510
ِ رة ع ا ش الأُ د ائ ق ع ن ي ئ او ن م ل اِ هات بُ ش ع م& هاد& وار ح ي ف م ل ق ب ي ب ل د4 مد الأ ح7 ا ن ب ن بِ ّ أح الد ل ص م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل له ا ل م ا س ب

asha3ra

Embed Size (px)

Citation preview

عقائد األشاعرة�

بهات� في حوار� هادئ� مع شالمناوئين

بقلمصالح الد(ين بن أ&حمد اإلدلبي

بسم الله الرحمن الرحيمع&ل&ي.ه� ) ب�الل/ه� إ�ال0 ي ت&و.ف�يق� ا م& و& ت&ط&ع.ت اس. ا م& ال&ح& اإل�ص. إ�ال0 ر�يد

أ إ�ن. ن�يب أ �ل&ي.ه� إ و& ك0ل.ت (ت&و&

، القائ��ل في كتاب��ه الم��بين: الحمد لله رب العالمين!م ا ف"ع"ل ت 'ح!وا ع"ل"ى م��" !ص ب "ة( ف"ت ه"ال 'ج" - ب !وا ق"و ما !ص'يب "ن ت !وا أ 3ن "ي "ب ]ف"ت

] "اد'م'ين" .[1]ن

. الحجرات سورة من6 اآلية من[ ?]1

، والصالة والس��الم على المبع��وث رحم��ة للع��المين ، ف���إن الظن3 أك���ذب القائ���ل ألمت���ه : ] إي���اكم والظن3

، ، وال تنافس��وا ، وال تجسس��وا ، وال تحسس��وا الح��ديث ، وكون��وا عب��اد ، وال ت��دابروا ، وال تباغض��وا وال تحاسدوا

- كم��ا أم��ركم ، ال ، المس��لم أخ��و المس��لم الل��ه إخوان��ا ، التق��وى ، التقوى ههن��ا ، وال يحقره ، وال يخذله يظلمه

، التقوى ههنا[ وأش��ار إلى ص��دره ]بحس��ب ام��رئ ههنا ، ك��ل المس��لم على من الشر أن يحق��ر أخ��اه المس��لم

.[2]، دمه وعرضه وماله[  المسلم حرام

- يبين فيه � حسب وبعد ، فقد كتب أحد الباحثين كتابا ، أخرجهم في��ه من دعواه � منهج األشاعرة في العقيدة

نة[ ، ، وع��دهم طائف��ة من أه��ل ]الب��دع[ دائ��رة ]الس��[ق التب��اغض والت��دابر بين المس��لمين، ي��رى نفس��ه cوعم��

- بذلك إلى الله تعالى ، حيث إنه � في ظن نفسه متقربا ، ويقوم ب��واجب نص��رة � يبين حقيقة مذهب األشاعرة

، الكت���اب والس���نة ؛ إذ يكش���ف ض���اللهم وانح���رافهم ويق���ول : إن���ه من المتخصص���ين في علم العقي���دة ، المؤس��س على الكت��اب والس��نة ، وم��ذهب الس��لف

الصالحين .

- � في بحث��ه ولقد كان الباحث � س��امحه الل��ه � متجني��ا- عن ال��روح العلمي��ة هذا � على األشاعرة ، ومن ، بعيدا

مظاهر ذلك :

كث��يرة لألش��اعرة وهم لم - أن��ه ينس��ب أق��واال ، ، وال ي�ذكر نص��وص كالمهم من كتبهم يقولوا بها

وال تتعدى النصوص التي نقله��ا عنهم ع��دد أص��ابع ، وينبغي لمن يرد على آخر أن يذكر اليد الواحدة

، ل��يرى الق��ارئ م��ا إذا قول المردود علي��ه بنص��ه

. هل واللفظ ، ومسلم ، والبخاري مالك رواه[ ?]2 �3 �

كان صاحب الرد قد نقل كالم الم��ردود علي��ه من ، أومن كتب ، أومن كتب أه����ل مذهب����ه كتب����ه

� !!!- كما فعل الباحث سامحه الل��ه خصومه أحيانا �، وليرى القارئ ما إذا كان صاحب ال��رد ق��د فهم كالم الم��ردود علي��ه بدق��ة � في حال��ة النق��ل من

كتبه � أو ال ؟.

وأنه ال يذكر أدلة األشاعرة من الكتاب والس��نة ، ليظه���رهم على أنهم على غ���ير على أق���والهم ، وربما كان لهم في المسألة أدلة الكتاب والسنة

من الكت��اب والس��نة وكالم الص��حابة فال ي��ذكرها- ، ولكن حيث إن المسألة لغوية وقد ويغفلها تماما

استأنس��وا فيه��ا ب��بيت من الش��عر لش��اعر غ��ير مسلم ؛ فإن الباحث ي��ذكر ال��بيت الش��عري � م��ع إغفال األدلة من الكت��اب والس��نة وكالم الص��حابة

- � ويقول : تماما

] واس���تدلوا ب���البيت المنس���وب لألخط���ل النصراني: إن الكالم لفي الفؤاد وإنما جعل

] - ،  اللسان على الفؤاد دليال

ويق��ول : ] ثم أسس��وا م��ذهبهم وبن��وه في ، ، القرآن ، اإليمان أخطر األصول والقضايا

العل��و، على بي��تين غ��ير ث��ابتين عن ش��اعر. ....[ نصراني

وأنه يكتفي بسرد ما قاله األشاعرة وم��ا نس��ب إليهم مع التنف��ير والتس��فيه دون أن ي��ذكر األدل��ة

. على إبطال تلك األقوال

وأنه لم يحدد الم�راد ببعض المص�طلحات ال�تي ، يستخدمها في بحثه والتي قد تكون مث��ار خالف

فكلمة ]السلف[ عندما يع��زو إليهم بعض األق��وال �4 �

، فه��ل الس��لف هم فإن��ه لم يح��دد م��راده به��ا الص��حابة ؟ أو الص��حابة والت��ابعون ؟ أو الص��حابة والتابعون وأتباع التابعين ؟ وهل ي��دخل معهم من ج��اء بع��د تل��ك الق��رون الثالث��ة كاإلم��ام أحم��د والبخاري والترمذي وابن حبان وال��بيهقي رحمهم الله تعالى ؟؟ وهل يدخل معهم عثمان بن س��عيد ال����دارمي واآلج����ري والبربه����اري وابن بط����ة والاللك��ائي رحمهم الل��ه تع��الى؟ ؟ وه��ل أق��وال!حتج به��ا أو يحتج له��ا؟ ؟ ؟ أي ه��ل هي ه��ؤالء ي- حيث ال يتطرق إليه��ا الخط��أ فيحتج صحيحة قطعا بها على من خالفهم فيها من أهل العلم ؟ أو هي محتملة للصواب والخطأ محتاجة � حتى في ح��ال ص��وابها � إلى ذك��ر األدل��ة من الكت��اب والس��نة

- لها ال بها ؟ ؟ ؟ . فيحتج إذا

، وكلم��ة ]أه��ل الس��نة[ لم يح��دد م��راده به��ا ويب��دوأن الم��راد به��ا عن��ده ابن تيمي��ة وابن القيم

، وإال فهو ليس من أهل ومن وافق فهمه فهمهما السنة مهما بذل من جهد واعتناء بالس��نة النبوي��ة

!!! - .  رواية ودراية وفهما

- فقبل ذكر األدلة واالحتج��اج فكنت أود ل��و أن وأخيرا- في تص���وير م���ذهب - ودقيق���ا الب���احث ك���ان منص���فا

، ال ، بحيث يلخص مذهبهم كما هو في كتبهم األشاعرة ، ثم يبين � باألدلة � ما الذي كما هو في كتب مخالفيهم

. في كتبهم وفي كتب مخالفيهم من صواب ومن خطأ

ويحسن هنا أن أورد ما كتب��ه ابن تيمي��ة رحم��ه الل��ه- ألحد العلم��اء - وناصحا ، وأن��ا أوجه��ه للب��احث لعل��ه ناقدا

- يقول ق��ال أه��ل الح��ق يستفيد منه ، ، قال: ]فإنه دائما �5 �

، وه��ذه دع��وى يمكن ك��ل أح��د أن وإنما يع��ني أص��حابه ، ف��إن أه��ل الح��ق ال��ذين ال ريب يقول ألص��حابه مثله��ا

، فيهم هم المؤمن��ون ال��ذين ال يجتمع��ون على ض��اللة فأما أن يف��رد اإلنس��ان طائف��ة منتس��بة إلى متب��وع منع'ر" ب��أن ك��ل من خالفه��ا !ش�� األمة ويسميها أهل الح��ق وي في شيء فهو من أهل الباطل: فهذا حال أه��ل األه��واء

- مع��ه ، والبدع - لشخص بعينه دائ��را ... فليس الحق الزما حيث دار ال يفارقه قط إال لرسول الله صلى الل��ه علي��ه

.[3]وسلم[

. 245 : ص تيمية البن لتسعينية[ ا?]3 �6 �

ف��إن قلت أين ال��دليل على أن الب��احث متجن على األشاعرة؟ فالجواب الواضح البين � ب��إذن الل��ه تع��الى �

. ستجده في قراءتك لهذا الكتاب

وأحب أن أب�����ادر إلى الق�����ول ب�����أنني لس�����ت- - أش��عريا ، والحم��د لل��ه ال��ذي أنعم علي بمحب��ة مقل��دا

، م��ع الكتاب والسنة والتعلق بهما من��ذ نعوم��ة األظف��ار ، محبة االتباع على بص�يرة والنف�ور من التقلي�د األعمى

وعليه فإنني إذا قرأت في كتب األشاعرة � رحمهم الله تعالى � أو في كتب غيرهم فإني أقبل منها ما أج��د ل��ه

- يدل على تثبيته وتأييده - دليال ، وأرفض منها ما أج��د دليال ، وأتوقف فيما ال أجد ما يؤيد قبوله أو يؤكد على بطالنه

.  بطالنه

وأسأل الله تبارك وتعالى أن ين���زل ش��آبيب رحمت��ه ومغفرت��ه ورض��وانه على روح ش��يخي ال��ذي س��معته

.  يقول: ]ال تقل�د في العقيدة[

- بمعنى أنني ال أل��تزم - مقلدا أقول إنني لست أشعريا ، وإن كنت أرى أن معظم بك��ل م��ا في كتب األش��اعرة

- ما قالوه ص��واب ، ومن مآخ��ذي على األش��اعرة إجم��اال ، دون دخولهم في الفلسفة وتب��نيهم طرقه��ا ومناهجه��ا

، فنحن أمة أغنان��ا التنبه إلى عقم تلك الطرق والمناهج ، وال الل��ه تع��الى ب��الطرق القرآني��ة في إثب��ات العقائ��د

، ومن ك��ان من ه��ذا في ش��ك حاج��ة لن��ا إلى غيره��ا فلينظ���ر � على س���بيل المث���ال � في الش���امل إلم���ام الحرمين والمطالب العالية لإلمام فخر ال��دين ال��رازي �

، فإن��ه ي��رى فيهم��ا اإلغ��راق رحمهما الله وغفر لهم��ا ��� الش��ديد في الط��رق الفلس��فية العقيم��ة ال��تي ال تعطي

. ، وال توصل إلى الهداية اليقين

�7 �

أما مذهب األشاعرة الذي يتص��وcره الب��احث فمعظم ، ف��إن تلك التص��ورات مغ��ايرة لم��ا في كتب األش��اعرة- لبعضهم فإني أبرأ إلى الله منه . يكن ذلك مذهبا

ه��ذا وإني أرى من ال��واجب علي أن أس��هم ببي��ان ، وإب�راء ، تجلي�ة للح�ق بعض ما وق�ع في كالم الب�احث

- المولى � تعالى للذمة ، وأن � أن يجنب��ني الزل��ل ، سائاله وتوفيق��ه يلهمني السداد cفم��ا ك��ان في ، بفضله ومن�� ،

، ول��ه هذا البيان من صواب فبمحض توفيق الله تع��الىة cوم��ا ك��ان في��ه من خط��أ فمن عج��زي الفضل والمن�� ،

. ، وأستغفر الله منه وتقصيري

وهذا أوان الشروع في المقصود:

�8 �

قال الباحث :

، ... هي أكبر فرق المرجئة الغالة ]فاألشاعرة ، ولكن حسبي أن أدcعي ولن أستعجل نتائج بحثي

دعوى وأطرحها للمناقشة وأقبل � بكل سرور � . من يدلي بوجهة نظره فيها[

أقول:

،  � لقد أحسن الباحث إذ ق��دم بحث��ه بأن��ه دع��وى1 ، وأنه يقبل � بكل س��رور � من وأنه يطرحها للمناقشة. يدلي بوجهة نظره فيها

- ما ي��ذكر ال��دعوى وال ي��أتي لكن يؤخذ عليه أنه كثيرا ، كيف وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وس��لم بالبينة

أنه قال: ]البين��ة على الم��دعي واليمين على من أنك��ر[ ؟[4]

� لقد وقع الباحث هنا في تناقض واضح إذ يق��ول2 ، ولن أس��تعجل نت��ائج ]هي أك��بر ف��رق المرجئ��ة الغالة

.  ....[ ، بحثي

أفليس قوله عن األشاعرة ]هي أكبر فرق المرجئ��ة الغالة[ قب����ل الب����دء ب����البحث ه����و من اس����تعجال

. النتائج؟ !!!

. انظر: بلوغ النووي وحسنه ، صحيح بإسناد البيهقي إلى حجر ابن عزاه[ ?]4 التي للنووي: األحاديث . األذكار والبينات الدعاوى حجر: باب البن المرام. الكتاب خاتمة في ، 16 ح ، اإلسالم مدار عليها

�9 �

� اته��ام األش��اعرة ب��أنهم من المرجئ��ة ب��ل من3.  ، وبهتان جسيم المرجئة الغالة: قول عظيم

ما ال��ذي يقول��ه المرجئ��ة؟ وم��ا ال��ذي يم��يزهم عم��ا س��واهم من الف��رق؟ ق��ال ابن أبي الع��ز: ]المرجئ��ة يقولون ال يضر مع اإليمان ذنب كم��ا ال ينف��ع م��ع الكف��ر

.[5]طاعة[

فهل وجدت أيها الباحث � سامحك الل��ه وغف��ر ل�ك � أن األشاعرة يقولون ال يض��ر[ م��ع اإليم��ان ذنب ؟ ؟ ب��ل- عن واحد من األش��اعرة؟ ؟ !!! . هل وجدت هذا منقوال

. هذا ما ال يقوله أشعري قط

، أرج��وك أن تس��تعد3 للج��واب عن��د أحكم الح��اكمين"م'ين" [ ب� ال ع"ال 'ر" 3اس! ل "ق!وم! الن "و م" ي ] ي

[6].

. 444 ، 434 / 2الطحاوية: العقيدة شرح[?]5. المطففين سورة من6 اآلية[ ?]6

�10 �

قال الباحث:

] إنها مسألة مذهب بدعي له وجوده الواقعي ، حيث تمتلئ به كثير الضخم في الفكر اإلسالمي

من كتب التفسير وشروح الحديث وكتب اللغة- عن كتب العقائد ، وقد ... والبالغة واألصول فضال

ظهرت في اآلونة األخيرة محاوالت ضخمة ، تشرف عليها هيئات متواصلة لترميمه وتحديثه

، ويغذوها المستشرقون بما ينبشونه رسمية كبرى. من تراثه ويخرجون من مخطوطاته [

أقول:

� قول الباحث عن المذهب األشعري ] له وجوده1 ، الواقعي الض��خم في الفك��ر اإلس��المي[ فه��ذا ص��حيح ، لكن قوله عنه ] مذهب بدعي [ فهذا يحت��اج إلى أدل��ة

فهال أب��رزت أدلت��ك � أيه��ا الب��احث � بع��د تحدي��د نق��ط!م "ك ان ه��" !ر !وا ب ات ل ه��" االبتداع في المذهب األشعري !!!] ق��!

] !م ص"اد'ق'ين" !ن ت 'ن ك إ[7].

� قول الباحث عن الم��ذهب األش��عري بأن��ه ]ق��د2 ظهرت في اآلون��ة األخ��يرة مح��اوالت ض��خمة متواص��لة لترميم���ه وتحديث���ه[ فال أدري م���ا المقص���ود به���ذه المحاوالت الضخمة؟ وال أين هي؟ وليت الباحث يذكرها

!  .

� وقوله ]ويغذ!وها المستشرقون[ فم��ا أبع��ده عن3 الحقيق����ة !!! فه����ل أحص����ى الب����احث م����ا أس����هم المستش��رقون في نش��ره من كتب ال��تراث اإلس��المي ووج��د ترك��يز المستش��رقين على نش��ر كتب األش��اعرة

( .111) آية البقرة سورة[ ?]7 �11 �

، وما أظن��ه في العقيدة؟ !!! ما أظن الباحث فعل ذلك.  يتبنى مثل هذا المنهج العلمي

، وق��د المستشرقون يهتمون بكافة ف��روع المعرف��ة نش��روا أو أس��هموا في نش��ر كث��ير من كتب ال��تراث

، ومن ذل��ك قس��م من مغ��ازي رس��ول الل��ه اإلس��المي ، والطبقات الكبرى البن صلى الله عليه وسلم للواقدي

، ومن��اقب عم��ر بن ، والسيرة النبوية البن هش��ام سعد ، والكلم الطيب من أذك��ار عب��د العزي��ز البن الج��وزي

، والمعجم الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم البن تيمي��ة ، وطبق��ات الحف��اظ المفهرس أللفاظ الح��ديث النب��وي

، ، والوق��ف واالبت��داء ، وبعض كتب الق��راءات لل��ذهبي ، ، واألنس��اب ، وطبق��ات الفقه��اء والرس��م الق��رآني ، والنح��و، وكث��ير ، والجرح والتع��ديل ومصطلح الحديث

، وكتب ، وعلم الكالم ، والتص��وف من كتب الفلس��لفة . وق��د طب��ع بعناي��ة المستش��رقين أربع��ة[8]األش��اعرة

- ح��تى اآلن من كت��اب ال��وافي بالوفي��ات وعشرون جزءا ، وال أدري لم ينس���ى الب���احث أن ، ولم يتم للص���فدي

المستشرقين قد طبعوا "الرد على الجهمي��ة" لل��دارمي في "لي��دن"؟ ؟ !!! وه��ذا من كتب العقي��دة ال��تي أث��نى

- لمؤلف��ات اإلم��ام أحم��د عليه��ا الب��احث ، وجعل��ه قرين��ا.  ، فتأمل !!! والبخاري وغيرهما

فما هذا الربط بين األشاعرة وبين المستشرقين؟ !؟ !!! . وما دوافعه؟ ! ولمصلحة م"ن

بن علي للدكتور التراث نشر في المستشرقين انظر: إسهامات[ ?]8. النملة إبراهيم

�12 �

قال الباحث:

]األشاعرة هم الذين كفروا وما يزالون ، بل كفروا كل من قال إن يكفرون أتباع السلف

الله تعالى موصوف بالعلو، وحسبك تكفيرهم ، وهو ما لم يفعله أهل واضطهادهم لشيخ اإلسالم

... ولوال اإلطالة ، السنة بعالم أشعري قط ألوردت بعض ما تصرح به كتب عقيدتهم من

. وانظر عن اتهامه بالزندقة والكفر والضالل القدامى: الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية

، وكتاب الحصني دفع شبه من شيخ اإلسالم كافر ... ومن ذلك قول صاحب حواشي ، شبه وتمرد

على شرح الكبرى للسنوسي ]ابن تيمية أي الحنبلي المشهور زنديق وبغضه للدين وأهله ال

. يخفى[

أقول:

.  � هل كف3ر األشاعرة أتباع السلف؟ !!!1

ر األش��اعرة ك��ل من ق��ال إن الل��ه تع��الى وه��ل كف��3ل موصوف ب��العلو؟ !!! أين وج��د الب��احث ه��ذا؟!!! ] ق��!

!م ص"اد'ق'ين" [ !ن ت 'ن ك !م إ "ك ه"ان !ر !وا ب ه"ات[9] .

ر األش��اعرة ابن تيمي��ة؟ وه��ل ص��رحت2 � هل كف��3كتب عقيدتهم باتهامه بالزندقة؟ :

لقد كف3ر ابن" تيمية رحم��ه الل��ه أح��د! فقه��اء الحنفي��ة وه��و عالء ال��دين محم��د بن محم��د بن محم��د البخ��اري

ر ك��ل3 من يطل��ق علي��ه  ه�(841المتوفى س��نة ) ، وكف��3. لقب شيخ اإلسالم

( .111) آية البقرة سورة[ ?]9 �13 �

ولكن عالء الدين البخ��اري � رحم��ه الل��ه وغف��ر ل��ه � ، ويكفيك أنه ليس بأشعري وال يمثل المذهب األشعري

كان ينهى عن النظر في كالم اإلمام النووي ويقول ه��و . ورد علي��ه ابن ناص��ر ال��دين بكتاب��ه ال��ذي[10]ظ��اهري

س�ماه "ال�رد ال�وافر على من زعم أن ابن تيمي��ة ش�يخ ، حيث ذكر فيه أسماء عشرات العلم��اء اإلسال م كافر"

من المعاصرين البن تيمية وغيرهم من الذين سموا ابن ، فه�ل ك�ان أولئ�ك ك�افرين ؟ !!!. تيمية ش�يخ اإلس�الم

ومن أولئك المعاصرين البن تيمية من ك��ان بينهم وبين��ه خصومة علمي�ة ظ�اهرة وأطلق�وا علي�ه م�ع ذل�ك كلم�ة

، وأخص منهم بالذكر ع�المين كب�يرين من شيخ اإلسالم ، هم��ا اإلم��ام تقي ال��دين علي بن كبار علماء األشاعرة

ه�(، ومحم�د756عبد الكافي الس�بكي المت�وفى س��نة)بن علي بن عبد الواحد ابن الزملكاني المت��وفى س��نة )

. . فهل بعد هذا اإلنصاف إنصاف؟ ! ه�(727

، ب��ل فأولئ��ك المعاص��رون البن تيمي��ة لم يكف��روه ، وأطل��ق كث��ير منهم علي��ه اعترفوا له بالمكانة العلمي��ة

. [11]لقب شيخ اإلسالم

ومن العلماء الذين جرت بينهم وبينه خصومة علمية ، ولو كف��روه لحكم��وا باس��تتابته قضاة المذاهب األربعة

. ، ولكن ذلك لم يقع وبقتله إذا لم يتب

وقد قرظ الحافظ ابن حجر العس��قالني رحم��ه الل��ه- كتاب "الرد ال��وافر" ال��ذي ص��نفه ابن ناص��ر ال��دين ردا

، وأث��نى في تقريظ��ه على على عالء ال��دين البخ��اري ، وأشار إلى المسائل ال��تي الشيخ تقي الدين ابن تيمية

، فقال: ] وشهرة إمامة الشيخ تقي ال��دين أنكرت عليه. 294 / 9: للسخاوي الالمع انظر: الضوء[ ?]10 بعده: جاءوا ممن الدين ناصر ابن ذكرهم الذين العلماء إلى ويضاف[ ?]11

. سيأتي كما ، عابدين وابن السيوطي الحافظ �14 �

، وتلقيبه بشيخ اإلس��الم في عص��ره أشهر من الشمس- كما ك��ان باق إلى اآلن على األلسنة الزكية ويستمر غدا

، وال ينك��ر ذل��ك إال من جه��ل مق��داره أو تجنب باألمس ... ولقد قام على الشيخ تقي ال��دين جماع��ة ، اإلنصاف

- بس��بب أش��ياء أنكروه��ا علي��ه من من العلم��اء م��رارا ، وعقدت له بسبب ذلك عدة مج��الس األصول والفروع

!حفظ عن أحد منهم أن��ه أف��تى بالقاهرة وبدمشق ، وال ي!نكرت بزندقته وال حكم بسفك دمه ،... والمسائل التي أ ، وال يصر[ على الق��ول به��ا عليه ما كان يقولها بالتشهي

- ، وه��ذه تص��انيفه طافح��ة بعد قيام ال��دليل علي��ه عن��ادا ، وم��ع ذل�ك بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه

، فال��ذي أص��اب في��ه � وه��و فه��و بش��ر يخطئ ويص��يب ، وال��ذي أخط��أ األكثر � يستفاد منه ويترحم عليه بسببه

، ألن أئم��ة عص��ره ، ب��ل ه��و مع��ذور في��ه ال يقل��د في��ه. ،...[ شهدوا له بأن أدوات االجتهاد اجتمعت فيه

� لقد كان الفقيه الش���افعي الش���يخ تقي ال��دين3 ه�( �829الحصني أبو بك��ر بن محم��د المت��وفى س���نة )

رحمه الله وغفر له � يحمل على ابن تيمية � رحمه الل��ه ، فم�ا ال�ذي أخ�ذه علي�ه؟ وم�ا مس�تنده في � ويكف�ره

ذلك؟

"بو الحس��ن "خبر به أ : ]... فمن ذلك ما أ قال الحصني["بي��ه أن��ه !م��وي عن أ عل[ي الدمشقي في صحن الجامع األ

- في مجلس ابن تيمي��ة cر ووع��ظ قال: كنا جلوس��ا ، ف��ذك وتع��رض آلي��ات االس��تواء ثم ق��ال: واس��توى الل��ه على

. [12]عرشه كاستوائي هذا[

"بي حي��ان األندلس��ي ونق��ل الحص��ني عن تفس��ير أع" المسمى ب��النهر عن��د تفس��ير ق��ول الل��ه تع��الى ] و"س��'

للحصني: ص أحمد اإلمام إلى ذلك ونسب وتمرد شبه من شبه دفع[ ?]1241 .

�15 �

ر ض"[ " م"او"ات' و"األ [ه! الس3 ي س' !ر ك

ان ق��رأ في[13] "ب��ا حي��3 "ن3 أ ، أ'ن3 "ن��ه ق��ال في��ه: ]إ كتاب العرش البن تيمية وهو بخط�ه أ!قع��د مع��ه - ي "خلى مكان��ا الله يجل'س على الكرسي وق��د أ

!له عليه' وسل3م[ .[14]فيه رسول الله صل3ى ال

"ن��ه ق��ال في الكالم ونق��ل الحص��ني[ عن ابن تيمي��ة أ'لى سماء "نزل إ 'ن3 الله ي على حديث الن�زول المشهور: ]إ"عالن من ذهب[ ال�دنيا إلى مرج�ة( خض�راء" وفي رجلي�ه ن

[15].

وقال الحصني عن ابن تيمية ]مع أن كتب��ه مش��حونة ، واإلشارة إلى االزدراء بالنبي صلى بالتشبيه والتجسيم

، وتكفير عبد الله بن عباس الله عليه وسلم والشيخينل' عب��د الل��ه رضي الله عنهما وأنه من الملحدين ، وجع��

بن عم�ر رض�ي الل�ه عنهم�ا من المج�رمين وأن�ه ض�ال ، ذكر ذلك في كتاب له سماه الصراط المستقيم مبتدع

، وق��د وقفت في كالم��ه على وال��رد على أه��ل الجحيم. [16]المواضع التي كف3ر فيها األئمة" األربعة[

"م��ا الحل��ف ب��الطالق وقال عنه في موض��ع( آخ��ر: ]وأ ، سواء ك��ان بالتص��ريح أو فإنه ال يوقعه البتة" وال يعتبره"ن3 الكناية أو التعليق أو التنجيز ،... وإشاعته هو وأتباعه أ

، وإال فه��و ال الطالق الثالث واح��دة�: خ��زعبالت ومك��ر- على حالف به ... وإن مس��ألة الثالث إنم��ا ، يوقع طالقا- وخديع��ة [را ، وق��د وقفت على مص��نف ل��ه يذكرونها تست

.[17]في ذلك[

.255 آية البقرة [ سورة?]13. 48 – 47 السابق: ص المرجع[ ?]14. 48 السابق: ص المرجع[ ?]15. 64 السابق: ص المرجع[ ?]16. 35 السابق: ص المرجع[ ?]17

�16 �

- عن سبب إدخاله الس��جن: ]وك��ان وقال عنه متحدثا!ش��د الرح��ال إال "نه قال ال ت السبب في اعتقاله وحبسه أ

!ش��د إليه��ا إلى ثالثة مساجد "نبياء ال ت "ن3 زيارة قبور األ ، وأ ، كقبر إبراهيم الخليل وقبر النبي صل3ى الرواحل كغيرها- في الله عليه وسلم اميين كتب��وا فتي��ا أيض��ا ، ثم إن3 الش3

"ول من أح��دث ه��ذه المس��ألة ال��تي ال ابن تيمية لكونه أ"ولين واآلخرين ، تصدر إال ممن في قلبه ضغينة لسيد األ

فكتب عليها اإلمام العالمة بره��ان ال��دين الف��زاري نح��و"شياء - بأ "ف��تى بتكف��يره أربعين سطرا "نه أ ، ، وآخر القول أ

ووافق��ه على ذل��ك الش��يخ ش��هاب ال��دين ابن جهب��ل ، وك��ذلك ، وكتب تحت خط�ه ك��ذلك الم��الكي الشافعي

، ووقع االتفاق على تضليله ب��ذلك وتبديع��ه كتب غيرهم ، فلم��ا ق��رئت ... فجمع الس[لطان لها القضاة ، وزندقته

"خ��ذها قاض��ي القض��اة ب��در! ال��دين ابن! جماع��ة عليهم أ ، ووافقه وكتب عليها ]القائل بهذه المقالة ضال� مبتدع[

- علي��ه[ على ذلك الحنفي[ والحنبل[ي ، فصار كفره مجمعالطان إلى ن��ائب[18] . ثم ذكر الحصني حضور كتاب الس��[

منا بق��راءة' الفت��وى على القض��اة "ن3 في��ه: ]ورس�� البلد وأ"ف��تى والعلماء "ن3 ال��ذي أ - من غير خل��ف أ ، فذكروا جميعا

، وحكم��وا ب��ه ابن! تيمي��ة في ذل��ك خط��أ م��ردود علي��ه]- . [19]بزجره وطول سجنه ومنعه من الفتوى مطلقا

"ن3 من أهم مآخ��ذ الحص��ني على ابن تيمي��ة � يب��دو أه ق��ال ]واس��توى الل��ه "ن��3 رحمهما الله � هو ما بلغه عنه أند؟ ؟ على عرش��ه كاس��توائي ه��ذا[ !!! ولكن أين الس��3"ب��و الحس��ن عل[ي الدمش��قي "خبر ب��ه أ "ن3 هذا أ السند هو أ

"بيه ، فم"ن أبو الحسن علي الدمشقي؟ ومن أبوه؟ عن أ'نهم��ا من م إ

" -؟ أ - ض��ابطا وهل كان كل واح��د منهم��ا ع��دال

. 45 السابق: ص المرجع[ ?]18. 46 السابق: ص المرجع[ ?]19

�17 �

"و "نهم��ا أ المجاهي��ل ال��ذين ي��روون المن��اكير؟ ! يب��دو أ"قل من النوع األخير "حدهما على األ ، والدليل على ذلك أ

هو أن كتب ابن تيمي��ة رحم��ه الل��ه ممل��وءة ب��الرد علىق التشبيه والمشبهين ، فال شك في أن هذا الخبر مختل��"

. لكن كيف غف��ل الش��يخ تقي ال��دين الحص��ني مكذوب-؟ !!! سامحه الله وغفر له - ومتنا .[20]عن نقده سندا

منكرة رواية على المسألة هذه في االعتماد للحصني وقع أقول: وكما[ ?]20 بسبب !الحصني وقع وكما ، ذلك مثل تيمية البن وقع فقد ؛ مجهول يرويها

بسبب قبل من تيمية !ابن وقع فقد ؛ وزرها تيمية ابن تحميل في الرواية تلك الروايات تلك أوزار األجالء العلماء بعض تحميل في الرواية تلك أمثال

وال للروايات تمحيص أي دون الملفقة المزورة المطاعن نقل مع ، المنكرة. للمتن وال للسند ال نقد

الخسروشاهي: وفي األشعري الحسن أبي اإلمام في طعنه ذلك ومن بن علي الحسن أبو وورعه ودينه إمامته على المتفق اإلمام فهو األول فأما

وقد ، األشعري المذهب إمامه�(324) سنة المتوفى األشعري إسماعيل الهروي األنصاري محمد بن الله عبد أبوإسماعيل فيه قاله ما تيمية ابن نقل

– اإلسالم بشيخ الناس بعض عند الملقب السائرين منازل صاحب وهو – في شاع لألشاعرة: ]وقد ذكره خالل قوله وذلك ، الكالم ذم كتابه في

يتوضأ وال يستنجي ال كان األشعري إسماعيل بن علي رأسهم أن المسلمين قال: أنه أحمد بن زاهر عن بسنده هذا األنصاري رواية نقل . ثم يصلي[ وال

- األشعري الحسن أبو لمات ]أشهد التسعينية].  األدلة[ تكافؤ لمسألة متحيرا من األخير السطر في األنصاري عن نقله ابتدأ وقد ، 276 تيمية: ص البن آخر في األشعري إن قيل : وقد201 ص في قال قد . وكان 274 ص

.[ األدلة بتكافؤ أقر عمره !!! يصلي؟ وال يتوضأ وال يستنجي ال األشعري الحسن أبو كان ترى: هل

- كان أهكذا !!! وهل صالة؟ وال طهارة يعرف ال اإلسالم أركان من متحلال هذا !!! ]سبحانك األشعري؟ الحسن أبي عن المسلمين في شاع مما هذا

كتب أن هو واختالقه وبطالنه الكالم هذا زيف على . والدليل عظيم[ بهتان وعلمه دينه في عليه بالثناء طافحة األعالم العلماء سطرها التي التراجم تالميذ من وهما ، الله رحمهما كثير وابن الذهبي الحافظان ومنهم ، وورعه

ترجمته ذكرت وقد ، الباطل الكالم هذا على يعرجا لم أنهما إال ، تيمية ابن انظر] .  الحنفية طبقات كتب وأحد والمالكية الشافعية الفقهاء طبقات في

. طبقات 347 – 346/ 11البغدادي: للخطيب بغداد في: تاريخ ترجمته البن الشافعية الفقهاء . طبقات 444 – 347/ 3للسبكي: الكبرى الشافعية . طبقات 73 �72/ 1لإلسنوي: الشافعية . طبقات 606 �2/604الصالح: البن المذهب . الديباج 114 – 113/ 1شهبة: قاضي البن الشافعية للشيخ المالكية طبقات في الزكية النور . شجرة 96 – 94/ 2فرحون:

الحنفية طبقات في المضية . الجواهر 79 مخلوف: ص محمد محمد �18 �

والبن تيمية � سامحه الله وغف�ر ل�ه � كلم�ات ت�وهم- ، ، وليس هو ممن يقول ]كاستوائي هذا[ التشبيه إيهاما

.  بل يقول ليس استواؤه كاستواء المخلوقين

!ل��ه �نا محم��د( ص��ل3ى ال 'قعاد الله تعالى لنبي "لة إ م3ا مسأ" أ

عليه وسل3م مع"ه على العرش؛ فابن تيمية � سامحه الله"ثر ال��وارد في ه��ذا عن مجاه��د( � يقول بها 3ه يذكر األ "ن ، أل- رحمه الله - وال متنا 'ن ، وال يتعقبه سندا 3ه ال يقول إ ، ولكن .سير167 – 166/ 1للسمعاني: . األنساب 545 – 544/ 2للقرشي:

وفي11/199كثير: البن والنهاية .البداية 90 – 85/ 15للذهبي: النبالء أعالم –284/ 3خلكان: البن األعيان . وفيات 187/ 11أخرى: طبعة . 305 – 303/ 2العماد: البن ذهب من أخبار في الذهب .شذرات 286

الحسن ألبي مخالفته الجوزي ابن . وأبدى 332/ 6الجوزي: البن المنتظم لكن ، الكالم صفة وهي ، تعالى الله صفات من صفة مسألة في األشعري

.[ الهروي األنصاري إسماعيل أبو به رماه مما شيء فيه ليس اقترفه مما فلعلها تيمية ابن ونقلها الهروي ذكرها التي المفتريات وأما

ألف قال: ]وقد إذ ، النبالء أعالم سير في الذهبي إليه أشار الذي ، األهوازي- األهوازي . أكاذيب[ فيه ، األشعري مثالب في جزءا

، األهوازي علي أبو ، يزداد بن إبراهيم بن علي بن الحسن هو واألهوازي عمر بن أحمد بن الله عبد الثقة الحافظ قال ، ه�(446 ) سنة المتوفى

في كذاب األهوازي علي الخطيب: أبو بكر أبو الحافظ لنا السمرقندي: قال- والقراءات الحديث . جميعا خيرون بن أحمد بن الحسن بن أحمد الفضل أبو الثقة اإلمام وذكره

ابن القاسم أبو الحافظ وقال ،  فوهاهه�(488 ) سنة المتوفى البغدادي انظر: ميزان] . األهوازي به الموضوعة: المتهم األحاديث أحد عن عساكر

–237/ 2حجر: البن الميزان . لسان 513 �512/ 1للذهبي: االعتدال240]  . عنده وتعادلت تساوت قد الرجل أن يعني هذا فإن األدلة تكافؤ مسألة وأما

- فيها يرجح ال فهو المسائل من مسألة في األدلة - ، األقوال من قوال فضال. يقين وعدم وحيرة شك في فهو ، به يجزم أن عن أصول مسائل من مسألة في األدلة بتكافؤ يقول من أن في شك وال

ونبوة اآلخر واليوم ومشيئته وقدرته وعلمه تعالى بالله كاإليمان – االعتقاد دائرة عن خارج فهو – رسالته وعموم وسلم عليه الله صلى محمد

. اإلسالم من وهو الكبير اإلمام هذا كان !!! أهكذا األشعري؟ الحسن أبو كان أهكذا كتبه في وجد !!! هل والسنة؟ الكتاب عقائد عن المدافعين العلماء أكابر مما عليه االفتراء إن ! أو تالميذه؟ أحد عنه نقلها ! وهل الكلمة؟ هذه مثل

. !!! روايته؟ في يتساهل أن ينبغي �19 �

، ومن الله تعالى قاعد� على العرش كقعود المخل��وقين"بي نة أل المواطن التي ذكره فيها ما نقله من كتاب الس��["ب��و بك��ر: ح��دثنا ابن 'ذ ق��ال: وق��ال أ "بي عاصم إ بكر ابن أ- [ك" م"ق"اما ب "ك" ر" "ب ع"ث "ن ي فضيل عن ليث عن مجاهد ]ع"س"ى أ

]- !قعده معه على الع��رش[ [21]م"ح م!ودا . ولم [22] قال: ]ي

عيسى بن الحميد عبد ، الشافعيين الفقهاء العلماء أحد فهو الثاني وأما ، الرازي الدين فخر تالمذة أحد ، ه�(652) سنة المتوفى ، الخسروشاهي

األشاعرة: ]ولهذا عن حديثه معرض في قال عندما تيمية ابن منه نال وقد باده ابن حدثه من حدثني كما ، واالرتياب الشك أتباعهم على الغالب كان إلى قدم الذي الخطيب ابن تالمذة أحد وهو – الخسروشاهي على دخل أنه

عليه يقرأ وكان عنده إلى الكرك صاحب الناصر الملك وأخذه ومصر الشام قال: ، � أمثاله وجهة جهته من اإليمان في اضطراب له حصل إنه قيل حتى

يعتقده ما . قلت: أعتقد تعتقد؟ ما فالن لي: يا فقال بدمشق عليه دخلت- بكاء . فبكى . قلت: نعم بذلك؟ جازم . قال: وأنت المسلمون ، عظيما

، أعتقد ما أدري ما والله لكني ، أعتقد ما أدري ما والله وقال: لكني أظنه.  [202 – 201صتيمية: البن التسعينية] .  أعتقد[ ما أدري ما والله لكني

على دخل أنه يدعي الذي باده بابن المكنى أو الملقب هذا ترى: من- تعالى بالله له حلف ثم يعتقد عما فسأله الخسروشاهي ما يدري ما أنه ثالثا

- تيمية ابن حدث الذي المبهم المجهول هذا !!! ومن يعتقد؟ ابن أن زاعما- منهما واحد كل كان بذلك؟!!! وهل حدثه باده -؟ عدال من إنهما أم ضابطا

من األقل على أحدهما أو أنهما ! يبدو المناكير؟ يروون الذين المجاهيل على بالثناء طافحة التراجم كتب أن هو ذلك على والدليل ، األخير النوع

إلى إشارة أية أوردت أجدها فلم منها عدد إلى رجعت وقد ، الخسروشاهي- كان الرجل أن على الداللة في يشبهها ما أو القصة هذه - شاكا في مرتابا

ابن على تتلمذوا من مؤلفات من هي الكتب تلك وبعض ، وإيمانه عقيدته في انظر: العبر ]. الله رحمهما كثير ابن واإلمام الذهبي اإلمام وهما ، تيمية 198/ 13كثير: البن والنهاية . البداية 212 – 211/ 5للذهبي: غبر من خبر

–161/ 8للسبكي: الكبرى الشافعية . طبقات عليه شامة أبي ثناء ونقل تغري البن الزاهرة . النجوم 441/ 7العماد: البن الذهب . شذرات 162

فوات75 – 73/ 18الصفدي: للصالح بالوفيات . الوافي 32/ 7بردي: طبقات في األنباء . عيون 259 �257/ 2الكتبي: شاكر بن لمحمد الوفيات وذكر عليه أثنى وقد ، تلميذه وهذا ، 173/ 2أصيبعة: أبي البن األطباء

. مكذوبة مختلقة القصة هذه أن في شك فال ،[ فيه قيلت التي المرثيات الله !! سامحه سندها؟ نقد عن تيمية ابن الدين تقي الشيخ غفل كيف لكن

. له وغفر .[79اآلية ]االسراء: من[ ?]21 .73 تيمية: ص البن التسعينية[ ?]22

�20 �

ليم "بي س��! - ه��ذا ه��و ابن أ ه ك��ان ق��د ي��ذكر أن3 ليث��ا ، وأن��3. اختلط

�21 �

ن3 كتب" ابن تيمية مشحونة� بالتشبيه" م3ا القول بأ

" وأ.[23]والتجسيم فليس فيها تصريح بذلك

وأما اإلشارة إلى االزدراء بالنبي صلى الله عليه وسلم والشيخين وتكفير ابن عباس وتضليل ابن عمر وتبديعه وتكفير األئمة األربعة فهذا في واد وابن تيمية

، وكتبه مشحونة بتعظيم النبي رحمه الله في واد آخر صلى الله عليه وسلم ووجوب محبته وتوقير الصحابة

"ين وجد الحصني والثناء على األئمة األربعة . وال أدري أ � سامحه الله � هذه الط3امات؟ وكيف نسبها لكتاب

"صحاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أ"حد الوضاعين بكتابة "ن يقوم أ "ستبعد أ الجحيم" ؟؟ وال أ

مثل هذه االفتراءات وينسبها البن تيمية رحمه الله ويأتي بها إلى الحصني وغيره ليوغر صدورهم على ابن

. تيمية

وال يغيبن عن بالك االفتراءات' الشنيعة الكثيرة التي ، مما نسبها ابن! حزم إلى الباقالني� رحمهما الله تعالى

ذلك في أقواله ومن ، إليه يميل ولكن ، بالتجسيم يصرح ال تيمية ابن[ ?]23 يطلق من فيهم يعرف فال الحنبلية فقال: ]وأما الجسم لفظ عن تحدث أنه الذي وهو ، يثبته وال ينفيه ال من وفيهم ، ينفيه من فيهم لكن ، اللفظ هذا في الجهمية تلبيس بيان].  السنة[ أئمة وسائر أحمد اإلمام عليه كان

الواحد عبد الفضل أبو . أما[  93 / 2تيمية: البن الكالمية بدعهم تأسيس اإلمام عن فينقله�(410) سنة المتوفى الحنبلي التميمي العزيز عبد بن

وقال: إن بالجسم يقول من على عنه: ]وأنكر يقول إذ ، ذلك خالف أحمد كل على االسم هذا وضعوا اللغة . وأهل واللغة بالشريعة مأخوذة األسماء

عن خارج تعالى والله ، وتأليف وصورة وتركيب وسمك وعرض طول ذي /2يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات بآخر الذي الملحق ]. كله[ ذلك

الحنابلة شيخ وتعالى تبارك الله عن الجسم لفظ نفى . وممن  [298- الله يسمى أن يجوز قال: ]ال فإنه يعلى أبو القاضي اعتقد فمن ، جسما

التأليف من الجسم حقيقة وأعطاه األجسام من جسم سبحانه الله أن.  [212 / 2يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات] .  كافر[ فهو واالنتقال

�22 �

، وهذا يجعلك ال تجد كتب الباقالني مشحونة بنقيضها"فاكين "حد الوض3اعين األ "نها من فعل أ . تتردد في أ

- على "ن3 ابن تيمية رحمه الله ال يوقع طالقا "ما أ وأ"و "و التعليق أ حالف به سواء كان بالتصريح أو الكناية أ

"نه يشيع مسألة وقوع التطليقات الثالث التنجيز وأ"عجب العجب - وخديعة: فهذا من أ ، فابن واحدة تسترا

تيمية يوقع الطالق الصادر بالتصريح والكناية والتنجيز ، وخالفهم في مسألة الطالق كما يوقعه سائر! العلماء

'ذ ال يقول بوقوعه حالة" وجود المعل3ق عليه المعل3ق ، إ- 'ذا كان قصد الحالف به الحث3 مطلقا ، بل يستثني ما إ

"و المنع من فعله "نه ال يقول على فعل شيء أ ، كما أ ، بوقوع ثالث تطليقات لمن جمعهن في لفظ واحد

"ن الواقع بذلك تطليقة� واحدة فقط . فمسألة ويرى أ الرد على ابن تيمية رحمه الله فيما انفرد به من

- على مسائل الطالق شيء واتهامه بأنه ال يوقع طالقا.  حالف به شيء� آخر !!!

واحل م3ا قول ابن تيمية رحمه الله بتحريم شد� الر3" وأ

- عن غيرهم � فهو يقول لزيارة قبور األنبي�اء � فضال القول بأ&نه أ&ول من أ&حدث هذه، لكن3  بهذا

، فقد نقل ابن حجر في فتح المسألة غير مسل0م�"بي محمد الجويني والقاضي - من ذلك عن أ الباري نحوا

"ما القول! بأن3 هذه المسألة" ال تصدر عياض وغيرهما ، وأ'ال ممن في قلبه ضغينة لسيد األولين واآلخرين صل3ى إ

!له عليه وسل3م فهذا كذلك غير مسل3م ، وأين هذا من ال"هل العلم حديث النبي صلى ذاك؟ !!! فقد يحمل بعض! أ

"الثة' م"ساجد[ 'لى ث 'ال إ حال! إ د[ الر� !ش" الله عليه وسل3م ]ال ت ، وال يستثني منه إال ما ورد دليل على ظاهر العموم'باحته ، وهذا المسلك مخالف لقول جمهور' خاص على إ

�23 �

"هل العلم ، لكنه ال ينافي تعظيم" ، وهو اجتهاد� من قائله أ3ته ه ومحب .  النبي صل3ى الله عليه وسل3م وتوقير"

'ن برهان "ن يقول الحصني إ وليس من المقبول أ"شياء على فتوى ابن تيمية بتحريم الدين الفزاري كتب أ

"فتى بتكفيره "نه ]أ شد� الرحال لزيارة القبر الشريف وأ ووافقه ابن جهبل ووقع االتفاق على تضليله بذلك

وتبديعه وزندقته[ !! فإنه ال يقبل حتى ينقل نصوص- ليس فيها تكفير كالمهم ، ألننا وجدناه ينقل نصوصا

ويفسرها بالتكفير !!! فإنه نقل نص3 القاضي الشافعي"نه كتب على تلك الفتوى بدر الدين ابن جماعة وأ

، وعقب ذلك النقل ]القائل بهذه المقالة ضال� مبتدع[ بقوله ]ووافقه على ذلك الحنفي والحنبلي فصار كفره

"ن3 - عليه[ !!!. وال أدري كيف يستقيم هذا بعد أ مجمعا حكم القاضي بدر! الدين ابن جماعة بالضالل واالبتداع- - ويقول ]فصار كفره مجمعا ثم يجعله الحصني تكفيرا

'لى 'ن3 الحصني نقل كتاب الس[لطان إ عليه[ !!!. ثم إ"ن3 القضاة والعلماء الذين ق!ر'ئت عليهم نائب البلد وأ

� "فتى به في ذلك خطأ "ن3 الذي أ فتوى ابن تيمية ]ذكروا أ مردود عليه وحكموا بزجره وطول سجنه ومنع'ه من

"و الفتوى[ ، وليس في شيء( من ذلك رميه بالكفر أ.  الزندقة

"ن الحصني � سامحه الله وغفر له � كان قد ويبدو أ"خطاؤه � - على ابن تيمية فتض3خمت أ - وسخطا امتأل غضبا

'ضافة إلى المفتريات عليه � في قلبه وعقله ، باإل�زان "خرجته عن سمت االت ، والواجب ، فقال ما قال وأ

، فقد قال على المسلم العدل! في حالة الحب� والكره!وا "ع د'ل "ال3 ت ( ع"ل"ى أ "آن! ق"و م ن !م ش" 3ك "ج ر'م"ن الله تعالى ]و"ال ي

�24 �

'م"ا 'ير� ب ب 3ه" خ" 'ن3 الل 3ه" إ 3ق!وا الل 3ق و"ى و"ات 'لت ب! ل "ق ر" !وا ه!و" أ اع د'ل] "ع م"ل!ون" .[24]ت

'ذا كان قد وقع الحصني في تكفير ابن تيمية لكن إ'ن3 [ه عالء الدين البخاري فإ كما وقع في ذلك عصري

، ولم يتهموه جمهور األشاعرة لم يقعوا في تكفيره"صاب فيه، في دينه "نه أ "ثنوا عليه فيما يرون أ ، وأ

- يتناسب في "خطأ فيه نقدا "نه أ وانتقدوه فيما يرون أ"نه وقع فيه .  القو3ة مع شد3ة الخطأ الذي يرون أ

"ما ما قاله صاحب الحواشي على شرح الكبرى4 � أ'ذ قال عن ابن تيمية ]زنديق وبغض!ه للد�ين للسنوسي إ

"ن توضع في 'ه ال يخفى[؛ فهي كلمة ال تستحق أ "هل وأ"شاعرة وابن تيمية ، فمن هو معرض الحديث عن األ

قائلها؟ ؟ وما موقعه بين علماء األشاعرة؟ ؟ !:

'سماعيل بن موسى بن عثمان قائلها هو الشيخ إ"خرين ه�(1316الحامدي المتوفى سنة ) ، فهو من المتأ

- "ن يقرن قوله بكالم المتقد�مين من جدا ، فال يمكن أ"شاعرة د[ األ 3ه وتمر3 "ه من شب ب " ]دفع ش! 3ه قرأ ، ولعل

- وغفر لنا للحصني فقال ما قال ، رحمهم الله جميعا.  ولهم

� اشتهر عن كثير من العلماء المتأخرين النفور!5ديد من ابن تيمية رحمه الله ، ومع ذلك فقد قال الش3

'نصاف "ذكر بعضهم كلمات( في حق�ه فيها إ "ن أ "حببت أ ، فأما وجدته من ذلك:

يوطي: ]وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية قال الس["هل اإليمان في الرد� على منطق في كتابه "نصيحة أ

. ثم قال في ذكر المجتهدين: ]وفي هذا ...[ اليونان" ، العصر شيخ اإلسالم العالمة تقي الدين ابن تيمية

. 8 آية  الماائدة سورة[?]24 �25 �

!ر واحد باالجتهاد ، منهم الشيخ ول[ي الدين وصفه غي. [25]العراقي في "فتاويه"[

وقال الفقيه الحنفي الص[وفي ابن عابدين: ]وقد- شيخ! اإلسالم تقي الدين أحمد "يضا 'لى نقل ذلك أ سبق إ

. [26]ابن! تيمية الحنبل[ي في كتابه "الص3ارم المسلول" [

"حد مشايخ الطريقة الص[وفية الرفاعية وقال أ"تباع الطريقة: 3ادي في جملة وصاياه أل المشهور بالصي

3ة العلماء العاملين الذين يريدون122]المادة ) (: محبق 'عالء كلمة الله تعالى ولو أغلظوا على خد3ام الطر! إ

"ن3 ذلك لله العلية في دروسهم ومؤلفاتهم 'ن علمت أ ، إ ، ولو خامر بعض كلمات ، ال لغرض( نفساني تعالى

، ككلمات البعض منهم شدة وغلظة وتخلل ذلك الغلط'ه[ "مثال . [27]الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى وأ

"تباع ومواقف الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى من أفاعية مع النقد القاسي والتجريح الشديد الطريقة الر�

"نه ال يتكل3م في شيخ الطريقة معلومة� ومشهورة� 'ال أ ، إفاعي� رحمه الله تعالى "حمد" الر� يد' أ فاعية الس3 الر�

.  بشيء(

وقال الشيخ يوسف النبهاني من كبار الصوفيين ببيروت في القرن الرابع عشر الهجري: ]وابن تيمية هو

'مام كبير !مة ، وعل"م شهير إ "ئمة األ "فراد أ ، من أ ، ولكنه مع المحمدية الذين تفتخر بهم على سائر األمم

، فقد أخطأ في ذلك غير! معصوم من الخطأ والزلل- مسائل" قليلة( � منها هاتان المسألتان � خطأ فاحشا

!مة من الس3لف والخلف ، كما بين خالف فيه جمهور" األ فرض عصر كل في االجتهاد أن وجهل األرض إلى أخلد من على الرد[ ?]25

. 197 ، 153 للسيوطي: ص. 300 / 3عابدين: البن المختار الدر حاشية المحتار رد[ ?]26. 45 للصيادي: ص الحقيقة فذلكة[ ?]27

�26 �

'ن أخطأ في ، ذلك كثير من المحققين ... وابن تيمية وإ"صاب بمسائل ال تعد[ وال هذه المسائل المعدودة فقد أ

، وخدم بها شريعة سيد ، نصر" بها الدين المبين تحصر . ثم قال: ]اعلم ، صل3ى الله عليه وسل3م[ المرسلين

"عتقد في ابن تيمية وتلميذيه ابن القيم وابن عبد أني أ"ئمة الدين "نهم من أ "كابر علماء المسلمين الهادي أ ، ، وأ

- وإن - عظيما !مة المحمدية بعلمهم نفعا وقد نفعوا األ أساءوا غاية اإلساءة في بدعة منع الزيارة واالستغاثة

- عظيمة[ "ض"روا بها اإلسالم والمسلمين أضرارا .  [28]وأ

'لى كلمات هؤالء العلماء والص[وفيين وما فانظر إ'نصاف ، على الرغم من تباعد المناهج وتباين فيها من إ

- المشارب ، فرحمة الله تعالى ومغفرته لنا ولهم جميعا'ن شاء الله .  إ

"شاعرة! ابن" تيمية؟ : 6 � هل اضطهد األ

- وال زندقة- "شاعرة في ابن تيمية كفرا ، لم ير األ"وا فيه وبالتالي فإنهم لم يحكموا عليه بالقتل ، وإنما رأ

- في بعض المسائل - وابتداعا ، فحكموا بزجره ضالال ، دون أن يوقعوا عليه وطول سجنه ومنعه من الفتوى

.  الضرب أو الجلد

'قامة مجالس المناظرة مهما "ود[ لو اكتفوا بإ وكم أ!له الحق3 طالت وتعددت وامتد3 بها الزمن حتى يظهر ال

"ه ل'ك" في كل مسألة على لسان صاحب الحق فيها 'ي ، ]ل3ه" 'ن3 الل "ة( و"إ �ن "ي "ى م"ن ح"ي3 ع"ن ب "ح ي "ة( و"ي �ن "ي م"ن ه"ل"ك" ع"ن ب

] 'يم� م'يع� ع"ل . [29]ل"س"

ع في الحكم على األشاعرة في وقبل التسر[ موقفهم من ابن تيمية � رحمهم الله وغفر لنا ولهم

. 62 ، 52 للنبهاني: ص الخلق بسيد االستغاثة في الحق شواهد[ ?]28. 42 األنفال: اآلية سورة[ ?]29

�27 �

- � ؛ تصور أن ابن تيمية كان هو القاضي وصاحب جميعا الكلمة النافذة عليهم في ذلك الوقت ؛ فهل كان سيكتفي بالحكم عليهم بمثل الذي حكموا هم به

.  عليه؟ !!! ما أظن[ ذلك

� من الغريب أن يقول الباحث ]... وحسبك7 ، وهو ما لم يفعله تكفيرهم واضطهادهم لشيخ اإلسالم

"شعري قط[ نة بعالم أ "هل الس[ . أ

نة يكف[ون "هل الس[ فهل كان من يسم�يهم الباحث أ"ي عالم أشعري؟ ! ما أظن ذلك .  ألسنتهم عن تكفير أ

"كتفي بنقل جزء من كالم ابن تيمية � رحمه الله وأ"نه يكف�ر خصومه الذين دعوه وغفر له � ظاهره أ

'ذ يقول: للحضور من األمراء والقضاة ومن معهم ، إ'نه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين ]فإ

"ميران رسولين من عند المأل وسبعمائة جاء أ ...[ ثم قال المجتمعين من األمراء والقضاة ومن معهم

، ثم رجعا ولم يأتيا ، فأطاال الغيبة ]فأخذا الجواب وذهبا'ال طلب الحضور "غلظت لهم في بكالم محصل إ ، فأ

، يا ، وقلت لهم بصوت رفيع: يا مبد�لين الجوابريعة . فمن هم[30]، يا زنادقة[  مرتدين عن الش3

"نهم مبد�لون ومرتد[ون عن الشريعة [ون بأ المعني وزنادقة؟؟ األميران المرسالن من قبل المأل؟ أو المأل"رسلوا الرسولين من األمراء والقضاة والعلماء الذين أ

.  الذين معهم؟؟!!!

"ما األلفاظ التي ليس فيها تكفير ولكنها من8 � وأ"ن - عن العالم � أ السب� الذي يجب على المسلم � فضال

"ه وقلمه فاقرأ هذا المثال: ه عنه لسان ين�ز�

. 4 ، 2 تيمية: ص البن التسعينية[ ?]30 �28 �

قال ابن تيمية � رحمه الله وغفر له � : ]كما يقال"شعرية مخانيث! المعتزلة ، والمعتزلة مخانيث األ

"ن3 القرآن غير! الفالسفة[ 'نما اعتقادهم أ . ثم قال: ]... وإة واألشعرية اإلناث موجود ، لفظته الجهمية الذكور بمر3

. فهل التلف[ظ بمثل هذا مما يليق[31]بعشر' مرات[ . بعالم من علماء المسلمين؟!!!

نة يكف[ون9 "هل الس[ � هل كان من يسم�يهم الباحث أ"ظن ذلك "شعري؟! ما أ "ي عالم أ "يديهم عن اضطهاد أ .  أ

- من حقيقة "كتفي ببعض النقول التي تبين لك شيئا وأاألمر:

"بي يعلى في ترج�مة الش�ريف أبي جعفر قال ابن أ 470عبد الخالق بن عيسى العباسي المتوفى س�نة )

"بي نصر عبد الرحيم ه�( وهو يصف ما جرى بينه وبين أ"بي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ابن أ

ه�( : ]فوصل إلى مدينة الس3الم514المتوفى سنة )"ظهر على الكرسي بالجانب الشرقي ولد! القشيري ، وأ

، ولم تكن ظهرت قبل ذلك على مقالة" األشعري"شهاد "صحابنا رؤوس األ "يدي أ ، لما كان يلحقهم من أ

"نكره غاية" ، فعظ!م ذلك عليه وقمعهم لهم ، وأنة ، اإلنكار "هل الس[ "زر أ ، ، وقويت كلمتهم ... فاشتد3 أ

"هل هذه البدعة دفعات ، وكانت الغلبة وأوقعوا بأم3ل قول ابن أبي[32]...[ ، لطائفتنا طائفة الحق�

" . وتأ"يدي أصحابنا وقمعهم يعلى ]لما كان يلحقهم من أ

. وابن أبي يعلى كان ممن صحب الشريف أبا لهم[!!!. جعفر والزمه خمس" سنين

. 276 ، 272 السابق: ص المصدر[ ?]31. 239 / 2يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات[ ?]32

�29 �

- من هذه الواقعة ، وكان وقد ذكر ابن! رجب نحوا"با نصر ابن القشيري ورد "ن3 أ مما قال: ]ومضمون ذلك أ

"ربعمائة ، وجلس في بغداد سنة تسع وستين وأ�ظامية 'لى الن "خذ يذم[ الحنابلة وينسبهم إ ، وأ"تباعه على الهجوم ، التجسيم ... فاتفق جماعة من أ

"بي جعفر في مسجده واإليقاع به ، على الشريف أ'ن وقعت "عدهم لرد� خصومه إ ، فرتب الشريف جماعة أ

'لى باب المسجد رماهم هؤالء فلما وصل أولئك إ ، وق!تل من أولئك رجل من ، فوقعت الفتنة باآلجر�

.[33]...[  ، العامة وجرح آخرون

الجوزي ابن . وذكر 20 – 19 / 1رجب: البن الحنابلة طبقات ذيل[ ?]33- تلك من شوال في الحادثة وأرخ[ 305 / 8 ] المنتظم في ذلك من نحوا

. السنة �30 �

قال الباحث:

- لهؤالء القوم ، يكف�رونه ثم يد3عون ]فيا عجبا- اسم "نهم وإياه على مذهب واحد ويشملهم جميعا أ

...[ !! السنة والجماعة

"هل السنة والجماعة 'ن مصطلح أ ثم قال: ]إ!طلق ويراد به معنيان: ي

يعة "عم: وهو ما يقابل الش� ... وهذا ، ]المعنى األ المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة

"شاعرة ...  ، كاأل

"هل "خص: وهو ما يقابل المبتدعة وأ ]المعنى األ"شاعرة ، األهواء ...وهذا المعنى ال يدخل فيه األ

- 'مام أحمد ، بل هم خارجون عنه أبدا ، وقد نص اإل وابن المديني على أن3 من خاض في شيء من'ن أصاب "هل السنة وإ علم الكالم ال يعتبر من أ

، بكالمه السنة حتى يدع" الجدل ويسل�م للنصوصنة فحسب ، بل التلقي فلم يشترطوا موافقة الس[

... واألشاعرة � كما سترى � ، واالستمداد منهانة ولم يوافقوها في تلق3وا واستمدcوا من غير الس[

"هلها؟ ![ النتائج . ، فكيف يكونون من أ

أقول:

� الباحث يقول كالم"ه ه��ذا في مع��رض حديث��ه عن1"شاعرة وابن تيمي��ة 'نهم وابن األ ، فه��ل ق��ال األش��اعرة إ

.  تيمية على مذهب واحد؟ ؟ !!!

"شاعرة2 "دري لم" يتعجب الباحث فيما لو قال األ � ال أ- اس��م الس��نة والجماع��ة 'نهم وابن تيمية يشملهم جميعا إ

�31 �

"ن3 ه��ذا المص��طلح يطل��ق وي��راد ب��ه 3ن هو نفسه أ وقد بي"خص؟ !! !طلق ويراد به المعنى األ "عم وي . المعنى األ

- فال "و بعض!هم قد قالوا ذل��ك فعال "شاعرة أ 'ن كان األ فإيعة "رادوا المعنى األعم3 الذي يقاب��ل الش��� "نهم أ شك في أ

، فم��ا وج��ه التعجب من ذل��ك؟ !! ب��ل وس��ائر الف��رق الباحث نفسه يقبل دخول األش��اعرة تحت اس��م الس��نة

، فلم تنكر � أيه��ا الب��احث � على والجماعة بهذا المعنى.  األشاعرة وال تنكر على نفسك؟ !

"ن3 اسم الس��نة والجماع��ة ب��المعنى3 � يرى الباحث أ"ن3 األش��اعرة ال "ه��ل األه��واء وأ "خص يقابل المبتدعة وأ األ

- . يدخلون فيه أبدا

"ن األشاعرة تلق3وا واستمدوا من غ��ير ويرى الباحث أ"نهم لم يوافقوه��ا في النت��ائج نة وأ ، وق��ال: فكي��ف الس��[

"هلها؟ ! . فهل عندك � أيها الباحث � دلي��ل يكونون من أ!قب��ل "ن ت 'ن ال��دعوى يمكن أ و إ

" على ه��ذه ال��دعاوى؟! أ.  بدون دليل؟ !!!

"ن تعلم م��اذا "يه��ا الق��ارئ المنص��ف � أ "ردت � أ 'ذا أ وإ"ن3 األشاعرة تلقوا واستمدوا "دلة على أ قد3م الباحث من أنة ؛ ف��اقرأ ماس��ط3ره مم��ا س��يأتي في من غ��ير الس��[

، وتأمل ه��ل الموضوع األول الذي عنونه بمصدر التلقي . وإذا أردت أن في ذل��ك دلي��ل على ص��حة ال��دعوى؟ !

تعلم ماذا قدم من أدلة على أنهم لم يوافقوا السنة في النتائج فاقرأ وتأمل ما سطره مما سيأتي في المواضيع

. التي تلي الموضوع األول

� هجوم الب��احث على األش��اعرة واته��امهم ب��أنهم4 يتلقون ويستمدون � في العقيدة � من غير السنة وأنهم لم يوافقوها في النتائج مع الثناء الكبير على ابن تيمية: يوحي للقارئ ب��أن ابن تيمي��ة ال يس��تمد � في العقي��دة �

�32 �

، والمظن��ون من غير السنة وأنه لم يخالفها في النت��ائج به والمعروف عنه � رحم��ه الل��ه وغف��ر ل��ه � أن��ه ش��ديد

، ولكن ال ب��د هن��ا من وقف��ة الحرص على اتب��اع الس��نةصغيرة:

لم ال يتعامل الباحث مع علماء األشاعرة وابن تيمية وسائر العلماء ممن قبلهم ومن بع��دهم بمنهج واح��د؟ ؟ لم ال يزن أقوالهم بغض النظر عن قائلها بميزان واحد؟ أال وهو الع��رض على كت��اب الل��ه تع��الى وس��نة الح��بيب

، فم�ا ش�هدت ل�ه المص��طفى ص�لى الل��ه علي��ه وس�لم ، وم��ا ش�هدت ل�ه ب�الرد النصوص بالقبول فهو المقبول

.  فهو المردود

وما أجم��ل كلم��ة الحاف��ظ ابن حج��ر � رحم��ه الل��ه �- ، حيث يق��رظ كت��اب ال��رد ال��وافر البن التي مرت قريبا

، فق��د ق��ال بع��د الثن��اء على ابن تيمي��ة ناص��ر ال��دين واإلشارة إلى األشياء التي أنكرت عليه: ]ومع ذلك فه��و

، فال�ذي أص�اب في��ه وه��و األك��ثر بش��ر يخطئ ويص��يب ، وال��ذي أخط��أ في��ه ال يستفاد منه ويترحم عليه بس��ببه

. يقلد فيه[

وإذا نظرن��ا به��ذا المنظ��ار المنص��ف فال ب��د من أن نقول للباحث: إن ابن تيمي��ة � رحم��ه الل��ه � أص��اب في

، ومن المجانب��ة لإلنص��اف أش��ياء وأخط��أ في أش��ياء ، ورفعه إلى مرتب��ة تك��اد تص��ل تقديره لدرجة التقديس

ب��ه إلى العص��مة ال��تي ال يس��تحقها م"ن س��وى األنبي��اء ، ح��تى إن أق��وال س��ابقيه والحقي��ه من والمرس��لين

العلماء توزن � عند كثير ممن ف!تنوا به لح��د التق��ديس � ، ال على نص��وص الكت��اب والس��نة بالعرض على كالم��ه

.  وأساليب اللغة وموازين العقول !!!

�33 �

والذي يتتبع كالم ابن تيمي��ة � رحم��ه الل��ه وغفرل��ه �- في ع��دد من المواض��ع، في العقي��دة يج��د أن في��ه خلال

وهذه إشارات لبعضها:

( ]وأن الل��ه تع��الىأ ـ رأى ابن! تيمية قول" ابن' ح��زمق ابن! تيمي��ة لم يزل وح��ده وال ش��يء غ��يره مع��ه[ فعل��3

-: ]هذه العبارة ليس��ت في كت��اب الل��ه ، وال تنس��ب قائال ... وال نع��رف ، إلى رسول الله صلى الله علي��ه وس��لم

هذه العبارة عن الصحابة والت��ابعين وأئم��ة المس��لمين[[34].

