المعلمون يغضب حينخيبش بن حميد

اليوم , نحياه بالذي شبيه واقع من المعلمين عن نوادره في الجاحظ يقربناالحضاري التوقيت فروق مراعاة مع يداه !طبعا خطته ما اعتبرنا إذا نبالغ وال

المعلمين , من السخرية رقعة توسيع على وحفز تأصيل بمثابة الشأن هذا فيبعده . من Cتاب بالُك حذا ما وهو المجتمع داخل اعتبارهم و مُكانتهم من الحط و

يتورع , لم الجوزي ابن الحافظ أن حتى اقتباسا و تأليفا غراره على للنسجفئة " " استحقاق لتأكيد المغفلين و الحمقى أخبار كتابه من باب تخصيص عنمن . المغفلين عن حديثه فيستهل التنُكيت و السخرية ضروب لُكل المعلمين

, " إال ذلك في السبب نظن ال و Cخطيء ي أن قل شيء وهذا بقوله المعلمينو " المعلمين غفلة تعزو المأمون للخليفة مقولة يورد ثم الصبيان معاشرة

الجهل ظلمات تبديد في الدائم لعنائهم بعض " !بالدتهم أن بلغني وقدفقال , صغيرا وكان المأمون على أدبه أساء للمأمون المؤدبين

بجهلنا : , عقله يصدأ و بأدبه عقولنا يجلو بمن ظنك ما المأمونو , , بفوائده أذهاننا يشحذ و بطيشنا نستخفه و بزكانته ويوقرنا

غفلتنا , , , بيقظته و جهلنا يعارضبعلمه يزال فال بغينا ذهنه يكلمذموم , , يستغرق و خصاله محمود نستغرق حتى نقصنا بكماله و

تحلينا , , وإذا البالدة في هو برع االستفادة في برعنا فإذا خصالنامنه , , ننزع الدهر فنحن األسباب جميع من تعطل اآلداب بأوفر

الغريزية , أخالقنا فيه ونثبت دونه فنستفيدها المكتسبة آدابهمنا , , ويكتسب عقال يTكسبنا عمره طول فهو دوننا بها فينفرد

القز , ودودة السراج كذبالة فهو المعلمين (1) " جهال بالدة أن بمعنىنباهة الصبيان خاللها يستنزف أدوار تبادل لعبة عن ناشئة الخليفة هذا برأيصفات , , وهي الغفلة و البالدة صفات Cُكسبوهم لي علمهم و وأدبهم معلميهم

, في , المعلمين شهادة رد على الجاحظ برأي القضاة و الفقهاء حملتحائك , وعقل حائُكا سبعين يعدل امرأة عقل أن قيل حتى الدعاوى و النوازل

بالليل , , النساء ومع بالنهار الصبيان مع أنه السبب و معلما سبعين (2) !يعدل

في وشيوعه السخرية من النمط هذا عراقة تُكشف الجاحظ إلى العودة إنتتسم . أن فعال المحير فمن القيمية االختالالت أهم كأحد اإلسالمي المجتمع

أن , غير رائدا معرفيا و علميا ازدهارا شهد عصر في بالوضاعة التعليم مهنةيطرحه وجيه تعليل أمام تتبدد ما سرعان الحيرة ميتز هذه كتابه آدم في

مما " " كثيرا أن ومفاده الهجري الرابع القرن في اإلسالمية الحضارة المميزاليونانية الروايات على إثمه يقع إنما االستهزاء ضروب من المعلمين لحق

المضحُكة , الشخصيات من كان فيها المعلم ألن (3) !الهزليةنظم , حين العشرين القرن مطلع المعلمون به قوبل الذي التبجيل ورغم

يُكون " .. أن المعلم كاد التبجيال وفه للمعلم قم الشهيرة رائعته شوقي أحمدفتواترت " . يتوقف لم قدرهم من التبخيس و اللمز مسلسل أن إال رسوال

و التخلف وزر المعلم تحمل التي الساخرة الُكتابات و النُكت من المئاتالحاصل , القيمي االنفالت عن المسؤول تعتبره و الحضاري !االنُكسار

و اإلضرابات و االحتجاجات عشرات اليوم تستبطنه الذي التعليمي الغضب إنهو , بل المادي المطلب على دوما قصره ينبغي ال التنديد و االستنُكار بيانات

مظاهر , تعدد و التبخيس دائرة اتساع جراء غبنا و مرارة الحقيقة في يعُكسالذي . القديم التربوي فالتصور عليها القائم كرامة و المهنة شرف من النيل

على , يخيم يزال ال األولي شُكلها في للمعرفة ناقل مجرد المدرس يعدسلبا . يؤثر ما وهو التربية حقل يشهدها التي المعرفية النقلة رغم العقول

