أحمد فنديس٠د

العجوز

ةيمجموعة قصص

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

بسم اهللا الرحمن الرحيم

واخفض لهما جنـاح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

صدق اهللا العظيم ٢٤اإلسراء ـ آية

إهداء

معا٠حيث هما٠إليهما

وينتظران٠ينظران من عٍل ٠من خرج منهما عائداً إليهما

نقدية قراءة

١٩٩٩بين أيدينا،صدرت أوالهما سنة ة قصصياتمجموعثالث فنديسللكاتب الدكتور أحمد والرابعة في ) يشواش: ( بعنوان ١..٢بينما صدرت ثانيتهما سنة ،)العابر والتماثيل: (تحت عنوان

٠ رابعةذي المجموعة الهي )نون (٣..٢عام وإذا كانت المجموعة األولى قد حفلت ـ علي نحو ما ـ بنوع من القضايا الوطنية

مستشرفة آفاقاً فإن المجموعة الثانية كانت أكثر طموحاً وإنسانية علي طريق الكتابة، واالجتماعية،وإنما أقصد تطوراً من مضامين،منهماوال أقصد هنا ما تحتويه كل قتها،أعمق وأرقى من ساب

٠عبر فعل الكتابة ما فتئ القاص ينتقل فيه من طوٍر إلى طور ذلك الذي ابتدعه الكاتب أو بعضه في ومع أن المجموعة الحالية تسير عبر الخط ذاته،

شغل بال المفكرين والمبدعين آخر،إال أننا نراه وقد انتقل بنا إلى منحى ،)يشواش(مجموعته متمحوراً في موضوع منعكساً علي طبائع الحضارات اإلنسانية كلها، والفالسفة عبر الزمن،

بعينه،هو السفر واالنتقال،والرحلة،والمغامرة في بحار المجهول،إنها الرحلة إلى العالم ،ال يرتوي تهوحش،فاغرة فاها عريضاآلخر،مروراً ببوابته األبدية األزلية،الرابضة في عالمها الم

٠ها أبداً ؤظمتتبدى ـ ال أقول ـ بين قصص المجموعة ـ وهذا ال شك فيه ) رائحة الموت(وعلي هذا فإن

حتى لو بدا أن الكاتب يتحدث في مجِسدةً هذا المنزع، ـ وإنما بين سطورها وحروفها كذلك، ٠بعضها عن أشيائه الخاصة

) شواشى(وبعض قصص مجموعته السابقة في هذه المجموعة،فنديسلقد دأب الدكتور أحمد من مبرزاً بعضاً مما تنماز به هذه المرحلة، ،)مرحلة الزمن األخير: (علي الحديث عما أسميته

إذ دارت األيام دورتها العجز وعدم القدرة،عجز اإلنسان في هذه الفترة المتأخرة عن أداء دوره،زمن (إلي ) الزمن الحاضر(معلنة عن نهاية صفحات ل علي المغيب،ذنت شمس الرحيأو األبدية،إذ ،)ال شيء...كل شئ إلي هنا(ال محالة،هو زمن أبدي مطلق،ينتهي إليه كل شيء،) آخر قادم

٠ويصير الكل في واحٍد عند خط النهاية يتالشى الجميع،طبيعية، ) دنيوية( بقضايا فإن الكاتب قد ربط ذلك أو بعضه ،)الموت(وإذا كان القاسم هنا هو

لي عالمها الخصب، حتى يخيل إليه أنها أخذته ِخلسةً من واقعه،بل ومن نفسه إدفعت اإلنسان

وقُذف به إلي حـافة دون أن يدرى، وقد سِرقَ رصيده الكبير، إلي أن يفيق قي النهاية، أيضاً، ٠حيث أتى لي هناك،إليعود ها،أو وراء أو خارجها، أو قذف به الزمن نفسه إلي حافته، الزمن،

عبر ،)لظاهرة الموت( بين أيدينا هي وصف تفصيلي ىالت) مجموعة الموت(إن علينا من عالمه ،)الغسق الموحش(الصورة،والصوت،والرؤية،والرمز،نراه مجسداً في صوت

لون (ه وقت المغيب،وقت الخفوت والتواري والتالشي،بل إن) لون الشمس(كما نراه في ،الخبيئ ) الرمال الباهتة(،وقد يكون لون )عربة تحت الطلب(،وربما لون )شعر المرأة العجوز في الحافلة

علي شاطئ الدنيا الممتد،في موكب من أبنائها المارين بخطواتهم المثقلة إلي عالمهم،بأنّاتهم ٠المحتجة،أو المتوثبة،أو المتمردة

معتْ أشالؤه من مفردات الزمن الضحلة،الهِرم ـ كصاحبه ـ ج) تمثال العجوز(إنه المنسية،المهملة،أكلها العجز والِهرم والكهولة،بعد أن خلّفها أصحابها، كما خلفت صاحبه الدنيا،

) لون النقاء(،و)لون الفناء(،)الحمام األبيض(إننا نرى ذلك في لون ٠فصارا معا أشالء هشةً ٠كذلك) لون الموت(أيضا،و

دورها باقتدار، كما أبانت عن طاقات تعبيرية هائلة،عبر رموز ) األسماء(و) ينالعناو(لقد أدت ) السحب الرمادية(الدنيا،و) شحطوط(و) التمثال(و) الحبة الزرقاء(و) اقتراب(دالة،نلمحها في

٠) تحت الطلب(و: إذ لم تكن كهولة اإلنسان فحسب،وإنما هي بينما تتبدى الكهولة في الجمادات واألشياء،

٠) كهولة نهر(و) كهولة وطن(و) كهولة حمام(و) كهولة تمثال(و) كهولة قطار() المتخَيل(واآلخر ) الحاضر(إنها رؤية عبر تجربة،أو تجربة عبر رؤية،رؤية للعالم اآلني

الحضور (،في تناقضهما معاً وديمومتهما كذلك،عبر الوجود والعدم،أو العدم والوجود،أو )الغائب(سلة طويلة الحلقات،هي عمر البشرية كلها،بل هي عمر إنسانها التائه،المتردد بين في سل) والغياب

٠أركان عالمه ودنياهقت من وجدان صاحبها،بعد أن أجهدته ونالت منه،مرة ثوربما تشكل رؤية من نوع ما،انب

صبح يعيش ومرة، إذ لم تعد تترك له باباً مغلقاً أو حتى موارباً، وإنما ملكت عليه كيانه كله، فأ ٠في آن ) الحقيقي(،)المتخيل(،)هواجس الزمن القادم(

نفسه وتشبعت بها أحياناً فإنه ـ مع ا،جاشت به)رؤية سوداوية(وإذا كان الكاتب قد أبان عن ذلك ـ تتبدى قضايا ثرية،لم تكن قصراً علي فكر صاحبها وحده وإنما هي مجال خصب لرؤية

٠إنسانية واسعة

،وإن بدا ذلك من خالل الصراع مع )الميت( علي عالمها يعة عبر الحكوهكذا تثور المجموفي ) نهاية صاحبها(،و )نهاية عمارة سكنية(عالمها الطبيعي الذي نشاهده ونعيشه،إنها

،بعد أن تجمدت قلوب األبناء،لتصير حجارة،كحجارة عمارة أبيهم المنهارة،التى انتهت )الجرذان( ٠ عن صرخة إلنسانها به الفاجعة تحت أنقاضها،لتكشف

الكبر (و ،)الشعر الرمادي(و)سحب رمادية(نراها فيأصبحت سمة لكاتبها، ثمة عالقات، ،)اللعب باأللفاظ( و)الترميز(،عالقات متوازية من)المقابر(و )شمس المغيب(،و)والمشيب

٠عبارات دالة إلي مرموزها منذ الوهلة األولى ،)اإليماءات(و) حلم انتظار(عن ذلك،أب يعيش ) اقتراب(،ولم تختلف )الموت(،)تمالمأ): (تحت الطلب(ففي

هنا ترفاً وإنما ) الحبة الزرقاء(خطابات األبناء،في زمنه األخير،واقترابه من نهايته،وليست مدٌ آخر إلي ) الحاجز(،بينما )نهايته الزرقاء(هذا العجوز المتصابي،ورمزاً إلي ) حبة موت:(كلونها

٠) الموت(نه حاجز الزمن،واالنتهاء،واالنتقال،حاجز من نوع خاص،إإال أنه ال يمثل وجوداً،بقدر ما يمثل يمثل مرحلة من الخلود،) التمثال(وإذا كان

)موت (،وهذا عينه )الموت(و)الفناء(و)الجمود(،ليصير رمزاً لحياة أخرى،غير أنها )تحوال(،و)فناء ٠) وطنال(و)موت الحلم(،و)موت قطار(،و)شحطوط(،و)الحمام

،بوصفه ممثالً لدورة )الرمز) (هارون(وانسحاقه،عبر /نفسه) موت الزمن(وربما يكون الزمن،وتعاقبها،وربما يكون هو الزمن نفسه،بينما األحداث تدور أفالكها من حوله،وينتهي الكل

٠إلي هناك الجميل للزمن(،نري ذلك،وإن دارت خالل حوار ثرٍي،في استرفاٍد )العجوز والنهر(وحتى في

ممتزجٌ بهموم إنسانها،في أحداٍث ) توحٍد بين األرض والسماء(الضائع،في ) الحلم واألمل(،و)الخالد،إذ لم تكن مجرد صرخٍة تدين عصرها،بقدر ما كانت صوتاً راقياً )الماضي والحاضر(مقارِنة بين

وضوع،وإن جاءت متشائمة من االنتماء والتالحم والتطهير،لتصير أنةً أبديةً خالدةً بين الذات والم ٠المجهول ) صوت القدر(المر، وتتمرد علي ) صوت النهاية(ـ كذلك ـ تمثل كيوانيدكتور عبد العاط

أستاذ األدب الحديث بكلية التربية ـ جامعة القاهرة

الجرذان

سأل أباه عن ..نظر الصبي إلى صورته الفوتوغرافية التى تضمنتها أوراق التحاقه بالمدرسةأجاب األب بقصة فحواها ..حوافها بينما صورة زواج أبيه بأمه مستقيمة الحواف" شرشرة"سبب

أن أحد المصورين القدماء فقد إحدى الصور وعندما وجدها بالقرب من جحر الجرذان اكتشف أن حواف " شرشرة"فأعجب بشكلها الجديد،وقرر عندما هم الجرذان بالتهامها،" تشرشرت"حوافها قد ٠ التى راقت لزبائنه بعد ذلككل صوره

... الفأر "لذا أسماه والده جديدة تشتريها له أمه،" بيجاما"كل " كُم"كان من عادته أن يقرض بأسنانه

أنه يمكن أن يتحول إلى فـأر " الكبير"تمييزاً له عن أخويه األوسط واألصغر،فصدق " الكبير ٠حقيقي في يوم من األيام

... بح يضم ركبتيه إلى صدره وهو نائم خشية،أن تقرض أصابع أص..خاف من الفئران

وفي المدرسة ازداد رعباً منها عندما سمع مدرسة الفصل تهدد أحد رفاقه بأنها ستدهن ..قدميهبعدها عاقبه مدرس ..إذا لم يتوقف عن إيذاء رفاقه" حجرة الفئران"جسمه بالعسل وتحبسه في

ئط إلحضار واحدة منها خشية أن يكون وراء كل الجغرافيا لرفضه الذهاب إلى حجرة الخراُ٠خريطة فأر

... وتمنى أكثر من مرة أن يتحول إلى قط وعندما عرف أن القطط تأكل الفئران أحب القطط،

قطاً ..إال أنه غير رأيه بعدما رأي مشهداً أطار النوم من عينيه لياٍل طويلة..حتى تخشاه الفئرانوبعد لحظات انقضت الفئران علي القط لفئران كبيرة الحجم،هزيالً محاصراً بمجموعة من ا

٠والتهمته عن آخره...

الفأر "لتقطت لها صورة فوتوغرافية جماعية أكد ا..ذهبت األسرة كلها للتنزه في أحد األعيادهذه الصورة احتفظ بها الوالد فوق منضدة إلى ..علي مصورها أن تكون مستقيمة الحواف" الكبير

لهم يأتيقرر أال يتزوج حتى ال ..بعدما غادرت األم الدنيا تاركة له أوالده الثالثة ،جوار سريره ٠زوجة أبب

... في كل طابق شقة واحدة من كَده استطاع أن يشترى منزالً قديماً مكوناً من ثالثة طوابق،

بق استقر في الطا..وغرفة متواضعة فوق سطحه جعلها مخزنا مؤقتا لألشياء غير المستخدمةبعد أن بدأت تباشير ..أفهم أبناءه أنهم عندما يكبرون سيكون لكل منهم شقة خاصة به..ياألرض

٠أزمة السكن تلوح في األفق ...

وفي عمله أختير أكثر من مرة موظفاً ..وأبوة فيها أمومة أمومة في أبوة،..كان أبا مثاليابحث له عن " الفأر الكبير"وفور تخرج ..آلخرأدخل أوالده الثالثة كلية التجارة واحداً تلو ا..مثالياً ٠ويوم زواجه فرح العجوز ألول مرة منذ وفاة زوجته..استبدل معاشه وجهز الشقة..زوجه

ومضت السنون ليتخرج ابنه الثاني فجمع الكهل كل مدخراته وكرر معه ما فعله مع ابنه فأخلي العجوز الطيب شقته وأقام ة،بعدها بسنوات قليلة غادر االبن األصغر حياته الجامعي..الكبير

٠في حجرة السطح ...

وأصبح كل شيء يقدر بالمال والعجوز يتحمل مشقة الصعود انفتحت األمور وتغيرت األحوال، كان يغادر حجرته ليصليها ياختزل الصلوات الت.. مقابل اطمئنانه علي أوالده وأحفادهيوالنزول ف

فقد غادرت زوجته الحياة وصوت ..أحب الصلوات إلى قلبه..فجرجماعةً إلى واحدة هي صالة ال ٠آذانها يجلجل في سماء المنطقة

... لم يعد ..لم يعد أحد من أبنائه الثالثة يستيقظ فجراً ليصلي مع أبيه كما كان يفعل وهو صغير

ن أحد منهم يكلف نفسه مشقة الصعود إلى حجرة والدهم لالطمئنان عليه مثلما كان يفعل م ٠اكتفوا باالتصال التليفوني..قبل

... تلقاها الوالد من أبنائه رغبة جماعية في بيع المنزل الستخدام ثمن األرض " مكافأة"كانت أول

غضب ..رفض العجوز اعتزازاً بذكرى أم أوالده..في عمل مشروع استثماري كبيرتواضعة فوق السطح ورفض ظل األب في حجرته الم ..انتقلوا إلى شقق انفتاحية فارهة..األوالد

٠اإلقامة في شقة أي منهم...

شاب يتيم "..مخلص"بعد إحالته للمعاش استقر العجوز في حجرته العلوية بعد أن رزقه اهللا بـ واعتبره الشاب ..اعتبره ابنه..كفاه مشقة النزول لقضاء حاجاته.. المسجدياألبوين تعرف عليه ف

عجوز ينام محتضنا الصورة الفوتوغرافية المستقيمة وفي كل ليلة كان ال..أبيهفي منزلة التى تضمه وزوجته وإلى يمينها أبناؤهما الثالثة وتحت المنضدة تلهو مجموعة من ..الحواف

٠الجرذان ...

هرول الجميع للبحث عن سكان منزل ..ضربت المدينة ِهزة أرضية شديدة في فجر أحد األيامسألوا ..حضر الثالثة..اتصل مخلص بأبناء العجوز..ه آخرقديم مكون من ثالثة طوابق انهار عن

تبدد قلقهم القليل عندما تذكروا أن أباهم يغادر مسكنه يوميا ألداء صالة الفجر ..هميمخلصا عن أبغطت الفرحة العارمة وجوههم بعد انهيار المنزل لقرب تحقيق حلمهم االستثماري الكبير ..جماعة

٠ ...

في رفع أنقاض المنزل " البلدوزر"بدأ ..م يعد يصلي الفجر جماعةأخبرهم مخلص أن أباهم لفقد ظهرت من بين ..فجأة صرخ المشرف علي عملية اإلزالة آمرأ بالتوقف عن العمل..المنهار

وعندما تمكن رجال اإلسعاف من الحصول ..األنقاض يد رجل عجوز ممسكة بصورة فوتوغرافيةكلها ماعدا الجزء الذي تشغله تبين أن الجرذان قد أكلتها، ،عليها من تلك اليد القابضة عليها بشدة

٠صورتا العجوز وزوجته

رمادية سحب

الحافلة تنهب األرض نهباً في طريق عودتها إلى القاهرة بعد أن فرغنا لتونا من حضور إحدى بشرة بيضاء ال٠سيدة في الِعقد السابع من عمرها ..يأنا وه..تجاذبنا أطراف الحديث٠الندواتما أن بدأت السيارة في التحرك حتى صفقت فرحا وكأنها ٠رقيقة المشاعر كطفلة غضة٠والشعر

٠تركب أرجوحة العيد...

وفي منتصف ..كانت في صباح اليوم السابق قد سألتني عن معالم الطريق إلى حيث تعقد الندوةرتفاع الواقعة في الطريق عاودت السؤال عن مجموعة المباني المتشابهة الشكل واللون واال

٠مقابر..منتصف الطريق فأخبرتها أنها...

: قالت ٠ جلست خلفي مباشرة فوق أحد المقاعد المجاورة للنوافذ اليسرى للحافلة ٠لقد سعدت كثيرا بهذين اليومين٠ـ األوقات الحلوة تمر سريعاً

٠واألوقات غير السعيدة تمر ببطء وملل : ـ معقباً قلتثم نظرت إلى ال ٠العمر كله يمر٠الحلو وغير الحلو٠كله يمر٠أبداً: بل أن تقولـ تنهدت طويال ق

٠شىء...

ثم قفزت فجأة ٠تمتمت السيدة بسورة الفاتحة٠في طريق العودة الحت من بعيد مجموعة المقابرتلك التى بدا ٠لتجلس علي مقعد مجاور لنوافذ السيارة اليمنى لتراقب شمس ذلك اليوم وهي تغيب

٠الذهبي يتحول إلى اللون األحمر بعد أن طرز حواف السحب بإطار ذهبي قرصها ...

اختفي قرص الشمس وراء األفق ٠لحظات مرت أخذ كل شيء بعدها يتحول إلى اللون الرماديضاع ٠انسحبت الخيوط الذهبية كما تخرج الروح من األجساد٠واصطبغ داخل الحافلة بلون داكن

نظرتُ إليها ٠كفت عن الكالم٠خفتت حركة السيدة٠فق ظلمة الغسقضوء النهار تماما واحتلت األفرأيتَ شعرها األشهب مكتسيا بلون رمادي داكن وكأنه جزء من سحب المغيب الرمادي وفيما بين الشعر واألفق انتصبت مجموعة رمادية اللون من المباني المتشابهة الشكل واللون واالرتفاع

٠الواقعة في منتصف الطريق

الطلب تحت

عندما اصطحبه والده لزيارة أحد أقاربه المرضى كان أول ما لفت نظره وهو طفل صغير لم شكل ..لون أسود داكن..يلتحق بالمدرسة بعد تلك السيارة التى اختلفت عما حولها من سيارات

س أو يتوقفوا يقف لها النايالسيارة الوحيدة الت" تحت الطلب"ولوحة رقمية تحمل عبارة ..كئيبأثناء مرورها رافعين سباباتهم نحو السماء بينما يندفع العويل والنحيب من حناجر الجالسين حول

٠الصندوق الخشبي المحمول داخلها ...

