تاركها: كتاب لصالة وأحكام القيم اجلوزية: املؤلف ا ابن عبد اهللا أبو لزرعي ا أيوب بكر بن أيب حممد

الصالة وأحكام تاركها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

احلمد هللا رب العاملني

أم ال ما يقول السادة العلماء الذين وفقهم اهللا وأرشدهم وهداهم وسددهم يف تارك الصالة عامدا هل جيب قتلهوإذا قتل فهل يقتل كما يقتل املرتد والكافر فال يغسل وال يصلي عليه وال يدفن يف مقابر املسلمني أم يقتل حدا مع

احلكم بإسالمه وهل حتبط األعمال وتبطل بترك الصالم أم ال

وهل تقبل صالة النهار الليل وصالة الليل بالنهار أم ال على الصالة مجاعة أم ال وإذا صحت هل يأمث بترك اجلماعة أم ال وهل تصح صالة من صلى وحده وهو يقدر

يشترط حضور املسجد أم جيوز فعلها يف البيت وما حكم من نقر الصالة ومل يتم ركوعها وسجودها

وما كان مقدار صالة رسول اهللا وما حقيقة التخفيف الذي نبه عليه بقوله صل هبم صالة أخفهم وما معىن قوله ملعاذ قوله ملعاذ افتان أنت

واملسؤول سياق صالته من حني كان يكرب إىل ان يفرغ منها سياقا خمتصرا كأن السائل يشهده

فأرشد اهللا من دل على سواء السبيل ومجع بني بيان احلكم والدليل وما أخذ اهللا امليثاق على أهل اجلهل أن يتعلموا حىت أخذ امليثاق أهل العلم ان يعلموا ويبينوا

الشيخ اإلمام العالمة بقية السلف ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ مشس الدين حممد ابن أيب بكر احلنبلي املعروف بابن قيم اجلوزية رضي اهللا عنه وأرضاه وجعل جنة اخللد متقلبه ومثواه عن األسئلة بقوله

بسم اهللا الرمحن الرحيم اهللا من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا من يهد اهللا فال مضل له ومن احلمد هللا حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ ب

يضلل فال هادي له واشهد أن ال إله إال اهللا واشهد أن حممدا عبده ورسوله صلى اهللا عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلم تسليما

كثريا

حكم تارك الصالة عمدا

من اعظم الذنوب وأكرب الكبائر وأن امثه عند اهللا أعظم من إمث ال خيتلف املسلمون أن ترك الصالة املفروضة عمداقتل النفس وأخذ األموال ومن إمث الزنا والسرقة وشرب اخلمر وأنه متعرض لعقوبة اهللا وسخطه وخزيه يف الدنيا

واآلخرة مث اختلفوا يف قتله ويف كيفية قتله ويف كفره

اعي وعبداهللا بن املبارك ومحاد بن زيد ووكيع بن اجلراح ومالك بن فأفىت سفيان بن سعيد الثوري وأبو عمرو األوز أنس وحممد بن

إدريس الشافعي وامحد بن حنبل وإسحاق بن راهويه واصحاهبم بأنه يقتل مث اختلفوا يف كيفية قتله

فقال مجهورهم يقتل بالسيف ضربا يف عنقه وقال بعض الشافعية يضرب باخلشب إىل ان يصلي او ميوت

وقال ابن سريج ينخس بالسيف حىت ميوت ألنه ابلغ يف زجره وأرجى لرجوعه ١٩٥٥واجلمهور حيتجون بقوله إن اهللا كتب اإلحسان يف كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة مسلم رقم

عناق العنق بالسيف أحسن القتالت وأسرعها إزهاقا للنفس وقد سن اهللا سبحانه يف قتل الكفار املرتدين ضرب األدون النخس بالسيف وإمنا شرع يف حق الزاين احملصن القتل باحلجارة ليصل األمل إىل مجيع بدنه حيث وصلت إليه اللذة باحلرام وألن تلك القتلة أشنع القتالت والداعي إىل الزنا داع قوي يف الطباع فجعلت غلظة هذه العقوبة يف

لعقوبة اهللا لقوم لوط بالرجم باحلجارة على ارتكاب الفاحشة مقابلة قوة الداعي وألن يف هذه العقوبة تذكريا

فصل يف حكم تارك الصالة

وقال ابن شهاب الزهري وسعيد بن املسيب وعمر بن عبدالعزيز وابو حنيفة وداود بن علي واملزاين حيبس حىت ميوت او يتوب وال يقتل

أن اقاتل الناس حىت يقولوا ال إله إال اهللا فإذا قالوها واحتج هلذا املذهب مبا رواه أبو هريرة عن النيب قال امرت ٢٦ومسلم رقم ١٣٩٩عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال حبقها رواه البخاري رقم

وعن ابن مسعود قال قال النيب ال حيل دم امرىء مسلم يشهد أن ال إله اهللا وأين رسول اهللا إال بإحدى ثالث الثيب مسلم رقم ٦٨٧٨ارك لدينه املفارق للجماعة أخرجاه يف الصحيحني البخاري رقم الزاين والنفس بالنفس والت

١٦٧٦ قالوا وألهنا من الشرائع العملية فال يقتل بتركها كالصيام والزكاة واحلج

قال املوجبون لقتله وا وأقاموا قال اهللا تعاىل فاقتلوا املشركني حيث وجدمتوهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا هلم كل مرصد فإن تاب

فأمر بقتلهم حىت يتوبوا من شركهم ويقيموا الصالة ٥سورة التوبة اآلية ٩الصالة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ويؤتوا الزكاة

ومن قال ال يقتل تارك الصالة يقول مىت تاب من شركه سقط عنه القتل وإن مل يقم الصالة وال آتى الزكاة وهذا خالف ظاهر القرآن

من حديث ايب سعيد اخلدري قال بعث علي ابن ايب ١٥٦٢مسلم رقم ٤٣٥١حيحني البخاري رقم ويف الصطالب رضي اهللا عنه وهو باليمن إىل النيب بذهيبة فقسمها بني أربعة فقال رجل يا رسول اهللا اتق اهللا فقال ويلك

ل اهللا أالأضرب عنقه فقال ال لعله الست احق اهل االرض ان يتقي اهللا مث وىل الرجل فقال خالد بن الوليد يا رسوأن يكون يصلي فقال خالد فكم من مصل يقول بلسانه ما ليس يف قلبه فقال رسول اهللا إين مل أؤمر ان انقب عن قلوب الناس وال اشق بطوهنم فجعل النيب املانع من قتله كونه يصلي فدل على ان من مل يصل يقتل وهلذا قال يف

وهو يدل ٢٩٦ \ ١والطرباين يف الكبري جممع الزوائد ٤٩٢٨ل املصلني ابو داود رقم احلديث اآلخر هنيت عن قت على ان غري املصلني مل ينهه اهللا عن قتلهم

من ٨مسند اإلمام الشافعي رقم ٤٣٣و ٤٣٢/ ٥وروى اإلمام أمحد والشافعي يف مسنديهما مسند االمام أمحد من األنصار حدثه أنه اتى النيب وهو يف جملس فساره يستأذنه يف قتل حديث عبيداهللا بن عدي بن اخليار أن رجال

رجل من املنافقني فجهر رسول اهللا فقال أليس يشهد أن ال إله إال اهللا فقال األنصاري بلى يا رسول اهللا وال شهادة له قال أليس يشهد أن حممدا رسول اهللا قال بلى وال

وال صالة له قال أولئك الذين هناين اهللا عن قتلهم فدل على انه مل ينهه شهادة له قال اليس يصلي الصالة قال بلى عن قتل من مل يصل

عن ام سلمة عن النيب قال إنه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن انكر ١٨٥٤ويف صحيح مسلم رقم فقال ال ما صلوا فقد بريء ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع فقالوا يا رسول اهللا أال نقاتلهم

من حديث عبداهللا بن عمر أن النيب قال امرت أن اقاتل الناس ٢٢مسلم رقم ٢٥ويف الصحيحني البخاري رقم حىت يشهدوا أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مين

م على اهللا دماءهم وأمواهلم إال حبق اإلسالم وحساهب فوجه االستدالل به من وجهني

أحدمها أنه امر بقتاهلم إىل ان يقيموا الصالة الثاين قوله إال حبقها والصالة من اعظم حقها

وعن ايب هريرة قال قال رسول اهللا أمرت ان اقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا كاة مث قد حرمت علي دماؤهم وأمواهلم وحساهبم على اهللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الز

٢٢٤٤٨وابن خزمية يف صحيحه رقم ٣٤٥/ ٢رواه االمام أمحد املسند فأخرب أنه امر بقتاهلم إلىأن يقيموا الصالة وأن دماءهم وأمواهلم إمنا حترم بعد الشهادتني وإقام الصالة وإيتاء الزكاة

حمرمة بل هي مباحة فدماؤهم وأمواهلم قبل ذلك غريوعن انس بن مالك قال ملا تويف رسول اهللا ارتد العرب فقال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل العرب فقال أبو بكر إمنا قال رسول اهللا أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال إله إال اهللا وأين رسول اهللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة

هو حديث صحيح و ٣٩٦٩رواه النسائي رقم وتقييد هذه األحاديث يبني مقتضى احلديث املطلق الذي احتجوا به على ترك القتل معأنه حجة عليهم فإنه مل يثبت

العصمة للدم واملال إال حبق اإلسالم والصالة آكد حقوقه على االطالق ١٦٧٦مسلم رقم ٦٨٧٨وأما حديث ابن مسعود وهو ال حيل دم امريء مسلم إال بإحدى ثالث البخاري رقم

