Central Bank ح ص ع2019 أبريل2 ،5 د العدركزية: تعريف البنوك اً أوركــزي،لبنــك اريفــات عديــدة لــة تع الحكومــة،ســة تنشــئهاــا أنــه “مؤس منهــن مراقبــة العــرضن مســؤولة ع لتكــو اف عـىن، وا ئتـا وط ا النقـدي، و، )1( لتجاريــة” البنــوك ا، وــام النظــا اــي تقــومســة التؤس “هــو اــا أنــه ومنهــة، والتــيركزي فــة ام الص عــى مهــاياســاتجموعــة الس م تمثــل بدورهــا ت ار سـتقر تعزيـز اـي تهـدف إمـة التلعا ا. )2( ــا النقــدي واركــزي بأنــه ف البنــك اَ عــرُ كــا يلعـام التـوازن اسـؤولة عـنسـة اؤس “انــب الســوق جا النقديــة إ الســوق “الهيئــة بأنــهً وأيضــا، )3( الحقيقيــة”، وتضمــن إصــدار البنكنــوتتــوــي ت التــذ نشــأتها قتصــادي من الفكــر ا همــةكانــة م ركزيــة تحظــى البنــوك اذلـك مـع ور الزمـن، وكـر سـع دورهـاهـا مـع تو أهميت ن، وازدادت وحتـى امـات. وبعـد أنلحكواليـة لت ا حتياجـا توسـع ا قتصـادي، وط النشـا تطـور ارهـا، ووضـع أدواركزيـة وتحديـدتعريـف البنـوك ا قتصـادي ب اهتـم الفكـر ا مـر، فقـد شـهدت السـنواتدئ ا بـا ،ـر فعاليتهـار ومعاي دواـذه ا لهً طـراُ أ هــذا الشــأن، قتصاديــنفكريــن اجــدل بــن ا ال ً عــدا خــرة، تصا ااخلـت أدوار، حيـث تد2008 يـة عـاملعاليـة اازمـة ا ع اـذ انـد من سـي مـا وضـع هـوسـة النقديـة، ولسيا رسـم ا البنـوك مـع أدوار تلـكلحكومـات احـك. عـى اليتها اسـتقمستقبللالنشر محفوظة لق الطبع و حقو2019 © تقدمةت المساث والدرابحا لميةق أكادي أوراخصصـة تصدر عنيـة متق أكاديم أوراسـاتث والدرابحا لمسـتقبل مركـز ال تحليليـة، أو طـرا تضمـن أقدمـة، ت المتجاهاتعلق باتت تفصيليـة، ت معلومات،»تشــكيلحــت الت« علميــة وعمليــةــة الشــرق أو منطقلعالــم ســواء فــي اــي تدخــل فــي إطــاروســط، والت امنيــة وحــدات المركــز: اــام اهتمقتصاديةعيـة واجتماسـية والسيا واميــة.عجيــة واالتكنولو و عن المركز: مســتقل،Think Tank ــز تفكيــر مركوظبــي،، فــي أب2014 أنشــئ عــام المتحــدة،ات العربيــةمــار بدولــة العـام، تعميـق الحـوار المسـاهمة فـي لار، ودعــم البحــثدة صنــع القــر ومســانجاهــات بات يتعلــق فيمــاعلمــي، ال تمثــل أصبحــت التــيمســتقبل، المنطقـة، فـي ظـل إشـكالية حقيقيـة بالار، وعــدم القــدرةســتقرلــة عــدم ا حالحاليــة،مرحلــة ا اللــى التنبــؤ خــ علــل وتقديــر رصــد وتحليل مــن خــتقــة بالتحــومتعل ال»جداتالمســت« منيــة، اجاهــاتت واياســية السطــوراتديــة والتقتصات التوجهــا وا المجتمعيــةتلتفاعــجيــة، وا التكنولوــى مســتقبلمؤثــرة علفيــة، اللثقا واق الشــرقــج، وفــي نطــاخلي منطقــة ال. ومــاوســط عم اس التحرير: رئي أحمد عاطفخراج الفني: اله خميس عبدالمي:كادي المدير امحمد عبدالس د. متقدمــة،ت اســاث والدرا بحــا لســتقبلا- قتصاديةت اســا رئيــس وحــدة الدراوظبــي أب المركزية: البنوكلعا ا سة النقديةلسيالية اجدل حول استقعد ال تصا

2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

  • Upload
    others

  • View
    8

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

Central Bank

عيل صالح

العدد 5، 2 أبريل 2019

أوالً: تعريف البنوك املركزية

ــزي، ــك املرك ــدة للبن ــات عدي ــة تعريف مثــة، ــئها الحكوم ــة تنش ــه “مؤسس ــا أن منهلتكــون مســؤولة عــن مراقبــة العــرض النقــدي، ورشوط االئتــان، واإلرشاف عــى التجاريــة”)1(، والبنــوك املــايل، النظــام ــوم ــي تق ــة الت ــو املؤسس ــه “ه ــا أن ومنهعــى مهــام الصريفــة املركزيــة، والتــي

ــات ــة السياس ــا يف مجموع ــل بدوره تتمثالعامــة التــي تهــدف إىل تعزيــز االســتقرار

النقــدي واملــايل”)2(.

بأنــه املركــزي البنــك يُعــرَف كــا “املؤسســة املســؤولة عــن التــوازن العــام يف الســوق النقديــة إىل جانــب الســوق “الهيئــة بأنــه وأيضــاً الحقيقيــة”)3(، ــوت، وتضمــن ــوىل إصــدار البنكن ــي تت الت

ــأتها ــذ نش ــادي من ــر االقتص ــة يف الفك ــة مهم ــة مبكان ــوك املركزي ــى البن تحظوحتــى اآلن، وازدادت أهميتهــا مــع توســع دورهــا مبــرور الزمــن، وكذلــك مــع تطــور النشــاط االقتصــادي، وتوســع االحتياجــات املاليــة للحكومــات. وبعــد أن اهتــم الفكــر االقتصــادي بتعريــف البنــوك املركزيــة وتحديــد أدوارهــا، ووضــع أُطــراً لهــذه األدوار ومعايــر فعاليتهــا، يف بــادئ األمــر، فقــد شــهدت الســنوات األخــرة، تصاعــداً يف الجــدل بــن املفكريــن االقتصاديــن يف هــذا الشــأن، الســيام منــذ انــدالع األزمــة املاليــة العامليــة عــام 2008، حيــث تداخلــت أدوار الحكومــات مــع أدوار تلــك البنــوك يف رســم السياســة النقديــة، وهــو مــا وضــع

اســتقالليتها عــى املحــك.

حقوق الطبع والنشر محفوظة للمستقبل لألبحاث والدراسات المتقدمة © 2019

أوراق أكاديميةأوراق أكاديميــة متخصصــة تصدر عن مركــز المســتقبل لألبحاث والدراســات المتقدمــة، تتضمــن ُأطــرًا تحليليــة، أو معلومات تفصيليــة، تتعلق باتجاهات علميــة وعمليــة »تحــت التشــكيل«، ــم أو منطقــة الشــرق ســواء فــي العالاألوســط، والتــي تدخــل فــي إطــار األمنيــة المركــز: وحــدات اهتمــام والسياســية واالجتماعيــة واالقتصادية

ــة. ــة واإلعالمي والتكنولوجي

عن المركز:Think Tank مســتقل، مركــز تفكيــر أبوظبــي، فــي ،2014 عــام أنشــئ المتحــدة، العربيــة اإلمــارات بدولــة للمســاهمة فــي تعميــق الحــوار العــام، ــع القــرار، ودعــم البحــث ومســاندة صنباتجاهــات يتعلــق فيمــا العلمــي، تمثــل أصبحــت التــي المســتقبل، إشــكالية حقيقيــة بالمنطقــة، فــي ظــل ــدرة ــدم الق ــتقرار، وع ــدم االس ــة ع حالــة، ــة الحالي ــالل المرحل ــؤ خ ــى التنب علوتقديــر وتحليــل رصــد خــالل مــن بالتحــوالت المتعلقــة »المســتجدات« األمنيــة، واالتجاهــات السياســية والتطــورات االقتصاديــة والتوجهــات ــة ــالت المجتمعي ــة، والتفاع التكنولوجيمســتقبل علــى المؤثــرة والثقافيــة، ــرق ــاق الش ــي نط ــج، وف ــة الخلي منطق

