163
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وزارة اﻟﺤﺎ ﺝﺎﻡﻌﺔ ج ﻟﺨﻀﺮ- ﺏﺎﺕﻨﺔ- اﻟﺘﺪرج ﺏﻌﺪ ﻟﻤﺎ اﻟﻌﻤﺎدة ﻥﻴﺎﺏﺔ واﻟﻌﻠ اﻻﺝﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم آﻠﻴﺔ ــ ﻮم اﻟﻌـــــﻠ واﻟﺒﺤــــﺚ ـــﻤﻲ اﻹﺳـــــﻼﻡـــــﻴﺔ- اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻗﺴﻢ- اﻟﺨ واﻟﻌـــﻼﻗــــﺎت ــ ﺎرﺝــــﻴﺔ اﻟﺘﻌــــــــﺰﻳﺮﺏﺎﻟﺤــﺒﺲ ﻓـــــــﻲ اﻹﺳــــﻼﻡـــﻲ اﻟﻔﻘـــﻪ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ- ﻭﺃ ﻓﻘﻪ ﲣﺼﺺ ﺻﻮﻝ- اﻟﻄﺎﻟﺐ إﻋﺪاد: اﻟﺪآﺘﻮر إﺵﺮاف: ﻋــﺎ اﻟﺘﺠـــﺎﻥﻲ د ﻓﻠﻮﺳﻲ ﻡﺴﻌﻮد اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﺠﻨﺔ واﻟﻠﻘﺐ اﻻﺳﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺪرﺝﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺔ د/ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻡﺤﺎﺽﺮ أﺳﺘﺎذ ـ ﻟﺨﻀﺮ اﻟﺤﺎج ﺝﺎﻡﻌﺔ ﺏﺎﺕﻨﺔ رﺋﻴﺴﺎ د/ ﻓﻠﻮﺳﻲ ﻡﺴﻌﻮد ﻡﺤﺎﺽﺮ أﺳﺘﺎذ ـ ﻟﺨﻀﺮ اﻟﺤﺎج ﺝﺎﻡﻌﺔ ﺏﺎﺕﻨﺔ ﻡﻘﺮرا د/ ﺕﻠﻴﻼﻥﻲ ﻓﻴﺼﻞ ﻡﺤﺎﺽﺮ أﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻷﻡﻴﺮ ﺝﺎﻡﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ـ اﻟﻘﺎدر ﻡﻨﺎﻗﺸﺎ ﻋﻀﻮا د/ ﺏﺮآﺎﻥﻲ ﻥﺎﺋﻞ أم أﺳﺘﺎذ ة ﻡﺤﺎﺽﺮ ة ـ ﻟﺨﻀﺮ اﻟﺤﺎج ﺝﺎﻡﻌﺔ ﺏﺎﺕﻨﺔ ﻡﻨﺎﻗﺸﺎ ﻋﻀﻮا اﻟﺠــــﺎﻡﻌﻴﺔ اﻟﺴﻨﺔ: 1427 ه ـ- 1428 ه ـ/ 2006 م2007 م

التعزير بالحبس في الفقه الإسلامي

Embed Size (px)

Citation preview

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

نيابة العمادة لما بعد التدرج - باتنة- لخضرججامعة الحا ـــميوالبحــــث العـــــل وم ــآلية العلوم االجتماعية والعل

ارجــــيةــوالعـــالقــــات الخ -قسم الشريعة -اإلســـــالمـــــية

التعــــــــزيربالحــبس فـــــــي

الفقـــه اإلســــالمـــي

-صول ختصص فقه وأ- يف العلوم اإلسالميةمذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري

: إشراف الدآتور: إعداد الطالب مسعود فلوسي د التجـــاني عــا

لجنة المناقشة

الصفة في اللجنة المؤسسة الدرجة العلمية االسم واللقب

عبد السالم عبد /دجامعة الحاج لخضر ـ أستاذ محاضر القادر

رئيسا باتنة

جامعة الحاج لخضر ـ أستاذ محاضر مسعود فلوسي/ د مقررا باتنة

جامعة األمير عبد أستاذ محاضر فيصل تليالني/ د عضوا مناقشا القادر ـ قسنطينة

جامعة الحاج لخضر ـ ة محاضرةأستاذ أم نائل برآاني/ د عضوا مناقشا باتنة

:السنة الجــــامعية م 2007 – م 2006 / ـ ه1428 -ـ ه1427

إهــــــــــداء

: ثمرة جهدي هذا إلى أهدي

ترعى ظلت التي -ال اهللا عمرهاــ أط–دتي ــوال - .، طيلة فترة إنجازههذا العمل بالدعاء الصالح

الذي –تعالى اهللا رحمه –الطاهرة والدي روح -

بارك هذا الجهد ودعا لي بالتوفيق والنجاح في .الحياة

.فاهللا أسأل أن یجازیهما عني خير الجزاء

رــديـــر وتقــكـش

:قدم بالشكر والتقدير إلى تأ

سعو - دآتور م ضيلة ال ذا ف ى ه ذي أشرف عل د فلوسي ال

ك البحث ه ، وذل ، ورعاه حق رعايته من بدايته إلى نهايت

ات ات والتوجيه ن المالحظ ة م ه لجمل الل تقديم ن خ م

ة ي القيم ا ف تفدت منه ي اس ة الت الة العلمي ه الرس هات

.، فله الشكر خلفا وسلفا المتواضعة

ذا البحث - داد ه آل من ساهم في مد يد العون من أجل إع

.وإخراجه

.فلهم مني جميعا أسمى عبارات التقدير والشكر واالحترام

أ

مقدمةدنا الم علـى سـي الة والس رسالة ومقالة، والص الحمد هللا الذي يفتتح بحمده كل

:اللة، وبعدسالة، وعلى آله وأصحابه الهادين من الضمحمد صاحب النبوة والرفإن الشريعة اإلسالمية جاءت لحفظ مصالح العباد في العاجل واآلجل، لذا نراها

وجه العموم، وخاصة الجرائم التي تؤدي إلى قد حذرت من ارتكاب المحرمات على .الدين، النفس، العقل، النسل، المال: انتهاك الضروريات الخمس وهي

كما رتبت على بعض الجنايات عقوبات دنيوية إلى جانب العقوبات األخرويـة .حتى يجتمع في ذلك رادع الدين ورادع الحاكم أو السلطان

:رير العقوبة الدنيوية مسلكين هماوقد سلكت الشريعة اإلسالمية في تق .العقوبة النصية: المسلك األول-1 .العقوبة التفويضية: المسلك الثاني-2

من الشارع، ال مجـال دة بنص رة ومحد فالعقوبة النصية عبارة عن عقوبة مقد .رت األحوالرت األزمنة واختلفت األمكنة وتغيفيها للتغيير والتبديل مهما تطو

من الشارع، بل دة بنص رة وال محد بة التفويضية فهي عقوبة غير مقد ا العقو أم األمر حسب ما تقتضيه المصلحة بـالنظر إلـى عظـم ض الشارع تقديرها لولي فو

، وله )التعـزير(الجريمة أو صغرها وحال الجاني، وهذا ما يعرف عند الفقهاء باسم ـ ة أنواع منها العقوبات الس عد زير بالحبس الذي ترك مجاله للحاكم البة للحرية كالتع

دع في أن يعاقب به على بعض الجنايات، حين يرى الحبس محققـا لمـصلحة الـر .جر، وإقامة الحق والعدل وفق الضوابط الشرعيةوالز

بالبحث والدراسـة، - التعـزير بالحبس -وقد ارتأيت أن أفرد هذا الموضوع .صلة به من منظور الفقه اإلسالمي ما له تحليال وتفصيال، مبرزا حقيقته وكل

:إشكالية البحث

العديد من التساؤالت يمكن صياغتها في النقـاط ث البح يطرح الموضوع محل :التالية

ـ -1 ق علـى بعـض الجـرائم هل يعتبر الحبس عقوبة تعزيرية يمكن أن تطب .والمخالفات الشرعية؟

.ما مدى مشروعية التعزير بالحبس في الفقه اإلسالمي؟-2هل يفهم من التعزير بالحبس تقييد ذات الشخص بوضعه في مكان خـاص، -3ى ذلك إلى المعنى المطلق العام وهو سلب حرية الشخص ومنعه مفهومه يتعد أم أن

.ف؟من التصر . هناك فرقا بينهما؟هل التعزير بالحبس هو نفسه الحبس اإلحتياطي أم أن-4نـة دون م معي ئ هناك جرا رائم، أم أن الج هل يشرع الحبس تعـزيرا في كل -5

.غيرها يشرع فيها الحبس تعزيرا؟

ب

. التعزير بالحبس؟طقسهل هناك ما ي-6ه عن الناس؟ شر هل عقوبة التعزير بالحبس كافية وحدها لردع الجاني وكف -7 .دع؟جر والر من إضافة عقوبات أخرى لتحقيق الزأم البد .ي عقوبة أساسية أم ثانوية؟هل عقوبة التعزير بالحبس ه-8 .دة؟ مدته غير محد أدنى وأعلى لمدة التعزير بالحبس؟ أم أنهل هناك حد-9

التعزير بالحبس بعقوبات تعزيرية أخرى تحقق الغاية لتبدسهل يمكن أن ي -10 .المقصودة من العقوبة التعزيرية؟

.حبس؟ما مدى صالحية الحاكم أو القاضي في استعمال بدائل ال-11

:أسباب اختيار البحث األسـباب أهم عمل دوافع وأسباب كامنة وراءه، ولعل لكل ا ال ريب فيه أن مم

:التي جعلتني أختار هذا الموضوع هي وشـد ) التعزير بالحبس (أثناء مطالعتي في كتب الفقه لفت نظري موضوع -1

نايـا الكتـب الفقهيـة، انتباهي، ولكن رأيته عبارة عن آراء وقطوفات متناثرة بين ث ط معانيه، حتى فحاولت أن أجمعها في رسالة وفق منهج علمي يجلي غموضه ويبس

يكون سهل المنال وفي متناول جميع القراء وطلبة العلم والدارسين، والقصد من ذلك . اإلفادة واالستفادةكله هوهتمـام الدارسـين، وتحفيـزهم إلـى ضـرورة اال إثارة همم البـاحثين و -2

.لموضوعات الفقهية كالتعزير بالحبس مثال، التي لها صلة بالحياة العمليةباقد ذكـر فـي كتـب الفقـه ) التعزير بالحبس( موضوع على الرغم من أن -3

ن أحكامـه ني لم أقف على دراسة مستقلة تبرز أهميته وتبي والتفسير والحديث، إال أن .الفقهيةلشريعة وإبراز سماحتها ومرونتهـا، افع الذاتي إلى تذوق طعم وحالوة ا الد-4

مـا (: قوله سبحانه وتعـالى الذي ال ينضب، ومعرفة سر ينعوالتأكيد على أنها الم ].38:األنعام،اآلية[ )فرطنا في الكتاب من شيء

:أهداف البحث

أصبو من خالل تناول هذا الموضوع بالدراسة والبحث إلى تحقيـق األهـداف :اآلتية

.بيان موقف الشريعة اإلسالمية من عقوبة التعزير بالحبس-1 الشريعة اإلسالمية لم دحض بعض الشبهات التي أثارها المغرضون من أن -2 .ال في المجتمعد عقوبات لبعض الجرائم التي لها ضرر فعتحد

هدف الشريعة في مسلكها في عقوبة التعزير بـالحبس إنمـا هـو بيان أن -3 . وتهذيبها، والعمل على سعادة الجماعة البشريةإصالح النفوس

ت

بيان مدى صالحية تطبيق عقوبة التعزير بالحبس على أرض الواقع وتنفيـذ -4 .أحكامهبإبـداء وجهـات نظـر وآراء ) التعزير بالحبس (التكييف الفقهي لموضوع -5

بهـا الفقهاء القدامى والمعاصرين حول الموضوع، وإبراز الثروة الفقهية التي يتمتع .هؤالء العلماء األجالء

:المنهج المعتمد في البحث

:اعتمدت في دراستي هاته على ثالثة مناهج هيوذلك باستقراء وتتبع آراء الفقهاء المتعلقـة بموضـوع : المنهج االستقرائي -1

.في كتب الفقه والتفسير وشروح السنة وكتب األحكام) التعزير بالحبس(التعزير (وذلك بتحليل وجهات نظر الفقهاء حول موضوع : المنهج التحليلي -2 ).بالحبسوذلك بعرض آراء الفقهاء حول مباحث التعزيـر بالحبس، : المنهج المقارن -3

.اجحأي الروسرد أدلتهم ومناقشتها، والوصول إلى الرألول مـرة ا بالنسبة للتوثيق فقد اعتمدت على إيراد المـصدر أو المرجـع أم

.بتوثيق كامل، بينما أحيل إليهما فيما بعد مع بيان الجزء والصفحة فقط

:الدراسات السابقةـ بقد تناولته كتب الفقه اإلسالمي، ولكن لم ي ) التعزير بالحبس ( موضوع إن ثح

هم إال إشارات ي غموضه، الل لج قواعده وي حضو معالمه وي زربفي موضوع مستقل ي رة في ثنايا الكتب وبطون األمهات عند الحديث عن التعزيـر وأنواعـه، وكـذا عاب

.هذا عند القدامى. األحاديث واآلثار الواردة في البابا عن الكتابات المعاصرة في هذا الموضوع، فلم يبلغني جهدي فـي العثـور أم

:على دراسة مستقلة إال ما تضمنته الكتب اآلتية .حسن أبو غدة: سجناء في اإلسالم لـلأحكام السجن ومعاملة ا-1 .محمد بن عبد اهللا الجريوي: موجباته في الشريعة اإلسالمية لـالسجن و-2 .سميرة سيد سليمان بيومي: الحبس في الشريعة اإلسالمية لـ-3 .عبد العزيز عامر: التعزير في الشريعة اإلسالمية لـ-4ـ ميةالتعزير بالحبس والمال في الشريعة اإلسال -5 علي بن عبد العزيز بـن : ل .، وهذا الكتاب لم أتمكن من العثور عليه)هـ1405ت (عسكر

وأثناء تصفحي لمواقع اإلنترنيت عثرت على بعض العناوين لبحوث لها صـلة بموضوع البحث، وقمت بمراسلة هاته المواقع عبر البريد اإللكترونـي الشخـصي،

:يولكني لم أتلق أي رد منها، وهاته البحوث همحمد بن عبد اهللا األحمد، رسالة : حكم الحبس في الشريعة اإلسالمية للطالب -1 .ـه1399، جامعة الملك عبد العزيز، مكة المكرمة، - فقه وأصول-ماجستير

ث

يحي رامز : مدى صالحية الحاكم بالتعزير بالحبس والغرامة المالية للطالب -2 .م1987كوكش، رسالة ماجستير، الجامعة األردنية،

لقضاء، الجمهورية ل إبراهيم العنسي، المعهد العالي :التعزير بالحبس للطالب -3 .اليمنية، صنعاء

في كتابتي لهذا الموضوع وإبرازه ببحث مستقل، ما يجمع شتاته، ويلـم ولعلشعثه، وذلك قدر طاقتي وحسب استطاعتي، وما توفيقي إال باهللا عليه توكلت وإليـه

.أنيب

:صعوبات البحث :اجهتني أثناء رحلة البحث بعض الصعوبات تمثلت فيو . ندرة المراجع العلمية التي لها صلة بموضوع البحث-1حيث تناول هذا البحث نوعـا مـن أنـواع : دقة وجزئية موضوع البحث -2

هات الكتب الفقهية التـي ي ذلك الرجوع إلى أم ، وقد تطلب من )الحبس(التعزير وهو قراءة وتدقيقا وتمحيـصا ) الحبس(وجهت نظري إلى مبحث تناولت باب التعزير، و

.بإبراز أحكامه ومتعلقاته الفقهيةهذا، وقد عزوت اآليات القرآنية إلى مواضعها من كتاب اهللا، بتحديد الـسورة

طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينـة على ورقم اآلية، معتمدا .المنورة، وهي على رواية حفص

ا األحاديث النبوية الشريفة فقد اعتمدت في تخريجهـا علـى مظانهـا مـع أماالستعانة بموسوعة الحديث النبوي الشريف التي أعدها جماعة مـن المستـشرقين،

.وترجمها الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه اهللاكما ألحقت بالبحث فهرسا لآليات القرآنية مرتبة ترتيبا تنازليا من سورة البقرة

ة حسب رقمها التسلسلي في لى سورة الناس، مع ترتيب اآليات داخل السورة الواحد إا بالنسبة لفهارس األحاديث النبوية واآلثار واألشعار واألعالم والمـصادر أم.السورة

.والمراجع، فقد اعتمدت فيها على الترتيب األلفبائي للحروف

:خطة البحث :مت البحث إلى ثالثة فصول هيقس

. التعريف والمشروعية-: األولالفصل :ن أربعة مباحثوتضم .ثت فيه عن تعريف التعزير لغة واصطالحاتحد: المبحث األول • .تناولت فيه تعريف الحبس لغة واصطالحا: المبحث الثاني •عالجت فيه بعض األلفاظ والمصطلحات التي لها عالقة : المبحث الثالث •

.بالحبس فيه تعريف مصطلح التعزير بالحبس، مع بيان أوردت: المبحث الرابع •

.مشروعيته وحكمته

ج

موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعه -: الفصل الثاني .مع غيره

:واشتمل هذا الفصل على أربعة مباحث .قت فيه إلى بيان موجبات التعزير بالحبستطر: المبحث األول •ية إلـى سـقوط التعزيـر سباب المؤد أوضحت فيه األ : المبحث الثاني •

.بالحبسعالجت فيه مدى إمكانية اجتماع التعزير بالحبس مـع : المبحث الثالث •

.عقوبات أخرى .جمعت فيه آراء الفقهاء حول مدة التعزير بالحبس: المبحث الرابع •

بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بـالحبس والبـدائل -:الفصل الثالث .المقترحة

:وعالج هذا الفصل مبحثينوقفت فيه على بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير : المبحث األول •

.بالحبسعرضت فيه أقوال الفقهاء حول فكرة بـدائل التعزيـر : المبحث الثاني •

.بالحبس . النتائج المستخلصةوختمت البحث بخاتمة تضمنت أهم

1

:الفصل األول

التعريف والمشروعية

:وفيه أربعة مباحث هي

تعريف التعزير لغة واصطالحا : المبحث األول

تعريف الحبس لغة واصطالحا : المبحث الثاني

عالقة الحبس باأللفاظ ذات الصلة به: المبحث الثالث

تعريف التعزير بالحبس وبيان: المبحث الرابع

مشروعيته وحكمته

التعريف والمشروعية:الفصل األول

2

: المبحث األول ااصطǘحتعـريف التعـزير لƸة و

ـ " في هذا المبحث بيان مدلول مصطلح لنتناو مـن النـاحيتين اللغويـة "رالتعزي

.يةصطالحواال

رزيـللتع وǎـاللƸنǍ ـالمع -: األولالمطلب والعـزر .ه ومنعـه رد: رهوعز ،وماللهو و: ر من العزر عزمصدر: لغة التعزير

. عن المعصيةوردعهن الحد لمنعه الجاني من المعاودة ضرب دو:والتعزير : الشاعرقال . إذا ما كنت غير مريبعلي*** األمير خزايةبتعزيرليس و

.1ما هو أدب تعزيرا إنالحدرب دون ولهذا يسمى الض ،التأديب: التعزيروأصلوتعزŎروه ...( : في قوله تعالىكما،والنصرةعزير بمعنى التفخيم والتعظيم التويأتي

. 4 وتفخموهوتعظموه ،3 تنصروه: ،أي2 ) وتوقŰروه وتسبŎحوه بكرةŹ وأصيال أشار إلـى ذلـك الراغـب وقد ،عزير ويراد به النصرة مع التعظيم الت ق يطل وقد

: لى تعـا وقال ،)وتعزŎروه(: قال تعالى ،النصرة مع التعظيم :عزيرالت":بقوله 5األصفهاني - أي النـصرة -وذلك يرجع إلى األول ، ضرب دون الحد عزيروالت ،)6وعزرتموهم(

والثـاني ،ه عنـه ل نصرة بقمع ما يضر لكن األو ،والتأديب نصرة ما ،تأديب ذلك فإنوعلى هذا الوجـه قـال ،ه فقد نصرته ا يضر قمعته عم فمن ،هيضرقمعه عما بنصرة أنصره أنصره مظلوما فكيف :قال ،مظلوما أخاك ظالما أو نصرا«: اهللا عليه وسلم صلى .8"7»ه عن الظلمكف:فقال ؟اظالم

.561:ص ،4:مج،ت. د،ط.د بيروت، -دار صادر،ابن منظور،لسان العرب -1 .09:آلية،اسورة الفتح -2 1ط بيـروت، -العلميـة دارالكتبالمثاني، والسبع العظيم تفسيرالقرآن في يالمعان روح،اآللوسي محمود السيد -3

.250:ص ،13:مج م،1994-هـ1415: .: ، صƜ:16،م1985 –ـه1405:ط.د، بيروت -دار إحياء التراث العربي،القرطبي،الجامع ألحكام القرآن -4

266 توفي حكيم، مفسر، لغوي، ،أديب،)أبو القاسم( الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب األصفهاني:هو-5

.مفردات ألفاظ القرآن،الذريعة إلى مكارم الشريعة،تحقيق البيان في تأويل القرآن:من تصانيفههـ، 425سنة .1/642معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:فيترجمته /

.12:سورة المائدة،اآلية -6نصر ا« :صلى اهللا عليه وسلمقال رسول اهللا :عن أنس رضي اهللا عنه قال: أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ-7

.»تأخذ فوق يديه:فكيف ننصره ظالما؟ قال هذا ننصره مظلوما، ،يا رسول اهللا:قالوا أخاك ظالما أو مظلوما، - دار إحياء التراث العربي ،2444:حديث رقم، -ا أو مظلوماباب أعن أخاك ظالم -كتاب المظالم والغصب

.190:ص ،Ɯ:2، بيروت-ـه1423 :3ط، دمشق–القلم دارصفوان عدنان داوودي،:تحقيق،مفردات ألفاظ القرآن،الراغب األصفهاني -8

.564:ص م،2002

التعريف والمشروعية:الفصل األول

3

أي – إذا امتنـع بـه ألنـه 1Ý في كالم العرب يطلق بمعنى التـوقير والتعزير .2والنزاهةحصل له الوقار ، عن الدناءةفروص -بالتعزيرارتكاب الجرائم ه عن وترد الجاني شأنها أن تدفع من ألن ة تعزيراÝ بالعقويت وسم

.3اأو العودة إلى اقترافه بمعنـى التعظـيم والنـصر تارةإذ يأتي ، فالتعزير هو من أسماء األضداد وعليهذي هو ال - الثاني المعنىوهذا ،رب دون الحد ويأتي تارة أخرى بمعنى الض ...والتوقير

شرعي ال لغوي إذ لم وضعهذا ":ولهبق 4ب عليه ابن عابدين قد عق - رب دون الحد الضوالذي في ؟ أصله من ألهل اللغة الجاهلين بذلك بسفكيف ن ، إال من جهة الشرع فرعي

إلـى أن فأشار ،6 تعزيرا رب دون الحد ي الض ومنه سم :رب تفسيره بالض بعد 5حاحالصرب دون ذلك الـض قيد هو كون بزيادةهذه الحقيقة الشرعية منقولة عن الحقيقة اللغوية

لوجود المعنى اللغوي فيهـا المنقولةالة والزكاة ونحوهما فهو كلفظ الص ، الشرعي الحد .9"8 عنها صاحب القاموسوغفل 7حاحوهذه دقيقة مهمة تفطن لها صاحب الص ،وزيادة

.561:ص ،4:مج، لسان العرب ابن منظور، -1 .121: ص،6:، مجم1982-ـ ه2140:ط.د دار الفكر،، كشاف القناع عن متن اإلقناع البهوتي،-2 – ـه1409 :1، ط القاهرة–دار الطباعة المحمدية الحبس في الشريعة اإلسالمية، سميرة سيد سليمان بيومي،-3

.31:ص م،1988هــ،من 1252توفي سـنة ،أصوليه،فقي،محمد أمين بن عمر بن عبد العزيـز عابـدين الدمـشقي،الحنفي :هو-4

الرحيق المختوم في الفرائض،عقود الآللي فـي الدر المختار شرح تنوير األبصار، المحتار على رد :تصانيفه . 3/145 ضا كحالةمعجم المؤلفين لعمر ر :ترجمته في/ .األسانيد العوالي

يز التبريمن أهم المعاجم اللغوية،قال فيه،البن حماد الجوهري) الصحاح تاƜ اللغة وصحاح العربية(كتاب :هو-5 وقد أتى بأشياء حسنة،ه،وكتاب الصحاح هذا حسن الترتيب،سهل المطالب لما يراد من(...):ـه502ت(

.2/1071 كشف الظنون لحاجي خليفة :أنظر...) وتفاسير مشكالت في اللغةدار ،محمد نبيل طريفي،إميل بديع يعقوب:تحقيق،الصحاح تاƜ اللغة وصحاح العربية، ابن حماد الجوهري-6

. 447:ص، فصل العين- باب الراء،Ɯ:2 م،1999 - هـ 1420 :1ط، بيروت – الكتب العلميةوقيل هـ،393توفي سنة،أديب،لغوي،)رأبو نص( الفارابي،إسماعيل بن حماد الجوهري:صاحب الصحاح هو -7

/ .تاƜ اللغة وصحاح العربية،كتاب المقدمة في النحو،كتاب في العروض:من تصانيفه هـ،400في حدود .1/362: م المؤلفين لعمر رضا كحالةمعج:ترجمته في

،)مجد الدين،أبو طاهر(،الشافعي،الشيرازي،يأبادالفيروزمحمد بن يعقوب بن محمد :صاحب القاموس هو -8البلغة في ترجمة أئمة النحاة القاموس المحيط،:من تصانيفه هـ، 817توفي سنة مشارك في عدة علوم، لغوي، .777-3/776: معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:ترجمته في/ .لحنفيةالمرقاة الوفية في طبقات ا واللغة،

عادل أحمد عبد الموجود،علي محمد :رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار،تحقيق،ابن عابدين -9 .103:ص، Ɯ :6،م1994 - ـه1415 :1ط، بيروت - دار الكتب العلمية،معوض

التعريف والمشروعية:الفصل األول

4

منها تحمل معنىŅ كل ،مواضع القرآن الكريم في ثالثة في )رعز( وردت لفظة وقد : حسب السياق وهينامعي

-رحمه اهللا -2 القرطبي قال ،)1...وآمنتم برسلي وعزرتموهم ... ( : تعالى قال -1 .3أعداءهم رددتم عنهم: أي ،)رتموهموعز(: في تفسير هذه اآلية

ومعنـى ، )4...فالŮـذين آمنـوا بـه وعـزروه ونـصروه ...(: تعـالى قال -2 5.وقروه ونصروه: أي،)روهوعز(

وتـسبŎحوه بكـرةŹ لتؤċمنوا باللŮه ورسوله وتعزŎروه وتوقŰروه .. .( : تعالى قال - 3 .7تعظموه وتفخموه: أي،)روهوتعز( ومعنى، ) Ą 6 وأصيال

التعزيرف ،متقاربة لفظة التعزير في اللغة لها عدة معان وكلها القول أن ومستخلص . واإلعانةوالتأييد والتعظيم والتفخيم والتوقير والنصرة التأديب والمنع والرد:إذن هو للتعزيريصطǘحاǗالمعنǍ -: الثانيالمطلب :منها، الفقهاء التعزير بتعريفات متعددة فعر

.8" التعزير هو تأديب دون الحد": الحنفيةمن ابن عابدين تعريف - 1وزجر الح ـأديب وإصـر هو تـالتعزي": المالكيةمن 9فرحون ابن تعريف - 2

.10" وال كفارةحدودذنوب لم تشرع فيها على

.12: سورة المائدة، اآلية -1المفسر،المحدث،جمع في تفسير ه،الفقي،بو عبد اهللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري القرطبيأ:هو -2

والمبين لما تضمن من السنة وآي ،جامع أحكام القرآن"القرآن كتابا كبيرا في اثني عشر مجلدا سماه كتاب/ .ـ ه671توفي في شوال سنة .ارالتذكار في فضل األذك:وكتاب التذكرة في أحوال اآلخرة:،وله كتاب"القرآن

.1/282: شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف ،406:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في .114:ص ،Ɯ:6الجامع ألحكام القرآن، القرطبي،-3 .157:اآلية، سورة األعراف-4 .301:ص ،Ɯ:7، المصدر السابق-5 .9: سورة الفتح، اآلية-6 .266:ص ،Ɯ:16 القرآن،الجامع ألحكام، القرطبي-7 .103:ص ،Ɯ:6 رد المحتار، ابن عابدين،-8أخذ قاضي المدينة المنورة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ أبي الحسن علي بن فرحون المدني،: هو-9

شرح على مختصر ابن الحاجب في ثمانية :من تصانيفه العلم عن والده وعمه واإلمام ابن عرفة وغيرهم،توفي سنة ،ار،تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام،الديباƜ المذهب في أعيان المذهبأسف

.320-1/319: شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف:في ترجمته/ .ـه799 هـ1416 :1طبيروت،– ابن فرحون،تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام،دار الكتب العلمية -10

.217:ص، Ɯ:2 م،1995 –

التعريف والمشروعية:الفصل األول

5

و التأديب على ذنب ال حدالتعزير ه": الشافعيةمن 1يلخطيب الشربين اتعريف -3 .2"كفارة فيه وال

التعزير هو تأديب على ذنوب لم تـشرع فيهـا ": الحنابلة من 3 الفراء تعريف -4 .4"دالحدو

على هذه التعاريف أنها متقاربة في المعنى الشرعي المقـصود مـن يالحظ اومم .وطرق صياغتها من مذهب إلى آخر ، ألفاظهااختلفتالتعزير وإن

اللفظ ومتفقة فـي فيفوا التعزير بتعريفات مختلفة ن فقد عر و الفقهاء المعاصر اأم : منها،المعنى ض التعزير هو معاقبة المجرم بعقاب مفو ":هبقول 5الزرقا مصطفى أحمد فهعر-1

.6" نوعا ومقدارااألمر يشرعا إلى رأي ول مـن الـشارع العقوبات التي لم يرد نص هوالتعزير ":بقوله7 أبو زهرة فهوعر-2

.8" المجتهدالقاضيأو ، األمروترك مقدارها لولي ،ببيان مقدارها: المعنى الـشرعي للتعزيرهـو تعاريف أن نستخلص من جملة هذه ال أن ويمكن

وال ها حد ـ معصية ليس في ي في كل ـقا هللا أو آلدم ـ ح تجبرة دـير مق ـ غ وبةقـع" .9"فارةـك

سر،متكلم،مفه،،فقي)شمس الدين(المعروف بالخطيب الشربيني،محمد بن أحمد الشربيني،القاهري،الشافعي: هو-1

معجم :ترجمته في/ .الفتح الرباني،مغني المحتاƜ:من تصانيفه هـ،977 شعبان سنة02صرفي توفي فيحوي،ن .3/69:المؤلفين لعمر رضا كحالة

م،1997 –هـ1418 :1ط بيروت،–دار المعرفة ، محتاƜ إلى معرفة ألفاظ المنهاƜمغني ال الخطيب الشربيني، -2Ɯ:4 ،251:ص .

أصولي،مفسر،أفتى ه،فقي،محدث)أبو يعلى(محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء،البغدادي،الحنبلي،:هو-3آن،األحكام في األصول،أحكام القرالعمدة:من تصانيفه هـ،458توفي ببغداد سنة،ودرس وتولى القضاء

.3/259:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة: ترجمته في/ .السلطانية .279:ص م،1983 -ـه1403: ط.د بيروت،– أبو يعلى الفراء،األحكام السلطانية،دار الكتب العلمية -4لشيخ هو العالمة الفقيه األصولي األديب النحوي الشاعر الشيخ مصطفى بن العالمة الشيخ أحمد بن العالمة ا-5

من آثاره م،1904–ـه1322محمد بن السيد عثمان بن الحاƜ محمد بن عبد القادر الزرقا،ولد بحلب سنة 21:فتاوى مصطفى الزرقا لمجد أحمد مكي،ص:ترجمته في/ .المدخل الفقهي العام،أحكام األوقاف:العلمية

.11/579: الموسوعة العربية العالمية. 36 ،35، .689:ص ،2:م،1998Ɯ–ـه1418 :1 ط،دمشق-دار القلم، خل الفقهي العامالمد، مصطفى أحمد الزرقا-6 من علماء الشريعة اإلسالمية،عين أستاذا محاضرا للدراسات العليا في الجامعة، محمد بن أحمد أبو زهرة،: هو-7

ابة،الخط:وأصدر أربعين كتابا منهاهـ،1394وكان وكيال لكلية الحقوق بجامعة القاهرة،توفي بالقاهرة سنة ..3/43:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة :ترجمته في/ .أصول الفقه،تاريخ الجدل في اإلسالم

.57:ص القاهرة،-دار الفكر العربي، أبو زهرة،الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي-8 رحمان البسام،عبد اهللا بن عبد ال.52:ص، عبد العزيز عامر،التعزير في الشريعة اإلسالمية،دار الفكر العربي-9

.343:ص ،Ɯ:5م،1994–ـه1414: 3ط،بيروت–مؤسسة الخدمات الطباعية،توضيح األحكام من بلوƷ المرام

التعريف والمشروعية:الفصل األول

6

: شرƝ التعريف -فالمتهم يـسجن Ý قيد أخرƜ منه ما ليس عقوبة كسجن المتهم مثال : عقوبة قوله -Ý ل الحال جن المدين المجهو وس ،إدانته حتى تثبت المتهم بريءņ ألنÝ ا ال تعزيرا احتياط . وإنما المقصود هو بيان حاله لمعرفة غناه من فقرهعقوبة سجنه ليس ألن

ألنهمـا مقـدرتان Ý د يخرƜ به عقوبتي الحدود والقصاص قي: مقدرة غير قوله - .شرعا

جـي البـدع أي ما كان هللا خالصا كتعزير مرو Ýقيد لبيان الواقع : هللا حقا قوله - .وتحريض النساء والغلمان على الفسق ، اإلسالمحقائقفي ودعاة التشكيك

أي ما كان لآلدميين كتعزير مـن آذى وهذا أيضا قيد للواقع Ý : آلدمي أو قوله - .وكقذف بغير زنا ،كسرقة ما ال يوجب القطع ، حقبغيرمسلما بفعل أو قول

ال كفـارة و أي لم يشرع فيها حـد : فيها وال كفارة ال حد معصية في كل قوله -مـة ال فهذه معاص محر ، يأخذ الرشوة أو يغش في معاملته أو ،بالربامن يتعامل : مثل .1 فيهاوالكفارة وال قصاص حد

الـشارع قبـل دة بنص من رة وغير محد فالتعزيرهوعقوبة تأديبية غير مقد إذن مـن ةالمصلحوذلك حسب ما تقتضيه ، األمر أو نائبه ض تقديرها لولي بل فو ،الحكيم

.وحال الجاني ،عظم الجريمة وصغرها

السجن وموجباته في ،محمد بن عبد اهللا الجريوي.32:ص الحبس في الشريعة اإلسالمية،، سميرة بيومي-1

.513:ص ،Ɯ:1 م،1997-ـه1417: 2ط، الشريعة اإلسالمية

التعريف والمشروعية:الفصل األول

7

:الثاني المبحث ااصطǘحوتعريف الحبس لƸة

، المبحث السابق إلى بيان مفهوم التعزير عند أهل اللغة وأهـل الفقـه في تطرقنا

من العقوبات التفويضية التي شرعت ألجل إصالح الفـرد التعزير يعد أن إلىوخلصنا .والمجتمع

فقد يكون التعزير بالجلد أو بأخذ المال أو بالنفي ،ومختلفةاع متعددة أنو وللتعزير .وغيرها والزجرأو بالقتل أو بالتوبيخ

فالحبس من العقوبات ، موضوع الدراسة والبحث وهو" بالحبس التعزير" يكون وقداسـبا جتهاد اإلمام فيما يراه منا يرجع فيها إلى والتي ،ةوالمقيدة للحري التعزيرية السالبة

.رلحال الشخص المعزبيان مفهوم ، في التكييف الفقهي لعقوبة التعزير بالحبس الشروع منا قبل ويستلزم . يتجلى المعنى وينجلي الغموضحتى ،ااصطالحالحبس لغة و

للحبساللƸوǎالمعنǍ -: األولالمطلب: يقـال .أمسكه عن وجهـه : واحتبس الشيء وحبسه ، التخلية ضد: لغة سـالحب

.1 إحباسا أي وقفتأحبسست أحبس حبسا وأحبست حب شيء وقفه صاحبه من نخـل أو يطلق على كل كما الحبس ويراد به المنع ويطلق

.2ل غلتهكرم أو غيرها يحبس أصله وتسبتحبسونهما (: قال اهللا تعالى ،نبعاثالمنع من اال : الحبس": الراغب األصفهاني قال

واإلحبـاس ، واألحباس جمـع ،مصنع الماء الذي يحبسه : والحبس ،3) من بعد الصالة .4"هذا حبيس في سبيل اهللا: يقال ،جعل الشيء موقوفا على التأبيد: والتحبيس

إطالق ب منهما كل ، القرآن الكريم في موضعين فقطفي" حبس" وردت لفظة وقد : )تحبسونهما (ومعنى ،).. الصالةتحبسونهما من بعد... ( :قوله تعالى: فاألول: معين

.6اأي تمسكونهم) تحبسونهما(: وقيل ،5أي توقيف الشاهدين في ذلك الوقت لتحليفهماة هادالشتوقيف واإلمساك لفترة محدودة قصد بمعنى الاآليةهذه الحبس في فكلمةى أĈمة معدودة لŮيقولن ما ولئن أخŮرنا عنهم العذاب إل( :قوله تعالى: يثان وال.والحلف .7)يحبسه

.44:ص، 6:مج، لسان العرب ابن منظور،-1 .206-205:ص، Ɯ:2، ط.د، ت.د، بيروت–دار العلم ، القاموس المحيط، يالفيروز آباد -2 .106:اآلية، سورة المائدة -3 .216:ص، مفردات ألفاظ القرآن، الراغب األصفهاني-4 هـ 1417׃3 بيروت،ط-لمعرفةالتفسير، دار ا بين فني الرواية والدراية من علم عفتح القدير الجام الشوكاني،–5

.109׃، ص2׃،Ɯ م1997 – .253 ׃ص،1׃Ɯم،1982 -ـه1402׃1 بيروت، ط-ضح،دارالكتاب العربيالتفسير الوا محمد محمود حجازي،–6 .08׃اآلية سورة هود،-7

التعريف والمشروعية:الفصل األول

8

ما (هؤالء المشركون ) ليقولن (": في تفسير هذه اآلية – اهللا رحمه –1ري الطب قال منهم به وظنا منهم أن تكذيبا ؟بهوعدنا ـيمنعه من تعجيل العذاب الذي يت : أي) يحبسه

. جاءت بمعنى المنعاآليةحبس في هذه الفكلمة .2" المتوعدلكذب ر عنهمذلك إنما أخكمـا ، في اللغة هو المنع والتوقيـف واإلمـساك الحبس يمكن القول بأن وعليه

. في معنى المنعتشتركان لفظتي التعزير والحبس نالحظ أن

ي للحبسصطǘحالمعنǍ اǗ: الثانيالمطلبيا إال القليـل ـعس تعريفا شر ـف الحب في كتب الفقهاء القدامى من عر أجد لم

: منهم وهم هو وإنما ،ليس هو السجن في مكان ضيق الشرعي الحبس ":3تيمية ابن تعريف -1

أو كـان ،سواء كان في بيـت أو مـسجد ،ف بنفسه تعويق الشخص ومنعه من التصر .4" نفس الخصم أو وكيل الخصم عليهبتوكيل

: لمالزمة حيث قال لفظة ابزيادة 5 ذكر هذا التعريف بكامله ابن القيموقد هو تعويـق الـشخص وإنما ،الحبس الشرعي ليس هو الحبس في مكان ضيق "

الخـصم أو بتوكيـل أو كان ،سواء كان في بيت أو مسجد ،ف بنفسه ومنعه من التصر .6" ومالزمته له،وكيله عليه ولكنه ةابن تيمي يخهشحبس كامال نقال عن ذكر تعريف القد ابن القيم أنفنالحظ

. ينسبه إليهلم

ه،مفسر، مقرƏ، محدث، مؤرƢ، فقي)أبو جعفر(ن خالد الطبري اآلملي محمد بن جرير بن يزيد ب: هو– 1

جامع البيان : من تصانيفههـ،310 وتوفي سنة هـ،224 مجتهد، ولد بƉمل بطبرستان في آخر سنة أصولي،طبقات . 385:الفهرست البن النديم :ترجمته في./في تفسير القرآن، تاريخ األمم والملوك، اختالف الفقهاء

.3/190 :معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة. 110/ 2 :المفسرين للداووديم، 1992 – ـه1412 :1 بيروت، ط-الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية ابن جرير -2

.9-8:، ص7:مجتقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحراني، الدمشقي، الحنبلي، الحافظ، المجتهد، المحدث، المفسر، ولد : هو– 3

مجموعة : من تصانيفههـ،728 دمشق سنة وقد امتحن وأوذي مرات، وتوفي محبوسا في قلعةهـ،661سنة ./ السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية، رفع المالم عن األئمة األعالمفتاويه في كافة العلوم والفنون،

معجم المؤلفين لعمر . 1/46 :البدر الطالع للشوكاني. 61:مختصر طبقات الحنابلة البن شطي :ترجمته في .1/163 :رضا كحالة

.398:، ص35:ت، مج.ط، د.، مجموع فتاوى ابن تيمية، دلرحمن بن محمد بن قاسمعبد ا-4محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعيد بن جرير الزرعي، الدمشقي، شمس الدين ابن قيم الجوزية، الحنبلي، :هو-5

ـ،ه 751هـ،وسمع من ابن تيمية،توفي سنة 691ه، أصولي،مجتهد، مفسر، متكلم، نحوي، محدث،ولد سنةفقيترجمته ./ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، كتاب الروح، أعالم الموقعين عن رب العالمين :من تصانيفه

.59/ 2: لع للشوكانياالبدر الط :في بيروت،-دار الكتب العلمية، محمد حامد الفقي:تحقيق، الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ابن قيم الجوزية،-6

.102:ص ط،.د، ت.د

التعريف والمشروعية:الفصل األول

9

وإنما وصف ،س تعريفا شرعياساني الحباف الكلم يعر: 1 تعريف الكاساني-2 والمحبوس ممنوع من الخروƜ إلى ": حيث قال ، وصفتهالمحبوسعام حالة لـبشكرضى ـ والجماعات واألعياد وتشييع الجنائز وعيادة المالجمعاله ومهماته وإلى ـأشغ .2"ارة والضيافة ـوالزي

هو التعريف الوحيد الـشامل للمعنـى الـشرعي للحبس ة تعريف ابن تيمي ولعليخرجـوا بل اقتصروا عليه ولم ، يأتوا بالجديد لمفوه من بعده وحتى الذين عر ،للحبس .عنه

ة ابن تيمي أن ، وابن القيم للحبس ة بين تعريفي ابن تيمي المقارنة من خالل ويالحظ بل العبرة هي تقييد حرية اإلنسان ومنعه ،ن معي المحبوس لمكان مالزمةال يشترط فيه

. بأي أسلوب كانبنفسهف من التصر هو إيداع الشخص في مكان محدود ال يتمكن معه من للحبس المعنى الغالب ولكن

.3ف بحريةالتصر للحبس ال يخرƜ عن كونه وصفا عاما لحالة المحبـوس ةتيمي تعريف ابن أن كما

أو وصفا للمكان الذي هو فيـه ،ف بحريته من التصر ممنوعاأو بكونه مالزما أو منفيا مرافقـة كأن يكون في مـسجد أو بيـت أو فيه بالبقاءممنوعا من مغادرته أو ملزما و

وكـذلك ، الحبس في المسجد اليوم غير وارد إضافة إلى أن ،غريمه أومنفيا لمنطقة ما له سـجين يقال وهذا ال ،دينه المعسر اللهم إال متابعة الغريم لم ،مالزمة الغريم لغريمه

.4في حقيقة األمر : المعاصرين الحبس بقولهالباحثينف أحد فقد عرولذلك

لعصيانه أمر الـشارع بتعويقـه ومنعـه مـن الشخصر على ء المقر اهو الجز " .5" أو الفرد إصالحا أو تأديباالجماعةا كان أو معنى لمصلحة ف بنفسه حسالتصر :شرƝ التعريف -ـ يـصدق مطلق والجزاء ،والعقوبة الحكم أي:رالمقر الجزاء - ـ لىـع يع ـجم

ـ ،وجلد،-طويلـة أو مدتـه كانـت قليلـة -نـسج من اتـالعقوب واعـأن ة،رامـوغ . يحكم بها في الحدود والقصاص والتعازيركافةالتي،وغيرها ادرةـومص

. والمثنى والجمع ذكرا كان أو أنثىالمفردعام يشمل : على الشخص-

: من تصانيفه هـ، 587بحلب سنة توفي،أصولي ه،،فقي)عالء الدين(و بكر بن مسعود بن أحمد الكاسانيأب: هو-1

معجم المؤلفين لعمر رضا :ترجمته في/ .بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع السلطان المبين في أصول الدين، .446 |1: كحالة

.174:ص ،Ɯ:7، ط.د، ت.د بيروت،–الكتب العلمية دار بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، الكاساني،-2 ،Ɯ:2 م،2000 – ـه1421: 1ط، منهج اإلسالم في مكافحة الجريمة، بن إبراهيم الجريويالرحمانعبد -3

.651:ص .37:ص ،Ɯ:1، السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية، محمد بن عبد اهللا الجريوي -4 .38:ص ،1:ه، Ɯ المرجع نفس-5

التعريف والمشروعية:الفصل األول

10

وهـذا يـشمل ،أي لمخالفته وارتكابه ما يوجب العقـاب : الشارع أمر لعصيانه - إذا لـم األمر المسلم المحكم لشرع اهللا تعالى في أرضه وولي ،مخالفته أوامر الشرع

عليـه يعتبـر فإيقاع الجزاء ، غير المخالف لشيء من ذلك يخرƜوهذا ،يأمر بمعصية .ظلما

ن حاله أو ا حتى يتبي احتياطأي بتوقيفه مؤقتا :نفسهف ب من التصر ومنعه بتعويقه - الحكم عليه بسجنه مدة معلومة يكون فيها ممنوعا من التصرف بنفسه أو ،لخوف هربه

أخرƜ ما عداها من العقوبـات ، قيد للعقوبة على الشخص بالسجن وهو ،وبكامل حريته وإن كـان يجـوز ،ت أو المصادرة أو نحو ذلك من العقوبا الغرامةاألخرى كالجلد أو القـصد هنـا ألنÝ وغيرها من العقوبات األخرى المذكورة بالسجنالجمع بين العقوبة

. وتسلبه حريته، ذاته شخصياعلىعقوبة الشخص التي توقع ويمنـع مـن ، به المكان المحسوس الذي يوضع الشخص فيه يقصد:ا حس قوله -ومـا ،أو البيت أو المـسجد ،لك التوقيف المعد لذ دارف بنفسه وهو السجن أو التصر

.يشتمل عليه من مواصفات وأهدافألنه Ý أو المغرب أو المفروض عليه إقامة جبرية في مكان ما كالمنفي: معنى أو -

وهو مسجون حكما ومعنى ألنه ، حريته مقيدة بنفسه إال أن فبالتصروإن كان ذا أهلية . المنطقةمغادرةمراقب وممنوع من

ن هذا الجزء من التعريـف تـضم : أو الفرد إصالحا أو تأديبا عةالجما لمصلحة -وهي العقوبة للـشخص نفـسه وتحقيـق ، لعقوبة السجن األساسياإلشارة إلى الهدف

مامن شأنه تحقيق مصلحة الجماعة والفـرد لكل شاملة وهي عبارة ،المصلحة للجماعة دف إليه رسالة السجون فـي وما ته ، أو الجاني للمجتمعإصالحا أو تأديبا سواء بالنسبة .1 المصلحة القصدهذا العصر أو المستقبل مادام

بتـداءا علـى ا الباحث اعتمد أن، وشرحه المبسط التعريف يالحظ على هذا ومما . صياغة التعريف بأسلوب أوضح وأشملأعاد ثم ،تعريف ابن تيمية السابق

.39 -38:ص، Ɯ:1 السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية،، ن عبد اهللا الجريوي محمد ب-1

التعريف والمشروعية:الفصل األول

11

:الثالث المبحث عƽǘة الحبس باأللفاƤ ưات الصلة به

ات لها صلة لغويـة صطالحواال من األلفاظ مجموعة مع لفظة الحبس اشتركت

نورد تفصيلها وبيانها في هذا المبحث ضمن ،الحبسوفقهية بالجانب التعريفي لمصطلح .عدد من المطالب

. بيDž الحبس والسجDžالعƽǘة: المطلب األول

ااصطǘح لƸة والسجDžتعريف : الفرƱ األول- : للسجDžالمعنǍ اللƸوǎ -أ

.1 وسجنه يسجنه سجنا أي حبسه،الحبسهو : في اللغةالسجن: وهو الحـبس يقـال ،سجن السين والجيم والنون أصل واحد ": 2 ابن فارس وقال

.المكان الذي يسجن فيه اإلنسان: والسجن .سجناسجنته ال ربŎ السŎجن أحبŋـق( :وسف عليه السالمـ يةـقصاؤه في ـل ثنـ اهللا جالـق

.4" وكسرا على الموضع،فيقرأ فتحا على المصدر.3 )إلي مما يدعونني إليه . 5" هو الحبس في السجن،السجن": الراغب األصفهانيوقال للسجن هو نفسه المعنى اللغـوي للحـبس أي أن اللغوي المعنى يتضح أن وبهذا

. واإلمساكوالتوقيفهو المنع : السجن في اللغة : للسجDžي صطǘحلمعنǍ اǗا-ب هو نفس التعريف الشرعي للحبس المـذكور سـابقا للسجن التعريف الشرعي إن

الحبس لـيس هـو ": عند تعريفه للحبس حيث قال ةتيميوذلك يظهر من خالل كالم ابن لهمـا على أن ا يدل مم ، الحبس معنىر بالسجن عن عب فقد ،"...السجن في مكان ضيق

.نفس المعنى بالسجDžالحبسعƽǘة -: رƱ الثانيالف-فالفقهـاء ، الحبس والسجن بين هناك صلة لغوية من خالل ما سبق ذكره أن نيتبي

تتوفر في السجن من الحبس جميع خصائص ألن ،يعتبرون السجن عندهم بمعنى الحبس

.203:ص، 13: ابن منظور، لسان العرب، مج-1 نحوي، متكلم، مالكي، شافعي، ه،ويني، فقين محمد بن حبيب،أبو الحسين القزب أحمد ابن فارس بن زكرياء: هو-2

المجمل في اللغة ومقاييس اللغة وهما معجمان، :فاته من مصنهـ، 395لغوي،المعروف بالرازي، توفي سنة المعجم المفصل في اللغويين العرب إلميل بديع ،323:، ص1:معجم المؤلفين،Ɯ : ترجمته في/.حلية الفقهاء

.15:طبقات المفسرين للسيوطي .63:ص ،Ɯ:1 يعقوب، . 33: سورة يوسف،اآلية-3 -ـ ه1411 :1 بيروت، ط–لسالم محمد هارون، دار الجيلبد اع: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق-4

.3/137م، 1991 . 398:ألفاظ القرآن، ص الراغب األصفهاني، مفردات -5

التعريف والمشروعية:الفصل األول

12

أمواله وأحواله فال مباشرة فقد ابتعد عن أهله ومنع من ، المسجون قيدت حريته حيث أن وال يتمكن من الخـروƜ للضرورةيخلو بزوجته إال بشروط معينة وال يجتمع بأهله إال

وعلى هذا ، التصرف بنفسه يستطيع لهذا يكون السجن عائقا للسجين فال ،ألداء العبادات .1يكون السجن أحد أنواع الحبس بل أهم أنواعه

: حبس السجن على أنوالدليلÝ قا بين الحبس والسجن فـي الداللـة رلشريف لم يف ا والحديث القرآن الكريم أن -

.2 مطلقاوالتعويقألنهما بمعنى المنع قال ربŎ الـسŎجن أحـبŋ إلـي ممـا (: اهللا تعالى الـق: ريمـرآن الك ـ الق فيـف

. 4هو الحبس نفسه: السجن: قال الطبري في تفسير هذه اآلية ،3) يدعونني إليه تفسير لفظة تحبسونها وقد مر ،5 )تحبسونهما من بعد الصالة ...( : تعالى اهللا وقال

. تمسكونهابمعنى سجن المـؤمن نياالد«:الة والسالم قوله عليه الص -: الشريف الحديث النبوي وفي

.6»ة الكافروجن .7» اهللا عليه وسلم حبس رجال في تهمة صلىالنبي أن«: حديث آخروفي . الحبس والسجن لهما نفس اإلطالق اللغوي والفقهيلفظتيبأن يمكن القول هذاوب

العƽǘة بيDž الحبس والحجر: المطلب الثاني ااصطǘح لƸة والحجرتعريف -: الفرƱ األول- : المعنǍ اللƸوǎ للحجر-أ

ف عليه القاضي يحجر حجرا إذا منعه من التـصر حجرمصدر : في اللغة الحجر .9مثلثه المنع: )الحجر(: الفيروز أباديلوقا ،8في ماله

. هو مطلق المنعللحجر فالمعنى اللغوي وعليه

.12:ص الحبس في الشريعة اإلسالمية، سميرة بيومي، -1 م،1987-ـ ه1407 :1ط الكويت،–مكتبة المنار حسن أبو غدة، أحكام السجن ومعاملة السجناء في اإلسالم،-2

.40:ص .11: ، صسبق تخريج اآلية-3 .207:ص، 7:مج جامع البيان في تأويل القرآن، ابن جرير الطبري،-4 .07:،صسبق تخريج اآلية-5محمد :تحقيق صحيح مسلم،:انظر.2956:حديث رقم كتاب الزهد والرقائق، في صحيحه، مسلم أخرجه اإلمام -6

.53: ص،Ɯ:4،بيروت–دار الكتب العلمية فؤاد عبد الباقي، والنسائي، .337:ص، Ɯ:2،3630:رقم ه،حديث باب الحبس في الدين وغير-كتاب األقضية أخرجه أبو داود،-7

،438 -437:ص، Ɯ:8 ،4891:بس، حديث رقم باب امتحان السارق بالضرب والح-كتاب قطع السارق .20:ص ،Ɯ:4 ،1417:حديث رقم باب ما جاء في الحبس في التهمة،-كتاب الديات والترمذي،

.167:ص، 4:مج لسان العرب، ابن منظور،-8 .4:ص ،Ɯ:2،القاموس المحيط، الفيروز أبادي-9

التعريف والمشروعية:الفصل األول

13

: للحجري صطǘحالمعنǍ اǗ-ب : متعددة حيثبتعريفاتف الفقهاء الحجر عرلقد .1ف قولي من نفاذ تصرمنع:فه الحنفية بأنهعر-1لمنفعـة منفعة نفـسه أو ف في ماله ل ن التصر منع المالك م :المالكية بأنه فهوعر-2 .2غيره

. 3ت الماليةفاالمنع من التصر:فه الشافعية بأنهوعر-3 .4ف في مالهمنع اإلنسان من التصر:بأنهفه الحنابلة وعر-4

ف القولي، الحنفية حصروا الحجر في التصر ا يالحظ على هذه التعريفات أن ومم .ليف المابينما بقية المذاهب األخرى حصروه في التصر

عƽǘة الحبس بالحجر -: الفرƱ الثاني - هناك صلة لغويـة بـين ي أن صطالح اللغوي واال المعنى من خالل بيان يتضح

. اللغوي وهو المنعاإلطالق لهما نفس ذلك أن،الحبس والحجر ، اختالف وتباين بين المعنى الفقهي للحبس والحجـر فهناك عن الصلة الفقهية اأم

ا أم ،-أي تعويق ومنع وتقييد تصرفات اإلنسان – فالتصر تعويق فالمراد من الحجر . 5 ذاتهالشخصالحبس فالمراد به تعويق

العƽǘة بيDž الحبس والحصر -: المطلب الثالث الحصرتعريف -: الفرƱ األول- :للحصر اللƸوǎالمعنǍ -أ

وأصـل الحـصر .حبـسني : الشيء وأحصرني حصرنيمن Ý في اللغة الحصر .6المنع: ارواإلحصوهو الجمع والحبس : الحاء والصاد والراء أصل واحد )حصر(": ابن فارس وقال .والمنع

.7" عن البيت بمرض أو نحوهالحاƜ اإلحصار فأن يحصر افأم .9اسŅبحسجنا وم: أي ،8 ) وجعلنا جهنŮم للكافرين حصيرا( : اهللا تعالىقال

.197: ص،Ɯ:9 رد المحتار،، ابن عابدين-1 ، أحمد بن أحمد بن المختار الجكني الشنقيطي ، مواهب الجليل من أدلة خليل ، دار الكتب العلمية القطرية -2

.383:، ص3:م،1986Ɯ - هـ1407: ط.د-دار الكتب العلمية نهاية المحتاƜ إلى شرح المنهاƜ في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي، شمس الدين الرملي،-3

.353:ص ،Ɯ،:4م1993– هـ 1414بيروت، .416:ص ،3:مج، كشاف القناع البهوتي،-4– ـه1409: 2ط الكويت،–سالسل طباعة ذات ال وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، الموسوعة الفقهية،-5

