مؤتة جامعة العليا الدراسات كلية

الشعرية اللغة جماليات عيسى راشد ديوان في دراسة

الطالبة إعداد المراحلة حمد شهيرة

إشراف

الرواشدة سامح الدكتور األستاذ المشارك المشرف

الرفوع خليل الدكتور األستاذ

العليـا الدراسـات كلية إلى مقدمة رسالة الماجستير درجة على الحصول لمتطلبات استكمالا وآدابـها العربية اللغة قسم والنقد األدب في

2015، مؤتة جامعة

عبراآلراء الواردة في الرسالة الجامعية ال ت بالضرورة عن وجهة نظر جامعة مؤتة

ii

أ

اإلهداء

.لحظة تفارقني لم التي الروح إلى اهللا رحمه والدي روح ىإل

.عمرها في اهللا أطال الصابرة أمي إلى .الحبيب زوجي إلى

.وسوزان ونبراس، ومحمود، يزيد، أوالدي، حياتي نور إلى

المراحلة شهيرة

ب

والتقدير الشكر

هـذه لي أتم ما وعلى الرسالة، هذه لي أتم ما على الشكر له الذي هللا الحمد على الشكر وحده وله به، يحل ما على عبده يعين الذي وحده فهو العلمية، المسيرة . وامتنانه توفيقه

سـامح : الـدكتور األستاذ الرسالة هذه على ومشرفي ألستاذي تاليا والشكر والهيئـة األمثـل، الصورة على الدراسة هذه إخراج في به ساهم ما على الرواشدة علـى الجزيل الشكر فله معروف، في قصر وما جهدا، جهده من ادخر فما األكمل،

الجزاء خير يجزيه أن القدير العزيز اهللا أسأل وإني ومساعدة، عون من به تكرم ما . معي جهد من بذله ما على

هيئـة أعـضاء األجـالء والعلماء الكرام، األساتذة اشكر أن يفوتني ال كماـ وتنقيحهـا، الرسالة هذه قراءة عناء من كابدوه ما على المناقشة علـى اوإخراجه إذ اهتمـامي، ومكان عنايتي، محط ستكون ملحوظاتهم أن شك فال الصحيح، وجهها

. صورة أكمل على الدراسة هذه تخرج أن عندي بمكان األهمية من على جميعا قلوبنا إلى الحبيبة مؤتة لجامعة الجزيل بالشكر أتقدم فإني وأخيرا

.الكرام أساتذتها أيدي على فيها اتتلمذن ما وعلى والمعرفة، العلم من فيها نهلنا ما

المراحلة شهيرة

ج

المحتويات فهرس المحتوى الصفحة اإلهداء أ

والتقدير الشكر ب

المحتويات فهرس ج

العربية باللغة الملخص هـ

اإلنجليزية باللغة الملخص و المقدمة 1 المدخل 5 الشعري المعجم جماليات: األول الفصل 16 لداللية الحقول ا1.1 17 حقل المرأة1.1.1 18 حقل الوطن2.1.1 26 حقل الحب3.1.1 30 حقل الطبيعة4.1.1 33 المفردات شعرية 2.1 36 والعمودي األفقي االختيار محور 3.1 36 االنزياح جماليات: الثاني الفصل 46 اإلسنادي االنزياح 1.2 48 "والنعوت اإلضافة "الداللية المعجمية المصاحبات انزياح 2.2 65 التركيبي االنزياح 3.2 72 المفارقة جماليات: الثالث الفصل 80 عنوانا المفارقة 1.3 83 القصيدة وبنية المفارقة 2.3 86

كامال نصا المفارقة 3.3 1 10

د

التناص جماليات: الرابع الفصل 107 والبناء التناص 1.4 109 النص بنية ةسالم 1.1.4 109 النص بنية تكسير 2.1.4 116 واإليقاع التناص 2.4 126 الوزن في اإليقاعي التناص 3.4 127 القافية في اإليقاعي التناص 4.4 130 الخاتمة 133 والمراجع المصادر ثبت 136

ه

الملخص الشعرية اللغة جماليات

عيسى راشد ديوان في دراسة المراحلة حمد شهيرة م2015 تة،مؤ جامعة

األردن شعراء أبرز من واحد عند الشعرية اللغة جماليات عن الحديث الدراسة هذه تتناول الشعرية، اللغة هذه دراسة أهمية من انطالقا وذلك عيسى، راشد الشاعر وهو أال المعاصرين،

على عالوة الشعرية، عناصره في تظهر التي الداخلية الشاعر مكنونات إلى للوصول ومحاولة . لديه الشعرية عناصر خالل من عيسى راشد الشاعر لدى الجمالي المكون طبيعة في التعمق

: اآلتية الفصول في تبحث الدراسة هذه فإن هنا ومن دراسة في ذلك ألهمية وذلك وحدودها، مفهومها حيث من الشعرية فكرة ويتناول: المدخل

. عيسى راشد الشاعر لدى الشعرية المالمح في البحث خالل من وذلك الشعري، المعجم جماليات عن الحديث ويتناول: األول الفصل

المفردات شعرية في والبحث الداللية، الحقول جوانب في المختلفة، الكالم وحدات بين العالقات عناصر خلق في دورها المعجمية العناصر لهذه فإن والعمودي، األفقي االختيار حيث من

. الشاعر لدى الشعرية صور ألبرز عرض خالل من وذلك االنزياح، جماليات عن الحديث تناول الثاني الفصل

الشاعر، بينها واءم التي الالمألوفة العالقات تلك وبيان واإلسنادي، والداللي، التركيبي، االنزياح . الشاعر ندع الشعرية الصورة فنية إلى للوصول مألوفة، الال العالقات تلك مكونات وتوضيح

عن الحديث خالل من وذلك الشعرية، المفارقة جماليات عن الحديث تناول: الثالث الفصل ثم ومن كامال، الشعري النص على مهيمنة تكون حين والمفارقة العناوين، في المفارقة تلك شكل

تلك يةألهم توضيحا الفصل هذا تناول كما القصيدة، ببنية وعالقتها المفارقة عن الحديث التي الشعرية النماذج من عددا البحث وتناول الشاعر، لدى الشعرية الصورة خلق في المفارقة

. الشاعر لدى المفارقة أنماط من نمطا تمثل ببنية الشعرية اآللية هذه وعالقة التناص، جماليات عن الحديث فتناول: الرابع الفصل أما

دور عن الحديث ثم ومن البنية، تلك تكسير أو ألدبي،ا النص بنية على اإلبقاء حيث من النص .والخارجية الداخلية اإليقاعات خلق في الموسيقي التناص

و

Abstract The aesthetics of poetic languageStudy in the writings of Rashid Al

Issa Shaheera Hamad Al-Marahleh

Mu'tah University, 2015 This study deals with the aesthetics of poetic language for one of the

most prominent and contemporary poets of Jordan's, namely the poet Rashid Al Issa, due to the importance of studying this poetic language, and trying to getting to the internal secrets of the poet that appear in his elements of poetry, as well as going deeper into the nature of the aesthetic component of the poet Rashid Al Issa through the poetic elements that he has.

Hence, this study examines the following chapters: The entrance deals with the idea of poetry in terms of its concepts

and borders due to the importance of that in the study of poetry features for the poet Rashid Al Issa.

The first Chapter deals with the aesthetics of poetic lexicon through research in the relationships between the different units of speech, in the aspects of the semantic field, and the research in the poetic vocabulary in terms of the horizontal and vertical selection, since these new lexical elements have their role in creating the poetic elements of the poet.

The second Chapter deals with the aesthetics of displacement, through the presentation of the most prominent images of structural, semantic, and referential displacement and demonstrating those unfamiliar relationships that the poet matched, as well as clarifying the components of those non-familiar relationships in order to gain access to technical poetic image of the poet.

The third chapter talks about the aesthetics of the paradox of poetry, by talking about the form of that paradox in the titles, and the paradox when it is dominant on the poetic text in total, and then there was a discussion about the paradox and its relationship to the structure of the poem.This chapter also dealt with an explanation of the importance of such paradox in creating the poetic image of the poet. The research addressed a number of poetic models that represent a certain style of paradox of the poet.

The fourth chapter addressed the aesthetics of intertextuality, and the relationship of this poetic mechanism with the structure of the text in terms of maintaining the structure of the literary text, or breaking that structure, and then talking about the role of musical intertextuality in creating the internal and external rhythms.

1

: لمقدمةا ما وتسجل أحداثها، فيه تحفظ الذي ديوانها ليكون العربية األمة في الشعر نشأ

تقـود غنائية موسيقى من الشعر به امتاز ما على عالوة فيه، وقائع من معها يجري اليوميـة، حياتهم في إنجازات من حققوه بما والطرب باألمجاد، التغني إلى العرب وهـو عظام، ووقائع جسام، أحداث من العربية األمة عرفته لما كبير سجل فالشعر بـد ال وكـان والنفسية، العاطفية األزمات عليهم اشتدت إذا به يلوذون الذي مالذهم الشاعر كان فقد كله هذا على وزيادة وحسرات، هموم من يعيشه ما يصف أن للمرء

وتحتفل الطبول، تدق العربية القبائل كانت إذ العربي، المجتمع لدى كبيرة حظوة ذا . ذكرهم ويخلد بأمجادهم، يقول شاعر لديها نبغ ما إذا

مـا سوى لها، المتتبع لدى المعالم واضحة تكون تكاد العربي الشعر ومسيرة الضبابية وتلك الغموض هذا أن غير والضبابية، الغموض من نواحيها بعض يكتنف

مـن اكتنفهـا بما الشعرية مسيرةال هذه تتبع أمام صلبا وسدا منيعا، حاجزا تشكل ال جهـة، من العربية األدبية المنظومة داخل وتأثير تأثر من بها أحاط وما تطورات، . أخرى جهة من بها المحيطة األدبية والمنظومة

عبر المتتابع العربي الشعر حلقات من سبقها بما متصلة حلقة الحديث والشعر تلقفها التي والتأثرات التأثيرات من مزيج نواحيه بعض في وهو والعصور، القرون

الكبيـرة المكانـة ذو األدبي الفن هذا جذوة يشعلون وأخذوا المعاصرون، شعراؤنا مـن كثيـرة لموجات تعرض الحديث الشعر أن غير عامة، العرب لدى والمرموقة

ومنها والقوافي، كاألوزان الموسيقي بالجانب متصال كان ما منها الخارجي، التأثير اتـصلت وأخرى الشعر، عمود ومسألة للقصيدة العام الشكل بجانب متصال كان ما

عـالوة العشرين، القرن منتصف في التفعيلة شعر ظهر إذ الشكلية القصيدة بنواحي ثم ومن العالمي، األدب على واطالعهم الموسوعية، الشعراء ثقافة من كان ما على

أمكنهم ما قدر والتجديد أشعارهم، في العالمي األدب ذلك معالم بعض إبراز محاولة . وموضوعاتها العربية القصيدة هيكلية في ذلك باألحـداث الحافـل الـسجل هو إذ القدم، منذ العربي الشعر رسالة تختلف ولم

عصور سايرت التي األدبية الرساالت أقدس من وهو بالشاعر، تمر التي والحوادث

2

وجـسد عمومـا، الـشعراء جـسد من ينخلع ال الحديث فالشاعر المختلفة، العربية األدبي البناء ذلك أركان من وركن منهم، جزء هو بل خصوصا، المحدثين الشعراء . الفسيح

اإلطـالع أجـل من عندها الوقوف الباحثين من تستحق كثيرة عناصر وثمة عن تكشف شعرية نماذج تشكل أنها كما الحديث، العربي الشعر مسيرة طبيعة على

عمليـة ولكن ومعانيه، أشعاره منه يغترف الذي األدبي ومخزونه الشاعر اتمكنون أصـال التـي التقليديـة للطريقة مغايرا جانبا تأخذ الشعرية وأعماله الشاعر دراسة الشعر دراسة إن بل الشعرية، موضوعاتهم حسب وذلك الشعراء، دواوين بها نظمت واالطالع الموضوعية، القصيدة اتمكون عند الوقوف الباحث على تستوجب الحديث

الـشعراء، لـدى الـشعرية فـضاءات وبيان والعضوية، الموضوعية وحدتها على واإلطـالع المختلفة، واألدبية والشعبية الثقافية بالموروثات التأثر مواطن وتوضيح

في نفسه الشاعر طريقة توضيح كله ذلك على وزيادة الشاعر، شعرية مستوى على . شعره في المتعددة االنزياح نواحي وإظهار المختلفة، والصور المعانيو اللغة تناول

معاصـرا أردنيا شاعرا لتتناول هذه دراستي جاءت فقد كله هذا من وانطالقا للهم المالمسة وموضوعاته الخالقة، اإلبداعية وصوره النفاذة، الشعرية بروحه امتاز . عيسى دراش الشاعر وهو خاصة، والشعري عامة األدبي

واالنزيـاح الـشعرية مالمـح عن تكشف أنها في الدراسة هذه أهمية تتمثل أدبنـا في المعاصرين الشعراء أبرز من واحد شعر في المعجمي والتناسق والتناص العـرب الشعراء حلقات من حلقة يمثل وهو عامة، العربي واألدب خاصة، األردني

أعماق إلى الوصول ومحاولة الشعري، النص وراء ما اكتناه عما عالوة المترابطة، . الظاهرة السطحية العناصر خالل من المعنى

: اآلتية األسئلة على تجيب أن تحاول أنها في الدراسة مشكلة وتتمثل عيسى؟ راشد شعر في المعجمية العالقات طبيعة هي ما ـ شعره؟ في االنزياح نواحي أبرز ما ـ التناص؟ تقنية خالل من الثقافية تبالموروثا الشاعر تأثر كان كيف ـ شعره؟ في النفاذة الشعرية عناصر ما ـ

3

كمـا عيسى، راشد شعر في الشعرية مستويات إبراز إلى الدراسة هذه وتهدف مالمـح عـن الكـشف على عالوة والتقصي، بالبحث الشعري معجمه تتناول أنها

ذلك على وزيادة الشاعر، لدى ودوافعه االنزياح ذلك تأثير وما شعره، في االنزياح وإمكانيـة الـشاعر، لدى الثقافية الموروثات طبيعة عن لنا تكشف الدراسة هذه فإن

. بالتناص الحديث أدبنا في يعرف مما بها، والتأثر الموروثات هذه توظيف التحليلـي الوصفي بالمنهج يتلخص الدراسة هذه تتبعه الذي المنهج فإن هنا ومن

حـصلت التـي االستقرائية المالحظات عناصر تحليل في التعمق أساس على القائم االعتبـار بعين األخذ مع عيسى، راشد الشاعر دواوين في قراءاتي خالل من عليها

عمليـة فـي تـساعد أن شأنها من التي األخرى البحثية المناهج بعض إلى اللجوء . االجتماعي والمنهج الجمالي، كالمنهج التحليل

: يلي ما إلى الدراسة قسمت فقد هنا ومن وهـدفها، وأسـئلتها، وأهميتهـا، الدراسة، عنوان عن الحديث وتتناول: المقدمة

. سيرها لمخطط وبيان فيها، المتبع والمنهج ذلـك ألهمية وذلك وحدودها، مفهومها حيث من الشعرية فكرة ويتناول: المدخل . عيسى راشد الشاعر لدى الشعرية المالمح دراسة في

خـالل من وذلك الشعري، المعجم جماليات عن الحديث ويتناول: األول الفصل والبحث الداللية، الحقول جوانب في المختلفة، الكالم وحدات بين العالقات في البحث

. والعمودي األفقي االختيار حيث من المفردات شعرية في خـالل مـن وذلـك االنزياح، الياتجم عن الحديث تناول فقد الثاني الفصل أما

راشـد أشـعار فـي واإلسنادي والداللي، التركيبي، االنزياح صور ألبرز عرض . عيسى

خالل من وذلك الشعرية، المفارقة جماليات عن الحديث فتناول: الثالث الفصل أما النص على مهيمنة تكون حين والمفارقة العناوين، في المفارقة تلك شكل عن الحديث

. القصيدة ببنية وعالقتها المفارقة عن الحديث ثم ومن كامال، لشعريا

4

اآلليـة هـذه وعالقـة التناص، جماليات عن الحديث فتناول: الرابع الفصل أما البنية، تلك تكسير أو األدبي، النص بنية على اإلبقاء حيث من النص ببنية الشعرية

. والخارجية الداخلية اإليقاعات قخل في الموسيقي التناص دور عن الحديث ثم ومن . الموضوع تناولت التي والمراجع للمصادر وثبت بخاتمة الدراسة وأتبعت تعتمد المعاصرين األردن شعراء ألمع من شاعرا تتناول كهذه دراسة أن شك وال

شخـصيا، الشاعر هذا مقابلة من استفدت كما الشعرية، دواوينه على كبيرا اعتمادا كثيرا تعين التي الداخلية مكنوناته ومعرفة الشعرية، شخصيته قراءة في ساعدني مما . الشعري النص فهم في وأسـأله والبركـة، النفع الدراسة هذه في يكتب أن القيوم الحي اهللا أسأل وأخيرا

. العالمين رب هللا والحمد حسناتي، ميزان في يتقبلها أن تعالى

5

:مدخل راشـد الشاعر عند الشعرية اللغة جماليات عن بالحديث أشرع أن قبل لي بد ال

في ظهر كمنهج بالشعرية تتعلق التي النظرية األمور بعض أتبين أن لي بد ال عيسى عـن سينصب المدخل هذا في الحديث فإن لذا األخيرة، العقود في األدبية الدراسات . وحدودها مفهومها حيث من الشعرية

وهـذا البنيـوي، المنهج وهو آخر أدبي منهج بعد األدب إلى الشعرية ءتجا لقد أن إلـى والنقـاد البـاحثين دفعت علمية أسس على قام ـ الشعرية أي ـ المنهج

منـذ توالت التي اإلخفاقات بعد النقدية الدراسات حقل في التفاؤل من شيء يرمقمهم الناقـد خالله من يستطيع لمتكام علمي منهج إلى الوصول حول عشر التاسع القرن

مقدرتـه علـى عـالوة ناحيـة، من األدبية، النصوص تجاه محددا موقفا يقف أن التي األدبية النصوص لتلك النقدية نظرته في إليها يحتكم علمية أسس إلى للوصول . )1(علميا نقدا نقدها إلى يتشوف : الشعرية مفهوم

أم العربيـة منهـا سواء األدبية األوساط في كبيرا جدال المصطلح هذا أثار لقد إلـى والوصـول مفهومـه، وبيان المصطلح، تحديد نواحي في خصوصا الغربية، مـن بعضا سنورد كنا وإن عموما، للجدل مثير مصطلح فهو ،)2(تحدده التي اآلليات

. الشعرية ميدان في العلماء ذكرها التي المفاهيم تلك تعريفـا يـضع أن قبل ونجده الشعرية، عن المتحدثين أبرز من طودوروف يعد

يبـين فهو الشعرية، مفهوم في تؤثر التي العامة الرؤية من ينطلق المفهوم لهذا دقيقا للدراسـات عامـة رؤيـة من ننطلق أن علينا فإن الشعرية نفهم أن نريد حين أننا

علـى عالوة الشعرية، تحديد في المهمة العناصر تمثل العامة الرؤية وهذه األدبية، فهو: األول االتجاه أما ألدبي،ا النص إلى النظرة يمثالن اتجاهين هناك أن يبين أنه

نـسميه أن لنا يمكن ما وهو عنه، المعرفة لتحصيل كافيا ذاته األدبي النص أن يرى

ن القراءة للجميع، القاهرة نظريات معاصرة، مكتبة األسرة، مهرجا). ت.د(عصفور، جابر ) 1( . 220 ـ 219: ـ مصر، ص

. 21: لمسبار في النقد، اتحاد الكتاب العرب، الطبعة األولى، صا). م2003(جمعة، حسين ) 2(

6

تجليـا إال هو ما األدبي النص أن يرى فهو: الثاني االتجاه أما التفسير، أو بالتأويل، الجتماعا وعلم النفس، علم نواحي في يبحث االتجاه هذا فإن هنا ومن مجردة، لبنية التـضاد على يقومان ال عموما االتجاهان وهذان ذاته، األدبي النص عناصر داخل

. )1(متوازيا موقفا األدبي العمل من يقفان فهما جمعهما، يمكن بل بينهما، في مهمين عنصرين هناك أن لنا يبين أن يريد السابق كالمه في طودوروف إن

آخر وعنصر ذاته، األدبي العمل يتعدى ال داخلي عنصر األدبي، العمل بنية تشكيل األخـرى العلوم من بغيره األدب تأثر طبيعة عن ناتج وهو األدب، جسم عن خارج تماما لنا يبين أن قبل بها يأتي أن أراد المقدمة وهذه االجتماع، وعلم النفس علم مثل

حـدا فوضـعت الـشعرية، وجاءت : "يقول إذ وذلك هو، يراه كما الشعرية مفهوم وهـي األدبية، الدراسات حقل في والعلم، التأويل بين النحو هذا على القائم للتوازي القـوانين معرفة إلى بل المعنى، تسمية إلى تسعى ال النوعية األعمال تأويل بخالف الـنفس علـم هي التي العلوم هذه بخالف ولكنها عمل، كل والدة تنظم التي العامة مقاربة إذن فالشعرية ذاته، األدب داخل القوانين هذه عن تبحث الخ، االجتماع، وعلم . )2("نفسه اآلن في وباطنية مجردة، لألدب

وضعت التي وهي نفسه، األدبي للعمل مقاربة فإنها السابق الشعرية مفهوم ووفق التي العامة القوانين تلك عن باحثة وهي السابقين، االتجاهين بين التوازي لذلك حدا أخـرى علوم ضمن القوانين تلك عن البحث تحاول وال األدبية، األعمال والدة تنظم إلـى تـسعى هـي بل قبل، من عليه الحال كان كما االجتماع، وعلم لنفس،ا كعلم

. نفسه األدبي العمل من القوانين تلك إلى الوصول الـشعر أن وبـين نفسه، الشعر بمفهوم الشعرية مفهوم ربط فقد كوين جون أما

اإلطار هذا ضمن الشعرية ودور وافتنان، لغوي وسحر ثابتة، كامنة طاقة عن عبارة تسعى إذن فالشعرية االفتنان، وذلك الكامنة، الطاقة هذه أسرار عن الكشف في يتمثل

شكري المبخوت، ورجاء بن سالمة، : الشعرية، ترجمة). م1987(طودوروف، تزفيطان ) 1(

. 20: ر البيضاء ـ المغرب، الطبعة األولى، صدار توبقال للنشر والتوزيع، الدا

. 23: الشعرية، ص. طودوروف) 2(

7

األدبيـة والنـصوص األدبيـة األعمال تفرق التي الالنهائية الفروق تلك إيجاد إلى . )1(الالنهائية الفروق تلك أسرار إلى التوصل محاولة ثم ومن بعض، عن بعضها

: اآلتية األسس على للشعرية السابق تعريفه في طوين ارتكز لقد هـذين بـين الفـصل يمكـن ال فإنه وعموما والشعرية، الشعر بين ربط: أوال

. الشعرية العملية في انومتشارك متداخالن فهما العنصرين، التـي واألسرار الميزات تلك بإيجاد مرتبط الشعرية في البحث ميدان جعل: ثانيا

. سواها دون الشعرية اللغة جماليات بها تمتاز والفـروق والـسمات المحددات من مجموعة هناك أن كوين جون افترض: ثالثا وهنـا األدبية، غير النصوص نم سواه عن أدبي نص أو أدبي عمل كل تميز التي األدبيـة، األعمـال بين الفروق تلك عن البحث تحاول أنها في الشعرية دور يبرز . الفروق تلك أسرار وبيان

تعريـف مـع التقـارب من شيء فيه" كوين "لدى الشعرية تعريف فإن وعموما ـ ذاتها هي" طودوروف "إليها أشار التي القوانين فتلك ،"طودوروف" التـي راراألس

ما فوفق وبيانها، األسرار تلك إيجاد على قائم الشعرية أساس أن وبين" كوين "ذكرها أسـراره ذاتهـا هي األدبي العمل والدة تحكم التي القوانين فإن الدراسة حسب أراه

". كوين "إليها يشير التي السحرية به يرتبط وما شعرال معنى نوضح أن نريد حين أننا يبين فإنه ياكبسون رومان أما الكـالم هـو وما الشعر، هو ما نحدد أن علينا فإن مثال كالشعرية أخرى علوم من

هو مما الشعر ما يتبين أن الباحث على أي الشعري، غير الكالم مقابل في الشعري كما دقيقا تحديدا الشعري الكالم نحدد أن لنا يمكن ال فإنه األيام هذه وفي شعرا، ليس كانـت العصر ذلك ففي الرومنسي، أو الكالسيكي العصر في مثال الحال عليه كان

والحديقـة، فـالقمر، معقـول، قدر إلى محددة الشعري الترابط ذات الموضوعات يأخـذها شـعرية أدوات كلها هذه والوردة، المتدفق، والماء والصخور، والبحيرة،

أحمد درويش، دار غريب : ترجمة وتقديم وتعليقالنظرية الشعرية،). ت.د(كوين، جون ) 1(

. 259: ، ص2: للطباعة والنشر، القاهرة ـ مصر، ج

8

مقيدا يعد لم العصر اهذ في الشاعر أن غير الشعري، عمله ضمن ويوظفها الشاعر، اليـسير مـن ليس فإنه هنا ومن بشعريتها، تتسم التي الكالسيكية الموضوعات بتلك

. )1(شعرا ليس مما الشعري بالكالم المقصود ما تحديد معنـى نتبـين أن قبل الشعرية بتعريف القول يرى ال ياكبسون رومان فإن إذن

داخـل سـواها وما الشعرية بين العالقات تلك بيان ثم ومن شعرا، ليس مما الشعر بيان في المعقول الحد إلى واضحا ليس السابق ياكبسون كالم أن غير األدبي، العمل . عنده الشعرية مفهوم

وكيفيـة النفسية، بالعواطف ترتبط الشعرية أن يبين فإنه هيكل أحمد الدكتور أما ككـالم لهـا قيمـة ال تهجيـسات مجـرد ليست وأنها العواطف، هذه عن التعبير

أجزاء بين العضوية الوحدة بعناصر شعريته في األدبي العمل يربط كما الحشاشين، الـنفس، واطـف ع تحليل في قيل ما الشعرية : "كله ذلك مبينا يقول كلها، القصيدة إحـساسا الـنفس عواطـف تحس وجعلك أشعرك ما والشعر ... حركاتها ووصف الـشعرية، فالمعاني. الحشيش معاقري خياالت من خياال أو لغزا كان ما ال شديدا،

قيمـة إن ... عواطفه وعبارات نفسه وأحوال وتجاربه، وآراؤه المرء خواطر هي يعنـي ال الذي الشاعر ومثل... القصيدة عموضو وبين معناه، بين الصلة في البيت

التي الصورة أجزاء كل نصيب يجعل الذي النقاش مثل حقها، القصيدة وحدة بإعطاء . )2("واحد نصيبا الضوء من ينقشها

الشعري، التكوين إطار ضمن تدخل هيكل أحمد الدكتور عند العناصر هذه فجميع إلى الوصول يمكن خاللها من إذ الكالم، لذلك الشعرية في مؤثرة عناصر بذلك وهي

. الشعري األدبي العمل ذلك تحكم التي والقوانين المكونات واالصـطالحات عريفاتالت من كبير لقدر تعرض قد المصطلح هذا أن شك وال

كتابه في طاليس أرسطو هو عام بوجه المصطلح هذا استعمل من أول إن إذ كذلك،

محمد ولي، ومبارك حموز، الطبعة : قضايا الشعرية، ترجمة). م1988(ياكبسون، رومان ) 1( . 10 ـ 9: األولى، ص

تطور األدب الحديث في مصر، دار المعارف، القاهرة ). م1994(هيكل، أحمد عبد المقصود ) 2( . 156: ـ مصر، الطبعة السادسة، ص

9

المصطلحات، من لعدد ترجموه أنهم غير عنه، القدماء العرب أخذه ولقد الشعر، فن لتتغيـر تكن لم المتعددة القديمة المصطلحات وهذه بويطيقيا، ومنها الشعر، فن منها فـإن المصطلح، هذا ترجمة في اختلفوا القدماء النقاد أن فكما ،الحديث عصرنا في

إذ الفـن، لهـذا مستقر مصطلح إيجاد في اختلفوا قد أيضا والغربيين العرب النقاد هنا ومن يتبعه، الذي المنهج وطبيعة الناقد، طبيعة على بناء ومعانيه مفاهيمه تنوعت

تلـك بـين مـن مـثال فنجد عد،تبا اآلخر وبعضها تقارب المفاهيم هذه بعض فإن األدب، وعلـم واألدبيـة، والـشاعرية، اإلنشائية، بالشعرية الخاصة المصطلحات التـي المصطلحات من وغيرها وبويتيكيا، اإلبداعي، والفن النظم، وفن واإلبداعية،

. )1(الغربيين عند بعينه واحد معنى إلى تشير الـذي المنهج ذلك إلى تشير التي واحد، معرفي لحقل المتعددة المسميات هذه إن فـي تلتقي النقدي، الخطاب تحوالت في األولى الخطوة النصية المعالجات من اتخذ

يـرى كمـا الباحثة وترى األخرى، جوانبها بعض في فترقت كما الجوانب، بعض مفهـوم فـي والمـصطلحات المعـاني هذه نجمع أن بنا األولى من أن ناظم حسن

المـصطلح لهـذا المختلفة التراجم هذه في التكلف لهذا وجود وال واحد، مصطلحي مـسألة ال يزيـد علميـا جدال تخلق العديدة االجتراحات هذه إن: األول: هما لسببين النقدية الكتب من كثير في موجوديتها أثبتت شعرية لفظة إن: والثاني. وتعقيدا تشابكا . )2(المترجمة أو العربية منها سواء هذا بتوحيد تتعلق مسألة على يركز السابق كالمه في ناظم حسن الدكتور كان لقد

تلـك باستقـصاء عنـده يتعلق الذي وهو المفهوم، هذا توحيد هعلي وبناء المصطلح هويتـه إبـراز على والسيطرة نصه، إنتاج خاللها من المبدع استطاع التي القوانين

فـي مهمـة عناصـر تمثل المرتكزات هذه فجميع األدبية، الفرادة ومنحه الجمالية، الكالم طبيعة في باشرام تأثيرا تؤثر وجميعها الشاعر، لدى الشعرية الطبيعة تكوين

. الشعري

قارنة في األصول والمنهج، المؤسسة دراسة م: مفاهيم الشعرية). م2003(ناظم، حسن ) 1( . 16 ـ 15: العربية للدراسات والنشر، الطبعة األولى، ص

. 17: مفاهيم الشعرية، ص. ناظم: انظر) 2(

10

جدا، بعيد حد إلى بها ليصل الشعرية، مفهوم في توسع قد العلماء بعض ونجد بنـاء نظريته وبنى االنزياح، عن عبارة الشعرية عد الذي كوهن جان هؤالء ومن تحديـد فـي الفاصـلة هي الشكلية المادة أن واعتبر والنثر، الشعر بين الفرق على

وليس المصاغة اللغوية العناصر على اعتمد أنه أي الخطابية، المادة ليسو الشعرية، انزياحـا الشعر وعد المادة، تلك عنها تعبر التي والتصويرات الخطابية المادة على مبـدأ أو اللغة قواعد من قاعدة تخرق شعرية صورة فكل اللغة، وقوانين معايير عن كـل في العلماء عنها يتحدث التي البالغية للتصنيفات ذلك في قيمة وال مبادئها، من

كله، األدبي العمل في يتحقق أن الجمالي األثر على بل المفردة، الصور من صورة تصنيف خالله من يمكن الذي الموضوعي األساس عن البحث على شعريته وتستند اللغـة، عناصر من عنصرا يعالج علم عنده والشعرية تلك، أو الخانة هذه في النص

تفـسير عن عبارة وهي المحايثة عن بحثها في اللسانيات تشابه أن عليها يتوجبو قضايا تعالج األخيرة أن ناحية من اللسانيات عن تفترق أنها غير نفسها، باللغة اللغة . )1(فحسب اللغة أشكال من شكال تعالج الشعرية أن حين في عامة، اللغة

مفهومـه في توسع قد أنه لنا يظهر فإنه كوهن كالم من سبق ما خالل ومن علـى األدبي النص اشتمل ما فإذا والداللية، اللغوية باالنزياحات وربطها للشعرية،

هذه من خال كلما النص أن حين في بالشعرية، يتسم فإنه االنزياحية العناصر بعض بينـا كما واسع عام مفهوم وهذا الشعرية، عن كثيرا يبتعد فإنه االنزياحية العناصر

. قبل من والقوانين المالمح بتلك يتعلق الشعرية مفهوم أن إلى هنا أشير فإنني وعموما

أدبـي عمل إلى يصل كي المبدع استعملها والتي ألدبي،ا بالنص تتحكم التي العامة االنزياحات وطبيعة المعجمية، المفردات بين العالقة ضمنها يدخل بالشعرية، متصف

ذلـك تربط التي التناص عناصر على األدبي الخطاب واشتمال بالنص، تتحكم التي نفـسها لشاعرا أدوات على عالوة واألدبي، اللغوي التراث بعناصر األدبي الخطاب

محمد الولي ومحمد العمري، دار : شعرية، ترجمةبنية اللغة ال). م1986(كوهن، جان : انظر) 1(

. 28، 14، و8: توبقال، الدار البيضاء ـ المغرب، الطبعة األولى، ص

11

وتـسهم الشعرية، بطبيعة تتحكم والقوانين العناصر هذه كل واالفتنان، التصوير في . العام مفهومها خلق في

: الشعرية حدود التـي القوانين تلك إلى األولية مالمحه في يشير" الشعرية "المصطلح هذا إن حـد أول وإن وجـه، أتم على الشعرية قصيدته إخراج أجل من الشاعر يستخدمها

الذي الحد هو فالشعر نفسه، بالشعر يتمثل الشعرية إطار ضمن إليه نشير أن يمكننا تلـك عـن لتبحـث جاءت الشعرية أن قبل من كوين بين ولقد الشعرية، به سميت

إيجـاد أجل من مجيئها على عالوة وافتنانه، بسحره الشعر بها امتاز التي األسرار . )1(المختلفة وصالنص بين الالنهائية الفروق تلك

" ياكبـسون "أورده الذي الكالم ذلك الشعرية حدود من الحد هذا يؤكد ما وإن عنـده الكـالم فكان الشعر، عن بالحديث افتتحه إذ الشعرية، عن حديثه أوليات في

آخـر، شيء أي عن حديثه بلق الشعر لنا يبين أن فأراد" الشعر هو ما "عنوان تحت الشعراء يطرقها التي الموضوعات تلك خالل من الشعري الكالم طبيعة أيضا وبين للـشعر تام معنى إلى الوصول يمكننا ال أننا غير للشعر، المختلفة العصور تلك في . )2(بالضد يعرف الضد ألن شعرا، ليس هو بما الشعر مقابلتنا خالل من إال

ما وهذا منظوم، بأنه األدبية واألبحاث الدراسات قديم منذ الشعر عرف ولقد الشعرية على أطلقوا النقاد بعض فإن هنا ومن األدبية، األلوان من غيره عن يميزه

الكـالم، من المنظوم نع الحديث الفن هذا من القصد أن أي ،")3(النظم فن "مصطلح يتعلـق الوضـوح شـديد ملمح وهو الكالم، من المنظوم عليها يأتي التي الكيفية أو

. وثيقا ارتباطا بالشعر الشعرية بارتباط ال الـذي الحـد إلى وثيق بالشعرية الشعر ارتباط أن إلى هنا الباحثة وأشير

هنـا ومن قرينان، لشعريةوا فالشعر الشعرية، حدود من الحد هذا تجاهل معه يمكننا . بالشعرية المرتبط الشعري للحد المختصر التوضيح بهذا نكتفي فإننا

. 259: ، ص2: النظرية الشعرية، ج. كوين: انظر) 1(

. 9: ا الشعرية، صقضاي. ياكبسون) 2(

. 16: مفاهيم الشعرية، ص. ناظم) 3(

12

أي فحـسب؟ الشعر على مقصورة الشعرية هل: يقول تساؤال هناك أن غير الحـدود تلـك هـي ومـا األدب؟ ألـوان من غيره دون بالشعر محدودة هي هل

شعرية؟ رةعبا إلى للوصول النقاد وضعها التي والتفصيالت األخرى الحدود من كثير إلى أشاروا الشعرية حقل في بحثوا الذين النقاد إن

خاللهـا مـن يمكن التي شعريته، األدب تمنح التي الشعرية القوانين في تدخل التي أجـل مـن الناقد عنها يبحث التي القوانين لتلك العامة المالمح إلى نصل أن أيضا

النـصوص بدراسـة يكتفي ال ياكبسون رومان ذافه ما، نص شعرية إلى الوصول تلك إلى الناقد يتطلع أن من بد ال أنه إلى يشير إنه بل عام، بوجه األدبية أو الشعرية البحث إلى يسعى أنه أي نصه، في أثرها لبيان الشاعر بها مر التي الحياتية المالمح

كما عنده، لشعريةا عناصر إلى الوصول أجل من للكاتب الذاتية السيرة عناصر عن حـول المعلومات من كبيرا قدرا يمنحنا الكتاب من كاتب مذكرات على االطالع أن

حياتـه مراحـل فـي تنتثـر التي الثغرات تلك لنا ويبين الكاتب، ذلك حياة طبيعة حيـاة بناء فإعادة الكاتب، ذلك شعرية طبيعة كشف في يساعد الذي األمر المختلفة،

. )1(الشعرية مهارته كشف في كثيرا النقاد يساعد الكاتب المـنهج مالمح ببعض تذكرنا ياكبسون رومان إليها أشار التي الفكرة هذه إن التي المختلفة التطور مالمح على االطالع من بد ال إذ األدب، دراسة في التاريخي

يـذكره عمـا كثيـرا يختلف ال وهذا ،)2(األديب أو الكاتب حياة وفق األدب بها مر ال بل نفسه، األدبي النص دراسة حدود عند تقف ال الشعرية إن إذ هاهنا، ياكبسون

الخارجـة المؤثرات بعض ىإل والوصول النص، ذلك أعماق في الدخول من لها بد . ذاته النص شعرية في النص عن

إطار ضمن تدخل قد األدبي العمل جسم عن الخارجة العناصر هذه مثل وإن من للشعرية بد ال إذ الشعرية، لحدود بيانه في" طودوروف "إليه أشار الذي التأويل الكاتب خاللها نم يتحكم التي القوانين تلك إلى الوصول أجل من التفسير أو التأويل