عمومــًا. األوســط

رئيس التحرير:أحمد عاطف

اإلخراج الفني:عبدالله خميس

المدير األكاديمي:د. محمد عبدالسالم

ــة، ــات املتقدم ــاث والدراس ــتقبل لألبح ــدة الدراســات االقتصادية-املس رئيــس وحــي أبوظب

البنوك المركزية:تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية يف العامل

Page 2: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

أوراق أكاديمية

22 أبريل 2019

ــا ــوكَل إليه ــريف، ويُ ــام امل ــس النظ ــتى أُس ــائل ش بوساإلرشاف عــى السياســة االئتانيــة يف الدولــة، مبــا يرتتــب عــى ذلــك مــن تأثــريات مهمــة يف النطاقــن االقتصــادي

ــي”)4(. واالجتاع

أيضــاً هنــاك اتجــاه يــرى أن البنــك املركــزي هــو “املؤسســة التــي تقــوم بوظيفــة اإلصــدار النقــدي”، عــى اعتبــار أن الصريفــة املركزيــة ككل مــا هــي إال نظــام مــريف يتــوىل فيــه بنــك واحــد االحتــكار الكامــل أو الجــزيئ لعمليــة إصــدار النقــود، وأن هــذه العمليــة ــك ــرى للبن ــف األخ ــا الوظائ ــتَُقت منه ــي اش ــي الت ه

املركــزي)5(.

ومــن خــال هــذه التعريفــات، ميكــن القــول إن الحكومــة، تنشــئها “مؤسســة هــو املركــزي البنــك لتكــون مســؤولة عــن إصــدار النقــود، وتنظيــم ومراقبــة تداولهــا، ووضــع رشوط االئتــان بالنظــام املــريف، ــق ــا، وتحقي ــة به ــوك التجاري ــزام البن ــن الت ــد م والتأكالتــوازن بــن الســوق النقديــة والســوق الحقيقيــة، ســعياً لتعزيــز االســتقرار النقــدي واملــايل باالقتصــاد

ــكيل”. ال

ثانياً: نشأة البنوك املركزية

ــة بشــكل متأخــر بعــض الــيء نشــأت البنــوك املركزيــل ــا قب ــرت يف أوروب ــي ظه ــة الت ــوك التجاري ــن البن عالقــرن الســابع عــر. ففــي البدايــة كانــت البنــوك قبــول بجانــب النقــود، بإصــدار تقــوم التجاريــة ــة ــاك حاج ــن هن ــروض، ومل تك ــم الق ــع وتقدي الودائــة أو ــوىل رســم سياســة عام ــة تت ــة إرشافي لوجــود هيئــيا يف ــوك، الس ــل البن ــة لعم ــد التنظيمي ــع القواع تض

ضــوء تواضــع حجــم النشــاط االقتصــادي وبســاطته آنــذاك. لكــن إفــراط بعــض البنــوك التجاريــة يف إصــدار ــتدعى ــا اس ــة، م ــات مالي ــدوث أزم ــود أدى إىل ح النقــم ــود وتنظي ــدار النق ــة بإص ــات مختص ــود مؤسس وجالنشــاط املــريف، فحــرت هــذه املهمــة آنــذاك يف

ــط. ــرية فق ــة الكب ــوك التجاري البن

ومــع توســع النشــاط االقتصــادي، وتزايــد حركــة الســلع واألمــوال عــر الحــدود، واتســاع احتياجــات ــة ــات املرفي ــت املعام ــل، أصبح ــات للتموي الحكومأكــر تعقيــداً، وظهــرت الحاجــة لوجــود هيئــات مختصة ــة ــا مكان ــة”، بحيــث تكــون له ــة املركزي مبهــام “الصريفأعــى مــن البنــوك التجاريــة، وتتــوىل اإلرشاف عــى ــا، ــم يف عرضه ــود والتحك ــدار النق ــب إص ــا، بجان عمله

ــة”)6(. ــوك املركزي ــأة “البن ــت نش ــا كان ــن هن وم

ــامل ــو أول مــرف يف الع وكان “مــرف الســويد” هــد ــة”. وق ــة املركزي ــاً بـ”الصريف ــرف حالي ــا يُع ــوم مب يقــول ــم تح ــام 1656، ث ــاص ع ــرف خ ــاؤه كم ــم إنش تبالصريفــة املركزيــة عــام 1668، مــن أجــل للعمــل ــة امللــك، وتنظيــم عمليــة إصــدار النقــود، متويــل خزانوتحويــل النقــود الورقيــة إىل ذهــب أو فضــة)7(. لكــن مل ــك املركــزي” يف يعــرَّف “مــرف الســويد” باســم “البنذلــك الحــن، حيــث إن مصطلــح “البنــك املركــزي” كان يُقصــد بــه آنــذاك “الفــرع الرئيــي” ألي بنــك تجــاري

ــروع)8(. ــدد الف متع

ويعــد “بنــك إنجلــرتا” أول بنــك يُطلــق هــو كــا املركــزي” “البنــك اســم عليــه االســم ناحيــة مــن اآلن عليــه متعــارف

Page 3: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

3العدد 05

تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية في العالم

والــدور، بســبب قيامــه مبهــام الصريفــة املركزيــة. وكان قــد أُنشــئ كمــرف تجــاري عــام 1694، ثــم أُوكلــت له رســمياً مهــام املــرف املركــزي عــام 1844. وبعــد ذلــك حــذت العديــد مــن الــدول األوروبيــة حــذو بريطانيــا يف إنشــاء البنــوك املركزيــة، الســيا خــال النصــف الثــاين مــن القــرن التاســع عــر. أمــا بالنســبة لباقــي البلــدان، فلــم تنشــئ معظمهــا مصــارف مركزيــة إال بعــد الحــرب ــر ــا أك ــة إليه ــت الحاج ــا أصبح ــة األوىل، عندم العاملي

إلحاحــاً)9(.

ثالثاً: وظائف البنوك املركزية

مــرت وظائــف البنــوك املركزيــة بتغــريات عديــدة منــذ نشــأتها وحتــى اآلن، فعــى الرغــم مــن أنهــا انحــرت يف بــادئ األمــر يف إصــدار النقــود واإلرشاف عــى البنــوك التجاريــة، بيــد أنهــا توســعت تدريجيــاً، لتشــمل مهامــاً أخــرى مثــل وضــع السياســة النقديــة، وتوجيــه االئتان، ومتويــل عجــز املوازنــة العامــة وغريهــا. وبشــكل عــام، ميكــن تلخيــص وظائــف ومهــام البنــوك املركزيــة يف

اآليت:

1- إصــدار النقــود: يعــد املــرف املركــزي يف أي دولــة ــاً بإصــدار النقــود، ــة قانون هــو الجهــة الوحيــدة املخولويُقصــد بذلــك تحويــل األصــول الحقيقيــة )نقديــة كانــت أو شــبه نقديــة(، مثــل األوراق املاليــة والذهــب والفضــة، إىل وحــدات نقــد قابلــة للتــداول، وتُســتخدم ســلع مــن واملنتجــات األصــول وتبــادل تقييــم يف ــة ــك، متتلــك البنــوك املركزي وخدمــات)10(. وبجانــب ذلســلطة ســحب األوراق النقديــة مــن التــداول وإبطالهــا

ــاً)11(. ــة أيض كعمل

وكــا ســبق الذكــر فقــد كان إصــدار النقود أحــد مهام ــا ــة، لكنه ــوك املركزي ــل نشــأة البن ــة قب ــوك التجاري البنُمنحــت فيــا بعــد للبنــوك املركزيــة، ومل يعــد بإمــكان أي بنــك تجــاري إصــدار النقــود كــا كان ســائداً يف املــايض)12(. ويعــود حــر هــذه املهمــة للبنــوك املركزيــة ــان يف ــط بالســيطرة عــى حجــم االئت إىل أســباب ترتباالقتصــاد عــن طريــق التحكــم بإصــدار األوراق النقديــة النقــدي، االســتقرار يضمــن مبــا الحاجــة، حســب ــل والتجانــس بــن مــا ــوع مــن التاث بجانــب إيجــاد ن