.283:ص ،Ɯ:16، م1989 .195:ص ،4:مج، لسان العرب ابن منظور،-6 .72:ص ،2:مج معجم مقاييس اللغة، ابن فارس،-7 .08:اآلية، سورة اإلسراء-8 .234:صت،.دط، .د، القاهرة-مطبعة األنوار المحمدية، تنوير المقياس من تفسير ابن عباس، الفيروز أبادي-9

التعريف والمشروعية:الفصل األول

14

.1"الحصر هو بمعنى التضييق": الراغب األصفهانيوقال . للحصر هو مطلق المنع والتقييداللغوي هذا فالمعنى وعلى :للحصري صطǘحالمعنǍ اǗ-ب

إال أنهم غلبوا ، بالمعنى اللغوي في كتبهم استعماال كثيرا )الحصر( الفقهاء استعمللمحـرم ومشتقاتها في باب الحج والعمرة للداللة على منع ا ) حصر(المادةاستعمال هذه

وتوافقت على ذلك عباراتهم حتى أصـبح ، وذلك اتباعا للقرآن الكريم ،من أركان النسك .2 مشهورافقهياا اصطالح )اإلحصار(

في المنع عن المضي في أفعال الحج سـواء كـان اإلحصار استعمل الفقهاء كما .3بالعدو أو بالحبس أو بالمرض

بعرفة الوقوففي العمرة وعن فاإلحصار إذن يطلق ويراد به المنع عن الطواف . 4أو طواف اإلفاضة في الحج

عƽǘة الحبس بالحصر-: الفرƱ الثاني- الحبس والحصر إذ أنهما بين هناك صلة لغوية من خالل ما تقدم ذكره أن يظهر

. المنعبهما يطلقان ويراديـر المحصر قد يكون غ فيفترق الحصر عن الحبس في أن ، عن الصلة الفقهية اأم

.5متمكن منه بخالف المحبوس الحصر هو الحبس مع الفرق بين الحصر والحبس ، أن ": 6 أبو هالل العسكري قال

التضييق ،يقال حصرهم في البلد Ýألنه إذا فعل ذلك فقد منعهم عن االنفساح في الرعي حبس الرجل عن حاجته وفي الحـبس Ýإذا منعـه عـن : والتصرف في األمور،ويقال

:ويجوز أن يقـال ...دون أن يضيق عليه ،وال يقال حصر في هذا المعنى االتصرف فيه وذلك أنك إذا حاصـرت Ý تتمكن منهلم والحصر لمن ، الحبس يكون لمن تمكنت منه إن

والحصر وإنما تتوصل بالحصر إلى التمكن منهم ، فإنك لم تتمكن منهم البلدأهل بلد في .7" في هذا سبب التمكن والحبس يكون بعد التمكن

.8ي العموم والخصوصها اصطالح والحبس بين الحصر فالصلة

.238:ص، مفردات ألفاظ القرآن، الراغب األصفهاني-1: Ɯ، م1990 -ـه1410 :2ط الكويت،–طباعة ذات السالسل وزارة الشؤون اإلسالمية،الموسوعة الفقهية، -2

.297:ص ،17 .30:ص م،1991-ـه1411 :1ط، القاهرة-دار الكتاب العربي، التعريفات، الجرجاني-3 .671:ص ،1:مج م،1987 -ـه1407 :8ط، بيروت-دار الكتاب العربي فقه السنة، السيد سابق،-4 .41:ص أحكام السجن، حسن أبو غدة،-5 شاعر، أديب،، أبو هالل اللغوي العسكري الحسن بن عبد اهللا بن سهل بن سعيد بن يحي بن مهران،: هو-6

الفروق جمهرة األمثال، كتاب الصناعتين في النظم والنثر، :من تصانيفه هـ، 395توفي حوالي سنة مفسر، . 562|2:معجم األدباء لياقوت الحموي.560|1: معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:ترجمته في/ .في اللغة

:1ط بيروت،–مؤسسة الرسالة ، جمال عبد الغني مدغمش :تحقيق الفروق في اللغة، أبو هالل العسكري،-7 .179:ص، م2002-ـ ه1422

.41:ص جن،أحكام الس حسن أبو غدة،-8

التعريف والمشروعية:الفصل األول

15

العƽǘة بيDž الحبس والوƽف -: المطلب الرابع ااصطǘح لƸة والوƽفتعريف -: الفرƱ األول - : المعنǍ اللƸوǎ للوƽف -أ

.2وقفت الدار وقفا أي حبستها في سبيل اهللا: يقال،1الحبس في اللغة بمعنى الوقف: قال تعالى ووقفوهم وقفا، : وقفت القوم أقفهم وقفا : يقال": صفهاني الراغب األ قال

.4"إذا سبلتها:وقفت الدار:ستعيراومنه . 3 )ولونئĈوقفوهم إنŮهم مس( .درƜ تحت المعنى اللغوي العام لمصطلح الحبسـ ينللوقف فالمعنى اللغوي ذاـول : للوƽفي صطǘحالمعنǍ اǗ-ب : متعددة حيثبتعريفاتء الوقف ف الفقها عرلقد والتصدق واقفـاللك ـم م ـين على حك ـس الع ـحب: فية بأنه ـ الحن هـفعر -1 . 5بالمنفعة غلتـه لمـستحقه أوجعل منفعة مملوك ولو بـأجرة : كية بأنه ـ المال هـفعر -2

.6بصيغة مدة ما يراه المحبس بقـاء عينـه بقطـع مع حبس مال يمكن االنتفاع به : افعية بأنه ـ الش فهرـع -3 .7ف في رقبته على مصرف مباحالتصر المنتفع به مع بقاء همالف التصر قلط م كال م تحبيس: نابلة بأنه ـ الح فهرـوع -4

وتـسبيل ، بـرŅ جهـة إلى هيع ر فرص ي ،ف الواقف وغيره في رقبته عينه بقطع تصر . 8المنفعة تقربا إلى اهللا تعالى

فقهاء المذاهب األربعة قـد ليتبين أن ، لمصطلح الوقف التعاريفهذه كل وأوردت . في المدلول الفقهي بمعنى الحبسالوقفاستعملوا لفظة

والوقف عندهم أقوى فـي ،بالوقفر وبعضهم يعب ،ر بالحبس بعضهم يعب فالفقهاء لحبس يطلـق حبسته وا : ويقال ،وقفته وأوقفته : يقال ، في اللغة مترادفان وهما ،التحبيس

.9 ويطلق على المصدر وهو اإلعطاء، وقفماعلى الوقـف بـاب نون بعضهم قد ع يرى أن ، المتصفح لكتب الفقهاء ذلك أن ودليل

. بلفظة الحبسهنونآلخر ع وبعضهم ا،بلفظة الوقف

.264:ص، التعريفات، الجرجاني-1 .922:ص، Ɯ:2،ت.د، ط.د، بيروت-دار القلم المصباح المنير،، الفيومي-2 .24: سورة الصافات ، اآلية -3 .881:ص، مفردات ألفاظ القرآن، الراغب األصفهاني-4 .519:ص، Ɯ:6، رد المحتار، ابن عابدين-5 .336:ص، Ɯ:3الجزائر،-مؤسسة العصر للمنشورات اإلسالمية الشرح الصغير، أحمد الدردير،-6 . 358:ص، Ɯ:5 نهاية المحتاƜ، شمس الدين الرملي،-7 .241-240:ص ،4:مج، كشاف القناع، البهوتي-8، بيروت-دار الغرب اإلسالمي، الطاهر المعموري،محمد أبو األجفان:تحقيق شرح حدود ابن عرفة،، الرصاع-9

.539:ص ،Ɯ:2م،1993 :1ط

التعريف والمشروعية:الفصل األول

16

بالوƽفالحبسعƽǘة -: الفرƱ الثاني- ،والوقفس ـق اللغوي بين الحبـا التوافيـلهر جـم ذكره يظا تقدـ مخالل من

.يه فالوقف يدخل ضمن معاني الحبس اللغويةـعلو الحبس يصدق علـى األشـخاص فإن ، الحبس والوقف بين عن الصلة الفقهية اأم

الحبس هو تعويق األشخاص بينما الوقف هو أن Ý وبعبارة أخرى ،والوقف على األعيان . 1تعويق األعيان

الحبس والوقف اتفاق في اإلطالق اللغوي وافتـراق فـي ينب يمكن القول أن ولذا .المدلول الفقهي

العƽǘة بيDž الحبس والنفي والتƸريب-: المطلب الخامس

ا اصطǘح النفي والتƸريب لƸة وتعريف -: الفرƱ األول- : والتƸريبالمعنǍ اللƸوǎ للنفي -أ

لرجـل عـن األرض ونفى ا،ىتنح: ينفي نفيا أيالشيءمن نفي : النفي لƸـة -1 .فانتفى ،طردته: ونفيته عنها أي

.اإلبعاد عن البلد: والنفي ، أنفيه نفيا إذا طردتهوغيرهنفيت الرجل : ويقال .2ه نفيا إذا أخرجته من البلد وطردتهي أنفنفيته : ويقال

.الطرد واإلبعاد: هوللنفي فالمعنى اللغوي وعليهـ وقـد غـر ،ي عن الناس ب والتنح الذها وهومن الغرب : التƸريب لƸة -2 ا ب عن .اه نحأي ،به وأغربهب وأغرب وغر وغر،ب غربايغر

ـ الزاني سـنة ب أمر بتغري ، اهللا عليه وسلم صلى النبي أن«: الحديث وفي مإذا ل .4 نفيه عن بلدهوهو ،3»يحصن . فالتغريب لغة يأخذ معنى النفيإذن : والتƸريبللنفيي صطǘحالمعنǍ اǗ-با فـي آيـة اختلف الفقهاء في المعنى المراد بـالنفي شـرعŅ : في الشرƱ النفي-1

إنŮما جزاء الŮذين يحاربون الله ورسوله ويـسعون ( :وتعالىالمحاربة وهي قوله سبحانه م وأرجلهم مŎن خالف أو ينفوا من في األرض فساداŹ أن يقتŮلوا أو يصلŮبوا أو تقطŮع أيديه

: أقوال ستة علىą5) األرض ذلك لهم خزيņ في الدŋنيا ولهم في اآلخرة عذابņ عظيم

.41:ص، أحكام السجن، حسن أبو غدة-1 .337-336:ص، 15:مج، لسان العرب، ابن منظور -2من زنى ولم ي يأمر فصلى اهللا عليه وسلمسمعت النبي ( : أخرجه البخاري بسنده عن زيد بن خالد الجهني قال-3

باب -كتاب الحدود، بيروت-دار إحياء التراث العربي، صحيح البخاري). يحصن جلد مائة وتغريب عام .259:ص، Ɯ:4 ،6831:حديث رقم، البكران يجلدان وينفيان

.638:ص، 1:مج، المصدر السابق-4 .33\:اآلية، سورة المائدة-5

التعريف والمشروعية:الفصل األول

17

: 2وأحمد 1 الحنفية وهو رواية عن مالكقال: األولالقول- .3 المراد بالنفي هو الحبس أن

: على ذلكواستدلوا ألنـه ال يتحقـق ، وال يمكن العمل به ، وجه األرض من ظاهر اآلية النفي بأن -

اآلية على بعضها وهي بلدته ال يحـصل بـه فيوإن حمل النفي ،مادام المحارب حيا ذا منعة يقطع الطريق فيما يصير إليـه كانالمقصود وهو دفع أذاه عن الناس ألنه إذا

فإنه قد يطلق عليـه أنـه ، وهو الحبس -النفيي أ- فعملنا بمجازه ،من البلدة األخرى حبس بتهمة الزندقة حيـث حينما 4القدوسخارƜ من الدنيا كما في شعر صالح بن عبد

: قال ـىـالموتفلسنا من األحياء فيها وال *** أهلهامن من الدنيا ونحن خرجنا

5االدنـيذا مـن ـعجبنا وقلنا جاء ه*** لحاجـةاءنا السجان يوما ـ جإذااتها بات الدنيا ولـذ من األرض Ý ألنه ال ينتفع بطي منفيا المحبوس يسمى أن وذلك

. 6وال يجتمع بأقاربه وأحبابه بالنفي في آية المحاربين هو إخراجهم مـن المراد إن: المالكية قال: الثاني القول-

.7 غيره وحبسهم فيهإلىالبلد الذي كانوا فيه .9 سريجابنو ،8ابن جرير: وبه قال أيضا

أحد أئمة )عبد اهللاأبو( المدني مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث األصبحي،: هو-1ابن شهاب : من شيوخه هـ،93ولد بالمدينة سنة وإليه تنسب المالكية، ،المذاهب المتبعة في العالم اإلسالمي

بن وهب في ارسالة إلى ، الموطأ :من تصانيفه هـ، 179توفي سنة وربيعة بن أبي عبد الرحمان،، الزهري البنالديباƜ المذهب :ترجمته في/ .رسالة إلى هارون الرشيد في اآلداب والمواعظ، القدر والرد على القدرية

.9| 3 :معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة. 80 ،79 ،75:رحونف ه،إمام في الحديث والفق) عبد اهللاأبو( البغدادي، المروزي، أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل الشيباني،: هو-2

ثم رحل إلى ونشأ بها وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، هـ، 164ولد سنة صاحب المذهب الحنبلي،كتاب :له من الكتب هـ،241وتوفي ببغداد سنة بصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة،الكوفة وال

. 261| 1: معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة :ترجمته في/ .الرسالة السنية في الصالة المسند، الزهد، .184:ص، Ɯ:6رد المحتار، ابن عابدين،-3كان شاعر حكيم، د القدوس األزدي الجذامي موالهم أبو الفضل،صالح بن عبد القدوس بن عبد اهللا بن عب: هو-4

اتهم عند وشعره كله أمثال وحكم وآداب، له مع أبي الهذيل العالف مناظرات، متكلما يعظ الناس في البصرة، .192| 3: األعالم للزركلي:ترجمته في/ . تقريباـه160عباسي بالزندقة فقتله ببغداد سنةالمهدي ال

.179–178:،صƜ:5،بيروت–شرح فتح القدير،دار إحياء التراث العربي ام، ابن الهم -5 .185:ص، Ɯ:6رد المحتار،، ابن عابدين-6 . 173 /7هـ،1332 :1ط بيروت،-دار الكتاب العربي، أبو الوليد الباجي،المنتقى شرح موطأ اإلمام مالك-7 .559:ص، 4:مج جامع البيان، ابن جرير الطبري،-8 .314:ص ،Ɯ:10، م1983-ـه1403 :ط.د بيروت،–دار الكتاب العربي ، المغني مة، ابن قدا-9قدوة هو اإلمام العالمة شيخ اإلسالم القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي،:وابن سريج -

له و هـ،306توفي سنة القضاء بشيراز،يول ومنه الطبراني، سمع أبا داود والحسن الزعفراني، الشافعية، .109–108: الفقهاء للشيرازيطبقات. 340–339: طبقات الحفاظ للسيوطي:ترجمته في/ .أربعمائة مصنف

التعريف والمشروعية:الفصل األول

18

: على ذلكواستدلوافينفى من عمل موجب النفي من األرض ،للعهد )األرض (سبحانه قوله في"ال "بأن

وقد يعود ،ولكن مع ذلك يبقى ضرره محتمال ، إلى بالد أخرى توطنهاالتي يقيم بها وقد مـن ألن وذلـك 1Ý سجنه في المنفى حتى ال تزول فائدة النفـي علىفنعمل ،إلى بلده

.2 منهالشرالمصلحة إبعاده عن موطن أنصاره وحبسه حتى ال يكون ف أنه ينبغي لǘمام إذا كان هـذا المحـارب مخـو مالك بعض العلماء عن وذكر

وإن كان ،ب إليه أن يسجنه في البلد الذي يغر إفسادالجانب يظن أن يعود إلى حرابة أو .3ح جناية سرإلىف الجانب فظن أنه ال يعود غير مخوى في وقتنا يسم ماوهو ،هو تقييد الحرية : مالك قول في هنا المراد بالسجن ولعل

.4اس عليهوذلك بجعل الحر ،الحاضر باإلقامة الجبريةزا ا وتحر احتياط الرقابة من قبل األجهزة األمنية تحتيوضع : أخرى أي وبعبارة

.الناسمن وقوع أي ضرر يمس أمن حياة المراد بـالنفي فـي أن: شافعية وهو رواية عن مالك وأحمد ال قال: الثالث القول-

خائفين من اإلمام فكونهم ،5إلقامة الحدود عليهم فيبعدوا -المحاربينأي –اآلية هو طلبهم : على ذلكواستدلوا ،6النفيهاربين من بلد إلى بلد هو المراد من

،ون النفي راجعا إلى جميعهم أن يك يقتضي )أو ينفوا من األرض ( ظاهر اآلية بأن .7 على قولنا أن يطلبوا إلقامة الحدود عليهم فيهربواإالوال يكون راجعا إلى جميعهم

: المراد بالنفي في آية المحاربين هـو إن: 8 والظاهرية الحنابلة قال: الرابع القول- : واستدلوا ،9 فال يتركون يأوون بلداوالبلدانتشريدهم عن األمصار

فينفى من وجب عليه النفي من المحاربين ،ستغراقلال )األرض( قوله في "ال "بأن في مكان منها ما دمنا قادرين على نفيـه هنقركي ال ،من جميع األرض حسب طاقتنا

ا على محاربته فهو محارب ما دام مصر المحارب فإن ثم هكذا أبدا، ،من ذلك الموضع .10 من حدودهوما دام محاربا فالنفي حد

.621:ص، Ɯ:1 ه،السجن وموجبات، محمد بن عبد اهللا الجريوي -1 .119:ص، الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي محمد أبو زهرة،-2 .153:ص، Ɯ:6، الجامع ألحكام القرآن القرطبي،-3 .147:صم،1998–ـه1419 :1 صالح بن عبد الرحمان األطرم،حد جريمة الحرابة وعقوبتها في اإلسالم،ط-4 بيروت،–دار الكتب العلمية عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد عوض،: تحقيق الحاوي الكبير،، الماوردي-5

.355:ص ،Ɯ:13 م،1994– ـه1414 :1ط .171 :،ص6Ɯ،:11:م،مج1990 -ـه1411 :1ط،بيروت–ارالكتب العلميةدالتفسير الكبير،،الدين الرازي فخر-6 .356:ص المصدر السابق،-7 .98: ص،Ɯ:12 بيروت،–دار الكتب العلمية ، عبد الغفار سليمان البنداري: تحقيق ابن حزم،المحلى باآلثار،-8 .313:ص، Ɯ:10، المغني ابن قدامة،-9

10- Ɯ،ه،السجن وموجبات،حمد بن عبد اهللا الجريويم.99:ص، 12:ابن حزم،المحلى باآلثار Ɯ:1 ،621:ص .

التعريف والمشروعية:الفصل األول

19

: المراد بالنفي في اآلية أن: عن أحمد وجماعة من الشافعية رواية:الخامس القول-أو غير ذلك والمرجع في ذلك إلـى رأي ، بما يردعهم من سجن أو تشريد تعزيرهمهو

: واستدلوا ،1 اقتضته المصلحةومااإلمام ولǘمـام أن ، ضرره عن الناس حتى يتوب فهو ك المحارب المقصود بنفي بأن

. 2مل ما يحقق هذه الغايةيع: المراد بالنفي في اآلية إن ، الشافعية وجماعة من السلف عند قول: السادس القول-

، يغربه بنفيه إلى حيث يرى فاإلمام ،3ويقر هناك ، إلى غيره بلدهأن ينفى المحارب من منعه العـدول ،ان صوبŅ وإذا عي ، من أصحاب اإلمام النجدةوليختر جهة يحف بها أهل

: واستدلوا ،4إلى غيره إيقاعـه بل يكفـي ،واألمر ال يشترط تكراره ، المحارب بنفي اهللا تعالى أمرنا بأن

ويقـر ، بلده التي وقعت منه فيها المحاربة إلى غيرها منلذلك يكتفي بنفيه ،مرة واحدة .5المحصنلزاني غير لكالتغريب ،هناك

المراد بالنفي في اآليـة المعنىفي الفقهاء أقوال سرد بعد: والترجيƞ المناƽشة- : نأتي إلى مناقشتها كاآلتي ،وعرض أدلتهم

: معنى النفـي هذا القول خالف ظاهر اآلية Ýألن بأن نوقش:األول القول مناƽشة- .6فهما معنيان متنافيان ، إمساكالحبسومعنى ،الطرد واإلبعاد

وهـو ،يا ولحوقـا بـالموتى ألنه جعل الحبس نفيا عن الدنفيه الشعر فال دليل اأم .7اإلستداللبخالف ما قال فبطل

اآليـة ألنÝ يناقض ظـاهر اآليـة بأنهنوقش هذا القول : القول الثاني مناƽشة- من أرض النازلة فقط مع إلزامه بنفيهوهذا القول يقول ،أمرت بنفيه من جميع األرض

ال يتفاوت بالحبس في بلـدة المقصود ومن المعلوم أن ،بالسجن في األرض المنفي إليها .8 المطلوبةالفائدةالنفي وغيرها فيقع تعيين بلدة النفي في غير

علـيهم امة الحد طلب المحاربين إلق هذا القول بأن نوقش: الثالث القول مناƽشة- .9وإنما هو محاولة طلب الجزاء ، هذا ليس بجزاءألن Ýبشيءليس فيهربوا من الحد

بيروت،–دار الكتب العلمية ، علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود: تحقيق، روضة الطالبين النووي،-1

.314:ص ،10:بن قدامة، المغني، Ɯا.366:ص، 7:مج .622:ص ،Ɯ :1ه،السجن وموجبات، محمد بن عبد اهللا الجريوي-2 .622:ص ه،مرجع نفس ال-3 .367-366:ص، 7:مج، روضة الطالبين، النووي-4 .99:ص، Ɯ:12 المحلى باآلثار،، ابن حزم-5 .314:ص، 10:مج، المغني، ابن قدامة-6 . 356:ص ،13:الحاوي الكبير، Ɯ الماوردي،-7 .179:ص، 5:مج شرح فتح القدير، ،ابن الهمام -8 .601:ص، Ɯ:2 بيروت،-دار المعرفة، علي محمد البجاوي: قتحقي، أحكام القرآن، ابن العربي-9

التعريف والمشروعية:الفصل األول

20

المراد بالنفي هـو الطـرد واإلبعـاد هذا القول أن نوقش: بعالرا القول مناƽشة- فـي عن األمصار فال يتركون يأوون إلى بلـد فيـه نظـر Ýألن وتشريدهمللمحاربين

.1 مكان يقطعون فيه الطريق ويؤذون به الناسإلىتشريدهم إخراƜ لهم حـاق يض إلذايـة المـسلمين وإل ر بالد إلى بالد فيه تع من التشريد والطرد وهذا

وهذا ينافي ،ته لحوق المحارب بالمشركين ورد هوواألخطر من ذلك كله ،الضرر بهم .مقاصد الشريعة اإلسالمية

المعنى المراد بـالنفي هـو هذا القول القائل بأن نوقش: الخامس القول مناƽشة- عقوبـة بأن ، أو طرد أو غير ذلك بسجن كان سواء2 الحرابة عنتعزيرهم بما يردعهم

، يتنافى مع معنى النفي المحاربوسجن ، من إيقاعه في حق المحارب البد ابة حد الحر ثانية وثالثة فتقع فـي نفـس الحرابةفقد يعود المحارب إلى ،والطرد لديهم جاء مطلقا

.3المحذور: المراد دليل أصحاب القول السادس القائلين بأننوقش: الـسادس القول مناƽشة-

Ý ما هرب منه هؤالء وقعوا فيـه بأن ، هناك ده إلى غيره ويقر بل منأن ينفى المحارب فقد ، تلك العقوبة استدامةون عليه فهم يقر ، الرجوع إلى منزله منألنهم يمنعون المنفي

.والتكرار أيضا الزم لمن قال بنفيه أو سجنه سواء بسواء ،نعم ،بعينهوقعوا فيما أنكروا ه ان الذي ينفيه إليه مخالف للقرآن في أنه أقر في المك وتركه نفي المحارب أن كما

.4 النفيخالففي ذلك المكان واإلقرار : تعالى قوله في" ال" في هذه المسألة هو بيان المراد ب الفقهاء الخالف بين ومنشأ

: تفـسيره في 5وفي هذا يقول أبو حيان ؟ هي للجنس أم للعهد هل )أو ينفوا من األرض (إن كانت األلف ، نفيه من األرض هو إخراجه من األرض التي حارب فيها أن والظاهر"

وإن كانت للجنس فال يزال يطلب ويـزعج وهـو ،فينفى من ذلك العمل ، للعهد والالمف وصريح مذهب مالك أنه إذا كان مخو ، إلى أن يلحق بغير عمل اإلسالم فزعهارب

.6" حيث غربوسجنالجانب غرب

.314:ص، Ɯ :10،المغني ابن قدامة،-1 .وهي المضادة والمخالفة مصدر حارب يحارب،: لغة-: الحرابة-2 ورحالتهم اس اآلمنين في أسفارهمعلى الن وقطع السبيلاإلسالم، دار في على المسلمين السالح إشهار:ااصطالح-

:5ط، الرياض-دار طويق التشريع الجنائي اإلسالمي لعبد اهللا بن سالم الحميد،.554| 2:ثيرابن كتفسير :نظرا .128:ص، م1998–ـه1418

.626:ص ،Ɯ:1 ه، السجن وموجبات، محمد بن عبد اهللا الجريوي-3 .100:ص، Ɯ:12، المحلى باآلثار ابن حزم،-4نحوي ، أبو حيان األندلسي الغرناطي، أثير الدينمحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان اإلمام : هو-5

وتوفي سنة بمطخشارش،ـه654ولد سنة ه،وأديب ه،ومؤرخ ه،ومقرئ ه،ومحدث ه،ومفسر ه،ولغوي ه،عصر :ترجمته في/ .إتحاف األريب بما في القرآن من الغريب البحر المحيط في التفسير،:من تصانيفه هـ،745

.291، 290، 2/287: طبقات المفسرين للداووديدار الكتب ، علي محمد معوض عادل أحمد عبد الموجود،: تحقيق، تفسير البحر المحيط، أبو حيان األندلسي-6

. 485:ص، Ɯ:3، م1993-ـه1413 :1ط، بيروت–العلمية

التعريف والمشروعية:الفصل األول

21

رر،ألنه ينـدفع بـه الـض Ý فسروا النفي بالسجن فلهذا ،لجنس جعلوها ل فالحنفيةإنـه مـن ...": تفسيره في 2 الجصاص قال ،1سجنهويكون منفيا من األرض إلى موضع

وهو إذا صار إلـى ، عن المسلمينأذاه المراد زجره عن إخافة السبيل وكف المعلوم أن .3"ناك كتصرفه في غيره هتصرفهبلد آخر كانت مضرته قائمة على المسلمين إذا كان

المراد بقوله وقالوا إن ، في تفسيرها للنفي للعهد " ال" جعلت فإنها بقية األقوال اأم .4 األرض المعهودة التي أحدثوا فيها المحاربةأي )أو ينفوا من األرض(: تعالى

،الذنوبقد تجنب الناس قديما األرض التي أصابوا فيها ": القرطبي في تفسيره قال .5" األرض المقدسةونحومنه حديث الذي نأى بصدره

-ƞقول المالكية في الفقهاء وأدلتهم ومناقشتها أرى أن أقوال عرض وبعد: الترجي وأولى األقوال في ذلك عنـدي ": رجحه الطبري بقوله ماوهو ،اجحالمراد بالنفي هو الر

هو نفيه مـن بلـد ،الموضع في هذا -النفي من األرض -معنى:قول من قال ،واببالص ،حتى تظهر توبته من فسوقه ، في البلد الذي نفي إليه السجنوحبسه في ،إلى بلد غيره

.6"ونزوعه عن معصية ربه هو رأي المالكيـة اآلراء أمثل وإننا نرى أن ": أبو زهرة بقوله محمد كذلك ختارهاو

ارتكب الجـرائم حولـه لذياوفي النفي بعد عن البلد ،فإنه يتحقق به النفي ودفع الشر .7" للتوبة الكاملةالفرصةوإعطائه ،وإبعاده عن األنصار الذين يعاونونه على الشر

: يأتيلما ترجيح هذا الرأي وسبب تاب فإن،وسجنه يتبع الخوف منه ، المعصية هو ظاهر اآليةأرض نفيه من أن -1

.8وحسنت حاله سرحو الصلب أوقطع اليد والرجل من خالف بعد المحارب القتل أجزاء اهللا جعل - 2

،عليهلنفي أيضا إنما جزاؤه بعد القدرة افكان معلوما أن ،امتناعهالقدرة عليه ال في حال .ثم يطارد بعد ذلك ، بإطالقه بعد القبض عليهيكونال قبلها وال

.148-147:ص، حد جريمة الحرابة، ن األطرم صالح بن عبد الرحم-1ورد بغداد هـ،305ولد سنة، مجتهد ه،فقي) أبو بكر( بالجصاص المعروف، الحنفي أحمد بن علي الرازي،: هو-2

شرح الجامع الكبير:من تصانيفه هـ،370وتوفي ببغداد سنة ، في شيبته ودرس وجمع وتخرƜ به المتفقهةمعجم المؤلفين لعمر رضا :ترجمته في/ .كتاب في أصول الفقه، أحكام القرآن، لمحمد بن الحسن الشيباني

.144:ات الفقهاء للشيرازيطبق.202| 1:لةكحا ـه1412: ط.د بيروت،-دار إحياء التراث العربي محمد الصادق قمحاوي،:تحقيق،أحكام القرآن، الجصاص-3

.59:ص، Ɯ:4م،1992 – .148:ص حد جريمة الحرابة،، ن األطرم صالح بن عبد الرحم-4 .153:ص، Ɯ:6، القرطبي، الجامع ألحكام القرآن-5 .559:ص، 4:مج، جامع البيان، ي ابن جرير الطبر-6 .120:ص، الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي، محمد أبو زهرة-7 .148:ص، حد جريمة الحرابة، ن األطرم صالح بن عبد الرحم-8

التعريف والمشروعية:الفصل األول

22

كان قطع يده ورجله من خالف ، له من األرضنفيا كان هروبه من الطلب لو -3بطل ، عليه بعد القدرة عليه الحدإقامةبمعنى ،ال امتناعه وحربه على وجه القتالفي ح

.أن يكون نفيه من األرض هربه من الطلببل إنما نفي من ،فلم ينف من األرض ، من بلدة إلى أخرى غيرهانفي إذا أنه - 4

بيل إلى كان معلوما أنه ال س ، إنما أمر بنفيه من األرضتعالى واهللا ،أرض دون أرض ،فيكون منفيا حينئذ عن جميعها ، في بقعة منها دون سائرهابحبسهنفيه من األرض إال

.1 منهنفيهاال سبيل إلى إال مم لم ينف من حـارب اهللا الم ،3 على عامله حيان أنكر 2 العزيز عبد عمر بن أن -5

،كتبـت بـه فإن كانت قامت عليهم البينة بما ":بقوله ،فساداورسوله وسعى في األرض .4وهما مكانان بين مصر والشام ،" غيبهم إلى شغب وبداثم ،فأعقد في أعناقهم حديدا

عطوال معنى لتشريده لبلد آخر إذا بقي قا ، أن يكون لها معنى يجب العقوبة أن -6 ،فيكون للنفي معنـاه ، يمنعه من فعل ما فعله من قبل الذيفما ،الطريق مطلق السراح

.5وهي تلك البلد بقدر مسافة قصر ، نفي إليهاالتيوهو وجوب حبسه في البلد : الشرƱ في التƸريب-2

المقصود بالتغريب الوارد في األحاديث علـى ضـوء المعنى الفقهاء في اختلف .6 في آية المحاربةشرعاالمقصود في المعنى اختالفهم

7وإلى ذلك ذهـب البخـاري ، والتغريب بمعنى واحد النفي أكثر الفقهاء أن ويرى .8 يجلدان وينفيانالبكرانصحيحه في كتاب الحدود باب فترجم في

موضع إقامته بحيـث عن زاني ال خراƜ شرعا هو إ بالتغريب المراد فإن وعليه .10فعية والحنابلة الشاقالوبهذا ،9يعد غريبا

.560:ص، 4:مج جامع البيان،، ابن جرير الطبري-1أبو حفص عبد شمس بن عبد مناف،عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن: هو-2

ترجمته /.ـه101 توفي سنة هـ، 87عين واليا على المدينة سنة بالمدينة، هـ 61ولد سنة القرشي األموي، . 64:طبقات الفقهاء للشيرازي.12،35،395:سيرة عمر بن عبد العزيز لعفت وصال حمزة:في

هامش : وصال حمزةتمر بن عبد العزيز لعفسيرة ع/والي مصر زمن عمر بن عبد العزيز:حيان بن شريح -3 . 256:ص

.559:ص، 4:مج جامع البيان، ابن جرير الطبري،-4 .149:ص حد جريمة الحرابة،، ن األطرم صالح بن عبد الرحم-5 . 654–653:ص ه،محمد بن عبد الجريوي، السجن وموجبات -6 ه،حافظ، فقي محدث،) عبد اهللاأبو(اري، الجعفي ه البخبمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردز: هو-7

:تصانيفه من.ـ ه256ا، سمع من نحو ألف شخص، توفي سنة ونشأ يتيمهـ، 194مؤرƢ،ولد في بخارى سنة ،391:ص، Ɯ:12.سير أعالم النبالء الذهبي :ترجمته في/ . األدب المفرد، كتاب العلل،الجامع الصحيح

Ɯ لعمر رضا كحالةلمؤلفين معجم ا،34:ص ،6:األعالم للزركلي Ɯ :3، 130:ص . عبد السالم محمد الشريف، المبادىء الشرعية في أحكام العقوبات .259:ص ،4:صحيح البخاري،Ɯ البخاري،-8

. 69:ص م،1986 -ـ ه1406 :ط.د بيروت،–دار الغرب اإلسالمي في الفقه اإلسالمي، . 125: ،ص7:واصل ، المكتبة التوفيقية ،Ɯنصر فريد محمد : الشوكاني ، نيل األوطار، تحقيق -9

. 133:ص، Ɯ:10 ابن قدامة، المغني، ،308– 307:، ص7:مج روضة الطالبين، النووي،-10

التعريف والمشروعية:الفصل األول

23

وليختر جهة يحف بها أهـل ،به بنفيه إلى حيث يرى يغر: والثاني...":1 النووي قال . 2النجدة من أصحاب اإلمام

هو نفي المحدود عن بلده سنة ": بعض المعاصرين التغريب بقولهفعروقد .4"آخربعاد الجاني عن بلده الذي ارتكب فيه الجناية إلى بلد هو إ" :وقال آخر.3"كاملة

.5"الةالصهو نفي إلى مسافة تقصر فيها ": آخر بقولهفهوعر : األولى لما يأتيهو المعنى للتغريب وهذا

صـلى والمعمول به في عهد النبي ، ظاهر نصوص األحاديث يفيده هذا ما أن-1 بالمقـصود وهم أعرف الناس –رضوان اهللا عليهم –حابة الص وعصر اهللا عليه وسلم .لى تطبيق شريعة اهللاوأحرصهم ع

يتحقق به المعنى المقصود من التغريب وهو إخراƜ الجـاني التعريف هذا أن-2والواجب حمل األحكام الشرعية على ما هي حقيقة ، غريبا يعدمن موضع إقامته بحيث

.6 ذلكعنلسان الشارع وال يعدل في فيه عƽǘة الحبس بالنفي والتƸريب-: الفرƱ الثاني- المعنى اللغوي للحبس يتنافى مع المعنى اللغوي أن نيتبي ما سبق ذكره على بناء

هـذا ،والنفي والتغريب معناهما الطرد واإلبعاد ، المنع معناهفالحبس ،للنفي والتغريب .من الناحية اللغوية

كال من النفي والتغريب يمكن أن يدخال في معنـى الحـبس فإن فقهيةال من الناحية اأم . 7 من يرى أنهما يكونان بالحبسعندو التعويق الشرعي وهفهذا يكـون ":المخنثفقال في نفي ، السجن وهو بالحبس النفير ابن تيمية فس وقد

إذ هذا هو يقيدوإن خيف خروجه فإنه ،نفيه بحبسه في مكان واحد ليس معه فيه غيره .8"معنى نفيه وإخراجه من بين الناس

النفي على أن وهذا يدل ، بالحبس في مكان من األمكنة فإنه قد فسر النفي للمخنث فإنه يكون مقيد الحرية إلبعاده عن سجنيب إذا لم المنفي والمغر وأن ،من أنواع الحبس

وتوفي بنوى،هـ 631سنة ولد،حافظ،لغويمحدث،،ه فقي،ي الشافع،ي الدمشق،النووي يحي بن شرف بن مري:هو-1

المنهاƜ : ترجمته في/. تهذيب األسماء واللغاته، الفقرياض الصالحين،مقدمة في:من تصانيفه.ـه677بها سنة :معجم المؤلفين،75–51:ص ،1 مج،في مقدمة روضة الطالبين(للسيوطي السوي في ترجمة اإلمام النووي

.8/395:طبقات الشافعية الكبرى البن السبكي.9/184:،األعالم للزركلي94/ 4 . 366:، ص7: النووي، روضة الطالبين، مج-2 . 271:ص، Ɯ:5 توضيح األحكام من بلوƷ المرام، ن البسام،عبد اهللا بن عبد الرحم -3 .654: ،ص1:محمد بن عبد اهللا الجريوي، السجن وموجباته،ج -5 - ـ ه1412 :ط.د بيروت،– أحمد فتحي بهنسي، الموسوعة الجنائية في الفقه اإلسالمي، دار النهضة العربية -5

. 379:ص، Ɯ:1 م،1991 . 654:،صƜ،:1رجع السابقالم -6 . 14:صالحبس في الشريعة اإلسالمية،،سميرة بيومي -7 . 310:، ص15:، مجة مجموع فتاوى ابن تيمي،عبد الرحمن بن محمد بن قاسم -8

التعريف والمشروعية:الفصل األول

24

كمـا أنـه ال ،وهذا البعد عن الوطن ،وطنه وأهله ومعارفه ومنعه من مباشرة أعماله .و التوبة إذا كان منفيايمكنه العودة إلى بلده قبل أن يتم مدة التغريب أ

وجه الـشبه بـين هذا فإن ، الروائح الطيبة ال يمكنه االستمتاع بأهله وشم هكما أن يدلوهذا ،بغيره من الناس واالتصالوالعمل ب والمنفي وبين السجين من النفقة المغر

.1ب خصائص الحبس وهو التعويق في المنفي والمغرعلى توافر أهم العƽǘة بيDž الحبس والمǘزمة-: المطلب السادس

ااصطǘحتعريف المǘزمة لƸة و-: الفرƱ األول- : المعنǍ اللƸوǎ للمǘزمة-أ

أي يلزم : ةمزـĈرجل ل : يقال .2هي امتناع انفكاك الشيء عن الشيء : ةالمالزمة لغ . 3الشيء فال يفارقه

.4والزمت الغريم مالزمة ولزمته ألزمه أيضا تعلقت به ولزمت به كذلك: واإللـزام ضـربان ،لزمه يلزمه لزوما : ومنه يقال ،طول مكثه : 5ولزوم الشيء

: نحو قوله تعـالى ، وإلزام بالحكم واألمر ، أو من اإلنسان ،إلزام بالتسخير من اهللا تعالى وقولـه ،7 )وألزمهم كلمـة التŮقـوى (: وقوله تعالى 6Û)أنلزمكموها وأنتم لها كارهون (

ولولا كلمةŻ سبقت مـن ربŎـك (: وقوله تعالى ،الزما: أي )8فسوف يكون لزاماŹ (: تعالى )9 .لكان لزاماŹ وأجلą مسمŌى

.وعليه فالمعنى اللغوي للمالزمة يدخل ضمن معنى المنع والتقييد : للمǘزمةيصطǘحاǗالمعنǍ -ب

عليه حيـث سـار عىدهي سير المدعي أو وكيله مع الم : ارعمعنى المالزمة ش .10 غير مانع له من االكتساب ويدخل معه داره،وجلوسه حيث جلس

ف بنفسه المالزمة تكون معوقة لǘنسان من التصر ح لنا أن ومن هذا التعريف يتض . 11 تعريف الحبس يشمل المالزمةوبناء على ذلك فإن.فا كامالتصر

. 15:صي، الحبس في الشريعة اإلسالمية ، سميرة بيوم-1 . 257:هرة، ص القا-عبد المنعم الحفني، دار الرشاد:تحقيق التعريفات، الجرجاني،-2 . 541:، ص12:لسان العرب،مج ابن منظور،-3 . 758: الفيومي، المصباح المنير، ص-4 . 740 -739: الراغب األصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص-5 . 28:اآلية سورة هود،-6 . 26:اآلية سورة الفتح،-7 . 77:اآلية سورة الفرقان،-8 . 129:اآلية ه، سورة ط-9

-ـ ه1415 :2ط بيروت،–عون المعبود شرح سنن أبي داود، دار الكتب العلمية ق العظيم آبادي، شمس الح-10 . 17:ص الحبس في الشريعة اإلسالمية، سميرة بيومي،.42:ص،Ɯ:10، 5:مج م،1995

. 17:ص الحبس في الشريعة اإلسالمية، سميرة بيومي،-11

التعريف والمشروعية:الفصل األول

25

.بس بالمǘزمةعƽǘة الح-: رƱ الثانيالف-مالزمة من هناك توافقا وتداخال بين معنى الحبس وال يتبين من خالل ما سبق أن

. منهما يراد به مطلق المنع والتقييد فكل،الناحية اللغوية .ا من الناحية الفقهية فالمالزمة تطلق ويراد بها الحبس شرعاأم

: وجوه ةوالدليل على ذلك من ثالث بن 3عمار أخبرنا 2عبدةالسجستاني حدثنا أحمد بن 1قال أبو داود:الوجه األول-

ي الزبيـب يقول سمعت جد«: قال4شعيب بن عبد اهللا بن الزبيب العنبري حدثني أبي فانصرفت إلى نبي 5يهذا الرجل أخذ زربيت:ي فقالتني أمفدعت:وذكر الحديث وفيـه

،وقمت معه مكاننا6 فأخذت بتلبيبه،أحبسه:ي فأخبرته فقاليعن- اهللا عليه وسلمصلى–اهللا فأرسلته من ؟ما تريد بأسيرك: فقال،قائمين اهللا عليه وسلمصلىنبي اهللا ثم نظرإلينا

.7»يدي اهللا عليه صلى –أخذ رجل بساط أم الزبيب فاشتكاه إلى رسول اهللا : وجه الدǗلة -ه حتى ع ثوب الرجل إلى عنقه وأخذ يجر فجم ،فأمره بحبس الرجل وهذا بمالزمته وسلم

– صلى اهللا عليـه وسـلم –ال يهرب ومازال على هذه الحال حتى نظر إليها الرسول . ؟8)ما تريد بأسيرك(:فقال مخاطبا الزبيب . لفظ الحبس ولفظ األسير على المالزم– صلى اهللا عليه وسلم -فقد أطلق الرسول

: لقاموس المحيطآبادي في اهذا يقول الفيروزوفي .9"واألسير األخيذ والمقيد والمسجون"

.10 به الحبسدوفي اللغة العربية يطلق على األسر ويرا

القدر، ، الناسخ والمنسوƢ،مام العلم صاحب كتاب السنناإل سليمان بن األشعث بن شداد بن عمرو األزدي،:هو-1

/.طبقات الحنابلة منى الطبقة األول هـ،ذكره الفراء في 275توفي سنةـ وه202ولد سنة.وغيرذلكالمراسيل، .1/207:طبقات المفسرين للداوودي. 265:ص طبقات الحفاظ للسيوطي،:ترجمته في

فلم يصدق ابن ه،تكلم الناس في:وقال ابن خراش.تم والنسائي أحمد بن عبدة،الضبي البصري،وثقه أبو حا-2 . 118:ص، 1:مج ميزان اإلعتدال الذهبي،/.خراش في قوله هذا، فالرجل حجة

بذل ./ مقبول:قال في التقريب،عمار بن شعيب بن عبد اهللا بن الزبيب بن ثعلبة التميمي العنبري البصري -3 .300:ص ،Ɯ :15،8:مج وري،المجهود في حل أبي داود ألحمد السهارنف

يق مكة ذكره ابن حيان شعيب بن عبد اهللا بن الزبيب بن ثعلبة التميمي العنبري، كان ينزل بالطيب من طر: أي-4له خمسة أحاديث، وساق له حديثين منكرين، :روى له أبو داود حديثا واحدا، وذكره ابن عدي وقالفي الثقات،

.297:، صƜ ،:15السهارنفوريلمجهود بذل ا./ أرجو أن يكون صدوقا:ثم قال . 300:بذل المجهود، ص./ خمليأي بساط ذ: زربيتي-5 . 300:بذل المجهود، ص./ مجموعا عند صدرهه،أي بالثوب في عنق:تلبيبه -6 . 333: ص،Ɯ:2 ،3612:القضاء باليمين والشاهد، حديث رقم باب–كتاب األقضية ،سنن أبي داود، داودو أب-7 . 18: الحبس في الشريعة اإلسالمية، صمي، سميرة بيو-8 . 364:، ص1:فيروز آبادي، القاموس المحيط، Ɯ ال-9

. 20:، ص4: ابن منظور، لسان العرب، مج-10

التعريف والمشروعية:الفصل األول

26

أمر الزبيب بحـبس ذلـك الرجـل بمعنـى – اهللا عليه وسلم صلى –والرسول . 1 وهو من باب إطالق العام على بعض أفراده،مالزمته خـصائص مة في كتب الفقه يظهر أن من خالل تعريفات المالز : الوجه الثاني -

، فصاحب الدين مثال إذا الزم المدين فال يدعه ينفرد بنفسه ،الحبس متوفرة في المالزمة وإذا دخل بيته لقضاء ، وإن باع أواشترى أشرف عليه ،فإذا مشى في السوق مشى معه

وهي من القيود التـي ،حوائجه الضرورية وقف يحرس بيته حتى يخرƜ أويدخل معه .2تجعل المالزمة أشق على النفس من السجن

Ý الطالب المالزمة فالخيار للطالب لو اختار المطلوب السجن واختار : قال الحنفية . 3ألنه أبلƸ في حصول المقصود الختياره األضيق واألشد عليه

على لقد أفرد الفقهاء المالزمة بمبحث خاص وهذا اإلفراد ال يدل : الوجه الثالث - وأنهم في بعض األحيان يعبرون بالحبس ويقصدون به ، يعتبرون المالزمة حبسا أنهم ال

. 4المالزمة ويعبرون بالمالزمة ويقصدون بها الحبس في مكان من األمكنةعي لي بينة حاضرة في المصر على قذفـه يحـبس وإن قال المد " : قال الكاساني

أي يقـال ،د من الحبس المالزمة عي عليه القذف إلى قيام الحاكم من مجلسه والمرا المد . 5" سبيله أحضر البينة فيه وإال خلي فإن،عي الزمه إلى هذا الوقتللمد

هذه جملة من األلفاظ التي لها صلة لغوية وفقهية بمصطلح الحبس ذكرت أغلبهـا . والمالزمة، والنفي والتغريب، والوقف والحصر،، والحجر،السجن: وهي

في المدلول اللغوي تندرƜ ضـمن المعنـى العـام اطالقه هذه األلفاظ عند إ فكل . المنع والتقييدق وهو مطل،للحبس لفـظ مـن هـذه خصائص الحبس متوفرة في كل فإن ،ا عند اإلطالق الفقهي أم

. وخاصة خاصية التعويق،األلفاظ الستةن وهـو مصطلح الحبس ال ينحصر مفهومه في معنى معي وعليه يمكن القول بأن

، وأشمل من ذلـك بل معناه أعم ، في مكان خاص كما هو المتعارف عليه اآلن عضالو ، ويمنعه من أداء حقوقه وواجباتـه والتزاماتـه ،فاته ما يقيد حرية اإلنسان وتصر فكل

ات الفقهية التي صطالحفمصطلح الحبس إذن من اال ، حبسا ييعتبر في المنظور الفقه على مرونة الشريعة ل على شيء فإنما يد ن دل وهذا إ ،ر ظروف العصر تتماشى وتطو

. زمان ومكان وحالوأنها صالحة لكل

. 18:، الحبس في الشريعة اإلسالمية،ص سميرة بيومي-1 . 18:ص ه، المرجع نفس-23-Ɯ ،70:، ص8: ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار . .19:ص المرجع السابق،-4 . 53:ص ،Ɯ :7، الكاساني، بدائع الصنائع-5

التعريف والمشروعية:الفصل األول

27

:المبحث الرابع وبياDž مشروعيته وحكمتهتعريف التعزير بالحبس

بعد أن تطرقنا في المباحث السابقة إلى الحديث عن مفهوم مـصطلحي التعزيـر

. وعن األلفاظ التي لها صلة بمصطلح الحبس،والحبسب مـع عرض في هذا المبحث إلى مفهوم التعزير بالحبس كمصطلح فقهي مرك نت

.بيان مشروعيته وحكمته

يحتياطتعريف التعزير بالحبس والفرƼ بينه وبيDž الحبس اǗ-: المطلب األول تعريف التعزير بالحبس -: الفرƱ األول-

مـا عـدا في لمصطلح التعزير بالحبس تعريف فقهي لىلم أعثر في كتب الفقهاء ع : ، حيث يقول1لكرابيسياتعريف دع والتقويم بعـد ثبـوت إمضاء حكم بالسجن على وجه الر : التعزير بالحبس هو "

. 2"لبينةالتهمة وا التعزير بالحبس عبارة عن عقوبة ردعية والذي يظهر من خالل هذا التعريف أن

. بالبينة األمرأو نائبه على الجاني الذي ثبتت إدانتهوزجرية يسلطها ولي لفظة حـبس عقوبـة 3 الخطابي – أي مصطلح التعزير بالحبس –وقد أطلق عليه

حـبس رجـال فـي – اهللا عليه وسلم صلى–أن النبي «: قال أثناء شرحه لحديث ثحيفالعقوبـة . حبس عقوبة وحبس استظهار : ان الحبس فيه ضرب فيه دليل على أن ": »تهمة

ـ ا ما كان ال تكون إال في واجب وأم ا في تهمة فإنما يستظهر بذلك ليستكـشف بـه عم .5"4» سبيلهأنه حبس رجال في تهمة ساعة من نهار ثم خلى« وقد روى .وراءه

من . ـ ه570مظفر النيسابوري الحنفي توفي سنةأسعد بن محمد بن الحسين الكرابيسي جمال اإلسالم أبو ال:هو-1

هدية :ترجمته في/ .لحاوي الكبيرتلقيح العقود في الفروق من فروع الحنفية، والموجز في شرح ا :تصانيفه . 204:ص ،5:العارفين إلسماعيل باشا البغدادي، مج

). هذا األخير لم أعثر عليه(.286:،صƜ:1 للكرابيسي الفروق عن نقال.71: حسن أبو غدة، أحكام السجن، ص-2، صاحب تياإلمام العالمة المفيد المحدث الرحال أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البس: هو-3

م وصنف شرح البخاري و معال.كر بن داسة واألصم، ومنه الحاكما سعيد بن األعرابي وأبا بالتصانيف سمع أبطبقات :ترجمته في/ .ـ ه388سنة مات ببست.وكان ثقة، وله شعر جيد.السنن و غريب الحديث وغير ذلك

. 405 -404:ص الحفاظ، ،Ɯ: 8.4891: حديث رقم–الحبس امتحان السارق بالضرب و باب–كتاب قطع السارق سنن النسائي، النسائي،-4

اهللا صلى- أن النبي–رضي اهللا عنه –عن أبي هريرة :وأخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ. 438– 437:صكتاب .المستدرك على الصحيحين/ .احتياطا حبس رجال في تهمة يوما وليلة استظهارا و-عليه وآله وسلم

. 102:ص ،4:احتياطا، Ɯحبس الرجل في التهمة :األحكام : ص،4: م،1996Ɯ – هـ 1416بيروت، – داود، دار الكتب العلمية يرح سنن أبش معالم السنن، الخطابي،-5

165 –166 .

