · ب ،ﺎﻜﻳﺮﻣﺄﺑ ﺹﺎﳋﺍ ﻲﻋﺎﻤﺘﺟﻻﺍ ﻊﻗﺍﻮﻟﺍ ﻦﻋ ﺮﺸﻋ ﻦﻣﺎﺜﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

جامعة وهران

كلية العلوم االجتماعية

قسم الفلسفة

الفلسفة األمريكية بني الليربالية و الرباغماتية

منوذجاشارل بريس أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف الفلسفة

إشراف األستاذ إعداد الطالبة

يأد أمحد العلو حريش مسية

جلنة املناقشة

البخاري محانه رئيسا جامعة وهران. أد

جامعة وهران أمحد العلوي مقررا .أد

جامعة اجلزائر عبد القادر بليمان مناقشا .أد

شايف عكاشة مناقشا جامعة تلمسان.أد

سعيدة مناقشا جامعة موسي عبد اهللا .د

مناقشا جامعة وهران محيد محادي . د

2012_2011 السنة اجلامعية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

إهداء

إيل والدي رمحة اهللا عليه

إيل أمي

إيل أخيت وأخي حممد عبد املؤمن

شكركلمة

إيل أستاذي األستاذ أمحد العالوي الذي أشرف علي هذا العمل

البخاري محانه وتابعه طيلة ما يقرب من مخس سنني، إيل أستاذي

. الذي قدم يل من النصائح و من املراجع ما أعجز عن إيفائه حقه هنا

و أقدم شكري خاصة إيل األستاذ ادي منري الذي كان له الفضل

.اصلة هذا العمل، وشكري أيضا إيل اآلنسة خضرةالكبري يف مو

وكتاب وعمال ...وإيل كل أعضاء قسم الفلسفة أساتذة

.أعرب هنا عن شكري هلم مجيعا...وعامالت

ةـــاملقدم

أ

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مقدمة تارخيية ومنهجية

:ـ تارخيية وراهنية املوضوع) أ

أن الرباغماتية فلسفتها النظرية القتصادية والسياسية متاما مثلماأمريكا اإيديولوجية ...الليربالية .والعملية اخلاصة

تعود جذورها إيل القرنني السابع والثامن عشر، إن مل يكن اليت يف شكلها احلايل، (1)و الليربالية وبا بصورة قبل ذلك، تغذت، ال فقط من التقدم العلمي والتقين واالجتماعي الذي حققته أور

املريكانتيلية ...خاصة، وذلك من خالل انتقاهلا من عهود اإلقطاع إيل عهود)Le Mercantilisme.(

والليربالية اجلديدة ) Le Libéralisme(والليربالية (2)) Le Capitalisme(والرأمسالية )Le néo-libéralisme(، ا تغذت كذلك من تقدم العلوم والتقنية ومن الفلسفات اليت عرفتها بل إ

اإلنسانية، ممثلة يف الفلسفة اليونانية خاصة، ويف خمتلف التيارات الفلسفية اليت تولدت عنها يف (3).وخارجها عامة...أوروبا

لرباغماتية ا، بصورة عامة ب...الرباغمايت أو املذهب الفلسفي عالقاا بالفلسفة... من هنا )Le Pragmatisme( بصورة خاصة، وهي الفلسفة اليت ظهرت وجتسدت كفلسفة أمريكية ،

(1) _ Georges Burdeau : Le Libéralisme, Seuil, Paris, 1972, P, 93 . (2) _ Cf., Alain Cotta : Le capitalisme, que sais-je ? PUF, Paris, 1972. (3) _ Cf. Rawls John : Le libéralisme politique, Éd du Seuil, Paris, 1993.

ب

ومعربة منذ النصف األول يف القرن الثامن عشر عن الواقع االجتماعي اخلاص بأمريكا، ..خاصةدأ ليتشكل منذ اكتشاف العامل املتعدد األلوان واألجناس والعقائد والثقافات واحلضارات، والذي ب

... علي يد العديد من املهاجرين الفارين من االضطهاد الديين واالقتصادي والسياسي ،1777اجلديد .حلكامهم األوروبيني... واالجتماعي

" ديكارت"و ألن الليربالية والرباغماتية وليديت فلسفات وفالسفة أوربيون، وذلك من أمثال )R. Descartes ()1596-1650( كانت"وعقالنيته، و) "E. Kant) (1724-1804 (نقديتهو ...وغريهم كثريون، خاصة من الواقعيني ...ومثاليته،) Hegel) (1770-1831" (هيغل"و)Les réalistes(طنقا كذلك ، فإننا نفهم بالتايل العالقة، أو العالقات املشتركة بينهما، كما نفهم

. االختالف املتعددة بينهما كذلك، وهذا علي مستوي املفهوم واملنهج واألهداف والنتائجااللتقاء و .و تباعدمها يف الوقت نفسه...كما نفهم كذلك وبالتايل تقارما

، عن ذلك يل حد كبريإني تمعرب ة لفلسفة والليربالية كإيديولوجيتنيقد جاءت كل من الرباغماتيف وعن حاجاته ومشاكله ... األمريكي الذي جنح أولئك املهاجرين يف إقامتهتماعي الواقع االج

اجلديدة، اإلنسانية منها، واالقتصادية والسياسية واالجتماعية والعقائدية والثقافية علي حد .(4)سواء

ول املستوحاة من وهي احلل... كما جاءت كل من الليربالية والرباغماتية، حبلول لتلك املشاكل اجلماعية علي الفردانية، اليت ال تطغي فيها (5)اجلماعية _جتماعية القائمة علي الفرديةتلك املعادلة اال

.املصاحل املشتركة للجماعةز فيه يف الوقت نفسه هذا األخري وال يتجاو

.8، ص1956حياة الفكر في العالم الجديد، دار الشروق، القاهرة، : ودزكي نجيب محم. ـ د (4)(5) _ Deledalle Gérard : La Philosophie Américaine, édit. L’âge d’homme, Lausanne, 1983, P,16.

المدخل الرئيسي لوثيقة االستقالل األمريكي 1776ـوهي المبادئ التي شكلت منذ سنة (6))The act of indépendance ( وهذه المبادئ تتعلق بالمقاربة األمريكية لإلنسان وللطبيعة وهذه المبادئ، أن كل الناس

كما إن . ولدوا سواسية، وأنهم خلقوا منذ الميالد ومنحوا من طرف اهللا الذي خلقهم حقوقا ال يمكن ألحد أن يسلبهم إياها

ج

عامة األمريكيةلفلسفة لية والرباغماتية جاءتا مدعمتني مثل ا، فإن الليربااوأخريا، وليس آخر ويف ) Act of independence( 1776للمبادئ السياسية األمريكية، ممثلة يف تصريح االستقالل واحلرية والدميقراطية وحرية الرأي ... الدستور األمريكي الذي تاله واملمثلة يف احترام الفردية

. (6) والعقيدة والفكر والعمل

بالواقع األمريكي، وثيقا اغماتية ارتباطا ديناميا وعمليابذلك، ارتبطت كل من الليربالية والرب والنظريات اليت ال صلة هلا مبثل …والدوغمائية قدر ابتعادها عن اخليال... عن اجلمود... اتدوابتع

.الفلسفة األمريكيةوبالواقع عامة جمسدين بذلك مضمون ... خاصةاألمريكي ذلك الواقع إال حبدود ... أما إيديولوجيا وفلسفة النجاح اإلنساين الالحمدودكذلك وبالتايل او بذلك أكدت

قدرة اإلنسان، جناح ال يلغي العقل من أجل العقيدة، أو هذه األخرية من أجل العقل وال يضحي بل ... من أجل مصلحة الفرد... مبصلحة الفرد من أجل مصلحة اجلماعة، أو مبصلحة هذه األخرية

...نوايا وتصرحياتمع موازنة، نالحظ أا ال تتطابق دوما، قوال وفعال، ... ريوازن بينهما باستمرا .القائمني علي تطبيق هذه املبادئ

وبذلك أيضا كانت كل من الليربالية و الرباغماتية، أقرب اإليديولوجيات والفلسفات إيل نفسية ، األمريكي املهوس باألمن، الباحث دوما عن النجاح،املادي، خاصة"املواطن األمريكي، األمريكي

ة والبحث عن السعادة، ألن المعني الذي يستند إليه كل نظام أو حكومة هو حماية وضمان من بين هذه الحقوق حق الحيامثل هذه المبادئ التي تشمل الحقوق السالفة الذكر، أن أي نضام للحكم ال يستمد شرعيته إال من طرف المحكومين، أن

أقصي قدر من األمن والسعادة له أي للشعب الحق في حل هذا الحكم واستبداله بحكم آخر يراعي هذه الحقوق ويضمن .للشعب

Cf. Morton (W) : La pensée sociale en Amérique, trad. M. Levi, PUF, Paris, 1963. : أنظر أيضا

د

واملنعزل من جهة، واملتدخل يف شؤون غريه من الشعوب األخرى من جهة ... الفردي، واحملافظ ." أخري

الرباغماتية خاصة، و الرباغماتية البورسوية ألن جهود اإليديولوجيا والفلسفة األمريكية عامة وو نتاج املعطي ،مثلما أما، و إيل حد كبري. بصورة أخص نتاج غريب و أمريكي مشايل بصورة خاصة

االجتماعي و التارخيي والثقايف و الديين و النفسي األمريكي، و هو الذي يعنينا، هنا فإن الرباغماتية وكما هو ذوات األصول الغربية تتكامالن دون أن تذوب إحدامها يف األخرى لتشكال ،والليربالية

شر وإيل اليوم أبرز التيارات الفكرية والفلسفية واالقتصادية احلال، منذ بداية القرن التاسع ع .وإيل اليوم 1776واالجتماعية والثقافية ألمريكا خاصة وهذا منذ استقالهلا سنة

فإن احلقيقة والرباغماتية سبقت األخرى؟أمن الليربالية أي هنا ملعرفة نتوقف طويال وإذا كنا لن "بالنجاح األمريكي"كلتيهما كانا وراء ما يصطلح عليه منذ زمن اليت ال جمال للشك فيها هي أن

)La réussite Américaine.( تلك احلقيقة بل إنه وليد وكما سنري من خالل هذه الرسالة ،وهذا النجاح ليس اعتباطيا بل إنه

متثل مشاكل أمريكا اإلنسانية األخرى اليت تؤكد أن الرباغماتية والليربالية كانتا وال تزاالن أفضل منيف حلها ،وإيل حد كبري ،إخل، وأول من أسهم كذلك...واالقتصادية واالجتماعية والنفسية والثقافية

من به إيل منوذج حيتذي ،الفكري اإليديولوجي والفلسفي ،بصورة إجيابية حولت هاذين التيارينذا بالرغم من العديد من االنتقادات ومن ضمنها الشعوب العربية، وه ،طرف العديد من الشعوب

.واليت سنعرض للبعض منها خالل فصول هذه الرسالة ،لكليهما ،توجه ،وال تزال ،اليت وجهتواالنفتاح االقتصادي واملايل ) l’individualisme(فالليربالية مببادئها املتمثلة يف احلرية ويف الفردانية

والدميقراطية يف مفهومها اخلاص هلا، تلتقي يف العديد من وحرية املبادرة االقتصادية، وحرية السوق .النقاط مع الرباغماتية خاصة علي مستوي مبادئ الفاعلية واحلرية والعمل

ذا يوصف املواطن األمريكي بالرباغمايت الليربايل متاما مثلما ، ملامن بني ما يفسر ،وهذا ما يفسر .يوصف املواطن الفرنسي بالعقالين الديكاريت

ولذلك، أخريا التقت كل من الرباغماتية ومن الليربالية يف العديد من النقاط، فوق األرض كما سنري ذلك بشيء من التفصيل يف ويف العديد من النقاط كذلك، فوقها األمريكية، قدر اقتراا

.فصول هذه الرسالة :حتديد املفاهيم) ب .من الليربالية كإيديولوجيا ومن الرباغماتية كفلسفةكل ب ما نقصده ...ا يقودنا إيل حتديدإن هذ الليربالية .1

ري أن املنفعة، أو اعي واقتصادي يبأا مذهب سياسي واجتم"، تعرف الليربالية من بني ما تعرف

، تقتضي بتوسع القانون، قدر اإلمكان، أمام )L’intérêt ou le bien commun(املصلحة العامة وأمام ممارستها، قوال وعمال، مثلما تقتضي )...les Libertés individuelles(احلريات اخلاصة

L’intervention de(نفس تلك املصلحة العامة، التقليص، قدر اإلمكان، من تدخل الدولة

L’État ( يف أمور الناس، واحنصار دورها يف حتقيق استتباب األمن العام الذي يشكل الشرط .(7)ريات السياسي ملمارسته مثل تلك احل

، تلح اليوم كذلك، ومن خالل وجهها اجلديد) Le néo-libéralisme(كما أن الليربالية اجلديدة فريدرك "يف نظرية رائدها و، )Le Libéralisme absolu(الليربالية اجلديدة أو الليربالية املطلقة أو

دولة، علي ااالت علي اقتصار مثل ذلك التدخل لل )Friedrich Hayek) (1899-1992" (هايك . (8)" خاصة بالنسبة للنساء واألطفال، وأنظمة التأمينات والتقاعد...الصحية، وتنظيم العمل

(7) _ P.Foulquié : Dictionnaire de la langue philosophique, PUF, Paris, 1978, P, 79. Voir également : R. Barre : Economie politique_ Introduction._ Le Capitalisme, Que sais-Je ? A. cotte, Paris, 1977. (8)_ Ibid, P, 406.

و

دورها يف اتمع الطبيعي وإن كان موقفا حتييد نالحظ أن هذا املوقف لليربالية من الدولة ومن مثل مناقضة متاما لليربالية، مع إيديولوجيات أخري ،يلتقي، إيل حد كبريفإنه ... إيديولوجيا

.و االشتراكية...املاركسية... اإليديولوجيا الشيوعيةبأا نسق من األفكار يتطلب نظامها تفسريا من القيم واألساطري "و اإليديولوجيا تعرف عامة

."...والرموز لتفسري العامل السياسي واالجتماعيليربالية ال ميكن إال أن ختتلف عن الفلسفة، ممثلة هنا لذلك فإن اإليديولوجيا، ممثلة هنا يف ال

كذلك يف الرباغماتية، اليت ال تصور لديها ألي حقيقة سياسية أو اجتماعية ال تقبل النقاش ...واحلوار

: الرباغماتية .2

بأا نظرية أمريكية جتريبية يف املعرفة كما تعرف كذلك بأا الفلسفة األويل، الرباغماتية، تعرفكما تعرف بأا (9)...العملية، دورا سياسيا... يلعب فيها الفعل وآثارهاليت الوحيدة، حىت اآلن، و

. (10)والنجاح والعمل... فلسفة األثر

يف بداياا ... ولألثر وللفعل الذي شكل جوهر الرباغماتية... هذا املفهوم للنجاح... نالحظ أن مثلما سنري ذلك ... لي يد األجيال اجلديدة من الرباغماتينيع.. األويل قد بدأ يتواري شيئا فشيئا

.(11)من خالل فصول هذه الرسالة

(9)_Cf. Freeden (M): The New Liberalism, An Ideology of social reform, Clarendon Press, Oxford, 1986. (10)_ Halévy (E) : La formation du radicalisme philosophique 1901, PUF, Paris, 1995,3vol, P, 22_27. (11)_ Deledalle Gérard : La Philosophie Américaine, P, 56.

ز

تيار فلسفي أمريكي تغذي من التيارات ك، اليت ظهرت يف القرن الثامن عشر ،الرباغماتية متيز عنها يف الفلسفية األوروبية الوافدة يف أمريكا أنه جمموعة من الفالسفة املناهضني للمثالية ولكنه

لشعار الفاعلية واألثر كمعيار للحقيقة وللعمل الل معظم ممثلي الرباغماتية برفعهومن خ ،النهاية . خاصة

): La problématique(: اإلشكالية) ج

،الرباغماتية ،والفلسفة ،الليربالية ،ولتناول هذا املوضوع، املتمثل يف املقارنة بني اإليديولوجيا نظرا ،ة أواليوهي اإلشكالية اليت نالحظ أا فلسف( الية اليت تنطلق منها هذه الرسالة،فإن اإلشك...

اإليديولوجيا الليربالية والفلسفة، أو املذهب الة واجتماعية بعد ذلك، وللطابع الفلسفي هلذه الرسواألفاق الذي . ..ال يف التقدم املتعدد ااالت دورا أساسيا، تا وال يزاالن يلعبانالرباغمايت، لعب

ال الواليات املتحدة األمريكية فحسب، بل و العديد من الدول اليت حذت، ،وال تزال حتققه ،حققتهبدرجات متفاوتة، حذوها يف تبنيها للعديد من اجلوانب اإلجيابية ملثل هذه اإليديولوجيا هلذه الفلسفة

.اخل ... والدميقراطية... لفكر العمليوا... واحلرية... وذلك مثل الفرديةالفلسفي،أو هلذا املنهج

:الفرضية )دأن تبين الواليات : اليت تقول تلك إن الفرضية اليت تنطلق منها هذه الرسالة بالتايل هي من هنا ف

املتحدة األمريكية والغرب لليربالية وللرباغماتية كان وال يزال وراء العديد من أوجه التقدم الفكري وراء التقدم الذي ينشده العامل العريب اكونن أن تمثلما ميك، رفونه منذ قرونواملادي الذي يع

.، وغريهم من الشعوبواإلسالمي، لعبتا وكما سبق أن )أو املنهج(هكذا لعبت كال من اإليديولوجيا الليربالية والفلسفة الرباغماتية

علي التقدم وعلي احلرية يف الواليات ال يف إرساء دعائم هذه املفاهيم القائمة ،دورا أساسيا ،أشرناالعلمية منها والدينية تطور املتعدد ااالت واألفاق،، ويف ال...املتحدة األمريكية بصورة خاصة

ح

ا أيا كان احلكم األخالقي منها واألخالقية، وهذ... جتماعيةواالقتصادية، السياسية منها والثقافية اال (12) .علي مثل هذا التقدم

ف جتسد مثل ذلك التطور؟ وماهي العوامل األخرى اليت ساعدت عليه؟فكي بنفس النجاح، أو ،)الرباغماتية والليربالية( وهل ميكن فعال زرع مثل هذا النموذج املزدوج

خارج الواليات املتحدة األمريكية؟ ،بنجاح مقارب... ستحاول هذه الرسالة اإلجابةعلي مثل هذه األسئلة، وغريها، من األسئلة األخرى ذات الصلة

وصوال إيل فهم أفضل للتقدم األمريكي وإيل الوقوف علي ما أمكن من شروط، لتوظيفها داخل والتحديات اليت ال تزال جتهض طموحاته .. مبا يتماشي وعقيدته وتراثه، من جهة،... وطننا العريب

.من جهة أخري يف مثل ذلك التقدم وذلك التطور املنشودينو هل ميكن تفعيل مثل هذه . وما الدور الذي، لعبه، الدين، وال يزال يلعبه، يف كل من ذلك

واستجابتها خارج الواليات املتحدة األمريكية؟ كيف؟ ... التجربة األمريكية الليربالية الرباغماتية ابع النظري وهو الذي يهمنا هنا نظرا للط(و ألن اإلشكالية يف تعريفها الفلسفي خاصة

ون صادقة أو كاذبة، و الفلسفي ملوضوع هذه الرسالة علي أا تشكل أطروحة أو قضية ميكن أن تكاليت ينطلق منها هذا البحث هي تلك ) طرح قضية أو موضوع ما بالتأكيد أو بالنفي إذنفهي تعين

دئ، نظرية علي األقل يف احلرية والعمل ، مما حتمالنه من مبا اليت تؤكد أن الليربالية والرياغماتيةقد لعبت دورا هاما خاصة علي املستوي االجتماعي واالقتصادي يف توطيد . واملبادرة والعقيدة

العالقات داخل اتمع األمريكي اجلديد املتعدد اللغات والثقافات واحلضارات والعقائد كما سبق .أن أشرنا

(12)_ Cf. Tocqueville Alexis : De la démocratie en Amérique 1835, in Œuvres complètes,

Gallimard, Paris, 1992, vol. II.

ط

واجلماعية ) L’individu(ألويل بني الفردية استطاعت أن توفق بالدرجة اكما )Le collectivisme ((13) ا ولكنها مفتوحة علي مجاعية ال تغرق الفردفردية حتافظ علي حريا

.تلك احلرية وسطها وال تذوب الفرد حاملها وسطهااتية يف توطيد حرية الفرد و اجلماعة علي فكيف جتسد هذا الدور املزدوج لكل من الليربالية الرباغم

حد سواء ويف فاعليتهما معا كذلك ويف نفس الوقت؟

)La Méthode: ( املنهج) ه وحتديد طبيعة هذه العالقة أو العالقات بني الليربالية ،و لإلجابة علي مثل هذه األسئلة، وغريها

لي الواليات املتحدة األمريكية فإننا سنلجأ إيل املنهج ع ،خاصة اليوم ،والرباغماتية وطبيعتها وأثرهاالتحليلي والتارخيي النقدي املقارن، ألننا نعتقد أنه وحده القادر علي متكيننا من املقاربة التارخيية و

كل منهما، ونقد ما نعتقد أنه سلبيات يف ،املوضوعية لكل من الليربالية و الرباغماتية ولتطورمها .، مثل اجيابيااما سنريك وهي عديدة

علي متكيننا من مقاربة و باملقارنة القادرة تارخيي ال ببعده...إن هذا املنهج املتعدد يتميز اإليديولوجية الليربالية والفلسفة أو املنهج الرباغمايت بصورة تريد أن تكون أكثر فاعلية وموضوعية

يقة هادفة إيل احلصول علي أقصي نتيجة مستهدفة طر ،واحد من تعاريفهيف املنهج هو الذي جيعل .بأقل تكلفة، مادية أو معنوية

أيا كان ...اجنازات اإلنسان ي عليوضوعامليقوم علي احلكم كما أنه املنهج التارخيي النقدي .إن تطلبت النقد...ميداا ونقدها

إيل الصريورة اليت تشكل جوهر الذي ينتمي إيل التاريخ أو كل ما االتارخيي فنعين كلمة أما .(14) احلياة اإلنسانية

(13) _Cf. Dumont (L) : Essais sur l’individualisme, édit. Seuil, Paris, 1983.

(14) _ Foulquié (P): Dictionnaire de la langue philosophique, PP, 321_441.

ي

:األفاق اليت يبحثها البحث) وكل من الليربالية مثل تلك السلبيات اليت يتضمنهاعند يتوقف حينما إن هذا العمل

االجيابيات و فإن ال يهدف إيل جمرد الكشف عن مثل تلك ،البورساوية خباصة ،و الرباغماتيةاحلقيقية من ...، لنمكينه من االستفادة السلبيات، إنه يهدف أساسا إيل متكني العرب،من فهمها

اجيابياا وصوال إيل التكيف األفضل مع الواقع العاملي اللتان تصنعانه اليومربالية الرسالة تأمل أن تسهم جبزء متواضع يف الكشف من خالل مقاربتهما لكل من اللي إن هذه

والرباغماتية، اللتان ال تزاالن تشكالن ابرز اإليديولوجيات وأبرز الفلسفات ، وأهم رافد للفلسفة ،كما سبق أن أشرنا، عن بعض اجلوانب اليت ميكن للعامل العريب بصورة (15) األمريكية املعاصرة

ولتحقيق تقدم يعتمد (16)خاصة توظيفها من كلتا الفلسفتني أو اإليديولوجيتني للخروج من ختلفه عن الدين الذي ال ومثلما فعلت أمريكا علي الفاعلية و التقنية ولكنه ال ينسلخ يف نفس الوقت

.(17)حياة للعرب وكما يالحظ ابن خلدون بدونه :الصعوبات اليت واجهها الباحث) ز

اوزا إجيابيا فإن إذا كان من الطبيعي أن كل حبث ال يتحقق إال من خالل جتاوزه للصعوبات جت .مثل، هذه الصعوبات اليت تعرض هلا هذا البحث حول الليربالية والرباغماتية ذات طابعني

الذي جعل أصحاا وهو الغموض ويتمثل يف غموض بعض املفاهيم الرباغماتية الطابع األول تعين لدي البعض اليت قد ،احلقيقة وذلك مثل .يستعملوا استعماالت خمتلفة حىت ال نقول متناقضة

الذي قد ،ومثل املوضوعية بالنسبة ملفهوم العلم ،وقد تعين لدي البعض اآلخر الرضي ،النجاح ،منهم (15) _Cf. Freeden (M) : Ideologies and political theory, Oxford university press, Oxford, 1996. (16) _Cf. Popper (K): La société ouverte et ses ennemis 1945, Éd du Seuil, Paris, 1980, 2 vol.

.1978ـ أنظر ابن خلدون، المقدمة، دار الكتاب اللبناني، (17)

ك

إن نفس . أقرب إيل الذاتية وإيل الصوفية ،لدي البعض كذلك يقني العلم ولدي اآلخرين يقني ،يعين .إخل...احلقيقة تصدق علي التجربة وعلي املنهج العلمي وعلي الفاعلية

األمريكية عامة و فيتمثل يف قلة البحوث والدراسات العربية حول الفلسفة الطابع الثاينأما .خاصة أو املنهج الرباغمايت الفلسفة

:مكونات الرسالة ) ح

وقائمة باملصادر ،تتكون هذه الرسالة من مخسة فصول، إضافة إيل مقدمة تارخيية ومنهجية وخامتة قائمة ألهم و. باملوضوع ،املباشرة، وغري املباشرة ،األجنبية ذات الصلة) ربية، بالع) واملراجع أ

أهم املصطلحات الليربالية والرباغماتية إضافة إيل املراجع قاموس بأعالم الرباغماتية و الليربالية مث . واملصادر األجنبية والعربية

ويتناول بالتحديد ،)العقيدة واحلقيقة( وهو بعنوان الفلسفة و اإليديولوجيا : الفصل األول وطروحات وأهدافا ونتائجا، ونقاط االلتقاء، ولوجيا، جذورا و مفاهيما والنقد كل من اإليدي

...واالختالف بينهماوهو ).املعرفة والفعل، أو العلم والعمل( "بالرباغماتية والليربالية" املعنون: الفصل الثاين

وطروحات وتصنيفات ومدي ...التارخيي لكل من الليربالية والرباغماتية يتناول بصورة خاصة التطور ... ومدي االختالف والتناقض بينهما كذلك...التفاعل والتكامل

ويتناول ،)أو املصاحلة الصعبة(وهو بعنوان الفردانية، والدولة والدميقراطية : الفصل الثالث

صة، أا جنحت الليربالية خا ،وهذا بالرغم من ادعاء، ...بني مثل هذه األطروحات حماولة التوفيق ، الذي تبين، وكما سبق، ، ال علي اتمع األمريكيومدي أثر مثل تلك املصاحلة الصعبة... يف حلها

.، بل وعلي بقية شعوب العاملفحسب مثل هذه اإليديولوجيا وهذه الفلسفة

ل

اإلنسان ،)حبثا عن اإلنسان من جديد( ،"مرآة أمريكا املكسورة "وهو بعنوان :الفصل الرابع أبعاده اإلنسانية، وسط مثل تلك الفردانية اإليديولوجيا الليربالية الذي غابت أو باألحرى غيبت،

علي العديد من القيم اإلنسانية ...والتجارة... واآللية، والتقنية الطاغية، وطغيان عقلية الربحللفقراء، وحتقيقي السعادة احلقيقية للعجزة ووالرعاية، خاصة قيم التضامن االجتماعي احلقيقية

.و لإلنسان عامة..للمواطن األمريكي عامة العامل العريب، الذي مير اليوم مبا يسميه البعض و يتناول موقف أو مكانة : مسالفصل اخلا

الليربالية كل من من(Le printemps arabe) " راحل احلرية و الكرامة مو ربيعه السياسي" ل ...نقدي فصل هالرباغماتية وهو كما يدل عليه عنوان منو

بني هاتني مقارنة بالنظام كما أنه فصل يتضمن كل من الليربالية أو املنهج الفلسفي الرباغمايت .اإلسالمي األخريتني وبني االقتصاد

الفصل األول

)العقيدة واحلقيقة( عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

2

فإننا ،أو املنهج الرباغمايت ،ألن موضوع هذه الرسالة هو الرباغماتية والفلسفة نقول بادئ ذي بدأ أن بني اإليديولوجيا، أيا كانت، وبني الفلسفة، أيا كانت

ما بينهما من العديد من نقاط التباعد العديد من نقاط االلتقاء والتشابه بقدر .واالختالف، كما سبق أن أشرنا يف مقدمة هذه الرسالة

فاإلديويولوجيا والفلسفة تتحدان يف اجلذور املشتركة، وختتلفان تارخييا، حيث أن رحلة الفلسفة، أم العلوم، من ارد إيل امللموس، ومن امللموس ... ومنهجا

ها تارخييا رحلة اإليديولوجيا اليت استنبطت بدورها من إيل ارد، ال تضاهيعن اهلم "االعتقادات الكربى حلياة األمم والشعوب األمر الذي جتعلهما صادرتني

بأي وعي يسعد اإلنسان، حيقق : اإلنساين املشترك، اهلم األصلي املتجدد واملتسائل (1) "اخلاص؟ وهو يفسر املكان بزمانه...يتغري

لإلنسان ولفكره هذا، و بالرغم من رفعها ةكانت اإليديولوجيا جمددمن هنا اإلنسان علي وضع سياسي إبقاء لشعار التفسري وذلك ألا ال تستهدف سوي

.ال يتغري واجتماعي

، كل حسب طريقته، إيل سفي مثل الوعي اإليديولوجي، يهدفألن الوعي الفلو يفرز العديد من اإلشكال ومن دفاهلساين األفضل، فإن مثل هذا التحقق اإلن .بني اإليديولوجيا وبني الفلسفة كما سنري ذلك... اإلشكاالت

.و مابعدها 6، ص1980بيروت، 14العدد فاضل الجمالي، اإليديولوجيا و الفلسفة، مجلة الفكر المعاصر،. ـ د (1)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

3

فإن اإليديولوجيا ،األعماق كان الوعي الفلسفي يطمح إيل وعي ذلك أنه إذا وأحيانا ليقابلها بل ... تطمح إيل وعي عام، ال يتآخي مع الفلسفة إال ليناقضها

.وليقتلها

الختالف وهذا التداخل معا بني اإليديولوجيا وبني الفلسفة هو الذي إن مثل هذا ا مثلما سيولد العديد من نقاط االختالف ... العديد من نقاط االلتقاءكذلك سيولد

.و هي النقاط اليت سنعرض هلا تباعا يف هذا الفصل

كل من اإليديولوجيا ومن الفلسفة، مصطلحا ذلك عندعلي أننا سنتوقف قبل .هوما، مناهج وأهدافومف

I( املصطلح واملفهوم: اإليديولوجيا.

، الكلمة ذات األصل اليوناين و املكونة من )L’idéologie(تعين اإليديولوجيا ).La science des idées(، علم األفكار )Logos(ومن لوغوس )Idée(فكرة

Destitut De( "ديسيتوت ديتراسي"ابتكره حديثا ... و اإليديولوجيا مصطلح

Tracy() 1754 - 1836( (2) ويقصد به، وكما سبق أن أشرنا،... 1853 سنة ...بنظرية الفيلسوف "دي تراسي"وقد تأثر علم األفكار السياسية واالجتماعية خاصة

التجريبية ، كما تأثر )John Locke( )1704-1632" (جون لوك"اإلجنليزي الذي يرد )Condillac( )1780-1714" (كوندياك"مبذهب الفيلسوف الفرنسي

من خالل هذا " دي تراسي"لقد أراد . ةكل معرفة أو إدراك إىل أصول حسية حبت

(2)_ D. De Tracy : Dissertations sur quelques questions d’idéologie, PUF, Paris, 1779.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

4

كلمة ومفهوم علم النفس الذي ينطوي علي مدلول " التعريف لإليديولوجيا جتاوز ."وصوال إيل تعريف هلا أقرب إيل العقالنية... روحي وديين

ال تنتجها إال ...ا ختلق، أو تولد، يف أجواءبأ" لذلك يقول عن اإليديولوجيا مبنطقة ... اليت هي أشبه يف النهاية رمن عالقاا الداخلية، وهي األفكا... أفكارنا

والطرقات، هلا ... واألجزاء... والتضاريس... جغرافية شاسعة ومتنوعة املناضرت اليت وهي الطرقا... بل ونقطة االنطالق الواحدة... وكلها ذات أصل واحد

."...بقيادة الناس فيها... تتكفل اإليديولوجيايديولوجية مبفهوم أوسع وأمشل باعتبارها علم إكلمة "تراسي دي"وقد استخدم

دراسة األفكار واملعاين كما هي يف الواقع احملدد تارخييا ، ليست األفكار يف ذاا، اا واستخداماا ودالالا يف اليبها وتظاهرسبل لذاا يف معانيها ويف تعبرياا وأ

.(3) جمتمع معني ويف مواقف اجتماعية حمددة ويف سياق حضاري ثقايف حمددعديد من التعاريف، نظرا وألن مفهوم اإليديولوجيا قدمي، نسبيا، فإنه أخذ بالتايل ال

. بالسياسية وباتمع، وبتغرياا اليت ال تتوقف الرتباط هذه األخرية املباشرأا وليدة ،يف حني يؤكد املاديون، ويف مقدمتهم املاركسيونوهكذا فإنه

.االجتماعية واالقتصادية لإلنسان، يري آخرون أا غري كذلك الظروفو بالرغم من أننا لن نتوقف عند مثل هذه التساؤالت حىت ال نقول اإلشكاالت

ذور جيب البحث عنها يف فإننا نالحظ أن مثل هذه اجل...حول جذور اإليديولوجيااليت تولد وحتدد عالقات اجتماعية ... املمارسات االجتماعية لبين اإلنسان

.وإيديولوجيات جديدة بالتايل... جديدة

، 2001، جدل الوعي والوجود االجتماعي ، دار الفكر الجامعي، اإلسكندرية، المعرفة نبيل رمزي ، سوسيولوجياـ (3) .18ص

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

5

... ي حلركة األفكاروإذا كان الواقع االجتماعي هو املصدر األول واحلقيقالفلسفة تظل، ديولوجيا والفلسفة واألفكار احلاملتني هلا، فإنومن ضمنها اإلي

عن هذه ،ما سنريوك ،خمتلفة... يديولوجياوبني اإلبالرغم من بعض التشابه بينها يديولوجيا ذلك ماسنبينه، ونتبينه، بشيئ من التفصيل، من خالل األخرية أي عن اإل

هذا الفصل، عامة، ومن خالل العديد من التعاريف اليت أعطيت لكل من .االيديولوجيا ومن الفلسفة عامة

:ـ تعريف اإليديولوجيا1

لقد أعطيت لإليديولوجيا، وللفلسفة كذلك، العديد من التعاريف، اليت جعلت مفهومها، مثل مفهوم الثقافة ، ومتوقفا علي الزاوية اخلاصة اليت ينظر كل متعدد

...منها إليهاصعوبة إن نفس ال. من هنا صعوبة اخلروج، بتعريف لإليديولوجيا، يقبله كل الناس

.، وكما سنري ذلك، الفلسفة وتعريفهاتصدق-Raymond Aron( ) 1983((4) "رميون ارون"وذلك ما يفسر، وكما يالحظ

ملاذا استعملت، وتستعمل، كلمة " اجلديدة، ةدافعني عن الليربالي، أحد امل ) 1905... هلجاءإيديولوجيا، تارة مبعين حيادي، وتارة مبعين اإلطراء، وتارة أخري، مبعين ا

."متأرجحة بذلك، وكما يضيف، بني الداللة اهلجائية وبني الداللة التربيريةعلي أن اإليديولوجيا تظل مع ذلك، وبالرغم من تعدد تعاريفها، مرتبطة، بالوهم )L’illusion ( وبالطوباوية)L’utopisme( يم"، كما يالحظكارل ما"

(4)_ CF. R. Aron : L’opium des intellectuels, Gallimard, Paris, 1962. _R. Aron : L’idéologie : Revue recherches philosophiques, V, I, 1977.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

6

)K. Mannheim ((5) )1893حيث أن كال من ،وغريه من املاركسيني ،)1947ـ La Fausse(الوهم ومن الطوباوية نتيجتني متشاتني ملثل ذلك الوعي اخلاطئ

Conscience( وهو الوعي الذي ال يوظفه البعض من اإليديولوجيني إال انطالقا ،من املاضي، ودف حفظ الكيان السياسي واالجتماعي، يف حني أن الطوباوية،

...ودعوة إليه... أساسا، ولوج، خيايل، إيل املستقبلوإذا كنا لن نتوقف كثريا هنا عند هذه املقارنة بني اإليديولوجيا والوهم

،والطوباوية، فإننا نشري مع ذلك إيل أن الطوباوية والوهم قد يكونان فرديان .ال تتجسد إال مجاعيايف حني أن اإليديولوجيا ال تكون، و،)نتيجة ملرض نفسي( اإليديولوجيا يبقي تأثريواالستالب، ارتباطا وثيقا، يديولوجيايبدو االرتباط بني اإل

بشىت وسائله وطرقه و أشكاله الثقافية و السياسية ستالب،الفعل امقرونا عمليا بولوجيا يدين اإلإ .والصحية و النفسية املتعددة املؤثرة علي الفرد وعلي طبيعته احلية

بل هي ال تنمو و ال يزداد متاسكها قوة، وال قوام هلا إال يف ليست نتاجا فرديا،تظهر اإليديولوجيا علي شكل أمناط متعددة من .شكلها اجلماعي املتراصي

اليت تنتجها و القيم والشعارات واملعتقدات والعادات الدالالت و الرموز احململة رجعية اليت ال حياة نتماء األفراد إىل هذه املال املميزة السمة ستظل دوما مجاعة ما

. هلا سوي هذه اجلماعةتبقي بذلك و بفعل باستمرار، هذا االنتماء، ،و تغذي تعزز اإليديولوجياوألن

فرغبة الفرد يف املسامهة ، االستالب شرطا ضروريا وتارخييا لبقائها و الستمرارها مث إيل التغيري تبقي حمكومة واجس هذه اجلماعة ضمن البناء احلضاري و من

بصيغة االستالب ال يعين سوى الذوبان ذي ال ،و مصريها املشدود ذا االنتماء (5) _ CF. K. Mannheim : Idéologie et Utopie, trad. Franc. Edition, Rivière, Paris, 1956.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

7

و الذي ،العقل وحتل حملبالدين تختلطل جامدة لوجيا إيل عقيدةحموال بالتايل اإليديو، كل ذلك ).Rupture dogmatique(تتحول وبفعل اإليديولوجيا إيل دوغماطيقا هذه وعندما تنحرف مشدودين إليها، من خالل شحنة عاطفية عالية جتعل اجلميع

ديولوجيا تصبح عقيدة تصورية ملؤسسات الواقع حتميها ضمن هالة إيإيل العواطف .حمتملالتشريعية والتنظيمية ضد أي تغيري صريوراالقداسة وحتفظ

. للواقع، إنه ليس هروبا منهناشئ عن رفض إجيايب هو يديولوجيااالستالب يف اإلف جلمهورها مدى جديتها، كما حتاول قدر يديولوجيات حتاول أن تربزفاإل

استراتيجيات تبدو ظاهريا اإلمكان أن تعقلن خمططاا، وأن تعمل من خاللهام، يديولوجي، هناك فارقاإل متماسكة منطقيا، وبني املستلب الطوباوي واآلخر

اجتماعيني، مستهم األساسية يديولوجيا تقدم مشروعا حيتاج إىل فاعلنيذلك أن اإليديولوجيا ميارس رفضا اإل أن يكونوا مستلبني، وهذا معىن أن يكون املستلب يف

. من طرف هذه اإليديولوجيا املختزنة يف اجلماهري مستمراوضغطا إجيابيا للواقعالتغيري، إال أن هذا التغيري ال ينطلق من فعل من أجل فالرفض اإلجيايب هذا سيتبعه

تغيريا من خالل وعي حقيقة هذا الواقع، الواقع، من فهم قوانينه وشروطه؛ إنه ليسماركس، وتتجلى خطورة املسألة كما عرب" وعي زائف"يديولوجيا هو ذلك أن اإل

التاريخ والواقع يطلب من عندما ينجم عن هذا الوعي الزائف مشاريع زائفة، حبيث . أن ينصاعا هلا

بني الناس يف حالتهم تلك، بأم االستالب هنا ينجم عن االعتقاد الذي يسري يديولوجيا يعيشون وجودا اإل وهذا يعين أن الناس يف. غري ما هم عليهم يف الواقع

ميكن أن يكون سوى فالوعي كما رأى ماركس أيضا ال. زائفا، ألن وعيهم زائف. لك، ألن الفرد ينتج وعيا مقلوبا، فإن االستالب يكون كذ.جود الواعيالو

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

8

فالوعي املقلوب . هذا احلال فاإلنسان املستلب هو كائن التارخيي أو مت حتويله إىلاحلال من االستالب، حيث ويف مواجهة تلك. ينتج تارخيا مقلوبا، أو هو التاريخ

.(∗) عاجزا عن وعيهايعيش املستلب مندجما يف جتربة الوجود، يف بث أدوار اإليديولوجيا يكمن أيضا أن خطر " " مطاع صفدي"يري املفكر

األساطري والفلكلور وبعض النتاجات األدبية والفنية، والعقائد بناء تقتصر عليذي اليت تغ. اليوتوبيا السلبية من أشكال شكل تأخذ لذلك فهيالسحرية والصوفية،

طاقة التغيري املكبوتة علي أصعدة ة بذلكستهلكمعوب والفئات، اليقظة عند الشولكنها تظل عاجزة عن تفجري . األوهام اجلماعية من مجالية وصوفية وأسطورية

تتحول اليوتوبيا السلبية إيل حاجز جديد بذلك . الواقع أرضيةمشروع مادي يف عجز يظلل والتاريخ كثيف بني العقل والتاريخ وكلما تعاظم هذا االنقطاع بني العق

إيل مشروع عملي تغيريي شامل، وذلك بسبب العوائق هاالشعب عن حتويلاالقتصادية والسياسية القائمة، واألنظمة االجتماعية ،عادة ،املوضوعية اليت متثلها

العاجز عن ،يتمسك ا الشعب إيديولوجيااليوتوبيا خطر التحول إيل أصابكلما .(6)" ةه اخلياليأحالمحتقيق

تعبريا عن احلنني إيل التغيري ملا اليوتوبيا لنا وتبدوا كما لو كانت تظهر يف حني بذل أي جهد حقيقي يف يال . هو واقع بأدوات غري واقعية وألهداف حمض ختيلية

،بنوع من القفزات التخيلية ،تجاوزهايلظروف القائمة، وإمنا احماولة فهم موضوعية

.مجلة الثورة، مؤسسة الوحدة للطباعة والصحافة و النشر، دمشق: منذر شباني :أنظر (∗)مطاع صفدي، العقالنية وإيديولوجيا التقنية في المشروع الثقافي الغربي،مجلة الفكر العربي المعاصر، : ر ـ أنظ (6)

. 1981،16مركز اإلنماء القومي،بيروت، العدد،

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

9

أو فئات بل تأخذ بتيارها جمتمعات أفرادماعي اليت ال تقتصر علي عمليات احللم اجل ". وأمما بكاملها

، تقدم صورا مشوهة، ناقصة،اإليديولوجياإن الذهنية اليوتوبية، شأا شأن

وكلما ازداد إتقان ما تقدمه اليوتوبيا. مراوغة وخادعة للواقع االجتماعيومع . هورها، كلما انضوى ذلك اجلمهور حتت لواء اخلرافةجلم اإليديولوجيا و

التمظهرات نفسها اليت حتملها كل االستالب ال حيمل اآلليات والصيغ و ذلك، فإنفاالستالب يف اليوتوبيا، ناشئ عن رفض سليب للواقع، . اإليديولوجيا و من اليوتوبيا

إنه ليس واقعا . كانمواجهته، هروب إىل واقع خارج الزمان وامل هروب متعمد منفيه حتقق تلك . الذات املستلبة من واقعها ومن عجزها معا بل خيال، تتحرر فيه

الواقع، فيه تتحرر الذات مما تعتقد أنه اضطهادها، من الذات ما تعجز عن حتقيقه يفقدرا على التكيف مع الواقع، أو تغيريه، فيه تلجأ بؤسها، من أمراضها، من عدم

.(7) أخرى من املاضي استعارة واقع من أزمنة الذات إىل تلغي الواقع باسم ما مل يقع بعد اليوتوبيا"أن "مطاع صفدي"و يضيف الدكتور

فهي بذلك تدمر ممكنات احلاضر لتجعل املستقبل غري قابل للتحقق، أشبه أي من حيث هو، . املستقبل إيل احلاضر اإليديولوجيا جتر أنيف حني . باملستحيل

املستقبل، خطاب عقالين، شكالين، وتسبغه علي مؤسسات الواقع، وتدعي عن كوا ) املوهوم أصال(هذه املؤسسات وبالنيابة عنها، أا حتقق املضمون الفعلي

.نفس المرجع: أنظر_ (7)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

10

قبة موضوعية يف وجه ذلك عتغيري، الواقع، فيما هي حقا تقوم مؤسسة من أجل،ولكن يف . اليوتوبيا الواقع الراهن التغيري، وبذلك فهي تلغي املستقبل، كما ألغت

تتجاهل إمكانية التغيري يف الواقع وتستبدهلا حبلميات أوليوتوبيا جتهل احني أن املستقبلية غري املمكنة أصال، وختلق بذلك أفاقا من املشكالت الزاهية اليت قد البدائل

إليديولوجياا اخلبيثة، فإن واألسطوريات والقيم الشكليةتساعد علي إنتاج اآلداب . الواقع أرضيةتبدو أشد صرامة وحسما يف تعاملها مع ممكنات التغيري املتوفرة يف

فهي ال تتجاهل هذه املمكنات، ولكنها علي العكس تترصدها خببث ودقة، وتراقب حينئذ إيل حماولة اإليديولوجياإذا نضجت وآذنت خبطر، تعد حىت. منوها وتطورها

جدلية مشاكلهن طريق جذا وخداعها، وتوريطها يف عالقة ع وامتصاصهااستيعاا . (8)"الفكروية الكاذبة و الطوباويةمزيفة مع خطاباا ذات التمظهرات

ذاا علي ممكنات التغيري بثوب اليوتوبيا الرباق، ظهرتستطيع أن ت فهي الوعي ضمن مستخدمة من اليوتوبيا وظيفتها األصلية كطرح جتريدي لتفريغ احنصار

يضيع الوعي بني ما ميلكه حق من وإذ. دائرة مشاكالت املؤسسات القائمةاملقنعة من بدائل حتريفية، تتميز اإليديولوجيا ممكنات التغيري وبني ما تعرضه عليه

.نتاجات املؤسسات القائمةإعن تلك املمكنات بكوا متلك حضورا راهنا عرب ، لنقول أن يف مثل ذلك التعدد ما ف اإليديولوجيا، بل ينعود اآلن إيل تعدد تعار

حول ...وبني اإليديولوجيات املختلفة... قد يفسر االلتقاء بني مثل هذه التعاريفوذلك مثل التقاء الرأمسالية واملاركسية يف االهتمام بامللكية الفردية بعض القضايا

.نفس المرجع: أنظر_ (8)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

11

)... Le Stalinisme(ينية وبدور الدين وبالدولة، والتقاء كل من الفاشية والستالوالديكتاتوري، املناهض لكل حرية مهما ) Le Totalitarisme(يف احلكم الكلياين

.كانت

:ـ مناذج من هذه التعاريف لإليديولوجيا 2 : )F. Engles( ((((9)))) )1895-1820( "فريدريك اجنلز"تعريف -أ عي بال شك، ولكن بوعي عن و) املزعوم(صريورة يقوم ا الفكر اإن اإليديولوجي

أما القوي احلقيقية اليت حتركه، فتظل خفية عليه، وإال فإننا ال . خاطئ مع ذلك . نكون جتاه صريورة إيديولوجية أبدا

وملا . وهكذا فإن املفكر يتخيل قوي حمركة غري صحيحة أو صحيحة يف الظاهر مضمون الفكرة كانت هذه الصريورة عقلية أو فكرية، فإن صاحبنا يستخلص منها

. اخلالصة وصورا، سواء أكان ذلك من تفكريه اخلاص أم من تفكر من سبقهيل إالذي جيده بني يديه هو حصرا مواد فكرية ال حياول النظر يف أن يض و

أصلها عن كثب، فيحسب أا مواد تنشأ عن الفكر نفسه، من غري أن يبحث عن لي ذلك فإن هذه الطريقة يف رأيه هي مصدر آخر ممكن، هو غري هذا الفكر، وع

البداهة بعينها، إذ إن كل عمل إنساين يتحقق عن طريق الفكر، يبدو له آخر أمر، .وكأنه يقوم علي الفكر

(9) _CF. F. Engles : Lettre à Mehring, 14 Août, diverses éditions, Paris, 1893.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

12

K. Marx (((((10))))( "كارل ماركس" تعريف -ب )1818-1883( :

علينا بل ،أن تاريخ الطبيعة، أو ما مسي بالعلوم الطبيعية، ال يهمنا"يري ماركس أن تم بتاريخ الناس، إذ إن اإليديولوجيا كلها تقريبا، إمنا ترد، إما إيل تصور خاطئ

."كاملة هلذا التاريخ يةهلذا التاريخ، وإما إيل عملية جتريد

النظرية واملنهج يف علم "يف كتابه " أمحد أنور" لذلك يقولر العقد اخلامس من القرن التاسع يف أواخ قد أسهمت املاركسية أن" االجتماع

"جنلزا"و "ماركس"يديولوجيا ، فكان أول تعريف قدمه عشر يف بلورة مفهوم اإل ،يديولوجيا عبارة عن نظام لألفكار الباطلة أن اإل) يديولوجيا األملانيةاإل(يف كتاما تشويه يديولوجية هي، وعلى ذلك فإن اإلحماولة لتربير السيطرة الطبقية وأا جمرد

بأا "إجنلز"للحقائق بقصد تربير موقف الطبقة احلاكمة وقد لقبها .(11) "وعي كاذب"

)Louis. Althusser ( ((((12)))) )1990-1918( "لويس ألتوسري " تعريف - ج

منظومة من التصورات ) هلا منطقها اخلاص ا(إن اإليديولوجيا هي منظومة" مزودة بوجود ) كالصور واألساطري واألفكار، واملفاهيم تبعا لكل حالة علي حدة (

العلم دون البحث يف تفاصيل عالقات ،ولنقل. ودور تارخييني، داخل جمتمع مامجلة من التصورات تتميز عن العلم، من ، أن اإليديولوجيا، )اإليديولوجي( بتارخيه

أو وظيفتها ( ها النظري علي دور حيث إن دورها السياسي االجتماعي، غالب ."املعرفية

(10) _CF. Marx : Œuvres Philosophique, diverses éditions, Paris, 1970

، و أنظر أيضا )عدة طبعات(، النظرية و المنهج في علم االجتماع، أحمد أنور: أنظر_ (11)(12) _Cf.L. Althusser : La pensée pour Marx, diverses éditions.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

13

) وعيا زائفا( باعتبارها اإليديولوجيافكرة النظر إىل "ألتوسري "ذا املعىن يتجاوز جمتمع أيال ميكن االستغناء عنها يف اليت نسقا من التمثالت اجلماهريية"لتصبح

."وجودهم حيث تعمل على ربط الفاعلني بأدوارهم ومواجهة متطلبات أوضاع ، أن اإليديولوجيا وعي بائس"ماركس"قبل نهكذا يري املاركسيو )Conscience malheureuse ( متناسني أن هذه احلقيقة، أو هذا النقد أول ما

كما سنري ذلك ... ينطبق ، فإنه ينطبق علي إيديولوجيتهم املاركسية هذه . (13)..الحقا

((((14)))): "كارل مايم"تعريف -د

التأويالت للوضع أو املوقف نا نفهم من كلمة إيديولوجيات، جمموعةإن" نوع من املعرفة املشوهة تنشأ كحصيلة لتجارب شخصية، بل ك، اليت ال االجتماعي

هلذه التجارب، اليت تصلح إلخفاء الوضع احلقيقي، وتؤثر يف الفرد كما لو أا ."ضغط أو إرغام

نساق الفكرية اليت دف بصورة أن كل األ"، يف هذا الصدد " ماامي" يقولرئيسية إىل الدفاع عن الوضع الراهن ، وإجياد التربيرات الالزمة حلماية مصاحل

.(15) "الفئات احلاكمة تسمى إيديولوجيا ، وهى أنظمة ثابتة ودفاعية

يف " النظرية واملنهج يف علم االجتماع"يف مؤلفه " أمحد أنور"و يري الدكتور

جورج لوكاش، التاريخ والوعي الطبقي، : مزيد من التفاصيل أنظر .35بق ، ص مجدى وهبة ، مرجع سا- (13)

. 2ترجمة حنا الشاعر، دار األندلس، ط .)عدة طبعات(، النظرية و المنهج في علم االجتماع،أحمد أنور: أنظر_ (14) .234، ص 1979ـ محمد عاطف غيث ، قاموس علم االجتماع، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (15)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

14

لإليديولوجيا اليت تقول أن أي معاجلة لإلديولوجية جيب أن تفرق " مايم"فكرة .املعىن اخلاص واملعىن العام : لني للمصطلح مها صفنبني معنيني متميزين وم

ميكن أن يتراوح بني الكذب الوجداين الشعوري واخلداع فاملعين اخلاص يؤمن باملعىن اخلاص النفسي، ولكن ذو طبيعة سيكولوجية ، أى أن الفرد الذي

لإليديولوجيا ميكن أن يكون قادرا على التفكري بأسلوب آخر، إذا كان راغبا يف .رفض حتيزاته واستبعاد أغراضه وتعصباته

إىل الشكوك اليت توجد لدينا يف نظره فكأن املفهوم اخلاص لإليديولوجية يشري ا املعارضون لنا وتؤدي بالضرورة دائما إزاء اآلراء واألفكار والتصورات اليت يتقدم

ىويتجل. إىل عدم القدرة على إدراك الواقع االجتماعي إدراكا متكامال وحقيقياالطابع املميز للمفهوم اخلاص عندما يتناقض مع املفهوم الكلي الشامل لإليديولوجية،

عية وخاصة عندما يشري إىل عصر من العصور أو حقبة تارخيية معينة، أو فئة إجتمابتركيب البناء الكلي للعقل وخبصائصه يف واضحة املعامل والسمات ، أو حينما تم

ومعىن ذلك أنه يف الوقت الذي يشري فيه املفهوم اخلاص إىل . مرحلة تارخيية معينة جزء فقط من األقوال اليت يطلقها املعارض، فإن املفهوم الكلي يتاول املعرفة كلها،

كذلك بينما يقيم املفهوم اخلاص . استنادا إىل احلياة اجلماعية وحياول تعريف املفاهيمفكار واآلراء حتليليه لألفكار واألراء على مستوى نفسي، يعرف املفهوم الكلي لآل .(16) إىل مرحلة تارخيية، وإىل طبقة إجتماعية تفكر يف مقوالت غري مقوالتنا

جود نوع من التطابق بني سلفا وبكل بساطة وفإنه يفترض املفهوم العام أما

.235ص: ـ نفس المرجع (16)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

15

وضع إجتماعي معني ووجهة نظر بالذات ، وتكون نقطة االنطالق يف املفهوم األول، الفرد دائما حىت ولو بدأنا بالفئة االجتماعية ألن كافة الظواهر النفسية جيب ان ختتزل

ة للفئة إىل عقول األفراد ، بينما تبدأ يف املفهوم الثاين بإعادة بناء وجهة النظر الكلياالجتماعية، أى إعادة بناء اخللفية النظرية اليت تستقر وراء األحكام الشخصية لألفراد ،

.(17) ديولوجيالك املظاهر النفسية اجلماعية لإليفتتضح بذ

يديولوجيا هى اإلحيث أن ا ، يديولوجيا واليوتوبيبني اإل "ماامي"ويفرق تنجح من الوجهة الواقعية يف حتقيق أفكار متنوعة ومتسامية على الوضعية ، مل

حمتوياا بالرغم من أا قد تكون الدافع املقصود للسلوك الذايت فإن معانيها كثريا ما الداعية للمحبة واألخوة املسيحية يف جمتمع ةتكون مزيفة ومشوهة مثال ذلك الفكر

املعىن فكرة قائم على العبودية ، تبقى األخوة فكرة غري مترمجة للواقع، فهى ذا فهى توجه السلوك حنو عناصر ال حتتويها الوضعية ، يا ب، أما اليوتوإيديولوجية

يديولوجية ، ألا جنحت يف نشاطها املعارض يف حتويل الواقع إولكنها ليست .التارخيي القائم إىل واقع يتطابق وينسجم معها

ضوء املاضي مث تستشرف نظرة غري تارخيية ال تنظر للواقع يف فإااليوتوبيا أما املستقبل يف ضوء احلاضر ، إا على العكس تنظر إىل احلاضر من زاوية مدى إتفاقه

.أو اختالفه مع املثال

يديولوجيا فعلية ، إ اليوتوبيارفض وعداء مطلق للواقع ومن مث تعترب فاليوتوبيا

.، النظرية و المنهج في علم االجتماعأحمد أنور: أنظر_ (17)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

16

اوز الواقع يف يديولوجية من وجهة نظر علمية ، ألن جتفهى ال متثل نوعا من اإل .الفكر والفعل ال ميكن أن يكون تفكريا علميا إنه يوتوبيا

ال يتجاهل الواقع وال يلغي التاريخ ، بينما اليوتويب يلغي يديولوجي اإل إنيديولوجي الواقع على مستوى الذهن، ويعمل على حموه على مستوى الواقع، واإل

.تويب أحكامه مطلقه ومواقفه جامدة يتعامل مع الواقع ويسعى إىل تغيريه بينما اليو

يديولوجي إوما هو "يوتويب"التمييز بني ماهو أن كذلك "ماامي"ويرى صعب، ألن هذا التمييز يعتمد على الواقع الذي تطبق عليه هذا املعيار ، ومن

اليوم وقائع الغد، فاليوتوبيات ماهي إال حقائق مل تنضج يوتوبياتاملمكن أن تصبح .بعد

يديولوجي، إكال التفكري ذات طابع أن كل أش "ماامي"يفضي ويديولوجية إيديولوجيا نسق ألفكار اجلماعة ترتبط باملصلحة ، وقد ترتبط فاإل

اجلماعة مبصاحلها إىل احلد الذي ال يستطيع فيه أعضاؤها أن يفكروا إال فيما تريد .اجلماعة أن يفكروا فيه

