siats.co.uk · Web viewمجلة بحوث إسلامية وإجتماعية متقدمة، المجلد 1، العدد 1، الشهر 2012، 1-100. Journal of Islamic Studies and Thought

Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches

Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Researches (JISTSR) VOL: 5, NO 1, 2019

SIATS Journals


( JISTSR)

Journal home page: http://www.siats.co.uk

التخصصية للبحوث والفكر الإسلامية الدراسات مجلةالعدد 5 المجلد ،1 \ الثاني كانون يناير م2019،

e-ISSN: 2289-9065

العلاقة بين المقاصد الشرعية والاجتهاد في ضوء القرآنوالسنة

The relationship between The Purposes of

Sharia and Juristic Deduction In view of the Quran and Sunnah

(Times New Roman size 16)

محمد فتحي محمد عبد الجليلد.

(Traditional Arabic 16حجم الخط)[email protected]

، أ.م.د. سيد حضر اللطفي بنأ.م.د روحيزان بارو محمد زينسيد عمر

خالد علي علي دهمة، خالد عبد السلام قحيط، مودة إبراهيمالفاضلي



ه1440م – 2019

Abstract (Times New Roman size 16(

Juristic deduction )Ijtihad( is considered one of the pillars of the Principles of Islamic Jurisprudence )Uṣūl al-fiqh(, as it is tightly correlated to The Purposes of Sharia )Maqasid al-Shariah( that it is indispensable for any who is dedicated to the art of the principles of jurisprudence authorship. For the jusrist )mujtahid( to obtain such a status, the detailed comprehension of the Purposes of Sharia is sine qua non so that the jusrist be able to apply them to deduct the aimed jurisprudential ruling for the situation on the ground. However, there still some views that tend to undermine the significance role of learning such a subtle knowledge or pushing to eliminate it away as the matter of Juristic Deduction concern, an approach that could lead the Umma to go astray. Therefore, this research statement will be about tackling this issue. Since the essence, wonders and objectives of Sharia are the chief support for the mujtahid for the Juristic Deduction accomplishment in absence of the Quran and Sunnah versions, the author considers handling it as the significance of this research as the research targets to confirm the correlation between the Juristic Deduction and the Purposes of Sharia. As postulated that it is Illicit for Ijtihad to counteract the Text, it is logic that Itjtihad is not an obverse to The Purposes of Sharia because these Purposes are considered to be the spirit and secret meanings of the honorable Sharia itself. The author utilized the analytical approach to analyze the he Provisions of the Islamic Sharia besides the scholars’ views that corroborate the profound relationship between The Purposes of Sharia and the Juristic Deduction which consequently led to the following results: the Provisions of the Islamic Sharia represent the essence of objectives of Sharia as a whole, the updating issues with their accompanying circumstances urges further surveys that bind the juristic deduction to The Purposes of Sharia and thus, the close link between The Purposes of Sharia and the Juristic Deduction manifests.

Keyword: Purposes, Texts, Juristic Deduction, Sharia, the Quran, the Sunnah.

A R T I C L E I N F OArticle history:Received 22/9/2019Received in revised form1\10//2019Accepted 20/12/2019Available online 15/1/2019Keywords: Purposes, Texts, Juristic Deduction, Sharia, the Quran, the Sunnah.

124



(16حجم الخط Traditional Arabic) ملخص البحث

الاجتهاد يعتبر ركيزة من ركائز أصول الفقه، وله علاقة حميم??ة بالمقاص??د منه مؤلف أصولي، والمجتهد لا يتحصل علىيخلوالشرعية، والذي لا يكاد

درج??ة الاجته??اد إلا بفهم مقاص??د الش??ريعة على كماله??ا لكي يطبقه??ا على الوقائع التي يراد معرفة حكمها، إلا أنه قد يوجد من يقلل من أهمي??ة تعلم هذا العلم الرصين، أو إبعاده عن مسألة الاجتهاد، وإن أخ??ذت الأم??ة ب??ذلك فق??د ينتهي به??ا الأم??ر إلى الض??ياع، وهن??ا تكمن مش??كلة البحث، وحيث إن روح الشريعة وأس??رارها ومقاص??دها عم??دة المجته??د في اجته??اده حيث لا نص من كتاب ولا سنة، ومن هنا تظه?ر أهمي??ة ه??ذا البحث، وال??ذي يه?دف إلى التأكي??د على العلاق??ة بين الاجته??اد والمقاص??د الش??رعية، وكم??ا أن??ه لا اجتهاد في مقابل النص فإنه أيضا لا اجتهاد في مقابل المقاصد الش??رعية؛ وذلك لأنها روح وأسرار الشريعة الإسلامية الغراء، واتبعت في هذا البحث المنهج التحليلي لتحليل النص??وص الش??رعية وأق??وال العلم??اء ال??تي تخلص إلى العلاقة الحميمة بين المقاصد الشرعية والاجتهاد، وقد ظهرت النت??ائج التالي?ة: أن النص?وص الش??رعية بمجمله?ا تمث??ل روح الش??ريعة ومقاص?دها الأساسية، ويجب دراسة الوقائع المتج??ددة وم??ا يحت??ف به??ا من ملابس??ات لكي يتم الاجتهاد بالارتباط بالمقاصد الشرعية، وبذا تظهر العلاقة الوثيق??ة

بين المقاصد الشرعية والاجتهاد.