. 12: قضايا الشعرية، ص. ياكبسون) 1(

مناهج البحث األدبي، دار الثقافة، القاهرة ـ مصر، الطبعة ). م1997(خليف، يوسف : انظر) 2( . 33: األولى، ص

13

أي إن إذ تكاملية، عالقة بامتياز هي بالتأويل الشعرية فعالقة األدبي، عمله بشعرية العمـل استبطان ناحية من بالتأويل مرتبطا يكون أن له بد ال للشعرية نظري تطبيق . )1(ذاته األدبي

ثـانوي عنـصر إال هو ما لتأويلبا االهتمام من" طودوروف "إليه يشير فما ال التـي المحددات من لعدد يخضع التأويلي العنصر وهذا األدبي، النص عن خارج العمـل عن خارج عنصر شك دون هو وإنما األدبي، العمل داخل منها كثير يدخل التأويـل عمليـة في كثيرا الناقد يساعد الشاعر حياة بناء فإن هنا ومن ذاته، األدبي . العمل ذلك تميز التي الشعرية قوانين إلى الوصول إلى خاللها من ىيسع التي

تخلفـه الـذي األثر وتبين جديد، من الشاعر حياة بناء عند الحال يقف وال بل آخر، جانب في ينقصها أو جانب في شعريته من يزيد مما حياته حوادث بعض النـصوص مـن رهاغي مع تتشابك التي النصية التقاطعات تلك إلى الحد إلى يصل

بالتنـاص، المحدثين النقاد عند عرف فيما بعيد، أو قريب عميق، تراث في األخرى من يستفيد أن أيضا له بد وال غيره، قريحة من يأخذ أن األديب أو للشاعر بد ال إذ

مـن النصية العناصر تلك من بعضا األدبي نصه فيضمن األدبية، اآلخرين تجارب . )2(سبقه من كالم

الجديـد النص ذلك يربط الذي العميقة الشعرية من جوا يخلق التناص وهذا خلـق األديب ستطاعا كيف إلى الوصول نحو بالناقد ويدفع القديمة، النصوص بتلك المستوى ذلك إلى يصل أن أجل من عليها سار التي واألسس والقوانين العناصر تلك . األدبي نصه بها يتسم التي الشعرية من

داخلـة هي أم الشعر؟ نواحي على مقتصرة الشعرية فهل أخرى ناحية ومن والنثر؟ الشعر إطار ضمن

القصد أن والعلماء الباحثين نصوص ضمن قراءاتها خالل من للباحثة يتبين إن إذ ذاته، بالشعر المنهج هذا ربط القصد وليس الشاعري، الكالم ذلك الشعرية من

. 24: الشعرية، ص. طودوروف) 1(

التناص الشعري قراءة أخرى لقضية السرقات، منشأة ). م1991(السعدني، مصطفى : نظرا) 2( . 78 ـ 77: المعارف، اإلسكندرية ـ مصر، الطبعة األولى، ص

14

القـصة شـعرية عـن بالبحث متمثال بعيدا حدا ليصل حدوده في يتسع المنهج هذا النقاد بعض أن كما الخطاب، وشعرية المسرح، وشعرية الرواية، وشعرية القصيرة،

بأكمله، الثقافي الخطاب يشمل حد إلى به وصلوا حتى الشعرية مفهوم في اتوسعو قد . )1(الجسد وشعرية المشاعر، وشعرية التفاصيل، وشعرية الحب، شعرية فهناك

التفـصيالت هـذه كافة لتشمل حدودها في تتسع الشعرية أن إلى يشير كله هذا تسعى بل بعينها، ناحية عند تقف ال فحدودها االجتماعية، حتى أو األدبية، أو الثقافية

. األدب صور لكفاة شامال علميا منهجا تكون ألن في كبيرا اعتمادا مداعت قد" كوهن "العالم أن سبق فيما الباحثة أوضحت ولقد

االنزياحات فهذه األدبي، النص لغة تدخل التي االنزياح مظاهر على للشعرية تعريفه األدبيـة، الدراسـة حقـل فـي الشعرية تشغلها التي الحدود لتلك اتساع إال هي ما

أو اللغوية العبارة هذه شعرية تظهر هنا ومن اللغوية، الطبيعة على خروج فاالنزياح . )2(تلك

تظهـر التي الجمالية الصورة حدود عند أيضا تقف ال الشعرية فإن هنا ومن االنزيـاح مظـاهر كافة تشمل إذ ذلك، في اتساعا أكثر هي بل الشعراء، كالم في

. التركيبي أم اإلسنادي، أم الداللي، منها سواء المختلفة، اللغوي في للشعرية العامة المالمح تلك توضيح إلى أسعى الدراسة هذه ضمن وإنني

مـن الشعرية اللغة في المعجمية العناصر إلى النظرة وتوظيف عيسى، راشد شعر األنمـاط متكاملـة شـعرية لغـة إلـى الوصول في العناصر هذه أهمية بيان أجل

وكيفية ية،الشعر المفردات واختيار الداللية، الحقول نواحي في خصوصا المعجمية، فـي االنزيـاح طبيعة عن المفصل الحديث على عالوة واألفقي، العمودي االختيار

والـداللي، والتركيبـي اإلسـنادي االنزياح نواحي في عيسى لراشد الشعرية اللغة بنية ضمن والمفارقة العنوان، في الشعرية اللغة في المفارقة جماليات عن والحديث فـي التناص جماليات عن بالحديث االنتهاء ثم ومن مال،كا نصا والمفارقة القصيدة،

األصول والمقوالت، دار الكتب : اتجاهات الشعرية الحديثة). م2008(إسكندر، يوسف ) 1(

. 9: العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ص

. 28: بنية اللغة الشعرية، ص. كوهن) 2(

15

الـشعرية، اللغـة جماليـات في وسالمتها النص بنية تكسير أثر وبيان النص، بناء راشد ديوان في الشعرية المكونات فهذه الشاعر، لدى اإليقاعي التناص عن والحديث

. الدراسة هذه ضمن عيسى

16

األول الفصل الشعري المعجم جماليات

شـاعر ولكل به، الخاص الشعري معجمه الشعراء من شاعر لكل أن شك ال

العالقـات مـن مجموعـة بينها يخلق فهو والكلمات، أللفاظا لهذه الخاصة نظرته وتنسج الشعري، لذاته الداخلي المكنون له تحقق أن شأنها من التي والداللية التركيبية

شعره كان وإال غيره، عن بها يتميز أن بد ال التي الشعرية لغته من كبيرا جزءا له . المبدعين الشعراء كيانات ضمن مميز كيان له وليس اآلخرون، يقوله لما ترديدا

قبحها، أو المفردة لجمال واضحة حدود هناك فليس الفنية الذوقية الناحية ومن أخطـأ وقـد الوضيع، واللفظ الشريف اللفظ بين فاصل حد هناك ليس آخر بلفظ أو قليـل واللفـظ وضيعا، االستعمال كثير اللفظ من جعلوا حين واألدباء العلماء ضبع

عـن وتميـز استعماله قل ما الشريف اللفظ أن إلى استنادا وذلك شريفا، االستعمال تلك، االستعمال بكثرة مبتذال فصار استعماله، ركر ما الوضيع واللفظ بندرته، غيره معـا، آن فـي وضيعا يكون وقد شريفا يكون قد ذاته فاللفظ خاطئ، المقياس وهذا في يوضع لم وإذا شريفا، كان السليم الصحيح موضعه في وضع إذا اللفظ أن وذلك

الـشريف لمفهـوم الصحيح المقياس هو فهذا وضيعا، كان السليم الصحيح موضعه . )1(المعجمية العناصر من والوضيع

والشاعر قبحها، أو اللفظة تلك جمال طبيعة يحدد نفسه الشاعر فإن هنا ومن والرونـق الجمال من مزيدا يمنحها أن فإما الكلمة، تلك موقع يختار الذي هو نفسه

والرونـق الجمـال أشكال كافة من ليةخا بسيطة وضيعة يجعلها أن وإما والشرف، .الشعري

لحديث، دار الفكر العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة في األدب ا). م2000(الدسوقي، عمر ) 1(

. 258: ، ص2: األولى، ج

17

راشـد عند الشعرية اللغة جماليات موضوع تتناول الدراسة هذه كانت وحين الشاعر عند وجمالياتها الشعرية اللغة تلك عن يلي فيما الحديث ينصب فسوف عيسى . عيسى راشد

: الداللية الحقول 1.1

فـي تتجمـع المتناثرة الكلمات أن اعتبار إلى الداللية الحقول نظرية تتشوف المـادة تلـك أشكال كافة تحته يجمع عاما إطارا الحقل هذا يمثل واحد، داللي حقل

الخبـرة مجـال عن يعبر المادة من كامل قطاع عن عبارة الداللي فالحقل اللغوية، عن يعبر الحقلي المجال هذا مترابط، متكامل لغوي قطاع من يتكون هو إذ اللغوية،

الـداللي الحقـل هذا ارتباط من بد وال معينة، خبرة أو فكرة، أو ما، لغوي ورتص والـضد بالمسبب، والسبب بالكل، الجزء كعالقة له، الناظمة العالقات من بمجموعة مع عناصره وارتباط الداللي الحقل عملية تنظم التي العالقات من ذلك وغير بالضد، . )1(بعضا بعضها

يميل فالذهن بحت، ذهني منطلق من تنطلق الداللي الحقل فكرة فإن وعموما فإن ثانية ناحية ومن بعضا، بعضها مع المترابطة واأللفاظ المفردات جمع إلى دائما يستطيع كي الذهن ينظمها التي العالقات من مجموعة تحمل المترابطة العناصر هذه إلـى دائما يسعى والذهن الداللي، الحقل إطار ضمن المتشابكة المنظومات تلك فهم

ضـمن وربطها بعضا، بعضها مع بعالقتها األلفاظ تنظم التي العالقات تلك اكتشاف . )2(واحدة لغوية عائلة

التـي الكلمات مجموعة جمع إلى تهدف الداللية الحقول نظرية فإن وعموما مجموعـة عـن والكـشف الواحـد، الداللي الحقل ضمن بعضا بعضها مع تترابط

ومـن للحقل، العام بالمفهوم كلمة كل وصلة خرى،باأل منها كل تصل التي العالقات

علم الداللة، دار عالم الكتب، القاهرة ـ مصر، الطبعة ). م1998 (عمر، أحمد مختار) 1( . 79: الخامسة، ص

اإلنجلو مكتبة القصاص، ومحمد الدواخلي، حميدال عبد ترجمة اللغة،). م1950 (ج فندريس،)2( . 333: ص األولى، الطبعة مصر، ـ القاهرة المصرية،

18

تنـضوي الذي الداللي بالحقل عالقتها فهم على يقوم معجمية مفردة أي فهم فإن ثم المعجميـة الوحدة تلك معها ترتبط التي المعجمية بالعناصر عالقتها ومعرفة تحته، . )1(ذاتها

الحقـول أن اعتبـار إلى تتوصل عيسى راشد ارأشع على عتاطل أن وبعد : اآلتية بالحقول تتلخص عنده تبرز التي الداللية

. المرأة حقل . 1 . الحب حقل . 2 . الوطن حقل . 3 . الطبيعة حقل . 4

بأنهـا تمتاز أنها غير عيسى، راشد شعر في حصرا ليست الداللية الحقول وهذه راشـد أشـعار فـي يقرأ قارئ أيما انتباه تلفت هافإن هنا ومن أشعاره، في األظهر : حدة على حقل كل عن سنتحدث يلي وفيما عيسى،

: المرأة حقل 1.1.1

الجـاهليين أشـعار في رأيناها فقد العربية، القصيدة في دائم حضور للمرأة الحـضور هـذا فاستمر الصور، من ذلك وغير وحبيبة، ومعشوقة، وعاذلة، الئمة، مـن حظـا بأقل العصر هذا شعراء يكن ولم المتتالية، العربي عرالش عصور عبر

العصر هذا أن خاصة بها، وعالقتهم المرأة، إلى نظرتهم في السابقة العصور شعراء الحبيبة هي تعد فلم المرأة، لتلك مبتكرة صور على مطلة ونوافذ جديدة أبوابا فتح قد

ذات اجتماعيـة أو سياسـية أطـر ضمن مكثفة رمزيات إلى تتحول قد بل فحسب، . الشاعر يعيشه الذي بالواقع عالقة

العـشيقة، وهـي الحبيبـة، فهي الصلة، وثيقة عالقة بالحب المرأة وعالقة وفقا الداللية الحقول هذه تتشابك فقد هنا ومن بالنساء، الحب مصطلح ارتبط ولطالما

. 80: علم الداللة، ص. عمر) 1(

19

خالل لنا سيظهر ما وهو الشعرية، القصيدة إطار ضمن المكثفة والرمزيات للمعاني . الداللية الحقول هذه عن حديثنا

حبيبـة فهي والمكونات، الرمزيات من عددا عيسى راشد عند المرأة وتأخذ : )1(يقول أخرى، تارة وأم تارة،

... حبيبتييد في القنديل تحمل العجوز أمي ألن

للغد وتستعد ... ةقبر مثل الحزين، المخيم شوارع في تفيق

األطفال تداعب تنام لكي عيونهم في تستريح حبيبتـي، : وهي الداللي، المرأة حقل تمثل التي الكلمات من مجموعة فهناك

الكلمتـين هاتين عالقة لنا تظهر هنا فمن امرأة، أيضا واألم" أمي"و امرأة، فالحبيبة . الحقل لهذا العام والعنوان الداللي بالحقل

المكثف الشعور من مزيدا ـ المرأة حقل ـ الحقل هذا يحمل الشاعر نجد وقد : )2(يقول للوطن، قراءتها يمكن صفحة وجهه من ويجعل بالغربة،

بالوطن المعجون هيوج تقرئين وأنت فهل قارب دون الحزن بحار في وحيدا وتتركيني

فيهـا يرى كما فيه، يعيش الذي الوطن من جزءا المرأة من الشاعر ويجعل : )3(يقول حوله، من الكون عناصر إلى ودليال الفكري التغير من نمطا

العجائب ائنمد من مدينتان حبيبتي يا عيناك المحارب استراحة وصدرك تعاتب مذبوحة ارتعاشة وصوتك

شهادات حب، المطبعة االقتصادية، عمان ـ األردن، الطبعة ). م1984(عيسى، راشد )1(

. 12: صاألولى،

. 12: شهادات الحب، ص. عيسى) 2(

. 11: شهادات الحب، ص. عيسى) 3(

20

تدخل التي المعجمية العناصر من مجموعة على السابقة األسطر اشتملت لقد مـع بالكـل الجزء عالقة وتربطها: عيناك: وهي الداللي، المرأة حقل إطار ضمن عالقـة خـالل من المرأة بحقل يرتبط معجمي مكون أيضا وهي: وصدرك المرأة، الحقـل مـع بالكـل الجزء بعالقة ترتبط أيضا وهي: صوتك: وكلمة بالكل، الجزء

العام العنوان وهو" المرأة "مع يتوازى معجمي عنصر وهي حبيبتي،: وكلمة الداللي، بأنهـا الكلمـة هذه نصف أن يمكن هنا فمن الحبيبة، ذاتها هي فالمرأة الحقل، لهذا

المعجميـة العناصـر هذه فإن للحقل، العام العنوان مع الترادف ةعالق على تعتمد . إليه تؤدي منطقية عالقة وفق العام الداللي الحقل مع ترتبط

والـشعر، والكلمات النساء عن حديثه في الشاعر يرسمها حزينة نظرة وفي : )1(يقول إذ وذلك للحياة، تعزية إال هي ما اشعاره فإن . نساء الكلمات أرى

الحمام مثل يرفرفن .. إصبعي على

. معي قلبي فأورطحزني فرط من وأضحك

علي الشعر يكتب شاعر على

للحياة تعزية تنـضوي التـي الكلمات من مجموعة على السابقة الشعرية األسطر اشتملت

: وكلمـة بالجزء، الكل بعالقة المرأة بحقل وترتبط: النساء: وهي المرأة، حقل تحت أوجـدها التـي العالقة وفق وذلك للنساء، موضوعيا معادال تساوي فالحمام: الحمام: قلبـي : وكلمـة للنساء، مرادف عن عبارة فالحمام الشعرية، أسطره ضمن الشاعر

شة صقر، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق ـ سوريا، ري). م2009(عيسى، راشد )1(

. 8: صالطبعة األولى،

21

المعجمية اللفظة هذه بين الناظمة العالقة تظهر هنا ومن المرأة، بحب يرتبط فالقلب . بها الخاص الداللي والحقل

عالقـة في األم المرأة وصورة الحبيبة المرأة صورة بين الشاعر يمزج وقد يـديها، توسـده أنهـا وكيـف النوم، إلى يخلد حين بأمه الطفل بعالقة تتمثل رائعة : )1(يقول أخذت التي مانا تلكتخاف أمي، دور ،إذا علي أنام أن إلى منامي ترقي نمتالحمام كهديل لي ترود وسادة يديها وقطن

هذه في العام الداللي الحقل تمثل التي المعجمية العناصر من مجموعة هناك لهـا، اسم عن عبارة" مانا "و ذاتها، المرأة تمثل التي: مانا: وهي الشعرية، األسطر

ثم ومن الترادف، بعالقة بالمرأة" مانا "تربط التي العالقة نصف أن الممكن فمن لذا منض بالترادف توصف قد أيضا اللفظة هذه عالقة فإن لذا امرأة، واألم: أمي: كلمة

من جزء إلى يشير معجمي مكون وهو: يديها: وكلمة الشعرية، األسطر هذه عناصر تتمثـل العـام بالحقل المعجمي العنصر هذا تربط التي فالعالقة إذن المرأة، أجزاء . بالكل الجزء بعالقة

عليـه يقسو حين وذلك للشاعر، بالنسبة الدائم الفرح أنها على المرأة وتظهر : )2(يقول والضيق، أللموا بالحزن الزمان األحزان مائدة يهيء العمر حين فرحي أنك حسبي

إلي المرأة، بحقل عالقة ذات معجمية عناصر على السابقين السطرين اشتمل فقد

المـرأة، بحقل العميق بارتباطها تتمثل أنها إال ظاهرة، غير العالقة تلك كانت وإن

ما أقل حبيبتي، جمعية عمان للمطابع التعاونية، عمان ـ األردن، ). م2001 (عيسى، راشد)1( . 14: صالطبعة األولى،

. 159: ما أقل حبيبتي، ص. عيسى) 2(

22

المعجميـة العناصـر هـذه فإن الدائم، الفرح بأنها ووصفها إنك، في الكاف: هيو هـذا مع الترادف بعالقة ترتبط فإنها هنا ومن الداللي، للحقل العام للعنوان مساوية . الحقل

البحـث دائم وهو إليها، يسرع أنه وكيف للمرأة، العظيم شوقه الشاعر ويبين : )1(يقول عنها، تأتي ليس امرأة في تكهفت

جرحي تبارك النساء فأي إليها فأسري

مع ترتبط التي المعجمية العناصر بعض على تشتمل أيضا السابقة واألسطر بالـضبط، الـداللي الحقـل عنوان هو وهذا المرأة،: وهي ما، بعالقة المرأة حقل

هـذا بـالجزء، الكل بعالقة المرأة حقل مع يرتبط المعجمي العنصر وهذا: والنساء على تعود التي اللواحق من مجموعة على تشتمل التي األخرى العناصر على عالوة . ذاك الحقل لعنوان ضمني تكرار أنه ذلك يعني المرأة،

والتبدل التغير إلى وإشارة للجمال، رمز أنها على الشاعر لدى المرأة وتظهر سيبـصر، أنـه بـد ال الجميالت به تمر حين فاألعمى الوجود، إلى الالوجود من

: )2(يقول حاجته عن الفائض الحسن هذا ما: سيدتي !البركة؟ الممتلئ

. أعمى طفل فالشارع بالشارع رفقا يراك حين سيبصر بد ال

وحين خطاك زنديه على ترن .الحمى وتوقظه

وعليه أوقع، منشورات وزارة الثقافة، عمان ـ األردن، الطبعة ). م1997(عيسى، راشد )1(

. 46: صاألولى،

. 77: وعليه أوقع، ص. عيسى) 2(

23

المعجميـة العناصر من مجموعة على السابقة الشعرية األسطر اشتملت فقد مـساو المعجمـي المكون وهذا: سيدتي: وهي المرأة، بحقل وثيق ارتباط لها التي

الضدية بعالقة يرتبط فإنه هنا ومن ذكر، فالطفل: أعمى وطفل العام، الحقل لعنوان العالقة فإن وبذا المرأة، من جزئي مكون وهي وخطاك، المعجمي، الحقل عنوان مع

عن عبارة وهو: والحسن بالكل، الجزء عالقة عن عبارة الداللي بالحقل تربطه التي بعالقـة مـرتبط المعجمي العنصر هذا نعد أن يمكن لذا العام، وشكلها المرأة، هيئة

. الحقل اهذ ضمن بالكل الجزء منهـا ويجعـل المرأة، رمزية خالل من الوطن عذابات عيسى راشد ويبث

: )1(يقول الوطنية، والطمأنينة للصبر عنوانا السحاب عقم

العطش تنازع يراألخ الرمق في مريام بعريها وتستجير الطويل

السراب كذب سوى يصدقها ماء السيدة مريام لم مصون أنوثتها يوما تدع حيائها خمار لزمت

المزاد سوق إلى دخلت ما بالحزن، وتدثرت المعجمية العناصر من مجموعة نستظهر أن يمكن السابقة األسطر خالل فمن

امـرأة، اسـم وهذا: ماريام: وهي بالمرأة، المعنون الداللي الحقل نضم تدخل التي صـفة وهي: وعريها الداللي، الحقل لعنوان مساو المعجمي العنصر فهذا هنا ومن الـداللي، الحقل عنوان يساويان المكونان وهذان: مصون وسيدة المرأة، على تطلق

رداء والخمـار : حيائهـا وخمـار ترادف، عالقة بالحقل عالقته نجعل أن يمكن لذا جـزء عالقة بالمرأة الخمار تربط التي فالعالقة هنا ومن منها، جزء فهو لذا المرأة، . بالكل

بكائية قمر الشتاء، دار اإلبداع للنشر والتوزيع، عمان ـ األردن، ). م1993(عيسى، راشد )1(

. 21: صالطبعة األولى،

24

تمثـل التـي القدس مدينة أن يرى فهو والمرأة، الوطن بين الشاعر ويوازي : )1(يقول يبيعها، ال األطفال كسائر وهو أمه، مثل وطنه بالدي أطفال مثل وأنا أمي القدس وألن

النخاسة سوق في األم أبيع ال الـسطرين ضمن الداللي بالحقل ترتبط التي المعجمية العناصر بعض هناك

بين العالقة فإن عليه وبناء المرأة، تساوي األم وهذه: األم: وهي السابقين، الشعريين عالقـة وهـي ذكر، والطفل: أطفال: وكلمة ادف،تر عالقة المرأة وحقل" األم "لفظ

سبب فالمرأة المرأة، تلده الطفل أن كما الجنس، حيث من والطفل المرأة بين تضادية . والمرأة الطفل بين سببية هنا فالعالقة وجوده، في

عنده، واحدة ليست فالمرأة المرأة، إلى لنظرته بالنسبة فلسفته الشاعر ويظهر : )2(يقول به، الخاصة نعوته صنف كلول تصانيف، لها بل

: اثنتان: المرأة شيء كل في قليلة سوسنة شيء كل تعطيك لكنها

في كثيرة بلوطة وامرأة شيء كل

!!شيء أي تعني وليس مـن مجموعـة إال هـي مـا وسوسنة، طة،وبلو وامرأة، المرأة،: فالكلمات

مـن التي العالقة تلك ما، بعالقة الداللي المرأة بحقل ترتبط التي المعجمية العناصر فـي بدوره يساعد الذي اللفظتين، هاتين بين المرتبط المعنى طبيعة تنظم أن شأنها

. للكلمة الذهني المعنى إلى الوصول مظـاهر لبعض عيسى راشد تعرضفي حياتها، في للظلم المرأة تتعرض وقد

: )3(يقول طبيعته، ويبين المرأة، على الواقع الظلم هذا

. 14: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 70: صيرقات، دار أزمنة، عمان ـ األردن، الطبعة األولى، ). م2008(عيسى، راشد )2(

. 78: يرقات، ص. عيسى) 3(

25

مدهشة زوجة بذيء زوج مع

منعشة خمرة رديء إناء في

لكلمـة الـضد بالضبط هو: زوج وكلمة المرأة، بالضبط هي: زوجة فكلمة حقـل مع ترتبط فالزوجة ما، بعالقة المرأة لبحق ترتبطان الكلمتان وهاتان" زوجة"

. التضاد بعالقة الحقل هذا مع يرتبط: والزوج الترادف، بعالقة المرأة فـي النساء عليها تعودت التي المبادئ وبعض المرأة بين الشاعر يمزج وقد

: )1(يقول الكاميرا، أمام يوما تقف لم فأمه حياته، لتهاطفو منذ الكاميرا قدام أمي وقفت ما مساء ذات إال

الدار شباك من أطلت حين األمطار عز في

صورا لها البرق التقط تذكارية

الداللي بالحقل وثيق ارتباط ذات لها، أطلت، وقفت، أمي، طفولتها،: فالكلمات قيـست إذا الدالليـة وظيفتها تؤدي والمفردات األلفاظ وهذه ـ المرأة حقل ـ العام

. الحقل لهذا العام بالعنوان الحقـل بعنـوان ارتباط ذات بنا مرت التي المعجمية العناصر مجموعة إن

عالقـة خالل من االرتباط هذا نلحظ أن ويمكن بعيد، أو قريب من" المرأة "الداللي هنـا نوم الداللي، الحقل وعنوان العناصر تلك بين الوثيق الترابط ذلك تبين ناظمة التـي العالقة طبيعة في النظر دون من المعجمية العناصر تلك فهم باإلمكان فليس

. 16: يرقات، ص. عيسى) 1(

26

فهـم خـالل مـن إال اللفظة تلك قيمة تحديد يمكن ال كما الداللي، بالحقل تربطها . ذاته الداللي الحقل عنوان من موضعها

: الوطن حقل 2.1.1

عـن والبالغة الفصاحة أهل تحدث ولطالما بأوطانهم، الشعراء تغنى لطالما كراشـد شاعر على غريبا فليس العربي، الشعر بدايات منذ وذلك ألوطانهم، محبتهم يجعل وأن شعره، من كبيرة مساحة لوطنه يجعل أن وطنه فراق ألم من عانى عيسى من وأوسع أرض، كونه من أرحب عنده فالوطن نفسه، في عظيما مكانا الوطن لذلك ثم ومن ذاته، لتكون بعضا بعضها مع متجمعة متماسكة ناصرع هو بل فضاء، كونه

الـوطن، يترقبها التي النصر صورة يرسم لكي الشاعر نفس في األمل ذاك ينغرس : )1(يقول

والعتمة الخوف وراء أحبائيواللقمة: النار وراء

النهر وراء أحبائي، ... النصر صباح.. النصر صباح

ارتباط ذات أنها في أحد يشك ال التي المعجمية العناصر من مجموعة فهناك فـي للحيـاة سبيل والطعام الطعام، تمثل فاللقمة اللقمة،: وهي الوطن، بحقل وثيق

بـالوطن الطعـام وعالقـة الوطن، مكونات من مكون الطعام فإن هنا ومن الكون،: وكلمة يسكنه، لمن العيش لقمة يوفر أن الوطن على يجب ألنه بالكل، الجزء عالقة يمثـل النهـر وهذا أرحب، مكان من جزء والمكان مكان، عن عبارة فالنهر النهر، حالة يمثل والنصر الزمان، يمثل فالصباح: النصر صباح: وكلمة الوطن، من جزءا . زمانية عالقة بالوطن الصباح عالقة فإن لذا الصباح، هذا يشرق أن بعد الوطن

. 7: شهادات حب، ص. عيسى) 1(

27

األمـل ذلـك صورة فتظهر وعقله، الشاعر ذهن على مسيطرا األمل ىويبق والحريـة، النـصر عن الباحث بالوطن األمل ذلك رابطا ويبقى أشعاره، في جلية : )1(يقوليجوع فرحتنا أطفال يا النسر

يغترب .. األجواء تعضه .. لضي التعب جناحه يقصفيرجع رحلته بعد ليسكن

واألعصار الريح فوق النصر سمو في الشعرية األسطر ضمن الوطن بحقل ترتبط التي الكلمات من مجموعة هناك

: وهي السابقة وعالقـة والحرية، النصر عن يبحث فالوطن لوطنه، الشاعر يطلبه ما وهو: النصر يمكـن هنا ومن الوطن، لكيان تحقيق النصر بأن تتمثل وثيقة عالقة بالوطن النصر

. المعجمي المكون هذا فهم يـسمى وطنه يترك فمن وطنه، يغادر من على يطلق الغربة مصطلح فإن: يغترب . الوطن ذاك إلى العودة يمثل الغربة من والرجوع مغتربا، وتجول اإلنسان، اغترب فمهما الوطن، في إال يكون ال السكن أن ومعروف: ليسكن

. وطنه في إال وراحة سكن له فليس دنيا،ال أنحاء في األلـم مـن وطنه له تعرض ما جراء واليأس باإلحباط مملوءا الشاعر ونجد

: )2(يقول المأساوية، األوضاع هذه من الهروب فيحاول والموت،الصحف أوراق من أهرب قليال الحرب أنباء ومن

العرب طفالأ أسأل ودعيني المجاني الموت عن

. 9: شهادات حب، ص. عيسى) 1(

. 15: شهادات الحب، ص. عيسى) 2(

28

المعجمية العناصر من مجموعة على تشتمل الشعرية األسطر هذه فإن وكذلك : وهي بالوطن، ترتبط التي الوجـه بمثابة فهي يوم، كل الوطن أخبار تنقل نعلم كما الصحف وهذه: الصحف ـ

. األسطر هذه ضمن للوطن اإلعالمي شريحة وهي الوطن، من كبيرة شريحة المعجمي المكون هذا يمثل: العرب أطفال ـ

المعجمي العنصر هذا بين العالقة تبرز هنا ومن الوطن، يسكنون فاألطفال األطفال، . الداللي والحقل

. وطنه ألهل وذبح قتل من يحدث ما إلى الشاعر به أشار وقد: المجاني الموت ـ الحـدود تلـك يتعـدى لب المحدودة، الضيقة الوطن حدود عن الشاعر يقف وال

المجتمـع تـشاطر عـن فيه يعبر الذي القومي الشعور من حالة إلى ليعبر الضيقة : )1(يقول وتدمير، تقتيل من له يجري بما والفاجعة األلم العربي دمها في األخضر اللون عن بيروت ارزة أسأل

بشاتيال العمياء اطفلته فقدت أرملة دمعة وأحاور عناصـر كلهـا طفلتها، شاتيال، دمها، بيروت، أرزة،: المعجمية فالعناصر

إال هـي مـا والطفلـة وشاتيال، بيروت، فأرزة بالوطن، وثيقة عالقة ذات معجمية الـداللي والحقـل المعجمية العناصر هذه بين فالعالقة الكلي، الوطن هذا من أجزاء . بالكل الجزء عالقة

الـوطن فـي تجري التي األحداث يواكب أن عيسى راشد الشاعر ىينس وال : )2(يقول الظلم، على والثورة للحرية رموزا األشخاص بعض من فيجعل العربي،

اإلمام خلف الراكضين أول البوعزيزي أنا أنا من تسل إن عظامي في تؤنسني آهات غير قهري أحرقت حين النار تك لم

حطامي أنين على فاضت حين أمي دمعة إليك سلسلتني

. 15: شهادات الحب، ص. عيسى) 1(

حتى لو، دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان ـ األردن، الطبعة ). م2012(عيسى، راشد )2( : صاألولى،

29

التـي المعجمية العناصر من مجموعة على تشتمل السابقة الشعرية فاألبيات : وهي ـ الوطن حقل ـ الداللي بالحقل ترتبط

. العربي الربيع اندالع في سببا كان تونس، من عربي مواطن هو إذ: عزيزي والب . وطن أي في قيادي اعتبار ذات شخصية وهو: اإلمام

التـي الوثيقـة العالقـة فهم خالل من فهمها يمكن المعجمية العناصر فهذه . الداللي بالحقل تربطها

من الفلسطينيون يعانيه وما ةالفلسطيني القضية حول الوطني أفقه الشاعر ويركز : )1(يقول الجنود، يحرسها التي المخيمات في والحياة والضياع التشردأن يحاول وحين لجدته يبتسم

السكر طعم يتذوق أوجنديين الخيمة باب على أن يتذكر

طفولته يلم ثم فيصمت ما، بعالقة الوطن حقل مع ترتبط التي المعجمية اصرالعن من مجموعة فهناك

: وهي . والعائلة الوطن ماضي الجدة تمثل إذ: جدته

يعـده مـا مكان في الطفل يولد حين إذ اإلنسان، وطن في تكون فالطفولة: طفولته . له وطنا

عنـصر فالجندي فيه، يعملون أو الوطن، يحمون أشخاصا يمثلون والجنود: جنديين . بالوطن بربطه إال معناه فهم يمكن ال معجمي

أي فهـم بـأن القول لنا يمكن عيسى لراشد األشعار من سبق ما خالل ومن الداللي للحقل العام الفهم خالل من يكون الداللية الحقول لنظرية وفقا معجمي مكون ذاتـه، الداللي بالحقل المعجمي العنصر ذلك عالقة تبين خالل من يكون كما ذاته،

فـي جـدا مهـم أمر الداللي والحقل المعجمي العنصر بين الناظمة العالقة فتحديد . الشعري الخطاب في وداللته الداللي العنصر ذلك معنى إلى الوصول

. 54: شهادات الحب، ص. عيسى) 1(

30

: الحب حقل 3.1.1 والـوطن فالمرأة ـ ما حد إلى ـ ماديين حقلين يمثالن السابقين الحقلين إن

فلـيس هنا ومن وأحاسيس، مشاعر، فهو لحب،ا أما والمادة، بالنظر تحديدهما يمكن للعناصر المادية السمات تحديد باإلمكان وليس المادية، الحب طبيعة تحديد باإلمكان على مسيطرة تبقى الحب بها يتسم التي المعنوية فالسمة الداللي، الحقل لهذا المكونة

. الداللي الحقل لهذا المعجمية المكونات عناصر سائر مـن عانـاه ما رغم ديوانه، في كثيرا عيسى راشد عند اضراح الحب ونجد

بعد ما في اكتشف التي األم قسوة من األسى بعض وأظهر أبيه، مع الصعبة العالقة لتخبئهـا المحبوبـة ظفيـرة من جزء أعطاها حين وذلك بالقسوة، مغطى حب أنها وتـسعى تنكره اجتماعية منظومة في ممنوع شيء أنه على الحب فيصف ،)1(لديها : )2(يقول منعه، إلى

آسرتي يا مقدور سرا مسافتنا بعض نقطع أن

سرا سعادتنا أجل من ونناضلنتحدى أن مقدور كثيرا الموج

.التيار ضد ونجدف بعض تمثل السابقة األسطر في وردت التي المعجمية صرالعنا مجموعة فإن

السمات، تلك طبيعة إلى تشير كما الشاعر، مجتمع في الحب بها اتسم التي السمات العناصـر مـن وغيرهـا التيـار، ضد نتحدى، سرا، مقدور،: المعجمية فالعناصر حقـل وهـو العام الداللي بالحقل ربطها خالل من إال فهمها يمكن ال كلها األخرى . منعه إلى يسعى مجتمع في الحب

كانـت مـا فلـواله الحياة، في المهمة العناصر من الشاعر نظر في والحب : )3(يقول الحياة،

: مفتاح الباب المخلوع، ص. السيرة الذاتية، عيسى) 1(

. 32: شهادات الحب، ص. عيسى) 2(

. 61: شهادات الحب، ص. عيسى) 3(

31

عرفت ما لواله ها حواءآدم لياليه أحلى عاشق قضى وال

ما لواله رضي العصفور غربته مكونـات عن عبارة كلها غربته، عاشق، آدمها، حواء،: يةالمعجم فالعناصر

الداللي الحقل منظور خالل من إليها نظرنا إذا دالليا سليما فهما فهمها يمكن معجمية . بالحب المكونات هذه يربط الذي : )1(يقول إذ وذلك الحب، وعناصر الطبيعة عناصر بين الشاعر ويمزج رياح والنساء شراع قلبي الفضاح الشاهد أنت بحر يا

حنهرمتمزقا هوى حتى ج وبهن منه مصائب وجراح مرتاح باله المرافئ عند بحاله الشراع يتركن هن ال

عناصر تمثل مرتاح، باله جرحنه، جراح، والنساء، الفضاح، الشاهد،: فالكلمات تحته، تنضوي الذي الداللي بالحقل ربطها خالل من سليما فهما فهمها يمكن جميةمع إلـى والوصـول وثيقـا، ارتباطا الداللي بالحقل ترتبط المعجمية العناصر هذه فإن

التـي الداللي والحقل العناصر هذه بين الوثيقة العالقة إلى بالوصول مرتبط المعنى . له تتبع

: )2(يقول لتحصيله، دائما يسعى بل لحب،ا من يمل ال والشاعر عجل بسهم عينيه قوس صادها فتاة مرت كلما الغزل فن العشاق علم زاجال حماما الشعر جعل المنزل أثاث مثل مثله داجنا زوجا أصلح ال أنا

ضـمن الداخلة المعجمية العناصر من مجموعة على تشتمل السابقة فاألبيات الغزل، العشاق، زجا، عجل، بسهم تاة،ف: وهي ـ الحب حقل ـ الداللي الحقل إطار

ولكي الحب، بحقل وثيق ارتباط ذات هذه المعجمية العناصر مجموعة فإن وغيرها، . حبال وحقل المعجمية العناصر هذه بين الناظمة العالقة فهم يتوجب معناها يفهم

. 59: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

. 62: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

32

: )1(يقول خطيئة، الحب يعد المجتمع أن على التأكيد دائم الشاعر ويبقى واألخطاء؟ كأي الحب أه

أثبت بأن وعلي النية حسن العالي الجرح محكمة في األعذار يديك بين وأجدول

معجميـة عناصر لجرح،ا النية، حسن األخطاء، الحب،: المعجمية فالعناصر المعجمية العناصر هذه تربط داخلية عالقات وهناك الحب، بحقل وثيق ارتباط ذات

إلى المتلقي يصل ولكي بينها، التواؤم من جوا يخلق مما العام، الداللي الحقل بعنوان بـين الناظمة العالقات تلك طبيعة يفهم أن عليه فإن المعجمية العناصر هذه دالالت

. ذاته الداللي والحقل ناصرالع هذه الطبيعـة، ومعـاني الحب، معاني بين يمازج الشاعر فإن أخرى ناحية ومن

: )2(يقول بمحبوبته، عالقته فيها يرسم متماسكة صورة والحب الطبيعة من فيجعل منا ومن الغصن منا من

الزهرة منا ومن العش منا من

الشجرة البئر وأنت الماء وأنا الباب وأنت البيت وأنا

. قبر باب بال والبيتحفرة ماء بال والبئر .