كلمة يديولوجيااإل"أن يري "بد اهللا العرويع" فإنريب لتراث العبالنسبة ل و

) علم األفكار(دخيلة على مجيع اللغات احلية وهي تعني لغويا يف أصلها الفرنسي لكنها مل حتتفظ باملعىن اللغوي، إذ استعارها األملان وضمنوها معنى آخر، مث رجعت

الغريب يف إىل الفرنسية فأصبحت دخيلة حىت يف لغتها األصلية ولذلك فليس منمثل هذه احلالة أن يعجز الكتاب العرب عن ترمجتها لكلمات مرضية، إن العبارات

تشري فقط إىل معىن واحد من بني) عقيدة) (منظومة فكرية(اليت تقابلها

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

17

.(18) "معانيها

يسعى ) واقعية ومعيارية( إذن هى نسق من املعتقدات واملفاهيم يااإليديولوجاهر إجتماعية معقدة من خالل منظور يوجه ويبسط االختيارات إىل تفسري ظو

وهذا هو ما ميكن وصفه باملعىن احليادي . السياسية االجتماعية لألفراد واجلماعات للمصطلح، إذ أن مثل هذا التعريف ليست لديه القدرة على توضيح الدالالت

ة اليت عملت على إظهار الفكرية العديد األنساقاملختلفة واملتنوعة اليت اكتسبها من .ديولوجيةخالقي اللذين ميثالن مقومات اإليمدى التوازن بني اجلانبني الواقعي واأل

) كاملعتقدات والتقاليد واملبادئ واألساطري( نظام األفكار املتداخلة أو قل أااليت تؤمن ا مجاعة معينة أو جمتمع ما وتعكس مصاحلها واهتماماا االجتماعية

خالقية والدينية والسياسية واالقتصادية والنظامية وتربرها يف نفس الوقت وتقوم واألاإليديولوجيات مبهمة التربيرات املنطقية والفلسفية لنماذج السلوك واالجتاهات ، واألهداف وأوضاع احلياة العامة السائدة وجدير بالذكر أن إيديولوجية أى شعب

مرجعية إيديولوجية بديلة على أن هناك من تنطوى على تفسري وإعادة صياغة أطر يرى أن عناصر اإليديولوجية حقائق صادقة ومذاهب ثابتة وليست صيغا فلسفية أو

.نظرية ميكن أن تتوافق مع كل تغري يف الظروف االجتماعية والثقافية

ر اإليديولوجية ويبدو أن االستخدام الفين ملصطلح اإليديولوجية مييل إىل اعتبافهى ال تدل فقط على املعتقدات اليت توجد لدى الناس او نسق :عدة عناصرحمصلة

.1983، بيروت، 1، دار التنوير، طاإليديولوجياعبد اهللا العروي، مفهوم أنظر ـ (18)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

18

القيم ، أو حمصلة األهداف واملعايري ، وإمنا تتضمن كل هذه اجلوانب جمتمعة ، هذا باالضافة إىل نظرة االنسان لألشياء احمليطة به، والتصور الذي يطوره عن العامل ،

ليها يف عربات واألفكار واآلراء اليت يستند وهى يف نفس الوقت تشري إىل جمموعة اخل .(19) تقييمه للظواهر احمليطة به

من اآلراء واألفكار انسق ناك تعريف آخر لإليديولوجية يري فيهاوهفاإليديولوجيا جزءا . والنظريات السياسية واحلقوقية والدينية واألخالقية والفلسفية

تمع املادية وتعكس العالقات من الوعي االجتماعي تتحدد بظروف حياة اويأيت الصراع يف . طبقي االجتماعية ويف اتمع الطبقي تتسم اإليديولوجيا بطابع

يولوجيا إنعكاسا طبيعيا لتضاد املصاحل الطبقية ، وميثل شكال من أشكال ديميدان اإل .الصراع الطبقي األساسية

طاف بالظروف االقتصادية، ورغم أن تطور اإليديولوجيا يتحدد يف اية امل

كل نسق إيديولوجي جديد كونه نة، تنعكس يف أيفإا تتمتع باستقاللية نسبإنعكاسا للوجود االجتماعي يأيت يف الوقت ذاته استمرارا للتطور الفكري السالف ،

نظريا ملا جتمع من خمزون املفاهيم والتصورات وتتجلى هذه ويشكل متثيالة يف القوانني اخلاصة لتطور أشكاهلا املنفردة وكذلك يف خصوصية االستقاللية النسبي

. تأثريها على الظواهر االجتماعية، وضمنا على األساس املادي

235ـ عاطف غيث، مرجع سابق، ص (19)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

19

:"آرون"تعريف -ه

ة كلية لتأويل العامل إيل أن اإليديولوجيا هي منظوم" آرون"املفكر الفرنسي ويذهب . )العصر الصناعي السياسي إيل(التارخيي

Maxime Rodinson(((((20))))( "ماكسيم رودنسون"تعريف -و

وظيفة اإليديولوجيات يف تقدمي توجيهات للعمل الفردي أو "أن "رودنسون" حيصر "عيااجلم

J. Monnoret(((((21))))( "جان مونري"تعريف -زإن اإليديولوجيا نوع من التفكري مشحون بالعاطفة إيل أبعد " "مونوري"يري

"من هذين العنصرين يفسد اآلخر حد، لكن كال ):K. Jaspers( ((((22)))))1969-1883(ح ـ تعريف كارل ياسربس

اإليديولوجيا مركب من األفكار أو التصورات حيسبه أن" فيؤكد " ياسربز"أما

صاحب العالقة تأويال للعامل، أو ملوقفه اخلاص، تأويال يصور له احلقيقة املطلقة، ، ولكن بأخرىتخفي بصورة أو ر به نفسه، ويتنكر، ويولكن علي صورة وهم يربفإذا نظرنا إيل فكر ما، ورأينا أنه إيديولوجي، فهذا . من أجل مصلحته املباشرة

وإذا قلنا إن هذا الفكر . يعادل القدرة علي الكشف عن اخلطأ وهتك حجاب السوء

(20) _Cf. Maxime Rodinson :La sociologie et L’idéologie marxiste (diverses éditions) (21) Cf Hirschman (A): Les passions et les intérêts 1977, PUF, Paris,1980. (22) _Cf. K. Jaspers: Introduction à la philosophie, diverses éditions.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

20

ال الام وال جم. إيديولوجي، فهذا يعين أننا نأخذ عليه أنه كاذب، وغري شريف "الفكر اإليديولوجي بأكثر من هذا

Jean Meynaud( ((((23))))( وجان مين ط ـ تعريف

تعكس اهتمام اإلنسان مبحاولة نكيف الوسط فيما يقول ولوجياييدإن اإل" (17) "بل ضده... االجتماعي مع مسرية التاريخ، لعامل يصنع بدون مثل ذلك الوسط

يا، وهي التعاريف اليت يالحظ البعض من تلك مناذج من تعاريف اإليديولوج

أن النظرة )..." Lucien Goldmann" (لوسيان غولدمان"الباحثني، من أمثال ولوجيا، ال تارخيية ييدوألا كذلك فإن اإل"... صها كلهاالكلية للعامل تنق

)antihistorique ...( نتيجة هلذه النظرة اجلزئية من طرفنا للعامل، ونتيجة كذلكالذي حيكمها ويبعدها بالتايل ، ال عن حركة ) Dogma...(ع الدوغمائيللطاب

. التاريخ فحسب، بل وعن احلقيقة

من هنا مناوئتها للتغيري وللتقدم حيث أن التغيري والتقدم اللذين تسمح ما مها فضال ... التغيري والتقدم املاديني فقط كما هو احلال بالنسبة لإليديولوجيا املاركسية

.ن اإليديولوجيا الستالينيةع

،ديولوجياياإل )Jurgen Habermas( بدوره "هابرماس" وقد تناولظ ـ كعامل حاسم قادر ) املصلحة(إال أنه قد تبىن مفهوم االجتماعييف عالقتها بالوعي

(23) _J. Meynaud: Les Attitudes politiques, Q.S.J? PUF, Paris, 1962,P,102.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

21

اإليديولوجيا مستهدفة ب حتقيق املصلحة "هابرماس" يربط مث على التمييز والزيف،هذه مالمح ربز من خالله الوجه احلقيقي اليت ختتفي من ورائه يائنا بذلك واقعا ك

على املستويني يربط ف .وذلك على مستويني مادي ونظرياحلقيقية، يديولوجيةاإلذلك أن نقد يديولوجية ، وبالنقد االجتماعي يديولوجية بنقد اإلمفهوم اإل

حة يف ترويج أفكار يديولوجية ما يستلزم كشف القوة االجتماعية صاحبة املصلإ .بعينها

ويعمل هذا املفهوم اخلاص لإليديولوجيا يف إطار سيكولوجية املصاحل يف الوقت الذي يتجه فيه املفهوم العام إىل التحليل الوظيفي والوصف املوضوعي للفروق البنائية

وم وهلذا يرى من يتبىن املفه. بني العقليات اليت تعمل داخل مركبات إجتماعية خمتلفة .اخلاص أن املصاحل هى السبب الكامن وراء تلك األكذوبة أو ذلك اخلداع

أن يكشف عوامل التشويه واخلداع وإخفاء بعض جوانب "هابرماس"وحياول يديولوجيا قناع خيفي أكثر مما يعلن ، ويزيف أكثر ز بعضها اآلخر ، فاإلااحلقيقة وابر

يديولوجية على مر العصور الذين إلمما يوضح ، وهو معىن سليب طاملا زعمه نقاد ا يديولوجيةإيديولوجية معينة، وكل إأن كل فكرة هى إحدى مفردات (يعتقدون

.(24) )هي قناع ملصلحة ما

التزام ت سوي انعكاس الذي يظهر يف صورةليسفاحلقيقة اليت هي صورة الواقع، .ي يـدعم موقفـه استعان ا لكى يديولوجي، وإمنا االلتزام يأيت من الشخص الذإتقوم على االعتقاد يف صحة مبادئ وأفكار وقضايا ، مل يتم التحقـق يديولوجيا اإلف

.مطاع صفدي، العقالنية وإيديولوجيا التقنية في المشروع الثقافي الغربي،مجلة الفكر العربي المعاصر: ـ أنظر (24)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

22

.علميالنهج امل على أساسمن صدقها

: يديولوجية فيميز بني وظيفتني خمتلفتني األولوظائف اإل "هابرماس"وحيدد لتارخيي من وإذا أخذنا مرحلة التحول ا. دعم وإحالل وجتديد: هدم وإزاحة والثاين

يديولوجيا الرأمسالية قد قامت النظام اإلقطاعي إىل النظام الرأمسايل جند أن اإليديولوجي جديد من إيديولوجيا النظام اإلقطاعي وبلورة نسق إهدم : بالدورين معا

لوجيا، ذلك أن يويدأمهية خاصة على نقد اإل "هابرماس"احلرية واملساواة ويعلق يديولوجي بكشف يقوم على مستوى اتمع ، ويقوم النقد اإلالتحليل الناقد الذي

يديولوجية مما ينطوى عليه النظام من ما خيبئه النظام السائد من خالل اهليمنة اإلجية ويديولجي بتبديد األوهام والدعاوى اإلويديولاستغالل وقهر ، ويقوم النقد اإل

(25) الزائفة

التفسري الذي قدمه إنف )Max Weber( )1920-1864("يربوماكس "أما يعد ) Le capitalisme(بالرأمسالية ) Le protestantisme(لعالقة الربوتستانتية

حيث أوضح أن األفكار ملسلمااثابة نقد مباشر للنظرية املاركسية وتفنيد صريح مبمتارس دورا أساسيا يف دفع حركة اتمع وحتوله حنو أشكال جديدة، ولقد أوضح

أيضا أن من الصعب فهم التطور الرأمسايل يف ضوء العوامل االقتصادية وحدها " فيرب" "فيرب"ولقد قصد . ألن معناه التقليل من دور األفعال يف صنع اتمع والتاريخ

بذلك تأكيد قضية أساسية هى أن دراسة نشأة الرأمسالية جيب أال يقتصر على اعتبارها وبنفس األمهية تصورات العوامل االقتصادية فقط بل جيب أن تأخذ يف

يديولوجيا السلطة إجوران ثربورون، :و أنظر أيضا. ، النظرية و المنهج في علم اإلجتماعأحمد أنور: أنظر_ (25)

.1982 ،الوحدة ، بيروتيديولوجيا ، ترجمة إلياس مرقص ، دار وسلطة اإل

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

23

Le( الكالفنينة أن ومعىن ذلك. الناس عن العامل الذي يعيشون فيه وواجبام إزاءه

calvénisme( ليست جمرد انعكاس سليب لظروف اقتصادية بقدر ما "فيرب"يف نظريف إحداث حاسميديولوجي فعال للفعل االجتماعي وبالتايل عامل إهى توجيه

يديولوجية عند يف نقده ملفهوم اإل "فيرب"االجتماعي وهذه مبالغة من التغرييديولوجية مل يقصدا القول بأن اإل "اجنلز"و "ماركس"ذلك أن "اجنلز"و "ماركس"

بقصد ما قصدا إبراز الدور اهلام الذي تلعبه بوصفها ) مشوه(هى جمرد انعكاس سليب . (26)مصدرا للشرعية السياسية والتغري االجتماعي

بأا " "بارسونز"فقد عرفها ، حيثيديولوجيالإلأخري تعريفات وهناك عدة تلك )des origines empiriques( يقيرينسق من األفكار املوجهة اليت هلا أصل أمب

للجماعة لطبيعة املمارسة أو التجربة اليت تشكل بذلك أثرا االيت متنح اإلنسان تفسريمليات اليت منت ا حىت حالتها الراهنة مث األهداف اليت واملواقف اليت تقف فيها والع

.(27) "ليتوجه إليها األعضاء مجاعيا وعالقتهم مبسار األحدث يف املستقب

يديولوجيا بأا نسق من األفكار اإل) Rocher Guy( " روشيه يغ"ويعرف واألحكام ظاهر ومنتظم عموما يستخدم ليصف ويفسر ويشرح أو يربر وضع

ن الناس، والذي يستوحي من مفاهيم القيم بشكل عام ، وحيدد م ة أو مجاعةجمموع .(28)اجتاه الفعل التارخيي هلذه اموعة أو جلماعة من الناس

وما ينتج عنه من أفكار عامة هذا التعريف أنه يفرق بني الفكر يف ذاته عليالحظ ن

.، النظرية و المنهج في علم االجتماعأحمد أنور :أنظر - (26) .نفس المرجع: أنظر_ (27) . 7، ص1982، على ليلة ، البنائية الوظيفية في علم االجتماع واألنثروبولوجيا، دار المعارف، القاهرة:أنظر ـ (28)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

24

ه أفعال وممارسات مجاعة يديولوجيا باعتبارها نسقا من األفكار حيدد ويوجواإل األفكار والنظريات اجتماعية معينة يف حلظة تارخيية حمددة، ألن ذلك هو الفيصل بني

ديولوجيات من جهة أخرى، فهى وإن كانت نوعا خاصا من األفكار يمن جهة واإلإال أا تقوم بوظيفة اجتماعية حمددة هى توجيه الفعل االجتماعي، هى إذن فكر يف

، فكر يستهدف حتريك مجاعة معينة حنو أهداف حمددة ، وهكذا تلعب حالة فعلاإليديولوجية دورا هاما يف حتديد الفعل االجتماعي، فهي حتدد اجتاه الفاعل وتفسره

.وتربره وتضفي شرعية على الوسائل املتاحة للفاعل والغاية اليت يستهدفها Hannah( "حنة أرندت "تعريف لإليديولوجيا ومن التعريفات اهلامة

Arendt ( (29))1975-1906( ا تسعى يديولوجيات اإل رى أنتحيثا كويف نشأممنهجة ومنظمة فهي تنشأ من )Totalitarisme( توتاليتاريةتتحول وبالتدريج إيل

مصادر فكرية وسياسية واجتماعية متعددة ولتتداخل مع عناصر متناثرة غري متسقة .النهائي لتصبح مشولية السلوك والفكر والعادة لتأخذ بذلك شكلها

أصبح دورها "أرندت"نظر قد حتولت و يف) Etatisme( علي أن الدولنة" حتقق نظام الرغبات واألفكار واملنافع وتتقاطع معها دون أن تنفيها، منحصرا يف

ذ وتستخدم مبعين سالح يف تثبيت طابعها السلطوي الشامل وهو العقلنة اليت تتخ "...مسات متمايزة العلموية والتتخطيط والتشريع

لشرعنهاملصدر الرئيسي " احلق اإلهلي"لتفنيد مقولة " كجون لو"وتعترب حماولة )Légitimation( السلطوية يف العصور السابقة لعصر التنوير.

(29) _Hannah Arendt ; Les origines du totalitarisme. Le système totalitaire, Seuil, coll. « Points politique », Paris, 1972, p, 315.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

25

إال من حث للفردعلي القولبة الشاملة، ال تنظر لنة أصبح دورها يصاغ فقطفالدو ا أ، كما متجاوزة بالتايل قدرته علي وصوله للتغيري استهالكية إنتاجيةقوة هو

هربرت "ولذا أطلق مناحي وأوجه حياته التمثيلية واتمعية، فخل يف خمتلدتت اإلنسان"اتمع الصناعي علي )Marcuse Herbert( )1979-1898(" ماركيوز

.)L’homme unidimensionnel( "ذي البعد الواحد الفكر العاملي أو النظام العاملي ال يزال يقوم إيل حد اليوم علي رواسب اهليمنة إن

التسلطية اليت تقمع العقل و احلريات يف الكليانة" األنظمة"من قبضة املذهبية والتفكري دون أن جتد هلا طريقا حلل هذه اهليمنة اليت ال زال اإلنسان يف هذا القرن

هذه اإليديولوجيات اليت . هلذه احلدود ههيمنتها دون جتاوز يعيش يف تفكريه حدود . مل يسمح للعقل اإلنصات لتفوقه

فهذا االعتقاد يعتقل . فاعتقاد اإلنسان بأنه ميتلك احلقيقة هو مصدر كل قمع" ذلك أن كل اعتقاد من هذا النوع هو بالضرورة، . عقل الذات، وعقل اآلخر: العقل

فهي ال تتركنا أن نعيش يف كنف عامل .(30)"ة القوة املرتبطة بهوممارس. اسيةإرادة سي تقد يكون يف النهاية ختلص من عبودية هذه األوهام اليت عمتها اإليديولوجيا

مبفاهيمها الضيقة االنتهازية للحريات و اليت طائل و ال جدوى من العيش يف بدعوة قساوة إيل منط جديد من األنظمة ال يقل عنها وحشية ومجودها

من العوملة ) (des régimes totalitaires(باألنظمة الشمولية "أجناسيورامونيه"قة، أدلوجة الدولة هي بأو ملا تواجهنا الدولة كأدلوجة، أي كفكرة مس) الشاملة

ضمن الديمقراطية "الجذور التاريخية ألزمة الحرية و الديمقراطية في وجداننا المعاصر: " حسن حنفي. أنظر_ (30)

.1983، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 4العدد وحقوق اإلنسان في الوطن العربي، مجلة المستقبل العربي،

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

26

وصفها علي حاهلا وقبوهلا كمعطي أويل، فهل يعيد التساؤل حول الدولة حتما اية .األدلوجة وبداية النظرية

ليست بناء ذهين غري اإلنساينلقيم يف اتمع للمعتقدات ولتوجيه اإليديولوجيا"

واع، بل هي تعبري عن نوازع التمثل واالنتماء، كما هي حاجة عميقة من حاجات النظام املدين الذي يقتضي األبعاد الرمزية لشد حلمة اتمع وتوثيق عراهن وتوليد

.(31) "صورته عن ذاته وعن اآلخرأنه " :وهي الفكرة اليت تنطلق من القول الكل أو االمتالءاليت تعين التوتاليتارية

وان الدولة التوتاليتارية هي جتسيد. ال حدود وال أماكن ال حيق للدولة التدخل اللروح األخالقي للشعب، مع ما يفرضه ذلك من ذوبان الفرد يف البنية وامتداد

. (32)" السياسية العامة للدولة وحركاا

غري أن التوتاليتارية، بوصفها ظاهرة تارخيية سياسية فكرية وثقافية ظاهرة غاية يف

.لكنه تعقيد خيتبئ وراء مالحمها اجللية والبسيطة. التعقيد

مبعىن أن من . مستقلة للتوتاليتارية" فلسفية أصول"من الصعب احلديث عن مبا يف ذلك عن تلك . مستقلة قائمة بذاا" اريةفلسفة توتاليت"الصعب احلديث عن

املاركسية (الفلسفات اليت اقترنت ا النظم السياسية التوتاليتارية كالشيوعية فالتوتاليتارية ). النازية(قوميةوالفاشية واالشتراكية ال) واللينينية والستالينية وغريها

.ديولوجية وحالة ومنظومة فريدة وحديثة إ

(31) _ Cf. Mannheim (K) : Idéologie et Utopie. (32) _Cf. Hannah Arendt ; Les origines du totalitarisme. Le système totalitaire.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

27

علي خمتلف السياسيون و اإليديولوجينيويعرضها فهمهاي اليست و كم فاملسألة ، "الدميقراطية"املقترنة ب املتوحشة بني الرأمسالية اخياراجتاهام مذاهبهم و

. )دميقراطية األكثرية" (ديكتاتورية"وبني االشتراكية املقترنة ب) األقلية ةديكتاتوري(أن تفرض ما تشاء ية ليس بوسع هذه األخرية فإذا كانت الليربالية نظام حكم األغلب

هي الوصية الدولة أن ، و ذلك باعتبار أقليةو أن تشرع ما وي، أغلبية تواجهها املعريف ويف التفاوت يف احلظوظواحلقوق يف املساواة املادية هذه الوحيدة حبفظ

. املقرون بالنجاح الفردي، و احلق أنه يكون من اح الفرديالنجتظل متمسكة بالرباغماتية كانت فإذا

الية الليرب مثل الرباغماتية تبقينتعارك أو نتشاجر مع النجاح، احلماقة والطيش أن السمات املالزمة احديوإذا كانت األبوية املتطرفة هي .السلطوية ةونقيض عدوة

احديهو ) Tolérance(جلميع التوتاليتاريني و بعض السلطويني ، فإن التسامحوإذا كانت أبوية التوتاليتاريني تعتمد . للنظام الدميقراطي الليربايل مات املالزمة الس

، إن املوقف املعريف "احلقيقة الكونية" ل أو احليازة احملتكرة " املعرفة اخلاصة"علي هو إما الرباغماتية اليت تعترب تسامحاملاألكثر انسجاما مع التوجه الدميقراطي الليربايل

Le(غري ائية و جزئية وناجتة عن السعي املشترك، أو اإلرتيابيةاملكتشفة احلقيقة

doute vivant( اليت تشك يف وجود أو إمكانية الوصول إيل احلقيقة املطلقة أو .(33)الكلية

، 279المستقبل العربي، العددومفهوم الدولة المحايدة، مجلة ةالليبرالي_الديمقراطية: سعيد زيداني:أنظر - (33)

. 135،1990إطاللة علي الديمقراطية الليبرالية، المستقبل العربي، العدد : و أنظر أيضا .1994

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

28

) Karl Popper( )1994-1902" (كارل بوبر"وهو االجتاه الذي عمقه الفيلسوف La(" اتمع املفتوح وأعداءه"عه يف كتابه الحقا يف نقده للتوتاليتارية كما وض

société ouverte et ses ennemis( أي بعد انتهاء احلرب 1945الصادر عام ،إذ انطلق من مقدمة فكرية تقول، بان . العاملية الثانية وصراع التوتاليتاريات

تمع يف معارضة ا" اتمع املغلق"وأا موجودة يف . التوتاليتارية ظاهرة قدميةاالجتماعية املغلقة اليت يعمها الفساد هو البنية ، (34)واملقصود باتمع املغلق. املفتوح

نوع وفقدان اجيابيته من ، وة عدام الثقان حالة من يف الفردخالهلا من وواليت جتعل .للوعي Réificationتشيؤ من ال

ا، من حيث إا متجهة فاإليديولوجي اإليديولوجيا هي دوما قرينة الوعي اخلاطئف تبقي موجهة هلا مة التضليل، لكن ميكن أن تكون هناك أشكال صوب املاضي،

.هي احلفاظ على الوضع االجتماعي تكون وظيفتهاكثيفة من الوعي اخلاطئ، ية االستالب وقضية الوعي اخلاطئ يشري من جهته إىل أن قض" رميون آرون" ."متالزمتان قضيتان"

التارخيية الكربى لإلنسانية يقوم يف تأسيس االنتقال من مضمون الثورةوإذا كان اتمع املغلق إىل اتمع املفتوح، فان التوتاليتارية اجلديدة هي رجوع إىل اتمع

ثل نفسية الرجوع إىل املغارة وسيادة االنغالق عرب إرساء أسس السيادة مت إا. املغلق قPlaton ()348-427( "أفالطون"د فلسفة حبيث نراه جي. املطلقة للدولة

السياسية مصدرا فكريا أساسيا للتوتاليتارية، انطالقا من فكرة أفالطون القائلة، )م . "العدالة هي ما يفيد الدولة ويستجيب ملصاحلها"بان

.2009، 2600هيثم الجنابي، في سؤال التوتاليتارية ، الحوار المتمدن، العدد: أنظر (34)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

29

يديولوجية على عقول وأفئدة اجلماهري من خالل وكذلك سيادة واستحواذ اإل

يديولوجية هي أداة ا إذا أخذنا بنظر االعتبار أن اإلخصوص. شاملتوظيفها الدائم وال) املؤدجلة(يديولوجية فعالية املنظمات اإلمن هنا قيمة و. سياسية وليست معرفية

من ليس معنا فهو "والتنظيم اهلرمي الصارم يف اإلدارة واملنظمات احملكومة بقاعدة . باره خطابا ال عقالنيا، أي كل ما يتوج اخلطاب التوتاليتاري باعت"ضدنا

لدينا شعور عميق و األبوية للسلطة، أصبحنا بذلك رسوخ التقاليد االستبدادية ودائم باهلشاشة و انعدام األمن و القزمية ، يدفعها يف اجتاهات خمتلفة و متعارضة

و ليس االحتقار .النابعني من اخلوف علي املصري قاالنغالتقود مجيعا إيل التشدد و وسيلة لتوليد العصبية، والعصبية وسيلة ال بد منها لتوليد العدوان و إنتاجه هنا إال

.عصبية بعصبية أخري جديدةاليوم مع استبدال . علي نطاق واسع

ف يف النصت هذه السلوكات املفتعلة و املدعمة من طرف اجلماهري قد برزو زمن الذي يعد العشرينالنصف األول من القرن األول من القرن التاسع عشر، ويف

وظهور )1948 البيان الشيوعي عام(ذلك يعين أن قرنا من الزمن . جتسيدها العملي) الفاشية والنازية(واإلزالة التامة ملشاريع البدائل املنافسة " املعسكر االشتراكي"

). 1948(للشيوعية الستالينية إذ .. املطلقة" الوحدة"يف شحذ فكرة وهواجس " تراكم"ن التوتاليتارية و أل

تراكهم مجيعا يف سيادة مبعىن اش. جسد كل منهم بطريقته اخلاصة هذا الكمونيديولوجية والعصمة األبدية واحتقار التاريخ واملستقبل واتمع واحلرية الرؤية اإل

.والشرعية والقانون الفردية واالجتماعية

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

30

ذا "بوبر"ية اليت وضعها وضمن هذا السياق ميكن االتفاق مع الفكرة اجلوهر

). الليربالية" (املنفتحة"واملنظومات ) التوتاليتارية(ما دعاه باملنظومات املغلقة الصدد فيبينما الفلسفة من حيث كوا رؤية وأسلوب يف التفكري . فالتوتاليتارية منظومة مغلقة

مع أن . توغاية حمكومة حبب احلكمة تتناىف وتتعارض وتتضاد مع االنغالق والتزم ."احلقيقة النهائية"ذلك ال يتناىف مع االدعاء الذايت ببلوغ

لكن األمر خيتلف بالنسبة للطوباويات العقلية األخالقية وذلك ألا حمكومة بنوازع ومن مث فان غايتها ليس تنظيم . معرفية ووجودية وأخالقية عقلية، أي فلسفية صرفة

تكنوقراطية احلديثة، بقدر ما كانت تعمل ببواعث اتمع مبعايري ومقاييس العقالنية ال. الوحدانية الفلسفية املتسامية وفكرة اخلري االمسي وحكمة رجل الدولة الفلسفية

) مجهورية(وهي مكونات ال عالقة هلا باإليديولوجية احلديثة، كما هو احلال يف ن قوله عن والشيء نفسه ميك. للفارايب) آراء أهل املدينة الفاضلة(و" أفالطون"

مشاريع الطوباويات السياسية األخالقية العقلية الكربى كما نراها على سبيل املثال ، وكامبانيال )اليوتوبيا(يف )Thomas Moore) (1852-1779" (توماس مور"عند

فقد كانت تلك، وأمثاهلا، الصيغة اخليالية جلزيرة العقل احملاصرة ). مدينة الشمس(يف من هنا اختالفها اجلذري عما يف النماذج . وذج اتمع العادلإا من. بواقع فاسد

) توما االكويين(االكوينية ) مدينة اهللا(الشكلية الالهوتية املشاة، كما هو احلال يف )Thomas d’Aquin) (1274-1225(و)ليوحيم الفلوري) "شرح كتاب القيامة " . وغريها) 12القرن -ايطايل(الفاشية، أي القوى املتربية بتقاليد اإليديولوجيات الكونية فالشيوعية والنازية و

ويف هذا يكمن سر عنفواا زمن . الكربى وبدائلها الشمولية هي قوى راديكالية

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

31

لكنها خالفا للقوى األخرى الفاعلة زمن . العاصفة" مراحل االنتقال"األزمات وواقع مبحاولة جتاوزه إىل انكسار القيم واملفاهيم واملؤسسات عادة ما يرتبط نقدها لل

لكنه جتاوز يعادل يف حقيقته الرجوع إىل نفسية وذهنية ". األمسى"و" األفضل"، أي ملصادرة "الشكل اجلديد للهيمنة"ويف هذا يكمن سر وطبيعة . القطيع البدائي

احلر، باختصار مصادرة كل شيء من التاريخ واملستقبل والروح اإلنساين والعقل من هنا . للبديل" املتسامية"و" املثلى"ضع وخنوع بوصفها الصيغة جل صنع كل خاأ

باختصار ليست هذه األشكال . تنوع مظاهرها، واجتماعها يف الغاية والوسائلسوى مظاهر متنوعة لفعل اآللة التكنوقراطية ) اهليمنة(اجلديدة للسيطرة واالستحكام

ذلك يعين أن اجلذور . يديولوجيةعلها فريسة األوهام السياسية واإلمما جي. الشكالنية .(35) االقتصادية للرتعة الراديكالية بشكل عام

موقفا عدائيا فقد اختذ )Auguste Comte( )1857-1798( "كونتأوغست "أما

الثالث السائدة يف عصره وهي الليربالية واالشتراكية الرئيسية يديولوجيات من اإلانتشارها فقد رفض منذ البداية الليربالية والشيوعية وبذل كل جهد للحد من

الفلسفية بكل متضمناا ومقتضياا السياسية واالقتصادية، رغم أن املظاهر االقتصادية هلذه احلركة كانت تنادي بضرورة رفع القيود واحلواجز املفروضة على

. نجاحاحلياة االقتصادية إلتاحة الفرصة لظهور احلوافز الفردية اليت تساعد على الكذلك وقف موقف املعارضة السافرة الصرحية من الشيوعية اليت كان يعتربها

يديولوجية ال أخالقية، ودخل يف حوار عنيف مع االشتراكية انتهى به إىل رفضها إألا تقف موقف العداء من اتمع الربجوازي وحتاول تغيريه عن طريق الثورة وليس

.هيثم الجنابي، في سؤال التوتاليتارية: أنظر (35)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

32

أوجست "وهذا معناه أن يءري التدرجيي البطعن طريق التوعية أو عن طريق التغيرى أن اتمع اإلنساين يعيش على التنظيم أكثر مما يعيش على "كونت

.(36) يديولوجياتاإل

:إن اخلالصة اليت خنرج ا من هذه التعاريف كلها لإليديولوجيا هي ض العناصر من أن كل إيديولوجية، مهما تكن، إمنا هي يف النهاية عملية انتقاء بع

جمموعات نظرية خمتلفة، والتأليف بينها لتنشأ عن ذلك جمموعة جديدة منسجمة، أو .حياول أصحاا أن جيعلوها منسجمة

: واملعارف اإلنسانية... ـ اإليديولوجيا 3

من هنا االرتباط، أو االرتباطات اخلاصة لإليديولوجيا مبختلف املعارف اإلنسانية، املعارف اليت نلتقي هنا باإلشارة إيل األهم منها ويف مقدمتها العلم ومبعايريها، وهي

:والفلسفة خاصة وهي اليت تعنينا هنا

:ـ اإليديولوجيا والعلم 4

ألن اإليديولوجيا، وكما سبق أن أشرنا، هي املقابل املعكوس للطوباوية، فإما مل خاصة يف ايات ... العاملتتأثر، عكس الفلسفة، بالتطورات العلمية اليت شهدها

ومل ) احلادي والعشرون من تاريخ اإلنسانية( القرن املاضي وبدايات القرن احلايل .نتيجة لتطوره... تتطور بالتايل كثريا

.، النظرية و المنهج في علم االجتماعأحمد أنور :أنظر - (36)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

33

الالعقالين، اجلامد، وامد للبعض من اإليديولوجيات ... ومل يزد الطابع اجلزئي .)L’historicisme(وعن التارخيانية ايلسوى إبعاد هلا عن العقالنية وعن العلم بالت

لكل ذلك فإنه إذا كان العلم، ومهما كانت درجة تقدمه، ال ميكنه إال أن يتأثر وادالا فإنه ال يتأثر ... خبطاب اإليديولوجيا، وإذا كان قد ينصت أحيانا جلدهلا

وكما نعلم، حيث أن العلم يؤلف . ا وال يتوه وسط ومياا وصراعاا تلكومستقال عن اإليديولوجيا، وإن كان ال يلغيها، ذلك ما يؤكد ... نشاطا فكريا حرا

استمرار الناس يف التمسك بعقائدهم، ملدة غري قصرية من الزمن، بالرغم من تقدم وآثاره، وهذا مثل استمرار الناس، باألمس، يف االعتقاد يف ثبات األرض، ... العلم

واستمرار آخرين يف ... العلمية) Copernic(وبرينيكوس بالرغم من اكتشافات كالتأكيد علي استحالة وصول اإلنسان إيل القمر، بالرغم من أن ذلك حتقق فعال،

.1969سنة وعلي مرآي من مجيع العامل منذ وهذا يعين أن اإليديولوجيا حتيا بأفكارها اخلاصة واملستقلة عن غريها من األفكار

.األخرىنا مناوأة اإليديولوجيا للحقيقة، ويف مقدمتها احلقيقة الفلسفية، باستثناء من ه

.احلقيقة العلمية املادية منها بصورة خاصةنالحظ هنا أن هناك جمموعات من اإليديولوجيا، التقليدية، والصناعية والدينية أو

والليربالية . ..والفاشية... واالجتماعية... والسياسية... واملتطرفة... املعتدلة له .اخل... والدميقراطية والتقدمية االجتماعية

إن ذلك يعين أن كل إيديولوجية، مهما تكن اجلهود اليت تبدهلا لتصبح مقبولة عقليا، إمنا هي عملية انتقاء بعض العناصر من جمموعات نظرية خمتلفة، والتأليف

يل املثال، إن ولنقل علي سب. بينها لينشأ عن ذلك جمموعة جديدة منسجمة

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

34

املاركسية تفخر بأن تكون سليلة اهليجلية األملانية، واالقتصاد االجنليزي، عن " العقائديات أو اإليديولوجيات" وتكشف سوسيولوجية . واالشتراكية الفرنسية

تداخل عناصر متباينة األصل واملصدر، يف كل إيديولوجية مهما تكن قيمتها . ومستواها

النظرية ختتلط اختالطا كبريا مبمارسته العلمية " ماركس" وما من شك أن آراء ومن هنا يتضح لنا ملاذا كانت املمارسة العملية أصال من أصول . كمناضل اجتماعي

املعرفة النظرية لدي املاركسيني، سواء روعي هذا األصل، عمليا بالدرجة املناسبة، ر املمارسة علي عنصر املعرفة إذ كثريا ما يقدم، يف السلوك العملي عنص. أو مل يراع

األصلية، فإن هذه " ماركس"تبعا للحاجات العملية، وعندما يعاد إيل نصوص العودة اليت تبدو يف الظاهر مقاومة للتغيري، أو منحا لالحنراف، ال تكون يف احلقيقة إال خدمة أو تربيرا ألهداف احلاضر، وحاجات املسؤولني يف املوقف الذي يكونون

.فيه

:ـ اإليديولوجيا والفلسفة 5

وإذا كانت تلك هي عالقة، أو عالقات اإليديولوجيا بالعلم وباحلقيقة عامة، فإن .ال ختتلف يف النهاية كثريا... عالقتها، أو عالقاا، بالفلسفة وحبقيقتها، أو حقائقها

من هنا فإننا سوف نتوقف، أوال، عند تعريف، أو باألحرى، عند بعض تعاريف، لفلسفة، هذه املعرفة ذات التاريخ الطويل والعريق، املعروف من طرف كل ا

تقريبا، عكس اإليديولوجيا، اليت تعود إيل ايات القرن السابع عشر، ... املثقفنيوبدايات القرن الثامن عشر امليالدي، أي إيل قرون التطور الصناعي والتقين،

.والعلمي عامة األورويب

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

35

II( الفلسفة) :La philosophie(

:تعريف الفلسفةـ 1حظيت الفلسفة نتيجة لعراقة تارخيها، بالعديد من التعاريف، اليت ال تبدو وكما

.سنري متناقضة كثريا، مثل تعاريف اإليديولوجيا) احلكيم( Sophia، و )Philein(وكلمة الفلسفة مكونة من الكلمة اإلغريقية حمبة

.أو احلكمةقد عرف الفلسفة بأا )Pythagore) (قرن السادس ق مال" (فيثاغور"فإذا كان

) Aristote" (أرسطو"، و (38)، بأا تأمل املوت "أفالطون"، و(37)حمبة احلكمة ، )1126-1198( "ابن رشد"و (39)بأا التفكري العقالين يف األشياء ) ق م 322-384(

) Martin Heidegger" (هيدغر"و (40)بأا التأمل يف الوجود واملوجودات فإن التعريف العام الذي خنرج به هو ذلك الذي " حكمة احملبة"أا ) 1976-1889(

.(41)نظرة فردية وأصيلة لإلنسان وللعامل" هيدغر"يري فيها

فإن احلقيقة اليت خنرج ا هي أن الفلسفة، مثل اإليديولوجيا، متعددة بدورها ).اخل... البنيوية..الظواهرية..الوجودية..املادية..سفة الواقعية، املثالية، التطوريةالفل(

(37) _ CF. E. Bréhier : Histoire de La philosophie , PUF, Paris, 1945,T2. (38) _ CF. Platon : Œuvres Complètes, diverses éditions. (39) _CF. Aristote : Ouvres Complètes, diverses éditions.

.1994المقال، تقديم محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، فصل: ـ ابن رشد (40)(41) _Cf. Henri Gouhier : La philosophie et son histoire, Librairie philosophique, J.Vrin, Paris, 1948.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

36

كما أن الفلسفة كذلك حبث عقالين يهدف إيل فهم اإلنسان والعامل وإيل تفسري إن هذه الرتعة التفسريية للفلسفة هي اليت متيزها عن . (42)وجود كل منهما

. (43)"اإليديولوجيا العلم.

فالفلسفة، إيل حد ما، معرفة عقالنية باملعين الواسع للعقالنية وهي يف الوقت حمب "يوصف أوال بأنه ... نفسه معرفة ال ختلو من عاطفة، ألن صاحبها

، قبل أن يكون عقال، هذا (44)قبل يوصف بأنه عقالين واحلب عاطفة "... للحكمة .إن مل يكن مضادا هلذا األخري متاما

إن غاية "حني قال ) H.Gouhier" (هنري غوييه"هذا هو ما قصده، ولعل اليت تشكل الصفة األساسية ) Le rationnalisme(الفلسفة ومرادها هي العقالنية

، حياا، فكلماا قد تكون )La rationnalisation(فالعقالنية مثلها واملعقلنة . هلابصورة مباشرة، أو غري غري جذابة ولكنها كلمات حييل معظمها علي الفعل،

.(45) "مباشرة

، ال جتعلها تضحي بالرغم )Le spiritualisme(فالعقالنية والتأمل والروحانية من ذلك، بإرادا للحقيقة وبالعبقرية احلية لصاحبها، وبرغبته يف االنتصار الفعلي

.اللذان يشكالن روح كل فلسفة وكل فيلسوف حقيقي

(42) _ Cf. A. Lalande : Vocabulaire Technique et Critique de la philosophie, PUF, Paris,1951 (43) _CF. P. Foulquié : Dictionnaire de la langue philosophique, PUF, Paris, 1978 (44) - CF. Christian Godin : Dictionnaire de philosophie, Fayard, Paris, 2004. (45) _CF. H. Gouhier : La philosophie et son histoire, PP 25_26.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

37

) أنكساغوراس و شارل بريس( لسفة تعرف باعتبارها عمال وفعال لذلك فإن الف . وباعتبار أن عملها ذلك مندمج، وغري منفصل عن تعريفها

عن عقالنية الفلسفة فإن ذلك يعين العقلنة "ولذلك أيضا فإننا حينما نتحدث )La rationnalisation (لإلنسان...لعامل غري معطي كعامل عقالين".

" بريهيه"أن الفلسفة، كما يالحظ "بقي بعد كل هذه التعاريف، وقبلها، ت

)E.Bréhier( يف جوهرها، اعتراض مستمر من قبل الروح اإلنسانية ضد كل ،حماولة آلية يراد ا إدماج الوجود البشري يف دائرة مغلقة من التنظيمات الصناعية،

".وضوعيةأو االصطناعية، واألجهزة املادية والتحديدات املوهناك حقيقة أخري، وهي متولدة عن األويل، وهي املتمثلة يف أن الفلسفة اليت

واإلنسانية تظل وكما سنري، ... واالجتماعية... كانت وراء كل املعاركة السياسيةبالرغم من محالت التهوين هلا، ومن اإلعالنات العديدة عن موا، وبالرغم من

عديدة هلا بالتوقف عند جمرد التأمل للعامل، بدال من العمل االامات واالنتقادات التبقي بذلك الزمة لإلنسان ولتفكري يف مساره ويف مصريه، يف ) ماركس(علي تغيريه

ويف معين كل من تلك احلياة وذلك املوت وداللتهما الفردية ... حياته ويف موته .(46)اجلماعية واملتعددة، املباشرة وغري املباشرة

.60ـ 54، ص1960مشكلة الفلسفة ،مكتبة مصر، : هيم زكرياء ابرا. ـ د (46)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

38

:ـ الفلسفة والعلم 2

من الضروري أن نؤكد، حينما نتطرق للعالقة بني الفلسفة وبني العلم بالذات، أن الفلسفة كانت حمتوية للعلم وإن هذا األخري كان مندجما فيها، مثل غريه من بقية

.مالعلوم واملعارف يف هذه الفترة، اليت كانت فيها الفلسفة أم العلوم، كل العلومل يكن يتميز يف هذه الفترة، مثل العلم ) La science(وذلك يعين أن العلم

)La vérification(، والتحقق )La mesure(احلديث، عن الفلسفة، بالقياسوهي املميزات اليت مل ... اخل)...Les méthodes rigoureuses(واملناهج الصارمة

.يعرفها العلم إال يف العصور احلديثةك نفهم بالتايل كيف ظلت الفلسفة، وحىت القرن السابع عشر للميالد مرادفة لذل

Issac(للفيزياء، ذلك ما تؤكده علي أي حال مؤلفات كل من نيوتن

Newton((47) وغريهم كثريون (48)، وديكارت. وكان جيب انتظار النهضة األوروبية، وبداية ميالد العلم احلديث، لتبدأ خمتلف

وكذلك، فعل الدين، املسيحي، ...االنفصال التدرجيي عن الفلسفة العلوم يفشبه ائية بني العلوم بل ) rupture(وهو االنفصال الذي انتهي بقطيعة... خاصة

.وبني الدين و بني الفلسفةقد اعتقدوا أن ) Les scientistes(وإذا كان البعض من ذوي الرتعات العلمانية

...واقع احلايل للفلسفة قد تكفل بدحض إدعاءامذلك االنفصال ائي فإن ال

(47) _Isaac Newton : Principes mathématiques et philosophie naturelle, Divers éditions. (48) - René Descartes : Principes de philosophie, Divers éditions.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

39

ذلك ما يؤكده، علي أي حال، من بني ما يؤكد، االهتمام اجلديد واملتزايد " اليوم، بالفلسفة عامة، وبالفلسفة السياسية واألخالقية، خاصة، من طرف اجلامعات

ن املؤمترات واملعاهد، األوروبية وغري األوروبية، املختلفة، ومن طرف العديد مالفلسفية احمللية و اجلهوية والعاملية كذلك، اليت اختذت كمواضيع رئيسية هلا

الفلسفة " و"... الفلسفة والتعددية السياسية والثقافية"و" الفلسفة والدميقراطية" La(والفلسفة والثورة الرقمية".. الفلسفة والسالم"و" وحقوق اإلنسان

révolution numérique..(.إخل.

توجه النشاط حنو احملافظة علي " أفكارمركبات " هي" اإليديولوجيات" وألن فإنه قد يقع يف ظننا أن األفكار تتولد بطريقة تلقائية، ولكن . بقاء النظام القائم

، إن األفكار تتوقف توقفا تاما علي السياق "كارل مايم"احلقيقة، فيما يقول إنه ليس املهم أن نعمد إيل دراسة الفكر ارد، أو العقل وتبعا لذلك، ف. التارخيي

أن نقف علي الظروف االجتماعية الفعلية اليت عملت باألحرىاخلالص، بل املهم وإذا كان من احلق أننا ننتسب إيل . العقلي اإلنتاجري أو ذلك كعلي ظهور هذا التف

رد أننا ولدنا يف كنفها، أو رد أننا ندين بالطاعة والوالء مجاعة بعينها، فما ذلكألننا نري باألحرىهلا، أو رد أننا حريصون علي التمسك ا والدفاع عنها، وإمنا

العامل وما فيه من أشياء علي حنو ما تراه تلك اجلماعة، أعين أننا نستخدم يف إدراكه .(49) "اليت تستخدمها تلك اجلماعة يف إدراكه الدالالتنفس املعاين أو

.182أنظر زكرياء ابراهيم، مشكلة الفلسفة،ص. دـ (49)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

40

جزئي، بل أي معين خاص، إمنا ينطوي علي أووالواقع أن أي مفهوم كلي خلربات مجاعة بعينها، ومن هذه الناحية قد يكون أهم شيء ميكن أن نعرفه" بلورة"

عن هذا الشخص أو ذاك، إمنا هو تلك األمور اليت يعدها طبيعية عادية، أو تلك .أو مناقشة املسائل اليت يسلم ا ضمنا دون أدين فحص

وذلك ما يؤكده اليوم كذلك توجه العديد من الشعوب، الغربية، وغريها من الشعوب األخرى، خاصة تلك اليت هلا تقاليد دميقراطييه، إيل التخلي عن فلسفة

حنو فلسفة الدميقراطية املباشرة، وحنو مزاياها بالنسبة إيل ... الدميقراطية التمثيلية .الدميقراطية األويل

Le mythe(ايار األسطورة العلمانية ...وذلك ما يؤكده أخريا، وليس آخرا

scientiste(الذي أدي باإلنسان إيل العدمية ... ، أمام خماطر العلم)Le nihilisme (الذي يبحث اليوم عن مأزقه وإيل الدمار اإلنساين) Le désordre(وإيل الفوضى

. (50)العلماين هذا بالعودة إيل الفلسفة

... املضادة للفلسفة واملهونة من دورها يف احلياة (51)من هنا فشل تلك احلمالت ، وهراء (52)، تارة، وكفرا تارة )كارل ماركس) (misère(باعتبارها بؤسا

.تارة أخري) العلمانيون(

مركز دراسات الوحدة ، )فلسفة الحرية(عن الفلسفة وعن الحرية في القرن الحادي والعشرين،: ـ البخاري حمانة (50)

.ومابعدها 377، ص2009العربية، بيروت، الفلسفة العربية إلي أين؟ كتاب مستقبل الفلسفة المعاصرة في الوطن العربي والعالم، دار : البخاري حمانة ـ (51)

.2000د، العراق،الحكمة، بغدا .1986، 94دفاعا عن الفلسفة، مجلة الثقافة، الجزائر، العدد، : البخاري حمانة ـ (52)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

41

:اإليديولوجيا ـ الفلسفة و3

لعمل علي اريا يف ب، قد لعبت دورا ك"اميما"والواقع أن الفلسفة، كما يقول وهنا جند أنفسنا بإزاء مراحل ثالث . توطيد دعائم هذا التصور الكلي لإليديولوجيا

) E. Kant" (كانت"ميثلها علي التوايل، من بني الفالسفة احملدثني، كل من .، وماركس)Hegel) (1831-1770" (هيغل"، و)1804-1724(إمنا هي تلك اليت حتققت يف أملانيا، حينما ترقت يديولوجيااإلواملرحلة األويل

فلسفة الوعي، فأحلت رويدا حمل وحدة العامل املوضوعية األنطولوجية اليت كانت الذاتية اليت دعت إليها فلسفة إيلسائدة يف العصور الوسطي املسيحية، وحدة

تقويض أركان علي وجه اخلصوص، يف العمل علي ،"طكان"وقد أسهم . التنويربوصفه موجودا يف " العامل"اليت كانت تنظر إيل األنطولوجية التو كيديةتلك الرتعة

.استقالل تام عنا، متصفا بصورة ثابتة ائية حامسة فهي تلك اليت حول فيها لإليديولوجياكلي لأما املرحلة الثانية يف تطور املفهوم ا وهكذا . عاملية من الزمان إيل حقيقة تارخييةهذا املفهوم الكلي من حقيقة "هيغل"

أن وحدة العامل إمنا تتحقق خالل عملية حتول ) واملدرسة التارخيية( "هيغل"أكد يف عصر التنوير، بوصفها حاملة لوحدة " الذات"وبعد أن كانت . خيي مستمررتا

ي والشعور، تعد مبثابة موجودة جمرد عال علي الزمان، مرتفع فوق مست أوالوعي يف هذه " روح الشعب"، أصبحت )وكأمنا هي شعور أو وعي يف ذاته( اتمع

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

42

املرحلة اجلديدة متثل عناصر التارخيية املختلفة للشعور، وقد تكاملت واحتدت علي ، روح العامل وهذا التغيري يف"هيغل"صورة وحدة كلية، أال وهي ، علي حد تعبري

مثرة ملا اختلف علي الروح األوروبية من وجهة النظر قد كان ، يف جانب منه، إذ نفذت النظرة السياسية إيل صميم احلياة اليومية : تطورات سياسية واجتماعية

(53)...هادوبع "نابوليون"القومية خالل حروب املفكر والدبلوماسي ... يف حتليله للعالقة بني الفلسفة و اإليديولوجيا، يالحظ

أن أول ما يالحظ علي العالقة بني الفلسفة وبني " " مايلفاضل اجل. د"العراقي، ليست واضحة إذ قد يدخل شيء من الفلسفة يف اأن جذور يهم" اإليديولوجيا هو

ليست " أفالطون"فجمهورية . اإليديولوجيا، وشيء من اإليديولوجيا يف الفلسفةفاضلة عن أكثر من إيديولوجيا سياسية تصدر عن فلسفته، كما تصدر املدينة ال

ويف آخر احلدود، ميكن أن ختتلط الفلسفة ،)950ـ874(" الفارايب"فلسفة باإليديولوجيا اختالطا كامال، فال يعرف اإلنسان إن كانت نقطة البداية هي

.(54) "اإليديولوجيا، أو الفلسفة، كما هي احلال يف املاركسية فة تستخدم كوسيلة لدعم من املالحظ بوضوح أن الفلس"أنه " اجلمايل"ويضيف

مما (اإليديولوجيا، أو قل إا ال تكون إال مبثابة مقدمة هلا، كأمنا تصنع علي قياسها وكذلك هل العكس صحيح؟ إن من ) هو أظهر ما ميكن يف الفلسفة املاركسية

الصعب أن جند هنا جوابا موضوعيا غري أن املنظومات الفلسفية املختلفة، وال سيما منها، ال تكون يف الغالب من التنظري التأملي لألخالق الشائعة الدينية األخالقية

.188، صأنظر زكرياء إبراهيم، مشكلة الفلسفة ـ (53) .اإليديولوجيا والفلسفة، مجلة الفكر المعاصر: فاضل الجمالي. د (54)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

43

فكل . وال نضرب هنا إال مثال واحدا هو فلسفة كانط األخالقية. األصل واملصدرموضوعاا، من حرية اإلرادة، إيل خلود النفس، إيل وجود اهللا، ليست إال دعما

غري ذلك، كما يف األخالق فإن مضي التنظري إيل . فلسفيا لألخالق املسبحةفإنه ليس من الصعب أن جند يف ذلك مسايرة ) غويو، نيتشه، سبنسر، مثال(احليوية

لنظريات جديدة، كنظرية التطور مثال، أو دعما غري مقصود، أو مقصودا لتمايز ومن هنا كان يف وسع املاركسيني أن يتهموا هذه الفلسفات، . الطبقات االجتماعية

(55) ."أو البورجوازيةبتهمة الرجعية

علي أننا نالحظ أن هذا كله ال ميس إال سوسيولوجية هذه النظريات، ال مشاريعها، ومهما يتأثر الفيلسوف بشروط عصره، والقيم السائدة فيه، بصورة شعورية أو ال شعورية، فإن مشروعه األول ليس االنتهاء إيل إيديولوجيا معينة، بل

وهلذا أمكن دوما أن تستقل . وتفسريه عقليا" رؤية شاملة للكون" هو الوصول إيل اإليديولوجيا بنفسها دون أن تعتمد علي الفلسفة، إال يف منهج التفكري وحده، علي حني أن الفلسفة تظل، يف مشوهلا وسعتها، أغين وأكرب من اإليديولوجيا، علي الرغم

إن الفلسفة ال حتتاج بالضرورة وبتعبري آخر،. من أا قد تكون ركيزة من ركائزهاإيل اإليديولوجيا، ولكن اإليديولوجيا ال بد وأن حتتاج إيل الفلسفة، ولو بصورة

.(56) جزئية

.نفس المرجع: ـ أنظر (55) .، النظرية و المنهج في علم االجتماعنورأحمد أ :أنظر - (56)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

44

من هنا فإن أهم الفوارق بني الفلسفة و اإليديولوجيا، هي أن األويل تبقي، من ة يف شيء أن حيث املبدأ، فرضيات قابلة للنقاش، مفتوحة للجدل، وليس من اهلرطق

يتعصب هلا، وتعترب " فلسفة مغلقة"علي حني أن اإليديولوجيا . نتصدى ملناقشتهاإن : وبتعبري آخر. شيئا كالعقيدة الدينية، حيوم حوهلا املؤمنون و املهرطقون معا

وليس من قبيل املصادفة أن تلح . اإليديولوجيا أقرب إيل الدين منها إيل الفلسفةنفسها طريقة تفكري، وحبث أكثر منها عقيدة، وذلك يف املاركسية علي اعتبار

لكن هذا كله . حماولة للتقرب من الفلسفة اليت تتعايل يف السمو علي كل عقائديةإذ سرعان ما هبط املؤمنون باملاركسية إيل مستوى العقيدة املغلقة ، . كان عبثا

.مبتعدين أكثر فأكثر عن الروح الفلسفية ن هذا الداء ال يصيب الفلسفة مطلقا، إذ إن من املعروف أن وال يعين ذلك أ"

الفلسفية مل تكن جمرد مدرسة فلسفية، بل كانت أشبه ما يكون " فيثاغورس"مدرسة حبلقة صوفية، ليس من حق أفرادها أن يبوحوا لغريهم بتعاليمهم الفلسفية، فضال عن

عد مخس سنوات من الصرب أنه مل يكن جيوز هلم الظهور أمام املعلم األكرب، إال بليس إال اإلله " فيثاغورس"أن " لفيثاغوريني"والسكينة، حىت لقد شاع قي أوساط

ومع ذلك فمن النادر أن تنقلب الفلسفة إيل عقيدة، كما أن من . أبولون متجسدا (57) ."النادر أن تنقلب العقيدة إيل فلسفة

(57) - Cf. Bréhier (E) : Histoire de La philosophie, PUF, 1945, T1.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

45

. ، بني العقل الباين والعقل املبينإن هذا يذكرنا بالتمييز، يف إطار علم النفس فاألول عندما حياول الوصول إيل احلقيقة يصل إيل معطيات معينة، يف حلظة من

غري أن العقل . حلظات البحث، فتصبح هذه كما لو أا العقل املبين، أو املتبلورما و. الباين يظل دائم البحث يف أسسه وكثريا ما يهدم الذي بناه من قبل ليعيد بناءه

، والذي ال (58) املعارفية أو االبستيمولوجيا إال حصيلة هذا اجلهد الباين، اهلادم معافكأن العقل دائم العذاب، والعناء، والقلق . يثق مطلقا بأنه وصل إيل احلقيقة

والشك، ولكنه مىت تبلور، جتمد، وفارقه العذاب والقلق والشك وانقلب إيل واليقني هو الذي يعني الفرق بني الفلسفة فكأن مستوي السذاجة. إيديولوجيا

و اإليديولوجيا، وكلما تضاءل اقتربنا من الفلسفة، وكلما كرب ابتعدنا عنها واقتربنا .فكأن اإليديولوجيا هي عقل ال يعرف العذاب أبدا. من اإليديولوجيا

ض فلسفة ناقصة، متحيزة أصال، واخلالصة إن اإليديولوجيا كما يالحظ البع

. وكأا مصنوعة سلفا لتؤثر يف اتمع، عن طريق إميان األنصار ا، وانصياعهم هلالكن هذه الفروق اجلارحة ليست . إا مشروع فعل وتأثري، ال مشروع فهم وتفكري

من إال الفروق اليت تدفع إيل حدها األعلى، غري أا كثريا ما تتضاءل لتقرب الفلسفة لكن الذي ). ماركس(أو اإليديولوجيا من الفلسفة ) فيثاغورس( اإليديولوجيا