: المقاصد، النص??وص، الاجته??اد، الش??ريعة، الق??رآن،الكلمات المفتاحيةالسنة.

125



التحديد المفاهيمي اللغوي

تعريف المقاصد لغة.

المقاصد لغة من القصد، والقاف والصاد وال??دال أص??ول ثلاث??ة، ي??دل�مه، والثاني: على اكتن??از في الش??يء، والث??الث: أحدها على إتيان شيء وأ

(.1الناقة القصيد المكتنزة لحما)

مقاصد الشريعة. مقاصد الشريعة لقب يطلق على فن من فنون الشريعة الإس??لامية،

وهو مركب من لفظين: لفظ مقاصد، ولفظ الشريعة.ب ينبغي التع??ريج على تعري??ف ك??ل من ولتعريف ه??ذا الاس??م الم??رك

لفظيه.أولا: المقاصد.

تعريف المقاصد لغة. المقاصد لغة: جمع مقصد، وهو من القصد، و"القاف والصاد وال??دال�مه، والآخ??ر على اكتن??از في أصول ثلاثة، ي??دل أح??دها على إتي??ان ش??يء وأ

(.2الشيء" ... والثالث: الناقة القصيد: المكتنزة الممتلئة لحما)

والقصد له معان لغوية كثيرة ? سأكتفي بما له صلة بموضوع البحث:?

�مه-1 �م والاعتماد يقال: قصد الرجل الأمر يقصده قصدا، إذا أ (.3)الأ " واس??تقامة الطري??ق، ق??ال تع??الى: -2

"(4.)الك لا يعدل عنه) (.5أي: المستقيم الذي يؤمه الس

(.6وهو ما بين الإسراف والتقتير)والتوسط في الشيء، -3(.7" الآية) ... "قال تعالى:

126



(.8أي: "واسلك الطريقة الوسطى بين ذلك قواما") وورد عن أبي هريرة ? رضي الله عنه ? قال: قال رسول الله ? صلى

أحدا منكم عمله"، قالوا: ولا أنت ي??ا رس??ولالله عليه وسلم ?: "لن ينجي الله، قال: "ولا أن?ا، إلا أن يتغم?دني الل?ه برحم?ة، س?ددوا وق??اربوا واغ?دوا

(.9وروحوا وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا")??زة الممتلئ??ةوالاكتن??از، وه??و الامتلاء يق??ال-4 : الناق??ة القص??يد: المكتن

(.10لحما)رته، ورمح-5 �ي وجه كان، تقول: قص�دت العود ق�صدا كس??� والكسر في أ

�ق�صد�ت الرماح تكسرت) (.11ق�صد وق�صيد مكسور وت

تعريف مقاصد الشريعة:

بعد التع??ريج على تعري??ف لفظ�ي الاس??م الم??ركب مقاص??د الش??ريعة يجب تعريف??ه مركب??ا، وق??د ذك??ر كث??ير ممن كتب في ه??ذا الفن تعريف??ات

مختلفة لمقاصد الشريعة، وقد خرجت منها بهذا التعريف:

هي المعاني المقص??ودة في الأحك??ام الش??رعية كم??ا أراده??ا الش??ارع(.12وراعاها في التشريع جلبا للمصالح ودفعا للمفاسد عاجلا وآجلا)

تعريف الاجتهاد

أولا: الاجتهاد لغة: الجيم والهاء والدال أصله المشقة، ثم يحم�ل عليه??ه، يق??ال: ج�ه�??دت نفس??ي وأجه�??دت والجه??د الطاق�??ة) (، والج�ه??د13م??ا يقارب

والجه??د الطاق??ة، تق??ول: اجه�??د ج�ه??د�ك، وقي??ل: الج�ه??د المش??قة، والجه??د�م??ر ش??اق فه??و مجه??ود، �و أ الطاق??ة، الج�ه??د م??ا ج�ه�??د الإنس??ان من م??رض أ والاجتهاد والتجاهد، بذل الوسع والمجهود، والاجتهاد بذل الوس??ع في طلب

�مر وهو افتعال من الجهد، والطاقة) (.14الأ

127



فالاجته??اد عب??ارة عن اس??تفراغ الوس??ع في تحقي??ق أم??ر من الأم??ور(.15مسلتزم للكلفة والمشقة)

والاجتهاد ينقسم إلى اجتهاد ناقص، واجتهاد تام.