في العاشرة من عمره زار مع زمالئه معهد المعلمين المجاور لمدرسته وهناك رأي للمرة ورة عادية وإنما خدعه بعض رفاقه وأقنعوه أن يصعد لم يره بص..األولي الهيكل العظمى لإلنسان

معهم إلى الطابق العلوي حيث توجد حلوى مجانية وعند انعطافة الممر دفعه بعضهم فجأة نحو وفي ظلمة الممر التقي وجها لوجه وألول مرة مع جمجمة ٠صندوق خشبي منتصب يشبه التابوت

به عندما أخبره والده بعد أن قص عليه ثم ازداد رع٠يومها عاد إلى منزله مرعوبا٠ًالهيكل ٠مرتجفاً ما حدث له خالل الزيارة أنه بعد موته سيصبح هيكالً عظمياً كالذي شاهده

... أحدهما هو ٠إلي أن أقنعه مدرس الدين أن الموت كالحياة تماما٠ًخاف منه٠شغله الموت كثيراً

: شاعر كان موفقاً عندما قالوأن ال" كل نفس ذائقة الموت"بداية كل شيء واآلخر نهايته

كل ابن أنثي وإن طالت سالمته

يوما علي آلة حدباء محمولوال يقشعر بدنه كلما رأى عم " الحانوتى"أصبح ال يغُمض عينيه كلما مر أمام دكان الحاج طلبه

اللون الكئيب وهو يدخن الشيشة وهو يجلس أمام الدكان بجسده الضخم وجلبابه ذي" التربي"برعي ٠" الزبون"في انتظار

... أحيانا كان يعتقد أن الذي سيدفن برعي التربي وطلبة الحانوتي عندما يموتان البد سيعمل

كان دكان ٠وربما قام بذلك مجاناً إكراما لهما باعتبارهما أبناء مهنة واحدة..لورثتهما تخفيضاً

والمبنى كله يتكون من دكان ٠يقع أسفل البيت الذي يعيش فيهالحانوتي هو المحل الوحيد الذي ٠وشقة وحيدة هي التى تقطنها أسرته

... قرأه " ساندوتش الطاهرة" في المبنى التالي مباشرة مطعم عنوانه " الحانوتي"كان يجاور محل

مشطور شاطر و: معناه" الساندوتش"فعندما علم من مدرس اللغة العربية أن " ساندوتش اآلخرة"يصبح " زبونا "يوبينهما طازج أطلق علي صندوق عم طلبة الخشبي هذا االسم ألنه عندما يتلق

إلسماعيل يس الذي قام " حماتي مالك"حتى فيلمه المفضل كان ..ميت..شاطراً ومشطوراً وبينهما ٠فيه بدور حانوتي

... ق جلس صاحبنا بجوار والده وفي السراد..وذات ليلة ذهب مع والده لتعزية خال الوالد في ابنه

الحظ أن الرجل الواقف عند مدخل السرادق ..وفجأة الحظ أمراً أدهشه..والحزن يكسو وجهيهماومعه فناجين القهوة يمزح مع رفاقه ويلقي عليهم بعض النكات بصوت خفيض ثم يفتعل الحزن

كان الرجل ..ي جنازةكلما دخل أحد المعزين ودلف هو وراءه حامالً صينية القهوة وكأنه يسير فكتم صاحبنا ضحكة كادت تفلت من شفتيه عندما ..بسبب كبر حجم قدميه" شبشبا"ينتعل ..عمالقا

الحظ مدى طول اإلصبع الكبيرة في قدم الرجل والتي اقترب حجمها من حجم ثمرة الموز إال أنه ي عدم رغبتهم في فشل في كتمانها بعدما وضع معظم المعزين أكفهم فوق فنجان القهوة دليال عل

٠والده في جنبه لكزة أخرجته خارج السرادق" لكزه"تناولها وهنا ... وعندما أخبره بانشغال ..نهال عليه والده تأنيبا مخبراً إياه أنه من العيب الضحك في المآتما

الحاضرين عن سماع القرآن بأحاديثهم الجانبية،وبما كان يفتعله مقدم القهوة من حزن، وتوزيع لكنه ..لسجائر علي الحاضرين في وقت توقف قراءة القرآن وكأن الجميع في فرح هدأت ثورتها

مع قدم العمالق " الشبشب"سأله عن سبب الضحكة العالية فأخبره أن كان يفكر في معاناة صانع فنجاناً واحداً،وهنا انفجر الوالد في الضحك " يبع"وفي أن العمالق لم وإصبع قدمه موزية الحجم،

٠ثم أفهم صاحبنا أن القهوة كانت علي حساب أصحاب المأتم ...

ثم أحبه مرة أخرى عندما رأي ..وبعد عدة سنوات من ليلة السرادق توفيت أخته فكره الموت وأحب أن يكون ١٩٧٣النور يكسو وجوه زمالئه الجنود الذين استشهدوا أثناء معارك حرب عام

جراء عملية جراحية له بعد إصابته خالل تلك الحرب ألنه ثم عاد ليكرهه أثناء إ..شهيدا مثلهم ..سيحرمه من حبيبته وخطيبته

... رغم نضوجه وإدراكه ..لكنه..ازدادت كراهيته للموت عندما توفيت ابنته وهي في مهدها

واحترامه للموت بدأ يفكر فيه بطريقة أخرى وهو في الخمسين من عمره بعدما أجريت له عملية ٠به جراحية في قل

... ستتحول مساكن العالم إلى ..أخذ يفكر في أحوال الناس لو لم يكن هناك موت

هم يفعلون ذلك والموت ساٍر بينهم ..سيأكل بعضهم بعضا..ستضيق األرض بسكانها..مستشفياتهو بعينيه ..ثم كيف سيتم حساب الناس في آخرتهم علي ما فعلوه في دنياهم..فما بالهم بدون موت

وبعض األشخاص ..رضى يطلبون من اهللا أن يعجل بموتهم رحمة بهم مما يعانونهرأي بعض الموهم يتمنون موت مرضاهم ليتخلصوا من متاعب زيارتهم واإلنفاق عليهم أو استعجاال لما

٠سيتركون من إرث ...

أيقن أنه قادم..خرج صاحبنا من محنة قلبه بحالة من التهادن مع الموت" مكرهً أخاك ال بطل"أكثر من فعل ..بدأ يحسن عالقته بربه وبالناس..أخذ يفكر في مصيره بعد موته..ال محالة

أصبح ..وكما تغير هو تغيرت األمور حوله..توقف لسانه عن النميمة..كف عن إيذاء الناس..الخير أيضا ي مع زبائنهم بالهاتف الجوال الهاتف محمول والمتوفيتعامل ورثة الحاج طلبه الحانوت

فإكرام الميت " سيارة تكريم الموتى"إلى " تحت الطلب"ل في سيارٍة تغير المكتوب عليها من محمو ٠لون الكفن ..تغير لونها من األسود الكئيب إلى األبيض الناصع..دفنه كما يقول المثل

... طلب من ..أمسك بهاتفه المحمول وهو يعلم أنه أيضا سيأتيه يوم يصبح فيه محموالً هو اآلخر

ه في وصيته أن يلـقي جثمانه في البحر ليأكله السمك الذي أكل منه عشرات األطنان خالل محاميعمره لكنه تراجع عندما استقر أمر الفتوى علي جواز التبرع بأجزاء الجسد لمن يحتاجه من

أو ينبض قلبه ..المرضى فربما يموت هو وتبقى عيناه لترى الدنيا بعد موته ولو عبر شخص آخرقرر بنفس راضية مرضية أن يكون هو .. صدر إنسان غيرهيالحب مرة أخرى ولو فالعليل ب

٠تحت الطلب ..ذاته

اقتراب

وكتفاه تهدال من فرط ما ٠فساقاه لم تعودا قادرتين علي حمل جسده المنهك..اقترب منها بحذرأكتافه واحدا بعد اآلخر إلى أن اشتعل رأسه سنوات وسنوات وهو يحملهم فوق ..حماله من هموم

وبيد ..تلك الواقفة في شموخ واعتـداد في ركن الحجرة مهترأة األثاث..اقترب منها أكثر..شيبا ٠مرتجفة جذب بصعوبة كرسياً مهتز األرجل وجلس فوقه مرتعشاً

... أخذ ..طويال..نتظرهذلك الخطاب الذي ا..لقد وجده أخيراً..لهبا فأخذ في القراءة..اشتعل رأسها

عاد بذاكرته إلى الوراء حين كان يذرف ..يرقبها وهي تذرف دموعها كلما مضي في قراءتهتنساب دموعها ..مثله تماماً..تتالشي..تذوب..تذوى..هي اآلن تحترق..عليهم إذا تألم أحدهم..الدمع

٠مثله تماما ..يفوق جسدها الشامخ لكنها ال تنحن...

ذهبوا ..بعد أن غادرته شريكة حياته ..لكنهم تركوه وحيدا..لهملقد أفني عمره من أجيبكي ٠يحترق مثلها٠تركوه وحيدا مثلها٠ عاش لهم وبهم جميعايانشغلوا عنه جميعا وهو الذ..بعيداهو يجلس بجوارها ليقرأ آخر ما وصله منهم بعد سنوات وسنوات وها..مثلها..ولكنه شامخ٠مثلها

٠ؤال عنه عديدة انقطعوا فيها عن الس...

رغم انقطاعهم وبعدهم إال ..رغم هجرتهم وهجرهم إال أنهم ال يزالون في قلبه يمألون وجدانهوالسؤال الدائم عن ٠ تصله منهم بانتظاميعن الخطابات الت..أنه مأل الدنيا بحديثه عنهم

يقول للناس ٠هم يرسلونها إليه كل شهر بعد أن فتح اهللا عليهم في غربتيالت" الشيكات"وتلك ٠أحوالهثم يتسلل ليتسلم معاشه الشهري الهزيل الذي ال يكفي بالكاد ٠وال يحتاج شيئا" مغطيه"أن خيرهم

٠آيل للسقوط " بنسيون"طعامه وإيجار حجرة مظلمة يستأجرها في ...

تكومت ٠لحظات مرت٠ليها فوجدها في نزِعها األخيرإنظر ..أعاد قراءة الخطاب أكثر من مرةحاول النهوض ليضع الخطاب بين ..أقدامها كما تراكمت أحزانه عند نهاية عمرهدموعها تحت

رفع ظهره المحني بصعوبة بالغة بينما رأسها الشامخ يقترب من ..مجموعة الصور الخاصة بهمنظر ..وضع الخطاب..اتجه نحو صندوق خشبي عتيق..أخيرا تمكن من الوقوف..قاعدة المنضدة

غاص في أكوام الدموع بعد أن أطلق آهة دخانية ..ثم.. علي قدميهاإليها فوجد رأسها قد انكفأصوت ارتطام جسد بشري منهك " البنسيون"وما أن ساد الظالم الغرفة حتى سمع نزالء ..ضئيلة

٠بأرضية الغرفة المظلمة

...

زرقاء حبة

يأخذ زمانه وزمان ٠والدنيا تدير له ظهرها وتعد له بطنها أراد أن يجدد شبابه٠في أواخر أيامهاستغل حرمانها من أبيها بعد ٠أوقع فتاة في عمر حفيدته في هواه٠تفتق ذهنه عن حل غريب٠غيره

فاجأها بطلب يدها ..ثم.. اعتادت الفتاة عليه وأصبحت ال تستغني عنهيوفاته وقام بدور األب حت٠

... خمس ..زلت فارق السنلكن ثروته اخت..عجوز هِرم يحمل فوق كتفيه سبعين عاماً من العمر

رصيد محترم وسيارة تزيل ..شقة تمليك..الشباب شباب القلب!"..ماذا تعنى ؟.."وأربعون عاماً ٠من السنين ؟ " القليل"أال تقدر علي إبطال مفعول هذا العدد ..أعتي الفوارق وتحطم أقوى السدود

... وحمده علي أن جعله يبلغ من بدال من أن يقضي األيام المتبقية من عمره في التقرب إلي اهللا

ويشكر شريكة عمره علي ما قدمته له كزوجة طوال ..العمر عتيا أو يبتهل إليه ليحسن ختامه من كل ذلك أوقع فتاة بدالً..وبعضهم التحق بالجامعة..أو يحتضن أحفاده٠أكثر من نصف قرن

وشريكة حياته وتفرغ لها بعد أن هام بها حباً ونسي عمره ..أصغر سناً من أصغر بناته في براثنه٠

... فهذه يمكن احتمالها أما ما ال طاقة له به فهو ..ليس بسبب أمراض الشيخوخة..لم يعد ينام الليل

٠ونار الغيرة كلما رأي محبوبته تتحدث مع اآلخرين..نار الغرام التى اشتعلت في قلبه...

أزال النظارة الطبية ..أصبح يرتدى ثياباً ال تتفق مع وقار الشيوخ..تصابي العجوزصففه وفق أحدث ..صبغ شعره.. رقيقة أو بعدسات ملونةىاستبدلها بأخر..العتيقة

أصبح يستخدم أغلي .. الشبابيةيامتألت سيارته بأشرطة تسجيل تحمل أحدث األغان..التسريحات ٠العطور

... ابتسم ..وداءاشترى علبة منها بسعر السوق الس..سمع العجوز عن حبوب زرقاء تعيد الشباب

رد العجوز بابتسامة مضادة أفهم الصيدلي بها أن الحبوب البنه الذي ..الصيدلي وهو يعطيها له

قل البنك أن : ازدادت ابتسامة الصيدلي اتساعاً وهو يقول له..يعاني بعض المشكالت الصحية ٠وعند الضرورة ..واحدة واحدة..يستعملها حبة حبة

... تحسس خلسة الحبة الزرقاء ..ته مرتدية فستان فرحها األزرق اللونطار فَرحاً وهو يرى محبوب

زرقاء اللون فبعد نصف ساعة من انفراده بعروسه " ليلة الدخلة"بدورها كانت ..الراقدة في جيبهفي حجرة فاخرة بأرقي فنادق المدينة وقبل أن يقول لها كل الكالم الذي ظل يختاره وينمقه

بق يوم الفرح كانت العروس تبكى بشدة وال تعرف كيف تتصرف ويحفظه طوال األسبوع الذي س ٠وأنفاسها ـ وحدها ـ تتردد في أرجاء الغرفة الفاخرة

المقلب

منها ٠تغيرت أمور كثيرة بعدما عاد الكهل من مهمة رسمية خارج البالد أوفدته إليها جهة عملهجمال ٠نظره فيها قلقها الواضحوجود سكرتيرة أخرى غير التى كانت تعمل لديه قبل سفره لفت

نظراتها ٠ثم٠زفراتها المنطلقة من صدرها وكأنها بخار مكتوم ينفثه بركان يوشك أن يثور٠عينيها ٠التى تالحق كل حركة من حركاته كلما استدعاها إلى مكتبه

... ما الحظ وجو٠بعد عودته بقليل طلب من سكرتيرته الحضور لكتابة أحد التقارير على الكمبيوتر

أخرج ٠ما أن سألها عن سببه حتى انسالت من عينيها الجميلتين ينابيع الدموع٠يكسو وجنتيها ٠أمرها بالجلوس وطلب لها كوبا من عصير الليمون ٠تنهدت بارتياح٠مسحها٠منديله

... أجابت في تحسر عن سؤاله عن سبب دموعها التى عادت إلى ٠ـ أربعة أطفال وزوج مريض

في تربية أربع عيال ورعاية زوج مريض " يتبهدل"يرضيك الجمال دا "الجريان على خديها ٠أكملت قبل أن ترمقه بنظرة متلهفة على سماع تعليقه على إجابتها

... هز رأسه وكأنه يؤمن ٠أجابها وكأنه يصبر نفسه على مشاكلها٠"ما فيش حد مرتاح في حياته"ـ

إذا زاد في ناحية البد ينقص في ٠أكمل متنهدا٠ً"نصيب اإلنسان في الدنيا ميه من ميه"٠على ما قاله ٠" يسيب الدنيا يكون خد الميه من ميه بتاعته"المهم قبل ما ٠ناحية تانية...

وجد نظراتها إليه قد تركزت على بؤبؤ عينيه كنظرات ٠نظر إليها ليرى هل أراحتها كلماتهكحرارة أشعة الشمس ٠ارهاأحس بأن لهذه النظرات حرارة تتزايد مع استمر٠منوم مغناطيسي

٠ية ئأو كأنها قضبان سجن غير مر٠المتمركزة في بؤرة عدسة مجمعة...

أمسك ٠نظر إلى بعض األوراق الموضوعة فوق مكتبه٠أبعد عينيه عن طريق نظراتها الملتهبةأنا ٠ما فيش بيت خالى من المشاكل"أخرج انفعاالته في شكل رسومات عشوائية على ورقة ٠بقلمه ٠لكن ٠سفريات٠فلوس عربيات٠منصب٠طبعا بيتهيألك إن كل أموري ميسرة٠مثال

...

عارفة إن سعادة سعادتك ٠عارفة يا سعادة البيه٠قاطعته وكأنها تطلب منه أال يكمل٠ـ عارفة ..ناقصة حاجة مهمة جداً

... ٠كانت قد جمعت عنه كل ما استطاعت من معلومات قبل أن تراه ومنها أنه لم ينجب

٠" لكن ناقصك ولد يمال حياتك٠معاك الفلوس والمركز والصحة٠نت غير سعيدا"ـ ...

قال في نفسه متحسراً بعد أن تذكر أنه كاد أن يموت في بالد الغربة لوال ٠صحة إيه ؟٠!ـ صحة؟ ٠عملية جراحية استدعت نقل دم إليه بصورة عاجلة كانت سببا في بقائه على قيد الحياة

... عيال كتير ٠مرتب هزيل٠وظيفة متواضعة٠شهادة متوسطة٠د برهة صمتأكملت بع٠ـ وأنا

أنا أخرج من هنا على البيت أفضل أكتب على الكمبيوتر لما أتعمى علشان أوفر ٠وزوج مريض ٠مصاريف الوالد وعالج صابر

... دعا له بالشفاء وهو ينوى أن يهبها جزء من زكاة ماله ٠قال في نفسه٠اسم مناسب٠ـ صابر ٠ها في تدبير نفقات عالجهليساعد

... ٠سألها وهو يقرأ تقريراً تناوله من دوسيه أمامه ٠ مريض بإيه ؟اـ هو

٠ يـ فيروس س ؟؟يدا مرض معد٠رد عليها بعد أن اضطربت األوراق التى يمسك بها٠ـ يا ساتر يارب

٠ـ ال...

أجمل يجدها ترتدعاد إلى عمله ذات صباح فو٠نسى سكرتيرته٠تغيب لفترة في مهمة داخليةما أن جلس إلى مكتبه حتى دخلت عليه ٠احتار في نظراتها٠نعومة كالمها٠جذبه جمالها٠فساتينها ٠" البوسطة"حاملة

... همست بها ثم تركت ملف البوسطة وهرولت ٠وحشتنى٠قالتها بصوت ناعم٠ـ حمد اهللا ع السالمة

أحس ٠نظرت إليه نظرة الهثة٠غيرهمالم يكن بالحجرة ٠لم يشعر بنفسه إال وهو يلحق بها٠خارجة

سال من فمه لعاب ٠أطلت من عينيه أنياب ذئب٠ها تقدمان له طلباً رسمياً ليقبلهمايبأن عينوما لبثت أن ذابت بين ذراعيه كما تذوب ٠وضع توقيع شفتيه على فمها المرسوم كالعنقود٠ثعلب

٠قطعة غزل البنات في فم طفل ملهوف...

أحس بأن دموعها هذه المرة دموع تمساح وأن نظراتها ٠موعها تتساقطأفاق بعد قليل فوجد دتعلقت به كطفل ٠عاد إلى حجرة مكتبه٠تلتهم ذكرها بعد أن يعاشرها٠خيوط أنثى عنكبوت أسود

٠صغير أمسك بمالبس أمه التى توشك على الخروج وهي تنوى أال تأخذه معها ...

تزوجت أمى قبل ٠مات قبل أن ألد ابنى األول٠ـ أرغمنى أبى على الزواج وأنا في سن صغيرةأفقت من ٠مرض زوجى٠قالت لى ذلك لتبرير الزواج٠هوا دا حال الدنيا٠حلول أربعين أبى

٠قالت له كل ذلك وهي واقفة أمام مكتبه ٠ أربعةي بعد أن بلغ عدد أبنائيدوامت...

ه بحبها كما أحاطها أحاطت٠حاصره جمالها بصورة شبه يومية٠لم يعد يعرف ماذا يفعل معها يبدأت مكالماتها الهاتفية تطارده ف٠أصبح يفكر فيها أكثر وأكثر٠صدرت له مشاكلها٠بذراعيه

لي إكلما غاب في إحدى المهام عاد وهو أكثر شوقا ٠أحست زوجته بما طرأ عليه من تغير٠بيته ٠قرر أن ينقلها إلى مكان آخر ٠سكرتيرته...