يبحث عن الفروق، ال يبحث عنها إال يف املواد الصافية، اردة من األخالط، فإذا عوض ذه األخالط عن املواد الصافية ، التبست الفروق وغمضت احلدود،

فإن حنني اإليديولوجيا إيل أن واقتربت األضواء بعضها من بعض وعلي كل حال،

.أنظر زكرياء إبراهيم، مشكلة الفلسفةـ - (58)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

46

تصبح فلسفة أكرب من حنني الفلسفة إيل أن تصبح إيديولوجيا، كما لو أن ذلك وندم، علما أن اإليديولوجيا تغترب عن الفلسفة، وجتعل " عذاب ضمري"تعبري عن

من املشكوك فيه حقيقة معلنة، قوية، عنيفة، أو حتاول فرضها علي اآلخرين علي أا ون أن ينسي أصحاا أن فيها ثغرات كثرية تبعدها عن احلقيقة، ولو أنه كذلك، د

ويف كل . "يسرهم أن يؤمن الناس بأا مسلمات بديهية، ال جمال للشك فيهااألحوال، فإن ما يصح علي كل فلسفة من حيث إا ال حتيط بالواقع إحاطة

يولوجيا اليت تظل صحيحة، وال تفسره تفسريا كامال، يصح أكثر بكثري علي اإليددون الفلسفة ميال إيل املوضوعية، وأكثر منها اتصاال باألهواء والرغبات، منها بالتأمل والعقل املوضوعي ولئن عين ذلك شيئا، فإنه يعين أنه أكرب خطر يصيب

إذ ذاك .. الناس من اإليديولوجيا، هو أن تبعدهم عن كل شك يف سالمة معطياالب الشك يقينا، واحلقيقة الذاتية حقيقة موضوعية، والرؤية تنغلق آفاق الفكر، وينق

اجلزئية رؤية كلية، فال ينشأ عن ذلك إال مثل ذلك التعصب الذي تنحرف باألديان .(59) "عن مسوها املثايل، لتصبح كراهية لكل ما هو غريها، وحقدا عنيفا عليه

مل، ال تفسره، أو احللول ولكن، لئن كانت غاية اإليديولوجيا اجلديدة تغيري العا

حمل اإليديولوجيا القدمية، فإن من الصعب علي اإلنسان أن حياول هذا التغيري بنصف ولكن، لئن صح هذا بالنسبة إيل اجلماهري . إميان، أو بإميان خياجله الشك يف منطلقاته

ري العريضة، فإنه ال يصح بالنسبة إيل قادة اإليديولوجيني أنفسهم، ذلك أن اخلطر كبيف قلب الفرضيات، فرضيات العمل، إيل عقائد جامدة، وإحالة هذه إيل دين جديد

.نفس المرجع : أنظرـ (59)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

47

ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه، ذلك أن من الصعب علي الواقع، املتطور إن يف ذلك . ال تتزحزح عنها: باستمرار، أن يدخل يف قوالب صلبة، وأن يقال له

يئا من القتل إما إلمكانات اإلنسان املبدعة، وإما قسرا لألشياء علي غري طبيعتها، وشومنذ أيام اليونان، كانت امليتولوجيا ختترع . لتطور الواقع إيل ما هو أرقي منه

الذي ال جيوز أن يكون اإلنسان أطول منه وال أقصر، " سرير بروكرست"أسطورة ".لتبني درجة احلمق فيما يسمي بالقوالب اجلامدة

:االختالف بني الفلسفة و اإليديولوجياـ االلتقاء و 4

خنلص من كل ما تقدم إيل أن سلبيات واجيابيات كل من اإليديولوجيا ومن الفلسفة .وإن كانت اجيابيات الفلسفة، أكثر من إجيابيات اإليديولوجيا... كثرية

: أ ـ اإلجيابيات

لثقافة، خاصة ـ أن كال من الفلسفة ومن اإليديولوجيا متثل شكال من أشكال ا 1 .السياسية واالجتماعية، السائدة يف عصرها

من واقعه ... ومبستقبل تريده أفضل له... ـ أن كال منهما منشغلة باهلم اإلنساين 2 .الراهن

) اإليديولوجيا(أو مجاعيا ) الفلسفة(ـ أن كال منهما وليدة الفكر، فرديا كان 3 (60) ....جامد، أي دوغمائيا وجممدا كان، أو حمررا

(60) -_ CF. Dumont : Les idéologies

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

48

:ب ـ السلبيات

ـ أن كال منهما يستند أساسا إيل التنظري، وإن خالطه مثل ذلك التنظري جزءا 1كما هو احلال بالنسبة لإليديولوجيا والفلسفة أو للمذهب (من العمل املادي

.الرباغمايتغري مؤكدة صحتها أو ... نظريات وفرضيات حول الواقعـ أن كال منهما وليد 2

.ومعه... تطابق كل منها لهـ أن كال منهما يعمالن علي تعميم تطرفهم وعلي خمتلف جماالت سياسية 3

علي الناس، انطالقا من واجتماعية وثقافية وعلمية وأخالقية والعقائدية هلذا الواقعقتها له، وقدرة تلك النظرة علي متكينهم اعتقادها بصدق نظريتهم هذه إليه ومطاب

.(61) من استيعابه تقارب وتباعد: ـ اإليديولوجيا والفلسفة

إن الواقع العاملي ، قد أكد يف املاضي، وهو يؤكد اليوم، أن كال من اإليديولوجيا ... ومن الفلسفة ستظالن فاعلتان يف الوعي اإلنساين الباحث عن احلق وعن السعادة

.حلياة الكرميةوعن ا إن هذه احلقيقة تتأكد بصورة جلية حينما نتذكر

أ ـ أن اإلنسانية مل تعرف يوما، من تارخيها ذاك سيطرة ائية إليديولوجيا واحدة ...عليها

(61) _ CF. E. Bottigelli : Genèse du Socialisme scientifique, édit Sociales, Paris, 1962.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

49

ب ـ أن مستقبل اإلنسانية وحريتها وكرامتها، كان دوما وليدا تعدد حرية ذلك الفكر، وليس يف انطوائه وتنوع فكرها، مهما بلغت سلبيات مثل... آرائها

...أو إيديولوجيا واحدة مهما كان اكتماهلا وكماهلا... وراء فكرةبني هذه اإليديولوجيا ... ج ـ أن الصراع اإليديولوجي القائم اليوم، وحبدة

منها، والذي حوله البعض " اإلسالموية"الليربالية، وبني اإليديولوجيا الدينية، خاصة ضارات، يقدم لنا أبرز الرباهني علي سخف تلك اآلراء املبشرة إيل صراع بني احل .بنهاية اإليديولوجيا

وثقافية، ... ، مبا حتمله من حتديات سلبية واقتصادية وتقنية....د ـ أن العوملة بالتايلمتاما مثل ... ليست يف النهاية سوي التجسيد العملي لإليديولوجيا الليربالية اجلديدة

) L’anti-mondialisation) (أي للعوملة( ديدة املضادة هلا اإليديولوجيا اجل .و اإليديولوجيا الليربالية املتولدة عنها بالتايل

وكما الحظ ) يتصور(ه ـ أن اإلنسان باعتباره احليوان الوحيد، الذي يسقط، قبل الشروع يف جتسيده ... ، بناءه االجتماعي اجلديد واملأمول"كارل ماركس"

.وهذا عكس النحلة، ال ميكن إال أن تعدد وختتلف مشاريعه بتعدد أماله وباختالفها سبق أن أشرنا، يف بداية هذا البحث إيل أن العوملة أو اإليديولوجيا الليربالية

وعلما، ... اجلديدة، اليت تبدو اليوم وكأا اإليديولوجيا الوحيدة اليت أثبتت تقنية ..ة وثقافية، قدرا علي التجدد وعلي التجديد كذلكاقتصادا وماال، سياسي

ومل يزد تردي، حىت ال نقول سقوط، اإليديولوجيا املاركسية وتفتت معسكرها ..، هذه احلقيقة إال تأكيدا)1990(

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

50

يف مثل هذا اجلو جاءت طروحات االنتصار النهائي لإليديولوجيا الليربالية إيل إيديولوجيا وإيل فلسفة واحدة ووحيدة لكل وللفلسفة املتضمنة هلا وحتوهلا

.F) (فوكوياما( اإلنسانية، وفيه كذلك جاءت طروحات اية التاريخ

Fukuyama..((62) )1952وحتول الصراع اإليديولوجي إيل صراع حضاري )ـ ؟)Clash of civilizations) (هوتينغتون) (S.Huntington ((63))19272008ـ.(

يديولوجيا من أجل إخفاء تروج ألسطورة اية اإللظهرت حماوالت عديدة و فيها ديولوجي ومن أمهها حماوالت يالتناقضات داخل النظام الرأمسايل وإغفال الصراع اإل

. وغريهم "جالرباث"و "ستبسيمور لي"و "رميون آرون"

يوضحويديولوجيا يدعو إىل ما ميسي تفتيت اإل "رميون أرون"املفكر الفرنسي ف أن السالم العاملي ال ميكن أن يتحقق إال يف اليوم الذي يكف فيه الساسة عن اعتبار

.(64)يديولوجي أمرا حتمياالصراع اإل

أن الدميوقراطية املستقرة أدت إىل اية األيديولوجيات ، فريي "ستبسيمور لي"أما ت احلراك الصراع الطبقي وارتفعت معدال واختفىحيث حقق العمال املواطنة

.االجتماعي ، وقد أدت هذه التغيريات إىل اختفاء الصراع األيديولوجي

اية (يف كتابه بدوره و )2011ـD. Bell ()1119" (بيل لدانيا"أوضح كما

(62) _ CF. Francis Fukuyama : La fin de l’histoire et le dernier homme, trad. Franç. Gallimard, Paris, 1992. (63) _ CF. Samuel Huntungting : The clash of civilisations, Freign Affairs, 4, USA, May, 1994. Aron (R): Essais sur les libertés, Calmann- Lévy , Paris,1965,P,53ـ (64)

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

51

-يديولوجي قد انتهى وأن الراديكالية السياسية أن العصر اإل 1960) يديولوجيااإلومت ) جمتمع الوفرة(مل الغريب حقق ما يسمى االقتصادية قد فقدت معناها ، ألن العا

استيعاب الطبقة العاملة وانتشرت القيم الدميوقراطية والتعددية السياسية ولذلك فإن .ديولوجيا فقدت حيويتها الثقافية والسياسيةياإل

هي مقولة ) ديولوجياياية اإل( أن مقولة من ناحية " ياكوب باريون"وأكد ديولوجيا ال تنحصر يف يديولوجيا ، حيث أن اإلين التحرر من اإل، وال ميكإيديولوجية

الفكر النظري ، إذ أا تقوم بدور حاسم يف تقييم طابع احلياة االجتماعية وتوجيه نسق متكامل من النظريات ( ديولوجيا يفتتضمن اإل. الفعل االجتماعي لإلنسان

).حمتواها واألفكار واألحكام القيمية، تتصف باتساع مداها ومشول

بتوجيه االام ملناصري "رايت ميلز. س "وقد قام عامل االجتماع الراديكايلحمافظون صرحيون وليرباليون متعبون ( بأم ) بنهاية األيديولوجيا( القول

قوم على يأن القول بنهاية األيديولوجيا "ميلز"وأوضح ) وراديكاليون ساخطون .(65)يوهم التحرر من أى التزام حقيق

حيث أكدت هذه ) ديولوجياياية اإل( هذا االطار ظهرت دعاوي ضمن ا خكان ف "بيل"ديولوجيا تتعاظم أكثر من أى وقت مضى ، وما قاله يالدعوى أن اإل

.تدحض هذه الفكرة اتمعية مثال الزالت اتركاحليديولوجيا يف تعاظم وألن اإل

راسل جاكوبي ، نهاية اليوتوبيا ، السياسة والثقافة في زمن الالمباالة ، ترجمة فاروق عبد القادر، عالم المعرفة، ـ (65)

19 ـ 18، ص 2001، ت، الكوي 269العدد

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

52

"ميشيل نوفاك"ديولوجيا ومنهم يوقد نقد عديد من املفكرين مقولة اية اإل)Michael Novak( ستيفني كاملان"و" )Steve Kelman( فقد أوضحا أن حركات

هو موجة متصاعدة من فديولوجيا بل على العكس يالتحرر تؤكد عدم انطفاء اإل .يديولوجي يف البالد الصناعية الغربيةالوهج اإل

أن اتمع ما بعد )Cherstophers Lasch " (كريستوفر الش"وقد أوضح وهو ما جتلى ) يديولوجياانبعاث اإل(الصناعي شهد تفجر صراعات جديدة أدت إىل

.يف الثورات واإلضرابات والتمردات

ديولوجيا شعوذة حيث يأن اية اإل Paul Lauter (1995( "رتبول لو"كد أو .أا حتاول أن تطمس االختالفات الفكرية والسياسية

وخباصة فيما ) وكوياماف(و ) دانيال بيل( لتقارب بني أفكار وميكن أن نلمح اديولوجيا ييتعلق بانتصارالدميقراطية الغربية وانتصار الرأمسالية الليربالية وبنهايةاإل

.(66)واية التاريخيديولوجيا والشك أن الدراسات السابقة اليت حاولت التدليل على اية اإل

يديولوجيات وداللتها بالنسبة للحياة العملية، تنطوي على عدم إدراك ألمهية اإلديولوجيات تقدم إجابة على أهم األسئلة اليت تتصل حبياة اإلنسان، ومن هنا فاإل

. يبدو أنه ال جدوى من التحرر منها (66) _ Cf. Bell. (D): The end of Ideology, New York, 1960.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

53

تعبريا حقيقيا عن ذلك حينما كتب ) سكيفكوال كو( وأننا لنجد يف كتابات خالقي والسياسي أي تلك القوى الدافعة ديولوجية التقييم األيتشمل اإل( يقول

واخلالقة اليت تصبح احلياة بدوا مستحيلة، فالشعار الذي يدعو إىل التحرر التام من يديولوجية ختيل ساذج والذين يصورون ألنفسهم أم جنحوا يف ذلك يقعون اإل

ال بد يديولوجية، وإزالتها من الوجود ،ضحية وهم ، فاملرء الذي يطالب بإلغاء اإلوال ميكن تصور ) ديولوجياإيفعال (له من تقييمها قبل ذلك ، وهذا التقييم يشكل

يديولوجية كما لو أا املناخ يديولوجيات، فاتمعات اإلنسانية تفرز اإلإجمتمع دون .أو البيئة الضرورية لتنفسها حلياا التارخيية

يديولوجيا، مل تزول فيه اإلوعلى ذلك فال ميكن تقبل الفكرة الطوباوية عن عا"يديولوجية وعالقاا، أو وزوال شكال اإلإال أنه من املتوقع أن حتدث تغيريات يف األ

ديولوجية وانتقال وظيفتها إىل أشكال أخرى أو منو أشكال يبعض األشكال اإل .(67)"ةيديولوجية حسب مقدمات التجربة املكتسبإ

من ضمنه العامل العريب، مطالبة اليوم بإنتاج لكل ذلك فإن العامل الثالث، آملني و مفاهيم إيديولوجيته وفلسفته أصيلتني قادرتني علي التصدي ملفاهيم اإليديولوجيا

Le nouvel ordre(الليربالية، اسدة اليوم يف العوملة ويف النظام العاملي اجلديد

mondial ( ع هذه العوملة حنو ووصوال إيل دف (68)حتديا كبريا علي املستوي العاملي .قوال وعمال... وأكثر عاملية... مسالك أكثر إنسانية

يديولوجية ، وثائق من األصول الفلسفية، ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي، دار التنوير ميشيل فاديه ، اإلـ (67) .1982للطباعة والنشر، بيروت،

(68) _ Ahmed Lalaoui: Société, culture et technologie dans le Maghreb, Annales de l’université d’Oran, Numéro spécial, Ne4,1997, PP,155_167.

))))العقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقةالعقيدة والحقيقة ((((عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة عن اإليديولوجيا وعن الفلسفة

54

و الواقع أننا حنيا يف عصر اضطراب فكري، وهذا االضطراب الفكري هو " املسؤول عن توقف الكثريين عند صراع اإليديولوجيات املختلفة، دون االهتمام

قل املذاهب، أو مواجهة الفلسفات بعضها البعض بالعمل علي مناقشة األفكار، أو تعواملشاهد يف عصرنا احلاضر أن الكثريين مل يعودوا يعنون أنفسهم مبناقشة . اآلخر

آراء خصومهم، بل أصبحوا يقنعون بالطعن فيها واالنتقاص من قيمتها، بدعوي أا داللة ولكن مثل هذه النسبية إمنا هي ظاهرة فكرية ذات" . إيديولوجيا"جمرد

قد أصبح يف عصرنا احلايل " صراع اإليديولوجيات"خطرية، ألا تظهرنا علي أن أن تبني لنا أن كل " سوسيولوجيا املعرفة"وحني حتاول ."احلقيقة الوحيدة"هو

مذهب فلسفي أو ابستيمولوجي ليس إال جمرد حلظة من حلظات تاريخ الفكر، فإا وآية ذلك أن ". الالمعقول"،أو " احملال"يل هاوية إمنا نقذف بالصريورة التارخيية إ

ال يكفي وحده لفهم العامل، بل ال ) La construction historique(البناء التارخيي بد من التسليم بوجود شيء فيما وراء التاريخ، لكي يكون للتاريخ نفسه معين أو

إنه بدون :" ب يقولولعل هذا هو ما عناه أحد املفكرين املعاصرين حينما كت. داللة .(69)"تاريخ إنسايناألبدية اإلهلية، ال ميكن أن يكون مثة

.أنظر زكرياء ابراهيم، مشكلة الفلسفةـ (69)

الفصـل الثانـي

)املعرفة والعمل(ة ـة و الرباغماتيــالليربالي

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

56

والعديد كذلك، قبني الليربالية وبني الرباغماتية العديد من نقاط التشابه واالتفا كما سنري ذلك من خالل هذا الفصل خاصة … ضادمن نقاط االختالف والت

.ومن خالل غريه من فصول هذه الرسالة بصورة عامةولكي تتبني ذلك فإننا سنعرض، تباعا لكل من الليربالية ومن الرباغماتية جذورا

. مفاهيما، مناهج وأهدافا، مناذج وشخصيات تارخيا مصطلحات وI( الليربالية) :Le libéralisme (

ربالية، إيديولوجيا مثل اإليديولوجيا املناوئة هلا واملتمثلة خاصة، يف االشتراكية اللي )Le socialisme.( ، )Programme(، برنامج )doctrine(ومذهب ) Théorie(فالليربالية، نظرية

. وتطبيق)... Pratique( وممارسة ، ومن كر اإلنسايناستعداد من طرف الفو، )attitude(والليربالية، موقف كذلك،

معني للمشاكل ) Perspective(للبحث، من خالل منظور طرف اإلنسان بالتايل، (1). اليت تطرحها عملية يئة احلياة واتمع

حول أهم النقاط األساسية يف النهاية، وكما سنري ذلك، إن هذه املضامني تلتقي

، أو اقتصادية، دينية اليت تشكل جوهر كل، نزعة ليربالية، سياسية، كانتباحلرية يف خمتلف توذلك مثال لتثب... كانت أو ثقافية، اجتماعية كانت، أو تقنية

(1)_ CF. Georges Burdeau : Le libéralisme, Introduction, Seuil, Col. Point, Paris, 1979.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

57

مثل املوقف من الدولة ومن دورها يف وذلك (2)ااالت، وبالفردية وامللكية اخلاصة .اخل...املواطنة، وحرية السوق والربحاتمع، ومن الوطن و

)اللغة( الكلمة: لليرباليةاـ 1أي احلرية، أو اإلنسان ) Liber(الليربالية، لغة، كلمة مشتقة من الكلمة الالتينية

.)Libertas(احلر

أما اصطالحا، فإن الليربالية تعين املذهب السياسي، واالجتماعي، الذي يري أنه اجلهاز التشريعي من األفضل للفرد وللمجتمع، املضاعفة قدر اإلمكان، من حرية

)Le pouvoir legislatif( ،و تقليص ) من اجلهاز ،)قدر اإلمكان كذلكعلي األول، و حىت ، حىت ال يطغي هذا األخري)Le pouvoir exécutif(التنفيذي

يعطي لكل املواطنني أكرب قدر من احلرية ومن الضمانات املمكنة، ضد التعسف، (3). دولةلمن طرف ا) L’arbitraire(احملتمل

، الذي يري أن )Conception(تصور واملفهوم ال كما تعين الليربالية كذلك ذلك

تشكل ) L’Etat(القيمة املثلي، لإلنسان، إمنا تتمثل يف احلرية الفردية، وأن الدولة (4). أكرب املخاطر ضد مثل تلك احلرية

(2)_ Ibid. P, 59. (3) _ A. Lalande : Vocabulaire technique et critique de la philosophie, PUF, Paris, 1951, P, 557. (4) _Cf. Christian Godin : Dictionnaire philosophique.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

58

الداعم من طرف )attitude(املوقف "وأخريا، وليس آخرا، فإن الليربالية، تعين يف خمتلف ااالت خاصة االقتصادية والسياسية ومن ... الليرباليني للفردانية وللحرية

.(5)" ضمنها حرية الضمري والقول والعمل واالعتقاد الديين... واضيعهانالحظ أن هذه املعاين املتعددة لليربالية، إمنا تعكس تعدد مضامينها، وم

أهدافها، أو هدفها الرئيسي املتمثل يف متكني اإلنسان عددوليس ت... ومناهجهاأو سياسية، اجتماعية أو اقتصادية... ية أيا كان جمال هذه احلريةالفرد من احلر

.كما سبق أن أشرنا. دينية، ثقافية أو تقنيةكما نالحظ كذلك أن هذه املعاين املتعددة لليربالية إمنا تفسر كذلك وبالتايل تعدد

.كما سنري... فها تعاري :التعريف واملفهومـ 2

" أا وأيا كان موضوعها وشكلها، وكما سبق أن أشرنا عامة،تعرف الليربالية، ) أ، تتطلب توسيع )لألمة أو للشعب( مذهب سياسي واقتصادي يري أن املصلحة العامة

احلد القانون، قدر اإلمكان ، للحريات اخلاصة، أي حريات اخلواص، أو األفراد، وكذلك وبالتايل، وبقدر اإلمكان، من تدخالت الدولة، اليت جيب أن ينحصر دورها يف حتقيق استتباب األمن العام خاصة، الذي يعد الشرط األساسي ملمارسة مثل تلك

(6)".احلريات اخلاصة

(5) _ Le Robert : diverses éditions, P, 1096. (6) _P. Foulquié : Dictionnaire de la langue philosophique, P, 406.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

59

يربالية أي الل كما تعرف الليربالية كذلك، خاصة يف شكلها اجلديد اليوم، ) بتأكيدها علي أن مثل ذلك التدخل للدولة، جيب ب) Le néo-libéralisme(اجلديدة

Le libéralisme(أن ينحصر، وعكس ما ذهبت إليه الليربالية املطلقة، أو القدمية

absolu ( (7)يف ميادين الصحة العامة. هما كان جماهلا، مذهب خنلص مما تقدم، إيل أن الليربالية إمنا هي يف النهاية، وم

اجتماعي وسياسي هادف إيل حترير اإلنسان كفرد، أوال، وكجماعة بعد ذلك، وإن أمكن، من القيود السلطوية، اقتصادية كانت أو سياسية، أو ثقافية، حتريرا يتطابق وظروف كل جمتمع إنساين وثقافته وصوال إيل حرية وإيل كرامة اإلنسان، كفرد

دة ة اخلاصة يف احلياة احلرة والسعاوحقه يف احلرية ويف امللكيقبل أن يكون مجاعة .والتقدم ةوالدميقراطيوالعمل القائمة علي العقل

(7) _Ibid. P, 63.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

60

اجلذور والتاريخ: الليرباليةـ 3 ، اليت ميكن أن نعرفها بأا )Le capitalisme(الرأمسالية ،وريثة و، وليدة الليربالية

والقرن السادس عشر ... ما بني القرن الرابع عشر للميالدنظام اقتصادي، ظهر فيوطبقة ) Le mercantilisme(علي يد الطبقة البورجوازية اليت خلفت التجارية

.اإلقطاع فالرأمسالية إذن نظام ذو فلسفة اجتماعية وسياسية تقوم علي أساس تنمية امللكية

تح السوق أمام منافسة األفراد بعيدا توسيع مفهوم احلرية، الفردية، وف ، وعليالفردية .عن أي تدخل للدولة

اليت تلتقي، وكما سنري ( علي هذا التعريف للرأمسالية "ماكس فيرب"نالحظ مع

أا إذا كانت تركز أساسا علي الربح والكسب ) يف العديد من النقاط مع الليربالية) L’échange(للسلع وامللكية املستمر واملتنامي من خالل املنافسة والتبادل احلر

.وللخدمات فإا ليست املذهب أو الفلسفة الوحيدة يف ذلك ، أية عالقة وتكديس املال واملنافسة ليس هلم يف ذام …نالحظ أن الربح ناعلي أن

والفنانني ... املقاهي واألطباء ة وذلك لسبب بسيط وهو أن مستخدميبالرأمساليواجلنود واللصوص واملتسولون هلذا امليل للكسب والعاهرات وموظفي التجارة

.والربح

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

61

يف حد ذاا ن احلاجة، أو الرغبة يف الكسب غري احملدود ال تنطوينقول أ لذلك . (8) أبدا علي مقومات الرأمسالية و ال حىت عن روحها

،وإذا كان البعض من الباحثني يرجع جذور الليربالية، والتجارية والرأمسالية

منهم وخاصة يف السفسطائيني ،كذلك وبالتايل، إيل الفالسفة اليونان حمتلني بصورة" جورجياس"و ) Protagoras" (بروتاغوراس"تركيزهم علي اإلنسان وحريته

)Gorgias( سقراط"و" )Socrate( )470( "نتيشه"و )ق م 399ـFriedrich

Nietzsche( )1900-1844(العديد من املفكرين ومن الرأمسالية وليدة فإن .وغريهموالواقعيني والنفعيني، مثل الليربالية، كما سنري ذلك، وذلك من الفالسفة جتريبيني

يبيتهجتر و) 1626ـ F. Bacon( )1561 " (فرانسيس بيكون"أـ :أمثال .املؤسسة

وهو من أشهر :)1790ـAdam Smith( )1723(آدام مسيث و ب ـ علي اإلطالق، ولد يف مدينة ة الليربالية احلديثةاملؤسسني للرتع الكالسيكيني

يف اسكوتلندا، ودرس الفلسفة، وكان أستاذا لعلم املنطق يف جامعة "كريكالدي"والتقي هناك أصحاب املذهب احلر، ويف ) 1766(جالسجو، سافر إيل فرنسا سنة

ي هذا الكتاب الذ) حبث يف طبيعة وأسباب ثروة األمم(أصدر كتابه ) 1776(سنة إنه أعظم مؤلف خطه قلم : ""إدمون برك"قال عنه أصحاب أحد النقاد وهو

"إنسان

(8) _Ibid, P,25

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

62

اإليطايل قام بشرح )1823ـD. Ricardo ( )1772( "دافيد ريكاردو"وج ـ قوانني توزيع الدخل يف االقتصاد الرأمسايل، ويقال عنه أنه كان ذا اجتاه فلسفي ممتزج

ي عمل يعترب منافيا لألخالق ما مل يصدر عن إن أ" :بالدوافع األخالقية لقوله ".شعور باحملبة لآلخرين

وهو اقتصادي إجنليزي )1834ـR. Malthus( )1766( "روبرت مالتوس"ود ـ

كالسيكي متشائم صاحب النظرية املشهورة عن السكان إذ يعترب أن عدد السكان سابية مما سيؤدي حتما يزيد وفق متوالية هندسية بينما يزيد اإلنتاج وفق متوالية ح

.إيل نقص الغذاء والسكان

يعد حلقة )1873ـJohn Stuart Mill( )1806( "ستوارت مل جون"وه ـ

كتابه ) 1836(اتصال بني املذهب الفردي واملذهب االشتراكي فقد نشر سنة ) مبادئ االقتصاد السياسي(

نظرية اليت وهو صاحب ال) 1946ـL. Keynes( )1883( "اللورد كيرت"وـ و

عرفت بامسه واليت تدور حول البطالة والتشغيل واليت جتاوزت غريها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل يف حتقيق التشغيل الكامل للقوة العاملة يف اتمع الرأمسايل، وقد

الذي ) النظرية العامة يف التشغيل والفائدة والنقود( ذكر نظريته هذه ضمن كتابه .1936نشره سنة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

63

صاحب نظرية النفعية : )1776ـDavid Hume( )1711( "دفيد هيوم"و ز ـ امللكية اخلاصة تقليد اتبعه الناس " اليت وضعها بشكل متكامل واليت تقول بأن

(9).، وغريهم كثريون"يف ذلك منفعتهم وينبغي عليهم أن يتبعوه ألنالفكرية ) Les lumières(يف مثل هذه األجواء، اليت سنعرض فيما بعد، فاألنوار

والعلمية والدينية والسياسية، واليت مل يزدها التحرر من الكنيسة، ومن الطغيان والفرنسية )1776(، خاصة بعد الثوريني األمريكيني )Les rois(السياسي من امللوك

اليت عرفتها ) Le travail(والعمل ) L’industrialisation(وتطور التصنيع ) 1789(.. وأملانيا يف القرن السابع والثامن عشر للميالد،...من بريطانيا وفرنسا خاصة كل

أخذ اإلنسان، ومن خالل ... ولدت الليربالية علي أنقاض الرأمسالية ويف مثلها

تلك األشكال املختلفة واملتعددة اليت عرفتها الليربالية، مكانة

ينية كانت أو سواء من سلطة د...الذي جيب أن يكون حرا..فردال..املركز

سياسية أو اجتماعية حرية ال حتدها سوي حرية اآلخرين وحرية أوال اآلخر، كما

نظرا إيل أن ... جيب أن يتمكن من التملك الفردي لكل ما ميكن أن ميكنه متلك

.وأساس العدل...واملواطنة...التقدم...مها حمركتا... امللكية واحلرية الفرديتني ممثلة خاصة ) Le protestantisme( الربوتستانتيةلذي لعبته نشري هنا إيل الدور ا

إضفاء البعد الديين علي ) Le Calvinisme , Luther ( الكالفينية واللوثريةيف .(10)الليربالية

(9)_ CF. Alain Cotta : Le capitalisme. (10) _ CF. M. Weber : L’Etique protestante et l’esprit du capitalisme, (diverses éditions).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

64

ويف مثلها كذلك جاءت الليربالية كرد فعل، علي مثل ذلك التسلط الديين با يف القرنني السابع والثامن عشر والسياسي، من طرف الكنيسة وامللوك يف أورو

).Les despotes justes" (باملستبدين العادلني" واللذين وصفهم مل تتخل الليربالية عن مطالبها األساسية، واملتمثلة بصورة خاصة، وكما سنري، يف

دينا ودنيا بعيدا عن الدولة وعن ... ومهنة... حرية الفرد، قوال وعمال، سلوك .تدخالا

كذلك، ولرموزها ) Les lumières(بذلك كانت الليربالية الوليدة املباشرة لألنوار ) Montesquieu( "مونتيسكيو"من أمثال من املفكرين ومن الفالسفة األوربيني

" فولتري"و )1903ـRenouvier) (1815" (رونوفييه"و )1755ـ1689()Voltaire( )1694(أملبريت"و )1778ـ "d’Alembert( )1717الذين )1783ـ

و أقاموا قوانني اإلنسان علي قوانني الطبيعة، وآمنوا بقدرته املطلقة قدسوا العقل .عليها

وبذلك أيضا كانت الليربالية، ومن خالل تركيزها هنا علي احلرية الفردية، اليت ال .(11) جيب أن تعرف حدودا، أو حتديدا، من طرف الدولة، وأيا كان جماهلا

املطالبة بتجسيد مثل تلك ثل هذه الظروف أخريا، رفعت تلك الشعارات ويف م دعه " املعروف "آدام مسيث"احلرية، علي خمتلف املستويات، ويف مقدمتها شعار

Laisser) (اإلنسان(، وكذلك شعار أتركوه مير )Laisser faire"..(يعمل

passer (ماندفيل"وون حنو مصاحله ومنفعته اليت ال تتعارض، وكما يضيف آخر"

(11) _G. Burdeau : Le libéralisme, P, 40.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

65

)Mandeville( )1670( "اليد اخلفية" ،أو قصته ،يف مؤلفه )1733ـLa main

invisible ( موع، بل تدعمهاحيث أن مصلحة أو منفعة كل ... مع مصلحة ا

. (12) أي اتمع... فرد إمنا تنتهي إيل مصلحة أو منفعة اجلميع

: ـ األسس واألهداف 4 وهذه التعاريف لليربالية تقودنا إيل التوقف قليال عند أهم ... إن هذه املفاهيم

األسس أو املبادئ اليت تقوم عليها الليربالية، أي إيل املنطلقات اليت تستند إليها، واألهداف اليت تسعي لتحقيقها، وهي األسس واملنطلقات واألهداف املتولدة عن

شارة إيل البعض منها اليت سنتناوهلا روح الليربالية ذاا، ومضامينها اليت سبقت اإل .بشيء من التفصيل يف الفصل الثالث من هذه الرسالة

إيل جماالت سياسية واقتصادية، ودينية، ،و ألن الليربالية متتد، وكما سبق أن أشرنا

واجتماعية، وثقافية وعلمية، خمتلفة، فإا قد أخذت تبعا لذلك عرب تطورها يد من األشكال الليربالية الكالسيكية واملطلقة والثورية أي األورويب خاصة، العد

.)L’anarcho-_capitalisme(الفوضوية

(12)_CF. Adam Smith : Recherches sur la nature et les causes de la richesse des nations, 1776, PUF, Paris, 1995.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

66

كما أن الليربالية برفضها لتدخل الدولة، ولسيادا يف حياة األفراد ويف حياة

)Son dogme(عقيدا ...اتمع ، الذين يشكلونه إمنا تؤكد يف احلقيقة

و حريته املطلقة، القادرة وحدها )L’individu(ي سيادة الفرد أساسية القائمة عل

علي جعل اتمع، الذي حتقق، وكما سبق أن أشرنا، مصاحله بتحقق مصلحة

كل فرد فيه أوال، يسري بصورة منظمة ومثلي ومن تلقاء نفسه بعيدا عن أي

.للدولة ) autoritarisme(وعن أي تسلط ) autorité(سلطة

كية وللربح أو املنفعة لللفرد وللحرية وللدولة وللمجتمع وللم فاهيم من هذه امل

:يف إيل أسس الليربالية ممثلة الفردية تلخص ) L’individualisme(الفردانية )1

).مبعناها الشامل(والدميقراطية ) La liberté(واحلرية، )2

طات والعقل واحلد من سلطة الدولة، والفصل بني السل) L’égalité(القانونية )3

.إخل...واحلق يف امللكية اخلاصة

.باعتباره أداة وهدف، كل عمل إنساين مادي خاصة...متجيد الفرد.أ والقادر وحده علي تسيري حرية املبدع،حرية اإلنسان الفرد تأكيد: احلرية.ب

واليت ال ) La justice(وهي احلرية اليت ستشكل، يف نظرها أساس الفعل . ((((13))))اآلخر

واليت تشكل بالتايل السبيل إيل اهللا ... ن حتد بأي حد إال حد مثل ذلك اآلخرجيب أ

.وإيل احلياة اجلماعية احلرة

(13) _ Ibid. : PP, 72_164_176.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

67

Le(كمحرك للتقدم ) La citoyenneté(متجيد العقل لقوة إبداع ومعيار املواطنة .ج

progrès..(

و كانوا أ..الذي هو العقل والذي جيب أن حيكم اجلميع أفرادا :القانونمتجيد .د

.((((14)))) مجاعات

ويف شؤون اتمع بالتايل واحنصار دورها ... احلد من تدخل الدولة يف شؤون الفرد .ه

اخل...بتنظيم عامل العمل، والصحة العمومية... يف حتقيق األمن واالهتمام

باعتبارها حقا ) La sacralisation propriété privée( تقديس امللكية الفردية .و

.حرية وكل مواطنة وكل تقدم طبيعيا، وشرط قيام كل

وتغليب األويل علي األخرية، محاية والتنفيذية الفصل بني السلطات التشريعية.ز

.للدميقراطية

(15) .شرعية الربح واملنفعة.ح

).Le droit au bonheur. (احلق يف السعادة.ط

يضاف إيل كل هذه األسس، أسس أخري، وذلك مثل التصنيع )L’industrialisation (وعدم اإلسراف يف التبذير ... يس العمل، واالدخارتقد

.اخل)...La consommation(واالستهالك

(14)_ L. E. Laboulaye : Le parti libéral, son programme et son avenir, PUF, Paris,(Sd), P,35. (15) _Ibid, P, 38

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

68

:خصائص الليرباليةـ 5

:ـ اإلجيابياتأ

ألن الليربالية كانت الفلسفة أو اإليديولوجيا الوحيدة اليت جعلت من اإلنسان منطلقا اإليديولوجيات السياسية ومن حريته الشاملة، هدفها، فإا مل تتخذ، مثل العديد من

واالقتصادية والدينية اليت سبقتها، وتلتها، أي مرجعية مقدسة خارجة، ألا لو .فعلت ذلك مل تعد ليربالية

من هنا كان اإلنسان الفرد مرجعيتها، ومن حريته وكرامته خاصة اجتاه الدولة (16).هدفها األول واألخري...والكنيسة وتسلطها وتدخلها

وبالتعبري والتجديد قدر اقترانه حبرية ... ا أيضا اقترن تارخيها بالتجربةومن هن . شبه املطلقة كما سبق أن أشرنا... الفرد

فإن لإلنسان احلق، فيما تري الليربالية يف التفكري يف أي ومن هنا، أخريا،

موضوع، دنيوي كان أو دينيا، سياسيا أو اقتصاديا، اجتماعيا أو ثقافيا، علميا

كان أو تقنيا اخل متاما كما أنه له احلق يف حتقيق أحالمه وأماله وسعادته بدون أي

. (17)...أي كان تدخل من طرف

(16) _J. Ferry : Discours et opinions, T, IV, 1898, P, 3. (17) _ G. Burdeau : Le libéralisme, P,80. (18) _ E. Durkheim : La division du travail social, (Divers éditions).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

69

إن هذه املضامني الكربى لليربالية هي اليت أضفت عليها العديد من اخلصائص اليت قل أن توجد جمتمعة، يف أي إيديولوجيا أو يف أي فلسفة أخري، وهي اخلصائص

: اليت نشري إيل األهم منها فيما يليتؤمن باإلنسان وحبريته وبقدرته ) Optimiste(إا إيديولوجيا أو فلسفة، متفائلة .1

عكس العديد من اإليديولوجيات والديانات ... علي حتديد مساره ومصريه

.القائمة علي احلتمية وعلي املكتوب

La(وهي أول من نظر لتقسيمه أا إيديولوجية ال تفصل بني النظر وبني العمل .2

division du travail (((((18)))) بريس "عامة، و براغماتية ...متاما مثل الرباغماتية

خاصة وكما سنري ذلك يف ثنايا هذا ) أو بورس) (Ch. S. Peirce(" بريس

.الفصل والفصول املتبقية من هذه الرسالة

معظم اإليديولوجيات إا إيديولوجيا تقوم علي االختالف، ألا تؤمن، عكس .3

وهي احلرية اليت ال حتدها، وكما سبق أن أشرنا، سوي ... األخرى، حبرية الفرد

).L’autre(حرية اآلخر

خاصة وبني ) الديين(إا أول إيديولوجية وفقت مثل الرباغماتية بني اإلميان .4

.العمل

طبيعة الناس أا من اإليديولوجيات القالئل، اليت مل متت، وذلك ألا ارتبطت ب .5

. الذين وجدوا غايتهم فيها معنا جمسدا للحياة وللسعادة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

70

بل تعمل بنجاح ... إا إيديولوجيا ال تعارض الدميقراطية، أو التقدم أو السعادة .6نسيب علي االمتداد ما كل أبناء البشر، وهذا عكس العديد من اإليديولوجيات

(19) .زيةوالفاشية والنا.. و الربوليتارية،... الطبقية

:ب ـ السلبيات يالحظ أعداء وأنصار اإليديولوجيا الليربالية، علي حد سواء، العديد من اجلوانب

.السلبية، خاصة علي مستوي النتائج خاصة قد تكفلت باحلديث مثل هذه ) Le marxisme(وألن املاركسية

فيما يلي البعض من هذه ، وهي كثرية كما سبق أن أشرنا، فإننا نورد (20) السلبيات :السلبيات

La(أن حرية الفرد، متاما مثل فردانيته، إذ مل حتدها حدود أخالقية .1

moralité ...( ا تتحول وكما هو احلال اليوم إيل سالح فردي فتاك ضدفإ

.وضد مصاحله... اموع و االستالب )Le colonialisme(ارتباط الليربالية عامة باالستعمار .2

)L’aliénation( غالد ستون"منذ نداء) "Gladstone( )1809الليربايل ،)1898ـ، وبإرغام "بضرورة استعمار العامل الثالث"... ، لربملان بالده1898اإلجنليزي سنة

الصينيني علي تناول املخدرات مث الدور الذي لعبته اجنلترا الليربالية اإلطاحة بثورة

(19) _CF. J. Touchard : Histoire des idées politiques, diverses éditions. (20) _CF. K. Marx et F. Engels : Leur vie et leurs œuvres, PUF, Paris, 1955_1970, 4 Volumes.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

71

والليربالية الفرنسية، اليت سخرت الثورة )1950(يف إيران ) Mossadegh(مصدق ... ومبادئها يف احلرية وإعالا اخلاص بتفوق اإلنسان واملواطن) 1789(الفرنسية

لغزو وال أكثر من بلد يف العامل الثالث فحسب، بل ولغزو العديد من البلدان .) Napoléon Bonaparte( غزوات نابليون بونابرت األوروبيني...( األوروبية

إن إحلاح الليرباليون علي عدم التدخل، بصورة قريبة وبعيدة، مباشرة أو غري .3مباشرة، من طرف الدولة يف الشأن العام، خاصة يف التوزيع العادل للثروات ويف

مع حاجات اتمع، لالقتصاد وللملكية اخلاصة، وللربح واملنفعة، قالتسيري املتطاب) John Keynes" (كيرتجون "حظ جيعلهم ينسون أو يتناسون، وكما يال

L’économie(إن االقتصاد عامة واالقتصاد السياسي " )1946ـ1883(

politique ( خاصة غري قادر علي حل مشاكله بنفسه حيث أن هناك فتراتاقتصادي كالكساد الذي عرفته أمريكا أوال، والعامل، سنة )récession(كسادكومة لتحقيق االقتصاد تارة، ولفرض والذي حتم تدخل الدولة واحل. 1929

كما تفعل اليوم العديد من ) Le protectionnisme(احلماية، وإن بصورة مؤقتة، ".الدول الليربالية، ويف مقدمتهم الواليات املتحدة األمريكية

إن الرغبة يف الربح الالحمدود واجلري وراء ظهور الفاشية والنازية، كما أنه هو .4

-Le Néo(الشركات املتعددة اجلنسيات ... مس وراءالذي اليوم واأل

libéralisme_ Les multi- nationalisme (الفاحش لإلنسان ، ووراء االستغالل

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

72

وإفرازاا املدمرة علي (21)يف العامل الثالث من طرف الليربالية اجلديدة ووراء ظهور العوملة .هذا العامل بصورة خاصة

يربالية يف التوفيق بني احلرية الفردية، واحلريات الفردية الفشل املستمر من طرف الل .5 .ويف حل العديد من التناقضات اليت ال ميكن أن تربز فيها... لآلخرين

:الليربالية مستقبل _ 6

ألن العامل احملرك لليربالية ليس، وكما توهم الليرباليني أن توهم، ليست احلرية

حرية التبادل (ية االقتصادية علي وجه التحديد،الفردية، مبعناها الواسع، بل احلر

، وهو العامل الذي مل يزده تصدر )اخل..والسوق املفتوحة،... والربح الالحمدود، هلذه )1919(الواليات املتحدة األمريكية منذ، ايات احلرب العامية األويل

فإن . .. 1929ـ1914 وانتشارا وهذا بالرغم من أزماا... اإليديولوجيا حضوراأو جديدة، فإن مستقبلها يبدو غري حمدود، يف املنظور قدمية كانت... الليربالية

القريب علي األقل، حيث أنه ال حياة لإلنسان أيا كان لونه أو جنسه ووطنه أو دينه . (22) وأيا كانت قوته... إال باالقتصاد، أيا كان شكله

-Le Néo(ا تدفع الليربالية اجلديدة إن هذه امليزة هي اليت نأمل أن ال تدفع وكم

libéralisme (ال نقول مبدأها األول، ية، حىتإيل التناقض مع أسسها األول... اليوم والذي ال ميكن أن ... وهو األساس املتمثل يف االرتباط اإلنسان وحريته وسعادته

(21) _ J. Baudrillard : Les violences de la mondialisation, journal le Monde, Paris, 23 Janvier, 2004. (22) _ Ibid. : P, 293.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

73

يتجسد يف أراء وكما يؤكد تاريخ وجتارب الليربالية ذلك، إال بإعادة االعتبار وصوال إيل تكوين جديد له ... للفعل، السياسي واالقتصادي والثقايف واألخالقي، له

زة، ال قبل هلا، عكس كل اإليديولوجيات األخرى املتجاو)... Citoyen(كمواطن إن جتاوز حقوقه وكرامته، وذلك لسبب بسيط وهو أن مضموا ومستقبلها كذلك

. إمنا هو يف مستقبل مثل هذا اإلنسان اجلديد واملنشود II الرباغماتيةـ) :Le pragmatisme( Le pragmatisme est la( (23)" الرباغماتية فلسفة الفلسفة األمريكية"

philosophie de la philosophie américaine ( وفلسفة العهد الذهيب )L’âge

d’or ()1940تركز علي الفرد وفعله وكلها ارتبطت بفلسفة العلوم ،)1865ـ أو . (25) أو كلها مرتبطة كذلك ذه الفلسفة) Les valeurs( و األخالق أو القيم

)Le néo-libéralisme(، وهذا ابتداءا من الواقعية اجلديدة )La méthode(املنهج والواقعية النقدية ) 1957ـRalph Barton Perry) (1876( "تون بربيررالف با" )Le réalisme critique( "جورج سانتيانا" )G. Santayana( )18631952ـ(

)J.E. Wood bridge( "وود بريدج" )Le naturalisme(واملذهب الطبيعي

(23) _ Gérard Deledalle : La philosophie Américaine, P, 51. (25) _ Marvin Farber ; L’activité philosophique contemporaine en France et aux États-Unis, PUF, Paris, 1950, P, 10_14.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

74

إيل املذهب املثايل إضافة )1947ـWhitehead( )1861( "وايتهد" و )L’idéalisme ("جورج موريس ")G.S. Morris ()1901كذلك وإيل )1979ـ

.(26)حد كبري

شارل سندرس "وألن الرباغماتية فلسفة أو مذهب أمريكي ولدت أساسا مع فإننا سوف ) 1914ـCharles Sanders Peirce( )1839() أو بريس( "بورس

، بالدرجة األويل دون إمهال كلي يف الوقت نفسه، نتابعها أساسا لدي هذا األخري )William James( "وليام جيمس"خاصة ... للرباغماتيات اليت بناها زمالؤه

وهم )..." 1952ـJohn Dewey ()1859( "جون ديوي"و )1910ـ1842( .زمالؤه الذين إنتهت به خالفاته معهم باالنفصال عنهم كما سنري ذلك

، منذ "بورس"ية األمريكية، ممثلة بصورة خاصة يف براغماتية لقد ظلت الرباغمات القرن التاسع عشر، وحىت ايات القرن العشرين، مقرونة لدي العديد من األمريكيني، ومن غري األمريكيني، بالنجاح الكبري الذي حققته الواليات املتحدة

لسياسية واالقتصادية األمريكية يف خمتلف امليادين، العلمية والتقنية، والصناعية وا .واالجتماعية والثقافية

:واملصطلح) اللغة(ـ الكلمة 1

من الكلمة ، كما سبق أن أشرنا،مشتقة... كلمة) Le pragmatisme(الرباغماتية

املعين غري أن أو شيء) Pragmatiko(فعل ...مبعين)...Pragma" (براغما"اليونانية

(26)_ Gérard Deledalle : La philosophie Américaine, P, 51.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

75

يف املستويني املذكورين قد يثري إشكاال من حيث اجلذر واالستخدام لكلمة املطروح قد تعين الفعل Pragmata" براغماطا"أو pragma" الرباغما"الرباغماتية، ذلك أن

أو منهج ختالف الكثرة و االكما أا قد تعين واألثر الذي حيدثه السلوك أو الفكرةوهو الذي يؤدي بدوره إيل الطبيعة املوجود يف )Le pluralisme(الكثرة

، مما يبعث علي االختالف والتعددية الفكرية الفعلية املقرونة باألثر اليت حتدثه األشياء ليدلوا ا " الرباغما"التساؤل إن كان الفالسفة الرباغماتيون قد استخدموا

أي الفعل، وحسب بعض مؤرخي الفلسفة فإن أصحاب " براتني"علي معين األشياء املصنوعة" الرباغما"قد دجموا اللفظني اليونانيني،معا، أي الرباغمايت املذهب

.الفعل" براغما"و احملدثة األثر عن طريق التجربة منو :" يف مقاله ؤكدي" ديوي"، فإن "الرباغماتية"ة أول من استخدام كلم

أنه American Pragmatism ( The Development of ( ألمريكيةالرباغماتية ابريس بوصفه أول من استخدمها، وذلك حينما فرق بني كلميت سندرستشارلز

حيث يقول " كانط"براغمايت و عملي مستعريا إياها من الفيلسوف األملاين ة من كلمة براغماتي إن أصل الرباغماتية يرجع إيل بريس ، لقد عرف" ": ديوي"

الرأي السائد الذي يذهب إيل اعتبار الرباغماتية "دراسته لكانط ، وهذا خيالف بني ماهو " كانط"ميز " ميتافيزيقا األخالق"نظرية أمريكية خالصة، ففي كتاب

(27) .عملي"وماهو " براغمايت"

(27)_ Cf. Tiercelin (C) : Ch Peirce et Le Pragmatisme, P UF, Paris ,1993.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

76

و قد وردت هذه الكلمة ، أو املفهوم ، أول ما ورد عند السفسطائيني (Protagoras) و ذلك يف مؤلفه "كانط"، كما وردت بعد ذلك عند

(Ethique)، مبضمون أخالقي ، أو إيطيقي "األنثروبولوجيا من منظور برامجايت "و هو النشاط الذي يقوم علي أرضية . إيل تكييف معارفنا و نشاطنا مع األخالق

...و لكن عن طريق احلدس وصوال إيل احلقيقة... من الشك و من االعتقاد ليستبدهلا... 1902سنة "وليام جيمس"و ليس عن طريق التجربة ومث عن

"بريس" . .)pragmaticisme(لك نتيجة لسوء استعمال زميله هلا ب ذبعد 1

موريس "كما ورد هذا املفهوم عند العديد من الفالسفة و ذلك من أمثال )H. Bergson" (هنري برغسون"و ) م 1949ت( )M. Blondel( "بلوندل

و قد أخذت الرباغماتية العديد من االجتاهات . اخل...و نيتشه )1941ـ1859( األخرى عن االجتاه البريسوي ، لعل أشهرها هو االجتاه األدايت

)L’ Instrumentalisme ("مدرسة شيكاغو ∗ "جون ديوي ، (Chicago) وصوال إيل املذهب النفعي األدايت "وليام جيمس"و االجتاه التجرييب و اإلنساين

.J. Bentham ( (28)( "جريمي بنتام"والذي ظهر بداية مع

و الواقع أن ديوي لم يكن براغماتيا منذ بداية يلي بنزعته الفردانية نحو تأسيسه للمذهب الوس" جون ديوي"عرف ∗

ج وبقيت آثار هذا G.S. Morris موريس.س،حياته الفكرية، فقد تأثر في بادئ األمر بالهيغلية من خالل أستاذهانتبه إليها ، هذه الفكرة التي المنهج الفلسفي تالزمه حتى بعد تحوله عنها إلي البراغماتية، بفعل التصور البيولوجي للنفس

لتأسيسه " ديوي"من خالل نظرية وليام جيمس حول تصوره الجديد عن كيفية تحول االعتقاد إلي إرادة، وقد عرف عدة أنظر محمد الجديدي، فلسفة الخبرة عند ديوي،)( La logique instrumentale(بالمنهج الوسيلي أو األداتية

)طبعات(28)_ Cf. Tiercelin (C) : Le doute en question. Parades pragmatistes au défi sceptique, L’Éclat, Paris, 2005.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

77

:اجلذور والتاريخـ 2

ميكن القول أن جذور الرباغماتية متتد بالتايل من السوفسطائيني، متاما مثل . (29)أن أشرنا الليربالية، كما سبق

كما أن مصطلح الرباغماتية ورد بعد ذلك علي يد العديد من الفالسفة، خاصة ، "ايطيقي" ، وإن كان مضمون أخالقي، وكانطاحملدثني واملعاصرين، من أمثال

مث علي يد الفيلسوف (30)"تكييف معارفنا ونشاطنا مع األخالق" وذلك مبعين وغريهم وهم كثريون )H. Bergson) ( 1941ت( "برغسون"و "لموريس بلوند"

.اليوم

:التعريف واملفهومـ 3 قد عرف الرباغماتية متاما نظرية يف املنهج (∗)شارل ساندرز بورس"إذا كان )Théorie de la méthode((31) ا مقال جديد يف املنهجوبأ)un nouveau

(29) _Cf. Tiercelin (C) : Ch Peirce et Le Pragmatisme . (30) _ Cf. Kant : Critique de la raison pure, trad. J.Barni, Flammarion, Paris, (sd).

االختصاصات فقد كتب في العديد من المجاالت ، ابتداء من االنطولوجيا كان بيرس متنوع االهتمامات و - (∗)و علم النفس و، األخالق و ، الفلك و الدين و الفلسفة و الميتافيزيقا و الرياضيات و المنطق و البصريات و السيمياء

رية ،و التاريخ ، و الكيمياء، و الفيزياء و علم المص اآلثارو علوم (Géodetic Survey)و علم المساحة األرضية ت ( (B Russel)كما كان بيرس بالتالي و كما أكد برتراند راسل .)La photométrique(األلوان و األطياف

. بركانا يقذف حمما معرفية بها كثير من الذهب ) 1970 )ماساشوسيت ( ، والية (Cambridge)بمدينة كامبردج 1839ولد شارل سندرس بيرس سنة

(Massachusetts) بالواليات المتحدة األمريكية ، من أب خبير ، و هي الخبرة التي ستجعل بيرس مرتبطا دوما

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

78

discours de la méthode (ا ... عرفوها قد... فإن باحثني آخرينفلسفة "وبأ، الثورة الفلسفية األويل والعملية علي املثالية )جون ديوي" (الدميقراطية األمريكية

، وبأا فلسفة الفلسفة األمريكية وهي فلسفة (33)" فلسفة علمية"وبأا ... (32) .النجاح واألثر، القائمني علي العقل والتجربة

هو في سن الثالثة عشر علي منطق (Harvard )تعرف أثناء دراسته بجامعة هارفارد. بالرياضيات بصورة خاصة و هذا قبل أن يعمل في نفس الجامعة كأستاذ (E Kant)، و علي فلسفة كانط (La Logique de Wately)وايتلي

و التي لم يحظ فيها بتقدير أكاديمي نظرا لنقده المستمر و بنظامها (J Hopkins )للفلسفة و للمنطق في جامعة يها الكتابة باللغة الفرنسية و حاول ف... سافر عدة مرات إلي باريس ... للجامعات و لم يرسم فيها نتيجة لحدة أخالقه

مثل أبيه ، كما عرف (Théiste)كان بيرس متدينا . )∗( )Léo Seguin(بعد أن بدأ في تعلمها علي يد صديق له (J Santayana)"جورج سانتيانا "و (Emerson)" إيمرسون"العديد من مفكري عصره من أمثال ) بيرس ( ". جون ديوي"فة إلي وليام جيمس و إضا (J Royce )" رويس" و) م 1952ت(

، الذي كان يظم أيضا بعض (Club des métaphysiciens)إلي النادي الميتافيزيقي 1870سنة) بيرس(انظم المتأثرين خاصة بالداروينية ... و بعض العلماء ) م 1901ت( (J fisk)الفالسفة مثل جيمس و ديوي و جون فيسك

وهم ال وجود له في .. وهذا النادي ... و غيرهم ) م 1875( (Chancy Wright)رايت و ذلك من أمثال شانسيو كان بيرس . و هدفه تجاوز الميتافيزيقيين و الميتافيزيقا التي ال طائل منها و من أطروحاتها عكس التجربة ... الواقع

، لم يكتب بيرس في (Géodetic Survey)قد عمل لبعض األوقات ممثال لبالده في المؤتمر الدولي لعلم المساحة كان بيرس نتيجة بل إن كل ما كتبه مقاالت متناثرة في بعض المجاالت و القواميس... حياته سوي كتابين لم ينه الثاني

.التي لم تجد طريقها إلي االنتشار إال بعد تواري صاحبها... و لتعقد أسلوبه كذلك بائع رديء لبضاعة... لحدة طبعه ورقة مخطوطة بيده 80000كتب بيرس كما لم يكن خطيبا بارعا أو مقنعا و، و كما أسلفنا، ما يزيد عن : لفاته مؤ

و لكنه لن ينشر إال البعض منها في بعض المعاجم و المجالت ، و نقدم فيما يلي أهم المؤلفات التي كتبها بيرس و نشر .معظمها ، من طرف المعجبين له ، بعد وفاته

How to Make Our" (كيف نجعل أفكارنا واضحة"، )The Fixation of the Belief)(1878" ( تثبيت االعتقاد"

Ideas Clears) (1879 (، "ماهي البراغماتية) " What Pragmatism Is?( (1905). (31) _ Gérard Deledalle : La philosophie Américaine, PP, 10_58. (32)- Ibid., P, 34. (33) - Ibid., P, 62.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

79

عرفة، بالرباغماتية عامة، و بالرباغماتية يضاف إيل كل هذه التعاريف، امل سنعرض للبعض منها يف ... البورساوية خاصة، تعاريف أخري ناقدة بل ومنددة هلا

.من هذا الفصل... الفقرة اخلاصة بنقد هذه الرباغماتية :ـ اجلذور 4

أمرا الفلسفة األمريكية، ال يزال إيل حد اآلن يشكل مفاهيم جذور ضبط إن ، االجتماعيةيؤسس اليوم للعديد من النظريات نهلعديد من الفالسفة ألصعبا ل

.علي حد سواء اإلنسانيةو االقتصادية األوروبيةإضافة إيل النظريات السياسية ،"البريسوية"لقد تغذت الرباغماتية

اخل، ...قعية اجلديدة، والواقعية النقدية، واملثاليةبالفلسفات األمريكية الواقعية والوا )Darwin( "داروين"و "هيغل"و، "ديكارت"خاصة فلسفة ... الوافدة من أوروبا

. (34))1882ت(تأثرت الرباغماتية البريساوية، كذلك بالعديد من املذاهب الفلسفية والنفسية و

. ات العلمية كذلكاألخرى، ومن االجتاه) الربوتستانتية(والدينية ، 1871من بني ما تأثرت بانتصار الشمال علي اجلنوب ... لقد تأثرت الرباغماتية

يف حرب االنفصال األمريكية األهلية اليت هزت التقاليد وفتحت علي مصراعها أبواب التقدم والتحرر اإلنساين الالحمدود وهنا يف كل ااالت السياسية

(35).والثقافية... والفكرية .. .والدينية... واالجتماعية

). وقد قتله مجند جزائري في الجيش التونسي ، اثر اختالف معه ، في مدينة باجة بتونس( ـ)∗((34)- Ibid., P, 69. (35) _ Cf. Tocqueville (A) : De la démocratie en Amérique.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

80

كما تأثرت الرباغماتية باجلو السياسي اجلديد، وبنظرياته ومنظري احلرية والفردية ميزته وإيل بعد الدستور األمريكي، إضافة إيل إعالن ... اليت... والدميقراطية .أبرز مناذجها) Act of independence(االستقالل

ذلك من تلك الثورات الفلسفية اليت تلت هذه الثورة تغذت الرباغماتية ك...كما ) Emerson" (إمريسون"السياسية، واليت متثلت من بني ما متثلت يف ثورة

علي املثالية واهليغلية، وثورة الرباغماتية )1862ت) (Thoreau" (تورو"و) 1882ت( .اخل...علي الديكارتية والكانطية

"السفسطائينيب" البريساوية خصوصا،و ،لقد تأثرت الرباغماتية عموما La Raison Pratique( و لكنها رفضت مسلماته حول العقل العملي "كانطب" و

مكافئ للحقيقة و و حولت الفعل من اال األخالقي إيل اال العقلي أي إيل ) الرافض (Le Sensualisme)باالجتاه احلسي الربيطاين كما تأثرت . إيل معيار هلا

"جون لوك" للميتافيزيقا و الذي ال يهتم بتحليل املعرفة ، و أصوهلا ، كما فعلالذي ... ، بل بعالقتها بعامل التجربة )م 1776ت ( (D. Hume)" دفيد هيوم"و

" لوك"منها إيل ... (F. Bacon)" فرانسيس بيكون"جيعلها بالتايل أقرب فلسفة إيل و هذا يف . األب احلقيقي للرباغماتية "جون ديوي"، و الذي اعتربه "مهيو"أو (

Commun( املشترك الوقت اليت رفضت فيه الرباغماتية للمفهوم اإليكوسي للحس

Sens (كمعيار للحقيقة.