فالاجتهاد الن??اقص: ه??و النظ??ر المطل??ق في تع??رف الحكم، وتختل??فمراتبه بحسب الأحوال.

والاجتهاد التام: هو استفراغ الق??وة النظري?ة ح??تى يحس الن??اظر مننفسه العجز عن مزيد طلب.

ومثال ذلك: كمن ضاع منه درهم في التراب، فقلب ال??تراب برجل??ه، فلم يجد شيئا، فترك الدرهم وذهب. وآخر إذا جرى له ذلك، ج??اء بغرب??ال، فغربل التراب حتى يج??د ال??درهم، أو يغلب على ظن??ه أن??ه م??ا ع??اد يلق??اه.

(.16فالأول: اجتهاد ناقص أو قاصر، والثاني: اجتهاد تام)

الاجته??اد ش??رعا: ه??و "ب??ذل الطاق??ة من الفقي??ه في تحص??يل حكم(".17شرعي ظني)

فالاجتهاد في اصطلاح الأصوليين: ه??و عب??ارة عن "اس??تفراغ الوس??ع في طلب الظن بشيء من الأحكام الشرعية على وج??ه يحس من النفس

(".18العجز عن المزيد فيه)

المطلب الأول: أهمية المقاصد الشرعية بالنسبةللاجتهاد.

128



مبحث الاجتهاد هو من المباحث التي تعتبر رك??يزة من رك??ائز أص??ول الفقه ول??ه علاق??ة حميم??ة بالمقاص??د الش??رعية، وال??ذي لا يك??اد يخل??و من??ه

مؤلف أصولي.

قال الإمام الشاطبي ? رحمه الله ? "إنما تحصل درج?ة الاجته?اد لمن اتص??ف بوص??فين، أح??دهما: فهم مقاص??د الش??ريعة على كماله??ا، والث??اني:

(".19التمكن من الاستنباط بناء على فهمه فيها)

ويعتبر الإمام الشاطبي ? رحمه الله ??? "أول أص??ولي يجع??ل الش??رط(".20الأساسي في توفر صفة الاجتهاد فهم مقاصد الشريعة على كمالها)

فيظهر أهمية معرفة المقاصد الشرعية في تطبيق المجته??د له??ا في الوقائع التي يراد معرفة حكمها وقد ورد فيها نص ظني الورود والدلالة أو أحدهما ظني فقط ففيهما للاجتهاد مجال، وكذا معرفة الوقائع التي لا نص على حكمه??ا أص??لا ففيه??ا مج??ال متس??ع للاجته??اد، والمجته??د في الح??التين

(.21يحتاج لمعرفة مقاصد الشريعة لتعينه في اجتهاده)

فالمجتهد يهتدي ? بعد توفيق الل??ه ??? في اجته??اده ويس??تنير بالقواع??د الأصولية اللغوية، ومقاصد الشارع ومبادئها العامة، وس??ائر نصوص??ه ال??تي

(؛ حيث إن روح الش??ريعة وأس??رارها "ومقاص??دها عم??دة22بينت أحكام??ا)(".23المجتهد في اجتهاده حيث لا نص من كتاب ولا سنة)

المطلب الثاني: أهمية معرفة المجتهد للمقاصدالشرعية.

الصحابة كانوا أفهم الأمة لمراد النبي ? صلى الله عليه وسلم ? وأتبع (، وك??انت24ل??ه ف??إنهم ك??انوا يدن??دنون ح??ول معرف??ة م??راده ومقص??وده)

129



مة لآرائهم، المصلحة لديهم هي القاعدة التي كانوا يحتكمون إليها، والمحك والطابعة لاجتهاداتهم؛ ذلك بفضل رفقتهم للنبي ? صلى الله عليه وس??لم ?بهم لتل??ك ال??روح من??ه ت فيهم، ب??ل وتش??ر فروح الإسلام ومقصوده التي بث مباشرة، وإدراكهم لعصر التنزي??ل جعلتهم أق??در الن??اس على فهم مقاص??د

(.25الشريعة وأعلمهم بمراد الرسول ? صلى الله عليه وسلم ?)