ــة)13(. ــة داخــل الدول ــم إصــداره مــن أوراق نقدي يت

ــة ــا “مجموع ــد به ــة: يُقص ــة النقدي ــع السياس 2- وضاألدوات التــي تتحكــم يف املعــروض النقــدي مبــا يتفــق ــن ــات، ويضم ــلع وخدم ــن س ــروض م ــم املع ــع حج مــة ــري السياس ــا تش ــعار”. ك ــتقرار يف األس ــق االس تحقيالنقديــة إىل “مجموعــة اإلجــراءات والرتتيبــات التــي تُتخــذ إلدارة النقــد واالئتــان، وتنظيــم الســيولة العامــة باالقتصــاد”. وتعتــر السياســة النقديــة أكــر أنــواع ــدول، فهــي ــة بالنســبة لل ــة أهمي السياســات االقتصاديعامــل مؤثــر يف توفــري النقــد الــازم لتمويــل احتياجــات التمويــل بالقطاعــات االقتصاديــة املختلفــة، وهــي ذات تأثــري كبــري عــى حجــم األســواق والنشــاط االقتصــادي

ــه عــى التوســع)14(. وقدرت

3- بنــك الحكومــة: مبعنــى أن البنــك املركــزي هــو وكيــل الحكومــة ومستشــارها يف الشــؤون النقديــة واملاليــة)15(، ــزي يف ــك املرك ــاهم البن ــدور يس ــذا ال ــال ه ــن خ ومــة ــة الكلي ــة واالقتصادي ــذ السياســات املالي وضــع وتنفيباالحتفــاظ املركــزي البنــك يقــوم كــا للدولــة)16(. ــع ــة تض ــة، أي أن الحكوم ــة للحكوم ــدة النقدي باألرصأموالهــا لديــه، ســواًء كان ذلــك يف صــورة عملــة محليــة أو نقــد أجنبــي وأصــول ماليــة أخــرى. وميكــن للحكومــة ــة ــة امللح ــة الحاج ــزي يف حال ــك املرك ــأ إىل البن أن تلجلاقــرتاض، بحيــث يقــوم بإقراضهــا مــن أموالــه، أو تنظيــم واإلرشاف عــى إصــدارات القــروض الحكوميــة، يف صــورة ســندات وأذون خزانــة. كــا يقــوم البنــك ــة عــن ــد القــروض نياب ــزي بســداد أقســاط وفوائ املركــة ــة نياب ــة، فضــاً عــن إدارة القــروض الخارجي الحكوم

ــة)17(. عــن الدول

4- بنــك البنــوك )املــالذ األخــر(: يف حالــة حــدوث أزمــة ــباب، ــن األس ــبب م ــريف ألي س ــاز امل ــيولة يف الجه ســوك ــري” للبن ــاذ األخ ــو “امل ــزي ه ــك املرك ــح البن يصبالتجاريــة، بحيــث يكــون منوطــاً بــه إقراضهــا مبــا ــازم الســتقرار النشــاط ــان ال ــري االئت ــن توف ــا م ميكنه

Page 4: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

أوراق أكاديمية

24 أبريل 2019

االقتصــادي. أيضــاً، يقــوم البنــك املركــزي بــدور الوســيط ــن ــات املقاصــة ب ــذ عملي ــة، وينف ــوك التجاري ــن البن بحســاباتها لديــه، بحيــث يقــوم بتســجيل العمليــات وتســوية االلتزامــات التــي تنشــأ بينهــا مــن خــال هــذه

الحســابات)18(.

ــا ــة، إم ــة ملزم ــوك التجاري ــع البن ــك فجمي ــب ذل بجانبحكــم العــرف املــريف أو بقــوة القانــون، بــأن تحتفــظ ــع ــة ودائ ــى هيئ ــة ع ــا النقدي ــن احتياطياته ــزء م بجلــدى البنــك املركــزي، وهــذا يســاعد البنــك عــى فــرض رقابتــه عــى حجــم االئتــان املــريف الــذي متنحــه

ــوك)19(. هــذه البن

ــوك ــد إىل البن ــي: يُعه ــد األجنب 5- إدارة احتياطــي النقــن أرصــدة ــة م ــات الدول ــاظ باحتياطي ــة االحتف املركزيالعمــات األجنبيــة والذهــب وكذلــك حقــوق الســحب ــة ــة القابل ــة األجنبي ــع األصــول املالي ــة)20( وجمي الخاص

ــود. ــل إىل نق للتحوي

ويقــوم البنــك املركــزي، نيابــة عــن الدولــة، باســتخدام احتياطيــات النقــد األجنبــي كغطــاء نقــدي للعملــة ــزء ــخ ج ــوم بض ــث يق ــا، بحي ــل له ــة، أو كمقاب املحليمنهــا يف االقتصــاد عــر الجهــاز املــريف أو ســحبها منــه وفقــاً للحاجــة، مــن أجــل املحافظــة عــى اســتقرار قيمة العملــة املحليــة. كــا أنــه يســتخدم هــذه االحتياطيــات ميــزان أداء وضبــط االســترياد، عمليــات لتمويــل

املدفوعــات)21(.

ــوك ــع البن ــرف: تضطل ــعر ال ــة س ــد وموازن 6- تحدياملركزيــة مبهمــة إدارة ســعر رصف العملــة املحليــة مقابــل العمــات األجنبيــة. وتتكــون هــذه املهمــة مــن شــقن، أولهــا تحديــد نظام ســعر الــرف، باالختيار بن نظــام ســعر الــرف “الثابــت” أو “املــرن” أو “املُعــوَّم”.

ويعتمــد هــذا االختيــار عــى عــدة عوامــل، منهــا حجــم اقتصــاد الدولــة، ودرجــة االنفتــاح االقتصــادي، ومعــدل التضخــم، ومنــط توزيــع التجــارة الخارجيــة)22(. والشــق ــاين للمهمــة، هــو إدارة ســوق الــرف، مــن خــال الثــده، ــرف أو اإلرشاف عــى تحدي ــد ســعر ال ــا تحدي إمالبنــك يقــوم ومراقبتــه، والســعي ملوازنتــه، حيــث ــعر ــام س ــل نظ ــرف يف ظ ــعر ال ــد س ــزي بتحدي املركالــرف “الثابــت”، أو التدخــل مــن أجــل اإلبقــاء عــى ســعر الــرف عنــد مســتوى مســتهدف يف ظــل نظــام

ــة”)23(. م ــة” أو “املعوَّ ــرف “املرن أســعار ال

ــم ــة بتقيي ــوك املركزي ويف بعــض الحــاالت، تقــوم البنالعملــة املحليــة بأعــى مــن ســعرها الحقيقــي، وذلــك عندمــا تكــون مضطــرة لســداد مدفوعــات خارجيــة كبــرية، بهــدف تخفيــف عــبء هــذه املدفوعــات. وقــد تُقيّــم البنــوك املركزيــة، يف حــاالت أخــرى، العملــة ــا ترغــب ــي، عندم ــن ســعرها الحقيق ــل م ــة بأق املحليالدولــة. التنافســية لصــادرات القــدرات يف تحســن ــة ــوك املركزي ــل البن ــة، فتعم ــروف الطبيعي ــا يف الظ أمعــى اســتقرار قيمــة العملــة، لتجنــب عــدم االســتقرار

النقــدي)24(.