أساسا، ال يف ...ممثلة" الداروينية"كما تأثرت الرباغماتية كذلك بنظرية التطور (Chancy Wright)، بل يف شانسي رايت )م 1866 ت( (Lamarck)" المارك" و عن / Méthode) (Method، حيث أخذت عنه مفهومه للمنهج )1875ت( مقولته حول التحقق عن طريق )Venn"(نيف"

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

81

عية ممثلة يف كما تأثرت الرباغماتية بالوض. (36) (L’expérience Test)التجربة و يف اجتاهه اهلادف إيل وضع حد للفوضى العقلية اليت ولدا "أوغست كونت"

الفلسفات املثالية ، خاصة ، و ذلك من خالل ربطه للفلسفة بالعمل ولكنه رفض الفلسفة اإليكوسية وعن . الطابع املادي املنطقي للحقيقة لدي هذه الفلسفة الوضعية

عنه مفهومه ةالرباغماتيفقد أخذت ) م 1904ت( (A .Bain)" ألكسندر بني"عنللحس املشترك من جهة و لالعتقاد الذي ال ميكن إال أن يولد لدي صاحبه إال دافعا إيل العمل ألن االعتقاد كما يضيف هو ما يبدأ اإلنسان عنده بالفعل اسد أو

ما ، كما قال ، االستعداد ملثل ذلك الفعل، يف رأيه ألن اإلنسان ال يؤمن بفكرة .و ال يعتقد بصحتها إال بقدر استعداده للنشاط وللعمل وفقا هلا

فقد أخذت الرباغماتية ) م 1753ت ) (J.Berkeley( "جورج باركلي"أما و عن بأن الواقع، ليس فقط، هو كل ما نفكر و "عنه موقفه الذي يذهب إيل القول

التفكري من طرفنا فيه، بل هو أيضا كل ما ال لكنه ذلك الذي ال يتأثر مبثل ذلك

((((37))))."نفكر فيه

و يف فرنسا تأثرت الرباغماتية بفلسفة ديكارت الذي أخذت عنه مبدأه يف الشك ال مضمونه و الذي حولته، إيل شك عملي بعيدا عن شكله الديكاريت املصطنع

ريا و ليس آخرا فقد تأثرت و أخ. و الفلسفي احملض و عن مضمونه امليتافيزيقيمبختلف العلوم التجريبية اليت كانت سائدة يف عصرها ، و هي العلوم ... الرباغماتية

(36)_ Gérard Deledalle : La Philosophie Américaine, P,56. (37) _ Ibid. P,60.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

82

الداروينية ب (38)الرباغماتيةكما تأثرت اليت سبقت اإلشارة إيل البعض منها، شانسي "و يف )1903ت ( ) H.Spencer(" هربرت سبنسر"والتطورية ممثلني يف

وكما أشرنا، ونظريتهم "المارك" و )1875ـChancy Wright ()1830" (ورايتويف ) L’équilibre(يف البحث املستمر من طرف اإلنسان عن التوازن ...

اليت سادت الروح )... La vérification(املوضوعية العلمية القائمة، علي التحقق لتجربة باجتاه الباحثني إيل ا .) L’esprit de laboratoire(املخربية

(L’expérience) نتيجة ... و احلياة . ..، اليت أصبحت املعيار الذي يقاس به العلم . (L’Esprit de Laboratoire )لطغيان الروح املخربية

يف نفس ،ة الئكيه يف الواليات املتحدةكما متيز هذا العصر بافتتاح أول جامع ) (L’origine des espèces"اع أصل األنو" الفترة اليت ظهر فيها مؤلف داروين

كما ذهب ... اليت تشكل بداية القرن العشرين (John Hopkins )و هي جامعة .(39)، و بربوز التحليل العقالين للدين (A .Malraux) "أندريه مالرو" ...هكذا ازدهرت العلوم الكيميائية و البيولوجية و الرياضية و الفيزيائية

ازدهار تلك ...إيل جانب ) ...االجتماعية و النفسية ( و اهلندسية و اإلنسانية و هي املقاربات اليت .religion) (Laو التجريبية للدين املقاربات العقالنية

أكدت أن االعتقاد يف الدين، أيا كان ، جيب أن يصل عمليا ، بصاحبه إيل اهللا

(38) _ Cf. Schneider (H.W) : Histoire de la philosophie américaine, Ed Gallimard, Paris, 1955. (39) - Morton (W) : La pensée sociale en Amérique, trad. M. Levi, PUF, Paris, 1963.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

83

و ذلك ما جسده، و إيل حد ما التيار ...كه من خالل تأثريه االجيايب يف سلو... . الربوتستانيت الذي يعد احلليف األول لليربالية األمريكية

أما علي املستوي االجتماعي فقد متيز هذا العصر باألمهية اجلديدة اليت أخذها ...إضافة إيل بداية الشروع يف أمريكا اجلديدة للسلوك،و القيم احملددة .. .الزمان

توطيد أسلوا االقتصادي و السياسي و االقتصادي الليربايل يف التميز وصوال إيل و . (The Américain way of Life)جتسيد أسلوا اخلاص يف احلياة

ومن روافده الفكرية و العلمية ... ظهرت الرباغماتية ... يف مثل هذا العصر

... لتخرج ... و توطدت ارتوت... السياسية و االجتماعية و ...و الدينية و هو الفعل ) . أو املعيش( يف الواقع املعاش ... و الفاعلية مبذهب أساسه الفعل

الفلسفة األمريكية . الذي اعتربه هذا املذهب، معيارا لكل حقيقة أيا كان ميداا التطرف يف بروز املنفتحة حول معطيات التيار الليربايل واملتمثلة خصوصا من خالل

للبحث ... العديد من الفلسفات الرباغماتية عامة ليست فلسفة بقدر ماهي منهج .و للعمل

بربيطانيا أوال مث تطورت 1878سنة أول ما نشأت نشأت الرباغماتية فقد شارل "و جتسدت بعد ذلك يف الواليات املتحدة األمريكية علي يد رائدها األول

جون "الذي كان أول من أعلن رمسيا عن ميالدها و "وليام جيمس"و رفيقه "ريسبنتيجة النشغال روادها ، بتخليص الفلسفة عامة و امليتافيزيقا من الفوضى "ديوي

العقلية يف ظروف أشبه بنشأة الكانطية اليت يف التيارات املثالية و الدوغمائيةأصبحت عرضة هلجومات احلركات العلمية و الفلسفية و الالأدرية و هذا بعد أن

.بصورة خاصة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

84

للعمل و مقال جديد يف . .و هي ليست فلسفة أو نظرية يف احلقيقة بل منهجا و االقتصادية من جهة ، السياسية ...املنهج و قد وجدت الرباغماتية يف الرأمسالية

طريقها حنو ....(40) و بني النظرة الدينية له... و يف مجعها بني النظرة التطورية للعامل و الثقافاتو ... حل املشاكل األخالقية و العالئقية بني هذا اخلليط من األديان

و االجتماعية و و الطموحات السياسية و الديانات. .اللغاتاحلضارات و األلوان و عمل الفاعل كمقياس و لل ذلك من خالل اعتمادها للتجربة باعتبارها معيار احلقيقة

.لصدقها و هذا أيا كانت هذه احلقيقة و أيا كان مصدرها كذلك أن كل ما يقدم أو يقال ، لكي " : ة ، و علي لسان بريس الرباغماتيهكذا أكدت

يقبل من طرف اجلميع ، يف الواليات املتحدة األمريكية و خارجها ، جيب أن

فكريت عن "و معنوية، و إال فليس له معين يقود إيل جتربة ذات نتائج، عملية أ

".أي شيء هي فكريت عن آثاره احملسوسة

و ال ميكن تصور حياة ) جون ديوي (كما قال ... فالتجربة نتيجة أساسية للفكر

كل ما يقدم أو يقال جيب أن أكد أنفقد "بريس"أما . أو فكر بدوا كما أضاف

إال فليس له معينيقود إيل جتربة ذات نتائج و

أخريا وليس آخرا، بالواقع اإلنساين الذي ،كما تاثرت الرباغماتية البريساوية ... شكله التوافد املتزايد للمهاجرين األوروبيني، وغري األوروبيني بعد ذلك، إليها

... والقيم... والذي انتهي مبجتمع متعدد األجناس واأللوان والثقافات والديانات

(40) _-.Schneider H.W : Histoire de la philosophie américaine, P, 404.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

85

كما سنري ذلك، الحقا، وبشيء من التفصيل، ... والتطلعات... واحلضارات .(41) "ـ اجلماعية الفردية"علي جمتمع قائم

و إذا كانت الرباغماتية املتأثرة ، مثل غريها من الفلسفات يف الواليات املتحدة

سياسي اخلاص ذا البلد األمريكية ، بالواقع اإلنساين و االجتماعي و التارخيي و الفإا تأثرت كذلك ، و مثل تلك الفلسفات ، باملبادئ السبعة عشر الشهرية اليت

احلياة السياسية و االجتماعية األمريكية ، فإا تظل مع ذلك 1776حتكم منذ و ذلك ... املعرب بوضوح عن روح هذا البلد ةالوحيد ،الفلسفة ، أو املنهج الفلسفي

باره للعمل التجرييب الفاعل ، أو الفعال العامل املشترك الذي جيب أن من خالل اعتيلتقي عنده ، و عند احلقيقة ، أو احلقائق، احلامل هلا ، هذا اخلليط من األشخاص

.املكونني للمجتمع األمريكي اجلديد من مثل هذه الفلسفات والتيارات الدينية والعلمية والنفسية والتقنية والثقافية

واحلضارية خرجت الرياغماتية البورساوية، وانطالقا منها صنعت أصالتها، اليت ، واملعنوي (42) جاءت مطابقة إليديولوجيا أمريكا القائمة علي النجاح العملي أوال

بعد ذلك، وهو النجاح الذي قالت أنه جيب أن يشكل وحده معيار احلقيقة بالنسبة

.101، ص1979من زاوية الفلسفة، دار الشروق القاهرة، : زكي نجيب محمود. د ـ(41)

.Cf. Peirce (Ch.S) :The Fixation of The Belief, « Comment se fixe la croyance »», trad _ـ (42)C. Tiercelin et P. Thibaud, Le Cerf, Paris, 2002.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

86

املتولدة ... الفعلية و احلقيقية... رية والدميقراطية وطريقتهم حنو احل لكل األمريكيني

.عن الواقع، وبعيدا عن أي شعارات جمردة، أيا كان مضموا ومصدرها

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

87

:نظرية املعرفةـ 5

اهتم بريس مثل غريه من الفالسفة الرباغماتيني وغري الرباغماتيني، باملعرفة،

The" (تثبيت االعتقاد:" صة من خالل كتابيه األساسنيمفهوما ووسائل وغاية، خا

Fixation of Belief" (وكيف جنعل أفكارنا واضحة) "How to Make Our

Ideas Clair ? ((43) .

أن كل معرفة إمنا تعين أوال، ومن جهة، "جييب علي مثل هذا السؤال األخري

والقابل ) L’illusion(وهم املعرفة للطبيعة، أو الواقع، الذي يعين املناقض لل

. (45) "للمعرفة، وإن ظل بالرغم من ذلك مستقال عن معرفتنا هذه له

كما تعين املعرفة أيضا، املعرفة للذات كذلك ويف الوقت نفسه، وهي املعرفة، اليت

عن " ديكارت"ال تتم إال استنادا إيل معرفة سابقة ، وليس إيل الفراغ، كما ذهب ) نسبة إيل هوسرل(دراك، املختلف يف معناه عن املعين اهلوسريل، طريق الوعي واإل

)Ed. Husserl( )1859أن أكد " لكانط"واليت ال تكون، وكما سبق )1938ـبل لظواهرها فقط، ) Noumène(ذلك، معرفة جلوهر هذا الواقع أو الطبيعة،

.2011، مجلة اوغوس، العدد األول، تلمسان، البراغماتية بين العقل والتصوفالحقيقة :حيرش سميةـ (43)

(45)_ Ludwig Marcuse : La philosophie américaine, Gallimard, Paris, 1967, PP, 61_64.

(46) _ Ch. S. Peirce : Collected Papers, (C.P), éd Hartshorne, Weiss and Burks, Harvard University Press, USA, 1974, 8 Vols, (8.12)

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

88

)Phénomène( (46) ا معرفة أقرب، فيما يريعرفة ، إيل امل"بورس"، وذلك أل، منها )اليت ال تتوقف إال عند ظواهر مواضيعها دون اهتمام كبري جبوهرها(العلمية،

إيل املعرفة الفلسفية امليتافيزيقية، اليت حتاول يائسة الوصول إيل مثل تلك اجلواهر ، إيل أن املعرفة ليست جمرد "بورس"وذلك يعين، وكما يلخص . املفترضة لألشياء

.بل كل شيء نشاط وعملتأمل ونظر، بل إا ق ، ال من الفراغ كما ذهب )املتولدة، وكما سبق أن أشرنا(وتتم هذه املعرفة، ، وهادفة أساسا إيل تكييف سلوكنا (47) ، بل استنادا إيل معرفة سابقة"ديكارت"

، عن طريق نفسه، وهو "بورس"باستمرار مع الواقع املعاش، أوال، وكما يؤكد : تلك املعطيات، متوترا بني حالتني أساسيتني اثنتني ومها حياول اإلمساك مبعين

، أمام املعين الصحيح الذي جيب أن (48) ، أي التردد والتوتر والقلق)Doubt(الشك عمليات أثبتت التجربة فاعليتها، إيل Percept ((49)(يعطيه اإلنسان للمدرك

. (50)واستعداد للفعل ) Habit(تكوين عادة

ذا الفعل وحده القادر علي وضع حد ملثل ذلك التوتر وعلي إعادة اهلدوء ه إن

من خالل "بريس"والتوازن النفسي للوعي، وذلك بالتمكني لصاحبه، فيما يري ، من التكيف اإلجيايب )L’effort(، واجلهد الذي يتطلبه (51) )L’attention(االنتباه

(47) _ Ch. S. Peirce : Collected papers,(5.263). (48) - Ibid: (5.265), (5.372). (49) - Ibid: (5.180), (5.181). (50) _ Ibid :( 5.400). (51) _ Ibid :( 5.997).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

89

ك الشك واالعتقاد املتجددين، ومن واملستمر مع البيئة، من خالل جدلية مثل ذلبأا جمموع اآلثار "بورس"خالل احلقيقة أو املعين املتولدين عنهما، والذي يعرفها

)Effect( املادية، أو املعنوية املستخلصة من أي فكرة أو شيء، وذلك مثل الصالبة من بالنسبة للماس والليونة بالنسبة للعجينة، وهي الصفات اليت ال وجود هلا إال

.(52) وملعناها خالل إدراكنا هلا من " بورس"، هو الذي مكن )Le sens(نالحظ هنا أن مثل هذا املفهوم للمعين

.(∗))La sémiotique" (السيميوطيقا"أو " علم الداللة"تأسيس كما نالحظ كذلك أن هذا املفهوم للمعين هو الذي كان كذلك وراء مفهومه

باعتبارها أوال ألفاظا دالة علي أشياء موجودة كما أنه هو ،ةاآلخر واجلديد للغأن عبارتني خمتلفتني لفظا ومتحدتني آثارا مها "الذي جعله يؤكد كذلك وبالتايل

عبارة واحدة، كما أن عبارتني متحدتان لفظا وخمتلفتني آثارا مها عبارتني خمتلفتني .(53)"متاما

(52) _Ibid: (5.402), (5.403).

لرسالةمن هذه ا144، 79أنظر هامش،ص_ (∗)(53) _Ibid : (5.402).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

90

ر للحقيقة لصحة الكالم وجلدواه هو الذي دعم نالحظ أخريا أن هذا املعيا الدميقراطية األمريكية وحرية الرأي والعمل يف أمريكا املتعدد األجناس والثقافات واألديان، كما أنه هو الذي محاها يف الوقت نفسه من الفوضى ومن الكالم الفاقد

...ألي مصداقية أو مضمون Inquiry((54)(نه يري أا وليدة البحث للحقيقة لنقول أ" بورس"نعود إيل مفهوم للسلوك والعمل وأن من الشك ومن االعتقاد واحلقيقة املتولدة عنهما مفاهيم ذاتية، و

وذلك لسبب بسيط وهو أن الشك الذي يعنيه ليس شكا سوفسوطائيا من أجل ، doute factice((55)(الشك، ليس شكا مفتعال، أو كاذبا، مثل شك ديكارت

أنه يستحيل وكما سبق أن أشرنا، أن نبدأ تفكرينا بالشك يف كل شيء كما حبيث يولد عند إدراكنا ملعطي ) doute vivant(قال، بل إنه شك سيكولوجي، حي،

يدفعنا ) L’explication(من معطيات الواقع فيولد لدينا قلقا وتوترا وطلبا للتفسري العتقاد يف معين ما، أو فرضية، ال بالتايل إيل العمل علي اخلروج منهم من خالل ا

بعد العديد من احملاوالت ومن األخطاء ومن االستدالل كذلك (نلبث أن نضفيها، )L’inférence( علي ذلك املعطي وهو املعين الذي إذا توافق مع سلوكنا العملي ،

ولد جتاهه لدينا معرفة وعلما جديدين، وإن مل يتطابق فإنه يدفعنا إيل البحث عن آخر له، حىت يتحقق مثل ذلك التوافق املنشود، بني النتائج املتوقعة والنتائج معين

).الواقع(املتحققة لسلوكنا إزاء املدرك هكذا يولد العلم ويتقدم . وهكذا دواليك عند كل إدراك جديد ملعطيات الواقع

.باستمرار

(54) _Ibid :( 5.423). (55) _Ibid : (5.372).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

91

ي االعتقاد وعلي إن مثل هذا الطابع السيكولوجي واحلي للشك إذا كان يضفي عل

احلقيقة املتولد عنه طابعهما االجيايب والذايت ويرتفع ديناميا ما من حالة السلبية إيل حالة اإلجياب، فإنه هو ذاته الذي حيول كذلك وبالتايل، إيل حقيقة أو املعرفة العلمية

من .بل جيمعه، مثل الشك املتولد عنها. املتولدة عنها ال إيل معرفة موضوعية مطلقة، وهذا بالرغم من منطلقاا احلسية "بورس"عند ) Intuitif(هنا طابعهما احلدسي

.والتجريبية بل والعقالنية : نفسه أمامه هو " بورس"ومن هنا كذلك، وبالتايل، فإن السؤال الذي وجد

كيف أصل إيل االعتقاد؟ وكيف أتأكد، من مثل هذه احلالة، أن ما عرفته، مبثل

يقة، من حقيقة عن الواقع صحيح؟ أنا الذي أجهل هذا الواقع، والذي هذه الطر

قد أعتقد يف وجود أشياء فيه ال وجود فعلي هلا؟ يلجأ، مؤقتا، ومثلما فعل" بورس"لإلجابة علي مثل هذه التساؤالت فإن

أمساه الفلسفة، واالبتعاد ا، عما" علمنة"من قبله، بالرغم سعيه حنو " كانط" ، إيل احلدس الكاتطي، "امليتافيزيقية" ، " بالفوضى العقلية" " أوغست كونت"

... خاصة أن اإلنسان جيد نفسه، يف حبثه عن احلقيقة، وسط التعقد الذي " كانط"لقد رأي

يشكل الواقع، مضطرا، إيل أخذ بعض املواقف العملية اليت تتطلبها احلياة، استنادا، متاما مثلما يفعل الطبيب أمام مريض (قط، بل وإيل احلدس كذلك، ال إيل العقل ف

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

92

، بعيدا عن أي جدل نظري أو عقالين، خاصة ذلك الذي )جيهل تشخيص مرضه، األشياء "كوامن"يدور حول إمكانية، املعرفة أو عدم املعرفة العقلية، جلوهر أو ن وحقيقة العقل املكونة للواقع، أو املتولدة معنويا عنه، وذلك مثل أصل الكو

والروح ووجود اهللا وجوهر الروح واجلزاء والعقاب األخريني اليت سبقت اإلشارة . إليها

أمام هذه الوضعية فإن اإلنسان إذا كان ميكنه حل مثل تلك اإلشكاالت، نظريا،

من خالل االكتفاء بالتوقف عند معرفة ظواهر معطيات الواقع، كما يفعل العلم، جمال العمل إيل حل البعض من تلك اإلشكاالت، واليت سبقت فإنه مضطر يف

إيل فرضيات أساسها احلدس وليس احلس أو التجربة أو ... اإلشارة إيل البعض منها .العقل

، بالتايل، و بدوره علي "سربو"عمل " الكانطي" ميثل هذا االستلهام للحدس

، للوصول )L’incertitude( "الاليقني"اخلروج باإلنسان وبوعيه من حالة الشك و به إيل االعتقاد، الذي ال تصور ألي نشاط عملي لإلنسان حياته بدونه، حيث أن

أن تعتقد هو أن تعمل وفقا . " ال ميكن أن ينفصل عن العمل" البورسوي"االعتقاد

من بني من تأثر، وكما " بورس"الذي تأثر به " الكسندر بني"، كما يؤكد العتقادك ...ا ذلكسبق أن أشرن

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

93

إن مثل هذا املفهوم املزدوج، احلسي واحلدسي، والعقلي والروحي، الواقعي

" بورس"واملثايل، النظري والتجرييب لالعتقاد وللحقيقة املتولدة عنهما الذي وصل ، "إقامة أخالق الواجب"يف حماولته " كانط"إليه بدوره، مثلما وصل إليه من قبله

La raison(ومن العقل العملي ) La raison pure( اخلالص ونقده لكل من العقل

pratique( (56) بورس"مها اللذان يضع حدا لشكنا وجيعالننا نشعر، حسب" ،، مها اللذان كانا (57)، سواء أكانا صادقني أم كاذبني)La satisfaction( باالرتياح

بله، بعد أن هامجاها مثل من ق" كانط"إيل امليتافيزيقا، مثلما عاد " بورس"وراء عودة ... هذا األخري وحاوال كذلك إبعادها كلية من جمال أي تفكري جاد

إذا كانت املعرفة عبارة عن آ راء و أفكار نكوا ، أو نستخلصها ، انطالقا ، من

بعد ذلك ، و ذلك عن طريق كل ...قع املتواجدين فيه اوعينا بذاتنا أوال ، و بالوو احلس املشترك ) La sensation(واإلحساس ( Le sens)من احلس

(Commun sens) اأوال و قبل كل شيء أفكار هادفة إيل التعامل العملي ... فإ . مع ذلك الواقع

، فإن مثل "هو كل ما يتفق الناس علي أنه كذلك"و ألن الواقع بالنسبة لبريس

، ال يلبث،...ة لهأو أشياء مكون.. و من خالل شيء ... ذلك اإلدراك لهأورأي حكم،أن يدفعنا بالتايل إيل إصدار (Inductive)و باعتباره إدراكا استقرائيا

(56) _ Kant (E): Critique de la raison pure, P,93_97.

(57) _ Ibid : (6.486).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

94

(Opinion) حول صحة ، أو عدم صحة ذلك االعتقاد ، أو الفكرة األولية أو اسدة له ... .املكونة... االفتراضية اليت كوناها عن ذلك الشيء أو األشياء

املوضوعية علي حد الذاتية وو النتيجة الطبيعية لالعتقاد، املتولد عن احلقيقة و النعدام الوحيد للشك ميثل احللالذي ، )Certitude) Laسواء هي اليقني

و من بذلك يتبني ارتباط كل من الشك. التوازن النفسي و العقلي املتولد عنهني اللذان يعدان الشرطان األساسيان لكل معرفة االعتقاد، بكل من احلقيقة و من اليق

.عامة و لكل معرفة فلسفية بصورة خاصة وألن الشك كذلك فإن حله احلقيقي و املوضوعي ال يكون يف البداية عن طريق

التسليم املبدئي باقتناع العقل بصحة "، الذي يعين (Croyance / Belief)االعتقادطريق احلقيقة املؤدية إىل كل اعتقاد، وذلك لسبب األشياء كما يتصورها، بل عن

بسيط وهو أنه ليس صحيحا أن كل ما نعتقد ه هو حقيقي، فقد نعتقد فيما هو ".خطأ كما قد نعتقد فيما هو صواب ، و ذلك ما تؤكده بعض االعتقادات اخلاطئة

امتالك و ألن الشك كذلك أيضا فإنه نقيض اليقني الذي هو حال العقل املؤمن ب

هو بالتايل ويف النهاية قبول الفكر (La Certitude)فاليقني . احلقيقة املطابقة للواقعلقضية يعتقد أا صحيحة إنه حالة الفكر الذي يعطي موافقته، أو اقتناعه، بقضية أو

. فكرة، دون خوف يف الوقوع يف اخلطأواجلسدي، . ..لذلك يعرف بريس الشك بأنه حالة من عدم االرتياح النفسي

القادر (L’explication)جيعل صاحبها يطالب بالتفسري . .واالضطراب الفكري

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

95

وحده علي إخراجه من شكه هذا، يف أسرع وقت، و ذلك من خالل الوصول به و هو االعتقاد الذي يعد الشرط ..إيل اعتقاد أكثر صحة حول تفسري ذلك املدرك

.كذلك و قبل كل شيء.. و لكل معرفة فحسب بل األول ال لكل يقني أو اعتقاد

و هذا االعتقاد اجلديد و الصحيح حول تفسري املدرك، إمنا هو كذلك،ألنه ألن الفكر ... إيل السلوك العملي وفقه وصوال بالتايل إيل تأكيد صحة ذلك يدفعين

.هذا األخري هي توليدهو السلوك و مهمته

ال ميكن أن يولد إال من اعتقاد أو .. قيقي ذلك خيلص بريس إيل أن الشك احلب

الضروري (L’assertion)اعتقادات أولية سابقة عليه هي أقرب يف نظره إيل الزعم و لكن غري كايف للمعرفة ، متاما مثل املعرفة اجلديدة اليت ال ميكنها أن تولد بدورها،

.و بالتايل إال من معرفة أو معارف سابقة عليها الشك و إيل االعتقاد لنقول أنه إذا كان كل من االعتقاد و من الشك نعود إيل

واحد و هو احلقيقة أو املعين و املعرفة املوضوعية و احلركية، معنوية كانت أو ، فرديا يف حني أن املعرفة (La certitude)مادية، فإن االعتقاد يظل مثل اليقني

أو من فكرة ما ، فإنه ليس من .. ا و أتيقن من شيء م...فأنا حني أعتقد.موضوعيةاملؤكد أن يشاركين اآلخرون يف مثل ذلك االعتقاد أو اليقني ، يف حني أنين حينما

.أعرف شيئا ما فإنه بإمكان كل الناس مشاركني موضوعيا يف مثل تلك املعرفة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

96

مبثل هذه املعرفة خيرج االعتقاد من جمال الفردية الضيقة و اجلزئية إيل آفاق حتول بدورها الوضوح و التميز إيل ...و يتحول إيل عادة سلوكية... املوضوعية

مثل الظواهر اليت ( Phénomènes vivants, familiers) ظواهر مألوفة و حيويةأن الواقع خيضع لنفس القوانني "بريس"و ذلك يؤكد ، كما يضيف .يدرسها العلماء

.اليت خيضع هلا الفكر... ميكنه، أمام معطيات واقعه املتعددة و املتجددة، أن يكتفيو ألن اإلنسان ال

حمددة حمدودية احلقائق املتولدة عنها ، فإن كل ...أو اعتقادات... باعتقادبل يقوده إيل طلب ... أو ائية...حنصل عليها، ال ميكن أن تكون مطلقة...معرفة

.معارف و اعتقادات أخري

ديدة ال تلبث، أن حتيله نتيجة لفقداا لصدقها بعد فإن كل معرفة جلذلك للتعامل الفعال مع ....حني، قد تقصر أو يطول، إيل طلب معرفة أو معارف جديدة

واقعه، و هي املعرفة أو املعارف اليت ال تلبث أن تولد لديه، و بدورها شكا يدفعه ... شكا جديد إيل البحث عن اعتقاد و عن معرفة جديدين، ال تلبثان أن تولدا،

.و هكذا دواليك... فشك جديد... ومعارف جديدةإن هذه العملية اليت تضفي علي كل معرفة و من الواقع طابعا دينميا هي اليت

اليت يتحول مبوجبها الشك باستمرار إيل . (L’enquête)يسميها بريس بالبحثبدورمها، إيل بقدر ما يتحول هذين األخريين و... جمدد لالعتقاد و للمعرفة

. مغذيني متجددين للشك

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

97

تعين أن الشك وليد أسباب موضوعية و ليست ذاتية ... هذه العمليةكما أن

و ... الطمأنينة بل معرفة جديدة للواقع الراحة ومتاما مثل هدفه الذي ليس جمرد "ديكارت"كما ذهب (Intuition) جمددة له، معرفة ليس مصدرها األساسي احلدس

و هذا األخري عن طريق احلدس ...فاحلدس ال ميكن لنا معرفته إال عن طريق احلدسالعملية اجتاه (L’expérience)و هكذا بل املعين املوضوعي الذي تؤكده التجربة ...

.ذلك الواقع و أخريا ، فإن هذه العملية تؤكد كذلك أن الشك البريسي ليس نقطة النهاية،

، متاما كما (Le doute Hyperbolique)د أصحاب الشك املطلقكما هو احلال عنأو نقطة ... ، بل إنه وسيلة "ديكارت " أنه ليس نقطة البداية ، كما هو احلال عند

.و عملية ...إيل آخر أكثر صدقا و جدة...مرور متجدد من اعتقاد حساس ، أو واسطة منطقية و متجددة بني اإل) يوالبريس( بذلك ميثل الشك

اإلحساسات األولية ، و بني املعرفة املوضوعية ، و ذلك من خالل انتقاله بالوعي وصوال إيل حتويل إحساساته األولية ...إيل الوعي بواقعه ...من الوعي بذاته ...و هي حالة األوالنية مع الواقع إيل وسيلة Priméité) (البسيطة الغامضة و...

وصوال Secondéité)( ع أشياء ذلك الواقع و هي الثانويةلبداية التفاعل الفردي مإيل التصور لتلك األشياء وهو التصور الذي ميكننا من املعرفة و من املقاربة بني

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

98

مثلما يفعل القانون العلمي و القوانني اليت تنظمه و حتكمه...األشياء املختلفة . (Tiercéité) و هذه هي الثالثية

لك أيضا يتجاوز الشك البريسي بصاحبه و من خالل االعتقاد حدود املعايشة و بذ

حنو اليقني املتولد أو املستخلص ) كما حدث لإلمام أبو حامد الغزايل( السلبية له الذي يعد ( Le sens) من التجربة ، معنوية كانت أو مادية و املؤدي إيل املعين

...يتها وهو املعين الذي علينا حتديده و حرك...معيار كل معرفة و دليل صدقها .و معطياته املتواجدة سلفا.. و ليس إضفاءه علي الواقع

، و غريه من رواد الرباغماتية أن فكرة جمردة مثل "بريس"ضمن هذا املنظور يري

تتحول إيل فكرة ذات معين عملي ، إذا كان التمسك ا ...فكرة اهللا و اإلميان به . نتائج عملية اجيابية و جديدة يف سلوكي يؤدي إيل

:ـ ازدواجية املنهج أو الطريق إيل احلقيقة عند بورس حول الطابع املزدوج للحقيقة وللشك واالعتقاد " البورسوية"حات وإن هذه الطر

علي مثل هذا التساؤل بأن " بورس"لطرقهم أو مناهجهم، هي اليت جتعلنا نسأل ، مثلما ذهبت الفلسفة املثالية، كما أنه ال يتم "االنسجام"ريق ذلك ال يتم عن ط

كذلك عن طريق القياس العقلي املنطقي، الذي ال يفيد جديدا، بل عن طريق مناهج

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

99

أي La méthode de ténacité( ((((55558888))))(منهج الدأب، أو الوثوقثالثة، وهي

La méthode(النفوذ ومنهج التمسك بفكرة، نقتنع ا، والدفاع عنها باستمرار،

d’autorité(((((55559999)))) ،أي استبدال سلطة الفرد بسلطة الدولة محاية للمصاحل الوطنيةيف معناه العام والتعارف عليه، ،)La méthode scientifique(واملنهج العلمي

الذي يوصل صاحبه إيل حقائق مستقلة متاما عن أفكارنا وعواطفنا، والذي يعتربه ك املناهج، حيث أن العلم، وكما يضيف، ميثل الوسيلة أفضل كل تل" بورس"

األكثر مصداقية ملقاربة الواقع، ألن قوانينه، اليت يعترف بأا، وإن كانت ليست .صادقة دوما أو ثابتة تظل مع ذلك أفضل من يعرب عما هو حاضر وليس عما مضي

هج الوحيد، حسب فاملنهج العلمي، الذي ختتلط فيه احلاجة والوسيلة، هو املن ، الذي يؤكد، موضوعيا، ومن خالل قوانينه، وجود وقائع ذات خاصيات "بورس"

وهي اخلاصيات اليت تشكل ... مستقلة متاما عن األفكار اليت ميكن أن نكوا عنهابالنسبة لنا، ووفقا لتلك القوانني احملددة، معين ملعطي ما، فإنه يظل يؤكد مع ذلك

ج ال ميكن أن يوصل إيل احلقيقة املطلقة أو النهائية كما أن أيا من هذه املناه ... و ألن الشك البريسوي ، جيعل بالتايل من االعتقاد و من احلقيقة ...أشرنا

ونسبية، فإن ... ظواهر غري ثابتة أو مطلقة ، بل مؤقتة...و املعرفة املتولدين عنه و هو املنهج العلمي أطول مدة ممكنة،... هوحقائق... املنهج الكفيل بتثبيت االعتقاد

(58) _(5.372). (59) _(5.382).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

100

يف معناه املتعارف عليه لدي العلماء يف خمابرهم و هو املعين الذي ال جييب خلطه .بالتايل مع املنهج اجلديل اهليغلي خاصة

من أنا وحدية يتضمنهو ما اإلصرارفاملنهج العلمي ، عكس كل من منهج (Solipsisme) فيما يريد أن يعتقد فيه طاملا ال يوجد ما يثبت املرء حيث يعتقد

فمادة االعتقاد . خربته وجناحه يف الوصول إىل هدفه خطأ أو صدق ما يعتقد فيه غري .ومعيار الصدق هو جناح االعتقاد. ننتقيها وموضوعه مها خربات حسية ذاتية

تبداله املعرفة و إن كان يبعدنا عن اآلراء االعتباطية فإن اس السلطة الذيمنهج و باحلرص علي النظام من طرف الدولة و ما يتضمنه من نتيجة حملاولتها املستمر

غري مقنعة يف بعض األحيان ، علي شعبها ، جتعله ال تتميز يف سلبيته ...بفرض أراء عن املنهج األول ، ينفرد هذا املنهج العلمي إذن بتأكيد مسلماته علي وجود حقائق

.ار اليت قد نكوا عنها مستقلة عن األفك

كما يتميز املنهج العلمي كذلك عن احلس املشترك ، أي جمموعة اآلراء السائدة،

يف فترة زمنية ما ، ألن األفكار املتضمنة هلا غامضة من جهة ، و ال ينطبق عليها كما أا ال بد أن تندثر، و مهما... إال جزئيا، من جهة أخري مبدأ عدم التناقض

.طالت، مبجرد ظهور ما يناقضهاغري أن املعرفة التجريبية اليت يوصل إليها هذا املنهج العلمي تظل مع ذلك غري

و غري ثابتة أو سكونية و ذلك يعين أن احلقيقة اليت يؤدي إليها هذا املنهج ... مطلقةف تظل قابلية ألن تنفي من طر أا حقائق أي ،بالالوثوقمتصفة دوما ...تظل

. حقيقة جديدة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

101

من الدوغمائيةو بني ... و يف ذلك تقيم الرباغماتية حاجزا متجددا بني حقائقها و هي الصفات اليت يعترف ادعاء اليقني و الدقة و الكونية املطلقةو بني ... جهة

علي أن الفلسفة ، ميكنها مع .أنه يستحيل علي العقل ادعاء الوصول إليها "بريس"من الكثري "بريس"إتباعها ملثل هذا املنهج العلمي أن تتخلص، فيما يري ذلك ، و ب

و أن متكن صاحبها من التفريق بني معين الفكرة الصحيحة... من لغو الكالم و الفكرة غري الصحيحة وصوال إيل متكني اإلنسان من حتديد معاين األمساء

تخدمها ليتحول تعامله معها ، و مع الواقع اسدة له األشياء اليت يس و و العبارات .إيل تعامل اجيايب و فعال

من هنا خطأ، ما اعتربه البعض جتاوزا، ائيا، للفكر البورسوي من خالل املنهج

برفضه، يف النهاية، حلتمية العلمية املطلقة، معنوية كانت "للحدس الكانطي"العلمي .أو مادية، علي حد سواء

نتيجة ألخذه ذا املنهج، للحدس الكانطي إيل ما "بورس"ومن هنا كذلك جلوء ، وهو الذي يعين به أن كل Faillibilisme((60)" (باالحتمالية احلقيقية" أمساه

األحكام العلمية افتراضية، وليست بالضرورة صائبة أو صادقة من هنا فإن كل .(61)والغموض" الالوثوق"معارفنا تسبح، وكما يضيف، يف

.1980ريق، بيروت، العدد السادس، حول مفهوم الحقيقة في الفلسفة البراغماتية ، مجلة الط: نمير العاني. دـ (60)

(61) _ Ch. S. Peirce : Chance, Love and Logic, (divers editions), p,381. (62) _ Ch. S. Peirce : Collected papers,(1.171).

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

102

ومن هنا أخريا وليس آخرا، الطبع، أو البعد الصويف، بل والديين، للحقيقة عند إيل جانب بعدها احلسي والتجرييب، بل والعقالين عنده، وهو األمر الذي " بورس"

بالوثوق يف موضوع ما يعين أننا ال نترك مكانا إن التشبث:" جعله يقول

.((((66662222))))" للدين

هكذا جاءت الرباغماتية البريسوية بتلك االزدواجية، العقالنية والصوفية، أول من " بورس"التجريبية والروحية، الواقعية واملثالية، وهي االزدواجية اليت كان

فكيف نرسخ االعتقاد، لدي ... إن مل نتحول إيل زهاد:" أكد ضرورا حني قال

ن البعض من الدارسني ذلك ما يبدو أو ((((63))))" فرد واحد، فضال عن كل اتمعللرباغماتية عامة، وللرباغماتية الورسوية خاصة، الذين اختصروا هذه األخرية لديه يف الفاعلية ويف األثر أو األثار، خاصة املادية منها، ومل ينتبهوا، أو مل يعريوا اهتماما

تشكل املكونات أول من أكد، مرارا، أا " بورس" يذكر، لبعض احلقائق اليت كان األساسية لفلسفته، أو باألحرى ملنهجه الفلسفي هذا، وهي احلقائق اليت نورد، فيما

:يلي البعض من مناذجها ـ أن احلقيقة، أيا كان موضوعها، مبا فيها تلك اليت يتوصل إليها عن طريق 1

ومن ،)املكون من العقل ومن العاطفة(املنهج العلمي، ال وجود هلا إال باإلنسان، أجله، وهي ليست بالتايل مطلقة أو ائية أو، وذلك لسبب بسيط، وهي أا

(63) _ Ch. S. Peirce: Values in Universe of chance, New York, 1905, p, 400.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

103

متولدة، وكما سبق أن رأينا عن شك ومن اعتقاد ذاتيني ومرتبطني بتلبية حاجاتنا، الفردية، قبل كل شيء، وهي احلاجات اليت تضيف أا تعمل علي إشباعها بشكل

.صديف وعشوائيالذاتية، وغري املوضوعية للحقيقة ولوسائلها هي اليت ـ إن مثل هذه اخلاصية 2

جتعلنا نأخذ بعني االعتبار، ال فحسب، دور املنهج العلمي يف الوصول إيل احلقيقة، بل ودور الصدفة واالحتمال ، يف الوصول إيل احلقيقة اليت يقول عنها أا تتلخص

. (64)يف املنفعة املستقبلية ألهدافنا إمنا هو وليد الصدفة " أية حقيقة"علي أن أي قانون و" بورس"أكيد ـ من هنا ت 3

"والعشوائية، إيل امليتافيزيقا فحسب، ال ليقول، "كانط"، من جديد، ومثل "بورس"هكذا عاد

وهذا بعد أا هي اليت تساعد علي فهم الكون والفيزياء،" ، بل ليؤكد "لغو"أا إيل الدين وإيل "بورس"، بل وعاد مجلة وتفصيال أن كان قد رفضها بدوره

، وهي "فاإلميان باهللا، الواحد، الفرد الصمد، وليد جتربة روحية مباشرة"التصوف،

، كما يضيف أن اليت تدفعك إيل إغماض عينيك لتري اهللالتجربة

زهد لوجود احلياة الألخروية متاما كما أن الهي الضامنة، فيما يري، ((((65)))) الغريزة

(64) _ Ch. S. Peirce: Collected papers, (235),Vol.V. (65) _ Pierre Gauchotte ; Le pragmatisme, Que Sais- Je , PUF, Paris, 1992, P ,28.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

104

الذي يؤدي بنا إيل االعتقاد و إيل ترسيخ اإلميان والعمل، ال داخلنا فحسب، هو

."بل وداخل كل اتمع كذلك بذلك كانت الرباغماتية، خاصة، و الرباغماتية البورساوية عامة، ومن خالل

مريكية امتدادها الفلسفية والنفسية والتربوية والروحية والسياسية اخل، الفلسفة األاألويل والوحيدة اليت جنحت يف التوفيق، أو يف املزاوجة بني الرتعات املادية، ممثلة

من ) Le capitalisme(ويف الرأمسالية ) L’évolutionnisme(أساسا يف التطورية للعامل وللكون، ) Le protestantisme(جهة، وبني التصور الديين الربوتستانيت

نت أحد العوامل اليت جعلت الشعب األمريكي شعبا وبذلك كا... من جهة أخري ... متدينا بالرغم من الطابع املادي، املسرف بعض الشيء حلضارته ولثقافته

:نقد الرباغماتية البريساوية ـ 6

عامة، ... بالرغم من العديد من اإلجيابيات اليت متيزت ا الفلسفة الرباغماتية ة، وذلك مثل عدم فصلها بني النظر والعمل ونظريتها والرباغماتية البورساوية خاص

الذي يضل متوقفا علي فعله، ومثل تركزها علي ... املتفائلة لإلنسان وملستقبله .احلرية وعلي العقالنية إيل حد ما، وارتباطها حبرية الرأي والفعل وبالدميقراطية اخل

ت منها فلسفة أمريكا فإا قد تعرضت، بالرغم من كل هذه االجيابيات اليت جعل واملعربة عن روحها، كما سبق أن أشرنا، للعديد من النقد، بل من التشهري، خاصة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

105

الذي )1970ت()Bertrand Russel"(برانتد راسل"علي يد فالسفة كبار من أمثال La philosophie du commercialisme((73)(مل ير فيها سوي فلسفة التجارة

التوقف عند كل جوانب هذا النقد فإننا سنكتفي هنا بالتوقف وألننا ال نستطيع .عند األهم منه

حتصر احلقيقة ال ... Solipsiste( (74)" (وأنا وحدية"أ ـ إا فلسفة سوفسوطائية،

اليت ال تشكل معيارا أو طريقا ... يف املوضوعية، بل يف الذاتية ويف الرغبة الفردية (75).حنوها... لكل الناس

.إا كفلسفة ثورة، منطقها عصا وجوهرها عطلة أخالقيةب ـ

ج ـإن منهجها املعريف، يلغي املعطيات التركيبية للمعرفة إضافة إيل أنه يطمح .ليكون املنهج الوحيد القادر علي حسم املشكالت الفلسفية

... د ـ إن مقولتها بأن االعتقاد يف فكر أو يف شيء يدفع إيل العمل غري صحيح

ولكننا نعمل حىت آخر حلظة من حياتنا عكس هذا ... ن نعتقد يف املوتفنح .االعتقاد

(73) Cf. Bertrand Russel , in Marcuse, la philosophie Américaine.

.يقحول مفهوم الحقيقة في الفلسفة البراغماتية ، مجلة الطر :نمير العانيـ أنظر (74) .ـ أنظر نفس المرجع (75)

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

106

اخل...إن نفس احلقيقة تصدق علي املدمنني علي الكحول واملخدرات واإلجرام هـ إا تقر بالعلم وخبصوصيته ومبوضوعيته ولكنها تناقضه ومن خالل قوا بعدم

يف النهاية، ) Le probabilisme(ليته و ليس باحتما) L’incertitude(يقينيته .وكما سبق أن رأينا

كمال"كما يالحظ...ـ إن األثر أو النجاح ليس دوما دليال علي صحة الفكرة و

وحني تكون صحيحة فإا ... فالفكرة صحيحة أو خاطئة تأيت إيل العامل... "بنيب "حتتفظ بصحتها تلك، إيل األبد

حيحة، ولكنها فاقدة ملثل ذلك األثر أو الصحة، يف كما أن الفكرة، قد تكون ص

كما هو احلال يف العديد ... تلك، بعد ذلك... الوقت احلاضر، لنعود إيل صحتها .من النظريات العلمية، اليت سبقت زماا

لكن الزمن ... يف الوقت احلاضر... ويف املقابل فإن فكرة قد تبدو صحيحة

(76).صحتهايكشف بعد ذلك عن خطئها وعدم

فلسفة ( ونقل تطور البحوث الفلسفية، وتفرعاا من خالل العديد من املدارس

)اخل...اللغة، الوضعية املنطقية، البنيوية، و اإلبستيمولوجية، والسميائية

(76) _ M. Bennabi : Le problème des idées dans le monde musulman édit El-Bayane, Alger, 1990,P,88.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

107

الذي مل يزد هذه االنتقادات إال حضورا هو الذي كان وراء انصراف اجليل اجلديد Charles William(" شارل موريس " و "سعد زغلول"من الرباغماتيني من أمثال

Morris)(( "كواين"و )1979تWillard Van Orman Quine) (1908؟ـ( إيل مثل هذه ) 2007ـRichard Rorty ( )1931(وروريت ) Sellars(و سيالر

.الفروع أو ااالت الفلسفية اجلديدة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

108

:اغماتيةبني الليربالية والرب

ال نود إاء هذا الفصل دون القيام مبقارنة سريعة بني نقاط االلتقاء االجيابية

والسلبية بني كل من الليربالية وبني الرباغماتية وهي النقاط عامة، و الرباغماتية البورساوية خاصة اليت حنن أول من يالحظ، أا ال تلقي مع ذلك العديد من نقاط

.ف بينهماالتباعد واالختال

:اإلجيابيات املشتركة ) أ

... كمصدر للمعرفة... ن الليربالية و الرباغماتية تلتقيان أوال يف تركيزمها علي الفردإ .1

.وللفعل

كما أن كال من الليربالية ومن الرباغماتية تؤمنان حبرية هذا الفرد بالربح وباحلرية .2

أمام طغيان الربح ...الية إمنا هي، وكما سبق أن أشرنا، حرية شكليةاليت تعطيها لليرب .وأصحابه

ن كال من الليربالية و الرباغماتية قد لقيا دورا هاما يف تدعيم الدميقراطية خاصة أ .3

يف العامل الغريب ويف مقدمتها الواليات املتحدة األمريكية، دون ...السياسية منها .غريه

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

109

ن بني النظر والعمل، بني الرغبة وبني احلقيقة، أو ما تري أنه أن كال منها ال تفصال .4 .كذلك

وهذا ... أن كال منهما ال تنفيان الدين، أو تضاده كما أا ال تلتزمان به كثريا .5بالنسبة لفرد ... طبيعي ألن الدين عند كل من الليربالية و الرباغماتية قضية فردية

و ضمريه بعد ذلك، إن حترك مثل هذا أ...ال حتد حريته سوي حرية اآلخر... حر .الضمري

:يعاب علي كل من الليربالية و الرباغماتية مايلي: ـ السلبياتب

مناوئة األويل، شبه املرضية للدولة، ولقبول املفرط وعلي العكس، من طرف .1

أنظر منهج النفوذ (الرباغماتية هلا إيل درجة الدعوة هلا باسم محاية وحدة الشعب )دهاوهدفه عن

مغاالا يف التركيز علي الفرد و الفردانية، وهو التركيز الذي يتحول االهتمام .2

.باتمع و طرفها إيل اهتمام قانوين يف النهاية

غياب األخالق، بصورة متفاوتة لدي كل من الليربالية ومن الرباغماتية، وهذا .3

. بالرغم من ادعاء كليهما ال تعارضاا

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

110

لبريس علي شكه بصورة خاصة و علي االعتقاد ... نقدنا لذلك فإننا سنركز .و املعرفة املولدة هلم و احلقيقة

و لعل أول هذا النقد هو ذلك الذي يقول أن الشك الذي يقدم عنده من جهة و مثل االعتقاد ، علي أسس ذاتية نفسية و حيوية و تيولوجية ، و علي أسس

مفرغا ، مثل االعتقاد و احلقيقة املؤدي ...ل يف النهاية شكا ذاتيا حدسية كذلك يظ .(77) من أي موضوعية...إليها

يعود ، بالنسبة ملوضوع املعرفة عامة و املعرفة الفلسفية ) بريس(و هذا ما جعل

أنه جيب إخراج "تنأوغست كو"ى العقلية اليت قال مثل خاصة، إيل نفس الفوض سرع وقتالفلسفة منها يف أ

ال يفعل االعتقاد ...من توتر ) البريسي(يف انتقاله من مثل هذا الشك إن الوعي

و باستمرار، يلغي بالتايل العديد من ااالت ...سوي إعادة توليده من جديد الفكرية و املعرفية، اليت ال تقوم بالضرورة إال علي التوتر املستمر بني الشك و

فمثل هذا الشك ال يفعل سوي نقل اإلنسان من .االعتقاد أو .. .التوازن النفسيدون إمكانية له من الرسو علي معرفة حقيقية ...حالة نفسية إيل حالة أخري مماثلة

.(78)و معارف للعلم

.حول مفهوم الحقيقة في الفلسفة البراغماتية ، مجلة الطريق :نمير العانيـ ـ أنظر (77)

(78) _Cf. Peirce (Ch.S) : Comment rendre nos idées claires , trad. Claudine Tiercelin et Pierre

Thibaud, Ed du Cerf , France,2002.

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

111

إن بريس يناقض نفسه حينما يقول من جهة أن االعتقاد هو املؤدي إيل املعرفة العلمي ، و حينما يلغي عمليا مضمون و دور املقبولة و هي تلك املتولدة من املنهج

. مثل هذا املنهج حينما يقول أن كل معارفنا تسبح يف الال وثوق

و األثر ...إن ربط بريس للحقيقة املتولدة عن الشك و عن االعتقاد بالفاعلية

بالعملي الذي نولده من خالل السلوك جيعل من الفاعلية و األثر بدال للحقيقةو هذا يؤدي بالتايل )..للفاعلية(إيل أداة و مفسرة .. و حيول بالتايل هذه األخري

ألا لكي تكون مقبولة جيب أن تؤكد أوال و عمليا ... إيل إلغاء الرباغماتية ذاا .اللتني نعلم أا ال تكتسبها ... و األثر ...مثل تلك الفاعلية

املتولد عنه، ... املتولدة عن شكه ذاك و عن االعتقاد للحقيقة "بريس" إن حصر

يف التجربة يتجاهل أن احلقيقة و املعرفة أوسع من هذه التجربة ، فهناك حقائق .اخل..و دينية ...روحية

إن ربطه لصحة احلقيقة بأثرها العملي و اآلين ال ميكن أن يعد معيار ملثل تلك

... تربت أا صحيحة ألنه كان هلا أثر يف وقتها الصحة ، بدليل أن هناك حقائق اعو علي ) الكثري من املعتقدات و املمارسات ( و اندثرت ... مث أثبت العكس

و مل يكن هلا آثار ... العكس فإن الكثري من احلقائق اليت مل تثبت صحتها يف وقتها

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

112

حة مثل تلك و يف مقدمتها بعض احلقائق العلمية ، قد تأكد بعد ذلك أا صحي ).و دوران األرض قضية كروية( اآلثار

و بالفائدة يقودنا إيل ... لذلك فإن ربطه للحقيقة املتولدة عن الشك ، باآلثار

وذا أثر إجيايب بالنسبة لصاحبه و لكن ذلك ... القول بأن الكذب قد يكون مفيدا .فضال أن يضفي عليه بعدا أخالقيا ...ال حيوله إيل حقيقته

إن مثل هذه املالحظات و غريها، خاصة تلك اليت أوردناها ،حول الشك البريسي

و احلقيقة هي اليت جعلت البعض من الباحثني يقولون أن فلسفته ... و االعتقاد .أو حىت جمرد وصف هلا...غري منسجمة و أن شكه ليس تفسريا للحقيقة

غماتية عامة ، و براغماتية بريس كما أنه هو الذي جعل آخرين يصفون الربا

.و جوهرها عطلة أخالقية.... خاصة، بأا فلسفة للقوة منطقها عصا

و اليت ال نستطيع حتديد آثارها ، للحكم ...مث ماذا يقول عن حقائق التاريخ القدمية كنا و هي موجودة و إن ...علي صحتها أو خطئها مث ماذا نقول عن احلقائق املقبلة

.مل نتوصل إليها بعد مثل العديد من احلقائق اليت عرفناها يف النهاية

و جعل ...كذلك حني طابق بني الفكر و بني العلم ...و ذلك ما فعله بريس

متناسيا أن الواقع ال يعرف كما قال ...قوانني الفكر هو ذاته قوانني العامل أو الواقعإمنا ...له من جهة أخري ، إن صحة معتقداتنا ال يعرف إال باملعتقد من جهة ، و قو

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

113

تتم من خالل مقارنتها بالواقع ؟ فكيف نقارن صحة معتقداتنا بواقع حنن مل نعرفه بعد ؟

فال جيوز أن نتخذه بالتايل معيارا للمعرفة، و إن كنا نعرف ذلك الواقع سلفا ، فما الفائدة من التأكد من معتقداتنا حوله ؟

هي تلك احلقيقة اليت تتجسد من خالل حقائق "بريس"قيقة يف نظر إن مفهوم احل

جمزأة يف كل حلظة نقوم بالكشف عنها و ذلك عن طريق املعرفة املتجددة و الدائمة و ذلك نظرا لالستحالة املنطقية أن تكون معطاة سلفا و مطلقة

صبح كل معرفة و كل تفكري ال ميتد و ال بذلك ت "ديكارت"و ائية مثلما ظن يستقر إيل شكل من أشكال احلدس ، و معين ذلك أنه ال معرفة أيا كان شكلها

.حدسية نعتقد و نظن أا موجودة كما "لبريس"خنلص مما تقدم إيل أنه ال معرفة حدسية يقينية و مطلقة بالنسبة

أسس حدسية فذلك يعين أن ذهب ديكارت ألنه إذا كانت املعرفة تقوم علي احلدس ال يقوم إال علي جمرد اعتقاد ناتج عن حاالت نفسية معينة و هكذا دواليك

.فال معرفة و ال اعتقاد إذن ، إال ما هو متولد عن اعتقادات و عن معارف سابقة

))))المعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعملالمعرفة والعمل((((الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية الليبرالية و البراغماتية

114

أخريا و ليس آخرا ، فإن معيار احلقيقة عند بريس هو الفاعلية و ليس جمرد . (79)و التميز كما أا تؤدي لدي بريس إيل فلسفة للمعين ...الوضوح...