وطبيعة الاجتهاد بالرأي ??? الص?حيح ??? "ي??بين أن مقص??د المش?رع من التش??ريع، ه??و التكلي??ف ال??ذي ينبغي أن يتج??ه في??ه المكل??ف إلى أن يك??ون

(".26مقصده في العمل والنتائج متفقا مع مقصد المشرع في التشريع)

قال الإمام الشاطبي ? رحمه الله ?: "قصد الش??ارع من المكل??ف أن يكون قصده في العمل موافق??ا لقص?ده في التش?ريع، وال??دليل على ذل??ك ظاهر من وضع الش??ريعة ... فهي موض??وعة لمص??الح العب??اد على الإطلاق والعموم، والمطلوب من المكلف أن يجري على ذل??ك في أفعال??ه، وأن لا يقصد خلاف ما قصد الشارع، ولأن المكلف خلق لعبادة الله، وذل??ك راج??ع إلى العمل على وفق القصد في وضع الش??ريعة -ه??ذا محص??ول العب??ادة-؛ فينال بذلك الجزاء في الدنيا والآخ??رة ... وقص??د الش??ارع المحافظ??ة على الضروريات وما رجع إليها من الحاجيات والتحسينات، وه??و عين م??ا كل??ف به العبد، فلا بد أن يكون مطلوبا بالقصد إلى ذلك، وإلا لم يكن عاملا على

(".27المحافظة)

فأقول بناء على ماس??بق: إن الأحك??ام مقص??ودة بالمص??الح الراجع??ةللمكلف قطعا وتستهدف غايات معينة قصدها الشارع الحكيم.

ومن أجل أن الدستور المجيد ? القرآن الكريم ??? ال??ذي تس??تقي من??ه الأمة المحمدية معجز، وهو مشتمل على أسمى ط??راز من البلاغ??ة، اتج??ه

130



أهل الاجتهاد إلى فهم النص من منطل??ق اللغ??ة العربي??ة، وعلي??ه فيجب أن يكون منطلق اللغة متكيف??ا ب??إرادة غايته??ا البحث عن المص??لحة حيث إنه??ا معت??برة في الأحك??ام، وهي لم تش??رع ل??ذاتها وإنم??ا لمع??ان أخ??ر ومص??الح مرجوة من جرائها، فإذا واجه المجتهد بعض النص??وص ال??تي اعتراه??ا ن??وع من الخف??اء في الدلال??ة على معانيه??ا، ب??ذل طاقت??ه في اس??تنباط مع??اني النصوص؛ ليتبين روحها المهيمنة عليها، فاس??تنبط تل??ك المع??اني ال??تي من أجلها شرعت النصوص، فالمجته??د لا يق??ف عن??د ظ??واهر المع??اني اللغوي??ة الأولى المتب??ادرة لل??ذهن؛ إذ الوق??وف عن??د حرفي??ة النص??وص منهج غ??ير

(.28سديد)

المطلب الثالث: علاقة المقاصد الشرعية بالاجتهاد.

المجتهد لا يقف فق??ط على اس??تبطان مع??نى النص، وتحدي??ده لإرادة الش??ارع من??ه، مس??تعينا باللغ??ة العربي??ة، وأس??رارها في البي??ان، وظ??روف التنزيل، وأسباب التنزيل، وت??اريخ ورود النص، وإنم??ا ينبغي ، أو يجب ??? أن يتجاوز ذلك إلى استثمار طاقات النص في دلالته على كافة ما يحتمله من معان بطرق ال??دلالات المش??تقة من اللغ??ة وخصائص??ها في البي??ان، ومنه??ا إشارة النص، وفي هذا متسع للمجتهد "للاجته??اد ب??الرأي في نط??اق النص تحريا لإرادة الشارع، ذلك التحري الذي قد يحدو بالمجتهد ? بناء على دليل

(".29قوي ? إلى عدم الأخذ بظاهر النص)

وورد في الخبر عن ابن عباس ? رضي الله عنهما ??? أن?ه ج??اءه رج??ل فق??ال: لمن قت??ل مؤمن??ا توب??ة؟ ق??ال: "لا، إلا الن??ار"، فلم??ا ذهب ق??ال ل??ه جلساؤه: ما هكذا كنت تفتينا، كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبول??ة،

131



فما بال اليوم؟ قال: "إني أحسبه رجلا مغضبا يريد أن يقتل مؤمنا"، ق??ال:(.30فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك)

وهذا وإن كان مراد ابن عباس ? رضي الل?ه عنهم?ا ?? محم?ول "على قصد التهويل والزجر؛ لئلا يجتريء الناس على قتل النفس عمدا، ويرجون

(".31التوبة)

فأقول أن هذا يعتبر من الفقه في الدين الذي كان يتمتع به عبد الله بن عباس ? رضي الله عنهما ? حيث نظر إلى المآل قب??ل إص??دار الج??واب للسائل الذي يظهر من حاله البحث عن مخرج بع??د جريم?ة س??يرتكبها، ثم

تفكر هل سيؤول إلى طاعة أو معصية، أو إلى منكر أو معروف.