فهو حجة لنا يف املسألة فإنه جعل منهم التارك لدينه والصالة ركن الدين األعظم وال سيما إن قلنا بأنه كافر فقد ترك الدين بالكلية وإن مل يكفر فقد ترك عمود الدين

وقد كان ٣٥٢/ ١بلة قال اإلمام أمحد وقد جاء يف احلديث ال حظ يف االسالم ملن ترك الصالة راجع طبقات احلناعمر بن اخلطاب يكتب إىل اآلفاق إن أهم أموركم عندي الصالة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو ملا سواها

أضيع والحظ يف االسالم ملن ترك الصالة

قال فكل مستخف بالصالة مستهني هبا فهو مستخف باالسالم مستهني به وإمنا حظهم من االسالم على قدر حظهم الصالة ورغبتهم يف االسالم على القادر رغبتهم يف الصالة من

فاعرف نفسك يا عبداهللا واحذر أن تلقي اهللا وال قدر لالسالم عندك فإن قدر اإلسالم يف قلبك كقدر الصالة يف قلبك

٦٣٢وقد جاء احلديث عن النيب أنه قال الصالة عمود الدين املقاصد احلسنة رقم ط إذا سقط عموده سقط الفسطاط ومل ينتفع بالطنب وال باألوتاد وإذا قام عمود الفسطاط ألست تعلم أن الفسطا

انتفعت بالطنب واألوتاد وكذلك الصالة من اإلسالم وجاء يف احلديث إن اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صالته فإن تقبلت منه صالته تقبل منه سائر عمله

٢٩١ - ٢٩٢/ ١ليه سائر عمله جممع الزوائد وإن ردت عليه صالته رد عفصالتنا آخر ديننا وهي أول ما نسأل عنه غدا من اعمالنا يوم القيامة فليس بعد ذهاب الصالة إسالم وال دين إذا

صارت الصالة آخر ما يذهب من األسالم هذا كله كالم امحد ل اإلسالم وآخره فإذا ذهب اوله وآخره فقد والصالة أول فروض األسالم وهي آخر ما يفقد من الدين فهي او

ذهب مجيعه وكل شيء ذهب أوله وآخره فقد ذهب مجيعه قال اإلمام أمحد كل شيء يذهب آخره فقد ذهب مجيعه فإذا ذهبت صالة املرء ذهب دينه

بالنفس واملقصود أن حديث عبداهللا بن مسعود ال حيل دم امريء مسلم إال بإحدى ثالث الثيب الزاين والنفس من اقوى احلجج يف قتل تارك الصالة ١٦٧٦مسلم رقم ٦٨٧٨والتارك لدينه البخاري رقم

فصل يف اختالف القائلني بقتل تارك الصالة

واختلف القائلون بقتله يف مسائل إحداها انه هل يستتاب ام ال

قولني يف مذهب مالك فاملشهور أنه يستتاب فإن تاب ترك وإال قتل هذا قول الشافعي وأمحد وأحد الوقال ابو بكر الطرطوشي يف تعليقه مذهب مالك انه يقال له صل ما دام الوقت باقيا فإن فعل ترك وإن امتنع حىت خرج الوقت قتل وهل يستتاب ام ال قال بعض اصحابنا يستتاب فإن تاب وإال قتل وقال بعضهم ال يستتاب ألن

لتوبة كالزاين والسارق وهذا القول يلزم من قال يقتل حدا فإنه إذا كان هذا حد من احلدود يقام عليه فال تسقطه احده على ترك الصالة القتل كان كمن حده القتل على الزنا واحملاربة واحلدود جتب باسباهبا املتقدمة وال تسقطها

ذا اسلم سقط عنه القتل التوبة بعد الرفع إىل االمام وأما من قال يقتل لكفره فال يلزمه هذا ألنه جعله كاملرتد وإ قال الطرطوشي وهكذا حكم الطهارة والغسل من اجلنابة والصيام

عندنا فإذا قال ال أتوضأ وال اغتسل من اجلنابة وال اصوم قتل ومل يستتب سواء قال هي فرض علي أو جحد فرضها عن مالك ويف استتابه املرتد قلت هذا الذي حكاه الطرطوشي عن بعض اصحابه أنه يقتل من غري استتابة هو رواية

روايتان عن أمحد وقوالن للشافعي ومن فرق بني املرتد وبني تارك الصالة يف االستتابة فاستتاب املرتد دون تارك الصالة كإحدى الروايتني عن مالك يقول الظاهر أن املسلم ال يترك دينه إال لشبهة عرضت له متنعه البقاء عليه

لتارك للصالة مع إقراره بوجوهبا عليه ال مانع له فال ميهل فيستتاب رجاء زواهلا وا قال املستتيبون له هذا قتل لترك واجب شرعت له االستتابة فكانت واجبة كقتل الردة

قالوا بل االستتابة هاهنا اوىل الن احتمال رجوعه اقرب ألن التزامه لإلسالم حيمله على التوبة مما خيلصه من العقوبة اآلخرة يف الدنيا و

وهذا القول هو الصحيح ألن اسوأ احواله أن يكون كاملرتد وقد اتفق الصحابة على قبول توبة املرتدين ومانعي وهذا يعم ٣٨سورة األنفال اآلية ٨الزكاة وقد قال اهللا تعاىل قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر هلم ما قد سلف

املرتد وغريه اين واحملارب أن قتل تارك الصالة إمنا هو على إصراره على الترك يف املستقبل والفرق بني قتل هذا حدا وقتل الز

وعلى الترك يف املاضي خبالف املقتول يف احلد فإن سبب قتله اجلناية املتقدمة على احلد ألنه مل يبق له سبيل إىل م ومن يقول من اصحاب أمحد تداركها وهذا له سبيل االستدراك بفعلها بعد خروج وقتها عند األئمة األربعة وغريه

ال سبيل له

إىل االستدراك كما هو قول طائفة من السلف يقول القتل ها هنا على ترك فيزول الترك بالفعل فأما الزنا واحملاربة فالقتل فيهما على فعل والفعل الذي مضى ال يزول بالترك

فصل يف أن يكون قتل تارك الصالة بعد الدعوة واالمتناع

الثانية أنه ال يقتل حىت يدعى إىل فعلها فيمتنع املسألة فالدعاء إليها ال يستمر ولذلك أذن النيب يف الصالة نافلة خلف االمراء الذين يؤخرون الصالة حىت خيرج الوقت ومل

ركه يأمر بقتاهلم ومل يأذن يف قتلهم ألهنم مل يصروا على الترك فإذا دعي فامتنع ال من عذر حىت خيرج الوقت حتقق ت وإصراره

فصل يف تعيني مقدار الترك املوجب لقتل تارك الصالة

املسألة الثالثة مباذا يقتل هل بترك صالة أو صالتني أو ثالث صلوات هذا فيه خالف بني الناس

فقال سفيان الثوري ومالك وأمحد يف إحدى الروايات يقتل بترك

القول ما تقدم من االحاديث الدالة على قتل تارك صالة واحدة وهو ظاهر مذهب الشافعي وأمحد وحجة هذا الصالة

وقد روى معاذ بن جبل أن رسول اهللا قال من ترك صالة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة اهللا رواه اإلمام أمحد يف

٢٣٨/ ٥مسنده قد برئت منه الذمة رواه وعن أيب الدرداء قال اوصاين ابو القاسم أن ال أترك الصالة متعمدا فمن تركها متعمدا ف

وألنه إذا دعي إىل فعلها يف وقتها فقال ال اصلي ٢١٦ - ٢١٧/ ٤عبدالرمحن ابن ايب حامت يف سننه جممع الزوائد وال عذر له فقد ظهر إصراره فتعني إجياب قتله وإهدار دمه واعتبار التكرار ثالثا ليس عليه دليل من نص وال إمجاع

من اثنتني وال قول صاحب وليس أوىل وقال اسحاق بن منصور املعروف بالكوسج من أصحاب أمحد إن كانت الصالة املتروكة جتمع إىل ما بعدها كالظهر والعصر واملغرب والعشاء مل يقتل حىت خيرج وقت الثانية ألن وقتها وقت األوىل يف حال اجلمع فأورث شبهة هاهنا

وعشاء اآلخرة قتل بتركها وحدها إذ ال شبهة ها هنا يف التأخري وإن كانت ال جتمع إىل ما بعدها كالفجر والعصر وهذا القول حكاه إسحاق عن عبداهللا بن املبارك او عن وكيع بن اجلراح الشك من اسحاق يف تعيينه

قال ابو الربكات عبدالسالم بن عبداهللا ابن تيمية والتسوية أصح

يصح كما مل يصح إحلاقه هبم يف اصل الترك وإحلاق التارك ها هنا بأهل األعذار يف الوقت القلت وقول إسحاق اقوى وافقه ألنه قد ثبت أن هذا الوقت للصالتني يف اجلملة فأورث ذلك شبهة يف إسقاط القتل وألن النيب منع من قتل األمراء املؤخرين الصالة عن وقتها وإمنا كانوا يؤخرون الظهر إىل وقت العصر وقد يؤخرون

فدل على أن ما فعلوه صالة ١٨٥٤آخر وقتها وملا قيل له أال نقاتلهم قال ال ما صلوا مسلم رقم العصر إىل يعصمون هبا دماءهم

فصل يف مىت يعد الرجل تاركا للصالة

وعلى هذا فمىت دعي إىل الصالة يف وقتها فقال ال اصلي وامتنع حىت فاتت وجب قتله وإن مل يتضيق وقت الثانية م أمحد نص عليه اإلما