التي اعتبرها أساسا (La sémiotique)يعتبر بيرس رائدا لعلم السيمياء و ذلك انطالقا من دراسة للعالمة ـ (79)

ر فاإلنسان ذاته عالمة و الكون كذلك ليس إال عالمة للعالم كله و لفلسفته ، بالتالي ، المعبرة بطريقتها عن هذا األخي .فالعالمة بداية التعريف ألي شيء، و المبدأ الذي يفسر المعطيات المجردة، أو المجسدة. هائلة

وغيرها من العالمات غير ... و قد أقام بيرس مشروعه السيميائي هذا علي نظرية في العالمة تشمل كال من اللغة .التي يحكمها أيضا المنطق الذي يعد ، الوجه اآلخر للسيميائية ... باعتبارها نوعا من اللغة ....اللغوية األخرى

مقام شيء آخر انطالقا من عالقته أو صفة ما في مفهوم اإلنسانبأنها شيء يقوم لدي ) بيرس(فالعالمة التي يعرفها لية للتصورتجعلها أكثر قاب...تواجد أكثر كثافة ... بيرس ،تضفي علي األشياء

(La représentation) و للتأويل(L’interprétation) . و لذلك فإن المعني هو نتاج . إن العالمة عند بيرس إحالة من شيء إلي شيء آخر ضمن تصور و موضوع محددين

cf Charles Sanders Peirce ;Collected((أو مختلفة ...ترجمة عالمة إلي عالمة أخري قد تكون متشابهة

papers (C P) ,5.253_5.257_5.265_5.289 ( (L’index)،و المؤشر ) Le symbole(الرمز : و العالمة من جهة أخري مرتبة بأشكال عدة منها الترتيب الثالثي

هو دال علي ... (Icône)أو األقنوم (Image)،و الصورة ) الدخان عالمة النار(،هو دليل عالقة بين عالمة و شيءتخطيط غرفة فوق الورق ،و عدم شرط تواجدها فعال لفهمها علي ( (L’interprétant)لعالمة و المؤول العالقة بين ا

).أنها كذلك فإنه مثل تلك العالقة بين العالمة و الشيء و التي تقوم علي مجرد اتفاق بين الناس) ...Le symbole(أما الرمز

)أنظر محمد قاري ، سيميائية المعرفة المنطقية )( حة فيهالعلم األحمر في البحر يعني خطر السبا(

الفصل الثالث

الليربالية و الرباغماتية بني

)املصاحلة الصعبة(الفردانية والدميقراطية والدولة

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

116

I. تمع الليربايل املعاصرعن خصائص ا:

ومن قبله احلديث، بالنسبة للمجتمعات اليت لعل من بني ما مييز اتمع املعاصر،

سبقتهما، أي اتمعات التقليدية، الشرقية منها والغربية علي حد سواء، مها .(1)و الفردانية ...احلرية

وهكذا فإن أول ميزة للمجتمع اإلنساين احلديث واملعاصر خاصة يف الغرب

املساواة، من جهة، وعلي الرأمسايل هي تلك املتمثلة يف قيامه علي احلرية وعلي .مكوناته من جهة أخري) La hiérarchie(تراتبية

من هنا حركية وتطور مثل هذه اتمعات بالنسبة للمجتمعات التقليدية اليت

ومن هنا كذلك تقدمها املتواصل علي خمتلف األصعدة خاصة الفكرية . سبقتها .والسياسية واالجتماعية والعلمية والتقنية

أما ثاين ميزة للمجتمع احلديث واملعاصر فهي تلك املتمثلة يف قيامه، ال علي الدين )La religion ( أو علي الفئوية)Les castes ( بل علي الفردانية)L’individualisme( اليت حتولت، عكس ما كان احلال بالنسبة للمجتمعات ،

.نشاط اتمعالتقليدية، إيل احملور األساسي األول، الذي يدور حوله

(1) _ Louis Dumont : Essais sur l’individualisme, Seuil, Paris, 1991, Introduction.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

117

السياسية منها ...من هنا حتول الفرد وحقوقه، ممثلة بصورة خاصة، يف احلرية والدينية، االقتصادية منها واألخالقية إيل العوامل احملركة لكل نشاط يف هذه

.اتمعات احلديثة واملعاصرة و إيل أهداف ائية ملثل ذلك النشاط ت ملثل تلك الفردانية و لتلك احلرية، وغريها من ومن هنا أخريا، اختالف املقاربا

احلقوق اليت أصبحت مرتبطة ا، يف مثل هذا اتمع الليربايل احلديث عامة، .واملعاصر خاصة عن املقاربات التقليدية هلا

:الفردانية .1

:املصطلح واملعين .أ

صف الزوج وال الوتر، و اجلمع أفراد و فرادى، و الفرد ن:" تعين الفردانية، لغة

و تأيت كلمة تفرد مبعين انعزل و متيز عن . ه منقطع القرين، ال مثل لهي أننظري له، أو الفرد هو املتفرد املتميز عن القطيع أو اجلماعة، فنقول أفرد زيد باألمر . (2)غريه

(3)" تفرد به، و تفرد باألمر أي كان فيه فردا ال نظري له

ن اآلخرين، ويتضمن التميز واخلصوصية، وهذه هي فالفرد يعين االختالف ع ).Troupe(كما تعين املضادة للحشد . (4)البداية اليت ننطلق منها

.3373، ص"فرد"طبعة جديدة، دار المعارف بمصر، الجزء الخامس، مادة : لسان العرب: ـ ابن منظور (2)، باب الفاء، 1990الوافي، معجم وسيط اللغة العربية، مكتبة بيروت، طبعة جديدة، : لبستانيـ الشيخ عبد اهللا ا (3) .462ـ 461ص .21ـ 18، ص 2004الفردانية في الفكر الفلسفي المعاصر، مكتبة مذبولي، القاهرة، : ـ محمد الكحالني (4)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

118

يف االصطالح هو إنسان أحادي متفرد، وحيوي هذا Individual و الفرد "

فمصطلح . املفهوم معين آخر هو الكلية اليت ال ميكن جتزئتها إيل مكونات أصغرالذي يعين عدم Atomeمثل مصطلح ذرة اليوناين Individumبالالتينية " لفردا"

أما غري األحياء أو ما . ، مث إن مفهوم الفرد ينطبق علي اإلنسان فقطللتجزئةالقابلية .(5)"مبعين عينة، أو شيء) Exemplum(يصنعه اإلنسان فيستعمل املفهوم الالتيين

واألفراد ال توجد إال يف ... يء الذي ال ينقسم ماديا،فكلمة الفرد تعين اشتقاقا الش"

العضوية و احلياة والتفكري، أما الطبيعية : الدرجات العليا الثالث للوجود، وهي شروط و التفكري امل ومتثل العضوية و احلياة". العينات" اجلامدة فال وجود فيها لغري

(6).ها أي وجود فرديعامة للفردية أو احلدود اليت ال ميكن أن يقوم خارجالوحدة ما ا يقال لكل شيء أنه واحد، وهو معين كون الشيء " يقول ابن سينا

غري ذي قسمة بالعقل، والعدد مجاعة مركبة من اآلحاد، والعدد الفرد هو الذي ال .(7)" ينقسم مبتساويني

والفرد يف علم النفس مرادف للشخص الطبيعي من جهة ما هو متميز عن خرين ويته ووحدته، أو من جهة ماهو ذو صفات خاصة خمتلفة عن الصفات اآل

ضماني، ونجم خريط، دار الفارابي، الطبيعة والحضارة واإلنسان، ترجمة رضوان الق: توغارينوف. ب.ـ ف (5)

. 173، ص1987بيروت، .6ـ5، ص 1991الفرد في فلسفة شوبنهور، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، : ـ فؤاد كامل (6)الشفاء، الفن األول من جملة العلم الرياضي، أصول الهندسة، مراجعة ابراهيم بيومي مذكور، تحقيق : ـ ابن سينا (7)

.211، ص1976لحميد صبره، الهيئة المصرية العامة للكتاب، عبد ا

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

119

املشتركة بينه وبني أبناء جنسه والفرد يف علم االجتماع هو وحدة من الوحدات اليت .(8)" يتألف منها اتمع كاملواطن يف الدولة

Individuation:((((9))))التفرد .ب

إيل )1037ـ980( "سيناابن "من اصطالح انتقل individuationومبدأ التفرد

فالسفة القرون الوسطي عرب الترمجات الالتينية، وهو القول بأن لكل كائن وجودا .(10)" جزئيا، يتفرد به يف الزمان و املكان، أو يتميز به عن غريه من أفراد النوع

التفرد لدي اإلنسان من حيث إن )1240ـ1165( "حمي الدين بن عريب"ويؤكد أن خواطر "ابن عريب"ويري . (11)" ال ميكن أن تتكرر صفاته يف اآلخرينكل فرد

اإلنسان وحاالته النفسية متجسدة دائما ال تنقطع، سواء كان ذلك يف حالة اليقظة أو يف حالة النوم، فاإلنسان سريع احلركة والتغري يف باطنة كثري اخلواطر، ينقلب يف

.(12)" باطنه كل حلظة تقلبات خمتلفةفاإلنسان املتفرد املتميز ال ميكن أن تتكرر صفاته يف غريه،ألنه دائم التحول نفسيا

.ووجدانيا

.138،ص1982المعجم الفلسفي، دار الكتاب اللبناني، : ـ جميل صليبا (8) .22الفردانية في الفكر الفلسفي المعاصر، ص: ـ الكحالني (9) .138المعجم الفلسفي، ص: ـ جميل صليبا(10)محي الدين بن عربي، دراسات فلسفية بإشراف عثمان أمين، الهيئة فكرة اإلنسان في مذهب: ـ محمود قاسم(11)

.151، ص1974المصرية العامة للكتاب، .150ـ المرجع السابق، ص (12)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

120

، وهو اإلمكانية )1961ـYung( )1875( "يونغ"والتفرد عملية أساسية عند الفطرية املوجودة يف كل فرد واليت ا تتمكن النفس الفردية من حتقيق متام منوها

. (13) وارتقائها ودرب التفرد يعين امليل ألن يصبح الكائن فرديا حبق، وحيث إننا " ":يونغ"يقول

نعين بالفردية شكل وحدانيتها األكثر محيمية، وحدانيتنا النهائية واحملسوسة، فاملقصود هو حتقيق الذات بأكثر ما فيها من شخصي وعصي عن كل مقارنة، ميكننا

.(14)"د لذاتهبتحقيق الفر" التفرد"إذن ترمجة كلمة :أشكال الفردانية.ج

:خنلص مما تقدم إيل ضرورة التمييز بني نوعني من الفردانية ): L’individu(الفردانية املعربة عن الفرد ) أي الفردانية(و باعتبارها ...للنوع اإلنساين) échantillon(باعتباره العينة املثلي

.نساينجمتمع إوإن بأشكال خمتلفة يف كل موجودة بالتايل،واملرتبطة باألنا ، وللحشد )Le holisme(إا املناقضة للفيضية أو الشمولية

)Ego ( وبالذات)Sujet( وبالفردية ،)L’individualité ( أي مميزات الفرد

أي املعربة عن الفرد : الفردانية األخالقية) La personnalité(وبالشخصية

.161، ص1979، 3المعجم الفلسفي، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، ط: ـ مراد وهبة (13)

حسن، دار الحوار للنشر والتوزيع، الالذقية، سوريا، جدلية األنا و الالوعي، ترجمة نبيل م: غ.ك. ـ يونغ (14) . ، نقال عن الكحالني89، ص1،1997ط

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

121

النظر عن تواجده، أو عدم تواجده يف ككائن أخالقي، مستقل، وحر، بقطع

. ((((15))))اتمع

تظل، بالرغم من مثل هذه املقاربات الدينية : كما خنلص كذلك، إيل أن الفردانية .د هلا، يعين خاصة علي املستوي الفلسفي النظرية، واالجتماعيةوالفلسفية والسياسية

، الشكل )Individuel(الذي يري يف الفرد، أو يف الفردي ) Tendance( االجتاهأو La(، تارة، أو القيمة واالجتماعيالواقع، اإلنساين نتعبريا عاألكثر رقيا واألكثر

valeur ((16)هلذه األخرية...األكثر مسوا.

La valeur(يعترب الفرد القيمة العليا ) Doctrine(كما تعين كذلك كل مذهب

suprême ((17)...لواملصدر األول لكل احلقوق ولكل نشاط أو عم.

:التطور التارخيي للفردانية .2

بالرغم من أننا لن نقدم هنا صورة تفصيلية لتطور الفردانية فإننا نشري مع ذلك إيل .أهم املراحل اليت عرفها هذا التطور عرب التاريخ

:الفردانية يف العصور القدمية.أ

ألرض، إال أا بالرغم من مالزمة الفردية خاصة كرتعة، منذ وجود اإلنسان فوق ا وأخالقية سياسية، املمكن جتاوزها خاصة " وجودية اجتماعية " مل تتجلي كحقيقة

(15) _ L. Dumont : Le concept moderne de l’individu, Revue Esprit, Paris, Février, 1978. (16) _A. Lalande : Vocabulaire Technique et critique de la philosophie. (17) _ C .Godin : Dictionnaire de la philosophie.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

122

يف تلك العصور اإلقطاعية، وبالتايل فإنه مل يكن إال منذ العصور احلديثة واملعاصرة، .كما سبق أن أشرنا

:اليونان والفردية .ب

أنه "أفالطون"الذي يؤكد "سقراط"فالفردانية يف الفكر اليوناين إمنا بدأت علي يد أول من وضع أسس الفردانية، خاصة السياسية، وما ترتبط ا من كرامة ومن

.أما قبل ذلك فإن دور الفردانية كان اخلضوع للمدينة...دميقراطية حقيقتني (18)فقد نفي يف النهاية، ومن خالل أهم ما مييز فكره الفلسفي "أفالطون"أما

بل وعند املفكرين ..."سقراط"ال عند ...خاصة باملعين املتعارف عليه الفردانية، .احملدثني واملعاصرين

قد اعترف بنوع حمدد من الفردانية، فإن مثل تلك الفردانية "أفالطون"وإذا كان La(االستبداداليوم، يف أي شيء باستثناء ...ال تشترك مع املفهوم املتعارف عليه

tyrannie.(

لنعود للفردانية بعض ) Les Sophistes( "السوفسطائيني" انتظارجيب وكان .املضامني املتعارف عليها هلا اليوم

.إن نفس املوقف من الفردانية وقفه، تقريبا، الرومان

(19) :املسيحية و الفردانية .ج

توماس "لقد تأثرت املسيحية ممثلة بصورة خاصة يف كبار رموزها وذلك من أمثال ،)1349ـG. Occam( )1285( "جيوم أوكام"و ) St. Th. d’Aquin("ييناألكو

(18) _Cf. Platon : La République, (devers éditions). (19) _ L. Dumont : Revue, Esprit Paris, mars, 1975.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

123

علي مثل هذا املفهوم اليوناين للفردانية ، ولكن لكي تؤكد فردانية دينية مل تلبث أن وضعتها حتت سلطتها املباشرة، اليت أفقدت تلك الفردانية يف النهاية كل جوهر

.ملثل تلك الفردانية...بداية العصور احلديثة اليت نعلم مجيعا حىت...هو الذي ظل قائما إن هذا املوقف

ومن ) La réforme(خالل العديد من حماوالت اإلصالح الديين أا بدأت من) Calvin(وكالفن )...Luther(الثورات الدينية أو العلمية علي الكنيسة لوثر

).Copernic(وكوبرنيك ) Galilée(وغاليلي

:نيةاإلسالم و الفردا .د

إذا كانت الفردية قد ذابت لدي العرب اجلاهلية، يف القبيلة، فإن اإلسالم جاء عمليا، الفردانية وحريتها و حقوقها و مسؤوليتها أمام اهللا ...مؤكدا، بشكل أكثر

يف النهاية ...وربط نشاطها ...أوال ،ـ وأمام اتمع ، ثانيا، فإنه قد ربطها جا، علي كل فرد مسلم اخلضوع .. إمجاعهااليت اعترب ...ممثال يف األمة ....باتمع

.وإتباعهله وهكذا فإن املسؤولية عن أي فعل ، إذا كانت فردية أساسا، يف اإلسالم، فإن

.ذلك الفعل جيب أن يستهدف خدمة اتمع يف النهاية

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

124

سوي تأكيد هذه ..املنعزلةو مل تفعل املذاهب الفقهية والكالمية، خاصة الشافعية

وهي احلرية اليت أكدها، ...والتركيز علي حريتها يف االعتقاد ويف الفعل...الفردانية . (20)بشكل جممل، القرآن الكرمي

:الفردانية يف العصور احلديثة.ه

يري البعض من الباحثني أن الفردانية، خاصة الفلسفية منها تبدأ "هيغل"و (22)وأخالقه الفردانية "كانط"و )Le Cogito(والكوجيتو ...(21)بديكارت

. (23) الوعي اهلادف إيل اخلروج من ذاته وللتفاعل مع العاملالسياسي والدميقراطية، مبعناها، ..أما خصائصها املتمثلة أساسا يف احلق يف احلرية

، احلق يف التملك، أو امللكية اخلاصة، إضافة إيل حتديد عالقاا واالقتصادياحلقوق، من اإلقرار مبثل تلك انطالقاالتعاقدية ) L’Etat(بالدولة ...اقدية خاصةالتع

جيمس "و "بنتام"و "آدام مسيث"فإن من بني األوائل الذين حاولوا حتديدها وتقنينها، )J.J. Rousseau( (24)" جان جاك روسو"و )1836ـJames Mill( )1773( "مل

.تيةوغريهم من رواد الرباغما )1778ـ1712(

.29ـ سورة الكهف، آية (20)

(21) _Cf. R. Descartes : discours de la méthode, (divers éditions). (22) _ E. Kant : Les fondements de la métaphysique des mœurs, 1758, (divers éditions). (23) _Hegel : Phénoménologie de l’esprit. (24) _J.J. Rousseau : Contrat Social, (divers éditions). (25) _ Audard (C): Qu’est-ce que le libéralisme ? Ethique, politique, société, Gallimard, Paris, 2009,P, 269_290.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

125

بذلك توطدت الفردانية اليت ال تنفصل عن الليربالية بتوطد هذا األخري قي العديد

(25) من البلدان األوروبية وتطورت من الرأمسالية لتأخذ يف اجنلترا طابعا أخالقيا)Libéralisme éthique ( و يف فرنسا طابعها مجهوريا)Libéralisme

républicain ((25)األمريكية طابعا تقدميا ويف الواليات املتحدة )Libéralisme

progressiste(. العضوي بني الليربالية وبني الفردانية هو الذي كان وراء االرتباطإن مثل هذا

علي ...خاصة...ص الفردانيةئتطابق العديد من خصائص هذه اإليديولوجيا مع خصا، وعلي مستوي )ق أن أشرناوالفردية كما سب واالقتصاديةالسياسية ( مستوي احلرية

.أكثر من غريها...عالقة هذه الفردانية بالدولة، وهي اخلصائص اليت منا هنا

II. متطلبات الفردانية:

: احلرية و الفردانية .1

لكل من الليربالية ومن الكربىإذا كانت الفردانية تشكل واحدة من األسس يف ...والدميقراطية..حلريةا لفردانية هيهذه ا ملثل...املفتوحة فإن النتائج، الرباغماتية،

.والديين واألخالقي بعد ذلك...واالقتصادي... معنامها السياسي أوالجذور هذه احلرية، السياسية، دنا إيلواحلديث عن احلرية الفردية، أو الفردانية، يقو

عرف مما قد يوهي اجلذور اليت نشري فقط، إيل أا تبدأ بالقطيعة مع الكنيسة، وذلك

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

126

اليت توالت بعد هذا ...وتنتهي بالنظريات الفلسفية)...La réforme(باإلصالح : تتوايل إيل اليوم، اليت ميكن تلخيص حماورها يف حمورين...وال تزال ..اإلصالح

)Thomas Hobbes( "توماس هوبز"نظرية احلق القانوين أو السياسي الذي مثله وذلك من Genassenschaft((26)(، وتسمي كذلك بالنظرية )1679ـ1588(

Le droit(و نظرية احلق الطبيعي )Léviathan" (اللوفياتان"خالل مقولته األشهر

naturel ( أو نظرية املونوقراطية)La théorie monocratique( ) فرويد و جون وذلك من خالل مؤلفه املعروف...أي النظرية اجلماعية الدميقراطية )جاك روسو

).Le contrat social" (االجتماعي العقد" وإن كانت نظرية احلق القانوين، أو السياسي، توصف بأا نظرية استبدادية ألا

أو سياسي، إال من خالل تقدم أو اجتماعيال تري للفرد، أو للفردانية، من تقدم ةالسياسيلتشكيل حياته ...أوال...هلا) herrschaft(الدولة و خضوعه انبعاث

وحول السلطة ...، حول الفردانية االجتماعيضمان أمنه، فإن نظرية العقد ول "روسو"السياسية، أو الدولة، والعقد، أو التعاقد املولد هلا، من خالل ما أمساه

توصف بدورها بأا إرادة جمردة، مثل ) La volonté générale(باإلرادة العامة تاريخ، ومن خالل اتمع املتواجد فيه، مفاهيمها هذه، حيث أن اإلنسان يولد عرب ال

لذلك فإن نظرية العقد هذه، مل تفرق، ..." يسبق اتمع...وليس عن طريق عقد .(27) "وبني الدولة عاتموكما يضيف البعض من نقادها، بني

للعديد من النظريات، الفلسفية خاصة االنتقاداتنالحظ أن مثل هذه "دوركامي"، وواصلها "جون لوك"اليت بدأها داتاالنتقاللفردانية، وهي

(26) _L. Dumont : Revue Esprit, Essais sur L’individualisme, PP, 126_128. (27) _E. Barker : Social Contract, London, Oxford University Press, 1947.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

127

)Durkheim( )1858( "جون راولز"، و ميثلها اليوم )1917ـJ.Rawls( Les droits(وغريه هي اليت ستكون وراء مولد حقوق اإلنسان ،)2002ـ1921(

de l’homme (ومن خالل اإلعالن ...من خالل الثورة األمريكية، والثورة الفرنسيةوما شهدته، وتشهده هذه احلقوق من توسع ...)1948( اإلنسانحلقوق العاملي .وتطور

ن النتيجة األويل اليت خنرج منها من مثل هذه املفاهيم املتعارضة، الفلسفية، إ قراطية يف مفهومها الليربايل، وللدمي...والسياسية للفردانية، وللحرية الفردية

، تفتح الباب "..أو السياسي"القانوين واالقتصاديياسي منه اجلديد، الس الليربايل و، الديين واالقتصادي، السياسي منه االستبدادأو ...علي مصراعيه أمام الطغيان

هي اليت القت " االجتماعيالعقد "، أو "اإلرادة العامة"واألخالقي، فإن نظرية قتضيات تلك الفردانية ، ال علي مستوي م...قبوال من طرف الليربالية والليرباليني

يف امللكية الفردية، بل ويف احلق ...مثلة خاصة يف احلريةفحسب، وهي املقتضيات املتاليت ال تصور حلديث عن أي حرية يف كذلك ) L’état(وعلي مستوي الدولة

غياا، نظرا ألا هي احملددة أو املنظمة، كما نعلم، ملثل تلك احلريات بني .هلا كذلك مبدئياواحلامية ...تمعوداخل ا...األفراد

:الفردانية والدولة .2 ذات مضمون براغمايت، كما سنري، أو عملي، فإا مل تتوقف ....ألن الليربالية

والسياسي االقتصاديعند جمرد التنظري ملذهبها (28)وكما يالحظ بعض الباحثني ي التجسد من خالل نظامواألخالقي، بل عملت، منذ بداياا عل االجتماعي و

(28) _ G. Burdeau: L’état, PP, 121_122.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

128

خاصة ) État liberal(كانت الدولة الليربالية أبرز صورة له ...سياسي واجتماعي .ويف الواليات املتحدة األمريكية... داخل أوروبا الغربية

وإذا كان أحد ال جيادل يف مدي التأثري الذي أحدثته الليربالية ودولتها هذه،

اليوم، فإنه ال أحد جيادل كذلك أن التقدم وإيلعشر خاصة منذ القرن التاسع الذي أحدثته الليربالية االجتماعي و االقتصادي والتقين و...السياسي أو العلمي

ودولتها داخل اتمعات األوروبية العربية، ومن ضمنها اتمع األمريكي الشمايل، .كلها... اإلنسانية شهداكانت له أيضا، أثاره الكبرية علي التحوالت اليت

وإذا كنا لن نتوقف كثريا، عند مراحل تطور الليربالية، وهي املراحل اليت سبق لنا

ذلك التطور ه الرسالة، فإننا نشري فقط إيل أنأشرنا إليها يف الفصول السابقة من هذقد متحور أوال حول استعادة أو إفتكاك احلرية مبفهومها الليربايل من الدولة، وهذا

.دخل بعد ذلك اليوم يف مرحلة استغالل مثل تلك احلرية ضد نفس الدولةقبل أن ت ة إذا كانت قد وحدت الليرباليني ، أو إفتكاك، احلرياستعادةوهكذا فإن مرحلة

فإن املرحلة الثانية قد متيزت باالستغالل غري ...وحول طروحات الليربالية...وهلاحرية املستفادة، وبطغيان األنانية املوضوعي، بل وغري اإلنساين ملثل هذه احل

)L’égoïsme( ،واالستغالل )L’exploitation (والسوق...للغري، وطغيان املادة...

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

129

وباجلمود القانوين ...باحملافظةكما متيزت كذلك )...La loi du marché(وقوانينه .(29)واإلنساين

La(ارة العقد بذلك ولدت حتت ظالل الدولة الليربالية وحريتها هذه حض

civilisation du contrat ( ودخلت ... االستهالكمن أجل االستهالكو تفاقمانعدام الغطاء و...والبطالة االضطرابات اجلماهري العربية يف دوامة املديونية و

للفرد ) La contrainte(إخل، واستبدال منطق القانون مبنطق اإلكراه ...الصحيالطاقوية هي الظواهر اليت مل تزدها األزمات املالية و (29)وللمجتمع علي حد سواء

.سوي حدة) Les groupes de pression(العاملية، و جمموعات الضغط معين لوجودها وغرقت يف متاهات العدمية وبذلك فقدت تلك اجلماهري كل

وهي املأزق اليت حتاول اليوم اخلروج منها. إخل...االنتحارو ...والعبثية والبأس .(30)بالعودة إيل الدين

ذلك الرفض املتصاعد لليربالية ولدولتها، ال من طرف ...من هنا

الذين مل تدفعهم هذه املآسي سوى إيل طلب املزيد من ابتعاد الدولة عن ...الليرباليني، بل ومن طرف ...واتمع، وإطالق احلريات بصورة أكرب االقتصادشؤون

(29) _Ibid.PP,136 _140. (29) _ G. Burdeau : Le libéralisme, PP,146_157. (30) _ Les religions, sujet d’avenir, journal le monde, Paris, 5 Mai2006.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

130

املضادة هلا ...ري يف الدولة الليربالية حاميتها بلاليت مل تعد ت...اجلماهري .احليوية بوجودها ذاته...وملصاحلها

:حماوالت التصحيح االجتماعي والسياسي للفردانية وملتطلباا .3 االجتماعيةسبق أن أشرنا يف الفصل األول والثاين، من هذه الرسالة إيل النتائج

رباليني املستمرة لتدخل الدولة، خاصة يف الشؤون اللي معاداةاليت أفرزا ...والسياسية Le(واملاركسية االشتراكية، وهي املعاداة اليت تشترك ال شكليا منها مع االقتصادية

socialisme_ le marxisme (اهتزازوإيل ...واليت أدت، إيل طغيان منطق السوق ة، وذلك من أمثال والشعب املمثلة هلا اهتزازا، جعل أكرب دعاة الليربالي...الدولة

يتخلون منذ بدايات القرن املاضي، العشرين عن (31)وغريه )...Keynes( "كيرت"دعه ...دعه مير"العديد من املبادئ األساسية، ويف مقدمتها املبدأ الرأمسايل املعروف

وهو املوقف الذي مل تزده ) Laisser passer, laisser faire) (1924" (يفعلوأزمة ...1929اليت عرفها العامل بعد ذلك، من خالل أزمة األزمات االقتصادية

..، إال تربيرا وتصاعدااألخرىوغريها من األزمات ) األسيوية( 2008

خاصة ضد هذه احلرية ةبذلك جاءت ردود األفعال من طرف املفكرين، والفالسف

واملفرغة من كل مضمون اجتماعي...الفردية، وضد هذه الدميقراطية املزيفة .واقتصادي و سياسي

(31) _ Catherine Audard : Le libéralisme,P,326.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

131

روادها األوائل، ويف اعتقدوبذلك حتولت الليربالية، من مصدر للسعادة، فيما .إيل مصدر للشقاء وللطغيان..."بنتام"مقدمتهم

من هنا مطالبة العديد من أولئك املفكرين و الفالسفة بإعادة بناء التضامن الوطين وذلك من خالل البحث عن شكل أو علي حد سواء،) La solidarité(واإلنساين

وتعددية وأكثر متثيال للجماهري واحتراما لتنوعها ...أشكال أكثر عدال وإنسانية" يورغني هابرماس"ة يف وذلك من خالل إعادة النظر يف الليربالية ذاا ممثل...الثقايف

La(، الدميقراطية التسامهية )C.B Macpherson( "ماشفريون" و "لزجون راو"و

démocratie participative ( والدميقراطية االقتصاديللقضاء علي جنوحها ، .للقضاء علي احنرافها السياسي... La démocratie deliberative ((32)(التشاورية

وأكرب دميقراطية إنسانيةأسس أكثر هذه اإلعادة لبناء الليربالية عليإن مثل

كنه ضروري، ذلك أن الليربالية فيما يؤكد متكن فضال عن...وحرية ومساواة...العديد من الباحثني اليت عرفت دوما كيف جتدد نفسها وكيف تتكيف مع

والسياسية سوف تعجز عن مثل هذه التعديالت السياسية ...االجتماعيةالتحوالت وصوال إيل جتسيد مثل تلك التعددية ...هلا و لطروحاا واالقتصادية واالجتماعية

.(33) وهدفها...اليت شكلت دوما جوهرها...وعةاملتن

(32) _Dictionnaire: le marxisme, (Lénine et l’Etat). (33) _Ibid. PP, 674_696_717.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

132

III. الرباغماتية بني الفردانية والدميقراطية والدولة:

واحلرية، ...ألن الرباغماتية تلتقي يف أكثر من أطروحة مع الليربالية خاصة الفردانية ...والدميقراطية، فإننا لن نطيل التوقف كثريا عند مقاربتها هلذه الطروحات

اتية فلسفة، أو منهج فلسفي، تقوم علي الفردانية واحلرية ألن الرباغماتية الرباغم

... والتساؤل )Le questionnement(للواقع ...ككل فلسفة، تقوم علي التساؤلبقدر ماهي عملية تقوم علي احلرية يف الشكل ومضمون مثل ذلك ...عملية فردية

.(34)التساؤل حول الواقع ل هذه يف فصو...لسفة أمريكية، أساسا، وكما سبق أن أشرناوألن الرباغماتية ف

احلقيقة والواقع املعربة عنه، لدي من يتساءل حول الرسالة، فإن طروحاا حول ذلك الواقع، تربط بالتايل بالعديد من خصائص اتمع األمريكي خاصة تلك

(35).يف الفردانية واحلرية، والدميقراطية ...املتمثلة :والتعددية الفوضوية الفردانية .1

وإذا كانت مثل هذه الفردانية اليت متيز اتمع و العقلية األمريكية طبيعية، فيما يري متاما كما ...حيث ال وجود لفواصل يف أمريكا بني الطبقات " البعض من الباحثني،

ة أن مكانة الفرد يف اتمع األمريكي، ال حيددها ما قد هبط إليه من أسالفه من ثرو

(34) _ Catherine Audard : Le libéralisme, P, 735. (35) _ Gérard Deledalle : La Philosophie Américaine, P, 13_16.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

133

و ما ...أو جاه، ألن املقياس الذي يعلو به الفرد، األمريكي، أو يهبط، هو العمل .(36)" أنتجه

وأن هذه الفردانية لتزداد تأكدا يف هذه الفلسفة، أو املنهج الرباغمايت، حينما .(37)...أن املعرفة واحلقيقة بالنسبة إليها، ذاتية ونسبية ألا فردية...نتذكر

أو احلقائق، املفضية إليها، تدور حول حمورين واحلقيقة،هذه املعرفة كذلك فإن

االعتقادومها مشكلة املعين و مشكلة واحدة،أساسيني، يلتقيان يف النهاية عند نقطة " بورس"وذلك الذي ميثل، خاصة لدي ...و ما يثريانه من قضايا مرتبطة اذين احملور

)Peirce (ة معيار صحة احلقيقة، والعاد)Habitude (وكل هذه . إخل...والقلق .ظواهر فردية، أو فردانية

علي ..ح طابعها الفردي يف تأكيدهاوأخريا فإن احلقيقة بالنسبة للرباغماتية يتض .أا هي ما ينجح أو علي أا ما له أثر بالنسبة للباحث عنها

ة بدعوي أا قد هومجت بشد" بورس"وإذا كانت الرباغماتية، خاصة براغماتية

تنكر احلقيقة املوضوعية، تارة، وبأا منهج فلسفي يدعي العلمية، ومناهضة امليتافيزيقا، ولكنه يف النهاية منهج أو فلسفة ضد العلم، وفلسفة تصفي احلقيقة

(36) _Ibid.

.150ـ136حياة الفكر في العالم الجديد،ص: زكي نجيب محمودـ (37)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

134

، فإن ذلك ال يغري من طروحاا هذه حول الفردية أو "األنا وحدية"لتنتهي إيل املتمثلة بصورة خاصة يف احلرية والدميقراطية...االفردانية وحول متطلبا.

باملعين األنا وحدية، مذهب ) égoïsme(تطرح أمام األنانية ، إن التعددية املتطرفة وال جيب اعتبارها . مل كائنات متعددة فردية حرةاأن الكائنات اليت تشكل الع ،يرى

.و مطلقةأ) monisme(وكأا جمرد أمناط أو ظواهر حلقيقة وحيدة جون " أفكار )1882ت ( )Thomas Hill Green( "غرينتوماس "لقد طرح

،ولكنه ذهب أكثر من ذلك .)1873ـJohn Stuart Mill ()1806( "ميل ستوارتكما أن أطروحاته حول الطبيعة . رية التعاقدات واحلرية االقتصاديةحلخاصة يف إدانة

)Droits individuels et collectivité( لفردا اليت تشمل حقوق ،االجتماعية ،الليربالية اليت جيب أن ترتبط يف جتسيدها "دوركامي"من أطروحات ،قريبة جدا

Le libéralisme comme ensemble de valeursاملشتركة موعة من القيم

collectives . وأعجب "روسو"والذي اطلع علي "لغرين"الذي كان معاصرا "هيغل" و "كانط"لي الفالسفة األملان من أمثال مثلما اطلع ع، بهولوا املصاحلة اوهم الفالسفة الذين ح )1835ـHumboldt( )1767( "ولدزهومب" و

.اإليكوسي بينهم وبني اإلرث الليربايل اإلجنليزي و ي املفضل الذي كان املذهب األخالق ،لكانط فإنه يرفض مذهب النفعية فبالنسبة

اليت ال تتولد ال من عقد ، ويؤكد علي العكس أن الرابطة االجتماعية .لدي الليربالية ولكنها تتولد من االعتراف من "بنتام"وال من املنفعة كما ذهب ، "لوك"كما ذهب

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

135

L’Insociable()جتماعية االجتماعيةاال ( طرف كل واحد لشخصية اآلخر

sociabilité( لذاته وباعتبار مصاحلها مصاحل فردية لكل واحدهدف ،باعتبارها.

،اليت سادت يف القرن السابع عشر فردانيةولنظرته حول ال غريننعود ل أي بفردانية تتطور وتتحسسن بفضل اإلسهام ، "ميل"مستوحاة من يستبدهلا بنظرة ل

ذي عليه ال ،أو اجتاه اتمع..الذين يؤسسون بذلك حق الفرد أمام ،لآلخرين املستمرويف ،أن يساعده يف حتقيق أهدافه ومصاحله وذاته حتقيقا يتمثل أساسا يف الرفاهية

ويطرح اخلري "غرين"يطالب ، "هيغل" و "أرسطو"فبعد .التقدم بالنسبة للجميع هو عبارة عن تداخل بني املصاحل الفردية واملصلحة اجلماعية وحيول ،املشترك الذي

.األخالق أو االلتزام السياسي يفصلحة املشتركة إيل أساس أو املهذا اخلري املشترك ، يعترب من بني من أسهم من خالل ) John Rawls( "جون راولز"وألن

كل من حماولة توفيقه بني ) Théorie de la Justice( "نظرية العدالة"كتابه الشهري وحها مبا يتالءم مع تليني وتلطيف مجوذلك غرض . واملساواةالعدالة ،احلريةمن

.Equité( (38)(املبادئ األخالقية للعدالة واإلنصاف :يف أربع جماالت يف برناجمه الليربايل ،للتجديد امصدركان "غرين"أن إال

اليت كانت مسة الليربالية القدمية ،بني احلرية السلبية ،إنه مييز بصفة جذرية_ 1 )Le vieux libéralisme(، وبني ،من جهة ،ة املرتبطة باحلقوق الفرديةوبني احلري

، 2002فلسفية المغربية، الجمعية ال مجلة مدارات فلسفية، ،"جون راولز"عند في مفهوم العدالةمحمد هاشمي، ـ (38)

.18العدد،

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

136

،ليربالية احلقوق والوسائل االجتماعية واالقتصادية. اجلديدة اإلجيابية لليرباليةاحلرية وهذا عكس .للفرد لتمكنه من تطوير إمكانياته ،اليت جيب علي كل جمتمع أن متدها

بني احلرية ديدة اجلتوازانات نوع من الخلق جاهدا حنوسعى الذي "راولز" ).La justice comme équité(واملساواة على قواعد أخالقية للعدالة كإنصاف

لنقاش اوهو .واحلرية السلبية ،نقاش بني احلرية االجيابية "غرين"هكذا فتح والذي أدي إيل موقف .الذي أصبح املركزية بالنسبة لليربالية يف القرن العشرين

ت ( )Friedrich Hayek( "هايكفريدريك " طرف عن احلرية السلبية من ،دفاعي ) ؟ـ1938ولد يف ( )Robert Nozick( "روبرت نوزيك" ،ليحول بذلك) 1992

La(الدولة ترمي إيل ضرورة التصغري من وظيفة اليت ،فكرته حول الفردانية

théorie de l’Etat minimal (من جهة التدخل . الذي يتوقف تطوره علي عالقاته ،لفردأنه يلخص الطبيعة االجتماعية ل_ 2

ويستبدهلا مبفهوم أكثر غناءا ،وباتمع قبل أن ينتقد الليربالية االقتصادية ،باآلخرينباعتباره عملية تفاعل بني خمتلف عوامل الرفاهية والذي ،وتطورا ودينامية للفرد

.تشكل قيمة مركزية لليربالية .د مستوحا كثريا من مفهوم هيغل جديدا للفر امفهوم "مل"لقد طور حيرم أو مينع البحث عن الوحدة وعن ،باعتبارها مذهبا فلسفيا ،إن التعددية_ 3

،وكما سبق أن أشرنا،ألنه يري يف هذا العامل ال يوجد .القوانني العاملية أو الكونية .إال كائنات فردية ومتعددة

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

137

بأا مذهب ،ذي عرف التعدديةال ،الفلسفي "الالند"وذلك ما أكده قاموس

وال جيب اعتبارها بالتايل ،وحرة ،فردية ،متعددة ،أن الكائنات املكونة للعامل ،يري .وحيدة ومطلقة تتصل موضوعاا حبقائق جمرد أمناط لظواهر

،اليت تركب بطبيعتها العاملمفادها أن املوجودات ،من فكرة ،ينطلقمذهب وهي ،)Indépendants( ومستقلة)Individuels( واحدة ، )Multiples( هي متعددة

كظواهربسيطة أو اأنواععلي أا تشكل ،كذلك اليت ال ميكن اعتبارهاهي و .لوقائع واحدة أو متفردة وكلية

ألا رأت ،)Monisme(بذلك كانت فلسفة التعددية مضادة لفلسفة الواحدية ،)La diversité ( و االختالف ،والتعددية ،)L’altérité(ية خرأن اآل

الكلمة األخرية يف جتسد مبفاهيمها عملية، تظل ،)La discontinuité(واالنقطاع .إخل...احلياة ويف النظام العلمي ويف اهلوية

أن تولد أهداف ،هي االعتقاد يف إمكانية التجربة اإلنسانية ،إن الدميقراطية

وذلك فإن .قابلة للتطور وللغناء املنظم ،ارب السابقةومناهج تصبح بفضلها التجأن ،إمنا يستند إيل الفكرة اليت تقول ،كل شكل من أشكال االعتقاد األخرى

أي إيل ،إيل التحقق اخلارجي بأخرىبطريقة أو ،ة جيب أن تكون خاضعةالتجرب .سلطة يفترض أا خارج هذه التجربة

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

138

أهم من كل النتائج اخلاصة اليت ميكن ،لعملية التجريبيةإن الدميقراطية يعتقد أا ا ، إال يف إطار استعمال تلك النتائج ،واليت ليس هلا من قيمة يف النهاية ،أن نصل إليها

.إلثراء ولتنظيم وملواصلة هذه العملية عملية الدميقراطية واالعتقاد "جون ديوي"ماتيني هم بتأثر براغ ،قد ولدت يف شيكاغو ،إن احلركة التجريبية الذي كان متأثرا بشدة ،)1931ـG.H.Mead( )1863( "وجورج هربرت ميد"

.ميلستوارت لوباملذهب اإلنساين "سبنسر"وبنظرية "كونت"بوضعية الليربالية الكالسيكية إيل ،ميتد من ،تشمل ميدانا فلسفيا شاسعا ،إن الليربالية

.إا مضادة للتوليتارية وللدولنة ،)L’anarcho-_libéralisme(الليربالية الفوضوية إن الليربالية فردانية تؤكد أولوية الفرد علي اتمع وسيادته وترفض سيادة الدولة

.عليه كما تؤكد فاعلية الفردانية باعتبارها تؤكد أحد ركائز الليربالية املعاصرةأن الناس ،وهي اليت تري،ظ مع املذهب احملاف ،تلتقي فردانية الرباغماتية و

تطور ،جيب أن يكون ،حمكومني دوما بصورة مبالغ فيها وأن املثل السياسي

وحصرها يف مواضيع ة باألفراد وتقليص وظائف الدولة،املبادرة اخلاصة املتعلق

إن مل تطالب حبذف هذه الوظائف . مثال "سبنسر"وذلك هو موقف ،حمددة

.أصال

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

139

ذلك أم يرون أن الواقع ،ية والفوضوية يف مضادما للتقليدهكذا تلتقي الفردان من خالل مناقشة الناس وسط اتمع له و ملؤسساته واملمارسات ،هو ما يتم تشكله

.وليس التقيد بدون نقد بالواقع املوجود ،واالعتقادات املختلفة اسدة له

تمع ليس هدفا يف حد نظرية تري أن ا ،تعين أيضا ،الفردانيةمن هنا فإن

،ليس أداة ملثل هذا اهلدف األعلى بالنسبة لألفراد الذين يكونونه ،كما أنه ،ذاته

.بل إن موضوعه ليس سوي غري هؤالء األفراد الذين يشكلون احلقيقة يف الواليات املتحدة ،أو األفضلية ،)Méliorisme( "امليليوغيزم"إن معين

،عارضة لكل من التفاؤل ومن التشاؤم ويشكل بالتايلالذي ميثل م ،األمريكية

،مذهبا يري أن العامل ميكن أن يكون أفضل مما هو عليه بفضل جهود اإلنسان

الذي يستطيع أن يبني أن العامل الذي يتواجد فيه والذي يشكل صورة ملعتقداتنا

ليس مثاال ال للشر و ال للخري املمكنني بل ظاهرة يف طريق التحسن ،و عاداتنا

. والتكامل

فإنه ،الدميقراطية والليربالية اجلديدة والتعددية جينيالوجياولكي نستعيد فهم

جيب علينا أن نعود إيل الفلسفة اليونانية الذين كان فالسفتهم أول من قال بالتعددية بعالقة الواحد املتعلقة )Parménide" (بارمنيدس"هو تساؤل حول طروحات

.)L’un et le multiple( واملتعدد

.إن التعددية تتمثل أساسا يف البحث عن تفسري لكلمة التعددية

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

140

علي أا التعددية ،وهنا جند تفاسري كثرية قد تطورت حول هذا املوضوع تبارها نظرية اتمع األمريكي والتعدديني يظلون يرون أن الدميقراطية هي ما ميكن اع

بل احلقيقة هي تلك اليت ،واليت تري أنه ال توجد حقيقة مطلقة ،األصيل واألول .تتولد عن تفاعل وتضاد املصاحل وعن النقاش العقالين احلر

علي توزيع قائمةال ،يف الواليات املتحدة األمريكية شكلت التعددية السياسية عن التساؤل عن مشاكل الدميقراطية لألفراد موعات املختلفة علي إمكانية االسلطة

هذه السياسية تعترب أن السلطة ميكن أن تكون، لكي تكون دميقراطية ،وعن قضاياهابالدرجة األويل باملنفعة أو باملصلحة وهي جتعل لتجربة التنافسجيب أن ختضع

ن السلطة خاضعة لتنافس بل إن ما يهمها هو أن تكو ،الطغاة واملضادين للدميقراطية .أكرب قدر من اموعات ذات املصاحل املختلفة

مثلما هو ،ففي أمريكا إن سيادة الشعب ليست قضية سرية أو غري ذات فائدة

احلال بالنسبة لبعض األمم والشعوب ألا معترف ا من طرف اجلميع ومؤكدة من يقول "وييد"ولذلك جعل ... يكيةاحلياة األمرطرف القوانني وممتدة لكل جماالت

."إيل أثر عملي ملموس أمر ضروري أن ترمجة الفلسفة اردة" "اجنلز"بعد ق مشروع جديد يف الواليات يإن الليربالية اجلديدة كانت بداية أيضا للتحق

ماتية وللتجريبية يف كما تؤكد ذلك التطبيقات السلمية للرباغ ،املتحدة األمريكية .ثقافة األمريكيةال داخل

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

141

فإن حقيقة أي مفهوم عن أي شيء إمنا يكمن يف املصطلح "لبريس"فبالنسبة

.املثايل للبحث الذي هو مشروع نقوم به اجتاه ذلك الشيءوجيب البحث عنها لتربير االعتقاد املتولد عنها واألفعال العملية ،إن احلقيقة غيبية

.هاملتولدة عن ذلك االعتقاد وبدوركما ،وذلك يثبت أن النظم أو النسق الفلسفي ليست متطابقة دوما مع الواقع

.تؤكد ذلك العديد من املعتقدات الفلسفية الفاسدة وغري الصحيحة لقد كان الرباغماتيون من األوائل الذين شكلوا أسئلة سياسية يف صيغة اموعات

ك تكافؤا أو معادال للتعددية، مولدين بذل ،)groupes de Pressions(الضاغطة .وللمفاهيم املاركسية للصراعات كذلك

ويبدو انه جيب أن نالحظ أن التطبيقات السلمية للرباغماتية و للتجريبية يف الثقافة بدون فهم األفكار الفلسفية اليت ،عين هذا الفكر السياسي األمريكيأو م ،األمريكية

ةني تعتربين النتائج املباشرتردانية واحلرية اللقائمة علي الفأسست له واليت كانت .تمع دميقراطي

مستندة أساسا إيل دور املنفعة و الربح اليت قال ،فالفردانية تقترح نظرة للمجتمع أنه يريد إصالح نظام احملاسبة ونظام التقدم اإلنساين العاملي من "هربرت سبنسر"

.خالهلاهذه احلقيقة ،لنا ةميثل بالنسب الفلسفة األمريكيةأمريكا أو تاريخ ،إمنا يعلمه لنا

املتعلقة ليت تري أن احلقائق اخلاصة اليت حتتوي أو تتضمن أمناطا قدمية للتفكري وا

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

142

تعرف اخلطأ كما ذاا الثابتة، فاحلقيقة حبد ليست حقائقبأفكارنا ألخالق وبا .اخلطأعرض ملثل ذلك ولكننا فكرتنا عنها هي اليت تت"أفالطون "يقول

تتطور بتطور األشياء ألا متجهة حنو ، فهيإن احلقيقة تتطور مثل تطور الداروينية .املستقبل

لكي ندعم مبدأ العقل ومبدأ نييسنا يف حاجة إيل أن نكون براغماتومن هنا ل .التجربة وإمنا جيب أن نكون أبناء زمننا

احلقيقة وعالقتها بالواقع، ذلك الواقع الذي ال تقودنا عرب مشكلة ةالرباغماتيإن .ميكن أن تتطور بدون أن يؤدي ذلك إيل تطور احلقيقة

إن الفرد كحقيقة عاملية كونية بالنسبة للفلسفة األمريكية جيب أن تتخذه كل .الفلسفات وكل التيارات االقتصادية والسياسية كمرجع هلا

تلك الفكرة ،وا كحقيقة ال تقبل املناقشةإن األمريكيني قد تفهموا أن يقبل ليه عن إيعيد بناء معبد املعارف بالنسبة أن كل جيل يبين أو ، اليت تقول،الديكارتية

طريق الفردانية وأمريكا واحدة من بلدان العامل اليت ال يدرس فيها ديكارت إال قليال .وإمنا تتماشي مع خطوات أفكار البداهة والشك والتميز

:قائال)1826ـThomas Jefferson( )1743" (توماس جيفرسن"ما أكده وهذا إنين أعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة ألمريكا لتعلن استقالهلا الفلسفي إا عليها "

أن تطلب من فلسفتها أن تعكس طبيعتها األصيلة عليها أن تبحث عن فلسفة أمريكا ."حقيقية تعكس عبقرية هذا الشعب وواقعه

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

143

م تأثري فهوقد ي ، واملرتعالفكر، واألسلوب" دارونية" لقد كانت الرباغماتية، و احلقيقة الليربالية اليت حولت ،نظرية سوسيوداروينية جديدة الرباغماتية اليوم، أا

(pluralisme)أو مبدأ الكثرة (individualisme)فردانيةالرباغماتية إيل رأمسالية تطاولة علي امل (Idée-force)املذهبية أو الشمولية حدةضد تعسف سلطة الو

قد استلهمت ومن اجلانب اإليديولوجي، فقد جندها ،. .حقوق األفراد يف احلرياتيف احلقيقة تتبع ألن و السياسة، املبادئ الداروينية يف توفيقها بني العلم و الفلسفة

.االعتقاد الفرديالفلسفة األمريكية

الية إيل جعل اتمع يف شكل إنتاج أفراد، لتضع له طرقا وأساليب تلجأ الليرب للسعي وراء حتقيق أكرب ) Jeu d’intérêts (األفراد املكونني هلامبصاحل تلقائية تصل

فقد كرست جانبا كبريا للدفاع عن املذهب االقتصادي الفردي .قدر من املصاحلالذين رغبوا يف وضع حد ملذهب " املصلحني اإلنسانيني"وللهجوم علي ) أي احلر(

. دف محاية الضعفاء، و مهضومي احلقوق، يف اتمع" الدرويين" تنازع البقاء وبالتايل، فإن سلطة األغلبية قد اجتهت إيل تأكيد موقفها ضد املغاالة يف حقوق

دية أو مبدأ احلرية االقتصا" ( دعه يعمل"امللكية الفردية، وأيضا ضد املغاالة يف مبدأ وكذا "محاية الفرد : ، إال أن مفهوم الليربالية، إمنا يقوم أساسا علي مبدأي)املطلقة

إن هذا . ، مث تشجيع قيام ذلك اتمع الذي يعتنق نظام السوق احلرة"ملكه اخلاصالدميقراطية : املفهوم الرائد للدميقراطية اليت ميكن تسميتها، يف هذه احلالة، باسم

. احلامية أو الواقية

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

144

، بدوره أن الرأمسالية هي طريقة للحياة بنيت علي أساس "آدام مسيث"ولقد رأي

التزامات تعاقدية من ناحية، وعلي العنصر العقالين الذي ينطوي عليه مفهوم ال امتداد لطبيعة ماهي إ ،احلرية نأ الدستور األمريكي واضعوالتعاقد، ومن مث، رأي

.الفرد مكفولة يف جمال التعاقد وحرية اتمع التعاقديهذا

،بذلك لدعوته إيل إقامة نوع من األخالق النفعية "جون ستوارت مل"يلجأ )Ethique de l’utilité ( حول احلرية "مل"املستمدة من الطبيعة، تبقي فكرة

ث عن مصاحل تشكل يف نظره شيئا إجيابيا، ألا تبقي يف نظره تدفع باألفراد إيل البحو أساليب العمل الذي ال خيلو من بذل اجلهود الفكرية جديدة ومتغرية بتغري طرق

اتمع علي احلرية يها، بذلك حتصل األفراد ومن ضمنهوالعملية يف الوصول إلوبذلك أيضا (Le progrès inventif)اخلالق تقدمليحوهلا إيل أسلوب جديد يف الة يف النضج الفردي السياسي والفكري والعلمي تتحول احلرية إيل ملكة جديد

.إخل...والثقايف و التارخيي

ي عضالته ويف سلوكه، فهي ه "جون ستوارت مل"الفكر كما يقول تقويةو تقوي مثلما تضعف وتتضاءل، فيما أراد اتمع العمل علي تقويتها بتمرينها علي

ا حتت ضغط يف ما تفعل أو التفكري اخلالق احلر، دون أن نشترط عليها أو نضعه، فاإلنسانية تفرض أن نترك األفراد )quoi faire et quoi na pas faire(التفعل

وشأم أحرارا فيما يقولون و فيما يفكرون، مبقدار ما مل حتمل أفكارهم هذه .أضرارا علي استتباب األمن الداخلي أو التشكيك يف نزاهة ما يفكرون به

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

145

لدولة علي تطلعات كل فرد يف قيادة السلطة بإرادته وحريته فإن تداخل هيمنة ا يف ممارسة ضغطها الذي تكون األجدر بذلك حرة وغري منساقة وراء إرادة الدولة

من هم يف السلطة كالرأي العام و اتمع واآلخر تبقي هذه ، تبقي سلطةوتعسفها .مع حريتهالسلطة غري شرعية إذا امتدت أياديها حدود سلطة الفرد لتق

واللجوء حنو ،للعمل علي تشجيع املبادرات الفردية "مل"تتجه نظرية بذلك من خالهلا هذه املبادرات، وهو اإلبداع الذي يتجه إيل جتسيد ما الطبيعة اليت نستمد

، كأفضل صورة )La démocratie représentative(يسمي بالدميقراطية التمثيلية ه الشهري نظرة فوهي الفكرة اليت ظهرت يف مؤل ،الفعليةهلا يف ممارسة هذه السيادة

. 1861سنة تحول السلطة التمثيلية والذي نشر ينسي أنه مل يكن راشدا ... "لوك"كان :"من أبطال الفردانية احلديثة "بنتام"يقول

حني أيت إيل العامل، ففي نظره يأيت البشر إيل العامل أسوياء متاما ومسلحني بكل شيء ختتلف كثريا عن فكرة الدولة "هوبز"فردية الرتعة ودولة "هوبز"وتبقي أهداف

الشمولية فإننا نري أن دولة السلطة املطلقة تبقي تشكل خطرا آنيا ومستقبليا علي .(39)" الفرد وعلي حريته

وعن الدميقراطية الليربالية " 1776روح "عن "هوبس"فصل تإن املسافة اليت يؤمن بامللكية املطلقة، ليس إلميانه حبق امللوك "هوبس"كان . ة جدااحلديثة قصري

اإلهلي باحلكم، وإمنا ألنه كان يعتقد أن امللك ميكن أن يستحوذ علي ما يشبه فالضعف ....وحبسب اعتقاده، ال يتم احلصول علي رضا احملكومني . الرضي الشعيب

(39) Cf. Dumont (L) : Essais sur l’individualisme.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

146

يل االنزالق مبرونة حنو االستبداد يكمن باملقابل يف اجتاه امللوك إ "هوبس"فيما يري أن "جون لوك"بال رقابة، ودون أوالية دستورية ، ذه أصبح من السهل علي

إن الرجوعباجتاه السيادة الربملانية "هوبس "حيول نظرية سيادة امللكية حبسبهو هنا أمر مشروع، والرسم املوري للكربياء ال جيعله، يستسلم يف شيء "للوفياتان"

" هوبس"بة السيطرة، لرغبة القوة اليت ال اية هلا، واليت تعرف حبسب لرغملكة وأم كل )Orgueil _la Fierté( ، أو عزة النفس،بالكربياء ، إن الكربياء

.الشرور

كان يعترب أن السلطة " اية التاريخ"، يف كتابه "فوكوياما"كما أكد "هوبس"و ، "احلالة الطبيعية"هي حل لصراع اجلميع ضد اجلميع املميز ل" الليفيتان"املطلقة أو

. حلالة املساواة، دون دولة، حنن متساوون، لكننا متحاربون" حل "لكنها أيضا .(40) "بالدولة نكف عن احلرب بثمن التراتب والالمساواة بيننا

جون "ار األمريكي متأثرة بشكل عميق، إن مل نقل كليا بأفك جذور الدستور فإن

حول حق الناس يف احلياة، يف احلرية " لتوماس جيفرسن"إن احلقائق البديهية . "لوكويف البحث عن السعادة ليست خمتلفة أساسا عن احلقوق الطبيعية يف احلياة وامللكية

فاآلباء املؤسسون ألمريكا كانوا يعتقدون أن األمريكيني ميلكون . "لوك"كما عند

القومي اإلنماءمركز نهاية التاريخ واإلنسان األخير، ترجمة ومراجعة مطاع صفدي،: فرانسيس فوكوياما _ (40)

1993،بيروت،

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

147

هم كائنات إنسانية، قبل إقامة أية سلطة سياسية عليهم، وأن هذه احلقوق باعتبار .هدف احلكومة األول كان محاية هذه احلقوق

هو قدرا علي محاية هذه احلقوق اليت ميلكها ،فاملصدر الوحيد لشرعية الدولة

واحلق األساسي للناس بالنسبة هلوبس هو . األفراد ككائنات إنسانية، واحملافظة عليهاعلي الوجود املادي لكل إنسان، واحلكم احملافظةق يف احلياة، أي احلق يف احل

الشرعي الوحيد هو احلكم الذي يستطيع محاية هذه احلياة بشكل كامل متالفيا العودة إيل حرب اجلميع ضد اجلميع

الجتماعية أولوية للفرد قبل جميء الدولة، اليت جيب أن احيث أن يف ظهور احلياة إن هذا ما تعكسه طبيعة ،"هوبز"قوم علي احلفاظ عليه من خطر املوت كما يقولت

يفضل تنازل "لوك"البشر علي عدم التعايش و اليت تفرض حضور الدولة، ولكن .(41) كل فرد عن جزء من حريته املطلقة

للتصورات التقليدية اليت "ستيوارت ميل"علي الرغم من النقد الشديد الذي يوجه

اعتزال "و" فردية" وبني" األنانية"و" املصلحة"وبني " الفوضى"و" احلرية" توازي بنيديكتاتورية "وعلي الرغم من رفضه للدميقراطية احلديثة اليت يعتربها ،"اتمع، فإنه يف مقابل ذلك يستميت يف الدفاع عن الفردية باعتبارها حرية "األغلبية

قراطية يف املقابل للدمي املزيفة ينظرالدميقراطية و إذ يرفضوه. للتقدم سأساسية وأسا . أكرب ةمتثيلي له تضمن حرية كل األفراد وحتقق احلقيقية اليت

(41)

.نفس المرجع: أنظر _

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

148

املوناد املتقوقعة حول "ليست هي "ستيوارت ملجون "إن الفردية اليت يؤسس هلا

اليت ينظر هلا " أتركه يعمل"وال هي ال "ماركس"اليت ينتقدها " ذاااخليار "، إا "إبداعية خالقة"إا تعين أساسا . "آدام مسيث" و "الفيزيوقراطيون"

فالفردية ذا املعين ليست وحدة أو جوهرا معزوال بل هي " الوحيد للتطور التارخيي .من مكونات الشبكة االجتماعية والتارخيية ولكنها مكونة أساسية وفاعلة مكونة

املسؤولة تصوره للفرديةطورة اخللط بني الوعي خبواع متام "ستيوارت ميل"إن . األنانية والعدمية وبني التصور السائد للفردانية االجتماعية واملشاركة

، "ا متساوينمجيع الناس ولدو"ؤكد أن تإعالن االستقالل األمريكي وثيقة ن إ

"سهوب"لقد ركز . ورمبا ألن خالقهم زودهم حبقوق معينة غري قابلة للتصرففاألول يقول إن البشر متساوون ألم : إمياما مبساواة يف اهلبات الطبيعية "لوك"و

. مجيعا قادرون علي االقتتال فيما بينهم، بينما كان الثاين يظهر مساواة ملكامليسوا مساوين لذويهم، وهو يعتقد مثل األوالديشري إيل أن "لوك"ولكن

نفسها اإلمكانياتيع الناس ال ميلكون أن مج )1836ت )(Madison" (ماديسون"تعين إذا علي وجه ”لوك ”بفاملساواة يف الدولة حبس. للحصول علي امللكيات

.التقريب املساواة يف احلظوظ

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

149

من "مل"نوع من االزدواجية أو عدم التناسق، فهو أي " ستيوارت مل"يوجد عند خر من الراديكالية الفوضوية اليت خالل نقده للراديكالية السياسية ينتهي إيل نوع آ

وطبعا، فإننا نعترب ما ذهب . جتعل من حرية الفرد الغاية الوحيدة للسياسة االجتماعيةالعديدة اليت تربط الفردية بتنمية اتمع وحتقيق " مل"إليه مناقضا متاما لنصوص

والفردانية األنانية) L’individualité(سعادته واليت متيز بني الفردية )Individualisme.(

يطرح راولز نظرية العدالة مبا هي انصاف ويؤسسها على مبدئي التوحيد :والتفريق

وهلم احلق يف النسق املوسع للحريات األساسية ) احلرية(كل الناس أحرار -أ ).املساواة(بالتساواي

من الطبيعي أن تنتج عن هذا النسق املوسع للحريات فوارق اجتماعية - ب .اسصادية هائلة بني النواقت

فمن مرتكزات الدميقراطية الليربالية أال تطغي األغلبية علي األقلية أو ما يسميه كما تفضل )Tyrannie moderne(باالستبداد احلديث " ألكسيس دي توكفيل"

احلريات _ الليربالية الدميقراطية املباشرة و الدستور علسى سيادة الشعب واحلقوقولكن راولز يف نفس الوقت اليقبل الفوارق النامجة عن لواجباتعلي احلقوق و ا

فالفوارق املقبولة واملستساغة أو املسموح ا . توسيع النظام العام للحريات األساسية"Tolérables " هي تلك اليت يف مصلحة اجلميع، وما الظلم أو اجلور)Injustice (

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

150

ضل على اجلميع أي تلك اليت تفيد يف احلقيقة سوى تلك الفوارق اليت ال تعود بالف . البعض اآلخر البعض دون

ومع ذلك يظل راولز فيلسوفا ليرباليا، فهو يستسوغ الالمساواة ألا مثن احلرية،

من غري املعقول انتزاع ما يعود إىل . حىت وإن كان يشرطها مبصلحة اجلميعجا ألن يف اية املطاف لن احملظوظني األكثر إنتاجا ومنحه للمحرومني األقل إنتا

يوجد ما ميكن اقتسامه أو توزيعه، فاألكثر إنتاجا سيصبحون أقل إنتاجا، وهذا نقد مبطن لإلشتراكية والشيوعية، ال ميكن التفريط يف احلرية من أجل املساواة مهما

فالالمساواة هي الثمن الذي يتوجب دفعه لنيل احلرية . كانت الدواعي واملربراتيفضل راولز أن يوجد ضحايا يف النظام . لة دون اإلنزالق إىل التوتاليتاريةواحليلو

.(42) الليربايل على أن تصادر احلريات يف األنظمة التوتاليتارية

هي النوع الوحيد من ) املساواة الشكلية(املساواة أمام القانون بذلك تصبح ة وبكلمات أخري، هناك املساواة اليت ميكن احلصول عليها دون التضحية باحلري

من " املساواة املادية"صراع وتعارض بني احلرية واملساواة أمام القانون من ناحية وبنياملساواة "وعلي حد قول أحد الليرباليني الرأمساليني املتطرفني، فإن . الناحية األخرى

ن كان وإ. أمام القانون واملساواة املادية ليستا فقط خمتلفني وإمنا متصارعتان أيضا. ميكن احلصول علي الواحدة دون األخرى، فإنه ال ميكن احلصول علي كلتيهما معا

.18، العدد2002، مجلة مدارات فلسفية، الجمعية الفلسفية المغربية،"جون راولز"وم العدالة عند محمد هاشمي، في مفه: أنظر_ (42)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

151

إيل عدم املساواة ) بالضرورة(إن املساواة أمام القانون، واليت تتطلبها احلرية، تؤدي " املادية

إن املالحظة اليت تطرح نفسها هنا هي أن املساواة املادية هي مسالة قابلة

هناك مساواة أقل مثلما هناك مساواة أكثر وهي أيضا مسألة ذات طابع :للتدرجإيل أي حد، بأي طرق، وحسب أية مبادئ ميكن : مقارن ، والسؤال املهم هنا هو

لي أكرب قدر من احلرية احلصول علي أكرب قدر من املساواة املادية مع اإلبقاء عالتوسيع (املساواة البسيطة احلرية، كما ذكرت سابقا، ليست مطلقة، و ،املتساوية

) املتساوي للخريات املادية واالجتماعيةمستحيلة حىت يف حالة سيطرة الدولة علي وسائل اإلنتاج و التوزيع املتساوي اآلن خيلق بالضرورة وضعا غري متساو الحقا، وذلك نظرا للتفاوت يف قدرات األفراد،

" جون راولز"ادئ كاليت وضعها إن مب. مواهبهم، أولويام، وسوء أو حسن حظهم)John Rawls ( يشالن عدالة توزيع اخلريات االقتصادية واالجتماعية جديرة

الذي ينص ) Principe de la différence" (مبدأ االختالف"باالهتمام، وخباصة جيب ترتيب عدم املساواة يف توزيع اخلريات االجتماعية واالقتصادية :" علي ما يلي

مرتبطا بدوائر ومراكز ) ب. ملا فيه أكرب الفائدة لألقل انتفاعا) أ:مرحبيث يكون األ .(43) " مفتوحة أمام اجلميع يف ظل أحوال مساواة منصفة يف الفرص

(43)- Cf. Rawls ( J) : Théorie de la justice, édit. Du Seuil, Paris, 1971.