فالمجتهد يجته??د على م??ا عن??ده من دلي??ل ق??وي من نص، أو قاع??دة عامة، أو حكمة التش??ريع، م??ع اعتب??ار ك??ل ذل??ك في التأوي??ل، فيتم ص??رف "اللفظ عن ظ??اهره إلى مع??نى آخ??ر أرش??ده ال??دليل إلى أن??ه ه??و المع??نى المراد، أو هو الحكم الذي يمثل إرادة المشرع في غالب ظن??ه"، فلا يق??ف المجتهد عند ظاهر منطق اللغة العربية، بل يس??ير على منهج الجم??ع "بين النص والملكة الفكرية المقتدرة التي ت??دبر الأم??ر في النص، على أس??اس من قواع??د تح??دد مع??الم الاجته??اد ب??الرأي ... فك??ل من المنهج اللغ??وي المحض، والمنهج العقلي المحض، لا يتف??ق م??ع طبيع??ة التش??ريع بم??ا ه??و

(".32نصوص ودلالات وإرادة وروح ومقاصد)

فالاجتهاد لا يستند على النصوص فقط ? كما مر ? ب??ل يتم اس??تثماره استثمارا مضبوطا بالقواعد الأصولية المعروفة عند أهل الأص??ول، على أن يكون اشتقاقه من منطق اللغة العربية، ومنطق التشريع بوجه عام، وك??ذا من منطق العقل، وكل هذا يستهدي ب??ه "المجته??د في اس??تنباط، وأحك??ام

132



??نيت على لم يرد بها نص من قرآن أو سنة، ولا انعق??د عليه??ا إجم??اع، ولا ب(".33قياس خاص)

وكذلك مبحث دلالات النصوص وكيفية تك??ييف المع??اني عليه??ا، وه??و مبحث يعت??بر من أهم المب??احث الأص??ولية اللغوي??ة ال??تي تم??يزت ب??العمق، وتفتقر إلى كبير تأمل، يليه حكم بتأني؛ حيث إن دورانها كائن حول كيفي??ة تقعي??د ه??ذه ال??دلالات لاس??تنباط الأحك??ام من الأدل??ة الش??رعية؛ حيث إن الوص??ول إلى اس??تنباط الأحك??ام من النص??وص الش??رعية لاب??د وأن يم??ر بمراح??ل ع??دة، ك??التعرف على أن??واع الألف??اظ بالنس??بة لمعانيه??ا، وكيفي??ة الاس??تعمال اللفظي له??ذا المع??نى بال??ذات، ثم ي??ؤول الأم??ر إلى كيفي??ةا ك??ان استنباط الأحكام الشرعية من النصوص عن طريق الدلالات، "ولم??? النص قد يدل على أكثر من معنى بط??رق مختلف??ة، فق??د أض??حى ض??روريا بحث طرق دلالة النصوص على معانيها التي تعت??بر قواع??د أص??ولية لغوي??ة ترس??م منهج الاجته??اد في اس??تثمار كاف??ة طاق??ات النص في الدلال??ة على معاني??ه، وه??و من أهم البح??وث ال??تي يق??وم عليه??ا اس??تنباط الأحك??ام في

(".34الشريعة ...)

فالمع??اني المقاص??دية مبثوث??ة في ق??والب الألف??اظ، وتتس??ع وتض??يق حسب نوعية الدلالة، وهي كلها مرادة ومقص??ودة من الش??ارع الحكيم، ولا ينبغي إهماله??ا بح??ال، وإلا يق??ع المجته??د في تعطي??ل الم??راد من ق??والب الألفاظ التي هي المعاني الم?رادة؛ لأن اس?تعمال المقاص??د الش?رعية في اس??تدرار المع??اني واس??تنباط الأحك??ام يجع??ل المجته??د يت??وخى المقص??ود شرعا، وحيث إن الكثير من المعاني والأحك??ام تغيب عن المجته?د؛ لض?يق العبارة الحرفية، فإنه لا يستنبط إلا بتنزي??ل المقاص??د الش??رعية وإعماله??ا،

133



ع أف??ق المجته??د من جه??ة ع على المكلفين من جه??ة، ويوس?? وه??ذا يوس??(.35أخرى)

الخاتمة

من خلال الحديث عن المقاصد الش??رعية وم??دى علاقته??ا بالاجته??اد، واس??تنادا على نص??وص الق??رآن والس??نة، ظه??رت في ه??ذا البحث النت??ائج

التالية:

النص??وص الش??رعية بمجمله??ا تمث??ل روح الش??ريعة ومقاص??دها-1الأساسية.