طلب منها ٠مزقه قبل أن يوقعه٠ من حقيبته قرار نقلهاأخرج٠جلس إلى مكتبه ذات صباحأحس بأنها ملكة نحل تريد مغادرة خليتها والذكور ٠أغلقت باب الحجرة٠دخلت٠الحضوراندفع نحوها ٠لم يكترث٠تذكر أن الذكر الذي يتمكن من تلقيح الملكة يموت فورا٠ًوراءهافهناك اجتماع ٠ على زر اللمبة الحمراءمد يده ليضغط٠"معاذ اهللا"فلم يقل " هيت لك"قالت ٠ومعها ٠اجتماع المرأة والرجل وثالثهما الشيطان ٠مطول

... اتفقا على أن تنجب له طفال مقابل مبلغ من المال ٠عقد اإلثنان اتفاقا شهد ثالثهم حفل توقيعه

تودعه ٠ بإخفاء الطفل حتى تضعهيتتكفل ه" لتوفير مصاريف عالج زوجها"ه مشروعا ء بتنشيليحال مشكلتا حرمانه من األطفال ٠ويذهب هو ليتبناه بعد ذلك٠ رعاية الطفل بعد أن تلدهدار

٠وحصولها على األموال

... تغيب عن عمله ٠بعد تنفيذ بنود االتفاق وقبل ذهابه لتبنى الطفل أصابته وعكة صحية مفاجئة

ئا من ذلك لم لكن شي٠توقع أن تطارده مكالمات سكرتيرته الهاتفية٠فترة ليست بالقصيرةكسا ٠كل شيء فيها تغير٠مالمحها مشاعرها٠مالبسها٠وجدها قد تغيرت٠عاد إلى عمله٠يحدث

لم تدخل وراءه المكتب كعادتها ٠ عينيه عالمات االنكساريوجهها شعور باالنتصار بعد أن رأت ف ٠فطلب منها الحضور

٠دخلت حاملة طلباً للنقل إلى مكان آخر

٠!! غيرك ؟؟يما الذ٠ مرتجفسألها بصوت! ـ لماذا ؟؟وحياتك ٠مهمتى انتهت٠ بقاءُ هنايلم يعد ل٠خاطبته بلهجة رسمية صارمة٠ـ خالص يا أستاذ

٠كنت عاوزة منك حاجة وخدتها خالص ٠كمان انتهت ٠سألها وهو يشعر بدوار غريب وإرهاق شمل كل أجزاء جسمه !! ـ يعنى إيه ؟؟

أصبحت اآلن حرة في ٠العيال٠الفقر٠ نفسهاأمى٠زوج أمى٠زوجى٠ـ أنا أكره كل شيءدلوقت ٠تعبتنى كتير لغاية ما عرفت أوقعك في شباكى٠أنت راجل ملتزم٠أنا امرأة متحررة٠حياتى

وأنا عديت ٠عدانى جوزى٠ الوبائىيأنا مصابة بفيروس س٠حاضر٠عاوز تعرف شعورى ناحيتك ٠تحصله وانت كمان ها ٠هايموت بدرى٠موش هاتلحق تربيه٠ابنك يا أستاذ

... ٠ اقالها وقد ازداد اعياء٠"مستعملة"أنت امرأة ٠ـ لست امرأة متحررة

بيطلب بعدها سيارة ي بيستخدمنيلكن الل٠أنا مرفوعة من الخدمة مؤقتا٠ـ أنا امرأة مستعملة فعال موش قادر تتحمل جرالك ايه؟ مالك؟٠أجابت بوقاحة تحسدها عليها إيرما الغانية٠"تحت الطلب"

٠أردفت وفي عينيها كل عالمات الحقد والتشفي ٠الموقف...

طريقه إلى أرضية الحجرة قبل أن يغيب عن وعيه يوهو ف٠ـ نسيت أقولك على حاجة مهمة الخارج لما عملت ينسيت أقولك إن الدم اللى نقلوهولي ف٠ودنياه تماما أكمل بصوت متحشرج

٠العملية كان ملوثاّ بفيروس اإليدز

االنتظار سيدة

فرحة ييمسكون بأيديهم ف٠يتراقصون حول آبائهم٠األطفال يرتدون أبهي حللهم٠اليوم عيدأبواق ٠أرجوحات مدينة المالهي وغيرها من األلعاب تمأل المكان بأصواتها الطنانة٠وانتشاء

بائهم وبما آي الشارع فيزداد الصغار تمسكا بأيديالسيارات تعلن في استعالء أنها سيدة المرور ف ٠يستطيعون الوصول إليه من ثيابهم حتى يصل الجميع إلى رصيف الحديقة

... يهتز فرحاً وقد اكتسى بحلة من األضواء المنبعثة من اللمبات ٠الشجر يشارك الناس عيدهم

يتراقص كلما تحرك الهواء ٠تزين أغصانه وجذوعه حبات عقد تتألأل على جيد حسناء٠الكهربائيةعلى رصيف الحديقة جلست ثالث سيدات ٠ها األضواء تتراقص أيضا بين األشجارفراشات جذبت

٠كلهن في العقد الخامس وربما السادس من العمر يبعن الحلوى ...

على ما تعرضه السيدات من يوفراشات تنحن٠فراشات تطير في الهواء تداعب األضواءأسندت إحداهن ٠ بقناعة الطفولةحلوى لتنهض كل فراشة منها بما راق لها وقد اكتسى وجهها

رأسها على يدها وكأنما عجزت هذه الرأس عن حمل ما بداخلها من هموم وهي ترمق المحيطين ٠بها بنظرات تحمل كل معاني االنتظار

... أكوام الحلوى أخذت في التناقص كلما تراقص طفل حول السيدات وعاد إلى أبويه ورفاقه فرحا

٠آجام االنتظار في عيني السيدة بما اشتراه بينما تتزايد ...

خفتت حركة ٠تناقصت أعداد السيارات المتراصة بجوار الرصيف٠أوشك الليل على االنتصاف ٠المرور فالكل يستعد للنوم بعد يوم ملئ بالفرح والسرور

... أبعدت ما علق بثيابها من ٠رفعته فوق رأسها٠حملت كل منهما صندوقها٠نهضت سيدتان

إال لحظات حتى اختلطا بجموع المغادرين للحديقة وعلى الرصيف بقيت سيدة وما هي ٠تراب ٠منتظرة

الحاجز

فقد كان ٠في قاعة المحاضرة٠تقابال كثيرا بعد ذلك٠جمعتهما الجامعة٠التقيا مصادفةكان الكهل من ٠منذ اللقاء األول كانت أحاسيس كل منهما نحو اآلخر ذات نمط خاص٠أستاذهابل حتى في ٠في سكناته٠في حركاته٠في كالمه٠ة نظرها يختلف عن كافة أساتذة الكليةوجه

٠كان بالنسبة لها عالَما قائما بذاته٠طريقة عتابه لمن يفشل من الطالب في اإلجابة عن أسئلته...

أما هو فقد احتار كثيرا في سبب انجذابه نحوها رغم أنه قد تعامل مع آالف الطالبات من كان ٠ل ثلث القرن من الزمان الذي قضاه في الجامعة فيما بين مرحلتي المعيد واألستاذقبل خال

خفيفة الظل رغم ما يكسو وجهها من حزن ٠لطيفة٠رقيقة٠يراها وكأنها حورية من حوريات الجنةلكنه لم يستطع ٠وجهها معروف ومألوف لديه٠دفين يماثل الحزن العميق المستقر في أعماق قلبه

كان يشعر إحساسا عميقا بأن لهذا الوجه الجميل معه قصة لم تنته ٠ن رآه من قبلأن يحدد أي ٠فصولها

... كانت تشعر براحة عظيمة وإحساس جميل يمأل كل كيانها بمجرد أن تجلس أمامه في قاعة

كان يعزف ٠ وأجمل المضامينيكان كالمه يحمل أعطر المعان٠لم يكن يقول علما٠المحاضرةرسمت له في ٠لم تكن تستوعب كل ما يقول٠الئكية األلحان بدال من المحاضرةسيمفونية عذبة م

خريطة مكنتها من رؤية وجهه بشكل مجسم ٠عقلها خريطة دقيقة جدا تتضمن كل مالمح وجههوأعيش ..أنام والقاك..ياريتك حلم ف جفونى" ثومه"كأنها تردد مع ٠كلما أغمضت عينيها

٠وآخر طيف أشوفه انت ..وياك... ما هو فكان يحس بشعور غريب كلما رأي رأسها الدقيق ذي الشعر األسود الليلي الجميل يهتز أ

أو كلما استقرت نظراتها على عينيه كأمواج ٠برفق موافقا إذا ما فسر كلمة أو شرح مصطلحاًكان الوجه المالئكي الصبوح وهو يتمايل تحت أمواج الشعر ٠غامضة يطلقها منوم مغناطيسي

ة هي ئسماء ترصعها نجيمات متألل٠و له وكأنه بدر وضاء تحت سماء حالكة السواداألسود يبد ٠حبات خرز رقيقة تطرز قبعة شبكية سوداء الخيوط ترتديها دوما

...

لم تعد ٠تحول إلى إنسان آخر٠لم يعد أستاذا في نظرها٠أصبحت مع األيام أشد تعلقا بأستاذها ؟ حبيب أم أب؟ أم كل هؤالء جميعا ؟ أرادت أن تستقر تدرى أتحول الكهل إلى صديق أم إلى أخ

٠رغم رغبتها الجارفة في أن يكون هو كل هؤالء جميعاً ٠على واحد منهم فقط...

ن لهفتها على حضور محاضرات أستاذها وكالمها الكثير عنه وإعجابها والحظ الطالب اآلخرم منها اإلجابة عما يطرحه من أسئلة خالل الزائد به مثلما الحظوا معاملته الرقيقة لها وطلبه الدائ

٠المحاضرات فسرت شائعة أن هناك قصة حب تجمعهما :سألت طالبة زميال لها ٠ن الفاصلة بينهمايـ رغم حاجز السنوات الثالثبل هو يصيب ٠ يصيب من يقف في طريقه أيا كان عمرهىهو كالعدو٠ـ الحب ال يعترف بالسن

٠أجاب الزميل ٠قة المتأخرةإنها المراه..كبار السن أكثر...

في لقاء مفتوح في نهاية الفصل الدراسي واألستاذ يودع طالبه في آخر محاضراته قبل عادت به الذاكرة إلى ٠تفرس في وجهها مليا٠حرصت على الجلوس أمامه مباشرة٠تخرجهم

ألصل من فتلميذته صورة طبق ا٠يا سبحان اهللا٠سنوات بعيدة مضت عندما أنجب طفلته األولياآلن أدرك الكهل سر تعلقه ٠العينان٠الشعر٠الوجه٠ تزوجت وهاجرت وتركته وحيداًيابنته التأراد أن يعتذر لها بنظراته خشية أن تكون قد ظنت ما اعتقده بقية ٠نظر إليها٠بتلميذتهى لم أكن أحلم بأن تكون فت: نظرة تقول ٠لكن نظرة من عينيها الجميلتين أوقفت اعتذاره٠الطالب ٠لكننى أريدهما قلب أبى الراحل وحنانه ٠نعم أريد قلبك وحنانك..أحالمى

تمثال

يكوم ٠فوق رمال الشاطئ ومنها انهمك عجوز مقطب الجبين في صنع تمثال امرأةيبرز ..يشكل الوجه..يصيره تالً صغيراً ثم يبدأ في النحت..يصب عليه من ماء البحر..الرمل

٠يعود ليعيد التشكيل ..ثم يبتعد قليال ليراه من بعيد..نايوضح العين..الوجنتين فالنهدين...

زجاجة " كعب.."في تشكيل تمثاله استخدم العجوز ما هو متاح على رمال الشاطئ من أشياءأغطية زجاجات المرطبات و..بقايا أوراق الذرة المشوي جعلها شعره..مكسور سوى به الرمل

تباطأ في إتمام عملية التشكيل حتى يراه وهو يعمل أكبر عدد ممكن من رواد ..هاعينتأمل ثم ..بعضهم توقف لمدة أطول..معظمهم كان يتوقف لبرهة ثم يعاود المسير..الشاطئوالبعض الثالث بعد أن ابتعد أطلق قهقهاته وكأنه ..البعض اآلخر كتم ضحكات ساخرة..انصرف

٠" نكتة رملية"رأى ...

ويحموا التمثال من الشاطئاستأجرهم ليجذبوا بتجمعهم رواد ..بعض الصبية يحيطون بالعجوزاستشاط العجوز غيظا عندما مر به ..ريال في اليوم أجرة الواحد منهم..عبث األطفال اآلخرين

لكن الرضا والزهو غمراه عندما ..رجل وقور لم يعر تمثاله الذي أوشك علي إتمامه أدنى اهتمام ٠قي على التمثال ظل رهط من الرجال الكهولاستل

...هذا التمثال تجسيد للمدرسة الـ..قال أحدهم٠ـ اهللا اهللا :سأله آخر ..؟"نظريتك" بنيت عليها يـ وما هي األسس الت

..على الشاطئ " موجودة"ـ ألن التمثال مصنوع من أشياء ٠" كعب زجاجة"يل التمثال فالرجل استخدم في تشك٠قاطعهما ثالث... ـ بل المدرسة الـ

إذا نظرتم للتمثال من الزاوية التى : وبعد تنهيدة عميقة أردف ٠قال رابع٠ـ ال هذا وال ذاكفصاحبه يدفع رياالً لكل صبى ... تجسيم حي للمدرسة الـ" بروفيله"أنظر إليه منها ستكتشفون أن

ثال عندما أصر على أنها أجج اقتراح رجل خامس الحوار حول مدرسة التم..من حراس التمثال ٠تمثال " مجرد"وكانت حجته أن التمثال ... المدرسة الـ

...

بينما الجميع منشغل في النقاش ارتفع بكاء طفل صغير يريد أن يقضي حاجته وال يجد مكاناً أم الطفل التى تبحث عن مكان يقضى طفلها فيه حاجته بعيداً عن أعين الناس ..احتار الكل..لذلك

٠حول المدرسة الفنية للتمثال والرهط ...

فشل الجميع في االتفاق حول مدرسة التمثال الفنية فاقترح أحدهم االبتعاد عنه أكثر حتى يمكن ٠رؤيته من بعيد رؤية شاملة بينما بكاء الطفل يزداد ويزداد

... دم احت٠انهمك الرهط في الجدل بينما أوشك قرص الشمس أن يغوص عن آخره في مياه البحر

وعندما أوشكوا على التراشق باللكمات توقف بكاء الطفل الحائر الواقف ٠تراشقوا بالكلمات٠نقاشهمبالقرب من كومة من رمال الشاطئ تعلوها بعض أوراق الذرة المشوي وعدد من أغطية زجاجات

٠المرطبات

نعناع

نسخ لذلك قرر أن يقوم منذ أن أصدر مجموعته القصصية لم يوزع منها إال عدداً محدوداً من المحاور قصصه هي ٠هو كاتب ملتزم بقضايا وطنه ومشكالت شعوب العالم الثالث٠بنفسه بتسويقها

ومجتمع مثالي طالما صاغ أحالمه به كلمات فوق سطور صفحات قصصه ٠الحق والخير والجمال...

غالفها عرضت نسخ مجموعتك حتى أزال ضوء الشمس ألوان : قال له أحد أصحاب المكتباتكل القصص المكتوبة فوق صفحات صفراء اللون نفذت نسخها ٠ومع ذلك لم أبع وال نسخة واحدة

٠تذكر صاحبنا أنه اختار لمجموعته القصصية ورقاً ناصع البياض ..عن آخرها إال قصصك...

أبلغه أحد أصدقائه أن مكتبة جيل اليوم تريد عدة نسخ من مجموعته لتعرضها في معرض استقل حافلة عامة وذهب ٠أحصاها فوجدها عشرين نسخة٠ناول مجموعة من النسخت٠الكتاب ٠للمكتبة...

:عند عودته مر علي مكتبة أخرى سبق أن أودع لديها عشرين نسخة من مجموعته قال صاحب المكتبة ناصحا٠ًإنك إن فعلت فستكسب ذهبا٠ًر موضوعات قصصكـ أال تغي

٠ أقوم بتسويقها يوأنا الذ٠دفعت تكلفة نشر المجموعة يأنا الذ٠ال ما أكتبإـ لن أكتب ٠الناس ال تريد أن تقرأ ما يشغلك ٠ـ إذن أكمل الموضوع واقرأها أنت ٠سأكتب ما يمليه علي ضميري ٠ـ وأنا لن أكتب عما يشغل الناس ٠ أودعتها لدى فهي تشغل حيزاً وال تحقق ربحاً يـ إذن ها هي النسخ العشرون الت

... وذهب ليستقل الحافلة عائداً إلى ٠صمم أال يحيد عن طريقه٠الكهل نسخ مجموعتهاحتضن

:وبينما هو يفكر ألقى أحد الباعة الجائلين شيئاً فوق ركبتيه ثم أخذ يصيح ٠بيته ٠" ساغ بس"عشرة ٠يمنع الدوخة٠األسنان" ينضف"يجلي الصوت و٠ـ النعناع

...

أدرك أن ما في اللفافة مجرد سكر متجمد ٠في فمهوضع قرصاً منه ٠النعناع" باكو"فتح صاحبنا وفجأة ٠عاد البائع من مؤخرة الحافلة ليجمع ما سبق طرحه علي أجسام الركاب٠مخلوط بالدقيق : كل راكب بإحدى نسخها مناديا يأخذ يلقي علي ركبت٠أخرج نسخ مجموعته٠هب صاحبنا

٠م الفرق بين الشمال والجنوبإفه٠إعرف مشكالت العالم التالت٠غذى عقلك٠ـ إقرا يا أستاذ...

فيلم " فيه"الليلة : همس أحد الركاب في أذن الجالس بجواره وهو يطالع إحدى الجرائد المسائيةيلعلع في جوف الحافلة " الكاسيت"أفلتت دمعة من مقلتي صاحبنا وصوت ٠"سكس"حلو قوى كله

بعدها أخذ في جمع نسخ ٠مكوز المحبة إتخر: بأغنية لمغنٍي أجش الصوت تقول كلماتها لم تعتريه الدهشة ٠أحصاها٠نظر إلى قصصه في حنو٠هبط من الحافلة عند أول محطة٠مجموعته

٠ نسخة وزعها قد أصبح عددها ثالثونيعندما وجد أن النسخ العشرين الت

حمام

في طفولته شاهد فيلما للريحاني يظهر فيه بشخصية األستاذ حمام فأحب أن يكون أستاذاً غير أنه ظن أن الناس سوف تأكله ٠يا حمام: كان يطير فرحا كلما ناداه والده قائال ٠وقد كان..مثله

٠إذا استمر يحمل هذا االسم فقرر أال يأكل الحمام ...

منتصبة " غية"ولديه " غاوى حمام"وعندما تزوج كانت فرحته ال حد لها عندما علم أن حماه بفارغ الصبر ليقضى النهار وبداية " األسطى سيد" يوم إجازة كان ينتظر ..فوق سطح منزله كفنار

األكل بالذرة " معالف" المياه ويعيد تعبئة يمساق"ينظف ..يرعى الحمام" الغية"المساء معه داخل أحد الزغاليل ويتابع " تزغيط "يكانت أسعد لحظاته عندما يتول..الرفيعة والفول والذرة الصفراء

٠ لكنه ال يأكله إذا ذبح بعد ذلك عملية نموه يوما بعد يوم...