التعريف والمشروعية:الفصل األول

28

يحتياطالفرƼ بيDž التعزير بالحبس والحبس اǗ-: الفرƱ الثاني- أن نعطـي أرى أنه البـد ،قبل الحديث عن هذه المسألة ووجهة نظر الفقهاء فيها

.ي حتى يتضح األمرحتياط االتعريفا للحبس ، المتهم الذي لم تثبت إدانته بعـد لبإجراء تحفظي يتخذ ق :ي هو حتياطفالحبس اال

.1 أن تظهر براءتهحتملي و، أثناء التحقيق هو شخص لم تثبت إدانتهيااحتياطفالمحبوس عزير وبالمقارنة مع التعريف السابق للت ،يحتياطمن خالل هذا التعريف للحبس اال

ويتمثل جوهر الفرق في ثبوت التهمة والبينة للجـاني ،بالحبس يظهر جليا الفرق بينهما .اموعدم ثبوته

وإذا لم تثبـت عليـه حـبس ، فإذا ثبتت التهمة والبينة على الجاني حبس تعزيرا يـة احتياط وإنما مجرد وسـيلة ،، والحبس بالنسبة له في هذه الحالة ليس عقوبة ااحتياط

.2تحقيق لمنعه من الهروب أو عن التأثير على مجرى التحقيقاء النأث في المبسوط عند الكالم على الـشهادة 3ا يؤكد هذا القول ما ذكره السرخسي ومم

والقاضي ال يعرف عدالة الشهود فإنه –دأي الشهو –فإذا بينوا ذلك ":في الزنا حيث قال ،فال يظفر به بعد ذلـك لهرب سبيله وهذا ألنه لو خلى ،يحبسه حتى يسأل عن الشهود

فال يكون مشروعا فيما بنـى احتياط أخذ الكفيل نوع إلى أخذ الكفيل منه ألن وال وجه بـل حتياطاالحبسه ليس بطريق : قلنا ،ي الحبس أظهر ف حتياطاال: فإن قيل ،على الدرء

. 4"سه تعزيرا الفاحشة فيحببارتكابألنه صار متهما Ýبطريق التعزير وعلل هذا الفرق بكون ،ااحتياط السرخسي بين الحبس تعزيرا والحبس قفهنا فر

.بإرتكاب الفاحشة فيحبس تعزيراالمتهم ثبتت إدانته م الحـبس حيث قس ،وهذا ما أشار إليه الخطابي كذلك في كالمه الذي ذكر سابقا

.احتياط وستظهاراحبس عقوبة وحبس : إلى نوعين ومـنهم ابـن ،ااحتياطق بين الحبس تعزيرا والحبس وهناك من الفقهاء من لم يفر

:حيث ذكر أثناء الكالم على الشهادة في الزنا قولهعابدين في حاشيته هذا : ي والشاهد ويقول ا وعلنا وذلك بأن يجمع القاضي بين المزك يعدل الشهود سر "

ـ :ل بأن يقا ،ظاهر العدالة اتفاقا ب ولم يكتف هنا ،اسر الذي زكيته يعني سلم لـيس هو مويحبسه هنا حتـى : قالوا .بخالف سائر الحقوق عند اإلمام ،للدرء بظاهر الفسق احتياال

فإنه ال يحبس فيها قبل ظهور عدالـة يسأل عن الشهود بطريق التعزير بخالف الديون .5"والتعزير واعترضه بأنه يلزم الجمع بين الحد،وتمامه في البحر .الشهود

-ـ ه1412: ط. بيروت، د–الموسوعة الجنائية في الفقه اإلسالمي، دار النهضة العربية أحمد فتحي بهنسي،-1

1991Ɯ،92:، ص2: م . . 92: ص،Ɯ،:2نفسه المرجع -2 هـ، 483و بكر الفقيه الحنفي المتوفى سنةمحمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي اإلمام شمس األئمة أب: هو-3

المبسوط في الفروع وهو شرح الكافي للصدر الشهيد، ، األمالي في الفقه ه،األصول في الفق :صنف من الكتب . 76:، ص6:اشا البغدادي، مجهدية العارفين إلسماعيل ب :ترجمته في./ والمحيط في الفروع وغير ذلك

. 39–38:ص،Ɯ:9 م،1993 – هـ 1414 :1 بيروت، ط– المبسوط، دار الكتب العلمية ، السرخسي-4 . 10:ص،Ɯ:6ن، رد المحتار على الدر المختار، ابن عابدي-5

التعريف والمشروعية:الفصل األول

29

وعقوبة على ، فكيف يجمع بين عقوبة لم توقع بعد ،تثبت بعد الجريمة لم ظ أن حالي .1تهمة لم تثبت

ر والمتهم يعـز ،Ý ألنه بهذه الشهادة صار متهما وفيه نظر :قلت":قال ابن عابدين على أنه ال مانع من اجتماعهما بدليل أنه ال يجمع بين جلد ونفي إال ، لم يثبت بعد والحد

.2"فتدبر ،سياسة وتعزيرا : على كالم ابن عابدين بقوله 3 سعدي جلبيوقد علق وال يخفـى :أقول"طريق االحتياط بل بطريق التعزير حبسه ليس ب أجيب بأن :"قوله"

سبيله هرب هو أن يكون الحبس ألنه لوخلى : عليك أن المستفاد من تعليل الحبس بقوله 4."ا ال تعزيرا فليتأملاحتياط

. الذي أختارهيوهذا هو الرأـ نفس ألن Ý ال يستوجب عقوبة التعزير االتهام مجرد وذلك أن ام ال يـشكل االته

هو الوحيد االتهام ولكن ،دانتهإ المتهم بريء حتى تثبت ألن Ýمعصية تستوجب التعزير .5ا خوفا من هروبه من المحاكمةاحتياطالذي يترتب عليه التحفظ على المتهم

وأشار إلى ضرورة ، إلى طرح هذه المسألة وهذا ما دعا أحد الباحثين المعاصرين : حيث قال ،ااحتياطالتفرقة بين الحبس تعزيرا والحبس

،ل في المفهوم القانوني إلى أن يشمل نوعا من الحكم بعقوبة الحبس قد تحو أن"... ،حبس تحتاƜ إلى كلمة وصفية أخرى تخرجها عن مفهـوم الحكـم كلمة ال وبالتالي فإن

.6" للتفرقة بينه وبين الحبس كعقوبةيحتياطالحبس اويصبح على ذلك ال بل هـو ، ذاته ي ليس عقوبة في حد حتياط الحبس اال ويشير في كالم آخر إلى أن

وصوال إلى براءة المتهم أو ، الغموض وإجالء كشف الحقيقة منه تدبير احترازي يقصد والبين مـن اسـتقراء ...": فيقول ،عدم براءته وذلك بثبوت التهمة والبينة وعدم ثبوتهما

ال أنه ،ي لمصلحة التحقيق حتياطنصوص قانون اإلجراءات الجنائية الفارضة للحبس اال ،تدبير احترازي مؤقت للكشف عـن الحقيقـة ولكنه ، ذاته عقوبة قضائية في حد ر يعتب .7" أجل المصلحة العامةومن

. 93:ص ،Ɯ:2 أحمد فتحي بهنسي، الموسوعة الجنائية،-1 .10:ص، 6:ر، Ɯ ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختا-2ي بالقسطنطينية سعد اهللا بن عيسى بن أمير خان القسطموني ثم الرومي الحنفي الشهير بسعدي جلبي القاض:هو -3

الهدايـة، على العناية شـرح حاشيةشية على أنوار التنزيل للبيضاوي، صنف حا .ـ ه 945والمتوفى بها سنة لعــارفين إلســماعيل باشــاديــة اه:ترجمتــه فــي./اللغــة فــي القــاموس للفيروزآبــادي حاشــيةعلى .386:ص،5:مجالبغدادي،

. 07: ص،5:جمهمام،ال حاشية سعدي جلبي على العناية شرح الهداية على هامش شرح فتح القدير للكمال بن -45-Ɯ ،95:ص، 2: أحمد فتحي بهنسي، الموسوعة الجنائية . .28:صم،2003–اإلسكندرية،الفكر الجامعيحتياطي في ضوء الفقه والقضاء،دار الحبس اال محمدالسيد أحمد،-6 .23:، صالمرجع نفسه -7

التعريف والمشروعية:الفصل األول

30

مشروعية التعزير بالحبس-: المطلب الثاني Ɯفي غمار هذه المسألة أن نتطرق إلى بيان مشروعية التعزير يستلزم قبل الولو

:، وهذا ما سنتناوله في الفرعين التاليينوالحبس مشروعية التعزير-: الفرƱ األول- . والمعقول، واإلجماع، والسنة،التعزير مشروع بالكتاب فعظـوهن والالŮتـي تخـافون نـشوزهن ...(: قوله سبحانه وتعـالى : الكتاب-أ

في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فال تبغوا عليهن سبيالŹ إن الله كـان واهجروهنŹكبيرا Ź1.)عليا

، وذلك 2 اهللا سبحانه وتعالى أمر بضرب الزوجات تأديبا وتهذيبا أن:وجه الدǗلة - هذه العقوبـات ألنه من المعلوم أن Ýلهجر والضرب من التعزير وهذا ا ،المخالفة عند

3. فتكون تعزيرا يملك إقامة الحدهوالو ، ألنها موكولة للزوƜ،احد ليست . وعليه فاآلية دليل على مشروعية التعزير

: السنة-ب – صلى اهللا عليه وسـلم – أن رسول اهللا - رضي اهللا عنه – 4حديث أبي بردة -

5.» من حدود اهللا إال في حدت يجلد فوق عشر جلداال«:قال : وجه الدǗلة-

وهـذا ،دل هذا الحديث على عدم جواز الجلد فوق عشر جلدات في غير الحـدود العشر جلدات فـي غيـر الحـدود وهـو بمفهومه على مشروعية الجلد بما دون يدل

. 6التعزير .وعليه فالحديث دليل على مشروعية التعزير

: أدلة التعزير في السنةومن

. 34: سورة النساء، اآلية-1 . 112:، ص5: الكمال بن الهمام، شرح فتح القدير، مج-2مجلة ريعة اإلسالمية والقانون الوضعي، عبد الحفيظ محمد عبد ورواس قلعه جي، التعزير بالجلد بين الش-3

. 353: م، ص2002 -ـ ه1423:ربيع األول،49:العدد،17: الكويت، السنة–سالمية الشريعة والدراسات اإل، شهد العقبة مع السبعين من األنصار، وشهد أيضا بدرا وأحدا والخندق بن نيار األنصاريهانƐ أبو بردة : هو -4

/ أبي سفيان مات أبو بردة في خالفة معاوية بن .- اهللا عليه وسلم صلى–والمشاهد كلها مع رسول اهللا .452 – 451:، صƜ:3 سعد،البنالطبقات الكبرى :ترجمته في

. 262:، صƜ،:4؟ باب كم التعزير واألدب– البخاري، صحيح البخاري، كتاب الحدود -5 . 515– 514:، ص1:ه، Ɯالسجن وموجبات محمد بن عبد اهللا الجريوي،-6

التعريف والمشروعية:الفصل األول

31

الثالثة الذين تخلفوا عنه فـي بالهجر في حق – اهللا عليه وسلم صلى –تعزيره -جـروا ، فه 3، وهالل بـن أميـة 2 الربيع بن ، ومرارة 1كعب بن مالك : غزوة تبوك وهم

فوا حتŮـى إذا وعلى الثŮالثة الŮذين خلŰ (: حتى نزل قوله تعالى 4ال يكلمهم أحد ليلةخمسين Ůملجأ من اللـه إال Ůوا أن الůضاقت عليهم األرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظن

. 5 )إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التŮواب الرحيم بالنفي حيث أمر بـإخراƜ المخنثـين مـن – عليه وسلم اهللا صلى –وتعزيره -

لعن " : قال - رضي اهللا عنهما – 6 على ذلك حديث ابن عباس ويدل .المدينة ونفيهم منها : ت مـن النـساء وقـال جال والمترجال المخنثين من الر – اهللا عليه وسلم صلى–النبي

7."وأخرƜ عمر فالنا ، وأخرƜ فالنا،بيوتكمأخرجوهم من ƚ- ƱجماǕا :

وتبعهم فـي ،8 على مشروعية التعزير - رضوان اهللا عليهم –حابة فقد أجمع الص : تالمذتهم المبثوثة في كتب الفقه نذكر منهاذلك األئمة الفقهاء وذلك من خالل أقوال

. 10"ع األمةنة وإجماس ثابت بالكتاب وال- أي التعزير-وهو":9 قال ابن نجيم-

خلف عن بدر وشهد وت،، شهد العقبة وبايع بهاسلميالكعب بن مالك بن أبي كعب أبو عبد اهللا األنصاري : هو-1

:وقيلثالثة الذين تيب عليهم،مات أيام قتل علي بن أبي طالب،وتخلف عن تبوك،وهو أحد الأحدا وما بعدها، . 302:ص، Ɯ:3 حجر،البناإلصابة في تمييز الصحابة :ترجمته في./ مات بالشام في خالفة معاوية

وهو أحد الثالثة الذين تيب ي األوسي،من بني عمرو بن عوف، شهد بدرا،رارة بن الربيع األنصارم: هو-2 .396:، صƜ:3 حجر،البناإلصابة في تمييز الصحابة : ترجمته في/.عليهم

وهو أحد الثالثة الذين تيب شهد بدرا وما بعدها،هالل بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد األعلم األنصاري،: هو-3 . 606:ص ،Ɯ:3 حجر،البنفي تمييز الصحابة اإلصابة :ترجمته في./ عليهم

، 4418Ɯ، :3: حديث رقم-... باب حديث كعب بن مالك –أخرجه البخاري في صحيحه،كتاب المغازي -4 – ـه1415 :13 بيروت، ط–عبد القادر عودة، التشريع الجنائي اإلسالمي، مؤسسة الرسالة .176:ص

1994Ɯ،702 :ص، 1:م . . 118: سورة التوبة، اآلية-5 –ابن عم الرسول ناف، أبو العباس القرشي الهاشمي،عبد اهللا بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد م: هو-6

ولد وبنو هاشم بالشعب قبل الهجرة بثالث، وكان يسمى حبر األمة، وفي الصحيح عنه – اهللا عليه وسلم صلى 68مه الحكمة، توفى رضي اهللا عنه بالطائف سنة اللهم عل:ه إليه وقال ضم– اهللا عليه وسلم صلى– النبي أنأسد الغابة .330: ص،Ɯ:2 حجر،البناإلصابة في تمييز الصحابة :ترجمته في./ وهو ابن سبعين سنة.ـه

.290:ص، Ɯ:3 األثير،البن . 259:ص، 4: باب نفي أهل المعاصي والمخنثين،Ɯ– البخاري، صحيح البخاري، كتاب الحدود -7 . 112:، ص5: شرح فتح القدير، مج،همام الكمال بن ال-8 هــ 926ه،الحنفي،ولد سنة نجيم المصري،الفقي بابنالدين بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الشهير زين: هو -9

الفـروع،فتح الـدقائق فـي رائق شرح كنز الاألشباه والنظائر في الفروع،البحر :من تصانيفه ،970وتوفي سنة . 378:، صƜ:5لعارفين إلسماعيل باشا البغدادي،هدية ا: فيترجمته./ الغفار في شرح المنار

-ـ ه1418 :1بيروت،ط–دار الكتب العلمية كنز الدقائق في فروع الحنفية،البحر الرائق شرح ، ابن نجيم-10 .71:ص، 5:مج، م1997

التعريف والمشروعية:الفصل األول

32

ـ اتفق األئمة على أن ":1اني وقال عبد الوهاب الشعر - ي كـل التعزير مشروع ف .2" فيها وال كفارةمعصية ال حد

معصية ليس فيها التعزير مشروع في كل اتفق العلماء على أن :" وقال ابن القيم - .3 " وعدمه وبحسب الجاني في الشر،بحسب الجناية في العظم والصغر ،حد

حابة واألئمة الفقهاء على إجماع من طرف الص هناك وبالتالي نستطيع القول بأن .مشروعية التعزير

التعزير زجر عن األفعال السيئة كي ال تصير ملكات فيفحش فهو أن : المعقول -د . 4ويستدرƜ إلى ما هو أقبح وأفحش فهو واجب

مشروعية الحبس -: الفرƱ الثاني- .والمعقول ، واإلجماع، والسنة،الحبس مشروع بالكتاب

:أما الكتاب-أ : فقد دل على مشروعية الحبس من وجوه منها

والالŮتي يأċتين الفاحشة من نŰسƉئكم فاستشهدوا عليهن أربعةŹ مŎـنكم (: قوله تعالى -1 5. ) يجعل الله لهن سبيالŹفإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتŮى يتوفŮاهن الموت أو

: وجه الدǗلة - حيث أمر اهللا تعـالى بإمـساكهن فـي )فأمسكوهن في البيوت (: في قوله تعالى

ـ فلما كثر الج ،البيوت وحبسهن فيها في صدر اإلسالم قبل أن تكثر الجناة يشنـاة وخ .6ذ لهم سجنخـتهم أĈـĈتوـف

: لماء أقوال في نسخ هذه اآليةوللع النسخ رفع حكم اآلية لم تنسخ وإنما فسرت وبينت بالسنة Ý ألن إن: القول األول -

،وههنا شرط وزال الشرط ال يكون نسخا ا ما كان مشروطا بشرط فأم ،ظاهره اإلطالق .7سخافبينت السنة السبيل فكان بيانا ال ن سبيال،عل لهن حتى يجاهللا تعالى حبسهن

: أيضاعلى قوليناختلفوا وهؤالء ، الحبس منسوƢإن: القول الثاني-

ه،قيالفاألنـصاري، ،المصري،الشعراني،عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمـد بـن موسـى التلمساني : هو -1

من تصانيفه هـ، 973وتوفي سنة هـ 898الصوفي،ولد في قلقشنده بمصر سنة ،الشافعيالمحدث،األصولي،هديـة :ترجمتـه فـي ./ القدسـية ه،الميزان الكبرى،األنوار الفق أصول للسبكي في الجوامع جمع شرح:الكثيرة

.339:ص ،2:الة، Ɯمعجم المؤلفين لعمر رضا كح.641:ص ،5:العارفين إلسماعيل باشا البغدادي، مج . 152:ص، Ɯ:2الميزان الكبرى،، الشعراني-2بيروت، –عصام فارس الحرستاني،دار الجيل :تحقيق الطرق الحكمية في السياسة الشرعية،، ابن قيم الجوزية-3

. 218:ص، Ɯ:2ابن فرحون، تبصرة الحكام،.141:ص. 1998 -ـ ه1418 :1ط . 112: ص،5: الكمال بن الهمام، شرح فتح القدير، مج-4 . 15: سورة النساء، اآلية-5 . 357:ص، Ɯ:1 أحكام القرآن،، ابن العربي-6 . 120:ص، 10:المغني، Ɯ، ابن قدامة-7

التعريف والمشروعية:الفصل األول

33

واختلـف ،1 الحبس نسخ بالرجم خاصة وبقي حكمه مع الجلـد أن: القول األول -أ علـى ؟ الذي نزل بعدئـذ ا بذاته أو توعدا بالحد الحبس المنسوƢ هل كان حد هؤالء في

. 2رأيين ي وبقي مشروعا ف ،ي الزنا فقط بالجلد والرجم الحبس نسخ ف إن: القول الثاني -ب .3غير ذلك

النسخ إنما ألن هذه اآلية ليست منسوخةÝ اجتمعت األمة على أن ":4قال ابن العربي ـ ،اللذين ال يمكن الجمع بينهما بحال ،يكون في القولين المتعارضين من كل وجه ا إذا وأم

Ý ألنه كالم منـتظم فليس بنسخ د ذلك ثم وقع بيان اآلية بع،كان الحكم ممدودا إلى غاية .5" وال اعتراض عليه،متصل لم يرفع ما بعده ما قبله

وكذلك األذى في قوله ، الحبس المذكور في اآلية وذهب بعض أهل العلم إلى أن بل ، باقيان مع الجلد ألنه ال تعارض بينهما)6 ...واللŮذان يأċتيانها منكم فƉذوهما ( :تعالى

. 7الجمع ممكن على يدل )فأمسكوهن(: قوله وقال الخطابي في هذه اآلية أنها ليست منسوخةÝ ألن

أي ) المـوت يتوفـاهن (أي إلى أن )حتŮى(: إمساكهن في البيوت ممتد إلى غاية قوله أن ، وذلك السبيل كان مجمال ) سبيال أو يجعل اهللا لهن ( مالئكة الموت عند انقضاء أجالهن

ـ ، سـبيال قد جعل اهللا لهـن خذوا عني «:-اهللا عليه وسلم صلى–فلما قال النبي ر البك 8.»جممائة والر والثيب بالثيب جلد، ونفي سنةبالبكر جلد مائة

. 9صار هذا الحديث بيانا لتلك اآلية ال نسخا لها إذا حضر أحـدكم المـوت حـين يا أيŋها الŮذين آمنوا شهادة بينكم (: قوله تعالى -2

الوصية اثنان ذوا عدل مŎنكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في األرض فأصابتكم ارتبتم ال نشتري به ثمناŹ ولو مŋصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصالة فيقسمان بالله إن

.10 ) كان ذا قربى وال نكتم شهادة الله إنŮا إذاŹ لŮمن اآلثمين

،Ɯ:3أحكام القرآن،،الجصاص،511:ص، 1:مج. م1977 -ـ ه1397 :1 الزمخشري، الكشاف، دار الفكر،ط-1 . 41:ص

. 357:ص ،1: أحكام القرآن، Ɯ، ابن العربي-2 . 88:ص، Ɯ:20،المبسوطسرخسي، ال.357:ص، 1:ه، Ɯلمصدر نفس ا-3 المتبحر، ،الحافظ،العالمةلي،يباإلش األندلسي لمعافريان العربي اهللا بن أحمد اإلمام أبو بكر بعبد بن محمد: هو-4

أحكام القرآن، :من تصانيفههـ،543هـ،وتوفي سنة468ء األندلس،وآخر أئمتها وحفاظها،ولد سنةختام علما فرحون، البنالديباƜ المذهب :ترجمته في./ عارضة األحوذي على كتاب الترمذيه،صول في أصول الفقالمح . 90:، طبقات المفسرين للسيوطي ص167:، ص2:، طبقات المفسرين للداوودي، 376Ɯ:ص

. 354:، ص1:أحكام القرآن، Ɯ، ابن العربي-5 .16: سورة النساء،اآلية-6 . 33 :ص،2:مج م،1999 -ـ ه1420 :1طبيروت،–قاصد القرآن،دار الكتب العلمية مفتح البيان في القنوجي،-7 . 115:، صƜ:5باب حد الزنى،- كتاب الحدود ،بيروت– دار اآلفاق الجديدة ، مسلم، الجامع الصحيح-8 . 272:، ص3:، الخطابي،معالم السنن، 34Ɯ – 33:، ص2:فتح البيان، مج القنوجي،-9

. 106: سورة المائدة، اآلية-10

التعريف والمشروعية:الفصل األول

34

: وجه الدǗلة - يفيد واألمر االثنين وهذا أمر بحبس ،1أي توقفونهما .)تحبسونهما(: في قوله تعالى

2.المشروعية وفيه دليل على جـواز ،توقيف الشاهدين في ذلك الوقت لتحليفهما :والمراد بالحبس 3.الحبس بالمعنى العام

. الوقف أحد معاني الحبسوقد بينا في المبحث السابق أن 4".اآلية أصل في حبس من وجب عليه حقوهذه .. .":وقال القرطبي في تفسيره

ين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فساداŹ إنŮما جزاء الŮذ ( :قوله تعالى -3أن يقتŮلوا أو يصلŮبوا أو تقطŮع أيديهم وأرجلهم مŎن خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهـم

ņنيا ولهم في اآلخرة عذابŋفي الد ņخزيņ5)عظيم . : وجه الدǗلة -

فقد اختلف الفقهاء في المعنـى المـراد ،)أو ينفوا من األرض ( :في قوله تعالى وتوصلنا إلى الـرأي ،بالنفي في هذه اآلية وقد بسطنا القول في ذلك في المبحث السابق

إلى بلـد آخـر فيه كانوا لذي المراد بالنفي إخراƜ المحاربين من البلد ا أن:الراجح وهو . وحبسهم فيه

النفـي مـن : إحدى عقوبات قطاع الطـرق ت هذه اآلية على أن وعليه فقد نص ألنه نفي من سعة Ý والنفي أحد معاني السجن ، ذلك على مشروعية النفي فدل ،األرض

الدنيا إلى ضيق السجن فصار المسجون كأنه منفي من األرض التي هي أوطانهم التـي .6تشق عليهم مفارقتها

)أو ينفـوا مـن األرض (: قال اهللا تعالى في حق قطاع الطريق ":وقال السرخسي 7". الحبسالمراد به

.فاآلية إذن دليل على مشروعية الحبس فشدŋوا الوثاق فإذا لقيتم الŮذين كفروا فضرب الرŎقاب حتŮى إذا أثخنتموهم (: قوله تعالى -4

. 8 )فإما مناŹ بعد وإما فداء حتŮى تضع الحرب أوزارها

. 97:ص ،Ɯ:12،6:م،مج1990 -ـه1411: 1ط بيروت،–الرازي،التفسير الكبير،دار الكتب العلمية فخرالدين-1 . 51: ص،Ɯ:1السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية، ، محمد بن عبد اهللا الجريوي-23-Ɯ ،109:، ص2: الشوكاني، فتح القدير . . 352:ص ،6:قرطبي، الجامع ألحكام القرآن، Ɯ ال-4 .33: سورة المائدة، اآلية-5 هـ 1417: 1 طبيروت، –ان في إيضاح القرآن بالقرآن، دارالكتب العلمية محمد األمين الشنقيطي، أضواء البي-6

- 1996Ɯ ،71– 70: ص،2:م . . 80:، صƜ :20،المبسوط السرخسي،-7 . 04:اآلية سورة محمد،-8

التعريف والمشروعية:الفصل األول

35

: وجه الدǗلة-

.1 وأحيطوهم بالوثاق،إذا بالغتم في قتلهم فأسروهم: أي)فشدŋوا الوثاق(: في قوله تعالى .الهرب والفرار، ويتمكنوا من 2وإنما أمر بالوثاق لئال يفلتوا

مـشروعية على يدل ، واألمردلت على مشروعية األسر بطريق األمر : فاآلية هنا لذا فهـي ، األسر أحد معاني الحبس المأمور به واألسير في حقيقة األمر محبوس Ý ألن

.3دليل على مشروعية السجنعية مـا وقد اختلف العلماء في هذه اآلية هل هي محكمة فتبقى دليال على مشرو

:4 على قولين؟دلت عليه أو منسوخة وال يمـن ،أن يفـادوا يجوز ال وإنه ،إنها منسوخة في أهل األوثان :القول األول -، وقولـه 5 )فاقتلوا المشركين حيث وجـدتůموهم (: تعالى سخ لها في قوله ا والن ،عليهم: وقوله تعالى 6.)رب فشرŎد بهم من خلفهم لعلŮهم يذŮكŮرون فإما تثقفنŮهم في الح ..(: تعالى

)...ŹةŮفƉ7 .. وقاتلوا المشركين ك.( وكثير مـن ،11ـج، وابن جري10ديـ، والس9حاكـوالض ،8قتـادة: وبهـذا قـال

.الكوفيين

. 647:الفيومي، المصباح المنير، ص./ الواو وكسرهاهو القيد والحبل ونحوه بفتح: الوثاق-1 . 226:ص ،16:قرطبي، الجامع ألحكام القرآن، Ɯ ال-2 . 53:ص ،1:ه، Ɯ محمد بن عبد اهللا الجريوي، السجن وموجبات-34-Ɯ ،الجامع ألحكام القرآن،،،القرطبي39 -38:، ص5: الشوكاني، فتح القدير Ɯ:16228–227:، ص . . 05: اآلية، سورة التوبة-5 . 57:اآلية سورة األنفال،-6 . 36: اآلية، سورة التوبة-7 هـ وكان ثقة 60ه،أحد األعالم،ولد سنةأبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري األكم: هو-8

وفقيها وعالما بالشعر واألنساب،وكان تابعيا،روى عن أنس بن مالكوكان مفسرامأمونا حجة في الحديث،، 54:، طبقات الحفاظ للسيوطي7/229: سعدالبنالطبقات الكبرى :ترجمته في/.ـ ه117توفي سنة.وغيره

.47 /2:طبقات المفسرين للداوودي :ترجمته في. / له تفسير القرآن. ـ ه102 الهاللي البلخي التابعي المفسر،المتوفي سنةالضحاك بن مزاحم: هو-9

. 5/428:اديهدية العارفين إلسماعيل باشا البغدصاحب التفسير، األعور، الهاشمي السدي،الكبير أبومحمدالكوفيإسماعيل بن عبد الرحمان بن أبي كريمة : هو-10

طبقات : ترجمته في/.ـ ه127سكن الكوفة ومات بها سنةوطائفة، وأنس بن عباساروى عن ،أصله حجازي . 5/206: البغداديإسماعيل البنهدية العارفين .1/110:المفسرين للداوودي

الحرم، الحافظ،فقيه المجتهد الرومي األموي،موالهم،المكي،اإلمامجعبد الملك بن عبد العزيز بن جري: هو-11 البن الكبرى الطبقات:ترجمته في. /ـ ه150 هـ بمكة،وتوفي سنة80كان ثقة كثير الحديث جدا،ولد سنة

. 359 – 1/358:طبقات المفسرين للداوودي،492 – 5/491:سعد

التعريف والمشروعية:الفصل األول

36

رك إال من قامت الداللة مش فوجب أن يقتل كل ،وسورة المائدة آخر ما نزل :قالوامشهور من مذهب وهذا هو ال ، ومن تؤخذ منه الجزية ،على تركه من النساء والصبيان

. 1أبي حنيفة : هذه اآلية ناسخة لقوله تعالىإن:القول الثاني- .)وجدتůموهم فاقتلوا المشركين حيث(

. وغيره2روي ذلك عن عطاء وبعـد ،ر بين القتل واألسر واإلمام مخي ، اآلية محكمة إن:اءوقال كثير من العلم

.4والفداء 3ر بين المناألسر مخي . وغيرهم8وأبو عبيد ،7واألوزاعي ،6، والثوري5والشافعي ،مالك:وبه قال

والخلفاء الراشدين من بعده – اهللا عليه وسلم صلى–اجح Ý ألن النبي وهذا هو الر ـ ـعقب اهللا عليه وسلم صلىبي ـل الن ـفقد قت .9وا ذلك ـفعل 10ن أبـي معـيط ـة اب

هـ، 80سنة الحنفية،مؤسس المذهب الحنفي،ولد بالكوفة إمام،مجتهده،فقي التيمي الكوفي،أبو حنيفة بن ثابت:و ه-1

150توفي ببغداد سنةونشأ بها وتفقه عن حماد بن سليمان،أعرض عن القضاء وحلف عليه فحبس بسبب ذلك،: طبقات الحفاظ للسيوطي: فيترجمته/.الفقه األكبر في الكالم،الرد عن القدرية،كتاب الوصية:من تصانيفههـ، .4/32:،معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة80

: من فقهاء التابعين،كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث،قال قتادة،اح أسلم أبو محمد المكيبعطاء بن أبي ر: هو-2: جمته فيرت./ وهو ابن ثمان وثمانين سنةـه115 وقيل سنة ـه114مات سنة،أعلم الناس بالمناسك عطاء .69:طبقات الفقهاء للشيرازي.46-45:طبقات الحفاظ للسيوطي

. 5/38:فتح القدير:الشوكاني./هو اإلطالق بغير عوض: المن-3 . 5/38:فتح القدير:الشوكاني./ يفدي به األسير نفسه من األسرما: الفداء-4أحد ) أبو عبد اهللا(الحجازيي المكي،ي المطلبي الشافعمحمد بن إدريس العباس بن عثمان بن شافع القرش: هو-5

وحمل إلى مكة ونشأ هـ، 150األئمة األربعة عند أهل السنة وإليه تنسب الشافعية، ولد بغزة بفلسطين سنة قرأ عن مالك الموطأ، ثم دخل بغداد فأقام بها وعاد، ثم خرƜ – اهللا عليه وسلم صلى–بها وبمدينة الرسول

أحكام القرآن، المسند في الحديث، اختالف : من تصانيفههـ، 204توفي بها سنة إلى مصر، وأقام بها إلى أن معجم المؤلفين لعمر .71:طبقات الفقهاء للشيرازي.2/102، للداووديطبقات المفسرين:ترجمته في./ الحديث

.3/116:رضا كحالة هـ، 97سنة وقيل هـ96،ولدسنةفي،أحداألئمةاألعالمسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد اهللا الكو: هو-6

الطبقات الكبرى البن :ترجمته في./ ـه161ه، توفي سنةأمير المؤمنين في الحديث، روى عن أبيه وغير . 84:طبقات الفقهاء للشيرازي،95:، طبقات الحفاظ للسيوطي6/371:سعد

هـ، 88ولد في بعلبك سنةمام أهل الشام،إحمد أبو زرعة األوزاعي،الدمشقي،عبد الرحمان بن عمرو بن ي: هو-7هدية :ترجمته في./ه،كتاب المسائل في الفقهكتاب السنن في الفق:من تصانيفههـ، 157وتوفي في بيروت سنة

. 2/105: لعمر رضا كحالةمعجم المؤلفين،5/511:العارفين إلسماعيل باشا البغدادي هــ،من 424سـنة بمكة ،وتوفيـه154ةاللغوي،ولدسن الفقيه البغدادي أبوعبيد األزدي سالم بن القاسم: هو -8

هديـة العـارفين إلسـماعيل باشـا :ترجمتـه فـي ./األمـوال الحديث،كتاب القرآن،غريب غريب:تصانيفه .5/825:البغدادي

.39:، ص5:فتح القدير،Ɯ:الشوكاني.228:، ص16:الجامع ألحكام القرآن،Ɯ، القرطبي-9كان من مقدمي قريش في لوليد وكنية أبيه أبو معيط،أبو ان أبان بن ذكوان بن أمية بن شمس،عقبة ب: هو-10

وهو أول ه،أسره المسلمون في وقعة بدر فقتلوه وصلبواه عن المسلمين عند ظهور الدعوة،وقد اشتد أذالجاهلية، .4/240:األعالم للزركلي:ترجمته في./ مصلوب في اإلسالم

التعريف والمشروعية:الفصل األول

37

بـن 3 على ثمامة ومن ،، وفادى سائر أسارى بدر 2يوم بدر صبرا 1والنضر بن الحارث بن األكوع جارية ففدى بها أناسا مـن 4سلمةمن وأخذ ،أثال الحنفي وهو أسير في يده

صلى - فأخذهم النبي ،مكةقوم من أهل –الصالة والسالم عليه – وهبط عليه ،المسلمين .5 وهذا كله ثابت في الصحيح، على سبي هوزانوقد من ، عليهم ومن-اهللا عليه وسلم

بهمـا Ý اآليتين محكمتان معمـول وهذا على أن ":6 وفي هذا السياق يقول النحاس فإذا أمكن العمل باآليتين فال معنى ، النسخ إنما يكون لشيء قاطع ألن ،وهو قول حسن

فإذا كان األسر ،إذا كان يجوز أن يقع التعبد إذا لقينا الذين كفروا قتلناهم ،ول بالنسخ للقوهذا القول يروى . على ما فيه الصالح للمسلمين ،جاز القتل واالسترقاق والمفاداة والمن .8" حنيفة عن أبيهبا مذ7 وحكاه الطحاوي،عن أهل المدينة والشافعي وأبي عبيد

مصلحة للمسلمين من من وفـداء وقتـل ل ما يراه ع وله أن يف ،رفاإلمام إذن مخي .9واسترقاق

ر ولـي فيه األسرى إلى أن يقر عود من وجود سجن ي هذه الحاالت البد وفي كل . 10األمر ما يراه

Ý دليل على مشروعية الحبس) فشدŋوا الوثاق(: قوله تعالىوعليه نستطيع القول أناجح أي الـر مة غير منسوخة عند المحققين من المفـسرين وهـو الـر اآلية محك ألن

.والمختار عند جمهور الفقهاء : على مشروعية الحبس منهافقد وردت أحاديث كثيرة تدل :وأما السنة-ب

وهو ابن خالة رسول اهللا عبد الدار من قريش،ث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف،من بنيالنضر بن الحار: هو-1

لما ظهر اإلسالم في كان من شجعان قريش ووجوهها،وكان حامل لوائها يوم بدر،–لم اهللا عليه وسصلى– بموقع – اهللا عليه وسلم صلى-أسره المسلمون يوم بدر وقتلوه بأمر النبي،مكة استمر على عقيدة الجاهلية

. 8/33:األعالم للزركلي:ترجمته في. / انصرافهم من الوقعةب بدر بعديدعى األثيل قر . 331:صالمصباح المنير،:الفيومي./ فقد قتل صبرا ذي روح حتى يقتل،كل: صبرا-2ثبت على إسالمه لما النعمان الحنفي أبو أمامة،صحابي،كان سيد أهل اليمامة له شعر،ثمامة بن أثال بن: هو-3

تل معه المرتدين من أهل ومن أطاعه من قومه فلحقوا بالعالء بن الحضرمي فقاارتد أهل اليمامة وارتحل هو .2/100:األعالم للزركلي.1/203:اإلصابة البن حجر:ترجمته في./ـ ه12البحرين،وقتل بعد ذلك سنة

راميا محسنا كان شجاعا و بن سنان األكوع األسلمي صحابي،كان ممن بايع تحت الشجرة،سلمة بن عمر: هو-4، 425 – 2/423:ثير األأسد الغابة البن:ترجمته في./ ـه64هـ بالمدينةوقيل سنة74 فاضال توفي سنةخيرا

. 3/113:األعالم للزركلي . 228:ص،16:امع ألحكام القرآن،Ɯالج القرطبي،-5نحوي،لغوي،مفسر،أديب، المصري، بن يونس المرادي أبو جعفر النحاسأحمد بن محمد بن إسماعيل : هو-6

/.الناسخ والمنسوƢالنحو، في القرآن،الكافي معاني:تصانيفه هـ،من 338مغروقا بمصر سنة فيتو.وفقيه . 252–1/251:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة،5/61:هدية العارفين إلسماعيل باشا:ترجمته في

ي سنة وتوفهـ، 229أبو جعفر الطحاوي الفقيه الحنفي،ولد بمصر سنةأحمد بن محمد بن سالمة األزدي : هو-7طبقات ،5/58:هدية العارفين:ترجمته في./اآلثار العلماء، معاني القرآن،اختالف أحكام:من تصانيفه.ـ ه321

. 142:الفقهاء للشيرازي،ص8-Ɯ،228:ص،16: القرطبي،الجامع ألحكام القرآن . 9-Ɯ،272:، ص7: الشنقيطي،أضواء البيان .

. 56: ص،Ɯ:1ه،السجن وموجبات محمد بن عبد اهللا الجريوي،-10

التعريف والمشروعية:الفصل األول

38

. 1» حبس رجال في تهمة- اهللا عليه وسلمصلى–أن النبي «:حديث-1 حبس رجال في تهمة يومـا –سلم اهللا عليه و صلى– النبي أن«:وفي رواية أخرى

2.»ااحتياطوليلة استظهارا و : وجه الدǗلة- اهللا صـلى -سول أمر الر ،دل الحديث بمختلف طرقه على أن هناك رجال متهما

وهذا دليل ، ثم أمر بتخليته وإطالقه ،و ساعة من نهار أ ، بحبسه يوما وليلة –عليه وسلم الة والـسالم وأنه عليه الـص –اهللا عليه وسلم صلى –سول على وقوع الحبس من الر

.، وهذا دليل على مشروعية الحبس3 وفعله سنة ،فعله – اهللا عليه وسـلم صلى –بعث النبي : قال -رضي اهللا عنه –4عن أبي هريرة -2

فربطوه بسارية من ،ثمامة بن أثال :فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له 5خيال قبل نجد ؟ما عندك يا ثمامـة «: فقال –اهللا عليه وسلم صلى–Ɯ إليه النبي فخر ،سواري المسجد

وإن كنـت ،يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شـاكر ،عندي خير :فقال ؟ما عندك يـا ثمامـة :فترك حتى كان من الغد ثم قال له ،نه ما شئت تريد المال فسل م

ما عنـدك يـا :حتى كان بعد الغد فقال فتركه ،إن تنعم تنعم على شاكر :ما قلت لك :فقال فانطلق إلى نخل قريب من المـسجد .أطلقوا ثمامة : فقال ،عندي ما قلت لك :فقال ؟ثمامة

رسـول ا محمـد وأشـهد أن ، إال اهللا إلـه أشهد أن ال : ثم دخل المسجد فقال ،فاغتسل 6.»...اهللا

سـواري ثمامة ظل مربوطا بـسارية مـن دل الحديث على أن : وجه الدǗلة - يـشاهد –اهللا عليه وسلم صلى–سول والر ، ومحبوسا به مدة تزيد على يومين ،المسجد

.12:ص. سبق تخريجه-1الحديث في ولكن .102:ص،Ɯ:4األحكام، بيروت،كتاب–دار الكتاب العربي،المستدرك على الصحيحينالحاكم،-2

. متروك:قال الذهبي عنهسنده إبراهيم بن خثيم، . 60:ص ،Ɯ1ه، محمد بن عبد اهللا الجريوي، السجن وموجبات-3 ه،وأكثرهم حديثا عن– اهللا عليه وسلم صلى–صاحب رسول اهللا يماني، الرحمان بن صخر الدوسي العبد: هو-4

ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم فدعا له – اهللا عليه وسلم صلى–وشهدها مع رسول اهللا عام خيبر،أسلمواضع، ومن كبار أئمة الفتوى مع الجاللة والعبادة والت،وكان من أوعية العلم،- اهللا عليه وسلمصلى–الرسول

./ ـ ه59هـ،وقيل سنة58هـ،وقيل سنة57سنة الدنيا،توفي في الحديث روى أحفظ من ةهريرأبو:قال الشافعي، 4/325:، الطبقات الكبرى البن سعد4/202:اإلصابة البن حجر،6/318:ثيراألأسد الغابة البن :ترجمته في

. 17:صطبقات الحفاظ للسيوطي،وحد نجد ذات عرق من واليمن، وأسفلها الشام والعراق،الها تهامةالسم لǖرض العريضة التي أعاهو: نجد-5

وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز ر الجبال معها إلى جبال المدينة،ناحية الحجاز كما تدووتمثل نجد في الوقت الحاضر معظم مساحة المملكة العربية إن نجد كلها من عمل اليمامة،: ويقاله،كل

.221/ 25:الموسوعة العربية العالمية.304/ 5:معجم البلدان لياقوت الحموي/ .السعودية، Ɯ:3،4372:رقم تاب المغازي،باب وفد بني حنيفة،وحديث ثمامة بن أثال،حديثك البخاري،صحيح البخاري،-6

:، صƜ:5ه، عليباب ربط األسير وحبسه وجواز المنومسلم،الجامع الصحيح،كتاب الجهاد والسير،.168:ص158 .

التعريف والمشروعية:الفصل األول

39

وهذا دليل علـى .1 وإقراره سنة ،الة والسالم وهذا إقرار منه عليه الص ،ذلك وال ينكره .مشروعية الحبس . 2..."وفي هذا جواز ربط األسير وحبسه...":قال النووي

فجـاء رجـل ، حبس أناسا في تهمة – اهللا عليه وسلم صلى –أن النبي :ما روي -3 على مـا تحـبس يا محمد : فقال ، وهو يخطب – اهللا عليه وسلم صلى -منهم إلى النبي

فقـال ،جل شيئا فذكر الر ، عنه مرتين – اهللا عليه وسلم صلى – فصمت النبي ؟جيرتي . 3»وا له عن جيرانهـخل«-اهللا عليه وسلم صلى–النبي : Ǘلةوجه الد-

- اهللا عليه وسلم صلى -دل ذلك على مشروعية الحبس حيث وقع ذلك بأمر النبي يـة األمـر ا وأعرض عن الطلب بإخالئهم في بد ،الة والسالم ونفذ أمام نظره عليه الص أمر بإخالء –الة والسالم عليه الص –جل لما ألح على الرسول لوجاهة سجنهم ولكن الر

. على مشروعية الحبس مطلقا ولو بتهمةيدلفالحديث إذن .4سبيلهم –أتيـت النبـي :أبيه عن جده قال عن 5 بن حبيب سروى أبو داود عن الهرما -4ما تريد :يا أخا بني تميم : ثم قال لي لزمها«: فقال لي ، بغريم لي – اهللا عليه وسلم صلى

. 6»؟أن تفعل بأسيرك : وجه الدǗلة -

المالزمة أحـد بنا سابقا أن وقد مر ،)لزمها(:- اهللا عليه وسلم صلى– في قوله تسليط ذي الحق علـى الغـريم على مشروعية الحبس Ý ألن وهذا يدل ،معاني الحبس

. 7ومالزمته له نوع من الحبس عرضـه لـي الواجـد يحـل «:الة والسالم أنه قـال ه عليه الص ما روي عن -5 . 8»وعقوبته

. 61:، ص1:ه، Ɯ محمد بن عبد اهللا الجريوي، السجن وموجبات-1 ،Ɯ:12 م،1997 -ـ ه1418 :4ط ، بيروت-المنهاƜ شرح صحيح مسلم بن الحجاƜ، دار المعرفة النووي،-2

. 308:ص .338: ص،Ɯ:2،3631:رقم ه،حديثباب في الحبس في الدين وغيراود، سنن أو داود، كتاب األقضية، أبو د-3

م، 1972 -ـ ه1392 :1حبيب الرحمان األعظمي، ط:تحقيقاني، مصنف عبد الرزاق،بد الرزاق الصنعع . 216: ص،Ɯ :10،18891:حديث رقمباب التهمة،-كتاب اللقطة

. 62:ص،Ɯ :1ه، محمد بن عبد اهللا الجريوي، السجن وموجبات-4شيخ أعرابي لم يرو عنه :وقال أبو حاتمه،رفال نع:قال أحمد وابن معين.لهرماس بن حبيب التميمي العنبريا:هو-5

.11/27:تهذيب التهذيب البن حجر./ غير النضر وال يعرف أبوه وال جده . 337:ص،Ɯ:2،3629:رقم ه،حديثوغير الدين في الحبس باب- كتاب األقضية ، سنن أبو داود، أبو داود-6 . 304:ص، 8: بيروت، Ɯ– الشوكاني، نيل األوطار، دار القلم -7وأبو داود، .175:، صƜ:2في صحيحه معلقا، كتاب اإلستقراض،باب لصاحب الحق مقال، أخرجه البخاري -8

والنسائي، كتاب البيوع ،337:ص،Ɯ :2،3628:حديث رقمه، باب في الحبس في الدين وغير-كتاب األقضية حبس في الدين باب ال- وابن ماجة، كتاب الصدقات ،363: ص،Ɯ:7،4703: باب مطل الغني، حديث رقم-

. 811:ص،Ɯ:2،2427:والمالزمة، حديث رقم

التعريف والمشروعية:الفصل األول

40

: وجه الدǗلة-: 1المبـارك قال ابن .» عرضه وعقوبته يحل«- اهللا عليه وسلم صلى – في قوله والمعنى إذا مطل الغني عن قضاء دينه يحل .يحبس له : وعقوبته ،يغلظ له : عرضه يحل

كذا للقاضي التغليظ عليـه ،د في هتك عرضه وحرمته للدائن أن يغلظ القول عليه ويشد .2وحبسه تأديبا له ألنه ظالم والظلم حرام وإن قل

وعقوبتـه ، عرضه بأن يقول ظلمنـي ومطلنـي يحل: قال العلماء ":وقال النووي 3".الحبس والتعزير

وهـذا ، المماطل فالفقهاء استدلوا بهذا الحديث على مشروعية حبس المدين الغني العقوبة الواردة في الحديث مطلقـة تـصدق كما أن . على مشروعية الحبس مطلقا يدل

4. ذلك على مشروعية السجن ذاته فدل عقوبة في حدوالسجن ،على السجن وغيرهمطـل « حـديث - أي جواز الحبس – على الجواز وكذلك يدل "...:5قال الشوكاني

والحبس من جملة مـا يـصدق ،مطلقة العقوبة ألنÝ» عرضه وعقوبته ظلم يحل الغني 6."عليه المطلق

ƚ- جماǕوأما ا Ʊ: 7لى مـشروعية الحـبس حابة رضوان اهللا عليهم ع فقد أجمع الص، .في ذلك من بعدهموتبعهم

حابة الحبس وقع في زمن النبـوة وفـي أيـام الـص والحاصل أن ":قال الشوكاني .8..."عصار واألمصار من دون إنكاروالتابعين ومن تبعهم إلى اآلن في جميع األ

هو مالزمة الـدائن - رضي اهللا عنه – 9وكان الحبس في عهد أبي بكر الصديق وإن كان الحبس فـي ،نه حتى يسدد له دينه ولم يكن له محبس معد لحبس الخصوم لمدي

ا كان فقيها عالما عابدبن واضح الحنظلي التميمي موالهم،أبو عبد الرحمان المروزي،عبد اهللا بن المبارك : هو-1

،طبقات 123:طبقات الحفاظ للسيوطي، ص:ترجمته في./هـ،181زاهدا ثقة متثبتا صحيح الحديث،توفي سنة .94:صزي،الفقهاء للشيرا

. 41: ص،Ɯ:10،5: مج،آبادي، عون المعبودالعظيم شمس الحق -2 . 363:، صƜ :7، م1991 -ـ ه1411 :1ط : بيروت– السيوطي، شرح سنن النسائي، دار المعرفة -3 . 64: ص،1:ه، Ɯ السجن وموجبات، محمد بن عبد اهللا الجريوي-4 ،محدثه،فقيالقاضي بصنعاء،مفسر،،اني اليمني الحافظأبو عبد اهللا محمد بن علي بن عبد اهللا الشوك: هو-5

هـ، 1250وتوفي سنة بصنعاء، هـ 1173 مؤرƢ، أديب، نحوي، منطقي، متكلم، حكيم، ولد سنة ،أصوليهدية العارفين :ترجمته في./ فتح القديرالع بمحاسن من بعد القرن السابع،إرشاد الفحول،البدر الط:من تصانيفه

. 3/541:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة،6/365:اديإلسماعيل باشا البغد . 304: ص،8:نيل األوطار،Ɯ، الشوكاني-67-Ɯ،الموسوعة الفقهيةزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،و.54: ص،8: ابن عابدين،رد المحتار،Ɯ:12،ص:

268 . 8-Ɯ،304: ص،8: المصدر السابق . في الغار – عليه وسلم اهللاصلى–صاحب رسول اهللا ي التيمي،ن أبو بكر الصديق القرشعبد اهللا بن عثما: هو-9

لوهو أوته سنتين وثالثة أشهر وعشر ليال،وكانت خالفه،ولد بعد عام الفيل بثالث سنين،والخليفة بعدوالهجرة، :ترجمته في./ الخطاب عليه عمربنن ثالث وستين سنة،وصلىوهو ابهـ 13توفي سنةخليفة في اإلسالم،

.3/169:الطبقات الكبرى البن سعد،3/309:األثير البن أسد الغابة

التعريف والمشروعية:الفصل األول

41

– 2عية في زمن عمر بن الخطاب ا انتشرت الر ولكن لم ،ط وبالرب 1الدهليزالمسجد أو 3. ابتاع بمكة دارا وجعلها سجنا يحبس فيها-اهللا عنه رضي

: على قولين؟مام حبساهل يتخذ اإل:مولهذا تنازع العلماء من أصحاب أحمد وغيرهوال لخليفتـه اهللا عليه وسلم صلىلم يكن لرسول اهللا :قال ، حبسا ذال يتخ :فمن قال

ى ي يـسم وهـو الـذ -م عليه حافظ أو يقا ،بعده حبس ولكن يعوقه بمكان من األمكنة . اهللا عليه وسلمصلىأو يأمر غريمه بمالزمته كما فعل النبي -الترسيم

4 عمر بن الخطاب من صفوان بن أمية ترىشقد ا :قال ، يتخذ حبسا له أن :ومن قال .5وجعلها حبسا ،دارا بأربعة آالف

: الشاعر فقال6الحطيئة– رضي اهللا عنه–وقد حبس عمر بن الخطاب Ƣبذي مر Ƣزغب الحواصل ال ماء والشجر *** 7ماذا تقول ألفرا 8يا عمـرفاغفر عليك سالم اهللا *** ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة

وكان من لـصوص ،10ضابىء بن الحارث -رضي اهللا عنه – بن عفان 9وسجن عثمان 11.م حتى مات في السجنوفتاكهبني تميم

. 201:المصباح المنير، ص :الفيومي./ هو المدخل إلى الدار: الدهليز-1وإليه وكان من أشرف قريش د بعد الفيل بثالث عشرة سنة،ولن الخطاب أبو حفص القرشي العدوي،عمر ب: هو-2

لى الخالفة بعد تو داراألرقم،– اهللا عليه وسلم صلى–ل اهللا أسلم بعد أن دخل رسوكانت السفارة في الجاهلية،وهو ابن هـ، 23وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة،توفي سنة ودامت واليته عشر سنينأبي بكر الصديق،

.4/145:أسد الغابة البن األثير،3/265:الطبقات الكبرى البن سعد:ترجمته في./ ثالث وستيندار الكتب اإلدارية، الكتاني،التراتيب.55:ص،8:ابن عابدين،رد المحتار،Ɯ.102:، صالطرق الحكمية، ابن القيم-3

:ص، Ɯ:2الموسوعة الجنائية،،أحمد فتحي بهنسي.324: م، ص2001 – هـ 1422 :1ط بيروت،-العلمية80 –81 .

حسن و،أسلم وكان من المؤلفةبن حذافة بن جمح، القرشي الجمحي،ف بن وهب لصفوان بن أمية بن خ: هو-4 :ترجمته في./ـه42ومن أفصحها،مات بمكة سنة،وكان أحد أشراف قريش في الجاهليةإسالمه وأقام بمكة، .3/23:أسد الغابة البن أثير

. 324: ص،التراتيب اإلداريةالكتاني،.103:الطرق الحكمية، ص ابن القيم،-5 ،شاعر مخضرم،وبه يعرفالحطيئة، النجدي الشاعر الملقب بجرول بن أوس بن مالك العبسي أبو مليكه: هو-6

مات في ه،ه وأمه ونفساوهجا أب،لم يكد يسلم من لسانه أحدإلسالم،ثم ارتد،وكان هجاء مرا،أدرك الجاهلية وا، 5/251:هدية العارفين:ترجمته في./ديوان شعر:من آثارههـ، 18خالفة عمر بن الخطاب في حدود سنة

. 2/32:أسد الغابة،1/484:معجم المؤلفين7- Ƣ5/121معجم البلدان لياقوت الحموي ./ جر خضر نضر كثير الشالوابشيةهو واد بين فدك :ذي مر . . 326: ص،التراتيب اإلدارية، الكتاني-8ولد بعد عام الفيل بست سنين، لمؤمنين، ثالث الخلفاء الراشدين،عثمان بن عفان القرشي األموي، أمير ا: هو-9

تها أم كلثوم، فلقب بذي النورين،وهو أول جه أخ ابنته رقية ثم ماتت فزو–م اهللا عليه وسل صلى-جه النبيزو . 2/462:اإلصابة البن حجر :ترجمته في./ ـه35من هاجر إلى الحبشة،وقتل شهيدا يوم الجمعة سنة

ضابىء بن الحارث التميمي، جنى جناية في خالفة عثمان فحبسه ثم استعرضه فأخذ سكينة فجعلها في : هو-10 . 2/215:اإلصابة البن حجر:ترجمته في./ ه إلى السجن نعله فأعلم عثمان بذلك فضربه وردأسفل

بيروت، -دار القلمقاسم الشماعي الرفاعي،: اهللا عليه وسلم، تحقيقأقضية رسول اهللا صلى ابن فرƜ القرطبي،-11 .14:ص م،1987 -ـ ه1408 :1ط

التعريف والمشروعية:الفصل األول

42

،2نافعـا اه قصب فـسم نسجنا م -رضي اهللا عنه – 1كما بنى علي بن أبي طالب : ثم قال ،4اه مخيسا وسم3ثم بنى سجنا من مدر ،صوصففتقته الل

بنيت بعد نافع مخيسا ا كيسا مكيسيأال تران 5حصنا حصينا وأمينا كيسا

ويحبس ،رجلعن كفالة البسبب وحبس ابنه ،يحبس الناس 6حوكان القاضي شري على بعـض األجـداد فـإنهم ال أو الرجل في كل دين ما خال دين الولد على األبوين

، يحـبس الظالمو ا في دين غيرهم فيحبس ألنه بالمطل صار ظالما أم ،يحبسون في دينه 7. اإلسالمابتداءا للزنا في فهو عقوبة مشروعة ولهذا كان حد محمـد بـن 9)عارم(وسجن أيضا في سجن ، بمكة 8كما سجن عبد اهللا بن الزبير

11. إذ امتنع من بيعته10الحنفيةا اتفق عليـه وهو مم ، الحبس مشروع م ذكره نستطيع القول بأن ومن خالل ما تقد

.هم من التابعين والفقهاءحابة ومن بعدالصمن العقوبات التـي ولهذا وضعه الفقهاء ،12رفالحبس إذن يصلح عقوبة في التعزي

. 13 الضرورة تقضي وتملي باألخذ به يادة على ذلك فإنوز ،يقضى بها في التعازير

سنين شهد ولد قبل البعثة بعشر شمي،أول الناس إسالما،القرشي الهاعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب : هو-1

.2/507:اإلصابة البن حجر.ـه40المشاهد كلها إال تبوك،بويع بعد عثمان بن عفان،وقتل سنةلسان العرب ./ فكان المحبوسون يهربون منهوكان من قصب،،كان غير مستوثق البناء،هو سجن بالكوفة: نافع-2

. 6/74:البن منظور .163 –5/162:لسان العرب البن منظور./ الطين العلك الذي ال رمل فيه:وقيلع الطين اليابس،قط: مدر-3 . 6/74:لسان العرب البن منظور./ وهو موضع التذليلهو السجن،ألنه يخيس المحبوسين،: المخيس-4 . 55: ص،Ɯ:8ابن عابدين،رد المحتار،.14: اهللا عليه وسلم، ص ابن فرƜ، أقضية الرسول صلى-5معاوية ستين ووولي القضاء لعمر وعلي وعثمان ة شريح بن الحارث الكوفي القاضي،أدرك ولم ير،أبو أمي: هو-6

،Ɯفأعفاسنة،إلى أيام الحجا Ɯترجمته في./هـ،وهوابن مائة وعشرين سنة82ه،توفي سنةثم استعفى الحجا: . 80: طبقات الفقهاء للشيرازي، ص،27:طبقات الحفاظ للسيوطي، ص

. 82 – 81: ص،2:حي بهنسي،الموسوعة الجنائية،Ɯد فت أحم-7 ،وهو أحد العبادلة،ولد عام الهجرةأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق،،عبد اهللا بن الزبير القرشي األسدي: هو-8

في أيام عبد وقتله الحجاƜة بعد موت يزيد بن معاوية،بويع له بالخالفشهد معركة اليرموك وفتح إفريقية، . 2/309:اإلصابة البن حجر:ترجمته في./ ـه73وان سنةالملك بن مر

ثم كان بعد ه،حبسه عبد اهللا بن الزبير، فخرƜ المختار بالكوفة ودعا إلي،حبس فيه محمد بن الحنفية: سجن عارم-9Ɯ4/74:معجم البلدان لياقوت الحموي./ بمكة:موضعه بالطائف وقيل،ذلك سجنا للحجا .