الــرف املركــزي يف ســوق البنــك يتدخــل وقــد حينــا ال يكــون ســعر الــرف متوافقــاً مــع السياســات االقتصاديــة للدولــة. ولذلــك، يُنــاط بالبنــك املركــزي ــا ــرف، مب ــوق ال ــي لس ــار التنظيم ــع اإلط ــة وض مهميضمــن أن يكــون أداء هــذا الســوق مامئــاً للسياســات ــم ــي تت ــوق الت ــا الس ــيا أنه ــة، الس ــة للدول االقتصاديمــن خالهــا مبادلــة العملــة املحليــة بنظريتهــا األجنبيــة، ــارس ــك مي ــق. وبذل ــرف املطب ــعر ال ــام س ــق نظ وفــة ــح العاق ــد مام ــاً يف تحدي ــزي دوراً مه ــك املرك البنالتــي تربــط االقتصــاد املحــيل بنظــريه العاملــي، وليمثــل ــي، ــامل الخارج ــع الع ــاري م ــة التج ــز الدول ــرآة ملرك م

ــا)25(. ــا ووارداته ــن صادراته ــة ب ــس العاق ويعك

رابعاً: أدوات السياسة النقدية

األدوات مــن املركزيــة مجموعــة البنــوك تســتخدم ــة، ــة املتبع ــة النقدي ــذ السياس ــة لتنفي ــة والكيفي الكميومبــا يتوافــق مــع األوضــاع االقتصاديــة الســائدة، وذلــك

كاآليت:

ــي ــة الت ــرز األدوات الكمي ــل أب ــة: تتمث 1- أدوات كميــة ــك املركــزي يف إدارة السياســة النقدي يســتخدمها البن

فيــا يــيل:

Page 5: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

5العدد 05

تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية في العالم

ــه ــرف بأن ــك(: يع ــعر البن ــم )س ــادة الخص ــعر إع • س“ســعر الفائــدة الــذي يتقاضــاه املــرف املركــزي مقابل ــة ــات الحكومي ــة واألذون إعــادة خصــم األوراق التجاريــروض والســلف ــل الق ــك مقاب ــة، وكذل ــوك التجاري للبنالتــي يقدمهــا للبنــوك التجاريــة”. ويناظــر ســعر إعــادة الخصــم يف هــذه الحالــة، ســعر الفائــدة الــذي تفرضــه البنــوك التجاريــة عــى خدماتهــا االئتانيــة املقدمــة إىل

ــراد واملؤسســات)26(. ــا األف عمائه

ويعــد ســعر إعــادة الخصم مــن أقدم أدوات السياســة النقديــة، وبــرزت أهميتــه خــال عقــد الثاثينيــات مــن القــرن املــايض يف الواليــات املتحــدة، مــع ازديــاد اعتــاد ــك املركــزي، ــة عــى االقــرتاض مــن البن ــوك التجاري البنــا، ــن احتياطياته ــو %30 م ــا نح ــت قروضه ــث بلغ حيــي ــية الت ــارص الرئيس ــد العن ــم أح ــعر الخص ــكان س فمنحــت البنــك املركــزي التحّكــم يف عمليــات هــذه

ــوك)27(. البن

ويتمكــن البنــك املركــزي، عــر التحكــم يف ســعر إعــادة الخصــم، مــن التأثــري بشــكل غــري مبــارش يف حجــم االئتــان الــذي تقدمــه البنــوك التجاريــة لألفــراد تكلفــة الخصــم ميثــل إعــادة واملؤسســات؛ فســعر ــن ــة م ــوك التجاري ــه البن ــل علي ــذي تحص ــان ال االئتــة ــذه التكلف ــاع ه ــإن ارتف ــايل ف ــزي، وبالت ــك املرك البنيجرهــا عــى رفــع أســعار الفائــدة عــى االئتــان الــذي متنحــه لألفــراد واملؤسســات، األمــر الــذي يقلــص الطلب

ــان. ــى االئت ــكيل ع ال

مبعنــى آخــر، هنــاك عاقــة عكســية بــن ســعر إعــادة ــه ــا يوضح ــذا م ــان، وه ــى االئت ــب ع ــم والطل الخصالشــكل رقــم )1(. فبفــرض أن ســعر الفائــدة لــدى ــك ــإن ذل ــد %5، ف ــده عن ــم تحدي ــة ت ــوك التجاري البنمــن شــأنه بلــوغ حجــم الطلــب عــى االئتــان مســتوى Y2، ولكــن يف حالــة رفــع املــرف املركــزي ســعر إعــادة الخصــم بالطريقــة التــي تدفــع البنــوك التجاريــة ــك إىل ــيؤدي ذل ــدة إىل %10، فس ــعر الفائ ــع س إىل رفتقليــص حجــم الطلــب عــى االئتــان إىل Y1، وبالتــايل ينخفــض حجــم املعــروض النقــدي يف االقتصــاد باملقــدار

ــص مخــاوف التضخــم. ــذي يقل ــر ال Y2Y1، األم

ومثــة عوامــل عديــدة تؤثــر عــى فاعليــة سياســة ســعر إعــادة الخصــم، ومــن ثــم قــدرة البنــك املركــزي عــى اســتخدامها، مثــل حجــم الســوق النقديــة، والــوزن النســبي لســعر الفائــدة بالنســبة للنفقــات الكليــة االقتصــادي النشــاط وحالــة االقتصاديــة، لألنشــطة

ــوك ــا البن ــي متوله ــطة الت ــواع األنش ــام، وأن ــكل ع بشــك ــى البن ــوك ع ــذه البن ــاد ه ــدى اعت ــة، وم التجارياملركــزي يف الحصــول عــى مــوارد نقديــة إضافيــة،

بجانــب طبيعــة العاقــة بينهــا)28(.

شكل )1( منحنى الطلب عى االئتامن

ــن أهــم أدوات ــد م ــات الســوق املفتوحــة: تع • عمليــد ــوق، ويُقص ــاد الس ــل اقتص ــة يف ظ ــة النقدي السياسبسياســة الســوق املفتوحــة “تدخــل البنــك املركــزي ــع أو ــل بي ــن أج ــة م ــواق املالي ــارش يف األس ــكل مب بشرشاء األوراق املاليــة بصفــة عامــة، والســندات الحكومية بصفــة خاصــة، بهــدف التأثــري يف عــرض النقــود حســب هــذه وتســاعد االقتصاديــة”. الظــروف متطلبــات السياســة البنــوك املركزيــة عــى إبقــاء املبــادرة يف يدهــا دامئــاً، وتســمح لهــا بضــخ الســيولة النقديــة يف عصــب االقتصــاد أو امتصاصهــا يف الوقــت املناســب، مــن أجــل ضــان االســتقرار النقــدي. ولذلــك فعــادة مــا تحتفــظ ــة ــن األوراق املالي ــرية م ــات كب ــة بكمي ــوك املركزي البنــوك ــتخدم البن ــا تس ــرض)29(. ك ــذا الغ ــتخدامها له الســة هــذه السياســة كأداة لضــان اســتقرار ســعر املركزيالــرف، مــن خــال التدخــل يف أســواق الــرف، ســواء لبيــع أو لــراء العمــات األجنبيــة مقابــل العملــة

ــة)30(. ــاً للحاج ــة، وفق املحلي

املركزيــة البنــوك الســتخدام طريقتــان وهنــاك ــاد ــة الكس ــا يف حال ــة، أواله ــوق املفتوح ــة الس سياســك هــو القضــاء ــون هــدف البن ــث يك االقتصــادي، حيعــى الكســاد مــن خــال زيــادة عــرض النقــود أو تطبيــق مــا يُســمى بـــ “سياســة نقديــة توســعية”، لخلق

Page 6: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

أوراق أكاديمية

26 أبريل 2019

ــادة النمــو ــال عــى الســلع والخدمــات، وزي طلــب فعَّــوق ــزي يف الس ــك املرك ــل البن ــا يتدخ ــادي. وهن االقتصبصفتــه مشــرتياً لــألوراق املاليــة مــن األفــراد واملصــارف ــة ســيولة ــل هــذه األوراق املالي ــة، ليضــخ مقاب التجاريجديــدة يف عصــب االقتصــاد. أمــا الطريقــة الثانيــة فهــي يف حالــة التضخــم، وهنــا يتدخــل البنــك املركــزي كبائــع لــألوراق املاليــة يف الســوق، ليســحب الســيولة الزائــدة ــب ــم الطل ــص حج ــا يقل ــة، مب ــدورة االقتصادي ــن ال م

ــة)31(. ــة املحلي ــة العمل ــور قيم ــف تده ــكيل، ويوق ال

وتتأثــر فاعليــة سياســة الســوق املفتوحــة بعــدد مــن العوامــل، أهمهــا)32(:

البنــوك – لــدى النقديــة االحتياطيــات حجــم التجاريــة، فــإذا كان لــدى البنــوك احتياطيــات نقديــة كبــرية فــإن ذلــك يقلــص فاعليــة هــذه ــوات ــاذ خط ــوك التخ ــه البن ــث تتج ــة، حي السياسمضــادة، خوفــاً مــن تعــرض قيمــة احتياطياتهــا

للتدهــور.