يستمع باهتمام ويستمتع بما يرويه صهره عن قصص وفاء الحمام لصاحبه وطالما " حمام"كان من الزغاليل ثم باعه حماما كبيرا وبعد عدة أيام عاد الزوج " زوجا"قص عليه أنه اشترى ذات يوم

ف عن العودة ذات مساء فأدرك أنه استقر في ليه فيبيعه ويعود إلى أن توقإليه فظل يبيعه ويعود إ ٠معدة آخر مشترٍي له

... كان ما يحير صاحبنا هو تلك األلفة والعالقة الحميمة بين الحمامة واإلنسان والتي تنتهي في

لماذا ينفق اإلنسان ماال كثيرا ..لحظة واحدة عندما يراه محشواً مطهواً أو مشويا فوق صفيح ساخنكانت إجابة هذه التساؤالت هي العزم ..تربية الحمام ثم بعد ذلك يبيعه أو يأكله ؟ووقتا طويال في

لقد أكد األستاذ حمام قراره السابق ..من جديد علي عدم أكل أية حمامة رباها أو رآها قبل ذبحها ٠بأال يأكل الحمام في يوم من األيام

... من حضر مناقشة الرسالة في مطعم لكل" حماميا"عندما حصل علي درجة الدكتوراه أقام حفال

وعندما انتقل إلى شقة جديدة ..تناول الكل الحمام إال هو..متخصص في تقديم أشهي أطباق الحماموعدة " المعالف"و" المساقي"صغيرة فاشترى عددا من األقفاص و" ِغية"بلكونتها إلي "قرر أن يحول

مام األستاذ حمام يطير حول العمارة في أزواج من الزغاليل وما هي إال أشهر قليلة حتى كان ح ٠ويستقر فوق أقفاص البلكونة مسببا متعة ال حد لها لصاحبنا " مغربية"كل

... سنوات قليلة مرت حانت بعدها فترة إعارته للعمل بالخارج أخيرا حانت ساعة افتراقه عن

الذي طالما انقض علي تلك البيضاء البضة التى تطير فتتقلب في الهواء وذلك األسود: حماماته لقد ولد ..وهذا القابع في ركن القفص ينظر إليه بعيون كسيرة..يده أثناء إدخاله الطعام إلى القفص

اتخذه صهره خبير الحمام بعد يكان القرار الصعب الذ.. صاحبنايفي هذا القفص وتربي علي يد ٠أن رفض نقل حمام األستاذ حمام إلى غيته هو الذبح

ة الغذاء بالحمام المحشو والمشوي والمسلوق وبدأ المودعون في تناوله بشغف ونهم امتألت مائدالجوع يقرص معدته واآلكلون حول المائدة ..وصاحبنا قابع في حجرة مكتبه يتذكر حماماته

في أحد " يالقَصر"تذكر ..يحدثون بشفاههم وألسنتهم أصواتا تعبر عن مدى استمتاعهم بأكل الحمام ..نشر في الجريدة إعالنا عن مكافأة مجزية لمن يحضر له حمامة تائهةأفالمه وقد

... عادت به ذاكرته إلى أيام كان يضرب عن الطعام فيتركه والده حتى ينهكه الجوع ويراه وهو

خفتت أصوات ..يتسلل إلى حجرة المطبخ بحثا عن بقايا الطعام فيفاجئه بأنه قد استبقي له بعضهسمع حديثا هامساً بين زوجته ووالدها يدل علي التهام الحمام ..المالعق والسكاكين

ثم سكتت أصواتهم وساد هدوء قيلولة ..بلكونة الشقة لشرب الشاي"انصرف الجميع إلى ..بالكاملوهنا تسلل األستاذ حمام كعادته القديمة إلى المطبخ فوجد زوجته قد تركت له زوجا من ..الظهيرة

٠ان زوج الحمام قد استقر في بطن األستاذ حمام بعد لحظات ك..الحمام المحشو

هارون

يعلي درجت الحاصلة ثم تنهال قبالت أقارب وأصدقاء الحاصل لتوه أو٠مبروك٠مبروكتنعكس الفرحة علي وجوه الجميع بينما تضئ وجه عم هارون سعادة ٠الماجستير أو الدكتوراه

هو أقدم سعاة ٠ يعمل بهيكلما تمت مناقشة رسالة جامعية في القسم الذ٠ماهكذا حاله دائ٠رضيةوقام بنفسه بإعداد قاعة المناقشة وتزيينها لكل منهم واحدٌ بعد ٠ساتذة عرفهم طالبااألغالبية ٠القسم

٠ قضاها في عمله ياآلخر عبر السنوات األربعين الت...

كما يطلقون " بركة"م هارون معهم فهو رجل ما من رحلة علمية يقوم بها القسم إال وتجد عفبعضهم كان يقلد أستاذه ٠عليه وكثيرا ما كان يذكّر بعض األساتذة بما كانوا يفعلونه وهم طالب

ثم أصبح يرى طالبا يقلدون ٠في بعض حركاته والبعض اآلخر كان يقلد طريقة شرح الدروس بس يا راجل : ن يفعل ما يفعل به داعبه مازحا وعندما نبه أحد األساتذة إلى أنه كا٠هؤالء المقلدين

٠يا عجوز...

ستاذألفمثلما يرتدى ا" بدلة المناقشة"كان هارون كلما أعلن عن إحدى المناقشات يرتدي من ذات قماش رداء العمل لكنها أنيقة " تفصيل"خصص هارون بذلة " المناقشة"روب"والطالب

٠نظيفة ال يرتديها إال عند كل مناقشة ...

المناقشة يعود فرحاً إلى منزله حامالً ما منحه الحاضرون من نقود وحلوى " فرح"وبعد انتهاء تكد ليل نهار يالمثابرة الت٠تلك الفتاة الرقيقة الهادئة كالنسمة٠فاطمة٠لي زوجته وإفيقدمها سعيدا

يعمل به عمها يالذمن أجل الحصول علي ثانويتها العامة بمجموع يؤهلها لاللتحاق بالكلية والقسم ٠وأمنيته هو أيضا٠أمنيتها في الحياة٠لتحصل علي درجة الدكتوراه

... التحقت فاطمة بالكلية المأمولة وبالقسم ذاته غير أنها وهارون اتفقا علي التظاهر بأنهما ال

تستحقها فعال فال يبدى بعض يهي من أجل أن تحصل علي الدرجات الت٠يعرفان بعضهماوهو ألنه أراد أال يعرف أحد من ٠اطفا معها ويساعدونها بأية طريقة نظرا لصلتها بالعماألساتذة تع

٠األساتذة هذه الصلة حتى ال تشعر هي باإلحراج بين زمالئها

... يوم مناقشة رسالتها لنيل درجة الماجستير أخذ العجوز يجوب طرقات ٠فاطمة" فرح"وفي يوم

تمم علي ٠رتب المقاعد٠شة قبل المناقشة بوقت طويلالمناق"أرواب"أحضر ٠المبنى كالحمامةثم أمضى ٠نظم باقات الزهور فاليوم يوم عيده٠تأكد من تثبيتها٠اللوحات المعلقة علي الحائط

٠الوقت السابق للمناقشة في مالحظة عقارب ساعته...

كان يدخر كل قرش يتحصل عليه من أجل ٠كم عانى العجوز حتى شهد ذلك اليوم لم تحصل علي كتاب أو مذكرة بال مقابل منذ التحاقها بالقسم وحتى يوم ية التفاطم٠فاطمة

٠مناقشتها وقد كان العجوز يستطيع الحصول علي كل ذلك ولكنه أبى : وهو في قمة سعادته وفاطمة تلقي ملخص دراستها همس أحد األساتذة في أذن العجوز مازحا

!خد الماجستير ؟هوا انت اللى ها تا٠فرحان كدا ليه يا هارون ـ أنا اليوم حصلت عليها

انت بتحبها وال إيه؟؟: وقال آخر مداعبا ـ باحبها موت

... وقبل التقاط الصور ٠ما أن انتهت المناقشة حتى انهمرت قبالت زميالت فاطمة وصديقاتها

فوجئ الكل ٠ثم٠التذكارية ومن بين دموعها نظرت فاطمة إلى هارون نظرة تدعوه لالقترابوقبل أن يتساءل أحد أجاب بصوت ٠لعجوز فاتحا ذراعيه لترتمي فاطمة في أحضانه باكيةبا

يفاطمة ابنت: متهدج وكلمات مرتعشة تسبقها دموع فرحه ...

وفي حجرة رئيس القسم عرف الجميع القصة التى أخفاها عنهم ٠عقدت الدهشة ألسنة الجميعما تنبهوا إلى اسم والد فاطمة المكتوب غير أن دموع الجميع سالت عند٠هارون سنوات عديدة ٠كان اسما آخر غير هارون ٠علي إعالن المناقشة

شحطوط

أم ٠هو وزوجته٠عندما ولد شحطوط أصبح عدد أفراد أسرة صابر عشرة أفرادعشرة ٠تماما كعدد ما ورثه عن أبيه من أرض زراعية٠وسبع بنات وشحطوط٠شحطوطشحطوط إلى الدنيا بعد محاوالت عديدة إلنجاب الذكور أسفرت عن البنات جاء ٠قراريطألن ما سبقه من مواليد ذكور سبقوه أيضاً ولكن " ليعيش"وعندما ولد أسماه أبوه شحطوطاً ٠السبع

٠إلى الدار اآلخرة فور والدتهم...

مد عليه في كما أن أباه كان يعت٠لم يتمكن شحطوط من االلتحاق بالمدرسة لضيق ذات اليدكانت هواية شحطوط المفضلة االستحمام في الترعة ٠مساعدته في زراعة األرض

٠والخوض في مياهها الصطياد السمك خالل السدة الشتوية٠صيفا...

كبرت أخوات شحطوط وطُِلبن للزواج واحدة تلو األخرى وهو يساعد أباه في تجهيز من تستعد وأال ٠لكنه كان ينوى أن يكتفي بولدين أو ابنتين٠اآلخركان يحلم بأن يتزوج هو ٠للزواج منهن

٠مثله" يتشحططون"حتى ال ٠يجعلهم يساعدونه في العمل...

وعندما تزوجت أخته األخيرة لم يجد ما ينفقه من أجل الزواج بعد أن شاخ أبوه ولم يعد قادراً فلم يعد عائد ٠بويهفكان عليه أن يعمل ليل نهار من أجل اإلنفاق علي أ٠علي فالحة األرض

٠األرض مجزياً...

أصر شحطوط ٠ألقي عليه السالم٠ذات مساء وهو جالس أمام داره مر عليه صديقه عبد الستارأن يشرب الصديق الشاي معه ويقص عليه حكاية سفره الى الخارج وما تحصل عليه من

لدولة التى يعمل وعد عبد الستار شحطوطاً أن يدبر له عمالً في ايوبعد شرب الشا٠أموال ٠ينتظر..بعد أن يدبر مبلغاً من المال ويستخرج جواز السفر و٠بها

...

لم ينتظر شحطوط طويالً فبعد أن تمكن بِشق األنفس من إقناع أبويه بالموافقة علي بيع لى الخارج إوالمعاناة الشديدة التى لقيها من أمة قبل أن توافق علي سفره ٠جاموستهم الوحيدة

٠لة عبد الستار وفيها تفاصيل عملية السفر جاءته رسا...

تعاقد شحطوط علي العمل كمزاِرع لكنه فوجئ عند وصوله إلى البلد الشقيق بكفيله يخبره بعدم وتصرف " يتصرف هو"وأن عليه أن يعطى هذا الكفيل راتبا شهرياً و ٠وجود عمل له

لمال نتيجة عمله المضني دفعه وكلما ادخر مبلغا من ا٠باع الخضروات في سوق البلدة٠شحطوطلشرطة بلد االغتراب أودع " غزوة"وفي آخر ٠كغرامة لمخالفته مهنته المثبتة في جواز سفره

٠" كمجرم حرب"شحطوط السجن ليرحل إلى بلده ...

عاد كهال مهدود الحيل بعد أن استهلكت غربته ما تبقي من ٠من جديد" ليتشحطط"عاد شحوط من العمل بعد أن استضافه أزواج أخواته بالتناوب حتى يدبر أمره ثم كان البد له ٠صحته لكن

لى العاصمة حيث إنصحه جار له بالذهاب ٠بحث عن عمل في قريته فلم يجد٠ملوا بقاءه بينهمكان عليه أن ينتظر ٠عرضته كهولته للمهانه٠عمل هذه المرة في مجال المعمار٠الرزق الوفير

٠ار المقاول الشباب أوال ثم الكهول بأبخس األجوردوره في آخر الطابور بعد أن يخت...

حيث كانت رغم مرارتها تمثل له الزمن الجميل الذي صار يحلم يتذكر شحطوط أيامه الخوالخيرا رضيت دنياه عنه أو٠بعودته كلما اعتصرته آالمه الجسدية التى أقعدته عن العمل الشاق

إحدى المدن الجديدة الخالية أيضا من وحصل علي وظيفة حارس عقار خال من السكان في ٠السكان...

فحسب فقرر بعد أن تخطى " واربته"لم تفتح فمها كله وإنما " قليال"ابتسمت الدنيا لشحطوط لكنه بكى كثيرا فقد كان يتمنى أن يكون أبواه علي قيد ٠الخمسين من عمره أن يكمل نصف دينه

مثله علي الزواج والحياة معه " مشحططة"ق مع أرملة اتف٠الذي تأخر كثيراً" فرحه"الحياة ليشهدا وبعد أن جمع ماالً يصلح كمهٍر لعروسه توكل علي اهللا واشترى لوازم " البيه البواب"في حجرة

٠الفرح وهدايا العروس...

دفع ظهر كفه ألعلى وكأنه يطرد الهواجس كما يطرد ..المنحوس منحوس: هاجمته هواجسه ٠في محطة السكة الحديدية " الدرجة الثالثة"جرد اقترابه من شباك الذباب الذي هاجمه بم

أبلغه موظف..ـ ال يوجد أماكن...

يعرف طريقة " شحطوط"كان ..." جتْ الحزينة تفرح"تذكر عروسه المقبلة فعاودته الهواجس في فحشره حشراً" البلطجية"دفع اإلتاوة المعتادة ألحد ٠"مخزن القطار"ذهب إلى ٠السفر جيدا

وبعد أن أرغمه بلطجي آخر " الشياط"مقعد جماعي مكتظ بالركاب في عربة تفوح منها رائحة علي شرب كوب من الشاي بأضعاف سعره بدأ القطار في التحرك ورائحة الكيروسين تغطى

٠المكان ...

وقبل أن يتوقف القطار تماما في المحطة كان مئات الركاب قد اندفعوا داخل عربة شحطوط أوضاع الركاب أصبحت ٠لم يعد لشحطوط مكان محدد يجلس فيه٠لي يوم حشرإتحول الموقف لي

صياح وعراك وتشبث باألماكن ومحاوالت زحزحة ٠وكأنها لوحة من لوحات سخرية الزمن "زحزحة القارات"أقوى من نظرية

... لركاب وما أن عادت حتى عاد ا٠لم يهدئ الموقف قليال إال انقطاع الكهرباء عن العربة

استمر العراك لعدة كيلومترات وفجأة اشتعلت النار في العربة وخمدت كل ٠لمشاحناتهمتفحم الجميع فامتأل داخل العربة برائحة اللحم ٠لم يعد يتجول فيها سوى الموت٠األصوات

٠المشوي قبل يوم واحد من عيد األضحى" البشري"...

لقد ٠التعرف علي ما تبقي من جثتهمشرحة المستشفي فشلت جهود أخوات شحطوط في "وفي لى مثواه األخير في مقابر الصدقة إورحل ٠انصهر جسد شحطوط مع أجساد بقية الركاب

٠"مشحططاً"

الحلم

ما أن قرأها وليد حتى انهالت عليه ألفاظ التأنيب كمدفٍع رشاٍش "..أيها الشاجبون فوق الثرى"ـ :من فم األستاذ حافظ معلم اللغة العربية

العام القادم ستلتحق بالجامعة ومع ذلك ٠أيها الراقدون تحت الثري: اقرأ البيت بطريقة صحيحةـ !ال تعرف قراءة الشعر قراءة سليمة ؟

قال وليد وقد ارتسمت علي وجهه عالمات التحسر ممتزجة بالالمباالة ٠ـ ال فرق يا أستاذ ٠" القرف"و

أن أدرك أن تلميذه قد قرأ بيت الشعر ببصيرته وليس ثم ابتلع بقية العبارة بعد ..ـ عيب يا ولد ياأعاد ٠ارتمى علي كرسيه كجلمود صخر حطه السيل من عٍل٠تصبب عرق األستاذ٠ببصره

نقر المنضدة ٠رفع نظارته التى انزلقت حتى طرف أنفه المعقوف والمست شاربه الكث الطويل :سات نظر إليه من فوق العد٠بعصاته وكأنه يحاكم التلميذ الواقف

!ـ ماذا تريد أن تقول يا ولد ؟ !ـ لقد جاوز الظالمـون المدى مليـون مرة فماذا فعلتم يا أساتذة ؟

اسأل أباك٠ـ فعلنا الكثير ٠ـ استشهد في حرب الخليج الثانية

ـ أكان يحارب في صفوف قوات الغزو أم قوات التحرير ؟؟ ٠قبل توجهه للمطار بلحظات ـ كان يعمل معلما وقد دهمت مدرسته أقدام األخوة

٠ـ اسأل جدك وأرجوك ٠ عندما تطوع ضمن قوات الدفاع الشعبي لحماية مصر١٩٥٦ـ استشهد في حرب عام

٠أال تطلب مني أن أسأل أمي ك ؟و استشهد فيها جدك وتلك التى استشهد فيها أبيـ ما هو الفرق بين الحرب الت

دي دفاعا عن األرض والعرض أما في الثانية فقد في األولي استشهد ج٠ـ فرق السما من األرض ٠راح ضحية طمع األخ في رزق أخيه٠مات والدي بال ذنب وال قضية

ـ ولماذا قرأت بيت الشعر بطريقة مختلفة ؟

ـ ألنه كان من المفروض أن يكتب هكذا فأشعاركم ذاخرة بمصطلحات ذات مضامين بعضها لم نره أبدا كالسؤدد الذي كنت أعتقد ٠امعانيها أقل من عدد حروفه٠سقطت بالتقادم٠نسبية

٠أنه طائر خرافي كالرخ ـ أري أنك متحامل أكثر من الالزم

لقد ٠ـ كنتم تحلمون بالوحدة أصبحنا نبحث عن التطبيع ـ أكمل وليد دون أن يلتفت لتعليق أستاذهلكنني ٠ال الغدانبههكم الشاعر مبكراً إلي ما سوف يحدث لكم يوم قال أنه يرى اليوم موعدكم

٠لم يفهم حتى اآلن " األبي"فهذا ٠أعتقد أنه لم يحالفه الصواب عندما وصف األخ باألبي !ألسنا شعباً واحدا ؟٠من نحن ومن أنتم٠نبهكم٠ـ يحدث لكم

علمتمونا ٠أنتم مسؤولون عما نحن فيه اآلن٠ـ نحن لسنا مسؤولين عما كنتم فيه وجرى لكمفي كل مكان عدوان وفيه ٠في لبنان٠في الشيشان: عشق القوافي الكالم فقط أصبحنا ن٠الكالم " طرشان"أيضاً

أن كافة الحدود العربية ـ العربية من وضع قوى أجنبيةيعلم يا بنإـ ـ لماذا ؟

لم ٠ وأبي رجلين عمليينيلقد كان جد: لم يجد األستاذ إجابة عن سؤال تلميذه الذي أردف بين الدول " التطبيع"لقد بدأت أخبار ٠نا محافظين علي وطنهمايكونا حافظين للشعر بقدر ما كا

!!يا أمة شربت بترولها األمم ٠العربية تظهر علي صفحات الصحف ـ نحن نسعى للسالم ٠فمبادرتكم األخيرة عانت الكثير من اختالفاتكم قبل أن يرفضها عدوكم٠ـ تقصد االستسالم

٠مصارين البطن تتعارك٠سرة الواحدةـ مثل هذه المشكالت تحدث حتى بين أفراد األلن يهدأ إال بعد القتل أو ٠ولهذا لن يهدأ عدوكم حتى يبيد معظم شعوبكم٠ـ لكنها تهدأ بعد األكل

إبادة كاملة يا أستاذ والزلتم٠أرأيت ماذا حدث ألشقائنا من ذبح وتقتيل وإذالل وتهجير٠األكلويبدو ٠حتى بعد أن أعلن عدوكم صراحة أنه سيبيدكم الزلتم به تتمسكون٠متمسكون بخياركم

صبحوا أوهم فعالً ٠أنكم سوف تتمسكون به حتى نهاية الكون بينما هم يتمسكنون حتى يتمكنون :أقصد راعي السالم ثم التفت إلى زمالئه منشدا ٠متمكنين ومتحكمين في راعيكم

ة يا كراميا ساد" يالراع"يقول وهو المسؤول عن وهم السالم

يعن العربان سألون وانا في العرب ال أفهم وانا لو واهللا عبدوني

ال ها فعل شيء وال اتكلم لغاية شارو ما يخلّص ِدبيح في الناسِِ ويهدم وييجى العرب كلهمو داهو يركع ودا يسلم

... عن العربان سألونى

ب ال أسألوانا في العر عشان خاطرك يا صهيوني

ال أتكلم وال أفعل لغاية شارو ما يدمر كرامة كل عربٍي وبعد شوية يتفاوضوا ونرجع تانى م األول

:وتقول الرعية ذات الطلعة البهية

يا راعى السالم خيارنا السالم

!لماذا العجب دا ِمن قام ِندم ومن خاف سلم

لعربسياسة ا يا راعى السالم دا آخر كالم

نوينا الهرب

والتهبت أكف الطالب بالتصفيق الحاد...

