6
ص سياسية قص ذات مغزى.دارية.منية واعلوم احث في اللزنط .. باحيى ا بقلم / يحمر .. "الميراث بني اــر" الملعرب ل فيد بندلس ازائل."ك الل سك، والملنا " الشيخ ا بتاريخ تم النشر20 / 4 / 2015 ى الرابط : ، عل1) http://www.theworld-now.com/main/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89- %D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%B7-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8- %D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D9%87- %D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%87-%D9%85%D9%86- %D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%B3/ 2) https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/865716650166582:0 بعد دنا وأحفادنا جي وندرس ونعلم أوي نتذكرتباهي، ولكن لك لكي نتفاخر ون ، نجلس فيه معاا جاء يوم "وربمارة الهزيلكفاح ومشاقه ومر جيل، قصة اس فيه لنقصء يوم نجلجياله، نعم سوف يوة النصر وآممها وح مة واذه من هذا الشعب وهبطالنة؟، وكيف خرج اما ال كل مناقعه؟ ، وكيف حم فعل كل منا في موذا ونروي ، ما بين اليأسلجسر ما نعبر استطيع أنق حتي نئوا الطرير وليضي النو مشاعليحملوا حالكة.؟، ل في فترةمة ا ولرجاء، اس الشعب،مجلستثنائية لح الدورة افتتادات، في الساحمد أنور اب الرئيس ممن خطا( ".جيء وقته كله سوف ي ذلك فى١٦ أكتوبر١973 ه قد آن آواني أننكم توافقون، وأظن) مستذكارها ا. ندلس"نت "ا كا- إسبانيا حاليا- الك صغيرة، فانضم بعضها إلىمي ، عبارة عن عدة مة الحكم العرب في أواخر حقباندة"، وتزوج "فردينن"، و"قشتليراغو :" ان قويتن، هماملكتيى أصبحت م بعض حتFerdinand " ملك "راغون "، " إيزاب اIsabella لكة " قشتلية "، عام " م١49٦ م، "غرناطة"،ى طرد العرب منفا عل وتحالعد حروب لهما ذلك بندلس"، فتمد "ا من أكثر بئهم" بعد ج يد "العربت فينة بقي وكانت "غرناطة"، أخر مدي كثيرة- ندلس، وقفد ا"، في ب أخر يوم لـ"العربعها،وفيندلس" جميءهم عن "ا عنها، تم بذلك ج أجلوا فلماو عبد ا "أبملكة "ند"، والملك " فردينام جيوش النكساره أماطة" ، بعد ار"، أخر ملوك "غرناحم بني ا بنقيا،ه إلى أفريحمل المعدة لزوله إلى السفينة"، قبل نحت ذيل "جبل طارقج الرومي، تخليطئ ال"، على شا إيزابحمر"، فألقى نظرة "بني اء قومه منده وعظماء ونبله نسائه وأوحو وب، لم يسترجعها الذاهلكه طويلة على م كى من حوله لبكائه، حتى ب حزنا م نشيجا، و ينشج را م كي بكاءنشأ يبه، وأ من وجهوع، ثم أدنى رداءهة بالدم مبلل إ، ويستبقلذكريات إليه النظرات واستدعي ، وت الزفراتتردد فيهاناحة" قائمة، تطئ البحر"، وكأنه "م .. وأصبح "شا منهفع رأسه، فإذالسماء ، فرء احدر من علياه بصوت من يهتف باسم ، إذ وجد هاتفا نفسهبرات، وقد ذهل عن الع اشرف عليه، المجبلرات الاب مغارة من مغاه، واقف على بسن، متكئ على عصاعن في ال بـ"شيخ" ناسك، وطايقول:نظر إليه و يلك ساقط"، على مك المل "ال أيها أن تبكي نعم .. لك.وأسترسل هذارجالظ الحتفاحتفظ به اساء. فإنك لم تء النكا ك بلحياة،ر اور" نها تبكي، فـ"السرمسر ما ضحكت با بمقدا، فإنك اليوم مس كثيرا ضحكت با: إنكلشيخ" قائكلك ما ذهب من يدك من ملو أنلقائم؛ ويل" ال أن يعقبه "اللساطعر" النها يلبث "ايلها، و و"الحزن ل بـص ذهب دمةان أمره عليك، أماة، لهك وحيل لك في ذل حول لقضاء"، من حيث نوازل "اازلة منت "القدر"، أو ن من صدماصابه يجد له عن م المتفجع، الذيلنادمء ا" عليه بكا، فـ" ابكيمته إلى عدوك باختيارك وقد أضعته بيد، وأسل من يظلم عبدا " سلوى .. فـ" ا عزاء و الضعيفة"، "الهوة على حافة أن يقفوااس يأبون إ الن عباده، ولكنقط على رؤوسهم.لبارزة"، فتسحت "الصخرة ايمشوا تهم، و فتزل أقدام، ونازعت فيما "عمكلطان ك والسمل ال لك من الرزق ، إ قسم ا تقنع بماكه، لمل م ب عنهك" الذاهمل "ال إنك أيهانت ع"، واستع كلها وأسرتكل يضرب أحدهمازاا، ومالعدو" رأسيكما ورقابكمول "ادوك وعدوهم، فتنا ليهم بع سمحتضاء"، يومسد"، "البقرة البي، "لقد إلتهم "ا ا فيه معا"، فغرقتمن الدما "بئر ميكمحت قدمى سال تخر، حت با"البقرة الحمراء".. !!"، بإلتهام له