األجمل الحزن سيدة يا

. 77: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

. 80: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

33

المعجميـة العناصر من مجموعة على السابقة الشعرية األسطر اشتملت فقد يعتمـد العناصر لتلك العامة الداللة فهم وإن الحب، بحقل الوثيق ارتباطها لها التي

. ذاته الداللي والحقل العناصر هذه بين تنتظم التي العالقات فهم على كبيرا اعتمادا الحب حقل ضمن تدخل التي المعجمية العناصر من إليه اإلشارة سبق ما إن

العـام، الداللي بالحقل تربطها التي العالقات فهم خالل من العامة داللتها فهم يمكن التـرادف، أم السببية، أم الضدية، أم الجزئية، على تعتمد العالقات تلك أكانت سواء

هـذه تـنظم التـي العالقـات هذه فهم فإن العالقات، من ذلك غير أم التشارك، أم ضـمن بهـا المرتبطة والدالالت المعاني طبيعة فهم إلى يؤدي المعجمية العناصر

. الواحد الداللي الحقل

: الطبيعة حقل 4.1.1 بالطبيعـة الشديد وارتباطه نابلس بجبال الشاعر نشأها التي النشأة من بتأثير

فقـد المختلفة، المعاني في توظيفها أجل من الطبيعة عناصر من الشاعر استفاد فقد إذ وذلـك عليـه، واالعتداء الحق الضمحالل رمزا منها ليجعل الطبيعة ألفاظ سخر : )1(يقول موتن الحب زهرة أرى

وقتنا في.. البريئة الدماء في عطرها وتبعث الترصد وجوه بين تكبر الحق زهرة أرى

المبتغاة للفرحة خطى إال هي ومابها نكاد المدى نسترد

مرهقة .. مرهقة المصابيح ثمار منا فتسقط ميـة المعج العناصر من مجموعة على السابقة الشعرية األسطر اشتملت فقد

هـذه فكل ثمار، تكبر، تنمو، زهرة،: بينها ومن الطبيعة، بحقل الوثيقة العالقة ذات

. 37: شهادات الحب، ص. عيسى) 1(

34

خـالل من الشاعر قصدها التي العامة داللتها فهم ويمكن الطبيعة، تكونها العناصر . ثانيا الداللي للحقل العام وبالعنوان أوال، العام بالمعنى عالقتها فهم

الوطن معاناة بها ليصور حوله من بيعةالط حيوانات بعض الشاعر ويوظف : )1(يقول العربي،

.. رفيقي يا الخيول مرايانا في وداست تحملنا كم

لو كما فيخاطبه ويعقل، يفهم كائنا الطبيعة عناصر بعض من الشاعر ويجعل : )2(يقول حقيقيا، إنسانا يخاطب أنه عليك تحزن ال السلمون أيها يا

وافقس مثلي النهر جحيم في بيوضك ال للموت وابتسم ترجع إليك ذاكرة لعل المياه في أنينك واترك واالحتفال للحياة سرك تذيع المياه

التي المعجمية العناصر من مجموعة على اشتملت السابقة الشعرية فاألسطر الميـاه، الموت، النهر، بيوضك، افقس، السلمون،: وهي الطبيعة حقل تحت تنضوي

عالقتهـا فهـم خالل من العامة داللتها إلى الوصول يمكن المعجمية العناصر وهذه الـشاعر يراها التي الطبيعة من جزءا تمثل العناصر هذه جميع فإن الداللي، بالحقل وحقل المعجمية العناصر هذه بين فالعالقة قصيدته، في ويوظفها يصورها ثم أمامه، . بالكل الجزء بعالقة تتمثل الطبيعة

فهو النورس، طائر كثيرا عيسى راشد شعر في تتكرر التي الطيور بين ومن : )3(يقول الشاعر، عند الترحال يمثل

الشمس وسيدة البحر سيدة ياتكفي دقائق خمس

. 40: شهادات الحب، ص. عيسى) 1(

. 21: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

. 46: ريشة صقر، ص. عيسى) 3(

35

مسخ دقائق خمس للبحر النورس يهتدي كي

غير ال دقائق خمس عينيك من عمري أبدأ كي

بينهما سوسنة وأزرع : آخر موضع في ويقول

إن النوارس حتى تراقصت رأتك

الصباح إلى تزف ومشت خطاكأصبحت خطوك آثار

أعشاشها

الـداللي الحقل ضمن سالنور هذا لكن الشاعر، عند رمزا يمثل النورس إن بالحقل النورس تربط التي فالعالقة أمامه، الشاعر يراها التي الطبيعة من جزءا يمثل

. بالكل الجزء عالقة الداللي يمكننا عيسى راشد شعر في جليا تظهر التي الداللية الحقول هذه بينا أن وبعد

: اآلتية النتائج إلى الوصول عالقـات إيجاد إلى سبيال الداللي الحقل من عيسى اشدر الشاعر جعل لقد: أوال

األساسية العالقات بإيراد يكتف ولم الواحد، الداللي الحقل عناصر بين ناظمة جديدة الـشعرية األمثلـة فـي ذلـك رأينا كما جديدة، عالقات خلق بل الحقل، هذا ضمن . السابقة

الداللي بالحقل وثيقا ارتباطا تبطير المعجمي العنصر داللة إلى الوصول إن: ثانيا حقلها مع ترتبط العناصر تلك فإن الداللية الحقول نظرية ووفق تحته، تنضوي الذي

بـين تربط التي العالقات تلك إلى الوصول المتلقي استطاع وإذا ما، بعالقة الداللي العناصر بتلك المقصود يفهم أن له يمكن فإنه الداللية حقولها مع المعجمية العناصر . خصوصا والشعري عموما األدبي الخطاب داخل المعجمية

36

لهـذا وإن عيسى، راشد عند الداللية الحقول بين الواضح المزج لنا يظهر: ثالثا تربطها التي الداللية العالقات من مزيدا المعجمية العناصر تحميل إلى سبيل المزج

. فيه توجد الذي الشعري الخطاب لطبيعة وفقا وذلك العامة، بحقولها

: المفردات شعرية 2.1 بجانـب يتعلـق مـا الـشعري المعجم جماليات عناصر ضمن يدخل ومما

االختيار أمر فليس الختيارها، بالنسبة خاص لنظام تخضع التي المعجمية المفردات المعـاني وطبيعة يتفق نظام وفق ألفاظه يختار أن من للشاعر بد ال بل سهال، أمرا

مـن أسـاس علـى قائمـا والمفـردات األلفاظ اختيار أمر فليس إليها، يشير لتيا مـن بمزيد األدبي الخطاب كاتب فيه يتحلى أن يجب دقيق أمر هو إنما العشوائية،

الموضـوع معناها ووفق الصحيح مكانها في الكلمة فيضع للكلمات، االنتقائية الدقة ومـع إطارهـا، ضمن تدخل التي ورةالص طبيعة مع الكلمة تلك تتواءم حتى لها،

. )1(إليصاله يسعى الذي المعنى سياقية تـرتبط التـي والـدالالت المعاني وطبيعة االختيار، ذلك طبيعة على وبناء

أن لنـا يمكـن رائـق شعري كم من تحويه وبما الشاعر، يختارها التي داتبالمفر العـام سياقها من المفردة لموقع وفقا وذلك بالرديء، أو بالجيد االختيار ذلك نصف . شعري داللي إطار ضمن

: والعمودي األفقي االختيار محور 3.1

التـي داتالمفـر شعرية موضوع تتناول التي البحثية اآلليات أبرز من إن أساسا والقائم للمفردات، والعمودي األفقي االختيار بمفهوم يتعلق ما الشاعر يختارها

فإن للشاعر، المتاحة المعجمية البدائل مجموعة ضمن المناسب االختيار طبيعة على على قائم شعري نظام وفق يكون أن يفترض بل عشوائيا، يكون ال ما للفظ اختياره

في الميزان الجديد، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، ). م2004(مندور، محمد : انظر) 1(

. 40: القاهرة ـ مصر، الطبعة األولى، ص

37

المعجميـة البـدائل مجموعـة في والناظرة السياق، مع متناسبةال الدقة من أساس . األجود المكان في األنسب المفردة على بناء واالختيار المتاحة،

التـي المعجمية البدائل من أساس على والعمودي األفقي االختيار عملية تقوم العنـصر هذا أن غير الشعري، الخطاب ضمن المستعمل المعجمي بالعنصر ترتبط

البـدائل مجموعة ضمن األنسب االختيار يمثل الخطاب ذاك في المستعمل لمعجميا استعملها حين مناسبا عموديا اختيارا تمثل" قهار "كلمة تكون قد فمثال تلك، المعجميةـ مـا يخلق مما لاصطفى ولدا يتخذ أن الله أراد لو: "قوله في وتعالى سبحانه يشاء انهحبس وه الله احدالو ار1("القه( .

والقـادر، القـاهر، : مثل البدائل من مجموعة تستدعي عموديا القهار فكلمة بـين مـن القهار فكانت القوة، على تدل التي الصيغة وتعالى سبحانه اختار ولكنه التي الواحدية داللة األفقي المستوى على تمت لذلكو األنسب، هي العمودية البدائل

. )2(أفقيا األنسب هي" فعال "صيغة كانت ولذلك أحد، سلطتها في ينازعه ال على يقوم للمفردات والعمودي األفقي االختيار محور فإن سبق ما على وبناء

تلك أن ذلك يعني وال المتاحة، المعجمية المفردات مجموعة بين المفاضلة من أساس موضـع فـي تناسب وال موضع، في أنسب تكون قد بل دائما، األنسب هي المفردة

بعض كانت فربما الداللية، السياقية من أساس على تقوم ما لمفردة فالمناسبة ،)3(آخر آخر سياق في ثم منها، أنسب غيرها وكان السياقات، بعض في مناسبة غير الكلمات . المناسبة عن بعيدا غيرها ويصبح األنسب، هي المفردة تلك تصبح

شـعر فـي معانيها بأجل موديوالع األفقي االختيار صورة لنا تتضح ولكي اإلبداع فيها ظهر التي الشعرية النماذج من مجموعة يلي فيما فسنورد عيسى، راشد ونـشير السياقية، المناسبة من إطار ضمن للمفردات، والعمودي األفقي االختيار في قـام النمـاذج هذه اختيار أن إلى الشعرية النماذج هذه عن بالحديث نبدأ أن قبل هنا

. 4: سورة الزمر، آية) 1(

جماليات التعبير في القرآن الكريم، الصايل للنشر والتوزيع، ). م2013(الرواشدة، سامح ) 2( . 24 ـ 23: عمان ـ األردن، الطبعة األولى، ص

. 25: صجماليات التعبير في القرآن الكريم،. الرواشدة) 3(

38

فـي يوجد وقد تماما، مناسبا الموضع يكون فقد الناقص، االستقراء من أساس على االختيـاري، النسق هذا على للنمذجة المناسبة المواضع من كثير عيسى راشد شعر . استقراؤنا إليه توصل ما حسب النماذج تلك بعض بإيراد نكتفي أننا غير

يبـاري دهريـا، اعراف سيكون بأنه حاله ويصف نفسه، عن الشاعر يتحدث : )1(يقول الجن، حفيد وهو السحرة، الدهري العراف أكون وسوفالسحرة أنفض الجن وعميد

" فعـال "المبالغـة يغةص وفق جاءت أنها نجد" عراف "كلمة في ننظر فحين موفقـة كلمة وهي الحدث، ذلك فاعل من كثيرا الحدث وقوع على تدل صيغة وهي غيرهـا أو باصر، أو كاهن، أو ساحر،: كلمة الشاعر يختار فقد اختيارها، في أفقيا اختيار إلى يتوصل أن استطاع أنه غير العرافة، معنى على تدل التي المفردات منـ عالقتها أساس وعلى ناحية، من المبالغة على دالالتها ساسأ على اللفظة هذه بـ

ناسـبت لما ساحرا اختار فلو التالي، السطر في يليانها اللتين" الجن وحفيد السحرة،" لـذا العرافة، على الداللة حيث من الجن حفيد ناسبت لما كاهنا اختار ولو" السحرة"

فـي توفيقـا الكلمات أكثر من هي الغةالمب على الدالة بصيغتها" عراف "كلمة كانت . األفقي االختيار

منهـا، القرية نساء موقف واصفا جدته عن الشاعر يتحدث آخر موضع وفي : )2(يقول يعاملنها، وكيفالقرية ونساء نيتوارد المتساقط الضوء قطرات على ضحكتها من على تغار الظهر فنجوم ولذا قأزر خرزا تتنزل ميسا

حفيد الجن، سيرة شعرية، وزارة الثقافة األردنية، عمان ـ األردن، ). م2012(عيسى، راشد )1(

. 12: صالطبعة األولى،

. 23: حفيد الجن، ص. عيسى) 2(

39

فـي آخذة كلمة" يتواردن "كلمة أن نجد الشعرية األسطر هذه في النظر عند الـضوء قطـرات على النساء تلك ورود على تدل فهي الرأسي، العمودي االختيار

" يتـواردن "والفعـل مثال، الماء كورود الورود، بمعنى" يتواردن "وكلمة المتساقط، أن الـشاعر لـدى ممكنا فكان ورد،: الجذر ومن توارد،: الماضي الفعل من مأخوذ تمثـل ال التـي الكلمة هذه يختر لم أنه غير ،...الضوء قطرات على يردن: يقول

مفـردة تمثـل إذ يتـواردن، يردن، يذهبن،: كانت الكلمات فإن العمودي، الجانب إن ثـم بدءا، الورود يعني ال فالذهاب المعنى، لهذا العمودي االختيار قمة" يتواردن"

: يعنـي التـوارد أن حين في الورود، ذلك في والمبالغة التكرار يعني ال قد الورود علـى الـورود ذلك وتكرار مرة، غير عليه والتردد ووروده، المكان، إلى الذهاب فقد الداللي، سياقها مع متوافقة جاءت" يتواردن "كلمة فإن لذا والتكثير، المبالغة سبيل كثيـرات أنهـن وكيـف جدته، عند النساء تلك حضور مقدار يبين أن الشاعر أراد

. موفقا المفردة لهذه اختياره فكان عليها، التردد قد التي الصفات بعض لها ينفي ويبين أمه، فيه الشاعر يخاطب آخر موضع وفي

: )1(يقول به، تلصق حزينا لست أمي يا عتب راغوب أو

قنينة في يتثائب جبل إني مفـردة علـى تـشتمل أنهـا نجد السابقة الشعرية األسطر في ننظر فعندما

االختيـار قمة تمثل راغوب وكلمة ،"رغب "الفعل من مبالغة صيغة وهي" راغوب" بدايـة فاإلرادة راغوب، ثم راغب، مريد،: تبدأ فالمفردات المعنى، هذا في العمودي

على تدل" راغب "كلمة إن ثم طلبه، على تدل إنما الشيء، في الرغبة على تدل ال قد له طالب للشيء، مريد فهو الراغوب أما فيه، الرغبة مع وإرادته الشيء ذلك طلب فـإن لـذا فيهـا، مثقال الرغبة، لتلك مكررا الجامحة، والرغبة اإللحاح سبيل على

هـذه فكانـت عتـب، راغوب ليس أنه بينو الصفة، هذه نفسه عن نفى قد الشاعر

. 70: حتى لو، ص. عيسى) 1(

40

مفردة مبالغة مبالغتها في ناسبت فقد العام، الداللي للسياق مناسبة المعجمية الصيغة يمكـن فال ،"قنينة في يتثائب جبل "معنى وناسبت الحزن، كثرة على الدالة" حزين"

. الرغبة تلك كثرة على الداللة دون فحسب بالرغبة الجبل وصف : )1(فيها يقول له، قصيدة في الحب عيسى راشد ويصف يا لك بتبارى ال سلطة ح جارى ال مؤلة وضياءي

ذاب فيك الزمان اإلبصارا يحاول كجنين أعمى والكون الجبارا سرك الموت وشكا احتراما فيك المكان وتماهى

عموديـا اختيارا تمثل فإنها السابقة، األبيات في" الجبار "لمةك في نظرنا فلو ال ضـخمة، عظيمـة، قـوة الحب من الشاعر جعل فقد الشعري، البيت في موفقا

" جبـار "فكلمـة جبارة، بأنها يصفها أن ناسب فقد هنا ومن الكون، في قوة تشابهها قد أنه أي جبار، هو ثم جابر، هو ثم قوي، فالحب، القوة، من عموديتها في متدرجة المعنى سياق لطبيعة مناسب سابقا ذكرنا كما وهذا الجبروت، حد إلى قوته في وصل . جدا بعيدا حدا قوته في بلغ قد الحب أن يبين الذي الداللي

: )2(يقول نفسه، عن الشاعر ويتحدث جفافي يسقي جاريا نهرا صار

منه ارتوي ظمئت ولكني

العمـودي االختيـار تمثـل كلمة على السابقة الشعرية األسطر اشتملت لقد شـرب كثرة على تدل الكلمة هذه فإن أرتوي،: كلمة وهي األسطر، هذه في الموفق إكثار ثم شرب، فالبداية إذن تلك، االرتواء حالة إلى الشارب يصل حتى ونحوه الماء فـاالرتواء االرتواء، ثم للماء، طلب فيه ألن االستقاء، أو السقيا ثم الشرب، هذا من

الـسياق لطبيعـة موافقـة المعجمية المفردة هذه جاءت ولقد الشرب، هذا قمة يمثل الطبيعي ومن الجاري، النهر وصف فقد الشعرية، األسطر هذه في جاء الذي الداللي

. 83: حتى لو، ص. عيسى) 1(

ية، الرياض ـ امرأة فوق حدود المعقول، مطابع الفرزدق التجار). م1988(عيسى، راشد )2( . 46: صاألردن، الطبعة األولى،

41

الـسطر في عاجلتنا المفارقة أن غير النهر، هذا من يشرب حين اإلنسان يرتوي أن . ظمئ بأنه التالي

: )1(قائال محبوبته الشاعر ويخاطب ال: أو نعم

الصرخة تموت وعالم.. قوليها .حبلى

قد التي الكلمات مجموعة بين من األفقي اختيارها في موفقة" الصرخة "فكلمة علـى تدل التي المفردات من مجموعة بين من المفردة هذه فإن الصراخ، على تدل

الـصوت على تدل" صرخة "كلمة فإن صرخة، صيحة، صوت، : بـ تبدأ الصوت، إذا يصيح ثم بالصوت، بدأي فاإلنسان ذلك، على تدل ال الصيحة إن إذ معا، والفاجعة

أشد فالصراخ به، وقوعا أشد الشيء ذلك كان إذا يصرخ ثم ما، شيء أصابه قد كان موفـق " صـرخة "لكلمة الشاعر استعمال أن على يدل الحديث وسياق الصياح، من

فليس السياق، هذا ضمن متقاربة داللة على يدل قد آخر لفظ ألي استعماله من أكثر إيـراد الموت ذكر فناسب الموت، من أكثر عال صوت إصدار يستدعي شيء هناك . الصرخة لفظ

التـي المرأة عن والحديث الوطن، عن الحديث بين يمزج عيسى راشد ونجد : )2(يقول الوطن، لهذا رمزا تمثل

نخلة للمرأة عبودية سجن عيناها تدخلني درس أجمل أتلقى لكني األوطان عشق في

وهـي الشعرية، األسطر هذه من األخير السطر في" عشق "كلمة وردت فقد ثـم وطنـه، تجاه الحب بشعور يبدأ المرء إن إذ موفقا، عموديا اختيارا تمثل كلمة

. 97: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 1(

. 34: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

42

ألي الحبـي التطـور من حالة يمثل فالعشق عشقا، يصير حتى الشعور هذا يتطور فـي قليال يكون قد فحسب بالحب الوطن فوصف يعشق، أن يستحق والوطن شيء، العام السياق معنى في تمكنا أكثر يعد بالعشق وصفه فإن هنا ومن الوطن، هذا شأن

. ذاك اختياره في موفقا الشاعر كان هنا ومن الشعرية، لألسطر حـب فـي ورطه الذي وهو الفاضح، الشاهد كالبحر بأنه الحب الشاعر ويصف

: )1(يقول النساء، رياح والنساء شراع قلبي الفضاح الشاهد أنت بحر يا

حنهرمتمزقا هوى حتى ج وبهن منه مصائب وجراح مرتاح باله المرافئ عند بحاله الشراع يتركن هن ال

أطلقـه قد وصف وهو" فضاح "كلمة إيراد على السابقة األبيات اشتملت فقد فضاح، بأنه ضمنيا الحب وصف فقد الحب، أصال به يريد الذي البحر، على الشاعر يبـدأ المعنى فإن موفقا، عموديا اختيارا المبالغة على الدال اللفظ لهذا اختياره وكان المبالغـة سـبيل علـى الفضيحة يقصد ال فالفاضح فضاح، يصير ثم فاضح، : بـ

بـصفة البحـر يوصف أن يناسب لم لذا والتكرار، التقصد سبيل على أو ثير،والتك ناسبته لذا البحر، تناسب ال والقلة القلة، على يدل الفاضح ألن الفضاح، دون الفاضح

. والمبالغة الكثرة على الدالة" الفضاح "كلمة : )2(فيقول الشارع في تمشي غجرية الشاعر ويصف الزحام وسط شارع في

مهل على تمشي غجرية تنتثر الفجر قسمات وجهها في العمر يتململ صدرها في ينهمر األسرار من مطر صمتها في

. 59ريشة صقر، ص، . عيسى) 1(

. 21: صشهادات حب، . عيسى) 2(

43

لوجدنا الشعرية األسطر من المجموعة هذه من األخير السطر في نظرنا فلو كلمـة فـإن األفقية، للناحية بالنسبة اراالختي موفقة معجمية مفردة" ينهمر "كلمة أن

ينـزل، يسقط،: مثل األخرى، الكلمات بعض مع وداللتها معناها في تتقارب ينهمر أن غيـر متقارب، سياقي معنى على تدل الكلمات هذه وجميع ينهمر، يتدفق، يهبط،

هـذه استخدام ناسب لذا استمراره، مع وغزارته، السقوط، كثرة على يدل االنهمار وجههـا فـي فهي الغجرية، المرأة تلك به وصفت الذي الوصف طبيعة مع كلمةال

دون" ينهمـر "مفـردة استعمال ناسب لذا العمر، يتململ صدرها وفي الفجر، يتناثر تمثـل األخيـرة اللفظـة هذه إن إذ والمعنى، اللفظ في لها المقاربة المفردات سائر

. موفقا أفقيا اختيارا الحمـام منه طار قد عمره برج أن ويبين حبيبته، تجاه شاعرهم الشاعر ويصف

: )1(يقول والحب، الطبيعة بين مزج وهو إليها،طار عمري برج من غصنها على وحط حمام وهدل منها هب رشده وبال

واحتفل بدمي واحتمى الشذى االختيار قمة تمثل وهي" هب "كلمة على لسابقةا الشعرية األسطر اشتملت لقد معنـى فـإن تهب، ثم تنتشر، ثم تفوح، ثم تخرج، فالرائحة، المعنى، لهذا العمودي

لمعنى االختيار هذا وكان للرائحة، المعنوي التدرج ذلك قمة في يأتي الرائحة هبوب لما يخرج نهبأ الشذى وصف فلو التالي، السطر في جاء الذي للشذى مناسبا الهبوب

يناسب وال الرائحة يناسب فالفوح ناسبه، لما يفوح، بأنه وصفه ولو مناسبا، ذلك كان ثانية ناحية ومن السابق، الداللي سياقها في مناسبة أكثر" هب "كلمة كانت لذا الشذى،

فـي موفقـا الشاعر كان ولقد المعنى، لهذا العمودي االختيار قمة المفردة هذه تمثل . هاختيار

. 13: ما أقل حبيبتي، ص. عيسى) 1(

44

مـن كثيـرا أن لنـا ويبين عيسى، راشد لنا يوضح هكذا القلب، مسكنه والحب : )1(يقول بمحبوباتهم، التدثر في حظ لهم يكن لم العشاق

يتدثر ولم عشق قلب كم بحبيبته

جمر قرأنا دفناه ينح لكن يده في رسائلها نالعي في صورتها وسمعنا

عمودي اختيار أنها على األول السطر في" يتدثر "المفردة في ننظر أن يمكننا الغطاء كثرة يصحبه وقد الخوف، يصحبه التدثر أن غير يتغطى، معناها فإن موفق،

الـسطر بدايـة فـي خبريـة ال" كم "مجيء يناسب العمودي المعنى وهذا شدته، مع الـسطر ذلـك خاتمة مجيء ناسب هنا ومن التكثير، معنى على تدل فإنها الشعري،

. الشاعر من موفق عمودي اختيار وهو الداللي، التناسب اعتبار على" يتدثر "بكلمة : )2(قائال نفسه واصفا صديقه الشاعر ويخاطب ... صديق يا لأز لم

فاتحة بسمة أغترف أزل لم للهوى سلما أرتقي أزل لم

تمثـل المفردة وهذه األخير، الشعري السطر في" أرتقي "مفردة لنا تظهر إذ الممكن من إذ الصعود، على يدل فالمعنى المعنى، هذا ضمن العمودي االختيار قمة صعب فالهوى الهوى، لمعنى ناسبةم ارتقي اختار أنه غير أصعد،: الشاعر يقول أن

يناسب" أرتقي "لفظ أن كما إليه، يرتقي أن عنه الباحث على يتوجب لذا المنال، بعيد" أرتقي "لفظ الشاعر يختار أن األنسب من كان لذا السابق، السطر في" أغترف "لفظ . المعنى لهذا عموديا اختيارا تمثل التي األلفاظ من غيره دون

: صجبريا، أمانة عمان الكبرى، عمان ـ األردن، الطبعة األولى، ). م2012(عيسى، راشد )1(

19 .

. 29: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 2(

45

: اآلتية النتائج إلى نشير المبحث هذا نهاية وفي ضـمن والعمودية األفقية اختياراته في موفقا عيسى راشد الشاعر كان لقد: أوال

لنصوص استقرائي خالل من إليه أتوصل أن استطعت ما وهذا الشعرية، نصوصه . الشاعر دواوين

تعني ال السابق بحثالم ضمن أوضحتها التي والنماذج األمثلة مجموعة إن: ثانيا مـن كبيـرة مجموعـة هناك بل فحسب، النماذج بهذه الموفق االختيار ذلك حصر بالمفردات المتعلقة الشعرية اختيارته في ضمنها الشاعر وفق التي الشعرية النماذج . والعمودية األفقية وقيمتها

الصرفية وانبالج بعض على والعمودي األفقي االختيار في التوفيق يعتمد: ثالثا االختيـار قمـة تمثـل مـثال المبالغة صيغة فإن بالمشتقات، منها يتعلق ما خاصة

الـشعرية النماذج ضمن الحظناه ما وهذا الفاعل، اسم بصيغة تقاس حين العمودي . السابقة

46

الثاني الفصل االنزياح جماليات

المرتبط اللغة، وضع في القديم المعنى ذلك إلى لالنزياح اللغوي المعنى يشير

في فاالنزياح عنها، ابتعد: أي ونزح، دياره عن الرجل انزاح: فقولنا االبتعاد، بمعنى . )1(االبتعاد معنى إلى يشير اللغة الزوال معنى إلى يقود االنزياح معنى أن الوسيط المعجم في لنا يتبين كما

. )2(سابقا إليه أشرنا ما وهو واالبتعاد، عن التنظيرية الفكرية المنظومة تكوين في مهم دور القديمة للبالغة كان

بتصنيف المتمثل الجانب هذا يتعد لم القديمة للبالغة الدور هذا أن غير االنزياح، لم ثم المختلفة، االنزياح أطر ضمن األصناف هذه وترتيب حولنا، من العالم حقائققد القديمة البالغة أن والواقع: "كوهن جان يقول ة،الخطو هذه القديمة البالغة تتعد وتسمية العالم وضع عند محاوالتها وقفت لقد خالص، تصنيفي بمنظور بنيت

ضرورية، لكنها مملة، المهمة تلك كانت االنزياحات، من المختلفة االصناف وترتيب عن تبحث فلم الخطوة، هذه عند وقفت البالغة لكن جميعا، العلوم ابتدأت هنا فمن . )3("المختلفة الصور بين المشتركة البنية فإن الموضع، عن والزوال االبتعاد إلى يشير لالنزياح اللغوي المعنى دام فما

التواصلية اللغة على التمرد ذلك إلى يشير األدبي االصطالحي بمفهومه االنزياح ما بكل يتعالقان والشعرية االنزياح أن يبين كوهن فإن الناس، مهايفه التي المألوفة

. )4(االنزياح دائرة ضمن يدخل مألوف غير هو ما وكل مألوف، غير هو

لسان ). هـ1414(ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي المصري اإلفريقي )1(

. 614: ، ص2: العرب، دار صادر، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة، ج

المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية بالقاهرة، دار ). ت.د(مصطفى، إبراهيم، وآخرون )2( . 913: ، ص2: ، وج406، 406: ، ص1: الدعوة، ج

. 249: بنية اللغة الشعرية، ص. كوهن) 3(

. 15: بنية اللغة الشعرية، ص. كوهن: انظر) 4(

47

تحديد من لنا بد فال اللغة في الالمألوف بجانب يرتبط االنزياح كان ولما عنصرين، بين تربط االنزياح عالقة فإن الكالم، في االنزياحي التكوين عنصري

والثاني الذهنية، االنزياح عالقة تأسيس خالله من يتم معياري عنصر منهما األول عالقة تكون أن أي مألوفين، غير العنصران يكون أن يمكن وال مألوف، غير منهما

العنصرين هذين أحد كون من بد ال بل مألوف، وال مألوف ال بين قائمة االنزياح النمط هذا خالل فمن االنزياح، عالقة في المعياري العنصر يمثل ألنه مألوفا

التي العالقات من مجموعة وهناك العنصر، هذا جمال لنا يظهر لالنزياح التكويني والوظيفة، والمجال والجزئية، الشمولية،: بينها من االنزياح هذا ثنائية بين تربط

. )1(والكالم واللغة والتفسير، والتحليل واالنحراف، واالطراد تأثير،وال والتجرد بمعناه واالنزياح اللغوي بمعناه النزياحا بين العالقة لنا تظهر هنا ومن

االصطالح في كان والزوال، االبتعاد بمعنى اللغة في كان لما فإنه االصطالحي، المعنوي بالترابط الخاص اللغوي المعياري النظام عن والمبتعد مألوف، الال بمعنى

بين بطالترا لنا يظهر هنا فمن الواحدة، اللغوية المنظومة أفراد بين التواصلي . واالصطالحي اللغوي المعنيين

اللغة فإن التواصلية، اللغة أصل عليه لما مخالفة طبيعة يمثل إذن فاالنزياح القيود هذه والداللية، والتركيبية اإلسنادية القيود ببعض المتكلم تلزم التواصلية

له بد فال فنيال أدائه ضمن االنزياح يدخل أن الشاعر أراد فإذا المتلقي، لدى متوقعة عناصر بين اللغوية بالعالقات ويأتي المتلقي، هذا لدى التوقعات أفق يكسر أن من

الفنية، وظيفته ضمن االنزياح أساس هو فهذا لديه، مألوفة غير هيئة على الكالم خاللها من يمكن التي الطريقة يجيد أن الفنان أو الشاعر على فإن أخرى ناحية ومن هذا لدى عميق هدف من نابعا الكسر هذا يكون أن بد فال متلقي،ال توقعات أفق كسر

مجرد اللغة لصارت عشوائيا فوضويا الكسر ذاك كان لو إذ الفنان، ذاك أو الشاعر السترعاء سبيال والحمقى المجانين كالم يكون أن إلى ذلك يتعدى األمر إن بل عبث،

من أوجه التوافق والتخالف بين البحث اللغوي والبحث ). م1995(بحيري، سعيد حسن ) 1(

. 25: األسلوبي، مجلة الدراسات الشرقية، العدد الخامس عشر، جامعة القاهرة، مصر، ص

48

لديهم الكسر هذا أن غير قعاتنا،تو ألفق كسر من الكالم ذلك يحمله لما انتباهنا عميق هدف من نابعا االنزياح يكون أن يتوجب فإنه هنا ومن عشوائي، فوضوي

. )1(الكاتب لدى ارتباطا يرتبط الفني مفهومه في االنزياح أن لنا يظهر كله سبق ما خالل نوم

فإن اللغوية، العبارة عن كثيرا تختلف األدبية والعبارة الفنية، األدبية بالعبارة وثيقا الفن هذا أن حين في والجمال، الفنية من كبير قدر على تشتمل األدبية العبارة

تدعيم على قادرة تكون أن منها يطلب بل اللغوية، ارةالعب من مطلوبا ليس والجمال لنا يظهر هنا ومن الواحدة، اللغوية المنظومة أفراد بين اللغوي التواصل أسس

. )2(األدبية والعبارة اللغوية العبارة بين الكبير االختالف

: اإلسنادي االنزياح 1.2 من بد فال إليه، والمسند بالمسند متمثلة إسنادية طبيعة من العربية اللغة تتكون

النحاة عليه ينص ما وهو العربي، الكالم تكوين في العنصرين هذين وجود يمكن عنده إذ النحوي، المستوى منه يتكون الذي األساسي العنصر بأنه المحدثون

. )3(إليه ومسند مسند إلى اإلسنادية التراكيب تحليل وإنما الجمل، من واحد بنوع يختص ال العربية في اإلسنادي التركيبي النمط وهذا

مسند من يتكون الجملتين هاتين من أيا فإن واالسمية، الفعلية بنوعيها، يختص وهو إليه مسند من تتكون االسمية الجملة فإن الترتيب، في اختالف مع إليه، ومسند الفعل وهو دمسن من تتكون الفعلية الجملة أن حين في الخبر، وهو ومسند، المبتدأ،

اإلسنادية العالقة وهذه الفاعل، نائب أو الفاعل وهو إليه، ومسند منابه، ينوب ما أو

عز الدين إسماعيل، المكتبة : نظرية التلقي مقدمة نقدية، ترجمة). م2000(هولب، روبرت ) 1(

. 970: األكاديمية، القاهرة ـ مصر، الطبعة األولى، ص

عية االنزياح من منظور الدراسات األسلوبية، المؤسسة الجام). م2005(ويس، أحمد محمد ) 2( . 120: للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، ص

المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، مكتبة ). م1997(عبد التواب، رمضان ) 3 . 195: الخانجي، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة، ص

49

بين والتوافقات الروابط من مجموعة على تشتمل العربية الجملة عنصري تحكم التي هند: قولنا فإن والتأنيث، التذكير كعالقة ـ إليه والمسند المسند ـ العنصرين هذين الدالة الطبيعة في توافقا قد العنصران وهذان ومسند، إليه مسند من مكون قائمة، جاءت: في الحال وكذلك مؤنث، وصف" قائمة"و مؤنث،" هند "فإن التأنيث، على

من ذلك غير إلى مؤنث،" الطالبة"و التأنيث، على دال فعل" جاءت "فإن الطالبة، . )1(والجمع كالتثنية األخرى العالقات

إليه، والمسند المسند باب هذا: "إليه والمسند المسند عن متحدثا سيبويه يقول االسم ذلك فمن. بدا منه المتكلم يجد وال اآلخر، عن منهما واحد يغنى ال ما وهما عبد يذهب ذلك ومثل. أخوك وهذا أخوك، اهللا عبد قولك وهو. عليه والمبني المبتدأ

. )2("االبتداء في اآلخر من بد األول لالسم يكن لم كما االسم من للفعل بد فال ،اهللا اآلخر أحدهما يكمل إليه والمسند المسند من كال أن ابقالس سيبويه كالم ومعنى

غير من تتم أن اإلسنادية التركيبية للجملة أو يكتمل أن للمعنى يمكن فال بعضا، مبني أنه أي عليه، مبنيا الخبر سيبويه سمى فقد اإلسناديين، العنصرين هذين وجود

. نفسه المبتدأ على ومعناه تركيبه في تبدأ التي وهي اسمية، جملة تكون أن إما: نوعين من واحدة العربية في والجملة

ما أو بالفعل تبدأ التي وهي فعلية، جملة تكون أن أو االسمية، النواسخ بأحد أو باسم، . )3(عنه ينوب

مناهج البحث في اللغة، مكتبة اإلنجلو المصرية، القاهرة ـ مصر، ). ت.د(حسان، تمام )1(

، مع اإلشارة هاهنا إلى بعض االستثناءات النحوية التي تتعلق بباب 218: الطبعة األولى، صالتذكير والتأنيث خاصة، فقد فصل النحاة الحديث عن مثل هذه االستثناءات ضمن كتبهم النحوية

. هاهنابما ال حاجة بنا لذكره

عبد السالم محمد : الكتاب، تحقيق). م1988(سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر )2( . 23: ، ص1: هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة، ج

اللغة العربية معناها ومبناها، عالم الكتب، الطبعة الخامسة، ). م2006(حسان، تمام : انظر) 3( . 194: ص

50

عند الشعرية اللغة في االنزياح جماليات فصل من المبحث هذا ضمن وسنقوم الجملة عنصري ضمن تدخل التي اإلسنادية االنزياحات بتناول عيسى راشد

: يلي كما وذلك الفعلية، الجملة في أم االسمية الجملة في سواء اإلسناديين، : االسمية الجملة في االنزياح: أوال فيها، منهما بد ال أساسيين ركنين من العربية اللغة في االسمية لجملةا تتكون

وجود من بد وال مسندا، والثاني إليه، مسندا األول ويسمى والخبر، المبتدأ وهما فال الركنين هذين أحد فقد وإذا اإلسنادي، الجملة هذه تركيب الكتمال الركنين هذين

عليه يبنى ال الذي الكالم من ضربا الجملة تغدو تقديره يمكن لم وإذا تقديره، من بد . )1(معنى