:قال العجلي.وهي خولة بنت جعفر من بني حنيفة الحنفية،بابنالمعروف ،بمحمد بن علي بن أبي طال: هو-10هـ، 81 بكر وقيل في خالفة عمر ومات سنةولد في خالفة أبي.كان رجال صالحا يكنى أبا القاسمتابعي ثقة . 9/306:تهذيب التهذيب البن حجر./ وقيل غير ذلكهـ،82وقيل سنة

11-،Ɯ14:صعليه وسلم، اهللا أقضية رسول اهللا صلى ابن فر . .268:ص،Ɯ:12،الموسوعة الفقهيةزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، و-12 . 66:ص، 1:ه، Ɯالسجن وموجبات، محمد بن عبد اهللا الجريوي-13

التعريف والمشروعية:الفصل األول

43

فالحاجة تدعو عقال إلى إقرار عقوبة الحبس Ý ألن المـتهم قـد :وأما المعقول -د حاله وال يضيع ينكشف فهذا يحبس حتى ،حال ال يعرف ببر وال فجور مجهول ال يكون .1 فإن كان معروفا بالفساد والجريمة فحبسه أولى،الحق

مشروعية التعزير بالحبس-: الفرƱ الثالث-بعد أن تطرقنا في الفرعين السابقين إلى سرد أدلة مشروعية التعزيـر والحـبس

. خصوصاسة التعزير بالحب نتحدث في هذا الفرع عن مشروعي،عموما : على جواز الحبس تعزيرا منهافهناك بعض األحاديث التي ذكرت سابقا تدل

.»حبس رجال في تهمة« – اهللا عليه وسلم صلى–ما روي أن النبي -1 وهذه التهمة قد تكون ثابتة أو غير ، على جواز حبس المتهم بسبب التهمة فهو يدل

فـإذا ،ا خشية الفرار والهروب حتى تظهر البينة احتياطوارا ن حبسه استظه فتعي ،ثابتة .ا إذا ثبتت إدانته بالتهمة فإنه يحبس تعزيرا من باب أولى أم،حثبتت براءته سر

عرضـه لـي الواجـد يحـل «: قال – اهللا عليه وسلم صلى –حديث أن النبي -2 .»وعقوبته

االمتناع وأن ،ها واجب في شرعنا فائها ألصحاب ي أداء الديون واست فمن المعلوم أن المماطـل لذا يحبس الغني ،عن تسديدها ودفعها تفويت وهضم لمصالح الغير وهو ظلم

.تعزيرا لثبوت التهمة عليه وهي الظلم : ا يدل كذلك على مشروعية الحبس تعزيراومم ـ صلى–ن تخلف عن رسول اهللا كان مم 2أن أبا لبابة «: ما روي - لم اهللا عليه وس

وال أذوق طعاما وال ، ال أحل نفسي منها واهللا: وقال ،في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ق طعاما وال شرابا حتى ال يذو أو يتوب اهللا علي، فمكث سبعة أيام ،شرابا حتى أموت

واهللا ال : فقـال ،قد تاب اهللا عليك يا أبا لبابـة :قيل له ف ، ثم تاب اهللا عليه مغشيا عليه خر فجاء النبي ، هو الذي يحلني –اهللا عليه وسلم صلى –تى يكون رسول اهللا نفسي ح أحل

من تـوبتي أن إن ،يا رسول اهللا : ثم قال أبو لبابة ،بيدهه لŮح ف – اهللا عليه وسلم صلى –صدقة إلى اهللا تعالى كله ي وأن أنخلع من مال ،أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب

.3»ا لبابة الثلثيجزيك يا أب: قال ،ورسوله إلى حلفائه من بني قريظـة أنـه إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته :وقيـل

: فنزلت فيـه،لقهـار إلى حـ وأش،4بح إذا نزلتم على حكم سعد بن معاذالذ

. 102 -101: ابن القيم، الطرق الحكمية، ص-1أحدا وما بعدها من المشاهد، وشهد بدرا وكان نقيبا،شهد العقبة،،أبو لبابة بشير بن عبد المنذر األنصاري: هو-2

./ ة علي بن أبي طالب رضي اهللا عنهتوفي في خالف.زوة الفتحغعوف في وكانت معه راية بني عمرو بن . 4/1740:االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد البر،3/457:الطبقات الكبرى البن سعد:ترجمته في

. 406: ص،5:المصنف، Ɯ عبد الرزاق الصنعاني،-3وسي األشهلي،أسلم على يد مصعب بن عمير،شهد بدرا وأحدا بن معاذ بن النعمان األنصاري األسعد : هو-4

أسد :ترجمته في./ لقد اهتز عرش الرحمان لوفاة سعد: اهللا عليه وسلمالرسول صلى والخندق،ولما توفى قال . 3/420:الطبقات الكبرى البن سعد.2/373:الغابة البن األثير

التعريف والمشروعية:الفصل األول

44

.1 ) وأنتم تعلمونيا أيŋها الŮذين آمنوا ال تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا (: وروي عن ابن عباس من وجوه في قوله تعالى

ŹئاŎوآخر سي Źصالحا Źأنها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانيـة أو .2 ) ...عمال فكـان ،واريسالب وربطوا أنفسهم ،عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا خلفوا ت ،تسعة سواه

.3 اهللا عليه وسلمصلىعملهم الصالح توبتهم وعملهم السيƐ تخلفهم الغزو مع النبي : الدǗلةوجه - اهللا عليـه صلى–أن أبا لبابة حبس نفسه بسبب مخالفة شرعية بمرأى من النبي يكن عقابـا ألمـره فكان ذلك دليال على مشروعية الحبس تعزيرا Ý ألنه لو لم –وسلم فضالŹ، وثاقه ألنه تعذيب للنفس وهو منهي عنه أن يحل – اهللا عليه وسلم صلى –النبي

على أنـه فدل ،عن أنه ال ينبغي لصحابي فعل أمر في المسجد ال يرضي اهللا ورسوله .عقوبة ال غيرليه اهللا ع صلى–ألن إقرار النبي ؟كيف يحبس نفسه متخطيا سلطة الحاكم :وال يقال

األمر في حقيقته تجاوز إلجـراءات و ، لفعله إلزام له بما ألزم هو به نفسه ابتداء –وسلم .4شكلية ال تمنع من ثبوت عقوبة الحبس

الحكمة مDž مشروعية التعزير بالحبس-: المطلب الثالث

وذلك بجلب المـصالح ،إن الشريعة اإلسالمية جاءت لحفظ نظام الحياة اإلنسانية كان الغايـة منهـا والعقوبات التي شرعت في الفقه اإلسالمي ،المفاسد عنها لها ودرء

: 5أمران .حماية الفضيلة وحماية المجتمع من أن تتحكم الرذيلة فيه:أحدهما .المنفعة العامة أو المصلحة: والثاني

: ولذا يقول سبحانه وتعـالى ،وما من حكم في اإلسالم إال كان فيه مصلحة للناس ورحمـةŻ يŋها النŮاس قد جاءتكم موعظةŻ مŎن ربŎكم وشفاء لŰما في الـصŋدور وهـدŅى يا أ (

. 6 )لŰلمؤċمنين

. 27:اآلية، سورة األنفال-1 . 102: اآلية، سورة التوبة-2 -ـ ه1412 :1طبيروت،–البجاوي،دار الجيل محمدعلي:تحقيقالستيعاب في معرفة األصحاب،االبر، ابن عبد -3

، 1980Ɯ،:3 -ـ ه1400 :2طابن كثير،تفسير ابن كثير،دار األندلس،.1742 – 1741:ص،Ɯ:4، م1992 . 459:ص، 6: جامع البيان،مج،الطبري.447:ص

. 64:ص حسن أبو غدة،أحكام السجن،-4 . 22: ص– العقوبة -الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي أحمد أبو زهرة،-5 . 57: سورة يونس، اآلية-6

التعريف والمشروعية:الفصل األول

45

.1»ال ضرر وال ضرار«– اهللا عليه وسلم صلى-وقال النبي أو ولـي رة التي فوض أمرها للقاضي التعزير من العقوبات غير المقد وإن ، هذا

.2جر مع اإلصالح والتهذيبدع والز والتي كان القصد والغرض منها هو الر،األمرأنه تأديب .. .":4 وقال الماوردي ،3"جرالمقصود من التعزير هو الز " :قال الكاساني .6..". للتطهيرعرالتعزير ش...":وقال ابن عابدين، 5"استصالح وزجر

الحكمة مـن مـشروعية التعزيـر فإن ،لتعزير الحبس نوع من أنواع ا وبما أن بالحبس تندرƜ ضمن الغرض األساسي من التعزير في الشريعة اإلسالمية الـذي هـو

مـدة -احبسŅ–ويكون التعزير ...":7رالدرديقال .جر مع اإلصالح والتهذيب دع والز الر . 8"ينزجر بها بحسب حاله

: حبس يقول الشوكانيوفي سياق بيان الحكمة من مشروعية التعزير بالوفيه من المصالح ما ال يخفى لو لم يكن منها إال حفظ أهل الجرائم المنتهكـين "...

ولم ، ويعرف من أخالقهم ،للمحارم الذين يسعون في اإلضرار بالمسلمين ويعتادون ذلك ، منـه العبـاد والـبالد حرا في همليا وال قصاصا حتى يقام ذلك ع يرتكبوا ما يوجب حد

وإن ، وخلي بينهم وبين المسلمين بلغوا من اإلضرار بهم إلى كل غاية ء إن تركوا فهؤال فلم يبق إال حفظهم في السجن والحيلولة بينهم وبـين ،قتلوا كان سفك دمائهم بدون حقها

وقـد أمرنـا اهللا . حتى تصح منهم التوبة أو يقضي اهللا في شأنهم ما يختاره ،ذلكب الناس والقيام بهما في حق من كان كذلك ال يمكن ،ف والنهي عن المنكر تعالى باألمر بالمعرو

كما يعرف ذلك من عرف أحوال كثير من هذا ،بدون الحيلولة بينه وبين الناس بالحبس . 9"الجنس

:ص، Ɯ2،2341: حديث رقم– باب من بنى في حقه ما يضر جاره -سنن ابن ماجة، كتاب األحكام ابن ماجة،-1

السنن البيهقي،،4/227الدارقطني،كتاب األقضية واألحكام،Ɯ.متهملجعفي،جابر افي إسناد :وفي الزوائد،784 :وقال.58/ 2:كتاب البيوع،المستدرك،الحاكم،70 – 6/69 باب الضرر وال ضرار،Ɯ-كتاب الصلح ،الكبرى

. 2/745: كتاب األقضية، باب القضاء في المرفق– الموطأ –اإلمام مالك ه،صحيح اإلسناد ولم يخرجا . 293:التعزير في الشريعة اإلسالمية، صز عامر، عبد العزي-2 . 64:، ص7 :مج الكاساني،بدائع الصنائع،-3ه،ولي أحد أئمة أصحاب الوجو الحسن الماوردي البصري الشافعي، بن محمد بن حبيب القاضي أبويعل: هو-4

./ األحكام السلطانيةالحاوي الكبير،:من تصانيفههـ،450سنة كان ثقة،مات،ثم سكن بغدادالقضاء ببلدان شتى، . 71:طبقات المفسرين للسيوطي، ص.1/427:طبقات المفسرين للداوودي:ترجمته في

: ص، م1985 -ـ ه1405 :1 ط، بيروت- دار الكتب العلمية،األحكام السلطانية والواليات الدينية، الماوردي-5293 .

. 103: ص،6:رد المحتار، Ɯ، ابن عابدين-6 أبي حامد العدوي األزهري الخلوتي الشهير بالدردير اإلمام العالم العالمة شيخ اإلسالمأحمد بن محمد بن :هو-7

ناظرا على وقت ببني عدي عرف بالزهد والعفة والديانة،وعين شيخا للمالكية ومفتيا وهـ 1127ولد سنة ترجمته ./أقرب المسالك لمذهب اإلمام مالك شرح مختصر خليل،:من تصانيفههـ،1201الصعايدة،توفي سنة

. 45:اليواقيت الثمينة لمحمد البشير طاهر األزهري، ص:في . 147 /4الجزائر،–وزارة الشؤون الدينية، أحمد الدردير،الشرح الصغير،مؤسسة العصر للمنشورات اإلسالمية-8 . 305– 304: ص،Ɯ:8 الشوكاني،نيل األوطار،-9

التعريف والمشروعية:الفصل األول

46

أو الحبس في اإلسالم لم يشرع إلهانة السجين أو تعذيبه أو االنتقـام منـه كما أن المجتمـع بـنفس سلوكه وتأهيله للخروƜ إلى وتعديل الستصالحه وإنما شرع ،إهماله وهـذا ،ةوالعطاء والجدي واالستقامة فيها معاني الصدق ، ونظرة جديدة إلى الحياة ،جديدة: وقال ، حين سجن رجال في جريمة –اهللا عنه رضي –ر عنه عمر بن الخطاب ما عب

،األخطـاء تعديل السلوك وتـصحيح :والتوبة هنا تعني .1وبةـأحبسه حتى أعلم منه الت .2والخير والحق والصالح االستقامةه نحو والتوج

عقوبة التعزير بالحبس في الشريعة اإلسالمية جـاءت لتحقيـق ومجمل الكالم أن 3: غرضين أساسين هما

وذلك لحفظ مقاصد الـشريعة فـي ،ومعناه المنع من اإلجرام :الردع والزجر -1تكاليف الشريعة ترجع إلـى حفـظ ":4يبم الشاط ا يقول اإلم ،المفاسد عنهم ودفع ،الخلق

: والحفظ لها يكون بأمرين،مقاصدها في الخلق .ما يقيم أركانها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود: اأحدهم . من جانب العدمعاتهاا وذلك مر،ختاللما يدرأ عنها اال: والثاني

والجنايات ما ،جانب الوجود فأصول العبادات والعادات راجعة إلى حفظ الدين من أ ذلك فيها ما يدر عر فش ،م أي أصول العبادات والعادات باإلبطال لى ما تقد إكان عائدا

.5"اإلبطال ويتالفى تلك المصالح فمنعـت ،ولذا حرمت الشريعة اإلسالمية كل ما فيه خروƜ عن هذه األغـراض

. 6 موضعهتالف في غيرإلاتعذيب الجاني وإهدار آدميته و والتك جميعا رمف...":8 ألمير المؤمنين هارون الرشيد 7وفي هذا يقول أبو يوسف

ومن لم يكن ،ب وأطلق فمن كان عليه أدب أد ، أيام بالنظر في أمر أهل الحبوس في كل وتقدم إليهم أن ال يسرفوا في األدب وال يتجاوزوا بذلك إلى مـا ال .ي عنه له قضية خل

. 153: ص،6:الجامع ألحكام القرآن،Ɯ، القرطبي-1 WWW.ALASRA.ORG:موقع في اإلنترنت،السجون العسكرية في اإلسالم،بو غدة حسن أ-2 .298– 293: ص،التعزير في الشريعة اإلسالمية عبد العزيز عامر،-3 ، أصوليه، فقي،محدثي المالكي الشهير بالشاطبي،أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناط: هو-4

./ اإلفادات واإلنشادات،االعتصامالموافقات في أصول الشريعة،:نيفهمن تصاهـ،790سنة لغوي،مفسر،توفي .1/77:كحالةل،معجم المؤلفين 5/18:رفين إلسماعيل باشاادية العه:ترجمته في

. 8 -7:ص،Ɯ:2،1: مج، بيروت-دار الكتب العلمية،الموافقات في أصول الشريعة، الشاطبي-5 . 299:ص،سالميةالتعزير في الشريعة اإل عبد العزيز عامر،-6الحنفي صاحب اإلمام أبي الفقيه،البغداديوب بن إبراهيم بن حبيب األنصاري،الكوفي،أبو يوسف يعق: هو-7

وتوفي سنة ،بالكوفةهـ 113ولد سنة،عالم بالتفسير والمغازي وأيام العرب،حافظ،محدث،مجتهد،أصولي.حنيفةأدب القاضي على مذهب أبي ،لفقه الحنفيالمبسوط في فروع ا،كتب الخراƜ:من تصانيفه،ببغدادهـ 182 . 45:،معجم المؤلفين6/536:هدية العارفين:ترجمته في./ حنيفة

د اهللا بن العباس، هارون الرشيد أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد اهللا بن محمد بن علي بن عب:هو-8ى أن توفي في ولم يزل خليفةإلهـ 170الخالفة بعد موت أخيه الهادي سنة بويع .ـ ه148ولد بالري سنة

تاريخ الخلفاء :ترجمته في./ عليه ابنه صالحوصلىسنة،45هـ،وله193بطوس من خراسان سنة الغزو .120:الدولة العباسية لمحمد الخضري بك، ص.340:صسيوطي،لل

التعريف والمشروعية:الفصل األول

47

الثالثمائـة –التهمـة والجنايـة في –جل فإنه بلغني أنه يضربون الر ،ع وال يس يحل .1..". وال يسعا ال يحل وهذا مم،والمائتين وأكثر وأقل

في الشريعة اإلسالمية في المحلإن إصالح الجاني وضع:اإلصالح والتهذيب-2من ثة الخوفوليس مبع،ديني ناشئا عن وازع عن الجريمةاالبتعادحتى يكون ،لاألو

: وقصد الشريعة بذلك ،2ريه للتطعر التعزير شقول الفقهاء إن: ومن هذا القبيل ،العقاب ، المصلحون لدفع الفسادهإلي من أهم ما يصبو بعيدل وهذا الغرض ا،إيجاد مجتمع صالح . 3وإزالة المنكر ،وإخالء العالم منه

. 151: بيروت، ص-دار المعرفة،كتاب الخراƜ أبو يوسف،-1رد :ابن عابدين،368: بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي، ص جي،التعزير بالجلده عبد الحفيظ قلع-2

. 103: ص،6 :مجالمحتار، . 298:ص،التعزير في الشريعة اإلسالميةعبد العزيز عامر،-3

49

ǼDZƘƦالفصل ال: ƼƜƮلƘƛ يرƺالتع ƟƘƜƩǸǭ

Ɯƽƍو Ǵơƴǭو ǴǍǸǢƽ ƙƘ dzواƩتمƘعǙ ǔǭ Ǵير

:وفيه أربعة مباحث هي

موجبات التعزير بالحبس:ث األولالمبح

سأسباب سقوط التعزير بالحب:انيالمبحث الث

ع التعزير بالحبس مع اجتما:المبحث الثالث عقوبات أخرى

مدة التعزير بالحبس:الرابعالمبحث

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

50

:المبحث األول موجبات التعزير بالحبس

أنه يشرع الحبس تعزيرا في الجرائم واألفعال التي لم يشرع فيها ءذكر الفقها ألن األصل في هذا أن Ýالحدود سواء أكان فيها حق اهللا تعالى أم كان فيها حق اآلدمي

.الحبس فرع من التعزير

المشروع من :"فقال في فروقه ، قواعد يشرع فيها الحبس عامة1وقد وضع القرافي :الحبس ثمانية أقسام

. القصاصليحبس الجاني لغيبة المجني عليه حفظا لمح:األول - .حبس اآلبق سنة حفظا للمالية رجاء أن يعرف ربه:الثاني - .يحبس الممتنع عن دفع الحق إلجاء إليه:الثالث - ه فإذا ظهر حال،اله لحايحبس من أشكل أمره في العسر واليسر اختبار:الرابع - .بموجبه عسرا أو يسرا حكم

. معاصي اهللا تعالىنردعا ع يحبس الجاني تعزيرا أو:الخامس -يحبس من امتنع من التصرف الواجب الذي ال تدخله النيابة كحبس من :السادس -

.أسلم على أختين أو عشرة نسوة أو امرأة وابنتها وامتنع من التعيين ول عين أو في الذمة وامتنع من تعيينه فيحبس حتى يعينهما بمجهمن أقر:السابع - أقررت به هو دينار يأو الشيء الذ،أو هذه الدابة ونحوهما،العين هو هذا الثوب:فيقول

.في ذمتي ال تدخله الـنيابة عند ذيـق اهللا تعالى الـحبس الممتنع في حـي:نالثام -

.2" فيه كالصالةل وعندنا يقتكـالصومالشـافعية

غير أنه هناك خمسة أقسام من مجموع هذه األقسام الثمانية يشرع فيها الحبس . والثامن، والسابع، والسادس،القسم الثالث، والخامس:تعزيرا، وهي

:وسنفرد كل قسم منها بمطلب مستقل على النحو اآلتي

بن إدريس بن عبد الرحمان الصنهاجي البهفشيمي البهنسي المصري اإلمام شهاب الدين أبو العباس أحمد : هو -1

ـ 684تـوفي سـنة .لفقه على مـذهب مالـك العالمة الحافظ الفقيه األصولي المفسر،انتهت إليه رئاسة ا ـه . 128:البن فرحوناƜ المذهب الديب:ترجمته في./القواعد،شرح التهذيبالذخيرة،:تصانيفهمن .الطينبدير

م، 2001-هـ1421: 1القاهرة،ط–دار السالم محمد أحمد سراƜ،علي جمعة محمد،: القرافي،الفروق،تحقيق-2 . 1221:ص،4:شرع من الحبس وقاعدة ما ال يشرع،مجالفرق السادس والثالثون والمائتان بين قاعدة ما ي

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

51

حبس الممتنع عDž دفع الحƼ إلجاƅ إليه-:المطلب األولرع تعزيرا، ليكون وسيلة إلى حفظ حقـوق الغيـر مـن فالحبس في هذا القسم ش

:1اإلسراف واإلهدار، وقد قسمه ابن فرحون إلى ثالثة أقسام هي

وهو في حق من عرف أنه قادر على أداء ما يجب عليه :حبس تƮييƼ وتنكيل -1 فال خالف بين العلماء أن هذا يعاقب حتى يـؤدي مـا ،من الحق وهو ممتنع من أدائه

ففـي . ذكر ذلك الفقهاء من الطوائـف األربعـة ،وا على عقوبته بالضرب ونص ،عليه: وفـي الحـديث ،العقوبة شرعا ، والظالم يستحق 2»مطل الغني ظلم «:الحديث الصحيح

بل هي في الـضرب ، والعقوبة ال تختص بالحبس ،»الواجد يحل عرضه وعقوبته لي « لحرمـة ،بس لولده فـي دينـه ويستثنى من هذا أن الوالد ال يح ،أظهر منها في الحبس .األبوة بخالف نفقته

فإنه يحبس أبـدا ، وتقعد عليها وادعى العدم فتبين كذبه سا من أخذ أموال النا وأم ،أنه يضرب بالدرة :3 وروي عن سحنون ، أو يموت في الحبس ،حتى يؤدي أموال الناس

رحمه –ذهب مالك وليس قوله هذا بخالف م ،المرة بعد المرة حتى يؤدي أموال الناس ، وهـذا 4؟ وأي لدد أبين من هـذا ،يضرب اإلمام الخصم على اللدد:، فقد قال مالك -اهللا

.5لقوة التهمة أنه غيب المال

ما يـستبرأ أمـره فبقدر ،المجهول الحالوذلك في حق :حبس تلوǃņ واختبـار -2ـ ،ويكشف عن حاله عـن ابـن 6روى ابـن حبيـب اوذلك يختلف باختالف الدين فيم

وفي الكثيـر مـن المـال قدر نصف شهر، ليسيرة الدريهمات ا فيحبس في ،7الماجشون ، ووجه ذلك أنه يسجن على وجه اختبار حالـه ،الوسط منه شهرين أربعة أشهر، وفي

.8فوجب أن يكون على قدر الحق الذي يسجن من أجله

.2/235ابن فرحون،تبصرة الحكام،-1، 2400:باب مطل الغني ظلم، حديث رقم-يح البخاري، كتاب في االستقراض وأداء الديونالبخاري، صح-2

وأخرجه . 3/78،120، 2288-2287:،حديث رقم؟باب في الحوالة، وهل يرجع في الحوالة-وكتاب الحواالت . 5/34ب تحريم مطل الغني وصحة الحوالة،با-مسلم في صحيحه، كتاب البيوع

سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي، أصله شامي من حمص، فقيه، ثقة، حافظ، ولد د سعيوعبد السالم أب:هو-3 . 263:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./هـ240هـ، ولي القضاء في افريقية، توفي سنة 160سنة

م، 1988-ـه1408: 1بيروت،ط-سعيد أحمد أعراب،دارالغرب اإلسالمي:ابن رشد،المقدمات الممهدات،تحقيق-42/308.

.2/235رحون، تبصرة الحكام،ابن ف-5، ـه238ا للفقه على مذهب مالك، توفي سنةعبد الملك بن حبيب السلمي، أصله من طليطلة، كان حافظ:هو-6

. 252:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./غريب الحديثتفسير الموطأ،:، من تصانيفههـ239وقيل سنةن عبد اهللا بن أبي سلمة الماجشون، كان فقيها فصيحا، مفتي أهل المدينة في عبد الملك بن عبد العزيز ب:هو-7

الديباƜ :ترجمته في./هـ214سنة:هـ، وقيل213سنة:هـ، وقيل212زمانه، وكان ضرير البصر، توفي سنة .251:ن فرحونبالمذهب ال

.2/308ابن رشد، المقدمات الممهدات،-8

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

52

يتحقق ذلك ولم ،هم أنه خبأ ماالتůاو1وذلك في حق من ألد: حبس تعزير وتƉديب-3 .2 فيحلف ويخلى،فيطال حبسه حتى يقضي أو يثبت عدمه

فإنه يحبس حتى ،بهأ ماال وغي واتهم بأنه خبا حبس من ألدوأم:"...3قال ابن رشد .4"حيؤدي أو يثبت عدمه فيحلف ويسر

6مطرفو 5 في رواية عن ابن القاسم- رحمه اهللا–وهذا ما ذهب إليه اإلمام مالك ومثل هؤالء التجار الذين ، مثل أن يتهم بمال أخفاه، حبسههددوإذا تبين ل"...:حيث قال

وفي ،والرجل في السوق، وال يعرف ذلك،ذهبت: ثم يقولون،يأخذون أموال الناسفهؤالء ، منزله وال أصيب بشيءق احتروال،موضعه ال يعلم أنه سرق له شيء

طلقهم وال ـ شيء لهم فيالن أنه اس حقوقهم أو يتبيـون حتى يوفوا النـيحبس .7"الزمهم أحد ـي

فإن لم ينزجر بالحبس ، حبسه القاضي حتى يظهره،فإن أخفى ماله:"...وقال النووي .8"زاد في تعزيره بما يراه من الضرب وغيره

جل شهرين يسأل عنه وإن شاء إذا حبس الر:قال أبو حنيفة:"...يخسوقال السر أن أخبر بعد أويقات أنه معسر يه إلى القاضي والرأي ف،ل ما يحبسهسأل عنه في أو

ألنه من الجائز أنه أخفى ،وإن قالوا واجد أمر بحبسه حتى يذوق وبال أمره، سبيلهىخل .9..."ماله

ومما يشبه هذا من ظهر عنده مال يجب عليه إحضاره كالمدين "...:وقال ابن تيميةانة لم يردها إلى مستحقها وكمن عنده أم، على الحبسب ماله وأصرإذا ظهر أنه غي

أو ، الذي يجب إحضارهل لكن يضرب حتى يحضر الما، فإنه ال يحلف،ظهر كذبه .10..."يعرف مكانه

.2/551نير،باح المالمصالفيومي،./هو من اشتدت خصومته:ألد-1 .2/236ابن فرحون، تبصرة الحكام،-2 بأقطاراألندلس والمغرب ه وقتبن أحمد بن محمد بن رشد المالكي،يكنى أبا الوليد، قرطبي،زعيم فقهاءمحمد :هو-3

البيان والتحصيل، :من تصانيفهـ،ه520ي قضاء الجماعة بقرطبة،توفي سنة، وولـه405ولد سنة ومقدمهم، .373:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./هداتالمقدمات المم

.2/308ابن رشد،المقدمات الممهدات،-4 وهو ،ـه128سنة:، وقيلـه132ولد سنة القاسم العتقي، اإلمام المشهور،يكنى أبا عبد اهللا،عبد الرحمان بن:هو-5

ك عشرين سنة، توفي ه، صحب مالحسن الضبط، ثقة، فقيمن كبار المصريين وفقهائهم،رجل صالح مقل متقن، . 239:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./ـه191سنة

وغيره عن مالك مصعب،ابن أخت مالك بن أنس،وكان أصم،روى و يسار الهاللي أبمطرف بن عبد اهللا بن:هو-6 . 424:فرحونذهب البن المالديباƜ :ترجمته في./ـ بالمدينةه220وصحب مالكا سبع عشرة سنة،مات سنة

ابن شاس،عقد الجواهر .5/13/204في حبس المديان،-انكتاب المديمالك،المدونة الكبرى،دار صادر، إلماما-7 .2/789م،2003-ـه1423: 1طبيروت،–حميد محمد لحمر،دار الغرب اإلسالمي:الثمينة،تحقيق

.3/372النووي،روضة الطالبين،-8 .89 /20المبسوط،،يالسرخس-9

.34/240، ابن تيميةفتاوى مجموع،عبد الرحمن بن محمد بن قاسم-10

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

53

م ذكره اتفاق أصحاب المذاهب األربعة على أنوعليه يتبين من خالل ما تقد فإن،المدين إذا كان معسرا وغيب ماله وامتنع عن أداء ما عليه أو كان مجهول الحال

فإن لم ينزجر بالحبس زاد في تعزيره ،الحاكم يحبسه إلى أن يظهر ماله ويقضي الدين أو يثبت فقره وحاجته ، عدا الحنفية فلم يقولوا بالضرب،بما يراه من الضرب وغيره

وإن كان ذو عسرة ..(: قال سبحانه وتعالى،1فيفرƜ عنه وينظر إلنظار اهللا تعالى له Ż2)إلى ميسرةفنظرة.

:واستدل جمهور الفقهاء على ذلكحيـي بـن 4عـم يعام خيبر ف 3العوام ن للزبير ب اهللا عليه وسلم صلىبقول النبي

فقال لهذا ، صالحهم على أن له الذهب والفضة اهللا عليه وسلم صلىوكان النبي ،5أخطبالمـال :فقال،الحروبيا محمد أذهبته النفقات و : فقال ؟حيي بن أخطب 6أين كنز «:الرجل

دونك هذا فمسه بشيء من العذاب فدلهم عليه فـي : ثم قال ،كثير والعهد أحدث من هذا .7»خربة كانت هناك

أمر بتعزير ذلك الرجل عندما أخفى اهللا عليه وسلمصلىأن النبي :ووجه الداللة ذوي وهذا دليل على مشروعية تعزير من أخفى ماله وأبى إعطاء،كنز حيي بن أخطب

ألنه إذا لم يفد مع المدين الموسر الذي أخفى ماله Ý وهذا هو الصحيح،الحقوق حقوقهمألن في استمراره على االمتناع وعدم تسديد Ý فإن للحاكم تعزيره بالجلد،عقوبة السجن

وهذه معصية ،واستمرار العصيان لولي األمر،الحق لصاحبه إصرارا منه على الظلم .8بتستوجب العقوبة والتأدي

-ـه1413: 1ط بيروت،- العلميةبالشافعي،األم،دارالكت.1/431ن وموجباته،السجمحمد بن عبد اهللا الجريوي،-1

. 3/242باب ما جاء في حبس المفلس،–م،كتاب الرهن الكبير1993 .280:اآليةسورة البقرة،-2، أسلم وهو ابن خمس عشرة صلى اهللا عليه وسلم عمة النبي ابنالقرشي األسدي،الزبير بن العوام بن خويلد :هو-3

،وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة،توفي مقتوال صلى اهللا عليه وسلمسنة، شهد المشاهد كلها مع رسول اهللا .2/249:أسد الغابة البن األثير:ترجمته في./ـه36سنة

شمس الدين العظيم آبادي،عون المعبود،./ تحتيةاسعية بفتح السين المهملة وسكون العين المهملة بعده:واسمه-4 8/ 168.

حيي بن أخطب النضري،جاهلي،من األشداء العتاة،كان ينعت بسيد الحاضر والبادي،أدرك اإلسـالم وآذى :هو-5 . 2/292:يكلترجمته في األعالم للزر./ـه5ثم قتلوه سنةالمسلمين،فأسروه يوم قريظة،

مسك حيي بن أخطب ذخيرة من صامت وحلي كانت تدعى :قال الخطابي،»طبمسك حيي بن أخ«وفي رواية-6شمس الدين ./ الحليعير لها ذلكستاوكانت ال تزف امرأة إال روا أنها قومت عشرة آالف دينار،مسك الجمل ذك

. 8/166العظيم آبادي،عون المعبود،البيهقـي أخرجـه :وقـال .7/479بر،باب غزوة خي -يروت،كتاب المغازي ب-دار المعرفة ابن حجر،فتح الباري، -7

ة األراضـي باب من رأى قـسم –بيهقي،السنن الكبرى،كتاب السير ال.بإسناد رجاله ثقات من حديث ابن عمر . 9/137المغنومة ومن لم يرها،

.1/431محمد بن عبد اهللا الجريوي،السجن وموجباته،-8

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

54

وإما ،فيحبس إما تضييقا وتنكيال،هذه هي األنواع الثالثة للممتنع عن دفع الحق .وذلك على حسب حال الجاني كما ذكرنا،وإما تعزيرا وتأديبا،تلوما واختبارا

.أداء الحقوق ألصحابها:س شرع وسيلة لتحقيق مقصد عام هووعليه فالحب

صي اŶ تعالǍعزيرا وردعا عDž معاحبس الجاني ت-:المطلب الثانيوقد ، من اقترف معصية من معاصي اهللا تعالى استوجب عليه الحبس تعزيرافكلوأداء األمانات مثل ،ترك قضاء الديون،منع الزكاة:بن فرحون أمثلة لهذا القسم منهاذكر اوما تحت أيدي الوكالء والمقارضين وشبه ،ت الوقوفوغال،اليتامىوأموال ،الودائعمع القدرة على أداء ذلك كله إلى أربابه فإنه Ûوالمظالم رد المغصوب واالمتناع من،ذلك

.1 عليهبيعاقب على ذلك كله حتى يؤدي ما يج

كاالمتناع من قبول والية القضاء إذا تعين عليه ،وكذلك االمتناع مما يجب فعلهفأشبه من عنده طعام منعه ،ألن الناس مضطرون إلى علمه ونظرهÝ وللحاكم إجباره،ذلك .2ن المضطرع

.3"ولو بالحبس والضرب،ويجبر على ذلك إن أباه":قال ابن رشد

ترك :فمثاله،ا ترك السننأم، هذه األمثلة المذكورة تدخل ضمن ترك الواجبفكل .5 بتأديب تارك الوتر4قال أصبƸ،الوتر

ووطƐ المكاتبة ،سرقة ما ال قطع فيه،والخلوة باألجنبية:ا فعل المحرم،فمثالهوأموالعمل ،والغش في األسواق،واليمين الغموس،وإتيان البهيمة،لك من االستمناءونحو ذ .6والتزوير،والرشوة،والشهادة على نكاح السر،والتحليل،وشهادة الزور،بالربا

Ůوكمن ،وكمن دافع عن شخص وجب عليه حق،مة والذب عنهملوكذلك حماية الظ .ونحو ذلك،أو سارقا،يحمي قطاع الطريق

،عندهتجب عقوبته حتى يحضره إن كان و،يه ويمنعه عاص هللا تعالى من يحمفإن أو يتجاوز فيه ما ،وينزجر عن ذلك إال أن يكون إحضاره إلى من يظلمه ويأخذ ماله

.7 ولكن يتخلى عنه ويرتدع عن حمايته والدفع عنه، فهذا ال يحضره،أمر به شرعا

.2/218كام،تبصرة الح ابن فرحون،-1 .2/485م،1989-ـه1409: 3دمشق، ط-دار الفكر،الفقه اإلسالمي وأدلته،وهبة الزحيلي. المصدر نفسه-2 . المصدر السابق-3أصبƸ بن الفرƜ بن سعيد بن نافع،يكنى أبا القاسم،كان فقيه البلد،صدوق،ثقة،مولده بعد الخمسين والمائة، : هو-4

الديباƜ :ترجمته في./كتاب المزارعة الموطأ،بغرياألصول،تفسيركتاب :من تصانيفهـ،ه225توفي بمصر سنة .158:المذهب البن فرحون

.2/218ابن فرحون،تبصرة الحكام،-5 .284-12/276زارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،الموسوعة الفقهية،و. المصدر نفسه-6 .219-2/218 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-7

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

55

معصية فكل،الجاني تعزيرافهذه جملة من األمثلة على المعاصي التي يحبس فيها . وهو أنواع كثيرة منها الحبس،ليس فيها عقوبة مقدرة يشرع فيها التعزير

النيابة مDž امتنع مDž التصرف الواجب الǗ ǎƤ تدخله حبس-:المطلب الثالثفمن ن، وامتنع من التعيي، أو امرأة وابنتها، أو عشرة نسوة،كحبس من أسلم على أختين

الرجل ال يجوز له أن يتزوƜ أكثر من أربع زوجات في عصمته في المعلوم شرعا أنوإن خفتم أالŮ تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم ( : وذلك لقوله تعالى،وقت واحد

.1)...مŎن النŰساء مثنى وثالث ورباع 3أسلم غيالن الثقفي«: قال عنهمارضي اهللا2 مدلول اآلية حديث ابن عمرحويوض

أن يختار صلى اهللا عليه وسلم فأمره النبي ، فأسلمن معه،وتحته عشر نسوة في الجاهلية .4» أربعانمنه

،عمتها أو خالتهارمها كالجمع بينها وبين أختها أوا الجمع بين الزوجة ومحاأم : ودليل ذلك،فذلك أيضا ال يجوز شرعا عند جمهور الفقهاء

. 5)...وأن تجمعوا بين األĈختين إالŮ ما قد سلف( :له تعالىقو-1 .ففي اآلية داللة صريحة على حرمة الجمع بين األختين رسول اهللا أن رضي اهللا عنهما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -2 .6»ين المرأة وخالتها وال ب،ال يجمع بين المرأة وعمتها «: قال اهللا عليه وسلمصلى

على حرمـة الجمـع بـين المـرأة - اهللا عليه وسلم صلى–ففي الحديث نهي منه .وبين المرأة والخالة،والعمة

فأمرني ،أسلمت وعندي امرأتان أختان«: بن فيروز عن أبيه قال7حاكعن الض- .8» أن أطلق إحداهما اهللا عليه وسلمصلىالنبي

.03:اآليةء،سورة النسا -1يه وهو صغير، أسلم مع أب ،ثالث من المبعث النبوي ولد سنة ي، الخطاب القرشي العدو نعبد اهللا بن عمر ب :هو-2

اهللا عليـه صلى كان كثير اإلتباع آلثار الرسول شهد اليرموك وفتح مصر وافريقية، كماأول مشاهده الخندق، .3/340: األثيرنأسد الغابة الب.2/347:راإلصابة البن حج:ترجمته في./ـه73توفي سنة،وسلم

فـي ةوكان تحته عـشر نـسو معتب بن مالك بن كعب الثقفي،أسلم بعد فتح الطائف، بن غيالن بن سلمة : هو -3رضـي اهللا توفي في آخر خالفة عمـر أن يتخير منهن أربعا، صلى اهللا عليه وسلم الجاهلية فأمره رسول اهللا

.3/1256:، االستيعاب البن عبد البر4/343:أسد الغابة البن األثير:ترجمته في./عنه، 1953:ل يسلم وعنده أكثر من أربـع نـسوة،حديث رقـم باب الرج -كتاب النكاح ن ابن ماجة، ابن ماجة،سن -4

ء في الرجل يـسلم وعنـده عـشر نـسوة،حديث باب ما جا -كتاب النكاح الترمذي،الجامع الصحيح، . 1/628 .1128،3/435:رقم

.23: سورة النساء،اآلية-5 .5109،3/365:حديث رقمرأة على عمتها، باب ال تنكح الم-كتاب النكاح البخاري،صحيح البخاري،-6 .1/443:تقريب التهذيب البن حجر./ مقبول:قال ابن حجرالضحاك بن فيروز الديلمي،الفلسطيني،: هو-7، 436/ 3,1130:الرجل يسلم وعنده أختان،حديث رقمما جاء في باب - الترمذي،الجامع الصحيح،كتاب النكاح-8

. 1950،2/463:باب الرجل يسلم وعنده أختان،حديث رقم-كاحتاب النابن ماجة،سنن ابن ماجة،ك

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

56

.1..."كافر وعنده أختان أجبر على تطليق إحداهمافإذا أسلم :"...قال الشوكاني

.ويدخل هنا من باب أولى تحريم الجمع بين المرأة وابنتها

والمتمثل في الجمع بين ، النيابةهف الواجب الذي ال تدخلفهذا الممتنع من التصر ا وكذلك إذ، أو أربع نسوة من العشرة،ن واحدة من األختين زوجة لهالمحارم إذا لم يعي

ى فإنه في هذه الحالة يحبس تعزيرا كما أشار إل،ن بين المرأة وابنتها زوجة لهلم يعي فلو بقي على عدم ، وهذا من باب جلب المصالح ودرء المفاسد،ذلك القرافي في فروقه

وهو الجمع بين المحارم ،ى ذلك إلى حدوث مفسدة وضرر كبيرينين والبيان ألدالتعيرع بذلك الحبس تعزيرا كوسيلة للحفاظ على المقصد فش،نسابالمؤدي إلى اختالط األ

. روري في الشريعة وهو حفظ النسلالض

:وقد ذكر ابن فرحون أمثلة أخرى لهذا القسم منها

.عى الرؤية يسجن حتى يالعنجل ولده وادإذا نفى الر-فطولب ، فأقامت شاهدا،ومن ذلك إذا ادعت المرأة على زوجها أنه طلقها فأنكر

والطول في ذلك ، فإن طال ترك،وي عن مالك أنه يسجن فر،باليمين فامتنع أن يحلف . يسجن أبدا حتى يحلف:وقيل. سنة

ف الواجب الذي ال يقبل فإنه امتناع من التصر،عقوق األبوين:ومن ذلك أيضا .2النيابة

نه تعييتنع مÛDžوام عيDžņ أو في الƤمةل بمجهوحبس مDž أƽرņ- :المطلب الرابع اتفق أصحاب المذاهب الثالثة المالكية والشافعية والحنابلة على أن من أقر

حبسه وسيلة لتحقيق غاية وذلك ألن،بمجهول وامتنع من تعيينه وجب حبسه تعزيرا .مقصودة وهي أداء حقوق الغير

فإن امتنع من اإلقرار يسجن أبدا حتى يضطر بالسجن إلى :"...قال القرافي .3"ه حقألن...اإلقرار

أو ، فيقول أتلفت ماال، اإلنسان قد يتلف ماال أو يجني جناية ال يدري قدرهاوألن .4 ولو بالحبس والعقوبة، ويطالب بعد ذلك ببيانها،لفالن علي مال أو جناية فتلزمه

وطالبناه بالتفسير فامتنع فأربعة ،ا غيرهوإم، شيءاإم،إذا أقر بمجمل:"وقال النووي .5." التفسير واجب عليه ألن،نحبسه كحبسنا من امتنع من أداء الحق: اأوجه أصحه

.3/6/161 الشوكاني،نيل األوطار،-1 .2/240 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-2 .9/288 م،1994 :1بيروت،ط-بزة،دار الغرب اإلسالميمحمد بوخ: القرافي،الذخيرة،تحقيق-3ـ عبد الرحمان الغرياني،مدونة الفقه المالكي وأدلته، -4 ـ 1423 :1بيـروت، ط -انمؤسـسة الري م، 2002-ـ ه

4/374. .4/27روضة الطالبين، النووي،-5

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

57

ن امتنع عن ل لفالن علي شيء طولب بالتفسير فإإذا قا:"...1وقال الشيرازيألنه كالساكت عن جواب ، اليمين على المدعي وقضى لهالتفسير جعل ناكال ورد

والثاني أنه يحبس حتى ،هأحدهما ما ذكرنا:ومن أصحابنا من حكى فيه قولين،المدعي .2." بالحق وامتنع من أدائه فحبس ألنه قد أقرÝيفسر

ره،فإن أبى حبس فس:قيل له،إذا قال له علي شيء أو كذا:"...3ويقول ابن قدامة .4..."فيحبس عليه،وامتنع من أدائه،ألنه أقر بالحقÝحتى يفسر

، عليه أن يبينه بذي قيمةبل، بشيء مجهول ال يحبس عندهم فالمقر،ا عند الحنفيةأم Ý له أكثر منهعى المقرللمقر مع حلفه إن ادوالقول ،لفالن علي شيء أو حق:قال كما لو .5 في هذه الحالة هو المنكر المقرألن

،ال يجبر على البيان– بشيء مجهول أي المقر–بل قد أشار ابن عابدين إلى أنه Ýألن فائدة الجبر على البيان ... لجهالة المدعيوال يجبر على البيان"...:وعلل ذلك قائال

.6..."إنما تكون لصاحب الحق وهو مجهول

قولهم ألنÝوالذي أختاره هو رأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلةها مصلحة عامة وهي أداء الحقوق وردفيه ، بشيء مجهول تعزيرابحبس المقر .ألصحابها

فكان ،ين يؤدي إلى مفسدة كبيرة وهي إهدار حقوق الغيرالتعي امتناعه من كما أن .حبسه تعزيرا أولى عمال بقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد

حبس الممتنع في حƼ اŶ تعالǍ الǗ ǎƤ يدخله النيابة عند الشافعية-:المطلب الخامسƔǘوعندنا يقتل فيه كالص ǃكالصو

ومن الفرائض المعلومة من ،ركان اإلسالما كان صيام شهر رمضان ركنا من ألم أي يعامل معاملة المرتد فيستتاب فإن تاب قبل ،كان جاحد وجوبه كافرا،الدين بالضرورة

كما –أو نشأ بعيدا عن العمران ،وذلك إن لم يك قريب العهد باإلسالم،ا وإال قتل حد،منه . أي بعيدا عن العلماء-يقول العلماء

ولد سـنة الشيرازي الفقيـه الـشافعي، يأباد بن عبد اهللا، أبو إسحاق الفيروز إبراهيم بن علي بن يوسف : هو -1

ـ، مـن ه476توفي سنة كثير من الشيوƢ، ىثم دخل شيراز ثم بغداد وقرأ عل ،ونشأ بها، د بفيروز أبا ـه393الفقهـاء تمختـصرطبقا :ترجمتـه فـي ./ الفقه،النكت في الخـالف فيالمهذب في المذهب،التنبيه :تصانيفه .303:للنووي

.3/476م،1995-ـه1416: 1بيروت، ط-دار الكتب العلمية الشيرازي،المهذب في فقه اإلمام الشافعي،-2يه الزاهد الرباني،ولـد مشقي الصالحي الفق عبد اهللا بن أحمد بن محمد موفق الدين بن قدامة المقدسي ثم الد : هو -3

ـ هــ 541سنة الخرقـي، المغنـي فـي شـرح :ن تـصانيفه مهــ بدمـشق، 620،وتوفي سـنة لبجماعي .52: شطينمختصر طبقات الحنابلة الب:ترجمته في./الكافي،المقنع

.4/590م،1982-ـ ه1402بيروت، - ابن قدامة، الكافي في فقه اإلمام أحمد بن حنبل، المكتب اإلسالمي-4 .3/166م،2000-ـه1420: 1دمشق، ط–دار القلم ز، الفقه الحنفي في ثوبه الجديد، عبد الحميد محمود طهما-5 .8/354 ابن عابدين،رد المحتار على الدر المختار،-6

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

58

الصوم :وذلك كأن قال،وكان غير جاحد لوجوبه،عذرا من ترك صومه بغير أمووجب على حاكم المسلمين وليس بكافر،،ولكن ال أصوم فإنه يكون فاسقا،واجب علي

.1 ولو صورة،حبسه ومنعه من الطعام والشراب نهارا ليحصل له الصوم بذلك

ام ويحبس عن الطع،ا تارك الصيام فال يقتل بإجماع الفقهاءفأم:"...قال الماورديفإن أجاب إلى الصيام ترك ووكل ،ب تعزيراويؤد،والشراب مدة صيام شهر رمضان

. 2." فإن شوهد آكال عزر ولم يقتل،إلى أمانته

الممتنع في حق اهللا أن الشافعية يرون أن،والذي يظهر من خالل ما سبق ذكرهية كما أشار إلى وتبعهم في ذلك الحنف،تعالى الذي ال يدخله النيابة كالصوم يحبس تعزيرا

.3..."ر ويحبسوالمفطرفي رمضان يعز:"...ذلك ابن عابدين بقوله

ا المالكية فيرون أن الممتنع في حق اهللا تعالى الذي ال يدخله النيابة كالصوم يقتل أمأجمعت :" بقوله5وقد بسط القول في ذلك الحطاب.4كما أشار إلى ذلك القرافي في فروقه

ه مع ومن امتنع من صوم،مضان فمن جحد وجوبه فهو مرتداألمة على وجوب صيام ر .المشهور من مذهب مالكا على اإلقرار بوجوبه قتل حد

والممتنع من :وقال في فرض العين...صوم رمضان واجب":6قال ابن عرفةوال يقتله إال صومه يقتل وكذلك الممتنع من الصالة والوضوء وغسل الجنابة

.7"نالسلطا

.8ا الرأي الحنابلة في رواية عنهموقد ذهب إلى هذ

الممتنع في حق اهللا تعالى في هذه ألنÝوالذي أميل إليه هو رأي الشافعية والحنفيةفيغلب جانب المصلحة ،الحالة لم يترك الصيام جحودا وإنكارا بل تركه كسال وتهاونا

را فتعين حبسه تعزي،وهو حفظ النفس على جانب المفسدة وهو إزهاق روح بغير حق .لǘصالح والتهذيب

دمشق -القلملمنهجي على مذهب اإلمام الشافعي، دارالفقه ا،علي الشريجي،ا مصطفى الخن،مصطفى البغ-1

،1/332. .366:صم،1994-ـه1415: 2طبيروت،- الماوردي،األحكام السلطانية،دار الكتاب العربي-2 .113 /6 ابن عابدين،رد المحتار على الدر المختار،-3 .4/1221لفروق،ا القرافي،-4لمعروف شمس الدين أبو عبد اهللا ااألصل الطرابلسي المولد والوفاة،بن حسين األندلسي محمد بن محمد : هو-5

سائل االلتزام، تحرير الكالم في م:من تصانيفهـ،ه954ـ،وتوفي سنةه902ولد سنةطاب الرعيني المالكي،بالح . 6/242:هدية العارفين إلسماعيل باشا:ترجمته في./مواهب الجليلمتممة األجرومية،

ي البياني لفروعي األصولاإلمام العالمة المقرƏ امحمد بن عرفة الورغمي التونسي،يكنى أبا عبد اهللا،:و ه-6فتوى في المذهب يعتبر المرجع في العلم والإلمامة والخطابة بجامع الزيتونة،تولى اـ،ه716المنطقي،ولد سنة

مختصر ،نتفسير القرآحدود ابن عرفة،:ـ،ودفن بالبقيع،من تصانيفهه748توفي سنة المالكي في عصره، . 6/177:ن إلسماعيل باشاهدية العارفي.419:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./الحوفي

.3/276م،1995-ـه1416: 1بيروت،ط–دار الكتب العلمية الحطاب،مواهب الجليل لشرح مختصر خليل،-7 .261:صم،1983-ـه1403بيروت،–دار الكتب العلمية يعلى الفراء،األحكام السلطانية، أبو-8

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

59

:المبحث الثاني

أسباب سقوط التعزير بالحبس

ولكنه قد يسقط قبل ،قد يجب التعزير بالحبس على الجاني لتحقق موجبه وشروطه موت:ومسقطات التعزير بالحبس هي، بعد هذا الوجوبهتنفيذه لحصول ما يسقط

. التقادم، العفو، التوبة،الجاني

:ة من هذه األسباب في مطلب على حـدوعلى هذا سأجعل كل سبب

مـوت الجــانــي-:المطلب األول

العقوبة ذلك أن، التعزير بالحبسةيعتبر موت الجاني من األسباب المسقطة لعقوبر وال يتصو، العقوبة هو الجانيفمحل،في هذه الحالة تتعلق بذات الجاني وشخصه

.1هاتنفيذها بعد انعدام محل

الموت يذهب ألنÝ يسقطها موت الجاني بداهةستعزير بالحب الةوعليه فعقوب .2بالشخص الذي يجرى فيه التنفيذ

يقتضي وفاة :"احهوقد أخذ به قانون العقوبات الجزائري حيث يقول أحد شروموت المحكوم عليه يجعل تنفيذ ،فالعقوبات شخصية،المحكوم عليه استحالة تنفيذ العقوبة

لتنفيذ حيث يؤدي وفاة المحكوم عليه إلى وضع حد...قهالعقوبة أمرا ال يمكن تطبي . 3"العقوبات

العــفـو-:المطلب الثانيوهو ليس سببا عاما يشمل ،يعتبر العفو كذلك سببا من األسباب التي تسقط العقوبة

.بل هو قاصر على بعضها دون البعض اآلخر،جميع الجرائم

. ازير فللعفو فيها مجالا التعأم،4فالحدود مثال ليس للعفو فيها مجال

ن أن نبيالبد،ق إلى الحديث عن العفو كمسقط لعقوبة التعزير بالحبسوقبل التطر .معنى العفو لغة واصطالحا

. 1/770م،1994-ـه1415: 13طروت،بي–ؤسسة الرسالة ،التشريع الجنائي اإلسالمي،مة عبد القادر عود-1 .509:ص عبد العزيز عامر،التعزير في الشريعة اإلسالمية،-2، م1998بن عكنون،الجزائر،-ان المطبوعات الجامعيةديو قانون العقوبات الجزائري،شرح عبد اهللا سليمان،-3

2/515. .510:، صالمرجع السابق -4

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

60

تعريف العفو لƸة واصطǘحا-:الفرƱ األول - :المعنǍ اللƸوǎ للعفو-1

:1ة معان منهافي اللغة على عد) عفا(تأتي مادة

إذا درستها ،عفت الرياح اآلثار:وهذا مأخوذ من قولهم، والطمسبمعنى المحو:العفو .ومحتها

ثم عفونا عنكم مŎن بعد ذلك ( :في تفسير قوله تعالى -رحمه اهللا-قال القرطبي .3محونا ذنوبكم وتجاوزنا عنكم:،أي2) لعلŮكم تشكرون

صلى–كما في قوله ،لعقاب عليهكما يأتي العفو بمعنى التجاوز عن الذنب وترك ا .4 »متعافوا الحدود فيما بينك«:-اهللا عليه وسلم

إالŮ أن يعفون أو يعفو ...( :كما في قوله تعالى،5ويأتي العفو أيضا بمعنى اإلسقاط .6)الŮذي بيده عقدة النŰكاح وأن تعفوا أقرب للتŮقوى

.8"والعفو هنا بمعنى اإلسقاط:"في تفسير هذه اآلية 7يقال ابن جز

. الشيء وإسقاطه والتجاوز عنهوحفالعفو إذن في اللغة معناه م

:المعنǍ اǗصطǘحي للعـفـو-2

:ف العفو بتعريفات متعددة منهارع

.9" بالذنبةترك المؤاخذ:العفو":ما ذكره القرطبي في تفسيره حيث قال -

.74 ،73 ،15/72لسان العرب، ابن منظور،-1 .52:سورة البقرة، اآلية -2 .1/397 القرطبي،الجامع ألحكام القرآن،-3، 4376:حديث رقـم و عن الحدود مـا لـم تبلـƸ الـسلطان، باب العف -كتاب الحدود أبو داود،سنن أبي داود، -4

، 4941:حديث رقـم ما يكون حرزا وما ال يكون، -سنن النسائي بشرح السيوطي،كتاب قطع السارق .2/5388/441.