عالقــة البنــوك التجاريــة بالبنــك املركــزي، فالتعاون –ــى ــزي ع ــك املرك ــري البن ــوة تأث ــك ق ــا وكذل بينهالسياســة، هــذه فاعليــة يزيــد البنــوك تلــك

والعكــس صحيــح.

• االحتياطــي النقــدي اإللزامــي: يتوجــب عــى البنــوك التجاريــة االحتفــاظ بحــد أدىن من االحتياطيــات النقدية البنــك املركــزي، تحــت مســمى “االحتياطــي لــدى ــددة ــبة مح ــن نس ــارة ع ــو عب ــي”، وه ــدي اإللزام النقمــن ودائــع البنــوك التجاريــة يتــم االحتفــاظ بهــا لــدى البنــك املركــزي، مــن دون أن يدفــع األخــري فوائــد عــى ــك ــن للبن ــه)33(. وميك ــا لدي ــظ به ــات املحتف االحتياطياملركــزي، مــن خــال هــذه الوســيلة، التأثــري عــى قــدرة البنــوك التجاريــة عــى منــح االئتــان، مــن خــال زيادة ــري عــى حجــم ــا، كأداة للتأث هــذه النســبة أو تخفيضهاملعــروض النقــدي يف االقتصــاد ككل. ويــزداد اســتخدام هــذه الوســيلة يف حــاالت عــدم فاعليــة أو عــدم القــدرة عــى اســتخدام عمليــات الســوق املفتوحــة، وســعر إعــادة الخصــم، ويحــدث ذلــك عــادة يف البلــدان التــي تعــاين أســواقها املاليــة والنقديــة مشــكات املحدوديــة

وعــدم التطــور)34(.

وتعتمــد طريقــة اســتخدام البنــك املركــزي نســبة االقتصاديــة األوضــاع عــى اإللزامــي االحتياطــي ــاك ركــود أو تضخــم. ــد إذا كان هن الســائدة، وبالتحديــض ــزي بتخفي ــك املرك ــوم البن ــود، يق ــة الرك ــي حال فف

ــن ــد م ــرك املزي ــدف ت ــي، به نســبة االحتياطــي اإللزامالســيولة النقديــة بيــد البنــوك، مبــا يســاعدها عــى منــح املزيــد مــن االئتــان، كآليــة لزيــادة اإلنفــاق ــل ــم، يفع ــاالت التضخ ــن يف ح ــاد. لك ــكيل يف االقتص الالبنــك املركــزي العكــس، حيــث يرفــع نســبة االحتياطــي اإللزامــي، ليســحب الســيولة الزائــدة مــن يــد البنــوك، ويقلــص قدرتهــا عــى منــح االئتــان، مبــا يخفــض حجــم الطلــب الــكيل، ومــن ثــم الضغــوط التضخميــة

يف االقتصــاد)35(.

وعــى الرغــم مــن اســتخدام هــذه الوســيلة يف حالتــي التضخــم والركــود، فــإن فاعليتهــا يف مكافحــة التضخــم أكــر منهــا يف مواجهــة الركــود، فهــي يف حالــة التضخــم تضــع قيــداً كميــاً مبــارشاً عــى مقــدرة البنــوك التجاريــة الكســاد حالــة يف أمــا االئتــان، يف التوســع عــى فهــي تزيــد فائــض األرصــدة النقديــة لــدى البنــوك التجاريــة، لكنهــا ال تلــزم هــذه البنــوك بزيــادة االئتــان ــة ــان أزم ــم إب ــذا الحك ــة ه ــت صح ــوح)36(. وثب املمن“الكســاد الكبــري” التــي اجتاحــت العــامل يف عقــدي العرينيــات والثاثينيــات مــن القــرن العريــن، حيــث مل تفلــح مســاعي البنــوك املركزيــة يف تحفيــز البنوك عى ــص نســب االحتياطــي ــن خــال تقلي ــان م ــح االئت مناإللزامــي، فــكان البديــل أن توســعت البنــوك املركزيــة يف اســتخدام عمليــات الســوق املفتوحــة. وبشــكل عــام، ــيولة ــم الس ــى حج ــيلة ع ــذه الوس ــة ه ــف فاعلي تتوقعــى وإمكانيــة حصولهــا لديهــا، املتاحــة النقديــة

ــن مصــادر أخــرى)37(. الســيولة م

2- أدوات كيفيــة: تســتخدم البنــوك املركزيــة أدوات كيفيــة يف تحســن نوعيــة االئتــان والتســهيات البنكيــة املمنوحــة مــن قبــل البنــوك التجاريــة، وتوجيــه االئتان بالنســبة أهميــة األكــر االقتصاديــة القطاعــات إىل

Page 7: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

7العدد 05

تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية في العالم

ــة، واســتبعاد املجــاالت واألنشــطة غــري املرغــوب للدولــا)38(. يف متويله

وتجــدر اإلشــارة إىل أنــه كلــا كان النظــام االقتصــادي ــى ــزي ع ــك املرك ــاد البن ــض اعت ــا انخف ــاً، كل متقدماألدوات الكيفيــة للسياســة النقديــة، نظــراً لتوفــر ســوق

ماليــة ونقديــة متقدمــة، والعكــس صحيــح)39(.

• الرقابــة الكيفيــة عــى االئتــامن: يســتخدم البنــك املركــزي بعــض األدوات الكيفيــة مــن أجــل التأثــري عــى توزيــع االئتــان بــن القطاعــات االقتصاديــة أو املناطــق الجغرافيــة بالدولــة، مبــا يتوافــق مــع األهــداف العامــة ــل هــذه األدوات يف اآليت )40(: ــة، وتتمث للسياســة النقدي

منحهــا – يتــم التــي االئتــامن حصــص تحديــد زيــادة مثــل املختلفــة، االقتصاديــة لألنشــطة ــة، ــة والصناع ــة لقطاعــي الزراع الحصــص االئتانيعــى حســاب حصــص االئتــان املمنــوح لألغــراض للبعــد االســتهاكية. وميكــن فعــل ذلــك وفقــاً االئتــان زيــادة تتــم أيضــاً، بحيــث الجغــرايف املناطــق عــى حســاب األكــر فقــراً للمناطــق

الغنيــة.

تحديــد آجــال مختلفــة الســتحقاق القروض حســب –ــزداد آجــال القــروض أوجــه اســتخدامها، بحيــث تــص ــل تقلي ــاً، مقاب ــة مث ــراض التنمي ــة ألغ املقدم

آجــال القــروض املمنوحــة ألغــراض أخــرى.