أقول:

من العجيب الغ��ريب أن يق��ول ابن تيمي��ة عن ه��ذه العب��ارة ]وال تنس��ب إلى رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وسلم[ وقد قال صلى الله عليه وس��لم ]ك��ان الل��ه ولم

. [35]يكن شيء غيره[؟ !!

ومن العجيب الغ��ريب أن ي��رجح رواي��ة أخ��رى من روايات الحديث وهي ]ك��ان الل��ه ولم يكن ش��يء قبل��ه[

- تمام اإلعراض عن منهج[36] على الرواية األولى معرضا . وط��رق ه��ذا أئمة الحديث في ال��ترجيح بين الرواي��ات

- من مصادر الحديث مبثوثة في أكثر من عشرين مصدراف نفس��ه عن��اء الرج��وع إلى الس��نة النبوي��ة ، فلم يكل���

، واكتفى ب��الطريقين الم��رويين المصادر لجمع الط��رق. 170 – 168 تيمية: ص البن اإلجماع مراتب نقد[ ?]34. يعيده ثم الخلق يبدأ الذي وهو باب ، الخلق بدء البخاري: كتاب صحيح[ ?]35 . الماء على عرشه وكان باب ، التوحيد البخاري: كتاب صحيح[ ?]36

- غيره[ ارجع شيء يكن ]ولم لفظ رجحان ولمعرفة البحث إلى لزاما وعقيدة[ لكاتب ودراية رواية � غيره شيء يكن ولم الله ب�]كان المعنون

. بدمشق البشائر دار طبع ، اإلدلبي أحمد بن الدين صالح الكتاب هذا �34 �

. ول��و أن��ه أنف��ق ، وهو صحيح البخاري في مصدر واحد من عمره سنوات لجم��ع ط��رق ه��ذا الح��ديث ومعرف��ة- وهو ]ولم يكن ش��يء غ��يره[ ؛ لجنب اللفظ الراجح حقا

، نفسه وأتباعه الوق��وع في ع��دد من الب��دع االعتقادي��ة كالقول بالقدم النوعي للعرش وجواز وق��وع ح��وادث ال

.[37]أول لها

ومن العجيب الغ��ريب أن يق��ول إن ه��ذه العب��ارة ال ، ومعناه��ا تعرف أو ال يعرفه��ا ه��و عن أئم��ة المس��لمين

منق��ول عن ع��دد من أئم��ة المس��لمين منهم يزي��د بن ، وابن جرير ، واإلمام أحمد هارون � شيخ اإلمام أحمد �

، ، والقاض��ي أب��و يعلى ، والبيهقي ، وابن حبان الطبري ، وجاء معناها في االعتقاد الق��ادري ال��ذي كتب وغيرهم

للخليفة العباسي القادر بالله !!! فكيف غفل ابن تيمي��ة. عن هذا؟!

واألعجب أنه هو نفس��ه ينق��ل عن اإلم��ام أحم�د أن�ه ، وينق��ل في مع��رض[38]يق��ول ]ك��ان الل��ه وال ش��يء[

الثناء واإلقرار قول عمرو بن عثمان المكي رحمه الل��ه: ... خلص��ت ل��ه األس��ماء ، ]الله تع��الى واح��د ال كاآلح��اد

، فك���انت واقع���ة في ق���ديم األزل بص���دق الس���نية- س��يهدي ، الحقائق - س��يخلق ... فك��ان هادي��ا ، ، وخالق��ا

- س��يرزق - س��يفعل[  ورازقا ، وإذا ك��ان الل��ه[39]، وف��اعال

- أن الغريب ومن[ ?]37 واالجتهاد للبحث يتجهون بالعلم المشتغلين من كثيرا تجد فال العقائد وأحاديث العقائد في أما ، كامحاأل وأحاديث الفقه في

ابن كالم في أجد ولم هذا. العقول وتعطيل المشايخ تقليد سوى عندهم واضحة إشارة هذا إلى يشير ولكنه ، للعرش النوعي بالقدم التصريح تيمية

وينفي ، غيره شيء يكن ولم كان الله إن قال من على يرد إنه حيث ،. اللفظ بهذا الحديث صحة

الخامس المجلد]. 92 – 91 ، 77 ، 52 – 51 تيمية: ص البن لتسعينية[ ا?]38. [ الكبرى الفتاوى من

ترجمه المكي عثمان . وعمروبن 63 / 5تيمية: ابن فتاوى مجموع[ ?]39 ... ، الصوفية شيخ الرباني وقال: اإلمام النبالء أعالم سير في الذهبي

�35 �

- في قديم األزل الس��م ]الخ��الق[ بمع��نى تعالى مستحقا الق��درة على الخل��ق عن��دما يش��اء ذل��ك وبمع��نى أن��ه سيخلق ؛ فهذا يعني أنه ك��ان في األزل وح��ده ولم يكن

، فكيف غفل عن ه��ذا؟ شيء غيره ولم يكن شيء معه! .

[40] ذكر ابن تيمية رحمه الل��ه ح��ديث األوع��ال ب ـ

ورد على من حاول الطعن فيه وقال ]هذا الح��ديث م��ع أنه رواه أهل الس��نن ك��أبي داود وابن ماج��ه والترم��ذي

، فالق��دح وغيرهم فهو م��روي من ط��ريقين مش��هورين .[41]في أحدهما ال يقدح في اآلخر[

أقول:

حديث األوعال روي من طرق عن سماك بن ح��رب عن عب���د الل���ه بن ع"م���يرة عن األحن���ف بن قيس عن العب��اس بن عب��د المطلب عن الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم أن��ه ق��ال: ]ه��ل ت��درون بع��د م��ا بين الس��ماء

، ... . فقال: ]إن بع��د م�ا بينهم�ا . فقالوا: ال واألرض؟ [ ، ... ... ثم فوق السابعة بح��ر ، ثم السماء فوقها كذلك

ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظالفهم وركبهم مثل ما ، ثم الل��ه تب��ارك وتع��الى ف��وق بين س��ماء إلى س��ماء

. ذلك[

وفي غمرة ال��دفاع عن ه��ذا الح��ديث المنك��ر ال��ذي ي��رتب الس��موات بعض��ها ف��وق بعض ثم يجع��ل ف��وقهن- ثم ثماني��ة أوع��ال ثم الل��ه تب��ارك وتع��الى وكأن��ه بح��را

.  ]58 – 57 / 14. [  الثالثمئة بعد توفي. الوعل جمع واألوعال ، الجبل كسرها: تيس أو العين بتسكين الوعل[ ?]40. 192 / 3تيمية: ابن فتاوى مجموع[ ?]41

�36 �

سبحانه في جهة مكانية ؛ فإن ابن تيمية � سامحه الله � يدعي أن هذا الح��ديث م��روي من ط��ريقين مش��هورين

. وأن القدح في أحدهما ال يقدح في اآلخر !!

والحديث مع��روف ومش��هور في ع��دد من المص��ادر ، وه��و س��ند ض��عيف بالسند الذي ذكرته ليس ل��ه غ��يره

�ن الض��عف ، في��ه س��ماك بن ح��رب وعب��د الل��ه بن بيعميرة:

فأم��ا س��ماك بن ح��رب فق��د وثق��ه ابن معين وأب��و ، لكن ضعفه شعبة وعبد الله بن المبارك وسفيان حاتم

. وقال ، وقال أحمد: مضطرب الحديث الثوري وغيرهم النسائي: ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث ألن��ه

. وأما عبد الله بن ع"ميرة فق��د ذك��ره كان يقبل التلقين ، وقال اإلمام مسلم: تفرد سماك ابن حبان في الثقات

. وق��ال . وقال إبراهيم الح��ربي: ال أعرف��ه بالرواية عنه . ومراد ابن حج��ر بقول��ه ابن حجر في التقريب: مقبول

، وذك��ره هذا أنه يقبل في المتابع��ات ال فيم��ا انف��رد ب��ه في ثقات ابن حبان ال ينفعه لما ع��رف من تس��اهل ابن

.  حبان

فمثل هذا السند ال يصلح لالحتج��اج ب��ه في األحك��امفكيف يحتج به في العقائد؟ !!! .

وق��ف ابن تيمي��ة � س��امحه الل��ه � على بعضجـ ـ اآلثار التي فيها القول عن الله تبارك وتعالى بأنه ]أبدى

، وقال: ]وإن ك��ان ، فراح يثبتها ويدافع عنها عن بعضه[ اإلنكار ألنه ال يقال في صفات الله لف��ظ البعض ؛ فه��ذا

، اللفظ قد نطق به أئم��ة الص��حابة والت��ابعين وت��ابعيهم . وذكر األثر الوارد في ذلك من طري��ق ذاكرين وآثرين[

، ]عمرو بن عثمان الكالبي قال: حدثنا موسى بن أعين �37 �

، ، عن عكرم��ة ، عن يح��يى بن أبي كث��ير عن األوزاعي عن ابن عباس أنه قال: إذا أراد الل��ه أن يخ��وف عب��اده

، وإذا أراد ، فعن��د ذل��ك تزل��زل أبدى عن بعض��ه لألرض . ثم[42]الله أن يدمدم على قوم تجلى له��ا ع��ز وج��ل[

نقل عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل أنه ق��ال: ]ح��دثني أبي ق��ال: ح��دثنا أب��و المغ��يرة الخ��والني ق��ال: ح��دثنا

، عن عكرم��ة األوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كث��ير أن��ه ق��ال: إن الل��ه إذا أراد أن يخ��وف عب��اده أب��دى عن

، وإذا أراد الل��ه أن بعضه إلى األرض فعند ذل��ك تزل��زل . ونق��ل عن القاض��ي أبي ي��دمر على ق��وم تجلى له��ا[

- على ذل��ك: ]أم��ا قول��ه أب��دى عن يعلى أن��ه ق��ال معلق��ا ، إذ ليس بعضه فهو على ظاهره وأنه راجع إلى ال��ذات

في حمله على ظاهره ما يحي��ل ص��فاته وال م��ا يخرجه��ا ... وال يمتنع إطالق هذه الصفة على وجه ، عما تستحق

، كما أطلقنا تسمية ي��د ال يفضي إلى التجزئة والتبعيض .[44] [43]ووجه ال على وجه التجزئة والتبعيض[

أقول:

هل األث�ر المنس�وب لعكرم�ة هن�ا ث�ابت عن�ه؟ ؟ إن ، السند من عبد الله بن أحمد إلى عكرمة روات��ه ثق��ات

ولكن كتاب الس��نة لعب��د الل��ه بن أحم��د غ��ير ث��ابت عن ، ألن في س��ند النس��خة ، وال تص��ح نس��بته إلي��ه مؤلف��ه

- غ��ير مع��روف - فكي��ف راويا - أص��ال ، وإذا لم يكن معروف��ا يع��رف أن��ه من أه��ل الص��دق أو ال؟. فك��ل النص��وص

، ألن البن��اء المروية في هذا الكتاب ال يمكن إثباتها منه. عليهم: أهلكهم . دمدم 72 التسعينية: ص[ ?]42. 76 السابق: ص المرجع[ ?]43 الثالث الموضوع في األشاعرة ينتقد إذ الباحث مستند هو هذا لعل[ ?]44

. والتجزئة التبعيض تعالى الله عن ينفون ]التوحيد[ إذ هو الذي �38 �

. وإذا افترض��نا المبني على أساس ضعيف كله ض��عيف- صحة نسبة هذا القول لعكرم��ة م��ولى ابن عب��اس جدال فه��ل ه��و حج��ة؟ !! إن ق��ول الص��حابي إذا تط��رق إلي��ه االحتمال أنه قاله باجتهاده أو مما تلق��اه من غ��ير الن��بي

، فكيف صلى الله عليه وسلم فليس بحجة في األحكام يكون قول التابعي حج��ة؟!! وإذا لم يكن ق��ول الت��ابعي

، ومن حج��ة في األحك��ام فمن ب��اب أولى في العقائ��د باب أولى إذا تطرق إليه االحتمال بأن��ه تلق��اه عن بعض

.  ، فتنبه !! أهل الكتاب � كما هنا �

أما األثر المروي عن ابن عب��اس رض��ي الل��ه عنهم��ا ، وهذا قد ذكره ابن ففي سنده عمروبن عثمان الكالبي . وقال عنه أبو حاتم حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ- أعمى بالرق��ة ، يح��دث الن��اس من الرازي: ك��ان ش��يخا

، . وضعفه العقيلي والدارقطني حفظه بأحاديث منكرة . أفمث��ل ه��ذا وقال النسائي واألزدي: م��تروك الح��ديث

يكون حجة؟ !! وكيف غفل ابن تيمي��ة � س��امحه الل��ه � عن االشتغال بنقد السند قبل أن يقول ]فهذا اللفظ قد

.... ذاك��رين وآث��رين[؟ !!! فه��ل نطق به أئمة الص��حابة نطقوا به يذكرون��ه من تلق��اء أنفس��هم؟ ! أو نطق��وا ب��ه يأثرونه عن رسول الله صلى الل�ه علي�ه وس�لم؟ ! أو ال

.  هذا وال ذاك؟ !!!

ومن العجيب الغريب أن ينقل ابن تيمية مع اإلق��رار ق��ول القاض��ي أبي يعلى � س��امحمهما الل��ه � أن ق��ول القائل عن الله تبارك وتعالى ]أبدى عن بعضه[ هو على ظ��اهره !!! وأن��ه راج��ع إلى ال��ذات !!! وأن��ه ال يمتن��ع إطالق ه��ذه الص��فة على وج��ه ال يفض��ي إلى التجزئ��ة

.  والتبعيض !!!

�39 �

فه��ل بع��د ه��ذا التن��اقض � ي��ا ذوي الحجى � تن��اقض أظهر منه؟ ! يقولون بإثبات لفظ البعض على الله وأن��ه راجع إلى ال��ذات وأن��ه على ظ��اهره !!! ثم يقول��ون إن إطالق ه���ذا على مع���نى ال ي���ؤدي إلى التبعيض ليس بممتن���ع !!! فكي���ف ه���و ]بعض[ وكي���ف ال ي���ؤدي إلى

. ثم يقول��ون ]كم��ا أطلقن��ا تس��مية ي��د التبعيض؟ !!! ووج��ه ال على وج��ه التجزئ��ة والتبعيض[ !!! يخلط��ون

، إذ من الممكن القول في الذات ب�القول في الص�فات ، وإن العلم أن يق���ال إن لل���ه تع���الى ص���فات كث���يرة

، وهي بعض ص��فات والسمع والبص��ر من ص��فات الل��ه ، وإن هذا ال يؤدي إلى التجزئ��ة والتبعيض الله جل وعال

، وإذا أثبتنا لله تعالى صفة اليد وص��فة الوج��ه على الله ، وإن إثباتها صفات ال ي��ؤدي فنقول إنها من صفات الله

، لكن ه��ل من الممكن إلى التجزئة والتبعيض على الله- أو أشياء هي ]بعض الذات[ ثم نق��ول إن أن نثبت شيئا هذا ال يؤدي إلى التجزئة والتبعيض على الله؟!!! تع��الى

- - كبيرا .  الله عن هذا علوا

- يوهم ظاهره تأيي��دد ـ - مرفوعا ذكر ابن تيمية حديثا هذا المعنى فقال: ]وق��د ج��اء في األح��اديث المرفوع��ة

، في تجليه سبحانه للجبل ما رواه الترمذي في جامع��ه قال: حدثنا عبد الله بن عبدالرحمن يعني الدارمي قال:

، أنبأنا سليمان بن ح��رب ق��ال: ح��دثنا حم��اد بن س��لمة ، عن أنس أن الن�بي ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم عن ثابت

- ، � ق�ال قرأ هذه اآلية فلما تجلى ربه للجب�ل جعل�ه دك�ا ، وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنمل��ة حماد هكذا

-[ إصبعه اليمنى � ، قال: فساخ الجبل وخر3 موسى صعقا

�40 �

، ، عن الس��د�ي . ثم ذك��ر من ط��ريقين عن أس��باط[45] ، عن ابن عباس أنه قال: ]فلم��ا تجلى رب��ه عن عكرمة

.[46]للجبل: ما تجلى منه إال مثل الخنصر[

أقول:

من الغريب إيراد ابن تيمية للحديث المرف��وع ال��ذي رواه الترمذي في معرض تأيي��ده ]أن يق��ال في ص��فات الله لفظ البعض[ !!! ولع��ل ه��ذا ه��و مس��تنده إذ ق��ال: ]وه��ذا اللف��ظ ق��د نط��ق ب��ه أئم��ة الص��حابة ذاك��رين وآث��رين[ !!! والح��ديث المرف��وع ليس في��ه في رواي��ة الترمذي أكثر من ]أن النبي صلى الله عليه وس��لم ق��رأ- فقال: فس��اخ هذه اآلية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا

]- . أما الذي قال هك��ذا ووض��ع الجبل وخر3 موسى صعقا طرف اإلبهام على أنملة إص��بعه اليم��نى فه��و حم��اد بن

، وقد فعل الراوي عنه س�ليمان بن ح�رب مثلم�ا سلمة ، رآه فعل ليوضح بذلك لمن يروي عنه كيف فعل حماد

وليس في هذه الرواية أن النبي صلى الله عليه وس��لم- ، وال أنس بن مالك رضي الله عن��ه قال هكذا ، وال ثابت��ا

. وعلق الترمذي على ه��ذا الح��ديث � البناني رحمه الله- � بقول��ه ]ه��ذا ح��ديث حس��ن رغم صحة إسناده ظاهرا

، ولعل��ه يع��ني في جمع��ه بين الص��حة ص��حيح غ��ريب[.  والغرابة صحة السند وغرابة المعنى

فإن قيل: لقد روى جماعة من الرواة ه��ذا الح��ديث ، رضي الله عنه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس

وأن الذي وضع اإلبه��ام على ط��رف الخنص��ر ه��و الن��بي . ساخت 143األعراف: سورة في . واآلية 72 السابق: ص المرجع[ ?]45

. بهم: انخسفت األرض . وساخت األرض في األرض: غاصت في قوائمه. األعراف سورة تفسير ، التفسير الترمذي: كتاب وانظر: سنن

. 73 – 72 السابق: ص المرجع[ ?]46 �41 �

- الطويل ق��ال لث��ابت صلى الله عليه وسلم ، وأن حميدا . فرفع ث��ابت ي��ده لما حدث بهذا الحديث: تقول هذا؟ !

فضرب صدر حميد وقال: يقوله رسول الله ص��لى الل��ه ، . ف��أقول: بلى عليه وسلم ويقوله أنس وأنا أكتمه؟ !!

، ولكن تف��رد لقد رواه جماعة عن حماد بن سلمة به��ذا ، سيما وقد قال في��ه ابن حماد به يوقع في النفس ريبة

س��عد: ك��ان ثق��ة كث��ير الح��ديث وربم��ا ح��دث بالح��ديث . وقال ابن معين: من سمع من حم��اد األص��ناف المنكر

- فهو ص��حيح . وق��ال ففيها اختالف ومن سمع منه نسخا- اإلمام أحمد: كان يخطئ . وأق��ر3 . وأشار بيده أي كث��يرا

، وق��ال ابن حبان أنه ممن يخطئ وأنه ق��د ك��ثر خط��ؤه . وإذا ك��ان اإلمام الذهبي: إمام ثقة له أوه��ام وغ��رائب

ذلك كذلك فاألولى أن يتوقف عن رواية ينفرد بها حماد بن سلمة ويستغربها مثل اإلمام الترم��ذي وي��درجها ابن

.  الجوزي في الموضوعات

ثم إن حماد بن سلمة � رحمه الله � قد خول��ف في- - ومتن��ا ، فأم��ا في اإلس��ناد هذه الرواية المستغربة سندا

فقد جاءت هذه الرواي��ة من ط��ريقين الب��أس بهم��ا عن س��عيد بن أبي عروب��ة عن قت��ادة عن أنس موقوف��ة ال

، وأما المتن فقد ج��اء اللف��ظ عن أنس رض��ي مرفوعة الله عن��ه أن��ه ق��ال: ]أش��ار إلي��ه بي��ده[ أو ق��ال بأص��بعه

. وليس فيه���ا[47]]فتعف���ر الجب���ل بعض���ه على بعض[ تفسير فلما تجلى ربه للجبل بوضع اإلبه��ام على ط��رف

. الخنصر

من عروبة أبي بن . وسعيد 211 / 1عاصم: أبي البن انظر: السنة[ ?]47 األعلى عبد بن األعلى عبد عنه الراوي لكن ، اختلط أنه إال ، الثقات كبار . وتعفر األرض ووجه ، . والع"ف"ر: التراب االختالط قبل عنه اآلخذين من

. األرض وجه على وهوى الجبل: اندك �42 �

فلل��ه در اإلم��ام الترم��ذي ال��ذي اخت��ار من الط��رق الكث��يرة المروي��ة عن حم��اد: الطري��ق ال��ذي ال يص��رح بنسبة اللفظ الموهم إلى رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه

، ونص3 م��ع ذل��ك وس��لم وال إلى الص��حابي وال الت��ابعي.  على أنه ]غريب[

- في أن لحماد رواي��ات منك��رة ومما يزيدنا استبصارا في العقائد: ما رواه ابن عدي من ثالثة ط��رق عن��ه عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ق��ال رس��ول- أمرد عليه الله صلى الله عليه وسلم: ]رأيت ربي جعدا

.  . فتأمل واعجب !!! [48]حلة خضراء[

أما األث�ر ال�ذي ذك�ره عن ابن عب�اس أن�ه ق�ال ]م�ا ، تجلى منه إال مث��ل الخنص��ر[ فال يص��ح عن ابن عب��اس

- والس��دي فيهم��ا ض��عف ، فأم��ا أس��باط بن ألن أس��باطا . ، وقال فيه البخاري: ص��دوق نصر فقد وثقه ابن معين

. وذك��ره ابن وقال موسى بن هارون: لم يكن به ب��أس . لكن سئل أحمد: كيف حديثه؟ فقال: حبان في الثقات

. وق��ال أب��و ح��اتم: س��معت أب��ا . وكأنه ض��عفه ما أدري . وق��ال: أحاديث��ه عامي��ة س��قط مقل��وب نعيم يض��عفه

. وق��ال ابن . وق��ال النس��ائي: ليس ب��القوي األس��انيد . واشتد إنك��ار أبي زرع��ة معين في رواية: ليس بشيء

الرازي على اإلمام مسلم أنه أخرج من أحاديث أسباط ، كما ال ش��ك . فال شك في أنه صدوق هذا في صحيحه

. وأما إس��ماعيل بن عب��د ال��رحمن في أنه كثير األوهام ، لكن ض��عفه السدي فقد وثقه أحمد والعجلي وغيرهما

. وق��ال أب��و ، وقال أب��و زرع��ة: لين ابن معين والعقيلي ، كم��ا ال . فال ش��ك في أن��ه ص��دوق حاتم: يكتب حديث��ه

. شك في أن له بعض األوهام عن الثالثة الطرق . وأحد سلمة بن حماد عدي: ترجمة البن الكامل[ ?]48

. صحيح حماد �43 �

فمث��ل ه��ذا الس��ند إذا لم تعض��ده المتابع��ات فليس . ، فكيف يكون حجة في العقائد؟ !!! حجة في األحكام

فاللف��ظ ال��ذي ي��وهم التبعيض في ح��ق الل��ه تع��الى- عن النبي صلى الله عليه وسلم وال عن أنس ليس ثابتا

. وال عن ابن عباس رضي الله عنهم

ــ ق��ال ابن تيمي��ة: ]وروى الث��وري وحم��اد بنهـ ـ ، بعض��هم عن ابن أبي نجيح س��لمة وس��فيان بن عيين��ة

، عن عبي��د بن عم��ير ، عن مجاهد وبعضهم عن منصور في قول��ه تع��الى في قص��ة داود وإن ل��ه عن��دنا ل��زلفى

.[49]وحسن مآب قال: يدنيه حتى يمس بعضه[

أقول:

، وق��ول الت��ابعي ليس عبي��د بن عم��ير من الت��ابعين ، فكي����ف يك����ون حج����ة في بحج����ة في األحك����ام

. وربما كان مص��در ه��ذا الق��ول رواي��ة من العقائد؟ !!!.  ، والله أعلم روايات أهل الكتاب

نقل ابن تيمية مع اإلقرار أن اإلمام أحمد ق��ال:و ـ ]وحديث الزهري قال: لما سمع موسى كالم رب��ه ق��ال:

، يا رب هذا الكالم الذي سمعته هو كالمك؟ . قال: نعم ، وإنما كلمتك بق��وة عش��رة آالف ، هو كالمي يا موسى

، ، وأن��ا أق��وى من ذل��ك ، ولي قوة األلسن كله��ا لسان ، ولو كلمت��ك ب��أكثر من وإنما كلمتك على قدر ما تطيق

. قال: فلم��ا رج��ع موس��ى إلى قوم��ه ق��الوا: ذلك لمت3

. ضعيف بسند التابعين من غيره عن نحوه . وروي 73 التسعينية: ص[ ?]49. فصحيح عمير بن عبيد إلى السند أما

�44 �

، وه��ل أس��تطيع . قال: سبحان الل��ه صف لنا كالم ربك . ق��ال: أس��معتم . ق��الوا: فش��بهه لن��ا أن أص��فه لكم؟!

الصواعق التي تقبل في أحلى حالوة سمعتموها؟ فكأنه . وعلق ابن تيمية فقال: ]ه��و ص��ريح في أن��ه [50]مثله[

، وك��ان يمكن��ه أن يتكلم ب��أقوى من ذل��ك كلمه بص��وت.  [51]الصوت وبدون ذلك الصوت[

أقول :

لم يبحث ابن تيمية عن إسناد مرسل الزه��ري قب��ل- من مصادر العقيدة ، وقد رواه ال�بيهقي اعتماده مصدرا

، من طري��ق عب��د ال��رزاق عن في األس��ماء والص��فات معم��ر عن الزه��ري عن أبي بك��ر بن عب��دالرحمن بن

.[52]الح���ارث عن جري���ر بن ج���ابر الخثعمي عن كعب ف��انظر كي��ف ص��ارت أق��وال كعب األحب��ار معتم��دة في

.  العقيدة !!!

وقد روى ال��بيهقي نح��وه من ط��ريقين عن علي بن عاصم أنه قال: أخبرن�ا الفض�ل بن عيس�ى ق�ال: ح�دثنا محمد بن المنك��در ق��ال: ح��دثنا ج��ابر بن عب��د الل��ه عن

الرد كتاب في موجود النص . وهذا 107 ، 91 السابق: ص المرجع[ ?]50 صحة من شيء النفس وفي132 أحمد: ص لإلمام والزنادقة الجهمية على ، المثنى بن الخضر سندها وفي ، أحمد لإلمام بتمامها النسخة هذه نسبة عبد عن تفرد ،  ]: مجهول230 [ ص القواعد في رجب ابن عنه قال وقد قال قد الخالل كان . وإذا عليها يتابع ال التي المناكير برواية أحمد بن الله الخضر هو النسخة إليه دفع الذي فإن أحمد بن الله عبد خط من كتبها إنه- منها حرcف فهل ، هذا . أعلم !! الله مناكير؟ فيها زاد أو شيئا

- النص هذا في . ولعل 107 التسعينية: ص[ ?]51 األصل كان وربما ، تصحيفا. الصوت[ ذلك من ]وبأدنى

بن الله لعبد السنة في . وهو 349 للبيهقي: ص والصفات األسماء[ ?]52 ، ثقة الحارث بن عبدالرحمن بن بكر . وأبو به معمر عن طرق من أحمد

خالفة في أسلم الذي األحبار كعب هو وكعب ، مجهول جابر بن وجرير- كان إذ ، الكتاب أهل مسلمة من وهو ، عنه الله رضي عمر قبل يهوديا

- وكان ، إسالمه . الكتاب أهل صحف عن ينقل ما كثيرا �45 �

. لكن ال ب��د من[53]رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- ، فأم���ا علي بن عاص���م فه���و النظ���ر في الس���ند أوال

، وكان يخطئ ويصر[ على الخطأ الواسطي وهو ضعيف ، وأم��ا الفض��ل بن فاتهمه لذلك عدد من األئمة بالكذب

، وقيل ، وقد اتفقوا على تضعيفه عيسى فهو الرقاشي . ولع��ل أص��ل ، وقيل فيه ليس بثق��ة فيه منكر الحديث

، فوص�ل إلى أح�د هذه الرواي�ة ه��و ق�ول كعب األحب��ار ، فألصقه � من ب��اب الخط��أ والغفل��ة � الضعفاء الهلكى

بأحد ثقات التابعين عن الصحابي عن رسول الله ص��لى. الله عليه وسلم !!! فتأمل واعجب

أما المتن اإلسرائيلي المصدر فكله إيح��اء ب��أن كالم الله تعالى وإسماعه لموسى عليه الصالة والس��الم ه��و

، ، تبلغ قوته قوة عشرة آالف لسان بصوت مادي قوي وأن الل��ه تع��الى ق��ادر على أن يتكلم ب��أقوى من ذل��ك

، وذلك أنه يشبه صوت ، وأنه يمكن تشبيهه !!! الصوت ، وق��د ص��ار الص��واعق ال��تي تقب��ل في أحلى حالوة !!!

عند من يستدل ب��ه � دون التف��ات إلى معرف��ة مص��دره ، إذ ه��و ص��ريح في أن��ه ونقد سنده � حجة في العقيدة

. كل3مه بصوت !!! ]سبحان الله عم3ا يصفون[

- من ابن تيمية � رحم��ه الل��ه وغف��ر ل��ه � في وإمعانا تثبيت معاني الجس��مية فيم��ا يتعل��ق بتكليم الل��ه تع��الى لموسى عليه الصالة والسالم ؛ فإن��ه يق��ول في م��وطن آخ��ر: ]وعلم باالض��طرار من دين أه��ل المل��ل والنق��ل بالتواتر أن الله لما كلم موسى كل3مه من الشجرة وأن��ه

فهل من المعلوم عند[54]كان يخرج منها نار محسوسة[- أن الل��ه تع��الى لم��ا كلم - ضروريا - قطعيا المسلمين علما

. 348 للبيهقي: ص والصفات األسماء[ ?]53 المجلد ]. 80 بالسبعينية: ص المنعوت وهو تيمية البن المرتاد بغية[ ?]54

.[ الكبرى الفتاوى من الخامس �46 �

موس�ى كل3م�ه من الش��جرة وأن�ه ك��ان يخ��رج منه��ا ن�ار محسوسة؟ !!! أو إن المراد بأهل الملل هنا هم اليه��ود والنصارى؟ !!! وهل عند اليهود والنصارى رواية مروي��ة بالتواتر عن أنبي��ائهم أو إن رواي��اتهم منقطع��ة األس��انيد-؟ !!! ومن العجيب الغريب إثبات التواتر لمروياتهم أصال � وأنى لها ذل��ك � لتث��بيت االحتج��اج به��ا في العقي��دة!!!

.  فتأمل واعجب

إن الثابت عند أهل اإلسالم ه��و أن الل��ه تع��الى كل3م . ق��ال ، وأس��معه كالم��ه موسى عليه الص��الة والس��الم

"س" ه' آن "ه ل��' 'أ ار" ب "ج"ل" و"س" "م3ا ق"ض"ى م!وس"ى األ الله تعالى: ]ف"ل- ارا ت! ن��" "س�� �ي آن 'ن !وا إ !ث 'ه' ام ك "ه ل - ق"ال" أل' "ارا 'ب' الط[ور' ن م'ن ج"ان!م 3ك "ع"ل ار' ل ذ و"ة( م'ن" الن����3 و ج����"

" ر( أ ب����" 'خ" ا ب !م م'ن ه����" 'يك "ع"ل�ي آت ل

"ي م"ن' و"اد' األ اط'ئ' ال�� ود'ي" م'ن ش��" ا ن��! "اه��" "ت ا أ "م��3 "ص ط"ل!ون" * ف"ل تا "ن��" �ي أ 'ن ى إ ا م!وس��" "ن ي��" ة' أ ج"ر" "ة' م'ن" الش3 ك "ار" !ق ع"ة' ال م!ب ف'ي ال ب

]... "ل ق' ع"ص"اك" "ن أ "م'ين * و"أ ب[ ال ع"ال 3ه! ر" . فق��د ذك��ر[55]الل ، ولم يق��ل ربنا تعالى أن النداء كان من جه��ة الش��جرة

، ولم يذكر ]أن�ه ك�ان يخ�رج منه�ا إنه كان بصوت مادي.  نار محسوسة[ !!!

والث��ابت المؤك��د ه��و أن الل��ه تع��الى كلم��ه ون��اداه ، ال ، على م��ا يلي��ق بعظم��ة الل��ه تع��الى وأسمعه كالمه

على ما تصوره روايات أهل الكتاب من أنه كالم بصوت ، إذ ل��و ك��ان حسي تبلغ قوته ق��وة عش��رة آالف لس��ان

، ولو ك��انت ق��د ش��اركت موس��ى كذلك لسمعته زوجته في س��ماع كالم الل��ه تع��الى لم��ا بقيت لموس��ى ه��ذه

، والتي ذكره��ا ربن��ا تع��الى فق��ال: الميزة التي تفرد بها'ي االت 'ر'س���" اس' ب !ك" ع"ل"ى الن���3 ط"ف"ي ت �ي اص��� 'ن ى إ ا م!وس���" ]ي���"

"الم'ي[ 'ك و"ب[56].

. 31 – 29 القصص: اآليات سورة[ ?]55. 143 األعراف: اآلية سورة[ ?]56

�47 �

، م��ع تف��ويض فال بد من إثبات ما أثبت��ه الل��ه تع��الى ، وم��ع نفي مش��ابهة ص��فات العلم بالكيفية له س��بحانه. الخالق لصفات المخلوق

قال ابن تيمية � رحمه الل��ه وغف��ر ل��ه � : ]وم��از ـ عليه المشركون وأهل الكتاب من تعظيم بق��اع للعب��ادة غير المساجد � كما كانوا في الجاهلي��ة يعظم��ون ح��راء ونحوه من البقاع: فهو مما جاء اإلسالم بمح��وه وإزالت��ه

.[57]ونسخه[

أقول :

ه��ل ك��انوا في الجاهلي��ة يعظم��ون ح��راء ؟!!! م��ا- . هذا ؟!!! اللهم غفرا

/2تيمية: البن الجحيم أصحاب مخالفة المستقيم الصراط اقتضاء[ ?]57. بشيء الكتاب محقق يعلق . ولم الثالثة الطبعة ، 825

�48 �

قال الباحث:

]وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب األربعة. من الفقهاء [

ثم قال: ]عند المالكية: روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية

بالمشرق ابن خويزمنداد أنه قال: ]أهل األهواء ، فكل عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكالم

- كان أو متكلم فهو من أهل األهواء والبدع ، أشعريا- غير أشعري ، ، وال تقبل له شهادة في اإلسالم أبدا

، فإن تمادى عليها ويهجر ويؤدب على بدعته.  استتيب منها

ثم قال: ]عند الشافعية: قال اإلمام أبو العباس ابن سريج الملقب بالشافعي الثاني وقد كان

- لألشعري: ال نقول بتأويل المعتزلة معاصرا . وانظر عقيدة .... واألشعرية والجهمية والملحدة

.  ابن سريج في: اجتماع الجيوش اإلسالمية

ثم قال: ]قال اإلمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه: لم يزل

األئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى- بشيخ الشافعية في .... األشعري . وضرب مثاال

... وبه ، عصره اإلمام أبي حامد االسفراييني ... انظر: ، اقتدى الشيخ أبو اسحاق الشيرازي

. وانظر عن "التسعينية" و"شرح األصفهانية". الكرجي وعقيدته: "اجتماع الجيوش اإلسالمية"

ثم قال: ]وبنحو قوله بل أشد منه قال شيخ- من اإلسالم الهروي األنصاري . يالحظ أن كال

، وقوله الشافعية والحنابلة يدعي الهروي لمذهبهم.  فيهم نقله في التسعينية عن كتاب ذم الكالم

�49 �

ثم قال: ]عند الحنفية: معلوم أن واضع ... وتلميذ ، الطحاوية وشارحها كالهما حنفيان

- اإلمام أبي حنيفة أبو يوسف كفـر بشرا ... ومعلوم أن أصول األشاعرة ، المريسي

.  مستمدة من بشر المريسي

ثم قال: ]عند الحنابلة: موقف الحنابلة من ، فمنذ بدcع اإلمام األشاعرة أشهر من أن يذكر

أحمد ابن كالب وأمر بهجره وهو المؤسس الحقيقي للمذهب األشعري لم يزل الحنابلة معهم

... وبسبب انتشار مذهبهم ، في معركة طويلة وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته

أصدر الخليفة القادر منشور االعتقاد القادري ، أوضح فيه العقيدة الواجب على األمة اعتقادها

. ه�( [433سنة )

أقول:

� قول عالم أو عالمين من فقهاء المذهب ال ي��دل1 ، حتى وال غالب فقهاء على أنه هو قول فقهاء المذهب

- المذهب - من المالكي��ة ونف��را ، ف��إذا افترض��نا أن واح��دا- من الحنفي��ة ق��د ذم��وا األش��اعرة من الشافعية وواح��دا فهل ذمهم إياهم يع��ني أن ه��ذا ه��و ]حكمهم عن��د أئم��ة

. المذاهب األربعة من الفقهاء[؟!!! هذا ال يقوله عاقل

� المشهور والمع��روف عن أك��ثر فقه��اء الم��ذهب2 ، وعن أك��ثر فقه��اء الم��الكي والش��افعي أنهم أش��اعرة

، والماتريدي�ة متفق��ون الم�ذهب الحنفي أنهم ماتريدي�ة ، وهذه مس��ألة مع األشاعرة في أصول مسائل العقيدة

، أش��ير إليه���ا هن���ا خارج��ة عن موض��وع ه���ذا البحث- . ، فمن أرادها فليطلبها من مظانها استطرادا

�50 �

� ذكر الباحث ق��ول ابن خويزمن��داد من المالكي��ة3 ، وقي��ل: ، وه��و محم��د بن أحم��د بن عبدالل��ه العراقيين

ه�(390، المت���وفى س���نة ) محم���د بن أحم���د بن علي- ، فق��د ق��ال في��ه ، وهذا ال يمث��ل فقه��اء المالكي��ة تقريبا

اإلم��ام الب��اجي: ]لم أس��مع ل��ه في علم��اء العراق��يين- ، ح��تى ، وين��افر أهل��ه ، وكان يجانب الكالم جمل��ة ذكرا

، وحكم ي��ؤدي إلى من��افرة المتكلمين من أه��ل الس��نة على أهل الكالم أنهم من أهل األهواء الذين ق��ال مال��ك

. وق��ال في��ه القاض��ي في مناكحتهم وشهادتهم ما قال[ ، وله اختيارات لم يعرج عياض: ]وعنده شواذ عن مالك

، ولم يكن بالجي���د النظ���ر وال عليه���ا ح���ذاق الم���ذهب . وف�ي قول الب��اجي إش���ارة إلى أن[58]بالقوي الفقه[

األش�اعرة الذين خاضوا في علم الكالم ليس�وا من أهل األهواء والكالم المذموم الذين ق��ال فيهم اإلم��ام مال��ك

. ما قال

- ألبي العب��اس ابن4 - منس��وبا � ذك��ر الب��احث ق��وال ، وهو الفقيه الشافعي الكبير أحم��د بن عم��ر بن سريج- من كت��اب[59]ه�( 306، المتوفى سنة ) سريج ، منق��وال

، "اجتم��اع الجي��وش اإلس��المية" البن القيم رحم��ه الل��ه والواجب التريث والتثبت عند نقل أي نص يحتج به على

، أو من يج��ر ب��ذلك أحد من كتاب من يخالفه ويخاصمه- ، ولكن للتس��رع ، ال للتهم��ة بالك��ذب النقل لنفسه نفعا

، إذ المعاداة والمن��افرة في قبول ما ينقل دون تمحيص ، فينسب الناق��ل قد تحول بين المرء وبين دقة التحري

المذهب . الديباج 606 / 4عياض: للقاضي المدارك انظر: ترتيب[ ?]58 :40 – 39 الذهبي: الطبقة لإلمام اإلسالم . تاريخ 229 / 2فرحون: البن. 52 / 2للصفدي: بالوفيات . الوافي 217 ص

البغدادي: للخطيب بغداد تاريخ في كماه�(306) سنة سريج ابن توفي[ ?]59 ، 203 – 201 / 14 النبالء أعالم سير في الذهبي له . وترجم 290 /4

. ه�(303 ) سنة توفي أنه إلى يشير ما وفيه �51 �

- عن المنقول عن��ه م��ا لم يقل��ه ، وك��ذا إذا ك��ان متسرعا- ، وهنا تحمل الرغب��ة الناقل يجر بذلك النقل لنفسه نفعا

الباطنة في انتصار الكاتب لقول��ه وتأيي��ده لمذهب��ه على ، دون نق��د التساهل في قبول الرواية عن المنقول عنه

. وال تمحيص

ويبدو أن ابن القيم � رحمه الله وغفر له � ق��د وق��ع- من العقي��دة المنس��وبة في ذلك التساهل ، إذ نقل شيئا

- ، دون أن ينقد الرواية البن سريج - ، ال سندا .  ، وال متنا

، ألن ال��ذي ذكره��ا عن ابن فأما السند فهو منقط��ع سريج كما قال ابن القيم هو أبو القاسم س��عد بن علي

ه�(380، وه��ذا ق��د ول��د س���نة ) بن محم��د الزنج��اني- . أي إنه ولد بعد وف��اة[60]ه�(471، وتوفي س�نة ) تقريبا

- - تقريبا ، ولم ي��ذكر من ابن سريج بخمسة وسبعين عاما. ، وكل سند منقطع فهو ضعيف الذي بلغه إياها

- أن يتح��دث من وأما المتن ف��إن من المس��تبعد ج��دا- عن - تقريب���ا ت���وفي قب���ل األش���عري بعش���رين عام���ا ]األش��عرية[ وك��أنهم جماع��ة معروف��ة به��ذا االنتس��اب

، فهل عرف أن تحدث من توفي قبل أبي ومتمذهبة به حنيف�����ة عن ]الحنفي�����ة[ ؟!! أو قب�����ل مال�����ك عن ]المالكية[ ؟!! أو قبل الش��افعي عن ]الش��افعية[؟!! أو قبل ابن حنبل عن ]الحنبلية[ ؟!! أو قبل الماتريدي عن . ]الماتريدية[ ؟!! أو قبل الرفاعي عن ]الرفاعي��ة[؟!!!

فالظ��اهر أن كلم��ة ] واألش��عرية [ ليس��ت من كالم ابن. ، وإنما هي مقحمة فيه سريج

- ألبي الحسن الكرجي5 - منسوبا ، � ذكر الباحث قوال وه��و الفقي��ه الش��افعي الكب��ير محم��د بن عب��د المل��ك

وفاته نة�س . وذكر 385�389 / 18للذهبي: النبالء أعالم انظر: سير[ ?]60. 15/180بالوفيات: الوافي في الصفدي كذلك

�52 �

- من كتب[61]ه�( 532، المتوفى سنة ) الكرجي ، منقوال ، وهم���ا مخالف���ان ومخاص���مان ابن تيمي���ة وابن القيم

- لألشاعرة ، فه��ذا ، ويجران بذلك النقل لنفس��يهما نفع��ا .[62]النقل ال يصح أن يعتمد عليه

ويبدو أن الكرجي هذا رحمه الله كان ق��د ابتلي بمن . وم��ا أك��ثر يدس في كالمه في العقيدة ما لم يقل��ه!!!

.  الذين كانوا يستجيزون مثل ذلك !!!

وقد أشار السبكي في "طبقات الش��افعية الك��برى" ، إلى وقوف��ه على قص��يدة تنس��ب إلي��ه في العقي��دة

، وه��و المش�تمل وأبدى شكه في جزء منها على األق�ل على م��ا يقتض��ي التجس��يم وعلى مخالف��ة األش��اعرة . والطعن في اإلمام أبي الحسن األش��عري رحم��ه الل��ه

ومن أهم األس��باب ال��تي دعت��ه للش��ك في ذل��ك الج��زء منها ه��و ق��ول ابن الس��معاني: ]ول��ه قص��يدة بائي��ة في

نة شرح فيها اعتقاده واعتق��اد الس��لف ، تزي��د على الس[ . وابن ، قرأته���ا علي���ه في داره ب���الكرج[ مئ���تي بيت

، فل��و ك��ان فيه��ا م��ا الس��معاني ك��ان أش��عري العقي��دة.  اشتمل عليه ذلك الجزء لما أثنى عليها

ومن ذلك عنده كذلك أن بعض أبيات القصيدة شعر ، وه��و ، بينم��ا بعض��ها اآلخ��ر في غاي��ة ال��رداءة مقب��ول

، ثم إن فيه��ا الطعن الجزء المشتمل على تلك القب��ائح في األشعري وأنه لم ي��ك ذا علم ودين !!! والح��ال ه��و

[63]أنه قد اتفق الجميع على علمه ودينه وزهده وورع��ه

.

–137 / 6للسبكي: الكبرى الشافعية طبقات في ترجمته انظر[ ?]61 . 217 – 215 / 1الصالح: البن الشافعية الفقهاء . وطبقات 147

. 349 – 348 / 2لإلسنوي: الشافعية وطبقات. 238 تيمية: ص البن انظر: التسعينية[ ?]62. 146 – 140 / 6للسبكي: الكبرى الشافعية انظر: طبقات[ ?]63

�53 �

هذا وق��د نق��ل ابن تيمي��ة الكالم المنس��وب إلى أبي الحسن الكرجي من الكتاب المس��مى ب� "الفص��ول في- ل���ذوي الب���دع األص���ول عن األئم���ة الفح���ول إلزام���ا

، وق��د ق��ال ، ونس��ب الكت��اب للك��رجي والفض��ول" اإلسنوي في ترجمة الكرجي في "طبقات الشافعية": ]

، وله تصنيف يقال ل��ه وله تصانيف في الفقه والتفسير- في الذرائع في علم الشرائع [ . ولم ي��ذكر أن ل��ه كتاب��ا

- العقي��دة أو األص��ول ، فربم��ا ك��ان ه��ذا الكت��اب منح��وال- - فيه مثل ذل��ك الطعن في األش��عري مكذوبا ، أو مقحما

. واألشاعرة

وابن تيمية � رحمه الله وغفر ل��ه � ينق��ل م��ا يج��ده في الكتب دون أن يتحقق من صحة نس��بة الكت��اب إلى

، ولم��ا ك��انت حال��ه ك��ذلك المؤل��ف ال��ذي نس��ب إلي��ه ووجدنا ابن السمعاني وابن الس���بكي � وهم��ا من كب��ار األشاعرة � يثنيان على الكرجي ؛ تبين لن�ا أن�ه لم يثبت

. من الطعن في األشاعرة عن الكرجي شيء

� ذك���ر الب���احث م���ا ي���دل على نف���ور الفقيهين6 الش���افعيين الكب���يرين أبي حام���د اإلس���فراييني وأبي

، وه��ذا منق��ول إسحاق الشيرازي من مذهب األشاعرة ،  ، وه��و ق��د نقل��ه عن الك��رجي[64]من كالم ابن تيمي��ة

. فرجع األمر إلى ما ذكر في الفقرة السابقة

ومما يؤكد م��ا تق��دم ه��و أن أب��ا إس��حاق الش��يرازي ، واقرأ إن شئت معتقده المطب��وع في أشعري العقيدة

، وفيه قول��ه في اعتق��ادات أه��ل مقدمة شرح اللمع له الحق: ] فمن ذلك أنهم يعتق�دون أن أول م�ا يجب على العاقل البالغ: القص�د إلى النظ�ر واالس�تدالل الم�ؤديين إلى معرفة الله عز وجل[ ] ثم يعتقدون أن التقلي��د في

. 239 تيمية: ص البن انظر: التسعينية[ ?]64 �54 �

، ألن التقلي��د قب��ول ق��ول معرفة الله عز وجل ال يج��وز الغير من غير حجة [ ] ثم يعتقدون أن الله تع��الى ليس

. وقوله ] العقل عند أه��ل الح��ق ال ي��وجب[65]بجسم [ وال يحس��ن وال يقبح [ ] وال يق��ال إن كالم الل��ه لغ��ات

. وقول��ه[66]، ألن اللغ��ات ص��فة المخل��وقين [  مختلف��ة ... ، ] ثم يعتقدون أن الل��ه تع��الى مس��تو على الع��رش ، ألن وأن اس�����تواءه ليس باس�����تقرار وال مالص�����قة

، وال��رب االستقرار والمالصقة صفة األجسام المخلوقة ، ثم ، فدل على أنه كان وال مك��ان عز وجل قديم أزلي

. ثم ق��ال[67]، وه��و على م��ا علي��ه ك��ان [  خلق المكان عن المخالفين لألشاعرة: ]فإظهارهم لما هم علي��ه من التشبيه ولعن��ة المس��لمين وتكف��يرهم ال ي��دل على أنهم

... ومن شرهم: لعنهم ألهل الحق وغيبتهم ، على الحق لهم وتقبيح اسمهم عند العامة وتلقيبهم لهم باألشعرية[

[68].

، ، أش��عري محض فهذا هو أب��و إس��حاق الش��يرازي ، بخالف ق��ول وكالم��ه من ص��ميم م��ذهب األش��اعرة

، وه��ذا عاقب��ة التس��رع وع��دم التحقي��ق الب��احث عن��ه. . فتنبه!!! واالعتماد على ما ينقله المتسرعون

� ثم حشر الباحث مع فقه��اء الش��افعية الص��وفي7 ، وأن الحنبلي المدعو بشيخ اإلسالم اله��روي األنص��اري

، ب��ل أش��د قوله في األشاعرة هو بنح��و ق��ول الك��رجي. منه

والهروي[ هذا هو أبو إس�ماعيل عب��د الل��ه بن محم��د ، وه��و ه�(481، المتوف���ى س���نة ) اله��روي األنص���اري

. 95 ،93 ،92/ 1الشيرازي: إسحق ألبي المقدمة مع اللمع شرح[ ?]65. 100، 97/ 1السابق: المرجع[ ?]66. 101/ 1السابق: المرجع[ ?]67. 113/ 1السابق: المرجع[ ?]68

�55 �

، بعي����د عن الم����ذهب الش����افعي حنبلي متعص����ب ، فلم ي��ترجم ل��ه في طبق��ات الش��افعية والش��افعيين

cوال ، وال ابن قاض��ي ش��هبة ، وال ابن الص��الح الس��بكي ، ، ، فإدراجه م��ع فقه��اء الش��افعية خط��أ محض اإلسنوي

- من الشافعية والحنابل��ة ي��دعي اله��روي والقول بأن كال ، وه��ذا من ب��اب لم��ذهبهم ال مس��تند ل��ه في الواق��ع

.  التسرع والحكم ألدنى اشتباه

ولعل منشأ الوهم هو أن السبكي ذكره في طبقات- ، في خالل ترجمت�ه لش�يخ اإلس�الم الشافعية استطرادا

أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الص��ابوني رحم��ه ، إذ يقول: ] وأما المجسمة بمدينة هراة فلما ثارت الله

نفوسهم من هذا اللقب عمدوا إلى أبي إسماعيل عب��د الله بن محمد األنصاري صاحب كتاب ذم الكالم فلقبوه

- كث��ير بشيخ اإلسالم ، وكان األنصاري المش��ار إلي��ه رجال- العبادة ، ، إال أن��ه يتظ��اهر بالتجس��يم والتش��بيه ، محدثا

. أه��ل الس��نة في كالم[69]...[  وين��ال من أه��ل الس��نة ، وأنت ترى أن السبكي لم يذكر السبكي هم األشاعرة

، وإنما ذكر هذه النب��ذة له ترجمة في طبقات الشافعية.  مجرد استطراد

والهروي هذا عدولدود لإلمام أبي الحسن األش��عري ، وينبغي أن ال يغيب عن ذهن الق��ارئ كالم واألش��اعرة

، إذ يق��ول عن اله��روي ال��ذي تق��دم نقل��ه من قب��ل األشاعرة: ] وقد ش��اع في المس��لمين أن رأس��هم علي بن إس��ماعيل األش��عري ك��ان ال يس��تنجي وال يتوض��أ وال

، فال  . فالرجل هذا مبلغه من العلم بالتاريخ[70]يصلي [ عجب في أن يكون قوله في األشاعرة ه��و بنحوالق��ول

.  المنسوب ألبي الحسن الكرجي بل أشد منه !!!. 272 / 4للسبكي: الكبرى الشافعية طبقات[ ?]69. 276 / 5تيمية: البن انظر: التسعينية[ ?]70

�56 �

� استدل الب��احث على مباين��ة الحنفي��ة لألش��اعرة8 بأنc واضع الطحاوية وشارحها كليهم��ا حنفي��ان !!! فه��ل وج��د الب��احث في عقائ��د األش��اعرة م��ا يخ��الف م��ا في

. العقيدة الطحاوية؟ ! أو إنc الواقع هو بخالف ذلك ؟!!

- يؤيد قوله - واحدا .  لم يذكر الباحث مثاال

لكن في العقي��دة الطحاوي��ة نص��وص تتواف��ق م��ع، منها:  عقائد األشاعرة وتتعارض مع من يخالفونهم

قال اإلمام الطحاوي رحمه الله: ] له معنى الربوبية . وق��ال:[71]، ومع��نى الخ��الق وال مخل��وق[ وال مرب��وب

، واألرك��ان واألعض��اء ] تع��الى عن الح��دود والغاي��ات ، ال تحويه الجهات الست كسائر المبت��دعات [ واألدوات

. وقال: ] ونسمي أهل قبلتنا مس��لمين مؤم��نين م��ا[72] ، داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين

. وقال : [73]وله بكل ما قال وأخبر مصدقين [

. فهل[74]] وأفعال العباد خلق الله وكسب من العباد [ تعتقد � أيها الباحث � أنc الله تعالى كان وال مرب��وب والcمخلوق سواء في ذلك العرش وغيره ؟؟ وهل تعتقد أن الله تعالى من�زه عن الح��د وم��نزه عن األعض��اء وم��نزه عن الجهات؟ ؟ وهل المعترفون من أهل القبلة بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والمصدقون له بك��ل م��ا قال وأخبر تسميهم مؤم��نين ؟؟ وه��ل تعتق��د أنc أفع��ال العباد هي خل��ق الل��ه وكس��ب من العب��اد ؟؟ . ه��ذه من

، فه��ل أنت � أيه��ا الب��احث عقائد الطحاوي واألشاعرة

عبد الدكتور بتحقيق العز أبي ابن شرح مع المطبوعة الطحاوية العقيدة[ ?]71 116 / 1األرناءوط: وشعيب التركي الله

. 260 / 1السابق: المصدر[ ?]72. 426 / 2السابق: المصدر[ ?]73. 639 / 2السابق: المصدر[ ?]74

�57 �

الذي تشيد بالطحاوية � موافق لما جاء في الطحاوية؟. ! أرجو ذلك

أما ابن أبي العز فقد خرج عما يعتقد معظم علم��اء ، ومأل ، وانتقل إ لى عقي��دة ابن تيمي��ة المذهب الحنفي

، لذا فإنه ال يمثل شرحه للطحاوية باالقتباس من كالمه. الحنفية في العقيدة

ولس��ت أدري لم يتجاه��ل الب��احث كتب اإلم��ام أبي منصور الماتريدي والعقائد النس��فية لإلم��ام نجم ال��دينأبي حفص عم��ر بن محم��د النس��في المت��وفى س��نة )

ه�( وش���روحها وكتب المال علي الق���اري ؟ فه���ذه537 ، ال ش��رح الكتب تمثل ما يعتقده جمهور فقهاء الحنفي��ة

. الطحاوية البن أبي العز

� ذك��ر الب��احث أن أب��ا يوس��ف تلمي��ذ اإلم��ام أبي9- المريس��ي ر بش��را cثم ق��ال حنيف��ة رحمهم��ا الل��ه كف�� ،

] ومعل��وم أن أص��ول األش��اعرة مس��تمدة من بش��ر ، وكأنه يوحي للق��ارئ ب��أن األش��اعرة � في المريسي [

نظر اإلمام أبي يوسف والحنفية � قريبون من الكفر إن- ، بس��بب أن أص��ولهم مس��تمدة من لم يكون��وا كف��ارا

ره أب��و يوس��ف !!! - الرج��ل ال��ذي كف��3 . ولم ي��ذكر أص��ال- من كالم بش���ر المريس���ي وتوافق���ه م���ع كالم واح���دا

. األشاعرة ليوضح لنا أنهم أخذوه منه !!!

أه��ذا ه��و البحث في العقي��دة ؟!! أه��ذا ه��و حكم األشاعرة عند أئمة الم��ذهب الحنفي ؟!! أهك��ذا تطل��ق

األحكام على األشاعرة دون حجة وال برهان ؟!!!.

� ذكر الباحث أن اإلمام أحمد رحمه الله بدcع ابن10¦ب وأمر بهجره وأنه هو المؤسس الحقيقي للم��ذهب !ال ك

، وكأنه يوحي للقارئ بأن األشاعرة � في نظر األشعري ، ولم اإلم��ام أحم��د والحنابلة� مبتدع��ة يجب هج��رهم

�58 �

يذكر المصدر الذي نقل منه حكم اإلمام أحمد على ابن¦ب، ولم يأت بدليل على أنه ه��و المؤس��س الحقيقي !ال ك

.  للمذهب األشعري

إذا ك��ان الب��احث يري��د أن يس��تدل به��ذا على حكم األش��اعرة عن��د أئم��ة الم��ذهب الحنبلي وأن��ه التب��ديع

، ألنه كالم ال يقوم على ووجوب الهجر ؛ فهذا غير كاف . وإذا صح ما نقله عن اإلمام أحم��د في مصدر وال دليل

¦ب فهل اإلمام أحمد معصوم ؟!! !ال .  ابن ك

واالختالف بين األش���اعرة وكث���ير من الحنابل���ة في ، وليس بعض مس��ائل االعتق��اد أم��ر معل��وم ومش��هور

، ببعيد أن يقول بعض الحنابلة في األشاعرة ما يقولون ، مع ذك��ر فمن أراد إثباته فليجمع األقوال من مصادرها

. لكن مخالف��ة كث��ير من اإلح��االت على تل��ك المص��ادر الحنابلة لبعض مسائل االعتقاد التي يقول بها األشاعرة

- للصحة أو ع��دمها ، والمعي��ار ه��و الكت��اب ليست معيارا. ، فهذا هو الذي أمرنا بالرد إليه عند التنازع والسنة

، ومن متعص��بة الحنابل��ة أب��و إس��ماعيل اله��روي ، وق��د تق��دم نق��ل الملقب عند بعض��هم بش��يخ اإلس��الم

قول���ه في اإلم���ام أبي الحس���ن األش���عري !!! فم���اذا . ولو تنبه الب��احث إلى سيكون قوله في األشاعرة ؟!!!

- ق��ط ل��ذكره م��ع الحنابل��ة ، ال م��ع أن��ه لم يكن ش��افعيا. الشافعية

، هو أن � وههنا أمر في غاية األهمية والخطورة11 الباحث ينظ��ر إلى اإلم��ام أحم��د ابن حنب��ل رحم��ه الل��ه نظ��رة تتج��اوز م��ا ينبغي أن يعط��اه الع��الم من التق��دير

، وكأنه يضعه في مق��ام العص��مة والتبجيل إلى حد بعيد ، ف��تراه يكتفي ب��أن يق��ول ] ب��دcع اإلم��ام! والتقديس !!!

¦ب وأمر بهجره [ !ال ، وال داعي عنده بعد هذا أحمد! ابن" ك �59 �

¦ب وأقوال��ه في العقي��دة !ال إلى النظ��ر في ح��ال ابن ك وعرضها على الكت��اب والس��نة ل��يرى م��دى التواف��ق أو

، وال داعي عنده بعد هذا إلى النظر في أقوال التخالف ، والقاعدة المقررة عند سائر األئمة في هذا الرجل !!!

أهل السنة هي أن الحجة في قول الل��ه تب��ارك وتع��الى ، وبعض الن�اس وقول رس�وله ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم

دc علي��ه إال ص��احب يرددون ] م��ا من��ا من أح��د إال ردc ور! ، ذلك القبر الشريف صلى الله عليه وسلم [ بألس��نتهم

وأما في الواق��ع والتط��بيق ف��إنهم يض��ربون به��ا ع��رض ، ، وك��أنهم رفع��وا أئمتهم إلى مق��ام العص��مة الحائ��ط

. فإلى الله المشتكى

� ذكر الباحث أن الخليفة العباسي القادر بالل��ه12 أص�در منش��ور االعتق��اد الق��ادري وأوض�ح في��ه العقي��دة

، وذل��ك بس��بب انتش��ار ال��واجب على األم��ة اعتقاده��ا مذهب األشاعرة وإجماع علماء الدولة � سيما الحنابلة �

. فهل أجمع علماء الدول��ة في خالف��ة على محاربته !!! الق����ادر بالل����ه العباس����ي على محارب����ة الم����ذهب

. األشعري ؟!!! دعوى تحتاج إلى برهان

ثم هل تعتقد � أيه��ا الب��احث � العقي��دة ال��واردة في االعتق��اد الق��ادري ال��تي تق��ول بأن��ه يجب على األم��ة اعتقاده��ا؟ ! أو تعتق��د العقي��دة ال��واردة في كالم ابن- في مس��ألة عقدي��ة هي من تيمية؟ ! فإن بينهما تناقض��ا أهم األس���س ال���تي ينب���ني عليه���ا ع���دد من مس���ائل

، فق��د ج��اء في المنش��ور الق��ادري ] ك��ان ربن��ا االعتقاد ، بينم��ا يعتق��د ابن تيمي��ة أن��ه ك��ان وحده ال شيء معه [

، الله ولم يكن شيء قبله وينكر أنه كان وال شيء مع��ه فعلى أية عقي��دة أنت ؟! وم��ا العقي��دة الص��حيحة ال��تي

�60 �

يجب على المس�لم أن يعتق��دها : م��ا ورد في االعتق���اد. القادري أو ما ورد في كتب ابن تيمية؟؟!!!

وأما قول الب��احث ] أص��در الخليف��ة الق��ادر منش��ور ه�( [ فهو خط��أ منش��ؤه433... سنة ) االعتقاد القادري

ه�(422، فإن الخليفة القادر بالله توفي س�نة ) التسرع ه�( هو أن الخليفة الق��ائم ب��أمر433والذي وق�ع س�نة )

"ة ] االعتق��اد الق��ادري [ ال��ذي ن الله أخرج في ه��ذه الس��3 ، فهذا ت��اريخ ، فقرئ في الديوان كتب ألبيه القادر بالله

، ال ت��اريخ كتابت��ه في خالف��ة قراءت��ه في خالف��ة الق��ائم. القادر

�61 �

قال الباحث:

- بأئمة ]وليس ذم األشاعرة وتبديعهم خاصا- عن أئمة المذاهب المعتبرين ، بل هو منقول أيضا

السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة واتباع ،... فما ظنك بحكم رجال الجرح السلف

... وانظر إن شئت ترجمة إمامهم والتعديل؟ ! المتأخر الفخر الرازي في الميزان ولسان

.  الميزان[

ثم قال: ]وقد ترجم الحافظ الذهبي رحمه الله في الميزان وغيره للرازي واآلمدي بما هما

.  ...[ أهله

ثم قال: ]على أن ابن حجر قال في آخر ترجمة الرازي: أوصى بوصية تدل على أنه حسcن

. وهذه العبارة التي قد يفهم منها أنها اعتقاده متعاطفة مع الرازي ضد مهاجميه هي شاهد لما

.  نقول[

أي: هي ش���اهد لقول���ه : إن ابن حج���ر ليس على. مذهب الرازي

أقول:

� إذا ج��اء عن بعض أئم��ة الس��لوك ذم لألش��اعرة1 فإن هذا ال يعني أن كلهم أو أكثرهم قد ذموا األش��اعرة

، ويكفي في ه��ذا أن الب��احث لم أو رم��وهم باالبت��داع . يذكر كلمة واحدة عن واحد من أئمة السلوك في ذلك

والكلمة التي اقتصر عليها الباحث هي أن السيد عبد القادر الجيالني رحمه الله لما سئل: هل كان لله

ولي على غير اعتقاد أحمد ابن حنبل ؟ . قال: ] ما كان �62 �

. فهال ذكر الباحث مسألة واحدة من أصول وال يكون [ مسائل االعتقاد يختلف فيها األشاعرة مع أحمد ابن

حنبل ليثبت أن األشاعرة مناقضون له وأنهم مذمومون. مبدcعون في نظر أئمة السلوك !!!

� انظر الكلمات الواردة عن أئمة السلوك في2 الفصل األول من الرسالة القشيرية لتقف على نبذ من

، فمن ذلك:  كالمهم في العقيدة

، وال حروف ، الحد3 لذاته ] الله هو الواحد. لكالمه [

. ] كل ما تصور في خيالك فالله بخالف ذلك [

] اإليمان تصديق القلوب بما وضحه الحق من. الغيوب [

- من حديث الجهة ، فلما جئت ] كنت أعتقد شيئا ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة: بغداد زال ذلك عن قلبي

] - - جديدا . إني أسلمت اآلن إسالما

] كل ما صوره الخيال واألفكار فالله سبحانه بخالفه] .

. ، ونفى مكانه [ ] أثبت" ذاته

. ، والعرش محدث [ ] الرحمن لم يزل

، ليس ] وله يدان هما صفتان يخلق بهما ما يشاء ، وال ، ال جهة له وال مكان بجسم وال جوهر وال عرض

، وال يقال ، وال يحمله على الفعل باعث يحله حادث أين هو وال كيف هو؟ وال يقال لم فعل ما فعل؟ إذ ال

. [ ، يرى ال عن مقابلة علة ألفعاله

فهل قائلوا هذا إال أشاعرة؟ !!! أو إن الباحث يرفض هؤالء بحجة أنهم ليسوا ] أقرب إلى السنة

�63 �

وأتباع السلف [ ؟!!! وكأن الحكم لطائفة � عنده � بالقرب من السنة واتباع السلف هو لمن وافق مشربه دون احتكام إلى الكتاب والسنة وفهم الصحابة واللغة

. التي نزل بها الكتاب وجاءت بها السنة !!!