يجب دراسة الوقائع المتجددة وما يحت??ف به??ا من ملابس??ات لكي-2يتم الاجتهاد بالارتباط بالمقاصد الشرعية.

العلاق??ة بين المقاص??د الش??رعية والاجته??اد علاق??ة وثيق??ة لا ينف??ك-3أحدهما عن الآخر.

هام: كل المراجع والهوامش التي بالعربية تكتب باستعمالالحروف اللاتينية، يمكنكم

ARABIC TRANSLITERATION GUIDELINE

A. Transliteration of Alphabetic Character

b = ب dh = ذ ṭ = ط l = لt = ت r = ر ẓ = ظ m = م

th = ث z= ز = ‘ ع n = نj = ج s = س gh = غ w = وḥ = ح sh = ش f = ف h = ه

khخ = ṣص = qئ = ’ ق = dد = ḍض = kك = yي =

134



Arabic short vowel: a = i = u = Arabic long vowel: ā ا = ī ى = ū= و

Arabic double vowel: ay ى = awو =

B. Note

1 )A word that ends with a tā’ marbūṭah ) (ةis transliterated with or with out “h”; if the word is the first part of a construct phrase, the tā’ marbūṭah is transliterated as “t.”

2 )An article alīf-lām ) (الis transliterated as al- ; if it takes place after a preposition, the article alīf-lām is trasliterated as ’l -.

3 )A Qur’anic verse is transliterated according to its pronunciation.

Example:

Arabic word in general:

ahliyyah or ahliyya أهليةsūrat al-Baqarah, not sūrah al-Baqarah سورة البقرة

ahl al-sunnah wa’l-jamā‘ah اهل السنة والجماعة

Quranic verses:

yā ayyuha’n-nās, instead of yā ayyuhā al-nās يأيها الناسdhālika’l-kitābu lā rayba fīh, instead of dhālik al-kitāb lā rayb fīh. ذالك الكتاب لا

ريب فيه

135



الهوامش

136

(. معجم مق?اييس2002)( انظر ابن ف?ارس، أحم?د بن ف?ارس بن زكري?ا. )1 اللغة. تحقيق: عبد السلام محمد ه�ارون. دمشق: دار اتحاد الكت??اب الع??رب.

.79، ص: 5ج: )( انظر ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، المرجع السابق، الموضع نفسه.2 (. جمه??رة اللغ??ة.1987) )انظ??ر الأزدي، محم??د بن الحس??ن بن دري??د. )3

.455، ص: 15تحقيق: رمزي منير بعلبكي. بيروت: دار العلم للملايين. ج: .9)( سورة النحل من الآية 4 )( أحم??د بن يوس??ف. )د. ت(. ال??در المص??ون في عل??وم الكت??اب المكن??ون.5

.196، ص: 7تحقيق: أحمد محمد الخراط. دمشق: دار القلم. ج: (. المحكم والمحي????ط2000) )انظ????ر ابن س????يده، علي بن إس????ماعيل. )6

،6/186الأعظم. تحقيق: عبد الحميد هن??داوي. ب??يروت: دار الكتب العلمي??ة. (. لس??ان الع??رب.1994وانظ??ر ابن منظ??ور، محم??د بن مك??رم بن علي. )

.354، ص: 3. ج: 3بيروت: دار صادر. ط: .19)( سورة لقمان من الآية 7.66، ج: 9)( السمين الحلبي، الدر المصون، مرجع سابق، ص: 8 (. صحيح البخ??اري، اعت??نى ب??ه: أب?و1998) )البخاري، محمد بن إسماعيل. )9

�رمي. الرياض: بيت الأفكار الدولية. ح: .1420، ص 6463صهيب الك.79، ص: 5)( ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مرجع سابق، ج: 10.353، ص: 3)( انظر ابن منظور، لسان العرب، مرجع سابق، ج: 112004)( انظر حبيب، محمد بن بكر إسماعيل. )12 (. "مقاصد الشريعة تأصيلا

، الع??دد:22وتفعيلا". سلسلة دعوة الحق برابطة العالم الإس??لامي. الس??نة: ، وانظ??ر ربيع??ة، عب??د العزي??ز بن عب??د ال??رحمن بن علي. )18، ص: 213

، والخ??ادمي،21(. علم مقاصد الشارع. الرياض: )د. ط(. ربيعة، ص: 2002 (. علم المقاص??د الش??رعية. الري??اض: مكتب??ة2001ن??ور ال??دين بن مخت??ار. )