قصص ذات مغزى سياسي بني الأحمر في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

مغزى. ذاتقصص سياسية

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

األندلس بالد في للعرب المــر" بني األحمر .. "الميراث

" الشيخ الناسك، والملك الزائل."

، على الرابط : 20/4/2015تم النشر بتاريخ

1) http://www.theworld-now.com/main/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-

%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%B7-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D9%87-

%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%87-%D9%85%D9%86-

%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%B3/

2) https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/865716650166582:0

"وربما جاء يوم نجلس فيه معا ، ال لكي نتفاخر ونتباهي، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أوالدنا وأحفادنا جيال بعد

مة واآلمها وحالوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزي

ونروي ، ماذا فعل كل منا في موقعه؟ ، وكيف حمل كل منا األمانة؟، وكيف خرج األبطال من هذا الشعب وهذه

الرجاء، و األمة في فترة حالكة.؟، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس

ذلك كله سوف يجيء وقته." )من خطاب الرئيس محمد أنور السادات، في افتتاح الدورة االستثنائية لمجلس الشعب،

. استذكارهام(، وأظنكم توافقونني أنه قد آن آوان ١973أكتوبر١٦فى

في أواخر حقبة الحكم العربي ، عبارة عن عدة ممالك صغيرة، فانضم بعضها إلى -إسبانيا حاليا -كانت "األندلس"

" ملك " Ferdinandبعض حتى أصبحت مملكتين قويتن، هما :" األراغون"، و"قشتلية"، وتزوج "فرديناند

وتحالفا على طرد العرب من "غرناطة"، م،١49٦" ملكة " قشتلية "، عام Isabellaاألراغون "، " إيزابال

وكانت "غرناطة"، أخر مدينة بقيت في يد "العرب" بعد جالئهم من أكثر بالد "األندلس"، فتم لهما ذلك بعد حروب

فلما أجلوا عنها، تم بذلك جالءهم عن "األندلس" جميعها،وفي أخر يوم لـ"العرب"، في بالد األندلس، وقف -كثيرة

بن بني األحمر"، أخر ملوك "غرناطة" ، بعد انكساره أمام جيوش الملك " فرديناند"، والملكة " "أبو عبد اهلل

إيزابال"، على شاطئ الخليج الرومي، تحت ذيل "جبل طارق"، قبل نزوله إلى السفينة المعدة لحمله إلى أفريقيا،

طويلة على ملكه الذاهب، لم يسترجعها وحوله نسائه وأوالده وعظماء ونبالء قومه من "بني األحمر"، فألقى نظرة

إال مبللة بالدموع، ثم أدنى رداءه من وجهه، وأنشأ يبكي بكاء مرا، و ينشج نشيجا محزنا، حتى بكى من حوله لبكائه

.. وأصبح "شاطئ البحر"، وكأنه "مناحة" قائمة، تتردد فيها الزفرات، وتستدعي إليه النظرات والذكريات، ويستبق

ا العبرات، وقد ذهل عن نفسه، إذ وجد هاتفا يهتف باسمه بصوت منحدر من علياء السماء ، فرفع رأسه، فإذا منه

بـ"شيخ" ناسك، وطاعن في السن، متكئ على عصاه، واقف على باب مغارة من مغارات الجبل المشرف عليه،

ينظر إليه ويقول:

ك بكاء النساء. فإنك لم تحتفظ به احتفاظ الرجال.وأسترسل هذا نعم .. لك أن تبكي أيها "الملك الساقط"، على ملك

"الشيخ" قائال: إنك ضحكت باألمس كثيرا، فإنك اليوم بمقدار ما ضحكت باألمس تبكي، فـ"السرور" نهار الحياة،

دمة ذهب بـص و"الحزن ليلها، وال يلبث "النهار" الساطع أن يعقبه "الليل" القائم؛ ولو أن ما ذهب من يدك من ملكك

من صدمات "القدر"، أو نازلة من نوازل "القضاء"، من حيث ال حول لك في ذلك وحيلة، لهان أمره عليك، أما

وقد أضعته بيد، وأسلمته إلى عدوك باختيارك، فـ" ابكي" عليه بكاء النادم المتفجع، الذي ال يجد له عن مصابه

عباده، ولكن الناس يأبون إال أن يقفوا على حافة "الهوة الضعيفة"،عزاء وال سلوى .. فـ" اهلل" ال يظلم عبدا من

فتزل أقدامهم، ويمشوا تحت "الصخرة البارزة"، فتسقط على رؤوسهم.