ومن أئمة السلوك السيد أحمد بن علي بن أحمد ، ه�( رحمه الله تعالى578الرفاعي المتوفى سنة )

/21وهو الذي وصفه الذهبي في سير أعالم النبالء ] ، وهو [ باإلمام القدوة العابد الزاهد ش�يخ العارفين77

- على اتباع السنن النبوية والتمسك من أكثر الناس حثا- من ابتداع أهل السلوك بها ، ومن أكثرهم تحذيرا

، ومن ، وهو أشعري المعتقد المتأخرين وشططهم أقواله عن الله تبارك وتعالى : ] وإنه لمنزه عن الجهة

. ومن أقوال أهل طريقته: ] مقدس عن[75]والمكان [ . ومنها: ]تن�زيه الله تعالى عن[76]التغيير واالنتقال [

، .... كان الله وال شيء معه ، الفوقية والجهة والمكان .[77]وهو اآلن على ما عليه كان[

� يشير الباحث إلى أن رجال الجرح والتعديل لهم3 ، أي إن األشاعرة مجروحون عند كالم في األشاعرة

- بترجمة إمامهم ، علماء الجرح والتعديل ، ويضرب مثال المتأخر فخر الدين الرازي في ميزان االعتدال للذهبي

.  ولسان الميزان البن حجر

قال الذهبي في ترجمة فخر الدين الرازي محمد بن ه�( : ] رأس في الذكاء606عمر المتوفى سنة )

، له كتاب السر المكتوم في مخاطبة والعقليات

. 45 الرفاعي: ص أحمد للسيد العبادات أسرار[ ?]75. 67 الدين: ص برهان حسين للشيخ السالكين معراج[ ?]76. 44 للصيادي: ص الحقيقة فذلكة[ ?]77

�64 �

، فلعله تاب من تأليفه إن شاء ، سحر صريح النجوم ، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين الله

.[78]تورث حيرة [

وقال ابن حجر: ] وكان يعاب بإيراد الشبه الشديدة ، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه ويقصر في حلها

- ويحلها نسيئة . وكان سراج الدين الشرمساحي نقدا يقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على

، ثم يورد مذهب أهل السنة غاية ما يكون من التحقيق .[79]والحق على غاية ما يكون من الوهاء [

فأما كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم فقد ، بل قيل إنه قال تاج الدين السبكي: ] لم يصح أنه له

.[80]مختلق عليه [

وأما مسألة التشكيكات والشبه فقد أشار إليها هو � رحمه لله تعالى � في وصيته التي أوصى بها حالة

- للعلم االحتضار - محبا ، ، قال : ] اعلموا أني كنت رجال- ألقف على كميته فكنت أكتب من كل شيء شيئا

- وكيفيته - أو باطال ... ولقد اختبرت ، ، سواء كان حقا الطرق الكالمية والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها

، ألنه فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن ، ويمنع عن يسعى في تسليم العظمة والجالل لله

،... وأما التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات الكتب التي صنفتها واستكثرت فيها من إيراد السؤاالت

عنه: فيقول تيمية ابن . أما 340 / 3للذهبي: االعتدال انظر: ميزان[ ?]78�cف واألوثان[ [ الكواكب وعبادة السحر في المعروف كتابه ذلك في ]وصن هذا حال في تفكر . دون ]214 – 213/ 16تيمية: ابن فتاوى مجموع بأن عاقل يصدق هل . إذ !!! والكفريات الضالالت هذه وحال الكبير اإلمام الضالل هذا مثل يكتب الغيب بمفاتيح المسمى الكبير التفسير مؤلف

. !!! والكفر؟. 429 – 426 / 4حجر: البن الميزان انظر: لسان[ ?]79. 87 / 8للسبكي: الكبرى الشافعية طبقات[ ?]80

�65 �

، على سبيل فليذكرني من نظر فيها بصالح دعائه ، فإني ، وإال فليحذف القول السيء التفضل واإلنعام

.[81]ما أردت إال تكثير البحث وشحذ الخاطر [

هذا وقد قال ابن حجر : ] والفخر كان من أئمة ، وله ما ، وكتبه في األصلين شهيرة سائرة األصول

!�رد [ !�قبل وما ي . فلله در ابن حجر ما أشد[82]ي. إنصافه

� نقل الباحث أن ابن حجر قال في لسان الميزان4 في آخر ترجمة فخر الدين الرازي ] أوصى بوصية تدل

على أنه حسcن اعتقاده [ !!!. وقد وقع في قلبي من- هذه الكلمة شيء ، لكن ما العمل؟ ، واستبعدتها جدا

وليس أمام الباحث من لسان الميزان إال هذه الطبعة.  السقيمة المحرفة المشوهة !!!

، محققة ثم ظهرت طبعة حسنة قيمة من اللسان ، بعناية الشيخ عبدالفتاح أبو غدة على عدة نسخ خطية

، وتبين منها أن تلك الكلمة ليست في شيء رحمه الله ، وأنها مكتوبة في حاشية إحدى من النسخ الخطية

، فبطل إثبات تلك الكلمة عن الحافظ ابن حجر النسخ. رحمه الله واالستدالل بها والبناء عليها

� قال اإلمام الذهبي في ترج�مة س�يف الدين5 ه�( :632اآلم�دي علي بن أبي علي المتوفى س�نة )

، وصح عنه أنه كان ]قد نفي من دمشق لسوء اعتقاده . وقال عنه ابن حجر: ]تفقه ألحمد ابن[83]يترك الصالة[

- حنبل ،... وكان يظهر منه رقة قلب ، ثم تحول شافعيا ...[ ثم نقل قول القائل ]شككنا هل وسرعة دمعة

/21للذهبي: النبالء أعالم سير . وانظر �92 91 / 8السابق: المرجع[ ?]81500 � 501 .

. 427 / 4الميزان: لسان[ ?]82. 259 / 2االعتدال: ميزان[ ?]83

�66 �

، ، وعلمنا على رجله بالحبر يصلي؟ فتركناه حتى نام .[84]فبقيت العالمة نحويومين مكانها[

ترى هل كان اآلمدي من علماء األشاعرة ال يصلي؟.  ! وهل نفي لسوء اعتقاده؟ !

، أما مسألة الصالة فلعله كان به مرض وكان يتيمم ، فبقيت عالمة الحبر على رجله يومين ما توضأ خاللهما

وأما مسألة االعتقاد فما أكثر ما اختلف الناس في- ، وبدcع جزئيات مسائل االعتقاد حتى هجر بعضهم بعضا

- - بعضهم بعضا . وقد قال الحافظ ، وكفcر بعضهم بعضا ابن كثير �رحمه الله � في ترجمة اآلمدي: ]وكان كثير

، الله أعلم ، وقد تكلموا فيه بأشياء البكاء رقيق القلب ، والذي يغلب على الظن أنه ليس لغالبها بصحتها .[85]صحة[

� إذا كانت بعض كتب الجرح والتعديل قد ذكرت6- على بعض علماء األشاعرة بجرح فهذا ليس دليال

، وال على تجريح مذهب تجريح األشاعرة بإطالق ، إذ ال يخفى على اللبيب العاقل أن في األشاعرة

، والعمدة في صحة علماء سائر المذاهب مجروحين ، األقوال وبطالنها هي مدى قربها أو بعدها من األدلة

.  بغض النظر عن القائل وما قيل فيه

ومثل الذي يسعى في توهين مذهب األشاعرة بما وقف عليه من تراجم لبعضهم في الميزان واللسان: ، كمن يدcعي أن مذهب الحنابلة مذهب بدعي مذموم

، وأن أهله مجروحون عند علماء الجرح والتعديل- بتراجم عدد من فقهاء الحنابلة في الميزان مستدال

.  واللسان !!!

. 135 – 134 / 3الميزان: لسان[ ?]84. 140 / 13أخرى: طبعة . وفي 151 / 13كثير: البن والنهاية البداية[ ?]85

�67 �

هؤالء الحنابلة ، وال واقرأ إن شئت فيهما تراجمتنس أن غيرها كثير:

صدقة بن الحسين البغدادي: كان يظهر في مترجم فلتات لسانه ما يدل على سوء عقيدته

في الميزان واللسان.

عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي ه�(: متهم بالوضع في371المتوفى سنة )

مترجم في الميزان واللسان.  الحديث

عبيد الله بن علي البغدادي المشهور بابن ه�( : اتهم599المارستانية المتوفى سنة )

مترجم ، وكان يتفلسف بالكذب وتزوير السماعفي الميزان واللسان.

عبيد الله بن علي بن أبي خازم بن أبي يعلى ه�( : أسقط580الفراء المتوفى سنة )

، لما كان القاضي ابن الدامغاني شهادته مترجم يرتكبه من الخالعة وتناول ماال يجوز

في اللسان.

عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى ه�( : قال ابن حجر : ]وقد وقفت387سنة )

البن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي . وبين ذلك إذ ذكر حديث ]كلم الله تعالى منه[

موسى يوم كلمه وعليه جبة صوف وكساء ، وأشار صوف ونعالن من جلد حمار غير ذكي[

، وإلى رواية ابن بطة لهذا إلى ضعف سنده ، وهي ، لكن بزيادة منكرة في آخره الحديث

]فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من . وعلق ابن حجر الشجرة؟ . قال: أنا الله[

�68 �

بقوله: ]وما أدري ما أقول في ابن بطة بعد. ... والله أعلم بغيبه[ هذا؟ !

وهذا يعني أن ابن بطة ربما وضع هذه الزيادة ، وهي موافقة لمشربه وأدرجها في الحديث

، وقد روى الذي فيه ميل للتجسيم والتشبيه ابن الجوزي الحنبلي هذا الحديث بهذه الزيادة

، ، وعلق بقوله: ]هذا ال يصح في الموضوعات . وروى ابن وكالم الله اليشبه كالم المخلوقين[

بطة معجم الصحابة للبغوي وهو لم يسمعه ، إنما كان أخذ نسخة وحك اسم صاحبها منه

وانظر ترجمة ابن بطة في وكتب عليها اسمهالميزان واللسان .

الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن البناء: كان مترجم في يتصرف في األصول بالتغيير والحك

اللسان .

فهل يصح � يا ذوي الحجى � أن يطعن طاعن في الحنابلة والمذهب الحنبلي بمثل هذه التراجم

، فتنبه أيها األخ الباحث وغيرها؟ !!! حاشاهم من ذلك. وأصلح منهجك

�69 �

قال الباحث:

]وههنا حقيقة كبرى أثبتها علماء األشعرية ، كالجويني وابنه أبي المعالي الكبار بأنفسهم

، وهي حقيقة إعالن والرازي والغزالي وغيرهم حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب

.... وإذا كانوا من أصلهم على عقيدة ، السلف أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا؟ ولماذا

. رجعوا؟ وإلى أي عقيدة رجعوا ؟ [

أقول:

- عن عالم من علماء1 - واحدا � لم يذكر الباحث نقال األشاعرة يعلن فيها حيرته !!! أو توبته!!! أو رجوعه عن شيء معين كان يعتقده إلى مذهب السلف !!!

.  فكيف يمكن أن تصح الدعوى؟ !

ومن المعلوم أنه ال بد في مثل هذا من نقل الرواية- قبل ابتناء أي حكم أو استنتاج - ومتنا ونقدها سندا

، ، إذ ال بد من معرفة اتصال السند أو انقطاعه عليها باإلضافة إلى عدالة الرواة الذين وردت أسماؤهم في

ذلك السند وضبطهم أو انخرام العدالة أو الضبط فيهم ، كما ال بد من معرفة انسجام تلك أو في واحد منهم

، وذلك كما تقدم الرواية مع واقع حال الذي رويت عنه عن الرواية التي تعزو البن تيمية � رحمه الله � أنه قال

، فإذا علمنا ]واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا[- كان هذا من وجوه نقد - مجهوال أن في سندها راويا

، وإذا علمنا أن كتب ابن تيمية طافحة بالرد على السند- من وجوه نقد من يقول مثل هذا القول كان هذا وجها

�70 �

، وبهما أو بأحدهما تسقط الرواية وتنزل من المتن. مرتبة القبول إلى الرد

� رويت الحيرة في الدين عن أحد علماء2 ، األشاعرة وهو عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي وقد تقدم نقل الحكاية التي رواها ابن تيمية في ذلك

.  . مما يدل على أنها مختلقة مكذوبة[86]ونقد سندها

� ورويت الحيرة � ال في أصل الدين بل في3 إحدى مسائل الصفات � عن إمام الحرمين رحمه

، وهو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن الله. ه�(478، المتوفى س�نة ) يوس�ف الجويني

وقد رويت الحكاية من طريق الحافظ أبي العالء العطار الهمذاني الحسن بن أحمد بن الحسن المتوفى

، عن الشيخ الصوفي أبي جعفر ه�(569سنة )الهمذاني محمد بن الحسن بن محمد المتوفى سنة )

ه�( ، أنه قال : سمعت أبا المعالي وسئل عن قوله531"و"ى[ ت ح م"ن! ع"ل"ى ال ع"ر ش' اس . فقال: كان[87]تعالى ]الر3

، فقلت: هل عندك . وجعل يتخبط الله وال عرش للضرورات من حيلة ؟ . فقال: ما معنى هذه

اإلشارة؟ . قلت: ما قال عارف قط يا رباه إال قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد ال يلتفت يمنة وال يسرة � يقصد الفوق � , فهل لهذا القصد الضروري . عندك من حيلة فتنبئنا نتخلص من الفوق والتحت؟ !

، ، فضرب بكمه على السرير ، وبكى الخلق وبكيت ، وصارت قيامة ، ومزق ما كان عليه وصاح بالحيرة

، ، الحيرة الحيرة ، ونزل يقول: يا حبيبي في المسجد

. سندها ونقد الحكاية هذه نقل من تقدم ما انظر[ ?]86. طه سورة5 [ آية?]87

�71 �

. وفي الطريق اآلخر أنه قال[88]والدهشة الدهشة . فيما بعد: حيرني الهمذاني

هذا وقد نقد تاج الدين السبكي هذه الحكاية من- أن يقول له: إن حيث المتن وقال: أو كان اإلمام عاجزا

. ثم قال: بل العارف ال يحدث نفسه بفوقية الجسمية نقول: ال يقول عارف يا رباه إال وقد غابت عنه الجهات

[89].

، أي إن األشاعرة يقولون بعلو� الله تعالى وفوقيته لكنها ليست فوقية األجسام التي يقول بها من يعتقد أن من على رأس الجبل أقرب إلى الله تعالى ممن

، وإذا كان ذلك كذلك ؛ أفكان إمام في قعر الوادي- عن أن يجيب هذا السائل بأن هذا الحرمين عاجزا

القصد القلبي الضروري يتجه إلى الله تبارك وتعالى في علوه وفوقيته المطلقة التي هي ليست فوقية

األجسام والجهات المكانية؟ ! فال تعارض بين ما أثبته الدليل العقلي والنقلي من أن الله تعالى كان وال

. عرش وبين العلو� والفوقية المطلقة

- أو جوانب من الخلل قد تطرقت إلى ولعل جانبا. ، والله أعلم بحقيقتها هذه الحكاية

� ورويت الحيرة في مسألة من أهم مسائل4 ، وهي االعتقاد عن اإلمام فخر الدين الرازي رحمه الله

، فأهل اإليمان ال يشكون في مسألة حدوث األجسام ، وأن الله تبارك وتعالى هو الذي أن األجسام حادثة

، وأن القول بقدمها كفر أحدثها وأوجدها بعد العدم ، وأن الذي يشك ويرتاب في هذا ألن مخرج من الملة

. 475 – 474 / 18وانظر: ، 477 / 18للذهبي: النبالء أعالم سير[ ?]88. 190 / 5للسبكي: الكبرى الشافعية طبقات[ ?]89

�72 �

األدلة عنده متعادلة من الجانبين: هو كافر خارج من. الملة

وقد جاء االتهام بالتعريض إلى اإلمام أبي الحسن ، وبما يشبه التصريح إلى اإلمام األشعري رحمه الله

.  الرازي رحمه الله

قال ابن تيمية � سامحه الله � : ]وقد قيل إن ، واعتبر ذلك األشعري في آخر عمره أقر3 بتكافؤ األدلة

، فإنه في هذه وهي مسألة حدوث األجسام بالرازي ، ويصرح في آخر كتبه وآخر عمره يذكر أدلة الطائفتين

وهو كتاب المطالب العالية بتكافؤ األدلة وأن المسألة ، ولهذا كان الغالب على أتباعهم من محارات العقول

.[90]الشك واالرتياب في اإلس�الم[

والذي ذكره اإلمام فخر الدين الرازي في هذه المسألة في هذا الكتاب هو أنه فص3ل دالئل الفالسفة

، واستقصى في تقرير الوجوه المستخرجة من فيهاcرية والدالئل المستنبطة من اعتبار حال الفاعلية والمؤث

، صفة القدرة واإلرادة والحركة والسكون وغير ذلك كل ذلك على مذهب أصحاب القدم منهم وعلى مذهب

، وختم هذه المباحث بقوله: ]وههنا أصحاب الحدوث آخر الكالم في هذا البحث المهيب والمطلوب الهائل[

. ولم يصرح بتكافؤ األدلة وأن هذه المسألة من[91]. محارات العقول!!!

وكأنه � رحمه الله � يبين في ذلك الفصل ما عند الفالسفة من االستدالل واالستدالل المضاد دون أن

- عنه بعد - ومفصحا يذكر قوله هو، ثم يذكر قوله معربا

أبي اإلمام اتهام ذكر تقدم . وقد 201 تيمية: ص البن التسعينية[ ?]90. عليها والرد التهمة بهذه الله رحمه األشعري الحسن

. 322 / 4للرازي: العالية المطالب[ ?]91 �73 �

ذلك إذ يقول بعد قليل: ]فإذا تأملنا في السموات وفي الكواكب وفي أحوال العناصر األربعة وفي أحوال اآلثار العلوية والمعادن والنبات والحيوان وال سيما اإلنسان ؛

وجدنا من الحكم القاهرة والدالئل الباهرة ما غرقت ، الجرم كانت العقول فيها وحارت األلباب في وصفها

هذه االعتبارات بالداللة على وجود الفاعل المختار ، ومتى ثبت القول بالفاعل الحكيم الرحيم أولى

. [92]المختار فقد ثبت القول بحدوث العالم ال محالة[

فهل يصح أن ينسب لإلمام فخر الدين الرازي رحمه الله أنه يقول بتكافؤ األدلة في مسألة حدوث

. األجسام وأن هذه المسألة من محارات العقول؟ !!!

� أما التوبة والرجوع إلى مذهب السلف فمن5 المعلوم المشهور أن إمام األشاعرة أبا الحسن

األشعري رحمه الله كان في أول أمره على مذهب.  المعتزلة ثم تاب منه ورجع إلى مذهب السلف

لكن األشاعرة الذين هم على مذهب أبي الحسن األشعري ال أعلم أن أحدهم تاب ورجع إلى مذهب

، ألنهم يعتقدون أن السلف من عقيدة كان يعتقدها. عقائدهم هي ما كان يعتقده السلف

� أش�ار الب�احث إلى أبي محمد الجويني وهو عبد6 ، وهو والد ه�(438الله بن يوس�ف المتوف�ى س�نة )

. إمام الحرمين

لقد رجع أبو محمد الجويني رحمه الله عن تأويل النصوص الواردة في إثبات االستواء والفوقية ونحوها

إلى ترك التأويل وإلى إمرارها كما جاءت مع تمام ، وكالهما قوالن عند التنزيه ونفي سمات الحدوث

- األشاعرة .  ، فلم يخرج بذلك عن كونه أشعريا. 327 / 4السابق: المرجع[ ?]92

�74 �

فهل قال إن الله جسم؟ ! وهل قال إن لله-؟ ! أو إنه يتحرك وينتقل من مكان إلى مكان؟! مكانا وهل قال إن فوقية الله تعالى هي فوقية األجسام؟ ! وهل قال إن الله تعالى إذا أراد أن يخوف عباده أبدى

عن بعضه وأن هذا على ظاهره وأنه راجع إلى الذات؟ ! وهل أنكر أن الله تعالى كان ولم يكن شيء

. غيره؟ ! وهل سكت عن ذلك أو صرح بنقيضه؟ !!!

روي عنه أنه قال رحمه الله: ]الحمد لله الذي كان ، ال تحصره  ، ]له العلو واالستواء[93]وال مكان[

، ]فإذا أشرنا إليه[94]، وال تصوره األوهام[  األجسام ، ال كما نتوهمه في تقع اإلشارة عليه كما يليق به

، ]واستواؤه على[95]الفوقية المنسوبة إلى األجسام[ عرشه معلوم غير مكيف بحركة أو انتقال يليق

، ]هو سبحانه[96]، بل كما يليق بعظمته[  بالمخلوق .[97]، وهو كما كان قبل خلق األكوان[  علي بالذات

فإذا وقع االتفاق على ترك التأويل وإمرار النصوص كما جاءت لكن مع نفي سمات الحدوث ومشابهة

، وال يبقى الحوادث والمخلوقات فقد ارتفع الخالف. اختالف بعده سوى اختالف اللفظ والتعبير

� وأشار الباحث إلى ولد أبي محمد الجويني وهو7 ، وما قاله يشبه ما روي عن أبو المعالي إمام الحرمين

.  والده رحمهما الله

قال إمام الحرمين: ]اختلفت مسالك العلماء في ،... فرأى الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة

. 174 / 1المنيرية: الرسائل مجموعة[ ?]93. 175 / 1السابق: المرجع[ ?]94. 180 / 1السابق: المرجع[ ?]95. 182 / 1السابق: لمرجع[ ا?]96. 187 / 1السابق: المرجع[ ?]97

�75 �

... وذهب أئمة السلف إلى االنكفاف ، بعضهم تأويلها عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض

... فحق على ذي الدين أن ، معانيها إلى الرب تعالى يعتقد تن�زه الباري عن صفات المحدثين وال يخوض في

. فقف عند[98]تأويل المشكالت ويكل معناها إلى الرب[ قوله ]وتفويض معانيها[ وقوله ]أن يعتقد تنزه الباري

. عن صفات المحدثين[

ويبدو أنه رجع عن االستدالالت الكالمية التي مشى ، على االشتغال بها وتدوينها في كتابه ]الشامل[ ونحوه

، بعد ما تبين له أن معظمها ال يعطي الجزم واليقين ألنه من باب إجراء العقل في أبعد من مداه وأقصى

.  من مضماره

ولذا فإنه يقول: ]لو استقبلت من أمري ما ، ال . ويقول: ]يا أصحابنا استدبرت ما اشتغلت بالكالم[

، فلو عرفت أن الكالم يبلغ بي ما بلغ تشتغلوا بالكالم . [99]ما اشتغلت به[

...،- ويقول: ]قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا ، كل ذلك في وغصت في الذي نهى عنه أهل االسالم

، وكنت أهرب في سالف الدهر من طلب الحق ، واآلن فقد رجعت إلى كلمة الحق: عليكم بدين التقليد ، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره فأموت العجائز

على دين العجائز ويختم" عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة االخالص "ال إله إال الله" فالويل البن الجويني[

. وقال في مرضه: ]اشهدوا علي أني قد رجعت[100]

. 473 / 18للذهبي: النبالء أعالم سير[ ?]98. 474 ، 473 / 18السابق: المرجع[ ?]99

ألف خمسين قرأ قد كان أنه يعني . وهذا 471 / 18السابق: المرجع[ ?]100. الكالم وعلم الفلسفة في ورقة

�76 �

عن كل مقالة تخالف السنة وأني أموت على ما يموت .[101]عليه عجائز نيسابور[

، وليت فرحمة الله تعالى على هذا اإلمام الكبير األشاعرة من بعده قبلوا نصيحته فتركوا االستدالالت

الكالمية وأقبلوا على مزيد من االشتغال باألدلة العقلية- لكانوا قد أسدوا ألنفسهم وللمسلمين والنقلية ، إذا

- - خيرا كثيرا - مستطيرا . ، ولجنبوا األمة شرا

وأما قوله في مرضه ]اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة[ أو ]يخالف فيها السلف[:

فلعل مراده أي إذا رأيتم في كالمي ما يخالف السنة أو ، وخذوا بالسنة وقول قول السلف بيقين فأنا أرجع عنه

- أن يكون السلف ودعوا قولي ، ومن المستبعد جدا'م"ا عليه مراده أن عنده عقائد مخالفة للسنة أو ل

، ألنه لو كان كذلك لبينها السلف وأنه رجع عنها ، ، ولما استجاز السكوت عنها بإبهامها للتحذير منها

فهذا من أولى وأهم ما يوجبه عليه واجب النصح. للمسلمين

� وأما قول الباحث ]إذا كانوا من أصلهم على8 عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا؟

ولماذا رجعوا؟ وإلى أي عقيدة رجعوا؟ [ : فاعلم أنهم ، وتحسروا على رجعوا عن االشتغال بعلم الكالم

، ولو أن أحدهم رجع عن الوقت الذي أضاعوه فيه عقيدة كان يعتقدها لحذر من العقيدة السابقة وأرشد

، وأنت ، وهذا من أوجب الواجبات إلى العقيدة الالحقة تجد في كالمهم التحذير من علم الكالم والنهي عن

، وال تجد التحذير من عقائد األشاعرة وال االشتغال به. من األخذ عن شيوخهم وال النهي عن قراءة كتبهم

/5] للسبكي الشافعية طبقات . وفي 474 / 18السابق: المرجع[ ?]101. السنة[ ]تخالف السلف[ بدل فيها ]يخالف[191

�77 �

والذي ال يعرف مذهب األشاعرة ويعرض عن قراءة كتبهم بتفهم وإمعان ؛ يتخيل أنهم مخالفون للكتاب

، وأن كبار أئمتهم قد رجعوا عن عقائد والسنة ، ، ال يقوم على دليل ، وهذا خيال من قائله األشاعرة

- أن وال يستند إلى برهان - وآخرا ، ألنهم كانوا يرون أوال ، عقائدهم هي القائمة على أسس من الكتاب والسنة

وأنها هي التي تربط بين داللة العقل والنقل على وجه. التوافق والتعاضد

- ، سواء وأرى أن كل هذا ال يغير من الحقيقة شيئا ، والذي يريد أن يبحث في عقائد رجعوا أو لم يرجعوا

األشاعرة ؛ فإن الواجب الذي يفرضه عليه المنهج العلمي هو عرض عقائدهم من خالل كتبهم ثم

محاكمتها من خالل األدلة العقلية القطعية واألدلة ، وأما غير هذا فأخشى أن يكون من النقلية الثابتة

. التشغيب الذي ال فائدة فيه

هذا وقد قال ابن تيمية � رحمه الله � كلمة لو جعلها ، الباحث وموافقوه ومخالفوه نصب أعينهم لكفتهم

فقد قال: ]ولو قال اإلمام أحمد من تلقاء نفسه ما لم .[102]يجئ به الرسول صلى الله عليه وسلم لم نقبله[

. 169/ 3تيمية: ابن فتاوى مجموع[ ?]102 �78 �

قال الباحث:

]دعوى األشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين على مذهبهم دعوى عارية عن الدليل يكذبها الواقع

!تب األشاعرة نفسها عند تعريف التاريخي ، وك مذهبي السلف والخلف تقول إن مذهب السلف

، وبعضها يقول إنه هو مذهب القرون الثالثة. مذهب القرون الخمسة[

- هل ثم قال: ]الذي يدخل في اإلسالم حديثا تستطيع أي فرقة أن تقول إنه معتزلي أو

- أشعري؟ ! أما نحن فبمجرد إسالمه يصبح واحدا. منا[

أقول:

� أما دعوى األشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين1 على مذهبهم فقد قال اإلمام تاج الدين السبكي رحمه

، هذه ... أشعريون الله: ]الشافعية والمالكية والحنفية ، وابن الحاجب عبارة ابن عبد السالم شيخ الشافعية

. وهؤالء[103]، والحصيري شيخ الحنفية[  شيخ المالكية. ، وفي هذا من الدليل كفاية أدرى بأهل مذاهبهم

والمقصود بكلمة ]أشعريون[ هنا هو أنهم في المسائل الكبرى في العقيدة إما أشاعرة وإما

، ومن أهم ذلك أنهم ينفون عن موافقون لألشاعرة. الله تعالى الجسمية ولوازم الجسمية

� أما الحنابلة ففيهم الموافقون لما عليه2 ، وإليك ما يقوله ، وفيهم المخالفون لهم الجمهور

العقيدة في والحنفية. 373 / 3للسبكي: الكبرى الشافعية طبقات[ ?]103 يكاد قليلة مسائل في إال األشاعرة عن يختلفون ال "ماتريديون" وهم

- الطرفين بين فيها الخالف يكون . لفظيا �79 �

، ه�(597اإلمام ابن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة ) قال رحمه الله: ]ورأيت من أصحابنا من تكلم في

، وانتدب للتصنيف ثالثة: أبو عبد األصول بما ال يصلح ، ، وابن الزاغوني ، وصاحبه القاضي الله ابن حامد

- شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى فصنفوا كتبا ، فحملوا الصفات على مقتضى مرتبة العوام

، حتى ... ولم يقنعوا بأن يقولوا صفة فعل ، الحس ... ، ... وقد تبعهم خلق من العوام ، قالوا صفة ذات

وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم:- ال يغسل إلى يوم - قبيحا لقد شان المذهب شينا

. والخطاب في قوله ]بعض أئمتكم[ أي يا[104]القيامة[ . وأبو محمد التميمي هو رزق الله بن معشر الحنابلة

، ه�(488، المتوفى سنة ) عبد الوهاب بن عبد العزيز ، لكنه غير متفق مع ما سطره أبو وهو من الحنابلة

عبد الله الحسن بن حامد والقاضي أبو يعلى محمد بن. الحسين ابن الفراء وعلي بن عبيد الله ابن الزاغوني

وربما كان من أسباب ابتعاد كثير من الحنابلة عن عقائد جمهور األمة هو مزيد التعلق بكل ما يعزى لإلمام أحمد مع تساهلهم في دراسة أسانيد تلك

، خذ على سبيل المثال الرسالة األقوال المروية عنه التي رواها ابن أبي يعلى بسنده عن أحمد بن جعفر بن

، ففيها عبارات يعقوب اإلصطخري عن اإلمام أحمد عنها القلب ويستنكرها،منها وصف الله جل موهمة ينبو

، والمعلق على الطبعة القديمة ال[105]وعال بأنه ]يتحرك[

. �102 97 الجوزي: ص البن التنزيه بأكف التشبيه شبه دفع[ ?]104 الطبعة في كذلك . وهي 29 / 1يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات[ ?]105

!!! المتن على وال السند على ال يعلق ال . والمحقق 61 / 1المحققة: بالمقابلة المؤلف نص إخراج كثيرين عند التحقيق من المقصود صار وقد !!! فحسبنا النص صحة من التحقق عن النظر بغض الخطية النسخ على. راجعون إليه وإنا لله وإنا ، الوكيل ونعم الله

�80 �

، رغم ، وكذا المعلق على الطبعة الجديدة يعلق بشيء ، لكنه ال يهتم أن هذا لم يجد ترجمة لبعض رجال السند

، بل لعلك تجد عند بعض الحنابلة في كتب العقيدة بهذا ، وأن هذا هو قول أن الله تعالى ]يتحرك[ !!!

، وأن من لم يعتقد ذلك فهو ]جهمي ]السلف[!!! معطل[ !!! وكأنهم يجعلون الكلمة التي رويت عن- من عقيدة ]السلف[ بمجرد أنها اإلمام أحمد جزءا

رويت عنه ولو كان في سندها إليه راو مجهول !!! . هذا مع قولهم إنهم يصفون الله تعالى فتأمل واعجب

بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه . لكنc اإلمام وسلم ويسكتون عما سكت عنه !!!

الذهبي رحمه الله ذكر إحدى الرسائل المنقولة عن ، ثم قال: أبي عبد الله أحمد ابن حنبل وأثنى عليها

]وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة . وقال: ]ال كرسالة[106]اإلصطخري ففيها نظر[

، وال كالرد على الجهمية الموضوع على اإلصطخري .[107]أبي عبد الله[

، � قال أبو ذر الهروي عبد بن أحمد بن محمد3 ، وهو يتحدث عن إمام ه�(434المتوفى سنة )

األشاعرة في عصره القاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقالني: ]كل بلد دخلته من بالد خراسان وغيرها

اليشار فيها إلى أحد من أهل السنة إال من كان على .[108]مذهبه وطريقه[

وهذه النبذة مع ماسبق عن العز بن عبد السالم شيخ الشافعية وابن الحاجب شيخ المالكية والحصيري

. 136 والعشرون: ص الخامسة للذهبي: الطبقة اإلسالم تاريخ[ ?]106. 286 / 11للذهبي: النبالء أعالم سير[ ?]107 ذر أبي ترجمة في ، 558 / 17للذهبي: النبالء أعالم انظر: سير[ ?]108

. الهروي �81 �

شيخ الحنفية كافية إن شاء الله في إثبات دعوىاألشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين على مذهبهم.

� أما قول األشاعرة بأن مذهب السلف هو4 مذهب القرون الثالثة أو الخمسة فهذا ال يعني أن

، ألن ذلك هو أولئك كانوا على غير ما عليه األشاعرة ، ولألشاعرة فيها فيما يسمى آيات وأحاديث الصفات

قوالن: األول هو إمرارها كما جاءت بال كيف وال معنى ، والثاني هو وأنها ال تفسر مع نفي سمات الحدوث

تأويلها على وجه يدل عليه استعمال العرب لمثل هذا الكالم على نحوذلك الوجه مما يتفق مع تنزيه الباري

، فإذا كان أهل القرون الخمسة األولى أو جل وعال ، بل جلهم على القول األول فاألشاعرة ال ينكرونه

، بل ، وهو أحد القولين السائغين عندهم ويقولون به. هو األرجح عند كثير من محققيهم

وشتان بين قول' السلف وقول' من يتوهمون أنهم- في حديث على مذهب السلف ، فأولئك يقولون مثال!روى كما ] ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا [ إنه ي

!فسر ، وهؤالء يقولون ينزل ربنا أي يتحرك جاء وال ي وينتقل إذا شاء !!! فتعالى الله عما يقولون وعما

. يفسرون من المتشابه على المعاني الحسية

� وأما قول الباحث إن من يدخل في اإلسالم5- منهم فهو قول تغني حديثا فبمجرد إسالمه يصبح واحدا

، فهل الذي يدخل في حكايته عن االستدالل لرده- يعتقد � بمجرد دخوله اإلسالم وقبل أن اإلسالم حديثا

- من المعتزلة أو األشاعرة أو غيرهم � أن من يلقى أحدا ، على رأس الجبل أقرب! إلى الله ممن في قعر الوادي

وأن الله تعالى يدنى العبد يوم القيامة حتى يمس ، وأنه تعالى قاعد ، وأنه تعالى يتحرك إذا شاء بعضه

�82 �

- صلى على العرش وقد أخلى مكانا يقعد فيه محمدا الله عليه وسلم معه عليه يوم القيامة ؟؟!!! أو إنه

عندما يدخل في اإلسالم اليعلم إال ما يعلمه المعلم فال. هو قبل ذلك من هؤالء وال من هؤالء ؟ !!! فتنبه

قال الباحث:

]يجب التنبه إلى التفريق بين متكلمي األشاعرة كالرازي واآلمدي والشهرستاني

والبغدادي واإليجي ونحوهم وبين من تأثر بمذهبهم ، ومن عن حسن نية واجتهاد أو متابعة خاطئة أو...

... ، هذا القسم الحافظ ابن حجر رحمه الله والحافظ في الفتح قد نقد األشاعرة باسمهم

، ، وخالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم الصريح ،.... كما أنه يخالفهم في فمثال خالفهم في اإليمان

،... ولو قيل االحتجاج بحديث اآلحاد في العقيدة- في عقيدته إن الحافظ رحمه الله كان متذبذبا

. لكان ذلك أقرب إلى الصواب[

أقول:

� يؤكد الباحث على التفريق بين األشاعرة1 المتكلمين وبين من تأثر بمذهبهم لسبب من األسباب

، وعلى أن ابن حجر كالحافظ ابن حجر رحمه الله- ، ، وأنه قد نقد األشاعرة باسمهم الصريح ليس أشعريا

، وإذا كان وأنه خالفهم فيما هو من خصائص مذهبهم قول األشاعرة على وفق ما يتصوره ويصوره الباحث

- ، وينسبه إليهم ؛ فال شك في أن ابن حجر ليس أشعريا- فإن عليه أن ولكن لكي يكون حكم الباحث صحيحا

يورد أقوال األشاعرة من كتبهم وأقوال ابن حجر من ، ولكنه بعيد كل البعد عن كتبه ويبين المناقضة بينهما �83 �

، فما قيمة الدعاوى اذا لم تكن مبنية على هذا وذاك. المنهج العلمي السليم ؟؟ !!

� إن كان ابن حجر قد نقد األشاعرة باسمهم2- على أن الصريح في بعض المسائل فهذا اليكفي دليال

- بإطالق - على أنه ابن حجر ليس أشعريا ، بل يكون دليال-- لألشاعرة في كل شيء ، وال حرج وال عيب ليس مقلدا

، بل هذا هو شأن العالم في هذا ال عليهم وال عليه. الذي يناقش أقوال سابقيه بما ظهر له من األدلة

وكم من فقيه شافعي نقد من سبقه من الفقهاء ، وكم من فقيه حنفي أو الشافعيين في بعض المسائل

، بل كم من صوفي نقد من سبقه من مالكي أو حنبلي. ، أفيكون بذلك غير صوفي ؟! الصوفيين

هذا ولم يذكر الباحث نص كالم ابن حجر الذي ينقد فيه األشاعرة باسمهم الصريح ليتبين وجه النقد ومدى

ذلك النقد ومن الذي وجه إليه ذلك النقد؟؟ أهو كل- األشاعرة؟ أو جمهورهم؟ أو بعضهم؟!! وليته ذكر مثاال

- أو مثالين ، فهذا أقرب إلى المنهج العلمي من واحدا. اإلبهام واإلطالق

� ذكر الباحث أن ابن حجر خالف األشاعرة فيما3 ، ومن ذلك أنه خالفهم في هو من خصائص مذهبهم

، وأحال الباحث إلى الجزء والصفحة من فتح اإليمان ، ولكن الموجود في ذلك الموضع ال يخالف ما الباري

. قاله األشاعرة

- قال ابن حجر: ]واإليمان لغة التصديق ، وشرعا ، وهذا القدر تصديق الرسول فيما جاء به عن ربه

، ثم وقع االختالف: هل يشترط مع ذلك متفق عليه مزيد أمر من جهة إبداء هذا التصديق باللسان المعبر عما في القلب إذ التصديق من أفعال القلوب؟ أو من

�84 �

جهة العمل بما صدق به من ذلك كفعل المأمورات وترك المنهيات؟ ... فالسلف قالوا هو اعتقاد بالقلب

، وأرادوا بذلك أن ونطق باللسان وعمل باألركان ، والمرجئة قالوا هو اعتقاد األعمال شرط في كماله

، ، والكرامية قالوا هو نطق فقط ونطق فقط ، والفارق والمعتزلة قالوا هو العمل والنطق واالعتقاد

- في بينهم وبين السلف أنهم جعلوا األعمال شرطا- في كماله[ .[109]صحته والسلف جعلوها شرطا

ومما ينبغي التنبيه عليه � وإن كان ال يغيب عن- لألشاعرة فطنة الفطن � هو أن ابن حجر لم يذكر قوال

، وما ذاك إال ألنه يعتقد أن قولهم ال في مسالة اإليمان ، إذ تفسير األشاعرة لإليمان يخرج عن قول السلف

بالتصديق واالعتقاد ال يعني أنهم يطرحون قول اللسان ، وإنما يعني أن اإليمان الذي يخرج به وعمل الجوارح

المرء من الكفر إلى الحد األدنى من اإليمان هو ، وأما القول والعمل فهما من ثمار التصديق واالعتقاد

، وهما شرط في كمال اإليمان ال في صحته. اإليمان

فهل خالف ابن حجر األشاعرة في اإليمان؟ !!!فتأمل � أيها القارئ المنصف � واعجب!.

� ذكر الباحث أن ابن حجر يخالف األشاعرة في4 ، والواقع خالف االحتجاج بحديث اآلحاد في العقيدة

، وبيانه أن البخاري رحمه الله قال في صحيحه ذلك ]باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في األذان

cن ابن حجر والصالة والصوم والفرائض واألحكام[ ، فبي رحمه الله أن البخاري أتى بلفظة الفرائض بعد األذان

، والصالة والصوم من باب عطف العام على الخاص ثم نقل عن الكرماني أنه قال ]ليعلم أنما هو في

. اإليمان كتاب من األول . الباب الفكر دار . طبعة 46 / 1الباري: فتح[ ?]109 �85 �

، إذ لم ، وأقره على ذلك العمليات ال في االعتقاديات[ .[110]يتعقبه بشيء

فهل خالف ابن حجر األشاعرة في أن أحاديث اآلحاد حجة في األحكام والفرائض ال في العقائد ؟!!!

فتأمل � أيها القارىء المنصف � واعجب !.

� يميل الباحث إلى أن ابن حجر � رحمه الله �5- في عقيدته وأن هذا القول أقرب الى كان متذبذبا

الصواب !!!. يقول الباحث هذا وهو لم يذكر عن ابن حجر كلمة واحدة ومناقضتها آلية قرآنية أو حديث نبوي

، فهل هذا هو المنهج العلمي المرتكز على صحيح. الكتاب والسنة؟ !!! ولمصلحة من هذا؟ !!!

� بعد أن يصف الباحث ابن حجر � رحمه الله �6 بأنه كان متذبذبا في عقيدته يصف البربهاري � رحمه

. � الله وغفر له � بأنه ]إمام السنة في عصره[ !!! ه�(329وهو الحسن بن علي بن خلف المتوفى سنة )

� .

- إال ويذكر فيه والبربهاري هذا لم يكن يجلس مجلسا- صلى الله عليه وسلم !قعد محمدا أن الله عز3 وجل ي

.  !!![111]معه على العرش

، ومما ينبغي أن يعلم أن هذه عقيدة نصرانية ضالة ، يقول بها النصارى في حق عيسى عليه السالم

، فنقلها إلى محمد فتسربت إلى بعض جهلة المسلمين . وفي اإلنجيل المحرف الذي صلى الله عليه وسلم

بأيدي النصارى هذا النص: ]وبعدما كلمهم الرب يسوع .[112]رفع إلى السماء وجلس عن يمين الله[

. اآلحاد أخبار كتاب من األول . الباب 234 ، 231 / 13الباري: فتح[ ?]110. 43 / 2يعلى: أبي البن الحنابلة انظر: طبقات[ ?]111. 19 / 16مرقس: إنجيل[ ?]112

�86 �

فالبربهاري ومن يقول بقوله هم � في نظر الباحث � أئمة السنة !!! وليسوا متذبذبين في

. العقيدة !!! ولست أدري هل الباحث على عقيدته ؟ !

والباحث يثني على عثمان بن سعيد الدارمي ، وهو القائل في وصف الله وماكتب في العقيدة

سبحانه: ]ولو قد شاء الستقر3 على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات السبع واألرضين السبع؟ ![

. وهذا � في نظر الباحث � من أئمة السنة وليس[113]- في عقيدته !!! . متذبذبا

، هذا بعض ما سطره الباحث في مقدمات بحثه وأنتقل معه اآلن إلى استعراض بعض ما يقوله في المواضيع الخمسة عشر التي يرى أنها هي أبواب

، وأن مذهب األشاعرة فيها مخالف لمذهب العقيدة- منها . أهل السنة والجماعة في أربعة عشر موضوعا

. 85 المريسي: ص بشر على الدارمي رد[ ?]113 �87 �

قال الباحث:

]رأيت من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب ، ليتضح أنهم األشاعرة في كل أبواب العقيدة

على منهج فكري مستقل في كل األبواب ، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من واألصول

أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات، ماعدا !!!. قضية واحدة فقط[

ثم ذكر الباحث ما فهمه من أقوال األشاعرة في- أبواب العقيدة ، ، حيث استعرض خمسة عشر موضوعا

وادعى أن مذهب األشاعرة مخالف لمذهب أهل السنة ، حيث ، سوى الموضوع الرابع عشر فيها مخالفة تامة

. المخالفة فيه ليست بتامة

وال بد من استعراض شيء من كالم الباحث وتبيين. بعض ما فيه

�88 �

الموضوع األول : مصدر التلقي

قال الباحث:

، وقد ] مصدر التلقي عند األشاعرة هو العقل صرح الجويني والرازي والبغدادي والغزالي

واآلمدي واإليجي وابن فورك والسنوسي وشراح الجوهرة وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل

عند التعارض [ .

والمراد بالنقل: نصوص القرآن الكريم والسنةالنبوية المشرفة .

أقول:

ح بأن مصدر التلقي عند1 cأول كالمه يصر � ، فيدل بظاهره على أن النقل ال األشاعرة هو العقل

- للتلقي ، وآخر كالمه يصرح بأنهم يعد عندهم مصدرا ، وهذا يدل يقدمون العقل على النقل عند التعارض

بظاهره على أن النقل عندهم مصدر من مصادر ، وهذا تناقض. التلقي إال أنهم يقدمون العقل عليه

.  فكان ينبغي للباحث أن يصون عبارته عن ذلك

� إن مصدر التلقي عند األشاعرة هو العقل2 ، وكتب العقيدة عندهم تحتج باألدلة العقلية والنقل

، وانظر على سبيل المثال كتاب واألدلة النقلية ، فإنه مشحون باألدلة العقلية اإلنصاف للباقالني

. واألدلة النقلية الكثيرة كثرة واضحة ظاهرة

� كتبهم تقدم األدلة العقلية على األدلة النقلية3 ، في مجال االستدالل في العقائد في باب العقليات

�89 �

وذلك ألن المراد هو الرد على المخالفين، كالدهريين والثنوية وأهل التثليث والمشركين والمجسمة

، فهل تحتج على هؤالء بآيات القرآن الكريم ونحوهم قبل أن تقيم األدلة العقلية على اإليمان بالله تعالى وأن القرآن كالم الله؟ !!وهل تحتج عليهم بنصوص

السنة النبوية قبل أن تقيم األدلة العقلية على اإليمانبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ !!!.

� االستدالل في كتب العقيدة عند األشاعرة يكون4 ، فكل منهما باألدلة العقلية والنقلية على وجه التعاضد

، فالعقل الصحيح والنقل الثابت الصريح ال يؤيد اآلخر ، وال تجد في كتبهم ولو مرة واحدة أنهم يتعارضان

قالوا لقد تعارض في هذه المسألة الحكم العقلي مع ، فضال عن حكم النص النقلي القطعي الثبوت والداللة

، ومن ادcعى أن يقولوا ذلك ويقدموا العقل على النقل غير ذلك فليأت بالدليل. وال بد من التنبيه إلى الفرق الكبير بين ]حكم النص النقلي[ وبين ]ظواهر ألفاظ

. النص النقلي[

- لالستدالل � عند5 � ويحسن هنا أن أذكر مثاال ، األشاعرة � باألدلة العقلية والنقلية على وجه التعاضد

"ي ه' "خ ف"ى ع"ل 3ه" ال ي 'ن3 الل ففي تفسير قول الله تعالى ]إ!م ك !ص"و�ر! 3ذ'ي ي م"اء' * ه!و" ال ر ض' و"ال ف'ي الس3

" ي ء� ف'ي األ ش" ] 'ال3 ه!و" ال ع"ز'يز! ال ح"ك'يم! "ه" إ 'ل اء! ال إ "ش" "ي ف" ي ' ك ح"ام ر

" [114]ف'ي األ

يقول اإلمام فخر الدين الرازي رحمه الله عن هذه اآلية ، والطريق! إلى إثبات : إشارة إلى كمال علمه سبحانه

- ال يجوز أن يكون هو السمع" ، ألن كونه تعالى عالما معرفة صحة السمع موقوفة على العلم بكونه تعالى

- بجميع المعلومات ، بل الطريق إليه ليس إال عالما

. 6 �5عمران: اآليتان: آل سورة[?]114 �90 �

، وذلك هو أن نقول: إن أفعال الله الدليل" العقلي3 ، والفعل المحكم المتقن يدل على تعالى محكمة متقنة

- - هو كون فاعله عالما ، فلما كان دليل كونه تعالى عالما- بكل المعلومات ما ذكرنا ؛ فحين ادعى كونه عالما

بقوله ]إن3 الله ال يخفى عليه شيء في األرض وال في ، وهو السماء[ ؛ أتبعه بالدليل العقلي الدال على ذلك

أنه هو الذي صور في ظلمات األرحام هذه البنية ، وركبه من أعضاء مختلفة ، والتركيب الغريب العجيبة

، وبعضها ، فبعضها عظام في الشكل والطبع والصفة ، وبعضها ، وبعضها أوردة ، وبعضها شرايين غضاريف ، على التركيب ، ثم إنه ضم بعضها إلى بعض عضالت ، وذلك يدل على كمال ، والتأليف األكمل األحسن

- قدرته ، من حيث إن الفعل ،… ويدل على كونه عالما .[115]المحكم ال يصدر إال عن العالم

� إذا وجدنا علماء األشاعرة يقولون إن العقل6مقدم على النقل فما معنى هذا الكالم؟

هذا يعني أنه إذا افترضنا وقوع تعارض بين قضية ، عقلية قطعية ونص نقلي فإننا ال نستطيع تقديم النقل

ألن النصوص النقلية قد عرفنا أصل صحتها باألدلة ، وتقديم النص النقلي على قضية عقلية قطعية العقلية

، والطعن بأحكام العقل القطعية هو طعن بالعقل- . طعن بالعقل والنقل معا

ولكن هل يعني تقديم العقل إنكار النقل ؟؟ وللجواب ال بد من تقسيم النصوص

النقلية من حيث طريق وصولها إلينا ومنحيث قوة الداللة إلى أربعة أقسـام :

. 163/ 7الرازي: تفسير[ ?]115 �91 �

،  قطعي الورود قطعي الداللةالقسـم األول : وهو نصوص القرآن الكريم والسنة المتواترة الدالة!

�نة "د"ل� بها عليه داللة واضحة بي على المعنى الم!سـتقطعية.

،  قطعي الورود ظني[ الداللةالقسـم الثاني : وهو نصوص القرآن الكريم والسنة المتواترة الدالة على المعنى المستد"ل بها عليه داللة ظهرت والحت

. للمستد'ل ولكنها غير قطعية

،  ظني الورود قطعي الداللةالقسـم الثالث : وهو نصوص السنة التي وصلتنا بطريق آحادي ودلت

على المعنى المستد"ل بها عليه داللة واضحة بينةقطعية.

، وهو  ظني الورود ظني الداللةالقسـم الرابع : نصوص السنة التي وصلتنا بطريق آحادي ودلت على

المعنى المستد"ل بها عليه داللة ظهرت والحت. للمستد'ل ولكنها غير قطعية

والجواب بعد فهم هذا التقسـيم : أنه يستحيل وقوع التعارض بين قضية عقلية قطعية ونص نقلي إذا كان قطعي الورود

، ألن ، وهو القسـم األول قطعي الداللةالحقائق تتآلف وال تتخالف .

ويتصور وقوع التعارض بين قضية عقلية قطعية ونص نقلي قطعي الورود ظني الداللة

، وفي هذه الحالة ال بد وهو القسـم الثاني ، أي تفسيره بما ال يتعارض من تأويل النص

، وبيان أن ذلك مع القضايا العقلية القطعية الظاهر الذي ظهر والح للمستد�ل غير مراد

.hقطعا �92 �

ومثال ذلك أن الله الخالق العظيم الذي ليس كمثله ، وهذه شيء يستحيل أن يحل في شيء من مخلوقاته

، وقد يظهر لبعض من لم يفهموا قضية عقلية قطعية هذه القضية االستدالل! ببعض ما يظهر ويلوح ألذهانهم

، فيحتجون مثال الكاسدة من نصوص القرآن الكريم ] !م !ن ت "ي ن" م"ا ك !م أ وبقوله[116]بقوله تعالى ]و"ه!و" م"ع"ك

ب ل' ال و"ر'يد'[ "ي ه' م'ن ح" 'ل ب! إ "ق ر" "ح ن! أ على[117]تعالى ]و"ن ، أي ، وهنا ال بد من تأويل النص مذهب الحلوليين

، وال تفسيره بما ال يتعارض مع القضايا العقلية القطعية-، فيقال بد من بيان أن ذلك الظاهر غير مراد قطعا

cة الله تعالى أي كونه مع المخلوقات ليست مثال: إن معي�cة المخلوقات بعضهم مع بعض ، بل الله جل جالله كمعي

، وكذا قرب ، أو معهم بعلمه مثال معهم معية تليق به الله تعالى إلى عبده وكونه أقرب إليه من حبل الوريد

، بل الله جل ليس كقرب المخلوقات بعضهم من بعض- يليق به ، أو قريب إليه جالله قريب إلى عبده قربا

- . بالهيمنة والقدرة مثال

ويتصور وقوع التعارض بين قضية عقلية قطعية ونص نقلي ظني الورود قطعي

، وهو القسـم الثالث، وإن ورد شـيء الداللة من ذلك فال بد من حمل النص على أنه خطأ

. من بعض الرواة

وكذا يتصور وقوع التعارض بين قضية عقلية قطعية ونص نقلي ظني الورود ظني

، وإذا ورد شـيء ، وهو القسـم الرابع الداللة ، وقد يحمل على أنه خطأ من من ذلك فيؤول

بعض الرواة . .4 اآلية الحديد سورة[ ?]116 .16 اآلية ق سورة[ ?]117

�93 �

� اإليجي هو أحد الذين قالوا بتقديم العقل على7، فما مثال ذلك من كالمه؟  النقل من األشاعرة

تحدث اإليجي عن الذين وصفوا الله تعالى بأنه ، وأشار ، وبين أقوال المجسمين تجسيما حقيقيا جسم

إلى استدالالتهم وإلى الجواب عنها :

قال رحمه الله: ]والمجسمة قالوا هو جسم ، وقيل: نور يتألأل ، فقيل: من لحم ودم حقيقة

، كالسبيكة البيضاء وطوله سبعة أشبار من شبر نفسه ، فقيل: شاب ومنهم من يقول: إنه على صورة إنسان

، ، وقيل: شيخ أشمط الرأس واللحية أمرد جعد قطط.[118]تعالى الله عن قول المبطلين[

وقال في حديثه عن استدالالت أولئك المبطلين: احتجوا بالظواهر الموهمة للتجسيم من اآليات

ح م"ن! ع"ل"ى ال ع"ر ش' واألحاديث ، نحوقوله تعالى ]الر3"و"ى[ ت -[[119]اس - ص"فcا [ك" و"ال م"ل"ك! ص"فcا ب ...[120] ] و"ج"اء" ر"

، والجواب: أنها ظواهر ظنية ال تعارض وحديث النزول ، ومهما تعارض دليالن وجب العمل بهما ما اليقينيات

- ويفوض تفصيلها أمكن، فتؤول الظواهر ، إما إجماال- ... إلى الله [121]...  ، وإما تفصيال

فانظر � هداك الله ورعاك � إلى التعارض بين تن�زيه الله الذي ليس كمثله شيء وبين الظاهر الذي الح

، وتأمل جواب للمجسمة من بعض اآليات واألحاديث اإليجي الذي يقول بتقديم العقل على النقل عند

، وجوابه يقرر ما يلي: التعارض

. 273 المواقف: ص[ ?]118. 5 اآلية ، طه سورة[ ?]119. 22 اآلية ، الفجر سورة[ ?]120. 273 �272 المواقف: ص[ ?]121

�94 �

أ � إن ما الح للمجسمة من االستدالل بهذه ، فهو النصوص هو استدالل بما ظهر لهم من معانيها

، أي إن ألفاظ النصوص ال تدل على مجرد ]ظواهر[. التجسيم داللة قطعية

ب � تن�زيه الله تعالى عن التجسيم أمر مقطوع. به

ج � إذا تعارض دليالن فيجب العمل بكليهما علىقدر اإلمكان.

د � الواجب هنا هو تنزيه الله تعالى عن الجسمية- إجماليا بصرف ولوازمها وتأويل! تلك الظواهر، إما تأويال

اللفظ عن المعنى المتبادر لمدعي التجسيم وتفويض! ، وإما بتأويل النصوص تأويال المعنى التفصيلي إلى الله

تفصيليا بحسب سياق النص.

وال بد ههنا من تقرير حقيقة هامة: وهي أنك قد ، تختلف مع اإليجي في داللة ظواهر ألفاظ النصوص

، ولكنك ال تستطيع وفي التأويل اإلجمالي أو التفصيلي بحال من األحوال أن تقول إنه يقدم العقل على النقل

، كما ال بالمعنى المتبادر إلى الذهن عند هذا اإلطالق تستطيع بحال من األحوال أن تقول إن مصدر تلقي

- عن النقل ، بل مصدر العقيدة عنده هو العقل بعيدا ، ومن زعم غير العقيدة عنده هو العقل المؤيد بالنقل

. ذلك فليأت بالدليل

- فال تعجل � أيها األخ الباحث ، واعلم أن8 � وأخيرا ابن تيمية رحمه الله يقر مبدأ التفريق بين الدليل

النقلي الذي لم يعارضه دليل عقلي وبين ما عارضه ، واستمع إليه إذ يقول في دليل عقلي أو نقلي آخر

معرض استدالله على أمر من أمور العقيدة: ]والسمع ، ولم يعارض ذلك معارض عقلي وال قد دل عليه

�95 �

، فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن سمعي. [122]المعارض المقاوم[

� قال اإلمام الغزالي رحمه الله عن علم التوحيد9 الذي ينظر في ذات الله تعالى وصفاته وأحوال األنبياء

وأحوال يوم القيامة: ]وأهل النظر في هذا العلم- بآيات الله تعالى من القرآن ، ثم بأخبار يتمسكون أوال

، ثم بالدالئل العقلية الرسول صلى الله عليه وسلم .[123]والبراهين القياسية[

23 التدمرية: ص الرسالة[ ?]122 ما ضمن مطبوعة . وهي 107 – 106 للغزالي: ص اللدنية الرسالة[ ?]123

في الباحث إليها رجع التي الطبعة ذات وهي ، العوالي بالقصور سمي النص؟ هذا يذكر لم لم أدري فال الموضوع هذا في أما ، آخر موضوع

جاء قد النص هذا ألن أو! عليه؟ يقف فلم كلها الرسالة يقرأ لم أألنه. !!! هواه؟ غير على

�96 �

قال الباحث:

وضع الرازي في أساس التقديس القانون الكلي للمذهب في ذلك فقال: ]اعلم أن الدالئل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوت شيء ثم

... لم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخالف ذلك!قطع بمقتضى الدالئل العقلية القاطعة يبق إال أن ي

بأن هذه الدالئل النقلية: إما أن يقال إنها غير ، أو يقال: إنها صحيحة إال أن المراد منها صحيحة

، ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على غير ظواهرها ، سبيل التبرع بذكر تلك التأويالت على التفصيل وإن لم نجوز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله

تعالى[.

وعلق الباحث على قول الرازي ]إما أن يقال إنها غير صحيحة[ بقوله: ]يالحظ أن الدالئل النقلية

- ، فكيف يقال تشمل نصوص الكتاب والسنة معا إنها غير صحيحة دون تفريق بينهما؟ مع أن مجرد

. إطالقها على السنة وحدها في غاية الخطورة[

وعلق على قول الرازي ]اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويالت[ بقوله: ]هل وصلت

قيمة نصوص الوحي إلى حد أن االشتغال بتأويلها. الذي هو تحريف لها يعتبر تبرعا وإحسانا؟ ![

أقول:

� خالصة كالم الرازي هي: الجزم والقطع بما1 ، وتقديمها على األدلة تقتضيه الدالئل العقلية القطعية

. النقلية التي يشعر ظاهرها بخالف ذلك

�97 �

وال بد من التمييز بين الدالئل العقلية التي ما تزال ، وبين الدالئل العقلية التي تدور بين األخذ والرد

، فاألولى تجاوزت تلك المرحلة وبلغت درجة اليقين ، وال يتصور عند األشاعرة بحث اختالفها مع ظنية- النقل ، ، فهي مردودة في باب العقائد ومرفوضة قطعا

، وهذه هي التي بحثوا في موضوع والثانية قطعية. اتفاقها أو اختالفها مع النقل

كما ال بد من التمييز بين األدلة النقلية الظنية الورود أو الداللة أو كليهما وبين األدلة النقلية

، وهذه هي ، فاألولى ظنية القطعية الورود والداللة ، التي بحثوا في موضوع اتفاقها أو اختالفها مع العقل

، ويستحيل عند األشاعرة أن يكون والثانية قطعية- لبعض الدالئل العقلية القطعية . بعضها مخالفا

وتأمل في قول الرازي عندما ذكر الدالئل العقلية ، وعندما ذكر األدلة النقلية كيف قيدها بكونها قطعية

. قال: ]يشعر ظاهرها بخالف ذلك[

� األدلة النقلية التي تشعر ظواهرها بمخالفة2 الدالئل العقلية القطعية قد تكون نصوصا من القرآن

، وما يعزى إلى النبي صلى الكريم أو السنة النبوية ، الله عليه وسلم قد يكون من المتواتر أو اآلحادي

- - أو تالفا . واآلحادي قد يكون صحيح السند أو ضعيفا

وقول الرازي عن الدالئل النقلية ]إما أن يقال إنها- ، وال غير صحيحة[: فهذا ال يتعلق بالقرآن الكريم قطعا

، وكالم الرازي يتعلق باألحاديث بالسنة المتواترة- عند من صحح اآلحادية ، سواء أكان سندها صحيحا

- - أو تالفا . السند أو ضعيفا

ثم إنه ال إشكال في أن الضعيف والتالف غير ، لكن اآلحادي إذا صح سنده فهل يجوز أن يقال صحيح

�98 �

إنه ليس بصحيح المتن إذا خالف األدلة القطعيةالعقلية؟

ال بد ههنا من مراعاة أمرين: أحدهما النظر فيمن ، فكثير من الذين يحكمون للسند بالصحة صحح السند

يتبين للناقد بعد التبصر في أحكام دراسة األسانيد أنهم ، ثانيهما النظر في األدلة متساهلون في التصحيح

. ، إذ ال بد أن تكون قطعية يقينية العقلية- - في باب العقائد مشيرا فإذا أورد أحد العلماء حديثا- عليه ثم تبين ضعف - عنه ومعتمدا إلى صحته أو ساكتا

، وأنه ال ينهض للمعارضة بينه سنده فال إشكال في رده ، وإذا كان ما سمي بالدليل العقلي وبين الدليل العقلي

- من الظنون ؛ - وال يعدوكونه ظنا - حقيقيا - عقليا ليس دليال ، وأنه ال ينهض للمعارضة فهذا كذلك ال إشكال في رده

. بينه وبين الدليل النقلي

- وخالف مدلوله أما إذا كان سند الحديث صحيحا- فهذا هو ميدان البحث في التعارض - قطعيا - عقليا دليال

، وهنا يقول األشاعرة إنه ال بد من تقديم الواقع بينهما . ولكن الذي ينبغي التأكيد عليه هنا العقل على النقل

هو أننا إذا تجنبنا منهج التساهل في دراسة األسانيد ،وإن عثر على شيء من فقد ال نجد مثاال لهذه الحالة

ذلك فال يعدو كونه من أندر النادر.

� واعلم أن3 هذا ال نزاع فيه عند أهل العلم ، وابن3 تيمية � رحمه الله � يقول بهذا ، واستمع إليه إذ يقول : ] إذا قيل تعارض دليالن سواء كانا سمعيين أو عقليين- ؛ فالواجب أن يقال : ال - واآلخر عقليا أو أحدهما سمعيا

يخلو إما أن يكونا قطعيين أو يكونا ظنيين وإما أن- ، فأما القطعيان فال - واآلخر ظنيا يكون أحدهما قطعيا

يجوز تعارضهما سواء كانا عقليين أو سمعيين أو �99 �

- ، وهذا متفق عليه بين - واآلخر سمعيا أحدهما عقليا- العقالء ، ... وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيا

دون اآلخر فإنه يجب تقديمه باتفاق العقالء ، سواء كان هو السمعي3 أو العقلي، فإن الظن ال يرفع اليقين ، وأما

!صار إلى طلب ترجيح - ظنيين فإنه ي إن كانا جميعا- أحدهما، فأيهما ترجح كان هو الم!قcد3م" سواء كان سمعيا

] - .[124]أو عقليا

� ظن الباحث أن الدالئل النقلية إذا كانت صحيحة4 فإنها ال تستحق عند الرازي االشتغال بتأويلها إال على

، ولذلك فإنه راح يلمزه بما يعني أنه ال سبيل التبرعيقدر نصوص الوحي حق قدرها.

!تي الباحث من حيث عدم التأني في تفهم وإنما أ ، فإن الرازي لم يقل إن االشتغال بتأويلها هو العبارات

، ولكنه ألمح إلى أنه يكفينا مع رد من باب التبرع ظواهرها المخالفة للدالئل العقلية القطعية أن نفوض

، ويمكننا ، وهذا تأويل إجمالي العلم بها إلى الله تعالى . أن نشتغل بذكر التأويالت التفصيلية على سبيل التبرع

فلم نسيت أيها الباحث قول الرازي: ]بذكر تلك. التأويالت على التفصيل ؟؟!!![

� وقبل أن أغادر مسألة اتهام األشاعرة بأنهم5 يقدمون العقل على النقل ال بد من بيان اتفاق األمة

، فالمسلمون يعتقدون اإلسالمية على أصل المسألة- أن يأتي في كتاب الله تعالى أو في أنه يستحيل قطعا

، وقد قال تبارك كالم أحد من رسله ما يصادم العقل ] "ع ق'ل!ون" ( ي 'ق"و م ، وقال[125]وتعالى في كتابه الكريم ]ل

3ي ل' 'الف' الل ر ض' و"اخ ت" م"او"ات' و"األ 'ن3 ف'ي خ"ل ق' الس3 تعالى ]إ

. ه�1414 ،1 ط1/79تيمية: البن والنقل العقل تعارض [ درء?]124 .164 اآلية البقرة: من[ ?]125

�100 �

] "اب' "ل ب !ول'ي األ يات( أل' 3ه"ار' آل" و"الن ، وال يقول بجواز أن[126]

يأتي في كالم الله تعالى أو في كالم أحد من رسله ما يصادم العقل إال من كان على شاكلة النصارى الذين

. ينادون: أطفئ سراج عقلك واتبعني

واستمع إلى ابن تيمية رحمه الله إذ يقول عن النصارى: ]وال يميزون بين ما يحيله العقل ويبطله

ويعلم أنه ممتنع وبين ما يعجز عنه العقل فال يعرفه وال ، وأن الرسل أخبرت بالنوع يحكم فيه بنفي وال إثبات

.[127]الثاني وال يجوز أن تخبر بالنوع األول[

لكن ما الحكم فيما لو نقل عن أحد من رسل الله صلوات ربي وسالمه عليهم ما يحيله العقل ويبطله

ويعلم أنه ممتنع؟ إما أن النقل غير صحيح فهو مما ال ، وإما تثبت نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

أن يصح النقل ويكون" للمنقول معنى غير المعنى الذي ، وهنا يكون الواجب عليه تبادر إلى ذهن قارئ النص

هو تأويل النص بصرفه عن ذلك المعنى الذي تبادر إلى ، ذهنه بادي الرأي إلى معنى سليم ال يصادم العقل

. واستمع إلى ابن تيمية وهذا هو ما يعنيه األشاعرة رحمه الله إذ يقول: ]ولو فرض على سبيل التقدير أن العقل الصريح الذي ال يكذب ناقض بعض األخبار للزم

، لكن أحد األمرين: إما تكذيب الناقل أو تأويل المنقول، وال ينبغي أن يقع قط[ � ولله الحمد � هذا لم يقع

[128].

� ومما يثير االستغراب والدهشة أن ابن تيمية6- يخالف ما تقدم ، فقال : ]... ذكر الرازي - غريبا نقل نقال

.190: آية عمران آل[ ?]126 ، المحققة الطبعة]. 3/185: المسيح دين بدل لمن الصحيح الجواب[ ?]127

[. ه�1414 ،1 ط الرياض، ، العاصمة دار. 124 تيمية: ص البن التسعينية[ ?]128

�101 �

في أول كتابه "نهاية العقول" أن االستدالل بالسمعيات في المسائل األصولية ال يمكن بحال... ، إذ يجوز أن يكون في نفس األمر دليل عقلي يناقض ما دل عليه

. وهذا ليس[129]القرآن ولم يخطر ببال المستمع [ - في كالم اإلمام الرازي � رحمه الله � ، إذ لم موجودا يجده محقق الكتاب في أول "نهاية العقول" ، بل وال

بعد تصفحه لكثير من صفحات مخطوطة الكتاب ، ولعله مما كتبه ابن تيمية من حفظه وهو في حالة انفعالية ، فوقع في هذا الخطأ الفاحش ، إذ نسب

- وهو بريء منه؟؟؟ . - كفريا .[130 ]لإلمام الرازي قوال

.1/21تيمية: البن والنقل العقل تعارض [ درء?]129 في تيمية ابن" تابع � الله سامحه � الكتاب محقق أن العجيب [ ومن?]130

. كتابه في يجده لم أنه رغم الرازي لإلمام الكالم هذا معنى نسبة �102 �

قال الباحث:

يقول السنوسي: ]وقعت في الكتاب والسنة . ويقول ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر[

... التمسك في السنوسي: ]أصول الكفر ستة أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من

غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع. الشرعية[

أقول:

"و م"1 � قال الله تعالى في كتابه العظيم: ]ف"ال ي"و م'ه'م ه"ذ"ا[ 'ق"اء" ي وا ل "س! "م"ا ن اه!م ك "ن س" ، وقال تعالى: [131]ن

] "ه!م ي "س' 3ه" ف"ن وا الل "س! 'م"ا [132]]ن ، وقال تعالى: ]ف"ذ!وق!وا ب ] !م "اك "سـين 3ا ن 'ن !م ه"ذ"ا إ "و م'ك 'ق"اء" ي !م ل يت "س' ، فهل من[133]ن

صف�ات الله تعالى النس�يان؟ ! تع�الى الله! عن ذلك- - كبي�را . علوا

أو ليست هذه النصوص مصروفة عن ظواهرها؟ ! أو ليست واجبة التأويل؟ ! أو ليس الذي يصف ربه

- ؟ ! . تعالى بالنسيان يكون كافرا

هذا ونحوه هو ما يعنيه األشاعرة من وقوع ظواهر.  من اعتقدها على ظاهرها فقد كفر

ق"ى *2 "ش !ه"ا األ 3ب ن "ج" "ت � وقال الله تبارك وتعالى: ]و"ي"ى[ "ح ي "م!وت! ف'يه"ا و"ال ي !م3 ال ي ى * ث !ب ر" 3ار" ال ك "ص ل"ى الن 3ذ'ي ي ال

. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]أما[134] أهل النار الذين هم أهلها فإنهم ال يموتون فيها وال

.51 آية األعراف [ سورة?]131 .67 آية التوبة [ سورة?]132 .14 آية السجدة [ سورة?]133 .13 �11 اآليات األعلى [ سورة?]134

�103 �

، فهل يصح نفي صفة الموت وصفة الحياة يحيون[ بإطالق عن الكافر في جهنم؟ وهل يصح أن يقال عنه

إنه ليس بميت وال حي؟ وهل تفهم هذه اآلية حسب ظواهر ألفاظها؟ ؟ أم إنك ستفسرها بتقييد الحياة

- بالسياق؟ ؟ واستمع إلى الحافظ المنفية هنا مستعينا ابن كثير رحمه الله يفسر اآلية الكريمة فيقول: ]أي ال

. يموت فيستريح وال يحيا حياة تنفعه[

[ه"ا3 ي" !م أ "ك غ! ل "ف ر! ن � وقال الله تبارك وتعالى ]س"

] 3ق"الن' "ن3 الله جل [135]الث ، فهل يصح فهم اآلية على أ- قبل ذلك ثم يتفرغ لحساب وعال يكون مشغوال

، أم إنك ستفسرها بأنها وعيد� بمحاسبتهم وأنه الثقلين ال يشغله شيء عن شيء؟ ؟ واستمع إلى الحافظ ابن

كثير رحمه الله يقول في معرض تفسيره لآلية ، يقال ألتفرغن الكريمة: ]وهو معروف في كالم العرب

. ، يقول آلخذنك على غرتك[ ، وما به شغل لك

� روى اإلمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة4 رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: ]إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم

، كيف أعودك . قال: يا رب مرضت فلم تعدني؟ !- وأنت رب العالمين؟ ! . قال: أما علمت أن عبدي فالنا

مرض فلم تعده؟ ! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني . فهل من صفات الله تعالى[136]...[  عنده؟ !