.17العبيكان، ص: .433، ص: 1)( ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مرجع سابق، ج: 13.133، ص: 3)( انظر ابن منظور، لسان العرب، مرجع سابق، ج: 14 (. الإحك??ام في أص??ول الأحك??ام.1984)( انظ??ر الآم??دي، علي بن محم??د. )15

.169تحقيق: سيد الجميلي. بيروت: دار الكتاب العربي. ج: ، ص: (. شرح مختصر الروضة.1990)( انظر الطوفي، سليمان بن عبد القوي. )16

،3تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي. بيروت: مؤسسة الرسالة، ج: .576ص:

(. ف??واتح2002)( اللكنوي، عبد العلي محمد بن نظ??ام ال??دين الهالوس??ي. )17 الرحموت بش??رح مس??لم الثب??وت. تص??حيح: عب??د الل??ه محم??ود محم??د عم??ر.

.404، ص: 2بيروت: دار الكتب العلمية، ج: .169، ص: 4)( الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، مرجع سابق، ج: 18 (. الموافق??ات في1997)( الش??اطبي، إب??راهيم بن موس??ى بن محم??د. )19

أصول الشريعة. تحقيق: مشهور بن حس??ن آل س??لمان. الس??عودية: دار ابن.42- 41، ص: 5عفان، ج:

(. "العلاقة بين مقاصد الش??ريعة وأص??ول الفق??ه".2007)( جغيم، نعمان. )20 مجلة الإسلام في آس??يا. كوالالمب??ور: الجامع??ة الإس??لامية العالمي??ة بماليزي??ا،

.64، ص: 76 – 47. ص 2. العدد: 4المجلد: )( خلاف، عبد الوه?اب. )د. ت(. علم أص?ول الفق?ه. مص?ر: مكتب?ة ال?دعوة21

.217- 216، ص: 8الإسلامية. ط: .217)( انظر خلاف، علم أصول الفقه، المرجع السابق، ص: 22 (. مقاصد الشريعة عند الإمام العز بن عب??د2003)( عمر، عمر بن صالح. )23

.80السلام. الأردن: دار النفائس، ص: (. إعلام الم?وقعين عن1973)( انظر ابن القيم، محمد بن أيوب الزرعي. )24

، ص:1رب العالمين. تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد. بيروت: دار الجيل، ج: 219.

)( انظر عمر، مقاص?د الش?ريعة عن??د الإم?ام الع?ز بن عب??د الس?لام، مرج?ع25.80سابق، ص:

(. المن??اهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في2013)( ال??دريني، فتحي. )26.30التشريع الإسلامي. بيروت: مؤسسة الرسالة. ص:

، ص:3)( الش??اطبي، الموافق??ات في أص??ول الش??ريعة، مرج??ع س??ابق، ج: 2723 -24.

)( انظ??ر ال??دريني، المن??اهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في التش??ريع28.32-31الإسلامي، مرجع سابق، ص:

)( انظ??ر ال??دريني، المن??اهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في التش??ريع29.32الإسلامي، المرجع السابق ، ص:

(. المص?نف. تحقي?ق: محم?د2006)( ابن أبي شيبة، عبد الل?ه بن محم?د. )30 ، ق??ال28326عوامة. جدة: دار القبلة. دمشق: مؤسسة عل??وم الق??رآن، ح:

، وق??ال ابن حج??ر249، ص: 14المحقق: إسناده ص??حيح ورجال??ه ثق?ات، ج: في التلخيص الحب??ير: رجال??ه ثق??ات، ابن حج??ر، أحم??د بن علي بن محم??د. )

(. التلخيص الحب??ير في تخ??ريج أح??اديث ال??رافعي الكب??ير. اعت??نى ب??ه:1995.343، ص: 4حسن عباس قطب. القاهرة: مؤسسة قرطبة، ج:

(. تفس?ير التحري?ر والتن?وير.1997)( انظ?ر ابن عاش?ور، محم?د الط?اهر. )31.165، ص: 5تونس: دار سحنون للنشر والتوزيع، ج:

)( انظ??ر ال??دريني، المن??اهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في التش??ريع32.33-32الإسلامي، مرجع سابق، ص:

)( انظ??ر ال??دريني، المن??اهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في التش??ريع33.33الإسلامي، المرجع السابق، ص:

)( الدريني، المناهج الأصولية في الاجته??اد ب??الرأي في التش??ريع الإس??لامي،34.215مرجع سابق، ص:

(. "أثر المقاصد في التعامل مع السنة النبوي??ة2008)( انظر مكي، نجاة. )35.114فقها وتنزيلا". رسالة ماجستير، جامعة العقيد الحاج لخضر، ص:

المصادر والمراجع

القرآن الكريم.