إنك أيها "الملك" الذاهب عنه ملكه، لم تقنع بما قسم اهلل لك من الرزق ، إال الملك والسلطان، ونازعت فيما "عمك

ليهم بعدوك وعدوهم، فتناول "العدو" رأسيكما ورقابكما، ومازال يضرب أحدهما وأسرتك كلها"، واستعنت ع

باألخر، حتى سال تحت قدميكما "بئر من الدم"، فغرقتما فيه معا، "لقد إلتهم "األسد"، "البقرة البيضاء"، يوم سمحت

له، بإلتهام"البقرة الحمراء".. !!"

Page 2: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

" يا أخر" ملوك العرب"، إن لي فوق هذه الصخرة يا "ابن بني واستطرد "الشيخ الطاعن"، قائال يا" عبد اهلل

األحمر"، سبعة أعوام، أنتظر فيها هذا "المصير"، الذي صرتم إليه، وأترقب الساعة التي أرى فيها آخر "ملك

عربي" يرحل عن هذه "الديار" رحلة ال رجعة من بعدها، ألني أعلم أن "الملك"، الذي يتولى أمره الجاهلون

غبياء، ال دوام له، وال بقاء.. فلقد إتخذ بعضكم بعضا عدوا، وأصبح كل واحد منكم "حربا" على صاحبه، فسقتم األ

الناس إلى ميادين القتال، يضرب بعضهم وجوه بعض، و"العدو" يتربص بكم الدوائر، ورابض من ورائكم، ويرى

م ه، والمناضلة على ملكه، حتى رآكم تتهافتون على أنفسكان كال منكم "قائد" من قواده، ينبعث بين يديه لقتال أعدائ

ضعفا ووهنا، فاقتحمكم، "فما هي إال جولة أو جولتين، حتى ظفر بكم معا".

إن "اهلل" سيسألكم يا بني األحمر " "يوم القيامة"، عني وعن أوالدي الذين قتلتموهم في صراعكم وتناحركم، وأنا

تركتموهم بجانبي، لـ" آنس" بهم في وحشيتي، وال هم عادوا إلي، لـ" ألجأ " إلي أحوج ما كنت إليهم، فال أنتم

معونتهم في شيخوختي، وها أنا عائش من بعدهم وحدي في هذه المغارة الموحشة، فوق هذه الصخرة المنقطعة "

اسك" وت " الشيخ النأبكي " عليهم، واسأل " اهلل "، أن يلحقني بهم، فمتى يستجيب اهلل دعائي.؟ ؛ ثم اختنق ص

بالبكاء، فأدار وجهه، ومشي بقدم وخطى مطمئنة، يتوكأ على عصاه، حتى دخل مغارته، وغاب عن العيون.

وقد نالت كلمات "الشيخ الناسك"، من "الملك األخير" للعرب في األندلس، ما لم ينل منه ضياع ملكه وسقوط

ما هذا بشرا، إنما هو صوت "العدل اإللهي"، ينذرني بشقاء عرشه؛ فـ" صاح الملك عبد اهلل ابن بني األحمر":

المستقبل فوق شقاء الماضي، فليصنع "اهلل"، بي ما يشاء فـ" عدل " منه كل ما صنع، ثم انحدر إلى سفينته، وانحدر

لعرب عن امعه أهله، وسرت السفينة بهم، تشق عباب البحر شقا، فسجل "التاريخ"، في تلك الساعة: أن قد تم جالء

م(،.. "وللقصة بقية، لنستملكها الحلقة القادمة إنشاء ١492 –م 7١١"األندلس"، بعد ما عمروها "ثمانمائة عام. )

اهلل "..

ولكن، السؤال األن، فهل سيسجل " التاريخ الحديث "، جالء العرب عن سوريا والعراق وفلسطين ولبنان واليمن

وبها " أعدائهم "في الخارج، أو "وكالء أعدائهم" المستأجرين في الداخل وليبيا والصومال..!!؟؟، ليتولى أمر شع

، تحت دعاوي وأيدولوجيات "الدين والتدين والجهاد وغيرها من دعاوي التقهقر والتخلف الحضاري والثقافي

ن ها مالراديكالية المتطرف" تارة، أو خلف ستائر "الحريات والديمقراطيات، وحقوق اإلنسان ، والعولمة وغير

ستائر الفتك والتفكيك الثقافي واالجتماعي والسياسي للمجتمعات العربية، وما بعد الحداثة"، تارة أخرى. ! ؟ .. فيا