- يليق به؟ !!! تعالى المرض؟ !!! وهل يمرض مرضا- - كبيرا . الله عن ذلك علوا

فهذا النص � عند األشاعرة � مصروف عن ظاهره ، ويجب فهمه في ضوء سياقه المفهوم من األلفاظ

.31 آية الرحمن [ سورة?]135. المريض عيادة فضل باب ، البر مسلم: كتاب صحيح[ ?]136

�104 �

، وهي قوله تعالى في الحديث القدسي ]أما وتتمته- مرض فلم تعده؟ ! أما علمت علمت أن عبدي فالنا

. أنك لو عدته لوجدتني عنده[

ومن الغريب تعليق ابن تيمية رحمه الله على هذا الحديث إذ يقول: ]وهذا صريح في أن الله سبحانه لم

"ج!ع ، ، ولكن مرض عبده وجاع عبده يمرض ولم ي- ذلك بأنك فجعل جوع"ه جوع"ه ومرض"ه مرض"ه ، مفسرا

، ولو عدته لوجدتني لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل[ عنده

. فقد نفى ابن تيمية رحمه الله المرض عن الله[137] ، وفسر الحديث على الوجه الصحيح تبارك وتعالى

، لكنه سمى ذلك الذي جاء في الحديث نفسه- - تفسيرا ، وكأن نقطة الخالف ، وأبى من تسميته تأويال

هي في التسمية !!! ويقول لك األشاعرة: سم�ه ما[ بقولك ]لم شئت ، ولكن تفسيرك لكلمة ]مرضت!

يمرض ولكن مرض عبده[ هو صرف للمعنى المفهوم] ، وحيث إن صرف اللفظ من ظاهر لفظة ]مرضت!

عن المعنى المفهوم من ظاهره إلى معنى آخر لم يكن بالهوى وإنما لدليل دل عليه ؛ فهذا هو الذي نطلق عليه

. اسم ]التأويل[

� وقال الله تعالى في الحديث القدسي ]يا عبادي5 لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد

واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إال كما ينقص الم'خيط إذا أدخل البحر[

، فهل يصح لك أن تفهم من كلمات هذا الحديث [138] الش�ريف أن ما عند الله جل وعال ينقص إذا أعطى كل واحد سؤله بمقدار ما ينقص ماء البحر إذا أدخلت فيه

. 48 التدمرية: ص الرسالة[?]137. الظلم تحريم باب ، واآلداب والصلة البر كتاب في مسلم [ رواه?]138

�105 �

- ؟!!! أو إن - جدا اإلبرة ؟! حتى ولو كان ذلك القدر ضئيال الواجب هو أن نفهم هذا الحديث الش�ريف حسب

سياقه ؟ ! بمعنى أن الله تعالى ال ينقص ما عنده أدنى ، وأن التشبيه الوارد في الحديث ال قدر من النقص

. يراد به سوى التقريب لبعض أذهان المخاطبين

_ وعلى كل حال فإن األشاعرة يأخذون بظواهر6 النصوص وال يعدلون عنها إال لدليل يدل على صرف

، وهو ما عبر عنه اإلمام البيهقي رحمه معنى اللفظ ، وليس لنا الله تعالى إذ قال: ]والقرآن على ظاهره

. وقال: ]فال وجه لترك أن نزيله عن ظاهره إال بحجة[ .[139]الظاهر إال بمثله أو بما هو أقوى منه[

- من موقف األشاعرة حيث7 � وإذا كنت مستغربا- على غير ظاهره؛ فانظر في كالم يفسرون النص أحيانا

اإلمام أحمد ابن حنبل رحمه الله حيث يفعل الشيء. ، ولكن ال تنس أنهم ال يتركون الظاهر إال لدليل ذاته

قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن اآلية إذا ، إذا ، بالحديث كانت عامة؟ فقال: تفسيرها بالسنة

، هي دليل كانت اآلية ظاهرة فينظر ما جاءت به السنة3ه! ف'ي على ظاهر اآلية !م! الل !وص'يك ، مثل قوله تعالى ]ي

] !م و الد'ك" ، فلو كانت اآلية على ظاهرها ورث كل [140]أ

، فلما جاءت السنة أن ال يرث من وقع عليه اسم ولد- وأنه ال يرث قاتل وال عبد - وال كافر مسلما مسلم كافرا

. [141]، هي دليل على ما أراد الله من ذلك  مكاتب

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: فمن لم يأت بطواف الزيارة ورمي الجمار وما يجب عليه

. 133 ، 60 االعتقاد: ص[ ?]139 .11 آية النساء [ سورة?]140. 350 الله: ص عبد لولده أحمد اإلمام مسائل[ ?]141

�106 �

، وإنما قوله ]الحج عرفة[ إذا جاء بهذه فليس حجه بتام األشياء يشبه قوله صلى الله عليه وسلم ]من أدرك

، فلو كان على ظاهر هذا ركعة من الصالة فقد أدركها[ . ثم قال: الكالم كان قد كملت صالته إذا أدرك ركعة

قال أبي: ومن احتج فزعم أن الحج عرفة فلو كان على ظاهر الكالم: وقف بعرفة ورجع إلى أهله ووطئ

.[142] أهله وأصاب الصيد

وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

]أمرت بقرية تأكل القرى[: تفسيره � والله أعلم � ، وما حول المدينة ، فتحت مكة بالمدينة بفتح القرى

.[143] ، ال أنها تأكلها أكال إنما تفتح القرى بالمدينة بها

وقد أشار اإلمام أحمد رحمه الله إلى تفسير عدد ، فمن ذلك حديث ]من من النصوص على غير ظاهرها

نا فليس منا[ وحديث ]من حمل السالح علينا فليس غش3 . ومن[144] ، قال أحمد: على التأكيد والتشديد منا[

، قال أحمد: ذلك حديث ]ثالث من كن فيه فهو منافق[. [145]هذا على التغليظ

� واستمع إلى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين8- ، ثم خشي كيف فهم من بعض الظواهر القرآنية شيئا

أن ال يكون ما فهمه من اآليات الكريمة هو المعنى . قال رحمه الله: بقي أن المراد منها فراح يؤولها

يقال: إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل باإلمكان إنزال إنسان على سطحه؟

، وأن بني فالجواب أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك. 239 ، 222 السابق: ص المصدر[ ?]142 .445 السابق: ص المصدر[ ?]143. 579 للخالل: ص السنة[ ?]144. 311 ، 1/245يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات[ ?]145

�107 �

، يقول الله تعالى ]ف'يه"ا آدم ال يحيون إال في األرض] ج!ون" !خ ر" !ون" و"م'ن ه"ا ت "م!وت "و ن" و"ف'يه"ا ت ي "ح ،.. ونحو هذه [146]ت

!م و"م'ن ه"ا !ع'يد!ك !م و"ف'يه"ا ن "اك "ق ن ل اآلية قوله تعالى ]م'ن ه"ا خ"ى[ !خ ر" ة- أ "ار" !م ت !خ ر'ج!ك ، . فالواجب أن نأخذ بهذا[147]ن

- من بني آدم الظاهر . ثم قال: ]ولو فرض أن أحدا- تمكن من الن�زول على سطح القمر وثبت ذلك ثبوتا

- أمكن حمل اآلية على أن المراد بالحياة قطعيا ، كحياة اإلنسان المذكورة: الحياة المستقرة الجماعية

. [148]على األرض[

� فإذا وجدنا عند األشاعرة أن من أصول الكفر9 التمسك" في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب

والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية ؛ فلنعلم أن هذا لصد� تخر[صات الزنادقة الذين

، محتجين بمثل يريدون زعزعة عقائد عوام المس�لمين"ه!م [ ي "س' 3ه" ف"ن وا الل "س! ، وبنحو ذلك [149]ق�وله تعالى ] ن

من النصوص التي يريدون فهمها من ظواه�ر األلفاظ ، أما فهم النص في ضوء المقطوعة عن س�ياقها

س�ياقه بصرفه عما يظهر من معاني مفرداته فهذا أمر ، ويكفينا في هذا الباب ما تقدم عن اإلم�ام متفق عليه

� . أحمد ابن حنبل � رحمه الله

� ذكر السنوسي في كتابه المقدمات أن ]من10 أصول الكفر والبدع التمسك في عقائد اإليمان بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير تفصيل بين ما يستحيل

. ثم قال في الشرح : أما ظاهره منها وما ال يستحيل[ الكفر فكأخذ الثنوية القائلين بألوهية النور والظلمة من

.25 آية األعراف [ سورة?]146 .55 آية طه [ سورة?]147. 126 ، 125 العقيدة: ص في رسائل[ ?]148 .67 آية التوبة [ سورة?]149

�108 �

ر ض'[ " م"او"ات' و"األ !ور! الس3 3ه! ن وأن[150]قوله تعالى ]الل

، ولم ينظروا إلى النور أحد اإللهين واسمه الله- ألنه متغير حادث .[151]استحالة كون النور إلها

ر السنوسي كالمه فانظر � رعاك الله � كيف فس3 ، والمرء أدرى بمرامي قوله وتأمل المثال الذي ذكره

. ومقاصد نفسه

.35 آية النور [ سورة?]150. 48 ، 45 للسنوسي: ص المقدمات شرح[ ?]151

�109 �

قال الباحث:

]ص3رح متكلمواألشاعرة أن نصوص الكتاب والسنة ظنية الداللة وال تفيد اليقين إال إذا سلمت

. من عشر عوارض...[

أقول:

� المعروف عند األشاعرة وغيرهم أن نصوص1 الكتاب والسنة بعضها قطعي الداللة وبعضها ظني

، فنق�ل! الباحث بأنهم صرحوا بأن نصوص الداللة. الكتاب والسنة ظنية الداللة غير صحيح بهذا اإلطالق

ومن اآليات القرآنية الكريمة القطعية الداللة قوله'ال3 ه!و"[ "ه" إ 'ل !م ال إ [ك ب 3ه! ر" !م! الل 'ك "ان" [152]تعالى ]ذ"ل "و ك ، ]ل

"ا[ د"ت "ف"س" 3ه! ل 'ال3 الل 'ه"ة� إ ف'يه'م"ا آل"م"ع"ت'[153] ت 'ن' اج "ئ ، ]ق!ل ل

!ون" "أ ت آن' ال ي 'م'ث ل' ه"ذ"ا ال ق!ر !وا ب ت"أ "ن ي 'ن س! و"ال ج'ن[ ع"ل"ى أ األ

]- "ع ض( ظ"ه'يرا 'ب "ع ض!ه!م ل "ان" ب "و ك 'ه' و"ل 'م'ث ل [154]ب"ي س" , ]ل

ي ء�[ 'ه' ش" "م'ث ل "ح"د�[[155]ك 3ه! أ ، وغيرها [156] ، ]ق!ل ه!و" الل ، فهل قال أحد من األشاعرة إن داللتها كثير

. ظنية؟ !!

� عزا الباحث إلى متكلمي األشاعرة أن نصوص2 الكتاب والسنة ال تفيد اليقين إال إذا سلمت من عشرة

، ومنها اإلضمار والتخصيص والنقل واالشتراك عوارض… والمعارض العقلي.

.102 آية األنعام [ سورة?]152 .22 آية األنبياء [ سورة?]153 .88 آية اإلسراء [ سورة?]154 .11 آية الشورى [ سورة?]155 .1 آية اإلخالص [ سورة?]156

�110 �

، فما معنى هذا ال بد من تدبر القول لفهم معناهالكالم؟

معناه أن النصوص ال تفهم بمجرد فهم معاني ، المفردات والتراكيب، بل هناك شيء آخر ال بد منه

. وهو ف"هم األساليب

و ه!" أ "م3ا ر" فمثال قال الله تعالى في قصة عاد: ]ف"ل

"ل "ا ب ن !وا ه"ذ"ا ع"ار'ض� م!م ط'ر! 'ه'م ق"ال "ت و د'ي" 'ل" أ "ق ب ت - م!س ع"ار'ضا

!ل3 !د"م�ر! ك 'يم� * ت "ل 'ه' ر'يح� ف'يه"ا ع"ذ"اب� أ !م ب ل ت "ع ج" ت ه!و" م"ا اس ] !ه!م 'ن اك 'ال3 م"س" ى إ !ر" "ح!وا ال ي ص ب

" �ه"ا ف"أ ب م ر' ر"" 'أ ء( ب ي فهل[157]ش"

دمرت الريح كل شيء؟ .

قد يأتي من يدعي أنه يحمل راية الدعوة إلى ، إن الريح التي التمسك بالكتاب والسنة ويقول: نعم

، ودمرت أرسلت على عاد حملت إليهم العذاب األليم ، وأقل ما يقال ، ومن لم يعتقد هذا فهو كافر كل شيء

فيه إنه مبتدع ضال مضل ال يؤمن بأن نصوص الكتاب. والسنة تفيد اليقين!!!

فيقال له: على رسلك � عافاك الله � ففي اآليةإضمار .

، ، ال إضمار في النصوص فيقول: وما اإلضمار؟ ! ، وعندنا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

. وفيهما الهدى

، إن أصدق الحديث كتاب الله فيقال له : بلى ، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه تعالى

- ، ولكن في قوله تعالى وسلم، وال نرضى عنهما بديالي ء([ إضمار !ل3 ش" !د"م�ر! ك ، والتقدير: تدمر كل شيء ]ت

، ال كل شيء على اإلطالق. قابل للتدمير بالريح

. 25 اآلية ، األحقاف سورة[ ?]157 �111 �

فيقول: وما الدليل على ذلك؟ .

فيقال له : إن الريح دمرتهم ودمرت مواشيهم ، بدليل قوله تعالى ، ولم تدمر مساكنهم وزروعهم

] !ه!م 'ن اك 'ال3 م"س" ى إ !ر" "ح!وا ال ي ص ب" ، أي إن المساكن[158]]ف"أ

.  بقيت ولم تدمر. فتفكر وتدبر

� هذا وقد أوcل اإلمام أحمد رحمه الله قول الله3'ال3 و"ج ه"ه![ 'ك� إ ي ء( ه"ال !ل[ ش" بقوله: كل[159]عز وجل ]ك

، والجنة شيء مما كتب الله عليه الفناء والهالك هلك. [160]والنار خلقتا للبقاء

!يعلم أن بعض األشاعرة قال عن الدالئل4 � ول ، ومعناه النقلية ]في إفادتها اليقين" في العقليات نظر[

، أن النصوص � منفردة � ال تفيد اليقين في العقلياتبل ال بد من تضافرها مع الداللة العقلية .

� ممن رد على القائلين بأن الدالئل النقلية ال تفيد5 ، حيث يقول: ]اختلف العقالء في اليقين: اإلمام الرازي

أن التمسك بالدالئل النقلية هل يفيد اليقين أو ال؟ فقال . ثم قال : ]واعلم أن هذا قوم: إنه ال يفيد اليقين البتة[

، ألنه ربما اقترن الكالم على إطالقه ليس بصحيح بالدالئل النقلية أمور عرف وجودها باألخبار المتواترة

، وعلى هذا التقدير وتلك األمور تنفي هذه االحتماالت تكون الدالئل السمعية المقرونة بتلك القرائن الثابتة

.[161]باألخبار المتواترة مفيدة لليقين[

. السابقة [ اآلية?]158 .88 آية القصص [ سورة?]159. 1/28يعلى: أبي البن الحنابلة طبقات[ ?]160. 426 ، 424 األربعين: ص كتاب[ ?]161

�112 �

ويقول تاج الدين السبكي الذي وصفه الباحث باألشعري المتعصب: والحق أن األدلة النقلية قد تفيد

. [162]اليقين بانضمام تواتر أو غيره

قال الباحث:

]موقفهم من السنة خاصة أنه ال يثبت بها ، وآحادها ال ، بل المتواتر منها يجب تأويله عقيدة

، حتى يجب االشتغال بها حتى على سبيل التأويل إن إمامهم الرازي قطع بأن رواية الصحابة كلهم

، وأن مظنونة بالنسبة لعدالتهم وحفظهم سواء . ...[ في الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة

أقول:

� عزا الباحث إلى األشاعرة أن السنة النبوية ال1 ، وهذه دعوى عارية عن تثبت بها عقيدة عندهم

. ومما يؤكد عدم صحتها إثبات األشاعرة عددا الدليل ، ، كاإليمان بعذاب القبر من مسائل العقيدة بالسنة

، والحوض ، والشفاعة في أهل الكبائر. والصراط

، على حسب قال إمام الحرمين : ]والصراط ثابت ، وهو جسر ممدود على متن ما نطق به الحديث

، والكتب ، وكذلك الحوض ،... والميزان حق جهنم التي يحاسب عليها الخالئق، وال تحيل العقول شيئا من

، وداللة السمع ثابتة على قطع في جميع ما ذلك. [163]ذكرناه[

. 131 المتون: ص مهمات انظر: مجموع[ ?]162. 320 اإلرشاد: ص[ ?]163

�113 �

وقال خالل كالمه عن الشفاعة: ]فإذا ثبت جواز التشفيع عقال فقد شهدت له سنن بلغت

، ثم هي مصرحة ،فمن رامها ألفاها منقولة االستفاضة بالتشفيع في أهل الكبائر ... , وفيما ذكرناه رد� على"ن الشفاعة ترفع الدرجات وال تحط فئة صاروا إلى أ

، فإن األخبار المأثورة شاهدة بتعلق الشفاعة السيئات .[164] بأصحاب الكبائر[

نة متواترة ولكن األشاعرة يشترطون أن تكون الس[ ، وهذا كاف في عدم حتى تكون حجة في العقيدة

. صحة قول الباحث ]بل المتواتر منها يجب تأويله[

� األحاديث اآلحادية ال تثبت بها عقيدة عند2 ، ولكن هذا لم يمنع أن تكون كتب العقيدة األشاعرة

، وذلك في تفاصيل عندهم مشتملة على كثير منها- - أو معنويا . عقيدة ثبت أصلها بنص متواتر تواترا لفظيا

، واألحاديث اآلحادية التي يحتج بها غيرهم يوردونها ويؤولونها إذا علموا صحة سندها أو كان هناك احتمال�

، وهذا إذا كانت مخالفة لما ثبت أنها رويت بسند صحيح ، أما إذا علموا ضعف الحديث لديهم من أصول العقائد

. أو نكارته فإنهم يردونه وال يشتغلون بتأويله

واألحاديث اآلحادية وإن كانت ليست بحجة عندهم ، ولو كانت في إثبات العقائد إال أنهم ال يتركونها بالمرة

- ال تستحق االشتغال بتأويلها لما ألcف ابن فورك كتابا- في ذلك سمcاه ]تأويل مشكل الحديث[ . مستقال

ويوضح هذا المنحى كالم إمام الحرمين إذ يقول عن أدلة قوم هو مخالف لهم فيها: ]وأما األحاديث التي

، ولو أضربنا يتمسكون بها فآحاد ال تفضي إلى العلم

. 331 – 330 اإلرشاد: ص[ ?]164 �114 �

- ، لكنا نومئ إلى تأويل ما دوcن عن جميعها لكان سائغا .[165] منها في الصحاح[

وقال إمام الحرمين عن استدالل أصحاب الحديث بقوله عليه الصالة والسالم ]اإليمان بضع وسبعون

شعبة[ على دخول األعمال في مسمى اإليمان: ]وأما ، والعرب قد ، ثم هو مؤول الحديث فهو من اآلحاد

تسمي الشيء باسم الشيء إذا دل عليه أو كان منه. [166]بسبب[

وقال إمام الحرمين عن حديث ]إن الله خلق آدم ، على صورته[: ]ويمكن صرف الهاء إلى آدم نفسه

- ومعنى الحديث على ذلك أن الله تعالى خلق آدم بشرا- من غير والد وال والدة[ . ثم قال: ]ومن أحاط بما سويا

!سأل عنه ، بعد ذكرناه لم يصعب عليه مدرك تأويل ما ي!سأل عنه من التثبت وعدم االبتدار إلى تأويل ما ي

. [167]مناكير األخبار[

� أما زع م الباحث بأن اإلمام الرازي قطع بأن3 رواية الصحابة كلهم مظنونة بالنسبة لعدالتهم وحفظهم

، وال أدري كيف يقد'م الباحث سواء: فهذا محض توهمعلى مثل هذا؟ .

والذي قاله الرازي يختلف تمام االختالف عما نسبه ... ألنا ، إذ قال: ]أخبار اآلحاد مظنونة الباحث إليه

... , وإذا لم أجمعنا على أن الرواة ليسوا معصومين- والكذب يكونوا معصومين كان الخطأ عليهم جائزا

. 150 اإلرشاد: ص[ ?]165. 335 اإلرشاد: ص[ ?]166. 315 ، 153 اإلرشاد: ص[ ?]167

�115 �

-[. ثم قال عن روايات الصحابة: ]ال تفيد عليهم جائزا .[168]القطع واليقين[

وإنما جعل الرازي روايات الصحابة ال تفيد القطع ، حيث قال هذا في معرض حديثه واليقين ألنها آحادية

، وال شك عنده وعند غيره في عن الروايات اآلحادية. أنها تفيد القطع واليقين إذا تواترت

وقول الرازي بعدم عصمة الرواة فهذا مجمع عليه ، ولكن الباحث ما دامت الرواية لم تصل حد التواتر

، بل ، وجعله في الصحابة حمcل النص فوق ما يحتمل ، ال من حيث حفظهم في الصحابة كلهم حسب ادعائه

، ليقول بذلك ، بل من حيث عدالتهم وحفظهم فقط. للقارئ: إن الرازي يشك في عدالة الصحابة كلهم !!!

. أهكذا تكون األمانة العلمية؟ !!

� أما قول الباحث بأن اإلمام الرازي قطع بأن في4 الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة فالذي وجدته عند

. الرازي يختلف عن هذا القول

قال الرازي عن البخاري ومسلم: ]نحسن الظن- بهما وبالذين رويا عنهم - مشتمال ، إال أنا إذا شاهدنا خبرا

على منكر ال يمكن إسناده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قطعنا بأنه من وضع المالحدة ومن ترويجاتهم

. [169]على أولئك المحدثين[

، فالرازي يحسن الظن والفرق بين األمرين واضح ، ثم يضع بالبخاري ومسلم وبالرواة الذين رويا عنهم

- على قضية افتراضية - مشتمال ، وهي أننا إذا وجدنا خبرا معنى منكر ال يمكن إسناده إلى رسول الله صلى الله

عليه وسلم فما موقفنا منه؟ ؟ ويوضح موقفه من. 216 ، 215 التقديس: ص أساس[ ?]168 . 218 التقديس: ص أساس[ ?]169

�116 �

، وهو الجزم بأن ذلك الخبر من وضع المالحدة ذلك ، والذي يقوله ومن ترويجاتهم على أولئك المحدثين

الباحث هو أن الرازي يجزم بوجود أحاديث فيالصحيحين من وضع الزنادقة !!!.

وشتان بين االفتراض وبين الجزم بوقوع األمر.- بل إن اإلمام الرازي رحمه الله لما استشكل حديثا

، من أحاديث الصحيحين وهو ]إن الله ال يخفى عليكم ، وإن المسيح الدجال أعور عين إن الله ليس بأعور

، وال قال وضعته اليمنى[ ؛ لم يقل عنه إنه موضوع- من هذا اإلشكال الزنادقة ، ، وحاول أن يجد مخرجا

، ألن وقال: ]وأما هذا الخبر الذي رويته فمشكل ظاهره يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم أظهر

الفرق بين اإلله تعالى وبين الدجال بكون الدجال أعور ، وخبر الواحد ، وذلك بعيد وكون الله تعالى ليس بأعور

!عتقد إذا بلغ هذه الدرجة في ضعف المعنى وجب أن ي- بمقدمة لو ذكرت لزال هذا أن الكالم كان مسبوقا

.[170]اإلشكال[

� نسي الباحث أو تناسى أن ابن تيمية رحمه الله5 قد يتوقف عن األخذ بالحديث اآلحادي في العقيدة

- ، واستمع إليه يقول عن حديث بحجة كونه ليس متواترا ]كان الله ولم يكن شيء غيره[: ]وهذا الحديث لو كان

]- - فيما ذ!كر فليس هو متواترا . وهذا إقرار[171]نصا ضمني من ابن تيمية رحمه الله بما ذهب إليه الجمهور

، من أن غير المتواتر ليس بحجة مستقلة في العقائد. وإال فلم غمز الحديث بعدم التواتر؟ !!

. 158 التقديس: ص أساس[ ?]170. 170 تيمية: ص البن اإلجماع مراتب نقد[ ?]171

�117 �

� نسي الباحث أو تناسى أن ابن تيمية � رحمه6 الله � يقول : ] وخبر الواحد ال يفيد العلم إال بقرائن [

[172].

� نسي الباحث أو تناسى أن ابن تيمية رحمه الله7- في السلف ، أما الصحابة يقول: ]والكذب كان قليال

فلم يعرف فيهم � ولله الحمد � من تعمد الكذب على ... ، وأما الغلط فال يسلم النبي صلى الله عليه وسلم

- منه أكثر الناس ، بل في الصحابة من قد يغلط أحيانا ، ولهذا كان فيما ص!نف في الصحيح وفيمن بعدهم

!علم أنها غلط وإن كان جمهور متون أحاديث ي!علم أنه حق[ . وتأمل قوله [173]الصحيحين مما ي

. ]جمهور متون الصحيحين[

، فخفف من حملتك على اإلمام فخر الدين الرازي ، ، وال تكل بمكيالين وعليك بالعدل ولزوم اإلنصاف

'ال ق'س ط"اس' !وا ب وتذكر قول الله جل وعال ]و"ز'ن ]' "ق'يم ت .[174]ال م!س

بن محمد اإلمام جامعة طبعة ، 7/516تيمية: البن النبوية السنة منهاج[ ?]172. اإلسالمية سعود

. 250 – 1/249تيمية: ابن فتاوى مجموع[ ?]173.35اآلية االسراء: من سورة[ ?]174

�118 �

قال الباحث:

]تقرأ في كتب عقيدتهم قديمها وحديثها المئة- ، لكنك قد صفحة أو أكثر فال تجد فيها آية وال حديثا

تجد في كل فقرة قال الحكماء أوقال المعلم. األول أوقالت الفالسفة ونحوها[

أقول:

، فكتب الباقالني والمتولي والعز هذا غير صحيح ، ابن عبد السالم مثال مشحونة باآليات واألحاديث

وكتب الرازي واآلمدي وغيرهما فيها الكثير من اآليات.  واألحاديث

والسبب في التركيز على األدلة العقلية أكثر من األدلة النقلية في تلك الكتب هو أنها وضعت لمجادلة

، وهؤالء ال بد من مقارعتهم باألدلة العقلية المخالفين ، وال شك في أن القرآن الكريم في الدرجة األولى

، واألشاعرة أخذوها مشتمل على أقوى الحجج العقلية وصاغوها صياغة أخرى على الطريقة التي يفهمها

الخصوم وناظروهم بها.

أما اشتمال كتب األشاعرة على نقل أقوال- للحق ذكروه للرد عليهم ، الفالسفة: فما وجدوه مخالفا

- للحق ذكروه لالستئناس . وما رأوه موافقا

وإذا أردت أن تعرف أن الباحث يتجنى على كتب- في المئة األشاعرة في قوله ]ال تجد آية وال حديثا

، ففيه ، فارجع إلى كتاب اإلنصاف للباقالني صفحة[- ، واشتمل على أكثر من مئة وسبعون صفحة تقريبا

، ولك الحق في أن أربعمئة آية وأكثر من مئة حديث. تتأمل وتتعجب!!!

�119 �

أما المختصرات التي حذفت منها األدلة فشأنها ش�أن المختصرات الفقهية التي حذفت منها األدلة

، أفيصح أن يقال إنها اكتفاء بما في كتب المتقدمين. ليس لها أدل�ة من الكتاب والس�نة ؟؟!!

�120 �

قال الباحث:

]مذهب طائفة منهم وهم صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي هو تقديم الكشف

، وقد ، وتأويل النص ليوافقه والذوق على النص يصححون بعض األحاديث ويضعفونها حسب هذا

. الذوق[

أقول:

� تقديم الكشف والذوق على النص هراء ال يقول1 ، لكن هل هذا مما يلحق األشاعرة" إثمه به مسلم عاقل

. هذا في ؟! وهل يصح أن ينسب إلى األشاعرة؟ !!، واألشاعرة في واد آخر. واد

ويكفي أن أنقل هنا قول تاج الدين السبكي إذ ، يقول: ]اإللهام إيقاع شيء في القلب يثلج له الصدر

، لعدم ، وليس بحجة يخص به الله تعالى بعض أصفيائه- بخواطره - لبعض ثقة من ليس معصوما ، خالفا

.[175]الصوفية[

وقد قال اإلمام أبو حفص النسفي الماتريدي المذهب: ]واإللهام ليس من أسباب المعرفة بصحة

.[176]الشيء عند أهل الحق[

فاألشاعرة والماتريدية برآء من هذه النحلة وأهلها.

ويبدوأن الباحث � غفر الله له � ال يفرق بين ، كما ال يفرق بين الصوفية وبعض األشاعرة والصوفية

. ، وأن الكل عنده سواء !!! الصوفية

. المتون أمهات مجموع من187 الجوامع: ص جمع[ ?]175. 20 النسفية: ص العقائد[ ?]176

�121 �

� من المعلوم أن بعض متأخري الصوفية2 ، ولكن لم أسمع يصححون بعض األحاديث بالكشف

أنهم يقدمون الكشف والذوق على النص ويؤولون ، فإن افترضنا وقوع مثل هذا من بعضهم النص ليوافقه

. ، وهو دليل جهله وضالله فهو مردود عليه

� أختم هذه الفقرة بما قاله اإلم�ام أبو بكر3 ، ه�(380محمد بن إس�حاق الكالباذي المتوفى س�نة )

وهو من أعرف الناس بمذاهب الصوفيين ما أجمعوا ، قال رحمه الله: ]أجمعوا أن عليه وما اختلفوا فيه

جميع ما فرض الله تعالى على العباد في كتابه وأوجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرض واجب وحتم

، وال ، ال يجوز التخلف عنها ، على العقالء البالغين الزم يسع التفريط! فيها بوجه من الوجوه ألحد من الناس

، من صدcيق وولي وعارف وإن بلغ أنهى المراتب ، وأرفع المنازل[ ، وأشرف المقامات وأعلى الدرجات

. وقال في وصف الصوفيين: ]وهم أشفق الناس[177]- للسنة واآلثار ، على خلق الله ... , وأكثرهم طلبا

. فمن لم يكن أكثر الناس[178]وأحرصهم على اتباعها[ - للسنة واآلثار وأحرصهم على اتباعها وادعى أنه طلبا من الصوفيين فقوله � عند هؤالء المحققين � باطل

. ودعواه كاذبة

وبما قاله أح�د كب�ار الصوفيين وهو اإلم�امعبدالكريم بن هو ازن القشيري المتوفى س�نة )

، فقد قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى ه�(465[: ]الصراط المستقيم ما "ق'يم" ت اط" ال م!س "ا الص�ر" ]اه د'ن

، وليس للبدعة عليه عليه من الكتاب والسنة دليل ، الصراط المستقيم ما شهدت سلطان وال إليه سبيل

. 35 – 34 للكالباذي: ص التصوف أهل لمذهب التعرف[ ?]177. 34 السابق: ص المصدر[ ?]178

�122 �

، ، ونبهت عليه شواهد التحقيق بصحته دالئل التوحيد ، ونطقت الصراط المستقيم ما درج عليه سلف األمة

.[179]بصوابه دالئل العبرة[

ثم بما قاله أح�د كب�ار الصوفيين وهو أبو حفص و"ردي المتوفى سنة ) �هر" ، ه�(632عمر بن محمد الس3

فقد قال رحمه الله: ]وكل علم ال يوافق الكتاب والسنة وما هو مستفاد منهما أو معين على فهمهما

- ما كان � فهو رذيلة وليس أو مستند إليهما � كائنا- ورذالة في الدنيا بفضيلة ، يزداد اإلنسان به هوانا

.[180]واآلخرة[

ثم بما قاله أحد كبار أئمة التصوف وهو السيد أحمد ، فقد قال رحمه  ه�(578الرفاعي المتوفى سنة )

- فخذوا منه - أو مدرسا - أو قاص3ا الله: ]إذا رأيتم واعظا كالم الله تعالى وكالم رسوله صلى الله عليه وسلم- - ويقولون حقا ، وكالم أئمة الدين الذين يحكمون عدال

، وإن أتى بما لم يأت به رسول الله واطرحوا ما زاد .[181]صلى الله عليه وسلم فاضربوا به وجهه[

، فهذا كالم أهل التحقيق والرسوخ من الصوفيين. ومن قال بخالف هذا فاضربوا به وجهه

. 1/50للقشيري: اإلشارات لطائف[ ?]179 أبواب من الثالث الباب في1/48للسهروردي: المعارف عوارف[ ?]180

. الكتاب مصطفى حسني محمد ]بتحقيق الرفاعي أحمد للسيد المؤيد البرهان[ ?]181

. 39 [: ص �123 �

الموضوع الثاني : إثبات وجود الله

قال الباحث:

، هو دليل ]أما األشاعرة فعندهم دليل يتيم ، وهو االستدالل على وجود الله الحدوث والقدم

بأن الكون حادث وكل حادث فال بد له من محدث. قديم[

أقول:

- من األدلة أوضح األشاعرة في كتب العقيدة عددا ، وليس ما نقله الباحث عنهم هو على وجود الله تعالى

. الدليل" الوحيد

، ومنها قوله: � ذكر الباقالني عددا من األدلة1 ]فإنا ال نشك في جهل من أخبرنا بكتابة حصلت بنفسها

، وحياكة ال من ، وصناعة ال من صانع ال من كاتب ، وإذا صح هذا وجب أن تكون صور العالم ناسج

، وحركات الفلك متعلقة بصانع صنعها ومحدث أحدثها- من سائر ما يتعذر وجوده إذ كانت ألطف وأعجب صنعا

.[182]إال من صانع[

وقال الباقالني: ]وإن أردتم بقولكم ما هو: ما الداللة على وجوده؟ فالداللة على وجوده جميع ما نراه

.[183]ونشاهده من محكم فعله وعجيب تدبيره[

. 32 – 30 اإلنصاف: ص[ ?]182. 192 اإلنصاف: ص[ ?]183

�124 �

� قال المتولي: ومن الدليل على إثبات الصانع أنه2 ، ال يتصور في العقول بناء بال بان( وكتابة بال كاتب

فكيف يتصور خلق بال خالق؟ ! ويتضح ذلك بآيات من] 'ق"ت ل "ي ف" خ! 'ل' ك 'ب 'ل"ى األ ون" إ "ن ظ!ر! "ف"ال ي كتاب الله تعالى ]أ

[184] ] "ع م"ل!ون" !م و"م"ا ت "ق"ك ل 3ه! خ" [185] , وقوله تعالى ]و"الل

.[186]وغير ذلك من اآليات

� ذكر الرازي أربعة براهين على وجود الله تعالى3 من األدلة العقلية الكالمية ثم قال: ]أما دالئل اآلفاق

، ومجامعها االستدالل بأحوال فبعضها سفلية عنصرية ، ، وبعضها علوية فلكية الحيوان والنبات والمعادن

ومجامعها االستدالل بأحوال األفالك والكواكب، واالستقصاء في هذا النوع من الدالئل مذكور في

، مشروح في كتابنا المسمى بأسرار القرآن العظيم.[187]التنزيل وأنوار التأويل[

وفي هذا النص إشارة إلى أن الدالئل على وجود ، ودالئل الله تعالى نوعان: األدلة العقلية الكالمية

، واألشاعرة يذكرون في كتب العقيدة األدلة اآلفاق ، إلفحام الكالمية على طريقة المتكلمين الفالسفة

، مالحدة الفالسفة بالطرق الفلسفية التي يفهمونها ، من باب محاربتهم والتي ال يخضعون إال لها

، بل يقررونها ، وال ينكرون دالئل اآلفاق بسالحهم. ويشرحونها في كتب التفسير

وقال الرازي رحمه الله: ]الناس قد توصلوا إلى ... ، ومن الناس من اعتمد إثبات واجب الوجود بطرق

على اإلحكام واإلتقان المشاه"د"ين في السماوات .17 آية الغاشية [ سورة?]184 .96 آية الصافات [ سورة?]185. 9 المغني: ص[ ?]186. 92 الدين: ص أصول في األربعين كتاب[ ?]187

�125 �

، وخاصة في تركيب بدن اإلنسان وما فيه واألرضين ، التي تشهد فطرة من المنافع الجليلة والبدائع الغريبة

، وهذه كل عاقل بأنها ال تصدر إال عن تدبير حكيم عليم'مية ، وهي طريقة الطريقة دالة على الذات وعلى العال

من تأملها ورفض عن نفسه المقاالت الباطلة وجد نفسه مضطرة إلى االعتراف بإثبات المدبر عند

.[188]مشاهدة خلقة أعضاء الحيوان[

. 451 ، 448/ 2والطبيعيات: اإللهيات علم في المشرقية المباحث[ ?]188 �126 �

4: العقيدة في منظومته في الدردير قال �

فصفاعلم بأن الوبالوجود'

من واجبات الواحدالمعبود'

إذ ظ��اهر بأنكل أث�ر'

يه�دي إلى[189]مؤثر،فاعت�بر

فأنت ترى أن الدردير رحمه الل�ه لم يس�لك مس�لك ، ال��ذي ذك���ر دلي���ل الح���دوث اللق���اني في الج���وهرة

والقدم .

� واعلم أن االستدالل على وجود الله تعالى5 بحدوث الكون إلفهام مالحدة الفالسفة وإفحامهم أمر

- على األشاعرة وحدهم ، بل إن ابن تيمية ليس مقصورا ، رحمه الله يستخدم الدليل ذاته في مثل هذا الموقف

واستمع إليه يقول:قد علم بضرورة العقل أنه ال بد من ، إذ نحن نشاهد حدوث موجود قديم غني عما سواه

، والحادث المحد"ثات كالحيوان والمعدن والنبات ، وقد ع!لم باالضطرار ، ليس بواجب وال ممتنع ممكن

، والممكن ال بد له من أن المحد"ث" ال بد له من محد'ث"م ه!م! موج'د ي ء( أ 'ق!وا م'ن غ"ي ر' ش" ل "م خ! ، كما قال تعالى ]أ

] 'ق!ون" ال ، فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق [190]ال خ"- خلقهم وال هم الخالقون ألنفسهم تعين أن لهم خالقا

[191 ] .

وقال قبله شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى: ]وجميع ،.... ما في العالم محدثة جواهره وأعراضه وأجسامه

. المتون أمهات مجموع من24 ص[ ?]189 .35 الطور [ سورة?]190. 13 التدمرية: ص الرسالة[ ?]191

�127 �

وإذا ثبت أن جميع ذلك محد"ث فال بد له من محد'ث.[192]أحدثه وصانع صنعه[

.39 يعلى: ص أبي للقاضي الدين أصول في المعتمد[ ?]192 �128 �

قال الباحث:

]وأخ"ص صفات هذا القديم � عند األشاعرة � ، ومن مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه

- - وال عرضا مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهرا- وال في جهة وال في مكان ..... وقد ، وال جسما

، بشبهة نفي حلول الحوادث في ... رتبوا عليهضية والجهة القديم ونفي الجوهرية والع"ر"

. ، إلى آخر المصطلحات البدعية[ والجسمية

أقول:

، أي ال إنc الله تبارك وتعالى له الق'دم المطلق ، أي له ، وما سواه حادث ، بل هو األول بداية لوجوده

، والحوادث كلها ، والله تعالى هو الخالق بداية ، ، والله تعالى ال يحل في شيء من مخلوقاته مخلوقة

، فال يحل في وال يحل فيه شيء من مخلوقاته ، وال أدري لم يضيق ، وال تحل فيه الحوادث الحوادث

صدر الباحث بقول األشاعرة إن الله تعالى ال تحل فيه. الحوادث؟!

والحوادث المخلوقة مركبة من الجواهر ، أي له حجم بحيث ، والجوهر: هو المتحيز واألعراض

، والع"ر"ض: هو المعنى إنه يأخذ من الفراغ بقدر حجمه ، والجسم: ، كاأللوان والطعوم والروائح القائم بالجوهر

.[193]هو المتألف من الجواهر

- أو والله تبارك وتعالى من�زه عن أن يكون جوهرا- ضا - أو ع"ر" ، وال أدري لم يضيق صدر الباحث بهذا جسما

. القول إذ ينعته بالمصطلحات البدعية؟ ! في المعتمد كتابه في أيويعلى القاضي الحنابلة شيخ يقول وبنحوهذا[ ?]193

. 36 – 35 الدين: ص أصول �129 �

ولما كان من لوازم الجسمية كون الجسم في مكان وكونه بالنسبة إلى أي جسم آخر في جهة من

، فالله تعالى منزه عن التحيز في مكان وعن جهاته كونه في أية جهة مكانية من الجهات بالنسبة إلى أي

.[194]مخلوق من المخلوقات

ومما يترتب على إثبات المكان والجهة للموجودات ، والله ثبوت المسافة والقرب أو البعد المكاني بينها

تبارك وتعالى منزه عن ذلك.

وكأن الباحث يضيق صدره بتن�زيه الله تعالى عن المكان والجهة المكانية وثبوت' المسافة والقرب' والبعد'

. المكاني بين الله تعالى وبين المخلوقات !!!

فهل إثبات هذا هو من سنة المصطفى صلى الله ، أو عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين؟!!!

إنه يريد أن يصل إلى أن من على رأس الجبل أقرب إلى الله ممن في قعر الوادي؟ !! تعالى الله عما

- - كبيرا . يقولون علوا

كل في بأنه وصفه يجوز يعلى: ]وال أبو القاضي الحنابلة شيخ قال[ ?]194 عليه القول إطالق يجوز ال أنه على ... والداللة ، مكان في وال ، مكان

بقدمه المكان قدم توجب المكان إلى إضافته أن هو مكان كل في بأنه. 57 � 56 . المعتمد: ص ...[ ، تعالى

�130 �

ثم قال الباحث:

، ].... مثل إنكارهم لكثير من الصفات. كالرضى والغضب واالستواء[

أقول:

� لم ينكر األشاعرة ر'ض"ا الله تعالى عمن رضي1 ، وكيف ينكرون عنهم وال غضبه على من غضب عليهم

ما ثبت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصالة ، والسالم؟ !! ومن نسب إليهم إنكار ذلك فهو مخطئ

، واألشاعرة فسروهما بما ألن اإلنكار نفي الشيء، فنسب إليهم اإلنكار!!!. يخالف طريقة الباحث

قال الباقالني: ]وغضبه تعالى على من غضب عليه ورضاه عمن رضي عنه هما إرادته إلثابة

، ال غير المرضي� عنه وعقوبة' المغضوب عليه ،... وكذلك الحب والبغض والوالية ذلك

والعداوة هو نفس اإلرادة للنفع واإلضرار فقط[[195].

وقال الباقالني فيما يجب اعتقاده: ]وأنه - - وشائيا - سبحانه لم يزل مريدا - ومبغضا ، ، ومحبا

- - وساخطا - وراضيا - ومعاديا - ، ومواليا ، ورحيما- ، وألن جميع هذه الصفات راجعة إلى ورحمانا

، ال إلى غضب( إرادته في عباده ومشيئته- له يغيره cنه طبعا "ق( وغيظ ، ورضى يسك ن ، وح"- ، وحقد يجده يلحقه ، إذ كان سبحانه متعاليا

.[196]عن الميل والنفور[

. 28 ، 27 للباقالني: ص التمهيد[ ?]195. 39 ص في هذا من وبأوضح ، 24 اإلنصاف: ص[ ?]196

�131 �

وقال البيهقي: ]الرضى والسخط عند بعض ، وهما عند أبي أصحابنا من صفات الفعل

، فالرضا إرادته الحسن يرجعان إلى اإلرادة ، والسخط إكرام" المؤمنين وإثابتهم على التأبيد

، إرادته تعذيب" الكفار وعقوبتهم على التأبيد وإرادته تعذيب فساق المسلمين إلى ما شاء[

[197].

وقال شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلي: ]ويجوز

.... وهما إرادته ، وصفه بالغضب والرضى

إلثابة المرضيc عنه وعقوبة المغضوب عليه[[198].

، وكيف ينكرون ما � لم ينكر األشاعرة االستواء2. ثبت في آيات كريمات في كتاب الله تعالى؟ !!

لكن لما رأى الباحث أن األشاعرة يفسرون هذه ، اآليات الكريمات على غير فهمه نسب إليهم اإلنكار

، فالتفسير والتأويل وما ذاك إال لتسرعه في الحكم. ، واإلنكار شيء آخر المعتمد على دليل شيء

قال الباقالني:وأن الله جل ثناؤه مستو على ، كما قال العرش ومستول على جميع خلقه

"و"ى[ ت ح م"ن! ع"ل"ى ال ع"ر ش' اس ، [199]تعالى ]الر3 .[200]بغير مماس3ة وكيفية وال مجاورة

الحسن أبو اإلمام هو الحسن . وأبو 641 والصفات: ص األسماء[ ?]197. الله رحمه األشعري

.61 يعلى:ص أبي للقاضي الدين أصول في المعتمد[ ?]198 .5 آية طه [ سورة?]199. 25 اإلنصاف: ص[ ?]200

�132 �

على وقال الغزالي: ]وأنه مستوعلى العرش ، ، ، وبالمعنى الذي أراده الوجه الذي قاله

- عن المماسة واالستقرار استواء- منزها ، ، ال يحمله العرش والتمكن والحلول واالنتقال

. بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته[ ، كما ثم قال: ]تعالى عن أن يحويه مكان

، بل كان قبل أن تقد3س عن أن يحده زمان ، وهو اآلن على ما عليه خلق الزمان والمكان

. [201]كان[

[202]ونحوه قول العز ابن عبد السالم.

وقد أو3ل بعض األشاعرة العرش المذكور في آيات ، فقال أبو منصور البغدادي: ]والصحيح عندنا االستواء

، كأنه تأويل العرش في هذه اآلية على معنى الملك .[203]أراد أن الملك ما استوى ألحد غيره[

وقال إمام الحرمين: ]ح"م ل! االستواء على القهر ، إذ العرب تقول استوى ... شائع في اللغة والغلبة

فالن على الممالك إذا احتوى على مقاليد الملك ، وفائدة تخصيص العرش بالذكر واستعلى على الرقاب

، فنص تعالى أنه أعظم المخلوقات في ظن البرية ، فإن قيل االستواء عليه تنبيها بذكره على ما دونه

بمعنى الغلبة ينبئ عن سبق مكافحة ومحاولة ؛ قلنا:، إذ لو أنبأ االستواء عن ذلك ألنبأ عنه القهر[ هذا باطل

[204].

. 7 ، 6 للغزالي: ص العقائد قواعد[ ?]201. 8 ، 7 السالم: ص عبد ابن للعز العقائد[ ?]202. 113 الدين: ص أصول[ ?]203. 59 اإلرشاد: ص[ ?]204

�133 �

، وال وهذا يعني أن الله تعالى موصوف بأنه القهاره إياه "ظ هر قهر! ، يقتضي ذلك وجود مغالب له كي ي

. فكذلك استواؤه واستعالؤه على عرش ملكه

و3ل" العرش" قد تختلف � أيها الباحث � مع من أ

، ولكنك ال في آيات االستواء من األشاعرة تستطيع أن تقول إنهم أنكروا العرش أو

. االستواء على العرش

�134 �

الموضوع الثالث : التوحيد

قال الباحث:

]أما األشاعرة فالتوحيد عندهم هو نفي التثنية ،... أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة ، ألنها وأنكروا بعض الصفات كالوجه واليد والعين

. تدل على التركيب واألجزاء عندهم[

أقول:

، وينفون � األشاعرة يؤمنون بأن الله تعالى واحد1 ، فذكرك لهذا مع زعمك أنهم يختلفون التثنية والتعدد

مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى ، فهل آخر السمعيات يعني أنك مخالف لهم في ذلك

أنت مخالف لهم في ذلك حقيقة؟ ؟ !! ومثله نفي التبعيض والتركيب والتجزئة؟ ؟ ! فهل تعتقد � أيها

الباحث المسكين � أن الله تعالى مركب من أجزاء. وأبعاض؟ !! فارجع � هداك الله � إلى عبارتك فقوcمها

أما إذا كانت مخالفتك لهم ألنك تظن أنهم أنكروا. بعض الصفات فهذا موضوع آخر

� األشاعرة ينكرون الوجه واليد والعين الحسيات2 ، وينكرون المشاركات لوصف المخلوق في الجسمية

، على من يتوهم أن الله تعالى مركب منها ومن سواها�ب ركبه 3ب ال بد له من مرك ،كما أن المصو3ر ال فالمرك

، والله تعالى من�زه عن أن بد له من مصو�ر صوره- - مصو3را 3با . قال ، ألن هذه صفة المخلوقات يكون مرك

] "ك" 3ب ك اء" ر" ة( م"ا ش" ي� ص!ور"" ، وقال [205]الله تعالى: ]ف'ي أ

.8 آية االنفطار [ سورة?]205 �135 �

] "ار'ئ! ال م!ص"و�ر! 'ق! ال ب ال 3ه! ال خ" ، [206]سبحانه وتعالى: ]ه!و" الل] !م ك ح س"ن" ص!و"ر"

" !م ف"أ ك . [207]وقال تعالى: ]و"ص"و3ر"

فهل تعتقد � هداك الله � أن الله تعالى له وجه ويدcات وأنها أجزاء من الله تعالى؟ !!! ي cأو إنك وعين حس .

ال تقول إنها محسوسة ولكن الله تعالى مركب منها- - كبيرا . ومن سواها؟ !!! تعالى الله عن ذلك علوا

إذا كنت تعتقد ذلك فارجع إلى كتاب الله جل ثناؤه'ال3 ففيه الهدى 'ك� إ ي ء( ه"ال !ل[ ش" ، فقد قال الله تعالى: ]ك

و"ج ه"ه![ �ك" ذ!و ال ج"الل' [208] ب "ب ق"ى و"ج ه! ر" ، وقال تعالى: ]و"ي

]' ام 'ك ر" و"األ ،  , فالمخلوقات كلها إلى هالك وفناء[209]

، وهو الذي يفنيها إذا والخالق جل جالله هو الباقي ، هذا حسب فهم ، ويعيدها في الوقت الذي يشاء شاء

، أما على فهمك األشاعرة من كتاب الله وسنة رسوله!فني اليد فيلزمك أن الله سبحانه وتعالى يهلك وي

والعين وسائر األجزاء إال الوجه!!! تعالى ربنا وتنزه وتقدس عن أفهام من ينسب له األجزاء واألبعاض ومن

يتوهم على صفات ذاته الهالك والفناء.

وال تن�زعج � أيها الباحث المسكين � من نفي األشاعرة الجزئية" عن الله عز وجل ورد�هم على

، وارجع إلى كتاب الله أصناف الكفرة الذين يثبتونها عز وجل لتعلم أن الله تعالى قد رد على من أثبتوها له

"ف!ور� "ك ان" ل 'ن س" 'ن3 األ - إ ءا "اد'ه' ج!ز ب "ه! م'ن ع' !وا ل بقوله ]و"ج"ع"ل ] 'ين� .[210]م!ب

.24 آية الحشر [ سورة?]206 .3 آية التغابن وسورة ،64 آية غافر سورة من آية [ بعض?]207 .88 آية القصص [ سورة?]208 .27 آية الرحمن [ سورة?]209 .15 آية الزخرف سورة[ ?]210

�136 �

هذا وقد نفى ابن تيمية رحمه الله عن الله تعالى ما ، إذ قال : ]فإن الله سبحانه أحد نفاه عنه األشاعرة هنا

- أحد ، لم يلد ولم يولد صمد ، فيمتنع ، ولم يكن له كفوا عليه أن يتفرق أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء [

[211].

وقال شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى: ]فأما وصفه

، بأنه واحد فإنه يرجع إلى نفي الشريك وأنه الثاني له

.[212]وإلى نفي التجزؤ واالنقسام عن ذاته[

� يعر�ض الباحث باألشاعرة الذين يصفهم بأنهم3 ، مما يعني أنه ، ومنها اليد والعين أنكروا بعض الصفات

يثبتها.

"م و"ل" والله تبارك وتعالى يقول في كتابه الكريم ]أ

"ه"ا - ف"ه!م ل "ن ع"اما "ا أ "ي د'ين "ه!م م'م3ا ع"م'ل"ت أ "ا ل "ق ن ل 3ا خ" "ن و ا أ "ر" ي ] !ون" 'ك 3ك"[213]م"ال 'ن �ك" ف"إ ب ' ر" 'ح!ك م 'ر ل ، ويقول تعالى ]و"اص ب"ا[ 'ن !ن ع ي

" 'أ ، فكيف يثبت الباحث لخالقه جل وعال اليد[214]ب وال يثبت له األيدي؟!! ويثبت له العين وال يثبت له

. األعين؟!!!

، إذ � األشاعرة ال ينكرون الوجه أو اليد أو العين4 كيف ينكرون ما ثبت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله

عليه الصالة والسالم؟ !!. وشتان بين التفسير وبين، ولهم في تفسيرها قوالن : اإلنكار

قال الباقالني: ]وأخبر أنه ذو الوجه الباقي ، .. ... وأنهما ، واليدين اللتين نطق بإثباتهما له القرآن

. 119 تيمية: ص البن التدمرية الرسالة[ ?]211. 62 الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]212. 71 آية يس سورة[ ?]213 .48 آية الطور [ سورة?]214

�137 �

، والعينين ليستا بجارحتين وال ذ"و"ي صورة وهيئة .. وأن ، اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن

، وال تشبه الجوارح عينه ليست بحاسة من الحواس .[215]واألجناس[

حيث يقول: أما إمام الحرمين فقد نحا منحى آخر ، ]ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعين والوجه

صفات ثابتة للرب تعالى والسبيل" إلى إثباتها السمع ، والذي يصح عندنا: حمل اليدين دون قضية العقل

، وحمل ، وحمل العين على البصر على القدرة ، ثم قال:وأما قوله تعالى الوجه على الوجود[

]' ام 'ك ر" �ك" ذ!و ال ج"الل' و"األ ب "ب ق"ى و"ج ه! ر" فال وجه[216]]و"ي ، إذ ال تختص بالبقاء بعد فناء لحمل الوجه على صفة ، بل هو الباقي بصفاته الخلق صفة لله تعالى

.[217]الواجبة

. 24 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]215 .27 آية الرحمن [ سورة?]216. 147 ، 146 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]217

�138 �

قال الباحث:

]أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك!ه والتحذير! منه فال ذكر له في كتب ومعرفت

- ، وال أدري أين يضعونه؟ أفي كتب عقيدتهم إطالقا ، أم يتركونه بالمرة؟ فهذا الفروع؟ فليس فيها

. الذي أجزم به[

أقول:

، فما كان ينبغي � أنت لم تطلع على كتبهم كلها1 ، واعلم أن الحالف والجازم يحلف لك أن تجزم بالنفي

- ، ويحلف ويجزم في حالة اإلثبات على ما يعلمه ثابتا ، وال ويجزم في حالة النفي على نفي علمه بالشيء

، يحلف وال يجزم في هذه الحالة على البت والقطع فإذا كنت ال تدري هل ذكروا هذه المسألة أو ال؟ أو ال تدري أين يضعونها؟ فقل: ]هذا الذي وقفت عليه من

، وال تقل ]هذا الذي أجزم كتبهم[، أو ]هذا الذي أظنه[به[.

ون بأنه ال خالق وال2 � اعلم أن األشاعرة م!ق'�ر[ ، وبأنه ال يستحق رازق وال معطي وال مانع إال الله

، ومن عجائب التسرع وسوء الفهم أن العبادة إال الله ينسب هذا الباحث المسكين إليهم القول بالشطر

، ألنه لم يجد أنهم يذكرون انفراد الله األول دون الثاني ، ال في كتب العقيدة تبارك وتعالى باستحقاق العبادة

. وال في كتب الفروع

واألشاعرة يؤصلون أصول العقائد اإلسالمية في ، ويردون على أصناف الكفار الذين ال كتب العقيدة

- وال بمحمد - وال باإلسالم دينا يؤمنون بالله تعالى ربا

�139 �

- - ورسوال ، فإذا آمن المرء صلى الله عليه وسلم نبيا- صلى الله بالله تعالى وبأن القرآن كالم الله وأن محمدا

عليه وسلم نبيه ورسوله فمن المعلوم بداهة أن ال. يتوجه بالعبادة إال إلى الخالق جل جالله

وارجع إلى كتب التفسير التي كتبها األشاعرة لتجد أنهم ينصون على انفراد الله تبارك وتعالى باستحقاق

، وخاصة اتخاذ ، والتحذير من أصناف الشرك العبادة. شريك( مع الله تعالى في العبادة

- قول اإلمام الرازي: ]ألنه ال معنى للشرك اقرأ مثال]- . [218]إال أن يتخذ اإلنسان مع الله معبودا

!ون" : أي سبحانه ر'ك !ش "ه! ع"م3ا ي ان ب ح" واقرأ قوله: ]س! ، وأن يكون من أن يكون له شريك في األمر والتكليف

- - له ومعبودا ، وأن يكون له له شريك في كونه مسجودا .[219] شريك في وجوب نهاية التعظيم واإلجالل[

واقرأ قوله كذلك... وهو أن يشتغل اإلنسان بعبادة الله تعالى على سبيل اإلخالص ويتبرأ عن عبادة غير

، فأما اشتغاله بعبادة الله تعالى على الله تعالى بالكلية3ه" !د' الل سبيل اإلخالص فهو المراد من قوله تعالى ]ف"اع ب

]- ل'صا ، وأما براءته من عبادة غير الله تعالى فهو م!خ 3ه' الد�ين! ال خ"ال'ص![ 'ل "ال ل ، ألن قوله [220]المراد بقوله ]أ

. [221]]أال لله[ يفيد الحصر

�cاك وقال اإلمام فخر الدين الرازي كذلك : قوله ]إي ، ومتى كان األمر نعبد[ يدل على أنه ال معبود إال الله

�cاك كذلك ثبت أنه ال إله إال الله �cاك نعبد وإي ، فقوله ]إي

. التوبة سورة من30 اآلية ، 16/33الرازي: تفسير[ ?]218. التوبة سورة من31 اآلية ، 16/38السابق: المرجع[ ?]219 .3 آية الزمر [ سورة?]220. الزمر سورة من2 اآلية ، 26/239السابق: المرجع[ ?]221

�140 �

نستعين[ يدل على التوحيد المحض. ثم قال: ]كل من اتخذ لله شريكا فإنه ال بد وأن يكون مقدما على عبادة

- لنفعه ذلك الشريك من بعض الوجوه ، أو ، إما طلبا- من ضرره ، وأما الذين أصروا على التوحيد هربا

وأبطلوا القول بالشركاء واألضداد ولم يعبدوا إال الله ، ولم يلتفتوا إلى غير الله فكان رجاؤهم من الله

، ورهبتهم من ، ورغبتهم في الله وخوفهم من الله ، ولم يستعينوا إال ، فال جرم لم يعبدوا إال الله الله

. [222]بالله[

"ه!3 "ل ف"ي ت � لو رجعت إلى كتب الباقالني في العقيدة أل ، إذ يقول: يشرح التوحيد بما يشمل توحيد األلوهية ، وإله واحد ]والتوحيد له هو اإلقرار بأنه ثابت موجود

. ويقول: ]ويجب أن ، ليس كمثله شيء[ فرد معبود!علم أن صانع العالم جلت قدرته واحد أحد ، ومعنى ي

، وال من يستحق العبادة ذلك أنه ليس معه إله سواه .[223]إال إياه[

� ويقول اإلمام النووي رحمه الله عن كلمة ال إله4 ، إال الله: ]وأفضل األذكار بعد القرآن ال إله إال الله

.[224]ومعناها: ال معبود بحق في الوجود إال الله[

وقال اإلمام المفسر أبو عبد الله القرطبي األشعري العقيدة في مقدمة كتابه ]التذكرة في أحوال

، قال رحمه الله عن كتابه هذا: الموتى وأمور اآلخرة[- لوجهه ، وال معبود ، ال رب سواه ... ، ]جعله الله خالصا

. إال هو، سبحانه[

. 245 ، 244/ 1الغيب: مفاتيح[ ?]222. 33 ، 32 اإلنصاف: ص[ ?]223. 9 النووي: ص لإلمام المقاصد[ ?]224

�141 �

� وقال اإلمام العز ابن عبد السالم بعد ذكر5 الصفات الواجبة لله تعالى: ]فإن األلوهية ترجع إلى

، وال يستحق العبودية إال من اتصف استحقاق العبودية . ثم قال: ]وال يستحق اإللهية إال من بجميع ما ذكرناه[

.[225]اتصف بجميع ما قررناه[

� وقال اإلمام السنوسي رحمه الله: ]وأنواع6 ، وهو إثبات إلهين الشرك ستة: شرك استقالل

، وهو ، وشرك تبعيض ، كشرك المجوس مستقلين ، وشرك ، كشرك النصارى تركيب إله من آلهة

، وهو عبادة غير الله تعالى ليقرب إلى الله تقريب ، وشرك ، كشرك متقدمي الجاهلية تعالى زلفى

- للغير تقليد ، كشرك ، وهو عبادة غير الله تعالى تبعا ، وهو إسناد التأثير ، وشرك األسباب متأخري الجاهلية ، كشرك الفالسفة والطبائعيين ومن لألسباب العادية ، وهو العمل لغير ، وشرك األغراض تبعهم على ذلك

و"ل الكفر بإجماع الله تعالى! ،وحكم ، وحكم األربعة األ

....[ ، ، وحكم الخامس التفصيل السادس المعصية[226].

فالنوعان األوالن المذكوران هنا منافيان لتوحيد ، ، وهما شرك االستقالل وشرك التبعيض الربوبية

، وهما والنوعان التاليان لهما منافيان لتوحيد األلوهية ، ويقرر السنوسي أن شرك التقريب وشرك التقليد

، وأن ذلك الحكم في هذه األنواع األربعة هو الكفرباإلجماع.

وقال السنوسي: ]وحقيقة اإلله هو الواجب الوجود .. والمعنى على هذا ال مستحق ، المستحق للعبادة

. 13 ، 11 السالم: ص عبد ابن للعز العقائد[ ?]225. 40 ، 33 للسنوسي: ص المقدمات شرح[ ?]226

�142 �

- � أو في الوجود � إال الفرد الذي هو للعبودية له موجودا ... ألنه ال يستحق أن يعبد � أي ، خالق العالم جلc وعال

- عن كل ما يذل له كل شيء � إال من كان مستغنيا- إليه كل ما عداه[ .[227]سواه ومفتقرا

... ، وقال البيجوري: ]ومعنى اإلله: المعبود بحق وإذا كان معنى اإلله ما ذكر كان معنى ال إله إال الله ال

.[228]معبود بحق إال الله[

� فهل يحذر األشاعرة من الشرك أو ال ؟؟! وهل7 يذكرون التوحيد الحقيقي � الذي هو توحيد العبادة

. وإفراد الله تعالى باأللوهية � أو ال ؟؟!!!

ولعلك تدرك � أيها األخ الباحث � بعد اآلن أن كتب األشاعرة ركزت في العقيدة على توحيد الربوبية

، ودالئله العقلية ولم تترك الحديث عن توحيد األلوهية وأن األشاعرة برآء من التهمة التي حاولت إلصاقها

، ال ، وهي أن التوحيد الحقيقي ال ذكر له في كتبهم بهم ، وأنك تجزم ، وال في كتب الفروع في كتب العقيدة

بهذا !!!.

حاشية مع المطبوع ، 207 – 206 للسنوسي: ص البراهين أم شرح[ ?]227. الدسوقي

. 42 السنوسية: ص متن على البيجوري حاشية[ ?]228 �143 �

قال الباحث:

، ويقولون ]وينكر األشاعرة المعرفة الفطرية إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنما هو

، واكتفى بعضهم ، ورجح بعضهم كفره مقلد ، وهذا ما خالفهم فيه الحافظ ابن حجر بتعصيته

- كثيرة في الرد عليهم وأن رحمه الله ، ونقل أقواال ، بل تكفير الصدر الزم قولهم تكفير العوام

. األول[

أقول :

- من كتب األشاعرة1 - واحدا � لم يذكر الباحث نقال. يعزز دعواه بأنهم ينكرون المعرفة الفطرية !!!

، � إذا كان من المعلوم أن ]فطر[ بمعنى خلق2 وأن الفطرة هي بمعنى الخلقة ؛ فما المراد ب�

، ]المعرفة الفطرية[؟ ؟ ! لم يفسر الباحث مراده بها فهل يعني الباحث أن كل إنسان إنما خلقه الله تعالى

على اإليمان به وبكماله وقدرته وعلمه ووحدانيته وأخرجه من بطن أمه على هذه المعرفة؟ ؟ أو أن اإلنسان إنما خلقه الله تعالى وجعل له في قلبه ما

يدعوه إلى اإليمان بالله وإلى نبذ العقائد الباطلة؟ ؟.

فإن كان الباحث يعني االحتمال األول فهو محجوج!م ال 'ك م3ه"ات

! !ط!ون' أ !م م'ن ب ج"ك "خ ر" 3ه! أ بقوله تعالى: ]و"الل'د"ة" "ف ئ "ب ص"ار" و"األ م ع" و"األ !م! الس3 "ك - و"ج"ع"ل" ل ي ئا "م!ون" ش" "ع ل ت

] ون" !ر! ك "ش !م ت 3ك "ع"ل .[229]ل

- أن الله تعالى أخبر أنه ومما يزيد األمر وضوحا-، ثم أخرج الناس من بطون أمهاتهم ال يعلمون شيئا

. 78 اآلية النحل سورة[ ?]229 �144 �

ذكر ما امتنc به عليهم إذ جعل لهم أسباب الوصول إلى. العلم من سمع وأبصار وأفئدة

وإن كان الباحث يعني االحتمال الثاني فإن ، ولكن داعية اإليمان في قلب األشاعرة ال ينكرونه

العبد تظل بحاجة إلى الدليل الذي يحدد القضايا- اإليمانية ويثبتها ، ولذا جاء القرآن الكريم مشحونا

باآليات المشتملة على األدلة العقلية على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وإرادته وعلى صدق الرسول

صلى الله عليه وسلم وتثبيت نبوته وعلى اإليمان باليوم. اآلخر وغير ذلك

� يوجب األشاعرة على المكلف ]النظر[ ويعنون3 به النظر في األدلة العقلية واالستدالل بها في قضايا

اإليمان األساسية .