وقف محتداً بينما أخرج وليد كل ما في قلبه فارتاح ٠ازداد انفعاله٠تعب األستاذ من الحوار :وجلس متمتماً

٠دعوها نائمة فالكسل عسل والعسل وصل ..ـ األمة نائمة لعن اهللا من أيقظها عقّب األستاذ٠ عندما كنت في مثل سنك كنا نغنى للوحدةـ

ـ عندما كنتَ في مثل سني كنتَ تستمع إلي نشيد الوطن األكبر لمجموعة الفنانين العرب وبعد أرجو !! لي نشيد الحلم العربي أيضاً لمجموعة الفنانين العرب إأربعين عاما أصبحنا نستمع

٠د المسموع هو الوطن الحلم عندما أكون في مثل سنك أال يكون النشي...

وهنا طوى األستاذ حافظ تلك الخريطة المهترأة التى تضم مجموعة من الدول المترامية عبر : قارتي آسيا وإفريقيا والمعلقة علي الجدار منذ أن تسلم عمله قبل أربعين عاماً ثم صاح محتدا

٠" أبي"انتهي الدرس يا

والنهر العجوز

أخيراً بلغ الكهل المكان الذي يجلس فيه دائماً علي شاطئ النيل عندما يكون بحاجة إلي اإلنفراد وإنما كان يبث أحزانه ٠في الحقيقة لم يكن يجلس وحيدا٠ًبنفسه كما تعود أن يفعل طوال عمره

٠أمواج النهر لتأخذها بعيداً بعيداً بعيداً لتذوب وتتشتت ...

غير بعيد عنه رأى رجالً ٠احتفظ بالقشر٠تناول بعضه " كيس التسالي"يبه أخرج من ج٠جلستذكر قدماء المصريين عندما كانوا يتباهون بعدم تلويث ٠يقذف ببقايا طعامه فوق صفحة النهر

أسماها إيزيس ف أنثيت جاءالو كان مولوده األول ذكراً ألسماه حابي لكنه٠إسم جميل٠حابي٠النيل٠

... انتظر أن تحملها مياه النهر بعيداً عنه كما ٠ا في قلبه من شجون آهات وزفراتأخرج الرجل م

رغم أن أمواج ٠لكن صفحة الماء كانت ساكنة٠ظلت تفعل طوال السنين التى انقضت من عمره :سأل الرجل النهر عن السبب ٠النهر كانت تتحرك أمامه إال أن أحزانه لم تفارق المكان

وأخرج لك ما في ٠سوف أبوح لك بأسراري٠ أحزانى وشكاواي سوف أبثكيـ اليوم أنا الذمنذ آالف السنين وماليين من البشر يجلسون إلي جواري لكنني أشعر أنك قريب جداً من ٠قلبي ما اسمك ؟٠قلبي

ـ أحمد ـ أهالً وسهالً ومرحباً

٠لياليك لم تعد لياليك ٠أيامك لم تعد أيامك٠لكنك اليوم متغير٠ـ أهالً بك تنهد النهر٠آآآآٍهآ٠ـ آٍه

... عبد "نعم تلك هي اآلهة التي غناها العبقري الراحل ٠تذكر العجوز أنه سمع هذه اآلهة من قبل

"محمود حسن إسماعيل"في قصيدة النهر الخالد التي أبدعها العبقري الراحل " الوهاب ـ ألهذه الدرجة أنت مهموم ؟

ـ وأكثر يا بني ٠تأكد أنه فعالً قريب من قلب النهر ٠ حابي يا بنيشعر الرجل بالفخر عندما قال له

أبوح بأسراري وقد توسمت فيك الطيبة والحنان٠ـ يا بني أنا أريد أن أتكلم ٠"ييا واهب الخلد للزمان وساقي الحب واألغان٠"ـ لقد ورثتهما عنك أيها العظيم الخالد

٠ياتي لذلك سأروي لك قصة ح٠تتألم لما يحدث لي٠ـ أشعر أنك تخاف علي موصل جيد "أنت ٠حضارتنا٠حياتنا٠الحبيب طوال التاريخ تروي أرضناالنيل انت أيها ـ

" للحضارة :أعجبته كلمات العجوز فقال٠ابتسم النهر

ـ ألول مرة أسمع هذا التعبيرأنت تأتينا من السماء مطراً ٠بل تستحق أن نموت فداء لك٠ـ أنت تستحق كل احترام وتقديس

أرضنا قبل أن تعود مرة أخري للسماء بخاراً لتعيد الدورة األزلية منذ أن خلقنا اهللا لتروي ظمأنا و ؟!علي هذه األرض فكيف ال نحترمك ونقدسك

... لكن ٠ثم هز رأسه تحسرا٠ًليت كل من يشرب مني يشعر بما تشعر به أنت: تنهد النهر وقال

: فعاود االبتسام وقال األثير حمل إلي أسماعه كلمات ونغمات قصيدة النهر الخالد ـ هذه القصيدة الجميلة قيلت في

بلحظاتيرغم أنني التقيت بك بعد والدت٠ أحبك قبل أن أراكيـ هذه القصيدة جعلتن ـ كيف ؟

يعندما كنت كتلة من اللحم الغض أحاطون٠ ببعض منكيـ فور خروجى من بطن أمي غسلون ٠ضن الماليين التى عاشت وتعيش علي خيرك كم تحتييومها شعرت أنك تحتضنن٠بمياهك الدافئة

قل لي كيف ٠لقد أنساني حديثك الشائق بعض شقائي وشجوني٠ـ شعور جميل أشكرك عليه ؟يجعلتك القصيدة تحبني قبل أن تران

وعندما التحقت بكلية اآلداب جامعة ٠ـ أنا مولود في مدينة ساحلية تصلها مياهك عن طريق ترعةأيامها كانت مصر تعاني محنة النكسة فكنت ٠يا يقع غير بعيد عن شاطئكالقاهرة كان قسم الجغراف

التى كانت " إذاعة أم كلثوم"صغير أستمع منه إلي " راديو"أجلس علي شاطئك قبل المغرب ومعي ...تذيع أغنية النهر الخالد باستمرار

ـ إذن فأنت تعرف عدد فروعي قديماً ٠ ـ نعم كانوا سبعة قبل أن يصبحوا اثنين

فقد سبقني إلي ٠ـ أضف إلي معلوماتك أن فروعي لم تكن سبعة فقط بل أنا نفسي أحمل رقم سبعة ٠الوجود ستة أنهار نيل قبلي

أنهار النيل "رشدي سعيد بعنوان ٠فقد قرأت مقاالً لجيولوجي مصري شهير هو د٠ـ أعرف ذلكجود طبقات من المياه أتعرف أنت أن جريدة األهرام قد نشرت مؤخراً خبراً عن و٠"السبعة

الجوفية تحت الصحراء الغربية في مصر وفي غرب السودان وشرق تشاد ؟فقد اعتقد أحد الجغرافيين األلمان أن منخفضات الصحراء الغربية في مصر تمثل ٠ـ أعرف

٠أكمل قصة القصيدة من فضلك " نهر النيل الليبي القديم"أجزاء من مجرى نهر قديم أسماه ...

وز يشعر بالزهو وحابي يقول له من فضلكعاد العجعبد "ما أن تنتهي المقدمة الموسيقية الرائعة حتى يشدو ٠يا نهرنا الجليل" مغرقنا"ـ فضلك أنت

" الوهاب والسحر والعطر والظالل مسافر زاده الخيال "

"ظمآن والكأس في يديه والحـب والفـن والجمـــــال

ماذا فهمت منها ؟..لةـ مقدمة رائعة وكلمات جميمن السماء إلي ٠من الجنوب إلي الشمال٠طول الزمن وأنت تسافر٠ـ أنت المسافر يا نيلنا

تحمل في جعبتك زادك الجميل المؤلف من السحر والعطر ٠لي السماءإمن األرض ٠األرضففوق صفحتك أودعت أم موسى عليه السالم وليدها الرضيع أمانة في عنقك فحافظت ٠والظالل

ليه حتى رده اهللا إليها وغير بعيد عن مياهك اجتمع السحرة ليباروه بسحرهم فغلبهم أجمعين بأمر ع ٠ثم أن منظر الشروق أو الغروب عند شاطئك هو السحر بعينه ٠ربه

ـ هذا عن السحر فماذا عن العطر والظالل ؟ألم تسمع ٠ك عنبرؤن ماإثم ٠ـ كثيرا ما حملت مياهك سفن الفراعنة وهي تحمل البخور والعطور

:أغنية "اسمر حلو يا يا تبر سايل بين شطين يا"

" حليم"الراحل "وفيها يغني "الدنيا من بعدك مرة يا ساقي وادينا الحياة"

ـ والظالل ؟ ـ أجمل مكان يجلس فيه حبيبان مكان ظليل علي شاطئك

"في رياض نضر اهللا ثراها وسقي من كرم النيل رباها" يب لحبيبه عندما يقول حب

"إمتي الزمان يسمح يا جميل وأقعد معاك علي شط النيل" :فيك " األخطل الصغير"وال تنس يا نيلنا ما خطه يراع الشاعر اللبناني بشارة الخوري

أيها النيل يا حبيب الرياحين عيون األزهار نسج عيونك

حسدتك األنهار حين أتاهـــا أن آمـون من هواك وطينك ين حباً وِشعــراً فجناح الهوى شراع سفينكامأل الشاطئ

لثم الدهر راحتيك وغنى عبقـري األلحان تحت غصونك

بقدر ما أستطيع " أفرد طولي"أنا ٠ـ أنا طول بال عرض ألنشر الخضرة والنماء علي أوسع مديأطول أنهار ٠ا كيلومتر٦٧٠٠ يولهذا فطول٠ألنثر الحب والحياة في أكبر مساحة ممكنة

وقد ٠يعنى عشر مساحة قارة أفريقيا تقريبا٠ً مليون كيلومتر مربع٢,٥بينما مساحة حوضى ٠الدنيا اخترعت الزراعة علي ضفافي

إن مصر مدينة لك أيها النهر الكريم بحياتها وحضارتها ٠ـ لقد ولدت الحضارة علي هذه الضفاف ٠وعلومها وفنونها وسحرها وظاللها

... " الست"ف يا إبنى أنني كلما سمعت قصيدة صوت الوطن وأتعر٠أغلي إسم في الوجود٠ـ مصر

: تقول "بنى الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا"

نشيد الحرية " عبد الوهاب"الذي غنى مع " الكورس" أنا أنا أنا وكأنني أحد أفراد يأردد في نفس :وهو يقول

" أنا أنا أنايأنا يا مصر فتاك" وإال لما قطعت آالف األميال من منابعي الدائمة والموسمية أللتقي أنا أحب مصر أكثر منكم جميعاً

٠بها

ـ وهي تحبك يا حابي الخير والنماء أكثر من حبك لها...

هز النهر رأسه فيما يشبه األسى لكنه لم يرد البوح بما في نفسه حتى تظل الحالة النفسية التى :أردف ٠بلغها كما هي

التى هي جزء غاٍل منها بذراعي قبل أن ألتقي بالبحر ـ من حبى لمصر أحتضن دلتايسأظل أحبكم ألنكم تعيشون ٠أو ألقيتم في٠فمهما فعلتم بى٠لذلك٠كأنني أريد أال أفارقها٠المتوسط

لكنني ٠نكثيروأنا أمر ببالد عديدة ويشرب مياهي أناس ٠كنانة اهللا في أرضه٠علي أرض مصر ٠وأقدم الحضارات البشرية ٠مة في التاريخأول أ٠وأحب أن يشربني شعب مصر٠أحب مصر وعلم المساحة.. علمتها النظام والهندسةيـ أنت الذ

لقد ٠ـ يالها من أيام جميلة وأنا أرقب البشرية وهي تخطو خطواتها األولي علي طريق الحضارة ففي أعقاب كل فيضان كان البد من٠توصل المصريون القدماء إلي علم المساحة التفصيلية بسببي

الزراعية قبل تأجيرها بطريق المزاد فتتم مساحتها بعد إتمام الزراعة لتنظيم يحصر األراض ٠جباية الضرائب

٠ـ أنت أيها النهر العظيم تسببت في وضع أول تقويم عرفه اإلنسان...

ابتسم ٠شعر النهر بالفخر والعجوز يعدد له ماضيه العريق فأخذ في استرجاع ذاكرته الحضارية :وأفاض

الشعري "..سوزيس" كانت تتوافق مع ظهور نجم يـ الحظ المصريون القدماء أن بداية فيضان ٠الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ٠اليمانية يعنى

"وأنه هو رب الشعري "٠في سورة النجم٠ـ نعمهذا النجم عندما كان يظهر ويتألق قبل شروق الشمس بقليل كان منسوب ٠ـ صدق اهللا العظيم

لذلك كان كهنة معبد آمون يعتبرون ظهوره بمثابة رسول سماوي يبشر ٠ي يبدأ في االرتفاعمياه ٠تماماً كما يحدث عند رؤية هالل شهر رمضان فيبدأ الصيام ٠بالفيضان

ـ لم تقل لي ما هي العالقة بين الفيضان ووضع التقويم ؟ ٣٦٥ن لنجم الشعري طولها ـ الحظ قدماء المصريين أن الفترة الفاصلة بين ظهورين متتاليي

يوماً أضافوا ٣٠ قسماً طول كل قسم منها ١٢من هنا جاءتهم فكرة تقسيم هذه الفترة الي ٠يوماً

إليها خمسة أيام جعلوها أعياداً آللهتهم وبعد عدة تحسينات استقر األمر علي النظام السائد "عبد الوهاب"نعود إلى ٠حالياً

: وهو يشدو ـ منذ صغرى وأنا استمتع بسماعه "شابت علي أرضه الليالي وضيعت عمرها الجبال"

صورة جميلة ٠تصورت الليالي وهي تشيب فيتحول لون شعرها األسود الداكن إلى لون المشيب ٠حقا

ـ األجمل منها ضياع عمر الجبالور فذرات تربتك الخصبة ما هي اال نتائج تفتيت مياه األمطار لصخ٠ـ هذه حقيقة يا نيلنا الحبيب

الصخور النارية تفتتها قطرات المطر لترسبها سهالً فيضياً خصباً علي ضفافك ٠هضاب المنابع ٠الكريمة

:ـ فكرتنى برباعية صالج جاهين عندما كتب

كام اشتغلت يا نيل في نحت الصخور مليون بؤونة وألف مليون هاتـــــــور

يا نيل أنا ابن حالل ومن ِخلفتك !ية بس األمور؟وليه صعيبة علّ

!! عجبي

كان ظاهرة فنية رسم وشعر وتمثيل٠ـ اهللا يرحمه ـ انت باين عليك بتحبه قوى

٠عشان كدا باحبك يا نيلنا الكريم٠ـ أنا باحب كل اللي بيحب مصر ـ انت باين عليك شاعر برضه

ب كمانـ أحيانا أكتب حاجات في حب مصر وأحيان لما أزعل منها أكت :ـ زى جاهين لما كتب

أنا مصر عندي أحب وأجمل األشيـاء

بحبها بعنف وبرقة وعلي استحـــــياء

وأشتمها والعن أبوها بعشـق زى الداء واسيبها واهرب في درب

وتبقي هــــــــي ف درب

وتلتفت تلتقيني جنبها في الكـــــــرب

تمام يا حابينا الحبيب ـ وانت كتبت إيه؟

: كتبت ـ مرة

لو يوم سكنتك يا جنــة ف قصريوِعشت فيك

ها ارجــــع يضرور واسيبك

وابوس ترابك يا مصر ياسـمرا يا تمـــــــر حنة

محـروسة في كل عصر مهما بتدى لغيرك خيرك دا مالوهش حصر منصورة ع اللى عاداكى دايما جنودك في نصر

"زعالن منها"أنت وماذا كتبت و٠حلوة قوي٠اهللا اهللا ٠ لها يخُجلني فسامحني ألنني لن أذكر لك ما كتبتيـ حب

... : بالماء البارد ثم قال ابتاللهابتسم النهر ابتسامة حانية وهم باحتضان الكهل لوال خوفه من

: ماذا فهمت من ٠ـ نعود إلى النهر الخالد ؟" ولم يزل يسكن الديار ويسكب النور للحيارى"

قديما عندما ولدت علي ٠قديما وحديثا٠طالما تجرى في ديارنا فأنت تنير لنا حياتناـ فهمت أنك فعلي هذه الضفاف البهية ظهر أول ٠ضفافك أول حضارة في الدنيا فأنارت الطريق لكل الحائرين

٠الموحدين قبل ظهور األديان السماوية

ـ تقصد إخناتون ـ نعم

ـ وحديثاً ؟ ٠بالكهرباء المولدة من مياهك بعد اندفاعها من السد العالي ـ حديثا ألنك تنير الدنيا

ـ أشكرك يا بنى أن ذكرتني بهذا المشروع العظيم فقد شهدت مولده فكرة كما أحسست به حجراً عاصرته ٠ويزيد من نمائها٠حجراً وهو يرتفع في إباء وشَمم ليوفر لمصر ماءها وينير سماءها

" عزيز أباظة" كما كتب الراحل "أضحى حقيقة ال خياال" إلى أن "حلماً فخاطراً فاحتماال"منذ كان

: ـ نعم فهو

عمل من روائــــــــــع العقل جئناه بعلم ولم نجئه ارتجاال" "٠يفتح الرزق وهو سد فينساب جنوباً في أرضنا وشماال

لي عن ثم أنه رمز لكرامة مصر في عهدها الحديث فقد كان امتناع البنك الدو٠ـ كالم جميلتمويل عملية إنشائه سبباً في استردادكم قناة السويس وظهور مصر كقوة إقليمية في مواجهة قوى

٠الظلم والطغيان للسد أغنية جميلة" عبد الوهاب"ـ لقد غنى

:التى يقول فيها " ساعة الجد"ـ أعرفها إنها أغنية

آخر بـاب للظـلم إنـــــسد واحنا وراه مالييـن تنعد

النيل ويقيموا السديحموا

: ـ تذكرنى هذه األغنية بنشيد الجامعة للست

يا شباب النيل يا عماد الجيل" تناديـــــــكم فهبوا هذه مصر "كل جمع في سبيلثم سيروا

لماذا لم تعد هناك ٠على فكرة٠ وتعنى سيدة بلغتكميأصلها فرعون" ست"ـ أتعرف أن كلمة كما كانت أيام زمان ؟أغنيات في حب مصر وحب نهرها العاطفية أكثر من أغاني يلقد انشغل شباب اليوم باألغان٠ـ أؤيدك في هذا يا نهرنا العظيم

لقد ضعف انتماؤه لقيمه ومثله بعدما جرفه تيار العولمة وأخشى أن ينسي بلده وقضاياها ٠الوطن ٠عما قريب

من مرة حاولت أن أقول ذلك أكثر ٠ـ ولكن يمكن تعويض ذلك باذاعة أغاني زمان الجميلةلكن صوتي ضاع في ضوضاء ٠للمسئولين بمبنى اإلذاعة والتلفزيون فهو يقع علي شاطئي األيمن

٠السيارات المارة أمامه ـ أنت صوت الوطن

: ـ وهذه أيضا من أجمل األغنيات الوطنية

" ودمىيأحبها من كل روح٠ وفي فمىي في خاطريمصر الت"

٠أغلبها مناسبات سنوية٠خالدة ال تذاع إال في مناسبات معينةـ هذه األغنيات ال ١٩٥٦ـ أذكر أغنية وطنية كادت تجعلني أترك مجراي وأذهب إلى منطقة القنال في عام

ألحارب مع شعب بورسعيد ـ وما هي ؟

: ـ رائعة محمود حسن إسماعيل

أنا النيل مقبرة للغزاة أنا الشعب ناري تبيد الطغاة الموت في كل شبر إذا عدوك يا مصر الحت خطاهأنا