-لبت "العرب" عاشوا دهرهم "فوضى"، ال نظام لهم، وال ملك وال سلطان وال حضارة وال ثقافة يحزنون عليها

وتطوق -نهم من "خوارج األمة" في كل زمان وفي آفاق البالد كما يعيش المشردون من اليهود والصهاينة وأعوا

وتشرئب لها أعناق األجيال الحاضرة والقادمة، فقد كان ذلك خيرا لهم من أن يتولى أمرهم ملوك وأمراء ورجال

مي، زال يعرفون تاريخهم وحضارتهم التي أشرقت وأضاءت لها الدنيا، بعلمائها وحكمائها فالسفتها، أمثال : الخوار

وابن رشد، وابن حزم ،وابن سيناء، وابن خلدون، وغيرهم ، أولئك الذين تسيدوا العالم القديم، فكريا وثقافيا وعلميا،

ومهدوا الطريق أمام استنارة مجتمعاتهم وقادتهم لفتوحاتهم العسكرية، وتوسعاتهم الجيواستراتيجية والسياسية

بالد ما وراء النهرين "الهند والسند والصين" ، "شرقا" وحتى جبال لتحقيق أمنهم وأمانهم، والتي امتدت من

طارووس على حدود "فرنسا"، "غربا"، فالشك أنها كانت وال زالت وستستمر "حرب وجود .. وليست حرب

حدود".. قولة : رئيس مصر" عبد الفتاح السيسي".. حفظ "اهلل" ، مصر ورئيسها وجشيها ، وشعبها، "سيف العرب،

ع اإلسالم، ولسان الزمان، وضمير اإلنسان"، قديما ، وحاضرا ، وإنشاء اهلل مستقبال.. "تحيا مصر .. تحيا ودر

مصر .. تحيا مصر". "..

Page 3: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

بني األحمر .. "الميراث المــر" في األندلس.!

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

، على الرابط : 19/4/2015تم النشر بتاريخ

1) http://elkhabarnow.com/News-55625386.html#.VTQH535dQcE.facebook

2) http://www.theworld-now.com/main/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-

%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%B7-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%87-%D9%85%D9%86-

%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%B3 /

3) https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/866221473449433

غادر الملك " عبد اهلل ابن بني األحمر"، أخر الملوك العرب الذين حكموا األندلس، مدينة "غرناطة"، منهيا بذلك

م(، فبعد مرور "أربعة وعشرون ١492 –م 7١١نمائة عام. )حكم العرب عن "األندلس"، بعد ما عمروها "ثما

عاما" على تلك الحوادث، لم يبق في "إفريقية"، "تونس حاليا"، حي من بني األحمر، إال فتى في العشرين من

عمره، أسمه " سعيد"، لم يكن رأى "غرناطة" من قبل، ولم يرى "قصر األحمر"، مقر إقامة وحكم آبائه وأجداده

األحمر"، وهو أعظم قصور العالم آنذاك، ولم يشاهد "مروج غرناطة"، المشهورة الجمال، وال "جنة "بني

العريف"، وهي بستان عظيم وفيه قصور ومبان عظيمة وكثيرة، ولم يتذوق مياه "نهر شنيل"، أعظم أنهار

كرته ؛ ولكنه مازال يحفظ في ذا"غرناطة"، وال "جبل الثلج"، بجنوب غرناطة، وال يكاد يفارقه الثلج صيفا وشتاء

من عهد الطفولة تلك األناشيد األندلسية البديعة، التي كان يترنم بها نساء قومه حول مهده، ويرددون فيها ذكر مآثر

آبائه وأجداده وآثار أيديهم وعزة سلطانهم في تلك البقاع، وتلك المراثي المحزنة، التي بكي فيها شعراء األندلس،

اقط، والملك المضاع، فكان كلما خال لنفسه، ردد تلك المراثي بنغمة شجية محزنة تستثير ذكرياته، ذلك المجد الس

وتهيج أشجانه، فال يزال يبكي وينتحب حتى يشرف على الهالك، فكان ال يتمنى على اهلل من كل ما يتمنى أمرؤ

لة نفسه، ثم ليصنع به القدر بعد ذلك ما على ربه في حياته، إال أن يرى "غرناطة"، ساعة من زمان يشفي بها غ

يشاء.