- أو والعجب ممن يعيب عليهم إيجاب النظر غافال- عن أن الله تبارك وتعالى قد أمر به وحث عليه متغافال

منها قوله تعالى ، في عدد من اآليات القرآنية الكريمةر ض' و"م"ا خ"ل"ق"

" م"او"ات' و"األ !وت' الس3 "ك وا ف'ي م"ل "ن ظ!ر! "م ي و"ل" ]أ

] !ه!م ل ج"" ب" أ "ر" !ون" ق"د' اق ت "ك "ن ي "ن ع"س"ى أ ي ء( و"أ 3ه! م'ن ش" الل

م"او"ات' [230] وا م"اذ"ا ف'ي الس3 ، وقوله تعالى ]ق!ل' ان ظ!ر!ر ض'[

" و"األ [231]

ر ض'" وا ف'ي األ ير! ، وقوله تعالى ]ق!ل س'

ل ق"[ " ال خ" "د"أ "ي ف" ب وا ك .[232]ف"ان ظ!ر!

، والتقليد � يذم األشاعرة التقليد في العقيدة4 ، إذ ال يجوز لعاقل محاكاة قول الغير من غير حجة

، ترجيح قول على آخر بغير حجة له على هذا الترجيح ، وليس هو من شأن والترجيح بغير مرجح باطل

. األعراف سورة من185 اآلية[ ?]230. يونس سورة من101 اآلية[ ?]231. العنكبوت سورة من20 اآلية[ ?]232

�145 �

- عرضة لالنتقال العقالء ، والمقلد في العقيدة هو دائما ، وسنة ، من إيمان وكفر بين األقوال المتعارضة

. ، ألنه لم يبن معتقده على دليل وبدعة

والعجب ممن يعيب من يذم التقليد في العقيدة- عن أن الله تبارك وتعالى قد ذم - أو متغافال غافال

المقلدين في العقائد وحث على اتباع ما تؤيده الحججل" والبراهين "ن ز" 'ع!وا م"ا أ 3ب "ه!م! ات 'ذ"ا ق'يل" ل ، قال تعالى ]و"إ

"اؤ!ه!م "ان" آب "و ك و"ل" "ا أ "اء"ن "ي ه' آب "ا ع"ل "ل ف"ي ن 'ع! م"ا أ 3ب "ت "ل ن !وا ب 3ه! ق"ال الل

"د!ون"؟![ "ه ت - و"ال ي ي ئا "ع ق'ل!ون" ش" 'ذ"ا [233]ال ي ، وقال تعالى ]و"إ!وا س!ول' ق"ال 'ل"ى الر3 3ه! و"إ ل" الل "ن ز" 'ل"ى م"ا أ "و ا إ "ع"ال "ه!م ت ق'يل" ل

"م!ون" "ع ل "اؤ!ه!م ال ي "ان" آب "و ك و"ل" "ا أ "اء"ن "ي ه' آب "ا ع"ل "ا م"ا و"ج"د ن !ن ب ح"س

] "د!ون" "ه ت - و"ال ي ي ئا "اء"ه!م [234]ش" "ل ف"و ا آب 3ه!م أ 'ن ، وقال تعالى ]إ ] ع!ون" !ه ر" "ار'ه'م ي �ين" * ف"ه!م ع"ل"ى آث ، وقال تعالى [235]ض"ال

"ار'ه'م 3ا ع"ل"ى آث 'ن م3ة( و"إ! "ا ع"ل"ى أ "اء"ن "ا آب 3ا و"ج"د ن 'ن !وا إ "ل ق"ال ]ب

"ة( م'ن ي "ا م'ن ق"ب ل'ك" ف'ي ق"ر ل ن س" ر " 'ك" م"ا أ "ذ"ل "د!ون" * و"ك م!ه ت

3ا ع"ل"ى 'ن م3ة( و"إ! "ا ع"ل"ى أ "اء"ن "ا آب 3ا و"ج"د ن 'ن ف!وه"ا إ 'ال3 ق"ال" م!ت ر" "ذ'ير( إ ن

] "د!ون" "ار'ه'م م!ق ت .[236]آث

� وال بد من وقفة صغيرة مع أحد فقهاء5 ، وهو الحسن بن علي بن خلف البربهاري الحنابلة

, إذ يقول: ]واعلم أن الدين ه�(329المتوفى س�نة ) ، والتقليد ألصحاب رسول الله صلى إنما هو التقليد

. ثم يقول: ]وعليك باآلثار وأصحاب الله عليه وسلم[ ، يعني للنبي ، فإن الدين إنما هو التقليد األثر والتقليد

. البقرة سورة من170 اآلية[ ?]233. المائدة سورة من104 اآلية[ ?]234. الصافات سورة من70 – 69 اآليتان[ ?]235. الزخرف سورة من23 – 22 اآليتان[ ?]236

�146 �

صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم.[237]أجمعين[

فال بد من حمل قوله ]إن الدين إنما هو التقليد[ � إذا أردنا تصحيح هذا القول � على األحكام الفقهية

- من وفروع العقيدة ، أما أصول العقيدة فال بد فيها أوال إقامة الحجج والبراهين على وجود الله تعالى وكماالته

وعلى صدق محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته وأن ، إذ ال يصح لعاقل أن يقول آمنت القرآن هو كالم الله

- ، بل ال بد له من النظر بالله تعالى ورسله وكتبه تقليدا في نفسه وفي اآلفاق حتى يعلم أن الله تعالى هو

، وال بد له من النظر في إعجاز القرآن حتى يعلم الحق ، وفي دالئل النبوة حتى يعلم أن أنه كالم الله تعالى

- صلى الله عليه وسلم نبي الله ورسوله أرسله محمدا الله بالهدى ودين الحق. واألدلة العقلية على ذلك كثيرة

، وكل واحد يعتمد منها على ما يستوعبه عقله ومتنوعة.  وفهمه

أما شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى فيقول: ]وأما

- ، ألن التقليد هو قبول التقليد فليس بطريق للعلم أصال

.[238]قول الغير بال حجة[

� فهم الباحث من أن األشاعرة يحكمون بالكفر6 أو العصيان على من آمن بالله بغير طريق النظر

واالستدالل أنه يلزم من هذا القول تكفير الصدر األول ، وقوله هذا أي سلف األمة وتكفير عوام المسلمين

يتضمن أن السلف من الصحابة والتابعين آمنوا بالله- ال عن دليل!!! . تعالى تقليدا

. 39 ، 29/ 2يعلى: أبي البن الحنابلة انظر: طبقات[ ?]237.31 الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]238

�147 �

- !تهم سلف هذه األمة بأنهم آمنوا بالله تقليدا أهكذا ي بغير طريق النظر والدليل؟ ؟ !! ألم ينظروا في

أنفسهم وفي السماء واألرض وما فيهما فيعلموا أن لها-؟ !!! ألم ينظروا إلى اإلبل والنحل والنمل؟ !!! خالقا

ألم ينظروا في إعجاز القرآن؟ !!! ألم يشاهد الصحابة . ألم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ !!!

يقرؤوا ويتدبروا ويتفهموا اآليات القرآنية المشتملة على األدلة والبراهين العقلية على اإليمان بالله تعالى

وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به. عن ربه؟ !!!

� يخطئ من يظن أن عوام المسلمين على7- على اإليمان بالله - عقليا ، إذ ال العموم ال يملكون دليال يشترط في الدليل أن يكون على وفق صياغات

. اسمع قول األعرابي الذي قال: ]البعرة تدل الفالسفة ، أفسماء ، وأثر األقدام يدل على المسير على البعير ، أفال تدالن على العليم ، وأرض ذات فجاج ذات أبراج

. وأي دليل على الله تبارك وتعالى أوضح الخبير؟ !!![وأيسر من هذا الدليل؟ !.

- كان أوغير8 � إذا قال بعض أهل العلم � أشعريا أشعري � إن اإليمان ال يصح من المكلف إال بالنظر واالستدالل حسب طرق المتكلمين الفلسفية ؛ فهذا

، ولكن هل هذا هو قول قول ساقط ومردود على قائله . بل كبار أئمة األشاعرة أو بعض األشاعرة؟ ؟ !!!

، ومنهم اإلمام األشاعرة يردونه ويبينون فساده الغزالي واإلمام أبو المظفر ابن السمعاني وغيرهما

. رحمهم الله تعالى

�148 �

الموضوع الرابع: اإليمان

قال الباحث:

، أجمعت ]األشاعرة في اإليمان مرجئة جهمية كتبهم قاطبة على أن اإليمان هو التصديق

. . ثم قال: ]هم على مذهب جهم بعينه[ القلبي[ وقال: ]فعلى كالمهم ال داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب ال إله إال

، وهو ومن ، ألنه ال شك في تصديقه له بقلبه الله. شابهه على مذهبهم من أهل الجنة[

أقول:

� لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم1�ر اإليمان بقوله ]أن تؤمن بالله ومالئكته وكتبه cأنه فس

ورسله واليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره من الله أفليس معناه: أن تصدق بقلبك بالله  . [239]تعالى[

. تعالى ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وبالقدر؟ ! فما الذي يعاب على األشاعرة إذا فسروا اإليمان

بمعنى ما فسره به رسول الله صلى الله عليه . وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم وسلم؟ !!!

حيث جعل التلفظ بالشهادتين والصالة والزكاة والصيام. ، ال من اإليمان والحج من اإلسالم

� ما الذي يريده الباحث من األشاعرة؟ كأنه يريد2 ، وهذا منهم أن يقولوا ]اإليمان اعتقاد وقول وعمل[

صحيح إذا ف!هم بمعنى أن األعمال الصالحة ثمرات. صحيحه في مسلم رواه[ ?]239

�149 �

، ، ال بمعنى أنها أجزاء من ماهية اإليمان اإليمان والفرق بينهما هو أننا إذا جعلنا األعمال ثمرات لإليمان فيكون من قصcر فيها ناقص اإليمان وال يزول عنه اسم

، وإذا جعلناها أجزاء من ماهية اإليمان اإليمان بالكلية فيكون من قصcر فيها أو في بعضها قد زال عنه اسم

، وهذا ال يستقيم مع األدلة الشرعية اإليمان بالكلية الدالة على أن المؤمن ال يخرج عن دائرة اإليمان

، وهذا قول السلف وأهل السنة بتقصيره في العمل- بين األدلة. والجماعة، جمعا

� لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه3 وأنه قال[240]قال ]اإليمان بضع وسبعون شعبة[

ون بكل [241]]الط!هور شطر اإليمان[ cواألشاعرة مقر ، ، ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقائلون به

ولكن معنى ذلك هو أن تلك األعمال الصالحة ثمرات ، أي إذا كان أصل متفرعة من الشجرة اإليمانية

- ولكنها لم تثمر فهذا ال يعني الشجرة وجذرها موجودا- ، بل ال بد من رعاية ذلك أن الشجرة ال وجود لها بتاتا

. قال الله األصل وتقويته وتغذيته حتى تظهر الثمار"ة- �ب 'م"ة- ط"ي "ل - ك "ال 3ه! م"ث ب" الل "ي ف" ض"ر" "ر" ك "م ت "ل تبارك وتعالى: ]أ'ي !ؤ ت م"اء' * ت ع!ه"ا ف'ي الس3 'ت� و"ف"ر "اب !ه"ا ث ص ل

" "ة( أ �ب ة( ط"ي ج"ر" "ش" ك

3اس' 'لن "ال" ل "م ث 3ه! األ "ض ر'ب! الل �ه"ا و"ي ب 'ذ ن' ر" 'إ !ل3 ح'ين( ب "ه"ا ك !ل ك! أ

] ون" 3ر! "ذ"ك "ت 3ه!م ي "ع"ل ل[242].

� ذكر اإليجي رحمه الله أن اإليمان بالمعنى4 الشرعي هو التصديق للرسول صلى الله عليه وسلم

، ، ثم ذكر أدلته على ذلك فيما ع!لم مجيئه به ضرورة3ةاألول :قال رحمه الله : �ي اآليات الدالة على محل

. صحيحه في مسلم رواه[ ?]240. صحيحه في مسلم رواه[ ?]241. إبراهيم سورة من25 – 24 اآليتان[ ?]242

�150 �

[ القلب لإليمان 'يم"ان" 'ه'م! األ !وب "ب" ف'ي ق!ل "ت 'ك" ك "ئ !ول ،نحو ]أ[243] ] !م 'ك !وب 'يم"ان! ف'ي ق!ل "د خ!ل' األ "م3ا ي !ه! [244]، ]و"ل ، ] و"ق"ل ب

] 'يم"ان' 'األ 'ن� ب -الثاني : . [245] م!ط م"ئ جاء اإليمان مقرونا3ذ'ين" بالعمل الصالح في غير موضع من الكتاب ، نحو] ال

'ح"ات' [ !وا الص3ال !وا و"ع"م'ل . ، فدل على التغاير [246]آم"ن'ن   أنه ق!رن بضد العمل الصالحالثالث : ، نحو]و"إ

!وا [ "ل "ت 'ين" اق ت "ان' م'ن" ال م!ؤ م'ن 'ف"ت .[247]ط"ائ

، ومما يؤكد استدالل" اإليجي فاإليمان محله القلب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألحد

، فمن لقيت من وراء الصحابة: ]اذهب بنعلي هاتين- بها قلبه هذا الحائط يشهد أن ال إله إال الله مستيقنا

. ثم إن العطف كما يقول علماء[248]فبشره بالجنة[ ، فعطف األعمال الصالحات العربية يقتضي التغاير

، واقتتال على اإليمان يدل على أن كال منهما غير اآلخر طائفتين من المؤمنين وسفك بعضهم دماء بعض غير

جائز ومع ذلك فقد سمى الله تعالى الطائفتين. المقتتلتين ]من المؤمنين[

� أود أن أضيف هنا نبذة صغيرة ألحد العلماء5 ، وهو أبو المعين ميمون بن محمد النسفي الماتريديين

، فمعظم ه�( رحمه الله تعالى508المتوفى سنة ) المسائل العقدية ال اختالف فيها بين األشاعرة

، قال أبو المعين النسفي في االستدالل والماتريدية على أن األعمال الصالحة هي غير اإليمان:يؤيده أن

.22 آية المجادلة [ سورة?]243 .14 آية الحجرات [ سورة?]244 .6 آية النحل [ سورة?]245 .25 آية البقرة [ سورة?]246 .9 آية الحجرات سورة واآلية. 385 لإليجي: ص المواقف[ ?]247 .9 االعتقاد: ص في البيهقي رواه[ ?]248

�151 �

الله تعالى جعل اإليمان شرطا لقيام األعمال الصالحة'ح"ات' و"ه!و" م!ؤ م'ن� ف"ال "ع م"ل م'ن" الص3ال بقوله تعالى ]ف"م"ن ي

'ه' [ ع ي 'س" ان" ل !ف ر" - لكل عبادة [249]ك ، ولو كان اإليمان اسماه[ . فرحمه الله تعالى [250]لكان شرط! الشيء نفس"

. وأعلى مقامه

� توهم الباحث � سامحه الله � أن مذهب6 األشاعرة في اإليمان هو مذه�ب جهم بعينه!!! وزعم

أنهم جهمية !!! وذلك ألنه لم يدرك الفرق الدقيق بين. المذهبين

أما جهم بن صفوان والجهميون فيذمهم األشاعرة ، ، ويرمونهم بالبدعة والضالل والزيغ غاية الذم

، فما الفرق بين ويبرؤون إلى الله منهم ومن مذهبهمالمذهبين؟

قال أبو منصور البغدادي: ]وزعمت الجهمية أن . ونقل الشهرستاني[251]اإليمان هو المعرفة وحدها[

عن جهم أنه قال: ]من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه ، ، ألن العلم والمعرفة ال يزول بالجحد لم يكفر بجحده

!سأل عما[252] فهو مؤمن[ . أي إن بعض الكافرين قد ي!سأل يعتقده في الله تعالى فيقول إن الله واحد ، وي

عما يعتقده في محمد صلى الله عليه وسلم فيقول هو ، ويسأل عن اليوم اآلخر يوم الحساب والجزاء نبي

، وهنا يأتي قول فيقول ال بد من يوم للحساب والجزاء- على جهم بأن مثل هذا مؤمن ناج وإن كان مقيما

، وأن اإليمان هو نصرانيته أو يهوديته أو مجوسيته

.94 آية األنبياء [ سورة?]249101�102 النسفي: ص المعين ألبى الدين أصول في التمهيد[ ?]250. 249 البغدادي: ص منصور ألبى الدين أصول[ ?]251. 111/ 1للشهرستاني: والنحل الملل[ ?]252

�152 �

، وأن اسم اإليمان ال يزول عنه ألنه عرف المعرفة. الحق

أما األشاعرة فيقولون إن المعرفة وحدها ال تنقل ، بل ال بد معها من إذعان المرء من الكفر إلى اإليمان

، فإبليس كان يعرف أن النفس وقبولها لهذه المعرفة ، ولكنه لم يخضع الله تعالى هو ربه وخالقه وآمره

، وهرقل ، فتمرد واستكبر بعقله وقلبه لهذه المعرفة عرف من خالل حواره مع أبى سفيان صدق محمد

، ولكنه لم يذعن اإلذعان صلى الله عليه وسلم ونبوته ، وكثير من أهل الكتاب العقلي والقلبي لهذه المعرفة

- صلى تحققوا من خالل ما عندهم من العلم أن محمدا ، ولكنهم جحدوا نبوته الله عليه وسلم هو النبي الخاتم

- - وكبرا "ع ر'ف!ون" حسدا "م"ا ي "ه! ك "ع ر'ف!ون ، كما قال تعالى ]ي ] "اء"ه!م "ب ن ، وكثير من الكافرين يتضح لهم الحق[253]أ

وصدق الرسالة المحمدية فيستنكفون عن اإلذعان لها ، كما أخبر الله سبحانه ويصرون على عدم قبولها

ه!م [ "ن ف!س! "ت ه"ا أ "ي ق"ن ت 'ه"ا و"اس وتعالى عنهم بقوله ]و"ج"ح"د!وا ب ، وليس ، فهؤالء ال تغني عنهم معرفتهم شيئا [254]

، وليسوا من الذين تنالهم هؤالء من المؤمنين ، ألنه ليس في قلوبهم مثقال حبة خردل من الشفاعة

. اإليمان

وقال التفتازاني رحمه الله عن التصديق: ]وحقيقته . وقال البيجوري رحمه[255]إذعان النفس وقبوله [

الله: والمراد بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم في ، وليس المراد ذلك اإلذعان! لما جاء به والقبول له

وقوع" نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان .20 آية األنعام وسورة ،146 آية البقرة سورة في مرتين [ ذكرت?]253 .14 آية النمل [ سورة?]254. 200 للتفتازاني: ص المقاصد شرح[ ?]255

�153 �

وقبول حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذينcة نبوته ورسالته صلى الله عليه كانوا يعرفون حقcي

"م"ا وسلم "ه! ك "ع ر'ف!ون ، ومصداق ذلك قوله تعالى ]ي ] "اء"ه!م "ب ن "ع ر'ف!ون" أ .[256]ي

، وتبين أن  � لقد تجلت الحقيقة لكل ذي بصيرة7 أبا طالب ومن شابهه ال ينفعه تصديقه للنبي صلى الله

عليه وسلم بقلبه ما لم يذعن ويخضع بعقله وقلبه ، أي حتى لمعرفته بصدق النبي صلى الله عليه وسلم

، ولذلك فقد كان يقبل بعقله وقلبه الدخول في اإلسالم- على أن يقول عمه النبي صلى الله عليه وسلم حريصا ، أبو طالب الكلمة التي هي عنوان الدخول في اإلسالم

وعندما يقولها من ال يعرف النفاق والمجاملة فإنه ، وهذا يعني عملية التحول يقولها وهو يعني ما يقول

. الواعي من ملة الكفر إلى دين اإلسالم

.26 للبيجوري: ص الجوهرة حاشية[ ?]256 �154 �

الموضوع الخامس: القرآن

قال الباحث:

]فمذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كالم ، وأنه تعالى يتكلم بكالم مسموع الله غير مخلوق

تسمعه المالئكة وسمعه جبريل وسمعه موسى ، عليه السالم ويسمعه الخالئق يوم القيامة

، أما مذهب ومذهب المعتزلة أنه مخلوق ، األشاعرة … فقد فرقوا بين المعنى واللفظ

فالكالم الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي ، وال أبدي قائم بالنفس ليس بحرف وال صوت

، واستدلوا بالبيت يوصف بالخبر وال اإلنشاءالمنسوب لألخطل النصراني:

إن الكالم لفي الفؤاد وإنما ج!عل ]- . اللسان على الفؤاد دليال

أقول:

� ما نقله الباحث هنا عن أهل السنة والجماعة1 ، وهم ، واألشاعرة هم من أهل السنة والجماعة صحيح

، أي إن مذهبهم هو أن القرآن كالم الله قائلون بهذا ، وأن الله تعالى يتكلم بكالم ، وأنه غير مخلوق تعالى

مسموع تسمعه المالئكة وسمعه جبريل وسمعه ، موسى عليه السالم ويسمعه الخالئق يوم القيامة

، فمن وهذا مقرر عندهم في كتب التفسير والحديث نسب إلى األشاعرة غير هذا فليذكر المصدر من كتب

. األشاعرة

�155 �

� كتب األشاعرة في العقيدة مملوءة بالرد على2 ، وهذا أظهر من أن المعتزلة في قولهم بخلق القرآن

. تنقل فيه النصوص

� عزا الباحث إلى األشاعرة أن كالم الله تعالى3.  ، وهذا العزو خطأ عندهم ال يوصف بالخبر وال اإلنشاء

قال أبو منصور البغدادي: ]كالم الله تعالى صفة له ، وهي أمره ونهيه وخبره ووعده أزلية قائمة به

، وكذا باألمر والنهي فقد صرح بالخبر [257]ووعيده[ . وهما إنشاء

� الكالم الذي يثبته األشاعرة لله تعالى هو الكالم4 ، لكن ما دليلهم على النفسي القائم بذات الله تعالى

-؟ أن المعنى القائم بالنفس يسمى كالما

أما الباحث فيقول إنهم استدلوا بالبيت المنسوب لألخطل النصراني ]إن الكالم لفي الفؤاد...[، ولعل الباحث ال يدري أن هذا البيت ليس هو الدليل عند

، ومن ذكره منهم فقد ذكره على سبيل األشاعرة. ، ال على أنه هو الدليل االستشهاد واالستئناس بالشعر

أما الدليل عند األشاعرة فهو ما ذكره اإلمام الباقالني إذ يقول:ومما يدل على أن حقيقة الكالم هو

- عن الكفار المعنى القائم بالنفس … قوله تعالى مخبرا] "ق!ول! 'م"ا ن 3ه! ب "ا الل !ن !ع"ذ�ب "و ال ي ه'م ل "ن ف!س' !ون" ف'ي أ "ق!ول ، [258]]و"ي

… وقوله صلى الله عليه وسلم ]يقول الله تبارك ، ويدل على [259]وتعالى إذا ذكرني عبدي في نفسه...[

- قول عمر رضي الله عنه ]زو3رت في نفسي ذلك أيضا106 للبغدادي: ص الدين أصول[ ?]257 .8 آية المجادلة [ سورة?]258. الشيخان [ رواه?]259

�156 �

- فأتى أبو بكر فزاد عليه[ . فالدليل عند [260]كالما األشاعرة � في هذه المسألة اللغوية � هو القرآن

الكريم والحديث القدسي وكالم أح�د العرب األقحاح ، فكيف غفل وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه

. الباحث عن هذا؟ !

ومما يمكن أن يستشهد به كذلك قول الشاعر]- .  ]فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا

ومما يدل على استعمال القول في الكالم النفسي ما جاء عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي

. صلى الله عليه وسلم: ]أال أنبئكم بأكبر الكبائر؟ [ . قال ]اإلشراك بالله وعقوق قالوا: بلى يا رسول الله

. الوالدين[ وجلس وكان متكئا فقال ]أال وقول الزور[ . والذي[261]فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت

يعرف أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يجزم بأنهم لم يقولوا ]ليته سكت[ بألسنتهم

- عليه صلى الله عليه قالوها في نفوسهم ، إشفاقا. وسلم ورغبة أال يشق على نفسه بكثرة تكرارها

ومن الدليل على ذلك كذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ]إذا صلى أحدكم فلم

، فإذا أتاه يدر زاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو قاعد ...[ ، الشيطان فقال إنك قد أحدثت فليقل كذبت

. وهذا الحديث قد رواه ستة من الثقات عن يحيى[262]

-: أي نفسه في زور . ومعنى 110 – 109 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]260 كالما. وزينه هيأه

الزور. شهادة في قيل ما باب ، البخاري: الشهادات صحيح[ ?]261 ، 3/12أحمد: اإلمام . مسند 1029 رقم ، 624/ 1داود: أبي سنن[ ?]262

. 429 – 428/ 2شيبة: أبي البن . المصنف 54 ، 53 ، 51 ، 50 ، 37 . 436 ، 376/ 2يعلى: أبي . مسند 140/ 1الرزاق: لعبد المصنف

، 6/388: [ اإلحسان] حبان ابن . صحيح 1/19خزيمة: ابن صحيح. 1/134للحاكم: . المستدرك 389

�157 �

، وهو ، عن عياض بن هالل ، وهو ثقة بن أبي كثير ، عن أبي سعيد الخدري مذكور في الثقات البن حبان

- . والسياق يشير إلى أن القول رضي الله عنه مرفوعا ، وقد صرحت بذلك بعض الطرق عن هو في الصالة

، وربما كان ذلك مما فهمه بعض اثنين من أولئك الستة . وال شك في أن المصلي ال يقول الرواة من السياق

، بل يقولها في بلسانه للشيطان كذبت وهو في الصالة ، كما نبه على ذلك ابن خزيمة وابن نفسه وضميره

�cان رحمهما الله ، وانفرد أحد أولئك الرواة الستة حب ، وهذا مما فهمه بقوله في الرواية ]فليقل في نفسه[

. وهذا الجزء من الحديث يحسن من معنى الرواية إيراده في باب االحتجاج هنا وإن كان في سنده من

، ألن االعتماد في االحتجاج انفرد ابن حبان بتوثيقه ، وإنما من حيث ليس عليه من حيث االنفراد

، أي من حيث اجتماع عدد من األدلة يعضد المجموع- على مدلول واحد . بعضها بعضا

� البيت الشعري الذي ذكر الباحث أن األشاعرة5 يستدلون به قد تبين أنهم يستشهدون به وال يستدلون

، ثم إن الباحث يريد أن يغمز األشاعرة بقوله به ، وكأن األشاعرة ]المنسوب لألخطل النصراني[

. يستدلون بأقوال النصارى في العقيدة !!!

والواقع أن من ذكر هذا البيت فإنه يستشهد به في ، فال يضرك كون ، ال في مسألة عقائدية مسألة لغوية

قائله من النصارى أو المشركين إذا كان من فصحاء. العرب

وقد كان علماء هذه األمة منذ الصدر األول يستشهدون بل ويستدلون في المسائل اللغوية بالشعر

، ألن الجاهلي الذي قاله العرب األقحاح المشركون

�158 �

، فال يفهم الله تبارك وتعالى أنزل القرآن بلسانهم. القرآن إال من عرف لسان العرب وأساليبهم

� ذكر الباحث عن األشاعرة أنهم قالوا عن كالم6 ، الله تعالى ]ليس بحرف وال صوت[، وهذا نقل صحيح

، ولكن ما معناه؟  فكتبهم أطبقت على هذا

معنى هذا أن كالم الله تعالى الذي هو صفة له هو ، فإذا أراد المعنى القائم بذات الله تعالى من األزل

الله تعالى إسماع" عبد( من عباده كالم"ه! جعل فيه قوة ، خاصة على سماع كالمه فأسمعه ما يريد إسماعه إياه

وإذا بهذا العبد قد فهم عن الله كالمه القديم بلغة ، وهذا ال يعني يتخاطب بها البشر ذات حروف وأصوات

، وال أن الله تعالى يتكلم بلغة مما يتخاطب به البشر ، أنه يتكلم بصوت له موجات صوتية وحروف لغوية

فعندما كلم الله سبحانه وتعالى موسى سمع موسى- كانوا بجانب موسى عليه السالم كالمه ، ولو أن أناسا

- - وقت التكليم لما سمعوا شيئا - وال حروفا . ، ال صوتا

أما الباحث فكأنه يريد أن يقول: إن الله تعالى- يتكلم بصوت ، وبلغة عبرية أو ، ولكنه صوت قوي جدا

، وبحروف اللغة التي يتكلم سريانية أو عربية أو غيرها . وهذا يعني أنه لو كان أناس بجانب موسى بها !!!

عليه السالم وقت التكليم لسمعوا كالم الله !!! أي لسمعوا صوته القوي الذي يشبه الصواعق وحروفه

اللغوية !!! إال إذا أراد الله تعالى أن يحجب أسماعهم ، ولكان للمكالمة وقت كثالث عن سماع ذلك الصوت

- !!! ولكان لتلك الموجات دقائق أو عشر دقائق مثال الصوتية نقطة انطالق مكانية اتجهت منها !!! تعالى

- - كبيرا . الله عن ذلك علوا �159 �

فإذا قال الباحث إنما كلcم الله تعالى موسى عليه ، فصوته ال يشبه السالم بصوت ال كأصوات المخلوقين

، فهذا يحتمل أحد ، وأصواتهم ال تشبه صوته أصواتهمأمرين:

م"ات أصوات - له س' فإنه إما أن يثبت لله تعالى صوتا المخلوقين من الجهة المكانية والفترة الزمنية

والموجات الصوتية ويقول" لكننا ال نستطيع أن نتصوره. وال أن نشبهه بأصوات المخلوقين

وإما أن يقول" لقد صح عندي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ]يناديهم بصوت[ فأنا

. أقول بإثبات الصوت لكنه صوت ال كاألصوات

فإن كان االحتمال األول فهو من التشبيه وإن لم- ، وهل يشترط أن يشبه المرء صوت يكن التشبيه تاما

- حتى نقول إنه - تاما خالقه بصوت المخلوقين تشبيها ، وما أظن . هذا ما ال يرضى به عاقل مشبه !!!

.  الباحث يقول به

وإن كان االحتمال الثاني فال بد من نفي سمات أوصاف المخلوقات أي سمات الحدوث عن الله تعالى

، لكن إن كان يثبت ما حتى يكون المرء من المنزهين صح عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبته وينفي

التشبيه وال يخطر بباله أي معنى من معاني تشبيه صفات الله بصفات الحادث ؛ فهذا مذهب جرى عليه

، ولكن ال يجوز له أن ينكر كثير من أصحاب الحديث على من لم يصح عنده الحديث وذهب في هذا ونحوه

. إلى مذهب آخر

� قال أح�د أئمة األش�اعرة أبو بكر محمد بن7 ه�( : ]إن406الحس�ن ابن فورك المتوف�ى س�نة )

!فهم خلق"ه -، وإنه ي كالم الله لم يزل واليزال موجودا �160 �

- - فشيئا - وشيئا - فأوال ، وإن الذي يتجدد: معاني كالمه أوال ... كالمه ، ، دون المسموع والمفهوم اإلسماع واإلفهام

، كما أن علمه وسمعه اليخص األوقات واألزمان ، وإنما يتجدد وقدرته اليصح أن يقال فيه شيء من ذلك

- بعد شيء، دون العلم المعلوم والمقدور بحدوثه شيئا به والقدرة عليه[. ثم قال: ]واعلم أنه كما ينكر قول من قال إن الله لم يتكلم إال مرة واحدة؛ كذلك ينكر

، ألن كل قول من قال إن الله تكلم مرة بعد أخرى ،... فأما كالم الله الذي هو ذلك يوجب حدوث الكالم

صفة من صفات ذاته غير بائن منه فكالم واحد شيء ، يفهم منه ويسمع ما ال يحصى واليعد من الفوائد واحد

، ونظير ذلك ما نقول إن علمه واحد ولكنه والمعاني ، والذي تقع عليه الكثرة يحيط بمعلومات ال تتناهى

. ثم قال: ]والصحيح ، دون العلم[ والقلة: المعلومات ، وأنه مسمع� من أن يقال: إن كالم الله لم يزل واليزال

يشاء من خلقه ومفهم� من أراد منهم إفهامه في الوقت ، من الذي يريد أن يسمعه ويفهمه ما يريد من ذلك

.[263] غير تجديد قول وال كالم[

وقال شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى: ]وهو سبحانه ، وحي بحياة ، وقادر بقدرة واحدة عالم بعلم واحد

. ثم ، ومتكلم بكالم واحد[ واحدة، ومريد بإرادة واحدة- بلغات مختلفة - واحدا قال: ]وغير ممتنع أن له كالما

. [264]يحصل اإلفهام لكل واحد بلغته[

ولعل هذا هو ما يشير إليه اإلمام أحمد � رحمه الله3م" ح م"ن! ع"ل � إذ يقول : وقال الله تبارك وتعالى ]الر3

"ان" [ فأخبر تبارك وتعالى "ي 3م"ه! ال ب ان" ع"ل 'نس" ل"ق" اإل آن" خ" ال ق!ر

. بتحيق 449 ، 446 ، 445 فورك: ص البن وبيانه الحديث مشكل[ ?]263. 1405 ،2 ط بيروت، ، الكتب عالم ، علي محمد موسى

. 79 ، 49 الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]264 �161 �

"ع د" "ه و"اءه!م ب "ع ت" أ 3ب 'ن' ات "ئ أن القرآن من علمه ، وقال: ]و"ل3ذ'ي ج"اءك" م'ن" ال ع'ل م [ ... فالقرآن من علم الله . وكذا ال

إذ يقول � رحمه الله � : فالقرآن من علم الله ، وعلم[265]الله غير مخلوق .

وأصرح من ذلك قول�ه � رحمه الله � : إن القرآن من علم الله . وكذا قوله � رحمه الله � : قال لي عبد- الرحمن بن إسحاق : كان الله وال قرآن . فقلت! مجيبا له : كان الله وال علم ؟! . فالعلم من الله وله ، وعلم الله منه ، والعلم غير مخلوق ، فمن قال إنه مخلوق

[266]فقد كفر بالله .

القرآن" : مسألة في المتوكل الخليفة إلى أحمد اإلمام : "رسالة [ انظر?]265 إسحاق بن إبراهيم مخلوق" لإلمام غير القرآن أن في . و"رسالة192 ص

، الشبل العزيز عبد بن علي بتحقيق . كلتاهما174 : ص الحربي إدارة رئاسة عن تصدر التي اإلسالمية البحوث مجلة في ومطبوعتان

ه�.1418 عام (،51) العدد بالرياض، واإلفتاء العلمية البحوث .64 ،5/63: تيمية البن : التسعينية [ انظر?]266

�162 �

قال الباحث:

]واختلفوا � أي األشاعرة � في القرآن- في اللوح خاصة ، فقال بعضهم: إن الله خلقه أوال

، المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى سماء الدنيا فكان جبريل يقرأ هذا الكالم المخلوق ويبلغه

. وقال آخرون: إن لمحمد صلى الله عليه وسلم الله أفهم جبريل كالمه النفسي وأفهمه جبريل

. … ثم اختلفوا في لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي عبر عن الكالم النفسي بهذا اللفظ والنظم

. وقال العربي من هو؟ فقال بعضهم: هو جبريل . ثم بعضهم: بل هو محمد صلى الله عليه وسلم[

، وتابعه قال: ]وقد صرح الباقالني باألول. الجويني[

أقول:

� قول الباحث عن ]بعض[ األشاعرة إن الله خلق1- في اللوح المحفوظ ثم أنزله في صحائف القرآن أوال

، ألن الذين قالوا إلى سماء الدنيا: قول تنقصه الحقيقة- في اللوح المحفوظ هم إن الله خلق القرآن أوال

. فهل الباحث ال يفرق ، ال ]األشاعرة[ ]المعتزلة[. بينهما؟ !!! أم ماذا؟!!!

� قول الباحث عن األشاعرة إنهم اختلفوا في2 الذي عبر عن الكالم النفسي بهذا اللفظ والنظم

العربي فقال بعضهم هو جبريل وقال بعضهم بل هو ، ولهم محمد صلى الله عليه وسلم: هو محض خيال

. ، فليته يستعد للجواب معه وقفة بين يدي الله تعالى

�163 �

واألشاعرة يعتقدون أن القرآن معناه ولفظه من- عند الله . ، ال أعلم عندهم في هذا خالفا

� قد يحتج الباحث بهذا النص الذي قاله3 ، فقد قال عن القرآن الكريم ]والراجح أن البيجوري

، وقيل المنزل المعنى وعبر المن�زل" اللفظ! والمعنى ، وقيل المنزل المعنى عنه جبريل بألفاظ من عنده

وعبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ من ، ألن ، وال حجة له فيه [267]، لكن التحقيق" األول[ عنده

البيجوري لم ينسب هذه األقوال الفاسدة إلى أحد من ، والظاهر أن مراده أن يقول إن هذه علماء األشاعرة

، وأنه ينتصر لألشاعرة القائلين أقوال بعض أهل الكالم. بخالف هذا ويصف مذهبهم بأنه الراجح وأنه التحقيق

- لبعض األشاعرة من غير أهل وإذا كان هذا هو قوال- فلم لم يذكر قائله؟ ! وهل عثر عليه التحقيق فعال

. الباحث فيما رجع إليه من كتب األشاعرة !!

� قول الباحث إن الباقالني صرح بأن الذي عبر4 عن الكالم النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي هو

جبريل وإن الجويني تابعه على ذلك: هو قول مخالف.  ، وهو محض خيال وتوهم للحقيقة

وإليك أيها القارئ المنصف كالم هذين اإلمامينالمفترى عليهما:

ل هو الله تعالى ، أما الباقالني فقد قال:فالمن�ز�ل على الوجه الذي بيناه من كونه نزول … والمن�ز3

إعالم وإفهام ال نزول حركة وانتقال: كالم الله تعالىل عليه: قلب القديم األزلي القائم بذاته ، … والمن�ز3

ل به هو اللغة النبي صلى الله عليه وسلم ، … والمن�ز3 العربية التي تال بها جبريل ونحن نتلو بها إلى يوم

. 56 للبيجوري: ص الجوهرة حاشية[ ?]267 �164 �

،… والنازل على الحقيقة المنتقل من قطر إلى القيامة ، يدل على هذا قوله قطر: قول جبريل عليه السالم

اع'ر( 'ق"و ل' ش" ( * و"م"ا ه!و" ب "ر'يم س!ول( ك "ق"و ل! ر" 3ه! ل 'ن تعالى : ]إ!ون" * !ؤ م'ن - م"ا ت 'يال ون" * ق"ل 3ر! "ذ"ك - م"ا ت 'يال "اه'ن( ق"ل 'ق"و ل' ك و"ال ب

] "م'ين" ب� ال ع"ال "ن ز'يل� م'ن ر" ت ،… فحصل من هذا أن [268]

،… وعلcمه الله تعالى علcم جبريل عليه السالم القرآن ، وعلم هو القراءة الله النظم العربي الذي هو قراءته

، وعلم النبي صلى الله عليه نبينا صلى الله عليه وسلم. [269]وسلم أصحابه

فأنت ترى أن الباقالني رحمه الله يصرح بأن الله تعالى علم جبريل عليه السالم القرآن وعلمه النظم

، فهل النظم العربي للقرآن العربي الذي هو قراءته. من عند الله تعالى أو من تعبير جبريل ؟!!!

وأما إمام الحرمين الجويني فقد قال: ]كالم اللهل فالمعنيc باإلنزال أن جبريل صلوات…، تعالى منز3

الله عليه أدرك كالم الله تعالى وهو في مقامه فوق ، ثم نزل إلى األرض فأفهم الرسول سبع سموات

صلى الله عليه وسلم ما فهمه عند سدرة المنتهى[ . فهل قال إمام الحرمين إن الذي عبر عن الكالم[270]

النفسي بهذا اللفظ والنظم العربي هو جبريل عليه. السالم؟ !!!

� قد يقول قائل: أليس قول الباقالني في النص5 المتقدم ]والنازل على الحقيقة المنتقل من قطر إلى

ل - على أن القرآن المن�ز3 - واضحا قطر قول جبريل[ نصا. على محمد صلى الله عليه وسلم هو قول جبريل ؟!

.34 �40 آية من الحاقة [ سورة?]268. 98 – 97 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]269. 130 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]270

�165 �

إذا كان القائل ممن حفظ من كتاب اللهأقول : "ة"[ !وا الص3ال ب "ق ر" " ت وقوله تعالى ]ف"و"ي ل�[271]قوله تعالى ]ال

] �ين" �ل م!ص"ل مقطوعتين عن السياق ؛ فالجواب:[272]ل. بلى

وأما إذا كان القائل ممن يرغب في فهم الكالم فأقول: اقرأ ذاك النص من أوله قراءة واعية فستجد

أن اإلمام الباقالني رحمه الله يقرر نزول القرآن ، وأن الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم

، وأن النازل أمران: أحدهما الله تعالى هو الذي أنزله هو كالم الله القديم األزلي الذي هو صفة من صفات

، وهذا نزوله نزول إعالم وإفهام ال نزول حركة ذاته ، والثاني هو النظم العربي بألفاظ القرآن الذي وانتقال

، وهذا نزوله علمه الله! جبريل" وف"ه3مه إياه وهو قراءته ، والنازل على حقيقة معنى النزول نزول حركة وانتقال

اللغوية المنتقل من أقطار السماء إلى األرض هو ، أما صفات الله قراءة جبريل ألفاظ" القرآن وحروف"ه

تعالى التي هي صفات ذات فهي قائمة بذات الله ، وال تن�زل وال ، ال تحول وال تزول تعالى دائمة بدوامه

. تنتقل

.43 آية النساء [ سورة?]271 .4 آية الماعون [ سورة?]272

�166 �

قال الباحث:

س!ول( "ق"و ل! ر" 3ه! ل 'ن ]واستدلوا بمثل قوله تعالى ]إ([ في سورتي الحاقة واالنشقاق "ر'يم ، حيث ك

أضافه في األولى إلى محمد صلى الله عليه. ، وفي األخرى إلى جبريل[ وسلم

- مع اإلقرار: ]وفي إضافته تعالى ثم قال ناقال إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة دليل على أنه

، ال إضافة إحداث لشيء منه إضافة بالغ وأداء ، كما يقول بعض المبتدعة األشعرية من وإنشاء

، مضاهاة منهم أن حروفه ابتداء جبريل أو محمدر'[ "ش" 'ال ق"و ل! ال ب 'ن ه"ذ"ا إ في نصف قولهم لمن قال ]إ

. من مشركي العرب[

أقول :

لقد سبق في كالم اإلمام الباقالني من أئمة األشاعرة أن الله تعالى علم جبريل" القرآن وعلم

3نا صلى الله عليه وسلم ، أي إن جبريل! القراءة" نبي ، ال قول جبريل عليه السالم القرآن هو قول الله تعالى

، بل هو قراءة وال قول محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس في هذا تفسير لقوله جبريل عليه السالم

- ([ بأن جبريل أحدث شيئا "ر'يم س!ول( ك "ق"و ل! ر" 3ه! ل 'ن تعالى ]إ ، وال ، ولم يقل أحد من األشاعرة هذا منه وأنشأه

- منه أنه ابتدأه جبريل أو محمد صلى - واحدا نسبوا حرفا . وإضافة هذا المعنى الفاسد إلى الله عليه وسلم

، أو ]بعض األشعرية[ ليس سوى افتراء وتخرص ، سرت عبر أحد األفاكين سرحة وهم وتخيل

. ، والله حسيبهم الحاقدين

�167 �

!شبه األشاعرة أو بعض هل يصح لعاقل أن ي األشاعرة في بعض قولهم بمشركي العرب الذين قالوا

ر'[ "ش" 'ال3 ق"و ل! ال ب 'ن ه"ذ"ا إ إال إذا[273]عن القرآن الكريم ]إ- عن ذلك القول المنسوب كان وجه المقارنة نابعالبعضهم على سبيل التخرص أو التخيل ؟ ؟ !!!

ومن تسرع الباحث أنه عزا اآلية الكريمة ]إنه لقول رسول كريم[ إلى سورتي الحاقة واالنشقاق ،

والصواب أنها في سورتي الحاقة والتكوير.

.25 آية المدثر [ سورة?]273 �168 �

قال الباحث:

]وعلى القول أن القرآن الذي نقرؤه في المصاحف مخلوق سار األشاعرة المعاصرون

، فكشفوا بذلك ما أراد شارح الجوهرة وصرحوا أن يستره حين قال: يمتنع أن يقال إن القرآن

.  مخلوق إال في مقام التعليم[

. وأحال إلى شرح الباجوري على الجوهرة

أقول :

النص المنقول عن شرح الجوهرة فص"له الباحث عن السياق فجاء معبرا � بصورته المجتزأة � عما في

، ، ال عما في نفس الشارح نفس الباحث من التوهموإليك النص في السياق الذي ورد فيه:

قال البيجوري: ]ومذهب أهل السنة أن القرآن ، وأما القرآن بمعنى الكالم النفسي ليس بمخلوق

، لكن يمتنع أن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق يقال" القرآن مخلوق ويراد" به اللفظ الذي نقرؤه إال في

، ألنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كالمه مقام التعليم . ثم قال في الصفحة التالية: ]كل [274]تعالى مخلوق[

ظاهر من الكتاب والسنة دل على حدوث القرآن فهو ، محمول على اللفظ المقروء ال على الكالم النفسي

لكن يمتنع أن يقال القرآن مخلوق إال في مقام . فمذهب األشاعرة والماتريدية[275]، كما سبق[ التعليم

3ر عنه عند البيجوري بمذهب أهل السنة � هو أن � المعب ، وأن القرآن بمعنى الكالم النفسي ليس بمخلوق

، وأنه ال يجوز القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه مخلوق إطالق القول بهذا ولو على إرادة هذا المعنى إال في

. 55 للبيجوري: ص الجوهرة حاشية[ ?]274. 56 السابق: ص المرجع[ ?]275

�169 �

، ألن غير أهل هذه المجالس ال مجالس التعليم. يدركون الفرق

�170 �

الموضوع السادس : القدر

قال الباحث:

]أراد األشاعرة هنا أن يوفقوا بين الجبرية ، وهي في مآلها ، فجاؤوا بنظرية الكسب والقدرية

، ألنها تنفي أي قدرة للعبد أو جبرية خالصة. تأثير[

أقول :

� يدعي الباحث أن منطلق األشاعرة هنا هو1 التوفيق بين مذهب الجبرية والقدرية وال يذكر لصحة

- - واحدا ، فال وزن لها عند أهل العلم الدعوى دليال. والفهم

� األشاعرة يردون مذهب الجبريين الذين2 يزعمون أن اإلنسان مجبر على ما يفعله وأن القضاء

- ، ويردون مذهب والقدر ال يترك لإلنسان اختيارا القدرية الذين يزعمون أن اإلنسان يخلق أفعاله ، االختيارية بقدرة أودعها الله فيه وينفون القدر

لمخالفة هذين المذهبين لآليات القرآنية واألحاديث- على النبوية ، ويقول األشاعرة إن اإلنسان ليس مجبرا

- له ما يفعله ، وأنه مكتسب ألفعاله ، وليس خالقا ، ، وأن سر القدر ال يعلمه إال الله تعالى االختيارية

- بآيات القرآن الكريم - عند وذلك استدالال ، ووقوفا ، مقتضى النصوص التي ال يستطيع العقل الخوض فيها

. فقد نهينا عن الخوض في القدر

�171 �

!علم أن قال اإلمام الباقالني رحمه الله: ويجب أن ي- ، بل مكتسب ألفعاله العبد له كسب وليس مجبورا

[ من طاعة ومعصية "ت ب "س" "ه"ا م"ا ك ، ألنه تعالى قال ]ل"ت[  يعني من ثواب طاعة ب "س" "ي ه"ا م"ا اك ت يعني[276]، ]و"ع"ل

3اس'[ من عقاب معصية "ي د'ي الن "ت أ ب "س" 'م"ا ك 'ه ]ب ، وقول ...[277].

أفيصح أن يقال عن األشاعرة الذين يثبتون ما أثبته القرآن إنهم ]جاءوا بنظرية الكسب[؟!!! وكأنهم أتوا

، ولم االبتعاد عن آيات بشيء من عند أنفسهم؟ !!!. القرآن الكريم؟!!!

� يقول الباحث عما سماه نظرية الكسب عند3 األشاعرة إنها تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير!!!

والمعروف عن األشاعرة أنهم ال ينفون عن العبد ، فالله تعالى أعطى العبد إرادة القدرة وينفون التأثير

، يوجهها باختياره إلى ما يريد فعله وقدرة يفعل بها ، وخالق أفعال العباد هو الله ولكن العبد ال يخلق الفعل

. وكأن الباحث ال يتصور قدرة إال تبارك وتعالى. مؤثرة!!!

.286 البقرة آية [ بعض?]276 .41 آية الروم سورة من . واآلية 45 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]277

�172 �

الموضوع السابع: السببية وأفعالالمخلوقات

قال الباحث:

]ينكر األشاعرة الربط العادي بإطالق وأن فال ارتباط…،  يكون شيء يؤثر في شيء

]- 3ب أصال . عندهم بين سبب ومسب

- عندهم من قال إن النار تحرق وقال: ]فمثال ، ألنه بطبعها أو هي علة اإلحراق فهو كافر مشرك

]- . ال فاعل عندهم إال الله مطلقا

أقول :

، � األشاعرة ال ينكرون الربط العادي بإطالق1 ، فمن المشاهد أن النار تحرق ما هو قابل لالحتراق

، والطعام يشبع والسكين تقطع ما هو قابل للقطع . وهذا أمر ، وذلك حسبما جرت به العادة الجائع

. مشاهد محسوس لم ينكره أحد ]بإطالق[

� األمر الذي ينكره األشاعرة هو ادعاء كثير من2 ، أي إنها تحرق ألنها ال الفالسفة بأن النار مؤثرة بذاتها

، ويعتقدون أنها ال يمكن أن تنفك بد أن تكون محرقة ، وبالتالي فإن الله تبارك وتعالى عن صفة اإلحراق

، وكذا عندهم ال يقدر على أن يجعلها غير محرقة ، ، وهكذا… ، والطعام في اإلشباع السكين في القطع

، كعدم إحراق النار ولذا فإنهم ينكرون المعجزات ، وينكرون كل ما لخليل الله إبراهيم عليه السالم

�173 �

، يتوهمون أنه مخالف لتأثيرات األسباب في المسببات ، وكاستمرار حياة الكفار في جهنم مع كالبعث والنشور

. عظيم نارها وشدة إحراقها

فاألشاعرة ال ينكرون االرتباط بين السبب- كما فهمه الباحث 3ب أصال ، ولكن يعتقدون أن والمسب

3بات ، الله سبحانه وتعالى هو خالق األسباب والمسب ، والقطع" عند إمرار وهو يخلق اإلحراق عند مالقاة النار

، ولو أراد أن ال ، والشبع" عند تناول الطعام السكين3بات عند وجود تلك األسباب لفعل ما يخلق تلك المسب

3بات عن األسباب ، فالتأثير من يشاء ولتخلفت المسب. ، ال من السبب ذاته الله تعالى عند وجود السبب

، إذ العبد وهذا كالقول في خلق أفعال العباد- لها ، وخالقها مكتسب ألفعاله االختيارية وليس خالقا

. هو الله سبحانه وتعالى

قال السنوسي رحمه الله في المقدمات: ]أما- أو الحكم العادي فهو إثبات الربط بين أمر وأمر وجودا

- بواسطة التكرر ، مع صحة التخلف وعدم تأثير عدما. أحدهما في اآلخر البتة [

وقال في شرح قوله ]مع صحة التخلف وعدم تأثير أحدهما في اآلخر البتة [ : ]لم نذكره لبيان حقيقة

، بل للتنبيه على تحقيق علم ودفع الح�كم العادي جهالة ابتلي بها األكثر في األح�كام العادية ،… فأنكر

بسبب هذه الجهالة البعث وإحياء الميت من القبر ، ألن ذلك كله والخلود في النار مع استمرار الحياة

، عندهم على خالف العادة المستمرة في الشاهد. [278]والربط! المقترن فيها ال يصح فيه التخلف عندهم[

. 24 – 23 للسنوسي: ص المقدمات شرح[ ?]278 �174 �

فمن فهم مذهب األشاعرة ورد3هم على الفالسفة أدرك أن من يقول بأن النار تحرق بطبعها أو هي علة

. اإلحراق وهو يعني ما يقول فهو كافر مشرك

� قال عز الدين ابن عبد السالم رحمه الله3 تعالى : والعجب أنهم يذمون األشعري بقوله إن الخبز

!شبع والماء" ال يروي والنار" ال تحرق ، وهذا كالم أنزل ال ي ، فإن الشبع والري واإلحراق الله معناه في كتابه

، ، فلم يخلق الخبز! الشبع" حوادث انفرد الرب بخلقها ، وإن ، ولم تخلق النار! اإلحراق ولم يخلق الماء! الري- في ذلك �ب دون كانت أسبابا ، فالخالق هو المسب

3ه" السبب "ك'ن3 الل م"ي ت" و"ل 'ذ ر" م"ي ت" إ ، كما قال تعالى ]و"م"ا ر"م"ى[ ر"

"ى[[279] "ب ك "ض ح"ك" و"أ 3ه! ه!و" أ ن" … وقد قال تعالى ]و"أ

[280].

.17 آية األنفال [ سورة?]279 .43 النجم سورة من واآلية. 24 السالم: ص عبد ابن للعز العقائد[ ?]280

�175 �

الموضوع الثامن : الحكمة الغائية

قال الباحث:

- أن يكون لشيء من ]ينفي األشاعرة قطعا …،  أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة

وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض- بها ، المشيئة وال تعلق لصفة أخرى كالحكمة مثال

- فاسدة ، كقولهم بجواز أن ورتبوا على هذا أصوال يخلد الله في النار أخلص أوليائه ويخلد في الجنة

. ثم ، وجواز التكليف بما ال يطاق[ أفجر الكفار قال: ]ولهذا لم يثبت األشاعرة الحكمة مع

. الصفات السبع[

أقول :

� األشاعرة ينفون أن يكون لشيء من أفعال الله1- تعالى علة ، وينفون كذلك أن ، بمعنى أن له غرضا

، كمن يكون لشيء من أفعاله حكمة بهذا المعنى يسعى من قيامه بما يفعله إلى تحقيق الغرض الباعث

. فاإلنسان يستبد به حبه لشيء فيقدم على الفعل ، على أفعال وتصرفات لوال ذلك الحب لما أقدم عليها

، ، وكذا الفرح أو الحزن أو الغيرة وكذا الكره والبغض ، وال يفعل الفعل إال والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك

. ، ال لتحقيق غرض من األغراض إلرادته الفعل

قال عضد الدين اإليجي: ]أفعال الله تعالى ليست . ثم قال رحمه الله: ]لو كان فعله معللة باألغراض[

�176 �

- بتحصيل ذلك - لذاته مستكمال تعالى لغرض لكان ناقصا. [281]الغرض[

وقال السنوسي: ]ويؤخذ منه تنزهه تعالى عن ، وإال لزم افتقاره إلى ما األغراض في أفعاله وأحكامه

، كيف وهو جل وعز الغني عن كل ما يحصل غرضه. [282]سواه ؟ ! [

وبمثل قولهم يقول شيخ الحنابلة القاضي أبو ، قال رحمه الله: ]وال يجوز أن يفعل الله سبحانه يعلى

.[283]الشيء لغرض وال لداع[

� في كالم الباحث تعريض باألشاعرة كأنهم ال2 يثبتون لله تعالى صفة الحكمة !!! والواقع هو أن

، األشاعرة يثبتون صفة الحكمة لله تعالى في كالمهم. لكن ال مع الصفات السبع

قال أبو منصور البغدادي: ]أول الواجبات على المكلف النظر واالستدالل المؤديان إلى المعرفة بالله

. [284]تعالى وبصفاته وتوحيده وعدله وحكمته[

وقال البيهقي: ]وفي هذا داللة واضحة على أن- العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام ، وأن له صانعا

- تام القدرة بالغ الحكمة[ . ثم قال البيهقي عن حكيما ، ويصرفها الله تبارك وتعالى: ]يدبر األمور بحكمته

. [285]على مشيئته[

وقال أبو المظفر االسفراييني: ]اعلموا � أسعدكم الله � أن الله تبارك وتعالى أمر عبده بمعرفته في ذاته

. 331 لإليجي: ص المواقف[ ?]281. 8 للسنوسي: ص البراهين أم[ ?]282. 148 الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]283. البغدادي: ص منصور ألبي الدين أصول[ ?]284. 30 ، 11 للبيهقي: ص االعتقاد[ ?]285

�177 �

وصفاته وعدله وحكمته وكماله في صفته ونفوذ. [286]مشيئته[

وقال القاضي عياض عن الله تبارك وتعالى: ]بل .[287]قضاؤه كله حكمة وعدل[

.[288]وقال ابن فورك: ]ودلت بدائعه على حكمته[

وقال فخر الدين الرازي: ]الخالق المدبر بالحكمة .[289]البالغة[

� اعلم � أيها المنصف � أن بعض الفالسفة3 يقولون إن أفعال الله تعالى من خلق وتقدير وإبداع

، وهي واقعة على كلها يجب أن تكون حسب الحكمة ، ويتصورون أنها ال يمكن أن تكون على وفق الحكمة

، وإال لكانت � حسب فهمهم � واقعة غير ما هي عليه ، وهذا هو الذي يرده على خالف ما تقتضيه الحكمة

. األشاعرة

ويفسر أبو منصور البغدادي فهم األشاعرة لصفة الحكمة إذ يقول: ]وقال أصحابنا إن الله حكيم في خلق

، ، ولو لم يخلق الخلق لم يخرج عن الحكمة كل خلق ، ولو خلق الكفرة دون ولو خلق أضعاف ما خلق جاز

، ولو خلق المؤمنين أو خلق المؤمنين دون الكفرة جاز ، الجمادات دون األحياء أو األحياء دون الجمادات جاز- وحكمة[ - وعدال .[290]ولكانت كل هذه الوجوه منه صوابا

ويقول اآلمدي: ]مذهب أهل الحق أن البارئ تعالى ، وال ، ال لغاية يستند اال بداع إليها خلق العالم وأبدعه

. 13 االسفراييني: ص المظفر ألبي الدين في التبصير[ ?]286. 6 عياض: ص للقاضي اإلسالم قواعد بحدود اإلعالم[ ?]287. 33 فورك: ص البن وبيانه الحديث مشكل[ ?]288. 108/ 2الرازي: الدين لفخر الغيب مفاتيح[ ?]289. 150 البغدادي: ص منصور ألبي الدين أصول[ ?]290

�178 �

بل الخلق وأن ال…،  لحكمة يتوقف الخلق عليها. [291]، وهما بالنسبة إليه سيان[  خلق له جائزان

، يقول األشاعرة بجواز أن يخلد الله في � نعم4 النار أخلص أوليائه ويخلد في الجنة أفجر الكفار لو أراد

، ويرون أنه لو تعلقت المشيئة اإللهية بذلك لكان ذلك- وحكمة ، ولكن الله هذا من الله � تبارك وتعالى � عدال

- منه ورحمة � سبحانه وتعالى � ال يفعل ذلك فضال- - وامتنانا ، حيث إنه هو سبحانه كتب على نفسه وكرما

. لكن ما دليل األشاعرة؟ ؟ ! وما الذي حملهم الرحمةعلى القول بهذا؟ !

لم يكلف الباحث نفسه عناء البحث عن دليل ، األشاعرة من آيات الكتاب الكريم واألحاديث النبوية

!شر إلى الحديث الوارد في المسألة ، رغم دعواه ولم ي التخصص في علم العقيدة المؤسس على الكتاب

. والسنة !!!

روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ]لو أن

الله عذcب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير- من ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا . وهذا الحديث صححه ابن حبان حيث[292]أعمالهم[

.[293]، وصححه األلباني  رواه في صحيحه

ماذا كان موقف األشاعرة الذين قال الباحث عنهم ]موقفهم من السنة أنه اليثبت بها عقيدة بل المتواتر

. 224 لآلمدي: ص المرام غاية[ ?]291 /5داود: أبي . سنن 189 ،185 ،183 �182/ 5أحمد: اإلمام مسند[ ?]292

cان: ابن . صحيح 29�30/ 1: ماجه ابن .سنن 75 . 505�506/ 2حب. 160/ 5للطبراني: الكبير . المعجم 1/109عاصم: أبي البن السنة

شرح على تعليقه وفي ، عاصم أبي البن السنة على تعليقه في[ ?]293. 509 الطحاوية: ص

�179 �

منها يجب تأويله وآحادها ال يجب االشتغال بها حتى على سبيل التاويل[ ماذا كان موقفهم من هذا

الحديث؟ .

لمcا لم يجدوا في هذه المسألة نصا صريحا سوى هذا الحديث ولم يجدوا نصا صريحا آخر معارضا له ؛

كان ال بد لهم من األخذ به وبناء عقيدتهم في هذه . فهذا األصل مما ابتنى األشاعرة عليه المسألة عليه

، ال ما زعمه الباحث أنهم نفوا الحكمة عن قولهم ، وأنهم رتبوا على هذا أصوال فاسدة أفعال الله تعالى. كالذي قالوه هنا

، وبمثل ذلك يقول البربهاري أحد قدماء الحنابلة قال رحمه الله: ]ولو عذcب أهل السماوات واألرض

، اليجوز أن يقال برهم وفاجرهم: عذcبهم غير ظالم لهموجل إنه ظلم، وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له cلله عز ،

.[294]والله له الخلق واألمر[ - "م يذكر الباحث دليال 'م" ل ويحق لنا أن نتساءل: ل

لألشاعرة على قولهم وأغفل أية اشارة للحديث الوارد ، ونقول: قد تختلف المؤيد لقولهم؟ ؟ ونترك له اإلجابة

مع األشاعرة في تصحيح الحديث أو تضعيفه وفي فهمه ، فهذا أمر يعود إليك إذا برهنت على ظاهره أو تأويله

، ولكن هل يصح أن ال تشير على ما تذهب إليه بالدليلإلى دليلهم من السنة النبوية بأدنى إشارة؟ !!!.

- ومن العجيب تأويل ابن أبي العز لهذا الحديث تأويال-- ، فقد قال رحمه الله: ]فإن حق الله تعالى على غريبا

، ويذكر فال أهل السماوات واألرض أن يطاع فال يعصى ، وتكون قوة الحب واإلنابة ، ويشكر فال يكفر ينسى

والتوكل والخشية والمراقبة والخوف والرجاء جمعيها

. 25/ 2يعلى: أبي البن الحنابلة انظر: طبقات[ ?]294 �180 �

... فأين الذي ال تقع منه إرادة تزاحم ، متوجهة اليه مراد الله وما يحبه منه؟ ومن الذي لم يصدر منه خالف ما خلق له ولو في وقت من األوقات؟ فلو وضع الرب سبحانه عدله على أهل سماواته وأرضه لعذبهم بعدله

- لهم[ - في[295]ولم يكن ظالما . فإن كان هذا ممكنا أهل األرض فكيف يمكن هذا في أهل السماء الذينه!م م"ر"

" 3ه" م"ا أ "ع ص!ون" الل قال سبحانه وتعالى فيهم ]ال ي[؟! ون" !ؤ م"ر! "ف ع"ل!ون" م"ا ي و"ي

[296]3ذ'ين" والذين قال فيهم: ]ف"ال[؟! م!ون"

" أ "س 3ه"ار' و"ه!م ال ي 3ي ل' و"الن 'الل "ه! ب �ح!ون" ل ب !س" �ك" ي ب ن د" ر" ع'ون"[297] 'ر! "ك ب ت "س �ك" ال ي ب ن د" ر" 3ذ'ين" ع' 'ن3 ال والذين قال فيهم ]إ

] ج!د!ون" "س "ه! ي "ه! و"ل �ح!ون ب !س" 'ه' و"ي "اد"ت ب ؟!!! وهل[298]ع"ن ع' تستطيع أن تفهم الحديث على غير ما فهمه عليه

األش�اعرة والبربهاري؟ !!!.

� أما مسألة التكليف بما ال يطاق فهي متفرعة5 ، فمن قال بجواز تعذيب المطيع وتنعيم عن التي قبلها

- - فإنه يقول كذلك بجواز تكليف العبد عقال العاصي عقال ، أما ، ويقول إن كل ذلك افتراض عقلي بما ال يطاق

، لألدلة الكثيرة على أن في الواقع فإن ذلك ال يكون ، وأن الله ال النعيم للمطيعين وأن العذاب للعاصين

- إال وسعها - يكلف نفسا - منه وكرما �cه الحمد ، فضال ، فلل. والمنة

. 2/662العز: أبي البن الطحاوية العقيدة شرح[ ?]295 .6 آية التحريم [ سورة?]296 .38 آية فصلت [ سورة?]297 .206 األعراف [ سورة?]298

�181 �

الموضوع التاسع: النبوات

قال الباحث:

]يختلف مذهب األشاعرة عن مذهب أهل- - بعيدا ، فهم السنة والجماعة في النبوات اختالفا

يقررون أن إرسال الرسل راجع للمشيئة المحضة ، ثم يقررون أنه ال �كما في الفقرة السابقة �

، … أما في دليل على صدق النبي إال المعجزة موضوع العصمة فينكرون صدور الذنب عن

- األنبياء ، ويؤولون اآليات واألحاديث الكثيرة تأويال]- 3فا - متكل فا . متعس�

وقال الباحث في هذا المبحث: ]والصوفية- - قرمطيا منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيرا

فيقولون: هو انتقاش العلم الفائض من العقل. الكلي في العقل الجزئي[

أقول:

� ليس في كالم الباحث في هذا الموضوع � كما1 في أكثر الموضوعات التي تناولها � سوى إشارات

، وأن مذهب ، مقرونة بالغمز واللمز لمذهب األشاعرة األشاعرة يختلف عن مذهب أهل السنة والجماعة

- - بعيدا ، دون أية إشارة لمذهب أهل السنة اختالفا ، ليتبين للقارئ هذا والجماعة في رأي الكاتب

، ودون أي دليل لما يتصور أنه مذهب ]االختالف البعيد[ ، ودون أي دليل نقلي أو عقلي أهل السنة والجماعة

. ينقض ما ذكره عن األشاعرة !! �182 �

� نقل الباحث عن األشاعرة أن إرسال الرسل2 ، فما الذي يعاب عليهم راجع للمشيئة اإللهية المحضة

في ه�ذا؟ ! أال تستحق المسألة أن يكتب فيها كليمات؟!!! .

األشاعرة ال يرون ما يراه كثير من الفالسفة أن ، إرسال الرسل من الحكمة الواجبة على الله تعالى

- عما يذهبون إليه في هذا المقام: ويقول اآلم'دي معبرا ]مذهب أهل الحق أن النبوات ليست واجبة أن تكون

، بل الكون وأن ال كون بالنسبة وال ممتنعة أن تكون ، وهما بالنظر إليه إلى ذاتها وإلى م!رج3حها سيان

. [299]سيان[

وهذا ال ينفي أن يكون إرسال الرسل باإلضافة إلى- على حكمة ، وفي هذا يقول المشيئة المحضة مشتمال

اآلمدي: ]ما ظهر من حكمة بعثة الرسل واألنبياء .[300]وتبليغهم ليس إال إصالح الخلق وتقويم نظامهم[

� نقل الباحث عن األشاعرة أنه ال دليل على3 ، فما الذي يعاب عليهم في صدق النبي إال المعجزة

. هذا؟ !

قد تقول إن بعض الصحابة رضي الله عنهم استدل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير

، فيقال إنه إذا استدل بما يرجع إلى ما عرف المعجزة- فهذا من صفاته التي أخبر بها األنبياء السابقون مثال

- على يرجع إلى المعجزة ، وكل ما صلح أن يكون دليال ، ألن غيره ممن نبوة نبي من األنبياء فهو معجزة له

ليس له مقام النبوة يعج'ز أن يكون له مثل ذلك. الدليل

. 318 لآلمدي: ص المرام غاية[ ?]299. 62 السابق: ص المصدر[ ?]300

�183 �

وبمثل قول األشاعرة يقول شيخ الحنابلة القاضي ، قال رحمه الله: ]وليس في العقل داللة تدل أبو يعلى

على صدق المدعي للرسالة على الله سوى المعجز[[301].