ضمن تدخل التي اإلسنادية نزياحاتاال هذه عن سنتحدث صفحات من يلي وفيما . عيسى راشد أشعار في وردت ما وفق االسمية، الجملة إطار : )2(الشعوب واصفا الشاعر يقول

ناكيرا فالبانا يأب بوشع كظمي تها النارمامي صتسالم والأحلام الياسمين ثورة تتحرى سهت وإن فتراها

المبتدأ عالقات ضمن إسنادي انزياح على السابقان الشعريان السطران اشتمل لقد وواقع شعوب، فالبراكين: تقول عيسى راشد فجملة االسمية، الجملة في والخبر انزياح من انطالقا شعوب اأنه خبر لها أثبت وإنما شعوبا، ليست البراكين أن األمر

الشاعر أعماق في يكمن ما إخراج من بد فال الشعرية، القطعة هذه في مهم إسنادي قادر البركان أن فكما والتحرير، قدما المضي على الشعوب بقدرة إيمانية ركائز من

تصير ثارت إذا الشعوب فإن الفورانية، بقوته طريقه في هو ما كل إزالة على . شيء أمامها يقف فال ثورتها، في كالبركان

الثورة صفة بإثبات ماثل السابقة الشعرية القطعة ضمن اإلسنادي فاالنزياح المبتدأ بين إسنادية عالقة خالل من ظهرت الصفة وهذه للشعوب، الجارفة البركانية

الدكتور إميل : شرح المفصل، قدم له). م2001(ابن يعيش، أبو البقاء يعيش بن علي : انظر) 1(

. 230: ، ص1: بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ج

. 30: حتى لو، ص. عيسى) 2(

51

إيمان من وقلبه الشاعر نفس في كمن ما الستخراج االنزياح هذا أتى فقد والخبر، في يقف شيء كل تغير البركان ثورة أن فكما ثورتها، عند الشعوب تقدمه بما قةوث

وصارم حاسم تغيير إلى تؤدي الشعوب ثورة فإن دماره، إلى تؤدي قد بل طريقها، الشر لقوى كامل تدمير إلى المطاف نهاية في لتصل حولها، من الكينونة طبيعة في

. طويال بالشعوب تحكمت التي واالستبداد االنزياح خالل من التغيير على الشعوب بقدرة وإيمانه ثقته الشاعر أظهر وحين

بهذه فإنه أبانا، يا: قوله وهو الماضي من بشيء القدرة هذه ربط فإنه اإلسنادي، روحاني خطاب فهو وماضيها، الشعوب هذه حاضر بين ربط االعتراضية الجملة . واالستبداد الظلم من تخلصت أن الشعوب فيه تستطع لم الذي لألمس

: )1(آخر موضع في الشاعر ويقول شحارير سرب شعرك

الكتفين فوق الصبح شمس وجبينك العينين فوق تصلي

سرب الشعر هل: الشعرية العبارة هذه يتلقى حين نفسه يسأل أن وللمتلقي شحارير؟

وال كذلك، يكون أن يمكن وال شحارير، سرب الشعر ليس المألوف العالم ضمن جبينا تكون كي بسيطا شيئا ليست فالشمس أيضا، شمسا الجبين يكون أن يمكن

. كان مهما إلنسان فنيا امظهر تخلق أن مألوفة الال اإلسنادية العالقات لهذه أراد الشاعر أن غير

العبارة هذه ضمن متعمقا فتجعله المتلقي، لدى المباشر المظهر من عمقا أكثر من يفهم فالمتلقي المألوفة، بالطريقة ليس ولكن قوله الشاعر يريد بما يحس الشعرية،

من سرب كأنه متطاير المحبوبة شعر بأن مألوف الال اإلسنادي التركيب هذا خالل كله هذا النهار، شمس كأنها حتى البهية، وضاءتها بجمالها تزدان وجبهتها الطيور،

. 66: ما أقل حبيبي، ص. عيسى) 1(

52

عليه، وعالوة مألوفة، الال الشعرية العبارة تلك خالل من يفهمه أن المتلقي يستطيع في يألفها لم التي فنيتها ويتلمس العبارة، هذه جمال يتحسس أن يستطيع المتلقي فإن

. المألوفة اللغوية العبارات من سواها : )1(آخر موضع في الشاعر ويقول ل كمبج اخ شربرص

أنفاس وأرخ الحمقاء العاصفة الصقر جبهته في وعشش النايات الزيتون وجنته في وصلى

أن وال العاصفة، صراخ يشرب أن على قادرا الجبل يكون أن واقعنا في يمكن ال وال شيئا، يفعل ال فهو فيه، روح ال جماد الجبل ألن وذلك النايات، أنفاس يرخي

ويخلع العميقة، مشاعره من بعضا الجبل هذا يحمل أن أراد الشاعر أن غير يتحرك، والصمود، والثبات والشدة للعلو نموذجا الجبل ليكون البشرية، الحياة مظاهر عليه

قهرية ومحاوالت عذابات من اإلنسان يقاسيه قد لما نموذجا والنايات الرياح، ولتكون . واالضطراب التزعزع من حالة إلى األحيان بعض في به تؤدي

يشرب أنه غير البشر، يشرب كما يشرب أنه للجبل يثبت االنزياح هذا فإن عنفوانه في تغير وأ مكانه، عن تزحزحه أن تحاول التي الريح وهذه الريح،

. بها يعبأ وال صراخها، يشرب واقفا، يبقى أنه إال وصموده، أمام الصامد الفلسطيني لإلنسان صورة الجبل من يجعل أن الشاعر أراد لقد

يعيش إنه بل حسب، والثبات الصمود عند يتوقف ال األمر إن بل االحتالل، ويالت على داللة الصقر، رأسه في يعشش الذي بلالج كحال حاله وعنفوان، بكبرياء حياته

شيئا، الريح فيه تؤثر لم الجبل هذا أن فكما الزيتون، أشجار فيه وتنغرس الشموخ، عليه ونمت الصقر، أعاله في وعشش النايات، فيه غنت ثم صراخها، شرب وإنما

إنماو وصرخاته، االحتالل ويالت فيه تؤثر لم الفلسطيني هو فكذلك الزيتون، أشجار

. 12: جبريا، ص. عيسى) 1(

53

معطاء وهو شامخة، وهامته مرفوع رأسه سعيدا، يحيا هو بل بها، يعبأ ولم تركها . الحرمان حدود عند يتوقف ال ألرضه

كريم، زيد: كقولنا فالمفرد جملة، أو مفردا، إما الخبر فيها يأتي االسمية والجملة المفرد للخبر أحكام نم يثبت وما كريم، أبوه زيد: وقولنا يذهب، زيد: كقولنا والجملة

بالخبر ترتبط التي االنزياحات بعض رأينا ولقد ،)1(الجملة للخبر يثبت ـ المسند ـ : )2(الشاعر قول في ذلكو الجملة : فقلت خطاي، شكا الطريق حتىملهلى أحشي كتفي عأما ومبر ناهيع

دليل قمر المدى عزم في رالشاع أن غير ويشكو، فيتكلم لسان وال فيسأم، جسد له ليس جماد الطريق إن

هذا خطوات من يشكو فهو شاكيا، فجعله الحياة، عليه وخلع اإلنسانية، لباس ألبسه . كثيرا عليه يسير الذي الشاعر

يعلم فهو نفسه، في داخلية مكنونات إلى للوصول سبيال االنزياح من الشاعر جعل لكثرة قالطري هذا أن للمتلقي يبين أن أراد أنه غير يتكلم، وال يشكو ال الطريق أن

وكثرة عليه، الشاعر هذا خطوات من لشكا يتكلم لو أنه الحد من بلغ عليه المسير ناتجا سأمه كان وإنما المسير، وذلك الخطوات، تلك من الطريق سئم فقد فيه، مسيره

. عليه والمسير التكرار كثرة عن يعيشها يالت الداخلية النفسية الحالة من جزءا اإلسنادي االنزياح هذا يعكس

من والشكوى التثاقل يتوهم يجعله حدا والقنوط اليأس من بلغ قد فهو الشاعر، صار اآلالم نفسه في تزاحمت ما ولكثرة يأس، من دخله ما لشدة فهو نفسها، الطريق . شكواه ويسمع خطواته، من تثاقال الطريق في يرى أنه حد إلى متشائما قنوطا

: )3(شاعرال يقول آخر موضع وفي

المفصل في صنعة اإلعراب، ). م1993(الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمرو : انظر) 1( . 44: علي بو ملحم، مكتبة الهالل، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ص: تحقيق

. 18: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

. 39: حتى لو، ص. عيسى) 3(

54

عجوزا جدا صار ومنزلنارال كثيعالس وإذا أوقاتها غير على الصالة يؤديجف خريى الضه نادليأغفى عو واكتأب سوره على لها يخضع التي والعمر الطبيعة لقوانين ضعيخ وال يكبر، وال ينمو ال المنزل إن

المنزل هو بل جدا، فيغدو طفال يكون وال فيهرم، شابا يكون ال فهو اإلنسان، المنزل لهذا أراد الشاعر أن غير يتزحزح، وال يتحرك ال مكانه يبقى الذي الحجري

جدا صار فقد األخرى، المنازل كل غير يكون أن السابقة الشعرية المقطوعة في المنزل، ذلك بها وصف التي األوصاف من مجموعة االنزياح بهذا وألحق عجوزا،

غير ويصلي، اليومية، حياتنا في العجائز سائر شأن ذلك في شأنه السعال، كثير فهو مع يومياتهم في الناس يشهدها حياتية ظاهرة وهي وقتها، على تكون ال صالته أن

على أغفى عنده من الضيف خرج إذا العجوز لالمنز هذا أن كما أيضا، العجائز . أيضا العجائز سائر شأن ذلك في شأنه واكتأب، السور

إسناديا، انزياحا يكون أن يعدو ال السابقة مقطوعته في الشاعر ذكره الذي هذا إن وإنما عجوزا، وال جدا يكون ال الحقيقة في وهو للمنزل،" عجوزا جدا "خبر أسند فقد فنية شعرية عبارة يقدم ولكي نفسه، في عميق معنى ألجل االنزياح هذا الشاعر دأرا

المنزل أن لنا يقل لم فهو صراحة، الشاعر هذا بها يصرح لم بمعان توحي مرموقة ال بل صغيرا، الجد يكون فال بذلك، أخبرنا االنزياح هذا أن غير واقعه، في جدا قديم قديم الشاعر عنه يتحدث الذي المنزل أن المتلقي يفهم هنا فمن كبيرا، يكون أن بد

. بال معنى من به يتعلق وما االنزياح بإيراد السابقة مقطوعته في الشاعر يكتف ولم

مع اليومية عالقاتنا خالل نعيشها التي الواقعية المعاني من مجموعة نقل بل عميق، غير على الصالة ويصلون عال،الس كثيرو بأنهم فوصفهم العجائز، من بنا يحيط من

ناحية ومن عجائز، من به يحيط من في المرء يالحظها واقعية صفات وهذه وقتها،

55

العبارة ضمن الفني التفصيل من شيئا قدمت الواقعية الصفات هذه فإن أخرى . السابقة الشاعر مقطوعة في االنزياحية

يظهر كما نفسه، في معين ىمعن على ليؤكد االنزياحات يكثف الشاعر نجد وقد : )1(قوله في ذلك

خانك كسدا حي ناب اآلثم الظن إسطبل فالمعنى

بهائم والكلماتاءالمو عومان درالني

انزياحا يورد لم رالشاع فإن السابقة، الشعرية المقطوعة في االنزياحات تتابعت معنى تعميق من مزيد إلى تؤدي التي األوصاف من بمجموعة معضودا واحدا

ضمن مشترك معنى إلى تؤدي التي االنزياحات من مجموعة أورد وإنما االنزياح، وال بهائم، الكلمات وال إسطبال، ليس المعنى بأن يقول فالواقع واحد، داللي قالب اإلسطبل أن حين في المادي، الحس عن بعيد شيء لمعنىفا النيران، دموع الماء حية مادية البهائم أن حين في لها، كيان ال معنوية والكلمات محسوس، ملموس مادي . للنيران دمعا ليس والماء ولمسها، وسماعها، رؤيتها يمكن اأدخله إنما والحقيقة الطبع مع تتوافق ال التي العناصر هذه أورد حين والشاعر

في تحمل أدبية فنية وظيفة يؤدي أن االنزياح لهذا وأراد االنزياح، دائرة ضمن مألوف، بالال المألوف يطبع حين وذلك والجمال، الشعرية من كبيرا قدرا طياتها البشرية المنظومة أفراد بين الحي التناقض مقدار الالمألوف هذا خالل من فيظهر . فيها يعيش التي عن متنائية ظاهرها في تبدو الشاعر أوردها التي االنزياحات هذه كانت وإن

يتمثل المألوف الهيكل فإن مترابطة، متماسكة عمقها في أنها إال والتماسك، الترابط أن غير مألوفة، كلها وهذه ودموع، وكلمات، ومعنى، وماء، بهائم، إسطبل،: في

فالمعنى: بعضا بعضها بين اإلسنادية بالعالقة يتمثل العناصر هذه ضمن الالمألوف

. 50: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

56

جهة، من والكلمات المعنى بين العالقة لنا يظهر كما بهائم، والكلمات إسطبل، مكان واإلسطبل الكلمات، من مكون فالمعنى أخرى، جهة من والبهائم واإلسطبل

. األخرى المخلوقات ولسائر البهائم لهذه الحياة سر عموما والماء البهائم، وجود والتشرذم التغير بحالة يرتبط عميقا فنيا توظيفا االنزياح هذا الشاعر وظف لقد تغيرت السابقة الظنون وكل هو، كما شيء يعد فلم العالم، هذا في الناس يعيشها التي

وصار ابتذل فالمعنى تناقضية، طبيعة من نابعا األشياء على الحكم وصار وتبدلت، وظيفته يؤدي الماء يعد ولم بهائم، وصارت ضاأي هي ابتذلت والكلمات اسطبال، . نفسها للنار دموعا صار وإنما األساسية : الفعلية الجملة في االنزياح

العربية الجملة في تقع العربية في اإلسنادية العالقات فإن قبل من أشرنا وكما ياحاالنز عن الحديث كان السابقة الصفحات وفي والفعلية، االسمية،: بقسميها

سيكون الحديث فإن صفحات من يلي فيما أما االسمية، الجملة ضمن اإلسنادي . الفعلية الجملة ضمن اإلسنادي االنزياح على منصبا

والفاعل الفعل: هما أساسيين عنصرين من العربية لغتنا في الفعلية الجملة وتتكون وغيرهما ،)1(الحالو به، كالمفعول األساسية غير العناصر وبعض عنه، ينوب ما أو النحاة عند وتسمى الجملة، معنى تشكيل في تسهم التي اإلسنادية غير العناصر من

. )2(بالفضالت وإلى العرب، النحو علماء أقيسة إلى االسمية كالجملة الفعلية الجملة خضعت ولقد

وقاموا تنظمها، التي القوانين لها ووضعوا مالمحها، بعض فحددوا النحوي، منطقهم الشرعية العلوم أنتجته ما على تلك تأصيالتهم في واعتمدوا عنها، الحديث بتأصيل

النحو الوافي، دار المعارف، القاهرة ـ مصر، الطبعة الخامسة ). ت.د(حسن، عباس : انظر) 1(

. 473: ، ص1: عشرة، ج

شرح تسهيل الفوائد وتكميل ). م1990 (ابن مالك، أبو عبد اهللا محمد بن عبد اهللا: انظر) 2(عبد الرحمن السيد، ومحمد بدوي المختون، دار هجر للنشر والتوزيع : المقاصد، تحقيق

. 266: ، ص1: واإلعالن، الطبعة األولى، ج

57

اعتمادا تعتمد النحوي التأصيل جوانب من كثيرا فإن مثال، الفقه كأصول أصولها في . )1(الفقه أصول علم نتاجات على كبيرا العرب عليها اعتمد التي التأصيلية القواعد تلك عن الحديث بإطالة لنا حاجة وال لكت الصدد هذا في يهمنا ما فإن االسمية، وحتى الفعلية، الجملة عن حديثهم في

ال ولكن عيسى، راشد الشاعر عند االسمية الجملة مكونات طالت التي االنزياحات . الفعلية الجملة منها تتكون التي المكونات لهذه سريع تقديم إيراد من بد

ما عيسى راشد عند الفعلية الجملة ضمن اإلسنادي االنزياح مواضع أول إن : )2(قوله في يتمثل إلي اهتديت كيف جرحي أسائل نجمي؟ تسلقت وكيف

منو نأي ..نأت أيتدر؟ ابسيالم يعقل، ال نعلم كما والجرح جرحه، السابقة الشعرية األسطر في الشاعر يخاطب إليه؟ الشاعر يتحدث إذن يففك يتحرك، ال أيضا وهو الكالم، يستمع وال وإنما الحقيقة، وجه على المخاطبة تلك تكن لم جرحه خاطب حين الشاعر إن

يمكن التي البشرية خصائص ببعض الجرح فخص إسنادي، انزياح خالل من كانت من البشرية الخصيصة هذه الشاعر أزاح إذ والعقالن، والفهم السماع خاللها من

. منزاحة إسنادية عالقة خالل من الجرح، إلى أسندها أن إلى للبشر، كونها الشاعر استطاع بل عبث، مجرد يكن لم الشعرية العبارة هذه في االنزياح وهذا الجرح، عن بعيد فهو الكينونية، طبيعته عن مألوفة ال بصورة يتحدث أن خالله من الجرح، مع هذا صلح فكيف نجمه، يتسلق أن بد فال إليه يصل أن الجرح أراد وإذا

يصل كي عظيما، جرحا كبيرا، جرحا يكون أن بد ال الجرح، هذا إليه وصل وكيف . التأثير هذا كل فيه ويؤثر الشاعر، هذا إلى

البحث اللغوي عند العرب، دار عالم الكتب، بيروت ). م2003(تار عبد الحميد عمر، أحمد مخ)1(

. 149: ـ لبنان، الطبعة الثامنة، ص

. 13: المعقول، صامرأة فوق حدود . عيسى) 2(

58

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي ىيتفل صغيرا المتاهات ربتني منذ

التعاسة جدران فوق الجملة ضمن إسنادي انزياح على السابقان الشعريان السطران اشتمل لقد

جماد، فهي البشر، مع تتعامل أن بمقدورها ليس بل تربي، ال المتاهات فإن االسمية، إلى" ربتني "فأسند إليها، التربية فعل أزاح الشاعر أن غير يؤخر، وال يقدم ال . للواقع منافية مألوفة ال صورة في متاهاتال

آخر، شيئا وليس تربي التي هي األم بأن يقول نعيشها التي الحياة واقع إن لم بأنه متمثلة فكرة لنا يوصل أن الشاعر فأراد األولى، بالدرجة بها منوطة فالتربية

بمثابة المتاهات فكانت والضياع، بالتيه شبيهة تربيته كانت فقد حسنة، بتربية يحظ . التعاسة جدران فوق يتفلى فإنه لذا له، المربية

في يعيشه الذي التعاسة من الكبير المستوى ذلك عن يتحدث أن الشاعر أراد لقد اإلسنادي، االنزياح عالقة خالل من مألوفة ال بطريقة الفكرة هذه عن فعبر حياته، كان فقد بها، حظي التي التربية طبيعة لىإ عائد الحياة هذه في تعاسته سبب أن فبين . حياته تعست هنا فمن تربيته، في تائها : )2(أيضا يقول آخر موضع وفي

جدراني الحزن خيول هدت تحية ألقت وما

لم ني أبعزح لمو أخلع ابثي عني الجرح

هل: اآلتي السؤال ذهنه إلى يتبادر الشعرية األسطر هذه المتلقي يتلقى حين شيئا؟ تهد أن على قادرة الخيول هذه وهل خيول؟ للحزن

. 13: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 46: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

59

انزياح إلى األمر به دفع حتى حياته، في ضاربة قوة الحزن من الشاعر جعل لقد فعلية، إسنادية عالقة ضمن مألوف، غير اعلف إلى المألوف الفعل فيه أسند إسنادي،

من تستطيع هائلة، قوة ذات الخيول هذه وجعل خيوال، للحزن الشاعر جعل فقد . اإلسنادية عالقته ضمن مألوف ال معنى وهو الشاعر، جدران تهد أن خاللها

الكبير الحزن معنى عن العميق للتعبير اإلسنادي االنزياح هذا الشاعر استخدم الجدران تضرب التي كالخيل قوته لشدة الحزن هذا فصار حياته، من تمكن الذي

حتى إنجاز، من فيها ما بكل الشاعر حياة هد على قادرا الحزن هذا فكان فتهدها، الشاعر استمر أن ذلك نتيجة فكان تحية، عليه تلقي أن دون الجدران تلك هدت إنها . وألمه وحزنه معاناته في االنزياح تقنية خالل من محبوبته جمال شدة الشاعر يصف آخر وضعم وفي

: )1(اإلسنادي تبتسمين إذا

قبحه من الحدائق ورد سيخجلنتحريو نمياسالي

لينتحر كذلك الياسمين الو البشر، يخجل كما يخجل كي بشريا كائنا الورد ليس وال شيء، المشاعر من لديه ليس نبات، إال ذاك وال هذا فما الناس، ينتحر كما

. سواهما وال االنتحار وال الخجل يعرف على قادرا الياسمين وجعل الخجل، على قادرا الورد جعل الشاعر أن غير

االنتحار وأسند الورد، إلى الخجل فأسند إسنادية، انزياحية عالقة خالل من االنتحار جمال مقدار خاللها من بين رائعة تعبيرية فنية لوحة في وذلك الياسمين، إلى

. يصفها التي محبوبته بصورة ـ مألوف جمال وهو ـ المحبوبة تلك جمال يصف أن الشاعر أراد لقد أن إال همن كان فما سواه، من رونقا وأشد عظما، أكثر جمالها يظهر كي مألوفة ال

فإن والياسمين، الورد جمال وهو الخالب، الطبيعة بجمال مقرونا الجمال هذا جعل

. 74: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

60

الياسمين، ينتحر وأن الورد، يخجل أن الشعرية الفنية اللوحة هذه في مألوف الال لو الجمال هذا أن للمتلقي يبرهن أن مألوفة الال الصورة بهذه أراد الشاعر أن غير الياسمين والنتحر المحبوبة، تلك بجمال مقارنة قبحه من خجلل يراه أن للورد قدر . هو بجماله مقارنة جمال من رأى ما لشدة مألوفة، ال بطريقة ـ المحبوبة جمال ـ المألوف المعنى هذا عن الشاعر عبر لقد

بجمال جمالهما القتران نتيجة والياسمين الورد داخل الذي بالشعور تتمثل التي وهي . لمحبوبةا تلك : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

تهأير راكبا الشعر صديقي أعني حصان على

الخرساء الكينونة خرائب في يجولذرحي دوجالو ة مناياء غومالع

السابقة مقطوعته في الشاعر ولكن رؤيته، يمكن ال معنوي وجداني أمر الشعر إن إذن؟ رآه فكيف الشعر، ذلك رأى قد بأنه صرح

ينقلها التي الشعرية الرسالة تلك عظمة مقدار للمتلقي يبين أن الشاعر أراد لقد التركيبي النظام وفق المعنى هذا بتقديم يرغب فلم حوله، من الكون إلى الشعر

تكون انزياحية طبيعة مع متفقا المعنى هذا يكون أن ارتأى وإنما لمألوف،ا اإلسنادي الشعر فكان لذلك، سبيال اإلسنادي االنزياح من فجعل المتلقي، نفس في تأثيرا أكثر الناس، إلى ويتكلم حصانه، على متجوال يراه الشاعر وكان مرئيا، ماديا كائنا

المألوفة الطريقة من المتلقي نفس في أمكن وبأسل وهو العماء، غواية من ويحذرهم معنى إلى للوصول مألوفة عناصر الشاعر فاستخدم المعنى، هذا عن التعبير في

. مألوف ال إسناد عبر مألوف

. 8 ـ 7: حتى لو، ص. عيسى) 1(

61

: )1(الشاعر فيه يقول آخر موضع وفي تحمتس اءرحر في الصححي بور بتذوو روقا الطيلظلي شو

جرح قصة الكائنات مع لييفه ة تشكوعلم خديمثلي الح تستحم أن لها وكيف تستحم، ال الصحراء بأن يقول نعرفه الذي الحياتي الواقع إن

تستحم؟ فكيف يتزحزح؟ وال يتحرك ال جماد كائن وهي من يمكن التي االنزياح تقنية خالل من نفسه في عميق معنى عن الشاعر عبر

في تأثيرا أكثر أسلوبي إسنادي نظام وفق خاطره في يجول عما يعبر أن خاللها قاساه عما يتحدث أن الشاعر أراد فلو الصريح، المباشر األسلوب من المتلقي نفس وذلك األلم هذا لكثرة نتيجة بها حظي التي األعصاب وبرودة واأللم، الجرح من

لهذا أدائه في يتميز أن هاهنا فأراد مألوفا، مباشرا سطحيا تعبيره لكان الجرح، من المتلقي نفس في التأثير من مزيدا يحمل خاص لنظام وفقا به يأتي وأن المعنى، على األمر فكان أخرى، جهة من الشعرية العبارة وجمال الفنية من ومزيدا جهة، من ليبين الصحراء، إلى االستحمام الشاعر فيه أسند إسناديا انزياحا طلبيت ذاك

من وقاساه عاناه ما لكثرة بها يتمتع التي األعصاب برودة مقدار اإلسناد هذا خالل الصحراء صارت ومشاعره أعصابه داخلت التي البرودة تلك فلشدة والجراح، األلم . الباردة الشاعر روح بحر في االستحمام ىعل قادرة فيها الحر وشدة اتساعها على الجراح من وقاساه عاناه عما مألوفة ال بطريقة يعبر أن الشاعر استطاع لقد

له فإن حوله، من بالطبيعة المعنى هذا وقرن روحه، في برودة إلى أدت التي واآلالم في اعرالش مثل مثلها الحلم خديعة تشكو أيضا فهي وألم، حزن قصة الكائنات مع . ذلك

. 32: جبريا، ص. عيسى) 1(

62

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي ل نعساللي ري فنامريس

لأنام بجانبه وتمددت أن للسرير يمكن وال ويستيقظ، ينام حيا كائنا ليس فهو ينعس، أن لليل يمكن ال

هذه عن عبر حين الشاعر ولكن ويستيقظ، ينام حيا كائنا ليس أيضا فهو ينام، أن أراد وإنما ينام، والسرير ينعس، الليل بأن القول يرد لم السابق بلفظه المعاني

. مألوفة ال بطريقة نفسه في عميق معنى عن يعبر حتى سهره، طول عن يعبر أن أراد سريري، فنام الليل، نعس: الشاعر قال حينما داهم الجميع نام فإذا النوم، من للجميع بد وال للسهر، موضع الليل في يبق لم إنه

عليها، يناموا كي الجميع مقصد األسرة وصارت سهرهم، في الناس بقية النعاس . السابقين الشعريين سطريه في الشاعر قصده ما وهذا النوم لىإ الجميع وإخالد الليل، وانتهاء السهر، طول معنى عن الشاعر عبر لقد

النوم وإسناد الليل، إلى النعاس إسناد في تمثل مألوف، ال إسنادي بانزياح والسرير ما وهذا النوم، من بد وال للسهر، موضع هناك يعد لم أنه للمتلقي ليقول السرير، إلى

. لينام سريره بجانب تمدد حين فعال معه حصل : )2(العجوز جدته الشاعر فيه يصف آخر موضع وفي العجوز جدتي.. آ

صبية أسطورة عصية عفوية ودمعة المنفية مهاأحال تلدغها وحينمارصيا يهردقة صديح

. 11 ـ 10: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

. 86: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

63

ليست الجدة أحالم أن غير عموما، والزواحف األفاعي صفات من اللدغ إن على قادرة األحالم هذه الشاعر جعل إذن فكيف الزواحف، من زاحف وال أفعى، اللدغ؟

الربط على قادرا الشاعر تجعل واألفعى المنفية األحالم بين مشتركة سمة هناك اإلنسان تلدغ حين األفعى أن وهي مألوف، الال المعنى بذلك المألوف المعنى هذا بين

إلى تؤدي فإنها الجدة، بها تحس التي المنفية األحالم فكذلك وتسممه، ألمه، إلى تؤدي ذلك عن تماما غريبا ليس المعنى فهذا وروحها، نفسها وتسمم وألمها، وجعها . المعنى

مألوفة ال بطريقة يعبر أن اإلسنادي االنزياح هذا خالل من الشاعر استطاع لقد ولو الفنية، من كبيرا قدرا ومنحها جماال، الشعرية العبارة فزاد مألوف، موقف عن هذا على اشتملت لما المباشرة المألوفة الطريقة وفق المعنى هذا عن عبر الشاعر أن

. والفنية الجمال من القدر : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي قماب عحالس

اميرق في ممر الراألخي طش تنازعالع باألنثى، عادة يرتبط أنه غير ـ أنثى أم كان ذكرا ـ البشر صفات من العقم إن

الجماد دون بالبشر خاص اإلسناد هذا ألن السحاب؛ عقم يقال أن الطبيعي من وليس عقيما؟ السحاب من الشاعر جعل إذن فكيف فيه، روح ال الذي هذا أكان سواء مريام، تعانيه الذي العطش شدة عن يعبر أن الشاعر ادأر لقد

المرأة يطال الذي المعنوي العطش الشاعر به قصد فربما معنويا، أم ماديا العطش . االحتالل قساوة من تعانيه ما جراء الفلسطينية

ش،العط ذلك تعاني زالت ما تلك مريام فإن العطش من الشاعر قصد يكن وأيا المرأة أن فكما فيه، ماء ال عقيما السحاب هذا فكأن شيئا، عليها يمطر ال والسحاب

االنزياح هذا الشاعر فاستعمل يمطر، ال عقم إذا السحاب فإن تنجب، ال عقمت إذا

. 21: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

64

بهذا فاستطاع ـ سلف كما معنويا أم حقيقيا ـ المطر قلة عن للتعبير اإلسنادي الرائعة، وشعريتها الكبيرة، بفنيتها تمتاز شعرية عبارة وفق المعنى تقديم االنزياح

من القدر هذا على العبارة كانت لما المألوفة بالطريقة المعنى هذا عن عبر أنه ولو هذا كل منحها الشاعر به أتى الذي مألوف الال التعبير أن حين في والفنية، الجمال . الجمال

: )1(وبتهمحب واصفا الشاعر يقول آخر موضع وفي الهمس سيدة يا زلزلني ما

نت حيجتزة امرمك حاء شفتيالكأس بم الخمر وسكر الماء خجل يمكن هل: الشعرية األسطر هذه يقرأ حين المتلقي ذهن في يتبادر الذي والسؤال الخمر؟ يسكر وهل يخجل؟ أن ماءلل

فاعله غير إلى الفعل أسند الخمر، وسكر الماء خجل: قوله في الشاعر إن من السكر وإن الماء، خصائص من ال اإلنسان خصائص من الخجل فإن الحقيقي، الشاعر استعمله المألوف الشيء وهذا الخمر، خصائص من ال اإلنسان خصائص انقلبت الجمال ذلك لشدة فهي محبوبته، جمال شدة عن يرللتعب مألوفة ال بطريقة في الخمر، وسكر الماء فخجل مألوفا، مألوف الال وصار حوله، من الدنيا حقائق . المحبوبة تلك جمال شدة عن المعبر المادي االنزياح من حالة العبارة منحت مألوفة ال بطريقة مألوف معنى عن يعبر أن الشاعر استطاع لقد

وفق المعنى هذا عن عبر أنه ولو والجمال، الفنية من ومزيدا الشعرية، من مزيدا . الفن هذا وكل الجمال هذا كل العبارة احتوت لما المألوفة الطريقة

عند وردت التي اإلسنادية االنزياحات من عدد على السابقة الصفحات اشتملت من لديه ما كل ليست شك وند وهي الشعرية، دواوينه في عيسى راشد الشاعر الشعرية، التقنية لهذه استعماله في له عاما منهجا تمثل أنها غير االنزياح، لهذا نماذج : اآلتية النتائج إلى نشير المبحث هذا نهاية وفي

. 98: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

65

من أكثر الفعلية بالجملة المرتبط اإلسنادي لالنزياح الشاعر استعمال كان لقد . 1 . االسمية بالجملة المرتبط اإلسنادي حاالنزيا على اعتماده

الفنية من ممكن قدر بأكبر مألوفة ال انزياحاته من يجعل أن الشاعر حاول . 2 المتعلق الشعري منهجه في الشعراء من سواه عمن يتميز كي والموهبة، . باالنزياح

: النعوت_ اإلضافة_ الداللية_ المعجمية المصاحبات انزياح 2.2 هذه في الحديث فإن اإلسنادي االنزياح عن السابقة الصفحات في الحديث نكا كما

وهذه والنعوت، اإلضافة جوانب في الداللي االنزياح على سينصب الصفحات ونعت إليه، ومضاف مضاف جزئين، من مكونة والنعوت اإلضافية العناصر . )1(المختلفة اللغة عناصر ضمن تركيبيا نمطا تمثل الناحية بهذه وهي ومنعوت،

في المعجمية المصاحبات انزياح أنماط من عيسى راشد الشاعر استفاد ولقد واإلبداع الفنية من بمزيد الشعرية عبارته تدعيم في والوصف اإلضافة جانبي

واألفكار المعاني على العمق بعض إدخال في االنزياحات هذه أسهمت كما والجمال، نمط إدخال بضرورة فأحس المتلقي، إلى ينقلها أن الشاعر أراد التي الرسائلية

عمقا، أكثر معنى إلى الوصول سبيل في الشعرية، أسطره ضمن المصاحبات نزياحا فيها اعتمد التي المواضع بين ومن المتلقي، نفس في ووقوعا جماال أشد وعبارة : )2(قوله في جاء ما المصاحبات انزياح على الشاعر

فلم تجبأس ولم تقبأر

لمخات تغرني ورر صطوالع

دستور العلماء، أو ). م2000(األحمد نكري، القاضي عبد النبي بن عبد الرسول : انظر) 1(

حسن هاني، دار الكتب العلمية، : جامع العلوم في اصطالحات الفنون، عرب عباراته الفارسية . 196: ، ص1: بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ج

. 15: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

66

إذ إليه، والمضاف المضاف بين انزياح على تشتمل السابقة الشعرية األسطر إن صرخة؟ للعطور وهل العطور، صرخات: الشاعر يقول أن االنزياح بطريق أخرجها التي الشعرية العبارة هذه خالل من الشاعر استطاع وهذا الكالم، أو النداء في الصوت رفع يعني الصراخ فإن عمقا، أكثر عنىم يقدم

الخافت، المنخفض الصوت من للسامعين جذبا أكثر سيكون شك ال المرتفع الصوت العطر، إلى الصوت من اإلضافي تركيبه ليزيح الصراخ معنى من الشاعر فاستفاد النفاذ العطر فشم حوله، من سللنا جذبا أكثر ونفاذها رائحته بشدة العطر فصار . حوله من الناس ليجذب يصرخ كأنه العطر فصار الصارخ، الصوت كسماع

التعالقية من مألوفا ليس نموذجا يقدم أن الشعرية العبارة بهذه الشاعر واستطاع ليتخلى شيء يغريه ال أنه لنا يبين أن أراد الشاعر فإن مألوفة، بصورة الكلمات بين . العطر صراخ يكون كأن قويا، شديدا السبب أو الدافع هذا كان لو حتى بدئه،م عن قول في جاء ما اإلضافي التركيب ضمن المصاحبات انزياح مالمح ومن

: )1(الشاعر الهوى على الصغير وأنا

وجنونهموغيقلبي و عمأد النساك

في مكانها الغيوم فإن غيوم، للقلب يكون أن نعيش الذي واقعنا ضمن فليس . القلب في وليس السماء

تلك يرد لم غيوما لقلبه أن فيه ليبين اإلضافي التركيب هذا أطلق حين الشاعر إن لحقيقيةا الغيوم هذه بين يربط أن أراد وإنما المادي، واقعنا في المقصودة الغيوم الدموع، يوازي عنده والمطر تمطر، الغيوم فإن به، ملتصقة صارت قلبية بصفة عواطف فثمة الشاعر عند الحال وكذلك شاحبا، السماء وجه تجعل الغيوم تلك وإن

. 30: ما أقل حبيبي، ص. عيسى) 1(

67

وجه تجعل التي الغيوم بمثابة العواطف تلك فتصير خفقانه، في شاحبا تجعله قلبه في . شاحبا السماء

إلى مألوف مشهد من الشعرية عبارته ينقل أن االنزياح بهذا الشاعر استطاع فهو الشعرية، العبارة بتلك متأثرا المتلقي يجعل أن شأنه من مألوف، ال مشهد

قلب إلى الشعرية للعبارة وفقا فينقلها السماء، في الشاحبة الغيوم مشهد يستشعر المتلقي، نفس في أثرا أكثر الشعرية العبارة فتغدو المؤلمة، بالعواطف المثقل الشاعر يعرفها التي المألوفة العبارة تفوق جمالية جملة حازت فقد روحه، في وقعا وأعمق

. المتلقي ذلك اإلضافي، التركيب ضمن اإلضافية العالقات من أنماطا يخلق الشاعر ونجد

: )1(يقول إذ وذلك الشاعر، يفقشه بيضا للمعاني فيجعللغة فكم تقنالعاشق ي انلوهالب

المعاني؟ بيض ليفقش أضاف فقد المعاني، بيض: قوله في السابقة الشاعر عبارة في االنزياح يظهر

تبيض؟ المعاني وهل المعاني، إلى البيض إلى رسالة يوصل أن أراد أنه يرغ تبيض، ال المعاني أن تماما يعلم الشاعر إن يتصورها التي بالصورة سهال ليس المراد المعنى إلى الوصول بأن المتلقي ذلك

الذي المعنى إلى يصل حتى المعاني تلك بيض يفقش أن الشاعر على بل المتلقي، أن للشاعر بد ال ستار ضمن مستور وهو عنه، مخفيا المعنى بذلك فيكون يريده، . يكشفه

لدى المألوفة الصورة ينقل أن استطاع الشعرية العبارة هذه بإطالقه والشاعر في متفكرا الشعرية، العبارة بتلك متعمقا فيجعله مألوف، ال مظهر إلى المتلقي المطاف نهاية في ليصل والتمحيص، التدقيق إلى ذلك يدفعه مما فيها، الفنية نواحي