وقال القاضي حممد بن احلسني أبو يعلى وأصحابه كأيب اخلطاب حمفوظ بن حممد الكلواذاين وابن عقيل ال يقتل حىت يتضايق وقت اليت بعدها

قال الشيخ ابو الربكات ابن تيمية من دعي إىل صالة يف وقتها فقال ال اصلي وامتنع حىت فاتت وجب قتله وإن مل عليه يتضيق وقت الثانية نص

قال وإمنا اعتربنا تضايق وقت الثانية يف املثال الذي ذكره يعين أبا اخلطاب ألن القتل بتركها دون األوىل ألنه ملا دعي إليها كانت فائتة والفوائت ال يقتل تاركها

رها ولفظ أيب اخلطاب الذي أشار إليه فإن اخر الصالة حىت خرج وقتها جاحدا لوجوهبا كفر ووجب قتله فإن اخهتاونا ال جحودا لوجوهبا دعي إىل فعلها فإن مل يفعلها حىت تضايق وقت اليت بعدها وجب قتله فاليت أخرها هتاونا هي اليت اخرها حىت خرج وقتها فدعي إليها بعد خروج وقتها فإذا امتنع من فعلها حىت تضايق وقت اآلخرة اليت بعدها

تضايق وقتها هذا تقرير ما ذكره الشيخ كان قتله بتأخري الصالة اليت دعي إليها حىتقال وقال بعض أصحابنا يقتل لترك األويل ولترك قضاء كل فائتة إذا أمكنه من غري عذر ألن القضاء عندنا على

الفور فعلى هذا ال يعترب تضايق وقت الثانية اء والقتل ال جيب يف خمتلف قال واألول أصح ألن قضاء الفوائت موسع علىالتراخي عند الشافعي ومجاعة من العلم

يف إباحته وحظره وعن أمحد رواية أخرى أنه إمنا جيب قتله إذا ترك ثالث صلوات وتضايق وقت الرابعة

وهذا اختيار اإلصطخري من الشافعية ووجه هذا القول أن املوجب للقتل هو االصرار على ترك الصالة واالنسان قد يترك الصالتني لكسل أو ضجر او

يزول قريبا وال شغل

يدوم فال يسمى بذلك تاركا للصالة فإذا كرر الترك مع الدعاء إىل الفعل علم أنه إصرار وعن امحد رواية ثالثة أنه جيب قتله بترك صالتني وهلذه الرواية مأخذان

وأقل ما يثبت به احدمها أن الترك املوجب للقتل هو الترك املتكرر ال مطلق الترك حىت يطلق عليه أنه تارك الصالة الترك املتكرر مرتان

املأخذ الثاين أن من الصالة ما جتمع إحداهن إىل األخرى فال يتحقق تركها إال خبروج وقت الثانية فجعل ترك الصالتني موجبا للقتل وإسحاق وافق هذه الرواية يف اجملموعتني

فصل يف حكم ترك بعض شروط الصالة أو ركن منها

والغسل من اجلنابة واستقبال القبلة وستر العورة حكم تارك الصالة وكذلك حكم ترك القيام وحكم ترك الوضوء للقادر عليه هو كترك الصالة وكذلك ترك الركوع والسجود

وإن ترك ركنا أو شرطا خمتلفا فيه وهو يعتقد وجوبه فقال ابن عقيل حكمه حكم تارك الصالة وال بأس أن نقول أبو الربكات ابن تيمية عليه اإلعادة وال يقتل من أجل ذلك حبال بوجوب قتله وقال الشيخ

فوجه قول ابن عقيل أنه تارك للصالة عند نفسه ويف عقيدته فصار كتارك الزكاة والشرط اجملمع عليه ووجه قول أيب الربكات ابن تيمية أنه ال يباح الدم بترك املختلف يف وجوبه

يل اقرب إىل االصول فإن تارك ذلك عازم وجازم على االتيان بصالة باطلة فهو اقرب إىل مأخذ الفقه وقول ابن عق كما لو ترك جممعا عليه وللمسألة غور بعيد يتعلق بأصول اإلميان وأنه من اعمال القلوب واعتقادها

فصل يف حكم تارك اجلمعة

عن اجلمعة لقد مهمت أن من حديث ابن مسعود أن النيب قال لقوم يتخلفون ٦٥٢روى مسلم يف صحيحه رقم آمر رجال يصلي بالناس مث احرق على رجال يتخلفون عن اجلمعة بيوهتم

وعنأيب هريرة وابن عمر أهنما مسعا رسول اهللا يقول على اعواد منربه لينتهني اقوام عن ودعهم اجلمعات او ليختمن ٨٦٥اهللا على قلوهبم مث ليكونن من الغافلني رواه مسلم يف صحيحه رقم

من حديث ١١٢٥ابن ماجة رقم ١٣٦٩النسائي رقم ٥٠٠الترمذي رقم ١٠٥٢ويف السنن كلها ابو داود رقم ايب اجلعد

الضمري وله صحبة أن النيب قال من ترك ثالث مجع هتاونا طبع اهللا على قلبه رواه االمام أمحد من حديث جابر ٤٢٤ - ٤٢٥/ ٣املسند

القول بأن صالة اجلمعة فرض على الكفاية إذا قام هبا قوم سقطت عن الباقني وأخطأ على الشافعي من نسب إليه فلم يقل الشافعي هذا قط فإمنا غلط عليه من نسب ذلك إليه بسبب قوله يف صالة العيد إهنا جتب على من جتب

الدليل فإن عليه صالة اجلمعة بل هذا نص من الشافعي أن صالة العيد واجبة على األعيان وهذا هو الصحيح يف صالة العيد من اعاظم شعائر اإلسالم الظاهرة ومل يكن يتخلف عنها احد من اصحاب رسول اهللا وال تركها رسول اهللا مرة واحدة ولو كانت سنة لتركها ولو مرة واحدة كما ترك قيام رمضان بيانا لعدم وجوبه وترك الوضوء لكل

صالة بيانا لعدم وجوبه وغري ذلك فأمر ٢اآلية / سورة الكوثر ١٠٨حانه وتعاىل امر بالعيد كما أمر باجلمعة فقال فصل لربك واحنر وأيضا فإنه سب

النيب الصحابة أن يغدوا إىل مصالهم لصالة العيد معه إن فات وقتها وثبت الشهر بعد الزوال أبو داود رقم ١١٥٧

٩٧٤وتعتزل احليض املصلي البخاري رقم وأمر النيب العواتق وذوات اخلدور وذوات احليض ان خيرجن إىل العبد ومل يأمر بذلك يف اجلمعة ٨٩٠مسلم رقم

قال شيخنا ابن تيمية فهذا يدل على ان العيد آكد من اجلمعة

النسائي رقم ٤٢٥أبو داود رقم ١٢٣/ ١وقوله مخس صلوات كتبهن اهللا علىالعبد يف اليوم والليلة املوطأ في صالة العيد فإن الصلوات اخلمس وظيفة اليوم والليلة وأما العيد فوظيفة العام ال ين ١٤٠١ابن ماجه رقم ٤٦١

ولذلك مل مينع ذلك من وجوب ركعيت الطواف عند كثري من الفقهاء ألهنا ليست من وظائف اليوم والليلة املتكررة ة ومل مينع من وجوب ومل مينع وجوب صالة اجلنازة ومل مينع من وجوب سجود التالوة عند من أوجبه وجعله صال

صالة الكسوف عند من اوجبها من السلف وهو قول قوي جدا واملقصود ان الشافعي رمحه اهللا نص على ان من وجبت عليه اجلمعة وجب عليه العيد

ولكن قد يقال إن هذا ال يستفاد منه وجوبه على األعيان فإن فرض الكفاية جيب على اجلميع ويسقط بفعل البعض ذلك تظهر يف مسألتني وفائدة

إحدامها أنه لو اشترك اجلميع يف فعله أثيبوا ثواب من أدى الواجب لتعلق الوجوب الثانية لو اشتركوا يف تركه استحق اجلميع الذم والعقاب

فال يلزم من قوله جتب صالة العيد على من جتب عليه صالة اجلمعة أن تكون واجبة علىاألعيان كاجلمعة فهذا يقال ولكن ظاهر تشيبه العيد باجلمعة والتسوية بني من جتب عليه اجلمعة ومن جيب عليه العيد يدل على ميكن أن

استوائهما يف الوجوب وال خيتلف قوم أن اجلمعة واجبة على األعيان فكذا العيد

واملقصود بيان حكم تارك اجلمعة قال ابو عبداهللا ابن حامد ومن جحد وجوب اجلمعة كفر

ها اربعا مع اعتقاد وجوهبا قال فإن قلنا هي ظهر مقصورة مل يكفر وإال كفر فإن صال

حكم تارك الصوم واحلج والزكاة

وهل يلحق تارك الصوم واحلج والزكاه بتارك الصالة يف وجوب قتله فيه ثالث روايات عن اإلمام أمحد إحداها يقتل بترك ذلك كله كما يقتل بترك الصالة

أن الزكاة والصيام واحلج من مباين االسالم فيقتل بتركها مجيعا كالصالة وهلذا قاتل الصديق وحجة هذه الروايةإهنا لقرينتها يف ٢٠مسلم رقم ١٤٠٠مانعي الزكاة وقال واهللا ألقاتلن من فرق بني الصالة والزكاة البخاري رقم

فع القتال إال عمن التزم كلمة الشهادة وحقها كتاب اهللا وأيضا فإن هذه املباين من حقوق االسالم والنيب مل يأمر بروأخرب أن عصمة الدم ال تثبت إال حبق اإلسالم فهذا قتال للفئة املمتنعة والقتل للواحد املقدوم عيله إمنا هو لتركه