� نقل الباحث عن األشاعرة أنهم ينكرون صدور4 ، ويؤولون اآليات واألحاديث الواردة الذنب عن األنبياء

، فما الذي يثلج صدرك وتطمئن إليه نفسك؟  في ذلك ! أتريد أن تثبت بنصوص اآليات واألحاديث أن األنبياء

تصدر عنهم الذنوب؟ !!! وأن تأويل األشاعرة لتلك.  النصوص هو تأويل متعسف ومتكل3ف؟ !!!

ليتك � أيها الباحث المتحمس لمذهبك � ذكرت- لمذهبك - من تأويالت أوضح نص تراه مؤيدا ، وتأويال

- � في نظرك - وتكلفا األشاعرة هو أشد التأويالت تعسفا � ، لينظر فيه الناظرون هل هو من التأويالت المتعسفة

.  المتكلفة؟ !!!

ليتك � أيها الباحث� تعلم أن القول بصدور الذنب ، فليتك تنزه مقام أنبياء عن األنبياء هو مذهب اليهود

الله عليهم صلوات الله وسالمه عن اقتراف الذنوب ، وهو حقيقة بالمعنى الذي يتصوره عامة الناس

، وليتك تعلم أن حسنات األبرار سيئات المعاصي. المقربين !

� ذكر الباحث أن اإلمام الغزالي يفسر الوحي5- - قرمطيا ، وذلك بأنه انتقاش العلم الفائض من تفسيرا

- من الرسالة العقل الكلي في العقل الجزئي ، ناقال. اللدنية

فما الذي في هذه الرسالة؟ ؟ قال اإلمام الغزالي- علم األخبار ، فإن رحمه الله: ]ومن علم األصول أيضا

. 155 الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]301 �184 �

، النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب والعجم"ل' الله تعالى - يوحى إليه من ق'ب 3ما ، … فعلم! وكان معل

، ال ، وخطب جليل أخباره ومعرفة أحاديثه أمر عظيم يقدر أحد أن يحيط بعلم الكالم النبوي إال أن يهذب

، ويزيل االعوجاج عن قلبه نفسه بمتابعة الشارع. بتقويم شرع النبي صلى الله عليه وسلم[

وبعد أن تكلم الغزالي عن التعليم اإلنساني تكلم عن التعليم الرباني فقال:وهو على وجهين: األول إلقاء الوحي، وهو أن النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس

، وتقبل بوجهها الطبيعة ودرن الحرص واألمل الفانية ، وتعتمد ، وتتمسك بجود مبدعها على بارئها ومنشئها

، والله تعالى بحسن عنايته على إفادته وفيض نوره- - كليا - يقبل على تلك النفس إقباال ، وينظر إليها نظرا

- - إلهيا - ومن النفس الكلي قلما ، ، ويتخذ منها لوحا ،… ومصداق هذا قوله تعالى وينقش فيها جميع علومه

] "م! "ع ل !ن ت "ك "م ت 3م"ك" م"ا ل لنبيه صلى الله عليه وسلم ]و"ع"ل ،… فتقرر األمر عند العقالء أن العلم الغيبي [302]

، المتولد عن الوحي أقوى وأكمل من العلوم المكتسبة ، وأغلق وصار علم الوحي إرث األنبياء وحق الرسل

الله باب الوحي من عهد سيدنا محمد صلى الله عليه .[303]وسلم

فهل تجد في كالم الغزالي أنه فسر الوحي على غير معنى التعليم الرباني النازل من الله تبارك وتعالى

، ومنهم على قلب أنبيائه ورسله عليهم الصالة والسالم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أغلق الله

- من قوله تعالى باب الوحي من عهده ، وذلك أخذا[؟!! "م! "ع ل !ن ت "ك "م ت 3م"ك" م"ا ل . تعالى ]و"ع"ل

.113 آية النساء [ سورة?]302. 115 – 114 للغزالي: ص اللدنية الرسالة[ ?]303

�185 �

قد تختلف مع اإلمام الغزالي رحمه الله في ، والحقيقة هي أن استخدام المصطلحات الفلسفية

' نبيه صلوات الله وسالمه ' الله جل وعال وكالم في كالم"ة- عن ذلك كله ، ولكنك ال تستطيع أن تنسب عليه: غ!ن ي

. ، سامحه الله إليه ما نسبه إليه الباحث

�186 �

الموضوع العاشر: التحسين والتقبيح

قال الباحث:

]ينكر األشاعرة أن يكون للعقل والفطرة أي ، دور في الحكم على األشياء بالحسن والقبح

، … ومما ويقولون مرد ذلك إلى الشرع وحده يترتب عليه من األصول الفاسدة قولهم إن الشرع

، … ومثلوا لذلك قد يأتي بما هو قبيح في العقل. بذبح الحيوان فإنه إيالم له بال ذنب[

أقول:

� إن ما نسبه الباحث لألشاعرة في التحسين1!عقل أن ينكر والتقبيح هو غير ما يقولونه ، إذ هل ي

عاقل ما في الصدق واألمانة والعدل والنظافة من الحسن وما في الكذب والخيانة والظلم والقذارة

من القبح؟ !!!.

- من األمور يدرك اإلنسان العاقل ما فيها إن كثيرا من حسن أو قبح وإن كانت تفصيالتها الجزئية محل

، بحيث يستعصي على الناس إدراكها بالعقل اشتباه. والفطرة

إن األشاعرة يرون أن إدراك اإلنسان لحسن شيء أو قبحه ال يترتب عليه إيجاب وثواب أو تحريم وعقاب عند الله تعالى إال بعد ورود الشرع باألمر والنهي وهذا

.  ما لم ينتبه إليه الباحث

قال أبو منصور البغدادي: ]اعلموا أن العقول تدل … فأما األحكام على صحة الصحيح واستحالة المحال،

�187 �

الشرعية في الوجوب والحظر واإلباحة فطريق. [304]معرفتها ورود الخبر واألمر من الله تعالى[

وقال إمام الحرمين: ]العقل ال يدل على حسن!تلقى شيء وال قبحه في حكم التكليف ، وإنما ي

التحسين والتقبيح من موارد الشرع وم!وجب السمع[[305].

وقال فخر الدين الرازي: ]ال نزاع في أنا نعرف- - لطباعنا وبعضها منافرا بعقولنا كون بعض األشياء مالئما

- نعلم بعقولنا أن العلم صفة كمال…،  لطباعنا وأيضا ، إنما النزاع في أن كون بعض والجهل" صفة نقص

األفعال متعل3ق الذم في الدنيا والعقاب في اآلخرة وكون البعض اآلخر متعل3ق المدح في الدنيا والثواب في

اآلخرة: هل هو ألجل صفة عائدة إلى الفعل؟ أو ليس .[306]األمر كذلك بل هو محض حكم الشرع؟ [

وقال التفتازاني: ]وليس النزاع في الحسن والقبح وبالجملة كل ما…، بمعنى صفة الكمال والنقص

يستحق المدح أو الذم في نظر العقول ومجاري ، وإنما العادات فإن ذلك يدرك بالعقل ورد" الشرع! أو ال

، بمعنى النزاع في الحسن والقبح عند الله تعالى استحقاق فاعله في حكم الله تعالى المدح أو الذم

]- - والثواب أو العقاب آجال .[307]عاجال

وقال تاج الدين السبكي في جمع الجوامع في المقدمات: ]والحسن والقبح بمعنى مالءمة الطبع

. 203 – 202 البغدادي: ص منصور ألبي الدين أصول[ ?]304. 228 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]305. 246 الرازي: ص الدين لفخر األربعين كتاب[ ?]306. 4/282للتفتازاني: المقاصد شرح[ ?]307

�188 �

، وبمعنى ترتب ومنافرته وصفة الكمال والنقص: عقلي-: شرعي - والعقاب آجال - للمعتزلة[ الذم عاجال . ، خالفا

فانظر � أيها القارىء المنصف � إلى الفرق بين ما ، فإن يقوله األشاعرة وبين ما ينسبه الباحث إليهم

- - شاسعا . بينهما بونا

واعلم أن دليل األشاعرة هو قول الله تبارك وتعالى]- س!وال "ب ع"ث" ر" 3ى ن ت 'ين" ح" 3ا م!ع"ذ�ب !ن .[308]]و"م"ا ك

وبمثل قول األشاعرة يقول شيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى، قال رحمه الله: ]وال مجال للعقل في تحسين

نات والتقبيح شيء من cشيء من المحس .... وإنما يعلم ذلك من جهة الرسل ، المقبحات

.[309]الصادقين من قبل الله تعالى[

� نسب الباحث إلى األشاعرة أن الشرع قد يأتي2 ، دون محاولة فهم هذا القول بما هو قبيح في العقل

- من العقول التي لم وتفسيره . ومرادهم منه أن كثيرا- من تستضىء بنور الكتاب والسنة قد تستنكر كثيرا

، كمشروعية التيمم عند فقد الماء األحكام الشرعية ، وكتحريم وتحريم الربا وقليل الخمر وذبيحة المشرك

،وتحريم صنع التماثيل الذهب والحرير على الرجال ، وكتفضيل الرجل على المرأة في القوامة واتخاذها

، ووجوب الطاعة والميراث والشهادة وإباحة التعدد ، فال وقد تستقبح مجيء مثل هذه األحكام في الشرع

، والحكم في الشرع هو التفات لهذه األهواء النفسانية ، ال أن أن تذعن العقول وتنقاد لحكم الله ورسوله ، وهذا تلوى أعناق النصوص لتوافق أهواء الناس

. باإلجماع

. 15 اآلية ، اإلسراء سورة[ ?]308.21الدين: ص أصول في المعتمد[ ?]309

�189 �

وليس مراد األشاعرة أن األحكام الشرعية أو ، بل ذلك في كثير من بعضها قبيحة في حكم العقل

، أما العقول التي تدور في فلك األهواء والوساوس العقل المنصف المتجرد من الهوى المتلمس لوجوه- ورد في الشرع ، الحكمة فيستحيل أن يستقبح حكما

بل إما أن يظهر له بعض ما فيه من الحسن وإما أن ، أما أن يظهر له يتوقف لخفاء ذلك عليه واحتجابه عنه

، بل هو فيه خالف ذلك فهذا � بحمد الله � غير موجود. مستحيل

� نسب الباحث إلى األشاعرة أنهم مثلوا لما جاء3 ، في الشرع إباحته وهو قبيح في العقل بذبح الحيوان

. فإن الذبح إيالم له بال ذنب

وال يصح فهم المثال إال في ضوء فهم القاعدة ، وهي أن قبح ما أباح الشرع من ذبح المتقدمة

الحيوان لألكل إنما هو في عقول أهل األهواء ،ال في عقول أهل اإلنصاف وتلمس وجوه والوساوس

. الحكمة مع التجرد من الهوى

، حيث قال عن وأضيف هنا ما قاله إمام الحرمين اآلالم واللذات: ]فإذا وقعت من فعل الله تعالى فهي

!عترض عليه في حكمه منه حسن ، ، … ال ي واضطربت اآلراء على من لم يلتزم تفويض األمور إلى

.[310]الله تعالى[

وقال الشهرستاني: ]مذهب أهل الحق أن العقل ال يدل على حسن الشيء وقبحه في حكم التكليف من

]- - من األفعال تقبح الله شرعا . ثم قال: ]فإنا نرى كثيرا ، كإيالم البريء وإهالك الحرث والنسل منا وال تقبح منه

. 238 – 237 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]310 �190 �

، فإن نفس اإلغراق واإلهالك يحسن منه تعالى وال … .[311]، وذلك منا قبيح[  يقبح

. 380 – 379 ، 370 للشهرستاني: ص الكالم علم في اإلقدام نهاية[ ?]311 �191 �

الموضوع الحادي عشر: التأويل

قال الباحث:

]ومعناه المبتد"ع: صرف اللفظ عن ظاهره ، فهو بهذا الراجح إلى احتمال مرجوح لقرينة

. المعنى تحريف للكالم عن مواضعه[

ثم قال: ]وهو أصل منهجي من أصول وضرورته لمنهج عقيدتهم أصلها…،  األشاعرة

أنه لما تعارضت عندهم األصول العقلية التي- عن الشرع مع النصوص الشرعية قرروها بعيدا

، فوجدوا وقعوا في مأزق رد الكل أو أخذ الكل- من التعارض الذي اختلقته - عقليا في التأويل مهربا

، ولهذا قالوا إننا مضطرون للتأويل وإال أوهامهم-: ]فأي أوقعنا القرآن في التناقض[. وأضاف قائال

تناقض في كتاب الله يا مسلمون نضطر معه إلى. رد بعضه أو االعتراف لألعداء بتناقضه؟![

ثم قال: ]وهنا ال بد من زيادة التأكيد على أن مذهب السلف ال تأويل فيه لنص من النصوص

- ، وال يوجد نص واحد � ال في الشرعية إطالقا. الصفات وال غيرها � اضطر السلف إلى تأويله[

ثم قال: ]وإن تعجب فاعجب لهذه اللفظة ، النابية التي يستعملها األشاعرة مع النصوص

، فهل وهي أنها توهم التشبيه ولهذا وجب تأويلها في كتاب الله إيهام؟ ! أم إن العقول الكاسدة

. تتوهم والعقيدة ليست مجال توهم؟ ![

�192 �

ثم قال: ]أما دعوى أن اإلمام أحمد استثنى ثالثة أحاديث وقال ال بد من تأويلها فهي فرية عليه

. افتراها الغزالي في اإلحياء وفيصل التفرقة[

ثم قال: ]فلماذا يكون تأويل! األشاعرة لعلو الله � الذي تقطع به العقول والفطر والشرائع �

- وتأويل! الباطنية للبعث والحشر - وتوحيدا تنزيها- لظواهر - وردة؟ ! أليس كل منهما ردا كفرا

النصوص مع أن نصوص العلو أكثر وأشهر من. نصوص الحشر الجسماني ؟![

أقول:

يجيز األشاعرة صرف اللفظ عن ظاهره الراجح-1 إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن

، وهذا الدليل هو الذي قد يسمى عندهم ظاهره ، فأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فال "قرينة"

- يجوز ، أما "التأويل ، وهذا هو الذي يعد تحريفا الصحيح" الذي يشهد له دليل بالصحة فال شك في

، ومن االنحراف أن يطلق عليه لفظة وجوب قبوله"التحريف" .

واستمع إلى اإلمام الباقالني وهو يقول في معرض مناقشة المعتزلة والرد عليهم: ]وذلك أن هذا عدول

. . أي: فال يجوز [312]عن الظاهر إلى غيره بغير دليل[

وقال فخر الدين الرازي: ]إذا كان لفظ اآلية والخبر- في معنى فإنما يجوز لنا ترك ذلك الظاهر بدليل ظاهرا

- ولخرج منفصل ، وإال لخرج الكالم عن أن يكون مفيدا . ثم قال: ]صرف اللفظ القرآن عن أن يكون حجة[

. 178 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]312 �193 �

عن ظاهره إلى معناه المرجوح ال يجوز إال عند قيام. [313]الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع[

وقال تاج الدين السبكي في أوائل مباحث "الكتاب"!عنى به غير من جمع الجوامع: ]وال يجوز ورود … ما ي

. ثم قال في مبحث الظاهر والمؤول ظاهره إال بدليل[ ، من مباحث "الكتاب" : ]الظاهر ما دل داللة ظنية

، فإن والتأويل حمل الظاهر على المحتمل المرجوح-: ففاسد ح!مل لدليل: فصحيح !ظن دليال ، أو ال ، أو لما ي

. [314]، ال تأويل[  لشيء: فلعب

فانظر � رحمك الله � إلى تمسك األشاعرة بظاهر ، وإلى أن الخروج عن ظاهر اللفظ ما يدل عليه اللفظ

إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره ، ، وهو ما يطلقون عليه "التأويل الصحيح" محال ممتنع

- دون أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليال- فهو "التأويل الفاسد" ، أن يكون في حقيقة األمر دليال

وأما الخروج عن ظاهر اللفظ ال لدليل وال لشبهة دليل ، وهو الذي ، وليس من التأويل في شيء فهذا لعب

، يجب أن نطلق عليه أنه "تحريف للكالم عن مواضعه" فال تخلط � هداك الله � بين التأويل الصحيح وبين غيره

. من التأويل الفاسد والتحريف

- على التأويل الصحيح عند2 � وأضرب لك مثاالوا األشاعرة "س! ، قال الله تعالى في القرآن العظيم ]ن

] "ه!م ي "س' 3ه" ف"ن ، فتأتي كلمة النسيان في كالم [315]الل ، وتأتي بمعنى العرب بمعنى اآلفة وذهاب العلم

، ولذا كان هو ، واستعمالها بالمعنى األول أكثر الترك

. 235 ، 234 للرازي: ص التقديس أساس[ ?]313. 151 ، 131 الجوامع: ص جمع[ ?]314. 67 اآلية ، التوبة سورة[ ?]315

�194 �

]الظاهر الراجح[ من كلمة النسيان بصفة عامة وكان. المعنى الثاني هو ]االحتمال المرجوح[

[ العدول! عن "ه!م ي "س' ويتعين في قوله تعالى ]ف"ن تفسير النسيان بمعنى اآلفة وذهاب العلم إلى معنى

، والقرينة الصارفة استحالة المعنى األول على الترك- - ونقال - فألنه يستحيل على الله الله تعالى عقال ، أما عقال

، وأما تعالى أن يتصف بصفات النقص من اآلفة والعجز[ك" ب "ان" ر" - فألن الله سبحانه وتعالى يقول ] و"م"ا ك نقال

]- cا ي "س' ن د"[316]ن ل م!ه"ا ع' . ويقول سبحانه وتعالى ]ق"ال" ع'"ن س"ى[ �ي و"ال ي ب "ض'ل[ ر" "اب( ال ي 'ت �ي ف'ي ك ب ر"

[317].

فإن قلت إن هذا المعنى مفهوم وظاهر من السياق- ؛ فيقول لك األشاعرة: نعم ، إن هذا وليس هذا تأويال

، ال من مجرد المعنى هو المفهوم والظاهر من السياق ، ، وسمه ما شئت ، وهذا هو التأويل عندنا لفظ بعينه

ولكنك ال تستطيع أن تنفك عن صرف ذلك اللفظ عن- ، سواء في لغة العرب أو في المعنى األكثر استعماال

، وال تستطيع أن تقول إن لله تعالى كتاب الله تعالى- يليق به - حقيقيا . نسيانا

� واألوضح من هذا قول الله تعالى في الحديث3 ، القدسي للعبد يوم القيامة ]مرضت فلم تعدني[

- ، وليس المراد أن الله تعالى يتصف بالمرض قطعا- من عباد الله تعالى مرض ، وهو والمراد هو أن عبدا

. التفسير الذي جاء في الحديث نفسه

ويتعين في هذه اللفظة العدول عن تفسيرها بمعنى ، وهذا هو ، الستحالة هذا المعنى على الله تعالى اآلفة

. 64 اآلية ، مريم سورية[ ?]316. 52 اآلية ، طه سورة[ ?]317

�195 �

، وال تس�تطيع أن تقول إن لله التأويل عند األشاعرة- يليق به - حقيقيا . تعالى مرضا

وقد تقدم هذا مع أمثلة أخرى في الموضوع األول . وتذكر كيف الذي عنوانه ]مصدر التلقي[ فراجعه

فسر ابن تيمية رحمه الله الحديث بالمعنى الصحيح ، بخالف الظاهر المتبادر من الوارد في الحديث نفسه

" -" ويأبى لفظة "مرضت! ، ولكنه يس�مي هذا "تفسيرا!!! "- . تسميته "تأويال

ونحوذلك لفظة التردد الواردة في الحديث القدسي- الذي يقول فيه ربنا تبارك وتعالى ]من عادى لي وليا

، وما ترددت عن شيء أنا فاعله فقد آذنته بالحرب … ، يكره الموت وأنا أكره ترددي عن نفس المؤمن

.[318]مساءته[ فقد نقل ابن حجر في شرح الحديث تأويل"

الخطابي والكالباذي وابن الجوزي والكرماني لهذهف"هم لها عن ظاهر معنى التردد الفقرة األخيرة ، ، وصر

وذكر" بعض" ما قالوه في تأويل لفظ التردد الذي جاء. فيها

وال يخفى أن التردد عن الشيء هو الرجوع عنه ، والذي يقع له التردد هو الذي وإليه كرة بعد أخرى

، وال تشتبه عنده وجوه المصلحة بين الفعل والترك ، وهذه شك في أن هذا يستحيل على الله تعالى

االستحالة هي القرينة على صرف معنى لفظة التردد ، وهو أنه من هذا المعنى المحال إلى معنى آخر

سبحانه وتعالى يفعل ما تشبه صورته صورة فعل. ، أي إنه عبر عن صفة الفعل بصفة الذات المتردد

أحمد: اإلمام . ومسند التواضع باب ، الرقاق البخاري: كتاب صحيح[ ?]3186/256 .

�196 �

أما ابن أبي العز سامحه الله عند شرح قول الطحاوي ونحب أهل العدل واألمانة فقد ذكر الحديث

cن أنه يتردد ، ، ألن التردد تعارض إرادتين وقال: ]فبي وهو سبحانه يحب ما يحبه عبده المؤمن ويكره ما

، ، … وهو سبحانه قضى بالموت فهو يريد كونه يكرهه]...- . فسمى ذلك ترددا

أقول: فقوله ]فبين أنه يتردد[ إثبات لصفة التردد ، وقوله ]ألن التردد تعارض إرادتين[ تأكيد لله جل وعال ، أما قوله ]وهو يحب ما يحب عبده المؤمن إلثبات ذلك

... وهو سبحانه قضى بالموت فهو ، ويكره ما يكرهه-[ فهذا تفسير للفظة التردد يريد كونه فسمى ذلك ترددا

-[ بغير أصل معناها ، وهل ، ولذا قال ]فسمى ذلك ترددا . ومن الغريب أن التردد الوارد في هذا إال تأويل؟ !!!

، إذ يقول سبحانه ]وما الحديث هو التردد في الفعل ، فنقله إلى معنى ترددت عن شيء أنا فاعله …[

، وهو محبة ما يحبه عبده المؤمن وكراهية ما آخر ، ومع ذلك فإن هذا عند بعض الباحثين يكرهه

، بل وينكرون على ، ويأبون من كلمة ]تأويل[ ]تفسير[ ، وكأن المسألة مسألة اختالف في من يقول ذلك

. التسمية !

'م"ن ف'ي4 'ي[ ق!ل ل 3ب [ه"ا الن ي" "ا أ � قال الله تعالى ]ي

ى[ ر" "س !م م'ن" األ "ي د'يك .[319]أ

فما معنى كون األسرى في أيدي المؤمنين؟ وهل إذا طلب من المؤمنين أن يفتحوا أيديهم فإننا نجد األسرى فيها ؟؟! هذا ما يفهم من ظواهر األلفاظ

، ، وليس هذا هو المراد المقطوعة عن السياق

. 70 اآلية ، األنفال سورة[ ?]319 �197 �

، وهذا والمعنى هو أن األسرى تحت سيطرة المؤمنين]- . يسميه األشاعرة ]تأويال

!ع'يد!ه!5 !م3 ي ل ق" ث ! ال خ" "ب دأ 3ذ'ي ي � قال الله تعالى ]و"ه!و" ال"ي ه'[ "ه و"ن! ع"ل و"ه!و" أ

[320].

فهل يختلف خلق المخلوقات على الله سبحانه وتعالى سهولة وصعوبة حتى تكون اإلعادة أهون عليه

- من االبتداء ؟ ! تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا- ، فالكل عند الله تعالى ، وليس هذا هو المراد كبيرا

، ولكن كأنه يقول للناس: كيف هين وأيسر من اليسير تتعجبون من اإلعادة وتنكرونها وهي في عرفكم أهون

-[ من االبتداء؟ !! . . وهذا يسميه األشاعرة ]تأويال

� قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:6 ، فمن كان ، جعلهم الله تحت أيديكم ]إخوانكم خولكم

'س ه مما !ل ب أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل و"ل ي .[321]...[  ، يلب"س

فكيف نفهم قوله صلى الله عليه وسلم ]تحت وهل إذا نظرت!أيديكم[؟ أبظاهر هاتين اللفظتين؟

تحت يد السيد لوجدت جميع عبيده تحت يده؟ ! أو إن!ؤول بملك السيد للعبد ونفوذ تصرفه فيه؟ ! . المعنى ي

� قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]اللهم7 .[322]اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد[

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]المؤمن ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء[ يأكل في م'عى- واحد

. ، ومفرده م'عى-  . األمعاء جمع[323]

. 27 اآلية ، الروم سورة[ ?]320. الجاهلية أمر من المعاصي باب ، اإليمان البخاري: كتاب صحيح[ ?]321. 147 الحديث رقم ، المساجد مسلم: كتاب صحيح[ ?]322. واحد معى في يأكل المؤمن باب ، األطعمة البخاري: كتاب صحيح[ ?]323

�198 �

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]فعليكم ، وعضوا بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين

. [324]عليها بالنواجذ[

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ]عليكم .[325]بالدلجة فإن األرض تطوى بالليل[

وقال أنس رضي الله عنه : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة

، فلما كان اليوم الذي مات أضاء من المدينة كل شيء فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم من المدينة

. [326]كل شيء

فهل تفهم � أيها العاقل المستبصر � من ظواهر األلفاظ أن الخطيئة تغسل بالماء والثلج والبرد؟ ! وأن

الكافر يأكل في سبعة أمعاء بينما المؤمن يأكل في معى واحد؟ ! وهل تعض على السنة النبوية بنواجذك

التي تعض بها على اللقمة؟ ! وهل أضاءت المدينة المنورة يوم دخوله صلى الله عليه وسلم إليها إضاءة

. فإذا فهمت النهار وأظلمت يوم وفاته ظالم الليل؟ ! النصوص بغير ظواهر األلفاظ المقطوعة عن السياق

. فهذا هو ]التأويل[ عند األشاعرة

� قال رسول الله صلى عليه وسلم: ]عليكم بما8. [327]، فو الله ال يمل الله حتى تملوا[ تطيقون

؟ نعوذ بالله من أن "م"ل[ فهل الله سبحانه وتعالى ي فالملل من صفات! ! !يقول قائل إن الله يدركه الملل

. 4/126أحمد: اإلمام مسند[ ?]324 في باب أو ، الدلجة في الجهاد: باب كتاب ، 3/61داود: أبي سنن[ ?]325

. أخرى[ طبعة ]في السير سرعة. 268 ، 3/221أحمد: اإلمام مسند[ ?]326. أدومه الله إلى الدين أحب باب ، اإليمان البخاري: كتاب صحيح[ ?]327

�199 �

، وجل ربنا وتقدس عن أن يوصف بما المخلوقين. يختص به المخلوق من صفة

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: والمالل: ، وهو استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته

. ونقل عن اإلسماعيلي محال على الله تعالى باتفاق وجماعة من المحققين أنه إنما أطلق هذا على جهة

- ، ثم نقل عن القرطبي أنه المقابلة اللفظية مجازا قال: وجه مجازه أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن

- عبر عن ذلك بالمالل من باب تسمية يقطع العمل مالال. [328]الشيء باسم سببه

- يليق به ال ونعوذ بالله من أن يقول قائل إن لله' ملال- بأنه يثبت لله تبارك يشبه ملل المخلوقين ، متذرعا

وتعالى ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مع فهل يوصف الله تبارك وتعالى بصفة! !نفي التشبيه !

. !نقص ثم يقال ]مع نفي التشبيه[؟

� روى البخاري من طريق مسروق بن األجدع9 عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا

]- -؟ . فقال: ]أطولكن يدا !ح!وقا . فأخذوا قصبة أسرع بك ل- يذرعونها "هن يدا ، فعلمنا بعد! أنما ، فكانت … أطول

- به كانت طول" يدها الصدقة ، ، وكانت أسرع"نا لحوقا .[329] وكانت تحب الص�دقة

وروى مسلم من طريق عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: قال رسول الله صلى

]- - بي أطولكن يدا "ح"اقا . الله عليه وسلم: ]أسرعكن ل

. 1/102الباري: فتح[ ?]328 الصحيح. الشحيح صدقة فضل باب ، الزكاة البخاري: كتاب صحيح[ ?]329

. 286 – 3/285الباري: فتح طبعة في الحديث وانظر �200 �

- .قالت: فكانت قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا- زينب .[330]، ألنها كانت تعمل بيدها وتص3د3ق  أطولنا يدا

وروى الحاكم من طريق عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه

]- - بي أطولكن يدا . وسلم ألزواجه: ]أسرعكن لحوقا قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة

رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في ، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت ، نتطاول الجدار

، ولم تكن ، وكانت امرأة قصيرة زينب بنت جحش ، فعرفنا حينئذ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أطولنا

.[331] إنما أراد بطول اليد الصدقة

المعنى الظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم-[ أن الزوجة التي - بي أطولكن يدا ]أسرعكن لحوقا

أعطاها الله تعالى بسطة في الجسم وطول اليد هي- برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أسرع لحاقا

، ، فكانت أمهات المؤمنين يذرعن أيديهن بقصبة وفاته ، ليعلمن من منهن هي أو يمددن أيديهن في الجدار

- -؟ وبالتالي من منهن هي األسرع لحاقا األطول يدابالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ .

أليس هذا هو ما يدل عليه الحديث حسب ألفاظه؟ ! أليس هذا هو ما فهمته أمهات المؤمنين من

. الحديث؟ !!!

ثم لما توفيت زينب بنت جحش قبل غيرها وكانت- به صلى الله عليه وسلم؛ تبين لسائر األسرع" لحاقا

أمهات المؤمنين أن المراد من الحديث ليس هو ، فزينب امرأة المعنى الذي تبادر إلى أفهامهن

. 4/1907زينب: فضائل من ، الصحابة مسلم: فضائل صحيح[ ?]330.  بنحوه8/108سعد: ابن . طبقات 4/25للحاكم: المستدرك[ ?]331

�201 �

- قصيرة ، إال أنها كانت تحب ، ولم تكن أطولهن يدا- - الصدقة كثيرا "عا ، فكانت تعمل ، وكانت امرأة ص"نا ، فعلمن رضي الله عنهن أن المراد من بيدها وتتصدق

. طول اليد في الحديث كثرة الصدقة

فهل يمكن أن يأتي نص ويكون" معناه المراد منه هو. غير المعنى الظاهر؟ أترك الجواب ألرباب الح'ج"ى

� يتهم الباحث األشاعرة بأنهم قرروا األصول10- على - واحدا - عن الشرع ولم يذكر مثاال العقلية بعيدا

، فال يمكن أن ، ولم يأت بدليل على صحة قوله ذلك ، ولوال المطالبة بالدليل الدعى من شاء يقبل هذا منه

. ما شاء

� يتوهم الباحث أن التأويل ضروري لمذهب11 ، حيث إنه مهرب عقلي من التناقض الذي األشاعرة

اختلقته أوهامهم بين األصول العقلية والنصوص. الشرعية ! وليس كذلك

بل فهم النصوص الشرعية بدون تأويل الظواهر. التي ليست مرادة للشارع: أمر مستحيل

cه" "�ك'ن3 الل !وه!م و"ل !ل "ق ت "م ت مثال ذلك قوله تعالى ]ف"لم"ى[ cه" ر" "�ك'ن3 الل م"ي ت" و"ل 'ذ ر" م"ي ت" إ "ه!م و"م"ا ر" "ل ق"ت

. فقد[332][ أن يكون !وه!م !ل "ق ت "م ت نفى ربنا تبارك وتعالى بقوله ]ف"ل

، والظاهر المؤمنون قتلوا قتلى المشركين يوم بدر، فهل قتلوهم أو لم يقتلوهم؟ . المشاهد أنهم قتلوهم

إن قلت لم يقتلوهم خالفت الواقع المشاهد ، وإن قلت ، وهو أنهم قتلوهم والظاهر المحسوس

قتلوهم خالفت ظاهر ألفاظ اآلية الكريمة الذي أفاد. أنهم لم يقتلوهم ولكن الله تعالى هو الذي قتلهم

. 17 اآلية ، األنفال سورة[ ?]332 �202 �

[ أن م"ي ت" وقد نفى ربنا تبارك وتعالى بقوله ]و"م"ا ر" ، وأثبت بقوله يكون النبي صلى الله عليه وسلم رمى

[ أنه رمى م"ي ت" 'ذ ر" ، فهاتان كلمتان فيهما نفي ثم ]إ ، ، فإن قلت إنه لم يرم خالفت الواقع المشاهد إثبات

وهو أنه صلى الله عليه وسلم أخذ قبضة من التراب ، وخالفت ما أثبته الله فرمى بها في وجوه المشركين

] م"ي ت" 'ذ ر" ، وإن قلت إنه رمى خالفت تعالى قي قوله ]إ] م"ي ت" . ظاهر قوله تعالى ]و"م"ا ر"

وهنا تجد نفسك أنك ال تستطيع أن تفسر اآلية ، وأنه يجب فهمها الكريمة حسب ظواهر األلفاظ

، ولذا فقد قال ابن كثير رحمه الله في حسب السياق[: أي "ه!م "ل 3ه" ق"ت "ك'ن3 الل !وه!م و"ل !ل "ق ت "م ت تفسير قوله تعالى ]ف"ل ليس بحولكم وقوتكم قتلتم أعداءكم … بل هو الذي

. وقال في تفسيرقوله أظفركم بهم ونصركم عليهم"هم "ت "ب cغ ذلك إليهم وك [: أي هو الذي بل م"ي ت" تعالى ]و"م"ا ر"

. [333]بها ال أنت

- من - عقليا فالتأويل عند األشاعرة ليس مهربا التعارض بين األصول العقلية والنصوص الشرعية أو ظواهرها إذا ف!همت النصوص في ظل السياق الذي

، حسب المعهود من أساليب العرب في وردت فيه ، ولكنه لدرء التعارض بين األحكام كالمهم ومخاطباتهم

العقلية القطعية وظواهر بعض ألفاظ النصوص إذا ف!همت تلك األلفاظ مبتورة عن السياق الذي وردت

، وعن المعاني والصور البالغية التي اشتملت عليها فيه. النصوص

[ على أن لله "ه!م ي "س' فاالحتجاج بقوله تعالى ]ف"ن- يليق به: مرفوض ، واالحتجاج بقوله تعالى في نسيانا

.17: اآلية ، األنفال سورة تفسير: كثير البن العظيم القرآن تفسير[ ?]333 �203 �

- يليق به: [ على أن لله مرضا الحديث القدسي ]مرضت! ، واالحتجاج بقوله تعالى في الحديث القدسي مرفوض

- وإن أتاني - تقربت منه باعا ]وإن تقرب إلي ذراعا ، يمشي أتيته هرولة[ على قرب المسافة: مرفوض

- وهرولة يليقان به: وكذا االحتجاج به على أن لله مشيا ، وذلك ألن الظواهر من األلفاظ المبتورة عن مرفوض

، بل المراد من سياقها ليس هو المراد من النصوص ، النصوص هو ما يظهر من معانيها في ظل سياقاتها

، والذي وفي ظل الصور البالغية التي اشتملت عليها ، وذلك يؤول هو ظواهر األلفاظ المبتورة عن السياق

"مة ، واألحكام ألنها تتناقض مع النصوص الثابتة الم!ح ك. العقلية القطعية

'ل"ى12 س!ول' و"إ 'ل"ى الر3 د[وه! إ "و ر" � قال الله تعالى ] و"ل ] "ه! م'ن ه!م 'ط!ون "ن ب ت "س 3ذ'ين" ي 'م"ه! ال "ع"ل "م ر' م'ن ه!م ل !ول'ي األ . [334]أ

، وإنباط الماء هو استخراجه من باطن أي يستخرجونه ، فكأنه ال بد من الغوص في أعماق المعاني األرض

،ومن هنا كان تفاوت العلماء الستخراج المعنى المراد. في دقة االستنباط والوقوف على المعنى المراد

'م"ه! الذين "ع"ل وتدبر حيث لم يقل الله تعالى ل"ه! يسمعونه منهم 'ط!ون "ن ب ت "س 3ذ'ين" ي 'م"ه! ال "ع"ل ، وإنما قال ]ل

] . م'ن ه!م

، والله تبارك  � القرآن الكريم ليس فيه تناقض13ن د' "ان" م'ن ع' "و ك آن" و"ل ون" ال ق!ر 3ر! "د"ب "ت "ف"ال ي وتعالى يقول: ]أ

]- 'يرا "ث - ك 'الفا ت "و"ج"د!وا ف'يه' اخ 3ه' ل غ"ي ر' الل[335].

والذي ينفي صحة التأويل بإطالق يلزم من قوله ، كما في اآلية هذا أن يكون في القرآن تناقض

. 83 اآلية ، النساء سورة[ ?]334. 82 اآلية ، النساء سورة[ ?]335

�204 �

] م"ي ت" 'ذ ر" م"ي ت" إ ، فتعcين على من يقول السابقة: ]و"م"ا ر" بنفي التناقض عن القرآن أن يفهمه بطريقة ]التأويل

. ، ال بدعوى نفاة التأويل الصحيح[

� ادcعى الباحث أن مذهب السلف ال تأويل فيه14- ، وهذا تسرع في لنص من النصوص الشرعية إطالقا

. ، وهو كالم منقوض النفي

فمما ينقضه ما رواه البخاري رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال النبي صلى الله

عليه وسلم يوم األحزاب: ]ال يصلين أحد العصر إال في ، . فأدرك بعضهم العصر في الطريق بني قريظة[

. وقال بعضهم: بل فقال بعضهم: ال نصلي حتى نأتيها . ف!ذ'كر ذلك للنبي صلى الله ، لم يرد منا ذلك نصلي

- منهم  عليه وسلم cف واحدا . فقد أخذت[336]، فلم يعن الطائفة األولى بظاهر النص الذي ينهى عن صالة

، وأولت الطائفة العصر ذلك اليوم إال في بني قريظة ، وقالوا ]لم الثانية النهي بما يخرج النص عن ظاهره

، وكأنهم تأولوه على معنى اإلسراع في يرد منا ذلك[ ، فهل كان صرفهم للنص عن التوجه إلى بني قريظة

-[؟ وانظر كيف كانت قرينة الحال ظاهره إال ]تأويال الدالة على معنى اإلسراع كافية في جعل ذلك التأويل

، وانظر كيف أقر النبي من باب ]التأويل الصحيح[ صلى الله عليه وسلم كلتا الطائفتين ولم يعنف واحدة

.  منهما

، ومما ينقضه ما رواه هناد بن السري رحمه الله ، عن ، عن ابن أبي نجيح ، عن سفيان قال: حدثنا وكيع

ق!ه!م "ه!م ر'ز مجاهد أنه قال في تفسير قوله تعالى ] و"ل

من وسلم الله صلى النبي مرجع باب ، المغازي البخاري: كتاب صحيح[ ?]336. قريظة بني إلى ومخرجه األحزاب

�205 �

]- cا ي ة- و"ع"ش' !ك ر" ف'يه"ا ب : ]ليس فيها بكرة وال[337]

،ولكن يؤتون به على الذي يحبون من البكرة عشي . ومجاهد هو أحد أئمة التابعين وأحد[338]والعشي[

، ولم ينفرد اآلخذين عن ابن عباس رضي الله عنهما. بهذا التأويل

� العلماء الذين ورد عنهم التأويل جماعة15 ، ، ومنهم الشافعي وأحمد والبخاري رحمهم الله كبيرة

وال يستطيع أحد أن يتهمهم بأنهم على غير طريقة. السلف

!عرف - ي قال الشافعي عن القرآن : وأن منه ظاهرا .[339] في سياقه أنه يراد به غير ظاهره

- عن اإلمام أحمد إن شاء الله تعالى وسيأتي قريبا. أنه أوcل بعض النصوص

ونقل عن الحافظ الثقة حماد بن زيد المتوفى سنة ه�( رحمه الله أنه فسر حديث ]ينزل الله تعالى179)

. [340]كل ليلة إلى سماء الدنيا …[ بقوله : نزوله إقباله

وأما البخاري فقد قال : وقال بعضهم إن أكثر مغاليط الناس من هذه األوجه الذين لم يعرفوا المجاز

، … فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل من التحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس ]وجدته

.62 آية مريم [ سورة?]337 عن آخر وجه [ من16/102] جرير ابن ورواه ، 1/72لهناد: الزهد[ ?]338

. وإسناد 62 اآلية ، مريم سورة في هي . واآلية نحوه به الثوري سفيان ابن . وروى 4/278للسيوطي: المنثور . وانظر: الدر صحيح األثر هذا

. السلف من جماعة عن المعنى نحوهذا جرير. 52 الشافعي: ص لإلمام لرسالة[ ا?]339 يأتيهم أن إال ينظرون هل باب ، 572 للبيهقي: ص والصفات األسماء[ ?]340

. الله �206 �

]- ، وتحقيقه أن ، وهو الذي يجوز فيما بين الناس بحرا .[341]مشيه حسن

كما أو3ل" الضحك الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم ]فيضحك الله تبارك وتعالى منه[ فقال: معنى

.[342]الضحك فيه الرحمة

وقد بين اإلمام الشافعي رحمة الله عليه في النص- أن في القرآن الكريم ما له ظاهر ويراد المنقول آنفا

، وأن معرفة المراد تكون بالنظر في به غير ظاهره-[ السياق . ، وهذا يسميه األشاعرة ]تأويال

وتفريق اإلمام البخاري بين مجاز القول وتحقيقه وتفسيره للحديث بما يخرجه عن المعنى الظاهر من

. لفظة البحر هو نوع من ]التأويل[

� ومن الغريب أن ابن تيمية رحمه الله ال16 ، فقد قال: ووصف" يستنكر التأويل في بعض المواطن

"د"اه! "ل ي الله تعالى نفسه ببسط اليدين فقال ]ب ] "ان' ، ووصف" بعض خلقه ببسط اليد في [343]م"ب س!وط"ت

"س ط'[ !ل3 ال ب "ب س!ط ه"ا ك " ت ، … وإذا كان [344]قوله ]و"ال المراد بالبسط اإلعطاء والجود فليس إعطاء الله

كإعطاء خلقه وال جوده كجودهم.

وإذا جاز تفسير بسط اليدين باإلعطاءأقول:. والجود فهذا هو ]التأويل[ عند األشاعرة

� إذا وجدنا األشاعرة أو بعض األشاعرة17 يقولون عن بعض النصوص ]إنها توهم التشبيه ولهذا

وجب تأويلها[ ؛ فينبغي أن ال نتسرع بحمل هذا الكالم

. 109 للبخاري: ص الجهمية على والرد العباد أفعال خلق[ ?]341. الصورة في ذكر ما باب ، 378 للبيهقي: ص والصفات انظر: األسماء[ ?]342 .64 آية المائدة [ سورة?]343 .29 آية اإلسراء [ سورة?]344

�207 �

، واإلقذاع لهم بالقول عما لم على معنى لم يقصدوه ، بل الواجب هو تفهمه في ضوء سائر كالمهم يعتقدوه

. ومرامهم

ومعناه هو أن تلك النصوص إذا فسرت حسب معاني األلفاظ مقطوعة عن سياقها فإنها توهم

، وخاصة في أذهان الداخلين في اإلسالم من التشبيه غير العرب الذين قد تترجم لهم النصوص ترجمة

، أو في أذهان من سار على هذه الطريقة في حرفية ، ولذا فإنها تفسر حسب أساليب العرب البلغاء الفهم

، وبما يتفق مع الحقائق العقلية القطعية في البيان ، ال حسب تجميع معاني والنصوص الم!ح كمة الشرعية

. المفردات

� زعم الباحث أن أبا حامد الغزالي رحمه الله18 ، إذ ادcعى أن اإلمام افترى على اإلمام أحمد رحمه الله

، وهو أحمد استثنى ثالثة أحاديث وقال ال بد من تأويلها. ، بل وينقضه الدليل زعم ينقصه الدليل

والذي ينقضه هو أن اإلمام أحمد رحمه الله تعالىقد ثبت عنه أنه أول بعض النصوص:

فمن ذلك ما رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو ابن السماك عن حنبل أن أحمد ابن حنبل تأول

[ك" [ ب ، ثم  أنه جاء ثوابه[345]قول الله تعالى ]و"ج"اء" ر". [346] قال البيهقي: وهذا إسناد ال غبار عليه

.22 آية الفجر [ سورة?]345 . أحمد اإلمام ترجمة في ، 10/370كثير: البن والنهاية انظر: البداية[ ?]346

حنبل من سمع ، الله عبد بنا أحمد بن عثمان السماك: هو ابن عمرو أبو ]. ثقة وهو ، (ه�344) سنة توفي ، وغيره الحاكم منه وسمع ، وغيره

حنبل: هو بن إسحاق بن . حنبل[  445 – 15/444النبالء: أعالم سير وهو ،(ه�273) سنة توفي ، أصحابه خاصة ومن ، أحمد اإلمام عم ابن.  [52 – 13/51النبالء: أعالم . ]سير ثقة

�208 �

ومن ذلك ما روي عنه أنه أوcل الحديث النبوي الذي فيه ]تجيء يوم القيامة سورة البقرة[ فقال: إنما هو

.[347] الث�واب'ال3 ومن ذلك ما روي عنه في تفسير قوله تعالى ] إ

3ه[ "ه!م! الل 'ي ت"أ "ن ي ، قال: المراد به قدرته [348]أ

.[349] وأمره

ومن ذلك قوله في حديث ]إن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب فيأتي صاحبه فيقول هل

، . قال اإلمام أحمد: ]كالم الله ال يجيء تعرفني ؟ ...[ ، وإنما معنى أن القرآن وال يتغير من حال إلى حال

. وهذا إن ثبتت[350]يجيء إنما يجيء ثواب القرآن[ . نسبته إليه

� يتساءل الباحث لم يكون تأويل األشاعرة19- وتأويل الباطنية - وتوحيدا لعلو الله تبارك وتعالى تن�زيها

- وردة؟ للبعث والحشر كفرا

لقد أثبت الله تبارك وتعالى العلو لنفسه فقال ] ، فأثبت األشاعرة له العلو [351]] و"ه!و" ال ع"ل'ي[ ال ع"ظ'يم!

، أي ليس فوقه فيما يجب له من صفات المطلق ، وينفون ، بل وال يشاركه في ذلك أحد الكمال أحد

تفسير العلو بما يشبه علو جسم على جسم وكل3

وتمرد[ للخالل شبه من شبه ]دفع على تعليقه في الكوثري عزاه[ ?]347 من . والمطبوع أحمد اإلمام عمه ابن عن إسحاق بن حنبل عن بسنده ، أحمد عن الحكاية هذه فيه أجد ولم ، شطره هو ]السنة[ للخالل كتاب

. المخطوط الشطر في فلعلها .210 آية البقرة [ سورة?]348 يعلى أبي للقاضي والصفات األسماء على تعليقه في الكوثري عزاه[ ?]349

يغني صحيح بسند عنه المنقول األول . والنص 563 أحمد: ص اإلمام عن. وإسناديهما اآلخرين النصين من التثبت يتم حتى بعده عما

.145 أحمد: ص لإلمام المنسوب والزنادقة الجهمية على الرد[ ?]350 .4 آية الشورى سورة وفي ،255 آية البقرة سورة في مرتين [ كررت?]351

�209 �

، كقول القائل إن من على رأس اللوازم المترتبة عليه ، أي وكلما الجبل أقرب إلى الله ممن في بطن الوادي

صعد اإلنسان إلى األعلى صعود" أجسام ومسافات صار ، وهذا التصور عن العلو هو الذي حكاه ربنا أقرب

"ا ع"و ن! ي تبارك وتعالى عن فرعون بقوله: ]و"ق"ال" ف'ر "اب" ب س

" "اب" * أ ب "س !غ! األ "ب ل "ع"ل�ي أ - ل حا ه"ام"ان! اب ن' ل'ي ص"ر "ه' م!وس"ى[ 'ل 'ل"ى إ 'ع" إ ط3ل

" م"او"ات' ف"أ . فالجمع بين[352]الس3 النصوص جعل األشاعرة يؤولون العلو3 بما ليس من

، ثم إن العقل ينفي جنس علو جسم على جسم ، كما ينفي مماثلة الله تعالى للمخلوقين في الصفات

، ويعترف بعد ذلك بعجزه عن المماثلة في الذات ، فالله تعالى هو العلي إدراك حقيقة الذات والصفات

. كما ينبغي له سبحانه

أما تأويل الباطنية للبعث والحشر فهو ادعاؤهم أن ، أي فال اإلنسان إذا مات فال يمكن أن يعاد مرة أخرى

، ويقولون إن المراد بعث وال حشر وال حساب وال جزاء من نصوص الوحي المشتملة على ذلك إنما يراد بها

، وأن نعيم تصورات اإلنسان بأنه يحاسب على أفعاله ، الجنة هو مشاعر الفرح والسرور بما قدم من إحسان وأن عذاب جهنم هو مشاعر الحزن والغم بما قدم من

إساءة!!! فهل أولوا نصوص الوحي المشتملة على ذلك للجمع بينها وبين نصوص أخرى؟!!! أو أولوا تلك النصوص لداللة عقلية على استحالة وقوعها؟ !!! ال

، وليس بأيديهم سوى شيء عندهم ال في هذا وال ذاك ، ومقابلة دالالت النصوص الجلية العناد واالستكبار

- على جواز وقوع باإلنكار ، بل الدالئل العقلية تدل قطعا ، وهو ما أكدته نصوص الوحي المعاد والحشر والجزاء

، فهو جائز الوقوع من حيث الدليل العقلي القطعية. 36�37 اآليتان غافر سورة[ ?]352

�210 �

- بعد قبل ورود النصوص - وقطعا ، وثابت وواقع جزما ورود نصوص الوحي التي أثبتت وقوعه بنصوص ال

-[ تحتمل التأويل - فاسدا . فليس تأويل الباطنية إال ]تأويال. ، بل وال شبهة دليل ال يستند إلى دليل أو قرينة

فكيف يصح تشبيه هذا التأويل الفاسد بذلك التأويل. الصحيح؟ !!!

� هنالك شبهة في موضوع التأويل أثارها ابن20 ، تيمية رحمه الله وطالما رددها بعض من جاؤوا بعده

تلك هي قوله: ]والله! سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كالمه الذي وصف به نفسه ال يظهر منه إال ما

.[ 353]هو كفر أو ضالل[

، وخالصته أن كالم الله وقد تقدم ما فيه الجواب تعالى الذي وصف به نفسه يستحيل أن يكون ظاهره

ما هو كفر أو ضالل إذا ف!هم في ظل السياق الذي ورد ، حسب المعهود من أساليب العرب في كالمهم فيه

، وأنه ال يكون ظاهره كذلك إال إذا أخذت ومخاطباتهم- عن المعاني من األلفاظ المبتورة عن السياق ، بعيدا

. المعهود من أساليب العرب

هذا وقد أطلت في موضوع التأويل بعض اإلطالة ، وألن فهمه � بوضوح � يعين في لمزيد إيضاحه وتجليته

. فهم عدد من الموضوعات األخرى

ولعل من المفيد أن أنقل هنا قول ابن تيمية رحمه ، فقد قال: ]وأما الله عن التأويل المذموم الباطل

التأويل المذموم والباطل فهو تأويل أهل التحريف والبدع الذين يتأولونه على غير تأويله ويدcعون صرف اللفظ عن مدلوله إلى غير مدلوله بغير دليل يوجب

. 47 تيمية: ص البن التدمرية الرسالة[ ?]353 �211 �

. فعليك ايها الباحث أن تعض على قوله هذا [354]ذلك[ . ،وتدبر قوله ]بغير دليل يوجب ذلك[ بنواجذك

� استخدم ابن تيمية التأويل مع بعض النصوص21 ، فقد قال في معرض الواردة عند أهل الكتاب

مناقشته للنصارى القائلين إن عيسى هو ابن الله: ]لفظ االبن يعبر به عمن هو ولد الوالدة المعروفة

- في وجوده ، كما يقال ابن ويعبر به عمن كان هو سببا ، فإنه لما جاء من جهة السبيل لمن ولدته الطريق

، ويقال لبعض الطير ابن الطريق جعل كأنه ولده ، ويقال كونوا من أبناء ، ألنه يجيء من جهة الماء الماء

، وهذا اللفظ ... اآلخرة وال تكونوا من أبناء الدنيا موجود في الكتب التي بأيدي أهل الكتاب في حق

، كما ذكروا أن المسيح الصالحين الذين يحبهم الله ، وفي التوراة أن الله قال أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ، ونحوذلك مما يراد به إذا قال ليعقوب أنت ابني بكري

- معنى صحيح ، ، وهو المحبة له واالصطفاء كان صحيحا- عند األنبياء عليهم السالم ومن وكان المعنى مفهوما

، فصار كثير من ، وهو من األلفاظ المتشابهة يخاطبونه . فتدبر قوله[355]اتباعهم يريدون به المعنى الباطل[

- معنى صحيح ، ]ونحوذلك مما يراد به إذا كان صحيحا. وهو المحبة واالصطفاء[

وتفسير كلمة ]االبن[ على معنى المحبة واالصطفاء ، ألن المعنى الظاهر منها هو معنى البنوة ]تأويل[

، وليست المعاني المعروف في قولك فالن بن فالن األخرى التي يحمل عليها ابن السبيل وابن الماء وأبناء

، اآلخرة مساوية في الظهور لمعنى البنوة المعروف

. 71 التدمرية: ص الرسالة[ ?]354 المدني مطبعة ، 346/ 2المسيح: دين بدcل لمن الصحيح الجواب[ ?]355

.  م1964 ه�/ 1383 ، بالقاهرة �212 �

- في نحوقولك فالن بل وال مقاربة له ، بل ال تجيء أصال ، فاعجب ممن يجعل لفظة االبن من المتشابه بن فالن

. أو المشترك

وإذا كان تفسير ]أنت ابني بكري[ على معنى- ؛ وإذا كان تأكيد المعنى بقوله المحبة واالصطفاء سائغا عنه إنه االبن البكر ال يمنع من ذلك التفسير ؛ ففي هذا

داللة على إن إت باع اللفظ بما يؤكده ليس بمانع � عند ابن تيمية رحمه الله � من مثل ذلك التفسير الذي

.  يصرف المعنى الظاهر إلى غيره لدليل

هذا ولم يتعرض ابن تيمية لتفسير كلمة ]أبي وأبيكم[ في النص الذي نقله عن أهل الكتاب كما فعل

، وهل يستطيع أن يفسرها بغير مع لفظة ]االبن[ صرفها عن معناها الظاهر من معنى األبوة الستحالته

. على الله تعالى؟ !! وهل هذا إال ]تأويل[ ؟ !!

�213 �

الموضوع الثاني عشر: السمعيات

قال الباحث:

]يقسم األشاعرة أصول العقيدة بحسب مصدرالتلقي إلى ثالثة أقسام:

، وهو معظم قسم مصدره العقل وحده وهذا القسم هو…،  ، ومنه باب الصفات األبواب

ما يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي. عندهم

- ، ، كالرؤية وقسم مصدره العقل والنقل معا وهذا القسم هو ما يحكم العقل بجوازه…

- أو بمعاضدة الوحي . استقالال

، ، وهو السمعيات وقسم مصدره النقل وحده ، كعذاب القبر أي المغيبات من أمور اآلخرة

، وهو عندهم ما ال يحكم العقل والصراط والميزان باستحالته لكن لو لم يرد به الوحي لم يستطع

- فهذه األمور الغيبية…،  العقل إدراكه منفردا ، لكننا نخالفهم في المأخذ نتفق معهم على إثباتها

، فهم يقولون عند ذكر أي أمر منها والمصدر نؤمن به ألن العقل ال يحكم باستحالته وألن الشرع

- جاء به ، أما في مذهب أهل ، ويكررون ذلك دائما السنة والجماعة فال منافاة بين العقل والنقل

]- . أصال

ثم قال الباحث: ]وليس هناك أصل من أصول- ، كما أنه ليس العقيدة يستقل العقل بإثباته أبدا

]- . هناك أصل منها ال يستطيع العقل إثباته أبدا

�214 �

أقول :

� نسب الباحث إلى األشاعرة أن القسم األول1 من أقسام أصول العقيدة � وهو ما يشمل صفات الله

تعالى ومعظم أبواب االعتقاد � مصدره عندهم العقل وحده !!! وكأنه يوحي للقارئ أن تلك األبواب من

!تلقى � عند األشاعرة � من العقل أصول العقيدة ت. . وهذا ليس بصحيح دون النقل!!!

قال اإلمام البيهقي رحمه الله:]فصفات ذاته ما ، ، وهي على قسمين يستحقه فيما لم يزل وال يزال

أحدهما عقلي، واآلخرسمعي، فالعقلي ما كان طريق ... وأما ، إثباته أدلة العقول مع ورود السمع به

السمعي فهو ما كان طريق إثباته الكتاب والسنة فقط[[356] .

أفيظن عاقل عنده م!سكة من عقل أن األدلة على وجود الله تعالى وحياته وعلمه وإرادته وقدرته وسمعه وبصره هي أدلة عقلية فقط وليست عقلية ونقلية؟ !!!

، فالعقل يدل على ذلك وآيات القرآن تدل عليه ، وال يشك والدالئل متضافرة على إثبات تلك العقائد

. ، واألشاعرة ال يقولون بخالفه في هذا عاقل متدبر

لكن ما الذي يقوله األشاعرة في هذا؟ لنأخذ علىسبيل المثال ما يقوله إمام الحرمين:

قال إمام الحرمين: ]أصول العقائد تنقسم إلى ما- - وال يسوغ تقدير إدراكه سمعا !درك عقال ، وإلى ما ي

- - وال يتقدر إدراكه عقال !درك سمعا ، وإلى ما يجوز ي- - وعقال - فكل إدراكه سمعا ، فأما ما ال يدرك إال عقال

قاعدة في الدين تتقدم على العلم بكالم الله تعالى- ، إذ السمعيات تستند إلى ووجوب' اتصافه بكونه صدقا

. 31 للبيهقي: ص االعتقاد[ ?]356 �215 �

!ه في الترتيب ثبوت" كالم الله تعالى ، وما يسبق ثبوت- فيستحيل أن يكون مدركه السمع[ .[357]الكالم وجوبا

cن إمام الحرمين رحمه الله أن القسم األول لقد بي من أقسام أصول العقيدة عند األشاعرة هو ما يدرك

- - وال يسوغ تقدير إدراكه سمعا ، يعني أنه يستدل عقال ، وال عليه باألدلة العقلية التي يحتج بها على المخالف

، ولم يصح أن نقدر أنه يستدل عليه باألدلة السمعية]- - وال يدرك سمعا . وبينهما فرق يقل ]هو ما يدرك عقال

. واضح

- على الله - عطل عقله فلم يجد دليال تصور إنسانا- على أن تبارك وتعالى وصفات كماله ، ولم يجد دليال

، ثم أقر بوجود الله وبصفاته وبأن القرآن كالم الله ، أفيسمى القرآن كالم الله ألنه وجد ذلك في القرآن

- بدليل؟ !!! أليست تلك األصول - متمسكا مثل هذا مؤمنا االعتقادية مما يجب أن يكون مدركها العقل؟ !!! فإذا

أثبتها العاقل المتدبر بالدالئل العقلية فإنه يستشهد ، وهذا معنى عليها بعد ذلك بالدالئل السمعية القرآنية

!ه في الترتيب ثبوت" قول إمام الحرمين ]وما يسبق ثبوت- فيستحيل أن يكون مدركه السمع[ . الكالم وجوبا

� نسب الباحث إلى األشاعرة أن هذا القسم األول2 هو ما يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي

، فما أدري وجه الغرابة في هذا؟ أال يحكم عندهم العقل السليم بأن الله تعالى واجب الوجود وأنه العليم

الحكيم السميع البصيرالذي ليس كمثله شيء باألدلة. العقلية قبل ورود األدلة السمعية بذلك؟ !!!

القسم في العبارة صواب . ولعل 301 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]357- إدراكه تقدير يجوز ما " وإلى هكذا الثالث -". سمعا وعقال

�216 �

وإلى نحوهذا يشير كالم ابن تيمية رحمه الله إذ- - واجبا يقول: ]فال بد في آخر األمر من أن يثبت موجودا

- - بصفات تميزه عن غيره قديما ، وال يكون فيها ، متصفا- لخلقه[ .[358]مماثال

� نسب الباحث إلى األشاعرة أن من القسم3- مسألة الرؤية ، أي الذي مصدره العقل والنقل معا3هم تبارك وتعالى في اآلخرة ، فهل رؤية المؤمنين رب

!ستدل على الرؤية باألدلة العقلية ؟!!! . ي- قال إمام الحرمين : ]وأما ما يجوز إدراكه عقال

- فهو… ، ، ونظير هذا القسم إثبات جواز الرؤية وسمعا … فأما كون الرؤية ووقوعها فطريق ثبوتها الوعد

.[359]الصدق والقول الحق[

أي : فأما إثبات جواز الرؤية فهو � عند األشاعرة � ، وإما إثبات وقوع الرؤية وتحققها في بالعقل والنقل

، ألن العقل ال يحكم بوجوب كون اآلخرة فهو بالنقل ، فالمسألة في شقها األول الرؤية واستحالة عدمها

، وفي شقها الثاني سمعية. والباحث � عقلية وسمعية. سامحه الله � ال ينتبه لمثل هذه الفروق

وإلى نحو هذا يشير كالم ابن تيمية رحمه الله إذ . أي:[360]يقول: ]وكذلك إمكان الرؤية يثبت بالعقل[

فالرؤية � من حيث هي ممكنة غير مستحيلة � فهذا ، أما حصول الرؤية يكون إثباته بالدليل العقلي

، ووقوعها للمؤمنين فهذا ال يكون إثباته بالدليل العقلي. بل باألدلة السمعية

. 28 تيمية: ص البن التدمرية الرسالة[ ?]358. 302 – 301 الحرمين: ص إلمام اإلرشاد[ ?]359 .96 التدمرية: ص الرسالة[ ?]360

�217 �

� يتفق الباحث مع األشاعرة على إثبات تلك4 ، ، أي السمعيات التي ثبتت بالنقل األمور الغيبية

، لكنه يخالفهم � على كعذاب القبر والصراط والميزان ، ونقل عنهم أنهم ما يقول � في المأخذ والمصدر

يقولون عند ذكر أي أمر منها نؤمن به ألن العقل ال ، أما في مذهبه � يحكم باستحالته وألن الشرع جاء به

الذي ينقله عن أهل السنة والجماعة � فيقول إنه ال- . فما الفرق بين منافاة بين العقل والنقل أصال

. المذهبين؟ !!!

لم يقل األشاعرة بوجود منافاة بين ما يحكم به العقل على سبيل القطع وبين ما يجيء به الشرع من

، وقولهم عند ذكر أي أمر منها طريق الجزم واليقين ]نؤمن به ألن العقل ال يحكم باستحالته[ هو تمهيد بين

، وفي هذا تنبيه على يدي قولهم ]وألن الشرع جاء به[- - شرعا - لكان مستحيال ، أما أنه لو كان مما يستحيل عقال

إذا افترضنا مجيئه في نص شرعي فال بد من التأكد من ، وال بد ، من حيث الثبوت ومن حيث الداللة هذا النص

أن يكون في هذه الحالة إما غير قطعي الثبوت وإما- غير قطعي الداللة - مستحيل نقال ، ، فالمستحيل عقال

، وكثير من الناس ال يدركون وهذا أمر ال خالف فيه. مواطن االتفاق ومواطن االختالف

- - واحدا - يذكر لنا مثاال وليت الذي يذكر في هذا اختالفا عن أمر ثبت في الشرع ولم يثبته األشاعرة بدعوى أن

. العقل يحكم باستحالته !!!

وإلى نحو مما تقدم يشير كالم ابن تيمية رحمه الله إذ يقول للمعتزلي عن أمر يناقشه فيه: ]وليس لك أن

، ألن النافي عليه الدليل كما على تنفيه بغير دليل ، ولم يعارض ذلك ، والسمع قد دل عليه المثبت

�218 �

، فيجب إثبات ما أثبته الدليل معارض عقلي وال سمعي .[361]السالم عن المعارض المقاوم[

فلم تعيب أيها الباحث على األشاعرة أنهم يقولون عند ذكر أي أمر من األمور السمعية ]نؤمن به ألن

العقل ال يحكم باستحالته وألن الشرع جاء به[ وال تعيب ذلك على ابن تيمية وقد قال ]والسمع قد دل عليه ولم

يعارض ذلك معارض عقلي وال سمعي[ والمعنى. واحد؟؟!!!