ــك ــة: ميتل ــوي عــى السياســات االئتامني ــر املعن • التأثالتأثــري معنويــاً يف توجهــات البنــك املركــزي قــدرة البنــوك التجاريــة وسياســاتها االئتانيــة، مــن خــال ــة إىل ــوك التجاري ــع البن ــري تدف ــراءات وتداب ــاذ إج اتخــق ــا يتواف ــة، مب ــة واملرفي ــاتها االئتاني ــل سياس تعديمــع باقــي البنــوك يف املنظومــة نفســها، ومــع أهــداف أيضــاً)41(. العامــة واالقتصاديــة النقديــة السياســات ويتوقــف مــدى نجــاح البنــوك املركزيــة يف تحقيــق ــة للبنــك املركــزي ذلــك عــى مســتوى الهيمنــة املعنويــاون والتنســيق ــة، ومســتوى التع ــوك التجاري عــى البن

ــا. بينه

البنــوك اســتقاللية حــول الجــدل خامســاً: املركزيــة

تصاعــد الجــدل حــول اســتقالية البنــوك املركزيــة خال ــة ــدالع األزمــة املالي ــذ ان الســنوات األخــرية، خاصــة منالعامليــة عــام 2008، وهــو مــا ميكــن توضيحــه كالتــايل:

يشــري املركزيــة”: البنــوك “اســتقاللية مفهــوم -1“اســتقال البنــك املركزي” إىل “اســتقاله عن الســلطات املتعلقــة القــرارات اتخــاذ التنفيذيــة يف الحكوميــة بالسياســة النقديــة”)42(، بحيــث يتــم “الفصــل بــن الســلطة النقديــة املتمثلــة يف البنــك املركــزي، والســلطة إدارة يف وذلــك الحكومــة، يف املتمثلــة االقتصاديــة السياســة النقديــة واالئتانيــة أو الهيــكل التنظيمــي

ــك”. للبن

ــراد ــي انف ــزي ال تعن ــك املرك ــتقالية البن ــري أن اس غالبنــك يف تحديــد األهــداف النهائيــة للسياســة النقديــة، وإمنــا يكــون االتفــاق عــى تحديــد هــذه األهــداف بــن الحكومــة والبنــك املركــزي، عــى أن تكــون قــرارات ــة ــع السياس ــقة م ــتقاليتها، متس ــب اس ــزي، بجان املرك

ــة. ــة للدول ــة العام االقتصادي

ــتقالية ــق اس ــددة لتحق ــاك رشوط مح ــك، فهن ولذلــزي، وهــي)43(: ــك املرك البن

• اســتقاللية إدارة البنــك املركــزي عــن الحكومــة، مــن خــال عــدم تدخــل الحكومــة يف تعين أو االســتغناء عن مســؤوليه الرئيســين، مبــا يســمح لهــؤالء باالســتقال يف

اتخــاذ القــرار بعيــداً عــن التأثــر بالضغــوط الحكوميــة.

• اســتقاللية البنــك املركــزي يف وضــع السياســة النقدية، واختيــار األدوات املســتخدمة يف تطبيقها.

• االســتقالل املــايل للبنــك املركــزي، لضــان عــدم متكــن الحكومــة مــن الحــــد مــن قدرتـــه يف الحصــــول عــى املــوارد املاليــة الازمــة، الســيا يف حالــة عــــدم اتباعــــه

ــا)44(. توجيهاته

2- مــررات اســتقاللية البنــوك املركزيــة: هنــاك العديــد ــة ــى أهمي ــل ع ــي تدل ــة الت ــانيد االقتصادي ــن األس ماســتقالية البنــوك املركزيــة، حيــث قــال بــريين فريــزر،

Page 8: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

أوراق أكاديمية

28 أبريل 2019

ــدرايل يف ــي الفي ــك االحتياط ــابق لبن ــظ س ــو محاف وهأســرتاليا، “إن محاولــة تريــر أهميــة اســتقالية البنــوك ــة ــر أهمي ــة تري ــا محاول ــاوي يف مضمونه ــة تس املركزياســتقرار األســعار بالنســبة لاقتصــاد الــكيل، وتعــد اســتقالية البنــوك املركزيــة املطلــب األول لتحقيــق ــة اســتقرار األســعار”)45(. وميكــن االســتدالل عــى أهميــن ــد م ــال العدي ــن خ ــة م ــوك املركزي ــتقالية البن اس

ــا: ــررات، ومنه امل

ــة ــط مبــدى ثق ــة ترتب ــة السياســة النقدي • إن مصداقيالفاعلــن االقتصاديــن يف البنــوك املركزيــة وقدرتهــا عى تحقيــق االســتقرار النقــدي، يف حــن أن عــدم اســتقالية هــذه البنــوك عــن الســلطات الحكوميــة تجعلهــا يف غــري مأمــن مــن التوظيــف الســيايس، الســيا أن السياســات بالتوجهــات متأثــرة تكــون مــا عــادة الحكوميــة

ــن)46(. ــؤولن الحكومي ــية للمس السياس

• اســتقاللية البنــوك املركزيــة متكنهــا مــن تحقيــق أهــداف السياســة النقديــة بدرجــة أكــر مــن الفعاليــة والدقــة، وكذلــك فهــي تحقق رشوط الشــفافية واإلفصاح يف عمــل هــذه البنــوك)47(. كــا متثــل االســتقالية رشطــاً رضوريــاً ملســاءلة البنــك املركــزي عــن النجــاح أو الفشــل ــن ــن م ــا، والتمك ــة وتنفيذه يف وضــع السياســة النقدي

تحقيــق أهدافهــا)48(.

• إن السياســين واملســؤولن الحكوميــن مييلــون إىل دفــع االقتصــاد للنمــو مبعــدالت أرسع وأكــر مــام تســمح بــه قدرتــه االســتيعابية، ويف مثــل هــذه الظروف تصبــح اســتقالية البنــك املركــزي مهمــة لتجنــب حدوث

ذلك)49(.

ــق ــن تحقي ــع م ــا مان ــون لديه ــات ال يك • إن الحكومطريــق عــن ومتويلــه العامــة املوازنــات يف عجــز االقــرتاض مــن البنــوك املركزيــة، وهــو مــا يولــد ضغوطــاً تضخميــة كبــرية، واســتقالية البنــوك متنحهــا فرصــة ــات ــب التداعي ــة وتجن ــر الحكوم ــدم الخضــوع ألوام ع

ــك)50(. ــلبية لذل الس

ــه ــة وتوجي ــؤولية مراقب ــزي مس ــك املرك ــاط بالبن • تُنالنظــام املــايل والنقــدي يف الدولــة، واســتقاليته تضمــن قدرتــه عــى التعامــل مــع املــؤرشات الحقيقيــة املتعلقــة ــداً عــن الضغــوط ــود يف االقتصــاد، بعي بالتضخــم والرك

ــة)51(. الحكومي

• إن تزايــد عوملــة األســواق املاليــة واقرتانهــا باألزمــات املاليــة املتكــررة، يســتدعي اســتقاللية البنــك املركزي يف التصــدي لهــذه األزمــات مــن خــال اســتخدام األدوات

النقديــة املناســبة، الســيا أن االســتقالية متنحــه املرونــة وحريــة الحركــة والفاعليــة وفقــاً للظــروف واملســتجدات

االقتصاديــة الحقيقــة)52(.

ــهدت ــك: ش ــى املح ــة ع ــوك املركزي ــتقاللية البن 3- اسمنــذ املركزيــة والبنــوك الحكومــات بــن العاقــة نشــأتها العديــد مــن التطــورات بســبب تطــور النشــاط ــا ــوك، وتجاوزه ــف هــذه البن ــري وظائ االقتصــادي، وتغمهمــة إصــدار النقــود، إىل التأثــري يف اقتصــادات الــدول، ــن حجــم ــة ب ــط العاق ــة، وضب ــة العمل ــتقرار قيم واساملعــروض النقــدي وحجــم االقتصــاد الــكيل. وبينــا اتجهــت الــدول يف بــادئ األمــر إىل دعــم اســتقالية ــن ــن الحرب ــا ب ــرتة م ــال ف ــن خ ــة، لك ــوك املركزي البنالعامليتــن األوىل والثانيــة، أخــذت هــذه العاقــة منحــى ــد ــري العدي ــة الكســاد الكب ــث دفعــت أزم ــاً، حي مختلفمــن الــدول إىل إخضــاع البنــوك املركزيــة لســلطاتها ــك ــام، وأفرطــت يف االقــرتاض منهــا، فــأرض ذل بشــكل تكثــرياً األوضــاع املاليــة والنقديــة الدوليــة بشــكل عــام،