حقوق الكلمة وشرائع اإلسالم وهذا أصح األقوال الرواية الثانية ال يقتل بترك غري الصالة

دنية ال تدخلها النيابة ولقول عبداهللا بن شقيق كان أصحاب حممد ال يرون شيئا من األعمال ألن الصالة عبادة ب ٢٦٢٤تركه كفر إال الصالة الترمذي رقم

وألن الصالة قد اختصت من سائر األعمال خبصائص ليست لغريها إليها بعد الشهادتني فقال ملعاذ فهي أول ما فرض اهللا من االسالم وهلذا امر النيب نوابه ورسله ان يبدؤوا بالدعوة

ستأيت قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم إليه شهادة أن ال إله إال اهللا وان حممدا رسول اهللا وأن اهللا فرض ١٩مسلم رقم ٤٣٤٧عليهم مخس صلوات يف اليوم والليلة البخاري رقم

السماء ليلة املعراج وألهنا اكثر الفروض ذكرا يف وألهنا أول ما حياسب عليها العبد من عمله وألن اهللا فرضها يف مل يبدؤوا بشيء غري ترك الصالة ٤٢سورة املدثر اآلية ٧٤القرآن وألن اهل النار ملا يسألون ما سلككم يف سقر

وألن فرضها ال يسقط عن العبد حبال دون حال ما دام عقله معه خبالف سائر الفروض فإهنا جتب يف حال دون حال عمود فسطاط اإلسالم وإذا سقط الفسطاط وقع الفسطاط وألهنا آخر ما يفقد من الدين وألهنا فرض على وألهنا

احلر والعبد والذكر واألنثى واحلاضر واملسافر والصحيح واملريض والغين والفقري كن رسول اهللا يقبل من ومل يكن رسول اهللا يقبل من إجابة إىل االسالم إال بالتزام الصالة كما قال قتادة عن انس مل ي

اجابه إىل االسالم إال بإقام الصالة وإيتاء الزكاة وألن قبول سائر االعمال موقوف على فعلها فال يقبل اهللا من تاركها صوما وال حجا وال صدقة وال جهادا وال شيئا

عنه فإن جازت له من االعمال كما قال عون بن عبداهللا إن العبد إذا دخل قربه سئل عن صالته اول شيء يسأل نظر فيما سوى ذلك من عمله وإن مل جتز له مل ينظر يف شيء من عمله بعد

ويدل على هذا احلديث الذي يف املسند والسنن من رواية أيب هريرة عن النيب أول ما حياسب به العبد من عمله النسائي رقم ٤١٣قم حياسب بصالته فإن صلحت فقد افلح وأجنح وان فسدت فقط فقد خاب وخسر الترمذي ر

ولو قبل منه شيء من اعمال الرب مل يكن من اخلائبني اخلاسرين ٤٦٥الرواية الثالثة يقتل بترك الزكاة والصيام وال يقتل بترك احلج ألنه خمتلف فيه هل هو على الفور أو على التراخي

خذ ضعيف جدا ألن من يقتله بتركه ال فمن قال هو على التراخي قال كيف يقتل بأمر موسع له يف تأخريه وهذا املأيقتله مبحرد التأخري وإمنا صورة املسألة أن يعزم على ترك احلج ويقول هو واجب علي وال احج ابدا فهذا موضوع النزاع والصواب القول بقتله ألن احلج من حقوق االسالم والعصمة تثبت ملن تكلم باالسالم إال حبقه واحلج أعظم

حقوقه

ك الصالة هل يقتل حدا أم كفرافصل يف تار

وأما املسألة الثالثة وهو انه هل يقتل حدا كما يقتل احملارب والزاين أم يقتل كما يقتل املرتد والزنديق هذا فيه قوالن للعلماء ومها روايتان عن االمام أمحد

عمرو األوزاعي وأيوب يقتل كما يقتل املرتد وهذا قول سعيد بن جبري وعامر الشعيب وإبراهيم النخعي وأيب السختياين وعبداهللا بن املبارك وإسحاق بن راهويه وعبدامللك بن حبيب من

املالكية وأحد الوجهني يف مذهب الشافعي وحكاه الطحاوي عن الشافعي نفسه وحكاه ابو حممد ابن حزم عن عمر بن اخلطاب ومعاذ بن جبل وعبدالرمحن بن عوف وأيب هريرة وغريهم من الصحابة

والثانية يقتل حدا ال كفرا وهو قول مالك والشافعي واختار أبو عبداهللا ابن بطة هذه الرواية وحنن نذكر حجج الفريقني

أدلة الذين ال يكفرون تارك الصالة

قال الذين ال يكفرونه بتركها قد ثبت له حكم اإلسالم بالدخول فيه فال خنرجه عنه إال بيقني الصامت عن النيب أنه قال من شهد أن ال إله إال اهللا وحده الشريك له وان حممدا عبده قالوا وقد روى عبادة بن

ورسوله وأن عيسى عبداهللا ورسوله وكلمته ألقاها إىل مرمي وروح منه واجلنة حق والنار حق ادخله اهللا اجلنة على ما ٢٨مسلم رقم ٣٤٣٥كان من العمل أخرجاه يف الصحيحني البخاري رقم

س أن النيب قال ومعاذ رديفة على الرحل يا معاذ قال لبيك يا رسول اهللا وسعديك ثالثا قال ما من عبد وعن انيشهد أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا إال حرمه اهللا على النار قال يارسول اهللا افال اخرب هبا الناس فيستبشروا

٢٣٠مسلم ١٢٨ق على صحته البخاري رقم قال إذا يتكلوا فأخرب هبا معاذ عند موته تأمثا متف

٩٩وعن أيب هريرة عن النيب قال اسعد الناس بشفاعيت من قال الإله إال اهللا خالصا من قلبه رواه البخاري رقم وعن أيب ذر ان النيب قام بآية من القرآن يرددها حىت صالة الغداة وقال دعوت الميت وأجبت بالذي لو اطلع عليه

وا الصالة فقال أبو ذر أفال ابشر الناس قال بلى فانطلق فقال عمر أنك إن تبعث إىل الناس هبذا كثري منهم ترك ٥ينكلوا عن العبادة فناداه أن ارجع فرجع واآلية إن تعذهبم فإهنم عبادك وإن تغفر هلم فإنك أنت العزيز احلكيم

١٧٠/ ٥رواه اإلمام أمحد يف مسنده ١١٨سورة املائدة اآلية من حديث عائشة قالت قال رسول اهللا الدواوين عند اهللا ثالثة ديوان ال يعبأ اهللا به شيئا ٢٤٠/ ٦املسند أيضا ويف

وديوان ال يترك اهللا منه شيئا وديوان ال يغفره اهللا فأما الديوان الذي ال يغفره اهللا فالشرك باهللا قال اهللا عز و جل إنه وأما الديوان الذي ال يعبأ اهللا به شيئا فظلم العبد ٧٢سورة املائدة اآلية ٥ة من يشرك باهللا فقد حرم اهللا عليه اجلن

نفسه فيما بينه وبني ربه من صوم تركه أو صالة تركها فإن اهللا عز و جل يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء وأما الديوان الذي ال يترك اهللا منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص ال حمالة

عن عبادة بن الصامت قال مسعت رسول اهللا يقول مخس صلوات ٣١٩و ٣١٥ - ٣١٦/ ٥ملسند ايضا ويف اكتبهن اهللا على العباد من أتى هبن كان له عند اهللا عهد أن يدخله اجلنة ومن مل يأت هبن فليس له عند اهللا عهد إن

شاء عذبه وإن شاء غفر له ل من حديث أيب هريرة قا ٢٩٠/ ٢املسند ايضا

رسول اهللا أول ما حياسب به العبد يوم القيامة الصالة املكتوبة فإن أمتها وإال قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه مث يفعل بسائر األعمال املفروضة مثل ذلك رواه أهل السنن أبو داود رقم

وقال الترمذي هذا حديث حسن ١٤٢٥م ابن ماجة رق ٤٦٧النسائي رقم ٤١٣الترمذي رقم ٨٦٤ ٣١١٦قالوا وقد ثبت عنه أنه قال من كان آخر كالمه ال إله إال اهللا دخل اجلنة أبو داود

٢٦لفظ آخر من مات وهو يعلم أن ال إله إال اهللا دخل اجلنة مسلم رقم حرم على النار من قال ال إله وفيها إن اهللا قد ٣٣مسلم رقم ٤٢٥ويف صحيح قصة عتبان بن مالك البخاري رقم

إال اهللا يبتغي بذلك وجه اهللا يقول اهللا عز و جل وعزيت وجاليل ألخرجن من النار ١٩٣مسلم رقم ٧٥١٠ويف حديث الشفاعة البخاري رقم

فيخرج من النار من مل يعمل خريا قط ٣٧٥/ ١٠من قال ال إله إال اهللا وفيه جممع الزوائد ٤٣٠٠ابن ماجة رقم ٢٢٥صحيح ابن حبان رقم ٥٢٩/ ١مستدرك احلاكم ٢٦٤١قم ويف السنن الترمذي ر قصة صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة ٢١٣/ ٢واملسانيد مسند أمحد

وتسعون سجال كل سجل منها مد البصر مث خترج له بطاقة فيها شهادة أن ال إله إال اهللا فترجح سيئاته ادة ولو كان فيها غريها لقال مث خترج له صحائف حسناته فترجح سيئاته ويكفينا يف ومل يذكر يف البطاقة غري الشه