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

152

وهناك ما يوحي بأن احلرية واملساواة املادية ليستا متصارعتني بقدر ما مها

ب اليت تربر حق الناس يف مترابطان، وأن الواحدة منهما تتطلب األخرى، فاألسباهي األسباب نفسها اليت تربر حق ) املساواة الشكلية(احلرية واملساواة أمام القانون

ويف املقابل، فإن احلرية . الناس يف سن القوانني اليت ختدم احلرية واملساواة املادية معااملنظرين وهناك من. واملساواة أمام القانون تظالن يف خطر غياب املساواة املادية

يف مفهوم ) احلرية املساواة(من يذهب بعيدا يف الدعوة إيل دمج املفهومني املترابطني ".املتساويةاحلريات "أو " ـ واملساواة احلرية"مركب واحد هو

هذا العقد االجتماعي الذي ينطلق من فكرة حتقيق مكاسب متساوية أما فيما حيوز عليها اجلميع ، فإا دف خيص هذه احلريات، باعتبارها حقوقا جيب أن

أساسا إيل محاية الفرد من جتاوزات األفراد اآلخرين، وكذا محايته من عنف النظام السياسي الذي يستبيح لتعسف األكثرية اليت متثل اتمع والذي ال جيد حريته سوي قتل حريات اآلخرين وألهوائه تعسف ال يقبل يف اية حلياة دون تبعيتها لسلطة

.اآلخر ذا يكون مبدأ فصل السلطات .الدفاع عن مكتسباا القانونية هاسلطة من حق

مسألة تقسيم وتوضيح املفاهيم بني أعضاء الدولة، واألخرى اليت تتصف بالواحدية .و هو االجتاه الذي أخذته فلسفات األنوار

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

153

ميكن أن ثرية أفكار األك بذلك كون أنبقي ي "ماكس فيرب" يري فاخلطر فيما

علي أن املساواة االقتصادية اليت تنجم عن حكم األغلبية . عمل األقلية منها دد وطغيان ميوهلا يف التأثري علي األقلية قد تنجم عنها وبسهولة ديدا للحريات واليت متثل يف الدستور األمريكي جزءا من االعتراف بالسعي والنشاط حنو الثروة وحتقيق

استخدام القوة السياسية يف إعادة توزيع امللكية إمكااصة ، فاألغلبية يف امللكية اخلاواألشكال األخرى للثروة، وعلي هذا النحو، يتسىن لألغلبية استخدام القوة السياسية للحصول علي السلع واخلدمات اليت قد ال حيصل عليها معظم األفراد

دوس األقلية خبشونة وقسوة وبالنسبة اتمع فإن الدستور أريد استعماله األغلبية يفألولئك الذين يعتربون الثروة حقا من احلقوق، فإن أي حماولة إلعادة توزيع تلك الثروة يف اتمع ، عن طريق العمل السياسي، سوف ينظر إليها كأسلوب من

...أساليب الطغيان والضغط الذي متارسه األغلبية

كية اخلاصة يف ظل أعلي محاية ميكن إدراكها ومن إن الدستور األمريكي يضع املل

يف العامل الذي يقوم علي أساس اقتصاديات السوق " اتمع األول"من مث فقد خلق ملفهوم احلرية، باعتبارها أا حرية اإلنسان يف سعيه من مفصلة وبتقدمي رؤية ...احلرة

.مصاحله اخلاصة من نأكرب قدر ممك أجل حتقيق

قد أدجمت يف صلب دستورها سلسلة ، ة النامجة عن هذه االعتبارات كافةفإن الدولمن الترتيبات االجتماعية واالقتصادية والسياسية، ميكن وصفها باسم الرأمسالية

واليت تتميز ... السياسية اجتاه األغلبية إيل اإلساءة إيل املصاحل الفضلى للمجتمع

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

154

ور وحكم األغلبية، يصبحان، علي مصلحة اجلمه ل ألنبامتداد األمد وطول األجبعضها بعضا أن يفاالنصهار، باألحرىأو هذا النحو، معرضني خلطر االندماج،

وجند أن جمتمعنا يقوم علي أساس قوة "ماكس فيرب"وكما أشار اإلحساس هذا يفتح اال أمام جمتمع يدعو إيل مناصرة مبدأ السعي والنشاط إمناالتعاقد،

االجتماعي،أساسا ملثل هذا اتمع وذاك التعاقد، ذلك أن الوضع ويكون ...الفرديحرية سعي املرء : إن فكرة احلرية هي علي األقل هلا بعدان مها .املبدأ هو من حيث

وراء حتقيق أهدافه اخلاصة، وحرية متتعه بعدم تدخل اآلخرين يف مساعيه تلك وميكن .(44) هذين البعدين مداه بالكامل أي بعد من إعطاء

يف )Egalité des chances(لكن شريطة أن تكون نابعة عن مبدأ تكافؤ الفرص

.الوضائف و الوضعياتال يرى راولز غضاضة يف الالمساواة، إذا كانت يف مصلحة األكثر حرمانا واألقل

. حظا من الناس، وإذا كانت أيضا حصيلة تكافؤ الفرص اليت يتيحها النظام الليربايلل راولز على وجاهة وصواب نظريته يف العدالة حبجة مل ختل من انتقادات من يستد

le voile" (حجاب اجلهل"طرف كثريين وعلى رأسهم هربماس، واليت يسميها ب

d’ignorance (زهلا مرتلة الوضعية األصلية للبشرنوي)Position originelle :(إذا لة من أمرهم، وحيث ال يدرون شيئا أخذ البشر على حني غرة وفيما هم على غف

، وال عن حظوظهم وامتيازام، وطلبنا منهم أن خيتـاروا بني االجتماعيةعن فئتهم فهم ال شك سيختارون العدالة، ألا مبثابة احلدس البديهي ) املنفعة(العدالة واخلري

اعية، مع تطبيقاتها سياسات و أفكار، دراسة علمية تحليلية لمفهوم النظرية السياسية االجتم: هيرسون.س.ج:أنظر_ (44)

.علي واقع السياسة األمريكية العامة، ترجمة صالح الدين الشريف، مكتبة األنجلو المصرية، القاهرة

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

155

يوافق فهذه احلالة أشبه بالتعاقد، وإن كان راولز ال. الذي ال خيتلف فيه إثنانأصحاب نظرية التعاقد على ما ذهبوا إليه من مذهب احلق الطبيعي الذي يساوونه

ويعترب اختيار البشر للعدالة هو االختيار العقالين عن . مع القوة والقدرة واإلقتدارألن العدالة دمج بني احلرية واملساواة وال ميكن تصور اختيار ما، يعارض . جدارة

.(45) أو أندادا كوم أحرارا ومتساوين ليس هناك تعارض بني الليربالية : ولتوضيح التمييز بني الدميقراطية والليربالية نقول

من ناحية، وبني نظام حكم سلطوي يترك الناس وشأم، أي يتمتع من التدخل يف .أما الدميقراطية فهي العدو اللدود للسلطوية .الشؤون الشخصية للمواطنني األفراد

األقلية يف النظام الدميقراطي الليربايل حممية من تعسف السلطة ومن طغيان و

األكثرية فهي حمصنة مبجموعة ال يستهان ا من احلقوق واحلريات املعترف ا القضائية (دستوريا وامللزمة للسلطة احلاكمة، سلطة ختضع بدورها للرقابة واحملاسبة

.)منها والشعبية واحلريات السياسية ، ال تضمن املساواة يف السلطة أو التأثري، وإذا كانت احلقوق

فال جمال إلنكار دورها وأمهيتها يف العملية الدميقراطية فهي تفسح اال ، وتوفر ومن بني هذه احلقوق . الفرص أمام املشاركة والتأثري،وإن كانا بدرجات متفاوتة

يح، حرية التفكري والضمري، حرية احلق قي التصويت والترش:املتساوية يربز ما يلي

.، مجلة مدارات فلسفية"جون راولز"محمد هاشمي، في مفهوم العدالة عند _ (45)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

156

التعبري، حرية وسائل اإلعالم، حرية تدفق املعلومات، وهناك جمموعة أخري من ) وعلي رأسها احلق يف احلياة، ويف امللكية اخلاصة واألمن الشخصي(احلقوق املدنية

اليت تساعد علي اتساع الرقعة احملمية من احلياة اخلاصة للفرد، واحلقوق األساسية وهي تقدم ورقة ذات العالمة باملصاحل الفردية، فإن العالقة بني )سياسية ومدنية(هذه

وبني الدميقراطية ) أو الطبيعية كما تسمي أحيانا(احلقوق واحلريات األساسية .(45) الليربالية هي عالقة تارخيية ومفهوميه يف آن واحد

و لنظامه املرعب " هوبز"إن الليربالية الكالسيكية تتمين اخلروج من قضية

)Son système affreux ( ال يزال اإلنسان مغتربا عن ذاته يف درجة من الرعب واخلوف يبحث عن من يكفل له احلفاظ علي هذه احلقوق من احلريات

نه أو التصرف فيه لآلخرين كما ع جيوز التنازلفالسعي وراء السعادة كحق ال ل السياسات عحيث أن قيم احلرية قد تشكلت بف ، االستقالل إعالنجاء يف وثيقة

كما غدت هذه القيم ... أكثر مما تشكلت بتأثري املذاهب التجريدية البحتة" العملية"حجر ) واليت تشمل سوقا كربي لألفكار واآلراء( اليت شكلتها العوامل السياسية

.والرأي واملعتقد الزاوية واألساس أو الركيزة، بالنسبة لنظرتنا الراهنة حلرية القول إن مجيع الناس قد خلقوا متساوين، كما أم منحوا حقوقا ال تقبل التنازل عنها

اإلنسانومنها حق احلياة وحق احلرية وحق السعي وراء حتقيق ... أو التصرف فيها

.المرجع نفسه: أنظر _ (45)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

157

ذلك أن املساواة ال خترج عن كوا تتطلب أن يكون كل فرد مساويا يف . لسعادته .لآلخرين هقدره، ويف قيمت

إن هذه احلريات ال تبلغ هدفها إال إذا اعترف ا اآلخر واعتربها اجلميع أا متثل

حقوقا أساسية ال جيوز ألحد مساسها أو يأيت حبق من السماء أو لالعتراض عليها إال يف حالة ما إذا كانت حرية اآلخر حتاول أن تقضي علي حريته، يف هذه احلالة

ون هو احلفاظ علي هذه احلريات دون انتقاصها باعتبارها حريات يكون دور القانطبيعية، ومبوجب هذه الفطرة يصبح هدف العدالة هو ضمان احلرية يف أفق نظام

.حقوقي . الذي رأي ضرورة فصل هذه السلطات" مونتسكيو"و هذا ما ظهر أيضا يف فكرة .

شاهد علي أمهية مبدأ ، ألقوي 1789و إن إعالن حقوق اإلنسان واملواطن سنة الفصل للسلطات لكل مشروع دستوري، وكل جمتمع ال تتوفر فيه صيغة الفصل للسلطات ال ميكنه أن يقوم علي أية دستور، حبيث أن الدستور بصفته القانون العضوي األساسي لتقييد القوة السياسية، فالفصل بني السلطات هو وسيلة حتول أية

ابل سلطة أخري مضادة هلا فهي تقييد من حجم سلطة يف موقع جتد نفسها مق" هوبز"و " مونتيسكيو"السلط، إن فكرة الفصل بني السلطات من خالل كتابات

تعد االختيار الدميقراطي ال ينحصر فقط يف حتصيل رأي األغلبية بل أيضا يف جعل

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

158

أي سلطات احلكومة حمددة و مقيدة حبرية املواطن، فاحلرية تشترط الدفاع عنها يف .موقع اجم فيه ألجل إبقائها وإبقاء الدولة القائمة عليها

وقد ختتلف، وقد يكون اخلالف حادا حول طبيعة القيم واملبادئ و املمارسات و الترتيبات اليت تفترضها وتتطلبها أو تقوم عليها الدميقراطية الليربالية كنظام للحكم

ألدلة ما يربز رأيا مفاده أن ولكن رغم اخلالف ، هناك من ا. وطريقة للحياة ، إن تقييد أية "غري مقيد لالستبدادالبديل العملي الوحيد " الدميقراطية الليربالية هي

اومراقبتهإضافة إيل متابعة ممارستها املختلفة ،جهة تفرض نفسها باسم السلطة . (47) وحماسبتها هو من أهم مسات الدميقراطية الليربالية

قبل أكثر من قرنني، هناك فرق كبري بني سلطة " روسو"ظ ولكن، كما الح من ) قانوين و أخالقي(متلك احلق يف اإلكراه، وحتول طاعة احملكومني إيل واجب

جهة، وبني سلطة ال متلك هذا احلق وتكون طاعتها بدافع اخلوف فقط، بكلمات لقوة و أخري، السلطة الشرعية هي تلك السلطة اليت متلك احلق يف استعمال ا

ويقابل حق السلطة يف . اإلكراه من أجل العقاب ومن أجل أغراض أخري حمددة، و هي بالضرورة" غري الشرعية"أما السلطة . اإلكراه واجب الطاعة علي احملكومني

و االستبداد أو الطغيان ميكن تعريفه علي أنه ذلك . يف صميمها، سلطة استبدادية أو حيت سلطة شرعية . خا احلق يف استعمال القوةاإلكراه اليت متارسه سلطة ليس هل

الذي قد متارسه سلطة ) أو اإلكراه(واإلرغام . تتجاوز القيود واحلدود يف استعماهلا )أو جتنب القسط الكبري منه(ما هو عادة إرغام ميكن جتنبه

.الية و مفهوم الدولة المحايدة، مجلة المستقبل العربيسعيد زيداني، الديمقراطية اللبر: أنظر_ (47)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

159

ضحيته من ناحية أخري ، أما ) يف أغلب األحيان(من ناحية، ويتعذر التنبؤ به و من الشرور البارزة هلذا اإلكراه . الفرد وحريته: فواضحة و جلية األويل

أنه يلغي الفرد كشخص مفكر و مقيم وجيعله جمرد أداة لتحقيق " اإلستبدادي أهداف أخري ال ختصه، ومن الفضائل اربة لليربالية أا توفر للفرد و اجلماعة تلك

تعسف السلطويني أو متاديهم يف احلصانات الالزمة، وتلك الضمانات الواقية، من (48)التدخل يف شؤون اخلاصة لألفراد

للمجتمع و ألفضليفمثال تتجه األغلبية، يف غالب األحيان إيل اإلساءة للمصاحل اليت تتميز المتداد األمد و طول األجل، فإن شر التعصب اتمعي الضيق قد يعاجل

السياسي، نظام األغلبية، وتبعا لذلك صغرية من هذا النظام" جرعات"أمره بوصف لألغلبية استخدام القوة السياسية أو سلطة احلكم إلقامة جمتمع تتحقق فيه يتسىن

رجة أعظم من املساواة االقتصادية، فبإمكاا استخدام هذه القوة يف إعادة توزيع .(49)ثروةلل األخرىامللكية و األشكال

تنجم عن هذا كله، تستطيع بسهولة أن دد تلك علي أن املساواة االقتصادية اليت فإن الدستور هو وسيلة أو أداة قصد ... احلريات اليت هي جزء من حقوق امللكية

: ا منع طغيان األغلبية علي األقلية فالدميقراطية الصحيحة هي تستطيع أن تقول . حلكم األغلبية، وبالتايل لقرارها أيضا" ال"

"اجزة ال حول وال قوة عندما تتمثل لألغلبيةإن األقلية تكون ع"

.نفس المرجع: أنظر_ (48)سياسات و أفكار، دراسة علمية تحليلية لمفهوم النظرية السياسية االجتماعية، مع تطبيقاتها : هيرسون.س.ج:أنظر_ (49)

.علي واقع السياسة األمريكية العامة

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

160

ال ميكن مقاومتها عندما تتشبث مبوقفها، فاإلنسان ) األقلية(ولكنها تغدو قوة يكون أكثر صوابا و إنصافا إذا مل يلتزم حبكم األقلية املصاحبة للتقاليد، السريعة

أخالقيتها، ليس هلا ما يضمن حكمتها و اإلميان والتصديق، الن هذه األخرية الفردية تشكل مبوقفها املعارض أغلبية قوامها هذا الواحد الذي ميثله الفرد فعال،

، وما تنطوي عليها من غوغائية تعمي الناس "الشعبوية"بتعاد قدر اإلمكان عن واالو تركيباا، فمن احلماقة أن نتشاجر و أبعادهاعن رؤية القضايا املطروحة بكل

فالشر هو ذلك النوع الذي يتقاضي الفرد يف ن يكون عامال من نتعارك مع النجاحعن اإلرادة " جون جاك روسو"عوامل الظلم ز اجلور لغريه، هذا ما يترجم فكرة

. (50)العامة ، فإن فكرة األغلبية املنسجمة ، أو املتوافقة ، هلا صفة غامضة وحمريةمصلحته اخلاصة ، ال يدري ، وهو يعمل من أجل " آدام مسيث"فالفرد و كما يري

من أجل حتقيقي املصلحة العامة ، إا اليد اخلفية اليت من خالهلا حيقق أيضاأنه يعمل أما أوالئك الذين يدعون أم يعملون . اإلنسان مصاحله و حيقق معه املصلحة العامة

من فكل منا له احلرية يف السعي. من أجل املصلحة العامة فهم أقل املسامهني فيها .(51)حتقيق نفس الغاية مثلما لغريه احلرية يف السعي إيل أجل حتقيق أهدافه ومصاحله،

قد أختلف معك يف الرأي لكنين سأدافع دائما " يف قوله" فولتري" وهذا ما أكده ."عن حريتك

.أنظر المرجع نفسه_ (50)العزيز محمد الدخيل ، ضمن العولمة و الفرد والدولة و الديمقراطية، نحو مشروع نهضوي عربي ، مركز عبد _ (51)

.2002دراسات الوحدة العربية ، بيروت العدد،

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

161

ةسياد، و االختالفيعين ذلك غياب ثقافة العنفالتعصب و ظاهرة انتشارإن علي الصعيد الفكري سواءطرقه و أساليبه ووسائله، يشيتتحرمي أو التجرمي عقلية ال

، أو الثقايف فاملطلوب هنا ليس تقليص دور الدولة يف االجتماعيأو السياسي أو .اتمع بل تعزيز هذا الدور وترشيده

إال حرية التملك، وحق األمن ليس إال حرية احلركة، وحق ليسفحق التملك احلق يف احلرية الذاتية "هكذا فهيجل يري أن ،و يف النهاية حرية التعبريالتعبري ه

األزمنة احلديثة عن العصور اختالفيشكل النقطة احلامسة واملركزية اليت جتسد ابل للسلب و غري قلإلنسان و حقا غري أساسيةكما اعترب روسو احلرية صفة القدمية

".االجتماعيالعقد "قابل للتصرف احلق الطبيعي هو احلرية :" علي تعريف للحق الطبيعي حبيث يقول" هوبز"ي نعثر لد

وكلمة ما يشاء ال " ." يستعمل كما يشاء قدراته اخلاصةألن اليت ميلكها كل إنسان اليت هي فلسفة احلداثة " هوبز"ختلو من داللة تعاقدية تصرح هلا وتنص عليها فلسفة

احلق بفكرة احلرية و بفكرة الذاتية والتعاقد وبذلك تتداخل فكرة . السياسية بامتياز .(52)حقوق اإلنسان يف مفهومها الغريب احلديث لتشكل األساس الفلسفي ملنظومة

إن حتقيق املنفعة الشخصية و اجلري وراءها، طبيعة إنسانية حتتاج إيل ذيب لكي نافس احلر بني وإن الت. و ليس عدوا هلا االجتماعيةتصبح معينا و صديقا للرفاهية

كل األفراد ، هو النظام الكفيل بترشيد تلك الرغبة الفردية وجعلها تعود بالنفع علي

.2008محمد سبيال، الفلسفة الحديثة ومفهوم حقوق اإلنسان، مدارات فلسفية، الجمعية الفلسفية المغربية،_ (52)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

162

الفرد واألمة علي حد سواء، إن إعالء فكرة احلرية قد أدي إيل احلط من فكرا .للسلطة ، وإن تفريغ السلطة من الشرعية أو احلقوق حييلها إيل جمرد استخدام للقوة

، وذات طابع كلي أو مشويل ، إن ما مييز سلطويوعان، ذات طابع والطغيان ن التوتاليتارية عن السلطوية ليس شدة القمع أو الطغيان، و إمنا مشولية التحكم، التوتاليتارية جتنح حنو التحكم الشامل و السيطرة التامة علي مجيع نواحي احلياة،

، " عقيدة"تباع املتحمسني إيل وإذا ما اكتسبت هذه السلطوية و حتولت علي يد األقبول الرأي املختل و التسامح مع صاحبه؟ يف ظل حكم فكيف يف وضع كهذا

سلطة تدعي معرفة احلقيقة الكلية، ال مكان للتعددية، وال مكان بالتايل . (52)للتسامح

إن احلدود اليت تفصل بني هذه الفردانية و بني اآلخر ال تبقي بذلك ثابتة، حيث ذه الفردانية ال تقف عند حدود هذا اآلخر فهي تشمل الزمان و تتخذ من أن ه

املكان كشكل جديد من أشكال هذا التوسع، فهناك جانب أساسي يف طبيعة حبقه بعيدا عن االستمتاعاإلنسان جيد فيه نفسه منعزال عن اآلخرين هو ما حيقق له

.اتمع

.الديمقراطية الليبرالية ومفهوم الدولة المحايدة: زيدانيسعيد : أنظر_ (52)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

163

:الرباغماتية واحلرية الفردية .2

عن الليربالية يف قضية احلرية ...ختتلف الرباغماتية يف املضمون ويف اهلدف ال وإن كانت حتد منها قليال، خاصة علي املستوي السياسي، ...الفردية، أو الفردانية

الذي قالت أنه جيب أن خيضع يف بعض األحيان ومن ... بالنسبة ملوقف الفرد الذي سبق ) La méthode d’autorité(خالل ما أمسته مبنهج النفوذ

.(47) اإلشارة إليه لبعض الطروحات الوطنية للدولة نالحظ أن هذه احلرية الفردية اليت نادت ا الرباغماتية وطبقتها وليدة التعدد

الثقايف والديين والفكري للمجتمع األمريكي قد جتسدت من بني ما و...العرقيوذلك حني ...الفلسفي، خاصة السياسية جتسدت يف تأكيد هذه الفلسفة، أو املنهج

أن عبارتني خمتلفتني لفضا متفقتني نتيجة، و أثرا، إمنا مها يف احلقيقة عبارة " قالت واحدة، وعلي العكس من ذلك فإن عبارتني متفقتني لفظا وخمتلفتني أثرا أو نتيجة،

. وليس عبارة واحدة...مها عبارتني طيد الدميقراطية الفاعلة من خالهلا كل األبواب بذلك أسهمت الرباغماتية، يف تو

أمام حرية التعبري والتفكري وهي احلرية اليت ال تقيم مثل صاحبها إال بأثرها العملي يف .الواقع

.حول مفهوم الحقيقة في الفلسفة البراغماتية ، مجلة الطريق :نمير العانيـ أنظر (47)

والدولة والدولة والدولة والدولة والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية والديمقراطية الفردانيةالفردانيةالفردانيةالفردانية الليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بينالليبرالية و البراغماتية بين

))))المصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبةالمصالحة الصعبة((((

164

:الرباغماتية والدولة

كانت الرباغماتية خمتلفة عن الليربالية يف عدم معاداا امليدانية، حىت ...فبذلك أيضا .رضية، للدولة مثل ما فعلت، وال تزال تفعل الليرباليةال نقول امل

فإن العكس غري ..فبذلك ميكن أن نقول أنه إذا كان معظم الرباغماتيني الليرباليني صحيح حيث أن معظم الليرباليني ليسوا براغماتيني باملعين املعروف هلذا الكلمة وهلذا

.املفهوم

الفصل الرابع

أمريكا ومرآتـــــها املكسورة

)حبثا عن إنسانية أمريكية جديدة(

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

166

I. ألن أمريكا، أي الواليات املتحدة األمريكية)United States of América.

USA ( هي الرائدة اليوم لكل من الليربالية اجلديدة)Le néo-libéralisme ( ومن، فإننا هي اليت سنتوقف يف هذا الفصل، عندها، )Le pragmatisme(الرباغماتية

دون غريها من دول وأمم و فلسفات العامل، للوقوف علي الواقع، اإلنساين، السياسي منه واالقتصادي، االجتماعي منه والثقايف، العسكري منه والسلمي، الديين

يديولوجيا منه واألخالقي، العلمي منه والتقين، الذي جتسد من خالل هذه اإل .وتلك الفلسفة، أو ذاك املذهب الفلسفي الرباغمايت... الليربالية

... ولكي نقدم هذا الواقع، بأكرب قدر ممكن من الواقعية ومن املوضوعية

سنعرف أوال وباختصار شديد، بالواليات املتحدة األمريكية ومبا متثله من ..فإنناوتقنية وهذا قبل أن نعرض ملا ... ةيقوي طبيعية وصناعة، وثقافية، وفكرية، ماد

وملواقف وآراء بعض املفكرين )Son miroir brisé( "ملرآا املكسورة"مسيناه حول أمريكا ومرآا ... وألراء غريهم كذلك... ، مولدا، أو جنسيةاألمريكيني

. املكسورة هذه

:الواليات املتحدة األمريكية .1

:أـ اجلغرافيا

األمريكية بلد حيتل املركز الثالث، أو الرابع من حيث املساحة الواليات املتحدة تتكون من شواطئ وجبال وسهول وأار ) مليون ميل مربع 3,79(اجلغرافية

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

167

مليون نسمة يعملون يف حقول 307يتقامسها،... وحبريات وثروات طبيعية خمتلفةتايل أول دولة ويشكلون بال... اخل... والصناعة والثقافة... الصناعة والزراعة

.يف العامل، وثالث دولة من حيث الكثافة السكانية... صناعية :ب ـ التاريخ

، حيث أن ∗مثل معظم الشعوب األخرى ...ليس للواليات املتحدة تاريخ عريق هذه الواليات املتحدة األمريكية، كانت مستعمرة بريطانية سابقة ومل تتكون من

إال بعد انفصاهلا عن هذه األخرية، سيات املختلفة،العديد من املهاجرين، ذوي اجلن .(1)1776بعد حرب حتريرية انتهت باستقالله سنة

عن طريق ثالث عشر مستعمرة بريطانية علي طول األمريكية تأسست األمة لقد

، 1776ساحل احمليط األطلنطي وأصدروا إعالن االستقالل يف الرابع من يوليو عام عن بريطانيا العظمي وتشكل حكومة احتادية هزمت الواليات والذي أقر باستقالهلم

، وهي أول حرب استعمارية ةاملتمردة بريطانيا العظمي يف احلرب الثورية األمريكياألمريكي احلايل يف رناجحة حتصل علي االستقالل اعتمدت اتفاقية فيالدلفيا الدستو

ه يف العام التايل مما جعل ، ومت التصديق علي1787السابع عشر من شهر سبتمرب عام كما مت التصديق . تلك الواليات جزء من مجهورية واحدة هلا حكومة مركزية قوية

، وهي تضم عشرة تعديالت دستورية لتضمن 1791علي وثيقة احلقوق يف عام .الكثري من احلقوق املدنية األساسية واحلريات

.ـ ولعل هذا هو السبب، فيما يذهب إليه العديد من الباحثين في عدم اهتمام األمريكيين بالتاريخ ∗

(1) _ Cf. John Richard Aldin : La guerre d’indépendance, édit. Nouveaux horizons, Paris, 1975.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

168

رنسا، واسبانيا، واململكة ويف القرن التاسع عشر حصلت أمريكا علي أراض من ف

املتحدة، واملكسيك، وروسيا، كما ضمت إليها الرقيق إيل نشوب احلرب األهلية تقريبا منع انتصار املنطقة الشمالية حدوث انقسام يف 1860األمريكية يف عام

أصبح االقتصاد . البالد، مما أدي إيل اية العبودية القانونية يف الواليات املتحدةوأكدت احلرب اإلسبانية األمريكية 1870خم اقتصاد يف العامل حبلول عام الوطن أض

، خرجت 1945واحلرب العاملية األويل علي القوة العسكرية للبالد ويف عام الواليات املتحدة من احلرب العاملية الثانية لتكون أول دولة متتلك أسلحة نووية،

ة، وعضوا مؤسسا يف منظمة حلف وعضوا دائم يف جملس األمن التابع لألمم املتحدكما أصبحت الواليات املتحدة القوي العظمي الوحيدة يف العامل . مشال األطلسي

يبلغ مقدار ما تنفقه الواليات . بعد انتهاء احلرب الباردة وتفكك االحتاد السوفيايتيف املائة من اإلنفاق العسكري العاملي، 50املتحدة علي القوات األمريكية حويل

.ا تعد قوة اقتصادية وسياسية وثقافية عامليةكم والواليات املتحدة األمريكية اليوم مجهورية دستورية فيدرالية تضم مخسني والية

48ومنطقة العاصمة االحتادية تقع معظم البالد يف وسط أمريكا الشمالية، حيث تقع دها كندا مشاال والية وواشنطن العاصمة بني احمليط اهلادي واحمليط األطلسي وحت

وتقع والية أالسكا يف الشمال الغريب من القارة، وحتدها كندا . واملكسيك جنوبا شرقا وروسيا غربا عرب مضيق بريينغ أما والية هاواي، وهي عبارة عن جمموعة جزر

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

169

فتقع يف منتصف احمليط اهلادئ كما تضم الدولة العديد من األراضي، أو اجلزر يف . اهلادئ الكارييب واحمليط

:ج ـ الثقافة

والواليات املتحدة األمريكية بلد ذو ثقافة غنية ومتعددة، غنا، وتعدد اجلماعات .وفنوم املختلفة... العرقية، وأفكارهم وتقاليدهم وثقافام وحضارام وقيمهم

وبلد البحوث العلمية ... كما أا بلد اإلبداع والتطور اإلعالمي واالتصايل . ذات األبعاد العاملية، تقنية ومضمونا... والسينما... مة واملتنوعةاملتقد

أما علي املستوي االقتصادي فإن االقتصاد األمريكي يعترب أكرب اقتصاد وطين يف

تريليون دوالر أمريكي 14.3بنحو 2008 العامل، حيث يقدر إمجايل الناتج احمللي لعام %21 استنادا إيل إمجايل الناتج احمللي االمسي ويف املائة من اموع العاملي، 23(

) تقريبا من حيث القوة الشرانية

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

170

):Le miroir brisé(املرآة املكسورة .2 ـ إننا ال نقصد هنا باملرآة املكسورة، املرآة املرتبط انكسارها، لدي بعض األمم أ

سنوات متتالية، وذلك ملدة سبع (2)والشعوب، بنذور النحس والشؤم واملصائب .بالنسبة لكل عائلة انكسرت عندها

ـ كما أننا ال نقصد ا كذلك املرآة املرتبطة باآلثار النفسية للطفل املصاب ب ملاذا طفلهم بالذات وليس طفال، أو أطفاال : فجأة بالشلل، وتساؤل ذويه بالتايل

. (3)آخرين؟ مرآة األقرب إيل املرآة ـ بل عن املرآة املكسورة اليت نقصدها هنا، هي ج

) Athènes(اليت جعلتهم، خاصة يف أثنا) أي مرآة امليتولوجية(األسطورية اإلغريقية ، وهو الذكر )Le destin(يذكرون أمامها اآلهلة باستمرار، عند مواجهتهم لألقدار

... الذي مل حيل بالرغم من ذلك، دون األثينيني ودون التدخل يف سري تلك األقدار .(4)رير الوجهة اليت جيب أن تأخذها ويف تق

اليت شكلت حدثا ) La tragédie(بذلك أبدع األثينيون، واإلغريق التراجيديا ...اجتماعيا وثقافيا وأخالقيا ومجاليا فريدا

(2) _CF. Simone Kof Sausse : Le miroir mythologique, édit Calmann- Lévy , Paris, 2010. (3) _ Cf. Simone Kof Sausse : Le miroir brisé (L’enfant handicapé et l’attitude des parents) édit. Calmann- Lévy , Paris,2010. (4)_ Cf. La mythologie grecque, divers ouvrages et divers éditions.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

171

) Le droit(وبذلك أيضا ابتكر اإلغريق كذلك، ويف الوقت نفسه، القانون ه علي حل اخلالفات بني الناس وعلي املكتوب، الوضعي واملشترك، القادر وحد

. كل الناس... اليت خيضع هلا... اختاذ القرارات اجلماعية واحلرةوبذلك أخريا، وليس آخرا، فإن املرآة املكسورة اليت نقصدها مرآة أقرب إيل مرآة نسبة إيل اإلله ) Le miroir dyonyssisien(الديونوسيزية "نيتشه")Dionysos( ر، ونشوته احليوانيةإله اخلم. يف املنام طفال كان حيمل مرآة، صرخت وانقبض "نيتشه"لقد رأي زرادشت "

ألن ما شاهدته مل يكن أنا، بل كان وجها مكشرا، ضحكة ساخرة للجن : قليب)démon( معين حلمي ذاك ونذره "زرادشت"،إذاك فهمت جيدا، وكما يضيف

.(5)" يراد أن يسمي قمحا وبرا بأن مذهيب يف خطر وأن ما كان غري قمح

... غري هذه املرآة األثينية املكسورة هي ذاا املرآة اليت سطا شفافيتها وبريقها

الذي أعدم، "سقراط"العديد من املمارسات السلبية املعنوية منها واملادية فهي مرآة الشكاك "و "السفسطائيني"ومرآة ... ظلما باسم نفس الدميقراطية، ومرآة أثنا العبيد

خاصة الذين خلفوا بعد هزمية أثنا أمام طروادة فالسفتها األوائل، من "اإلطالقيني "أفالطون"وهي اهلزمية اليت يعد من ابرز نتائجها ... والذريني وغريهم...الطبيعيني

(5)_ F. Nietzsche : Ainsi parla Zarathoustra, Gallimard, Paris, 1965, P, 97.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

172

أو معكوس يف ...إا مرآة عامل مقلوب .(6)وفلسفته املضادة للدميقراطية وللمرأة .النهاية

وألا . األخرية هي األقرب ملا نقصده مبرآة أمريكا املكسورة... ن هذه املرآةإ وأخالقيا، ... كذلك فإا تدل بالتايل علي واقع أمريكي معكوس إنسانيا

.واجتماعيا، بصورة خاصة... املاليني من الفقراء و املعدمني... فأمريكا الرخاء االجتماعي هي ذاا أمريكا

إال منذ وصول ...( عون بأي محاية اجتماعية، حىت الصحية منهاالذين ال يتمت .)2009إيل احلكم ) Barak Obama(الرئيس باراك أوباما

واالقتصادي هي أمريكا أعلي معدل يف اجلرمية، خاصة ... وأمريكا التقدم الثقايف

يون مل 2,3(وأعال معدل كذلك يف عدد املساجني بالنسبة للسكان ... جرمية القتل، ...، خاصة املساجني السود الذكور)2008سجني سنة

كل شعب أو .. العدوان جتاه... وأمريكا التقدم العلمي والتكنولوجي هي أمريكا

فرد تري أنه يقف حجر عثرة أمام مصاحلها، وهي أمريكا هريوشيما)Hiroshima (ناغازاكي و)Nagasaki( دية وأمريكا الدفاع عن احلرية الفر

االعتداءات العسكرية علي العديد ... واجلماعية، وعن حقوق اإلنسان هي أمريكاانتهاءا وهذا ابتداء من شعوب أمريكا اجلنوبية و (7)من شعوب العامل الثالث

(6) _ Cf. Vidal Naquet : Le miroir brisé, tragédie athénienne, édit Les belles lettres, Paris, 2002. (7) _ Cf. H. Kissinger : La nouvelle puissance américaine, Fayard, Paris, 2001.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

173

، وغزو 1945..بالشعوب العربية، ومرورا بشعوب آسيا وأمريكا هريوشيما .(8) 2001العراق

االنتماء ... خلامس واألخري من هذه الرسالة، وأمريكاوذلك ما سنراه يف الفصل ا

Le protestantismeالربوتستانتية اإلجنيلية (الكلي للدين املسيحي

évangélique( والتعصب الشديد والعدوانية، واملتحالفة بشكل أعمي مع اليهود ، (9).وإسرائيل

. االستهالك املسرفواملادة و.. واملصلحة... واألنانية... وهي أمريكا الفردية املتماهي مع .. وأمريكا الرجل الطيب، والسخي هي أمريكا الرجل الغيور من غريه

.اخل...ذاته دون غريهاها حنن بالتايل أمام مثل هذه املرآة املكسورة اليت حتولت ال فحسب إيل ما نسخة

.، بل حولته إيل وحش فقد لكل إنسانية ولكل قيمة أخالقية لصورة صاحبهاواليت تعد العدوانية أبرز ...من هنا تلك التناقضات اليت تعج ا احلياة األمريكية

.منوذج هلا .. فأمريكا رمز احلرية واحلقوق بالنسبة لكل إنسان، ورمز التقدم العلمي والتقين

والقانوين والدميقراطية هي أمريكا العدوان الظامل يف الكثري من األحيان علي العديد .شعوب، الضعيفة خاصةمن ال

(8)_ Cf. Baudrillard : La guerre du Golfe n’a pas eu lieu, édit Galilée, Paris, 1991. (9)_Cf. Sébastien Faith: Militant de la Bible aux Etats Unis, édit. Autrement, Paris, 2004.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

174

وهي أمريكا املدعمة للنظم االستبدادية، خاصة العربية منها، وللنظم العدوانية . كينيدي(يها احلكم بعض العائالتاليت ال يتجاوز ف أمريكا أاكما ).إسرائيل(

ولة ملألموال امل جامعة إىلحتولت سياسية أحزابا الدميقراطية ، و) بوش. كلينتون ...االنتخابيةللحمالت

ومما يزيد مثل هذا العدوان، أو هذه االعتداءات حدة وخطورة أا اعتداءات ال

ميكن ألحد، ال فحسب تربيرها، موضوعيا، بل إا جتري يف ظرف تعلم الواليات ، 1991 املتحدة األمريكية جيدا، أا أصبحت، خاصة بعد ايار االحتاد السوفييت

... يدة، وأنه مل يعد بالتايل بإمكان أية قوة أخري مواجهتها أوالقوة العاملية الوح .عقاا

، أو الكسر، الذي االنكسارتوقف هنا لتحليل أسباب مثل هذا وإذا كنا لن ن أصاب مرآة أمريكا، فإننا نالحظ مع بعض الباحثني أن هذه الوضعية قد تعود فعال

والقصري زمنيا ألمريكا من ... ئوكما يالحظ أحد الباحثني إيل االنتقال املفاج واهلمجية إيل مرحلة احلضارة) La barbarie(مرحلة الرببرية

)La civilisation ( (10) تلك كانت، سياسة الواليات املتحدة األمريكية جتاه غريهاألوروبية الغربية من دول العامل، مبا فيها، ال الدول العربية فحسب، بل والدول ا

. (11)و إيديولوجيا معها ... املتحالفة عسكريا

(10) _ Cf. Jean Vernant : L’Amérique d’aujourd’hui, PUF, Paris, 1985. (11) _ Cf. Richard .H. Salomon et Nagel Quesnney : American Negotiating Behavior, United States Institute of Peace, 2010, in Le monde diplomatique, Avril 2011.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

175

إال حدة، خاصة بالنسبة 2001سبتمرب 11إن هذه السياسة اليت مل تزدها أحداث

للعامل العريب واإلسالمي هي اليت ستظل سائدة خاصة منذ منتصف الستينات من إفريقية إيل البيت وحىت وصول أول رئيس من أصول) العشرين(القرن املاضي

).2009(األبيض، أال وهو باراك أوباما قد أكد منذ توليه رئاسة الواليات املتحدة األمريكية، رغبته "أوباما " وإذا كان

حنو مزيد من التعاون واالحترام للشعوب .. القوية يف تغيري مسار السياسة األمريكية، فإن هذه الرغبة مل تتجسد (12)ية األخرى، ويف مقدمتها الشعوب العربية واإلسالم

.فعليا حىت اآلن علي أرض الواقع يف هذا الصدد ... كتب أحد األساتذة اجلامعيني املختصني يف السياسة الدولية

: مايلي... لقد جتلت السياسة األمريكية يف السنوات األخرية، باالنفرادية وبالعزلة"

عهد اجلمهوريني وال يف عهد الدميقراطيني خاصة وهي الصفات اليت مل تعترب ال يفوسقوط االحتاد السوفييت ) Le mur du Berlin) (1989(منذ ايار حائط برلني

)1991."( إن هذه السياسة العدوانية واملغايرة تبدو مرفوضة، وغري مقبولة من طرف

) العراق(اخلليج العديدين، خاصة العامل العريب واإلسالمي، حينما نتذكر، ال حريب

.2009 ،ـ باراك أوباما، خطاب القاهرة، يوليو (12)

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

176

، بل وحينما نتذكر كذلك تدخل احللف األطلسي بقيادة )1991ـ 2003(فحسبويف ) Bosnie _ Herzégovine(الواليات املتحدة األمريكية يف البوسنة واهلرسك

.(13) العديد من بلدان العامل األخرى

(13)_ Thierry Garcin : Revue Française de Géopolitique N,2, (Les frontières de la barbarie), PUF, Marne- la vallée, Mai 2002.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

177

II. اإلنسانية األمريكية املفقودة:

أو املفصلة ألمريكا وملرآا املكسورة ... ، املختصرة، وغري املعمقةإن هذه املالمح

أو ... عامة، والعديد من املثقفني األمريكيني، أصال هي اليت جيد معظم األمريكيني، خاصة من الغرب أنفسهم، كل حلظة ومنذ جنسية وثقافة، ومن غري األمريكيني

ال، وعمال ألمريكا ولسياستها عقود أمامها هي اليت كانت وراء تلك الرافضة، قو .والداخلية بعد ذلك... تلك اخلارجية أوال

وألننا ال نستطيع أن نقدم كل تلك كل أولئك املثقفني ومواقفهم تلك فإننا

، "إدوارد سعيد"، و"ناعوم تشومسكي"سنكتفي بالتوقف عند ثالثة منهم، أال وهم . "حممد حسني هيكل"و

)ـ ؟ Naom Chomsky) (1928( "يناعوم تشومسك" .1

:يحياة تشومسكأ ـ يهودي أمريكي وهو ) Avram Naom Chomsky( "يأفرام ناعوم تشومسك"

بفيالدلفيا بالواليات املتحدة 1928ديسمرب 07من أبوين يهوديني ولد يوم .األمريكية

La grammaire(اشتهر كأستاذ لغوي جامعي متخصص يف النحو التوليدي

générative (إضافة إيل اجتاهه الفلسفي... خاصة، وباللسانيات عامة.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

178

كان ألعماله اللسانية كبري األثر علي علم النفس وعلوم اللغة طيلة النصف األول ).العشرين(من القرن املاضي

أين ) Massachusetts(اشتغل كأستاذ يف املعهد التكنولوجي باملساشوسيت .درس طيلة حياته

داخل الواليات املتحدة وخارجها مبواقفه الثورية "تشومسكي"كما اشتهر ولسياستها اخلارجية، ... وبنقده الالذع للواليات املتحدة األمريكية... امللتزمة

خاصة جتاه العامل الثالث، وهي السياسة اليت قال أا سياسة مبنية علي فرض القوة .ثل تلك املصلحةعلي كل بلد يف العامل تري أنه يقف عائقا يف طريق م

ملساندته للقضية الفلسطينية وبإدانته ملساندة أمريكا "تشومسكي"كما اشتهر .إلسرائيل

من هنا إداناته املتكررة حلرب فيتنام ولغزو العراق وللموقف األمريكي املساندة .بصورة شبه عمياء إلسرائيل والحتالهلا، الظامل لألرض الفلسطينية

∗∗∗∗:ب ـ مؤلفاته

كتب العلمية، الخاصة بالنحو واللغة نشير إلي البعض منها، خاصة المترجمة إلي العديد من ال" تشومسكي"ـ ألف ∗ Le langage (، اللغة والفكر )La grammaire générative) (1950(ـ النحو التوليدي : اللغة الفرنسية، ما يلي

et la pensée ) (1968( البناءات النحوية ،)Structures Syntaxiques) (1979(ل اللغة، تأمالت حو)1979( ، ).Réflexions sur langage( )1979(نظريات اللغة

L’Amérique et ses(كذلك العديد من الكتب السياسية منها، أمريكا ومثقفيها الجدد " تشومسكي"كما ألف

nouveaux mandarins) (1969( الحرب كسياسة خارجية ألمريكا ،)La guerre comme politique

étrangère des États unis( )2004( صناعة الرضا ،)La fabrication du consensus( )2008( ،" كتابات Propagande medias et(، الدعاية ووسائل االتصال واإلعالم والديمقراطية )Écrits politiques" (سياسية

démocratie ( )2001( انتخابات، تأمالت حول الديمقراطية األمريكية ،)Elections/ réflexion sur la

démocratie américaine) (2001.(

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

179

Information mass(بتحليله النقدي لوسائل اإلعالم "تشومسكي"اشتهر كما

médias ( ا االنتقائيةاألمريكية واستنكارا)Les indignations sélectives (ودورها املتواطئ يف دعم مثل تلك السياسة اخلارجية األمريكية، دعم خطاا

).Le discours dominant(املسيطر العديد من الكتب يف ميدان اختصاصه ذلك مثل اللغة والفكر "كيتشومس"ألف )Le langage et la pensée ( و النحو التوليدي وبناءات حنوية)Structures

Syntaxiques( وعن احلرب كسياسة خارجية أمريكية ،)De la guerre comme

politique étrangère des États Unis ( وصناعة القبول)La fabrication du

consentement) (11(وأمريكا ومثقفيها ) 2011سبتمربL’Amérique et ses

mandarins ... (إخل. من طرف املتعاطفني معه، ومن طرف املناوئني له علي "تشومسكي"لقد لقي

.) L’ intellectuel dissident(حد سواء باملثقف املنشق

من طرف ) L’ antisémitisme(مبعاداته للسامية "تشومسكي"وكما أم من طرف رجال (L’anarcho-_Sindicalisme)إسرائيل والفوضويةـ النقابية

.األعمال األمريكينيأما أعماله يف اللسانيات فقد تعرضت لنقد كبري متاما مثل أعماله اخلاصة كنقد

السياسة األمريكية من طرف الليرباليني ومن طرف كل من هلم مصلحة يف استمرار

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

180

كما ام ... خاصة املتمثلة يف احلرب...لسياسة العدوانية األمريكية ضد اخلارجامبعاداة السامية وتعرضت مؤلفاته للنقد املوضوعي عكس مؤلفاته السياسية اليت

.انتقدت بشكل غري موضوعي كما حصل علي العديد من اجلوائز ... لغة 26ترمجت مؤلفاته إيل ما يقرب من

. 1988للعلوم والفنون اليابان ) Kyoto(ية ومن ضمنها جائزة كيوطو العلمية العاملطرد أكثر من مرة، ومن جامعة أمريكية ). Le prix de la paix(جائزة السالم و

.نتيجة لرتعته السياسية النقدية هذه ): L’intellectuel dissident(ـ املثقف املنشق ج

صة اخلارجية منها، وهي السياسة سياسة أمريكا، خا "تشومسكي"حني يدين

القائمة علي حماربة كل مضاد ملصاحلها وينتقد وسائل اإلعالم واالتصال األمريكية ويتحفظ إزاء الدميقراطية ) ... صنع الرضا(املدعمة هلا من خالل ما أطلق عليه

لعامل وإزاء شعاراا املنادية، بل واملطالبة لغريها من الدول، خاصة يف ا... األمريكيةالثالث، بتحقيق الدميقراطية، وتعمل يف الوقت نفسه علي الدعم املطلق للنظم غري الدميقراطية واالستبدادية، اخلادمة ملصاحلها واملتجاوزة للشرعية الدولية وملؤسساا

وحماربة ...ومعارضة... مثل هذا املوقف، نقدا...فإنه من الطبيعي أن يالقي. املختلفة ...ومبختلف الوسائل.. ي خمتلف املستوياتعل...ألرائه هذه

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

181

، وهو املثقف اليساري، السياسة األمريكية اخلارجية "تشومسكي"لقد انتقد وهذا ...القائمة علي احملاربة العسكرية لكل دولة تقف أمام مصاحلها، أو ددها

. (14)ابتداءا من الفيتنام وحىت العراق ة اإلعالمية األمريكية املدعمة هلذه السياسة اخلارجية اآلل "تشومسكي"لقد انتقد

، رضاء األغلبية "للرضا"وذلك من خالل اصطناعها ) واالقتصادية كذلك(العدوانيةوهي األكذوبة اليت جتعل ... رضا اجلماهري... املزعومة، كما سبق أن أشرنا

العدوانية اجلماهري تسلم بالفرضيات املزعومة واملتناغمة مع مثل هذه السياسةوتبعدها بالتايل عن كل موقف رافض أو حمتج إزاء مثل تلك ... اخلارجيةمتاما مثلما حتاصر كل جمتمع رافض ملثل الدور الذي ...حىت الداخلية منها...السياسة

.تلعبه تلك الوسائل اإلعالمية أا دف، إيل متكني "تشومسكي"هي اليت قال عنها ...السياسةإن هذه

هي اليت كانت . (15)خلدمة مصاحلها ...عن طريق احلرب...رباطورية من التوسعاإلم .وال تزال وراء تأييدها األعمى إلسرائيل اخلادمة ملصاحلها البترولية يف املنطقة

ملفهوم (ومثقفيها العضويني ... كما أن هذه السياسة هي اليت حولت أمريكا فاع عن احلرية وعن اتمعات احلرةإيل أدوات، ال للد) Gramsée( "غرامسي"

(14) _Cf. N. Chomsky: Using the events of Vietnam, in the responsibility of the intellectuals. (15) _Cf. N. Chomsky: The Israeli- Palestinian Conflict, in Democracy Now, Nov.2005.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

182

والغطرسة والعدوان ... علي التغيري والتجديد بل عن اإلرهاب... فعال واملفتوحة .األمريكي

... من هنا فإن أحاديث، وشعارات أمريكا عن الدميقراطية وحرية الشعوب

ضمن سلسلة املناورات "تشومسكي"ا إمنا تندرج فيما يري ومطالبتها ..واألكاذيب

ذلك ما تؤكده وكما أن أشرنا مواقفها املساندة ال للنظم الديكتاتورية فحسب، .(16)بل وللنظم العدوانية واملمثلة ألراضي غريها ويف مقدمتها إسرائيل