. تحقي??ق:جمه??رة اللغة(.?? 1987الأزدي، محمد بن الحسن بن دري??د. ).1رمزي منير بعلبكي. بيروت: دار العلم للملايين.

. تحقيق:الإحكام في أصول الأحكام(.? 1984الآمدي، علي بن محمد. ).2سيد الجميلي. بيروت: دار الكتاب العربي.

. اعتنى به: أبوصحيح البخاري(.? 1998البخاري، محمد بن إسماعيل. ).3�رمي. الرياض: بيت الأفكار الدولية. صهيب الك

(. "العلاقة بين مقاصد الشريعة وأصول الفق??ه".2007جغيم، نعمان. ).4 . كوالالمب??ور: الجامع??ة الإس??لامية العالمي??ةمجل??ة الإس??لام في آس??يا

.76 - 47. ص 2. العدد: 4بماليزيا، المجلد: 2004حبيب، محمد بن بك??ر إس??ماعيل. ).5 (. "مقاص??د الش??ريعة تأص??يلا

،22. الس??نة: سلسلة دعوة الح??ق برابط??ة الع??الم الإس??لاميوتفعيلا". .213العدد:

التلخيص الحب??ير في(.?? 1995ابن حج??ر، أحم??د بن علي بن محم??د. ).6 . اعت??نى ب??ه: حس??ن عب??اس قطب.تخ??ريج أح??اديث ال??رافعي الكب??ير

القاهرة: مؤسسة قرطبة. .علم المقاص??د الش??رعية(.?? 2001الخ??ادمي، ن??ور ال??دين بن مخت??ار. ).7

الرياض: مكتبة العبيكان. . مص??ر: مكتب??ة ال??دعوةعلم أصول الفقهخلاف، عبد الوهاب. )د. ت(. .8

.8الإسلامية. ط: المناهج الأص??ولية في الاجته??اد ب??الرأي في(.?? 2013الدريني، فتحي. ).9

. بيروت: مؤسسة الرسالة.التشريع الإسلامي علم مقاص??د(.?? 2002ربيع??ة، عب??د العزي??ز بن عب??د ال??رحمن بن علي. ).10

. الرياض: )د. ط(.الشارع ال??در المص??ون في عل??ومالسمين الحل??بي، أحم??د بن يوس??ف. )د. ت(. .11

. تحقيق: أحمد محمد الخراط. دمشق: دار القلم.الكتاب المكنون .المحكم والمحي??ط الأعظم(.?? 2000ابن س??يده، علي بن إس??ماعيل. ).12

تحقيق: عبد الحميد هنداوي. بيروت: دار الكتب العلمية. الموافق??ات في(.?? 1997الش??اطبي، إب??راهيم بن موس??ى بن محم??د. ).13

. تحقيق: مشهور بن حس??ن آل س??لمان. الس??عودية: دارأصول الشريعةابن عفان.

. تحقي??ق: محم??دالمصنف(.?? 2006ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد. ).14عوامة. جدة: دار القبلة. دمشق: مؤسسة علوم القرآن.

.ش?رح مختص?ر الروضة(.?? 1990الط??وفي، س?ليمان بن عب??د الق?وي. ).15تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي. بيروت: مؤسسة الرسالة.

مقاصد الشريعة عند الإمام العز بن عبد(. 2003عمر، عمر بن صالح. ).16. الأردن: دار النفائس.السلام

. ت??ونس:تفسير التحرير والتن??وير(.?? 1997ابن عاشور، محمد الطاهر. ).17دار سحنون للنشر والتوزيع.

.معجم مق??اييس اللغة(.?? 2002ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكريا. ).18تحقيق: عبد السلام محمد ه�ارون. دمشق: دار اتحاد الكتاب العرب.

إعلام الموقعين عن رب(.? 1973ابن القيم، محمد بن أيوب الزرعي. ).19. تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد. بيروت: دار الجيل.العالمين

ف??واتح(.?? 2002اللكنوي، عبد العلي محمد بن نظام الدين الهالوس??ي. ).20 . تصحيح: عبد الله محم??ود محم??د عم??ر.الرحموت بشرح مسلم الثبوت

بيروت: دار الكتب العلمية. أثر المقاصد في التعامل مع السنة النبوية فقها(.? "2008مكي، نجاة. ).21

". رسالة ماجستير، جامعة العقيد الحاج لخضر.وتنزيلا . بيروت:لسان العرب(.? 1994ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي. ).22

.3دار صادر. ط:

Documents

siats.co.uk · Web viewمجلة بحوث إسلامية وإجتماعية متقدمة، المجلد 1، العدد 1، الشهر 2012، 1-100. Journal of Islamic Studies and Thought