سمعتها في ٠فقد كنت طفال عندما أذيعت ألول مرة٠ لها تفر الدموع من عينييـ بمجرد سماعشوارع مدينة بورسعيد وبكيت ألنني أحسست بمعانيها لكن صغر سني حال دون إسهامي في

٠الدفاع عن بلدي أنا أكاد ألمسها٠ا بنيـ يكفي شعورك النبيل ووطنيتك الدافقة ي

فكيف ال أحب مصر كحبك لها يا نيلنا الحبيب حابي؟٠ـ لقد امتألت عروقي بمياهك !ـ أال تريد العودة للنهر الخالد ؟

ـ الحديث معك جميل ونادى كالنسمات التى تهب من فوق صفحتك لتبلل ظمأنا في شهور ٠نعود يا نهرنا٠الصيف الحارة

ك يعيد إلي شبابيـ أكمل يا بنى فالحديث مع :ـ اسمع يا نهرنا هذه األبيات

سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل يسبح الطير أم يغنى ويسكب الحب للخليل وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة األصيل

إشرح يا حبيبي..ـ اهللا اهللافهذا الشاعر العظيم المولود في قرية ٠ تحملها هذه الكلماتيـ واهللا يا نيلنا أنا مبهور بالمعاني الت

المطلة عليك بمحافظة أسيوط أخاله كان يبلل قريحته بمائك العطر قبل أن يسطر هذه " النخيلة" ٠الدرر

ـ أقول لك أنا تفسير هذه األبيات ـ قل يا حابي الخير والنماء

حوار األزلي بين ـ أعتقد أن الشاعر وهو جالس علي شاطئي الجميل كما كتب قد أدرك سر الفالريح تستريح من طول سفرها باالستلقاء علي أوراق النخيل ٠الريح والنخيل الباسق علي ضفافي

ثم تبدأ في البوح بهمومها فينصحها النخيل باالرتماء في أحضاني بين أمواجي كما تفعل ٠العالي ٠أنت دائماً وتلقى بهمومك فوق صفحتي ألشتتها وأذيبها

باً يا نيلنا الحبيبـ لقد أصبحت أديثم يغنى ٠فهنا ظهر أول الموحدين كما تعلم٠أكمل النهر منتشيا٠ً يسبحن اهللا"والطير صافات"ـ

؟ "إمتى الزمان يسمح يا جميل"أتذكر ٠فرحاً كلما رأى حبيبين يتخذان من شاطئي مكانا للقائهما تُميلها الريح ناحية مياهي لكن اإلبداع كله والجمال كله عندما شبه الشاعر أغصن األشجار التى

بصبايا يشربن من خمرة األصيل :في أغنية شمس األصيل عندما غنت " أم كلثوم"ـ المعنى ذاته رددته

شمس األصيل دهبت خوص النخيل يا نيل تحفة ومتصورة في صحبتك يا جميـــــــل

:ـ أنا نفسي أسعد جداً كلما شدت

طولهاوالموجة بتجرى ورا الموجة عايزة ت تضمها وتشتكى حالها من بعد ما طال السفر

ثم مال علي أذن ٠ألنك عزيز علي سأبوح لك بسر ربما ال يعرفه الكثيرون٠ـ إسمع يابنى ٠! أنا من مواليد مصر: العجوز قائال في فخر

... ما كان العجوز يعلم ذلك من قبل لكنه آثر أن يسمع الحكاية من النهر الذي تهلل وجهه فرحاً عند

٠ذكر أصله المصري ييعني عمري دلوقت٠ـ أنا من مواليد عصر الميوسين رابع عصور الزمن الجيولوجي الثالث

يعنى ٠أيامها كان فيه أمطار غزيرة تسقط علي منطقة جبال البحر األحمر.. مليون سنة١٤حوالي ٠الصحراء الشرقية

!ـ قبل أن تجف األمطار وتصبح المنطقة صحراء؟يعني ٠ليل عشرات الوديان الجافة التى تنتهي إلي وأحيانا تأتيني منها مياه السيولوالد٠ـ تمام

كانت منابعي األولي مصرية ميه في الميه قبل أن تأتيني مياه البحيرات االستوائية والهضبة ٠الحبشية

ـ يعنى انت كدا إللي بنيت مصر رضه ؟موش بتقولوا كدا ب٠"إللي بنى مصر كان في األصل حلواني"ـ

يا حلو يااسمر٠ـ هوا فيه أحلي منك إنت ـ أنا واخد علي خاطرى منكم

!ـ ليه ال سمح اهللا ؟بعني ٠والماء الجوفي قليل٠وإن المطر فيها شحيح٠ـ إنتم عارفين إن مصر مناخها صحراوي

!!مالكوش مصدر مياه غيري ٠ـ طبعا عارفين دا كويس

رس هوايتها؟لغاية دلوقتى بتما" سنية"ـ أمال ليه الست ـ بكره يعرفوا قيمة نقطة واحدة من مائك يا حابينا الكريم

ـ بكره تحتاجوا كل قطره منها بعد ما يوصل عددكم إلى ميت مليون ويفضل نصيبكم من مائي زي ما هو

ـ رغم العلم بأن الحروب القادمة ستكون حروب مياه ..حروب المتوقعةـ ربما عادلت نقطة من مياهي قطرة من الدماء في هذه ال

:امتقع لون صفحة النيل فجأة فسأله العجوز ! كدر صفوك وعكّر مزاجك يا نيلنا ؟يـ ما الذ

٠يوم أوشكتم أن تمنحوا بعضاً من مائي إلى جارتكم اللدود٠"اهللا ال يعيدها"ـ تذكرت أياما سوداء ـ اهللا ال يعيدها

ول وسياساتها لكنني كدت أغير مجراي أو ـ أنا يا بني نهر وليس من حقي التدخل في أمور الد أن يزيد حرارة الشمس حتى تتبخر مياهي كليةً فال تصل إلى هؤالء الرعاع يأطلب من خالق

٠الذين يلعنون شعب مصر في صلواتهم صباح كل يوم ـ ولماذا يفعلون ذلك ؟

منكميـ تلك قصة طويلة ال أريد إفساد جلستنا بذكرها نعود إلى أسباب زعل نعود يا نيلناـ

٠ـ لوثتونى وجرفتوا طينى وتزعمون أن مصر هبة النيل ٠"يا واهب الخلد للزمان"ـ فعال مصر هبتك

رحم اهللا الدكتور سليمان : ثم تنهد طويال قبل أن يقول ٠فمصر هبتي بمساعدتكم٠ـ ليس بالضبط ٠حزين والدكتور محمد عوض محمد والدكتور جمال حمدان

عجوز النهر متعجباًسأل ال!! ـ أتعرفهم؟شهدت مولدهم وحزنت ٠كل هؤالء أبنائي٠ـ كل من كتب عنى حرفاً واحداً أعرفه

خاصة األخير ...لفراقهم ـ ال تذكرنى يا حابي فقد مات حمدان محترقاً

ـ عندما مات حمدان يا بنى ارتفع منسوبي ِقبالة منطقة سكنه التى ال تبعد عنى بأكثر من مائتي ثم ساد صمت حزين قطعه النهر قائال ودموعه الرقيقة ٠ته مآقي من دموعمتر بسبب ما سكب أتذكر هذه األغنية ؟٠نورت يا قطن النيل :تترقرق فوق صفحته

:شراق وهو يقول إلـ أغنية رائعة للمطرب محمد صادق رحمه اهللا تذكرنا بالخير والنعمة وا

"شا هللاجمعوا يا بنات النيل ياهللا دا ما لوهش مثيل قطن ما "

وهذه األغنية لها عندي ذكريات ففي رواية األرض التى كتبها الراحل عبد الرحمن الشرقاوي وتحولت إلى فيلم سينمائي جسد الراحل محمود المليجي دور محمد أبو سويلم وال أنسي ما حييت

أصابع آخر مشاهد الفيلم عندما تشبث أبو سويلم بسيقان نبات القطن المزروع في أرضه فتحولت ٠يده إلى محراث يحرث األرض قبل أن يموت ٠ـ هذا في رأيي أفضل مشهد مثله المليجي

٠ـ أعتقد أنه كان يحرث األرض لجيل جديد قادم يحافظ عليها ويفديها بكل غال ورخيصـ كنت أشعر بالرضا وأنا أراكم تجنون قطنكم الذي ليس له مثيل في الدنيا من حيث جودته

٠وطول تيلته "عطشان يااسمرانى محبة"وأنا باستمرار ٠حن مهما نسمع من أغنيات ال نرتوىـ ون علي صالح جاهين وما كتبه عنى٠اهللا٠ـ اهللا

:ىـ في رباعياته كتب عنك مرة أخر

ما حد في الدنيا دى واخد جزاته

وال حد بيفكر في غير لذاذاته ما تعرفيش يا حبيبتى أنا وأنتى مين؟

عروس النيل وانا النيل بذاتهإنتى

ىـ اللي يشرب من مائك يا نيلنا ال بد يعود إلى مصر مرة أخرزمان كانوا الفالحين يملوا جرارهم ٠ـ ال أعتقد يا بني إن الوضع دا مستمر لغاية أيامكم

.. وأزيارهم بمياهي ويروقونها ويشربونها قبل المبيدات والملوثات ويحترموك كما احترمك وقدسك أجداد أجدادهمـ مسيرهم يعرفوا قيمتك

ـ نفسي يا بنى أعود إلى الزمن الجميل ٠ـ بكره األيام الجميلة تعود تانى

رايح علي فين؟٠ـ يا ريت سأل النهر الكهل الذي هم باالنصراف

ـ أتركك ترتاح بقي ـ أنا مرتاح وانت جنبي ـ مسيرى أفارقك في يوم

ما طال الزمنسأظل أتذكرك مه٠ـ أبدا يا بنى لي أمنية أدعو اهللا أن يحققها لي٠ـ وأنا يا حابينا الحبيب

ـ وما هي ؟ المدين لك عند يكما كانت أول ما المس جسد٠ـ أن تكون مياهك أول ما أشرب عند البعث

٠مولدي وآخر ما سوف يالمسه هي وقطنك وتيلك عند وفاتى ؟"عكننة"لماذا قلبتها ٠ـ لقد قضينا أمسية ظريفة

هي النهاية المحتومة يا نهرنا العظيمـ ٠ـ بل هي البداية يا بنى وال تنس أنني أحد أنهار الجنة

القراء آراء من

قصة جرذان

ضاءل أمامي حين ال أشد على نفسي من الجحود وال أكبر عليها من العقوق واهللا إن الكون ليت. ال أبكى اهللا لك عينا إال في خيريأبكيتند سمير العمري ـ ( لك اهللا كم ألهبت وجدي وحزني....اعذرني أيها المبدع الكبير فإنني ال أستطيع المتابعة... هذاأرى مثل

)شاعر فلسطيني-------------------

لكثير مثلها يعيش ايالت "انذالجر " هذه٠ العاقينةوالد الثالثألكل صوره اأ تعاطفت مع الرجل بةالجرذان الحقيقيإذا فرطنا في قيمنا ! ال وألف ال؟ التى فرضت ذلكي هة واالقتصاديةهل الظروف االجتماعي.ن علي هيئه البشرآلا

. يتحيات! خرىألنماط األمع مزيد من ا٠موجودة"انذفالجر"وواجباتنا

)سيد مصطفي ـ كندا٠د(

-------------------

من منظر يد أبيه الممسكة بالصورة المشرشرة " الفأر الكبير: "ى موقفكنت أود لو تطلعنا عل.. حقيقة آه يا زمنوتكون لعنة حلت عليه عقابا له على .. ربما تعود إليه حالة الخوف تلك فتقض مضجعه..الحواف وهو ميت

شكرا لقلمك أيها .. بكل ما فيها من فكرة وهدف وصياغةقصة جميلة جداً" جرذان.."دكتور أحمد....لكن..عقوقه )سوريةقاصة لبابة أبو صالح ـ (.. مبدع ال

------------------- هذا مقطع فقد أخذت القصة من الحياة الواقعية الكثير التي نحياها ولألسف الشديد أننا نرى قفز قلبي عند كل

من الرموز القصة واضحة الفكرة خالية )والعياذ باهللا. (الجحود تقريباً يكاد يكون متشابهاً في كل قطر من أقطارنا مرغماً إلى العودة للقراءة مرتين أو ثالثة للفهم.فيضطر.مثلهاالمراد من التي أحياناً كثيرة تجعل المتلقي يتوه بين

ذهبي أزين بها غرفتي سوف أضعها في إطارل .ستمتاع بهاالوال مانع أن نعود فقط ل..أما هذه فقراءة واحدة تكفي )جورى ـ أديبة سعودية(

------------------ ستاذي قصة واقعية أ ته ربما ال توفي فلله دركأاهللا يا اهللا ولو قلتها حتى الصباح أعجابا وتقديرا لما قر يا اهللا يا

هذا هو رد الجميل من أبناء فيهم من الجحود ما جميلة ومعبرة على ما حوته في طياتها من الحزن وبكل أسفو يا لوفاء هذا األب المسن الذي مات وهو يحتضن زلزال مدمروأأرضية يكفي أن يهد كيان أي أب بدون هزة

جمال ٠د (جمال. د أحمد تقبل ودي و تحياتي واحترامي أخوكم. بصراحة قصة جميلة د. زوجته وأوالده .صورة )مرسي ـ طبيب وشاعر مصري

------------------ . الموضوع ت رغم األلم المتناثر بين ثناياسيدي هللا درك فقد أبدعت بحق ، وأمتع..أحمد فنديس.األخ الحبيب د

) ـ السعوديةسلطان زمن (تحياتي وتقديري لك،،. يتقبل إعجاب

------------------ وقراءة الردود الرائعة، سوىموضوعك الجميل أحمد فنديس أخي ال أملك القول هنا بعد قراءة.أخي الحبيب د

)عبير( تحياتي لك . تقبل إعجابي، واعذر قصوري عن التعبير. هللا درك فقد أبدعت:قولي------------------

لقد ربطتنا بخيط خفي بين البداية والنهاية، وسموت بالفكرة حتى وصلتنا بأسلوب رائعة هذه الفكرة يا دكتور أحمد دمت ودام قلمك يا .. ولكنها نقلت في قصتك عالما جديدا ..ف أن الجرذان مؤذيةكنت دائما أعر..فريد ومشوق )د سلطان الحريري ـ أستاذ جامعي وكاتب سوري (أخي الحبيب

------------------ نحن نعيش عصر ٠٠تأكل صورهمجعلتها كنت أتمنى أن تأكل جرذانك هؤالء األبناء لكنك اكتفيت بأن

وفقك اهللا يا دكتور وإلي مزيد من تعرية ٠٠مصيرنا مثل مصير الوالد الصابر المظلومنرجو أال يكون ٠٠العقوق ) عالء الدين أمين ـ مصر٠د (مجتمع العولمة والخصخصة واألقمار المصطنعة

=====================================

حوافها إال ما قد أكلت الفئرانحقاً لقد صنعت يومي إن الكثير من النصوص المبدعة: ستاذي المبدع أحمد فنديسأ هذا النص لنرى فيأشكرك ألنك أزلت الغبار . االنقراض احتفظ منه كتابها في عقولهم وأفكارهم العصية على

)قاص سوري(أسد دوارة . أفكاراً ومشاعر ومعان عميقة جداً دمت صديقاً معدنه األصلي يلمع

قصة سحب رمادية

تحياتي أيها الحبيب واألديب المتألق دوما وعذرا على تأخري . سرد ممتع للغايةلغة عذبة حميمة و. قصة رائعة علي ٠د (.تحياتي وعبد اهللا يهدي عمه الولد الشقي اآلخر قبالته المالئكية. في قراءة هذه القصة الممتعة

)الطرابلسي ـ قاص تونسي مبدع-----------------------

اعرية بنداوة عذبة، ويدور الحدث فيه متعاقباً بين مساحة المكان نص قصصي دافئ، تقطر منه الروح الشوتعرجات الزمان عند نهاية متتالية من تتابع اللحظات، ويختصر النص نمو /المقتطعة من وحي الذاكرة الممتد

اللحظات في العمر في مشهد محتبس يعبر عن تالقي األعمار في صورة تجسيدية تجمع بين حيوية النبض ومغيب ثر ذلك في باقة السعادات في تلك الذات المتدفقة بتماهيات األنوثة والمتحركة أاألفق في المكان والزمان وإبقاء

غوار النص الذي تنكشف ثنايا حجابه ومغاليق أجسدا في الرمز والصامتة في خلجاتها والمنبثة سراً دفيناً في ضاءات صامتة حزينة، بحيث إنعكس عليها بحزم متكاثفة ماهيته شيئا فشيئاً عند بصمة النهاية المؤثرة والتي ت

تشكل األمواج المنطبعة من وحي فيض تلك الذات المتحدة مع تدفقات مشاعر السارد في األبعاد المقتطعة من مداد الذاكرة في ثني صفحات الزمان والمكان الرمادية في لغة القص العفوية بالحراك والمبدعة بالنقش سررت بطلة

شراقة قلمك السخية باألنوار، التي افترشت المكان بجمال النبض وعذوبة شاعرية اإلحساس إبهي الثري، ونصك ال

ءلقا مشرق الحرف نابضا بدفأاحمد فنديس ودمت مبدعا . د: ستاذنا الفاضلأكل دعوات التوفيق والتميز لك )ناقدة أردنية كبيرةـ أديبة وسعاد جبر (ختك أناقة الكلم في دنيا األدب الجميل أالهمسات و

----------------------- أحمد فنديس، سحب رمادية هي سحب مخضوضرة بشهقة اإلبداع من حيث بساطة السرد . الصديق العزيز د

وعمق المحتوى، تكثيف رشيق متناثر على كل معابر القصة ومخارجها، ترشرشُ حبقك بكل هدوء وفرح فوق تي الخيط القصصي متناغماً وشفيفاً حتى مع هبوط الليل وظلمة أإلنسان، فيخميلة النهار ومحطّات نهاية عمر ا

ين تشعر المتلقأالرحيل، تنقل القارئ إلى فضاءات الرحلة الطازجة التي ترسمها بمهارة طرية، هادئة دون شعرها بخشونة الرحيل وفراق الجسد من رحاب الحياة، تداخل مدروس وموفّق مابين السيدة السبعينية وبياض

وبين القبور والمغيب، تصوير مفرح للحظات رحيل هالالت خيوط الغسق األخير، لغة خصبة رغم بساطتها، هذا هو األدب الذي يقودنا بكل مهارة إلى بيادر الفرح ألنه يحمل بين . تتعانق مع دالالت القصة وترميزها الدافئ

منها هي الموت، هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس ال طياته رذاذات طيبة المذاق، منبعثة من حقيقة ال مناص فاإلنسان مهما عاش ومهما سطع . ركان وجودنا على وجه الدنياأهم أبد من قبولها برحابة صدر، فالموت هو أحد

فال يملك في الحياة سوى عمره القصير، فلماذا ال يملك هذا العمر وهو يضيء كما تضئ خيوط .... نجمه وأقدم لك يا !.. وعندما يرحل ستبقى خيوطه المشعة في الحياة متوقّدة ومتأللئة على جدار الزمن؟قرص الشمس،

) ـ شاعر وقاص سوري كبيرصبري يوسف(صديقي وردة من سماء غربتي، مع عميق بهجتي وامتناني -----------------------

ادي أقرب األلوان إلى األبيض في تدرجه من يا لها من سحب تلك التي تسحبك نحو العالم اآلخر، لونها الرمالسواد إلى البياض، ذلك البياض وإن حملناه على الجمال فهو ثوب العرس وكل داللة للبهجة والسرور على خالف األسود إال أنه لون اقتراب األجل استحالة سواد الشعر إلى بياض، وهو ما يقربك من لون كفنك، ويعود بك

قاص (محمد البشير . ت بعافية، ومتعك اهللا بصحتك، ومتعنا بما نقرأ لك يا أستاذنا أحمد لليمنى، دميمن اليسر )سعودي

----------------------- وطفولة الروح ورقة المشاعر ٠٠وقرص الشمس يغيب حتماً بعد انتهاء النهار٠٠التحول إلى اللون الرمادي حتمي. تحياتي إلبداعك د٠٠٠ ولكن ألنها نهاية كل طريق٠٠قد السابع ليس بسبب الع٠٠المتفاعلة مع الحياة؛ إلى رحيل