� أما قول الباحث ]وليس هناك أصل من أصول5-[ فهذه دعوى مخالفة العقيدة يستقل العقل بإثباته أبدا

، ألن اإليمان بوجود الله تعالى وعلمه وقدرته للواقع ، وكثير من وإرادته يمكن أن يستقل العقل بإثباته

. أما إذا كان مراد الفالسفة آمنوا بذلك باألدلة العقلية الباحث أنه ليس هناك أصل من أصول العقيدة يثبته العقل وال يثبته الدليل السمعي فكان الواجب عليه

. البيان

وأما قوله ]كما أنه ليس هناك أصل منها ال يستطيع-[ فهذه كذلك دعوى مخالفة للواقع ، العقل إثباته أبدا ألن اإليمان بالمالئكة من أصول اإليمان وال يستطيع

. ، إنما هو ثابت باألدلة النقلية السمعية العقل إثباته

هذا وفي كالم ابن تيمية رحمه الله ما يشير إلى أن المعاد � بما يشمل البعث والجزاء � يكون إثبات

، أما وقوعه وتحققه باألدلة السمعية دون العقلية- ، وذلك إذ إمكان وقوعه فهذا مما يستدل عليه بهما معا

- مما دل عليه السمع يعلم بالعقل يقول: ]إن كثيرا- ... فإنه سبحانه وتعالى بين من اآليات الدالة ، أيضا

عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك ما أرشد

. 23 التدمرية: ص الرسالة[ ?]361 �219 �

- ما دل على نبوة العباد إليه ودلهم عليه ، كما بين أيضا.[362]أنبيائه وما دل على المعاد وإمكانه[

وإذا كان الباحث يرى أن مسألة االستواء على العرش من أصول العقيدة فإن ابن تيمية رحمه الله

، وذلك إذ يرى أن إثباتها ال يكون بالعقل مع النقل يقول: ]وأما االستواء على العرش فطريق العلم به هو

.[363]السمع[

فكيف يصح ادcعاء الباحث بأنه ليس هناك أصل من-؟ !! . أصول العقيدة ال يستطيع العقل إثباته أبدا

. 93 السابق: ص المرجع[ ?]362. 53 السابق: ص المرجع[ ?]363

�220 �

الموضوع الثالث عشر: التكفير

قال الباحث:- - كبيرا ، ]أما األشاعرة فهم مضطربون اضطرابا

- ، وتارة يقولون فتارة يقولون نحن ال نكفر أحدا ، وتارة يكفرون بأمور ال نحن ال نكفر إال من كفرنا

، وتارة تستوجب أكثر من التفسيق أو التبديع ، وتارة يكفرون بأمور ال توجب مجرد التفسيق

يكفرون بأمور هي نفسها شرعية ويجب على كل. مسلم أن يعتقدها[

- فباطل ثم قال: ]فأما قولهم ال نكفر أحدا- . وأما قولهم ال نكفر إال من كفرنا…،  قطعا

وأما تكفير من ال يستحق سوى…، فباطل كذلك التبديع فمثل تصريحهم في أغلب كتبهم بتكفير من

،… وأما تكفير من قال إن الله جسم ال كاألجسام ال يستحق حتى مجرد الفسق أو المعصية ،… وأما فكتكفيرهم من قال إن النار علة اإلحراق

التكفير بما هو حق في نفسه يجب اعتقاده فنحوتكفيرهم لمن يثبت علو الله ومن لم يؤمن

. بالله على طريقة أهل الكالم[

أقول :

، وإذا � األشاعرة يرون أن الكفر نقيض اإليمان1 كان اإليمان عندهم هو تصديق سيدنا محمد صلى الله

عليه وسلم فيما جاء به مع إذعان النفس لذلك وقبولها إياه ؛ فيكون الكفر عندهم هو عدم تصديقه صلى الله

�221 �

، وال بد أن يكون قد عليه وسلم في أمر مما جاء به ، أي علم ذلك بطريق قطعي علم مجيئه به ضرورة

- يقطع العذر . وذاع واشتهر اشتهارا

ومن نص�وص األش�اعرة في ك�تب العقيدة قول ه�(: ]وال756عضد الدين اإليجي المتوف�ى س�نة )

يكفر أحد من أهل القبلة إال بما فيه نفي الصانع القادر ، أو ، أو إنكار النبوة ، أو بما فيه شرك المختار العليم

إنكار ما علم مجيء محمد صلى الله عليه وسلم به- ضرورة ، أو استحالل ، أو إنكار أمر مجمع عليه قطعا

، وأما غير ذلك فالقائل به مبتدع وليس المحرمات.[364] ، ومنه التجسيم[ بكافر

!ظن2 � لم يقل األشاعرة ]ال نكفر أحدا [، وهل ي بمسلم أن ال يكفر من ال يؤمن بالله ورسله واليوم

!ظن بمسلم أن ال يكفر من يؤمن بالله اآلخر؟ !!! وهل ي!ظن بمسلم أن ال يكفر ويعبد مع الله غيره؟ !!! وهل ي

-؟ !!! ولكن الباحث من يؤمن بالله ويتخذ آيات الله هزوا يريد أن يلصق التهم الباطلة بمن يخاصمهم ثم يبين

. بطالنها فيثبت لنفسه االنتصار في المعارك المتوه3مة ، والذي وقفت عليه من كالم األشاعرة هو غير هذا

فقد قال تاج الدين السبكي في مبحث االجتهاد من- من أهل القبلة[ . [365]جمع الجوامع: ]وال نكفر أحدا

وقال عضد الدين اإليجي: ]جمهور المتكلمين والفقهاء!كفر أحد من أهل القبلة[ .[366]على أنه ال ي

� قول بعض األشاعرة ]ال نكفر إال من كف3رنا[ هو3 ، إنما قاله قول ال يمثل رأي األشاعرة وال جمهورهم

. الدواني شرح مع . مطبوع2/291�293العضدية: العقائد[ ?]364. 199 الجوامع: ص جمع[ ?]365. 392 لإليجي: ص المواقف[ ?]366

�222 �

، ، ولم يعزه اإليجي لغيره األستاذ أبو منصور البغدادي. [367]وال أدري إن كان قد تابعه عليه أحد

وإنما لم يكفر جمهور المتكلمين والفقهاء من- أخطأ في تأويله ، أي ال يكفرهم ألنه قد يكون متأوال

- ، ولذا لم يكفر سيدنا علي من باب تسمية اإليمان كفرا ، وجمهور العلماء رضي الله عنه الخوارج الذين كفروه

. على وفق قوله رضي الله عنه في هذا

� لم يصرح األشاعرة في أغلب كتبهم بتكفير من4 ، ، كما ادعاه الباحث قال إن الله جسم ال كاألجسام- . وإنما صرحوا بنقيض ذلك تماما

- من قال عضد الدين اإليجي بعد ذكره عددا المكفرات: ]وأما غير ذلك فالقائل به مبتدع وليس

. وقد بين الجالل الدواني في ، ومنه التجسيم[ بكافر ، بخالف شرحه أن التجسيم مع البلكفة غيرمكفر

. وهذه الكلمة تعني قول التجسيم من غير البلكفة. [368]القائل ]بال كيف[

أشار الزركشي إلى أن لإلمام األشعري رحمه الله ، قولين في تكفير المخطئين في األصول والمجسمة

، وأن ترك وأنه رجع عند موته عن تكفير أهل القبلة التكفير هو اختيار القاضي الباقالني وإمام الحرمين

.[369] وابن القشيري وابن عبد السالم

قال ابن حجر الهيتمي الشافعي: والمشهور من المذهب كما قاله جمع متأخرون أن المجسمة ال

، وينبغي ، لكن أطلق في المجموع تكفيرهم يكفرون

. السابق انظر: المرجع[ ?]367. 2/293للدواني: وشرحها اإليجي الدين لعضد العضدية العقائد[ ?]368.6/239للزركشي: المحيط انظر: البحر[ ?]369

�223 �

، حمل األول على ما إذا قالوا جسم ال كاألجسام .[370] والثاني على ما إذا قالوا جسم كاألجسام

فالذي يقول إن الله جسم ال كاألجسام فإن ، أما األشاعرة يحكمون بتبديعه وتفسيقه ال بتكفيره

الذي يقول بالجسمية وخصائص الجسمية فهذا الذي . فقد قال الباقالني في معرض حديثه عن يكفرونه

مثل هذا: ]قلنا: أفتقولون إن الله تعالى جسم وجوهر وعرض؟ . فإن قالوا نعم فقد أقروا بصريح الكفر

. وقال فخر الدين الرازي: من يثبت كونه[371]للتشبيه[ - بجهة معينة هل يحكم - مختصا - متحيزا تعالى جسما ، وهو بكفره أو ال؟ للعلماء فيه قوالن: أحدهما أنه كافر

.[372] األظهر

� لو كان الباحث يعرف من الذين كفرهم5 األشاعرة بقولهم إن النار علة اإلحراق لما قال إن

، وقد قولهم هذا ال يستحق مجرد الفسق أو المعصية3بات بينت من قبل أن األشاعرة ال ينكرون ارتباط المسب

، ولكنهم ينكرون قول من يقولون إن النار باألسباب ، ألنها ال بد عند أولئك هي علة اإلحراق بذاتها

، ويعتقدون أنها ال يمكن المتفلسفين أن تكون محرقة ، وأن الله تعالى ال يقدر أن تنفك عن صفة اإلحراق

. ولو عرف الباحث ما على أن ينزع منها صفة اإلحراق يقوله أولئك المتفلسفون لما تردد لحظة واحدة في

، ، ال مجرد الحكم عليهم بالفسق والمعصية تكفيرهم- عن تبرئتهم منهما . فضال

. [ الزواجر كتاب آخر في . ]المطبوع2/358اإلسالم: بقواطع اإلعالم[ ?]370. 136 للباقالني: ص اإلنصاف[ ?]371.257التقديس: ص أساس[ ?]372

�224 �

، � لم يكفراألشاعرة من يثبت علو الله تعالى6 ، وليته يأتي كما توهمه عليهم الباحث سامحه الله

.  بنصوصهم من كتبهم !!!

إن األشاعرة يثبتون لله تبارك وتعالى األسماء ، ومنها اسمه ]العلي[ الذي الحسنى كما أثبتها لنفسه

، فالذي ال يثبت لله تبارك ورد في القرآن الكريم. وتعالى أنه العلي هو الذي يكفر

ولكن الذي يهرب منه الباحث تمام الهروب وال يخطر بباله أن يعرج عليه هو تفسير العلو، فإن

- - ماديا ، بمعنى أن الله المجسمة يفسرونه تفسيرا ، وأن من ، وأن بيننا وبينه مسافة تعالى في مكان

يقف على الجبل أقرب إلى الله تعالى ممن يقف في ، ويصفون ، وهذا هو الذي ينكره األشاعرة الوادي

، واختلفوا في تكفيره قائله بالبدعة والفسق والضالل[373] .

وشتان بين من يصف الله تعالى بالعلو المنزه عن مشابهة علو المخلوقات من حد وجهة وتحيز ومسافة وبين من يصفه سبحانه بالعلو مع إثبات مشابهة علو

. المخلوقات

� وأما من نسب لألشاعرة أنهم يكفرون من لم7 يؤمن بالله على طريقة أهل الكالم فهذا ما ينسب إلى

، ويكفرون من ، ولكن المحققين منهم يردcونه بعضهم- إلى دليل - مستندا ، ال بشرط لم يؤمن بالله إيمانا

، وإال لما استناده إلى دليل على طريقة أهل الكالم ذكر الباقالني والمتولي والرازي والدردير من األدلة على وجود الله تبارك وتعالى ما ليس على الطرق

. ، كما تقدم الكالمية

. 257 التقديس: ص أساس في الرازي الدين فخر قاله انظر: ما[ ?]373 �225 �

الموضوع الرابع عشر: الصحابة واإلمامة

قال الباحث:

]من خالل استعراضي ألكثر أمهات كتب األشاعرة وجدت أن موضوع الصحابة هو الموضوع

الوحيد الذي يتفقون فيه مع أهل السنة ، وال يعني ، وقريب منه موضوع اإلمامة والجماعة

، بل هم مخالفون في تفصيالت هذا االتفاق" التام ، ألن ، لكنها ليست داخلة في بحثنا هنا كثيرة

غرضنا � كما في سائر الفقرات � إنما هو المنهج. واألصول[

أقول :

كان ينبغي للباحث أن يذكر أهم النقط التي يتفق فيها األشاعرة مع من يسميهم ]أهل السنة والجماعة[

، ثم أهم النقط من تلك في موضوع الصحابة واإلمامة ، أو التفصيالت الكثيرة التي يرى أنهم مخالفون فيها

، لتتضح أن يكتفي بمثال واحد أو مثالين على األقل ، وكذا معالم المنهج الذي معالم االتفاق واالفتراق

. سلكوه فأدى بهم إلى ذلك

�226 �

الموضوع الخامس عشر: الصفات

قال الباحث:

، وكل ]وتناقضهم وتحكمهم فيها أشهر وأكثر ، مذهبهم في الصفات مركب من بدع سابقة

- أحدثوها ، فأصبح غاية في وأضافوا إليه بدعا. التلفيق المتنافر[

، ثم قال: ]أما مخالفتهم في الصفات فمعروفة وإن كان كثير من أسس نظرياتهم فيها يحتاج

، ولعل هذا ما يكون في الرد لتجلية ونسف. المتكامل بإذن الله[

أقول :

إذا كان الباحث قد فضل أن يرجئ مبحث مخالفة األشاعرة لمن يسميهم ]أهل السنة والجماعة[ في

موضوع صفات الله تعالى إلى أن يكتب الرد- أو - واحدا المتكامل ؛ فكان ينبغي له أن يذكر مثاال

مثالين من تناقضهم وتحكمهم � حسب دعواه � في هذا ، وكذا من البدع السابقة والبدع التي الموضوع ، ليعرف القارئ لمحة عن هذا المذهب الذي أحدثوها

، يدعي الباحث أنه أصبح غاية في التلفيق المتنافر ، واكتفى باكتيال التهم دون اإلدالء ولكنه لم يفعل

. فهل هذا منهج مقبول في بحث علمي تترتب بالبينة! عليه مواقف خطيرة في لملمة صفوف األمة أوتمزيقها

. وتشتيتها؟!!

�227 �

تتمات البحث

بعد أن ذكر الباحث المواضيع الخمسة عشر المتقدمة ذيلها بتتمات فيها ما هو م!ع"اد وفيها ما هو

، فأما المعاد وما تقدمت اإلشارة إليه فيكتفى جديد ، وأما الجديد فال بد من استعراض نبذ فيه بما تقدم

. منه ليتبين للقارئ المنصف ما فيها

قال الباحث :

]فارق منهجي ونموذجي: التناقض ومكابرة- من مذهب العقل: ليس هناك مذهب أكثر تناقضا

، … ويرجع ، اللهم إال مذهب الرافضة األشاعرة معظم تناقضهم إلى كونهم لم يسلموا للوحي- ويعرفوا للعقل منزلته الحقيقية - كامال تسليما

- وحدوده الشرعية ، ولم يلتزموا بالعقل التزاما- … ، بل خلطوا وركبوا ، فتناقضوا واضحا

. واضطربوا[

ثم قال: ]وإليك أمثلة سريعة للتناقض ومكابرة العقل: قالوا إنه يجوز أن يرى األعمى بالمشرق

، قالوا إن الجهة مستحيلة في حق البقة باألندلس قالوا إن الله ال…،  الله ثم قالوا بإثبات الرؤية

داخل العالم وال خارجه وال فوقه وال تحته وال عن جزموا بأن من لم يبلغه…،  يمينه وال عن شماله

الشرع غير مؤاخذ بإطالق وردوا أو أولوا النصوص ، ثم قالوا إن على كل مكلف وإن كان في ذلك

- من أبوين مسلمين في ديار اإلسالم وهو مولودا

�228 �

يظهر اإلسالم عليه إذا بلغ سن التكليف أن ينظر. في حدوث العالم ووجود الله …[

أقول :

3ه'م! الباحث األشاعرة بالتناقض ومكابرة1 "ت � ي ، ويستطيع أن يتهم أي واحد مذهب مخالفيه العقل ، واكتيال التهم دون تدقيق النظر وتمحيص األدلة بذلك

. سبيل الغوغاء

والعاقل ينظر فيما عنده وعند مخالفيه من أدلة ويزنها بالموازين العلمية الدقيقة قبل أن يقدم على

. االتهام

والباحث الذي يطلق قلمه باتهام األشاعرة ما أجد عنده من الصبر ما يحمله على نقل نصوص مخالفيه

، فليته يقرأ ما قاله قبل أن يشن الحمالت الشعواء ، وليته ينظر في أدلتهم وأدلة أهل مخالفوه بتأن وصبر. ، وبعد ذلك فليسطر ما يشاء مذهبه بتجرد ونزاهة

3ه'م! الباحث األشاعرة بأنهم لم يسلموا للوحي2 "ت � ي- ويعرفوا للعقل منزلته الحقيقية وحدوده - كامال تسليما

، ولم يلتزموا ، وهذه عنده مرتبة أهل مذهبه الشرعية- - واضحا ، وهذه عنده مرتبة المعتزلة بالعقل التزاما

، وهو يرى أنهم خلطوا وركبوا من ههنا والفالسفة. ، فتناقضوا واضطربوا!!! وههنا

. والقول في هذا كالقول في سابقه

� نقل الباحث عن األشاعرة قولهم بجواز أن يرى3 ، ولم يذكر األعمى وهو بالمشرق البقة وهي باألندلس

. المصدر كما هي عادته

�229 �

إذا كان األشاعرة قد قالوا ذلك فينبغي أن نتأمل ، والعقل يحكم المسألة وننظر فيها: فهذه قضية ، والشك في أن حكمه بالوجوب أو الجواز أو االستحالة

- فيها هو الجواز ، وهذا ، أي إنها ليست واجبة عقال- بدهي ، إذ العقل يتصور ، وليست مستحيلة عقال

وقوعها دون أن يلزم من ذلك مناقضة إلحدى القضايا- العقلية اليقينية ، ولكن يحكم ، فهي جائزة الوقوع عقال

العقل اإلنساني إذا لم يسبق له أن علم وجود ذلك في ، وشتان بين أن تقول الواقع بأن هذا مستحيل عادة

- أو مستحيل عادة ، ولكن هذا مستحيل عقال. المتسرعين ال يفقهون

لو وصفت إلنسان جهاز الهاتف أو الهاتف الجوال قبل أن يكون قد عرفه أو سمع به فما الذي يمكن أن

- - مثال يقول؟ ؟ إذا كان من أهل العلم كأن يكون أشعريا- مستحيل عادة ، وإذا كان من فإنه يقول هذا جائز عقال

المتسرعين فإنه يقول هذا مستحيل والعقل ال يصدق ، ثم إذا عرف الجهاز وتحقق من فوائد استخدامه بذلك

. تبين له أنه ال يفهم األحكام العقلية

ورؤية رجل أعمى وهو بالمشرق لبقة أو فراشة- ، فقد يكشف الله تعالى تطير في األندلس جائز عقال

، والله تعالى قادر على أن يخلق له عنها ويريه إياها- فيراها ، وكل ما يمكن أن تتعلق به القدرة فيه إبصارا

، ألن القدرة اإللهية اإللهية فهو جائز غير مستحيل. تتعلق بالممكنات ال بالمستحيالت

� األشاعرة يقولون باستحالة الجهة على الله4 ، وقد تعالى ويقولون برؤية المؤمنين ربهم في اآلخرة

- ، وما ذاك إال يظن بعض المتسرعين أن في هذا تناقضا ، ومن المستحيل أن ال لتوهمهم أن الله تعالى جسم

�230 �

يكون الجسم في جهة من الجهات الست بالنسبة إلى!رى الجسم ال في جهة جسم آخر ، لكن إذا ، وأن ي

علمنا أن الله تعالى منزه عن الجسمية ومنزه عن ، المكان أيقنا باستحالة الجهة عليه سبحانه وتعالى

ومن الدليل على ذلك: الحديث الصحيح الثابت عن ، وهو قوله ]كان الله ولم النبي صلى الله عليه وسلم

، فقد كان الله جل وعال وال عرش وال يكن شيء غيره[- من المخلوقات مخلوق ، وال ، كان قبل أن يخلق شيئا

يقال كيف؟ ، ثم خلق العرش واستوى عليه كما أخبر- عن استواء يليق به ، وال يقال كيف؟ . وإذا كان منزها

!رى كما أخبر لكن ال في المكان وعن الجهة فإنه ي. جهة

وعقل اإلنسان محدود وال يمكن أن يحيط معرفة ، فأنى للعقل القاصر المخلوق أن يحيط بالخالق؟ بالله

!. واألشاعرة الذين يتهمهم الباحث بأنهم لم يعرفوا للعقل منزلته الحقيقية وحدوده الشرعية هم الذين

، وكبحوا جماحه عن االنطالق أكثر عرفوا حدود العقل ، فلم يسمحوا للعقول أن تقترب من التفكير من مداه

، ووقفوا مع قوله جل شأنه في الله جل وعاله![ "ف س" 3ه! ن !م! الل ك !ح"ذ�ر! .[374]]و"ي

ولو قال األشاعرة بالجسمية ونفوا الجهة لكان في ، ولو قالوا بالجسمية وأثبتوا الرؤية ال في هذا تناقض

، لكن حيث إنهم نزهوا جهة لكان في هذا تناقض. المولى تعالى عن الجسمية فأين التناقض؟!!!

� األشاعرة يقولون إن الله تعالى موجود وهو ال5 ، وال عن ، وال فوقه وال تحته داخل العالم وال خارجه

. 30 ، 28 اآلية ، عمران آل سورة[ ?]374 �231 �

�3زه عن الجسمية يمينه وال عن شماله ، فأين ، ألنه من. التناقض؟ !

لو قلت إنه جسم ونفيت عنه أن يكون فوق أو تحت أو أمام أو خلف أو عن يمين أو شمال لكان هذا

- ، فالجسم ال بد أن يكون في إحدى الجهات تناقضا ، أما الله جل وعال الست بالنسبة إلى أي جسم آخر

- عن فهو منزه عن الجسمية ، فال بد أن يكون منزها ، ورحمة الله تعالى على اإلمام الطحاوي ، الجهات

الذي قال في العقيدة عن الله تبارك وتعالى ]ال تحويهالجهات الست كسائر المبتدعات[.

وبنحو قول األشاعرة جاء كالم شيخ الحنابلة- لما ذهبوا إليه ، وذلك إذ يقول القاضي أبي يعلى مؤكدا

في حق الله تعالى: ]كما جازت رؤيته ال في جهة[ . ويقول اإلمام البيهقي رحمه الله: ]فإنه عز وجل[375]

.[376]يرى ال في جهة[

� قول األشاعرة بأن من لم يبلغه الشرع غير6- مؤاخذ مع قولهم إن على كل مكلف وإن كان مولودا

- - مبنيا من أبوين مسلمين أن يؤمن بالله تعالى إيمانا. على دليل: ليس فيه تناقض

، لقول الله فأما من لم يبلغه الشرع فغير مؤاخذ]- س!وال "ب ع"ث" ر" 3ى ن ت 'ين" ح" 3ا م!ع"ذ�ب !ن ، ولقوله[377]تعالى ] و"م"ا ك

3اس' ع"ل"ى 'لن !ون" ل "ك "ال ي 'ئ ر'ين" و"م!ن ذ'ر'ين" ل "ش� - م!ب ال س! تعالى ]ر!] س!ل' "ع د" الر[ 3ه' ح!ج3ة� ب .[378]الل

. 55 يعلى: ص أبي للقاضي الدين أصول في المعتمد[ ?]375. 64 البيهقي: ص لإلمام االعتقاد[ ?]376. 15 اآلية ، اإلسراء سورة[ ?]377. 165 اآلية ، النساء سورة[ ?]378

�232 �

- على - مبنيا وأما وجوب اإليمان على كل مكلف إيمانا ، فقال دليل فألن الله تعالى ذم التقليد في العقائد

3ا ع"ل"ى 'ن م3ة( و"إ! "ا ع"ل"ى أ "اء"ن "ا آب 3ا و"ج"د ن 'ن !وا إ "ل ق"ال سبحانه ]ب

] "د!ون" "ار'ه'م م!ه ت . فهل يذكر الله تعالى التقليد في[379]آث العقائد في معرض الذم ويعيبه على أمم من المقلدين

. ثم يقبله من غيرهم؟!! هذا محال

- في ولكن الدليل على الله تعالى ليس محصورا- االستدالل على حدوث العالم وأن لكل محد"ث محد'ثا

، ، بل األدلة على الله سبحانه وتعالى كثيرة أحدثه ، كما ذكره محققو مبثوثة في اآلفاق واألنفس

. األشاعرة

. 22 اآلية ، الزخرف سورة[ ?]379 �233 �

قال الباحث:

، ال سيما في هذا ]وهناك قضية بالغة الخطورة ، وهي األخطاء العلمية عن الكون التي العصر

ومن ذلك قول…،  تمتلئ بها كتب األشاعرة البغدادي إن أهل السنة أجمعوا على وقوف األرض

ومثله صاحب المواقف الذي أكد…،  وسكونها أنها مبسوطة وأن القول بأنها كرة من زعم

. الفالسفة[

أقول :

، لقد قال أبو منصور البغدادي بوقوف األرض نعم- من هذا وسكونها ، منهم ، وقال عدد من العلماء نحوا

، وأضاف أبو منصور البغدادي أن أهل اإليجي وغيره ، ، وهذا خطأ جسيم السنة أجمعوا على هذا !!!

، ولكن هل كل العلماء قالوا ذلك؟ . وتسرع كبير

قال ياقوت الحموي في هذه المسألة: ]وأما- والذي عليه جماهيرهم…، المتكلمون فمختلفون أيضا

.[380]أن األرض مدورة كتدوير الكرة[

إذا أخطأ األشاعرة في عدد من المسائل المتعلقة ، وإذا كنت بالكون فقد أصابوا في مسائل أخرى كثيرة

في معرض تقويم فكر األشاعرة في المسائل العلمية الكونية فليس من العدل التحدث عن جانب الخطأ دون

!م  اإلشارة إلى جانب الصواب 3ك "ج ر'م"ن . قال تعالى: ]و"ال ي

وتحديد القبلة . استقبال 16�17/ 1الحموي: لياقوت البلدان معجم[ ?]380�10 اإلدلبي: ص أحمد بنا الدين لصالح عنها البعيدة المناطق في سمتها

11 . �234 �

3ق و"ى[ 'لت ب! ل "ق ر" !وا ه!و" أ !وا اع د'ل "ع د'ل "ال3 ت ( ع"ل"ى أ "آن! ق"و م ن ش"[381].

إذا كان األشاعرة قد أخطؤوا في عدد من المسائل. العلمية الكونية ؛ فليسوا وحدهم الذين وقعوا في هذا

قال ابن تيمية � سامحه الله � : ]والكيمياء باطلة ، وال يجوز بيع ، وتحريمها أشد من تحريم الربا محرمة

، وأفتى بعض الكتب التي تشتمل على معرفة صناعتها.[382]والة األمور بإتالفها[

"ق'ل3 من النظر في النجوم إال بما وقال البربهاري: ]وأ ، ، وال ه! عما سوى ذلك تستعين به على مواقيت الصالة

.[383]فإنه يدعو إلى الزندقة[

أليست الدعوة إلى ترك الكيمياء وإتالف كتبها وإلى اإلقالل من النظر في النجوم هي من أسباب تخلف

وإذا كانت كتب هذين العلمين قد!!!المسلمين؟ خلطت الحق بالباطل فهل الواجب االشتغال بها مع

. التمييز أو تركها وإهمالها؟ !!!

� إذا كان األشاعرة قد تكلموا في المسائل4- العلمية الكونية وأخطؤوا في بعضها فإن هذا ليس دليال

، والميزان هو كتاب الله لتخطئتهم في مسائل العقيدة ، فمن وجد لهم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

- بخالف هذين األصلين فليبرزه وليضرب به عرض قوال. ، وإال فترك المشاغبة من سبيل أهل السالمة الحائط

. 8 اآلية ، المائدة سورة[ ?]381. 226 للبعلي: ص تيمية ابن فتاوى من الفقهية االختيارات[ ?]382. 2/34يعلى: أبي البن الحنابلة انظر: طبقات[ ?]383

�235 �

قال الباحث:

]وكل من قال إن اإليمان هو المعرفة أو ، … إذا كانت المرجئة التصديق فهو مرجئ

- من البدع الخالصة أي التي لم تخلط باإلرجاء شيئا في الصفات أو غيرها ليست هي أهل السنة

والجماعة وال منهم ؛ فكيف يكون حال األشاعرة- - وزادوا عليه بدعا الذين جاؤوا باإلرجاء كامال

. أخرى؟ ![

ثم قال: ]إذا كانت الجبرية الخالصة ليست هي أهل السنة والجماعة وال منهم ؛ فكيف يكون حال األشاعرة الذين جاؤوا بالكسب � الذي اع�ترف- فهو بدعة كثير منهم بأنه جبر وإن لم يكن جبرا

. على أي حال � وزادوا عل�يه؟ ![

ثم قال: ]أضف إلى هذا أن كل ذم للصوفية ، ألن أكثر أئمة الصوفية فلألشاعرة منه نصيب

المنحرفين كالغزالي وابن القشيري كانوا. أشاعرة[

أقول :

� وضع الباحث قاعدة ثم ذهب يحكم على1 لقد قال إن كل من يقول بأن!!!األشاعرة من خاللها

، أي مبتدع اإليمان هو المعرفة أو التصديق فهو مرجئ ، واألشاعرة يقولون بأن اإليمان هو خارج عن السنة

، فهم � عنده � من المبتدعة وليس�وا من أهل التصديق. السنة والجماعة !!!

لقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حيث

�236 �

بعثه على اليمن: ] … فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة ، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم الله

. وهذا يدل على أن اإليمان[384]خم�س صلوات …[ ، ، ولذا عبر بأحدهما عن اآلخر والمعرفة شيء واحد

لكن ينبغي أن يعلم أن الحديث جاء بلفظين هذا ، وأما اآلخر فهو قوله ]ادعهم إلى شهادة أن ال أحدهما

، فإن هم أطاعوا لذلك إله إال الله وأني رسول الله ، فإذا كان اللفظ األول هو المحفوظ تم به[385]…[

، وإذا كان من باب الرواية بالمعنى ففيه االستدالل ، من حيث إنه ورد على ألسنة الرواة بعض الداللة

الثقات التعبير! بمعرفة الله تعالى عن االستجابة لمعنى. الشهادتين وقبول اإليمان

فكيف جاء التعبير عن اإليمان هنا بالمعرفة. واالكتفاء في اإلي�مان بالمعرفة هو قول الجهمية؟!!

ال بد من التذكير بأن المعرفة تطلق ويراد بها أحدشيئين:

، كمعرفة كثير من  مجرد المعرفة الذهنيةاألول :- صلى الله عليه الكفار بأن الله تعالى حق وأن محمدا

، وسلم حق وأن اآلخرة حق مع اإلصرار على الكفر ] ه!م "ن ف!س! "ت ه"ا أ "ي ق"ن ت 'ه"ا و"اس . [386]من باب ]و"ج"ح"د!وا ب

واالكتفاء بمثل هذه المعرفة هو قول الجهمية الذينcع عليهم العلماء كافة من األشاعرة وغيرهم . شن

، المعرفة مع إذعان النفس لهذه المعرفةالثاني : ، أي القبول واالستجابة العقلية والقلبية لهذه المعرفة

مما يعني عملية التحول الواعي من الكفر إلى في الناس أموال كرائم تؤخذ ال باب ، الزكاة البخاري: كتاب صحيح[ ?]384

. األول الباب ، التوحيد كتاب في . وبنحوه الصدقة. 60 المغازي: باب . كتاب 63 ، 1 باب ، الزكاة البخاري: كتاب صحيح[ ?]385 .14 آية النمل [ سورة?]386

�237 �

، وهذا هو الحد األدنى من اإليمان عند اإليمانفوه بالتصديق مع األشاعرة cفوا اإليمان عر cوإذا عر ،

. إذعان النفس- ، والقائلون والفرق بين المعنيين شاسع جدا

بالمعنى األول هم الذين ألزمهم العلماء بأنه ينبغي � على قولهم الفاسد � أن يشهدوا إلبليس باإليمان وأنه

ال داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمان ، ومن لم يفهم عمه أبي طالب وهو في االحتضار

الفرق ظن أن األشاعرة جهمية!!! وأن تلك اإللزامات. تتوجه إلى مذهبهم كذلك !!!

فبين األشاعرة والجهمية من البعد كما بين . وارجع إلى قول اإلمام !، فتنبه  المشرق والمغرب

الطحاوي إذ يقول: ]ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ماداموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

معترفين وله بكل ما قال وأخبر مصدقين[ .

�238 �

� يرى الباحث أن األشاعرة جاءوا بنظرية الكسب2 ، وإن لم تكن كذلك فهي بدعة على وأنها جبرية خالصة

. أي حال

ونظرية الكسب هي القول بأن العبد مكتسب ، وهذا ما ذكره ربنا تعالى ألفعاله لكنه غير خالق للفعل

، منها قوله عز وجل في آيات كثيرة من كتابه الكريم"ي ه"ا م"ا "ت و"ع"ل ب "س" "ه"ا م"ا ك ع"ه"ا ل 'ال3 و!س - إ "ف سا 3ه! ن "ل�ف! الل !ك ]ال ي

] "ت ب "س" .[387]اك ت

وأبرأ إلى الله تعالى ممن يقول عن الكسب ]هو ، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا بدعة على أي حال[

. ، وأن يلهم الباحث التوبة واالستغفار األدب مع كالمه

وكأن الباحث � في غمرة الهجوم على األشاعرة � ، حتى ولو يرد عليهم كل ما قالوه دون تأمل وال روية

. كان ما قالوه هو عين كالم الله سبحانه

أما تفسير الكسب من بعض األشاعرة بأنه جبر فذاك تفسيره هو ، وهذا ال يلغي ما قاله األشاعرة بأن

أفعال المكلفين هي باكتسابهم وخالق الفعل هو الله. جل شأنه

وارجع إلى قول اإلمام الطحاوي إذ يقول: ]وأفعالالعباد خلق الله وكسب من العباد[ .

� يرى الباحث أن كل ذم للصوفية فلألشاعرة منه3 نصيب ألن أكثر أئمة الصوفية المنحرفين كانوا

. ، وهذا من باب الخلط بين المتناثرات أشاعرة

هب أن أكثر أئمة الصوفية المنحرفين كانوا أشاعرة ، لكن ما فالواجب ذم ما اتصف به أولئك من االنحراف

. !ذنب األشاعرة؟

. 286 اآلية ، البقرة سورة[ ?]387 �239 �

3ل لو قال: إن كل وكالمه هذا يشبه قول قائل متخي ذم للمعتزلة فللحنفية منه نصيب ألن أكثر أئمة

. أو قال: إن كل ذم للكذابين المعتزلة كانوا حنفية والوضاعين في النصوص الشرعية فللمحدثين منه

نصيب ألن أكثر الكذابين والوضاعين في نصوص . أو قال: إن كل ذم لرواة الشريعة كانوا محدثين

اإلسرائيليات فللمفسرين منه نصيب ألن أكثر أولئك. الرواة كانوا مفسرين !!!

�cل: هل أكثر أئمة المعتزلة "خي ويقال لهذا القائل الم!ت كانوا حنفية؟ ! وهل أكثر الكذابين والوضاعين في نصوص الشريعة كانوا محدثين؟ ! وهل أكثر رواة

اإلسرائيليات كانوا مفسرين؟! كما يقال للباحث : هل . وإذا أكثر أئمة الصوفية المنحرفين كانوا أشاعرة؟ !

- كان ذلك كذلك فعليكم بالمنهج القرآني وال تحملوا أحدا- فيه . قال الله تعالى ]و"ال وزر غيره إذا لم يكن هو سببا

ى[ !خ ر" ر" أ ة� و'ز "ز'ر! و"از'ر" "ي ه"ا و"ال ت 'ال3 ع"ل "ف س( إ !ل[ ن "ك س'ب! ك ت[388].

. 164 اآلية ، األنعام سورة[ ?]388 �240 �

قال الباحث:

]إن هذه العقائد التي أدخلتموها في اإلسالم وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية بزعمكم: هي ما

كان عليه فالسفة اليونان ومشركو الصابئة. وزنادقة أهل الكتاب[

ثم قال: ]على أن المراء حول الفرقة الناجية- من األشاعرة ، فقد عقدوا لشيخ ليس جديدا

اإلسالم ابن تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه. […،  العقيدة الواسطية

ثم قال: ]تبين مما تقدم أن األشاعرة فرقة من الثنتين وسبعين فرقة وأن حكم هذه الفرق

، الوعيد بالنار الثنتين وسبعين هو: الضاللة والبدعة ، … والحاصل أن قولنا إن وعدم النجاة

األشاعرة فرقة ضالة يعني أنها منحرفة عن طريق- خروجها عن الحق ومنهج السنة ، وال يعني مطلقا. الملة وأهل القبلة[

أقول :

يتهم الباحث األشاعرة بأنهم أدخلوا في اإلسالم ، وبأن عقائد وجعلوها عقيدة الفرقة الناجية بزعمهم

تلك العقائد هي ما كان عليه فالس�فة اليونان ومشركو. الصابئة وزنادقة أهل الكتاب !!!

يريد الباحث منا � معشر القراء � أن نصدق ما !!!يقول في خصومه األشاعرة دون حجة وال برهان

، فغيركم ، وال تشغلوا بالكم وكأنه يقول: ال تفكروا أنتم ، وال تطالبوا ، ويعطيكم النتائج مستعد للتفكير والبحث

، فالتقليد ال يجوز في ، وال تناقشوا الحجج بالدليل

�241 �

، فعليكم بتقليد ، لكنه جائز في العقيدة األحكام. الناطق باسم عقيدة أهل السنة والجماعة !!!

ولكن المنهج الذي ارتضاه لنا ربنا جل شأنه هو غير!م  هذا !ن ت 'ن ك !م إ "ك ه"ان !ر !وا ب ، وهو في قوله تعالى ]ق!ل ه"ات

] ص"اد'ق'ين"[389].

وأقول للباحث : لقد قرأت بحثك بدقة وإمعان- ونزاهة وتجرد - ذكرت فيه قوال - واحدا ، فلم أر موضعا

لألشاعرة من كتبهم وأثبت أنهم في ذلك مخالفون آلية ، وأنهم قد اقتبسوا ذلك مما كان قرآنية أو حديث نبوي

عليه فالسفة اليونان أو مشركو الصابئة أو زنادقة أهل. الكتاب

فتطبيق المنهج القرآني يوجب عدم قبول كالمك ، وقد علمنا الله تعالى أن نقول حتى تأتي بالبرهان

"ا؟ ![ "ن !خ ر'ج!وه! ل ( ف"ت ل م !م م'ن ع' ن د"ك .[390]]ق!ل ه"ل ع'

، ويقول إنها � يدندن الباحث حول الفرقة الناجية2 ، ولكن: أي ، وهذا مما ال خالف فيه ، ال ثنتان واحدة

الفرق هي الفرقة الناجية؟ .

يستطيع كل إنسان أن يدعي أنه هو وأهل مذهبه ، ولكن: هل يمكن أن تقبل الدعوى هم الفرقة الناجية

. !بدون إثبات؟

الفرقة الناجية تشمل كل من استمسك بالكتاب ، والسنة وجعلهما الميزان الذي يزن به كل ما سواهما

، أما أقوال الناس فهما الحجة ألقوال الناس أو عليها. فيحتج لها ال بها

. 24 اآلية ، األنبياء سورة[ ?]389. 148 اآلية ، األنعام سورة[ ?]390

�242 �

فالحذر الحذر من أن تظن أنك أنت وأهل نحلتك ، فتقبل قول هم الفرقة الناجية دون من سواكم

، وترد3 قول اآلخرين جماعتك وإن لم يكن معهم دليل3بع بتمحل ولو كان معهم الدليل !ت . ، فالحق أحق! أن ي

الذين يتبنى الباحث أقوالهم يرون أنهم على عقيدة ، ولكنهم ال يستطيعون أن يثبتوا اإلمام أحمد ابن حنبل

، عن أحمد ابن حنبل أنه كان يقول بكل ما يقولون ، فلعل وليس كل الحنابلة موافقين على ما عليه هؤالء

. األقرب في تسميتهم أن يقال عنهم ]غالة الحنابلة[

، ويناقش الباحث يقول إن الفرقة الناجية واحدة المسألة مع األشاعرة حول ما إذا كانت تلك الفرقة

، وليت الباحث الناجية هي غالة الحنابلة أو األشاعرة ، مع الدقة في التوثيق يجمع أقوال كل من الفرقتين

، ثم مع الموازنة الموضوعية وجمع األدلة وتمحيصها ، ومن يدري؟ فقد تكون الن�زيهة ال بد أن يظهر الحق

الفرقة الناجية هي الق"د ر" المشترك بينهما وواحدة- ال ، والتعيين يكون بعينها فيما زاد على القدر المشترك

، حسب نتيجة الموازنة في كل مسألة على حدة . وقد تكون األخطاء اليسيرة الموضوعية الن�زيهة

مغفورة في جنب ما عند كل واحد من اليقينcة . واإلخالص مع الرغبة الصادقة في اتباع الكتاب والسن

ولعل الباحث ال يخالف في المقولة التالية: يعرف . اعرف الحق3 ، وال يعرف الحق بالرجال الرجال بالحق

. تعرف أهله

� يقول الباحث : ]فقد عقدوا لشيخ اإلسالم ابن3 ، تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه العقيدة الواسطية[

. وهذا تحريف للتاريخ �243 �

اسمع ما قاله ابن تيمية نفسه عن حكاية ، فقد سئلت غير ، قال رحمه الله: ]أما بعد المناظرة

مرة أن أكتب ما حضرني ذكره مما جرى في المجالس ،… فأمر الثالثة المعقودة للمناظرة في أمر االعتقاد

األمير بجمع القضاة األربعة قضاة المذاهب األربعة ،… فقال نريد وغيرهم من نوابهم والمفتين والمشايخ

، ثم قلت لألمير ، فقلت اكتبوا… أن تكتب لنا عقيدتك- يكذبون علي ، كما قد والحاضرين: أنا أعلم أن أقواما

، وإن أمليت االعتقاد من حفظي كذبوا علي غير مرة ، فأنا أحضر ربما يقولون كتم بعضه أو داهن ودارى

، … ثم أرسلت من . عقيدة مكتوبة من نحوسبع سنين ، فحضرت أحضرها ومعها كراريس بخطي من المن�زل

.[391]العقيدة الواسطية[

حسب كالم ابن تيمية فإن المجالس عقدت ، ثم طلب األمير منه أن للمناظرة ]في أمر االعتقاد[

، ثم إنه هو اقترح إحضار عقيدة يكتب لهم عقيدته ، فأرسل إلى ، فقبلوا مكتوبة من نحو سبع سنين

. المن�زل من أحضر العقيدة الواسطية

أما حسب كالم الباحث فإن تلك المجالس عقدت ، وبين األمرين فرق ]بسبب تأليفه العقيدة الواسطية[

. !، فمن نصدق؟  كبير

، والباحث يقول وابن تيمية يقول ]للمناظرة[ ، ولو كانت محاكمة لدعي ابن تيمية إلى ]محاكمة[

مجلس القضاء وأحضر الشهود وطلب منه اليمين إذا ، وكل أنكر الدعوى وكانت شهادة الش�هود غير كافية

، فهل كانت مجالس مناظرة أو محاكمة ؟ ذلك لم يكن. ومن نصدق؟!

. 164 �3/160تيمية: ابن فتاوى مجموع[ ?]391 �244 �

ويبدو أن الباحث ـ لتسرعه وانشغاله وضيق وقته ـ غير مؤتمن على نقل كالم أئمته في

، فكيف يؤتمن على نقل كالم خصومه التاريخ. في العقيدة؟ !!!

� يقول الباحث � بناء على ما تقدم من بحثه � إن4 ، وحكم األشاعرة فرقة من الفرق الثنتين والسبعين

، عليهم بالضالل واالبتداع والوعيد بالنار وعدم النجاة لكن لم يحكم عليهم بالكفر والخروج عن الملة

. اإلسالمية

ولو صح وثبت ما رماهم به من التهم لقلنا له: نعم. ونحن معك في حكمك هذا

ولكن حيث إنه لم يأت بنصوص كالمهم من كتبهم- غير موثقة وحمل كالمهم على غير ونقل عنهم نقوال

، وأنت مسؤول أمام الله مرادهم فنقول: اتق الله- . تعالى عن كل كلمة رميت بها بريئا

�245 �

ولنا في التاريخ عبرة

إليك بعض النصوص من التاريخ لعل فيها عبرة:

قال اإلمام ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله في!علن بنيسابور لعن أبي445أحداث سنة ) ه�( : ]وفيها أ

، فضج من ذلك أبو القاسم عبد الحسن األشعري ، وعمل رسالة سماها الكريم بن هوازن القشيري

، وقال فيها : "شكاية أهل السنة لما نالهم من المحنة" . وكان قد رفع إلى أيلعن إمام الدين ومحيي السنة؟ !

، السلطان طغرل بك من مقاالت األشعري شيء ، وليس بمذهب له[ فقال أصحاب األشعري: هذا محال

[392].

هذه المحنة التي نالت األشاعرة كان فيها السلطان- رافضيا - ولكن وزيره كان معتزليا - س�نيا ،[393]حنفيا

وقد استطاع هذا الوزير أن يوغر صدر السلطان ، ، حتى أمر السلطان بلعن المبتدعة بالكذب والتزوير

فحمل هذا األمر على لعن المبتدعة ولعن اإلمام أبي ، ، والفتنة محنة تعرض ثم تزول الحسن األشعري!!

ولكن قف عند قوله ]فقال أصحاب األشعري: هذا ، وكان الواجب التحقق من ، وليس بمذهب له[ محال

نسبة األقوال المزعومة إلى اإلمام أبي الحسن[ين؟ ؟ ! وأين التثبت؟ ؟ ! األشعري ، ، ولكن أين التب

ومنه تعلم أنهم نسبوا إليه من القول ما هو مستحيل ، وأصحاب المذهب أدرى بمذهب وليس من مذهبه

. 157/ 8الجوزي: البن واألمم الملوك تاريخ في المنتظم[ ?]392. 279 تيمية: ص البن انظر: التسعينية[ ?]393

�246 �

، ، ولكن أهل الشغب يهمهم الشغب ال التثبت إمامهم. فهل تعيدون الكرة؟ ! أو تأخذون العبرة؟ !

ه�( وهو455قال ابن الجوزي في أحداث سنة )م يتحدث عن أهل الفساد: ]وكانوا يتعرضون لح!ر"

- من األتراك صعدوا إلى جامات الناس ، حتى إن قوما ، ثم نزلوا فهجموا حمام ففتحوها وطالعوا النساء

، وخرج الباقيات عراة ، فأخذوا من أرادوا منهن عليهن ، ، فاجتمع الناس وخلصوهن من أيديهم إلى الطريق

.[394]فعلوا هذا بحمامين[

هكذا يفعل أهل الفساد بعاصمة الخالفة اإلسالمية ، وعلماء المسلمين منشغلون ه�(455بغداد سنة )

. باالختالفات العقدية والفقهية !!! فإلى الله المشتكى ولو كانت اختالفات حقيقية في مسائل أصول االعتقاد

، ولكنها إما اختالفات لسهل علينا تصور المشكلة. لفظية وإما في مسائل فرعية

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في ترجمة الشريف أبي جعفر العباسي الحنبلي: ]وفي سنة أربع وستين وأربعمئة اجتمع الشريف أبو جعفر ومعه الحنابلة في

جامع القصر وأدخلوا معهم أبا إسحاق الشيرازي ، وطلبوا من الدولة قلع" المواخير وتتبع وأصحابه

المفسدين والمفسدات ومن يبيع النبيذ وضرب" دراهم ، فتقدم الخليفة تقع بها المعاملة عوض القراضة

، وأريقت ، وكبست الدور ، فهرب المفسدات بذلك .[395]، ووعدوا بقلع المواخير …[  األنبذة

بها النساء: يقصد . طالعوا 229 – 228/ 8الجوزي: البن المنتظم[ ?]394. عاريات هنا بها . عراة: المقصود إليهن والنظر عليهن االطالع

البن المنتظم في . وبنحوه 18/ 1رجب: البن الحنابلة طبقات ذيل[ ?]395 ومجمع الريبة بيت الماخور. وهو . والمواخير: جمع 272/ 8الجوزي:

. والفساد الفسق أهل �247 �

يالحظ هنا أن العلماء من الحنابلة واألشاعرة ، وتقدموا بمطالبهم اجتمعوا في جامع قصر الخليفة

، وذلك إلزالة مظاهر الفساد التي بدأت من الدولة ، وعندما أعطى تتغلغل في كيان المجتمع اإلسالمي

، وبدأت الحملة الخليفة أوامره هربت المفسدات ، ، وإراقة األنبذة المسكرة لتفتيش الدور المشتبه بها

ووعدت الدولة بإزالة بيوت الريبة التي يجتمع فيها أهلالفس�ق والفساد…

هكذا كان الجتماع كلمة العلماء � على اختالف. مشاربهم � شأن وأي شأن !

ويبدوا أن الحنابلة كان لهم الحظ األكبر في اإلقدام ، فمقد3مهم الشريف أبو جعفر من على هذا التجمع

، وهذا يعطيه وجاهة زيادة على المرتبة أسرة الخليفة ، وكأن الرواية الحنبلية العلمية التي كان يحظى بها

تشير إلى نوع من التعطف والتكرم على األشاعرة � الذين هم أبو إسحاق الشيرازي وأصحابه � إذ أدخلهم

- ، كما تقول الرواية الحنابلة معهم ، ، وهذا ليس مهما. إنما المهم هو جمع الكلمة لتحقيق مصالح األمة

وليت الحرص على مصالح األمة ال يقف عند هذا ، بل يتخطاه إلى عقد مجالس للحوار والمناظرة الحد

- عن الرغبة في الغلبة وحب الجادة المخلصة ، بعيدا. ، فإن حب الظهور يقصم الظهور الظهور

ولكن هل من قبول لهذه الفكرة؟ !! ومن المؤسف ، فالحسن بن علي أن بعض من تصدروا للعلم يحاربها

ه�( يقول في شرح329البربهاري المتوفى سنة ) السنة: ]فاحذر الكالم وأصحاب الكالم والجدال والمراء

. ويقول: ]وإذا[396]والقياس والمناظرة في الدين[

. 38/ 2يعلى: أبي البن الحنابلة انظر: طبقات[ ?]396 �248 �

، فإن في المناظرة جاءك الرجل يناظرك فاحذره ، وقد المراء" والجدال والمغالبة والخصومة والغضب

!هيت عن جميع هذا ، وهو يزيل عن طريق الحق[ ن . ويقول: ]وكان ابن عمر يكره المناظرة ومالك[397]

، وقول بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا ، قال الله تعالى ]م"ا الله عز وجل أكبر من قول الخلق

وا[ "ف"ر! 3ذ'ين" ك 'ال3 ال 3ه' إ "ات' الل اد'ل! ف'ي آي !ج" .[398]ي

هكذا يتصور البربهاري المناظرة وكأنها ال يمكن أن ، ويختم الكالم بأن قول الله عز وجل تكون إال هكذا

، ويستشهد بقوله تعالى ]م"ا أكبر من قول الخلقوا[ ليحقق بذلك "ف"ر! 3ذ'ين" ك 'ال3 ال 3ه' إ "ات' الل اد'ل! ف'ي آي !ج" ي

، ولعله لم ينتبه إلى أن المراد فيها االنتصار لفكرته !! ، ونسي هو المجادلة بالباطل والمكابرة في دفع الحق

- آخر ، وهو المذكور في قوله تعالى أن للجدال وجها"ا[ "ن ت" ج'د"ال "ر ك ث

" "ا ف"أ "ن اد"ل ت !وح! ق"د ج" "ا ن !وا ي وقوله[399]]ق"ال ] "ح س"ن! 'ي ه'ي" أ 3ت 'ال . فالمجادلة[400]تعالى ] و"ج"اد'ل ه!م ب

بقصد إظهار الحق وإيصاله إلى طالبيه وكذا المجادلة. بقصد الوصول للحق محمودة ليست بمذمومة

ه�( : ]وفي469قال ابن الجوزي في أحداث سنة ) ، وكان شوال وقعت الفتنة بين الحنابلة واألشعرية

، السبب أنه ورد إلى بغداد أبو نصر ابن القشيري ، وأخذ يذم الحنابلة وينسبهم إلى وجلس في النظامية

،… ومال أبو إسحاق الشيرازي إلى نصرة التجسيم ، . وأتابع نقل ما حدث من كالم ابن رجب القشيري[

، قال: ]وكتب إلى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة

. 39/ 2السابق: المرجع[ ?]397. 4 اآلية ، غافر سورة في هي . واآلية 40/ 2السابق: المرجع[ ?]398. 32 اآلية ، هود سورة[ ?]399. 125 اآلية ، النحل سورة[ ?]400

�249 �

، فاتفق جماعة من أتباعه على الهجوم ويسأله المعونة ، على الشريف أبي جعفر في مسجده واإليقاع به

، فرتب الشريف جماعة أعدهم لرد خصومة إن وقعت فلما وصل أولئك إلى باب المسجد رماهم هؤالء

، وقتل من أولئك رجل من ، فوقعت الفتنة باآلجر.[401]، …[ العامة وجرح آخرون

أرأيت إلى العاقبة السيئة إذا غابت لغة الحوار؟ ! لم يبق إال التراشق باالتهام ثم باآلجر ولو أدى إلى قتل

، وفريق يستعين بالخليفة وفريق رجل وجرح آخرين يستعين بالوزير !!! يفعلون هذا ويظنون أنهم بذلك

، ويحسبون أنهم يحسنون ينصرون الدين والسنة!!! - . صنعا

ه�( :469قال ابن الجوزي في أحداث س�نة ) ] وفي يوم األربع�اء لعشر بقين من ذي القعدة أزيلت

، وهرب المواخير ودور الفسق ببغداد ونقضت .[402]، وذلك لخطاب جرى من الخليفة…[  الفواسق

هنا نجد الدولة تتابع تنفي�ذ الوعد الذي قطعته على نفسها بإزالة المواخير ودور الفسق قبل خمس

، وذلك بناء على مطالب العلماء المجتمعين سنوات. من كال الفريقين الحنابلة واألشاعرة

ترى هل العلماء اليوم قادرون على نبذ الفرقة والعمل لما فيه مصلحة األمة؟ !!! سيقولون ال يمكن

أن نترك الدعوة للعقيدة التي نرى أنها هي العقيدة ، ، والطريق طويل ، فأقول: الميدان واسع السليمة

، وحبذا لو عمل والحاجة إلى نور هداية اإلسالم شديدة

/1: رجب البن الحنابلة طبقات . ذيل 305/ 8: الجوزي البن المنتظم[ ?]40119 – 20 .

. 306/ 8: الجوزي البن المنتظم[ ?]402 �250 �

، الجميع مع التركيز على األسس والقواسم المشتركة ، مع عدم قطع الحوار والمناظرة حول بقية المسائل

وإذا صحت النوايا وصدقت العزائم في التوجه إلى الله تعالى وطلب الهداية منه ؛ فإن الله تعالى سيهدينا إلى

، ، صراط الذين أنعم الله عليهم الصراط المستقيم"ا 3ذ'ين" ج"اه"د!وا ف'ين وهو القائل في محكم كتابه ]و"ال

] 'ين" ن "م"ع" ال م!ح س' 3ه" ل 'ن3 الل "ا و"إ "ن !ل ب 3ه!م س! "ن "ه د'ي "ن ل . اللهم[403]

.  اجعلنا من عبادك المحسنين يا رب العالمين

. 69 اآلية ، العنكبوت سورة[ ?]403 �251 �

مناقشة الباحث في بعض ما قاله في كتاب آخرحول حقيق�ة اإليم�ان

للباحث كالم في أحد كتبه يتصل بأبحاث هذا الكتاب- - وثيقا - يسيرة مع التعليق اتصاال ، فأود أن أورد منه نبذا

عليها بعون الله :

وقبل ذلك أقول :

- � أن األشاعرة يقولون بأن من المعلوم � أوال ، فمحل اإليمان هو التصديق وأن اإلسالم هو العمل

، بناء على ، ومحل اإلسالم الجوارح اإليمان القلب حديث جبريل الذي سأل فيه رسول" الله صلى الله

عليه وسلم عن اإليمان واإلسالم واإلحسان وعلى عدد- من نصوص القرآن والسنة ، وعليه فالعمل ليس جزءا

، وذلك إذا أريد باإليمان: الحد من اإليمان عندهم ، ومن األدنى الذي ينقل العبد من الكفر إلى اإليمان

حصل ذلك الحد األدنى فهو ممن ال يخلدون في النار وهو ممن تنالهم شفاعة أرحم الراحمين جل وعال وإن

- قط . وأما ما فوق الحد األدنى من لم يعمل خيرا ، ال ألن العمل اإليمان فال يكون إال مع العمل الصالح

، فكلما كان اإليمان ، بل ألنه ثمرته جزء من اإليمان.  في القلب أقوى كانت الثمرة أكثر وأطيب

أما الباحث فيرى أن اإلي�مان ال بد فيه من العمل- ، كما ، فمحل اإليمان عنده القلب والجوارح ولو قليال

أن العمل جزء من اإليمان حتى ولو أريد باإليمان الحد �252 �

، وعليه فإن العبد ال يحصل الحد األدنى من األدنى اإليمان � لينقذ نفسه من الخلود في النار وليدخل فيمن

تنالهم شفاعة أرحم الراحمين � إال بالعقيدة السليمةcه أن يكون من أهل مع شيء من عمل الخير ، وأقل

، أما من ج�اء بالعقيدة السليمة دون أن يكون الس�جود!تصور معها ش�يء من العمل الصالح فال يمكن أن ي

خروجه من النار وال دخوله في شفاعة أرحم ، إال في بعض الحاالت الخاصة كبعض س�كان الراحمين

، الجزر النائية ممن لم يصلهم من اإلس�الم إال اسمه"د ر!س! وكبعض ش�رار الناس آخر الزمان عندما ي

ي! الثوب' وال يبقى في األرض اإلس�الم كما يدرس و"ش . أما في الحالة العامة فال يتصور[404]من القرآن آية

- عنده أن يدخل الجنة من أتى بالتوحيد ولم يعمل خيرا.  قط

لعلي بهذا العرض أكون قد لخصت مذهب األشاعرة ومذهب الباحث في أن جنس العمل هل هو- إلى ركن من أركان اإليمان أو ال؟ ، ليكون هذا مدخال

متابعة الباحث في االستدالل لمذهبه والرد على.  استدالل اآلخرين

"د رس د"ر"س"[ ?]404 - ي -: بلي د"رسا . الثوب . الو"شي: نقش أثره وذهب ودروسا �253 �

قال الباحث:

وأصرح لفظ استدلت به المرجئة: في إحدى روايات أبي سعيد الخدري وهي ]فيقول الله عز

وجل شفعت المالئكة وشفع النبيون وشفع ، فيقبض المؤمنون ولم يبق إال أرحم الراحمين

- قبضة من النار - لم يعملوا خيرا ، فيخرج منها قوما- قط ، فيلقيهم في نهر في أفواه ، قد عادوا ح!م"ما

، فيخرجون كما تخرج الجنة يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كاللؤلؤ في الح'بة في حميل السيل

، هؤالء عتقاء ، يعرفهم أهل الجنة رقابهم الخواتم الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه وال

. وهذه إحدى روايات صحيح مسلم خير قدموه[ ... ووجه االستدالل منه: أنه أخرج من ، للحديث

- جاؤوا بتصديق مجرد ال عمل معه النار قوما[405] .

ثم قال:إن أكثر روايات هذا الحديث ليس فيها ، بل هي مصرحة بأن الجهنميين هم هذه الزيادة

- رواية أبي ، من أهل الصالة ومن العاملين ... فمثال هريرة عند البخاري هذا نصها ]حتى إذا فرغ الله

من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ؛ أمر المالئكة أن يخرجوا من

- ... فيعرفونهم ، النار من كان ال يشرك بالله شيئا ... فيخرجون من النار قد ، بأثر السجود

، فينبتون تحته ، فيصب عليهم ماء الحياة امتحشوا . وأبو سعيد كما تنبت الحبة في حميل السيل[

- الخدري جالس مع أبي هريرة ال يغير عليه شيئا.[406]..  ، من حديثه

. . واحدته: ح!م"م"ة الحمم: الفحم[ ?]405. جلده: أحرقته النار محشت[ ?]406

�254 �

ثم قال: ومما يقويه أن رواية عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عند البخاري لم يرد فيها

- قط[ ... وفيها ]فيقول أهل ، قوله ]لم يعملوا خيرا الجنة هؤالء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل

. وأهل الجنة يقولون ، وال خير قدموه[ عملوه ... ثم يأتي عالم الغيوب ، حسب ظاهر ما يعلمون

- من أهل اإليمان لم يكن أحد سبحانه فيخرج أقواما .- يعلم عنهم إيمانا

، فإن لم نقل إن تلك الرواية ثم قال: ]وعليه غير محفوظة ؛ نقول ال بد من توجيهها وتخريجها

، ومن ذلك بما يتفق واألصول والنصوص األخرى ، ما قاله اإلمام أبو بكر ابن خزيمة رحمه الله

- قط من الجنس قال: هذه اللفظة لم يعملوا خيرا الذي تقول العرب بنفي االسم عن الشيء لنقصه

، فمعنى هذه اللفظة على هذا عن الكمال والتمام- قط على التمام والكمال[ .  األصل لم يعملوا خيرا

كالم الباحث هذا يتضمن مسائل :

�255 �

المسالة األولى

استدالل الباحث على أن اإليمان ال بد فيه من- العمل ولو قليال

استدل الباحث بما رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ] حتى إذا

فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر المالئكة أن يخرجوا من

- ، ... فيعرفونهم بأثر النار من كان ال يشرك بالله شيئا السجود [ وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة ال- من حديثه ، فلما كان في آخر الحديث يغير عليه شيئا

عند أبي هريرة أن الله تعالى يقول للعبد ] هذا لك ومثله معه [ بين أبو سعيد أنه سمع من النبي صلى

.[407]الله عليه وسلم قوله ] هذا لك وعشرة امثاله [

أقول :

– حديث أبي هريرة فيه اختصار ، إذ جمع إخراج1 عصاة المؤمنين من النار وجعلهم كأنهم صنف واحد ،

وقد جاءت الرواية عن جماعة من الصحابة بتفصيل إخراج العصاة من النار وأنهم يخرجون منها على أربع مراحل ، وأن أهل المرحلة الرابعة ال يقبل الله تعالى

فيهم شفاعة أحد من خلقه ، ويخرجهم جل وعال بشفاعته ورحمته ، وبنحو هذا جاءت الرواية عن أبي

يومئذ ] وجوه تعالى الله قول باب ، التوحيد : كتاب البخاري [ صحيح?]407[ . ناضرة

�256 �

. وجابر بن[409] . وأنس بن مالك [408]سعيد الخدري رضي الله عنهم .[410]عبد الله

وإذا ثبت أن إخراج العصاة من النار يكون على أربع مراحل فكيف يصح االحتجاج بقوله صلى الله عليه

وسلم في الرواية المختصرة ] فيعرفونهم بأثر السجود [ على أن أهل كل تلك المراحل هم من أهل

السجود ؟!!! وذلك الحتمال أن يكون أهل المراحل الثالث األول عندهم شيء من العمل دون أهل

المرحلة األخيرة ، بل هذا هو الصواب الذي ال محيدعنه ، لما س�يأتي في حديث أبي سعيد .

– في حديث أبي سعيد الخدري رد صريح على2 ما ادعاه الباحث ، وفي حديث أنس بن مالك إيماء الى

ذلك.

فأما حديث أبي سعيد فهو في شفاعة المؤمنين للعصاة ، وفيه في رواية البخاري : ]...يقولون : ربنا ،

إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويعملون معنا ؟!. فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه

مثقال دينار من إيمان فأخرجوه . فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه

مثقال نصف دينار فأخرجوه . فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيق�ول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه

مثقال ذرة من إيمان فاخرجوه . فيخرجون من عرفوا، ... فيقول الجبار : بقيت شفاعتي . فيقبض قبضة من

-، ... فيقول أهل الجنة : هؤالء عتقاء النار فيخرج أقواما

طريق معرفة باب ، اإليمان : كتاب مسلم . وصحيح السابق [ المصدر?]408 .1/170�171 الرؤية،

. األنبياء مع وجل عز الرب كالم باب ، التوحيد : كتاب البخاري [ صحيح?]409 من183 : رقم حبان ابن . صحيح3/325�326: أحمد اإلمام [ مسند?]410

. حبان ابن صحيح بترتيب اإلحسان كتاب �257 �

الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه وال خير قدموه [ . وفيه في رواية صحيح مسلم زيادة عند ذكر

- لم أهل المرتبة الرابعة ، وهي ] فيخرج منها قوما- قط [ . يعملوا خيرا

وأما حديث أنس رضي الله عنه فهو في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه : ] ... فأقول : يا

رب أمتي أمتي . فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان. فأنطلق ، فأفعل ، ثم أعود ... فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في

قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان . فأنطلق ، فأفعل ، ثم أعود ... فيقال : انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه

من النار . ثم أعود الرابعة ... فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال ال إله إال الله . فيقول: وعزتي وجاللي

وكبريائي وعظمتي ألخرجن منها من قال ال إله إالالله[.

وال شك في أن المراد من قول ال إله إال الله هنا : قول ال إله إال الله محمد رسول الله ، ألن من

المعروف أنها ال تقبل إال بقرينتها ، فقد يكون االقتصار"ل' على الشق األول منها جاء من باب االختصار من ق'ب

أحد الرواة .

وأما حديث جابر فهو في شفاعة الرسل عليهم الصالة والسالم ، وفيه في مسند أحمد بعد ذكر

و"ل' : ] ثم يقول! الشفاعة في أهل المراحل الثالث األ

!خرج بعلمي ورحمتي . فيخرج أضعاف الله : أنا اآلن أ ما أخرجوا وأضعافه ، فيكتب في رقابهم عتقاء الله ،

ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين [ . وجاء في صحيح ابن حبان بلفظ ] أنا االن أخرج بنعمتي

�258 �

وبرحمتي [ . لكن سقط من رواية ابن حبان ذكر أهلالمرحلة األولى .

و"ل' كان في! فأنت ترى أن3 أهل المراحل الثالث األ

قلوبهم شيء من اإليمان زيادة على قول ال إله إال الله- ، وأهل المرحلة ، وذلك المقدار ال بد أن يثمر عمال

األولى كانوا يصلون ويصومون ويعملون ، وال شك في أن3 من بعدهم دونهم ، أما أهل المرتبة الرابعة فليس

عندهم زيادة� على قول ال إله إال الله ، فيقول فيهم أهل الجنة عندما يدخلهم الله الجنة ] هؤالء عتقاء

الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه وال خير قدموه!دخلوا [ . وهذا نص في موضع النزاع ، أي في أنهم أ

الجنة بغير عمل عملوه وال خير قدموه ، فال ينبغيلمسلم أن يحيد عنه .

وأما الزيادة التي في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في صحيح مسلم ففيها ما هو أصرح

في المقصود وأبلغ في الداللة ، وذلك قوله صلى الله- - لم يعملوا خيرا عليه وسلم : ] فيخرج منها قوما

قط [ .

�259 �

المسالة الثانية

لجوء الباحث إلى التشكيك في ثبوت قوله - قط [ - لم يعملوا خيرا ] فيخرج منها قوما

يمي��ل الب��احث إلى الش��ك في ثب��وت ه��ذه الزي��ادة الواردة في صحيح مسلم من طريق حفص بن ميس��رة عن زي��د بن أس��لم عن عط��اء بن يس��ار عن أبي س��عيد الخ��دري ، ب��دعوى أنه��ا غ��ير محفوظ��ة ، فيق��ول : ] إن أكثر روايات هذا الح��ديث ليس فيه��ا ه��ذه الزي��ادة ، ... رواي��ة عط��اء بن يس��ار عن أبي س��عيد الخ��دري عن��د

- قط(( [ . البخاري لم يرد فيها قوله )) لم يعملوا خيرا

أقول :

� لو كان علماء األشاعرة هم الذين ارتابوا في1 صحة جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه لكان هذا

- مع موقفهم من األحاديث اآلحادية ، وهو أنها ال منسجما ما يحتج بها في العقيدة حتى ولو كانت في الصحيحين

، لكن ماذا نقول إذا كان الذي لم تصل حد التواتر ارتاب في صحته هو الباحث الذي سبق أن شن حملة

شعواء على األشاعرة لموقفهم من حجية أحاديث اآلحاد في العقيدة وموقفهم من أحاديث

.  الصحيحين؟ !!!

هل يجوز للباحث أن يشن تلك الحملة على األشاعرة لموقفهم من أحاديث اآلحاد وأحاديث

الصحيحين عندما كان في الجانب النظري ثم هو نفسه �260 �

يرتاب في صحة جزء من حديث رواه مسلم عندما دخل في الجانب العملي؟ !!! ما هذا التناقض؟ !!!

[411].

