114
ﻧﻬﺞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ٤ : ﺍﻟﺠﺰﺀ() ﺧﻄﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ

نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

نهج البالغةالجزء: ٤خطب اإلمام علي (ع)

Page 2: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

الكتاب: نهج البالغةالمؤلف: خطب اإلمام علي (ع)

الجزء: ٤الوفاة: ٤٠

المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقهتحقيق: شرح : الشيخ محمد عبده

الطبعة: األولىسنة الطبع: ١٤١٢ - ١٣٧٠ ش

المطبعة: النهضة - قمالناشر: دار الذخائر - قم - ايران

ردمك:مالحظات: نهج البالغة وهو ما جمعه السيد الشريف الرضي من كالم أمير

المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) / طبعة جديدة مصححة ومنقحة

Page 3: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

الفهرستالصفحة العنوان٣ باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السالم ومواعظه٧ جواب لمن سأله عن االيمان وفيه االيمان وشعبه والكفر وشعبه١٠ ما قاله لدهاقين األنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه١١ وصايا البنه الحسن في حفظ أربع وأربع١١ ما قاله في لسان العاقل واألحمق١٢ كالم قاله المريض في عاقبة المرض١٦ ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا١٧ ومن كالم له في القدر.١٨ وصية له بخمسة أشياء٢٠ ال يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة٢٣ وصف حال بعض األزمان٢٣ وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي٢٥ حاالت قلب االنسان. لقد علق بنياط هذا االنسان الخ٢٦ ال مال أعود عن العقل الخ٢٩ ال نسب االسالم الخ٣٠ خطاب ألهل القبور وكالم عندما سمع رجال يذم الدنيا٣٦ ومن كالم له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكالم٣٨ وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات٤٥ وصف الغوغاء٤٨ الجود حارس االعراض الخ٥٥ بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات٥٧ فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كالمه كرم الله وجهه٦٩ ومن كالم له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل األوصاف٧٠ تعزيته لألشعث عن ولده٨٨ ومن كالم له لجابر األنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة٨٩ ومن كالم له في وجوب تغيير المنكر بقدر االستطاعة وهو في جملتين٩٧ ومن كالم له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى االستغفار وهو حقيقته

Page 4: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

نهج البالغةوهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كالم سيدنا

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السالمشرح األستاذ اإلمامالشيخ محمد عبدة

مفتي الديار المصرية سابقا(١)

Page 5: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

الجزء الرابعالناشر:

دار المعرفةللطباعة والنشر

بيروت لبنان(٢)

Page 6: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

(باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السالم)(ومواعظه ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله)

(والكالم القصير الخارج في سائر أغراضه)١ - قال عليه السالم: كن في الفتنة كابن اللبون (١): ال ظهر

فيركب، وال ضرع فيحلب٢ - وقال عليه السالم: أزرى بنفسه من استشعر الطمع (٢)، ورضي بالذل من

كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه٣ - وقال عليه السالم: البخل عار. والجبن منقصة. والفقر يخرس الفطن

عن حجته. والمقل غريب في بلدته (٣). ٤ - والعجز آفة، والصبرشجاعة. والزهد ثروة. والورع جنة

وقال عليه السالم: نعم القرين الرضى. ٥ - والعلم وراثة كريمة. واآلدابحلل مجددة. والفكر مرآة صافية

(٣)

Page 7: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٦ - وقال عليه السالم: صدر العاقل صندوق سره (١). والبشاشة حبالة المودة.واالحتمال قبر العيوب (أو) والمسالمة خباء العيوب. ومن رضي عن

نفسه كثر الساخط عليه٧ - وقال عليه السالم: الصدقة دواء منجح. وأعمال العباد في عاجلهم

نصب أعينهم في آجلهم٨ - وقال عليه السالم: اعجبوا لهذا اإلنسان ينظر بشحم، ويتكلم بلحم (٢)

ويسمع بعظم، ويتنفس من خرم٩ - وقال عليه السالم: إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره. وإذا

أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه١٠ - وقال عليه السالم: خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم،

وإن عشتم حنوا إليكم١١ - وقال عليه السالم: إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه

١٢ - وقال عليه السالم: أعجز الناس من عجز عن اكتساب اإلخوان،وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم

(٤)

Page 8: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٣ - وقال عليه السالم: إذا وصلت إليكم أطراف النعم فال تنفروا أقصاهابقلة الشكر (١)

١٤ - وقال عليه السالم: من ضيعه األقرب أتيح له األبعد (٢)١٥ - وقال عليه السالم: ماكل مفتون يعاتب (٣)

٦ ١ - وقال عليه السالم: تذل األمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير (٤)٧ ١ - وسئل عليه السالم عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم " غيروا

الشيب (٥) وال تشبهوا باليهود " فقال عليه السالم: إنما قال صلى اللهعليه وآله ذلك والدين قل، فأما اآلن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه

فامرؤ وما اختار١٨ - (وقال عليه السالم: في الذين اعتزلوا القتال معه): خذلوا الحق ولم

ينصروا الباطل(٥)

Page 9: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٩ - وقال عليه السالم: من جرى في عنان أمله عثر بأجله (١)٢٠ - وقال عليه السالم: أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم (٢) فما يعثر منهم عاثر

إال ويد الله بيده يرفعه.٢١ - وقال عليه السالم: قرنت الهيبة بالخيبة (٣)، والحياء بالحرمان. والفرصة

تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير٢٢ - وقال عليه السالم: لنا حق فإن أعطيناه وإال ركبنا أعجاز اإلبل وإن طال

السرى (وهذا من لطيف الكالم وفصيحه. ومعناه أنا إن لم نعطحقنا كنا أذالء (٤) وذلك أن الرديف يركب عجز البعير كالعبد

واألسير ومن يجري مجراهما)٢٣ - وقال عليه السالم: من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه

(٦)

Page 10: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٤ - وقال عليه السالم: من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيسعن المكروب

٢٥ - وقال عليه السالم: يا ابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمهوأنت تعصيه فاحذره

٢٦ - وقال عليه السالم: ما أضمر أحد شيئا إال ظهر في فلتات لسانه وصفحاتوجهه

٢٧ - وقال عليه السالم: امش بدائك ما مشى بك (١)٢٨ - وقال عليه السالم: أفضل الزهد إخفاء الزهد

٢٩ - وقال عليه السالم: إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما (٢) أسرع الملتقى٣٠ - وقال عليه السالم: الحذر الحذر، فوالله لقد ستر حتى كأنه قد غفر (٣)

٣١ - (وسئل عن اإليمان فقال) اإليمان على أربع دعائم: على الصبرواليقين والعدل والجهاد. والصبر منها على أربع شعب: على الشوق

والشفق (٤) والزهد والترقب. فمن اشتاق إلى الجنة سال عن الشهوات،(٧)

Page 11: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهانبالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات. واليقين منها

على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة (١)، وموعظةالعبرة، وسنة األولين. فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة،ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما

كان في األولين. والعدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم،وغور العلم، وزهرة الحكم (٢)، ورساخة الحلم. فمن فهم علم غور

العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم (٣)، ومنحلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا. والجهاد منها على أربع

شعب: على األمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق فيالمواطن (٤)، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهور

المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقين، ومن صدق(٨)

Page 12: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

في المواطن قضى ما عليه، ومن شنئ الفاسقين وغضب لله غضبالله له وأرضاه يوم القيامة

وقال عليه السالم: الكفر على أربع دعائم: على التعمق والتنازعوالزيغ (١) والشقاق، فمن تعمق لم ينب إلى الحق (٢) ومن كثر نزاعه

بالجهل دام عماه عن الحق، ومن زاغ ساءت عنده الحسنة وحسنتعنده السيئة وسكر سكر الضاللة، ومن شاق وعرت عليه طرقه

وأعضل عليه أمره (٣)، وضاق عليه مخرجه. والشك على أربع شعب:على التماري والهول والتردد واالستسالم (٤)، فمن جعل المراء ديدنا لم

يصبح ليله. ومن هاله ما بين يديه نكص على عقيبه، ومن ترددفي الريب وطئته سنابك الشياطين (٥)، ومن استسلم لهلكة الدنيا

(٩)

Page 13: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

واآلخرة هلك فيهما (وبعد هذا كالم تركنا ذكره خوف اإلطالةوالخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب)

٣٢ - وقال عليه السالم: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه٣٣ - وقال عليه السالم: كن سمحا وال تكن مبذرا. وكن مقدرا وال تكن

مقترا (١)٣٤ - وقال عليه السالم: أشرف الغنى ترك المنى (٢)

٣٥ - وقال عليه السالم: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما ال يعلمون٣٦ - وقال عليه السالم: من أطال األمل أساء العمل (٣)

٣٧ - (وقال عليه السالم: وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين األنبار (٤) فترجلوله واشتدوا بين يديه): ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا

نعظم به أمراءنا. فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم. وإنكم(١٠)

Page 14: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

لتشقون به على أنفسكم في دنياكم (١) وتشقون به في آخرتكم، وماأخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها األمان من النار٣٨ - (وقال عليه السالم البنه الحسن): يا بني احفظ عني أربعاوأربعا ال يضرك ما عملت معهن: أغنى الغنى العقل. وأكبر الفقر

الحمق. وأوحش الوحشة العجب (٢). وأكرم الحسب حسن الخلقيا بني إياك ومصادقة األحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. وإياكومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه (٣)، وإياكومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه (٤). وإياك ومصادقة الكذاب

فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب٣٩ - وقال عليه السالم: ال قربة بالنوافل إذا أضرت بالفرائض (٥)

٤٠ - وقال عليه السالم: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب األحمق وراء لسانه (وهذامن المعاني العجيبة الشريفة. والمراد به أن العاقل ال يطلق لسانهإال بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة، واألحمق تسبق حذفات

(١١)

Page 15: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

لسانه وفلتات كالمه مراجعة فكره (١) ومماخضة رأيه. فكأن لسانالعاقل تابع لقلبه، وكأن قلب األحمق تابع للسانه)

٤١ - وقد روي عنه عليه السالم هذا المعنى بلفظ آخر وهو قوله:قلب األحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه، ومعناهما واحد ٤٢ - (وقال

لبعض أصحابه في علة اعتلها): جعل الله ما كان من شكواك حظالسيئاتك، فإن المرض ال أجر فيه ولكنه يحط السيئات، ويحتها

حت األوراق (٢). وإنما األجر في القول باللسان والعمل باأليديواألقدام. وإن الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة

من يشاء من عباده الجنة(وأقول: صدق عليه السالم إن المرض ال أجر فيه، ألنه من

قبيل ما يستحق عليه العوض (٣)، ألن العوض يستحق على ما كان فيمقابلة فعل الله تعالى بالعبد من اآلالم واألمراض وما يجري مجرى ذلك،

(١٢)

Page 16: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

واألجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد، فبينهما فرققد بينه عليه السالم كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب)

٤٣ - (وقال عليه السالم في ذكر خباب)يرحم الله خباب بن األرت فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وقنع

بالكفاف، ورضي عن الله وعاش مجاهدا٤٤ - وقال عليه السالم: طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع

بالكفاف، ورضي عن الله٤٥ - وقال عليه السالم: لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني

ما أبغضني (١). ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ماأحبني. وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي األمي صلى الله عليه

وآله أنه قال: " يا علي ال يبغضك مؤمن وال يحبك منافق٤٦ - وقال عليه السالم: سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك (٢)

٤٧ - وقال عليه السالم: قدر الرجل على قدر همته. وصدقه على قدر مروءتهوشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته

(١٣)

Page 17: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٨ - وقال عليه السالم: الظفر بالحزم. والحزم بإجالة الرأي. والرأيبتحصين األسرار

٤٩ - وقال عليه السالم: احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع٥٠ - وقال عليه السالم: قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت عليه

٥١ - وقال عليه السالم: عيبك مستور ما أسعدك جدك (١)٥٢ - وقال عليه السالم: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة

٥٣ - وقال عليه السالم: السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم (٢)٥٤ - وقال عليه السالم: ال غنى كالعقل. وال فقر كالجهل. وال ميراث كاألدب

وال ظهير كالمشاورة٥٥ - وقال عليه السالم: الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عما تحب

٥٦ - وقال عليه السالم: الغنى في الغربة وطن. والفقر في الوطن غربة٥٧ - وقال عليه السالم: القناعة مال ال ينفد

٦٢ - وقال عليه السالم: إذا حييت بتحية فحي بأحسن منها، وإذا أسديت إليكيد فكافئها بما يربي عليها، والفضل مع ذلك للبادئ

٥٨ - وقال عليه السالم: المال مادة الشهوات٥٩ - وقال عليه السالم: من حذرك كمن بشرك(١٤)

Page 18: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٦٠ - وقال عليه السالم: اللسان سبع إن خلي عنه عقر٦١ - وقال عليه السالم: المرأة عقرب حلوة اللبسة (١)

٦٣ - وقال عليه السالم: الشفيع جناح الطالب٦٤ - وقال عليه السالم: أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام

٦٥ - وقال عليه السالم: فقد األحبة غربة٦٦ - وقال عليه السالم: فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها

٦٧ - وقال عليه السالم: ال تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه٦٨ - وقال عليه السالم: العفاف زينة الفقر.