الريـاض، -دار الوطن ير الواقية من القتل في اإلسالم، التداب،يعثمان دوكر .2/419مي،المصباح المنير، الفيو -5 .341:صم،1999-ـه1420: 1ط

.237:اآلية سورة البقرة،-6مشارك في العربية بن محمد بن أحمد بن جزي الكلبي،الغرناطي،يكنى أبا القاسم،فقيه،حافظ،محمد بن أحمد: هو-7

وسيلة المـسلم القوانين الفقهية، :ـ،من تصانيفه ه741توفي سنة ءة والحديث واألدب والتفسير، لقراواألصول وا . 388:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./تقريب الوصول إلى علم األصولي تهذيب صحيح مسلم،ف

.1/85م،1981-ـه1401: 3طبيروت،- ابن جزي،التسهيل لعلوم التنزيل،دار الكتاب العربي-8 .2/71القرطبي،الجامع ألحكام القرآن، -9

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

61

ويبرƏمعنى العفو أن يستحق حقا فيسقطه :" فقد عرفه بقوله1زاليا أبو حامد الغأم .2"عنه من قصاص أو غرامة

: فقد عرف العفو بأنه،ا عن التعريفات المعاصرةأم .هذا عند القدامى

.3"ترتبة على الجريمة كلها أو بعضهاتنازل المجتمع عن حقوقه الم"

ولي األمر أو نائبه في العفو أو وهذا موكول إلى،ولعل هذا ما يختص بالحق العام .االستيفاء حسب المصلحة التي يراها

إذ هي تعني في ، التعريفات متقاربة في بيان المعنى الشرعي للعفوفإن،وكما يبدو .4مجموعها اإلسقاط الكلي أو الجزئي للجزاء المترتب على الجريمة

مشروعية العـفـو في التعزير-:انيالفرƱ الث-ومنه ما يجتمع ،ومنه ما يكون حقا لآلدمي،منه ما يكون حقا هللا تعالى التعزير إن

.5فيه الحقان

: وبيان ذلك في النقطتين التاليتين

فإذا طلب صاحب ،6وهو ما تعلقت به مصلحة خاصة ألحد األفراد:حق اآلدميين-1، 7 إلى طلبه وال يجوز العفو عنهه األمر إجابتالحق التعزير الثابت لحقه فيلزم ولي

له حقه من تعزير الشاتم والضارب ونحوهما ووضع عقاب صارم يوعليه أن يستوف ،واألمن مالئم لقدر جرم الجاني تحقيقا للعدل،رادع زاجر شاف لنفس المجني عليه

وال يجوز له أن يسقط بعفوه حق األمر،وهذا واجب على ولي،ومنعا للفوضى والفسادللعبد كسائر حقوقه يجوز فيه اإلبراء والعفو التعزير حق ألن8Ýالمشتوم والمضروب .9والشهادة على الشهادة

مشارك في أنواع صوفي،روف بالغزالي،حكيم،متكلم،فقيه،أصولي، بن أحمد بن الطوسي الشافعي المع محمد : هو -1

ـ 505توفي سـنة ـ،رحل إلى بغداد،فالحجاز،فالشام،فمصر،وعاد إلى طوس، ه450من العلوم،ولد سنة ـ،من همختصر طبقات الفقهـاء :ترجمته في ./تهافت الفالسفة لوم الدين، المستصفى في أصول الفقه،إحياء ع :مصنفاتهمعجـم تـراجم . 3/671:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة .2/79:هدية العارفين إلسماعيل باشا .267:للنووي

.256:أعالم الفقهاء ليحي مراد .3/182بيروت،-ةدار المعرف أبو حامد الغزالي،إحياء علوم الدين،-2 .510:التعزير في الشريعة اإلسالمية، ص، عبد العزيز عامر-3 . 2/730،ةمنهج اإلسالم في مكافحة الجريمريوي، الجن عبد الرحما-4 .512:، صة الشريعة اإلسالمييعبد العزيز عامر، التعزير ف.5/113شرح فتح القدير، الكمال بن الهمام،-5 .12/260 الموسوعة الفقهية،-6ابن .255 /4اƜ،مغني المحت،يبينالشر.123-6/122تي،كشاف القناع،لبهوا.2/224 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-7

.1/584الجريوي، السجن وموجباته،.6/125عابدين،رد المحتار، .1/584الجريوي،السجن وموجباته،.388:حكام السلطانية، صاأل الماوردي،-8 .1/584السجن وموجباته،الجريوي،.124-6/123 ابن عابدين،رد المحتار،-9

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

62

ر ألنه حق له إن شاء عزÝوذهب بعض الشافعية إلى عدم وجوب ذلك على اإلمام .1وإن شاء ترك

Ɯمام ترك تعزير لح:"جاء في مغني المحتاǘاهللا عليه وسلم هللا إلعراضه صلىقل وال يجوز تركه ،ي شدقه في حكمه للزبيرووال،عن جماعة استحقوه كالغال في الغنيمة

إن كان آلدمي عند طلبه كالقصاص كما جرى عليه الحاوي الصغير ومختصره خالفا .3" له ذلك من أن2يحه ابن المقرلما رج

األمر بعد عفوه على خياره في فعل األصلح فإن عفا اآلدمي عن حقه كان ولي .4اوالصفح عنه عفو،من التعزير تقويما

:قال الماوردي في األحكام السلطانية

واختلف ،فإن تعافوا عن الشتم والضرب قبل الترافع إليه سقط التعزير لآلدمي"... :في سقوط حق السلطنة عنه والتقويم على الوجهين

ر فيه يعزن األمر أوليس لولي،أنه يسقط،5وهو قول أبي عبد اهللا الزبيري:أحدهما .فكان حكم التعزير بالسلطنة أسقط،سقط حكمه بالعفو القذف أغلظ وي حدألن

ر فيه مع العفو قبل الترافع األمر أن يعز لولي أن–وهو األظهر -:والوجه الثاني القذف في مخالفة للعفو عن حد،ر فيه مع العفو بعد الترافع إليهكما يجوز أن يعز،إليه

.6" التقويم من حقوق المصلحة العامةألنÝالموضعين

وما يندفع به ضرر عام عن الناس ،وهو ما تعلق به نفع العامة:حق اهللا تعالى-2 .7من غير اختصاص بأحد

.1/584السجن وموجباته،يوي، الجر-1ي وكنيته أبو الحسن، علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمان الفزاري الغرناطي ويعرف بابن المقر: هو-2

شتى بارعا في التأليف كان رحمه اهللا مبرزا في علومالراوية المحدث المتكلم األصولي،الفقيه المالكي الفتح المبين :ترجمته في/ .كتاب مدارك الحقائقاب السباعيات،كت:ـ،من تصانيفهه553توفي سنة والتصنيف،

.2/33صوليين لعبد اهللا مصطفى المراغي،في طبقات األ .4/255مغني المحتاƜ، ،يبين الشر-3 .1/585السجن وموجباته،الجريوي،.388:الماوردي،األحكام السلطانية،ص-4االستخارة ـ،له كتاب ه317المتوفى سنة) د اهللاأبو عب(افعي أحمد بن أحمد بن سليمان الزبيري الش: هو-5

.2/1389:كشف الظنون لحاجي خليفة:ترجمته في./واالستشارة .388:ص الماوردي،األحكام السلطانية،-6 .12/260 الموسوعة الفقهية،-7

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

63

غير المنصوص على –وقد اتفق الفقهاء على أن التعزير الواجب لحق اهللا تعالى أو جاء ، المصلحة في العفو يجوز العفو فيه إذا رأى اإلمام أن-1وجوب التعزير فيه

.2 وكان ذلك منه على سبيل الذلة،ا معترفا مظهرا الندم واإلقالع عن الذنبالجاني تائب

أو علم أن ،ومتوجه إلى الجاني،ا إذا رأى اإلمام أن التعزير واجب وهو األصلحأمأو ال يكون غير ؟ فهل يتعين عليه أن يقيمه وال خيار له فيه، إال بهرالجاني ال ينزج . ؟فو والتعزير حيث شاءوله الخيار في الع،واجب في حقه

:للفقهاء في ذلك قوالن

إن التعزير :قالوا،جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة:القول األول- ، وال يجوز له أن يعفو فيه عن الجاني من تلقاء نفسه،ن على اإلمام إقامتهويتعي،واجب

.3عزيرلكن إذا تاب الجاني وأصلح سقط عنه الت،وال أن يترك عقابه

ألنه حق Ýذهب الشافعية إلى أن التعزير ال يجب على اإلمام إقامته:القول الثاني- :واستدلوا على ذلك.4له إن شاء فعله وإن شاء تركه

من بإن رجال أصا«: أنه قالرضي اهللا عنه 5ما روي عن ابن مسعود:أوال-وأقم الصالة طرفي ( :خبره فأنزل اهللا فأ اهللا عليه وسلمصلىامرأة قبلة فأتى النبي

ألي ،يا رسول اهللا:جل فقال الر6)النŮهار وزلفاŹ مŎن اللŮيل إن الحسنات يذهبن السـيŎئات .7»لجميع أمتي كلهم:قالهذا؟

:وجه الدǗلة - اهللا صلىجل معصية تستوجب التعزير إال أن رسول اهللا إن هذه اإلصابة من الر

مما يدل على عدم وجوب التعزير هترك تعزيره وعفا عن–وهو اإلمام - عليه وسلم .8روأن اإلمام في ذلك على التخيي

.6/124:رد المحتار البن عابدين،6/122:كشاف القناع البهوتي:أنظر. كوطء جارية امرأته أو جارية مشتركة-1ابن .4/255،مغني المحتاƜ،يبينالشر.6/122البهوتي،كشاف القناع، .2/224 ابن فرحون،تبصرة الحكام، -2

.6/124عابدين،رد المحتار،،اإلنصاف، يداوالمر.6/124عابدين،رد المحتار، ابن.4/382أدلة خليل، الجليل من أحمد الشنقيطي،مواهب-3

.1/586الجريوي،السجن وموجباته،.10/239 .1/586السجن وموجباته،الجريوي،.3/374الشيرازي،المهذب،.4/255،مغني المحتاƜ،يلشر بين ا-4وهو أول من جهر بالقرآن بمكة، اهللا بن مسعود بن غافل بن حبيب،كان إسالمه قديما أول اإلسالم،عبد: هو-5

المشاهد كلها مع وشهد القبلتين،هاجر الهجرتين وصلىي الصحابة بصاحب السواد والسواك،وكان يعرف ف البن ة الغابأسد:ترجمته في./ـ ودفن بالبقيعه32،توفي بالمدينة سنة اهللا عليه وسلمصلىرسول اهللا

.3/987:االستيعاب البن عبد البر.3/384:األثير .114:اآلية سورة هود،-6 .1/184 ،526:حديث رقمباب الصالة كفارة،-واقيت الصالة كتاب م أخرجه البخاري في صحيحه،-7 .1/587السجن وموجباته، الجريوي،-8

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

64

أقيلوا من محسنهم «: قال في األنصار اهللا عليه وسلمصلى النبيما روي أن:ثانيا- .1»وتجاوزوا عن مسيئهم

.3» عثراتهم إال الحدود2أقيلوا ذوي الهيئات«: اهللا عليه وسلم صلىوقوله

ي ووال، عن جماعة استحقوه كالغال في الغنيمة اهللا عليه وسلمصلىوإلعراضه ، أن كان ابن عمتك اهللا عليه وسلمصلىجل للنبي لما قال الر،شدقيه في حكمه للزبير

.4ولم يعزره عن مقالته اهللا عليه وسلم صلىفغضب النبي

: وجه الدǗلة- لǘمام إن شاء أقامه وإن شاء تركه ق التعزير ححاديث تدل على أنإن هذه األ

كما في األنصاري الذي ،عن جماعة استحقوه- اهللا عليه وسلمصلى–وليس عليه لعفوه وهو يستحق به القتل فضال ،اتهمه عليه الصالة والسالم بأنه قضى للزبير ألنه ابن عمته

لم يجز ترك التعزير ولو،تعزيره وعفا عنه- اهللا عليه وسلمصلى–فترك ،عن التعزيروكذا أمره عليه الصالة والسالم ، على ما قال اهللا عليه وسلمصلىلعزره رسول اهللا

.5بالتجاوز عن مسيء األنصار

ما ذهب إليه الجمهور من أن التعزير واجب إذا رأى اإلمام أن،والراجح واهللا أعلموليس له أن يعفو من تلقاء نفسه إال ،نزجر إال بهأو كان الجاني ال ي،المصلحة تقتضيه

وقمعا ، في ذلك تحقيقا لǖمن والطمأنينة للمواطنينألنÝإذا ظهر أن المصلحة في العفو .6 والفسادألهل الشر

فإن رأى ،ة أرى أن يكتفى بقيد المصلحوإني": عامرزوفي هذا يقول عبد العزي .7..." بعد مجانبة هوى نفسه كان له ذلكر األمر المصلحة في العفو عن التعزيولي

:وتظهر أهمية التفرقة بين نوعي التعزير في أمور منها

–وهو يتوقف على الدعوى – حقا للفرد أو الغالب فيه حقه بير الواجالتعز أن -وال يجوز فيه ،وال يجوز للقاضي فيه اإلسقاط،إذا طلبه صاحب الحق فيه لزمت إجابته

. األمرن وليالعفو أو الشفاعة م

أقيلوا من محسنهم «: اهللا عليه وسلمصلىباب قول النبي -كتاب مناقب األنصار أخرجه البخاري في صحيحه،-1

.3799،3/42:،حديث رقم»من مسيئهموتجاوزوا .8/334:السنن الكبرى للبيهقي./ أحدهم الزلةلالذين ليسوا يعرفون بالشر فيز: الهيئاتو ذو-2البيهقي، السنن الكبرى، .4375،2/538:باب الحد يشفع فيه،حديث رقم- أخرجه أبو داود في سننه،كتاب الحدود-3

.334 /8ي الهيئات زالتهم ما لم تكن حدا،باب اإلمام يعفو عن ذو-كتاب األشربة والحد فيها .1/588السجن وموجباته،الجريوي،.4/255،مغني المحتاƜ،ي الشربين-4 .1/588السجن وموجباته،الجريوي،.3/374الشيرازي،المهذب،.103 /19ووي،المجموع، الن-5 .1/588السجن وموجباته، الجريوي،-6 .512:ص عبد العزيز عامر،التعزير في الشريعة اإلسالمية،-7

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

65

األمر جائز،وكذلك العفو فيه من وليا التعزير الذي يجب حقا هللا تعالى فإنأموقد روي عن ،1أو حصل انزجار الجاني بدونه،الشفاعة إن كانت في ذلك مصلحة

اشفعوا تؤجروا ويقضي اهللا على لسان نبيه ما «: قوله اهللا عليه وسلمصلىسول الر .2»يشاء

العفو يعتبر مسقطا لعقوبة التعزير بالحبس إذا تعلق األمر لقول بأنوعليه يمكن ا . وكانت المصلحة تقتضي ذلك،)حق اهللا تعالى( بالحق العام

فال يعتبر العفو مسقطا لعقوبة ،)حق الفرد(ا إذا تعلق األمر بالحق الخاصأم ذلك يعتبر وحتى لو عفا عنه فإن،التعزير بالحبس إال إذا عفا صاحب الحق عن الجاني

.تخفيفا للعقوبة ال إسقاطا لها

فإذا تصالح المجني عليه مع الجاني أو عفا عنه ": عبد القادر عودةلوفي هذا يقو .3"كان للقاضي أن يعتبر الصلح أو العفو ظرفا مخففا في صالح الجاني

ة التوب:المطلب الثالث

ن أن نبير بالحبس البدق للحديث عن التوبة كأحد مسقطات عقوبة التعزيقبل التطر .معنى التوبة في اللغة واالصطالح

معنǍ التوبة -:الفرƱ األول - :المعنǍ اللƸوǎ للتوبة- أ

أناب : وتاب إلى اهللا يتوب توبا وتوبة ومتابا،الرجوع عن الذنب:التوبة في اللغة .4ورجع عن المعصية إلى الطاعة

.6،أي عودوا إلى طاعته وأنيبوا إليه5)..وتوبوا إلى اللŮه جميعاŹ( :قال تعالى .7غفر له وأنقذه من المعاصي:وتاب اهللا عليه

.فالتوبة بمعناها اللغوي تعني اإلنابة والعودة والرجوع : للتوبةالمعنǍ اǗصطǘحي-ب

:رفت التوبة بتعريفات متعددة ومتنوعة منهاع

.12/260 الموسوعة الفقهية،-1 1432:رقـم فيها،حـديث الصدقة والـشفاعة على لتحريضا باب-الزكاة صحيحه،كتاب البخاري في أخرجه-2

،1/442. .1/615التشريع الجنائي اإلسالمي، عبد القادر عودة،-3 .1/336لسان العرب المحيط، ابن منظور،-4 .31:اآليةسورة النور، -5 .1/336 المصدر السابق،-6 .1/78المصباح المنير، الفيومي،-7

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

66

.1الندم على المعصية لكونها معصية:التوبة-1

.2 محبوبوكونها حجابا بين العبد وبين كل،م ضرر الذنوبظمعرفة ع:التوبة-2

والعزم على ترك العود ،واإلقالع في الحال،الندم على ما مضى من الدنيا:التوبة-3 .3تعظيما هللا،في المستقبل

.4الرجوع عن التعويج إلى طريق الحق: التوبة-4

.لك للتناسب الواضح بينهماوذ،فالتوبة في االصطالح ال تخرƜ عن معناها اللغوي

التعزير واختǘف الفقهاƅ في Ƥلƿأثر التوبة في -:لفرƱ الثانيا -إذا ، التوبة تسقط العقوبة العامة في جريمة المحاربةاتفق جمهور الفقهاء على أن

بمعنى أنها تسقط عنه عقوبات القتل والصلب وقطع اليد ،تاب المحارب قبل القدرة عليهوذلك لصريح ،دون العقوبات األخرى التي تتعلق باألفراد كالقصاص،والرجل والنفي

إالŮ الŮذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله ...( :قوله تعالى في المحاربينņرحيم ņير ومنها جرائم التعز،ولكن وقع الخالف فيما عدا ذلك من الجرائم.5) غفور:

سائر الحدود عدا فعند الحنفية والمالكية وبعض فقهاء الشافعية والحنابلة أن .ويأخذ حكمها ما فيه التعزير من الجرائم،المحاربة ال تسقط بالتوبة

عدم محلويالحظ أن،ألنها كفارة عن المعصيةÝوعلى هذا ال تسقط العقوبة بالتوبة Ý فيما بين التائب وبين اهللا تعالى فيسقط قطعااأم،السقوط بالتوبة إنما يكون في القضاء

.تسقط أثر المعصية التوبةألن

:وقد استدل هؤالء الفقهاء على ذلك بأدلة

،فيما عدا جريمة الحرابة، بين تائب وغيرهلعموم أدلة العقوبة من غير تفصي-1 موجبه ألنÝمولو بعد رفعه إلى الحاك،باستثناء قتل تارك الصالة فإنه يسقط بالتوبة وذلك

.اإلصرار على الترك ال على الترك الماضي

فقد حد،بل من أخبر عنها، من ظهرت توبته حد اهللا عليه وسلمصلى أن النبي -2 أن اهللا عليه وسلم صلىوقد جاءا تائبين معترفين يطلبان من النبي،7ة والغامدي6ماعزا

اهللا صلى فقد قال النبي،توبتهما شكوليس في ، عليهمايطهرهما مما اقترفا بإقامة الحد

.28/158تفسير روح المعاني،،ي األلوس-1 .4/3ياء علوم الدين، إح أبو حامد الغزالي،-2 .1/418كشاف القناع، البهوتي،-3 .516:التعزير في الشريعة اإلسالمية، ص عبد العزيز عامر،-4 .34: سورة المائدة، اآلية-5أسد الغابة،البن :انظر. اهللا عليه وسلم واعترف بالزنا،فرجمههو ماعز بن مالك األسلمي أتى النبي صلى -6

Ɯ،8:، ص5:األثير . . 440:، ص7:أسد الغابة،Ɯ.ية المرجومة في الزناهي الغامد: ابن األثيرقال -7

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

67

لى سبعين من أهل المدينة لقد تابت توبة لو قسمت ع«:في شأن الغامدية عليه وسلم .1»لوسعتهم

المحارب يكون ألنÝأنه ال يمكن أن يقاس المحارب على غيره من المجرمين-3 . غالبا غير مقدور عليه

المجتمع جعل جزاء التائب ولما تتصف به هذه الجريمة من خطورة بالغة على حتى يتشجع المحاربون على التوبة للنجاة من ،فيها قبل القدرة عليه سقوط عقوبته

ا إذا قدر عليهم قبل التوبة فقد أم،العقوبة التي تنتظرهم إذا قدر عليهم قبل أن يتوبواوصاروا كباقي المجرمين ،انتفت علة السقوط وتحدد موقف المحاربين وانحصر خطرهم

إلمكان القدرة ، إلسقاط العقوبة عنهم فال محل،إذ يقدر عليهم، سائر الجرائم األخرىفي حتى ، فوجب أن تقام عليهم العقوبات جزاء ما ارتكبوا من جرائم،عليهم غالبا بدونها

. مانعا لغيرهم من ارتكاب مثل ما ارتكبوا،يكون ذلك زاجرا لهم

، جان أن يدعي التوبةة أمكن لكلوإذا جعل للتوبة أثر في إسقاط كل عقوب-4 .وتمكن كثير من المجرمين من إسقاط العقوبات عنهم بذلك

التوبة قبل القدرة أن:وعند فريق آخر من الفقهاء منهم بعض الشافعية والحنابلة . المحاربة الذي يسقط بالتوبة قبل القدرة على المحارب قياسا على حد،تسقط العقوبة

:ى هذا الرأي بأدلةوقد استدل هؤالء عل

فجاءه صلى اهللا عليه وسلمكنت عند النبي «:أنه قالرضي اهللا عنه 2حديث أنس-1وحضرت :قال،ولم يسأله عنه:قال،يا رسول اهللا إني أصبت حدا فأقمه علي:رجل فقال

اهللا عليه وسلمصلىفلما قضى النبي ، اهللا عليه وسلمصلى مع النبيالصالة فصلىأليس قد :قال،يا رسول اهللا إني أصبت حدا فأقم في كتاب اهللا:ه الرجل فقالالصالة قام إلي .3»حدك:أو قال، اهللا قد غفر لك ذنبكفإن: قال،نعم: قال؟صليت معنا

ا جاء تائبا بنفسه من غير أن يطلب غفر اهللا هذا الجاني لموفي هذا دليل على أن . ولم يقم عليه الحد الذي اعترف به،له

فǖن تدفع التوبة ما ،اهيتوبة إذا جازت عن المحاربة مع شدة ضررها وتعدأن ال-2 .دونها بطريق األولى

فقال اهللا ،أن اهللا تعالى رتب على التوبة وقع عقوبة الزنى التي كانت أوال-3 عنهما إن الله كان واللŮذان يأċتيانها منكم فƉذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا( :تعالى

.4408،5/121:،حديث رقماباب من اعترف على نفسه الزن- أخرجه مسلم في صحيحه،كتاب الحدود -1توفي سنة . صلى اهللا عليه وسلم عشر سنينل اهللاخدم رسو مالك بن النضر النصاري الخزرجي،أنس بن: هو-2

.152-151:، ص1:سد الغابة البن األثير،Ɯأ:انظر.هـ91حديث ولم يبين،هل لǘمام أن يستر عليه؟،دباب إذا أقر بالح-كتاب الحدود أخرجه البخاري في صحيحه،-3

. 4/255، 6823:رقم

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

68

Źرحيما Źفمن تاب من بعد ظلمه (: فقال تعالى، السارق كما ذكر التوبة بعد حد،1)توابا ņرحيم ņ2)وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور.

تكون في الجرائم التي وهؤالء الفقهاء يشترطون لكي تسقط العقوبة بالتوبة أناء على حقوق والجرائم التي تعتبر اعتد،الزنى والشرب في الحدودك،تمس حق اهللا تعالى

ا في الجرائم األخرى التي تمس حقوق األفراد كالقتل في أمالمجتمع في التعزير،ألنها متعلقة بحقوق Ý التوبة ال تسقط العقوبةفإن،والضرب والشتم في التعزير،القصاص

.3فراد فال ترفعها توبة إال أن يصفح المجني عليهاأل

:وهناك رأي ثالث البن تيمية وابن القيم من فقهاء الحنابلة

وأن،ومبنى هذا الرأي أنه ليس في نصوص الشارع تفريق بين المحارب وغيره على اعتبار توبة المحارب قبل القدرة عليه من باب التنبيه على اعتبار الشارع نص المحاربة مع شدة ضررها التوبة إذا دفعت عنه حدألنÝه بطريق األولىتوبة غير

. المحاربة بطريق األولىوتعديها فǖن تدفع التوبة مادون حد

:واستدلوا على ذلك بــ

.4)قل للŮذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف(: قوله تعالى-1 .5»التائب من الذنب كمن ال ذنب له«: عليه وسلم اهللاصلىقول النبي -2 :وجه الدǗلة -

أن اهللا تعالى جعل الحدود كفارة ألرباب الجرائم ورفع العقوبة عن التائب شرعا . فليس في شرع اهللا وال في قدره عقوبة تائب البتة،وقدرا

ماعزا نبأ،وقد رد ابن القيم على ما حدث لماعز والغامدية نقال عن ابن تيميةوقد اختارا ،رةطهر والتوبة مطه الحد مألنÝوالغامدية جاءا تائبين وأقيم عليهما الحد

مع أن، فأجيبا إلى طلبهما،وأبيا إال ذلك،التطهير بإقامة الحد على التطهير بمجرد التوبة أرشد مع ذلك إلى اختيار التطهير بالتوبة على التطهير اهللا عليه وسلمصلىالنبي

بعد ن الحدولو تعي،6» تركتموه يتوب فيتوب اهللا عليههال«: فقد قال في ماعز،الحدب اهللا عليه صلىكما قال النبي ،ر بين أن يتركه اإلمام مخيبل إن،التوبة لما جاز تركه

.16:اآلية سورة النساء،-1 .39:اآلية سورة المائدة،-23-،Ɯإلى شرح المنها Ɯعبد العزيز عامر،التعزير في .317-10/316المغني،ابن قدامة،.8/8 الرملي،نهاية المحتا

.520:صالشريعة اإلسالمية، .38:اآلية سورة األنفال،-4قال السخاوي في .1420-1419/ 2,4250:باب ذكر التوبة،حديث رقم- ابن ماجة،سنن ابن ماجة،كتاب الزهد -5

ة بن عبد اهللا بن عبيد من طريق أبيالبيهقي في الشعبر،رواه ابن ماجة، والطبراني في الكبي:المقاصد الحسنةعبيدة جزم غير واحد بأنه لم وإال فأبوه شيخنا يعني لشواهده،بل حسنمسعود،عن أبيه،رفعه بهذا،ورجاله ثقات،

. 182:،ص313:حديث رقمالمقاصد الحسنة السخاوي،./ أبيهيسمع من .550 /2 ،4419:ث رقمباب رجم ماعز بن مالك، حدي-سنن أبي داود، كتاب الحدود ،د أبو داو-6

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

69

وبين أن يقيمه كما أقامه ،»اذهب فقد غفر اهللا لك«: الذي اعترف به لصاحب الحدوسلمالغامدية لما اختارا التطهير به بعد أن على ماعز وعلىليه وسلم اهللا عصلىالنبي

. 1وهما يأبيان إال إقامته عليهما،ردهما مرارا

وهذا التخريج الذي قال به ابن تيمية ونقله عنه تلميذه ابن القيم يعتبر مسلكا وسطا إنه :من يقول وبين مسلك ،بعدم جواز إقامة العقوبة بعد التوبة البتة:بين مسلك من يقول

إن السنة ال تدل إال على هذا :وقد قال من نادى به،ال أثر للتوبة في إسقاط العقوبة البتة .الرأي الوسط

جريمة تستوجب التعزير حقا هللا تعالى إذا الجاني في كلويترتب على األخذ به أنر بها ليطهإال إذا رأى الجاني أن يختار العقوبة،تاب يسقط عنه التعزير بهذه التوبة

. فإنه يعاقب على رغم توبته،نفسه

التوبة تسقط التعزير بشرط أال يطلب الجاني إقامته وذلك ومقتضى هذا الرأي أن .2فيما يتعلق بحقوق الجماعة

وهذا ،العقوبة قبل القدرة تسقط التوبةبأن:وأميل في رأيي إلى الفقهاء الذين قالوا . ه للجريمة وحال الجاني والمصلحة العامة للمجتمع مراعاتى األمر ومديرجع إلى ولي

ومن ثم فإن إسقاط العقوبة الجنائية التعزيرية "...:ةوفي هذا يقول عبد القادر عود .3"عن التائب تفرضه السياسة الشرعية الحكيمة إلصالح المتهم والمجتمع

التقـادǃ- :المطلب الرابع أن لعقوبة التعزير بالحبس البدقبل أن نخوض في الحديث عن التقادم كمسقط .ف على هذا المصطلح من الناحية اللغوية واالصطالحيةنتعر

معنǍ التقادǃ-:الفرƱ األول - :المعنǍ اللƸوǎ للتقادǃ- أ

،طال زمانه:الشيء وقدم.4 زمانه سالفان كاا، إذم شيء قديل، يقامن قدم:لغة التقادم .5 تقادم العهديأ

.6 العدلية عن التقادم بمرور الزمانوقد عبرت مجلة األحكام

.521:الشريعة اإلسالمية، ص عبد العزيز عامر،التعزير في.198-2/197ين،الموقع إعالم ابن قيم الجوزية،-1 .521:التعزير في الشريعة اإلسالمية، صعبد العزيز عامر،.287-12/286 الموسوعة الفقهية،-2-ـه1422: 1طالقاهرة،–دار الشروق سالمي،رية في الفقه الجنائي اإلالموسوعة العص،ة عبد القادرعود-3

. 281/، دƜ:4،1:م،مج2001 .65: ،ص5:ابن فارس ، معجم مقاييس اللغة، مج -4 .366: م، ص2001: 8بيروت، ط-دار العلم للماليين جبران مسعود،الرائد،-5ـ 1411: 1بيـروت، ط -دار الكتـب العلميـة شرح مجلـة األحكـام، مدرر الحكا علي حيدر، -6 م،1991-ـه

.1660،4/261:المادة

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

70

:المعنǍ اǗصطǘحي للتقادǃ-ب

ي فترة معينة من الزمن على ضم:التقادم في المعنى االصطالحي هوالمقصود ب .1ي هذه الفترة تنفيذ العقوبةضالحكم بالعقوبة دون أن تنفذ فيمتنع بم

مة أو بعد الحكم ي فترة من الوقت بعد ارتكاب الجريضم:أو بمعنى آخر هويترتب عليها أن يمتنع الحكم بالعقوبة أو ،بالعقوبة دون أن تنفذ على المحكوم عليه

.2تنفيذها

أثر التقـادǃ في التعزير بالحبس-:الفرƱ الثاني - سواء منه ما يجب حقا هللا تعالى ،قال بعض الفقهاء بعدم سقوط التعزير بالتقادم

.وما يجب حقا لآلدمي

فإنه يخالف مسلك الشارع اإلسالمي ،أنه ال دليل عليهقول فضال عن ولكن هذا ال األمر من الصالحية في أن يعفو عن الجريمة وعن العقوبة في وذلك لما لولي،في العفو

. هللا تعالىبما دام أن األمر في نطاق التعزير الواج،في ذلك مصلحة التعزير إذا رأى

سقوط العقوبة بالتقادم في التعزير إذا و،وهذا القول يقتضي جواز سقوط الجريمة . لǖفرادةدعت لذلك مصلحة دون المساس بالحقوق الشخصي

:ا يؤيد هذا الرأي ومم

، الجريمة على العقوبة في الحدودتقادمأن جمهور الفقهاء مع اختالفهم في أثر -1 العقوبة إذا فإنهم متفقون على أن التقادم في التعزير يجوز أن يسقط الجريمة وأن يسقط

. في ذلك مصلحة تقتضيه األمر أنرأى ولي

وإذا كان يملك ، األمر إذا كان يملك العفو عن الجريمة عقب ارتكابها أن ولي-2 له من باب أولى فإن،إذا تطلبت ذلك مصلحة يراها،العفو عن الجريمة عقب الحكم بها

ر سقوط العقوبة بعد لك أن يقروله كذ،أن يقرر سقوط أثر الجريمة بتقادم العهد عليها .رها دون أن تنفذمدة من الوقت يقد

أن المصلحة التي تدعو إلى العفو عن الجريمة أو عن العقوبة قد تكون حافزا -3إذ قد تستنفذ العقوبة ،على التغاضي عن الجريمة أو على ترك تنفيذ العقوبة عند التقادم

فيكون ،ة أو على صدور الحكم بالعقوبةأغراضها بتقادم العهد على ارتكاب الجريم الجاني بهربه من الناس األمر أن وقد يجد ولي،العقاب ال داعي له وال حاجة إليه

وانزوائه عن المجتمع مدة من شأنها أن تزجره وتصلح ما اعوƜ من شأنه لم يعد في فيها مضي مدة على ارتكاب الجريمة أو على صدور الحكم عن أنفضالŹ،حاجة لعقاب

أو على األقل قد يحمله على ،قد ينسي المجتمع ما كان في الجريمة من انتهاك لحرماته

.1/778التشريع الجنائي اإلسالمي، عبد القادر عودة،-1 .522:التعزير في الشريعة اإلسالمية، ص عبد العزيز عامر،-2

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

71

فال يكون من المصلحة تجديد ذكرى الجريمة بمحاكمة الجاني عليها أو تنفيذ ،تناسي ذلك . 1الحكم الذي كان قد صدر فيها

رأى س إذا التقادم مسقط لعقوبة التعزير بالحبوبناء على ما سبق ذكره أرى أن بقاعدة جلب المصالح ودرء في ذلك تحقيقا للمصلحة العامة عمال األمر أنولي

.المفاسد

–التصرف على الرعية منوط بالمصلحة :عمال بقاعدة- األمركما أنه يمكن لوليحكم ويمتنع بعده تنفيذ ،ير مقبولةتكون الدعوى بعده غ،ا للتقادمأن يضع في التعزير حد

ذ المصلحة مصدر من على المصلحة إ هذا مبنيŋما دام أن،ة التعزيريةقوبالقاضي بالع .مصادر التشريع

له أن يجعل المدة التي للتقادم فإن األمر وضع حد من حق وليوإذا سلمت أن ما من ن كلوأن تبي،يقررها متناسبة من حيث الطول والقصر مع الجريمة ومع العقوبة

.2رها حتى تكون محققة للغرض من فرضهاعد التي يقرشأنه حسن تطبيق القوا

ةوالعفو والتوب ي الجانموت: مسقطات التعزير بالحبس هيوعليه يمكن القول بأن .والتقادم

وكذا ،وقد أضاف الفقهاء مسقطات أخرى كالشفاعة وهي تدخل تحت مطلب العفو .ألقوالف في األفعال واالجنون الذي يمنع التمييز واإلدراك والتصر

المجنون ليس مكلفا وال ألنÝ الجنون يوقف تنفيذ الحبسفقد ذهب الجمهور إلى أن .3من السجن لفقده اإلدراك وهو ال يعقل المقصود،أهال للعقوبة والتأديب

الجنـون ال يوقـف تنفيـذ من الحنفية إلى أن 4يوذهب الحنابلة وأبو بكر اإلسكاف الغايـة مـن التعزيـر التأديـب عللوا ذلك بأن و - والسجن فرد من أفراده –التعزير .5فإن تعطل جانب التأديب بالجنون فال ينبغي تعطيل جانب الزجر منعا للغير،والزجر

وذلـك أن الجنون مسقط للتعزير بالحبس، والذي أميل إليه هو رأي الفقهاء القائل ب . تحقق الحكمة والغرض من التعزير بالحبس وهو التأديب والردع والزجرلعدم

.527-526:زير في الشريعة اإلسالمية، صالتع عبد العزيز عامر،-1 . 527: المرجع نفسه، ص-2 .64-7/63الكاساني،بدائع الصنائع،.3/282 الفكر،قي على الشرح الكبير،دار الدسوقي،حاشية الدسو-3العلل،الناسخ والمنسوƢ في :كتبهمن فقيه،صاحب أحمد بن حنبل، محدث،أحمد بن أحمد بن هانيء اإلسكافي، : هو -4

ـ معجـم المـؤلفين .142-1/141: البن العمادشذرات الذهب :انظر./ـه261الحديث،توفي سنة ا لعمـر رض .1/302:كحالة

.86:أحكام السجن، صحسن أبوغدة،.10/241صاف،،اإلني المرداو-5

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

72

:المبحث الثالث

njالتعزير بالحبس مع عقوبات أخر Ʊاجتما

رة األصل في العقوبات التعزيرية أن تكون في الجنايات التي ليس فيها عقوبة مقد .ةا أو كفارسواء كانت هذه العقوبة حد

وأقوال الفقهاء نجد أنهم قد جوزوا اجتماع التعزير مع ولكن إذا تتبعنا نصوص وكذلك اجتماع التعزير بالحبس مع غيره من أنواع التعزير إذا رأى ، أو الكفارة،الحد .1 األمر مصلحة في ذلكولي

: وبيان ذلك في المطالب اآلتية اجتماƱ التعزير مع الحد-:المطلب األول

كية والشافعية والحنابلة على جواز التعزير مع جماعة من فقهاء الحنفية والمالنص ذلك الزم لردع الجاني وزجره حسب األمر أو نوابه القضاة أن إذا رأى ولي،الحد

.المصلحة :وتفصيل ذلك كاآلتي

إلى جواز الجمع بين ، التغريب تعزيرذهب الحنفية الذين يرون أن:الحنفية- .إذا رأى اإلمام في ذلك مصلحةالتغريب والجلد في حد الزاني غير المحصن

وال جمع بين جلد ورجم وال بين جلد ونفي إال :"...جاء في حاشية ابن عابدين .2"سياسة وتعزيرا

في حق السكران إذا بدر منه ما يجوز اجتماع التعزير مع الحد:قالوا:المالكية- .يخل باألمن أو آذى بسكره الناس

إذا أخذ السكران في األسواق والجماعات وكان مالك يرى :"جاء في مواهب الجليلقد سكر وتسلط بسكره وآذى الناس أو روعهم بسيف شهره أو حجارة رماها وإن لم

السكر ثم يضرب الخمسين وأكثر منها على أن تعظم عقوبته بضرب حد،يضرب أحدا .3"قدر جرمه

ن ثم ومن شرب الخمر في رمضان جلد ثماني:وقال مالك":وكذلك جاء في المدونة .4..."يضربه إلفطاره في رمضان

ثمانين جاز في األصح لƸ بحـد الحرام أن يبـإن رأى اإلمـف..":قالوا:الشافعية- على شارب الخمر أن يزيد في الحدأن اإلمام له :أي.5"والزيادة على األربعين تعزيرات

.على األربعين من باب التعزير حسب ما تقتضيه المصلحة في ذلك

.1/573 الجريوي،السجن وموجباته،-1 .6/19 ابن عابدين،رد المحتار،-2 .8/433 الحطاب،مواهب الجليل،-3 .6/291 اإلمام مالك،المدونة الكبرى،-4 .8/15الرملي،نهاية المحتاƜ،.3/371 الشيرازي،المهذب،-5

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

73

ة شارب الخمر في نهار رمضان يجلد عشرين جلدذهب الحنابلة إلى أن:لةالحناب- . من باب التعزيرمع الحد

ر بعشرين سوطا بشرب مسكر في نهار رمضان ويعز":جاء في كشف القناع .1" والتعزير في هذه الصورةتمع الحد فيج، عليه تعليلهم مع الحدكما يدل،يفطره

. وهو توقيفي؟ي الحدكيف تجوز الزيادة ف:وإذا قيلوقد ، وإنما عليه بانضمام التعزير إليه،أن الزيادة ليست في ذات الحد:فالجواب الشرب وانهمكوا في الخمر حابة في هذه الزيادة حين تحاقر الناس حدتشاور الص

ردعا فاجتمعوا على ضرب الشارب زيادة على الحد،وظهرت منهم أمارات الفجور ،حتقر العقوبة إذا عرف أنها غلظت في حقه كان أقرب إلى ارتداعهألن من اÝوتخويفا

.2 ذاته باالتفاقلحد فال يجوز النقص من اا الخمر تعزيروإن صحت الزيادة على حد

اجتماƱ التعزير مع الكفارƔ-:المطلب الثاني : فيها قوالنللعلماء في مسألة الجمع بين التعزير والكفارة في المعصية التي ال حد

.المالكية والشافعية وأحد وجهي مذهب اإلمام أحمد:القول األول-وبيان ذلك من خالل ،3 الكفارة مطلقا بال تقييدعيجوز اجتماع التعزير م:قالوا

:أقاويلهم وأمثلتهم المبثوثة في كتبهم الفقهية وهي :أمثلة المالكية-ضرب مائة جلدة إن القاتل عمدا إذا عفي عنه إلى الدية تجب عليه الدية و-

.وحبس سنةومن عفا عنه في العمد أو تعذر منه "...:جاء في كتاب كفاية الطالب الرباني

وعلى ذلك ،ضرب مائة ردعا وحبس عامادم التكافؤ كالمسلم يقتل الكافر،القصاص لع .4"مضى عمل الصحابة رضوان اهللا عليهم أجمعين والكفارة في قتل الخطأ واجبة وال ...":وجاء في الكافي في فقه أهل المدينة المالكي

كفارة في قتل عمد وال في قتل كافر وال عبد إال أنه استحب مالك الكفارة في قتل العبد .5"... لم يجد فصيام شهرين متتابعينخطأ والكفارة عتق رقبة مؤمنة فمن

،عأو جامع المظاهر منها قبل الكفارة متعمدا في الجمي،من جامع وهو محرم أو صائم - . 6 الكفارةعوجب عليه التعزير م

.6/122 البهوتي،كشاف القناع،-1 .86:ص، حسن أبو غدة، أحكام السجن،70-12/69 ابن حجر،فتح الباري،-2 .1/576السجن وموجباته، الجريوي،-3القـاهرة، –ني لرسالة بن أبي زيـد القيرواني،مكتبـة الثقافـة الدينيـة كفاية الطالب الربا ابن خلف المصري، -4

.2/218كام،تبصرة الحابن فرحون،.78 /3 .595:صم،1992هـ1413 :2طبيروت،–افي في فقه أهل المدينة المالكي،دار الكتب العلميةالك ابن عبد البر،-5 .2/218 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-6

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

74

: أمثلة الشافعية -إفساد الصائم يوما من رمضان بجماع زوجته أو أمته فإنه يجب فيه التعزير مع - .الكفارة .1بده يجب عليه التعزير مع الكفارةإذا قتل من ال يقاد به كولده وع - :أمثلة الحنابلة -تعزير مع الكفارة على قول في مذهب اإلمام الوطء في اإلحرام يجتمع فيه الأن - .2أحمد

.ألنها جابرة وماحيةÝ اكتفاء بها، الكفارةعأنه ال تعزير م:القول الثاني- .3ي مذهب اإلمام أحمدهذا الوجه الثاني والصحيح ف

وقتل شبه العمد ،كالظهار –وإن كانت المعصية فيها كفارة":جاء في اإلنصافعلى الصحيح من ، فهذا ال تعزير فيه مع الكفارة-لجماعكالفطر في رمضان با،ونحوه .4"المذهب-ƞاجņالر:

ألن Ýوالراجح في ذلك هو قول جمهور الفقهاء بجواز اجتماع التعزير مع الكفارةذلك يتماشى مع المصلحة العامة من تشريع العقوبة التعزيرية وتطبيق قاعدة جلب

.المصالح ودرء المفاسد

تماƱ التعزير بالحبس مع غيره مDž أنواƱ التعزيراج-:المطلب الثالثر فتقد، األمر أو نائبهإلى ولي إن العقوبات التعزيرية هي في األساس مفوضة

.العقوبة التعزيرية بناء على قواعد ومقاصد الشريعةعن األمر أو نائبه ليست مطلقة في تقدير العقوبات الزاجرة كما أن إرادة ولي

اه وما تفرضه عليه نزعاته ر عقوبات تعزيرية حسب هوفيقد،ريةالجرائم التعزيبل إنه مقيد بقواعد العدالة والتناسب بين الجريمة ، وظروفه الشخصيةهتوميوال .5بوالعقا

المصلحة واحدة في وقت قد يرى فيه اإلمام أو نائبه أنةوإذا كان التعزير بعقوب إضافة عقوبة تعزيرية أخرى يراها تقتضي إضافة عقوبة أخرى أكان بإمكان اإلمام

.6موافقة لحال الجاني وقدر جنايتهويؤيد ما قلناه سابقا أقوال ونصوص الفقهاء التي تجوز اجتماع التعزير بالحبس

:وأمثلة ذلك كاآلتي،مع عقوبات التعزير األخرى

.253-4/252مغني المحتاƜ، ،ي الشربين-1 .10/239 المرداوي،اإلنصاف،-2 .1/577السجن وموجباته، الجريوي،-3 . المصدر السابق-4 .91:، ص1998 القاهرة،-الفكر العربيدار محمد أبو زهرة،الجريمة،-5 .1/578السجن وموجباته، الجريوي،-6

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

75

:المالكية- :1ل أشهبقا،فإنه يجبر على الرجعة،ومن طلق في الحيض":جاء في تبصرة الحكام

ويكون ذلك كله قريبا ،فإن أبى ضربه بالسوط،فإن أبى سجنه،فإن أبى أدب بالسجن .2"ألنه مقيم على المعصيةÝبعضه من بعض

اهللا عليه صلى–إن من سب أحدا من أصحاب النبي ":وجاء في القوانين الفقهيةر ضربه ويكرب بالضرب الموجعولكن يؤد،أو أزواجه أو أهل بيته فال قتل عليه-وسلم

.3"ويطال حبسه :الحنفية-

وإن رأى اإلمام أن يضم إلى الضرب في التعزير "...:جاء في شرح فتح القديروذلك بأن يرى أن أكثر الضرب في التعزير وهو تسعة وثالثون ال ينزجر ،الحبس فعل

.4..." الحبس صلح تعزيراألنÝبها أو هو في شك من انزجاره بها يضم إليه الحبس - الجواسيس–وإن كانوا من أهل اإلسالم ...":اء أيضا في كتاب الخراƜوج

.5"قوبة وأطل حبسهم حتى يحدثوا توبةمعروفين فأوجعهم ع :الشافعية-

وال يبلƸ بتعزيره في قتل وال ،وإذا قتل المؤمن الكافر عزر وحبس" :قال الشافعي .6" التعزير وهو ضرب من، ولكن يبتلي به، وال يبلƸ بحبسه سنة،في حد Ɯففي أصل الروضة أن له الجمع بين الحبس "...:وجاء في مغني المحتا

.7..."والضرب

:الحنابلة- فلǘمام إضافة عقوبات أخرى ، شاهد الزور إذا لم يرتدعذهب اإلمام أحمد إلى أن

.لزجره وردعه كالضرب والتشهير والحبس الطويلرضي اهللا – عن عمر8ورد فيه:-مه اهللارح–قال اإلمام أحمد ":جاء في اإلنصاف

.9"ويطال حبسه،ويطاف به،ويسخم وجهه،وحلق رأسه،يضرب ظهره:عنه

: ،وقيل سنةـه140 أبو عمر القيسي العامري الجعدي،ولد سنةأشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم: هو-1

ـه204انتهت إليه الرئاسة بمصر بعد ابن القاسم،توفي سنة،من الطبقة الوسطى من أصحاب مالك،ـه150 . 162:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./ صربم

.223 /2تبصرة الحكام، ابن فرحون،-2 .351:م، ص1926 – ـه1344:ط.د ابن جزي،القوانين الفقهية،-3 .5/117شرح فتح القدير، ابن الهمام،-4 .190:ص الخراƜ، أبو يوسف،-5ن ال قصاص بينه باب م-كتاب جراح العمد،م1993-ـه1413: 1طبيروت،–الكتب العلمية دار الشافعي،األم،-6

.6/57الختالف الدينين، .4/253مغني المحتاƜ، الشربيني،-7 . أي شاهد الزور-8 .10/248 المرداوي،اإلنصاف،-9

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

76

وتتبع أقوال الفقهاء في جواز اجتماع التعزير بالحبس مع غيره من عقوبات .ولذا اقتصرت على هاته األقوال من أئمة المذاهب وفقهائها،التعزير األخرى أمر يطول

زمان ومكان خالل ما سبق ذكره مرونة الشريعة وأنها صالحة لكلن لنا من ويتبي األمر أو نائبه الجمع بين التعزير بالحبس فقد فوض الشارع الحكيم لولي،وحال

وترك له الصالحية المطلقة في اختيار العقوبات المناسبة للجريمة ،وعقوبات أخرى .نزجار مختلفةواالدع ال الناس في التأديب والر أحووذلك ألنÝوالجاني

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

77

:المبحث الرابع مـدƔ التعـزير بالحـبس

:1تنقسم عقوبة الحبس في الشريعة اإلسالمية إلى نوعين

.د المدةحبس محد-1 .د المدةحبس غير محد-2

:وسأتناول هذين النوعين في المطلبين اآلتيين

د المدƔ حبس محدņ-:المطلب األولوقد ذكر الفقهاء حاالت ،د له مدة في الحكمهذا النوع من الحبس هو الذي تحد

.وعينوا مدة له،كثيرة يعزر فيها بالحبسوفي المال ،ويحبس في الدريهمات اليسيرة قدر نصف شهر":قال ابن الماجشون

.2"الكثير أربعة أشهر ،ستبراء والكشفر غايته بشهر لاليتقد":وقال أبو عبد اهللا الزبيري من الشافعية

.3"أديب والتقويموبستة أشهر للتومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته ":وقال ابن فرحون

.4" ويسجن شهرا،العقوبة الشديدةولكن هذا التحديد ،ويبدو من خالل كالم الفقهاء جواز تحديد مدة الحبس تعزيرا

يصح معها ألنه اتفاقي وحصل في ظروف وحاالت معينة الÝليس بتقدير الزم وحتميألن األمر في Ýوال أن ينسحب على وقائع أخرى حتما،أن يؤخذ كقاعدة عامة مجردة .5الجريمة وأحوال األشخاص وهو يختلف باختالف،تقديره مفوض إلى رأي الحاكم

فهل ، األمر أو نائبه في تحديد مدة الحبس تعزيرا إلى ولياوما دام األمر مفوض ؟د المدةس محد أعلى للحب أدنى وحدهناك حد

:إن تفصيل ذلك في الفرعين اآلتيين د المدƔالحد األدنǍ للحبس محدņ-:الفرƱ األول-

بل تركوا األمر في ذلك إلى تقدير ،لم يتحدث الفقهاء عن أقل مدة التعزير بالحبس .القاضي أو نائبه

اهللا لىص النبي وألن،امقدرا ألنه لو تقدر لكان حد فليس أقله...":جاء في المغنيه وما يقتضيه فيرجع فيه إلى اجتهاد اإلمام فيما يرا، قدر أكثره ولم يقدر أقلهعليه وسلم

.366:التعزير في الشريعة اإلسالمية، ص عبد العزيز عامر،-1 .2/241 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-2 .13/425الحاوي الكبير، الماوردي،-3 .2/227 المصدر السابق، -4لتعزير في الشريعة اعبد العزيز عامر،.1/557السجن وموجباته،الجريوي،.6/379 ابن الهمام،شرح فتح القدير،-5

.371:اإلسالمية، ص

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

78

فمنهم من ، الحبس تعزيرا يختلف باختالف الجريمة والمجرموألن.1"حال الشخص .2يحبس يوما ومنهم من يحبس أكثر منه إلى غير غاية مقدرة

ولم يتكلم ،دة للحبس تعزيرا هي يوم واحد أقل مونالحظ من خالل الكالم السابق أن أقل الحبس في فنستطيع القول بأن، عن مدة أقل من هذه- في حدود علمي–الفقهاء

.3 اليوم أقل مدة للحبس تكفي للزجرألنÝالتعزير يوم واحد د المدƔ األعلǍ للحبس محدņ الحدņ-:الفرƱ الثاني- :د المدة على قولينس محد األعلى للحباختلف الفقهاء في مسألة الحد دة بأن ال تصل سنة مدة الحبس التعزيري محدإن:قالوا،الشافعية:القول األول- :4 ونصف سنة للعبد مستدلين،للحر

فال يصل إلى سنة حتى ال يعاقب ، ألنه سنةÝ الزنىبالقياس على التغريب في حد- حدا في غيرحد فهو من بلƸ« :ي لحديث لكون ذلك من التعد، في غير حدبعقوبة الحد .5»من المعتدين

م قول أبي يعلى الفراء أنفقد تقد،ولكن هذا الرأي لم يجمع عليه الشافعية أنفسهم ذلك وأن،رة إلى غاية غير مقد،ومنهم من يحبس أكثر،من الجانين من يحبس يوما

.6يختلف باختالف المجرم والجريمة أو تغريب دون سنة في الحر "...:)نهاية المحتاƜ( أيضا في كتابه7مليكما قال الر

.8"ودون نصفها في ضده فيما ظهر ولم أره منقوال :9وقد نوقش هذا الرأي بما يلي

وليس هو كل ، التغريب بعض الحدألنÝقياس السجن على التغريب ال يصح-1 .الحد

عاضد وهذا واإلمام الشافعي ال يحتج بالمرسل إال إذا عضده،أن الحديث مرسل-2 .لم يعضد

.10/348 ابن قدامة،المغني،-1 .279: يعلى الفراء،األحكام السلطانية، ص أبو-2 .371:عة اإلسالمية، صلتعزير في الشريا عبد العزيز عامر،-3 .1/561السجن وموجباته،الجريوي،. المرجع نفسه-4. 8/327التعزير وأنه ال يبلƸ به أربعين، باب ما جاء في -السنن الكبرى، كتاب األشربة والحد فيها البيهقي،-5

.والمحفوظ هذا الحديث مرسل:البيهقيوقال .370:صلتعزير في الشريعة اإلسالمية، ا عبد العزيز عامر،-6،فقيه،مشارك في )شمس الدين( بن حمزة الرملي،المنوفي المصري،األنصاري،الشافعي محمد بن أحمد: هو-7

إلى Ɯنهاية المحتا:،من تصانيفهـه1004،وولي إفتاء الشافعية،توفي سنةـه919بعض العلوم،ولد بالقاهرة سنة .3/61: كحالةالفين لعمر رضمعجم المؤ:ترجمته في./ شرح العقود في النحوشرح المنهاƜ للنووي،

8-،Ɯ8/21 الرملي،نهاية المحتا. .1/561السجن وموجباته، الجريوي،-9

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

79

فال يتم ،2والمناوي،1السيوطي:منهم أن هذا الحديث ضعفه كثير من المحدثين-3 .3 بهستداللاال

.وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة والظاهرية:القول الثاني- ،وموجباته أسبابه ختالفال، ألكثرهحد تقدير لمدة الحبس التعزيري والأنه ال:قالوا

.4جردع والزما يراه كافيا للروبقدر، األمر ونوابه حسب االجتهادوهو مفوض إلى ولي :5د المدة لـ األعلى للحبس محدوالراجح هو القول الثاني القائل بأنه ال تقدير للحد

.عدم وجاهة أدلة القول األول -1 . القول الثانياستداللوجاهة -2 فتحديد مدة الحبس ،ى مع مقاصد وقواعد الشريعة العامةالقول الثاني يتماش -3

لطائفة ،جردع والز الروالتعزيري قد يحقق المقصد والغرض العام من التعزير وهالختالف Ýولكنه في نفس الوقت قد ال يحقق ذلك في طائفة أخرى،معينة من الجناة

.الجرائم وتباين أحوال الجناةحتى يترك ،د المدة هو األنسب األعلى للحبس محدلذا كان القول بعدم تحديد الحد

. األمر أو نائبه لتقدير مدة الحبس تعزيرا حسب ظروف الجريمة والجانيالمجال لولي د المدƔحبس غير محدņ-:المطلب الثاني

هذا النوع من السجن هو الذي يجري غالبا على المجرمين الخطرين الذين اعتادوا –والسعي في األرض بالفساد كجرائم القتل ،المخلة بأمن البالدارتكاب الجرائم الجسيمة

ولكن ، أصالوالجرائم ذات الحد، التي ليس فيها قصاص أو حد مقدر-في بعض صوره ، المجتمعدمما يهد،أو كان الجاني من معاودي اإلجرام،لم يستوف شروطه إلقامته

.6وردع له وزجر،ه عن الناسفيكون في إطالة حبسه دفع لشر

أبو جالل الدين،(ري،الشافعيالمص أبي بكر بن محمد الخضيري األصل،الطولوني،عبد الرحمان بن: هو-1

: تصانيفه الكثيرةمن ،ـه911 بالقاهرة،وتوفي سنةـ ه849عالم مشارك في أنواع من العلوم،ولد سنة)الفضل .83-2/82:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:يترجمته ف./اإلتقان في علوم القرآن، تنوير الحوالك

عالم مشارك الشافعي،دادي،المناوي،القاهري،عبد الرؤوف بن تاƜ العارفين بن علي بن زين العابدين الح: هو-2فيض القدير بشرح الجامع :، من تصانيفهـه1031 بالقاهرة،وتوفي سنةـه952في أنواع من العلوم،ولد سنة

.144-2/143:معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة:ترجمته في./الصغير،عماد البالغة .95 /6،دار الفكر،فيض القدير المناوي،-3 بيروت، -دار الكتب العلمية شرح كنز الدقائق،قالبحر الرائابن نجيم، .2/240 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-4

بيروت، -ابن حزم،المحلى،دارالكتب العلمية .6/126البهوتي،كشاف القناع، .5/80م،1997-ـه1418: 1ط12/421.،Ɯ8/22الرملي، نهاية المحتا.

.1/562ريوي،السجن وموجباته، الج-5 .1/563السجن وموجباته،الجريوي،.378-377:لتعزير في الشريعة اإلسالمية، ص عبد العزيز عامر،ا-6

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

80

ومن استقراء ،وقد ذكر الفقهاء بعض القضايا واألقوال التي تندرƜ تحت هذا النوعد المدة موقف المجرمين أمام السجن غير محدهذه األقوال والقضايا يمكن القول بأن

:1 وأن يكون واحدا من ثالثة أنواعالبد . الموتالحبس حتى -1 . التوبة أو الموتالحبس حتى -2 . التوبة وصالح حال المحكوم عليهتىالحبس ح -3

نوع من هذه األنواع في ألمثلة التي ذكرها الفقهاء لكلاويمكن أن نذكر بعض :الفروع اآلتية

أمثلة الحبس تعزيرا حتǍ الموت- :الفرƱ األول- على من أمسك رجال آلخر حتى قتله بالحبس اهللا عليه وسلمصلىحكم النبي -1

.2»قتلوا القاتل واصبروا الصابرا«: اهللا عليه وسلمفي ذلك صلىفقد قال ،حتى الممات .3حبسوا الذي حبسه للموت حتى يموتا:ييعن»اصبروا الصابر«:قوله:دعبيأبوقال

في رجل أمسك رجال حتى قتله رضي اهللا عنهوكذلك قضاء علي بن أبي طالب .4" ويحبس الممسك في السجن حتى يموت،يقتل القاتل": قال،آخر

وكان من ، ضابىء بن الحارثرضي اهللا عنهذلك سجن عثمان بن عفان وك .5 حتى مات في السجنملصوص بني تميم وفتاكه

بإدامة حبس من يكثر الجناية على الناس ولم يفد فيه 6أفتى ابن عبد السالم-2 .7إلى موته التعزيرفي فعند أبي يوسف يحبس حتى يموت ،ومن أوثق آخر وألقاه أمام أسد فأهلكه-3

.8رضي اهللا عنهالسجن كما هو مذهب علي بن أبي طالب فعليه الحبس ،أو ألقاه في برد شديد حتى مات،ومن أوثق آخر وألقاه في الشمس-4

.9حتى يموت

ـ عبد العزيز عـامر، -7 التـشريع الجنـائي عبـد القـادر عودة، .372: ،ص ة اإلسـالمي الـشريعة يالتعزير ف .1/697اإلسالمي،

الهندي،كنز .255 -1/254م،1964 –هـ1384: 1ط بيروت،-غريب الحديث، دار الكتاب العربي أبو عبيد،-1 .39839،15/10:حديث رقمم،1993 -ـه1413 بيروت،-مؤسسة الرسالةالعمال،

.1/255 المصدر نفسه،-2 - كتاب العقول م،1972 -ـه1392: 1طحبيب الرحمان األعظمي،: عبد الرزاق الصنعاني،المصنف، تحقيق-3

.428 -9/427سك الرجل على الرجل فيقتله،باب الذي يم4-،Ɯ14:،ص اهللا عليه وسلم أقضية رسول اهللا صلى ابن فر. الدين أبو محمد السلمي مد بن المهذب عزعبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم بن الحسن بن مح: هو-5

، ـه578 أو سنة ـه577ه بدمشق في سنةأصله مغربي ومولدقب بسلطان العلماء وشيخ اإلسالم،الملالشافعي،طبقات الشافعية :ترجمته في./معارف، تفسير القرآنشجرة الالقواعد الكبرى،:،من تصانيفهـه660وتوفي سنة

.1/315:داوودي، طبقات المفسرين لل8/209:للسبكي .8/22نهاية المحتاƜ، شهاب الدين الرملي،-6 . 88 -87:نقالعن فصول األستروشي في التعزير .373: عبد العزيزعامر،التعزير في الشريعة اإلسالمية،ص-7 .373: عبد العزيزعامر،التعزير في الشريعة اإلسالمية،ص-8

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

81

أمثلة الحبس تعزيرا حتǍ التوبة أو الموت-:الفرƱ الثاني- عرف ومن،يحبس حتى يكف عنها": قال أحمد بن حنبل في المبتدع الداعية-1 .1"يكف عن ذلك حبس حتى يموت أو يتوبولم ،الناس وأذى أموالهم حتى بعينه بأذى

عى واد، وأخذ أمواال واتهم أنه أخفاها،ا من عليه دينفأم"...: قال ابن فرحون-2 .2..." في السجنتفإنه يضرب ويحبس حتى يؤدي أو يمو،العدم وظاهر حاله الكذب

يضرب ضربا - اهللا عليه وسلم صلى–بي ومن انتسب إلى آل الن":وقال أيضا اهللا صلى–سول ألنه استخفاف بحق الرÝويحبس طويال حتى تظهر توبته،وجيعا ويشهر .3"-عليه وسلم

من يتهم بالقتل والسرقة وضرب الناس يحبس ويخلد في السجن إلى أن يظهر-3 . 4ةالتوب

دهن على أزواجهن أو وأفس، وأخرجهن من بيوتهن، من خدع النساء أو البنات-4 .5آبائهن فإنه يحبس حتى يرجع من خدع أو يموت

أمثلة الحبس تعزيرا حتǍ التوبة وصƝǘ المحكوǃ عليه-:الفرƱ الثالث- .6ب ويودع السجن حتى يموت دفعا لشرهفإنه يؤد، إذا أسر من البغاة أحد-1 .7ون السجن حتى يتوبواعودبون وي أسرى الخوارƜ يؤد-2 .8 يعزرون ويحبسون حتى يحدثوا توبةغني والمخنث والنائحة الم-3ويحبس حتى ،فإنه يعزر ويبالƸ في تعزيره، من اعتاد سرقة أبواب المساجد-4

.9يتوب عن ذلك –د المدة حبس غير محد– هذا النوع من الحبس وال خالف بين الفقهاء في أن

ما كما أنه ال يقدر مقد،مار مقدى مقد أعل أدنى وال حدوليس له حد،ليست له مدة معينةد فيها تحد،رةولكن الحكم يكون بالحبس مدة غير مقد،في كل حالة على حدتها في الحكم الشريعة اإلسالمية عرفت ولكن هل يمكن القول بأن،بعد بتوبة المحكوم عليه أو موتهن حرية التقدير فيما وتكو،وهو الذي يفرض حدين للمدة،نظام عدم التحديد النسبي للحبسƜأم أنها وقفت عند ،أو على األقل يفرض فيه حد واحد،بين هذين الحدين لسلطة اإلفرا

Ɯ10؟عدم التحديد المطلق وترك التحديد فيما بعد السلطة التي لها اإلفرا.