) ـ شاعرة وقاصة سكندرية كبيرةحورية البدري. د(أحمد -----------------------

وشواهدك . هذا القص نفسهأنت. المتفق مع روحكـ عليك و منك ـجديد هذا القص لالسيديجميل يا احدهم يأتي بنوها مشيدة وكيفوها بالهواء كما نري في بالدنا فلن إنتى فلسفتك وحإلىالمتساوية الطول تشير

و رصاصك .. دمت بكميراتك ومجساتك .. وقبر الفقيراألمير رحيمة كي يفرق بين قبر أسنانبدود مستورد يملك ) ـ قاص مصري مبدعمحمد رفيع(

-----------------------

أعجبني جدا الربط !!!!! . هذا المخيف " الموت " وأنت تتحدث عن ، حتى هاأنت تتألق مجدداً: العزيز الفاضلأحمد صدقني . الغالي د.. دمت دائم الروعة ".... والسحب الرمادية ـ ومغيب الشمس ـرؤية المقابر "بين

ك ل. ويسعدني حقا أن أقرأ لك حرفك البهي الشهدي. عزيزي، إذا قلت لك أنني أحمل لك الكثير من الود واالحترام )قاص ليبي (طبرق فوزي الحداد: ..التحية مجددا

-----------------------

.. تأتي مرة بشكل يعجب العامة .. أن تسير في كل الدروبعلي تبرهن لي أنك قادر .. هنا تدهشني دكتور أحمدقليل من وهذه صفة .. أنت متميز بقدرتك على التلون.. أهل األدب والنقد.. وتأتي مرات بشكل يروق الخاصة

.. ساحرة بوصفها ومدلولها .. وهي أروع ما قرأت لك إلى اآلن دكتور أحمد.. قصة رائعة.. فهنيئا لك.. يتقنهاقاصة سورية ( بنت الشهباء لبابة..تحياتي.. فهي تستدعي الوقوف.. وإن شاء اهللا أعود بوقفة على جماليتها

)واعدة

----------------------- أنها لون جديد تكتبه يثبت لنا قدرتك على يف اتفق مع االستاذة لبابة، ستاذنا،أ، جميلة جدا يا أحمد. األخ الفاضل د

ليت خروج الروح من الجسد بسهولة انسحاب رقة األسلوب وجمال الوصف،ينتالتلون واإلبداع األدبى، أعجب ) ـ قاصة مصريةسلوى الحمامصى (أشعة الشمس الذهبية من الكون، تحياتى

-----------------------

ي أودائما الموت موجود في . تحكي عن الحياة والموت وتعطي لكليهما اللونين األبيض والرمادي. جميلة ومحكمة ال تشعر بالزمن قط وال تعرف التجاعيد وال اللون ـ تلك النفخة من روح اهللا ـالروح . مرحلة من الطريق

فكارنا في حيرة، أالمرآة ونتساءل أين ذهب الوجه القديم ولكننا نتكتم لى إننظر . األبيض أما الجسد فيخذلنا دائما ) ـ طبيب وقاص مصري كبيرأيمن الجندي(.نديسفشكرا للدكتور . سرار الكبارأهذه هي بعض

----------------------- مال هادئ يثق ج...والحدث...والسرد...جمال الشخصيات.. لمست فيها الكثير من الجمال.. أحببت جدا هذه القصة

قاصة تونسية (روضة..دمت لي... جميل أن أبدأ صباحي على وقع كلماتك العميقة... خطاه نحو قلب القارئفي )واعدة

-----------------------

... الرائعة ألقصهخرج لنا هذه أ والسرد والوصف والداللةالكلمات ...متناغمة ،ةجميل ،هادئة" سحب رمادية"قصة الشكل واللون واالرتفاع في رمادية اللون من المباني الواقعة في منتصف الطريق والمتشابهة ظهور مجموعةإن) . األفولوراء األفق وهى تجسد فكره ( واألفق لهو نتاج الختفاء قرص الشمس األبيضبين الشعر ) المقابر(

ة هدوء وفى صورفيتنسحب رقيقة المشاعر راضيه بل لسيدهافان ) األفول (الرمادية لصورهابالرغم من هذه قرصها الذهبي يتحول إلى اللون األحمر بعد أن أبد، العمر كله يمر[ : "األفولعجبنى تعبيركم عن ألقد . بهاجديرة

اختفي قرص ، واحتلت األفق ظلمة الغسق، واصطبغ جوف الحافلة بلون داكن، طرز حواف السحب بإطار ذهبي

خفتت حركة ، انسحبت الخيوط الذهبية كما تخرج الروح من الجسد، اماضاع ضوء النهار تم، الشمس وراء األفق" ]رأيتَ شعرها األشهب مكتسيا بلون رمادي داكن وكأنه جزء من سحب المغيب الرمادي، كفت عن الكالم..السيدةلحافلة وهى لليسرىا النوافذ ناحية.. وعن الموتاألفول فهو تعبير عن سرييوال اليمنى بالناحية التعبير إما... موتاهم الفراعنة حيث يدفن الفرعونيةومن العادات ، المقابرناحية أيضاوهى ( الغرب والمغيب والموت ناحية

عمر أيام..... شمس ذلك اليومأفولونوافذ السيارة اليمنى للتعبير عن مراقبه ) الجانب الغربيفي أوغرب النيل الجميل ياإلبداعكم وتقديري واحترامي تحياتي... تنقضي بأنها نشعر ال البائسة واأليامن ي يومكأنها تمر السعيدة

)ـ كنداسيد مصطفى ٠ د أخوكم. ستاذناأ

------------------

. في اللغة وبساطة في الطرحبساطة ٠بهذا النص الجميل٠مرحبا بمقدمك لتشاركنا فتنة الحرف:الدكتور أحمد )بدر السماري ـ قاص سعودي( ٠"وافق جمال المعني جمال المبنى"و هنا؛٠تم نقصان ذا ماإلكل شئ ٠اذن

===================================== قصة تحت الطلب

تبرع هذا أو تحية طيبة سيدي برغم اهتمامي الشخصي بالتعبير األدبي عن الموت فإن موضوع ال: السيد الفاضل

القصة رائعة يا سيدي و إن كنت ال أرتقي إلى . من قبليفكرة كون اإلنسان بأسره تحت الطلب فكرة لم تخطر ل ) ـ طبيب وقاص مصريأيمن يس.د(ي لكم خالص تقدير.. ذلك المستوى الذي يؤهلني لنقد أعمالكم

---------------------

رحله العمر لكل يصديق يا والموت هكذاةقيضين الحزن والفرح والحيا جمع الني النادرة فةالكاتب يملك الشجاع ) خلف اهللا حسن ـ جامعة المنيا٠د(. الدنيا الفانية ي فيئش

---------------------

الكاتب المبدع جعلنا نبتسم في بعض المواقف نأ إال الرائعة لقصهاغلف هذه ت الذيبالرغم من مسحه الحزن تخرج لنا مكنون وخلجات النفس والصراع ةلقصا. لإليحاء نتيجة التى تتفجر أومن التضاد النابعة التلقائيةوفى مرحله النضج يتم التفهم والتالقي . الموت والخوف منه: نسانىإ اهوم وبين وقدري شرعي اهوم بين الداخلي

إلىويذهب البطل بتفكيره ... اقين الباألحياء قبوال لدي أكثر الحياةن الموت الزم لجعل أ واالقتناع باألفكاربين السبب الرئيس أنها التى يبدو لعقدهارف الدمع تلك ذ ايجعلنيوما ". تحت الطلب" ليكون جسدهعضاءأالتبرع ب

أكتوبر شهداء حرب ة على حضوره وفاعالوة" البراءة "األقرباءقرب أ وهى وفاه باألعضاءوراء قرار التبرع سعادة فيكن . رائعة لقصها. يكون نافعا حتى بعد وفاتهنألذا قرر ، .ههم وجوأضاء من نور هآر وما ١٩٧٣ ) ـ كنداسيد مصطفي(. ومزيد من المخزون الجميل تخرجه كلمات معبره فياضةتحياتي. دائما

قصة اقتراب

لشمعه الذي يبكى اوهو جسد معهويتطور في خط مواٍز القصة تطرح معادالً موضوعياً يعكس مشاعر البطلويتباهى فهو يدعى والء أوالده وينتهي معه والكاتب قدم نموذجا إنسانيا رفيع المستوى يذكره ببكائه ويذبل معهف

جحود أبنائه ونسيانهم له ولكنه ظل شامخا بذلك أمام اآلخرين ثم يعيد قراءة الخطابات القديمة بكل اهتمام مما يؤكدن أ في بداية النص كأنه يخاطب امرأة كما قصد الكاتب وصفها لشمعه رفيقته وقدامرفوع الرأس مثل هذه

الفالش باك الذي كان تثيره والعطاء في حين أنه كشف من خالل من اإللف والونس بلغته ومفرداته جواً ينسجوفكرة المزاوجة في المشاعر واألحاسيس بين أكثر ..ن الواقع كله جحود ووحدة ونكرانألشمعه اوتفجره تحوالت

مع ....همومه لشمعه بطل حقيقي للنص يشارك اآلخرأن يجعل من أناجحة فاستطاع في النص كانتمن شخصيه )كاتب مسرحي وقاص وناقد مصري معاصر( ياسر عبد الرحمن خالص تحياتي

------------------ بمفردهه ؤ سيقركل منا..لم يكن من الواجب أن نعلم ماذا في الخطاب.. جميلة وطريقة ممتعة في السردرائعةقصة

ترسمه باقتدار يلذا لواقعنا المؤلم ة مرعبة صورنهاإ ..ويرى فيِه األفق الذي يريد وهذه من ميزات النص هنا واحترامي تحياتي ولكم يأخ خير يالفأبكن دائما . بقلمك الصادق الجميل) الجوانب(وحرفيه ومن جميع الزوايا

)مؤمن عكل ـ قاص سوري(-------------------

قد شخنا أال نكون أرجو. نصا يجسد واقعناأراهيل ولكن أو نص سردي يحتمل الكثير من التنهاإ. جميلهلقصها سيد ٠د(ي تحيات . اإلبداعمع مزيد من ! رض العربأ: بيتنا الكبير" للسقوطيلآلا البنسيون في "النهايةواقتربنا من

)مصطفي ـ كندا

سيدة االنتظارقصة

الذي يزخر ببذخ الفكر شاالجياألدب هذه اللغة الراقية وهذامامأ احتراما أقف يعنداحمد فنديس / يقالدكتور الرق ستتلو عندي وعند الكثيرين ونحن نفكر في اللحظات التي ابتدأت والتأمل لم تنته القصة بنهوض السيدتين بل

لكل ذي بصيرة وفكر مع تحياتي الكثيرشكرا لك على هذه الومضات الجميلة التي تحمل بين طياتها .. نهوضها )جمال حمدان ـ شاعر وكاتب فلسطيني(

قصة الحاجز

ورغم روعة الفكرة، فإني شعرت بتعجل ..وهي الفكرة النموذجية أو الحل األمثل لمثل هذه المواقف...الفكرة راقيةإلى .. الشروع في كتابتهاسردي للوصول إلى النهاية التي وضعها القاص نصب عينيه وهو يخطط للقصة وقبل

األمام سيدي

٠أحمد مجدي همام ـ القاهرة-------------------

صورة أشبه ما تكون بيقظة أستاذ ..في اللحظة األخيرة ينقلب ميزان اإلحساس فيأتينا على صورة مغايرة للواقع في واقع الحياة حالة من فيض يوه..قصة انسابت برقّة.. من حلم حب مع تلميذته إلى دوره الطبيعي كأستاذ معلّم

لست أدري لم تذكّر هذا العاشق في اللحظة األخيرة أنه أب فقد ابنته على شكل ما في ..حاالت لكن النهاية قتلتها؟ ترى هل تفرض علينا األخالق أو لنسمها ما نسمها هذا التبدل .اللحظة نفسها التي تذكّرت العاشقة فقدها ألبيها

٠؟ النورس ـ فلسطين.. عواطفناالصاعق في توجهات-------------------

رغم حرفيتها المتقنة وأسلوبها الشفاف المتحفز، ال أنكر شدتني ولكن للنهاية فقط التي حسبتها سوف تكون مغايرة عن الواقع المثالي ، فجميعنا نخشى المشاعر ربما خشيتنا من المقربين مننا كالزوجة واألوالد وتوقعت أن تكون

)٠دم ـ سورياآ(لجرأة من حق الكتاب وخيالهم في أن يعلن أنه نسي علمه وأحب تلميذته كي يزيد من الواقعية ا-------------------

قبل أن نفاجئ بالنهاية المنطقية العقالنية والعاطفة األبوية التي شعر بها األستاذ الجامعي والطالبة كل منهما نحو تنكشف خيوطها مخلفه ورائها " محظورة"ة الداخلية تنساب معلنة عن قصه حب كانت المشاهد الحواري، اآلخر

إنه إبداع رائع ... وصوره النفس واآلخر) التي يجب أن يكون عليها األستاذ الجامعي وطالبته(صورة المجتمع ٠دمت لنا ولإلبداع. يكشف لنا ثقل الكاتب في تحكمه في النهاية المفيدة للجميع

داسيد مصطفي ـ كن-------------------

قصة جميلة شدتني إلى درجة االنصهار مع كل حرف فيها،ولكن انتابني إحساس غريب بعد االنتهاء من قراءتها ، فالقصة كانت تسير كدفقة شعورية مكبوتة تسللت بهدوء عبر لغة رائعة إنثالت من القلب مباشرة دون المرور

ن وصلت إلى المحطة األخيرة حيث يهب الوعي مذعوراً يلوي عنق إلى أ) يجوز أو ال يجوز( بحواجز الوعي وأدعو اهللا أن .. دمت مبدعاً.. وتتبعثر توقعاتي ... النص ينهي الموقف لصالحه فيجعل الحبيب أباً والمحبوبة ابنةً

٠)أحمد المحمود ـ الرياض(أخوك أحمد . تكون نظرة الدكاترة إلى طالباتهم كبطل قصتك =====================================

قصة نعناع

مع . وعمل جيد وأنت العمل الجيدئقصة دمها خفيف أوي وخليك على موقفك الن الزم يكون فيه عمل رد )سارة فاروق تركي ـ القاهرة(٠تمنياتي بدوام الصحة و العافية

===================================== ، ومع ذلك يناطح ويعاند ويكابر ، ويصر على طرح قيمه على قارعة إنه عصر يتعجب المرء كيف يعيش فيه

ـ سوريةيابتسام إبراهيم التريس.. قصة جميلة دمت مبدعا .. الطريق فيغتالها البلهاء بقسوة

===================================== اقترب ..الكثير من المباشرة في السردلكنني أعتقد أن هناك . وشر البلية ما يضحك..النهاية أعجبتني جداً..أستاذنا

" نظرة"لنقل .. لكن ماذا عمن لهـ وأظنن منهم Jوهذا ال بأس فيِه لمن شاركك الرأي .بالقصة من حافّة الموعظة )حلب مؤمن محمد عكل (..ستصرفه عن النص ؟ محبتيمختلفة إلى األمور؟ أال تظن أن المباشرة

=====================================

) ـ فلسطينمحمد مكرم(. بسم اهللا الرحمن الرحيم قصة جميلة خصوصاً في نصفها الثاني

===================================== فتنقشع ، غدا تسطع الشمس. الغرب" نفايات"يديولوجيات المغرضة وألمل والصبر سنقهر السطحية واألبالعمل وا

)كندا. سيد مصطفي(. دمت لنا مبدعا! صيلأل ويظهر المعدن اةشاوالغ حمامقصة

لرفض صهره الخبير بالحمام استضافة هوما خفي عن بطل القصة هو أنه قد يكون هناك سبب وجي٠٠قصة مؤثرة يحاول الفرار فالحمام الجديد على الِغية إما سيحاول الرجوع لبيته مرة ثانية أو قد٠٠الحمام أو نقله لغية أخرى

٠٠ أو يحدث أي شئ مما يعرفه خبراء تربية الحمام٠٠وقد يتبعه في طيرانه مبتعداً عدد من حمام الِغية األصليولو استوطن الحمام في الِغية الجديدة فستنشأ روابط جديدة بين أفراد الحمام في الِغية وقد تتأثر الحمامات القديمة

وتحياتي إلبداعك القصصي ٠٠تبقى في النهاية القصة الجميلة المؤثرة٠٠٠دة األصلية بعادات الحمامات الجدي ) حورية البدري ـ شاعرة وقاصة وروائية سكندرية٠د( تحياتي ٠٠٠أحمد . الثري بالقيمة الجميلة د

---------------------------- أن غريزة الجوع أقوى من البد ٠٠ولماذا أكل بطل قصتك الحمام المحشو بعد أن ظل يرفض ذلك طوال عمره

نسان إذا جاع داس علي أفكاره وضرب بها عرض إلأن ا٠٠أعتقد أنك أردت أن تقول٠٠األفكار والمبادئ ٠د (احتوته بطنه من حمام عموما هنيئا لألستاذ حمام ما٠٠ال كل شبع البطن مآلن المعدةإفال يتفلسف ٠٠الحائط

)ابراهيم راجي ـ القاهرة----------------------------

و الحمد هللا أن بطل القصة .حتى فى أحلك اللحظات أحمد فنديس.تظهر خفة الظل و روح الدعابة في كتابات د ) أحمد المنزالوي ـ صحفي وقاص مصري٠ (الدجاج أكل الحمام فقط و ترك لنا البط و

هارونقصة

أتمنى ٠٠لقد تأثرت كثيرا بعدما قرأت القصة٠٠وناتال بالبارإفي هذه الدنيا التى لم تعد تهتم " الهارونات"ما أكثر

) ـ القاهرة إبراهيم المغربي٠ د٠لك دوام التوفيق -------------------- كما سعدت باهتمامكم " هارون " سعدت كثيرا بقصه. بداعكم الجميلإلأحمد فنديس تحيه . د.ستأذنا الكبير أأ

) مصطفي طرادوكمأخ(.بدوام اإلبداع يمنياتت. حساسإل اة مجتمعنا وهذا هو قميبالمهمشين ف--------------------

الحاد بالعم هارون والزوج في تكفى الكلمات لوصف انبهاريالالكريم األستاذ الدكتور أحمد عبد العال فنديس والفأر االبن األكبر في جرذان واألب الذي مات قصة رحيل والحصان في قصة حصان واألب في قصة صغيران

نها نماذج حية لأللم والواقع المهين وأزلية المعاناة إصورته وزوجته مسكا بصورة األسرة ولم يتبق منها سوىم

واألجمل هو يكفى إلبراز جماليات كتاباتكم لكن االبقى ن الوقت الصعب القليل الأ الجليل يستاذأ قسم ياأبالفعل ومحبا لآلخرين ودامت ألجلك الدنيا يا سيدي كريما عظيماإن انحنى تقديرا لكم ولكل أبطال أكتوبر المجيد دمت

سعيدة ولكل من تحب --------------------

حسين . د( على نصوصه التي منحتنا جمالية القراءة، وجمالية التذوق) فنديس(العال نشكر األستاذ أحمد عبد )علي محمد

قصة شحطوط

الذي جاء بعد محاوالت عديدة كللت بالنجاح وبدأت رحلة ن فرحنا بالمولود الذكرأقصة جميلة حزينة ما

متنيلة بستين (إلى بلد عربية مشحططة و الشحططة منذ حصوله على االسم المشحطط مروراً بسفرة مشحططةأعتبره محظوظا؛ ألنه أغمض عينيه قبل أن تكتحال أنا أخي أحمد .. بنيران صديقة مات شحطوط محروقاً..) نيلة

ومحظوظاً ألنه رحل من تلك البقعة العربية قبل أن يشهد .. الجماعي، مناظر التحرير المزعومبمناظر الموت على الخيانة العظمى، أخبروه بأن أرض سوق الخضار التي طرد منها تحولت إلى مركز إدارة العمليات وقواعد

)مود ـ الرياضأحمد المح(عليك رحمة اهللا يا شحطوط لقد شحططت من جاء بعدك .. انطالق الصواريخ-------------------