وتباكيها ... ية عن اإلرهابومن هنا كذلك فإن حديث الواليات املتحدة األمريك أن ينسينا "تشومسكي"علي ضحاياه، من األمريكيني خاصة ال جيب وكما يقول

.(17) و اإلسالمية ما قامت به من إرهاب جتاه الشعوب خاصة العربية...ومن هنا أخريا وليس آخرا حتويل أمريكا لظاهرة ولواقع اإلرهاب إيل سالح

ي الدول الغربية كذلك تغطية إرهاا، وإرهاب الدول إيديولوجي، هدفه لديها ولد .كما سبق أن اشرنا...ويف مقدمتها إسرائيل" األخرى اخلادمة هلا وملصاحلها

للسياسة العدوانية االنتقائية واإلجرامية للواليات املتحدة "تشومسكي"لقد تصدي

ا أدان املثقفني وسائل اإلعالم واالتصال املساندة هلا، كم ياألمريكية ولتواطئوعمل علي إيقاظ فكر وضمائر الناس العادين أمام هذا الواقع، ... اخلامدين للسلطة

أو باألحرى أمام هذه املرآة األمريكية املعكوسة و املكسورة، علي أمل إعادة (16) _Cf. N. Chomsky: Traitor and Enemy of the People, In journal, Haaretz, Israel, 18mai, 2010. (17) _Cf. N. Chomsky : Le 11 Sept 2001, The New York Times,4 mai 2004.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

183

الذي بدا يف النهاية، ... خدمة لإلنسان عامة ومن ضمنه لإلنسان األمريكي...جربهاالذي سبقت اإلشارة "نيتشه"تقدم الذي حققته وكأنه جين مرآة وبالرغم من كل ال

. إليها

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

184

: )2003ت ( )Edward Saïd( ادوارد سعيد .2 املولد، عريب األصل، أمريكي الثقافة واجلنسية، من فلسطيين.."إدوارد وديع سعيد"

تزال آثارها الفكرية واليت ال... الشخصيات الفكرية اليت عرفها القرن العشرين .يف نواحي كثرية من العامل... والسياسية والثقافية فاعلة

∗∗∗∗:أ ـ حياته

اليت كانت يف (مبدينة القدس، بفلسطني، 1935ديسمرب 01ولد إدوارد سعيد يوم 1947انتقلت أسرنه سنة ...، من عائلة ميسورة)ذلك الوقت حتت احلماية الربيطانية

ة أين أمت تعليمه االبتدائي والثانوي واحتفظت حىت النهاية من القدس إيل القاهر .1947بصفة الالجئة بعد االغتصاب الصهيوين لفلسطني سنة

"ادوارد سعيد"وهذا اجلو مها اللذان سيظالن يف قلب ويف ضمري ...إن هذه الغربة . حىت وفاته

لواليات املتحدة سنة، إيل ا17أرسلته عائلته ومل يتجاوز عمره 1952 ويف سنة

حيث حصل علي الدكتوراه ) Harvard(األمريكية أين تابع دراسته العليا يف جامعة ) .Littérature comparée(يف األدب املقارن

انظم إيل جامعة كولومبيا أين عمل فيها كأستاذ لألدب 1963ويف سنة .حىت آخر حياته...املقارن

∗ _Sylvain Cypel : Edward Saïd, Un homme honnête, Le quotidien d’Oran, 28 Septembre 2003.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

185

عدم معرفته باتمع األمريكي "ر عرفاتياس"علي الراحل "ادوارد سعيد"عاب ، كما طالب طيلة حياته بدولة يهودية )Oslo 1993(وقبوله باتفاقية أوسلو

).Etat bi- national(فلسطينية مزدوجة

∗∗:ب ـ مؤلفاته

يف ...واحد من أبرز املفكرين الذين أثروا من خالل كتابام "إدوارد سعيد"يعترب وغريه، حيث أدخل حتوال كبريا علي "تشومسكي"يله متاما مثل زم..عصرهم

وذلك من خالل تأسيسه ...املقاربات األدبية يف الواليات املتحدة األمريكيةحيث أن هذا اآلخر، كما يالحظ ..ملقاربات جديدة بني الكاتب وبني ما يكتبه

) Projet(، ال يكتفي مبجرد الكتابة ملوضوعيته، بل إنه يقيم مشروعا "إدوارد سعيد" .حياول من خالله بناء الصورة اليت يريد أن يتركها عن نفسه لآلخرين

إننا إذا كنا لن نتوقف كثريا هنا عند أعماله األكادميية فإننا نالحظ مع ذلك أن إدوارد سعيد كتابه االستشراف قد عمل علي دحض تلك الصورة املزرية، اليت بناها

"برنار لويس"األمس، و) 1963ت ( )R.Kepling( ∗"كبلينغ"الغرب، خاصة منذ منه، واليت يهدف من ورائها إيل مترير وتربير ) 2010ت ) (Bernard louis(اليوم

صديقه وأستاذ األدب مثله في نفس الجامعة ) Joseph Courad" (جوزيف كوراد"ته كتابه عن ـ من بين مؤلفا ∗∗

) Orientalisme ou l’orient créé par l’occident) (الشرق من خالل رؤية الغرب(و االستشراق ) كولومبيا(... 1975مضافا إليه سنة وقد أصدره ) L’après colonialisme(وهذا الكتاب يدشن لما بعد االستعمار ) 1978(

) .1993) (Culture et Impérialisme(، والثقافة واإلمبريالية ) 1970) ( Beginning" (بدايات"و يضاف إلي ذلك العديد من المقاالت والمحاضرات التي نشرت في جرائد ومجاالت عالمية East is East, West is West and never twain(ـ هو صاحب مقولة الشرق شرق والغرب غرب، ولن يلتقيا ∗

shall meet(

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

186

كما فعل ذلك، وحاول، خاصة منذ ... استغالله لثروات وخريات هذه املنطقة .احلروب الصليبية وإيل اليوم

خطأها "ارد سعيدإدو"عن املشرق هي اليت أكد ةإن هذه الصورة املزري ألن اإلسالم السائد فيها ليس كما يزعمون، وألن مثل تلك الصورة إن ... وخطرها

كانت قد صحت يف القرون األخرية، فإا ليست من فعل اإلسالم بل من فعل ...قرونا...االستعمار الغريب الذي جثم علي هذه املنطقة

علي دحضها طيلة عشرين سنة "ادوارد سعيد"كما أن هذه الصورة هي اليت عمل

وعلي كشف نزعتها التسلطية السياسية والثقافية علي حد سواء، ودحض صانعيها .من أولئك الغربيني من مثقفي اإلمرباطورية األمريكية

نقده لتلك املفاهيم "ادوارد سعيد"واصل ... ويف كتابه الثقافة واالمربيالية

العدوانية جتاه املشرق، خاصة، وجتاه دول العامل االستعمارية واالمربيالية الغربية الثالث عامة، معلنا اية االستشراق، وهذا يف الوقت الذي كان فيه هذا األخري

أن ) 2003ـ1999(يؤكد لكل من يريد أن يصدقه، خاصة أثناء احلرب علي العراق .(18) طروحاته هي اليت انتصرت يف النهاية

(18) _ Ed. Saïd : Culture et impérialisme,diverses éditions.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

187

L’autre Amérique : une autre( :ألخرىأمريكا ا: ـ إدوارد سعيد

façon de voir l’Amérique( إذا كان إدوارد سعيد واحدا من املدافعني عن املشرق اإلسالمي الديين وعن

ثقافته، وواحد كذلك من العاملني علي اإلحياء الثقايف والسياسي للشخصية ل الذين متثلوا مبوضوعية الواقع الفلسطينية فإنه يعترب كذلك واحدا من املثقفني القالئ

األمريكي، يف كل أبعاده، خاصة الفكرة واالجتماعية والسياسية منها، وهي اليت وذلك من خالل العديد ... ومن الذين نقدوه يف العمق كذلك وبالتايل... منا هنا

من املقاالت يف اجلرائد واالت املختلفة ومن خالل العديد من احملاضرات يف أكثر .من بلد وجامعة يف العامل

) Le Monde diplomatique(ـ ديبلوماتيك يف مقال له خص به دورية املوند

Une autre(صورة أخري، أو كيفية أخري للنظر إيل أمريكا "إدوارد سعيد"يقدم

façon de voir l’Amérique .( ، مبدأ أساسيا (19)فهو يؤكد ومثل كثري من املثقفني األمريكيني بادئ ذي بدئ

للسياسة اخلارجية األمريكية، وهذا املبدأ الذي يعود إيل عهد الرئيس األمريكي واملساندة بصورة شبه عمياء إلسرائيل ) 1919ت()Th. Roosevelt( "روزفيلت"

...من جهة، وللملكيات العربية يف املشرق، من جهة أخري، خاصة السعودية منها

.وغيرهم) Jemmy Carter" (جيمي كارتر"و )Jean Didion" (جون ديديون"ـ وذلك من أمثال (19)

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

188

ل هو الذي وصل إيل حد اعتبار جمرد التساؤل، أو إن هذا التأييد إلسرائي .ومعاداة للسامية.. (20)حمضور...التشكيك يف أي شيء تقوم به إسرائيل أمرا

حني يتحدث عن مثل هذه السياسة فإنه "إدوارد سعيد"وهنا البد أن نالحظ أن ... والعرقية... يتحدث عنها كخبري حبقيقة اتمع األمريكي ومكوناته الفكرية

.واملؤثر... وجمموعاته الضاغطة

وعن ...حني يتحدث عن الواليات املتحدة األمريكية "إدوارد سعيد"كما أن

وغريه كثريون "تشومسكي"سياستها اخلارجية، فإنه ال يؤكد فقط طروحات زميله بل إنه يؤكد حقيقة يعترب هذه السياسة من الرؤساء واحلكام ...حول هذا املوضوع

"جورج بوش"وحىت، ) Wilson( "ويلسن"من أقروا ا وهذا منذ الرئيس أول )G.Busch( ومرورا بكل الرؤساء الذين عرفتهم الواليات املتحدة ،

.طيلة هذه الفترة...األمريكية Le gros(منذ بدايات القرن التاسع عشر وحىت اآلن فإن سياسة العصا الغليظة

bâton (ا اون ضد كل الدول والشعوب اليت رأوأسسها الرمسيون األمريكيأوهذا يف الوقت الذي يدعمون فيه، بكل الوسائل ... دف، مصاحلهم وهيمنتهم

.(21)"اخلادمة ملثل هذه املصاحل" وكما سبق أن أشرنا، النظم االستبدادية

(20)_ Ed. Saïd : L’autre Amérique, Le monde diplomatique, Mais, 2003. (21) _Cf. Maurice Lemoine : Le Monde Diplomatique, Mai, 2003.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

189

والسياسة األمريكية ال تزال تقف موقف (22)ومنذ االغتصاب الصهيوين لفلسطني وهذا باستثناء قلة أقل من القليلة من ... (23) إلسرائيل ولعدواا...لدعم الالمشروطا

Jammy("كارتر يجيم"الرؤساء األمريكيني ومن ضمنهم الرئيس الراحل،

Carter( الذي مل يقف موقف املدافع للقضية الفلسطينية إال بعد خروجه من البيت ، .(24)األبيض

اإلسالمي خاصة، والعديد من الشعوب األخرى، يف هكذا ظل العامل العريب و

وهلك ) 1989(أمريكا وسياستها، وهو العداء الذي مل يزده سقوط حائط برلني ، الذي حول لبعض الوقت أمريكا إيل القوة العاملية األويل )1991(االحتاد السوفييت

.زاد هذا املوقف األمريكي العدائي إال حدة (25)والوحيدة،السياسة األمريكية، اليت عرب عنها صراحة كل الساسة األمريكيني ويف إن هذه

الذي ال يوجد دميقراطية يدافع عنها بل املصلحة العامة ..." "كيسنغر"مقدمتهم نريولغريها من الدميقراطيات الصناعية األوروبية الغربية، ...للواليات املتحدة األمريكية

ومبدي املخاطر اليت حيملها كل تطرف سياسي املرتبطة بالثروات البترولية للخليجوإيل ...وهو التطرف الذي ميكن أن ميتد إيل مشال إفريقيا...حملي يف هذه املنطقة . (26)اهلند وآسيا الوسطي

(22) _Cf. Alain Gresh : Israël- Palestine, Vérités sur un Conflit, Fayard, Paris,2001. (23) _Cf. John Mearshimer and Stephen Walt: Israel Lobby and Foreign Policy, 2007. (24) _ Jimmy Carter: Palestine: Peace, not Apartheid, 2006. (25) _Cf. H. Kissinger: La nouvelle Puissance américaine, divers éditions. (26) _Cf. T. Garcin: Revue Française de géopolitique, divers éditions.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

190

كما أن هذه السياسة هي اليت كانت وال تزال االنتهاكات املستمرة من طرف .باسم أا القوة العاملية الوحيدة...الواليات املتحدة األمريكية للقانون الدويل

وإيل نقده للسياسة اخلارجية األمريكية لنقول أن مثل هذه "إدوارد سعيد"نعود إيل

.ولرموزها...املقاربات هلذه السياسة وليد نقده املستمر هلاكذلك العديد من املفارقات اليت متيز "إدوارد سعيد"ومن مثلها كذلك استخلص

والذي ميتزج فيه التدين ...واتمع اليت من املفروض أا املعربة عنه...هذه السياسةالشديد يف بعض األحيان، بالظلم وبالعدوان، خاصة علي الشعوب غري األمريكية،

والتقدم ... واألرحيية... مثلما متتزج فيه أمريكا، االستقامة والطيبة متاما من لغريها واالستغالل... األنانية... يكابأمر...اخلرية اإلنسانية والرتعة...االجتماعي

واالستهالك اجلنوين والفقر الداخلي وحماولة السيطرة، ...املفرطة...واملادية...األممواهليمنة والعدوان العسكري علي غريها من األمم والشعوب خلدمة مصاحلها حتت

هي ...لثراء وأمريكا ا (27)يف اخلارج ... شعار الدفاع عن احلرية وعن الدميقراطيةالذين جتاوز عددهم اليوم الثالثني مليون والعوملة املدمرة لإلنسانية ...أمريكا الفقراء

.والليربالية اجلديدة املدعمة هلا...

وحاسد ...من هنا اعتقادها األعمى بأن كل معارض ملصاحلها، هو عدو هلاين متن عليهم الذ خاصة األوروبيني...وحلريتها ولرفاهيتها ولعظمتها ...هلا

(27) _ Ed. Saïd : L’autre L’Amérique, le Monde diplomatique, Mars, 2003.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

191

... ، من دمار مؤكد هلم(28) بأا أنقذم مرتني، من طرف قرن واحد...باستمرار .ولبلدام بل ولوجودهم

من هنا تلك املناوئة، ال األوروبية، وغري املعلنة ألمريكا فحسب، بل ومناوئة كل

مية ال نتيجة يف مقدمتهم الشعوب العربية واإلسال و...شعوب العامل الثالث تقريبا هلاملثل هذه املفارقات فحسب بل ونتيجة لرتعة اهليمنة ولدعمها غري

وجلرائمها اليومية واملستمرة منذ ما يقرب ستني عاما ...واإلنساين إلسرائيل...العادل . ضد الشغب الفلسطيين

ومن هنا أخريا، وليس آخرا، كانت أمريكا املتحررة، بعد حرب قاسية من ربقة

La guerre(أمريكا الثورة ثورة اجلمهورية...اإلجنليزي االستعمار

d’indépendance...(و حترير السود، ثورة إعالن ...و احلكم الدميقراطياملؤكد حلرية كل إنسان يف كل مكان يف العامل، هي أمريكا اليت ) 1776(االستقالل

...قدمنا هنا، البعض من مفارقاا ومن سلبياا اليوم

(28) _Ibid.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

192

)؟ ـ1923( هيكلسني حممد ح .3

واحد من الصحفيني الذين شاركوا، وقتا ما، هو وقت "حممد حسنني هيكل "

يف صناعة جزء غري يسري من ) 1970ت( "مجال عبد الناصر"الراحل الرئيس السياسية العربية خاصة يف املشرق العريب الذي كان طيلة اخلمسينات وحىت

اليت ...ن، يهتز حتت بركان الثورة العربيةالسبعينات من القرن املاضي، العشرياليت مخدت، فجأة، بعد اهلزمية العسكرية العربية، و..."مجال عبد الناصر"تزعمها

، ومخد معها مثل ذلك 1967يونيو 05املصرية السورية األردنية، أمام إسرائيل يف .الدور الذي كان ملصر وهليكل يف السياسة العربية

:ـ حياته أ

وقد عمل يف العديد من الصحف ...1923بالقاهرة سنة "حممد حسني هيكل"ولد

والدوريات العربية منذ نعومة أضافره حيث تقلد عدة مسؤوليات فيها منها رئيس ...ومدير جريدة األهرام...حترير جملة األخبار

وبوصوله "جبمال عبد الناصر"بارتباطه الوثيق "حممد حسني هيكل"كما اشتهر وثائق السياسية املصرية خاصة ما كان بإمكان أحد من الصحافيني املصريني، إيل

.فضال عن غري املصريني الوصول إليها

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

193

كل يوم مجعة الذي كان يصدر" بصراحة"وكان مقاله األسبوعي باألهرام فضال عن الساسة غري ...كل املفكرين والساسة العرب موضوع إهتمام من طرف

.منهم يكيني واألوروبينيالعرب خاصة األمر ∗∗∗∗: ب ـ مؤلفاته

، حول ادعاءاته احلصول علي "حممد حسني هيكل"ومهما قيل، ويقال عن

وال تقبل ..جيزم أا صادقة...إسرائيل مل حيصل عليها غريه، وتقدميه ألراءوهي اآلراء اليت نالحظ أا أصبحت متجاوزة، إيل حد ما اليوم، وإا إذا ...النقاش

انت قد انصبت علي أمريكا وعلي سياساا وعالقة مصر خاصة والعرب كفإن ما يعاب علي صاحبها أنه بالرغم من اهتمامه هذا بالواليات املتحدة ...ا

ادوارد "األمريكية، الذي بلغ حد اهلاجس فإنه مل يتمثل بالقدر الكايف، ومثلما متثل وتلك األخرى اليت تعيق حركته ...والعوامل اليت حتركه...أمريكا وجمتمعها "سعيد

.كذلك ا هي أسلوبه السهل "حملمد حسنني هيكل"علي أن احلقيقة اليت جيب أن نعترف

وحماضراته العديدة ...الواضح والبسيط، ولغته السهلة اليت متيز كل كتاباته الصحفية .كذلك

ـ عبد Les documents du Caireـ )1970(ـوزيرا لإلعالم في عهد السادات )1968( ـ نحن وأمريكا∗ـ لمصر ال لعبد الناصر ) 1973()2( ـ وثائق عبد الناصر) 1972(ـ وثائق عبد الناصر ) 1972(الناصر والعالم

ـ ) قصة إيران والثورة(مدافع أية اهللا ـ ) 1979(ـ حكاية العرب والسوفييت ) 1976(

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

194

رة خاصة، وهي الكثري من الكتب حول السياسة بصو "حممد حسنني هيكل"كتب الكتب اليت نشري فيما يلي إيل البعض منها قبل أن نتوقف عند اثنني منها، ذات

.مبوضوعنا بشيء من التحليل والتفصيل ةالصلة املباشر :ـ حنن وأمريكا

الكثري من الكتب حول السياسة بصورة خاصة، "حممد حسنني هيكل"يتناول ، )ق األهرام األسبوعي حبث عنوان بصراحةوهي الكتب اليت نشر معظمها يف ملح(

قصة العالقات بني مصر وأمريكا خاصة، وبني العامل العريب ممثال يف مشرقه الذي .1952متوقعت فيه هذه األخرية بعد انسحاب بريطانيا ويف فترة ما بعد ثورة يوليو

ض ما قال أنه حماوالت أمريكا احتواء وتروي "حممد حسنني هيكل"كما يدين

إسرائيل . وعقاا مث حرا) Lyndon .b Johnson(الثورة املصرية خاصة يف عهد .1967بعد ذلك، حرب

كما يدين كذلك السياسة األمريكية املساندة بشكل أعمي ومطلق إلسرائيل والمتالكها ألرض الشعب الفلسطيين وعدواا املتكرر ضد الدول العربية خاصة

.ااورة هلا

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

195

باملرض القدمي ومضاعفاته "ففي الفصل األول من هذا الكتاب، والذي عنونه عما الذي جيعل الواليات املتحدة : "هيكل حممد حسنني"يتساءل " اجلديدة

األمريكية تتصرف يف العامل العريب ذا األسلوب الشرير واخلطر؟ة ليس حكرا خصصه الساس..أن هذا األسلوب "حممد حسنني هيكل"وجييب

وإمنا هو أسلوب املنطق العام الذي حيرك ...قصرته غلي العامل العريب األمريكية و .اسة األمريكيةيالس يف فصل آخر يظل "حممد حسنني هيكل"علي أن العامل العريب وكما يالحظ

اليت حاولت احتواءه ...الشغل الشاغل ألمريكا...بفضل ثرواته ومميزاته املائية والربيةاحللف اإلسالمي 1955، حلف بغداد علعديد من األحالف واملشاريمن خالل ا

، وبزوغ )1961(، التآمر علي وحدة مصر وسوريا 1957(، مشروع إيزاور 1965يف العشرية األول من القرن احلادي )...(2009(املشرق العريب اجلديد يونيو

،وهي ، االبن، إيل زرع الدميقراطية"بوش"والعشرين واهلادف، حسب زعم مثلما مل يقبل ا من قبل الرئيس ...الدميقراطية اليت مل يقبل ا يف غزة ويف لبنان

.Le Chili 1972 ((29)(يف الشيلي )R. Nixon( "نيكسون"

.1967القاهرة، من أعداد مارس . ـ جريدة األهرام(29)

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

196

مناذج العدوان األمريكي وهذا ابتداءا من ..."حممد حسني هيكل"وبعد أن يقدم ، وغوايت )Dominicain(والدومنيكان ) Vietnam(الفيتنام و) اليابان(هريوشيما

، وأفغنستان )Panama(و بامنا ) Chili(مث الشيلي ).Guatemala( ماالبعد ذلك، يفسر مثل هذا العدوان برغبة الواليات املتحدة .. إخل...والعراق

ورأمساليتها يف التوسع، خارج أمريكا الالتينية بعد أن أصبحت بعد احلرب العاملية وبالدور الذي لعبته ويلعبه أصحاب مصانع األسلحة ...األويل يف العامل الثانية، القوة . يف كل ذلك

واإلعداد ...يضاف إيل ذلك دور اجلامعات األمريكية واملخابرات يف التمهيد

، وذلك دف بصورة مستمرة...الذي مس العامل العريب...اجليد ملثل هذا العدواناليت أصبحت مهددة بفعل املوجة الثورية اليت ...اهلائلة...االستغالل لثرواته البترولية

.دشنتها الثورة املصرية واجلزائريةهكذا ولد حتالف بني رجال الصناعات احلربية األمريكية واجلامعات واملخابرات

ووقف إمدادها ...باسم مواجهة العامل، أو املعسكر الشيوعي والصني...األمريكيةالعديد من النظم العربية ...ومن ضمنهم...وللمرتبطني به...وديداما للعامل احلر

.امللكية يف املشرق

:ـ اإلمرباطورية األمريكية واإلغارة علي العراق

يف هذا الكتاب األبعاد التارخيية واإلستراتيجية "حممد حسنني هيكل"يتناول يف أذهان وفيه يركز علي مفهوم احلرب. واملستقبلية لإلمرباطورية األمريكية

.الرؤساء األمريكيني

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

197

فاحلرب كما يقول . كل رئيس يري أنه من الضروري لشعبه أن يكون له حرية هي الوسيلة اليت تكشف فيها األمم موارد قوا الداخلية مثل قوا "جورج بوش"

.اخلارجية : يري أن اإلمرباطورية األمريكية

إيل السيطرة الكاملة علي غريها من إمرباطورية ال تقبل شراكة أو منافسة ودف .األمم خاصة ذات الثروات البترولية

التوقف "حممد حسني هيكل"إن هذا الواقع واملوقف األمريكي، هو الذي حاول والذي ...خاصة كتابه املعروف عن أمريكا...عنده وحتليله يف أكثر من مؤلف

.سبقت اإلشارة إليه يزال العديد من املثقفني العرب من بعده متوقفني كما أنه هو ذات الواقع الذي ال

.دون إمكانية من طرف العديد منهم لفهمه، فضال عن تغيريه...عنده

III. أوباما أو البحث عن إنسانية أمريكية جديدة:

كل مذهب ...مفهوما ونزعة إمنا تعين أساسا) L’humanisme(ألن اإلنسانية

نقطة االنطالق لكل القيم األخرى، فإنه ظل منذ يتخذ من اإلنسان قيمته املركزية ومارتن "وحىت ) ق م43ت ) (Cicéron( "شيشرون" (30)مؤسسه األول

ومرورا بكل ) Jean Bauffret( "جون بوفري"و ) Martin Heidegger("هيدغر

(30) _ Christian Godin : Dictionnaire de philosophie.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

198

فإنه ظل مثل كل مثال غري متفق كثريا مع ...من الديانات واإلنسانيني اآلخرين .(31)املختلفة الواقع وممارساته

Préambule de(بل إنه ال متفق كذلك مع مدخل وثيقة االستقالل األمريكي

l’acte de l’indépendance ( بصورة خاصة علي سبعة مبادئ إنسانية اليت جيب :وهي املبادئ اليت نورد البعض منها...تدعيمها

ا.بأن الناس ولدوا أحرار .1

2. م حصلوا من خالقهم وعند والدم، بعض احلقوق اليت ال ميكن سلبهمأ.

احلق يف احلياة ويف احلرية ويف البحث عن ...إن من بني هذه احلقوق .3 .السعادة

.أن مهمته ومعين أي حكم هو العمل علي ضمان هذه احلقوق .4

.أن نظم احلكم إمنا تستمد أحقيتها من رضا احملكومني .5

أو (لي مثل هذا إن للشعب احلق بالتايل، تغيري أو حل أي حكم يقضي ع .6 .األهداف) هذه

إن اهلدف :" أول من يؤكد هذه احلقيقة وذلك حني يقول "ناعوم تشومسكي"إن

ناعوم "إن (األساسي للدميقراطية األمريكية وللسياسة كذلك، هو الفائدة إن اهلدف األساسي :" أول من يؤكد هذه احلقيقة وذلك حني يقول "تشومسكي

(31) _ M . Heidegger : Lettre sur l’humanisme (Lette à Jean Beaufret, 1946, Aubier, Paris, 1964.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

199

ولذلك فإن مثل )...Le profit(وللسياسة كذلك، هو الفائدة للدميقراطية األمريكية Le(هذه الدميقراطية ليست، وكما يضيف دميقراطية نظرا هليمنة رأس املال

capital ( ا دميقراطية، منافقةعليها أ)Hypocrite( ال تنتج سوي مستهلكني ،)Consommateurs "((32) . ول رئيس أمريكي أسود من أصل إفريقي لنقول بأن وصول أ "أوباما"نعود إيل

ولرئاسة الواليات حدثا مهما شكل ال بالنسبة ...إيل البيت البيض األمريكيلألمريكيني فحسب بل وبالنسبة للعديد من الشعوب خاصة األوروبية السوداء

.والعربية...منها والتعاون مع املساملة، والداعية إيل اهليمنة للتعامل ...كما شكلت هلجته اجلديدة

كل الشعوب، ال انطالقا من منطق القوة، والعدوان كما فعل معظم الرؤساء ومثله كثريون من ...االبن "جورج بوش"...األمريكيني الذين سبقوه ومن ضمنهم

.أمثاله بل من منطق االحترام املتبادل والتعاون املتكافئ واالحترامفإنه قد "جورج بوش"ليت بدأها قد واصل حرب أقغنستان ا "أوباما"وإذا كان

عمل منذ وصوله إيل الرئاسة علي إاء حرب العراق وسحب معظم القوات .2014وهو االنسحاب املقرر له أن يكون تاما وائيا سنة...األمريكية

يضاف إيل ذلك مساعيه من أجل اية لسباق أسلحة الدمار الشامل بينه وبني

. الدولتني...حة، حلل القضية الفلسطينية علي أساس روسيا، وحماولته غري الناج

(32) _Cf. Naom Chomsky : Le pouvoir mis à nu, édit ecosociété, Paris, 2002.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

200

باسم أمال السالم واإلنسانية اليت 2009جلائزة نوبل، وناهلا "أوباما" لكل ذلك متتع . بدأ أنه يشيد ا ويعمل هلا

ولكي نقف علي جزء من هذه الروح اإلنسانية والسلمية األمريكية اجلديدة

ا الفصل يعرض مقتطفات من خطابه الشهري املعروف اآلن ألوباما فإننا سينتهي هذ ).2009يوليو " (خبطاب جامعة القاهرة" بادئ ذي بدء للتوتر الذي يسود العامل منذ زمن وبالتغريات " أوباما"يعرض

احلامسة اليت رافقت احلاثة والعوملة وحولت الغرب، مصدر هذه احلداثة وهذه العوملة، (33) .مني فحسب، بل ولكل شعوب العامل الثالث ال إيل معاد للمسل

:ـ أمريكا واإلسالم أ

إننا نلتقي يف وقت يشوبه توتر كبري بني الواليات املتحدة " يقول أوباما واملسلمني حول العامل، وهو توتر متتد جذوره إيل قوي تارخيية تتجاوز أي نقاش

غرب قرونا سادها حسن تعايش وتشمل العالقة ما بني اإلسالم وال. سياسي راهنوالتعاون، كما تشمل هذه العالقة صراعات وحروبا دينية، وساهم االستعمار خالل العصر احلديث يف تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من املسلمني من احلقوق

وملت فيها كثري من البلدان ذات تعل احلرب الباردة اليت ساهم يف ظ والفرص، كما. مة بال حق كأا جمرد دول وكيلة ال جيب مراعاة تطلعاا اخلاصةاألغلبية املسل

(33) _ Discours de l’université du Caire, Juillet, 2009.

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

201

وعالوة علي ذلك حدا التغيري الكاسح الذي رافقته احلداثة والعوملة بالعديد من مؤكدا أن أمريكا ليست عدو . املسلمني إيل اعتبار الغرب معاديا لتقاليد اإلسالم

. "لإلسالم أو للمسلمني ه يقوم بذلك إدراكا مين بأن التغيري ال حيدث بني ليلة أن " "أوباما"ويعرف

وكذلك علما مين مبدي االهتمام العام يف هذا اخلطاب، ولكنه ال ميكن . وضحاهاخلطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة، خاصة بني أمريكا واملسلمني، كما

اليت أدت إيل هذه أنه ال ميكنه أن يقدم اإلجابة الوافية علي كافة املسائل املعقدة غري يؤكد أنه علي يقني من أنه جيب علينا من أجل املضي قدما أن نعرب . النقطة

لبعضنا البعض بصراحة عما هو يف قلوبنا وعما هو ال يقال يف كثري األحيان إال من مستدمية لالستماع إيل بعضنا يتم بذل جهود كما جيب أن . وراء األبواب املغلقة

. ن بعضنا البعض واالحترام املتبادل والبحث عن أرضية مشتركةالبعض، وللتعلم م .(34)﴾ فليتقوا هللا وليقولوا قوال سديدا﴿ : و ينص القرآن الكرمي علي ما يلي

وهذا ما سوف أحاول مبا يف وسعي أن أفعله اليوم وأن أقول احلقيقة بكل " عتقاد أن املصاحل املشتركة تواضع أمام املهمة اليت حنن بصددها، اعتقاد مين كل اال

. "بيننا كبشر هي أقوي بكثري من القوي الفاصلة بيننا

أن إدراك أوجه اإلنسانية املشتركة فيما بيننا بطبيعة احلال " "أوباما"يري جمرد البداية ملهمتنا، إن الكلمات لوحدها ال تستطيع سد احتياجات شعوبنا، ولن

ا عملنا بشجاعة علي مدي السنني القادمة، وإذا أدركنا نسد هذه االحتياجات إال إذ

.09سورة، النساء، آية، _ (34)

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

202

قيقة أن التحديات اليت نواجهها هي حتديات مشتركة، وإذا أخفقنا يف التصدي ح ."هلا، سوف يلحق ذلك األذى بنا مجيعا

:ب ـ أمريكا وأفغانستان

ة أن القو " كذلك ويف تطرقه للوضع يف أفغانستان وباكستان، "أوباما"كما يري

ولذلك . العسكرية وحدها لن تكفي حلل املشاكل يف كل من أفغانستان وباكستانمليار دوالر سنويا علي مدي السنوات اخلمس القادمة 1.5وضعنا خطة الستثمار

إلقامة شراكة مع الباكستانيني لبناء املدارس واملستشفيات والطرق واملؤسسات غان علي تنمية اقتصادهم وتوفري مليار دوالر ملساعدة األف 2.08التجارية علي

." خدمات يعتمد عليها الشعب

: ج ـ أمريكا والعراق

لقد اختلف الوضع هناك عن . امسحوا يل أيضا أن أتطرق إيل موضوع العراق " مما أثار ةالوضع يف أفغانستان، حيث وقع القرار حبرب العراق بصفة اختياري

ورغم اعتقادي بأن الشعب العراقي . اخلارجخالفات شديدة سواء يف بلدي أو يف عادلة، إال أنين أعتقد أيضا أن من هذه امليف اية املطاف هو الطرف الكاسب

أحداث العراق قد ذكرت يف أمريكا بضرورة استخدام الدبلوماسية وبناء اإلمجاع توماس "ويف احلقيقة فإننا نستذكر كلمات . الدويل لتسوية كلما كان ذلك ممكنا

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

203

اإنين أمتين أن تنمو حكمتنا بقدر ما تنمو قوتنا وأن تعلمن": الذي قال" يفرسنج

".هذه احلكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها إن أمريكا تتحمل اليوم كما أضاف مسؤولية مزدوجة تتلخص يف مساعدة "

إنين أوضحت للشعب العراق علي بناء مستقبل أفضل، وترك العراق للعراقيني، العراقي أننا ال نسعى إلقامة أية قواعد يف العراق أو ملطالبة العراق بأية من أراضيه أو

لذا أصدرت األوامر بسحب . يتمتع العراق بسيادته اخلاصة به مبفرده. مواردهالوحدات القتالية مع حلول شهر أغسطس القادم، ولذا سوف حنترم االتفاق املربم

لعراقية املنتخبة بأسلوب دميقراطي والذي يقتضي سحب القوات مع احلكومة االقتالية من املدن العراقية حبلول شهر يوليو و كذلك سحب مجيع قواتنا حبلول عام

ولكننا . سوف نساعد العراق علي تدريب قواته األمنية وتنمية اقتصاده. 2012 ." بصفة الراعيسنقدم الدعم للعراق األمن واملوحد بصفتنا شريكا له وليس

:ـ أمريكا والقضية الفلسطينية د أن أمريكا تدافع عن نفسها من خالل حماربتها لإلرهاب "أوباما"وبعد أن يؤكد

ملوقف أمريكا "أوباما"يتعرض ...2001سبتمرب11ولإلرهابيني، خاصة بعد أحاث صدر الثاين إن هذه القضية تشكل، بعد اإلرهاب، امل" من القضية الفلسطينية فيقول

..."للتوتر يف العاملوالعامل ..والفلسطينيني من هنا رغبة يف مناقشة الوضع السائد بني اإلسرائيليني

.العريب

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

204

يف هذا الصدد مبثابة الرابطة بني أمريكا وإسرائيل وهي حقيقة "أوباما"ويقر

ستند إيل علي أوسع نطاق، وال ميكن قطعها أبدا، وهي ت"معروفة، كما يضيف، عالقات ثقافية وتارخيية وكذلك االعتراف بأن رغبة اليهود يف وجود وطن خاص

."هلم هي رغبة متأصلة يف تاريخ مأساوي ال ميكن ألحد نفيه تعرض اليهود حول العامل كما يضيف لالضطهاد علي مر القرون، وتفاقمت لقد "

ق هلا عرب التاريخ أي مثيل، وإنين اليت مل يب "احملرقة "أحوال معاداة السامية يف وقوعالذي كان جزءا من شبكة معسكرات "بوخنفالد"سوف أقوم غدا بزيارة معسكر

املوت اليت استخدمها الرايخ الثالث السترقاق وتعذيب وقتل اليهود رميا باألسلحة يعين أكثر من إمجايل . ماليني من اليهود 6فقد مت قتل . النارية وتسميما بالغازات

إن نفي هذه احلقيقة هو أمر ال أساس له . اليهود بني سكان إسرائيل اليوم عددكما أن ديد إسرائيل بتدمريها أو تكرار الصور . وينم عن اجلهل وبالغ الكراهية

النمطية احلقرية عن اليهود، مها أمران ظاملان للغاية وال خيدمان إال غرض استحضار ان اإلسرائيليني وكذلك منع حلول السالم الذي إيل أذه إيذاءاألكثر ثتلك األحدا

. " يستحقه سكان هذه املنطقة أما من ناحية أخري فال ميكن نفي أن الشعب الفلسطيين، مسلمني ومسيحيني، "

وقد حتمل الفلسطينيون آالم . قد عانوا أيضا يف سعيهم إيل إقامة وطن خاص هلمظر العديد منهم يف الضفة الغربية الرتوح علي مدي أكثر من ستني سنة، حيث ينت

وغزة والبلدان ااورة لكي يعيشوا حياة يسودها السالم واألمن، هذه احلياة اليت مل

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

205

يتحمل الفلسطينيون اإلهانات اليومية، صغرية كانت أم . يستطيعوا عيشها حىت اآلنوليس هناك أي شك من أن وضع . كبرية، واليت هي نتيجة عن االحتالل

يني ال يطاق، ولن تدير أمريكا ظهرها عن تطلعات املشروعة للفلسطينيني الفلسطين ." أال وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة م

شعبان لكل منهما طموحاته : لقد استمرت حالة اجلمود إذن لعشرات السنوات"

ن توجيه املشروعة، ولكل منهما تاريخ مؤمل جيعل من التراضي أمرا صعب املنال، إاللوم أمر سهل، إذ يشري الفلسطينيون إيل تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريد للفلسطينيني، ويشري اإلسرائيليون إيل العداء املستمر واالعتداءات اليت يتعرض هلا داخل حدود إسرائيل وخارج هذه احلدود علي مدي التاريخ، ولكننا إذا نظرنا

اجلانب أو من اجلانب اآلخر، فإننا لن نتمكن من رؤية إيل هذا الصراع من هذاولكننا إذا نظرنا إيل هذا الصراع من هذا اجلانب أو من اجلانب اآلخر، : احلقيقة

ألن السبيل الوحيد للتوصل إيل حتقيق طموحات : فإننا لن نتمكن من رؤية احلقيقة أن نالفلسطينيوالطرفني يكون من خالل دولتني يستطيع فيهما اإلسرائيليون و

."يعيشوا يف سالم وأمنيف هذا السبيل خيدم مصلحة إسرائيل ومصلحة فلسطني ومصلحة أمريكا "

ومصلحي العامل، ولذلك سوف أسعي شخصيا للوصول إيل هذه النتيجة، متحليا إن االلتزامات اليت وافق .بالقدر الالزم الذي تقتضيه هذه املهمة من الصرب والتفاين

لقد آن األوان، من . طرفان مبوجب خريطة الطريق هي التزامات واضحةعليها الأجل إحالل السالم، لكي يتحمل اجلانبان مسؤولياما، ولكي نتحمل مجيعا

."مسؤولياتنا كذلك

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

206

جيب علي الفلسطينيني أن يتخلوا عن العنف، إن املقاومة عن طريق العنف "

لقد عاين السود يف أمريكا طوال . والقتل أسلوب خاطئ وال يؤدي إيل النجاحقرون من الزمن من سوط العبودية ومن مهانة التفرقة والفصل بني البيض والسود، ولكن العنف مل يكن السبيل الذي مكنهم من احلصول علي حقوقهم الكاملة واملتساوية، بل كان السبيل إيل ذلك إصرارهم وعزمهم السلمي علي االلتزام باملثل

مبثابة الركيزة اليت اعتمد عليها مؤسسو أمريكا، وهذا هو ذات التاريخ اليت كانت الذي شاهدته شعوب كثرية تشمل شعب جنوب إفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا

." فطريق العنف مسدود...الشرقية و اندونيسيا خطابه هذا بتأكيد مواقف أمريكا من عدة قضايا عاملية أخري "أوباما"وينهي

ل إيران وتسلحها النووي، وضرورة حتقيق احلرية والدميقراطية لكل مث..معروفةوحق التنمية واملعرفة ..الشعوب واحترام حقوق اإلنسان ومن ضمنها حقوق املرأة

."والسالم لكل اإلنسانيةفهل سيحول هذا اخلطاب مواقف أمريكا القدمية اجتاه دول العامل، خاصة العامل

..العريب واإلسالمي الثالث ويف مقدمته العاملوهل سينهي العديد من الطروحات خاصة تلك املؤكدة لنهاية التاريخ )Le choc des civilisations(وصدام احلضارات ) F. Fukuyama( "فوكوياما")S. Huntington) ( ( "برنار لويس" )2010تBernard Louis (؟

) ) ) ) بحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدةبحثا عن إنسانية أمريكية جديدة((((ة ة ة ة ها المكسورها المكسورها المكسورها المكسورأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآتأمريكا ومرآت

207

باراك "ال نشك يف حسن نوايا لإلجابة علي هذه األسئلة هو أننا إدراكنا ،فإننا، أدركنا إدراكا من بأن سياسة أمريكا ال يقررها شخص واحد، حىت "أوباما

مصاحلها أوال، ومصاحل ...ولو كان رئيسا، بل جمموعة لوبيات مرتبطة مبصاحلسيكون من اليسري عليه جتسيد ما تعهد به هذلك، ال نعتقد أن دأمريكا وحلفائها بع

وتغيري السياسة األمريكية اخلارجية ..طاب، وغريه من خطبه األخرىيف هذا اخلواليت تعد ...تغيريا يتماشي مع العدل واحلق و مع هذه اإلنسانية اجلديدة الواعد ا

. احلصني ضد الرببرية ذلك (35) "ادوارد سعيد"وكما يالحظ

(35) _ Ed. Saïd : L’humanisme dernier rempart contre la barbarie, le monde diplomatique, Septembre, 2003.

سـل اخلامـالفص

ةـاغماتيالرب ة وـالعامل العريب بني الليربالي

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

209

I. الليربالية و الرباغماتية اليوم:

أشرت يف مقدمة هذه الرسالة أن كال من اإليديولوجيا الليربالية، والفلسفة، أو

املنهج، الرباغمايت، ال يزاالن فاعالن، بدرجات متفاوتة، يف الواقع األمريكي خاصة، .يب وهو الذي يهمنا هناويف الواقع العاملي عامة، ومن ضمنه الواقع العر

وال يغري من هذا التواجد تضخيم البعض من املثقفني األمريكيني وغري األمريكيني، ومن بينهم البعض من املثقفني العرب، ملثل هذا التواجد وويل البعض

∗.اآلخر من هؤالء املثقفني، األمريكيني، وغري األمريكيني منه

:ة و الرباغماتيةاملثقفون األمريكيون والليربالي .1

:املؤكدون الستمرار لدورمها يف أمريكا وخارجهاأ ـ يؤكد البعض من املثقفني األمريكيني، وغري األمريكيني أن كال من اإليديولوجيا

الليربالية ومن املنهج الرباغمايت ال يزال فاعالن اليوم يف الواقع األمريكي، والعاملي، وازدياد ) La mondialisation_ La globalisation(حجتهم يف ذلك العوملة

مكانة الربح والفاعلية يف تسيري ال العالقات الداخلية يف اتمع األمريكي فحسب، .بل ويف اتمع العاملي كذلك

∗ _Cf. Farber (M): L’activité philosophique contemporaine en France et aux Etats-Unis, PUF,

Paris, 1950, PP 14_78.

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

210

مارغريت "لذلك فإن الليربالية إذا كانت قد أصبحت أكثر ارتباطا خاصة منذ " رونالد ريغان" األمريكي الراحل و الرئيس ) ؟ ـM. Thatcher) (1925" (تاتشر

)R. Reggan) ((بالعوملة، فيما عرف بالليربالية اجلديدة ) 2004تLe

néo_Libéralisme( متاما مثل (2)، خاصة جناحها املشتغل ببعدها اإلنساين ،. واالقتصادي العاملي...الرباغماتية اليت ال تزال فاعلة يف الفكر الفلسفي السياسي

بريس ـ (ابتعادها عن الشكل الذي كان هلا أيام زمن الرواد وهنا بالرغم من، وكذلك نتيجة لتفرعها، حىت ال نقول، اندماجها ضمن جماالت )جيمس ـ ديوي

(3)إخل ...و اإليطيقا...واملنطق... معرفية أخري، وذلك مثل اللسانيات

:املثقفون املهونون من دور كل من الليربالية و الرباغماتيةب ـ

واملؤكدين الستمرار ...علي العكس من أولئك املباهني بالليربالية و الرباغماتيةو والعاملية، فإن هناك مثقفني آخرين، ينفون مثل هذا ... دورمها يف احلياة األمريكية

، بل وينفون وجود فلسفة أمريكية أصال، (4)الدور، خاصة بالنسبة للرباغماتية س هلا موضوع حمدد أو مسة مميزة هلا عن ويؤكدون، أا، إن وجدت، فإنه لي

. (5)الفلسفة األوروبية

(2)_ G. Burdeau : Le libéralisme, PP, 295_296. (3) _ Cf. N. Chomsky : L’Empire Américain, diverses éditions. (4) _ P. Gauchotte : Le pragmatisme, PP, 122_123. (5) _ H. W. Schneider : Histoire de la philosophie américaine, trad. Simonnet (Cl), édit. Gallimard, Paris, 1955, Introduction.

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

211

فالفلسفة الرباغماتية ماتت منذ زمن، ومن العيب احلديث بسوء عن" ، والشباب األمريكي ال يبايل بالعصر الذهيب للفلسفة األمريكية (6) "األموات

.(7) )الفلسفة الرباغماتية األويل(املواقف األمريكية املتباينة من دور كل من اإليديولوجيا الليربالية علي ضوء هذه

ومن الفلسفة أو املذهب الرباغمايت يف الواقع األمريكي والعاملي اليوم، نعرض اآلن .والفلسفة أو املذهب الفلسفي...ملوقف املثقفني العرب من نفس اإليديولوجيا

II. العرب والليربالية و الرباغماتية:

:رب من الليرباليةموقف الع .1

الرأمسالية التجاريةعرف العرب يف العهد اجلاهلي، ومن خالل قريش، نوعا من اللببرياليون و اليت كان مقرها مكة املكرمة، وهي الرأمسالية اليت مل يفعل اإلسالم

علي عبد "و "امحد لطفي السيد"و "خري الدين"و "الطهطاوي"العرب ، من أمثال .ي تكييفها مع مقاصده اإلنسانيةسو ..."الرازق

وإذا كان العرب، واملسلمون، قد واجهوا، باألمس االستعمار واالحتالل الغربيني،

والرأمسالية احلاملة هلما والباحثة، لتحقيق تطورها، عن مواد خام وعن أسواق هون و اإلسالمي، ويف العامل الثالث، فإم يواج ملنتجات صناعتها، يف العامل العريب

وليديت الرأمسالية، ) Le néo-libéralisme(اليوم الليربالية، والليربالية اجلديدة القائمتني علي اإلميان املطلق بالرأمسالية كمنهج أوحد ووحيد لالقتصاد،

(6) cf., A. Bodin : Contemporary Américain philosophy, Vol.4. (7) _ M. Novak : La philosophie réinventée, trad. Franç. Édit. Gaignault, Paris, 1976, PP, 12_25.

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

212

الفردية ومنها واجلماعية، ...قراطية، الغربية، كسياسية وكأسلوب للحريةميوبالد ...أبرز إفرازاا) Globalisation( تعد العوملة واليت...االقتصادية منها والتجارية

اجلديدة، خاصة منذ ...وأمام استفحال موجة هذه اإليديولوجيا الرأمسالية

" تاتشر. م"، خاصة علي يد كل من )العشرين(الثمانينات من القرن املاضي اد ، وهو االستفحال الذي مل يزده تفكك اإلحت"...رونالد ريغان"والرئيس السابق

وايار إيديولوجيته االشتراكية فإن العرب خاصة مثقفيهم، )...1991(السوفيييت اليت كان لإلسالم (، ال حول هذه اإليديولوجيا ...ورجال الدين منهم، قد انقسموا

فضل السبق للعديد من طروحاا، ومن طروحات اإليديولوجيا االشتراكية كذلك، يهم تكييف الطروحات االقتصادية الرأمسالية بل حول ما إذا كان عل) ال الشيوعية

مع طروحات اإلسالم، أم العكس، أي تكييف مثل تلك الطروحات االقتصادية، .املتقاربة يف جمملها مع طروحات اإلسالم؟

:أ ـ العرب املؤيدون لليربالية

، أن اإلسالم، (8)تري هذه الفئة من املثقفني العرب، ومن رجال الدين الساسة مل يقف ..ل غريه من الديانتني السماويتني اللتان سبقتاه ومها اليهودية واملسيحيةمث

.موقف املناوئ للرأمسالية، خاصة االقتصادية منها

ـ نشير هنا إلي العديد من األحزاب السياسية، العربية المعارضة وغير المعارضة قد تبنت نفس الموقف من (8)

والحزب الديمقراطي ) العراق(، وتيار اإلسالم الليبرالي)المغرب(الليبرالية وذلك من أمثال حزب اإلتحاد الدستوري ). لبنان(، الحزب الديمقراطي الليبرالي ) مصر(، حزب الغد )السودان(لموحد ا

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

213

إياد "، و"مجال البنا"ويضيف هؤالء املثقفون، ممثلني بصورة خاصة يف كل من حممد باقر " و، "حممد مبارك" و )سوريا( "حممد السباعي" ، و)مصر("الدين مجال

وغريهم، أن املطلوب اليوم من العرب ومن املسلمني، ليس رفض الواقع ..."الصدرالذي جتسده الليربالية اليوم علي املستوي العاملي، باعتبارها أصبحت اإليديولوجيا الوحيدة، بعد تواري اإلحتاد السوفييت والدميقراطية االشتراكية، بل العمل، خاصة من

للنصوص فاء علي طرح تفسري اجتهاديا جديدورجال الدين، األكطرف أهل الفكر الدينية بتجاوز املغلفة واملنغلقة علي ذاا، اليت أفرزا قرون التخلف واالستبداد

يتماشي ...السياسي، خاصة تلك املتعلقة بالتجارة، والسكون باالقتصاد وبالسياسةواإلسالمي، وحيقق هلذا األخري والتحديات املتعددة اليت يواجهها العامل العريب

أنه مضاد ) Max Weber( "ماكس ويرب"وحريته ورفاهيته الذي قال عنه ...تقدمه .لليربالية

لذلك يؤكد اإلسالم ومن خالل مثل هذا االجتهاد صالحيته لكل مكان وزمان اإلسالمي واإلنساين وعلي أفكاره املتحررة، وهذا...وانفتاحه املتجدد علي الواقع

. دومنا مساس، يف الوقت نفسه، وكما يضيفون، بروحه و مببادئه األساسية :ن إزاء الليرباليةب ـ العرب املتحفظو

وألن جتارب التاريخ قد أكدت فيما يري هؤالء، للعديد من األمم والشعوب أنه ال من ...انتظار النجاح ألي مذهب سياسي كان، أو اقتصادي مستورد...ميكن

فإننا لن نتوقف بالتايل عند تلك ...آخر ...زروع زرعا داخل جمتمعوم... اخلارجمي وبتكييف كل اآلراء املطالبة بزرع الليربالية زرعا يف الوطن العريب واإلسال

، ويف مقدمتها املكون الديين مع طروحات مثل تلك مكونات ومعطياما

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

214

املثقفني العرب، فإننا سنتوقف فقط، وبالتايل عند البعض من أولئك...الليرباليةواملسلمني، املطالبني بضرورة تكييف الليربالية وطروحاا االقتصادية، خاصة عن

.طريق االجتهاد مع اإلسالم ومع طروحاته حول نفس املوضوع

:الشيخ حممد املبارك .1

مبدئيا الرأمسالية و طروحاا االقتصادية، شأنه يف "حممد املبارك"ال يعارض الشيخ لعديد من الرموز الدينية يف العامل العريب و اإلسالمي، ولكنه يطالب ذلك شأن ا

ومبادئ اإلسالم ...بضرورة تكييف أو جتاوز البعض من طروحاا تلك مبا يتطابق .ممثال بصورة خاصة يف القرآن الكرمي ويف السنة النبوية الشريفة

(9):فيما يليفهو يري أن خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي ميكن تلخيصها قائمة علي تصور عام للوجود واإلنسان، وما اعتقاديهـ بناء النظام علي أسس

يتولد من هذه األسس من دوافع إميانية نفسية تدعم النظام وتؤيده وتساعد علي .تنفيذه

ـ استهدافه ألهداف أخالقية، بدال من هدف اإلنتاج والربح املادي، وجعل نية حمركات النظام، وتوليد شعور أخالقي وديين يساعد الدوافع األخالقية واإلنسا

.علي حسن تنفيذ النظامبناء النظام علي تشريع مبين علي قواعد كلية، وأهداف اجتماعية واضحة، ـ

.ومقترن بتأييد السلطة باإلضافة إيل وازع الضمري والدين

.158ـ157، ص1981االقتصاد، دار الفكر ،بيروت، نظام اإلسالم،: ـ محمد المبارك (9)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

215

لتعاون ـ بناء هذا التشريع علي أساس العدالة وتكافؤ الفرص وعلي أساس ا

.والتكافل العامـ بناؤه علي أساس التوازن بني حرية الفرد ومصلحة اتمع ومجعه بالتايل بني

.حرية الفرد وتدخل الدولة إقرارا للعدالة والتكافل ومنعا للظلم واالستغاللـ متيز هذا التشريع مبفاهيم خاصة للملكية والعمل جتعله مستقال ومتميزا من، سائر

.خرى، جامعا بني مزاياها، مربأ من نقائصها وعيوااألنظمة األبدال من التنافس ) ومها غري املساواة(ـ بناؤه علي أساس التوازن والتعاون والتكافؤ

والصراع، وذلك بنتيجة تطبيق قواعده التشريعية وانعكاسا ملفاهيمه العقائدية .واألخالقية

واألساليب قمرونة التطبيـ اتصاف هذا التشريع بثبات االجتاهات واألسس و .(10)وقابليتهما للتبديل حبسب األطوار واملالبسات

النظام ..املرتبطة من جهة اخلصائص، اليت متيز ا ..تبقي بعد ذلك بعض القضايا االقتصادي يف اإلسالم، وبالنظام الرأمسايل االقتصادي من جهة أخري وهذه القضايا

: (11)هيج ـ دور . ب ـ قضية املال . ـ قضية امللكيةأ

.الدولة

.158ـ 157نظام اإلسالم، ص: ـ محمد المبارك (10) .125ـ 112ـ نفـــس المرجع ، ص (11)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

216

)La propriété: (أ ـ امللكية

وهو يري أن مفهوم امللكية يف اإلسالم، اليت تسمي الكسب تارة وامللك تارة

ويف جتسداته ملك ... أخري، ختتلف عن مفهومها يف الليربالية، فامللكية ممثلة يف املاللكل ...كما أا حق فردي. اإلسالم و ليس اإلنسان سوي مستخلف فيهاهللا يف .إنسان

وليس عن طريق االحتكار أو الربا أو ...وهي ال تكتسب إال بالسعي وبالعمل .املضاربة

.. وتوزيعا...مجعا) النقود(أن هذه احلدود تدفعنا إيل موقف القرآن من املال .و إنفاقا

: املال مال اهللا، يف اإلسالم، فإنه قد حدد طرقا شرعية جلمعه من خاللفألن

كالبغار والرشوة واملضاربة (وللطرق األخر غري األخالقية جلمعه ...رفضه للربا .اخل) والقمار و كرت الذهب والفضة

) الزكاة(كما حدد اإلسالم طرقا وأهداف صرفه من خالل أنواع الصدقات (12).اوغريه...والكفارات

ومع غريه من املسلمني أن اإلسالم حرم بشكل قاطع "حممد املبارك"نالحظ هنا مع أو جهد، عكس تأجري ...، ألنه كسب غري مشروع للمال بدون عمل(13) الربا

.ـ المرجع السابق (12) .174، قرآن كريم، سورة البقرة، آية "وأحل اهللا البيع وحرم الربا" ـ (13)

.حديث نبوي رواه البخاري" لعن اهللا الربا، وآكله وموكله وشاهده وكاتبه" ـ

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

217

ومنفعة ال ضرر، يف ...فائدة له...اليت تولد مبجرد استالم من أستأجرها...اآللةقاسم اإلفالس احملتمل مع من هو مطالب بتمثلما ...ك اآللةتقامسها مع صاحب تل

.أجره إن مل تدر عليه تلك اآللة فائدة بل خسارةوأخريا فإن اإلسالم خيتلف عن الليربالية يف الدور الذي جيب أن تلعبه

بذرين وصوال واملشتغلني و الوسطاء وامل... حلماية اتمع، من املضاربني...الدولة (14).لإلسالم...الذي يشكل هدفا أساسيا...إيل حتقيق التكافل االجتماعي

.137، صنظام اإلسالم، : ـ محمد المبارك (14)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

218

((((15))))اقتصاد اتمع اإلسالمي: حممد باقر الصدر .2

، بالنسبة لالقتصاد)1980قتل (ال خيتلف هذا الفقيه الشيعي العراقي عن معظم علماء املسلمني، سنة كانوا أو ..حوله..و لطروحات اإلسالم خاصة

.شيعة :أ ـ خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي

:خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي فيما يلي "حممد باقر الصدر"يلخص

يتميز االقتصاد اإلسالمي عن كل من االقتصاد الرأمسايل واالقتصاد املاركسي " فالرأمسالية تعترب العمل اإلنساين عنصرا من عناصر اإلنتاج وعلي مستواها وحيدد

نصيب كل واحد منها علي أساس قوانني العرض والطلب بينما اإلسالم ال يعترب العمل اإلنساين عنصرا من عناصر اإلنتاج بل يري أن العامل هو حمور اإلنتاج وصاحب احلق فيه و أن سائر العناصر األخرى من أدوات ووسائل ورؤوس أموال