هذا قوله فيخرج من النار من مل يعمل خريا قط ولو كان كافرا لكان خملدا يف النار غري خارج منها ئر فهذه األحاديث وغريها متنع من التكفري والتخليد وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبا

قالوا وألن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة واملعاد وجحد ما جاء به الرسول وهذا يقر بالوحدانية شاهدا أن حممدا رسول اهللا مؤمنا بأن اهللا يبعث من يف القبور فكيف حيكم بكفره واإلميان هو التصديق وضده التكذيب ال

ترك العمل فكيف حيكم للمصدق حبكم املكذب اجلاحد

أدلة الذين يكفرون تارك الصالة

قال املكفرون الذين رويت عنهم هذه األحاديث اليت استدللتم هبا على عدم تكفري تارك الصالة هم الذين حفظ عنهم الصحابة تكفري تارك الصالة بأعياهنم

هريرة وقد جاء عن عمر وعبدالرمحن بن عوف ومعاذ بن جبل وأيب ٢٤٢/ ١قال أبو حممد ابن حزم احمللى وغريهم من الصحابة رضي اهللا عنهم أن من ترك صالة فرض واحدة متعمدا حىت خيرج وقتها فهو كافر مرتد

قالوا وال نعلم هلؤالء خمالفا من الصحابة وقد دل على كفر تارك الصالة الكتاب والسنة وإمجاع الصحابة

فصل يف األستدالل بالكتاب

أفنجعل املسلمني كاجملرمني ما لكم كيف حتكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون أما الكتاب فالدليل األول قال تعاىلإن لكم يف ملا ختريون أم لكم أمين علينا بالغة إىل يوم القيامة إن لكم ملا حتكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم هلم

يعون خاشعة شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقني يوم يكشف عن ساق ويدعون إىل السجود فال يستطفوجه ٣٥ - ٤٣اآليات / سورة القلم ٦٨أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إىل السجود وهم ساملون

الداللة من اآلية أنه سبحانه أخرب أنه ال جيعل املسلمني كاجملرمني وأن هذا األمر ال يليق حبكمته وال حبكمه مث ذكر وأهنم يدعون إىل ٤٢اآلية / سورة القلم ٦٨وم يكشف عن ساق أحوال اجملرمني الذين هم ضد املسلمني فقال ي

السجود لرهبم تبارك وتعاىل فيحال بينهم وبينه فال يستطيعون السجود مع املسلمني عقوبة هلم على ترك السجود له ون كميا من مع املصلني يف دار الدنيا وهذا يدل على أهنم مع الكفار واملنافقني الذين تبقى ظهورهم إذا سجد املسلم

البقر ولو كانوا من املسلمني ألذن هلم بالسجود كما أذن للمسلمني الدليل الثاين قوله تعاىل كل نفس مبا كسبت رهينة إال أصحاب اليمني يف جنات يتساءلون عن اجملرمني ما سلككم

ب بيوم الدين حىت أتانا يف سقر قالوا مل نك من املصلني ومل نك نطعم املسكني وكنا خنوض مع اخلائضني وكنا نكذ فال خيلو إما أن يكون كل ٣٨ - ٤٧اآليات / سورة املدثر ٧٤اليقني

واحد من هذه اخلصال هو الذي سلكهم يف سقر وجعلهم من اجملرمني او جمموعها فإن كان كل واحد منها مستقال رهم وعقوبتهم وإأل فكل واحد منها بذلك فالداللة ظاهرة وإن كان جمموع األمور األربعة فهذا إمنا هو لتغليظ كف

مقتض للعقوبة إذ ال جيوز أن يضم ما ال تأثري له يف العقوبة إىل ما هو مستقل هبا ومن املعلوم أن ترك الصالة وما ذكر معه ليس شرطا يف العقوبة على التكذيب بيوم الدين بل هو وحده كاف يف

كن لقائل ان يقول ال يعذب إال من مجع هذه األوصاف العقوبة فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك إذ ال مياألربعة فإذا كان كل واحد منها موجبا لإلجرام وقد جعل اهللا سبحانه اجملرمني ضد املسلمني كان تارك الصالة من اجملرمني السالكني يف سقر وقد قال إن اجملرمني يف ضالل وسعر يوم يسحبون يف النار على وجهم ذوقوا مس سقر

وقال تعاىل إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون سورة ٤٧ - ٤٨اآليتان / ورة القمر س ٥٤ فجعل اجملرمني ضد املؤمنني املسلمني ٢٩املطففني اآلية

اآلية / سورة النور ٢٤الدليل الثالث قوله تعاىل وأقيموا الصالة واءتوا الزكواة وأطيعوا الرسول لعلكم ترمحون الداللة أنه سبحانه علق حصول الرمحة هلم بفعل هذه األمور فلو كان ترك الصالة ال يوجب تكفريهم فوجه ٥٦

وخلودهم يف النار لكانوا مرحومني بدون فعل الصالة والرب تعاىل إمنا جعلهم على رجاء الرمحة إذا فعلوها وقد ٥و ٤اآليتان / سورة املاعون ١٠٧الدليل الرابع قوله تعاىل فويل للمصلني الذين هم عن صالهتم ساهون

اختلف السلف يف

معىن السهو عنها فقال سعد ابن ايب وقاص ومسروق بن االجدع وغريمها هو تركها حىت خيرج وقتها حدثنا شيبان ابن ايب شيبة ٤٢وروى يف ذلك حديث مرفوع قال حممد بن نصر املروزي تعظيم قدر الصالة رقم

حدثنا عبدامللك بن عمري عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه سأل النيب عن الذين هم عن حدثنا عكرمة بن إبراهيم ٢١٤/ ٢قال هم الذين يؤخرون الصالة عن وقتها سنن البيهقي ٥اآلية / سورة املاعون ١٠٧صالهتم ساهون

هم عن صالهتم وقال محاد بن زيد حدثنا عاصم عن مصعب بن سعد قال قلت أليب يا ابتا أرأيت قول اهللا الذينأينا ال يسهو أينا ال حيدث نفسه قال إنه ليس ذاك ولكنه إضاعة الوقت سنن ٥اآلية / سورة املاعون ١٠٧ساهون

٢١٤/ ٢البيهقي وقال حيوة بن شريح أخربين ابو صخر أنه سأل حممد بن كعب القرظي عن قوله الذين هم عن صالهتم ساهون

قال منع املال عن ٧اآلية / سورة املاعون ١٠٧هو تاركها مث سأله عن املاعون قال ٥اآلية / سورة املاعون ١٠٧ ٤٥حقه تعظيم قدر الصالة رقم

إذا عرف هذا فالوعيد بالويل اطرد يف القرآن للكفار كقوله قل إمنا أنا بشر مثلكم يوحى إيل أمنا إهلكم إله واحد سورة ٤١يؤتون الزكاة وهم باآلخرة هم كافرون فاستنفدوه إليه واستغفروا وويل للمشركني الذين ال

وقوله ويل لكل أفاك أثيم يسمع اهللا تتلى عليه مث يصر مستكربا كأن مل يسمعها فبشره ٧و ٦اآليتان / فصلت وقوله ٧ - ٩اآليات / سورة اجلاثية ٤٥بعذاب أليم وإذا علم من ءاياتنا شيئا اختذها هزوا أولئك هلم عذاب مهني

سورة ٨٣إال يف موضعني ومها ويل للمطففني ٢اآلية / سورة إبراهيم ١٤كافرين من عذاب شديد وويل للفعلق الويل بالتطفيف وباهلمز واللمز وهذا ال ١اآلية / سورة اهلمزة ١٠٤و ويل لكل مهزة ملزة ١اآلية / املطففني

أو بويل الفساق فإحلاقه بويل الكفار أوىل يكفر به مبجرده فويل تارك الصالة إما ان يكون ملحقا بويل الكفار لوجهني

أحدمها أنه قد صح عن سعد ابن أيب وقاص يف هذه اآلية أنه قال لو تركوها لكانوا كفارا ولكن ضيعوا وقتها الثاين ما سنذكر من األدلة على كفره يوضحه

عوا الشهوات فسوف يلقون غيا الدليل اخلامس وهو قوله سبحانه فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلواة واتب ٥٩اآلية / سورة مرمي ١٩

قال شعبة بن احلجاج حدثنا أبو إسحاق عن أيب عبيدة عن عبداهللا هو ابن مسعود يف هذه اآلية قال هو هنر يف جهنم ٣٧٤/ ٢خبيث الطعم بعيد القعر مستدرك احلاكم ن سعد بن إبراهيم حدثنا حممد بن زياد بن زبار حدثنا عبداهللا ب ٢٦قال حممد بن نصر تعظيم قدر الصالة رقم

حدثين شرقي بن القطامي قال حدثين لقمان بن عامر اخلزاعي قال جئت أبا

أمامه الباهلي فقلت حدثين حديثا مسعته من رسول اهللا فقال مسعت من رسول اهللا يقول لو أن صخرة قذف هبا من إىل غي وأثام قلت وما غي وأثام قال بئران يف اسفل جهنم يسيل شفري جهنم ما بلغت قعرها سبعني خريفا مث تنتهي

٢٥و أثاما ٥٩اآلية / سورة مرمي ١٩فيهما صديد أهل جهنم فهذا الذي ذكره اهللا يف كتابه فسوف يلقون غيا ٦٨اآلية / سورة الفرقان

بن املبارك أخربنا هشيم بن حدثنا احلسن بن عيسى حدثنا عبداهللا ٣٧قال حممد بن نصر تعظيم قدر الصالة رقم بشري قال أخربين زكريا ابن ايب مرمي اخلزاعي قال مسعت ابا امامة الباهلي يقول إن ما بني شفري جهنم إىل قعرها