لكن بطل قصتك عاش عمره يعانى من حروق داخلية كثيرة ال ترى ٠٠قصتك تقطر حزنا ٠٠أحمد تحية عاطرة/دوأخيرا ٠٠٠فلكل منا نار تحرقه ٠٠!وال أثر لها تراه العين لكنه كان يشعر هو وحده بآالمها ومن منا ال يحترق؟

عاش هذا ٠٠٠٠٠تظة بعيدان محروقة مسبقا كانت هي نار الخالص من أوجاعهماحترق داخل علبة الكبريت المك )سكندرية قاصة صابرين الصباغ ـ ( ٠القلم ودام العمر لصاحبه

-------------------

نراه من مآسٍ يومية حتى نضع يدنا على قلبنا خشية االنفجار، تحية هللا درك ، كان ينقصنا شحطوط فقط فوق ما )ةسوريقاصة ـ يابتسام تريس( ٠أستاذ أحمد

-------------------

ما علينا القصة تضج بالسخرية المبكية ،وفيها سرد جميل وموجع ،حتى أنني راهنت .شحططتنا وراءك يا أحمد وتمتعت بعثرات ،يوألن نفسك القصصي رائق فقد استعذبت الحك" كم مرة رأيت مثل هذا الشحطوط؟ :" ي نفس

" شرير بالفطرة ،كما تقول زوجتي دائما ،ولكن ألن الشحططة فعل عربي وحالة شرقية ،لكنك يشحطوط ،ال ألننوأنك قمت بقتله كل يعرف أن شحطوطا مازال بيننا،الالخاتمة بالموت الميلودرامي الفاجع ،بينما " كلفت

يت كثيرا لغدرك أطلب منك على الفور إيجاد مخرج لعودة شحطوط ،فقد تأس.. وأخرى معيشية لضرورات فنية، )ـ دمياط ـ مصرـ شاعر وقاص كبيرسمير الفيل (! شيخ ؟؟ روح منك هللا يا..به ،وقتلك إياه

-------------------

، المعاناة هذه جعلتنيلقد . والمآسيأحمد فنديس لدى الكثير من التساؤالت . د.لـ أ" شحطوط " قصه أثارت لقد الجبهة ألبواق اً وفقالعربي صوره هذا الشحطوط أتخيل أن، والخارجي يالداخلالتى يلقاها المواطن على الصعيد

حيوية الباسل المتفجر الديمقراطي المضطلع التحرري العربي يعالمإل هنا البوق ا-١ : والخارجية ألداخليهنه إ. جالنموذ للعالم الغربي حتى يتعلم كيف يكون المواطن أيضانقدمه . مشرف ومسلىنموذجنقدم لكم . اونشاط

مولود وماشى وميت . سعيد في حياته، نه صابر على البالءإ.نه لم يأن ولم يجزعإ. مواطن عنيد. تاريخ ونضال الغربي الصهيوني االستعماري يعالمإل هنا البوق ا-٢!!!!! . من شحطوطةياساد اتعلموا". جنب الحيط"

نحن . تحريرهررناقلقد . ليوميها المعاناةبي من العرنالمواط تخليص ررناقلقد . المريحالذكي يالتحرري التقدمنحن جادون وقادرون على ذلك وواثقون . سوف نستخرج ثرواته وسوف نعيش مكانه. جلدتهأبناءرحم به من أ

يهماأ يدرأال استوحيت عبارتين لقصهابعد قراءه !!!!! جلناأصلوا من . ذكيه ومرنهلخطهااطمئنوا . من النصر، لجلبير سيسبرون" انا موجودإذن أحب أنا"لديكارت و " موجودأنا إذن أفكر أنا"وزن اختار وهما على

سقوط بغداد هو ....!!! ... عربيأنا إذن شحطوط أناو شحطوط أنا إذن عربي أنا: العبارتان هما. الفرنسيين أستاذي!!. وي القبرلن يشعر بنا س. رف الدمع عليناذ لن يالذي هذا الزمن في ة نوع جديد من الشحططبداية ) سيد مصطفي٠د (تحياتي . ولإلبداع ودمتم لنا والعافية الصحة اهللا عليكم أدامأحمد . دوآخى

---------------------------------- هنئك على عبقرية تأليفها، وفى هذه أ قصتك التى ي آن واحد في الرمزية والواقعية فيأعجبتن الفاضل،يأستاذ

ي قصيدة األبنودي وعبد العال في ومروان البرغوثيشحطوط هذا هو طارق أيوب ووليد العمرف. الظروف بالذات والسفر والغربة خارج ةجبرتهم ظروف الحياة للشحططئ أ هذا الوقت الرديوأنا وأنت وكثيرون آخرون ف. إياها

محمد البدري ـ ٠د(. جنته آمينيوعوضهم خيرا ف. جميعا" األرضيالمشحططون ف"رحم اهللا . الوطن وداخله )جامعة المنيا

------------------------- للى ما يسمعش كالم الحكومة و يحدد النسل، يعنى لو كان أبو المرحوم شحطوط سمع الكالم واكتفى إ اءدى جزآ

ما كانش شحطوط إتشحطط، واهللا صعب علي جوى، اهللا يرحمه ويشحطط بتوع تحديد النسل على بثالثة اربعة،مع . نكل سام والسالمألويتعذر على الحكومة العثور عليهم أصال وسلملى ع ا طائرة مصر للطيران،طريقة )جامعة القاهرة. ثروت. د(،،،، بموفور الصحةي لكم ودعائي و تقديريتحيات

------------------------- قد ال يكون ..ودي به وبغيرهحتى إنه قد يصنع كارثة ت.وعلى من حوله..كثيرا ما يقسو اإلنسان على نفسه..ياه

لكنه كان يقسو )..على قولتك(شحطوط قاسيا على نفسه ألنه ليس الذي فرض على حياته تلك الصورة المشحططة .. وإن ترك كان يلحقها سريعا بتوقع الشر..فال يترك لها منفذا للتفاؤل..عندما يثقل عليها في التشكي والسخط

تفاءلوا " مؤكدا ..أحمد حقيقة أن المتشائم ال بد وأن يحصد نتيجة تشاؤمه وقد صورت يا دكتور ..فيعود للتشاؤموأبدعت في تضمين هذه القصة أسلوب التعامل بين أفراد ..وطبعا المتفائل بالشر سيجده أيضا"بالخير تجدوه

.. ر في القطاروإال فكيف اشتعلت النا..هذا المجتمع الذي طفح بالمرتشين واألنانيين ولمتخلفين حضاريا..المجتمعأنت كنت ..أنت حقا لم تكتف بالحديث عن شحطوط ونصيبه من هذه الدنيا..أليس التخلف الحضاري سببها ؟؟

فشكرا لقلمك المبدع وأتمنى ..شحطوط هذا أنموذج بسيط لحاالت إنسانية كثيرة تشبهه..أعمق في الفكرة من ذلك )سوريةأديبة لبابة أبو صالح ـ (.. أن أقرأ المزيد لك

------------------- قصة حلوة لألستاذ أحمد ال أستطيع وصف شعوري فقد ضحكت على شحطوط وبكيت عليه أتمنى أن أصل إلى

)عبير المحمود ـ الرياض( ٠هذا المستوى الكبير وشكراً على اإلبداع ابنتك عبير------------------- عول في ..ما كان طيبا راضيا ال يفكر إال في يومهشحطوط لم يكن متشائما بقدر ..قصة تحمل أوجاعنا مجتمعة

لم يرق تفكيره وال علمه إلى أن يعي أن اتخاذ األسباب في وقتها من ..حياته على شبابه وتفانيه من أجل أحبتهتلك المهارة .. شحطوط وأمثاله قرابين نقدمها كل يوم ثمن أنانيتنا ومهارتنا في البقاء . أسس التوكل والثقة باهللا

)فاطمة صالح ـ سورية( ٠وكل الشكر والتحية للدكتور أحمد.. لتي لم يتعلمها شحطوط أبدا ا-------------------

تحية طيبة لسيادتكم في تعليقي على قصة أخرى لكم قلت أنك قد دغدغدتنا بسكين ولألسف الشديد : السيد الفاضلقاص أيمن يس ـ .د( يو لكم خالص تقدير. حك اهللاسام..لم يثر كالمي شفقتك علينا فذبحتنا هنا وأجهزت علينا

)يمصر-------------------

رغم النهاية الحزينة إال أنها وال شك قصة جميلة، تعبر عن واقع مرير يعيشه البعض ،تتضح فيها النزعة الساخرة نظرية زحزحة م،مما يحدث في مجتمعاتنا من إهمال وتقصير، يتحمل نتيجته غالبا الفقراء منا لتكتمل تعاسته

.تشير إلى تأثر الكاتب بمجال عمله،تحية للدكتور احمد القارات، ) ـ عضو اتحاد كتاب مصر ـ القاهرةيسلوى الحمامص(

-------------------

القصة جميلة باحتوائها . لدي اختصار في القول على هذه القصة. تحية بعبق اكتوبر : أحمد فنديس . العزيز دأميل إلى جعل هذه الفكرة رواية قصيرة، وذلك . لشحنة الخامدة في نفوس الناس هذه األيامعلى دفعات من ا

الدفينة في ربط الحياة بالموت، مع الحفاظ على سوية اللغة في الرواية، ألنها توضيحا للفكرة أكثر وإشباعا للرغبةالجماليات األخرى فلك أما. الروايةتتأرجح بين اللغة العادية والشاعرية في هذا النص وتكون ناجحة أكثر في

)صبري رسول ـ قاص سوري(. مع حبي وتقديري لك . االنظرة الكافية فيه

قصة الحلم

بارك اهللا فيك يا دكتور أحمد فقد لخصت القضية والمشكلة والواقع أن ما نغرسه في نفوس أبنائنا من قيم ومثل الفكري نجد أنفسنا عاجزين مرتين األولى عن الرد على مثل عليا تتجلى من خالل تراثنا الثقافي والديني و

تساؤالت هذا الفتى الذي مات أبوه في الال قضية وجده في صلب القضية ، والمرة الثانية للعجز يا أخي في أننا

عرف ضعفنا أكثر من الالزم لدرجة تهافتت معها كل األمم علينا ، وندعو اهللا أن تنقشع الغمة ويزول األلم وأنا أأنك ال تلق لليأس مجاال ، فال تيأس ربما يتغير الحال ، ولن يغير اهللا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وأشكرك

٠على هذه اإلبداعات الرائعة التي تحترم فيها عقلية القارئ مع خالص تحياتي محمد السبعاوي ـ مصر٠د

------------------- الحوار فلم ال تحاول بلورة أنك تجيد فنىأر. بقضية الوطن كما في قصة نونفنديس مهموما . ما زال األستاذ أ

الملفت لالنتباه في قصتك هو شخصية التلميذ الذي نفض !مسرحية من عالمك الخصب باألفكار والمترع بالجمال؟دمت . ة السيدوتجرأ على مناقشة فكرية مع من هو في مرتب، بحالها على نفضه عنه التخاذل الذي لم تقدر أمة

)زنبقة الوادي (كالزنبق نضراً-------------------

أم ناي حزين قابع فوق تٍل تظلله شجرة شوك ليلتقط أنفاسه من عناء صداع ..أحمد فنديس قلمك هذا/ عزيزى دأم ريشة رسام يملك كل األلوان وكل سجالت التاريخ ...قلمك هذا. دائم ينهش رأسه بأسئلة ال جواب لها

ظل يدفعنا دون رفق أو ....روحناجنكأ بقوة ...تناول قلمك الرشيق الرقيق الرائع المتمرد كل أوجاعنا...يأخفى مقارنة رائعة بين ماض كنا فيه العزة و الكرامة وحاضر قاتم لشخوص مجرد ٠هوادة لنرى كيف أصبحنا

انتظر .. وفى شوق .... اإلبداع فقط نسأل وال نستطيع اإلجابة سلمت لنا و لألمة قلما نابضا ب٠خياالت ظل ٠إبداعك الجديد

مصطفي طراد ـ مصر

===================================== لقد عشنا في زمن . والخيال الحواري لتلميذ واع يملك مقومات التحديلموجعها الحقيقةقصه تمزج بين ". الحلم "

طردنا المستعمرين فاحتلونا !!! جلدتناأبناءومن ، لألسف، علي أشدهالنفسيها واالنكسار والحرب التخاذل تدور وكلما دارت األرضولكن !!! معقولالال زمن فينحن ...فأضاعوناواستعطفناهم فلم يرحمونا ووثقنا بهم

) سيد مصطفي ـ كندا٠د( احمد. الحبيب المبدع دآخى تحياتي. األشياءتغير كثير من

العجوز والنهرقصة كتابتك ةنت مؤمن بها تكتب عنها وتمتعنا كل مرأن هناك قضيه أ كتابتك يجمل ما فأ د احمدتعرف السالم عليكم

دمت لنا.سلوبها رائع أ لك معرفش ليه كان أتهاقصه قر ولأنسى أن أستطيع أنا الأ يلك سحر عجيب وصدقن )لحظة صدق(

-------------- سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل

للخليل م يغنى ويسكب الحبيسبح الطير أ وأغصن تلك أم صبايا شربن من خمرة األصيل

شط النيل علي بما نراه ةالسابق بياتألتمنى أن أعارض اأروع وكنت أفعال وال شهادة على العصر يا دكتوريد

ويش مهندس علي در(تي لك تحياائعة الرةالخاطر ستاذنا الكبير على هذهأ شكراًً صحي وغير صحيمن صرف )ـ شاعر مصري

-------------- ـ رغده عيد(بقراءتك تقبل فائق التقدير فنديس لك جزيل الشكر للسماح لنا احمد٠تعلم منك أخي دألوأنا سأقرأ

)مصر--------------

نعيشه ونهر ذي وكمان سخريه على الواقع ال متعه ومعرفه رائعة بمعلومة نخرج منها نناأ قراءتنا لك ما أجملمتعك مصر زمان كانوا بيحلفوا بالنهر العظيم ياه الواحد جلس معك ليستمتعأبناء يم ينعى تاريخ مصر علىعظ ) ـ مصرلحظة صدق( نت رائعأقول لك أن أ إالستطيع أ الاهللا

الكاتب

٠ ١٩٤٨من مواليد مدينة بورسعيد عام � ٠ ١٩٧٢معة القاهرة تخرج فى كلية اآلداب جا � ٠ ١٩٧٣شارك فى حرب أكتوبر المجيدة � ٠عضو جمعية المحاربين القدماء � ٠أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة � ٠عضو أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا � ٠عضو نادي القصة بالقاهرة �

عضو اتحاد الكتاب � :له ثالث مجموعات قصصية هي �ن دار عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعيـة ع ١٩٩٩عام " العابر والتماثيل " .١

٠بالقاهرة ٠ ٢٠٠١عام " شواشي" .٢ ٢٠٠٣ عام )نون" .٣٤.

د أحمد عبد العال٠قائمة ببحوث ودراسات أ

مرتبة أبجديا

أقطاب ومراكز النمو بين النظرية والتطبيق ـ المجلة الجغرافيـة العربيـة ـ الجمعيـة .١

٠ ٢٠٠٣الجغرافية المصرية ـ العدد الثاني واألربعون ـ الجزء الثاني ـ النهضة العربية ـ القـاهرة األبعاد المكانية للخصائص الوظيفية للمدن المصرية ـ مكتبة .٢

٠ ١٩٩٠ـ االختالفات اإلقليمية في مستويات التنمية في مصر ـ مجلة الجغرافيا والتنميـة ـ كليـة .٣

٠١٩٩٧اآلداب جامعة المنوفية ـ العدد التاسع ـ يوليو األخطار البيئية والتحركات السكانية في السودان ـ المجلـة العلميـة لـآلداب والعلـوم .٤

٠ ١٩٩٥امعة المنيا ـ المجلد الخامس عشر ـ الجزء الثالث ـ يناير اإلنسانية ـ جاإلقليم واإلقليمية في الفكر الجغرافي ـ مجلة الجغرافيا والتنمية ـ كليـة اآلداب جامعـة .٥

٠١٩٩٧المنوفية ـ العدد الثامن ـ فبرايرالثين لقضـايا مفهومها وأبعادها ومقاييسها ـ المؤتمر السنوي الثاني والث : البشريةالتنمية .٦

٠ ٢٠٠٢السكان والتنمية ـ المركز الديموجرافي ـ القاهرة ـ ديسمبر الجغرافية وثقافة المواطن المصري ـ ندوة الجغرافيا والتعليم العام ـ المجلـس األعلـى .٧

٠ ٢٠٠٢للثقافة ـ القاهرة ـ مايو ـ أفريقيـا ـ معهـد السكان والبيئة والتنمية في إفريقيا ـ ندوة السكان والموارد في قـارة .٨

٠ ٢٠٠٢الدراسات اإلفريقية جامعة القاهرة ـ ديسمبر المدن الجديدة والتنمية اإلقليمية في مصر ـ مجلة اآلداب والعلوم اإلنسانية ـ كلية اآلداب .٩

٠ ١٩٩٢جامعة المنيا ـ المجلد العاشر ـ يونيه لقـاهرة استخدام األرض والوظائف ـ مكتبة نهضة الشرق ـ ا ٠٠المدن السعودية .١٠

٠ ١٩٩٦ـ

كلية اآلداب ـ جامعة الجغرافيا قسم ـ ندوة المراكز الحضرية الكبرى في مصر .١١ ٠ ٢٠٠٣ ـ ـ مايو ـ القاهرة ـ

ـ المجلة الجغرافية المصادر اإلحصائية لدراسة سكان السودان عرض وتحليل .١٢العربية ـ الجمعية الجغرافية المصرية ـ العدد السادس والثالثون ـ الجـزء الثـاني ـ

٠ ٢٠٠٠ المناطق العشوائية بمدينة الفيوم دراسة جغرافية ـ ندوة العمران العشوائي بمصر .١٣

٠ ٢٠٠٠ـ المجلس األعلى للثقافة ـ القاهرة ـ مايو ـ لفيوم كمعوق لتخطيطها الحضري ـ المؤتمر الـدولي المناطق العشوائية بمدينة ا .١٤

٢٠٠١األول للعلوم االجتماعية وتنمية المجتمع ـ كلية اآلداب جامعة الكويت ـ أبريل أسبابها ونتائجها ـ المجلة الجغرافية ٠٠الهيمنة الحضرية لمدينة الخرطوم الكبرى .١٥

٠ ١٩٩٨العربية ـ العدد الواحد والثالثون ـ الجزء األول ـ جغرافية التنمية مفهومها وأبعادها ـ مجلة اآلداب والعلـوم اإلنسـانية ـ كليـة .١٦

٠ ١٩٩١ـ٩٠اآلداب جامعة المنيا ـ المجلد ـ مجلـة ١٩٨٦-١٩٧٦دور المدن المصرية غير المليونية في عملية التحضر .١٧

٠ ١٩٩١كلية اآلداب جامعة المنوفية ـ العدد الخامس ـ أبريل

لكتـاب التـذكاري األول للجغـرافيين المصـريين ـ سكان مصر إلى أين؟ ـ ا .١٨ ٠ ٢٠٠٢ ـ يونيواألعلى للثقافة ـ القاهرة ـ المجلس

كليـة اآلداب ـ جامعـة الجغرافيـا قسم ـ ندوة صحارى مصر سكانا وعمران .١٩ ٠ ٢٠٠٥ مايو ـ القاهرة ـ

قياسات كمية مقترحة لبعض الظاهرات الجغرافية ـ المجلـة العلميـة لـآلداب .٢٠ ٠ ١٩٩٨إلنسانية ـ جامعة المنيا ـ المجلد الثالثون ـ الثالث ـ يوليو والعلوم ا

ـ المجلة الجغرافية ١٩٨٦ -١٩٤٧معدالت نمو المدن المصرية فيما بين عامي .٢١العربية ـ الجمعية الجغرافية المصرية ـ العدد الثالـث والثالثـون ـ الجـزء األول ـ

٠ ١٩٩٩ مجلة العلمية لآلداب والعلوم اإلنسانية مقياس مقترح ـ ال ٠٠هيمنة المدن المصرية .٢٢

سلسـلة اإلصـدارات (١٩٩٨ـ جامعة المنيا ـ الجزء األول ـ الجزء الثالث ـ يناير ٠) الخاصة

وظائف المدن المصرية تصنيف وظيفي مقترح ـ مكتبـة النهضـة العربيـة ـ .٢٣ ٠ ١٩٨٩القاهرة ـ