. الشاعر يريده الذي المعنى إلى

. 10: ليه أوقع، صوع. عيسى) 1(

68

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي للغاصب أنوثتها فاكهة باعت ما أرملةتنتظر عوجر جوا الزهإلي جوالزبا ود قريوعيس تبيع المرأة أن وهي السابقة، الشعرية العبارة تكوين في مألوفة عبارة هناك

التي الفاكهة كجنس ليست الفاكهة أن العبارة هذه في مألوف الال ولكن الفاكهة، فاكهة؟ لألنوثة وهل أنوثتها، فاكهة هي إنما نعرف،

يكون أن المألوف حدود ضمن يمكن وال فاكهة، لألنوثة ليس األمر واقع في يجعل أن استطاع إليه والمضاف المضاف عالقة خالل من االنزياح أن غير ذلك،

. والشراء للبيع موضعا الفاكهة هذه تكون وأن فاكهة، لألنوثة الال العبارة هذه بين ترابط ثمة وإنما عشواء، خبط مجرد يكن لم االنزياح وهذا

الذي بالقدر ثمينة وإنها الطعام، متعات من متعة تمثل الفاكهة فإن والمألوف، مألوفة فإنها المرأة، أنوثة مع الحال فكذلك الحياة، أساس أنها لو كما شترونهاي الناس يجعل تبيعها أن بمكان السهولة من ليس الذي بالقدر ثمينة أنها كما اإلنسان، بها يتمتع متعة

قسرا، تباع ال اللذيذة الفاكهة أن فكما للغاصب، كانت إذا خاصة بها، تفرط أو المرأة . قسرا بها يفرط ال الرقيقة األنوثة فإن المعنى نقل الشعرية أسطره ضمن مألوفة الال العبارة بهذه جاء حين والشاعر المألوف النظام وفق الحال عليه كان لو مما وشعرية جماال أكثر تركيبي نظام وفق السامع، نفس في وتأثيرا عمقا أكثر أثرا المعنى يمنح أن استطاع أنه كما الكالم، في جهة، من األنوثة لتلك الكبيرة بالقيمة يحس" أنوثتها فاكهة "المتلقي يسمع ينح إذ

رمز وهي الفاكهة، بلفظ اقترنت كونها األنوثة تلك به تتسم الذي الكبير اللذة ولمقدار .والمتعددة المختلفة الطعام أصناف بين اللذة حضاراست ويحاول الغفاري ذر أبا الشاعر فيه يخاطب آخر موضع وفي

: )2(المرموقة التاريخية شخصيته

. 40: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 118: جبرياء، ص. عيسى) 2(

69

صغاري دمع في الملح وأنين أبي يا أهلي خبز وورائي أنين؟ للملح هل يسأل، أن ولسائل

او يئن حتى له صوت وال فيه، روح ال جماد فهو أنين، للملح يكون أن يمكن ال . انين للملح بأن اإلضافي تركيبها في واضحة السابقة الشاعر عبارة أن غير تكلم،ي

بشدة يوحي أن صغاري، دمع في الملح أنين: عبارته من الشاعر أراد لقد كانت وكلما الشديد، الحزن على تدل الدموع فملوحة صغاره، يعيشها التي المرارة هذا يقدم أن الشاعر فاستطاع الباكي، سنف في أشد الحزن كان ملوحة أكثر الدموع . والملح األنين بين إضافية تركيبية عالقة خالل من المعنى

يقدم أن مألوف ال تركيب على تعتمد التي الشعرية العبارة بهذه الشاعر واستطاع عالوة هذا نفسه، في عمقا وأكثر المتلقي، ذهن في تعالقا أكثر بطريقة مألوفا معنى . والجمال والفنية الشعرية من مزيدا العبارة تلك حهمن على : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

بيسأنك ح حيفر نحي رمء العيهة يائداناأل محز إلي موضعا تكون يهاعل األطعمة أشهى تناول على الناس اعتاد التي المائدة فهل

لألحزان؟ أو لألحزان، موضعا ليست المائدة بأن يقول الناس يعيشها التي الحياة واقع إن للفرح موضع فالمائدة تماما العكس على بل اإلنسان، يحزن أن ألجل يهيء كانام

عند الصورة أما واألشربة، األطعمة ألوان من فيها بما اإلنسان يسر إذ والسرور، المائدة هذه صارت حتى وانقلبت، اختلفت فقد السابق الشعري سطره في الشاعر

فإن إليه، والمضاف المضاف بجانب مرتبط داللي انزياح وهو لألفراح، ال لألحزان كله وذلك الداللة، هذه العبارة منحت التي هي" األحزان"و" مائدة "بين اإلضافة عالقة

. المعجمية المصاحبات عناصر بين االنزياح على اعتمادا

. 159: ما أقل حبيبتي، ص. عيسى) 1(

70

يجعل أن الداللي االنزياح هذا خالل من استطاع الشاعر فإن أخرى ناحية ومن من مزيدا منحها مما مألوفة، ال عبارة تشكل العبارة تكوين في المألوفة العناصر . المألوفة الشعرية العبارات خالل تذوقها يمكن ال التي والفنية الجمال

نواحي في عيسى راشد الشاعر عليها اعتمد التي االنزياح مظاهر بين ومن : )1(يقول إذ الوصفي، التركيب في جاء ما المصاحبات

بصوت اكتفيت ثم الحقيقة دمع تمالكت بعمقي يدوي سحيق

ساخرة واجمة األزقة كل الوادي، على الوصف هذا يطلق وإنما سحيقا، ليس الصوت أن الطبيعي فالواقع

الموصوف، مع متناسبا وصفا ليس فهذا سحيق صوت يقال أن أما سحيق، واد فيقال وصفا" سحيق "جعل التركيب هذا ضمن االنزياح عالقة خالل من الشاعر أن غير

. للوادي بالنسبة الحال هو كما سحيقا الصوت فصار للصوت، عشوائيا، االنزياح هذا يجعل أن يرد لم سحيق بأنه الصوت وصف حين والشاعر

من الذي الوصفي االنزياح من بشيء محملة شعرية عبارة يصطنع أن أراد وإنما سحيقا، الوادي يكون أن ألف قد المتلقي فإن العمق، من مزيدا العبارة يمنح أن شأنه يستوقف فإنه الشعرية العبارة بهذه يلتقي حين لذا سحيقا، الصوت يكون أن يألف ولم

الشاعر منحها التي الصفة تلك استشعار إلى به تؤدي وجدانية آفاق في متعمقا ذهنه عميق بأنه الصوت وصف حين الشاعر بأن يعلم أن إلى األمر به ليؤدي للصوت،

من خارج كأنه وخفوته بعده في فهو وخفوته، الصوت، ذلك بعد عن يفصح أن أراد . يسمع يكاد ال سحيق واد الجمال من مزيدا الشعرية العبارة يمنح أن استطاع االنزياح بهذا والشاعر

المتلقي يجذب أن شأنه من كان مألوف، ال تركيبي نظام وفق المعنى نقل إذ والفنية، . بها متفكرا ويجعله العبارة، تلك إلى

. 50: شاهادات حب، ص. عيسى) 1(

71

: )1(قائال أمه مخاطبا لنفسه، وصفه في هذا عرالشا ويستعمل حزينا لست أمي ياأو باغوتب رع

قنينة في يتثاءب جبل إني ال الشمس، كعين واضح الجواب أن شك ال الجبل؟ يتثائب هل سائل سأل فلو

كي الحياة صفات له وليس فيه، روح ال جماد وهو ثاءبيت وكيف الجبل، يتثاءب . الدواب حتى أو البشر يتصرف كما يتصرف

يريده ما وفق توضيحها من بد فال الجبل صفة من ليست الصفة هذه كانت ولما والحقيقة، الواقع سبيل على بءيتثا الجبل بأن القول يرد لم الشاعر فإن الشاعر،

مع يتعالق آخر موضع إلى البشري موضعها من هذه بالتثاؤ صفة أزاح وإنما والثبات، والصمود، كالعظمة، الشاعر، ينشدها صفات يحمل طبيعي مادي عنصر

يثبت أن فأراد ب،ءيتثا بأنه الجبل هذا وصف ثم جبال، نفسه من الشاعر جعل فقد اتعثر من لديه ما يبين أن أراد ثم الجبل، بها يتصف التي الصفات بعض لنفسه

قنينة، في يتثاءب بأنه الجبل هذا وصف خالل من الحيل، وبوار اليد، ذات وضيق . حجمها صغر على قنينة في حجمه كبر على الجبل يتثاءب أن يمكن فكيف

فإن شديد، ضيق من هو يحسه بما القنينة داخل الجبل تثاءب بين الشاعر ربط إن الذي العظيم الجبل كشأن ذلك في شأنه بسهولة، ينكشف أن يمكن ال الضيق هذا

يفي ال وضيقا صعبا لكان حقيقيا كان لو التثاؤب هذا فإن تثاؤبه، في بالقنينة يقترن بعض عنه انكشفت فمهما الشاعر، حال هو وكذلك المتثائب، ينشده الذي بالغرض أن من أبعد هموم من عنده ما ألن المنشود الراحة حد إلى يصل فلن همومه .تنكشف

. 70: حتى لو، ص. عيسى) 1(

72

: التركيبي االنزياح 3.2 المختلفة، التركيب عناصر جوانب في الشعراء عند التركيبي االنزياح يظهر

التركيبية المالمح لهذه لما وذلك وااللتفات، واالعتراض والحذف، والتأخير، كالتقديم قصيدته ضمن الشاعر يصنعها التي الصور في والتأثير المعاني، صياغة في

معينة نسبة لها التي العناصر من أكثر أو عنصرين وجود يعني كيبوالتر الشعرية، تركيب فهو اللغة، في التراكيب أنواع من نوع واإلسناد بعض، إلى بعضا تجمعها . )1(إسنادي

على مجملها في تعتمد التي األنواع هذه من وأشمل أعم التركيب كان وربما للتراكيب أخرى أنواع عن البالغيون تحدث فقد للكالم، البنائي والنظام األدوات

من وغيرها والتأخير، قديموالت والزيادة، والحذف، واإلطناب، اإليجاز على تعتمد . )2(البالغة علوم تناقشها التي والمعنوي اللفظي التنميق أشكال

البحث ميدانها فإن يصلح، ال ما ومنها لدراستنا، يصلح ما التراكيب هذه ومن تركيبية بنيوية وطبيعة بحت، أسلوبي نظام على تعتمد عموما فالتراكيب البالغي، . )3(العربية لغتنا في الجملة بناء بطريقة خاصة

التقديم ضمن التركيبي االنزياح مالمح على مشتملة شعرية مواضع وثمة : )4(مثال يقول إذ وذلك الشاعر، لدى والحذف ير،والتأخ نهارا النجم يطلع وللبنى

ني ثمتح اء منيا حهأسر سة شمرالظهي

كتاب التعريفات، ضبطه ). م1983(الجرجاني، علي بن محمد بن علي : انظر مثال) 1(

دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة مجموعة من العلماء بإشراف الناشر، : وصححه . 54: األولى، ص

. 18: اللغة العربية معناها ومبناها، ص. حسان) 2(

دراسات في علم اللغة، دار غريب للطباعة والنشر، عمان ـ ). ت.د(بشر، كمال : انظر)3( . 262: األردن، الطبعة األولى، ص

. 89: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 4(

73

للبنى جمالن يطلع: الشعرية األسطر هذه عليها تكون التي المستقيمة فالعبارة لهذه المتوقع الترتيب هو هذا، حياء من رأسها الظهيرة شمس تحني ثم نهارا،

هذا من واستفاد المألوفة، مواقعها عن الكلمات أزاح الشاعر أن غير العبارة، . المتلقي إلى إيصالها يريد نفسه في عميقة فكرة ليخدم االنزياح

تراد، لغاية أو ترجى، لفائدة إال الكالم تركيب في شيء على شيء يتقدم وال مزيدا العبارة يمنح والتأخير التقديم وإن شرط، أو قيد دون عشوائيا هكذا األمر فليس المحاسن، جم الفوائد، كثير باب إنه الجرجاني عنه قال فقد والبالغة، الجمال من

. )1(طيفةل عن لك ويفضي بديعة، عن لك يفتر يزال ال الغاية، بعيد التصرف، واسع العبارة ضمن الداللي التركيز من يدامز لمنحه أو به، للعناية إال متأخر يتقدم فال

هذه أن لنا يبين أن أراد األساسية جملتها على" لبنى "قدم حين فالشاعر التركيبية، المقصودة وهي العبارة، من الغاية فهي الشعرية، عبارته ضمن مركزية بؤرة الكلمة

النجوم طلعت ألجلها فهي حولها، من الكلمات سائر على تتقدم أن بها فأولى بالكالم، ضمن األشياء هذه تتقدمها إذن فكيف الظهيرة، في الشمس لها وتنحني الصباح، في

الكلمة هذه وتتقدم التركيبية، المكونات هذه تتأخر أن فالصواب التركيبية، عبارتها . األخرى الكلمات سائر على العنصر قدم قد فإنه ،"رأسها حياء من تحني ثم: "الشاعر بقول يتعلق فيما أما

هو الجملة لهذه المعياري فالتركيب الجملة، في به المفعول على" حياء من "التركيبي التقديم، حقه ما وأخر التأخير، حقه ما قدم الشاعر أن غير ،"حياء من رأسها تحني"

الحياء فكرة ولعل التركيبي، النظام في غيره على المقدم العنصر بهذا للعناية وذلك العبارة هذه عناصر تكوين في األساس هي محبوبته في الشاعر راهاي التي المهمة

التي السمات من" الحياء "السمة هذه أن اعتبارنا في أخذنا إذا خاصة الشعرية، من مزيد ألجل التركيبي العنصر هذا قدم فإنه لذا محبوبته، في الشاعر يرغبها

دالئل اإلعجاز في علم ). م1992(الجرجاني، أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد )1(

محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، القاهرة ـ مصر، ودار المدني، جدة ـ : المعاني، تحقيق . 106: السعودية، الطبعة الثالثة، ص

74

بجوانب العبارة هذه بارتباط خاصة وألقا، جماال الشعرية العبارة منح مما االهتمام، . مألوفة عناصر خالل من وصياغتها الالمألوف،

عبارته ينقل أن التركيبي االنزياحي المكون هذا خالل من الشاعر استطاع عبارة ضمن بالمألوف مألوف الال مزج إذ والفنية، الجمال من مزيد إلى الشعرية . المعنوي تكوينها في أهمية قلأ عناصر على مهم عنصر فيها تقدم تركيبية

: )1(قوله أيضا ذلك ومن منسية سوداء غابة شعرها في

الكالم فيعتذر أحدثها فاألصل شعرها، في سوداء غابة: هو العبارة لهذه المعياري التركيبي النظام فإن

في "العنصر لهذا أراد الشاعر أن غير الظاهر، االسم على الجملة شبه تأخير يخدم مألوف ال بتركيب ليخرج األخرى الجملة عناصر على يتقدم أن" شعرها . المتلقي إلى إيصاله يريد الذي المعنى

" شعرها في "بـ تتمثل الشعرية األسطر هذه ضمن المركزية الكالمية الوحدة فإن لهذه لما الكالم، في التركيبية الوحدة هذه إلى المتلقي انتباه يشد أن يريد الشاعر فإن

هذه تكون أن الشاعر آثر لذا الشعرية، العبارة هذه تكوين في كبرى قيمة من الوحدة الواجهة في تبقى كي التركيب، مقدمة في بل الشعري، السطر مقدمة في الوحدة

التركيبية العناصر بقية تأتي ثم ومن لها، انتباهه فيشد المتلقي، هذا لدى السماعية عبارة وفق إال يتأتى ال كله وهذا المتلقي، ذهن في الشعرية العبارة لتكتمل األخرى

. المتلقي لدى الهدف هذا تحقق ال المألوفة العبارة فإن مألوفة، ال وذلك عيسى، راشد الشاعر قصائد بعض في التركيبي االنزياح هذا أثر ويظهر : )2(قوله نحو

السحب يديه في واطمأنت نيته في األنجم نامت

. 21: شهادات حب، ص. عيسى) 1(

. 69: جبريا، ص. عيسى) 2(

75

أو الشعرية للعبارة تلقيه خالل من يفهمه المتلقي لدى مألوف تركيبي نمط فهناك عرالشا لعبارة المعياري فالنظام الفعل، بعد الفاعل تقديم وهو التواصلية، للعبارة في لنا يظهر لم المعياري النظام هذا أن غير يديه، في السحب واطمأنت: هو السابقة بتقديم وذلك العبارة، تلك أصل عن وانزياح تحول لنا ظهر وإنما السابقة، عبارته

. للفعل الحقيقي الفاعل على – المتعلق – الجملة شبه د يكن لم والتأخير يمالتقد بجانب المتعلق التركيبي االنزياح هذا إنل مجرفي تحو

قيمة له كانت بل فحسب، المختلفة الكالم وحدات في تبديل أو التراكيب، مواضع الوحدة على المتلقي لدى الذهني االهتمام بؤرة تركيز في تمثلت كبيرة شعرية

التفوق من مزيدا الكالمية الوحدة هذه لمنح الشاعر من محاولة" يديه في "الكالمية االنزياح من جعل أن إال منه كان فما األخرى، الوحدات سائر على لشعريا

. التألق من مزيدا العبارة تلك لمنح سبيال والتأخير التقديم بجانب المتعلق التركيبي من في عامة صفة على التركيز يريد التركيبي العنصر هذا بتقديم والشاعر

فإن والغيث، بالمطر تجود السحب أن مافك والكرم، الجود صفة وهي عنه، يتحدث يديه ألن السحب تلك من جودا أكثر فهو السحب، لتلك مستقرا صارت الممدوح يدي

لها مستقر . التي الشعرية العبارة تلك خالل من المعنى هذا إلى يصل أن الشاعر واستطاع

ال بمظهر بارةالع تلك ظهور على عالوة التركيبي،هذا االنزياح عنصر على تشتمل . الكالم في مألوفة بعناصر مزجها خالل من مألوف

بالتقديم المتعلق التركيبي االنزياح استعمال في براعته الشاعر لنا ويظهر : )1(فيها يقول التي الشعرية األسطر من مجموعة خالل من والتأخير

بلدبال لأقسم إنينام نوا الذيتقنع با بالحطني يو

مغطاهو ابقت ذبالو بالدي إلى الطريق تزنرت وأنا

. 64: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

76

الزنزلخت يريد ما وحدي فهمت وعمدتني الرياح وجعي فاستقبلت

دأح يصحو أن قبل التي الشعرية جوانب في تنميق دون سطحيتها في الشعرية العبارة هذه تظهر إذ

: هما موضعين في يبدو االنزياح فإن الحال واقع وفي االنزياح، على تعتمد المعياري التركيب فإن وطني، يا بالحب تقنعوا الذين نام: الشاعر قول: األول ما قدم قد الشاعر أن غير بالحب، تقنعوا الذين منا وطني يا: بقوله يتمثل العبارة لهذه قصد التي التركيبي االنزياح من حالة وهي التقديم، حقه ما وأخر التأخير، حقه

. والجمال التفوق من مزيدا العبارة منح ورائها من الشاعر في الشاعر قول في والتأخير التقديم جانب في التركيبي االنزياح لنا يظهر كما إن إذ الفاعل، على به المفعول قدم فقد الرياح، وجعي فاستقبلت: الثاني وضعالم

الشاعر أن غير" وجعي الرياح فاستقبلت "هو العبارة لهذه المعياري التركيبي النمط لنظام وفقا به جاء وإنما المعهود، المعياري التركيبي للنظام وفقا العبارة بهذه يأت لم

. نزياحاال على يعتمد تركيبي الداخلة الكالمية الوحدة بهذه اهتمامه على دليل" وجعي "للمفعول الشاعر وتقديم

المتلقي يجعل أن استطاع الكالمي العنصر بهذا فهو الشعرية، العبارة تكوين ضمن في بالتقدم أحق وهو وكبير، مرير الشاعر عند فالوجع" وجعي "وهو تقدم، بما مهتما

تأخرت فإنها التقديم، حقه فاعل الرياح كانت وإن حتى" الرياح "من الشعرية عبارته ". وجعي "بوحدة الشاعر الهتمام

على أساسها في اعتمدت عيسى راشد الشاعر بها جاء التي الالمألوفة العبارة هذه بعضها مع عالقتها خالل من ولكن أصلها، في مألوفة لها مكونة كالمية وحدات من تكون العبارة هذه في مألوف فالال مألوفة، ال عبارة تشكل أن استطاعت بعضا

. مألوفة عناصر

77

في يختص إذ الحذف، الشاعر يستعملها التي التركيبي االنزياح أشكال بين ومن التي الشعرية األسطر ضمن مألوفة ال بعبارات التركيبي االنزياح هذا األحيان بعض : )1(مثال يقول إذ وذلك االنزياح، بهذا توحي اكتئابي بنشوتها صل التي ضحكتك وبكأس هضابي على ضفتاه فاضت حين خصرك وبنهر

للضحكة يكون فكيف التركيبي، االنزياح من بنمط البيتين هذين الشاعر بدأ فقد باء الباء هذه إن البيت، أول في الباء هذه وما نهر، للخصر يكون وكيف كأس، الكلمة هذه على ويدلنا قسما،: هي محذوفة كلمة على بدورها تتكئ التي القسم

: )2(القصيدة بداية في قوله المحذوفة عذابي عذوبته تمحو الذي بمعناك قسما الكالم، في المحذوفة الكلمة تلك على دلنا الشاعر به أتى الذي المطلع اهذ فإن التقدير، كهذا تقدير على معتمدا التركيبي التفسير لكان هكذا المطلع هذا يكن لم ولو بد وال كالمنا، في مألوفة ال عبارة خصرك، وبنهر ضحكتك، وبكأس: قوله إن إذ على الدال والتركيب السليم المعنى إلى تقودنا أخرى مألوفة بعبارة ربطها من

. الشعرية األبيات هذه ضمن المعنى ارتباطا أكثر المتلقي جعل التركيب سياق من الكلمة هذه حذف حين والشاعر

ويحاول إليها، ينجذب فإنه مألوفة الال العبارات هذه المتلقي يسمع فحين بالقصيدة، العبارة عنده تستقيم كي المألوفة التركيبية ةالطبيع مع يتوافق بما ذهنه في قولبتها . الواضح الذهني حالها على بعبارته ودفعت عمقا، معناه منحت الشاعر بها أتى التي مألوفة الال العبارة وهذه

ما مرتبطا المتلقي يبقي أن خاللها من استطاع كما والجمال، الفتنة نحو الشعرية . ككل بالقصيدة أمكنه

. 121: حتى لو، ص. عيسى) 1(

. 121: حتى لو، ص. عيسى) 2(

78

جاء ما الحذف على المعتمد التركيبي االنزياح فيها ظهر التي المواضع ينب ومن : )1(الشاعر قول في

آسرتي يا مقدور سرا مسافتنا بعض نقطع أن

سرا سعادتنا أجل من ونناضلنتحدى أن مقدور كثيرا الموج

.التيار ضد ونجدف االستفسار الشعرية المقطوعة هذه يتلقى حين المتلقي ذهن إلى يتبادر ما لأو إن المقدور؟ هو عما في جاء ما عليه يدل الشاعر بها جاء التي الشعرية العبارة في حذف ثمة

مع مرارة من الشاعر يعيشه ما بأن متمثل الحذف وذلك الالحقة، الشعرية األسطر الال التركيب من نمط الحذف وهذا عليه، يسيطر وواقع يحياه، قدر إال هو ما الحب

بهذه العميق االرتباط ذلك المتلقي ذهن في يولد كي الشاعر عليه اعتمد مألوف العبارة يسوق ما وهو المقدور، هذا عن السؤال ذهنه إلى فيتبادر الشعرية، العبارة

. مألوف الال نحو : اآلتية النتائج لىإ نشير المبحث هذا نهاية ففي وأخيرا

لالنزياح استعماله من أكثر التركيبي لالنزياح الشاعر استعمال يكن لم . 1 من الشاعر قصائد في حضورا أكثر اإلسنادي االنزياح كان فقد اإلسنادي، . التركيبي االنزياح

المتعددة، التركيبية العالقات بين التركيبي اإلسناد هذا طبيعة في الشاعر نوع . 2 التركيبية األنماط هذه فاستعمل وتأخير، وتقديم وحذفية، وإضافية، وصفية، . مألوفة ال فنية عبارة إلى الوصول أجل من جميعها

اضطراب على خصوصا التركيبي واالنزياح الشاعر، عند عموما االنزياح يدل . 3 االضطراب هذا فإن والتأخير، والتقديم الحذف مع خاصة الشاعر، نفس في

. 32: شهادات الحب، ص. عيسى) 1(

79

في مألوفة الال الوظيفة ذات التركيبية االنزياحات هذه مثل إلى به يؤدي . الشعرية للعبارات الداللة نظام

80

الثالث الفصل المفارقة جماليات

القديم العربي األدبي الدرس عن غائبا الحديث الفني المصطلح هذا كان ربما

درسنا في به عرفت الذي ذاه اسمها غير على المفارقة درست فقد مغيبا، وليس إلى يعود فنيا المفارقة مفهوم أن إلى الدارسون يشير إذ الحديث، النقدي األدبي

بنى قد الهجري الثالث القرن عالم الجاحظ إن حتى القديمة، اليونانية الدراسات ي،الفن األدبي النمط لهذا وفقا والتهكم السخرية على القائمة والتدوير التربيع رسالته

اليونانية النتاجات إلى بنا تعود المفارقة لفن األساسية الجذور أن يعني فهذا . )1(القديمة

مما القارئ، وإضحاك القولية، السخرية يبأسال على أساسها في المفارقة وتقوم يجول عما اإلفصاح في مألوفة والال المباشرة غير المساحة من مزيدا الكاتب يمنح من التخلص أجل من المفارقة أسلوب إلى الكاتب ويلجأ أدبية، أفكار من خاطره في

للمتحذلق يقول كأن وذلك والجمال، الفنية من مزيدا النص ومنح القولية، المباشرة . )2(الجهبذ أيها إلى يصل ولكي للغة، التركيبية الطبيعة من للتخلص المفارقة إلى الشاعر يلجأ

إنتاج أجل من وذلك الشعري، إبداعه في برغبته يفي الذي التحليل من مستوى للشاعر، نجاحا يمثل كله وهذا التحليلية، بيعةالط تلك خالل من خاص لغوي تركيب به يصل ال النثر أن حين في ذلك، على القدرة تمنحه الشعرية اللغة أن على عالوة

. )3(التحليلية اللغة استعمال من الحد هذا إلى

الفن ومذاهبه في النثر العربي، دار المعارف، ). ت.د(شوقي ضيف، أحمد شوقي عبد السالم ) 1(

. 186: القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة عشرة، ص

. 394: تطور األدب الحديث في مصر، ص. هيكل: انظر) 2(

األدب وفنونه ـ دراسة ونقد، دار الفكر العربي، بيروت ـ ). ت.د(إسماعيل، عز الدين ) 3( . 77: عة األولى، صلبنان، الطب

81

ظاهرها في تبدو عبارة على تقوم أحيانها أكثر في المفارقة فإن هنا ومن يدقق حين المتلقي أن غير الكالم، في مألوف الال التناقض من كثيرا تحمل متناقضة،

مالمح بعض إلى الوصول يستطيع ظاهرها في المتناقضة العبارة هذه في النظر بالتناقض تشي كانت أن بعد العبارة تلك وتظهر العبارة، تلك افأطر بين التوافق

تلك في يظهر الذي المتناقض الموقف وهذا ،)1(الحقيقة من به بأس ال حظ ذات أنها وتدقيق ظاهريا، المتناقضة العبارة تلك في النظر إنعام إلى المتلقي يدفع المفارقة غير موقف إلى به تميل فهي كنهها في والغوص أعماقها سبر ومحاولة فيها، التأمل والمفارقة، الغرابة من عالم القارئ لهذا ينكشف والتدقيق التأمل هذا وبعد متسق،

دائرة من االنفالت على بدعالم تعين آلية الظاهري التناقض بهذا تقدم إذن فالمفارقة . )2(البعيدة والشفافية الجمالية الضبابية آفاق في والدخول والبساطة المباشرة

من يستفيد أن الفنان لهذا نيمك وكيف عموما؟ للفنان المفارقة تقدم قد ماذا ولكن . المتميز األدبي الفن آليات من آلية المفارقة

مختلف نحو على ما موقف عن للتعبير المفارقة بآلية يستعين أن للفنان يمكن نابعا الموقف هذا عن الفنان تعبير فيكون تعبير، آليات من الموقف ذلك يستلزمه مما . )3(مألوفة ال فكرة من مغايرا التعبير فيكون ذهنه، في متوقع هو عما للقارئ مفاجئ تعبير إذن فالمفارقة يثنى أو خطأ، من اقترفه ما على المجرم يشكر كأن الواقع، في الحال عليه هو لما هو عما ومختلفا الواقع، عليه لما مغايرا الكالم جاء الحالة هذه ففي الكاذب، ىعل

ال والتقذيع الذم يستحق والكاذب الشكر، ال والعقاب التوبيخ يستحق فالمجرم متوقع، السخرية من فجعلت هذا، من شيئا غيرت قد المفارقة أن غير والمديح، الثناء

معجم مصطلحات األدب، مكتبة لبنان، بيروت ـ لبنان، الطبعة ). م1974(وهبة، مجدي ) 1(

. 331: األولى، ص

فضاءات شعرية، المركز القومي للنشر، إربد ـ األردن، الطبعة ). م1999(الرواشدة، سامح ) 2( . 13: األولى، ص

في النقد الحديث، مكتبة األقصى، عمان ـ األردن، ). م1979(د الرحمن، نصرت عب: انظر) 3( . 61: الطبعة األولى، ص

82

في طريقة فالسخرية ،)1(والجمال الفنية من بمزيد لعبارةا تزويد في لها سبيال والتهكم يعنيه فيما يعني الفهم وهذا بالفعل، يقصده ما عكس عن الشخص بها يعبر الكالم وتجريد والتصنع والرياء واالزدراء التوبيخ أو المستور الهجاء منها متعددة معاني . )2(هزلي نحو على ميزاته من الخصم

على تشتمل ألنها وذلك الضدية، على كبيرا اعتمادا تعتمد المفارقة فإن هنا ومن المعنى بوجود تقر ذاته الوقت في أنها غير الفنية، العبارة ضمن الضد وجود

الفنية العبارة في تظهر التي ماءاتاإل أن غير تنفيه، ال هي إذ للمفارقة، الحرفي عن القناع تكشف التي الضدية مالمح بعض استكناه إلى تقود المفارقة على المشتملة . )3(الكالم ضمن المفارقة عنصر مالمح

أشكالها، في واحدة بطبيعة أو الكالم، من واحد مستوى ضمن المفارقة تكون وال على معتمدة ظاهرة تكون أن تعدو ال واضحة بسيطة لغوية صورة في تظهر فإنها

لغويين ضدين إيراد على تعتمد التي وهي القديم، األدبي النقد في المقابلة أو التقابل النص في عمقا أكثر بعدا لتشمل المفارقة هذه تتعمق وقد واحد، نصي إطار ضمن مجاالت وكافة األدب لتشمل النقاد بعض عند المفارقة هذه دائرة وتتسع نفسه، األدبي واألدب النقد مجاالت على النقاد بعض يقصرها قد حين في األخرى، الحياة . )4(فحسب

تقع فيما التأمل فرصة تمنحنا حين األدب، مجال في تنكر ال أهمية وللمفارقة والتغاير، قضالتنا مظاهر من بنا يحيط مما إدراكنا، عليه ينتبه أو أعيننا عليه

وما أمامنا، المتشكل عناصر تجمع التي العالقات عن والبحث به، للتبصر فيدفعنا سياق في المتضادات لحضور فرصة تعطي فالمفارقة تنافر، أو اتساق من بينها

. 13: فضاءات الشعرية، ص. الرواشدة: انظر) 1(

. 13: فضاءات الشعرية، ص. الرواشدة) 2(

يوئيل يوسف : المعنى األدبي من الظاهرتية إلى التفكيكية، ترجمة). م1987(ري، وليام ) 3( . 210: شر، بغداد ـ العراق، الطبعة األولى، صعزيز، دار المأمون للترجمة والن

عن بناء القصيدة العربية الحديثة، مكتبة دار العروبة، ). م1981(عشري زايد، علي ) 4( . 14: فضاءات شعرية، ص. ، والرواشدة138: الكويت، ص

83

اآلخر، حسن بإزاء أحدهما قبح يبدو أو اآلخر، قبح بإزاء إحداهما حسن فيبدو واحد، . )1(الناجح نالف مميزات من ميزة وهذه يلي ما فإن النظرية، وحدودها المفارقة مالمح لبعض السريع العرض هذا وبعد عيسى، راشد الشاعر عند المفارقة مظاهر عن الحديث على سيشتمل صفحات من

: يلي كما وذلك

: عنوانا رقةالمفا 1.3 لهذا بد وال الفني، العمل رأس قل أو الشعرية، القصيدة رأس العنوان يمثل

ال كما أفكار، من الفنان نفس في يدور عما التعبير على قادرا يكون أن من العنوان أن غير الفني، العمل عن أولية صورة المتلقي إعطاء على قادرا يكون أن من له بد

. عنوانا المفارقة آلية إطار في يحصل ال قد هذا مالمح بعض ثناياها في تحمل عيسى راشد عند القصائد عناوين بعض ونجد

. )2("حجر بذرة "العنوان في نجده ما نحو وذلك المفارقة، وتنمو تنبت كي وذلك حولنا، من للنبات تكون بل للحجر، تكون ال البذرة فإن

من بذرة الشاعر عنها تحدث التي البذرة هذه أن حين في نباتا، أو شجرة وتصير . الحجارة تنمو منها إذ للحجارة، نبتا لتكون توضع فإنها خاص، نوع بذرة ال حجر بذرة بأنها البذرة وصف طبيعة في العنوان هذا في المفارقة وتظهر

من متهكم بذلك وهو حجر، بذرة البذرة هذه لهبجع المتلقي يفاجئ فالشاعر نبات، بهذا أراد الشاعر أن غير خاللها، من تنمو بذور لها يكون ال الحجارة أن ناحية

في قذفها أجل من فلسطين في األحرار أيادي من تنفد لن الحجارة بأن القول العنوان بذوره، ةنوا من النبات ينبت كما أرضهم في تنبت الحجارة هذه فإن عدوهم، وجه

عونا تكون حتى أرضهم في تنبت وإنما تنتهي، ال فلسطين أرض في الحجارة فكذلك . عدوهم وجه في لهم

. 14: سامح، ص. ، والرواشدة143: عن بناء القصيدة العربية الحديثة، ص. زايد) 1(

. 27: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

84

. )1("أخرى فرصة: "اآلتي العنوان في أيضا المفارقة ونجد السخرية عضبب لنا يشي قصائده إلحدى الشاعر جعله الذي العنوان هذا إن

إن ثم األولى، الفرصة انتهاء تظهر العبارة فهذه قصيدته، في بالمخاطب والتهكم الفرصة فشل أن يقول أن يريد فكأنه أخرى، فرصة: قال التهكم سبيل على الشاعر . التالية الفرصة أمام الباب سد األولى

إلى بها يشير التي طبيعته خالل من العنوان هذا في المفارقة مالمح وتظهر لقصيدة عنوانا العبارة هذه الشاعر جعل فقد بالعنوان، المخاطب من والتهكم السخرية نجاحا، أكثر تكون قد التالية الفرصة أن فرأى األولى، الفرصة فشل فيها أوضح . الموقف هذا لبيان سبيال الساخر العنوان هذا من فجعل

يظهر بعضها حسن خالل من إذ األشياء، نبي التضاد جوانب إلى تقصد والمفارقة المفارقة هذه نجد وقد ،)2(اآلخر لذة تظهر أحدهما ألم خالل ومن اآلخر، قبح

. )3(والطفولة للجرح إيقاعان: الشاعر عنوان في التضادية الحياة لذة على تشتمل بل الجرح، على تشتمل ال أمرها غالب في الطفولة فإن

يأتي أن ارتأى الشاعر أن غير ومنغصاتها، الحياة هموم من الخالية البريئة الطفولية . التضاد على المعتمدة المفارقة بهذه هذا حال أن يبين كي والطفولة جرحال في الماثل التضاد هذا من الشاعر قصد لقد

اللهو مرحلة تمثل الطفولة كانت فقد سابقا، عليه كان عما تماما اختلف قد العصر من ملمحا صارت المتالطم الجديد العصر هذا في أنها غير اإلنسان، لدى واللعب . عهدها كسائر تعد ولم الجرح، مالمح

. )4(النار عسل: عنوانه في الحال وكذلك

. 97: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

: سامح، ص. ، والرواشدة143: عن بناء القصيدة العربية الحديثة، ص. زايد: انظر مثال) 2(14 .