وتحققت لألمير / سعيد ابن بني األحمر، وأخر أفرادها في هذه الدنيا أمنيته، فركب البحر إلى شاطئ مدينة "ملقة"،

ثم انحدر منها إلى "غرناطة"، متنكرا في ثوب "طبيب أعشاب" عربي، يتنقل بين الجبال والدروب والسهول حتى

احيتها ساعة أصيل، فوقف على هضبة من هضاب "جبل الثلج"، فرأى أمواجه تنزلق عنه في هدوء وسكون، بلغ ض

كأنها قميص من النور، أو قبة من البلور فوق سطحه الالمع المتأللئ ، حتى تصل مياه الجبل إلى سفحه، فإذا هي

اة من يد مطاردها، حتى تعثر المياه على كأنها "حيات بيضاء" ، مذعورة تنبعث هنا وهناك، وال هم لها إال النج

جدول ماء في طريقها، فتدغم فيه وتنساب في أحشائه.

ثم التفت إلى المدينة، فرأى على البعد "أبراجها" العقيقية الحمراء و"قبابها" العالية الشماء، و"مآذنها" الذهبية في

المتخضع، وضم إحدى يديه إلى األخرى، ووضعها جو السماء، فوقف أمام هذا المنظر الجليل المهيب موقف الخاشع

على صدره، كأنما هو قائم أمام المحراب يؤدي صالته، ولبث على ذلك برهة، ثم صاح بصوت عال ، يقول:

" هذا ميراث آبائي وأجدادي، لم يبق لي منه إال "وقفة" بين يديه، كـ"وقفة الثاكل المفجوع"، ينام في قصورها

ال مضاجع لهم إال رمال الصحراء وكثبانها"؛ "هذه "قصور" أجدادي وآبائي، -ني األحمر أي ب –أعدائهم، وهم

تشرف على األرض الفضاء، وتطل من عيون نوافذها نظرة، كأنما تترقب عودتهم، فيعمروها كما كانوا، فال يفعلون

تدعو اهلل أن يعيد إليها بناتها .!؛ "وهذه "قبابهم وأبراجهم"، رافعة رأسها ليلها ونهارها على السموات العال،

وحماتها، فال يستجاب لها دعاء .! ؛ " وهذه "البساتين" التي كانوا ينعمون بها، وتحت هذه "الظالل" كانوا يقيلون،

وعلى ضفاف هذه "األنهار" كانوا يغدون ويروحون، واليوم، ال غاد منهم وال رائح، وال سائح تحت هذه السماء،

ظر إلى األفق، فرأى الشمس تنحدر إلى مغربها، ورأى "جيش الليل" يطارد فلول "جيش النهار"، وال بارح، ثم ن

فيبديها بين يديه تبديدا، فتهافت وسقط على نفسه، وهو يقول :: " هكذا تدول "الدوالت"، وهكذا تسقط "التيجان"،

وجه "الحياة.".وهكذا تحل "الظلمات" محل "األنوار"، وهكذا تنتشر سحب "الموت" على

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سنترك نحن ألبنائنا وأحفادنا عندما " ماذا فعلتم لنا.؟، وماذا تركتم لنا.؟، وأي

مستقبل ينتظرنا في هذا العالم القاس.؟، هل سيأتي يوما يقاسي فيه أبنائنا وأحفادنا، مثل ما قاساه األمير "سعيد ابن

تاريخ آبائه وأجداده.؟، هل ستبكي األجيال القادة ، بكاء األمير سعيد.؟ ويا ترى ماذا بني األحمر" عندما نظر إلى

كان سيقول "األمير سعيد"، آلبائه وأجداه لو بعثهم اهلل بين يديه في هذه اللحظة، وتلك التعاسة التي تركوه فيها،

وأي شقاء ينتظره .؟

Page 4: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

جوم، فتضيئ صفحتها، وتمر بها الشهب، فتلمع في ارجائها، حتى وكما أن "السماء" في ظلمة الليل تختلف فيها الن

إذا طلعت "الشمس" من مشرقها محا ضوؤها ضوء جميع تلك النيرات، كذلك "القلب اإلنساني"، ال تزال تمر به

مختلف العواطف وأشتات األهواء مجتمعة ومفترقه حتى إذا بلغ وأشرقت عليه "شمس الحب"، غربت بجانبها

وتوسد " األمير سعيد" ذراعيه واستغرق في نومه بين وطاء األرض، وغطاء العواطف واألهواء، جميع تلك

السماء، فلم يستفق حتى مضت دولة الليل، فمشي إلى نهر جار في سفح الجبل، فصلى عنده "صالة الفجر"، ثم

"، به، حتى بلغ "نهر شنيلانحدر إلى المدينة يفتش عن "خان" يأوي إليه، فلم يجد في طريقه من يرشده إلى طل

فمشى على ضفته يتفقد البذور، ويتلمس األعشاب وينتظر يقظة المدينة بعد هجعتها ؛ وبينما هو كذلك، إذ انفتح بين

يديه "باب قصر عظيم"، وإذا بـ"فتاة"، إسبانية خارجة منه، وقد أسبلت على وجهها خمار أسودا شفافا، يمشي