.6/126 البهوتي،كشاف القناع،-9 .2/241حكام، ابن فرحون،تبصرة ال-1 .2/213 المصدر نفسه،-2 .6/113ار،رد المحتابن عابدين،.5/71 ابن نجيم،البحر الرائق،-3 . 6/134ابن عابدين،رد المحتار،.374 -373:لتعزير في الشريعة اإلسالمية، صا عبد العزيز عامر،-4 6/417حتار،ابن عابدين،رد الم. 214:أبو يوسف،الخراƜ،ص. 7/140 الكاساني،بدائع الصنائع،-5 .2/210تبصرة الحكام، ابن فرحون،-6 .6/113 ابن عابدين،رد المحتار،-7 .375:لتعزير في الشريعة اإلسالمية، صا عبد العزيز عامر،-8 .378:ص.المرجع نفسه -9

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

82

من الجرائم ما قيل فيه بعقوبة الحبس حتى التوبة أو الموتقدمنا فيما سبق أن . فيه بعقوبة الحبس حتى التوبةومنها ما قيل

يبقى المحكوم عليه ن فيه يجوز أإذ أن ظاهر،ها عن النوع األول فاألمر فيأم . 1محبوسا حتى يموت إذا لم تثبت توبته قبل ذلك

فقد تحدث ،ألنه ال يعقل أن يخلد إنسان في السجن إلى الموتÝوهذا الكالم فيه نظر نجزا وغير قادر على ارتكاب الجرائم ككبر السله بعض الموانع واألعراض تجعله عا

. وكإصابته بمرض مزمن وخطير،مثالد فقط بالتوبة وقد حد،ا للحبس الموت لم يذكر فيه حدوأما النوع الثاني فإن .الحوالص

.؟فهل يترك المحكوم عليه في السجن إلى غير حد إذا لم يتب أنه ليس هناك ما -بد العزيز عامر وهذا ما ذهب إليه ع–الذي يظهر واهللا أعلم

حتى ال يترك المحكوم عليه ،يمنع من أن يوضع حد أقصى للعقوبة في مثل هذه الحاالت .2في السجن إلى غير حد

هم في الحبس حتى التوبةادرعلى أقوال الفقهاء وم وقد عقب عبد العزيز عامر أنه يحبس ،يحبس حتى يتوب:هموال يبعد في نظري أن يكون مراد الفقهاء بقول":فقال

يرجح معه أنه كاف ،وذلك بأن يقدرله حد أقصى،حبسا من شأنه أن يحمله على التوبةفإذا تاب فعال قبل مضي ،للتوبة في مثل الجرائم التي يوضع لها هذا النوع من العقاب

يخلى سبيله وإن لم يتب،فيفرƜ عنه،هذه المدة فقد تحقق الغرض المطلوب من الحبسإذ ال ،واختالف الجرائم ويرشح لهذا الفهم اختالف الفقهاء في التعبير،ي نهاية المدةف

.3"وما شاكل ذلك من الجرائم، مثال أن يكون الحبس إلى الموت جزاء العائد للشتمليعق أمره مفوض إلى - والحبس فرع منه– التعزير ومما سبق ذكره يمكن القول بأن

لي فجميع أحكامه هي من اجتهاد القاضي أو نائبه على ضوء وبالتا،رأي الحاكم أو نائبه .قواعد ومقاصد الشريعة اإلسالمية

يتناسب مع نņروموقف اإلسالم منها موقف م، مدة الحبس مفتوحةفتبين أن ليتم التعادل بين العقوبة ، بها من أساليب إجراميةاختالفات العصور وما يستجد

." ضرارال ضرر وال"والجريمة في إطار فموقف اإلسالم هذا يتيح للعصور المقبلة أن تكيف عقوبة السجن حسب تنوع

بل يتيح للوالة والقضاة االنتقال منها ،الوسائل والدوافع واألشخاص في مختلف العصورفليست ملزمة للقاضي أو ، محلها ويفي بالغرض الشرعي المقصودإلى غيرها ليحل

.4دع والتأديب واإلصالح للراسيةالحاكم باستعمالها عقوبة أس

.المرجع نفسه -10 .379:، صالتعزير في الشريعة اإلسالمية عبد العزير عامر، -1 .379:، صنفسه المرجع -2موقـف :المبحث الثالـث ،ةظر اإلسـالمي النالسجون مزاياها وعيوبها من وجهة األولى، ةأبحاث الندوة العلمي -3

ـ الشري الرياض، –لعربي للدراسات األمنية والتدريب أحمد اللهيب،المركز ا :عة اإلسالمية من عقوبة السجن ل . 112:م،ص1984 -ـه1404: 2ط

. موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعـه مع غـيره:الفصـل الثـاني

83

القوانين الوضعية بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر تأخذ ن مما سبق أنويتبي بعض هذه القوانين تأخذ وأن،بنظرية الشريعة اإلسالمية في العقوبة غير المعينة المدة

قيد مدة العقوبة بعض القوانين يوأن،د مدة العقوبةبنظرية الشريعة على إطالقها فال تحد وسواء أخذت القوانين بالنظرية مطلقة ،بينما يجمع البعض اآلخر بين اإلطالق والتقييد

وما التقييد واإلطالق في الواقع إال تنظيم ،أو مقيدة فهي نظرية الشريعة اإلسالمية .لتطبيق النظرية

.1بوليس بعد هذا من ينكر فضل الشريعة وسبقها في تقرير أفضل نظريات العقافأحكام الشريعة بهذه المرونة تكون قد حققت المقصد الشرعي من عقوبة التعزير وذلك من خالل مراعاتها لجلب المصالح ،وهو التأديب واإلصالح والتهذيب،بالحبس

وإقامة ،) المال، النسل، العقل، النفس،الدين(ودرء المفاسد بحفظ الضروريات الخمس .عوحفظ النظام العام للمجتم،العدل

.699 -1/698سالمي،،التشريع الجنائي اإلةالقادر عود عبد -1

49

ǼDZƘƦالفصل ال: ƼƜƮلƘƛ يرƺالتع ƟƘƜƩǸǭ

Ɯƽƍو Ǵơƴǭو ǴǍǸǢƽ ƙƘ dzواƩتمƘعǙ ǔǭ Ǵير

:وفيه أربعة مباحث هي

موجبات التعزير بالحبس:ث األولالمبح

سأسباب سقوط التعزير بالحب:انيالمبحث الث

ع التعزير بالحبس مع اجتما:المبحث الثالث عقوبات أخرى

مدة التعزير بالحبس:الرابعالمبحث

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

86

:المبحث األول

بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس

في هذا المبحث أردت أن أتطرق إلى بعض المسائل الفقهية التي كانت محل . اختالف بين الفقهاء

حبس المديDž وƆراƅ الفقهاƅ فيه -:المطلب األول

:ويندرƜ تحت هذا المطلب مجموعة من الفروع نتناولها كاآلتي Ɔ1راƅ الفقهاƅ في حبس المديƱ: Dž األول الفر-

.المدين إما أن يكون موسرا أو معسرام الذي ال مال دعفقد منع جمهور الفقهاء حبس المدين الفقير الم، فإن كان معسرا-أ

فهو ليس غاية في ذاته وإنما هو ،2 الحبس شرع للتوصل إلى أداء الدين ال لعينهألنÝلهولذا ال فائدة في إكراه المدين الفقير إعماال ،طل على دفع الدينوسيلة إلكراه المدين المما

.)وإن كان ذو عسرة فنظرةŻ إلى ميسرة( :لقوله تعالى .3"ا مع العدم والفقر الصريح فالحكم هو النظرة ضرورةوأم"...:قال القرطبي

: 4ا المدين الموسر فال يخلو أمره من حالتين وأم-ب .ويأبى القضاء أن يكون المدين موسرا والدين حاال:الة األولىالح - ويغيب ماله ويمتنع من أداء أن يكون المدين موسرا والدين حاال: الحالة الثانية- .ما عليه

:وتفصيل ذلك كاآلتي1-Ǎلة األولƉوهي إذا كان المدين موسرا والدين حال وأبى المدين القضاء: المس .

:5لمدين بالحبس وغيره وبيع ماله ثالثة أقوالللفقهاء في تعزير ا .8والمالكية7وزفر6اإلمام أبو حنيفة: القول األول-

.إن المدين يسجن لكن ال يبيع الحاكم ماله:قالوا

.1/417 الجريوي،السجن وموجباته،-1 .7/173الكاساني،بدائع الصنائع،. 205-5/204 اإلمام مالك،المدونة الكبرى،-2 .2/43م،1994 -ـه1414: 1ط بيروت،–دار الكتب العلمية القرطبي،جامع األحكام الفقهية،-3 .1/417 الجريوي،السجن وموجباته،-4 . المرجع نفسه-5 .164:، ص13Ɯ،:24:سي،المبسوط،مج السرخ-6أصحاب الحديث ثم غلب عليه الرأي،وهو ، كان من ـه110عنبري،ولد سنةأبو الهذيل زفر بن الهذيل ال: هو-7

.135:طبقات الفقهاء للشيرازي،ص:ترجمته في./ ـه158أقيس أصحاب أبي حنيفة،توفي سنة . 2/241كام،ابن فرحون،تبصرة الح.2/308 ابن رشد،المقدمات الممهدات،-8

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

87

.2يبيع عليه ماله فيقضي دينه بثمنه:1وقال أبو يوسف ومحمد .4والحنابلة3الشافعية: القول الثاني-

. ء ولم يبع ماله باعه الحاكم عليه أصر على عدم القضاوإذا، المدين يسجنأن:قالوا .5وبه قال الصاحبان

. سجن المدين مطلقاأنه ال يحل:6قول ابن حزم: القول الثالث-ا يوجب غرم مال ومن ثبت للناس عليه حقوق من مال أو مم"...:ىقال في المحل

أن وال يحل،صف الغرماءوأن، ما يوجد لهبيع عليه كل،أو بإقرار منه صحيح،ببينة عدل .7..."يسجن أصال

: األدلة- : أدلة القول األول-

:استدلوا على ذلك بالسنة والمعقول : السنة-1 .» عرضه وعقوبتهلي الواجد ظلم يحل«: اهللا عليه وسلمصلى قوله - أ .»مطل الغني ظلم«: اهللا عليه وسلمصلى قوله-ب-Džالحديثي Džلة مǗوجه الد :

د للمال إذا امتنع عن دفع الحق الذي قد وجب عليه فإنه يعتبر ظالما لمن إن الواج .8 وللحاكم أن يعزره بالحبس تأديبا له وتشديدا عليه حتى يقضي الذي عليه،له الحقƜ- حبس رجال في تهمة ساعة من نهار « اهللا عليه وسلمصلى ما روي أن النبي .» عنهثم خلى

ن ونشأ بالكوفـة فحفـظ القـرآ ـه131 الحسن الشيباني الفقيه األصولي،ولد بواسط بالعراق سنة محمد بن :هو-1

الجـامع الكبيـر :ن مصنفاته م،ـه186توفي سنة تولى القضاء في عهد هارون الرشيد، الكريم وسمع الحديث، .116-1/115:عبد اهللا مصطفى المراغيصوليين لالفتح المبين في طبقات األ:ترجمته في./والصغير،اآلثار

.164:،ص13Ɯ،:24: السرخسي،المبسوط،مج-2 .372/ 3 النووي،روضة الطالبين،-3 . 276-5/275 المرداوي،اإلنصاف،-4 .أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني: الصاحبان هما-5 نشأ شافعي المذهب ثم ـ،ه384 بن حزم األموي وكنيته أبو محمد،ولد بقرطبة سنة علي بن أحمد بن سعيد : هو -6

ـ ، مـن ه456يها مفسرا،محدثا،أصوليا،متكلما،منطقيا،مؤرخا،توفي سنة فقانتقل إلى مذهب أهل الظاهر،فكان الفتح المبـين فـي :ترجمته في ./في أصول األحكام،المحلى باآلثار،الفصل في الملل والنحل اإلحكام :مصنفاته

.257-1/255طبقات األصوليين لعبد اهللا مصطفى المراغي .6/475 ابن حزم،المحلى،-7الجريـوي، .8/304،الـشوكاني،نيل األوطـار، 41:،ص5Ɯ،:10: شمس الدين العظيم آبادي،عون المعبود،مج -8

.1/422السجن وموجباته،

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

88

: وجه الدǗلة- ،جل بسبب تهمة دفع الظلم عن المظلوم الر اهللا عليه وسلمصلىس الرسول إن حب امتناع المدين عن أداء الحق لصاحبه فيه ظلم لصاحب الحق واقع عليه من وحيث أنلذا كان حبسه مشروعا بل أولى من ،وفي حبس المدين دفع للظلم عن المظلوم،المدين

.1 تثبت حبسه في تهمة لمجل الذي تمحبس ذلك الر : المعقول-2

إن الحبس إنما شرع لدفع الظلم بإيصال حق الدائن إليه فيحبس المدين دفعا للظلم . 2لقضاء الدين

وال تخلص الحقوق في هذه ،وشرع الحبس كذلك ألداء الحقوق إلى أصحابها .3 منهوبما هو أشد،األزمنة غالبا إال به

: أدلة القول الثاني- :السنة والمعقولاستدلوا على قولهم ب

: السنة-1 .5»وباع ماله في دينه4 حجر على معاذ اهللا عليه وسلمصلىأن النبي «: ما روي-أ

أال أن أسيفع جهينة ":أنه خطب الناس فقال رضي اهللا عنه ما روي عن عمر–ب قد رضي من دينه وأمانته أن قال سبق الحاƜ فأدان معرضا فأصبح قد دين به فمن كان

م والدين فإن أوله وإياك،ال فليحضر غدا فإنا بائعو ماله وقاسموه بين غرمائهله عليه م .6"آخره حربهم و

: وجه الدǗلة- الذي هو ولي- اهللا عليه وسلمصلىسول الحديث األول دل صراحة بفعل الر

وكما دل على مشروعية ،بيع مال المدين وتسديد غرمائه منه على مشروعية–األمر وهم الذين ، ولم ينكر عليه أحد ذلك– رضي اهللا عنهم –ضا قول عمر للصحابة ذلك أي

.7ال تأخذهم في الحق لومة الئم

.2/423 الجريوي،السجن وموجباته،-1 .173/ 7 الكاساني،بدائع الصنائع،-2 .275/ 5 المرداوي،اإلنصاف،-3 الذين أحد السبعينبن عدي بن كعب األنصاري الخزرجي، جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ معاذ بن: هو-4

ع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم،كان األعلم وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مشهدوا العقبة من األنصار،لشام بالطاعون سنة يه وسلم إلى اليمن معلما وقاضيا،توفي في ابعثه رسول اهللا صلى اهللا علبالحالل والحرام،

.5/194:أسد الغابة البن األثير:ترجمته في./ ـه18 .58/ 2حيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،هذا حديث ص: أخرجه الحاكم في المستدرك،وقال-5 .2/770 باب جامع القضاء وكراهيته،-صية كتاب الو أخرجه مالك في الموطأ،-6 .5/351،نيل األوطار،الشوكاني.1/424 الجريوي،السجن وموجباته،-7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

89

:المعقول -2 ،إن المدين محجور عليه وهو محتاƜ إلى قضاء دينه فجاز بيع ماله بغير رضاه

اله كان ماله مستغرقا بالدين ومن لم يكن مومن غير فرق بين من،كالصغير والسفيه . 1كذلك

: الحاكم ليس له أن يبيع ماله بالكتاب والسنة والمعقولواحتج القائلون بأن : الكتاب-1

يا أيŋها الŮذين آمنوا ال تأċكلوا أموالكم بينكم بالباطل إالŮ أن تكون تجارةŹ ( :قوله تعالى .2) عن تراض مŎنكم

-Ǘل وجه اǗستد: .3إن بيع الحاكم مال المدين بغير رضاه تجارة من غير تراض فيكون باطال

: السنة-2امرƏ مسلم إال بطيب مال ال يحل «: قال اهللا عليه وسلمصلىما روي أن النبي

.4»نفس منه-Ǘلوجه اǗستد:

، ذلكفال يحل،أن مال المدين إذا باعه الحاكم يكون بغير رضا وال طيب نفس . 5ويكون باطال

: المعقول-3 للقاضي أن فال يحل، بيع ماله غير مستحق لقضاء الدين إلمكان أدائه بوجه آخرإن

إذ يمكن قضاؤه باالستقراض ،يباشر ذلك عليه عند امتناعه كما في اإلجارة والتزويج .6ستيهابواال

: أدلة القول الثالث- :كتاب والسنةاستدل ابن حزم على قوله بعدم سجن المدين بال

: الكتاب-1 .7 )كونوا قوامين بالقسط( :قوله تعالى

. 5/350 الشوكاني،نيل األوطار،-1 .29: سورة النساء،اآلية-2م، 2000 – ـه1420: 1 بيروت، ط–الح شعبان،دار الكتب العلميةأيمن ص: العيني،البناية شرح الهداية،تحقيق-3

11/115. .6/100نى جدارا،ا فأدخله في سفينة أو ب باب من غصب لوح- البيهقي،السنن الكبرى،كتاب الغصب-4 .1/425 الجريوي،السجن وموجباته،-5 .11/117 العيني،البناية شرح الهداية،-6 .135:يةاآل سورة النساء،-7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

90

-Ǘل وجه اǗستد:

، اهللا عليه وسلمصلىوال رسوله ،أن سجن المدين حكم بما لم يوجبه اهللا تعالى قطط وسجن المدين ليس من القيام بالقس،وقد أمر اهللا تعالى في هذه اآلية بالقيام بالقسط

.1فبطل : السنة-2

.»مطل الغني ظلم«:-عليه الصالة والسالم -حديث النبي-Ǘل وجه اǗستد:

سجن المدين مع القدرة على ألنÝوالسجن مطل وظلم،الحديث ينهى عن المطل .2إنصاف غرمائه ظلم له ولهم معا

-ƞاجņسر والراجح من هذه األقوال ما قال به الجمهور من حبس المدين المو:3 الروما قال به صاحبا أبي حنيفة وأكثر الشافعية والحنابلة من أن للحاكم ،إذا أبى القضاء

وكذلك لما في ،وذلك لوجاهة وقوة أدلة هذا الرأيÝبيع ماله وتسديد ديونه إذا لم يبعه هوحبس المدين من الحفاظ على حقوق الناس وردع وزجر المتالعبين بأموال الغير من

بيع مال المدين وإعطائه لمستحقيه فيه تحقيق وحفظ مصالح نكما أ.أصحاب الحقوق .الناس وذلك عمال بقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد

ب ماله وامتنع من أداء ما وهي إذا كان المدين موسرا وغي:المسƉلة الثانية -2 .4أو كان مجهول الحال فال يعرف أهو غني أم فقير،عليه

موجبات التعزير بالحبس ضمن مطلب حبس وهذه المسألة ذكرت سابقا في وأوردت أقوال فقهاء المذاهب ،الممتنع عن دفع الحق إلجاء إليه حبس تعزير وتأديب

.فال داعي إلعادة ذكرها هنا،األربعة وأدلتهم شروط حبس المديDž- :الفرƱ الثاني -

:ذكر الفقهاء شروطا لحبس المدين وهي1-Ǘحا Džالدي Džيكو Džأ:

بتأخير الحبس شرع لدفع الظلم المتحقق ألنÝلمدين في الدين المؤجلفال يسجن ار حق نفسه صاحب الدين هو الذي أخألنÝقضاء الدين ولم يوجد من المديون

.5بالتأجيل :طلب الدائDž حبس مدينه-2

الدين حقه والحبس وسيلة إلى ألنÝفطلب الحبس من القاضي شرط لحبس المدين .1 من الطلب للحبسوحق المرء إنما يطلب بطلبه فال بد،ان حقهحقه ووسيلة حق اإلنس

.6/475محلى،ال ابن حزم،-1 . المصدر نفسه-2 .426 -1/425 الجريوي،السجن وموجباته،-3 .1/427المرجع نفسه، -4 .7/173 الكاساني،بدائع الصنائع،-5

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

91

3-Džثبوتية الدي: فإذا ثبت عند القاضي السبب مع شرائطه بالحجة حبسه لتحقق الظلم عنده بتأخير

.2والقاضي نصب لدفع الظلم فيندفع الظلم عنه،حقه من غير ضرورة4-ƅاƮالق Ǎعل Džالمدي Ɣدرƽ:

وإن كان ذو عسرة فنظرةŻ إلى ( :لقوله تعالىبس،فإن كان معسرا فإنه ال يح .)ميسرة

وسجن المعسر ينافي ، المعسر ينظر إلى أن يتيسر حالهفاآلية بعمومها أفادت أن .3 يجوزاإلنظار فال

وعسرته ثابتة والقضاء ،ا أن يكون إلثبات عسرته أو لقضاء دينهوألن الحبس إم .4الحبسمتعذر فال فائدة في

:مماطلة الديDž مDž موسر-5والمطل .»مطل الغني ظلم«: اهللا عليه وسلمصلىأي تأخير قضاء الدين لقوله

،وامتناع المدين عن قضاء الدين مع الغنى واليسار ظلم،يعني االمتناع والتأخير .5حتى يزول الظلم وذلك بوفاء الحق والظالم يحبس

:أDž يكوDž المديDž مكلفا-6 المدين المجنون والصغير إلى أن7والشافعية6مهور العلماء من المالكيةفقد ذهب ج

، الغرض من السجن للمدين عقوبته فعلهما ال يوصف بالجناية وألنألنÝال يسجنانوالمجنون ال ،فال يجوز هذا وقد قصد من سجن المدين التضييق،والعقوبة تكون لجناية .يدري وال يعقل هذاوإنما يسجن للتأديب ، الصغير ال يسجن في دين االستهالكإلى أن8وذهب الحنفية

.9في استدانته دون إذن الولي لمنعه من ذلك وغيره من األخالق الذميمة إال ، على حكم سجن المدين المجنون– في حدود اطالعي – الحنفية ولم ينص

الحاكم حيث قال في المحبوس في السجن إذا جن لم يخرجه يماذكره أبو بكر اإلسكاف .10من السجن

. نفسه المصدر-6 .7/173 الكاساني،بدائع الصنائع،-1 .3/372 القرطبي،الجامع ألحكام القرآن،-2 .503 -4/502 ابن قدامة،المغني،-3 . 3/372النووي،روضة الطالبين،.20/88السرخسي،المبسوط،.7/173ئع الصنائع،بدا الكاساني،-4 .3/283 الدسوقي،حاشية الدسوقي على الشرح الكبير،-5 .4/334ية المحتاƜ، الرملي،نها-6 .8/60 ابن عابدين،رد المحتار،-7 .6/487بحر الرائق،الالنسفي،.50: سميرة بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية، ص-8 .3/418م،1991 -ـه1411: ط.د بيروت،–الفكر الشيخ النظام،الفتاوى الهندية،دار-9

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

92

:أDž يكوDž المديDž سليما صحيحا غير مريض-7 .1امريض المدين يسجن حتى ولو كانإلى أن) الحنفية والمالكية(قد ذهب الجمهورل

وأنه يوكل به من يراقبه ، المريض ال يحبسإلى أن2ذهب الشافعيةفي حين وز أن يفضي الدين المريض قد يموت خاصة إذا فقد من يمرضه فال يجألنÝويالزمه

.3لهالك المدين وهو الراجح8-Džأحد أصول الدائ Džالمدي Džيكو Ǘ Džأ:

نوإ فقد ذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز سجن الوالدين وإن علوا بدين الولدوبالوالدين ( :وقوله تعالى،)5وصاحبهما في الدŋنيا معروفاŹ( :وذلك لقوله تعالى،4سفلإال أنه إذا امتنع ،وليس من المصاحبة بالمعروف واإلحسان حبسهم بالدين،6)حساناŹإ

القاضي يحبسه لكن تعزيرا ال حبسا الوالد من اإلنفاق على ولده الذي عليه نفقته فإن .7بالدين

:أǗ Dž يتعلƼ بالمديDž حƼ يتƮرر مستحقه بسجنه-9ثبت عليه دين وتعذر عمله في ور، من كان في إجارة الغيذهب الشافعية إلى أن

العمل مقصود باالستحقاق في نفسه بخالف الحبس فإنه لم ألنÝالسجن فإنه ال يسجنستيثاق منه ا خاف القاضي هروب المدين فله االا إذأم،يقصد إال ليتوصل به إلى غيره

.8بما يراهمستأجر ر ال المدين يسجن ولو تضرإلى أن11والحنفية10والحنابلة9وذهب المالكية

.بسجنه ،12حق المستأجر فيه محافظة على ألنÝاجح هو ماذهب إليه الشافعيةوالقول الر

.قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسدبعمال

.2/281الشرح الكبير،حاشية الدسوقي على .3/418الشيخ النظام ،الفتاوى الهندية، -12-،Ɯ335 -4/334 الرملي،نهاية المحتا. .51: سميرة بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية، ص-3حاشية . 4/334الرملي،نهاية المحتاƜ،.3/413الشيخ النظام،الفتاوى الهندية،.75-8/74محتار،رد ال ابن عابدين،-4

.3/281الدسوقي، . 15:سورة لقمان،اآلية -5 .23:إلسراء،اآلية سورة ا-6 .7/173 الكاساني،بدائع الصنائع،-78-،Ɯ4/334 الرملي،نهاية المحتا. .6/618مواهب الجليل، الحطاب،-9

.3/419 البهوتي،كشاف القناع،-10 .8/57 ابن عابدين،رد المحتار،-11 .53: سميرة بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية،ص-12

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

93

10-Ɣمخدر Ɣالمرأ Džتكو Ǘ Džأ: .1إنما يوكل بها من يراقبها، المرأة المخدرة ال تسجنذهب الشافعية إلى أن

المرأة تسجن للدين سواء إلى أن4والمالكية3نابلةوالح2وذهب الجمهور من الحنفية .كانت برزة أم مخدرة

النساء الفقهاء على أن األدلة عامة وقد نصألنÝوالراجح ما ذهب إليه الجمهور وأنه ال وجه لمن منع سجن ، في سجن منفرد للنساء أمينة ويكنوتوكل بهن،يسجن

.5المخدرة مديDž مدƔ حبس ال- : الفرƱ الثالث- :لى قولينختلف الفقهاء في مدة حبس المدين عا

:القول األول - وروي عنه أنه يسجنلمدين يسجن شهرين أو ثالثة أشهر، اروي عن أبي حنيفة أن .6رأربعة أشهر إلى ستة أشه

.7 أنه يسجن شهرا– رحمه اهللا –وذهب الطحاويوفي المال ، نصف شهروقال ابن الماجشون أنه يسجن في الدريهمات اليسيرة قدر

.8وفي الوسط من الدين شهرين،الكثير أربعة أشهر : القول الثاني-

إنما يرجع في تقدير المدة ،لمديناأنه ال تقدر مدة لسجن ذهب جمهور العلماء إلى ،دينه فإن كان له مال قضى، المقصود من سجن المدين هو التضييق عليهألنÝللقاضي

فيرجع ،والكثرة واختالف الدين من حيث القلة،قوة وضعفاوهذا يختلف باختالف الناس .9في هذا إلى رأي القاضي وتقديره

1-،Ɯ4/334 الرملي،نهاية المحتا. .3/413 الشيح النظام،الفتاوى الهندية،-2 .3/419 البهوتي،كشاف القناع،-3 .5/81: 2ط القاهرة،–دار الكتاب اإلسالمي الباجي،المنتقى شرح الموطأ،-4 .53: اإلسالمية، صالحبس في الشريعة سميرة بيومي،-5 .6/379 ابن الهمام،شرح فتح القدير،-6 . المصدر نفسه-7 . 2/308ابن رشد،المقدمات الممهدات،.2/241الحكام، ابن فرحون،تبصرة -8محمد حامد :ابن تيمية،االختيارات الفقهية،تحقيق.3/280حاشية الدسوقي،.6/379 ابن الهمام،شرح فتح القدير،-9

: 1طبيروت،–المزني،مختصر المزني على األم،دار الكتب العلمية.137:صبيروت،-الفقي،دارالمعرفةسميرة بيومي،الحبس .115 -114: باب جواز حبس من عليه الدين،ص-ليسم،كتاب التف1993 -ـه1413

. 67:في الشريعة اإلسالمية، ص

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

94

ن حبسه بل يتعي،وهو أنه ال تحديد لمدة حبس المدين،والراجح هو قول الجمهور سبيله كما أشار إلى ذلك ن للقاضي أنه ال مال له وحينئذ يخلى الناس أو يتبيحتى يوفى

.1 في المدونة-ه اهللا رحم–اإلمام مالك ض إلى رأي ألن التعزير نوعه ومقداره مفوÝ- كما هو مشهور عند الفقهاء–وذلك

مدة حبس المدين يترك تقديرها إلى ن أنفتبي،والحبس فرع من التعزير،الحاكم أو نائبه .اجتهاد الحاكم أو القاضي الختالف حال المدين وقدر دينه

Dž الǎƤ يحبس فيهمقدار الدي- : الفرƱ الرابع- فيحبس في درهم وما بل يحبس فيه وإن قل،ها الدين الذي يحبس فيه فال تقدير لأم .2ألن مانعه ظالم متعنتÝدونه

كيف يخلد في السجن من امتنع من دفع درهم :وفي حالة ورود اعتراض نحوع وقواعد الشر،ألنها عقوبة عظيمة في جناية حقيرةÝوجب عليه وعجزنا عن أخذه منه

.؟ي بتقدير العقوبات بقدر الجناياتتقض :أجاب عن ذلك القرافي بأمرين

فإنه في كل ساعة ،تخالف القواعدفلم ، صغيرة بإزاء جناية صغيرةةأنها عقوب-1االمتناع بساعة من ساعات فيقابل كل ساعة من ساعات ،يمتنع من أداء الحق عاص

.ؤال ولم يخالف القواعدفاندفع الس،وبات متكررةـقـايات وعـفهي جن ،الحبسواإلصرار على ، مطل الغني ظلمفإن،أنها عقوبة عظيمة في مقابلة جناية عظيمة-2

. 3 والظالم أحق أن يحمل عليه،فاستحق ذلك،الظلم والتمادي عليه جناية عظيمة الحبس ألنÝوحبس المدين ال يؤدي إلى إسقاط الدين الذي حبس من أجلههذا،

ذمة المدين ومهما طال الحبس فإن،مة المدين من الدينإجراء زجري ال يبرƏ ذ جزء من أجزائه بل تبقى ذمته مشغولة حتى يفي المحبوس ال تبرأ من الدين أو أي

.4دينه سجDž القاتل عمدا في حالة سقوط القصاƫ عنه أو شبه - : المطلب الثاني- 5العمد

. أو دون الدية،ة وله أن يعفو إلى الدي، ولي الدم القصاص من حقŰطلبفمن عفي له من أخيه ( : العفو عن القصاص يسقطه لقوله تعالىواإلجماع على أن

.6)شيءņ فاتŰباعņ بالمعروف وأداء إليه بإحسان .1»عفو ولي المقتولالعمد قود إال أن ي«:ولحديث

.1/442الجريوي،السجن وموجباته،.5/204 اإلمام مالك،المدونة الكبرى،-10

.1/443 الجريوي،السجن وموجباته،-1 . 1222:،ص4:،مج) 236الفرق(القرافي،الفروق،.2/234 ابن فرحون،تبصرة الحكام،-2 .1/443 الجريوي،السجن وموجباته،-3 .1/592 المرجع نفسه،-4 .178: سورة البقرة،اآلية-5

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

95

القاضي ال يقضي به لسقوطه بعفو إن الدم عن القصاص ففإذا عفا ولي:وعلى ذلك

أو كان العفو شامال لها ،لكن إذا سقط بالعفو سواء كان العفو إلى الدية،صاحب الحق فيه .أو البد من عقوبته؟؟2 بدون عقوبةلتترك الجاني الذي ق فهل ي،أيضا

:اختلف الفقهاء في ذلك على قولينأنه يجب :وبه قال أهل المدينة،يبن سعد واألوزاع3مالك والليث:القول األول-

:واستدلوا بما يلي،4على القاتل عمدا إذا عفي عنه جلد مائة وسجن سنة :الكتاب-1

والŮذين لا يدعون مع اللŮه إلهاŹ آخر ولا يقتلون النŮفس الŮتي حرم اللŮه ( :قوله تعالىيضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه ومن يفعلċ ذلك يلق أثاماإلŮا بالحقŰ ولا يزنون

Źا مهاناŮه إلŮئاتهم حسنات وكان اللŎه سيŮالل ĈلŎولئك يبدĈفأ Źصالحا Źمن تاب وآمن وعمل عمالŹرحيما Ź5)غفورا.

:وجه الدǗلة -ما، ه على التشابه بينا يدلولكن قرن اهللا القتل بالزنى مم،إن اآلية ليس فيها تشبيه

وإذا لم يكن محصنا سقط الرجم ووجب جلد مائة ،والزنى فيه الرجم على المحصنوكذلك القاتل عمدا عند سقوط حق القصاص عنه عليه جلد مائة وسجن ،وتغريب عام

.6عامإنه لما عفا عنه من له العفو وبقيت ":لماجشون في الموازية والمجموعةقال ابن ا

.7"هللا عقوبة جعلناها كعقوبة الزنا البكر جلد مائة وحبس سنة واهللا أعلم :السنة-2 مائة جلدة اهللا عليه وسلمصلىفجلده النبي ، رجال قتل عبده متعمداأن«: ما روي-

.8»وأمره أن يعتق رقبة، يقده بهومحا سهمه من المسلمين ولم،ونفاه سنة

باب من –ابن أبي شيبة،المصنف،كتاب الديات .45،3/94: سنن الدارقطني،كتاب الحدود والعقوبات،حديث رقم-6

.7816،9/365:العمد قود،حديث رقم:قال .129 ،128، 78:صعة اإلسالمية، عبد العزيز عامر، التعزير في الشري-1الليث بن سعد بن عبد الرحمان،اإلمام الحافظ،شيخ اإلسالم،وعالم الديار المصرية،أبو الحارث الفهمي،ولد : هو-2

ه ترجمت./ـ ه175ان قد استقل بالفتوى في زمانه،توفي سنةوكهـ،ثقة،صدوق،صحيح الحديث،94بقلقشندة سنة . 163 –8/136:سير أعالم النبالء للذهبي:في

ابن .2/178ابن فرحون،تبصرة الحكام،.4/287حاشية الدسوقي على الشرح الكبير،.7/124 الباجي،المنتقى،-3 .233/ 2رشد،بداية المجتهد ونهاية المقتصد،

.68،69،70:لفرقان،اآليات سورة ا-4 .1/593الجريوي،السجن وموجباته،.7/124 الباجي،المنتقى،-5 . المصدر نفسه-6إسـماعيل بـن عيـاش العنـسي :،وفي سنده 144 /3,188:،كتاب الحدود والديات،حديث رقم يالدارقطن سنن -7

. إذا حدث عن غيرهم ففيه نظر وه فصحيح، عن أهل بلد ثإذا حد :ـ،قال البخاري ه181الحمصي،المتوفى سنة

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

96

كان أبو بكر وعمر ال يقتالن الرجل ": قال1 وروي أيضا عن عبد اهللا بن عمرو-ويحرمانه سهمه مع المسلمين سنة إذا قتله ، ويسجنانه سنةكانا يضربانه مائة جلدة،بعبده .2"عمدا

-Džالحديثي Džلة مǗوجه الد : ط عنه القصاص لعدم التساوي في الحرية فلما أسق،حيث إن السيد ال يقاد بعبده

والقاتل عمدا إذا عفي عنه فهو ، بجلد مائة ونفي عام اهللا عليه وسلمصلىره النبي عز .3وهذا هو مقتضى عمل الصحابة، في الحكم بجامع تعمد القتل من كل منهماهمثل

.ابن حزم ومن معه:القول الثاني- :ودليل ذلك،از مطلق العقاب بعد العفو عن القاتل ال يجوإن

إنه كان في بني إسرائيل ": قال– رضي اهللا عنهما –ما روي عن ابن عباس -يا أيŋها الŮذين آمنوا كتب عليكم ( :ثم جاء قوله تعالى،القصاص ولم تكن فيهم الدية

األĈنثى باألĈنثى فمن عفي له من أخيه القصاص في القتلى الحرŋ بالحرŎ والعبد بالعبد وشيءņ فاتŰباعņ بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيفŻ مŎن ربŎكم ورحمةŻ فمن اعتدى

ņأليم ņ5")4بعد ذلك فله عذاب. :وجه الدǗلة -في أن من قتل عمدا فوجب عليه القصاص: ال خفاء بهاأوجب اهللا تعالى نص العافي أن يتبع القاتل المعفو عنه فواجب على الولي، ثم عفي عنه على مال،القتل

عليه وأوجب اهللا تعالى على القاتل المعفو عنه أن يؤدي ما عفي عنه،بالمعروف . 6طان سنةوالنفي عن األو،وليس من المعروف واإلحسان الضرب بالسياط،بإحسان .7 وأحمدأبو حنيفة والشافعي: القول الثالث-

وسقط عنه القصاص بالعفو إلى الدية إن الجاني القاتل إذا كان معروفا بالشر:قالوا : واستدلوا على ذلك،8ره بما يرىفإن لǘمام أن يعز،أو دونها

: انظـر .ثقـة :ينوقال ابن مع .كثير الخطأ في حديثه :وقال ابن حبان .ضعيف:وقال النسائي .نلي:وقال أبو حاتم

.1/240:ميزان اإلعتدال للذهبي: ترجمته في.هـ63بن عمرو بن العاص القرشي السهمي،كان صحابيا فاضال عالما،توفي سنةعبد اهللا : هو-1

.351-349:،ص3: األثير،Ɯنأسد الغابة الب. 491 /9,18139:قم يقتل العبد عمدا،حديث ر باب الحر– عبد الرزاق الصنعاني،المصنف،كتاب العقول-2

.8/37البيهقي،السنن الكبرى، .1/594 الجريوي،السجن وموجباته،-3 .178: سورة البقرة،اآلية-4 .196/ 4498،3:،حديث رقم)لذين ءامنوا كتب عليكم القصاصيا أيها ا[– أخرجه البخاري،كتاب تفسير القرآن-5 .11/102 ابن حزم،المحلى،-6البهوتي،كشاف القناع، .وما بعدها7/309ملي،نهاية المحتاƜ،الر.247 –7/241،246 الكاساني،بدائع الصنائع،-7

.11/99ابن حزم،المحلى،.543/ 5 .1/595 الجريوي،السجن وموجباته،-8

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

97

يات بظاهر النصوص والقواعد الشرعية الموجبة للتعزير على المعاصي والجنا- .1والمحافظة على حرمات الناس ودمائهم وأموالهم

: المناƽشة- : نوقشت أدلتهم كاآلتي: مناƽشة أدلة القول األول- بين القاتل قطĈŬ يسوŎ اهللا تعالى لمألنياس مع الفارقÝقياس القتل على الزنى ق-1

الدنيا كأحكام يست أحكام ول،وإنما سوى بينهما في وعيد اآلخرة فقط،والزاني في الحكمحكم ولم يسقط عنه، من تاب من كل ذلك فقد سقط عنه الوعيد في اآلخرةألن Ýاآلخرة .2الدنيا

، حكم الزاني يراعي اإلحصان في ذلك وعدم اإلحصانأنه ال خالف في أن-2 .3وال خالف في أنه ال يراعي ذلك في القتل

فل بن عياش وهوضعي في سنده إسماعيألنÝ بالحديث ضعيفستداللاالأن -3 . 4جدا

ألنه ال يصح Ý ال حجة لهم فيهرضي اهللا عنهما روي عن عمر بن الخطاب -4 ا عن العباس بن عبد اهللا أنوإم، عمرأن:ا عن عمرو بن شعيبألنه إمÝعن عمر أبدا

. 5ل بدهر طويرضي اهللا عنهوكالهما لم يولد إال بعد موت عمر ،عمر :يمناƽشة أدلة القول الثان -إن في عدم جواز عقوبة الجاني بعد سقوط القصاص عنه تفريط وإفالت للجاني -

.ومدعاة لسفك الدماء واالعتداء على األنفس بال مباالة وال خوف،لمجرد العفو عنهأن إيجاب الدية في حالة العفو عن القصاص ال يمنع من إضافة عقوبة تعزيرية -

.6السياسة الشرعية له األمر من باب أخرى عليه يراها ولي : مناƽشة أدلة القول الثالث-

.طالعيقشة حول أدلة هذا القول في حدود الم ترد منا-ƞاجņالر:

كما أن،أرى أن الراجح من هذه األقوال هو القول الثالث لسالمته من المناقشة تعزير القاتل بعد سقوط القصاص عنه من حسن السياسة وتدعو إليه المصلحة نظرا

ا للذريعة وسد،7ومراعاة للجانب النفسي ألولياء القتيل،وخطورة ما ارتكبه،لعظم جرمهوفي ذلك محافظة على النفس ،حتى ال يترك المجال ألهل الفساد للعبث بأحكام الدين

.التي هي من ضروريات الدين الخمس

. المرجع نفسه-9 .11/100 ابن حزم،المحلى،-1 .11/101المصدر نفسه، -2 .11/101. المصدر السابق-3 .11/101. المصدر السابق-4 .1/596سجن وموجباته،ال، الجريوي-5 .1/596المرجع نفسه، -6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

98

حبس الممسƿ:المطلب الثالث -

:هذا المطلب فرعينفي وسنتناول Ɔراƅ الفقهاƅ في حكǃ الممسƿ- :رƱ األول الف-

:اختلف الفقهاء في حكم الممسك على قولين .2ورواية عن أحمد1 المالكية:القول األول-إذا أمسك القتيل ألجل القتل ولوال اإلمساك ما قتله الممسك يقتل كالقاتل المباشر،أن .3القاتل

:واستدلوا على ذلك بما يليلو ":فقال عمر،أن غالما قتل غيلة -ماي اهللا عنهرض– ما روي عن ابن عمر-1

.4"اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم جميعا :وجه الدǗلة-

على أن القود واجب على جميع المشتركين في -رضي اهللا عنه-دل قول عمر .5ولو لم يباشر القتل لكونه معينا فيه، والممسك داخل في ذلك،القتل

: القياس-2أو في نار ،أكله ما لمن يعلم أنه قاتله فأشبه إذا أمسكه لسبع حتىإن أمسك ظل:قالوا

.6 أحرقتهىحت :القول الثاني-

.10والظاهرية9والمعتمد عند الحنابلة8والشافعية7من الحنفية الجمهور .يقتل القاتل ويعاقب الممسك بالحبس:قالوا

:واستدلوا بما يلي

.873: باب القصاص في القتل،ص–كتاب العقول اإلمام مالك،الموطأ،-1 .9/477 ابن قدامة،المغني،-2 .1/598 الجريوي،السجن وموجباته،-3: م رجل هل يعاقب أم يقتص منهم كلهم؟،حديث رقباب إذا أصاب قوم من– أخرجه البخاري،كتاب الديات-4

وقد أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد األثر موصول إلى عمر بأصح إسناد،وهذا :قال ابن حجر.6896،4/272 .الخ... عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجلأن:القطان من وجه آخرعن نافع ولفظهاهللا بن نمير عن يحي

. 228 -12/227ابن حجر،فتح الباري،/ .1/598 الجريوي،السجن وموجباته،-5 .121/ 7ي،المنتقى، الباج-6 .10/183 ابن عابدين،رد المحتار،-7 .6/46الشافعي،األم،كتاب جراح العمد، -8 .5/519 البهوتي،كشاف القناع،-9

.11/172 ابن حزم،المحلى،-10

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

99

:الكتاب-1 .)...ين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلىأيŋها الŮذي( :قوله تعالى- أ :وجه الدǗلة- ،وإنما حابس،والممسك ليس قاتال،ت على وجوب القصاص في القتلإن اآلية نص

.1والحبس غير القتل اعتدى الشŮهر الحرام بالشŮهر الحرام والحرمات قصاصņ فمن( :قوله تعالى-ب

.2 )عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتŮقوا الله واعلموا أن الله مع المتŮقين :وجه الدǗلة- ،فعل به مثل ما فعلفواجب أن ي،فعليه مثل ما فعل ،متعديأن الممسك للقتل

.3ك محبوسا حتى يموتسمفي : السنة-2 اهللا عليه وسلمصلىسول عن الر– رضي اهللا عنهما –ما روي عن ابن عمر - .4»حبس الذي أمسكقتل الذي قتل وير ي وقتله اآلخ الرجلإذا أمسك الرجلĈ«:أنه قال :وجه الدǗلة -

قه وتفري،حبسا الممسك فإنه يأم،قتل القاتل هو الذي ي على أنإن هذا الحديث نص .5 بين حكم الحابس والقاتل بيان جلي- اهللا عليه وسلم صلى–

:عمل الصحابة-3 قضى أن يقتل القاتل ويحبس رضي اهللا عنهما روي أن علي بن أبي طالب -

.6الحابس للموت : وجه الدǗلة - قضى بسجن من أمسك رجال حتى قتله آخر ولم يعرف رضي اهللا عنهإن عليا

.7لصحابة له منكر من ا :المناƽشة -

:8ناقش ابن حزم أدلة القول األول بما يليألنه ليس فيه ذكر Ý ال حجة لهم فيهرضي اهللا عنه جاء به عمر ياألثر الذأن -1 . أصال الممسك

.11/172ابن حزم،المحلى، -1 .194: سورة البقرة،اآلية-2 .11/172 المصدر السابق،-3 .176،3/140:حدود والديات، حديث رقم أخرجه الدارقطني،كتاب ال-4 .11/173، ابن حزم،المحلى -5 .9/428 عبد الرزاق الصنعاني،المصنف،-6 .11/172 المصدر السابق،-7 .11/171ابن حزم،المحلى، -8

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

100

. اهللا عليه وسلمصلىال حجة في قول أحد دون رسول اهللا -2وال قول ،وال قياس،قرآنوال وما جاءت قط سنة،،ين فقطعأن الممسك هو م -3 .ين يقتلعبأن الم،صاحب ).قاتال(وال في الشريعة ،أن الممسك ال يسمى في اللغة -4

.ولم أعثر في حدود علمي واطالعي على مناقشة ألدلة القول الثاني- ƞاجņالر:

جمعا بين األدلة وتوفيقا بين األقوال تحمل أدلة المالكية القائلين بالقتل على قاصد .فأدلة الجمهور القائلين بعقوبة الحبس على الممسك غير قاصد القتل،قتل باإلمساكال

قتل الممسك يوبهذا يترجح ما ذهب إليه اإلمام مالك وأحمد في رواية عنه من أنا إذا أم،1ولوال اإلمساك ما قتله القاتل،كالقاتل المباشر إذا كان الممسك أمسك القتيل للقتل

.حبسيل ال ألجل القتل فإنه يأمسك الممسك القت : اإلمام مالك على ذلك في الموطأ فقالوقد نص

وإن أمسكه وهو يرى أنه ،أنه إن أمسكه وهو يرى أنه يريد قتله قتال به جميعا"...ويعاقب ،فإنه يقتل القاتل،ال يرى أنه عمد لقتله،ا يضرب به الناسإنما يريد الضرب مم .2"ألنه أمسكه وال يكون عليه القتلÝويسجن سنة،الممسك أشد العقوبة

مدƔ حبس الممسƿ-: الفرƱ الثاني - : اختلف الفقهاء في مدة حبس الممسك على ثالثة أقوال

:القول األول -ذهب المالكية إلى أن الممسك إذا لم يقصد بإمساكه القتل ضرب مائة جلدة وسجن

.3 مذهبهمسنة كاملة قياسا على القاتل المتعمد إذا عفي عنه على :القول الثاني -

ر حسب اجتهاد اإلمام بقدر ما يراه كافيا الممسك للقتل يعزذهب الجمهور إلى أن .4 المقصود بسجنه تأديبهألنÝورادعا من سجن وجلد على أال يسجنه حتى الموت

يحبس ويجلد بقدر ما يرى السلطان من ":6عن ابن نافع5وقد روى يحي بن يحيألنه لو ثبت قصده القتل ...Ý من أمره وناحية صاحبه الذي حبسهذنبه وما يستريب

.1/600اته،السجن وموجب الجريوي،-1 .873: باب القصاص في القتل،ص– اإلمام مالك،الموطأ،كتاب العقول-2 .4/245حاشية الدسوقي،.7/121منتقى، الباجي،ال-3 .1/601ته،السجن وموجبا الجريوي،-4كان ثقة عاقال حسن الهدي والسمت،ولم يكن له ويحي بن يحي بن كثير بن وسالس،سمع من مالك والليث،:هو -5

.431:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./ ـه234توفي سنة بصر بالحديث،حب رأي كان صاتفقه بمالك ونظرائه،ولمعروف بالصائƸ،كنيته أبو محمد،روى عن مالك،عبد اهللا بن نافع،ا: هو-6

الديباƜ المذهب البن :ترجمته في./ ـه186مالك ومفتي المدينة بعده،وكان أصما أميا ال يكتب،توفي سنة .213:فرحون

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

101

، منهصر بقدر ال يزاد عليه وال ينقفلم يتقد،وإنما هو عقوبة إلمساكه ظالما،لوجب قتله .1".وانتهى إليه ظلمه فيه،وإنما هو بحسب ما اعتقده في إمساكه

:واستدل أصحاب هذا القول على رأيهم هذا بـ اهللا عليه وسلمصلى النبي أن– رضي اهللا عنهما – عمر ما روي عن ابن - .»حبس الذي أمسك الذي قتل ويلقت وقتله اآلخر ي الرجلإذا أمسك الرجلĈ«:قال :وجه الدǗلة مDž الحديث -

األمر في مدة فظهر أن،أنه دل على حبس الممسك دون تحديد ذلك بمدة معينة .2والحاكمسجنه موكول إلى اجتهاد اإلمام أ

.4والظاهرية3 الحنابلة:القول الثالث - .إن الممسك يسجن حتى الموت:قالوا

:واستدلوا على ذلك بما يليالشŮهر الحرام بالشŮهر الحرام والحرمات قصاصņ فمن اعتدى ( :قوله تعالى -1

.)دى عليكم واتŮقوا الله واعلموا أن الله مع المتŮقينعليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعت :وجه الدǗلة -

ا كان الممسك للقتل سببا فلم ،إن اآلية دلت على القصاص والمماثلة في الجزاء .5ك محبوسا حتى الموتمسفي،ل به مثل ما فعلفعفيجب أن ي،فعليه مثل ما فعل،ومتعديا

ألنه كان سببا في Ýإذ أن المماثلة تقتضي قتل الممسك فيه نظرÝستدالل االوهذا .6 وليس الحبس حتى الموت مماثلة،القتل

بذلك ولم يعرف له مخالف من رضي اهللا عنه قضاء علي بن أبي طالب -2 .7- رضي اهللا عنهم–حابة الص

-ƞرجيƁالت : سك إذا قصد بإمساكه القتل فإنه أن المم– واهللا أعلم –الراجح من هذه األقوال

. الجزاء من جنس العملألنÝمماثلة8يقتلا إذا لم يقصد بذلك القتل فإنه يسجن مدة حسب ما يرى اإلمام ونوابه القضاة أنها أم

.كافية للتأديب والردع والزجر حبس الجاني حتى الموت فوات للمقصود ألنÝففيه نظر1ا الحبس حتى الموتأم

.دع التعزيرية وهو التأديب والرمن العقوبة

. 122 -7/121 الباجي،المنتقى،-7 .1/601 الجريوي،السجن وموجباته،-1 . 5/519اف القناع، البهوتي،كش-2 .11/172م،المحلى، ابن حز-3 .المصدر نفسه -4 .1/602يوي،السجن وموجباته، الجر-5 .نفسه المرجع -6 .نفسه المرجع -7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

102

2رمنه شرب الخم حكǃ مDž تكرر- :المطلب الرابع -

اختلف الفقهاء في عقوبة شارب الخمر إذا شربها للمرة الرابعة وأقيم عليه الحد :على قولين،الشرعي في كل مرة ولم يرتدع

.3ابن حزم:القول األول - الرابعة بعد إقامة الحد عليه ثالث إن شارب الخمر الذي يعود إليها في المرة

:واستدلوا على ذلك بما يلي،ات يقتلمر نفرا من أصحاب رسول نأ - رضي اهللا عنهما–ما روي عن عبد اهللا بن عمر -

من شرب الخمر «: اهللا عليه وسلمصلىقال رسول اهللا : قالوا اهللا عليه وسلمصلىاهللا .4»ثم إن شرب فاقتلوه،اجلدوهثم إن شرب ف،ثم إن شرب فاجلدوه،فاجلدوه اهللا عليه صلىقال رسول اهللا : أنه قالرضي اهللا عنهوبما روي عن أبي هريرة -فإن عاد الرابعة ،ثم إذا سكر فاجلدوه،ثم إذا سكر فاجلدوه،إذا سكر فاجلدوه«:وسلم .5»فاقتلوه .6لةجمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والشافعية والحناب:القول الثاني -

القتل كان في أول األمر ثم ألنÝإن شارب الخمر في المرة الرابعة ال يقتل:قالواومنها أنه ،ر بإحدى العقوبات التي يراها اإلمام مالئمة لحاله وجنايتهوإنما يعز،نسخ :واستدلوا على ذلك بـ.7س وال يخرƜ من السجن حتى تظهر توبتهحبي

إذا شربوا الخمر فاجلدوهم «: أنه قاليه وسلم اهللا علصلىما روي عن النبي -1 .»ثم إذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا الرابعة فاقتلوهم

.1"إنما كان هذا في أول األمر ثم نسخ بعد":8قال الترمذي

.المرجع نفسه -8 .1/609 الجريوي،السجن موجباته،-1 .12/367 ابن حزم،المحلى،-2النسائي،سنن .570 /2,4483:ب الخمر،حديث رقم باب إذا تتابع في شر– أبو داود،سنن أبي داود،كتاب الحدود-3

/ 4الحاكم في المستدرك،.5677:حديث رقم الروايات المغلظة في شرب الخمر، ذكر–النسائي،كتاب األشربة371 .