. 40: شهادات حب، ص. عيسى) 3(

. 65: ما أقل حبيبي، ص. عيسى) 4(

85

ال قد النار أن حين في الفريد، ومذاقه بطعمه والتمتع اللذة جانب يمثل العسل فإن واللوعة، األلم على تدل األحيان أكثر في هي بل والتمتع، اللذة معاني على تدل

. والحرقة بعض في تكون قد النار أن للمتلقي ليبين المفارقة هذه أوجد الشاعر أن غير

وذلك اللذيذ، العسل منها يخرج جميلة وردة كأنها تكون حتى العسل، من ألذ أحوالها . واللذة المتعة إلى سبيال األلم يكون حين ليس هو لما الصفات بعض يثبت حين الشاعر عند العنوان في المفارقة تظهر وقد

. )1(أعمى مفتاح: عنوانه في ذلك يظهر كما منه، متوقع يرى، ال أو يرى كي حياة له أو عينين يملك ال المفتاح فإن األحوال جميع ففي يدل إنه حيث من الشاعر خاطر في يجول مما شيئا لنا بين قد العنوان هذا أن غير لم فهو ا،به ارتبط التي الوظيفة يؤد لم العنوان هذا في يقصده الذي المفتاح أن على إلى السبيل يجد لم أنه أي عمى،أ بذلك فكان له، مخصص هو ما فتح على قادرا يكن

. منه مطلوب هو ما إلى الوصول يدلنا باألعمى المفتاح وصف فإن والسخرية، التهكم، من شيئا يحمل العنوان وهذا الوظيفة يحقق لم أنه غير للفتح، أصال وضع الذي المفتاح هذا من يسخر الشاعر أن

. أجلها من وضع التي األولي والتضاد التناقض من بشيء توحي الشاعر عند العناوين بعض نجد وقد الطباق إنه عنه نقول أن يمكن ما وهي األدبية، بنيتها في المفارقة أساس يمثل الذي . )2(مغلقة سيدة إلى مفتوحة بطاقة: العنوان مثل وذلك القديم، البالغي تراثنا في القائمة التضاد طبيعة خالل من العنوان هذا ضمن المفارقة هذه أركان وتظهر معنى تؤديان الكلمتين هاتين فإن ومغلقة، مفتوحة،: الكالميتين الوحدتين بين

المتلقي، يألفه ال ما وفق شيئين بين الضدية على تقوم أساسها في فالمفارقة متضادا، . )3(الظاهري الحرفي بالمعنى تقر فإنها ذاته الوقت وفي

. 74: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

. 75: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

. 210: المعنى األدبي من الظاهرتية إلى التفكيكية، ص. ري) 3(

86

الفكرة هذه إبراز أراد للقصيدة العنوان هذا جعل حين الشاعر أن هذا يعني تستقبلها امرأة تجد لم حةالمفتو البطاقة هذه فإن واالنغالق، االنفتاح بين التضادية

البطاقة تلك مع تعاملها في منغلقة المرأة تلك كانت بل االستقبال، يكون أن يجب كما . والتضاد المفارقة من شيء على المشتمل العنوان هذا فكان المفتوحة،

راشد الشاعر فيها اعتمد التي المواضع تلك سبق ما خالل من لنا ظهر فقد وهكذا لمسة المفارقة لهذه وكان الشعرية، قصائده بعض عنونة في مفارقةال على عيسى القصيدة، على دليل شك ال العنوان فإن العنوان، هذا طبيعة في مهمة فنية جمالية يحمل فني أدبي بعمل يوحي فإنه المفارقة من القدر لهذا متضمنا العنوان يكون فحين . والفن الجمال نم مزيدا القصيدة ويمنح مألوف، الال من روحا

: القصيدة وبنية المفارقة 2.3 الخصبة البيئة فإن عيسى، راشد عند القصائد عناوين ضمن المفارقة كانت وكما للعيان ماثلة تبدو التي تلك المفارقة ومشاهد القصيدة، بنية في تظهر المفارقة لهذه هذه على لضوءا تسليط ستحاول الصفحات وهذه المختلفة، الشعر نصوص خالل من

إذ عيسى، راشد للشاعر الشعري النص خالل من المفارقة لتلك المتعددة المالمح : )1(يقول

سوالشم بن تغير القلب عوكسالم ف بعزيالص

أوان قبل تسقط الحلوة والفاكهة قطفال

في الشاعر فإن المفارقة، على مثال على السابقة الشعرية األسطر اشتملت لقد التضاد، على قائما المشهد هذا يكون يكاد مفاجئا، مشهدا لنا قدم السابقة أسطره وكيف الليل، في إال تغيب ال صيفا الشمس فإن الصيف، بعز الشمس تغيب فكيف . قطافها وقت يأتي أن قبل الحلوة الفاكهة تسقط

. 77: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 1(

87

افتتح فقد الشاعر، من هدف أو سبب دون هكذا تأت لم المفارقة هذه أن غير األمور يرى مكسور قلب وكل المكسور، القلب عن بالحديث الشعرية أسطره الشاعر

والقبح، السوء غاية في يراها قد الحياة هذه من الجميلة اللحظات حتى متناقضة، وليس غائبة، فإنها موجودة كانت وإن فهي غيره، عند كالشمس ليست عنده فالشمس

في السعادة تمثل التي الحلوة والفاكهة مظلما، معتما الكون يرى وهو عنده، مكان لها . قطافها أوان قبل سقطت قد إنها بل عنده، لها وجود ال الحياة

عنده عميقة يةنفس حالة عن للكشف الشاعر عند الشعرية المفارقة هذه جاءت لقد فلن الكآبة وتلك االنكسار هذا من التخلص حاول فمهما واالنكسار، بالكآبة تشي

واالنكسار الحزن مالمح من التخلص يستطيع ال كذلك، المكسور فالقلب يستطيع، . به المحيطة أحواله أفضل في حتى : )1(آخر موضع في يقول الشاعر ونجد

الجليل الحب في تماديت تطرفا عاشق بأني فقيل

متطرف زهدا الحب رضيت ولما

وخلوة متصوف شاعر بأني دعيت

أساس على القائمة للمفارقة موضعين على السابقة الشعرية األسطر اشتملت لقد قلب في تجيش عاطفة الحب بل زهدا، الحب وليس تطرفا، الحب فليس التضاد، مسيرة في تؤثر أن شأنها من التي العاطفية التصرفات بعض إلى فتدفعه اإلنسان . حياته

فكرة إلى المتلقي ينقل أن أراد إنما وزهدا، تطرفا، الحب جعل حين والشاعر تطرفا، يعد شيء أي في فالتمادي رقة،والمفا الغرابة من أساس على قائمة تضادية

. 106: ما أقل حبيبي، ص. عيسى) 1(

88

في نموذجا يعد الفكري التطرف أن فكما تطرفا، حبه صار حبه في تمادى فلما في تمادى حين الشاعر فإن أفكارهم، في العامة عليه عما واالبتعاد الفكري، التمادي

. كذلك متطرفا صار حبه يبين أن الشاعر أراد والخلوة، دوالزه والتفكر للوحدة سبيال التصوف كان ولما يؤدي الحب فإن أيضا، التصوف من جزء فإنه األشياء هذه إلى يؤدي شيء أي أن

والوحدة التفكر إلى به يؤدي كما حياته، أحوال بعض في الزهد إلى باإلنسان هذه في التصوف أشكال من شكل الحب هذا بأن يرى الشاعر فإن هنا ومن والخلوة تطرفا، الحب فليس متضادة، أشياء بين ربط الشاعر أن في تظهر ارقةفالمف الحياة، داللية عالقة ضمن كان الشاعر لدى الربط هذا أن غير تصوفا، الحب وليس

. بالواقع لها دخل ال عشوائية عالقات ضمن يكن ولم وصفية، لداخليةا أحاسيسه إلى المتلقي ينقل أن المفارقة هذه خالل من الشاعر أراد ولقد قد وإنه قبله، أحد عند يظهر لم حد إلى حبه في تمادى قد فإنه بالحب، تتعلق التي هو وإنما آخر، حب كأي ليس فحبه الحب، من سوى الدنيا هذه في شيء بكل زهد . متصوف متطرف حب : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

والسما األرض لعنة تزفه يمضي حيثشاعر لة منها قبيدجم مى النومالعو

تقوم التي المفارقة مالمح من ملمحين على السابقان الشعريان البيتان يشتمل إذ لعنة تزفه: قوله الملمحين هذين أول والسخرية، التضاد أو المفاجأة على أساسا

الفرح؟ بحالة" يزف "الفعل اختص وقد اللعنة، هذه تزفه فكيف لسما،وا األرض القوم زف: يقال اإلسراع، على الداللة" يزف: زف "لكلمة اللغوي األصل إن أن غير ،)2(مشيها أول بالنعامة لهم تشبيه وهو مشيهم، في أسرعوا إذا يزفون، وهم

. 10: حتى لو، ص. عيسى) 1(

. زفف: ، الجذر165: ، ص9: لسان العرب، ج. ابن منظور: انظر) 2(

89

اللعنة تكون فكيف والسرور، الفرح معنى على لتدل بعد فيما تخصصت الكلمة هذه وسرورا؟ فرحا أيا خير معه يأتي ال الشاعر هذا أن يبين أن المفارقة هذه من الشاعر أراد لقد . والسماء األرض من اللعنات تصحبه يمضي فحيثما مكانه، كان في مجد والعمى النوم وهل والعمى، النوم مجدها: قوله فهو انيالث الملمح أما

القبلي؟ تراثنا الكتسابهما أحد يسعى وال المجد، مكاسب من ليسا والنوم العمى أن شك دون والهمة والنشاط، البصيرة، من نابع المجد سبيل إن بل للمجد، سبيالن أنهما على

. وطرقه المجد سبل من ليسا فهما والعمى لنوما أما إليه، اإلنسان تقود التي العالية حالة تمثل السابق بيته في الشاعر بها أتى التي الساخرة التضادية هذه أن غير ضياع من حولنا من العربي المجتمع هذا في يجري لما االجتماعي التضجر من

ال الذي إنف المجد، هذا إلى تؤدي التي العالية الهمة عن وبعد للمجد، وغياب للهوية، في المجد من ليسا والعمى فالنوم المجد، من ليس بما افتخر المجد من شيئا يملك

على الشاعر فأبرزهما العربي، المجتمع لهذا مالزمتان صفتان أنهما غير شيء، . ساخرة متضادة صورة في العرب يملكه ما كل أنهما : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي لى منر عدنة الصنم جهجو

ارثمو الل منم الحرحالم قليال جننت إذا فاعذريني

يأثم؟ الجوع شكا إن الطفل وهل بين الجمع نواحي في السابقة الشعرية األسطر ضمن المفارقة ظهرت فقد

هذا كل والحرام، الحالل وبين وجهنم، الجنة بين تضادا أورد دق فإنه المتضادات، . الصدر على من

. 61: وعليه أوقع، ص. عيسى) 1(

90

أرادها وهكذا مفهومة، الال التضادية من حالة إلى المتلقي المفارقة هذه تنقل حالل وهو لوعة، من فيه بما وجهنم بجماله، جنة المحبوبة صدر على فإن الشاعر،

إلى بالمتلقي يؤدي المفارقة طبيعة من الناشئ ضادالت فهذا أفعاله، في حرام حبه، في الوصول يستطيع ال عنها، بعيد فإنه بمحبوبته، الشاعر عالقة طبيعة في النظر أمعان . إليها فإن محبوبته، تجاه الشاعر بها يحس نفسية حالة عن لنا تكشف المفارقة هذه إن

بما جهنم صارت الجنة هذه نفإ هنا ومن يديه، متناول في ليست يرغبها التي جنتها عن البعد بسبب له المحللة الصفات وتلك والحرقة، اللوعة من قلبه في تشعله

خالل من الشاعر قصدها التي الداللة هي فهذه عليه، حراما صارت محبوبته . المفارقة على القائمة تراكيبه

فيمزج المقام، هيقتضي ما وفق الشعرية المفارقة أنماط بعض يبرز الشاعر ونجد التهكم على السخرية مفارقة تعتمد إذ االستنكارية، والمفارقة الساخرة المفارقة بين

تلك طرح في اإلنشاء أسلوب تعتمد اإلنكار مفارقة أن حين في الخبر، بأسلوب : )2(الشاعر يقول إذ وذلك ،)1(المفارقة

إصبعك تحاور بأن غضبت إذا عليك ماذاتشمو نفلك عطرقر معك قرشا تجد ولم افتقرت إذا عليك ماذا

لة تكتفي أندبالخر ذلكوك قرنفله، عطر يشم ال أنه كما إصبعه، يحاور ال غضب إذا اإلنسان إن

العيش سبل عن يبحث بل بالخردلة، يكتفي ال فإنه اإلنسان هذا افتقر إذا الحال . له المتاحة

ويشم إصبعه يحاور فالغاضب يختلف، األمر فإن عيسى راشد الشاعر عند أما مفارقة بين مزج قد الشاعر فإن سبق وكما بالخردلة، يكتفي والفقير قرنفله، عطر

. 20: فضاءات الشعرية، ص. الرواشدة) 1(

. 13: حتى لو، ص. عيسى) 2(

91

أول في اإلنكاري بالسؤال عنده تتمثل اإلنكار فمفارقة ار،اإلنك ومفارقة السخرية، من اقتراح وهو يليها، الذي بالخبر فتتمثل السخرية مفارقة أما الشعرية، القطعة . بالسؤال المعني الشخص يعانيه الذي هذا من التخلص ألجل يقترحه الشاعر

أتى الشاعر فإن ة،بالخردل يكتفي ال والفقير إصبعه، يحاور ال الغاضب دام وما ال فالغاضب والحريات، لآلراء كبت من المجتمع عليه هو لما انتقادا المفارقة بهذه

يستطيع ال والفقير غاليا، الثمن دفع ربما ألنه أبدا، غضبه عن يعبر أن يستطيع انتقاد كله هذا بالخردلة، يكتفي أن عليه فإن فقره، به يسد عما البحث وال السؤال . الفكرية جوانبه من أم المادية، جوانبه من سواء حوله، من عللمجتم

حوله من المجتمع عليها التي األحوال هذه من موقفه يبين أن الشاعر استطاع لقد جعل بأن مجتمعه عليه الذي الحال من سخر فقد الساخرة، المفارقة هذه خالل من

للرزق، سبيل عن يبحث وال بالخردلة يكتفي والفقير إلصبعه، محاورا الغاضب فنية ناحية ومن هؤالء، لغير فيه مكان ال طارد مجتمع حوله من العربي فالمجتمع

هذه دفعت إذ والجمال، الفنية من مزيدا الشعري النص منحت المفارقة هذه فإن ال وكي منها، الشاعر يريده ما يفهم كي الشعرية العبارة في للتأمل المتلقي المفارقة ما النظر ويدقق فيها، يتعمق أن عليه بل المباشر، السطحي معناها فقو يأخذها . العبارة هذه كنه إلى الوصول من يتمكن كي ذلك أمكنه

تصح ال التي الصفات بعض إلصاق خالل من الشاعر لدى المفارقة تظهر وقد على النماذج ومن تحترق، ال تحرق فالنار النار، احترقت: مثال يقال كأن لصاحبها،

: )1(قوله في جاء ما النمط هذا الغريق البحر يد من نشلتني لغتي في هاأسرار ذوبت

غريقا؟ البحر يكون فكيف غدره على للداللة الحالة هذه له الشاعر أثبت وإنما غريقا، يكون ال البحر إن

البحر وصف طبيعة في تتمثل الشعري البيت هذا في الظاهرة التضادية إنف العظيم، البيت بهذا الشاعر فجاء الغريق، ضد والمغرق مغرق، أنه والصواب غريق، بأنه

. 85: جبريا، ص. عيسى) 1(

92

ولو الجميع، يغرق فهو كان، مهما آمنا يكون ال البحر أن على به داال الشعري . لفعل نفسه إغراق من تمكن كما يغرق الحب فإن يعيشها، التي الحب حالة مبينا المفارقة بهذه الشاعر جاء لقد

الذي التناقض فهذا غريق، البحر أن كما الحب، في واقع نفسه والحب البحر، يغرق الحالة وبيان يعيشها، التي والغرام الحب حالة لبيان سبيال استخدمه الشاعر به جاء

. تتملكه التي العاطفية االضطرابية األساسي المفارقة ركن تمثل التي المباشرة التضادية لحالة متمثال الشاعر ويبقى : )1(يقول إذ وذلك شعره، في

صهيلي تطيق تعد لم هرمت اتساعي بني يا األرض خانت ثم اتساعها، خانت قد فهي األرض، حال تبدل عن يتحدث البيت هذا في فالشاعر

: )2(أخرى مرة ابنه يخاطب لالنزو في طالعا قاكوستل مثلي الخديعة تصطادك سوف

اإلنسان يكون فكيف النزول، في طالعا: قوله في البيت هذا في المفارقة تمثلت لقد ينزل، وال فيصعد يطلع اإلنسان بأن يقول الحياتي الواقع إن نزول؟ في وهو طالعا هذه إلى دفعه الذي هو الشاعر حول من والدنيا األرض أحوال تقلب أن غير

. الطلوع عن المعتمة الصورة ظن فربما الناس، تصطاد التي هي الخديعة أن السابق بيته في الشاعر وضحأ لقد

يكتشف أن يلبث ال ثم والنجاح، التقدم طريق في أو واب،الص طريق في أنه أحدهم وهبط، نزل قد إنه بل حتى، حاله على يبق ولم شيئا، يصعد ولم دائم، هبوط في أنه إلى سبيل فال بها، متشحا الوجود صار التي الخداعية الطبيعة عن ناتج هذا كل

. الحياة ىعل المسيطران هما والنزول اإلحباط إن بل والنجاح، الصعود من إليها توصل التي الحياة زبدة الشاعر قصيدة من وغيرها األبيات هذه تمثل

طريق في أنه ظن فربما وأحوال، ظروف من حوله بما ينخدع المرء إن حيث

. 97: جبريا، ص. عيسى) 1(

. 99: جبريا، ص. عيسى) 2(

93

نزوله، في منهمك النجاح، بهذا مخدوع األمر واقع في أنه غير والنجاح، الصواب عن تحدث قد نجده لذا الشاعر، نفس في اثلةم حقيقية شخصية تجربة عن ناتج وهذا . حوله من الحياة بهذه مخدوع أيضا فهو مثلي،: وقال نفسه،

: )1(فيقول يحبها، امرأة جمال عن آخر عموض في الشاعر ويتحدث أفعى حتى تسحر مرأةال

الساحر الشعر سيف تجرح بنعومتها

لمحالشاعر و الساحر، أفعى تسحر معه فصارت بعيدا، حدا الجمال من المرأة هذه بلغت فقد

هذه بلغته الذي الجمال هذا أن غير الناس، تسحر هي بل تسحر ال األفعى وهذه هذه نأ ليبين المفارقة هذه استخدام إلى الشاعر دفع مما بعيدا، حدا وصل المرأة أنها كما بها، سحرت قد الساحر أفعى إن حتى يتصور، ال بعيد حد إلى جميلة المرأة . الشاعر وحلم الشعر، سيف تجرح

وصف معها يمكن غريبة تضادية إلى ينقلنا أن المفارقة بهذه الشاعر استطاع لقد الكالم، عليه هو بما امتفاجئ أمامها يقف المتلقي جعلت بأنها الشعرية المقطوعة هذه

بالقدر عظيما يكون أن بد ال الساحر أفعى يسحر ما إن الساحر؟ أفعى تسحر فكيف التضاد حد إلى وصلت الشاعر بها جاء التي المبالغة فهذه السحر، يفوق معه الذي يسحر أن استطاع وأنوثتها المرأة تلك جمال أن غير يسحر، ال فالساحر نظرنا، في

. معقول الال إلى المعقول حدود جاوزيت وأن نفسه، السحر عفوية صفات فهي بها، تتصف التي صفاتها المرأة تلك جمال في يزيد ومما

: )2(ذلك موضحا الشاعر يقول طفلة، كأنها فطرية، بطفولتها رائجة مرأةال

بأنوثتها فائضة

. 32: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

. 34: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

94

كما قلبال في تسري النية تسري

قادرة جعلتها التي هي المرأة تلك بها تتصف التي والصفات السمات هذه فإن ال التي الساحر أفعى تسحر أن على قادرة أنها كما بها، الناس تسحر أن على

. تسحر : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي سحب من الساقط المطر نتفأل

العطش أرض على المنسي الفرحتدمالم تدمر إلى المقه سري كرومي فيه تنفتح الفرح عن يتحدث الشاعر إن حيث من الشعرية المقطوعة هذه في المفارقة تظهر

ولماذا عطشى، ارض على ساقطا المطر يكون فكيف طش،الع أرض على المنسي عطشى؟ تزال ما هي ينسى الفرح فإن به، متهكما كان المنسي الفرح هذا عن تحدث حين الشاعر إن لتسقط المرأة هذه جاءت ثم فرحة، تعد لم الفرح ارض إن حتى األحوال، بعض في

هذه من الشاعر سخر إذ فرح،ال نسيت التي األرض على المنسي الفرح سحاب مطر خالل من الفرح هذا مطر سقط حين األمل لها أعاد ثم الفرح، نسيت التي األرض

. األنثى تلك ال فهو يعيشها، التي حياته صورة لنا ينقل أن المفارقة بهذه الشاعر استطاع

يالت المرأة هذه جاءت ثم منسيا، عنده الفرح صار حتى سبيال، الفرح إلى يعرف قليل قبل الشاعر وكان الفرح، ذلك نسيت التي األرض على سقط الذي كالمطر هي

. الفرح ذلك نسيت إذ بها يسخر

. 63: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 1(

95

ألحد ما موقف عن حديثه خالل من الشاعر عند التضادية تلك تظهر وقد : )1(قوله في ذلك يظهر يصادقهم، الذين األشخاص

أراك ة أنثى تطارداسيا تشتهي إذ السلهصو يهو نكع نورالح

ناضجة ترتيلة ذات لي قلت الذي وأنت رائجة كذبة صاحبي يا السياسة فإن حذار... حذار الزبون أخمصيها على يموت

الرجا في خائبا إذن بقىست فالشاعر الشعرية، المقطوعة هذه من موضع غير في الساخرة المفارقة وتظهر

ودها، لخطب يسعى رجل وكل الناس، يطاردها أنثى جعلها حين السياسة من يسخر . الرجال يطاردها التي السياسة بهذه ساخر إذن فهو أنثى مطاردة من قبل من حذره الذي صاحبه نم يسخر فإنه ثانية ناحية ومن

ناضجة، ترتيلة بأنه ذاك تحذيره وصف ولقد يطاردها، نفسه هو إذا ثم تلك، السياسة لألمام، يتقدم ولم الوراء إلى عاد ناضجا كان أن فبعد اآلن، حاله من يسخر أنه أي

. السياسة هذه من فيتخلص أنثى قدمي عند يموت قد ذاك صاحبه أن نبي حين الساخرة المفارقة تظهر وكذلك

ثم ما، شيء لشراء يأتي الذي كالزبون فهو شيء، على منها يحصل أن دون السياسة يصل لن الذي السياسة زبون مثل مثله فهذا ثمن، من دفع مهما عليه يحصل ال إنه . السياسة هذه مع الموت إلى إال المخادعة، لمفارقة نموذج أنها على يةالشعر األسطر هذه إلى ننظر أن يمكننا كما

كان لما معاكسا الموقف مجيء أساس على يقوم المفارقة أنماط من النمط وهذا يجازى المطاف نهاية في أنه غير للخير، فاعال يكون كأن الفعل، صاحب يتوقعه . )2(بالشر

. 33: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 17: فضاءات الشعرية، ص. الرواشدة) 2(

96

يأتيه، ال ما فعل عن الناهي بأن يقول عالواق فإن ابقة،الس األسطر في كان ما وهذا حذرا نفسه هو يكون أن به يفترض السياسة أنثى من حذره حين الشاعر فصاحب

أنثى شراك في الشاعر صاحب ووقع كذلك، يكن لم الحال واقع أن غير منها، . الشاعر من متوقع هو لما ومخادعا مخالفا الموقف جاء إذ مخادعة، فهذه السياسة،

: )1(الشاعر فيه يقول آخر موضع وفي كحتى اضح نخل لوك الفقر خبزك لقمة إلى وامض

النملة مثلكحتى اضح لو كجيس رالقه حلمك زهرة إلى وامض

ةالنحل مثل أن الشاعر يحاول التي التضادية من مقدار إلى لنا تشير الشعرية المقطوعة فهذه

وكيف مسرورا؟ الفقير يكون فكيف السرور، على داللة الضحك فإن لنا، يوصلها ال والبؤس، الحزن والمقهور للفقير الطبيعي الواقع إن مسرورا؟ المقهور يكون

الفقير من يطلب الشاعر كان فإذا حك،الض الفرح وعالمة والفرح، السرور من الظاهرية العالمة هذه تحويل يريد أخرى بعبارة فإنه يضحك، أن والمقهور

عنوانها وكان أوجدها، التي المفارقة تخلقه آخر واقع إلى المحسوس المادي واقعها إال مباشر غير ضدا كان وإن للقهر، ضد أنه كما للفقر، ضد الضحك فإن التضاد،

حال في الضحك فإن الحزن، إلى يؤديان والفقر القهر دام فما واقعي، ضد هأن شعارا هاهنا التضاد فيصير طبعها، عن وخروج البشرية، الذات مع تضاد وقوعهما . للمفارقة

على تمردية صورة لنا يرسم أن المفارقة هذه خالل من الشاعر استطاع ولقد دعوى مجرد ليست للضحك دعواه فإن حوله، من الناس يعيشها التي الحياة واقع

األمل، وانقطاع الصبر، ونفاد الحيلة بقلة تشي دعوى هي وإنما األمل، أو بالتفاؤل

. 33: حتى لو، ص. عيسى) 1(

97

سوى لهما يبقى ال رته،نص من اليائس والمقهور حاله، تغير من اليائس فالفقير اليأس من حالة عن لنا كشفت هاهنا فالمفارقة ،اهمينفس عن به يسربان الضحك

. قهرا أم كان فقرا االجتماعي : )1(الشاعر فيه يقول آخر موضع وفي

نجمتين على كفي قفأطب أراكمسأرك وهجن في وليودج بححارى كل فتصائق الصدح بح

إليك يؤدي طريقا الدروب وكل ونار سيوف فوق فأمشيه

التي وهي ظاهرة، بسيطة مفارقة السابقة الشعرية األسطر في المفارقة هذه تمثل وهذه الحديقة، يقابلها فالصحراء القديمة، البالغة في الطباق فن مع تتالقى

وهو معشوقته، يرى أن بمجرد حب حدائق إلى تتحول الشاعر يراها التي الصحارى إليها ننظر حين إال حديقة إلى تتحول ال فالصحراء حقيقي، غير نفسي معنى

الدنيا، امتلك قد بأنه يحس محبوبته يرى حين العاشق فالشاعر المعنوي، بالمنظور تنتهي التائهة والدروب حب، حدائق عنده تصير فالصحراء مختلفا، شيء كل وصار . المحبوبة لكت عند جميعها

من مزيدا الشعرية عبارته يمنح أن المفارقة هذه خالل من الشاعر استطاع لقد هذه تواجهه حين العميق والتفكير التأمل من هالة تنتابه المتلقي إن إذ والفنية، الجمال وجهه على المعنى هذا يتمثل أن يستطيع كي فكره من استطاع ما فيستدعي العبارة، . سليمال الصحيح

: )2(فيقول السنونو لطائر مخاطبته في اإلنكارية المفارقة يستعمل الشاعر ونجد ان أينود عديف جوني سه تبشك فيع نفى أيف موني سه تبشك فيرع

. 33: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 1(

. 61: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 2(

98

سنونو يا سنونو ياالن كن را غيف موس نكوي وال السنونو، ينفى فال منفى، لعرشه يكون وال عنوان، لعشه يكون ال فالسنونو

الشاعر بها ابتدأ التي األسئلة هذه أن غير آخر، عنوان إلى عنوان من يتنقل . الفلسطيني الشعب مع الحال عليه لما نكاريةإ أسئلة بمثابة كانت الشعرية وعتهمقط من واالنتقال بالنفي قصد ثم الفلسطيني، للشعب رمزا السنونو من الشاعر جعل

فهو الفلسطيني، الشعب يعيشها التي المستقرة غير الحالة تلك آخر عنوان إلى عنوان فليس باألمن، إحساس أو استقرار دون آخر إلى بلد ومن آخر، إلى منفى من يتنقل فالتنقل حين، كل منفاه عن يسأل أو يوم، كل عنوانه عن يسأل أن المستغرب من

. متحوال ومنفاه متغيرا، عنوانه أمر يجعل الدائم الشاعر أوردهما اللذين اإلنكاريين بالسؤالين السابق النص في المفارقة تمثلت

كثرة السنونو هذا على يستنكر فهو الجديد، ومنفاه الجديد، السنونو عنوان حول عشه يبني كما يبتعد، وال عنه يتنقل ال خاصا موطنا يعتمد فالسنونو وتنقله، ترحاله بها قصد التي المفارقة نشأت هنا ومن األشجار، فوق األخرى الطيور كسائر . ذكره سلفناأ كما الفلسطيني لشعبا الشاعر

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي عشا عصفور نييب أن معنى ما

سحابة فوق الماء خادعه مجروح عصفور: لها قلت

خانتهة والغاب الماء يخدعه أن له يمكن ال كما السحاب، فوق عشه يبني أن للعصفور يمكن ال

القائم ساؤلالت من جعل السابقة الشعرية لوحته في الشاعر أن غير الغابة، وتخونه التي الوجداني االضطراب من حالة إلبراز سبيال العصفور عش بناء مكان حول

. شاكلته في كان من أو هو، يعيشها

. 38: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

99

السحابة فوق عشه بنى الذي العصفور عند تظهر التي المفارقة هذه من فالقصد يحب فالعصفور والمودة، المحبة طريق في يقفون عمن والتخلي االبتعاد إبراز شك ال فإنه خيانة، الغابة ومن خداعا، الماء من رأى إذا ولكنه الغابة، ويعشق الماء، . وطنه والغابة حياته، الماء أن من بالرغم هذا عنها، سيبتعد

متعلقا كان مهما اإلنسان أن في يتمثل الشاعر يقوله أن يريد الذي واألمر إذا أنه إال حصل، مهما عنه يتخلى أن له يمكن وال معه، حياته وكانت بالمحبوب

بعيدا، بعيدا ويرحل يتركه، فإنه غدرا، أو خيانة، أو جفاء، المحبوب هذا من رأى الشكوك خالطته إذا أما مخلصا، صادقا حبا يكون أن بد ال أنه غير حياة، فالحب

بهذه الشاعر جاء هنا فمن يتوقد، وموتا تتأجج، نارا سيغدو فإنه والغدر والخيانات تالقي قد التي المواقف هذه مثل مقابل في خاطره في يجول عما يعبر كي المفارقة . حياته في العاشق

: )1(قائال جميلة مفارقة خالل من العربية األمة واقع من الشاعر ويسخر الرماد يفيق هلص منةال قميبورع

المضاد فالسؤال الحقيبة في دائخ هل: قال حين العرب، من الساخر اإلنكاري االستفهام ذلك في ظاهرة فالسخرية

أن غير رمادا، وصار القميص، هذا احترق فلقد العروبة؟ قميص من الرماد يفيق يتحركوا، لم أنهم إال بهم حلت التي الويالت كل من وبالرغم يتحركوا، لم العرب . يفيق ال الرماد وهذا رمادا، صارت همتهم فكأن العرب بهؤالء والتهكم السخرية شدة ليظهر المفارقة هذه في أوغل الشاعر إن بل

وال تسمعه، أذنا يجد ال حقيبته، في دائخ الشاعر هذا سؤال فحتى بعد، يفيقوا لم الذين سماع على حتى قادرين يعودوا لم الذين بالعرب سخريةال قمة وهذه يجيبه، لسانا

. همتهم بها تستفيق التي األسئلة

. 60: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

100

الويالت، تناوبتهم الذين العرب حال عن للحديث المفارقة هذه الشاعر استعمل لقد إلى يدفعهم ال تبقى الذي الرماد فحتى نياما، زالوا ما أنهم غير ت،المذال وتناولتهم . همتهم بها تستفيق صاغية أذنا عندهم يجد ال السؤال اهذ وحتى اإلفاقة،

أيامهم، في الناس يعيشها التي االجتماعية األحوال بعض من يسخر الشاعر ونجد : )1(زواجهما بعد والمرأة الرجل حال عن متحدثا فيقول منها زواجي قبل وردة يعشق عصفورا كنا

فتزوجنا يلحق ضبعا صرنا قردة يكون التي الحالة عن تماما تختلف زواجه قبل المرء عليها يكون التي الحالة فإن

قبل والمرأة ضبع، الزواج وبعد عصفور، الزواج قبل فالرجل الزواج، بعد عليها . قردة الزواج وبعد وردة، الزواج

الزوجان إليها يصل التي الحال طبيعة عن الشاعر من الساخر ثالحدي هذا إن األمور تبقى ال الزواج بعد إذ الشاعر، يؤرق اجتماعي خلل عن تكشف الزواج بعد شاء، كما يغرد الزواج قبل العصفور فالرجل الزواج، قبل كانت كما حالها على

جمالها قمة في تكون واجهاز قبل والمرأة جميلة، وردة أنها على المرأة مع ويتعامل . وحبا رقة تفوح وردة أنها على الرجال أعين في وتظهر ورقتها،

الرقيقة وكلماته اللطيفة، تصرفاته بعد فالرجل الزواج، بعد يتبدل كله هذا أن غير مع تعامله في ضبع كأنه المزاج، سيء الطبع، حاد يغدو العصافير تغريد تشبه التي مثاال فتصير جمالها، معالم تتبدل كالوردة جميلة كانت أن بعد ةوالمرأ حوله، من

. قردة فتغدو وأنوثتها، ورقتها بجمالها مهتمة تعود وال للقبح، التي االجتماعية الظروف بعض على ثورة الساخرة المفارقة بهذه الشاعر جاء لقد

من نظام وفق بها تييأ أن الشاعر فارتأى اليومية، حياتهم في جميعا الناس يعانيها

. 84: يرقات، ص. عيسى) 1(

101

طرحه الشاعر يريد بما والتهكم السخرية أساس على تقوم التي الساخرة المفارقة . للمتلقي

المفارقة استعمل قد عيسى راشد الشاعر أن لنا يظهر فإنه سبق ما على وبناء : يلي كما وكانت القصيدة، بنية ضمن التي بالتضادية يتمثل عرضناها التي مفارقاته في الشاعر ارتكاز كان لقد . 1 الطباق اسلوب على األحيان بعض في يعتمد نجده لذلك ونتيجة مفارقته، حولها ينسج

. القديمة البالغة في المعروف هما وإنما ين،المباشر والتهكم السخرية على مفارقته يبني الشاعر نجد قلما . 2

تلك مالمح استظهار عهام يمكن ال التي الجدية ببعض انممزوج وتهكم سخرية . التام الوجه على المفارقة

: كامال نصا المفارقة 3.3 بعض فهناك القصيدة، بنية وضمن العنوان، ضمن المفارقة كانت وكما

األولى الكلمة منذ المفارقة على فيها ويعتمدون الشعراء ينسجها التي النصوص بسخريتها المفارقة على عتمدم األدبي أو الشعري النص فجل النهاية، وحتى

منذ المفارقة على عيسى راشد الشاعر فيها اعتمد التي النصوص بين ومن وتهكمها، : )1(قصيدته في جاء ما األولى الكلمة

: المتزوجفأر صفيح راوتحي عقطه م

جبليا غزاال كان إذ يتذكر جمل الغمد في مكسور سيفل فنانمعي كز فيرطه مشر

. 60 ـ 59: حتى لو، ص. عيسى) 1(

102

الصور في التضاد مدى لنا تبين الشاعر قصيدة من األولى المقطوعة هذه إن طرفي على والقطة والفأر قطة، مع يتحاور فأر فهو للمتزوج، الشاعر رسمها التي

معها؟ يتحاور فكيف دائما، منها يهرب والفأر الفأر، تأكل فالقطة دائما، نقيض بنى الشاعر فإن الشعرية، المفارقة خالل من إال إليه النظر يمكن ال الوصف هذا . زوجته مع عالقته بطبيعة للمتزوج ساخرة صورة يرسم كي التضاد هذا عازبا، كان احينم ذكرياته يداعب وهو المتزوج هذا لنا يظهر التالي المشهد وفي . طليقا حرا جبليا غزاال كان ذلك وقبل عليه، يحمل جمل اآلن فهو سيف، للناظر فهو غمده، في مكسورا سيفا المتزوج يظهر الثانية الصورة وفي . مكسور الواقع وفي حينما لفنه قيمة وال شرطة، مركز في يعمل فنان فالمتزوج التالية الصورة وفي

. كهنا يعمل طبيعة ضمنها وناقش للمتزوج الشاعر رسمها التي المتتالية الصور هذه إن

كان الذي المتزوج هذا بحال متهكما ساخرا كان حوله من والحياة زوجته مع عالقته . تزوج أن بعد آخر شيئا صار ثم شيئا سخريةوال التضاد على القائمة التناقضية الصورة تلك برسم الشاعر يكتف ولم

: )1(فقال للمتزوجة، أخرى صورة رسم بل فحسب، للمتزوج : المتزوجة

مسعور ذئب يمضغها حلوى قطعة جةثال في فل باقة فحم منجم في نحل ملكةناي نيب يدفار ير حوقب يبني أيضا الشاعر فإن المتزوج، من حال بأحسن المتزوجة صورة تكن ولم

ولكن حلوى، قطعة المتزوجة فهاهي والسخرية، المفارقة من نسيج على تلك صوره

. 59: حتى لو، ص. عيسى) 1(

103

حلوى أيأكل يدري ال مسعور، ذئب يأكلها بل قيمتها، يقدر من يأكلها بأن لها حظ ال . قيمتها زوجها يقدر ال المتزوجة حال هو وهذا جيفة؟ أم الصحيح، مكانه في ليست ولكنها فل، باقة فهي المتزوجة لهذه التالية الصورة أما

الصورة وهذه ثالجتها، في وهي أحد يراها ال إذ لها، قيمة فال ثالجة، في هي وإنما قيمة ال الماضي، من نسيا بزواجها صارت التي المتزوجة الجميلة للمرأة الساخرة . زواجها تحت امختبئ صار أن بعد لجمالها

في ليست ولكنها نحل، ملكة أنها في يظهر المتزوجة لتلك التالي المشهد أما قيمتها، أحد يقدر ال فحم، منجم في هي وإنما مملكتها، في فليست أيضا، هي مكانها

العيون عن تختفي فهي زواجها، بعد المرأة صورة وهذه بمكانها، أحد يعلم وال . بعد يتزوجن لما اللواتي أولئك من حظا أقل دوتغ جميلة كانت فمهما

قادرا كان وإن فهو قبور، حفار يدي بين ناي فهي للمتزوجة التالية الصورة أما فهذه قبور، حفار فهو الناس، إسعاد على القدرة يملك ال أنه إال بها، العزف على في كانت ربما التي المتزوجة المرأة صورة هي وتلك يديه، بين لها مكان ال الناي . مكانها ليس مكان على ضمنها مشاهده وبنى للمتزوجة، الشاعر رسمها التي المشاهد هذه إن

الرجل إليه يصل الذي بالحال والتهكم السخرية على بدورها اعتمدت التي المفارقة، بهذه فجاء قبيحة، أخرى إلى حسنة حال من ينتقل فهو زواجه، عند المرأة أو

. االجتماعي الواقع هذا على متهكما المشاهد أيضا، األعزب ليتناول االجتماعية تصويراته في يبتعد أخذ الشاعر إن بل : )1(فقال

: األعزبدظ أستلمفاة خلف يلحتبكة سرم ش نمررتحة يريبشج وي ذئبعي مةغي

. 60: حتى لو، ص. عيسى) 1(

104

سمكة صورة في رائحة يسمع قط يبني الشاعر زال فما السابقة، المشاهد في سابقاتها عن كثيرا الصور تختلف لم سلحفاة يتلمظ أنه إال هيئته، في أسد عزبفاأل الساخرة، المفارقة على الصور تلك