كانه، فأدهشها موقف "األمير العربي الصغير"،، فدنت منه ورفعت قناعها عن وجهها، وراءها غالم، فلجمته في م

فإذا بالشمس قد أشرقت حسنا وبهاء، وبلسان عربي تخالطه بعض العجمة: قالت له: أغريب أنت عن هذه البلد أيها

ي الغرباء، ولم أجد في طريق الفتى.؟، فقال : نعم، لقد نزلت به الساعة، فلم اعرف طريق "الخان" الذي يأوي إليه

من يدلني عليه، فسمعت في صوته رنة الشرف ، ورأت بين أعطافه خمائل النعمة، فأهمها أمره، وأشارت إليه، أن

يتبعها لتدله على ما يريد، فمشي بجانبها حتى بلغا موضع "الخان"، فحيته بابتسامة عذبة، وقالت له: ال تنس أن

ضت لك حاجة، ثم سارت في طريقها.تزورني أيها الغريب كلما عر

ومنذ الساعة، أصبح "األمير سعيد"، ينظر على "غرناطة" بعين غير العين، التي كان ينظر بها إليها من قبل،

ويرى في وجهها صورة " األنس " بعد الوحشة، و" النور " بعد الظلمة، و " الحياة " بعد الموت، فسكن ثائره،

ثورة الغضب التي كانت ال تزال تعتلج بين اضالعه، وكذلك، أصبح "األمير العربي وبردت جوانحه، وهدأت نفسه

الصغير" المسكين، ال هم له إال أن يتمشى صبيحة كل يوم على ضفاف "نهر شنيل"، يقلب في أبواب "القصور"

حات من غاديات والرائالمشرفة على ذلك النهر، عله يعرف قصر الفتاة الجميلة .. فال يعرفه، وينظر في "وجوه" ال

الفتيات، عله يراها بينهن .. فال يراها، حتى إذا ما نال منه اليأس انكفأ راجعا إلى "مقبرة آبائه"، في ظاهر المدينة،

فيجلس بين "القبور"، يذرف دموعا عزارا، ال يعلم .. " هل هي دموع الذكريات القديمة. ؟، أو هي دموع الذكري

ذا الحال باألمير الصغير سنتين من الزمان.الجديدة.!؟ و استمر ه

Florendaوبينما هو على حاله، يبكي أمجاد أسرته وآبائه وأجداده بين "القبور"، وإذ بـ" فتاته األسبانية" فلورندا

تلمح وهي سائرة "فتي" مكبا على أحد القبور، وكأنما يقبل صفائحه وبيل تربته بدموعه، فرثت لحاله، ومشت ،

نحوه حتى دنته، فأحسن بها فرفع رأسه فعرفها وعرفته،

فقالت له: تبكي ملوكا باألمس أيها الفتى، فأبكهم كثيرا، فقد جف تراب قبورهم لقلة من يبكي عليهم. -

: أترثين لهم يا سيدتي.؟فقال -

قالت : نعم ، ألنهم كانوا عظماء، فنكبهم الدهر، وليس أحق بدموع الباكين، من العظماء الساقطين. -

قال شكرا لك سيدتي، فهذه أول ساعة شعرت فيها ببرد العزاء يدب صدري مذ وطئت قدماي أرضكم هذه. -

ن بعدهم في هذه الديار؟قالت: هل زرت "قصورهم"، وآثارهم التي تركوها م -

فأطرق برأسه قليال، ثم رفع رأسه، فإذا بدمعة تترجرج في مقلتيه. وقال : ال يا سيدتي، لقد حاولت الدنو منها، -

فطردني الموكولون بأبوابها، كأنما يجهلون أن ليس بين األحباء جميعهم في هذا العالم كله من هو أولى بها مني.

من أصحابها، بنسب أو رحم.قالت : توسل إلى أحد -

قال : ال يا سيدتي، ولكني عبدهم وموالهم، وصنيعة أيديهم، وغرس نعمتهم، فال أنسى والءهم ما حييت. -

قالت: إن رأيتك غدا في مثل هذه الساعة وفي هذا المكان، ذهبت بك إلى ماتريد منها. -

ه ومضى هو إلى "خان ك مني .. فحيته وانصرفت،قال: لئن فعلت، ال يكونن أمرؤ على وجه األرض اشكر لنعمت -

"، بين صبابة تقيمه وتقعده، وأمل يميته ويحييه .. فيا ترى هل سيأتي يوم على أبنائنا وأحفادنا يتم فيه طردهم من

على أبواب حضارتهم العربية، وميراثهم الحضاري والثقافي، كما يحدث في العراق .؟، أو سياتي يوما نبكي فيه

لى أحبائنا وأباءنا وأجدادنا بين القبور كما يحدث في سوريا.؟، أو هل سيأتي يوما يسكن فيه أعدائنا قصورنا .؟.. ع

فهل عمل القادة والملوك والحكام، والسياسيين والمثقفين والحكماء والفالسفة العرب حساب ذلك اليوم المشؤوم.؟!