في :" بعد تُكتسب لم المربي مهنة إن الفُكرية القيمة سلم في مُكانته علىسلم على مُكانها اتخاذ في حقها لها يؤهلها التي الطبيعية المُكانة مجتمعاتنا

فيما . , مدين هو إنما عال ذكاء ذا يُكن لم وإن حتى فالمحامي الفُكرية القيمةمنابع , من مركزه يستمد القانون أن إذ محترم علم إلى احترام من به يتمتعيفلح . لم وإن حتى الطبيب إن و الجامعة أساتذة ها Cمصدر بوضوح محدودة

مضنية , , جهودا اكتسابه يتطلب أجوف علما يمثل إنما مرضاه شفاء في دوماله , يُكرس علم من يدرسه ما الجامعة في المدرس ويمثل معينة وأساليب

هؤالء . , مع مقارنة المدرسة معلم إليه يفتقر ما إن و تقدمه سبيل في حياتهمثال , , الجامعات مدرسي من سواه به يتمتع ما تضاهي فُكرية مُكانة هو كافة

غير الظروف من مجموعة إلى يعود إنما ذلك فقدان في السبب وأنحقا " المقلقة و (4)االعتيادية

وتزويده , للمعلم المهني اإلعداد بضعف فمرتبط للتبخيس الثاني المظهر أماناقل مستوى من االرتقاء و الُكشف و اإلبداع فرص له التتيح تُكوينية بعدة

صلته . فإن بعمله التحاقه بعد أما الالئقة بالمُكانة فعاليته تحظى باحثا ليصبحاألداء , تطوير على المحفز التوجيه لغياب تنقطع تُكاد التربوي بالمستجدعالم في ليس و األمس عالم في بالتدريس للقيام دCرب كأنه و المعلم فيبدو

مقتضيات . و الحقائق فإن الغد أجل من دCرب أن بالصدفة حدث إذا و الغدسوف . و جهوده تقيد ما سرعان له تعيين أول عند بها Cُكلف ي التي األعمال

إذا خاصة و مشُكال األحوال أحسن في و النقطة هذه من المهني نموه يُكوننائية قرية في معينة مدرسة في االنفصال و للعزلة (5)تعرض

مالحقة في التربوية المنظومة إخفاق عن للتبخيس الثالث المظهر ينشأ وفي , اإلعالمية و التُكنولوجية البدائل قدرة من الحد و السريع العولمي التطور

. هذا تبعات من وكان اهتماماته وتوجيه الطفل تنشئة على سلبا التأثيرالذي البديل التعلم إغراءات أمام وهيبته المعلم مُكانة تراجعت أن اإلخفاق

للطفل . تيسيره في المعلومات تُكنولوجيا تتفننفي : , بالمنظومة الزج و التعليمية السياسات فشل توالي ذCكر ما إلى ينضاف

االجتماعي سياقها من منزوعة بيداغوجية لوصفات الالمتناهي التجريب دوامةو, المنظرين جهود حولها تلتئم ومتماسُكة واقعية تربوية فلسفة وغياب

السواء . على الفاعلينالحرب في فرنسا على كاسحا نصرا حققت لما ألمانيا أن التاريخ يذكر

قولته , : فقال ؟ فرنسا على انتصرتم بم بسمارك القائد ئل Cس السبعينية

المدرسة الشهيرة " بمعلم جارتنا غلبنا على " لقد بليغة إحالة فيالتربية . رهان كسب في تصدق حين األمة في تنبعث التي الخالقة الطاقة

الركب , مؤخرة في للبقاء صريح رفض على مؤشر اليوم المعلمين غضب إنتحرير و العقول تشُكيل في اآلكد ودورها المدرسة وهج استعادة على وحرص

و . اللمز خطاب لتفُكيك العزائم و الجهود تتضافر ومالم المبدعة الطاقاتو التحديث و التنمية مشاريع فإن للمعلم االعتباري بالوضع المساساليقظة أحالم و األماني مربع تبرح لن الحضاري للتحدي !االستجابة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األولى( : . . 1 ) اللبناني الفكر دار المغفلين و الحمقى أخبار الجوزي ص . 1990ابن

149ص( : . 2 ) الحموي حجة البن األوراق ثمرات 95انظر( 3 . . دار( : األول المجلد الهجري الرابع القرن في اإلسالمية الحضارة ميتز آدم

. . ص . . دت بيروت العربي 344الكتاب( 4 . : . العربية( الدار الطفل سيكولوجية و التربية علم الجسماني العالي عبد د

22ص . 1990للعلوم .العربية( : . . 5 ) النهضة دار المعاصر عالمنا في التعليم أزمة كومبز ص . 1971فيليب

230