٦٩ - وقال عليه السالم: إذا لم يكن ما تريد فال تبل ما كنت (٢)٠ ٧ - وقال عليه السالم: ال ترى الجاهل إال مفرطا أو مفرطا

٧١ - وقال عليه السالم: إذا تم العقل نقص الكالم(١٥)

Page 19: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٧٢ - وقال عليه السالم: الدهر يخلق األبدان (١)، ويحدد اآلمال، ويقربالمنية، ويباعد األمنية، من ظفر به نصب، ومن فاته تعب

٧٣ - وقال عليه السالم: من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبلتعليم غيره. وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه. ومعلم

نفسه ومؤدبها أحق باإلجالل من معلم الناس ومؤدبهم٧٤ - وقال عليه السالم: نفس المرء خطاه إلى أجله (٢)

٧٥ - وقال عليه السالم: كل معدود منقض وكل متوقع آت٧٦ - وقال عليه السالم: إن األمور إذا اشتبهت اعتبر آخرها بأولها (٣)

٧٧ - (ومن خبر ضرار بن ضمرة الضبابي عند دخوله على معاوية ومسألته)(له عن أمير المؤمنين، قال: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه)

(وقد أرخى الليل سدوله، وهو قائم في محرابه (٤) قابض على لحيته،)(يتململ تململ السليم (٥)، ويبكي بكاء الحزين ويقول):

يا دنيا يا دنيا إليك عني، أبي تعرضت، أم إلي تشوقت: ال حان حينك (٦)(١٦)

Page 20: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

هيهات غري غيري. ال حاجة لي فيك. قد طلقتك ثالثا ال رجعة فيها.فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير. آه من قلة الزاد، وطول

الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد (١)٧٨ - (ومن كالم له عليه السالم للسائل لما سأله أكان مسيرنا)

(إلى الشام بقضاء من الله وقدر بعد كالم طويل هذا مختاره)ويحك لعلك ظننت قضاء الزما وقدرا حاتما. ولو كان كذلك

لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد (٢). وإن الله سبحانه أمرعباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا،

وأعطى على القليل كثيرا. ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولميرسل األنبياء لعبا، ولم ينزل الكتب للعباد عبثا، وال خلق

السماوات واألرض وما بينهما باطال " ذلك ظن الذين كفروا فويلللذين كفروا من النار "

(١٧)

Page 21: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٧٩ - وقال عليه السالم: خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون فيصدر المنافق فتلجلج في صدره (١) حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها

في صدر المؤمن٨٠ - وقال عليه السالم: الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل

النفاق.٨١ - وقال عليه السالم: قيمة كل امرئ ما يحسنه (وهذه الكلمة التي ال

تصاب لها قيمة، وال توزن بها حكمة، وال تقرن إليها كلمة)٨٢ - وقال عليه السالم: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط اإلبل (٢) لكانت

لذلك أهال. ال يرجون أحد منكم إال ربه، وال يخافن إال ذنبهوال يستحين أحد إذا سئل عما ال يعلم أن يقول ال أعلم. وال يستحين

أحد إذا لم يعلم الشئ أن يتعلمه. وعليكم بالصبر فإن الصبر مناإليمان كالرأس من الجسد، وال خير في جسد ال رأس معه، وال في

إيمان ال صبر معه(١٨)

Page 22: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٨٣ - وقال عليه السالم: لرجل أفرط في الثناء عليه وكان له متهما: أنا دون ماتقول وفوق ما في نفسك

٨٤ - وقال عليه السالم: بقية السيف أبقى عددا وأكثر ولدا (١)٨٥ - وقال عليه السالم: من ترك قول ال أدري أصيبت مقاتله (٢)

٨٦ - وقال عليه السالم: رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغالم (٣) (وروي)من مشهد الغالم

٨٧ - وقال عليه السالم: عجبت لمن يقنط ومعه االستغفار (٤)٨٨ - (وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السالم أنه قال):

كان في األرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكماآلخر فتمسكوا به. أما األمان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما األمان الباقي فاالستغفار قال الله تعالى: " وما كان الله ليعذبهم(١٩)

Page 23: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ". (وهذا من محاسناالستخراج ولطائف االستنباط)

٨٩ - وقال عليه السالم: من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناسومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه. ومن كان له من نفسه

واعظ كان عليه من الله حافظ٩٠ - وقال عليه السالم: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله،

ولم يؤيسهم من روح الله (١)، ولم يؤمنهم من مكر الله٩١ - وقال عليه السالم: إن هذه القلوب تمل كما تمل األبدان، فابتغوا لها

طرائف الحكم (٢)٩٢ - وقال عليه السالم: أوضع العلم ما وقف على اللسان (٣)، وأرفعه ما ظهر في

الجوارح واألركان٩٣ - وقال عليه السالم: ال يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ألنه

ليس أحد إال وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من(٢٠)

Page 24: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

مضالت الفتن، فإن الله سبحانه: يقول: " واعلموا أنما أموالكموأوالدكم فتنة ". ومعنى ذلك أنه يختبرهم باألموال واألوالد

ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أعلم بهممن أنفسهم، ولكن لتظهر األفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب،

ألن بعضهم يحب الذكور ويكره اإلناث، وبعضهم يحب تثميرالمال (١) ويكره انثالم الحال (وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير)٩٤ - (وسئل عن الخير ما هو؟ فقال): ليس الخير أن يكثر مالك وولدك

ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادةربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله. وال خير

في الدنيا إال لرجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة،ورجل يسارع في الخيرات

٩٥ - وقال عليه السالم: ال يقل عمل مع التقوى. وكيف يقل ما يتقبل٩٦ - وقال عليه السالم: إن أولى الناس باألنبياء أعلمهم بما جاءوا به. ثم تال

" إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا "(٢١)

Page 25: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

(ثم قال): إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته (١)، وإنعدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته

٩٧ - (وقد سمع رجال من الحرورية (٢) يتهجد ويقرأ فقال): نوم علىيقين خير من صالة في شك

٩٨ - وقال عليه السالم: إعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية ال عقل روايةفإن رواة العلم كثير ورعاته قليل

٩٩ - (وسمع رجال يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال عليه السالم):إن قولنا: إنا لله إقرار على أنفسنا بالملك. وقولنا: وإنا إليه راجعون

إقرار على أنفسنا بالهلك (٣)١٠٠ - (ومدحه قوم في وجهه فقال): اللهم إنك أعلم بي من نفسي وأناأعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، واغفر لنا ما ال يعلمون

١٠١ - وقال عليه السالم: ال يستقيم قضاء الحوائج إال بثالث: باستصغارهالتعظم (٤)، وباستكتامها لتظهر، وبتعجيلها لتهنؤ(٢٢)

Page 26: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٠٢ - وقال عليه السالم: يأتي على الناس زمان ال يقرب فيه إال الماحل (١)، واليظرف فيه إال الفاجر، وال يضعف فيه إال المنصف. يعدون الصدقةفيه غرما. وصلة الرحم منا. والعبادة استطالة على الناس. فعند ذلك

يكون السلطان بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان١٠٣ - (ورؤي عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك فقال): يخشع له

القلب، وتذل به النفس، ويقتدي به المؤمنونوقال عليه السالم: إن الدنيا واآلخرة عدوان متفاوتان وسبيالن مختلفان، فمن

أحب الدنيا وتوالها أبغض اآلخرة وعاداها. وهما بمنزلة المشرق والمغربوماش بينهما، كلما قرب من واحد بعد من اآلخر، وهما بعد ضرتان

١٠٤ - (وعن نوف البكالي قال رأيت أمير المؤمنين عليه السالم ذات ليلةوقد خرج من فراشه فنظر في النجوم، فقال لي يا نوف: أراقد أنت أم

رامق؟ فقلت بل رامق يا أمير المؤمنين (٢)، قال يا نوف): طوبى للزاهدين(٢٣)

Page 27: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

في الدنيا الراغبين في اآلخرة. أولئك قوم اتخذوا األرض بساطا،وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا (١)، والدعاء دثارا. ثم

قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيحيا نوف إن داود عليه السالم قام في مثل هذه الساعة من الليل

فقال: إنها ساعة ال يدعو فيها عبد إال استجيب له إال أن يكونعشارا (٢) أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو

صاحب كوبة وهي الطبل. (وقد قيل أيضا: إن العرطبة الطبل،والكوبة الطنبور (٣))

١٠٥ - وقال عليه السالم: إن الله افترض عليكم الفرائض فال تضيعوها، وحدلكم حدودا فال تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فال تنتهكوها (٤)

وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فال تتكلفوها(٢٤)

Page 28: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٠٦ - وقال عليه السالم: ال يترك الناس شيئا من أمر دينهم الستصالح دنياهمإال فتح الله عليهم ما هو أضر منه

١٠٧ - وقال عليه السالم: رب عالم قد قتله جهله (١) وعلمه معه ال ينفعه١٠٨ - وقال عليه السالم: لقد علق بنياط هذا اإلنسان بضعة هي أعجب ما فيه (٢)

وذلك القلب. وله مواد من الحكمة وأضداد من خالفها. فإن سنحله الرجاء (٣) أذله الطمع. وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص. وإن

ملكه اليأس قتله األسف. وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظوإن أسعده الرضى نسي التحفظ (٤). وإن ناله الخوف شغله الحذر.وإن اتسع له األمن استلبته الغرة (٥). وإن أفاد ماال أطغاه الغنى. وإن

أصابته مصيبة فضحه الجزع. وإن عضته الفاقة شغله البالء. وإنجهده الجوع قعد به الضعف. وإن أفرط به الشبع كظته البطنة (٦)

فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد(٢٥)

Page 29: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٠٩ - وقال عليه السالم: نحن النمرقة الوسطى (١) بها يلحق التالي، وإليها يرجعالغالي.

١١٠ - وقال عليه السالم: ال يقيم أمر الله سبحانه إال من ال يصانع (٢) وال يضارعوال يتبع المطامع

١١١ - وقال عليه السالم: (وقد توفي سهل بن حنيف األنصاري بالكوفة بعدمرجعه معه من صفين وكان من أحب الناس إليه) لو أحبني جبل لتهافت (٣)

(معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه، وال يفعلذلك إال باألتقياء األبرار والمصطفين األخيار، وهذا مثل قوله

عليه السالم: ١١٢ - من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا وقد يؤولذلك على معنى آخر (٤) ليس هذا موضع ذكره)

١١٣ - وقال عليه السالم: ال مال أعود من العقل (٥). وال وحدة أوحش من(٢٦)

Page 30: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

العجب. وال عقل كالتدبير. وال كرم كالتقوى. وال قرين كحسنالخلق. وال ميراث كاألدب. وال قائد كالتوفيق. وال تجارة كالعمل

الصالح. وال ربح كالثواب. وال ورع كالوقوف عند الشبهة. والزهد كالزهد في الحرام. وال علم كالتفكر. وال عبادة كأداء

الفرائض. وال إيمان كالحياء والصبر. وال حسب كالتواضع. والشرف كالعلم وال مظاهرة أوثق من المشاورة

١١٤ - وقال عليه السالم: إذا استولى الصالح على الزمان وأهله ثم أساء رجلالظن برجل لم تظهر منه خزية (١) فقد ظلم. وإذا استولى الفساد على

الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر١١٥ - (وقيل له عليه السالم: كيف نجدك يا أمير المؤمنين، فقال عليه السالم):

كيف يكون من يفنى ببقائه (٢)، ويسقم بصحته، ويؤتى من مأمنه١١٦ - وقال عليه السالم: كم من مستدرج باالحسان إليه (٣)، ومغرور بالستر

(٢٧)

Page 31: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

عليه. ومفتون بحسن القول فيه وما ابتلى الله أحدا بمثل االمالء له١١٧ - وقال عليه السالم: هلك في رجالن محب غال (١) ومبغض قال

١١٨ - وقال عليه السالم: إضاعة الفرصة غصة١١٩ - وقال عليه السالم: مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها والسم الناقع في

جوفها. يهوي إليها الغر الجاهل ويحذرها ذو اللب العاقل١٢٠ - (وسئل عليه السالم: عن قريش فقال): أما بنو مخزوم فريحانة قريش

نحب حديث رجالهم والنكاح في نسائهم. وأما بنو عبد شمس (٢)فأبعدها رأيا وأمنعها لما وراء ظهورها. وأما نحن فأبذل لما في أيدينا،

وأسمح عند الموت بنفوسنا. وهم أكثر وأمكر وأنكر. ونحنأفصح وأنصح وأصبح

١٢١ - وقال عليه السالم: شتان ما بين عملين (٣): عمل تذهب لذته وتبقى تبعته،وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره

١٢٢ - (وتبع جنازة فسمع رجال يضحك فقال عليه السالم) كأن الموت فيها(٢٨)

Page 32: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

على غيرنا كتب. وكأن الحق فيها على غيرنا وجب. وكأن الذي نرى مناألموات سفر (١) عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل

تراثهم ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة ورمينا بكل جائحة (٢)١٢٣ - وقال عليه السالم: طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته

وحسنت خليقته (٣) وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل منلسانه، وعزل عن الناس شره، ووسعته السنة، ولم ينسب إلى البدعة،

" أقول ومن الناس من ينسب هذا الكالم إلى رسول الله صلى اللهعليه وآله وكذلك الذي قبله "

١٢٤ - وقال عليه السالم: غيرة المرأة كفر (٤) وغيرة الرجل إيمان١٢٥ - وقال عليه السالم: ألنسبن االسالم نسبة لم ينسبها أحد قبلي. االسالم

هو التسليم. والتسليم هو اليقين. واليقين هو التصديق. والتصديقهو االقرار. واالقرار هو األداء. واألداء هو العمل الصالح

١٢٦ - وقال عليه السالم: عجبت للبخيل يستعجل الفقر (٥) الذي منه هرب،(٢٩)

Page 33: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

ويفوته الغنى الذي إياه طلب. فيعيش في الدنيا عيش الفقراء.ويحاسب في اآلخرة حساب األغنياء. وعجبت للمتكبر الذي كان

باألمس نطفة ويكون غدا جيفة. وعجبت لمن شك في الله وهويرى خلق الله. وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموتى. وعجبت

لمن أنكر النشأة األخرى وهو يرى النشأة األولى. وعجبت لعامردار الفناء وتارك دار البقاء

١٢٧ - وقال عليه السالم: من قصر في العمل ابتلي بالهم (١) (وال حاجة لله فيمنليس لله في ماله ونفسه نصيب

١٢٨ - وقال عليه السالم: توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره فإنه يفعل فياألبدان كفعله في األشجار. أوله يحرق وآخره يورق (٢)

١٢٩ - وقال عليه السالم: عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك١٣٠ - وقال عليه السالم: وقد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة)

(٣٠)

Page 34: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يا أهل الديار الموحشة (١) والمحال المقفرة، والقبور المظلمة. يا أهلالتربة. يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة يا أهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق (٢)

ونحن لكم تبع الحق. أما الدور فقد سكنت (٣). وأما األزواج فقدنكحت. وأما األموال فقد قسمت. هذا خبر ما عندنا فما خبر

ما عندكم؟ (ثم التفت إلى أصحابه فقال): أما لو أذن لهم في الكالمألخبروكم أن خير الزاد التقوى

١٣١ - (وقال عليه السالم وقد سمع رجال يذم الدنيا): أيها الذامللدنيا المغتر بغرورها، المخدوع بأباطيلها ثم تذمها. أتغتر بالدنياثم تذمها. أنت المتجرم عليها (٤) أم هي المتجرمة عليك؟ متى

استهوتك (٥) أم متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى (٦)؟ أم بمضاجعأمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك (٧). وكم مرضت بيديك.

(٣١)

Page 35: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

تبغي لهم الشفاء (١) وتستوضف لهم األطباء. لم ينفع أحدهم إشفاقك (٢)ولم تسعف فيه بطلبتك. ولم تدفع عنهم بقوتك. قد مثلت لك به الدنيانفسك (٣) وبمصرعه مصرعك. إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودارعافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها (٤)، ودار موعظة لمن

اتعظ بها. مسجد أحباء الله، ومصلى مالئكة الله، ومهبط وحي اللهومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة. فمن ذايذمها وقد آذنت ببينها (٥)، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلهافمثلت لهم ببالئها البالء، وشوقتهم بسرورها إلى السرور راحتبعافية (٦) وابتكرت بفجيعة. ترغيبا وترهيبا، وتخويفا وتحذيرا،

فذمها رجال غداة الندامة (٧)، وحمدها آخرون يوم القيامة. ذكرتهمالدنيا فتذكروا، وحدثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتعظوا

(٣٢)

Page 36: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٣٢ - وقال عليه السالم: إن لله ملكا ينادي في كل يوم: لدوا للموت (١)،واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب

١٣٣ - وقال عليه السالم الدنيا دار ممر إلى دار مقر. والناس فيها رجالن: رجلباع فيها نفسه فأوبقها (٢)، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها

١٣٤ - وقال عليه السالم: ال يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثالث (٣)في نكبته، وغيبته ووفاته

١٣٥ - وقال عليه السالم: من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطيالدعاء لم يحرم اإلجابة (٤) ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن

أعطي االستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادةوتصديق ذلك كتاب الله تعالى قال الله عز وجل في الدعاء " ادعوني أستجب

لكم " وقال في االستغفار " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفرالله يجد الله غفورا رحيما " وقال في الشكر " لئن شكرتم

(٣٣)

Page 37: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

ألزيدنكم " وقال في التوبة " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوءبجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله

عليما حكيما "١٣٦ - وقال عليه السالم: الصالة قربان كل تقي. والحج جهاد كل

ضعيف، ولكل شئ زكاة، وزكاة البدن الصيام، وجهاد المرأةحسن التبعل (١)

١٣٧ - وقال عليه السالم: استنزلوا الرزق بالصدقة١٣٨ - وقال عليه السالم: من أيقن بالخلف جاد بالعطية١٣٩ - وقال عليه السالم: تنزل المعونة على قدر المؤونة

١٤٠ - وقال عليه السالم: ما أعال من اقتصد (٢)١٤١ - وقال عليه السالم: قلة العيال أحد اليسارين ١٤٢ - والتودد نصف العقل

١٤٣ - وقال عليه السالم: الهم نصف الهرم١٤٤ - وقال عليه السالم: ينزل الصبر على قدر المصيبة. ومن ضرب يده على

فخذه عند مصيبته حبط عمله (٣)(٣٤)

Page 38: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٤٥ - وقال عليه السالم: كم من صائم ليس له من صيامه إال الظمأ. وكم منقائم ليس له من قيامه إال السهر والعناء. حبذا نوم األكياس

وإفطارهم (١)١٤٦ - وقال عليه السالم: سوسوا إيمانكم بالصدقة (٢)، وحصنوا أموالكم

بالزكاة وادفعوا أمواج البالء بالدعاء١٤٧ - (ومن كالم له عليه السالم لكميل بن زياد النخعي)

(قال كميل بن زياد: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السالم فأخرجني إلى الجبان (٣)، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم

قال): يا كميل إن هذه القلوب أوعية (٤) فخيرها أوعاها. فاحفظعني ما أقول لك

الناس ثالثة: فعالم رباني (٥) ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع(٣٥)

Page 39: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولميلجأوا إلى ركن وثيق

يا كميل العلم خير من المال. والعلم يحرسك وأنت تحرس المال.المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا على االنفاق، وصنيع المال يزول

بزواله (١).يا كميل العلم دين يدان به. به يكسب اإلنسان الطاعة في

حياته، وجميل األحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم والمال محكوم عليهيا كميل هلك خزان األموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي

الدهر. أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. ها، إن ههنالعلما جما (وأشار إلى صدره) لو أصبت له حملة (٢)، بلى أصبت لقنا

غير مأمون عليه (٣)، مستعمال آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله(٣٦)

Page 40: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

على عباده، وبحججه على أوليائه، أو منقادا لحملة الحق (١) ال بصيرة لهفي أحنائه، ينقدح الشك في قلبه ألول عارض من شبهة. أال ال ذا والذاك (٢)، أو منهوما باللذة (٣) سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع

واالدخار ليسا من رعاة الدين في شئ. أقرب شئ شبها بهما األنعامالسائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه

اللهم بلى، ال تخلو األرض من قائم لله بحجة. إما ظاهرا مشهوراأو خائفا مغمورا (٤) لئال تبطل حجج الله وبيناته. وكم ذا (٥)؟ وأين

أولئك؟ أولئك والله األقلون عددا واألعظمون قدرا. يحفظ الله بهمحججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههمهجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستالنوا

ما استوعره المترفون (٦)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا(٣٧)

Page 41: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل األعلى. أولئك خلفاء الله في أرضهوالدعاة إلى دينه. آه آه شوقا إلى رؤيتهم. انصرف إذا شئت.١٤٨ - وقال عليه السالم: المرء مخبوء تحت لسانه (١).

١٤٩ - وقال عليه السالم: هلك امرؤ لم يعرف قدره.١٥٠ - وقال عليه السالم: (لرجل سأله أن يعظه): ال تكن ممن يرجوا اآلخرة

بغير العمل، ويرجي التوبة (٢) بطول األمل. يقول في الدنيا بقولالزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين. إن أعطي منها لم يشبع، وإنمنع منها لم يقنع. يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي

ينهى وال ينتهي ويأمر بما ال يأتي. يحب الصالحين وال يعمل عملهم،ويبغض المذنبين وهو أحدهم. يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم

على ما يكره الموت له (٣) إن سقم ظل نادما (٤)، وإن صح أمن الهيا.يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي. إن أصابه بالء دعا مضطرا

وإن ناله رخاء اعترض مغترا. تغلبه نفسه على ما تظن وال يغلبها(٣٨)

Page 42: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

على ما يستيقن (١). يخاف على غيره بأدنى من ذنبه. ويرجو لنفسهبأكثر من عمله. إن استغنى بطر وفتن (٢)، وإن افتقر قنط ووهن.

يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل. إن عرضت له شهوة أسلف المعصية (٣)وسوف التوبة. وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة (٤). يصف

العبرة وال يعتبر (٥) ويبالغ في الموعظة وال يتعظ. فهو بالقول مدل (٦)ومن العمل مقل. ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى. يرى الغنم

مغرما (٧)، والغرم مغنما. يخشى الموت وال يبادر الفوت (٨). يستعظممن معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه، ويستكثر من

طاعته ما يحقر من طاعة غيره. فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن.اللغو مع األغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء. يحكم على غيره

لنفسه وال يحكم عليها لغيره، ويرشد غيره ويغوي نفسه. فهو(٣٩)

Page 43: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يطاع ويعصى، ويستوفي وال يوفي، ويخشى الخلق في غير ربه (١) واليخشى ربه في خلقه

(ولو لم يكن في هذا الكتاب إال هذا الكالم لكفى به موعظةناجعة وحكمة بالغة وبصيرة لمبصر وعبرة لناظر مفكر)

١٥١ - وقال عليه السالم: لكل أمري عاقبة حلوة أو مرة١٥٢ - وقال عليه السالم: لكل مقبل إدبار وما أدبر كأن لم يكن

١٥٣ - وقال عليه السالم: ال يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان١٥٤ - وقال عليه السالم: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى

كل داخل في باطل إثمان إثم العمل به وإثم الرضى به١٥٥ - وقال عليه السالم: اعتصموا بالذمم في أوتادها (٢)

١٥٦ - وقال عليه السالم: عليكم بطاعة من ال تعذرون بجهالته (٣)١٥٧ - وقال عليه السالم: قد بصرتم إن أبصرتم (٤)، وقد هديتم إن اهتديتم

وأسمعتم إن استمتعتم(٤٠)

Page 44: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٥٨ - وقال عليه السالم: عاتب أخاك باالحسان إليه، وأردد شره باإلنعام عليه١٥٩ - وقال عليه السالم: من وضع نفسه مواضع التهمة فال يلومن من أساء به الظن

١٦٠ - وقال عليه السالم: من ملك استأثر (١)١٦١ - وقال عليه السالم: من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها

في عقولها.١٦٢ - وقال عليه السالم: من كتم سره كانت الخيرة بيده (٢)

١٦٣ - وقال عليه السالم: الفقر الموت األكبر١٦٤ - وقال عليه السالم: من قضى حق من ال يقضي حقه فقد عبده (٣)

١٦٥ - وقال عليه السالم: ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق١٦٦ - وقال عليه السالم: ال يعاب المرء بتأخير حقه (٤) إنما يعاب من أخذ ما ليس له

١٦٧ - وقال عليه السالم: االعجاب يمنع من االزدياد (٥)١٦٨ - وقال عليه السالم: األمر قريب (٦)، واالصطحاب قليل

(٤١)

Page 45: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٦٩ - وقال عليه السالم: قد أضاء الصبح لذي عينين١٧٠ - وقال عليه السالم: ترك الذنب أهون من طلب التوبة١٧١ - وقال عليه السالم: كم من أكلة منعت أكالت (١)

١٧٢ - وقال عليه السالم: الناس أعداء ما جهلوا١٧٣ - وقال عليه السالم: من استقبل وجوه اآلراء عرف مواقع الخطأ (٢)

١٧٤ - وقال عليه السالم: من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل (٣)١٧٥ - وقال عليه السالم: إذا هبت أمرا فقع فيه (٤) فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه

١٧٦ - وقال عليه السالم: آلة الرياسة سعة الصدر١٧٧ - وقال عليه السالم: ازجر المسئ بثواب المحسن (٥)

١٧٨ وقال عليه السالم: احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك١٧٩ - وقال عليه السالم: اللجاجة تسل الرأي (٦)

١٨٠ - وقال عليه السالم: الطمع رق مؤبد(٤٢)

Page 46: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٨١ - وقال عليه السالم: ثمرة التفريط الندامة، وثمرة الحزم السالمة١٨٢ - وقال عليه السالم: ال خير في الصمت عن الحكم كما أنه ال خير في القول

بالجهل١٨٣ - وقال عليه السالم: ما اختلفت دعوتان إال كانت إحداهما ضاللة (١)

١٨٤ - وقال عليه السالم: ما شككت في الحق مذ أريته١٨٥ - وقال عليه السالم: ما كذبت وال كذبت وال ضللت وال ضل بي

١٨٦ - وقال عليه السالم: للظالم البادي غدا بكفه عضة (٢)١٨٧ - وقال عليه السالم: الرحيل وشيك (٣)

١٨٨ - وقال عليه السالم: من أبدى صفحته للحق هلك (٤)١٨٩ - وقال عليه السالم: من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع

١٩٠ - وقال عليه السالم: واعجباه أتكون الخالفة بالصحابة والقرابة. ورويله شعر في هذا المعنى:

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم *فكيف بهذا والمشيرون غيب (٥)

(٤٣)

Page 47: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم (١) *فغيرك أولى بالنبي وأقرب

١٩١ - وقال عليه السالم: إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا (٢)، ونهبتبادره المصائب. ومع كل جرعة شرق (٣)، وفي كل أكله غصصوال ينال العبد نعمة إال بفراق أخرى، وال يستقبل يوما من عمره إال

بفراق آخر من أجله. فنحن أعوان المنون (٤)، وأنفسنا نصب الحتوففمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شئ شرفا (٥) إال

أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا١٩٢ - وقال عليه السالم: يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك١٩٣ - وقال عليه السالم: إن للقلوب شهوة وإقباال وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها

وإقبالها فإن القلب إذا أكره عمي(٤٤)

Page 48: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

١٩٤ - (وكان عليه السالم يقول): متى أشفي غيظي إذا غضبت. أحينأعجز عن االنتقام فيقال لي لصبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي

لو عفوت (١)١٩٥ - وقال عليه السالم (وقد مر بقذر على مزبلة): هذا ما بخل به الباخلون (٢)

(وروي في خبر آخر أنه قال): هذا ما كنتم تتنافسون فيه باألمس١٩٦ - وقال عليه السالم: لم يذهب من مالك ما وعظك (٣)

١٩٧ - وقال عليه السالم: إن هذه القلوب تمل كما تمل األبدان، فابتغوا لهاطرائف الحكمة

١٩٨ - وقال عليه السالم (لما سمع قول الخوارج ال حكم إال لله): كلمة حقيراد بها باطل (٤)

١٩٩ - وقال عليه السالم (في صفة الغوغاء): (٥) هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا،وإذا تفرقوا لم يعرفوا (وقيل بل ما قال عليه السالم): هم الذين إذا

(٤٥)

Page 49: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا (فقيل قد عرفنا مضرة اجتماعهمفما منفعة افتراقهم؟ فقال): يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم فينتفع

الناس بهم، كرجوع البناء إلى بنائه، والنساج إلى منسجه، والخباز إلىمخبزه ٢٠٠ - (وأتي بجان ومعه غوغاء فقال): ال مرحبا بوجوه ال ترى إال

عند كل سوأة٢٠١ - وقال عليه السالم: إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر

خليا بينه وبينه، وإن األجل جنة حصينة (١)٢٠٢ - وقال عليه السالم (وقد قال له طلحة والزبير نبايعك على أنا شركاؤك

في هذا األمر): ال ولكنكما شريكان في القوة واالستعانة، وعونانعلى العجز واألود (٢)

٢٠٣ - وقال عليه السالم: أيها الناس اتقوا الله الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتمعلم. وبادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم، وإن أقمتم

أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم٢٠٤ - وقال عليه السالم: ال يزهدنك في المعروف من ال يشكر لك، فقد

(٤٦)

Page 50: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يشكرك عليه من ال يستمتع منه، وقد تدرك من شكر الشاكرأكثر مما أضاع الكافر والله يحب المحسنين

٢٠٥ - وقال عليه السالم: كل وعاء يضيق بما جعل فيه إال وعاء العلم فإنه يتسع (١)٢٠٦ - وقال عليه السالم: أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل

٢٠٧ - وقال عليه السالم: إن لم تكن حليما فتحلم فإنه قل من تشبه بقوم إالأوشك أن يكون منهم

٢٠٨ - وقال عليه السالم: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومنخاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم

٢٠٩ - وقال عليه السالم: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علىولدها (٢). وتال عقيب ذلك " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في

األرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين "٢١٠ - وقال عليه السالم: اتقوا الله تقية من شمر تجريدا، وجد تشميرا، وكمش

في مهل (٣)، وبادر عن وجل، ونظر في كرة الموئل وعاقبة المصدر(٤٧)

Page 51: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

ومغبة المرجع٢١١ - وقال عليه السالم: الجود حارس األعراض. والحلم فدام السفيه (١). والعفو

زكاة الظفر. والسلو عوضك ممن غدر (٢). واالستشارة عين الهداية.وقد خاطر من استغنى برأيه. والصبر يناضل الحدثان (٣). والجزع من

أعوان الزمان. وأشرف الغنى ترك المنى (٤). وكم من عقل أسير تحتهوى أمير (٥) ومن التوفيق حفظ التجربة. والمودة قرابة مستفادة.

وال تأمنن ملوال (٦)(٤٨)

Page 52: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢١٢ - وقال عليه السالم: عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله (١).٢١٣ - وقال عليه السالم: أغض على القذى واأللم ترض أبدا (٢)

٢١٤ - وقال عليه السالم: من الن عوده كثفت أغصانه (٣)٢١٥ - وقال عليه السالم: الخالف يهدم الرأي٢١٦ - وقال عليه السالم: من نال استطال (٤)

٢١٧ - وقال عليه السالم: في تقلب األحوال علم جواهر الرجال٢١٨ - وقال عليه السالم: حسد الصديق من سقم المودة (٥)

٢١٩ - وقال عليه السالم: أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع٢٢٠ - وقال عليه السالم: ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن (٦)

٢٢١ - وقال عليه السالم: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد(٤٩)

Page 53: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٢٢ - وقال عليه السالم: من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم (١)٢٢٣ - وقال عليه السالم: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه

٢٢٤ - وقال عليه السالم: بكثرة الصمت تكون الهيبة، وبالنصفة يكثرالمواصلون (٢)، وباإلفضال تعظم األقدار، وبالتواضع تتم النعمة،

وباحتمال المؤن يجب السودد (٣)، وبالسيرة العادلة يقهر المناوي (٤)،وبالحلم عن السفيه تكثر األنصار عليه

٢٢٥ - وقال عليه السالم: العجب لغفلة الحساد عن سالمة األجساد (٥)٢٢٦ - وقال عليه السالم: الطامع في وثاق الذل

٢٢٧ - (وسئل عن اإليمان فقال): اإليمان معرفة بالقلب وإقرار باللسانوعمل باألركان

٢٢٨ - وقال عليه السالم: من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا.ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو ربه. ومن

أتى غنيا فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه (٦). ومن قرأ القرآن فمات(٥٠)

Page 54: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا. ومن لهج قلبه بحبالدنيا التاط قلبه منها بثالث (١): هم ال يغبه، وحرص ال يتركه،

وأمل ال يدركه٢٢٩ - وقال عليه السالم: كفى بالقناعة ملكا، وبحسن الخلق نعيما.

(وسئل عليه السالم عن قوله تعالى " فلنحيينه حياة طيبة " فقال):هي القناعة

٢٣٠ - وقال عليه السالم: شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق فإنه أخلق للغنىوأجدر بإقبال الحظ عليه (٢)

٢٣١ - (وقال عليه السالم: في قوله تعالى " إن الله يأمر بالعدل واالحسان "):العدل االنصاف، واالحسان التفضل

٢٣٢ - وقال عليه السالم: من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة (أقول:ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر وإن كان

يسيرا فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا، واليدان ههناعبارتان عن النعمتين، ففرق عليه السالم بين نعمة العبد ونعمة الرب

(٥١)

Page 55: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة ألن نعم الله أبدا تضعف (١) على نعمالمخلوق أضعافا كثيرة إذ كانت نعم الله أصل النعم كلها. فكل

نعمة إليها ترجع ومنها تنزع)٢٣٣ - وقال البنه الحسن عليهما السالم: ال تدعون إلى مبارزة (٢)

وإن دعيت إليها فأجب فإن الداعي باغ والباغي مصروع٢٣٤ - وقال عليه السالم: خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو والجبن

والبخل (٣) فإذا كانت المرأة مزهوة لم تمكن من نفسها. وإذاكانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها. وإذا كانت جبانة فرقت (٤) من

كل شئ يعرض لها٢٣٥ - (وقيل له عليه السالم: صف لنا العاقل) فقال عليه السالم: هو الذي يضع الشئ

مواضعه (فقيل فصف لنا الجاهل فقال): قد فعلت (يعني أن الجاهلهو الذي ال يضع الشئ مواضعه فكأن ترك صفته صفة له إذ كان

بخالف وصف العاقل).٢٣٦ - وقال عليه السالم: والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير

(٥٢)

Page 56: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

في يد مجذوم (١)٢٣٧ - وقال عليه السالم: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار (٢)، وإن

قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد (٣)، وإن قوما عبدوا اللهشكرا فتلك عبادة األحرار (٤)

٢٣٨ - وقال عليه السالم: المرأة شر كلها وشر ما فيها أنه ال بد منها٢٣٩ - وقال عليه السالم: من أطاع التواني ضيع الحقوق، ومن أطاع الواشي

ضيع الصديق٢٤٠ - وقال عليه السالم: الحجر الغصيب في الدار رهن على خرابها (٥) (ويروى

هذا الكالم عن النبي صلى الله عليه وسلم وال عجب أن يشتبه الكالمان ألنمستقاهما من قليب ومفرغهما من ذنوب (٦))

٢٤١ - وقال عليه السالم: يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم علىالمظلوم

(٥٣)

Page 57: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٤٢ - وقال عليه السالم: اتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله سترا وإنرق

٢٤٣ - وقال عليه السالم: إذا ازدحم الجواب خفي الصواب (١)٢٤٤ - وقال عليه السالم: إن لله في كل نعمة حقا فمن أداه زاده منها، ومن قصر

عنه خاطر بزوال نعمته٢٤٥ - وقال عليه السالم: إذا كثرت المقدرة قلت الشهوة (٢)

٢٤٦ - وقال عليه السالم: احذروا نفار النعم فما كل شارد بمردود (٣)٢٤٧ - وقال عليه السالم: الكرم أعطف من الرحم (٤)

٢٤٨ - وقال عليه السالم: من ظن بك خيرا فصدق ظنه (٥)٢٤٩ - وقال عليه السالم: أفضل األعمال ما أكرهت نفسك عليه (٦)

٢٥٠ - وقال عليه السالم: عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم وحل العقود (٧)(٥٤)

Page 58: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٥١ - وقال عليه السالم: مرارة الدنيا حالوة اآلخرة، وحالوة الدنيا مرارةاآلخرة (١)

٢٥٢ - وقال عليه السالم: فرض الله اإليمان تطهيرا من الشرك، والصالة تنزيهاعن الكبر، والزكاة تسبيبا للرزق، والصيام ابتالء إلخالص الخلق،والحج تقربة للدين (٢)، والجهاد عزا لالسالم، واألمر بالمعروف

مصلحة للعوام، والنهي عن المنكر ردعا للسفهاء، وصلة الرحممنماة للعدد (٣)، والقصاص حقنا للدماء، وإقامة الحدود إعظاما للمحارم

وترك شرب الخمر تحصينا للعقل، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة، وتركالزنا تحصينا للنسب، وترك اللواط تكثيرا للنسل، والشهادة استظهاراعلى المجاحدات (٤)، وترك الكذب تشريفا للصدق، والسالم أمانا

من المخاوف، واألمانة نظاما لألمة (٥)، والطاعة تعظيما لإلمامة(٥٥)

Page 59: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٥٣ - (وكان عليه السالم يقول) أحلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنهبرئ من حول الله وقوته، فإنه إذا حلف بها كاذبا عوجل العقوبة،

وإذا حلف بالله الذي ال إله إال هو لم يعاجل ألنه قد وحد الله تعالى٢٥٤ - وقال عليه السالم: يا ابن آدم كن وصي نفسك في مالك واعمل فيه ما