ــة)53(. ــوك املركزي ــاع البن ــط أوض ــس فق ولي

ــوك ــة اســتقال البن ــر االقتصــادي بقضي ــم الفك واهتاملركزيــة، ففــي عــام 1931، ذكــر االقتصــادي الريطــاين، ــي ــزي النموذج ــك املرك ــز، أن “البن ــارد كين ــون مين جــة ــية للحكوم ــؤولية األساس ــن املس ــزج ب ــذي مي ــو ال هودرجــة عاليــة مــن االســتقالية لســلطات البنــك”. وكان االقتصــادي اإلنجليــزي، ديفيــد ريــكاردو، هــو أول مــن تنــاول فكــرة اســتقالية الصريفــة املركزيــة، عــام 1824، بقولــه “ال ميكــن االعتــاد عــى الحكومــة يف الســيطرة عــى إصــدار النقــود الورقيــة، ألن ذلــك يــؤدي إىل خطــر ــك ــدي، ولذل ــدار النق ــرط يف اإلص ــة تف ــري، فالحكوم كبيجــب تفويــض ســلطة إصــدار النقــود للجنــة منتخبــة، ال يكــون للحكومــة أي نفــوذ عليهــا”. وعــارض ريــكاردو وجــود أي عاقــة بن هــذه اللجنــة والــوزراء الحكومين، ورفــض قيــام هــذه اللجنــة بإقــراض األمــوال للحكومــة، قائــاً إنــه “يف حالــة احتيــاج الحكومــة لألمــوال، ميكــن ــوم ــون أو أن تق ــاً للقان ــا وفق ــه بطبعه ــة التوجي للجن

ــن الحكومــي”)54(. ــا بإصــدار أدوات الدي باقرتاضه

وأثبتــت دراســة لبنــك االحتياطــي الفيــدرايل األســرتايل، شــملت 18 دولــة خــال الفــرتة )1960 – 1993()55(، أن اســتقالية البنــوك املركزيــة تقــود إىل االســتقرار النقدي، والتحكــم يف معــدالت التضخــم، يف الوقــت الــذي تــزداد ــة ــوك املركزي ــوع البن ــد وق ــم عن ــر التضخ ــه مخاط فيــي ــتغال الحكوم ــة، واالس ــوط الحكومي ــة الضغ فريسألمــوال هــذه البنــوك يف متويــل عجــز املوازنــة. ويوضــح

Page 9: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

9العدد 05

تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية في العالم

الشــكل رقــم )2( هــذا األمــر، حيــث إن كل دولــة ممثلة بنقطــة مــن النقــاط املوضحــة عليــه، ويتبــن أنــه كلــا ارتفعــت قيمــة مــؤرش اســتقالية البنــك املركــزي للدولة عــى املحــور األفقــي تجــاه اليمــن، كلــا أدى ذلــك إىل انخفــاض معــدل التضخــم يف هــذه الدولــة عــى املحــور

الــرأس إىل األســفل.

بــن العاقــة مازالــت ذلــك، مــن الرغــم وعــى الحكومــات والبنــوك املركزيــة محــل شــد وجــذب، ــس ــن مجل ــة ب ــر العاق ــارة إىل توت ــا اإلش ــن هن وميكاألمريــي املركــزي( )البنــك الفيــدرايل االحتياطــي ــراً ــرية، نظ ــال الســنوات األخ ــة خ ــة األمريكي والحكوملتبنــي املجلــس سياســة نقديــة تهــدف إىل التحكــم ــل ــا يفض ــدة، بين ــعار الفائ ــع أس ــر رف ــم ع يف التضخــدة ــض الفائ ــب، تخفي ــد ترام ــي، دونال ــس األمري الرئيانتقــادات ترامــب يوجــه ولذلــك النمــو. لتحفيــز ــت ــدرايل، ووصل ــي الفي ــس االحتياط ــة إىل مجل متواصلــه “صــار ــس بأن ــه املجل ــر 2018 إىل حــد وصف يف أكتوبــة رئيــس ــاً يف سياســته”)56(؛ كــا أنــه هــدد بإقال مجنوناملجلــس، جــريوم بــأول، وهــو مــا أثــار قلــق االقتصاديــن

واألوســاط النقديــة واملاليــة بشــأن اســتقالية املجلــس، وتوقعــت املؤسســات االقتصاديــة يف حينــه أن تتســبب اإلقالــة، إن حدثــت، يف انهيــار أســواق املــال وقيــم األصــول األمريكيــة آلجــال طويلــة، نظــراً لفقــدان الثقــة

ــام)57(. ــكل ت ــة بش ــة األمريكي ــة النقدي يف السياس

ــة ــوك املركزي ختامــاً، ميكــن القــول إن اســتقالية البنــث ــاد الحدي ــية لاقتص ــم الرئيس ــن الدعائ ــت م أصبحــة ــات االقتصادي ــه النظري ــا أثبتت ــق م ــور)58(، وف واملتطوالتجــارب العمليــة، لكــن هــذا ال ينفــي أنــه عــى الجانــب اآلخــر هنــاك صعوبــة يف تحديــد املعايــري الدقيقــة الســتقالية البنــوك املركزيــة، بســبب عــدم وجــود حــدود واضحــة بــن االســتقالية وعدمهــا، كــا أن االســتقالية ال تقــود بالــرورة إىل أداء اقتصــادي مثــايل عــى املســتوى الــكيل. وبالتــايل، فــإن الــر يكمــن ــات ــاكل والتحدي ــي للمش ــق والواقع ــم الدقي يف التقيياالقتصاديــة يف الدولــة املعنيــة، كأســاس لوضــع الحــدود ــاد ــيلة إليج ــزي، كوس ــك املرك ــتقالية البن ــبة الس املناسالسياســة النقديــة التــي تســاهم بشــكل أفضــل يف

ــع)59(. ــة املجتم رفاهي

Source: B.W. Fraser, Central Bank Independence: What Does It Mean? Reserve Bank of Australia Bulletin, December 1994, p 5.

شكل )2( عالقة عكسية بن استقاللية البنوك املركزية ومعدالت التضخم

Page 10: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

أوراق أكاديمية

210 أبريل 2019

1- زكريا الدوري، يسرا السامرائي، البنوك المركزية والسياسات النقدية، )عّمان: دار اليازوري العلمية، 2013(، ص 23.2- Stefano Ugolini, The Historical Evolution of Central Banking, Handbook of the History of Money and Currency, )UK: Springer Nature, 2018(, p 2.

3- ضياء مجيد الموسوي، اقتصاديات أسواق المال، )اإلسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة، 1999(، ص 246.4- زينــب عــوض هللا وأســامة محمــد الفولــي، أساســيات االقتصــاد النقــدي والمصرفــي، )بيــروت: منشــورات الحلبــي الحقوقيــة،

2003(، ص 138.5- عبدالواحد المخزومي، الصيرفة المركزية، )بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1987(، ص 25.

6- أمينــة طوقــان، دور البنــوك المركزيــة فــي إرســاء السياســة النقديــة، مـؤتمـــــر مســتجدات العمــل المصرفــي فــي ســورية فــي ضــوء التجــارب العربيــة والعالميــة، البنــك المركــزي الســوري، دمشــق، 2 - 3 يوليــو 2005، ص ص 1-2.

7- Roger Orsinger, Banks of the World, )London: Mac Milan & CO. Ltd, 1967(, p 258.8- Stefano Ugolini, Op.Cit, p 2.

9- سهير معتوق، استقاللية البنك المركزي المصري، مجلة كلية التجارة، جامعة حلوان، 2002، ص 10.10- محمد حامد دويدار، مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي، )اإلسكندرية: جامعة اإلسكندرية، 1983(، ص 218.

11- بان صالح الصالحي، دور البنك المركزي في مالية الدولة، )بغداد: جامعة بغداد، 2012(، ص 7.12- المرجع السابق، ص 7.

13- محمد حامد دويدار، مرجع سابق، ص 218.ــان: مؤسســة الرســالة، 1988(، ص ص -112 14- عدنــان خالــد التركــي، السياســة النقديــة والمصرفيــة فــي اإلســام، )عمَّ

.11315- زكريا الدوري ويسرا السامرائي، مرجع سابق، ص 25.