ذكر–النسائي،سنن النسائي،كتاب األشربة.571 /2,4487: أبو داود،سنن أبي داود،كتاب الحدود، حديث رقم-4من شرب الخمر – الحدودكتابابن ماجة،سنن ابن ماجة،.5678: شرب الخمر،حديث رقمالروايات المغلظة في

. 253 /3,2572:مرارا،حديث رقم. 4/57 بيروت،–الصنعاني،سبل السالم شرح بلوƷ المرام،دار الكتب العلمية.7/204 الشوكاني،نيل األوطار،-5

.12/368ابن حزم،المحلى، . 1/610 الجريوي،السجن وموجباته،-6صنف كتاب الجامع،وكتاب .هـ210ولد في حدود.محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي،الحافظ:هو -7

.277-270:، ص13:سير أعالم النبالء،للذهبي،Ɯ:ترجمته في. هـ279توفي سنة.العلل

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

103

:وجه الدǗلة - قتله حيث إن، شارب الخمر للمرة الرابعة ال يقتلدل قول الترمذي هذا على أن

ن تعزيره جزاء له وعقوبة على تكراره وإذا لم يقتل يتعي،األمر ثم نسخكان في أول والسجن آكد ليحال بينه وبين ما تشتهي ،والتعزير يكون بسجنه ونحوه،لذلك الجرم

.2نفسه اهللا عليه وسلمصلى عن النبي رضي اهللا عنه3ما روي عن جابر بن عبد اهللا-2ثم أتي النبي :قال،اد في الرابعة فاقتلوهفإن ع، من شرب الخمر فاجلدوهإن«:أنه قال .4»لخمر في الرابعة فضربه ولم يقتله بعد ذلك برجل قد شرب ا اهللا عليه وسلمصلى

ترك قتل من اهللا عليه وسلمصلىدل هذا الحديث على أن النبي : وجه الدǗلة -ن قتل فإنه يتعييوإذا لم ،ا يدل على نسخهمم، عليهر منه شرب الخمر بعد إقامة الحدتكر

بالسجن يتحقق فصله ألنÝرةتعزيره بالسجن ونحوه عقوبة له على جريمته المتكر .5والتأكد من عدم معاودته للجريمة،وعزله اهللا عليه وسلمصلى أن النبي رضي اهللا عنهبن ذؤيب 6روي عن قبيصة ما-3فإن عاد في الثالثة أو ،فإن عاد فاجلدوه،فإن عاد فاجلدوه،من شرب الخمر فاجلدوه«:قال

ثم ،ثم أتي به فجلده،ثم أتي به فجلده،فأتي برجل قد شرب الخمر فجلده،قتلوهاالرابعة ف .7»ورفع القتل وكانت رخصة،أتي به فجلده

إن هذا الحديث دليل أيضا على نسخ الحكم بقتل شارب الخمر في :وجه الدǗلة -فعله ،حيث رفع القتل بس والجلد ونحوهمان تعزيره بالحبيوإذا انتفى تع،المرة الرابعةالة والسالم رخصة في هذا الشأن وكان فعله عليه الصالة والسالم في حقه،عليه الص

، د في الرابعة فاقتلوه باب ما جاء من شرب الخمر فاجلدوه ومن عا– الترمذي،الجامع الصحيح،كتاب الحدود-8

. 1444،4/39:حديث رقم .1/611السجن وموجباته، الجريوي،-1. هـ74توفي سنة . غزوة18شهد مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم .جابر بن عبد اهللا بن عمرو:هو -2

.308-307:، ص1:أسد الغابة البن األثير،Ɯ:ترجمته في/ .40 –4/39 الترمذي،الجامع الصحيح، -3 .1/611ته،وموجباالسجن الجريوي،-4أبو إسحاق،ولد :صرم،وهو خزاعي كعبي،يكنى أبا سعيد،وقيلبن عمرو بن كليب بن أقبيصة بن ذؤيب : هو-5

. 382/ 4:أسد الغابة البن األثير:ترجمته في./ـه86ولد عام الفيل،وتوفي سنة:أول سنة من الهجرة،وقيلع جام./ورجال إسناده ثقات،إال أنه مرسل:قال ابن األثير.571 /2,4485: أخرجه أبو داود،حديث رقم-6

صلى اهللا عليه وقبيصة بن ذؤيب من أوالد الصحابة وولد في عهد النبي :وقال ابن حجر.3/588: األصول . 12/80:فتح الباري./رجال هذا الحديث ثقات مع إرسالهووسلم ولم يسمع منه،

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

104

وال سبيل للتأكد من عدم معاودته للجريمة إال يث كان حكمه القتل في أول األمر،ح .1بالسجني بن أبي سمعت عل:بن سعيد النخعي قال2رواه البخاري بسنده عن عمير ما-4إال ،ما كنت ألقيم حدا على أحد فيموت فأجد في نفسي:" قالرضي اهللا عنهطالب

.3" لم يسنه اهللا عليه وسلمصلىوذلك أن رسول اهللا ،صاحب الخمر فإنه لو مات وديته :وجه الدǗلة -

ر منه شرب حكم من تكر دليل على أنرضي اهللا عنهإن هذا األثر عن علي مطلقا في المرة األولى رضي اهللا عنه قول علي حيث ورد،لتعزير وليس القتلالخمر ا شارب لم يسن القتل في حد اهللا عليه وسلمصلىسول الر على أنونصأو أكثر،وإذ ،بيانه رضي اهللا عنه ه القتل في أي مرة أقيم فيها للزم عليوإال لو كان حد،الخمر

.4ن تعزيره بالسجنلم يقتل تعي :المناƽشة - :أدلة القول األول - :نوقشت أدلة ابن حزم من قبل الجمهور حيث قالوا حيث رفع القتل عن ، اهللا عليه وسلمصلىسول بفعل الر5 الحديث منسوƢبأن -

،رضي اهللا عنه في حديث جابر بن عبد اهللا شارب الخمر في المرة الرابعة كما مر . عنهرضي اهللاوكذا حديث قبيصة بن ذؤيب

والعمل على هذا "...:رضي اهللا عنهوقال الترمذي عقب ذكره لحديث قبيصة .6.."ال نعلم بينهم اختالفا في ذلك في القديم والحديث،الحديث عند عامة أهل العلم

: أدلة القول الثاني - :ناقش ابن حزم أدلة الجمهور بما يلي

.1/612 الجريوي،السجن وموجباته،-7ـ بالكوفة،كان ثقة ه115 وعمار وأبي موسى،توفي سنةروى عن علي وعبد اهللاي،عمير بن سعيد النخع: هو-1

.6/170:الطبقات الكبرى البن سعد:ترجمته في./له أحاديث –مسلم،كتاب الحدود.246 /4,6778: باب الضرب بالجريد والنعال،حديث رقم– أخرجه البخاري،كتاب الحدود-2

. 5/126باب حد الخمر، .1/612موجباته،وي،السجن و الجري-3 .4/57الصنعاني،سبل السالم،.7/204 الشوكاني،نيل األوطار،-4 . 4/40 الترمذي،الجامع الصحيح،-5

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

105

في نسخ الثابت من األمر بقتل عنهرضي اهللا أن حديث جابر بن عبد اهللا -1

إال ،أحد متصال1رألنه لم يروه عن ابن المنكد Ýالرابعة ال يصح شارب الخمر فيوهما ن ابن المنكدر،ع4بن عبد اهللا البكائي عن محمد بن إسحاق3وزياد،القاضي2شريك

.ضعيفان .وال حجة في منقطع، منقطعرضي اهللا عنهأن حديث قبيصة بن ذؤيب -2 بقتل اهللا عليه وسلمصلى أمر النبي ألنه قد صحÝ القول بالنسخ غير صحيحأن -3

.5ولم يصح نسخه،شارب الخمر في الرابعة المذكور متأخر عن األحاديث القاضية بعدم رضي اهللا عنه6أن حديث معاوية -4 .7إسالم معاوية متأخر ألنÝالقتل

لزم تأخر المروي لجواز أن تأخر إسالم الراوي ال يستبأن:ولكن أجيب عن ذلك .8حابة المتقدم إسالمهم على إسالمهيروي ذلك عن غيره من الص

ديث التي ذكرها الجمهور فيها حتى ولو كانت األحا:ويرد كذلك عن ابن حزم أنهفقول علي بن أبي البخاري يحسم مادة الخالف في ذلك، الحديث الذي رواه فإنضعف، شارب لم يسن القتل في حد اهللا عليه وسلمصلىسول أن الررضي اهللا عنهطالب

. الحكم بالقتل قد رفعالخمر يقتضي أن- ƞاجņالر:

درت منه شرب الخمر بع من تكر أن،ءوالذي أميل إليه ما قال به جمهور الفقهاحابة ـ رضوان اهللا عليهم ـ لم يعملوا باألحاديث الص ألنÝ عليه ال يقتلإقامة الحد

نه الزهري وروى عد اهللا بن الهدير القرشي التيمي،روى عن جابر وابن عمر،بن عبمحمد بن المنكدر : هو-1

.98 -8/97:ب الجرح والتعديل للرازيكتا./محمد بن المنكدر ثقة:قال ابن معين.ومالك والثوري وغيرهمقال ابن .ـه95اضي،الحافظ الصادق،أحد األئمة،ولد سنةأبو عبد اهللا الكوفي القشريك بن عبد اهللا النخعي،: هو-2

ميزان اإلعتدال ./ـه177توفي سنة.ليس به بأس:وقال النسائي.شريك صدوق:موقال أبو حات.صدوق ثقة:معين .274 -2/270:للذهبي

ال بأس به في :حديثه حديث أهل الصدق،وقال ابن معين: اهللا الطفيل البكائي الكوفي،قال أحمدد بن عبدزيا: هو-3ال يحتج به،وقال : ضعيف،كتبت عنه وتركته،وقال أبو حاتم:وقال ابن المديني.المغازي،وأما في غيرها فال

.92 -2/91:ميزان اإلعتدال للذهبي./ـه183ضعيف،توفي سنة:صدوق،وقال النسائي:أبوزرعةالم ع:طبقته،ولي قضاء مرو ثم نيسابور،قال الخطيبسمع أباه وحمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي،م: هو-4

: ميزان اإلعتدال للذهبي./ـه264قتلته القرامطة بطريق مكة سنة:جميل الطريقة مستقيم الحديث،وقال ابن نافع3 /475 .

.374 -12/372ن حزم،المحلى، اب-5 وأبوه وأخوه أسلم هو بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي،األموي،بن صخربن حرب بن أميةمعاوية : هو-6

ي عهد أبي بكر وعمر تولى إمارة الشام فصلى اهللا عليه وسلم حنينا،وشهد مع رسول اهللا وأمه هند في الفتح، . 212 -5/209:أسد الغابة البن األثير:جمته فيتر./ـ ه60وعثمان وعلي،توفي سنة

.7/205كاني،نيل األوطار، الشو-7 .المصدر نقسه -8

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

106

وإنما يعزر بما يراه ، على ترك العمل بها لوقوع النسخ فيهاا يدل مم، أمرت بالقتلالتيوهذا يتحقق في حبسه حتى يتم التيقن ، األمر ونوابه القضاة كافيا لردعه وتوبتهولي

.توبته تظهرووالتأكد من عدم معاودته للشرب مرة أخرى المتعددة في الشريعة اإلسالمية يةبة الحبس من بين العقوبات التعزيرواختيار عقو

فهي العقوبة األنسب له ، عليه مالئمة كثيرا لهلشارب الخمر المدمن بعد إقامة الحده عنها بمرور الزمن دعال بينه وبين الخمر وبحد تصرفاته ويفبالحبس تقي،1ولحاله

.يؤدي إلى إصالحه وهو المقصد األساسي من عقوبة الحبس : من ذلك،لك بعض فقهاء المالكيةوقد أشار إلى ذ

وليس عليه مع الضرب سواه من حالق وال طواف وال سجن ": قال ابن حبيب- واستحب،حضفر ويهشطاف به ويإال المدمن المعتاد المشهور بالفسق فال بأس أن ي

.2"مالك أن يلزم مثل هذا السجنŹسق عتاد المشهور بالف المنمد للموفي نظري أن اإلمام مالك اختار السجن عقوبة

.ألجل تعويقه وكف أذاه عن الناس 3 وقد فعله عامر،وأرى أن يلزم السجن إذا كان مدمنا خليعا.. ." : وقال أشهب-

. 4"ابن الزبير بابن له كان ماجنا

5رت منه السرƽةحكǃ مDž تكرņ-:المطلب الخامس السرقة في المرة الثالثة بعد إقامة رت منهاختلف الفقهاء في حكم السارق إذا تكر

: القطع ليده ورجله على قولينحد .6 الجمهور من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة والظاهرية:القول األول -

بل ،ع منه شيء آخرقطإذا عاد السارق فسرق بعد قطع يده ورجله ال ي:قالوافذهب ،حبس فيهالفوا في عدد السرقات التي يواخت،وانه عن الناسد وعها لشرŎحبس كفŒي

وذهب البعض ،سجن إذا سرق للمرة الثالثةبعضهم إلى أنه إذا سرق السارق فإنه ي : واستدلوا بـ،سجن إذا سرق للمرة الخامسةاآلخر إلى أنه ي

به فقطع ثم أتي، بسارق فقطع يده أĈتيرضي اهللا عنه عليا أن«:ما روي -1 أقطع رجله:ثم قال،أقطع يده بأي شيء يتمسح وبأي شيء يأكل:فقال ثم أتى به،رجله

.1/613جن وموجباته،الس الجريوي،-1دار محمد حجي،:في المدونة من غيرها من األمهات،تحقيقالنوادر والزيادات على ما ابن أبي زيد القيرواني،-2

.14/308 م،1999: 1 بيروت، ط–الغرب اإلسالمي عالم الحارث األسدي الزبيري المديني،فقيه،أبون الزبير بن العوام، بن عروة بعامر بن صالح بن عبد اهللا: هو-3

: ترجمته في./ وسكن بغداد، وتوفي بها واألنساب وأيام العرب وأشعارها،له شعر،ولد في المدينة،بالحديث .12/234:اريخ بغداد للخطيب البغداديت. 3/251:ياألعالم للزركل

.14/301دات، ابن أبي زيد القيرواني،النوادر والزيا-4 .1/466الجريوي،السجن وموجباته،.115: سميرة بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية، ص-5البهوتي،كشاف .4/233الشربيني،مغني المحتاƜ،.4/333حاشيةالدسوقي،.7/86 الصنائع،بدائعالكاساني،-6

.12/354ابن حزم،المحلى،.148 -6/147القناع،

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

107

.1»ثم ضربه وخلده السجن: قال، على أي شيء يمشي إني ألستحي اهللا

:وجه الدǗلة -رت منه السرقة على أن السارق الذي تكررضي اهللا عنهدل هذا األثر عن علي

يتمكن من خدمة نفسه في المشي حتى ،بعد قطع يده ورجله أنه ال يقطع منه شيء آخروهذا هو في ،ع في السجن حتى تظهر توبته وصالحهودوإنما ي،2واألكل وأداء العبادات

لوده ينتهي بتوبته خ ف، بتخليد السارق في السجنرضي اهللا عنهنظري معنى قول علي ات وـ فيه فألنÝ في ذلكةا تأبيده في السجن فال وجاهأم،وإقالعه عن هذه المعصية

.المقصود من الحبس أنه أتى برجل أقطع اليد رضي اهللا عنهما روي عن عمر بن الخطاب -2

رضي اهللا فقال علي ، أن يقطع رجلهرضي اهللا عنهفأمر به عمر ،والرجل وقد سرق ،يةإلى آخر اآل) ...إنŮما جزاء الŮذين يحاربون الله ورسوله( :إنما قال اهللا عز وجل:عنه

، فال ينبغي أن تقطع رجله فتدعه ليس له قائمة يمشي عليها،فقد قطعت يدا هذا ورجله .3 فاستودعه السجن: قال،ا أن تستودعه السجنره وإما أن تعزإم

: وجه الدǗلة- من تكرر منه - رضي اهللا عنهما–في الحديث سجن عمر بن الخطاب وعلي

وهذا فيه دليل على مشروعية سجن من ،ابة ذلكحالسرقة وأنه لم ينكر أحد من الص .4رت منه السرقةتكر

إن السارق يقتل في المرة :صاحب اإلمام مالك5قال أبو مصعب:القول الثاني - .6الخامسة بعد قطع يديه ورجليه

:واستدلوا على ذلك بما يلي،7وهو قول الشافعي في المذهب القديم صلىجيء إلى رسول اهللا « : قال-هما رضي اهللا عن–عن جابر بن عبد اهللا -

: قال، اقطعوه: فقال، يا رسول اهللا إنما سرق: قالوا،قتلوه ا: فقال، بسارقاهللا عليه وسلماقطعوه : فقال،يا رسول اهللا إنما سرق: فقالوا،قتلوها: فقال، ثم جيء به الثانية،فقطع

نه كان ال يقطع إال اليد أرضي اهللا عنهرƜ الصنعاني في مصنفه عن علي وأخ.8/275 البيهقي، السنن الكبرى،-1

./ ويستنجيإني ألستحيي اهللا أال أدع له يدا يأكل بها:ك سجن ونكل،وكان يقولوإن سرق بعد ذلوالرجل، .10/186:المصنف للصنعاني

.1/471 الجريوي،السجن وموجباته،-2 .8/274 البيهقي،السنن الكبرى،-3 .116:بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية، ص سميرة -4روى ب بن عبد الرحمان بن عوف الزهري،أبو مصعب أحمد بن القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصع: هو-5

هو صدوق من أهل الثقة في ووغيره،ولي قضاء المدينة والكوفة،وكان من أعلم أهل المدينة،عن مالك الموطأ طبقات .83:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./ سنة90وعاش ـ بالمدينة،ه242الحديث،مات سنة .149:الفقهاء للشيرازي

.7/167 الباجي،المنتقى،-6 .360 -7/359روضة الطالبين، النووي،-7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

108

ثم اقطعوه،:قال إنما سرق، فول اهللايا رس: فقالوا،قتلوها: فقال، ثم جيء به الثالثة،فقطع فأتي به ،اقطعوه: قال،يا رسول اهللا إنما سرق: فقالوا،قتلوها:أتي به في الرابعة، فقال

ناه في بئر ورمينا ثم اجتررناه فألقي،فانطلقنا به فقتلناه: قال جابر،اقتلوه: فقال،الخامسة .1»عليه بالحجارة

، اقتلوه: فقال، أتى بلصوسلم اهللا عليه صلىأن النبي «وفي رواية أخرى - : قال،يا رسول اهللا إنما سرق: قالوا، اقتلوه: فقال، يا رسول اهللا إنما سرق:فقالوا

ثم سرق فقطعت رجله ثم سرق على عهد أبي بكر حتى قطعت : قال،اقطعوا يده صلى كان رسول اهللا :رضي اهللا عنه ثم سرق أيضا الخامسة فقال أبو بكر ،قوائمه كلها

.2»... ثم دفعه إلى فتية من قريش ليقتلوه، اقتلوه: أعلم بهذا حين قالهللا عليه وسلما- Džالحديثي Džلة مǗوجه الد: اهللا صلىألن النبي Ýدل الحديثان على مشروعية القتل للسارق في المرة الخامسة

.3 أمر بقتله في المرة الخامسة بعد استيفاء قطع اليدين والرجلينعليه وسلم :مناƽشة األدلة - : أدلة القول الثاني بما يليءناقش جمهورالفقها

بدليل أن، في حق شخص استحق القتل خاصرضي اهللا عنهإن حديث جابر -1 .4وفعل ذلك في الخامسة، وفي كل مرة،به في أول مرة أمر اهللا عليه وسلمصلىالنبي

هو:بعضهم وقال، هذا منسوƢإن:يوقد قال بعض أهل العلم كابن المنكدر والشافع ، اطلع على أنه واجب القتل اهللا عليه وسلمصلىفكأن النبي ، بالرجل المذكورخاص

.5ويحتمل أنه كان من المفسدين في األرض،أول مرة ولذلك أمر بقتله من ال أعلم في هذا:بعد ما أورده في سننه6فقد قال فيه النسائي،ا الحديث اآلخرأم -2

. بهستداللفدل ذلك على أنه ال يصح اال،7 صحيحاالباب حديثا .ولم أقف على مناقشة القول الثاني ألدلة القول األول

. 548 -547 /2,4410:في السارق يسرق مرارا، حديث رقم باب –سنن أبي داود،كتاب الحدود أبو داود،-1: قطع اليدين والرجلين من السارق،حديث رقم باب– السيوطي،كتاب قطع السارقنن النسائي بشرح الحافظس

وقال ابن عبد .ب بن ثابت ليس بالقوي في الحديثومصعوهذا حديث منكر،:قال النسائي.466 -8,4993/465ف هذا الحديث منسوƢ ال خال:وقال الشافعي.24/196:اإلستذكار البن عبد البر./ ل لهحديث القتل ال أص:البر

. 7/360:روضة الطالبين للنووي./ ل العلمفيه عند أه، 4992:رجل من السارق قبل اليد،حديث رقم باب قطع ال-كتاب قطع السارق السيوطي،شرح سنن النسائي،-2

/ 4بل منكر،:ا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه،وقال الذهبيهذ:المستدرك للحاكم،كتاب الحدود،وقال.8/465 . 8/272الكبرى،البيهقي،السنن .382

. 118:سميرة بيومي،الحبس في الشريعة اإلسالمية، ص.1/469 الجريوي،السجن وموجباته،-3 . 1/469 المرجع نفسه،-4 . 12/99 ابن حجر،فتح الباري،-5له كتاب .هـ215ولد بنسا بخراسان سنة. أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي،الحافظ:هو - 6

.78-1/77وفيات األعيان البن خلكان،:ترجمته في.هـ303توفي سنة.ائصالسنن،وكتاب الخص .100 -12/99 المصدر السابق ،-7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

109

- ƞرجيƁالت: در حيث لم ي،والراجح في رأيي ما ذهب إليه الجمهور لقوة أدلتهم التي استدلوا بها

عليه د إقامة الحدرت منه السرقة بع في حبس من تكروألنÝعليها أصحاب القول الثاني .وعمال بقاعدة ارتكاب أخف الضررين،تقديم لمصلحة حفظ النفس

ضرره العلة في سجنه هو كفألنÝ مدة سجن السارق تنتهي بإظهار توبتهكما أن .1ررعن الناس وبالتوبة انتهى الض

حاشية .171-6/170:رد المحتار البن عابدين:،وانظر118:الشريعة اإلسالمية،صالحبس في سميرة بيومي،-1

.4/333الدسوقي،

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

110

:المبحث الثاني بدائـل التعزير بالحبس

عاقب بها إال في مية هي عقوبة ثانوية ال يإن عقوبة الحبس في الشريعة اإلسال

وليس له أن ،وهي عقوبة اختيارية للقاضي أن يعاقب بها أو يتركها،الجرائم البسيطةة وهي إصالح وتحقق المصلحة المرجو،1يعاقب بها إال إذا غلب على ظنه أنها مفيدة

.الجاني وتأديبهوهذه المسألة قد ، بالحبسمن هذا المنطلق ظهرت فكرة البحث عن بدائل التعزير

وسيلة من والحبس -تناولها جمهور الفقهاء في مصنفاتهم الفقهية انطالقا من أن التعزير واألمر فيه مفوض إلى رأي واجتهاد القاضي أو الحاكم حسب ،مجاله واسع -وسائله

.أنواع الجرائم وأحوال الجناة أحكامه وسعت كل إذ أن،وهذه خاصية فريدة من خصائص التشريع اإلسالمي

.األحداث والتصرفات وعمت كل زمان ومكانأو الحاكم في تقديره لجملة من العقوبات التعزيرية التي يراها فاجتهاد القاضي

يمكنه من وضع العقوبة المناسبة للجاني والتي تحقق ،رادعة وزاجرة للشخص المعزر .الغرض الشرعي المقصود

ى ذلك إلى ظهور ألد،عتمد على عقوبة الحبس فقط التشريع اإلسالمي افلو أنألنه هناك صنف من األشخاص Ý- الحبس–مشاكل وخلل في تطبيق العقوبة التعزيرية

إضافة إلى أنه هناك جملة من الحاالت البسيطة التي ال يمكن أن ،ال تردعهم هذه العقوبة ال يمكن أن نضعها فهذه الحاالت...ب والقذفتم والسنطبق عليها عقوبة الحبس كالش

.في مستوى واحد مع الجرائم الخطيرة التي تهدد أمن المجتمعمت وقد قس،لذا أردت أن أتحدث في هذا المبحث عن مسألة بدائل التعزير بالحبس

:هذا المبحث إلى جملة من المطالب نتناولها بالتفصيل كاآلتي

بدائل الحبس معناها ومشروعيتها-:المطلب األول وذلك ،ومدى مشروعيتهاÛ"بدائل الحبس"المطلب ارتأيت أن أتكلم عن معنى في هذا

:في الفرعين التاليين معنǍ بدائل الحبس-: الفرƱ األول -

وبقي أن أتطرق في هذا ،"الحبس"تطرقت في الفصل األول للحديث عن مصطلح .من الناحية اللغوية واالصطالحية" بدائل"الفرع عن مصطلح

.1/695الجنائي اإلسالمي،التشريع عبد القادرعودة،-1

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

111

:في اللƸةالبدائل -1ما يخلف الشيء :والبديل في اللغة،على غير القياس الصرفي،جمع بديل:البدائل .1ويقوم مقامه :وأبدلته بكذا،2إذا أتيت ببدله،وأبدلته،وإن لم تأت له ببدل،تهغير:بدلت الشيء:ويقال

.3نحيت األول وجعلت الثاني مكانه ،وهو أعم من العوض،كان آخرجعل الشيء م:واإلبدال والتبديل والتبدل واالستبدال

. العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء األولفإنفبدل الŮذين ظلموا ( :قال اهللا تعالى،والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله

يوم ( :وقال تعالى،5)هم أمناŹوليبدŎلنŮهم مŎن بعد خوف( :وقال تعالى،4)قوالŹ غير الŮذي قيل لهم .7ر عن حالهاتغي:أي،6)تبدلĈ األرض غير األرض

.ويشغل مكانه، اآلخر محل ما يحلكل:وعليه فالبدائل في اللغة هي :اǗصطƝǘالبدائل في -2

".البدائل" على تعريف اصطالحي لمصطلح –في حدود علمي واطالعي–لم أقف فهو مصطلح لم يتعرض له -بدائل الحبس-يف المركب اإلضافي أما عن تعر

.لذا لم يوجد له تعريف في كتبهمÝالفقهاء مجموعة من التدابير التي تحل": المعاصرين له تعريفا فقال بأنهوقد اقترح بعض

.8" عقوبة السجن وتعمل على تطبيق سياسة منع الجريمةمحلن في تحقيق المصلحة الشرعية للفرد السج محلما يحل":وعرفه آخر بأنه

.9"والجماعة من عقوبات التعزيرفبدائل الحبس عبارة عن جملة من التأديبات العقابية الشرعية التي تحل محل

.وتحقق الغاية المقصودة من التعزير،الحبس

الجندي ،مجلة- دراسة فقهية –الطيب السنوسي أحمد، بدائل السجن .3/333فيروز آبادي،القاموس المحيط، ال-1

.2004/10/01: ،تاريخ العدد117: العددرقم.www.jmuslim.naseej.com. : المسلمم 1989 -ـه1406: 2ط بيروت،–زهير عبد المحسن سلطان،مؤسسة الرسالة: ابن فارس،مجمل اللغة،تحقيق-2

،1/119. .1/39 الفيومي،المصباح المنير،-3 . 59: سورة البقرة،اآلية-4 .55: سورة النور،اآلية-5 .48: سورة إبراهيم،اآلية-6 . 111: الراغب األصفهاني،مفردات ألفاظ القرآن، ص-7لمملكة ل بانقال عن مشروع بدائل السجن المقترح من إعداد وزارة العد الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-8

.03:العربية السعودية، ص . المرجع نفسه-9

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

112

مشروعية بدائل الحبس- :الفرƱ الثاني - جميع أي أن،1 داخلة تحت اسمهإذ هي أفرادÝبدائل الحبس لها حكم التعزير

. فرد من أفرادهاألحكام التي تختص بالتعزير هي بالضرورة تنطبق على كل ،من الكتاب والسنة واإلجماع والمعقولاألصل في التعزير ثبوت مشروعيته و

.وهو ما أشرت إليه في الفصل األول من البحث ،باب المصلحة المرسلةويزيد طائفة من األصوليين في مشروعية الحبس أنه من

إذ لم يكن عندهم في ،نا للسجن إلى المصلحة المرسلةحابة مكانا معيويسندون اتخاذ الص .2 قولي أو فعلي خاصذلك نص

ألنها Ýوعليه يمكن القول بمشروعية بدائل الحبس انطالقا من مشروعية التعزير .جملة من أفراده

ائل أسباب التطرƼ إلǍ البد- :المطلب الثاني

فالمبدل عنه أصل ،لغة وعرفا أنه عوض عن مبدل عنه" البديل"يفهم من لفظ ولم يتطرق متقدمو الفقهاء للبحث عن قضية بدائل ،مستقر يأتي البديل خلفا ونائبا له

ر ولم يتقر، السجن كان ينظر إليه على أنه أحد أفراد العقوبات التعزيريةألنÝالسجنبل إنه ،حصر التعزير فيه حتى يبحث له عن بديلولم ين،كونه أصال في العقوبات

. أن يوصف بأنه بديل عن غيره أحيانابصفته فردا من أفراد التعزير يصحفالبحث عن بدائل الحبس دليل على سبقه في باب العقوبات وطغيان استعماله سواء

.3ان استعماال مشروعا أو غير مشروعك بيد أنه في العصور المتأخرة برزت مشكلة السجن والمسجونين والبحث عن

:4والسبب في إثارة البحث عن بدائل الحبس أمور منها ما يلي،البديلحتى أصبح التعزير منحصرا فيه ، الجرائم استعمال السجن على جلطغيان -1 .غالبا

صلحة المقصودة من التنبه إلى بعض العيوب الجسيمة للسجن وعدم تحقيقه للم -2ولذا عقدت مؤتمرات دولية ومحلية لدراسة أوضاع السجون ،تشريع العقوبات التعزيرية

.وإصالحها ما يحصل للمسجون من نتائج اختالطه :ومن العيوب التي ذكرت للسجن

،يفسد فهو وإن كان صالحا قد،بالمسجونين الذين يغلب على بعضهم الفساد واإلفساد .5لما علم من قوة تأثير الخلطة في األخالق سلبا وإيجابا،د غيرهسفوإن غير ذلك قد ي

.مرجع سابق الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-1دار الكتب هللا بن إبراهيم العلوي الشنقيطي،نشر البنود على مراقي السعود لسيدي عبد ا:وانظر. المرجع نفسه-2

.2/185م،1988 –ـ ه1409: 1ط بيروت،–العلمية . مرجع سابق،بدائل السجن،لسنوسي أحمد الطيب ا-3 . المرجع نفسه-4 .1/143الجريوي،السجن وموجباته،. الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن-5

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

113

. مع تجنب عيوبه- أحيانا-تقوم مقامه،توافر بدائل للسجن -3ت حتوف،ع السجنر للغاية التي من أجلها ش–ا مطلقا أو غالباإم-عدم تحقيقه -4 .وهي إصالح الجاني وحماية المجتمع،السجون

بالحبس نماƚƤ مDž بدائل التعزير-: المطلب الثالثتحديده ومن طبيعة التعزير أن،بدائل السجن نوع من أنواع العقوبات التعزيرية

:1ويترتب على ذلك أمور منها،وتقديره وتعيينه مفوض إلى اجتهاد الحاكم المتأهل لذلك فيها وال قضية ال حدأن السجن ليس ضربة الزب يتحتم الحكم به في كل-1

.هقد يختاره الحاكم وقد يختار غير،بل هو فرد من أفراد التعزير،ارةكف .أنه من الطبيعي أن يكون للسجن بديل يقوم مقامه ويحقق غايته-2 نظرا لتبعيتها الجتهاد من هو أهلÝأن األصل في بدائل السجن عدم حصرها -3

المقصودة من وارتباطها بتحقيق المصلحة الشرعية، من القضاة من ناحيةلالجتهاد .تشريع العقوبات من ناحية أخرى

إذا توافرت فيه، فرد من أفراد التعزير يصلح أن يكون بديال عن السجنأن كل-4 .وانتفت عنه الموانع الشرعية،شروط البدلية

ألنه Ý النماذƜ البديلة عن الحبسفإنه ال يمكن أن نحصر كل،وبناء على ما سبق ختالف األزمان واألمكنة تقديره بافيختلف، األمريأمر اجتهادي مفوض إلى ول

.واألحوالهذا وقد ذكر الفقهاء جملة من النماذƜ واألمثلة البديلة عن الحبس في نصوصهم

:الفقهية نذكر منها :2جاء في متن خليل - ،ونزع العمامة،وباإلقامة،امŅوċول،اسŅبوعزر اإلمام لمعصية اهللا أو لحق آدمي ح"...

.3..".أو غيره،ضرب بسوطوفمنهم من ن يعاملون بقدر الجاني والجناية،وكان الخلفاء المتقدمو "...:قال القرافيوومنهم من تنزع ،ومنهم من يقام على قدميه في تلك المحافل،ومنهم من يحبس،يضرب .4..." إزارهومنهم من يحل،عمامته

.مرجع سابق الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-1أستاذا ممتعا رحمه اهللا صدرا في علماء األزهر،مجمعا على فضله وديانته،كان خليل بن إسحاق الجندي،: هو-2

ون من العربية والحديث والفرائض،فاضال في مذهب مشاركا في فنلتحقيق،ثاقب الذهن،أصيل البحث،أهل امن شرح جامع األمهات البن الحاجب،مختصر :ـ بالطاعون،من تصانيفهه749مالك،صحيح النقل،توفي سنة

. 186:الديباƜ المذهب البن فرحون:ترجمته في./خليل،شرح ألفية ابن مالك .332:دار إحياء الكتب العربية،صمختصر خليل،لمالكي، خليل بن إسحاق ا-3 .12/118م،1994: 1 بيروت،ط–محمد بوخبزة،دار الغرب اإلسالمي: القرافي،الذخيرة،تحقيق-4

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

114

:وجاء في بدائع الصنائع -شاء وإنبالحبس،ره بالضرب،وإن شاء شاء عزنإيار،فاإلمام فيه بالخ"... .2..".واالستخفاف بالكالم1ربالكه

- Ɯوجاء في مغني المحتا : . 3"...أو صفع أو توبيخفيها وال كفارة بحبس أو ضرب حد معصية ال كليعزر في " :وجاء في كشاف القناع - .4..."ل عن الواليةويكون التعزير بالضرب والحبس والصفع والتوبيخ والعز"

: وقد ذكر ابن تيمية جملة من البدائل فقالالم وترك الس،ر بهجرهوقد يعز،جل بوعظه وتوبيخه واإلغالظ لهر الرفقد يعز"...

ر وقد يعز...ر بعزله عن واليتهوقد يعز...عليه حتى يتوب إذا كان ذلك هو المصلحةر بتسويد وجهه وإركابه وقد يعز،بالحبسر وقد يعز...بترك استخدامه في جند المسلمين

. 5..".على دابة مقلوبا :ومن النماذƜ التي يمكن أن تذكر أيضا

واإلقامة ،والعزل عن العمل،والحرمان من ممارسة بعض التصرفات،الجلد -جواز (وسحب األوراق الرسمية ،وتكليف الجاني بعمل يراه القاضي،الجبرية في المنزل

.6إلى غير ذلك... والتوبيخ،تهديدوال،والغرامة،)السفروقد طرحت في إحدى الندوات العربية فكرة إعادة النظر في االستفادة من المسجد

إدخال تعديالت جاورته من باب تقييد الحريات كما كان في أول صدر اإلسالم معموان وذلك بأن تتخذ بجانب المساجد الكبيرة مب،عليه حسبما يمدنا به العصر من إمكانيات

Ɯوله أبواب من الداخل على ،منظمة ضمن محيطه وتكون األبواب الرسمية من الخار ،فيؤثر في سلوكهم،المسجد ليؤدي الموقوفون فيه الصالة جماعة في المسجد الصالح

،وكأنهم طالب العلم الذين يسكنون في غرف المسجد،ويعودون بعد الصالة إلى أماكنهمل إلى وحؤتى به ويي من هرب سويبلغون بأن،ل واحد منهم ملف متكامويفتح لكل

ولم يعد لǖخطاء مرة ، ثم يشجعون هذا النوع بأن من صلحت حاله،السجن الرسميومن عاد بعد خروجه فال يرجع إلى هذا المكان ،أخرى فال يحتسب عليه هذا اإليقافن يتبعون مدنيوويجعل على هذا المكان موظفون،وإنما يذهب به إلى السجن األساسيويكون لمدد ،شتراك مع جهات أخرىا وحدها أو باالإدارات الشؤون االجتماعية مثال إم

تمكينهم من مع ) السجن(قصيرة جدا ويطلق اسم ينسب للمسجد بعيدا عن مدلول لفظ

. 3/307:لسان العرب البن منظور: انظر.القهرواإلنتهار والشتم: الكهر في اللغة معناه-1 .7/64 الكاساني،بدائع الصنائع،-2 .4/253مغني المحتاƜ، الشربيني،-3 .6/124 البهوتي،كشاف القناع،-4 .28/344 ابن تيمية،مجموع الفتاوى،-5 .الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،مرجع سابق.702 -1/701 عبد القادرعودة،التشريع الجنائي اإلسالمي،-6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

115

السجون (وهذا ما يشبه ما يسمى بالعصر الحديث ،تصال بذويهم هاتفيا وشخصيااال .1نها وأرقى مجتمعا وال يحمل عيوبهاإال أنه أميز م) المفتوحة

شروط إƽامة البدائل- :المطلب الرابعإن مالحظة تحقق الشروط لترتب آثار تصرفات المكلفين من القضايا العلمية التي

ومع ذلك يغفل ،إذ هي سارية في كثير من المجاالت العلمية والعملية،ينبغي التنبه إليهاوفي هذا يقول ،2 ويصغر بحسب الحاللغفلة خلل يجلويترتب على هذه ا،عنها كثيرا

:العز بن عبد السالمفقد شرع اهللا فيه من األركان ، تصرف جالب لمصلحة أو دارƏ لمفسدةكل"

رأ المفاسد المقصودة أو يد،والشرائط ما يحصل تلك المصالح المقصودة الجلب بشرعه .3"الدرء بوضعه

:4ة األخذ ببدائل السجن ما يليومن الشروط التي يجب توافرها لمشروعي :أDž يكوDž البديل محققا للمصلحة المقصودƔ مDž شرƱ التعزير-1

إال أنه ال يكون بديال ، البديل قد تتجاذبه المصالح البشرية الشخصيةوبيان ذلك أن .شرعيا إال إذا كان محققا للمصلحة الشرعية

ن سببه ما تعيعزير فمعناه أنالت...اإلمام مخير في:فمتى قلنا"...:يقول القرافي فهو أبدا ينتقل من واجب إلى واجب كما ينتقل ،ومصلحته وجب عليه فعله ويأثم بتركه

واإلمام يتحتم في حقه ما أدت ،...المكفر من كفارة الحنث من واجب إلى واجبال أن هاهنا إباحة البتة وال أنه يحكم في التعازير بهواه وإرادته كيف ،المصلحة إليه

بل ،ا شاء ويقبل منها ما شاء هذا فسوق وخالف اإلجماعوله أن يعرض عم،خطر له .5"واب ما تقدم ذكرهالص

ـ . أن يحقق المصلحة الشرعية من عقوبة التعزيرقبل البديل البد ييكفل :أDž يكوDž المحل ƽابƽǕ ǘامة البديل في حقه-2فبعضهم يكون فيه وصف ،فالجناة ليسوا في درجة واحدة وال على وصف واحد

كما ، وكونه امرأة،وعدم قصد الجناية،يوجب تخفيف العقوبة كالمرض والصغر والكبرأو ،أو كونه قاصدا للجريمة،ر الجريمة منهيتصف بعضهم بوصف موجب للتشديد كتكر

.6الخ...دادمماطال للحق مع قدرته على الس

موقف :ية،المبحث الثالثعيوبها من وجهة النظر اإلصالحالسجون مزاياها و أبحاث الندوة العلمية األولى،-1

.120:ن ألحمد اللهيب،صالشريعة من عقوبة السج .مرجع سابق الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-2: 1ط دمشق،–نزيه كمال حماد،عثمان جمعة ضميرية،دار القلم:تحقيق العز بن عبد السالم،القواعد الكبرى،-3

.2/258م،2000 – ـ ه1421 .مرجع سابق السجن، الطيب السنوسي أحمد،بدائل-4 .3232،4/1317بين الحدود والتعازير، ) 246فرق ال(،الفروق، القرافي-5 .مرجع سابق الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

116

مة ن هناك مناسبة ومالءير يجب أن يكووحتى يتحقق المقصود الشرعي من التعز .بين العقوبة التعزيرية والجريمة وحال الجاني

3- Džرر السجƮ Džرر أكبر مƮ في البديل Džيكو Ǘ Džأ: وقد يغلب ، فإنه قد تنتج أضرار ومفاسد،فمع ما في السجن من مصالح متعددة

من البديل أيضا قد يكون فيه ضرر أشدكما أن،ضرر السجن أحيانا على مصلحته فالقاعدة الفقهية تقضي بارتكاب أخف ،رر من ارتكاب الضوإن لم يكن بد،ر السجنضر .1 وإلغاء ما فيه ضرر أشد،ررينالض

: 2هأǗ Dž يوجد مانع مDž تطبيƼ البديل علǍ المحكوǃ علي -4ول بين المحكوم عليه وبين تطبيق البديل عليه كالموت والعفو حقد تحدث موانع ت

.الخ...والتوبة والتقادم األخذ ه ضمن الشروط األخرى حتى يتسنىرـفولذا كان هذا الشرط واجبا ت

.ببدائل السجن

ية التي تتخرƚ عليها بدائل الحبس القواعد الفقه-: المطلب الخامس أرى أنه من المطلوب أن نتطرق إلى معرفة ،قبل البدء في ذكر هذه المسألة

.مدلول القواعد الفقهية أوال :دلول القواعد الفقهيةم -

هو مركب إضافي يتوقف معناه على معرفة معاني "د الفقهيةالقواع"إن مصطلح ".الفقهية"و"القواعد"وهما ،جزئيه الذي تركب منهما

:تعريف القواعد لƸة واصطǘحا-1 .إساسه:وقواعد البيت،األساس:والقواعد،أصل األس:القاعدƔ لƸة- .3)ع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيلĈوإذ يرف (: ال تعالىـق

.4) فأتى الله بنيانهم مŎن القواعد( :وقال تعالىƜ6"هدمعلقواعد أساطين البناء التي تا":5قال الزجا.

.مرجع سابق الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،-1 . المرجع نفسه-2 .127: سورة البقرة،اآلية-3 .26: سورة النحل،اآلية-4لدين والفضل،حسن كان من أهل ا بن سهل النحوي المعروف بالزجاƜ،براهيم بن السريأبو إسحاق إ: هو-5

معجم :ترجمته في./معاني القرآن،النوادر،العروض:ـ،من تصانيفهه311االعتقاد،جميل المذهب،توفي سنة . 1/82:األدباء لياقوت الحموي

.3/138،)مادة قعد( ابن منظور،لسان العرب المحيط،-6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

117

الذي ينطبق عليه جزئيات كثيرة يفهم األمر الكلي هي:صطǘحاالقاعدƔ ا - .1ها منهاأحكام

:واصطǘحاتعريف الفقهية لƸة -1 ".الفقه"تنتسب إلى مصطلح " الفقهية"إن لفظة :لƸة الفقه -

وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله ،العلم بالشيء والفهم له:الفقه في اللغةا ها في الدين أي فهمن فقأوتي فال:يقال،الفهم:والفقه في األصل...على سائر أنواع العلم

.3ليكونوا علماء به:،أي)2...لŰيتفقŮهوا في الدŎين(… :قال تعالى.فيه : الفقه اصطǘحا- :ف الفقه بتعريفات كثيرة أشهرهارŎـع .4العلم باألحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية :أنه :تعريف القواعد الفقهية-2 من العقود وأعم،ي العقلية العامة كلي أخص من األصول وسائر المعانكل:هي

.5وجملة الضوابط الفقهية الخاصةهي حكم أكثري ال كلي ينطبق على أكثر جزئياته لتعرف :وفي تعريف آخر

.6أحكامها منه : المعاصرين مصطفى أحمد الزرقا فقالفها منوعر أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكاما تشريعية ":هي

. 7"في الحوادث التي تدخل تحتها ةعامنتطرق اآلن ،وبعد التعرف على مدلول القواعد الفقهية وبيان مفهومها ومعناها

،لذكر جملة من القواعد الفقهية التي يمكن أن تستند إليها بدائل الحبس نظرا وتطبيقا :ومن هذه القواعد ما يلي

–دارالكتب العلمية بد الموجود،علي محمد عوض،عادل أحمد ع:لسبكي،األشباه والنظائر،تحقيق تاƜ الدين ا-1

.1/11م،1991 -ـه1411: 1بيروت،ط .122: سورة التوبة،اآلية-2 .1120 -2/1119،)مادة فقه( ابن منظور،لسان العرب المحيط،-3 بيروت، –لميةدار الكتب العفي أصول الفقه،ضيح لمتن التنقيح شرح التلويح على التو سعد الدين التفتازاني،-4

.1/18م،1996 -ـ ه1416: 1طنقال عن القواعد ،41:م،ص2000 –ـه1420: 5ط دمشق،– علي أحمد الندوي،القواعد الفقهية،دار القلم-5

. يللمقر :1ط بيروت،–تاب األشباه والنظائر البن نجيم،دار الكتب العلمية كحغمز عيون البصائر شر الحموي،-6

.1/51م،1985 – ـه1405 .2/965المدخل الفقهي العام، مصطفى أحمد الزرقا،-7

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

118

1- Ǎاألول Ɣالقاعد:"ĉكلņتحصيل تصر Dž1"مقصوده فهو باطلف تقاعد ع فا ف سواء كان تصر تصرف المحكوم عليه في هذه القاعدة يدخل تحته كلالتصر

فات ف من تصروالسجن تصر، والتعزير وغيرهما كالحديفا غير مالماليا أم تصر األخذ به حينئذ بل يعد،فإنه ال يجوز األخذ به،وإن لم يحقق المقصود الشرعي منه،الوالة .ويترتب على ذلك أن يؤخذ ببدائله،اما شرعمحر

الجنايات متفاوتة من حيث الجسامة ومن وأن، السجن جنس واحدوقد علم أيضا أن ،ومن حيث خطر الجاني،وتكرار الجناية من عدمها،حيث قصد الجاني وعدم قصده

لسجن بدائل لويلزم من هذا إيجاد،والسجن وحده قد ال يكون محققا المصلحة المقصودة .2ق المصلحة الشرعية المقصودة من تشريع التعزيرتحق

3"مة العقوبات التعزيرية للجناياتاألصل مƅǘ":القاعدƔ الثانية -2 إقامة فإن، الجنايات السجن ال يالئم كلف من أنربناء على هذا األصل مع ما ع

ولكن ،يها بالسجنعاقب عل الجاني جناية فيثدحذلك أنه قد ي4Ý منهبدائل للسجن أمر البداألمر الذي يؤدي إلى فوات المقصود ،عقوبة السجن هذه ال تكفي لردعه وزجره

.الشرعي من التعزير مهما حصل التƉديب باألخف مDž األفعال واألƽوال والحبس":القاعدƔ الثالثة -3

5"لحصول الƸرض بما دونهÛإƤ هو مفسدǗ Ɣ فائدƔ فيهÛل إلǍ األغلưدŁعŃلǃ يÛłواǗعتقال إذ كلÝواضح الداللة على المرادبن عبد السالم، عليه العز هذا الضابط الذي نصو

فرد من أفراد التعزير ومنها السجن إذا كان غيره أقوم بالمصلحة منه فإنه ال يعدل إلى فيحصل .ر بالضرب والتوبيخفإنه يعزإذا شتم فالن فالنا آخر،:مثاله،6األغلظ األشد

. إلى غيره لحصول المقصود بذلكارصفال ي،تأديب الجاني بذلك

أنواƱ بدائل الحبس- :المطلب السادس : فمن ذلك،م بدائل الحبس أقساماتقس

:م إلى ثالثة أقساميمكن أن يقس،نهنه وعدم تعيأنه بالنظر إلى تعيبأن يكون مثال في ،ن فيه البديل لعدم تحقيق الحبس للمصلحة الشرعيةما يتعي-1

.و مفسدة ظاهرة للمسجونالحبس ظلم أ

بين ما يقبل الملك وما ال ) 184الفرق (القرافي،الفروق،.2/249 عز الدين بن عبد السالم،القواعد الكبرى،-1

.2282،3/1023يقبله، .الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،مرجع سابق -2 . 3215،4/1313بين الحدود والتعازير،) 246ق الفر( القرافي،الفروق،-3 . المرجع السابق-4 .2/157 عبد السالم،القواعد الكبرى،ن العز ب-5 ..الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،مرجع سابق -6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

119

وذلك إذا كان السجن ،ن فيه الحبس لعدم تحقيق البديل للمصلحة الشرعيةما يتعي-2سواء حماية المجتمع أو إصالح ،هو الوحيد من بين أفراد التعزير يحقق المقصود

. أو حفظ الحقوق وغيرها،الجانيجحا من أفراد العقوبات األمر ما يراه رابل يختار ولي،ن فيه أحدهماما ال يتعي-3

.التعزيريةتمنع صفة قائمة بالشخص المحكوم عليه،ن وعدمه قد يكون أساسهوهذا التعي

.1وقد يكون أساسه نوع القضية وصفتها،نهمن إقامة البديل في حقه أو تعي : فذكر منها- ذكرت سابقا–وقد أشار القرافي إلى نماذƜ من موجبات السجن

وحبس الممتنع عن دفع الحق ، القصاصة المجني عليه حفظا لمحلحبس الجاني لغيبوحبس الممتنع في حق ،وحبس الجاني تعزيرا وردعا عن معاصي اهللا تعالى،إلجاء إليه

ن أو بمجهول عيوحبس من أقر،اهللا تعالى الذي ال تدخله النيابة كالصوم عند الشافعية .2في الذمة وامتنع من تعيينه فيحبس حتى يعينهما

وال يجوز الحبس في الحق إذا تمكن ":ن فيه البدائل قائالى ما تتعيثم أشار إل ونحن نعرف ماله أخذنا منه مقدار الدين ،فإن امتنع من دفع الدين،الحاكم من استيفائه

وكذلك إذا ظفرنا بماله أو داره أو شيء يباع له في الدين كان ، حبسهاوال يجوز لن في حبسه استمرار ظلمه ودوام المنكر في الظلم ألنÝ نحسبهرهنا أم ال فعلنا ذلك وال

.3"وضرره هو مع إمكان أن يبقى شيء من ذلك كله :4م البديل إلى قسمينومن ناحية أخرى يقس . بديل عن أصل السجن-1 .رةبديل عن بعض المدة المقد-2

:5وبالنظر إلى نسبتها إلى السجن في الشدة والضعف تنقسم إلى .ئل أشد من السجنبدا-1 .بدائل أخف من السجن-2

:6م إلىوبالنظر إلى نوع البديل يقس .بديل مالي-1 .بديل غير مالي-2 .بديل حسي-3 .بديل معنوي-4

.الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،مرجع سابق -1 . 4/1221، )236الفرق( القرافي،الفروق،-2 .1222 -4/1221 المصدر نفسه،-3 . الطيب السنوسي أحمد،بدائل السجن،مرجع سابق -4 . المرجع نفسه-5 .المرجع نفسه -6

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

120

ة الحاكǃ في استعمال بدائل الحبس مدnj صǘحي-:المطلب السابعتهاد هي مفوضة إلى رأي واج -ومنها الحبس – العقوبات التعزيرية ذكرنا سابقا أن بحيث يتجاوز فيـه ،وهذا التفويض الذي تحدث عنه الفقهاء ليس تفويضا مطلقا ،الحاكم

الحاكم جميع الحدود فيقدر من العقوبات ما تـشتهيه نفـسه وتمليـه عليـه رغباتـه .بل إن صالحية الحاكم في ذلك مقيدة بشروط يجب توافرها فيه،الشخصية

قاضي المفوض إليه تقدير العقوبات وقد ذكر الفقهاء شروطا لصحة قضاء الهذا، :1التعزيرية وهي

.فال يصح قضاء الكافر:اإلسالم -1 .فال يصح قضاء المجنون:العقل -2 .2 وهذا شرط عند مالك،فال يصح من المرأة لنقصها:الذكورية -3 .فال تصح والية العبد:الحرية -45- Ʒلنقصان تمييزهفال تصح والية الصبي:البلو . تصح من ال تجوز شهادته ال :ال سحنونق،فال تصح والية غير العدل:ةالعدال -6 .واليته

.فال تصح والية الجاهل:العلم -7ا إن وأم،ركا بين قاضيين فأكثرتومعناه أن ال يكون القضاء مش:كونه واحدا -8 .3فال بأس بذلك وعليه إجماع األمة، واحد منهما ينفذ ما جعل لهكان كل .فال يصح عند مالك وغيره والية فاقد السمع والبصر:لبصرسالمة السمع وا -9 : 4ا شروط الكمال فهيأم .أي لم يقم عليه حد:أن يكون غير محدود -1 .أن يكون غير مطعون عليه في نسبة بوالدة اللعان أو الزنا -2 .رأن يكون غير فقي -3 . يأن يكون غير أم -4 .أن يكون غير مستضعف -5 .فطنا نزيها مهيبا حليماأن يكون -6

.1/21،تبصرة الحكام، ابن فرحون-1فتون وحكم بـه مجالس القضاة والحكام والتنبيه واإلعالم فيما أفتاه الم اهللا محمد بن عبد اهللا المكناسي، عبد أبو -2

دبـي، -مركز جمعة الماجد للثقافة والتـراث د العزيز سالم بن طالب الكثيري، بنعيم ع :القضاة من األوهام،تحقيق .1/122م،2002 – ـه1423: 1ط . المصدر نفسه-3: تحقيقمد الخطيب شهاب الدين التمرتاشي،مسعفة الحكام علـى األحكـام، محمد بن عبد اهللا بن أحمد بن مح -4ـ 1416: 1ط الريـاض، –سر والتوزيع مكتبة المعارف للن الح بن عبد الكريم بن علي الزبد، ص / 1م،1996 – ـه

.132 -1/131أبو عبد اهللا المكناسي،مجالس القضاة والحكام،.1/23ابن فرحون،تبصرة الحكام،.219 -195

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

121

.أن يكون مستشيرا ألهل العلم والرأي -7 . السوء ال يبالي في اهللا لومة الئمةأن يكون سليما من بطان -8 .أن يكون ورعا -9

.هاءأن يكون بلديا غير زائد في الد -10وهناك من زاد على ذلك ،حة والكمال التي ذكرها الفقهاء شروط الص أهمهذه هي

.تفصيال وتفريعاأحكام فإنه يطمئن إلى ما يسن من، األمر شروط الحاكم العدلفإذا استوفى ولي

،وبذلك يرجى منه في هذه الحال أن تكون أحكامه على مقتضى الحق والعدل،شرعيةفتجرم ما ،الشرع وال يتصور من حاكم عدل أن تكون األحكام التي يسنها مخالفة ألمر

.ا هو جريمة في حكم اإلسالمليس بجريمة وتبيح م التعزيزات اإلسالمية يجب أن تتوافر فيها فإن األمر،ومهما يكن من حال ولي

: 1أمور أربعةال حماية األهواء ،أن يكون الباعث عليها حماية المصالح اإلسالمية المقررة- 1

أهواءسواء أكانت هذه األهواء أهواء الحاكم نفسه أم أهواء حاشيته أم ،والشهواتدت المصالح التي يجب وقد حد، الهوى والمصلحة نقيضان ال يجتمعانفإن،الناس

القياس الضابط للتفرقة بين ما هو هوى للحاكم أو وإن،حمايتها بالعقوبات بحدود محكمة افما يدفع أكبر ضرر وم،روبين ما هو مصلحة هو مقدار النفع والض،أتباعه أو غيرهم

. وما ليس كذلك يعد هوى،كون الحكم به تابعا للمصلحةيجلب أكبر نفع للناس يوأال ،أو مخففة له،رها ناجعة حاسمة لمادة الشر أن تكون العقوبات التي يقر-2

يترتب على العقوبة ضرر مؤكد أو فساد أشد فتكا بالجماعات وأال يكون في العقوبات وال يصح ،بات تهذيب للمجتمعالعقو إهانة للكرامة اإلنسانية وضياع لمعاني اآلدمية فإن

كما نرى في عقوبة السجن،أن يكون التهذيب بإهانة اإلنسانية وتضييع معاني الكرامةومن هانت ح ظاهر، فقد الكرامة اإلنسانية فيها أمر واضفإن،وما يجري في داخله

مصدر رغلت فيها فيصبح بذلك الشخص المعزوتغل،داخلت روح الجريمة نفسه،كرامته .د أمن المجتمعمنبع فتنة تهدرام وإج

يستهان فال يسرف في عقاب وال، أن تكون ثمة مناسبة بين العقوبة والجريمة-3فيخضع لها بحكم ، المجرم بعدالتهاوإذا كانت العقوبة مناسبة للجريمة أحس،بجريمة

إذا كان االعتداء على حق ،وليس التناسب بين الفعل والعقوبة،الترقب لها قبل وقوعها . وأن يكون التناسب بين األثر والعقوبة في غير ذلك،ن حقوق العباد كاالغتصابم

أمرألن هذه المساواة مفروضة في كلÝ المساواة والعدالة بين الناس جميعا-4 هذه تفرقة فإن،ويطبق حكم آخر على آخرين،فال يطبق حكم على طائفة من الناس،عادل

.59: أبوزهرة،العقوبة،ص-1

.بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس والبدائل المقترحة:الفصل الثالث

122

إن ( :لقوله تعالى،ع قبل ذلك هم سواء أمام الشربل،1والناس سواء أمام القانون،ظالمة .)2...الله يأċمر بالعدل واإلحسان

بل ،وعليه يمكن القول بأن صالحية الحاكم في استعمال بدائل الحبس ليس مطلقة .الشرعية بالقواعد والمقاصد العامة في الشريعة التي تحقق المصالح هي مقيدة

ية تحكمه جملة من الضوابط األمر في تقدير العقوبات التعزير ولي اجتهادكما أن ودون ،العقوبة المناسبة على الجاني دون إفراط أو تفريط الشرعية التي تضمن تطبيق

وتحقق الغاية المقصودة من التعزيز من جهة لمساس بكرامته اإلنسانية من جهة،ا .أخرى

تعرحيث ش،س لنظرية العقابول من أسوبالتالي فإن الشريعة اإلسالمية تعتبر أالجاني وتأديبه وبين المحافظة على جملة من المبادƏ واألسس التي جمعت بين إصالح

ولتكن مŎنكم أĈمةŻ يدعون (: وذلك عمال بقوله تعالى،السير الحسن للنظام العام في المجتمع .)3وينهون عن المنكر وأĈولـئك هم المفلحونإلى الخير ويأċمرون بالمعروف

ى والتقووفيه تعاون على البرنكر تهذيب عام،فاألمر بالمعروف والنهي عن الم وهو يعمل على تأليف القلوب،أو منع الجرائم من أن تقع،ودفع اإلثم والعدوان

. 4وتقريبهازير بالحبس في نظر الفقه اإلسالمي تعتبر عقوبة التع وعليه نستطيع القول بأن