تؤثر أن يعمل فيه من بعدك (١)٢٥٥ - وقال عليه السالم: الحدة ضرب من الجنون ألن صاحبها يندم، فإن لم

يندم فجنونه مستحكم٢٥٦ - وقال عليه السالم: صحة الجسد من قلة الحسد

٢٥٧ - وقال عليه السالم: يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم.ويدلجوا في حاجة من هو نائم (٢) فوالذي وسع سمعه األصوات ما من

أحد أودع قلبا سرورا إال وخلق الله له من ذلك السرور لطفا، فإذانزلت به نائبة جرى إليها (٣) كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما

تطرد غريبة اإلبل(٥٦)

Page 60: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٥٨ - وقال عليه السالم: إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة (١)٢٥٩ - وقال عليه السالم: الوفاء ألهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر

وفاء عند الله٢٦٠ - وقال عليه السالم: كم من مستدرج باالحسان إليه، ومغرور بالستر عليه،

ومفتون بحسن القول فيه. وما ابتلى الله سبحانه أحدا بمثل االمالء له(وقد مضى هذا الكالم فيما تقدم إال أن فيه ههنا زيادة مفيدة)

(فصل نذكر فيه شيوا عن اختيار غريب كالمه المحتاج إلى التفسير)١ - في حديثه عليه السالم: فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين

بذنبه فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف(اليعسوب: السيد العظيم المالك ألمور الناس يومئذ، والقزع:

قطع الغيم التي ال ماء فيها)٢ - وفي حديثه عليه السالم: هذا الخطيب الشحشح (يريد الماهر

في الخطبة الماضي فيها، وكل ماض في كالم أو سير فهو شحشح،والشحشح في غير هذا الموضع البخيل الممسك)

٣ - وفي حديثه عليه السالم: إن للخصومة قحما (يريد بالقحم(٥٧)

Page 61: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

المهالك ألنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف في األكثر، ومنذلك قحمة األعراب وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم (١)فذلك تقحمها فيهم. وقيل فيه وجه آخر وهو أنها تقحمهم بالد

الريف أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو)٤ - وفي حديثه عليه السالم: إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبةأولى (والنص منتهى األشياء ومبلغ أقصاها كالنص في السير ألنهأقصى ما تقدر عليه الدابة، وتقول نصصت الرجل عن األمر إذا

استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه. فنص الحقاق يريد بهاالدراك ألنه منتهى الصغر والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد

الكبير. وهو من أفصح الكنايات عن هذا األمر، فإذا بلغ النساءذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمها إذا كانوا محرما مثل اإلخوة

واألعمام وبتزويجها إن أرادوا ذلك. والحقاق محاقة األم للعصبة فيالمرأة وهو الجدال والخصومة وقول كل واحد منهما لآلخر أنا أحق

منك بهذا، يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جداال. وقد قيلإن نص الحقاق بلوغ العقل وهو االدراك ألنه عليه السالم أراد

(٥٨)

Page 62: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

منتهى األمر الذي تجب فيه الحقوق واألحكام. ومن رواه نصالحقائق فإنما أراد جمع حقيقة.

هذا معنى ما ذكره أبو عبيد. والذي عندي أن المراد بنصالحقاق ههنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها فيحقوقها، تشبيها بالحقاق من اإلبل وهي جمع حقة وحق (١) وهو الذي

استكمل ثالث سنين ودخل في الرابعة، وعند ذلك يبلغ إلى الحدالذي يتمكن فيه من ركوب ظهره ونصه في السير. والحقائق أيضا

جمع حقة. فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى واحد، وهذا أشبه بطريقةالعرب من المعنى المذكور)

٥ - وفي حديثه عليه السالم: إن اإليمان يبدو لمظة في القلب كلماازداد اإليمان ازدادت اللمظة (٢) (واللمظة مثل النكتة أو نحوها منالبياض. ومنه قيل فرس ألمظ إذا كان بجحفلته شئ من البياض (٣))

٦ - وفي حديثه عليه السالم: إن الرجل إذا كان له الدين الظنونيجب عليه أن يزكيه لما مضى إذا قبضه (فالظنون الذي ال يعلم

(٥٩)

Page 63: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

صاحبه أيقبضه من الذي هو عليه أم ال، فكأنه الذي يظن بهفمرة يرجوه ومرة ال يرجوه. وهذا من أفصح الكالم. وكذلك

كل أمر تطلبه وال تدري على أي شئ أنت منه فهو ظنون (١). وعلىذلك قول األعشى

ما يجعل الجد الظنون الذي * جنب صوب اللجب الماطرمثل الفراتي إذا ما طما * يقذف بالبوصي والماهر

والجد: البئر (٢). والظنون التي ال يعلم هل فيها ماء أم ال)٧ - وفي حديثه عليه السالم: (أنه شيع جيشا يغزيه فقال): أعذبواعن النساء ما استطعتم (ومعناه اصدفوا عن ذكر النساء (٣) وشغل

القلب بهن، وامتنعوا من المقاربة لهن ألن ذلك يفت في عضد الحمية (٤)ويقدح في معاقد العزيمة، ويكسر عن العدو، ويلفت عن االبعاد فيالغزو. وكل من امتنع من شئ فقد أعذب عنه. والعاذب والعذوب

الممتنع من األكل والشرب)(٦٠)

Page 64: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٨ - وفي حديثه عليه السالم: كالياسر الفالج ينتظر أول فوزة منقداحه (الياسرون هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور (١). والفالج

القاهر الغالب، يقال قد فلج عليهم وفلجهم. وقال الراجز:* لما رأيت فالجا قد فلجا

٩ - وفي حديثه عليه السالم: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول اللهصلى الله عليه وآله فلم يكن منا أقرب إلى العدو منه (ومعنى ذلك

أنه إذا عظم الخوف من العدو واشتد عضاض الحرب (٢) فزع المسلمونإلى قتال رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه (٣) فينزل الله عليهم

النصر به ويأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه)وقوله عليه السالم: إذا احمر البأس (كناية عن اشتداد األمر. وقد قيل

في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمى الحرب بالنار (٤) التي تجمع الحرارةوالحمرة بفعلها ولونها، ومما يقوي ذلك قول الرسول صلى الله عليه

وآله وقد رأى مجتلد الناس يوم حنين (٥) وهي حرب هوازن(٦١)

Page 65: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

" حمي الوطيس " فالوطيس مستوقد النار، فشبه رسول الله صلى اللهعليه وآله ما استحر من جالد القوم (١) باحتدام النار وشدة التهابها)

انقضى هذا الفصل ورجعنا إلى سنن الغرض األول في هذا الباب٢٦١ - وقال عليه السالم (لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على األنبار فخرج بنفسه

ماشيا حتى أتى النخيلة (٢) فأدركه الناس وقالوا يا أمير المؤمنيننحن نكفيكهم)

فقال عليه السالم: والله ما تكفونني أنفسكم فكيف تكفونني غيركم.إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها، وإنني اليوم ألشكو حيفرعيتي، كأنني المقود وهم القادة، أو الموزوع وهم الوزعة (٣) (فلما

قال عليه السالم هذا القول، في كالم طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب،تقدم إليه رجالن من أصحابه فقال أحدهما: إني ال أملك إال نفسي

وأخي فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين ننفذ له)قال عليه السالم: وأين تقعان مما أريد (٤)؟

(٦٢)

Page 66: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٦٢ - (وقيل إن الحارث بن حوت أتاه فقال: أتراني أظن أصحاب الجملكانوا على ضاللة (١))

فقال عليه السالم: يا حارث إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت (٢)إنك لم تعرف الحق فتعرف أهله، ولم تعرف الباطل فتعرف من

أتاه. فقال الحارث: فإني أعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمرفقال عليه السالم: إن سعيدا وعبد الله بن عمر لم ينصرا الحق ولم

يخذال الباطل٢٦٣ - وقال عليه السالم: صاحب السلطان كراكب األسد يغبط بموقعه وهو

أعلم بموضعه (٣)٢٦٤ - وقال عليه السالم: أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم (٤)

٢٦٥ - وقال عليه السالم: إن كالم الحكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كانخطأ كان داء (٥)

(٦٣)

Page 67: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٦٦ - (وسأله رجل أن يعرفه اإليمان) فقال عليه السالم:إذا كان الغد فأتني حتى أخبرك على أسماع الناس، فإن نسيت مقالتي

حفظها عليك غيرك، فإن الكالم كالشاردة ينقفها هذا (١) ويخطئها هذا(وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله

اإليمان على أربع شعب)٢٦٧ - وقال عليه السالم: يا ابن آدم ال تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك

الذي قد أتاك، فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك٢٦٨ - وقال عليه السالم: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما (٢)٢٦٩ - وقال عليه السالم: الناس للدنيا عامالن: عامل عمل للدنيا قد شغلته دنياه

عن آخرته يخشى على من يخلفه الفقر ويأمنه على نفسه فيفني عمرهفي منفعة غيره، وعامل عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من الدنيا

بغير عمل، فأحرز الحظين معا، وملك الزادين جميعا، فأصبح وجيها(٦٤)

Page 68: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

عند الله (١) ال يسأل الله حاجة فيمنعه٢٧٠ - (وروي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة

وكثرته، فقال قوم لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كانأعظم لألجر، وما تصنع الكعبة بالحلي؟ فهم عمر بذلك، وسأل أمير

المؤمنين عليه السالم. فقال عليه السالم:إن القرآن أنزل على النبي صلى الله عليه وآله واألموال أربعة:

أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض، والفئ فقسمه علىمستحقيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله

حيث جعلها. وكان حلي الكعبة فيها يومئذ، فتركه الله على حالهولم يتركه نسيانا، ولم يخف عليه مكانا (٢) فأقره حيث أقره الله

ورسوله. فقال له عمر: لوالك الفتضحنا، وترك الحلي بحاله٢٧١ - (وروي أنه عليه السالم رفع إليه رجالن سرقا من مال الله:

أحدهما عبد من مال الله، واآلخر من عروض الناس (٣)(٦٥)

Page 69: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

فقال عليه السالم: أما هذا فهو من مال الله وال حد عليه. مال الله أكلبعضه بعضا، وأما اآلخر فعليه الحد فقطع يده

٢٧٢ - وقال عليه السالم: لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء (١)٢٧٣ - وقال عليه السالم: اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد وإن

عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته أكثر مما سمى لهفي الذكر الحكيم (٢)، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلتهوبين أن يبلغ ما سمى له في الذكر الحكيم. والعارف لهذا العامل

به أعظم الناس راحة في منفعة. والتارك له الشاك فيه أعظم الناس شغالفي مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالنعمى (٣)، ورب مبتلى مصنوع

له بالبلوى. فزد أيها المستمع في شكرك، وقصر من عجلتك (٤)،وقف عند منتهى رزقك

(٦٦)

Page 70: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٧٤ - وقال عليه السالم: ال تجعلوا علمكم جهال ويقينكم شكا (١) إذا علمتمفاعملوا، وإذا تيقنتم فأقدموا

٢٧٥ - وقال عليه السالم: إن الطمع مورد غير مصدر (٢)، وضامن غير وفي،وربما شرق شارب الماء قبل ريه (٣)، وكلما عظم قدر الشئ المتنافس

فيه عظمت الرزية لفقده. واألماني تعمي أعين البصائر. والحظ يأتيمن ال يأتيه

٢٧٦ - وقال عليه السالم: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في المعة العيون عالنيتيوتقبح فيما أبطن لك سريرتي، محافظا على رئاء الناس من نفسي بجميع

ما أنت مطلع عليه مني، فأبدي للناس حسن ظاهري وأفضي إليكبسوء عملي تقربا إلى عبادك، وتباعدا من مرضاتك (٤)

٢٧٧ - وقال عليه السالم: ال والذي أمسينا منه في غبر ليلة دهماء تكشر عن(٦٧)

Page 71: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يوم أغر ما كان كذا وكذا (١)٢٧٨ - وقال عليه السالم: قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول (٢)

٢٧٩ - وقال عليه السالم: إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها٢٨٠ - وقال عليه السالم: من تذكر بعد السفر استعد

٢٨١ - وقال عليه السالم: ليست الروية كالمعاينة مع األبصار (٣). فقد تكذبالعيون أهلها وال يغش العقل من استنصحه

٢٨٢ - وقال عليه السالم: بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرة (٤)٣ ٢٨ - وقال عليه السالم: جاهلكم مزداد وعالمكم مسوف (٥)

٢٨٤ - وقال عليه السالم: قطع العلم عذر المتعللين(٦٨)

Page 72: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٢٨٥ - وقال عليه السالم: كل معاجل يسأل اإلنظار وكل مؤجل يتعللبالتسويف (١)

٢٨٦ - وقال عليه السالم: ما قال الناس لشئ طوبى له إال وقد خبأ له الدهريوم سوء

٢٨٧ - (وسئل عن القدر فقال): طريق مظلم فال تسلكوه، وبحرعميق فال تلجوه، وسر الله فال تتكلفوه (٢)

٢٨٨ - وقال عليه السالم: إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم (٣)٢٨٩ - وقال عليه السالم: كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني

صغر الدنيا في عينه، وكان خارجا من سلطان بطنه فال يشتهي ما اليجد، وال يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتا. فإن قال بد

القائلين (٤) ونقع غليل السائلين. وكان ضعيفا مستضعفا. فإن جاء(٦٩)

Page 73: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

الجد فهو ليث غاب وصل واد (١)، ال يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا (٢).وكان ال يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره (٣)،

وكان ال يشكو وجعا إال عند برئه. وكان يفعل ما يقول وال يقولما ال يفعل. وكان إذا غلب على الكالم لم يغلب على السكوت.

وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلم. وكان إذا بدهه أمران (٤)نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه. فعليكم بهذه الخالئق فالزموها

وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أن أخذ القليل خير من ترك الكثير٢٩٠ - وقال عليه السالم: لو لم يتوعد الله على معصيته (٥) لكان يجب أن ال يعصى

شكرا لنعمه٢٩١ - (وقال عليه السالم وقد عزى األشعث بن قيس عن ابن له):

يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم.(٧٠)

Page 74: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف. يا أشعث إن صبرت جرىعليك القدر وأنت مأجور. وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت

مأزور (١). ابنك سرك وهو بالء وفتنة (٢)، وحزنك وهو ثواب ورحمة٢٩٢ - (وقال عليه السالم على قبر رسول الله)

(صلى الله عليه وآله ساعة دفن):إن الصبر لجميل إال عنك، وإن الجزع لقبيح إال عليك، وإن

المصاب بك لجليل، وإنه قبلك وبعدك لجلل (٣)٢٩٣ - وقال عليه السالم: ال تصحب المائق (٤) فإنه يزين لك فعله ويود أن

تكون مثله٤ ٢٩ - (وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب) فقال عليه السالم:

مسيرة يوم للشمس٢٩٥ - وقال عليه السالم: أصدقاؤك ثالثة، وأعداؤك ثالثة، فأصدقاؤك صديقك

(٧١)

Page 75: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

وصديق صديقك وعدو عدوك. وأعداؤك عدوك وعدو صديقكوصديق عدوك

٢٩٦ - (وقال عليه السالم لرجل رآه يسعى على عدو له بما فيه إضرار بنفسه):إنما أنت كالطاعن نفسه ليقتل ردفه (١)

٢٩٧ - وقال عليه السالم: ما أكثر العبر وأقل االعتبار٢٩٨ - (وقال عليه السالم: من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها ظلم (٢)

وال يستطيع أن يتقي الله من خاصم٢٩٩ - وقال عليه السالم: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين (٣)٣٠٠ - وسئل عليه السالم: (كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم) فقال: كما

يرزقهم على كثرتهم(فقيل كيف يحاسبهم وال يرونه)

قال عليه السالم: كما يرزقهم وال يرونه٣٠١ - وقال عليه السالم: رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك

(٧٢)

Page 76: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٠٢ - وقال عليه السالم: ما المبتلى الذي قد اشتد به البالء بأحوج إلى الدعاءمن المعافى الذي ال يأمن البالء

٣٠٣ - وقال عليه السالم: الناس أبناء الدنيا، وال يالم الرجل على حب أمه٣٠٤ - وقال عليه السالم: إن المسكين رسول الله (١) فمن منعه فقد منع الله، ومن

أعطاه فقد أعطى الله٣٠٥ - وقال عليه السالم: ما زنى غيور قط

٣٠٦ - وقال عليه السالم: كفى باألجل حارسا٣٠٧ - وقال عليه السالم: ينام الرجل على الثكل وال ينام على الحرب (٢) (ومعنى

ذلك أنه يصبر على قتل األوالد وال يصبر على سلب األموال)٣٠٨ - وقال عليه السالم: مودة اآلباء قرابة بين األبناء (٣) والقرابة إلى المودة

أحوج من المودة إلى القرابة٣٠٩ - وقال عليه السالم: اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالى جعل الحق على

ألسنتهم(٧٣)

Page 77: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣١٠ - وقال عليه السالم: ال يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منهبما في يده (١)

٣١١ - وقال عليه السالم: ألنس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير لما جاءإلى البصرة يذكرهما شيئا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله

في معناهما فلوى عن ذلك فرجع إليه فقال (٢): (إني أنسيت ذلك األمر)فقال عليه السالم: إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء المعة ال تواريها

العمامة (يعني البرص، فأصاب أنسا هذا الداء فيما بعد في وجههفكان ال يرى إال مبرقعا)

٣١٢ - وقال عليه السالم: إن للقلوب إقباال وإدبارا (٣) فإذا أقبلت فاحملوها علىالنوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض

٣١٣ - وقال عليه السالم: وفي القرآن نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكمما بينكم (٤)

(٧٤)

Page 78: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣١٤ - وقال عليه السالم: ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر ال يدفعه إال الشر (١)٣١٥ - وقال عليه السالم لكاتبه عبيد الله بن رافع: ألق دواتك، وأطل جلفة

قلمك (٢)، وفرج بين السطور وقرمط بين الحروف فإن ذلك أجدربصباحة الخط

٣١٦ - وقال عليه السالم: أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار (ومعنىذلك أن المؤمنين يتبعونني والفجار يتبعون المال كما تتبع النحل

يعسوبها وهو رئيسها)٣١٧ - (وقال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه)

فقال عليه السالم له: إنما اختلفنا عنه ال فيه (٣) ولكنكم ما جفتأرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة

قال إنكم قوم تجهلون "٣١٨ - (وقيل له بأي شئ غلبت االقران؟)

فقال عليه السالم: ما لقيت رجال إال أعانني على نفسه (يؤمي(٧٥)

Page 79: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب)٣١٩ - وقال عليه السالم البنه محمد بن الحنفية: يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ

بالله منه فإن الفقر منقصة للدين (١) مدهشة للعقل، داعية للمقت٣٢٠ - (وقال عليه السالم لسائل سأله عن معضلة (٢): سل تفقها وال تسأل تعنتا،

فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم، وإن العالم المتعسف شبيهبالجاهل المتعنت

٣٢١ - (وقال عليه السالم لعبد الله بن العباس وقد أشار عليه في شئ لميوافق رأيه عليه السالم): لك أن تشير علي وأرى، فإن عصيتك فأطعني (٣)

٣٢٢ - وروي أنه عليه السالم لما ورد الكوفة قادما من صفين مربالشباميين (٤) فسمع بكاء النساء على قتلى صفين، وخرج إليه حرب

ابن شرحبيل الشبامي وكان من وجوه قومه)فقال عليه السالم له: تغلبكم نساؤكم على ما أسمع (٥)، أال تنهونهن عن

(٧٦)

Page 80: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

هذا الرنين (وأقبل يمشي معه وهو عليه السالم راكب فقال عليهالسالم له): ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة

للمؤمن (١)٣٢٣ - (وقال عليه السالم وقد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان): بؤسا لكم،

لقد ضركم من غركم (فقيل له من غرهم يا أمير المؤمنين؟ فقال):الشيطان المضل واألنفس األمارة بالسوء غرتهم باألماني وفسحت

لهم بالمعاصي، ووعدتهم االظهار فاقتحمت بهم النار٣٢٤ - وقال عليه السالم: اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم٣٢٥ - (وقال عليه السالم لما بلغه قتل محمد بن أبي بكر): إن حزننا عليه على

قدر سرورهم به، إال أنهم نقصوا بغيضا ونقصنا حبيبا٣٢٦ - وقال عليه السالم: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون

سنة (٢)(٧٧)

Page 81: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٢٧ - وقال عليه السالم: ما ظفر من ظفر اإلثم به، والغالب بالشر مغلوب (١)٣٢٨ - وقال عليه السالم: إن الله سبحانه فرض في أموال األغنياء أقوات الفقراء

فما جاع فقير إال بما متع به غني والله تعالى سائلهم عن ذلك٣٢٩ - وقال عليه السالم: االستغناء عن العذر أعز من الصدق به (٢)

٣٣٠ - وقال عليه السالم: أقل ما يلزمكم لله أن ال تستعينوا بنعمه علىمعاصيه

٣٣١ - وقال عليه السالم: إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة األكياس عندتفريط العجزة (٣)

٣٣٢ - وقال عليه السالم: السلطان وزعة الله في أرضه (٤)٣٣٣ - (وقال عليه السالم في صفة المؤمن): المؤمن بشره في وجهه (٥)، وحزنه

(٧٨)

Page 82: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

في قلبه. أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا (١). يكره الرفعة، ويشنوالسمعة. طويل غمه. بعيد همه. كثير صمته. مشغول وقته.

شكور صبور. مغمور بفكرته (٢). ضنين بخلته (٣) سهل الخليقة.لين العريكة. نفسه أصلب من الصلد (٤) وهو أذل من العبد

٣٣٤ - وقال عليه السالم: لو رأى العبد األجل ومصيره ألبغض األمل وغروره٣٣٥ - وقال عليه السالم: لكل امرئ في ماله شريكان: الوارث والحوادث

٣٣٧ - وقال عليه السالم: الداعي بال عمل كالرامي بال وتر (٥)٣٣٨ - وقال عليه السالم: العلم علمان: مطبوع ومسموع، وال ينفع المسموع إذا

لم يكن المطبوع (٦)٣٣٩ - وقال عليه السالم: صواب الرأي بالدول يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها (٧)

(٧٩)

Page 83: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٤٠ - وقال عليه السالم: العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى٣٤١ - وقال عليه السالم: يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم

٣٤٣ - وقال عليه السالم: األقاويل محفوظة، والسرائر مبلوة (١) و " كل نفسبما كسبت رهينة ". والناس منقوصون مدخولون (٢) إال من عصم

الله. سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف. يكاد أفضلهم رأيا يردهعن فضل رأيه الرضى والسخط (٣)، ويكاد أصلبهم عودا تنكؤه

اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة (٤). ٣٤٤ - معاشر الناس اتقوا الله فكممن مؤمل ما ال يبلغه، وبان ما ال يسكنه، وجامع ما سوف يتركه.

ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه. أصابه حراما، واحتمل به آثاما،فناء بوزره، وقدم على ربه آسفا الهفا قد " خسر الدنيا واآلخرة ذلك

هو الخسران المبين "(٨٠)

Page 84: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٤٥ - وقال عليه السالم: من العصمة تعذر المعاصي (١)٦ ٣٤ - وقال عليه السالم: ماء وجهك جامد يقطره السؤال فانظر عند من تقطره

٣٤٧ - وقال عليه السالم: الثناء بأكثر من االستحقاق ملق (٢) والتقصير عناالستحقاق عي وحسد

٣٤٨ - وقال عليه السالم: أشد الذنوب ما استهان به صاحبه٣٤٩ - وقال عليه السالم: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ومن

رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته. ومن سل سيف البغي قتل به.ومن كابد األمور عطب (٣). ومن اقتحم اللجج غرق. ومن دخل

مداخل السوء اتهم. ومن كثر كالمه كثر خطؤه. ومن كثرخطؤه قل حياؤه. ومن قل حياؤه قل ورعه. ومن قل ورعه مات قلبه. ومنمات قلبه دخل النار. ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسهفذاك األحمق بعينه (٤) والقناعة مال ال ينفد، ومن أكثر من ذكر الموت

(٨١)

Page 85: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

رضي من الدنيا باليسير. ومن علم أن كالمه من عمله قل كالمهإال فيما يعنيه

٣٥٠ - وقال عليه السالم: للظالم من الرجال ثالث عالمات: يظلم من فوقهبالمعصية (١)، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة.