مسرية مخسني خريفا من حجر يهوي أو قال صخرة هتوي عظمها كعشر عشراوات عظام مسان فقال له موىل لعبد ذلك من شيء يا أبا أمامة قال نعم غي وأثام الرمحن بن خالد بن الوليد هل حتت

وقال أيوب بن بشري عن شفي بن ماتع قال إن يف جهنم واديا يسمى غيا يسيل دما وقيحا فهو ملن خلق له قال تعاىل ٥٢٨/ ٥الدر املنثور ٥٩اآلية / سورة مرمي ١٩فسوف يلقون غيا

ان من النار ملن أضاع الصالة واتبع الشهوات ولو كان مع فوجه الداللة من اآلية أن اهللا سبحانه جعل هذا املكعصاة املسلمني لكانوا يف الطبقة العليا من طبقات النار ومل يكونوا يف هذا املكان الذي هو اسفلها فإن هذا ليس من

أمكنة أهل اإلسالم بل من أمكنه الكفار اآليتان / سورة مرمي ١٩اب واءمن وعمل صاحلا ومن اآلية دليل آخر وهو قوله تعاىل فسوف يلقون غيا إال من ت

٦٠و ٥٩

فلو كان مضيع الصالة مؤمنا مل يشترط يف توبته اإلميان وأنه يكون حتصيال للحاصل ١١اآلية / سورة التوبة ٩الدليل السادس قوله تعاىل فإن تابوا وأقاموا الصلواة واءتوا الزكواة فإخوانكم يف الدين

ني بفعل الصالة فإذا مل يفعلوا مل يكونوا إخوة املؤمنني فال يكونوا مؤمنني لقوله تعاىل إمنا املؤمنون فعلق اخوهتم للمؤمن ١٠اآلية / سورة احلجرات ٤٩إخوة

فلما كان ٣٢و ٣١اآليتان / سورة القيامة ٧٥الدليل السابع قوله تعاىل فال صدق وال صلى ولكن كذب وتوىل ياد لألمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصالة وقابل التصديق بالتكذيب اإلسالم تصديق اخلرب واالنق

فكما أن املكذب كافر فاملتويل عن الصالة ٣٢اآلية / سورة القيامة ٧٥والصالة بالتويل فقال ولكن كذب وتوىل كافر فكما يزول اإلسالم بالتكذيب يزول بالتويل عن الصالة

ال صدق بكتاب اهللا وال صلى هللا ولكن ٣١اآلية / سورة القيامة ٧٥صدق وال صلى قال سعيد عن قتادة فال وعيد ٣٥و ٣٤اآليتان / سورة القيامة ٧٥كذب بآيات اهللا وتوىل عن طاعته أوىل لك فأوىل مث أوىل لك فأوىل

على إثر وعيد والدكم عن ذكر اهللا ومن يفعل ذلك فأولئك الدليل الثامن قوله تعاىل يا أيها الذين اءمنوا ال تلهكم أموالكم وال ا

٩اآلية / سورة املنافقون ٦٣هم اخلاسرون ١٨٠/ ٨قال ابن جريج مسعت عطاء ابن ايب رباح يقول هي الصالة املكتوبة الدر املنثور

لق ال حيصل إال ووجه االستدالل باآلية إن اهللا حكم باخلسران املطلق ملن اهلاه ماله وولده عن الصالة واخلسران املطللكفار فإن املسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إىل الربح يوضحه أنه سبحانه وتعاىل اكد خسران تارك

الصالة يف هذه اآلية بأنواع من التأكيد أحدمها إتيانه بلفظ االسم الدال على ثبوت اخلسران ولزومه دون الفعل الدال على التجدد واحلدوث

ر االسم باأللف والالم املؤدية حلصول كمال املسمى هلم فإنك إذا قلت زيد العامل الصاحل أفاد ذلك الثاين تصدي إثبات كمال ذلك له خبالف قولك عامل صاحل

الثالث إتيانه سبحانه باملبتدأ واخلرب معرفتني وذلك من عالمات احنصار اخلرب يف املبتدأ كما يف قوله تعاىل وأولئلك ٤اآلية / سورة األنفال ٨وقوله تعاىل هم الظلمون أولئك هم املؤمنون حقا ٥اآلية / سورة البقرة ٢هم املفلحون

ونظائره الرابع إدخال ضمري الفصل بني املبتدأ واخلرب وهو يفيد مع الفصل فائدتني اخريني قوة االسناد واختصاص املسند

سورة ٥وقوله واهللا هو السميع العليم ٦٤اآلية / احلج سورة ٢٢إليه باملسند كقوله وإن اهللا هلو الغين احلميد ونظائر ذلك ١٦اآلية / سورة القصص ٢٨وقوله هو الغفور الرحيم ٧٦اآلية / املائدة

٣٢التاسع قوله سبحانه إمنا يؤمن بئايتنا الذين إذا ذكروا هبا خروا سجدا وسبحوا حبمد رهبم وهم ال يستكربون ووجه االستدالل باآلية أنه سبحانه نفى اإلميان عمن إذا ١٥اآلية / سورة السجدة

ذكروا بآيات اهللا مل خيروا سجدا مسبحني حبمد رهبم ومن أعظم التذكري بآيات اهللا التذكري بآيات الصالة فمن ذكر ستدالل هبا ومل يتذكر ومل يصل ومل يؤمن هبا ألنه سبحانه خص املؤمنني هبا بأهنم اهل السجود وهذا من أحسن اال

إال من التزم إقامتها ٤٣اآلية / سورة البقرة ٢واقربه فلم يؤمن بقوله تعاىل وأقيمو الصلواة ٤٩و ٤٨اآليتان / سورة املرسالت ٧٧العاشر قوله تعاىل وإذا قيل هلم اركعوا ال يركعون ويل يومئذ للمكذبني

مث توعدهم على ترك الركوع ٤٦اآلية / املرسالت سورة ٧٧ذكر هذا بعد قوله كلوا ومتتعوا قليال إنكم جمرمون وهو الصالة إذا دعوا إليها وال يقال إمنا توعدهم على التكذيب فإنه سبحانه وتعاىل إمنا أخرب عن تركهم هلا وعليه

وقع الوعيد العادة على أنا نقول ال يصر على ترك الصالة إصرارا مستمرا من يصدق بأن اهللا أمر هبا اصال فإنه يستحيل يف

والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن اهللا فرض عليه كل يوم وليلية مخس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها هذا من املستحيل قطعا فال حيافظ على تركها مصدق بفرضها

ايأمر هبا فليس يف قلبه شيء من اإلميان أبدا فإن االميان يأمر صاحبه هبا فحيث مل يكن يف قلبه موال تصغ إىل كالم من ليس له خربه وال علم بأحكام القلوب وأعماهلا وتأمل يف الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إميان

بالوعد والوعيد واجلنة والنار وأن اهللا فرض عليه الصالة وأن اهللا يعاقبه معاقبة على تركها وهو حمافظ على الترك يف حته وعافيته وعدم املوانع املانعة له ص

من الفعل وهذا القدر هو الذي خفي على من جعل اإلميان جمرد التصديق وإن مل يقارنه فعل واجب وال ترك حمرم وهذا من احمل احملال ان يقوم بقلب العبد إميان جازم ال يتقاضاه فعل طاعة وال ترك معصية

ليس التصديق جمردا اعتقادا صدق املخرب دون االنقياد له ولو كان جمرد وحنن نقول اإلميان هو التصديق ولكن اعتقاد التصديق إميانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صاحل واليهود الذين عرفوا أن حممدا رسول اهللا كما

تقدون أنك اي يع ٣٣اآلية / سورة األنعام ٦يعرفون أبناءهم مؤمنني مصدقني وقد قال تعاىل فإهنم ال يكذبونك واجلحود ال يكون إال بعد معرفة احلق قال ٣٣اآلية/ سورة األنعام ٦صادق ولكن الظاملني بئايات اهللا جيحدون

وقال موسى لفرعون لقد علمت ما ١٤اآلية / سورة النمل ٢٧تعاىل وجحدوا هبا واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وقال تعاىل عن اليهود يعرفونه كما ١٠٢اآلية / رة اإلسراء سو ١٧أنزل هؤالء إال رب السموات واألرض بصائر

وأبلغ من هذا قول ١٤٦اآلية / سورة البقرة ٢يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون احلق وهم يعلمون تباعي قاال النفرين اليهوديني ملا جاءا إىل النيب وسأاله عما دهلما على نبوته فقاال نشهد أنك نيب فقال ما مينعكما من ا

الترمذي رقم ٤٠٧٨إن داود دعا أن ال يزال يف ذريته نيب وإنا خناف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود النسائي رقم ٣١٤٣و ٢٧٣٤

فهؤالء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا ملعتقدهم أنه نيب ومل يدخلوا هبذا التصديق واإلقرار يف اإلميان ألهنم مل يلتزموا ياد ألمره ومن هذا كفر أيب طالب فإنه عرف حقيقة املعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به يف طاعته واالنق

شعره ومل يدخل بذلك يف اإلسالم

فالتصديق إمنا يتم بأمرين أحدمها اعتقاد الصدق

والثاين حمبة القلب وانقياده

وإبراهيم كان ١٠٥و ١٠٤اآليتان / الصافات سورة ٣٧وهلذا قال تعاىل إلبراهيم ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا معتقدا لصدق رؤياه من حني رآها فإن رؤيا األنبياء وحي وإمنا جعله مصدقا هلا بعد أن فعل ما أمر به