يمكن أن يطبق على بعض الجرائم واالنحرافات فيحقق المقصود مسلكا تهذيبيا اجتهاديا،ولكن ال يمكن أن يحقق الغاية نفسها في ،العقابي من تأديب الجاني وردعه وزجره

.يدرأ المفسدة ويجلب المصلحةإلى بديل عقابي آخر أ Ĉجلفي،جرائم أخرى

.59:هرة،العقوبة،صز أبو-1 .90: سورة النحل،اآلية-2 . 104: سورة آل عمران،اآلية-3 .20:وبة،ص أبو زهرة،العق-4

125

ƻƷƘøǶالف

الــقــرآنيةتفــهــرس اآليــــــا -1

ــهــرس األحــــاديث النبـويــةف -2

اآلثــــــــــــــــــــــــارفــهــرس -3

ـرس األشـــعـــــــــــــــــارفــهـ -4

المــــــــــــــــــــرس األعــهــف -5

صادر والمراجعــرس المــهــف -6

اتـــــوعــوضــــرس المــهــف -7

126

فهرس اآليات القرآنيةǧاɅɇة اǿة السوɅɇة اǶȦالص

نكم [ ا ع م عفون 61 52 البقرة]... ث

وا[ ذين ظلم دل ال 111 59 البقرة]...فب

راه[ ع إب دوإذ يرف 127116 البقرة]... يم القواع

صاص [ يكم الق ب عل وا آت ذين آمن ا ال ا أيه 98 -17896 البقرة]...ي

يء [ ه ش ن أخي ه م ي ل ن عف 17894 البقرة]... فم

رام [ شهر الح رام بال شهر الح 101-19499 البقرة]...ال

ون[ 23761 البقرة]...إال أن يعف

سرة [ ان ذو ع 91-86-28053 البقرة]...وإن آ

ة [ نكم أم تكن م 104122 عمرانآل]...ول

اع ف [ الث ورب ى وث ساء مثن ن الن م م اب لك ا ط 55 03 النساء]انكحوا م

شة [ أتين الفاح ي ي 32 15 النساء]...والالت

نكم [ ا م ذان يأتيانه 68 -33 16 النساء]...والل

ين[ ين األخت وا ب 55 23 النساء]...وأن تجمع

ا ا[ ا أيه والكم ي أآلوا أم وا ال ت ذين آمن 89 29 النساء]...ل

شوزهن [ افون ن ي تخ 30 34 النساء]...والالت

سط[ وامين بالق وا ق 13589 النساء]...آون

وهموع[ 04-02 12 المائدة]...زرتم

اربون [ ذين يح زاء ال ا ج 107-34-21-20-17-16 33 المائدة]...إنم

ل [ ن قب ابوا م ذين ت 67 34 المائدة]...إال ال

ه [ د ظلم ن بع اب م ن ت 69 39 المائدة]...فم

نكم [ هادة بي وا ش ذين آمن ا ال ا أيه 34-33-10607 المائدة]...ي

صالة [ د ال ن بع سونهما م 12-10607 المائدة]...تحب

صروه[ زروه ون 15704األعراف]...وع

ول [ ه والرس وا الل وا ال تخون ذين آمن ا ال ا أيه 44 27 األنفال]...ي

وا [ روا إن ينته ذين آف ل لل 69 38 األنفال]...ق

127

رب[ ي الح نهم ف ا تثقف 35 57 األنفال]...فإم

دتموهم [ ث وج شرآين حي اقتلوا الم 36-35 05 التوبة].. .ف

ة [ شرآين آآف اتلوا الم 35 36 التوبة]...وق

ذنوبهم [ وا ب رون اعترف 10244 التوبة]...وآخ

وا [ ذين خلف ة ال ى الثالث 11831 التوبة]...وعل

دين [ ي ال وا ف 122117 التوبة]...ليتفقه

م [ ن ربك ة م اءتكم موعظ د ج 44 57 يونس]...ق

ذاب و[ نهم الع ا ع ئن أخرن 07 08 هود]...ل

ارهون [ ا آ تم له ا وأن 24 28 هود]...أنلزمكموه

ار[ ي النه صالة طرف م ال 11464 هود]...وأق

ال رب ا[ ي ق ب إل سجن أح 12-11 33 يوسف]...ل

ر األرض[ دل األرض غي وم تب 111 48 إبراهيم]...ي

د [ ن القواع انهم م ه بني أتى الل 116 26 النحل]...ف

أمر [ ه ي سان إن الل دل واإلح 122 90 النحل]...بالع

صيرا [ افرين ح نم للك ا جه 13 08 اإلسراء]...وجعلن

سانا[ دين إح 92 23 اإلسراء]...وبالوال

بق [ ة س ا آلم ك ولول ن رب 12924 طـــــه]...ت م

66 31 النور ].................................................وتوبوا إلى الله جميعا[

وفهم [ د خ ن بع دلنهم م 111 55 النور].....................................وليب

ر [ ا آخ ه إله ع الل دعون م ا ي ذين ل 95-68 الفرقان]...وال

ا [ ون لزام سوف يك 24 77 الفرقان]...ف

ا [ دنيا معروف ي ال احبهما ف 92 15 لقمان]...وص

سئولون [ م م وهم إنه 15 24 الصافات]...وقف

روا [ ذين آف تم ال إذا لقي 37-34 04 محمـــــد]...ف

وقروه[ زروه وت 04-02 09 الفتح]...وتع

وى[ ة التق زمهم آلم 24 26 الفتح]...وأل

128

فهرس األحاديث النبوية لصفحة ا الحديـــــــث الرقم

39 »............................يل بغريم صلى اهللا عليه وسلمأتيت النبي « -1

101-99 » .............................................ا أمسك الرجل الرجلإذ « -2

102 »................................................... فاجلدوه إذا سكر« -3

56 »..................................................أسلمت وعندي أختان« -4

55 ».........................................................أسلم غيالن« -5

66 ».....................................................ااشفعوا تؤجرو« -6

81 »....................................... القاتل واصبروا الصابرأقتلوا« -7

64 » .........................................ي الهيئات عثراتهمأقيلوا ذو« -8

64 »...................................................محسنهمأقيلوا من « -9

108 »............................. أتى بلصصلى اهللا عليه وسلم أن النبي« -10

64 ».................................... من امرأة قبلةبإن رجال أصا « -11

16 ».....................اني أمر بتغريب الزصلى اهللا عليه وسلمأن النبي « -12

43-38-27-12 »...................في تهمة حبس رجال صلى اهللا عليه وسلم أن النبي« -13

87-27 »............ حبس رجال في تهمة ساعةصلى اهللا عليه وسلمأن النبي « -14

38 »....... حبس رجال في تهمة يوما وليلةصلى اهللا عليه وسلمأن النبي « -15

88 »....................... حجر على معاذصلى اهللا عليه وسلمأن النبي « -16

95 »..................................................أن رجال قتل عبده« -17

103 ».........................................إن من شرب الخمر فاجلدوه« -18

02 »........................................................انصر أخاك « -19

38 »................................ خيالاهللا عليه وسلمصلى بعث النبي « -20

61 ».............................................تعافوا الحدود فيما بينكم« -21

69 »....................................................التائب من الذنب« -22

107 »..................... بسارقصلى اهللا عليه وسلمإلى رسول اهللا جيء« -23

33 ».........................................................خذوا عني « -24

39 ».................................................خلوا له عن جيرانه« -25

12 ».................................................سجن المؤمنالدنيا « -26

94 »...........................................................د قودالعم« -27

25 »........................................................فدعتني أمي « -28

68 »........................ ........ صلى اهللا عليه وسلمكنت عند النبي« -29

129

30 »............................................يجلد فوق عشر جلداتال« -30

55 »..........................................ال يجمع بين المرأة وعمتها« -31

83-45 »................................................ال ضرر وال ضرار« -32

89 ».............................................ل مال امرƏ مسلمال يح« -33

31 »............................ المخنثين صلى اهللا عليه وسلملعن النبي« -34

68 »..................................................... لقد تابت توبة « -35

87-51-43-39 »...................................ضه وعقوبتهالواجد يحل عرلي « -36

53 »....................................المال كثير والعهد أحدث من هذا« -37

91-90-87-51 »........................................ ............ظلم مطل الغني« -38

79 »............................................لƸ حدا في غير حد من ب« -39

103 »...........................................شرب الخمر فاجلدوهمن « -40

70 »..................................................هال تركتموه يتوب« -41

43 ».............................................يجزيك يا أبا لبابة الثلث« -42

130

فهرس اآلثار

الصفحة القائــــــــل األثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

88 عمر بن الخطاب "...أال إن أسيفع جهينة "-1 96 ابن عباس "... القصاصلإنه آان في بني إسرائي" -2 107 علي بن أبي طالب "...إنما قال اهللا عز وجل ..." -3 96 عبد اهللا بن عمرو "...آان أبو بكر وعمر ال یقتالن الرجل بعبده " -4 98 عمر بن الخطاب "... لو اشترك فيها أهل صنعاء " -5 104 علي بن أبي طالب "...ما آنت ألقيم حدا على أحد " -6

131

األشعارفهرس

الصفحة البيت الرقم 42 ...أال تراني آيسا مكيسا - 01 17 ....من الدنيا خرجنا- 02 41 ...ماذا تقول ألفراخ - 03 02 ...وليس بتعزیر األمير - 04

132

فهرس األعالم

الصفحة األعالم الرقم )أ( -77- 75-74- 42-19-18- 17 أحمد بن حنبل -1

82 -96-98-100 25 أحمد بن عبده -2 106- 76 أشهب -3 54 أصبغ -4 68 أنس بن مالك -5 95- 37 األوزاعي -6

)ب( 105-103- 55-22 البخاري -7 31 أبو برده -8 91- 72 أبو بكر اإلسكافي -9 107-95- 41 أبوبكر الصديق -10 )ت( 104-102 الترمذي - 11-69- 52-24- 11-10-09- 08 ابن تيمية -12

113 )ث( 40-39- 38 ثمامة بن أثال -13 37 الثوري - 14 )ج( 108- 107-104-103 جابر بن عبد اهللا -15 36 ابن جريج -16 21-17-12- 08 ابن جرير الطبري -17 61 ابن جزي -18 21 الجصاص -18 )ح( 62 الغزاليدأبوحام - 19 105- 51 ابن حبيب -20-104-102- 99-96-89- 87 ابن حزم -21

105

133

58 الحطاب -22 42 الحطيئة - 23 96- 93-90- 86-52-38- 37 أبو حنيفة - 24 20 أبوحيان األندلسي -25 22 حيان بن شريح -26 53 بحيي بن أخط -27 )خ( 34-29- 28 الخطابي - 28 05 الخطيب الشربيني -29 112 خليل بن إسحاق -30 )د( 40- 25 أبو داود - 31 46 الدردير -32 )ر( 15- 14 -11-07 - 02 الراغب األصفهاني - 33 54- 52 ابن رشد - 34 79 الرملي - 35 )ز( 65-63- 53 الزبير بن العوام -36 115 اجالزج -37 86 زفر بن الهذيل -38 21- 05 أبوزهرة -39 104 زياد بن عبد اهللا الكافي -40 )س( 51 سحنون -41 36 السدي -42 52-35- 29 السرخسي -43 17 ابن سريج -44 45 سعد بن معاذ -45 30 سعدي جلبي -46 38 سلمة بن األآوع -47 80 السيوطي -48 )ش( 47 الشاطبي -49

134

-107-96- 79-76-38- 37 الشافعي -50108

43 شريح القاضي -51 104 شريك القاضي -52 25 شعيب بن عبد اهللا -53 79- 56-46-42- 41 الشوآاني -54 57 الشيرازي -55 )ص( 17 صالح بن عبد القدوس -56 42 صفوان بن أمية - 57 )ض( 81- 43 ضابئ بن الحارث -58 56 روزالضحاك بن في -59 36 الضحاك -60 )ط( 93- 38 الطحاوي -61 )ع( -58- 57-46- 30-29-04- 03 ابن عابدين -62

73 106 عامر بن الزبير -63 83- 65 عبد العزيز عامر -64 70- 66 عبد القادر عودة -65 78- 63 أبو عبد اهللا الزبيري - 66 43 عبد اهللا بن الزبير -67 37 عقبة بن أبي معيط -68 95 عبد اهللا بن عمرو -69 100-99-98- 55 عبد اهللا بن عمر -70 41 عبد اهللا بن المبارك -71 64 عبد اهللا بن مسعود - 72 100 عبد اهللا بن نافع -73 81- 43 عثمان بن عفان -74 33 عبد الوهاب الشعراني -75 81-38- 37 أبو عبيد -76 34 ابن العربي -77

135

59 ابن عرفة -78 117-114- 81 العز بن عبد السالم -79 37 عطاء بن أبي رباح -80-104- 103-101-99-81- 43 علي بن أبي طالب -81

105-106-107 37 عقبة بن أبي معيط -82 25 عمار بن شعيب -83-98- 97-95- 88-77-47- 42 عمر بن الخطاب - 84

99 -106-107 22 عمر بن عبد العزيز -85 103 يدعمير بن سع -86 )غ( 70-69-68- 67 الغامدية -87 55 غيالن الثقفي -88 )ف( 13- 11 ابن فارس -89 79- 05 الفراء -90 82-78- 56-54-51- 04 ابن فرحون -91 26- 12 الفيروزآبادي -92 )ق( 52 ابن القاسم -93 104-103 قبيصة بن ذؤيب -94 36 قتادة -95 57 ابن قدامة -96-114-112- 94-58-56- 50 قرافيال -97

118- 86- 61-35-21- 04 القرطبي -98 69-33- 08 ابن قيم الجوزية -99 )ك( 46-26- 09 الكاساني -100 28 الكرابيسي -101 32 آعب بن مالك -102 )ل( 45- 44 أبو لبابة -103

136

95 الليث بن سعد -104 )م( 95-93-78- 51 ابن الماجشون -105-56- 52-51- 37-21-18- 17 مالك بن أنس -106

59 -73-74-93 -95 70-69- 67 ماعز بن مالك -107 63-58- 46 الماوردي -108 104 محمد بن إسحاق -109 43 محمد بن الحنفية -110 87 محمد بن الحسن الشيباني -111 108-104 محمد بن المنكدر -112 32 مرارة بن الربيع -113 52 مطرف -114 116- 05 مصطفى أحمد الزرقا -115 107 أبومصعب الزهري -116 90 معاذ بن جبل -117 105 معاوية بن أبي سفيان -118 63 ابن المقري -119 80 المناوي -120 )ن( 32 ابن نجيم -121 38 النحاس -122 108 النسائي -123 38 النضر بن الحارث -124 57- 52-41-40- 23 النووي -125 )ه( 48 هارون الرشيد -126 40 الهرماس بن حبيب -127 102-55- 39 أبو هريرة -128 32 هالل بن أمية -129 14 أبوهالل العسكري -130 )ي( 100 يحي بن يحي -131 87-81- 48 أبو يوسف -132

137

فهرس المصادر والمراجع القرآن الكريم

)أ( – أحكام السجن ومعاملة السجناء في اإلسالم ، حسن أبو غدة ، مكتبة المنار -1

.م1987 -ه1407: 1الكويت ، ط: ط . بيروت ، د– األحكام السلطانية ،أبو يعلى الفراء، دار الكتب العلمية -2

.م1983 -ه1403 بيروت ، –واليات الدينية ، الماوردي ، دار الكتب العلمية األحكام السلطانية وال-3

.م1985 -ه1405 : 1طمحمد الصادق قمحاوي ، دار إحياء التراث : أحكام القرآن ، الجصاص ، تحقيق-4

.م1992 -ه1412: ط. بيروت ، د-العربي –علي محمد البجاوي ، دار المعرفة : أحكام القرآن ، ابن العربي، تحقيق-5

.تبيرو . بيروت – إحياء علوم الدين ، أبو حامد الغزالي ، دار المعرفة -6 –محمد حامد الفقي ، دار المعرفة : االختيارات الفقهية ، ابن تيمية ، تحقيق-7

.بيروتمحمد علي البجاوي ، : االستيعاب في معرفة األصحاب ، ابن عبد البر ، تحقيق -8

.م1992 -ه1412 : 1 بيروت ، ط–دار الجيل محمد إبراهيم البنا ، : أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ابن األثير ، تحقيق -9

.محمد أحمد عاشور ، محمود عبد الوهاب فايد ، دار الشعب عادل أحمد عبد الموجود ، علي : األشباه والنظائر ، تاƜ الدين السبكي ، تحقيق-10

.م1991 -ه1411 : 1 بيروت ، ط–محمد معوض ، دار الكتب العلمية اإلصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر العسقالني ، دار إحياء التراث العربي -11

.ه1328 : 1، ط أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، محمد األمين الشنقيطي، دار الكتب -12

.م1996 -ه1417 : 1 بيروت ، ط–العلميةقاسم : ابن فرƜ القرطبي ، تحقيق ،- صلى اهللا عليه وسلم– أقضية رسول اهللا -13

.م1987 -ه1408 : 1 بيروت ، ط– مالشماعي الرفاعي ، دار القل .م1993 -ه1413 : 1 بيروت ، ط- األم ، الشافعي ، دار الكتب العلمية-14 اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد بن حنبل ، -15

بيروت ، -ي ، دار إحياء التراث العربيمحمد حامد الفق: المرداوي ، تحقيق .2ط

138

)ب(

البحر الرائق شرح كنز الدقائق في فروع الحنفية ، ابن نجيم ، دار الكتب -16 .م1997 -ه1418 : 1 بيروت ، ط–العلمية

بيروت - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،الكاساني ،دار الكتب العلمية-17 .ط.ت ،د.،د

).موقع في اإلنترنيت.(، الطيب السنوسي أحمد بدائل السجن -18عبد الحميد طعمة حلبي : بداية المجتهد ونهاية المقتصد ، ابن رشد ، تحقيق -19

.م1997 -ه1418 : 1 بيروت ، ط-، دار المعرفةأيمن صالح شعبان ، دار الكتب العلمية : البناية شرح الهداية ،العيني ، تحقيق -20

. م2000 -ه1420 : 1 بيروت ، ط– )ت(

. تاريخ بغداد ،الخطيب البغدادي ، دار الفكر -21 تبصرة الحكام في أصول األقضية ومناهج األحكام ، ابن فرحون ، دار الكتب -22

. م1996 -ه1416 : 1 بيروت ، ط–العلمية الرياض – التدابير الواقية من القتل في اإلسالم ، عثمان دوكري ، دار الوطن -23

.م1999 -ه1420: 1، ط -ه1422 : 1 بيروت ، ط– التراتيب اإلدارية ، الكتاني ، دار الكتب العلمية -24

. م2001 : 3 بيروت ، ط– التسهيل لعلوم التنزيل ، ابن جزي ، دار الكتاب العربي -25

.م1981 -ه1401 بيروت ، – التشريع الجنائي اإلسالمي ، عبد القادر عودة ، مؤسسة الرسالة -26

. م1994 -ه1415 : 13ط الرياض ، - التشريع الجنائي اإلسالمي ، عبد اهللا بن سالم الحميد ، دار طويق-27

.م1998 -ه1418 : 5ط . القاهرة –عبد المنعم الحفني ، دار الرشاد : التعريفات ، الجرجاني ، تحقيق -28 -ه1411 : 1 القاهرة ، ط– التعريفات ، الجرجاني ، دار الكتاب المصري -29

.م1991 . التعزير في الشريعة اإلسالمية ، عبد العزيز عامر ، دار الفكر العربي-30عادل أحمد عبد : تفسير البحر المحيط ، أبو حيان األندلسي ، تحقيق -31

-ه1413 : 1 بيروت ، ط–الموجود، علي محمد معوض ، دار الكتب العلمية . م1993

. الجزائر –ر ، دار الثقافة تفسير القرآن العظيم ، ابن كثي-32

139

: 1 بيروت ، ط– التفسير الكبير ، فخر الدين الرازي ، دار الكتب العلمية -33 .م1990 -ه1411

بيروت ، – التفسير الواضح ، محمد محمود حجازي ، دار الكتاب العربي -34 . م1982 -ه1402 : 1ط

: 1 بيروت ، ط– تقريب التهذيب ، ابن حجر العسقالني ، مؤسسة الرسالة-35 .م1996 -ه1416

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ، الفيروزأبادي ، مطبعة األنوار المحمدية -36 .ت .ط ، د. القاهرة ، د–

مصطفى عبد القادر عطا ، : تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقالني ، تحقيق-37 . م1994 -ه1415 : 1 بيروت ، ط–دار الكتب العلمية

ح األحكام من بلوƷ المرام ، عبد اهللا بن عبد الرحمان البسام ، مؤسسة توضي-38 .م1994 -ه1414 : 3 لبنان ، ط–الخدمات الطباعية

)ƚ( : 1 بيروت ، ط– جامع األحكام الفقهية ، القرطبي ، دار الكتب العلمية -39

.م1994 -ه1414 –ي تأويل القرآن ، ابن جرير الطبري ، دار الكتب العلمية جامع البيان ف-40

.م1992 -ه1412 : 1بيروت ، طمحمد فؤاد عبد الباقي ، دار الكتب : الجامع الصحيح ، اإلمام الترمذي ، تحقيق -41

. بيروت–العلمية . بيروت– الجامع الصحيح ، اإلمام مسلم ، دار اآلفاق الجديدة -42ط . بيروت ، د–القرآن ، القرطبي ، دار إحياء التراث العربي الجامع ألحكام -43

. م1985 -ه1405: – الجريمة والعقوبة في الفقه اإلسالمي ، أبو زهرة ، دار الفكر العربي -44

.م1998القاهرة ، )Ɲ(

. الفكر حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ، الدسوقي ، دار-45على هامش شرح فتح القدير ( حاشية سعدي جلبي على العناية شرح الهداية -46

).للكمال بن الهمام: 1 بيروت ، ط– الحاوي الكبير ، فخر الدين الرازي ، دار الكتب العلمية -47

.م1990 -ه1411 الحبس االحتياطي في ضوء الفقه والقضاء ، محمد السيد أحمد ، دار الفكر -48

.م2003 اإلسكندرية ، –امعي الج الحبس في الشريعة اإلسالمية، سميرة سيد سليمان بيومي ، دار الطباعة -49

.م1988 -ه1409 : 1 القاهرة ، ط–المحمدية

140

حد جريمة الحرابة وعقوبتها في اإلسالم ، صالح بن عبد الرحمان األطرم ، -50 .م1994 -ه1414: 1ط

)د( بيروت ، – درر الحكام شرح مجلة األحكام ، علي حيدر ، دار الكتب العلمية -51

.م1991 -ه1411: 1ط الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، ابن حجر العسقالني ، دار الكتب -52

.م1997 -ه1418: 1بيروت ، ط–العلمية المذهب ، ابن فرحون المالكي ، الديباƜ المذهب في معرفة أعيان علماء -53

: 1بيروت ، ط-مأمون بن محي الدين الجنان ، دار الكتب العلمية: تحقيق .م1996 -ه1417

)Ƥ( محمد بوخبزة ، دار الغرب : الذخيرة ، شهاب الدين القرافي ، تحقيق-54

.م1994: 1 بيروت ، ط–اإلسالمي )ر(

.م2001: 8 بيروت ، ط-ن الرائد ، جبران مسعود ، دار العلم للماليي-55: رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير األبصار ، ابن عابدين ، تحقيق-56

بيروت ، –عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض ، دار الكتب العلمية .م1994 -ه1415: 1ط

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، السيد محمود اآللوسي -57 .م1994 -ه1415: 1 بيروت ، ط-دار الكتب العلمية،

عادل أحمد عبد الموجود ، علي محمد : روضة الطالبين ، النووي ، تحقيق-58 .بيروت -معوض ، دار الكتب العلمية

)س( .وت بير- سبل السالم شرح بلوƷ المرام، الصنعاني ، دار الكتب العلمية-59: 2 السجن وموجباته في الشريعة اإلسالمية ، محمد بن عبد اهللا الجريوي ، ط-60

.م1997 -ه1417 ).موقع في اإلنترنيت( السجون العسكرية في اإلسالم ، حسن أبو غدة -61 .م1988 -ه1409: 1 بيروت، ط– سنن أبي داود، أبو داود، دار الجنان -62 -ه1413 بيروت ، -ار إحياء التراث العربي سنن الدارقطني ، الدارقطني ،د-63

.م1993 .م1992 -ه1413بيروت ، – السنن الكبرى ، البيهقي ، دار المعرفة -64محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث : سنن ابن ماجة ، ابن ماجة ، تحقيق-65

.العربي

141

: 1بيروت، ط- سنن النسائي بشرح السيوطي ، السيوطي ، دار المعرفة-66 .م1991 -ه1411

-، مؤسسة الرسالةطشعيب األرناؤو: سير أعالم النبالء ، الذهبي ، تحقيق-67 .م1986-ه1406: 4بيروت، ط

بيروت، – سيرة عمر بن عبد العزيز ، عفت وصال حمزة ، دار ابن حزم -68 . م1998 -ه1418: 1ط

)Ʃ( . بيروت- أخبار من ذهب ، ابن العماد، دار الكتب العلمية شذرات الذهب في-69محمد أبو األجفان ، الطاهر : شرح حدود ابن عرفة ، الرصاع، تحقيق-70

.م1993: 1بيروت، ط-المعموري ، دار الغرب اإلسالمي - الشرح الصغير ، أحمد الدردير ، مؤسسة العصر للمنشورات اإلسالمية-71

.الجزائر . بيروت-لقدير ، كمال الدين بن الهمام ، دار إحياء التراث العربي شرح فتح ا-72 شرح قانون العقوبات الجزائري، عبد اهللا سليمان، ديوان المطبوعات -73

.م1998 بن عكنون، الجزائر ، طبعة -الجامعية )ƫ(

إميل بديع : ماد الجوهري ، تحقيق الصحاح تاƜ اللغة وصحاح العربية، ابن ح-74 -ه1420: 1 بيروت ، ط–يعقوب ، محمد نبيل طريفي ، دارالكتب العلمية

.م1999

. بيروت- صحيح البخاري، البخاري ، دار إحياء التراث العربي-75محمد فؤاد عبد الباقي ، دار الكتب : صحيح مسلم ، اإلمام مسلم ، تحقيق-76

. بيروت-العلمية )ض(

دار الكتب العلمية الضوء الالمع ألهل القرن التاسع ، شمس الدين السخاوي ، -77 .م2003 -ه1424: 1 بيروت ، ط–

)ط(عبد الفتاح محمد الحلو، : طبقات الشافعية الكبرى ، تاƜ الدين السبكي ، تحقيق-78

جيزة ، –نشر والتوزيع واإلعالن محمود محمد الطناحي ، هجر للطباعة وال .م1992 -ه1413

إحسان عباس ، دار الرائد : طبقات الفقهاء ، أبواسحاق الشيرازي ، تحقيق-79 .م1981 -ه1401: 2 بيروت ، ط-العربي

. بيروت – الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، دار صادر -80 .ت بيرو– طبقات المفسرين ، السيوطي ، دار الكتب العلمية -81

142

. بيروت- طبقات المفسرين ، شمس الدين الداوودي ، دارالكتب العلمية-82محمد حامد : الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، ابن قيم الجوزية ، تحقيق-83

.ت.ط ، د. بيروت ، د-الفقي، دار الكتب العلمية )Ʊ(

حميد محمد لحمر ، دار الغرب : ، ابن شاس ، تحقيق عقد الجواهر الثمينة-84 .م2003 -ه1423: 1 بيروت ، ط–اإلسالمي

عون المعبود شرح سنن أبي داود، شمس الدين العظيم آبادي ، دار الكتب -85 .م1995 -ه1415: 2 بيروت ، ط-العلمية

)Ƶ( -ه1384: 1 بيروت ، ط-د ، دار الكتاب العربي غريب الحديث، أبو عبي-86

.م1964 غمز عيون البصائر شرح كتاب األشباه والنظائر ، ابن نجيم الحموي ، دار -87

.م1985 -ه1405: 1 بيروت ، ط-الكتب العلمية )ف(

-ه1420: 1 دمشق، ط- فتاوى مصطفى الزرقا، مجد أحمد مكي ، دار القلم-88 11. م1999

.م1991 -ه1411 بيروت ، –هندية ، الشيخ النظام ، دار الفكر الفتاوى ال-89 - فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقالني ، دار المعرفة-90

.بيروت: 1 بيروت ، ط- فتح البيان في مقاصد القرآن، القنوجي ، دار الكتب العلمية-91

.م1999 -ه1420 -الدراية من علم التفسير ، دار المعرفة فتح القدير الجامع بين فني الرواية و-92

.م1997 -ه1417: 3بيروت ، طمحمد أحمد سراƜ، علي جمعة : الفروق ، شهاب الدين القرافي ، تحقيق-93

.م2001 -ه1421: 1 القاهرة ، ط-محمد، دار السالمجمال عبد الغني مدغمش، : الفروق في اللغة ، أبو هالل العسكري ، تحقيق-94

.م2002 -ه1422: 1 بيروت ، ط-الةمؤسسة الرس -ه1409: 3 دمشق ، ط- الفقه اإلسالمي وأدلته، وهبة الزحيلي ، دار الفكر-95

.م1989 دمشق ، - الفقه الحنفي في ثوبه الجديد، عبد الحميد محمود طهماز، دار القلم-96

.م2000 -ه1420: 1ط -ه1408: 8 ط بيروت،- فقه السنة ، السيد سابق ، دار الكتاب العربي-97

.م1987

143

الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي ، مصطفى الخن ، مصطفى البغا ، -98 . دمشق –علي الشريجي ، دار القلم

.م1996 -ه1416: 1بيروت ، ط- الفهرست، ابن النديم ، دار الكتب العلمية-99 . فيض القدير ، المناوي ، دار الفكر-100

)Ƽ(

.ت .ط، د. بيروت، د– القاموس المحيط ، الفيروزآبادي ، دار العلم -101 -ه1420: 5دمشق ، ط– القواعد الفقهية ، علي أحمد الندوي ، دار القلم -102

.م2000نزيه كمال حماد، عثمان : القواعد الكبرى ، العز بن عبد السالم ، تحقيق-103

.م 2000 -ه1421 : 1 دمشق ، ط-لقلمجمعه ضميرية ، دار ا .م1926 -ه1344: ط. القوانين الفقهية ، ابن جزي ، د-104

)ƿ( بيروت - الكافي في فقه اإلمام أحمد بن حنبل ، ابن قدامة، المكتب اإلسالمي-105

.م1982 -ه1402، –كي ، ابن عبد البر ، دار الكتب العلمية الكافي في فقه أهل المدينة المال-106

.م1992 -ه1413 : 2بيروت ، ط . بيروت - ، دار المعرفةف كتاب الخراƜ ، أبو يوس-107 .م1977 -ه1397: 1 الكشاف ، الزمخشري ، دار الفكر ، ط-108 -ه1402: ط. كشاف القناع عن متن اإلقناع ، البهوتي ، دار الفكر ، د-109

.م1982 الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، حاجي خليفة ، دار الكتب كشف-110

.م1993 -ه1413: 1بيروت ، ط-العلمية كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني ، ابن خلف المصري ، -111

. القاهرة –مكتبة الثقافة الدينية ي ، مؤسسة كنز العمال في سنن األقوال واألفعال ، عالء الدين الهند-112

. م1993 -ه1413 بيروت ، -الرسالة )ل(

لسان العرب المحيط للعالمة ابن منظور ، قدم له الشيخ عبد اهللا العاليلي ، -113 .بيروت -يوسف خياط ، دار لسان العرب: إعداد وتصنيف

)ǃ( ي الفقه اإلسالمي ، عبد السالم محمد المبادƏ الشرعية في أحكام العقوبات ف-114

.م1986 -ه1406:ط. بيروت ، د-الشريف ، دار الغرب اإلسالمي

144

-ه1414: 1بيروت ، ط- المبسوط ، السرخسي ، دار الكتب العملية-115 .م1993

مجالس القضاة والحكام والتنبيه واإلعالم فيما أفتاه المفتون وحكم به القضاة -116نعيم عبد العزيز : اهللا محمد بن عبد اهللا المكناسي، تحقيقدمن األوهام ، أبو عب

: 1 دبي ، ط–سالم بن طالب الكثيري ، مركز جمعة الماجد الثقافة والتراث .م2002 -ه1423

زهير عبد المحسن سلطان ، مؤسسة : مجمل اللغة ، ابن فارس، تحقيق-117 .م1986 -ه1406 : 2بيروت ، ط–الرسالة

.ت .ط، د. ابن تيمية ، ابن تيمية ، د مجموع فتاوى-118عبد الغفار سليمان البنداري ، دار الكتب : المحلى باآلثار ، ابن حزم ، تحقيق-119

.بيروت -العلمية . مختصر خليل ، خليل بن إسحاق المالكي ، دار إحياء الكتب العربية-120: 1روت ، ط بي- مختصر طبقات الحنابلة ، ابن شطي ، دار الكتاب العربي-121

.م1986 -ه1406: 1 بيروت ، ط- مختصر المزني على األم ، المزني ، دار الكتب العلمية-122

.م1993 -ه1413: 1 دمشق ، ط- المدخل الفقهي العام ، مصطفى أحمد الزرقا، دار القلم-123

.م1998-ه1418 -ن مدونة الفقه المالكي وأدلته ، عبد الرحمان الغرياني ، مؤسسة الريا-124

.م2002 -ه1423: 1بيروت ، ط . المدونة الكبرى ، اإلمام مالك ، دار صادر-125 .ت.ط، د. بيروت ، د– المصباح المنير ، الفيومي ، دار القلم -126 بيروت ، - معالم السنن شرح سنن أبي داود ، الخطابي ، دار الكتب العلمية-127

.م1996 -ه1416: 1 بيروت ، ط– ، دار الكتب العلمية معجم األدباء ، ياقوت الحموي-128

.م1991-ه 1411فريد عبد العزيز الجندي ، دار : معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، تحقيق-129

.م1990-ه1410: 1 بيروت ، ط-الكتب العلمية: 1بيروت ، ط- معجم تراجم أعالم الفقهاء ، يحي مراد ، دار الكتب العلمية-130

.م2004 -ه1425: 1 بيروت ، ط- المؤلفين ، عمر رضا كحالة ، مؤسسة الرسالة معجم-131

.م1993 -ه1414عبد السالم محمد هارون ، دار : معجم مقاييس اللغة ، ابن فارس ، تحقيق-132

.م1991 -ه1411: 1 بيروت ، ط–الجيل

145

- مغني المحتاƜ إلى معرفة ألفاظ المنهاƜ ، الخطيب الشربيني ، دار المعرفة-133 .م1997 -ه1416: 1 طبيروت ،

-ه1403: ط . بيروت ، د- المغني ، ابن قدامة ، دار الكتاب العربي-134 .م1983

صفوان عدنان : مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب األصفهاني ، تحقيق -135 .م2002 -ه1423: 3 دمشق ، ط–داوودي ،دار القلم

أعراب ، دار الغرب سعيد أحمد : المقدمات الممهدات ، ابن رشد ، تحقيق -136 . م1988 -ه1408: 1 بيروت ، ط–اإلسالمي

– المنتقى شرح موطأ اإلمام مالك ، أبو الوليد الباجي ، دار الكتاب العربي -137 .ه1332: 1بيروت ، ط

بيروت ، - المنهاƜ شرح صحيح مسلم بن الحجاƜ ، النووي ، دار المعرفة-138 .م1997 -ه1418: 4ط

في مكافحة الجريمة ، عبد الرحمان بن إبراهيم الجريوي ، منهج اإلسالم -139 .م2000 -ه1421: 1ط

بيروت ، - المهذب في فقه اإلمام الشافعي ، الشيرازي ، دار الكتب العلمية-140 .م1995 -ه1416: 1ط

- الموافقات في أصول الشريعة اإلسالمية، الشاطبي ، دار الكتب العلمية-141 .بيروت

ليل من أدلة خليل ، أحمد بن أحمد المختار الجكني الشنقيطي ، مواهب الج-142 .م1986-ه1407:ط .دار الكتب القطرية، د

– مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ، الحطاب ، دار الكتب العلمية -143 .م1995 -ه1416: 1بيروت ، ط

الموسوعة الجنائية في الفقه اإلسالمي ، أحمد فتحي بهنسي، دار النهضة-144 .م1991 -ه1412: ط. بيروت ، د-العربية

الموسوعة الفقهية ، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ، طباعة ذات -145 .م1989 -ه1409: 2 الكويت ، ط–السالسل

الموسوعة العصرية في الفقه الجنائي اإلسالمي ، عبدالقادرعودة ، دار -146 .م2001-ه1422: 1 القاهرة ،ط-الشروق

-ه1406 بيروت ، -أ، اإلمام مالك ، دار إحياء التراث العربي الموط-147 .م1985

علي محمد البجاوي ، دار : ميزان اإلعتدال في نقد الرجال ، الذهبي ، تحقيق-148 . الفكر

. الميزان الكبرى ، عبد الوهاب الشعراني -149 )Dž(

146

مراقي السعود ، سيدي عبد اهللا بن إبراهيم العلوي الشنقيطي نشر البنود على -150 .م 1988 -ه1409: 1 بيروت ، ط-، دار الكتب العلمية

النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من األمهات ، ابن أبي زيد -151: 1 بيروت ، ط-محمد حجي ، دار الغرب اإلسالمي: القيرواني ، تحقيق

.م1999ية المحتاƜ إلى شرح المنهاƜ في الفقه على مذهب اإلمام الشافعي ، شمس نها-152

.م1993-ه1414 بيروت ، -الدين الرملي ، دار الكتب العلميةنصر : نيل األوطار شرح منتقى األخبار من أحاديث سيد األخيار ، تحقيق-153

.سين أمام الباب األخضر ، سيدنا الح-فريد محمد واصل ، المكتبة التوفيقية

نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار ، الشوكاني ، دار -154 . بيروت -القلم

)ـه( . بيروت - هدية العارفين ، إسماعيل باشا البغدادي ، دار الكتب العلمية -155 :المجǘت والبحوث •نظر السجون مزاياها وعيوبها من وجهة ال: أبحاث الندوة العلمية األولى -1

: 2 الرياض ، ط–اإلصالحية ، المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب .م1984 -ه1404

، ربيع 49: ، العدد17:مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية ، الكويت، السنة -2 .م2002 –ه 1423: األول

:مواƽع اǕنترنيت •1/- www.alasra.org 2/- www.muslim.naseej.com

147

فهرس الموضوعات الصفحة الموضوعات

أ . المقدمة -

01 .التعريف والمشروعية: الفصل األول-

02 . واصطالحاةتعريف التعزير لغ: المبحث األول-

02 .المعنى اللغوي للتعزير: المطلب األول-

04 .المعنى االصطالحي للتعزير: المطلب الثاني-

07 .تعريف الحبس لغة واصطالحا: المبحث الثاني-

07 .المعنى اللغوي للحبس: المطلب األول-

08 .المعنى االصطالحي للحبس: المطلب الثاني-

11 .عالقة الحبس باأللفاظ ذات الصلة به: المبحث الثالث-

11 .س والسجنالعالقة بين الحب: المطلب األول-

11 .تعريف السجن لغة واصطالحا: الفرع األول -

11 .عالقة الحبس بالسجن: الفرع الثاني-

12 . العالقة بين الحبس والحجر:المطلب الثاني-

12 .تعريف الحجر لغة واصطالحا: الفرع األول-

13 .عالقة الحبس بالحجر: الفرع الثاني-

13 .العالقة بين الحبس والحصر: المطلب الثالث-

13 .تعريف الحصر لغة واصطالحا: الفرع األول-

14 .عالقة الحبس بالحصر: الفرع الثاني-

15 .قة بين الحبس والوقفالعال: المطلب الرابع-

15 . تعريف الوقف لغة واصطالحا: الفرع األول-

16 .عالقة الحبس بالوقف: الفرع الثاني-

16 .العالقة بين الحبس والنفي والتغريب: المطلب الخامس-

16 .ب لغة واصطالحاتعريف النفي والتغري: الفرع األول-

23 .عالقة الحبس بالنفي والتغريب: الفرع الثاني-

24 .العالقة بين الحبس والمالزمة: المطلب السادس-

24 .تعريف المالزمة لغة واصطالحا: الفرع األول-

25 .عالقة الحبس بالمالزمة: الفرع الثاني-

27 .تعريف التعزير بالحبس ، وبيان مشروعيته وحكمته: المبحث الرابع-

ب األول- بس : المطل ين الح ه وب رق بين الحبس والف ر ب ف التعزي تعري .اإلحتياطي

27

27 .تعريف التعزير بالحبس: الفرع األول-

148

28 .الفرق بين التعزير بالحبس والحبس اإلحتياطي:ي الفرع الثان-

30 .مشروعية التعزير بالحبس: المطلب الثاني-

30 .مشروعية التعزير: الفرع األول-

32 .مشروعية الحبس: الفرع الثاني-

43 .سية التعزير بالحبمشروع: الفرع الثالث-

44 .الحكمة من مشروعية التعزير بالحبس: المطلب الثالث-

موجبات التعزير بالحبس وأسباب سقوطه ومدته واجتماعه مع : الفصل الثاني - .غيره

49

50 .موجبات التعزير بالحبس: المبحث األول-

51 . الحق إلجاء إليهحبس الممتنع عن دفع: المطلب األول-

54 .حبس الجاني تعزيرا وردعا عن معاصي اهللا تعالى: المطلب الثاني-

ه : المطلب الثالث - ذي ال تدخل حبس من امتنع من التصرف الواجب ال ...النيابة

55

ع م : المطلب الرابع - ة وامتن ر بمجهول عين أو في الذم ن حبس من أق ... تعيينه فيحبس حتى يعينهما

56

امس - ب الخ ه : المطل ذي ال تدخل الى ال ق اهللا تع ي ح ع ف بس الممتن ح ...النيابة

58

60 .أسباب سقوط التعزير بالحبس: المبحث الثاني -

60 .موت الجاني : المطلب األول-

60 .العفو: المطلب الثاني-

61 .تعريف العفو لغة واصطالحا: الفرع األول -

62 .مشروعية العفو في التعزير: الفرع الثاني-

66 .التوبة: المطلب الثالث -

66 .معنى التوبة: الفرع األول -

67 . في التعزير واختالف الفقهاء في ذلكأثر التوبة: الفرع الثاني -

70 .التقادم: المطلب الرابع -

70 .معنى التقادم: الفرع األول-

71 . في التعزير بالحبسملتقادأثرا: الفرع الثاني -

73 .اجتماع التعزير بالحبس مع عقوبات أخرى: المبحث الثالث-

73 .اجتماع التعزير مع الحد: المطلب األول-

74 .اجتماع التعزير مع الكفارة: المطلب الثاني -

75 .اجتماع التعزير بالحبس مع غيره من أنواع التعزير: المطلب الثالث -

78 .مدة التعزير بالحبس: المبحث الرابع -

78 .س محدد المدةحب: المطلب األول -

149

78 . الحد األدنى للحبس محدد المدة: الفرع األول -

79 .الحد األعلى للحبس محدد المدة: الفرع الثاني -

80 .حبس غير محدد المدة: المطلب الثاني -

81 .وتأمثلة الحبس تعزيرا حتى الم: الفرع األول -

82 .أمثلة الحبس تعزيرا حتى التوبة أو الموت : ثاني الفرع ال-

وم : الفرع الثالث - ة وصالح المحك أمثلة الحبس تعزيرا حتى التوب .عليه

82

ث - صل الثال دائل : الف الحبس والب التعزير ب ة ب ة المتعلق سائل الفقهي بعض الم .المقترحة

85

86 .بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس : المبحث األول -

86 .راء الفقهاء فيهآحبس المدين و: المطلب األول -

86 .راء الفقهاء في حبس المدينآ: الفرع األول -

90 .شروط حبس المدين: الفرع الثاني -

93 .مدة حبس المدين : الفرع الثالث-

94 .مقدار الدين الذي يحبس فيه: الفرع الرابع -

اني - ه أو : المطلب الث ة سقوط القصاص عن دا في حال ل عم سجن القات .شبه العمد

94

98 .حبس الممسك: المطلب الثالث -

98 .راء الفقهاء في حكم الممسك آ: الفرع األول -

100 .مدة حبس الممسك: الفرع الثاني -

102 . شرب الخمرهحكم من تكررمن: المطلب الرابع -

106 .حكم من تكررت منه السرقة: المطلب الخامس -

110 .الحبس بدائل التعزير ب: المبحث الثاني -

110 . معناها ومشروعيتها–بدائل الحبس : المطلب األول -

110 .معنى بدائل الحبس : الفرع األول -

112 .مشروعية بدائل الحبس: الفرع الثاني -

112 .أسباب التطرق إلى البدائل: المطلب الثاني -

113 .نماذج من بدائل التعزير بالحبس: المطلب الثالث -

115 .شروط إقامة البدائل: المطلب الرابع -

116 . القواعد الفقهية التي تتخرج عليها بدائل الحبس: المطلب الخامس -

118 .أنواع بدائل الحبس : المطلب السادس -

120 .مدى صالحية الحاآم في استعمال بدائل الحبس : لب السابع المط-

123 . الخاتمة-

125 . الفهارس-

150

126 . فهرس اآليات القرآنية-

128 . فهرس األحاديث النبوية-

130 . فهرس اآلثار-

131 . فهرس األشعار-

132 . فهرس األعالم-

137 . فهرس المصادر والمراجع-

147 .عات فهرس الموضو-

1

ملخص البحث

).التعزير بالحبس في الفقه اإلسالمي(هذا البحث تناول موضوع لذا نراها ،اد في العاجل واآلجلقد جاءت الشريعة اإلسالمية لحفظ مصالح العبل

إلى قد حذرت من ارتكاب المحرمات على وجه العموم وخاصة الجرائم التي تؤدي .والمال ،والنسلعقل،واللنفس،وا،ينالد:روريات الخمس وهيانتهاك الض

كما رتبت على بعض الجنايات عقوبات دنيوية إلى جانب العقوبات األخروية .ع الدين ورادع الحاكم أو السلطانحتى يجتمع في ذلك راد

: رير العقوبة الدنيوية مسلكين هماوقد سلكت الشريعة اإلسالمية في تق .العقوبة النصية:المسلك األول -1 .لعقوبة التفويضيةا:المسلك الثاني -2

ع ال مجال فيها دة بنص من الشاررة ومحدفالعقوبة النصية هي عقوبة مقد .للتغيير والتبديل

، دة بنص من الشارعرة وغير محد مقدا العقوبة التفويضية فهي عقوبة غيرأم األمر حسب ما تقتضيه المصلحة من عظم الجريمة ض الشارع تقديرها لوليبل فو

وهو مشروع ) التعزير(وهذا ما يعرف عند الفقهاء باسم ل الجاني،ا وحاوصغرهوله عدة أنواع منها العقوبات السالبة للحرية الكتاب والسنة واإلجماع والمعقول،ب

كالتعزير بالحبس الذي ترك مجاله للحاكم في أن يعاقب على بعض الجرائم امة الحق والعدل جر وإقدع والزوالجنايات حيث يرى الحبس محققا لمصلحة الر

.وفق الضوابط الشرعية ويراد بالحبس الكتاب والسنة واإلجماع والمعقول،ومشروعية الحبس ثابتة ب

.وااللتزاماتفات وأداء الحقوق والواجبات تقييد حرية الشخص ومنعه من التصروالنفي والحصر،والوقف،،لحجروا،السجن:منها)الحبس(كما اشتركت مع لفظة

...زمةوالمال،والتغريبالجاني نائبه على و األمر أهو عقوبة ردعية يسلطها ولي:والتعزير بالحبس .الذي ثبتت إدانته بالبينة

بوت وجوهر الفرق بينهما هو ث،احتياطاوبهذا يفترق الحبس تعزيرا عن الحبس .التهمة والبينة وعدم ثبوتهماال التي لم يشرع الحبس تعزيرا يشرع في الجرائم واألفعوقد ذكر الفقهاء أن

.هللا تعالى أم كان فيها حق اآلدميفيها الحدود سواء أكان فيها حق ولكنه قد يسقط ،يق موجبه وشروطهوقد يجب التعزير بالحبس على الجاني لتحق

: ومسقطات التعزير بالحبس هيجوب،قبل تنفيذه لحصول ما يسقطه بعد هذا الو ...التقادمموت الجاني،العفو،التوبة،

بل يضاف إليها ،ي عقوبة الحبس وحدها لردع الجانيوفي بعض الجرائم ال تكف ...عقوبات أخرى كالجلد والضرب والنفي والتشهير

2

: عقوبة التعزير بالحبس إلى نوعينوتنقسم .ه األعلى فال تقدير لها حدأمه األدنى يوم واحد ،وحد:د المدةحبس محد -1 حتى الموت أو التوبة وصالح المحكوم كالحبس:د المدةحبس غير محد -2 . عليه

وقد تناول الفقهاء بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالتعزير بالحبس واختلفتلة سجن القاتل عمدا في حا،حبس المدين:وجهات نظرهم في ذلك منهاوآراؤهم

ر منه شرب ، حبس من تكرسقوط القصاص عنه أو شبه العمد،حبس الممسك ...رت منه السرقةتكرالخمر، حبس من

، ية هي عقوبة ثانوية وليست أساسية عقوبة الحبس في الشريعة اإلسالموبما أنألنه ال يمكن تطبيق ،ة البحث عن بدائل التعزير بالحبس الفقهاء طرحوا فكرفإن

.لجرائم لتفاوتها في العظم والصغرعقوبة الحبس على كل ا :أمور أبرزهالبحث عن بدائل الحبس والسبب في إثارة ا

.وهي إصالح الجاني وحماية المجتمععدم تحقيق الحبس للغاية المقصودة -1 .لجسيمة للسجنالعيوب ا -2وفر وقد ذكر الفقهاء جملة من النماذƜ واألمثلة البديلة عن الحبس والتي تت، هذا

: فيها شروط اإلقامة نذكر منهاب األوراق الرسمية حس،عملالعزل عن ال،اإلقامة الجبرية،نزع العمامةالجلد،

...التوبيخ ،التهديد،الغرامة،)جواز السفر(بل هي مقيدة ، استعمال بدائل الحبس ليست مطلقة صالحية الحاكم فيكما أن

.المية التي تحقق المصالح الشرعيةبالقواعد والمقاصد العامة في الشريعة اإلسة قوبة تأديبية ردعيوعليه فالتعزير بالحبس في الفقه اإلسالمي عبارة عن ع

رعية من تطبيق العقوبة تماشيا مع المصلحة الش،اختيارية ثانوية قابلة للتبديل .التعزيرية

1

Résumé de la thèse

Cette recherche traite le sujet du châtiment par emprisonnement dans la jurisprudence musulmane. Les principes du droit musulmane consistent à protéger les intérêts des gens dans l'immédiat et l'Au de là .Іl met en garde à ne pas commettre ce qui est généralement illicite ,surtout les crimes provoquant la violation des cinq nécessités:la religion ,l'âme ,la raison , la progéniture et la fortune. Іl a aussi réservé des châtiments temporels ainsi qu'au cours de la vie future vis-à-vis de certains délits en vue de pratiquer la repression religieuse en parallèle à celle du juge . Іl a emprunté deux voies pour la déclaration des châtiments temporels:

.le châtiment libellé: Première voie . procurationle châtiment par: Deuxième voie

Le châtiment libellé est une punition définie par un texte qu'on ne peut substituer ni modifier tandis que le châtiment par délégation est une punition non déterminée ni définie par législateur qui confie son estimation (évaluation) au juge selon l'exigence de l'intérêt , la gravité du crime et l'état du coupable ce qui est défini par les jurisconsultes sous le nom du châtiment disciplinaire légalisé par le Coran , la sunna et l'unanimité. Іl comprend plusieurs sortes de châtiments telles que la privation de la liberté qui est permise au juge en vue d'établir la justice , l'égalité selon les normes jurisprudentielles. La légitimité de la prison est confirmée par le Coran , la sunna et l'unanimité. On envisage par ce châtiment la restriction de la liberté du coupable afin de l'empêcher d'agir , d'accomplir son devoir et de bénéficier de ses droits. Du côté linguistique , plusieurs termes définissent la privation de la liberté : l'emprisonnement , la détention , la déportation… Le châtiment libellé est une punition répressive infligée par le juge ou son adjoint à la personne coupable .

2

Les jurisconsultes ont évoqué que le châtiment par prison s'applique sur des crimes qui n'ont pas été promolugués vis-à-vis du privilège divin ou humain. Le châtiment par emprisonnement doit être appliqué envers le coupable en cas de présente de motif et de conditions cependant son abolition est possible dans les cas suivants: la mort du coupable , la grâce , la prescription et le repentissement. Vis-à-vis de certains crimes ,le châtiment par emprisonnement est insuffisant , on lui ajoute le fouettement , la déportation , la divulgation.

Deux sortes de le châtiment par emprisonnement sont connues: 1) l'emprisonnement d'une durée définie dont la durée minimale est déterminée par une journée tandis que la durée maximale est indéterminée. 2) l'emprisonnement non défini par une durée dont la détention jusqu'à la mort ou la repentance du coupable . Les jurisconsultes ont abordé quelques cas jurisprudentiels relatifs au châtiment par emprisonnement mais une divergence d'opinions s'est avérée vis-à-vis de ce sujet.: l'emprisonnement de l'endetté , l'assassin prémidité en cas d'aboltion de représailles , emprisonnement en cas de réitation de boissons alcoolisées ou vol. Puisque l'emprisonnement au sein du droit musulman est un châtiment secondaire , les jurisconsultes ont évoqué l'idée de trouver un substitut à cette réprimande étant donné que son application est impossible pour tous les crimes. La recherche d'un substitut de l'emprisonnement est soulevé pour les raisons suivantes: 1) le châtiment n'atteint pas son objectif qui est la protection de la société et la repentance du coupable. 2) les défauts corporels causés par l'emprisonnement. Les jurisconsultes ont proposé quelques modèles de châtiment pouvant instaurer la justice tels que: le fouettement , l'enlèvement du turban , la résidence forcée , la radiation de la

3

fonction , la privation des papiers officiels (passeport) , l'amende , l'avertissement et le blâme. Les privilèges du juge pour user des alternatives ne sont pas absolus mais ils sont limités par les règles jurisprudentielles. L 'emprisonnement au sein du droit musulman est considéré comme châtiment facultatif , secondaire pouvant être substitué selon l'intérêt jurisprudentiel.

1

Research summary

This research deals with (the disciplinary punishement in Islamic jurisprudence ) . The Islamic law aims at to keep the human beings interesh in life and hereafter so it warned generally committing the prohibitions especially the crimes that lead to infringe the fivth necessities: religion ,spirit , mind ,offspring ,money . Some crimes crimes need punishement in life and hereafter until the meeting of the threat of religion, ruler . The Islamic law takes too paths (ways) in deciding the life's punishment : 1-the first path :the textual punishment . 2-the second path : punishment by proxy. The textual punishment is defined by lawgiver ;it is rechargeable in respect of the punishment by proxy which considered is non-defined from the lawgiver text tout this latter lets the gardian or protector to decide according to what the interest demands like the crime and the guilty state and that what is known it the jurisprudents is( the disciplinary punishement ) so it is allowed by the book , the sunnah ,the unanimity and what reasonable the disciplinary punishement has many kinds as the punishement that steal freedom, as prison punishement . Which is let do the ruller to punish who commit crimes , the ruler can see that the prison realize the threat interest , justice , truth according to the Islamic law. The ligitimity of the prison is found in the book and the sunnah , the unanimity and what is reasonable , what is wanted from the prison is to restrict the person freedom , to stop him doing his daily behaviors , duties, obligation. A lot of words and expressions that have thing to do with some linguistic and jurisprudence expressions to the definition aspect

2

share with the word "disciplinary punishement " among them prison ,compelling cry , detention , endowment… The disciplinary punishement by prison is , compelling punishement declared by the ruler (gardian) or his vice , on the guilty if his is condemned by a proof . That main difference between the both is the existence of evidence or the non-existence . The jurisprudents mentioned that the prison by disciplinary punishement is lawful in crimes which have been not yet declared a judgment whether a right of God in it or the right of human being. the disciplinary punishement is obligatory on the guilty because of the existence of its conditions and obligations and it may be abolished before carrying out it because of what lets it be abolished . The nullifiers of disciplinary punishement are : the death of guilty ,repentance , limitation or prescription … In some crimes the prison punishement is not enough to stop the guilty but we can add to it another punishments as : hit , flogging ,blackmail… The prison punishement in, Islamic law is divided into two kinds .

st duration is and the mo, day ne at least o:defined time prison -1not fixed.

of repentanceor , th the deaas prison to :indefined time prison -2the guilty The jurisprudents dealt with some questions related to the disciplinary punishement by prison their points view ore different as : the prison debtor , the detention of deliberately killing in the case of the abolition of the law of equality , the detention of who always drinks the wine or the man who always steals.. As the prison punishement in Islamic law is secondary and not essential the jurisprudents ask the idea of alternative because it is impossible of caring out the prison on all the crimes. The cause of finding out the alternatives of prison are different. like : 1- the prison does not achieve the intended aim which is the repentance of the guilty .

3

2- the great faults of prison The jurisprudents mentioned also some models and the alternative of prison which have the resistance conditions as scourging to put down the Imama , the withdrawal of papers as passport , taxes , threats …etc The prerogative of the ruler in using the alternatives of prison are not absolute but restricted by the rules and the goals of religion which achieve the Islamic laws . So the disciplinary punishement by prison in Islamic law is a disciplinary compelling , threaten , chosen and secondary and it is changeable which meets with the Islamic law .