"، تدور أحداث الحلقة القادمة. Florendaقته اإلسبانية " فلورندا .. أظن .. ال .. وعن حكاية "األمير سعيد"، وصدي

إنشاء اهلل.

Page 5: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

(النهاية- 3)ج، وال اقر عيون الخونة الجبناء""ال اقال اهلل عثرة البلهاء األغبياء

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية. ، على الرابط : 20/4/2015تم النشر بتاريخ

1) http://www.theworld-now.com/main/%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-

%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%86%D8%B7-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86-

%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%B3 /

2) https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/866713013400279

" لصديقها العربي " األمير المسكين" المتنكر في ثوب "طبيب أعشاب"، بما وعدته Florendaوفت " فلورندا

ي، واصطحبته لزيارة بعض آثار آبائه وأجداده، وهكذا تكرر األمر، ومازاال يجتمعان كل به، فجاءته في اليوم التال

يوم ويفترقان، وكذلك "العطف "، دائما هو طريق "الحب"، أو هو "الحب" ذاته البسا ثوبا غير ثوبه، إال أن أحدا

على زيارة "قصر الحمراء"، وهو منهما لم يجرؤ أن يكاشف صاحبه بما أضمره له، حتى جاء اليوم الذي عزم فيه

آخر ما بقي بين أيديهما من األثار المتفق على زيارتها، فال لقاء بينهما بعد اليوم.

وقف "األمير"، أمام "قصر الحمراء"، فرأى "سماء" تطاول السماء، و"طود" يناطح الجوزاء في علياء،

تنحسر عن قمته العيون، وتضل في جوانبه و"هضبة" تشرف الهضاب، و"سحابة"، تمر فوق السحاب، و"جبال"

الظنون، و"حصنا" تتقاصر عن هدمه يد األيام، وتتهافت من حوله السنون واألعوام، ثم دخل، فإذا بـ"ملك" كبير

وجنة وحرير، و"قباب"، تفضي إليها النجوم واألسرار، و"أبراج" تنزلق عن سطوحها يد األقدار، و"صحون"

ء، كأنها الرياض الزهراء، و"جدران" صقيلة ملساء تصف ما بين يديها من األشياء، كما مفروشة بألوان الحصبا

تصف المرآة وجه الحسناء، وكأن كل "جدار" منها لجة متالطمة األمواج يحبسها عن الجريان لوح من زجاج،

:بقول القائل فمشي يقلب نظر "العظة والعبرة واالعتبار"، بين تلك المشاهد واآلثار، ويتنغم في نفسه

معتبرا أندب اشتاتا. وقفت بالحمراء مستعيرا

قالت وهل يرجع من ماتا ؟. فقلت يا حمراء هل رجعة ؟

هيهات يغني الدمع هيهاتا. فلم أزل أبكي على رسمها

نوادب يندبن أموتا. كأنما آثار من قد مضوا

حتى وصل إلى "الساحة الكبرى"، فرأى " صحنا " تطل عليه حجرات األمراء واألميرات من "أهل بيته" السابقين

من بني األحمر، فهاجت نفسه بالذكريات، وشعر أن صدره يحاول أن ينشق عن قلبه حزنا ووجدا، وأحس بحاجته

"، فتركها الهية عنه بالنظر إلى بعض النقوش، ومشي Florenda" فلورندا إلى "البكاء"، فاستحى أن يبكي امام

إلى بعض القاعات، حتى دناها، فكان أول ما تناول نظره منها " سطرا مكتوبا على باباها"، فما قرأه، حتى صاح

صيحة شديدة قائال :

ا عينية فوجد رأسه في حجر" فلورند " وا أبتاه" ، وسقط مغشيا عليه، فلم يستفق إال بعد ساعة طويلة، ففتح

Florenda ،ووجد في عينها آثار البكاء، فقالت له: " لقد كنت أعلم أنك لست عبدا لـ"بني األحمر"، وال موالهم ،"

كما تقول، ولكنك أحد أمرائهم، وأنت الساعة في قصر جدك، وأمام حجرة أبيك، فما أسوأ حظكم يا بني األحمر،

ها األمير المسكين.".وما أعظم شقائك أي

فلم يجد سبيال بعد ذلك للكتمان، فأنشأ يقص عليها قصته وقصة أهل بيته، وما صنعت يد الدهر بهم مذ جلو عن

" إن جميع ما Florendaاألندلس حتى اليوم، فما فرغ من قصته نظر إليها نظرة منكسرة وقال لها: " فلورندا