فجعل التصديق عمل ٢٦٥٧مسلم رقم ٦٢٤٣وكذلك قوله والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه البخاري رقم تركه لذلك وهذا صريح يف ان التصديق ال يصح إال بالعمل الفرج ال ما يتمىن القلب والتكذيب

ليس اإلميان بالتمين وال بالتحلي ولكن ما وقر يف القلب وصدقه العمل وقد ٢٢/ ١١وقال احلسن ابن ايب شيبة ٢٢٩٠/ ٦روي هذا مرفوعا الكامل البن عدي

فعلها والوعيد على تركها وباهللا التوفيق واملقصود أنه ميتنع مع التصديق اجلازم بوجوب الصالة والوعد على

فصل يف االستدالل بالسنة

وأما االستدالل بالسنة على ذلك فمن وجوه عن جابر بن ٨٢الدليل األول ما رواه مسلم يف صحيحه رقم

عبداهللا قال قال رسول اهللا بني الرجل وبني الكفر ترك الصالة وصححه الترمذي ٢٦٢٢ذي رقم والترم ٤٦٨٧رواه أهل السنن أبو داود رقم

الدليل الثاين ما رواه بريدة بن احلصيب األسلمي قال مسعت رسول اهللا يقول العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن ابن ٢٦٢٣الترمذي رقم ٢٤٦٣واهل السنن النسائي رقم ٣٤٦/ ٥تركها فقد كفر رواه االمام امحد املسند

يث صحيح إسناده على شرط مسلم وقال الترمذي حد ١٠٧٩ماجة رقم الدليل الثالث ما رواه ثوبان موىل رسول اهللا قال مسعت رسول اهللا يقول بني العبد وبني الكفر واإلميان الصالة فإذا

٣٧٩/ ١تركها فقد أشرك رواه هبةاهللا الطربي وقال إسناده صحيح على شرط مسلم الترغيب والترهيب بن عمرو بن العاص عن النيب أنه ذكر الصالة يوما فقال من حافظ عليها كانت له الدليل الرابع ما رواه عبداهللا

نورا وبرهانا وجناة يوم القيامة ومن مل حيافظ عليها مل تكن له نورا وال برهانا وال جناة وكان يوم القيامة مع قارون ١٤٦٧ابن حبان يف صحيحه رقم وابو حامت ١٦٩/ ٢وفرعون وهامان وايب بن خلف رواه االمام امحد يف مسنده

وإمنا خص هؤالء االربعة بالذكر ألهنم من رؤس الكفرة وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك احملافظة على الصالة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته او جتارته فمن شغله عنها

ماله فهو مع قارون

سة ووزارة فهو مع هامان ومن شغله عنها جتارته فهو مع ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها ريا أيب بن خلف

الدليل اخلامس ما رواه عبادة بن الصامت قال اوصانا رسول اهللا فقال ال تشركوا باهللا شيئا وإن قطعتم او حرقتم او إهنا رأس اخلطايا صلبتم وال تتركوا الصالة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من امللة وال تقربوا اخلمر ف

٩٢٠تعظيم قدر الصالة رقم ٢١٦/ ٤رواه عبدالرمحن ابن أيب حامت يف سننه جممع الزوائد الدليل السادس ما رواه معاذ بن جبل قال قال رسول اهللا من ترك صالة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة اهللا رواه

لكانت له ذمة اإلسالم ولو كان باقيا على إسالمه ٢٣٨/ ٥اإلمام أمحد املسند الدليل السابع ما رواه أبو الدرداء قال اوصاين ابو القاسم أن ال أترك الصالة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت

٢١٦ - ٢١٧/ ٤منه الذمة رواه عبدالرمحن ابن أيب حامت يف سننه جممع الزوائد أس األمر اإلسالم وعموده الصالة تعظيم قدر الصالة رقم الدليل الثامن ما رواه معاذ بن جبل عن النيب أنه قال ر

وهو حديث صحيح خمتصر ١٩٥االستدالل به أنه أخرب أن الصالة من األسالم مبنزلة العمود الذي تقوم عليه اخليمة فكما تسقط اخليمة بسقوط

عمودها فهكذا يذهب االسالم بذهاب الصالة وقد احتج أمحد هبذا بعينه ٥٠٠١النسائي رقم ٢٧٣٦والسنن الترمذي رقم ١٦مسلم رقم ٨ع يف الصحيحني البخاري رقم الدليل التاس

واملسانيد

من حديث عبداهللا بن عمر قال قال رسول اهللا بين االسالم على مخس شهادة أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا ويف بعض الفاظه ١٤٣و ٢٦/ ٢م أمحد املسند وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه اإلما

االسالم مخس فذكره ووجه االستدال به من وجوه

أنه جعل االسالم كالقبة املبنية على مخسة أركان فإذا وقع ركنها االعظم وقعت قبة اإلسالم كن والزكاة ركن فما بال أنه جعل هذه االركان يف كوهنا أركانا لقبة األسالم قرينة الشهادتني فهما ركن والصالة ر

قبة اإلسالم تبقى بعد سقوط أحد أركاهنا دون بقية أركاهنا الثالث أنه جعل هذه األركان نفس اإلسالم وداخلة يف مسمى امسه وما كان امسا جملموع أمور إذا ذهب بعضها

ظ للبيت فإنه إذا سقط ذهب ذلك املسمى وال سيما إذا كان من اركانه ال من اجزائه اليت ليست بركن له كاحلائ البيت خبالف العود واخلشبة واللبنة وحنوها

الدليل العاشر قول رسول اهللا من صلى صالتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو املسلم له ما لنا وعليه ما علينا ٣٩١البخاري رقم

ووجه الداللة فيه من وجهني سلما بدوهنا الثاين أنه صلى إىل الشرق مل يكن مسلما حىت يصلي إىل أنه إمنا جعله مسلما هبذه الثالثة فال يكون م

قبلة املسلمني فكيف إذا ترك الصالة بالكلية

قال حدثنا حيىي ١٧٥الدليل احلادي عشر وما رواه الدارقي عبد اهللا عبداهللا بن عبدالرمحن تعظيم قدرالصالة رقم عن جماهد عن جابر بن عبداهللا عن النيب قال مفتاح اجلنة بن حسان حدثنا سليمان بن قرم عن ايب حيىي القتات

٣٤٠/ ٣مسند أمحد ٤الصالة الترمذي رقم وهذا يدل على أن من مل يكن من أهل الصالة مل تفتح له اجلنة وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلم وال

فإن ٢٤٢/ ٥له إال اهللا مسند أمحد تناقض بني هذا وبني احلديث اآلخر وهو قوله مفتاح اجلنة شهادة أن ال إالشهادة أصل املفتاح والصالة وبقية األركان أسنانه اليت ال حيصل الفتح إال هبا إذ دخول اجلنة موقوف على املفتاح

وأسنانه وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح اجلنة الإله إال اهللا قال بلى ولكن ليس ١٣١/ ٣البخاري تعليقا فتح الباري

ح إال وله أسنان فإن جئت مبفتاح له أسنان فتح لك وإال مل يفتح لك مفتاالدليل الثاين عشر ما رواه حمجن بن االدرع االسلمي أنه كان يف جملس مع النيب فأذن بالصالة فقام النيب مث رجع

ه إذا جئت وحمجن يف جملسه فقال له ما منعك أن تصلي الست برجل مسلم قال بلى ولكين صليت يف أهلي فقال ل ٨٥٧والنسائي رقم ٣٤/ ٤فصل مع الناس وإن كنت قد صليت رواه االمام امحد املسند

فجعل الفارق بني املسلم والكافر الصالة وأنت جتد حتت الفاظ

احلديث إنك لو كنت مسلما لصليت وهذا كما تقول مالك كل ال تتكلم ألست بناطق وما لك ال تتحرك ألست م يثبت مع عدم الصالة ملا قال ملن رآه ال يصلي الست برجل مسلم حبي ولو كان االسال

فصل يف االستدالل بإمجاع الصحابة

إمجاع الصحابة فقال ابن زجنويه حدثنا عمر بن الربيع حدثنا حيىي بن أيوب عن يونس عن ابن شهاب قال حدثين ر بن اخلطاب حني طعن يف املسجد قال فاحتملته عبيداهللا بن عبداهللا بن عتبة ان عبداهللا بن عباس اخربه انه جاء عم

انا ورهط كانوا معي يف املسجد حىت ادخلناه بيته قال فأمر عبدالرمحن بن عوف ان يصلي بالناس قال فلما دخلنا على عمر بيته غشي عليه من املوت فلم يزل يف غشيته حىت اسفر مث افاق فقال هل صلى الناس قال فقلنا نعم فقال

ملن ترك الصالة ويف سياق آخر ال حظ يف االسالم ملن ترك الصالة مث دعا بوضوء فتوضأ وصلى وذكر ال إسالم ٩٢٣القصة تعظيم قدر الصالة رقم

فقال هذا مبحضر من الصحابة ومل ينكروه عليه وقد تقدم مثل ذلك عن معاذ بن جبل وعبدالرمحن بن عوف وايب هريرة وال يعلم عن صحايب خالفهم

حلافظ عبداحلق االشبيلي رمحه اهللا يف كتابه يف الصالة ذهب مجلة من الصحابة رضي اهللا عنهم ومن بعدهم إىل وقال ا تكفري تارك الصالة متعمدا لتركها حىت خيرج مجيع وقتها منهم عمر بن اخلطاب ومعاذ بن

طالب كرم اهللا وجهه جبل وعبداهللا بن مسعود وابن عباس وجابر وابو الدرداء وكذلك روي عن علي ابن ايبهؤالء من الصحابة ومن غريهم أمحد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وعبداهللا بن املبارك وإبراهيم النخعي واحلكم بن