أن غير سلحفاة؟ األسد يطارد كيف وذاك، هذا بين تناسب هناك فليس مرتبكة، حال عليه مما ساخرة لتكون سليما، بناء المطاردة هذه تبني أن استطاعت المفارقة . تلك ويالحق هذه، يطارد فهو اليومية، حياته في األعزب

يتحرش النمر هذا أن غير نمر، أنه في فيتمثل األعزب لهذا التالي المشهد أما فيها، له طائل ال أنه إال بها، يتحرش وفه به، تحس وال عنه، تدري ال بشجيرة، يزال ما وهو به، تحس وال عنه، تدري ال بامرأة تحرش ربما األعزب، حال وكذلك . معها له طائل وال بها، يتحرش

فينالها، منه قريبة هي ال غيمة، يعوي ذئب فهو األعزب لهذا التالية الصورة أما المرأة أن يرى أيضا، األعزب حال هو وهذا فتأتيه، سماعه على قادرة هي وال

. بعيدة فهي منها التقرب حاول ومهما عنه، بعيدة صورته، من السمك رائحة يسمع قط فهو األعزب لهذا التالية الصورة أما

انجذب أو بصورة، تعلق فربما بالمرأة، تشي التي األشياء كافة تجذبه واألعزب . صورته في السمك رائحة يسمع الذي كالقط فهو وهكذا، معين، للباس

األعزب حال لنا تنقل الساخرة للمفارقة وفقا الشاعر بناها التي المشاهد هذه إن مليئة ساخرة، حياة فهي ولياليه، أيامه في يعيشها التي االجتماعية وحياته

على عظيمة أحالما األعزب هذا بنى وربما السراب، وراء والسعي بالمطاردات . سراب

المرأة صورة كذلك رسم وإنما األعزب، صورة برسم أيضا الشاعر يكتف ولم : )1(فقال العزباء، : العزباء

الصقر حول تتمايس قبرة

. 60: حتى لو، ص. عيسى) 1(

105

ثعلب حجرة تسكن أن تحلم أرنبةمري جارحا تتعزم عند بعالض

الثور قرن في تنبت أن تتمنى زنبقة الشعرية األسطر في الحال عليه كان عما كثيرا تختلف ال الساخرة المشاهد وهذه

المناسب المكان تجد لم أنها غير وهيئتها، شكلها في قبرة العزباء فإن السابقة، ال القبرة إن يقول فالواقع فترسها،ا وربما الصقر، أمام تتمايس فهي فيه، للتمايس أمام تمايست فربما العزباء حال وكذلك جنسها، أمام تتمايس بل الصقر، أمام تتمايس . معها يتناسب ال شخص

أن تحلم أنها إال وضعفها، برقتها ارنبة أنها في فتتمثل للعزباء التالية الصورة أما الساخرة المفارقة فهذه آكلها، وهو الثعلب حجرة تسكن وكيف ثعلب، حجرة تسكن . الزوجية بالحياة يفكرن حينما اإلناث بعض لدى الجهل مقدار لنا تبين الضبع، أمام ممازحة تتعارج جميلة، غزاال تظهر العزباء فإن التالية الصورة أما

المرأة جهل على تدل الصورة وهذه أيضا؟ آكلها وهو أمامه مزحا تتعارج فكيف . كذلك حولها من ةبالحال

قرن في تنبت أن تتمنى التي كالزنبقة العزباء أن في فتتمثل الرابعة الصورة أما . يناسبها الذي بالقدر األمنية وليس مكانها، المكان فليس الثور،

كلها والعزباء واألعزب، والمتزوجة، للمتزوج الشاعر بناها التي الصور وهذه غزاال، يوما الجمل يكون وال القط، يحاور الفأر فال ة،الساخر المفارقة على قائمة الذئب وال الشرطة، مركز الفنان مكان وليس الغمد، في المكسور السيف يوضع وال

منجم في النحل ملكة تكون وال الثالجات، في الورد باقات توضع وال الحلوى، يأكل يتحرش النمر وال لحفاة،للس يتلمظ األسد وال نايا، القبور حفار يحمل وال الفحم،

تتمايس وال السمك، رائحة القط يسمع وال البعيدة، الغيمة يعوي الذئب وال بالشجيرة، الريم تتعارج وال ثعلب، حجرة في تسكن بأن األرنبة تحلم وال الصقر، أمام القبرة مع متناقضة المشاهد هذه كل الثور، قرن في تنبت أن الزنبقة تتمنى وال الضبع، عند . أطرافها مع ومتضادة اقعها،و

106

الذي المجتمع ينقد أن أراد المتناقضة المتضادة المشاهد هذه بنى حين الشاعر إن مع ويتضاد ذاته، مع يتناقض فالكل ذاته، مع متوافق أحد فيه هناك فليس فيه، يعيش األعزب وال كذلك، والمتزوجة الصحيح، مكانه في المتزوج فال حوله، من الكون

كله هذا أورد والشاعر ذاته، مع متناقض فالكل كذلك، والعزباء الصحيح مكانه في . المتناقض المجتمع هذا حال لينقد

107

الرابع الفصل التناص جماليات

هذا يشير إذ األدبية، دراساتنا في غربي أوروبي بأصل المصطلح هذا يرتبط

النصية العناصر امتض اكتمال إلى يقصد فالنص النسيج، معنى إلى المصطلح . )1(الحديث بمفهومه التناص مصطلح جاء هنا ومن بعض، إلى بعضها

االقتباسات تلك إلى المباشر السطحي مفهومه في التناص مصطلح ويشير في فيوظفها الفنان، منها يستفيد التي المباشرة وغير المباشرة النصية والتضمينات

ذلك أكان سواء األدبي لعمله السابقة األدبية النصوص بتوظيف يقوم كأن الفني عمله أم شعرا، أم قرآنا، النصوص تلك أكانت وسواء مباشر، غير أم مباشرا التوظيف

. )2(عليه السابقة األدبية اتالموروث من نثرا من نابعة والمتعددة المختلفة األدبية النصوص بين التضامية العالقة وهذه أي ـ عليه يتوجب إذ األدبية، الموروثات من سبقه بما األديب ذلك عالقة طبيعة خاصة األدبي عمله تسبق التي المتميزة األدبية تهموروثا على يحافظ أن ـ األديب

. )3(الفنية الناحية من جيدة األدبية الموروثات تلك كانت إذا النصوص اقتباس أساس على تقوم بهلوانية فنية أداة مجرد التناص يكون وال

الماهر األديب على يتوجب بل فحسب، األدبي أو الشعري العمل داخل وتضمينها يراه ما وفق ههاتوجي وإعادة األدبي، عمله ضمن وتوظيفها النصوص تلك استخدام والكلمات للحروف صف مجرد األمر فليس الفني، عمله أو قصيدته ضمن مناسبا

التناص الشعري قراءة أخرى لقضية السرقات، منشأة ). م1991(السعدني، مصطفى ) 1(

. 73: المعارف، اإلسكندرية ـ مصر، الطبعة األولى، ص

. 404: تطور األدب الحديث في مصر، ص. هيكل: انظر) 2(

: النقد األدبي ومدارسه الحديثة، ترجمة). م1960، 1958(هايمن، ستانلي إدغار : انظر) 3(همة للطباعة إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت ـ لبنان، بالتعاون مع مؤسسة فرانكلين المسا

. 151: ، ص1: والنشر، الطبعة األولى، ج

108

جديدا توظيفا النصوص تلك توظيف في اإلبداع يكمن وإنما فن، أو شعر دون .)1(القصيدة في الفني البناء طبيعة مع متوافقا

من بغيره والتعالق الجمال من مزيدا الفني العمل يمنح األدبي التناص وهذا ألداة استخدامه عند الشاعر على ولكن نفسه، العمل هذا سبقت التي النصوص

ه في ختصرام يكون أن الفني عمله في التناصمن يجعل وال ذلك، أمكنه ما تناص من شيئا العمل إفقاد إلى يؤدي التناصات تتابع فإن عمله، في تتابعا التناص ذلك

. )2(وكثرته تتابعه في ال وقلته قصره في يكمن التناص فجمال جماله، سابق وآخر الحق عمل بين النصية التالقيات على األدب في التناص يقتصر وال من جانبا القصة فتأخذ قصصيا، التناص يكون قد بل فحسب، النص جانب في

أشكال بعض نجد إذ سابقة، أخرى قصصية أعمال وبين بينها التالقي جوانبالشاعر عند ذلك نجد كما مشابهة، فنية اعمال في تظهر التي قصصيال التناص

كليلة وقصص الحيوان، قصص تتناول التي اشعاره بين الموازنة فعند ،"الفونتين" . )3(ودمنة كليلة بقصص واضحا التأثر نجد ودمنة

األدبية األعمال وبين بينه التعالقية من مزيدا دبياأل العمل يمنح التناص كان ولما وفنية جماال األدبي العمل منح على قادرا التناص هذا كان ولما المتميزة، السابقة

الشاعر فإن لنا، السابق األدبي تراثنا على الحفاظ جوانب من جانبا ويمثل وابتكار، المختلفة الجمال أشكال من ادةلالستز سبيال التناص هذا من اتخذ قد عيسى راشد

هذه عن الحديث سيتناول صفحات من يلي وما الشعرية، قصائده ضمن والمتعددة . واضحا اعتمادا التناص على الشاعر فيها اعتمد التي المواضع

عربي المعاصر في مصر، األدب ال). ت.د(شوقي ضيف، أحمد شوقي عبد السالم : انظر) 1(

. 40: دار المعارف، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة عشرة، ص

ـ مصر، األسلوب، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة ). م2003(الشايب، أحمد : انظر) 2( . 94: الطبعة الثانية عشرة، ص

. 376: ، ص1: في األدب الحديث، ج. الدسوقي) 3(

109

: والبناء التناص 1.4 التناص هذا يكون وقد تغيير، أي من النص بنية فتسلم مباشرا التناص يكون قد يقدم فهو ،)1(األديب من بهدف إال ذلك يكون وال النص، بنية فتتكسر مباشر، غير التي والفكرة والموضوع المعنى مع فيه تتناسب موضع كل في التناصات تلك

. يناقشها النص بنية مع تتعالق التي التناصات هذه عن الحديث على المبحث هذا وسيركز . النص بنية تكسير: والثاني النص، بنية سالمة: األول: اثنين محورين وفق

: النص بنية سالمة 1.1.4

إلى الوصول خاللها من يتمكن التي األدبية الموروثات ببعض الشاعر يستعين ما وبين ابينه متينة عالقة إيجاد في عليه السابقة النصوص تلك فتعينه يناقشها، فكرة

عالقة تظهر إذ تكسير، أي من سالمة النص بنية من الشاعر فيجعل حديثا، يناقشهالمواضع تلك بين ومن عليه، السابق والنص الشاعر نص بين تماما واضحة التناص

: )2(فيها يقول إذ ،"لك هئت "بـ قصائده إلحدى عنوانه في جاء مات ثمة إلى بي أفضت النار كودمو

ا ليهيناحقالت جو : لك هئت سبحانه يقول إذ كريمة، قرآنية آية مع عيسى لراشد الشعري النص هذا يلتقي

قال لك هيت قالتو بواباأل وغلقت نفسه عن بيتها في هو التي وراودته : "وتعالى . )3("الظالمون يفلح ال إنه مثواي أحسن ربي إنه الله معاذ النص بنية على يحافظ تناص وجود عدم على يدل الكريمة اآلية هذه فظاهر

من ناشئة الياء أن غير لك، يته: عن يختلف لك، هئت: فقولنا التكسير، من سليمة . البنية لهذه تكسير هناك وليس بنيته، في سليم فالنص الهمزة، تخفيف

. 404: تطور األدب الحديث في مصر، ص. هيكل: انظر) 1(

. 16: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 2(

. 23: سورة يوسف، آية) 3(

110

التركيب طبيعة في الكريمة واآلية الشعرية العبارة بين النصي االلتقاء يتمثل إلى الرجل تدعو وهي الموضعين، كال في امرأة المتحدثة فإن العبارة، لهذه النصي هي كانت الموضعين في المرأة أن خاصة الناحية، هذه في متشابه نصفال نفسها،

. ليدعوها الرجل يكن ولم للرجل، الدعوة بهذه المبادرة إذ" لك هئت "العبارة هذه إيراد في الكريمة القرآنية اآلية من الشاعر استفاد ولقد يبادر لم أنه لقيللمت يبين أن أراد فقد نفسه، في الكامن المعنى يحقق أن استطاع بها . عرضت ما عليه وعرضت بذلك، بادرته التي هي إنها إال بشيء، المرأة تلك فقد الكريمة، اآلية في القرآنية العبارة تقصده ما تماما الشاعر يقصد لم ربما

التراجع موقف اتخاذ إلى منه عميقة إشارة في العبارة لتلك مستعمال الشاعر يكون قبله، يبادروا أن اآلخرين من معها ينتظر التي الحاالت بعض في المبادرة وعدم . األفكار هذه من نفسه في يجول لما تلبية العبارة بهذه فجاء شعارا النص بنية على المحافظ التناص مالمح بعض من الشاعر يجعل وقد

يقول التحديات، وجه في الشعب ثبات على دليال الموقف هذا يكون كأن ما، لموقف : )1(مثال

سالم سيف القيروان ويد) يوما الشعب إذا (المدى وتغنى في الشابي القاسم ألبي مشهور بيت مع منه جزء في الشعري البيت هذا يلتقي

: )2(فيه يقول الذي الحياة، إرادة قصيدته القدر يستجيب أن بد فال الحياة أراد يوما الشعب إذا يريد فإنه كالم، من يريده الم به وأومأ البيت هذا من األول الجزء الشاعر أخذ

ال اإلرادة هذه وإن ما، أمر تحقيق على عزمه حال في الشعب إرادة قوة عن التعبير أحالم تحقيق سبيل في شعارا العبارة هذه من الشاعر فجعل شيء، أمامها يقف

الشهرة من يبلغ البيت هذا أن لمعرفته تاما، الشعري بالبيت يأت ولم وآماله، الشعب . فحسب إليه اإلشارة وتكفي كامال، إليراده معه حاجة ال ما انبمك

. 28: حتى لو، ص. عيسى) 1(

مجيد طراد، دار : شرح ديوان أبي القاسم الشابي ورسائله، شرح). ت.د(الشابي، أبو القاسم )2( . 17: الكتاب العربي، سلسلة شعراؤنا، بيروت ـ لبنان، ص

111

الحال عليه لما تماما مطابقا يكن لم الشعري البيت لهذا الشاعر توظيف أن غير في السالم، إلى البيت عجز في أشار قد الشاعر فإن نفسه، الشابي القاسم أبي عند القدر استجابة أن بين بل مباشرة، مالسال عن بيته في يتحدث لم القاسم أبا أن حين

المدى أن أوضح عيسى راشد الشاعر أن حين في تتحقق، أن بد ال الشعب إلرادة الذي الحقيقي السالم ينسون ال نفسه الوقت في وهم ،"يوما الشعب إذا "بـ يتغنى كله . واألحالم اآلمال كل تتحقق معه : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

منو نهنيأنقي ب دودالو دلوالو

اولهعة أجضرن عنوللج نبوي حديث مع عيسى راشد الشاعر ذكرها التي الشعرية العبارات هذه تلتقي

: موفقا اختيارا زوجاتهم باختيار الرجال آمرا وسلم عليه اهللا صلى فيه يقول شريف . )2("القيامة يوم األنبياء بكم مكاثر فإني الولود الودود تزوجوا"

موفقا، اختيارا الكلمات اختيار كيفية عن حديثه في التناص بهذا الشاعر أتى ولقد للزوجات، الموفق باالختيار النبوي األمر مع للكلمات الموفق اختياره التقى فقد

من خيوط نسج أجل من الشعرية أسطره في النبوية رةبالعبا الشاعر يأتي أن فناسب . النبوية العبارة وتلك الشعرية العبارة هذه بين النصي التوافق

من شيئا فيه تدخل ولم النص بناء على حافظت قد الشاعر عبارة أن من وبالرغم التوظيف عليه عما مختلفا آخر توظيفا العبارة هذه وظف قد الشاعر أن إال التكسير، يوم واألنبياء األمم بأمته مكاثر أنه ـ وسلم عليه اهللا صلى ـ النبي بين فقد النبوي، هذه استخدم قد الشاعر أن حين في الولود، الودود من بالزواج أمر هنا ومن القيامة،

. 8: يشة صقر، صر. عيسى) 1(

: مسند أحمد، تحقيق). م2001(ابن حنبل، أبو عبد اهللا أحمد بن محمد : انظر الحديث في) 2(عبد اهللا بن عبد المحسن التركي، مؤسسة : شعيب األرنؤوط، وعادل مرشد، وآخرون، إشراف

، والحديث 13570: ، رقم الحديث192: ، ص21: األولى، جالرسالة، بيروت ـ لبنان، الطبعة . صحيح وإسناده قوي

112

قادر فإنه شعره، في المؤثرة الكلمات اختيار على الفائقة قدرته بيان سبيل في العبارة التي اإليجابية بالنتائج وتشي المتلقي، نفس في وقع لها التي الكلمات تلك ياراخت على

النص لهذا الشاعر توظيف فكان الشاعر، هذا قصائد يقرأ حين المتلقي إليها سيصل . أصله في عليه هو لما مغايرا توظيفا النبوي

النص، بنية على الشريف النبوي للحديث النصي التوظيف بهذا الشاعر حافظ لقد واستطاع الشريف، النبوي بالحديث المتمثل النصي تراثنا من جزء على حافظ كما السياق بطبيعة ارتباط ذا عميقا دالليا تكثيفا النص هذا يمنح أن أخرى ناحية من

. عنه يتحدث الذي نص مع التناص عند النص بنية على الشاعر فيها حافظ التي المواضع بين ومن

: )1(قوله ابق،س أدبياميرت مده في روجو نت الغاصبيمتصاعو أموت لن تصرخ الطهر ببيت واعتكفت الصبر بحبل بحبل صمواواعت : "وتعالى سبحانه قوله مع بنيتها في الشعرية األسطر هذه تلتقي قلوبكم بين فألف أعداء كنتم إذ عليكم الله نعمت واذكروا تفرقوا ولا جميعا الله

تمحبته فأصمانا بنعإخو كنتملى وة شفا عفرح النار من ا فأنقذكمكذ منهلك نيبي الله اته لكمآي لكملع ونتد2("ته( . : وتعالى سبحانه قوله مع يتقاطع الصبر، بحبل واعتصمت: الشاعر قول فإن

مريام تمسكت إذا ما، بحبل التمسك عن يتحدث النصين فكال اهللا، بحبل واعتصموا الناحية في يتوافقان فالنصان بحبله، الناس يعتصم أن يأمر هللاوا الصبر، بحبل

. بينهما تختلف الداللة أن غير البنائية، في المعنى من يريده ما إلدخال سبيال القرآني النص هذا من الشاعر جعل لقد

اآلية تحدثت فقد توظيفها، وغير للنص، البنائية الناحية من فاستفاد القصيدة، جسم االعتصام عن تحدثت الشعرية األسطر أن حين في اهللا، بحبل االعتصام عن مةالكري

. 22: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 103: سورة آل عمران، آية) 2(

113

في قوله يريد ما على المسيطرة هي االعتصام فكرة من الشاعر فجعل الصبر، بحبل . النص هذا الكريمة، اآلية نص المتلقي ذهن إلى يعيد أن استطاع التناص بهذا والشاعر

الشعري النص هذا بين العالئقية تلك مقدار له يتبين حتى أمامه، ماثلة فيجعلها التي عليه السابقة األدبية العبارات تلك توظيف يعيد األديب فإن القرآنية، والعبارة

نم أجمل شيء وال ،)1(فيها ما الجمال من فيها خالدة أدبية نصوص بأنها تمتاز . القرآني التعبير

سابق آخر ونص الشعري، نصه بين الربط التناص بهذا الشاعر استطاع ولقد فاكتسبت بمثله، اإلتيان أحد يمكن ال ما الجودة من فيه الكريم بالقرآن يتمثل عليه

خلق التي القرآنية العبارة تلك وجمال قوة من وجمالها قوتها الشعرية الشاعر عبارة . التناص لذلك األساسية الركيزة هي فكانت ها،ألجل التناص

: )2(الشاعر يقول آخر موضع وفي جبيني فوق تقرؤه أمي كانت بما فهمست

الليل آناء أصرخ لما ليسوا : "وتعالى سبحانه قوله من عليها سابق نص مع الشعرية األسطر هذه تلتقي

اءوس ل منة الكتاب أهة أمقائم تلونات يالله آي ل آناءاللي مهو وندجسآية وفي ،)3("ي يحذر ائماوق ساجدا الليل آناء قانت هو أمن : "أيضا وتعالى سبحانه يقول أخرى

يتذكر إنما يعلمون لا والذين يعلمون الذين يستوي هل قل ربه رحمة ويرجو خرةاآل . )4("لباباأل أولو في كوذل الشعرية، عبارته ضمن القرآني النص يوظف أن الشاعر استطاع

ما أن ناحية في النصان التقى ولقد الليل، ساعات خالل والقصد" الليل آناء "تركيب سبحانه فاهللا الشرعية، العبارات أو الدينية، القراءات قبيل من هو الليل آناء يتلى

. 151: ، ص1: النقد األدبي ومدارسه الحديثة، ج. هايمن: انظر) 1(

. 13: ريشة صقر، ص. عيسى) 2(

. 113: سورة آل عمران، آية) 3(

. 9: سورة الزمر، آية) 4(

114

سبحانه آياته هي الليل آناء يتلى ما أن عمران آل من األولى اآلية في بين وتعالى العبد بقنوت يتمثل الليل آناء يكون ما أن الزمر من الثانية اآلية في وبين وتعالى، ما ردد أنه الشعرية عبارته في ذكر والشاعر وركوعا، سجودا الليل آناء المؤمن الليل آناء تقال التي فالعبارات الليل، آناء يصرخ حين رأسه فوق أمه تتلوه كانت الموضع في النصان به يلتقي ما اوهذ واإليمان، الدين من نابعة عبارات كلها

. السابق والقصيدة، يتماشى توظيفا القرآنية العبارة هذه توظيف استطاع الشاعر أن غير حصل قد كان فما هو، يصرخ حين الليل آناء تقرؤه أمه كانت بما الشاعر همس فقد إنماو الليل، آناء ليس الشاعر يهمسه الذي فالهمس اآلن، منه يحصل ال أمه من

. الوقت حيث من اختالف فهذا الليل، آناء تقرؤه أمه كانت أن ما أمر يحزمه حين اإلنسان على أن للمتلقي يبين أن أراد الشاعر أن كما

الشاعر فهذا طمأنينته، به ويأخذ راحته، منه يستقي ما إلى اللجوء على قادرا يكون تلك من فجعل صغيرا، طفال خهصرا عند الليل آناء أمه تقرأ كانت ما يعلم مثال

. له الروحية والطمأنينة النفسية، الراحة إليجاد سبيال القراءات : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

مثلي نهأل الطريق خجلبغري لم برجلذة عشق ذات ي

يلالجم لماألكتهفتر طن فياد بر وغي ع ذيرز والحلم أنا وحدي بدمعتي وعدتالقلبل وليالض

: وتعالى سبحانه قوله هي كريمة قرآنية آية مع السابقة الشاعر عبارات تلتقي ليقيموا ربنا المحرم بيتك عند زرع ذي غير بواد ذريتي من أسكنت إني ربنا"

. 19 ـ 18: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

115

. )1("يشكرون لعلهم الثمرات من وارزقهم إليهم تهوي الناس من أفئدة فاجعل ةالصال فلم النص، بنية سالمة على السابقة عريةالش أسطره في الشاعر حافظ لقد

تركيب أن منه إحساس وذلك الكريمة، اآلية وهي عليه السابق بالنص يتصرف . النص ذلك بنية في التكسير من شيئا يوجد أن دون الشعري مقصده يخدم النص

اآلية في العبارة هذه وردت كما زرع، ذي غير واد بطن في: قوله الشاعر أورد اآلية في عليه هي عما يختلف موضع في وضعها ولكنه سابقا، أشرنا كما ةالكريم

عليه إبراهيم الكريمة اآلية في المتكلم أن بين قد وتعالى سبحانه فإنه الكريمة، عن يتحدث الشاعر فإن الشعرية العبارة أما ذريته، عن يتحدث وكان السالم،

. زرع ذي غير واد في تركه فقد الطريق، والعبارة اآلية ـ العبارتين بين الداللي التركيب طبيعة في االختالف مورغ

أن أراد فإنه فكرته، يخدم توجيها القرآنية العبارة وجه قد الشاعر فإن ـ الشعرية الطريق فكان رجاها التي الفائدة تلك الطريق من يستفد لم حين أنه للمتلقي يبين

بل الطريق، ذلك ترك إلى دفعه مما وال،خج يريده ال الشاعر وكان مثله، خجال الطريق يترك لم أنه للمتلقي يقول أن يريد وكأنه زرع، ذي غير واد بطن في وتركه

تمام عنه مستغنيا بذلك فيكون العيش، معه يرجى ال مكان في تركه بل فحسب، . االستغناء

العبارة مدأ السابقة الشعرية عبارته ضمن الشاعر به أتى الذي التناص إن قرآني بنص العبارة تلك ربط خالل من وذلك والفنية، الجمال من بمزيد الشعرية يمكن وبذا ونصوصه، آياته استحضار على قادرين يكونون المسلمين كل يكاد مقدس

تكون ثم ومن كافة، للناس التناص على اشتملت التي الشعرية العبارة هذه توجه أن . معنى من فيها ما تمثل على الكامنة القدرة لديهم

. 37: سورة إبراهيم، آية) 1(

116

: النص بنية تكسير 2.1.4 طبيعة في يتدخلون التي الشعراء عند ترد التي التناصات من مجموعة هناك في األصلي النص بنية فيتكسر معها، يتناصون التي العبارات لتلك النصي البناء

يريده الذي والسياق المعنى طبيعة مع متوائما توجيها النصوص تلك لتوجيه محاولة التي النصوص أو المباشرة غير التناصات تلك بإيراد يقوم مثال فنجده الشاعر، يحتاج وإنما واضحا، مباشرا التناص بذلك يكون فال هو، يريده ما وفق بنيتها تتكسر

المقصد إلى المطاف نهاية في يصل أن يستطيع كي التأمل من مزيد إلى المتلقي من مباشرة ال مرحلة وهذه نفسه، المأخوذ النص إلى الوصول حتى بل ناص،الت هذا من . )1(األدبية التناصات مع التعامل في النصية بنيتها تكسرت التي التناصات من عدد عيسى راشد الشاعر عند ورد ولقد صفحات من يلي وفيما بها، المنوط لمعنىوا الشعرية العبارة خدمة سبيل في

بنية تكسرت أجلها من التي الغاية وبيان التناصات تلك على الضوء تسليط سنحاول . األصلية النص

: )2(الشاعر يقول المجيء هذا دةوال استرقت وكيف الرماد خيط وهجت وكيف: يبالمر فيك تنفس وكيف شفتيك على

الرميم : "وتعالى سبحانه وقوله ،"الرماد خيط توهج "الشعرية العبارة بين التقاء ثمة

الخيط من بيضاأل الخيط لكم يتبين حتى واشربوا وكلوا لكم الله كتب ما وابتغوا . )3("الليل إلى الصيام أتموا ثم الفجر من سوداأل النصية البنية بتكسير تميز الذي التناص هذا على دلنا الذي البنائي فالعنصر

الخيط ذاته هو لشعريةا العبارة في المقصود الخيط هذا فإن" الرماد خيط "الوحدة

. 404: تطور األدب الحديث في مصر، ص. هيكل: انظر) 1(

. 51: امرأة فوق حدود المعقول، ص. عيسى) 2(

. 187: سورة البقرة، آية) 3(

117

األلوان هذه تلتقي إذ ـ األسود الخيط من األبيض الخيط ـ الكريمة باآلية المقصود واللون األبيض اللون من مزيج إال الرماد خيط فما التكوينية، طبيعتها في معا الثالثة

تتمثل متكسرة أخرى نصية بنية على دلنا النص في البنائي العنصر فهذا األسود، . الكريمة القرآنية يةباآل لها أراد الشعرية عبارته ضمن القرآنية العبارة هذه يوظف أن أراد حين والشاعر في التوهج فإن نفسه، في الذي المعنى لتخدم القرآنية العبارة عن قليال تبتعد أن

التبين معنى الشاعر فقصد القرآنية، العبارة في التبين قرين الشعرية العبارة . المحبوبة شفتي في المطلق التوهج في روالظهو

الكريمة اآلية مع متماسة جعلها الشاعر عند التناصية العبارة هذه انكسار إن التقاء الكريمة اآلية مع تلتقي ال ذاته الوقت وفي فنيا، جماال يمنحها خفيا تماسا

القرآنية، ارةالعب ببنية تشي عبارة كانت بل منها، أخرى نسخة يجعلها مباشرا . الشعرية العبارة مع لتمزجها

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي أئنس أنت ما قلت أجان أنت ما قلت ملك أم أوحي أنت ما قلت تلك طبيعة في حائرا كانو امرأة، السابقة الشعرية األسطر في الشاعر خاطب

ومن العربي، األدبي تراثنا في كثيرا يرد التساؤل وهذا جان؟ أم إنس أهي المرأة، بعد القوم حال واصفا الشنفرى قول المريب التساؤل هذا فيها يرد التي المواضع بين : )2(غزاهم أن

فإن كإنس من ي حرطارقا ألب إنو كا جنا ياكهم ل الجنتفع

. 16: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

ب المية الشنفرى، إعرا). م1984(العكبري، أبو البقاء عبد اهللا بن الحسين بن عبد اهللا )2(محمد أديب عبد الواحد جمران، المكتب اإلسالمي، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، : تحقيق

. 136: ص

118

عن قبل من القوم تساءل كما الشاعر تساءل السابقة الشعرية المقطوعة وفي يدري ال عنده، مستغربة الشاعر عنها يتحدث التي فالمرأة المعني، الشخص طبيعة وهل الغزوة، تلك طبيعة عن تساءلوا فقد القوم عند الحال وكذلك جان، أم إنس أهي

. جان أم إنس الغازي فقد اك،وذ هذا بين الشعرية العبارة توظيف طبيعة في اختالفا هناك أن غير

على ومقدرته وطأته، وخفة غزوه، سرعة بيان في التساؤل هذا الشنفرى وظف آخر، توظيفا التساؤل هذا وظف الشاعر أن حين في أحد، يراه أن دون االختفاء

اإلنس، من كغيرها ليست ورقتها بجمالها فهي وتكوينها، المرأة تلك بطبع يتمثل توظيف عن مختلف توظيف فهذا كالجان، توليس كاإلنس وكينونتها بجسمها ولكنها

. الشنفرى أنه المرأة تلك في المخصوص الجمالي الجانب قصد الشاعر أن على يدلنا ومما ملك، أم وحي أهي فيه بين آخر بتساؤل والجنية اإلنسية عن التساؤل هذا أتبع

. الجمالية الناحية هنا القصد كان لذا جماله، في المثل مضرب والملك الشعري التراث بهذا عميقا ارتباطا السؤال هذا مثل فقد أخرى ناحية ومن

الحديث التساؤل من حالة إلى تراثية، تساؤلية طبيعة من المتلقي نقل فقط العربي، . والفن الجمال أساس على القائم : )1(نفسه عن متحدثا آخر موضع في الشاعر ويقول يكفي الشمعة ورن

لشمس أحتاج ال فأنا وال األرض ليل تمحو كهفي تدخل

: "وتعالى سبحانه قوله هي كريمة، قرآنية آية مع الشعرية األسطر هذه تلتقي ذات تقرضهم غربت إذاو اليمين ذات كهفهم عن تزاور طلعت إذا الشمس وترى

. 44: يرقات، ص. عيسى) 1(

119

فلن يضلل ومن المهتد فهو الله يهد من الله آيات من ذلك منه فجوة في وهم الشمالتجد ا لهليا وشدر1("م(. بعض عليها أدخل وإنما الكريمة، اآلية نص بنية على يحافظ لم الشاعر فإن

الحديث فإن القرآنية، العبارة لهذه البنيوي المظهر تكسير في أسهمت التي التغييرات . الكهف إلى الشمس دخول جانب على ينصب العبارتين كال في العبارة في تدخله وال الكريمة، اآلية في الكهف إلى تدخل الشمس أن غير

. الشاعر كهف تدخل وال كله، الكون ظالم تنفي هاأن رغم الشعرية وإنما غاية، أو سبب دون تدخل مجرد يكن لم تناصه في تدخل حين والشاعر التي والظالمية بها، يحس التي الكآبة من حالة عن يشي أن التدخل هذا من قصد منض الشمس غياب عن ناجم هذا فكل باليأس، تشعره التي والضبابية به، تحيط فالشاعر الشاعر، يعيشه الذي الواقع ضمن الطالع حسن غياب وعن الشعري، البناء في الشديد الظالم ذلك استشعار إلى يقوده الذي الروحي االضطراب من حالة يعيش . حوله من الشمس ضوء يستشعر أن دون نفسه : )2(أبيه عن متحدثا الشاعر يقول آخر موضع وفي

غافلة مكسوفة الشمس كانت عندما وأدنى سنين سبع قاب وأنا

يدفق كان حينما جيدا أبي عرفت القصب ناي عبر آهاته كانف : "وتعالى سبحانه يقول كريمة، قرآنية آية مع الشعرية العبارات هذه تلتقي

ن قابيسقو نى أو3("أد( . التي القرآنية العبارة اتزان على السابقة الشعرية عبارته ضمن الشاعر يحافظ لم

اعتبار على البنية تلك فيكسر النص، بنية في يغير أن حاول وإنما للتناص، أعدها الشعرية للعبارة الداللية الطبيعة مع يتوافق رآخ بنائي تركيبي نظام وفق إعادتها

. 17: سورة الكهف، آية) 1(

. 95: حتى لو، ص. عيسى) 2(

. 9: سورة النجم، آية) 3(

120

القرب على داللتهما في العبارتان التقت فقد صدده، في هو الذي الشعري والسياق في الزماني، القرب على دلت حين الشاعر عبارة اختالف مع الزماني، أو المكاني

. المكاني القرب على دلت الكريمة اآلية أن حين إلى ليصل الشعرية عبارته في القرآنية العبارة تلك توظيف رالشاع أعاد ولقد

معناها تستمد المقاربة تلك فكانت سنين، سبع قاب: قوله في الظاهر المقاربة معنى القرآنية العبارة هذه منحت فقد كله ذلك على وعالوة القرآنية، العبارة معنى من

القرآني بالنص ارتباطها من طالقاان وذلك والفنية، الجمال من مزيدا الشعرية العبارة . المقدس

بإيراد يكتفي فال المختلفة، األدبي العربي التراث نصوص بين الشاعر ويتنقل النثرية النصوص ببعض يتأثر نجده بل فحسب، الشعرية أو القرآنية التناصات : )1(آخر موضع في يقول إذ الصالح، السلف عن أثرت التي الحكيمة

زائف وحلمك مجروح وحدسك خائف أنت يا أنت وهم أي علىوه رمال الع ذنب له نلذيا فانت تنقضي حي ضيمي كرمعاقف وو رحمه ـ البصري للحسن قول مع الشعرية النتفة هذه من الثاني البيت يلتقي إذ نقص الزمن هذا مضى وكلما زمن، عن عبارة اإلنسان أن فيه يبين ـ تعالى اهللا

يوم نقص كلما عدد، أنت إنما آدم ابن يا: "يقول الموت، إلى يصل حتى اإلنسان . )2("بعضك نقص فهو العمر أما ينقص، فإنه بذاته، اإلنسان هو وإنما العمر، ليس ينقص فالذي

. الشاعر أورده الذي الشعري البيت معنى هو وهذا واقف، طرفي بين يتوافق المعنى أن غير وجيهه،ت في بعيدا التناص هذا كان ربما

هو فاإلنسان العمر، أو الحياة نقص ال اإلنسان نقص على يدل المعنيين فكال العبارة،

. 57: يا، صجبر. عيسى) 1(

: الكشكول، تحقيق). م1998(الهمذاني، محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي )2(، 8: ، ص1: محمد عبد الكريم النمري، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ج

9 .