شقاء الذي تذخره لي األيام غدا.لقيته من الشقاء باألمس يصغر بجانب ال

قالت: وأي شقاء ينتظرك أكثر مما أنت فيه؛ -

فأطرق برأسه، ثم رفعها، وقال: أنني استطيع أن أحتمل كل شيء في الحياة، إال أن أفارقك فراقا ال لقاء من بعده؛ -

Page 6: قصص  ذات مغزى سياسي   بني الأحمر  في بلاد الأندلس - الميراث العربي المر - الجزء الأول- بقلم يحيى الزنط

قالت: وهل تستطيع أن تحب فتاة ال تستطيع الزواج منها؟؛ -

ريق "الحب" مستقل في القلب، ولقد وجدت فيك الصفات التي أحبها، فأحببتك، فقال : نعم، ألن ط -

فقالت : وهل تسطيع أن تحب بال أمل.؟ -

قال : ولم ال يكون "الحب" نفسه هو األمل، وغاية من الغايات التي نجد فيها السعادة إن ظفرنا بها. !؟، ومتى كان -

د الراحة إال إذا وصلنا إلى نهايتها.؟للسعادة في هذه الحية نهاية محددة، فال نج

" يدها في يده، وقالت: "سأحبك كما أحببتني أيها األمير، وسيكون حبي لك بال أمل Florendaفوضعت " فلورندا

"، إبن Don Roderickكـ"حبك"، فليجمع الحب بين قلبينا، وبينما هما باالنصراف، إذ مر بهما "الدون رودريك

اطة" الحالي، فرأهما من حيث ال يريانه، وكان قبل ذلك اليوم، قد دعاها للزواج ورفضت، حاكم مدينة "غرن

فانصرف عنها، وال تزال في قلبه لوعة من حبها، فما أن رأها مع هذا "الفتى"، فظن أنها أوصدت قلبها في وجهه

بما رأه ، إال أنها رفضت من أجل هذا الفتي. وذهب " الدون رودريك " إلى قصرها في اليوم التالي، لخبرها

مقابلته، فخرج من قصرها يتوعدها بأشد أنواع االنتقام.

وما هي إال أيام قالئل، حتي سيق "األمير سعيد بن يوسف بن أبي عبد اهلل" سليل "بني األحمر"، أخر ملوك هذه

البالد باألمس، ومؤسسي مجدها وعظمتها، وبناة قالعها وحصونها، وأصحاب قصورها وبساتينها، ذليال مهانا إلى

ية اهتزت من أجلها "بالد األندلس " كلها، ومازال محكمة التفتيش، و"حكم عليه باإلعدام "، فصرخ صرخة مدو

صدها يتردد حتى زماننا هذا .. وقال:

"" نعم ، لكم أن تفعلوا ما تشاؤون بأبناء وأصحاب هذه البالد، فقد خال وجه البالد من غيركم، وأصبحتم أصحاب

، د التي تكون بين األقوياء والضعفاءالقوة والسلطان فيها، وللسلطان " عزة " ال تبالي بعهد وال وفاء"، إن العهو

إنما هي "سيف قاطع" في األقوياء، و"غل وقيد" ملتف على أعناق الضعفاء، فال اقال اهلل عثرة البلهاء، وال اقر اهلل

عيون األغبياء، أنتم األقوياء ونحن الضعفاء، فأنتم أصحاب الحق األبلج، والحجة القائمة، فـ"أصنعوا" ما شئتم فهذا

الذي خولتكم إياه قوتكم، و"إسفكوا" من دمائنا ما شئتم، و"إسلبوا" من حقوقنا ما أردتم، و"إملكوا" علينا حقكم

مشاعرنا وعقولنا، حتى ال ندين إال بما تدينون، وال نذهب إال حيث تذهبون، وال نريد إال ما تشاؤون، فقد عجزنا

.""عن أن نكون األقوياء، فالبد أن ينالنا ما ينال الضعفاء

فسيق "األمير العربي المسكين" ، واجتمع الناس فوق رأسه في مشهد مهيب، حتى سمع الناس صرخة امرأة بين

الصفوف، فالتفتوا ، فلم يعرفوا مصدرها، وما هي إال غمضة وانتباه، " أن سقط ذلك الرأس الذي ليس له مثيل".

.. ويرى المار اليوم بجانب مقبرة" بني األحمر" فهو أخر فرد عربي من أسرة حكمت بالد األندلس ثمانمائة عام

في ظاهرة "غرناطة"، قبرا جميال مزخرفا ، هو قطعة واحدة من الرخام األزرق الصافي، وقد نحت في سطحها"

حفرة جوفاء"، يمتلئ بماء المطر، فتهوي إليها الطيور في أيام الصيف الحار، فتشرب منها، ونقشت على ضلع من

السطور:أضالعها هذه

" هذا قبر آخر بني األحمر"

" من صديقته الوفية بعهدة حتى الموت"

"فلورندا فليب"

"Florenda Philip "