عيينة وأيوب السختياين وأبو داود الطيالسي وابو بكر ابن أيب شيبة وابو خيثمة زهري بن حرب اكلها على كفر النعمة دون كفر اجلحود كقوله من تعلم الرمي املانعون من التكفري جيب محل هذه االحاديث وما ش

٣٥٧٨النسائي رقم ٢٥١٣مث تركها فهي نعمة كفرها أبو داود رقم ٦٢مسلم رقم ٦٨٣٠وقوله ال ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم البخاري رقم

٢١٥/ ٢تربؤه من نسب وإن دق كفر بعد إميان مسند أمحد ٦٤مسلم رقم ٤٨قتاله كفر البخاري رقم سباب املسلم فسوق و

أبو داود رقم ١٣٥الترمذي رقم ٤٠٨/ ٢من أتى امرأة يف دبرها فقد كفر مبا أنزل على حممد مسند أمحد ٦٣٩ابن ماجه رقم ٣٩٠٤

هبذا اللفظ ١٨/ ١من حلف بغري اهللا فقد كفر رواه احلاكم يف صحيحه ٦٧طعن يف االنساب والنياحة على امليت مسلم رقم وقوله اثنتان يف اميت مها هبم كفر ال

ونظائر ذلك كثرية قالوا وقد نفى النيب اإلميان عن الزاين والسارق وشارب اخلمر واملنتسب ومل يوجب زوال هذا عنهم االسم عنهم

وقد قال كفر اجلحود واخللود يف النار فكذلك كفر تارك الصالة ليس بكفر جحود وال يوجب التخليد يف اجلحيمفنفى عنه اإلميان وال يوجب ترك أداء األمانة أن يكون كافرا ١٣٥/ ٣النيب ال إميان ملن ال أمانة له مسند أمحد

كفرا ينقل عن امللة ليس ٤٤اآلية / سورة املائدة ٥وقد قال ابن عباس يف قوله تعاىل ومن مل حيكم مبا أنزل اهللا فأولئك هم الكافرون

بون إليه بالكفر الذي يذه قال طاووس سئل ابن عباس عن هذه اآلية فقال هو به كفر وليس كمن كفر باهللا ومالئكته وكتبه ورسله

قال أيضا كفر ال ينقل عن امللة وقال سفيان عن ابن جريح عن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق

فصل يف احلكم بني الفريقني وفصل اخلطاب بني الطائفني

رفة الصواب يف هذه املسألة مبين على معرفة حقيقة اإلميان والكفر مث يصح النفي واإلثبات بعد ذلك فالكفر مع واإلميان متقابالن إذا زال أحدمها خلفه اآلخر

كان اإلميان أصال له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إميانا فالصالة من اإلميان وكذلك الزكاة واحلج والصيام الباطنة كاحلياء والتوكل واخلشية من اهللا واإلنابة إليه حىت تنتهي هذه الشعب إىل إماطة األذى عن الطريق واألعمال

فإنه شعبة من شعب اإلميان وهذه الشعب منها ما يزول اإلميان بزواهلا كشعبة الشهادة ومنها ما ال يزول بزواهلا كترك إماطة األذى عن الطريق

تا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة وبينهما شعب متفاوتة تفاو األذى ويكون إليها أقرب

وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب اإلميان إميان فشعب الكفر كفر واحلياء شعبة من اإلميان وقلة احلياء شعبة من شعب الكفر والصالة والزكاة واحلج شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب اإلميان والكذب

والصيام من شعب اإلميان وتركها من شعب الكفر واحلكم مباأنزل اهللا من شعب اإلميان واحلكم بغري ما أنزل اهللا من شعب الكفر واملعاصي كلها من شعب الكفر كما ان الطاعات كلها من شعب اإلميان

الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب اإلميان القولية شعبة يوجب زواهلا اإلميان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب زوال اإلميان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زواهلا زوال اإلميان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما

جود للصنم يكفر باألتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالس واالستهانة باملصحف فهذا اصل

وها هنا أصل آخر وهو ان حقيقة اإلميان مركبة من قول وعمل والقول قسمان قول القلب وهو االعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة

ماله اإلسالم والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخالصه وعمل اجلوارح فإذا زالت هذه األربعة زال اإلميان بكوإذا زال تصديق القلب مل تنفع بقية األجزاء فإن تصديق القلب شرط يف اعتقادها وكوهنا نافعة وإذا زال عمل

القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع املعركة بني املرجئة وأهل السنة نقياده كما مل ينفع فأهل السنة جممحون على زوال اإلميان وأنه ال ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهوحمبته وا

إبليس وفرعون وقومه واليهود واملشركني الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن ال نتبعه وال نؤمن به وإذا كان اإلميان يزول بزوال عمل القلب فغري مستنكر أن يزول بزوال

زوما لعدم حمبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق اجلازم أعظم اعمال اجلوارح وال سيما إذا كان ملكما تقدم تقريره فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة اجلوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد أطاعت اجلوارح

ن ليس جمرد وانقادت ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق املستلزم للطاعة وهو حقيقة اإلميان فإن اإلمياالتصديق كما تقدم بيانه وإمنا هو التصديق املستلزم للطاعة واالنقياد وهكذا اهلدى ليس هو جمرد معرفة احلق وتبينه

بل هو معرفته املستلزمة التباعه والعمل مبوجبه وإن مسي األول هدى فليس هو اهلدى التام املستلزم لالهتداء كما فليس هو التصديق املستلزم لإلميان فعليك مبراجعة هذا األصل ومراعاته أن اعتقاد التصديق وإن مسي تصديقا

فصل يف نوعي الكفر

وها هنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد اجلحود أن يكفر مبا علم أن الرسول جاء به من عند اهللا جحودا وعنادا من امساء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه

فر يضاد اإلميان من كل وجه وهذا الكوأما كفر العمل فينقسم إىل ما يضاد اإلميان وإىل ما ال يضاده فالسجود للضم واالستهانة باملصحف وقتل النيب وسبه يضاد اإلميان وأما احلكم بغري ما أنزل اهللا وترك الصالة فهو من الكفر العملي قطعا وال ميكن أن ينفي عنه

اهللا ورسوله عليه فاحلاكم بغري ما انزل اهللا كافر وتارك الصالة كافر بنص رسول اهللا ولكن اسم الكفر بعد أن اطلقههو كفر عمل ال كفر اعتقاد ومن املمتنع أن يسمي اهللا سبحانه احلاكم بغري ما انزل اهللا كافرا ويسمى رسول اهللا

ان عن الزاين والسارق وشارب اخلمر تارك الصالة كافرا وال يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول اهللا اإلمي وعمن ال يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم اإلميان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر اجلحود واالعتقاد

فهذا ١٦٧٩مسلم رقم ١٧٣٩وكذلك قوله ال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض البخاري رقم كفر عمل

نا فصدقه أو امرأة يف دبرها فقد كفر مبا وكذلك قوله من أتى كاه

٦٣٩ابن ماجة رقم ٣٩٠٤أبو داود رقم ١٣٥الترمذي رقم ٤٠٨/ ٢أنزل على حممد مسند أمحد ٦٠مسلم رقم ٦١٠٣وقوله إذا قال الرجل ألخيه يا كافر فقد باء هبا احدمها البخاري رقم

العمل ببعضه مؤمنا مبا عمل به وكافرا مبا ترك العمل به وقد مسى اهللا سبحانه وتعاىل من عمل ببعض كتابه وتركفقال تعاىل وإذا اخذنا ميثاقكم ال تسفكون دماءكم وال خترجون أنفسكم من دياركم مث أقررمت وأنتم تشهدون مث أنتم هؤالء تقتلون أنفسكم وخترجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم باإلمث والعدوان وإن يأتوكم أسرى

فادوهم وهو حمرم عليكم إخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إال ت ٨٤اآليتان / سورة البقرة ٢خزي يف احليواة الدنيا ويوم القيامة يردون إىل أشد العذاب وما اهللا بغافل عما تعملون

لتزموه به وهذا يدل على تصديقهم به أهنم ال يقتل بعضهم فاخرب سبحانه أهنم أقروا مبيثاقه الذي أمرهم به وا ٨٥و بعضا وال خيرج بعضهم بعضا من ديارهم مث أخرب أهنم عصوا امره وقتل فريق منهم فريقا وأخرجوهم من ديارهم

فهذا كفرهم مبا أخذ عليهم يف الكتاب مث أخرب اهنم يفدون من اسر من ذلك الفريق وهذا إميان منهم مباأخذ عليهم

الكتاب فكانوا مؤمنني مبا عملوا به من امليثاق كافرين مبا تركوه منه فاإلميان العملي يضاده الكفر العملي واإلميان يف االعتقادي يضاده الكفر االعتقادي

مسلم رقم ٤٨وقد اعلن النيب مبا قلناه يف قوله يف احلديث الصحيح سباب املسلم فسوق وقتاله كفر البخاري رقم ني قتاله وسبابه وجعل احدمها فسوقا ال يكفر به واآلخر كفر ومعلوم أنه ففرق ب ٦٤

إمنا أراد الكفر العلمي ال االعتقادي وهذا الكفر ال خيرجه من الدائرة األسالمية وامللة بالكلية كما ال خيرج الزاين والسارق والشارب من امللة وإن زال عنه اسم اإلميان

الذين هم اعلم األمة بكتاب اهللا وباالسالم والكفر ولوازمهما فال تتلقى هذه وهذا التفصيل هو قول الصحابةاملسائل إال ع