٣٥١ - وقال عليه السالم: عند تناهي الشدة تكون الفرجة. وعند تضايق حلقالبالء يكون الرخاء

٣٥٢ - وقال عليه السالم لبعض أصحابه: ال تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدكفإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن الله ال يضيع أولياءه. وإن

يكونوا أعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله٣٥٣ - وقال عليه السالم: أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله

٣٥٤ - (وهنأ بحضرته رجل رجال بغالم ولد له فقال له ليهنك الفارس)فقال عليه السالم: ال تقل ذلك، ولكن قل: شكرت الواهب

وبورك لك في الموهوب، وبلغ أشده، ورزقت بره٣٥٥ - (وبنى رجل من عماله بناء فخما (٢)) فقال عليه السالم:

(٨٢)

Page 86: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

أطلعت الورق رؤوسها (١) إن البناء يصف لك الغنى٣٥٦ - (وقيل له عليه السالم لو سد على رجل باب بيته وترك فيه من

أين كان يأتيه رزقه؟)فقال عليه السالم: من حيث يأتيه أجله

٣٥٧ - (وعزى قوما عن ميت مات لهم) فقال عليه السالم:إن هذا األمر ليس بكم بدأ وال إليكم انتهى (٢). وقد كان

صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض أسفاره، فإن قدم عليكم وإالقدمتم عليه

٣٥٨ - وقال عليه السالم: أيها الناس ليركم الله من النعمة وجلين كما يراكممن النقمة فرقين (٣)، إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك

(٨٣)

Page 87: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

استدراجا فقد أمن مخوفا. ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلكاختبارا فقد ضيع مأموال

٣٥٩ - وقال عليه السالم: يا أسرى الرغبة أقصروا (١) فإن المعرج على الدنيا اليروعه منها إال صريف أنياب الحدثان (٢). أيها الناس تولوا من أنفسكم

تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها (٣)٣٦٠ - وقال عليه السالم: ال تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وأنت تجد لها

في الخير محتمال٣٦١ - وقال عليه السالم: إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة

الصالة على رسوله صلى الله عليه وآله ثم سل حاجتك فإن الله أكرممن أن يسأل حاجتين (٤) فيقضي إحداهما ويمنع األخرى

٣٦٢ - وقال عليه السالم: من ضن بعرضه فليدع المراء (٥)٣٦٣ - وقال عليه السالم: من الخرق المعاجلة قبل اإلمكان واألناة بعد الفرصة (٦)

(٨٤)

Page 88: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٦٤ - وقال عليه السالم: ال تسأل عما لم يكن ففي الذي قد كان لك شغل (١)٣٦٥ - وقال عليه السالم: الفكر مرآة صافية واالعتبار منذر ناصح (٢)

وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته لغيرك٣٦٦ - وقال عليه السالم: العلم مقرون بالعمل فمن علم عمل. والعلم يهتف

بالعمل فإن أجابه وإال ارتحل عنه (٣)٣٦٧ - وقال عليه السالم: يا أيها الناس متاع الدنيا حطام موبئ فتجنبوا مرعاه (٤).

قلعتها أحظى من طمأنينتها (٥) وبلغتها أزكى من ثروتها (٦). حكمعلى مكثر بها بالفاقة (٧) وأعين من غني عنها بالراحة (٨). ومن راقه

زبرجها أعقبت ناظريه كمها (٩).(٨٥)

Page 89: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

ومن استشعر الشعف بها مألت ضميره أشجانا (١) لهن رقص علىسويداء قلبه (٢) هم يشغله وهم يحزنه، كذلك حتى يؤخذ بكظمه

فيلقى بالقضاء (٣). منقطعا أبهراه هينا على الله فناؤه وعلى اإلخوانإلقاؤه (٤)، وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين االعتبار. ويقتات منها

ببطن االضطرار (٥). ويسمع فيها بأذن المقت واألبغاض. إن قيل أثرىقيل أكدى (٦). وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء. هذا ولم

يأتهم يوم فيه يبلسون (٧)٣٦٨ - وقال عليه السالم: إن الله سبحانه وضع الثواب على طاعته والعقاب على

معصيته ذيادة لعباده عن نقمته (٨) وحياشة لهم إلى جنته (٩)(٨٦)

Page 90: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٧٠ - (وروي أنه عليه السالم قلما اعتدل به المنبر إال قال أمام خطبته): أيهاالناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو، وال ترك سدى فيلغو (١).وما دنياه التي تحسنت له بخلف من اآلخرة التي قبحها سوء النظر

عنده. وما المغرر الذي ظفر من الدنيا بأعلى همته كاآلخر الذيظفر من اآلخرة بأدنى سهمته (٢)

٣٧١ - وقال عليه السالم: ال شرف أعلى من االسالم. وال عز أعز من التقوىوال معقل أحصن من الورع. وال شفيع أنجح من التوبة. وال كنزأغنى من القناعة. وال مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت. ومن

اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة (٣) وتبوأ خفض الدعة.والرغبة مفتاح النصب (٤) ومطية التعب. والحرص والكبر والحسد

دواع إلى التقحم في الذنوب. والشر جامع مساوي العيوب٣٦٩ - وقال عليه السالم: يأتي على الناس زمان ال يبقى فيه من القرآن

(٨٧)

Page 91: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

إال رسمه ومن االسالم إال اسمه. مساجدهم يومئذ عامرة من البنىخراب من الهدى. سكانها وعمارها شر أهل األرض، منهم تخرجالفتنة وإليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها. ويسوقون من

تأخر عنها إليها يقول الله تعالى " فبي حلفت ألبعثن على أولئك فتنةأترك الحليم فيها حيران، وقد فعل. ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة

٣٧٢ - (وقال عليه السالم لجابر بن عبد الله األنصاري) يا جابر قوام الدنيابأربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل ال يستنكف أن يتعلم، وجواد

ال يبخل بمعروفه، وفقير ال يبيع آخرته بدنياه. فإذا ضيع العالمعلمه استنكف الجاهل أن يتعلم (١)، وإذا بخل الغني بمعروفه باع

الفقير آخرته بدنياه (٢) يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرتحوائج الناس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء (٣)،

ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء٣٧٣ - (وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى

الفقيه - وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن األشعث - أنه قال فيماكان يحض به الناس على الجهاد: إني سمعت عليا عليه السالم يقول

(٨٨)

Page 92: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يوم لقينا أهل الشام):أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه

فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ (١)، ومن أنكره بلسانه فقد أجروهو أفضل من صاحبه. ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي

العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدىوقام على الطريق ونور في قلبه اليقين

٣٧٤ - (وفي كالم آخر له يجري هذا المجرى) فمنهم المنكر للمنكربيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر

بلسانه وقلبه والتارك بيده، فذلك متمسك بخصلتين من خصالالخير ومضيع خصلة، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه

فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثالث وتمسك بواحدة (٢)،ومنهم تارك إلنكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت األحياء

وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند األمر بالمعروف والنهيعن المنكر إال كنفثة في بحر لجي (٣)، وإن األمر بالمعروف

(٨٩)

Page 93: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

والنهي عن المنكر ال يقربان من أجل، وال ينقصان من رزق.وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر

٣٧٥ - (وعن أبي جحيفة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السالم يقول):أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ثم

بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعلأعاله أسفله وأسفله أعاله

٣٧٦ - وقال عليه السالم: إن الحق ثقيل مرئ، وإن الباطل خفيفوبئ (١).

٣٧٧ - وقال عليه السالم: ال تأمنن على خير هذه األمة عذاب الله لقوله تعالى" فال يأمن مكر الله إال القوم الخاسرون " وال تيأسن لشر هذه

األمة من روح الله (٢) لقوله تعالى " إنه ال ييأس من روح الله إالالقوم الكافرون "

٣٧٨ - وقال عليه السالم: البخل جامع لمساوي العيوب، وهو زمام يقاد به إلىكل سوء

(٩٠)

Page 94: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٧٩ - وقال عليه السالم: الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأتهأتاك فال تحمل هم سنتك على هم يومك، كفاك كل يوم ما فيه.

فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديدما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس

لك؟ ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب. ولنيبطئ عنك ما قد قدر لك

(وقد مضى هذا الكالم فيما تقدم من هذا الباب إال أنه ههناأوضح وأشرح فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول الكتاب)

٣٨٠ - وقال عليه السالم: رب مستقبل يوما ليس بمستدبره، ومغبوط في أولليله قامت بواكيه في آخره (١)

٣٨١ - وقال عليه السالم: الكالم في وثاقك ما لم تتكلم به (٢)، فإذا تكلمت بهصرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك. فرب

كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة٣٨٢ - وقال عليه السالم: ال تقل ما ال تعلم، بل ال تقل كل ما تعلم، فإن الله

(٩١)

Page 95: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

فرض على جوارحك فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة٣٨٣ - وقال عليه السالم: احذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته (١)

فتكون من الخاسرين، وإذا قويت فاقو على طاعة الله، وإذا ضعفتفاضعف عن معصية الله

٣٨٤ - وقال عليه السالم: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل (٢). والتقصيرفي حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن. والطمأنينة إلى كل

أحد قبل االختبار عجز٣٨٥ - وقال عليه السالم: من هوان الدنيا على الله أنه ال يعصى إال فيها وال ينال ما

عنده إال بتركها٣٨٦ - وقال عليه السالم: من طلب شيئا ناله أو بعضه (٣)

٣٨٧ - وقال عليه السالم: ما خير بخير بعده النار. وما شر بشر بعده الجنة (٤).(٩٢)

Page 96: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بالء دون النار عافية٣٨٨ - وقال عليه السالم: أال وإن من البالء الفاقة. وأشد من الفاقة مرض البدن.

وأشد من مرض البدن مرض القلب. أال وإن من النعم سعة المال،وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب

٣٩٠ - وقال عليه السالم: للمؤمن ثالث ساعات: فساعة يناجي فيها ربه، وساعةيرم معاشه (١)، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل.وليس للعاقل أن يكون شاخصا إال في ثالث: مرمة لمعاش، أو خطوة

في معاد، أو لذة في غير محرم٣٩١ - وقال عليه السالم: أزهد في الدنيا يبصرك الله عوراتها، وال تغفل فلست

بمغفول عنك٣٩٢ - وقال عليه السالم: تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه

٣٩٣ - وقال عليه السالم: خذ من الدنيا ما أتاك، وتول عما تولى عنك، فإن أنتلم تفعل فأجمل في الطلب (٢)

(٩٣)

Page 97: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٣٩٤ - وقال عليه السالم: رب قول أنفذ من صول (١)٣٩٥ - وقال عليه السالم: كل مقتصر عليه كاف (٢)

٣٩٦ - وقال عليه السالم: المنية وال الدنية. والتقلل وال التوسل (٣). ومن لميعط قاعدا لم يعط قائما (٤). والدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإذا

كان لك فال تبطر، وإذا كان عليك فاصبر٤٠١ - وقال عليه السالم: مقاربة الناس في أخالقهم أمن من غوائلهم (٥)

٤٠٢ - وقال عليه السالم لبعض مخاطبيه (وقد تكلم بكلمة يستصغر مثله عنقول مثلها (٦):

لقد طرت شكيرا، وهدرت سقبا (والشكير ههنا أول ما ينبتمن ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف (٧)، والسقب الصغير من

اإلبل، وال يهدر إال بعد أن يستفحل)(٩٤)

Page 98: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٠٣ - وقال عليه السالم: من أومأ إلى متفاوت خذلته الحيل (١)٤٠٤ - وقال عليه السالم (وقد سئل عن معنى قولهم ال حول وال قوة إال بالله)

إنا ال نملك مع الله شيئا، وال نملك إال ما ملكنا، فمتى ما ملكنا ماهو أملك به منا كلفنا (٢)، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا

٤٠٥ - وقال عليه السالم: لعمار بن ياسر (وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبةكالما): دعه يا عمار فإنه لم يأخذ من الدين إال ما قاربه من الدنيا،

وعلى عمد لبس على نفسه (٣) ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته٤٠٦ - وقال عليه السالم: ما أحسن تواضع األغنياء للفقراء طلبا لما عند الله،

وأحسن منه تيه الفقراء على األغنياء اتكاال على الله (٤)٤٠٧ - وقال عليه السالم: ما استودع الله امرأ عقال إال استنقذه به يوما ما (٥)

٤٠٨ - وقال عليه السالم: من صارع الحق صرعه(٩٥)

Page 99: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٠٩ - وقال عليه السالم: القلب مصحف البصر (١)٤١٠ - وقال عليه السالم: التقى رئيس األخالق

٤١١ - وقال عليه السالم: ال تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك، وبالغة قولكعلى من سددك (٢)

٤١٢ - وقال عليه السالم: كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك٤١٣ - وقال عليه السالم: من صبر صبر األحرار وإال سال سلو االغمار (٣)

٤١٤ - (وفي خبر آخر أنه عليه السالم قال لألشعث بن قيس معزيا)إن صبرت صبر األكارم وإال سلوت سلو البهائم

٤١٥ - وقال عليه السالم في صفة الدنيا: تغر وتضر وتمر. إن الله تعالى لم يرضهاثوابا ألوليائه وال عقابا ألعدائه، وإن أهل الدنيا كركب بيناهم

حلوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا (٤)٤١٦ - وقال البنه الحسن (ع): يا بني ال تخلفن وراءك شيئا من الدنيا، فإنك

(٩٦)

Page 100: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

تخلفه ألحد رجلين: إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيتبه، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا له على معصيته.

وليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك(ويروى هذا الكالم على وجه آخر وهو):

أما بعد فإن الذي في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك،وهو صائر إلى أهل بعدك، وإنما أنت جامع ألحد رجلين: رجل

عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به، أو رجل عمل فيهبمعصية الله فشقي بما جمعت له، وليس أحد هذين أهال أن تؤثره

على نفسك وال أن تحمل له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة اللهولمن بقي رزق الله

٤١٧ - وقال عليه السالم (لقائل قال بحضرته أستغفر الله): ثكلتك أمك أتدريما االستغفار؟ االستغفار درجة العليين. وهو اسم واقع على ستة

معان: أولها الندم على ما مضى. والثاني العزم على ترك العود إليهأبدا. والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله

أملس ليس عليك تبعة. والرابع أن تعمد إلى كل فريضةعليك ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت

(٩٧)

Page 101: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

على السحت (١) فتذيبه باألحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأبينهما لحم جديد. والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته

حالوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله٤١٨ - وقال عليه السالم: الحلم عشيرة (٢)

٤١٩ - وقال عليه السالم: مسكين ابن آدم مكتوم األجل، مكنون العلل،محفوظ العمل، تؤلمه البقة، وتقتله الشرقة، وتنتنه العرقة (٣)

٤٢٠ - (وروي أنه عليه السالم كان جالسا في أصحابه فمرت بهم امرأةجميلة فرمقها القوم بأبصارهم) فقال عليه السالم:

إن أبصار هذه الفحول طوامح (٤)، وإن ذلك سبب هبابها، فإذانظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليالمس أهله فإنما هي امرأة كامرأة(فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافرا ما أفقهه! فوثب القوم

ليقتلوه) فقال:(٩٨)

Page 102: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

رويدا إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب (١)٤٢١ - وقال عليه السالم: كفاك من عقلك أوضح لك سبيل غيك من رشدك.٤٢٢ - وقال عليه السالم: افعلوا الخير وال تحقروا منه شيئا، فإن صغيره كبير،

وقليله كثير، وال يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير منيفيكون والله كذلك. إن للخير والشر أهال فما تركتموه منهما

كفاكموه أهله (٢)٤٢٣ - وقال عليه السالم: من أصلح سريرته أصلح الله عالنيته. ومن عمل لدينه

كفاه أمر دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينهوبين الناس

٤٢٤ - وقال عليه السالم: الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خللخلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك

٤٢٥ - وقال عليه السالم: إن لله عبادا يختصهم الله بالنعم لمنافع العباد فيقرهافي أيديهم ما بذلوها (٣)، فإذا منعوها نزعها منعم ثم حولها إلى غيرهم

(٩٩)

Page 103: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٢٦ - وقال عليه السالم: ال ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين: العافية والغنى، بيناتراه معافى إذ سقم، وبينا تراه غنيا إذ افتقر

٤٢٧ - وقال عليه السالم: من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى اللهومن شكاها إلى كافر فكأنما شكا الله

٤٢٨ - وقال عليه السالم في بعض األعياد: إنما هو عيد لمن قبل الله من صيامهوشكر قيامه، وكل يوم ال يعصى الله فيه فهو عيد

٤٢٩ - وقال عليه السالم: إن أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب ماالفي غير طاعة الله، فورثه رجل فأنفقه في طاعة الله سبحانه، فدخل به

الجنة ودخل األول به النار٤٣٠ - وقال عليه السالم: إن أخسر الناس صفقة (١) وأخيبهم سعيا رجل أخلق

بدنه في طلب ماله ولم تساعده المقادير على إرادته، فخرج من الدنيابحسرته وقدم على اآلخرة بتبعته.

٤٣١ - وقال عليه السالم: الرزق رزقان: طالب ومطلوب، فمن طلب الدنياطلبه الموت حتى يخرجه عنها، ومن طلب اآلخرة طلبته الدنيا

حتى يستوفي رزقه منها(١٠٠)

Page 104: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٣٢ - وقال عليه السالم: إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظرالناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها (١) إذا اشتغل الناس بعاجلها،

فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم (٢)، وتركوا منها ما علموا أنهسيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقالال. ودركهم لها فوتا.

أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس (٣). بهم علم الكتاب وبهعلموا. وبهم قام الكتاب وبه قاموا. ال يرون مرجوا فوق ما يرجون،

وال مخوفا فوق ما يخافون (٤)٤٣٣ - وقال عليه السالم: اذكروا انقطاع اللذات وبقاء التبعات

٤٣٤ - وقال عليه السالم: أخبر تقله (٥) (ومن الناس من يروي هذا للرسول صلىالله عليه وآله. ومما يقوي أنه من كالم أمير المؤمنين عليه السالم ما حكاه

ثعلب عن ابن األعرابي: قال المأمون: لوال أن عليا قال " أخبر تقله "لقلت: أقله تخبر)

(١٠١)

Page 105: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٣٥ - وقال عليه السالم: ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنهباب الزيادة. وال ليفتح على عبد الدعاء ويغلق عنه باب اإلجابة (١).

وال ليفتح لعبد باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة٤٣٧ - (وسئل عليه السالم أيما أفضل العدل أو الجود) فقال عليه السالم:

العدل يضع األمور مواضعها، والجود يخرجها من جهتها. والعدلسائس عام، والجود عارض خاص. فالعدل أشرفهما وأفضلهما

٤٣٨ - وقال عليه السالم: الناس أعداء ما جهلوا٤٣٩ - وقال عليه السالم: الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله سبحانه

" لكيال تأسوا على ما فاتكم وال تفرحوا بما آتاكم " ومن لميأس على الماضي (٢) ولم يفرح باآلتي فقد أخذ الزهد بطرفيه

٤٤٠ - وقال عليه السالم: ما أنقض النوم لعزائم اليوم (٣)٤٤١ - وقال عليه السالم: الواليات مضامير الرجال (٤)

(١٠٢)

Page 106: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٤٢ - وقال عليه السالم: ليس بلد بأحق بك من بلد (١)، خير البالد ما حملك٤٤٣ - وقال عليه السالم (وقد جاءه نعي األشتر رحمه الله): مالك وما مالك! (٢)

لو كان جبال لكان فندا، ال يرتقيه الحافر وال يوفي عليه الطائر(والفند المنفرد من الجبال)

٤٤٤ - وقال عليه السالم: قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه٤٤٥ - وقال عليه السالم: إذا كان في رجل خلة ذائعة فانتظروا أخواتها (٣)

٤٤٦ - (وقال عليه السالم لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق في كالم دار بينهما):ما فعلت إبلك الكثيرة؟ قال ذعذعتها الحقوق (٤) يا أمير المؤمنين

فقال عليه السالم: ذلك أحمد سبلها٤٤٧ - وقال عليه السالم: من أتجر بغير فقه فقد ارتطم في الربا (٥)

(١٠٣)

Page 107: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٤٨ - وقال عليه السالم: من عظم صغار المصائب ابتاله الله بكبارها (١)٤٤٩ - وقال عليه السالم: من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته

٤٥٠ - وقال عليه السالم: ما مزح امرؤ مزحة إال مج من عقله مجة (٢)٤٥١ - وقال عليه السالم: زهدك في راغب فيك نقصان حظ (٣)، ورغبتك في زاهد

فيك ذل نفس.٤٥٢ - وقال عليه السالم: الغنى والفقر بعد العرض على الله (٤)

٤٥٤ - وقال عليه السالم: ما البن آدم والفخر، أوله نطفة، وآخره جيفة، اليرزق نفسه، وال يدفع حتفه

٤٥٥ - (وسئل من أشعر الشعراء) فقال عليه السالمإن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها (٥)، فإن

كان وال بد فالملك الضليل (يريد امرأ القيس)(١٠٤)

Page 108: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٥٦ - وقال عليه السالم: أال حر يدع هذه اللماظة ألهلها (١)؟ إنه ليس ألنفسكمثمن إال الجنة فال تبيعوها إال بها

٤٥٧ - وقال عليه السالم: منهومان ال يشبعان (٢): طالب علم وطالب دنيا٤٥٨ - وقال عليه السالم: اإليمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب

حيث ينفعك، وأن ال يكون في حديثك فضل عن عملك (٣)، وأنتتقي الله في حديث غيرك

٤٥٩ - وقال عليه السالم: يغلب المقدار على التقدير (٤) حتى تكون اآلفة فيالتدبير (وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف هذه األلفاظ)

٤٦٠ - وقال عليه السالم: الحلم واألناة توأمان ينتجهما علو الهمة (٥)(١٠٥)

Page 109: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٦١ - وقال عليه السالم: الغيبة جهد العاجز (١)٤٦٢ - وقال عليه السالم: رب مفتون بحسن القول فيه (زيادة من نسخة

كتبت في عهد المصنف)٤٦٣ - وقال عليه السالم: الدنيا خلقت لغيرها ولم تخلق لنفسها (٢)

٤٦٤ - وقال عليه السالم: إن لبني أمية مرودا يجرون فيه، ولو قد اختلفوا فيمابينهم ثم كادتهم الضباع لغلبتهم (٣)

(والمرود هنا مفعل من اإلرواد وهو اإلمهال واإلنظار. وهذامن أفصح الكالم وأغربه، فكأنه عليه السالم شبه المهلة التي هم فيها

بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهمبعدها)

٤٦٥ - وقال عليه السالم (في مدح األنصار): هم والله ربوا االسالم كما يربىالفلو مع غنائهم بأيديهم السباط وألسنتهم السالط (٤)

(١٠٦)

Page 110: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٦٦ - وقال عليه السالم: العين وكاء السه (١)(وهذا من االستعارات العجيبة كأنه شبه السه بالوعاء والعين

بالوكاء، فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء. وهذا القول في األشهراألظهر من كالم النبي عليه السالم، وقد رواه قوم ألمير المؤمنين

عليه السالم. وذكر ذلك المبرد في كتاب المقتضب في باب اللفظبالحروف. وقد تكلمنا على هذه االستعارة في كتابنا الموسوم

بمجازات اآلثار النبوية)٤٦٧ - وقال عليه السالم (في كالم له): ووليهم وال فأقام واستقام حتى ضرب

الدين بجرانه (٢)(١٠٧)

Page 111: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

٤٦٨ - وقال عليه السالم: يأتي على الناس زمان عضوض (١) يعض الموسر فيه علىما في يديه ولم يؤمر بذلك قال الله سبحانه " وال تنسوا الفضل

بينكم " تنهد فيه األشرار (٢) وتستذل األخيار. ويبايع المضطرون،وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن بيع المضطرين (٣)

٤٦٩ - وقال عليه السالم: يهلك في رجالن: محب مفرط وباهت مفتر (٤) (وهذامثل قوله عليه السالم): هلك في رجالن: محب غال، ومبغض قال

٤٧٠ - (وسئل عن التوحيد والعدل) فقال عليه السالم:التوحيد أن ال تتوهمه، والعدل أن ال تتهمه (٥)

٤٧١ - وقال عليه السالم: ال خير في الصمت عن الحكم كما أنه ال خير في القولبالجهل

٤٧٢ - وقال عليه السالم (في دعاء استسقى به) اللهم اسقنا ذلل السحاب دونصعابها (وهذا من الكالم العجيب الفصاحة وذلك أنه عليه السالم شبه

(١٠٨)

Page 112: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

السحاب ذوات الرعود والبوارق والرياح والصواعق باإلبل الصعابالتي تقمص برحالها (١) وتقص بركبانها، وشبه السحاب خالية من

تلك الروائع (٢) باإلبل الذلل التي تحتلب طيعة وتقتعد مسمحة (٣).٤٧٣ - وقيل له عليه السالم (لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين)؟ فقال عليه السالم:

الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة (يريد وفاة رسول الله صلىالله عليه وآله)

٤٧٥ - وقال عليه السالم: القناعة مال ال ينفد (وقد روى بعضهم هذا الكالملرسول الله صلى الله عليه وآله)

٤٧٦ - وقال عليه السالم: (لزياد بن أبيه، وقد استخلفه لعبد الله بن العباس علىفارس وأعمالها في كالم طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقدم الخراج (٤))

استعمل العدل واحذر العسف والحيف، فإن العسف يعود بالجالء (٥)(١٠٩)

Page 113: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

والحيف يدعو إلى السيف٤٧٧ - وقال عليه السالم: أشد الذنوب ما استخف به صاحبه

٤٧٨ - وقال عليه السالم: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ علىأهل العلم أن يعلموا (١)

٤٧٩ - وقال عليه السالم: شر اإلخوان من تكلف له (ألن التكليف مستلزمللمشقة وهو شر الزم عن األخ المتكلف له فهو شر اإلخوان)

٤٨٠ - وقال عليه السالم: إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه (يقال حشمه وأحشمهإذا أغضبه، وقيل أخجله واحتشمه طلب ذلك له وهو مظنة مفارقته

وهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كالم أميرالمؤمنين عليه السالم، حامدين لله سبحانه على ما من به من توفيقنالضم ما انتشر من أطرافه، وتقريب ما بعد من أقطاره. وتقرر العزم

كما شرطنا أوال على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب مناألبواب ليكون القتناص الشارد. واستلحاق الوارد. وما عسى أن

(١١٠)

Page 114: نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 4 - lfile . ir

يظهر لنا بعد الغموض ويقع إلينا بعد الشذوذ. وما توفيقنا إال باللهعليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وذلك في رجب سنة أربعمائة من الهجرة (١). وصلى الله عليه سيدنامحمد خاتم الرسل، والهادي إلى خير السبل، وآله الطاهرين، وأصحابه

يوم اليقين.(١١١)