وإمنا يستحق أصحاا أجرا هي مساعدة له وخادمة لغرضه وال تشاركه يف الثروة ".علي التعامل املنتج

وأما املاركسية فهي تعترب العمل أساسا للقيمة التبادلية اجلديدة يف الثروة املنتجة "

وجتعل القيمة اجلديدة ملكا للعامل ألن عمله هو الذي خلقها وال يوجد مربر علي نتجة ألن اجلماعة ليس هلا األساس املاركسي مللكية اجلماعة جلزء من الثروة امل

.1979، بيروت، تدار التعاون للمطبوعاخطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع اإلسالمي، : ـ محمد باقر الصدر (15)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

219

مسامهة يف عملية اإلنتاج وخلق القيمة اجلديدة فال ميكن تفسري ملكيتها علي أساس ".ماركسي

وهكذا نالحظ أن إنسانية االقتصاد اإلسالمي وارتكازه علي اإلميان مبلكية اهللا "

األفراد العامة، وخالفة اإلنسان عنه هو وحده الذي يربر تقاسم الثروة املنتجة بني . (16)"فيه آمنوا باهللا ورسوله مما جعلكم مستخلفني" القائل نواجلماعة باملنطق القرآ

وعلي ضوء ما تقدم نعرف اإلسالم يشجب اإلنتاج األويل بالطريقة الرأمسالية ويرفض اكتساب حق يف قيمة السلعة املنتجة علي أساسها ومثال ذلك أن يدفع

ويزودهم باألدوات فيباشرون عملية اإلنتاج ويف حالة شخص األجور إيل العمال من هذا القبيل يستحوذ الرأمسايل دافع األجور بينما ال حيصل علي شيء من ذلك يف

.(17)" اتمع اإلسالمي ألن اإلسالم ال يقر الطريقة الرأمسالية يف اإلنتاج

غاء تاما يف الشريعة علي وهناك حالة وحيدة مل تلغ فيها عملية اإلنتاج الرأمسايل إل"

مذهب عدد من الفقهاء وهي حالة عقد املزارعة اليت يتفق فيها صاحب األرض مع املزارع الذي له البذر علي أن يقدم له أرضية ويشاركه يف احلصول وهذه احلالة إذا مل تكن قد ألغيت شرعا إلغاءا تاما كما يري بعض الفقهاء فهنا عناصر متحركة يف

اإلسالمي تدعوا من أجل إقصاء هذا النوع من العقود واملنع من ممارستها االقتصاد االستثمار وفقا ملا روي عن الرسول األعظم صلي اهللا عليه وآله وسلم من منعه عن

.7آية : ـ سورة الحديد (16) .47ـ64نظام اإلسالم، ص، : ـ محمد باقر الصدر (17)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

220

الرأمسايل لألرض وختيريه للمالك بني أن يزرع أرضه أو يسمح آلخر بأن ينتفع ا ". بدون مقابل وبإدراج عنصر متحرك

هذا القبيل وفقا لصالحيات ويل األمر تتكامل الصورة من هذه الناحية من" ."وتستأصل كل أشكال اإلنتاج الرأمسايل

:ـ العرب و الرباغماتية2

وكما تباينت مواقف املثقفني ورجال الدين العرب، من الليربالية ، تباينت مواقف . مؤيد وبني ناقد ورافض لهبني...مثقفيهم، خاصة من الفلسفة أو املنهج الرباغمايت

:ونقدم فيما يلي البعض من هذه املواقف :ـ املؤيدوون1

؟!)العريب(الرباغماتية فلسفة املستقبل : أ ـ زكي جنيب حممودهو أن نصفها "بريس"أن أهم ما متيز به فلسفة )1999ت (" زكي حممود "يري

يل حتديد، فماهي اخلصائص اليت بأا فلسفة علمية، لكن هذه الصفة بدورها حتتاج إ، أألن صاحبها هو نفسه عامل يف الفيزياء "عملية"اجتمعت يف تلك الفلسفة لتجعلها

والكيمياء؟ أهي فلسفة تقدم لنا النظريات والقوانني عن هذه الظاهرة من ظواهر الطبيعة أو تلك؟ كال، فهي ما زالت كأية فلسفة أخري حتاول أن جتاوز حدود

جلزئية إيل حيث بناء الكون كله مأخوذا مجلة واحدة، لكن الذي جيعلها الظواهر اهو أا إذا ما نسبت إيل الكون حقيقة ما، اعتمدت يف ذلك " تأملية"ال " عملية"

وقد ال جييء هذا التأييد التجرييب علي يدي الفيلسوف . علي تأييد الوقائع التجريبيةذلك كان الطابع العلمي حيتم أن تكون نفسه، بل قد جييء به باحثون من بعده، ول

.الفلسفة عمال إذا ما نظرنا إيل املنهج علي أنه الوسيلة املؤدية إيل جديد

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

221

وألضرب لذلك مثال فأقول إن من بني النتائج اليت كانت الفلسفة اإلجنليزية قد "ت أهم نتيجة وصل "بريس"اليت يعدها " ترابط األفكار"وصلت إليها مبنهجها نظرية

(18)" يف عصر ما قبل العلم ةإليها الفلسف

، أن الفكرة خطة العمل، "بريس"عند الرباغماتية، الذين هم علي مذهب " هي كاخلريطة اليت قيمتها كلها مرهونة ال جبمال . وقيمتها يف جناح تلك اللحظة

ف ا ألواا وحسن شكلها وإحكام رمسها، بل بكوا أداة صاحلة يف يد املسافر يعر، "أفكار"أال ما أكثر الناس اللذين حيسبون أن يف رؤوسهم .أين النهر وأين اجلبلوماذا تستطيع كل األفكار أن تؤديه يف دنيا العمل؟ مل حيريوا : حىت إذا ما سألتهم

بل ما أكثر . جوابا، ألا ليست يف احلقيقة أفكارا باملعين الذي حيدده الرباغماتيونوهي يف احلقيقة لغو ال ينفع وال " أفكارا"حدثون عما يسمونه الفالسفة الذين يت

ذه الفكرة أو بتلك، وذا " أصنع"ماذا عساي أن : يشفع، وإذن فمقياسنا هو ".الفكرة" معين"الذي أستطيع أن أصنعه يتحدد

:يلخص زكي جنيب حممود إيل أن األمر الراهن إيل ما يترتب عليه الرباغماتية، أا فلسفة املستقبل، مبعين أا تقيس "

من نتائج عملية تستطيع احلكم عليه بقبول أو برفض، أن املعين احلقيقي للفكرة، هو جمموع التصرفات العملية اليت تؤديها بناء عليها، فإذا كان لديك ما تزعم له أنه

الفكر ليست من ، مث حبثت فلم جتد عمال واحدا تؤديه بناء عليها، فاعلم أا"فكرة"

.1979من زاوية فلسفية، دار الشروق، القاهرة، : زكي نجيب محمود. ـ أنظر د (18)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

222

وتبعه علي (أمام الرباغماتية يف العصر احلديث " شارل بريس" لقد كان. يف شيء، فكانت أربعتهم "جون ديوي" ، و"شلر" ، و"وليام جيمس": التوايل ثالثة آخرون

ما يربز أهم خصائص " بريس"، ويف العبارة اآلتية اليت قاهلا )عند املذهب الرباغمايتعسي اماذ: ك فكرة، وأردت حتديدا ملضموا، فانظرإذا كانت لدي: " هذا املذهب

أن يكون هلا من نتائج تطبيقية يف دنيا العمل، مث امجع هذه النتائج العملية معا، يكن :مساو لقولك" إين أعرف كذا: "، وبعبارة أخري، أن قولك"لك قوام فكرتك

ه شيئا، ال يكون لك ب" تعمل"وما ليس يف وسعك أن " إين أستطيع أن أعمل كذا" .(19) "، ألن علما بال عمل يؤديه، كالم ينقض نفسه بنفسه"علم"به وخيتم زكي جنيب حممود مقاربته للرباغماتية وللدور الذي جيب أن يكون هلا يف

:الوطن العريب بقوله وسأترك األمر للقارئ، ليفكر لنفسه كم تتغري حياته الثقافية إذا هو حاسب "

" العمل"ما هو : ، فكلما نطق بكلمة أو عبارة، سأل"املعين"ذا املعيار يف نفسه الذي ينبين يل مثل هذا القول ، فعال أو إمكانا، وإذا مل جيد لكالمه خطة منطوية

.(20) "، ومعي، أنه كالم بغري معين"بريس"علي عمل، فليوقن مع

..وما بعدها 19، ص1979وت، ثقافتنا في مواجهة العصر، دار الشروق، بير: زكي نجيب محمود. ـ د (19) . 20ـ المرجع السابق، ص (20)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

223

العديد من املثقفني العرب إن نفس املوقف املدافع عن الرباغماتية جنده عند :وغريهم (22) "البخاري محانة" و (21)"...فؤاد زكريا"اآلخرين وذلك من أمثال

:ـ املعارضون 2

.الرباغماتية فلسفة العنف والكوبوي : "عبد الوهاب املستريي"أ ـ

أخري، وعلي العكس من هذا املوقف املؤيد للرباغماتية جاءت مواقف عربية

"عبد الوهاب املستريي"، فبعد أن ينتقد "املستريي"ا ومن ضمنها موقف معارضة هلينتهي إيل أن هذه الفلسفة، املتأثرة وإيل (23)الرباغماتية وموقفها السليب من التاريخ

حد بعيد، فيما يري، بالفكر اليهودي والصهيوين، إمنا هي يف النهاية فلسفة العنف ...والكوباي

أت، يف كتاب املختارات حتققت كل قناعيت من أن فلسفة حينما قر" يقول "رغم غطائها اإلنساين املرن، الرباق ختفي احلد األقصى من العنف" جيمس"

". فالفلسفة الرباغماتية تدعي أا تدرس السلوك اإلنساين دون أوهام عن التاريخ" التاريخ جزء من ولعل االستيطان الصهيوين يف فلسطني اكرب دليل علي إنكار "

بناء الرباغماتية ذاته، فالصهيوين مل يكن عنده عذر، ففلسطني كانت عربية وجزءا ومع ذلك جنده يصر علي القول بأا أرض بال . من تاريخ عريب قدمي متماسك

.1980خطاب العقل العربي، طبعة الكويت، : ـ أنظر فؤاد زكرياء (21)

(22)_ HAMMANA Boukhari : La pensée de Charles Sanders Peirce dans le monde arabe d’aujourd’hui,(conférence donnée à l’université de Harvard,1989, USA) et publiée dans plusieurs revues dont la revue Algérienne de philosophie, n°1, Algérie, 1997.

38ـ33، ص1979الفردوس المفقود، الموسوعة العربية للنشر، بيروت، : عبد الوهاب المستيري ـ (23)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

224

وإن كان وضع أمريكا اخلاص قد ساعد وال شك علي تدعيم أسطورة (شعب ".الفردوس الالتارخيي

ض دارسي الرباغماتية أن إنكار األمريكيني لقيمة التاريخ مرده أن بع" ويضيف أم نشأوا يف العامل اجلديد وليس يف العامل القدمي، وأن اهلنود احلمر كانوا يعيشون يف اتساق مع الطبيعة وأن حضارته ذاا مل تصل إيل وعي تارخيي بذاا، ولذا كان

التاريخ يف بلد ال تاريخ له، ولكننا أن ينكروا )Yankee(من احلتمي علي اليانكي " نعتقد أن ال تارخيية الوجدان األمريكي تعود إيل بناء الرباغماتية الكامن ذاته

إن هذه النظرية عن التاريخ أو احلقيقة تشجع الفعل وتقلل من أمهية التنظري، ويبدأ

د اخلاصة بطرق هذا الفيلسوف الرقيق املؤمن بالفعل بطرح التقاليد جانبا، التقاليالتفكري وعادات احلياة، وذلك حىت يؤكد استقاللية الفرد وحقه يف أن حيرز النجاح ودرجة التميز واالمتياز اليت تقع داخل جماله ، حسب تصوره، وبالطريقة اليت تناسبه، وبالطريقة اليت تناسبه، وجبهوده اخلاصة، وحسب درجة املخاطرة الذي

ال اية له يف أن يعيش يف هذا العامل املتغري الذي مل خيلق خيوضها أثناء صراعه الذي يؤكد يف "جيمس"وكان . مل الذي ال ضمان فيه ألي شيءامن أجله، هذا الع

مذكراته وأحاديثه أنه سيقوم بأداء واجبه مؤمال أن األشياء اخلارجية هي األخرى ا ستفعل، وغياب ستقوم بأداء واجبها حىت يعم التناسق، ولكن دون أي ضمان أ

الضمان، حسب تصوره، هو جوهر التجربة اإلنسانية احلقة، إذا ال بد وأن ينطوي . (24)" موقف اإلنسان يف احلياة علي عنصر من التوتر النشط

.41ـ 25ـ المرجع السابق، ص (24)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

225

ا تربز أمهية اإلرادة نفهذا عامل حتفه املخاطر إذن، ال قوانني فيه وال روابط، وه"

"أو أغالل، فاحلقيقة هي ما تعرفه أنت عن الواقعالفردية املتحررة من أية قيود وهكذا فإن العامل الرباغمايت اهلادئ العملي إن هو إال عامل " وكما يضيف مير بالتغيري الذي يعمي األبصار وجيرف كل شيء يف طريقه إال "نيتشوي دارويين"

نبالغ إذا قلنا وحنن ال. العبقري، أنه وال شك عامل البقاء لألكثر عبقرية أو لألصلحلإلنسان ، فحسب تصوره، اإلنسان هو احليوان "جيمس"أن هذا هو جوهر رؤية

الوحيد الذي يفترس أبناء نوعيه، إذ أن اإلنسان قد تكيف و إيل األبد مع حالة واتمع سيصاب حتما بالعفن دوا، دون . احلرب هي الطبيعة البشرية يف ذروا

،وما مسو العقل بني سائر البشر إال"جيمس"كما يسميه " البذل الصويف للدم" ذلكماذا حدث للهدوء ! يا إهلي. نتيجة الرغبة يف السيطرة ، إن تذبح اآلخرين أو تذبح

املرن العملي، والذي يتباهي به الرباغماتيون ويتفاخرون؟ لقد ظهر الرباغمايتتابات براغمايت، ك" الصويف"، نعم "والسفك الصويف للدماء" داروين " و "نيتشه"

بعد أن سقطت أقنعته "روسو"كما لو كان يف عامل بدائي رهيب، عامل .(25) "املتحضرة

.41ـ المرجع السابق، ص (25)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

226

نقده للرباغماتية مبالحظته "املستريي"وخيتم أن الرباغماتية نشأت يف تربة الرأمسالية الناهضة الواثقة من نفسها واملؤسسة "

ومن هنا كانت . يتها املبنية علي التنافس والصراع والفرديةبأخالقيتها أو ال أخالقمبقدرة الرأمسايل إمياافهي مثالية مفرطة بسبب عمق . مثاليتها وعمليتها املفرطة

الفرد علي أن يأيت بالعجب العجاب وأن خيلق فائض القيمة من العدم بأفكاره ي مثالية يف التزامها بفكرة وه. الذكية ومقدرته علي املناورة والبيع بأسعار مرتفعة

الذي يسري مبفرده ويوقع علي ورقة تعاقدية هي ) نسبة لروسو(الفرد احلر الروسوي كل ما يربطه باتمع أو الدولة هي القيد الوحيد الذي ارتضاه لنفسه ليحقق لنفسه

".األمن

التارخيية وال أن اتمع األمريكي جمتمع ذرائعي ال يشغل نفسه باحلقيقة النسبية " يبحث إال عما يزيد من راحته وهنائه املاديني، والباحث عن احلقيقة سيجدها يف كل ما يزيد اإلنتاج وما يثبت كفاءته بغض النظر عن قيمته اإلنسانية، وهذا تعريف

: ألنه يساوي بني كل األشياء وينفي كل تدرج يف عامل املعرفة والقيمة" دميقراطي" أسفل، وال ميني وال يسار، واملاديات تساوي املعنويات، فليس هناك أعلي وال

والروح تساوي اجلسد، واجلميل ال خيتلف عن القبيح، واجلاهل ال خيتلف يف عمله ويتغين ويتمان شاعر الذات . و حكمته عن العامل، فاملعيار الوحيد هو النجاح

"سد وأنا شاعر الروحأنا شاعر اجل: " األمريكية الدميقراطية ذه املساواة قائال

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

227

إنه ال يفرق بني املوت واحلياة أو حىت ": ملذات الفردوس معي وآالم اجلحيم معي

فهو يري أن نفس القانون تبني اإلنسان واحليوان ألنه حينما ينظر إيل احليوانا (26)!" يسري عليه وعليهم، وهذا هو منتهي املساواة الكونية

هناك العديد من املثقفني العرب الذين "هاب املسترييعبد الو"ب ـ وإيل جانب

وبالتايل للدين ...بل وينتقدون الرباغماتية حبجة أا معادية للتراث...يتخبطون .هوبفضل..اإلسالمي، ألن التراث العريب إمنا هو أساسا تراث تطور مع اإلسالم

فصوهلا إيل إمكانية، سبق أن أشرنا يف مقدمة هذه الرسالة، ويف أكثر من فصل من

ومن ...بل وإيل ضرورة عمل العرب علي االستفادة االجيابية من كل من الليرباليةبفضل مثل هذه ...اللتان تشكالن البعض من أهم عوامل التقدم ذلك...الرباغماتية

.اإليديولوجيا وهذه الفلسفة أو املذهب الفلسفي طهم إيل العودة إيل مسرح التاريخ، وسيجد العرب الذين يتوقفون منذ زمن احنطا

البعد الديين، الذي أشرنا أنه ال وجود للعرب ..يف كل من الليربالية ومن الرباغماتية .بدونه

.44ـ 35ـ المرجع السابق، ص (26)

البراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتيةالبراغماتية العالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية والعالم العربي بين الليبرالية و

228

) le printemps arabe(سيجد العرب الذين يعيشون اليوم ربيعهم السياسي ا مع فهل سينجح العرب يف متثل هذه الليربالية ومذهب الرباغماتية ويف تكييفه

واقعهم الديين احلضاري والثقايف واالجتماعي؟وهل سيعمل العرب، واملسلمون علي مثل هذه املالئمة الضرورية بني جوهر

و ...خاصة...وبني الواقع الذي متثله اليوم الليربالية...افهدو أه دينهموالذي سيشكل ختصيصا ال بتقنياته وعلومه فحسب، بل وبسياسته ...الرباغماتية

حتديا يوميا ومتجددا هلم ولتضامنهم كل يوم؟ ...لظاملة غالباا

اخلامتـــــــة

الخاتـمةالخاتـمةالخاتـمةالخاتـمة

230

لكل من الل فصوهلا املختلفة، من خ ،تعرضيف هذه الرسالة أن أحاولت وتارخيا ذهب الفلسفي، الرباغمايت، مفاهيماوالفلسفية، أو امل...اإليديولوجيا الليربالية

دون أن تدعي مع ذلك أننا قد أملمنا بكل اجلوانب املتعددة ...وتطورا ونتائج .هلا...واملتشعبة

مثل الرباغماتية، وليدة الفكر اإلنساين ،تظل فالليربالية،

الذي ال يعرف توقفا، وتعقده الذي ال تفك الكثري من ...ونشاطه...وتطوره ... رفيةيكون أبعد من اآلنية وعن الض ا مابعد وقت غالب...ومن أثاره إال...أسراره

ال تزاالن، أبرز ظاهرتني لقد شكلت كل من الليربالية ومن الرباغماتية، و .إن مل يكن أكثر من ذلك...ني، منذ ما يزيد اليوم عن ثالثة قرونعاملت...

، كما لعبت كل من الليربالية، وال تزاالن تلعبان دورا، ال نعتقد أننا نبالغ كثريا تطور العديد من الدول الغربية، ويف مقدمتها، حينما نصفه بأنه كان حامسا يف

الواليات املتحدة األمريكية اليت ال جيادل أحد أا ستظل تشكل واحدة من أهم ( إيل جانب قوي، اقتصادية وعلمية عاملية أخري هي بصدد الربوز...يةالقوي العامل

خذت بدورها مبثل هذه اإليديولوجيا وهذه بعد أن أ...) الصني، اهلند، الربازيل . الفلسفة

إن هذه الدول واألمم قد بدأت تسلك طريق التقدم والتطور علي املستوي

بنجاح، بني الليربالية كيف جتمع ،بدورها ،عاملي، ألا عرفتاجلهوي والو للرفاهية، وبني ...نظرية مفتوحة و كطريقة للنجاح....و كمعرفة..كعقيدة

الخاتـمةالخاتـمةالخاتـمةالخاتـمة

231

رباغماتية كمذهب فلسفي يف العمل والدميقراطي الفاعل، يف الواقع املعاش الوالصناعة والتقنيات وروح حبث، يف خمتلف ...تساعدمها يف ذلك تطور العلوم

.جماالت املعرفة، ال يعرف توقفا أو حدوداا يعاب علي هذه اإليديولوجيا و علي هذه الفلسفة و علي اجنازاما مأن غري

و ...لثوراما الفكرية والعلمية والعملية والتقنية، هو إغراقهما يف الفردانية هذه، بلأفرغت من طرفها ويف النهاية، ...ورفعهما لشعارات حرية...يف النفعية و الذاتية

خاصة من طرف الدول الغربية، ومن ضمنها، أو يف مقدمتها الواليات املتحدة و اإلنساين، وحتولت إيل شعارات زائفة ، بل االجتماعياألمريكية، من مضموا

وقانون السوق، واملنافسة غري ...حمولة بذلك، ومن خالل طغيان روح الكسباليت غاب فيها اإلنسان ...، هذا التقدم إيل ما نسميه املرآة املكسورة..األخالقية

.و تعاونية...أخالقية و تضامنية و ما تعنيه من معان... اإلنسانيةوغيبت منها ، األخالقية واملادية علي حد سواء، وهي األزمات اليت مل من هنا أزمات الليربالية

يعرفها العامل منذ سنة و املالية، اليت بدأ االقتصاديةتزدها إفرازات األزمات إال ) La globalisation(، والعوملة ..2008 ةاألسيوياألزمة املالية حىت و...1929

لدان ط وكما كان احلال من قبل إال البمل تعد متس فق ،حدة ، وهي األزمات اليتالعسكرية علي الشعوب دف ثرواا، خاصة يف العامل االعتداءات الفقرية، و

.خاصة طبقاا الفقرية...ةاألوروبيمن قطاعات الشعوب بل العديد الثالث

الخاتـمةالخاتـمةالخاتـمةالخاتـمة

232

د يفالتفكري ومن جدي إلعادة...تلك احملاوالت املتواصلةكذلك من هنا و ، علي كل من املستوي االقتصادي والسياسي وذلك من خالل مطالبةالليربالية

... واجتماعية... بليربالية دميقراطية... العديد من رواد الليربالية والليربالية اجلديدة .وتشاركي... وحبرية ذات مضمون اجتماعي وتضامين

والدميقراطية...، ربيع احلريةربيعه السياسي اجلديد إن العامل العريب، الذي يعيش باحلكم، وبثورته، يتوق مثل غريه من متشبثةاليت بدأت ترتسم، بدقة و الكرامة

من ...يف مسار التاريخ اإلنساين من جديد االندماجالشعوب إيل التقدم وإيل إعادة مدعمتان هلا اتيةالرباغم منو...الليربالية كونة كل منفلسفة معربة عنه، م خالل

تتنايفال ، اليتلكليتهما كل هذه اإلفرازات السلبيةل االعتبارألخذ بعني رها، مع ابدوبل ومع تلك السعادة املنشودة من ...وقيمة...مع حضارته وتراثه وتقاليده، فقط

والليربالية ،الليربالية ، خاصة وأناينشدمه نذيلهذا التقدم ال هذه احلرية و وراء مثلد بع ،االقتصادية والسياسية الوحيدة يف العامل إليديولوجياا اأصبحت خاصة اجلديدة

ديولوجيته االشتراكيةوتواري إي ، تفكك االحتاد السوفييتوضيح البعض من يف ت أسهمتل هذه الرسالة أن تكون ن هذا اهلدف هو ما تأمإ

، أكثر ثراء و حداثةأخري مقبلة عربية، الطريق، أمام حبوثمعامله ويف توطيد .وصوال إيل تقريب العامل العريب من هدفه هذا

فهارس األطروحة

فهرس األعالم

فهرس املصطلحات

فهرس املصادر واملراجع

فهرس املوضوعات

فهرس األعالم

فهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالم

235

34، 33 ابن رشد

119، 118 ابن سينا

119 ابن عريب حمي الدين

Aristote( 34 ،135( أرسطو

Arendt.H ( 23( أرندت حنة

Platon( 26 ،34 ،41 ،122 ،142 ،172( أفالطون

d’Aquin.T(29 ،122 ( األكويين توما

Althusser.L( 11( ألتوسري لويس

d’Alembert( 64( أملبريت

Emerson. R .W ( 80( إمريسون رالف

Engles.F( 9 ،22( اجنلز فريدريك

Occam.G( 112 ( أوكام جيوم

Berkeley.G( 81( باركلي جورج

Ralph Barton Perry( 73" ( بربي رالف بارتون

Bergson.H ( 76 ،77 ( برغسون هنري

Wood bridge( 73( بريدج وود

Bréhier.E( 36( بريهيه إميل

Blondel.M( 76 ،77( بلوندل موريس

Bentham.J ( 76 ،124 ،131 ،134 ،148 ،149( بنتام جريمي

Popper.K( 26( ارلبوبر ك

، Peirce Charles Sanders ( 69 ،74 ،76 ،77 ،83 ،84 ،85( )أو بريس(بورس شارل سندرس

87 ،88 ،89 ،90 ،91 ،92 ،93 ،94 ،95 ،96 ،97 ،98 ،99 ،100 ،101 ،102 ،103 ،104 ،110 ،

111 ،113 ،114 ،133 ،141 ،211 ،221 ،222 ،223.

فهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالم

236

Bacon .F( 61 ،80( فرانسيسبيكون

Bell.D( 49 ،50 ،51( بيل دانيال

81 ،92 (Bain. A) بني ألكسندر

Chomsky.N( 178 ،179 ،180، ،181 ،182 ،183 ،186 ،199( تشومسكي ناعوم

Thoreau.H.D( 80( تورو هنري

Tocqueville.A( 143( ألكسيس توكفيل

Jefferson.T( 142 ،146 ،149( جيفرسن توماس

James.W( 74 ،76 ،83 ،211 ،223 ،225 ،226( جيمس وليام

Darwin.Ch( 79 ،82 ،226( داروين شارلز

Durkheim.E (126 ،134( دوركامي إمييل

De Tracy.D (3 ،4( ديتراسي ديسيتوت

Descartes.R( 79 ،87 ،88 ،90 ،97 ،113 ،124 ،142( ديكارت رونيه

Dewey.J( 211 ،223 ،74 ،75 ،76 ،78 ،83 ،84 ،140( ديوي جون

Russel.B( 77 ،105( راسل برانتد

Rawls.J.( 127 ،143 ،154( راولز جون

Rorty.R( 107( روريت ريتشارد

Rousseau.J.J( 124 ،126 ،156 ،159 ،160 ،226 ،227( روسو جان جاك

Rocher. G( 23( روشيه جي

Renouvier( 64( رونوفييه

D.Ricardo( 62 ،143( ريكاردو دافيد

Raymond. A( 4 ،18 ،49( رميون ارون

Santayana.G( 73 ،78( سانتيانا جورج

فهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالم

237

Say. J. B ( 143( ساي جون

Spencer.H( 82، 183 ،141، 143( سبنسر هربرت

Saïd.E( 185 ،186 ،187 ،185 ،189 ،191 ( سعيد ادوارد

Socrate( 61 ،122 ،172( سقراط

Smith.A( 124 ،152( مسيث آدام

78 ،80 ،82 (Chancy. W) شانسي رايت

219، 214 الصدر حممد باقر

15 العروي عبد اهللا

Green.T.H( 134 ،135( غرين توماس

Gouhier.H( 35( غوييه هنري

12 الفارايب

Fukuyama.F( 48 ،51 ،149 ،207( فوكوياما فرنسيس

Voltaire. F.M( 64( فرانسوا فولتري

Max Weber( 21 ،22 ،149 ،157، 158 ،214( ماكس فيرب

) Jaspers.K( كارل ياسربس16

Kant.E (40،75 ،76 ،77 ،80 ،87 ،93 ،101 ،103 ،124 ،134 ( كانت

Quine W. V. O( 107( كواين ويالر

Comte.A( 30 ،81 ،110 ( كونت أوغست

Condillac( 3( كوندياك

Keynes.J.M( 62 ،71 ،130( كيرت جون

80 ،82 (Lamarck.B) ب.المارك

Locke.J (3 ،126 ،134 ،143 ،146 ،148 ،149 ،151 ،152 ،156 ،159( ك جونلو

فهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالم

238

Lukacs.G( 11( لوكاتش جورج

Lénine.V( 10 ( فالدميري لينني

Madison.J( 152( ماديسون جيمس

Marx.K( 9 ،22 ،33 ،36 ،39 ،40 ،44 ،152( ماركس كارل

Marcuse. H (24( ماركيوز هربرت

Malthus.R( 62 ،143( مالتوس روبرت

Mandeville.B( 64 ،65( ماندفيل برنارد

Mannheim.K( 6 ،12 ،14 ،15( مايم كارل

217، 215 بارك الشيخ حممدم

223، 222، 221 حممود زكي جنيب

227، 224 املستريي عبد الوهاب

Macpherson .C.B( 131( ماشفرون

Mill.J.S( 134 ،135 ،143 ،146 ،149 ،115 ،152 ،153 ( مل جون ستوارت

Mill.J( 124( مل جيمس

Moore.T( 29( مور توماس

Morris G.S( 156 ،162( موريس جورج

Montesquieu.Ch( 64 ،162( مونتيسكيو شارل

Mead G.H( 138( ميد جورج هربرت

Nietzsche.F( 61 ،76 ،172 ،184 ،226( فريديريك نتيشه

Nozick.R( 136( نوزيك روبرت

Habermas.J( 20 ،131( يورغني هابرماس

Hayek.H( 26 ،135( هايك فريدريك

فهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالمفهرس األعالم

239

Hobbes.T( 126 ،148 ،149 ،150 ،151 ،152 ،156 ،161 ،162( هوبز توماس

Huntington. S( 49( هوتينغتون صمويل

Husserl.E( 87( هوسرل إدموند

Humboldt.W( 134( هومبولدز وهلايلم فون

Heidegger.M (34 ،198( ر مارتنهيدغ

Hegel.G.W.F( 40 ،79 ،124 ،134 ،135 ،136( هيغل

197، 196، 195، 194، 193 هيكل حممد حسني

62 (Hume.D) هيوم دفيد

Whitehead.A.N( 74( وايتهد ألفرد نورث

فهرس املصطلحات

فهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحات

241

L’effet األثر

La differenceاالختالف

L’autrui اآلخر

La volonté générale اإلرادة العامة

Le despotisme االستبداد L’exploitation االستغالل

L’alienation االستالب

La réforme اإلصالح La croyance االعتقاد La majorité األغلبية

La minorité األقلية Solipsisme أنا وحدية

L’égoïsme األنانية L’idéologie اإليديولوجيا

Le pragmatisme الرباغماتية Le pragmaticisme الرباغماطيقية

Le protestantisme الربوتستانتية Expérience جتربة

Verification حتقق L’évolutionnismeالتطورية Le pluralisme التعددية

Le progressisme التقدمية

فهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحات

242

Egalités des chances تكافؤ الفرص

Totalitarisme توتاليتارية La collectivité اجلماعية

L’intuition احلدس

La liberté احلرية

La liberté individuelle احلرية الفردية Le sens commun املشترك حلسا

Troupeحشد

Les droits individuels الفردية احلقوق La véritéحلقيقةا

Bien communالعام خري املشترك

Le dogmatismeغمائيةالدو

L’état الدولة tatisme É ولنةد

La démocratie الدميقراطية La démocratie participative يةالدميقراطية التسامه

La démocratie délibérative الدميقراطية التشاورية

La démocratie représentative الدميقراطية التمثيلية

Le capitalismeالرأمسالية

Le désir الرغبة L’assertion الزعم

L’autorité السلطة

فهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحات

243

L’autoritarisme السلطوية

Le comportement لسلوكا

Le doute الشك

Holisme مشولية

Le conflit الصراع

La tyrannie الطغيان

L’opinion الظن Habitude عادة

La justice العدالة Le contrat العقد

Le dogme العقيدة

La mondialisation وملة الع

la fin الغاية Caste فئة

L’efficacité الفاعلية

L’individu الفرد

L’individualismeالفردانية La philosophie الفلسفة

Le désordre الفوضى

La légitimité و املشروعية القانونية La valeur لقيما

فهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحاتفهرس المصطلحات

244

Le faillibilisme لالوثوقا

Le libéralisme ةلليرباليا Le néo-libéralisme اجلديدة ةالليربالي

L’anarcho-libéralisme الليربالية الفوضوية absolu Le libéralisme يربالية املطلقةللا

L’ultra-libéralisme املفرطة ةالليربالي

groups de Pression جمموعات الضغط

L’égalité املساواة L’intérêt ملصلحةا

Le sensعينامل

La propriété privée امللكية الفردية La méthode املنهج

La citoyenneté املواطنة Méliorisme ميلبيوغيزم أو األفضلية

Élitisme خنبوية Le nouvel ordre mondial النظام العاملي اجلديد

L’utilitarisme األداتية / النفعية

L’instrumentalisme الوسيلية La certitude اليقني

L’utopismeاليوتوبيا

قائمة املصادر واملراجع

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

246

قائمــــة املراجع و املصادر األجنبية و العربية

.القرآن الكرمي

.الشريف احلديث النبوي

I.ةراجع و املصادر األجنبيامل:

:راجع األجنبيةامل .1

:الليربالية.أ

Audard (C): Qu’est-ce que le libéralisme ? Ethique, politique, société,

Gallimard, Paris, 2009. Burdeau (G): Le libéralisme, Introduction, Seuil ,Col. Point, Paris,1979. Cotta (A) : Le capitalisme, Que sais-Je ? PUF, Paris, 1972. Glaston (W): Liberal Pluralism. The implication of value pluralism for political

theory and practice, UP, Cambridge, 2002. Keynes J.M. : Le libéralisme politique, édit. Du Seuil, Paris, 1993. ___________: « Suis-je un libéral ? », Gallimard, Paris, 2002. Rosanvallon (P) : Le libéralisme économique, édit. Du Seuil, Paris, 1989.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

247

:الرباغماتية.ب Peirce (Ch. S): Chance, Love and Logic, (diverses editions). ____________: Collected Papers, (C.P), éd Hartshorne, Weiss and Burks,

Harvard University Press, USA, 1974, 8 Vols.

___________: Comment rendre nos idées claires, trad. Claudine Tiercelin et

Pierre Thibaud, édit. Cerf , Paris, 2002.

___________: The Fixation of The Belief, « Comment se fixe la croyance »,

trad. C. Tiercelin et P. Thibaud, édit. Le Cerf, Paris, 2002.

Ch. S. Peirce: Values in Universe of chance, New York, 1905

Gauchotte (P) : Le pragmatisme, que sais-Je ? PUF,1992.

Tiercelin (C) : Ch. Peirce et le Pragmatisme, PUF, Paris ,1993.

:املصادر األجنبية .2Ackermann (B) :Au nom du peuple, Les fondements de la démocratie

américaine, Calmann- Lévy, Paris, 1991.

Althusser (L) : Pensée pour Marx, (diverses éditions). Arendt (H) : Les origines du totalitarisme. Le système totalitaire, Seuil, coll.

« Points politique », Paris, 1972.

Aristote : Ouvres Complètes, (diverses éditions). Aron (R): Essais sur les libertés, Calmann- Lévy, Paris, 1965.

________: L’opium des intellectuels, Gallimard, Paris, 1962. Barker (E) : Social Contract, London, Oxford University Press, 1947.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

248

Baudrillard : La guerre du Golfe n’a pas eu lieu, édit Galilée, Paris, 1991.

Benabi (M): Le problème des idées dans le monde musulman, édit, El-Bayane,

Alger, 1990.

Bentham ( J) : Fragment sur le gouvernement 1776, LGDJ, Paris, 1996. Berlin : Éloge de la liberté 1958, Calmann- Lévy, Paris, 1988. Bodin (A) : Contemporary Américain philosophy, Vol.4.

Bottigelli (E) : Genèse du Socialisme scientifique, édit Sociales, Paris, 1962.

Bréhier (E) : Histoire de La philosophie, PUF, 1945, T2.

Chomsky (N): Anti- Semitism and the Palestine’s

___________: L’empire Américain. ___________: Le pouvoir mis à nu, édit ecosociété, Paris, 2002.

___________: Le 11 Sept 2001.

___________: Using the events of Vietnam, In the responsibility of the

intellectuals. Constant (B): Écrit politique 1814-1829, Gallimard, Paris, 1997.

De Tracy (D): Dissertations sur quelques questions d’idéologies, PUF, Paris,

1779. Deledalle (G) : La Philosophie Américaine, édit. L’Age d’homme, Lausanne,

Suisse ,1983.

Descartes (R) : discours de la méthode, (diverses éditions). ____________: Principes de philosophie, (diverses éditions).

Dewey (J) : Démocratie et éducation, trad. Gérard Deledalle, édit. L’Age

d’homme, Paris, 1983.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

249

Dumont (F) : Les idéologies, PUF, Paris, 1967. Dumont (L) : Essais sur l’individualisme, édit. Seuil, Paris, 1983.

Durkheim (E) : La division du travail social, (diverses éditions). Faith (S) : Militant de la Bible aux Etats Unis, édit. Autrement, Paris, 2004.

Farber (M): L’activité philosophique contemporaine en France et aux Etats-

Unis, PUF, Paris ,1950.

Ferry (J) : Discours et opinons, T.I.V, 1898.

Freeden (M): Ideologies and political theory, Oxford university press, Oxford,

1996.

__________: The New Liberalism, An Ideology of social reform, Clarendon

Press, Oxford, 1986. Fukuyama (F) : La fin de l’histoire et le dernier homme, trad. Franç, Gallimard,

1992.

Gouhier (H) : La philosophie et son histoire, Librairie philosophique, J.Vrin,

Paris, 1948.

Gresh (A) : Israël_ Palestine, Vérités sur un Conflit, Paris, Fayard,2001.

Halévy(E) : La formation du radicalisme philosophique 1901, PUF, Paris, 1995.

Hayek(F) : Droit, législation et liberté 1973, 1976,1979, PUF, Paris, 3Vol,

1995. ________: La constitution de la liberté 1960, édit. Litec, Paris, 1994.

Hegel (G.W) : Phénoménologie de l’esprit, trad J.Pierre Lefebvre, Aubier,

Paris, 1807.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

250

____________: Principe de la philosophie du droit 1820, Flammarion, Paris,

1999.

Heidegger (M) : Lettre sur l’humanisme (Lette à Jean Beaufret, 1946, Aubier,

Paris, 1964.

Hirschman (A): Les passions et les intérêts 1977, PUF, Paris, 1980.

Hobbes (T) : Léviathan 1651, Gallimard, Paris, 2000. Hume (D): Traité de la nature humaine1740, Flammarion, Paris, 1993.

Huntington (S): The clash of civilisation, Freign Affains, 4, USA, May, 1994.

Jaspers (K): Introduction à la philosophie, (diverses éditions).

Kant (E): Critique de la raison pure, trad. J.Barni, Flammarion, Paris, (sd).

_______: Idée d’une histoire universelle, 1795, PUF, Paris, 1958. _______: Les fondements de la métaphysique des mœurs, 1758, (diverses

éditions).

_______ : Vers la paix perpétuelle 1795, PUF, Paris, 1958.

Kissenger.H : La nouvelle puissance américaine, Fayard, Paris, 2001.

Kof Sausse (S): Le miroir brisé (L’enfant handicapé et l’attitude des parents)

édit. Calmann- Lévy, Paris, 2010.

_____________: Le miroir mythologique, édit 2010. Laboulaye (L.E) : Le partie libéral, son programme et son avenir, Paris.

Locke (J): Lettre sur la tolérance 1689, Slatkine, Paris, Genève, 1980. _______: Traité du gouvernement civil 1690, Flammarion, Paris, 1984.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

251

Macpherson (C.B) : La théorie politique de l’individualisme possessif. De

Hobbes à Locke, Gallimard, Paris, 1971.

Mandeville (B) : La fable des abeilles 1723, J. Vrin, Paris, 1998.

Mannheim (K) : Idéologie et Utopie, trad. France Edition, Rivière, Paris, 1956.

Marcuse (L) : La philosophie américaine, Gallimard, Paris, 1967.

Marx (K) et Engels (F) : Leurs vie et leurs œuvres, PUF, Paris, 1955_1970, 4

Volumes. ________: Œuvres Philosophique, (diverses éditions), Paris, Juin, 1970. Mearshimer (J) and Walt (S): Israel Lobby and Foreign Policy, 2007.

Meszaros (I): The power of Ideology, Hawester Weatsheaf, New York, 1989. Meynaud (J): Les Attitudes politiques, que Sais-je ? PUF, Paris, 1962.

Mill (J. S) : de la liberté 1859, Gallimard, Paris, 2001. _________: L’utilitarisme 1861, PUF, Paris, 1998.

Montesquieu (C. L) : De l’esprit des lois 1748, Gallimard, Paris, 1995.

Morton (W) : La pensée sociale en Amérique, trad. M. Levi, PUF, Paris, 1963.

Naquet (P.V) : Le miroir brisé, tragédie athénienne, édit Les belles lettres, Paris,

2002.

Newton (I) : Principes mathématiques et philosophie naturelle,

Nietzsche (F) : Ainsi parla Zarathoustra, Gallimard, Paris, 1965.

Novak (M) :La philosophie réinventée , édit. Gaignault, Paris, Sd.

Nozick (R) : Anarchie, État et utopie, PUF, Paris, 1974. Platon : La République, (diverses éditions).

Popper (K): La société ouverte et ses ennemis 1945, édit.du Seuil, 1980, 2 vol.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

252

Rawls ( J) : Théorie de la justice, édit. Du Seuil, Paris, 1971.

Rodinson (M) :La sociologie et L’idéologie marxiste (diverses éditions)

Rousseau ( J.J) :Le Contrat Social, (diverses éditions).

Russel (B): Problème de philosophie, Trad. De Guillemen, édit. Payot, Paris,

1972.

Saïd (Ed): Culture et impérialisme( diverses traductions françaises).

Schneider(H.W):Histoire de la philosophie américaine, édit. Gallimard, Paris,

1955.

Smith (A) : Recherche sur la nature et les causes de la richesse des

nations1776, PUF, Paris, 1995.

________: Théorie des sentiments moraux 1759, PUF, Paris, 1995.

Tiercelin (C) : Le doute en question. Parades pragmatistes au défi sceptique,

édit. L’Éclat, Paris, 2005.

Tocqueville (A) : De la démocratie en Amérique 1835, in Œuvres complètes,

Gallimard, Paris, 1992, vol. II.

Touchard (J) : Histoire des idées politiques, (diverses éditions).

Vernant (J): L’Amérique d’aujourd’hui, PUF, Paris, 1985.

Weber (M) : L’étique protestante et l’esprit du capitalisme, (diverses éditions).

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

253

II.املراجع و املصادر العربية:

:املراجع .أ

.1979ثقافتنا يف مواجهة العصر، دار الشروق، بريوت،: زكي جنيب حممود

1956دار الشروق، القاهرة، . حياة الفكر يف العامل اجلديد،: ـــــــــ

.1979لقاهرة، ، دار الشروق ازاوية فلسفية من : ـــــــــ

:املصادر .ب

الشفاء، الفن األول من مجلة العلم الرياضي، أصول اهلندسة، مراجعة إبراهيم بيومي : ابن سينا .1976حلميد صربه، اهليئة املصرية العامة للكتاب، امذكور، حتقيق عبد 1994لوحدة العربية، فصل املقال، تقدمي حممد عابد اجلابري، مركز دراسات ا: ابن رشد

.1978، املقدمة، دار الكتاب اللبناين: ابن خلدون ). طبعات ةعد(، النظرية و املنهج يف علم االجتماع: أمحد أنور

.2009، خطاب القاهرة، يوليو، باراك أوباما

يديولوجيا ، ترمجة إلياس مرقص، دار الوحدة، يديولوجيا السلطة وسلطة اإلإ:جوران ثربورون .1982 ،ريوتبسياسات و أفكار، دراسة علمية حتليلية ملفهوم النظرية السياسية االجتماعية، : هريسون.س.ج

مع تطبيقاا علي واقع السياسة األمريكية العامة، ترمجة صالح الدين الشريف، مكتبة األجنلو .املصرية، القاهرة .1960 مشكلة الفلسفة ، مكتبة مصر، القاهرة،: زكرياء إبراهيم .1983، بريوت، 1ط مفهوم اإليديولوجيا، دار التنوير،: عبد اهللا العروي

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

254

.1979الفردوس املفقود، املوسوعة العربية للنشر، بريوت، : عبد الوهاب املستريي البنائية الوظيفية يف علم االجتماع و األنثروبولوجيا، دار املعارف، : على ليلة .1982القاهرة،

الطبيعة واحلضارة واإلنسان، ترمجة رضوان القضماين، وجنم : توغارينوف .ب.ف .1987خريط، دار الفارايب، بريوت،

.1980خطاب العقل العريب، طبعة الكويت، : فؤاد زكرياء .1991ور، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، االفرد يف فلسفة شوبنه: فؤاد كامل

اإلمناءمركز اية التاريخ واإلنسان األخري، ترمجة ومراجعة مطاع صفدي،: سيس فوكويامافران 1993القومي ،بريوت، .2004الفردانية يف الفكر الفلسفي املعاصر، مكتبة مدبويل، القاهرة، : حممد الكحالين

.1981نظام اإلسالم ، االقتصاد، دار الفكر ،بريوت، : حممد املبارك خطوط تفصيلية عن اقتصاد اتمع اإلسالمي، دار التعاون :لصدر حممد باقر ا

.1979ات، بريوت، عللمطبو

فكرة اإلنسان يف مذهب حمي الدين بن عريب، دراسات فلسفية بإشراف : حممود قاسم .1974عثمان أمني، اهليئة املصرية العامة للكتاب، اإليديولوجية ، وثائق من األصول الفلسفية، ترمجة أمينة رشيد وسيد :ميشيل فاديه

1982البحراوي، دار التنوير للطباعة والنشر، بريوت، سوسيولوجيا املعرفة، جدل الوعي والوجود االجتماعي، دار الفكر : نبيل رمزي

.2001اجلامعي، اإلسكندرية،

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

255

وعي، ترمجة نبيل حمسن، دار احلوار للنشر والتوزيع،الالذقية، جدلية األنا و الال: غ.ك. يونغ .1997، 1سوريا، ط

القواميس

ـ بالعربية

.طبعة جديدة، دار املعارف مبصر، اجلزء اخلامس: لسان العرب: ابن منظور

. 1990ية، مكتبة بريوت، طبعة جديدة،الوايف، معجم وسيط اللغة العرب: لشيخ عبد اهللا البستاينا .1982املعجم الفلسفي، دار الكتاب اللبناين،: مجيل صليبا

.1979قاموس علم االجتماع، اهليئة املصرية العامة للكتاب، : حممد عاطف غيث .1979، 3املعجم الفلسفي، دار الثقافة اجلديدة، القاهرة،ط: مراد وهبة

بالفرنسية ـ

Foulquié (P): Dictionnaire de la langue philosophique, PUF, Paris, 1978. Godin (Ch) : Dictionnaire de la philosophie, Fayard, Paris, 2004. Lalande (A) : Vocabulaire technique et critique de la philosophie, PUF, Paris,

1951. Le Robert : (divers éditions). Le marxisme, (Lénine et l’Etat), (diverses éditions).

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

256

: قائمة الدوريات

:ـ باللغة العربية

الفلسفة العربية إيل أين؟ كتاب مستقبل الفلسفة املعاصرة يف الوطن : البخاري محانة .2000العريب والعامل، دار احلكمة، بغداد،

.1986، 94فة، جملة الثقافة، اجلزائر، العدد، دفاعا عن الفلس: ــــــفلسفة ( عن الفلسفة وعن احلرية يف القرن احلادي والعشرين،: ــــــ

.2009،العدد 309، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت) احلرية .2009، 2600يف سؤال التوتاليتارية ، احلوار املتمدن، العدد :هيثم اجلنايب

التارخيية ألزمة احلرية و الدميقراطية يف وجداننا اجلذور: " حسن حنفي، جملة املستقبل "الدميقراطية وحقوق اإلنسان يف الوطن العريب "ملف ضمن"املعاصر

.1983، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت، 4العريب، العدد

ة فاروق اية اليوتوبيا ، السياسة والثقافة يف زمن الالمباالة ، ترمج : راسل جاكويب .2001، الكويت ، مايو ، 269عبد القادر، عامل املعرفة ، العدد

،2اإليديولوجيا و الفلسفة، جملة الفكر املعاصر، بريوت، العدد : فاضل اجلمايل

1980. جملة مدارات فلسفية، اجلمعية ،"جون راولز"عند يف مفهوم العدالة، حممد هامشي

. 18، العدد، 2002الفلسفية املغربية،

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

257

العقالنية وإيديولوجيا التقنية يف املشروع الثقايف الغريب،جملة الفكر : مطاع صفدي .1981، 16العريب املعاصر، مركز اإلمناء القومي، العدد

جملة الثورة، مؤسسة الوحدة للطباعة والصحافة و النشر، : منذر شباين ،)ت.ب(.دمشق

رباغماتية ، جملة الطريق، بريوت، العدد حول مفهوم احلقيقة يف الفلسفة ال :منري العاين .1980السادس،

ومفهوم الدولة احملايدة، جملة املستقبل العريب، ةالليربالي_الدميقراطية: سعيد زيداين .1994، 279العدد

.1990، 135 العدإطاللة علي الدميقراطية الليربالية، املستقبل العريب،:ــــــ

:ـ باللغة األجنبية

Aron (R): L’idéologie, Revue recherches philosophique, VI, 1977. Carter (J) : Palestine, Peace not Apartheid, 2006. Garcin (T) : Revue Française de Géopolitique N2, (Les frontières de

la barbarie), PUF, Marne- la vallée, Mai 2002.

Dumont (L) : Le concept moderne de l’individu, Revue Esprit, Paris, Février, 1978.

___________: Revue, Esprit, Essais sur L’individualisme, Paris, Mars,

1975.

HAMMANA Boukhari : La pensée de Charles Sanders Peirce dans le Monde arabe d’aujourd’hui (conférence donnée à L’université de Harvard, 1989, USA) et publiée

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

258

dans plusieurs revues dont la revue Algérienne de philosophie, n°1, Algérie, 1997.

Lalaoui (A): Société, culture et technologie dans le Maghreb

Annales de l’université d’Oran, Numéro spécial,

4,1997.

Lemoine (M) : Le Monde Diplomatique, Mai, 2003. Saïd ( Ed): L’autre L’Amérique, le Monde diplomatique, Mars,2003.

----------- : L’humanisme, dernier rempart contre la barbarie, le

monde diplomatique, Septembre, 2003.

________:L’autre Amérique, Le monde diplomatique, Mais, 2003.

Salomon (R.H) et Nagel Quesnney : American Negotiating

Behavior, United States Institute of Peace, 2010, in

Le monde diplomatique, Avril, 2011.

اجلرائد ـ

.1967القاهرة، من أعداد مارس . جريدة األهرام

Baudrillard (J): Les violences de la mondialisation, in journal le

Monde, Paris, 23 Janvier, 2004.

Haaretz ( journal) :Chomsky (N) : Traitor and Enemy of the People,

Israel,18mai2010.09.01. Cypel (S): Edward Saïd, Un homme honnête, in Le quotidien

d’Oran, 28 Septembre 2003.

قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع قائمة المصادر والمراجع

259

La religion, sujet d’avenir, journal le monde, Paris, 5 Mai 2006.

فهرس املوضوعات

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

الفهرس مقدمة

55_1.........)..........................العقيدة والحقيقة(اإليديولوجيا و الفلسفة : الفصل األول

3_2........................................................................................................تقدمي

I.5_3............................................................................اإليديولوجيا، املصطلح واملفهوم

8_5..................................................................................ديولوجياتعريف اإلي )1

i.8_6................................................................................اإليديولوجيا و اليوتوبيا

30_9............................................................مناذج من تعريف اإليديولوجيا و اليوتوبيا )2

31.........................................................................اإليديولوجيا واملعارف اإلنسانية )3

33_31...............................................................................اإليديولوجيا والعلم )4

33..................................................................................اإليديولوجيا والفلسفة )5

II. 36_33............................................................................................ الفلسفة

36_33...................................................................................تعريف الفلسفة )1

39_36.......................................................................الفلسفة والعلم والدميقراطية )2

45_40...........................................................................الفلسفة و اإليديولوجيا )3

46.........................................................االلتقاء و االختالف بني الفلسفة و اإليديولوجيا )4

46................................................................................................اإلجيابيات.أ

47_46.........................................................................................السلبيات.ب

54_47...........................................................تقارب و تباعد: اإليديولوجيا والفلسفة _

114ـ 56................................)......املعرفة والعمل(الليرباليــة و الرباغماتيـة :الفصـل الثانـي

I.68_56.............................................................................................الليربالية

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

262

58_57)..............................................................................اللغة( الليربالية، الكلمة.أ

59_58.....................................................................................التعريف واملفهوم.ب

65_60.............................................................................الليربالية،اجلذور والتاريخ.ج

67_65....................................................................................األسس واألهداف.د

68..........................................................................................خصائص الليربالية.ه

70_68............................................................................................اإلجيابيات.أ

72_70..........................................................................................السلبيات.ب

72..........................................................................................مشكل الليربالية_

II. 114_73.....................................................................................يةالرباغمات

76_74..................................................................واملصطلح) اللغة(الرباغماتية، الكلمة .أ

77................................................................................الرباغماتية،اجلذور والتاريخ.ب

78_77.........................................................................الرباغماتية،التعريف و املفهوم.ج

86_79...............................................................................................اجلذور.د

98_87.....................................................الرباغماتية و نظرية املعرفة عند شارل سندرز بريس.ه

104_98.....................................................ازدواجية املنهج أو الطريق إيل احلقيقة عند بورس.و

107_104.........................................................................نقد الرباغماتية البريساوية .ز

114_108..........................................................................بني الليربالية والرباغماتية.ح

109_108...............................................................................االجيابيات املشتركة.أ

114_109.........................................................................................السلبيات.ب

)املصاحلة الصعبة(الليربالية و الرباغماتية بني الفردانية والدميقراطية والدولة الفصل الثالث

I.تمع الل125_116.........................................................................يربايلمن خصائص ا

.121_117.........................................................................................الفردانية .1

119_117.....................................................................................املصطلح واملعين.أ

120_119............................................................................................التفرد.ب

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

263

121_120....................................................................................أشكال الفردانية.ج

125_121.............................................................................التطور التارخيي للفردانية. 2

122_121............................................................................الفردانية يف العصور القدمية.أ

122............................................................................................اليونان و الفردانية.ب

123_122...................................................................................املسيحية و الفردانية.ج

124_123....................................................................................اإلسالم و الفردانية.د

125_124...........................................................................الفردانية يف العصور احلديثة .ه

.II131_125....................................................................................متطلبات الفردانية

127_125......................................................................................احلرية و الفردانية.أ

130_127......................................................................................الفردانية والدولة.ب

131_130............................................يح االجتماعي والسياسي للفردانية وملتطلبااحماوالت التصح.ج

III.163_132................................................... الرباغماتية بني الفردانية والدميقراطية والدولة

163_132............................................................................الفردانية و التعددية الفوضوية.أ

164.......................................................................................الرباغماتية واحلرية الفردية.ب

165.................................................................................... ........الرباغماتية والدولة .ج

)حبثا عن إنسانية أمريكية جديدة(أمريكا ومرآتـــــها املكسورة : الفصل الرابع

I. 162ـ159............................................................................الواليات املتحدة األمريكية.

168_167................................................................................................اجلغرافيا.أ

170_168.................................................................................................التاريخ.ب

.170.........................................................................................................الثقافة .ج

177_171............................... ........................................................املرآة املكسورة .1

.II178.....................................................................................اإلنسانية األمريكية املفقودة

184_178........................................................................ناعوم تشومسكي املثقف املنشق .1

179_178...................................................................................................حياته.أ

181_179..................................................................................................مؤلفاته.ب

184_181............................................................................................املثقف املنشق .ج

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

264

192_185.........................................................................................ادوارد سعيد .2

185..........................................................................................................حياته .أ

187_186.................................................................................................مؤلفاته.ب

192_188...........................................................................أمريكا األخرى: ادوارد سعيد.ج

193............................................................................................حممد حسني هيكل.3

193..........................................................................................................حياته.أ

187_186...............................................................................................مؤلفاته .ب

192_195......................................................................................... حنن و أمريكا.ج

197...................................................................اإلمرباطورية األمريكية واإلغارة علي العراق.4

IV.208_198......................................................................وباما أو احبث عن إنسانية أمريكيةأ

229_210...........................................العامل العريب بني الليرباليـة و الرباغماتيـة :الفصـل اخلامـس

I.210....................................................................................الليربالية و الرباغماتية اليوم

210.....................................................................املثقفون األمريكيون والليربالية و الرباغماتية .1

211_210.........................................................املؤكدون الستمرار لدورمها يف أمريكا وخارجها .أ

211.......................................................املثقفون املهونون من دور كل من الليربالية و الرباغماتية .ب

.II212...............................................................................العرب والليربالية و الرباغماتية

212.....................................................................................موقف العرب من الليربالية.1

214_213................................................................................العرب املؤيدون لليربالية .أ

215_214........................................................................العرب املتحفظني إزاء الليربالية .ب

218_215.....................................................................................الشيخ حممد املبارك)1

218_217...............................................................................................امللكية_

219.....................................................................اقتصاد اتمع اإلسالمي: حممد باقر الصدر )2

220_219....................................................................خصائص النظام االقتصادي اإلسالمي .أ

224_221)..................................................العريب(الرباغماتية فلسفة املستقبل : زكي جنيب حممود )3

224....................................................................................................املعارضون.ج

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

265

229_224..............................................................................عبد الوهاب املستريي.1

اخلامتة

.فهرس األعالم .1

فهرس املصطلحات .2

فهرس املصادر واملراجع .3

0املصادر باللغة العربية واألجنبية .أ

القواميس .ب

الدوريات .ج

اجلرائد .د

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

266