16- بان صالح الصالحي، مرجع سابق، ص 8.17- فوزي القيسي، النظرية النقدية، )بغداد: مطابع دار التضامن، 1964(، ص 268.

18- بان صالح الصالحي، مرجع سابق، ص 10.19- محمد حامد دويدار، مرجع سابق، ص 219.

20- حقــوق الســحب الخاصــة: هــي أصــل احتياطــي دولــي اســتحدثه صنــدوق النقــد الدولــي عــام 1969، كمكمــل لالحتياطيــات الرســمية للبلــدان األعضــاء لــدى الصنــدوق. وتتحــدد قيمــة حقــوق الســحب الخاصــة وفــق ســلة مــن 5 عمــالت رئيســية، هــي اليــوان الصينــي، والــدوالر األمريكــي، واليــورو، واليــن اليابانــي، والجنيــه االســترليني. وحقــوق الســحب الخاصــة هــي اســتحقاق محتمــل علــى عمــالت البلــدان األعضــاء القابلــة لالســتخدام الحــر. ويســتطيع حائــزو حقــوق الســحب الخاصــة الحصــول علــى هــذه

العمــالت مــن الصنــدوق فــي مقابــل مــا لديهــم مــن حقــوق ســحب خاصــة.21- فوزي القيسي، مرجع سابق، ص 268.

22- هيفــاء غديــر غديــر، السياســة الماليــة والنقديــة ودورهــا التنمــوي فــي االقتصــاد الســوري، المجلــد 11 مــن دراســات اقتصاديــة، )دمشــق: الهيئــة العامــة الســورية للكتــاب، 2010(، ص 50.

23- بان صالح الصالحي، مرجع سابق، ص 10.24- عبدالعلــي جبيلــي، فيتالــي كرامارنكــو، اختيــار نظــم الصــرف فــي الشــرق األوســط وشــمال إفريقيــا، )واشــنطن، صنــدوق

النقــد الدولــي، 2003(، ص ص 19 - 21. 25- مــوري ســومية، آثــار تقلبــات أســعار الصــرف علــى العائــدات النفطيــة: دراســة حالــة الجزائــر، رســالة دكتــوراه، كليــة العلــوم

االقتصاديــة وعلــوم التيســير، جامعــة أبــي بكــر بلقايــد، الجزائــر، 2009/ 2010، ص ص 7-14.26- إيمــان باديــس، دور البنــك المركــزي فــي ممارســة الرقابــة علــى البنــوك التجاريــة، رســالة ماجســتير، كليــة العلــوم

.65 2011/ 2012، ص الجزائــر، مهيــدي، بــن العربــي جامعــة التيســير، وعلــوم التجاريــة والعلــوم االقتصاديــة 27- بــاري ن. ســيجل، النقــود والبنــوك واالقتصــاد، ترجمــة: طــه عبــدهللا منصــور وعبدالفتــاح عبــد الرحمــن عبــد المجيــد،

للنشــر، 1987(، ص 254. المريــخ )الريــاض: دار 28- فوزي القيسي، مرجع سابق، ص 270.

29- باري ن. سيجل، مرجع سابق، ص 251.30- سعيد نعمان، النظام النقدي، )الجزائر: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، 2008(، ص 105.

Page 11: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

11العدد 05

تصاعد الجدل حول استقاللية السياسة النقدية في العالم

31- خضيــر عبــاس المهــر، التقلبــات االقتصاديــة بيــن السياســة الماليــة والنقديــة، )الســعودية: جامعــة الملــك ســعود، .184-189 ص ص ،)1980

32- إيمان باديس، مرجع سابق، ص ص 74-80.33- نــواف جابــر مالــك الصبــاح، أثــر أدوات النقــد التــي يســتخدمها البنــك المركــزي الكويتــي فــي إرســاء السياســة النقديــة

لتشــجيع البنــوك علــى دعــم االســتثمار، رســالة ماجســتير، جامعــة الشــرق األوســط، األردن، 2013، ص 13.34- أحمــد غربــي، مــدى فعاليــة السياســة النقديــة فــي التشــغيل واســتقرار األســعار- حالــة الجزائــر، مجلــة االقتصــاد والماليــة،

جامعــة حســيبة بــن بوعلــي الشــلف، ديســمبر 2016، ص 5.35- نواف جابر مالك الصباح، مرجع سابق، ص 19.

36- أحمد غربي، مرجع سابق، ص 5.37- Allan H. Meltzer, Monetary, Credit and )Other( Transmission Processes: A Monetarist Perspective, Journal of Economic Perspectives, Fall 1995, pp 66-68.

38- إيمان باديس، مرجع سابق، ص ص 56-57.39- Allan H. Meltzer, Op.Cit, p 68.

40- باري ن. سيجل، مرجع سابق، ص 272.41- نواف جابر مالك الصباح، مرجع سابق، ص ص 20-21.

42- بان صالح الصالحي، مرجع سابق، ص 5.43- خلــف محمــد حمــد الجبــوري، دور اســتقاللية البنــوك المركزيــة فــي تحقيــق أهــداف السياســة النقديــة مــع اإلشــارة إلــى التجربــة العراقيــة فــي ضــوء قانــون البنــك المركــزي العراقــي رقــم 65 لســنة 2004، مجلــة تكريــت للعلــوم اإلداريــة، كليــة اإلدارة واالقتصــاد،

جامعة تكريت، العدد 23، المجلد 7، 2011، ص 72.44- حيــدر حســين آل طعمــة، اســتقاللية البنــوك المركزيــة: المبــررات والمعاييــر، مركــز الفــرات، 4 ديســمبر 2018، متــاح

http://cutt.us/pCkPL :الرابــط علــى 45- B.W. Fraser, Central Bank Independence: What Does It Mean?, Reserve Bank of Aus-tralia Bulletin, December 1994, p 1.46- Gabriel Mangano, Measuring Central Bank Independence: A Tale of Subjectivity and of its Consequences, Oxford Economic Papers, Volume 50, Issue 3, July 1998, pp 468–492.

47- هيفاء غدير غدير، مرجع سابق، ص 207.48- منصــوري زيــن، اســتقاللية البنــك المركــزي وأثرهــا علــى السياســة النقديــة، ملتقــى المنظومــة المصرفيــة الجزائريــة والتحوالت

االقتصادية: واقع وتحديات، جامعة الشلف، الجزائر، 2010، ص 424.49- B.W. Fraser, Op.Cit, p 1.50- Gabriel Mangano, Op.Cit, p 2.

51- حيدر حسين آل طعمة، مرجع سابق.52- المرجع السابق.

53- خلف محمد حمد الجبوري، مرجع سابق، ص ص 73-74.54- منصوري زين، مرجع سابق، ص 421.

55- B.W. Fraser, Op.Cit, p 1.56- إيمان باديس، مرجع سابق، ص ص 48-53.

57- Samuel Rines, The Clash between Trump and the Federal Reserve, The National Inter-est, January 6th 2019, available at: http://bit.do/eMbrN58- The Economist, A debate about central-bank independence is overdue, October 20th - October 26th, 2018, p 9. 59- Athanasios Orphanides, the Boundaries of Central Bank Independence: Lessons from Unconventional Times, Institute for Monetary and Economic Studies, Bank of Japan, Dis-cussion Paper No. 2018-E-10, August 2018, p 1.

Page 12: 2 5 :ةيزكرملا كونبلا · nk حلاص ليع 2019 ليربأ 2 ،5 ددعلا ةيزكرلما كونبلا فيرعت :ًلاوأ ،يزــكرلما كــنبلل

يمكن قراءة أوراق أكاديمية على الرابط التالي:https://goo.gl/DvCD7C

ISSN: 2617-3662

لألبحاث والدراسات المتقدمةالمستقبل

ص.ب. 111414 أبوظبى - إ.ع.م.هاتف: 24444513 971+فاكس: 24444732 971+

[email protected] :بريد إلكترونيwww.futureuae.com