� مجيء الرواية في صحيح مسلم بلفظ ]فيخرج2- قط[ دون أن تأتي هذه - لم يعملوا خيرا منها قوما

-ال يصلح أن يكون مطعناالجملة في صحيح البخاري : ، في هذه الزيادة التي انفرد بها مسلم دون البخاري

فرواية البخاري التي لم تأت' فيها الزيادة هي من طريق سعيد بن أبي هالل عن زيد بن أسلم عن عطاء

، أما الرواية المشتملة بن يسار عن أبي سعيد الخدري على الزيادة فقد رواها مسلم من طريق حفص بن

ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي ، ورواها اإلمام أحمد من طريق معمر عن زيد سعيد

ورواها ابن خزيمة من طريق هشام بن ، [412] بن أسلم ، فقد رواها ثالثة من[413]سعد عن زيد بن أسلم

- آخر الرواة عن زيد بن أسلم فال يضرهم أن راويا. خالفهم ولم يذكرها

فأين كان الباحث عن هذا؟ !!! وإذا كان يرى أنه متخصص في العقيدة المبنية على الكتاب والسنة ؛

فليته استعان بمن يرشده إلى معرفة طريق الترجيح ، ليعلم أن الزيادة التي اجتمع على بين الروايات

روايتها ثالثة ال مناص من الحكم لها بالثبوت. والرجحان

له إن إذ ، قبل من � الله رحمه � تيمية ابن فعله بما يذكرنا وهذا[ ?]411 بغير احتجاجهم وعدم ذاك لموقفهم األشاعرة على الهجوم هذا مثل

الذي الصحيح بالحديث معتقده اصطدم لما لكنه ، العقيدة في المتواتر بأنه غمزه إلى عمد فإنه غيره[ ؛ شيء يكن ولم الله ]كان البخاري رواه- ليس !!!. متواترا

. 95 – 94/ 3أحمد: اإلمام مسند[ ?]412. 309 – 307 خزيمة: ص البن التوحيد[ ?]413

�261 �

الكلمة عن النبي صلىهذه ومما يؤكد ثبوت � 3 - لم يعملوا خيرا-الله عليه وسلم وهي ]فيخرج منها قوما

قط[: هو أنها جاءت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الرجل الذي أوصى بنيه عند موته أن يحرقوه ويذروه فسأله ربه لم فعلت ذلك فقال من خشيتك

قط-، ففي قلبه إيمان وخشية ولم يعمل خيرا فغفر له . وقد روي هذا الحديث عن النبي صلى فنالته المغفرة

الله عليه وسلم من رواية عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري ومعاوية بن حيدة وأبي بكر

. الصديق رضي الله عنهم

فأما حديث ابن مسعود فرواه اإلمام أحمد عنه أن- قط إال التوحيد-رجال ، فلما  لم يعمل من الخير شيئا

. [414]..  حضرته الوفاة قال ألهله إذا أنا مت

وأما حديث أبي هريرة فرواه األعرج عنه بلفظ ورواه حميد بن، [415]]قال رجل لم يعمل حسنة قط[

عبد الرحمن عنه بلفظ ]كان رجل يسرف على نفسه[ رافع عنه بلفظ ]كان رجل ممن كان ، ورواه أبو [416]

- قط إال التوحيد فلما احتضر قال قبلكم لم يعمل خيرا.[417]ألهله[

وأما حديث أبي سعيد فرواه سليمان التيمي عن ، وفيه أن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد

المحققة: هذا الطبعة في المعلق . قال 1/398احمد: اإلمام مسند[ ?]414. حسن بإسناد

. صحيح 4/2109مسلم: . صحيح 1/240مالك: لإلمام الموطأ[ ?]415 واللفظ ، الله كالم يبدلوا أن يريدون تعالى قوله باب ، البخاري: التوحيد

- يعمل ]لم البخاري عند . قط[ خيرا بعد ، إسرائيل بني عن ذكر ما باب ، األنبياء البخاري: أحاديث صحيح[ ?]416

. الغار حديث باب متصل بإسناد المحققة: هذا في. و 304/ 2أحمد: اإلمام مسند[ ?]417

. صحيح �262 �

- ، أي لم يدخر الرجل قال إنه لم يبتئر عند الله خيراا ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد، [418]عند الله خير- ، وفيه أن الرجل قال ]فإني لم أعمل الله عن قتادة

- قط[ ، ورواه عطية العوفي عن أبي سعيد[419]خيرا- قط قال بلفظ ]لقد دخل رجل الجنة ما عمل خيرا

"ان فيو. [420]ألهله حين حضره الموت[ "ي !ول الروايتان األ ، وفي رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الصحيح

د الغافر عنه .متابعة وتأكيد لرواية عقبة بن عب

وأما حديث معاوية بن حيدة فقد جاء عنه بلفظ : ،... -، وكان ال يدين لله دينا ]كان عبد من عباد الله

]- . [421]فعلم أنه لم يبتئر عند الله خيرا

وأما حديث أبي بكر ففيه ]فيقول له : هل عملت ، غير أني قد أمرت ولدي إذا مت  قط؟ فيقول: ال-خيرا

وهو من رواية واالن عن حذيفة بن ،[422]فأحرقوني[ ، ولكن الذي في الصحيح من اليمان عن أبي بكر

طريق ربعي عن حذيفة بلفظ ]كان رجل ممن كان . وما في [423]قبلكم يسيء الظن بعمله فقال ألهله[

. ، فاالعتماد على الروايات السابقة الصحيح أولى

فهل يبقى بعد هذا مجال للتشكيك في صحة -الرواية الدالة على أن الله تعالى يخرج من النار قوما

- خيرا .  قط فتنالهم المغفرة؟ !-لم يعملوا

اب�وكت ، الله من الخوف باب ، الرقاق كتاب: البخاري صحيح[ ?]418.[  الله كالم يبدلوا أن يريدون] تعالى ه�قول باب ، التوحيد

بعد ، إسرائيل بني عن ذكر ما باب ، االنبياء البخاري: أحاديث صحيح[ ?]419. الغار حديث باب

. ضعيف العوفي . وعطية 13/ 3أحمد: اإلمام مسند[ ?]420. فأحرقوني مت إذا: قال فيمن باب ، الدارمي: رقاق سنن[ ?]421. 5/ 1أحمد: اإلمام مسند[ ?]422. 4/113النسائي: . سنن الله من الخوف باب ، البخاري: رقاق صحيح[ ?]423

�263 �

إشكال وجواب :

يوجد في إحدى الروايات عن أنس في ذكر الذين ، وهي أن يخرجون من النار لفظة تؤيد ما قاله الباحث

النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أهل المرتبة الرابعة ]فيقول أهل النار ما أغنى عنكم أنكم كنتم

- ، فيقول تعبدون الله عز وجل ال تشركون به شيئا . ففي[424]الجبار عز وجل فبعزتي ألعتقنهم من النار[

، إذ تثبت أنهم هذه الرواية زيادة على رواية الصحيحين، فما حكم هذه الزيادة؟ . كانوا يعبدون الله عز وجل

أقول :

هذه الزيادة ضعيفة ألن الذي رواها عن أنس هو ، وال عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله

، ووثقه العجلي ، فقد وثقه أبو زرعة يحتج به بإطالق ، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس وأنكر عليه حديث البهيمة

. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما به بأس3نه أبو . وقال الساجي: صدوق إال أنه يهم أخطأ . ولي

، وضعفه ابن معين والنسائي داود والطحاوي ، وأشار عثمان الدارمي إلى تضعيفه من والدارقطني

. فهذا الراوي قد[425]أجل حديث رواه في األطعمة ، فال ترقى اللفظة التي تفرد بها مثل يخطئ ويوهم

، ألنها قد تكون من أوهامه هذا الراوي لمرتبة االحتجاج . وأما الحكم عليها بالنكارة فمن أجل مخالفتها لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي

صلى الله عليه وسلم ، إذ في رواية عمرو هذا أنهم

. 298 – 297 خزيمة: ص البن . التوحيد 144/ 3أحمد: اإلمام مسند[ ?]424 للدارقطني: الحاكم . سؤاالت 84 – 8/82حجر: البن التهذيب تهذيب[ ?]425

. 523 رقم �264 �

كانوا يعبدون الله ، وفي الصحيحين أنهم أدخلوا الجنة بغير عمل عملوه ، وفي صحيح مسلم أنهم لم يعملوا- قط . فلعل الصواب في تلك اللفظة ] أنكم كنتم خيرا

، فرواها عمرو بن ابي عمرو على توحدون الله [س�بيل الوهم فقال ] أنكم كنتم تعبدون الله[.فتنبه .

المسألة الثالثة

] فيخرجلجوء الباحث إلى تقليد من أو3ل قوله - قط [ - لم يعملوا خيرا منها قوما

من الغريب أن يلجأ الباحث � على القول بأن تلك ، لكنه يسميه بغير الرواية محفوظة � إلى التأويل!!!

اسمه فيقول ]ال بد من توجيه تلك الرواية وتخريجها بما.  يتفق واألصول والنصوص األخرى[ !!!

أقول :

� لو كان علماء األشاعرة هم الذين لجؤوا إلى1 تأويل الرواية لقرينة دلت على جواز تأويلها لكان هذا

- مع موقفهم من التأويل ، وهو جوازه لوجود منسجما ، لكن ماذا نقول إذا كان الذي لجأ إليه قرينة تدل عليه

هو الباحث الذي سبق أن شنc حملة شعواء على األشاعرة لموقفهم من التأويل؟!!! ولم هذا

التناقض؟ !!! .

�265 �

� ما هذا التأويل الذي استجازه الباحث تحت2 مسمى ]توجيه الرواية وتخريجها بما يتفق واألصول

والنصوص األخرى[؟ .

، وهو اتكأ في ذلك على كالم ابن خزيمة رحمه الله- لم أن قوله صلى الله عليه وسلم ]فيخرج منها قوما

- قط[: ليس المراد منه أن أولئك الذين يعملوا خيرا- قط ، وإنما المراد أخرجوا من النار لم يعملوا خيرا

- قط على التمام والكمال !!! . أنهم لم يعملوا خيرا ترى؟ ! هل يأتي شيء على صيغة النفي ويؤكد بلفظة

]قط[ ثم يقال إن المراد من النفي نفي التمام والكمال؟ ! أرى أن هذا مما تنبو عنه اللغة، والله ، وال أعلم . واألصل في مثل هذا النفي نفي الحقيقة

، فمن رام هذا يعدل عن األصل إال لحجة ظاهرة العدول فليأت بشاهد لغوي من الشواهد العدول على

. ، وإال فالتمسك باألصل هو األصل مثل هذا االستعمال

� الباحث مطالب بأن يأتي بقرينة تؤيد قوله في3 نقض استدالل األشاعرة على مذهبهم بحديث ]فيخرج

- قط[ - لم يعملوا خيرا ، وتؤيد تأويله لهذه منها قوما الجملة بعد أن تأكد ثبوتها عن النبي صلى الله عليه

، ومن كان قوله ، ألن قوله يخالف الظاهر وسلم . ، و]البينة على المدعي[ يخالف الظاهر فهو المدعي

وربما يأتي مخالفوه � على سبيل التبرع � بقرينة تؤيد.  قولهم

� إن استدالل األشاعرة هو المؤيد بالقرائن الدالة4 : على صحته

فمنها الحديث الوارد في الصحيحين عن أنس بن ، وفيه مالك في استشفاع الناس يوم القيامة باألنبياء

أن الله تعالى يأذن لمحمد صلى الله عليه وسلم �266 �

، قال صلى الله عليه وسلم: ويلهمه محامد يحمده بها ، وسل ، وقل يسمع لك ]فيقال: يا محمد ارفع رأسك

. . فأقول: يا رب أمتي أمتي ، واشفع تشفع تعط فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال

... انطلق فأخرج منها من كان في ، شعيرة من إيمان ... انطلق فأخرج ، قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان

منها من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة ... ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك . خردل من إيمان

... فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال ال إله ، المحامد ، . فيقول: وعزتي وجاللي وكبريائي وعظمتي إال الله

. وغني عن[426]ألخرجن منها من قال ال إله إال الله[ البيان أن المراد من قول ال إله إال الله أن تكون مع

، صلى الله عليه قرينتها وهي ]محمد رسول الله[.  وسلم

ووجه االستدالل هو أنه بمقدار ما يكون في القلب من إيمان يظهر على الجوارح من العمل الصالح وآثار

، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما العمل الصالح يخرج من النار من في قلبه مثقال شعيرة من إيمان أو أقل ؛ فإنه ال بد أن يعرفهم بآثار العمل الصالح المنبثق

، ألنه ال يعلم ما في القلوب عن ذلك القدر من اإليمان ، لكن ما الذي يمكن أن يكون من إال عالم الغيوب

اإليمان عند أهل المرتبة الرابعة زيادة على قول ال إله ، ، ألنه لو كان عندهم شيء لذكره إال الله؟ ال شيء

فأولئك ليس عندهم سوى كلمة التوحيد ]ال إله إال الله ، وليس فوقها من اإليمان شيء محمد رسول الله[

مسلم: . صحيح األنبياء مع الرب كالم باب ، البخاري: توحيد صحيح[ ?]426 البن . اإليمان 300 – 299 خزيمة: ص البن . التوحيد 184 – 182/ 1

. 843 – 841/ 2منده: �267 �

، ولذا فهؤالء ال بحيث يثمر من العمل ولو أي شيء. يخرجون من النار إال بشفاعة أرحم الراحمين

- لحديث أبي سعيد وهكذا يكون هذا الحديث شاهدا ، والذي فيه أن الله الخدري الذي رواه مسلم وغيره

- قط - لم يعملوا خيرا . تعالى يخرج من النار قوما

ومنها ما روي في مسند أحمد وغيره بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن

النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ]إن الله عز وجل- من أمتي على رؤوس الخالئق يوم يستخلص رجال

- القيامة ، كل سجل ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجال"م"ت ك مد البصر -؟ ! أظ"ل ، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا

"تي الحافظون؟ ! "ب "ت . فيقول: ألك عذر . قال: ال يا رب ك . فيقول: ، فيقول: ال يا رب أو حسنة؟ . فيبهت الرجل

. ، ال ظلم اليوم عليك بلى إن لك عندنا حسنة واحدة فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن ال إله إال الله وأن

- عبده ورسوله . فيقول: يا ، فيقول: أحضروه محمدا . فيقال: إنك رب ما هذه البطاقة مع هذه السجالت؟ !

، فطاشت . فتوضع السجالت في كفة ال تظلم ، وال يثقل شيء بسم الله السجالت وثقلت البطاقة

. وفي رواية الترمذي ]فال يثقل مع الرحمن الرحيم[ . وهذا الرجل عندما يسأل عما[427]اسم الله شيء[

، فدل هذا على أنه لم إذا كان له حسنة يجيب بالنفي يعمل حسنة قط. وقد يقول قائل: لعله من أهل الصالة

إال أنه لم يتمكن من اإلدالء بهذه الحجة لشدة هول ، ، فقد جاء في هذا الطريق ]فيبهت الرجل[ الموقف

. فأقول: وجاء في طريقين آخرين ]فيهاب الرجل[

ابن . صحيح 2639 الترمذي: رقم . سنن 213/ 2أحمد: اإلمام مسند[ ?]427 /1للحاكم: . المستدرك 4300 ماجه: رقم ابن . سنن 225 حبان: رقم

529 . �268 �

، ألنه لو كان من أهل الصالة لوضعت ليس كذلك الصالة في الميزان مع قول ال إله إال الله في مقابلة

. ففي هذا الحديث داللة السجالت المملوءة بالسيئات على أن من جاء بكلمة التوحيد ولم يعمل معها حسنة

.  فإن عاقبته النجاة

وهذا شاهد آخر لحديث أبي سعيد الخدري الذي. يريد الباحث توهينه

�269 �

المسألة الرابعة

األصول العقدية والنصوص النبوية التي دعتالباحث إلى الشك أو التأويل لرواية

- قط[ - لم يعملوا خيرا ]فيخرج منها قوما

يقول الباحث:

]فإن لم نقل إن تلك الرواية غير محفوظة ؛ نقول ال بد من توجيهها وتخريجها بما يتفق

. واألصول والنصوص األخرى[

ويقول : ]أكثر روايات هذا الحديث ليس فيها ... فإذا ضممنا هذه الروايات إلى ، هذه الزيادة

النصوص الصريحة في تكفير تارك الصالة لمتنهض تلك الزيادة على معارضتها[ .

ويقول :]الروايات التي لم تذكر فيها هذه ، من حيث كثرتها وموافقتها لألصول الزيادة أرجح

القطعية في أنه لن يدخل الجنة إال مؤمن وأناإليمان قول وعمل[.

ويقول : ]اإلجماع على تكفير الممتنع عنالصالة ثابت عن الصحابة[ .

ويقول :]... وال نعارض بها ما ندركه ونعلمه- من األدلة البينة على قتل الممتنع عن الصالة كفرا

، فإن هذا قد قام دليله وإجراء أحكام المرتد عليه. وأمرنا بتنفيذه[

�270 �

أقول :

ذكر الباحث من األصول القطعية أصلين: أحدهما ، والثاني أن اإليمان قول أنه لن يدخل الجنة إال مؤمن

. وعمل

. فأما األول فهو متفق عليه

وأما الثاني فإن نصوص الكتاب والسنة منها ما- على االعتقاد دون القول جعل اإليمان مقصورا

، كحديث جبريل الذي جعل فيه النبي صلى والعمل الله عليه وسلم اإليمان أن تؤمن بالله ومالئكته وكتبه

، وجعل القول والعمل ورسله واليوم اآلخر والقدر كالشهادتين وإقامة الصالة وإيتاء الزكاة من اإلسالم ال

، كحديث ، ومنها ما جعل الكل من اإليمان من اإليمان ، وإطالق القول بأن [428]]اإليمان بضع وسبعون شعبة[

اإليمان قول وعمل فيه إعمال لبعض النصوص وإهدار . أما الذين عملوا بالنصوص الثابتة كلها لبعضها اآلخر

فحملوا حديث جبريل وما في معناه على أن اإليمان هو ، وحملوا ، وأن اإلسالم هو القول والعمل االعتقاد

حديث ]اإليمان بضع وسبعون شعبة[ وما في معناه على أن اإليمان يشمل االعتقاد من حيث إنه هو حقيقة اإليمان، ويشمل األقوال واألعمال من حيث إنها ثمرة

. ، وبذا يتم الجمع بين النصوص لإليمان

وعلى هذا فمن قال من السلف ]اإليمان قول ، وذلك بالنظر إلى ، يزيد وينقص[ فهو صحيح وعمل

، فكلما قوي درجات اإليمان من أدناها إلى أعالها اإليمان وارتقى مثقال ذرة عن الدرجة الدنيا فإنه ال بد

، وبهذا يكون أن يثمر من الكلم الطيب والعمل الصالح- للقول والعمل ، ويزيد بزيادة المحبة اإليمان شامال

. صحيحيه من اإليمان كتاب في مسلم [ رواه?]428 �271 �

واإلخالص والتوكل والخوف والرجاء وبطاعة الله ، وهذا ، وينقص بنقصانها وبمعصية الله تعالى تعالى

كله ثابت في النصوص الكثيرة المستفيضة في الكتاب ، وهو قول أهل السنة من السلف فمن والسنة.  ، ومنهم األشاعرة والماتريدية وأهل الحديث بعدهم

، وهو ال يزيد وال ينقص[ ومن قال ]اإليمان التصديق كذلك ، وذلك بالنظر إلى الدرجة الدنيا من فهو صحيح

، درجات اإليمان التي هي التصديق وإذعان النفس وليس فيه بهذا المعنى زيادة عن الدرجة الدنيا مثقال

- من األقوال واألعمال الصالحة ، ذرة بحيث يثمر شيئا- للقول والعمل ، وهذا الجزء ولهذا فإنه ليس شامال

الذي ينقل المرء من دائرة الكفر إلى دائرة اإليمان غير ، ألن القدر الزائد على هذا قابل للزيادة والنقصان

، بل الجزء ليس هو الذي ينقل من الكفر إلى اإليمان ، وهذا معنى أنه ال هو ارتقاء في درجات اإليمان نفسه

، ولو نقص ذلك الجزء الذي هو الحد األدنى لما يزيد ، وهذا معنى أنه ال نقل المرء من الكفر إلى اإليمان

، وأصحاب هذه الدرجة هم أهل المرتبة الرابعة ينقص ، أي الذين يدخلون النار وال يخرجون منها في الشفاعة

إال في آخر المراتب بشفاعة أرحم الراحمين جل . وهذا هو معنى ما تذكره كثير من كتب العقيدة شأنه

، وهو ال يخالف قول السلف عند األشاعرة والماتريدية في قليل وال كثير عند من يدرس كتب العلماء

!ؤ"دة وأناة .  ومصطلحاتها بت

واألشاعرة والماتريدية بعيدون عن بدعة التجهم بعد ، ، وكذا عن بدعة اإلرجاء المشرق عن المغرب

والباحث نفسه يقول ]فالمرجئة تقول إن اإليمان شيء ، وإن اإلنسان يكون كامل واحد ال يزيد وال ينقص

�272 �

- قط[ ، واألشاعرة اإليمان وإن لم يعمل خيرا- قط والماتريدية قاطبة ال يقولون عمن لم يعمل خيرا

. ، بل هو في أدنى درجات اإليمان إنه كامل اإليمان.  فكيف يصح اتهام األشاعرة بأنهم مرجئة؟ !!!

وبعد هذه الجولة من االستدالل � والتي قد يصعب على بعض الناس فهمها واستيعابها � أعود بهم إلى ما

، وهو قول ابن أبي العز شارح يرونه األسهل ، إذ يع!د من قال ]إن اإليمان قول وعمل يزيد الطحاوية

وينقص[ ومن قال ]إن اإليمان هو التصديق وال يدخل ، العمل في مسمى اإليمان[ كليهما من أهل السنة

فاستمع إليه � رحمه الله � بعد سرد عدد من األحاديث ، وبعد النبوية التي فيها وصف بعض الذنوب بالكفر

التصريح باتفاق أهل السنة على أن مرتكب الكبيرة ال- ينقل عن الملة ، إذ يقول: ]ثم بعد هذا يكفر كفرا

- ال يترتب - لفظيا االتفاق بين أهل السنة اختلفوا اختالفا- عليه فساد ، وهو أنه هل يكون الكفر على مراتب كفرا

دون كفر؟ ... من قال إن اإليمان قول وعمل يزيد ... ومن قال ، وينقص قال هو كفر عملي ال اعتقادي

إن اإليمان هو التصديق وال يدخل العمل في مسمى اإليمان والكفر هو الجحود وال يزيدان وال ينقصان قال

. . فتنبه [429]هو كفر مجازي غير حقيقي[

واستمع إلى ابن أبي العز � رحمه الله � يفرق بين قول جهم الضال المبتدع وبين قول أبي منصور

، إذ يقول: ]وحاصل الكل الماتريدي من أئمة الهدى يرجع إلى أن اإليمان: إما أن يكون ما يقوم بالقلب

، أو بالقلب ، أو... ، أو... ... واللسان وسائر الجوارح ، أو التصديق ، وهو إما المعرفة كما قاله الجهم وحده

. 445 – 444/ 2العز: أبي البن الطحاوية العقيدة شرح[ ?]429 �273 �

.[430]كما قاله أبو منصور الماتريدي رحمه الله[ . فتنبه

وأما النصوص التي يرى الباحث أن رواية إخراج- قط ال بد من توجيهها قوم من النار لم يعملوا خيرا

وتخريجها بما يتفق معها: فهي ما أشار إليه من ، ثم يقول النصوص الصريحة في تكفير تارك الصالة

إن اإلجماع على تكفير الممتنع عن الصالة ثابت عن.  الصحابة

قد وردت نصوص في تكفير تاركوأقول : ، كقوله صلى الله عليه وسلم ]بين الرجل وبين الصالة

، رواه أحمد ومسلم من حديث الكفر ترك الصالة[ ، وكقوله ]العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن جابر

، رواه أحمد وأبو داود والترمذي تركها فقد كفر[ . وروى الترمذي عن عبد والنسائي من حديث بريدة

الله بن شقيق العقيلي رحمه الله أنه قال: ]كان- من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ال يرون شيئا

. ولكن إذا كان[431]األعمال تركه كفر غير الصالة[ هنالك تعارض ظاهري بين رواية إخراج قوم من النار- قط وبين أحاديث تكفير تارك الصالة ؛ لم يعملوا خيرا

. فأيهما أولى بمحاولة توجيهه بما يتفق مع اآلخر؟ !

يرى الباحث أن أحاديث تكفير تارك الصالة نصوص- آخر من الفهم وأن رواية صريحة وكأنها ال تقبل وجها

- قط هي التي ال بد إخراج قوم من النار لم يعملوا خيرا.  من توجيهها !!!

، وذلك للقرائن واألقرب أن العكس هو الصوابالتالية:

. 462/ 2السابق: المصدر[ ?]430. 379 – 378/ 1للمنذري: والترهيب الترغيب[ ?]431

�274 �

، أ � اشتهر عند السلف قولهم ]كفر دون كفر[- بوجوبها وعلى هذا فتارك الصالة � إذا كان مقرا

وحرمتها وكان تركه لها من باب الكسل � هو كافر- - عمليا - من الملة كفرا - مخرجا - اعتقاديا ، وهو ما ، ال كفرا

، ويكون إطالق يعبرون عنه بقولهم ]كفر دون كفر[ الصحابة لفظة الكفر على تارك الصالة كذلك من هذا

.  الباب

ب � جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد من األحاديث فيها إطالق لفظة الكفر واتفق العلماء على

، فمنها أن المراد بها الكفر العملي ال الكفر االعتقادي قوله صلى الله عليه وسلم ]سباب المسلم فسوق

، وقوله ]اثنتان في الناس ، متفق عليه وقتاله كفر[ ، والنياحة على هما بهم كفر: الطعن في النسب

، ، وقوله ]ال ترغبوا عن آبائكم ، رواه مسلم الميت[ ، وقوله ، رواه مسلم فمن رغب عن أبيه فهو كافر[

[ما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم[ ، ]أي ، وقوله ]من حلف بغير الله فقد كفر[ أو رواه مسلم

. فمن ، رواه الحاكم وأحمد وأبو داود ]فقد أشرك[ وقع في شيء من هذا ولم يستحل فإن العلماء

، متفقون على أنه لم يكفر الكفر المخرج من الملة واألحاديث التي فيها تكفير تارك الصالة هي كذلك من

- من هذه هذا الباب . وقد ذكر ابن أبي العز عدداcن اتفاق األحاديث وغيرها وحديث تكفير تارك الصالة وبي أهل السنة على أن الحكم بالكفر هنا ليس المراد منه

. [432]الكفر الذي ينقل عن الملة

. ومن 444 – 439/ 2العز: أبي البن الطحاوية العقيدة انظر: شرح[ ?]432 في إال يصلي وال يزكي ال وكان مات ]ومن قوله الله رحمه تيمية ابن كالم

"د"ع!واالصالة أن والدين العلم ألهل ينبغي رمضان - عقوبة ، عليه ي ونكاال يصلي ال ]فمن وقوله ، الناس[ بعض عليه يصلي أن بد ... وال ، ألمثاله

- يعطى ال الحاجات أهل من الصالة أداء ويلتزم يتوب حتى الزكاة من شيئا �275 �

ج � جاء عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ]خمس صلوات

، من أحسن وضوءهن افترضهن الله على عباده ، فأتم ركوعهن وسجودهن وصالتهن لوقتهن

، ومن لم وخشوعهن كان له عند الله عهد أن يغفر له ، إن شاء غفر له وإن يفعل فليس له عند الله عهد

. وفي الطريق اآلخر عنه: ]خمس صلوات شاء عذبه[ ، فمن لقيه بهن لم يضيع افترضهن الله على عباده

- لقيه وله عنده عهد يدخله به الجنة ، ومن منهن شيئا- بحقهن لقيه وال - استخفافا لقيه وقد انتقص منهن شيئا

. وليس[433]، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له[  عهد له انتقاص هذا المقصر في الصالة مما يرجع إلى نقص

، ولكنه نقص في في السنن واآلداب والخشوع ، ومع الفرائض التي يستحق عليها العذاب في اآلخرة

، ولو كان تارك الصالة ذلك فهو داخل تحت المشيئة- � واإلخالل بالفرائض فيها كالترك � لما أدخله كافرا

.  تحت المشيئة- صلى فيمن أحد يستريب ]وال وقوله ، أوقاتها[ في غير إلى أو محدثا

]حتى قوله عند . وقف كبيرة[[ أنها قراءة بال أو الوقت بعد أو القبلة-- يراه كان ولو ، كبيرة[ ]أنها يتوب[ وقوله إلى يعود ]حتى لقال كافرا

أصرح هذين قبل الذي فالنقل حال كل وعلى ، كفر[ ]أنها اإلسالم[ ولقال البعلي: ص اللحام البن تيمية ابن فتاوى من الفقهية االختيارات].  منهما159 – 160 ، 185 ، 612 ] .

عطاء طريق من وهو ، 5/317أحمد: اإلمام مسند في األول الطريق[ ?]433 ، عبادة عن عسيلة بن الرحمن عبد الصنابجي الله عبد أبي عن يسار بن

حبان بن يحيى بن محمد رواية من هو اآلخر . والطريق صحيح والسند ثقات ورجاله ، عبادة عن المخدجي رفيع أبي عن محيريز بن الله عبد عن ، الثقات في حبان ابن ذكره أن سوى أجد لم عبادة عن الراوي أن إال

. انظر: الموطأ الموطأ في الحديث هذا عنه فأخرج مالك اإلمام وقبله . سنن 322 ، 319 ، 5/315أحمد: لإلمام . المسند 1/123مالك: لإلمام

. 1/449ماجه: ابن . سنن 1/230النسائي: . سنن 62/ 2داود: أبي- األنصاري قتادة أبي عن آخر بإسناد بنحوه الحديث وروي في: مرفوعا عبادة حديث عنه . ويغني ضعيف إسناده ولكن ، 1/450: ماجه ابن سنن

. الصامت بن �276 �

�277 �

المسألة الخامسة

عن أهل المرحلة الرابعة ] فيقول أهل الجنةقوله : هؤالء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه

وال خير قدموه [

يريد الباحث أن ي��رد دالل��ة ه��ذا الج��زء من الح��ديث الوارد في الصحيحين ، فيقول : ] وأهل الجن��ة يقول��ون حس��ب ظ��اهر م��ا يعلم��ون ، ... ثم ي��أتي عالم الغي��وب- من أه��ل اإليم��ان لم يكن أح��د س��بحانه فيخ��رج أقوام��ا

. ] - يعلم عنهم إيمانا

أقول :

، إال أن ظ��اهر ه��ذا الق��ول يؤي��د م��ذهب األش��اعرة الباحث يرد داللته حيث إن أه��ل الجن��ة يقول��ون حس��ب

، أي فربم��ا ك��ان عن��د أولئ��ك ش��يء ظاهر م��ا يعلم��ون ، فعلى قول��ه  من العمل لم يعلمه أهل الجنة-ضئيل جدا

وإذا ك��ان،   وأخطؤوا فيه-يكون أهل الجنة قد قالوا قوالل الن�بي ص�لى الل�ه "ق�" 'م" ن الحال كم�ا يتص�ور الب�احث ف"ل عليه وسلم قولهم الذي أخط��ؤوا في��ه للن��اس ولم ينب��ه على الخط�أ؟ !!! أم إن الب�احث يق�ول إن الن�بي ص�لى الل��ه علي��ه وس��لم نق��ل لألم��ة ق��ول أه��ل الجن��ة ال��ذي

يع���رف أن���ه أوأخط���ؤوا في���ه دون أن ينتب���ه للخط���أ الن��بي ص��لى الل��هوإذا كان،  خطأ؟ !!! حاشاه من ذلك

� بأبي هو وأمي � لم ينتبه للخطأ ولم يعرفهعليه وسلم فهل نزل الوحي بتصحيح ذلك الخطأ؟ !!! ك��ل ذل��ك لم

�278 �

. فثبت أن القول ال��ذي قال��ه أه��ل الجن��ة ، فتنبه ! يكن ، وارزقن��ا -. اللهم اغف��ر لن��ا جميع��ا صواب ال خط��أ في��ه

ه أفضل الص��الةي، عل حسن التأدب مع نبيك المصطفى. وأزكى السالم

�279 �

المسألة السادسة

قول "ال إله إال الله"

هل تنجي صاحبها إذا قالها بالقلب دون اللسان ؟

وهنا قد يقال: هل أولئك الذين يخرجون من النار بشفاعة أرحم الراحمين وليس عندهم إال قول ]ال إله

إال الله[ ؛ هل ال بد أن يكونوا قد قالوها باللسانوالقلب أو ربما يكونون قد قالوها بالقلب فقط ؟ .

الذين يشترطون لصحة اإليمان عقد القلب على التوحيد مع التلفظ بالشهادتين يحملون القول هنا على

والقلب ، ويقولون ال بد منه لحصول قول اللسان.  النجاة من النار ولو في المرحلة األخيرة

والذين يشترطون لصحة اإليمان عقد القلب على التوحيد وال يشترطون التلفظ بالشهادتين يحملون

أو بالقلب القول هنا على القول باللسان والقلب فقط ، ويقولون إن من عقد قلبه على عقيدة التوحيد

- بها قلبه فإنه ممن تدركه النجاة في المرحلة موقنا. األخيرة

وعندهم عدد من األدلة على صحة ما ذهبوا إليه :

منها ما رواه مسلم وغيره عن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]من مات وهو يعلم

.[434]أنه ال إله إال الله دخل الجنة[

. 348 – 347 خزيمة: ص البن . التوحيد 1/55مسلم: صحيح[ ?]434 �280 �

ومنها ما رواه مسلم وغيره عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]من مات ال

- دخل الجنة[ .[435]يشرك بالله شيئا

ومنها ما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى ، الله عليه وسلم قال: ]لكل نبي دعوة مستجابة

، وإني اختبأت دعوتي شفاعة فتعجل كل نبي دعوته ، فهي نائلة إن شاء الله من مات ألمتي يوم القيامة

]- .[436]من أمتي ال يشرك بالله شيئا

ومنها ما رواه البخاري وابن خزيمة عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]عرض لي جبريل

- دخل ر أمتك أنه من مات ال يشرك بالله شيئا فقال بش� .[437]الجنة[

ومنها ما رواه ابن خزيمة عن معاذ بن جبل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ]من

مات وهو يوقن بقلبه أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة[ أو قال ]نجا

.[438]من النار[

ومنها ما رواه ابن خزيمة عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ]من علم أن الله ربه

- من قلبه حرم الله لحمه على النار[ وأني نبيه صادقا[439].

فقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة ، لمن مات على عقيدة التوحيد ولم يشترط التلفظ بها

. 362 – 360 خزيمة: ص البن . التوحيد94/ 1مسلم: صحيح[ ?]435.1/189مسلم: صحيح[ ?]436 البن . التوحيد المقلون هم المكثرون باب ، البخاري: الرقاق صحيح[ ?]437

. 345 ، 344 خزيمة: ص. 349 خزيمة: ص البن التوحيد[ ?]438. 348 السابق: ص المصدر[ ?]439

�281 �

فهل من بنى عقيدته على أحاديث المصطفى صلى!تي الله عليه وسلم يوصف باالبتداع؟!!! . وإنما أ

الباحث من حيث إنه ال يدرك الفرق بين عقيدة الجهمية من جانب وبين عقيدة األشاعرة والماتريدية من جانب

، فخلط بين الجهمية الذين ، فالتبس عليه األمر آخر هم أهل بدعة وضالل وبين األشاعرة والماتريدية الذين

. ، والله المستعان هم أهل سنة وهداية

�282 �

ويقول الباحث :

] وأما قول بعضهم إن المراد بالقول هنا القول ، إذ ال يصح حمل النفسي فمن التأويل الفاسد

، أما القول على القول النفسي إال إذا قيد بذلك.  إذا أطلق فهو ممتنع عند جميع العقالء[

أقول :

شكا رجل إلى ابن عباس فقال: إني أكون في-؟ . فقال: ]قاتل الله الصالة فيخيل إلي أن بذكري بلال

، فإن ... فإذا توضأت فانضح فرجك بالماء ، الشيطان . وهذا دليل من أدلة[440]وجدت قلت هو من الماء[

كثيرة على استعمال العرب القول والمراد هو القول . وقف عند قول النفسي دون أن يقع التقييد بذلك

الرجل ]في الصالة[ وقول ابن عباس له ]قلت هو من . وقد تقدم حديث ]أال أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ! الماء[

، أال وقول الزور[ ، وعقوق الوالدين اإلشراك بالله . وقول الراوي ]فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت[

وتقدم حديث ]فإذا أتاه الشيطان فقال إنك قد أحدثت. فليقل كذبت[

ويبدو أن الباحث من المتسرعين في إطالق أحكام لغوية دون أن يتتبع النصوص إذا رأى أن ذلك يخدم

. فكرته

* * * * *- ، وارزقنا وأقول في الختام : اللهم أرنا الحق3 حقا

، وأرنا الباطل ، واجمعنا عليه ، وحببنا فيه اتباعه- هنا فيه ، وارزقنا اجتنابه باطال . سبحانك اللهم ، وكر�

. جيد . بسند 1/151الرزاق: عبد مصنف[ ?]440 �283 �

، ، أشهد أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك وبحمدك. أستغفرك وأتوب إليك

وكان الفراغ من كتابة هذا البحث � على فترات متباعدة وعلى غير ترتيب � سوى بعض اإلضافات

والتعديالت اليسيرة : في الشارقة يوم االثنين ، والحمد لله  م5/6/2004ه� الموافق 17/5/1425. رب العالمين

وكتب�ه راجي عفو رب�ه الكريم

صالح الد�ين بن "حمد اإلدلبي أ

�284 �

ملحق في

تلخيص عقائد األشاعرة

� مصدر تلقي العقيدة � عند االشاعرة � هو1 القرآن الكريم والسنة المتواترة والداللة العقلية

القطعية .

� القطعيات تتوافق وال تتعارض.2

� األحاديث اآلحادية ليست حجة مستقلة في3أصول العقائد.

� ظواهر ألفاظ النصوص المخالفة للنصوص4المحكمة أو القواطع العقلية ال يؤخذ بها ويجب تأويلها.

� ال يوصف الله تعالى بما يدل على انه مركب5 من أجزاء ، فال يقال له وجه وعينان ويدان وأصابع

وساعد وساق وقدم وجنب وحقو.

� اإليمان هو التصديق العقلي مع اإلذعان6والقبول، واألعمال الصالحة هي ثمرات لإليمان.

� القرآن كالم الله ، وهو الكالم النفسي القائم7بذات الله تعالى ، وهو قديم غير مخلوق.

� الطعام ال يشبع بنفسه ، والنار ال تحرق8 بنفسها ، والدواء ال يشفي بنفسه ، والله تعالى هو

الذي يخلق اإلشباع واإلحراق والشفاء عند هذهاألسباب.

� التكليف والثواب والعقاب مرتبط باألوامر9اإللهية وبعثة الرسل ، ال بحسن الشيء وقبحه.

� بعض النصوص ال تفهم حسب معاني10 المفردات بل حسب السياق ومعاني التراكيب ، وتؤول

�285 �

المعاني المأخوذة من المفردات المقطوعة عنالسياق إذا دل دليل على أنها غير مرادة.

� كل ما دل عليه نص قرآني أو نبوي فيجب11 اإليمان به ، إال إذا كان مخالفا لحكم قطعي في الشرع أو العقل ، وهذا يعني أن ذلك النص يؤول أو يطعن في

ثبوته إن كان حديثا آحاديا.

� الكفر هو نقيض اإليمان ، فهو يرجع إلى12 التكذيب بأي أمر ثبت عن الله تعالى أو رسوله صلى

الله عليه وسلم من وجه قطعي.

� أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم13يترضى عنهم وال يتكلم فيهم بسوء.

� الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم14 هو أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله

عنهم ، واألئمة من قريش.

� يجب تنزيه الله تعالى عن صفات الحوادث15 كالمكان والجهة والحركة واالنتقال والنزول والصعود

الحسيات.

� الله تعالى متفرد في األزل ، أي كان الله ولم16 يكن شيء غيره ، فال شيء قبله ، وال شيء معه ،

والعرش فما دونه أي كل ما سوى الله تعالى حادثمخلوق.

� يثبتون ما أثبته الله لنفسه وينفون في الوقت17 ذاته سمات الحدوث ، فيثبتون له صفة االستواء

ويقولون ليس باستقرار وال مالصقة.

� ينزهون الله تعالى عن أن يلحقه تغير أو تبدل.18

� القرآن انزله الله تعالى بلغة العرب على وفق19 طرقهم في استخدام األلفاظ والتراكيب ، فال تفهم

�286 �

نصوص القرآن � وكذا نصوص السنة � إال على وفقأساليب العرب في البيان.

�287 �

فهرس أهم مسائل البحث]وما كتب بجانبه ) ح ( فهو في الحاشية[

- لبي���ان منهج � كتاب���ة أح���د الب���احثين كتاب���ا األش��اعرة في العقي��دة أخ��رجهم في��ه من ............دائرة السنة وعدهم طائفة من أهل البدع

4 5 .....� من مظاهر تجني ذلك الباحث على األشاعرة

� كلمة نفيسة البن تيمية رحمه الله تقدم هدية للباحث ................................................................ 6

� دعوى الباحث أن األشاعرة هي أك��بر ف��رق المرجئ��ة الغالة ، وبي��ان أهم عقي��دة تم��يز المرجئة المبتدعين ، وبراءة األش��اعرة من

8 ........................................................ذلك � رب��ط الب��احث بين م��ذهب األش��اعرة وم��ا يخرج��ه المستش��رقون من مخطوط��ات ، وبي��ان مي��ادين اهتم��ام المستش��رقين من

10 .............................................كتب التراث � هل األشاعرة يكف��رون ابن" تيمي��ة ويتهمون��ه

12 ...............................................بالزندقة ؟ � كلمة إنصاف من الحاف��ظ ابن حج��ر رحم��ه

13 ...............................الله في حق ابن" تيمية � مآخذ الحص��ني على ابن تيمي��ة ورمي��ه إي��اه ب��الكفر والزندق��ة ، وبي��ان م��ا اش��تبه على

�288 �

............الحصني من الدالئل التي أوقعته في ذلك 13

� طعن ابن تيمي��ة في أبي الحس��ن األش��عري- على الرواي��ات وفي الخسروشاهي اعتمادا

)ح(15 ...............................الضعيفة المنكرة � كلمات إنصاف من السيوطي وابن عاب��دين والصيادي والشيخ يوسف النبهاني في ح��ق

21 ...............................................ابن تيمية � اس���تعمال ابن تيمي���ة كلم���ات التكف���ير

23 ..........................والسباب في حق خصومه � دعوى الباحث أن األشاعرة تلقوا واستمدوا من غير الس��نة ولم يوافقوه��ا في النت��ائج ،

25 ...........................والتعليق على هذا االدعاء

ـ بيــان بعض مــا في كالم ابن تيميــة27 ............................في العقيدة من خلل

� رده على من ق��ال إن الل��ه تع��الى لم يزل وحده وال شيء معه وبي��ان خطئ��ه بس����بب اإلع����راض عن منهج أئم����ة

27 ...........الحديث في الترجيح بين الروايات � رده على من طعن في حديث األوعال وادع���اؤه أن���ه م���روي من ط���ريقين ، وبي��ان أن��ه م��روي من طري��ق واح��د

29 ..............................................ضعيف � دفاع��ه عن أن الل��ه تع��الى أب��دى عن بعض��ه وادع��اؤه أن لف��ظ البعض ق��د نط��ق ب��ه أئم��ة الص��حابة والت��ابعين ذاكرين وآثرين ، وبيان ضعف الروايات

30 .................................التي اعتمد عليها �289 �

وي أن الل��ه تع��الى لم��ا � استدالله بم��ا ر! تجلى للجب��ل م��ا تجلى من��ه إال مث��ل الخنصر، وبي��ان ض��عف الرواي��ات ال��تي

32 .......................................اعتمد عليها � استدالله برواي�ة مرس�لة فيه�ا أن الل�ه تعالى كل3م موس��ى بق��وة عش��رة آالف لس��ان وأن كالم��ه تع��الى كالص��واعق ال���تي تقب���ل في أحلى حالوة ، وبي���ان ضعف ه��ذه الرواي��ة وأن مص��درها ه��و

35 .......................................كعب األحبار � ادع���اؤه أن أه���ل الجاهلي���ة ك����انوا يعظمون ح��راء !!! مج��رد دع��وى دون

38 ................................اس��تناد إلى دليل � ه��ل فقه��اء الم��ذاهب األربع��ة المعت��برون

39 ...................................يذمون األشاعرة ؟! � منش����ور االعتق���اد الق���ادري ال���ذي كتب للخليف��ة العباس��ي الق��ادر بالل��ه ، وغفل��ة الب��احث عن التن��اقض الموج��ود بين��ه وبين اعتق���اد ابن تيمي���ة في مس����ألة من أهم

47 ........................................مس�ائل العقيدة � هل أئم��ة الس��لوك ال��ذين ك��انوا أق��رب إلى ............السنة ، وأتباع السلف يذمون األشاعرة ؟!

48 � هل األشاعرة مذمومون عن�د رج�ال الج�رح

50 .............................................والتعديل ؟! � غفلة الباحث عن أن منهج��ه في االس��تدالل يؤدي إلى أن الحنابلة مذمومون عند رج��ال

52 .......................................الجرح والتعديل

�290 �

� ادع��اء الب��احث أن علم��اء األش��اعرة الكب��ار أعلن���وا ح���يرتهم وت���وبتهم ورج���وعهم إلى ............مذهب السلف وبيان ضعف ما أستند إليه

54 � اتهام ابن تيمية لإلم��ام فخ��ر ال��دين ال��رازي بمسألة كفرية � وهي الق��ول بتك��افؤ األدل��ة في مسألة حدوث األجسام � حس��بما ظه��ر له من كالمه دون قراءة ما بع��ده مم��ا في��ه

56 .................................التصريح بنقيض ذلك � بي��ان عقي��دة اإلم��ام أبي محم��د الجوي��ني وولده إمام الحرمين وأنهم��ا لم يخرج��ا عن

57 .......................................عقيدة األشاعرة � بيان ما الذي رجع عنه كبار أئم��ة األش��اعرة

60 ................................وإلى أي شيء رجعوا � الش��افعية والمالكي��ة والحنفي��ة وكث��ير من

61 ....................الحنابلة أشعريون في العقيدة � من أس��باب ابتع��اد كث��ير من الحنابل��ة عن عقائد جمهور األمة هو التعلق بكل ما يروى عن اإلم��ام أحم��د دون دراي��ة بع��دم ص��حة

62 ..............................................اإلسناد إليه � ادعاء الب��احث أن ال��ذي ي��دخل في اإلس��الم- من أه��ل - يصبح بمجرد إسالمه واح��دا حديثا

63 ....................................نحلته ، والرد عليه � ادعاء الباحث أن الحاف��ظ ابن حج��ر خ��الف األشاعرة في مسالة اإليمان وفي االحتجاج بح��ديث اآلح��اد في العقي��دة ، وبي��ان خط��أ

64 .......................................الباحث في ذلك

�291 �

أن ابن حجر رحمه الل��ه ك��ان � ادعاء الباحث- في عقيدت��ه ، مج��رد ادع��اء دون متذب��ذبا

66 .......................................استناد إلى دليل البربهاري وعثم�انعلى عقيدة � ثناء الباحث

بن سعيد الدارمي ، وبيان بعض ما عن��دهما66 ...............................من الخلل في العقيدة

68 ...............� استعراض الباحث مواضيع العقيدة يختلف��ون م��عأن األش��اعرة � ادعاء الب��احث

أهل السنة والجماع��ة في العقي��دة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ، ماع��دا

68 ....................................قضية واحدة فقط

ـ الموضوع األول : مصدر التلقي مص���در التلقي عن���د� ادع���اء الب���احث أن

، وأنهم يقدمون العق��ل األشاعرة هو العقل69 .............................على النقل عند التعارض

� بي��ان أن مص��در التلقي عن��د األش��اعرة ه��و وأن االستدالل عن��دهم يك��ون العقل والنقل

على وج��ه باألدل��ة العقلي��ة واألدل��ة النقلي��ة69 .................................................التعاضد

� توضيح قول األشاعرة إن العقل مقدم على 70....................................................النقل

� توض��يح كالم اإلم��ام ال��رازي في مس��ألة اختالف ال��دالئل القطعي��ة العقلي��ة وظ��واهر

75............................................األدلة النقلية � ابن تيمية رحمه الله يق��ول بوج��وب تق��ديم ال������دليل العقلي القطعي على ال������دليل

- 76.........................السمعي إذا لم يكن قطعيا

�292 �

� اته��ام ابن تيمي��ة لإلم��ام ال��رازي بمس��ألة كفري���ة � وهي ج���واز أن يك���ون في نفس األم��ر دلي��ل عقلي ين��اقض م��ا دل علي��ه الق��رآن � وبي��ان أنه��ا ليس��ت موج��ودة في

78 ................المصدر الذي عزاها إليه ابن تيمية � توضيح ق��ول األش��اعرة بأن��ه ق��د وقعت في الكت��اب والس��نة ظ��واهر من اعتق��دها على

...........من خالل عدد من األمثلة ظاهرها فقد كفر79

� ابن تيمية رحمه الله يؤول الحديث القدسي )) مرض��ت فلم تع��دني (( و يس��مي ذل��ك

- - تفسيرا 80....................... ويأبى أن يسميه تأويال � اإلم���ام أحم���د رحم���ه الل���ه يفس���ر بعض النص���وص القرآني���ة والنبوي���ة على غ���ير

- ظاهرها ..............، وهذا ما يسميه األشاعرة تأويال81

� الشيخ محم��د بن ص��الح بن ع��ثيمين رحم��ه الل����ه ي����وجب األخ����ذ بظ����اهر اآلي����ات

وي��رى في حال��ة ثب��وت غ��ير ذل��ك القرآني��ة- أن تحم��ل اآلي��ات على - قطعي��ا الظاهر ثبوتا أن المراد بها غير الظاهر الذي فس��رت ب��ه

82 ................................................قبل ذلك � توضيح قول األشاعرة بأن نص��وص الكت��اب والس��نة ال تفي��د اليقين إال إذا س��لمت من

85........................................عشرة عوارض � اتهام الباحث لألش�اعرة ب�أن الس�نة ال يثبت...........بها عقيدة عندهم ، وبيان بطالن هذا االتهام

88 ...........................................................

�293 �

� توض��يح ق��ول األش��اعرة ب��أن األح��اديث88...........................اآلحادية ال تثبت بها عقيدة

� اتهام الباحث لإلمام الرازي بأنه يقط��ع ب��أن رواي���ة الص���حابة كلهم مظنون���ة بالنس���بة لع��دالتهم وحفظهم وبأن��ه يقط��ع ب��أن في الصحيحين أحاديث وضعها الزنادقة ، وبي��ان

89...................................أن هذا محض توهم � ابن تيمية رحمه الله يقول بأن خبر الواحد ال يفيد العلم إال بقرائن وب��أن في الص��حابة

- 91....................................من قد يغلط أحيانا � اتهام الب��احث لألش��اعرة ب��أن كتب العقي��دة عندهم قد ال تجد في المئة صفحة منها آي��ة

- ، وبيان تجنيه في ذلك 93.....................أو حديثا � اتهام الباحث للصوفيين من األشاعرة بأنهم يق���دمون الكش���ف وال���ذوق على النص ،

. 94.................................وبيان تجنيه في ذلك � نص��وص عن كب��ار أئم��ة التص��وف الص��افي

94.................لبيان منزلة الكتاب والسنة عندهم

ـ الموضوع الثاني : إثبــات وجــود اللــهتعالى-� اته��ام الب��احث لألش��اعرة ب��أن عن��دهم دليال

- على إثب��ات وج��ود الل��ه ه��و دلي��ل واح��دا ................وبيان تجنيه في ذلك ،  الحدوث والقدم

97 نهم يثبت��ون أن� قول الباحث عن األشاعرة بأ

- - وال جسما - وال عرضا الله تعالى ليس جوهرا ، وتوض��يح ق��ول وال في جهة وال في مك��ان

100 ...................................األشاعرة في ذلك �294 �

-� اتهام الباحث لألشاعرة بأنهم ينكرون كث��يرا الل��ه تع��الى كالرض��ى والغض��ب من صفات ، وبيان تجني��ه في ذل��ك وتوض��يحواالستواء

102 ........................................قول األشاعرة

ـ الموضوع الثالث : التوحيد الب��احث عن األش��اعرة ب��أن التوحي��د� ق��ول

عن���دهم ه���و نفي التثني���ة أو التع���دد ونفي وتوضيح قول،  التبعيض والتركيب والتجزئة

105 ...................................األشاعرة في ذلك الباحث لألشاعرة بأنهم ينك��رون بعض� اتهام

، الل��ه تع��الى كالوج��ه والي��د والعين صفات وتوضيح قول األشاعرة في ذل��ك ، والف��رق

107.................................بين التفسير واإلنكار الب���احث لألش���اعرة ب���أن التوحي���د� اته���ام

الحقيقي الذي هو توحيد األلوهية ال ذكر ل��ه- وأنهم يتركون��ه في كتب عقي��دتهم إطالق��ا

108..................... ، وبيان تجنيه في ذلك بالمرة الب��احث لألش��اعرة ب��أنهم ينك��رون� اته��ام

وغم��زه إي��اهم ب��أنهم المعرف��ة الفطري��ة يقولون إن من آمن بالله بغير طريق النظر فإنم����ا ه����و مقل����د وأن بعض����هم رجح

وبيان تجنيه،  واكتفى بعضهم بتعصيته كفره112.................................................في ذلك

الب��احث لألش��اعرة ب��أن الزم ق��ولهم� اته��ام ، وبي��ان تجني��هوالص��در األول تكفير العوام

115.................................................في ذلك

ـ الموضوع الرابع : اإليمان �295 �

الباحث لألشاعرة ب��أنهم في مس��ألةاتهام � وأنهم على م��ذهب اإليم��ان مرجئ��ة جهمي��ة

وبي��ان تجني��ه في ذل��ك م��عجهم بعين��ه ، توضيح قول األشاعرة وأدلتهم من نص��وص

116........................................الكتاب والسنة � بيان الفرق بين قول جهم في اإليم��ان وبين

118....................................مذهب األشاعرة الباحث لألشاعرة بأنه ال داعي � على� اتهام

م��ذهبهم � لح��رص الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وسلم أن يقول عمه أب��و ط��الب "ال إل��ه إال

120........................وبيان تجنيه في ذلك،  الله"

ـ الموضوع الخامس : القرآن الباحث لألش�اعرة ب��أنهم ليس��وا على� اتهام

مذهب أهل السنة والجماعة في أن القرآن وأن الله تع��الى يتكلم كالم الله غير مخلوق

121............ ، وبيان تجنيه في ذلكبكالم مسموع الب��احث إلى األش��اعرة أن كالم الل��ه� ع��زو

، وبي��ان تعالى ال يوصف بالخبر وال اإلنش��اء121........................................خطئه في ذلك

� قول الباحث عن األشاعرة بأن الكالم ال��ذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي ق��ائم ب��النفس واتهام��ه لهم ب��أنهم اس��تدلوا على ذلك بالبيت المنسوب لألخطل النص��راني ، وبيان تجنيه في هذا االته��ام م��ع ذك��ر بعض أدلتهم من الق����رآن والح����ديث وأق����وال

122...............................................الصحابة

�296 �

� قول الباحث عن األشاعرة ب��أنهم ق��الوا عن ، وتوض��يح كالم الله ليس بحرف وال ص��وت

124....................................... قولهم في ذلك � اتهام الباحث بعض األش��اعرة ب��أنهم ق��الوا

- في الل����وحإن الل����ه خل����ق الق����رآن أوال المحفوظ ثم أنزله في صحائف إلى س��ماء

127.......................، وبيان تجنيه في ذلك الدنيا اختلف��وا في� اتهام الباحث لألشاعرة ب��أنهم

الذي عبر عن الكالم النفس��ي به��ذا اللف��ظ والنظم العربي للق��رآن فق��ال بعض��هم ه��و

وقال بعض��هم ب��ل ه��و محم��د ص��لى جبريل127...........، وبيان تجنيه في ذلك الله عليه وسلم

لإلمامين الب��اقالني والجوي��ني� اتهام الباحث األشعريين بأنهما يقوالن بأن الذي ع��بر عن

، النفس��ي به��ذا اللف��ظ ه��و جبري��ل الكالم 128.................................وبيان تجنيه في ذلك

� اته���ام الب���احث لبعض األش���اعرة ب���أنهم حروف القرآن ابت��داء جبري��ل أويقولون إن

صلى الله عليه وسلم وأنهم يضاهون محمد'ال ق"و ل! 'ن ه"ذ"ا إ بذلك قول مشركي العرب ]إ

ر'[، وبيان تجنيه في ذلك "ش" 130.......................ال ب � اتهام الب��احث للب��اجوري بأن��ه يق��ول بخل��ق

، وبي��انالق��رآن وأن��ه يري��د أن يس��تر ذل��ك131.........................................تجنيه في ذلك

ـ الموضوع السادس : القدر جاؤوا بنظرية� اتهام الباحث لألشاعرة بأنهم

وأنه��ا وأنها في مآلها جبرية خالصة الكسب تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير ، وبي��ان تجني��ه

�297 �

في ذلك مع ذكر أدلة األشاعرة من الق��رآن132................... للعبدالكريم على إثبات الكسب

� توضيح قول األشاعرة بإثبات القدرة للعب��د على الفع��ل ونفي ت��أثيره في إيج��اد الفع��ل

133..................................................وخلقه

ــال ـ الموضوع السابع : السببية وأفعالمخلوقات

ينك��رون� اته��ام الب��احث لألش��اعرة ب��أنهم3ب الرب���ط الع���ادي بين الس���بب والمس���ب

134......................بإطالق ، وبيان تجنيه في ذلك � توضيح قول األش��اعرة بنفي ت��أثير الس��بب

3ب ، وبيان ما ي��ترتب على إثب��اتفي المسب134..........................................التأثير أو نفيه

ـ الموضوع الثامن : الحكمة الغائية ينف��ون أن� قول الباحث عن األش��اعرة إنهم

يك��ون لش��يء من أفع��ال الل��ه تع��الى عل��ة ، وتوض�يح ق�ولهم في مشتملة على حكم�ة

. 136...................................................ذلك قول��ون� ق��ول الب��احث عن األش��اعرة إنهم ي

بجواز أن يخلد الله في النار أخلص أوليائ��ه دون أن ي��ذكر ويخلد في الجنة أفجر الكفار

م��ا اس��تندوا إلي��ه من الح��ديث، وتوض��يح138..............................قولهم واستداللهم ذلك

ـ الموضوع التاسع : النبوات يق��ررون� قول الباحث عن األشاعرة ب��أنهم

أن إرسال الرسل راجع للمش��يئة المحض��ة �298 �

وأن����ه ال دلي����ل على ص����دق الن����بي إال وأنهم ينك��رون ص��دور ال��ذنب عن المعجزة

141.................، وتوضيح قولهم في ذلك األنبياء لص��وفيين من األش��اعرة� اته��ام الب��احث ل

، - - قرمطي��ا بأنهم يفس��رون ال��وحي تفس��يرا143.................................وبيان تجنيه في ذلك

ـ الموضــــوع العاشــــر : التحســــينوالتقبيح

ينك��رون أن� اتهام الباحث لألش��اعرة ب��أنهم يك��ون للعق��ل والفط��رة مج��ال في الحكم

، وبيان تجني��ه على األشياء بالحسن والقبح 145................................................في ذلك

يقول��ون� قول الباحث عن األش��اعرة ب��أنهم إن الش��رع ق��د ي��أتي بم��ا ه��و ق��بيح في

كإيالم الحيوان ، وتوضيح ق��ولهم في العقل147......................................................ذلك

ـ الموضوع الحادي عشر : التأويل � اته��ام الب��احث لألش��اعرة ب��أنهم يقول��ون

وبي��انبالتأوي��ل ال��ذي ه��و تحري��ف للكالم ، 149.........................................تجنيه في ذلك

150.............� أمثلة للتأويل الصحيح عند األشاعرة � تفسير أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لح���ديث نب���وي على ظ���اهر المع���نى ثم

. 155................................عدولهن إلى التأويل � اته��ام الب��احث لألش��اعرة ب��أنهم وج��دوا في- من التع��ارض ال��ذي - عقلي��ا التأوي��ل مهرب��ا

�299 �

................وبيان تجنيه في ذلكاختلقته أوهامهم ، 156

� ادعاء الباحث أن م��ذهب الس��لف ال تأوي��ل، - فيه لنص من النص��وص الش��رعية إطالق��ا

. 159..........................وإثبات أنه كالم منقوض � توضيح قول األش��اعرة عن بعض النص��وص

161...................................إنها توهم التشبيه � اتهام الباحث لإلمام أبي حامد الغزالي بأنه افترى على اإلمام أحمد ، وبيان صحة ق�ول

161...........اإلمام الغزالي بما ينقض كالم الباحث � الجواب عن تساؤل الباحث لم يكون تأويل- وتأوي��ل - وتوحي��دا األشاعرة لعلو الله تنزيه��ا

- وردة ؟! 162............الباطنية للبعث والحشر كفرا � الج���واب عن ق���ول ابن تيمي���ة )) والل���ه! سبحانه وتع��الى أعلم وأحكم من أن يك��ون كالمه الذي وصف به نفسه ال يظهر منه إال

. 164............................ما هو كفر أو ضالل (( � استخدام ابن تيمية رحمه الل��ه التأوي��ل م��ع

...............بعض النصوص الواردة عند أهل الكتاب 164

ـ الموضوع الثاني عشر : السمعيات � اتهام الباحث لألش��اعرة ب��أن معظم أب��واب العقي��دة ومنه��ا ب��اب الص��فات مص��درها

............وبيان تجنيه في ذلكعندهم العقل وحده ، 166

� ق��ول الب��احث إن مس��ألة الرؤي��ة مص��درها ، - وبي��انعند األشاعرة العق��ل والنق��ل مع��ا

�300 �

خطئه في ع�دم التفري�ق بين ج�واز الرؤي�ة168...................................وبين تحقق وقوعها

نؤمن السمعيات� توضيح قول األشاعرة في به���ا ألن العق���ل ال يحكم باس���تحالتها وألن

168........................................ الشرع جاء بها ق��ول الب��احث : ] وليس هن��اك أص��ل من�

- ، أصول العقيدة يستقل العق��ل بإثبات��ه أب��دا كما أنه ليس هن��اك أص��ل منه��ا ال يس��تطيع

]- ...............، وبيان خطئه في ذلك العقل إثباته أبدا169

ـ الموضوع الثالث عشر: التكفير قول الباحث إن األش��اعرة يقول��ون نحن ال�

- ، وبيان خطئه في ذلك 172.................نكفر أحدا قول الباحث إن األشاعرة في أغلب كتبهم�

يكف����رون من ق����ال إن الل����ه جس����م ال172..................، وبيان خطئه في ذلك كاألجسام

قول الباحث إن األشاعرة يكفرون من ق��ال� وتوضيح ق��ولهم في إن النار علة اإلحراق ،

. 173....................................................ذلك ق��ول الب��احث إن األش��اعرة يكف��رون من�

يثبت عل��و الل��ه ومن لم ي��ؤمن بالل��ه على.............طريقة أهل الكالم ، وبيان خطئه في ذلك

174

ـ الموضوع الرابع عشر : الصحابة واإلمامة

ـ الموضوع الخامس عشر : الصفات

�301 �

ـ تتمات البحث

� اتهام الباحث لألشاعرة بالتناقض ومك��ابرة. 177.....................وبيان تجنيه في ذلكالعقل ،

� نق���ل الب���احث عن األش���اعرة أنهم ق���الوا بج��واز أن ي��رى األعمى بالمش��رق البق��ة

178.............باألندلس ، وتوضيح قولهم في ذ لك � نق��ل الب��احث عن األش��اعرة أنهم يقول��ون باستحالة الجهة في حق الله تعالى وبإثبات

178...................الرؤية ، وتوضيح قولهم في ذلك � نقل الباحث عن األشاعرة أنهم يقولون إن الله ال داخل العالم وال خارجه وال فوق��ه وال

179.....................تحته ، وتوضيح قولهم في ذلك � نق��ل الب��احث عن األش��اعرة أنهم يقول��ون بأن من لم يبلغه الشرع غير مؤاخذ بإطالق وأن على كل مكلف إذا بل��غ س��ن التكلي��ف أن ينظ��ر في ح��دوث الع��الم ووج��ود الل��ه

180...................تعالى ، وتوضيح قولهم في ذلك � ق��ول الب��احث ب��أن كتب األش��اعرة تمتلئ باألخطاء العلمية عن الكون كق��ول بعض��هم

وأنه��ا مبس��وطة ، بوقوف األرض وس��كونها...............وبيان أن جماهيرهم قالوا بكروية األرض

181 � اإلشارة إلى قول ابن تيمية بتحريم الكيمياء

، وإلى وأن تحريمها أش��د من تح��ريم الرب��ا دعوة البربهاري إلى اإلقالل من النظ��ر في

181..............................................النجوم !!!

�302 �

� قول الب��احث : ] وك��ل من ق��ال إن اإليم��ان [، ه��و المعرف��ة أو التص��ديق فه��و م��رجئ

183.................................وبيان خطئه في ذلك � ق��ول الب��احث عن األش��اعرة ب��أنهم ج��اؤوا بنظرية الكسب وأنه��ا جبري��ة خالص��ة وأنه��ا

185........................بدعة ، وبيان خطئه في ذلك � ق���ول الب���احث ب���أن ك���ل ذم للص���وفية

وبي��ان خطئ��ه في فلألشاعرة من��ه نص��يب ،185......................................................ذلك

� اتهام الب�احث لألش�اعرة ب�أنهم أدخل�وا في اإلسالم عقائد باطلة مما كان عليه فالسفة اليون��ان ومش��ركو الص��ابئة وزنادق��ة أه��ل

187.................الكتاب !!! ، وبيان تجنيه في ذلك � ق�ول الب�احث عن األش�اعرة ب�أنهم عق�دوا البن تيمي��ة محاكم��ة ك��برى بس��بب تأليف��ه العقيدة الواس�طية ، وبيان أن ه��ذا تحري��ف

189...............للتاريخ الذي دونه ابن تيمية نفسه � حكم الباحث على األشاعرة بأنهم من أهل

والوعي��د بالن��ار وع��دم الض��اللة والبدع��ة وأنهم غير خارجين عن المل��ة وأه��ل النجاة

190...............................القبلة ، والتعليق عليه

191.........................ـ ولنا في التاريخ عبرة

ــه في ــاحث في بعض مــا قال ـ مناقشــة البكتاب آخر حول حقيقـة اإليمـان

� تلخيص مذهب األشاعرة وم��ذهب الب��احث في أن جنس العمل هل هو ركن من أركان

196 ....................................... اإليمان أو ال ؟ �303 �

� كالم الباحث في هذه المس��ألة واس��تدالالته198 .........................ومناقشاته ألدلة األشاعرة

ـ المسالة األولى : استدالل الباحث على أنhاإليمان ال بد فيه من العمل ولو قليال � اس�تدالل الباحث بلفظة جاءت في ح���ديث أبي هري�����رة رض����ي الل����ه عن����ه وهي:

199 .......................] فيعرفونهم بأثر السجود [ � بيان ع��دم ص��حة االس��تدالل به��ذه اللفظ��ة التي جاءت في الرواية المختص��رة ، وبي��ان أن ال��ذين يخرج��ون من الن��ار في المرحل��ة

- قط 199 ............الرابعة هم ممن لم يعملوا خيرا

ـ المســـالة الثانيـــة : لجـــوء البـــاحث إلى ]فيخــرج منهــاالتشكيك في ثبوت قولــه قوماh لم يعملوا خيراh قط [

� مي��ل الب��احث إلى الش��ك في ثب��وت ه��ذه اللفظ��ة من الح��ديث ، وادع��اؤه أن أك��ثر ...........روايات هذا الحديث ليس فيها هذه الزيادة

202 � بي��ان أن ه��ذه اللفظ��ة موج��ودة في أك��ثر- لم��ا ادع��اه الب��احث ، طرق الحديث ، خالفا مما ي��دل على ثبوته��ا وأن راويه��ا لم يتف��رد

203 .....................................................بها � ذكر من الشواهد تؤك��د ثب��وت ه��ذه الزي��ادة

- قط[ - لم يعملوا خيرا ...............]فيخرج منها قوما203

ح��ول لفظ��ة ج��اءت فيإشكال وجــواب� ح��ديث أنس رض��ي الل��ه عن��ه وهي تخ��الف

�304 �

، وبي��ان أن راويه��ا ل��ه رواي��ة الص��حيحين205 .......................................أخطاء وأوهام

ـ المسألة الثالثة : لجــوء البـاحث إلى تقليـدــه ــاh لممن أو0ل قول ــا قوم ] فيخــرج منه

يعملوا خيراh قط [ � لج��وء الب��احث إلى تأوي�ل ه��ذه اللفظ��ة من

206 ................................................الحديث � اس��تدالل األش��اعرة به��ذه اللفظ��ة على م��ا يظهر من معناها ، وإيراد األح��اديث النبوي��ة

................التي تشهد لهذا المعنى الظاهر وتؤيده 207

ــة ــول العقديـ ــة : األصـ ــألة الرابعـ ـ المسـ والنصوص النبوية الــتي دعت البــاحث إلىــا ــة ]فيخــرج منه ــل لرواي الشــك أو التأوي

قوماh لم يعملوا خيراh قط[ � كالم الب��احث في االس��تدالل ب��أن اإليم��ان قول وعمل وبأن الممتنع عن الصالة كافر :- لم على أن هذه اللفظة ]فيخرج منها قوم��ا

- قط[ ليست على ظاهرها 209 ...........يعملوا خيرا � مناقشة الباحث في مفهوم قول أهل السنة إن اإليمان قول وعمل ، وبيان أن��ه ال دالل��ة

210 .....................فيه للباحث على ما ذهب إليه � مناقش��ة الب��احث في مس��ألة تكف��ير ت��ارك الصالة ، وبيان ع��دم ص��حة اس��تدالله فيم��ا

212 ..............................................ذهب إليه

�305 �

ــه ــة : قولـ ــألة الخامسـ ــلـ المسـ عن أهـ المرحلــة الرابعــة ] فيقــول أهــل الجنــة : هؤالء عتقاء الــرحمن أدخلهم الجنــة بغــير

عمل عملوه وال خير قدموه [ � مي��ل الب��احث إلى أن ق��ول أه��ل الجن��ة في أهل المرتبة األخ��يرة من الجهنم��يين ال��ذين

حس��ب ظ��اهريدخلهم الله تعالى الجنة" ه��و215 .................، وبيان تجنيه في ذلك ما يعلمون

ـ المسألة السادسة : قول "ال إله إال اللــه" هل تنجي صــاحبها إذا قالهــا بــالقلب دون

اللسان ؟ � إيراد األدلة من األح��اديث النبوي��ة الش��ريفة على أن المراد من قول "ال إله إال الله" هنا : اإليق�ان به�ا ب�القلب م�ع ق�ول اللس�ان أو

216 .................................................. بدونه � ادع��اء الب��احث أن حم��ل الق��ول هن��ا على القول النفسي من التأويل الفاس��د ، وبي��ان

218 .......................................تجنيه في ذلك

�306 �

�307 �

هذه الصحيفة توضع أول الكتاب ، لكن وضعهاههنا كي ال يختل فهرس الكتاب والله الموفق من فضلك أرسل ملحوظاتك إلى العنوان االلكتروني

التالي : [email protected]

�308 