121

فحوى وهذا النهاية، إلى به يمضي الذي العمر وليس العمر نهاية إلى يسير الذي . العبارتين

توظيفا وظفها وإنما ا،هكذ حالها على التراثية العبارة يأخذ لم الشاعر أن غير وفق به االعتداد وعدم النص، هذا بنية تكسير من نبعت خاصة أسلوبية ضمن رائعا . وفقها الحكيمة عبارته ونسج العام، المعنى فأخذ السلف، عن المنقولة هيئته تلك نقل الفذة الشعرية بعبارته الحكمة على الدال التراث مالمح الشاعر مزج إن

هذا خالل من المتميز الفني والجمال الرائعة، الحكمة من نموذج إلى الشعرية العبارة . السليم المزج

: )1(يقول إذ وذلك به، لحق الذي الضيق مقدار الشاعر فيه يبين آخر موضع وفي ت فقدم في بعحي راني أممز

تسعني لم ذم األرض بي وضاقت الله نصركم لقد : "الكريمة القرآنية اآلية مع نصيا يلتقي الثاني الشعري فالسطر عليكم وضاقت شيئا عنكم تغن فلم كثرتكم أعجبتكم إذ حنين ويوم كثيرة مواطن في

ضا الأربم حترب ثم تمليو بريند2("م( . نصها، بها تأخذ لم أنها غير نصيا، القرآنية بالعبارة ارتبطت الشعرية العبارة فإن

فصارت غيرها، دون البنائية الوحدات بعض على فيها معتمدا الشاعر كان وإنما: قوله فيها التناص موضع على دلنا ما فإن اص،التن لموضع البنائي التلميح بمثابة

في التناص موضع على دلتنا التي هي البنائية الوحدات فهذه األرض، بي وضاقت . الشعرية العبارة

العنصر حياته، في مهمين عنصرين بين يربط أن التناص بهذا الشاعر أراد لقد من وكان زمانه، أمه رحم يف باع قد أنه األول السطر في بين فقد الزمان، األول

أن فبين الزمان، اختل كما عنده المكان اختالل الثاني السطر في يبين أن المناسب . مكانه ضاق زمانه، باع فكما عليه، ضاقت قد األرض

. 81: وعليه أوقع، ص. عيسى) 1(

. 25: سورة التوبة، آية) 2(

122

من كريم قرآني بنص الشعرية العبارة يربط أن استطاع التناص بهذا والشاعر القرآن فإن القويم، النصي والتعالق التراثية من شيئا الشعرية عبارته يمنح أن شأنه

العبارة تعالق قيمة يظهر هنا فمن نص، وأفصح نص، وأعظم نص، أكرم الكريم . الكريم القرآني النص بهذا الشعرية

يأخذ إذ الشعرية، تناصاته في الديني التأثر دائرة ضمن عموما الشاعر ويبقى إذ وذلك به، متأثرة الشعرية عبارته من فيجعل نصيا تراثيا كنموذجا" الكتاب فاتحة"

: )1(يقول والباب أنا وحدي حولي ظله يرسم والظل

يحاورنيرجحيتي وعمد

فجرحا جرحا ويسوقنيوة نحالعتاب فاتح التراثية، للعبارة البنائي النظام على األخير الشعري سطره في الشاعر فظيحا لم عبارة من جعل فقد الشعرية، عبارته تخدم جديدة ببنية وأتى البنية تلك كسر بل العبارة مع الثانية العبارة والتقت العتاب، فاتحة: هي أخرى عبارة" الكتاب فاتحة"

المصحف بداية على تدل الكتاب فاتحة أن مافك البداية، على تدالن بأنهما األولى الالحق الجرح من النابع العتاب ذلك بداية على تدل العتاب فاتحة فإن الشريف،

. للجرح قصد وإنما فيها، التغيير يقصد لم التراثية العبارة بهذه تصرف حين والشاعر

من يستطيع ،العبارة هذه مع عالئقي نظام ذات شعرية عبارة وإقامة بها التأثر عبارته التراثية العبارة فتمنح العبارتين، بين متقاربة داللة إلى الوصول خاللها

. والجمال الرونق من مزيدا الشعرية

. 86: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

123

: )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي وه حبا الصاحبي يص ى قدجس إذا والليل: "وتعالى سبحانه يقول كريمة، قرآنية آية مع لشعريةا العبارة هذه تلتقي

. )2("سجى الشعرية، قصيدته ضمن تراثيا نصا القرآنية اآلية هذه توظيف الشاعر استطاع من بعضا أزال وإنما هو، كما التركيبي نظامها على يبق لم لها توظيفه أن غير النص إلى تشير التي البنائية الوحدات بعض على سوى يبق ولم البنائية، اتهامكون . الشعرية العبارة هذه وضع حين الشاعر داخل الذي المعنى، طبيعة في ـ الشعرية والعبارة القرآنية العبارة ـ العبارتان هاتان وتتفق

النهار عن فتتحدث الشعرية العبارة أما سجى، إذا الليل عن تتحدث القرآنية فالعبارة على تعتمد القرآنية العبارة فإن التركيب، ناحية في أيضا اختالف مع سجى، الذي

اإلخبار، على معتمدة الشعرية العبارة أن حين في بالقسم، يتمثل نحوي أسلوب . العبارات هذه مثل في واإلخبار اإلنشاء بين وفرق وفق قد الشاعر أن إال العبارتين، بين ليوالدال التركيبي االختالف من بالرغم الذي المعنى استيعاب على قادرة وجعلها ذهنيا، القرآنية العبارة هذه استحضار في

تفاؤل على تدل نقلة وهي الصبح، إلى الليل من السجود نقل فقد إيصاله، يريد من استطاع إنه ثم بالصبح، مرتبطا الليل يخص الذي السجود جعل حين الشاعر بنص النصي واالرتباط والجمال الفنية من مزيدا العبارة يمنح أن التركيب هذا خالل . الكريم بالقرآن يتمثل عظيم

: )3(لسانها على فيقول فيه، محبوبته غرام إلى الشاعر وينقلنا لديا الجنون صحى رعمب بي فمي من نبعك أين ظمئتك قالت فيا صهيلك شوقا دنيه كم تحتلني علها بخيلك أقبل

. 33: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 2: سورة الضحى، آية) 2(

. 105: حتى لو، ص. عيسى) 3(

124

سبحانه يقول كريمة، قرآنية بآية الشعرية المقطوعة هذه من الثاني البيت يلتقي ورجلك بخيلك عليهم وأجلب كبصوت منهم استطعت من واستفزز : "وتعالى

مشاركهال في وولاد الأمالأوو مهعدا ومو مهعدي طانا إلا الشيور1("غر( . ،"يلكبخ عليهم وأجلب: "قوله مع تناصية عبارة بخيلك، أقبل: الشاعر عبارة فإن عليه وجمع توعده إذا الرجل، الرجل أجلب: يقال المعنى، في كاإلقبال اإلجالب فإن

. عليه أقبل معناه في فهو ،)2(الجموع أن استطاع بل البنائي، حالها على القرآنية للعبارة موردا يكن لم الشاعر أن غير

تقتضيه ما وفق الشعرية عبارته في ليدخلها القرآنية العبارة تلك بنية في يغير في والتخويف، التوعد سبيل على كان الكريمة اآلية في فالمعنى الشعرية، العبارة

البيت في المحبوبة فإن واإلرادة، الرغبة سبيل على الشعري البيت في أنها حين الخيل، بتلك راغبة فهي تحتلها، علها اعرالش خيل إقبال تطلب التي هي الشعري

اهللا لعنة عليه إلبليس اهللا من التوعد سبيل على اآلية أن حين في اإلقبال، وذلك يشاء من على بخيله ويجلب منهم، استطاع من يستفزز أنه سبحانه توعده فقد تعالى، . الوخيمة العاقبة سيلقى األمر نهاية في فإنه منهم،

منح الشعرية عبارته ضمن القرآنية العبارة هذه من استفاد حين اعرالش أن غير موثوق بنص التراثي الترابط من مزيدا منحها كما والجمال، الفنية من مزيدا عبارته

ومعنى الكريمة، اآلية معنى إلى المتلقي نظر يلفت أن فاستطاع العربي، أدبنا في . الشعرية عبارته

: )3(فيقول المعري عالءال أبا الشاعر ويخاطب عناني البعيد جرحك عنى ما المعري ءالعال أبا يا سيدي هيالني اتقي اليوم علني روحي عتمة إليك أشكو جئت

. 64: سورة اإلسراء، آية) 1(

. جلب: ، الجذر272: ، ص1: لسان العرب، ج. ابن منظور) 2(

. 79: جبريا، ص. عيسى) 3(

125

في لها مثيلة عبارات مع تلتقي عناني، يدالبع جرحك عنى ما: الشاعر عبارة إن

: )1(الحجاج بن اهللا عبد أبا يرثي مثال الشاعر كقول األدبي، تراثناكوم ك باحصادؤفال اطنم م ياننعن يهمو ام ياننع

: بقوله الرضي الشاعر بعبارة عيسى راشد الشاعر عند الشعرية العبارة تلتقي متقاربة، الفكرة أن كما العبارتين، بين متشابه فالمعنى عناني، ما يومه من وعناني

لنا يقول أن يريد فهو أيضا، هو عناه العبارتين كال في الشاعر صاحب ىعن ما فإن . صاحبه به يعنى بما معني فهو عليه وبناء إليه، يذهب فيما صاحبه مع متفق إنه

بنيتها كسر بل حالها، على المتناصة الشعرية العبارة يبق لم الشاعر أن غير المعري، العالء أبي عن يتحدث الشاعر فإن المعنى، لطبيعة خدمة وذلك النصية،

قديما العالء أبا يعني كان فما بالبعيد، جرحه وصف هنا فمن كثيرا، عليه سابق وهو وعناني: فقال باليوم، تمثلت الرضي عبارة أن حين في الوقت، هذا في الشاعر يعني . يومه: يقول أن فناسب هو، زمانه في صاحبه عن يتحدث ألنه عناني، ما يومه من أن استطاع مضت بقرون سبقته التي الشعرية العبارة بهذه تأثر حين والشاعر

هذا على االطالع من له بد وال عميق، تراثي مخزون أمام بأنه المتلقي يشعر في الشعراء يقصده ما إلى الوصول من يتمكن كي العميق التراثي المخزون . الشعرية عباراتهم

وشعرا، قرآنا ـ التراثية النصوص من مجموعة يوظف أن رالشاع استطاع لقد البناء على محافظا التوظيف ذلك أكان سواء الشعرية، عباراته ضمن ـ ونثرا

بعين األخذ مع النص، ذلك بنية في التكسير من شيئا مدخال أو حاله، على النصي الشاعر، يرجوها ايةلغ كان إنما النص بنية على الطارئ التكسير ذلك أن االعتبار

أن الشاعر استطاع كلها األحوال ففي التركيب، ألجل أو والداللة، المعنى ألجل إما يقوم وأن معها، الشعرية عبارته تقاطعت التي التناصية للعبارة جديدا مسارا يرسم

ابن حمدون، محمد بن الحسن بن محمد بن علي : البيت للرضي أبي الحسن الموسوي، انظر) 1(: ص،4: التذكرة الحمدونية، دار صادر، بيروت ـ لبنان، الطبعة األولى، ج). هـ1417(

265 .

126

واالرتباط والفنية الجمال من مزيدا الشعرية عبارته منح جديدا توظيفا بتوظيفها . اثيالتر

: واإليقاع التناص 2.4 أثره له فإنه والداللة، والمعنى التركيب، نواحي في كبيرا أثرا للتناص أن وكما

جانب في أم الشعري، الوزن جانب في سواء الشعري، اإليقاع مجاالت في أيضا نتجت ما، زمان في ألحداث التتابعية الخصائصية التناسبية يمتلك اإليقاع فإن القافية،

مجموعات أو الكثيرة األحداث فترات بين التناسب عن انطباعا المتلقي عقل في . )1(المتسلسلة أو المتوالية منها تتألف التي األحداث

توجيها لفاظاأل توجيه على قادر فهو الشعرية، العبارة خلق في مهم دور ولإليقاع أن شك فدون المتلقي، لدى فنية جاذبية ذات إيقاعية صورة يخلق مما مناسبا،

يمنح إذ اإليقاعية، غير العبارات من المتلقي ذهن في لصوقا أشد اإليقاعية العبارات مكانها لها شعرية، جمالية إيقاعية ضمن تضمها موسيقية خصائص األلفاظ اإليقاع

. )2(أخرى جهة من الفنية الصورة وتكوين جهة، من لشعريةا العبارة تكوين في اشتمالها النثرية العبارة عن الشعرية العبارة بها تتميز التي المميزات بين ومن والقافية الوزن على تعتمد إيقاعية، عبارة الشعرية العبارة فإن ع،اإليقا على

وهذا هذا، من شيء على تعتمد ال النثرية العبارة أن حين في الداخلية، والموسيقى هو الوزن، فضيلة في المنطقي والسبب األولى، بالدرجة والقافية الوزن إلى عائد يعطي إنه بل ال. األخيلة يلهبو المشاعر ويعمق حدة، الصور يزيد بطبعه، أنه،

والتعابير الحارة بالصور يتدفق تجعله نشوة النظم عملية خالل نفسه، الشاعر بتيار وتكهربها العبارات مقاطع في تسري كالسحر هزة الوزن إن. الملهمة المبتكرة

كل يجعل وإنما وحسب اإليقاع الشعر يعطي ال وهو. الملهمة الموسيقى من خفي

. 156: ، ص2: النقد األدبي ومدارسه الحديثة، ج. هايمن: انظر) 1(

الصورة األدبية تاريخ ونقد، دار إحياء الكتب العربية، بيروت ـ ). ت.د(صبح، علي علي )2( . 147: لبنان، الطبعة األولى، ص

127

يعدونه القدماء كان بحيث مؤثرا الشعر كان ولذلك. وفتنة إثارة وأكثر عمقأ فيه نبرة . )1(رالجماهي على الشاعر به يسيطر السحر من ضربا

ركنين باعتبارهما والقافية الوزن في التأثير على قادر التناص فإن هنا ومن : اآلتية الصفحات في سنبينه كما وذلك الشعري، اإليقاع خلق في أساسيين

: الوزن في اإليقاعي التناص 3.4 بها تأثر التي فالعبارة الوزن، على التناص فيها يؤثر التي المالمح بعض وثمة

قصيدة وزن طبيعة مع وزنيا العبارة هذه اتفقت ذافإ بها، خاصا وزنا تمتلك الشاعر يحورها فإنه قصيدته وزن مع وزنها يتفق لم إذا أما هي، كما يبقيها فإنه الشاعر الشعرية، عبارته مع وزنيا متوافقة عبارة إلى يصل حتى النص بنية بتكسير ويقوم

: )2(المواضع من موضع في يقول مثال فالشاعر غافلة مكسوفة الشمس كانت عندما وأدنى سنين سبع قاب وأنا

يدفق كان حينما جيدا أبي عرفت القصب ناي عبر آهاته ذهوه وأدنى، سنين سبع قاب وأنا: قوله التناص آلية فيها تظهر التي فالعبارة

. )3("أدنى أو قوسين قاب فكان : "الكريمة القرآنية اآلية مع تلتقي العبارة : كاآلتي الشعرية بعبارته يأتي أن الشاعر من المتوقع فإن التناص هذا على وبناء . أدنى أو سنين سبع قاب وأنا واجه الشاعر أن غير هي، كما القرآنية لعبارةا بناء على يبقي أن أراد إذا هذا

قصيدته عليها بنى التي التفعيلة فإن هي، كما القرآنية العبارة أورد لو وزنية مشكلة : يلي كما ذلك ويظهر ،"فاعلن تفعيلة

قضايا الشعر المعاصر، دار العلم للماليين، بيروت ـ لبنان، ). ت.د(المالئكة، نازك صادق )1(

. 225: الطبعة الخامسة، ص

. 95: صحتى لو، . عيسى) 2(

. 9: سورة النجم، آية) 3(

128

نى/وأد ن/سني ع/سب قاب /وأنا فا / فعلن / فعلن / فاعلن / فعلن لكانت بنائيا الكريمة اآلية في وردت كما القرآنية بالعبارة أتى الشاعر أن ولو

: التفعيلة فتصير الوزن، ينكسر وهنا أدنى، أو سنين سبع: العبارةأد نو

فاعلن أد أو ن: إلى

.ففعولن النص بنية تكسير الشاعر آثر هنا فمن" فاعلن "زحافات من ليست" فعولن"و

الذي الوزن بحكم ذلك وكان الشعرية، لعبارته المناسب الصحيح الوزن إلى للوصول . ذلك على أجبره

: )1(الشاعر قول أيضا ذلك على األمثلة ومن اللقيا نهر من واغتسلي

وجيئي اهللا بحبال واعتصمين نتحدلتينبنف كسلتو

من ار أيحص : الشاعر قول في يتمثل السابقة الشعرية األسطر في الظاهر التناص فإن

في القرآنية العبارة مع تلتقي الشعرية العبارة هذه فإن وجيئي، اهللا بحبال واعتصمي الله نعمت كرواواذ تفرقوا ولا جميعا الله بحبل واعتصموا : "وتعالى سبحانه قوله

كمليإذ ع كنتم اءدفألف أع نيب قلوبكم تمحبته فأصمانا بنعإخو كنتملى وة شفا عفرح النار من ا فأنقذكممنه كذلك نيبي الله اته لكمآي لكملع تهون2("تد( . عن الحديث صدد في ولسنا الكريمة، اآلية تلك مع تلتقي الشعرية العبارة هذه فإن

واعتصموا: تقول اآلية فإن الوزنية، الناحية عن نتحدث بل للعبارة، البنائية الناحية

. 31: شهادات حب، ص. عيسى) 1(

. 103: سورة آل عمران، آية) 2(

129

الظاهري الفارق فإن اهللا، بحبال واعتصمي: يقول الشاعر أن حين في اهللا، بحبل وكان الكريمة، اآلية في المنفرد الحبل جمع قد الشاعر أن في يتمثل العبارتين بين

: هو الشعرية العبارة وزن فإن لذلك، الدافع هو ظننا في الوزن وجيئي اهللا بحبال واعتصمي

عللال/ بحبا / تصمي/ و /جيئي/ هو بين ومن وزحافها،" فاعلن "تفعيلة هي قصيدته الشاعر عليها بنى التي فالتفعيلة أن غير القصيدة، في األكثر وهو ،"فعلن "وزن" فاعلن "لـ الوزنية الصور تلك

: اآلتي النحو على الوزن الختلف اهللا بحبل: قال لو الشاعر وجيئي اهللا بحبل واعتصمي

عتصمي/ و / بللال/ بح /جيئي/ هو الشعري الوزن فإن القرآنية والعبارة الشعرية العبارة بين التام التناص لهذا ووفقا

وهذه" فعو "إلى" فعلن "صارت فقد مستقيمة، القصيدة تفعيلة تعود وال ينكسر، بدال اهللا، بحبال: قال للوزن طلبا الشاعر فإن لذا" فاعلن "زحافات من ليست األخيرة

. اهللا بحبل: من : )1(الشاعر يقول آخر موضع وفي

مثلي نهأل الطريق خجلبغري لم برجلذة عشق ذات ي

الجميل لماألكتهفتر طن فياد بر وغي ع ذيرز والحلم أنا وحدي يبمدمعت وعدتالقلبل وليالض

: الكريمة اآلية مع متناصة وهي واد، بطن في: بقوله الشعرية العبارة جاءت فقد ليقيموا ربنا المحرم بيتك عند زرع ذي غير بواد ذريتي من أسكنت إني ربنا"

. 19 ـ 18: ريشة صقر، ص. عيسى) 1(

130

.)1("يشكرون لعلهم الثمرات من وارزقهم إليهم تهوي الناس من أفئدة فاجعل ةالصال الباء بين" بطن "كلمة أضاف وإنما حالها، على القرآنية بالعبارة يأت لم فالشاعر

عالوة ظننا، في وزنية لعلة إال التغيير هذا وما واد، ببطن: العبارة فصارت والواد، كما وذلك ،"متفاعلن "القصيدة عليها بنيت التي التفعيلة إن إذ النص، بنية تكسير على : يلي

كتهفتر طن فياد بر وغي ع ذيرز . ذي غير دن/ وا بطن في/ فتركتهو

تفعيلته، في الوزن النكسر القرآنية عبارتها في هي كما الشعرية العبارةب أتى ولو : يصير إذ

كتهاد فترر بوغي ع ذيرز . ذي غير دن / بوا/ فتركتهو

على تأتي أن التفعيلة هذه زحافات من وليس" فعو "إلى" متفاعلن "تفعيلة فتصير الوزن استقامة إلى أدت النص، على جديدة بنائية وحدة البإدخ الشاعر قام لذا فعو، . عنده

: القافية في اإليقاعي التناص 4.4 اإليقاع شأن فمن القافية، على كذلك يؤثر فإنه الوزن على التناص يؤثر وكما

اإليقاع من مزيدا القصيدة تمنح فإنها القافية، على يشتمل أن للشعر الموسيقي على تشتمل أن تفعيلة أم كانت عمودية العربية القصيدة مميزات فمن والموسيقى،

على دأبوا الشعراء أن غير القافية، هذه من يتحرر التفعيلة شعر كان وإن قافية، موسيقي نظام من فيها لما القافية، من خالية تكون أن تأبى العربية فالقصيدة إيرادها،

. )2(إيقاعيا الشعرية القصيدة يخدم

. 37: سورة إبراهيم، آية) 1(

. 237: ، ص2: في األدب الحديث، ج. الدسوقي: انظر) 2(

131

فبنى للقافية، ركيزة األحوال بعض في التناص من جعل عيسى راشد والشاعر ذلك على األمثلة ومن القصيدة، قافية بعدها وأكمل سابق، نص من جزء على قافيته

: )1(قوله في جاء ما بالبلد قسمأل إنينام نوا الذيتقنع با بالحطني يو

مغطاهو ابقت ذبالو البالد إلى الطريق تزنرت وأنا الشعرية العبارة هذه بين تناص ثمة أنه السابقة الشعرية األسطر في يظهر إذ

.)2("البلد بهذا مأقس ال: "الكريمة القرآنية واآلية أكمل لما أنه ذلك على والدليل للقافية، ركيزة التناص هذا جعل قد الشاعر فإن

من الناشئة ،"البلد "زنة على التالية الشعرية األسطر قافية من بعضا بنى قصيدته : )3(يقول إذ وذلك الكريمة، القرآنية باآلية تناصه الزنزلخت يريد ما وحدي فهمت

وعمدتني الرياح وجعي فاستقبلت أحد يصحو أن قبل ألقسم إني "السابقة القافية بين الموسيقي االرتباط مثل األخير الشعري السطر فإن

الشعرية القافية هذه بنى قد الشاعر فإن لنا ظاهر هو وكما السطر، هذا وبين ،"بالبلد . للقافية ركيزة جعله فقد التناص، إلى استنادا

ما قافيته، بناء في التناص على الشاعر فيها اعتمد التي كذلك المواضع بين ومن : )4(قوله في جاء

يقيني عن ثأبح.. عنك أسائل األمين الربيعي الصدر عن

. 64: بكائية قمر الشتاء، ص. عيسى) 1(

. 1: سورة البلد، آية) 2(

. 64: بكائية قمر الشتاء، ص. يسىع) 3(

. 65: شهادات حب، ص. عيسى) 4(

132

قلبي يحتل الذي القلب عنردائقه في لتكبني حوغص باآلية تناص على يشتمل األمين، الربيعي الصدر عن: الشعري السطر فإن

. )1("ناألمي البلد وهذا: "الكريمة القرآنية اآلية اشتملت كما أمين، بأنه للصدر وصف على الشعري السطر اشتمل إذ

عالوة الشاعر أن غير التناص، جاء هنا ومن أمين، بأنه للبلد وصف على الكريمة األسطر اشتملت فقد للقافية، ركيزة التناص هذا من جعل النص لبنية تكسيره على

هاتين فإن وغصوني، يقيني،: وهي التناص، هذا مع تناسبت قافية على أيضا السابقة الكلمة مع متوافقا موسيقيا نظاما تؤديان الشعرية األسطر قافية في الواقعتين الكلمتين . الذكر سابق القرآني بالتناص المرتبطة

: اآلتية النتائج إلى الوصول يمكن كله سبق ما على وبناء وهذا الوزن، أو القافية في سواء الشعر، وموسيقى إيقاع في مهم أثر اصللتن . 1

. الشاعر عبارات مع تتقاطع التي العبارات طبيعة من ناشئ الوزن لطبيعة وفقا نصه مع يتقاطع أن يريد الذي النص بنية في الشاعر يغير . 2

عن لياألص النص تحويل إلى سبيل الوزن ذلك فإن قصيدته، عليه يبني الذي . القصيدة بنية مع ليتوافق بنيته

. 2: سورة التين، آية) 1(

133

الخاتمة للجهد موازية العلمي البحث ذلك نتائج تأتي أن العلمي البحث في المعهود من إن

جاءت الدراسة هذه نتائج فإن هنا ومن النتائج، إلى الوصول في الباحث بذله الذي : اآلتي النحو على وهي جهد، من بذلته لما موازية

عالقات إيجاد إلى سبيال الداللي الحقل من عيسى راشد الشاعر جعل لقد: أوال العالقات بإيراد يكتف ولم الواحد، الداللي الحقل عناصر بين ناظمة جديدة

في ذلك رأينا كما جديدة، عالقات خلق بل الحقل، هذا ضمن األساسية . السابقة الشعرية األمثلة

الداللي بالحقل وثيقا ارتباطا يرتبط المعجمي العنصر داللة إلى الوصول إن: ثانيا ترتبط العناصر تلك فإن الداللية الحقول نظرية ووفق تحته، تنضوي الذي تلك إلى الوصول المتلقي استطاع وإذا ما، بعالقة الداللي حقلها مع

يمكن فإنه الداللية حقولها مع المعجمية العناصر بين تربط التي العالقات عموما األدبي الخطاب داخل المعجمية العناصر بتلك المقصود يفهم أن له

. خصوصا والشعري لهذا وإن عيسى، راشد عند الداللية الحقول بين الواضح المزج لنا يظهر: ثالثا

الداللية العالقات من مزيدا المعجمية العناصر تحميل إلى سبيل المزج الذي الشعري الخطاب لطبيعة فقاو وذلك العامة، بحقولها تربطها التي . فيه توجد

ضمن والعمودية األفقية اختياراته في موفقا عيسى راشد الشاعر كان لقد: ثالثا استقرائي خالل من إليه أتوصل أن استطعت ما وهذا الشعرية، نصوصه . الشاعر دواوين لنصوص

تعني ال السابق المبحث نضم أوضحتها التي والنماذج األمثلة مجموعة إن: رابعا كبيرة مجموعة هناك بل فحسب، النماذج بهذه الموفق االختيار ذلك حصر

الشعرية اختيارته في ضمنها الشاعر وفق التي الشعرية النماذج من . والعمودية األفقية وقيمتها بالمفردات المتعلقة

134

الجوانب ضبع على والعمودي األفقي االختيار في التوفيق يعتمد: خامسا تمثل مثال المبالغة صيغة فإن بالمشتقات، منها يتعلق ما خاصة الصرفية

الحظناه ما وهذا الفاعل، اسم بصيغة تقاس حين العمودي االختيار قمة . السابقة الشعرية النماذج ضمن

من أكثر الفعلية بالجملة المرتبط اإلسنادي لالنزياح الشاعر استعمال كان: سادسا . االسمية بالجملة المرتبط اإلسنادي االنزياح على ادهاعتم

الفنية من ممكن قدر بأكبر مألوفة ال انزياحاته من يجعل أن الشاعر حاول: سابعا المتعلق الشعري منهجه في الشعراء من سواه عمن يتميز كي والموهبة، . باالنزياح

لالنزياح استعماله من أكثر التركيبي لالنزياح الشاعر استعمال يكن لم: ثامنا من الشاعر قصائد في حضورا أكثر اإلسنادي االنزياح كان فقد اإلسنادي، . التركيبي االنزياح

التركيبية العالقات بين التركيبي اإلسناد هذا طبيعة في الشاعر نوع: تاسعا هذه فاستعمل وتأخير، وتقديم وحذفية، وإضافية، وصفية، المتعددة،

. مألوفة ال فنية عبارة إلى الوصول أجل من جميعها التركيبية ماطاألن على خصوصا التركيبي واالنزياح الشاعر، عند عموما االنزياح يدل: عاشرا

هذا فإن والتأخير، والتقديم الحذف مع خاصة الشاعر، نفس في اضطراب الال ظيفةالو ذات التركيبية االنزياحات هذه مثل إلى به يؤدي االضطراب

. الشعرية للعبارات الداللة نظام في مألوفة بالتضادية يتمثل عرضناها التي مفارقاته في الشاعر ارتكاز كان: عشر حادي

على األحيان بعض في يعتمد نجده لذلك ونتيجة مفارقته، حولها ينسج التي . القديمة البالغة في المعروف الطباق اسلوب

وإنما المباشر، والتهكم السخرية على مفارقته يبني الشاعر نجد قلما: عشر ثاني استظهار معها يمكن ال التي الجدية ببعض ممزوج وتهكم سخرية هي

. التام الوجه على المفارقة تلك مالمح

135

قرآنا ـ التراثية النصوص من مجموعة يوظف أن الشاعر استطاع: عشر ثالث التوظيف ذلك أكان سواء ة،الشعري عباراته ضمن ـ ونثرا وشعرا، بنية في التكسير من شيئا مدخال أو حاله، على النصي البناء على محافظا

بنية على الطارئ التكسير ذلك أن االعتبار بعين األخذ مع النص، ذلك ألجل أو والداللة، المعنى ألجل إما الشاعر، يرجوها لغاية كان إنما النص

للعبارة جديدا مسارا يرسم أن الشاعر ستطاعا كلها األحوال ففي التركيب، توظيفا بتوظيفها يقوم وأن معها، الشعرية عبارته تقاطعت التي التناصية

. التراثي واالرتباط والفنية الجمال من مزيدا الشعرية عبارته منح جديدا أو القافية في سواء الشعر، وموسيقى إيقاع في مهم أثر للتناص: عشر رابع

. الشاعر عبارات مع تتقاطع التي العبارات طبيعة من ناشئ وهذا زن،الو وفقا نصه مع يتقاطع أن يريد الذي النص بنية في الشاعر يغير: عشر خامس

تحويل إلى سبيل الوزن ذلك فإن قصيدته، عليه يبني الذي الوزن لطبيعة .القصيدة بنية مع ليتوافق بنيته عن األصلي النص

136

والمراجع رالمصاد ثبت

أو العلماء، دستور). م2000 (الرسول عبد بن النبي عبد القاضي نكري، األحمد هاني، حسن: الفارسية عباراته عرب الفنون، اصطالحات في العلوم جامع .األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت العلمية، الكتب دار

دار والت،والمق األصول: الحديثة الشعرية اتجاهات). م2008 (يوسف إسكندر، . األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت العلمية، الكتب

اللغوي البحث بين والتخالف التوافق أوجه من). م1995 (حسن سعيد بحيري، جامعة عشر، الخامس العدد الشرقية، الدراسات مجلة ،األسلوبي والبحث . مصر القاهرة،

ـ عمان والنشر، للطباعة غريب دار اللغة، علم في دراسات). ت.د (كمال بشر، .األولى الطبعة األردن،

اإلعجاز دالئل). م1992 (محمد بن الرحمن عبد بن القاهر عبد بكر أبو الجرجاني، ـ القاهرة المدني، مطبعة شاكر، محمد محمود: تحقيق المعاني، علم في

.الثالثة الطبعة السعودية، ـ جدة المدني، ودار مصر،: وصححه ضبطه التعريفات، كتاب). م1983 (علي بن محمد بن علي الجرجاني،

لبنان، ـ بيروت العلمية، الكتب دار الناشر، بإشراف العلماء من مجموعة .األولى الطبعة

. األولى الطبعة العرب، الكتاب اتحاد النقد، في المسبار). م2003( حسين جمعة، الطبعة ب،كتـال المــع ومبناها، معناها العربية اللغة). م2006 (تمام حسان،

.الخامسة ـ القاهرة المصرية، اإلنجلو مكتبة اللغة، في البحث مناهج). ت.د (تمام حسان،

. األولى الطبعة مصر، الطبعة مصر، ـ القاهرة المعارف، دار الوافي، النحو). ت.د (عباس حسن،

.عشرة الخامسة

137

ونية،الحمد التذكرة). هـ1417 (علي بن محمد بن الحسن بن محمد حمدون، ابن . األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت صادر، دار

شعيب: تحقيق أحمد، مسند). م2001 (محمد بن أحمد اهللا عبد أبو حنبل، ابن المحسن عبد بن اهللا عبد: إشراف وآخرون، مرشد، وعادل األرنؤوط،

. األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت الرسالة، مؤسسة التركي، مصر، ـ القاهرة الثقافة، دار األدبي، لبحثا مناهج). م1997 (يوسف خليف،

. األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت العربي، الفكر دار الحديث، األدب في). م2000 (عمر الدسوقي،

. األولى الطبعة للنشر الصايل ،الكريم القرآن في التعبير جماليات). م2013 (سامح الرواشدة،

. األولى الطبعة األردن، ـ عمان والتوزيع، اإلعراب، صنعة في المفصل). م1993 (عمرو بن محمود القاسم أبو الزمخشري، .األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت الهالل، مكتبة ملحم، بو علي: تحقيق

السرقات، قضية في أخرى قراءة الشعري التناص). م1991 (مصطفى السعدني، . األولى الطبعة مصر، ـ اإلسكندرية المعارف، منشأة

السالم عبد: تحقيق الكتاب،). م1988 (قنبر بن عثمان بن عمرو بشر أبو سيبويه، .الثالثة الطبعة مصر، ـ القاهرة الخانجي، مكتبة هارون، محمد

مجيد: شرح ورسائله، الشابي القاسم أبي ديوان شرح). ت.د (القاسم أبو الشابي، . لبنان ـ بيروت شعراؤنا، سلسلة العربي، الكتاب دار طراد،

مصر، ـ القاهرة المصرية، النهضة مكتبة ،األسلوب). م2003 (أحمد يب،الشا . عشرة الثانية الطبعة

،مصر في المعاصر العربي األدب). ت.د (السالم عبد شوقي أحمد ضيف، شوقي . عشرة الثالثة الطبعة مصر، ـ اهرةالق المعارف، دار

العربية، الكتب حياءإ دار ونقد، تاريخ األدبية الصورة). ت.د (علي علي صبح، . األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت

138

بن ورجاء المبخوت، شكري: ترجمة الشعرية،). م1987 (تزفيطان طودوروف، الطبعة المغرب، ـ البيضاء الدار والتوزيع، للنشر توبقال دار سالمة، . األولى

ي،اللغو البحث ومناهج اللغة علم إلى المدخل). م1997 (رمضان التواب، عبد .الثالثة الطبعة مصر، ـ القاهرة الخانجي، مكتبة

للجميع، القراءة مهرجان األسرة، مكتبة معاصرة، نظريات). ت.د (جابر عصفور، . مصر ـ القاهرة

المية إعراب). م1984 (اهللا عبد بن الحسين بن اهللا عبد البقاء أبو العكبري، بيروت اإلسالمي، تبالمك جمران، الواحد عبد أديب محمد: تحقيق الشنفرى،

. األولى الطبعة لبنان، ـ مصر، ـ القاهرة الكتب، عالم دار الداللة، علم). م1998 (مختار أحمد عمر،

. الخامسة الطبعة عالم دار العرب، عند اللغوي البحث). م2003 (الحميد عبد مختار أحمد عمر،

. الثامنة الطبعة لبنان، ـ بيروت الكتب، األردن، ـ عمان االقتصادية، المطبعة حب، شهادات). م1984 (راشد عيسى،

. األولى الطبعة التجارية، الفرزدق مطابع المعقول، حدود فوق امرأة). م1988 (راشد عيسى،

. األولى الطبعة األردن، ـ الرياض ـ عمان والتوزيع، للنشر اإلبداع دار الشتاء، قمر بكائية). م1993 (راشد عيسى،

. ألولىا الطبعة األردن، األردن، ـ عمان الثقافة، وزارة منشورات أوقع، وعليه). م1997 (راشد عيسى،

. األولى الطبعة ـ عمان التعاونية، للمطابع عمان جمعية حبيبتي، أقل ما). م2001 (راشد عيسى،

. األولى الطبعة األردن، . األولى الطبعة األردن، ـ عمان أزمنة، دار يرقات،). م2008 (راشد عيسى،

139

ـ دمشق العرب، الكتاب اتحاد منشورات صقر، ريشة). م2009 (راشد عيسى، . األولى الطبعة سوريا،

الطبعة األردن، ـ عمان الكبرى، عمان أمانة جبريا،). م2012 (راشد عيسى، . األولى

األردن، ـ عمان والتوزيع، للنشر فضاءات دار لو، حتى). م2012 (راشد عيسى، . األولى الطبعة

عمان األردنية، الثقافة وزارة شعرية، سيرة الجن، حفيد). م2012 (راشد سى،عي األولى، الطبعة األردن، ـ مكتبة القصاص، ومحمد الدواخلي، الحميد عبد ترجمة اللغة،). م1950 (ج فندريس،

. األولى الطبعة مصر، ـ القاهرة المصرية، اإلنجلو العمري، ومحمد الولي، محمد: ترجمة الشعرية، اللغة بنية). م1986 (جان كوهن،

. األولى الطبعة المغرب، ـ البيضاء الدار توبقال، دار دار درويش، أحمد: وتعليق وتقديم ترجمة الشعرية، النظرية). ت.د (جون كوين،

. مصر ـ القاهرة والنشر، للطباعة غريب وتكميل ائدالفو تسهيل شرح). م1990 (اهللا عبد بن محمد اهللا عبد أبو مالك، ابن

للنشر هجر دار المختون، بدوي ومحمد السيد، الرحمن عبد: تحقيق ،المقاصد . األولى الطبعة واإلعالن، والتوزيع

المعجم). ت.د (النجار ومحمد القادر، عبد وحامد الزيات، وأحمد إبراهيم، مصطفى، . الدعوة دار بالقاهرة، العربية اللغة مجمع ،الوسيط

بيروت للماليين، العلم دار ،المعاصر الشعر قضايا). ت.د (دقصا نازك المالئكة، . الخامسة الطبعة لبنان، ـ والنشر للطباعة مصر نهضة دار ،الجديد الميزان في). م2004 (محمد مندور،

. األولى الطبعة مصر، ـ القاهرة والتوزيع،). هـ1414 (اإلفريقي المصري علي بن مكرم بن محمد الفضل أبو منظور، ابن

. الثالثة الطبعة لبنان، ـ بيروت صادر، دار ،العرب لسان

140

،والمنهج األصول في مقارنة دراسة: الشعرية مفاهيم). م2003 (حسن ناظم، . األولى الطبعة والنشر، للدراسات العربية المؤسسة

: ترجمة ،الحديثة ومدارسه األدبي النقد). م1960 ،1958 (إدغار ستانلي هايمن، فرانكلين مؤسسة مع بالتعاون لبنان، ـ بيروت الثقافة، دار عباس، إحسان

. األولى الطبعة والنشر، للطباعة المساهمة الكشكول،). م1998 (العاملي الحارثي الصمد عبد بن الحسين بن محمد الهمذاني،

لبنان، ـ بيروت العلمية، الكتب دار النمري، الكريم عبد محمد: تحقيق . األولى الطبعة

إسماعيل، الدين عز: ترجمة ،نقدية مقدمة التلقي نظرية). م2000 (روبرت هولب، . األولى الطبعة مصر، ـ القاهرة األكاديمية، المكتبة

المعارف، دار ،مصر في الحديث األدب تطور). م1994 (المقصود عبد أحمد هيكل، . السادسة الطبعة مصر، ـ القاهرة

المؤسسة األسلوبية، الدراسات منظور من االنزياح). م2005 (محمد أحمد ويس، . األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت والتوزيع، والنشر للدراسات الجامعية

حموز، ومبارك الولي، محمد: ترجمة ،الشعرية قضايا ).م1988 (رومان ياكبسون، . األولى الطبعة

إميل الدكتور: له قدم ،المفصل شرح ).م2001 (علي بن يعيش البقاء أبو يعيش، ابن .األولى الطبعة لبنان، ـ بيروت العلمية، الكتب دار يعقوب، بديع

141

الشخصية المعلومات المراحلة حمد شهيرة :االسم

وآدابها العربية اللغة ماجستير :التخصص

اآلداب :الكلية

2015 :السنة

799329555:رقم هاتف